الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصف القاصرات
في أحاديث خير البريات
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
وصف القاصرات
في أحاديث خير البريات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
لازلنا نتدارس الحكمة من مشروعية النكاح ومقاصده الأساسية وتقدم معنا أن الحكمة من مشروعيته تدور على خمسة أمور.
أولها: تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية حسية كانت أو معنوية.
وثانيها: إنجاب الذرية التى تعبد رب البرية.
وثالثها: تحصيل الأجر للزوجين عن طريق حسن عشرة كل منها لصاحبه ومساعدته عليه فى نفقته ومساعدته فى نفقته.
والحكمة الرابعة: تذكر لذة الآخرة وآخر الحكم وخاتمتها ارتفاق كل من الزوجين بصاحبه وبأهل زوجه وأقاربه.
وكنا نتدارس الحكمة الرابعة من هذه الحكم ألا وهى تذكر لذة الآخرة وتقدم معنا أن أعظم لذائذ بنى آدم فى هذه الحياة من المشتهيات المحسوسات لذة النكاح وهذه اللذة التى هى أعظم اللذات الحسية عنده تقدم معنا فيها آفات ونقص كثير فى هذه الحياة ومع ذلك تتعلق بها النفس وترغب فيها فإذا كان الإنسان عاقلا ينبغى أن يتعلق بهذه اللذة وأن يرغب فيها فى الدار الآخرة فهناك لا نقص فيها بوجه من الوجوه والكمال هناك فيها وفى سائر الشهوات التى يتمتع بها الإنسان نسأل الله أن يمن علينا برضوانه وبدار كرامته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
تقدم معنا أن الله شوقنا فى كتابه إلى نساء أهل الجنة كما شوقنا نبينا صلى الله عليه وسلم فى حديثه إليهن فوصف نساء أهل الجنة فى الكتب والسنة بأوصاف تتعلق بها نفوس العقلاء تتعلق بها النفوس الكريمة الطاهرة وتقدم معنا أن كثيرا من الصالحين كانوا يرون أزواجهم من الحور العين فى المنام من كثرة تعلقهم بهن تقدم معنا أنه حصل هذا لأبى سليمان الدارانى وحصل لعبد صالح منم تلاميذ الشيخ منصور ابن عمار كما تقدم معنا وحصل هذا لعدد من الصالحين منهم صحابيا أو تابعيا العلم عند الله لم يسم لكن خبره ثابت بإسناد حسن فى كتاب الزهد للإمام هناد ابن الثرى وانظروه فى الجزء الأول صفحة تسع وخمسين ورواه شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك فى كتاب الجهاد ورواه أبو بكر الشافعى فى فوائده هو كما قلت إسناده حسن وخلاصة الأثر عن شيخ الإسلام ثابت ابن أسلم البنانى وهو ألصق الناس بسيدنا أنس ابن مالك خادم نبينا علي نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه يقول ثابت ابن أسلم البنانى كنت مع أنس ابن مالك رضى الله عنهم أجمعين فجاء ولده أبو بكر من الغزو ولد سيدنا أنس ابن مالك رضى الله عنهم أجمعين جاء من الغزو فحدث والده بقصة غريبة فقال إن صاحبنا وهذا قلت الذى لم يسم هل هو صحابى أو من التابعين العلم عند الله إن صاحبنا الذى تعرفه ولم يذكر اسمه بينا نحن فى الغزو صاح وا أهلاه وا أهلاه قال فاجتمعنا عليه وظننا أنه طرأ عليه طارىء فقلنا مالك قال كنت أعزم فى نفسى ألا أتزوج فى هذه الحياة وأطلب من ربى أن يزوجنى من الحور الحسان فى نعيم الجنات وكنت أتمنى أن استشهد وأتعجل الشهادة ليعطينى الله أمنيتى فدخلت معارك وغزوات كثيرة وما قدر الله لى الشهادة ففى هذه الغزوة التى أنا معكم فيها لما طال على الوقت ولم أرزق الشهادة عزمت أننى إذا رجعت إلى بلدى أن أتزوج فنمت القيلولة وإذا بإنسان يوقظنى فى النوم ويقول أنت الذى عزمت أن تتزوج إذا قفلت ورجعت من الغزو
قلت نعم قال قم حتى نزوجك العيناء الجميلة الحسناء قم حتى نزوجك العيناء قال فذهبت معه فى الرؤيا فمررت على روضة معشبة فيها عشر جوار من النساء الحسان يقول ما رأيت مثلهن فى الحسن والجمال فقلت لهن فيكن العيناء قالوا نحن من خدمها والعيناء أمامك تقدم يقول فأتيت على روضة أخرى معشبة أكثر من الأولى وفيها عشرون جارية ما حسن العشر إليهن بشىء إذا قيس حسن أولئك إلى العشرين الجوارى الأخريات ما حسن أولئك بشىء فى الحسن والجمال فقلت فيكن العيناء قالوا نحن من خدمها والعيناء أمامك تقدم يقول فإذا بروضة معشبة فيها من الخضرة والجمال ما ليس فى الروضة الأولى والثانية وفيها أربعون جارية ما حسن العشر والعشرين إليهن بشىء فقلت فيكن العيناء قالوا نحن من خدمها والعيناء أمامك يقول فتقدمت وإذا بحجرة من ياقوتة مجوفة عليها امرأة ما رأيت مثل حسنها قد فضل جنباها عن السرير من حسنها وثمنها فضل جنباها زاد عن السرير قال فمددت يدى إليها فقالت أوه ما لا زال فيك روح تمد يدك إلى وفيك روح لا أنت تمد يدك إلى بعد أن تنتقل إلى الآخرة ثم قالت له يا عبد الله فطورك الليلة عندنا ستفطر هذه الليلة عندنا يقول فاستيقظ الرجل فبدأ يقول وا أهلاه وا أهلاه قال فبينا هو يحدثنا بحديثه نادى أمير الجيش يا خيل الله اركبى لمقابلة الأعداء قال فركبنا وبدأنا نتسابق على خيولنا فى مقاتلة أعداء الله جل وعلا يقول فلما غربت الشمس أنا أنظر إليه وإلى غروب الشمس أيهما سيذهب قبل صاحبه لأنها قالت له سيفطر عندها قال فندر رأسه وقتل فى سبيل الله قبل أنت تغرب الشمس فقال أنس لولده أبى بكر رضى الله عنهم أجمعين رحمه الله رحمه الله وا أهلاه وأهلاه حقيقة إذا كان الإنسان يتعلق بهذه اللذة المحفوفة بالأكدار والأخطار والشوائب والنواقص والنقائص فينبغى أن يتعلق بتلك الشهوة التى لا نقص فيها بوجه من الوجوه والأثر كما قلت إخوتى الكرام مروى فى هذه الكتب وإسناده حسن عن شيخ
الإسلام ثابت ابن أسلم البنانى عن ولد سيدنا أنس ابن مالك رضى الله عنهم أجمعين.
إخوتى الكرام: تقدم معنا وصف نساء أهل الجنة الحسان فى آيات القرآن وأنه مطهرات فى خلقهن وأخلاقهن كما استعرضنا بعد ذلك شيئا من أوافهن فى أحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام وآخر ما ذكرته فى الموعظة الماضية حديث سيدنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه وتقدم معنا تخريجه وقلت روى مرفوعا وموقوفا وبعد أن ذكرت لفظه أعيده الآن وأما تخريجه فقد تقدم فى المواعظ الماضية لكن سأذكر أيضا شواهد لهاتين الروايتين المرفوعة والموقوفة عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه تقدم معنا لفظ الحديث كما قلت من رواية عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعا إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وموقوفا عليه ولذلك حكم الرفع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها مخ ساقها يرى من فوق سبعين حلة وذلك بأن الله يقول كأنهن الياقوت المرجان فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم اطلعت لرأيته من ورائه وهكذا الحوريات الحسان يلبسن هذه الحلل الجميلة لشدة جمالهن وصفائهن ترى مخ ساقها من فوق سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر فى الزجاجة البيضاء هذا الأثر تقدم معنا إخوتى الكرام ذدره فى آخر الموعظة الماضية وقلت روى مرفوعا وموقوفا إلى عبد الله ابن مسعود ومرفوعا إلى نبينا المحمود عليه صلوات الله وسلامه.
إخوتى الكرام: أما الرواية الموقوفة فتقدم معنا من خرجها بذلك اللفظ لكن رويت بألفاظ أخرى رواها شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك أيضا فى كتاب الزهد انظروها فى صفحة أربع وسبعين وهى فى معجم الطبرانى الكبير فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة ثمانى عشرة وأربعمائة ورواها شيخ الإسلام عبد الرزاق فى مصنفه فى الجزء الحادى عشر صفحة أربع عشرة وأربعمائة وهذه رواية موقوفة عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه بمعنى الرواية المتقدمة ولفظها إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر فى الزجاجة البيضاء وهذه الرواية كما قلت موقوفة على عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه ورواها هناد ابن السرى فى كتاب الزهد فى الجزء الأول صفحة سبع وتسعين ومائة والإمام الطبرى شيخ المفسرين فى تفسيره فى الجزء السابع والعشرين صفحة ثمان ثمانين أوردها عن عمرو ابن ميمون الأودى موقوفة عليه وعمرو ابن ميمون الأودى ثقة من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام ولم ير نبينا عليه الصلاة والسلام وقد توفى سنة أربع وسبعين وقيل خمس وسبعين وقيل ست وسبعين وكما قلت هو من شيوخ المسلمين يقول الإمام الذهبى فى ترجمته هو الإمام الحجة ومن مناقبه كما فى طبقات ابن سعد فى الجزء السادس صفحة ثمانى عشرة ومائة أن هذا العبد الصالح أعنى عمرو ابن ميمون الأودى كان إذا رؤى ذكر الله جل وعلا إذا رؤى إذا رآه الناس يذكرون الله رؤيته تذكر بالله وهذا فى طبقات ابن سعد وكنت ذكرت فى بعض المواعظ الماضية أن عددا من أئمتنا نعتوا بذلك منهم شيخ الإسلام الإمام محمد ابن سيرين وهكذا الحسن البصرى ومنهم عمرو ابن ميمون الأودى كان إذا رؤى ذكر الله وتقدم معنا أن شيخ الإسلام ابن سيرين كان إذا دخل السوق ترك أهل السوق أعمالهم وذكروا ربهم عندما يرون نور وجهه وما فيه من خشية وبهاء وجمال ومنهم هذا عمرو ابن ميمون
الأودى نقل عنه مثل ذلك الأثر موقوفا عليه وكما قلت هذا لا يقال من قبل الرأى فله حكم الرفع لكن هناك رواية موقوفة له حكم الرفع عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه وهنا رواية موقوفة لها حكم الرفع لكنها مرسلة ليست متصلة لأنه تابعى والمخضرم هو فى عداد التابعين لكن أطلق عليه هذا اللفظ لرفعه عن رتبة التابعين ونزوله عن درجة الصحابة من أجل يعنى أن يتميز عن التابعين قليلا لأنه عاصر الزمن الذى كان فيه نبينا عليه الصلاة والسلام فعاش فى عصر النور لكن لم ير النبى عليه الصلاة والسلام فقيل له مخضرم وأما التابعى فما أدرك النبى عليه الصلاة والسلام ورأى الصحابة الكرام فيقال له تابعى رضى الله عنهم أجمعين عمرو ابن ميمون الأودى نقل عنه كما قلت مثل ذلك الأثر الموقوف على عبد الله ابن مسعود رضى الله عنهم أجمعين.
وروى أيضا ذلك الأثر مرفوعا عن عبد الله مسعود رضى الله عنه وأرضاه بلفظ آخر فى غير الكتب المتقدمة رواه البزار والطبرانى فى معجمه الكبير والكبرانى فى معجمه الأوسط ورواه الإمام البيهقى فى كتاب البعث انظروا فى صفحة وسبعين مائة ورواه شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك فى كتاب الزهد والرقائق وإسناد الأثر صحيح قال شيخ الإسلام الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة تسع وعشرين وخمسمائة إسناد الطبرانى صحيح وإسناد البيهقى حسن وتقدم معنا رواه الطبرانى ورواه البيهقى فى كتاب البعث والنشور إسناد الطبرانى صحيح وإسناد البيهقى حسن وقال شيخ الإسلام الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح فى صفحة تسع وثلاثين ومائة إسناد الطبرانى على شرط الصحيح وهذا ما حكم كما قلت به الإمام المنذرى حيث قال إسناد الطبرانى صحيح وإسناد البيهقى حسن وهنا الإمام ابن القيم يقول إسناد الطبرانى على شرط الصحيح والحديث مرفوعا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ولفظه إن أول زمرة يدخلون الجنة أول زمرة أول طائفة يدخلون الجنة كأن وجوههم القمر وفى رواية كأن وجوههم ضوء القمر كأن وجوههم القمر قمر منير بدر مشرق كأن وجوههم ضوء القمر كأن وجوههم القمر ليلة البدر كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية الدفعة الثانية التى تلى هؤلاء على لون أحسن كوكب درى أى مضىء منير على لون أحسن كوكب درى فى السماء لكل منهم زوجتان من الحور العين على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وحللهما ترى مخ الساقين من وراء اللحم ومن فوق الحلل يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وحللهما كما يرى الشراب الأحمر فى الزجاجة البيضاء وهذا كما قلت من كلام نبينا خاتم الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه والحديث صحيح وإسناده كما تقدم معنا حسن حسن وصحيح كما تقدم معنا فى طريق الطبرانى وطريق البيهقى عليهم جميعا رحمة
الله انظر لهذا الحسن وهذا الجمال الذى جعله الله فى نساء أهل الجنة لكل واحد زوجتان وسيأتينا عدد ما يحصل لأهل الجنة من زوجات إن شاء الله ضمن خطوات البحث بإذن الله واستعرض كلام الحافظ ابن حجر وكلام الإمام ابن القيم عليهم جميعا رحمة الله وأبين ما يظهر لى فى هذا الأمر بإذن الله إن شاء الله لكل منهم زوجتان كل واحدة تلبس سبعين حلة ومع ذلك ترى مخ الساقين من وراء اللحم ومن فوق الحلة وأيضا هم فى صورة بهية مشرقة الواحد منهم ضوءه كضوء القمر أو كضوء أحسن كوكب درى فى السماء نسأل الله أن يمن علينا بذلك إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتى الكرام: وهذا الحديث الذى ثبت عن سيدنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه موقوفا عليه ومرفوعا إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وموقوفا على عمرو ابن ميمون الأودى فى بعض رواياته ورد له شواهد كثيرة من رواية عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وقلت مرارا إذا ضمت النظائر إلى بعضها من الأحاديث تزداد قوة ويزداد المسلم وثوقا بصدور هذا عن نبينا صلى الله عليه وسلم فمن هذه الشواهد رواية سيدنا أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه هى كرواية عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه لكن الصحابى يختلف هناك أبو سعيد وهنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنهم أجمعين رواية أبى سعيد رواها الإمام أحمد فى المسند والترمذى فى السنن وقال هذا إسناد حسن صحيح ورواها البغوى فى شرح السنة ورواها أبو الشيخ فى كتاب العظمة انظروها صفحة واحدة وستين ومائتين وهى أيضا فى معجم الطبرانى الأوسط وكتاب المصنف للإمام لابن أبى شيبة فى الجزء الثالث عشر صفحة عشرين ومائة ورواها البيهقى فى البعث فى المكان المتقدم سبع وتسعين ومائة ورواها ابن نعيم فى كتاب صفة الجنة والحديث كما قلت من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه وقلت بمثل وقريب من رواية عبد الله ابن مسعود رضى الله عنهم أجمعين ولفظ حديث أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة على مثل ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على مثل أحسن كوكب درى فى السماء لكل امرىء منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من ورائها يعنى من وراء هذه الحلل الكثيرة التى هى سبعون حلة بمثل رواية عبد الله مسعود رضى الله عنهم أجمعين تماما لكن كما قلت اختلف الصحابى الراوى وهذا يزيدنا كما قلت وثوقا واطمئنانا إلى أن هذا منقول عن نبينا عليه الصلاة والسلام وثابت عنه وهذه الرواية أيضا ثبتت عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعة إلى
نبينا صلى الله عليه وسلم ورويت عن أبى هريرة فى مسند الإمام أحمد وفى الصحيحين وسنن الترمذى وابن ماجة ورواها الإمام الدارمى فى سننه أيضا ورواها هناد ابن السرى فى كتاب الزهد وهى أيضا فى المصنف فى المكان المتقدم فى الجزء الثالث عشر صفحة عشر ومائة ورواها شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك فى كتاب الزهد والرقائق ورواها أبو نعيم فى كتاب صفة الجنة وفى أخبار أصبهان انظروها فى أخبار أصبهان فى الجزء الأول صفحة ثلاثمائة ورواها عبد الرزاق فى المصنف فى الجزء الحادى عشر صفحة أربع عشرة وأربعمائة وهى فى شرح السنة للإمام البغوى فى الجزء الخامس عشر صفحة سبع ومائتين وفى كتاب العظمة لأبى الشيخ صفحة ست وستين ومائتين ولفظ حديث أبى هريرة رضى الله عنه وقلت هو فى الصحيحين وغيرهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب درى فى السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة ألوة وهى العود هذه المجامر الرائحة التى يطيبون بها رائحة العود لكن من عود الجنة لا من عود الأرض الألوة الألنجوج، الألنجوج والألوة هوعود الطيب العود المعروف لكن من عود الجنة لا من عود الدنيا مجامرهم التى يجمرون بها ويتبخرون بها الألوة الألنجوج عود الطيب أزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد يهنى صورتهم واحدة سيأتينا طول الواحد منهم ستون ذراعا فى عرض سبعة أذرع على خلق أبيهم آدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه كما أن النساء أيضا على خلقة واحدة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلاهن أبكارا عربا أترابا أى أمثالا متساويات كما تقدم معنا على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا فى السماء هذا الطول والعرض سبعة أذرع طول الرجل والمرأة فيها من الحسن ما تقدم معنا وفى رواية قال قال أى قال أبو هريرة رضى الله عنه قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد يعنى كما أن خلقهم علو صورة رجل واحد قلوبهم على قلب رجل واحد يعنى تساووا فى الخلق وفى الخلق فى المظهر وفى المخبر ولذلك لا تتطلع المرأة إلى رجل آخر والرجل لا يتطلع إلى غير ما عنده قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا وهذه الروايات كما قلت فى الصحيحين وغيرهما.
وفى رواية أخرى قال النبى صلى الله عليه وسلم أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على آثارهم كأحسن كوكب درى فى السماء إضاءة قلوبهم على قلب واحد لا تباغض بينهم ولا تحاسد لكل امرىء زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم وهذه كلها كما قلت فى الصحيحين وفى رواية لمسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال أول زمرة تدخل الجنة من أمتى على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم فى السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل وفيه قال ابن أبى شيبة على خلق رجل واحد وقال أبو كريت على خلق رجا واحد واجمع بين الأمرين هم على خلق رجل واحد فى الصورة وهم على خلق رجل واحد فى المعنى خلق وخلق ولذلك الرواية التى تقدمت معنا على خلق رجل واحد وعلى قلب رجل واحد وإذا كانوا على قلب رجل واحد فهم على خلق رجل واحد فالخلق استووا فيه والخلق أيضا تماثلوا فيه واستووا فيه على خلق رجل على خلق رجل.
وفى رواية أخرى من رواية شيخ الإسلام محمد ابن سيرين قال إما تفاخروا وأما تذاكروا عند أبى هريرة رضى الله عنه الرجال أكثر فى الجنة أم النساء؟ وسيأتينا الكلام على هذه الرواية عند الحكمة الثانية التى سنبحثها والمبحث الثانى ألا وهو فى الحكمة من التعدد وسيأتينا هناك أن نسبة النساء أكثر من الرجال فى الدنيا وفى الآخرة فى الجنة وفى النار عدد المؤمنات فى الجنة أكثر من عدد المسلمين وعدد الكافرات فى النار أكثر من عدد الكافرين ونسبة النساء فى كل عصر تزيد على نسبة الرجال فى الحياة الدنيا فهن أكثر أهل الدنيا وهن أكثر أهل الجنة وهن أكثر أهل النار سيأتينا هذا إن شاء الله.
إذن إما تفاخروا وإما تذاكروا عند أبى هريرة رضى الله عنه الرجال أكثر فى الجنة أم النساء فقال أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه أولم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتى تليها على أضوء كوكب درى فى السماء لكل امرىء منهم زوجتان اثنتان إذن النساء أكثر من الرجال لكل امرىء منهم زوجتان هذا أقل ما يحصل وهذا بعد ذلك ماذا يضم إليه من الحور العين لا يعلمه إلا رب العالمين وسيأتينا زوجتان اثنتان ذهب الحافظ إلى أنهما من أهل الدنيا كل واحد له زوجتان من نساء أهل الدنيا ومن أخذ أكثر لا ينقص نصيبه من كان عنده أربع لا يفرق بينه وبين زوجتين من أزواجه لا لكن لكل واحد زوجتان اثنتان من نساء أهل الدنيا يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما فى الجنة أعزب فكل واحد له زوجتان يرى الحافظ ابن حجر كما قلت سيأتينا هذا فى عدد نساء أهل الجنة وكم يمتع الرجل به من النساء سيأتينا أن الحافظ ابن حجر يقول لكل واحد زوجتان من نساء أهل الدنيا وله بعد ذلك ما شاء من الحور الحسان وعليه ما ورد له اثنتان وسبعون له سبعون له كذا يقول اثنتان من نساء أهل الدنيا والزائد من الحور وللإمام ابن القيم رأى آخر أذكره إن شاء الله وألقى الضوء عليهما بعون الله عند مجىء ذكر هذا العدد بعون الله.
إذن حديث عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه الذى تقدم معنا له شواهد متعددة بمعناه من رواية عدة من الصحابة من رواية أبى سعيد رضى الله عنه وأرضاه من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه روى أيضا موقوفا على عمرو ابن ميمون الأودى رضى الله عنهم أجمعين.
إخوتى الكرام: هذا المقدار الذى يكرم الله به الأبرار فى دار القرار لا ينافى حصول ما هو أكثر منه فى تلك الدار يعنى ليس لكل واحد زوجتان لا يمكن أن يأخذ أكثر لا ثم لا لدخول القليل فى الكثير وذلك مقرر عند أئمتنا فى مثل هذا المبحث الشهير تقدم معنا أنه إذا وردت أعداد مختلفة نقول لا تعارض بينها فالقليل يدخل فى الكثير فالثنتان تدخلان فى السبعين وتدخلان فى المائة وتدخلان بعد ذلك فى قول الله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد فإذا أخذ ألفا دخلت فالثنتان فى الألف وإذا أخذ ألفين دخلت الثنتان فى الألفين فلا تعارض بين الأعداد لدخول القليل فى الكثير وتقدم معنا أن هذا الرأى هو الذى مال إليه شيخ الإسلام الإمام النووى عليه رحمة الله وقرره فى مواطن متعددة فى شرحه لصحيح مسلم منها ما تقدم معنا فى مباحث سنن الترمذى فى الجزء الحادى عشر صفحة عشرين ومائة فى مبحث تعدد نساء نبى الله سليمان علي نبينا وعليه الصلاة والسلام فى هذه الحياة عند الكلام على فتنته التى حصلت له وقلت هى أنه أراد أن يطوف على نسائه ولم يقل إن شاء الله والنساء ولدت والروايات كلها صحيحة كما تقدم معنا ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون ومائة وهذه الروايات كما تقدم معنا قال الإمام النووى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا هذا كله لا تعارض فيه لأنه ليس فى ذكر القليل نفى للكثير وقد سبق بيان هذا مرات يقول الإمام النووى وهنا كذلك اثنتان سبعون اثنتان وسبعون ثم وهوأكثر من ذلك سيأتينا ذلك له فى الحجرة الواحدة من اللؤلؤ المجوف أهلون وطول هذه الحجرة كما سيأتينا ستون ميلا يعنى ستون ميل يعنى قرابة مائة كيلو متر طول الحجرة من لؤلؤة مجوفة فيها أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضا سيأتينا هذا والحديث فى الصحيحين حجرة واحدة بهذا المقدار له فيها أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضا وهذا كله لا يتعارض مع الإخبار بأنه لكل واحد زوجتان أو سبعون أو كما سيأتينا أعداد لا
نهاية لها حسبما يطلب ويريد لدخول القليل فى الكثير فلا تعارض بين هذه الأعداد والذى يقرر أنه يحصل لرجال أهل الجنة أكثر من زوجتين أحاديث كثيرة متعددة استمعوا لبعضها.
إخوتى الكرام: منها ما ثبت فى مسند الإمام أحمد والحديث فى الجزء الثانى صفحة سبع وثلاثين خمسمائة من المسند وانظروه فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة أربعمائة وقال إسناده ثقات على ضعف فى بعضهم والحديث ذكره الحافظ ابن حجر فى الفتح فى الجزء السادس صفحة خمس وعشرين وثلاثمائة وقال فى إسناده شهر وهو شهر ابن حوشب وفيه مقال وشهر ابن حوشب توفى سنة اثنتى عشرة مائة للهجرة شهر ابن حوشب قال الحافظ ابن حجر فى ترجمته فى التقريب صدوق كثير الأوهام والإرسال وقد أخرج حديثه البخارى فى الأدب المفرد والإمام مسلم فى صحيحه وأهل السنن الأربعة وحديثه إن شاء الله فى درجة الحسن ولفظ حديثه من رواية سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه وفيه كما قلت دلالة على أنه يحصل للواحد أكثر من زوجة لفظ الحديث كما قلت من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة هذا أدناهم أقلهم فكم سيكون لمن هو أعلى منه أو لمن هو فى عليين لا يعلم هذا إلا رب العالمين هذا أدنى أهل الجنة منزلة أدنى أهل الجنة له أكثر من زوجتين كما ستسمعون العدد إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات فى الجنة وهو على السادسة وفوقه السابعة وإن له لثلاثمائة خادم ويغدى عليه ويراح بثلاثمائة صحفة أى من ألوان الطعام فى الغدو وفى الصباح ثلاثمائة صحفة وفى العشى بثلاثمائة صحفة وعنده ثلاثمائة خادم ولا أعلمه إلا قال من ذهب أى بثلاثمائة صحفة من ذهب فى كل صحفة ما ليس فى الأخرى وأنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وإنه ليطول هذا الذى هو أدنى أهل الجنة منزلة يا رب لو أذنت لى لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص ذلك مما عندى يعنى أطعم أهل الجنة من أولهم لآخرهم وإذا
أطعمتهم لا ينقص شىء مما عندى وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة هذا له من الحور العين اثنتان وسبعون زوجة عدا عن نسائه من أهل الدنيا وهذا أقل أهل الجنة منزلة وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض رواه الإمام أحمد فى المسند ورجاله ثقات على ضعف فى بعضهم كما قال الإمام الهيثمى وقلت الذى فيه هو شهر ابن حوشب وحديثه إن شاء الله فى درجة الحسن وله شواهد كثيرة وفيرة منها ما تقدم ومنها ما سيأتى ومنها ما هو معلوم بالضرورة من وصف الجنة لأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وأن للمؤمن فيها ما يشاء وعند الله مزيد هذه الرواية الأولى إخوتى الكرام مقعدها يأخذ قدر ميل ول اثنتان وسبعون زوجة وهذا أقل أهل الجنة منزلة.
رواية ثانية ثابتة فى المسند أيضا وهى فى الجزء الثالث صفحة ست وسبعين من المسند ورواها الإمام الترمذى فى صحيحه وابن حبان انظروا موارد الظمآن صفحة خمس وخمسين وستمائة ورواها الإمام أبو يعلى فى مسنده والضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة ورواها الإمام أبو بكر ابن أبى داود فى كتاب البعث وتقدم معنا أنه جزء صغير فى كتاب البعث لابن أبى داود ورواها شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك فى كتاب الزهد والرقائق والحديث من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدنى أهل الجنة الذى له ثمانون ألف خادم هناك تقدم معنا له ثلاثمائة ولا تعارض كما تقدم معنا بين القليل والكثير يعطى ثلاثمائة ثم يزيده والثلاثمائة داخلة فى الثمانين ألفا أدنى أهل الجنة الذى له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء والجابية قرية من أعمال دمشق الجابية باب الجابية وصنعاء اليمن فالقبة التى تنصب له وتضرب له من الؤلؤ والزبرجد والياقوت هذه القبة من دمشق إلى صنعاء والحديث إخوتى الكرام بعد أن رواه الإمام الترمذى قال هذا حديث غريب له نعرفه إلا من حديث رشدين ابن سعد قال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب معلقا على كلام الإمام الترمذى يعنى عن عمرو ابن الحارث عن دراج عن أبى الهيثم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنهم أجمعين لا يعرفه الإمام الترمذى لا من حديث رشدين عن عمرو ابن الحارث قال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب وقد تابع ابن وهد رشدين ابن سعد فى روايته عن عمرو ابن الحارث فى صحيح ابن حبان وتقدم معنا أن الحديث رواه الإمام ابن حبان كما فى موارد الظمآن صفحة خمس وخمسين وستمائة يقول الإمام المنذرى رشدين ابن سعد فى روايته عن عمرو ابن الحارث تابعه شيخ الإسلام ابن وهد وهو أحد الأعلام الأثبات تابع رشدين فى روايته عن عمرو ابن
الحارث أما رشدين ابن سعد فهو رشدين ابن سعد المهرى المصرى قال الحافظ ابن حجر فى ترجمته ضعيف ورجح أبو حاتم ابن لهيعة عليه والضعف الذى فيه وهو من الأئمة الصالحين والعلماء الربانين الضعف الذى فيه من قبل حفظه وغفلته لذهوله عن الضبط وكان من القضاة الصالحين فى بلاد مصر رشدين ابن سعد أئمتنا يقولون أخذته غفلة الصالحين ليس فى ديانته شىء ولا فى تعمده شىء لا يتعمد خطأ إنما يهم أحيانا على حسب ما يقع عند الصالحين من غفلة ووهم أخذته غفلة الصالحين وقد توفى سنة ثمان وثمانين ومائة للهجرة وهو من رجال الإمام الترمذى والإمام ابن ماجة عليهم جميعا رحمة الله قال الإمام الهيثمى فى مجمع الزوائد عند ذكر رشدين ابن سعد فى غير هذا المكان فى الجزء الخامس صفحة خمس وعشرين ضعيف وقد وثق يعنى محكوم عليه بالضعف لكن وثقه بعض أئمة الإسلام ضعيف وقد وثق إذن هذا الحديث رواه رشدين ابن سعد عن عمرو ابن الحارث رشدين تابعه ابن وهب فزال المحذور لكن فيه شىء آخر ما أشار إليه الإمام الترمذى لأنه معروف وهو رواية دراج كما سيأتينا والكلام الذى حول روايته أما عمرو ابن الحارث الأنصارى وهو شيخ رشدين فهو ثقة فقيه حافظ عابد توفى قبل سنة خمسين ومائة وحديثه مخرجا فى الكتب الستة..
الحارث وأما ابن وهب الذى روى الحديث عن عمرو ابن الحارث أيضا وتابع فيه رشدين ابن سعد فهو عبد الله ابن وهب الفقيه ثقة حافظ عابد من أئمة الإسلام الكبار توفى سنة سبع وتسعين ومائة للهجرة وحديث مخرجا فى الكتب الستة إنما يوجد شىء آخر بعد كما قلت رشدين ابن سعد وبعد عبد الله ابن وهب، عبد الله ابن وهب رشدين ابن سعد اتفقا فى الرواية عن عمرو ابن الحارث لكن عمرو ابن الحارث عمن عن دراج ودراج هو دراج ابن سمعان أبو السمح السهمى المصرى القاص كلهم هؤلاء الذين تقدموا معنا من أهل مصر من رشدين وعمرو ابن الحارث وعبد الله ابن وهب ودراج ابن سمعان أبو السمح السهمى المصرى القاص صدوق وحديثه فى درجة الحسن لكن فى حديثه عن أبى الهيثم ضعف والرواية هنا من طريق دراج عن أبى الهيثم وهو دراج من رجال البخارى فى الأدب المفرد وأخرج حديثه أهل السنن الأربعة أما أبو الهيثم المصرى فهو سليمان ابن عمرو ثقة من أئمة الخير والصلاح وهو من رجال البخارى فى الأدب المفرد أيضا وأهل السنن الأربعة يعنى هو ودراج أخرج حديثهما البخارى فى الأدب المفرد وأهل السنن الأربعة لكن كما قلت عمرو سليمان ابن عمرو الذى هو أبو الهيثم فى روايته عن أبى سعيد الخدرى هذا ثقة وأما دراج هذا صدوق وحديثه فى درجة الحسن إلا فى روايته عن أبى الهيثم فكان يهم ويخطأ لكن هذه الرواية إخوتى الكرام لها شواهد كثيرة اثنتان وسبعون زوجة وهى محل الشاهد تقدمت معنا فى حديث أبى هريرة أوليس كذلك وسيأتينا لذلك شواهد متعددة فالحديث وإن كان من طريق دراج ابن سمعان عن أبى الهيثم فهو إن شاء الله بشواهده ولشواهده يرتفع إلى درجة الحسن لغيره والعلم عند الله جل وعلا.
ومما يشهد لهذه الرواية فى الجملة وأن الرجل من أهل الجنة يتمتع بأكثر من زوجتين اثنتين روايات كثيرة منها رواية سيدنا عبد الله ابن عمر رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين وهى فى مسند الإمام أحمد وسنن الترمذى ورواها الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير وأبو يعلى فى مسنده وروها ابن أبى شيبة فى مصنفه والطبرى فى تفسيره وابن مردويه فى تفسيره وابن المنذر فى تفسيره أيضا ورواها عبد ابن حميد فى مسنده والدار قطنى فى كتاب الرؤية ورواها شيخ الإسلام عبد الله ولد سيدنا الإمام أحمد ابن حنبل عليهم جميعا رحمة الله ورواها الإمام اللالكئى فى شرح أصول أهل السنة ورواها أبو الشيخ فى كتابه العظمة وهى فى حلية الأولياء وهى أيضا فى مستدرك الحاكم وشرح السنة للإمام البغوى وهى فى كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى انظروها فى آخر هذه المصادر صفحة اثنتين وخمسين ومائتين للإمام البيهقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهذه الرواية كما قلت من رواية عبد الله ابن عمر رضى الله عنه أجمعين ولفظ روايته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزوجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة هذا أدنى أهل الجنة منزلة وهناك تقدم معنا ينظر له خيمة ستون ميلا أوليس كذلك قلت مائة كيلو متر تقريبا هنا ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة هذا أدنى أهل الجنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشيا يتمتع بالنظر إلى وجه الله الجليل فى الغداة وفى العشى إلى وجهه غدوة وعشيا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة والحديث كما قلت إخوتى الكرام من رواية عبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين وهذه الرواية قال عنها الإمام الترمذى بعد أن رواها قال هذا حديث غريب وروى موقوفا يعنى على عبد الله ابن عمر وهو الراوى وروى موقوفا إذا ثبت أنها موقوفة فلها حكم الرفع فمثلها لا يقال من
قبل الرأى وفى إسناد الأثر سوير ابن أبى فاختة وهو ضعيف ورمى بالتشيع والتشيع الذى كان يرمى به بعض رواة الحديث هو تقديم على رضى الله عنه وأرضاه على من عداه من الصحابة وقلت إن أمر ذلك يسير مع شناعته وليس فى هذا التشيع طعن بأحد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وقال الإمام الهيثمى فى المجمع مجمع على ضعفه سوير ابن أبى فاختة يقول فى المجمع مجمع على ضعفه والإمام الحاكم روى هذا الحديث وصححه وقالب هذا حديث مفسر فى الرد على المبتدعة يعنى فيه اثبات رؤية الله جل وعلا وأحاديث الرؤية متواترة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وسوير لا زال الكلام للإمام الحاكم فى المستدرك وسوير يعنى ابن أبى فاختة وإن لم يخرجا له يعنى البخارى ومسلم فلم ينقم عليه إلا التشيع قال الحافظ فى الفتح فى الجزء الثالث عشر صفحة أربع وعشرين وأربعمائة أخرج الحديث الإمام الحاكم وصححه من طريق سوير عن ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين وقد استشهد بالحديث الإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وثمانين ومائة ويشهد له كما تقدم معنا ما تقدم ما سيأتى إن شاء الله وهذه الروايات إذا تضافرت ما بعضها من ضعف يتقوى بالصحيح وتتقوى أيضا ببعضها والعلم عند الله جل وعلا.
رواية ثالثة فيها أيضا هذا التقرير وهو أن الرجل يتمتع بأكثر من زوجتين فى جنات النعيم الرواية رواها الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط ورواها البزار فى مسنده ورواها شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك فى كتاب الزهد والرقائق صفحة خمسين وخمسمائة وهى فى تفسير الطبرى فى الجزء العاشر صفحة أربع وعشرين ومائة فى تفسير سورة التوبة وإذا أحد منكم عنده طبعة الشيخ أحمد شاكر فلينظرها فى الجزء الرابع عشر صفحة تسع وأربعين وثلاثمائة ورواها ابن أبى حاتم فى تفسيره وابن مردويه فى تفسيره كما ذكر ذلك الإمام السيوطى فى الدر المنثور فى الجزء الثالث صفحة سبع وخمسين ومائتين ورواها الإمام الآجورى فى النصيحة والبيهقى فى البعث صفحة ثمان وسبعين ومائة ورواها الإمام البيهقى أيضا فى كتاب شعب الإيمان والحديث من رواية صحابيين جليلين مباركين وهما أبو هريرة وعمران ابن حصين رضى الله عنهم أجمعين والذى روى الحديث عنهما هو الحسن البصرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول الحسن البصرى لقيت أبا هريرة وعمران ابن حصين رضى الله عنهم أجمعين فقلت ليتنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله فقالا له تسأله عن ماذا قال عن قول الله جل وعلا ومساكن طيبة فى جنات عدن ما المراد بهذه المساكن وما نوع الطيب فيها مساكن طيبة فى جنات عدن يعنى فى جنات إقامة باقية لا تزول ولا تفنى ومساكن طيبة فى جنات عدن والآية كما قلت من سورة التوبة ولذلك أورد الإمام الطبرى هذا الأثر فى تفسير هذه الآية وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم فقالا له أبو هريرة وعمران ابن حصين رضى الله عنهم أجمعين على الخبير سقطت لقد سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن كفيناك ما تريد وهذا السؤال نحن سألناه النبى عليه الصلاة والسلام عن تفسير هذه الآية ومساكن طيبة فى جنات عدن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيان هذه المساكن قصر فى الجنة من لؤلؤة فيها سبعون دارا من ياقوتة حمراء فى كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء فى كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة فى كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من طعام فى كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة وهم الخدم الذين يخدمون هذا الولى لله جل وعلا يعطى للمؤمن من القوة ما يأتى على ذلك كله فى غداة واحدة والحديث إخوتى الكرام رمز إليه الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى التضعيف فصدره بلفظ روى ثم قال رواه الطبرانى والبيهقى بنحو وأهمل الكلام عليه فى آخره وعلى حسب شرطه فهو ضعيف ولا شك فى إسناده ضعف لكن معناه من حيث الجملة تشهد له العمومات عن نعيم الجنات وكما قلت يقرر ما معنا من المبحث وهو أن الواحد لهأكثر من زوجة هذا المعنى تضافرت عليه روايات كثيرة صحيحة وضعيفة يعتضد بعضها ببعض فى إسناد هذا الأثر جسر ابن فرقد قال الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء السابع صفحة واحدة وثلاثين وفى الجزء العاشر صفحة عشرين وأربعمائة لأنه أورده فى كتاب التفسير فى تفسير سورة التوبة وأورده بعد ذلك فى وصف نعيم الجنة فى الجزء السابع وفى الجزء العاشر قال وفيه جسر ابن فرقد وهو ضعيف وقد وثقه سعيد ابن عامر وانظروا هذا الحديث فى كشف الأستار فى الجزء الثالث صفحة اثنتين وخمسين فى زوائد الإمام البزار لأنه تقدم معنا أن الحديث رواه البزار مع الطبرانى وغيره الحديث فيه ضعف لكن لا يصل إن شاء الله إلى درجة الترك والنكارة ومن باب أولى ألى درجة الوضع وقد بالغ الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فحكم على هذا الحديث بالوضع فتعقبه أئمتنا وردوا الحكم عليه والإمام ابن الجوزى كما تقدم معنا مرارا متساهل واسع الخطو فى التضعيف يضعف لأدنى علة وقد يضعف أحيانا ما هو صحيح ولذلك لا يعول على تضعيفه وعلى الحكم على حديث بالوضع إلا إذا
وافقه وأقره من جاء بعده من أئمتنا الكرام عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه فى كتابه الموضوعات فى الجزء الثالث صفحة اثنتين وخمسين ومائتين قال هذا حديث موضوع فى إسناده جسر ابن فرقد قال يحيى ابن معين ليس بشىء ولا يكتب حديثه فليس بشىء ولا يكتب حديثه هذا الحكم لا يقتضى أن يكون من الوضاعين كما سيأتينا وقال أبو حاتم خرج عن حد العدالة وقد يعنى وافقه فى الحكم أو حكم يعنى قريبا من حكمه الإمام ابن كثير فى النهاية فى الجزء الثانى صفحة تسع وثمانين ومائة فقال هذا حديث غريب بل الأشبه أنه موضوع فإن هذا الخبر ضعيف جدا استمع لهذه الأحكام الثلاثة غريب الأشبه أنه موضوع إنه ضعيف جدا غريب الأشبه أنه موضوع ضعيف جدا حقيقة ما جرى من الإمام ابن الجوزى وبعده الإمام ابن كثير عليهم جميعا رحمة الله من حكم على هذا الحديث بالوضع رده أئمتنا قال الإمام ابن عراق فى تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة يقول جسر لم يتهم بكذب يعنى كيف يحكم على الحديث بالوضع وجسر ابن فرقد لم يتهم بكذب.
أما جسر ابن فرقد إخوتى الكرام فروايته لا تصل إلى الوضع بحال كما قرر ذلك الإمام ابن عراق وهكذا الإمام السيوطى فى اللآلىء المصنوعة يقول الإمام الذهبى فى المغنى فى الضعفاء فى الجزء الأول صفحة ثلاثين ومائة فى ترجمته ضعفوه وشتان بين أن تقول ضعفوه وبين أن تقول إنه كذاب وضاع ضعفوه وقال عنه الإمام البخارى فى التاريخ الكبير فى الجزء الثانى صفحة ست وأربعين ومائتين ليس بذاك وهذه ليست من يعنى من ألفاظ التجريح التى تقتضى بأن يكون الراوى وضاعا وأن تكون روايته موضوعة ليس بذاك وقال الحافظ ابن حجر فى لسان الميزان فى الجزء الثانى صفحة خمس ومائة كان أبو حاتم كان صالحا وليس بالقوى وقال البزار كما فى كشف الأستار نقل الإمام الهيثمى كلام البزار فقال لا نعلم أحدا رواه مرفوعا إلا عمران ابن حصين وأبا هريرة من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين ولا نعلم لهما طريقا إلا هذا يعنى من طريق جسر ابن فرقد وجسر لين الحديث هذا ليس كما قلت مما يحكم به على رواية الراوى بالوضع وجسر لين الحديث وقد حدث عنه أهل العلم ولا يصح سماع أبى هريرة ولا يصح سماع الحسن عن أبى هريرة من رواية الثقات.
فى الحقيقة سماع الحسن من أبى هريرة مختلف فيه هذا كسماع الحسن من سمرة ابن جندب رضى الله عنهم أجمعين سماع مختلف فيه هل سمع الحسن البصرى من أبى هريرة ثبت التصريح فى سنن النسائى فى حديث المختلعات أن الحسن البصرى قال لم أسمع هذا الحديث إلا من أبى هريرة صرح بالسماع قال الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى الجزء الثانى صفحة سبعين ومائتين وفى هذا دلالة على أن الحسن سمع من أبى هريرة فى الجملة ثبت لقاؤه به وثبت سماعه منه لكن لعله سمع منه حديثا وحديثين هذا موضوع آخر لكن هذا يصرح به الحسن بالسماع وقال لم أسمعه إلا من أبى هريرة لم أسمع هذا إلا من أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه.
إذن إخوتى الكرام: يقول البزار فيه جسر ويقول لم يثبت عند الثقات سماع الحسن من أبى هريرة قلت ثبت فى الجملة سماع الحسن من رواية أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين وجسر ابن فرقد تصحف ضبطه فى تفسير الطبرى فبدل جسر كتب حسن ابن فرقد وهذا خطأ فى الطباعة حسن ابن فرقد هو جسر ابن فرقد كما تقدم معنا جسر إلى حسن وتصحف فى كتاب الزهد والرقائق لشيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك هناك جسر أو جعفر وهذا خطأ فى الطباعة هو جسر ابن فرقد كما تقدم معنا فالقول بأنه حسن خطأ القول أنه جسر أو جعفر خطأ إذن الحديث كما قلت إخوتى الكرام لا يصل إن شاء الله إلى درجة الوضع نعم فيه ضعف وله شواهد بإذن الله جل وعلا والحديث أورده الإمام الغزالى فى الإحياء وخرجه شيخ الإسلام الشيخ عبد الرحيم الأثرى فى تخريج أحاديث الإحياء انظروا الجزء الرابع صفحة اثنتين وعشرين وخمسمائة وهو فى شرح الإحياء فى الجزء العاشر صفحة ثلاثين وخمسمائة لكن من طريق آخر من غير طريق جسر ابن فرقد هناك روى رواه الآجورى من طريق الحسن ابن خليفة عن الحسن البصرى عن أبى هريرة وعمران ابن الحصين ولذلك قال شيخ الإسلام الإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء الحسن ابن خليفة يقول الحسن ابن خليفة قال أبو حاتم يقول قال أبو حاتم لا أعرفه الحسن ابن خليفة غير جسر ابن فرقد قال أبو حاتم لا أعرفه قال العراقى والحسن لم يسمع من أبى هريرة على قول الجمهور هذا فى تخريج أحاديث الإحياء والحديث لا يصح قال الإمام ابن حجر فى اللسان معلقا على كلام شيخه شيخ الإسلام الحافظ العراقى عليهم جميعا رحمة الله قال كذا قال شيخنا فى تخريج أحاديث الإحياء يعنى قال أبو حاتم عن الحسن ابن خليفة لا أعرفه كذا قال ولم أره فى كتاب ابن أبى حاتم الحافظ يقول أنا ما رأيت للحسن ابن خليفة ذكرا فى كتاب الجرح والتعديل لابن أبى حاتم أنا أقول إنه مذكور فى الجرح والتعديل فى الجزء الثالث صفحة عشرة لكن بيض له ابن
أبى حاتم فيما نقله عن والده لذلك بعد أن ذكر الحسن ابن خليفة قال روى عن نقاط هذا معنى بيض له ولا يتكلم عليه روى عن وانتهى بيض له ابن أبى حاتم ولم يتكلم عليه لكن هو مذكور فى الجرح والتعديل فلعل هذا التبييض هو الذى دعى شيخ الإسلام الإمام العراقى أن يقول قال أبو حاتم لا أعرفه ولو قال بيض له لكان أدق وقول الإمام ابن حجر إنه يعنى لا يوجد هذا الكلام فى الجرح والتعديل لابن أبى حاتم كما قلت لكم مذكور فى الجزء الثالث صفحة عشرة والعلم عند الله والمعلق على كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر جوز المعلق على اللسان أن يكون الحسن ابن خليفة جوز أن يكون هو جسر ابن فرقد وقال الخليفة نسب إلى بعض أجداده فبقى ماذا عندنا جسر الحسن كما تصحف فى بعض الروايات فى تفسير الطبرى الحسن جوز يقول فيما يبدو لى أنه أيضا يوجد تصحيف فى ضبطه يقول يجوز ما أجزم الحسن ابن خليفة بيض له ابن أبى حاتم لا يوجد له ترجمة المعلق والنسخة مطبوعة فى الهند يقول يمكن أن يكون الحسن ابن خليفة هو جسر ابن فرقد ولم ينسب إلى أبيه إنما خليفة هذا بعض أجداده ونسب إلى بعض أجداده والعلم عند الله.
خلاصة الكلام: الرواية ضعيفة كما نص على ذلك شيخ الإسلام الإمام المنذرى وغيره والإمام الهيثمى فقال جسر ابن فرقد ضعيف مع أنه وثقه سعيد ابن عامر وغيره لكن لا تصل الرواية إلى الوضع بحال وفيها شاهد لما ذكرته وهو أن كل ما يدخل الجنة يتمتع بأكثر من زوجتين حيث يعطى لكل واحد كما تقدم معنا قصرا فى الجنة من لؤلؤة فيها سبعون دارا من ياقوتة حمراء فى كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء فى كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة إلى آخر الحديث فإذن يحصل للمؤمن أكثر من زوجتين فى الآخرة والعلم عند الله جل وعلا.
وهذا المعنى إخوتى الكرام ثابت أيضا فى أحاديث كثيرة منها ما رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط والأثر رواه الإمام ابن مردويه فى تفسيره كما فى الدر المنثور فى الجزء السادس صفحة تسع ومائة وانظروه فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وقال الإمام الهيثمى فى المجمع لأن الرواية فى معجم الطبرانى الأوسط فى الجزء العاشر صفحة ثمانى عشرة وأربعمائة فيه سعد زربى وهو ضعيف وسعد ابن زربى قال عنه الإمام الذهبى فى الكاشف فى الجزء الأول صفحة خمس وثمانين ومائتين ضعفوه وهو من رجال الترمذى ضعفوه وهو من رجال الإمام الترمذى عليهم جميعا رحمة الله ولفظ الحديث من رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه يقول أنس حدثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنى جبريل على نبينا عليه الصلاة والسلام قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بمعانقة والمصافحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبإى بنان تعاطيه أى تعاطيه المصافحة والمعانقة بإى بنان تعاطيه وهى عقد الأصابع بإى بنان تعاطيه لو أن بعض بنانها بدى لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر تقدم معنا هذا المعنى ثابت فى الصحيحين من رواية أنس رضى الله عنه المتقدمة لو بدت لأضاءت ما بين السماء والأرض ولحجب ضوؤها ضوء الشمس فبإى بنان تعاطيه يعنى المعانقة والمصافحة لو أن بعض بنانها بدى لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينا هو متكىء معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فيظن أن الله جل وعلا قد أشرف على خلقه سبحانه وتعالى فإذا حوراء تناديه يا ولى الله أما لنا فيك من دولة أى من نصيب كما هذه تتمتع بك ينبغى أن يتمتع بك سائر نسائك الحسان أن تتداول بيننا وأن نتداولك ولا تكون مقصورا ومحصورا على واحدة لذلك قال تداولته الأيدى إذا أخذته هذه مرة وهذه مرة وهذه مرة ومنه صار المال دولة أى يتداولونه يكون مرة
عند هذا ومرة عند هذا يا ولى الله أما لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتى قال الله تبارك وتعالى ولدينا مزيد لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد فيتحول عندها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينا هو متكىء معها على أريكته وإذا حوراء أخرى هذه ثالثة الآن زادت على الثنتين تناديه يا ولى الله أما لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتى قال الله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة رواه الطبرانى فى الأوسط ورمز الإمام المنذرى أيضا لضعفه صدره بلفظ روى وقلت فيه زربى كما قلت إخوتى الكرام سعد ابن زربى وهو ضعيف كما قال الإمام الهيثمى فى مجمع الزوائد والآثار فى ذلك كثيرة منها ما هو من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام ومن ما هو من كلام السلف الكرام من الصحابة والتابعين له بإحسان فمن الآثار التى أريد أن أذكر أثرين ضمن هذه الأحاديث ثم ننتقل إلى حديث صحيح ثابت فى الصحيحين إن شاء الله من هذه الآثار أثر كعب الأحبار وكعب الأحبار هو من أئمة التابعين الأبرار وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ولم ير نبينا عليه الصلاة والسلام وهو كعب ابن ماتع الحميرى المعروف بكعب الأحبار حديثه مخرج فى السنن الثلاثة فى سنن أبى داود والنسائى والترمذى ورى له الإمام ابن ماجة لكن فى تفسيره لا فى سننه وورد له ذكر فى صحيح مسلم من رواية أبى هريرة عن كعب وورد له ذكر فى صحيح البخارى من حديث بين كعب ومعاوية ابن أبى سفيان رضى الله عنهم أجمعين دون أن يروى عنه البخارى حديثا مرفوعا إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فهو له رواية مرفوعة فى الكتب الثلاثة أبى داود والترمذى والنسائى وابن ماجة فى تفسيره وله ذكر فى صحيح مسلم وله ذكر فى صحيح البخارى كعب الأحبار وهو ثقة كما قرر الحافظ ابن حجر فى التقريب ثقة مخضرم وقال الإمام الذهبى فى
ترجمته فى السير فى الجزء الثالث صفحة تسعين وأربعمائة كان حسن الإسلام متين الدين من نبلاء العلماء وعليه ما يتكلم بعض الناس فيه وأنه كان يهوديا فأسلم لكن أراد أن يدس أخبار اليهودية فى الإسلام هذا كله من الضلال والأوهام لا ينبغى أن يخطر ببال عباد الرحمن عبد قانت صالح كعب الأحبار وعاش على ما يزيد على مائة سنة وتوفى أواخر خلافة سيدنا عثمان رضى الله عنه وعن الصحابة الكرام له حديث مع معاوية كما تقدم معنا فى صحيح البخارى ليس فى أيام خلافته لكن موته كان فى آخر خلافة عثمان رضى الله عنهم أجمعين وكان يقول كما فى طبقات ابن عساكر لأن أبكى قطرة من خشية الله أحب إلى من أتصدق بوزنى ذهبا فاسمع إلى هذا الأثر من رواية كعب الأحبار والإسناد صحيح إليه لكن من كلامه وهذا لا يقال فيه حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام لأنه احتمال أنه أخذه عن أخبار أهل الكتاب وكان يحدث بما فى تلك الصحف على كل حال يقال هذا من الأخبار السماوية إما يعنى مما أخذه عن الصحابة عن خير البرية علي نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وإما عما فى الكتب السابقة لكن تشهد له الأصول التى بين أيدينا من ديننا الثابت الصحيح.
الأثر رواه ابن أبى شيبة فى المصنف فى الجزء الثالث عشر صفحة ست ومائة ورواه هناد ابن الثرى فى الزهد فى الجزء الأول خمس وخمسين عن كعب الأحبار رحمة الله ورضوانه عليه وعلى المسلمين أجمعين قال لو أن امرأة من نساء أهل الجنة بدى معصمها والمعصم هو موضع السوار من الساعد يقال له معصم لو بدى معصمها لأذهب ضوء الشمس وهذا المعنى تقدم معنا ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام لو أن امرأة من نساء أهل الجنة بدى معصمها لأذهب ضوء الشمس وفى رواية فى كتاب الزهد لعبد الله ابن المبارك عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا عن كعب الأحبار قال لو أن يدا من الحوراء تتدلى ببياضها ولو أن خواتيمها دليت لأضاءت لها الأرض كما تضىء الشمس لأهل الدنيا ثم قال كعب إنما قلت يدها يعنى لو أن يدها تدلت خواتيمها تدلت فكيف بالوجه ببياضه وحسنه وجماله وتاجه بياقوته ولؤلؤه وزبرجده يعنى اليد لو دليت الخواتيم النور الذى يتلألأ فيها يذهب ضوء الشمس وأجمل من ضوء الشمس فى الدنيا فكيف لو بدا الوجه وما فيه من نور وما على الرأس بعد ذلك من تاج بهذه الجواهر الكريمة طيب وماذا فى النار قال ولو أن دلوا من غسلين دليت لمات من ريحها ما بين المشرق والمغرب ولو أن دلوا من غسلين الذى هو طعام أثيم وخيم لا يأكله إلا الخاطئون ولو أن دلوا من غسلين دليت لمات من ريحها ما بين المشرق والمغرب هذا الجمال الذى يكون فى نساء أهل الجنة.
إخوتى الكرام: كما قلت لكل رجل أكثر من زوجتين قطعا وجزما والأخبار فى ذلك كثيرة..
هذا أثر ثان عن بعض السلف الكرام وهو أيضا مخضرم ككعب الأحبار وهو كثير ابن مرة ثقة أدرك سبعين بدريا وقد وهم من عده من الصحابة وقد روى له البخارى لكن فى جزء القراءة خلف الإمام لا فى صحيحه وأخرج حديثه أهل السنن الأربعة قال الإمام الذهبى قلت عداده فى المخضرمين ككعب الأحبار أدرك الجاهلية والإسلام ولم ير نبينا عليه الصلاة والسلام إنما أدرك سبعين من أهل بدر انظروا ترجمته الطيبة فى تهذيب التهذيب وفى تذكرة الحفاظ فى الجزء الأول صفحة واحدة وخمسين وفى سير أعلام النبلاء فى الجزء الرابع صفحة ست وأربعين يقول كثير ابن مرة إن من المزيد لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد إن من المزيد فى الجنة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ما تريدون يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم قال فلا يدعون بشىء إلا أمطرتهم والأثر ثابت عن كثير ابن مرة فى كتاب الزهد والرقائق لشيخ الإسلام ابن المبارك صفحة سبعين ورواه عبد الملك ابن حبيب فى كتاب أخبار الفردوس ورواه ابن أبى حاتم كما فى الدر المنثور فى الجزء السادس صفحة تسع ومائة قال كثير ابن مرة والله لئن أشهدنى الله ذلك إذا من على بالجنة ومرت على السحابة وقالت يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم لئن أشهدنى الله ذلك لأقولن لها أمطرى علينا جوارى مزينات الشاهد كما قلت لكل واحد أكثر من زوجتين ما عنده يريد الزيادة عليه يقول إذا مرت على هذه السحابة وقالت ماذا تريدون أن أمطركم يقول أمطرى جوارى مزينات وكما قلت إخوتى الكرام إذا شوقنا الله إلى ما عنده من إكرام فمن الكمال فينا أن نشتاق لذلك وأن نتطلع إليه ونسأل الله أن يكتب لنا من ذلك النصيب الأوفى أنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين أمطرى علينا جوارى مزينات وكما قلت بعد هذين الأثرين أذكر خبرا فى الصحيحين وهو فى أعلى درجات الصحة وفيه دلالة واضحة ظاهرة على أن المؤمن يتمتع بأكثر من زوجتين ولذلك قلت لا منافاة بين الأعداد ولا منافاة بين
القليل والكثير لدخول القليل فى الكثير والعلم عند الله الجليل.
ثبت فى المسند والصحيحين والحديث فى سنن الترمذى ورواه ابن أبى شيبة فى مصنفه ورواه عبد ابن حميد فى مسنده وابن مردويه فى تفسيره وابن حبان فى صحيحه وأبو الشيخ فى كتاب العظمة فى صفحة ست وستين ومائتين ولفظ الحديث من رواية أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه وأرضاه وكما قلت إنه فى الصحيحين عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال إن للمؤمن فى الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها فى السماء ستون ميلا وفى رواية عرضها ستون ميلا وإذا كان عرضها ستون ميلا فالغالب أن يكون الطول أكثر وقلت ستون ميلا يعنى قرابة مائة كيلو متر طول الحجرة عرضها إذا قلت إنها مربعة يعنى مائة كيلو متر فى مائة كيلو متر حجرة خيمة من لؤلؤة مجوفة للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا أخرجه البخارى ومسلم وفى رواية الترمذى إن فى الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا إخوتى الكرام الميل كيلو متر واحد كيلو كما قلت وقرابة الربع يعنى لو قلت ستون تقارب المائة تصبح معنا مائة كيلو أوليس كذلك ستون ميلا مائة كيلو عرضها ستون ميلا فى كل زاوية منها للمؤمن أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم وفى رواية ذكرها رزين إن فى الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا ما فيها وصم ولا فصم أما الوصم فهو الصدع والعيب أى ما فيها عيب ولا فيها نقص وأما الفصم فهو الكسر من غير فصل إذا كسر الشىء ولم يبن ولم ينفصل يقال له فصم إذا ما أبين فصم ما فيها وصم ولا فصم يعنى لا عيب ولا كسر فى كل زاوية منها للمؤمن أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه فى جنة عدن.
إخوتى الكرام: كما قلت الحديث ثابت فى الصحيحين وغيرهما بعد هذه الأحاديث عندنا حديث طويل لعله سيأخذ صفحتين وقد تأخذ قراءته ساعة مع شىء من التعليق عليه وهو من رواية سيدنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه وإسناده صحيح أتكلم عليه فى أول الموعظة الآتية إن شاء الله ففيه وصف لنساء أهل الجنة وفيه أيضا بيان ما يغدق الله على عباده المؤمنين من الجود والفضل والكرم فى جنات النعيم وفيه أيضا إظهار لعدل الله جل وعلا فى عرصات الموقف وساحة الحساب هذا الحديث بطوله ومحل الشاهد منه الذى يتعلق بمبحثنا وصف النساء الحسان فى غرف الجنان لكن الحديث حقيقة مما ينبغى يعنى أن ينتبه له المؤمن لأنه جمع هذه الأمور فيما يتعلق بما يقع فى الفصل ثم بإكرام الله لأوليائه فى دار كرامته ومن جملة ذلك ما فى الحور الحسان من صفات كريمة فى غرف الجنان الحديث كما قلت يأتينا الكلام عليه إن شئتم أن تنظروه فى مجمع الزوائد ونتدارسه إن شاء الله فى الموعظة الآتية إنما إن شئتم أن تراجعوه وأن يعنى تستحضروه قبل الموعظة الآتية فى الجزء العاشر صفحة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وسيأتينا من رواه وإسناده صحيح كما قلت فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة ثلاث وأربعين وثلاثمائة أتكلم على هذا الحديث إن شاء الله مع سرده فى الموعظة الآتية إن أحيانا الله ليبقى علينا بعد ذلك بيان كما تقدم معنا عددهن حسبما نقل عن أئمتنا ثم بقى معنا بيان غنائهن ثم بيان لذة التمتع بهن لعلنى أنتهى من هذا بإذن الله فى الموعظة الآتية لننتقل بعد ذلك إلى الحكمة الخامسة إن أحيانا الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.
اللهم اغفر لمشياخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.
اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه، اللهم اغفر لمن جاوره من المسلمين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.