الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآفات الردية
في الشهوة الحسية (1)
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
الآفات الردية
في الشهوة الحسية (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
كنا نتدارس كما تقدم معنا فصلا مستطردا جرنا إليه مبحث من مباحث النبوة ألا وهو خلق نبينا عليه الصلاة والسلام مع أهله الكرام وبعد أن انتهينا من مدارسة هذا الجانب من حياة نبينا عليه الصلاة والسلام وتبين معنا أن من تأمل خلقه عليه الصلاة والسلام مع آل بيته الكرام عليه وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه لن يرتاب فى أن نبينا رسول الله حقا وصدقا عليه صلوات الله وسلامه.
إخوتى الكرام: كما قلت بعد أن انتهينا من هذا الجانب قلت ينبغى أن نتدارس ترجمة لأمهاتنا أزواج نبينا على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه وهذه الدراسة قلت سيسبقها ثلاثة أمور أولها فى بيان مقاصد النكاح والحكم من مشروعيته والأمر الثانى فى بيان حكم التعدد فى حق الأمة والأمر الثالث فى بيان حكم التعدد فى حق النبى عليه الصلاة والسلام بعد هذه المقدمات الثلاثة ننتقل إلى مدارسة أمهاتنا أزواج نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وكنا نتدارس إخوتى الكرام: الأمر الأول من هذه الأمور الثلاثة وهى الحكم العامة والمقاصد البارزة من مشروعية النكاح وقلت لذلك حكم جليلة يمكن أن نجملها فى خمس حكم أولها كما تقدم معنا تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية حسية أو معنوية والأمر الثانى الحكمة الثانية إنجاب الذرية التى تعبد وتوحد رب البرية وتقدم معنا ما فى إنجاب الذرية من فوائد فى العاجل والآجل فى الدنيا والآخرة وثالث الأمور تحصيل الأجر لكل من الزوجين عن طريق حسن عشرة كل منهما لصاحبه ومساعدته أيضا فى النفقة والأمر الرابع والحكمة الرابعة تذكر لذة الآخرة وخامس الحكم ارتفاق كل من الزوجين بصاحبه وبأهل صاحبه كنا إخوتى الكرام: بدأنا فى الحكمة الرابعة ألا وهى تذكر لذة الآخرة وقدمت لها مقدمة لا زلنا نتدارس هذه المقدمة لننتقل بعد ذلك إلى كيفية تذكير النكاح بلذة عظيمة تكون فى الآخرة إن شاء الله.
إخوتى الكرام: تقدم معنا أن أعظم الشهوات الحسية عند بنى آدم شهوة الجنس وتقد معنا تقرير هذا من كلام الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبين معنا أن النفس البشرية لا تصاب بالعشق المفرط الذى يؤدى بصاحبه إلى تلف وهلاك إلا فى هذه الشهوة فمهما اشتهى الطعام لا يؤدى به ذلك إلى الهيام والجنون وإلى أن يموت هما وغما لأنه ما حصل شهوة طعام ما وهكذا شهوة الشراب أما شهوة الجنس فقد يصاب الإنسان لضعفه وعدم تعلقه بربه أحيانا بالتلف والعشق والوسوسة والجنون هذا حاصل فى الناس بكثرة فى القديم وفى الحديث ونسأل الله أن يعلق قلوبنا به وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين تقدم معنا تقرير هذا أن هذه الشهوة هى أشد الأشياء تسلطا على النفس البشرية والنفس البشرية تقدمها على غيرها من الشهوات الحسية وآخر ما ذكرته فى ذلك الحديث الثابت فى الصحيحين وغيرهما كما تقدم معنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن وبينت ما يتعلق بهذا الحديث من معنى فى الموعظة الماضية ولا أريد أن أعيد شيئا من ذلك إنما هذا كما قلت آخر شىء ذكر فى آخر الموعظة الماضية أبنى عليه لأنتقل بعد ذلك كما قلت إلى بيان أن هذه الشهوة مع تعلق النفس بها هى شهوة أيضا خسيسة وضيعة يعنى ليس لها قدر ولا اعتبار ومع ذلك النفس تتعلق بها وتقدمها على غيرها فكيف بالشهوة الحقيقية التى تكون فى الجنة فى دار السلام.
إخوتى الكرام: كما قلت هذه الشهوة لها هذا الأثر عند النفس وقد أشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا أيضا فى أحاديث أخرى سأقرر هذا بحديثين آخرين ثم أنتقل إلى بيان منزلة هذه الشهوة وحقارتها فى هذه الحياة لنعلم أننا عندما نفعلها عن طريق الحلال نفعلها إرضاء لذى العزة والجلال وأما إذا عرضت على المرء من طريق حرام فيعرض عنها إعراض الكرام ويقول إنى أخاف ذا الجلال والإكرام سبحانه وتعالى.
إخوتى الكرام: الذى يدل على كما قلت تعلق النفس البشرية بهذه الشهوة الحسية أيضا ما ثبت فى المسند والكتب الستة إلا سنن أبى داود الحديث فى الصحيحين والسنن الثلاثة رواه الإمام الحميدى فى مسنده وابن أبى شيبة فى مصنفه وراه ابن حبان فى صحيحه والبرانى فى المعجم الكبير والبيهقى فى السنن الكبرى والبغوى فى شرح السنة ورواه الإمام العنى وابن قانع كما ذكر ذلك الإمام السيوطى فى جمع الجوامع فى الجزء الأول صفحة تسع وتسعين وستمائة.
والحديث كما قلت فى المسند والصحيحين وغير ذلك من رواية حب رسول الله وابن حبه على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه من رواية أسامة ابن زيد رضى الله عنهم أجمعين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء] إذن هذه الشهوة الحسية لها هذا الأثر تزيد كما قلت على أثر ميل الإنسان إلى الطعام والشراب وغير ذلك ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء هذا لفظ الحديث إخوتى الكرام: وسمعت بعض الخطباء يذكره على المنبر بزيادة ما وقفت عليها لا بد من التحقق مما ينسب إلى النبى عليه الصلاة والسلام فيزيدون فى الحديث يقول وما تركت بعدى فتنة أضر على النساء من الرجال كما قلت بعد تفتيش وبحث ما وقفت على هذه الزيادة وإن كان المعنى صحيحا لكن لفظ الحديث ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء وأما ذاك الزيادة فكما قلت ما أعلمها مروية لكن المعنى حقيقة فيها صحيح فكما أن أعظم فتنة للرجل المرأة فأعظم فتنة للمرأة أيضا الرجل والأمر صحيح وقد ثبت معنى هذا فى تفسير ابن أبى حاتم وتفسير ابن المنذر والأثر رواه البيهقى فى شعب الإيمان عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال خلق الرجل من الأرض فجعلت نهمته فيها يحب أن يتملك وأن يبنى وأن يكون له العقار والمزارع وخلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها فيه فاحبسوا نسائكم المرأة لا يهدأ بالها ولا يقر قرارها إلا إذا كانت فى كنف رجل وتحت رعايته وإذا حصلت هذا الرجل حصلت وطرها من الحياة إذا حصلت هذا الرجل حصلت وطرها أما الرجل حقيقة مع ميله للمرأة يحب أيضا أن يتملك وأن يكون له كذا وكذا من العمارات المرأة لا تسأل عن شىء من ذلك إذا حصلت بعلا جعلت نهمتها فى الرجل فاحبسوا نسائكم لأن الفتنة مشتركة من الجانبين هو يميل إليها فهى بعض منه وهى تميل إليه فهو أصلها فاحبسوا نسائكم نعم إخوتى الكرام: إن الميل كما قلت بينها مشترك فأعظم فتنة على الرجل المرأة
وأعظم فتنة على المرأة الرجل لكن لا يجوز أن ننسب إلى النبى عليه الصلاة والسلام إلا ما قاله ونطق به عليه صلوات الله وسلامه والمرأة كما قلت بعض من الرجل وهى مخلوقة منه وقد ثبت هذا فى كتاب التوحيد والرد على الجهمية للإمام ابن مندة فى صفحة خمسين من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فجرى من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم انتزع الله ضلعا من أضلاعه فخلق منه حواء] ولذلك هو الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء انتزع ضلعا من أضلاعه فخلق منه حواء ولذلك قيل لأمنا حواء رضى الله عنها وعن سائر الصديقين والصديقات لأنها خلقت من شىء حى كما ثبت هذا فى تاريخ ابن عساكر عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما قيل لها حواء خلقت من شىء حى وأنا أقول قيل لها كذلك لأنها أم كل حى فهى أم الأحياء وخلقت من شىء حى رضى الله عنها وأرضاها إذن خلقت من أحد أضلاع أبينا آدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وقد وردت الإشارة إلى ذلك فى الأحاديث الصحيحة الكثيرة بأن المرأة خلقت من ضلع إشارة إلى هذا الأثر الثابت كما قلت فى كتاب التوحيد والرد على الجهمية للإمام ابن مندة ثبت معنى هذا الحديث فى الصحيحين وسنن الترمذى من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [إن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شىء فى الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا] خلقت من ضلع وأعوج شىء فى الضلع أعلاه وأعوج شىء فى المرأة لسانها وقد أحيانا يخرج منها ما يخرج فهو حال أيضا بنى آدم ذكرا أو إناثا لكن صفة يعنى الخفة فيها أكثر فإن ذهبت تقيمه كسرته وكسر الضلع بالنسبة للمرأة كسرها طلاقها وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا هذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث ثابت من
رواية عدة من الصحابة الكرام.
ثبت فى المسند وسنن النسائى وكتاب الأدب المفرد للإمام البخارى والأثر رواه الإمام الدارمى فى سننه والإمام الضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة من رواية أبى ذر رضى الله عنه وأرضاه ورواه الإمام أحمد أيضا وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه والطبرانى فى معجمه الأوسط والإمام النسائى فى السنن الكبرى من رواية سمرة ابن جندب إذن من رواية أبى هريرة وأبى ذر ومن رواية سمرة ورواه الإمام العسكرى فى الأمثال عن أمنا عائشة رضى الله عنها بمعنى حديث أبى هريرة المتقدم رضى الله عنهم أجمعين المرأة خلقت من ضلع وهذا إشارة إلى خلق أمنا حواء من أبينا آدم على نبيناو عليهما صلوات الله وسلامه وهذه إحدى الحكم المعتبرة فى أن بول الغلام ينضح وبول الجارية يغسل كما تقد معنا فى بعض مواعظ الجمعة وقد ثبت هذا الحديث فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى وإسناده صحيح كالشمس من رواية على رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية وهذا ما لم يطعما ما دام يتناولان الحلب واللبن من الثديين فإذا بال الغلام ينضح يرش رشا خفيفا بالماء وأما بول الجارية لا بد من غسله ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية كما قلت الحديث فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى.
ورد فى سنن ابن ماجة وهو فى الجزء الأول صفحة خمس وسبعين ومائة عن أبى يمان المصرى ولعل هذا غلط كما قال الحافظ ابن حجر فى التقريب هو أبو لقمان ليس أبو اليمان أبو لقمان وهو محمد ابن عبد الله ابن خالد مستور من رجال سنن الإمام ابن ماجة ورد عن أبى لقمان بدل اليمان ورد فى سنن ابن ماجة كما قلت عن أبى اليمان يقول الحافظ فى التقريب هذا غلط كنيته أبو لقمان أنه قال لشيخه سيد المسلمين فى زمانه أبى عبد الله الإمام الشافعى عليهم جميعا رحمة الله عن الحكمة من ذلك لما ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية فقال الإمام الشافعى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا لأن بول الغلام أصله ماء وطين وبول الجارية أصله لحم ودم فقال أبو لقمان كيف هذا يعنى كيف هذا أصله ماء وطين وذاك أصله لحم ودم فقال الإمام الشافعى عليه وعلى أئمتنا جميعا رحمة ربنا إن الله خلق آدم من تراب وعليه أولاده يحملون خصائصه فخلق حوا من ضلعه القصير والإناث يحملن خصائصها فالأنثى مخلوقة أصلها من دم ولحم والذكر أصله مخلوق من ماء وطين ثم قال له فهمت لقمت قال نعم قال بارك الله فيك ونفعك الله انتبه أصل هذا الغلام ماء وطين وأصل هذه الأنثى لحم ودم إذن ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء وواقع الأمر كذلك وما آيس إبليس من أحد إلا أتاه من قبل النساء وكان سعيد ابن المثيب من أئمة التابعين الكبار لا يبصر بإحدى عينيه فى آخر حياته وبالأخرى يعشو وهو فى بلد نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فى العصر الأول ولا يوجد يعنى شىء من التبرج ولا عدم الانضباط ومع ذلك يقول لا يوجد شىء فى المدينة أخافه إلا النساء يقول هؤلاء النساء يعنى فتنة للرجل كما أن الرجل حقيقة أيضا فتنة للمرأة ولذلك عندما فصل الإسلام بين الجنسين ضبط الجنسين بهذا الفصل والاختلاط من أشنع الأمور فى الإسلام وخلطة اانساء بالرجال فى شرعنا من أقبح الخصال وسمة الفساق والجهال فى كل وقت
وفى بكل حال ومن أجل موجبات الطرد وما نتج عن الاختلاط من الفساد فى هذه الأوقات لا يحتاج إلى ذكر ما نتج عنه من مفاسد وفساد لا يحتاج إلى ذكر ولذلك {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} وهذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام ما تركت بعد فتنة أضر على الرجال من النساء الشاهد إخوتى هذا الحديث يقرر لنا كما قلت منزلة تعلق بنى آدم بشهوة الجنس فهى أعظم الفتن إذا ما اتقوا ربهم نحوها ومما يقرر هذا حديث آخر رواه الإمام أحمد فى المسند والإمام مسلم فى صحيحه ورواه الأئمة أهل السنة الأربعة إلا سنن أبى دواد والحديث رواه الإمام الحميدى والإمام البغوى والإمام القضاعى وكما تقدم معنا هو فى صحيح مسلم وغيره فالحديث صحيح من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء] إن الدنيا حلوة خضرة وإذا اجتمع هذان الوصفان تتعلق يعنى النفس بالشىء على التمام حلوة طعم طيب ومنظر بهيج حلوة خضرة هذه هى الشهوات لكن نعوذ بالله حقيقتها سم قاتل يعنى هى مثل حبة الفخ قطعة الجبن التى توضع فى المصيدة من أجل أن يصاد العصفور أو الفأرة حقيقة طعم الجبن طيب لكن ينتج عنها هلاك وعطب وهنا إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء أى احذروا تناول شىء من هذين على غير هدى رب الكونين وليس المقصود أن تترك الدنيا ولا أن تبتعد عما أحل الله لك من النساء لا إنما انتبه لا تتناول شيئا من هذين على غير هدى الإسلام وخص النساء بالذكر مع أنها من الدنيا فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة لأنها أعظم فتن الدنيا وأعظم مغرياتها بالنسبة للرجل فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء وحقيقة
من تأمل أحوال بنى إسرائيل علم هلاكهم وعطبهم بسبب عدم انضباطهم نحو النساء فلما حصل الاختلاط ترتب عليه الفساد غضب عليهم رب العباد.
وقد أشار الله جل وعلا إلى هذا فى سورة الأعراف فقال جل وعلا {واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون} .
وخلاصة قصته كما ثبت فى كتب التفسير فى تفسير الطبرى وفى كتاب أبى الشيخ وتفسير ابن مردويه وتفسير ابن أبى حاتم عن الإمام الشعبى وعن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما فى قصة الرجل من أهل الكتاب الذى يسمى ببلعام ابن باعوراء رجل من أهل الكتاب اسمه بلعام ابن باعوراء قال الإمام ابن الجوزى فى زاد المسير عند تفسير هذه الآية فى الجزء الثالث صفحة ثمان وثمانين ومائتين المشهور فى التفسير أن هذه الآية تتحدث عن رجل فى الأمم السابقة اسمه بلعام ابن باعوراء وهكذا قال فى كتاب التبصرة فى الجزء الأول صفحة ثلاث وستين ومائتين قال هذا هو المشهور والأثبت وإلى هذا ذهب الإمام الألوسى فى روح المعانى وغيره من أئمة التفسير عليهم جميعا رحمة الله وخلاصة قصته أن نبى الله موسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما أرسل جيشا إلى فتح بيت المقدس وكان فيها الجبارون المتكبرون لفتح بيت المقدس جاؤا إلى بلعام ابن باعوراء وطلبوا منه أن يدعو على جيش موسى ليهلكه الله وليستأصله ويقال كان قد أوتى اسم الله الأعظ وكان إذا دعا به أجيب وإذا سأل أعطى واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فقالوا ادع على جيش موسى ليهلكهم الله قال كيف ادعو على جيش نبى على نبينا وأنيباء الله ورسله جميعا صلوات الله وسلامه كيف ادعو عليهم إنهم على الحق ولو دعوت لما استجيب قالوا شاور ربك استخر ربك فى هذا فنام فظهر له ملك فى الرؤيا يقول له لا تدعو على جيش موسى إنهم على الحق انتبه لا تتورط وتنسلخ من دين الله فجاء قومه إليه فى الصباح ماذا قال لك ربك قال نهانى أن أدعو على جيش موسى إنهم على الحق قالوا شاور ربك مرة ثانية استخره فشاوره واستخار ربه فرأى فى الرؤيا فى الليلة الثانية ما رآه فى الليلة الأولى وهكذا فى الليلة الثالثة ثم جاؤا إليه فى اليوم الرابع قالوا شاور ربك رابعة طيب يعنى هى المسألة لعب انتهى مرة ومرتين ثلاثة ماذا تريدون أكثر من هذا
فشاور ربه واستخاره فما رأى فى الرؤيا شيئا قالوا ماذا رأيت قال لم أر شيئا قالوا رضى ربك أن تدعو على جيش موسى ولو لم يرض لنهاك كما نهاك فى الليالى الماضية قال أمنوا فرفع يديه وبدأ يدعو فكان إذا أراد أن يقول اللهم أهلك جيش موسى يقول اللهم أهلك جيشنا وإذا أراد أن يقول اللهم انصر جيشنا يقول اللهم انصر جيش موسى الله على كل شىء قدير وهذا اللسان لا يتحرك إلا بإذن من الرحمن سبحانه وتعالى فلما انتهى من الدعاء قالوا ويحك أهلكتنا دعوت علينا ودعوت لهم قال لا خيار لى فى هذا يعنى هذا الذى حصل بغير اختيارى ولو دعوت عليهم لما استجيب لى لكان أخبركم بما أن الأمر وقع وغضب الله حل علينا إذن لو كان عاقلا لتاب وأناب إنما سيسلك مسلك إبليس عندما حصل منه ما حصل كان الواجب عليه أن يقول رب تب على استغفرك أعتذر مما وقع إنما أنظرنى إلى يوم يبعثون ثم لا تجد أكثرهم شاكرين ولأغوينهم أجمعين يعنى هى محادة لا تضر إلا نفسك وهنا كذلك يعنى إذا ظهر خذلان هو علم أن الله غضب عليه فالواجب أن يتدارك وأن يقول يا قوم أنا أتوب إلى الله لما صدر منى وتوبوا إلى واحترسوا لكن انظر ماذا فعل فلما علم أن الله خذله قال أنا أرشدكم إلى شىء إذا فعلتموه تنتصروا على جيش موسى الأمر يسير قالوا وما هو قال إن جيش موسى جاء من مصر من بلاد بعيدة وليس مع الجيش نساؤهم وهو يتطلعون إلى هذه الشهوة فجهزوا البنات ليبعن الطعام ويختلطن بجيش موسى وليستقبل البنات الجيش وزينوا البنات بحيث تغرى الرجال وإذا أراد بعض الرجال شيئا من النساء فلتمكنه يعنى لا تمتنع فإن الجيش إذا وقع فى الزنا غضب الله عليه وبذلك تنتصرون عليهم من غضب الله هذا لا قيمة له ولا وزن واعتبار وكان الأمر كذلك فجهزوا البنات وذهبن ليبعن الطعام ويتلقين هذا الجيش وحصل فى الجيش ما حصل من الضياع والفساد وفشى فيهم الطاعون ويقال مات منهم كما فى أخبار الكتب السابقة سبعون ألفا من أثر وقوع الجيش
فى الزنا وأوحى الله إلى نبيه وكليمه موسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه ما حصل فى الجيش فأرسل فرقة أخرى تتدارس الموقف يقال حتى إن الفرقة الأخرى التى جاءت مددا لتصحح الموقف جاء رئيسها فدخل على رئيس الفرقة الأولى فى خيمته فرأى معه بغيا أيضا يفعل معها ما حرم الله فضربهما برمحه ثم رفعهما إلى النساء وقال اللهم من فعل هذا فعلنا به هذا فاكشف عنا البلاء يعنى الجيش وقع وأنت عاقبتنا لكن نتوب إليك أنت ربنا وولينا وحسبنا فكشف الله عنهم البلاء والطاعون ثم بعد ذلك فتح لهم ودخلوا منتصرين ظاهرين فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء ولذلك ينقل الإمام ابن القيم فى كتابه روضة المحبين صفحة ست وتسعين عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال لم يكن كفر من كفر ممن مضى إلا من قبل النساء وسيكون كفر من بقى من قبل النساء يعنى كفر الماضين سببه النساء وكفر اللاحقين سيكون فى المستقبل بسبب النساء ونسأل الله العافية والسلامة وكما قلت هذه الآثار تبين لنا منزلة هذه الشهوة فى النفس البشرية بحيث توصله إلى الكفر وتخرجه من دين الله.
نعم إخوتى الكرام: إن الزنا يبغضه الله وإذا ظهر الزنا ومعه الربا فى قوم فاعلم أن الله يحاربهم من حاربه الله فلا نصير له ثبت الحديث بذلك عن نبينا صلى الله عليه وسلم فى مسند الإمام أحمد ومسند أبى يعلى وتفسير الطبرى عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه وإسناد الحديث جيد كما فى الترغيب والترهيب فى الجزء الثالث صفحة ثمانية وفى صفحة أيضا ثمان وسبعين ومائتين وقد حكم الإمام الهيثمى أيضا على الحديث أن إسناده جيد فى مجمع الزوائد فى الجزء الرابع صفحة مائة وثمانى عشرة وكذلك حكم عليه الإمام ابن حجر الهيثمى فى الزواجر عن اقتراف الكبائر فى الجزء الأول صفحة سبع وعشرين ومائتين والحديث روى أيضا عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما فى المستدرك فى الجزء الثنى صفحة سبع وثلاثين ورواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير والبيهقى فى شعب الإيمان وعليه هو مروى عن صحابيين عن عبد الله مسعود وعن عبد الله ابن عباس وإسناد الحديث صحيح من الطريقين ولفظ الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال [إذا ظهر الربا والزنا فى قوم فقد أحلوا بأنفسهم عقاب الله فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله إذا ظهر الربا والزنا فى قوم فى قرية فقد أحلوا بأنفسهم عقاب الله أحلوا بأنفسهم عذاب الله] .
إخوتى الكرام: كما قلت هذه الآثار وما تقدمها كلها تقرر منزلة تعلق النفس البشرية بهذه الشهوة الحسية فلها شأن كبير هذه الشهوة مع تعلق النفس بها إخوتى الكرام أيضا لا قيمة لها فى الحقيقة فهى ناقصة بكل اعتبار ولا غرو ولا عجب فى ذلك فهذه الشهوة تكون فى هذه الدار وهذه الدار دار كمال أو دار نقصان؟ دار نقصان ودار ذل ودار امتهان وهوان فكل الشهوات فيها ناقصة ولا يوجد شهوة كاملة إلا فى الدار الآخرة فهى دار الحيوان هذه الشهوة كما سيأتينا محفوفة بالأخطار هذه الشهوة يشاركك فيها الكفار والفجار بل الحيوانات البهيمية هذه الشهوة منقطعة يعتريها الفتور والفناء والزوال هذه الشهوة قد توصل إلى ذل الدنيا وعذاب النار وسأبين إخوتى الكرام ما فى هذه الشهوة من نقائص ليعلم الإنسان وضعه فى هذه الحياة وليتبصر أمره نحو هذه الشهوة ونحو غيرها من المشتهيات وكنت ذكرت فى ما فى شهوة الطعام من نقائص وشوائب وكدر فما يكون قبل تناولها وعند تناولها وبعد تناولها عند أحكام الخلاء فى مبحث سنن الترمذى وقررت هذا كما تقدم معنا من عشرة أوجه وشهوة الجنس عندنا هذه سأقرر نقصها وامتهانها وخستها فى هذه الدار من عشرة أوجه هذه الأوجه لا يوجد شىء منها فى الدار الآخرة فإذا كانت هذه الشهوة ناقصة والنفس البشرية تتعلق بها إذن من باب أولى ينبغى أن يتعلق الإنسان بهذه الشهوة الكاملة فى الدار الكاملة التى هى فى دار الآخرة فهناك لا نقص فى هذه الشهوة بوجه من الوجوه وهذه السلبيات فى هذه الشهوة كما قلت إخوتى الكرام: نذكرها لا لنعرض عن هذه الشهوة عن طريق ما أحل الله لنا لا ثم لا فالنقص فينا مركب وهذه الحياة هى دار النقص لكن كما قلت لنعلم وضع هذه الشهوة لئلا ننهمك فيها وإن كانت مباحة ولأن نحذرها إن كانت محرمة ولنصرف بعد ذلك همتنا إلى الشهوة الكاملة التى تكون فى الدار الآخرة ولنذكر نذكر بما يكون من شهوة كاملة فى تلك الدار الآخرة الفاضلة ولذلك كما
قلت سأذكر عشرة أمور تبين نقص هذه الشهوة ثم بعد ذلك أنتقل إلى موضوع البحث وهو النقطة الرابعة تذكر لذة الآخرة عند هذه الحكم العامة للنكاح.
إخوتى الكرام: أول نقص فى هذه الشهوة أعنى غريزة الجنس إرواء الشهوة البشرية أول نقص فيها صورتها ممتهنة ولذلك تفعل فى السر وهى شهوة بهيمية فى حقيقة الأمر صورتها ممتهنة حقيقة يستحى منها العقلاء يستحى منها الفضلاء ولذلك تفعل سرا وما يجهر الإنسان بها حتى عن طريق الحلال يفعلها سرا مع من أحل الله له صورة ممتهنة.
أثر عن سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه كما فى إحياء علوم الدين فى الجزء الثالث صفحة ست ومائتين والأثر موجود فى شرح الإحياء للإمام الزبيدى فى الجزء الثامن صفحة ثمان وتسعين وما
وقفت على من خرج هذا الأثر عن هذا الخليفة المبارك رابع الخلفاء الراشدين على ابن أبى طالب من الكتب التى تروى بالإسناد إنما كما قلت فى الإحياء وفى شرحه عن على رضى الله عنه أنه قال إنما الدنيا ستة أمور يعنى شهواتها ملذاتها تقوم على ستة.
أولها: يقول مطعوم وأعلى المطعومات مذقة ذباب وهو العسل مذقة ذباب يعنى لعاب ذباب أعلى المطعومات العسل والنحلة كما قال أئمتنا يعنى بأحد طرفيها تعسل وبالطرف الآخر تلسع ومقلوب العسل لسع يعنى عسل اقلب الآخر إن الأول يصبح لسع فالعسل من الفم واللسع من الإبرة فى المؤخرة بأحد طرفيها تعسل وبالآخر تلسع ومقلوب العسل لسع مخلوق صغير يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس يعنى من الذى فضلها على الذبابة وهى أحيانا الذبابة الكبيرة بحجمها ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى فهذه تأكل من كل الثمرات وسهل الله لها أن تسلك سبل ربها ذللا وتلك تقف على القاذورات والأشياء المستقبحات نحلة تقف على غائط لا تقف لكن هذا مكان الذباب ولو قدر أن الإنسان قضى حاجته فى صحراء يعنى فى حال قضاء الحاجة يتجمع الذباب على هذا الغائط الذى يخرج منك أما النحل لا يأتى نحل ثم كلى من كل الثمرات لم ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوما ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون} .
إذن أشرف المطعومات مذقة ذباب ذبابة مذقة ذباب لعاب ذباب هذا أشرف المطعومات قال ومشروب يعنى الدنيا مطعوم ومشروب وأشرف المشروبات الماء ويستوى فيه البر والفاجر وهو هذا الماء أهون موجود وأعز مفقود يعنى إذا وجد لا قيمة له وليس له ثمن لكن إذا فقد هو أعز شىء يعنى عندك وأغلى شىء عندك الماء ولذلك الماء يلى الهواء فى احتياج الكائنات الحية إليه أهون موجود عندما يوجد لا قيمة له لكن إذا فقد أعز مفقود رحمة الله على محمد ابن السماك عندما دخل على هارون الرشيد رحمة الله عليهم جميعا ودعا بقلة ماء ليشربها فى أيام الحر وهو خليفة المسلمين فى ذاك الوقت إذا أراد أن يشرب ماء مثلجا فى القلة التى هى من الفخار أما ثلجات وثلج هذا كان لا يوجد خليفة المسلمين كان إذا أراد أن يخرج من بلاد العراق للحج يعنى يعتريه ما يعترى غيره من ظروف الطبيعة من رياح وأمطار وبرد ووو والآن صار عند الناس من وسائل الرفاهية والراحة حقيقة ما يعنى ما تشاهدونه وتعلمونه ونسأل الله أن يجعل الآخرة دارنا وألا يجعل الدنيا دارنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين دعا بماء ليشربه قال لا تشرب يا أمير المؤمنين قال علام قال إن منعت هذا الماء فى هذا اليوم القائظ كم تدفع ثمنا له قال ادفع نصف ملكى حقيقة هذا أعز مفقود إذا فقد عزيز غالى وهو يقول يدفع نصف ملكه هذا فى حال الاختيار هو الآن ما يقدر قيمة الماء لأنه لا يشعر بقيمته إلا إذا فقد هو الآن يقول نصف الملك والله يدفع الملك بكامله إذا اضطر إلى كوز من الماء قال اشرب قال الآن إذا احتبس هذا الماء فى بطنك وما خرج كم تدفع ثمنا لإخراجه قال نصف الملك الآخر قال تبا لهذا الملك الذى لا يعدل بولة إن ملكا يا أمير المؤمنين لا يسوى بولة لا ينبغى أن يتنافس الناس فيه يعنى الدنيا من أولها إلى آخرها ثمن بولة ثمن كوز من الماء تشربه وتخرجه واقع الأمر كذلك ولذلك إخوتى الكرام: نعم الله علينا لا تحصى وإن تعدوا نعمة
الله لا تحصوها وكثير من الناس يظن أن النعم يعنى بكثرة المطعومات وتنوعها وأشكالها يا عبد الله نعمة الهواء ما أعظمها بلا ثمن بل بلا كلفة لا تشعر بها على الإطلاق لو كان الهواء يشرى بثمن لمات أكثر الناس يليه نعمة الماء بلا ثمن وهو كما قلت أهون موجود يليه الغذاء ومن قنع بالخبز لم يستعبده أحد يليه يليه ومن رحمة الله بعباده أنه كلما اشتدت حاجتهم إلى الشىءبدا لهم بلا ثمن وبلا كلفة وكلما قلت حاجتهم إليه جعل له قدرا واعتبارا فمثلا يعنى رفيع الثياب الحلى والزينة للنساء لها ثمن لكن لو أن المرأة طول حياتها ما لبست الحلى يعنى نقصت قيمتها ما نقصت قيمتها.
سبحان من خص العزيز بعزه
…
والناس مستغنون عن أجناسه
وأذل أنفاس الهواء وكل
…
ذى نفس لمحتاج إلى أنفاسه
الهواء ذليل بلا ثمن وهكذا الماء أعز مفقود أهون موجود وهذا أشرف مشروبات الدنيا الماء.
الأمر الثالث من شهواتها قال ملبوس الأمر الثالث فى الدنيا ست أشياء ملبوس قال وأشرف الملبوسات نسج دودة وهو الحرير هذا أشرف الملبوسات أغلاها ألينها أنعمها وهو نسج دودة هناك مزقة ذباب وهنا نسج دودة وما بينهما الماء أعز مفققود وأهون موجود.
قال ومركوب وأشرف المركوبات الخيل وعليه يقتل الرجال على هذا الخيل فى المعارك يموت الرجال فى ساحات الوغى وهذا أشرف مركوب يركبونه يموتون عليه.
يقول ومشموم وهو الأمر الخامس يقول وأشرف المشمومات أعلاها المسك وهو دم الغزال
والسادس ومنكوح وهو مبال فى مبال هذه الدنيا مطعوم مشروب ملبوس مركوب مشموم منكوح المنكوح مبال فى مبال.
قال على رضى الله عنه وإن المرأة لتزين أحسن شىء فيها ويراد أخس شىء منها ترى تجمل وجهها وتزينه بأنواع المساحيق والزينة ويراد منها ما يستحى من ذكره مبال فى مبال والله الذى لا إله إلا هو إخوتى الكرام: لولا أن الله أمر الرجال بتناول هذه الشهوة لما يترتب عنها من طيب الخصال من إخراج ذرية تعبد وتوحد رب البرية من صحة للجسم من تذكر للذة الآخرة من من من يعنى لولا أن الله أمرهم وحسهم على تناولها لما يترتب عليها من مصالح لولا ذلك لأعرض عنها الرجل العاقل يكفى فى الإعراض عنها هذا الامتهان فيها مبال فى مبال ولذلك كما قلت هند ما أقبحه حلالا فكيف به حراما يعنى هو فى صورة الحلال صورة ممتهنة ثم بعد ذلك يفعله الإنسان عن طريق الحرام هذا حيوان هذا بهيمة ليس من بنى آدم ما عنده كرامة فعل هذا عن طريق ما أحل الله بدافع شرعى لما يترتب عليه من مصالح فى العاجل والآجل أما أنه يفعل هذا عن طريق ما حرم الله حقيقة هذا ليس من عداد بنى آدم هذا الآن بهيمة من البهائم لكن يختلف عن البهائم أنه يمشى على اثنتين وتلك تمشى على أربع فقط.
أبنى إن من الرجال بهيمة
…
فى صورة الرجل السميع المبصر
هو بهيمة لكن فى صورة رجل فهذا النقص الأول بهذه الشهوة صورتها ممتهنة ولذلك تفعل فى السر وهى شهوة بهيمية فى حقيقة الأمر.
الأمر الثانى: من أمور النقص فيها هذه الشهوة لا تحصل إلا بإرهاق وتعب لا يمكن للإنسان أن يحصل شهوة الجنس إلا بعد تعب يكد ويكدح ويجد ويجتهد ويبذل ويدفع ويوسط ويخطب ووعود وترتيبات حتى بعد ذلك يقترن مبال فى مبال كل هذا الجهد من أجل هذه الشهوة ألا تصرف بعد ذلك همتك لشهوة لا نقص فيها بوجه من الوجوه فى الدار الآخرة أما عندك عقل يذكرك بهذا الأمر انتبه للإرهاق والتعب الذى يكون فى هذه الحياة وكما قلت هذه دار النقص وقلت مرارا لا يوجد فى هذه الحياة شهوة كاملة إلا بما يتعلق بتوحيد الله وذكره والأنس به وما طابت الدنيا إلا بحبة الله وذكره وما طابت الجنة إلا برؤيته ومشاهدته لكن هنا شهوة تامة كاملة لا يمكن لا فيما يوصل إليها ولا فى تناولها ولا فيما يعقبها نقص من جميع جهاتها لم لتعلم أن هذه الحياة دار هوان والآخرة هى دار الحيوان انتبه للتعب الذى يحصل فى هذه الحياة لا تخلو هذه الحياة من تعب عندما جعل الله أبانا آدم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه فى الجنة هناك أخبره أنه لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى وحذره من الركون إلى وساوس الشيطان فقال له إذا ركنت إليه وأخرجك منها ستشقى {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} تشقى فى أى شىء فى تحصيل أمور الحياة فى الدنيا ليس المراد من الشقاء الذى هو ضد السعادة فيما يتعلق بالطاعة والمعصية لا فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى تشقى فى تحصيل رزقك أما فى الجنة لا تجوع ولا تعرى ولا تظمأ ولا تضحى لا يصيبك حر ولا ظمأ ولا....
أما فى الدنيا لا تحصل يعنى الشبع إلا بتعب ولا تحصل الرزق إلا بتعب ولا تدفع عنك الحر إلا بتعب فانتبه لهذا إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى إذن فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى الخطاب إخوتى الكرام: لآدم وزوجه على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه فلا يخرجنكما ثم الإخبار بصيغة الإفراد فتشقى لم لم يقل فتشقيا قيل لأن المخاطب بذلك آدم أصالة وزوجته تبع له وما يشمله يشملها هى ستشقى أيضا مع شقائه هو وكل واحد سيتعب فى هذه الحياة وإنما آثر الله الإخبار بصيغة الإفراد من أجل المحافظة على رؤوس الآى فتشقى أن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى فمن أجل المحافظة على رؤوس الآيات السابقة واللاحقة أتى بصيغة الإفراد وقيل لأن الشقاء والتعب فى حق الرجل أكثر منه فى حق المرأة لأنه هو المطالب بالنفقة وتحصيل أمور المعيشة فالشقاء فيه والتعب فيه والعناء يحصل له أكثر مما يحصل للمرأة إذن شقاء سيحصل للإنسان قبل تحصيل هذه الزوجة أما يحتاج الزواج إلى مهر لا بد منه يحتاج إلى كلفة وشدة وعناء وتعب وقهر هذا حال الحياة ولايمكن أن يحصل الإنسان فى هذه الحياة لذة إلا بعد مكابدة شدة كما قال الله جل وعلا فى سورة البلد لقد خلقنا الإنسان فى كبد مكابدة مشقة بعد مشقة ويتحمل شدة بعد شدة تحصيل مآربه وشهواته ولذائذه التى أحلها الله له لكن لا توجد شهوة بلا تعب بلا كدح بلا جهد بلا عناء ولو قدر أن الطعام جاءك لو قدر من طريق حلال لا بد من أن تتعب كما تقدم معنا فى مضغه ولو قدر أنه يعنى بذل لك المهر5548مع امرأة تميل نفسك إليها سيأتين بذلك تعب تعب تعب تعب بعد ذلك فى الاتصال بها وفيما يترتب عليك ما سيأتينا عشرة أمور من النقص فى هذه الشهوة وعلى ذلك تتعلق النفس بها فإذا كانت النفس عاقلة تتعلق بهذه الشهوة إذا لم يكن فيها نقص من باب أولى لقد خلقنا الإنسان فى كبد يكابد كما قلت شدة بعد شدة ونصبا بعد نصب
ومشقة بعد مشقة وهذا مما قيل فى تفسير الآية.
وقيل وهو معنى ثان معتبر أيضا ومذكور فى كتب التفسير ومنقول عن أئمتنا لقد خلقنا الإنسان فى كبد قيل المراد من ذلك لقد خلقناه منتصبا يمشى على رجلين قامته معتدلة خلق على هذه الصورة فى بطن أمه رجلاه إلى أسفل ورأسه إلى أعلى بخلاف سائر الحيوانات وإذا قدر الله خروجه انقلب إذن الله وقت الخروج فخرج الرأس قبل الرجلين وهو فى هذه الحياة صورته أكمل الصور يمشى على رجلين ورأسه مرتفع بخلاف البهائم التى صورتها فى صورة ناقصة كبد أى منتصب القامة وقيل المراد خصوص آدم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه خلقه الله فى كبد السماء أى فى وسطها والذى يظهر القول للعموم ولا مانع أيضا من أن يقال إن الله خلق آدم فى وسط السماء منتصبا وخلق ذريته فى بطون أمهاتهم منتصبين وأخرجهم إلى هذه الحياة بصورة منتصبة يمشون على أرجلهم وقاماتهم مرتفعة ثم بعد ذلك يكابدون الشدائد والمشقات والأهوال فى جميع الأحوال والأطوار لقد خلقنا الإنسان فى كبد الإمام القرطبى عليه رحمة الله فى تفسيره عند هذه الآية فى الجزء العشرين صفحة اثنتين وستين نقل عن أئمتنا الكرام شيئا من مكابدات الإنسان فى هذه الحياة حقيقة يحسن بنا أن نذكره لنعلم الشدائد التى يكابدها الإنسان فى هذه الحياة يقول الإمام القرطبى عليه رحمة الله قال علماؤنا أول ما يكابد قطع سرته يتألم عندما يقطع السر ثم إذا قمط قماطا وشد رباطا يعنى شد عليه يكابد الضيق والتعب يوضع فى القماط وهو يعنى الذى يربط به الولد بعد ولادته من أجل ألا تتحرك أعضائه يبقع كل ما قمط ولم تترك يداه يعنى متروكتان كان هذا أضبط لصحته فى أول حياته يقمط بالقماط يشد الرباط ثم يكابد الارتضاع ولو فاته لضاع ثم يكابد نبت أسنانه يتغير مزاجه يبكى ويصيح ويصبح معه حرارة زائدة عند خروج الأسنان ثم يكابد نبت أسنانه وتحرك لسانه ثم يكابد الفطام الذى هو أشد من اللطام يعنى لو لطمته أسهل
عليه من أن تفطمه ثم يكابد الختان والأوجاع والأحزان ثم يكابد المعلم صولته عندما يعلمه يصيح به ويضربه هذه شدة يكابدها الولد والمؤدب وكياسته والأستاذ5942ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ثم يكابد شغل الأولاد والخدم والأجنان ثم يكابد شغل الدور وبناء القصور ثم الكبر والهرم وضعف الركبة والقدم فى كلها مكابدات فى مصائب يكثر تعدادها ونوائب يطول إيرادها من صداع الرأس ووجع الأضراس ورمد العين وغم الدين ووجع السن وألم الأذن ويكابد محنا فى المال والنفس مثل الضرب والحبس ولا يمضى عليه يوم إلا يقاسى فيه شدة ولا يكابد إلا مشقة ثم الموت بعد ذلك كله ثم مساءلة الملك وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله جل وعلا إلى أن يستقر به القرار إما فى الجنة وإما فى النار قال الله تعالى لقد خلقنا الإنسان فى كبد فلوكان الأمر1:0:51 لما اختار هذه الشدائد يعنى لو أنت حرقت نفسك ولك اختيار فى تدبير حالك لما اخترت هذه الشدئد ودل ذلك على أن له خالقا دبره وقضى عليه بهذه الأحوال فليمتثل أمره لقد خلقنا الإنسان فى كبد.
إخوتى الكرام: كما قلت هذه الشهوة لا تحصل إلا بإرهاق وتعب.
النقص الثالث: فيها كما أنها لا تحصل إلا بتعب يصاحب تناولها تعب ويعقبها ضعف ونصب يعنى تعب قبلها وتعب عند تناولها وتعب بعدها لا بد للذكر وللأنثى يتعبان يعنى عملية الوقاع مع ما فيها من لذة للصنفين للجنسين فيها تعب لهما وقد أشار إلى ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ففى المسند والصحيحين والسنن الأربعة إلا سنن الترمذى والحديث رواه الإمام الدارمى فى مسنده وابن أبى شيبة فى مصنفه وعبد الرزاق فى مصنفه أيضا والدار قطنى فى سننه والبيهقى فى السنن الكبرى وأبو داود الطيالسى فى مسنده ورواه ابن حبان فى صحيحه وأبو عوانة فى مسنده والحديث كما تقدم معنا فى الصحيحين وغيرهما إسناده صحيح صحيح فهو فى أعلى درجات الصحة من رواية أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل جهدها تعبها والشعب الأربع ما بين الرجلين والساقين إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فى عملية الوقاع وجب الغسل حصل إنزال أو لم يحصل إذا حصل الإيلاج حصل كما قلنا الكبد الشدة المشقة التعب المرأة تجهد وهو يجهد ويتعب وفى بعض روايات الحديث كما فى رواية السنن والمسند وسنن الدار قطنى ومسند أبى عوانة ومصنف ابن أبى شيبة ثم اجتهدا يعنى اجتهدا فى تلك العملية وبذل جهدا ومشقة وتعبا يعنى هذه تحصل يعنى بدون كلفة لا ثم لا يحتاج الانتصاب إلى شدة وجهد فى الإنسان ثم ما يخرج منه بعد ذلك خلاصة الدم هذا يضعفه تعب متتابع عليه ثم اجتهدا وفى رواية البيهقى فى السنن الكبرى والدار قطنى وصحيح أبى عوانة ثم أجهد نفسه إذن إذا جلس بين شعبها الأربع وجهدها واجتهدا وأجهد نفسه وجب الغسل هى جهدت وتعبت وهو اجتهد وأجهد نفسه وتعب إذن هذه ما حصلت إلا بعد جهد بعد تعب بعد عناء بعد شدة وإذا أكثر الإنسان منها فالويل له والشقاء له والمرض والأسقام له فى هذه الحياة عندما يكثر منها وقد قرر هذا أئمتنا الكرام ففى كتاب نزهة المتأمل
ومرشد المتأهل لمن للإمام السيوطى نزهة المتأمل ومرشد المتأهل فى صفحة ثمان ثمانين يقول الإفراط فى الجماع يورث الفالج إذا أكثر منه يصاب بالشلل وهذا واقع يورث الفالج ويضعف قوة البصر وبين الشهوة وقوة البصر ارتباط وثيق وسبحان من جعل هذا الربط بينهما فكلما أكثر الإنسان من تناول هذه الشهوة إذا لم يكن قويا وما عنده استعداد كلما ضعف من بصره وقد يعمى سبحان ربى العظيم شهوة وترتب عليها عمى هذا لقد خلقنا الإنسان فى كبد.
والآفة الثالثة يقول يورث الهرم ويسرع المشيب قبل وقته يهرم والشيب ينتشر فى شعره عندما يفرط فى الجماع هذا كما قلت فى كتاب نزهة المتأمل ومرشد المتأهل يعنى الذى يريد أن يتأهل ينتبخ لهذا الأمر هذه الشهوة تفعل عند الاحتياج أما تكثر منها تصاب بهذه الأشياء وأصعبها الفالج والعمى نسأل الله العافية أما الشيب أمره يسير يعنى من شاب وما أصيب بعمى وفالج وشلل أمره يسير لكن هذه كما قلت شدائد يصاب بها الإنسان قد نص أئمتنا الكرام أيضا على أن من أكثر من تناول هذه الشهوة يصاب برعشة فى أعضائه ترى أعضائه تتحرك اضطرارا لا اختيارا لا يملكها من كثرة إفراطه فى تناول هذه الشهوة وتضعف ذاكرته ويصاب بنسيان وببلادة ويصاب بوجع فى المفاصل فلو مشى أمتارا لتعب وبدأ قلبه يخفق ونفسه يعلو من صدره هذا أيضا من هذه الشهوة كبد وقد يعقبها الموت وكم من إنسان مات بسبب الإفراط فى الجماع كم من إنسان بحوادث وقعت فى التاريخ كثيرة ونعرف بعض الحوادث كنت مرة فى بعض البلاد وبعض الناس كان فى المستشفى وما جلس فترة طويلة فجاءت أهله وهو فى حجرة خاصة فما ملك نفسه فوقع فمات إثر الوقاع مباشرة أعرفه معرفة شخصية فى بعض البلاد الإسلامية وأئمتنا ذكروا هذا أيضا فى كتبهم إن هذا حصل فى الزمن القديم بكثرة مع كثير من الناس جماعه أدى به إلى موته سبحان ربى العظيم كما تقدم معنا صورة ممتهنة لا تحصل إلا بتعب ثم بعد ذلك تعب فى تناولها ونصب يترتب عليها طيب مثل هذا يتنافس الإنسان فيه لو لم يؤمر بها لأعرض العاقل عنها ولذلك هى1:7:55 فليست يعنى هى فضيلة فى هذه الحياة فانتبه لذلك تتناول بمقدار الحاجة.
يذكر الإمام الذهبى عليه رحمة الله فى كتابه معجم الشيوخ فى الجزء الأول صفحة اثنتين وأربعين ومائة فى ترجمة شخه الإمام الهمام إبراهيم ابن عبد السلام القبيسى وتوفى سنة ثلاث عشر وسبعمائة للهجرة ينقل هذا إبراهيم ابن عبد السلام عن والده عبد السلام القبيسى أنه قال سمعت أبى يقول احفظ الدمين تثنية دم دم ودم احفظ الدمين هل فى الإنسان دمان؟ نعم كما عندك ذهبان أحمر وأبيض عندك دمان أحمر وأبيض احفظ الدمين الأبيض والأحمر فى صغرك ينفعانك فى كبرك يعنى إياك أن تضيع شيئا من هذا الدم الذى هو أحمر والدم الذى هو أبيض لا تفرط فى الجماع فى أول نشأتك وإذا كنت شابا وتزوجت فارت الشهوة قضيتها أما أنك تتكلفها كما يفعل كثيرا من الناس بحيث أحيانا يأخذ ما ينشطه من أجل يعنى أن يأتى هذه الشهوة والله ليس بعد هذه الحيوانية حيوانية وليس بعد هذه البهيمية بهيمية عندك نشاط فعلته لا تتعب نفسك وتخلصت من فضلة وحصلت خيرا أما أنك تتكلف هذا لتخرج خالص الدم من دمك وخالص الدم يتحول إلى منى أشرف أنواع الدم يتحول إلى منى.
احفظ منيك أيها الإنسان
…
فإنه ماء الحياة يصب فى الأرحام
احفظه هذا ماء الحياة به تحيا ما دام فيك فأنت فى صحة وسلامة وعافية نقص منك تتضرر احفظ الدمين الأبيض والأحمر فى صغرك ينفعانك فى كبرك وقد بلغ من حرص بعض الناس على صحته وإن كان مسلكه لا يقتدى به كما أنه لا يقتدى أيضا بشخصه فمسلكه باطل وهو على باطل وهو أبو مسلم الخرسانى الذى هلك سنة سبع وثلاثين ومائة للهجرة وهو مؤسس الدولة العباسية من السفاحين الذين زاد سفكهم للدماء وظلمهم للناس على ظلم الحجاج فالحجاج قتل عشرين ومائتا ألف وأما هذا أحصى من قتلهم فبلغ ستمائة ألف من قتله أبو مسلم الخرسانى قتل فى دمشق فقط خلال ثلاث ساعات خمسين ألفا أبو مسلم الخرسانى لكن بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين من الذى قتله الذى أفنى حياته فى خدمته وأسس له ملكه أبو جعفر المنصور استدعاه وقتله أمامه وأنشد أبو جعفر بيتين من الشعر بعد قتل أكبر قواده ومؤسس دولته فقال:
زعمت أن الدين لا يقتضى
…
فاستوفى بالكيل أبا مجرم
ج
واشرب بكأس كنت تسقى
…
بها أمر بالحلق من العلقم
بدل أبا مسلم أبا مجرم
أبو مسلم الخرسانى يذكر أئمتنا فى ترجمته كما يذكر هذا الإمام الذهبى فى السير فى الجزء السادس صفحة ثمان وأربعين أنه كان لا يأتى النساء إلا مرة واحدة فى العام فقط محافظة على صحته وعناية بأمر جسمه ثم يقول لشرفه واشتغاله يعنى بأمور الرعية مرة واحدة فى السنة يجامع بها زوجته بعد هذا لا صلة له بالنساء كما قلت لا يقتدى لا بفعله ولا به لكن انظر يعنى فى الفكرة العامة أن الإكثار منه حقيقة ضار فلا بد من وضع الشىء فى موضعه نعم ينبغى للإنسان أن يتعهد نفسه وأن يعف أهله لكن ينبغى أن يكون ذلك باقتصاد بحيث لا يرهقه ولا يتعبه ولا يؤذيه أما يترتب على هذا أذى فهذا فى الحقيقة لا ينبغى أن يحصل.
يقول الإمام الذهبى فى الجزء الخامس صفحة اثنتين وخمسين فى السير ناقلا عن عبد الله بريدة وهو من أئمة التابعين توفى سنة خمس عشرة ومائة للهجرة حديثه فى الكتب الستة عن عبد الله ابن بريدة يروى عن أبيه وأبو بريدة ابن الحصين وهو من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه كما قلت بريدة ابن الحصين وعبد الله ابن بريدة من التابعين روى عن أبيه وعن عمران ابن حصين عن أبى هريرة وعن أبى موسى وعن أمنا عائشة وأمنا أم سلمة رضى الله عنهم أجمعين يقول قال كما قلت بريدة ابن الحصين ينبغى للرجل أن يتعاهد نفسه أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء ولا يدعها يعنى أمور ثلاثة ينبغى الإنسان أن يتعاهد من نفسه المحافظة عليها لكن بكيفية معينة سيوضحها الإمام الذهبى فاستمع له.
أولها: يقول المشى فينبغى الإنسان أن يتعاهد من نفسه المشى ولا يترك المشى لأنه إذا احتاجه وجده إذا تعلم الركوب باستمرار إذا أراد أن أن يمشى يتعب فليتعاهد نفسه نحو هذا الأمر فليمش دائما وبعض الناس يعنى أصيبوا بالكسل فى هذه الأيام حتى لو أراد أن يخرج لصلاة الجماعة ينبغى أن يركب السيارة
الأمر الثانى: الأكل أيضا لا يمسك عن الأكل فترة طويلة فإن أمعاءه تضيق فليعود نفسه أيضا الأكل بمقدار.
والثالث: الجماع فإن البئر إذا لم تنزع ذهب ماؤها فمن أعرض عن بعد ذلك يعنى يجف هذا الماء عنده ولو تزوج بعد ذلك لوجد كلفة ومشقة هذه الأمور الثلاثة ينبغى للإنسان أن يعتنى بها مشى وأكل وجماع قال الإمام الذهبى معلقا على هذا الكلام الحق قلت يفعل هذه الأشياء باقتصاد لا سيما الجماع إذا شاخ فتركه أولى لا سيما الجماع إذا شاخ والشيخوخة من سنة الستين فما بعد إذا ما دخل فى الستين تركه أولى ولو فعله يبقى كما قلت باقتصاد يفعل هذه الأشياء باقتصاد لا سيما الجماع إذا شاخ فتركه أولى لأنه يغض من حياته ويضعف جسمه إضعافا كثيرا يعنى لو جلد الشيخ ألف جلدة أقل ضررا على نفسه من أن يجامع أهله إذا لم يجد لذلك نشاطا فلا بد من وضعه فى موضعه لا سيما الجماع إذا شاخ إذن إخوتى الكرام: شهوة لكن فيها هذا النقص تعب عندما يتناولها وتعب يترتب عليها وكما قلت بعض الناس تناولها ثم صار هلاكه بسببها وبعض الناس تناول شيئا ليقوى هذه الشهوة فى نفسه فهذا المقوى قتله كما حصل للخليفة الواثق يذكر الإمام الذهبى فى السير فى الجزء العاشر صفحة ثلاثمائة واثنتى عشرة فى ترجمة الخليفة الواثق وقد توفى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة وهو هارون ابن المعتصم ابن هارون ابن الرشيد على المسلمين أجمعين رحمة رب العالمين يقول كان ذا نهمة بالجماع وسبب موته أكل لحم سبع من ذئب من أسد السبع المعروف حيوان مفترس ليقوى جسمه فى تناول تلك الشهوة قال فولد له أمراضا صعبة كان فى ذلك حتفه أكل لحم السبع ليقوى نفسه على هذه الغريزة فقضت عليه هذه الشهوة ولما احتضر رحمة الله عليه وعلى المسلمين أجمعين ألصق خده بالتراب ثم بكى وقال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه ملك الله لا يزول وملك من عداه زائل إذن كما قلت إخوتى الكرام: شهوة لكن محفوفة بهذه الأخطار.
ثلاث مهلكات للأنام
…
ومدعاة الصحيح إلى السقام
دوام ندامة ودوام وطء
…
وإدخال الطعام على الطعام
فإذن لابد من وعى هذا والإمام ابن الجوزى عليه رحمة الله حقيقة له كلام محكم يعنى ينقش على القلب نحو هذا الأمر فى كتابه صيد الخاطر وهو كتاب ليس له موضوع معين كتبه فى مراحل متعددة فى حياته ما يعن له من فوائد يقيده فليس هو لا فى تفسير ولا فى الحديث ولا فى الفقه إنما كما هو أخبر عنه صيد الخاطر ما يعن على خاطره من فائدة وحكمة يقيدها يقول فى صفحة واحدة وثمانين ومائتين من صيد الخاطر نحو هذه الشهوة كلاما طيبا تحت عنوان لذات الدنيا مشوبة بنغص حقيقة لا يوجد لذة خالصة يقول وأبلغ البله الشيخ الذى يطلب صبيا ولعمرى إن كمال المتعة إنما يكون بالصبا لكن متى لم تكن الصبية بالغة لم يكمل بها الاستمتاع فإذا بلغت أرادت كثرة الجماع والشيخ لا يقدر فإن حمل على نفسه لم يبلغ مرادها وهلك سريعا يعنى لو أراد أن يتحمل ما يكفيها حقها شيخ مع صبية ما بلغ مرادها وهلك أيضا ولا ينبغى أن يغتر بشهوته إلى الجماع شهوة الشيخ فإن شهوته كالفجر الكاذب والفجر لكاذب هذا الذى يخرج قبل الفجر الصادق نور يظهر فى الأفق فى وسط السماء يبدو مستطيلا ثم يعقبه ظلمة الفجر الكاذب كذنب السرحان كذنب الذئب هذا لا يدخل به الفجر ولا يمتنع على الإنسان أن يأكل إذا أراد أن يصوم وأما الفجر الصادق هذا النور المنتشر فى الأفق مستطير وأشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الفجرين فى الحديث الذى ثبت فى المسند وصحيح مسلم والسنن الأربعة إلا سنن النسائى والحديث أيضا فى مصنف ابن أبى شيبة والسنن الكبرى للإمام البيهقى ورواه أبو داود الطيالسى وابن خزيمة فى صحيحه والإمام الطحاوى والإمام الدار قطنى عليهم جميعا رحمة الله من حديث سمرة ابن جندب رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعنكم من سحوركم وهو طعام السحور الذى يؤكل عند السحر لا يمنعنكم من سحوركم آذان بلال ولا الفجر المستطيل باللام وهذا هو الفجر الكاذب ولكن الفجر المستطير فى الأفق مستطير
ينتشر مستطيل كما قلنا كذنب السرحان والحديث ثابت من رواية أمنا عائشة رضى الله عنها وابن عمر فى الصحيحين وسنن النسائى وموطأ الإمام المالك وثابت أيضا فى الصحيحين والسنن الأربعة إلا سنن الترمذى من رواية عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه الشاهد هنا ولا ينبغى أن يغتر بشهوته إلى الجماع فإن شهوته الفجر الكاذب قال الإمام ابن الجوزى وقد رأينا شيخا اشترى جارية فبات معها فانقلب عنها ميتا ليلة واحدة اشترى جارية ليتسرى بها فمات قبل أن يطلع عليه الفجر إنما هى الحرارة الغريزية التى عنده ذهبت عن طريق إخراج المنى خلاص ما بقى فى الجسم ما يحفظه هلك وعطب ومات يقول وكان فى المارستان ما شاء الله هذه قصة تشبه القصة التى ذكرتها لكم وكان فى المارستان شاب قد بقى شهرين بالقيام فدخلت عليه زوجته فوطأها فانقلب عنها ميتا فبان أن النفس باقية بما عندها من الدم والمنى فإذا فرغا يعنى أخرجا من البدن الدم الأحمر والأبيض ولم تجد النفس ماء تعتمد عليه ذهبت يقول وإن قنع الشيخ بالاستمتاع من غير وطأ فهى لا تقنع فتصير كالعدو له فربما ضربها الهوا ففجرت أو احتالت على قتله خصوصا الجوارى اللواتى أغلبهن قد جئن من بلاد الشرك ففيهن قسوة القلب حقيقة مرة بعض الناس كنت فى بعض البلاد وأراد أن يتزوج وأراد أن يختبرنى أيضا مستشارا فى زواجه كان يسكن قريب من الحجرة التى أسكنها وقال أريد أن تنظر فى أمرى هل هذه تصلح لى فى يوم من الأيام أحضر وهو يزيد على الستين سنة أحضر فتاة معها يعنى من يحضرها له من أهلها والله عليم على كل حال فى حدود السابع عشرة ويعنى سبحان الخالق فى جسمها وكذا فقال ما رأيك قلت يا رجل أما تتقى الله فى نفسك أنت ما تحافظ على سمعتك وعلى يعنى مكانتك بين الناس قال لم قلت يا عبد الله هذه بين أمرين إما أن تموت عنها وإما أن تفجر ولا يمكن أن تبقى معك على حالتك يعنى طرفة عين اتق الله فى نفسك قال يعنى مادام هى راغبة قلت
أتركها ولو راغبة ابحث عن واحدة تزيد على الأربعين وأنت تزيد على الستين يعنى فى ذلك يعنى قد يتحمل منك ومنها لكن امرأة دون العشرين وأنت فوق الستين اتق الله فى نفسك أنت إذا كان عندك يعنى كرامة خاصة من قبل الله يمدك بمعونة وقوة هذا أمر آخر.
يقول الإمام ابن الجوزى وقبيح بمن عبر الستين أن يتعرض بكثرة النساء فإن اتفق معها صاحبة دين قبل ذلك فليرع لها معاشرتها وليتمم نقصه عندها تارة بالإنفاق وتارة بحسن الخلق وليجد فى تعريفها أحوال الصالحات والزاهدات وليكثر من ذكر القيامة وذم الدنيا إلى آخر كلامه الذى يتعلق بهذه القضية وأشار إلى مثل هذا الكلام أيضا فى صفحة تعسن ومائتين والكتاب كله إخوتى الكرام: حقيقة نافع وفيه مواعظ بالغة تحت عنوان الكهل والزوجة الصغيرة والكهل هذا الذى دون الشيخ يعنى من طعن فى الأربعين فهو كهل قد دخلنا فى سن الكهولة ونسأل الله حسن الخاتمة يقول شكا لى بعض الأشياخ فقال قد علت سنى وضعفت قوتى ونفسى تطلب منى شراء الجوارى الصغار ومعلوم أنهن يردن النكاح وليس فى ولا تقنع منى النفس بربة البيت إذ قد كبرت عنده زوجة لكن يريد أن يشترى جارية فقلت له عندى جوابان أحدهما الجواب العامى جواب العامة وهو أن أقول ينبغى أن تشتغل بذكر الموت وما قد توجهت إليه وتحلم باشتراء جارية لا تقدر على إيفاء حقها فإما تبغضك فإن أجهدت يعنى نفسك استعجلت التلف وإن استبقيت قوتك غضبت هى على أنها لا تريد شيخا كيفما كان حتى لو أتعبت نفسك تنفر منك وقد أنشدنا على ابن عبيد الله قال أنشدنا محمد التميمى ثم روى أبياتا من الشعر هى موجودة أيضا فى كتاب غذاء الألباب للإمام السفارينى فى الجزء الثانى صفحة ثمان وثمانين وثلاثمائة ونقلها عن ابن الجوزى:
أفق يا فؤادى من غرامى واستمع
…
مقالة محزون عليك شفيق
علقت فتاة قلبها متعلق بغيرك
…
فاستوثق غير وثيق
واصبحت موثوقا وراحت طليقة
…
فكم بين موثوق وبين طليق
فاعلم أنها تعد عليك الأيام وتطلب منك فضل المال لتستعد لغيرك وربما قصدت حتفك وكم من الناس أن ذبحته زوجته وسيأتينا هذا إن من أزواجكم عدوا لكم فاحذروهم سبحان الله ما أخس هذه الشهوة إذا كان فيها هذه المنغصات والمكدرات وربما قصدت حتفك فاحذر والسلامة فى الاقتناع والاقتناع بما يدفع الزمان هذا الجواب العامى أوليس كذلك هذا جواب العامة.
يقول والجواب الثانى فإنى أقول لا يخلو أن تكون قادرا على الوطء فى وقت أو لا تكون فإن كنت لا تقدر فالأولى مصادرة الترك للكل وإن كان يمكن الحازم أن يدارى المرأة بالنفقة وطيب الخلق إلا أنه يخاطر وإن كنت تقدر فى أوقات على ذلك ورأيت من نفسك توقا شديدا فعليك بالمراهقات فإنهن ما عرفن النكاح وما طلبن الوطء وأمرهن بالإنفاق وحسن الخلق مع الاحتياط عليهن والمنع من مخالطة النسوة وإذا اتفق وطء فتصبر على الإنزال ريثما تقضى المرأة حاجتها واعتمد وعظها وتذكيرها بالآخرة واذكر لها حكايات العشاق من غير نكاح واذكر لها قبح صورة الفعل وألفت قلبها إلى ذكر الصالحين ثم يقول بعد ذلك ولا تخلى نفس من الطيب والتزين والكياسة والمداراة والإنفاق الواسع فهذا ربما حرك الناقة للمسير مع خطر السلامة.
إذن إخوتى الكرام: هذه آفة ثالثة كما قلت يصاحب تناولها تعب ويعقبها ضعف ونصب.
الآفة الرابعة: هذه الشهوة لا تطيب إلا عند الحاجة وهذا علامة نقصها كلما اشتدت الحاجة إليها طابت وإذا لم يكن هناك حاجة فى النفس ما تذكرها الصغير يشعر بها الصغير لا يشعر بلذة الجنس وليس عنده خبر عنها لأنه لا يحتاج إليها الحالم الذى فارت شهوته قد يعرض عنها الإنسان بعد قضاء وطره وانتهاء حاجته انتهى الآن ما عاد يفكر بشىء إلا بعد تعود بعد ذلك إليه هذه الشهوة ويعنى يعود الماء عنده إذن هذه لا تطيب إلا عند الحاجة فإذا ذهبت الحاجة فتر الإنسان عنها وسلا عنها وهذا من علامات النقص فى الشهوة من علامات النقص فى الحاجة أنه إذا احتجت إليه طاب عندك وإذا استغنيت عنه فلا قيمة له عندك هذا بخلاف أمر الآخرة إن شهوات الآخرة كما سيأتينا ليست كذلك والطيب فيها موجود فى كل وقت وهى شهية فى جميع أحوالها وأنت عنك قوة وتشتهى هذا فى جميع أحوالك ولا تحصل بتعب ولا يعقبها نصب وتعب فإذن هذا أيضا من علامات النقص فيها.
الآفة الخامسة: أذكرها وأشرحها وما بعدها فى الموعظة الآتية إن شاء الله حقيقة هذه الشهوة وجميع شهوات الدنيا حقيقتها دفع ألم بألم وتخلص من تعب بتعب هذا حال الدنيا تدفع بلية ببلية كما قال بعض أئمتنا:
أصبحت فى دار البليات
…
أدفع آفات بآفات
يعنى هنا تخلصت من الشهوة يعنى كما قلنا بلية وصارت عندك شوشت الذهن لكن ما توصلت إليها إلا بتعب وأعقبها تعب وبلاء وقد تكون يعنى ما يكون التخلص منها أصعب منها قد هذه جميع شهوات الدنيا كذلك لا يوجد شهوة كاملة لا فى الوصول إليها ولا فى تناولها ولا فيما يعقبها فهى دار نقص فلا تزن عند الله جناح بعوضة كما قلت إخوتى الكرام: عند هذه الحكمة يعنى أشرحها هذه وأشرح ما بعدها فى الموعظة الآتية إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.
اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.
اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.