الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير (17)
(تفسير)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
تفسير (17)
مبشرا بفتوح القدس فى رجب، ستفتح القدس فى شهر رجب فقيل له لهذا القاضى الصالح محمد ابن القاضى يحيى، قيل له من أين أخذت هذا، بأن فتح بيت المقدس سيكون فى رجب، فقال: سيكون فى رجب فى سنة 582 أخذته من تفسير عبد السلا م ابن عبد الرحمن أبى الحكم ابن برّجان، ذكر هذا فى تفسير سورة الروم وذكر أن فتح المقدس سيقع فى هذا التاريخ 582 فى رجب فإذاً أنا أخذت هذا من ذلك التفسير.
يقول الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية: قال ابو شامة فى كتاب الروضتين تكلم شيخنا أبو الحسن السخاوى عليه رحمه الله على ما نقل عن ابى الحكم ابن برّجان بأنه سيقع فتح بيت المقدس سنة 582 فى رجب عند تفسير سورة الروم {آلم. غلبت الروم. فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. فى بضع سنين
…
} ثم قال: شيخ الإمام ابى شامة أبو الحسن الإمام السخاوى عليه رحمه الله، أبو الحسن السخاوى يقول: وما نقل عن ابى الحكم ابن برّجان فهو نجابة وافقت إصابة إن صح أنه قال ذلك الكلام قبل فتح بيت المقدس، قال الإمام ابن كثير قلت: إن ابى الحكم ابن برّجان قد قال ذلك فى كتابه قبل فتح بيت المقدس وذكره ابن الزكىّ مخاطباً لصلاح الدين الأيوبى قبل فتح بيت المقدس، فقيل ذلك الكلام سنة 522 أى قبل فتح بيت المقدس بستين سنة، والإمام ابو الحكم ابن برّجان وفاته كانت سنة536 فتوفى قبل فتح بيت المقدس بفترة طويلة وفاته كانت سنة536 كما ذكر ذلك الذهبى فى سير أعلام النبلاء فى الجزء العشرين صفة 72 ونعته بأنه كان من العلماء الصالحين عبد السلام ابن عبد الرحمن ابن برّجان ابو الحكم وله تفسير للقران لم يكمله وله شرح أسماء الله الحسنى عليه رحمه الله توفى 536 والقصة أشار إليها أبو حيان فى البحر المحيط فى الجزء السابع صفحه 172 عند تفسير آيات سورة الروم، فقال وكان شيخنا الأستاذ ابو جعفر ابن الزبير يحكى عن ابى الحكم ابن برّجان، وكلّ من هؤلاء المشايخ ابن حيان وشيخه ابو جعفر ابن الزبير وابو الحكم ابن برّجان من بلاد الأندلس، يحكى عن الحكم ابن برجان أنه سيتم فتح بيت المقدس سنة 582 فى رجب، وكما قلت أنه توفى قبل ذلك بكثير، وهذا الأمرنقله الإمام الألوسى فى روح المعانى عليهم جميعاً رحمه الله.
إذاً هذا الأمرالذى إستنبطه ابو الحكم ابن ابن برّجان فى تفسيره وأنه سيقع فتح بيت المقدس سنة 582 وقد جهز صلاح الدين الأيوبى جيشاً ابيت المقدس وحاصرها فى 15 رجب وفتحها فى نهاية رجب لكن أول جمعة أقيمت فيها فى 4 شعبان سنة 582 لكن المحاصرة والفتح كان فى شهر رجب، فقد يقال هذا إشكال وهذا الآن شىء من علم الغيب إستنبطه هذا لإنسان، الإمام السخاوى فيما نقله عنه ابو شامة، قال: لم يأخذ هذا من الحروف المقطعة وليس هذا من باب الكرامة إنما هو نجابة وافقت إصابة
…
والذى يبدو لى والعلم عند الله جلّ وعلا أن هذا لم يؤخذ من الأحرف المقطّعة هذا محل إتفاق كما قلت ولايجوز أن نزعم بأن هذه الأحرف المقطّعة تدل حوادث فى المستقبل وهذا رجم بالغيب وادعاء علم نوع من الكهانة وهذا حرام، إذا الأمر كذلك فكيف علم ابو الحكم ابن برّرجان هذا الأمر قبل وقوعه اقول لعل ذلك من باب الكرامة والله جلّ وعلا يطتع الصالحين على بعض المغيبات وليس فى ذلك أى إشكال، فشتان شتان بين أن يدعى الإنسان بأنه يعلم شيئاّ من المغيبات عن طريق سبب من الأسباب التى يبذلها، أو عن طريق حيلٍ أو عن طريق جدٍ واجتهاد وبين أن يقول ألهمنى الله هذا الأمر وأنه سيقع بعد سنة كذا من أين لك يقول ألقى فى روعى وهجم على قلبلى وهذه فراسة إيمانية، هذا يقع؟ نعم يقع، لأن أمور الكمال كما قال أئمتنا فى كتب التوحيد مردها الى ثلاثة أمور لاتوجدمجتمة بل واحد منها واحد لايكون على وجه التمام والكمال إلاّ فى العزيز الغفور، وأمور الكمال هى: العلم، والقدرة، والغنى....
علم فيعلم ما يجهله غيره، قدرة يقدر على مايعجز عنه غيره، غنى يستغنى عما يحاج إليه غيره، وهذه الأمور الثلاثة كما قلت لاتوجد مجتمعة بل واحد منها على وجه التمام إلاّ فى رب العالمين سبحانه وتعالى، ثم يعطى الله شيئاّ منها لعباده حسبما يشاء فهو الفعّال لما يريد سبحانه وتعالى وقد أمر الله آخر الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن ينفى عن نفسه إدّعاء هذه الأمور الثلاثة فقال جلّ وعلا أمراّ له أن يقول فى سورة الأنعام فى آية 50 {قل لا أقول لكم عندى خزائن الله} أستغنى عما تحتاجون إليه {قل لاأقول لكم عندى خزائن الله ولاأعلم الغيب ولاأقول لكم إنى ملك} أقدر على مالا تقدرون عليه، أعلم الغيب، أعلم مايخفى عليكم أعلم المغيبات التى ستقع هذه أمور الكمال، خزائن الله أنى ملك أعلم الغيب فلا أستغنى عما تحتاجون إليه ولا أعلم المغيبات ولست بملك أقدر على مالا تقدرون عليه أنا بشر مثلكم إن أتبع ما يوحى إلىّ، وقد أمر الله نبه نوحاّ على نبينا وعلية صلوات الله وسلامه وهو أول رسول الى أهل الأرض بعد أبينا أدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وكان بينهما عشرة قرون كلهم على التوحيد أمره أنينفى هذه الأمور الثلاثة عن نفسه فقال جلّ وعلا فى سورة هود آية 31 مخبراً عما قاله هذا العبد الصالح نوح على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه {ولاأقول لكم عندى خزائن الله ولا أهلم الغيب ولاأقول إنى ملك ولا أقول للذين تزدرى أعيونكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم} .
إذاً أمور الكمال مردها لثلاثة أمور: علم: فيكاشف بما يخفى على غيره.، قدرة: يمكن مما يعجز عنه غيره.، غنى: يستغنى عما يحتاج إليه غيره،، ولإيضاح هذا أضوح كل نوع بمثال، أما النوع الأول: وهو أنه يعلم ما يخفى على غيره، فهذا كما قلت سابقاً من جملته هذه القصة أنه سيتم فتح بيت المقدس سنة582 فهذاعن طريق الكرامة أكرمه الله بهذا وأطلعه على أمر مغيب سيقع وقد وقع أىُّ حرج فى ذلك، هل لهذا نظائر مثبته عندأئمتنا فى كتب التوحيد لا ينكرها إلاّ مكابر، عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يخطب على منبر مسجد نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد أرسل جيشه ليقاتل فى بلاد الفرس فى بلاد نهاواند، وأمر عليم سارية، فبينما هو يخطب كشف الله له عن بصيرته وهذه هى المكاشفة: أن يعلم ما يخفى على غيره يلقبه شىء من أمور الغيب التى تخفى على الحاضرين، كشف الله له عن حال الواقعة، فسارية فى أصل الجبل ومعه جيشه والعدو يتسلق من الناحية الثانية ليرقى الجبل وبالتالى سيهزم جيش الإسلام والتوحيد ويقتلون عندما يكونوا الجيش الكفرى فوقهم، فنادى عمر بأعلى صوطه وهو على المنبر: يا سارية الجبل الجبل إصعد الجبل، من المدينة الى بلاد نهاواند يرى الحادثة ثم ينادى فسمع سارية صوت عمر ورقى بجيشه الجبل ونصرهم الله جلّ وعلا على الفرس.
وهذه القصة كما قال الإمام السخاوى فى المقاصد الحسنة: قال شيخنا (يعنى الحافظ ابن حجر) إسنادها حسن، وقد ألف الحافظ الحلبى جزء فى تصحيحها وتعداد طرقها وقد نقلها أئمتنا فى كتب التوحيد وذكرها الإمام ابن تيمة كتابه (الفرقان بين أةلياء الرمن وأولياء الشيطان) صفة 74 وهى عندكم فى شرح الطحاوية، ورواهاالإمام ابن القيم فى (مدارج السالكين) صفحة 228، يا سارية الجبل الجبل، جاء المعلق على كتاب (مدارج السالكين) فذكر تعليقاً يضحك السكلى وحقيقة هذا التعليق مما ينبغى ألاّ يقول به عاقل، يقول: إن عمر ابن الخطاب عندما كان يخطب على أخذته سنة، فنام وهو على المنبر فصاح فى نومه لما رأى سارية وجيشه: يا سارية الجبل الجبل، فعمر نام على المنبر..سبحان الله عمر ينام على المنبر، أنا أقول لو عمر نام على المنبر، فلو تغوط الخطباء بعده لكان قليلاً..لكان قليلاً حقيقة، عمر ينام على المنبر؟! الذى إذا رآه الشيطان سالكاً فجاً سلك فجاً غير فجه، عمر هذا الوقور المهيب ينام على المنبر
…
سبحان ربى العظيم وهو يخطب!، كان عمر بعد أن قضى نسكه يحلق رأسه ليزين الحلاق فتنحنح فأحدث المزين فى سراويه من أثر تنحنح عمر
…
عمر ينام على المنبر؟! هذه الهيبة، وبلغه عن إمرأة غيبة فاستدعاها، فجاءها الرسول وقال: أجيبى أمير المؤمنين، فولولت وصاحت قالت: عمر، مالى ولعمر؟ كيف سأقابله، ففى الطريق أسقطت وهى حامل، ثم بعد أن حصل منها ما حصل، قال عمر للصحابة: ما تقولون فى الجنين؟ فقالوا أنت مؤدب يا أمير الؤمنين وليس عليك شىء، فقال على: عليك ديتها ولابد من دفع دية، ولكن إختلف العلماء هل تدفع الدية من بيت المال، أوعلى عاقلة الخليفة أو القاضى إذا إستدعى إمرأة ومن هيبته أسقطته؟ وسقط الجنين الذى فى بطنها، عمر ينام على المنبر،؟! ثم سلمنا لك أنه نام ورأى تلك الموقعة وصاح فى نومه
…
سلمنا، كيف سمع سارية ذلك الكلام؟ هل أيضاً سارية نام وسمع صوت عمر فى النوم؟
يا إخوتى الكرام: لايجوز أن خرج الكرامة عن واقعها وظاهرها وحالها، هى كرامة أمر خارق للعادة، كالمعجزة، لكن تلك تقع على يد الرسول وهذه على يد العبد الصالح الولى القانت لله جلّ وعلا، تلك على يد نبى هذه على يد ولى..فقط، فهى خارق للعادة..خارق ما جرت العادة بمثله ولو كانت على حسب المعروف المألوف لما كانت كرامة كما لو كانت معجزة إذا وقعت على يد نبى.
وقد ثبت فى مسند الإمام أحمد والصحيحين من حديث ابى هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [قد كان فى الأمم قبلكم محدثون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن فى أمتى أحد منهم فعمر] ، ما معنى محدثون؟ ملهمون مكاشفون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن فى أمتى أحد منهم فعمر، قال الحافظ ابن حجر عليه رحمه الله فى الفتح: وقول النبى صلى الله عليه وسلم فإن يكن فى أمتى أحد فعمر لن يورده مورد الترديد، يعنى إذا فرض وجود واحد من هذا الصنف فى هذه الأمة فهو عمر
…
لا، إنما أورده مورد التحقيق، فكأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: الأمم السابقة كان فيها هذا الصنف وهذا النوع يكاشفون ويحدثون من غير أن يكونوا انبياء ومن غير أن ينزل عليهم وحى السماء، فهذه الأمة من باب الأولى أن يكاشف فيها الصالحون وأن يخبروا بشىء مما يقع عن طريق الكرامة وهى أمر خارق للعادة
…
عن طريق الكرامة لما؟ لأهذه الأمة أكرم على من الأمم السابقة.
فإذا كان هذا الأمر فى الأمم السابقة فهو فى هذه الأمة من باب الأولى، كما تقول لهذا العبد الصالح إن يكن لى صديق فأنت، وأنت لاتشك فى صداقته ولاتريد نفى الصداقة أيضاً عن غيره إنمل تريد أن تجزم بأنه صديق لك من غير تردد، فإذاً أورد مورد التحقيق لامورد التشكيك والترديد، وهناك قول ثانى لكنه ضعيف، أن الحديث أورد مورد الترديد، والسبب أن الأمم السابقة كانت تحتاج الى ما يثبت إيمانها ما بين الحين والحين بواسطة الكرامات، وأما هذه الأمة ففيهاهذا القران الذى تكفل الله بحفظه وفيه تبيان كل شىء وهو معجز، فهذا بمثابة معجزة تتكرر كل لحظة، ولذلك لاداعى لأن يوجد فيهم مكاشفون محدثون ملهمون كما كان فى الأمم السابقة
…
يوجد لكن بقلة لكن الأمم السابقة بكثرة، وعلى التعليل الأول وهو الأقوى: يوجد فى هذه الأمة بكثرة أكثر مما وجد فى الأمم السابقة.. فهى أكرم على الله من الأمم السابقة إذاً ما جرى لاإشكال فيه وليس هذا عن طريق الحروف المقطعة ولا عن طريق النظر فى النجوم وإستنباط سعود ونحوس ولا عن طريق حساب الجُمّل
…
أكرمه الله بهذا وأوقع الله ذلك كما أخبر وهو على كل شىء قدير،..كرامة يكاشف بها، وللإمام ابن تيمة رحمه الله رسالة عظيمة ينبغى أن تقرأوها مراراً، قاعدة فى المعجزات والكرامات وهى غير رسالته (الفرقان بين أولياء الحمن وأولياء الشيطان) ، وهذه القاعدة التى فى المعجزات والكرامات موجودة ضمن (مجموع الفتاوى) فى الجزء الحادى عشر صفة 311.. قاعدة فى المعجزات والكرامات وطبعت أيضاً هذه الرسالة مستقلة، إذاً هذا علم يخفى على غيره
…
يا سارية الجبل الجبل، وهنا الأمر كذلك، مثال لما يكون فيه خارق العادة فى جنس القدرة، يقدر على ما يعجز عنه غيره، هل بإمكان أحد منا أن يحول التراب الى ذهب؟ لا، فقديقدر الله بعض الصالحين على أن يمسك قطعة التراب يضغط عليها هكذا تصبح ذهباً خالصاً، هذا وقع؟ وقع، ولاينكر هذا إلاّ من هو ضال مخرف، متى وقع هذا؟ يقول الحافظ ابن كثير فى تفسير هـ فى الجزء الثالث صفة 399 عند تفسير قوله تعالى فى سورة القصص، حكاية عن العبد المخذول قارون، {قال إنما أوتيته على علم عندى} يقول: قال بعض الناس، على علم عندى فى صنعة الكيمياء، أى أنه يحول التراب والخشب الى ذهب.، يقول الإمام ابن تيمية: وصنعة الكمياء زغل وتلبيس وغش وتدليس وليست بحقيقة ولايمكن ان يقلب المعادن الى غير ماهيتها فالخشب خشب والحديد حديد والذهب ذهب ولا يمكن أن نقلب النحاس الى ذهب على الإطلاق، لكن بإمكاننا أن ندلس ونغش نطليه ذهب ونقول هذا ذهب، لكن إذا أخذه الصائغ يكشفه ويقول هذا نحاس مطلى بذهب من نقلبه حقيقة نقلب العين وأن التركيب أن تكون زرات نحاس تصبح زرات ذهب هذا مستحيل،. قال وأما قلب الأعيان، هذا كلام الإمام ابن كثير فى هذا المكان فى الجزء الثالث صفة 399، (وأما قلب الأعيان عن طريق الكرامة فهذا جائز وواقع لأن ليس بقدرة المخلوقات إنما بمشيئة رب الأرض والسماوات، كما جرى لحيوة ابن شريح المصرى إمام الديار المصرية فى زمانه عليه رحمه الله، ورضي الله عن حيوة ابن شريح توفى سنة 158 وحديثه مخرج فى الكتب الستة وهو ثقة وفوق الثقة ترجمه الإمام الذهبى فى تذكرة الحفاظ فى الجزء الأول صفحة 185 وترجمه فى الكاشف فقال: له أحوال وكرامات، وهذا فى تفسير ابن كثير، وهو فى تذكرة الحفاظ.،
من كراماته "أن سائلاً سأله ولم عند حيوة ابن شريح ما يعطيه، وعلم صدق السئل وحاجته، فأخذ مدرة من الأرض (قطعة طين يابسة متجمدة) فأجالها فى يده إش هى معمل، وألقاها فى يد السائل، فقلبها الله ذهباً خالصأ ".
وفى تذكرة الحفاظ قصة أخرى وهى " أن رجلاً دخل عليه ورأى فقره وحاجته، فقال: أما يسأل حيوة ابن شريح ربه فليغنيه، يقول فنظر إلىّ فأخذ حصاة فرمانى بها وإذا هى ذهب خالص، فقلت: ما أفعل بها، قال أنفقها على نفسك " وأما بعد ذلك تريد أنت يعنى أننى أسأل ربى أن يكفينى، فأنا فى نعمة وستر وعافية، خذ هذه الحصاة، لا تظن أنى فقير لهوانى على الله لا أنظر الحصاة ارميها إليك فتصبح ذهبا، وأما أنا فى سترى معافيا.... وكان إذا أخذ عطائه كما فى تذكرة الحفاظ، وتهذيب التهذيب فى ترجمته، وكان عطائه ستين ديناراً " إذا أخذ عطائه يفرقه قبل أن يصل الى بيته، فإذا دخل الى البيت ونام وجده تحت فراشه ستون ديناراً، فعلم ابن عم له بذلك، فأخذ عطائه فوزعه، فذهب الى بيته فنام ثم قلب الفراش ما رأى شيئاً ونظر تحت الفراش بحيث كاد أن يحفر الأرض، فما حصل شيئا، فجاء لحيوة ابن شريح، وقال: أفسدت علىّ مالى وضيعته، قال: وما ذاك، قال: أنت تعطى عطائك للمحتاجين فإذا رجعت الى بيتك وجدت ففعلت مثل فعلك فلم أجد شيئاً، فقال: أنا أعطيت ثقة، وأنت أعطيت تجربة. أنا أعطيت ثقة واثق بالله جلّ وعلا، وأما أنت تريد أن تجرب رب العالمين سبحانه وتعالى فخذلك وأوكلك الى نفسك {وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} أعطيتُ ثقة وأعطيتَ تجربة،....حقية قدر على ما يعجِز عنه أهل الأرض قاطبة، لاأقول إن الجهد البشرى الإعتيادى يعجِز عن هذا التكنولوجيا المتطورة فى هذه الحياة ليس بوسعها أن تحول الحديد الى ذهب
…
نحن لا ننكر على الإطلاق لكن بمشيئة رب الأرض والسماوات {إنما أمرنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} .
والحقيقة الأمر كما قال الله {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل لكل شىء قدراً} ، كيف هذا،. يا عبد الله كل العالم بما فيه من عرشه الى فرشه من جنود الله وطوع أمره فإذا كنت فى بيتك واحتجت وقال الله للوسادة التى تتوسدها كونى ذهبا أى شىء يعجزه، نحتاج الى ربط القلب بالله حلّ وعلا، ولو أخذ الناس بهذه الأية لوسعتهم هذه الأية {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا} .
يقول الإمام ابن تيمية عليه رحمه الله فى الرسالة المشار إليها: (إذا صح الإيمان علماً وعملاً، إ عتقاد نظيف سليم وعمل صالح مستقيم، واحتاج صاحبه الى كرامة وخارق عادة فلا بد أن تخرق له العادة) ، لابد {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} ، {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً} ، إذا هذا خارق العادة فيما يتعلق بجانب القدرة، هذا من أمور الكمال، خارق العادة فيما يتعلق بجانب الغنى فيسغنى عما يحتاج إليه العباد، كيف هذا؟ العباد بحاجة الى طعام وشراب، وهل يسغنى أحد من البشر عن ذلك؟ لا، قد يجعل الله بعض عباده مستغنياً عن ذلك وهو على كل شىء قدير، وقع؟ وقع هذا.
ذكر الإمام الذهبى فى ترجمة العبد الصالح إبراهيم التيمى، والقصة فى تذكرة الحفاظ فى الجزء الأول صفحة 7 "توفى وما أكمل أربعين سنة علبه رحمه الله، وكان يقول: كم بينكم وبين القوم، أقبلت عليهم الدنيا فهربوا منها، وأدبرت عنكم فتبعتموها.، كم بينكم وبينهم، تقبل عليهم فيتركونها، وأنتم تولى عنكم فتلحقونها.. وكان يقول: إذا رأيت الرجل يتهون بتكبيرة الإحرام فاغسل يدك منه، وبلغ من شهامته ورجولته أن شرطة الحجاج..العبد المخذول عامله الله بما يستحق وقد أفضى الى ما قدم، ولا أحد يتعصب لأهل الباطل فيقول: ما فائدة التجريح؟، فالحب والبغض أوثق عرى الإيمان،، يقول الذهبى عليه رحمه الله عندما ترجم الحجاج فى الجزء الرابع صفحة 343، الذى قسمه الله سنة 95، بعد أن ترجمه يقول: نبُغِضُه ولا نحبه، نسبه ولانحبه ونُبغِضُهُ فى الله. فإن الحب فى الله والبغض فيه أوثق عرى الإيمان، له حسنات مغمورة فى بحر ذنوبه. فإذاً نحب من أطاع الله ونُبغِض من عصى الله، ليس موضوع تجريح.
أرسل الحجاج شرطته فى طلب إبراهيم النخعى وكان شيخاً كبيراً طاعناً فى العمر، فطلبت الشرطة إبراهيم النخعى، فقيل: فى المسجد..... أين إبراهيم، فقام إبراهيم التيمى ليقدم نفسه فدائاً لإبراهيم النخعى، وما خرج النخعى بعد ذلك حتى مات الحجاج، متوارياً منه، فقال: أنا إبراهيم، فأخذه الحجاج وحبسه فى الشمس حتى تغير وذبل، فجاءت أمه تزوره فما عرفته من تغير حالته حتى كلمها، ثم مات إبراهيم التيمى: صاحب الكرامات، حديثه فى الكتب الستة رضي الله عنه وأرضاه
…
ثم مات، فرأى الحجاج فى نومه، قائلاً يقول له: مات فى سجنك رجل من أهل الجنة، أما تتوب وتستحى من الله.، فلما إستيقظ من الذى توفى فى السجن هذه الليلة، فقالوا: إبراهيم التيمى.، قال: حُمُمٌ من الشيطان، ألقوه على مزبلة..... هذا الحجاج العبد المخذول، أنظر لهذه المروءة وهذه الشهامة عند هذا العبد إبراهيم التيمى.
يقول الذهبى فى ترجمته، كما قلت فى تذكرة الحفاظ، وتوفى سنة 92، يقول: كان يمكث شهرين لا يأكل ولا يشرب، ليس فى وسع الإنسان هذا وهو محتاج الى الطعام والشراب، فهذا خارق للعادة وهو كرامة فى جنس الغنى، يستغنى عما يحتاج إليه العباد، وترجمه فى سير أعلام النبلاء أيضاً، فقال: دخل عليه بعض قرابته فقذف له حبة عنب، فقال: منذ 40 يوماً لم أطعم ثم أخذ هذه الحبة فلاكها فى فيه ثم لفظها
…
هذه كرامة، وكون الإنسان يمكث شهرين لا يأكل ولا يشرب، هذا خارق للعادة..لكن كما قلنا هذا كرامة، فالكرامة تقع فى العلم فيطلع الله بعض عباده علي ما يخفى على غيره....تقع الكرامةفى القدرة فيمكنه الله من فعل ما يعجز عنه غيره، تقع فى الغنى فيستطيع أن يستغنى عمايحتاج إليه غيره.. وعليه فما وقع من أبى الحكم بن برّجان هو من الكرامة ولا إشكال فى ذلك مطلقاً.
وأي غرابة أن يكرم الله ذلك العبد عبد السلام بن عبد الرحمن بن برّجان الذى توفى سنة 536، وأن يخبره الله بأنه سيكون فتح بيت المقدس سنة 582 رجب، وحصل هذا والله على كل شئ قدير
…
أى غرابة، لاسيما كان هذا فى عهد عبدين صالحين..العبد الأول وهو ملك بلاد الشام فى ذلك الوقت التابع للخلافة العباسية.....من الذى يقال له شهيد وما أُستشهد، لكن حقق الله له أُمنيته كما يقول الذهبى، فلا ينطق أحد إسمه إلا وينعته بالشهادة مع أنه مات على فراش نور الدين الشهيد
…
ما أحد يقول إلا نور الدين الشهيد محمود بن زنكى، وهو شيخ وأُستاذ وأمير صلاح الدين الأيوبى، كان صلاح الدين الأيوبى من قواده ومن جنوده، وفتح الله على يد هذا العبد الصالح محمود بن زنكى التركى، وصلاح الدين الأيوبى الكردى بلاد مصر بعد أن بقيت بلاد ردة وإلحاد ثلاثةقرون، من270 على يد العبيديين الملعونين الذين يُسمَّون بالفاطميين، ومؤسس الدولة فى المغرب عبيد الله بن ميمون القدَّاح الذى إدعى أنه من آل البيت وهوهويهودى ربيب مجوسى ثم إدعى الرفض وحقيقته الكفر المحض
…
من الذى قضى على هذه الدولة؟ صلاح الدين الأيوبى، فى عهد نور الدين زنكى
…
كان ذلك سنة 567،قبل وفاة نور الدين بسنتين، لأنه توفى سنة 569،وأما صلاح الدين الأيوبى فإمتدت حياته حتى فتح الله على يديه بيت المقدس، وتوفى سنة 589 بعد شيخه بعشرين سنة....وفتح بيت المقدس قلنا كان سنة 582 أى بعد فتح بيت المقدس بسبع سنين.
وقد أعد نور الدين محمود زنكى منبر، ونُجِّر فى حياته، وجعله فى بيته من أجل أن يتم فتح بيت المقدس ليكون ذلك المنبر فى المسجد الأقصى
…
لكن ما حقق الله أُمنيته ومات قبل ذلك، فجاء بعد ذلك تلميذه قائده العبد الصالح صلاح الدين الأيوبى فحقق ذلك وأتى بذلك المنبر الذى عُمل فى عهد نور الدين، وخُطِب عليه فى 4 شعبان سنة 582،وحقق الله تلك الكرامة لذلك الرجل الصالح. محمود زنكى نور الدين، يقول علمائنا: ما جاء بعد الخلفاء الراشدين وعمر ابن عبد العزيز خير للمسلمين منه...... وكان يقول: وددت لو أن الله بعثنى فى بطون السباع وحواصل الطير.....فأى مانع أن يكرم الله ذلك العبد الصالح فى عهد إمارة هذا العبد الصالح بتلك المكاشفة وذلك العلم وقد كان هذا العبد الصالح: محمود بن زنكى نور الدين يطلعه الله جلّ وعلا على بعض الأمور عن طريق الكرامات.
أنظروا الى هذه القصة التى أوردها الإمام الذهبى عليه رحمه الله فى سير أعلام النبلاء فى الجزء العشرين فى ترجمته صفة 531.، " حاصل هذه القصة أن الفرنج النصارى لما حاصروا دمياط، فى عهد نور الدين الشهيد بقى عشرين يوماً لا يأكل شيئا إنما يقتصر على الماء حتى تغير من ضعفه وهو مدمن اللجؤ الى ربه فرأى إمام الجيش الذى يصلى بهم الصلاة النبى عليه الصلاة والسلام فى الرؤية وقال له: بشر نور الدين بأن الفرنج سيغلبون ويخذلون ويولون وأنه سيحصل النصر والتمكين لنور الدين
…
وقال النبى صلى الله عليه وسلم هذا لإمام الصلاة بعد أن شكى إمام الصلاة حال المسلمين للنبى صلى الله عليه وسلم كما قلت فى النوم، وقال: بلغ الأمر بهذا الإمام أمير نور الدين الشهيد أنه عشرين يوماً ما ذاق طعاما واقتصر على الماء، قال: بشره، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخشى ألاّ يصدقنى، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: قل له علامة صدقى يوم حارم.... هذا سر يعرفه نور الدين الشهيد، يقول: فلما صليت الفجر جئت الى نور الدين الشهيد عليه جميعاً رحمه الله فهبت أن أكلمه وكان له هيبة عظيمة، فقال: ما لك تخبرنى أو أخبرك، قلت: أخبرنى ما عندك، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم وأخبرك بكذا وكذا
…
إذ هذا الإمام الصالح رأى النبى صلى الله عليه وسلم أيضاً.، وهنيئاً لتلك الرعية بذلك الإمام، ثم قال إمام الصلاة لهذا القائد البطل المغوار: أريد أن تخبرنى عن سر يوم حارم..
إنتهينا الآن من رؤيا أطلعك الله عليها وكاشفك الله بها، لكن مايوم حارم؟ ما هو هذا السر؟ أنا ما أعلمه لإنما قال لى النبى صلى الله عليه وسلم: إذا لم يصدقك نور الدين، فقل: العلامة يوم حارم، قال: لما التقينى مع الفرنج فى تلك الموقعة إعتزلت عن العسكر وعفرت جبهتى فى التراب وقلت: يا رب إن الجند جندك، والبلاد بلادك، والعباد عبادك، ومن أنا بينهم؟ فأسألك أن تجبر خاطرهم وأن تعطيهم ما يليق بكرمك، أما أنا لا قيمة لى وشأن.. أنا لا شأن لى، من أنا؟ لكن هؤلاء عبادك وهذه بلادك فاجبرهم خاطرهم وأعطهم ما يليق بكرمك.. يقول: فغلب الله الفرنجة وكسرهم ونصرنا عليهم..هذا يوم حارم، هذا الدعاء الذى حصل هذا سر بينى وبين الله ما اطلع عليه أحد، والنبى صلى الله عليه وسلم فى الرؤية يقول لك: هذا السر، كلمة السر، هل يعلمك بهذا الأمر؟ إذاً هنا مكاشفة عن طريق الرؤية وهذا كرامة، وأى غضاضة وغرابة فى هذا.
يقول الإمام ابن تيمة عليه رحمه الله: الكرامة فى هذه الأمة كالمطر، وما نعرفه مما وقع عياناً فلا يحصى.. الكرامات فى هذه الأمة كالمطر..... فإذاً لا إشكال فى أن يقول ذلك العبد الصالح: إن فتح بيت المقدس يكون فى وقت كذا عن طريق خارق للعادة عن طرق كرامة يكرمه الله بذلك وهو على كل شىء قدير.... نعم ينبغى أن نفرق بين الكرامة وبين المخاريق والحيل، هذا لابد من التفريق بينه وبين الكرامات.، فإنسان يعمل لنا مخاريق وشعوذة ويدجل ويلبس..هذا ليس بكرامة، ولعل الله يمد فى الحياة لأتكلم على خوارق العادات وعلى ما فيها من عظات.، فما كان يجرى من الحلاج الحسين ابن منصور الذى قتل على الزندقة سنة 311 خوارق للعادات لكن كلها مخاريق!!!
وهكذا كان ما يجرى على يد العبد المخذول الثانى، محمد بن التمرت الذى توفى سنة 524، وهو الذى كان يلقب جماعته بالموحدين
…
وهم ضالون، معطلون، أول من دخل أدخل التعطيل الى بلاد المغرب، وكان يدعى أنه المهدى المعصوم المبشر به فى الوحى المعلوم محمد بن عبد الله بن التمرت..... بلغ من شطف الحلاج وهذا العبد المخذول،، أنهما يأخذان بعض الناس الى المقبرة فيدفنانه وهو حى ثم يقولان له بواسطة مواطئة بينه وبين هذا المدفون، سنحضر الآن الأحياء، وأنا أقول إننى أحيى بعض الموتى، فإذا ناديك أخرج، أخرج من قبرك وكلمنى على أنك ميت وبعثت.... ثم كما الإمام ابن كثير: من أعان ظالماً سلطه الله عليه، فكان يناديهم فبعد أن يخرجوا، ويقولوا نحن كنا أمواتاً وأنت أحييتنا وأنت وأنت، يعيده ويدس عليهم التراب ويقتلهم، جزاء وفاقا، ومن أعان ظالماً سلطه الله عليه {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه الى عذاب السعير} ، هذا مخاريق وهذه شعوذة، لا يجوز أن ندخل هذا الآن فى شىء من الكرامات،، هكذا ما يقع أحياناً من حدق وفراسة وذكاء، ويخبر الإنسان ببعض الأمور عن طريق النظر فى الأسباب العادية هذا لايقال له كرامة
…
وأنا أعرف بعض الناس ممن هو عادى ولا أتهمه وأقول هذه ليست كرامة له العلم عند الله، لكن مثل هذا ممكن أن يقال عن طريق الذكاء وعن طريق كما قلنا الفراسة إذا كان عند الإنسان حدق ومهارة بواسطة التأمل فى الحوادث الواقعة، فقيل له: طاغوت فى بعض البلاد....
ستطول مدته أو ستقصر، فقال: ستطول جدا، أنا أذكر هذا الكلام قاله من سنين طويلة لعلها تلك الفترة عشرين سنة أو أكثر، وواقع الأمر حصل هذا، فهذا إما كرامة ولا مانع أو إما على حسب النظر فى الأسباب العادية إذا كان عنده ذكاء وحذق لابد أيضاً من التمييز ويمكن أن يكون هنا نظر، وهنا شىء من الحذق،، فكان بعض المنجمين، عندما يولد مولود، يقول: سيعيش كذا على حسب أعمال الغالب لأنه فى الغالب سيعيش، فإذا عاش واحد فقط، يقولون: صدقت فراستك، لكنه لو مات مائة لايقولون: كذبت فراستك..... يحفظون ما يؤيد قوله ولايحفظون ما يخلف هذا، فالأصل فى هذا أنه سيعيش والموت طارىء فيأتى على كل حى، لكن سيعيش الى عمر أمثاله، إذا كان الأمر كذلك،. أرى أن الأمة مخدرة وليس عند العباد فى هذه الأوقات روجوع الى رب الأرض والسماوات، إذاً هذا الطاغوت سيجلس مستريحاً دون مناوئة، ستطول إماعن طريق حذق والنظر فى الأسباب التى يمكن أن يدركها الذكى وإما عن طريق كرامة إذا كان رجلاً صالحاً والعلم عند الله..... إذاً، هذا لابد من التفريق كما قلنا بين الكرامة وبين بعد ذلك المخاريق والشعوذة، بين الكرامة وبين ما يمكن أن يستنبط عن طريق الذكاء والحذق والفراسة الرياضية الطبيعية، لابد من التمييز بين هذا وهذا.
القول العاشر: وهو أخر ماقيل فى بيان معنى الحروف المقطعة أوائل بعض سور القران الكريم، وكما الثامن والتاسع والعاشر كلها مردودة مرفوضة أقوال لايجوز القول بها.. القول التاسع قلنا فيه شعبة من شعب الباطنية وادعاء الكهانة وعلم الغيب.......
القول العاشر قال به العلماء محدثين فى العصر المنحط، قالوا: إن معنى هذه الحروف المقطعة معلوم ولا داعى أن نبذل جهداً ووسعاً وكلفة فى الوقوف على المراد منه، ما هو معناها؟ قالوا: هذه نغم موسيقى أودعه الله جلّ وعلا فى كتابه لتطرب له الأذان، هذا القران حوى جميع العلوم ومن جملة هذه العلوم، علم الموسيقى.... وعليه لما نأتى ب {آلم} نقول: لحن موسيقى نغم موسيقى الغرض من ذلك أن تطرب الأذان لسماع هذا النغم، هذا هو مغناها ولا يقصد منها غير ذلك، قال بهذا عبد الكريم الخطيب فى كتابه الذى سماه أيضاً وهذه بلية (التفسير القرآنى بالقرآن) وكان هذا رئيس قسم التفسير فى الرياض، وكان يدرس علم التفسير وعلوم القرآن فى الدراسات العليا ولعل التعبير الأدق لها سفلى
…
يقول: {آلم} نغم موسيقى يقرر هذا فى كتابه فى الجزء الأول صفحة 23 الى 25 لا داعى للإجتهاد فى البحث عن معناها. يقول: فهى مطلع موسيقى تقوم عليه وحدة النغم فى ترتيل آيات السورة وكل حرف منها له نغم مستقل،،وهذا القول قال به ايضاً عبد الرزاق نوفل، صاحب كتاب (معجزة الأرقام والترقيم فى القرآن الكريم) ، وصاحب كتاب (أسئلة حرجة) ، وقد أفضى الى ما قدم.... أسئلة حرجة، وهل صدره سيكون حرجاً أو منشرحا ً العلم عند الله، أما كتبه فقد ملأها قاذورات وضلالات، يقول فى هذا الكتاب وهو من أوله الى آخره سفاهة وسخط، ولم يبنى على دليل معجزة الأرقام والترقيم، الحروف المقطعة ثم بعد ذلك، لما تسة عشر حرفاً؟، لما سبعة عشر حرفاً؟، ولما، ولما، (معزة الأرقام والترقيم) وهذا قاله قبله بعض الموهوسين فجاء هو وانتحله، وادعى أن المسألة لا زالت ذكرى وهو أول من استضها وأول من يبحث فيها ويلفت الأذهان الى الأرقام والترقيم.... لكن المسألة ذكرت قبله وأنها هوس قال به بعض الناس ورد عليه..
يقول الراوى فى كتابه فى التفسير، فى تفسير سورة الفاتحة فى الجزء الأول صفحة 178 إ ن قيل لما خلت الفاتحة من سبعة أحرف وهى " التاء والجيم والخاء والزال والشين والظاء والفاء " يقول الفاتحة ليس فيها سبعة أحرف لما؟ ماذا ستقول أنت؟ قال: لأن هذه الحروف مشعرة بالخذى والعذاب، والله يقول عن جهنم {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} فكل حرف من هذه الأحرف يشعر بعذاب
…
ففاتحة الكتاب سلمت من ألأحرف للإشارة الى أن من قرأ فاتحة الكتاب لا يدخل باباً من أبواب النار، ثم قال مقرراً هذا: التاء من السبور، (لاإله إلاالله!) والجيم من جهنم، والخاء من خذى، والزال من الزفير والزقوم، والشين من الشقاوة، واللام من لظى، والفاء من فراق، طيب يمكن أن نعكس عليك هذا، فنقول أيضاً الحروف المذكورة فى الفاتحة تدل على أسماء جهنم وعلى الشدة والخذى والعار، فنقول لك: الذال الذين تدل على الذلة، والغين غير: تدل على الغواش، {لهم منجهنم مهاد ومن فوقهم غواش} ، والنون إهدنا: تدل على النار، والحاء: تدل على الحميم، والميم: تدل على المهاد،، هذا بحث هذا؟ هذا تفسير؟، أو هذا تكسير؟!
لا إله إلا الله......الفاتحة خلت من سبعة أحرف لأن أبواب جنهم سبعة هذه تشعر بالخذى، طيب ما الفارق بين الجيم والحاء؟ الجيم من جنهم والحاء من حميم، لما ذكرت الحاء ولم تذكر الجيم؟ هذا لايقال، ولا يجوز أن ندخل العقل فى غير مجاله، الكتاب من أوله الى أخره كله حول هذا الهوس، ذكر الأيات وجعل جزء الآية أية من أجل أن يأفق أنها تسعة عشرحرفاً أو سبعة عشر حرفاً ليوفق بينها وبين أيات زعم أنها بهذه الأحرف، طيب الأية لما لا تكملها من أولها لتأخذ جزء منها، تتلاعب.. يقول فى صفحة 48: هناك من اوجه الإعجاز الأخرى ما هو سابق فى الزمان كإعجازه الموسيقى، ثم ذكر أن الحروف التى جاءت فى فواتح السور رمزاً لحركة السورة الموسيقية وما زالت أوجه إعجازه الموسيقية تترا وهذا كما قلت له كتب كثيرة كلها تحمل الجيف والقاذورات والبلاء..إعجاز موسيقى، لما جاء فى كتابه أسئلة حرجة الى حديث الدجال ونزول عيسى ابن مريم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، تقدم أن محمد عبد الرشيد رضا، وبعد ذلك الآن صاحب كتاب (مواعظ العلم والإيمان) وإنتقل من الشك الى الإيمان، والله أعلم بالإيمان الذى إنتقل إليه المخذول مصطفى محمود.. كلهم ينكرون موضوع خروج الدجال ونزول عيسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، يقول فى صفحة 99،: أحاديث الدجال كلها خرافة وأحاديث نزول عيسى ابن مريم كلها مدسوسة، ثم بعد ذلك فى مكانين صفحة 28و64، سؤال حرج أين الله؟ يقول: من الضلال ما يعلمه الناس لأولادهم أن فى السماء....، النبى صلى الله عليه وسلم يقول للجارية: أين الله، قالت: فى السماء،. يقول: لأنه فى عصر الفضاء بقى الأولاد يتناقضون مع ما يتلقونه فى بيوتهم، ومع ما يشاهدونه فى حياتهم، فقد غزى الناس الفضاء ووصلوا للقمر، وما رأوا الله فلو كان فى السماء لرأوه، هذا كقول فرعون تماما، {يا هامان ابنى لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع الى إله موسى} ..
أيها المخذول، هل الإله جل وعلا عندما نقول فى السماء يعنى فى هذه الأجرام السماوية السبعة؟ إذا كان كرسيه وسع السماوات والأرض، المراد من السماء العلو المطلق، أأمنتم من فى السماء، إما أن تقول السماء بمعنى العلو ففى ظرفية على حقيقتها،،وإما أن تقول: أأمنتم من على السماء وهو فوقها لأن السماء كالأرض، فكيف يكون الله فى داخلها، السماء والأرض سواء، والله جل وعلا ليس فى شىء من مخلوقاته، {ليس كمثله شىء وهو السيع البصير} والله منفصل مباين لخلقه فى ذاته وصفاته وأفعاله وعلى عرشه بائن من خلقه لا ذاته فى شىء من المخلوقات ولا المخلوقات فى شىء من الخالق، منفصل عنهم سبحانه وتعالى هو العلى العظيم، فالسماوات والأرض سواء، أنه يكون فى السماوات ولا يكون فى الأرض نعوذ بالله من هذا الخذلان، أما هنا، من فى السماء، عندما أقول أين الله؟ فى السماء نقصد من السماء العلو المطلق، وإذا كنا نقصد من السماوات الأجرام المعروفة فهنا يكون معنى {فى} بمعنى على، {لأصلبنكم فى جذوع النخل} أى على جذوع النخل، {فامشوا فى مناكبها} على مناكبها، {فسيحوا فى الأرض} على الأرض سيحوا عليها وامشوا عليها، وماتمشى فى داخلها وتكون فى وسطها، وهنا كذلك على السماء أو فيها بمعنى العلو، فيقول: الآن بدأ يتناقض الجيل عندما نقول له الله فى السماء، وغزى الفضاء وما حصل هذا، ومثل هذا كثير وكثير، فبقول: هذا إشارة الى علم الموسيقى.
وهذا القول قاله ايضاً محمد صبيح فى كتابه (بحث جديد عن القرآن) فى صفة 95، فنقل عن زكى مبارك، إنتبهوا إخوتى الكرام من أين جاء هذا القول اللعين، أن الأحرف المقطعة هى نظم موسيقى، نقل زكى مبارك عن المسيوبلانشو، هذا كما تقدم معنا نقل عن مصطفى محمود عن الكاتب البولاندى، أن المراد من الدجال هو التكنولوجيا والعلم الحديث، لأنه أعور، يقول: ليس له صلة بربه، هذا العور الذى فيه، وهنا ينقل عن المسيوبلانشو، صار يعنى المستشرقون سيتكلمون فى تفسير كلام الله ونرجع إليهم، يقول: الحروف المقطعة هى مطلع موسيقى يقوم عليه وحدة النغم فى ترتيل أيات السورة،، يقول هو عن المسيوبلانشو، يقول: الحروف المقطعة إشارات وبيانات موسيقية يتبعها المرتلون، وكانت الموسيقى القديمة بسيطة ليست كالموسيقى الحديثة معقدة آلات كثيرة، فكانت الموسيقى القديمة، يقول من حرف أو حرفين أو ثلاثة لا تتجاوز خمسة أحرف
…
فجاء إذاً القران موافقاً للموسيقى البسيطة، وهذا وراءه بعد ذلك أنه من صنع البشر وأن النبى صلى الله عليه وسلم حاك الناس فى هذا الأسلوب الذى كانوا يفعلونه، فلأن الموسيقى القديمة كانت بسيطة بدائية فجاء القرآن على هذه الوتيرة وعلى هذه الشاكلة، يقول زكى مبارك: ونحن مع إعترافنا وإعتدادنا بهذا القول نتوقف حتى تظهر الكنائس الحبشية والكنائس الشامية فى بلاد الحبشة والشام مدى صحة هذا القول وهذه الموسيقى كانت عندهم بسيطة ليست معقدة من حرف أو حرفين إلى خمس، فإن كان كذلك فيصح تفسير الحروف المقطعة بأنها موسيقى موافقة للموسيقى القديمة، مع إعتزازنا بهذا القول نتوقف فى من الحكم ظ الكنائس الحبشية والكنائس الشامية لتبحث لنا وتقرر لنا ماذا كان فى القديم من نغم يتبع فى الكنائس قبل تطور آلات الموسيقى.....
نعوذ بالله من هذا الخذى،، هذا القول الذى وقف زكى مبارك عنده لهذا الحد، قال: نتوقف حتى تحكم الكنائس، ماإرتضاه أيضاً محمد صبيح وقال: نحن نتفق بأن له قيمة لكن هذا القول لا ينبغى أن يهمل إنما هو قول معتبر وهو يقرب من قول المتقدمين: إنها حروف لتنبيه السامعين، أين هذا من ذاك؟
فهناك قلنا التنبيه كما يكون بلفظ يفهم يكون بلفظ لايفهم، فنقول: ياأيها الذين أمنوا،.ياأيها النبى، ياأيها الناس، يا بنى آدم، ونقول أيضاً:{آلم} أما قياس هذا على هذا، هذا فى منتهى الفساد الشقاء، فإذاً هذا تفسير عاشر وهو باطل منكر..
السيد قطب عليه رحمه الله وغفر الله له ولجميع المسلمين والمسلمات فى تفسيره (فى ظلال القرآن) وقع أحياناً عليه رحمة الله من غير قصد فى شىء من هذا، ولم يتنبه له عليه رحمه الله، فمثلاً فى كتاب فى تفسير سورة النجم.. يقول عنها: منظومة موسيقية علوية منغمة يسرى النغم الموسيقى في دمائها المقطعى وفى إقاع فواصلها
…
وأنا أقطع قطعاً بأن هذا العبد الصالح ولا نزكى أحدأً على الله جل وعلا، ونسأل الله أن يجعله فى جنات النعيم بفضله ورحمته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين: أنه ما يقصد من أن هذه على أوتار الموسيقى، إنما يقصد هنا من الموسيقى: صوت يلتذ منه السامع، عندما يقرأ {والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى} ، صوت يلتذ منه السامع، لكن يبقى، هل يجوز أن نعبر عنه بأنه نغم موسيقى وإيقاع موسيقى؟ يبقى ذلل يرد على قائله مهما كان شأنه، لكن شتان أن ترد خطأ المخطىء إذا كان صالحاً وتعثر، وبين أن ترد خطأ من يضلل ويفسد فى دين الله، شتان بين هذا وذاك، هذا ترد خطائه برفق وتلتمس له عذراً وتدعو له.، وأما ذاك تحذر الأمة منه، فينبغى أن نفرق بين هذا وذاك،، فإذاً هذا حاله عندما قال هذا، هذه فى الحقيقة ذلل ينبغى أن يحذف، ويكرر سيد قطب عليه رحمه الله هذا فى تفسيره، يقول إقاعها الموسيقى ونغمها الموسيقى، هذا لايجوز أن يقال فى تشبيه هذه الأمور المستحسنة بهذه الأمور السترذلة، لاسيما والموسيقة لها فى العصر شأن لايخفى علينا.
وقد عملت مقابلة مع بعض المشايخ الزائغين، فقال مدللاً على حل الموسيقى (وسيدقطب عليه رحمه الله لا يقول الموسيقى حلال يقول حرام، لكن يعبر عن إيقاع فواصل الأيات بأنها نغم موسيقى، يأخذ من الموسيقى تشبيهاً معروفاً وهو اللذة والطرب وابتهاج الأذن بسماع هذا الترتيل المبارك، لايقصدأن الموسيقى حلال، فبض الزائغين عملت له مقابلة، فقال: الموسيقى حلال وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبى موسى الأشعرى: [إننى إستمعت الى قرأتك وقد أوتيت مزماراً من مزامير داود] ، وهذا مما يدل على حل الموسيقى، ثم أخبر عن نفسه بأنه يطرب لفلانة وفلانة ويسمع لفلانة
…
أيها العبد المضل بعد أن كنت ضالاً: من الذى أباح لك أن تستمع لغناء المرأة، لو قلنا إن الموسيقى حلال، وعندك عود تضرب به فى بيتك أو تضرب لك زوجتك، لو قلنا: من الذى أباح لك أن تسمع لإم جرثوم وشادية وبلية، من الذى أباح لك؟ أوريد أن أعلم؟ منالذى أباح لك أن تسمع للمغنيات الفاجرات؟، فكون الموسيقى تقول حلال، وتتلاعب بمدلولات النصوص هذا خذلان
…
خذلان ثانى: تسمع للنساء، أوليس الغناء والموسيقى هو من الخضوع بالقول بالإتفاق، وهل المرأة عندما تغنى يكون كلامها جذلاً فصلاً أو بترقيق تنطيط، والله يقول للنساء عندما تكلم الرجال دون غناء {فلا تخضعن بالقول} ، فماذا بعد الغناء والموسيقى من خضوع وعندما تسمع لتلك الخبيثة وتستدل بأن ابى موسى الأشعرى رضي الله عنه أوتى مزماراً من مزامير آل داود، نعوذ بالله من الخذلان وإنطماس البصيرة..
إخوتى الكرام: الحديث رواه الإمام أحمد ورواه الشيخان فى صحيحيهما والترمذى والنسائى وابن ماجة عن ابى موسى الأشعرى رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم مر عليه وهو يقرأ القرآن فى الليل، وقال [له لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود] ثبت فى رواية المستدرك للحافظ فى الجزء الثالث صفحة 466، أن ابى موسى الأشعرى رضي الله عنه، قال: لو علمت بمكانك لحبرت لك تحبيرا، المراد من مزامير آل داود: أى أوتيت صوتاً حسناً، كصوت نبى الله داود وأوتاره عندما كان يقرأ الزبور، قيل لذلك مزمار: تشبيهاً باللذة المطربة التى تقع فى المزمار، لكن ما كان عند نبى الله مزمار.
المراد مزمار من مزامير آل داود: أوتيت صوتاً عذباً رطباً ندياً، كما كان يقول لذلك العبد الصالح عندما كان يجلس ويقرأ الزبور فى الصحراء الطيور تظله من عذوبة صوته، فأوتيت صوتاً حسناً، كما أوتى ذلك العبد الصالح على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، ليس المراد بالمزمار والموسيقى.
ولذلك ثبت فى الحلية عن ابى عثمان النهدى أنه قال: دخلت على ابى موسى الأشعرى، فسمعته يقرأ القرآن فكان صوته ألذ وأحسن من الصنج والبربطى، والناى، الصنج: حديدتان يضرب بهما، والبربط يقول العلماء: ألة تشبه العود، والناى: الزمارة، صوته ألذ من هذه، أى إذا كان أهل الفجور يتلذذون بهذه والطبيعة الإنسانية تتلذذ بهذا، كما يتلذذ الإنسان بالزنا، وليس فى هذا دليل على حله، وليس اللذة مقتضية للحل، كون الإنسان إذا سمع المزمار يطرب لا يدل على أنه حلال، كما أنه إذا زنا يلتذ
…
إنما صوت ابى موسى الأشعرى ألذ من صوت العود والزمار ة والصنج، كما ثبت هذا فى الحلية عن ابى عثمان النهدى بسند صحيح، فإذا ليس المراد: مزمار أنه كان عنده ألة يزمر بها، صوت حسن، صوتك يشبهه فى الحسن والعذوبة، وبهذا ينتهى الكلام على الأحرف المقطعة فى بعض سور القرآن، وأما تفسير أية سورة لقمان سنتدارسه فى الموعظة الأتية إن شاء الرحمن وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسلام ورحمة الله وبركاته..