الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملازمة البكارة
للزوجات في الآخرة
(مبحث)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
ملازمة البكارة
للزوجات في الآخرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
لازلنا نتدارس مقاصد النكاح العامة وحكمه الأساسية وتقدم معنا أن الحكمة من مشروعيته تدور على أمور كثيرة أبرزها خمسة أمور أولها تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية سواء كانت حسية أو معنوية وثانيها إنجاب الذرية التى تعبد وتوحد رب البرية وثالثها تحصيل الأجر للزوجين عن طريقين اثنين حسن عشرة كل منهما لصاحبه ومساعدته فى نفقته رابع هذه الحكم ورابع المقاصد كما تقدم معنا تذكر لذة الآخرة وما قبلها مر الكلام عليه وضحا مفصلا وكنا نتدارس هذه الحكمة ولعلنا ننتهى منها فى هذه الليلة المباركة إن شاء الله والحكمة الخامسة كما تقدم معنا ارتفاق كل من الزوجين بصاحبه وبأهل صاحبه وعشريته.
إخوتى الكرام..
الحكمة الرابعة أخذنا فيها وقتا غير قليل فى مدارستها ألا وهى أن لذة النكاح فى هذه الحياة تذكر بلذة النكاح التى تكون فى نعيم الجنات عند تمتع المؤمنين بالمؤمنات والحوريات وتقدم معنا أن هذه الشهوة هى أعظم المشتهيات عند المخلوقات وهى ألذ اللذائذ الحسية مع ما فيها من آفات ردية وإذا تعلقت النفس البشرية بهذه الشهوة فى هذه الحياة مع ما فيها من آفات فحرى بها أن تتعلق بها فى الدار الآخرة حيث لا يوجد فيها آفة من الآفات ولذلك ما ذكر الله فى الجنة من نعيم عظيم ينبغى أن يحث ذلك التذكير والذكر هممنا إلى ما رغبنا فيه ربنا ورحمة الله ورضوانه على سيد المسلمين وإمامهم الإمام الحسن البصرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا عندما كان يقول ما حلى الله الجنة ولا جلاها لأحد من الأمم السابقة كما حلاها وجلاها لهذه الأمة يعنى ما نعت الله الجنة بالأوصاف التى فيها بحيث كأنهم يرونها أمام أعينهم ما نعت الله هذه الدار لأحد من الأمم السابقة كما نعتها لهذه الأمة والسبب فى ذلك أنها آخر الأمم وهى أحب الأمم إلى الله جل وعلا ومن أجل ذلك نعت الله ما فى الجنة لعباده المؤمنين لأتباع نبينا الأمين عليه وعلى وآله وصحبه صلوات الله وسلامه من أجل أن يشتاقوا ويتطلعوا إلى هذه الجنة وإلى ما أعد الله لهم فيها ما حلى الله الجنة ولا جلاها لأحد من الأمم السابقة كما حلاها ووصفها وبين ما فيها من نعمة وجلاها لهذه الأمة ثم قال الحسن البصرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وليس فينا عاشق لها يعنى مع ذلك الله جل وعلا حلاها لنا وجلاها لنا ورغبنا فيها وما فينا من يعشقها ويتعلق بها ويرغب فيها وحقيقة عجيب أمر الجنة كما تقدم معنا نام طالبها وعجيب أمر النار نام هاربها.
إخوتى الكرام..
تقدم معنا أن عددا من الصالحين عليهم جميعا رحمات رب العالمين كانوا يرون فى منامهم ما رغبوا فيه فى آخرتهم ما سيكون فى الآخرة كانوا يرونه وتقدم معنا أنه عدد من الصالحين رأوا الحور العين تقدم معنا هذا فى أخبار من تقدم من التابعين وحكى هذا عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وافتتح هذه الموعظة بعبد صالح أيضا رأى حورية جميلة وأنشدته بعض الأبيات الشعرية فحفظها وضبطها لنا ألا وهو مالك ابن دينار عليه وعلى أئمتنا رحمة العزيز الغفار وتقدم معنا هذا عن أصحاب منصور ابن عمار سابقا وعن غيره وهنا عن مالك ابن دينار عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وتقدم معنا هذا عن أبى سليمان الدارانى وتقدم معنا عن تابعى أو صحابى كما فى كتاب الزهد لهناد ابن الثرى وهنا هذه القصة عن مالك ابن دينار ويرويها الإمام القرطبى فى التذكرة فى بيان أحول الموتى وأمور الآخرة فى صفحة ست وسبعين وخمسمائة عن هذا العبد الصالح وهو مالك ابن دينار وهو من أئمتنا الأخيار الأبرار أبو يحيى نعته الإمام ابن حجر فى التقريب فقال صدوق عابد توفى سنة ثلاثين ومائة للهجرة وقد أخرج حديثه الإمام البخارى فى صحيحه معلقا وأهل السنن الأربعة والإمام الذهبى فى السير ترجمه فى الجزء الخامس صفحة اثنتين وستين وثلاثمائة فقال علم العلماء الأبرار مالك ابن دينار ثم قال حديثه فى درجة الحسن رحمة الله ورضوانه عليه ومن مناقبه وأخباره الطيبة أنه دخل عليه مرة بعض اللصوص بعض السراق فلم يجد فى بيته شيئا يسرقه فقال يا هذا هل وجدت شيئا قال لا قال إن دللتك على شىء تفعله قال نعم توضأ وصل ركعتين فتوضأ وصلى ركعتين ثم تعلق بهذا العبد الصالح مالك ابن دينار وصار من تلاميذه الأخيار فقال جاء ليسرق فسرقناه سرقناه من الشيطان قال وصار من جند الرحمن مالك ابن دينار عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا.
يقول هذا العبد الصالح قرأت مرة وردى ثم نمت فرأيت جارية أضوء من الشمس وأبهى من القمر
فقلت لها من أنت فقالت ألا تعلم من أنا أنا أربى لك فى الخدر منذ كذا وكذا نحن نربى لك فى خيام الجنة وأنت نائم ثم أنشدته أبياتا من الشعر حفظها وضبطها ونقلها لنا رحمة الله ورضوانه عليه قال فقالت له:
لهاك النوم عن طلب الأمانى
…
وعن تلك الأوانس فى الجنان
تعيش مخلدا لا موت فيها
…
وتلهو فى الخيام مع الحسان
وإذا كنت الحوراء تخاطب مالك ابن دينار بهذا فماذا تقول عنا:
لهاك النوم عن طلب الأمانى وعن تلك الأوانس فى الجنان
تعيش مخلدا لا موت فيها لا تموت فى الجنة إذا دخلت فيها
حور مقصورات فى الخيام فيهن خيرات حسان وتلهو فى الخيام مع الحسان.
تنبه من منامك إن خيرا
…
من النوم التهجد بالقرآن
فقام وواصل ورده رحمة الله ورضوانه عليه.
إخوتى الكرام: يعنى من استقرأ أخبار الصالحين وجد هذا مبثوثا فى سيرهم بكثرة إذا نام الواحد منهم يكون نومه مطية له إلى الآخرة ولذلك قد يحصل من الفوائد والفرائد فى نومه ما لا يحصله فى يقظته فإذا نام اجتمع بالنبى عليه الصلاة والسلام إذا نام التقى بالحور الحسان إذا نام كلمه ذو الجلال والإكرام وهذه لا تحصل فى اليقظة يعنى رؤية النبى عليه الصلاة والسلام لا تحصل لواحد منا فى اليقظة بعد انتقال نبينا عليه وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه إلى الرفيق الأعلى لا تحصل لنا رؤيته باليقظة لكن إذا نمنا نراه وهكذا الحور الحسان وهكذا ذو الجلال والإكرام لا نراه فى هذه الحياة فى اليقظة ونسأل الله أن يكرمنا بلذة النظر إلى وجهه الكريم فى جنات النعيم إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين لكن رؤية الله فى المنام جائزة بإجماع أهل السنة فإذا نام الإنسان يرى ربه يرى نبيه على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه يرى الحور الحسان تخاطبه تقول أنت من تعلم من أنا تسألنى من أنتِ أربى لك فى الخدر فى الخيام منذ كذا وكذا يا مالك ابن دينار فشد العزم فى طاعة العزيز القهار سبحانه وتعالى كما قلت إخوتى الكرام أخبار الصالحين فى ذلك كثيرة كثيرة وكنا نستقرأ إخوتى الكرام ونتدارس فى المواعظ السابقة ما ورد فى وصف الحور الحسان من أخبار عن نبينا المختار عليه الصلاة والسلام كنا نتدارس ما ورد فى وصفهن بعد أن تدارسنا وذكرت وصفهن فى كتاب الله انتقلت إلى وصفهن فى أحاديث نبينا رسول الله عليه الصلاة والسلام وكما قلت فى الموعظة الماضية سأختم الحديث عنهن بأمرين اثنين الأمر الأول فى لذة التمتع بهن والأمر الثانى أن الواحد منهن تعود بكرا كلما قام زوجها عنها كما تقدم معنا هذا آخر ما تكلمت عليه فى الموعظة الماضية.
وقلت سأكمله فى أول هذه الموعظة حديث لقيط ابن عامر رضى الله عنه وأرضاه لقيط من بنى المنتفق كما تقدم معنا فى زيادات سيدنا عبد الله ولد سيدنا الإمام المبجل أحمد ابن حنبل عليهم جميعا رحمة الله فى زياداته على المسند ورواه أيضا فى السنة ومروى فى غير ذلك من دواوين الإسلام ونقلت كلام الإمام ابن القيم الجوزية عليه وعلى أئمتنا رحمات رب البرية فى تصحيح هذا الحديث وتقويته من كتابين من كتبه من كتاب حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح ومن كتاب زاد المعاد فى هدى نبينا خير العباد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه كما نقلت فى بداية الكلام عند هذا الحديث توثيق الإمام الهيثمى لجميع رجال إسناد الحديث وقال إسناده متصل ورجاله ثقات كما تقدم معنا أذكر لفظه إخوتى الكرام لأتكلم على ما قيل من اعتراض على الإمام ابن قيم الجوزية عليه وعلى أئمتنا رحمة رب العالمين ما قيل من اعتراض عليه فى تصحيحه لهذا الحديث تقدم معنا إخوتى الكرام أن الحديث طويل وأخذ قرابة صفحتين من المسند كما قلت وقلت إنه فى مسند الإمام أحمد فى الجزء الرابع من صفحة ثلاث عشرة فما بعدها ومحل الشاهد منه وإن الجنة لها ثمانية أبواب بعد أن قال لعمر إلاهك إن النار لها سبعة أبواب ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما وإن الجنة لها ثمانية أبواب ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما وتقدم معنا هذا وهذا آخر شىء ذكرته كما قلت قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلام نطلع من الجنة ماذا نشاهد وماذا نحصل فيها قال على أنهار من عسل مصفى وأنهار من خمر ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن ما يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة ولعمرك إلاهك ما تعلمون يعنى يوجد أشياء لا تعلمونها ولعمر إلاهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة قلت يا رسول الله عليه الصلاة والسلام أولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات هذا موجود فى القرآن الكريم ولهم فيها أزواج
مطهرة كما تقدم معنا فقال عليه الصلاة والسلام المصلحات للصالحين للصالحين وفى لفظ الصالحات للصالحين تلذونهن ويلذونكن مثل لذاتكم فى الدنيا وقلنا المثلية من وجه دون وجوه متعددة فاللذة حاصلة لكن شتان شتان ما بينهما من حقيقة اللذة فالبون بينهما كالبون بين دار الآخرة ودار الدنيا.
إخوتى الكرام: هذا الحديث تقدم معنا أن الإمام الهيثمى قال إنه متصل ورجال إسناده ثقات والإمام ابن القيم أطال كما تقدم معنا النفس فى تصحيح هذا الحديث وتقويته وقلت إن بعض المعلقين فى هذه الأيام على بعض الكتب ما ارتضى مسلك الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ورد عليه ثم بعد ذلك قال ينبغى أن نحتاط نحو كلام ابن القيم إذا وافق كلامه مشربه إذا صحح أحاديث توافق مشربه ينبغى أن نحتاط فيها فأحيانا يتساهل فقد يكون الحديث مردودا ضعيفا متروكا منكرا ويأتى الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فيصححه أقرأ لكم كلام هذا المعلق ثم بعد ذلك نتدارس منزلة هذا التعليق إن شاء الله المعلق هو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فى كتابه فى تعليقه فى الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة وهو يعنى شيخ جليل لكنه فى الحقيقة قسى على الإمام ابن القيم الجوزية فى تعليقه فلا بد من بيان قيمة هذا التعليق انظروا التعليق كما قلت فى هذا الكتاب فى صفحة ثلاثين ومائة أقرأ لكم تعليقه ثم إن شاء الله أناقشه بعد ذلك فيه أما الإمام ابن القيم فمع جلالة قدره هنا يتكلم على الكتب التى تحمل الأحاديث الواهية فذكر نماذج من الكتب المتقدمة والمصنفين لها ثم جاء إلى الإمام ابن القيم قال أما ابن القيم فمع جلالة قدره ونباهة ذهنه ويقظته البالغة فإن المرء ليعجب منه رحمه الله كيف يروى الحديث الضعيف والمنكر فى بعض كتبه كمدارج السالكين من غير أن ينبه عليه بل تراه إذا روى حديثا جاء على مشربه المعروف طيب ما هو مشربه ما صرح به بالغ فى تقويته وتمتينه كل المبالغة حتى يخيل
للقارىء أن ذلك الحديث من قسم المتواتر فى حين أنه قد يكون حديثا ضعيفا أو غريبا أو منكرا ولكن لما جاء على مشربه جمع له جراميزه وكنت ذكرت هذه العبارة سابقا وقلت المراد من الجراميز الأطراف أطراف البدن المقصود جمع كله وحشد طاقته لتقوية هذا الحديث يقال جمع جراميزه يعنى تقبض وانجمع وجمع أطرافه ليثب جمع جراميزه وأخت الشىء بجراميزه كما قلت لكم أى بحذافيره وكله جمع جراميزه جمع له جراميزه زهب لتقويته وتفخيم شأنه بكل ما أوتيه من براعة بيان وقوة لسان هاتى مثالا على ذلك ذكر هذا الحديث الذى معنا وهو حديث لقيط من بنى المنتفق رضى الله عنه وأرضاه قال وأكتفى على سبيل المثال بالإشارة إلى حديث واحد من هذا النمط رواه رحمه الله فى كتابه زاد المعاد فى هدى خير العباد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أثناء كلامه عن وفد بنى المنتفق وكنت ذكرت أن هذا موجودا فى الجزء السابع فى صفحة سبع وسبعين وستمائة وما بعدها وما قبلها حول هذا الكلام لكن محل الشاهد الذى قرأته فى هذا المكان سبع وسبعين ستمائة وحديثه على وفد بنى المنتفق قلت أخذ قرابة عشر صفحات هذا محل الشاهد هنا يقول فقد ساق هناك حديثا طويلا جدا ثم بعض فقرات من هذا الحديث الذى قلت أخذ صفحتين من مسند الإمام أحمد ثم قال المعلق وبعد أن ساق الحديث المشار إليه أتبعه بكلام طويل فى تقويته استهله بقوله هذا حديث جليل كبير وتقدم معنا كلام الإمام ابن القيم تنادى جلالته وفخامته وعظمته على أن قد خرج من مشكاة النبوة لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن ابن المغيرة المدنى نقاط ثم استرسل يقول الشيخ المعلق فى توثيق عبد الرحمن ومن رواه عنه استرسالا غريبا استرسل فى توثيق عبد الرحمن ومن رواه عنه استرسالا غريبا كما أنه سرد الكتب التى روى الحديث فيها وتقدم معنا روى فى المسند وكتاب السنة للإمام عبد الله وروى أيضا فى السنة لابن أبى عاصم وغير ذلك كما أنه موجود فى غير ذلك من
الكتب كما تقدم معنا استرسل يقول فى ذلك سرد الكتب التى روى الحديث فيها وهى كتب معروفة بشيوع الحديث الضعيف والمنكر والموضوع فيها ضعيف ومنكر وموضوع وهو من أعلم الناس بحالها ولكن غلبته عادته ومشربه فذهب يسردها ويطيل بتفخيم مؤلفيها تهويلا بقوة الحديث وصحته مع أن الحديث حينما رواه صاحبه الحافظ ابن كثير عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه البداية والنهاية وتقدم معنا كلام الحافظ أيضا أعقبه بقوله هذا حديث غريب جدا وألفاظه فى بعضها نكارة تقدم معنا هذا وكذلك الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئنمتا رحمة ربنا فى تهذيب التهذيب تقدم معنا أنه نقل هذا الكلام وذكره فى ترجمة عاصم ابن لقيط ابن عامر ابن المنتفق العقيلى بعد أن أشار للحديث ومن رواه من المؤلفين قال الحافظ ابن حجر وهو حديث غريب جدا يقول الشيخ المعلق على كتاب الأجوبة الفاضلة للإسئلة العشرة الكاملة فحينما يقول الحافظ ابن كثير الحافظ ابن حجر فى الحديث المشار إليه حديث غريب جدا وألفاظه فى بعضها نكارة ترى الشيخ ابن القيم يسهب ويطنب فى دعمه وتصحيحه حتى نقل مرتضيا قول من قال ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة هذا نقله الإمام ابن القيم كما تقدم معنا ونقله غالب ظنى عن الإمام ابن منده كما تقدم معنا أوليس كذلك يقول قال ابن منده روى هذا الحديث محمد ابن إسحاق الصنعانى وعبد الله ابن أحمد ابن حنبل وغيرهما وقد رواه بالعراق بجمع من العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازى وأبو حاتم وأبو عبد الله محمد ابن إسماعيل ولم ينكره أحد ولم يتكلم فى إسناده بل رووه على سبيل القبول والتسليم ولا ينكر هذا الحديث هذا كلام مَن الإمام ابن منده ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتب والسنة هذا كلام أبى عبد الله ابن منده فهنا ما سماه يقول حتى نقل مرتضيا قول من قال ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة
ثم ختم الشيخ المعلق كلامه بقوله قال فصنيع ابن القيم هذا يدعو إلى البحث والفحص عن الأحاديث التى يرويها من هذا النوع ويشيد بها فى تآليفه وهى من كتب يوجد فيها الحديث الضعيف والمنكر والموضوع فهذا الكلام حقيقة مردود ولا بد من أن نقف عنده أيضا.
أولا إخوتى الكرام: قول المعلق على الكتاب غفر الله لنا وله وللمسلمين أجمعين إن الإمام ابن القيم عندما وافق هذا الحديث مشربه جمع جراميزه لتقويته وتصحيح حاله يعنى حقيقة لابد من بيان المشرب ما مشرب الإمام ابن القيم مشربه مشرب أهل السنة والجماعة فليس فى الحديث خروج عن أصول أهل السنة والجماعة وعن قواعدها فماذا فى الحديث يعنى من أمور منكرة لو حددها وقال هذا لا يصح وهذه اللفظة باطلة على حسب أصول أهل السنة والجماعة لكان فهم يعنى ماذا يراد وافق الحديث مشربه حقيقة يعنى هذا الأمر غير مقبول أبدا ومطلقا الحديث وافق مشربه ابن القيم ولذلك جمع قوته لتصحيح هذا الحديث طيب ما مشرب الإمام ابن القيم مشربه مشرب أهل السنة والجماعة فإذا كان عنده مشرب آخر لا بد من تحديد المشرب وأين هذا الحديث وافق ذلك المشرب حتى ينظر هل هذا الأمر كذلك أو لا.
الأمر الثانى: قول الشيخ أيضا المعلق إن الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا استرسل فى توثيق عبد الرحمن ومن رواه عنه استرسالا غريبا حقيقة هذا التعليق غريب عجيب ماذا قال الإمام ابن القيم انتبه ماذا يقول فى عبد الرحمن يقول هذا حديث كبير جليل تنادى جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة انتبه لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن ابن المغيرة ابن عبد الرحمن المدنى رواه عنه إبراهيم ابن حمزة الزبيرى ماذا قال الإمام ابن القيم لا يوجد استرسال أبدا كلام باختصار فى بيان حال هذين الراويين قال انتبه وهما من كبار علماء المدينة ثقتان محتج بهما فى الصحيح احتج بهما إمام أهل الحديث محمد ابن إسماعيل البخارى انتهى وما زاد على هذا ولا كلمة ثم قال ورواه أهل السنة فى كتبهم هذا حديث كلام آخر وتلقوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقياد هذا موضوع آخر للحديث لكن فى الكلام على هذين الراويين كلام فى سطرين يعنى تكلم على روايين فى سطرين هذا استرسال قال استرسل استرسالا غريبا فى توثيق عبد الرحمن ابن المغيرة ومن رواه عنه فى الحقيقة ما يوجد استرسال كلام فى منتهى الاختصار وأنا أقول عبد الرحمن ابن المغيرة من رجال البخارى وأبى داود فى السنن كما قال الإمام ابن القيم روى عنه الإمام أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل شيخ المحدثين وهكذا الراوى عنه وهو تلميذ إبراهيم ابن حمزة الزبيرى أيضا روى له البخارى وأبو داود والنسائى هذا موجود فى تقريب التهذيب عنكم فالأول روى له البخارى وأبو داود والثانى البخارى وأبو داود والنسائى وهو ثقة عدل إمام صدوق مبارك فهو من رجال البخارى هما من رجال البخارى أين استرسل ما استرسل بل إن الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا الكلام الذى ينبغى أن يسترسل فيه وأن يتكلم عليه وأن يزيل الإشكال نحوه طوى عنه صفحة يعنى هو لا إشكال فى هذين الراويين وهما الراوى الذى روى عنه عبد الله ابن الإمام أحمد
وهو شيخ له وهو إبراهيم ابن حمزة هذا الراوى الأول عن عبد الرحمن ابن المغيرة ابن عبد الرحمن المدنى واضح هذا هذان لا كلام عليهما كل منهما من رجال البخارى لكن الكلام فى الراوى الثالث والرابع والخامس والإمام ابن القيم ما تكلم لا على الثالث ولا على الرابع ولا على الخامس أما هذان من رجال البخارى وقوله استرسل فى ترجمة عبد الرحمن ومن روى عنه يعنى تلميذه وهو إبراهيم ابن حمزة وإبراهيم ابن حمزة هذا شيخ عبد الله ولد الإمام أحمد فإذن لا يوجد استرسال الآن هنا الاسترسال يعنى لو أطال فى ترجمة حولها كلام قال فقط هذان احتج بهما البخارى اختصر غاية الاختصار لكن الإمام ابن القيم المكان الذى ينبغى أن يتكلم عليه وأن يزيل الإشكال نحوه طوى عنه صفحة فو تكلم هناك واسترسل لربما قيل تكلم هنا فقط قال لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن ابن المغيرة ابن عبد الرحمن المدنى رواه عن إبراهيم ابن حمزة الزبيرى وهما من كبار علماء المدينة ثقتان محتج بهما فى الصحيح احتج بهما إمام أهل الحديث محمد ابن إسماعيل البخارى عليهم جميعا رحمة الله هذا كلام حق أم لا حق هذا كما قلت موجود فى سائر كتب أئمتنا كلاهما من رجال البخارى فقول الشيخ المعلق استرسل هنا كما يقول استرسل فى توثيق عبد الرحمن ومن رواه عنه استرسالا غريبا حقيقة الحكم عليه بأنه استرسل فى توثيق هذين الرجلين وهذا غريب من ابن القيم الحكم عليه بالغرابة غريب.
الأمر الثالث: قول الشيخ المعلق إن الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا نقل هذا الحديث من كتب يشيع فيها الضعيف والمنكر والموضوع العبارة فى الحقيقة يعنى ثقيلة ثقيلة فهل يشيع الموضوع فى مسند الإمام أحمد تقدم معنا أن الحديث فى المسند وهو يقول تلك الكتب يشيع فيها الضعيف والمنكر والموضوع فهل يشيع فى مسند الإمام أحمد الحديث الموضوع حقيقة الأمركما قلت ليس لذلك وتقدم معنا فى الواعظ السابقة لعلها الماضية والتى قبلها كلام حول مسند الإمام أحمد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وأنه ألف فى ذلك كتب من قبل الحافظ ابن حجر وممن بعده فى الذب عن مسند الإمام أحمد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا إذن قوله هذه الكتب التى نقل منها هذا الحديث يشيع فيها الضعيف والمنكر والموضوع بالنسبة للموضوع وإدخال هذا الوصف فى المسند ثقيل ثقيل ثقيل.
الأمر الرابع: هذا الحديث إخوتى الكرام من حيث معناه لا إشكال فيه معناه ثابت ولفقراته شواهد وما ورد فيه من وصف لله جل وعلا ببعض الصفات التى يتصف بها ككونه جل وعلا يضحك أو غير ذلك من الصفات التى وردت فى هذا الحديث لا إشكال فى ذلك على الإطلاق فتقدم معنا إخوتى الكرام مرارا أن إيماننا بصفات ربنا يقوم على ركنين ركينين اقرار وامرار فالله ليس كمثله شىء سبحانه وتعالى وهو السميع البصير وقلت مرارا من أدخل عقله فى صفات الله فهو بين أمرين إما أن يعطل وإما أن يمثل وكلاهما محذوران منكران فإن أردت أن تتوهم من صفات الله ما هو معروف فى خلقه فقد مثلت الله بخلقه ومن شبه الله بخلقه فقد كفر وإذا أردت بعد ذلك أن تنفى ما يتصف به ربنا لئلا يلزم من ذلك مشابهة بينه وبين خلقه فقد عطلت الله عن صفاته وقلت إن المعطل يعبد عدما كما أن الممثل يعبد صنما والله ليس كثله شىء وهو السميع البصير.
وقلت مرارا إخوتى الكرام إدخال العقل فى أمور الغيب أشنع عيبا إياك أن تدخل عقلك فى المغيبات ونحن آمنا بربنا جل وعلا وهذات أول ركن فى الإيمان الذين يؤمنون بالغيب {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} يؤمنون بالغيب فآمنا بربنا جل وعلا فينبغى أن نقف عند حدنا ولا يجوز أن ندخل عقولنا فى تكييف ربنا كما لا يجوز أن ندخل عقولنا فى نفى الصفات عن إلاهنا جل وعلا اقرار وامرار فمعنى الحديث ثابت وهذه الجزئية التى معنا أن الإنسان له زوجات فى الجنة ويلذهن وأيضا هن يتلذذن به كل هذا ثابت فى آيات وأحاديث ثابتة قطعية أى محذور فيه يعنى لو حدد المحذور فى الحديث ليحصل حوله كلام لكان الأمر واضحا إذن معناه كما قلت ثابت أما من حيث السند فيبقى هذه قضية لها كلام إذا اختلف فيه أئمتنا فينبغى نحن يعنى أن ننظر إلى هذا الكلام حسب قواعد علم الحديث ولا داعى بعد ذلك يعنى أن نرد قولا بشدة على حساب قول نعم هذا الحديث أئمتنا تكلموا حول سنده واختلفوا فى أمره فالإمام الهيثمى يرى أن جميع رجال الإسناد ثقات عليهم جميعا رحمة الله ولا يجوز أن تحكم عليه بكلام غيره والإمام ابن القيم إذا ارتضى هذا فهذا أيضا إمام من الأئمة نعم عندما بحث أئمتنا فى الترجمة التفصيلية لرواة هذا الحديث أنقل لكم ترجمته بما يبين أن الحديث فيه ضعف يسير ينجبر هذا الضعف بوجود متابع أو شاهد فقط كما فى رجال الإسناد من تكلم فيه أو جرح غاية ما فيه أنه لا يوجد فى بعض رجال الإسناد من لم يرو عنه إلا راو واحد وقد وثقه ابن حبان والإمام الهيثمى ينص على توثيقهم بعض الأئمة لا يقبلون هذا لكن الحديث لا يصل إلى درجة نكارة ووضع وما حكم يعنى على بعض ألفاظه بنكاره سيأتينا توجيه هذا فى كلام أئمتنا بما يسميه الشيخ المحقق إن شاء الله فانتبهوا لذلك إخوتى الكرام تقدم معنا الراوى الأول من رجال البخارى أوليس كذلك إبراهيم
ابن حمزة وهذا ممن جاوز القنطرة وارتفع عنه القيل والقال والراوى الثانى ألا وهو عبد الرحمن ابن المغيرة أوليس كذلك عبد الرحمن ابن المغيرة الراوى الأول من الطرف الأخير يعنى الذى أذكره ليس من جهة الصحابى من جهة عبد الله شيخه إبراهيم ابن حمزة من رجال البخارى شيخ شيخه وهو روى الحديث عن عبد الرحمن ابن المغيرة تقدم معنا من رجال البخارى الراوى الثالث الذى معنا روى الحديث عبد الرحمن ابن المغيرة رواه عن عبد الرحمن ابن عياش السمعى المدنى عبد الرحمن ابن عياش حكم عليه الحافظ فى التقريب بأنه مقبول وقال من رجال أبى داود وقال الخزرجى فى الخلاصة وثقه ابن حبان وقال الذهبى فى الكاشف عليهم جميعا رحمة الله فى الجزء الثانى صفحة ستين ومائة وثق هذا عبد الرحمن ابن عياش السمعى لم يتكلم عليه ابن القيم هذا عبد الرحمن ابن عياش السمعى كما قلت وثق وثقه ابن حبان الإمام ابن حجر يقول مقبول إذا وجد متابع ووجد شاهد لهذا الحديث فقد اعتضد وتقوى عبد الرحمن إخوتى الكرام الذى هو ابن عياش انفرد بالرواية عنه مَن الراوى الثانى عبد الرحمن ابن المغيرة لم يرو عنه إلا هذا يعنى ليس فيه جرح فى عبد الرحمن ابن عياش السمعى ما قيل فيه جرح ولا اتهم بشىء لكن الجهالة ما زالت عنه برواية راو على اصطلاح الجمهور لذلك قاتل عنه أئمتنا قال الذهبى فى الميزان لم يرو عنه إلا عبد الرحمن ابن المغيرة الذى تقدم معنا واضح هذا وهو صاحب حديث لعمر إلاهك وعبد الرحمن ابن المغيرة تقدم معنا الذى روى عن عبد الرحمن ابن عياش ولذلك قلنا من رجال البخارى إذن هذا الراوى الأول على حسب اصطلاح الجمهور حوله كلام ومع ذلك كما قلت فى ذلك نزاع الذهبى فى الكاشف يقول وثق وابن حبان يوثق والهيثمى يطلق القول جميع الرجال ثقات الراوى الرابع وهو شيخ عبد الرحمن ابن عياش فيه ما فيه التلميد لم يرو عنه إلا تلميذه وهو عبد الرحمن ابن عياش الشيخ هو دلهم ابن الأسود ابن عبد الله
العقيلى حجازى مقبول قال الحافظ فى التقريب من رجال أبى داود فقط قال الخزرجى فى الخلاصة مقاله فى عبد الرحمن ابن عياش السمعى المدنى تماما وثقه ابن حبان وقال الذهبى فى الكاشف ما قاله فى تلميذه عبد الرحمن ابن عياش السمعى وقال وثق هذا ثان حوله كلام وعلى حسب اصطلاح الجمهور كما قلت فيه جهالة لأنه لم يرو عنه إلا راو واحد قال الذهبى فى الميزان دلهم لم يرو عنه إلا عبد الرحمن وحده وهو عبد الرحمن من ابن عياش السمعى لم يرو عنه إلا عبد الرحمن وحده ثم قال وثقه ابن حبان والراوى الثالث دلهم روى هذا الحديث عن أبيه لم يرو عن والد دلهم وهو الأسود إلا الولد دلهم فهؤلاء الثلاثة لم يرو عن كل واحد منهم إلا راو واحد فالحافظ ابن حجر حكم على الثلاثة بالقبول مقبول مقبول وكل واحد من هؤلاء كما تقدم معنا وثق إذن دلهم روى الحديث عن أبيه أبوه هو الأسود ابن عبد الله العقيلى حجازى قال الحافظ فى التقريب مقبول قال الذهبى فى الميزان فى ترجمته فى الجزء الأول صفحة ست وخمسين ومائتين ما روى عنه سوى ولده له حديث واحد رواه عن عمه عاصم ابن لقيط الحديث الذى تقدم معنا إذن إخوتى الكرام فمعنا عبد الرحمن ابن عياش ودلهم ووالد دلهم وهو الأسود ابن عبد الله هؤلاء الثلاثة وثقوا والحافظ ابن حجر حكم عليهم بالقبول فقال فى ترجمة كل منهم مقبول مقبول مقبول هؤلاء الثلاثة كما تقدم معنا وثقوا كما قال الحافظ الذهبى بالنسبة للأخير وهو تابعى أوليس كذلك تابعى تقدم معنا مرارا يروى الحديث عن صحابى وروى عنه راو ولا يعلم فيه جرح فالأمر فيه يسير ومن بعده نقل أيضا توثيق عن ابن حبان وعن غيره والذهبى كما تقدم معنا يقول وثق وثق وثق إذا اختلف أئمتنا فى توثيق بعض رجال الحديث هل يجوز أن نقول إذا جاء واحد منا واستدل بكلام بعض الأئمة فى توثيق هذا الحديث ممن وثقه بالهيثمى وابن حبان والذهبى لو أن واحدا منا جاء فى هذا الوقت أنا أرى أن هذا الحديث على حسب ما
نص هؤلاء الأئمة إنه حديث صحيح وهو فى دواوين الإسلام هل يجوز أن يقال إنه جمع جراميزه لتقويته لأنه يوافق مشربه فى إثبات الصفات لله جل وعلا هذا فى الحقيقة كما قلت يعنى كلام 42:31 إطلاقا والحقيقة ليست كذلك والإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ما صحح هذا الحديث لأنه يوافق له مشربا معينا إنما هذا الحديث أصول أهل السنة تشهد له وليس فيه ما يوجب تركا ولا نكارة ضعف يسير محتمل على التسليم بأن الجهالة ما زالت عن الأسود ولا عن ولده دلهم ولا عن عبد الرحمن ابن عياش على التسليم بقى أن أنه كما قلت روى عنهم راو يحتاج إلى متابع إلى شاهد ليتبين لنا أن الحديث له مخرج آخر وأنه يعنى ما فيه بعد ذلك خطأ ولا وهم هذا الحديث كما قلت شهدت له الأحاديث الثابتة والإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وقفت على مسلكه فيما يشبه هذا كثيرا وتقدم معنا فى دروس سنن الترمذى تقدم معنا فى حديث إبى أمامة الباهلى وغالب ظنى الصحابى الثانى عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين لما طرد الله الشيطان الرجيم من الجنة وقال رب طردتنى ولعنتنى إلى آخر الحديث اجعل لى كتابا قال كتابك الشعر إلى آخره الحديث تقدم معنا يقول الإمام ابن القيم هو بنفسه يقول ضعيف وتقدم معنا الحديث وتخريجه فى معجم الطبرانى الكبير وغيره يقول لكن لكل فقرة من فقراته شواهد ثابتة من الكتاب والسنة أوليس كذلك تقدم معنا وهنا كذلك.
لذلك هنا الإمام ابن القيم يقول انتبه يا عبد الله الطبقة المتقدمة وهى آخر الإسناد عندنا عبد الله ومن روى الحديث عنه ومن رواه عن هؤلاء الثلاثة أئمة أعلام هؤلاء رووا الحديث فى بلاد الإسلام وقبلوه كأنه أراد أن يخبرنا أنه متلقى بالقبول عند أئمة الإسلام ثم محل الإشكال ما بحث فيه على الإطلاق وهو من عبد الرحمن ابن عياش السمعى ومن بعده كأنه يقول هذا الحديث لو كان فيه محذور لما تلقاه أئمتنا بالقبول ثم قال تنادى جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة ويوجد شواهد ثابتة له وعليه الحديث معتمد هذا الذى يريد أن يقوله ثم ختم كلامه بكلام الإمام ابن منده عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أنه لا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة فليس إذن الكلام أنه ساق حديثا وسكت عنه يعنى تقول لنا احترسوا قد أحيانا يروى الضعيف ساق حديثا وبين كلام أئمة الإسلام نحوه وأنه روى فى أمصار المسلمين من غير نكير بل علق عليه أئمة المسلمين فقالوا هذا الحديث لا يرده إلا جاهل أو جاحد أو مكابر فاختلف الأمر عما إذا رووا حديثا بالإسناد أو بدون إسناد وسكتوا قد تقول هناك رووه لبيان الجمع وبيان ما نقل فى هذه المسألة ثم أنت محص أما هنا رووه وعلقوا عليه قال انتبه هذا حديث كل جملة من جمله وفقرة من فقراته تشهد له شواهد ثابتة وبناء عليه لا يرده إلا جاهل أو جاحد أو مكابر إلى آخر كلام أئمتنا فالحديث كما قلت معناه لا نزاع فيه إسناده نعم فيه كما قلت شىء من الكلام والشيخ الألبانى فى تعليقه على كتاب السنة لابن أبى عاصم ضعفه وأنا أعجب له كما أعجب لهذا الشيخ أيضا هنا لأن الحديث كما قلت إذا وجد له شواهد وضعفه يسير محتمل يزول عنه الضعف والشيخ الألبانى يفعل هذا بكثرة يرى أحيانا الحديث ضعفه ظاهر بين يقويه بمرسل يقويه بحديث ضعيف آخر يقويه بحديث حسن طيب هنا إذا كان فى الإسناد على حسب الصناعة الحديثية عند الجمهور ضعف
يسير طيب أين الشواهد الأخرى وأين الكلام بعد ذلك على هذا الحديث من أجل تمشيته على حسب القواعد الكاملة فى علم المصطلح إذا نظرت إليه على انفراد هو كما قلت عند الجمهور يمكن أن تقول عنه إسناده ضعيف لكن إذا نظرت للشواهد زال الضعف على أن هذا الضعف أيضا على انفراده غير متفق عليه عند أئمتنا فأى محذور إذن حتى يقال إن هذا الحديث يعنى فيه ما فيه ووافق مشربه وبناء عليه جمع جراميزه لتصحيح الحديث وتقويته كما قلت إخوتى الكرام معناه ثابت وإسناده غاية ما يقال مختلف فى إسناده لا يصل إلى درجة الترك ولا إلى النكارة ولا إلى الوضع بحال وبقى ضعف يسير هذا على حسب تراجم الرجال رجلا رجلا ضعف يسير يزول بالشواهد التى تشهد له والعلم عند الله جل وعلا فإن قيل الحافظ الإمام الجِهبَز والجهبِز ابن كثير عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهكذا حزام المحدثين الإمام ابن حجر عليهم جميعا رحمة رب العالمين تقدم معنا يقول الإمام ابن حجر هذا غريب جدا والإمام ابن كثير يقول هذا غريب جدا وألفاظه فى بعضها نكارة.
إخوتى الكرام: لفظ الغرابة والنكارة يطلقها أئمتنا على إطلاقين اثنين فانتبهوا لذلك أحيانا يريدون بالنكارة ما اشتد ضعفه والإمام البخارى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول إذا قلت عن راو إنه منكر الحديث فلا يحل أن يروى عنه انتهى حديثه ساقط لا يروى عنه وهذه يعنى أشد كلمة جرح يطلقها شيخ المحدثين على الراوى إذا كان متروكا يقول عنه منكر الحديث ولا يزيد بعد ذلك فى الألقاب فلا يقول دجال ولا وضاع ولا كذاب ولا مفترى ولا خبيث من هذه الألفاظ عنده عفة فى لسانه رحمة الله ورضوانه عليه إذا اشتد ضعف الإنسان وحديثه لا يحتج به بحال قال عنه منكر الحديث وأحيانا يطلق لفظ النكارة ويراد به تفرد الراوى برواية أى جاء برواية تفرد بها هنا هذا الإسناد ما جاء من طريق غيره وفى هذا الإسناد تفرد به هذا الإسناد بهذا المتن ما جاء من إسناد آخر أى هو فى هذا الإسناد متفرد بالنقل وهنا لا يراد الآن من النكارة ولا من الغرابة الضعف غاية ما يراد أنه انفرد ولذلك يقال منكر صحيح ومنكر حسن ومنكر ضعيف فمنكر صحيح ما المراد منه يعنى انفرد بهذه الرواية لكن حديثه صحيح من رجال البخارى منكر حسن منكر ضعيف فانتبه لهذا وهذا نفس الشيخ المعلق هنا على كتاب الأجوبة الفاضلة ينقله فى الرفع والتكميل عن الشيخ التهانوى فى صفحة تسع وأربعين ومائة فيقول إياك أن تغتر بقول الذهبى فى الميزان أو قول العجلى فى الكامل الكامل للعجلى أو للعقيلى لابن عدى عليهم جميعا رحمة الله الكامل فى الضعفاء لابن عدى على كل حال أئمتنا يقولون الكامل للناقصين يعنى هو فى الضعفاء الكامل لابن عدى إياك أن تغتر ما كتبت كلامه بكامله بقول الذهبى فى الميزان أو قول ابن عدى فى الكامل من مناكير فلان كذا أو أنكر ما رواه فلان كذا أو فلان يروى المناكير إياك أن تغتر بقول الذهبى أو قول ابن عدى بهذا اللفظ عن راو وتحكم عليه بالضعف بمجرد هذا الحكم عليه من قبل الذهبى أو ابن عدى قال فأئمة
الحديث قد يريدون بالنكارة يريدون كونه منفردا به فحسب أى انفرد بالرواية ولا يريدون الضعف الشديد الذى تترك به رواية الراوى وذكر هذا أيضا فى قواعد فى علوم الحديث فى صفحة ثلاث وسبعين ومائتين فقال أئمة الحديث يطلقون هذا الضعف وهو النكارة على الحسن والصحيح أيضا بمجرد تفرد روايه وعليه فيما يظهر لى هنا والعلم عند الله قول الحافظ ابن كثير هذا حديث غريب جداكأنه يريد أن يقول هذا السند تفرد به هؤلاء الرواة وما جاء هذا المتن من طريق غيرهم فقط وهكذا قول الإمام ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا حديث غريب جدا والعلم عند الله جل وعلا على أنه إخوتى الكرام لو قدر أن الإمام ابن كثير والحافظ ابن حجر يريان ضعف الحديث لو قدر يبقى مما اختلف فيه أئمتنا فلا يجوز أن نمثل بهذل الحديث على تساهل الإمام ابن القيم وأننا إذن نقول احترس من هذا الحديث ومن نحوه عندما يبذل الإمام ابن القيم ويجمع جراميزه لتصحيح مثل هذا الحديث فلا فما انفرد الإمام ابن القيم بهذا قلت الإمام الهيثمى وهو أمكن منه فى علم الحديث قال جميع رجال إسناده ثقات وهو متصل وتقدم معنا كل واحد من هؤلاء الرجال من الذين تكلم فيهم يقول الذهبى وثق وثق أيضا إذا كان الأمر كذلك فإذا أردنا أن نمثل على تساهل الإمام ابن القيم فينبغى أن نمثل بمثال يسلم به جميع علماء الحديث على أنه منكر متروك ضعيف موضوع ثم هو جمع جراميزه لتصحيحه نقول هذا فعلا انفرد به أما هنا أمر كما قلت طبيعى فما ينبغى يعنى أن يمثل على تساهل الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا بهذا المثال فإذا عنده مثال آخر فليذكره لينظر فيه أيضا والعلم عند الله جل وعلا.
إخوتى الكرام: كما قلت هذا الآن تنبيه خامس لرد هذا الكلام وعليه آخر الأمور التى يمكن أن نقولها ما بدأ به المعلق كلامه يقول حتى يخيل للقارىء أن ذلك الحديث من قسم المتواتر فى حين أنه قد يكون حديثا ضعيفا أو غريبا أو منكرا من هذه الأوصاف الثلاثة ضعيفا أو غريبا أو منكرا يعنى ماذا تقصد بالغرابة تقصد به افراد الراوى وهو صحيح أو تقصد به الضعف الضعف أوليس كذلك إذن تاغريب هو الضعيف يعنى هل تقصد بالغرابة انفراد الراوى فقط وإن كان صحيحا فهذا لا حرج عليه الإمام ابن القيم فى تقويته أم تقصد به ضعيفا فإن كان ضعيفا تكرار بمعنى واحد لكن بلفظ متغاير قد يكون ضعيفا أو غريبا أو منكرا وماذا تقصد بالمنكر هل هو الضعيف أيضا كلام كما قلت جاء فى التعليق الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وكما قلت لا أرى المعلق بذلك على كلام الإمام ابن القيم والعلم عند الله جل وعلا وهذا الحديث إخوتى الكرام من باب توضيح أمره حاله كما ذكرت نعم فيه من انفرد بالرواية عنهم راو واحد وعلى اصطلاح الجمهور لم ترتفع عنهم الجهالة والإمام ابن حبان وثقهم والحافظ ابن حجر حكم عليهم بأنهم مقبولون والإمام الذهبى مع ما حكى الكلام فيهم قال وقد وثقوا قال عن كل واحد منهم أنه قد وثق وإذا كان الأمر كذلك فالحديث إن شاء الله فى درجة القبول والعلم عند الله جل وعلا وأما الصفات التى وردت فيه كما قلت كصفة الضحك وغيرها فنقول فيها ما نقوله فى سائر صفات ربنا سبحانه وتعالى يضحك بكيفية يعلمها ولا نعلمها كما ينزل بكيفية يعلمها ولا نعلمها كما يتكلم بكيفية يعلمها ولا نعلمها كما له يدان سبحانه وتعالى يعلمهما ويعرف حقيقتهما ولا نعلمها ولا نعرف حقيقتهما وغاية ما عندنا فى صفات ربنا اقرار وامرار ومن أقر ولم يمر فهو ممثل ومن لم يقر فهو معطل فانتبه لذلك نقر بالصفة كما وردت ثم لا نبحث لا فى كنهها ولا فى كيفيتها ونقول ما قاله سيدنا الإمام الشافعى عليه وعلى
أئمتنا رحمة ربنا آمنت بالله وما جاء عن الله على مراد الله عز وجل وآمنت برسوله عليه الصلاة والسلام بما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك إذا نحن يعنى أخرجنا العقول من هذه المتاهة ما نستغرب شيئا مما ورد فى هذا الحديث.
وقلت لكل صفة وردت نظائر ولها مثيل ومشابه ولذلك لا داعى أن نقول إن هذا الحديث وافق مشرب الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ولذلك جمع جراميزه لتصحيحه وتقويته والعلم عند الله جل وعلا الكلام حقيقة طال لكن الحديث كما تقدم معنا يعنى لما يبدو ويظهر لى والعلم عند الله أنه ثابت محتج به وجرى حوله هذا الكلام وأردت أبين هذا الأمر حتى إذا وقف الإنسان على هذه التعليقة أن يكون على علم بها ولا يقولن قائل إنك استدللت بهذا الحديث وقلت خرجه فلان وفلان لكن الإمام ابن القيم هول حول هذا الحديث وأنت ما بينت لنا فاستمع هذا عندى علم بما قيل من اعتراض لكن ذلك الاعتراض لا قيمة له والعلم عند الله جل وعلا.
إخوتى الكرام: نتابع بعد ذلك خطوات البحث فيما تقدم معنا من وصف الحوريات والنساء المؤمنات فى نعيم الجنات تقدم معنا إخوتى الكرام أنه بعد وطئهم يعدن أبكارا وقلت أشار الله جل وعلا إلى هذا فى كتابه جل وعلا كما تقدم معنا فى وصفهن {إنا أنشأناهن إنشاء *فجعلناهن أبكارا* عربا أترابا* لأصحاب اليمين} وقد روى الإمام الضياء المقدسى فى كتاب صفة الجنة كما فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة أربعين والحديث رواه الإمام عبد الملك ابن حبيب فى كتاب وصف الفردوس فى صفحة ثمان ستين وإسناد الأثر رجاله ثقات من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيطأ أهل الجنة فى رواية قال أنطأ يا رسول الله عليه الصلاة والسلام فى الجنة والمراد من الوطء المسيس والمباشرة وهذا معروف أنطأ أيطأ أهل الجنة فقال النبى عليه الصلاة والسلام نعم والذى نفسى بيده دحما دحما كما تقدم معنا فى الروايات السابقة وقلت الدحم هو الوطء بشدة كما تقدم معنا وشهوة الوطء بشدة وشهوة قوية دحما دحما وتقدم معنا دحاما دحاما بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وتقدم معنا معناه لا يستمسك لا يسترخى لا يتعب بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع هذا كله تقدم معنا فى وصف تمتع المؤمنين بنسائهم فى جنات النعيم هنا الزيادة فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا والحديث كما قلت رجال إسناده ثقات.
حديث آخر يقرر هذا الأمر من رواية عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين رواه الإمام أيضا عبد الملك ابن حبيب فى كتاب وصف الفردوس فى صفحة ثمان وستين أيضا وعنون عليه باب ما جاء فى جماع أهل الجنة وإسناد الأثر أيضا ثقات عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعطى قوة مائة رجل محتلم فى الجماع وما يأتى أحدهم زوجته إلا وجدها عذراء ثم تعود عذراء يعنى بعد الاتصال بها ترجع إليها تلك الصفة فمن شاء منهم أدام الأكل فأمن الكظة وهى التُخَمَة إذا أراد أن يديم الأكل يأمن آفات الشبع وكثرة الأكل فلا يصاب بتخمة ولا بأذى فإذا شاء أحدهم فمن شاء منهم أدام الأكل فأمن الكظة ومن شاء منهم أدام الشراب فأمن الصداع والسكر فالمراد من الشراب هنا خمر الجنة إن أراد أن يشرب كثيرا يأمن الصداع والسكر لا يصدعون عنها ولا ينزفون ومن شاء منهم لها عنهما أى عن الطعام وعن الشراب فأمن الجوع والظمأ لأنه تقدم معنا لا يكون الطعام لدفع عادية وشدة الجوع ولا يكون الشراب لدفع العطش إنما كله تفكه وتلذذ وإنهم ليأكلون كل يوم مرتين مقدار الغداء والعشاء فى الدنيا وما يحدثون إنما يخرج منهم عرق رشحا فيرشحونه ريحه ريح المسك هذه رواية ثانية من رواية عبد الله ابن عباس رضى الله عنه أن نساء أهل الجنة يعدن أبكارا فإذا قام عنها عادت عذراء تقدم معنا هذا فى حديث أبى هريرة وهذا ثابت فى حديث عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين وتقدم معنا الحديثان رجالهما ثقات.
الرواية الثالثة التى سأذكرها إسنادها ضعيف رواها الإمام البزار فى مسنده وانظروها فى كشف الأستار فى الجزء الرابع صفحة تسع وتسعين ومائة ورواها الإمام الطبرانى فى معجمه الصغير كما فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة سبع عشرة وأربعمائة ورواها أبو الشيخ فى كتاب العظمة صفحة تسع وخمسين مائتين ورواها الإمام الخطيب فى تاريخ بغداد فى الجزء السادس صفحة ثلاث وخمسين وانظروها فى الدر المنثور فى الجزء الخامس صفحة ست وستين ومائتين وفى البدور السافرة كلاهما للإمام السيوطى صفحة ثلاث وخمسين وأربعمائة وهذه الرواية تناقلها أئمتنا وإنما أريد أن أذكر من نقلها ممن لم يرو بالإسناد لأبين أنها مع ضعفها تشهد لها الشواهد الثابتة كما تقدم معنا وليس التعويل فى اثبات البكارة وعودها إلى نساء أهل الجنة بناء على هذه الرواية إنما هذا لبيان ما روى، روى فى أحاديث صحيحة وورد هذا فى أحاديث ضعيفة هذه الرواية ذكرها الإمام عبد الحق فى كتاب العاقبة صفحة واحدة وخمسين وثلاثمائة وهكذا الإمام ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم فى الجزء الثانى صفحة ثمانى عشر ومائتين والإمام ابن القيم فى روضة المحبين صفحة ثلاث وخمسين ومائتين وفى كتاب حادى الأرواح صفحة أربع وستين مائة وفى إسناد الرواية كما قال الإمام الهيثمى فى المجمع معلى ابن عبد الرحمن الواسطى قال عنه الهيثمى كذاب ذاهب الحديث معلى ابن عبد الرحمن الواسطى وقال الإمام ابن الجوزى فى العلل المنتاهية فى الجزء الثانى صفحة ثمان وأربعمائة ومائة تفرد بها معلى ابن عبد الرحمن الواسطى قال عنه أبو حاتم متروك الحديث وقال عنه الإمام ابن المدينى ذاهب يضع وقال عنه أبو زرعة ذاهب الحديث وقد حكم عليه الإمام ابن حجر فى التقريب فقال متهم بالوضع ورمى بالرفض يعنى جمع البلايا رافضى واتهم بأنه يضع وأكثر الوضاعين من الرافضة متهم بالوضع ورمى بالرفض قاف أى من رجال ابن ماجة فقط لم يرو له أحد من
أصحاب الكتب الستة إلا الإمام ابن ماجة وقال الذهبى فى المغنى فى الضعفاء فى الجزء الثامن صفحة سبعين وستمائة قال الدارقطنى ضعيف كذاب والإمام ابن حجر فى التهذيب ترجمه وأسهب فى ترجمته فى الجزء العاشر صفحة ثمان وثلاثين ومائتين فقال قال ابن معين أحسن أحواله عندى أحسن أحواله أننا نحمل حاله على حسب قوله ماذا قال معلى ابن عبد الرحمن الواسطى قال عندما احتضر قيل له حسن ظنك بربك قال كيف لا وقد وضعت سبعين حديثا فى فضل على رضى الله عنه وأرضاه فابن معين عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول أحسن أحواله أن نأخذ بكلامه وهو يقر على نفسه بالوضع والكذب على النب عليه الصلاة والسلام حسن ظنك بربك كيف لا وقد وضعت سبعين حديثا فى فضل على رضى الله عنه وأرضاه يعنى سيكون لك يد عند سيدنا رضى الله عنه وأرضاه أو عند النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه إذا كذبت وافتريت نسأل الله العافية والسلامة ومثل هذا فعله كثير من الوضاعين منهم ميسرة ابن عبد ربه الفارسى الأكال ونعته مرة الذهبى الأكول ولما قيل له كم رغيفا يشبعك قال من مال من قالوا من مالك قال رغيف أو رغيفين قالوا من مال غيرك قال اخبز واطرح ويقال أكل مرة سبعين رغيفا ومرة مائة رغيف فجمعوا فأحضروا فيلا وقدموا له مائة رغيف فأكلها إلا واحدا فزاد أكله على أكل الفيل وله أخبار فى الأكل أطال أئمتنا فى ترجمته حقيقة عجيبة غريبة يقولون كان يأكل ما يكفى سبعين رجل ميسرة ابن عبد ربه انظروا ترجمته المظلمة فى ميزان الاعتدال للإمام الذهبى فى الجزء الرابع صفحة ثلاثين ومائتين إلى اثنتين وثلاثين ومائتين وأوجز فى ترجمته فى السير فى الجزء الثامن صفحة أربع وستين ومائة لأنه قال ذكرته مطولا فى الميزان انظره فى الميزان فترجمته هناك وانظروا أيضا لسان الميزان للحافظ ابن حجر فى الجزء السادس صفحة ثمان وثلاثين ومائة فما بعدها وقد وضع سبعين حديثا فى فضل على رضى الله عنه وأرضاه كما
وضع معلى ابن عبد الرحمن الواسطى وأيضا لما احتضر قيل له حسن ظنك بربك قال كيف لا وقد وضعت فى فضل على سبعين حديثا وعلى مبدأ الشيعة حب على حسنة لا يضر معها خطيئة ويروون حديثا وهذا موجود فى كتبهم وهو مكذوب وينسب إلى نبيا عليه الصلاة والسلام وهو لا تصح نسبته أن رجلا جاء إلى النبى عليه الصلاة والسلام فقال أحب المصلين ولا أصلى قال أنت مع من أحببت قال أحب الصائمين ولا أصوم قال أنت مع من أحببت وهنا حب على حسنة لا يضر معها خطيئة فإذا أحببت عليا رضى الله عنه وأرضاه افعل ما شئت فهذا ميسرة أيضا حسن ظنك بربك قال كيف ولا وقد وضعت سبعين حديثا فى فضل على رضى الله عنه وأرضاه ووضع أربعين حديثا فى فضل قزوين وهو أحد أركان أحاديثه العقل الذى وضعه الوضاعون أحد أركانه ميسرة ابن عبد ربه الفارسى الأكول الأكال هذا كمعلى ابن عبد الرحمن يقول الحافظ ابن حجر قال ابن معين أحسن أحواله عندى أن نحمل قوله أن نحمل حاله على حسب قوله الذى قاله وأقر على نفسه بالوضع ثم نقل عن ابن عدى أنه قال أرجو أنه لا بأس به يقول الحافظ ابن حجر قلت روى له عدة أحاديث إخوتى الكرام وهذا الذى دعانى أن أذكره هنا وهو فى هذا الحديث الذى سأرويه بأن نساء أهل الجنة يعدن أبكارا هذا الذى دعانى أن أذكره أنه يوجد شواهد له وأئمتنا نقلوا عن هذا كما فعل إمام الأئمة وهو الإمام ابن خزيمة نقل فى صحيحه حديثا عن هذا ثم علق عليه بما ستسمعونه وتعليق الإمام ابن خزيمة هو تعليقى فى ذكر هذا الحديث فى هذا الموطن.
قال الحافظ ابن حجر قلت روى له عدة أحاديث وروى له الإمام ابن ماجة عدة أحاديث ثم قال روى عنه الإمام ابن خزيمة فى كتاب الصيام من صحيحه والإمام ابن خزيمة روى عنه هذا فى الجزء الثالث فى صفحة تسع وأربعين وثلاثمائة يقول هنا الحافط ابن حجر أقرأ عليكم كلامه الآن روى له فى كتاب الصيام من صحيحه وقال ليس هذا مما يحتج به ولولا أن له أصلا من طريق غيره لم أستجز أن نبوب له بابا الباب الذى روى الإمام ابن خزيمة عنه فى كتاب الصيام يقول هنا باب الرخصة فى السمر للمعتكف مع نسائه فى الاعتكاف ثم قال خبر صفية رضى الله عنها وأرضاها أمنا الطيبة الطاهرة من هذا الباب وهذا حديث صحيح حديث صفية ثابت فى المسند والصحيحين وسنن أبى داود وابن ماجة ورواه الإمام ابن حبان فى صحيحه والبيهقى فى السنن الكبرى كما رواه شيخ الإسلام عبد الرزاق فى مصنفه لما كان نبينا عليه الصلاة والسلام معتكفا بمسجده على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وجاء نساءه يزرنه ومنهن صفية رضى الله عنها وأرضاها ولما تأخرت فى المجىء وتأخرت بعد ذلك فى الانصراف انصرف النساء قبلها قام نبينا عليه الصلاة والسلام يشيعها إلى بيتها وسمرن معه وهو معتكف فى المسجد عليه الصلاة والسلام فلما خرج وهو يشيعها مر به أنصاريان وتقدم معنا الحديث فى مباحث سنن الترمذى قال على رسلكما إنها صفية يقول قالا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام يعنى أفيك نشك فقال إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم خشيت أن يقذف فى قلوبكما شرا أو شيئا على كل حال الحديث يقول خبر صفية من هذا الباب تقدم فى الباب الذى قبله عند الإمام ابن خزيمة ثم قال حدثنا الفضل ابن أبى طالب قال حدثنا قال حدثنا المعلى ابن عبد الرحمن الواسطى وهو الذى عندنا هنا قال حدثنا عبد الجميد ابن جعفر عن عبيد الله ابن أبى جعفر عن أبى معمر عن أمنا عائشة رضى الله عنها قالت كنت أسمع عند النبى عليه الصلاة والسلام وهو معتكف وربما
قال قالت كنت أسهر هنا أمنا عائشة فى حديث صفية أمهات المؤمنين لكن التى تأخرت وخرجت صفية رضى الله عنهن أجمعين قال أبو بكر من هو إمام الأئمة ابن خزيمة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا هذا خبر ليس له من القلب موقع وهو خبر منكر لولا ما استدللت من خبر صفية على إباحة السمر للمعتكف لم يجز أن يجعل لهذا الخبر باب على أصلنا لأن هذا كما قلت فيه معلى ابن عبد الرحمن الواسطى فلا يجوز أن نثبت حكما وأن نأخذ حكما وهى الترجمة للباب من هذه الرواية فإن هذا الخبر ليس من الأخبار التى يجوز الاحتجاج بها إلا أن فى خبر صفية غنية عن هذا فأما خبر صفية فهو ثابت صحيح وفيه ما دل على محادثة الزوجة زوجها فى اعتكافه ليلا جائز وهو السمر نفسه وهنا تقول أمنا عائشة كنت أسمر كنت أسهر فيقول هذا المعنى ثابت فى حديث صفية ولولا حديث صفية رضى الله عنها وأرضاها لما استجزت أن أترجم لهذا الحديث باب السمر يعنى سمر المعتكف مع زوجه فإذن الإمام ابن خزيمة عند ثبوت رواية صحيحة لمعلى ابن عبد الرحمن الواسطى ذكر روايته فى صحيحه وهكذا أنا فعذر الإمام ابن خزيمة هو عذرى فى هذه الرواية والرواية إخوتى الكرام كما قلت من طريق معلى ابن عبد الرحمن الواسطى قلت إنها فى النهاية أوليس كذلك فى صفحة ثمانى عشرة ومائتين لفظ الحديث من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا هذا لفظ الحديث وهذا المعنى ثابت فى حديث أبى هريرة وحديث عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين.
رواية رابعة إخوتى الكرام فيها أيضا شىء من الضعف وأئمتنا احتجوا بها واستشهدوا بها لوجود شواهد لها مروية أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه رواها الإمام البيهقى فى البعث والنشور صفحة أربع وأربعين وثلاثمائة وهو آخر حديث فى كتاب البعث ونسبها الإمام السيوطى فى الدر فى الجزء الخامس صفحة تسع وثلاثين ثلاثمائة إلى عبد ابن حميد وعلى ابن سعيد فى كتاب الطاعة والمعصية وإلى مسند أبى يعلى وهى فى تفسير الطبرى رواها أبو المنذر فى تفسيره وابن أبى حاتم فى تفسيره وأبو موسى المدينى كما رواها الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير وأبو الحسن القطان فى كتابه المطولات ورواها أبو الشيخ فى كتاب العظمة والحديث كما قلت إخوتى الكرام من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه وفى إسناد الحديث إسماعيل ابن رافع قال عنه الحافظ فى التقريب ضعيف الحفظ توفى فى حدود سنة خمسين ومائة للهجرة وهى السنة التى مات فيها فقيه هذه الأمة المباركة سيدنا أبو حنيفة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وإسماعيل ابن رافع رمز له الإمام ابن حجر فى التقريب بأنه من رجال البخارى فى الأدب المفرد بخ والترمذى وابن ماجة القزوينى وذكر الإمام ابن حجر فى ترجمته فى التهذيب فى الجزء الأول صفحة خمس وتسعين ومائتين فقال قال شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا لم يكن به بأس ولكنه كان يحمل عن هذا وهذا لم يكن به بأس ولكنه يحمل عن هذا وهذا وقال الإمام الفسوى صاحب كتاب المعرفة والتاريخ ليس بمتروك ولا يقوم حديثه مقام الحجة يعنى لا يحتج به على انفراد ولا يترك إنما يكتب حديثه ويستشهد به إذا وجد له شاهد اعتضد وتقوى وقال الإمام الترمذى ضعفه بعض أهل العلم يقول وسمعت محمدا وهو الإمام البخارى شيخ الإمام الترمذى عليهم جميعا رحمة الله يقول إنه ثقة مقارب الحديث مقارِب كما تقدم معنا يقارب غيره فى الحفظ والضبط والإتقان مقارَب يقاربه غيره فى الحفظ والضبط
والإتقان وعلى اصطلاح سيدنا الإمام البخارى الحديث لا ينزل عن درجة الحسن من طريق إسماعيل ابن رافع مع أنه ضعيف الحفظ وليس فى ديانته وعدلاته خدش هذا ينقله الإمام الترمذى يقول ضعفه بعض أهل العلم وسمعت محمدا يقول إنه ثقة مقارب الحديث والإمام الذهبى فى المغنى يقول ضعفوه جدا ثم روى عن الإمام الدارقطنى والنسائى أنهما قالا إنه متروك وقال فى الكاشف الإمام الذهبى أيضا ضعيف واهن وأما فى الميزان فذكر عبارة خشنة خشنة ما أعلم سببها قال فى الجزء الأول صفحة سبع وعشرين ومائتين ومن تلبيس الإمام الترمذى وأى تلبيس يا عبد الله والإمام الذهبى ومن هو فى منزلته لا يزنون شعرة من الإمام الترمذى وكل واحد ينبغى أن يقف عند حده وأن يعرف مقداره يقول ومن تلبيس الإمام الترمذى قال ضعفه بعض أهل العلم وقال الإمام البخارى ثقة مقارب الحديث يعنى على من تتكلم على البخارى أو على الإمام الترمذى إن كنت تتهم الإمام الترمذى فى النقل إن كنت فلن يوثق بشىء بعد ذلك من السنة إذا كان حول الإمام الترمذى كلام وإذا كان كلام الإمام البخارى لا يقبل فالأمر أشنع وأشنع فغاية ما يقال إن هذا الراوى مما اختلفت أنظار العلماء فيه أما أن يقال من تلبيس الإمام الترمذى عبارة خشنة.
وقلت لكم مرارا إخوتى الكرام أئمتنا ينبغى أن نتأدب معهم وغفر الله للإمام الذهبى ورحمه ورضى عنه وغفر للأئمتنا أجمعين وهذه العبارة ما ينبغى أن تقال فى حق الإمام أبى عيسى الإمام الترمذى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول ومن تلبيس الإمام الترمذى ثم نقل هذا وحقيقة ما أعلم ماذا يقصد وما علق الذهبى على هذا بشىء والعبارة خشنة تطرح ممن صدرت منه وليس هذا من تلبيسه إنما هذا من نصحه وديانته أنه ينقل لنا ما قاله أئمتنا فى رواة حديث نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ولذلك إخوتى الكرام هذا الحديث جميع رجال إسناده ثقات أثبات وما فيهم من تكلم فيه إلا إسماعيل ابن رافع وقد اختلف أئمتنا بناء على ذلك فى تصحيح هذا الحديث وتضعيفه قال الإمام السيوطى فى البدور السافرة فى أمور الآخرة صفحة عشرين اختلف الناس فى تصحيح هذا الحديث وتضعيفه ثم قال صححه الإمام أبو بكر ابن العربى وسيأتينا نقل التصحيح عنه الإمام ابن حجر فى فتح البارى وأما أبا بكر ابن العربى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا صحح هذا الحديث فى كتابه سراج المريدين وما عندى هذا الكتاب لأنظر تحقيقه وأتحقق منه صححه أبو بكر ابن العربى وصححه الإمام القرطبى فى التذكرة فى أمور الآخرة وصححه مغلطاى ابن قليج وهو علاء الدين من أئمة الحنفية الكبار توفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة للهجرة من علماء القرن الثامن للهجرة وشرح البخارى فى عشرين مجلدا والإمام ابن حجر ينقل عنه واضبطوه مغلطاى وهو من الأتراك ويسمون بهذه الأسماء مُغَلطاى وبعض الناس عندما ينطق به يقرؤه مَغلَطاى مغلطاى ابن قليج علاء الدين الحنفى شرح البخارى فى عشرين مجلدا انظروا ترجمته العطرة فى الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة لحزام المحدثين الإمام ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وخمسين وثلاثمائة إذن صححه أبو بكر ابن العربى والقرطبى ومغلطاى يقول وضعفه البيهقى وعبد الحق
وصوبهما ابن حجر إذن أئمة ضعفوه وأئمة حسنوه وصححوه ولفظ الحديث تسمعونه وتعلمون أن الشواهد التى تقدمت معنا تشهد له قطعا وجزما هو فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة أربع وثلاثين وخمسمائة أقرأ لفظ الحديث وأما كلام الحافظ ابن حجر عليه فى فتح البارى أنقله إن شاء الله فى أول الموعظة الآتية حول هذا الحديث والإمام ابن كثير عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يقول لا يوجد لهذا الحديث جملة إلا ولها شواهد ثابتة ثم فصل الكلام على هذا الحديث جملة جملة فى كتابه النهاية وذكر الشواهد على هذا الحديث وهو المعروف بحديث الصور الطويل سأذكر هنا الرواية التى تدل على بحثنا ألا وهو أن نساء أهل الجنة إذا وطئن يعدن أبكارا وعن محمد ابن كعب القرظى عن رجل من الأنصار عن أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه وهنا محمد ابن كعب القرظى تارة يروى الحديث عن أبى هريرة مباشرة وتارة يرويه بواسطة رجل مبهم وهو رجل من الأنصار عن أبى هريرة رضى الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى طائفة من أصحابه فذكر حديث الصور بطوله وقلت لكم ختم به الإمام البيهقى كتابه البعث والنشور وأخذ قرابة خمس صفحات فى كتاب الإمام البيهقى وهو أول حديث فى كتاب البدور السافرة وآخر حديث فى البعث والنشور يقول هنا قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى طائفة من أصحابه فذكر حديث الصور بطوله إلى أن قال فأقوا يا رب وعدتنى الشفاعة فشفعنى فى أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله جل وعلا قد شفعتك وأذنت لهم فى دخول الجنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذى بعثنى بالحق ما أنتم فى الدنيا بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة لأزواجم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله وثنتين من ولد آدم وتقدم معنا الاختلاف فى العدد وقلت لا تعارض بين الروايات فى ذلك ولا معارضة بين ذكر القليل والكثير يقول وثنتين من ولد آدم على نبينا وعليه
الصلاة والسلام لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله فى الدنيا يدخل على الأولى منهما فى غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل بالؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس واستبرق ثم يضع يده بين كتفيها ثم ينظرإلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وأنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك فى قصبة الياقوت كبده لها مرآة وكبدها له مرآة فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء كما تقدم معنا فى رواية أبى هريرة الأولى وإسنادها ثابت رجال الإسناد ثقات وهكذا الرواية الثانية رواية عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا يشتكى قبلها فبينا هو كذلك إذ نودى إنه قد عرفناك أنك لا تَمل ولا تُمل أنت لا تتعب ولا تكرهك زوجتك الطيبة الطاهرة إلا أنه لا منى ولا منية لإلا أن لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة بعد كلما جاء واحدة قالت والله ما فى الجنة شىء أحسن منك وما فى الجنة شىء أحب إلى منك الحديث أى إلى آخره يقول الإمام المنذرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا رواه أبو يعلى والبيهقى فى آخر كتابه من رواية إسماعيل ابن رافع ابن أبى رافع انفرد به عن محمد ابن يزيد ابن أبى زياد عن محمد ابن كعب كما قلت إخوتى الكرام أنقل كلام الحافظ حول هذا الحديث فى الفتح اكتبوه لنقف عنده فى الجزء الحادى عشر صفحة ثمان وستين وثلاثمائة وأكمل بقية المبحث إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.