الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علامات قوة النبي (2)
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
وذهب النبى عليه الصلاة والسلام تحت شجرة وعلق سبفه بغصن من أغصانها ثم نام تحتها وما معه أحد فداه نفسى وأبى وأمى عليه صلوات الله وسلامه، ففطن بعض المشركين لحال الصحابة الكرام الطيبين وأنهم ناموا وابتعدوا عن النبى عليه الصلاة والسلام، فجاءه واسمه غورث بوزن جعفر كما وردت الإشارة إلى هذا فى صحيح البخارى، جعفر غورث، وقيل بضم الغين غُورث، وقيل: غُويرث، وقال القرطبى بالكاف كورث، وضبط الإسم لايهمنا، غورث جعفر هذا أرجح فيما يظهر والعلم عند الله، مشرك اسمه غورث، جاء والنبى عليه الصلاة والسلام نائم القائلة تحت ظل الشجرة وسيفه معلق بغصن من أغصانها، فأخذ السيف وسله، فانتبه النبى عليه الصلاة والسلام، قال: يا محمد عليه صلوات الله وسلامه، من يمنعك منى إنسان مضجع وفوقه إنسان قائم عدو السيف بيده مسلط، يعنى أخرج من قرابه وغمده، من يمنعك منى، أنا النبى لا كذب، وعدنى الله بالنصر، الله فقط، من يمنعك منى؟ الله، هذا كالتعليل الذى ذكرناه، أنا النبى لا كذب، وعدنى الله بنصره، ولن يخلف الله وعده، ليس عندما يأتى أهل الأرض معك وسيوفهم مصلتة لا يقع فى قلبى مقدار ذرة شعرة من فزع، من يمنعك منى؟ الله، قال: فشام السيف، شام من الأضداد كما يقول أئمتنا، يأتى بمعنى أدخل اتلسيف فى غمده وبمعنى سله من غمده، والمراد هنا، أدخله، لما أدخله؟ علم يقيناً أنه لا قدرة له على النبى عليه الصلاة والسلام، ولا قبل له به، هذا كلام الواثق المطمئن، والله جل وعلا ألقى فى قلب هذا المشرك الرعب، فالسيف بيده بعد أن أخرجه ومن يمنعك منى؟ الله، فشام السيف، أى أدخل السيف مرة أخرى إلى قرابه وغمده، فقام النبى عليه الصلاة والسلام وأخذ السيف منه، وقال: من يمنعك منى؟ قال: لا أحد وكن خير آحذ يارسول الله عليه الصلاة والسلام، يعنى لا تعاقب وعاملنى بالعفو والمسامحة، لكن ما يمنعنى
منك أحد، فقال له النبى عليه الصلاة والسلام: اذهب فقد عفوت عنك، فقال هذا المشرك: أنت خير منى يارسول الله صلى الله عليه وسلم، والله إنى أعاهدك ألا أقاتلك وألا أقاتل مع أحد يقاتلك، يعنى أنا لا أقاتل مباشرة ولا أساعد قوماً يقاتلونك، ولا أقاتل مع أحد مع قزم يقاتلونك، كل من بينك وبينهم عداوة لا أنصرهم، فتركه النبى عليه الصلاة والسلام وأخبر الصحابة الكرام بقصته، ذهب يعنى سالما أمناً من بين الصحابة الكرام إلى قومه آمن بعد ذلك.
كما ثبت هذا فى رواية ابن اسحاق، وفى رواية الواقدى آمن هو وقومه، وقال: جئتكم من عند خير الناس محمد عليه الصلاة والسلام، من يمنعك منى؟ الله، ثم يقول: من يمنعك منى؟ يقول: لا أحد بإمكانه أن يبطش بى هذا ليس كحالى، ألقى فى قلبه، ليس كحالى، ألقى فى قلبه الرعب كما ألقى فى قلبى، لا هو مع أصحابه والسيف بيده، لكن قال: عفوت عنك، والنبى عليه الصلاة والسلام، فعل به هذا ليتألفه وهو رؤوف رحيم عليه صلوات الله وسلامه، وكان العلاج فى محله، فآمن بعد ذلك وآمن قومه كما فى رواية ابن اسحاق والواقدى.
وورد فى رواية ابن اسحاق فى المغازى وأن هذا المشرك غورث عندما حمل السيف والنبى عليه الصلاة والسلام مضجع نائم، ففتح عينيه فرأى هذا المشهد قال: من يمنعك منى؟ قال النبى عليه الصلاة والسلام الله، فى رواية ابن اسحاق عن جابر، يقول: فضرب جبريل فى صدره، الله غلى كل شىء قدير، فضرب جبريل فى صدره فوقع السيف من يده فقام النبى عليه الصلاة والسلام وأخذ السيف وقال: من يمنعك منى؟ قال: لا أحد كن خير آخذ على نبينا صلوات الله وسلامه، هذه قوة نبينا عليه صلوات الله وسلامه، هذا الخلق فى منتهى الكمال والقوة والصحة والفتوة على نبينا صلوات الله وسلامه.
وسيأتينا إخوتى الكرام فى حادث الإسراء عندما أسرى بنبينا عليه الصلاة والسلام وعرج به ومر على السماء السادسة وفيها نبى الله موسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، ولما مر عليه وجاوزه بكى، فقال كما فى حديث الإسراء: غلام بعث بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى، نبينا غلام عليه الصلاة والسلام، فى حادث الإسراء زاد على الخمسين، الذى وقعت قبل الهجرة بسنة، يعنى صار له فى البعثة اثنتى عشرة سنة، عمره اثنتان وخمسوت سنة، وأنت تقول عنه غلام، قال غلام فى الجد والعزم والنشاط والحيوية والفتوة، لا فى العمر، هو شيخ لكن هذا الشيخ، همة الغلمان والفتيان والشجعان والشبان دون همته، وهذا تعبير نبى الله موسى، قال: غلام بعث بعدى، هو لما بعث كان كهلا عليه صلوات الله وسلامه، تم الأربعين، وبعد بعثته باثنتى عشرة سنة أسرى به، وأنت تقول غلام، كيف غلام؟ قال: هذا غلام فيه معنى الغلمان لا عمرهم، هذا عمر الشيخوخة، لكن هذا الشيخ فيه قوة الشبان والشجعان والغلمان والفرسان على نبينا الصلاة والسلام هذا حاله، وهذا الكمال فى خَلْقهم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.
إخوتى الكرام: مما يتعلق بالقوة بحث أحب أن اذكر به، لأنه جرى حوله لغط فيما يتعلق بقوة نبينا عليه الصلاة والسلام وحقيقة هو مما يمدح به وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يذكره ولا يتمدح به إلا ذكور الرجال ولا يكرهه إلا مخانيثق الرجال، هذا الوصف الذى فى نبينا عليه الصلاة والسلام كثير من الأنذال لا سيما فى هذا الوقت أكثروا الغط حوله، نذكره ولنبين يعنى الكمال فيه، وكيف هو يوضح قوة نبينا عليه صلوات الله وسلامه.
ثبت فى المسند والكتب الستة فى الصحيحين والسنن الأربعة إلا سنن أبى داود فهو فى سنن الترمذى والنسائى وابن ماجة مع الصحيحين ومسند الإمام أحمد، عن أنس رضى الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على نساءه فى الساعة الواحدة فى الليل أو النهار بغسل واحد، ليس فى الساعة الواحدة بعضكم يظن يعنى الساعة الواحدة، نهاراً ظهراً أوليلا، لا، يعنى فى جزء من الوقت يدور على نساءه عليه صلوات الله وسلامه وهن تسع فى ساعة واحدة جزء وقت قصير من ليل أو نهار، نساءه التسع على نبينا وآل بيته صلوات الله وسلامه يعنى ما اكتملن عنده تسع إلا فى آخر حياته عليه صلوات الله وسلامه يعنى كان جاوز الخامسة والخمسين وقارب الستين حتى اتكمل عنده التسع، هو فى العام الثانى تزوج أمنا عائشة وقبلها سودة ففى العام الثانى ما عنده غير زوجتين على نبينا ولى آل بيته صلوات الله وسلامه، العام الثانى من الهجرة، وكان عمره فى العام الثانى من الهجرة خمس وخمسون سنة وما عنده إلا زوجتين ثم ها يعنى النساء التسع يعنى ليتنى ضبط التحديد لكن لعله يعنى ما اكتملن كصفية مثلا من نساءه، يعنى كانت هذه فى موقعة بنى قريظة أو ليس كذلك كانت فى العام السادس للهجرة، نعم، خيبر؟، خيبر على كل حال، خيبر او قريظة؟ ما يضر على كل حال فى العام السادس وخيبر فى العام السابع يعنى كان عمر النبى عليه الصلاة والسلام فى العام السادس للهجرة مع ثلاثة عشر سنة فى مكة وستة تسعة عشر سنة وأربعين، تسع وخمسون سنة، يعنى ما أكتملت هذه النسوة عنده إلا وقد قارب على الستين، ثم يقول أنس يطوف على نساءه التسع فى الساعة الواحد من ليل أو نهار بغسل واحد أيضا،، سبحان الله يعنى نحن أمرنا غذا أراد الإنسان أن يتصل بزوجته مرة ثانية أن يغتسل أو أن يتوضأ لأنه أنشط للعود لأن الجسم يفتر، فلعلك تجهد نفسك ولا تتمكن بعد ذلك من مواصلة هذا مرة ثانية، فلا بد من منشط عن طريق الإستحمام أو
الوضوء، ثم تسع نسوة، من هذا العمر على نبينا وأيامه وحياته وكل ما يتعلق به صلوات الله وسلامه، هذا النبى فى هذا الحال تسع نسوة يطوف عليهن فى جزء قصير بغسل واحد، فقيل لأنس أو كان يطيق ذلك؟، يعنى فى هذا العمر وتسع نسوة ووقت قصير يطوف عليهن يطيق ذلك؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين، على نبينا وأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه.
والحديث رواه الإسماعيلى، أنه اعطى قوة أربعين وراه أيضاً روى عن طاووس مرسل أنه أعطى قوة أربعين ورواه أبو نعيم فى كتاب صفة الجنة أنه أعطى قوة أربعين من أهل الجنة، قال الحافظ فى الفتح، فى الجزء الأول صفحة 378، وقد ثبت والحديث صحيح فى المسند وسنن النسائى وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم ومعجم الطبرانى الكبير وسنن الدارمى وإسناد الحديث صحيح صحيح عن زيد بن أرقم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:[إن الرجل من أهل الجن ليعطى قوة مائة، فى الأكل والشرب والجماع والشهوة] .
وفى كتاب صفة الجنة المتقدم، أعطى نبينا عليه الصلاة والسلام قوة أربعين من رجال أهل الجنة، والواحد منهم قوته، الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة، والحديث صحيح فى الأكل والشرب والجماع والشهوة، قال الحافظ ابن حجر وعلى هذا قوة نبينا عليه الصلاة والسلام تعدل أربعة آلآف، أربعة آلآف رجل يعنى لو اجتمع أربعة آلآف أقوياء ليس يعنى مثلنا أيضاً من أقوياء العالم، الذين يتخصصون فى الملاكمات والمصارعات، لصرعهم خير البريات عليه صلوات الله وسلامه، أعطاه الله قوة أربعة آلآف رجل والحديث كما قلت صحيح، ولذلك قال أنس كنا نتحدث وهذا فى الصحيحين كما قلت: أنه أعطى قوة ثلاثين وورد أربعين وفى كتاب صفة الجنة لأبى نعيم قوة أربعين من أهل الجنة، والرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة فى الأكل والشرب والجماع والشهوة، فعنده قوة أربعة آلآف عليه صلوات الله وسلامه، هذا نشاطه وهذا كماله عليه صلوات الله وسلامه.
إخوتى الكرام: وهذا الأمر أعنى كثرة التزوج وكثرة الوطء مما يتمدح به الذكور فى هذه الحياة، وهو من علامة كمال الفحولة واكتمال الذكورة فى الإنسان، وقد كان العرب يتمدحون به، وقد كرهه المخنثون فى هذه الأيام واعتبروه منقصة عندما يتزوج الإنسان اثنتين أو ثلاثة أو أربع وعندما يطوف على نساءه الأربع فى ليلة واحدة يقول: أنت شهوانى؟ اما تستحى من الله، فى الفحولة هذا كمال، والضعف الجنسى فى الإنسان منقصة ولذلك من صفات النفص الكبيرة التى يساوى الإنسان عليها إذا احتسب العنة، والعنة على قسمين، إما عنة كاملة، وما معه شىء من الحركة كالخرقة البالية، وإما عنة ناقصة كأمر أكثر الناس فى هذه الأيام، هو هنا كذب وزور، هناك كلام فى الراوى هنا كلام فى الرواية، اختلف الأمر غاية الإختلاف، لذلك إخوتى الكرام حقيقة العكوف على كتب سلفنا هذا خير لنا من أن نأخذ من كتب يعنى أخذت من تلك الكتب وصار فيها شىء من التصرف الشهوة لكن يحجزها عنها حاجز طبيعى ـ ونشاط ولا عنده قوة وفتور وبرود يصاب به الإنسان، هذا كسل فى الإنسان، والنشاط يدل على حيوية الإنسان وكماله ورجولته وفحولته، ولذلك يتزوج الإنسان وامرأة وفيه عنة كاملة، غاية ما تصبر عليه سنة واحدة، وبعد ذلك لها حق طلب الطلاق وتطلق مع أخذ المهر من أوله لأخره، لأن العجز جاء منه، إذا كان أنت لست برجل لما تغررالنساء بنفسك، العن ضعف، وقد قضى بذلك عبد الله بن مسعود، هذا ثابت فى مصنف ابن أبى شيبة وسنن الدارقطنى بسند صحيح كالشمس، وروى عن على، وعن عمر، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنهم أجمعين من الصحابة، قال الإمام ابن قدامة ولا يعرف لهم الصحابة مخالف فكان إجماعا، على ذلك المذاهب الأربعة.
لو أن إنساناً تزوج امرأة وما استطاع أن يتصل بها يؤجل سنة لتمر عليه الفصول الأربعة، فإذا كان عنده حرارة مزاجه كثير، وهذه الحرارة وجبت عنده فتورة، يأتى فصل الشتاء عنده برودة يأتى الصيف، عنده كذا يأتيه فصل الخريف، فصل الربيع، فإذا مرت عليه الفصول الأربعة التى تقاوم طبيعته إذا بها شىء من الشذوذ وهو لا زال فى عنته وفتوره وضعفه، تطلق المرأة منه، وهذا فى المذاهب الأربعة بلا خلاف.
فالفحولة والرجولة كمال وهذا هو الموجود فى خير خلق على نبينا صلوات الله وسلامه وفى أنبياء الله ورسله، {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية} ، وهذا الأمر حقيقة مما يحبه ذكور الرجال ويكرهه مخنثوهم.
وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال [حبب إلىّ من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عينى فى الصلاة] ، هذا فحل هذا قوى هذا ذكر، هذا شهم، وليس بذلك منقصة من شهامة الإنسانم وفحولته ورجولته أن يحب النساء لكن عن طريق ما أحل الله، [وفى بضع أحدكم صدقة] ويؤجر على ذلك ورب جماع خير من عبادة ألف سنة، كما يقول الإمام ابن الجوزى فى تلبيس إبليس، فى صفحة 297، وأنت إذا عددت وأردت إنجاب الذرية من تعددك فهذا هو الغاية فى التعدد، وإذا أرت به التلذذ فهو مباح يندرج تحته من أنواع الطاعات ما لا يحصى، من إعفاف امرأة وسترها والإنفاق عليها ومجاهدة النفس فى تربية الأهل والأولاد هذه كلها أجور ومغانم وخيرات تحصلها، صارت هذه المحمدة التى اختارها الله لأنبياءه ورسله عليهم صلوات الله وسلامه وكان يفعلها الصالحون، صارت هذه المحمدة مذمومة فى هذه الأيام وعندما يريد الإنسان أن يتزوج ثانية، أول ما يقال له: أنت شهوانى، واحدة ما تكفيك، ما تستحى من الله هذا فحل هذا رجل، فإذا أنمت يعنى أخذت بالضعف الذى يناسبك يعنى كيف بعد ذلك تعترض على غيرك، يعنى بك ضعف ونقص وتريد بعد ذلك أن تعير غيرك، استر سؤتك واسكت، أما أنك بعد ذلك تعترض على الناس، وحقيقة هذا مذمة، لا إله إلا الله، وهذا نقص فى الإنسان فى هذه الأيام، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
والحديث إخوتى الكرام الذى ذكرته حبب إلى من دنياكم، من الدنيا الطيب والنساء،] حديث صحيح، رواه الإمام أحمد فى المسند، ولا يقولن قائل: لما لم تذكر من خرجه، رواه الإمام أحمد فى المسند والنسائى فى السنن ورواه البيهقى فى السنن الكبرى والحاكم فى المستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم، وأقره عليه الإمام الذهبى، عن أنس رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [حبب إلىّ من الدنيا من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عينى فى الصلاة] .
أما مايرويه بعض النعاء، وهذا موجود فى الإحياء وموجود فى تفسير الزمخشرى وغيره، [حبب إلىّ من دنياكم ثلاث] هذا باطل، والصلاة ليست من الدنيا، وهذه زيادة مفسدة للمعنى، حبب إلىّ من دنياكم الطيب والنساء] ، وأما أحب شىء إلى نبينا عليه الصلاة والسلام مناجاة الله وجعلت قرة عينى فى الصلاة] .
وانظروا للتنبيه على فساد الزيادة [حبب إلىّ من دنياكم ثلاث] ، فى مجموع الفتاوى فى الجزء الثامن والعشرين صفحة 31، وفى زاد المعاد فى هدى خير العباد على نبينا صلوات الله وسلامه فى الجزء الأول صفحة 150، وانظروها فى كتاب الحاوى للفتاوى للإمام السيوطى فى الجزء الثانى صفحة 270، أكمل هذا بعد أذان العشاء إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
إخوتى الكرام: من باب وعى الكلام أقول من كره هذا الأمر حقيقة هو مخنث وفيه خنوثة، أما كونه لا يفعله هذا موضوع أخر، يعنى لو جاء كما سأنقل لكم كلام بعض الضآلين ممن يدعون أنهم علماء وينقضون شريعة الله الغراء، من جاء، وأنقل لكم كلامه بالحرف، يعترف على هذا فلا شك فى أنه مخنث سافل خسيس حقير، يعترض على شرع الله الجليل، وأما لو قدر أن إنساناً ما تزوج إلا واحدة أو لم يتيسر له، فهذا موضوع أخر، واضح هذا، اختار هذا غاية ما يقال: يعنى ما حصل فضيلة وانتهى الأمر، أما الذى يعترض فهذا بلاء لأنه يعترض على أمر حق، يدل على فحولة الإنسان وكماله ورجولته، ورغبت فيه شريعة الله المطهرة.
وقد ذكر الإمام القاضى عياض الذى توفى سنة 544 للهجرة فى كتاب الشفا بالتعريف فى حقوق المصطفى على نبينا صلوات الله وسلامه فى صفحة 87، أن مما يتمدح به الإنسان كثرة أزواجه وكثرة وطئه، هذا مما يتمدح به، هذا دليل على صحته وقوته وفحولته ورجولته، وأقول: وهذا مما فطر الله عليه الناس، هذا فى الأصل فطرة عند الناس، وكان العرب يتمحون به وحث عليه الشرع المطهر، ولذلك ثبت فى صحيح البخارى فى كتاب النكاح باب كثرة النساء، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: خير هذه الأمة أكثرهم نساءا، فخير هذه الأمة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أكثرها نساءا، ثم بعد ذلك الصحابة.
يقول الإمام الغزالى فى الإحياء: من كان عنده الصحابة ثلاث والأربع كثير، ومكن كان عنده اثنتان ليحصى والقليل من كان عنده واحدة، هذا حال الصحابة، ويستحيل أن يأخذ هؤلاء بالمفضول ويتركوا الفاضل، فلو كان التعدد مفضولاً ناقصا لما أخذوا به رضي الله عنهم وأرضاهم، وكان على أزهد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولما توفى عنده أربع حرائر، وسبعة عشر سرية، مات عن واحد وعشرين امرأة.... إحدى وعشرين امرأة رضي الله عنه وعنهن وعن الصحابة أجمعين، هذا حال على.
ولذلك قال سفيان بن عيينة: كثرة النساء ليست من الدنيا فعلى أزهد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعنده أربع حرائر وسبعة عشر سرية، يستشهد رضي الله عنه وعنهن، يستشهد عنهن رضي الله عنهم أجمعين.
هذا لابد من وعيه وهذا كما قلت: من علامات الكمال للإنسان وقد ذكر أئمتنا فى ترجمة العبد الصالح سليم بن عتر، وكان من القضاة الكبار فى مصر وهو من التابعين، أدرك عمر بن الخطاب وروى عنه، وأدرك علياً وروى عنه وعهن عدد من الصحابة الكرام، وانظروا ترجمته فى الجزء الرابع صفحة 132، من سير أعلام النبلاء، وغير ذلك من الكتب التى ترجمته، سليم بن عتر، تابعى وهذا مفخرة لأهل مصر، الإمام الفقيه قاضى مصر وواعظها وقاصها وعابدها، أبو سلمة، ثم يقول بعد ذلك: وروى أنه كان يختم كل ليلة ثلاث ختمات، ويأتى امرأته ويغتسل ثلاث مرات، أنها قالت بعد موته: رحمك الله لقد كنت ترضى ربك وترضى أهلك، علق المعلق، وانا أعجب لهذه التعليقات التى تتردد فى كل مكان، قال: لا يعقل ذلك وربما لايصح عنه، لما لا يعقل؟ لأنه مخالف لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول، لا يعقل أنت عندك عقل عندما تقول أو لا، عندك عقل يعقلك عن مخالفة العقل أم لا لا يعقل ما معنى لا يعقل؟ يعنى مستحيل لا يتصور وجوده، أوليس كذلك، ألا يتصور أن يختم هذا فى اللية مائة ختمة عن طريق خارق العادة، أما يتصور أن يسير من هنا إلى مكة ويعود فى جزء من الليل، يعقل أم لا يعقل؟ يعقل، أما أنه بعيد فى العادة هذا أمر أحر، وليس إذا استبعد الحس والعقل الشىء معناه لايعقل، لا يعقل يعنى مستحيل، لا يمكن أن يقع وهذا باطل، مخالف لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:[لم يفقه من قرأ القرآن فى أقل من ثلاث] ، الحديث صحيح رواه أبو داود والترمذى بسند صحيح.
لكن إخوتى الكرام إذا ثبت هذا عن طريق إكرام الله له وخرق العادة، وهو الذى يسميه أئمتنا نشو الزمان، وتوسعة الوقت للإنسان، فتقضى فى وقت قصير ما يقضيه غيرك فى أوقات ليس فى وقت، فى أوقات طويلة، والله على كل شىء قدير {سبحان الذى أسرى بعبده ليلا} ، ليلا اتى به منكرا للإشارة إلى انه فى جزء من إسراء ومعراج ليلا، ما قال: أسرى به فى الليل، حتى يقال: استغرقت عملية الإسراء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ليلا، فى جزء منه، طيب ماذا جرى يا يعنى؟ أمر نعم غريب مستغرب لكن ليس بمستحيل لا يقع، هذا هو إذا ورد به خبر صادق صدقنا به، فهنا ينقل فى كتب أئمتنا فى ترجمة هذا العبد، يختم ثلاث ختمات ويتصل بأهله ثلاث مرات ويغتسل ثلاث مرات، لما تقول لا يعقل، هذا لا يعقل هذا كلام بعيد، وهذا هو الحاصل فى هذا الإنسان.
ورد فى معجم الطبرانى الكبير بسند رجاله ثقات كما قال الهيثمى فى المجمع فى الجزء الرابع صفحة 295، أن أكّاراً عند أنس، أى كان مزارعاً، يسقى له بستانه، خاصمته زوجته إلى أنس كما يقول محمد بن سيرين، سبب الخصومة، قالت: لا يدعنى فى ليل ولا فى نهار، كل ما يرانى يريد أن يتصل بى وأنا ضعيفة لا أتحمل، فأصلح بينهما أنس على س مرات فى كل يوم وليلة، لا يزيد، فهذا ثابت بإسناد صحيح، فإذا أنت يعنى عندك ضعف لما بعد ذلك تقول لا يعقل؟، ثابت فى كتب أئمتنا بسند رجاله ثقات، إذا خلقك الله ضعيفا وفيك ضعف، إذا حدك.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لقد أعطيت من الجماع شيئا ما أعلم أحد أعطيه إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رواية قال: إنى لأظن أنه قسم لى منه ما لم يقسم لأحد إلا للنبى عليه الصلاة والسلام.
قال الإمام ابن القيم فى الجواب الكافى صفحة 249، هذا لا يذم إذا صادف حلالا بل يحمد، وقال: من كمال الرجال أن يحب النساء حباً شرعياً شرعه الله جل وعلا، هذا من كمال الرجل، أى منقصة فى ذلك، وهذا الذى حبب لخير خلق الله عليه صلوات الله وسلامه.
وورد فى ترجمة ابن عمر أنه أحيانا كان يفطر على الجماع، وأى حرج فى ذلك، وانه يقع على ثلاث من جواريه قبل أن يدخل جوفه شىء من الطعام إذا كان صائما، عنده هذه القوة، هذه الفحولة هذا الكمال، هذه الرجولة، تأتى بعد ذلك انت تعلق على هذه الأخبار تقول: لاتعقل.
هذا الحديث الذى ذكرناه إخوتى الكرام وهو فى الصحيحن يوجد كتاب لشيطان من شياطين الإنس فى هذه الأيام سماه الفرقان، وهو اسمه محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن الخطيب، صاحب كتاب الفرقان، كله هذيان، ووسوسة من الشيطان، أقرأ لكم بعض ضلاله، وكفره عليه سخط ربه فى هذا الكتاب الذى حول القرآن، وهو وشيطانم أخر اسمه أبو رية، فى هذا الوقت، تبنيا هدم الإسلام باسم الإسلام، هذا فى القرآن وذاك فى السنة، فاستمع لهذا الشيطان ماذا يقول حول هذا البحث الذى ذكرناه والحديث فى الصحيحن، أنظر ماذا يعلق عليه صفحة 161، يقول هنا: وهناك الكثير من أمثال هذا الحديث مما يناقض العقل والمرؤة والآداب، وقد وردت جميعها فى أمهات الكتب الصحيحة المعتمدة، يعنى موجودة فى الصحيحن، لكن تناقض العقل والمرؤة والآداب، وسأورد طرفاً منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، نسأل الله ان يجعل جهنم لك حصيرا، سيورد أمثلة مما فى الصحيحن لا يقبلها العقل ولا المرؤة ولا الآداب على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.
فمن ذلك ما روى عن إحدى امهات المؤمنين رضي الله عنهن قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم يطوف على نساءه فى الليلة الواحدة وغسل واحد، وقد جاء هذا الحديث بروايات أخرى وعن طرق شتى بهذا المعنى، والحديث كما ترى يرفضه الذوق السليم وتمجه النفوس السامية، طيب إذا كنت مخنث فماذا نريد منك؟ أنا أريد أن أعلم لما يرفضه الذوق السليم؟ لما تمجه النفوس السامية؟ إذا إنسان فى هذه الفحولة وهذه القوة وهذا النشاط، وهو فى سن الشيخوخة عليه صلوات الله وسلامه، يبرهن فيه عن قوته وعن إكرام الله له، تقول: يرفضه الذوق السليم وتمجه النفوس السامية، لما؟ قال: فإذا ما حاولنا أن نبحث طريق وصوله لروايته أو لراويته أو لراويه عجبنا كل العجب، وحق لنا أن نعجب إذا ليس له سوى طريقين.
طريق أول: أن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول ذلك لإحدى زوجاته، يقول: هذا ما نستبعد وقوعه من عصاة الأمة وطغاتها، فما بالنا بأكرم مخلوق تحلى بأعظم الأخلاق، وحاش أن يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام ما يتوجب اللوم، أو ما يوجب الزراية، ولا أحق من أن يذكر مثل هذا أمام إحدى يعنى الزوجات والضرائر، لما غذا قال الإنسان هذا وأنه أعطى قوة وفحولة، دون أن يصف كيفية ما يقع، أى حرج فى ذلك؟ فقال: إنسان عندى نشاط وبإماكنى أن أتصل بأربع نسوة فى ساعة من ليلة، ماذا حرج، ماذا حصل فى هذا؟
يقول والطريق الثانى: يقول، أن يكون دخل عند راوية الحديث وأفضى إليها يعنمى عند إحدى أمهاتنا أزواج نبينا عليه وعليهن صلوات الله وسلامه، كما يفضى الرجل إلى امرأته ثم تركها فتبعته، فدخل عند إحدى زوجاته الأخريات فنظرت من شق الباب ورأت ما رأت، يقول: إذا هذا إما أن يخبر وهذا لا يليق بمرؤةالنبى عليه الصلاة والسلام، أو أنه كان يأتى الراوى أو الراوية ينظر إلى النبى عليه الصلاة والسلام ماذا يفعل فى بيته، يقول: وهذا لا يمكن، ومن اعجب العجب ألا يتعرض شراح الحديث لمثل هذا الحديث بتجريح أو تصحيح، بل كل ما يقولون ويصرفونه الجهد فيه هم، هل كان نساءه عليه الصلاة والسلام الآتى مر عليهن فى ليلة واحدة تسعا أم سبعاً فى هذا العهد، كذاب ما أحد قال سبعة على الإطلاق، وإنى أترك المؤمن الذى لا يتقيد يالتقليد الأعمى ولا يتبع الأسماء الرنانة التى دس الداسون وأبطل المبطلون تحت ستارها، وهى من كل هذا براء، إنى أتركه ليفكر فى نفسه هل مثل هذا صحيح؟ نعم تحتكم إلينا نقول صحيح، وعقلك قبيح، وهل نشر مثله على سواد الأمة جائز وهو فى الصحيحن، ثم بعد ذلك يقول: يا للداهية الداهية الدهياء والخطة العمياء الرسول الكريم الذى يقول: إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق، والذى ورد من صفاته وشمائله أنه كان يستحى كاستحياء البكر فى خدرها، والذى يقول الله فيه {وإنك لعلى خلق عظيم} ، هذا الرسول وتلك صفاته وأخلاقه وهذه شهادة الله له يزعمون أنه جلس بين صحابته وقال: إنى أوتيت قوة أربعين منكم فى الجماع، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وأستغفر الله، إلى أخره، يقول بعد ذلك: على أن هذه الأحاديث سواء صح سندها أو لم يصح فهى على ضعفها وظهور بطلانها، قلة لا يعتد بها ما دام إلى جانبها إجماع الأمة وتظاهر الأحاديث الصحيحة التى تدمغها، وتظهر أغراض الدين والمشرع باجلى مظاهرها إلى أخر كلامه.
هذا ألان كتاب يعتبر هذه الأمور نقص، وهذا الكتاب إخوتى الكرام، حقيقة أنا أعجب كيف ينشر ويباع فى بلاد ألإسلام ولما كنت فى بعض الأماكن، أخبرت بعض الكتب التى تبيعه لأن هذا حرام ونشره إفساد للاجيال من قبل هذا الضآل.
استمع هنا إلى القرأة التى مرت معنا فى المبحث الثانى نبى ونبىء وقلنا قرأ بها نافع، يقول هنا: لكن القرآء أثابهم الله يأبون إلا قراة نبىء بالهمز، قراة صحيحة متواترة يأثم جاحدها ويكفر منكرها، وانا أشهد الله وملائكته ورسله أنى بها أول الجاحدين، ولكلام القرآء أول المكذبين، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى أنزل عليه القرآن أول المصدقين، أنت كذبت الحديث قبل قليل ورددته أوليس كذلك، والقرأة المتواترة الآن تقول: أنت تشهد الله والملائكة والرسل أول الجاحدين بها والقرآء أول المكذبين.
إخوتى الكرام: الطعن فى القرآء طعن فى القرأة، يعنى الآن القرأة التى نقرأها قرأة من حفص عن عاصم، أوليس كذلك؟ وهناك نافع فعندما تتطعن فى قرأة حفص، كنافع طعنت فى القرآن يعنى ما هو القرآن، كيقية القرأة للقرآن هى قرأة القرآء.
يقول هنا أيضاً للقرآء، يقول: يزعم القرآء أن القرآء يقولون: القرآن الذى نزل ليفهمه سائر الناس لا يجوز تلاوته إلا إذا تلقيناه عن بعض الناس، يعنى لا يجوز تلاوة القرآن إلا بالتلقى، لأنك {حم عسق} ستقرأها حمعسق، فلا بد من التلقى كيف ستضبط كيفية القرأة،.
يقول هنا: يا معشر القرآء إن الرسول والإسلام منكم برآء حتى تتوبوا عن هذا الهرآء، فآخر ما ختم به كتابه هو أخر شىء صفحة 235، يقول هنا: إن سائر الأحاديث المنسوبة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام مهما بولغ فى توثيق روايتها وثبوت صحتها لايجوز نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم إلا إذا كانت متفقة مع العقل السليم....... أنا أعجب كلمة العقل، أى عقل سنكتحكم إليه، عقل أم عقلك أم عق بجين أم عقل كارتر أم عقل الشيطان؟ أى عقل سنحتكم إليه؟ يعنى إذا كان مرد الأمور إلى العقل فلا داعى إذاً للنقل، يعنى إذا كنا سنعرض النقل على العقل، خلاص لا داعى إذا لوحى الله ورسله، وكل واحد يقول عقلى عقلى، يقول: مهما بولغ فى توثيق روايتها، لعله يقصد رواتها وثبوت صحتها لا يجوز نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام إلا إذا كان متفقة مع العقل السليم والكتاب الكريم، أنت الآن تقول ستصدق النبى عليه الصلاة والسلام، والآن سترد أحديثه، أما إذا اختلفت عن ذلك فى شىء فهى مما دسه الأعداء والرسول منه عليه الصلاة والسلام برآء ولايحق لمسلم أن يدعى صحة ما يرفضه العقل والذوق والمنطق والدين، نعم ما يرفضه العقل لا نقبله، لكن أى عقل؟ العقل الصريح ليس العقل القبيح، العقل الصريح لا يتناقد نقل صحيح مع عقل صريح، أما إذا جاء العقل واستحل الزنا وقال حرية شخصية، كما هو أكثر البشرية والقرآن حرم الزنا حصلت معارضة فماذا نعمل؟ نرد النقل من أجل العقل، سبحان ربى العظيم، تحت كتاب الفرقان فى جمع القرآن وتدوينه هجاءه ورسمه تلاوته وقرآءته وجوب ترجمته وإذاعته، الناشر دار الباز للنشر والتوزيع مكة المكرمة، والله أسأل الله أن يكرمها من هذا الدنس الذى تنشرونه فيها وفى غيرها.
ولما كنت كما قلت لكم فى بعض البلاد فى أبها قلت: يا أخوتى اتصلت بصاحب مكتبة قلت: ما تتقى الله أنت تنشر هذا، قال: يا شيخ ما أعلم ما فيه، قلت: والله إذا زنيت أيسر للك، إذا زنيت أيسرمن أن تنشر هذا الكتاب بين النشىء فى طالب فى المتوسط أو فى الثانوى لا يعرف يأخذه على أنه كتاب لعالم من العلماء وكله ضلال من أوله إلى أخره، وهذا كما يقال: قطرة من مستنقع آثم فى هذا الكتاب، وما اكثر هذه الكتب.
الكتاب الثانى كما قلت لكم لأبى رية، الذى سماه أضوآء على السنة النبوية، ورد عليه الشيخ المعلم عليه رحمة الله، الأنوار الكاشفة لما فى كتاب أضواء على السنة، من الذلل والتضليل والمجازفة، وهذا يحتاج إلى رد لكن بالسيف لا بالقلم،
إخوتى الكرام: كان فى نيتى كما قلت فى أول الدرس أن أتكلم على ثلاثة أمور وقعت لنبينا الكريم عليه صلوات الله وسلامه فى خَلْقه، شق الصدر وكم مرة حصل، وما فى ذلك من عبر وعظات، وخاتم النبوة الذى بين كتفيه، وهذا فيما يتعلق بخلقه، وولادته عليه الصلاة والسلام مسرورا مقطوع السرة مختوناً، عليه صلوات الله وسلامه هذه كما قلت: كمال خَلْقى أكرم الله به النبى على نبينا وأنبيناء الله ورسله صلوات الله وسلامه، أترك الكلام على هذه الأمور الثلاثة للموعظة الآتية، وقدر الله وما شاء فعل، اللهم صلى على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا، اللهم زدنا ولا تنقصنا وأعطنا ولا تحرمنا، اللهم اكرمنا ولا تهنا، اللهم آثرنا وتؤثر علينا، اللهم أرضنا وارض عنا، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك، اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماَ كثيرا، اللهم اغفر لآباءنا وأمهاتنا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغارى، اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا، اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما، وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، اللهم لا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروما، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبيناء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.