المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ٤٦

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أما بعد إخوتى الكرام لا زلنا نتدارس مقدمة لعلم الفقه الشريف وقلت هذه المقدمة ستدور على أمرين اثنين الأمر الأول فى بيان معنى علم الفقه وفضله وقد مر الكلام على ذلك ونحن نتدارس آخر من يتعلق بهذا الأمر فى هذه الموعظة بعون الله وتوفيقه والمر الثانى كما تقدم معنا ترجمة موجزة لساداتنا أئمتنا القثهاء الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين

الأمر الأول إخوتى الكرام مر الكلام عليه ونح الآن فى الدرس التاسع من دروس مدارسة كما قلت هذه المقدمة وبدأت بعد أن بينت فضل هذا العلم ومكانته بعد تعريفه أيضا قلت يحسن بنا بل يجب علينا أن نتدارس الفروق بين شرع الخالق سبحانه وتعالى وشرع المخلوق وهذه الفروق كما قلت تحتم علينا وتوجب علينا ان نلتزم بشرع ربنا سبحانه وتعالى كما تحتم علينا أن نبتعد عن التشرعات الوضيعة الوضعية وقلت إخوتى الكرام إن الأمر معروف لا يرتاب فيه اثنان إنما من باب البيان فقط وإلا لا مقارنة بين شرع الخاق وشرع المخلوق وقلت فضل شرع الخالق على شرع المخلوق كفضل الله سبحانه وتعالى على المخلوق

إخوتى الكرام كما قلت الفروق كثيرة وسأوجزها فى خمسة عشر فرقا غالب ظنى أننا تدارسنا اثنى عشر فرقا منها أذكرها سردا ثم أتدارس الفروق الثلاثة الباقية

ص: 1

أولها كما تقدم معنا إخوتى الكرام شرع ربنا مستمد من خالقنا مستمد منه سبحانه وتعالى وبينت ما فى هذا من فائدة ومعنى معتبر شرع الله مستمد من خلقنا من ربنا من سيدنا ومالكنا

الأمر الثانى قلت صاحبه علم تام كيف لا والله بكل شىء عليم سبحانه وتعالى

والأمر الثالث تقدم معنا أيضا صاحبه حكمة تامة وُضع كل شىء فى موضعه ألا يعلم ن خلق وهو اللطيف الخبير وقد أحسن خلقه وشرعه فما فى خلقه من تفاوت كما أنك لا ترى فى شرعه من تناقض وتضارب

والأمر الرابع فيه هدى ونور وإرشاد العباد إلى أقوم الأمور

والأمر الخامس فيه خير وبركة وتقدم معنا أن هذه الخيرية وهذه البركة يعنى هى أعظم ما منَّ الله علينا من الخيرات فنعم الله علينا بنعمة الهداية والإرشاد أعظم علينا من نعمة الخلق والإيجاد

الفرق السادس قلت إن هذا الشرع صاحبه رحمة واسعة فهو شرع الخالق إلى عباده إلى مخلوقاته

والأمر السابع لا تناقض فيه ولا تضارب ولو كان من غير عند الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا والتشريعات الوضيعة الوضعية منتاقضة متضاربة فاسدة

والفرق الثامن كما تقدم معنا هو أحسن الحديث وهو من الله القوى العزيز سبحانه وتعالى

والفرق التاسع كما تقدم معنا شرع الله فيه حياة أرواحنا وهو روح هذا العالم وروح الوجود

والفرق العاشر قلت إنه هو المهيمن الرقيب الشاهد المتطلع على ما سواه يقر ما فى سواه من حق ويبطل ما فيه من باطل

والفرق الحادى عشر كما تقدم معنا محترم مقدس

والفرق الثانى عشر قلت إنه مصون من التغيير والعبث

وهذه الفروق كما قلت مر الكلام عليها إخوتى الكرام ووصلنا إلى الفرق الثالث عشر من الفروق بين شرع الخالق والمخلوق

الفرق الثالث عشر

ص: 2

شرع الله جل وعلا تتسع نصوصه لما جد ولما سيجد إلى قيام الساعة نصوص محددة لكن تحتمل معانى كثيرة لما يقع من حوادث فنلحق النظير بالنظير حسب ما وُجد من نصوص بعد ذلك عامة من كتاب الله سنة رسوله عليه الصلاة والسلام تشمل الوقائع الواقعة فى مستقبل الزمن إلى قيام الساعة

وتقدم معنا إخوتى الكرام فى تعريف الفقه أنه العلم بالأحكام الشرعية التى طريقها الاجتهاد من أدلتها التفصيلية

إذاً عندنا أدلة تفصيلية قواعد يستنبط منها تلك الأحكام الشريعة لكل واقعة تقع فى هذه الحياة إلى لقاء رب الأرض والسموات

وعليه فالأمر كما قال أئمتنا إن الثروة الفقهية هى من أعظم معجزات نبينا عليه الصلاة والسلام خير البرية معجزة عظيمة

وهذه المعجزة إخوتى الكرام تفوق سائر المعجزات هذه المعجزة ولأن هذا التشريع صالح لكل زمان ومكان ويتسع لجميع الحوادث التى تقع فى مستقبل الزمان

هذه المعجزة هى أعظم وأبلغ من المعجزات التى فيها إخبار بغيب ووقع كما أخبر ربنا ونبينا عليه الصلاة والسلام

وهى أعظم أيضا من المعجزات التى حصلت لنبينا عليه الصلاة والسلام عن طريق الفتوحات والانتصارات التى أيده الله بها هذه حقيقة معجزة كلام وجيه بليغ يشمل لكل حادثة تقع إلى قيام الساعة بحيث أى حادثة تقع وتجد يمكن أن تدمجها ضمن نص شرعى من كتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام حقيقة هذه ثروة عظيمة كما قال شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين صفحة ست وتسعين ومائتين

قال إنها ثروة عظيمة لا تفنى جِدَتُها ولا تبلى جِدَّتُها هى غنية لا تفنى كنوزها والنضرة والبهجة والحيوية فيها لا تبلى كأن النص الذى نزل على نبينا عليه الصلاة والسلام من خمسة عشر قرنا كأنه نزل فى هذه الأيام ويخاطبنا فى هذا الزمان لا تفى جدتها لا تبلى جدتها نضارتها بهجتها

ص: 3

وكما قلت إنها من أعظم معجزات نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه

ولإيضاح هذا إخوتى الكرام أن هذه النصوص الشرعية التى كما قلت محددة لكنها تشمل وقائع لا حصر لها، نص يشمل ما شئت من وقائع تجد هذا، من الذى كشف عنه؟

ساداتنا وأئمتنا الفقهاء رضوان الله عليهم أجمعين

استمعوا إلى مثالين اثنين لا أريد أن أطيل كما قلت سابقا إخوتى الكرام كل قضية من هذه القضايا وكل فرق من هذه الفروق يمكن أن يُشرح فى مواعظ إذا أردنا أن نسترسل فيه لكن كما قلت أوجز قدر الإمكان من أجل أن ندخل فى مباحث علم الفقه فإذا يعنى مع الإيجاز أخذ الأمر الأول من الأمرين فى المقدمة سيأخذ عشرة يعنى دروس كما سيأتينا موعظة الغد ستكون تكملة لهذا الموضوع بعون الله كما سأشير فإذا أردنا أن نسترسل أكثر حقيقة أخشى الأمر يعنى ألا يحتمل فلذلك سأقتصر على مثالين اثنين

المثال الأول

ثبت فى مسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك والحديث فى السنن الأربعة وسنن الدارمى ورواه الإمام ابن حبان فى صحيحه وهكذا ابن خزيمة فى صحيحه والحاكم فى مستدركه كما رواه الإمام الدارقطنى فى السنن والبيهقى فى السنن الكبرى ورواه البغوى فى شرح السنة والحديث فى أعلى درجات الصحة قال عنه الإمام الترمذى هذا حديث حسن صحيح وقد صححه الإمام البخارى كما نقل ذلك عنه أئمة الحديث ومنهم الإمام الترمذى وصححه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان وأقر الذهبى تصحيح الحاكم عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه

ص: 4

ولفظ الحديث عن كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاها وكانت تحت ولد سيدنا أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنهم أجمعين دخل عليها سيدنا أبو قَتادة رضي الله عنه وأرضاه فسكبت له وَضوءه وهو الماء ليتوضأ ويتطهر به بالفتح الوَضوء الماء الذى يستعمل فى الوُضوء سكبت له وضوءه فجاءت هرة فأصغى لها الإناء لتشرب من هذا الإناء فنظرت يعنى زوجة الإبن مستغربة كيف أبو قتادة يصغى الإناء لهذه الهرة وسيتوضأ بعد ذلك من هذا الماء

فقال يا بنىَّ يعنى تعجبت تتعجبين

قالت نعم

قال سيدنا أبو قتادة رضي الله عنه وأرضاه فعلت مثل ما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام وسمعت يقول

(إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات) ليست بنجس هذه ثؤرها طاهر فلا إشكال لو شربت من هذا الماء

وهذا الحديث إخوتى الكرام ماذا استنبط منه أئمتنا؟

سأشير كما قلت بعد أن أسرد الآن روايةالحديث على سبيل الإيجاز أيضا هذا الحديث أيضا رُوى بسند صحيح عن أمنا الصديقة المباركة سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها فى سنن أبى داود وسنن ابن ماجة والحديث رواه الإمام ابن خزيمة فى صحيحه والحاكم فى مستدركه والإمام الدارقطنى فى السنن والبيهقى فى السنن الكبرى ورواه الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط والطحاوى فى شرح معانى الآثار ورواه الإمام أبو نعيم فى الحلية وكما قلت إن الحديث صحيح وفيه أنه أُهدى إلى أمنا الصديقة المباركة سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها هريسة فجاءت هرة فأكلت منها فأكلت أمنا عائشة رضي الله عنها من هذه الهريسة فقيل يا أم المؤمنين أكلت منها هرة فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات) ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضل الهرة

يعنى تأتى هرة تشرب ثم ما يبقى يأتى يتوضأ منه عليه صلوات الله وسلامه

ص: 5

وهذا الحديث إخوتى الكرام رُوى عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه فى معجم الطبرانى الصغير انظروا معجمه فى الجزء الأول صفحة تسع وسبعين وثلاثمائة وانظروا كلام الإمام الهيثمى على هذا الحديث فى المجمع فى الجزء الأول صفحة ست عشرة ومائتن ورُى عن سيدنا جابربن عبد الله رضى الله عنهم أجمعين رواه عنه الإمام ابن شاهين فى كتابه الناسخ والمنسوخ صفحة اثنتين وأربعين ومائة وانظروا الكلام على هذه الأحاديث تصحيحا وتقوية فى أحسن كتاب فى التخريج كما قلت مرار وهو نصب الراية للإمام الزيلعى رضوان الله عليه فى الجزء الأول صفحة ثلاث وثلاثين ومائة إلى صفحة سبع وثلاثين ومائة يعنى أخذ أربع صفحات فى الكلام على هذا الحديث تخريجا من ثلاث وثلاثين مائة إلى سبع وثلاثين ومائة وانظروا مختصره الدراية للإمام ابن حجر فى الجزء الأول صفحة ستين إلى صفحة اثنتين وستين وانظروا التلخيص الحبير له أيضا فى الجزء الأول صفحة ثلاث وخمسين إلى صفحة خمس وخمسين

هذا حديث يتكلم عن يعنى شىء محدد وهو عن سؤر الهرة

استمع لكلام أئمتنا وماذا استنبطوا من هذا الحديث حكما لأسآر متعددة متنوعة لأن النبى عليه الصلاة والسلام ذكر علة فى كلامه البليغ الوجيز المحكم وقد أُوتى جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا عليه صلوات الله وسلامه فأينما توجد هذه العلة نرتب هذا الحكم الذى رتبه نبينا عليه الصلاة والسلام هذا من الذى يكشف عنه فقهاؤنا رضى الله عنهم أجمعين قول يعنى سأنقل من أول الفقهاء الأربعة من ساداتنا الحنفية ولكن هذا الحكم مقرر عند المذاهب الأربعة لا خلاف بينهم فيه يقول الإمام ابن عابدين عليه رحمات رب العالمين فى رد المحتار على الدر المختار فى الجزء الأول صفحة أربع وعشرين ومائتين وهكذا فى كتاب الاختيار لتعليل المختار فى فقه السادة الحنفية أيضا فى الجزء الأول صفحة تسع عشرة

ص: 6

يتكلم على سؤر الهرة وأنه طاهر لوشربت من الأناء لا يتنجس يقولون كما قلت الحنفية وسائر المذاهب كذلك

سقط حكم النجاسة اتفاقا السؤر يتبع اللحم وإذا كان اللحم نجسا فالسؤر نجس

سقط حكم النجاسة اتفاقا لمَ؟

قال بعلة الطواف المنصوصة إنها ليست بنجس لمَ؟ إنها من الطوافين عليكم والطوافات بعلة الطواف المنصوصة قال لأنها تدخل المضايق يعنى من الأماكن الضيقة من نافذة من كُوة من جحر مِن مِن تدخل إلى بيتك من غير اختيارك من السطح تتسلق لأنها تدخل المضايق ولازمه شدة المخالطة، يلزم إذا كانت تدخل بغير اختيارك إنها ستخالطنا مخالطة شديدة بغير اختيارنا بحيث يتعذر صون الأوانى عنها انتهى هذا الآن ما يتعلق بالهرة خذ لسحب الحكم على بعد ذلك أسآر كثيرة عنى لوجود هذه العلة فيها وهى الطواف قال وفى ومعناها سواكن البيوت للعلة المذكورة من فأرة وغيرها كل ما يشق بعد ذلك الاحتراز منه ويخالطنا من غير اختيارنا له هذا الحكم

هذا من الذى كشف عنه؟ أئمتنا الفقهاء مع أن النبى عليه الصلاة والسلام ما نص على سؤر الفأرة وما يشبهها من سواكن البيوت ذكر فقط الهرة وعليه لوشربت الفأرة شرب الجرذان الذى يكون فى البيوت هذا لا ينجس أيضا الماء لمَ؟

لمشقة الاحتراز إنها ليست بنجس سؤرها طاهر مع أن اللحم لا يؤكل واللحم نجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات

اخترت هذا المثال إخوتى الكرام لأننى سأعلق عليه بتعليقين اثنين:

التعليق الأول

جاء بعض المشوشين فى هذا الحين إلى بعض شيوخنا الكرام الطيبين الشيخ محمد الملاح عليه وعلى شيوخنا جميعا والمسلمين رحمات رب العالمين وتُوفى وهو من الشيوخ الصالحين فى بلاد الشام وكان أعلم المشايخ فى المذهب الحنفى جاءه بعض المشوشين وموضوع اتباع السنة أو اتباع المذهب وأنتم تتبعون السنة او تتبعون مذهب أبى حنيفة رضي الله عنه وأرضاه وكما قلت لكم إخوتى الكرام كلام معسول يحبِكونه لكنه فى الحقيقة باطل مردود

ص: 7

وجواب هذا كما قلت مرارا نتبع السنة حسب ما فهم أئمتنا وسلفنا لا حسب ما يفهم خوارج هذا الزمان

نتبع السنة حسب ما فهم أئمتنا فقال له أنت ما تتقيد بمذهب ولا تلتزم بمذهب

قال المذاهب كلها بدعة

قال إذاً كيف ستستدل على الأحكام

قال من الكتاب والسنة قال أحسنت يا ولدى الكتاب والسنة الذى لا يحتكم إليه20:25اجلس سأسألك سؤالا مختصرا

قال إذا شربت فأرة من إناء تنجس الماء أم لا؟ ماذا تقول هاتى دليلا على ذلك من الكتاب والسنة كما الآن تريد أن تستدل على الأحكام لأنه إذا كان ستأتى أنت بدليل هات على كل قضية وادخل هذه ضمن النصوص الشرعية إذا كنت فقيها وحقيقة لا يوجد فعل إلا ويستدل عليه تحليلا أو تحريما وجوبا أو ندبا كراهة أو تحريما أو إباحة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام علم من علم وجهل من جهل الفقهاء لا يوجد فعل إلا ويستدلون عليه لكن كما قلت قد ينص عليه صراحة قد تُذكر علة وبعد ذلك وأينما توجد هذه العلة فالحكم هو هو هذا المعترض الذى شن على المذاهب

قال الماء نجس إذا شربت فأرة من وعاء الماء تنجس لا يجوز أن نستعمله ولا أن نتطهر به

قال لمَ يا ولدى يعنى لمَ سؤرها نجس؟

الهرة تشرب من الوعاء ولا يتنجس

قال سامحنى

قال سامحتك

يقول ماذا تقول عندك جواب ثانى

قال نعم سؤرها طاهر لو شربت فأرة من الوعاء السؤر طاهر

قال لمَ يا ولدى؟ أوليس السؤر يتبع اللحم ولحم الفأرة نجس فسؤرها نجس

قال دعنى أفكر قال فكر مرة طاهر ومرة نجس لسؤر فأرة قال ماذا ستقول

قال تحتاج إلى بحث

قال يا ولدى اعرف قدرك سؤر فأرة ما عرفته وبعد ذلك تشوش على المذاهب تتبعون الكتاب والسنة أو تتبعون المذاهب الأربعة!!

ص: 8

يا ولدى سؤر الفأرة معروف يا ولدى اعرف قدرك واعرف مراتب الأدلة وطرق الاستنباط ثم تكلم ثم قال له جوابك الأول الأصل أنه صحيح أن السؤر نجس لكن ما عندك لا دليل ولا حسن تعليل التعليل أن تقول السؤر نجس ما يفضله الفأر لأن السؤر يتبع اللحم وعليه الماء المتبقى بعد شرب الفأرة التعليل أنه نجس هذا الأصل تعليل لكن الدليل ستقول بعد ذلك طاهر تركنا الأصل لمَ؟

لوجود علة عن نبينا عليه الصلاة والسلام نص على أن ما يشق الاحتراز منه معفو عن سؤره وأن سؤره طاهر وليس بنجس قال التعليل فى الأصل صحيح لو ذكرت تعليلا، لا تعلل ولا تدلل يعنى لا عرفت الدليل ولا عرفت التعليل

الأصل أن تقول السؤر نجس لعلة كذا ثم تقول السؤر طاهر لدليل كذا وعليه العلة هناك الأصلية لأن السؤر يتبع اللحم تركت هنا لوجود دليل واضح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ألا وهو علة الطواف ولذلك قال الفقهاء هذه الكلمة الموجزة وفى معناها سواكن البيوت كل ما يشق الاحتراز منه ويساكنك من غير اختيارك له هذا الحكم

ثم قال له الشيخ يا ولدى مشقة الاحتراز من الفأرة أصعب من مشقة الاحتراز من الهرة ،الهرة يعنى يمكن حقيقة أن يحترز الإنسان منها بحيث يرفع السور مثلا يغلق النوافذ أما هذه من تحت الباب تدخل يعنى لو كان يوجد ثقب صغير بمقدار إصبع تدخل منه الفأرة فهذه مشقة الاحتراز منها أصعب من الهر بكثير فأنت ما عرفت حكم سؤر الهر، سؤر الهرة ما عرفت حكمه وبعد ذلك تتبعون الكتاب والسنة أو المذاهب الأربعة!!

يا ولدى أنت ستضيع الأمة إذا كنا سنتبع الكتاب والسنة على حسب فهمك ستضيع الأمة أسألك عن سؤر الهرة فى مجلس واحد تجيب بجوابين مختلفين ثم تسكت تقول تحتاج إلى مراجعة ونظر هذا فى مجلس واحد لك ثلاثة أجوبة وأنت فى الثلاثة آثم لأنك تجيب من غير علم وتعصى العليم سبحانه وتعالى ثم تشوش على المذاهب يعنى مع كل هذا تشوش ولا تعرف قدرك وتقف عند حدك

ص: 9

إخوتى الكرام حقيقة لا بد من وعى هذا وسيأتينا كما قلت لا أريد أن أسترسل فى الأمثلة عند مدارسة الفقه كيف رُبطت الوقائع بالنصوص الشرعية حسب ما كشف عن ذلك أئمتنا رضوان الله عليهم أجمعين

القصة الثانية التى سأعلق عليها نحو قصة الفأرة كنت ذكرتها فى بعض المواعظ جرت مع العبد الصالح ذى النون شيخ الديار المصرية علي رحمات رب البرية توفى سنة خمس وأربعين مائتين وقيل سنة ثمان وأربعين ومائتين عليه رحمة الله ورضوانه ذى النون قيل اسمه وقيل لقبه وكنيته أبو الفيض وقيل اسمه ثوبان والعلم عند ذى الجلال والإكرام وعلى كل حال هو رجل صالح كما قال الإمام الدارقطنى ويكفيك هذا القول فى توفيقه وتقدم معنا هو الإمام العلم الجبل توفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة يقول الدارقطنى كما نقل عنه الخطيب فى تاريخ بغداد فى ترجمة أبى الفيض ذى النون ثوبان المصرى رضي الله عنه وأرضاه يقول إذا صح الطريق إليه أحاديثه مستقيمة وهو ثقة لكن يحتاج يعنى الإسناد الذى يوصل إليه أن يكون من دونه ممن ينقلون عن ثقة إذا الطريق إليه فأحاديثه مستقيمة وهو ثقة وهو من الذى رووا موطأ الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه كما روى ذلك ذكر ذلك الإمام ابن كثير فى ترجمته فى حوادث سنة خمس وأربعين ومائتين انظروا ترجمة هذا العبد الصالح فى السير فى الجزء الحادى عشر صفحة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ومن كراماته أنه عندما توفى

وكان بعض السفهاء فى مصر يعيب عليه ويتكلم عليه عندما توفى أظلت الطير جنازته حتى دُفن عليه رحمة الله الطير تمشى فوقه تظل الناس كأنها غيوم من أجل أن تقى الناس حر الشمس فى دفن هذا العبد الصالح فعرف الناس قدره وكرامته على ربه سبحانه وتعالى

ص: 10

ومن كلامه المحكم كان يقول من تطأطأ لقى رطبة ومن تعالى لقى عطبه، إذا تطأطأ يلقط الرطب لكن إذا شمخ بأنفه يحصل العطب والإمام أبو نعيم ختم الجزء الحادى عشر فى ترجمته من صفحة ثلاثين وثلاث مائة إلى خمس وتسعين وثلاثمائة ثم بدأ الجزء العاشر أيضا يعنى التاسع فى نهايته ثم الجزء العاشر فى صفحتين أو ثلاثة حتى أنهى ترجمته يعنى ذكر قرابة أربعين صفحة فى ترجمة ذى النون المصرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا

إخوتى الكرام كان فى بلاد مصر كما قلت وجاء بعض الناس يعنى إلى هذا الإمام الصالح وقال له بلغنى أنه عندك اسم الله الأعظم والعلم عند الله، يعلم أو لا العلم عند الله، لكن ذا قال له هذا فأريد يعنى أن تعلمنى هذا الإسم الذى إذا دعوت به أُجبت وإذا سألت أعطيت ويعنى يكون لى شأن وتعلمنى شىء تخصنى به عن غيرى من تلاميذك وأصحابك

قالوا هذا بعد أن جلس سنة عنده يعنى خصنى بشىء فتجاهل الشيخ طلبه ثم بعد فترة قال له تعرف فلانا الذى يأتينا من الفسطاط ويحول بيننا وبينهم نهرالنيل يعنى مشاة ونهر لا بد من اجتيازه قال نعم تأخذ هذا الصندوق يعنى توصله إليه

والصندوق حقيقة ما وضع فيه ذى النون شيئا إنما فقط جاء بفأرة صغيرة نشيطة ووضعها فى هذا الصندوق ثم لفه يعنى بخرقة وقال هذه أمانة توصلها إلى فلان هدية تقول له هذه هدية من أخيك ذى النون فلما حمل الصندوق من خشب استنكره،

هذا صندوق ما له وزن ثم بعد ما يعنى مشى وصل إلى ضفاف النهر شىء تحرك فيه سبحان الله ليس له وزن ويتحرك ماذا يوجد يعنى أريد أن أرى ما فى داخل الصندوق وهذا مؤتمن لا يجوز يعنى أن ينظر فى الصندوق وهذه أمانة يوصلها إلى صاحبها فكشف الخرقة فنطت الفأرة وذهبت ما عاد بإمكانه أن يعيدها فعاد وما أصل الصندوق إلى صاحب ذى النون فلما رجع

ص: 11

قال يا بنى على فأرة ما اؤتمنت اذهب فالزم السوق خيرا لك فأرة واحدة ما اؤتمنت عليها فأنت بعد ذلك تريد أن تكون خليفة النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وتتعلم هذا العلم وأن أخصك بشىء، فأرة ما اؤتمنت عليها فالزم السوق هذا خير لك وهذا إخوتى الكرام حالنا حكم سؤر فأرة ما عرف وأجاب فى مجلس واحد ثلاثة أجوبة وآخر الجواب سكوت هذا آخر جوابه طيب بعد ذلك كتاب وسنة كتاب وسنة!!

يا إخوتى الكرام من الذى ينازع فى الاحتكام إلى الكتاب والسنة لا ينازع فى ذلك إلا من غضب عليه ربنا سبحانه وتعالى لكن الكتاب والسنة ينبغى أن يفهما كما قلت مرارا حسب ما فهم سلفنا وأئمتنا ومن سلفنا الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم أجمعين وتقدم معنا أن فهم الصحابة استقر فى هذه المذاهب الأربعة ولا يخرج الحق عنها وسيدنا أبو حنيفة هو أول الفقهاء الأربعة وهو تابعى أدرك ست من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فلنقف عند حدنا ولا داعى للتطاول بكلام كما قلت ظاهره معسول لكن فى الحقيقة سم مرذول تتبعون الكتاب والسنة!! أو تتبعون الإمام الشافعى تتبعون الكتاب والسنة أو تتبعون مالك رضى الله عنهم أجمعين أو الإمام أحمد يا عباد الله قلت هذه مقابلة كما قلت باطلة وما يراد منها إلا التشويش وإلقاء الفساد والفتن والنزاع بين المسلمين نتبع كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام حسب ما فهم أئمتنا فالخروج عن سهمهم مضيعة وهلكة

المثال الثانى الذى سأذكره حديث رواه الإمام أحمد وهو فى الكتب الستة أيضا فى الصحيحين والسنن الأربعة ورواه أبو داود الطيالسى فى مسنده والبيهقى فى السنن الكبرى والإمام ابن الجارود فى المنتقى وهو فى أعلى درجات الصحة فهو فى الصحيحين كما سمعتم من رواية سيدنا أبى بكرة رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان)

وفى رواية (لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان)

ص: 12

ذكر نبينا عليه الصلاة والسلام فى هذا الحديث صورة من الصور التى تمنع القاضى من الحكم وهى الغضب فإذا تلبس بغضب فلا يجوز أن يصدر حكما لأن هذا الغضب حقيقة إذا استولى على عقله لا يمكن أن يعى القضية تماما ولا ان يعلم ما يناسبها من حكم شرعى فسيخطىء والله جل وعلا يقول فى كتابه عن حال نبيه ونجيه موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام

{ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون} [الأعراف/154]

يعنى لما غضب غضبه لله نبى الله ما غضب لنفسه عليه الصلاة والسلام عندما أخبر بأن قومه عبدوا العجل ألقى هذه الصحف يعنى حتى تكسرت انفعالا وغضبا كيف عاد الناس إلى عبادة الطواغيت وعبادة العجل من دون الله عز وجل

إخوتى الكرام هذا الغضب الذى يعنى ملك عليه صار بمثابة الآمر الناهى لنبى الله موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ولذلك لم يقل الله ولما سكن إنما قال ولما سكت يعنى كأنه كان يأمر وينهى ونبى الله على نبينا وعليه الصلاة والسلام يتصرف حسب يعنى ذلك الأمر الذى يصدر وإن كان انفعالا لله ولما سكت عن موسى الغضب كأنه يأمره وينهاه ولذلك إخوتى الكرام لابد من أن يعلم الإنسان هذا إذا غضب لا يعنى لا يعى القضية ولا يعلم ما يناسبها من الأحكام الشرعية منعه نبينا خير البرية عليه الصلاة والسلام من أن يحكم وعليه لا يجوز أن يصلح بين اثنين وهو غضبان ولا يجوز أن يحكم بين اثنين وهو غضبان ولا ولا ولا لأنه يفقد تمام الوعى

هذه الصورة الوحيدة ألحق أئمتنا صورا بها صورا كثيرة متعددة بجامع تشويش الذهن فى جميع تلك الصور كما تشوش الذهن هنا فى هذه الصورة

ص: 13

استمع ماذا يقول أئمتنا يعنى هناك بدأنا بأول المذاهب وهم السادة الحنفية نأخذ ننتقل الآن إلى آخر المذاهب وما بينهما خير وفضيلة وقلت نحن سندرس بعد ذلك الفقه الشافعى الذى فى الوسط إنما الآن هذا الحكم أيضا فى المذاهب الأربعة ولا خلاف فيه بين أئمتنا لكن سأنقله من الحنابلة من باب التنويع رضوان الله عليهم أجمعين

يقول الإمام المقدسى فى العدة فى شرح العمدة صفحة ثلاث وعشرين وستمائة

وفى معنى الغضب كل ما يشغل فكره من الجوع المفرط والعطش الشديد والوجع المزعج ومدافعة الأخبثين وشدة النعاس والهم والغم والحزن والفرح فهذه كلها تمنع من استيفاء الرأى الذى يتوصل به إلى إصابة الحق فى الغالب فهى فى معنى المنصوص عليه فتجرى مجراه

وهناك ما هو المنصوص؟ الغضب فى معنى الغضب أوليس كذلك يقول فى معنى الغضب ،الغضب نُص عليه لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان هنا نُص على الغضب طيب

هل المراد صورة الغضب فقط لا إذا كان يدافع الأخبثين ذهنه يتشوش أكثر من الغضب وإذا جاءه فرح استخفه أو حزن ملك عليه أو جوع شديد أو ألم يعنى أيضا شديد هذا كله كما قلت يبعد عنه كمال التأمل الذى هو سبب لإصابة الحق لفهم القضية ولتنزيل الحكم الشرعى بعد ذلك على هذه القضية بعد أن فهمها فهنا لم يفهم القضية ومن باب أولى لم يعالجها بعد ذلك معالجة شريعة فهذه كلها فى معنى الغضب هذا ما يكشف عنه أئمتنا العلم بالأحكام الشرعية التى طريقها الاجتهاد من أدلتها التفصيلية ألحق بالغضب عدة أحوال تشوش ذهن الإنسان وتعكر البال فلا يجوز للإنسان أن يزاول القضاء ولا أن يقضى إذا طرأ عليه شىء من ذلك

كما قلت نصوصه تتسع لما جد ولما يجد ولجميع الأحوال والوقائع وعليه لو جاء إنسان وقال هل يقضى القاضى وهو فرحان مباشرة نقول له لا ما الدليل

ص: 14

نقول لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان يقول هذا غضبان يقول يا عبد الله الغضب يشوش الذهن والفرح أيضا يشوش الذهن لأنه صرف إلى الشىء الذى فرح به ما عنده الآن تأمل للقضية التى عرضت عليه فلا بد إذاً من أن يكون متزنا هادئا وهكذا الجوع وهكذا العطش وهكذا النعاس وهكذا وهكذا وهكذا لو جاء أحد من أين أتيتم بهذه الأحكام نقول من حديث نبينا عليه الصلاة والسلام كما تقدم معنا فى جواب فقهائنا المحدثين الكرام يفتى أبو حنيفة رضي الله عنه وأرضاه فيقول محدث زمانه الإمام الأعمش من أين لك هذا يا أبا حنيفة

يقول مما رويتم لنا فيقول أنتم الأطباء ونحن الصيادلة

حقيقة لا بد من وعى هذا لكن الآن ابتلينا بفرقة لا من الصيادلة ولا من الأطباء ويعترضون على الأطباء

يا إخوتى الكرام هل رأيتم أحدا يراجع طبيبا فى مستشفى من المستشفيات يعترض عليه هل رأيتم يعنى عندما يعطيه الوصفة يقول تشرب واحدة وواحدة وواحدة أو ثنتين وواحدة وثنتين يعنى لوقال لو جمعت الخمسة وشربتها مرة واحدة يصلح هذا لا أحد يعترض ولو جاء أحيانا ليسأل يعنى الطبيب إذا الطبيب عنده حماقة 39:57يقول لا تتفلسف علينا خذ الدواء وانصرف أوليس كذلك؟

يعنى الطبيب الذى فى معالجة داء وقد يخطىء فى تشخيص الداء وقد يخطىء فى وصف الدواء ومع ذلك تستجيب له وتستجيب له أحيانا ليفتح بطنك وكم من بطن يُفتح ولا يحتاج البطن إلى فتح وكم أحيانا من طحال يستأصل وليس العلة فيه ويكون وهموا هذا وقع بكثرة وأنا على علم بذلك فى حوادث لا تحصى ومع ذلك سلم نفسه للطبيب يشق بطنه وينزع الطحال ثم الأعراض هى هى وقالوا تبين أننا أخطأنا فى هذا الأمر وكان ما ينبغى أن نستأصل الطحال لكن استُأصل

طيب يا إخوتى هذا كما قلت نفعله نحن مع طبيب نسلم بدننا إليه بعد ذلك طبيب شهد له أئمتنا بحسن الاستنباط والفهم بشهادة كبار المحدثين أنتم الفقهاء ونحن الصيادلة

ص: 15

وتقدم معنا هذا القول مأثور عن عدد منهم الإمام الشافعى وغيره كما تقدم معنا هذا الطبيب سننازعه لأن دين الله ما بقى قيمة فى قلوبنا والوازع ضعُف ولذلك ننازع الطبيب الشرعى ولا ننازع الطبيب البدنى عظمنا الدنيا فاحترمنا أهلها ولما بعد ذلك امتهنا الدين عارضنا أهله، معارضة أبى حنيفة سهلة وترى طبيب نصرانى هندوكى ومجوسى لا يعارضه ويستسلم له لمَ هناك كل صعلوك سيجعل نفسه يعنى هو المتخصص فى الطب وسيعترض على أبى حنيفة والشافعى وأحمد ومالك وعندما تذكر له واحدا من هؤلاء يقول الضُلَّال هم رجال ونحن رجال طيب يا عبد الله لمً لا تلغى المستشفيات سواء الأطباء رجال وأنت رجل لمَ هنا تذهب مثل الصعلوك وتلتزم بما يرشد ويقول هذا الطبيب ولما تأتى للفقهاء تقول هم رجال ونحن رجال لأنه كما قلت ما بقى فى قلوبنا تعظيم لذى العزة والجلال صرنا نتلاعب على حسب أهوائنا فى هذه الأيام

وهذا إخوتى الكرام لابد من وعيه ولا يجوز أن نلبس على الناس باسم كتاب وسنة لنقود الناس إلى أهوائنا وآرائنا

وذكرت لكم إخوتى الكرام الذين يحضرون معنا فى موعظة الجمعة كم وكم من التخبيط الذى يخبط به الناس فى هذه الأيام ممن يَّدعون كتاب وسنة ولا يريد المذاهب الأربعة ويقول كان حنفيا ثم اهتدى ثم يفتى بعد ذلك بأى شىء

والله يا إخوتى الكرام فتوى لا تقبلها نساء البادية دع طلبة العلم دع الفقهاء نساء البادية لا تقبلها

المرأة إذا طلقت طلاقين وانتهت عدتها انتهت العدة ثم تزوجها زوجها بعقد جديد وترتيب جديد تعود إليه وله عليها ثلاث طلقات من قال هذا ،هذا كما قلت يستنكره نساء البادية يقوله كما يقال مجتهد هذا الزمان الذى يدعو الكتاب والسنة ودعونا من المذاهب الأربعة يقول كنت حنفيا ثم اهتديت ثم يقول هذا التخريف

ص: 16

وقلت لكم بناء على هذه الفتيا أعيد بعض النساء إلى أزواجهن طلقها طلاقين انتهت العدة ثم تزوجها بعد الزواج ذهب على حسب فتيا الشيخ يعنى ذهب الطلاقان طلقها بعد أن عاد طلاقا آخر ثم راجعها ثم طلقها طلاقا آخر ثم راجعها يعنى كم طلقة صار أربع طلقات ولا زالت فى عصمته، هذا واقع هذا هو التخبيط والفتن التى نعيشها فى هذا الزمن ولو نظر فى أى مختصر من مختصرات الفقه لاهتدى وهُدى إلى صراط الله المستقيم لكن نريد كتاب وسنة حسب فهم من؟

يا عبد الله لا خلاف فى هذا وكما سيأتينا فى فقه أئمتنا ما أحد عنده من مصادر هذه الأحكام واستنباط الأحكام ما أحد عنده لا عقله ولا نظام وضعى ولا عُرف جاهلى ولا ولا ولا، كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإجماع وقياس باتفاق أئمتنا فبعد ذلك تقول كتاب وسنة، يعنى جهل أئمتنا الكتاب والسنة وأعرضوا عن الكتاب والسنة عندما استنبطوا الأحكام لكن وضعوا النصوص فى مواضعها وجئنا نحن نريد أن نتلاعب بها انتبهوا لهذا إخوتى الكرام

هذا كما قلت الفرق الثالث عشر نصوص الشرع المطهرة تتسع لما جد ولما سيجد إلى قيام الساعة

الفرق الرابع عشر من الفروق بين الخالق والمخلوق

فى شرع الخالق انصاف وعدل بين المخلوقات

فلا انحياز ولا محاباة وحقيقة إخوتى الكرام هذا تشريع الخالق لمن؟ لعباده وليس بين الله وبين أحد من عباده محاباة، هم خلقه سبحانه وتعالى هم عبيده ولذلك انصاف بين المخلوقات لا تحيز ولا محاباة هذا الشرع جاء ليسعد البشر بوصفهم بشرا بغض النظر عن الجنس العربى أو الأعجمى أو عن الجنس الأبيض أو الأسود أو عن الأغنياء أو الفقراء جاء ليسعد العباد بوصفهم عباد ولا تفريق بينهم فى ذلك على الإطلاق

ص: 17

هذا لا يوجد إخوتى الكرام فى نظام من الأنظمة الوضيعة والوضعية كما سأشير إلى ذلك نعم إخوتى الكرام انصاف لجميع المخلوقات ولا تحيز ولا محاباة حتى عندما نعامل الكفار أمرنا العزيز القهار مع أنهم كفار نعاملهم ينبغى أن نعدل بينهم ولا يجوز أن يحملنا بُغضنا لهم على ظلمهم والاعتداء عليهم استمع إلى قول الله جل وعلا فى سورة المائدة {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} [المائدة/2]

وهى الآية الثانية من سورة المائدة ثم قال بعد ذلك فى الآية الثامنة أيضا

{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} [المائدة/8]

(ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) هم بدؤكم بالظلم والعدوان لكن أنتم عاملوهم بما أوجب الرحمن فلا داعى للتشفى ولا للانتقام العدل لا بد منه مع أنهم هم ظلموا، أنت عامل بالعدل حسب ما تأمر شريعة الله المطهرة

(ولا يجرمنكم شنآن قوم) يجرمنك يحملنكم ولا يحملنكم الشنآن البغض بغض قوم على أن لا تعدلوا (اعدلوا هو أقرب للتقوى)

ولو احتكم عندنا اثنان كافر ومسلم فى قضية من القضايا والحق للكافر نحكم له وليس عندنا كما عند الفرق الزائغة أننا نشهد لمن هو من حزبنا وجماعتنا شهادة الزور لا ثم لا ومن فعل ذلك فهو فى النار

(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)

استمعوا لهذه القصة التى قضى فيها سيدنا أبو حنيفة رضي الله عنه وأرضاه وانظروا لسعة أفقه وسعة صدره والنظر إلى الأحكام الشرعية حسب ما يرضى رب البرية لا حسب العواطف الإنسانية

ص: 18

يقرر سيدنا أبو حنيفة رضي الله عنه وأرضاه أنه لو ادعى اثنان طفلا طفل لا يُعرف له نسب أُلتقط فادعاه اثنان مسلم وذمى أما المسلم فأقام بينة على أن هذا الولد عبده ورقيقه ومُلك له وهو من أمَته هذا مَن؟ المسلم فينبغى أن يكون هذا اللقيط عبدا للمسلم

وأما الذمى أقام بينة على أن هذا الولد ولده من صلبه وهو ابنا له بينتان هذا أتى ببينة وهذا ببينة فتعارضتا طيب ما الحكم؟

قال سيدنا أبو حنيفة رضي الله عنه وأرضاه ننظر إلى مصلحة الولد ما دام بينتان تعارضتا تساقطتا لا، بينة المسلم تعتبر وأتى بشاهدين على أن هذا ابن أمة له وهو رقيق عنده وذا أتى بشاهدين على أن هذا اللقيط الذى أُلتقط الطفل على انه ابن له من صلبه وهذا من نسبه قال تساقطتا طيب ماذا ستفعل بهذا الولد لمن ستلحقه الآن؟

قال ننظر إلى مصلحة الطفل فإذا ألحقناه بالمسلم سيكتسب الإسلام وسيكون عبدا رقيقا قِنَّا وإذا ألحقناه بالذمى سيتبع أباه فى الدين على الكفر لكن سيكون حرا أى المصلحتين أنفع للولد هاتى ماذا تقولون لا ثم لا، أن يكون حرا كافرا هذا أنفع لمَ؟ لمَ يا فقيه الملة تقضى بهذا أن يكون حرا كافرا ولا يكون رقيقا مسلما قال هذا أنفع لمصلحة الطفل لمَ استمع للتعليل ولا أحد يستعجب

قال الإسلام بيده بإمكانه أن يسلم إذا بلغ وليس لأحد سلطة عليه وقبل البلوغ القلم مرفوع عنه ولو مات سيحاسب يوم القيامة ويكلف كما كُلفنا فى الحياة وأمره إلى رب الأرض والسماوات وعليه مصلحة الحرية نحن نحصلها له لأننا لوضيعناها عليه ليس بإمكانه أن يكون حرا ما بإمكانه أن يصبح حرا طول حياته إذا ألحقناه بالمسلم ليس بإمكانه أن يتحرر إلا إذا شاء سيده وقد يُبذل لسيده المسلم ملء من ذهب فلا يحرره

ص: 19

فقال الحرية هذه مكسب عظيم للإنسان فنحن نعطيه الحرية هذا أنفع للطفل وإن تبع الذمى على النصرانية لأنه عنده عقل وشريعة الله عز وجل واضحة وإذا أراد الله له الهداية إذا بلغ، كم من إنسان يهتدى أوليس كذلك؟ يؤمن إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام حصل له مصلحتان الحرية التى ليس بإمكانه أن يكتسبها والإسلام الذى بإمكانه أن يكتسبه وإذا ألحقناه بالمسلم حصل له الإسلام لكن فاتته المصلحة التى لا يمكن أن يكتسبها بنفسه فى يوم من الأيام

يا إخوتى الكرام هذا يقضى به أبو حنيفة رضي الله عنه استمع لقيمة هذا القضاء فى الشريعة المطهرة

أكبر كافر على وجه الأرض وأغنى كافر على وجه الأرض وأشرف كافر على وجه الأرض ولا شريف فيهم لا يكافىء عندنا أقل امرأة مسلمة أوليس كذلك؟

لو أراد أن يتزوجها لا يكافؤها ومع ذلك يحكم له بالحرية مع الكفر ولا يحكم له بالرق مع الإسلام فانظر إذاً كيف الإنسان تنازل كما يقال عما يريده هو من ميول شخصية وعن قيمة هذه الفتيا من أجل أن يحصل له المصلحة التى لو لم يعطه إياها القضاء الشرعى لما أمكن أن يحصلها فقال نعطيه للذمى ونجعله ابنا له فإن تبعه فى الديانة، القلم قبل بلوغه مرفوع عنه وبعد بلوغه عنده العقل ويؤمن بالله عز وجل ولا يعنى يتضرر ولا يصاب بمشكلة نجعله كما قلت مع أنه بينتان متساويتان ألغيناهما ونظرنا إلى مصلحة الطفل حرية مع الكفر أعلى من رق مع الإسلام لمَ؟

لأن الكفر يمكن أن يزيله بنفسه إذا استعمل عقله وأما الرق فليس فى وسعه أن يزيله عنه هذه الفتيا تصدر من فقيه هذه الأمة مع كما قلت أن الكافر عندنا نجس وأكبر كافر لا يكافىء أقل مسلمة ومع ذلك يعطيه الحرية مع الكفر لهذا الطفل اللقيط المُدَّعى من أجل أن يحصل المكسب الذى ليس بيده أن يكتسبه

ص: 20

هذا إخوتى الكرام يقرره أئمتنا هذا حقيقة كما قلت ما يفعله إلا مَن يقدم رضوان الله يتنازل عن هواه وإلا كل إنسان كما قلت بداهة يقول نحكم له بالإسلام

حقيقة مضرة الدنيا مهما عظمت أقل من مضرة الآخرة رقيق مسلم أحسن من حر كافر

يا عبد الله هذا حقيقة فى النظرة كما يقال يعنى العاجلة صحيح لكن لو تأملت

حر مسلم أحسن من رقيق مسلم أنت جعلته حرا لكن كافرا!!

على مهلك على رِسلك بإمكانه أن يسلم أوليس كذلك فنحن نسعى فى تحصيل المصلحتين له إما إذا اعطيته الإسلام مباشرة ليس بإمكانه أن يتحرر فأنت أعطه الحرية وأما الإسلام هذا فى وسعه، ما يمكن أحد من خلق الله أن نقف أمامه لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا ما تحتاج إلى كُلفة أما الحرية قد يبذل هو لسيده ملء بيت من ذهب وسيده يأبى فلا يستطيع أن يكتسب الحرية

فإذاً حر كما قلت كافر بإمكانه أن يصبح حرا مسلما وأما رقيق مسلم ليس بإمكانه أن يصبح حرا مسلما فنسعى فى تحصل المصلحتين له فإن قيل إذا لم يسلم نقول إذا لم يسلم هذا نحن فعلنا ما فيه مصلحته فى الدنيا فإذا فرط هو فى الإسلام كما يمكن أن يرتد لو كان مسلما هذا بينه وبين الله نحن نسعى فى المصلحة التى هى أنفع لهذا الإنسان نحن نسعى فى تأمين مصلحتين له فنعطيه الحرية وبإمكانه أن يسلم وإذا أعطيته الإسلام ليس بإمكانه أن يتحرر

حقيقة هذا هو الفقه (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)

ص: 21

وأنا أقول والله لو أن هذه القصة جرت لأسلم الذمى عند هذ القضاء وتبعه ولده على الإسلام وصار الأب المنازع فى الولد صار مسلما والولد له حكم الإسلام لكن عندما سيحتكم الذمى إلى القضاء الإسلامى ويوجد عندنا كما قلت بينتان ذاك يقول عبدى وهو مسلم وهذا يقول ابنى وهو كافر نقول بما أن هذه الدعوى أنفع للمولود خذه يقول أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام نحن فى بلادكم ونحتكم إليكم وبعد ذلك تأتى وتجعل هذا المولود مع أبيه على وصف الكفر وعندنا بينتان متقابلتان تلغيهما ثم تنظر فيما هو أنفع لهذا الغلام

نعم أخى الكريم (سؤال من أحد الحاضرين غير مسموع) لا لن تحرم لن تحرم هو أنا مزوجها لواحد آخر لن تحرم ليست هو من قال هو، هو لو أمَته ليس برقيق (غير مسموع) يا عبد الله لو أمته ليس برقيق أنت الآن تدخِل البحث أما عنده أمة وزوجها يعنى أنت تزوجت أمتى أولادك منها أرقاء أبيعهم وأنت تنظر إليهم لا أقول ولده لو قال هذا ولدى ما قلنا أنه ادعى ولد له الله يغفر لى ولك قلنا عبد لو ادعى أنه المسلم ولد لقدمت الآن لأنه عندنا الآن مصلحتان نحصلهما مباشرة مسلم بينة وذمى بينة هذا يقول ولدى وهذا يقول ولدى هنا لا إشكال فى تقديم المسلم لأن هذا أنفع للطفل واضح هذا

تساقطتا لكن ما الذى أنفع للطفل نلحق كما قلت نلحقه بالمسلم حرية وإسلاما لكن عندنا صورة كما قلت هذا يقول عبدى ابن أمتى يعنى أنا زوجت أمتى لفلان وولدت أولاد هذا من هنا وهذا ضعف هذا ابن أمته وعليه أنا مالكه هذا هو أما ليس هو الذى استولدها

ليس أبو حنيفة يقول أم الولد تصبح حرة هذا بالاتفاق واضح هذا السيد إذا وطِأ الأمة وولدت ولدا تصبح أم ولد متى ما مات السيد صارت حرة هذا موضوع آخر ولذلك هناك ولده يأتى مباشرة على أنه حر ولده من أمته حر ليس برقيق ولا عبد

ص: 22

بسم الله الرحمن الرحيم (اعتراض من الحاضرين غير مفهوم) من أمته كيف تقول عبدى أخى الكريم كيف تقول عبدى إذا ولده منه كيف إذا عبد

لا تجتمع كما قلت مرارا بنوة ورق لا يجتمع ولذلك الآن نحن عباد الله أوليس كذلك لا يمكن أن يكون أحد منا ابنا له ولذلك ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة إن هو ألا عبد أنعمنا عبودية وبنوة لا تجتمعان إذا كان ابنا فى يصلح أن يكون رقيقا ومن ملك ابنه عتق عليه ومن ملك أباه عتق عليه واضح لا تجتمع بنوة ورق وهنا لايمكن أن يقول هذا يعنى عبدى من أمتى يعنى وهو من صلبى لا يمكن هذا أنه يكون ابنا له فإذا كان ابنا ليس برقيق وعبد

على كل حال إخوتى الكرام كما قلت حقيقة الفتيا يعنى أنا عندما أقرأها يعنى يعلم الله حتى أنا ليس أنتم فقط لما أقرأها أقول مولود ينتزع منا وذمى فى بلادنا وهو ذليل1:1:53ونحن يعنى نتعهد برعايته ومع ذلك دعوتان متقابلتان عندما تساقطتا قدمنا الذمى على المسلم حقيقة الإنسان عندما يسمع هذا يعنى كبده كما يقال يكاد أن يتقطع لكن كما قلت (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا)

يا عبد الله هذا أنفع لهذا الطفل هذا إذا كبر وقال لا إله إلا الله محمدرسول الله عليه الصلاة والسلام يمكن أن يكون صِِدِّيقا مَن الذى يمنعه فأنت اسعَ فيما هو مصلحة له ولا تظلمه وهذا كما قلت دين الله ولا محاباة هذا لا يوجد فى الأنظمة الوضعية لا يوجد إخوتى الكرام هناك كيف سيحتال من أجل أن يكتسب القضية بأى أمر من الأمور إما لأنه قريب وإما لأنه وطنى إما إما إما

الآن فى البلاد التى فيه أناس يعملون من غير أهل البلاد عندما تجد الخصومة بين اثنين فى قضية من القضايا واحد من أهل البلاد وواحد على تعبيرهم أجنبى مقيم أول ما يذهب إلى الشرطة يقول ما يكفى أنت جالس هنا تأكل وتشرب يا عبد الله ظلمنى أخذ حقى هذا أول كلمة يقولون له مع أنه مسلم وهم مسلمون

ص: 23

أخبرنى مرة بعض الناس ابتُلى قال له ذاهب يشتكى مَن يعمل عنده قال من كذا ما أعطانى أجرة قال له يا حبيبى هذا مسؤول عنك يطلعك ينزلك يسفرك يحبسك يفعل ما يشاء قلت أعوذ بالله يا جماعة حقيقة فيا عباد الله هذه هى الأنظمة الوضعية الوضيعة ما عندنا فى الإسلام هذا إخوتى الكرام كما تقدم معنا فلا بد من وضع الأمر فى موضعه وتقدم معنا سابقا فى يعنى العدل والكذا لو أن فاطمة سرقت على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه لقطع رسول الله عليه الصلاة والسلام يدها وتقدم معنا ضمن الفروق المتقدمة فهذا لا بد من وعيه فهنا إنصاف لجميع المخلوقات ولا تمييز ولا محاباه الناس يستوون أمام شرع الحى القيوم هم عباده وهذا الشرع نزل لإصلاحهم ما فى بعد ذلك محسوبيات والاعتبارات مهما كان شأنها

نعم إخوتى الكرام نظم ربنا جل وعلا لشريعته التى أنزلها علينا شؤون الحياة بما فيه مراعاة لمصلحة المخلوقات وكل حكم سوى الأحكام الربانية كل حكم وكل شريعة وكل قانون فهو فى الحقيقة لصوصية بأى اسم تسمى كل شريعة باستثاء الشريعة الربانية فهى لصوصية

وتقدم معنا إخوتى الكرام فى ترجمة العبد الصالح سيدنا إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه وأرضاه الذى توفى سنة اثنتين وستين ومائة أوليس كذلك وقلت حديثه فى سنن الترمذى وروى له البخارى فى الأدب المفرد إمام ثقة عبد صالح مبارك إبراهيم بن أدهم يقول عنه الإمام النسائى الثقة المأمون رضي الله عنهم وأرضاهم

يقول هذا العبد الصالح

كل ملك لا يكون عادلا وأين العدل فى شريعة الله كما تقدم معنا لا يوجد العدل إلا فيها (كل ملك لا يكون عادلا فهو واللص سواء وكل عالم لا يكون تقيا فهو والذئب سواء وكل من ذل لغير الله فهو والكلب سواء)

ص: 24

ما بعد هذه الخسة خسة يتذلل لغير الله عالم لا يوجد تقوى ولا تقى هذا ذئب هذا ليحتال ويصطاد على أموال الناس والأعراض وملك بعد ذلك لا ينفذ شريعة رب العباد هذا لص وكل حكم لا ينشد إقامة حكم الله فى الأرض فهو لصوصية كل ما عدا الشريعة الربانية فهو لصوصية

ولذلك إخوتى الكرام ما عرفت البشرية فاتحا أرحم من أهل الملة الإسلامية نقاتلهم ليدخلوا فى دين الله ويقاتلوننا ليخرجونا من دين الله وليذهقوا أرواحنا وليعتدوا على أعراضنا وليأخذوا أموالنا وفوق ذلك ليطفؤوا نور بنا ومع هذا فى حال القتال لا يجوز أن نخرج عن شريعة ذى العزة والجلال فإياك أن تمثل وإياك أن تقتل وليدا وإياك أن تقتل امرأة ولو فعلت هذا فالنار النار مع أنك تدَّعى أنك تقاتل فى سبيل العزيز القهار

انتبه لهذا هذه كلها نظم وضعها لنا نبينا عليه الصلاة والسلام عندما نقاتل من أجل إعلاء كلمة الرحمن سبحانك ربنا يريدون إطفاء نورك والقضاء على أوليائك ومع ذلك ينبغى أن نلتزم بالعدل والإنصاف فى حال القتال نعم

استمع لهذا الحديث الذى رواه الإمام أحمد فى المسند والإمام الشافعى فى مسنده أيضا وهو فى صحيح مسلم والسنن الأربعة ورواه الإمام الدارمى فى سننه والطحاوى فى شرح معانى الآثار والحديث رواه البيهقى فى السنن الكبرى والإمام ابن الجارود فى المنتقى وأبو عبيد فى كتاب الأموال صفحة خمس وثلاثين ورواه الإمام ابن زنجويه فى كتاب الأمول كتاب أبى عبيد فى مجلد واحد وكتاب ابن زنجويه فى ثلاث مجلدات فى الجزء الأول صفحة واحدة وعشرين ومائة فى كتاب ابن زنجويه

والحديث من رواية سيدنا بريدة رضي الله عنه وأرضاه بريدة بن الحصين ورُوى الحديث إخوتى الكرام عن عدة من الصحابة لهذا المعنى الذى سأذكره لكم عن سيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا عبد الله بن عباس وسيدنا جرير بن عبد الله البجلى وسيدنا أبى موسى الأشعرى وسيدنا النعمان بن مقرن رضي الله عنهم وأرضاهم

ص: 25

انظروا رواياتهم فى المجمع فى الجزء الخمس صفحة خمس عشرة وثلاثمائة إلى سبع عشرة وثلاثمائة وانظروا أيضا الروايات فى نصب الراية فى الجزء الثالث صفحة ثمانين وثلاثمائة ورواية بريدة إخوتى الكرام وبعض الروايات أيضا من التى تقدم معها انظروها فى جامع الأصول فى الجزء الثانى صفحة تسعين وخمسمائة عن سيدنا بريدة رضي الله عنه

قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أَمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه فى خاصته بتقوى الله عز وجل ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله فى سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا وهو الخيانة والغلول السرقة من المغانم ولا تغلوا ولا تغدروا أعطيت عهدا إياك أن تغدر مع كافر ولا تغدروا ولا تمثلوا خلص قتلته لا داعى بعد ذلك أن تمثل فيه تجدع أنفه وتقطع أذنيه وتقلع عينيه لا داعى لهذا ولا تمثلوا نحن نقتله لإراحة الأمة من شره ونقاتله لندخله فى دين الله عز وجل لا من أجل مصلحة شخصية والقتال فى جميع الأرض كله كله من أجل العلو والاستكبار إلا فى شريعة العزيز القهار ،القتال من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور فقط فإذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام صار أخا لنا وهناك يقاتل ليستعبد وليستكبر وليذل وليستغل ووو وأما نحن كل هذا ليس من أغراض القتال عندنا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وهو الطفل الذى دون البلوغ ومن ليس له قدرة على حمل السلاح

وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أوخلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكُف عنهم

ص: 26

أولها ادعهم إلى الإسلام ونحن نقاتلهم من أجل أن يَسْلِموا فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها لا زلنا فى الأمر الثانى هذا إذا أسلموا اطلب منهم الهجرة فإذا لم يهاجروا أخبرهم إخوان لنا ومسلمون لكن أخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله الذى يجرى على المؤمنين ولا يكون لهم فى الغنيمة والفىء شىء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين

والخطوة الثالثة فإن هم أبوا فسَلْهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله ذمة نبيه عليه الصلاة والسلام فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه عليه الصلاة والسلام ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك لمَ؟ فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله ذمة رسوله عليه الصلاة والسلام

تخفروا أى تنقضوا

قالوا لك ننزل لنا ذمة الله وذمة رسوله قل على ذمتنا وعهدنا وصلحنا وموافقتنا وذمة أصحابنا لمَ؟

احتمال بشر يعنى من يقاتل هم من المؤمنين ليسوا من الملائكة المعصومين احتمال نقضتم العهد فإذا نقضتم ذمتكم وعهدكم أيسر من أن تنقضوا ذمة الله ذمة رسوله عليه الصلاة والسلام فإذا قصرتم تبقى معصية أما أنه المعصية تتضاعف عندما تعطوهم ذمة الله ثم تخفروا ذمة الله وتنقضوا العهد معهم

وإذا حاصرت أهل حصن وأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله

ص: 27

وهذا كنت علقت عليه فى مواعظ الجمعة قريبا لأن بعض الناس يقول الأمانة العلمية تقتضى أن نبين حكم الله فى هذه القضية يا عبد الله ما الذى يدريك أنك ستصيب حكم الله فى هذه القضية قل سأبَيِّن فيها الحكم الشرعى الذى أفهمه من النصوص الشرعية أما بعد ذلك حكم الله فى هذه القضية من الذى أطلعك وأنت عندما تجتهد فى قضية من القضايا هل أصبت أم لا، العلم عند الله إذاً أرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله أم لا

على حكمك يعنى على اجتهادك وأنت على الحالتين مأجور إما أنك تحصل أجرين أو خطؤك مغفور ولك أجر قالوا ننزل على حكم الله قل لا، حكم الله ما نعلمه هل سنصيب أم لا يعنى ننزل على حكم الله وأن تقضى فينا، طيب قضائى هل يوافق بعد ذلك حكم الله أم لا هذا من الذى يطلعنا يعنى عليه يعنى سيدنا سعد رضي الله عنه ابن معاذ عندما حكم بما حكم نزلوا على حكمه شهد نبينا عليه الصلاة والسلام قال حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات لكن هل حكمنا الآن يعنى سيوافق أو سيخالف هذا لا يعلمه إلا الله فحاصرناهم قالوا ننزل على حكم الله لا تنزلون على حكمنا ما نشاء نقضى فيكم لنا أن نسترقكم لنا أن نقتل المقاتلة لنا أن نمن عليكم لنا أن نجليكم نحن نحكم فيكم ما يراه إمامنا ينفذ كلامه فيكم تقبلون، تنزلون وإلا تحاصرون وتستأصلون أما تنزلون على حكم الله الحكم الذى سنقضيه هل يرضاه الله فى هذه القضية أم لا هذا ما يعلمه إلا الله، ما عندنا غيب نحن لنعلم هل هذا الحكم هو حكم الله

لكن نحن ما حكمنا بجاهلية خولنا الله أن نحكم فى هذه القضية حسب ما نرتأى ونجتهد فقد نصيب وقد نخطىء فإن أخطأنا خطؤنا مغفور ولنا أجر وإن أصبنا فلنا أجران أما نقول حكم الله ما الذى يدرينا سنصيب هذا الحكم أم لا هذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام وهذه إرشاداته لمن يقاتلون فى سبيل الله عز وجل

ص: 28

لا تغدروا لا تمثلوا لا تقتلوا وليدا والأحاديث متواترة لا تقتلوا امرأة أيضا كما قلت فى الروايات التى ذكرتها هذا كله ينبغى أن نلتزم به إخوتى الكرام عند مقاتلة أعداء الرحمن سبحان ربى العظيم هذا شرع الله ولذلك كما قلت إنصاف وعدل بين المخلوقات فلا انحياز ولا محاباة

الفارق الخامس عشر وهو آخر الفروق

شريعة الله جل وعلا جنسية فوق الجنسيات

وهو وحدة حقيقة بين المكلفين والمكلفات فى هذه الحياة لا يوجد نظام يوحد بين البشر قاطبة ويجعلهم سواسية كأسنان المشط وإخوة متحابين إلا دين رب العالمين لا يوجد، هذا النظام الوحيد فقط إذاً جنسية فوق الجنسيات

إخوتى الكرام هذه الوحدة التى تحصل بين الناس عن طريقها تتوحد المشاعر والأفكار وبذلك بعد ذلك ينتج الوجدان المشترك بين الناس فى سائر الأقوال والأحوال فصاروا يعنى متعبدين فى الأشخاص لكنهم فى الحقيقة شخص واحد وبنيان يشد بعضه بعضا، ما فى ذهنى هو ما ذهنك وما يؤلمنى يؤلمك وما يسرنى يسرك وما أرى أنه حلال تراه وما أرى أنه حرام تراه وهذه هى الوحدة الحقيقية بين الناس وهذا لا يكون إلا فى شريعة رب الناس والله جل وعلا يقول فى كتابه فى سورة الأنبياء على نبينا وأنبياء الله ورسله جميعا صلوات الله وسلامه

{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} [الأنبياء/92] وقال فى سورة المؤمنون

{يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم *وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} [المؤمنون/51-52] هؤلاء عبيد والله هو السيد الجليل المجيد سبحانه وتعالى (أمتكم أمة واحدة)

تقدم معنا الأمة بمعنى هنا الملة أوليس كذلك أمتكم ملتكم ملة واحدة ألفت بينكم وجعلتكم إخوانا

تقدم معنا لفظ الأمة يأتى بخمسة معان فى القرآن

أولها لفظ الأمة بمعنى الملة والدين إن هذه أمتكم أمة واحدة ملة واحدة ملتكم ملة واحدة وأنا ربكم فاعبدون

والمعنى الثانى تقدم معنا يأتى بمعنى الجماعة أوليس كذلك

ص: 29

ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس جماعة من الناس يسقون

والمعنى الثالث يأتى بمعنى الزمن والحين والبرهة من الوقت

(وقال الذى نجا منهما وادكر بعد أمة) بعد حين وزمن ومضى وقت

ويأتى بمعنى الصنف ومنه قول الله جل وعلا

وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم))

أصناف أمثالكم هذه تشبهكم وأنتم تشبهونها وتقدم معنا وجه المشابهة بيننا وبين سائر المخلوقات وفينا من هو على شاكلة عقرب ومن على شاكلة ثعبان ومن على شاكلة طاووس ومن على شاكلة غزال ومن على شاكلة خنزير هذا موجود إلا أمم أمثالكم

وتقدم معنا تفسير سفيان بن عيينة لهذه الآية وقلت أحسن ما قيل مع أن الأقوال الأخرى أيضا أمم أمثالكم تعرف ربها وتتآلف فيما بينها وتعرف ما ينفعها وتميز تمييزا غريزيا وربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى

والمعنى الخامس القائد الإمام الذى يُقتدى به (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

إخوتى الكرام عند هذا المبحث حقيقة يعنى كان فى نيتى أن ننهى هذا الأمر حول الجنسيات خاصة لنرى الجنسية الإسلامية والجنسيات الردية فى هذه الحياة الدنيوية

إخوتى الكرام الجنسية عند الأمم المتمدنة المتطورة هى الجنسية الوطنية لأنه عندنا جنسية عرقية قومية وعندنا جنسية وطنية وعندنا جنسية ورابطة مصلحية وعندنا جنسية بعد ذلك كهنوتية وعندنا جنسية فكرية توحد بين الأفكار والمشاعر

ص: 30

الجنسية المتطورة عند المتمدنين ممن لا يدينون بدين ولا يعبدون رب العالمين طب أقوى الروابط عندهم الرابطة الوطنية وهى التى يعبرون عنها اجتماع الناس تحت قوانين مشتركة واستفادتهم من حقوق متساوية هذه يقال لهم جنسية وطنية يعنى يعيشون فى بقعة ما، هذه البقعة كما قلت لها قوانين مشتركة فالبقعة هنا تختلف قوانينها عن البقعة هناك عن البقعة هناك عن البقعة هناك ،كل بقعة لها نظام ثم الذين هم فى هذه البقعة قوانين مشتركة لهم حقوق متساوية هذه الحقوق المتساوية يتساوى فيها الوطنيون بمقدار رقى المتمدنين فترى يعنى التساوى فى هذه الحقوق يختلف من وطن إلى وطن فأحيانا ترى يعنى كما يقال وطنية لكن يعنى كأنهم فى غابة حقيقية صنف هو الطبقة الممتازة وصنف بعد ذلك يسومونهم سوء العذاب وأحيانا كما قلت يتساوون لكن بنسب مختلفة لكن كما قلت الأصل قوانين مشتركة وتساوى فى حقوق هذا حقيقة هو مفهوم الوطنية لكن تساوى على التمام لا يوجد فى بلد من البلدان

خذ مثلا أمريكا من يعاملون الجنس الأسود معاملة لا تعامل بها القرود مع أنهم يحملون الجنسية والوطنية تسرى عليهم الأنظمة والأصل أن يتساووا

يا إخوتى وصلت بهم الهمجية حتى أنهم لا يدفنون فى مقابر البيض ولو دفن نبش، طيب أين الوطنية الملعونة الردية أين هى وأنتم تقولون كما قلت هذه الجنسية للعالم المتطور المتمدن أعلى الجنسيات عند من لا يؤمنون برب الأرض والسماوات ولا يحكمون شريعته هى الجنسية الوطنية وهى كفر لا شك فيها كل من دعا إليها والتزم بها كافر مرتد وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم وهى والجنسيات الأخرى من دعا إليها

جنسية وطنية يعنى الصلة بين الناس على هذه المفاهيم ما هى قوانين مشتركة لبقعة ما يتساوون فى حقوق فى ذلك المكان من خرج عنهم ليس له تلك الحقوق ولا تسرى عليه تلك الأنظمة

يا إخوتى هذا ما عندنا فى الإسلام نحن عندنا أحكامنا تشمل القريب والبعيد أوليس كذلك؟

ص: 31

كل من كان عبدا لله يشمله حكم الله كل من كان ما عدا ذلك فى الدولة الإسلامية أو فى غيرها هذا فنحن نسعى لتعميم حكم الله على أرض الله وبلاد الله فهذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه

هذه كما قلت الجنسية التى هى أرقى الجنسيات وهى الجنسية الوطنية مهما حصل فيها من تساوٍ مهما حصل ليس فى وسعها أن توحد بين القلوب على الإطلاق ممكن أن يحصل تساوى فى الظاهر ممكن أو بين نسبة كبيرة يحصل تساوى نسبة أخرى تُهضم وتداس بالأقدام لكن هل تألف بين القلوب أى مجتمع من المجتمعات الردية فى هذه الحياة الدنيوية إذ ارتبطت بالجنسية الوطنية هل هذا يربط بين القلوب؟ يربط!!

يا إخوتى الكرام وصل التفكك فى الجنسيات الوطنية بلا استثناء فى العالم أن الجار لا يعرف جاره أوليس كذلك لا سيما فى البلاد التى يقال عنها غربية وديمقراطية الجار لا يعرف جاره

إخوتى الكرام هذا لا يوجد عندنا معشر المسلمين جارك مرض تذهب تزوره، مات تشيعه احتاج تساعده ولذلك كالبنيان كالجسد الواحد أما بعد ذلك جنسية وطنية تسرى علينا أنظمة مشتركة ولنا حقوق متساوية هل وحد هذا بين القلوب الجنسية الوطنية هل توحد ،الجنسية الوطنية لا أثر لها على المواطنين إلا فى حالة واحدة وهى إذا داهم عدو خارجى الوطن يقومون مثل حظيرة الدواب، كما حظيرة الدواب لو داهمها مداهم أراد أن يعتدى عليها تأتى تنطح بقرونها من أجل أن تدفعه إذا خرج هذا المعتدى تتناطح فيما بينها هذه الجنسية الوطنية التى هى كما قلت أعلى الجنسيات عند العالم المتمدن

ص: 32