الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام لا زلنا نتدارس الفروق الجلية بين الشريعة الربانية والقوانين الوضيعة الوضعية وقلت هذه الفروق كثيرة متعددة يمكن أن نجملها فى خمسة عشر فرقا
أولها كما تقدم معنا أن الشريعة الإسلامية مستمدة مأخوذة من رب البرية سبحانه وتعالى وما فى ذلك من دِلالاة مَرَّ إيضاحها
الأمر الثانى شريعة الله جل وعلا فيها علم تام كامل وفيها حكمة كاملة وفيها هدى ونور وإرشاد العباد إلى أقوم الأمور وفيها خير وبركة وهى رحمة عظيمة من رحمات الله لعباده وعلى عباده ولا تناقض فيها ولا تضارب ولا خلل لا فى ألفاظها ولا فى معانيها وأحكامها وشريعة الله هى أحسن الحديث وهى كما تقدم معنا حياة حياتنا وروح هذا العالم وهى المهيمن على ما عداها وهى محترمة مقدسة ومصونة أيضا من العبث والتغيير والتحريف تتسع نصوصها كما تقدم معنا لما جد ويجد ثم بعد ذلك فيها إنصاف بين المخلوقات فلا تحيز فيها ولا محاباة
هذه إخوتى الكرام أربعة عشر فرقا تقدم الكلام عليها
ووصلنا إلى الفرق الخامس عشر ألا وهى أنها جنسية عظيمة فوق الجنسيات جنسية فوق الجنسيات فى هذه الجنسية وحدة حقيقة بين المكلفين والمكلفات فى هذه الحياة عن طريق توحيد المشاعر والأفكار والعقائد والأعمال فهذه الأمور تنتج بعد ذلك بين عباد الله الأخيار وجدانا مشتركا مهما تعددت أفرادهم كأنهم شخص واحد وهو كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يتساوون فيما يحبون وفيما يكرهون ونظرتهم تستوى فى هذه الحياة إلى جميع الأشياء تحليلا وتحريما، حبا وبغضا، قربا وبعدا عندما وحَّد الإسلام بينهم فى أفكارهم ومشاعرهم وأعمالهم وعقائدهم فهم ذوات متعددة لكنهم فى الحقيقة شخص واحد
إخوتى الكرام كما قلت هذه الجنسية العظيمة التى من الله بها علينا وهى الإسلام ننتمى إليه ونفتخر بذلك وهو دين ذى الجلال والإكرام قلت كما تقدم معنا أعلى الجنسيات فكل مَن كان عبدا لرب الأرض والسماوات دخل فى هذه الجنسية إذا وحد الله جل وعلا
{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} [الأنبياء/92]
{وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} [المؤمنون/52] والله جل وعلا خلقنا من أبوين مباركين من أبينا سيدنا آدم وأمنا سيدتنا المباركة حواء على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام فنحن إذاً بعد ذلك إخوة فى الإنسانية وإخوة فى شريعة رب البرية
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} [الحجرات/13]
إخوتى الكرام هذه الجنسية هى الجنسية الحقة على التحقيق وهى التى ربطت بين الناس برباط محكم وثيق فجعلت الناس كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد يألم كل واحد لصاحبه ويشد كل واحد أزر أخيه وأزر صاحبه هذه الجنسية العظيمة وهى جنسية الإسلام
ولذلك ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
المؤمن للمؤمن كالبنيان وشبك بين أصابعه عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه))
عليه صلوات الله سلامه والسلام
كما أن البنيان تترابط لبناته مع بعضها وكأنه قطعة واحدة هكذا حال الأمة الإسلامية المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه
والحديث إخوتى الكرام ثابت فى المسند والصحيحين وسنن الترمذى والنسائى ورواه شيخ الإسلام الإمام عبد الله بن المبارك فى كتاب الزهد والرقائق والإمام الحُميدى فى مسنده ورواه الإمام أبو داود الطيالسى فى مسنده وهكذا ابن حبان فى صحيحه والإمام ابن أبى شيبة فى مصنفه وفى كتاب الإيمان له أيضا ورواه البيهقى فى عدد من كتبه فى السنن الكبرى وفى كتاب الآداب وفى كتاب شعب الإيمان ورواه الإمام أبو الشيخ فى كتاب الأمثال
ولفظ الحديث إخوتى الكرام من رواية سيدنا أبى موسى الأشعرى
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه)
عليه الصلاة والسلام
راوى الحديث سيدنا أبو موسى الأشعرى رضي الله عنه وأرضاه وقلت إن الحديث فى الصحيحين وغيرهما فهو فى أعلى درجات الصحة ورواه الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط والإمام الرامهرمزى فى كتابه الأمثال من رواية صحابيين آخرين من رواية سيدنا إبى هريرة وسيدنا أبى سعيد رضى الله عنهم أجمعين
وعليه هو من رواية أبى موسى وأبى هريرة وأبى سعيد رضى الله عنهم أجمعين عن نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام أنه قال
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه)
عليه صلوات الله وسلامه
نعم كما أنه كالبنيان وأيضا كالجسد الواحد وهذه الأعضاء مترابطة لا يمكن لعضو واحد إذا فُصل عن الجسد أن ينتفع به هذه الأعضاء لا تقوم بوظيفتها ولا ينتفع منها إلا إذا كانت داخل الجسم
وهكذا الفرد المسلم ينبغى أن يكونه ضمن الأمة الإسلامية ينتفع بها وينفعها ويساعدها وتساعده كما هو الحال فى أعضاء الجسد الواحد
أشار إلى هذا نبينا صلى الله عليه وسلم ففى مسند الإمام أحمد أيضا والصحيحين والحديث فى مسند الحميدى أيضا ورواه الإمام أبو داود الطيالسى والإمام أبو نعيم فى الحلية والبيهقى فى عدد من كتبه منها الكتب الثلاثة المتقدمة السنن الكبرى والآداب شعب الإيمان له ورواه الإمام أبو الشيخ فى الأمثال وهكذا الإمام الرامهرمزى فى الأمثال وأبو نعيم فى الحلية هناك الحديث من رواية تقدم معنا أبى موسى وأبى هريرة وأبى سعيد وهنا الحديث من رواية النعمان بن بشير ورواه ابن حبان عن النعمان وعن سيدنا أبى موسى الأشعرى أيضا
انظروا الرواية الثانية التى سأذكرها بأن (المؤمن للمؤمن كالجسد) فى جامع الأصول فى الجزء السادس صفحة سبع وأربعين وخمسمائة وانظرروا الرواية الأولى التى تقدم ذكرها (المؤمن للمؤمن كالبنيان) فى الجزء السادس أيضا صفحة خمس وستين وخمسمائة وانظروا رواية الطبرانى كما قلت من رواية أبى هريرة وأبى سعيد فى المجمع فى الجزء الثامن صفحة ثمان وثمانين ومائة وانظروا جامع الجوامع للإمام السيوطى فى الجزء الأول صفحة أربعين وأربعمائة
الرواية الثانية كما قلت من رواية النعمان بن بشير الحديث الثانى ورُوى عن أبى موسى الأشعرى فى صحيح ابن حبان عليهم جميعا الرحمة والرضوان
ولفظ الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
وفى رواية ولفظ ثابت أيضا فى الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
المؤمنون كرجل واحد هم متعددون فى الذوات لكنهم فى الحقيقة شخص واحد وشخصية واحدة (المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
وفى رواية (المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتى رأسه اشتكى كله)
يعنى هذا البدن وهذا الرجل إذا اشتكى عينه يشتكى كله وإذا اشتكى رأسه يشتكى كله جميع الأعضاء تتألم ويشعر الإنسان بالتنغيص والشدة والكرب عندما يقع ضر على عضو من أعضائه فاليد إذا ضُربت يسرى الألم إلى سائر ذرات البدن ويتألم الإنسان وهكذا الصداع عندما يضرب فى رأس الإنسان يتألم جميع بدن الإنسان وهذا حال أهل الإيمان حالهم كالرجل الواحد كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا ويألم بعضه لبعض
وهذا الحديث إخوتى الكرام كما قلت إنه من رواية النعمان بن بشير وأبى موسى الأشعرى رضى الله عنهم أجمعين رُوى أيضا من رواية سهل بن سعد رضى الله عنهم أجمعين فى مسند الإمام أحمد بسند رجاله رجال الصحيح ورواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير والأوسط كما فى المجمع فى الجزء الثامن صفحة سبع وثمانين ومائة وانظروه فى الحلية أيضا فى الجزء الثامن صفحة تسعين ومائة ولفظ حديث سيدنا سهل بن سعد رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
(إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن من أهل الأيمان كما يألم الجسد لما فى الرأس)
وهذه رواية ثالثة
وهناك رواية رابعة رواها الطبرانى فى معجمه الكبير عن بشير بن سعد الصحابى رضي الله عنه وأرضاه انظروا الحديث فى المجمع فى المكان المشار إليه وذكره الحافظ فى الإصابة فى ترجمة بشير بن سعد فى الجزء الأول صفحة ثمان وخمسين ومائة
ولفظ حديث سيدنا بشير بن سعد رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
(منزلة المؤمن من المؤمن كمنزلة الرأس من الجسد متى ما اشتكى الجسد اشتكى له الرأس ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد)
والرويات الأربعة إخوتى الكرام كلها صحيحة ثابتة إلا الرواية الأخيرة وفى إسنادها والد سيدنا على المدينى ووالده عبد الله أوليس كذلك ابن جعفر بن نجيح خَرَّج له الإمام الترمذى فى سننه وهكذا الإمام ابن ماجة القزوينى فى سننه لكنه ضعيف
والرواية صحيحة قطعا وجزما يشهد له ما تقدم من روايات ثلاثة من رواية سيدنا أبى موسى والنعمان وسهل بن سعد رضى الله عنهم أجمعين فيها كما قلت عبد الله بن جعفر بن نجيح والد سيدنا على بن المدينى رضى الله عنهم أجمعين
قال الإمام الهيثمى فى التقريب فى المجمع فى المكان المشار إليه عبد الله المدينى متروك والحكم فى الحقيقة فيه شىء من الشدة ويعنى لا يصل إلى درجة الترك كما نص أئمتنا إنما هى فى درجة الضعف وإذا وُجد شواهد للحديث ينجبر والمعنى كما تقدم معنا ثابت
قال إنه متروك وقد حكم عليه الحافظ فى التقريب بأنه ضعيف قال ضعيف ويقال إنه تغير حفظه بآخر ثم أشار إلى أنه توفى سنة ثمان سبعين بعد المائة (ت ق) كما قلت لكم خرج له الترمذى والإمام ابن ماجة القزوينى رضى الله عنهم أجمعين على أن الحاكم فى المستدرك يصحح حديثه أينما ورد يستدل بأحاديثه ويصحح
نعم الذى يتعقبه والحاكم يعتذر عن التصحيح والذهبى يوافقه لكن يقول حديثه لا يصل إلى درجة الصحة فاستمع مثلا إلى كلام الحاكم فى موطن من المواطن فى المستدرك فى الجزء الرابع صفحة ثلاث وأربعين وثلاثمائة يقول على بن المدينى وإن شهد ابنه عليه بسوء الحفظ يعنى ولده ضعفه على بن المدينى عبد الله بن جعفر بن نجيح المدينى وإن شهد عليه ابنه يعنى على بن المدينى شهد على أبيه وإن شهد عليه ابنه بسوء حفظه وكما قلت على بن المدينى ضعف والده وهذه أمانة علمية إخوتى الكرام يعنى هو ضعيف فى الحفظ لا فى عدالته وديانته لكنه ضعف فى حفظه وكان يخلط ويخطىء كثيرا ولذلك حكم عليه أئمتنا بالضعف فالإبن حكم على الأب بالضعف قال وإن شهد عليه ابنه بسوء الحفظ فليس ممن يُترك فالذهبى وافقه قال ليس هو بمتروك قال ولا احتج به أحد يعنى هو لا يُترك
نحن معك ما وصل إلى درجة الترك والنكارة لكن حديثه أيضا لا يصل إلى درجة الحسن والصحة ما احتج به أحد هو ضعيف وبذلك قال الذهبى فى الميزان اتفقوا على ضعفه وهكذا فى المغنى فى الضعفاء متفق على ضعفه وحكم عليه بالضعف الحاكم ابن حجر أيضا فى التلخيص الحبير فى الجزء الثالث صفحة أربع وتسعين والعلم عند رب العالمين
أما الولد وهو على بن المدينى فهو إمام الدنيا فى زمنه وقد نعته الإمام الذهبى فى السير فى الجزء الحادى عشر صفحة واحدة وأربعين بأنه أمير المؤمنين فى الحديث قال الإمام ابن حجر فى التقريب ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعِلله
ثم ذكر كلام عبدين صالحين فى مكانته
الأول شيخ أهل الصناعة الحديثية الإمام البخارى وهو من تلميذ على بن المدينى قال رضى الله عنهم أجمعين قال الإمام البخارى
(ما استصغرت نفسى عند أحد إلا عند على بن المدينى)
فقط يعنى إذا حضرت فى مجلسه أشعر حقيقة بأننى طالب وهذا هو الإمام الذى يملأ العين
وقال شيخه شيخ على بن المدينى سفيان بن عيينة فيه
ما استفدته منه إنما استفدته من أكثر مما استفاده منى
استفدت منه أكثر مما استفاده منى يقول هو يستفيد منى وأنا شيخه لكن أنا استفدت أكثر مما استفاد منى هذا الشيخ يقول عن تلميذه ذلك والتلميذ الذى هو الإمام البخارى يقول ما استصغرت نفسى عند أحد إلا عند على بن المدينى رضى الله عنهم أجمعين
الولد توفى شيخ الإسلام أمير المؤمنين سنة أربع وثلاثين ومائتين وحديثه فى صحيح البخارى والسنن الأربعة ألا سنن ابن ماجة نعم روى له الإمام ابن ماجة لكن فى التفسير (فق) لم يرو له فى السنن
إذن (مثل المؤمنين فى توادهم وترحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
إخوتى الكرام هذه الجنسية كما قلت مَنَّ الله بها على عباده وألف بها بينهم حقيقة جنسية عظيمة كما قلت لا محاباة فيها لأحد على حساب أحد وكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام بمجرد ما ينطق بهذا يساوى أعلى شريف فى الدولة الإسلامية، بمجرد ما ينطقها مهما كان كما يقال أصله وفصله انتهى
نطق بكلمة التوحيد صار له ما لأعلى مسلم فى الدولة الإسلامية من الحقوق وقد أشار إلى هذا نبينا صلى الله عليه وسلم فأخبرنا أن المسلمين يتساوون ويتكافؤون كما ثبت فى حديثه المبارك الميمون عليه الصلاة والسلام روى الإمام أحمد فى المسند وأبو داود فى السنن وهكذا الإمام ابن ماجة فى سننه والحديث فى السنن الكبرى للإمام البيهقى وإسناد الحديث حسن من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهو عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهم أجمعين والحديث ورواه الإمام أحمد فى المسند أيضا وأبو داود فى السنن والنسائى فى سننه والبيهقى فى السنن الكبرى عن سيدنا على
هناك إذن عن عبد الله بن عمرو وهنا عن سيدنا على رضى الله عنهم أجمعين والحديث كما قلت صحيح صحيح أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال:
(المؤمنون المسلمون تتكافأ دماؤوهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ويجير عليهم أقصاهم ويرد مشدهم على مضعفهم ومتسريهم على قاعدهم)
تتكافأ دماؤهم فلا يعنى فارق بينهم فى ذلك ومن قتل مؤمنا يقاد به ويقتل به وليس بعد ذلك هذا شريف وهذا وضيع كما كان يوجد عند الجاهليين عند العرب فى الجاهلية، هذا من هذه القبيلة يعنى إذا قتل لا يقتل وهذا إذا قتل يعنى يقتل أو أن هذا إذا قتل ينبغى أن نقتل مقابله عشرة من تلك القبيلة
هذه كلها إخوتى الكرام زالت بمجىء نور الرحمن بالإسلام تتكافأ دماؤهم
الخصلة الثانية
يسعى بذمتهم أدناهم عهد الذمة عهد يعنى الأمان إذا أعطاه أدنى مسلم لكافر ثبت له ذلك العهد ولا يجوز لأحد أن يخفر هذه الذمة وأن يرد هذا الجوار يسعى بذمتهم أدناهم لو قُدر أن مسلما من المسلمين من أضعف أفراد الجيش أمَّن كافرا من أجل أن يدخل إلى الدولة الإسلامية ويرى نور رب البرية ويرى الحياة الإسلامية ليقضى له مصلحة فيها بمجرد إجارة المسلم له وتأمين المسلم له لا يجوز لأحد أن ينظر لهذا الكافر الحربى الذى دخل بإجارة مسلم كما قلت هو أدنى المسلمين لا يجوز أن ينظر إليه نظر احتقار انتهى هذا له أمان
يا إخوتى الكرام هذا يوجد الآن فى الحقوق والوطنية التى يعيشها الناس هذا يوجد!!
يسعى بذمتهم أدناهم دولة إسلامية أدنى المسلمين أجار واحدا ثبت له حق الجوار ولا يجوز لأحد أن يخفر هذه الذمة ولا أن ينقض هذا العهد ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ويجير عليهم أقصاهم أيضا كما هناك يسعى بالذمة وهو الذى يبرم عقدا وهنا أيضا إذا أجار ينفذ ذلك
وهم يد على من سواهم ويسعى مُشِدُّهم على مُضْعفهم
المشد هو الذى عنده خيل مسرعة قوية جميلة حسنة نشيطة وذاك مضعفهم عنده خيل ضعيفة لا تحمله ولا تبلغه حاجته فهذا يساعده ويتساعدون فيما بينهم
ويرد متسريهم على قاعدهم
والمتسرى هو الذى يخرج فى السرية ويقاتل فى سبيل رب البرية فهذه الغنائم يُشَرِّك فيها إخوانه الذين ما حضروا معه يشتركون فى هذه الغنائم المتسرى يرد على القاعد والمشد الذى عنده خيل قوية يساعد المضعف وهم يد على من سواهد
هذا حال المؤمنين إخوتى الكرام سيتكافؤون فلا محاباة كما قلت ولا تفضيل لواحد على آخر فى الدولة الإسلامية وهذا إخوتى الكرام أشار إليه ووضحه نبينا عليه الصلاة والسلام فى كثير من أحاديثه الصحيحة الحسان
ثبت فى صحيح البخارى وسنن النسائى والحديث إخوتى الكرام أصله مروى أضا فى سنن الترمذى وأبى داود والرواية التى سأذكرها كما قلت فى صحيح البخارى وسنن النسائى من رواية سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبحتنا فذلك المسلم الذى له ذمة الله وذمة رسوله عليه الصلاة والسلام فلا تخفروا الله فى ذمته) وهذا الحديث إخوتى الكرام رُوى أيضا عن صحابيين آخرين رُوى عن سيدنا عبد الله بن مسعود فى معجم الطبرانى الكبير وعن سيدنا جندب بن عبد الله فى معجم الطبرانى الكبير كما فى المجمع فى الجزء الأول صفحة ثمان وعشرين ورواية جندب رضى الله عنهم أجمعين أيضا رواها الضياء المقدسى والإمام الرويانى فى مسند كما فى جمع الجوامع للإمام السيوطى صفحة اثنتين وتسعين وسبعمائة
من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبحتنا فذلك المسلم الذى له ذمة الله وذمة رسوله
ولذلك المسلم سيده ربه من اعتدى عليه فخصمه السيد، هذا مسلم كما أنه فى المفاهيم الوطنية عندهم يعنى المسؤول عن وطن ما هو المسؤول عن رعايا تلك البقعة وذلك الوطن ومن اعتدى عليه يدافع عنه رب العالمين مسؤول عن أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، من اعترضهم أو عارضهم أو آذاهم فخصمهم وخصمه رب العالمين سبحانه وتعالى
فلا تخفروا الله لا تنقضوا ولا تخونوا ولا تغدروا ولا تردوا ذمة الله جل وعلا فلا تخفروا الله فى ذمته
ولذلك إخوتى الكرام نحن نقاتل الكفار كما تقدم معنا ليدخلوا فى دين العزيز القهار وإذا قبلوا الجزية
استمع لهذا الحكم الشرعى الذى يقرره أئمتنا قبل الجزية وضربت عليه وهى مأخوذة من الجزاء كما قال أئمتنا لأنه جاء إعراضه عن الإيمان رُتب عليه شىء من الضريبة والمال إذلالا وصغارا له وهى أيضا من الإجزاء لأن هذا المبلغ الذى يدفعه يجزىء فى حقن دمه ولا يعنى يجوز الاعتداء عليه يصبح له عهد الأمان
إذن جزاء وإجزاء جزاء على عدم إيمانه وهذا يجزىء كما قلت فى المحافظة على يعنى ماله ودمه ويصبح بعد ذلك يعنى فى أمان الدولة الإسلامية الجزية عندما على من يقبل يعنى بعهد الجزية ولا يدخل فى دين الله جل وعلا والجزية
إخوتى الكرام يأتينا مباحثها ضمن مباحث الفقه يعنى هل مقدرة أو موكولة لرأى الإمام الإمام أحمد له رأى من آراء ثلاثة أنها موكولة لرأى يقدر ما يراه مصلحة على كل رأس ممن يطيق العمل والنساء ليس عليهن جزية وليس بعد ذلك على الأولاد هذا محل اتفاق إنما على حالم محتلم يطيق العمل نشيط أيضا ليس بمريض لا يستطيع أن يتحرك تقدر عليه الجزية كما قلت موكولة لرأى الإمام على قول عند الإمام أحمد والمعتمد عند الحنابلة وهو مذهب الحنفية أن الجزية على ثلاثة أقسام على الفقير يؤخذ منه اثنا عشر درهما يعنى دينار والدينار إخوتى الكرام فى حدود خمس غرامات من الذهب يعنى خمس غرامات اضربها فى خمسين مائتان وخمسين ريال فى السنة ،المسلم يعنى يدفع ضرائب أضعاف أضعاف ما يدفعه الذمى جزية أوليس كذلك وهذا يؤخذ فقط من المطيق على العمل مقابل كما قلت يعنى أن يُحفظ فى الدولة الإسلامية ويعصم ماله ودمه لكن هى من أجل إذلاله أيضا أنه يدفع لإشعاره بالذل عندما كفر بالله جل وعلا كما قلت اثنا عشر درهما على الفقير الذى ليس بغنى وليس معدما أيضا إنما عنده لكن ليس بغنى ولا متوسط الحال عنده ما يكفيه يؤخذ منه اثنا عشر درهما
ومتوسط الحال أربعا وعشرون
والغنى الثرى ثمانية وأربعون وعليه دينار ديناران أربعة دنانير هذا عند أبى حنيفة والإمام أحمد رضى الله عنهم أجمعين
قول للإمام أحمد ثانى أن أقلها يحدد والأكثر موكولا لرأى الإمام والمالكية قالوا أربع دنانير على الغنى والفقير بالتساوى والإمام الشافعى قال دينار واحد على الغنى والفقير بالتساوى أيضا على كل حال فى مجال البحث يأتينا ضمن مبحث الجزية إن شاء الله هذه الجزية كيفما كان حالها أقرتها وحال الحول وحان وقت تسليمها لو أسلم قبل أن يسلم الجزية سقطت عنه مع أنه وجبت فى رقبته ولو وُضع الدنانير فى الميزان من أجل وزن أربعة دنانير أو وزن ثمانية وأربعين درهما وُضعت فى كفة الميزان قبل أن توزن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول خذ دنانيرك ودراهمك وانصرف عنا صرت أخا لنا لا يجوز أن نأخذ منك درهما ولا دينارا انتهى عندما قلت لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام سقط عنك هذا وهذا للإذلال فقط
وهذا عند الجمهور إخوتى الكرام ما خالف فى ذلك إلا سيدنا الشافعى كما سيأتينا لأنه رأى أن الأحاديث الواردة فى ذلك ضعيفة كما سأذكره إن شاء الله على وجه الاختصار وقال بما أنه حق ثبت وهو حق مالى فإذا آمن لا يسقط عنه كما أن الزكاة تؤخذ من المسلم فهذا أيضا تؤخذ منه الجزية وهى ثبتت عليه فى حال كفره فإيمانه بعد ذلك لا يسقط عنه هذا الحق وهو أخ لنا لا خلاف فى ذلك لكن بالإجماع بعد إيمانه لا يؤخذ منه جزية هذا محل اجماع لكن الجزية السابقة تسقط عند الجمهور وما خالف فى ذلك إلا الإمام الشافعى رضى الله عنهم أجمعين
وقد روى الإمام أحمد فى مسنده والإمام أبو داود والترمذى فى السنن والحديث رواه الإمام ابن أبى شيبة فى المصنف والطحاوى فى مشكل الآثار والإمام الدارقطنى والبيهقى فى السنن أيضا والإمام الضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة والحديث فى الحلية ورواه الخلال فى جامعه أيضا عن سيدنا عبد بن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
(ليس على المسلم جزية)
والحديث رُوى أيضا من طريق سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهم أجمعين فى معجم الطبرانى الأوسط كما فى المجمع فى الجزء السادس صفحة ثلاث عشرة من أسلم فلا جزية عليه عن عبد الله بن عمر عن نبينا عليه الصلاة والسلام عليه وعلى صحبه صلوات الله وسلامه
(من أسلم فلا جزية عليه) من وراية سيدنا عبد الله بن عباس
ليس على المسلم جزية
ورواية ابن عمر من أسلم فلا جزية عليه
قال الإمام الهيثمى فيه من لم أعرفه حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين
إخوتى الكرام فيه قابوس بن أبى ظبيان قال الحافظ فيه لين ففى حديثه ضعف روى له البخارى فى الأدب المفرد وأهل السنن الأربعة إلا الإمام النسائى قابوس بن أبى ظبيان والإمام الترمذى بعد أن روى الرواية المتصلة قابوس بن أبى ظبيان عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين عن نبينا عليه الصلاة والسلام ليس على المسلم جزية قال إن الحديث رُوى مرسلا لإسقاط سيدنا عبد الله بن عباس يعنى قابوس بن أبى ظبيان عن أبيه ابن أبى ظبيان عن نبينا عليه الصلاة والسلام ليس على المسلم جزية
قال الإمام الترمذى والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن النصرانى أقول وكذا اليهودى وكذا من تؤخذ منه الجزية ليس المراد خصوص النصرانى فقط أن النصرانى إذا أسلم وُضعت عنه جزية رقبته
العمل على هذا عند عامة أهل العلم توضع فى المستقبل هذا محل اتفاق وما وجب عليه فيما مضى عن جزية السنة الماضية بل عن جزية السنين المتقدمة لو لم يدفع وجبت عليه جزية عشر سنين وما أداها ثم جاء بعد ذلك وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام سقطت هذه الجزية عند الجمهور إلا عند الإمام الشافعى رضي الله عنه وأرضاه يقول يطالب بها أنه حق وجب عليه فى حال كفره فلا بد من أدائه بعد إيمانه
كما قلت رُوى الحديث مرسلا والإمام أبو عبيد فى كتاب الأموال صفحة ست وستين وهكذا الإمام ابن زنجويه فى كتاب الأموال فى الجزء الأول صفحة ثلاث وسبعين ومائة، رَوَيَا الأثر المتقدم أيضا مرسلا من طريق قابوس عن أبيه عن نبينا عليه الصلاة والسلام ليس على المسلم جزية
قال الإمام أبو عبيد مفسرا المراد بالحديث قال:
ليس عليه جزية إذا وجبت عليه ثم آمن سقط عنه
هذا هو مراد الحديث وهذا يحتمله الحديث ويحتمل ليس عليه جزية فيما بعد إسلامه وأما ما وجب عليه لا بد من أدائه
فإذن الحديث يوجد كما يقال حول إسناده كلام من ناحية الصحة وعدمها وحول معناه كلام يمكن أن تقول معنى بعد إسلامه لا يؤخذ منه وما ثبت عليه يسقط عنه كما قال الإمام الشافعى هذا إذا ثبت الحديث وإذا قلت لا يثبت فحق مالى وجب عليه لا بد من أدائه بعد ذلك
الشاهد إخوتى الكرام عند الجمهور إذا نطق بكلمة الإسلام وعليه ما عليه من مقدار وجب فى الجزية يسقط بمجرد نطقه كلمة الإسلام روى الإمام ابو عبيد أيضا فى كتاب الأموال وهكذا الإمام ابن زنجويه والإمام البيهقى فى السنن الكبرى فى الجزء التاسع صفحة تسع وتسعين ومائة عن مسروق
أن رجلا من الشعوب أى من الأعاجم أسلم فأراد العامل أن يأخذ منه الجزية فشد رحله وجاء إلى سيدنا عمر رضي الله عنه وقال يا أمير المؤمنين رضى الله عنهم أجمعين أسلمت ويريد العامل أن يأخذ منى جزية
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه لعلك أسلمت متعوذا يعنى أن تتعوذ بالإسلام لتسقط عنك الجزية التى ضُربت على رقابكم
فقال يا أمير المؤمنين أما فى الإسلام ما يعيذنى هب أننى تعوذ بالإسلام ،الإسلام لا يعيذ وليس هو يعنى حصنا حصينا لمن آمن ودخل فيه وبعد ذلك حسابى عند ربى أنا صادق أم لا!!
أوليس فى الإسلام ما يعيذنى قال بلى ثم كتب إلى العامل وإلى العمال لا تأخذوا الجزية ممن أسلم
إن كان عليه جزية تسقط والجزية فى المستقبل لا تؤخذ منه
أليس فى الإسلام ما يعيذنى فأنت تقول لعلك يعنى تعوذت وأسلمت متعوذا من أجل أن تسقط عنك الجزية مستجيرا بالإسلام لإسقاط الجزية التى وجبت
قال أليس فى الإسلام ما يعيذنى قال بلى صدقت الإسلام يعيذك فكتب إلى عماله أن لا يأخذوا الجزية ممن أسلم
ثبت فى طبقات ابن سعد وغيره انظروا طبقات الإمام ابن سعد فى الجزء الخامس صفحة ست وخمسين وثلاثمائة
عن سيدنا خامس الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين عمر بن عبد العزيز أنه يكتب إلى عماله ويقول
إن أسلم الكتابى إن أسلم والجزية فى كفة الميزان فلا تؤخذ منه إن الله بعث محمدا عليه الصلاة والسلام هاديا ولم يبعثه جابيا
(إن أسلم والجزية فى كفة الميزان) وضعت لوزنها من أجل ضبط تقديرها مقدارها فهو فى هذه الحال قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام صرت أخا لنا لا يجوز أن نذلك بهذه الجزية فصرت معصوم الدم بكلمة التوحيد لا بمبلغ يعنى تذل به وتدخل فى رعايتنا انتهى خذ مالك وأنت أخ لنا بعد ذلك
إخوتى الكرام هذه الرابطة الحقة والجنسية العظيمةالتى كما قلت توحد بين البشر قاطبة ولا يوجد رابطة على وجه الأرض توحد بين البشرية كما هو الحال فى الرابطة الإسلامية هناك روابط هزيلة رديئة جاهلية كما ذكرت فى الموعظة الماضية وأكمل الكلام على ذلك فى هذه الموعظة عليها وعلى ما بعدها من الروابط الخبيثة المنتنة
أولها قلت الرابطة الوطنية
ويراد بها كما تقدم معنا إخوتى الكرام استواء أناس فى الحقوق لجريان قوانين مشتركة عليهم يستوون فى الحقوق وبعد ذلك قوانين مشتركة تجرى عليهم أيضا يعيشون تحت قوانين مشتركة تحت نظام ويتساوون فى الحقوق فى ذلك المكان بقعة لها نظام معين كل من فيها يعنى يستوى فى ذلك المكان فى العيش والمصالح هذه كما قلت إخوتى الكرام وهى الرابطة الوطنية هى أعلى الروابط عند العالم المتمدن المتحضر وهى الآن الروابط الموجودة الجاهلية بين البشرية،
الرابطة الوطنية يعيشون تحت قوانين مشتركة ويدَّعون أنهم يتساوَون فى حقوق متماثلة، هذه الربطة إخوتى الكرام التى هى رابطة ردية وطنية تقدم معنا ليس فى وسعها أن توحد بين القلوب هذه لا سلطان لها على القلوب على الإطلاق بل أيضا ليس فى وسعها أن تحقق العدل على سبيل التمام والكمال فالعدل غير مضمون فيها مهما وُجد فيها من نزاهة ويعنى مساواة مهما وُجد
فالبرلمان الذى يعنى ينوب الأمة ويسن القوانين فيه ميمنة وميسرة وقلة وكثرة على حسب ما يحصل فى المجالس فهل الذين لهم اتجاه معين وكثرة فى البرلمان يسنون ما يسنون من قوانين لصالحهم أو لصالح غيرهم!! حتما لصالحهم أول ما ينظرون إلى مصالحهم ومصالح جماعتهم ثم بعد ذلك فتات موائدهم هذا يرسل إلى الرعية، هذا فى كافة الأنظمة الوطنية لأنه هناك مصارعات على الحياة فى هذه الأوقات، الذين هم فى البرلمان اتجاهات فالذين هم من هذا الاتجاه يحاولون أن يشرعوا من القوانين ما ينفع إخوانهم وأولئك كذلك وأولئك كذلك هذا كما قلت مهما كان فيها من نزاهة مهما كان فلا زال أيضا فيها تحيز ،العدل غير مضمون والتأليف بين القلوب هذا لا يمكن أن يحصل بحال من الأحوال ثم مع هاتين المفسدتين هذه الرابطة رابطة ملعونة لأنها هى التى فرقت بين عباد الله فهى تجعل الرباط والارتباط بين أناس معينين لا علاقة لهم بالآخرين
فإذن هى رابطة عدوة للإنسانية الرابطة الوطنية أعظم عدو للإنسانية لأنها تفرق بين جنس الإنسان وبين عباد الرحمن
فالذين هم فى مكان ما بينهم رباط ولهم حقوق متساوية من عداهم لو جاء سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لا اعتبار له ولا وزن ولا شأن هذه الحقوق لا يأخذها على تعبيرهم إلا من حمل التابعية والجنسية الوطنية لمَ يا عباد الله؟
بلاد الله وهؤلاء عباد الله وكل واحد يأخذ مكانه فى كل مكان حسب كفاءته ،لا هذا لا يوجد فى الأنظمة الوطنية فمهما كما قلت بُذل فيها من إنصاف لا تؤلف بين القلوب ولن يزال فيها الظلم هذا مهما بذل فيها من إنصاف ثم بعد ذلك هى فى نهاية الأمر تفرق بين عباد الله وتجعل بعضهم لبعض عذابا ولذلك هذا ما تعيشه هذه البشرية فى هذه الأيام
إخوتى الكرام عندما كانت الجنسية الإسلامية هى الجنسية الحقيقية المسلم يجوب الدنيا بلا جواز وبلا تابعية وبلا بطاقة وبلا صورة وبلا إقامة يمشى أينما يريد جوازه لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو أراد الإنسان فى هذه الأيام أن يذهب إلى أى مكان لا يستطيع على الإطلاق ولو ذهب بإجراءات وليس له يعنى كما يقال اعتبارات لا لمن يسكنون فى تلك الجهات نفوض أمرنا إلى رب الأرض والسموات وبعد ذلك التمشدق الذى تسمعونه دول شقيقة ودول صديقة هذا كله من باب المتاجرة شقيقة وصديقة هذا كله من باب المتاجرة ولا تعد الآن العدد إلا للكيد للدول التى يقال لها شقيقة قبل الصديقة وكل دولة تحترس من التى يقال عنها شقيقة قبل الصديقة!!
هذا للمتاجرة بكلام لكن واقع الأمر هذه الجنسيات فرقت بين عباد الله جل وعلا الوطنيات كانت جنسية إسلامية لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
(إنما المؤمنون إخوة)
هذه الإخوة الآن ما بقيت عندنا إلا للكلام الفارغ شقيقة وصديقة، شقيقة وصديقة، فلكن شقيقك وتطرده سبحان ربى العظيم شقيقك تطارده هذا أمر عجيب حقيقة إخوتى الكرام وهذا ما نعيشه فى هذه الأيام هذه الرابطة الأولى عدوة الإنسانية
الرابطة الثانية الخبيثة الردية الرابطة العرقية
وهى الرابطة القومية فهذه دون الوطنية ،الوطنية هذه أعلى منها وأما تلك فيها يعنى كما يقال يعنى ضيق أكثر وهذه الرابطة العرقية الوطنية على حسب القبيلة الجاهلية أسرة صغيرة تمتد على حسب بعد ذلك المفاهيم التى يحددونها إما قبيلة كذا هؤلاء بينهم موالاة مع القبائل الأخرى معاداة أحيانا يوسعون العرب جنس العرب وهؤلاء يقولون أكراد وهؤلاء يقولون أتراك وهؤلاء ما شاكل هذا يعنى على حسب ما يوسوعون أو يضيقون من الرابطة العرقية فقد تكون أحيانا قبيلة واحدة وقد تكون بعد ذلك كما يقال يعنى قبائل تجعل لها رباطا معينا وقد يكون بعد ذلك عرق بكامله لغة عربية فمن نطق بها هذا عربى قومية عربية طيب والجنسية الإسلامية هذه دعونا منها!!
خلص قومية عربية يعنى من كان عربيا على تعبيرهم من كان دمه عربيا هذا الآن له هذه الجنسية الممتازة وهو أخ لنا وبيننا وبينه يعنى على تعبيرهم صلة ومناصرة وإن كان شيطانا مريدا وإذا كان بعد ذلك ما كان إذا لم يكن عربيا فليس بيننا وبينه صلة وإن كان صديقا مقربا لا يا عباد الله هذا ضلال كما أن الرابطة الوطنية خبيثة فالرابطة القومية كذلك أيضا عدوة الإنسانية وتفرق بين البشرية وانتشرت هذه وتلك والجاهليون يدعون إلى هذه وإلى هذه وما قُضى على الدولة الإسلامية إلا بإثارة هذه الروابط الجالهلية
ووصل الأمر الآن فى البلاد العربية يكتب حتى فى المدارس
لو مثلوا لى موطنى وثنا لعبدت ذلك الوثن
لو أنه وثن لعبدناه
ويقوم بعد ذلك الزنادقة الذين يحسبون أيضا على أنهم أحيانا من الدعاة يقومون أيضا يفترون على نبينا خير البريات عليه الصلاة والسلام لتقرير مفاهيم الوطنية حب الوطن من الإيمان!!! هذا من كلام الشيطان ليس من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام
والمؤمن إخوتى الكرام يضحى بوطنه ويضحى بماله بل يضحى بدمه فى سبيل دينه وأما أن نجعل بعد ذلك كل شىء من أجل الوطن ويعشق الوطن ويموت فى سبيل الوطن ومن هذه العبارات والدين بعد ذلك لا وزن له ولا اعتبار
وواقع الأمر كذلك دين الله يمتهن فى أرجاء الأرض ولا ناصر له وإذا اعتُدى على الوطن على شبر منه تقوم قيامة الناس سبحان ربى العظيم يعتدى على حفنة تراب تقاتلون وأنتم تهينون بعد ذلك دين الحى القيوم كيف هذا كيف هذا والإنسان كما قلت مرارا نحن ندافع عن ديننا وليس معنى أننا نعطى بلادنا لغيرنا افهموا القضية إخوتى الكرام ندافع عن بلادنا وعن أرضنا وهى بلاد الإسلام لأنها هى مركز نور الرحمن هذا لا بد منه ليس معنى هذا أننا نتازل أيضا عن بلادنا لكن شتان بين أن نجعل كما قلت الرابطة الوطنية هى محور الربط بيننا وبين أن نجعل الجنسية الإسلامية هى محور الربط بيننا فنحن لا نحب مكان ما إلا لوجود الإسلام فيه فقط وما عدا هذا فلا قيمة بأى مكان عندنا وأما دين الله يمتهن فلا نسأل فإذا اعتدى على الوطن نثور يا إخوتى هذا هو الضلال هذا هو الثبور فالأصل أننا نحن ندافع عن الوطن من أجل أنه كما قلت مكان لانتشار دين الإسلام أما أننا نمتهن الإسلام ثم ندافع عن حفنة تراب هذا كما قلت ضلال ضلال هذه رابطة ثانية أيضا رديئة وهى عرقية أو قومية
وهناك رابطة أيضا خبيثة وهى رابطة المصلحة مصلحية ،على تعبير بعض الشيوخ مصلحجية
رابطة المصلحة
يرتبط مع الناس على أساس الريال يوجد ريال بيننا وبينك يعنى بيننا اتفاق ووفاق وحب وسلام، الريال ذهب لا أعرفك ولا تعرفنى وأكثر الآن صلات الناس ببعضهم أيضا على حسب المنفعة وعلى حسب المصلحة أمَّل منك منفعة بشَّ فى وجهك وسلم عليك ويعنى أظهر لك ما أظهر، انتهت المصلحة إن سلمت لا يرد، يا عبد الله كنت تظهر ،المصلحة زالت
أخبرنى مرة بعض الناس انظروا للهمة الدنيئة عند بعض الناس وظاهرهم من أهل الخير كل من يراه فى طريقه يحمله فى سيارته ويوصله إلى بيته إلى مكان عمله كل من يراه
فقال له بعض الناس يعنى أحيانا تتأخر عن عملك وما أوجب الله عليك يوجد سيارات أجرة يعنى أراك تهتم أكثر كما يقال يعنى مما يطلب من الإنسان، لا مانع أحيانا إذا كنت فى مكان عرفت إنسانا ورأيت عليه سيم الخير أو مكان لا يتوقع وجود مواصلات فيه حملته أما كل من ترى أحدا تحمله يعنى أنت سيارة أجرة
فقال له أنت تظن أننى أحملهم لله
قال إذن علامَ تحملهم؟ قال يا عبد الله الحياة فيها عسر ويسر فأحملهم قد فى يوم من الأيام أحتاج إلى عمل فى دائرة إلى كذا يكون هذا الذى حملته يعمل فى ذلك المكان يقضى حاجتى
إذن يعنى يحمل ويتعب احتمال فى المستقبل تطرأ له حاجة عند من حمله ويقدره ويقضى حاجته إلى هذا الحد وصلت المصلحة عندنا وفينا رابطة المصلحة رابطة المنفعة
والرابطة الرابعة الخبيثة الملعونة أيضا الرابطة الكهنوتية
وهى رابطة الشعور بالدين مع عزل الدين عن أعمال المكلفين يعنى تدين فقط بيننا وبين ربنا، إذا دخلنا للمسجد كل واحد يبش فى وجه الآخر ويسلم عليه ويقول حرما أو من زمزم أو ما شاكل هذا فى داخل الحرم فى داخل المسجد وإذا خرجنا من المسجد كل واحد يسب الآخر لمَ؟
قال كنا فى بيت الله فى عبادة
يا عبد الله ما عندنا كنهوت كما عند النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة عندنا دين ينظم حياتنا فى جميع شؤوننا ويربط بيننا فى جميع أحوالنا وأما إذا دخلنا المسجد تعارفنا وإذا خرجنا يعنى تخاصمنا لا ثم لا فهذا أيضا رابطة كهنوتية هذه ما لها أثر إلا فى ذلك المكان، شعور دينى يتعاطفون فيما بينهم أما بعد ذلك لا أثر لهذه الرابطة فى الحياة فليس لها نظام يربط بين عباد الرحمن بخلاف الإسلام كما قلت وحد المشاعر والأفكار وحد العقائد والأعمال فجعلهم صورة واحدة وإن تعددت الذوات واختلفت الأشكال
هذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه هناك توحيد ولذلك عندما تنظر إلى هذا المسلم كأنك نظرت إلى هذا المسلم عمل فكر شعور اعتقاد هذا واحد وحقيقة لذلك حصل بينهم تآلف وتحاب لتوحد أفكارهم ومشاعرهم
إخوتى الكرام الرابطة الفكرية كما قلت التى لها نظام ينظم الحياة هذه هى الرابطة الحقة وهذه الرابطة الفكرية على قسمين:
إما ان تكون ربانية وهى الرابطة الإسلامية والجنسية الإسلامية وإما أن تكون بشرية هذا موجود؟ نعم موجود
الرابطة الشيوعية رابطة فكرية وهى أخطر الروابط والجنسيات على شريعة رب الأرض والسماوات لكنها مع ذلك هزيلة خبيثة لأنه من صنع بشر فلا تربط بين قلوبهم رباطا حقيقيا بحيث يؤثر الإنسان الشيوعى على نفسه لا يمكن هذا لأن يعنى منتهى آمالهم هذه الحياة وأما نحن فلا ثم لا، نحن هذه الحياة ما تسوى عندنا جناح بعوضة ولا قشرة بصلة ولذلك أقل ما يجب للمؤمن علينا أن نحب له من نحب لأنفسنا هذا أقل ما يجب وإذا اكتمل الإيمان نؤثره على أنفسنا ولو كنا محتاجين إلى ما نؤثره به علينا
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
أولئك ليس عندهم ذلك، نعم الأفكار تتوحد عند الشيوعية فكرهم واحد والأعمال تتوحد لأنه عندهم نظام ينظم الحياة ثم هى رابطة عامة الرابطة الشيوعية كالرابطة الإسلامية ليس لها عرق معين ولا وطن محدد ولا صنف معين إنما هى رابطة مبدأ
وقد أذن الله بزوالها وهو على شىء قدير وهى كما قلت أخبث الروابط الموجودة والتى يمكن كما قلت يعنى أن حقيقة يصبح لها انتشار ويعنى ينتمى إليها من ينتمى من الأشرار ويوجد كما قلت يعنى سبب للربط بين من ينتمى إليها الفكر واحد العمل واحد المصير واحد فى النظر إلى هذا الكون والإنسان والحياة، هذا له كما قلت عند الشيوعيين فكر واحد فيصبح بينهم قوة عندما ينتمون إلى هذا المبدأ ثم قلت ليس لها صنف معين ولا جنس معين ولا لون معين عامة لمن ينتمى إليها أذِن الله بزوالها كما قلت وهى أخطر المبادىء على الإسلام وزوالها إيذان بزوال ما هو أقل ضررا منها وهو النظام الرأسمالى النظام الغربى وإذا زالت تلك من غير حيلة منا إنما أزالها رب العالمين وهى تتهاوى الآن وجمهورياتها الواحدة تلو الأخرى تخرج وبعضها يعود إلى حظيرة ودائرة ونور الإسلام
(ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)
فمن عداها نسأل الله أن يزيلها وأيضا من غير جهد منا ولا حيلة فنحن فى زمن فيه قحط الرجال وفى زمن انتشرت فيه العمالة بمختلف الأشكال
وحقيقة لا قِبل لنا بها إنما الله جل وعلا لا يعجزه أمر فنسأله جل وعلا أن يهلكهم بالأعاصير الكبار وبالأمطار وأن يحرقهم بالنار وهو على كل شىء قدير، نيران تشب فى بلادهم أمطار تغرقهم أعاصير تدمرهم وهو على شىء قدير الله على كل شىء قدير
أما نحن فحالنا كما ترون قحط الرجال وعمالة بمختلف الأشكال ونشكوا أمرنا إلى ذى العزة والجلال
إخوتى الكرام هذه هى المبادىء مبدأ كما قلت رابطة فكرية لها نظام فى الحياة إما أن تكون بشرية أو ربانية شتان شتان بين الرابطتين هناك وإن ربطت لكن فى الحقيقة أُلِّه صنف من البشر وعُبدوا من دون الله عز وجل وهناك تساوينا وصرنا عبادا لله إخوة متحابين فى دين الله ما عدا هذا كما قلت من الروابط كلها أيضا سخيف هزيل من الوطنية والعرقية القومية والمصلحية والرابطة الكهنوتية
إخوتى الكرام هذه الرابطة التى مَنَّ الله بها علينا وهى رابطة الإسلام جنسية الإسلام حقيقة ينبغى أن نحمد عليها ذا الجلال والإكرام سبحانه وتعالى على الدوام ونسأل الله جل وعلا كما أنعم علينا بهذه الجنسية فى هذه الحياة أن يجمعنا إخوانا على سرر متقابلين فى نعيم الجنات مع نبينا خير البريات عليه الصلاة والسلام إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين هذه جنسية عظيمة أشار الله إليها وأشاد بها فى كثير من آيات كتابه فقل جل وعلا
هذه الرابطة إخوتى الكرام من جهل قدرها وتجاهل أثرها وفضلها ممن ينتمى إلى الإسلام فلا بد من رادع يردعه ليعيد إليه رشده وعقله من أراد أن يثير النعرات الجاهلية والروابط الأرضية الخبيثة الوضعية بين البشرية وينتمى إلى الإسلام لا بد من ردعه وإيقافه عند حده
ثبت فى مسند الإمام أحمد وانظروا الحديث فى المسند فى مسند أبى بن كعب رضي الله عنه وأرضاه فى الجزء الخامس صفحة ست وثلاثين مائة والحديث رواه البخارى فى الأدب المفرد ورواه الإمام النسائى فى السنن الكبرى وهو فى صحيح ابن حبان ومعجم الطبرانى الكبير ورواه الإمام ابن السنى فى كتاب عمل اليوم والليلة والضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة والبغوى فى شرح السنة وإسناد الحديث صحيح عن سيدنا أبى بن كعب رضي الله عنه وأرضاه أنه كان فى مجلس معه صحابة وتابعون رضوان الحى القيوم عليهم فتكلمم بعض الناس بالروابط الجاهلية والأعراق القومية قبيلة فلان وبنو فلان ما شاكل هذا يريدوا أن يتفاضلوا على حسب العرق وعلى حسب الأقوام والقبائل وسيدنا أُبَى جالس فى المجلس
فقال للمتكلم اعضض هَنَ أبيك
والهنُ إخوتى الكرام هو الذكر عضو الإنسان عضو البول يقال له هَن اعضض هن أبيك اعضض متاع أبيك ذكر أبيك اعضض هن أبيك فاستغرب الحاضرون
وقالوا يا أبا المنذر ما كنت فحاشا سبحان الله أنت سيد القراء وتقول لبعض المسلمين اعضض متاع أبيك اعضض هن أبيك اعضض ذكر أبيك وأنت سيد القراء تقول هذا فى المجلس
قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول:
(من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا)
فلا يحتاج إلى كناية من يدعو بدعوى الجاهلية ويتعزى بعزائها يريد أن يثير الجاهلية القديمة قبائل ويعنى أعراق يريد أن يثيرها فى هذه الأمة المباركة أعضوه بهن أبيه ولا تكنوا لا داعى للكناية يعنى لا تقل له اعضض متاع أبيك هذه كناية قل له اعضض ذكر أبيك اعضض هن أبيك اللفظ صريح ولا داعى للكناية
ويُروى عن سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه والأثر فى مصنف ابن أبى شيبة قال:
(من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه وأمصوه)
يعنى قل له اعضض متاع أبيك ومص بظر أمك وأرحنا منك ومن هذه الدعوى الخبيثة التى تنشرها بين الناس من أثار الوطنية من أثار القومية من أثار الروابط لجاهلية يبنغى أن يردع بهذا الرادع لأجل أن يقف عند حده،
منَّ الله علينا بجنسية إسلامية جعلنا إخوانا متحابين جئنا بعد ذلك هذا وطنى وهذا قومى وهذا عربى دعونا من هذا إخوتى الكرام أكرمنا الله بهذه الجنسية العظيمة وهى الإسلام ولا يقبل سواها إن الدين عند الله الإسلام
واستمع أيضا لهذا العلاج من نبينا خير العباد عليه الصلاة والسلام مع أصدق هذه الأمة لهجة سيدنا أبى ذر رضي الله عنه وأرضاه الحديث فى مسند الإمام أحمد والصحيحين والسنن الأربعة إلا سنن النسائى وعليه هو فى الكتب الستة إلا سنن النسائى من رواية المعرور بن سويد وهو من التابعين الكبار ثقة حديثه مخرج فى الكتب الستة، عاش عشرين مائة سنة المعرور بن سويد
يقول الحسن البصرى رضي الله عنه يقول:
أدركته وعمره مائة وعشرون سنة وما فى لحيته ولا فى رأسه شعرة بيضاء
مائة وعشرون سنة ولحيته سوداء وشعر رأسه أسود المعرور بن سويد رضي الله عنه وأرضاه قال:
لقيت لقينا أبا ذر فى الربذة وعليه بُرد وعلى غلامه برُد فقلنا له لو أخذت البرد الذى على غلامك فلبسته لكان حُلة
يعنى ثوب من قطعتين غلام يلبس قطعة وهو عبدك رقيقك وأنت تلبس قطعة لو أخذت البرد الذى على غلامك فلبسته لكان حلة
والحلة ثوب من قطعتين إزار ورداء مثلا يصبح يعنى فى جمال وبهجة الثياب متناسبة أما الإزار مثلا لونه أصفر والرداء لونه أبيض وقميص مثلا وعباءة ،حقيقة يعنى لو جعل القطعتين لون واحد هذا يعنى أبهى وأجمل عند الناس تصبح حلة ثوب من قطعتين بلون واحد
وفى رواية قال فإذا عليه حلة عليه منها ثوب وعلى غلامه منها ثوب حلة كما قلت من ثوبين ولبس ثوبا وغلامه لبس ثوبا منها
وفى رواية فإذا عليه حلة وعلى غلامه حلة
كيف سيصبح هذا؟
إذا على غلامه حلة إذن ثوب من قطعتين وعليه حلة ثوب من قطعتين وهناك برد وبرد وهنا عليه منها ثوب وعليه منها ثوب هذه الروايات الثلاثة جمع بينها الحافظ رضي الله عنه حقيقة فى الفتح فى الجزء الأول صفحة خمس وثمانين 1:12قال:
كل منهما كان يلبس حلة الغلام يلبس حلة وسيدنا أبو ذر يلبس حلة لكن انتبه هاتان الحلتان فيهما حلة جديدة جميلة نفيسة وفيهما حلة قديمة بالية فسيدنا أبو ذر أخذ ثوبا من الحلة الجديدة فلبسه وثوبا من الحلة القديمة البالية فلبسه وأعطى غلامه ثوبا من الحلة الجديدة وثوبا من الحلة القديمة البالية وعليه كل منهما عليه حلة
فقالوا لأبى ذر يعنى أنت الآن حقيقة أمرك عجب الثوب الذى من حلتك يلبسه هذا والثوب الذى من حلة هذا تلبسه أنت خذ الثوب الجديد يصبح عندك ثوبان بلون واحد حلة كاملة وذاك عليه حلة لكن أنت جديدة وذاك حلته قديمة لمَ لا تفعل هذا؟ أنت سيد وأنت صحابى وهذا غلام خادم عبد رقيق فاستمع لهذا الدرس الذى سمعه من نبينا عليه الصلاة والسلام فدعاه إلى ما دعاه إليه
فقال ساببت رجلا فعيرته بأمه
قال الحافظ ابن حجر فى الفتح رُوى أنه سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنهم وأرضاهم بلال الحبشى رضي الله عنه وأرضاه ساببت رجلا من السب وهو القطع فكأن الإنسان عندما يعنى يسب المسبوب يريد أن يقطعه وأن يسكته وأن يخرسه
قال الحافظ ابن حجر وقيل سببته من السبة وهى حلقة الدبر ساببت رجلا قال سمى الفاحش من القول بالفاحش من البدن يعنى السب يقال له سب من السبة كما أن الفاحش من البدن حلقة الدبر والإنسان يستحى من إبدائها وذكرها فالسب يقال له سب من السبة لأنه فاحش من القول كالفاحش من البدن فالسابَُ يقال له ساب لأنه يريد إظهار عورة المسبوب وهناك يريد أن يقطعه
وواقع الأمر من سب غيره يريد أن يسكته وأن يخرسه ويريد أن يكشف عورته وأن يفضحه وأن يهتك ستره ساببت رجلا فعيرته بأمه وهذا السب إخوتى الكرام جرى بينهما
لذلك ورد فى صحيح مسلم لما قال نبينا عليه الصلاة والسلام لسيدنا أبى ذر ساببته يا أبا ذر قال من سب الرجال سبوا أباه وأمه
يعنى هو أيضا سبنى لكن أنا زدت يعنى هو لو سب وسب لحصلت مكافئة ويحتاج يعنى وعظ بغير هذا الأسلوب لكن سب وسب وهنا فى تطاول بنعرة جاهلية هذا سب وهذا سب ثم قال أبو ذر لمن أنت يابن السوداء ما قيمتك أنت تسبه وهو يسبك يعنى كل واحد جهل على الآخر لكن بقينا كما قلت ضمن معاصى لا يخلو منها البشر أما بعد ذلك تريد أن تتعالى عليه وهو مؤمن بشىء تافه لا وزن له ولا اعتبار قال ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال النبى عليه الصلاة والسلام يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية
ورد فى بعض الروايات فى صحيح البخارى وغيره
قال سيدنا أبو ذر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعتى هذه من كبر السن يعنى أنا كبير السن وشيخ وللآن لا زال فىَّ خصلة من خصال الجاهلية على ساعتى هذه من كبر السن قال نعم إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خَوَلُكم
ومعنى الحديث إخوتى الكرام خدمكم وهم الخَوَل إخوان لكم وإن كانوا أرقاء ومماليك فهم إخوان لكم فى دين الله المالك الملك سبحانه وتعالى إخوانكم خولكم أصل الكلام خولكم إخوان لكم فاتقوا الله فيهم
إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم
حقيقة إخوتى الكرام صحابى جليل سيدنا أبو ذر رضي الله عنه وأرضاه يزل هذه الزلة وكما قلت يعنى مفهوم جاهلى دخلنا الآن فى الأعراق القوميات المنتنة يابن السوداء إنك امرؤ فيك جاهلية
وهناك قال سيدنا أُبَى اعضض متاع أبيك وهنا إنك امرؤ فيك جاهلية هذه النعمة حقيقة من لم يعطها قدرها ومن لم يعرف شرفها ومنزلتها وخرج وتجرأ عليها ينبغى أن يزجر منه قِبل أفراد الأمة بما يفطم نفسه عن الرجوع إلى إثارة تلك النعرات الخبيثة المنتنة إنك امرؤ فيك جاهلية اعضض كذا
ولذلك كان سيدنا سيدنا أبو ذر بعد ذلك لئلا يتميز على غلامه وعلى عبده وعلى رقيقه يسوى بينه وبين عبده فى كل شىء حتى اللباس لئلا يتميز على أحد ما دام الأمر فيه خطورة
على ساعتى هذه من كبر السن وأنا جاهلى قال نعم إنك امرؤ فيك جاهلية وأنت كبير السن وأصدق هذه الأمة لهجة وأنت وأنت لكن فى هذا الأمر زل قدمك
وقد بوَّب البخارى على هذا الحديث فى كتاب الإيمان بابا فقال المعاصى من أمر الجاهلية انتبه ولا يَكفر صاحبها بارتكابها إلا الشرك قال البخارى بقول النبى صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبى ذر:
إنك امرؤ فيك جاهلية ثم ساق الحديث هذا ليس بكفر ما كفر هو وما استحل هذا لو استحل الإنسان هذا حقيقة يكفر إنما يعنى طياشة بشرية خرجت من غير كما يقال قصد وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون لكن هذا من خصال الجاهلية المعاصى من أمر الجاهلية ولا يَكفر صاحبها بارتكابها إلا الشرك لقول النبى عليه الصلاة والسلام إنك امرؤ فيك جاهلية وقول الله عز وجل
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} [النساء/48]
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا} [النساء/116]
إخوتى الكرام هذا فيما يتعلق بهذه الجنسية التى كما قلت هى جنسية حقيقية وهذه فى الحقيقة هى تؤلف بين سائر أفراد البشرية الإنسانية هذا آخر الفروق كما قلت بين شرع الخالق والمخلوق بعد ذلك كما قلت بقى أمر نتدارسه فى المواعظ الآتية بعون الله ما حكم من خرج عن هذه الشريعة الربانية إلى الشريعة البشرية الغوية نتدارس هذا فى الموعظة الآتية بعون الله وتوفيقه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
اللهم إنا نسألك من كل شىء أحاط به علمك فى الدنيا والآخرة ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك فى الدنيا والآخرة
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا
اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا
اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا
اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك
اللهم اغفر لمن عبد الله فيه
اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته