المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تمتع المؤمنين بزوجاتهم في جنات النعيم (بحث)   للشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان تمتع المؤمنين بزوجاتهم في - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ١٥٥

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

تمتع المؤمنين بزوجاتهم

في جنات النعيم

(بحث)

للشيخ الدكتور

عبد الرحيم الطحان

تمتع المؤمنين بزوجاتهم

في جنات النعيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.

سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد إخوتى الكرام..

تقدم معنا أن من مقاصد النكاح وحكمه الخمسة تذكر لذة الآخرة وتقدمت معنا أن هذه الشهوة الجنسية مع ما فيها من آفات ردية هى ألذ الشهوات الحسية فإذا كانت النفس البشرية تتلعق بهذه اللذة الحسية فى الحياة الدنيوية مع ما فيها من آفات فحرى بها أن تستحضر تلك اللذة فى نعيم الجنات حيث لا يوجد فيها آفة من الآفات وكنا نتستعرض إخوتى الكرام وصف النساء الطاهرات المطهرات فى غرف الجنات من النساء المؤمنات ومن الحوريات وتقدم معنا فى الموعظة الماضية أننى سأختم الكلام بأمرين اثنين الأول مر الكلام عليه ألا وهو غناء الحوريات فى غرف الجنات والأمر الثانى لذة التمتع بهن لذة وصالهن وبدأت بالأمر الثانى وذكرت حديثا واحدا وأكمله فى هذه الموعظة إن شاء الله.

ص: 1

إخوتى الكرام: الحوريات شأنهن عظيم غريب عجيب فالله جل والله أنشأ الحوريات فى الجنات من غير أن يخلقن من الآباء والأمهات وقد روى عن نبينا عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان رضى الله عنهم أجمعين أن الحوريات الحسان خلقن من الزعفران روى هذا كما قلت هذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه روى الأثر الإمام البيهقى فى البعث والنشور صفحة تسع وثلاثين ومائتين ورواه الإمام الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد فى الجزء السابع صفحة تسع وتسعين ورواه ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ورواه ابن مردويه فى تفسيره والحديث عن أنس رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال خلق الحور من الزعفران وهذا الحديث فى إسناده ضعف كما قرر أئمتنا لكن يشهد له حديث أبى أمامة رضى الله عنه وأرضاه وقد رواه الطبرانى فى معجمه الكبير والأوسط لكن إسناده ضعيف أيضا كما فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة تسع عشرة وأربعمائة ورواه ابن أبى حاتم فى تفسيره كما فى جمع الجوامع الجامع الكبير للإمام السيوطى فى الجزء الأول صفحة إحدى عشرة خمسمائة من رواية أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن الحور خلقن من الزعفران ولكن من رواية أنس وهنا من رواية أبى أمامة رضى الله عنهم أجمعين.

ص: 2

وقد روى هذا موقوفا على عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما وله حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فمثله لا يقال من قبل الرأى رواه عنه موقوفا الإمام البيهقى فى كتاب البعث والنشور فى المكان المتقدم الذى أشرت إليه وأشار إلى روايته الإمام السيوطى فى كتابه البدور السافرة فى أمور الآخرة وهكذا الإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الثانى صفحة ست عشرة ومائتين وذكر الأثر عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أيضا الإمام ابن القيم فى كتابه حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح فى صفحة واحد وستين ومائة عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما موقوفا عليه من قوله أنه قال خلق الحور من الزعفران وروى أيضا هذا الأثر عن مجاهد ابن جبر رضى الله عنهم أجمعين وهو من التابعين الكرام روى الأثر عن الإمام الطبرى فى تفسيره والبيهقى فى البعث والنشور والذى حققه الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أن هذا الأثر روى عن صحابيين اثنيين موقوفا عليهما من قولهما عن أنس وعبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين وكما تقدم معنا أثر أنس روى أيضا مرفوعا وروى أثر عن أبى أمامة مرفوعا أيضا إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه قال الإمام ابن القيم وروى أيضا عن تابعيين اثنين أيضا من قولهما مجاهد ابن جبر وأبو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف رضى الله عنهم أجمعين ثم قال وبكل حال فهن من المنشآت فى الجنات لسن عن طريق الولادة من الآباء والأمهات ذكر هذا كما قلت فى المكان المشار إليه فى حادى الأرواح وبوب عليه بابا فقال باب ذكر المادة التى خلق منها الحور الحسان إذن شأنهن عظيم وتقدم معنا أن الله أعطاهن الكمال فى الخلق وفى الخُلق وليس فيهن آفة حسية أو معنوية نسأل الله أن يطهرنا وأن يمن علينا بصحبتهن فى غرف الجنات أنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

ص: 3

إخوتى الكرام: تقدم معنا لذة وصالهن التى تحصل فى غرف الجنات وذكرت حديث زيد ابن أرقم رضى الله عنه وأرضاه وهو شىء ذكرته فى الموعظة الماضية وقلت إن إسناده صحيح كالشمس وهو فى مسند الإمام أحمد ومعجم الطبرانى الكبير والأوسط والبزار وغير ذلك من دواوين السنة وخلاصة الأثر أن البنى صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة فى الأكل والشرب والشهوة والجماع كما تقدم معنا هذا فيما سبق:

الأثر الثانى الذى يدل أيضا على لذة وصالهن والتمتع بهن فى غرف الجنات أثر أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه وأرضاه والأثر رواه ابن ماجة فى كتاب الزهد من سننه فى كتاب صفة الجنة ورواه البيهقى فى البعث والنشور صفحة اثنتين وعشرين ومائتين ورواه ابن عدى كما فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة تسع وثلاثين والبدور السافرة فى أمور الآخرة كلاهما الدر والبدور للإمام السيوطى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ولفظ حديث أبى أمامة عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه ثنتين وسبعين زوجة ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهى وله ذكر لا ينثنى قال هشام ابن خالد شيخ الإمام ابن ماجة عليه وعلى أئمتنا جميعا رحمة ربنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام من ميراثه من أهل النار يعنى رجالا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم كما ورثت امرأة فرعون على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.

ص: 4

إخوتى الكرام: كل من يدخل الجنة فى هذه الرواية يزوجه الله اثنتين وسبعين زوجة وتقدم معنا أن الأعداد التى وردت فى هذا الشأن لا تعارض بينها لدخول القليل فى الكثير وتقدم معنا أن بعض الروايات أنه يزوج بسبعين من نساء الدنيا وبسبعين من الحور العين ويتزوج مما هو أكثر من ذلك كما تقدم معنا أنه يزوج بخمسمائة حوراء وبأربعة آلاف بكر وبثمانية آلاف ثيب وقال الحافظ ابن حجر كما تقدم معنا هذا أكثر عدد وقفت عليه قلت ما هو أزيد ما تقدم معنا ذلك كما تقدم معنا من عمومات واردة ومن قول الله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد فهذه الرواية لا تخالف ما تقدم يزوج باثنتين وسبعين فى الجنة كل من يدخل فى هذه الرواية زوجتان من الحور العين ويزوج بسبعين زوجة من نساء الدنيا كيف هذا قال من ميراثه من أهل النار وذلك أن رجالا دخلوا النار والنساء نساء أولئك الأزواج دخلن الجنة فزوجهن الله لأهل الجنة فورث أهل الجنة النساء المؤمنات الصالحات اللآئى دخل أزواجهن إلى النار كما ورثت امرأة فرعون عليها وعلى سائر الصديقات رحمة الله ورضوانه وسيأتينا أنه روى فى الآثار أن امرأة فرعون تكون زوجة لنبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه إذن يزوج بهذا العدد ثم يتمتع بتلك الصفة التى أشار إليها نبينا عليه الصلاة والسلام كل واحدة لها قبل شهى وكل واحد فى الجنة له ذكر لا ينثنى.

ص: 5

إخوتى الكرام: إسناد الحديث فيه شىء من الضعف لكن له شولهد فيه خالد ابن يزيد ابن مالك الدمشقى وكما قلت الأثر فى سنن ابن ماجة وغيره وانظروه فى سنن ابن ماجة إن شئتم فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وخمسين بعد الأربعمائة والألف من سنن ابن ماجة ألف وأربعمائة واثنتان وخمسون فى الجزء الثانى خالد ابن يزيد ابن مالك الدمشقى وثقه العجلى وأبو زرعة وأحمد ابن صالح لكن الجمهور على تضعيفه وبالغ الإمام ابن نعيم عليه وعلى أئمتنا رحمة رب العالمين فاتهمه وقال والقائل هو ابن نعيم فى العراق كتاب ينبغى أن يدفن وهو كتاب الكلبى الذى رواه عن أبى صالح عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين تفسير الكلبى ينبغى أن يدفن من القائل الإمام ابن معين يقول بالعراق أى ألف الكلبى وهو محمد ابن السائب الكلبى ضعيف متروك كتابا وهو من بلاد العراق ينبغى أن يدفن هذا الكتاب وإذا انضم إلى الكلبى محمد ابن مروان السدى الصغير عن محمد ابن سائب الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين فأئمتنا يسمون هذه السلسة بسلسة الكذب لوجود محمد ابن مروان السدى الصغير وهو كذاب فى روايته عن محمد ابن السائب الكلبى وهو متروك ومتهم أيضا يقول ابن معين فى العراق كتاب ينبغى أن يدفن وهو كتاب الكلبى وبهذه السلسة إخوتى الكرام محمد ابن مروان السدى الصغير عن محمد ابن سائب الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس جمع تفسير المسمى بتنوير المقباس من تفسير ابن عباس رضي الله عنه وعن الصحابة الأكياس أجمعين وهذا مزور ومكذوب على سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما بل إن نسبته إلى جامعه وهو الفيروز آبادى صاحب كتاب القاموس لا تصح أيضا والعلم عند الله جل وعلا.

ص: 6

ومن العجيب أن هذا الكتاب يتداول بين الناس وكما قلت فيه تزويران التزوير الأول نسبته إلى سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ولا يصح عنه والتزوير الثانى نسبته إلى جامعه ألا وهو الفيروز آبادى ولم يثبت ذلك عنه وجمع الكتاب من أوله لآخره بهذه السلسة من رواية محمد ابن مروان السدى الصغير عن محمد ابن سائب الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.

ص: 7

إذن كتاب بالعراق ينبغى أن يدفن وهو تفسير الكلبى قال ابن معين وهناك كتاب بالشام أيضا ينبغى أن يدفن وهو كتاب خالد ابن يزيد ابن مالك الدمشقى الذى هو معنا فى إسناد هذا الحديث قال ابن معين لم يرض أن يكذب عن أبيه يعنى خالد ابن يزيد حتى كذب على الصحابة رضى الله عنهم أجمعين هكذا يقول الإمام ابن معين والحافظ ابن حجر وسع ترجمته فى تهذيب التهذيب فى الجزء الثالث صفحة ست وعشرين ومائة وهكذا الإمام الذهبى فى ميزان الاعتدال فى الجزء الأول صفحة خمس وأربعين وستمائة وأورد الإمام الذهبى هذا الحديث وهو حديث إبى أمامة الذى تقدم معنا رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين هذا الحديث الذى هو فى سنن ابن ماجة أورده فى ترجمته على أن هذا مما أنكر عليه وفى بعض روايات الحديث كما فى الميزان تقدم معنا هناك سبعين من ميراثه من أهل النار أوليس كذلك فى بعض رواياته وسبعين من ميراثه هناك من ميراثه من أهل النار ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار فى الرواية التى ذكرها الذهبى فى الميزان وسبعين من ميراثه من أهل الجنة ومآل الروايتين شىء واحد فهن فى الأصل كما قلت أزواجهن فى النار لكن هن من أهل الجنة فما ورد فى الرواية سبعين من أهل الجنة هذا باعتبار حالهن وقوله سبعين من ميراث أهل النار أى مما ورث هؤلاء أهل النار الذين كما قلت صار أزواجهن فى النار فلا تعارض بين الروايتين مآل الروايتين شىء واحد والذى حق عليه كلام الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى تقريب التهذيب قال إنه ضعيف مع كونه فقيها نعم كما قلت تشدد فى أمره ابن معين واتهمه بالكذب ولعله برىء من ذلك إن شاء الله ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة سوى الإمام ابن ماجة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وقد توفى خالد ابن يزيد سنة خمس وثمانين ومائة للهجرة وكما قلت ضعيف هذا كلام الحافظ ابن حجر فيه يقول ضعيف مع كونه فقيها وقد حكم الحافظ ابن حجر فى الفتح على

ص: 8

سند هذا الحديث فى الجزء السادس صفحة خمس وعشرين وثلاثمائة لأن سنده ضعيف جدا وقال الإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الثانى صفحة أربع عشرة ومائتين هذا حديث غريب جدا ثم بعد أن ذكر أن فى إسناده خالد ابن يزيد أوليس كذلك قال الإمام ابن كثير ومثله ممن يغلط ولا يتقن والغلط أئمتنا يقولون أنه قال يزوج بزوجتين من نساء الدنيا يزوج بزوجتين من الحور العين أوليس كذلك وبسبعين من ميراثه من أهل النار أو من أهل الجنة باعتبار دخولهن الجنة قالوا هذا يخالف الروايات التى وردت أنه يزوج بزوجتين من أهل الدنيا وسبعين من الحور العين هذا على العكس أنا أقول من حيث المعنى لا تعارض لأنه تقدم معنا أنه لا منافسة بين هذه الأعداد فيزوج بزوجتين من نساء الدنيا ويزوج بزوجتين من الحور العين ويزوج بسبعين ويزوج بما هو أكثر من ذلك وقد تقدم معنا رواية الإمام أحمد تقدمت معنا فى المسند عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه أن كل واحد من أهل الجنة يزوج بزوجتين من الحور العين على كل واحدة سبعين حلة كل واحدة بعد ذلك تضىء ويرى مخ ساقها من فوق الحلل تقدم معنا هذا وتقدم معنا أعداد أخرى مما يحصل لأهل الجنة من الزوجات والعلم عند رب الأرض والسماوات إذن إخوتى الكرام هذا العدد الوارد هنا كما قلت لا يتعارض مع بقية الأعداد والعلم عند الله جل وعلا وقد ورد فى رواية أبى يعلى والحديث أورده الإمام الحافظ ابن حجر فى فتح البارى فى المكان المشار إليه فى الجزء السادس صفحة خمس وعشرين وثلاثمائة وسكت عليه وهو على حسب شرطه فى درجة الحسن من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم يدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله وزوجتين من ولد بنى آدم ولا تعارض كما قلت بين هذه الروايات أحيانا وردت الروايات بأن السبعين من الحور العين وأحيانا من نساء الدنيا مما يرث أهل الجنة أهل

ص: 9

النار والعلم عند العزيز القهار وقد روى الإمام ابن السكن وابن عساكر من رواية حاطب ابن أبى بلتعة رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يزوج المؤمن ثنتين وسبعين زوجة من نساء الآخرة وثنتين من نساء الدنيا وكل هذا كما قلت لا تعارض فيما بين هذه الروايات لأنها مفهوم أعداد ولا تتعارض ولا تختلف.

إخوتى الكرام: وما قاله شيخ الإمام ابن ماجة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهو هشام ابن خالد أنه قال مما ورث أهل الجنة أهل النار ما قاله الإمام هشام ابن خالد شيخ الإمام ابن ماجة وأن امرأة فرعون تكون لنبينا صلى الله عليه وسلم فى الجنة ما قاله روى فى كثير من الآثار منها ما رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير وابن مردويه فى تفسيره من رواية بريدة رضى الله عنه وأرضاه قال وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى هذه الآية وهى قول الله من سورة التحريم: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا} .

يقول بريدة رضى الله عنه وأرضاه وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بالثيب آسية امرأة فرعون رضى الله عنها وسائر الصديقين والصديقات ومن ذكر مريم بنت عمران ثيبات وأبكارا وعده ربنا أن يزوجه بهذه الآية وعده بهذه الآية أن يزوجه ثيبات وأبكارا أما الثيب فهى آسية امرأة فرعون وأما البكر فهى مريم بنت عمران على نبينا وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه وكما قلت الأثر الأثر فى معجم الطبرانى الكبير وتفسير ابن مردويه وقد أورد الإمام ابن كثير فى تفسيره عند هذه الآية فى الجزء الرابع صفحة تسعين وثلاثمائة آثارا كثيرة تقرر هذا المعنى وحكم عليه بالضعف لكنه يعتضد بعضها ببعض ويثبت هذا المعنى والعلم عند الله جل وعلا.

ص: 10

فمن هذه الروايات ما رواه عن ابن عساكر أنه روى فى ترجمة الصديقة مريم عليها وعلى سائر الصديقين رحمة الله ورضوانه روى فى ترجمتها بإسناده عن ابن عمر رضى الله عنهما قال جاء جبريل على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فجلس معه على نبينا وآله وملائكته وملائكة الله وسائر النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه فجلس جبريل مع نبينا عليهما صلوات الله وسلامه فمرت أمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها فقال جبريل لنبينا الجليل على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه إن الله يقرؤها السلام لأمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها ويبشرها ببيت فى الجنة من قصب بعيد عن اللهب عن نار جهنم لا نصب فيه ولا صخب من لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم وبيت آسية بين بيت مريم وبين بيت آسية امرأة فرعون ومريم بيت عمران على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهذا الحديث وهو أن الله يقرىء أمنا خديجة السلام ويبشرها ببيت من قصب تقدم معنا أن المراد من القصب هنا الؤلؤ المجوف ولا يراد منه القصب من الخشب كما تقدم معنا وأطلق عليه القصب لأنها حاز قصبا السبق كما تقدم معنا ولأن حياتها مستوية مع نبينا عليه الصلاة والسلام لا تنغيص فيها بوجه من الوجوه وهكذا بالنسبة للقصب جميع يعنى حباته وأجزائه متساوية العقد التى فيه وهكذا أمنا خديجة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب وتقدم معنا لما كانت حياتها مستقرة مع نبينا عليه الصلاة والسلام ما جرى بينه وبينه شائبة كوفأت فى الآخرة بهذا البيت والجزاء من جنس العمل لا صخب فيه.

ص: 11

وتقدم معنا إخوتى الكرام الحديث قلت هذا ثابت فى المسند والصحيحين من رواية عدة من الصحابة الكرام من رواية أمنا عائشة ومن رواية أبى هريرة ومن رواية عبد الله ابن أبى أوفى رضي الله عنهم أجمعين وروى الحديث من رواية جابر وعبد الله ابن جعفر رضي الله عنهم أجمعين كما تقدم معنا سابقا هذا المعنى ثابت لكن هذه الرواية هنا بطولها فيها ضعف إذن لا صخب فيه ولا نصب من لؤلؤة جوفاء هذا البيت بين بيت الصديقة مريم وبيت آسية امرأة فرعون التى قالت {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين} فبنى الله بيتا فى الجنة وأكرمها بالزواج من أكرم وأفضل وأشرف خلقه ألا وهو نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهى كانت زوجة لألعن خلق الله فى ذلك الوقت فأكرمت بخير خلق الله لطهارة قلبها وصدقها وإنابتها إلى ربها عليها وعلى سائر الصديقين رحمة الله ورضوانه فبيت أمنا خديجة من لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم وبين بيت آسية.

ص: 12

وروى أيضا الإمام ابن عساكر كما نقل عنه هذا الحافظ ابن كثير فى المكان المتقدم روى أيضا عن عبد الله رضى الله عنهما أن البنى صلى الله عليه وسلم قال لأمنا خديجة يا خديجة إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن منى السلام وقال لها نبينا عليه الصلاة والسلام هذا فى مرض موتها عند احتضارها رضى الله عنها وأرضاها قال أنت ستذهبين إلى الآخرة قبلى فإذا التقيتى بضرائرك وهن مريم وآسية فأقرئيهن منى السلام فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تزوجت قبلى قال لا والله ولكن الله زوجنى مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وكلثم أخت نبى الله موسى على نبينا وأنبياء الله ورسله جميعا صلوات الله وسلامه وتقدم معنا إخوتى الكرام فى فضائل أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها أن أفضل نساء العالمين أمنا خديجة وهكذا الصديقة مريم وهكذا آسية امرأة فرعون وتقدم معنا أن كل واحدة من هؤلاء كفلت نبيا فأمنا خديجة تكفلت بأفضل وأطهر وأشرف خلق الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وآسية كفلت وربت نبى الله الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه نبى الله موسى وهكذا مريم أنجبت هذا النبى المبارك وهو نبى الله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ثم ربته أحسن تربية فكل واحدة من هؤلاء تقدم أنها تكفلت نبيا فإذن أقرئى ضرائرك منى السلام تزوجت قبلى لا لكن الله زوجنى مريم وآسية وكلثم أخت نبى الله موسى على نبيناو عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

وروى ابن عساكر أيضا عن أبى أمامة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها أعلمت أن الله زوجنى فى الجنة آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران فقالت أمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها هنيئا لك يا رسول الله عليه الصلاة والسلام هنيئا لك يا رسول الله ما يوجد صخب ولا ضجير ولا مشكلة هنيئا لك يا رسول الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.

ص: 13

وهذه الآثار إخوتى الكرام كما قلت حكم عليها الإمام ابن كثير بالضعف لكن إذا ضم بعضها إلى بعض تعتضد ويثبت هذا وهو أن مريم ستكون زوجة لنبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهكذا آسية وهكذا كلثم عليهن وعلى سائر الصديقين والصديقات رحمة رب الأرض والسماوات إذن فى حديث أبى أمامة أن الرجل من أهل الجنة يزوج باثنتين وسبعين زوجة زوجتين كما تقدم معنا من الحور العين أوليس كذلك وسبعين من ميراثه من أهل النار من ميراثه من أهل الجنة.

ص: 14

إخوتى الكرام: كل واحد أعد الله له مقعدين ومنزلين منزلا فى الجنة ومنزلا فى النار فالمؤمن إذا دخل الجنة ورث منزل الكافر والكافر إذا دخل النار ورث منزل المؤمن فنحن نأخذ منازلهم وهم يأخذون منازلنا كل واحد له منزلان له مقعدان له مسكنان فى الآخرة واحد فى الجنة وواحد فى النار وقد أشار إلى هذا نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ثبت الحديث بذلك فى المسند وإسناده ورجاله رجال الصحيح كما قال الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة تسع وتسعين وثلاثمائة والحديث رواه الحاكم فى المستدرك فى الجزء الثانى صفحة خمس وثلاثين وأربعمائة وقال إسناده على شرط الشيخين وأقره عليه الذهبى وهذا كما قال الإمام الهيثمى رجاله رجال الصحيح والحديث رواه الإمام الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد فى الجزء الخامس صفحة أربع وعشرين فهو فى المسند والمستدرك وتاريخ بغداد من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هدانى فيكون له شكر يعنى لولا أن الله هدانى لدخلت ذلك المقعد الذى أعد لى وسكنت ذلك المسكن وهو فى النار وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هدانى فتكون عليه حسرة ذاك يكون له شكر وهذا تكون عليه حسرة حقيقة يعنى إذا دخل النار يعنى هو فى حسرة عظيمة ثم إذا مكن من رؤية مقعده فى الجنة وقيل هذا مكانك لو أطعت تزداد حسرته يعنى خسر عندما عذب وخسر عندما فاته ذلك المنزل وذاك أكرمه الله بدار كرامته ورضوانه ثم قال له انظر إلى مقعدك لو كفرت يقول لولا أن الله هدانى لدخلت النار وذاك يقول لو أن الله هدانى لدخلت الجنة فأهل النار تكون عليهم حسرة عندما يرون مقاعدهم فى الجنة وأهل الجنة يكون لهم شكر عندما يرون مقاعدهم فى النار ولذلك يقول الله جل وعلا فى آخر سورة الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه

ص: 15

{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون * إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين *وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} والأرض إما أرض الدنيا وإما أرض الآخرة وهى أرض الجنة فأرض الدنيا كتب الله فيها النصر والظفر والتمكين لحزبه المفلحين {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} .

وهكذا كتب الله الإرث والنصر والفلاح والفوز فى الآخرة فهم يرثون مقاعد الكفار فى الجنة كما من الله عليهم أيضا بدرجات يضمون أيضا إلى درجاتهم مقاعد غيرهم ومنازل غيرهم فيزداد شكرهم لربهم جل وعلا وعليه ما قاله شيخ الإمام ابن ماجة وهو هشام كما قلت ابن خالد هشام ابن خالد وهو صدوق توفى سنة تسع وأربعين مائتين للهجرة وقد أخرج حديثه الإمام أبو دادو وابن ماجة فى السنن ما قاله من أن أهل الجنة يرثون أهل النار ولذلك الواحد من أهل الجنة يأخذ سبعين من نساء الدنيا لأن أزواجهن دخلوا النار هذا تشير إليه النصوص الصحيحة الثابتة فى الجملة والعلم عند الله جل وعلا هذه رواية ثانية تبين لذة التمتع فى الدار الآخرة رواية زيد ابن أرقم هى الأولى والثانية رواية أبى أمامة رضى الله عنه وأرضاه يزوج بثنتين وسبعين زوجتان من نساء الجنة من الحور العين وسبعون من ميراثه من أهل النار من ميراثه من الجنة كل واحدة لها قبل شهى وله بعد ذلك تمتع عظيم عظيم له ذكر لا ينثنى كما أشار إلى ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.

ص: 16

الرواية الثالثة إخوتى الكرام: عن أنس رضى الله عنه وأرضاه وإسنادها صحيح ثابت ثبوت الشمس فى رابعة النهار رواها الإمام الترمذى فى السنن وقال هذا حديث صحيح غريب ورواها الإمام أبو داود الطيالسى انظروا منحة المعبود فى ترتيب مسند الطيالسى أبى داود فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وأربعين ومائتين ورواها الإمام النسائى لكن فى السنن الكبرى كما فى كتاب العاقبة لعبد الحق صفحة واحدة وخمسين وثلاثمائة والحديث رواه البزار والبيهقى فى البعث والنشور انظروا صفحة واحد وعشرين ومائتين.

ورواها الإمام عبد الملك ابن حبيب فى كتاب صفة الفردوس فى صفحة ثمان وستين وقد ذكر هذه الرواية وعزاها إلى من تقدم الإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الثانى صفحة سبع عشرة ومائتين وهكذا الإمام شيخ الإسلام عبد الرحيم الأثرى فى تخريج أحاديث الإحياء فى الجزء الرابع صفحة خمس وعشرين وخمسمائة وحكم على إسناد الحديث بالصحة ولفظ الحديث كما قلت من رواية أنس رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يعطى المؤمن فى الجنة قوة كذا وكذا فى الجماع قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أويطيق ذلك قال يعطى قوة مائة كما تقدم فى رواية زيد ابن أرقم رضى الله عنهم أجمعين وفى بعض روايات الحديث يزوج العبد فى الجنة سبعين زوجة فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنطيقا يعنى سبعين زوجة يطيقها الواحد منا وهل عنده قدرة على الاتصال بها فقال عليه الصلاة والسلام يعطى قوة مائة إذن هذا وصفهن ثم هذه لذة التمتع بهن قال الإمام الترمذى عقيب رواية أنس ابن مالك رضى الله عنهم أجمعين وفى الباب عن زيد ابن أرقم وتقدمت معنا رواية زيد وهى أولى الروايات أول الروايات الثلاثة النى مرت معنا إذن هذه رواية ثالثة رواية زيد ابن أرقم رواية أبى أمامة رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه.

ص: 17

الرواية الرابعة: رواية أبى هريرة قبل أن أنتقل إليها رواية أبة أمامة رضى الله عنه وأرضاه أيضا لها ما يشبهها بغير الرواية التى تقدمت معنا فى سنن ابن ماجة وكان فى نيتى أن أذكرها عندها لأنها تعتبر يعنى من رواية صحابى واحد فلا داعى أن نعدها رواية مستقلة فو ضمت قبل رواية أنس رضى الله عنهم أجمعين لكان أحسن إلى رواية أبى أمامة، رواية أبة أمامة الثانية رواها الإمام أبو يعلى فى مسنده والطبرانى فى معجمه الكبير والبيهقى فى البعث روراها ابن أبى حاتم فى تفسيره قال الإمام الهيثمى فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة سبع عشرة وأربعمائة يقول روها الإمام أبو يعلى والطبرانى بأسانيد رجال بعضها وثقوا رجال بعضها بعض الأسانيد وثقوا على ضعف فى بعضهم وانظروا إخوتى الكرام كتاب الدر المنثور الجزء الأول صفحة أربعين وكتاب المطالب العلية فى زوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر فى الجزء الرابع صفحة واحدة وأربعمائة والحديث من رواية أبى أمامة رضى الله عنه وفى إسناد الحديث أيضا خالد ابن يزيد الشامى الذى تقدم معنا وفيه ما تقدم من الكلام فلا داعى للإعادة ولذلك كان فى نيتى أن أذكر هذه الرواية عقب الرواية الأولى ولكن قدر الله وما شاء فعل ولفظ الحديث عن أبى أمامة رضى الله عنه وأرضاه أنه قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله عليه صلوات الله وسلامه هل يتناكح أهل الجنة يقع بينهم الوطء وهذه اللذة التى يحصلونها فى هذه الحياة ينعمون بها فى غرف الجنات هل يتناكح أهل الجنة قال نبينا صلى الله عليه وسلم نعم بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع دحما دحما وفى بعض الرويات دحاما دحاما والدحم والدحام هو الوطء بدفع وشدة وإزعاج وهذا يكون لكثرة الشهوة فى الإنسان ولتلذذه فى الوطء دحما دحما دحاما دحاما نعم بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع دحما دحما دحاما دحاما قال عليه الصلاة والسلام نعم ويأكلون ويشربون ولكن لا منى ولا منية يعنى لا

ص: 18

يفرزون منيا ولا يكون من ذلك حمل ولا وضع ولا مشقة هذا كما قلت يدخل فى رواية أبى أمامة رضى الله عنهم أجمعين إذن من رواية زيد ابن أرقم وأبى أمامة بالروايتين المختلفتين وفى كل منهما كما تقدم معنا خالد ابن يزيد الشامى الدمشقى والرواية الثالثة رواية أنس رضى الله عنهم أجمعين رواية زيد ثابتة صحيحية ورواية أنس ثابتة صحيحة ورواية أبى أمامة كما تقدم معنا حولها ما حولها من الكلام ومعناها ثابت فى أحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام.

ص: 19

الرواية الرابعة صحيحة ثابتة من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه رواها الإمام البزار فى مسند انظروا كشف الأستار الجزء الرابع صفحة ثمان وتسعين ومائة روراها الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط والصغير كما فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة سبع عشرة وأربعمائة وحكم الإمام الهيثمى على إسناد الرواية فقال رجالها رجال الصحيح غير محمد ابن ثواب الكوفى وهو ثقة فالإسناد صحيح ثابت وسيأتينا تنصيص شيخ الإسلام الضياء المقدسى على تصحيح هذه الرواية ومتابعة الأئمة له فى ذلك رجالها رجال الصحيح غير محمد ابن ثواب الكوفى وهو ثقة إذن فى البزار ومعجم الطبرانى الأوسط والصغير ورواها الخطيب فى تاريخ بغداد فى الجزء الأول صفحة واحد وسبعين وثلاثمائة وانظروا الدر المنثور فى عزو هذه الروايات أيضا فى الجزء الأول صفحة أربعين رواية نص على تصحيحها شيخ الإسلام الضياء المقدسى نقل هذا عنه الإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الثانى صفحة ثماني عشرة ومائتين فقال الإمام الضياء المقدسى إسناد هذا الحديث عندى ثابت على شرط الصحيح وأنا أقول نعم ما قلت لكن فيه محمد ابن ثواب هذا ليس من رجال الصحيح من رجال البخارى ومسلم إنما هو حديث ثابت صحيح نعم محمد ابن ثواب لم يخرج له من أهل الكتب الستة إلا الإمام ابن ماجة القزوينى لكن حديثه صحيح وهو إمام ثقة عدل صدوق قال الحافظ ابن حجر فى ترجمته وقد ضعفه مسلمة بلا حجة لكنه كما قلت ثقة صدوق حافظ عدل إمام وقد توفى سنة ستين ومائتين للهجرة محمد ابن ثواب الكوفى الإمام الضياء المقدسى يقول إسناده عندى على شرط الصحيح وكما قلت الأمر كذلك وهذا ما قاله الهيثمى لكن فيه محمد ابن ثواب الكوفى لم يخرج له أحد من صاحبى الصحيحين البخارى ومسلم عليهم جميعا رحمة الله وهذا القول الذى نقله الإمام ابن كثير عن الضياء المقدسى نقله الإمام ابن القيم فى حادى الأرواح صفحة ستين ومائة وفى روضة المحبين

ص: 20

صفحة ثلاث وخمسين ومائتين إسناده يقول عندى على شرط الصحيح والحديث صحيح ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام كما قلت من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه ويشهد لحديث أبى أمامة الذى مر معنا فانتبهوا لذلك ولفظ الحديث قيل للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفضى إلى نسائنا فى الجنة نتصل بهن ونتلذذ بالتمتع بهن فقال عليه الصلاة والسلام والذى نفسى بيده إن الرجل ليفضى فى اليوم الواحد إلى مائة عذراء يعنى فى كل يوم يتمتع بمائة امرأة عذراء بكر وهذا الحديث ونظائره سيقوى معنا ما سأذكره فى نهاية المبحث أن لذة الوطأ هى أكمل اللذائذ الذى يكون فى الوطأ فوطأ لا نظير له لأن الوطأ فى الدنيا المرأة تكون بكرا إذا وطأت زالت عنها تلك الصفة أما فى الآخرة فكلما قمت عنها عادت مطهرة بكرا وما رجع الرجل إلى زوجته واقترب منها إلا ووجدها بكرا وهذا الحديث يشهد لما سأذكره من روايات وهذا الحديث ثابت ليفضى إلى مائة عذراء فى اليوم إذن هو فى كل يوم يتصل بمائة عذراء يعنى نساؤه يعدن أبكارا {إنا أنشأناهن إنشاء *فجعلناهن أبكارا *عربا أتراب* لأصحاب اليمين} .

ص: 21

والحديث كما قلت صحيح يفضى فى اليوم الواحد إلى مائة عذراء ة فى بعض روايات الحديث من طريق آخر من رواية أبى هريرة أيضا رضى الله عنه وأرضاه رواها الإمام البزار فى المكان المشار إليه آنفا ورواها البيهقى فى البعث والنشور هذه الرواية الثانية كما قلت ورواها ابن أبى عمر فى مسنده كما فى المطالب العالية فى الجزء الرابع صفحة واحدة وأربعمائة ورواها الطبرانى فى معجمه الكبير وابن أبى الدنيا كما فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة أربعين ولفظ هذه الرواية عن أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل يمس أهل الجنة أزواجهم ما المراد من المسيس الإفضاء والوطء والمباشرة فقال النبى عليه الصلاة والسلام نعم بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع بذكر لا يمل وفرج لا يحفى، لا يحفى أى لا يسترخى ولا يمسك ويتعب ولا يريد الوطء لأن المرأة تشتكى إذا كثر الوطأ فى حقها وأما هناك ذكر لا يمل وفرج لا يحفى لا يسترخى ولا يمسك ولا يتعب وشهوة لا تنقطع وهذه الرواية الثانية إخوتى الكرام فى إسنادها عبد الرحمن ابن زياد ابن أنعم الإفريقى وقد حسن حديثه بعض أئمتنا والأمر فيه كما قال الحافظ ابن حجر ضعيف بغير كذب وهذا أيضا كلام الإمام الهيثمى عند الرواية الثانية لا الأولى قلت الأولى إسنادها صحيح وروى برواية أخرى بهذا اللفظ قال الإمام الهيثمى فى المجمع جميع رجال الإسناد ثقات أثبات إلا عبد الرحمن ابن زياد ابن أنعم الإفريقى وهو ضعيف بغير كذب وهذا العبد الصالح توفى سنة ست وخمسين ومائة للهجرة وقد خرج حديثه الإمام البخارى فى الأدب المفرد وأهل السنن الأربعة إلا سنن النسائى وكان من العلماء الربانيين الصالحين قال الإمام الذهبى فى ترجمته فى السير واقرؤا ترجمته لزاما ففيها ما يذكر حقيقة بالله فى ترجمة هذا العبد الصالح فى الجزء السادس صفحة إحدى عشرة وأربعمائة ونعته الإمام الذهبى فقال هو قاضى

ص: 22

إفريقيا ومحدثها وعالمها على سوء فى حفظه يعنى فى حفظه شىء من الوهم لكنه رجل صالح قانت من الربانيين وكان الإمام الثورى يعظمه جدا ويحتج به.

وختم الإمام الذهبى ترجمته بكرامة حاصلها أنه حصلت عزوة بين الروم والمسلمين فى ذلك الحين فأسر هذا العبد الصالح عبد الرحمن ابن زياد ابن أنعم الإقريقى فلما قدم لتضرب رقبته من قبل أمير الروم حرك لسانه بكلمة التوحيد فقال الله الله ربى لا أشرك به شيئا يقول فقال ملك الروم هاتوا شماس العرب فالشماس هذا من ألفاظ يعنى الشيوخ عند النصارى كما يقال شيخ وقسيس وشماس ومطران وما شاكل هذا هاتوا شماس العرب قربه إلى قال بأى شىء حركت لسانك قال قلت الله الله ربى لاأشرك به شيئا قال بذلك أمرنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أن نقول عند الشدائد اذهب فأنت طليق ختم الإمام الذهبى ترجمته بهذه القصة بعد أن أسر وقدم لتضرب رقبته لجأ إلى الله جل وعلا وفرج عنه وقلوب العباد ونواصيهم بيد الله والله على كل شىء قدير {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} ففى إسناد الرواية الثانية عبد الرحمن ابن زياد ابن أنعم الإفريقى وكما قلت ضعيف من غير كذب والرواية لها شواهد كما تقدم معنا فى الرويات المتقدمة.

الشاهد أن هذه اللذة تحصل بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع.

إخوتى الكرام: رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه من الطريقين المتقدمين الطريق الذى إسناده صحيح والذى فى الإسناد شىء من الكلام رويت أيضا رواية أبى هريرة موقوفة عليه فى كتاب الزهد لهناد ابن الثرى فى الجزء الأول صفحة ست وثمانين وفى كتاب البيهقى فى البعث والنشور صفحة اثنتين وعشرين ومائتين وكما قلت مرارا الموقوف فى هذا الأمر فى هذا الباب له حكم الرفع إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هذه رواية رابعة رواية زيد وأبى أمامة وأنس وهذه رواية أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين.

ص: 23

رواية خامسة: فى لذة تمتع أهل الجنة لنسائهم رواية عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين رواها الإمام أبو يعلى فى مسنده كما فى المطالب العالية فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وأربعمائة وانظروها فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة ست عشرة وأربعمائة ورواها الإمام البيهقى فى البعث والنشور فى المكان المتقدم ورواها هناد ابن الثرى فى كتاب الزهد فى الجزء الأول صفحة خمس وستين ومائة ورواها إبراهيم الحربى فى غريب الحديث وأبو الشيخ فى كتاب العظمة كما حادى الأرواح فى صفحة ستين ومائة وما وقفت على هذه الرواية فى كتاب العظمة لأبى الشيخ بعد بحث والعلم عند الله جل وعلا وإسناد الرواية جميع رجال الإسناد ثقات أثبات وما فى الإسناد إلا زيد أبى الحوارى وهو زيد العمّى وتقدم معنا ذكره قريبا فى محاضرات الترمذى وقلت كان من الصالحين وكان قاضيا فى بلدة هراس وهو القائل اللهم ارزقنى جنية أتزوج بها فلما سئل عن سبب ذلك قال تسافر معى حيثما سافرت وتقدم معنا أنه يرى أنه يجوز التناكح بين الإنس والجن زيد العمى وهكذا تقدم معنا الإمام الأعمش وغيرهما من أئمة الإسلام وتقدم معنا أن المعتمد فى هذه القضية أنه لا يجوز التناكح بين الإنس والجن لسبعة أمور ذكرتها فى محاضرات سنن الترمذى إذن جميع رجال الإسناد ثقات أثبات وما فى الإسناد من تكلم فيه كما قلت إلا زيد ابن أبى الحوارى وهو زيد العمى قال الإمام الهيثمى فى المجمع وثق على ضعف وبقية رجاله ثقات وزيد العمى حديثه مخرج فى السنن الأربعة وإنما قيل له العمى كما ذكرت لأمرين إما أنه كان إذا سئل عن شىء وهو صغير لا يجيب يقول حتى أسأل عمى فقيل زيد العمى وقيل نسبة إلى بنى العمنتين والعلم عند الله جل وعلا إذن هذه الرواية كما قلت مروية فى هذه الكتب فى مسند أبى يعلى وكتاب البعث والنشور للإمام البيهقى وغيرهما من دواوين السنة عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال للنبى صلى

ص: 24

الله عليه وسلم يا رسول الله أنفضى إلى نسائنا فى الجنة بمعنى الرواية المتقدمة وهى رواية أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين أنفضى إلى نسائنا فى الجنة كما نفضى إليهن فى الدنيا فقال نبينا صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده إن الرجل ليفضى بالغداة الواحدة إلى مائة عذراء والذى نفسى بيده إن الرجل ليفضى بالغداة الواحدة وهى أول النهار إلى مائة عذراء وهذه الرواية كما قلت يشهد لها رواية أبى هريرة المتقدمة أوليس كذلك ويشهد لها رواية أنس رضي الله عنه التى تقدمت معنا وقلت إسنادها صحيح ورواية أبى هريرة تشهد لهذه وقلت إسنادها صحيح أنفضى إلى نسائنا قال والذى نفسى بيده إن الرجل ليفضى فى اليوم إلى مائة عذراء وهنا يفضى بالغداة إلى مائة عذراء فرواية عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما لا تنزل عن درجة الحسن للشواهد المتقدمة من حديث أبى هريرة وأنس وغير ذلك من الروايات رضى الله عن الصحابة أجمعين إذن هذه كما قلت رواية خامسة وهى رواية عبد الله ابن عباس.

الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى حادى الأرواح صفحة ستين ومائة إلى بلاد الإفراح بعد أن ذكر ما قيل من كلام فى زيد العمى قاضى هراس قال قلت وحسبه رواية شعبة عنه يكفى أن شعبة ابن الحجاج يروى عن زيد العمى وإذا رأيت شعبة فى الإسناد فاشدد يديك به لأنه كان يحتاط غاية الاحتياط فرواية شعبة عن زيد يقول هذه ترفع من قدر زيد العمى حسبه يقول تكفيه توثيقا وعدالة وإمامة رواية شعبة عنه وقد حكم شيخ الإسلام الإمام السيوطى فى البدور السافرة فى أمور الآخرة صفحة واحدة وخمسين وأربعمائة بالصحة على رواية عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين فقال بسند صحيح ولعله صحح السند للشواهد التى مرت والعلم عند الله جل وعلا إذن هذه خمس ورايات رواية زيد ابن أرقم وأبى أمامة وأنس وأبى هريرة وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.

ص: 25

رواية سادسة: وهى رواية خارجة ابن جَزى ويقال جِزى ويقال جَزىٌ وجِزىٌ وهو من الصحابة الكرام خاجة ابن جزى ويقال خارجة ابن جزىء العذرى خارجة ابن جزى العذرى جزى بالزاى ليست بالذال التى بصورة الدال المنقوطة بصورة الراء المنقوطة خارجة ابن جَزى جِزى جَزىٌ جِزىٌ جزىء كل هذا قيل فى ضبطه رضى الله عنه وأرضاه وهو من الصحابة خارجة ابن جزى العذرى انظروا ترجمته فى أسد الغابة فى معرفة الصحابة فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وثمانين رواية خارجة رواها الإمام البيهقى فى البعث والنشور صفحة واحدة وعشرين ومائتين ورواها ابن عساكر فى تاريخه كما فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة أربعين ورواها ابن السكن وابن منده والخطيب فى تاريخ بغداد والخطيب فى المؤتلف والمختلف لا فى تاريخ بغداد والخطيب فى المؤتلف والمختلف كما فى كنز العمال فى الجزء الرابع عشر صفحة خمس وثمانين وأربعمائة ويراد إخوتى الكرام بالمؤتلف والمختلف يراد من هذا المؤتلف هو المتفق والمختلف هو المفترق والمغاير ويراد بذلك إذا اتفق راويان أو الرواة فى الاسم أو فى الكنية أو فى النسب اتفقا فى الرسم الاسم اتفق فى الرسم واختلفا فى النطق هذا يقال له مؤتلف ومختلف يعنى مؤتلف متفق فى أى شىء رسما ومختلف نطقا مثل سلام وسلّام السُلمى والسَلمى هذا يسميه أئمتنا فى مبحث المصطلح بالمؤتلف والمختلف يعنى متفق فى الرسم فى الكتابة مختلف فى النطق وهذا أكثر ما يقع فيه التصحيف كما قال شيخ المحدثين على ابن المدينى أكثر ما يقع التصحيف فى ضبط الأسماء والكنى والنسب لأنها ليست قياسية إنما سماعية يعنى هذا سلَام أو سلّام لا تعلم إلا بالضبط والتصحيح والنقل عن الشيوخ وهل هو سلَمى أو سُلمى سلمى أو السُلمى يوجد بعض الرواة سلّام ويوجد بعض الرواة سلَام فمثلا عبد الله ابن سلام لا ينبغى أن تقول سلّام هذا غلط لو شددت مع أن الرسم واحد هذا يسميه أئمتنا المؤتلف والمختلف الإمام الخطيب

ص: 26

البغدادى قل فنا من فنون المصطلح إلا وألف فيه كتابا مستقلا ولذلك يقول أئمتنا كل من أنصف كما هو قول أبى بكر ابن لقطة عليهم جميعا رحمة الله كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه وهو حافظ المشرق الذى توفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة للهجرة كما تقدم معنا مرارا الخطيب البغدادى له كتاب المؤتلف والمختلف يعنى راويا أو رواة اتفقوا كما قلت فى الرسم فى اسمهم أو فى كناهم أو فى اسم آبائهم أو فى نسبتهم اختلف النطق فلتمييز هذا من هذا ألفت كتب فى ذلك فى كتاب المؤتلف والمختلف روى الخطيب البغدادى هذا الحديث.

يقول الإمام العراقى فى ألفيته:

واعن بما صورته مؤتلف

خطا ولكن لفظه مختلف

هذا هو المؤتلف والمختلف واعن أى اعتنى واهتم بما صورته مؤتلف الصورة والرسم مؤتلف متفق واحد سلام وسلّام واعن بما صورته مؤتلف بأى شىء خطا ولكن لفظه مختلف إذا نطقت به يختلف فى النطق فاعن بهذا النوع من أنواع المصطلح فالخطيب روى هذا فى كتاب المؤتلف والمختلف ولفظ الحديث كما قلت من رواية خارجة ابن جزى جزى رضى الله عنه وأرضاه قال سمعت رجلا بتبوك سأل النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أيباضع أهل الجنة نساءهم فى الجنة من المباضعة أيباضع أهل الجنة نساءهم فى الجنة تحصل المباشرة والوقاع والمسيس فقال نبيا صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده إن الرجل الواحد منهم يعطى من القوة فى اليوم أفضل من سبعين منكم ويشهد لهذا ما تقدم معنا من روايات كثيرة صحيحة إذن هذه رواية سادسة تدل على اللذة التى سيحصلها أهل الجنة فى حال تمتعهم بالمؤمنات الطاهرات وبالحوريات تقدم معنا ست روايات رواية زيد ابن أرقم وأبى أمامة بروايتها وأنس ابن مالك وأبى هريرة بروايتيها وعبد الله ابن عباس وخارجة ابن زيد ابن جزى ابن جزىء رضي الله عنهم أجمعين.

ص: 27

وهناك روايات كثيرة فى هذا المعنى إخوتى الكرام ورد أيضا بعض الروايات تشهد لهذا مرسلة وهى ما رفعه التابعى إلى النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه من ذلك ما رواه عامر الكلاعى وهو أبو يحيى الحمصى ثقة توفى سنة خمس وثلاثين ومائة للهجرة وحديثه مخرج فى الأدب المفرد للإمام البخارى وصحيح ومسلم وسنن الأربعة وهو ثقة عدل إمام فاضل من التابعين سليم ابن عامر الكلاعى والمرسل الثانى الهيثم ابن مالك الطائى أبو محمد الشامى الأعلى ثقة حديثه أيضا فى الأدب المفرد للإمام البخارى وهذا المرسل عن هذين عن سليم ابن عامر وعن الهيثم ابن مالك سأذكره رواه عنهما الحارث ابن أسامة فى مسنده كما فى المطالب العالية للحافظ ابن حجر فى الجزء الرابع صفحة واحدة وأربعمائة والأثر رواه ابن أبى حاتم أيضا عنهما كما فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة أربعين وقد حكم على إسناده بأن جميع الرجال ثقات لكنه مرسل حكم على إسناده بأن جميع الرجال ثقات الإمام السيوطى فى البدور فى صفحة اثنتين وخمسين وأربعمائة ولفظ الأثر من رواية سليم ابن عامر والهيثم ابن مالك وقلت إن الحديث مرسل أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن البضع فى الجنة وهى المباضعة كما جاء فى حديث خارجة ابن جزى عن البضع فى الجنة فقال النبى صلى الله عليه وسلم نعم يقع البضع وتقع المباشرة بين المؤمنين وأزواجهم فى جنات النعيم فقبل شهى وذكر لا يمل وإن الرجل ليتكىء فيها يعنى فى الجنة يعنى اتكاءة مقدار أربعين سنة لا يحول عنه ولا يمل يأتيه منها ما اشتهت نفسه ولذت عينه وهذا الأثر إسناده كما قلت رجاله ثقات ويشهد له ما تقدم من روايات صحيحات ثابتة إذن هذه عدة روايات فى هذا الأمر.

ص: 28

إخوتى الكرام: وهذا التمتع الذى يحصل من المؤمنين بزوجاتهم فى جنات النعيم يجد الإنسان منه لذة أضعاف أضعاف ما يجد من لذة التمتع فى هذه الحياة فهى تشابهها من وجه لكن تزيد عنها بعد ذلك بأوجه كثيرة لا يمكن لإنسان أن يحيط بها والفارق بين تلك اللذة واللذة التى تكون فى الدنيا كالفارق بين الجنة والدنيا تماما تشابهها من وجه فقط يلتذ لكن لذة تناسب تلك الدار ولذلك تقدم معنا ما فى الآخرة لا يشبه ما فى الدنيا إلا فى الأسماء هذا وطء وبضع ومباضعة ومسير لكن حقيقة اللذة تختلف عن اللذة التى يحصلها الإنسان بالوطء الحلال فى هذه الحياة وقد أشار إلى ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم وأخبرنا أن المؤمن عندما يباشر زواجاته فى الآخرة يلتذ بهن كما يلتذ فى هذه الحياة وكما قلت اللذة هنا يعنى لبيان حصول هذه اللذة لا أنها تساويها من جميع الجهات تشبهها من وجه وتزيد عنها فى وجوه لا يعلمها إلا الله جل وعلا ثبت الحديث بذلك فى زيادات المسند من زيادة شيخ الإسلام عبد الله ولد سيدنا الإمام أحمد عليهم جميعا رحمة الله والحديث فى المسند فى الجزء الرابع صفحة ثلاث عشرة ورواه الإمام عبد الله أيضا فى كتاب السنة فى الجزء الثانى صفحة خمس وثمانين وأربعمائة وهو فى مجمع الطبرانى الكبير انظروا مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة أربعين وثلاثمائة ورواه ابن أبى عاصم فى كتاب السنة فى الجزء الأول صفحة ثمان وثمانين ومائتين وانظروه فى كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة فى صفحة تسع وثمانين ومائة ورواه ابن شاهين كما فى الإصابة فى الجزء الثالث صفحة ثلاثين وثلاثمائة وإسناد الحديث الذى سأذكره وهو من رواية لقيط ابن عامر وهو أبو رزين العقيلى رضى الله عنه وأرضاه إسناده حكم عليه الإمام الهيثمى فى المجمع وقلت فى الجزء العاشر صفحة أربعين وثلاثمائة قال أحد طريقى عبد الله من رواه كما قلنا الإمام أحمد والطبرانى ورواه غيرهما لكن هذا ليس من شرط يعنى غيرهما

ص: 29

ليس من شرط المجمع مجمع الزوائد سيعزو الآن الرواية إلى كتابين فقط إلى المسند وإلى معجم الطبرانى حتى كتاب السنة للإمام عبد الله لا يعزو إليه لأنه ليس من شرطه يقول رواه الإمام أحمد والطبرانى ثم قال وأحد طريقى عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات وعض على هذا الكلام بالنواجذ لأنه سيأتينا تعليق عليه فانتبهوا له إسنادها متصل ورجالها ثقات والإسناد الآخر لرواية المسند ومعجم الطبرانى الكبير والإسناد الآخر وإسناد الطبرانى مرسل هذا الإسناد الآخر عن عاصم ابن لقيط أن لقيط ابن عامر ثم أورد الحديث والحديث إخوتى الكرام أخذ قرابة ورقتين فى المسند ولا أريد أن أذكره كله لأنه يتعلق بأمر البعث إنما سأذكر محل الشاهد منه ألا وهو لذة التمتع التى يحصلها المؤمنون بزوجاتهم فى جنات النعيم وهذا الحديث استشهد به الإمام ابن القيم فى كثير من كتبه فاستشهد به فى روضة المحبين صفحة ثلاث وخمسين ومائتين واستشهد به فى حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح صفحة أربع وستين ومائة وصفحة ثمان وستين ومائة واستشهد به فى زاد المعاد فى الجزء الثالث صفحة سبع وسبعين وستمائة وأطال الإمام ابن القيم فى تقويته وتقريره وتصحيحه نسأل الله أن يطيل له النعيم العظيم فى البرزخ وفى جنات النعيم وأن يجعل لنا ذلك معه ومع عباد الله المؤمنين بفضله ورحمته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

ص: 30

والحديث فى الزاد فى الجزء الثالث بدايته من صفحة ثلاث سبعين وستمائة أخذ معه مع الكلام عليه إلى صفحة سبع وثمانين وستمائة يشرح الحديث ويقرره أما التى ذكرتها فحة سبع وسبعين وستمائة هذا محل الشاهد الذى سأذكره من الحديث إن شاء الله لكن بداية الحديث وقلت أخذ ورقتان كبيرتان من المسند وهنا ذكره ويعلق عليه من ثلاث وسبعين إلى سبع وثمانين يعنى أكثر من عشر صفحات أوليس كذلك خمس عشرة صفحة فى قدوم وفد بنى المنتفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول روينا عن عبد الله ابن الإمام أحمد ابن حنبل فى مسند أبيه إلى آخره محل الشاهد كما قلت إخوتى الكرام قال نبينا عليه الصلاة والسلام للقيط ابن عامر أبى رزين العقيلى رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين لعمر إلهك إن النار لها سبعة أبواب ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما وإن الجنة لها ثمانية أبواب ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما يعنى أبواب الجنة متباعدة وأبواب النار متباعدة وكل من الدارين عظيمة عظيمة واسعة كبيرة قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلام نطلع من الجنة على أى شىء نشرف ونرى وبأى شىء نتمتع قال عليه الصلاة والسلام على أنهار من عسل مصفى وأنهار من خمر ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن ما يتغير طعمه وماء غير آسن وهذا منصوص عليه فى كلام ربنا جل وعلا وفاكهة ولعمر إلهك ما تعلمون يعنى ما تعلمون حقيقة ذلك لأنها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وخير من مثله معه وأزواج مطهرة هذا محل الشاهد قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو رزين العقيلى لقيط ابن عامر أولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات فقال عليه الصلاة والسلام المصلحات للصالحين وفى لفظ الصالحات للصالحين تلذونهن ويلذونكن مثل لذاتكم فى الدنيا وقلنا المثلية ليست من كل وجه من وجه دون بقية الوجوه المقصود تحصل لذة لكن اللذة هناك تناسب تلك الدار واللذة هنا

ص: 31

تناسب هذه الدار.

إخوتى الكرام: كما قلت الإمام ابن القيم أطال فى تقرير هذا الحديث وتصحيحه فاستمعوا إلى خلاصة كلامه لأنه علق عليه بعض المشايخ المعاصرين سأذكر كلامه وأرده إن شاء الله يقول الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا هذا حديث كبير جليل تنادى جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن ابن المغيرة ابن عبد الرحمن المدنى رواه عنه إبراهيم ابن حمزة الزبيرى وهم كبارا علماء المدينة ثقتان محتج بهما فى الصحيح احتج بهما إمام أهل الحديث محمد ابن إسماعيل البخارى ورواه أئمة أهل السنة فى كتبهم وتلقوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقياد ولم يطعن أحد منهم فيه ولا فى أحد من رواته رضى الله عنهم أجمعين فممن رواه الإمام ابن الإمام وهو عبد الله ابن سيدنا الإمام أحمد عليهم جميعا رحمة الله أبو عبد الرحمن عبد الله ابن أحمد ابن حنبل فى مسند أبيه وفى كتاب السنة كما بينت ذلك وقال كتب إلى إبراهيم ابن حمزة ابن محمد ابن حمزة ابن مصعب الزبيرى كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك فحدث به عنى إلى آخر إسناده ومنهم الحافظ الجليل أبو بكر أحمد ابن عمرو ابن أبى عاصم النبيل فى كتاب السنة له وحدثت مكانه من كتاب السنة لابن أبى عاصم ومنهم الحافظ أبو أحمد محمد ابن أحمد ابن إبراهيم ابن سليمان العسال فى كتاب المعرفة ومنهم حافظ زمانه ومحدث أوانه أبو القاسم سليمان ابن أحمد ابن أيوب الطبرانى فى كثير من كتبه وتقدم معنا رووا فى معجمه الكبير كما تقدم معنا ومنهم الحافظ أبو محمد عبد الله ابن محمد ابن حيان أبو الشيخ الأصبهانى فى كتاب السنة وما عندى علم عنه وكتاب العظمة كما قلت كنت أنقل منه بواسطة فلما وصل صرت أنقل منه مباشرة ومنهم الحافظ ابن الحافظ أبو عبد الله محمد ابن إسحاق ابن محمد ابن يحيى ابن منده حافظ أصبهان ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد ابن موسى ابن

ص: 32

مردويه ومنهم حافظ عصره أبو نعيم أحمد ابن عبد الله ابن إسحاق الأصبهانى وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم وقال ابن منده روى هذا الحديث محمد ابن إسحاق الصنعانى وعبد الله ابن أحمد ابن حنبل وغيرهما وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازى وأبو حاتم وأبو عبد الله محمد ابن إسماعيل ولم ينكره أحد ولم يتكلم فى إسناده بل رووه على سبيل القبول والتسليم ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف الكتاب والسنة هذا كلام أبى عبد الله ابن منده.

ص: 33

وهذا الكلام الذى قاله الإمام الهمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى هذا المكان أعنى فى زاد المعاد ذكر أيضا مختصره وما يشبهه فى حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح فى صفحة سبعين ومائة فقال ما خلاصته أيضا يقول هذا حديث كبير مشهور لا يعرف إى من حديث أبى القاسم عن عبد الرحمن ابن المغيرة ابن عبد الرحمن المدنى ثم من رواية إبراهيم ابن حمزة الزبيرى المدنى عنه وهما من كبار علماء المدينة ثقتان يحتج بهما فى الحديث احتج بهما الإمام محمد ابن إسماعيل البخارى وروى عنهما فى مواضع من كتابه رواه أئمة الحديث فى كتبهم منهم أبو عبد الرحمن ابن عبد الله ابن الإمام أحمد وأبو بكر أحمد ابن عمرو ابن أبى العاصم وهو ابن أبى عاصم الذى تقدم معنا فى كتاب السنة وأبو القاسم الطبرانى وأبو الشيخ الحافظ وأبو عبد الله ابن منده والحافظ أبو بكر أحمد ابن موسى ابن مردويه والحافظ أبو نعيم الأصبهانى وغيرهم على سبيل القبول والتسليم قال الحافظ أبو عبد الله ابن منده روى هذا الحديث محمد ابن إسحاق الصنعانى وعبد الله ابن أحمد ابن حنبل وغيرها وقرأوه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين فلم ينكره أحد منهم ولم يتكلم فيه وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول وقال أبو الخير ابن حمدان هذا الحديث كبير ثابت مشهور وسألت شيخنا من السائل الإمام ابن القيم وسألت شيخنا أبا الحجاج المزى وهو شيخ الدنيا فى زمانه فى علم الحديث وهو شيخ الشيوخ فى زمنه عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وسألت شيخنا أبا الحجاج المزى عنه فقال عليه جلالة النبوة يعنى نور النبوة على هذا الحديث والذى يظهر وأنه خرج من مشكاة النبوة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه والإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم روى هذا الحديث بإسناده من طريق شيخه شيخ الإسلام أبى الحجاج المزى فى الجزء الأول فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الأول صفحة ثمان وستين ومائة رواه بإسناده من

ص: 34

طريق شيخه أبى الحجاج المزى ثمانية وستين أوليس كذلك ثمانى وستين ومائة انتهى الحديث هنا وبداية الصفحة ست وستين وعنون عليه حديث أبى رزين فى البعث أخبرنى شيخنا الحافظ أبو الحجاج يوسف ابن عبد الرحمن المزى تغمده الله برحمته وغير واحد من المشايخ قراءة عليهم وأنا أسمع قالوا أنبأنا فخر الدين إلى آخره.

إخوتى الكرام: هنا لفظ المشائخ المشايخ همزها المشائخ وهذا خطأ من حيث اللغة جمع الشيخ مشايخ ولا يقال مشائخ هذا لحن وكان بعض علمائنا الكرام وشيوخنا الكبار يعنى يقول نكتة ظريفة فيقول همز المشايخ لا يجوز، لا يجوز أن تهمزهم ولا أن تهمز لفظهم إذا كتبت فلا تقل مشائخ مشايخ وإياك بعد ذلك أن تطعن فيهم همز المشايخ لا يجوز همز المشايخ لحن حرام فهمزهم كما قلت كتابة ومعنى كلاهما محرمان فانتبه لذلك محظوران فهنا وغير واحد من المشائخ هذا غلط وغير واحد من المشايخ قراءة عليهم إلى آخره.

ص: 35

إخوتى الكرام: هذا الحديث أورده الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية أيضا فى الجزء الخامس صفحة اثنتين وثمانين فقال هذا حديث غريب جدا وألفاظه فى بعصها نكارة انتبه لهذا غريب جدا وألفاظه فى بعضها نكارة وهنا بعد أن أورده من طريق شيخه قال وقد رواه أبو داود فى رواية أبى سعيد ابن الأعرابى عن أبى داود عن الحسن ابن على عن إبراهيم ابن حمزة قال شيخنا لعله من زيادات ابن الأعرابى يقصد قال شيخنا المزى عليهم جميعا رحمة الله وقال الوليد ابن مسلم وقد جمع أحاديث وآثارا فى مجلد تشهد لحديث الصور فى1:23:7 متفرقاتهم يعنى هذه المفرقات التى جاءت والجمل فى حديث الصور الطويل كل جملة منه وجد لها شواهد كما سيأتينا إن شاء الله الإشارة لذلك فى البداية والنهاية يقول هذا حديث غريب جدا وألفاظه فى بعضها نكارة قال الإمام ابن كثير وقد رواه البيهقى فى البعث والنشور لم أره فى كتاب البعث والنشور بعد بحث وهو فى مجلد واحد فابحثوا فيه وإن وجدتم الحديث فيه فأخبرونى قال ورواه عبد الحق فى كتاب العاقبة نعم موجود فى كتاب العاقبة فى صفحة تسع وخمسين ومائتين وصفحة خمس وسبعين ومائتين فى كتاب العاقبة لعبد الحق الإشبيلى عليهم جميعا رحمة الله قال ابن كثير ورواه القرطبى فى التذكرة فى أحوال الموتى وأمور الآخرة انظروا التذكرة فى صفحة ثلاث عشرة ومائتين قال ابن كثير وسيأتى فى كتاب البعث والنشور يعنى فى كتاب البعث من البداية والنهاية والنهية هى هذه كتاب النهاية فى الفتن والملاحم تابع للبداية هذا حديث أبى رزين فى البعث أورده هنا يقول سيأتى وأورده فى هذا المكان والحديث أشار إليه الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى الجزء الخامس صفحة ست وخمسين فى ترجمة عاصم ابن لقيط فقال رواه الطبرانى مطولا وهو غريب جدا ابن كثير ما يقول عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا حديث غريب وألفاظه فى بعضها نكارة والإمام الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول هذا

ص: 36

حديث غريب جدا.

إخوتى الكرام: ما المراد بالغرابة وما المراد بالنكارة هذا ما كان فى نتيى أن أتكلم عليه لأذكر تعليق بعض المعلقين فى هذا الحين وقد كتب تعليقا على هذا الحديث بقرابة صفحة وذهب إلى أن الحديث لا يصح ثم بعد ذلك يعنى عرض بالإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة رينا وقال إن الحديث لما اتفق مع مشربه جمع جراميزه ويقصد بالجراميز هنا يعنى جمع أعضاءه مع نفسه يعنى جمع كليته يقال جمع جراميزه ليثبت على الخيل يقال أخذت الشىء بجراميزه يعنى بحذافيره وكله يقول جمع جراميزه لتقوية هذا الحديث ثم أعطى النصيحة على حسب اجتهاده وهو فى مقال إن شاء الله يعنى مجتهد لكن الكلام مردود كما سأبين ثم قال ينبغى أن نحترس من الإمام ابن القيم فى مثل هذه المواطن إذا كان الحديث يعنى يوافق مشربه يجمع جراميزه لتصحيحه ولتقويته مع أن هذا الحديث الذى روى فى تلك الكتب قال تلك الكتب معروفة بالتساهل ففيها الضعيف والمنكر والمتروك ويشيع فيها الموضوع ومسند الإمام أحمد تقدم معنا هذا الحديث فى المسند وقلنا لا يشيع فيه الموضوع وقد ألف الحافظ ابن حجر كما تقدم معنا ومن بعده كتبا فى الدفاع عن المسند القول المسدد فى الذب عن المسند فالقول بأن المسند مما يشيع فيه الموضوع هذا غير مسلم على أن معنى الحديث وإسناده سيأتينا الكلام عليه وما أحد من أئمتنا قال إن الحديث لا يصح أو موضوع نعم إذا كان فى الإسناد رواة اختلف فيهم انتبه اختلف فيهم فى توثيقهم وفى تضعيفهم لا يعنى أن الحديث لا يصح وتقدم عنا فى البداية كلام شيخ الإسلام الحافظ الهيثمى قال هذا إسناد رجاله ثقات وهو متصل الإسناد أوليس كذلك فهو يرى أن كل راو فى هذا الإسناد ثقة ورأى هذا غيره من أئمة الإسلام كما سيأتينا وصححه عدد من الأئمة نعم وجد من ضعفه لكن الضعف الذى فى إسناده إذا وجد بعد ذلك شواهد لمتنه ينحبر هذا الضعف على أن بعض الأئمة حسنه وصححه بافراده دون شواهد له فالقول

ص: 37

بأنه لا يصح قائل هذا الكلام لا أريد أن أذكره الآن إنما أذكره فى أول الموعظة الآتية وأقرأ كلامه وأبين إن شاء الله بطلانه من أوجه ثابتة بعون الله جل وعلا ومعنى الحديث سواء هذه الجزئية والفقرة التى تقدمت معنا فى حديث لقيط ابن عامر أبى رزين أو فى الفقرات الأخرى كلها ثابتة عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.

اللهم اغفر لمشياخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.

اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ص: 38