الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحتان إلى الإخوة الكرام
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
نصيحان إلى الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
قبل أن نتدارس ما بدأنا فى مدارسته ولم ننته منه وقد طال كثيرا وكما قلت ما كان فى ظنى علم ربى أنه سيأخذ هذا المقدار ولعله سيأخذ ضعف ما مضى أيضا من محاضرات وأقول ما قاله سيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه كما ثبت فى السنن الكبرى للإمام البيهقى فى الجزء الثانى صفحة تسع وثمانين وثلاثمائة من رواية سيدنا أنس ابن مالك رضى الله عنهم أجمعين أن سيدنا أبا بكر رضى الله عنهم أجمعين صلى صلاة الفجر فقرأ فى الركعتين بسورة البقرة حتى أكملها بعد وفاة نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقال له سيدنا عمر رضى الله عنه يا خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام قربت الشمس أن تطلع فقال والله لو طلعت ما وجدتنا غافلين فصلاة سيدنا أبى بكر رضى الله عنه بسورة البقرة فى ركعتى الفجر ثابت فى موطأ الإمام مالك ابن أنس رضى الله عنهم أجمعين وهكذا نحن طال الأمر معنا لكننا فى مجالس علم وعبادة فنسأل الله أن يتقبل منا بفضله ورحمته لكن أحب أن أنبه فى هذه الموعظة على أمرين اثنين قبل أن نكمل ما بدأنا فى مدارسته من الفصل المستطرد الطويل.
فالأمر الأول يتعلق بكم والأمر الثانى يتعلق بى وهو أيضا مثار من قبلكم فلا بد يعنى من وضع الأمر فى موضعه لنكون على بينة من أمرنا والدين النصيحة.
أما ما يتعلق بكم وألاحظه على بعض الإخوة الكرام فى كثير من المواعظ فى هذا المكان المبارك وفى غيره أرى حقيقة علامات الكسل والفتور فى تحمل العلم وفى طلبه وهذا الكسل يأخذ أشكالا متعددة أحيانا ترى بعض الحاضرين يتكأ أو يستند إما يسند ظهره وإما جنبه وإما يمينه أو يتمايل وأحيانا ترى بعض الحاضرين يتثائب وأحيانا ترى بعض الحاضرين يعبث بأعضائه وأحيانا ترى بعض الحاضرين قد سيطر عليه النعاس وكثيرا ما ينام وإذا كان النوم قبل صلاة العشاء مذموم هذا لو كان فى بيته وأراد أن يستلقى على فراشه فكيف يأتى للإنسان نوم فى بيت من بيوت الله بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء وهو فى موعظة حقيقة ما أعلم يعنى هل هو مجهد متعب حقيقة أو أن الشيطان يركب على رأسه عندما يحضر مواعظ العلم من أجل أن يشغله عن ذلك وهذا يعرفه من ينام فى هذه المواعظ ولعل بعضكم تكرر منه النوم وأيقظه بعض الإخوة الحاضرين وبعد أن أستيقظ ذهب وغسل وجهه ثم عاد ونام ثانية وأتابع الأمور فردا فردا ولكن لا داعى لأن نخص واحدا بلوم ونسأل الله أن يتوب علينا وحقيقة عندما يرى المتحدث المتكلم الواعظ الناصح شيئا من ذلك أمامه نفسه تحجم عن الكلام وعندما يتكلم كأنما يضرب بسياط وهذا بثثته مرارا لعدد من الإخوة الكرام فعندنا فى شريعتنا اتصال وثيق بين الإمام والمأموم وبين المتكلم والسامع وإذا كان نبينا خير خلق الله عليه صلوات الله وسلامه يتأثر من عدم تهيأ الحاضرين عند مناجاة رب العالمين فيخلط فى القراءة لتقصير بعضه فى طهوره فمن نحن إذن إذا حقيقة حصل منا ما حصل من تلعثم وتردد وعدم انشراح فى الكلام فنبينا عليه الصلاة والسلام خير الأنام كما سأوضح هذا أم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين فخلط فى القراءة وحصل عنده لبث
فيها عندما قرأ سورة الروم فى صلاة الفجر كما سأوضح فالتفت إلى الصحابة وقال بعضكم لا يحسن طهوره عندما يتطهر فيخلط علينا فى القراءة أى بسبب الاتصال الحاصل بين الإمام والمأموم يتأثر نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام فيؤثر النقص الذى فى بعض المأمومين على قراءته فيخلط فى قراءة القرآن وهو خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
فماذا نقول نحن إخوتى واحد كما قلت يتثائب واحد ينام واحد يعبث بأعضائه واحد يتكأ ويستند واحد يتشاغل وأنت بعد ذلك تنظر إلى هذه المناظر ماذا سيكون حال المتكلم وأنا حقيقة أعجب من جد أهل الباطل فى باطلهم ومن عجزنا فى حقنا فلو نظرت إلى خشوع وإخبات وسكينة وتفاعل أهل الغناء والرقص مع غنائهم ورقصهم لرأيت عجبا حقيقة يخشعونه لضلالهم أكثر مما نخشع لربنا لا أقول أكثر مما يخشع المؤمنون لا أكثر مما نخشع نحن أهل التقصير أما المؤمنون أشد حبا لله وهم خاشعون مخبتون متذللون للحى القيوم لكن نحن حقيقة من نظر إلى صلاتنا وحالنا فيها وهكذا فى مجالسنا مجالس العلم والعبادة وقراءة القرآن ونظر بعد ذلك إلى حال أتباع الشيطان فى مجالسهم لرأى بونا يجلس الواحد منهم ساعات طويلة فى الغناء وهو يستقلها ويستعذبها ولا يتوجه اعتراض من الحاضرين على المغنى والمغنية أما فى مجالس العلم ما يكفى أنه قصر فى أدب الاستماع ثم بعد ذلك قبل أن ينفض المجلس كل واحد عنده قائمة للاعتراضات وإلى الله نشكو أحوالنا.
إخوتى الكرام: لا بد كما قلت من أن يصلح الصنفان والمتكلم والسامع ليحصل بعد ذلك تنزلات الرحمة من قبل ذى الجلال والإكرام وهناك ارتباط وثيق محكم بين الإمام والمأمومين وبين المتكلم والسامعين فاستمع لتقرير هذا من حال نبينا الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ثبت فى مسند الإمام ونظروا الحديث فى المسند فى الجزء الخامس صفحة ثلاث وستين وثلاثمائة ورواه الإمام النسائى فى سننه فى الجزء الثانى صفحة عشرين ومائة فى افتتاح الصلاة فى باب القراءة فى الصبح بالروم أى بسورة الروم ورواه الإمام عبد الرزاق فى مصنفه فى الجزء الثانى صفحة سبع عشرة ومائة والحديث فى معجم الطبرانى الكبير وشعب الإيمان للإمام البيهقى ورواه البزار فى مسنده والبغوى والبارودى كما فى جمع الجوامع للإمام السيوطى فى الجزء الأول صفحة ثمان وتسعين وستمائة ولفظ الحديث من رواية شبيب أبى روح ويقال له ابن أبى روح ويقال شبيب ابن نعيم أبو روح هو أبو روح شبيب ابن نعيم أبو روح شبيب كما قلت ابن أبى روح شبيب أبو روح شبيب ابن نعيم أبو روح خلاف فى ضبط اسمه كما ذكر أئمتنا فى ترجمته وهو من أئمة التابعين الكرام رضوان الله عليهم أجمعين شبيب روى عن رجل من الصحابة الكرام ولم يسمه وسيأتينا نقل أنه سمى فى بعض الروايات إن شاء الله ضمن الروايات الآتية أوضح هذا عن رجل من الصحابة الكرام أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الفجر فقرأ فى ركعتى الفجر بسورة الروم فالتبث عليه يعنى اشتبه عليه قراءة هذه السورة اشتبه عليه هذا القرآن الذى هذه السورة بعض منه فالتبث عليه فلما صلى قال عليه الصلاة والسلام ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور فإننا يلبث علينا القرآن أولئك يلبث قال أئمتنا كيضرب بمعنى يخلط أو من التلبيث يعنى هؤلاء هم الذين يوقعوننا فى الخلط وفى الإشكال لأنهم لا يحسنون الطهور وهناك صلة وثيقة بين الإمام والمأمومين فإذا قصر بعض المأمومين تأثر هذا الإمام فخلط فى قراءته وحصل لبث عنده ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور فإنما يلبث علينا القرآن أولئك هؤلاء هم يتسببون فى هذا الأمر.
والحديث إخوتى الكرام إسناده حسن كما نص على ذلك شيخ الإسلام الإمام ابن كثير فى تفسيره فى الجزء الثالث صفحة واحدة وأربعين وأربعمائة عند بداية تفسير سورة الروم فقال هذا إسناد حسن ومتن حسن وفيه سر عجيب ونبأ غريب وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم تأثر بنقصان وضوء من ائتم به فدل ذلك على أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام وعليه إذا حصل نقصان فى صلاة مأموم يسرى هذا إلى صلاة الإمام متعلقة صلاتان مرتبطتان ببعضهما وقال الإمام السندى فى حاشيته على سنن النسائى فيه تأثير الصحبة وأن الأكملين فى أكمل الأحوال يظهر فيهم أدنى أثر فإذا كان فى صحبتهم شائبة كدر نقص عكر كان فيهم من يصاحبهم تأثر الكاملون فى أكمل الأحوال وأكمل الكاملين نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام وأفضل الأحوال مناجاته لرب العالمين فهذا قرة عينه وتأثر لأن بعض المأمومين لم يحسن طهوره أى قصر فى وضوءه.
وهذا الحديث إخوتى الكرام كما قلت مروى من رواية شبيب عن رجل من الصحابة ورواه الإمام أحمد فى الجزء الثالث صفحة واحدة وسبعين وأربعمائة إلى اثنتين وسبعين وأربعمائة من رواية شبيب أبى روح أنه هو الذى صلى مع النبى عليه الصلاة والسلام وقال إنه قال من ذى الكلاء شبيب أبى روح قال من ذى الكلاء وعلى هذا فهو صحابى وأحقق الكلام قريبا إن شاء الله رواه من رواية شبيب أبى روح قال وهو من ذى الكلاء أنه صلى مع النبى صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقرأ بالروم فتردد فى آية فلما انصرف قال إنه يلبث علينا القرآن إنه يلبث علينا القرآن أى بعضكم كما تقدم معنا يلبث كيضرب عندما لا يتقنون طهورهم إنه يلبث علينا القرآن إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء.
والحديث قال عنه شيخ الإسلام الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء الأول صفحة واحدة وأربعين ومائتين قال رواه الإمام أحمد كما قلت عن شبيب أبى روح من ذى الكلاء قال ورواه النسائى عن أبى روح عن رجل من أصحاب النبى عليه الصلاة والسلام ورجال أحمد رجال الصحيح وكأن شيخ الإسلام الإمام الهيثمى ما وقف على الرواية التى ذكرتها فى البداية وهى أن الإمام أحمد رواه أيضا فى مكان آخر عن شبيب عن رجل أصحاب النبى عليه الصلاة والسلام كرواية الإمام النسائى وشبيب كما قلت شبيب أبو روح ابن أبى روح ابن نعيم أبو روح قال عنه الحافظ فى التقريب ثقة من الثالثة شبيب ابن نعيم أبو روح ثقة من الثالثة أخطأ من عده فى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وأشار إلى أنه من رجال أبى داود والنسائى ثقة من أئمة التابعين الكرام الطيبين أخطأ من عده فى الصحابة والإمام ابن عبد البر فى كتابه الاستيعاب وهو على هامش الإصابة فى الجزء الثانى صفحة سبع وستين ومائة ونقل عنه هذا الإمام ابن الأثير فى أسد الغابة فى الجزء الثانى صفحة أربع وخمسمائة قال الإمام ابن عبد البر بعد أن روى حديث شبيب المتقدم الذى رواه الإمام أحمد على أنه هو الذى صلى مع النبى عليه الصلاة والسلام دون أن يروى هذا عن رجل بعد أن روى هذا قال أبو عمر هذا حديث مضطرب الإسناد وروى عنه أى عن شبيب عبد الملك ابن عمير وعبد الملك ابن عمير اللخمى ثقة فصيح عالم نعم تغير حفظه بعد ذلك وحديثه مخرج فى الكتب الستة وقد توفى سنة ست وثلاثين ومائة للهجرة عن عمر بلغ ثلاث ومائة سنة ثلاث سنوات ومائة سنة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا عبد الملك ابن عمير يروى الحديث عن شبيب أبى روح عن رجل من أصحاب النبى عليه الصلاة والسلام أحيانا رواه عبد الملك ابن عمير عن شبيب وقال ومن ذى الكلاء أنه صلى مع النبى عليه الصلاة والسلام وهذا الذى قال عنه الإمام ابن عبد البر مضطرب الإسناد.
قال الحافظ ابن حجر فى الإصابة فى الجزء الثانى صفحة سبعين ومائة قلت المعروف أنه شبيب ابن أبى روح أو شبيب ابن نعيم أبو روح الكلاعى الحمصى يعنى الكلاعى ليس صحابى هو كلاعى حمصى وهو شبيب ابن أبى روح أو شبيب ابن نعيم يكنى بأبى روح يقول المعروف أنه شبيب ابن أبى روح أو شبيب ابن نعيم أبو روح الكلاعى الحمصى هكذا ذكره البخارى وغيره وبالثانى يعنى على أنه حمصى جزم ابن أبى حاتم وقال إنه حمصى ثم قال الحافظ ابن حجر السبب فى عده من الصحابة أنه ورد فى بعض الروايات التى هى فى المسند ورواها كما قلت عبد الملك ابن عمير قال السبب فى عده من الصحابة أنه ورد فى بعض الروايات اسقاط الرجل الذى هو من الصحابة ولم يسم مبهم وإبهام الصحابى لا يضر كما تقدم معنا مرارا السبب فى عده من الصحابة اسقاط الرجل الذى روى عنه شبيب عن شبيب عن رجل من صحب النبى عليه الصلاة والسلام أنه صلى مع النبى عليه الصلاة والسلام إلى آخر الحديث فلما اسقط الرجل المبهم الصحابى رضى الله عنه وأرضاه ظن بعض الناس أن شبيبا من عداد الصحابة وهو صحابى هذا تحقيق كما قلت الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وكما قلت مرادى من هذا أن خير خلق الله عليه الصلاة والسلام وأكمل الكاملين وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين إذا كان تأثر فى صلاته وخلط فى قراءته واشتبه عليه الأمر والقرآن أنزل عليه عليه صلوات الله وسلامه لتقصير بعض الحاضرين فى طهوره فماذا يقول الواحد منا فى هذا الحين ولذلك إخوتى الكرام من حضر مجلس العلم ينبغى أن يتقى الله فى المتكلم قبل أن يتقى الله فى نفسه ما ينبغى أن يخذل هذا المتكلم ولا أن يعين على يعنى توهين أمره لأنك إذا ما عنك استعداد للتلقى هذا كله سهام تخرج منك إلى المتكلم فيحجم عن الكلام ولا ينطلق لسانه ولا بعد ذلك يتفاعل جنانه فلذلك إذا ما عندك استعداد للحضور لا تحضر وخفف الأمر على نفسك وعلى غيرك ولا تتسبب فى أذى الغير والأذى حرام
عندك استعداد أن تحضر بالصفة الشرعية تتأدب فى جلستك بصفة الخشوع والإخبات احضر وإلا خفف عن نفسك وعن غيرك لأنك ترتكب أثما أولا لم تصغ والأمر الثانى آذيت بعد ذلك هذا المتكلم وبالتالى حصل أذى عام على المستمعين هذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه وضبطه.
وكما قلت يعلم الله لاحظته مرارا على بعض الإخوة فى عدد من المجالس كما قلت تثاؤب نعاس اتكاء واستناد أحيانا رأيت هذا بعينى بعضكم يمضغ العلك فى مجلس العلم يا عباد الله مضغ العلك يعنى لو مضغت العلك فى السوق لكان قلة مروءة وترد شهادتك فى السوق فكيف تمضغ العلك فى بيت الله وأنت تستمع حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام أنا أريد أن أفهم يعنى الإنسان عندما يرى هذا المنظر وأقول يعلم الله ما رأيت بعينى والذى مضغ العلك هو حاضر الآن معنا ولا أسمى أحدا لكن كما قلت إخوتى الكرام يعنى ماذا سيكون حال المتكلم بعد ذلك ينبغى أن نتقى الله كما قلت إخوتى الكرام فى أنفسنا وفى غيرنا
انظروا لمن يحضرون مجالس الغناء والرقص وما يحصل منهم من تشجيع لمن يغنى ولمن يرقص ولو أن كل واحد يعنى أعرض عنه بلحظه لذاك فتر عن غنائه وعن رقصه إنما هو بعد أن يرقص ويغنى ست ساعات وإذا انتهى يقولون له بدرى كما قلت الله لا يطع البدر عليهم بدرى ست ساعات وهنا يعنى لو قدر أنه طالت الموعظة إلى ساعة يقول يا شيخ إن منكم منفرين ما حفظت من دين الله إلا هذه إن منكم منفرين هذا الذى حفظته بعد احترام الشيخ إكرامه حضورك بأدب خشوعك هذا ما تعرفه عرفت من الدين إلا هذا النص إن منكم منفرين وأى تنفير إذا كان صديق هذه الأمة يصلى بالمسلمين كما قلت لكم فى صلاة الفجر فيقرأ بهم سورة البقرة.
ومرة أم بعض الإخوة الكرام بنا فى صلاة الفجر فقرأ سورة الصف فى الركعتين فقال له بعض الحاضرين قال أنت تنفرنا عن الصلاة قال كرهتنا فى الصلاة طيب سورة الصف ماذا تريدون أن يقرأ وجاء يشكو الأمر إلى قال يا شيخ يقرأ سورة الصف قلت ماذا تريد أن يقرأ يريد أن يقول قل هو الله أحد قال يقرأ قل هو الله أحد يعنى ليست جائزة قلت جائزة على العين والرأس لكن أنت تريد هذا يقول قل هو الله أحد إنا أعطيناك الكوثر ماذا تريد يعنى واظب على هاتين السورتين يا عبد الله قلت أما تتقى الله فى نفسك أنت يعنى الصلاة لازم تكون على حسب هواك ورأيك أو على حسب ما شرع النبى عليه الصلاة والسلام ما عندك تحمل للجماعة الشرعية يا عبد الله صل فى نفسك كما يصلى المنافقون وأمرك إلى الحى القيوم أما إنك ستصلى تلزم الإمام بعد ذلك بالكيفية المخترعة من رأيك قال ما تعين أن يقرأ سورة الصف ولا يتعين أن يقرأ سورة الكوثر وهذا إمام سيتبعك أو أنت ستتبعه لو أن إمام الحرب كل واحد سيعطى له توجيها وأمرا لما استطاع أن ينتظم الجيش فى لحظة من اللحظات إنما نحن عندنا رأى الإمام يقدم على صواب الأفراد وإن كان مخطأ وإذا قال الإمام سنبدأ بالحرب الساعة الواحدة ظهرا لو أن الجيش عن بكرة أبيه قال لا سنبدأ المغرب وما أطاعوه كلهم آثمون ملعونون نبدأ الواحدة الواحدة نبدأ قلت هذا ليس فيه مجاوزة لأمر شرعه الله رأيه هو الذى يطاع أما أن الجيش يقول لا نبدأ المغرب تبدأ المغرب هى أنت أمير أو مأمور أنت إمام أو مأموم فالمأموم الآن سيوجه الإمام وقال أمير الجيش تحصنون فى هذا المكان قال له بعض الجيش لا نحصن هناك كل من ذهب إلى هناك إلى جهنم هى المسألة فوضى خطأ هذا الأمير كما قلت فى عدم مجاوزة حدود الشرع خطأه خير من صوابنا والله جل وعلا يبارك لنا عندما نتبع هذا الأمير طاعة لله الجليل ولا بعد ذلك يخالفه وإذا حصل الخلاف فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وهكذا حالنا فكيف هنا
يصلى صلاة شرعية وكل واحد يعترض عليه من كل جهة.
بعض من اتصل بى إن قلت عشر مرات قليل أكثر قال يا شيخ يعنى الخطبة طويلة وصار ملل وأنا مراقبه يعنى لا أريد أن أحلف يمينا بالله لكن من شاء أحلف له عدة أيمان أنه ما حضر موعظة من المواعظ من خطب الجمعة إلا فى النصف الثانى منها أو فما بعد أحيانا يأتى فى الثلث الأخير أحيانا فى الربع الأخير أما النصف الأول يعنى إذا كانت الموعظة ساعة فى الخطبة النصف الأول من الساعة ما يمكن أن يحضر مستحيل ثم أراقبه أحيانا يأتى فى النصف الثانى الذى إن بقى ربع ساعة أو ثلث ساعة لإنهائها بمجرد ما يجلس ينام يا عبد الله الذى يمشى هذا الطريق لو كان ميتا لتحرك الآن أنت تمشى الآن فى هذا الحر وفى سيارة وتقودها بمجرد ما جلست نمت فى النصف الأخير ينام ثم إذا انتهت الخطبة اتصل بالتليفون يا شيخ الخطبة طويلة يعنى لو تقصر الناس يتحدثون أنا من أجلك يعلم الله لا أريد أن أقابله لكن هو يعرف نفسه لا أريد أن أقول له يا عبد الله أنت ما جئت فى موعظة إلا فى منتصفها الأخير وبمجرد ما تدخل تنام لا أريد أن أقابل أحدا بما يكره بعينه لكن هو ما يستحى من هذا الكلام أريد أن أعلم وهو سيسمع هذا الكلام وما يستحى عندما يعلق فى نهاية كل موعظة أنك أطلت ونفرت يا عبد الله ماذا أطلت الموعظة عندما تأخذ ساعة كما تعلمون نصفها قبل الوقت وهى بمثابة تذكير وهذا النصف لا يحضره إلا قلة قليلة أحيانا يعنى ربع من يحضر الموعظة بكاملها أو أقل وثم بعد ذلك فى النصف الثانى يأتون ننتهى مع انتهاء المساجد الأخرى لكن ماذا عملنا التقديم صار قبل الآذان قبل الوقت وهذا فى مذهب سيدنا الإمام أحمد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ذلك وفى الامذاهب الأربعة جائز تقديم الخطبة على الوقت إذا وقع الصلاة وجزء من الخطبة بعد دخول الوقت وهذا الذى يحصل منا باتفاق المذاهب جائز إنما لئلا تصبح كلها يعنى بعد الوقت نصفها قبل الوقت هذه مثل موعظة
وتذكير مثل إنسان جالس يسبح والنصف الثانى ننتهى مع المساجد لازم يعلق لأن أمة اعتادت على القيل والقال والكلام الباطل إذا ما تكلم بهذا لايستريح ما استوعب الموعظة ولما دخل نام ثم بعد ذلك هذيان.
إخوتى الكرام: ما يقع من هذه الصور كما قلت ينبغى أن نتركه وأنا أقول لك بصراحة حضور الثلاثة أحب إلى من حضور الثلاثين وحضور الثلاثين أحب إلى من الثلاثمائة وحضور الثلاثمائة أحب إلى من الثلاثة آلاف فليست المسألة بكثرة فإذا كان عند الإنسان استعدادا ونشاطا ويريد أن يستفيد مجالس العلم مفتوحة وإذا جلس مجرد تسلية ويعترض بعد ذلك ويصدر توجيهات فأنا أنصحه أن لا يأثم وألا يرتكب محرما فليعتزلنا وليعتزل مجالسنا والله يغنيه عنا ويغنينا عنه هذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه أدب المجالسة والاستماع من لم يأخذ العلم بالأدب أسرع إليه الهلاك والعطب هذا لا بد إخوتى الكرام من وعيه.
انظر لحال أئمتنا رضوان الله عليهم أجمعين فى تربية طلاب العلم قبل تعليمهم يذكر أئمتنا فى ترجمة شيخ الإسلام الشريك ابن عبد الله النخعى الذى توفى سنة سبع وسبعين ومائة للهجرة وقد خرج الإمام البخارى عنه فى صحيحه معلقا وخرج له الإمام مسلم وأهل السنن الأربعة شريك ابن عبد الله من أئمة السنة الكبار وكان سيفا مسلولا على أهل البدعة الفجار شريك ابن عبد الله النخعى حضر عنده بعض أولاد الخليفة المهدى اتكأ فى مجلسه فأعرض عنه شريك فسأل ولد الخليفة شريك ابن عبد الله عن مسألة من العلم فما أجاب ولا نظر إليه ولد الخليفة فى مجلس شريك ولد الخليفة المهدى فقال يا شريك أنت تستخف بأولاد الخلفاء ولد الخليفة يحضر لا تنظر إليه ويسألك لا تجيبه قال لا ولكن العلم أجل عند الله من أن أضيعه وفى رواية قال له العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه وقد ذكر هذه القصة الإمام ابن جماعة شيخ الإسلام فى كتابه تذكرة السامع والمتكلم فى صفحة ثمان وثمانين العلم أجل عند الله من أن أضيعه العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه جالس أنت متكأ وتسأل وستجاب أيضا يعنى ينبغى أن تؤدب وأن تضرب نجيبك أيضا على علمك مع هذا تقول يعنى تستخف بأولاد الخلفاء وأنت ما تستحى فى مجالس العلم تتكأ وتريد أن تسأل هذا العالم وأنت متكأ.
كان بعض طلبة العلم كما يذكر الإمام ابن جماعة فى نفس المكان صفحة ثمان ثمانين إذا خرج ليحضر عند شيخه يتصدق بصدقة عن شيخه ثم يقول اللهم استر عيب شيخى عنى ولا تذهب بركة علمه منى يعنى إذا حضرت لا أرى زللا لا فى كلام لا فى مظهر لا فى أمر من الأمور انتفع بهذا العلم الذى أحصله وآخذه من هذا الشيخ المبارك يتصدق عنه ثم يدعو اللهم استر عيب شيخى ولا تذهب بركة علمه عنى.
إخوتى الكرام: هذا لا بد من وعيه ولا بد من ضبطه ومجالس العلم مجالس عبادة إذا لم تضبط فلا خير فيها تركها أولى منها.
يذكر أئمتنا فى ترجمة شيخ الإسلام أبى طاهر السلفى الذى توفى سنة ست وسبعين وخمسمائة للهجرة وهو أحمد ابن محمد ابن أحمد ترجمه الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء وهو أول ترجمة فى الجزء الحادى والعشرين من السير أول ترجمة افتتح بها هذا الجزء ترجمة شيخ الإسلام أبى طاهر السلفى ففى صفحة أربع وعشرين وثمان وعشرين يذكر قصة طريفة حاصلها أن شيخ الإسلام أبى طاهر السلفى كان يعظ ويدرس فحضر عنده سلطان المسلمين صلاح الدين الأيوبى وأخوه الملك العادل ففى حال حضورهما تكلم واحد منهما مع صاحبه فى مجلس أبى طاهر فقطع الدرس وصاح فيهما السلطان وأخيه الملك العادل وقال سبحان الله حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ينشر وتتكلمان يا صلاح الدين تتكلم أيضا فى مجلس العلم وأنت أيها الملك العادل تتكلم حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ينشر وتتكلمان فاستحى صلاح الدين سلطان المسلمين وأخوه الملك العادل وأقبلا على الشيخ بخشوع وإخبات حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ينشر تتكلمان وأنا على يقين ما تكلم صلاح الدين مع أخيه الملك العادل إلا فى أمر من أمور المسلمين على يقين لا يتكلم معه فى أمر دنيا ولا فى لغط ولا لهو إنما لعله يعنى قضية مهمة فى بعث فى جيش فى غزو فى كذا أراد أن يعرض عليه الفكرة لما جاءت يعنى على ذهنه قبل أن تضيع فذكره بها ليتباحثا فيها بعد خروجهما من مجلس الشيخ ومع ذلك ما ارتاح لهذا أبو طاهر وصاح فيهما بصلاح الدين الأيوبى وبأخيه الملك العادل.
نعم إخوتى الكرام العلم ينبغى أن يؤخذ بالأدب رضى الله عن الإمام الشافعى عندما يقول وقلت لكم مقولته مرارا يقول اجعل علمك ملحا وأدبك دقيقا الأدب ما ينبغى أن تضيعه فى جزئية من الجزئيات وحالة من الحالات هذا بمثابة الدقيق والعلم بمثابة الملح قليل من العلم يكفى أما قليل من الأدب لا يكفى وإنك لعلى خلق عظيم على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه قد أدبه ربه فأحسن تأديبه العلم القليل يكفى لكن الأدب القليل لا يكفى إذا أردت أن تخبز تضع من الدقيق كمية كبيرة ومن الملح نسبة قليلة ولو وضعت يعنى عشر نسبة الدقيق من الملح لما استطعت أن تأكل هذا الخبز العشر يكفى واحد ليس من مائة واحد من الألف بالنسبة بين الدقيق والملح اجعل علمك ملحا وأدبك دقيقا كان الإمام الشافعى يقول عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول والله ما استطعت أن أشرب الماء هذا يقوله الربيع تلميذ الشافعى ما استطعت أن أشرب الماء والشافعى ينظر إلى وكان الشافعى يقول كنت أقلب الورق بين يدى الإمام مالك قلبا خفيفا لئلا يتأثر الشيخ من سماع صوت الورق إذا جاء ليقلب الورقة بلطف بيسر بهدوء لئلا ينزعج شيخ الإمام مالك نعم أخذوا العلم بالأدب والخشية هذا لا بد من وعيه وضبطه إخوتى الكرام اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وحقيقة لما ربيت الأمة على هذه المعانى أثر فيها العلم فى سلوكها وفى عملها وفى حياتها وقد كان طلبة العلم يبذلون مع الشيخ فى يعنى احترامه وتوقيره جهدا يكافئهم الله عليه تعظيما لله جل وعلا.
استمع إلى هذه القصة الطيبة الى يوردها أئمتنا فى ترجمة أبى زكريا يحيى ابن زياد الفراء الذى توفى سنة سبع ومائتين للهجرة وقد عاش ثلاثا وستين سنة وخرج له البخارى فى صحيحه تعليقا يحيى ابن زياد الفراء ابن زكريا والقصة يذكرها شيخ الإسلام الإمام الخطيب البغدادى الذى توفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة فى تاريخ بغداد فى آخر أجزاء تاريخ بغداد فى الجزء الرابع عشر صفحة خمسين ومائة وهى قصة طريفة استمعوا لها إخوتى الكرام يقول كان المأمون قد وكل الفراء يلقن ابنيه النحو ولدا المأمون يتعلمان عند الفراء النحو فلما كان يوما أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه وهو يعلم ولدي الخليفة المأمون ابتدرا إلى نعل الفراء يقدمانه له فتنازعا أيهما يقدمه كل واحد يريد أن يقدم النعل للفراء ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما فردا قال أنا أقدم اليمين وأنت تقدم الشمال ولدا الخليفة لهذا العبد الصالح أبى زكريا الفراء فقدماها وكان المأمون له على كل شىء صاحب يعنى عنده
عيون وجواسيس يخبرونه بما يجرى فأخبروه بهذه القصة ولداك يبتدران فى تقديم نعلى الإمام الفراء ثم إذ يتنازعان على ذلك فيصطلحان على أن كل واحد منهما يقدم لهذا الإمام فردا أى حذاء اليمين وذاك حذاء الشمال وكان المأمون له كل شىء صاحب فرفع ذلك إليه فى الخبر فرفع إليه ذلك الصاحب إليه فى الخبر فوجه إلى الفراء فاستدعاه المأمون يستدعى الفراء فلما دخل عليه قال له المأمون من أعز الناس قال ما أعرف أعز من أمير المؤمنين يعنى أنت خليفتنا وأنت سلطان المسلمين كلنا نطيعك ونحبك وندعو لك ما أعلم ما أعرف أعز من أمير المؤمنين قال بلى من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه ولدا عهد المسلمين يقتتلان على تقديم نعليه هذا هو أعز المسلمين أنت أعز منى حتى رضى كل واحد أن يقدم له فردا قال يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما عن ذلك هو فى قلبى أراد لكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها يقول يقدمان نعلى إلى هذه مكرمة وعز لهما لا تظن فى هذا منقصة وأنا أردت أن أمنعهما لكن قلت كيف أمنعهما من مكرمة خليه يتعلم الأدب مع شيوخه ما الحرج إذا قدم ولد الخليفة النعل للإمام ما الذى حصل ما أردت أن أمنعهما عن مكرمة تقديمهما النعل لى مكرمة لهما لكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها أو أكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها هذا شرف ومكرمة.
ويروى عن ابن عباس هذا الفراء يقول للمأمون أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حتى خرجا من عنده فقال له بعض الحاضرين أتمسك لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما قال اسكت يا جاهل لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوى الفضل قال له المأمون لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوما وعتبا وألزمتك ذنبا لكنت مذنبا عندى ومقصرا وأعاتبك عتابا شديدا لو منعت ولدى من تقديم النعل إليك وما وضع ما فعلاه من شرفهما هذا لا ينقص شرفهما بل رفع من قدرهما وبين عن جوهرهما وقد سبتت لى مخيلة الفراسة بفعلهما يعنى علامة الفراسة تفرست فيهما أنهما من أصل كريم وسينتج عنهما شأن عظيم فى المستقبل فليس يكبر الرجل وإن كان كبيرا عن ثلاث هذه لا يمتنع منها الإنسان مهما كان كبيرا القدر عن تواضعه لسلطانه ووالده ومعلمه العلم وقد عوضتهما ما فعلاه عشرين ألف دينار ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما هذا حقيقة الأدب الذى كان يتلقاه أئمتنا وكانوا يعلمونه للنشء ولمن يحضر مجالس الذكر.
إخوتى الكرام: هذا لا بد من وعيه وإن كانت عادتى دائما فى مطلع الدروس التى أقوم بها أن أقدم مقدمة فى أدب طلب العلم بعد أن يخلص طالب العلم فى نيته لربه إذا حصل هذا منه ستظهر عليه علامات وآداب يتأدب بها فعلا وتركا وهذه كنت أجملها فى عشرة آداب وذكرتها هنا فى مواعظ النساء وهى مسجلة فى محاضرتين موعظتين أو فى ثلاث مواعظ وهذه كنت أشرحها كما قلت أذكرها على سبيل الإيجاز وهذه تدل كما قلت على صدق طالب العلم فى طلبه وأنه يريد بعلمه وجه ربه
…
ما ينبغى أن يفعله من الآداب حسن الإصغاء حسن الاستماع حسن السكوت يصغى يستمع يخشع ويخبت لا يتحرك منه عضو عندما يتلقى مجالس العلم وهذا يدل حقيقة على صدق طالب العلم فى طلبه وأنه يريد بعلمه وجه ربه وإذا عرف الإنسان ما يطلب هان عليه ما يبذل إن الهرة وهى هرة عندما تريد تصطاد الفأرة تقف أمام الجحر لا يتحرك منها شعرة لم لأنها ستحصل كنزا ثمينا عندها وأنت ستكون خليفة النبى عليه الصلاة والسلام ووارثا له فى طلب هذا العلم الشرعى تزكى نفسك يعنى بعد ذلك ما عندك خشوع ولا سكينة الهرة خشعت من أجل فأرة وأنت بعد ذلك تتعلم آيات الله وأحاديث رسول الله عليه صلوات الله وسلامه وتشاغل وتثاؤب ونعاس واتكاء واستناد هذا كله لا يليق وكما قلت هذا شرحته بأدلة إنما أذكر الآداب العشرة فعلا وتركا تعدادا فقط ومن أراد أن يستمعها من الأشرطة.
الأدب الثانى: حسن الفهم حسن التدبر حسن التفكر حسن التأمل انصت وتفكر تفاعل وخشع الظاهر وتفكر الباطن.
يتبع هذا أدب ثالث: ألا وهو حسن السؤال حسن الاستفسار فإذا خشع الظاهر وتفكر الباطن سيسأل الإنسان عما يشكل عليه والعلم خزائن مفتاحه السؤال.
يتبع هذا أدب رابع: بعد ذلك حسن الحفظ لأنك إذا خشعت فى الظاهر وتدبرت فى الباطن وسألت عما يشكل عليك واتضح لك الأمر جليا فما عليك إلا عليك إلا أن تحفظه.
والأمر الخامس: حسن العمل أن تترجمه فى أعمالك وبأفعالك.
والأدب السادس: مما ينبغى أن تفعله حسن التعليم وحقيقة إذا قام طالب العلم بهذه الآداب الستة دليل على أنه مخلص لربه فى طلبه حسن كما قلت الإصغاء والاستماع والسكوت حسن الفهم والتدبر حسن السؤال حسن الحفظ حسن العمل حسن التعليم وهناك أربعة أمور ينبغى أن يحذرها والآداب تصبح كما قلت مجموعها عشرة ستة تفعل وأربعة تترك.
أول ما ينبغى أن يحذره وأن يتركه ضياع الوقت احذر ضياع الوقت فتضييع الوقت من المقت فمر معنا كما قلت تقرير هذا بأدلته إنما أذكر الآداب مجملة وشرحت فى ثلاث مواعظ احذر تضييع الوقت وإذا رأيت طالب العلم يضيع وقته فاعلم أنه لا يفلح ولا يأتى منه خير.
والأمر الثانى الذى ينبغى أن يحذره الجدل والقيل والقال والمراء والملاحاة فلا يأتى ذلك بخير وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل.
والأمر الثالث الوقوع فى سلفنا الطيبين المهتدين ولا خير فى هذه الأمة إذا لعن آخرها أولها فإياك ثم إياك أن تطلق لسانك فى أئمتنا من صحابة نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ومن التابعين ومن أئمة المسلمين وإلى الله نشكو غربتنا فى هذا الحين عندما وجدت نابتة لا يتورع من تضليل فضلا عن تخطيء أبى حنيفة فمن بعده من أئمة الإسلام لا يتورع هذا احذره غاية الحذر وإذا رأيت طالب العلم يقع فى السلف فاعلم أنه ممن لعنه الله وغضب عليه وإياك أن تقترب منه.
وآخر الأمور احذر من مخالطة المترفين والسلاطين إذا كان فيهم خير اقتربوا منك وقمت بما يجب نحوهم وأما أن تتمسح بأعتابهم هنا وهناك فهذا ليس من شيمة طالب العلم.
هذه أمور أربعة ينبغى أن يحذرها طالب العلم وأمور ستة ينبغى أن يتصف بها هذه كما قلت إخوتى الكرام يعنى توجيهات تتعلق بكم وهى مجملة مختصرة وهو الأمر الأول من الأمرين اللذين سأتكلم عليها كما قلت فى بدء هذه الموعظة.
إخوتى الكرام: إذا حافظ الإنسان على هذه الآداب وتلقى العلم بالكيفية الشرعية حقيقة علمه ينفعه وإلا نعوذ بالله منه ومن علمه وليس فى العلم مفخرة إنما العلم النافع هو الذى تفتخر به فى الدنيا وفى الآخرة أما العلم.
لو كان فى العلم دون التقى شرف
…
لكان أشرف خلق الله إبليس
ليس فى العلم مفخرة إنما المفخرة فى العلم النافع الذى يكسبك خشية من ربك جل وعلا وقد استعاذ نبينا عليه الصلاة والسلام من علم لا ينفع ثبت الحديث بذلك فى المسند وصحيح مسلم وسنن النسائى ومسند عبد ابن حميد وهو فى صحيح مسلم فهو صحيح صحيح من رواية زيد ابن أرقم رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع ونفس لا تشبع وقلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع وفى رواية ومن دعوة لا يستجاب لها هذه الأمور الأربعة كان نبينا عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله منها ونقل ذلك عنه عدد من الصحابة الكرام زيد ابن أرقم منهم ومنهم أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه كما ثبت ذلك فى مسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم والحديث فى السنن الأربعة إلا سنن الترمذى وإسناده صحيح كالشمس كالرواية المتقدمة كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع من نفس لا تشبع من قلب لا يخشع من دعاء لا يسمع وروى لك أيضا عبد الله ابن عمرو ابن العاص على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه والحديث ثابت فى المسند أيضا والمستدرك وسنن الترمذى والنسائى وإسناده صحيح.
ورواه أيضا أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه روايته فى سنن النسائى والمستدرك بإسناد صحيح ورواه عنه أيضا عبد الله ابن مسعود كما فى مستدرك الحاكم بسند صحيح من رواية خمسة من الصحابة الكرام زيد ابن أرقم وأبى هريرة وعبد الله ابن عمرو وأنس ابن مالك وعبد الله ابن مسعود رضى الله عنهم أجمعين أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع علم لا ينفع نعوذ بالله منه والعلم إذا ما صاحبته الخشية فهو وبال على صاحبه ولذلك العلم إذا لم ينفعك ضرك والقرآن حجة لك أو عليك فانتبه لهذا هذا إخوتى الكرام كما قلت ما يتعلق بالأمر الأول قبل أن أفارقه إلى الأمر الثانى الذى يتعلق بى وهو مثار من قبل بعضكم أيضا أحب أن أرشدكم إلى بعض الكتب التى تتحدث عما يتعلق بآداب طالب العلم فى طلبه وفى حياته فاحرصوا عليها إخوتى الكرام أولها كتب الخطيب البغدادى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهو حافظ المشرق توفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة للهجرة له كتاب الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع فى مجلدين كله فى هذه القضية فيما يتعلق بآداب الشيخ والتلميذ فى آداب المتكلم والسامع الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع حقيقة أئمتنا كانوا يعنون بهذا يعنى طلب علم لا بد له من ضابط لا بد من أن يتأدب الشيخ وأن يتأدب المستمعون فألف هذا الإمام كتابا فى مجلدين فى هذه القضية الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع..
هو الشيخ الذى يروى محدث وآداب السامع وله كتاب أيضا طيب نافع تعرض فيه لأمور كثيرة فيما يتعلق بأدب طالب العلم والعالم كتاب الفقيه والمتفقه أيضا للخطيب البغدادى وهما كتابان نافعان مباركان عظيمان هناك كتاب آخر لحافظ المغرب وهو يعادل الإمام الخطيب البغدادى توفى أيضا سنة ثلاث وستين وأربعمائة للهجرة ماتا فى سنة واحدة هذا شيخ المسلمين فى المشرق وهذا شيخ المسلمين فى المغرب الإمام أبو عمر ابن عبد البر له كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغى فى روايته وحمله كتاب نافع وفيه خير كثير وهذه أبرز الكتب التى يعنى كما قلت أذكرها فى كتاب الإمام السمعانى أدب الإملاء والاستملاء يعنى أدب من يملى وهو الشيخ ومن يستملى وهو التلميذ للإمام السمعانى كما قلت المتوفى سنة اثنتين وستين وخمسمائة للهجرة والكتاب نافع وفيه خير كثير وهناك كتاب لقاضى القضاة شيخ المسلمين فى القرن الثامن للهجرة ابن جماعة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهو شيخ الإسلام بدر الدين أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم ابن جماعة توفى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة للهجرة انظروا ترجمته الطيبة العطرة فى البداية والنهاية فى الجزء الرابع عشر صفحة ثلاث وستين ومائة وهو شيخ للإمام ابن كثير عليهم جميعا رحمات ربنا الجليل وانظروا ترجمته فى الطبقات الكبرى للإمام السبكى فى الجزء التاسع صفحة تسع وثلاثين ومائة فى ست صفحات سبع صفحات بعدها ترجمه تذكرة السامع والمتكلم فى أدب العالم والمتعلم وحقيقة يورد فى هذا الكتاب آدابا ينبغى أن يعتنى الإنسان بها يقول الأدب الثامن من آداب التلميذ والسامع يقول أن يجلس بين يدى الشيخ جلسة الأدب كما يجلس الصبى بين يدى المقرىء أو متربعا بتواضع وخضوع وسكون وخشوع ويصغى إلى الشيخ ناظرا إليه ويقبل بكليته عليه متعلقا لقوله بحيث لا يحوجه إلى إعادة الكلام مرة ثانية ولا يلتفت من غير ضرورة ولا ينظر إلى يمينه أو شماله أو فوقه أو قدامه بغير حاجة
ولا سيما عند بحثه أو عند كلامه معه.
أنا أعجب لمن يدرسون مادة التربية التى يسمونها التربية فى هذه الأيام لم لا يدرسون هذه الكتب التى هى خلاصة أدب الإسلام أنا أعجب لم ديننا فى مدارسنا فى غفلة عنها إنما يشغلون بعد ذلك بآراء أفلاطون وسقراط وأرسطو وغيرهم من المناحيس بعد ذلك من فرويدو أدولر لم لا تشغل الأمة بما ينفعها فى دينها ودنياها بهذه الآداب يقول فلا ينبغى أن ينظر إلا إليه ولا يضطرب لضجة يسمعها أو يلتفت إليها ولا سيما عند البحث لو انهد نصف المسجد لا تتحرك ولما جاء بعض طلبة العلم غالب ظنى سحنون إذا ما كنت مخطأ أو ابن القاسم لا استحضر للإمام مالك عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا جاء إليه ليحضر مجلسه فأشيع أنه جاء الفيل فخرج الناس ينظرون إليه وهذا ما تحرك فأجب الإمام مالك بعقله وأدبه وحصافة رأيه طيب جاء الفيل وإذا جاء الفيل وجاء الأسد ما لنا وله يعنى حيوان نترك مجالس العلم من أجل النظر إلى حيوان هذه هى يعنى العثرة والذلة والضلالة يقول ولا ينفض كميه ولا يحسر عن ذراعيه ولا يعبث بيديه أو رجليه أو غيرهما من أعضائه ولا يضع يده على لحيته أو فمه أو يعبث بها فى أنفه أو يستخرج منها شيئا ولا يفتح فاه ولا يقرع سنه ولا يضرب الأرض براحته أو يخط عليها بأصابعه ولا يشبك بيديه أو يعبث بأزراره ولا يستند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة أو درابزين هذه معروفة فى بلاد الشام يقول قوائم منتظمة يعنى شىء يوضع من أدراج حديد يستند عليها الإنسان على كل حال أو يجعل يده عليها ولا يعطى الشيخ جنبه أو ظهره ولا يعتمد على يده إلى ورائه أو جنبه ولا يكثر كلامه من غير حاجة ولا يحكى ما يضحك منه أو ما فيه بذاءة أو يتضمن سوء مخاطبة أو سوء أدب ولا يضحك من غير عجب ولا يعجب دون الشيخ فإن غلبه تبسم تبسما بغير صوت ألبته ولا يكثر التنحنح من غير حاجة ولا يبصق ما أمكنه ولا يلفظ النخامة من فيه بل يأخذها من فيه بمنديل أو خرقة أو طرف
ثوبه ويتعاهد تغطية أقدامه وإرخاء ثيابه يعنى على أقدامه وسكون يديه عند بحثه أو مذاكرته وإذا عطس خفض صوته جهده وستر وجهه بمنديل أو نحوه وإذا تثاءب ستر فاه بعد رده جهده ثم أورد آثارا عن السلف بعد ذلك فى ذلك إلى آخر كلامه وهذا حقيقة لو قرأه الإنسان مائة مرة فى حياته لكان قليلا تذكرة السامع والمتكلم فى أدب العالم والمتعلم هذا فيما يتعلق إخوتى الكرام بالأمر الأول.
الأمر الثانى نقل لى بعض الإخوة الكرام عن أخ كريم ملاحظة تتعلق كما قلت بى وهى من قبلكم لكن موجهة إلى أن بعض الناس نفروا عن حضور المواعظ وأسباب النفرة فى هذه الأيام كثيرة لأن الدافع لها الهوى فانظروا إلى هذه النفرة الغريبة التى يعللها هذا الأخ الكريم وعلى وصفه أناس يعنى مرموقون هم الذين نفروا الآن ولئن كان ينفر يعنى كما يقال المبتدئون الآن أناس مرموقون أهل شهادات وتخصصات لم قال لأنك تعيد الكلام فهذا يحدث الملل فى الأذهان الإنسان يمل تعيد الكلام مرارا وحقيقة أنا لما أخبرنى بعض الأخوة بذلك ما أعلم أننى أعيد كثيرا يعنى قد أعيد الحديث أحيانا مرتين إلى ثلاث يعنى زيادة على ثلاث ما أعلم أننى أعدت ما عدا هذا أمشى وأنا دائما أعاتب نفسى ليتنى أعيد أكثر يعنى أنا أعاتب نفسى بالاسترسال أريد أن أعيد أكثر لأقتدى بالنبى عليه الصلاة والسلام أكثر أنا أعاتب نفسى على عدم الإعادة ويأتينى لوم بأننى أعيد سبحان ربى العظيم لكن أنا فيما يبدو لى أن الأخ المعترض أو الذين نفروا كانوا نياما لما يبدو لى فلعله سمع كلمة ثم نام فى وسطها ثم لما سمع نهايتها قال هذا أعاد الكلمة لعله مرة كنت أخطب فى بعض الأماكن فى بلاد الشام فى بلدة جرابلس بعض الحاضرين ذهب إلى بلدة حلب تبعد مائة وعشرون كيلو مترا فقال لى بعض أئمة المساجد هناك والمشايخ قال الخطيب عندنا فى جرابلس يقول على المنبر الزنى حلال قال له اسكت البعيد وانقلع من هنا هذا العالم الشيخ الذى قال أنا سمعت بأذنى قال من الخطيب قال فلان يقول فزدته زجرا ونهرا وطردته فلما التقيت أنا بهذا الشيخ فى حلب قال أخبرنى ما القصة قال ما أعلم أنه أثير هذا الموضوع من يقول الزنا حلال أهذا مما يعنى فطر الله المسلمين على معرفة تحريمه ومعلوم من الدين بالضرورة.
ومن لمعلوم ضرورة جحد
…
من ديننا يقتل كفرا ليس حد
ومثل هذا من نفى لمجمع
…
أو استباح كالزنا فلتعلم
نساء البادية تعلم أن الزنا حرام فالخطيب على المنبر قلت أنا أعلل لك قوله هو صادق فيما قال قال تقول صادق قلت صادق قلت استحضرت عند بحثى فى الضروريات التى هى الكليات الخمس والضروريات المحافظة على الأعراض منها كنت أناقش الإباحية فى الذين يقولون حرية شخصية وبناء عليه لا ينبغى أن يتدخل النظام فى حرية الإنسان فإن شاء أن يزنى له ذلك حلال وإن شاء أن يلوط له ذلك حلال كما هو القوانين الغربية وتبع لهذا بعض البلاد العربية الردية فى هذا الأوقات بالتراضى حلال هذا حرية شخصية ما يمنع أحد ومؤتمر هذا الذى يسمونه إسكان مؤتمر الشيطان هو فى تقرير هذا يعنى الإنسان حر يزنى يلوط يكشف عن عورته يدخل زجاجة فى دبره ما لك وله هو حر حرية شخصية كنت أتكلم عن هذا فلعله الرجل أحدث فى خطبة الجمعة عدة مرات فاستيقظ عند ذكر هذه الجزئية أن الزنا حلال عند هؤلاء الإباحية الكفرة لأن هذا حرية شخصية ثم نام وأحدث ونام وأحدث العلم عند الله فهو وعى هذه الجملة هو لو عنده ذرة أدب وخشية من الرب لجاء وقال أنا سمعتك تقول الزنا حلال يعنى يخبر المسؤول قبل أن يذهب ويتكلم بالفضول والكلام المرذول ويرجف فى حلب وفى غيرها لقال أنت تقول الزنا حلال كيف هذا لكان صححت معلومته وزال الإشكال لكن هذه حالة الأمة بعد ما أحدث وصلى بغير وضوء ضبط كلمة قيلت من قبل دعاة الإباحية فنسبها إلى العبد المسكين ونقلها.
وهنا بعض الإخوة يقول إنك أيضا يعنى الكلام تكرره ونفر بعض المرموقين مما لهم يعنى شهادات من السماع وحقيقة إخوتى الكرام كما قلت لا أبالى لا بمرموقين ولا بغيرهم والمساكين هم أتباع الرسل فى كل حين لكن أنا أريد أن أقول ينبغى نحن أن نتأدب بأدب نبينا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نتقى الله فيما نقول لأنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد نعم أنا مقصر فى عدم إعادة الكلام وكان الواجب على وهذا ما يجب على كل أحد أن يسترسل وأن يعيد الكلمة ثلاثا لتفهم عنه مقصر أحيانا أعيد مرتين بعض الأحاديث وأحيانا أمشى وهذا كما قلت أدب شرعى من أخل به فقد قصر ومن حافظ عليه فهذا هو الأكمل والأفضل أما الاسترسال هذا ليس من ديننا وأنا أقول لمن يعنى يقولون عن أنفسهم إنهم من الفئة المرموقة أنا أريد أن أسألهم ماذا وعوا من هذه الدروس من أولها إلى آخرها إذا كان طائفة مرموقة ويقولون صار بها تكرار أقول مع التكرار ماذا استفدتم تكرار الطائفة المرموقة ما وعت شيئا فكيف لو كان هناك استرسال ومتابعة فى الكلام إلى ما وعى ليس ما وعوا شيئا لفهموا كما فهم ذاك أن الزنا حلال يعنى تكرار وطائفة مرموقة وما فهمت شيئا ولا ضبطت شيئا أعجب غاية العجب إخوتى الكرام كما قلت للهذيان الذى يجرى فى هذه الأيام ولذلك لا بد من توضيح هذه الجزئية فانتبهوا لها إخوتى الكرام.
ثبت فى المسند وصحيح البخارى وسنن الترمذى وقال هذا حديث حسن صحيح ورواه الإمام الترمذى فى الشمائل المحمدية على نبينا صلوات وسلام رب البرية وأورده فى الشمائل لأن هذا من خصال النبى عليه الصلاة والسلام التى يمدح بها واستمع لذلك ورواه الإمام البيهقى فى المدخل فى صفحة ست وخمسين وثلاثمائة ورواه البغوى فى شرح السنة فى الجزء الأول صفحة ثلاث وثلاثمائة وأما المسند والبخارى والترمذى فما أحدد الصفحات يعنى الرجوع إليه أيسر من هذه المدخل للبيهقى كما قلت والبغوى وبوب عليه البخارى فى كتاب العلم فى الجزء الأول صفحة ثمان وثمانين ومائة بشرح الحافظ ابن حجر باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه وبمثل هذا الباب بوب الإمام البيهقى فى المدخل وبوب عليه الإمام البغوى باب إعادة الكلام ليفهم ولفظ الحديث من رواية أنس رضى الله عنه وأرضاه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه يحصل هناك استيضاح على وجه التمام ديننا ليس مشى ما عندنا مشى هذا دين لا بد له من بصيرة وتأكد وتبين ثلاث مرات وما يعى الناس فكيف إذا كان مرة واحدة وهذه ثلاث مرات لمن لأذكى الناس وأزكى الناس وأفقه الناس وأطهر الناس وهم الصحابة الأكياس رضى الله عنهم أجمعين الذين عقولهم تسيل ذكاء وأدبا وفطنة وبسطة والواحد منهم يتلقى مشافهة دون كتابة وتقدم معنا فى ترجمة سيدنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه أخذ بضعا وثمانين سورة من فم النبى عليه الصلاة والسلام ما كتب سوداء فى بيضاء يسمع ويحفظ ومع ذلك يعاد لهذا الكلام ثلاثا نحن لو أعدناه ثلاثين لكان قليلا فى حقنا وأنا على يقين من الثلاثين ما نضبط أيضا ما نضبط وأنت تتضايق يعنى من الإعادة لم يا ليل ويا ليل لازم يغنى يعيدها أربعين مرة هو ما يتضايق من يستمع بل يقولون ما شاء عليك زيد ويقول يا ليل ويا ويل ونحن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كررناه تضايقت
والطائفة المرموقة انقلعت طيب وإذا ما انقلعت يعنى ماذا جرى قال هذا تضايق منه طائفة مرموقة ولذلك أعرضوا عن الدروس لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ونسأل الله أن يغنينا عنهم وعن أمثالهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا انتبه سلم عليهم ثلاثا باتفاق أئمتنا إذا كان هذا فى استئذان أما إذا تلاقا المسلمان فى طريق أو مسجدأو1:10:57 فالسنة الجارية بين المسلمين مرة واحدة لكن إذا جئت إلى بيت لتستأذن تسلم ثلاثا استئذانا وسلاما فلا تزد ما عدا هذا تنقص فيسلم ثلاثا أى فى حال طلب الإذن فى حال الاستئذان نص على ذلك شيخ الإسلام الإمام البيهقى عند رواية هذا الحديث وهكذا البغوى وهكذا الحافظ ابن حجر فى شرحه كما قلت فى المكان المتقدم صفحة ثمان ثمانين ومائة فى فتح البارى والحديث رواه الإمام الترمذى أيضا فى المناقب وفى الشمائل المحمدية على نبينا صلوات الله وسلامه بلفظ أيضا من رواية أنس رضى الله عنه وأرضاه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه هناك تقدم معنا لتفهم عنه أوليس كذلك حتى تفهم عنه هنا لتعقل عنه وهذه الرواية رواها الحاكم فى مستدركه فى الجزء الرابع صفحة ثلاث وسبعين ومائتين واستدركها على الصحيحين.
وهى كما قلت فى صحيح البخارى تقدمت معنا من رواية أنس ولذلك قال الحافظ الذهبى معلقا على كلام الحاكم قلت أخرجه البخارى سوى قوله حتى تعقل عنه لكن رواية البخارى حتى تفهم عنه هنا لتعقل عنه بمعنى واحد قال الحافظ فى الفتح وهم الحاكم فى استدراكه وفى دعواه أن البخارى لم يخرجه إذن إخوتى الكرام هذا هدى النبى عليه الصلاة والسلام يعيد الكلمة ثلاثا لتفهم عنه وهذا مروى من رواية عدة من الصحابة الكرام رواه أبو داود فى كتاب العلم وبوب عليه باب تكرير الحديث من رواية رجل من الصحابة خدم النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ولم يسم ولعله أنس لعله إنما صحابى خدم النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ورواه الخطيب البغدادى فى كتابه الجامع ويروى الأحاديث بالإسناد كما تقدم معنا لأخلاق الراوى وآداب السامع فى الجزء الأول صفحة أربع وثلاثين ومائتين وبوب عليه باب إعادة المحدث الحديث حال الرواية ليحفظ ولفظ الحديث وإسناده حسن عن هذا الرجل الذى خدم النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدث حديثا أعاده ثلاثا والحديث روى من رواية أبى أمامة بإسناد حسن رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير كما فى مجمع الزوائد فى الجزء الأول صفحة تسع وعشرين ومائة فى كتاب العلم وبوب عليه الهيثمى بابا فقال باب أدب العالم أى من أدب العالم فى تعليمه أن يعيد ما يقوله ثلاث مرات وإن زاد فهذا أحسن باب أدب العالم ولفظ الحديث من رواية سيدنا أبى أمامة رضى الله عنه وأرضاه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم تكلم ثلاثا لكى يفهم عنه فهو من رواية أنس ومن رواية رجل خدم النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ومن رواية أبى أمامة والروايات الثلاثة صحيحة ثابتة أما رواية أنس فتقدم معنا فى البخارى والروايتان بعد ذلك فى غير الصحيحين.
إخوتى الكرام: وهذا الأمر الذى نقل عن نبينا عليه الصلاة والسلام متفق عليه بين أئمتنا الكرام نقل الحافظ ابن حجر فى الفتح عند شرح الحديث فى الجزء الأول صفحة تسع وثمانين ومائة عن الزين ابن المنير وتقدمت معنا ترجمته قال نبه الإمام البخارى بهذه الترجمة وقلنا الترجمة ما هى من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه هذا ترجمة البخارى يقول الزين ابن المنير نبه البخارى بهذه الترجمة على الرد على من كره إعادة الحديث يعنى الطائفة المرموقة الآن البخارى يستنكر فعلهم ويقول هؤلاء يكرهون تكرار الحديث وليتهم عندما كرر يحفظون العشر وإذا لم يكرر لن يحفظوا شيئا يقول نبه البخارى بهذه الترجمة على الرد على من كره إعادة الحديث وأنكر على الطالب الاستعادة وعده من البلادة قال والحق أن هذا يختلف باختلاف القرائح فلا عيب على المستفيد الذى لا يحفظ من مرة إذا استعاد ولا عذر للمفيد إذا لم يعد بل الإعادة عليه آكد من الابتداء لأن الشروع ملزم يعنى أنت فى البداية لا يجب عليك أن تدرس ولا أن تعلم فإذا شرعت يجب عليك أن تفهم فإذا لم تعد وما فهم الناس فأنت مقصر لأن الشروع ملزم فإذا شرعت فى خير وضحه الشروع ملزم ولذلك لا عذر للمفيد إذا لم يعد بل الإعادة عليه آكد من الابتداء آكد يعنى من التدريس ومن بدء نشر العلم لأن الشروع ملزمم نقل عن الإمام ابن التين وتقدمت معنا ترجمته من أئمة المالكية الكرام قال الثلاث غاية ما يقع به الاعتذار والبيان يعنى من أعاد ثلاثا انتهى وضح فو طلبت أكثر وما أجابك يعنى أعذرك هو ثلاثة هذا الإنسان يفهم غاية ما يقع به البيان ثلاث وإذا ما فهم الإنسان بعد الثلاث هو الذى يعنى قصر فى الفهم ماذا نعمل له أما أقل من ثلاث فالمستمع له حق يقول أنا ما فهمت أعد أعاد الثانية يقول أعد ولا تتضجر وهذا من حقه عليك وإلا فأنت مقصر فإذا أعدت الثلاث قل يا عبد الله حقك أخذته بعد إن تطوعت نفسى برابعة وخامسة وإلا ليس لك حق أن تطلب
لكن للثلاثة له حق أن يطالب والمفيد إذا أعاد إلى ثلاث من اعترض فهو كحال بنى اسرائيل الذين كانوا يعترضون على أنبياء الله ورسله على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه لكن إذا زاد على ثلاث فهى كما قلت إذا فى مصلحة فى الزيادة فلا حرج وإذا لم يكن هناك مصلحة فالأحسن عدم الزيادة على ثلاث أما الثلاث هذه متأكدة.
ثم نقل الخطيب البغدادى فى الجامع لأخلاق الرواى وآداب السامع فى المكان المشار إليه أنه روى حديث أنس أوليس كذلك ليس حديث الرجل الذى خدم النبى عليه الصلاة والسلام أوليس كذلك رواه وقلنا فى الجزء الأول صفحة كم عندكم محدد صفحة أربع وثلاثين ومائتين روى الخطيب البغدادى فى هذا الكتاب عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين قال من روى عن النبى عليه الصلاة والسلام حديثا فليردده ثلاثا هذا كلام من عبد الله ابن عمر من روى عن النبى عليه الصلاة والسلام حديثا فليردده ثلاثا وليتنا أخذنا بهذا الأثر وأحيانا إليك نشكو أمرنا يا ربنا نعيده مرتين فيعترض المتنطعون فكيف لو أعيد كل حديث ثلاث مرات كيف يكون الأمر حقيقة ليت الأمة الأمة أخذت بهذا الأدب من أجل أن يرسخ كلام النبى عليه الصلاة والسلام فى أذهان المستمعين من روى عن النبى عليه الصلاة والسلام حديثا فليردده ثلاثا وأمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها سيدتنا الطيبة المطيبة كانت تنكر ما حصل بعد النبى عليه الصلاة والسلام من سرد الحديث وعدم إعادته وتكراره ثبت عنها ذلك فى المسند والصحيحين والحديث رواه الإمام أبو داود فى سننه والإمام الترمذى فى السنن أيضا وفى الشمائل المحمدية على نبينا وآله وصحبه وأتباعه صلوات الله وسلامه رواه الإمام ابن سعد فى الطبقات الكبرى فى الجزء الأول صفحة خمس وسبعين وثلاثمائة ورواه الخطيب البغدادى فى الفقيه والمتفقه فى الجزء الثانى صفحة أربع وعشرين ومائة وفى الجامع فى الجزء الأول صفحة أربع عشرة وأربعمائة ولفظ الحديث عن أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم يعنى يتابع بين الكلام ويستعجل ولا يعيد ولا يتأنى لم يكن يسرد الحديث كسردكم هذه الرواية كما قلت فى الصحيحين وغيرهما.
زاد ابن سعد فى الطبقات والترمذى فى السنن والشمائل والخطيب فى المكانين المتقدمين فى الفقيه والمتفقه وفى الجامع قالت زيادة ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه فصل بكلام فصل بكلام هو فصل مفصول موضح مكرر معاد يحفظه من جلس إليه وفى رواية فى المسند كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم بكلام مفصلا يفقهه كل أحد ولم يكن يسرد الحديث كسردكم قال الحافظ فى الفتح فى الجزء السادس صفحة ثمان وسبعين وخمسمائة وفى مستخرج الإسماعيلى عن أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها قالت إنما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مفصلا فهما تفهمه القلوب وقد عد أئمتنا هذا الأمر من الآداب التى ينبغى أن يتقيد بها المتكلم نص على ذلك الإمام ابن جماعة فى كتابه تذكرة السامع والمتكلم فى صفحة تسع وثلاثين فذكر من آداب المتكلم من آداب المحدث من آدابه أن يعيد الكلام ثلاثا ليفهم عنه إعادة الكلام ثلاث مرات يقول ولا يسرد الكلام سردا بل يرتله ويرتله ويتمهل فيه ليفكر هو وسامعه وقد روى أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فصلا يفهمه من سمعه وأنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه إلى آخر كلامه فى ذلك.
إخوتى الكرام: كما قلت هذا من الأدب الذى ينبغى أن يحرص المتكلم المتحدث وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام مع تكراره لكلامه أحيانا يعيد الجزء منه الجزء منه مرارا ثلاث مرات من أجل أن ينبه الناس إلى ما سيقوله مع تكراره لكلامه العام وهذا ثابت عنه بالتواتر من ذلك الحديث الذى رواه الإمام أحمد وهو فى الصحيحين واستدركه الحاكم على الصحيحين وهو فيهما كما قلت من رواية سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه ورواه الإمام أحمد فى المسند والبخارى من رواية أبى شريح العدوى فهو من رواية أبى هريرة وأبى شريح رواية أبى شريح فى البخارى ورواية أبى هريرة فى الصحيحين ولفظ الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ثلاثا ما نعلم إذا سمع المرموقون ماذا سيقولون الآن عن نبينا الميمون عليه الصلاة والسلام يعنى سينفرون أيضا والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال الذى لا يأمن جاره بوائقه والحديث كما قلت فى الصحيحين من رواية أبى هريرة فى صحيح البخارى من رواية أبى شريح والروايتان فى المسند أيضا الذى لا يأمن جاره بوائقه زاد الإمام الحاكم فى المستدرك قالوا وما بوائقه يا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال شره غوائله شره يعنى لا يأمنون شره فهذا ليس من عباد المؤمنين عند رب العالمين انظر لهذا التكرار من أجل أن يعى الأبرار والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن وأئمتنا الكرام عندما فاضلوا بين البخارى ومسلم بين صحيح البخارى وصحيح مسلم وذهب بعض أهل المغرب إلى تقديم صحيح مسلم قالوا لجودة الصناعة الحديثية فيه فهو يورد الأحاديث مرتبة فى مكان واحد ولا يفرطها فى كتابه فيصعب استخراجها من كتابه وتقدم معنا حديث فضل آية الكرسى أورده فى كتاب الوكالة أوليس كذلك هذا من جملة تراجم أبوابه وفقه البخارى فى تراجم أبوابه على كل حال لما بعض المغاربة
فضل صحيح مسلم للصناعة الحديثية وقالوا صحيح البخارى فيه تفريق وتكرار وهذا يصعب على طالب علم أن يجمع هذه الروايات وأن يتتبع هذه الرواية بطرقها المختلفة فى صحيح البخارى قال أئمتنا فى تفضيل البخارى على صحيح مسلم ومجيبين عن هذا الاعتراض قالوا لمسلم فضل قلت البخارى أعلى قالوا المكرر فيه قلت المكرر أحلى يعنى العسل إذا كرر أحلى مما لو كان بشهده وشمعه أوليس كذلك والله جل وعلا سمى الفاتحة بالمثانى ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم قال المثنية سميت بذلك لأنها تثنى تكرر فى كل ركعة يعنى إذن نقول يا ربنا لم كلها فى الركعة الأولى لا داعى لها فى الركعة الثانية خلاص نقرأ سورة أخرى نعوذ بالله من الاعتراض الذى يقع من العباد فى هذه الأوقات المثانى تثنى فى كل ركعة مثانى وبها ثناء على الله واستثنيت لهذه الأمة لكن مثانى وسمى الله كتابه بذلك مثانى لأنه يكرر ما فيه من الوعد والوعيد والقصص وتمجيد الرب المجيد يكرر هذا بصور مختلفة وكلما كرر كان أحلى فما الحرج يعنى إذا كرر حديث النبى عليه الصلاة والسلام يعنى تتضايق القلوب.
أحضر لى بعض الإخوة الكرام شريطا لبعض المهوسبين فى هذه الأيام الذين يسمون ما يقومون به من أناشيد إسلامية لإعادة دولة الإسلام ولعله سيأتى الكلام على هذا السفهاء إن شاء الله ضمن مواعظ الجمعة التى بدأناها وما نعلم متى سننتهى منها وأحيانا نعد موعظة وموعظتين وتمتد معنا إلى ما شاء الله حقيقة مثل هؤلاء لا بد من مناقشتهم فى بداية الشريط جالس يهمهم مثل الكلب والله الذى لا إله إلا هو مثل الكلب بهمهمة قرابة خمس دقائق على الموسيقى هم هم هم ما أعلم من هذا الكلام قبل أن يتكلم بكلام بعد ذلك هذا النغم كما يفعلون فى أصواتهم هاو ما هاو هاو من هذا الكلام ونفس اللهجة يعيدها فقط قلت سبحانك ربى وهنا أشرطة للدعوة الإسلامية وباسم الجهاد ويوجد من ينشرها كما يقولون من مسموعات ومرئيات وأموال بغير حساب ولما الإنسان بعد ذلك يعيد حديث النبى عليه الصلاة والسلام فى الموعظة مرتين بعض الأحاديث لأننى سمعت يعنى لما قيل لى هذا الكلام من الأسبوع الماضى من عدد من الأشرطة لأتحقق لما سمعت بعض الأشرطة وجدت حقيقة حتى الأحاديث بعضها يعاد أحيانا كما قلت مرتين وأكثر الكلام مشى وإذا أعيد ليتدارك من يكتب ولأنك تسمع وتتضايق لم تضايقت ونفر من نفر لأنه من طائفة مرموقة والله نحن ما لا صلة بيننا وبين أحد من خلق الله لا من طائفة مرموقة ولا من أهل شهادات ولا من أهل مسؤلين ولا من أهل كبار ولا من أهل صغار إلا على حسب شرع العزيز القهار فقط لا صلة بيننا وبين أحد إلا على حسب شرع ربنا وليس فى الدين محاباة وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أما أن يعترض كل بعد ذلك إنسان حسبما يزين له الشيطان فأنا أنصح هؤلاء الإخوة الكرام أن يعطوا أنفسهم من الحضور لئلا يرتكبوا إثما عند العزيز الغفار فلا يحضروا وحقيقة يريحون ويريحون أنفسهم وكما قلت لو حضر عشرة يتفاعلون خيرا من أن يحضر ليس مائة ألف ونسأل الله أن يجعل سرنا خيرا من علانيتنا وأن
يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه خالصة إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتى الكرام: كان فى نيتى أن أوجز الكلام على هذه الأمور لنتكلم كما قلت على ما نحن بصدده وفى مدارسته وقدر الله وما شاء فعل وهذه الآداب حقيقة فى نيتى إذا انتهينا من هذه الاستطرادات فى بعض المباحث أن أرتب لها مواعظ متعددة ولو جمعت بعد ذلك لكان فيها منفعة ماذا ينبغى أن يفعله الإنسان فى طلب العلم فى نفسه وفى طلبه مع شيوخه ومع إخوانه هذا لا بد من وعيه.
نسأل الله أن يحسن أدبنا أنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.
اللهم اغفر لمشياخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.
اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه.
اللهم اغفر لمن جاوره من المسلمين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات.