الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ختام وصف
الزوجات في الجنات (أ)
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
ختام وصف
الزوجات في الجنات (أ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
…
سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
…
أما بعد إخوتى الكرام:..
لازلنا نتدارس مبحثا مستطردا ضمن مباحث النبوة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وتقدم معنا أن هذا المبحث المستطرد سيقوم على عدة أمور أولها فى بيان مقاصد النكاح وحكمه العامة وثانيها فى بيان حكمة التعدد فى حق أفراد الأمة وثالثها حكمة التعدد فى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ورابعها فى ترجمة موجزة لأمهاتنا أزواج نبينا وعلى نبينا وأزواجه وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ولازلنا نتدارس الأمر الأول وحقيقة قد طال ولله الحكمة فيما قدر.
إخوتى الكرام:: تقدم معنا أن مقاصد النكاح وحكمها البارزة كثيرة يمكن أن نجملها فى خمسة أمور أولها تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية سواء كانت حسية أو معنوية وثانيها إنجاب الذرية التى تعبد وتوحد رب البرية وثالثها تحصيل الأجر للزوجين عن طريقين اثنين حسن عشرة كل منهما لصاحبه ومساعدة كل منهما لصاحبه فى النفقة ورابع هذه الأمور والحكم كما تقدم معنا تذكر لذة الآخرة وخامسها وهى آخر هذه الحكم ارتفاق كل من الزوجين بصاحبه وبأهل زوجه وعشيرته.
إخوتى الكرام: كنا نتدارس الأمر الرابع من هذه الأمور الخمسة ألا وهو تذكر لذة الآخرة وقد تقدم معنا أن لذة النكاح عظيمة عند النفوس فى هذه الحياة فهى أعظم المشتهيات وتقدم معنا ما فيها من عيوب وآفات فإذا كانت نفوس المخلوقات تتعلق بهذه الشهوة فى هذه الحياة مع ما فيها من نقص وآفات فحرى بها إن كانت النفوس عاقلة أن تتعلق بهذه الشهوة فى الدار الآخرة حيث لا يوجد فيها آفة مكدرة وكنا نستعرض إخوتى الكرام حال هذه اللذة التى تكون فى غرف الجنان وتقدم معنا وصف الحور الحسان ووصف المؤمنات اللآئى يكن أيضا فى غرف الجنان لما يرغب نفوس المخلوقات إلى التعلق فى الآخرة وفى الجنة التى تكون فى الآخرة.
إخوتى الكرام: وقد تقدم معنا أن كثيرا من سلفنا عندما رُغبوا رغبوا وكان يعرض عليهم فى نومهم نماذج مما يكون فى جنة ربهم فكثيرا منهم كما تقدم معنا رأى الحور العين فى نومه وكلمته بما كلمته به كما تقدم معنا وحقيقة إخوتى الكرام: إذا كان الإنسان عاقلا يتعلق بما أعد الله لأوليائه فى دار كرامته ومهر ذلك أن يفطم الإنسان نفسه عن المعاصى وعن الرزائل والمحرمات فى هذه الحياة ولذلك قال العبد الصالح يحيى ابن معاذ الرازى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهو من كبار المشايخ ومن العلماء الربانيين توفى سنة ثمان وخمسين ومائتين للهجرة وانظروا ترجمته العطرة الطيبة فى سير أعلام النبلاء فى الجزء الحادى عشر صفحة خمس عشرة يقول هذا العبد الصالح ترك الدنيا شديد وفوت الآخرة أشد ومهر الآخرة ترك الدنيا، ترك الدنيا شديد حقيقة أن يبتعد الإنسان عن المحرمات واللذائذ التى هى فيها معصية لرب الأرض والسموات والنار حفت بالشهوات كما أن الجنة حفت بالمكاره ترك الدنيا شديد وتقدم معنا أن كل ما ورد من ذم للدنيا فى كلام ربنا وحديث نبيا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وكلام أئمتنا يراد من ذلك التلهى بها عما خلق الإنسان من أجله وعليه كل ما شغلك عن الله فى هذه الحياة فهو مذموم عليك وشؤم عليك ولذلك هنا فوت الدنيا ترك الدنيا شديد حقيقة يحتاج إلى جهد ومجاهدة لكن إذا استحضر الإنسان أن فوت الآخرة أشد يهون عليه أن يترك المشتهيات فى هذه الحياة من أجل أن ينال ما هو أعظم منها بعد الممات وفوت الآخرة أشد فما مهر الآخرة وما مهر الحور العين وثمن جنات النعيم ترك الدنيا يترك الإنسان ما يلهيه عن ربه جل وعلا فى هذه الحياة ومهر الآخرة ترك الدنيا وكما قلت هو من العلماء الربانيين وحقيقة له كلام فى الوعظ يصدع القلب والإمام ابن الجوزى فى صفة الصفوة ترجمه فى قرابة عشرين صفحة وهكذا الإمام أبو نعيم فى حلية الأولياء فانظروا ترجمة هذا العبد الصالح فى
هذه الكتب ومن كلامه رحمة الله ورضوانه عليه أنه كان يقول الليل طويل فلا تقصره بمنامك هذا طويل من أجل أن تناجى فيه ربك الجليل فلا تقصره الليل ويذهب طوله عنك بنومك والنهار نقى فلا تندسه بآثامك الليل طويل فلا تقصره بمنامنك والنهار نقى صافى فلا تندسه بآثامك وكان هذا العبد الصالح يقول الدنيا خراب وأخرب منها القلب الذى يعمرها والآخرة عمران وأعمر منها القلب الذى يعمرها أعمر من الآخرة قلب يهتم بالآخرة وأخرب من الدنيا قلب يعمرها ويركن إليها وكان يقول وسأختم ترجمته بهذه الجملة المباركة عنه يقول العاقل الكيس المصيب من فعل فى هذه الحياة ثلاثة أولها من بنى قبره قبل أن يدخله وثانيها يقول من ترك الدنيا قبل أن تتركه وآخر هذه الأمور الثلاثة من أرضى ربه قبل أن يلقاه عمر قبره وبناه قيل أن يسكنه وقبل أن يدخله وأعرض عن الدنيا وتخلى عن المعاصى فيها قبل أن تتركه الدنيا وأن تلفظه ثم أرضى ربه قبل أن يلقاه إذن إخوتى الكرام ترك الدنيا شديد وفوت الآخرة أشد ومهر الآخرة ترك الدنيا كما قلت إخوتى الكرام كان كثير من سلفنا عندما يعنى رُغبوا فيما عند الله رَغبوا تمام الرغبة وكان يعرض عليهم هذا فى نومهم وكانوا يقولون هذه الكلمات لأجل تحريك عزائم المؤمنين والمؤمنات.
إخوتى الكرام: كنت أستعرض فى الموعظة الماضية آخر شىء عندنا فى الأمر الرابع ألا وهو أن نساء الجنة يعدن أبكارا بعد الاتصال بهن وذكرت فى ذلك عدة أحاديث ثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهى كما تقدم معنا ما بين أحاديث ثابتة ورجال الإسناد ثقات وما بين أحاديث فيها ضعف يشهد لها ما هو ثابت آخر حديث ذكرته حديث أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه وقلت والمعروف بحديث الصور الطويل أوليس كذلك وقلت هو آخر حديث فى كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى وقد أخذ هذا الحديث ثمانى صفحات فى كتاب البيهقى وبه ختم الإمام البيهقى كتابه وقلت هو أول حديث أيضا فى كتاب البدور السافرة فى أمور الآخرة للإمام السيوطى على أئمتنا جميعا رحمة ربنا وتقدم معنا تخريج هذا الحديث ومن رواه الإمام البيهقى فى البعث وغيره كما عددت هذا فى الموعظة الماضية وقلت إن هذا الحديث فى إسناده إسماعيل ابن رافع وهو قاص أهل المدينة على منورها صلوات الله وسلامه وهو قاص أهل المدينة المنورة فى القرن الثانى للهجرة على منورها صلوات الله وسلامه وتقدم معنا أنه توفى فى حدود سنة خمسين ومائة للهجرة أوليس كذلك وهو من رجال البخارى فى الأدب المفرد وروى له الإمام الترمذى فى السنن وهكذا ابن ماجة القزوينى فى سننه عليهم جميعا رحمة الله وتقدم معنا أن الجمهور من أئمتنا على تضعيفه وبذلك حكم عليه الحافظ ابن حجر فقال ضعيف الحفظ وليس فى ديانته وعدالته وإمامته أى منقصة إنما يهم ويخطىء إذا حدث على أن الإمام الترمذى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا نقل عن الجبل فى الحفظ وإمام أهل الدنيا فى الحديث ألا وهو سيدنا الإمام البخارى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أنه قال إنه ثقة وهو مقارِب الحديث مقارَب الحديث كما تقدم معنا هذا وقلت هذا النقل ثابت ينقله التلميذ عن شيخه الإمام الترمذى عن شيخه عبد الله محمد ابن إسماعيل البخارى عليهم جميعا رحمة ربنا عليه هو مما اختلف حاله بالنسبة لنظر
أئمتنا ما بين موثق ومضعف ثم قلت إن الحديث بعد ذلك ما حكمه إن كان هذا ثقة فالحديث صحيح وإن كان ضعيفا فالحديث فيه ضعف فقلت إن أئمتنا اختلفوا على قولين فى هذا الحديث ذكرتهما وقلت سأقرر هذا فى أول الموعظة الآتية أوليس كذلك القول الأول ذهب جم من أئمتنا إلى تصحيح هذا الحديث منهم الإمام أبو بكر ابن العربى فى كتابه سراج المريدين كما ذكرت ومنهم الإمام القرطبى فى كتاب التذكرة فى علوم الآخرة ومنهم الإمام مغلطاى أوليس كذلك مغلطاى وهو قلت مغلطاى ابن قليج ابن عبد الله من أئمة الحنفية توفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة للهجرة وتقدم معنا أنه شرح البخارى فى عشرين مجلدا مغلطاى وهو من علماء الأتراك وسكن فى مصر وتوفى فيها عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا مغلطاى هؤلاء صححوا الحديث أبو بكر ابن العربى والإمام القرطبى ومغلطاى وتقدم معنا أن الإمام البيهقى ضعفه وهكذا الحافظ عبد الحق ضعفه الإشبيلى والإمام ابن حجر صوب قولهما ومال إلى أن الحديث ضعيف والذى يظهر لى والعلم عند ربى جمعا بين كلام أئمتنا الحديث ضعيف حسب النظر إلى إسناده لوجود إسماعيل ابن رافع قد ضعفه الجمهور لكن كل فقرة من فقراته كما سيأتينا قال عنها الإمام ابن كثير عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا لدى الشواهد ثابتة فهو ضعيف بالنظر إليه على انفراد حسن والحسن نوع من الصحيح المحتج به وحسن صحيح على حسب الشواهد التى شهدت له والآثار التى دلت عليه وأئمتنا يشيرون إلى هذا بكثرة يقولون هذا ضعيف ثم تراهم يقولون عنه حسن وصحيح كيف هذا ضعيف على انفراده كما قال أئمتنا فى حديث يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين الجاهلين صحح الحديث إمام أهل السنة الإمام أحمد ابن حنبل عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا والحديث فى إسناده ضعف وبعض الأئمة كالعلاء وغيره قال نتوسط فنقول إنه حسن والذى يظهر من الجمع بين كلامهم كما ذهب إلى ذلك الإمام القاسمى عليهم
جميعا رحمة الله هو ضعيف بالنظر إلى سند واحد من إسناد هذا الحديث ويرتقى إلى درجة الحسن بالنسبة لطرقه وشواهده والحسن نوع من الصحيح جمعت بين يعنى أقوال الأئمة ورفعت التعارض بينهم ضعيف على انفراده حسن لشواهده والحسن نوع من أنواع الصحيح فمن قال ضعيف مصيب ومن قال حسن مصيب ومن قال صحيح مصيب وهنا كذلك.
إخوتى الكرام: هذا ما تقدم معنا قبل أن أذكر كلام الحافظ ابن حجر وقلت سأبدأ به فى هذه الموعظة أعيد لفظ الحديث الذى تقدم معنا من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه وقلت إخوتى الكرام: إنه فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة أربع وثلاثين وخمسمائة أوليس كذلك ولفظ الحديث عن محمد ابن كعب القرظى عن رجل من الأنصار عن أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين والحديث كنت ذكرته فى آخر الموعظة الماضية ووقفنا عند كلام الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أذكره بعد سرد هذا الحديث إن شاء الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى طائفة من أصحابه فذكر حديث الصور بطوله وأخذ ثمانى صفحات وما لنا الآن علاقة بسرده من أوله لآخره ولا أريد أن أقرأه من كتاب البعث والنشور للإمام البيهقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا إنما سأذكر محل الشاهد منه فيما يتعلق بوصف نساء أهل الجنة وأنهن يعدن أبكارا بعد اتصال أزواجهن بهن يقول فذكر حديث الصور بطوله إلى أن قال فأقول يا ربى وعدتنى الشفاعة فشفعنى فى أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك وأذنت لهم فى دخول الجنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذى بعثنى بالحق ما أنتم فى الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم كل واحد يعرف مسكنه وزوجته وأهله فى الآخرة أكثر من معرفته بمسكنه وزوجته وأهله فى هذه الحياة الدنيا فيدخل كل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله يعنى من الحور العين وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله فى الدنيا يدخل على الأولى منهما فى غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل بالؤلؤ عليه سبعون زوجا أى صنفا ولونا من سندس وإستبرق ثم يضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك فى قصبة الياقوت كبده
لها مرآة وكبدها له مرآة فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا يشتكى قبلها فبينا هو كذلك إذ نودى إنا قد عرفناك أنك لا تمل ولا تُمل إلا أنه لا منى ولا منية إلا أن لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة بعد كلما جاء واحدة قالت والله ما فى الجنة شىء أحسن منك وما فى الجنة شىء أحب إلى منك الحديث قال الإمام المنذرى رواه أبو يعلى والبيهقى فى آخر كتابه من رواية إسماعيل ابن رافع ابن أبى رافع انفرد به عن محمد ابن يزيد ابن أبى زياد عن محمد ابن كعب.
إخوتى الكرام: هذا الحديث كما قلت صححه من صححه من أئمتنا وضعفه من ضعفه وله شواهد تقرر هذا فاستمعوا إلى هذا من كلام أئمتنا يقول الحافظ ابن حجر فى فتح البارى فى الجزء الحادى عشر صفحة ثمانية وستين وثلاثمائة ويورد هذا فى كتاب الرقاق فى باب نفخ الصور يقول تنبيه اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل على نبينا وعليه الصلاة والسلام الذى ينفخ فى الصور هو الملك إسرافيل على نبيناو عليه الصلاة والسلام ونقل فيه الحليمى الإجماع وهو صاحب كتاب المنهاج فى شعب الإيمان فى ثلاث مجلدات وهو أول ما ألف فى شعب الإيمان قبل الإمام البيهقى عليهم جميعا رحمة الله ونقل فيه الحليمى الإجماع يقول ووقع التصريح به فى حديث وهب ابن منبه المذكور وفى حديث أبى سعيد عند البيهقى وفى حديث أبى هريرة عند ابن مردويه وكذا فى حديث الصور الطويل الذى أخرجه عبد ابن حميد والطبرى وأبو يعلى فى الكبير والطبرانى فى المطولات الطولات وعلى ابن معبد فى كتاب الطاعة والمعصية والبيهقى فى البعث من حديث أبى هريرة تقدم معنا أن هؤلاء ممن أخرجوا حديث أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين يقول ومداره على إسماعيل ابن رافع واضطرب فى سنده مع ضعفه يعنى فيه ضعف ثم هو اضطرب فتارة رواه عن محمد ابن كعب القرظى بواسطة وتارة حذف الواسطة ورواه بنفسه مباشرة عن محمد ابن كعب القرظى وتارة رواه عن محمد ابن كعب القرظى عن رجل من الأنصار عن أبى هريرة وتارة حذف هذا الرجل من الأنصار ورواه عن محمد ابن كعب القرظى عن أبى هريرة فهنا اضطراب فى مكانين مع ما فيه من ضعف هو ضعفه كما تقدم معنا لعدم تمام حفظه وكذلك ضبطه فذلك وقع الاضطراب إذا كان هذا يعتبر اضطرابا ولا يمكن أن نجد له مخرجا فنقول تارة رواه بنفسه وتارة رواه بواسطة عن محمد ابن كعب القرظى ومحمد ابن كعب القرظى تارة رواه عن أبى هريرة مباشرة وتارة بواسطة رجل من الأنصار ولا إشكال لكن لو قدرنا أن هذا نوعا من أنواع الضطراب لو قدرنا
فالضطرار سببه ضعف حفظ إسماعيل ابن رافع عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا والاضطراب يكون فى الإسناد وفى المتن وتقدم معنا أن هذا فى سنن الترمذى وقلت هو رواية الحديث على أوجه مختلفة متعارضة متدافعة لا يمكن الجمع بينها وهنا فيما يظهر والعلم عند الله يمكن الجمع فيمكن تقول رواه عن محمد ابن كعب القرظى بنفسه ورواه بواسطة فتارة ذكر الواسطة وتارة أخبر أنه تلقاه مباشرة وهذا له نظائر والعلم عند الله جل وعلا يقول هنا واضطرب فى سنده مع ضعفه فرواه عن محمد ابن كعب القرظى تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد من هو محمد ابن كعب القرظى عن أبى هريرة تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا يقول وأخرجه إسماعيل ابن أبى زياد وهو إسماعيل ابن مسلم الشامى لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة والإمام الدارقطنى قال إنه كان يضع الحديث انظروا هذا فى المغنى فى الضعفاء فى الجزء الأول صفحة اثنتين وثمانين والإمام ابن حجر أورده فى التقريب مع أنه لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة ليميز بينه وبين راو آخر شاركه فى الإسم واسم الأب ولذلك عنون عليه تمييز يعنى هذا لم يخرج له فى الكتب الستة انظروه أيضا فى التقريب وفى تهذيب التهذيب فى الجزء الأول صفحة تسع وتسعين ومائتين وصفحة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة فيه إذن يقول وأخرجه إسماعيل ابن أبى زياد وهو إسماعيل ابن مسلم الشامى أحد الضعفاء أيضا فى تفسيره عن محمد ابن عجلان عن محمد ابن كعب القرظى واعترض مغلطاى على عبد الحق فى تضعيف الحديث بإسماعيل ابن رافع وخفى عليه أن الشامى أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه ابن عجلان وقد قال الدارقطنى إنه متروك بل نقل عنه الذهب أنه كان يضع إنه متروك يضع الحديث وقال الخليلى شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع.
عليه نحن ما لنا ولإسماعيل ابن أبى زياد واضح هذا الحديث الآن الذى نتكلم عليه من طريق إسماعيل ابن رافع وأما إذا نضم هذا فهذا موضوع آخر ما لنا علاقة به فهذا طريق وذاك طريق كون هذا رواه وفيه هو هذا الراوى الذى هو متروك واتهم بالوضع ليس كحال إسماعيل ابن رافع فذاك غاية ما فيه كما قلنا ضعف فى الحفظ وهو من رجال الترمذى وابن ماجة وروى له البخارى فى الأدب المفرد بل شيخ أهل الصناعة الحديثية الإمام البخارى إنه ثقة مقارِب الحديث مقارَب الحديث وقلت تعليق الإمام الذهبى على كلام الترمذى بما ينبغى ألا يسمع وألا يعول الإنسان عليه كما تقدم معنا من عبارة خشنة لا داعى لإعادتها قال الإمام ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير فى حديث الصور سأقرأ عليكم كلامه فى النهاية فى الفتن والملاحم جمعه إسماعيل ابن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبى هريرة رضى الله عنه فساقه كله مساقا واحدا كأنه يقول إسماعيل ابن رافع جمع هذه الأحاديث المروى عن أبى هريرة فى أحاديث متعددة وجعله فى سياقة واحدة مروى هو فى عدة آثار فجعله حديثا واحدا وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل ابن رافع القاضى أبو بكر ابن العربى فى سراجه فى سراج المريدين وقلت لكم ما أعلم هل أنه طبع ولا زال مخطوطا أخبرنى بعض الإخوة الكرام أنه ذهب إلى بلاد المغرب فقال طبع الكتاب هناك ويعنى هذه منقبة فاز بها أهل الغرب على أهل الشرق والإمام أبو بكر ابن العربى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أصله من إشبيليا فيعنى ينبغى أن نعتنى بكتبه وإن كان من بلاد الغرب عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قال لى سراج المريدين مطبوع قلت لا علم لى به وليس عندى خبر عنه قلت عندك نسخة هنا منه يقول رآه هناك قال لا لكن عندى علم بأنه طبع يعض الإخوة الكرام كان حاضرا معنا فى الموعظة الماضية يقول إذن صحح الحديث من طريق إسماعيل ابن رافع القاضى أبو بكر ابن العربى فى سراجه وتبعه
القرطبى فى التذكرة وقول عبد الحق فى تضعيفه أولى هذا اختيار الحافظ ابن حجر وضعفه قبله البيهقى إذن تصحيح وتضعيف اجمع بينهما كما قلت إذا جمع الإنسان بينهما إن شاء الله يزول الإشكال والإمام ابن كثير عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى النهاية فى غريب الحديث فى الجزء الأول صفحة ثلاثة وخمسين ومائة تعرض لهذا الحديث وبين أنه تُكلم عليه فى النهاية فى الفتن والملاحم قلت فى غريب الحديث لا فى ابن الأثير عليهم جميعا رحمة الله النهاية فى الفتن والملاحم وأما النهاية فى غريب الحديث للإمام ابن الأثير فى خمس مجلدات النهاية فى الفتن والملاحم وهو ملحق وتكملة لكتاب البداية والنهاية للإمام ابن كثير عليهم جميعا رحمة الله أورد الحديث بطوله أيضا هنا وأخذ حديث الصور بطوله أخذ فى الحجم الكبير معه خمس صفحات متتالية فى النهاية يقول هنا عنوان حديث الصور بطوله ثم قال قال الحافظ أبو يعلى فى مسنده وذكر الإسناد بعد أن انتهى من الحديث يقول هنا بعد أن ذكر من خرج الحديث يقول من طرق متعددة يعنى خرج الحديث عن إسماعيل ابن رافع قاص أهل المدينة وقد تلكم فيه بسببه بسبب إسماعيل ابن رافع وفى بعض سياقاته نكارة واختلاف وقد بينت طرقه فى جزء مفرد ما عندى علم به قلت وهو القائل الإمام ابن كثير إسماعيل ابن رافع المدنى ليس من الوضاعين وكأنه جمع هذا الحديث من طرق وأماكن متفرقة فجمعه وساقه سياقة واحدة فكان يقص به على أهل المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه انتبه هذا كما تقدم معنا فى كلام الإمام ابن القيم عليه رحمة الله فى الزاد الذى نقلته حول الحديث هناك أيضا الذى حديث لقيط وأنه قرىء فى مجامع المسلمين بحضور شيوخ المسلمين وما أنكره منكر تقدم معنا الحديث فى الكلام عليه فى الموعظة الماضية ونستمع هنا يقول ابن كثير وقد حضره جماعة من أعيان الناس فى عصره ورواه عنه جماعة من الكبار عن من عن إسماعيل ابن رافع كأبى عاصم النبيل والوليد
ابن مسلم ومكى ابن إبراهيم ومحمد ابن شعيب ابن شابور وعبدة ابن سليمان وغيره يقول واختلف عليه فيه فتارة يقول عن محمد ابن أبى زياد عن محمد ابن كعب فيذكر واسطة بينه وبين محمد ابن كعب القرظى عن رجل عن أبى هريرة وتارة يسقط الرجل يعنى عن محمد ابن كعب عن أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين وقد رواه إسحاق ابن راهويه عن عبدة ابن سليمان عن إسماعيل ابن رافع عن محمد ابن يزيد ابن إبى زياد هنا فى الطبعة محمد ابن يزيد عن أبى زياد هذا خطأ عن محمد ابن يزيد ابن أبى زياد عن رجل من الأنصار عن أبى هريرة عن النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ومنهم من أسقط الرجل الأول وهو يزيد ابن أبى زياد الذى هو بين إسماعيل ابن رافع وبين محمد ابن كعب القرظى قال شيخنا الحافظ المزى وهذا أقرب يعنى هم رواه عن محمد ابن كعب القرظى مباشرة وقد رواه عن إسماعيل ابن رافع الوليد ابن مسلم وهو الوليد ابن مسلم الدمشقى ثقة كما قال الحافظ ابن حجر فى التقريب لكنه كثير التدليس وكان يدلس شر أنواع التدليس ألا وهو تدليس التسوية فيحذف الضعيف بين ثقتين ويسوى الإسناد إلى أنه كلهم ثقات والإمام الذهبى فى السير يقول عنه عالم أهل الشام من أوعية العلم ثقة حافظ لكنه ردىء التدليس فإذا قالوا إنه ردىء التدليس أو قالوا إنه شنيع التدليس وخيم التدليس يقصدون به تدليس التسوية يقول فإذا قال حدثنا فهو حجة وحديثه مخرج فى الكتب الأربعة السنن ولم يخرج له صاحبا الصحيح وقد توفى سنة خمس وتسعين ومائة للهجرة هذا الوليد ابن مسلم كما قلت الدمشقى هنا عندكم الوليد ابن سليمان غلط فى الطباعة الوليد ابن مسلم وله عليه مصنف بين شواهده من الأحاديث الصحيحة يعنى الوليد ابن مسلم الدمشقى روى هذا الحديث عن إسماعيل ابن رافع وجعل عليه مصنفا مستقلا بين شواهد هذا الحديث ما يشهد لكل فقرة من فقراته وقال الحافظ أبو موسى المدينى بعد إيراده له بتمامه وهذا الحديث وإن كان فيه
نكارة وفى إسناده من تكلم فيه فعامة ما فيه يروى مفرقا من أسانيد ثابتة ثم تكلم على غريبه قلت القائل ابن كثير ونحن نتكلم عليه فصلا فصلا وبالله المستعان ثم تكلم على هذا الحديث من هذا المكان وهو كما قلت الجزء الأول من صفحة عندنا ثلاثة وخمسين ومائة إلى آخر كتاب النهاية فى الجزء الثانى فى إيراد هذا الحديث وإيراد الشواهد لكل جملة من جمله شرح هذا الحديث فى كتابه ونحن نتكلم عليه فصلا فصلا وبالله المستعان فموضوع الشاهد عندنا وهو أن نساء أهل الجنة فيهن ما فيهن من الصفات العظيمة الفخيمة ويعدن أبكارا أورد هذه الجملة فى الجزء الثانى صفحة ثلاث عشرة ومائتين جاء نصيبها فى ذلك المكان يقول وتقدم فى حديث الصور فى صفة دخول المؤمنين الجنة قال فيدخل الرجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله واثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ لعبادتهما الله فى الدنيا إلى آخره يقول ولهذا الحديث شواهد من وجوه كثيرة تقدمت وستأتى إن شاء الله وبه الثقة أيضا سيذكر الشاهد لهذه الجملة ثم بدأ يورد الشواهد لهذا الحديث فى وصف نساء الجنة وتقدمت معنا أحاديث كثيرة تشهد لهذا الوصف وأنهن يعدن أبكارا كما تقدم معنا فى أول هذا المبحث والعلم عند الله جل وعلا وهكذا الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح فى صفحة تسع وخمسين ومائة يفهم من كلامه أنه يميل إلى قبول الحديث وتمشية حاله يقول بعد أن أورده وأورد المكان المتعلق معنا والذى قرأته عليكم والذى بعثنى بالحق ما أنتم فى الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل الرجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة إلى آخره يقول وهذا قطعة من حديث الصور الذى تفرد به إسماعيل ابن رافع وقد روى له الترمذى وابن ماجة والبخارى فى الأدب المفرد وضعفه أحمد ويحيى وجماعة وقال الدارقطنى وغيره متروك الحديث وقال ابن عدى عامة أحاديثه فيها نظر
وقال الترمذى ضعفه بعض أهل العلم وسمعت محمدا يعنى البخارى عليهم جميعا رحمة الله يقول هو ثقة مقارِب وقال لى شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزى وهو شيخ لابن كثير وللإمام ابن القيم هذا الحديث مجموع من عدة أحاديث ساقه إسماعيل أو غيره هذا السياقة وشرحه الوليد ابن مسلم فى كتاب مفرد وما تضمنه معروف فى الأحاديث والله أعلم هذا كلام الأئمة حول هذا الحديث إخوتى الكرام أن صفة البكارة تعود إلى نساء أهل الجنة كلما وطئن.
وصفة البكارة إخوتى الكرام ثابتة لكل امرأة طاهرة فى الدار الآخرة سواء كانت تلك المرأة من الحور العين أو من نساء المؤمنين اللآئى كن فى هذه الحياة كل امرأة فى الدار الآخرة تنشأ بكرا عندما تنشأ وتخلق خلقا ثانيا آخر فى الجنة ثم كلكما توطأ تعود إليها هذه البكارة بإذن الله وقدرته والله على كل شىء قدير وهذا المعنى ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام كما تقدم معنا فى تلك الأحاديث ورد أيضا ما يدل على هذا فى أحاديث أخرى كان نبينا عليه الصلاة والسلام يباسط بها بعض العجائز ويمازحهن فاستمعوا إلى مزاحه ومباسطته لبعض العجائز من الصحابيات الطاهرات المباركات لما طلبت منه العجوز أن يدعو لها بأن تكون من أهل الجنة كما سيأتينا والحديث صحيح قال لا يدخل الجنة العجائز فالمرأة حزنت غاية لحزن وبدأت تبكى والنبى عليه الصلاة والسلام بعد أن تركها وذهب إلى المسجد وعاد ووجدها عند أمنا عائشة ولا يعلم بحالها إلا الذى خلقها فقالت أمنا عائشة لنبينا على نبينا وأزواجه وآله وصحبه صلوات الله وسلامه إن خالتك دخل عليها مشقة مما قلت جالسة تبكى فقال أخبروها أنه إذا أنشأها الله إنشاءة أخرى وخلقها خلقا آخر يعيدها بكرا شابة عذراء مطهرة ما تعود بهذه الحالة يعنى التى فيها ما فيها فاستمع للأحاديث الواردة فى ذلك وكما قلت إن الحديث بذلك صحيح صحيح وهو مروى عن عدة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين رواه الطبرى فى تفسيره فى الجزء السابع عشر صفحة ثمانين من طريق شيخه أبى كريب عن عبد الله ابن أدريس الأودى عن ليث ابن أبى سليم عن مجاهد ابن جبر عن أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها ورواه الإمام البيهقى فى كتاب البعث والنشور صفحة ست عشرة ومائتين أيضا من طريق عبد الله ابن أدريس الأودى عن ليث عن مجاهد عن أمنا عائشة رضى الله عنهم أجمعين وهكذا رواه أبو الشيخ فى كتاب أخلاق النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه صفحة سبع وثمانين
ورواه أبو نعيم فى تاريخ أصبهان فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وأربعين ومائة كما قلت من طريق ليث عن مجاهد عن أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها والحديث أورده الإمام ابن القيم فى حادى الأرواح صفحة خمس وخمسين ومائة وانظروه فى الدر فى مكانين مما وقفت فى الدر فى الجزء الرابع صفحة أربعين وثلاثمائة وفى الجزء السادس صفحة ثمانى وخمسين ومائة وهذه الطريق الذى روى منها هذا الحديث روى من طريق أخرى كما سأذكر إن شاء الله.
إخوتى الكرام: هذا الطريق الذى معنا الطبرى عن شيخه أبى كريب عن عبد الله ابن إدريس الأودى عن ليث ابن أبى سليم عن مجاهد عن أمنا عائشة رضى الله عنهم أجمعين جميع رجال الإسناد ثقات أما شيخ الطبرى وهو أبو كريب فهو محمد ابن العلاء الهمدانى ثقة حافظ توفى سنة سبع وأربعين ومائتين وقيل ثمان وأربعين ومائتين وحديثه مخرج فى الكتب الستة أبو كريب محمد ابن العلاء الهمدانى انظروا ترجمته العطرة فى تهذيب التهذيب فى الجزء التاسع صفحة خمس وثمانين وثلاثمائة وانظروا أخباره الطيبة فى سير أعلام النبلاء فى الجزء الحادى عشر صفحة خمس وتسعين وثلاثمائة ونعته بأنه الشيخ الإمام شيخ المحدثين ومن الطرائف فى ترجمة هذا الإمام أنه أصاب رأسه يبوسا واشتكى رأسه فطلى الأطباء رأسه بالفالوذج وهى كالحلوى كالعسل شىء حلو دهن به رأسه من أجل أن يلين يصبح فيه شىء من الطراوة فكان يأخذ الفالوذج من رأسه ويأكلها بفيه ويقول بطنى أحوج إلى الفالوذج من رأسى رحمة الله ورضوانه عليه بطنى أحوج إلى الفالوذج من رأسى دهنتم رأسى وبطنى يعنى بعيد عن الفالوذج أبو كريب رحمة الله ورضوانه عليه.
من أخباره أيضا ومما ينبغى أن ينتبه له طالب العلم عندما احتضر أوصى بدفن كتبه وهذا فعله كثير من أئمتنا وقد يعترض بعض السفهاء على ذلك فانتبهوا لذلك إخوتى الكرام: أئمتنا عندما دفنوا كتبهم وأوصى بدفنها لحظوا فى ذلك عدة ملاحظ.
أولها: خشية أن تقع يد أثيمة مجرمة تتلاعب بهذا الكتاب فتزيد فيه وتنقص منه وينسب ذلك إلى ذلك الإمام وهو برىء منه فكان يأمر بدفن الكتاب بتغريقه بتحريقه هذا أمر.
أمر ثان: أيضا كان يعنى يخشى من حصول التصحيف والتحريف فيه فكان لا يريد أن يأتى إنسان يقرأ كتابه ويصحف ويحرف فيريد أن ينتشر العلم عن طريق الصدر والتلقى والمزاحمة بالركب لا أن يجلس الإنسان يعكف على كتاب يأخذ منه وهذه الكتب احرقوها وأنا قد حدثت بما فيها انتهى الأمر ولذلك سيأتينا أن أخذ العلم عن طريق الوجادة بعض الأئمة كان لا يقره والوجادة أن تجد شيئا مكتوبا بخط الشيخ إن كنت تعرف خطه أو إن ثبت عندك أن هذا خطه أو ثبت أن هذا الكتاب من تأليفه ويوجد بينات على ذلك فتنقل عنه وجادة فلا تقول حدثنى ولا سمعت ولا أخبرنى إنما تقول وجدت بخط الشيخ ونقلت من كتابه تتلقى العلم عنه وجادة كحال يعنى الجم الغفير فى هذه الأيام وإلى الله نشكو أحوالنا فيأتى من هذه الكتب ويأخذ وعن طريق الوجادة لكن يتقن أم لا هذا موضوع آخر إن أتقن فالبلية يسيرة وإن لم يتقن فالطامة كبيرة.
والأمر الثالث: لعله حدث بالأحاديث المتصلة الثابتة ثم المقطوعات والمراسيل وما فيه من أخبار ضعيفة44:15 الكتب أراد أن يتلف لأن الصحيح مما فيها حدث به فلا فائدة من بقاء هذه الكتب.
والإمام الذهبى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى السير أشار إلى هذا فقال فى صفحة ست وتسعين وثلاثمائة قال وقد أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن فدفنت قلت فعل هذا بكتبه من الدفن والغسل والإحراق عدة من الحفاظ ذكر سببين والسبب الثالث الذى ذكرته ذكره فى ترجمة إسحاق ابن راهويه فى هذا الجزء أيضا أذكره لكم إن شاء الله هذه ثلاثة أسباب لإتلاف الكتب من قبل أئمتنا يقول خوفا من يظفر بها محدث قليل الدين فيغير فيها ويزيد فيها فينسب ذلك إلى الحافظ أو أن أصوله كان فيها مقاطيع وواهيات ما حدث بها أبدا وإنما انتخب من أصوله ما رواه وما بقى فرغب عنه ما وجدوا لذلك سوى الإعدام فلهذا ونحوه دفن رحمه الله كتبه وهكذا أيضا غيره كم سبب ذكر؟ ذكر سببين والسبب الثالث وهو أخذ العلم عن