الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غناء الحوريات في الجنات
(بحث)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
غناء الحوريات في الجنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
لازلنا نتدارس مقاصد النكاح والحكمة من مشروعيته وإباحته ونحن لا زلنا نتدارس أيضا الحكمة الرابعة من حكمه ألا وهى تذكر لذة الآخرة وقد تقدم معنا أن هذه اللذة محبوبة إلى النفس وهى أعظم اللذائذ الحسية فى الحياة الدنيوية والنفس البشرية تتعلق بها مع ما فيها من آفات فإذا كان الإنسان عاقلا يتعلق بهذه الشهوة ويتطلع إليها فى نعيم الجنات فليس هناك فيها آفة من الآفات وتقدم معنا أن شهوات الدنيا تناسب الحياة الدنيا كما أن النعيم الذى فى الآخرة يناسب الدار الآخرة وتقدم معنا أن ما فى الجنة لا يشبه ما فى الدنيا إلا فى الأسماء كما أن ما فى الدنيا لايشبه ما فى الجنة إلا فى الأسماء ولذلك إخوتى الكرام إذا كان الإنسان عاقلا وعلم ما فى الجنة من نعيم عظيم أعده الله لعباده المتقين تطلع إلى ذلك واشتاق إليه وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحثنا على هذا ويحرضنا على التطلع إلى ما أعد الله جل وعلا لأوليائه وأحبابه المؤمنين فى جنات النعيم.
ثبت فى سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان والحديث عزاه إليهما الإمام العراق فى تخريج أحاديث الإحياء ورواه الإمام ابن أبى الدنيا والبزار والبيهقى أيضا كما فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة خمس عشرة وخمسمائة وأما رواية البيهقى فانظروها فى كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى فى صفحة ثلاث وثلاثين ومائتين وانظروها فى كتاب الأسماء والصفات له فى صفحة سبعين ومائة والحديث رواه أيضا أبو يعلى والإمام الطبرانى فى معجمه الكبير ورواه أبو نعيم فى كتاب صفة الجنة ونعيمها فى صفحة خمسين ورواه الإمام أبو بكر ابن أبى داود عليهم جميعا رحمة ربنا فى كتاب البعث صفحة واحدة وستين وهو فى كتاب التاريخ الكبير للإمام البخارى وفى كتاب المعرفة والتاريخ للإمام الفسوى ورواه الإمام الرويانى فى مسنده ورواها الإمام الراما هرمزى فى الأمثال كما فى جمع الجوامع للإمام السيوطى فى الجزء الأول صفحة ثمان وخمسين وثلاثمائة والحديث رواه الإمام البغوى فى شرح السنة فى الجزء الخامس عشر صفحة ثلاث وعشرين ومائتين ورواه الإمام الضياء المقدسى فى كتاب صفة الجنة أيضا ورواه ابن أبى حاتم فى تفسيره كما فى تفسير ابن كثير فى الجزء الثالث صفحة خمس وسبعين وخمسمائة ولفظ الحديث من رواية حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه سيدنا أسامة ابن زيد رضى الله عنهم أجمعين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ألا هل مشمر للجنة مستعد بازل ما فى وسعه لدخول جنة ربه ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هى ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة فى مقام أبدا إقامة دائمة فى مقام أبدا فى حمرة نضرة وفى دور عالية سليمة بهية هل فيكم من يشمر للجنة فيها هذه الأوصاف فقال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين نحن المشمرون لها يا رسول الله عليه الصلاة والسلام قالوا قولوا إن شاء الله فقالوا إن شاء الله
ثم ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم الجهاد وحض عليه إن الجنة لا خطر لها يعنى لا عوض عنها ولا مثل لها لا يوجد ما يماثلها ولا ما يعوض عنها إن الجنة لا خطر لها والمعلق على الترغيب والترهيب فى طبعته الأولى وطبعته الأخيرة مصطفى محمد عمارة وهكذا محى الدين عبد الحميد ضبط لا خطر لها لا حظر لها ثم قال لا منع لها وهذا خطأ لا خطر لها كما قلت لا عوض لها ولا مثل لها كما فى النهاية فى غريب الحديث للإمام ابن الأثير عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فإن الجنة لا خطر لها لا عوض لها لا مثل لها لا يوجد ما يشبهها ولا ما يعوض عنها ما دون الجنة من غنى وما بعدها من فاقة إذا حصل الإنسان الجنة فليس هناك فاقة تصيبه وإذا لم يحصلها فلو حصل الدنيا بما فيها فلا ينال وصف الغنى ما دونها من غنى ولا بعدها من فاقة فإن الجنة لا خطر لها والحديث إخوتى الكرام مروى من رواية محمد ابن مهاجر الأنصارى عن الضحاك المعافرى عن سليمان ابن موسى الأشدق عن كريب مولى سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين عن أسامة ابن زيد رضى الله عنهم أجمعين أما محمد ابن مهاجر الأنصارى الشامى فهو ثقة وهو من رجال البخارى فى الأدب المفرد وصحيح مسلم والسنن الأربعة محمد ابن مهاجر الأنصارى وأما الضحاك المعافرى هذا الذى لم يوثقه إلا ابن حبان وهو من رجال الإمام ابن ماجة القزوينى فقط لم يخرج له أهل الكتب الستة إلا ابن ماجة وتقدم معنا الحديث في سنن ابن ماجة وهو أول من خرج هذا الحديث فيما ذكرت وقلت رواه أيضا الإمام ابن حبان وأودعه فهو صحيح عنده لأنه وثقه والحافظ ابن الحجر فى التقريب يقول مقبول وتقدم معنا أن الحافظ يطلق هذا أيضا على من لم يرو عنه إلا راو واحد فإن توبع فهو محتج بحديثه وإلا فلا والإمام ابن حبان يطلق التوثيق كما تقدم معنا على من روى عنه واحد إذا لم يعرف عنه جرح كما تقدم معنا هذا وهنا الإمام ابن حبان وثقه لا يوجد من حوله كلام من رجال الإسناد
إلا الضحاك المعافرى.
قال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب لم أقف على جرح وتعديل فيه لغير ابن حبان يعنى ما أحد تكلم عليه من أئمتنا لا فى جرح ولا فى تعديل إلا ابن حبان فقد وثقه لغير ابن حبان وهو عداد المجهولين لأن الجهالة لا ترتفع عن الراوى إلا إذا روى له راويان ولم يرو عن الضحاك إلا محمد ابن مهاجر الأنصارى وتقدم معنا هو ثقة من رجال مسلم وغيره لكن ما روى محمد ابن مهاجر الأنصارى عن الضحاك المعافرى ولذلك وثقه ابن حبان وعلى تعبير الإمام المنذرى هو فى عداد المجهولين والإمام ابن حجر يقول إنه مقبول والحديث لا يوجد فقرة من فقراته إلا ولها شواهد ونعيم الجنة كذلك يعنى هذا وصف الجنة كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام فى هذا الحديث وإن كان فيه هذا الراوى وهو مقبول وما ارتفعت عنه الجهالة وقد وثقه الإمام ابن حبان عليهم جميعا رحمة ذى الجلال والإكرام فمعنى الحديث ثابت فى أحاديث كثيرة الجنة لا خطر لها هى نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة إلى آخر الأوصاف هذا وصف الجنة هذا وصف الجنة لكن من ناحية الإسناد كما قلت الضحاك المعافرى لم يرو عنه من أهل الكتب الستة إلا الإمام ابن ماجة وقد وثقه الإمام ابن حبان عليهم جميعا رحمة ذى الجلال والإكرام أما شيخ الضحاك المعافرى وهو كما سليمان ابن موسى الأشدق فهو أيضا من رجال مسلم والسنن الأربعة وهو صدوق فقيه نعم فى حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل لكن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله وأما كريب مولى سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين فهو ثقة وحديثه فى الكتب الستة وخلاصة الكلام لا يوجد فى الإسناد من تُكُلِمَ فيه إلا الضحاك المعافرى لم يرو عنه إلا محمد ابن مهاجر الأنصارى الشامى والحديث إن شاء الله معناه كما قلت ثابت صحيح فى أحاديث كثيرة تصف الجنة بما فى هذا الحديث.
إذن أخوتى الكرام ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها لا يوجد شىء يعدلها لا يوجد شىء يماثلها ونسأل الله أن يمن علينا بدار كرامته ورضوانه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتى الكرام: كما قلت إن الشهوات فى هذه الحياة مع ما فيها من نقائص وآفات تحرك همم العقلاء إلى نعيم الجنات فالشهوات هناك كاملات كاملات لا نقص فيها بوجه من الوجوه وكنا إخوتى الكرام نتستعرض وصف نساء الجنة كما ورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام وتقدم معنا وصفهن كما تقدم معنا عددهن وقلت أتكلم فى هذه الموعظة على أمرين اثنين على غنائهن وعلى لذة وصالهن والاتصال بهن وأختم الكلام على الحكمة الرابعة من حكم النكاح بهذين الأمرين لننتقل إلى الحكمة الخامسة ألا وهى ارتفاق كل من الزوجين بصاحبه وبأهل زوجه وأقاربه وعشيرته غناء الحور العين ونساء أهل الجنة من النساء المؤمنات الطيبات الطاهرات وماذا يحصل بعد ذلك من لذة عند وصالهن والاتصال بهن.
إخوتى الكرام: أهل الجنة كما أخبرنا الله عنه فى شغل لكن هذه الشغل ليس فى تعب وعناء وكد ونصب فى شغل فاكهون إن أصحاب الجنة فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم قول الله جل وعلا فى شغل فاكهون فاكهون جمع فاكه وهو من طيب النفس ضحوكا نفسهم طيبة وجوههم مشرقة ابتساماتهم واضحة ظاهرة ضحكهم موجود وهذا حال المسرور كما قال الله جل وعلا فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون فهم كانوا يبكون فى هذه الحياة تعظيما لرب الأرض والسماوات وكانوا يخافون من ولا يجمع الله على عبد خوفين كما لا يجمع له أمنين ومن بكى هنا ضحك هناك ومن ضحك هنا بكى هناك إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون نفوسهم طيبة يضحكون وهم أيضا فرحون يتعجبون بما من الله به عليهم من النعيم العظيم فى دار كرامته إذن نفوسهم طيبة ضحكهم موجود وابتساماتهم ظاهرة ثم بعد ذلك هم فرحون بهذا النعيم معجبون بما من به عليهم ربهم الكريم.
وقيل فاكهون جمع فاكه كما قلت أى ذو فاكهة وهى صيغة نسب على غير القياس كما يقال لابن وتامر إذا كان يبيع التمر فنسب إليه ويبيع اللبن فنسب إليه لابن تامر وهنا فاكه إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون أى عندهم فاكهة كثيرة يتنعمون بها والمعانى كلها حاصلة فى أهل الجنة إذا كانوا فى تلك الدار الكريمة العظيمة فهم فرحون يضحكون مسرورون معجبون بما من به عليهم الحى القيوم وعندهم فاكهة كثيرة إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هذا الشغل شامل لكل نعيم يتمتع به أهل الجنة فى الجنة ومن جملة ذلك ما نقل عن جم غفير من سلفنا الكرام قالوا فى شغل فاكهون شغلهم قالوا الطرب بغناء القاصرات الأبكار ويغنين وسيأتينا هذا بالأحاديث الصحيحة يغنين لأزواجهن فى غرف الجنان الطرب بغناء القاصرات الأبكار والتمتع بفضهن باستمرار فكلما اتصل بها عادت بعد ذلك بكرا وهكذا كلما جاءها وجدها بكرا يتمتع بغنائها يتمتع بفضها والاتصال بها.
ومن جملة الشغل الذى يتفكه به ويتنعم به أهل الجنة النظر إلى وجه العزيز الغفار وهو أعلى النعيم إذن يسمعون غناء الأبكار يشتغلون بفضهن باستمرار يتمتعون بلذة النظر إلى وجه العزيز الغفار سبحانه وتعالى وهذه المعانى كلها منقولة عن سلفنا الأبرار انظروا إن شئتم هذه الأقوال فى زاد المسير للإمام ابن الجوزى فى الجزء السابع صفحة سبع وعشرين وتفسير الإمام ابن كثير فى الجزء الثالث صفحة خمس وسبعين وخمسمائة وانظروا روح المعانى للإمام الألوسى فى الجزء الثالث والعشرين صفحة أربع وثلاثين وانظروا آثار السلف فى ذلك فى الدر المنثور فى الجزء الخامس صفحة ست وستين ومائتين عند هذه الآية من سورة يس إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون يتمتعون كما قلت بغناء القاصرات الأبكار يتمتعون بفضهن والاتصال بهن باستمرار يتمتعون بلذ النظر إلى وجه العزيز الغفار هذا المنقول عن سلفنا الأبرار رضوان الله عليهم أجمعين.
موضوعنا كما قلت غناؤهن ولذة وصالهن والاتصال بهن..
أما غناؤهن فيغنين بصوت رطب شجى ندى يطرب له أهل الجنة عندما يحصل من نساء أهل الجنة من الحوريات ومن النساء المؤمنات وقد أخبرنا نبينا خير البريات عليه صلوات الله وسلامه عن غناء النساء الطاهرات المطهرات المقصورات القاصرات فى غرف الجنة لأزواجهن ثبت الحديث بذلك من رواية عدة من الصحابة الكرام بعض هذه الأحاديث صحيح على انفراده وبعضها فيه ضعف ينجبر بالشواهد الصحيحة الثابتة فى هذا المعنى والعلم عند الله.
من هذه الأحاديث حديث سيدنا عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما وهو فى معجم الطبرانى الأوسط والصغير كما فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة تسع عشرة وأربعمائة والحديث قال عنه الإمام الهيثمى فى المجمع رجاله رجال الصحيح وكذلك قال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة ثمان وثلاثين وخمسمائة قال رواته محتج بهم فى الصحيح حديث عبد الله ابن عمر ورواه مع الطبرانى فى معجمه الأوسط والصغير أبو نعيم والضياء المقدسى كلاهما فى كتاب صفة الجنة فأبو نعيم له كتاب صفة الجنة وهكذا الضياء المقدسى له كتاب صفة الجنة رويا هذا الحديث عن عبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين فهو فى معجم الطبرانى الكبير والأوسط وكتاب صفة الجنة لأبى نعيم وكتاب صفة الجنة للإمام الضياء المقدسى وإسناد الحديث صحيح عن عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان الخيّرات والخيرات بالتثقيل والتخفيف كما تقه هيّن هين ليّن لين هذا مستعمل فى لغة العرب التخفيف من أجل التسهيل فى النطق هيّن تقول هين ليّن لين خيّر خير نحن الخيّرات الحسان نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان هذا من غناء أهل الجنان نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان أى بقرة أعين بعيون قريرة مسرورة وهذا لو علمه الإنسان لزوجته فى هذه الحياة لتغنى له به فهذا من الغناء المحبوب المشروع نحن الخيّرات الحسان نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان وإن مما يغنين به أيضا نحن الخالدات فلا نمتن لا يعترينا موت نحن الخالدات فلا نمتن نحن الآمنات فلا نخفن نحن المقيمات فلا نظعن طوبى لكن كنا له وكان لنا هذا من غناء الحوريات والنساء المؤمنات فى غرف الجنات لأزواجهن نحن الخيّرات الحسان نحن الخيرات الحسان أزواج
أقوام كرام ينظرون بقرة أعيان نحن الخالدات فلا نمتن نحن الآمنات فلا نخفن نحن المقيمات فلا نظعن أى لا نرتحل ولا نفارق تبقى فى مكانها ولا تفارق حجرتها قاصرة مقصورة طوبى لمن كنا له وكان لنا والحديث كما قلت إسناده صحيح إخوتى الكرام.
رواية ثانية رواية سيدنا أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه رواه الإمام ابن أبى الدنيا والطبرانى فى معجمه الأوسط انظروا المكان المتقدم فى مجمع الزوائد والحديث رواه الإمام أبو بكر ابن أبى داود فى كتاب البعث صفحة ثلاث وستين ورواه سمويا فى فوائده وإسناد الأثر كما قال الإمام الهيثمى فى المجمع كما قلت فى المكان المتقدم فى الجزء العاشر صفحة تسع عشرة وأربعمائة قال رجاله وثقوا وقال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى المكان المتقدم أيضا إسناده مقارِب وتقدم معنا بصيغة الفاعل والمفعول مقارِب ومقارَب رجال الإسناد يقاربون غيرهم فى الحفظ فالإسناد مقارِب رجا الإسناد يقاربهم غيرهم فى الحفظ فهو مقارَب إسناده مقارِب إسناده مقارَب والحديث رواه الإمام البيهقى فى البعث فى صفحة سبع وعشرين ومائتين ورواه الإمام ابن أبى شيبة فى المصنف فى الجزء الثالث عشر صفحة ست ومائة لكنه موقوف على أنس رضى الله عنه وله حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وبقية التخريجات كلها عن أنس مرفوعة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ورواه الإمام أبو يعلى كما فى المطالب العالية للحافظ ابن حجر فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وأربعمائة ورواه الإمام ابن مردويه فى تفسيره فى الجزء السادس صفحة خمسين ومائة والإمام ابن مردويه رواه من طريق الحسن ابن داود المنكدرى كما فى نخريج أحاديث الإحياء للإمام العراقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى الجزء الرابع صفحة ست وعشرين وخمسمائة وقال قال البخارى يتكلمون فيه وقال ابن عدى أرجو أنه لا بأس به والحسن ابن داود حكم عليه الحافظ ابن حجر فقال لا بأس به تكلموا فى سماعه من المعتمر وهو
من رجال سنن النسائى وابن ماجة القزوينى وتوفى سنة سبع وأربعين ومائتين للهجرة والطرق متعددة وتقدم معنا كلام الهيثمى رجاله وثقوا ويشهد لحديث أنس حديث عبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين ولفظ حديث أنس رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن الحور العين فى الجنة يغنين والمراد من الغناء عذوبة الصوت بهذا الكلام الحسن الذى لا يشتمل على فحش وخنى إن الحور العين فى الجنة يغنين يقلن نحن الحور الحسان وفى رواية نحن الجوارى الحسان نحن الحور الحسان نحن الجوارى الحسان هدينا لأزواج كرام حببنا لأزواج كرام خبئنا لأزواج كرام نحن الحور الحسان نحن الجوارى الحسان هدينا لأزواج كرام خبئنا لأزواج كرام حببنا لأزواج كرام هذا مما يغنى به الحور الحسان والمؤمنات الكريمات فى غرف الجنان لأزواجهن حقيقة هذه لذة مطربة سيأتينا ما يحصل لها من أثر فى نفوس المؤمنين عند سماع هذا الصوت العذب الرطب الندى الشجى من هؤلاء النساء الطاهرات القاصرات المقصورات المطهرات نسأل الله أن يمن علينا بذلك بفضله ورحمته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين هذه رواية ثانية.
رواية ثالثة عن سيدنا أبى أمامة رضى الله عنه وأرضاه والرواية فى معجم الطبرانى الكبير كما فى مجمع الزوائد فى المكان المتقدم لكن فى الإسناد مجهولون قال الإمام الهيثمى فيه من لم أعرفه والأثر رواه البيهقى فى البعث فى صفحة ثمان وعشرين ومائتين ورمز الإمام المنذرى إلى ضعف الأثر فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة ثمان وثلاثين وخمسمائة فصدره بلفظ روى وعزاه إلى هذين المصدرين الطبرانى فى معجمه الكبير والبيهقى فى البعث والنشور الإمام المنذرى عزى الأثر إليهما وصدره بلفظ روى لكن الإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء وهو المسمى المغنى عن حمل الأسفار فى الأسفار فى الجزء الرابع صفحة ست وعشرين وخمسمائة عزاه إلى الطبرانى وقال إسناده حسن وتقدم معنا هو فى الطبرانى وهوأيضا فى كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى وإسناد الطبرانى تقدم معنا أن الإمام الهيثمى قال فيه من لم أعرفه فالله أعلم بحقيقة الحال فهل الإمام العراقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا اطلع على حال هؤلاء وحسن الإسناد بناء على ذلك أو حسنه للشواهد العلم عند الله جل وعلا يقول رواه الطبرانى بإسناد حسن هذا كما قلت فى تخريج أحاديث الإحياء عن رواية أبى أمامة وقد رواها غير من تقدم رواها الإمام ابن عساكر فى تاريخ دمشق ورواها أبو نصر السجزى فى كتاب الإبانة كما فى كنز العمال وجمع الجوامع إذن هى فى معجم الطبرانى الكبير وكتاب البعث والنشور للإمام البيهقى وتاريخ دمشق لابن عساكر وكتاب الإبانة لأبى نصر السجزى عليهم جميعا رحمة الله كما قلت الحديث من رواية أبى أمامة رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يدخل الجنة إلا عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يجلس عند رأسه ثنتان وعند رجليه ثنتان أو عند رأسه واحدة وعند رجليه واحدة العلم عند الله مجموعهما ثنتان المقصود ما من رجل يدخل الجنة إلا عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور
العين تغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن وتقدم معنا لم يسمع الخلائق بمثل هذا الصوت تغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن ليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه وهذه كما قلت رواية ثالثة رواية ابن عمر ورواية أنس ورواية أبى أمامة رضى الله عنهم وأرضاهم وكلها كما قلت إما صحيحة بنفسها وإما تتقوى بغيرها فرواية ابن عمر تقدم معنا إسنادها صحيح ورواية أنس تقدم معنا الإسناد وثقوا ورواية أبى أمامة حسنها الحافظ العراقى وعلى التسليم يوجد جهالة فى بعض الرواة فهذا المعنى ثابت فى الحديثين المتقدمين والعلم عند الله جل وعلا.
رواية رابعة وهى رواية سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه أيضا مرفوعة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هذه الرواية رواها الإمام عبد الله ولد الإمام أحمد عليهم جميعا رحمة الله فى زاياداته على المسند فهى من زيادات عبد الله على مسند أبيه فى مسند الإمام أحمد علهم جميعا رحمة الله ورواها الإمام الترمذى فى السنن ورواها ابن أبى شيبة فى المصنف ورواها البيهقى فى كتاب البعث والنشور صفحة ست وعشرين ومائتين ورواها شيخ الإسلام الإمام عبد الله ابن المبارك فى كتاب الزهد فى صفحة ثلاث وعشرين وخمسمائة والحديث كما قلت من رواية على رضى الله عنه وأرضاه وبعد أن رواه الإمام الترمذى قال هذا حديث غريب وفى الباب عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدرى وأنس ابن مالك رضى الله عنهم أجمعين رواية أنس تقدمت معنا أوليس كذلك وهى الرواية الثانية أشار إليها الإمام الترمذى ورواية أبى هريرة ستأتينا ورواية أبى سعيد لم أقف عليها والإمام المباركفورى فى تحفة الأحوذى أشار إلى روايتى أنس وأبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين وقال أما رواية أبى سعيد فلتطلب وليبحث عنها يعنى ما وقف عليها وهذا كما تقدم معنا فى مباحث سنن الترمذى وفى الباب قلت هذه تحتاج إلى تخريجات وليتنا وقفنا على كتاب الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتاب تقدم معنا اللباب فى تخريج قول الترمذى وفى الباب عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا خلاصة الكلام الحديث كما قلت فى المسند وسنن الترمذى وغير ذلك من رواية سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فى الجنة لمجتمعا للحور العين مكان يجتمعن فيه الحور العين يرفعن أصواتهن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها ما سمع أحد كهذه اللذة المطربة التى أحلها الله جل وعلا فى دار كرامته فى دار الطهر والصيانة والفضيلة والصفاء والنقاء يرفعن أصواتهن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها فيقلن نحن الخالدات فلا نبيد نحن الناعمات فلا نبأس
نحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كنا له وكان لنا والحديث إخوتى الكرام كما قلت قال عنه الإمام الترمذى غريب وغرائب الترمذى لا تسلم من مقال وفى إسناده عبد الرحمن ابن إسحاق الواسطى أبو شيبة قال عنه الإمام الحافظ ابن حجر فى التقريب ضعيف وهو من رجال إبى داود والترمذى وحديث على رضى الله عنه لايخرج معناه عن حديث ابن عمر وأنس وأبى أمامة رضى الله عنهم أجمعين وقلت لكم مرارا إخوتى الكرام الأحاديث إذا جمعت يعنى معانيها فى مكان واحد تقوى الضعيف بالصحيح الثابت وتبين أن هذا الحديث له مخارج متعددة منها ما هو صحيح وإذا كانت بعض الطرق فيها بعد ذلك ضعف ينجبر بهذه الروايات الثابتة فهذا المعنى ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ألا وهو غناء الحور العين بهذه الأصوات المطربة وبهذه الأشعار المحكمة هذا ثابت لكن بعد ذلك بعض الطرق فيها ضعف ينجبر ويتقوى فالحديث فيه كما قلت عبد الرحمن ابن إسحاق الواسطى أبو شيبة وهو ضعيف ومن رجال أبى داود والترمذى لكن الإمام ابن الجوزى أغرب وأبعد فغفر الله لنا وله فأورد هذا الحديث فى كتاب الموضوعات وحكم عليه بالوضع فى الجزء الثالث صفحة سبع وخمسين ومائتين وقوله مردود قطعا وجزما كل من جاء بعده تعقبه ورد عليه قوله الإمام السيوطى فى اللآلىء المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة فى الجزء الثانى صفحة خمس وخمسين وأربعمائة رد على الإمام ابن الجوزى وبين أن الحديث لا يصل إلى درجة الوضع بحال فهو ضعيف لكن ينجبر بوجود الشواهد له وهكذا الإمام ابن عراق فى تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وقلت لكم مرارا إخوتى الكرام تنزيه الشريعة للإمام ابن عراق فى مجلدين هو هذا المجلد الثانى الذى أورد فيه هذا الحديث وقلت إنه يضع الأحاديث فى ثلاثة أصول فى كل باب يعنى هنا كتاب البعث فى كل كتاب البعث ثم يقول الفصل الأول الفصل الثانى الفصل الثالث هذا الحديث فى أى مكان أورده فى الأول أم الثانى أو الثالث فى عندكم تعليل أو هكذا رمز يعنى تعليل لم َ ما يوجد قوة وضعف أريد هنا له اصطلاح خاص وقلت انتبهوا لاصطلاحه إخوتى الكرام قلت الفصل الأول من كل كتاب كتاب الإيمان كتاب التوحيد كتاب الصلاة كتاب الطهارة الفصل الأول يقصد به ما حكم عليه ابن الجوزى بالوضع وهو موضوع بالاتفاق ما نازعه أحد فى ذلك ولذلك قلت إذا عزوت إلى تنزيه الشريعة ينبغى أن تحدد الفصل لتبين للقارىء هل هذا الحديث مما حكم عليه بالوضع وهو متفق عليه أو فيه خلاف فإذا أورده فى الفصل الأول فهو موضوع هذا لا تبحث فيه انتهى ما خالف أحد فى وضعه وإذا أورده فى الفصل الثانى الآن اختلف فى وضعه ابن الجوزى زعم أنه موضوع ابن عراق يحقق الكلام هل هو مو ضوع أم لا أحيانا يكون صحيحا وأحيانا يكون حسنا وأحيانا يكون ضعيفا ينجبر وأحيانا ضعيف لا ينجبر لكن لا يصل إلى درجة الوضع ولذلك أورده فى الفصل الثانى وأما الفصل الثالث أورده فى زيادات على موضوعات ابن الجوزى لم يذكرها ابن الجوزى فى الموضوعات قيل أنها موضوعة حقق الكلام فيها والفصل الثالث لا يوجد فى كتاب الموضوعات لابن الجوزى والفصل الثانى فيه لكن نوزع والفصل الأول فى موضوعات ابن الجوزى ولم ينازع فهو مما ووفق وأقر عليه الفصل الأول والثانى والثالث الثالث قلنا لزيادات ابن عراق على موضوعات ابن عراق على موضوعات ابن الجوزى فهنا أورده فى الفصل الثانى وقلت لكم فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وثمانين أوليس كذلك وثلاثمائة انظر الآن هنا كتاب البعث يبتدىء كتاب البعث فى صفحة سبع وسبعين وثلاثمائة الفصل الأول أورد أحاديث
على أنها موضوعة لا إشكال فيها ثم جاء بعد ذلك الفصل الثانى من كتاب البعث الآن زاد أحاديث زعم ابن الجوزى أنها موضوعة وحقق الكلام فيها حديث كما هنا إن فى الجنة لسوقا لا فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال إن اشتهى الرجل صورة دخل فيها وإن فيها لمجمعا للحور العين يرفعن أصواتا لم يرى الخلائق مثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد نحن الراضيات فلا نسخط نحن الناعمات فى نبأس طوبى لمن كان لنا وكنا له عبد الله ابن أحمد يعنى روى الحديث فى زوائد المسند من حديث على ولايصح وهذا لا زال الكلام لابن الجوزى يريد كلاما ثم يتعقبه ولا يصح فيه عبد الرحمن ابن إسحاق أبو شيبة الواسطى متروك انتبه تعقبه الحافظ ابن حجر فى القول المسدد سيأتينا إن شاء الله كلام الحافظ ابن حجر فى القول المسدد لأن السيوطى نقل عنه وابن عراق نقل عنه والقول المسدد مما ينبغى أن يعتنى به طالب العلم وأن يقتنيه فى الذب عن المسند فيه أحاديث زعم الإمام ابن الجوزى أنها موضوعة وهى فى مسند الإمام أحمد فانتصر الإمام ابن حجر للمسند وألف كتابه العظيم القول المسدد فى الذب عن المسند أى فى الدفاع عنه وأن ما زُعم أن هذه الأحاديث موضوعة ومردودة ليس بصحيح وحقق الكلام فيها وأقرأ عليكم قوله نحو هذا الحديث الذى هو كما قلت فى المسند فى زوائد عبد الله على مسند أبيه عليهم جميعا رحمة الله وهو فى سنن الترمذى نعم كما قلت عبد الرحمن ابن إسحاق الواسطى فيه ضعف لكن لا يصل إلى درجة الترك ولا النكارة ولا الوضع من باب أولى وهذا الضعف ينجبر إن شاء الله بتعدد الطرق والشواهد التى مرت معنا والعلم عند الله جل وعلا إذن أيضا الإمام ابن عراق فى تنزيه الشريعة رد على ابن الجوزى الحكم عليه بالوضع وهكذا الحافظ ابن حجر فى القول المسدد فى الذب عن مسند الإمام أحمد الكتاب إخوتى الكرام هو هذا ألفه كما قلت الحافظ ابن حج فذكر فى مقدمته تسعة أحاديث ذكر شيخ الإسلام شيخ
الحافظ ابن حجر وهو أبو الفضل عبد الرحيم العراقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ذكرها وقال إنها موضوعة فى مسند الإمام أحمد فالإمام ابن حجر نظر فى كلام شيخه وقال إن هذه الأحاديث لا تصل إلى درجة الوضع وقد سبقه أى سبق العراقى الإمام ابن الجوزى فحكم عليها بالوضع ثم زاد الحافظ ابن حجر على الأحاديث التسعة التى رأى العراقى أنها موضوعة زاد عليها خمسة عشر حديثا من موضوعات ابن الجوزى فصار المجموع أربعة وعشرين حديثا زعم كما قلت ابن الجوزى أنها موضوعة فى مسند الإمام أحمد فرد الحكم عليها بالوضع الحافظ ابن حجر فى هذا الكتاب ثم جاء بعد ذلك الشيخ صبغة الله ابن محمد المدراسى من علماء الهند وتوفى سنة تسع وسبعين ومائتين بعد الألف للهجرة أو انتهى من جمع كتابه فى هذا الوقت يعنى هم من علماء القرن الثالث عشر الهجرى على نبينا عليه صلوات الله وسلامه فأضاف إلى هذه الأحاديث كتابا أيضا موجود أيضا فى النهاية أخذها من التعقيبات الجياد للإمام السيوطى على موضوعات الإمام ابن الجوزى والإمام السيوطى ذكر ثمانية وثلاثين حديثا زعم ابن الجوزى أنها موضوعة وهى فى المسند فما ذكره ابن حجر من الأحاديث المتقدمة التى هى أربعة وعشرون أسقطها من كتابه ثم البقية أوردها وبعض ما ذكره السيوطى ليس من الأربعة والعشرين وعليه مجموع ما زاده اثنتين وعشرين حديثا اثنين وعشرين حديثا على الأربعة والعشرين يعنى من الثمانية والثلاثين يوجد بعضها ضمن الأربعة والعشرين أسقطها ثم ما هو من الثمانية والثلاثين ولم يذكر ضمن الأربعة والعشرين جمعه فبلغ اثنين وعشرين حديثا فصار المجموع ست وأربعون حديثا فى هذا الكتاب أوله كما قلت للحافظ ابن حجر القول المسدد فى الذب عن المسند فيه أربعة وعشرون وأضاف إليه المدراسى من مدراس فى بلاد الهند اثنين وعشرين فصار المجموع ستة وأربعين حديثا زعم أنها موضوعة وهى فى مسند الإمام أحمد ورد أئمتنا الحكم بوضعها ففى القول المسدد
صفحة ثلاث وثلاثين الإمام ابن حجر يدافع عن هذا الحديث فاستمعوا إليه إخوتى الكرام وكما قلت يعنى كتب العلم لا بد من معرفتها ومعرفة قدرها وهذا الكتاب يعنى لو خير الإنسان بينه وبين وزنه ذهبا لاختاره إن كان يريد العلم والدار الآخرة وإذا كان يريد الذهب فهذه مسألة ثانية والذهب سيذهب ونسأل الله أن يحسن ختامنا.
الحديث الخامس: قال عبد ابن أحمد ابن حنبل فى زوائد المسند قال حدثنا أبو بكر ابن أبى شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن ابن إسحاق وهذا هو الواسطى أبو شيبة وهو المتكلَم فيه عن النعمان ابن سعد عن على رضى الله عنهم أجمعين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فى الجنة لسوقا لا فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال إذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها وهذا أول الحديث وأنا ما ذكرته عندما ذكرت غناء الحور العين وسيأتينا معنى أول الحديث كما يذهب إليه الحافظ ابن حجر إن شاء الله وإن فيها لمجمعا وأنا لما ذكرت الحديث ذكرت من هنا وإن فيها لمجمعا للحور العين يرفعن أصواتهن بأصوات لم ير الخلائق مثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا طوبى لمن كان لنا وكنا له قال الحافظ ابن حجر أورده ابن الجوزى فى الموضوعات من طريق المسند أيضا وقال هذا حديث لا يصح والمتهم به عبد الرحمن ابن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطى قال أحمد وليس بشىء منكر الحديث وقال يحيى متروك انتهى يعنى انتهى كلام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قلت من القائل حزام المحدثين وأمير المؤمنين فى الحديث الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قلت وقد أخرجه من طريق الترمذى يعنى من طريق عبد الرحمن الواسطى وقد أخرجه من طريقه الترمذى وقال غريب انتبه وحسن له غيره يعنى يالترمذى روى لعبد الرحمن أيضا ابن إسحاق الواسطى وحسن له لكن هذا الحديث لم يحسنه له إنا روى له أيضا فى سننه وحسن الأحاديث التى من طريقه قلت قال الترمذى غريب وحسن له غيره مع قوله إنه تُكلم فيه من قبل حفظه فكلام إذن من قبل حفظه وضبطه لا من ديانته وعدالته نتبه وصحح الحاكم من طريقه طريقا غير هذا الحاكم فى المستدرك يروى عن عبد الرحمن ابن إسحاق الواسطى ويصحح هذه48:9 وأخرج له ابن خزيمة فى الصيام من صحيحه حديثا آخر لكن قال قال فى القلب
من عبد الرحمن شىء إذن هو يقول الحافظ ابن حجر الترمذى يحسن لعبد الرحمن ابن إسحاق الواسطى والحاكم يصحح وابن خزيمة أورد حديثه فى صحيحه لكن قال فى القلب منه شىء انتهى قال الحافظ ابن حجر وله شاهد من حديث جابر يعنى حديث على رضى الله عنه الذى معنا له شاهد من حديث جابر أخرجه الطبرانى فى الأوسط فيما رأيته فى كتاب الترغيب والترهيب للمنذرى رحمه الله ولفظه إن فى الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها لم أقف على إسناده فى الأوسط ثم وقفت عليه فى ترجمة محمد ابن عبد الله ابن مطير وفى إسناده جابر ابن يزيد الجعفى وهو ضعيف ولفظه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين إن فى الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها ما معنى دخل فيها سيشرح الحافظ ابن حجر هذا يقول دخل فيها يعنى تغيرت صورته وتشكلت بصورة هذه الصورة التى رآها وأعجب بها سيشرح هذا فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها وأخرجه أبو نعيم فى صفة الجنة عن الطبرانى والمستغرب منه قوله دخل فيها والذى يظهرلى أن المراد به أن صورته تتغير فتصير شبيهة بتلك الصورة لأنه دخل فيها حقيقة أو المراد بالصورة الشكل والهيئة فإذن من رأى صورة يعنى هيئة وشكل دخل فيها يعنى تلك الهيئة صارت لذلك الإنسان يعنى إذا تمنى هيئة صورة شكلا حصل له ذلك الشكل فى جسمه وفى بدنه قال وأصل ذكر السوق فى الجنة من غير تعرض لذكر الصور فى الصحيح فى صحيح مسلم من حديث أنس وفى الترمذى وابن ماجة من حديث أبى هريرة والله أعلم يعنى الحديث هنا حديث على رضى الله عنه عندنا إذن فيه ثلاثة أمور أنه يوجد فى الجنة سوقا وأن هذا السوق فيه صور من أحب صورة دخل فيها وأن يوجد غناء للحور العين أما ذكر السوق فهذا ثابت فى صحيح مسلم وغيره كما ستسمعون فإذن له شواهد وأما ذكر غناء
الحور العين فهذا ثابت كما تقدم معنا فى حديث ابن عمر وأنس وأبى أمامة رضى الله عنهم أجمعين وأما موضوع الصورة فقط هذا هو المستغرب فى الحديث يقول الذى يظهرلى أنه تتبدل صورة الإنسان وتتغير إذا أعجب بصورة وأن المراد من الصورة الشكل والهيئة فإذا رأى صورة أى هيئة وتمناها حصلت له والعلم عند الله جل وعلا أما السوق ثابت والغناء ثابت وأما هذا هو المستغرب فتوجيهه كذا فكيف إذن يحكم عليه بالوضع أما موضوع إخوتى الكرام كما قلت السوق هذا ثابت ونسأل الله أن يجمعنا فى سوق الجنة وكان أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه يقول لصهره وهو سعيد ابن المسيب يقول له إذا اجتمع به جمعنا الله فى سوق الجنة وسعيد ابن المسيب مراسيله أعلى المراسيل والإمام الشافعى الذى لم يحتج بالمراسيل استثى مراسيل سعيد ابن المسيب لأنه حمل الأحاديث عن عمه أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين فأحيانا كان لا يسميه لأمر من الأمور فمراسيل سعيد أعلى مراسيل التابعين على الإطلاق سعيد ابن المسيب عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا حديث كما قلت أنس رضى الله عنه وأرضاه الذى هو فى سوق الجنة حديث صحيح كما قال الحافظ ابن حجر فى صحيح مسلم وهو فى مسند الإمام أحمد وسنن الدارمى وغير ذلك وهو صحيح صحيح عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن فى الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو فى وجوههم وثيابهم يعنى من ريح المسك والطيب فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسن وجمالا يعنى هذه الريح التى هبت أصابت مجامع الرجال فى الأسواق أنه يشرع لهم الاجتماع فكما كانوا يجتمعون فى هذه الحياة يجمعهم الله فى نعيم الجنات فى يوم الجمعة ولا يجتمعون للعبادة هناك يجتمعون للمؤانسة وتذكر نعمة الله عليهم أما النساء فهن قاصرات مقصورات فالريح إذا
هبت أصابت كا من فى الجنة ممن هو فى السوق أو فى القصور فالنساء يقلن لأزواجهن ازددتم بعنا حسنا وجمالا وهؤلاء يقولون لزوجاتهم ازددتن أيضا بعدنا حسنا وجمالا لأن هذه الريح هبت على الجميع لكن أولئك فى المجمع فى السوق وهؤلاء فى القصور هذا كما قلت الحديث فى المسند وصحيح مسلم وسنن الدارمى وغير ذلك.
وأما حديث أبى هريرة ألم يقل هنا وأصل ذكر السوق فى الجنة من غير تعرض لذكر الصور فى الصحيح فى صحيح مسلم من حديث أنس وفى الترمذى وابن ماجة من حديث أبى هريرة أما حديث أبى هريرة فهو فى سنن الترمذى وابن ماجة وغيرهما أيضا من رواية سعيد ابن المسيب قال لقيت أبا هريرة فقال لى أسأل الله أن يجمع بيننا فى سوق الجنة كما اجتمعنا فى هذه الحياة فقلت أفيها سوق قال نعم أخبرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ثم يؤذن لهم فى مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم سبحانه وتعالى ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم فى روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم دنى على كثبان المسك الكافور وما يرون أن أصحاب الكراسى أفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا إذا جلسنا على هذه الكراسى المنابر من ذهب ولؤلؤ وفضة وزبرجد والذى هو دنى وليس فيهم دنى على كثبان المسك من الكافور وما يرى أن أصحاب الكراسى أفضل منه هل نرى ربنا فى هذا المجتمع الذى هو يوم الجمعة من أيام الدنيا قال نعم هل تتمارون فى رؤية الشمس والقمر ليلة البدر تشكون يخفى عليكم ليلة البدر إذا لم يكن دونه سحاب ولا غمام قلنا لا قال فكذلك لا تتمارون فى رؤية ربكم ولا يبقى فى ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله تبارك وتعالى محاضرة يعنى كلمه كما يتكلم الإنسان فى المحاضرة والحديث يشافهه مشافهة لا يبقى أحد من أهل الجنة إلا حاضره الله وتكلم معه وآنسه وباسطه فى ذلك اليوم الذى اجتمعوا فيه فى السوق يوم الجمعة إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم يا فلان ابن فلان أتذكر يوم كذا وكذا إذ قلت كذا وكذا جرى منك ما جرى من كلام وأنت تعلم حالك فيذكره ببعض غدراته فى الدنيا فيقول يا رب أفلم تغفر لى فيقول
بلى بسعة مغفرتى بلغت منزلتك هذه فينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ويقول ربنا تبارك وتعالى قوموا لما أعدتت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم فنأتى سوقا قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ماشتهينا بغير بيع ولا شراء وفى ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا فيقبل الرجل من منزلته المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دنى فيروع ما عليه من اللباس يعنى يعجبه كيف هذا الذى هو دنى وذاك منزلته مرتفعة عليه من البهجة والزينة ما ليس على هذا فما ينقضى آخر سلامه عليه حتى يصير عليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغى لأحد أن يحزن فيها ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن لك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه فنقول إنا زرنا اليوم ربنا الجبار ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا.
والحديث إخوتى الكرام كما قلت فى سنن الترمذى وابن ماجة كما ذكر الحافظ ابن حجر قال وهو شاهد لحديث على رضى الله عنه إذن السوق وارد فى حديث أنس فى صحيح مسلم وفى حديث أبى هريرة فى سنن الترمذى وابن ماجة وهذا الحديث إخوتى الكرام لا ينزل عن درجة الحسن بشواهده رواه شيخ الإسلام الإمام الترمذى عن أمير المؤمنين وشيخ المسلمين ألا وهو الإمام البخارى قال حدثنا محمد ابن إسماعيل قال حدثنا هشام ابن عمار وهو من شيوخ الإمام البخارى عليهم جميعا رحمة الله عن عبد الحميد ابن حبيب عن الأوزاعى عن حسان ابن عطية عن سعيد ابن المسيب وليس فى الإسناد من حوله كلام إلا عبد الحميد ابن حبيب وقال عنه الحافظ فى التقريب صدوق ربما أخطأ وقد أخرج البخارى حديثه فى صحيحه تعليقا وهو من رجال الترمذى وابن ماجة القزوينى59:49
تقدم عن حديث أيضا فى سنن الترمذى وابن ماجة والبخارى أخرج له تعليقا فى صحيحه صدوق ربما أخطأ قال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب وقد رواه ابن أبى الدنيا عن هقل ابن زياد كاتب الأوازعى واسمه محمد وهو من رجال مسلم والسنن الأربعة وهو ثقة وقيل عبد الله وهو ثقة احتج به مسلم وغيره عن الأوزاعى قال نبأت أن سعيد ابن المسيب لقى أبا هريرة لقى أبا هريرة ما ذكر الحديث المتقدم إذن لإخوتى الكرام كما قلت هذا نموذج لما فى هذا الكتاب ألا وهو القول المسدد فى الذب عن مسند الإمام أحمد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا إذن هذه رواية رابعة أن نساء أهل الجنة يغنين رواية ابن عمر ورواية أنس ورواية أبى أمامة ورواية على رضى الله عنهم أجمعين أما رواية أبى هريرة التى أشار إليها الإمام الترمذى تقدم معنا هو فى الباب عن أنس وأبى سعيد وأبى هريرة وقلت رواية أنس تقدمت ورواية أبى هريرة تأتى ورواية أبى سعيد كما قال الشيخ المباركفورى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فلينظر من أخرجها يعنى هذا الحديث فلينظر من أخرجه حديث أبى سعيد يقول أنا ما وقفت على من أخرج حديث أبى سعيد أما رواية أبى هريرة فقد رواها البيهقى فى البعث والنشور صفحة مائة وعشرين ومائتين وعزاها إليه الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة تسع وثلاثين وخمسمائة وهكذا الإمام السيوطى فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة ثمان وثلاثين لكنها موقوفة على أبى هريرة ولها حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام لأنها لا تقال من قبل الرأى وقلت مرارا ما أتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع.
له حكم الرفع لأنه لا يمكن لصحابى أن يدخل عقله فى أمر غيبى إلا إذا سمعه من النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.
ولفظ حديث أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال إن فى الجنة نهرا طول الجنة هذا النهر من أولها لآخرها أينما ذهبت هذا النهر موجود فى الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى النساء الصالحات الحوريات الحسناوات الأبكار على حافتى هذا النهر فى الجنة من أولها لآخرها العذارى متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن فى الجنة لذة مثلها صوت ما يرون أن فى الجنة لذة تشبه هذه اللذة وهى أصوات العذارى الأبكار الطاهرات المطهرات فى هذا النهر على حافتى النهر الذى هو كما قلت على طول الجنة قلت يا أبا هريرة وما ذاك الغناء يغنين بأى شىء قال إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب جل وعلا يغنين أى أصوات فيها عذوبة فيها رقة فيها حنو فيها خشوع فيها لذة وليس معنى ذلك الغناء الفاحش الذى اعتاد عليه أهل البذاءة فى هذه الحياة لا ثم لا من سمع الغناء فى هذه الحياة الغناء المحرم لا يسمع غناء الحوريات كما أن من شرب الخمر فى الدنيا لا يشربها فى الآخرة ومن لبس الذهب والحرير فى الدنيا لا يلبسهما فى الآخرة والجزاء من جنس العمل ومن تعجل الشىء قبل أوانه عوقب بحرمانه أما أنه يكرع الخمر هنا ويريد أن يشرب من خمر الآخرة التى لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون لا لما اختار النجسة منعه الله من الخمر الطاهر وسقاهم ربهم شرابا طهورا تلك طاهرة وأما هذه نجسة إذا اخترت النجس تمنع من الطاهر وهكذا بالنسبة للغناء اختار هذا الغناء وقلة الحياء الذى هو فى هذه الحياة يمنع من سماع الحوريات بعد ذلك وأمره إلى الله جل وعلا كما قلت الأثر الذى أشار إليه الإمام الترمذى فقال وفى الباب عن أبى هريرة رواه الإمام البيهقى فى البعث والنشور والأثر كما قلت فى هذا المكان وفيه أن العذارى الأبكار على حافتى هذا النهر الممتد فى الجنة على طولها يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرى أهل الجنة أن فى الجنة لذة مثل هذه اللذة وغناؤهن
تسبيح الله وتحميده وتقديسه سبحانه وتعالى.
وهذا المعنى إخوتى الكرام منقول عن سلفنا الكرام رضوان الله عليهم أجمعين بناء على تلك الآثار الثابتة الحسان روى الإمام أحمد فى كتاب الزهد والدارقطنى فى كتاب المدبج والمدبج هذا نوع من أنواع الحديث ولعله مر معكم فى المصطلح.
وما روى كل قرين عن أخه
…
مدبج فاعرفه حقا وانتخه
كما قال الإمام البيقونى فى بيقونيته الشهيرة:
وما روى كل قرين عن أخه
…
مدبج فاعرفه حقا وانتخه
والمدبج مأخوذ من ديباجتى الوجه وهما جانباه الخدان وهذا حديث مدبج كما قال الإمام البيقونى ما روى كل قرين عن أخه جمع الإمام الدارقطنى كتابا فى المدبج أى فى الأحاديث المدبجة التى روى فيها كل قرين عن أخه وهو من يشاركه فى السن وفى التحمل عن الشيوخ فإذا روى كل منهما عن صاحبه يقال له مدبج وإذا روى أحدهما عن صاحبه ولم يرو الآخر يقال له رواية الأقران ولذلك كل مدبج رواية أقران ولا عكس رواية الأقران قد لا تكون مدبجة مثلا رواية أبى هريرة عن سيدتنا وأمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها وعن أبى هريرة وعن الصحابة أجمعين ثم رواية عائشة عن أبى هريرة كل منهما روى عن الآخر اشتركا فى السن وفى الرواية عن النبى عليه الصلاة والسلام فهذا يقال له مدبج فتجمع هذه الروايات ما رواه أبو هريرة عن أمنا عائشة وما روته أمنا عائشة عن أبى هريرة هذا مدبج.
ما روى كل قرين عن أخه مدبج وهكذا يعنى الرواة الذين بعدهم قرناء كل واحد روى عن الآخر يقال له مدبج فالإمام الدارقطنى ألف كتابا فى هذا النوع من أنواع الحديث وهو المدبج وهنا كما قلت الأثر فى كتاب الزهد للإمام أحمد وفى المدبج للإمام الدارقطنى عن المعتمر ابن سليمان وهو أبو محمد البصرى ثقة توفى سنة سبع وثمانين ومائة من كبار العلماء الصالحين من أتباع التابعين عليهم جميعا رحمة الله المعتمر ابن سليمان قال إن فى الجنة نهرا ينبت الجوارى الأبكار.
وكما تقدم معنا فى حديث أبى هريرة على حافتى النهر الذى هو على طول الجنة عذارى أبكار وهذا يقول إن فى الجنة لنهرا ينبت الجوارى الأبكار وتقدم معنا فى قول كثير ابن مرة سحابة أيضا تمطر الجوارى الأبكار وهو يقول إن أشهدنى الله ذلك لأقولن لها أمطرى علينا جوارى مزينات وأنا أريد أن أقول كما قلت مرارا أصحاب الهمم الدنيوية الذين يبذلون ما يبذلون فى خطبة الحيض المناتين هلا بذلوا مهرا للحور العين يعنى أحدنا عندما يريد أن يتزوج فى هذه الحياة يعنى يشقى على أقل تقدير ثلاث سنوات هذا أقل تقدير فى الإعداد والترتيب إذا لم يكن ثلاثين سنة هذا شقاء وبلاء ثم إذا اقترن بها ازداد الشقاء والبلاء طيب يا عبد الله ألا تبذل مهرا لهذه الحور العين ألا تبذل لها مهرا بعد ذلك يعنى تريد جنة الله وما فيها من كرامة بغير تعب وبعد ذلك تريد هذه التى فيها ما فيها من نتن كلاكما يشتركان فيه يشتركان فى هذه تحرص عليها وتبذل وتتعب وتكد وتشقى عجبا للجنة نام طالبها وعجبا للنار نام هاربها وهذا المعنى إخوتى الكرام ثابت عن إبراهيم النخعى مرسلا بإسناد حسن رواه الإمام عبد الملك ابن حبيب فى كتاب وصف الفردوس وتقدم معنا الإشارة إلى هذا الكتاب والعزو إليه وتقدم معنا أنه توفى سنة ثلاث وثلاين ومائتين للهجرة يروى فى كتابه هذا كما قلت بسند حسن عن أبراهيم النخعى فى صفحة ست وستين أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم النخعى تابعى فرفع الحديث إلى النبى عليه الصلاة والسلام يعتبر مرسلا والإسناد كما قلت إسناد حسن رجاله ثقات أسد ابن موسى عن حماد ابن أبى سليمان عن إبراهيم النخعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فى الجنة لنهرا ينبت الله على حافاته الجوارى هنا مكتوب الحوارى يعنى إما الحوريات يصح أو الجوارى لم ير مثل وجوههن حسنا فيوحى الله إليهن إلى الحوريات إلى الجوارى الأبكار الطاهرات فيوحى الله إليهن أسمعن عبادى تحميدى وتمجيدى
والثناء علىّ ارفعن أصواتكن بالتسبيح والتحميد وتعظيم الله جل وعلا فيرفعن أصواتهن بالقرآن وتحميد الله ذى الجلال والإكرام وتمجيده لم يسمع الخلائق مثلهن فيطرب أهل الجنة حتى يقول القائل من أهل الجنة سبحانك ربنا وهل فى الجنة من طرب ما سمعنا بهذا فيوحى الله إليهم أن الله أذن لكم أن تأخذوا منهن ما شئتم من الجوارى اللآئى هن على حافات هذا النهر فلا يشتهى عبد شيئا إلا أخذ حاجته منهن لا يتغايرون ولا يتحاسدون ولا يتباغضون والأثر كما قلت مرسل فى كتاب وصف الفردوس وورد إخوتى الكرام نظير هذا أيضا بسند مرسل من رواية أبى مسلم الخولانى فى صفحة خمس وسبعين من رواية أبى مسلم الخولانى لكن الإسناد ضعيف فيه الحسن ابن دينار وهو متروك كما قال الإمام الذهبى فى المغنى فى الجزء الأول صفحة تسع وخمسين ومائة انظروا ترجمته فى الميزان وفى اللسان انظروا اللسان صفحة مائتين فى الجزء الثانى صفحة خمس ومائتين وختم الحافظ ابن حجر ترجمته يعنى ترجمة الحسن ابن دينار فقال ترجمه ذكره فى الضعفاء كل من ألف فيهم يعنى كل من جمع أسماء الضعفاء أورد الحسن ابن دينار على أنه ضعيف والأثر من رواية كما قلت أبى مسلم الخولانى وهو عبد الله ابن ثوب الزاهد الشامى رحل إلى النبى عليه الصلاة والسلام فلم يدركه فهو من التابعين الكبار وهو من الخضرميين أخرج حديثه الإمام مسلم وأهل السنن الأربعة لكن فى الإسناد إليه ضعف كما تقدم معنا والحديث إخوتى الكرام فيه محل الشاهد فيه غناء الجوارى فهن ينادين فى أجواف الخيام بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها أين خطابنا أين طلابنا أين رجالنا أين من نحن له نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ونحن الناعمات فى نبأس أبدا ونحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن المحبات فلا نمل أبدا ونحن الآمنات فلا نخاف أبدا ونحن الشواب فلا نهرم أبدا ونحن الفرحات فلا نحزن أبدا ونحن الغنيات فلا نحتاج أبدا ونحن الكاملات فلا
نتغير أبدا ونحن الصادقات فلا نكذب أبدا ونحن الضاحكات فلا نبكى أبدا ونحن الطاعمات فلا نجوع أبدا ونحن الطيبات فلا نسفل أبدا من السفل وهو التغير والنتن ونحن الكاسيات فلا نعرى أبدا طوبى لمن كان لنا وكنا له كما قلت إخوتى الكرام الآثار فى ذلك كثيرة هذه منها.
وورد تقدم معنا إذن أربعة روايات عن الصحابة الكرام أوليس كذلك مرفوعة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام حديث ابن عمر وأنس وأبى أمامة وعلى وحديث أبى هريرة قلت له حكم الرفع إلى النبى عليه الصلاة والسلام وإن لم يصرح برفعه ورد أيضا هذا المعنى إخوتى الكرام من حديث عبد الله ابن أبى أوفى مرفوعا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم والحديث رواه أبو نعيم فى كتاب صفة الجنة وراه البيهقى فى البعث والنشور صفحة أربع وعشرين ومائتين ورواه أبو الشيخ فى كتاب العظمة صفحة خمس وستين ومائتين وإليه عزاه الإمام السيوطى فى الدر فى الجزء الأول صفحة أربعين والحديث فيه بيان ما يحصل لأهل الجنة من الأزواج الحسان قال الحافظ ابن حجر وهذا أكثر عدد وقفت عليه أنه يحصل لأهل الجنة فى هذا الحديث الذى سيأتى معنا والحديث أشار الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة ثمان وثلاثين وخمسمائة إلى تضعيفه فصدره بلفظ روى وقاتل الحافظ ابن حجر فى الفتح فى الجزء السادس صفحة حمس وعشرين وثلاثمائة فيه راو لم يسم ولفظ الحديث من رواية عبد الله ابن أبى أوفى عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب أيم أى ممن كانت أيما لكن تكون فى الآخرة بكر كما تقدم معنا إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا للعجوز والثيب والبكر كلهن فى الآخرة أبكار لكن هذه باعتبار ما كان خمسمائة حوراء أربعة آلاف بكر ثمانية آلاف أيم هذا الذى يقول عنه الحافظ ابن حجر أكثر ما وقفت عليه من عدد فى الأحاديث قال نبينا عليه الصلاة والسلام
فيعانق كل واحدة منهن مقدار عمره فى الدنيا فيجتمعن فى كل سبعة أيام ثمانية آلاف وأربعة آلاف وخمسمائة صار اثنا عشر ألفا وخمسمائة يجتمعن فى كل سبعة أيام يجتمعن فى مكان واحد فيقلن بأصوات حسان لم يسمع الخلائق بمثلهن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نظعن طوبى لمن كنا له وكان لنا والحديث كما قلت فيه راو لم يسم ومعناه ثابت فى الأحاديث المتقدمة وأما هذه الأعداد فيحصل لنا إن شاء الله أضعافها لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وتقدم معنا لا تعارض بين الأعداد لأنها مفهوم عدد كما تقدم معنا والقليل يدخل فى الكثير ولك بعد ذلك ما أردت وعند الله مزيد.
إخوتى الكرام: هذا المعنى أيضا ثابت من حديث أنس رضى الله عنه وأرضاه تقدم معنا رواية أنس وليتنى ألحقت هذه الرواية بتلك لأن هذه يعنى رواية أخرى أيضا والرواى فيها أنس رضى الله عنه وأرضاه إذن يصبح معنا الروايات ابن عمر وأنس وأبو أمامة وعلى وأبو هريرة وعبد الله ابن أبى أوفى أوليس كذلك هذه ست روايات عن الصحابة مع ما تقدم معنا من المراسيل من رواية أبى مسلم الخولانى رواية أنس هذه يعنى لو تكلم عليها وذكرت مع الرواية المتقدمة لكان أولى على كل حال رواها الإمام البيهقى فى البعث والنشور صفحة خمس عشرة ومائتين ورواها الإمام ابن مردويه فى تفسيره كما فى الدر فى الجزء الأول صفحة واحدة وخمسين ومائة والحديث إخوتى الكرام أورده الغزالى فى الإحياء وقال شيخ الإسلام الإمام العراقى لم أجده هكذا بتمامه وه هكذا بتمامه كما ذكر الغزالى فى هذين الكتابين يقول لم أجده هكذا بتمامه هذا الحديث وهو هكذا بتمامه كما قلت فى هذين الكتابين فى كتاب البعث والنشور وفى كتاب تفسير ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى دخلت موضعا فى الجنة يقال له البيدج وقيل البيدخ اسم مكان فى الجنة ونهر يجرى عليه قباب الؤلؤ والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر فقلن السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا جبريل على نبيناو عليه الصلاة والسلام ما هذا النداء فقال هؤلاء المقصورات فى الخيام استأذن ربهن فى السلام عليك فأذن لهن فطفقن يقلن نحن الراضيات فلا نسخط ونحن الخالددات فلا نظعن وقرأ نبينا صلى الله عليه وسلم حور مقصورات فى الخيام والحديث كما قلت فى كتاب البعث والنشور وتفسير ابن مردويه ويقول شيخ الإسلام الإمام العراقى لم أجده هكذا بتمامه وهو موجود فى هذين الكتابين والعلم عند الله جل وعلا.
هذا ما يتعلق إخوتى الكرام بالأمر الأول بغنائهن يتمتع الإنسان بذلك الغناء ولا يجد لذة تعدل تلك اللذة.
وأما لذة وصالهن والاتصال بهن فحقيقة فوق ما يتصور العقل فاستمع لإخبار نبينا عليه الصلاة والسلام فى ذلك روى الإمام أحمد فى المسند والطبرانى فى معجمه الكبير والطبرانى فى معجمه الأوسط والبزار فى مسنده وقال الإمام الهيثمى فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة ست عشرة وأربعمائة رجاله رجال الصحيح غير ثمامة ابن عقبة وهو ثقة وثمامة ابن عقبة حكم عليه الحافظ ابن حجر فى التقريب أيضا بأنه ثقة وهو من رجال النسائى فى السنن وأخرج له البخارى فى الأدب المفرد والحديث رواه النسائى لكن فى السنن الكبرى ورواه الإمام الحاكم فى المستدرك ولم أر هذه الرواية فى المستدرك بعد بحث وعزاها إليه الإمام ابن القيم فى حادى الأرواح فى صفحة ثمان وعشرين ومائة فإذا عثر أحد منكم على هذه الرواية فى المستدرك فليخبرنى ورواها الإمام الدارمى فى السنن وابن المبارك شيخ الإسلام عليهم جميعا رحمة الله فى الزهد والرقائق صفحة اثنتى عشرة وخمسمائة وهى فى صحيح ابن حبان انظروا موارد الظمآن صفحة خمس وخمسين وستمائة ورواها ابن أبى شيبة فى المصنف فى الجزء الثالث عشر صفحة ثمان مائة ورواها أبو نعيم فى الحلية فى الجزء الثامن صفحة ست عشرة ومائة كما رواها فى كتاب صفة الجنة ورواها البيهقى فى البعث والنشور صفحة خمس ومائتين ورواها هناد ابن الثرى فى كتاب الزهد فى الجزء الأول صفحة خمس وأربعين ومائة وعزاها الإمام السيوطى فى الدر فى الجزء الأول صفحة أربعمائة لعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم فى تفسيره وعزاها فى كنز العمال إلى سعيد ابن منصور سنن سعيد ابن منصور والحديث إخوتى الكرام صحيح كما تقدم معنا رجاله رجال الصحيح غير ثمامة ابن عقبة وهو ثقة وقال شيخ الإسلام الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة خمس وعشرين ومائتين قال رواته محتج بهم فى الصحيح ولفظ الحديث من رواية زيد ابن أرقم رضى الله عنه وأرضاه قال جاء رجل من أهل الكتاب
إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال والذى نفسى بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجا فى الأكل والشرب والجماع مائة رجل قال فإن الذى يأكل ويشرب تكون له الحاجة أخراج الفضلات وليس فى الجنة أذى قال تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه كما تقدم معنا الحديث صحيح قال الإمام المنذرى رواته محتج بهم فى الصحيح والحديث رواه الطبرانى كما تقدم معنا ولفظ رواية الطبرانى قال بينا نحن عند النبى صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له ثعلبة ابن الحارث والإمام الطبرانى فى روايته سم السائل من اليهود وهو ثعلبة ابن الحارث كما ذكر هنا الإمام المنذرى وهكذا قال الحافظ ابن حجر فى الفتح فى الجزء السادس صفحة أربع وعشرين وثلاثمائة قال سمى الإمام الطبرانى فى روايته السائل بأنه ثعلبة ابن الحارث وهو من اليهود فقال السلام عليك يا محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقال وعليكم وهذه هى السنة فى جواب أهل الكتاب السلام عليك يا محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وعليكم فإذا سلم أهل الكتاب الرد وعليكم فقال له اليهودى تزعم أن فى الجنة طعاما وشرابا وأزواجا فقال النبى عليه الصلاة والسلام نعم تؤمن بشجرة المسك قال نعم وهذه موجودة عندهم فى التوراة قال وتجدها فى كتابكم قال نعم قال فإن البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى أقدامهم مسك والحديث كما تقدم معنا رواه ابن حبان فى صحيحه والحاكم وتقدم معنا الإمام ابن القيم قلت لكم عزى إليه الحديث فى حادى الأرواح وحقيقة بعد بحث فى المستدرك ما ووقفت على رواية زيد ابن أرقم فى مستدرك الحاكم وهنا يقول رواه الحاكم أيضا فتأكدوا وإذا أحد وقف على هذه الرواية فليخبرنى.
ولفظ روايتهما رواية ابن حبان والحاكم أنه قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه يعنى هذا اليهودى الذى هو كما تقدم معنا ثعلبة ابن الحارث ويقول لأصحابه إن أقر لى بهذا خصمته يعنى إذا أقر النبى عليه الصلاة والسلام أن أهل الجنة يأكلون ويشربون أنا سأتغلب عليه فى المجادلة والخصومة وأظهر الآن يعنى عدم يعنى صدقه فى أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام هكذا يزعم فقال النبى عليه الصلاة والسلام بلى والذى نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل فى المطعم والمشرب والشهوة والجماع فقال له اليهودى فإن الذى يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر.
إخوتى الكرام: هذا الحديث الأول كما قلت وفيه أن الإنسان يعطى قوة مائة وهذه القوة فى الشهوة وفى الجماع وسيأتينا وصف ما يحصل من لذة عند الاتصال بالحور العين وبالمؤمنات الكريمات فى جنات النعيم يأتينا إن شاء الله هذا فى الأحاديث الأخرى وكان فى نيتى أن أنهى الكلام على هذه الأحاديث فى هذه الموعظة وقدر الله وما شاء فعل.
اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.
اللهم اغفر لمشياخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.
اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه اللهم اغفر لجيرانه من المؤمنين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.