المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وصف الحوريات في محكم الآيات (2) (لقاء ديني)   للشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان   وقلت يستحسن - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ١٥٠

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

وصف الحوريات

في محكم الآيات (2)

(لقاء ديني)

للشيخ الدكتور

عبد الرحيم الطحان

وقلت يستحسن من المرأة أربعة أشياء أن تكون واسعة كما يستحسن أيضا أن يكون أربعة أشياء منها ضيقة كلما ضاقت ولم تتسع كان هذا أجمل فيها فمها كلما صغر فم المرأة كانت أجمل فى الخلقة فمها منخرها وهو الأنف والفتحتان فيهما ثم خرق الأذنين قال الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا وذاك منها وهو معروف هذه أمور أربعة إذا ضاقت فى المرأة أجمل مما لو كانت واسعة والأمور الأربعة الأولى إذا كانت واسعة أجمل مما لو كانت ضيقة ثم قال يستحسن وهذا كله كلام الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا صفحة ثمان وثلاثين ومائتين ويستحسن أن يكون فيها ثلاثة أشياء سوداء كلما اشتد سوادها فهذا أعظم لخلقتها وجمالها سواد أهدابها أهداب العينين سوداء شديدة السواد سواد حاجبها حاجبيها كما قلت سواد السواد فيه عينيها هذه تكون سوداء هذا أجل فى المرأة يستحسن أن يكون فيها ثلاثة أشياء بيضاء لونها لون البشرة من أولها إلى آخرها وثغرها إذا فتحت فمها كأنها حبات الؤلؤ والفضة المنظومة فى فمها وكما قلت بياض البياض فى عينيها ولذلك وصف الله نساء الجنة بذلك حور عين جمع حوراء بيضاء فى عينها حور يحار الطرف فيها ثم مليحة العينين واسعة العينين وكما قلت هذا من الصفات المستحسنة فى خلق المرأة والآخرة دار نعيم ولذلك يفيض الله على عباده أكمل نعيم هناك وأما هذه الدنيا فتقدم معنا مهما وجد فيها من النعيم فيها عكر وكدر ونقص.

ص: 1

إخوتى الكرام: مع حسن الشكل فى نساء الجنة وكمال الصورة فيهن فيهن أيضا تمام المطلوب الحسى ولا زلنا فى الكمال الحسى فيهن فى خلقهن من تكعب الثدى واستدارته دون استرخائه وتدليه وقد وصفهن الله بذلك وهذا من الجمال فى المرأة أن يكون ثديها مستديرا متكعبا بارزا مرتفعا لا ينزل وهذا يكون فى نساء الجنة باستمرار وفى هذه الحياة متى ما ولدت المرأة وأرضعت يعنى نزل بعد ذلك ثدياها شاءت أم أبت هذه دار القصور دار النقص وأما هناك فاستمع لهذا الوصف فيهن كما أخبر ربنا جل وعلا فقال (إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا) والكواعب جمع كاعب والكاعب عى الناهد وهى التى بدا نهداها أى ثدياها فتكعب الثدى أى يعنى تدور كأنه رمانة تكعب وليس كما قلنا مستطيل تكعب الثدى واستدار مع ارتفاع يسير فيه ولم يتدل إلى أسفل وهذا من أحسن خلق النساء ومنت أحسن الصفات فيهن أن يكون ثديها فى هذه الصورة كواعب جمع كاعب ثديها متكعب مستدير ثم لا ينزل إنما يرتفع قليلا وهذه الصفة تلازمهن فى الجنة كواعب أترابا هذه لا تزول بحال من الأحوال ثم أترابا هذه فى سن واحدة جميع نساء أهل الجنة فى سن واحدة كما أن جميع رجال أهل الجنة فى سن واحدة وكواعب أترابا أى أمثالا يقال هذا ترب هذا أى ولد معه فى زمن واحد وهن كلهن فى سن واحد فليست يعنى ما عندك شابة وما عند غيرك شيخة كبيرة هرمة لا ثم لا وكواعب أترابا أمثالا فى سن واحدة وكلهن فى تلك السورة المشرقة البهية أيضا فما عندك عند غيرك وكل واحد فرح مسرور بما من عليه العزيز الغفور.

ص: 2

وكواعب أترابا قال سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما كما فى تفسير ابن أبى حاتم مستويات قال الإمام ابن القيم فى روضة المحبين صفحة خمس وأربعين ومائتين أى كلهن فى سن الشباب لم يقصر بهن الصغر يعنى عن مقصود النكاح ولم يزر بهن الكبر ليست صغيرة يعنى ما يحصل الإنسان مقصوده منها وليست كبيرة نفسه تنفر عنها لا كواعب أترابا هذه حقيقة صفة نساء أهل الجنة وهى كمال حسى كمال خلقى حور عين كواعب أترابا وسيأتينا شىء أيضا من وصفهن حسا فى الكمال الحسى والمعنوى بعد أن أذكر الكمال المعنوى فيهن أنتقل بعد ذلك إلى الحسى والمعنوى كيف اجتمعا فيهن على وجه التمام والكمال.

إذن الكمال الحسى فيهن ولهم فيها أزواج مطهرة حس فليس فى خلقهن آفة ولا نقص بوجه من الوجوه لا مخاط ولا بصاق ولا حيض ولا نفاس ولا أذى ولا قذى ولا صورة يعنى لا يميل الإنسان إليها ولا يستريح بل الصور كما قلت فى أتم ما خلق الله وأحسن ما أنشأ الله سبحانه وتعالى وهكذا الكمال المعنوى كل واحدة قانعة بزوجها راضية به فرحة مسرورة لا تتطلع إلى غيره ولا تنظر إلى سواه ما عندها فى حياتها إلا بعلها ما تعرف أحدا غيره إلا ربها سبحانه وتعالى فقط وهى وزوجها يحمدان الله مع كل نفس كما تقدم معنا يلهم أهل الجنة التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس أما أن غير زوجها تتطلع إليه أو تسرق النظر إليه هذا يستحيل أن يقع فى دار الطهر والكرامة والعفاف والصيانة واستمع لتقرير هذا من كلام ربنا جل وعلا فى سورة الرحمن أخبر الله عن نساء أهل الجنة أنهن قاصرات الطرف وأنهن حور مقصورات فى الخيام.

ص: 3

الصفة الأولى فى نساء أهل الجنة قاصرات الطرف ذكرها الله فى الجنتين الأوليين اللتان تكونان للسابقين المقربين ثم حور مقصورات فى الجنتين الأخريين اللتان تكونان لأصحاب اليمين يقول الله جل وعلا {ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيما من كل فاكهة زوجان فبأى آلاء ربكما تكذبان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأى آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأى آلاء ربكما تكذبان} ولا بشىء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد هاتان الجنتان للسابقين لأصحاب اليمين {ومن دونهما جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان مدهامتان أى سوادهما كثير من كثرة الخضرة التى فيهما مدهامتان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاختان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما فاكهة ونخل ورمان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن خيرات حسان فبأى آلاء ربكما تكذبان حور مقصورات فى الخيام فبأى آلاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان} ولا بشىء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد فاستمع لهذه الصفة واعلم معناها فيهن هناك قاصرات الطرف وهنا فى الجنة الثانية مقصورات حور مقصورات فى الخيام فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان وهناك فى الجنتين الأخريين حور مقصورات فى الخيام.

أما الآية الأولى فى وصف الحوريات والنساء الكريمات اللائى يكن فى جنان السابقين المقربين قاصرات الطرف ففسر هذا النعت الكريم بأمرين من قبل سلفنا الكرام الطيبي. ن

الأمر الأول: قاصرات الطرف أى قصرت بصرها وطرفها على زوجها لأنها قصرت نفسها وقلبها عليه فلا تلتفت إلى سواه ولا تنظر إلى غيره هذا المعنى الأول.

ص: 4

والمعنى الثانى: وهو حق وتحتمله الآية قاصرات الطرف قصرت هناك ماذا قلنا قصرت بصرها هنا قصرت بصر زوجها عليها فلا يتطلع إلى غيرها لما فيها من الجمال والكمال الذى لا يدعوه إلى أن ينظر إلى سواها.

إذن قصرت طرفها وطرف زوجها فما عنده مجال أن ينظر إلى غيرها قاصرات الطرف قصرت طرفها قصرت طرف زوجها وكما قلت الأمران منقولان عن سلفنا الكرام المعنى الثانى كما قلت قصرت بصر زوجها عن غيرها لكمال حسنها نقله الإمام ابن الجوزى فى زاد المسير فى الجزء السابع صفحة ثمان وخمسين عند تفسير هذه الآية الكريمة وقال سمعت من الشيخ أبى محمد الخشاب وهو من شيوخ الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ولم يترجمه الإمام ابن الجوزى فى مشيخته فذكر فى المشيخة سبعا وثمانين شيخا له وأكمل شيوخه بثلاث نسوة تسعين شيخا ذكر من شيوخه كما قلت رجالا وثلاث نسوة ما ذكر من بين شيوخه هذا الشيخ المبارك وهو أبو محمد ابن الخشاب واسمه عبد الله ابن أحمد ابن الخشاب الإمام النحوى توفى سنة سبع وستين وخمسمائة وقد ترجمه الإمام ابن الجوزى فى المنتظم وذكر أنه من شيوخه فى الجزء العاشر صفحة ثمان وسبعين ومائتين وانظروا ترجمته الطيبة فى الذيل على طبقات الحنابلة للإمام ابن رجب فى الجزء الأول صفحة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وترجمته مبتدأة من صفحة ست عشرة وثلاثمائة يعنى ذكر سبع صفحات فى ترجمته من صفحة ست عشرة وثلاثمائة إلى ثلاث وعشرين وثلاثمائة وقال الإمام ابن الجوزى وهكذا الإمام ابن رجب الحنبلى سمع الحديث الكثير وقرأ منه ما لا يحصى وقرأ النحو واللغة وانتهى علمهما إليه لكنه كان مزجى البضاعة فى الفقه كما يقول تلميذه الإمام ابن الجوزى فى صيد الخاطر صفحة عشرة وثلاثمائة وقلت لكم مرارا إخوتى الكرام إن أهم العلوم الفقه الذى فيه خلاصة الشرع المطهر من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والإجماع والقياس السوى السديد هذه هى التى مصادر التشريع ولا

ص: 5

يخرج حكم عنها موجودة ضمن فقه أئمتنا.

وقلت مرارا إن فقه الفقهاء هو من أكبر معجزات نبينا خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهذه المعجزة العظيمة كفر بها دعاة التجديد فى هذه الأيام وأرادوا على زعمهم أن يتخلوا عن فقه أئمتنا ليخبط كل واحد بعد ذلك كما يسول الشيطان له فأبو محمد ابن الخشاب مع أنه قرأ الحديث الكثير وكتب منه ما لا يحصى وكان إمام النحو واللغة فى زمنه يقول الإمام ابن الجوزى كان مزجى البضاعة فى الفقه يقول وقد سئل مرة بحضرة الجماعة عن حكم رفع اليدين فى الصلاة إذا كبر للركوع الله أكبر وإذا رفع من الركوع سمع الله لمن حمد قال حكم الرفع ركن قال فدهش الجماعة من قلة فقهه فما يقوله طالب مبتدىء الذى يدرس يعنى أول العبادات من أى كتاب من كتب الفقه بلا استثناء يعلم أن رفع اليدين من المستحبات عند من قال به أما أنه ركن فدهش الجماعة من قلة فقهه كتب من الحديث وسمع ما لا يحصى وهو إمام اللغة والنحو فى زمنه لكن كان مزجى البضاعة فى الفقه فانتبهوا لهذا العلم الجليل إخوتى الكرام.

إذن قاصرات الطرف قصرت طرفها كما أنها قصرت طرف زوجها طرف بعلها فلا ينظر إلى غيرها والأمران حاصلان فى غرف الجنان فلا هى تنظر إلى غيره ولا هو ينظر إلى غيرها هى راضية به وهو راض بها وفى هذه الحياة قل من يرضى بزوجه ولو عنده أربع يتطلع وكنت ذكرت أنه لو جمع نساء الدنيا من أولهن لآخرهن إلا واحدة لقال أريد تلك أيضا طيب عندك نساء الدنيا ما ضاقت إلا هذه اتركها لغيرك قال لا أريد أن انظر ماذا عندها هذا قلنا دار الفقر دار النقص دار الجشع والطمع هذه الدار أما هناك قاصرات الطرف وهو لايتطلع وهى لا تتطلع هذه الصفة الأولى.

وأما الصفة الثانية فى النساء اللائى يكن كما قلت فى الجنان التى تكون لأصحاب اليمين حور مقصورات فى الخيام قوله مقصورات كما قلت فسر أيضا بأمرين الصفة الأولى فسرت بأمرين وهكذا الثانية.

ص: 6

مقصورات أى مخدرات ملازمات للبيوت فى جميع الأوقات لا يطفن فى الطرقات لا تخرج من بيتها ولا تخرج من خيمتها لا تخرج من قصرها مقصورة فى القصر بمعنى الحبس هى حبست فى هذا المكان والله قدر لها البقاء فيه فلا تتطلع إلى غيره ولا تخرج منه مقدار أنملة وشعرة مقصورات فى الخيام والله ما طاب نساء الجنة إلا بهاتين الصفتين الكريمتين إلا بعد أن قصرت بدنها وقصرت طرفها وقلبها على زوجها والآن خراجة ولاجة تراها فى كل شارع وفى كل سوق يعنى لو لم يكن زوجها أشد انحطاطا منها لما رضى بها إلا مثل هذه تتعلق الهمة بها والله لو أن عند الإنسان كرمة وزوجته تكثر الخروج لأتبعها بثلاث طلقات وهو غير متحسر عليها أيضا خراجة ولاجة فانظر لهذه الصفة الكريمة فيهن إخوتى الكرام إلا إذا دعى داع شرعى للخروج يبقى له حكمه الشرعى بهذه الحياة أما ما عدا هذا من سوق إلى سوق ومن متجر إلى متجر ومن محل إلى محل وكل يوم تتجول من جهة إلى جهة هذه صفة مذمومة فى النساء وانظر لهذه الصفة المحمودة فيهن قاصرات مقصورات إذن مقصورات مخدرات ملازمات للبيوت فى جميع الأوقات لا يخرجن إلى الطرقات ولا إلى غيرها.

ص: 7

والصفة الثانية مقصورات قلوبهن وأبصارهن ونفوسهن على أزواجهن وهذا المعنى الثانى ذكره الإمام ابن الجوزى أيضا فى زاد المسير والإمام الألوسى فى روح المعانى لكنهما مع جمهور المفسرين رجحوا الأول عليه فى تفسير مقصورات كما رجحوا التفسير الأول فى تفسير قاصرات قالوا قاصرات طرفها على زوجها مقصورات محبوسات أبدانهن فى الخيام فى القصور الحسان ليس هنا مقصورات قلوبهن أبصارهن فليس القصر معنويا إنما هو حسى وأنا أقول حمل كلام الله على ما يمكن حمله من المعانى أولى فهناك قلت قصرت طرفها على زوجها وقصرت طرف زوجها عليها وهنا قلت حبست بدنها فى بيتها كما أنها حبست نظرها وقلبها وبصرها فلا تتطلع ولا تفكر ولا تنظر إلى غير زوجها فما دام كلام الله يحتمل هذا وهذا وهو منقول فدائما تكثير المعانى يعنى أولى من أن نقللها والله جل وعلا كلامه كريم مبارك يحتمل كثرة المعانى الطيبة المباركة.

إخوتى الكرام: إذن قاصرات الطرف مقصورات فى الخيام فإذن قاصرات مقصورات اللفظ فيهما من القصر بمعنى الحبس وكما قلت حبس حسى وحبس معنوى فيه وفيها أما هو فأباح الله له أن يخرج فبقى القصر فى حقه فيما عدا ذلك وأما هى فلا تفارق ذلك المكان ولا تخرج منه ولا يراد من مقصورات وقاصرات القصر فى الخلقة فهذا لا يراد أبدا فهذا من صفات النقص فى خلقة المرأة إذا كانت قصيرة ولذلك قال بعض الشعراء:

وأنت التى حببت كل قصيرة

إلى وما تدرى بذلك القصائر

عنيت قصيرات الحجال ولم أرد

قصار الخطا شر النساء البحاتر

القصيرات التى تمشى مشيتها ضيقة صغيرة لأنها هى أيضا قصيرة فليس عندها خطوة واسعة إذن عنيت قصيرات الحجال يعنى المقصورة فى حجالها والحجال جمع حجلة وهى الغرفة المزينة غرفة العروس يقال لها حجال عنيت قصيرات الحجال ولم أرد قصار الخطا شر النساء البحاتر وقال قيس ابن الأسلد:

وتكسل عن جاراتها فيذرنها

وتغفل عن أبياتهن فتعذر

ص: 8

هذه من الصفة الجميلة فى المرأة أن تلازم بيتها إذن قاصرات الطرف مقصورات فى الخيام.

إخوتى الكرام: أى الوصفين أبلغ وهل يراد كل وصف فى الصنفين يوجد فيهما فالصفة الأولى توجد فى نساء الجنتين الأخريين والصفة الثانية فى النساء توجد فى صفة الجنة الأوليين هل هذا يراد وأن هاتان الصفتان موجودتان فى جميع نساء أهل الجنة هذا الذى يظهر والعلم عند الله وإن كان الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قال إن الصفة الأولى أكمل لأنها تكون لمن هو أفضل فنساء الجنتين اللتين كما قلت أعدتا للسابقين يعنى النساء فيهما أكمل من النساء اللائى يكن فى الجنتين اللتين أعدتا لأصحاب اليمين لكن كما قلت فيما يظهر لى أن المراد أن هذه الصفات تكون فى نساء أهل الجنة قاصرات ومقصورات الإمام ابن القيم كما قلت فى روضة المحبين صفحة أربع وأربعين ومائتين قال عن الصفة الأولى قال هذه أكمل فهن قاصرات وأما أولئك مقصورات كأن هنا هى التى قصرت طرفها وأما هناك هى التى قصرت وحبست وكما قلت الذى يبدو لى خلاف هذا والعلم عند الله وإليكم دليل هذا وتوجيهه.

ص: 9

أولا الله جل وعلا ذكر فى كل منهما أى فى الصنف الأول والصنف الثانى ما لم يذكر فى الأخرى فى الصفة الأخرى فى النساء الأخريات والوصفان مرادان فيهما فنساء الجنة قاصرات الطرف ومقصورات فى الخيام فالصفتان موجودتان فى كل امرأة فى الجنة ويمكن أن يفهم كل من الوصفين من كل وصف منهما يعنى إذا قلنا قاصرات الطرف إذا قصرت طرفها يلزوم من أنها قصرت طرفها وقصرت قلبها وقصرت نفسها على زوجها يلزم من هذا أنها مقصورة لا تخرج ولا تبرح ولا تفارق مكانها وإذا كانت مقصورة فى الخيام يلزم من هذا أيضا أنها قصرت طرفها فلا تنظر إلى غير زوجها فالوصفان مرادان فكل واحدة قصرت طرفها وهى مقصورة فى مكانها لا تفارقه وآيات القرآن وردت عامة فى بعض الأماكن من كتاب الله فى وصف نساء الجنة بهذه الصفة الكريمة قاصرات الطرف دون أن تخص هذه الصفة بما يكون فى النساء فى الجنات التى أعدت للسابقين المقربين.

ص: 10

فمثلا فى سورة الصافات يخبرنا ربنا جل وعلا عما يكون فى دار الجنة من كرامة لأوليائه وأحبابه فذكر أن من جملة ذلك النساء الطيبات المطهرات وأخبر عنهن أنهن قاصرات الطرف عين وهذه صفة مطلقة لجميع نساء أهل الجنة ليست هذه خاصة للسابقين المقربين الآية فى سورة الصافات كما قلت وفيها يقول الله جل وعلا يقول (إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم) انتبه إلا عباد الله المخلصين هذا لكل من دخل الجنة له هذا النعيم أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون وقلت فواكه كل ما يقدم لأهل الجنة يقال له فاكهة لأن المقصود منه التلذذ فواكه وهم مكرمون فى جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون هذه الصفة خاصة بمن هل خاصة بالسابقين وأنها لنساء السابقين لا ثم لا لكل من دخل جنة النعيم وعندهم قاصرات الطرف عين.

ص: 11

وعليه قول الله قاصرات الطرف وإن كانت فى سورة الرحمن وردت تلك الصفة فى نساء السابقين فى الجنتين المعدتين للسابقين لكن لا يلزم أن تكون هذه الصفة ليست موجودة فى أيضا نساء الجنتين اللتين أعدهما الله لأصحاب اليمين وكما قلت يؤخذ ما لم يذكر مما ذكر يعنى عندما نقول قاصرات يلزم أن تكون مقصورة وعندما نقول مقصورات فى الخيام يلزم أن تكون قاصرات وقصرت طرفها والله ذكر هنا النساء بهذه الصفة وهنا نساء الجنة بهذه الصفة والصفتان مرادتان فى كل امرأة فى الجنة قاصرة تقصر طرفها وقلبها مقصورة قصرت قلبها أيضا قصر قلبها وبدنها فى هذا المكان فلا تفارقه هذه فى سورة الصافات كما قلت وعندهم قاصرات الطرف عين وهكذا فى السورة التى بعدها فى سورة ص ذكر الله أيضا هذا الوصف أيضا فى نساء أهل الجنة على سبيل العموم فقال جل وعلا هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وهى لكل من يدخل الجنة متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب أيضا بفاكهة كل ما يقدم إلى أهل الجنة فاكهة لأن المقصود منه التلذذ وعندهم قاصرات الطرف أتراب فى سن واحدة وعندهم قاصرات الطرف أتراب فلا داعى أن نقول إن نساء السابقين المقربين أعلى وصفا من نساء أصحاب اليمين ولذلك نعتن فى الصفة الأولى بأنهن قاصرات ونعتن فى الصفة الثانية بأنهن مقصورات هذا الذى ذهب إليه الإمام ابن القيم كما قلت عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فيما يظهر لى أنه بعيد والعلم عند الله المجيد وقد نعت الله نساء أهل الجنة بأنهن قاصرات ولم يخص هذا الوصف بأنه خاص بالنساء اللائى يكن للسابقين المقربين نعم جاء فى سورة الرحمن كما قلت على الصورة المتقدمة ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال فى وصف النساء فى هاتين الجنتين فيهن قاصرات الطرف ثم لما جاء للجنتين الأخريين قال حور مقصورات فى الخيام لكن كما قلت الوصفان يرادان فى كل امرأة كما وضحت ذلك آيات القرآن والعلم عند ربنا الرحمن.

ص: 12

إذن هذا فيما يتعلق إخوتى الكرام بهذاه الصفة الكمال المعنوى أيضا موجود هذه المرأة مع ما فيها من كمال حسى لا تتطلع إلى غير زوجها ولا تفارق بيتها قانعة راضية بهذا الزوج تسبح الله وتحمده على ما من به عليها وقد جمع الله بين كمالهن الحسى والمعنوى فى كثير آيات القرآن فى كتابه فقال جل وعلا فى سورة الواقعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين انتبه للكمال الحسى والمعنوى الكمال فى الخلق والخلق فجعلناهن أبكارا كمال حسى والبكر هى أحب إلى الزوج من الثيب إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا فالبكر لها شأن ولها فضل على الثيب وهذا مما فطر الله الخلق عليه قاطبة اللهم إلا بعض من انتكست فطرهم فآثروا الثيب على البكر بل لو تزوج بكرا لا يقترب منها حتى تفتح له نعوذ بالله من انطماس القلوب أما هذه الصفة فى الأصل كما قلت صفة كمال هو كمال حسى فى المرأة وفى أصح الكتب بعد كتاب الله بعد كتاب الله ألا وهو صحيح البخارى ترجمة فى كتاب النكاح أشير بها إلى هذا لأمر قال الإمام البخارى باب نكاح الأبكار أى هذا له منزلة على نكاح الثيب ثم نقل عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أنه دخل على أمنا عائشة رضى الله عنها فقال لها يا أماه لم ينكح رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرك يعنى أنت لك مزية على سائر نسائه أنت البكر الوحيدة التى تزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكح رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرك وهذا الحديث أورده الإمام البخارى معلقا فى كتاب النكاح من صحيحه لكنه وصله فى تفسير سورة النور بسنده إلى عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين لم ينكح رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرك وكانت أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها كما فى صحيح البخارى فى المكان المشار إليه تدل بهذا وتفتخر به

ص: 13

وتذكر هذه يعنى الصفة فيها فتقول للنبى عليه الصلاة والسلام يا رسول الله عليه صلوات الله وسلامه أرأيت لو نزلت واديا فيه شجر قد أكل منها شجر وقيلت شجرة مفرد أو جمع شجرة واحدة أو شجر كثير شجر قد أكل منها شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها فى أيها كنت ترتع بعيرك إذا عندك بعير تريد أن ترعاه وذهبت إلى المرعى عندك مرعى رعى وعندك مرعى هناك وعشب وأشجار ما اقتربها الرعاة ولا الإبل فى إيها كنت ترتع بعيرك فقال عليه الصلاة والسلام فى التى لم يرتع منها التى ما جاء أحد إليها وما رتع فيها ولا أكل العشب منها تعنى بذلك أنه لم يتزوج بكرا غيرها على نبينا وآله وأزواجه وصحبه صلوات الله وسلامه وهذا من فطنتها قال الحافظ ابن حجر فى ذلك مشروعية ضرب المثل وفيه بلاغة أمنا عائشة رضى الله عنها وحسن تأتيها فى الأمور كيف تأتى بهذه الصورة لإيضاح منزلتها مع صاحباتها تقول أنت لو نزلت فى واد فيه شجر رعى قسم منه وقسم منه لم يرع شجر لا زالت كما هى فى أيها كنت ترتع بعيرك حتما يرعى بعيره فى الشجر التى لم يرتع منها ولم يرع فيها تعنى أنه لم يتزوج بكرا غيرها والإمام ابن الجوزى أورد هذا الحديث فى كتابه الجليل الظريف الذى أسماه أخبار الظراف وكتاب آخر له كتاب الأذكياء أورده فى آخر الكتابين فى ذكاء النساء وفطنتهن وبدأ فى هذين الترجمتين فى الكتابين بهذا الحديث بحديث أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها للإشارة إلى ذكائها وفطنتها عندما استعملت هذا المثل وأشارت إلى منزلتها على صاحباتها رضى الله عنهن أجمعين.

ص: 14

إخوتى الكرام: كنت ذكرت غالب ظنى فى ترجمة أمنا عائشة رضى الله عنها بعض الأحاديث التى تشير إلى منزلة وفضل ومكانة زواج البكر من جملة ذلك ما تقدم معنا حديث جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما والحديث فى المسند وهو فى الكتب الستة فى الصحيحين والسنن الأربعة تقدم معنا وراه الإمام البغوى فى شرح السنة والإمام البيهقى فى السنن الكبرى وهو فى صحيح ابن حبان وفيه كما قلت الحديث عندما تزوج جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما ثيبا بعد موت والده واستشهاده رضى الله عنهم أجمعين فى أحد فقال له النبى عليه الصلاة والسلام ماذا تزوجت يا جابر قال ثيبا فقال له النبى عليه الصلاة والسلام هلا بكرا تلا عبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك وفى بعض الروايات كما فى الصحيحين وتقدم معنا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له مالك وللعذارى أى العذراء وهى البكر أين أنت من العذارى ثم قال له أنت أين من العذارى ولعابها ولعابها بالكسر ملا عبتها لعابها بالضم من مص لعابها وهذا يكون فى فم البكر أطهر وأطيب وألذ عند الرجل من فم الثيب التى عاشرت وتغيرت وكبرت أين أنت من العذارى ولعابها ولعابها ملاعبتها ومص لعابها أين أنت من ذلك فقال جابر يا رسول الله عليه الصلاة والسلام إن عبد الله هلك عن تسع بنات فما أردت أن أجيئهن بخرقاء مثلهن يعنى ببكر لا زالت عندها يعنى طياشة الحداثة فأردت أن تأتى واحدة تقوم عليهن وتمشطهن وترعاهن فقال له النبى عليه الصلاة والسلام بارك الله لك وعليه أولم ولو بشاة إذن هذا شأن نكاح البكر وقد قال النبى عليه الصلاة والسلام لرجل كما فى حديث كعب ابن عجرة والحديث تقدم معنا فى معجم الطبرانى وغيره عندما قال له هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك قال له فى رواية كعب ابن عجرة وتعضها وتعضك فهذا أنشط لنفس الإنسان عندما يتزوج بكرا وتقدم معنا بعض الروايات الأخرى التى تشير إلى هذا وقلت إنها فى درجة الحسن.

ص: 15

منها ما تقدم معنا حديث سنن الإمام ابن ماجة سنن ابن ماجة والسنن الكبرى للإمام البيهقى ورواه الإمام البغوى فى شرح السنة من رواية عويم ابن ساعدة ويقال له عتبة ابن ساعدة أيضا وهو من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أن النبى عليه الصلاة والسلام قال عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير تقدم معنا هذا وقلت إن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن وروى عن عدة من الصحابة الكرام رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير عن سيدنا عبد الله ابن مسعود أيضا رضى الله عنهم أجمعين ورواه الطبرانى فى معجمه الأوسط والضياء المقدسى عن جابر ابن عبد الله رضى الله عنهم أجمعين وزاد عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير قال وأقل خبا يعنى خداعا ومكرا لأنها ما زاولت يعنى الرجال ولا اتصلت بهم فلا زالت على فطرتها ولذلك يقال للبكر لا زالت بخاتم ربها كما سيأتينا تقرير هذا وهكذا نساء أهل الجنة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا وهذه الصفة كما سيأتينا فى وصفهن لا تزول عنهن فكلما اتصل الإنسان بزوجه وعاد إليها وجدها بكرا بتقدير العزيز العليم سبحانه وتعالى فلذات متتابعة ليست هى فى أول مرة إنا أنشأناهن إنشاء.

ص: 16

وهذا الحديث إخوتى الكرام تقدم معنا أيضا أنه روى من رواية عبد الله ابن عمر فى كتاب ابن السنى وفى كتاب عمل اليوم والليلة لابن السنى وهكذا فى كتاب الطب لأبى نعيم وهو من رواية عبد الله ابن عمر وفى بعض روايات الحديث فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير فى هذه الرواية وأسخن أقبالا وتقدم معنا أن الحديث روى أيضا مرسلا فى مصنف عبد الرزاق وسنن سعيد ابن منصور من رواية مكحول وغيره وفيه فإنهن أغر أخلاقا وأسخن أقبالا هذا شأن البكر فإذن كمال حسى على وجه التمام إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا قال الإمام ابن القيم فى زاد المعاد فى الجزء الرابع صفحة أربع وخمسين ومائتين غلط من قال من الأطباء إن جماع الثيب أنفع وأحفظ للصحة وهذا من القياس الفاسد بعض الأطباء يدعى أن جماع الثيب أنفع للصحة لأنه لا يحتاج إلى مجهود ولا إلى كلفة ولا إلى تعب ثم قال وهذا من القياس الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم يعنى من الزواج وأنه حتى ربما حذر منه بعضهم هذا بعض الأطباء يعنى حذر من نكاح البكر حتى ربما حذر منه بعضهم قال وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة وفى جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها وامتلاء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره ما ليس للثيب وقد جعل الله من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين أنهن لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ثم ذكر حديث جابر ابن عبد الله المتقدم وحديث أمنا عائشة رضى الله عنها الذى ذكرته فى قولها للنبى عليه الصلاة والسلام ففى أيها كنت ترتع بعيرك حقيقة.

ص: 17

إخوتى الكرام: هذا الوصف كما قلت مما هو محمود فى النساء وهو الموجود فى نساء أهل الجنة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا هذا كمال حسى عربا كمال معنوى سيأتينا الكلام عليه بعد أن أذكر ما يتعلق بشىء أيضا من هذه الصفة وهى البكارة التى هى كمال حسى فى المرأة وأذكر بعض الحكم فى إيثار نبينا عليه الصلاة والسلام الثيبات من زوجاته فى الزواج على الأبكار وذلك متيسر له لحكم شرعية اختار الثيبات على الأبكار أبينها إن شاء الله حكم كثية فى ذلك ثم ننتقل إلى هذه الصفة وهى صفة معنوية وهى العروب وهى المتحببة لزوجها العشيقة العاشقة له التى تتعلق به وتريد وصاله فكما أنها اكتمل فيها الكمال الحسى اكتمل فيها الكمال المعنوى الذى يريح النفس.

أسأل الله برحمته التى وسعت كل شىء أن يغفر ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يمن علينا برضوانه ودار كرامته أنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.

اللهم اغفر لمشياخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.

اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه.

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 18