الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج من بيت النبي (1)
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
نماذج من بيت النبي (2)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
لا زلنا نتدارس خلق نبينا عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم مع أهله الكرام وتقدم معنا أن خير الناس خيرهم لأهله ونبينا عليه صلوات الله وسلامه هو خير المخلوقات فهو خير المخلوقات إذن لأهله عليه صلوات الله وسلامه فى جميع الأحوال والأوقات وقد تقدم معنا شىء من معاملة نبينا عليه صلوات الله وسلامه وخلقه مع أهله فبينت أنه كان فى كل يوم يمر نبينا عليه صلوات الله وسلامه على نسائه أمهاتنا الطيبات الطاهرات ويتفقد أحوالهن ويؤانسهن كما كان عليه صلوات الله وسلامه يخلص فى حبهن ويحفظهن فى حياتهن وبعد موتهن على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه.
كما تقدم معنا الأمر الثالث ألا وهو حسن عشرته وكريم معاشرته لهن على نبينا عليهن صلوات الله وسلامه.
والأمر الرابع: قلت وبه يتجلى به حسن الخلق على وجه التمام والكمال كان يتحمل تقصيرهن ويصبر على قصورهن على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه وقلت إخوتى الكرام ما جرى من تقصير وقصور من أمهاتنا نحو نبينا على نبينا وآل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه فقلت إن هذا يسير وعدده محصور وقلنا إذا أردنا أن نستقصى ما جرى فى بيت نبينا عليه صلوات الله وسلامه من نسائه مما يمكن أن يعتبر قصورا وتقصيرا فتقدم معنا أنه لا تصل الحوادث فى ذلك إلى عدد أصابع اليدين فهى دون العشر حوادث كما تقدم معنا ذلك وذكرت غالب ظنى خمس حوادث مما جرى من أمهاتنا أزواج نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فيما بينهن وفيما بينهن وبين نبينا عليه صلوات الله وسلامه وبينت أن ذلك القصور والتقصير لا تنفك عنه طبيعة البشر وإذا جرى على حسب ما ركز فى الإنسان من غفلة وغضب وقصور وتقصير فلا يدل إلا على أن الإنسان فيه هذه الصفات فينبغى أن يجاهد نفسه ويدل أيضا على أن هذه الحياة لا تخلو من المعكرات والمكدرات فالقصور إذا لم يكن متعمدا ولم يكن دافعه خبثا فى القلب وفسادا فى النفس فلا يدل كما تقدم معنا إلا على قصور هذا البشر وأنه ما دام فى هذه الحياة ما يمكن أن يكون كاملا مكملا إنما دار الآخرة هى دار الكمال وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون هى الحياة الكاملة لا تنغيص فيها بوجه من الوجوه.
كما تقدمت معنا الإشارة إلى ذلك فنبينا عليه صلوات الله وسلامه خير خلق الله أدبه ربنا فأحسن تأديبه وأثنى عليه بقوله إنك لعلى خلق عظيم فهى الذى لا يصدر منه القصور والتقصير عليه صلوات الله وسلامه وأما من عداه فالأمر كما قال أئمتنا:
من الذى ما ساء قط
…
ومن له الحسنى فقط
محمد الهادى الذى
…
عليه جبريل هبط
هذا الذى ما ساء قط وهذا الذى يتصف بالحسنى فقط عليه صلوات الله وسلامه ولا يجرى منه القصور ولا التقصير عليه صلوات الله وسلامه وأما من عداه فكما قلت إذا جرى منه القصور والتقصير دون أن يكون ذلك متعمدا ودون أن يكون الدافع لذلك خبثا فى القلب وفسادا ونجاسة فى النفس فلا يضر الإنسان إنما يدل فقط على أن الإنسان فى هذه الحياة مجبول على القصور والتقصير وما عليه إلا أن يلجأ إلى الله الجليل سبحانه وتعالى فى جميع أحواله وأن يقلع عن قصوره وأنت يندم على ما جرى من تقصيره هذا الذى ينبغى أن يتصف به الإنسان.
ولذلك إخوتى الكرام ما جرى من شوائب من أمهاتنا أزواج نبينا الطيبات الطاهرات المطهرات على نبينا وعلى آل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه فقلت ما نذكره من باب تعييرهن فحاشاهن من أن يعيرن إنما نذكر ذلك كما قلت لبيان ما حصل فى بيت النبوة وكيف عولج من قبل نبينا الحليم الرحيم عليه صلوات الله وسلامه لنتقدى به فى معالجة هذه الأحوال التى تطرأ فى بيوتنا بعد نبينا عليه صلوات الله وسلامه فهو أسوتنا وقدوتنا كما تقدم معنا فيما نحب وفيما نكره فينبغى أن نقتدى به فى الشدة كما نقتدى به أيضا فى الرخاء ونقتدى به فيما نحبه عندما نعاشر الزوجة وتطيعنا ونقتدى به فيما نكرهه أيضا عندما نعاشر الزوجة وأحيانا تقصر فى حقنا وهكذا إذا نحن قصرنا فهى تتحمل ونسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من ذوى الأخلاق الحسنة الطيبة الهينين اللينين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
سأذكر إخوتى الكرام فى هذه الموعظة ثلاث حوادث أيضا مع الخمسة يصبح المجموع ثمانية ولا يمكن أن يزاد على ذلك شائبة من الشوائب وما قلت جمعتها وحقيقة جمعها غير محمود أن يجمع الإنسان يعنى هذه السلبيات فى مكان واحد لكن كما قلت لنقطع ألسنة الذين يتكلمون بالباطل ويقولون كان يجرى فى بيت النبى عليه الصلاة والسلام ويجرى وهذا يدل على أنه إذا حصل تعدد سيترتب عليه مشاكل قلت لا ثم لا هن تسع نسوة فى تسع سنوات ما جرى فى هذه السنوات التسع تسع حوادث إنما على سبيل الاستقصاء خمس وهذه ثلاثة ثمانى حوادث وقعت فى بيت نبينا عليه صلوات الله وسلامه عولجت بعد ذلك بهذه المعالجة الحكيمة الحليمة الرحيمة فاستمعوا إخوتى الكرام للحادثة السادسة التى جرت فى بيت نبينا عليه الصلاة والسلام أوردها مختصرة ثم أذكر الروايات والدلالات عليها تقدم معنا أنه ركز فى طبيعة النساء الغيرة فنبينا عليه صلوات الله وسلامه كما تقدم معنا كان يعدل فى القسم ولم يوجب الله عليه ذلك وكان يقوم به على وجه التمام فهو فى بيت عائشة رضى الله عنها وأرضاها تكررت ثلاث حوادث.
الحادثة الأولى: أرسلت أمنا حفصة رضى الله عنها وأرضاها إلى النبى عليه الصلاة والسلام طعاما وهو مع أصحابه فى بيت أمنا عائشة.
حادثة ثانية: أرسلت أمنا أم سلمة طعاما إلى النبى عليه الصلاة والسلام وهو مع أصحابه وأمنا عائشة تصنع طعاما على عجلة.
حادثة ثالثة: أرسلت أمنا صفية على نبينا وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه طعاما إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وهو مع أصحابه أيضا فى بيت أمنا عائشة.
الحوادث الثلاث فى بيت أمنا عائشة وفى قسمها ونصيبها فما تحملت أمنا الطيبة الطاهرة المباركة فأخذتها الغيرة وضربت القصعة فكسرتها وتناثر الطعام فجمعه نبينا عليه الصلاة والسلام ولا أظهر تأففا ولا غضبا ولا انفعالا والصحابة حضور فماذا قال يلتمس عذرا لأمنا عائشة قال غرت أمكم يعنى التمسوا لها عذر ما أحد يتكلم الذى يتكلم نقطع لسانه الآن هذه جاءتها غيرة وطياشة فى البشر ولذلك ليس هذا من باب خبث فى القلب ولا فساد فى النفس غارت أمكم ثم جمع عليه الصلاة والسلام هذا الطعام وحبس الرسول الذى جاء من قبل حفصة وأم سلمة كما قلت وصفية فى الحوادث المتعددة حتى جاءت قصعة أمنا عائشة فأرسلها إلى التى كسرت قصعتها وقال إناء كإنائها وطعام كطعامها وانتهت المشكلة يعنى هذه حقيقة جرت فى بيت النبى عليه الصلاة والسلام ولا أريد أن يقول يا ليتها لم تجرِ لا إنما جرت ولله الحكمة فيما شاء وقدر لنقتدى بهذا الفعل وأن هذا لا يعتبر تعييرا فى الرجل ولا منقصة فيه إذا جرى هذا بين أزواجه حتى أمام ضيوفه لا حرج ونلتمس العذر غارت أمكم أى لا أحد يتكلم لا فى وقت انفعال والإنسان دعوه ليهدأ هو يندم لذلك تقول أمنا عائشة كما سيأتينا فى الرواية التى سأذكرها قالت فنظرت إلى النبى عليه الصلاة والسلام فقلت أعوذ برسول الله أن يلعننى هذا اليوم يعنى أنا أغضبتك الآن وكسرت القصعة وتناثر الطعام كما سيأتينا والرواية صحيحة قال أو لا لا ألعنك ولا ألعن أحدا وما لعن عليه الصلاة والسلام أحدا من خلق الله حتى يلعن زوجه أم المؤمنين أو لا إناء كإنائها وطعام كطعامها انتهى مشكلة تزول ولا داعى للعن وللانفعال ولا للغضب يعنى إذا أنت غضبت لا بد من معالجة هذه القضية فنلتمس لك عذرا ولئلا يتكلم أحد غارت أمكم فاستمع لهذه الحوادث كما قلت الثلاثة التى جرت فى بيت نبينا عليه الصلاة والسلام.
أما الحادثة الأولى قلت حفصة أوليس كذلك بدل حفصة زينب رضى الله عنها وأرضاها زينب وأم سلمة وصفية الحادثة الأولى رواها الإمام البخارى فى صحيحه وأبو داود والترمذى والنسائى فى سننه فهى فى صحيح البخارى والسنن الأربعة إلا سنن ابن ماجة عن أنس ابن مالك رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه أبهمها أنس تفخيما لشأنها فكأنه يقول هى أفضل نساء النبى عليه الصلاة والسلام وهى معلومة قال فأرسلت إليه إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام والصحفة كالقصعة والقصعة كما قال علماء اللغة إنا من خشب وأما الصحفة فهى قصعة مبسوطة قد تكون من خشب وقد تكون من غيره إذن أرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام هذه المرسلة هى زينب بنت جحش كما ثبت ذلك فى المحلى لابن حزم بإسناده أن زينب رضى الله عنها أهدت إلى النبى عليه الصلاة والسلام وهو فى بيت عائشة رضى الله عنهم أجمعين جفنة من حَيث والحيث طعام متخذا من تمر وأقط وسمن وقد يجعل عوض الأقط الدقيق يعنى تمر وسمن لا بد منه وقد يكون معه أقط وقد يكون دقيق تمر وسمن ودقيق تمر وسمن وأقط يعجن مع بعضه والأقط هو لبن مجفف هذا يقال له حيث أرسلت أمنا زينب على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه جفنة من حيث وكما قلت هو فى بيت أمنا عائشة رضى الله عنهم أجمعين قال فأرسلت إليه إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التى هو فى بيتها يد الخادم عندما يحمل القصعة ضربت هذه القصعة لتسقط من يده فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذى كان فى الصحفة ويقول غارت أمكم غارت أمكم ثم حبس الخادم قال لا تذهب انتظر حتى أوتى بصحفة من عند التى هو فى بيتها يعنى من عند أمنا عائشة فدفعها إلى التى كسرت صحفتها وأمسك المكسورة فى بيت التى كسرتها وزالت المشكلة خلص المشكلة زالت من أولها لآخرها فانظر لهذا النبى الحليم الكريم عليه
صلوات الله وسلامه كيف عالج هذا دون أن يتكلم كلمة عتاب لا لمن كسرت ولا لغيرها ولا لتلك لمَ أرسلت وتلك فى الحقيقة أيضا على حسب موازين يعنى الغيرة أيضا تعتبر تجاوزت حدها ينبغى أن تستأذن من صاحبة القسم هل ترسل يعنى أم لا فكأن أمنا عائشة رضى الله عنها ترى أن تلك تجاوزت الحد وأنها هى ما تقوم نحو النبى عليه الصلاة والسلام بما يجب حتى أرسلت تلك طعاما وطعام أمنا عائشة قد تأخر فإذن كأنها مقصرة فهذا الذى دعاها للانفعال ضربت القصعة والنبى عليه الصلاة والسلام لا عاتب هذه ولا عاتب تلك قال المسألة سهلة ولا داعى للتعليق عليها ولا ببنت شفة اجلس أيها الخادم فعندما يأتى طعام أمنا عائشة نرسله بصحفته إلى أمنا زينب وانتهت المشكلة حقيقة حادثة كما جرت ليس فيها لغط ولا سباب ما تقدم معنا ولا مهاترات كما يجرى من البشر فى هذه الأوقات.
نعم كما قلت شائبة لكن لا بد من معالجتها بالحكمة هذه القصة الأولى كما قلت وهى فى بيت أمنا عائشة رضى الله عنها والمرسلة هنا زينب.
وفى رواية الترمذى قال أهدت بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم إلى النبى طعاما فى قصعة فضربت عائشة القصعة بيدها فألقت ما فيها فقال النبى صلى الله عليه وسلم طعام بطعام وإناء بإناء.