المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تحريم النظر إلى المردان (الجزء الأول)   للشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان بسم الله الرحمن - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ١١٣

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

تحريم النظر إلى المردان

(الجزء الأول)

للشيخ الدكتور

عبد الرحيم الطحان

بسم الله الرحمن الرحيم

تحريم النظر إلى المردان 1

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين عمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: إخوتى الكرام..

لازلنا نتدارس الطرق التى ينبغى أن يحصن بها أهل الإيمان أنفسهم من الشيطان وقلت هذه الطرق على كثرتها وتعددها تنقسم إلى طريقن اثنين.

الطريق الأول أو الأمر الأول ينبغى أن نحصن أنفسنا منه وأن نحذره والأمر الثانى ينبغى أن نحصن أنفسنا به وأن نفعله.

الأمر الأول إخوتى الكرام تقدم معنا يدور على سبعة أمور والثانى يدور على ثمانية أمور وكنا نتدارس الأمر الأول وكان فى الحسبان كما ذكرت أن ننتهى من آخر أمور الأمر الأول فى الموعظة الماضية لكن امتد معنا البحث إلى جزئية نتدارسها فى هذه الموعظة بعون الله وتوفيقه إخوتى الكرام الأمور السبعة التى فى الأمر الأول كما تقدم ذكرتها مرارا.

أولها حفظ الخطرات وثانيها حفظ اللحظات وثالثها حفظ اللفظات ورابعها حفظ الخطوات وخامسها حفظ السمع الذى هو آلة المسموعات وسادسها حفظ البطن التى هى منبع الشهوات وسابعها حفظ الفرج الذى هو منبع الآفات والرزلات نسأل الله العافية من كل دنس.

ص: 1

إخوتى الكرام: تقدم معنا يراد بحفظ الفرج أمران حفظ العورة سترا واستعمالا فلا نكشفها ولا نستعملها فى ما حرم الله عز وجل تقدم معنا أن الاستعمال له صور متعددة ينبغى أن نصون فروجنا عن الزنى واللواط ووطء المرأة فى دبرها والسحاق بين النساء والمباشرة فى ما دون السبيلين والاستمناء وفعل الفاحشة مع البهائم وطء المرأة فى قبلها حال حيضها والأمر التاسع تقدم معنا ما يصلح أن يراه كل من الزوجين من صاحبه ثم ختمتها بأمر عاشر ألا وهو عورة كل من الذكور والإناث.

وبعد أن تكلمنا أيضا إخوتى الكرام وتدارسنا ما يتعلق بعورة الصنفين تفصيلا وتدليلا ذكرت أيضا تسع مسائل وبأنا بالعاشرة وهى التى سنتدارسها فى هذه الموعظة.

أولها: ما يحل للزوج أن ينظره من زوجته وثانيها كما تقدم معنا ما يحل للمحارم أن ينظروه من المرأة وثالثها ما يحل للأجنبى أن يراه من المرأة ورابعها ما يحل للمرأة أن تراه من المرأة وخامسها ما يحل للمرأة أن تراه من الرجل الأجنبى وسادسها ما يحل للمرأة أن تراه من محارمها من الرجال والمسألة السابعة التى تدارسناها وهى طويلة فى موضوع العورة الأمة فى بداية الموعظة المتقدمة هذه سبع مسائل والثامنة فى ما يتعلق بنظر غير أولى الإربة من الرجال والتاسعة فى نظر الطفل إلى النساء والعاشرة هى التى سنتدارسها فى حكم النظر إلى الأمرد.

ص: 2

إخوتى الكرام: كما هى العادة فى بداية الموعظة نتدارس مقدمة تدور حول موضوعنا وهذه المقدمات الماضية كانت تدور فيما يتعلق بحفظ الفرج ومنزلة حفظه وما يتعلق بسرد بعض القصص عن سلفنا رضوان الله عليهم أجمعين فى ذلك أما هذه المقدمة إخوتى الكرام فلها شأن آخر تقدم معنا أن غالب ما يقع الإخلال بهذا الأمر بالأمر السابع نحو الفرج يقع سرا استعمالا أو نظرا الإنسان ينظر ولا نستطيع أن نعلم هل نظر أم لا خائنة الأعين وهكذا يستعمل الفرج ولا يعلم بخلاف الكلام وشرب الخمر كما تقدم معنا فتلك معاصى ظاهرة وهذه باطنة إذا كان الأمر كذلك فحقيقة ينبغى أن نختم هذه الموعظة بقدمة تنفعنا نحو هذا الأمر ألا وهو مراقبة ربنا سبحانه وتعالى فهذ المعصية التى تتعلق بالفرج كما قلت نظرا واستعمالا فى الغالب لا تظهر للناس لكن لا تخفى على رب الناس الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء فينبغى أن نراقب الله فى جميع أحوالنا وأفضل الطاعات مراقبة من لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماوات فى جميع الأوقات سبحانه وتعالى فهذا خلق المراقبة وهو درجة الإحسان فى الإسلام المراقبة أن نراقب الله فى جميع أحوالنا كأننا نراه فإذا لم نصل لهذا فلا بد من استحضار واستشعار أنه يرانا فى جميع أحوالنا.

ص: 3

قال الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى مدارج السالكين فى الجزء الثانى صفحة خمس وستين فى بيان معنى مراقبة العبد لربه قال المراقبة هى دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الله على ظاهره وباطنه أن تعلم دائما وأن تتيقن جازما فى جميع أحوالك بأن الله مطلع على ظاهرك وعلى باطنك سبحانه وتعالى هذا المعنى إخوتى الكرام للمراقبة ينبغى أن نستحضره فى جميع أحوالنا هذا المعنى ما خلت منه ورقة من ورقات المصحف الشريف كما ذكر ذلك شيخنا عليه رحمة الله فى أول تفسير سورة نبى الله هود وعليه الصلاة والسلام على نبينا فى الجزء الثالث صفحة عشرة يقول لا تخلو ورقة من المصحف الكريم إلا وجدت فيها آية بهذا المعنى يعنى أن الله يعلم سرنا وجهرنا علانيتنا وسرنا جميع أحوالنا مطلع علينا.

قال الله جل وعلا: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} .

وقال جل وعلا: {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} .

وقال جل وعلا: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} ، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} .

ويقول الله جل وعلا فى أول سورة النساء: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} فراقب الله فهو يراقبك فى جميع الأحوال سبحانه وتعالى.

ص: 4

وهذا المعنى إخوتى الكرام الذى لا تخلو منه ورقة من ورقات المصحف الشريف هو أعظم واعظ وأبلغ زاجر أنزله الله من السماء إلى الأرض أعظم واعظ أبلغ زاجر إعلام الله لعباده بأنه يعلم جميع أحوالهم ما أسروه وما أعلنوه ووجه ذلك كما قرر أئمتنا لو قدر أن إنسانا أخذ إلى حضرة ومجلس أمير ظالم سفاك للدماء إلى مجلس ملك يبطش لأدنى الأسباب أخذ هذا لمجلسه للمباحثة معه فى قضية من القضايا والسياف واقف والسيف بيده واستدعى هذا الإنسان وبدأ الأمير يكلمه فيما اتهم به لو برز فى هذا الوقت بعض محارم الأمير من بناته وأخواته هل ينظر هذا الآن المتهم فى حضرة الأمير إلى حريم الأمير ولو بدت منه نظرة لطارت الرقبة ينظر؟ حقيقة هو مشغول عن النظر والله جل وعلا أقوى من عباده سبحانه وتعالى وهو أعلم بما فى نفوسهم فاستحى منه يا عبد الله استحى منه سبحانه وتعالى إذا كنت تخاف من بطش الأمير فتغض عن محارمه إذا كنت فى حضرته فما حرمه الله علينا ينبغى أن نغض الطرف عنه فالله أعظم عقوبة من عباده وحرم علينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وهو عليم بذات الصدور.

إخوتى الكرام..

ص: 5

مراقبة الرحمن على الدوام هى درجة الإحسان التى ينبغى أن يتصف بها أهل الإيمان كما أشار إلى ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام فى الحديث الطويل الذى يسمى بأم السنة كما نعته بذلك الإمام أبو العباس القرطبى فى كتابه المفهم فى شرح صحيح مسلم وهو المعروف بحديث جبريل الطويل على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام إخوتى الكرام والحديث فى صحيح مسلم وسنن الترمذى وأبى داود من رواية سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو فى المسند وصحيح البخارى من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه وهو فى سنن النسائى وابن ماجة من رواية سيدنا عمر وسيدنا أبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين وروى الحديث عن سيدنا أنس وسيدنا عبد الله ابن عباس وسيدنا عبد الله ابن عمر وسيدنا ابن عامر أو أبى عامر أو أبى مالك وسيدنا جرير ابن عبد الله البجلى رضي الله عنهم أجمعين انظروا إخوتى الكرام هذه الروايات فى مجمع الزوائد فى الروايات المتأخرة فى الجزء الأول صفحة ثمان وثلاثين إلى الصفحة واحدة وأربعين والرواية الأخيرة رواية جرير رواها الإمام الآجورى فى كتاب الشريعة فهو من رواية عدة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من رواية عمر وأبى هريرة وأنس وعبد الله ابن عباس وعبد الله ابن عمر وابن عامر أو أبى عامر أو أبى مالك ومن رواية جرير رضي الله عنهم أجمعين وفيه سؤال جبريل لنبينا الجليل على نبينا وأنبياء الله وملائكته صلوات الله وسلامه عن الإسلام والإيمان ثم قال له ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك لم تكن تراه فإنه يراك درجة المراقبة درجة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه كأنك تتراءى الحق سبحانه وتعالى وهذا كان سلفنا يلاحظونه فى نفوسهم ويعبرون عنه بألسنتهم.

ص: 6

روى الإمام ابن سعد فى الطبقات فى الجزء الرابع صفحة سبع وستين ومائة والأثر فى الحلية فى الجزء الأول صفحة تسع وثلاثمائة وانظروه فى السير فى الجزء الثالث صفحة سبع وثلاثين ومائتين وفى الجزء الرابع صفحة اثنتين وأربعمائة عن العبد الصالح التابعى الجليل عروة ابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين قال لقيت أبا عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه فى الطواف فتقدمت إليه فلما صرت بجواره وقلت أبا عبد الرحمن ألا تزوجنى سودة وهما يطوفان قال فنظر إلى ولم يكلمنى فقلت القائل عروة رضي الله عنه وأرضاه لو رضينى لأجابنى يعنى سكت عنى فلا يريد أن يقول لا أزوجك لو رضينى لأجابنى فانتهينا من الطواف وتفرقنا قال ثم ذهب عبد الله ابن عمر رضي الله عنه إلى المدينة المنورة على نبينا صلوات الله وسلامه قبلى فلما انتهيت أنا أيضا من نسكى ذهبت إلى المدينة فقلت أسلم على أبى عبد الرحمن وأقوم بحقه فذهبت وسلمت عليه فلما سلمت عليه قال له لا زلت على رغبتك فى سودة فقال له أنا أحرص ما كنت عليها قبل الآن عندى حرص عليها أشد مما كان سابقا فقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنه كلمتنى فى الطواف ونحن نتخايل الله بين أعيننا ونحن نتراءى الله بأعيننا كأننا ننظر إليه كأننا نتراءه وأنت نكلمنى فى الطواف وإسناد الحديث ثابت إخوتى الكرام فما أجبتك ماذا أجيبك يعنى نحن الآن فى وقت مراقبة لله واستحضار وخشوع وسكينة نطوف حول البيت العتيق وأنت تريد يعنى أن أزوجك فى ذلك الوقت ونحن نطوف يعنى أجل البحث فى هذه القضية بعد الطواف وعقد له فى نفس المجلس قبل أن يذهب عروة إلى بيته رضي الله عنهم أجمعين إذن أن تعبد الله كأنك تراه نتخايل الله بين أعيننا نتراءى الله بأعيننا كأننا ننظر إليه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك وقد كان الإمام الشافعى رضي الله عنه وأرضاه كثيرا ما ينشد كما فى اتحاف السادة المستقيم فى الجزء العاشر صفحة ثمان وتسعين وقيل هذه الأبيات

ص: 7

للإمام الشافعى وقيل لغيره رضي الله عنه وأرضاه.

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل

خلوت ولكن قل على رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة

ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب

وأن غدا لناظريه قريب

لابد إخوتى الكرام من استحضار هذا المعنى كأننا نرى الله فى جميع شؤون حياتنا فإذا نزلنا عن هذه الرتبة فلا أقل من أن نعلم أن الله مطلع على جميع أحوالنا ولذلك لما قال رجل للإمام أبى القاسم الجنيد ابن محمد القواريرى رضي الله عنه وأرضاه قال بما أستعين على غض البصر قال بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه إذا علمت أن نظر الله إليك لا ينقطع وأن نظره إليك أسبق من نظرك إلى من ستنظر إليه تستحى من الله وتغض طرفك إذا علمت أنه يراك كما تقدم معنا إذا كان الإنسان فى حضرة الأمير الجبار والسيوف مصلتة يغض طرفه لو خرجت عارية الله جل وعلا أقوى بطشا وقوة من الأمير وعنده نار السعير وينبغى أن نستحى منه فهو ربنا الجليل سبحانه وتعالى لا إله إلا الله.

ص: 8

ذكر الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه ذم الهوى فى صفحة سبع وسبعين ومائتين والقصة نقلها الإمام ابن القيم فى كتابه روضة المحبين صفحة ست وستين وأربعمائة حاصلها إخوتى الكرام أن امرأة من العابدات القانتات الجميلات المصونات كانت فى بلاد الكوفة وكانت تخطب من قبل الخطاب فتمتنع من الزواج وحتما هذا تقصير منها لكن لعله رأت أن هذا أصلح لها وما أعرضت عن هذه السنة امتهانا لها والإنسان أدرى بشؤون نفسه فعلقها بعض الأثرياء الأغنياء فكيف سيحتال عليها انظر لتفريط آخر أيضا يعنى وقعت فيه هذه المرأة اكترى هذا الإنسان ثلاثمائةراحلة وقال للناس من أراد أن يسجل الحج عندى بثمن بخس من العباد والمساكين الذين ما عندهم أجرة الحج بكاملها فخذوا منه أجرة رمزية طلبا للثواب وهو يعنى يريد أن تحج هذه العابدة القانتة وأرسل إليها من النساء من يرغبها فى الحج فسجلت فى هذه الحملة ونساء كثر تريد أن تترخص يعنى من أجل حجة الفريضة مع النساء بلا محرم فلما جاوزوا مراحل ومراحل والجيش يستريح يعنى بعد مراحل جاء إليها عندما علم مكانها وقال لا بد من الإجابة إن شئت راضية وإن شئت مكرهه يعنى لا سلامة فى هذه الليلة فقالت ويحك نحن فى طريقنا إلى الحج استحى من الله قال لا بد أنا ما جئت رغبة فى الحج ولا عملت ما عملت طلبا للثواب لا أريد فقط إلا أنت هذا العمل كله من أجلك فانظرى فى نفسك قالت نخشى أن يكون يعنى بعض الحجاج مستيقظا يفضحنا جئنا للحج لتزنى قال كلهم ناموا قالت إذن تتأكد فذهب وقال كلهم ناموا ولا يوجد أحد عينه تتحرك قالت هل نام رب العالمين وشهقت شهقة فماتت من خشية الله عز وجل هل نام رب العالمين سبحانه وتعالى وبدأ المسكين يولول يقول يا ويحى قتلت نفسا أرادت أن تحج وما حصلت شهوتى حقيقة هل نام رب العالمين هل أنت تراقب نظر العباد ونظر رب العباد يعنى ألا تأبه به ولا تستحى منه لذلك إذا أرخى الإنسان ستره وفعل الفاحشة

ص: 9

ناداه رب العالمين أجعلتنى أهون الناظرين إليك استحييت من العباد وما استحييت ممن لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى.

إخوتى الكرام: هذا المعنى ينبغى أن نستحضره فى جميع أحوالنا ينقل الإمام الغزالى فى الإحياء أيضا فى الجزء الرابع صفحة خمس وثمانين وثلثمائة والقصة أيضا فى ذم الهوى فى صفحة اثنتين وسبعين ومائتين وفى روضة المحبين صفحة خمس وتسعين وثلاثمائة وذكرها الإمام المناوى فى فيض القدير فى الجزء الأول صفحة واحدة وخمسين وخمسمائة خلاصتها أن أعرابى خرج فى ليلة مقمرة فرأى امرأة كالجبل أى كالعلم كالجبل يراد امرأة طويلة جميلة لها شأن بارز تلفت النظر فى سواد الليل فاقترب منها وراودها وطلب منها ما حرم الله على عباده وقالت ويحك أما لك زاجر من عقل إن لم يكن لك ناه من دين إذا ما نهاك دينك عن معصية الله ما عندك عقل يردعك عن الفاحشة وما تستحى إذ لم تكن هذه محرمة أنت ما تستحى أن تعتدى على أعراض العباد فقال وممن استحى ولا يرانا إلا الكواكب تقولين تستحى ما أحد يراقبنا ليلة مقمرة والكواكب هى نورها ظاهر ولا يوجد أحد فى هذه البادية ممن استحى فقالت أين مكوكبها أين ربها سبحانه وتعالى فانزجر هذا الإنسان وانصرف حقيقة هذا المعنى لا بد من استحضاره إخوتى الكرام فى جميع أحوالنا خلق المراقبة نراقب الله فى جميع أحوالنا وأن نعلم أنه معنا أينما كنا فبذلك يكرمنا ربنا ويعزنا فى هذه الحياة ويغدق علينا نعمه بعد الممات فى نعيم الجنات.

ص: 10

يذكر الإمام القشيرى فى كتابه الرسالة صفحة تسعين ومائة والقصة نقلها عنه أيضا الإمام الزبيدى فى اتحاف السادة المتقين فى الجزء العاشر صفحة تسع وتسعين خلاصتها أن بعض الأمراء فى الزمن القديم كان يكرم بعض أعوانه من حراسه وحجابه إكراما زائدا وكان فى خلقته دمامة يعنى يكرمه دميم الخلقة فكأنهم يعنى حسده أصحابه وقالوا للأمير يعنى لما تميز هذا علينا خلقته دوننا وبعد ذلك نحن وهو فى رتبة واحدة بل لعلنا أعلى منه رتبة وهذا نراك يعنى تقدمه علينا قال أوريكم وضعه ووضعكم معى.

انظروا إخوتى الكرام للمراقبة إذا كان البشر يكرم بشرا عندما يراقب حاله فكيف سيكون حالنا مع الله وسيكرمنا الله من باب أولى إذا راقبناه فخرج الملك مع أعوان هذا الأمير فتظر وهو يمشى إلى جبل عليه ثلج نظر فقط فهذا الذى مع الأمير ركب خيله وأسرع إلى جهة الجبل وقال لهم أين ذهب صاحبكم قالوا لا ندرى فعاد بعد قليل ومعه شىء من الثلج قال له الأمير من أمرك بهذا قال أيها الأمير أنت نظرت ناحية الجبل والعقل لا ينظر عبثا وفى الجبل لا يوجد إلا ثلج فكأن نفسك اشتهته يعنى شيئا من الثلج فأنا لما أنت نظرت إليه عرفت المراد وراقبت نظرك لأننى أراقب أحوالك أفهم ما تريد من حركاتك من إشاراتك أما أنك يعنى لا تتكلم لا فقال لهم انظروا لحاله كيف يراقب وبالمراقبة يتصرف وأنتم يعنى عندما توجه إليكم الأوامر والعبارات وأطلب منكم شيئا تتثاقلون وأما هذا لينظر إلى اللحظات.

وحقيقة كان سلفنا يغرسون دائما فى نفوس وأذهان أولادهم والطلبة الله ناظرى الله شاهدى الله معى سبحانه وتعالى لا بد من أن نراقب ربنا سبحانه وتعالى فى جميع أحوالنا.

إخوتى الكرام..

يراد منا أمران لا سعادة للإنسان بدونهما:

ص: 11

الأمر الأول: أن تكون المتابعة على ظاهرنا ظاهرنا علم وسنة نقتدى بنينا عليه الصلاة والسلام وأن تكون المراقبة فى باطننا نراقب الله فى سرنا ونعمر ظاهرنا بسنة نبينا عليه الصلاة والسلام العلم والمتابعة على الظاهر والإخلاص والمراقبة فى الباطن من دون هذين الأمرين لا سعادة للإنسان فى هذه الحياة والحياة جعلها الله مطية لرضوانه سبحانه وتعالى فلا ينبغى أن ندنسها بالخطيئات فإذا فعلنا فنندم حين لا تنفع الندمات ويحك يا ابن آدم إذا عصيت الله وخالفته وزعمت أنه لا يراك فقد كفرت وإذا عصيت الله وخالفته وقلت إنه يراك فقد اجترأت على عمل أمر عظيم حيث لم تبال بأحكم الحاكمين ورب العالمين سبحانه وتعالى فأنت بين أمرين أحلاهما مر إن قلت لا يراك كفرت فهو الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء وإذا قلت إنه يراك وبارزته بالمحاربة فليس بعد حماقتك حماقة لاإله إلا الله.

إخوتى الكرام نحو هذين الأمرين ستر الفرج ستر العورة واستعمالها عدم النظر إلى عورة الغير وعدم استعمال العورة فيما حرم الله علينا نحو هذين الأمرين من حفظ فيما مضى فليتق الله فيما بقى وليعتصم بالله اللطيف القوى احمد الله حفظت فيما مضى فما فرطت لا خنت فى نظرة ولا فى كشف ولا فى استعمال احمد ذى العزة والجلال وسله أن يلطف بك وأن يثبتك فى المستقبل ومن وقع منه زلل فيما مضى فليتب إلى الله عز وجل فرحمته واسعة.

إن تغفر اللهم تغفر جما

وأى عبد لك ما ألما

وحقيقة الوصف الثانى هو وصفنا وقل أن يخلو إنسان من نظرة خائنة أو استعمال لا يحل له ونسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان أن يجعل خير أيامنا يوم لقائه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ولذلك ينبغى أن نتوب إلى الله عز وجل سبحانه وتعالى نعم إخوتى الكرام نحو هذا الأمر الثانى على وجه الخصوص قل أن يسلم أحد إلا إذا تداركته عناية خاصة ورعاية تامة من الله عز وجل والمعصوم من عصمه الله

ص: 12

وقد ورد فى الآثار بأنه ما سلم من الهم بالخطايا وفعلها إلا عبدا صالحا قانتا جعله الله حصورا وهو نبى الله يحيى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه قال الله جل وعلا {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب * هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} .

لا إله إلا الله إخوتى الكرام السيد هوالذى يفوق قومه بالخير يفوقهم فى خصال الخير كما ذكر ذلك شيخ الإسلام الإمام النووى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى شرح صحيح مسلم فى الجزء الخامس عشر صفحة سبع وثلاثين هذا السيد سيد قومه فاقهم فى خصال الخير والفضيلة والشرف فقال الإمام القرطبى فى تفسيره فى الجزء الرابع صفحة ست وسبعين السيد هو الذى ساد قومه وانتهوا إلى قوله وهذا العبد الصالح نبى الله يحيى على نبيناو عليه الصلاة والسلام وصفه الله بأنه سيد وحصور وهو نبى من الصالحين السيادة ما قال الرازى فى تفسيره فى الجزء السابع صفحة سبع وثلاثين هى قدرته على تعليم أتباعه وتأديبهم لما فيه من خصال الخير يعلمهم ويرعاهم ويأدبهم سادهم علمهم وأدبهم.

ص: 13

وأما الصفة الثانية وهى أنه حصورا لا بد منها تدل على أنه يتعفف عن أموالهم وأعراضهم ويمنع نفسه من الاعتداء عليهم وبهذا يسود وأما إذا علم وأدب ثم هو بعد ذلك يرتع فى أموالهم وأعراضهم ولا يعف عن حرماتهم فأى علم وتأديب سيحصل منه نحو رعيته وقومه وأتباعه حصور يمنع نفسه من أخذ شىء منهم من مال أو اعتداء على عرض ثم هو سيد يعلم ويأدب لفظ الحصور إخوتى الكرام من الحصر بمعنى الحبس حصر يحصر من باب نصر ينصر حصرا إذا منع نفسه الحصر هو المنع ويقال للبخيل حصور كما يقال للأمير حصور هذا حصور وهذا حصور لاإله إلا الله لأن كلا منهما محجوب ذاك حجب خيره وهو البخيل وهذا حجب شخصه وهو الأمير هذا مختفى متوارى حصور وذاك ماله لا يخرج ولا يساعد به عباد الله حصور الحصور هو فيه صفة المنع بخيل فيه صفة الاحتجاب كما قلت هنا احتجب عن رعيته حصور أيضا إذا حصر نفسه ومنعها من الشهوات المحرمة حصور إذن من الحصر وهو الحبس والمنع ومنه قول الله جل وعلا فى سورة الإسراء {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} أى محبسون فيه ولا يخرجون منه يحصرون فى ذلك المكان.

لفظ الحصور هنا إخوتى الكرام فعول إما أن يكون بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول فإذا كان بمعنى فاعل حصر نفسه عن الشهوات ومنعها من المنكرات والرزالات بتوفيق رب الأرض والسماوات.

ص: 14

روى الإمام البزار فى مسنده والطبرانى فى معجمه الكبير كما فى المجمع فى الجزء الثامن صفحة تسع ومائتين وفى إسناد الأثر على ابن زيد ابن جدعان تقدم معنا حاله مرارا روى له البخارى فى الأدب المفرد ومسلم لكن مقرونا فى صحيحه وأهل السنن الأربعة وتوفى سنة واحدة وثلاثين ومائة رضي الله عنه وأرضاه على ابن زيد ابن جدعان قال الهيثمى ضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات قال الهيثمى فى مكان آخر فى الجزء العاشر صفحة اثنتين وتسعين وثلاثمائة على ابن زيد ابن جدعان وثق وانظروا ترجمته الطيبة فى السير فى الجزء الخامس صفحة سبع ومائتين قال ولد أعمى وكان من أوعية العلم كقتادة دعامة رضي الله عنهم أجمعين أيضا ولد أعمى وكان من أوعية العلم على تشيع يسير فيه وسوء حفظ يغضه عن درجة الإتقان ينزله عن درجة يعنى كمال الضبط وتمامه على ابن زيد ابن جدعان وقال فى الميزان فى الجزء الثالث صفحة سبع وعشرين ومائة اختلفوا فيه وقد وثقه الإمام الترمذى فقال عنه فضلا اختلفوا فيه فالترمذى يرى أن حديثه فى درجة الحسن على ابن زيد ابن جدعان هذا فى الإسناد وبقية الرجال ثقات ولفظ الحديث عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا فى حلقة فى المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه أيهم أفضل فذكرنا نبى الله نوحا على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه وطول عبادته يعنى امتاز على غيره بعمر طويل عبد فيه الله الجليل سبحانه وتعالى وذكرنا إبراهيم وأنه خليل الرحمن سبحانه وتعالى وذكرنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأنه مكلم من قبل الله وأن الله كلمه وذكرنا نبى الله عيسى على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه قال فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى ذكروا أولى العزم أوليس كذلك ويضاف إلى هؤلاء الأربع نبينا عليه الصلاة والسلام نبى الله نوح وموسى وعيسى وإبراهيم ومعهم نبينا عليه الصلاة والسلام هم أشرف الله

ص: 15

ورسله كما تقدم معنا فى مباحث النبوة هؤلاء خيار الأنبياء وأفضلهم الخليلان وأفضلهما نبينا عليه الصلاة والسلام.

كما تقدم معنا هذا إخوتى الكرام ذكروا هؤلاء وخرج عليهم النبى عليه الصلاة والسلام فقال ما تذكرون بينكم فقلنا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل ثم عاودوا عليه ذكرنا نبى الله نوحا عليه الصلاة والسلام وطول عبادته إبراهيم وخلته موسى وتكليم الله له نبى الله عيسى على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه كلمة الله وروحه وذكرناك يا رسول الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقال النبى عليه الصلاة والسلام فما فضلتم ذكرتم خمسة فمن يعنى فضلتموه من هؤلاء كنا فضلناك يا رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم ذكروا عللا فى تفضيل نبينا عليه الصلاة والسلام وهم مصيبون قالوا بعثك الله كافة للناس بشيرا ونذيرا هذا ما حصل لمن قبلك هذه خصوصية وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وجعلك خاتم النبيين خاتم الأنبياء والمرسلين هذا ما حصل لمن قبلك فقال عليه الصلاة والسلام ما ينبغى لأحد أن يكون خيرا من يحيى ابن زكريا على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه قالوا ولم يا رسول الله عليه الصلاة والسلام يعنى هذا الآن سيفضل على غيره لم حقيقة فى هذه الخصلة كما قلت مرارا المزية لا تقتضى الأفضلية المطلقة لكن حقيقة هو فيه خصلة كما أشار ربنا حصورا لا إله إلا الله قالوا ولم قال ألم تسمعوا إلى قول الله جل وعلا [فى سورة مريم] : {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا *وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا *وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} .

ص: 16

فأعطاه الله الحكم وهو صبى وكان وهو صغير فى سن التمييز ليس المراهقة ومن باب أولى ليس الاحتلام إذا قيل له من قبل الصبيان هلم لنلعب يا يحيى يقول ما للعب خلقنا نحن خلقنا فى هذه الحياة لنلعب لا إله إلا الله وآتيناه الحكم صبيا وهو صغير أعطاه الله الحكم والرشد والوعى والحكمة وتلا عليهم الآية التى معنا فى سورة آل عمران وقرأتها قبل قليل {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} ثم قال لهم نبينا عليه الصلاة والسلام إن نبى الله يحيى على نبيناو عليه الصلاة والسلام لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها قبل النبوة وبعد النبوة وفى جميع أحواله لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها حقيقة الذى يعنى يصل إلى هذه المرتبة فهنيئا له كما قلت عناية خاصة عناية خاصة وبعد ذلك من عداه فى الخطيئات فى جميع الأوقات ونسأل الله حسن الخاتمة بفضله ورحمته لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها.

إخوتى الكرام..

فيما يتعلق بأمر التفضيل فيأتينا بحث هذا فى مباحث النبوة التى إن شاء الله سنستأنفها بعون الله عما قريب وكل ما هو آت قريب لا إله إلا الله نبينا عليه الصلاة والسلام لا شك هو أفضل خلق الرحمن أفضل النبيين والمرسلين على نبيناو عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وما ورد من نصوص تشعر بعدم تفضيله على غيره أو تفضيل بعض الأنبياء عليه على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه أجاب أئمتنا عن ذلك بعدة أجوبة معتبرة أذكرها إيجازا وإذا جاء المبحث معنا أفصلها بأدلة معتبرة إن شاء الله.

أولها: إن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ما قال قبل أن يعلمه الله بأنه أفضل الخليقة وخير البرية وعليه إذا علم مكانة نبى يقول بتفضيله ويفضله على نفسه على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه فلما أعلم أنه خير خلق الله انتهى الأمر فهذا جرى منه قبل أن يعلمه الله بتفضيله على النبيين والمرسلين على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

ص: 17

الجواب الثانى: قال هذا من باب التواضع والأدب مع الأنبياء واحترامهم وهضم النفس واحتقارها عليه صلوات الله وسلامه.

الجواب الثالث: المنهى عن تفضيل نبينا عليه الصلاة والسلام على غيره تفضيلا يؤدى إلى تنقيص الغير وأما إذا فضل دون أن يكون هناك تنقيص فلا حرج لكن إذا كان التفضيل سيشعر بتنقيص وتحقير لبقية أنبياء الله ورسله على نبينا وعليهم عليه صلوات الله وسلامه فيمنع الإنسان من التفضيل فى هذا الوقت.

الجواب الرابع: نهينا عن التفضيل الذى يؤدى إلى خصومة كأن يقول أهل الكتاب نبينا خير من نبيكم نحن نقول نبينا خير من نبيكم بعد ذلك نصل إلى خصومات يسبون نبينا ونسب نبيهم من باب الحماقة والجاهلية فهذا تفضيل يؤدى إلى خصومة فينبغى أن نقف عنه.

الجواب الخامس: التفضيل المنهى عنه بين الأنبياء فى نفس النبوة فهى إيحاء من الله لعباده لكن تفضيل فى الخصائص تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ليس فى نفس النبوة منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات إذن هذه خصائص هذا اختصه هذا بالرؤيا هذا بالتكليم هذه خصائص أما نفس النبوة فلا تفضيل فيها كما نتساوى نحن فى البشرية لا تفضيل فى نفس البشرية كلكم لآدم وآدم من تراب نتفاضل بعد ذلك بالخصائص وهؤلاء كذلك على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله سلامه.

الجواب السادس: المنهى عن التفضيل بالرأى وأما إذا وقف الإنسان على أثر فيتكلم فهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يتكلمون هذا حسب آرائهم ويستعرضون الفضائل ويقولون فلا بد من إرجاع هذا إلى من لا ينطق عن الهوى نبينا خير الورى عليه الصلاة والسلام.

ص: 18

الجواب السابع المنهى عن التفضيل بصورة تجمع جميع الفضائل فى المفضل عليه فنقول هذا هو الأفضل أى كل الفضائل اجتمعت فيه وغيره ليس فيه فضيلة هذا لا يصح لا بد هذا أفضل لا شك لكن بعد ذلك هناك فضائل وهناك خصوصيات تكون فى المفضول لا تكون فى الفاضل إذن لا بد من وضع الأمر كذلك وأئمتنا قرروا هذا بقولهم بكثرة المزية لا تقتضى الأفضلية يعنى هذا يعنى الفضل له فى النهاية لكن قد بعد ذلك هناك فضائل يختصون بها ولا تكون فيه فمثلا نبى الله عيسى على نبيناو عليه الصلاة والسلام اختصه الله بأن ولد من غير أب هذه فضيلة حقيقة ومزية معجزة كبيرة أعطاها لهذا النبى الكريم على نبيناو عليه الصلاة والسلام اختصه الله لم يخلقه لا من أب ولا من أم هذه مزية أيضا إذن مزايا وفضائل فلا يجوز أن نقول هذا الأفضل بحيث حوى كل الفضائل وأولئك ليس فيهم فضيلة انفردوا بها لإغذن حول سبعة أمور كما قلت يقع النهى عن التفضيل بين الأنبياء.

انظروا إخوتى الكرام فى شرح شيخ الإسلام الإمام النووى على صحيح مسلم فى الجزء الخامس عشر صفحة سبع وثلاثين وفى فتح البارى فى الجزء السابع صفحة ست وأربعين وأربعمائة واثنتين وخمسين وأربعمائة من نفس الجزء.

إذن نبى الله يحيى لم يعمل سيئة ولم يهم بها سبحان الله لم يعمل ولم يهم هذه حقيقة مزية مزية يعنى نبينا عليه الصلاة والسلام خير البرية عليه الصلاة والسلام قبل أن يوحى إليه يعنى عندما حل الإزار من أجل أن يساعد فى بناء الكعبة نودى يعنى من خلفه يعنى شد عليك إزارك عليه صلوات الله وسلامه فإذن هنا لنبى الله يحيى كما قلت فى هذا الأمر ميزة حقيقة على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه يعنى فى هذا الأمر له ميزة على من عداه ثم أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها نبى الله يحيى على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

ص: 19

إخوتى الكرام: ما وقع من نبينا عليه الصلاة والسلام وجرى له قبل بعثته الشريفة عليه صلوات الله وسلامه من رفع إزاره عند مشاركته فى بناء الكعبة المشرفة ثابت فى المسند والصحيحين من رواية سيدنا جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما وراه البيهقى وأبو نعيم كلاهما فى دلائل النبوة كما رواه الإمام أبو نعيم فى كتابه معرفة الصحابة ورواه الطبرانى فى معجمه الكبير والطبرى فى تهذيب الاثار من رواية سيدنا عبد الله ابن عباس عن أبيه سيدنا العباس عن نبينا خير الناس على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فالحديث رواه الإمام عبد الرزاق فى مصنفه والطبرانى فى معجمه الكبير والحاكم فى المستدرك والبيهقى فى دلائل النبوة من رواية أبى الطفيل رضي الله عنهم وأرضاهم ولفظ حديث سيدنا جابر رضي الله عنه قال لما بنى الكعبة المشرفة ذهب النبى صلى الله عليه وسلم وعمه العباس رضي الله عنه ينقلان حجارة فقال سيدنا العباس رضي الله عنه لابن أخيه نبينا عليه الصلاة والسلام اجعل إزارك على عاتقك والعاتق هو ما بين المنكب والعنق اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة أى ليقيك من الحجارة ومن ثقلها عندما تحملها على عاتقك ففعل نبينا صلى الله عليه وسلم ذلك أى حل إزاره ووضعه على عاتقه فخر إلى الأرض وفى رواية فسقط مغشيا عليه عليه صلوات الله وسلامه وطلحت عيناه إلى السماء يعنى ارتفعت ثم قال فقال إزارى إزارى فشد عليه إزاره فما رؤى بعد ذلك اليوم عريانا.

ص: 20

انظروا إخوتى الكرام روايات الحديث وانظروا كلام الأئمة عليه فى شرح صحيح مسلم للإمام النووى فى الجزء الثالث صفحة ثلاث وثلاثين وفى الفتح فى الجزء الثالث صفحة تسع وثلاثين وأربعمائة وفى الجزء السابع صفحة خمس وأربعين ومائة وانظروا دلائل النبوة للإمام البيهقى فى الجزء الثانى صفحة خمس وخمسين وثبت فى المسند ومسند أبى يعلى ومسند الإمام أحمد ومسند البزار كما فى المجمع فى المكان المتقدم وفى الإسناد على ابن زيد ابن جدعان هناك ماذا قال ضعفه الجمهور هنا زاد قال ضعفه الجمهور وقد وثق على ابن زيد ابن جدعان لا إله إلا الله والحديث رواه ابن خزيمة والدارقطنى أيضا كما فى قصص الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه للإمام ابن كثير عليه رحمات ربنا الجليل صفحة تسع وأربعين وخمسمائة ورواه الإمام الثعلبى فى كتابه عرائس المجالس أيضا قصص الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه صفحة ست وثلاثين وثلاثمائة وعليه وفى المسند ومسند أبى يعلى والبزار والدارقطنى وابن خزيمة ورواه الثعلبى ولفظ الحديث من رواية سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن البنى صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم ليس يحيى ابن زكريا هذا لا هم ليس يحيى ابن زكريا هذا لا أخطأ ولا هم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه زاد البزار فى مسنده فإنه لم يهم بها ولم يعملها وروى الإمام البزار بسند رجاله ثقات كما فى المجمع فى المكان المتقدم عن سيدنا عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغى لأحد أن يقول أنا خير من يحيى ابن زكريا ما هم بخطيئة أحسبه قال ولا عملها فإذا ما هم لن يعمل من باب أولى لأن العمل لا يكون إلا بعد الهم ما هم بخطيئة أحسبه قال ولا عملها وهذا المعنى للفظ حصور فعول بمعنى فاعل حصر نفسه منعها من الشهوات والمنكرات والمخالفات وأظهر القولين فى تفسير الآية

ص: 21

وهو الذى ذهب إليه الجمهور فقالوا فى تعليل ذلك إن اللفظ خرج مخرج الثناء والمدح وذلك يكون على فعل المكتسب دون الفعل الجبلى فى الغالب يعنى لو كان حصورا بمعنى لا شهوة له يشتهى فيها ما حرم الله عليه فلا يكون بذلك مدح إنما المدح هنا أنه عنده ما عند غيره لكن زم نفسه بزمام التقوى ومن الله عليه بالحكمة وهو صبى فصان نفسه من كل عمل ردى منذ أن ولد إلى أن قبض على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه.

ص: 22

هذه هى الميزة لأنه خرج مخرج المدح فإذن هو الذى ضبط نفسه بتوفيق الله كما قلت كما تقدم معنا قلت لا يسلم أحد من مخالفة إلا إذا صاحبته عناية خاصة ورعاية تامة كما حصل لنبى الله يحيى على نبيناو عليه الصلاة والسلام وإلا من عداه نسأل الله اللطف والعافية بفضله ورحمته إذن هذا أمر فى ترجيح هذا القول التعليل الثانى فى ترجيحه فعول حصور قال الإمام القرطبى تأتى هذه الصفة بصيغة الفاعلية بصيغة الفاعل وهو الذى يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الشروب هو كثير الأكل والشرب وهو الحصور كثير الحصر والمراقبة والضبط لنفسه يراقب نفسه فى جميع أحوالها إذن هذا يرجح المعنى الأول وهو أنه بمعنى فاعل حصر نفسه معنا علة ثالثة ترجح هذا ذكرها الخطيب الشربينى فى السراج المنير قال هذا الوصف إذا كان هو حصر نفسه ومنعها مما حرم الله عليه هذا أبعد من إلحاق الآفة بالأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه يعنى هذا يحتمل أن نقول خلق ممسوحا أو عنينا لا شهوة له ولا يشتهى النساء من أجل هذا ما هم ولا تطلع فهذا أبعد من إلحاق الآفة بالأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه بالعلل الثلاثة ترجيح القول الأول الحصور الذى حصر نفسه من كل ما حرم الله عليه من كل شائبة كما قلت هذا الذى رجحه جمهور المفسرين منهم الإمام الرازى فى تفسيره فى الجزء السابع صفحة سبع وثلاثين وهكذا الإمام القرطبى فى الجزء الرابع صفحة ثمان وسبعين لا فى الجزء السابع صفحة سبع وثلاثين أوليس كذلك سبع وثلاثين نعم ظننت أخطأت فيها فى الجزء السابع صفحة سبع وثلاثين والقرطبى فى الجزء الرابع صفحة ثمان وسبعين ومنهم الإمام ابن كثير فى الجزء الأول صفحة واحدة وستين وثلاثمائة ونقل كلاما بديعا عن شيخ الإسلام القاضى عياض عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى تقرير هذا القول وأقره انظروه فى تفسير ومنهم الخطيب الشربينى كما قلت فى السراج المنير فى الإعانة على معرفة بعض

ص: 23

كلام ربنا الحكيم الخبير فى الجزء الأول صفحة ثلاث عشرة ومائتين ومنهم الإمام الألوسى فى روح المعانى فى الجزء الثالث صفحة ثمان وأربعين ومائة بل سيأتينا أن الإمام الألوسى انفرد بإعادة القول الثانى لهذا القول كما ستسمعون إن شاء الله فجعل القولين قولا واحدا القول الثانى فى بيان معنى الحصور حصور ما فعل شيئا من الفواحش ولا المنكرات لعدم تأتى ذلك منه وصلاحيته له نفسه لا تشتهى ما حرم الله عليه فلا يتطلع للنساء وما خلق له شهوة يميل بها إلى النساء ولذلك ما هم ولا فعل فإذن هو محصور مفعول حصره الله منعه من هذه الشهوة وطهر قلبه وصارت فيه عفة وحصانة لا يتطلع إلى ما عند النساء ولا يهم ولا يخطر شىء بباله إذن هنا حصورا محصور قيل لعنة فيه قيل لصغر العضو قيل لأنه لا يخرج ماء وإن كان يتأتى منه الوطء والمباشرة وقيل قيل على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه والعلم عند الله وكل هذه الأقوال تحتاج إلى سند وإن نقل بعضها عن سلفنا الصالح فهو مأخوذ عن أهل الكتاب فلا بد من أخذ هذا من نبينا عليه الصلاة والسلام الذى لا ينطق عن الهوى هذا المعنى الثانى ورد فى الأثر ما يدل عليه الجملة لكن الإمام الألوسى كما قلت أعاده إلى القول الأول على فرض ثبوته فاستمعوا له.

ص: 24

روى الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط كما فى المجمع فى المكان المتقدم فى الجزء الثامن صفحة تسع ومائتين والأثر رواه ابن أبى شيبة فى مصنفه والإمام أحمد فى الزهد وابن أبى حاتم فى تفسيره وابن عساكر فى تاريخه كما فى الدر المنثور فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وعشرين ورواه الإمام الثعلبى فى عرائس المجالس فى قصص الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه فى صفحة سبع وثلاثين وثلاثمائة وفى إسناد الأثر حجاج ابن سليمان الرعينى أبو الأزهر قال عنه الهيثمى فى المجمع وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله ثقات إذن عندنا حجاج ابن سليمان الرعينى أبو الأزهر مختلف فى توثيقه انظروا اللسان إخوتى الكرام فى الجزء الثانى صفحة سبع وسبعين ومائة ومعه الميزان نقل الحافظان الذهبى وبعده ابن حجر رضي الله عنهم أجمعين نقلا عن ابن عدى أنه مشاه وقبله لحجاج ابن سليمان الرعينى مشاه ووثقه كما تقدم معنا ابن حبان وأورد له الإمام ابن عدى هذا الحديث فى ترجمته وهو موجود فى اللسان نقلا عن ابن عدى رضي الله عنهم أجمعين ولفظ الحديث عن سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أنه قال كل بنى آدم يلقى الله عز وجل يوم القيامة بذنب كل واحد سيلقاه مذنبا مخطىء هم أو فعل وثن وقد يعذبه الله إن شاء أو يرحمه هذا الأمر إليه {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .

ص: 25

قال النبى عليه الصلاة والسلام إلا يحيى ابن زكريا فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين وأهوى نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام إلى قذاة من الأرض يعنى قشة وعودة صغيرة وتبنة أخذها بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام وقال كان ذكره مثل هذه مثل هذه التبنة قشة العودة كان ذكره مثل هذه القذاة يعنى ما عنده شهوة من أجل هذا كان حصورا أى محصورا عن النساء وما ولا فعل ولا تطلع إلى ما عند النساء نحو هذا الأمر الذى ينبغى أن نضبط أنفسنا كما قلت عنده ومن حفظ فى الماضى فليتق الله فى المستقبل ومن فرط فرحمة الله واسعة فليتب إلى الله نحو هذا الأمر نبى الله يحيى على نبيناو عليه الصلاة والسلام ما عنده تطلع منه نحو هذا الأمر لا هم ولا فعل ولا خطور بباله نحو الجنس الثانى كان معه مثل هذه هذا الذى معه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام والحديث كما علمتم حاله فيه حجاج ابن سليمان الرعينى جرى حوله كلام اختلاف فى توثيقه هذا المعنى إخوتى الكرام منقول عن عدد من السلف الطيبين من صحابة وتابعين رضي الله عنهم أجمعين لعل هذه الآثار لعل تشهد لهذا الحديث المرفوع فيصبح يعنى فى درجة القبول إن شاء الله.

ص: 26

انظروا إخوتى الكرام هذه الآثار والأثر الآن الثانى سيأتينا أيضا مرفوع واختلف فى رفعه وفى وقفه انظروا هذه الآثار فى تفسير الطبرى فى الجزء السادس صفحة سبع وسبعين وثلاثمائة ورواه الإمام ابن المنذر فى تفسيره وهكذا ابن أبى حاتم وابن عساكر فى تاريخه عن سعيد ابن المسيب رحمه الله عن ابن العاص وسيأتينا يحتمل عبد الله ابن عمرو ويحتمل عمرو ابن العاص الابن أو الأب عن ابن العاص قال الإمام ابن كثير فى تفسيره رواه أبو حاتم على الشك عبد الله ابن عمرو ابن العاص أو عمرو ابن العاص يعنى بين الأب والإبن رواه ابن أبى حاتم على الشك فى بيان المراد من ابن العاص ورواه ابن المنذر فى رواية المنذر عن الأب لا يوجد شك عن يعنى ابن العاص عبد الله أو عمرو بن المنذر عن سعيد ابن المسيب عن عمرو ابن العاص والحديث سيأتينا مرفوع أو موقوف ورواه الطبرى أيضا على الشك لكن فى رواية الطبرى موقوف رواية مرفوعة ورواية موقوفة ورواه أبو حاتم فى تفسيره عن الأب عمرو ابن العاص لكن موقوف قال ابن كثير وهو أصح إسنادا إذن سعيد ابن المسيب عن ابن العاص مرفوعا عمرو أو عبد الله الأب أو الإبن عن سعيد ابن المسيب عن عمرو مرفوعا فقط فى رواية ابن المنذر سعيد ابن المسيب عن ابن العاص عبد الله أو عمرو موقوفا دون أن يكون مرفوعا.

فى رواية الطبرى إحدى روايتيه سعيد ابن المسيب عن عمرو ابن العاص الرواية الرابعة معنا موقوفة دون أن تكون مرفوعة قال الإمام ابن كثير هذه أصح إسنادا وأن هذا من كلام عمرو ابن العاص رضي الله عنهم أجمعين وكيفما كان الأمر سواء كان موقوفا أو مرفوعا فلفظ الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام إذا كان مرفوعا وقلت روى مرفوعا ورجح الإمام ابن كثير الوقف.

ص: 27

ما من عبد يلقى الله عز وجل إلا ذا ذنب إلا يجيى ابن زكريا فإن الله قال فيه وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ثم رفع النبى عليه الصلاة والسلام شيئا من الأرض قشة تبنة عودة صغيرة وقال ما كان معه إلا مثل هذه وفى رواية لم يكن معه إلا مثل هدبة الثوب يعنى طرف الثوب إذا تناه الإنسان ما كان معه إلا مثل هدبة الثوب الأثر كما قلت اختلف فى رفعه وفى وقفه وهل هو عن عبد الله ابن عمرو أو عن عمرو رضي الله عنهم أجمعين رجح كما قلت الإمام ابن كثير فى تفسيره الوقف عن عمرو ابن العاص وهكذا فى كتابه قصص الأنبياء صفحة خمسين وخمسمائة رجح الرواية الموقوفة عن عمرو فقال كونه موقوفا أصح من رفعه وهكذا فعل الإمام السيوطى فقال الرواية الموقوفة أصح إسنادا على كل حال مرفوعة أو موقوفة تشهد للرواية المتقدمة من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه كما قلت إخوتى الكرام هناك روايات متعددة عن السلف من صحابة وتابعين فيها هذا المعنى رضي الله عنهم أجمعين انظروها فى تفسير الطبرى فى الجزء السادس صفحة سبع وسبعين وثلاثمائة وفى الدر المنثور فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وعشرين وفى زاد المسير فى الجزء الأول صفحة ثلاث وثمانين وثلاثمائة الإمام الألوسى رحمه الله رد هذا التفسير الثانى إلى القول الأول كيف هذا فقال على تقدير صحة الأثر فهو من باب التمثيل والإشارة إلى عدم انتفاعه بما عنده يعنى عنده مثل هدبة الثوب ما معه إلا مثل هذه أى لمجاهدته نفسه يعنى جاهد نفسه صار عضوه كأنه هدبة ثوب كأنه قشة ليس بعضو بشرى يشعر ويتحرك كما تقدم معنا فى أثر سيدنا عبادة ابن الصامت رضي الله عنه عندما مات صاحبه ولا سمع ولا بصر قال يخشى أن يحركه الشيطان فيتحرك فهذا الآن أماته ولا حركة فيه من صغره أما بالنسبة لعبادة رضي الله عنه تقدم معنا فى الموعظة الماضية ذاك لكبر سنه لا يقوم إلا

ص: 28

ولا يأكل إلا ما ذوق وصاحبه مات ولا سمع له ولا بصر يخشى أن يحركه الشيطان إذا اقترب من امرأة وخلا بها كما تقدم معنا أما هذا النبى المبارك على نبيناو عليه الصلاة والسلام أعطاه الله الحكم صبيا فجاهد نفسه وزمها بزمام التقوى فصار عضوه كمثل هدبة الثوب كهدبة الثوب كالعودة فالإمام الألوسى يقول على فرض صحة الأثر ليس المراد أنه ممسوح أو لا شهوة عنده إنما هذه الشهوة كأنها ذهبت وانطفأت من أجل تعلق قلبه بربه فلا يعلم ما عند النساء ولا يتطلع إليهن هذا كلام الألوسى على فرض على تقدير صحة الأثر من باب التمثيل والإشارة إلى عدم انتفاعه بما عنده لم؟ قال لعدم ميله إلى النكاح لأنه فى شغل شاغل عنه وعلى هذا التفسير أنه حصر نفسه وما تطلع إلى النساء استدل السادة الشافعية رضي الله عنهم أجمعين إلى أن التخلى عن النكاح أفضل من فعله لمن لا يشتهيه ولا يتطلع إليه عندنا قبل هذه حالتان تقدم معنا البحث فى أحوال النكاح ضمن مباحث النبوة.

إن تاقت نفسه إليه وخشى من الوقوع فى المحذور فرض عليه ووجب

إن تاقت نفسه إليه ولم يخش من الوقوع فى المحذور سنة مؤكدة باتفاق المذاهب الأربعة.

ص: 29

إنما الحالة الثالثة: هى التى فيها الخلاف لم تتق نفسه إليه لا يشتهى لا يتطلع إليه وعنده أهبته مؤنة النكاح أما نفسه لا تتطلع إليه ومن باب أولى لا يخشى من الوقوع فى المحذور نفسه لا تشتهى لا تتطلع إليه إما يعنى طبيعة الشهوة قليلة وإما كما قلت اشتغالا بعلم وجهاد ودعوة إلى رب العباد..نفسهم أحوال المقصود لا يخطر بباله شهوة النكاح لا يشتهى لا يتطلع إليه يأمن على نفسه من الوقوع فى المحذور عنده أهبة النكاح اختلف أئمتنا الأربعة على قولين اثنين فى هذه المسألة فالحنفية والحنابلة قالوا يستحب له فى هذه الحالة أن يتزوج وهو أفضل من التخلى للعبادة وطلب العلم ونشره وسائر الطاعات يتزوج وأما الشافعية هنا خالفوا فى هذه فانتبهوا يعنى الموضوع أنه ترك النكاح أولى عند الشافعية الإنسان يأخذها على إطلاق نفسه تتحرق إذا سمع المرأة اسمها فقط دون أن يرى صورتها يحصل عنده ما يحصل يقول أنا عند الإمام الشافعى يعنى تركه أولى يأثم وأنت الآن تضع الأمور فى غير موضعها لا بد من أن تتقى الله فى نفسك ذاك لا يشتهيه ولا يتطلع إليه يعنى تمر عنده المرأة والبقرة سواء وحقيقة نقول لو جاهدت نفسك وتزوجت لكان أفضل ليأتى ذرية تعبد رب البرية الشافعى رضي الله عنه يقول بما أن الله كفاك مؤنة الشهوة وثورتها لتفرغت للعبادة أفضل لك فإن قيل ستتعطل الحياة يقال هذا وهم وخيال لأن الشهوات تستعر فى نفوس المخلوقات نحن نتكلم على من هذا حاله أوليس كذلك وهذا واحد من ألف أو مائة ألف أو من مليون ألف عند الله هذا بشر الحافى من هؤلاء هذا من هذا الصنف الإمام النووى من هذا الصنف الإمام ابن تيمية من هذا الصنف يعنى هذا لا بد منه إخوتى الكرام فإذا جئت لبعض أئمة الإسلام قل هؤلاء يوجد اعتبار شرعى عندهم نفوسم لا تتطلع لأنهم كحال نبى الله يحيى لأنه أواه فى شغل شاغل عن هذا الأمر وعليه نفسه ليست فيها تطلع لهذا الأمر ولا يخشى على نفسه من نظر حرام يعنى أفكار

ص: 30

رديئة فقال أنا أتفرغ لما هو أنفع من طلب علم ونشر دعوة وقتال فى سبيل الله نقول نفسه تتحمل فعند الشافعية هذا أفضل انتبه قال السادة الشافعية كما قرر ذلك شيخ الإسلام الإمام النووى رضي الله عنه وأرضاه قال فإن لم يتخل للعبادة فى هذه الحالة فالنكاح فى حقه أفضل لأنه بطال لا فائدة إذن منه لا فى دين ولا فى دنيا قال أنا لا أشتهى وعندى المؤنة لكن ما أتفرغ لا لعبادة ولا لصيام ولا لذكر ولا لحفظ القرآن ولا لطلب علم ولا ولا مجرد هكذا طلبا للراحة نقول النكاح فى حقك أفضل لأنه الآن ما انتفع لا للأمة ولا نفعت نفسك يعنى عطلت نفسك وعطلت المنفعة العامة.

ص: 31

وقال السادة المالكية: ترك النكاح فى هذه الحالة وهى الحالة الثالثة التى ذكرتها أفضل إلا إذا نوى بالزواج إعفاف فقيرة وصونها وصون مسلمة وسترها فهذا أيضا أفضل هذه التى اختلف فيها كما قلت فانتبهوا لذلك السادة الشافعية كما استدل بذلك الإمام الرازى فى تفسيره عند هذه الآية بهذه الآية على مذهب السادة الشافعية فنبى الله يحيى على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه لم يرد أنه تزوج وإن ورد فى أخبار أهل الكتاب أنه تزوج ولم يعاشر ولم يباشر يعنى من أجل أن يكرم سنة النكاح علمه عند الله لكنه ما ورد وأئمتنا يعنى عندما يستعرضون قول الله جل وعلا فى تفسير قول الله {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} يقولون لا يعترض على هذا بحال نبيين على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه الأول نبى الله عيسى على نبيناو عليه الصلاة والسلام لم يتزوج وقالوا هذا سينزل فى آخر الزمان يتزوج ويولد له كما ورد الآثار على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه ونبى الله يحيى قالوا أما أنه حصور كما تقدم معنا الجواب وعلى القول الثانى فى أنه حصور يعنى ليس معه شهوة لا يشرع له الزواج وعلى يعنى أيضا القول الثانى حصور قالوا أيضا ما يشتهى النساء ولا يتطلع إليهن وليس عنده شهوة نحوهم تزوج لإقامة السنة لكن ما تأتى منه يعنى الوطء لإخراج الذرية تعبد رب البرية على كل حال استدل بهذا السادة الشافعية من جملة أدلتهم على أن ترك النكاح من أجل التخلى للعبادة أفضل ومن فعله فى هذه الحالة لا مطلقة فانتبهوا لذلك والبحث كما قلت مضى معنا من يعنى أدلته ونسبة الأقوال إلى من قال بها وتحديد مصادرها ضمن مباحث النبوة عند معاملة نبينا لأمهاتنا أزواجه على نبينا وعليهن وعلى آل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه.

إخوتى الكرام..

ص: 32

بعد كما قلت هذه المقدمة يعنى مختصرة ننتقل بعد ذلك إلى مبحثنا وهى المسألة العاشرة فى موضوع النظر إلى الأمرد وهذه المقدمة كما قلت اختلفت عن المقدمات الأخرى هذه فى موضوع المراقبة لله عز وجل سبحانه وتعالى.

إخوتى الكرام: تقدم معنا فى بداية هذه المسألة وهى مسألة النظر إلى الأمرد أمرد أنه إذا كان صبيحا جميلا حكمه حكم النساء تقدم معنا ويحرم النظر إليه بالاتفاق إذا كان النظر بشهوة سواء كانت هذه الشهوة شهوة تلذذ بالنظر واستحسان لهذه الصورة المليحة أو شهوة وطء له وفعل الفاحشة به يعنى إذا كان فيه جمال ونظر كما قلت بشهوة حرم تلذذا أو تطلعا لشىء أشنع من النظر وهكذا يحرم عليه باتفاق النظر إلى الأمرد إذا ظن الشهوة من نفسه أو خشى على نفسه الفتنة كما تقدم معنا وهكذا أيضا على المعتمد يحرم النظر إلى الأمرد الصبيح الجميل من غير حاجة وعليه بشهوة حرام خشى الشهوة حرام ظنها حرام بدون شهوة ولا خشيها ولا ظنها لا يجوز أن تتبع النظرة النظرة إلى الأمرد ومن فعل هذا يتهم وإذا قال ليس فى قلبى شىء لا يصدق لا يجوز أيضا النظر إليه كما لا يجوز النظر إلى النساء على المعتمد وتقدم معنا هذا ما نص عليه سيدنا الإمام الشافعى رضي الله عنه فى نقله عنه الإمام النووى فى روضة الطالبين فى الجزء السابع صفحة خمس وعشرين تحريم النظر إلى الأمرد مطلقا ومعاملته معاملة المرأة كما تقدم معنا وهذا الذى ذكره الإمام ابن قدامة فى المغنى فى الجزء السابع صفحة ثلاث وستين وأربعمائة لكن قال يحرم النظر إلى الغلام قال إن خشى أو لئن خشى منه وتقدم معنا إخوتى الكرام أن من فرق بين الأمرد والملتحى فى استحسان النظر حرم عليه أن ينظر يعنى هذا ضابط الشهوة يعنى عندما تنظر إلى ملتحى لك يعنى اعتبار معين فإذا كان هذا الاعتبار هو هو عندما تنظر إلى الأمرد فلا حرج إذن نظر من غير شهوة ولا خشيت ولا ظننت ولا حقيقة نظرة طبيعية لكن هنا استحسان ولو استحسان تلذذ

ص: 33

بالنظر دون أن ينتقل إلى شىء منكر وهو أنه يريد منه الفاحشة إذا كان يستحسن هذه الصورة ويستحليها كما يستحلى النظر إلى وجه المرأة وإن لم يرد أيضا مباشرتها فلا يجوز لأن هذا سيجرك إلى بعد ذلك بلايا ورزايا فى النهاية وأنت لا تدرى فلا بد إذن من البداية أن توضع الحواجز أو السدود إذا كان الإنسان يفرق فى نظرته بين الأمرد والملتحى أى حرم عليه النظر إلى الأمرد كما تقدم معنا أن هذا الذى قرره الإمام الغزالى فى الإحياء فى الجزء الثالث صفحة تسع وتسعين وقلت إن الإمام ابن تيمية عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه أفاض فى هذه المسألة فذكر ما يزيد على خمسين صفحة فى الجزء الحادى عشر من صفحة أربع وسبعين وثلاثمائة إلى صفحة سبع وعشرين وأربعمائة وأعد المسألة وذكرها هذا فى الجزء الخامس عشر إخوتى الكرام أحسنتم فى الجزء الخامس يعنى هو أيضا زيادة الخطأ سأنقل منه نقلا فى الجزء الخامس عشر ونسيت الجزء أيضا فقلت لبعض الإخوة هنا الأخ الكريم الإمام قلت عندك المجموع أحضر لى الجزء الخامس عشر هذا هو لذلك لما يعنى عندى هذه رؤوس الأقلام كتبت الجزء الحادى عشر فأحضرت الكتب التى يلزمنى أن أنقل منها فقلت الجزء الحادى عشر ما فيه نقل فيما أعلمه هو فى الخامس عشر قدر الله على كل حال الجزء الخامس عشر صفحة أربع وسبعين وثلاثمائة إلى سبع وعشرين وأربعمائة وفى الجزء الحادى عشر صفحة اثنتين وأربعين وخمسمائة وفى الجزء الثانى والثلاثين صفحة سبع وأربعين ومائتين كما تقدم معنا.

إخوتى الكرام..

ص: 34

قلت إن النظر إلى الأمرد فى هذه الحالة محرم عليه محرم النظر إليه باتفاق وعمومات الأدلة تدل على هذا الآيات التى تأمرنا بأن نصون فروجنا وأن نغض طرفنا يدخل فيها غض الطرف عن الأمرد وعن المرأة كما تقدم معنا لكن قلت الأدلة الخاصة التى وردت فى المنع من النظر إلى الأمرد تنقسم إلى قسمين منها ما هو مرفوع لم يصح وإن كان الحكم ثابتا للعمومات من الأدلة الشرعية وهناك أدلة أخرى عن سلفنا الكرام رضي الله عنهم أجمعين جنسها متواتر وهذا ما سنبحث فيه إن شاء الله قلت سأذكر ثلاثة من الأدلة والآثار المرفوعة وأبين أنها لا تصح حتى إذا سمعناها نكون على علم بها ثم نأتى للآثار عن سلفنا الأبرار رضي الله عنهم وجنسها متواتر كما قلت واتفقت كلمتهم على تحريم النظر إلى الأمرد والخلوة به وعاملوه معاملة المرأة كما تقدم معنا مختصرا.

ص: 35

وإليكم التفصيل فى ذلك الأثر الأول روى مرسلا من الإمام الشعبى كما فى ذم الهوى صفحة ست ومائة وتلبيس إبليس صفحة واحدة وسبعين ومائتين وهو فى مجموع الفتاوى فى الجزء الثانى والثلاثين صفحة ثمان وأربعين ومائتين ولفظ الأثر عن الإمام الشعبى رضي الله عنه وأرضاه أن وفد عبد قيس لما جاءوا إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقعدوا بين يديه كان فيهم غلام وضىء جميل صبيح فأخره النبى عليه الصلاة والسلام وراء ظهره وأجلسه خلفه وقال إنما كانت فتنة نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام من أجل النظر والأثر لا يصح كما سيأتينا علق الإمام ابن تيمية غفر الله لنا وله على هذا الأثر بقوله هذا وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام يعنى فعل هذا وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام ومزوج بتسع والوفد قوم صالحون ولم تكن الفاحشة معروفة عند العرب يعنى هذا فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام أى لا مجال لحصول التهمة فيه وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما يحصنه تسع نسوة الوفد قوم صالحون ما فيهم ريبة والعرب لم تكن فاحشة اللواط منتشرة فيهم ومع ذلك احتاط نبينا عليه الصلاة والسلام ولم ينظر إليه وأجلسه خلفه وقال إنما كانت فتنة نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام من أجل النظر كأن الإمام ابن تيمية كان يرى أن الأثر صحيح السند علله بما علل واستنبط منه ما استنبط وقال فى الجزء الخامس ولثلاثين صفحة اثنيتن وأربعين كلاما يشبه هذا وإن لم يذكر الأثر فقال كلاهما يعنى نبى الله آدم ونبى الله داود على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه ابتلى بما ابتلى به الآخر من الخطيئة وكل منهما خطيئتة تناسب خطيئة الآخر أما نبى الله آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام خطيئته من أجل البطن عندما أكل من الشجرة وأما نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام خطيئته من أجل النظر التى هى شهوة الفرج فى النهاية هذا يقوله فى

ص: 36

الجزء الخامس والثلاثين وحقيقة الكلام خشن كدر ممن صدر فنبى الله آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

إخوتى الكرام ما جرى منه ذهول ونسيان وليس بتعمد معصية للرحمن لا بد من وعى هذا عندما قاسمه اللعين الشيطان أنه له ناصح وأنه سيخلد فى غرف الجنان ولن يخرج فإذن فعل ما فعل وهو ذاهل عن النهى الذى وجه إليه لكن لعلو مقامه ورفعة درجته عوتب على ما صدر منه وترتب على ذلك ما ترتب من حكمة هذا الوجود العبادة الرب المعبود سبحانه وتعالى هذا موضوع آخر لكن يعنى القول بأن نبى الله آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام يعنى تعمد المعصية فعل الخطيئة حاشاه وحاشى الأنبياء من مباشرة الخطيئة مع استحضار النهى لابد إخوتى الكرام من وعى هذا من أن الإنسان ذهل وغفل ونسى فكما قلت هذا فى حقنا لا نعاتب حتى عليه أما علوة درجة الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه يعاتبون فهو معصية بالنسبة إليهم ودرجتهم ورفعة قدرهم فلابد من وعى هذا وأما معصية نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام يا إخوتى كلها افتراء وهراء ولابد إخوتى الكرام يعنى أثر يبين هذا هناك نهى عندنا فى القرآن أكل من الشجرة لكن كما قلت أكل وهو ذاهل ناسى عوتب لعلو مقامه ورفعة درجته أما عين عندنا من أثر أن نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام نظر نظرة محرمة وترتب عليها أن يأخذ زوجة الغير أين عندنا هذا فلابد إخوتى الكرام أن نتقى الله فى أنفسنا فذكر هذا فى مكانين فى مكان ثالث ذكر الأثر انظر للتناقض من هذا الإمام المبارك رحمه الله وغفر لنا وله فى الجزء الخامس عشر صفحة سبع وسبعين وثلاثمائة ذكر أثر الشعبى وأن حبيبنا النبى عليه الصلاة والسلام أجلس هذا الغلام وراء ظهره لأنه وضىء جميل وقال إنما كانت فتنة نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام من أجل النظر قال قلت هذا حديث منكر طيب منكر كيف تستدل به هناك وتأخذ منه أحكاما وتعلله تقول

ص: 37

وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام ومزود بتسعة والقوم صالحون ولا تعرف الفاحشة فى العرب وفعل هذا والآن أنت تقول هنا منكر.

والاستدلال إخوتى الكرام فرع الثبوت لا يجوز أن تسدل بأثر إلا بعد أن يثبت اثبت ثم استدل الاستدلال فرع الثبوت والتوجيه فرع الثبوت إذا كان الأثر لا يصح ولا يثبت عن النبى عليه الصلاة والسلام فكيف تستدل به الأثر منكر باطل لا يثبت بحال فاستمعوا لكلام أئمتنا الأبرار.

قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر فى التلخيص الحبير فى الجزء الثالث صفحة سبعين ومائة قال ابن الصلاح إنه ضعيف لا أصل له وضعفه الإمام ابن القطان فى كتابه أحكام النظر قال الإمام ابن حجر رضي الله عنهم أجمعين ورواه أحمد ابن اسحاق ابن إبراهيم ابن نبيط ابن شريط ومن طريقه رواه أبو موسى المدينى فى الترغيب والترهيب وإسناده واهى أما أحمد ابن اسحاق ابن إبراهيم ابن نبيط ابن شريط فلا يحل الاحتجاج به كذاب كما فى اللسان فى الجزء الأول صفحة ست وثلاثين ومائة وقال عنه الذهبى فى المغنى فى الجزء الأول صفحة أربع وثلاثين إنه ساقط ذو أوابد يعنى أمور شاذة غريبة يأتى بها ما يعلم إنسان من أين يختلقها ساقط ذو أوابد وقال ابن حجر الهيثمى فى الزواجر فى الجزء الثانى صفحة ست روى بسند ضعيف ثم ذكر الأثر كما عبر بعضهم يعنى أن الإسناد ضعيف بل واه كما قال شيخ الإسلام من هو ابن حجر رضي الله عنه وأرضاه.

ص: 38

مرة فى امتحان التوحيد فى كلية الشريعة كتبت فى السؤال قرر الإمام ابن تيمية عليه رحمات رب البرية كذا اشرح القول دعمه بالأدلة فطالب يتفلسف يقول أنت لما لم تقل عن الإمام ابن تيمية إنه شيخ الإسلام فى قلبك سوء نحوه يقول لأن هذا علم عليه شيخ الإسلام هذا علم على ابن تيمية وهنا فى الزواجر ما قال ابن حجر ابن تيمية قال كما قال شيخ الإسلام وهو ابن حجر ما أحد يظن أنه ابن تيمية يعنى شيخ الإسلام أينما وجد ابن تيمية فاستدعيت الطالب كان من الكويت من المشوشين هؤلاء الذين لهم لغط فى هذه الأيام قلت يا رجل أنت لا تستحى من الله أنا قلت الولد أو الصبى أو الراعى ماذا قلت قلت قال الإمام ابن تيمية الله قال عن خليله إبراهيم مع أنبياء الله وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا الأنبياء أنت ماذا تريد أن أقول لهم يعنى شيخ الإسلام تظن حتى يعنى أعلى من الإمام من قال إن قلت هذا الإصطلاح أخى أريد أن أعلم من الذى نحت لكم تماثيل بدأتم تدورون حولها من أريد أن أعلم ما تستحى من الله يعنى عندما أذكر الأئمة الذين غالبوا ابن تيمية أقول فيهم هذا أقول قال الإمام النووى قال الإمام أبو حنيفة ما قلنا فى يوم من الإيام قال شيخ الإسلام أبو حنيفة وحقيقة رتبة الإمام أعلى فيا رجل كف عن سفاهتك ثم هذه ورقة امتحان تكتب يعنى الآن تطلب منك إجابة على سؤال يطلب منك تصحح لهذا السؤال للمدرس يا رجل إلى هذا الحد وصلت بكم السفاهة والتطاول.

ص: 39

يعلم الله إخوتى الكرام فى الامتحان ومرارا فكرت يعنى فكرت أن أضرب على الورقة وأضع له صفر من أجل فلسفته لا يعنى موضوع أسأل الله أن يتوب علينا وأن يحسن ختامنا يعنى موضوع انتقام لنفس أو كذا لكن يعنى السفاهة الإنسان يوقفه عند حد قلت بعد غض الطرف سيقال هذا يعنى تكلم على الأستاذ بالورقة وانتقم منه خلاص

لكن هذه الفلسفة يعنى الآن لما فأنت الآن قال الإمام قال الإمام فهنا الإمام ابن حجر يقول عبر بعضهم عن هذا الحديث ابن حجر الهيثمى بأنه واهى وقال شيخه بأنه ضعيف وقال شيخ الإسلام إنه واه من هو شيخ الإسلام ابن حجر العسقلانى يعنى ابن حجر الهيثمى ينعت ابن حجر العسقلانى بأنه شيخ الإسلام لو سمعك هؤلاء لعملوا الآن عليك محاضرة كيف حولت هذا اللقب من الإمام ابن تيمية رضي الله عنه وعن أئمتنا أجمعين إلى حمام المحدثين الحافظ ابن حجر.

ص: 40

إخوتى الكرام حقيقة يعنى العقول الضحلة التى ابتلينا بها هذه الأيام أمرها عجيب شيخ الإسلام هذا ينبغى هذا واخترعوا لقبا آخر أئمة الدعوة الآن لما يذكر أئمة الدعوة يعنى يقصدون الذين هم من أتباع الشخ محمد ابن عبد الوهاب أئمة الدعوة لا إله إلا الله أطلقوا على علماء الإسلام اصطلاحات مشتركة ولا بعد ذلك كل واحد تخصونه بلقب وهذا فى الأصل من أهل الزيغ عندما يقولون عليا عليه السلام رضي الله عنه وأرضاه يذكر بعد ذلك أبا بكر وعمر وعثمان ولا يقول رضي الله عنهم ولا رحمهم الله إخوتى لما السفاهة أبو بكر عليه السلام وعلى عليه السلام لا بأس أما على عليه السلام هذا تجدونه فى سبل السلام بكثرة قال على عليه السلام ثم أبو بكر وعمر وعثمان ولا يقول رضي الله عنهم يعنى يا عباد الله لما هذا والله يا إخوتى الكرام ما خطر ببالى فى يوم من الأيام أن أفرق بين الصحابة ولا أن أفرق بين من بعدهم من أئمة الإسلام يعنى ليس إذا كنا نحب شيخ الإسلام الإمام النووى أننا بعد ذلك يعنى نتخذ نحو العلماء الآخرين موقفا آخر يا إخوتى كلهم أئمة الدين وحبهم دينا نتقرب به إلى رب العالمين أما نأتى جهة انحرفنا إليها وبدأنا نهيل عليها الألقاب وجهة أخرى قال النووى ولما بعد ذلك تقول له أنت قرر هذا النووى يقول هذا متمذهب ولما أنت تقول قال الإمام ابن تيمية يقول لما لا تقول شيخ الإسلام انظر لحالنا فى هذه الأيام.

خلاصة الكلام إخوتى الكرام..

لا يثبت الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام إنما كانت فتنة نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام من أجل النظر لا يثبت هذا وتأخيره للغلام الأمرد بحيث أجلسه خلفه ووراءه لا يثبت هذا ولذلك ذكر الإمام الشوكانى هذا الحديث فى كتابه الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة يرى عدم صحته وأنه موضوع فى صفحة ست ومائتين قال لا أصل له وفى إسناده مجاهيل.

ص: 41

إخوتى الكرام: لابد من أن نقف وقفة نحو هذا النبى المبارك الصالح العابد القانت الذى أثنى عليه ربنا ثناء طيبا يعنى لعله لو قيل إن الله أثنى عليه بخصوصيات لم تحصل لغيره من الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه لما بالغنا لا بد من أن نقف وقفة إخوتى الكرام نحو هذا النبى الكريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام لنحذر الترهات والأباطيل والاختلاقات التى تجرى حوله.

ص: 42

أما هذا النبى المبارك على نبينا وعليه الصلاة والسلام فهو نبى كريم ذو جد واجتهاد فى طاعة رب العالمين فما عبد مخلوق ربه بعبادة أعلى من عبادة نبى الله داود لذلك شهد نبينا المحمود عليه الصلاة والسلام فعبادته أكمل العبادات وأعلاها ثبت فى مسند الإمام أحمد والحديث فى الصحيحين والسنن الأربعة فهو فى الكتب الستة وراوه ابن حبان فى صحيحه وكذا ابن خزيمة فى صحيحه والإمام الدارمى فى سننه والحميدى فى مسنده والطحاوى فى شرح معانى الآثار وفى مشكل الآثار ورواه شيخ الإسلام عبد الرزاق فى المصنف والبيهقى فى السنن الكبرى وأبو نعيم فى الحلية رضي الله عنهم أجمعين ولفظ الحديث من رواية سيدنا عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهم أجمعين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [أفضل الصيام صيام نبى الله داود] وفى رواية [أحب الصيام إلى الله صيام نبى الله داود] أفضل الصيام أحب الصيام إلى الله صيام نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان يصوم يوما ويفطر يوما هذا أفضل الصيام وأحبه إلى الله يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة وأفضل الصلاة إلى الله صلاة نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وهى صلاة الليل التى يخلو الإنسان فيها مع ربه سبحانه وتعالى [كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه] الليل ستة أسداس ثلاثة أسداس وهى النصف ينامها سدسان وهى الثلث يقومه فيقوم إذن سدس الثلث الأخير سدس منه وسدس يكون فيه نائما والسدس الأخير ينام إذن من الثلث الأخير يقوم سدسا الليل ستة أسداس نام نصفه ثلاثة أسداس وقام ثلثه سدسان بقى سدس إذن قام من الثلث الأخير سدسا ينام نصف الليل يقوم ثلثه ينام سدسه هذه أحب الصلوات إلى الله.

ص: 43

وحقيقة فيها مزيد يعنى عزم وحزم وجد واجتهاد وفيها راحة للبدن عندما ينام الإنسان نصف الليل استراح فيقوم للعبادة بنشاط عندما بعد ذلك يبقى للفجر ساعة ونصف أو ساعتين ينام ليتنشط لصلاة الفجر ولئلا يظهر فى وجهه الصفرة التى تعترى من يقومون السدس الأخير دون نوم فإذن كما قلت فيها جد واجتهاد مع أنه فيها زيادة تعب يعنى هو لو نام الثلثين واستيقظ الثلث الأخير ليتهجد ويصلى الفجر كان أيسر عليه بينما هنا نام واستيقظ ثم نام ثم استيقظ هذا حقيقة يحتاج يعنى لمن يراقب الله فى كل لحظة ويضبط وقته.

إخوتى الكرام: يعنى لو ضبطنا الآن الليل بعد صلاة العشاء الآخرة لنفرض الآن ننتهى من الصلاة الساعة الثامنة لنفرض ونحن الآن فى أوقات الليل فيها قصير أوليس كذلك والنهار طويل ولذلك الشتاء غنيمة المؤمن قصر النهار فصامه طال الليل فقامه وأما الآن حقيقة يعنى النهار طويل جدا والليل ما يترثى الإنسان من القيام على وجه التمام كما هو الحال إلى ليالى الشتاء من الساعة الثامنة لو قدرنا الثامنة وأذن العشاء نحن نصلى الثامنة والنصف وننتهى للتاسعة لو قدرنا من التاسعة إلى الثالثة إن أذن الفجر أوليس كذلك عندنا ست ساعات نم ثلاث ساعات إلى الساعة الثانية عشرة استيقظ ساعتين من الثانى عشر إلى الثانية أوليس كذلك واحدة والثانية ثم تنام إلى الثالثة وتستيقظ مرة أخرى يصبح الترتيب هكذا يعنى بعد أن تنتهى من صلاة العشاء الآخرة الوقت الذى بينها وبين صلاة لفجر اقسمه نصفا وثلثا وسدسا هذا فعل نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام.

ص: 44

والصفة الثالثة: وكان لا يفر إذا لاقى إذن هو صلاته خير الصلوات صيامه خير الصيام جهاده أكمل الجهاد إذا لاقى أعداء الله لا يقر ويثبت ولا يولى الدبر على نبيناو عليه الصلاة والسلام طيب مثل هذا بعدذلك سيجرى منه ما ينزه أحدنا نفسه ليقف عنه وقد كان هذا النبى الكريم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه على جانب من الورع عظيم ومراقبة الله الكريم.

روى البخارى رضي الله عنه وعن أئمة الإسلام أجمعين روى الإمام البخارى فى صحيحه وهكذا البيهقى فى شعب الإيمان وفى السنن الكبرى والأثر فى شرح السنة للإمام البغوى ورواه أبو نعيم فى الحلية انظر لورعه رضي الله عنه وأرضاه والحديث صحيح صحيح فهو فى الصحيح فى البخارى من رواية سيدنا المقدام ابن معدكرب رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده سبحان ربى العظيم نبى وحاكم له شأن شأن كان حاكما بين الناس ولو لم يكن نبيا فبيت المال تحت رعايته ويستحق منه نفقة نبى وحاكم ولا يأخذ من بيت المال درهما إنما يعيش من عمل يده فنبوته لا يريد عليها أجر وحكمه ورعايته وامرته لا يأخذ عليها مكافاة ولا شىء وإن نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده فبعد هذا الورع ماذا تريد من الورع الذى تورع عما يحل له، عما يحل له تورع عنه هل يتوقع منه أن يقع ليتطلع إلى ما لا يحل له والله يا إخوتى الكرام أنا أعجب للعقول التافهة كيف تلوك الشبه المنكرة نحو أنبياء الله البررة على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه كان يأكل من عمل يده هذا ثابتا فى حديث المقدام وثابتا فى حديث أبى هريرة رضي الله عنه مع الإشارة إلى منقبة أخرى استمعوا لها.

ص: 45

روى الإمام أحمد فى المسند والبخارى فى صحيحه وابن حبان فى صحيحه أيضا والبيهقى فى السنن الكبرى والإمام لبغوى فى شرح السنة والحديث من رواية أبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال خفف على نبى الله دواد على نبينا وعليه الصلاة والسلام القرآن والمراد من القرآن هنا القراءة وهى قراءة الزبور الذى أنزله الله عليه {وآتينا داود زبورا} القرآن هذا كما ثبت فى مقدمة صحيح مسلم من رواية عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه وأرضاه انظروا الأثر فى الجزء الأول صفحة ثمانين مع شرح الإمام النووى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال موقوفا عليه إن فى البحر شياطين أوثقها نبى الله سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا ما المراد بالقرآن هذيانا وكلاما باطلا تزعم أنه قرآن نزل على النبى عليه الصلاة والسلام يوهمون على الناس يقولون هذا قرآن وهذا متى يكون يعنى عند انتشار الجهل وضياع العلم وظهور الفتن فتخرج الشياطين وتتلوا على الناس ما يوهمونهم أنه قرآن المقصود قراءة قراءة لها قرآن قرأ يقرأ قراءة وقرآنا وهنا خفف على نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام القرآن يعنى القراءة والتلاوة تلاوة الكتاب الذى نزل عليه فكان يأمر بدوابه أن تسرج فيقرأه أى الزبور من أوله لآخره قيل إنه مائة وعشرين سورة الزبور يقرأه من أوله لآخره فيقرأه قبل أن تسرج دوابه يقول جهزوا الدواب قبل أن يوضع السرج عليها تجهز له ليركبها خفف عليه أى بورك له فى وقته وأعطاه الله نشاطا بحيث يقرأ الزبور من أوله لآخره قبل أن تسرج الدواب يعنى إسراج الدواب لا يأخذ أكثر من ربع ساعة يقرأ هذا الكتاب من أوله لآخره قبل أن تسرج الدواب إكراما من الله له ولا يأكل إلا من عمل يده هذا تكملة لنص الحديث خفف على نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام

ص: 46

القرآن فكان يأمر بدوابه أن تسرج فيقرأه قبل أن تسرج ولا يأكل إلا من عمل يده.

قال الحافظ ابن حجر فى الفتح فى الجزء السادس صفحة وخمس وخمسين وأربعمائة فى هذا الحديث دليل على أن البركة قد تقع فى الزمن البيسير حتى يقع فيه العمل الكثير وهذا إن صدر من نبى على نبينا وأنبياء الله ورسله جميعا صلوات الله وسلامه قالوا له معجزة وإن صدر من ولى يقال له كرامة فى هذا دليل على أن البركة تقع فى الزمن اليسير حتى يقع فيه الفعل الكثير وهذا يسميه أئمتنا يسمونه بنشر الزمان يقولون الزمان كأنه نشر تطاول فى فى حقك ساعة مرت على وعليك لكن أنا قرأت فيها المصحف بكامله وأنت ما انهيت جزءا كيف هذا نشر الله الزمان ليبارك لى أما أنت بقى الزمان.

ص: 47

العادى يجرى عليك وما حصلت فيه البركة وهنا لو الآن لو أرادوا أن يفعلوا مثل فعل نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام لما أمكنهم يعنى فى ربع ساعة يقرأون الزبور لما أمكنهم وهو خفف عليه فكان يقرأه فى ربع ساعة ثم قال الحافظ ابن حجر عند هذا المبحث كما قلت فى الجزء السادس صفحة خمس وخمسين وأربعمائة ناقلا عن كتاب التبيان لشيخ الإسلام الإمام النووى التبيان فى آداب حملة القرآن وانظروا التيبان فى صفحة سبع وأربعين قال قال ابن حجر قال الإمام النووى وأكثر ما بلغنا عن عباد هذه الأمة وصلحائها أنهم كانوا يختمون أربع ختمات فى الليل وأربع ختمات فى النهار يعنى يقرأ كل يوم ثمانى ختمات أربعة فى النهار وأربعة فى الليل يعنى هذه ذكرت مع معجزة نبى الله داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه لنحترم عقولنا ونقف عند حدنا ونعلم أن هذا ليس بمستحيل إذا وقع لنبى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه فهو جائز فهو جائز كرامة معجزة فيمكن أن يقع لولى كرامة معجزة أيضا لكن يقال له معجزة تمييزا لها عن كرامات الصالحين إذن هذا وقع كما قلت لذلك العبد الصالح نبى الله على نبينا وعليه الصلاة والسلام القراءة خففت عن بعض العباد والزهاد والصالحين فى هذه الأمة أكثر ما بلغنا ثمانى ختمات عمن نقل هذا؟ قال الإمام النووى نقله أبو عثمان المغربى وأبو عثمان هو سعيد ابن سلام الإمام القدوة كان شيخ الصوفية فى زمنه بهذا نعته الذهبى فى السير فى الجزء السادس عشر صفحة عشرين وثلاثمائة قال الخطيب فى تاريخ بغداد كان من كبار المشايخ من هو أبو عثمان المغربى سعيد ابن سلام كان من كبار المشايخ له أحوال مأثورة وكرامات مشهورة مذكورة انظروا هذا وغيره فى تاريخ بغداد فى الجزء التاسع صفحة ثلاث عشرة بعد المائة وقال الإمام ابن الجوزى فى المنتظم فى الجزء السابع صفحة اثنيتن وعشرين ومائة لما بلغه خبر وفاة العبد الصالح القانت أبى عثمان المغربى وقد

ص: 48

توفى بعد الأربعين والثلاثمائة والخطابى توفى ثمان وثمانين وثلاثمائة هذا بعد الأربعين والثلاثمائة يعنى قبل الخطابى بأربعين سنة لما بلغ الإمام الخطابى خبر وفاة أبى عثمان المغربى كان يقول إن كان فى هذا العصر أحد من المحدثين فهو أبو عثمان المغربى ولنا كان نظرى فيه أنه رجل مكاشف إذا كان فى هذا العصر رجل يطلعه الله جل وعلا على شىء من أمور الغيب بإذنه ومشيئته سبحانه وتعالى فهو أبو عثمان المغربى وعندنا إخوتى الكرام خوارق العادات تقع فى العلم والقدرة والغنى كما قرر أئمتنا وهى أمور الكمال ولا توجد مجتمعة لا يوجد واحد منها على الكمال إلا فى ذى العزة والجلال ثم يطلع الله بعض خلقه يعنى على شىء من هذه الأمور حسبما شاء فإذا وقع فى العلم يقال له مكاشفة كما قال الإمام ابن تيمية يا سارية الجبل الجبل هذا مكاشفة وإذا وقع كما قلت يعنى التحمل يقال له قدرة وإذا وقع فى الاستغناء عن الناس يقال الآن وقع فى أمر الغنى قدرة وغنى وعلم فالخارق فى العلم يقال له مكاشفة إن كان أحد من المحدثين فى هذا العصر فهو أبو عثمان المغربى وهذا كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام كما فى المسند والصحيحين من رواية سيدنا أبى هريرة والحديث فى المسند وصحيح مسلم وسنن الترمذى والنسائى من رواية أمنا الصديقة المباركة سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان فى الأمم قبلكم محدثون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فى أمتى أحد منهم فعمر رضي الله عنه وأرضاه فما أحد يقول يعنى إنك تخرف أو الخطابى يخرف لا أحد يخرف إلا من يفترى على الشريعة المطهرة واضح هذا ،هذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام قد كان فى الأمم قبلكم محدثون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فى أمتى أحد منهم فعمر هذا هو التحديد وهذه هى المكاشفة يا سارى الجبل الجبل وتقدم معنا تلويث بعد ذلك حال التقى فى هذه الكرامة قال ياسارية الجبل الجبل قال

ص: 49

على المنبر عندما أخذته سنة قال نام على المنبر وصاح وهو نائم على المنبر يا سارية الجبل الجبل صاح فى نومه سيدنا عمر ينام فى خطبة الجمعة على منبر رسول الله عليه الصلاة والسلام والله يا إخوتى الكرام يعنى كيف الناس يعنى تتلاعب وتأول ،التأويلات الجهمية أخف رداءة من هذا التأويل ثم سلمنا صاح فى نومه كيف سمع قائد الجيش سارى هذا الكلام وهو ببلاد نهاوند أيضا ذاك نائم يعنى صار عن طريق النوم الأرواح التقت يا إخوتى الكرام يعنى أمر نسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يعنى يلهمنا أن نقف عند حدودنا فإن يكن فى أمتى أحدا منهم فعمر قال الحافظ ابن حجر فإن يكن صيغة ترديد وشك والمراد منها التحقيق والقطع أى وجد محدثون ملهمون مكاشفون فى الأمم السابقة من غير أن يكونوا أنبياء وهذه الأمة أفضل عند الله من الأمم السابقة فإذا وجد فى تلك الأمم هذا الصنف فأمتى من باب أولى هذا كما تقول إن كان لى صديق فأنت تورد الكلام مورد الترديد والشك وتريد منه التحقيق يعنى أنت لا تشك فى صداقتى لك وأنا لى أصدقاء غيرك لكن أنت فى المقدمة وإذا انتفت الصداقة بين وبينك فليس بينى وبين أحد من خلق الله صداقة واضح هذا هنا.

كذلك يعنى إذا لم يكن فى هذه الأمة محدثون فمن باب أولى ألا لايكون فى الأمم السابقة واضح هذا وإذا وجد فى الأمم السابقة محدثون فمن باب أولى أن يوجد فى هذه الأمة فأورد الكلام مورد الترديد والشك والمراد منه التحقيق فعمر رضي الله عنه وأرضاه صالح وليا قانتا لله جل وعلا ما جاز عليه يجوز على غيره من الأولياء ولذلك قال أبو سليمان الخطابى إن كان فى هذا العصر أحد من المحدثين فأبو عثمان المغربى ومن كلام هذا العبد الصالح يقول الناس قوالب وأشباح تجرى عليهم أحكام القدرة.

ص: 50

يا إخوتى الكرام أنا قلت فى سنة أربعين وثلاثمائة وهمت أربعين وثلاثمائة بعد واضح هذا على كل حال وهم بعد لكن وهم منى هذا فى صاحب الكرامة الذى كان يختم أربعا فى الليل وأربعا فى النهار أما أبو عثمان توفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة بالتحديد هو بعد أربعين وثلاثمائة لكن ححدوها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة يعنى قبل الإمام الخطابى يصبح معنا بخمس عشرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ذاك ثمان وثمانين وثلاثمائة الإمام الخطابى وقد دفن أبو عثمان المغربى بجوار أبى عثمان الحيرى النيسابورى فاجتمع فى ذلك المكان أبوا عثمان المغربى والحيرى النيسابورى رضي الله عنهما وعن أئمة الإسلام وكل منهما من مشايخ الصوفية الكبار وقد تقدم معنا ترجمة أبو عثمان النيسابورى وهى فى السير وغير ذلك انظروا سير أعلام النبلاء فى الجزء الرابع عشر صفحة اثنتين وستين ونعته الإمام الذهبى بقوله هو الشيخ الإمام المحدث الواعظ القدوة شيخ الإسلام الأستاذ أبو عثمان سعيد ابن اسماعيل النيسابورى الحيرى توفى سنة ثمان وتسعين ومائتين علي وعلى أئمتنا رحمة ربنا وتقدم معنا إخوتى الكرام أنه كان مجاب الدعوة ولما دعا على الأمير الظالم لم يصل الفجر حتى جاءه الخبر بموته وعلق الإمام الذهبى على هذه القصة بقوله وبمثل هذا يعظم مشايخ الوقت وهو الذى تزوج المرأة المسلمة العوراء العرجاء الشوهاء غكراما لها وإرضاء لرب الأرض والسماء وهو الذى قال لأبى جعفر ابن حمدان ألستم ترون ألستم ترون ألستم تروون كما تقدم معنا أيضا ضبط ذلك وتوجيهه سابقا ألستم ترون ترون تروون أنه عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة قال بلى قال أبو عثمان فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الصالحين يعنى إذن نكتب حديث نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام لتنزل علينا رحمة رب العالمين لأن نبينا عليه الصلاة والسلام سيد الصالحين وإمام الصالحين وأفضل خلق الله أجمعين فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الصالحين على

ص: 51

نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أبو عثمان المغربى الذى توفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ينقل هذه الكرامة عن شيخه ابن الكاتب الذى توفى بعد الأربعين وثلاثمائة أنه كان يختم أربعا فى الليل وأربعا فى النهار من الذى يختم ابن الكاتب والناقل أبو عثمان المغربى أبو عثمان نقل عن ابن الكاتب من ابن الكاتب هو أبو على أحمد ابن على ابن جعفر كان من كبار الصالحين ومن مشايخ ساداتنا المصريين هذا بلاد مصر رضي الله عنه وأرضاه انظروا ترجمته الطيبة فى صفة الصفوة فى الجزء الرابع صفحة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وفى البداية والنهاية فى الجزء الثانى عشر صفحة ثمان وعشرين ومائتين وفى الرسالة القشيرية صفحة ست وعشرين وأربعمائة.

ص: 52

وكان يقول إذا سكن الخوف قلب الإنسان لم يتكلم اللسان فيما لا يعنيه إذا فى قلبك خوف من ربك لم يتكلم لسانك فيما لا يعنيك متى تتكلم بما لا يعنيك عندما لا تعظم الله والقلب خالى من هيبة الله جل وعلا كلام الصديقين هذا هو هذا العبد الصالح ابن الكاتب كان يختم أربعا فى الليل وأربعا فى النهار كرامة منقولة ونقلها الإمام النووى كما قلت ونقلها عنه حزام المحدثين ابن حجر فى الفتح وأوردها عند معجزة نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام فكما وقع هذا معجزة لنبى جاز أن يقع هذا كرامة لولى والله على كل شىء قدير وتقدم معنا ضمن مباحث النبوة عن العبد الصالح سليم ابن عتر الذى هو من التابعين الطيبين توفى سنة خمس وسبعين الإمام الفقيه كان أيضا قاضى بلاد مصر إمام الدارقطنى يروى عنه هذه الكرامة يقول روى عنه أنه كان يختم ثلاث ختمات فى ليلة وهو سليم ابن عتر الدارقطنى يقول كان سليم ابن عتر يختم كل ليلة ثلاث ختمات ثم بعد أن ينتهى من كل ختمة يباشر أهله ويغتسل ويشرع فى الختمة الثانية يغتسل ثلاث مرات ويتصل بأهله ثلاث بأهله ثلاث مرات يختم ثلاث ختمات قبل طلوع الفجر فلما توفى قالت له زوجه رحمك الله كنت ترضى ربك وأهلك سليم ابن عتر يروى عنه الدارقطنى.

ص: 53

هذه الكرامة تقدم معنا هذا إخوتى الكرام وقلت إن الأثر موجود فى السير فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وثلاثين ومائة المعلق على السير قال كلاما لا يقبله العقل وقال هذا الأمر هذه الكرامة هذه القصة لا يقبلها العقل ولا يصدقها وانا أقول قولك لا يقبله العقل يا إخوتى الكرام نحن عندنا فى هذا الوقت اختلت الموازين فلا نميز بين الجائز وبين المستحيل مستحيل هو الذى لا يقبله العقل وهو أن تجمع بين نقيضين أو أن تنفيهما أما الجائز الممكن يعنى لو قيل لنا فلان طار فى الهواء هذا مستحيل أو جائز جائز واضح لما كان طائر يطير واضح هذا فما المانع إذا جعل الله بشرا يطير لكن هذا ما جرى فى العادة حقه أن يطير فإذا طار يقال خرقت له العادة وخرق له العقل ما يمكن أن تخرق العقول وأن يأتى بشىء يتناقض مع العقول إنما خرقت العادة فى حقه ولو جعله الله يطير كالطائر لكان أمرا طبيعيا واضح هذا أمرا طبيعيا لكن لما ما جعل هذا فى إمكانه فإذا فعل له ذلك يقال كرامة خارق للعادة العادة خرقت له وغيره لا يستطيع أن يفعل فعله أما هذا ليس بخارق للعادة أى أتى بشىء مستحيل فقوله لا يقبله العقل هذا كلام من لا يعلم وظيفة العقل ولا معنى العقل ولا يعقل ما يقول هذا فى التعليق على سير أعلام النبلاء لو قال هذه القصة غريبة تحتاج تحقق للإثبات مسألة ثانية أما لا يقبلها العقل أعوذ بالله من التعليل الباطل كيف لا يقبلها العقل يعنى هى مستحيلة فلا بد من وعى إخوتى الكرام هذا الأمر عندنا الواجب لا يتصور عدمه والمشتحيل لا يتصور وجوده ووقوعه والممكن يتصور وجوده وعدمه فإذا شاء الله أن يوجده بكيفية من الكيفات هو على كل شىء قدير يعنى عندما حصل لنبينا عليه الصلاة والسلام ما حصل فى حادث الإسراء والمعراج كان خارق للعادة أو للعقل للعادة إخوتى الكرام لا يمكن أن تأتى شرائع الله بما تحيله العقول إنما تأتى بما تحار فيه العقول ليسلم الإنسان بعجزه للعزيز الغفور سبحانه

ص: 54

وتعالى أما مستحيل مستحيل أن تعارض خلق الله مع شرع الله تعارض العقل مع النقل وهذا باطل لا يتعارض نقل صحيح مع عقل صريح إنما يحار العقل يحار كيف حصل هذا قل هذا هو دليل عجزك {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} هذا دليل عجزك وهذه الحيرة مقصودة ليسلم الإنسان بعجزه لربه سبحانه وتعالى فقوله لا يقبلها العقل هذا كلام لا يقبله العقل لو قال هذه غريبة عجيبة نقول صدقت غريبة عجيبة ما عندنا شك ثلاث ختمات استغربتها وجد ما هو أكثر وجد أربع وأربع ثمانى ختمات يعنى ثمانى ختمات هى الختمة الطبيعية للحافظ المجد المسرع إذا أراد أن يختم واحدة ليس ختمتين أو ثلاثة تأخذ منه تسعة إلى سبعة هذا للمجد الذى يقرأ حدر ولا يأخذ نفسا تسعة أو سبعة طيب ثمانى ختمات اضربها فى سبعة يكون معك ست وخمسون ساعة النهار واليوم كله أربع وعشرون ساعة واضح هذا أين ستوجد هذه القراءة يا عبد الله هذا نشر الزمان كما قلنا وهذا يوجد تحت البركة فى الوقت القليل فعل كثير كما قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر رضي الله عنه وأرضاه فاحترموا العقل البشرى ولا تمتهنوه.

ص: 55

إخوتى الكرام: نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام إذن عبادته أعلى العبادة فى صيامه فى صلاته فى ورعه واحتياطه ولذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يشيد بقدره ورفعة شأنه وكان يخبر عنه بأنه كان أعبد البشر وأعبد الناس لله جل وعلا هذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام ثبت فى صحيح مسلم من رواية عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه وأرضاه فى حديثه الطويل عندما جمع القرآن فكان يقرأه فى كل ليلة وكان يصوم الدهر وبعد ذلك اعتزل زوجته وما لها حظا منه ونبينا عليه الصلاة والسلام عندما علم قال له فى نهاية الأمر صم يوما وأفطر يوما قال أطيق أكثر من ذلك فقال نبينا عليه الصلاة والسلام لا أفضل من ذلك صم صوم داود فإنه كان أعبد الناس وروى الإمام الترمذى فى سننه وقال هذا حديث حسن غريب ورواه البخارى لكن فى التاريخ والبزار فى المسند وأبو يعلى فى مسنده وهكذا الطبرانى فى معجمه الكبير والإمام الروينى فى مسنده والحاكم فى المستدرك عن سيدنا أبى الدرداء رضي الله عنه وأرضاه وإسناد البزار وإسناد الحديث حسن كما فى المجمع فى الجزء الثامن صفحة ست ومائتين وتقدم معنا.

ص: 56

نص على تحسينه الإمام الترمذى أيضا ولفظ الحديث عن سيدنا أبى الدرداء رضي الله عنه وأرضاه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام يقول كان أعبد البشر فى صحيح مسلم كان أعبد الناس كان أعبد البشر وكان من دعائه [اللهم إنى أسألك حبك وأسألك حب من يحبك وأسألك حب العمل الذى يبلغنى إلى حبك اللهم اجعل حبك أحب إلى من نفسى وأهلى ومن الماء البارد] والحديث لا ينزل عن درجة الحسن كما قلت وقد صححه الحاكم فتعقبه الذهبى بما وهم فيه فانتبهوا لوهم الذهبى رحمه الله ورضى عنه قال الذهبى فى تلخيص المستدرك فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وثلاثين وأربعمائة فيه عبد الله ابن يزيد الدمشقى قال عنه الإمام أحمد أحاديثه موضوعة وانظروا للوهم الذى وقع فيه هذا الإمام الهمام رضي الله عنه وأرضاه هذا الكلام قاله الإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه لكن فى راو آخر الإمام أحمد رضي الله عنهم أجمعين قال فى عبد الله ابن يزيد الدمشقى أحاديث موضوعة وهو تابعى عبد الله ابن يزيد الدمشقى تابعى يروى عن واسلة ابن الأصقع وأبى أمامة رضي الله عنهم أجمعين كما فى المغنى للذهبى فى الجزء الأول صفحة ثلاث وستين وثلاثمائة وكما فى الميزان ومعه اللسان فى الجزء الثالث صفحة ثمان وسبعين وثلاثمائة أما الراوى فى المستدرك فليس هو التابعى الذى يروى عن واسلة وأبى أمامة رضي الله عنهم أجمعين الذى معنا فى المستدرك إخوتى الكرام عبد الله ابن ربيعة ابن يزيد الدمشقى هناك ماذا عندنا عبد الله ابن يزيد الدمشقى هنا يزيد جده وهناك يزيد أبوه وهذا غير هذا عبد الله ابن يزيد الدمشقى عبد الله ابن ربيعة ابن يزيد الدمشقى هذا ليس بتابعى هذا يروى عن أبى إدريس الخولانى وهو من رجال الترمذى يختلف عن ذاك كما قرر هذا الذهبى نفسه فى كتابه الكاشف فى الجزء الثانى صفحة ست وسبعين أنت تفرق بين عبد الله ابن يزيد الدمشقى يروى أحاديث موضوعة

ص: 57

كما قال الإمام أحمد عبد الله ابن ربيعة ابن يزيد الدمشقى روى عن أبى إدريس الخولانى من رجال الترمذى أنت تفرق بينهما كيف الآن جعلت ترجمة هذا لهذا وقلت فيه عبد الله ابن يزيد الدمشقى قال عنه الإمام أحمد يروى أحاديث موضوعة ليس هذا الذى فى إسناد المستدرك فانتبهوا له وقد حكم الحافظ ابن حجر فى التقريب على عبد الله ابن ربيعة ابن يزيد الدمشقى الذى هو معنا أيضا فى رجال الترمذى قال إنه مجهول والسبب فى ذلك أنه لم يرو عنه إلا راو واحد فهو إذا ما خرجت عنهم جهالة ولا زالت لأنه لم يرو عنه راويان قال الحافظ فى تهذيب التهذيب فى الجزء الخامس صفحة سبع ومائتين وقد ذكره ابن حبان فى الثقات أى على طريقته فى توثيق من روى عنه راو واحد ولم يعلم فيه جرح رواه ابن حبان فى الثقات ثم أورد الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب هذا الحديث من طريق الترمذى وقال رواه الترمذى وقال هذا حديث حسن غريب.

إذن قول الذهبى فيه عبد الله ابن يزيد الدمشقى قال عنه الإمام أحمد أحاديثه موضوعة هذا وهم إنما فيه عبد الله ابن ربيعة ابن يزيد الدمشقى نعم فيه جهالة كما قلت لكن لا يعلم فيه ضعف فالإمام ابن حبان يوثقه والإمام الترمذى يحسن الحديث من طريقه رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين.

ص: 58

إذن إخوتى الكرام هذا حال نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام فكيف تلصق به تلك التهمة الباطلة [إنما كانت فتنة نبى الله داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه من أجل النظر] نثبت الفتنة له ثم نؤخر الغلام الأمرد الصبيح وراء ظهورنا حقيقة هذا لا يتناسب مع خبر نبينا عليه الصلاة والسلام عن نبى الله فهذا أعبد العباد لرب العباد سبحانه وتعالى وطاعته أفضل الطاعات عند رب الأرض والسماوات ومن أراد أن يجد ويجتهد فليفعل مثله ورع عظيم نبى كريم وهو حاكم أمير للمسلمين لا يأكل من بيت المال شيئا إنما يأكل من عمل يده طيب الذى يعف عن المباح الحلال الذى أحله له ذو العزة والجلال ويكتسب بعد ذلك بيمينه ليكون أتقى لربه هذا لن يسلم منه الناس فى نفوسهم ولا فى منكوحهم تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا

كما أثنى نبينا على نبى الله داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه فقد أثنى ربنا المعبود عليه بصفات كما قلت تكاد أن تكون من باب الخصوصيات له عن غيره من أنبياء الله ورسله على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه فكيف تلصق به تلك الرزيلة.

استمع لوصف الله لنبيه داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه فى سورة ص: {اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب} ما معنى الأيد مصدر آد يأيد أيدا بمعنى قوى واشتد وليس هنا جمع يد الأيد يمكن تكون جمع يد ممكن أن تكون مصدر آد يأيد أيدا ومنه قول الله والسماء بنيناها بأيد ليست من آيات الصفات بقوة وإحكام مصدر آد يأيد أيدا قوى إذن هو ذا القوة فى أى شىء فى طاعة الله وفى قتال أعداء الله كما تقدم معنا صومه أحب الصيام إلى الله صلاته أفضل الصلوات عند رب الأرض والسماوات يثبت إذا لاقى الأعداء ولا يفر ولا يولى أدباره بعد ذلك عنده عزم وحزم فى العمل فيأكل من كد يمينه ولا يأخذ شيئا من بيت مال المسلمين ثبت الأيد.

ص: 59

صاحب القوة والجد فى طاعة الله عز وجل {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب} كثير الرجوع إلى الله عز وجل ثم اذكر فاتنبه لما أغدق الله عليه من الخيرات والبركات وسخر له من المعجزات {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} خصوصيات كان فى أول النهار وفى آخره يجلس فيقرأ الزبور وهو صاحب الصوت العذب الشجى فالجبال والطيور تسبح معه بصوت يسمع ويفهم {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} ، {والطير محشورة كل له أواب} .

أى تسبح معه وشددنا ملكه قويناه وجعلنا له هيبة فى رعيته {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} طيب الذى يعتدى على أعراض الناس هذا حكيم أو سفيه يا إخوتى الكرام والله أعجب أنا كيف يعنى حتى الإمام ابن تيمية غفر الله له لما جاء هنا يقول وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام ومزوج بتسع والوفد صالحون والفاحشة لا تعرف فى العرب وأجلسه وراءه وقال إنما كانت فتنة نبى الله داود من أجل النظر على نبيناو عليه الصلاة والسلام كيف يقال هذا إخوتى الكرام والله يقول {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} .

والاعتداء على أعراض النفس سفاهة وخسة ما بعدها سفاهة وخسة وهل أتاك نبأ الخصم هى هنا المشكلة التى لفق الملفقون حولها ما زين لهم الشيطان الملعون وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب وهو العلوية والغرفة العالية قلنا هذا المحراب فى لغة العرب كما نقدم معنا فى مبحث الجن يعملون له ما يشاء من محاريب وقلت المحاريب التى وجدت فى مساجد المسلمين هذه من المحدثات وألف فيها السيوطى رسالة سماها إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب المحاريب ما كانت فى زمن نبيتا الحبيب عليه الصلاة والسلام وكره أئمتنا الصلاة فى الطارق تقدم معنا هذا أو تنسون قلنا لعدة أمور تشبها بأهل الكتاب يتميز الإمام عن المأمومين ويستتر عنهم وينبغى أن يكون بارزا إنما تكون له سترة من يدخل فى فجوة.

ص: 60

إذن إذ تسوروا المحراب المحراب الغرفة العالية العلوية يعنى حجرة فوق حجرة هذه يقال لها محراب.

ربات محراب إذا جئتها لو يعنى أصل إليها حتى أرتقى سلما لم أرقى حتى أرتقى سلما.

إذ تسوروا المحراب فى الغرفة العالية وكان ذلك كما سيأتينا فى شرح القصة إذ تسوروا المحراب دخلوا على داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام ففزع منهم قالوا لا تخف على رسلك {خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط} برز بعد ذلك أحدهما للخصومة وقال {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة} عملنا شريكة خلطة فنعجتى مع نعاجه ثم طمع قال أنت عندك شاة وأنا تسع وتسعون يعنى ما أحلى العدد لو اكتمل مائة مذا تريد قال تنازل لى عن شاتك ليصبح عندى مائة قال {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها [أعطينيها واجعلها فى رعايتى وحوزتى وكفالتى وملكى] وعزني في الخطاب} بالمحاجة ويقول لأننا ليكتمل العدد ويصبح أعظم ويكون عندى مائة يعنى أنت ينبغى أن تساعد أخاك وآثره على نفسك فأنت لم لا تعطيه تسعا وأربعين ليكون عندك خمسين وعنده خمسون عندك خمسون وعنده خمسون لم {قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب} أثبت ما قيل فى تفسيرها وهو أحد قولين معتبرين وبقية الأقوال كلها هزيلة باطلة.

ص: 61

أولها: وهو الذى قرره أبو حيان رحمة الله عليه فى البحر المحيط القصة على ظاهرها إخوتى الكرام ولا تحتاج لا إلى رمز ولا إشارة لى تسع وتسعون نعجة يعنى عنده يعنى نساء تسع وتسعون وهذا عنده زوجة واحدة وأراد بعد ذلك يعنى أن يتنازل له أخوه عن زوجته من أجل أن يكون عنده مائة امرأة وذاك يبقى عزبا من غير زوجة ما دخل النعاج بالنساء الذى أخذت من نعجة إلى امراة القصة على ظاهرها نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام كان له يوم للحكم بين الناس يوم مع أهله فى حاجاتهم يوم لمناجاة ربه يقسم اليوم الوقت ثلاث ساعات فى ساعة مناجاة الله لا يدخل عليه أحد من خلق الله أهله أو رعيته فكان يجلس فى المحراب يقرأ الزبور ويوحد العزيز الغفور سبحانه وتعالى يخلو بنفسه لذكر الله جل وعلا فجاء اثنان يعنى ثقيلان فى خصومة بينهما على ظاهرها خصومة خلطة بين نعاج كما قلت لكم عنده تسع وتسعون وذاك عنده واحدة يريد هذا أن يكمل العدد قال أعطنى شاتك فاختصما فى الكلام قال نذهب لنبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام ليحكم بيننا خصومة على ظاهرها ما فيها لا إشارة ولا رمز ولا داعى بعد ذلك لتحميل الكلام ما لا يحتمل أتيا إلى نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وجدا الباب الذى يجلس باب المجلس الذى يجلس فيه للفض بين المنازعات مغلق ولا يوجد وقت الآن يعنى للجلوس للرعية.

إخوتى الكرام..

ص: 62

ينبغى أن نعلم أنه بيوت الأنبياء وبيوت الصالحين على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه مهما كان حولها من ترتيب وعناية يعنى بيوت متواضعة يعنى لا يوجد يعنى دبابات ولا رشاشات ولا متفجرات ولا ألغام بحيث لو اقترب الإنسان نسفه اللغم إلى عنان السماء لا يوجد هذا يعنى نبى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه نحن عندنا نبينا عليه الصلاة والسلام وأفضل خلق الله وخير من مشى على هذه الأرض فى بيوته التسع لو أن الإنسان رفع يده كما تقدم معنا فى وصفه مال السقف ولو مد رجله مال الجدار وهى من جريد النخل وليس بعد ذلك بطين والبيوت التسعة لو عملت لها هكذا لسقطت يعنى هذه لن يريد أن يأتى أن يخرقها ويأخذ علما فيها بيده ليس برجله لو ضربها هكذا لخرقها يعنى مبانى هى بيوت يعنى بيوت يعنى كما قلت حولها ما حولها من بيوت المسؤلين فى هذا الحين فلما وجداه يعنى المجلس ليس فيه نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام قالوا بيته معروف نذهب بالليل سألوا يعنى أين نبى الله داود قالوا فى حجرته فى العلية فى المحراب جالس يناجى ربه تسلقا الجدار عليه وهبطا عليه وهو فى حجرته نظر يعنى جالس فى حجرته يدخل عليه أحد كما قلت لا يوجد يعنى احتياطات ولا يعنى بعد ذلك حذر يعنى خاف منهما وظن بهما سوءا وأنهما جاءا لاغتياله وقتله فحقيقة الإنسان فى خلوته يدخل عليه اثنان ليس من الباب من سور يعنى كيف سيكون حاله بشر مهما كان وخشى كما قلت على نفسه وظن بهما سوءا لكن بدأ يراقب أحوالهما ما عندكما برزان للمخاصمة قضى بينهما قال ظلمك أنت نعجتك تبقى ونعاجه تبقى وانصرفا فى أمان الله حقيقة لما حصل فى قلبه نحوهما ما حصل كأنه رأى أن هذا ظنا منه فى غير محله فاستغفر ربه مما خطر فى قلبه نحو عباد الله وخر راكعا له مستغفرا منيبا شاكرا على أن حفظه وما جعل لشياطين الإنس عليه سبيلا هذا معنى ولا يوجد شىء ثانى تحتمله على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد بحسب

ص: 63

الآية.

المعنى الثانى: ممكن أن يقبل ذكره شيخنا عليه رحمة الله الشيخ مصطفى الحبيب الطير وهو من الشيوخ الصالحين فى بلاد مصر يقول القصة أيضا يعنى جاءه اثنان لاغتياله وقتله حقيقة يمكن أن يقبل هذا فلما تسورا عليه ونزلا بتقدير الله كان معه فى المحراب بعض أصحابه وخواصه وأحبابه وليس هو بمفرده فأولئك الآن لا يستطيعان أن يبديا ما فى أنفسهما فافتعلا خصومة افتعلاها لكن عليهما علامة الشر يريدان مكرا وبرا فنبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام هم أن يحقق معهما وأن يبطش بهما هذا بقلبه يعنى هذان وعليهما علامة خصومة يعنى ادعى عن التسور وقلة الأدب والبذاءة ادعى لكل هذه كما قلت يعنى للأخطاء أيضا فى نفسهما محاولة جريمة ثم قال بما أن الله سلمنى وهو خير الحافظين فالكف عنهما يعنى وعدم الانتقام والانتصار للنفس أحسن كما كان يجرى من نبينا عليه الصلاة والسلام بكثرة كما تقدم معنا من يمنعك منى قال الله الحديث تقدم معنا فى صحيح البخارى وغيره ثم قال نبينا عليه الصلاة والسلام إذن من يمنعك منى قال كن خير آخذ قال أتؤمن قال لا أومن لكن أنا أطلب منك فقط أن تعفو قال قد عفوت عنك هذا حقيقة حسن خلق وسعة صدر والإنسان لا ينتقم لنفسه من أجل أن يعود هذا إلى رشده فكان خيرا له ولقومه فذهب إليهم وقال جئتكم من عند خير الناس فآمن وآمن قومه رضي الله عنه وعنهم بعفو النبى عليه الصلاة والسلام عنه.

وهنا كذلك عفا عنه فإذا لما يعنى كما قلت هم وفكر فى عقوبتهما ورجع عن ذلك كأنه رأى أن هذا لا يليق وأنهما تعرضا لما تعرضا له يعنى إلا بسبب لعله شىء من عدم يعنى القيام كما ينبغى نحو ما يجب لله علينا وكل واحد مفرط فى حق الله {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} فاستغفر ربه إن صدر منه زلل فى حق الله عز وجل وخر راكعا وأناب واستغفر وعفا عن هذين.

هذان قولان مقبولان.

ص: 64

مما لا يقبل يعنى فى هذه القصة أنه رأى زوجة بعض أصحابه بعض رعيته فأعجبته فسأله أن يطلقها سأله فطلقها وتنازل عنها وتزوجها ثم بعد ذلك يعنى جاءه ملكان فى صورة رجلين إلى محرابه وذكرا هذه القصة من أجل أن ينبهاه يعنى عندك ما عندك من النساء ثم تتطلع إلى زوجة إنسان ما عنده إلا هى فكأنه ظن أنه أخطأ فيما فعل عندما طلب من هذا الإنسان أن يطلق زوجته وأن يتنازل عنها حقيقة هذا يعنى ليس كالقصة التى يوردها من يوردها من الزنادقة كما سيأتينا أنه فتن بها وأنه هنا ذهب مجرد طلب لكن هذا فى الحقيقة مما يتنزه عنه أنبياء الله ورسله على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه يحتاج إلى اثبات.

نعم إن النبى يقدم على أنفسنا ووالله الذى لا إله إلا هو نساؤنا وبناتنا تقدم لنبينا عليه الصلاة والسلام ولنا أكبر الشرف فى ذلك ولم يفعل إلا ما أحل الله له وإذا لو قدر إذا قدر أن النبى عليه الصلاة والسلام حالا قال أريد زوجتك أو زوجة واحد منا ففرض علينا الطاعة والنبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم لكن هذا يحتاج إلى اثبات يعنى لو قدر أنه وقع ليس فى ذلك كما قلت يعنى جناية وجريمة لكن موضوع هل هذا وقع يحتاج إلى اثبات وبعد ذلك يقال هذا من باب يعنى تقديم النبى على النفس فلا محذور فى ذلك فى الحقيقة لكن نبى يتنزه عن هذا لا بد هذا من يعنى نقله بثبوت وصحة لكن كما قلت من ناحية حكم الشرعية الظاهر لو قدر أن النبى طلب لو واجب على الإسنان أن يتخلى إحنا لا لا لا إشكال فيه عندنا إخوتى الكرام وأنفسنا وأموالنا وأهلونا تقدم خدمة للنبى عليه الصلاة والسلام يتصرف فيها كما يريد.

ص: 65

انتبه ليس لغيره ذلك لمكان العصمة لأنه لن يفعل إلا ما أحل الله له لا تقل هذا لشيخى لا الشيخ قد يتخبطه الشيطان واضح هذا فلا بد إذن من التفريق أما هذا هذا نبى حاله كما قلت نحو المعاصى كحال الملائكة لا يمكن أن تصدر منه معصية فلا بد من أن نعلم هذا نعم هو يباشر هذه الشهوات عن طريق ما أحل رب الأرض والسماوات ولذلك تقدم معنا أن المعتمد فى حق النبى هو مع نساء الأمة محرم لهن والله إنه يؤتمن عليهن أكثر مما يؤتمن الآباء والأبناء والإخوة هذا لا شك فيه وقلت من لم يعتقد هذا فيجدد إيمانه بنيه على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه هذا قيل تحتاج كما قلت إلى اثبات فلا دليل عليه.

وقيل خطبها واحد من رعيته امرأة خطب امرأة يقال له أوريا فلم يعلم نبى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام بخطبته فخطب فأجابوه أو علم ثم تقدم وكان هذا جائزا فى شرعهم فأجابوه وألغوا فى خطبة الخاطب الأول وعندنا فى شريعتنا لا يجوز أن يخطب أحدا على خطبة أخيه وفى شريعتهم جائز يحتاج أيضا إلى اثبات نقل أنه فى الحقيقة كما قلت الظاهر يعنى فيه شىء يعنى من التنقيص للنبى على نبينا وعلى أنبياء الله ورسله جميعا صلوات الله وسلامه يعنى فى هذه الحالة لا بد من أن تنقل لأجل أن يعللها الإنسان تعليلا شرعيا أما الأصل فيسد الباب يقال هذا يحتاج إلى نقل أيضا هذا كما قلت إخوتى الكرام لا يثبت

وقيل وهو قول ثالث مردود سبب الفتنة هنا أنه عندما برز الخصمان للخصومة سمع كلام المدعى ولم يسمع كلام المدعى عليه فعاتبه الله هذا أيضا باطل لأن الذى أعطاه الحكمة وفصل الخطاب كيف يحكم بكلام المدعى قبل أن يسمع كلام المدعى عليه فالبينة على المدعى واليمين على من أنكر ولابد من أن يسمع كلام الخصمين هذا أيضا باطل وليس يعنى وحكمة نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يصدر يعنى هذا منها.

ص: 66

وأرذل ما قيل بعد ذلك وهو الذى يتناقله المخرفون وهو كما يقال فتنته من أجل النظر هنا أنه كان فى خلوته فى محرابه يذكر ربه ثم جاءت حمامة انظر للترتيب وقفت على الشرفة سمع صوتها تذكر الله توحده أعجب بها أراد أن يمسكها طارت تبعها إلى النافذة لينظر وقع نظره على امرأة تغتسل عريانه.

فلما شارت لبنى الله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام ينظر إليها نفشت شعرها فصار حولها كالخيمة فسترت جسمها بشعرها فزاد إعجابه بها فسأل عنها قالوا هذه زوجة أوريا أين هو قال فى الغزو فكتب لأمير الجيش قدمه ليحمل التابوت والراية ومن حملها لا يجوز أن يرجع حتى ينتصر أو يقتل يتقدم فتقدم فانتصر قال حوله إلى بعث آخر جهة أخرى انتصر وهكذا انتصر إلى سبعة جهات حتى قتل فى نهاية الأمر فجاء نبى الله داود وتزوجها على نبينا وأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه.

يا أخوتى الكرام يعنى سياق القصة يدل على أنها محبوكة أنها حبكت فى ليل مظلم أيضا طائر تقدم وتأخر فهذا كله كما قلت إخوتى الكرام افتراء وعليه الحديث الذى معنا إنما كانت فتنة نبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام من أجل النظر حديث لا يثبت فانتبهوا له واحذروه.

ص: 67

إخوتى الكرام بعد هذه الحادثة {وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب} ، {يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض} سبحانك ربنا هل تمن بالنبوة والخلافة التى التى تكون منك وهى خلافة شرعية على من لا يأمن الناس منه لا على أنفسهم ولا على منكوحهم {إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب * وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا} إذا أحكمت أمرك الكونى كيف ستهمل أمرك الدينى الشرعى ولكن تربى أنبيائك ورسلك {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} إلى آخر الآيات {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} وكما قلت لا يمكن أن نسوى الله بين الأخيار والأشرار ونبى الله داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه من عباد الله المخلصين وممن قوى الله ملكه وآتاه الحكمة وفصل الخطاب وهو أعبد الخلق للحق فانتبهوا لذلك.

ص: 68

فالحديث الثانى الذى لا يثبت أيضا ولا يصح من رواية سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه وأرضاه رواه الخطيب فى تاريخ بغداد فى الجزء الخامس صفحة ثمانية وتسعين ومائة والإمام ابن الجوزى فى كتابه ذم الهوى صفحة خمس ومائة وفى تلبيس إبليس صفحة أربع وسبعين ومائتين ورواه أيضا الإمام ابن الجوزى فى كتابه العلل المتناهية فى الأخبار الواهية فى الجزء الثانى صفحة أربع وثمانين ومائتين وهكذا الإمام الشوكانى فى كتابه الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة صفحة ست ومائتين ولفظ الحديث والحديث كما قلت لا يصح ولا يثبت من رواية سيدنا أنس رضي الله عنه وأرضاه مرفوعا أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال [لا تجالسوا أبناء الملوك فإن النفوس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجوارى العواتق] لا زلنا فى الحديث الثانى وروى الحديث أيضا برواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه بهذا المعنى فى تلبيس إبليس أيضا وفى كتابه العلل وفى العلل المتناهية كلاهما للإمام ابن الجوزى وانظروا الحديث أيضا فى الفوائد المجموعة للشوكانى فى المكان المتقدم وانظره فى الميزان زيادة على ما تقدم فى الجزء الثالث صفحة خمس عشرة ومائتين ورواه البيهقى فى السنن الكبرى فى الجزء السابع صفحة تسع وتسعين وقال هذا حديث موضوع ولفظ الحديث عن سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أنه قال [لا تملؤا أعينكم من أولاد الأغنياء فإن فتنتهم كفتنة العزارى] وفى رواية [لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم شهوة كشهوة النساء] قال الإمام ابن الجوزى عن هذا الحديث حديث أبى هريرة وأنس رضي الله عنهم وأرضاهم هذان حديثان لا يصحان وإنما يعرف هذا من كلام السلف سيأتينا كلام السلف فى هذا جنسها متواتر فى ذلك وقال الإمام البيهقى فى السنن الكبرى عقب حديث أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه هذا حديث موضوع وفيما ذكرنا من الآية غنية عن غيرها والآية هى قل للمؤمنين يغضوا من

ص: 69

أبصارهم قال والفتنة ظاهرة بالنظر إلى الغلام الأمرد فلا تحتاج إلى خبر يبينها يعنى هى لا تحتاج لا إلى آية صريحة لا تنظر إلى المردان ولا حديث إن فتنة المردان كفتنة النساء وفتنة العزارى لا يحتاج هذا.

الرواية الثالثة: وكما قلت سنقتصر على ثلاث روايات رواية سيدنا أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه وأرضاه رواها الإمام ابن الجوزى فى الموضوعات فى الجزء الثالث صفحة ثلاث عشرة ومائة وانظروها فى اللآلىء المصنوعة للإمام السيوطى فى الجزء الثانى صفحة تسع وتسعين ومائة وفى تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لابن عراق فى الجزء الثانى صفحة واحدة وعشرين ومائتين فى الفصل الأول من كتاب الإحكام والحدود للإشارة إلى أن الحديث حكم عليه الإمام ابن الجوزى بالوضع وهو موضوع اتفاقا هذا فى الفصل الأول ولفظ الحديث كما قلت من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه وعن نبيناوآله وصحبه من رواية أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يقله واضح هذا يعنى هو الحديث هكذا لكن كما قلنا موضوع إذن لم يقله عليه الصلاة والسلام أوليس كذلك حديث موضوع [من قبل غلاما بشهوة لعنه الله فإن صافحه لم تقبل صلاته فإن عانقه بشهوة ضرب بسياط من نار يوم القيامة فإن فسق به أدخله الله النار] .

هذه ثلاثة أحاديث لا تصح ولا تثبت وهناك أحاديث فيها هذا المعنى انظروها فى الأماكن المتقدمة من الكتب المذكورة.

أما الآثار عن السلف التى تحذرنا من النظر إلى المردان ومن مجالستهم وملا مستهم والخلوة بهم فجنسها متواتر إليكم نصوصا كثيرة منها إليكم بعضها.

ص: 70

روى الإمام ابن الجوزى فى كتابه ذم الهوى صفحة ست عشرة ومائة والأثر فى مجموع الفتاوى فى الجزء الخامس عشر صفحة خمس وسبعين وثلاثمائة من رواية أبى سهل نعته الإمام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى الصعلوكى أبى سهل الصعلوكى لكن سيأتينا فى ذلك إشكال كبير والأثر فى كتاب الكبائر للإمام الذهبى صفحة ثمان وعشرين ومائتين من رواية أبى سعيد قال من أشرف على الطباعة الصعلوكى هناك أبو سهل ولم ينسب إنما فى المجموع أبى سهل الصعلوكى فى الكبائر أبى سعيد الصعلوكى أما أبو سهل الصعلوكى فلا يمكن أن يراد قطعا وجزما لأن الأثر رواه الإمام ابن أبو الدنيا وابن الجوزى رواه من طريقه وهكذا الإمام ابن تيمية قرر الإمام ابن أبو الدنيا عن أبى سهل ابن أبو الدنيا توفى سنة واحدة وثمانين ومائتين وأبو سهل الصعلوكى توفى سنة تسع وستين وثلاثمائة فكيف سيروى المتقدم عن المتأخر لكن من المراد بأبى سهل بحثت كثيرا لأقف عليه فما عثرت على المراد عدد يسمون بأبى سهل من تابعين فمن بعدهم منهم من عباد وزهاد ومترجمون فى كتب التراجم من السير والتهذيب تهذيب التهذيب لكن لا أستطيع بواحد بعينه إلا ببينة وحقيقة رجعت لكتب ابن أبى الدنيا المطبوعة عندى ليروى رواية عن أبى سهل يترجم ما عثرت على ذلك إن كان كتاب الشكر وكتاب الوارعين وكتاب قيام الليل عدد من الكتب عندى ما عثرت على هذه الرواية التى يوردها فى كتاب يعنى ذم اللواط والتحذير منه والكتاب ليس عندى الرواية كما قلت لا يمكن أن تكون عن أبى سهل الصعلوكى أبى سعيد الصعلوكى ما رأيت راويا ينعت بذلك أبو سعيد الصعلوكى فى بعض الكتب أضيف هذا القول الذى سأذكره إخوتى الكرام إلى بعض السلف عدد من كتب تقول عن بعض السلف دون أن يقول أبى سهل أو أبى سعيد الصعلوكى أو غيره فعل هذا الإمام الغزالى فى الإحياء قال عن بعض السلف وهكذا الإمام ابن عابدين فى رد المحتار على الدر المختار فى الجزء السادس صفحة خمس وستين وثلاثمائة

ص: 71

وهو الهدية العالمية صفحة اثنتين وأربعين ومائتين والإمام ابن الحج فى كتابه المدخل فى الجزء الثالث صفحة تسع عشرة ومائة يقول عن بعض التابعين السلف التابعين أبى سهل أبى سعيد أبى سهل الصعلوكى أبى سعيد الصعلوكى فى هذا القول حقيقة لا بد له من تحقيق وبعد جهد أخذ منى ساعات ليس ساعة ما وصلت إلى شىء يعنى بقيت مكانى سأنقل لكم فقط هذا الذى توصلت إليه من أجل أن يبحث الأمر فى المستقبل بإذن الله عز وجل ولو عندنا كتاب ابن أبى الدنيا لأمكن أن نقف يعنى على رجال السند ليحدد من المراد أما كما قلت أبو سهل الصعلوكى لا يمكن أن يراد قطعا وجزما هو محمد ابن سليمان فقيه شافعى من أئمة الصوفية الصالحين انظروا ترجمته الطيبة فى السير فى لجزء السادس عشر صفحة خمس وثلاثين ومائتين قال عنه الإمام الذهبى مناقب هذا الإمام جمة وله كلام حسن فى التصوف والزهد والمواعظ ومن كلامه الذى أورده الذهبى وما راق يعنى للمعلقين قال من قال لشيخه لم لا يفلح أبدا.

إخوتى الكرام: الكلام يحمل على محمل حق فدعوا الكلام الذى يصدر من أئمتنا على أحسن المحامل ضعوه على أحسن المحامل من قال لشيخه لم اعتراضا ومجادلة وعنادا حقيقة لا يفلح يعنى هذا مقبول لمن يعترض على شيخه ولمن يتعالم عليه ما حكمه خزالة الله وإذا حرم الأدب فما إذن بعد ذلك تريدون عقوبة ستحصل له إنما هو يقول كان الصحابة يسألون النبى عليه الصلاة والسلام.

ص: 72

هل كان أحد يعترض على النبى عليه الصلاة والسلام لما اعترض عليه من اعترض وقال هذه قسمة ما أريد بها وجه الله قال إن من ضئضئى هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يخرجون من الإسلام يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن فى قتلهم أجرا لمن قتلهم وهم الخوارج أوليس كذلك والأحاديث فى ذلك متواترة فهذا اعترض وقال لم فليس هو سيخرج منه ذرية خبيثة نجسة واضح هذا أما أن الصحابة يسألون والتلميذ يسأل يا عبد الله هو لا يريد السؤال إنما يريد الاعتراض والجدال وما أكثر هذا ولا سيما فى هذه الأوقات كما تقدم معنا الآن قال الإمام ابن تيمية يقول لما ما قلت شيخ الإسلام هذا سيفلح هذا أنا أريد أن أعلم هذا سيفلح إذا كان فى نفسه هذا البلاء وهذا الضلال هذا سيفلح ولذلك يقول هذا العبد الصالح أبو سهل الصعلوكى رحمه الله ورضى عنه يقول التصوف الإعراض عن الاعتراض هذا الذى يريده الإعراض عن الاعتراض فلا تعترض على الله سبحانه وتعالى وسلم له يفعله وارض به فهو أحكم الحاكمين رب العالمين الإعراض عن الاعتراض وهكذا عن المشايخ وهكذا الاعتراض على الصالحين على النبى الأمين عليه الصلاة والسلام لا تعترض على عباد الله بالباطل هذا هو المراد فأما بعد ذلك من يرد الباطل هذا لا يقال اعترض يقال هذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وصدع بالحق وما أخذته فى الله لومة لائم لا بد أن نضع الكلام فى موازينه الشرعية أما من سأل نقول اعترض من رد الباطل نقول اعترض لا يا أخوتى الكرام فلا يمكن أن يراد أبو سهل الصعلوكى والعلم عند الله.

ص: 73

ولفظ الأثر كما قلت عن أبى سليمان الذى هو من السلف من التابعين قال اللوطية ثلاثة أقسام صنف ينظرون وهم لوطيون وتقدم معنا سواء كان النظر نظر استحسان وتلذذ فقط أو نظر لتمنى ما هو أشنع من ذلك وأكبر كل هذا حرام صنف ينظرون وصنف يصافحون يصافح الأمرد يعبث بيده يتلذذ كما يصافح المرأة وصنف يفعلون هذا للفاحشة الكبرى نسأل الله العافية نظر لمس فعل هذا كله لوطيون لكن على درجات فإذن النظر حقيقة يمنع منه وحذرنا سلفنا منه ونقل عن العبد الصالح فتح الموصلى وهذا الاسم يوصف على اثنين كل منهما إمام صالح زاهد ناسك عابد فتح الموصلى يقال له الكبير فهو فتح ابن محمد الموصلى الكبير توفى سنة سبعين ومائة وقيل خمس وستين ومائة أحد الأولياء من عباد الأخيار انظروا ترجمته فى السير فى الجزء السابع صفحة تسع وأربعين وثلاثمائة ويطلق على فتح الموصلى الصغير وهو المراد من الإطلاق إذا قيل فى كتب الوعظ قال فتح الموصلى يراد منه الثانى وهو الصغير والكلام هنا له وهو فتح ابن سعيد هناك ابن محمد فتح ابن سعيد توفى سنة عشرين ومائتين هناك سبعين ومائة خمس وستين ومائة هذا الصغير وذاك الكبير قال الذهبى فى ترجمتة الثانى فى الجزء العاشر صفحة ثلاث وثمانين وأربعمائة كلاهما من كبار المشايخ يقول هذا العبد الصالح فتح الموصلى صحبت ثلاثين من الأبدال كلهم كان يوصينى بالحذر من صحبة الأحداث احذر صحبة الحداث احذر صحبة المردان إياك أن تجلس مع الغلمان والصبيان ثلاثون من الأبدال يحذرونه من صحبة الأحداث.

إخوتى الكرام..

أكمل هذا بعد صلاة المغرب بعون الله وتوفيقه وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 74

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إخوتى الكرام كنا نستعرض الآثار الحسان عن سلفنا الكرام التى تحذر من النظر إلى المردان ومن مجالستهم ومن الخلوة بهم ومن لمسهم آخر ما ذكرته أثر العبد الصالح فتح الموصلى أنه صحب ثلاثين من الأبدال كل واحد منهم كان يحذره من صحبة الأحداث.

ص: 75

إخوتى الكرام: لفظ الأبدال تقدم معنا ضمن خطب الجمعة وقلت إن الحديث فيهم وفى هذا الوصف لعباد الله الصالحين ثابت صحيح ثبت فى مسند الإمام أحمد بسند رجاله رجال الصحيح كما فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة اثنتين وستين عن سيدنا على رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال] وفى رواية [البدلاء فى أمتى أربعون وهم فى الشام بهم يسقون الغيث وينصرون على الأعداء وبهم يدفع عن أهل الشام البلاء] الحديث كما قلت فى المسند بسند رجاله رجال الصحيح وتقدم معنا أن الحديث روى من رواية سيدنا أنس ابن مالك وعبادة ابن الصامت وعوف ابن مالك أيضا وعن غير ذلك من الصحابة وإسناد حديث الأبدال لا ينزل عن درجة الحسن وقلت يراد من الأبدال من بدلوا الصفات المذمومة فيهم بصفات حسنة بدلوا البخل بكرم والجبن بالشجاعة والجهل بعلم والتقصير بجد واجتهاد فى طاعة الله الجليل ولا يشترط أنهم كانوا سابقا على تلك الصفات لا إنما تنزهوا عن النقائص واتصفوا بالكمالات هذه معنى الأبدال ثم هؤلاء خيار العباد أربعون نعتهم الله بهذا الوصف على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام سموا أيضا بالأبدال لأنه كلما مات واحد جعل الله مكانه غيره بدلا عنه بحيث لا ينقص هذا العدد عن أربعين فى بلاد الشام بفضل رب العالمين ولا نستطيع أن نقول عن واحد بعينه إنه من الأبدال نعم كان سلفنا يقولون هذا بكثرة لكثير من الخيرين الصالحين قل كنا لا نشك أنهم من الأبدال هذا وارد بكثرة على لسان الإمام البخارى فمن دونه رضي الله عنهم أجمعين لا نشك أنه من الأبدال وكان من الأبدال وكان يرون أنه من الأبدال كما قلت رتبة تدل على استقامة وصلاح أما هذه الرتبة كما قلت التى اخترع لها الصوفية بعد ذلك طقوسا ضالة فنحن كما قلت يعنى نبرأ إلى الله منها وأشد الناس محاربة لها عندما يقولون دولة خفية دولة محمدية على نبينا وآله وصحبه صلوات الله

ص: 76

وسلامه لا تخيب ولا تعيب ولما تكلمت عليها كأن بعض الناس ما راق لهم الكلام وبعضهم أعادوا صلاة الجمعة قالوا هذا يتكلم عن أولياء الله وقلنا حيرتمونا مرة تقولون تكلم على السلفية ومرة على الصوفية والصوفية يقولون هذا سلفى والسلفية يقولون هذا صوفى وكما قلت نحن إن شاء الله مع أئمتنا الكرام البررة المذاهب الأربعة وطريقتنا جميعا إن شاء الله طريقة أهل السنة والجماعة ما عندنا بعد ذلك تقوقعات والتزامات خاصة لا سلفية بمفهوم الحاجة المصطلحة ليس سلفية متأخرة ما عندنا هذا ولا صوفية ضالة باطلة لا هذا ولا هذا قلت إخوتى الكرام قالوا دولة خفية على تعبيرهم لا تخيب ولا تعيب وتضرب وتصيب هذه لا ترد ضربتها يقولون رئيسها الغوث القطب قلت هذا يعدل البابا مباشرة عند النصارى إن كان فى الكاثوليك أو البروتستانت نسأل الله العافية وعنده بعد ذلك أربعة أوتاد فى كل زاوية من زوايا الأرض واحد وبعد ذلك عندنا ثلاثون أو أربعون من الأبدال وعندنا أربعون من المجاباه وخمسمائة من أفراد الدائرة أمر العباد كله يسأل عنه الخمسمائة فإذا اقتنعوا بالأمر بدعائهم وأسألتهم ولجوئهم إلى ربهم اقتنعوا رفعوه إلى المجاباه فإذا اقتنعوا بالأمر رأوا فيه مصلحة رفعوه إلى الأبدال رأوا فى الأمر مصلحة رفعوه إلى الأوتاد رأوا فى الأمر مصلحة رفعوه إلى الغوث القطب الذى هو غياث الثقلين ذاك لا يحرك رأسه إلا وتقضى الحاجة إذا اقتنع بالأمر وعليه هذا الكون من عرشه إلى فرشه متوقف على القطب وعلى الغوث الذى هو نائب الله مثل الآن القسس البابا هذا الآن يدخل جنة ويمنع من النار كما يريد وهؤلاء كذلك لكن بترتيب آخر وقلت هذه زندقة وهذا كفر وهذا إلحاد فلا دليل عليه وينبغى أن نحذر هذا فكونوا على علم بذلك ليس عندما نقول موضوع التصوف كان من الصوفية من الصالحين بعد ذلك عنده هذه الإصطلاحات هذه اصطلاحات الزنادقة واضح هذا كما سيأتينا الآن فى موضوع النظر فضعوا كل شىء فى

ص: 77

موضعه هذا معنى الأبدال وهو وارد على لسان رسولنا عليه الصلاة والسلام والحديث لا ينزل عن درجة الحسن وفصلت الكلام كما قلت ضمن خطب الجمعة ولا أريد ان أسترسل فى ذلك لحديث ثابت لكن هذا معناه يبدلون

الصفات المذمومة بكريمة وإذا مات واحد منهم أبدل الله غيره مكانه من أجل ألا ينقص هذا العدد هذا هو معنى الحديث أما بعد تلك الترتيبات هذا كله كما قلت كلام باطل فينبغى أن نحذره ولذلك هم عندما الآن يستغيثون بعد ما عملوا هذه الدائرة بدأوا يستغيثون بالأقطاب والأنجاب والأوتاد على تعبيرهم بالأبدال ولا يلجأون غلى ذى العزة والجلال ويستخفون عقول الناس والله يا إخوتى الكرام استخفاف استخفافا كاستخفاف مسليمة الكذاب بعقول من اتبعوه عرف بعض الشيوخ الضالين ولا نرضى إلا ما قدر نرضى إلى ما قدر نسأل الله حسن الخاتمة صار مشكلة فى مكان من الأمكنة وذهبوا إليه يعنى يعرضون عليه الأوضاع وأن الكفر البواح انتشر فى العالم ولا بد من يعنى تحرك وإذا ما تحرك العلماء يعنى من الذى سيحرك يحرك العباد يعنى كفر ينتشر فى العالم لا بد من أن يعالج قليلا سيعالجه كما عالجه العلماء من الذى سيعاجه بعد ذلك من الذى سيقضى عليه من الذى سيحاربه ولذلك إخوتى الكرام عندما يقع فى الحياة ما يقع كما يحصل فى هذه الأيام على تعبيرهم..

ص: 78

يا إخوتى الكرام الحياة فيها الكفر البواح لا بد من معالجة هذا من الذى أباح الكفر البواح فى الأصل من الذى أباحه دائما لا بد من وعيه لا بد من النظر فيه فحتما إذا وجد الكفر البواح سيقابله الشذوذ سيقابله الشذوذ ولا إذن تعالج إذن الأمور عن طريق الحكمة لكن من الشاذ الأول الذى ترك البلاد مفتوحة للفساد هذا هو الشاذ الأول إذا وقع شذوذ ثانى لا يجب أن نتكلم على الشذوذ الثانى ونترك الشذوذ الأول لأنه دائما الشذوذ لن يولد إلا شذوذا هذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه بعض من يعتقل الآن ويسجن فى السجون المظلمة وصل الأمر بهم هذا أخبار ثقات فى يوم يفتش دبره مرتان بواسطة كشاف خشية أن يكون أخذ شيئا ووضعه فيه من أجل ألا يكون متفجرات يا إخوتى أما تتقون الله دبر دبر ويضحكون بعد ذلك نفتش دبر الأعمى حتى إلى هذا الحد.

ص: 79

إخوتى الكرام يا عباد الله إذا قتلتم فأحسنوا القتلة لو كان يستحق القتل أما تأتى تفتح دبره وتضع الكشاف وتنظر هل وضع شيئا أو لا وهو عندك فى السجن إذن لا يقصد من هذا إلا الامتهان والاعتداء على..للإسلام هذا حتما سيولد بعد ذلك بلايا ورزايا ذهبوا عند هذا وقالوا يعنى المسألة كما ترى انظر لاستخفافه وقلة عقله ويدعى هو إنه هو الغيث وهو القطب لا إله إلا الله قال لهم ماذا تريدون قالوا نريد التغيير قال والله الذى لا إله إلا هو لو عملت هكذا لسقطت الحكومات كلها الحكومات كلها تسقط بس اعمل العمامة هكذا ما تلقى حكومة على وجه الأرض بس اعمل العمامة هكذا الحكومات كلها تسقط فقام بعض الحاضرين المساكين ظن أنه يقول حقا وصدقا قال لا شيخى أبوس رجليك حرك العمامة إذا موضوع تحريك عمامة كلهم يسقطون المسألة حرك العمامة قال ليس المقصود تحريك العمامة وإسقاطهم هاتوا لى من الذى سيحكم بدلهم قام هو مرة ثانية هذا المغفل قال أبوس رجليك أنت تحكم خلص أنت الخليفة حرك العمامة واحكم قال أنا ما أريد الدنيا هاتوا لى من يحكم حتى أحرك العمامة وما أحد على وجه الأرض منهم يبقى

ص: 80

والذى يظهر والعلم عند الله أن القول الثانى فى بيان المراد للتابعين غير أولى الإربة من الرجال القوى الشافعية والحنابلة الذى يظهر هو الذى تدل عليه النصوص فقد كان مخمس يدخل على بيوت نبيا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ويخالط أمهات المؤمنين حتى استبان أنه ليس بمخنس وأنه يعلم ما عند النساء ففصل وطرد إذن كان يدخل والحديث إخوتى الكرام ثابت فى المسند والصحيحين وفى موطأ الإمام مالك وسنن أبى داود وابن ماجة من رواية أمنا الطيبة المباركة سيدتنا أم سلمه وروى الحديث أيضا فى المسند وصحيح مسلم وسنن أبى داود والسنن الكبرى للإمام البيهقى من رواية أمنا الصديقة المباركة أمنا سيدتنا عائشة أمنا أم سلمة وأمنا عائشة رضي الله عنهم أجمعين قالت كان مخمس يدخل على بيوت أزواج النبى على نبينا وآله وصحبه عليه صلوات الله وسلامه يخالط النساء قالت كانوا يعدونه من غير أولى الإربة من الرجال يعنى هذا حكمه حكم المحارم يخالطوهن لأنه لا يعلم ما عند النساء ولا يشتهيهن ولا يفترس بهن وهن لا يبالين به حتى قال يوما لعبد الله ابن أبى أمية وهو أخ لأمنا أم سلمة هذا ثابت فى الصحيح وفى مرسل محمد ابن المنكدر قال لعبد الرحمن أخى أمنا عائشة ولعله تكرر ذلك منه قال لعبد الله ابن أبى أمية أخى أمنا أم سلمة فى بيت أمنا أم سلمة ثم فى بيت أمنا عائشة قال هذا لعبد الرحمن قال له إن فتح الله عليكم الطائف فعليك بابنة رزاق فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان إذن هذا يعرف وصف النساء تقبل بأربع أى عكل بطنها من سمنها وكثرة الشحم بها من الصفات المرغوبة فى المرأة إلا الآن حين مسخت أذواقهم يريدونها نحيفة ضعيفة جلدة وعظمة لكن من الصفات المرغوبة فى المرأة يعنى أن يكون بها الشحم ولذلك لما ذهب تلميذ للإمام أحمد رضي الله عنه ليشترى له جارية أمة قال ليكن عليها لحم رضي الله عنهم وأرضاهم فعندما يقول تقبل بأربع يعنى عكل البطن تتثنى أربع ثنيات طاقات من

ص: 81

سمنها والإنسان إذا كان سمينا يظهر التثنى فى صدره وبطنه أربع إذا أدبرت بثمان هذه الأربعة ترى من جانبها أربعة من هنا ومن هنا أربعة تصبح ثمانية فإذن إذا مشت ونظرت إليها من وراء أربعة من الجانب وأربعة من الجانب فالثنتان الأماميتان تصبح من الجانب عندما تراها أربع والثنتان من هنا أربع وتقبل بأربع وتدبر بثمان يعنى عكل بطنها وظهرها متعددة هذا لا يقوله إلا من يشتهى النساء ويعرف ما عندهن.

ص: 82

وورد فى رواية الكلبى زيادة عما فى الصحيح قال لها ثغر كالأقحوان يعنى كالورد المعروف المشهور لها ثغر كالأقحوان وما بين رجليها مثل الإناء المكحوت ثم قال له أيضا أعلاها عفيف وأسفلها كثيب يعنى كأنها قمة رمل من سمنها وضخامة عجزتها إن قعدت تثنت وإن تكلمت تغنت فقال له نبينا عليه الصلاة والسلام يا عدو الله أراك تعرف ما ها هنا ثم أمر بنفيه من المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه الشاهد كان يدخل وهو من التابعين غير أولى الإربة من الرجال وكما قلت كانوا يعدونه كذلك ثم استبان أنه ليس بمخنث يعنى حقيقة عنده تصنع لأخلاق النساء والتشبه بهن لكن فى واقع الأمر يدرك ما عند النساء ويتطلع إليهن ويصف أمور الفتنة فيهن ونفى بعد ذلك وطرد من البيوت واحتاط النساء منه يعنى كما قلت فيما يتعلق التابعين غير أولى الإربة من الرجال قولان فيما تبديه المرأة أمام هذا الصنف حقيقة القول الأول أحوط يعنى أنها لا تبدى إلا الوجه والكفين تحتاط نعم تتخفف أمامه فليس حالهم كحال الرجل الفحل فهؤلاء يتبعون النساء كما قلت دائما للمساعدة فلو أدخل الإنسان إلى بيته مغفلا لا يختلط بالنساء فأحيانا يأتى بكثرة بمثل هؤلاء لإطعام ومساعدة فلو المرأة دخلت ووضعت الطعام متحجبة كما قلت لاجلباب ويعنى لا عباءة لكن ساترة لابسة الطويل والشعر مستور والوجه مكشوف واليدين ووضعت الطعام هو الآن ما ينتبه للمرأة ولا يفكر فيها وكما قلت الزوج الأخ الولد حاضر موجود لها أن تفعل هذا أما أن تتوسع أكثر يعنى يطلع على زينة خفية لا يطلع عليها إلا المحارم فحقيقة يعنى تركه أولى وإن كان كما قلت مرارا وقرره أئمتنا لا نعترض على شىء منه وإجماعهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة والأثر يدل على ذلك لكن لا يدل على سبيل الوجوب يعنى يجب على المراة أن تكشف أمام غير أولى الإربة من الرجال كما تكشف أمام المحارم لا يدل على هذا قيد يدل على الترخيص والأخذ بالاحتياط أحسن

ص: 83

والعلم عند الله جل وعلا.

المسألة التاسعة الآن بسم الله الرحمن الرحيم

نعم قلت لك رواها الكلبى والكلبى متروك لكن الرواية ذكرها الحافظ ابن حجر فى الفتح فى الجزء التاسع صفحة سبع وثلاثين وثلاثمائة وانظر أصل الحديث فى جامع الأصول فى الجزء السادس صفحة ستين وستمائة رواية ضعيفة روى فى الصحيحين فقط قال تقبل بأربع وتدبر بثمان الزيادة يعنى لا محذور فيها على الإطلاق يعنى الذى يعرف الأربع ويعرف الثمان يعرف ثغرها أيضا كالإقحوان وأنه رآها

يعنى رآها ولا مانع واضح هذا ورأى بعد ذلك ضخامتها عندما تجلس ورآها عندما تتكلم كأنها تغنى من رقة صوتها وعذوبته لا حرج فى ذلك يعنى الآن ما فى كما يقال محذور يعنى ما فسره كاف فى الدلالة على أنه يعلم ما عند النساء وذلك زيادة كما قلت خبرة الأثر ضعيف لأنه كما قلت من طريق الكلبى والكلبى معروف حاله لكن يعنى يشهد له خبر الصحيحين والخبر الأول كاف فى الدلالة على أنه إذن ليس من غير أولى الإربة من الرجال والعلم عند الله جل وعلا.

الطفل الطفل معناه فى اللغة إخوتى الكرام الولد ما دام ناعما يقال له طفل ما دامت فيه النعومة ولم يغلظ صوته ولم تخرج له لحية وشارب يقال له طفل الطفل الولد ما دام ناعما ويقع على المفرد والجمع كما قال الإمام الجوهرى فى صحاح اللغة وقيل أنه مفرد محلى ب ال الجنسية فيعم الدينار والدرهم أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض المراد من الدينار الدنانير وقيل إنه مفرد وضع موضع الجمع يعنى إما كما تقدم معنا هذا اللفظ يقع على المفرد والجمع أصالة أو مفرد دخلت عليه ال الجنسية فأفاد العموم أو أنه مفرد لكن يوضع موضع الجمع واستدل بقول الله جل وعلا {ثم نخرجكم طفلا} لكن الإمام سيبويه من علماء اللغة رد هذا وقال ثم يخرج كل واحد منكم طفلا أليس هو المفرد وضع موضع الجمع والعلم عند الله جل وعلا

ص: 84

على كل حال إخوتى الكرام ماذا تتحجب ما الذى تحجبه وتستره المرأة من جسمها أمام الطفل وما الذى يرخص لها أن تبديه؟

الطفل له عدة أحوال:

أولها: ألا يبلغ أن يحكى ما يرى ما وصل إلى حد يحكى ما يراه ويستحضره ويذكره لغيره أى قبل سن التمييز وقبل سن التمييز الإنسان حقيقة لا يحكى ما يرى بعد أن يميز يحكى ما يرى يقول والدى أحضر كذا وعمل كذا وذهب كذا يعنى صار عنده تمييز وأعطى لأخى ما أعطانى أما قبل سن التمييز لا يميز لا يحكى ما يرى لا يستحضر هذا ولا يذكره للناس ولا ينتبه له هذا يقع بحضرته لا يبالى به هذا قبل سن التمييز غيبته كحضوره يعنى المرأة لا تتحجب أمامه مطلقا وجوده وعدمه سواء وهذا سن التمييز فى الغالب فى سن الرابعة فى الغالب لا يقال له ابن ثلاث سنين ابن سنتين ابن سنة من هو ابن شهر يعنى المرأة تتحجب أمامه تقول هذا الآن ذكر هذا كما قلت نوع أول من الأطفال لا يحكى ما يرى ما بلغ إلى هذا السن التى يحكى فيها ما يرى ويستحضر وينتبه فهو قبل سن التمييز حضوره كغيبته.

ص: 85

نوع ثانى: إذا بلغ السن التى يحكى فيها ما يرى لكن ليس فيه ثوران الشهوة وتشوف للنساء ويحكى ما يرى يعلم لكن ما عنده تمييز يعنى بعد ذلك إن هذه تشتهى وإن هذه جعلها الله لاتصال الرجل بها ويعلم شهوتها لا يعلم هذا على الإطلاق إنما يحكى ما يرى يعنى قد يقول فلان طويل وفلان قصير دون أن يذكر الأمور التى تغرى الرجل ما عنده يعنى اطلاع على هذه الأشياء فهذا حكمه حكم المحارم عند أئمتنا بلغ سن التمييز ولم يراهق والمراهقة تبدأ فى سن التاسعة والعاشرة إذن قبل التاسعة وبعد الثالثة بعد الرابعة هذا يقال له فى سن التمييز دون مراهقة يحكى ما يرى لكن لا يفهم كما قلت يعنى لأماكن الشهوة ومفاتن المرأة يعنى لا يصف لرجل يقول هذه شكلها كبير هذه تقبل بأربع وتدبر بثمان هذه مثلا فيها كذا علامات فارقة مغرية ما يميزها وممكن فقط يعلم أن هذه امرأة لا رجل هذه كبيرة عجوزة هذه صغيرة لكن الصفات الدقيقة لا يحكيها لغيره لأنه لا يعلم أثرها وهذا حاله كما قلت من هو فى سن التمييز قبل المراهقة وحقيقة يختلف حال الناس فى هذه المرحلة على حسب تفتحهم ويعنى معايشتهم فحقيقة يعنى الجيل السابق الذى عشنا فيه يعنى حتى الإنسان لو بلغ عشر سنين لا يعلم ما عند المرأة وكنا ندرس فى أولى متوسط أولى إعدادى ما يتعلق بأمر الحيض وبأمر النساء فى كذا لا نعلم إلا لنحفظ يعلم الله حفظ لكن ما معنى الحيض ما معنى النفاس نشرحه نقول هو الدم الذى يخرج من فرج المرأة إيش يعنى فرج يخرج دم ما بك ألا تحضر وتكتب فى الامتحان ونأتى بعد ذلك فى موضوع الكفارة فى فقه السادة الحنفية ومن جامع أو جومع فى نهار رمضان عامدا فعليه القضاء والكفارة مثل المظاهر أى كفارة الظهار اذكر شيخنا الشيخ بدرى رجب رحمه الله ورضى عنه.

ص: 86

قرأ لنا ونحن فى إولى إعدادى فى عمر ثلاثة عشر أربعة عشر بعد أن قرأها نظر إلينا استحضر يعلم الله حركاته واحدة واحدة لكن ما وراءها ما أعلم قال

يعنى يقول كيف سأشرح هذه العبارة أمام الطلاب هذه معناها على اللهجة هناك

من جامع أو جومع فعل أو فعل به عامدا فى نهار رمضان عليه قضاء والكفارة مثل المظاهر مثل كفارة الظهار

ولا شرح كلمة شرحها

وما أحد منا حقيقة يخطر بباله يعنى ما معنى جامع وما معنى جومع إذا كان سيدنا الإمام النووى عليه رحمة الله لما حفظ كتاب المهذب

لكن كان يقول يعنى من نواقض الوضوء خروج ريح هو يقول عن نفسه يقول فكنت أظن أن المراد من خروج الريح القرقرة التى فى البطن فكان باستمرار يتوضأ ويشق عليه ما يعلم ما المراد من هذا حتى وضح له الأمر هذا يعنى حال سلفنا رضوان الله عليهم أجمعين على كل حال يعنى لا بد كما قلت من هذا الضابط وهو أنه يحكى ما يرى لكن ليس عنده وعى بأمر النساء متى ما وعى هذا ليس الآن من الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء هذا طفل لا يظهر حكمه حكم الكبار إذن عندنا طفل لم يظهر لا يميز وجوده وعدمه سواء حضوره لغيبته يميز ولا يعلم ما عند المرأة كالمحارم وعليه على المعتمد كما تقدم معنا تستر ما بين السرة والركبة أمامه ويجوز أن تبدى ما عدا هذا.

النوع الثالث: إذا راهق ودب فيه الشهوة ميز وبدأ يعلم ما عند المرأة مما يرغب الرجال فحكمه حكم الرجل البالغ تماما المراهق هذا إخوتى الكرام من حيث نظره إلى المرأة وما الذى ينبغى أن تستره المرأة أمامه.

أما من حيث النظر إليه ومن حيث عورته الولد ما هو أيضا لذلك تفصيل.

فإذا كان صغيرا جدا أيضا قبل سن التمييز فليس له عورة يعنى لو بدا منه السوأتان لا حرج فى ذلك وهو قبل سن التمييز ثلاث سنين أربع سنين سن سنتين سن سنة إذن هذا ليس له عورة على الإطلاق.

ص: 87

الحالة الثانية: ما دام لم يشتهى ميز لكن لم يشتهى فعورته دبرا وقبلا مميز لكن لا يشتهى ما وصل لحالة مراهقة وما يقاربها دبر وقبل يعنى عمره ست سنين سبع سنين خلاص يستر السوأتين يعنى لو بدا بعد ذلك فخذه لا يقال الآن فخذه مثل الرجل يعن الأمر يختلف هذا لا يشتهى الواحد يتطلع إليه قال أئمتنا ثم تغلظ كلما زاد يعنى بعد سن التمييز سوأتان تغلظ ما قاربهما إلى أن يصل إلى الحد الذى يشتهى فيه ابن التسع أو ابن عشر فصارت عورته كعورة البالغ ينبغى أن يستر هذا المكان من السرة إلى الركبة وإذا كانت جارية تتحجب كما تتحجب المرأة إذا بلغت تسع سنين عشر سنين وجب عليها الحجاب يقال الآن هذه لا تميز ما عند النساء تميز به لو تزوجت من التسع يكون

تنجب بعد.

سنة تنجب عمرها عشر سنين فلا بد من ضبط هذا وهكذا كما قلت الرجل عشر سنين صار يشتهى ويشتهى من قبل النساء ويشتهى هو النساء حكمه حكم الرجال يستر عورته.

قلت مرة فى أبها بعض جيرانى الكرام يعنى كان موضوع حول حجاب النساء وكذا قال لى عمى أحد أولاد القرية كان فى تلك الأيام فى ثالث ثانوى قال هذا نعتبره بدرا يعنى يدخل على النساء وكذا قلت يعنى أقمتم عمره أقمتم سبع عشرة سنة أوليس كذلك يعنى لو أدخلتموه ابن خمس سنين ست عشرة سنة يعنى وصل مرحلة البلوغ قطعا وجزما قالوا يا شيخ ما ترى أن فى وجهه شعرة ما زال بدر قلت هذا لو زوجته من سنتين لكان عنده ولدان قال هذا يدخل يعنى طبيعى هذا حكمه حكم

ويقول لى خرجت له لحية وبلغ الطوق تماما يقول هذا بدر هذا وعندنا كما قلت ابن تسع عشر هذا صار فى سن المراهقة المرأة تستر أمامه فهو يستر أيضا عورته.

إخوتى الكرام: هذا مقرر عند المذاهب انظروا رد المحتار فى الجزء السادس صفحة أربع وستين وثلاثمائة وروضة الطالبين فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وعشرين والمغنى للإمام ابن قدامة فى الجزء السابع صفحة اثنتين وستين وأربعمائة

ص: 88

مسألة عندنا كنتم تجعلوها عاشرة أليس كذلك وإن شئتم تجعلوها سابعة لما تقدم.. النظر إلى الأمرد نحن تقدم معنا الطفل إذا كان يعى أوليس كذلك إذا دبت فيه الشهوة وبدأ يعرف ما عند النساء المرأة تستتر أمامه كما تقدم معنا قبل ذلك حكمه حكم المحارم قبل التمييز وجوده وعدمه سواء كأنه بهيمة فى البيت لا تحتجب أمامه ولا حرج عليها أن تكون بأى شكل كان إنما بعد ذلك بالنسبة كما قلت لعورته هو قبل سن التمييز لا عورة له إذا ميز قبل ودبر ثم تغلظ العورة إلى أن يبلغ إلى سن المراهقة تسع أو عشر صار حكمه حكم الكبار يؤمر وليه بأن يلزمه بتغطية فخذيه لأن هو الآن غير موجه إليه الخطاب لكن الولى مأمورا بأن يراقبه إذا كشف عن فخذه.. وهكذا الجارية وليها المسؤل عنها يحجبها فى هذا الوقت أما من ناحية البلوغ لجريان قلم التكليف ما جرى عليه قلم لتكليف لأنه لا بد من بلوغه ويوجه إليه الخطاب لأنه لو كشف لا إثم عليه لكن وليه هو المطالب ينبغى أن يراقبه أن يلاحظه وهكذا يلاحظ الجارية وأن يحجبها فى هذا الوقت.

ص: 89

أما الأمرد ما حكم النظر إليه حقيقة لا بد من وعى هذا ومسألة قررها أئمتنا وقد يؤدى التساهل بها إلى يعنى محذورات كثيرة ووقع كثير من الناس فى مفاسدها ونسأل الله أن يصون أعراضنا وأن يسترنا فى الدنيا والآخرة بفضله ورحمته وهذه المسألة إخوتى الكرام يعنى كما قلت حكم شرعى الذى يجب أن نعيه وأن ننتبه له أمر ثانى أيضا يعنى دعانى إلى الكلام عليه ما سيأتينا ضمن مراحل البحث بعون الله جل وعلا أن تقبيل الأمرد..هذا أشنع من تقبيل المرأة كما سيأتينا وبعض السفهاء ممن يعتبرون أنفسهم من السلفية الدعاة فى هذه الأيام علق على قصة كنت ذكرتها سابقا قصة تقبيل سهل ابن عبد الله التسترى للسان أبى داود قال هذا السفيه الشريط عندى الطحان الآن يفتح الباب إلى تقبيل المردان أين نحن وأين هو هنا رجل صالح صاحب سنة راوى حديث النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه جاء هذا قال أرنى لسانك الذى تحدث به حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لأقبله فقبله سهل ابن عبد الله التسترى مع أبى داود.

يا إخوتى شيخ من أهل السنة الكبار هذا شيخ جاهل عادى فما الذى أخذك إلى تقبيل الأمرد يا مفتون ما الذى أخذك قال هذا..تقبيل المردان يأتى يقبله من فمه يعانقه يضمه إليه كما يفعل الصوفية ما زاد على تقبيل المردان يقول بكل حياء بكل قلة حياء..

ص: 90

يا إخوتى الكرام نحن أمرنا أن نعدل مع المشركين ألا نعدل مع عباد الله المؤمنين ما الذى أخذك إلى المردان هذا مثل إنسان لو قال يجوز للإنسان أن يجامع زوجته قالوا لا يجوز للإنسان أن يجامع زوجة جاره هذه امرأة وهذه امرأة وهنا كذلك يجوز أن يقبل لسان الإمام البخارى إذن يجب أن يقابل المردان يا عباد الله..بالحلال والحرام أما تتقون الله أم كما قال الله يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون والله وتالله وبالله إنه يعلم أننى لا أريد هذا وما خطر على بالى ووالله ما علمت به إلا لما ذكره هو أننى أقول تلك القصة من أجل تقبيل المردان فتح باب لتقبيل المردان هذا ككلامه الثانى فى نفس الشريط هذا مخرف الإمارات ككلامه الثانى فى نفس الشريط حول عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة يقول يعنى إذا أردنا المطر ما نروح للاستسقاء يعنى الطحان يقول ما نروح للاستسقاء نجلس ونقول أبو بكر أبو بكر عمر عمر فكأن عمر ما يعرف هذه العبادة العظيمة لما أصيبوا بقحط ما جلسوا قالوا محمد محمد أبو بكر أبو بكر هذا مثل المخرف أيضا الفتان الذى ألف كتابه تحذير الإخوان على مسلك واحد ثم قال هذا فساد يجر إلى فساد

على لسان أبى داود رضى الله عنه وأرضاه يقول بدأ يستدل بآثار تقبيل يد أمة على فرض ثبوت هذه يقول يعنى هذه فيها توسع بجواز أن يقبل الإنسان اليد فثابت البنانى هكذا يدرسها هو لا يعرفون ضبط اسم ولا معرفة حكم ثابت البنانى يقول يعنى إذا فعل هذا مع أنس وقبله يعنى هذا توسع نقف عنده يقول إذن هو يقول تقبيل الرأس والجبهة إذن يجوز تقبيل..يعنى أنا أقول ما دام فعل هذا يجوز تقبيل الرأس إذن يجوز

ص: 91

والجبهة يجوز تقبيل..ثم قال نحن نعلم أن تقبيل اللسان للنساء الإنسان يقبل زوجته والأدهى منه يقول مص لسان من يحدث عن النبى عليه الصلاة والسلام ولاشك هذا لا نعرفه ديانة هذا ضبطه هو ثم بعد ذلك أراد قال طبعا هو يروى أن أحد الناس قد مص يعنى لسان بعض الناس كما زعم والله أعلم بصدق هذه الرواية..على فرض أنها صحت هذا مثل ما تقدم معنا فى قبر الحسين وفى غيرها وفى قول أيضا عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة من الذى نقل هذا عن الإمام أحمد وعن سفيان ابن عيينة أين هى على فرض أيضا ليست صحيحة كل إنسان يخطأ ويصيب الإمام أحمد أخطأ فى هذا وسفيان ابن عيينة أخطأ وهنا على فرض أنها صحت لا تصلح دليل هذا كلامه لا تصلح دليل ومن قال حصلت ثم قال وأى جيل ترى أهل الطاعة كل منهم يقبل لسان صاحبه هذه أعوذ بالله منها يقول كنا نحن ننهى عن تقبيل الخدود نرى محدث فى هذه الأيام يدعو إلى تقبيل اللسان من أجل بعد ذلك يقول تقبيل المردان عافانا الله منها.

ص: 92

انظر للسفاهة وقلة الحياء وقلة الديانة..فإن شاء الله سنتكلم على موضوع المردان وأنه لا يجوز النظر إليه بشهوة ولا بغير شهوة كما ستسمعون فضلا عن تقبيله فلا بد من أن نقف عند حدودنا وأن نتقى ربنا أما بعد ذلك يقبل الإنسان يد الشيخ للتبرك به يقبل جبهته للتبرك به يقبل لسانه للتبرك به يقبل سرته كما تقدم معنا فعل سيدنا إبى هريرة مع سيدنا الحسن رضى الله عنه للتبرك به هذا موضوعا آخر وموضوع إخوتى الكرام يعنى تقبيل اللسان هذا لم يقع فقط من العبد الصالح سهل ابن محمد التسترى الذى توفى سنة ثلاث وثمانين ومائتين مع سيدنا أبى داود الذى توفى سنة خمس وسبعين ومائتين وهو إمام السنة فى زمنه لم يقع هذا معه فقط وقع مع عدد من الأئمة مع عدد كان يأتى يقبل لسانه تبركا بحديث النبى عليه الصلاة والسلام منهم واحد آخر الإمام الفراوى الذى أئمتنا يقولون للفراوى ألف راوى وهو أروى الشيوخ فى زمنه لحديث صحيح مسلم الإمام الفراوى الذى توفى سنة ثلاثين وخمسمائة للهجرة تقدم معنا قصة معه جرت مع الإمام تذكرون ابن عساكر عندما ذهب إلى بغداد ليتلقى العلم عنه والإمام ابن عساكر لأنه رأى أن الشيخ يعنى ما احتفى به كثير بعض تلاميذ النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقال له أبلغ أبا عبد الله محمد ابن الفضل الإمام الفراوى إنه سيأتيه شاب أسمر من بلاد الشام فلعتن به فكان بعد ذلك إذا جاء قام له إذا انصرف شيعه ويعنى يجلس معه ما يريه حتى ينصرف الإمام ابن عساكر ووالد الإمام الفراوى رأى النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقال ولدك خليفتى أى هو الذى ينشر حديثى هذا الإمام الصالح أوصى تلميذه الذى قرأت به كثيرا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والإمام الفراوى لتعرفوا من هو استمعوا فقط كلاما موجزا للإمام الذهبى فيه كما قلت توفى سنة ثلاثين وخمسمائة الشيخ الإمام الفقيه المفتى مسند خراسان فقيه الحرم أبو عبد الله محمد ابن

ص: 93

الفضل الفروى النيسابورى الشافعى ثم بعد أن ذكر فى ترجمته ما ذكر نقل عن الإمام عبد الغافر أنه قال هو فقيه الحرم البارع فى الفقه والأصول الحافظ للقواعد نشأ بين الصوفية ووصل إليه بركة أنفاسه درس الأصول والتفسير على زين الإسلام الإمام القشيرى ثم اختلف إلى مجلس الإمام أبى المعالى إمام الحرمين ولازم درسه ما عاش وتفقه وعلق عنه الأصول وصار من جملة المذكورين من أصحابه وحج وعقد المجلس ببغداد وسائر البلاد وأظهر العلم بالحرمين وكان منه بهما أثر وذكر وما تعدى حد العلماء وسيرة الصالحين من التواضع والتبذل فى الملبس والعيش ثم قال عقد مجلس الإملاء فى الأسبوع يوم الأحد والإملاء كما قلت لكم يعنى يجلس والتلاميذ يكتبون ويملى من صدره هذا إملاء وقلت من يقال عنهم محدثون يعنى كذا وكذا يريد أن يعقد هو مجلسا من مجالس الإملاء ويروى لنا يروى لنا الأربعين النووية ونحن نتبع وراءه على علم الحديث ليبكى من كان باكيا وعقد مجلس الإملاء فى الأسبوع يوم الأحد وله مجالس الوعظ المشحونة..والمبالغة فى النصح حدث بالصحيحين وغريب الحديث للخطابى والله يزيد فى مدته ويفتح فى مهلته إمتاعا للمسلمين بفائدته قال السمعانى سمعت عبد الرشيد ابن على الطبرى بمرو يقول الفراوىألف راوى قلت لكم الفراوى نسبة إلى فراو من بلاد خراسان الفراوى ألف راوى.

ص: 94

إخوتى الكرام هذه الجملة ضبطها الإمام النووى فى مقدمة صحيح مسلم للفراوى ألف راوى يعنى من كثرة تلاميذه له ألف راوى يقول الإمام النووى فى بداية صحيح مسلم فى المقدمة يقول كان إماما فى الجزء الأول صفحة سبعة بارعا فى الفقه والأصول وغيرهما كثير الروايات بالأسانيد الصحيحة العاليات رحلت إليه الطلبة من الأقطار وانتشرت الروايات عنه فيما قرب وبعد من الأمصار حتى قالوا فيه للفراوى ألف راوى وكان يقال له فقيه الحرم لإشاعته ونشر العلم بمكة زادها الله فضلا وشرفا وهنا للفراوى ألف راوى هنا الفراوى الفراوى الفراوى ألف راو هى الأصل ألف راوى من باب يحصل وزن السجع ممكن أن يقال درجة الفراوى تعدل الفراوى بمنزلة ألف راوى للفراوى ألف راوى إذن الأمران معتبران.

لكن بدون للفراوى ألف راوى بدون للفراوى الفراوى ألف راوى هكذا صبطت فى السير وفى طبقات السادة الشافعية الكبرى للإمام السبكى فى الجزء السادس صفحة ثمان وستين ومائة الفراوى ألف راوى راو للفراوى ألف راوى هذا هو إمام الدنيا يقول هذا الأخ فما أعلم إخوتى الكرام يعنى شيخ الحديث فى زمنه فهل فعل بدعة أريد ان أعلم أما نتقى ربنا أما نستحى بعد ذلك من أنفسنا لكن إلى الله المشتكى أهوائهم وأرائهم يجعلونها سنة أهوائهم وأرائهم ثم بعد ذلك ما قاله أئمتنا وفعلوه عندما تعرضها عليهم كل واحد عنده نفور الدابة الشموس نحو ما يقرره أئمتنا رضى الله عنهم وأرضاهم.

ص: 95

فى إذاعة البارحة فى إذاعة نور على نور دارت بعض المشايخ الكبار لما يفتى يا إخوتى لا يفتى بفتيا لا إلى آية قرآنية ولا إلى حديث نبوى ولا ولا ولا كل الموضوع موضوع تقبيل المحارم وكذا أرى أنه لا بأس وكذا كلهم من ماء يقول يقول الإنسان يقبل محرمه يعنى لا ينبغى أن يقبل إلا الجبهة فقط لا يقبلها من مكان آخر ثم قال إلا الزوجة الزوجة إنها ليست من المحارم قال هذا معلوم قال أما بعد ذلك المحارم فيما بينهم والنساء الأمر واسع تقبل أى مكان شاءت طيب ما الدليل على هذا وعلى هذا وعلى هذا لما عندما ننقل عن أئمتنا تقولون هاتوا الأدلة ونأتى بالأدلة وأنتم عندما تقولون لما لا تسندوا هذه الفتيا لا بأس يعنى مشغل أو متبع للأئمة أحد الأمرين أريد أن أعلم ليس لك صفة التشريع وعليه إما أن تستدل بالنص وإما أن تقول هكذا قرر الأئمة لا هذا ولا هذا، هذا لا يجوز أن تعترض هذا من المشايخ الكبار ولو تكلمت تضرب الرقبة أما فعله أبو داود لماذا أبو داود أبو داود لا ناصر له مسكين فعله الإمام الفراوى من الإمام الفراوى كل واحد يخطأ ويصيب.

ص: 96

قيل لبعض السفهاء فى هذه الأيام ممن جلس يعدد أخطاء أبى حنيفة أخطأ أخطأ أخطأ فى المجلس وبعض الحاضرين قال له أبو حنيفة رضى الله عنه ما كنت لأن العام مائة وخمسين بيننا وبيته أكثر من ألف سنة نريد أن تذكر لنا بعض أخطاء الشيخ ابن باز لنحذرها قال الشيخ ابن باز لا يخطأ قال يعنى معصوم قال لا يتبع الكتاب والسنة خذ على هذه السفاهة التى هى أقل من هذيان السكارى ابن باز يتبع الكتاب والسنة وأبو حنيفة أخطأ يا إخوتى ما تستحوا من الله أنا أريد أن أعلم ما تستحوا من الله هكذا يقول قلنا لقال أنت الآن تقول أبو حنيفة أخطأ كل إنسان يخطأ ويصيب بشر لكن تحذر من خطأ الأموات منا ما عندك خطأ عن ابن باز ما هو اذكره لنحذره قال ابن باز لا يخطأ ابن باز لا يخطأ وأبو حنيفة كن جريدا إن أخطأ جريدة كان بعض السفهاء منهم من هو فى الكويت وبعد ما شاركوا فى مشاكل الحرم يقول لى أكثر من ثلثى المذهب الحنفى ضلال الخطأ سهل ضلال ما هذه الأمة التى ابتلينا بها فى هذه الأيام أبو حنيفة يخطأ خذ جريدة قل له هات لنا أخطاء للألبانى يقول الألبانى الألبانى هذا ناصر السنة كيف أخطأ يا إخوتى أين تذهب عقولكم أما تستحون من ربكم من ربكم أما تستحون هذا يعنى لو أنفقت لقلت أخطأ فى كذا وكذا لأجل أن تحذر منه فهو خير ألا يتبع وأما ذاك فجاء الأئمة بعده وقرروا وحققوا ونقحوا فعلى رسلك الأمر قال به غيرك إذا كان هناك خطأ اتق الله هذا حاله يقول هذا لا يخطأ إذن من الذى يقلد على عمى نحن أم أنتم والله ما حالنا معكم فى اتباع أئمتنا واتباع من نصرتموه أئمة لكم إلا كما قلت كحالنا مع دعاة التغريب فى موضوع حجاب المرأة نعم نحن قلدنا لكن ديننا وأئمتنا وهم قلدوا الغربيين والملعونين وهنا كذلك قلدنا أئمتنا الذين حققت أقوالهم وأنتم تقلدون من لا تعلم خاتمته على أى شىء تختم له ما نعلم ونسأل الله الثبات وحسن الخاتمة وتقدم معنا نحن لو أردنا أن نقتدى بقول سيدنا عبد الله

ص: 97

ابن مسعود المتقدم فلنقتد بالميت فإن الحى لا تؤمن عليه الفتنة هذا..إخوتى الكرام أخطأ أبى حنيفة اسمع كلها أخطاء شافية فى الدليل أجمع وأخطاء الإمام مالك أكثر وأكثر وأخطاء الإمام أحمد حدث ولا حرج وسيأتينا من كلام مشوش اليمن ضمن بحثنا فى موضوع المردان واشتغال النظار بذلك وألف كتابا فى تفضيل النصرانية على الإسلام لأنه عشق أمرد النصرانية النظار وهو أول من أنكر الإجماع وخليفته بعد ذلك فى هذه الأيام مشوش اليمن يقول الإجماع ليس بحجة أجماع ليس بحجة على الإطلاق الإجماع كما سيأتينا أنه ليس بحجة استمع لهذا الهناء وما قال هذا إلا النظار كما سيأتينا عند حال النظار الذى ألف كتابا فى تفضيل النصراية على الإسلام ومات على الكفر ومات وهو سكران ثم بعد ذلك يأتى الآن أقواله تنبش ويقول بها من يقولون أنهم سلفية وأنا ما أعلم أحدا من أئمتنا إلا قال إن الإجماع هو أقوى الأدلة على الإطلاق هذا يقول الإجماع ما لنا علاقة به الإجماع ليس بحجة القياس ليس بحجة إذن ماذا بقى الكتاب والسنة لكن على حسب فهمه يخرف هو كما يريد أن يستنبط وأنت تقول هذا الآن ما قال به الأئمة مخالف الإجماع يقول من الإجماع.

ص: 98

إخوتى الكرام: موضوع المردان كما قلت حوله كلام فلنعيه ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا، الأمرد إن لم يكن صبيحا أى جميلا فحكمه حكم الرجال يعنى من حيث النظر أوليس كذلك يجوز أن تنظر إليه كما تنظر إلى الرجل كما ينظر بعضنا إلى بعض لحاجة أو لغير حاجة ما أحد يعنى عندما ينظر إلى أخيه يشتهيه وتأمل هذا لا حرج فيه وأما المرأة كما قلت من نظر إليها يقال ينظر من غير شهوة كذاب واضح هذا لا يجوز أن ينظر لأن الطبع سيفرق لمحل الشهوة وهكذا الأمرد الأمرد حالتان إن كان صبيحا جميلا فسيأتينا لا يجوز النظر إليه لا بشهوة ولا بغير شهوة حكمه حكم المرأة نظرت تغض الطرف إذا لم يكن جميلا حكمه حكم الرجل لا حرج أن تنظر إليه وإلا فإن كان صبيحا جميلا حكم الأمرد كحكم النساء وهو عورة من قرنه إلى قدمه لا يحل النظر إليه بشهوة كما قرر هذا فقهائنا قال هذا السادة الحنفية فى رد المحتار فى الجزء السادس صفحة أربع وستين وثلاثمائة وقاله الإمام الشافعى رضى الله عنهم أجمعين كما فى الروضة فى الجزء السابع صفحة خمس وعشرين قال الإمام النووى نص الإمام الشافعى على أنه يحرم النظر إلى الأمرد بغير حاجة وهذا ما قرره الإمام ابن قدامة فى المغنى فى الجزء السابع صفحة ثلاث وستين وأربعمائة فقال يحرم النظر إلى الغلام الذى تخشى الفتنة بالنظر إليه وأطال الإمام ابن تيمية عليه وعلى أئمتنا رحمات رب البرية أطال فى تقرير هذا الأمر وتفصيل الكلام عليه فى مجموع الفتاوى فى الجزء الخامس عشر من صفحة أربع وسبعين وثلاثمائة إلى صفحة سبع وعشرين وأربعمائة يعنى كم صفحة يا أستاذ محمد يكون خمسين صفحة وزيادة أوليس كذلك يعنى واحد وخمسين صفحة أوليس كذلك ثلاثمائة وأربع وسبعين إلى أربعمائة وسبع وعشرين ثلاثة وأربعين لا أكثر يا إخوتى الكرام ثلاث وخمسين لأن هنا خمس وعشرون وهنا خمس وعشرون بدل إليها الكسور هذا واحدة وخمسين لما ثلاثة وخمسين هنا أربع وسبعين هنا خمس وسبعين إلى

ص: 99

أربعمائة خمس وعشرون صفحة إلى خمس وعشرين خمسين يستزيد اثنتان خلاص يعنى على كل حال خمسين يعنى صفحة أما تنزلوها للأربعين وأيضا ذكر هذا فى الجزء الثانى والثلاثين صفحة سبع وأربعين ومائتين فما بعدها وفى الجزء الحادى عشر صفحة اثنتين وأربعين وخمسمائة فما بعدها فقال التلذذ بالنظر إلى الأمرد حرام باتفاق المسلمين كما هو كذلك فى حق الأجنبية وقال أيضا التلذذ بمس الأمرد حرام بإجماع المسلمين وكذلك النظر إليه بشهوة انتبه سواء كانت شهوة وطء أو شهوة تلذذ أى إدامة النظر شهوة وطء كى يطأه ويفجر به أو شهوة تلذذ بالنظر إليه ومن جعل ذلك عبادة فهو كافر لأنه سيأتينا صنف من الإباحية من زنادقة الصوفية جعلوا النظر إلى المردان وإلى الأشكال المستحسنة عبادة وفجروا بهم باسم التقرب إلى الله جل وعلا على زعمهم ضل سعيهم وخاب عملهم من جعل ذلك عبادة فهو كافر مرتد وقال أيضا فى الجزء الخامس عشر صفحة ثماني عشرة وأربعمائة ولا يصلح أن يخرج المردان الحسان فى الأمكنة والأزقة التى يخاف فيها الفتنة بهم لا بقدر الحاجة فلا يمكن الأمرد من التبرج كما لا تمكن المرأة تقدم معنا ولى الأمر أن يمنع المرأة من الولوج والخروج وهكذا الأمرد يتجول هنا وهناك يذهب من جهة إلى جهة أيضا ينبغى أن يوقف عند حده فهو فتنة يفتن به الناس قال الإمام ابن تيمية فكل ما كان سببا للفتنة ينبغى أن يمنع ولا يجوز فعله وقال فى الجزء الثانى والثلاثين صفحة سبع وأربعين ومائتين الأمرد المليح بمنزلة الأجنبية فى كثير من الأمور ولا يجوز النظر إليه تلذذا باتفاق المسلمين ويحرم عند خوف الفتنة لا يجوز أن تنظر إليه لا بشهوة ولا بغير شهوة لكن إذا خشيت فتنة حرم عليك النظر وأثمت وقال الإمام الغزالى فى الإحياء فى الجزء الثالث صفحة تسع وتسعين من يتأثر قلبه بجمال صورة الأمرد بحيث يدرك التفرقة بين الملتحى وبين الأمرد لن يحل له النظر إلى الأمرد ونظره إليه حرام عنده الأمرد يختلف

ص: 100

عن صاحب اللحية ينظر بعضنا إلى بعض لا يدور فى النفس شىء يعنى نظرك إلى الأمرد يختلف أما تتمتع بالنظر أو تشتهى ما هو أشنع من ذلك وأخبث منه وهذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه ولا بد من ضبط النفس عنده وكثير من النفوس تتوسع لأنه يعنى مخالطة النساء صعبة يعنى طالب علم يخالط امرأة لا يمكن هذا ولا يصدر منه وينفر منه المجتمع بعد ذلك لا يقره لكن هذا الحدث إما أنه ذا قرن يعنى من جنسه فالاقتراب به يعنى يسهل لوم الآخرين فيفتن به أكثر ما يفتن بالمرأة ويجعله الشيطان مصيدة له وهو لا يدرى هذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه لا يجوز النظر إلى الأمرد بشهوة ولا بغير شهوة ومن ظن أو خشى الشهوة والفتنة حرم عليه وهو آثم بالنظر بالاتفاق بل قرر أئمتنا أن حكم الأمرد كحكم المرأة بالنسبة لنقض الوضوء عند الحنفية مس المرأة لا ينقض الوضوء لكن يندب لمن مس امرأة أن يتوضأ مراعاة للخلاف عندهم كما فى رد المحتار فى الجزء الأول صفحة سبع وأربعين ومائة يندب الوضوء من مس المرأة ومن مس الأمرد يعنى لو صافحت الأمرد يسن لك أن تتوضأ كما لو لمست المرأة وفى مجموع الفتاوى فى الجزء الخامس عشر صفحة إحدى عشرة وأربعمائة مس الأمرد بشهوة فيه قولان يعنى فى موضوع إبطال الوضوء فيه قولان فى مذهب أحمد وغيره كمس النساء بشهوة فالقول الأول ينقض الوضوء وهو المشهور من مذهب مالك وأحد الوجهين فى مذهب الشافعى يعنى مسه بشهوة ينقض الوضوء كمس المرأة عند المعتمد والأظهر والأقوى من مذهب الأئمة الثلاثة الحنابلة والشافعية والمالكية أما الحنفية فى الأصل عندهم مس المرأة بشهوة لا ينقض الوضوء ولو قبل زوجته لا ينتقض وضؤه وعليه لو مس الأمرد حكمه كحكم مس المرأة فى الحنفية وعند الجمهور فأولئك بما أن مس المرأة لا ينقض هذا مس الأمرد ينقض أما عند الحنفية مس المرأة لا ينقض فمس الأمرد لا ينقض يندب يندب هناك ينقض ينقض قال وهذا أظهر لما قال الإمام ابن تيمية لأن الوطء فى

ص: 101

الدبر يفسد العبادات التى تفسد بالوطء فى القبل فعبادة الصوم لو وطء فى قبل أو دبر فسدت عبادة الاعتكاف فسدت عبادة الحج فسدت ووجب الغسل على من حصل منه الوطء فى قبل أو دبر فمقدمات كل منهما ينبغى أن يكون لها حكم إذن الآخر بما أنه سوى بين وطء القبل والدبر ينبغى أن يسوى بين مقدمات وطء الدبر مس الأمرد ومقدمات وطء القبل وهو مس المرأة قال هذا أظهر كما أن الشارع اعتبر الدبر بمنزلة القبل فمقدمة هذا كمقدمة هذا وعليه لو مس الأمرد بشهوة كما لو مس المرأة بشهوة انتقض وضوءه.

ص: 102

إخوتى الكرام: لا خلاف بين أئمتنا كما قلت أنه يحرم النظر إليه بشهوة أو إن ظنها أو إن خشى الشهوة وأما ما عدا ذلك فأيضا أئمتنا قالوا لا ينظر إلى الأمرد إلا لحاجة أو ضرورة كحال نظره إلى المرأة تماما هذا متفق عليه عند أئمتنا وعمومات نصوص الشريعة تدل عليه يعنى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم أى كل ما هو فتنة ومحرم ويجلب شهوة وهوى ومعصية سواء نظر إلى المرأة أو نظر إلى أمرد أو غير ذلك من المحرمات هو مأمور بغض البصر العمومات تدل على هذا وقد ورد فى ذلك آثار خاصة أما الآثار المرفوعة لا يثبت شىء منها مع صحة الحكم وثبوته الحكم صحيح لكن الآثار التى وردت فى هذا الموضوع ليست صحيحة وأما الآثار الواردة عن سلفنا فجنسها متواتر كما ستسمعون إن قيل إذا لم يثبت فى ذلك شىء مرفوع كيف قاله سلفنا نقول يا إخوتى الكرام ما قلنا العمومات واضح هذا فهم استدلوا بالعمومات على تحريم النظر إلى الأمرد أما خصوص النظر إليه وردت أحاديث لا تصح ولا تثبت سأبدأ بالأحاديث التى وردت فى أمر الأمرد وأبين عدم ثبوتها ثم انتقل إلى الآثار المتواترة القطعية عن سلفنا فى موضوع النظر إلى الأمرد والتحذير من ذلك وأنه أخشى على وأخطر على الشاب الناسك العابد على طالب العلم من السبع إذا جلس إليه فلو جلس أمرد إلى طالب علم فتنته أعظم مما لو جلس سبع مفترس حسد مفترس بجانب طالب العلم لما هناك سيأكله وله أجر الشهادة وهنا سيضيع دينه فهنا من جند إبليس وهناك له أجر عند الله العزيز حقيقة هذا أشنع بل أئمتنا كما سيأتينا حذروا منه أكثر من المرأة والفتنة بالأمرد تزيد على الفتنة بسبعين امرأة كما سيأتينا إن شاء الله كيف انتهى يا إخوتى الكرام هذه آخر المسائل لكن مع ذلك يعنى طويلة هذه فيها الآن قرابة صفحة كاملة نحن كل ما تدارسناه الآن صفحة ونصف أو صفحة وثلث على حسب الكتابة عندى فهذه تحتاج إلى صفحة يعنى نمدها إلى مرة أخرى حقيقة لا أعلم والمسألة لا بد من

ص: 103

بحثها وحقيقة ضرورية لأننى لما كنت فى أبها أخبرنى عدد من الإخوة عن هذا الأمر وطلبوا منى قلت لا أريد يعنى الأمر يثار حوله كلام لا سيما فيما يعنى يقال حول الجماعات وكذا قال لى يا شيخ يعنى يتغالبون على الأمرد إلى جانب هذه الجماعة ولهذه الجماعة ولهذه الجماعة يعنى كما تتغالب التيوس فى الجريمة وكل واحد بعد ذلك عندما يخرجون فى رحلة أوكذا يتمنى أن ينام فى المخيم الذى فيه أمرد يعنى هم ينقلون يعنى الموضوع يحتاج إلى معالجة قلت له يعنى جروحنا كثيرة ولعله فى المستقبل يأتى الكلام عليه بما أنه وصلنا إلى هذه القضية عند موضوع النظر فأرى أن نكمل البحث من جميع جهاته ولعل أولئك يسمعون بعد ذلك هذا الأمر وأمر الأمرد نتدارسه فى أول الموعظة الآتية فإن بقى شىء من الوقت دخلنا فى الأمر الثانى الذى ينبغى أن نفعله لنحصن أنفسنا من الشيطان وكما قلت إذا انتهيت من هذه السبعة يعنى ثمانية تلك سأوجز فيها غاية الإيجاز لندخل فى مبحثنا لعله بعون ربنا يعنى فى أربع مواعظ إن شاء الله ننتهى إن شاء الله لندخل فى سنن الترمذى رضى الله عنه وعن أئمتنا أجمعين.

اللهم ألهمنا رشدنا واحفظنا من شرور أنفسنا الله احفظنا من شر كل ذى شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء اقض عنا الدين واغننا منه الفقر.

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك.

اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا الله أحسن إلى من أحسن إلينا اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك الله اغفر لمن عبد الله فيه.

اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

ص: 104

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 105