الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ختام وصف
الزوجات في الجنات (ب)
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
ختام وصف
الزوجات في الجنات (ب)
وإنما انتخب من أصوله ما رواه وما بقى فرغب عنه ما وجدوا لذلك سوى الإعدام فلهذا ونحوه دفن رحمه الله كتبه وهكذا أيضا غيره كم سبب ذكر؟ ذكر سببين والسبب الثالث وهو أخذ العلم عن طريق الوجادة لعله لا يقر ذلك ذاك ذكره فى ترجمة إسحاق ابن راهويه صفحة سبع وسبعين وثلاثمائة يقول قال أبو عبد الله الحاكم إسحاق يعنى إسحاق ابن إبراهيم الحنظلى وإسحاق ابن راهويه وجد هذا فى ترجمته وهو شيخ الإسلام وحديثه مخرج فى الكتب الستة إسحاق ابن راهويه توفى سنة ثمان وثلاثين ومائتين للهجرة إسحاق ابن راهويه وابن المبارك شيخ الإسلام حديثه فى الكتب الستة أيضا وتوفى سنة واحدة ثمانين ومائة إخوتى الكرام إسحاق ابن راهويه حديثه فى الكتب الستة إلا سنن ابن ماجة، ابن ماجة ما خرج لإسحاق ابن راهويه ومحمد ابن يحيى وهو الزهلى شيخ البخارى وقد جرى بينهما ما نسأل الله أن يصلح بينهما فى جنات النعيم وأن يجمعهما إخوانا على سرر متقابلين محمد ابن يحيى الزهلى وقد أخرج له أهل الكتب الستة إلا مسلما كما أنه لم يرو عن شيخ البخارى فلما حصل النزاع بين هذين الشيخين المباركين لأمور أثارها الغوغاء اعتزل الإمام مسلم الرواية عن هذين الشيخين فما روى فى صحيحه عن إمام المسلمين وسيدهم أبى عبد الله البخارى ولا عن شيخه محمد ابن يحيى الزهلى عليهم جميعا رحمة الله ولذلك حديثه فى الكتب الستة إلا صحيح مسلم هؤلاء يقول هؤلاء دفنوا كتبهم هذا يقوله الحاكم قلت هذا فعله عدة من الأئمة وهو دال على أنهم لا يرون نقل العلم بالوجادة والوجادة كما قلت أن تنقل من خط الشيخ إذا ثبت عندك هذا أو من كتابه إذا ثبت أن هذا كتابه صحيح البخارى مقطوع بالنسبة إلى الإمام البخارى وأنت ما تلقيته بالإسناد إليه فجئت تنقل منه إن كنت ماهرا فلا حرج وتروى عن البخارى وجادة وإذا كنت
تتخبط فهذه هى بلية البلايا يقول فإن الخط قد يتصحف على الناقل وقد يمكن أن يزاد فى الخط حرف فيغير المعنى ونحو ذلك وأما اليوم فهذا أى يوم فى القرن الثامن فى الهجرة فقد اتسع الخرق وقل تحصيل العلم من أفواه الرجال بل ومن الكتب غير المغلوطة وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى.
وحقيقة من يقال إنه أمير المؤمنين فى الحديث فى هذه الأيام اعقد له مجلس الإملاء وقل له أمل علينا ألف حديث فقط ليس مائة ألف بأسانيدها ومتونها وأحص عليه الخطأ أولا هو لا يحفظ ولا مائة حديث بأسانيدها ومتونها وأما الخطأ قل له أقرأها من الكتب وأحص عليه الخطأ عندما يقرأ من كتاب فخطؤه أكثر من صوابه هذا من يقال له محدث الدنيا فكيف بمن عداه وهذه أحوالنا ونسأل الله أن يتوب علينا وهذه الأمة لو عرفت قدرها فى هذا الوقت لاستحت من ربها وأجلت علماءها وما يأتى الصعلوك منا فى هذه الأيام يتطاول على أئمة الإسلام كالإمام الترمذى وغيره يعرف حده ويقف عنده ومجالس الإملاء كما قلت منتشرة بين سلفنا وكان يحدثون من صدورهم يجلس ويحدث فالذى يقال عنه محدث الدنيا يتشرف ويجلس فى أى مجلس يريد وانزع هذه الوريقات من وريقات كما ترون بين يدى انزعها وقل له حدث واروى لنا هذه الأحاديث وصحح وضعف وتكلم انظر كيف سيتخبط برأسه ورجليه إخوتى الكرام أن يجلس الإنسان فى مكتبة وأن يأخذ من كتب وأن يأخذ كما قال أئمتنا من هاهنا وهاهنا ويقول بعد ذلك مؤلفه أنا هذا ليس بعلم فلنتق الله فى أنفسنا ولنعرف قدر أئمتنا تقدم معنا فى ترجمة الإمام الترمذى أنه على أحد الأقوال ولد أعمى أوليس كذلك أكمه ولد إذن علمه أين كان فى صدره فالعلم محواه الصدر لا محواه القمطر تعكف فى كتبة وتأتى توصل وترقع من هنا وهنا وأنت عالة فى جميع ما تقول على أئمتنا وبعد ذلك محدث الزمان لكن إذا كان الزمان الذى نعيش فيه فى هذا الانحطاط فحقيقة محدثه فى ذلك الانحطاط لكن لو عرفنا قدرنا كما قلت لكان ذلك
كرامة لنا نعرف قدرنا وقدر أئمتنا رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين كانوا لا يطلقون لفظ الحافظ إلا على من حفظ مائة ألف حديث انتبه بأسانيدها ومتونها وطرقها يعنى قد يكون حديث يروى من عشرة طرق فيرويه لك من صدره هذا حقيقة هو الحافظ هذا هو الجهباز هذا هو الجهبز لما يأتى الإمام البخارى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا إلى بغداد ويعمد الطلبة إلى مائة حديث ويعطونها لعشرة طلاب وهذا يعطونه عشرة متون فيرتبون لها لأسانيد لمتون أخرى وهذا يعطونه عشرة متون فيضعون لها هذه الأسانيد فغيروا بين المتون والأسانيد وجلس وقام واحد من العشرة ليمتحنه قال حديث كذا وروى الإسناد إلى النبى عليه الصلاة والسلام ثم ذكر المتن قال لاأعرفه بهذا الإسناد الحديث الثانى الثالث الرابع إلى العشرة فيقول لا أعرفه لا أعرفه لا أعرفه قام الثانى عشر أخرى لا أعرفه قام الثالث عشرة ثالثة لا أعرفه حتى انتهى إلى العشرة الحاضرون الذين لا يعرفون القصة قالوا أمير المؤمنين فى الحديث يعرض عليه مائة حديث ما عرف واحدا منها فبعد اتنهوا قال اجلسوا عشرتك الأولى متونها كذا وأسانيدها كذا وعشرتك الثانية يعيد على الترتيب متونها كذا وأسانيدها كذا وعشرتك الثالثة يورد حديثا حديثا متونها كذا وأسانيدها كذا حقيقة هذه هى الإمامة نحو امتحانهم إمام الفن فى مائة لما أتى بغداد فردها وجود الإسناد وامتحن الآن المحدث منا فى ثلاثة أحاديث فقط وركب له أسانيد وقل له تكلم ونسأل الله أن يحسن ختامنا إخوتى الكرام وكا قلت لو عرفنا بضاعتنا المزجاة وقلنا هذه أحوالنا وقلت البركة فى زمننا فى كل شىء وضعفت العزيمة لو قلنا هذا حالنا ونحن نسأل الله أن يتوب علينا ليتنا نأخذ من كتب أئمتنا نعترف لهم بالفضل وإذا تكلم من قبلنا فلا كلام لنا إذا قلنا هذا فحقيقة هذه كرامة لنا إذا كنا نفهم كلام أئمتنا ونتأدب معهم هذه كرامة لنا لكن إذا جاء الآخر يضلل الأول وكل واحد الآن يعربد ويصول ويجول
كأنه هو يحيى ابن معين وهو إمام الجرح والتعديل وهو صعلوك لا يستطيع أن يقرأ حديثا واحدا من كتاب مشكول ولا يلحن فيه حديث مشكول من كتاب إذا قرأه سيلحن فيه ويصحف ثم هو محدث الدنيا ونسأل الله أن يحسن ختامنا إخوتى الكرام هذا أبو كريب كما قلت شيخ الطبرى يرويه عن عبد الله ابن إدريس الأودى شيخ الإسلام كما نعته بذلك الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء فى الجزء التاسع صفحة اثنتين وأربعين وهو ثقة فقيه عابد إمام حديثه مخرج فى الكتب الستة توفى كما قلت سنة اثنتين وسبعين ومائة للهجرة عبد الله ابن إدريس الأودى أريد على القضاء ومن الذى سيكلفه بالقضاء تدرون هارون الرشيد فلما جاءه كتاب هارون الرشيد بتوليته القضاء بعد العصر أغمى عليه عليه رحمة الله ورضوانه وقال بدأ يعرفنى هارون ما الصلة بينى وبين هذا الإنسان أغمى عليه وما أفاق إلا قبيل المغرب وكأنه مذهول ثم توضأ العصر وأدركها قبل أن تغرب الشمس وامتنع عن القضاء وأرسل إليه هارون خمسمائة دينار مكافأة وصلة فردها فقال ما وليت لنا عملا ولا قبلت لنا جائزة يأتيك ولدى المأمون فحدثه قال إن جاء من طلبة الحديث حدثته يأتى مع الطلبة أما ولدك له خصوصية على أولاد المسلمين لا ثم لا ثم عبد الله ابن إدريس الأودى هذا حال أئمتنا إخوتى الكرام هذا كما قلت شيخ أبى كريب وهو الحلقة الثانية فى الإسناد عبد الله ابن إدريس الأودى يرويه عن ليث ابن أبى سليم وقد تقدم معنا صدوق طرأ عليه الاختلاط توفى سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة وقلت حديثه فى صحيح مسلم والسنن الأربعة وروى له البخارى تعليقا يروى الحديث عن مجاهد ثقة إمام فى التفسير والعلم والزهد والعبادة وتقدم معنا توفى سنة اثنتين وثلاث أو أربع بعد المائة حديثه أيضا فى الكتب الستة مجاهد ابن جبر عن أمنا عائشة الطيبة المباركة رضى الله عنها وأرضاها هذه الطريق الأولى.
انظر للطريق الثانية للحديث وبعض من يشتغل بالحديث فى هذه الأيام ما ميز بين الطريقين ولا بحث ولا نظر عندما أورد هذا الحديث فكن على علم هذه الطريق الأولى كما قلت طريق ثابتة عندنا طريق بعد ذلك فيها من تكلم فيه فهذه طريق وهذه طريق لهذا الإسناد.
الحديث رواه الطبرانى فى معجمه الأوسط كما فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة تسع عشرة وأربعمائة وكما فى الدر المنثور فى الجزء السادس صفحة ثمان خمسين ومائة وهكذا ابن أبى شيبة فى مصنفه من طريق مسعدة ابن اليسار وليس معنا فيه رجال الطريق الأولى أوليس كذلك هنا مسعدة ابن اليسار قال عنه الهيثمى فى المجمع ضعيف وأورده هذا فى كتاب صفة الجنة باب فيمن يدخل الجنة من عجائز الدنيا والحديث من طريق مسعدة ابن اليسار أورده الإمام ابن كثير فى النهاية فى الجزء الثانى صفحة ثلاث عشرة ومائتين لأنه من طريق معجم الطبرانى الأوسط كما قلت الطريق الأولى الرجال ثقات أثبات وما فيهم إلا ليث ابن أبى سليم الذى طرأ عليه الاختلاط مسعدة ابن اليسع ضعيف مسعدة ابن اليسار الهيثمى يقول ضعيف والإمام الذهبى فى المغنى يقول هالك كذبه أبو داود وقال فى الميزان قال الإمام أحمد خرقنا حديثه منذ دهر خرّقنا أحاديثه منذ دهر مزقنا أحاديثه منذ دهر يعنى من زمن لما تبين لنا حال مسعدة ابن اليسع مزقنا وخرقنا أحاديثه التى كتبناها عنه وانظروا ترجمته فى اللسان فى الجزء السادس صفحة ثلاث وعشرين وفى كتاب الضعفاء والمتروكين للإمام ابن الجوزى فى الجزء الثالث صفحة ست عشرة ومائة وزاد الإمام ابن الجوزى قال قال الدارقطنى ضعيف وقال الأسدى متروك الحديث ولفظ الحديث كما قلت من الطريق الأولى التى هى فى تفسير الطبرى وقلت أيضا فى كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى أوليس كذلك الطريق الأولى لفظ الحديث إخوتى الكرام عن مجاهد عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت دخل النبى صلى الله عليه وسلم على عائشة وعندها عجوز فقال من هذه قالت
إحدى خالاتى قال أما إنه لا يدخل الجنة العجائز عجائز لا يدخلن الجنة فدخل العجوز من ذلك ما شاء الله يعنى من الهم والخوف والفزع والرعب والمشقة والحرج فقال النبى عليه الصلاة والسلام إنا أنشأناهن إنشاء خلقا آخر يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا وأول من يكسى إبراهيم خليل الرحمن على نبياو عليه الصلاة والسلام ثم قرأ النبى صلى الله عليه وسلم إنا أنشأناهن إنشاء وفيما يتعلق بالجزء الأخير من الحديث وأن الخلائق يحشرون حفاة عراة غرلا أى غير مختونين الجلدة التى قطعت من ذكر الرجل وهكذا من فرج المرأة تعاد إليهما يوم القيامة غرلا غير مختونين وأول من يكسى من الخلائق خليل الرحمن إبراهيم على نبيناو عليه الصلاة والسلام والحديث ثابت فى المسند والصحيحين وسنن الترمذى والنسائى وهو فى أعلى درجات الصحة من رواية حبر الأمة وبحرها عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إنكم محشورون حفاة عراة غرلا كما بأنا أول خلق نعيده وأول من يكسى خليل الرحمن إبراهيم على نبيناو عليه الصلاة والسلام.
وهنا فى تقديم خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام فى الكسوة واللباس وهذا الأمر على نبينا وعليه الصلاة والسلام لأئمتنا فى ذلك عدة توجيهات معتبرة.
أولها: قيل أنه أول من يكسى بعد نبينا عليه الصلاة والسلام لأن المتكلم لا يدخل فى عموم كلامه فقوله أول من يكسى أى من الخلائق غيرى بعدى فأول من يكسى نبينا عليه الصلاة والسلام ثم خليل الرحمن إبراهيم ووجه ذلك أن أفضل الخليلين نبينا عليه الصلاة والسلام فكسى ثم كسى خليل الرحمن إبراهيم هذا توجيه وقال به جم غفير من أئمتنا انظروا توجيه هذه الأقوال التى سأذكرها فى الفتح فى الجزء الحادى عشر صفحة خمس وثمانين وثلاثمائة.
القول الثانى: قيل إن الحديث على ظاهره ولا يضاف إليه قيد أول من يكسى مطلقا وعليه فى ذلك مزية لخليل الرحمن إبراهيم على نبينا وآله وعليه وصحبه صلوات الله وسلامه فى ذلك مزية كما قلت وتفضيل فى هذه الخصلة على نبينا عليه الصلاة والسلام لكن هذا لا يلزم أنه أفضل منه مطلقا وكما قال أئمتنا المزية لا تقتضى الأفضلية فكونه امتاز عليه بهذه الخصلة هو دونه كما سيأتينا فى مكانة نبينا عليه الصلاة والسلام وتفاضل الأنبياء فيما بينهم ضمن مباحث النبوة والحديث فى صحيح مسلم عندما يذهب الخلائق إلى خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام يطلبون منه الشفاعة لأنه خليل الله يقول كنت خليلا من رواء وراء الخلة الكاملة ما وصلت إليها ما وصل إليها إلا واحد من عباد الله وهو خير خلق الله نبينا صلى الله عليه وسلم الجواب الثانى والتوجيه الثانى يقول الحافظ ابن حجر ظهر لى الآن يعنى تقييد هذه الحكم ظهرت له هذه الحكمة ألا وهى أن نبينا عليه الصلاة والسلام لا يحتاج إلى كساء فى الآخرة لأنه يمتاز عن أهل الموقف يخرج من قبله قبره عليه الصلاة والسلام مكسوا أما الخلائق كلها يخرجون عراة وفيهم خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلا نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فيخرج بلباسه وعليه لا يحتاج إلى كسوة تخلع عليه ويستر بها كما هو الحال فى خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه.
وآخر الأجوبة والتوجيهات: قيل إن نبينا عليه الصلاة والسلام يتأخر فى الكسوة عن خليل الرحمن إبراهيم لكنه يكسى بحلة أنفس وأغلى وأثمن من حلة خليل الرحمن إبراهيم لأجل أن يعوض ما فاته من السبق وفذاك سبقه لكن هنا أعطى ما هو أنس وأجمل وأفخم وأبهى والحكمة من تعجيل الكسوة لخليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام قبل غيره من الخلق أجمعين حتى قبل أبينا آدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عدة أمور.
أولها: قيل أنه عندما ألقى فى النار جرد من لباسه كحال العتاة والطواغيت فى هذه الأيام عندما يعذبون عباد الرحمن يجردونهم من ثيابهم وأحيانا يجمعون مع التجريد تعميش العينين يشد على عينيه بخرقة وثيابه منزوعة عنه حتى يظهر بادى السوأتين أمام التحقيق فهذا يقع فى كثير من البلاد التى أيضا تنتسب إلى ونشكو أحوالنا إلى ذى الجلال والإكرام فخليل الرحمن إبراهيم على نبيناو عليه الصلاة والسلام هو أول من جرد فى الله ووضع فى المنجنيق ورمى على النار ولمن يجرد فى هذه الحياة لهم فى هذا النبى عليه الصلاة والسلام أسوة واقتداء فعجل الله له الكسوة هو أوذى فى سبيله بحيث جرد عن ثيابه من ثيابه فينبغى إذن أن يكسى قبل غيره.
الحكمة الثانية: من تعجيل الكسوة لخليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام قيل كان شديد الحياء من رب الأرض والسماء وهو من لبس السراويل من المخلوقات وهذا أئمتنا يوردونه فى الأوائل أول من تسرول خليل الرحمن إبراهيم والسراويل أستر ما يكون للصنفين للذكر وللأنثى مهما لبست ثيابا واسعة ساترة إذا لم تلبس السراويل قد يبدو منك شىء عندما تجلس عندما تضجع عندما تتحرك إذا كان عليك السراويل الطويلة لو قدر أن الإزار الثوب القميص ارتفع لا تظهر العورة السراويل ساترة فلما سن لأمته ولمن بعده السراويل عجل الله له الكسوة هذا صاحب حياء هو الذى لبس السراويل فإذن يعجل بالستر قبل غيره.
حكمة ثالثة: قيل إنه كان أخوف أهل الأرض وكان يسمع خفقان قلبه من مسافة ميل إبراهيم الخليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام فعجل الله له الكسوة إيذانا بتأمينه ليعلم أنه آمن وليس عليه فى هذا اليوم رعب ولا خوف فهذه الكسوة دليل على الفوز والسعادة وأنه لن يحصل شيئا من الخوف.
وقيل وهى الحكمة الرابعة: فى تعجيل الكسوة له لإظهار منزلته أمام الخلق ليعلموا أنه خليل الله فهو الذى جعل قلبه للرحمن وبدنه للنيران وماله للضيفان وولده للقربان إذ جاء ربه بقلب سليم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إذن هذا الحديث إخوتى الكرام كما قلت مروى من طريقين أوليس كذلك فى نهاية الطريقين يصل إلى أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها الطريق الثانية فيها مسعدة ابن اليسع مع ما فيه من ضعف يستغنى عن هذه الرواية بالرواية الأولى وأن الرواية الثانية تتقوى بالرواية الأولى على أنه سيأتينا للحديث الشواهد متعددة كما قلت ترفعه إلى درجة الصحة إن شاء الله من هذه الأحاديث حديث أنس رضى الله عنه وأرضاه أشار إليه الإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء فى الجزء الثالث صفحة ست وعشرين ومائة فقال أسنده ابن الجوزى فى الوفا بإسناد ضعيف عن أنس رضى الله عنه وأرضاه بالمعنى المتقدم أن امرأة كانت عند أمنا عائشة على نبينا وأزواجه وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقال لها لا يدخل الجنة عجوز العجز العجائز فاعتراها ما اعتراها فأخبرها أنها إذا أنشأت فى الخلق الآخر تكون عذراء بكرا مطهرا يقول الإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء أسنده ابن الجوزى فى الوفا بإسناد ضعيف كتاب الوفا فى التعريف بالمصطفى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه للإمام ابن الجوزى مطبوع فى مجلدين الإمام ابن الجوزى ذكر هذا فى الجزء الثانى صفحة خمس وأربعين وأربعمائة لكن ما ذكر الإسناد إلى أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه ولا ذكر من خرج هذا من أصحاب الكتب المصنفة فهل له بعد ذلك إسناد لهذا الكتاب ما أعلم لأن الإمام العراقى يقول أسنده ابن الجوزى بالوفا بإسناد ضعيف عن أنس رضى الله عنه وأرضاه الرواية موجودة فى الوفا كما قلت لكن من غير إسناد قال عن أنس رضى الله عنه ثم أورد القصة.
والحديث إخوتى الكرام روى مرسلا من طريقين اثنين مرسلين المرسل الأول عن قتادة عن سعيد ابن المسيب والمرسل الثانى عن الحسن البصرى.
والحديث الضعيف إذا روى مرسلا يتقوى فكيف إذا كان الحديث بالطريق الأولى كما تقدم معنا ومعه هذه المراسيل حديث أنس وكما قلت يصل إلى درجة الصحة والقبول إن شاء الله أما مرسل سعيد ابن المسيب فإسناده صحيح كالشمس عن قتادة وقد رواه هناد ابن الثرى فى كتاب الزهد فى الجزء الأول صفحة تسع ومائة عن قتادة رضي الله عنهم أجمعين قال قلت لسعيد ابن المسيب أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازح هل يمزح هو إمام المازحين وإمام المتقين وإمام المجاهدين وإمام العابدين ولا يوجد خصلة شريفة إلا وهو إمامنا فيها عليه صلوات الله وسلامه أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازح وسعيد ابن المسيب من التابعين ومن كبار التابعين فعندما يقول نعم أو لا وينقل قصة وما أدراك يرويها إذن بينه وبين الراوى واسطة ما ذكره يقول نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازح أتته عجوز فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع ربك أن يدخلنى الجنة فقال إن الجنة لا يدخلها عجوز ثم قام النبى عليه الصلاة والسلام وذهب إلى المسجد فلما رجع أتى أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها فقالت لنبينا على نبينا وأزواجه وآله وصحبه صلوات الله وسلامه يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد لقيت خالتك من كلمتك مشقة شديدة قلت الجنة لا يدخلها عجوز فقال النبى عليه الصلاة والسلام نعم إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا فهذه الصفة عامة الحوريات وللنساء المؤمنات كل امرأة تكون فى نعيم الجنات هى بكر عذراء وكلما وطأت تعود إليها البكارة بحول الله وقوته ومشيئته سبحانه وتعالى هذا المرسل الأول وكما قلت إسناده صحيح وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يمازح.
والمزاح كما قال أئمتنا إذا كان بالحدود الشريعة والضوابط الإيمانية فهو حسن مستحسن أن تمازح لماما لا تكثر من أكثر من المزاح استخف به ثم تكون العبارات بعد ذلك ليس فيها غلظة ولا فظاظة.
والمقصود حسن إنما الأسلوب الذى تورد فيه هذا فيه أحيانا شىء من الخفاء على السامع عندما تمازحه تقصد حسنا ومداعبة وألفاظ صدق لكن العبارات كما قلت عند سياقتها تداعب بها صاحبك قد يخفى عليه المراد بها.
اتصل مرة بى بعض الإخوة الكرام من بلاد المغرب لما كنت فى أندونيسيا وفى مكالمة تليفونية ثم أقول له كيف أصبحت لعلك بخير قال أصبحت مصلى بلا وضوء وأحب الفتنة وأكره الحق قلت أعوذ بالله يا عبد الله إلى هذا الحد قال هذا جواب أمير المؤمنين على لسيدنا الفاروق عمر ابن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين قلت بين لى قال أصلى بلا وضوء أصلى على النبى عليه الصلاة والسلام27:28 قلت صدقت قال أصلى بلا وضوء أصلى على النبى عليه الصلاة والسلام هذه ممازحة ما ألطفها قال وأكره الحق أكره الموت يعنى كما قالت أمنا عائشة رضى الله عنها أكراهية الموت تعنى فكلنا نكره الموت وتقدم معنا فى تحفة المؤمنين الموت المراد من هذه الكراهة كراهة طبيعية جبلية ليست كراهة اختيارية ثم قال أحب الفتنة أحب الأموال والأولاد إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم حقيقة هذا مزاح وما أجمله وما ألطف هذا المزاح فنبينا عليه الصلاة والسلام كان يمازح ولا يقول إلا حقا وقد ثبت فى المسند وسنن الترمذى والحديث رواه الإمام الترمذى أيضا فى الشمائل المحمدية على نبينا أزواجه وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ورواه البخارى فى الأدب المفرد ورواه البغوى فى شرح السنة كما رواه الإمام البيهقى فى السنن الكبرى والإمام ابن كثير أورده فى البداة والنهاية فى مبحث السيرة النبوية فى باب مزاح نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فى الجزء السادس صفحة ثمان وأربعين ولفظ الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال قيل للنبى عليه الصلاة والسلام يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تداعبنا أى تمازحنا تلاعبنا تباسطنا عليه صلوات الله وسلامه قال نعم غير أنى لا أقول إلا حقا والحديث إخوتى الكرام صحيح مروى من عدة طرق أيضا رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط بسند حسن عن أبى هريرة أيضا رضى الله عنه وأرضاه انظروه فى المجمع فى الجزء التاسع صفحة سبع عشرة أيضا فى المناقب
فى فضائل نبينا عليه الصلاة والسلام فى باب حسن خلقه عليه صلوات الله وسلامه قال عليه الصلاة والسلام إنى لأمزح ولا أقول إلا حقا فقالوا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام إنك تداعبنا قال نعم إلا أنى لا أقول إلا حقا والحديث روى أيضا من رواية سيدنا عبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين رواه الطبرانى فى معجمه الصغير وهناك فى المعجم الأوسط رواه الطبرانى فى معجمه الصغير انظروا المعجم الصغير الجزء الثانى صفحة تسع وخمسين وأورده الهيثمى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى المجمع فى الجزء الثانى صفحة تسع وثمانين فى كتاب الأدب باب فى المزاح وما أورد حديث أبى هريرة فى هذا الباب هناك أورده كما قلت فى الترجمة النبوية فى بيان خلق نبينا عليه الصلاة والسلام وأما هنا رواية ابن عمر أوردها فى هذا الباب فى كتاب الأدب باب فى المزاح عن نبينا عليه الصلاة والسلام بمثل لفظ رواية أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال إنى لأمزح ولا أقول إلا حقا ورواية عبد الله ابن عمر رواها الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير والطبرانى فى معجمه الأوسط كما فى المجمع فى المكان المشار إليه فى الجزء الثامن صفحة تسع وثمانين وفى الإسناد مجاهيل قال الإمام الهيثمى فيه من لم أعرفهم من رواية عبيد ابن عمير وهو أبو عاصم المكى قاص أهل مكة مجمع على ثقته وإمامته وديانته وفضله رضى الله عنه وأرضاه وكان عبد الله ابن عمر يحضر وعظه عبيد ابن عمير وتوفى قبل ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين بقليل لم يحدد هذا وعبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين توفى سنة ثلاث وسبعين وقيل أول السنة التى بعدها وهى أربع وسبعون فتوفى هذا قبله مع أنه تابعى عبيد ابن عمير رضى الله عنه وأرضاه الحديث كما قلت فى معجم الطبرانى الكبير والأوسط وفى الإسناد من لم يعرفهم الإمام الهيثمى عن عبيد ابن عمير قال إن رجلا قال لابن عمر ألم تسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنى لأمزح ولا أقول إلا
حقا وما سمى هذا الرجل وفى الإسناد أيضا مجاهيل والعلم عند الله جل وعلا والحديث إخوتى الكرام روى مرسلا فى السنن الكبرى للإمام البيهقى أن النبى عليه الصلاة والسلام مرسلا عن عطاء كان فيه دعابة وكان يمزح ولا يقول إلا حقا عليه صلوات الله وسلامه إذن هذا المعنى وهو أنه العجوز تحول إلى بكر عذراء إذا دخلت الجنة ثابت أيضا فى مرسلين مع الحديثين المسندين الحديث الأول حديث أمنا عائشة والثانى حديث أنس كما تقدم معنا رضى الله عنهم أجمعين وقلت روى فى مرسلين المرسل الأول عن قتادة عن سعيد ابن المسيب والثانى عن الحسن البصرى وكا قلت نبينا عليه الصلاة والسلام يمزح ولا يقول إلا حقا والمزاح إذا كان بمقدار محبوب.
يقول أبو فراس الحمدانى الذى هو خاتمة الشعراء كما يقول الصاحب ابن عباس بدىء هذا الشعر بملك وختم بملك بدىء بامرىء القيس وختم بأبى فراس الحمدانى الذى توفى سنة سبع وستين ثلاثمائة للهجرة وكان أميرا على بلدة منبج من بلاد الشام بينها وبين حلب ثمانين كليو مترا أبو فراس الحمدانى وقد ولد سنة عشرين وثلاثمائة فعاش كم سنة سبعا وثلاثين سنة ما أكمل الأربعين عليه رحمة الله وهو من الشعراء يعنى الماهرين أبو فراس الحمدانى يقول:
أروح نفسى ببعض الهزل
…
تجاهلا منى بغير جهل
أمزح فيه مزح أهل الفضل
…
والمزح أحيانا جلاء العقل
والأبيات أوردها الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى أول كتابه الحمقى والمغفلين نسأل الله ألا يجعلنا منهم بمنه وكرمه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين إذن الرواية الثانية المرسلة رواها الإمام الترمذى فى الشمائل المحمدية على نبينا صلوات الله وسلامه صفحة اثنتين وعشرين ومائة وأشار إليها الإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء فى الجزء الثالث صفحة ست وعشرين ومائة ورواها البيهقى فى البعث والنشور صفحة سبع عشرة ومائتين وانظروها فى تفسير البغوى معالم التنزيل فى الجزء السابع صفحة تسع عشرة وفى شرح السنة فى الجزء الثالث عشر صفحة ثلاث وثمانين ومائة وهى موجودة فى تفسير مجاهد فى الجزء الثانى صفحة ثمان وأربعين وستمائة والحديث نسبه الإمام السيوطى فى الدر فى الجزء السادس صفحة ثمان وخمسين ومائة إلى عبد ابن حميد وإلى ابن المنذر ونسبه الإمام ابن القيم فى حادى الأرواح صفحة خمس وخمسين ومائة إلى بلاد الأفراح إلى آدم ابن أبى إياس والحديث إخوتى الكرام عن مبارك ابن فضالة عن الحسن البصرى مرسلا كما سأذكر لفظ الحديث إن شاء الله قال الإمام ابن كثير هذا مرسل من هذا الوجه أما مبارك ابن فضالة فهو أبو فضالة البصرى صدوق يدلس ويسوى ولذلك تدليسه من التدليس الردىء الوخيم هو ثقة يدلس ويسوى أخرج حديثه البخارى تعليقا فى صحيحه وأهل السنن الأربعة إلا الإمام النسائى وتوفى سنة ست وستين ومائة على الصحيح هذا مبارك ابن فضالة قال الإمام الذهبى فى السير فى الجزء السابع صفحة أربع وثمانين ومائتين قلت هو حسن الحديث مبارك ابن فضالة لم يذكره ابن حبان فى الضعفاء وكان من أوعية العلم وقال الإمام أحمد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ما روى مبارك ابن فضالة عن الحسن يحتج به لأنه هو أروى تلاميذ الحسن وألصق الناس به مبارك ابن فضالة عن الحسن البصرى أبى سعيد سيد المسلمين فى زمنه ووقته ما روى مبارك عن الحسن يحتج به نعم قال أبو داود
كان شديد التدليس فإذا قال حدثنا فهو ثبت على كل حال رواية مبارك عن الحسن مقبولة كما نص على ذلك شيخ المسلمين الإمام أحمد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أما الحسن البصرى فتقدم معنا تابعى ومراسيله كما تقدم معنا أضعف المراسيل لكن هنا تتقوى معنا لأنه كان يرسل عن الضعفاء كثيرا ويدلس وتقدم معنا أنه كان يترخص فى نوع من التدليس عظيم عظيم ومع ذلك أئمتنا ما اعتبروا هذا منقصة فى هذا الإمام رحمة الله ورضوانه عليه تقدم معنا إن هذا مما انفرد به الحسن يقول حدثنا وأخبرنا عن أناس لم يسمع منهم كلمة قط وهذا لو قاله غيره لكان كذبا ترد روايته ويجرح عدالته لكن هو كما قال الإمام البزار احتمل أئمتنا ذلك منه لما عادته حدثنا والمحدث قومه أخبرنا والمخبر قومه يقول حدثنا وأخبرنا وهو ما رأى من حدثه إنما قومه حُدثوا فيقصد قومى حُدثوا وقومى أُخبروا وهذا ذكرته فى بعض المواعظ فى سنن الترمذى واستشكله بعض الإخوة وقال أين نجد هذا فقلت له فى تهذيب التهذيب ثم لما نظرت موجود حتى فى التقريب إذا أحد بين يديكم معه تقريب التهذيب فليفتح على ترجمة الحسن الحافظ ابن حجر يورد هذا حتى فى التقريب فى المختصر فى ترجمة الحسن البصرى يقول كان يعانى هذا النوع فيقول حدثنا وأخبرنا يقصد قومنا حدثوا وقومنا أخبروا وأنا أنوب عنهم فأتكلم باسمهم رضى الله عنهم أجمعين على كل حال عرفت عادته فى ذلك فاحتمل أئمتنا ذلك منه قال الإمام الذهبى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا معروف بالتدليس ويدلس على الضعفاء ولذلك أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن عنه وإن ثبت لقاؤه لمن روى عنه بصيغة العنعنة ولفظ الحديث إخوتى الكرام كما قلت هنا الرواية فى كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى أوليس كذلك يقول حدثنا آدم حدثنا مبارك ابن فضالة عن الحسن رضى الله عنهم أجمعين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عجوز فبكت عجوز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبروها أنه ليست يومئذ عجوز إنها يومئذ شابة إن الله عز وجل يقول إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا وهذا الإنشاء إخوتى الكرام شامل للنساء من الصنفين للحوريات الحسان وللمؤمنات الطاهرات اللاتى عبدن الرحمن فى هذه الحياة ولذلك قال الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى زاد المسير فى الجزء الثامن صفحة اثنتين وأربعين ومائة والصواب أن يقال إن الإنشاء عمهن كلهن فالحور أنشأن ابتداء أبكارا وما طرأ عليهن طارىء يزيل هذا قبل ذلك فالحور أنشأن ابتداء والمؤمنات أنشأن أبكارا بالإعادة وتغير الصفات وقد روى هذا المعنى عن نبينا خير البريات على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه روى الإمام الترمذى فى سننه والبيهقى فى البعث والنشور والحديث رواه الطبرى فى تفسيره ورواه أبو نعيم فى صفة الجنة وهناد ابن الثرى فى الزهد فى الجزء الأول صفحة خمس ومائة ورواه الفريابى وعبد ابن حميد والطبرى فى تفسيره وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه كما فى الدر المنثور فى الجزء السادس صفحة ثمان وخمسين ومائة من رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن من المنشآت إنا أشأناهن إنشاء يدخل فى هذا الأمر وفى هذا الوصف إن من المنشآت اللاتى كن فى الدنيا عجائز عمشا رمصا والرمص إخوتى الكرام وسخ أبيض فإذا سال فهو غمص وإذا جمد فهو رمص الوسخ الأبيض الذى يخرج من العينين إذا سال يقال له غمص وإذا جمد رمص إذن عجائز عمشا رمصا إذن من المنشآت اللاتى كن فى الدنيا وهن النساء المؤمنات الذى صار حالهن عجز عجائز عمش فيهن هذه الصفة رمص فيها هذا الوسخ الذى يجتمع فى العينين ومع ذلك إذا أعيدت فى الخلق الآخر صارت بكرا عذراء عروب عاشقة لزوجها فيها ما تقدم معنا لا نعرفه إلا من حديث موسى ابن عبدة ويزيد ابن أبان وهما يضعفان فى الحديث لكن هذا الحديث المروى عن أنس رضى الله عنه فى هذه المناسبة وفى هذا
المكان روى ما يشهد له من رواية أمنا أم سلمة رضى الله عنها وأرضاها وسأختم هذا الباب بحديث أمنا أم سلمة رضى الله عنها وأرضاها وهو حديث أخذ قرابة الصفحة وروى ما يشهد له من رواية سلمة ابن يزيد الجعفى وهو صحابى رضى الله عنهم أجمعين أترك الكلام على هذين الأثرين أول الموعظة الآتية وأسأل الله أن ننتهى من هذا المبحث فى أول الموعظة الآتية لندخل فى الحكمة الخامسة بعون الله جل وعلا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا، اللهم اغفر لمشياخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا، اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه، اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.