المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ٤٩

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أما بعد إخوتى الكرام

كنا نتدارس أحوال الإنسان عندما ينحرف عن شرع ربنا الرحمن تقدم معنا قبل ذلك بيان الفروق بين شرع الخالق جل وعلا وشرع المخلوق وقلت إن ذلك يحتم علينا لأن نأخذ بشرع ربنا وأن نبتعد بعد ذلك عن القوانين الوضيعة الوضعية وهذا الأخذ كما تقدم معنا واجب حتمى لا مفر لنا منه والإنسان إذا خرج عنه له كما تقدم معنا حالة من حالات ثلاثة إما أن يكون معذورا وإما أن يكون آثما موزورا وإما أن يكون جاحدا مرتدا كفورا

ولا يخرج أحوال الناس عندما ينحرفون عن شريعة رب الناس عن هذه الحالات الثلاث والحالة الأولى إذا كنا من أهلها فهنيئا لنا والحالة الثانية إذا كنا من أصحابها فيرجى لنا الخير عند ربنا وأما الحالة الثالثة فنستعيذ بالله منها ومن أهلها ونسأل الله أن يحفظنا من الوقوع فيها إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين

الحالة الأولى إخوتى الكرام عندما ينحرف الإنسان عن شرع ربنا الرحمن ولا يصيب حكم الله ولا يفعل ما أمر الله به قلت قد يكون معذورا وهذا كما تقدم معنا أيضا له ثلاثة أحوال:

ص: 1

أولها كما تقدم معنا أن يتأول فيما فيه مجال للتأويل وهو من أهل التأويل فأخطأ شرع الله الجليل وأخطأ إصابة شرع الله الجليل ففى هذه الحالة لا لوم عليه ولا ذنب عليه ولا معصية عليه وهو معذور تقدم معنا قد يوجه إليه اللوم أحيانا قد لوجود تقصير منه ما، لكن دون أن يكون عليه عقاب فى العاجل أو فى الآجل

الحالة الثانية كما تقدم معنا إخوتى الكرام أن يكون جاهلا لحكم الله وهذا الجهل كما تقدم معنا ما صاحبه إعراض عن شرع الله ولا تقصير فى تعلم دين الله إنما كما قلت لا يمكن لبشر أن يحيط بشرع الله جل وعلا فطلب واجتهد وتعلم لكن أخطأ بعد ذلك الفهم وما أصاب الحكم رحمة الله واسعة يصحح له خطؤه فلا إثم عليه ولا ذنب

الحالة الثالثة كما تقدم معنا أن يقسر وأن يكره عل معصية الله عز وجل ففى هذه الأحوال الثلاثة تقدم معنا لا يقصد الإنسان معصية الرحمن والشارع قد عذره فى هذه الأحوال الثلاثة فلا إثم عليه ولا ذنب عليه ولا معصية عليه وقد يوجه إليه اللوم أحيانا لوقوع تقصير منه فى الجملة والعلم عند الله جل وعلا

تقدم معنا إخوتى الكرام تفصيل الكلام على هذه الأمور الثلاثة الحسان

عندنا الحالة الثانية من أحوال من لم يحكم بما أنزل الرحمن أو لم يحتكم إلى شريعة ذى الجلال والإكرام

الحالة الثانية كما تقدم معنا وكما ذكرت آنفا يكون الإنسان آثما موزورا انتبهوا إخوتى الكرام قد يقصد المعصية فى هذه الحالة وقد لا يقصدها لكن الشارع ما عذره هناك لم يقصد المعصية قطعا وجزما لكن الشارع عذره وسمح له فى فعله هنا له حالتان قد يقصد معصية الرحمن هو يقصدها لكن دون استحلال لها كما سيأتينا قصد المعصية غلبته شهوته وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون

حالة ثانية ما قصد المعصية

ص: 2

فعل فعلا لا يريد معصية الله عز وجل لكن الشارع ما أذن له فى ذلك الفعل ولا عذره ولا رخص له فى الفعل فهو آثم فى 6:10هذه الحالة الثانية التى يأثم الإنسان فيها كما قلت ويوزر أى يرتكب وزرا وإثما أيضا لها ثلاث حالات

الحالة الأولى

أن يتأول الإنسان فيما ليس من محل التأويل أو أن يكون هو ليس من أهل التأويل، حالة لا يصلح التأويل فيها فتأول مُنع من التأويل فيها وعليه إذا تأول فقد أخطأ وعصى الله عز وجل وإن لم يقصد المعصية وما قصد المعصية لكن ما رُخص له أن يتأول فى هذا الجانب ولا أن يجتهد هنا يوجد أمر واضح ينبغى أن يقف عنده أو كما قلت المسألة فيها مجال للتأويل لكن هو ليس من أهل التأويل فتطفل عليها وأعمل رأيه فيها فإن أصاب وإن أخطأ فعليه إثم عند الله عز وجل لأنه ليس من أهل التأويل، فى هذه المسألة مع ما قصد المعصية انحرف عن شرع الله فى هذه الحالة كما قلت اجتهد تأول فيما ليس من محل التأويل أو فيما هو من محل التأويل لكن ليس هو من أهل التأويل

ما هى الدائرة التى لا يجوز أن نجتهد فيها وليست هى من محل التأويل؟ هذا الشق الأول من هذه الحالة

إخوتى الكرام قلت مرارا عندنا فى ديننا مسائل عليها إجماع ومسائل فيها افتراق هذه عليها اتفاق وهذه فيها اختلاف وافتراق فما أجمع عليه أئمتنا هذا ليس من محل التأويل لا يجوز أن تبحث فيه وتعيد النظر وأن تجتهد وتقدم معنا كما قلت مرارا إجماع أئمتنا حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة فما فيه إجماع وقطع فالمسألة واضحة ظاهرة تأتى بعد ذلك تجتهد فيها هذا حقيقة لا يقبل وأنت فى هذا الاجتهاد لا تعذر عند الله عزوجل فعليك إثم وإن لم تقصد المعصية

مثال هذا إخوتى الكرام

كما سأل بعض الإخوة الكرام فى الموعظة الماضية عن موضوع اللحية وقال يجتهد الآن بعض المشايخ فيها ويقولون إنها ليست من الشرع ليست مطلوبة فى شرع الله عز وجل لمَ؟

ص: 3

قال يأولون ويقولون هذه عادة فعلها نبينا عليه الصلاة والسلام على حسب عادة قومه فكانوا يعفون لحاهم فأعفى النبى عليه الصلاة والسلام لحيته مجاراة لقومه وعلى حسب عادة قومه فهذا كان فاشيا بين العرب وما وُجد فيهم من يحلق لحيته لكن ليس لها منزلة فى دين الله عز وجل

قلت هذا التأويل مردود ومن قاله عليه إثم عند ربنا الودود سبحانه وتعالى وليس هذا من مجال التأويل

وحقيقة إخوتى الكرام هذه المسألة فاشية بين أهل الإسلام فأريد أن أنبه على وضعها باختصار دون بحث فى حكم اللحية فليس هذا كما يقال وقت البحث فى هذه المسألة لكن هل الاجتهاد فى هذه المسألة مقبول وحولها تشويش كثير، يعنى فى بلاد الشام عندنا الذى ينتشر عند العوام أن اللحية هذه يعنى شعار علماء الإسلام، العالم ينبغى أن يكون له لحية وهذا عُرف مع أنه خاطىء لكن أحسن من عُرف بعض البلاد كما هو فى مصر ليس هناك اللحية لا لعالم ولا لغيره يعنى شيوخ الأزهر الكبار إلا الذين يلتزمون بدين العزيز القهار هذا يعنى لا يدخلون فى هذه القاعدة لا فى مصر ولا فى بلاد الشام فما أريد أن يفسر الكلام خطأ يعنى لا ينسحب هذا على كل أحد لكن العُرف هناك يعنى شيوخ الأزهر يرون أن اللحية ليست مطلوبة يعنى فى شرع الله عزوجل بل يعنى أحيانا بعضهم يشتط ويزيد يقول:

تركها فى هذا الزمان أولى لأن اللحية صارت عنوانا على المبتدعة والمتنطعين والإرهابيين وما شاكل هذا فنحن لئلا نتهم بأننا من ذلك الصنف نحلقها ونمشى بعد ذلك مع الجماعة ويد الله مع الجماعة

ص: 4

أما الصالح فيهم ممن يتأول فى هذه المسألة وهو زائغ ضال آثم عند ذى العزة والجلال يقول إنها سنة عادة وهذا يقوله كثير من مشايخ الأزهر الكبار سنة عادة ولذلك حقيقة لو دخل الإنسان إلى الأزهر مثلا إلى كلية الشريعة وأصول الدين يرى عجبا يعنى يدرس التفسير والحديث والتوحيد وليس فى وجهه شعرة توحد الله جل وعلا، طيب أنت تدرس التوحيد وتدرس الحديث وتدرس التفسير وأحيانا يأتى معك حديث النبى عليه الصلاة والسلام كما سأذكر عشر من الفطرة إعفاء اللحية وأنت فى صباح هذا اليوم اعتديت على لحيتك، لما يأتى يقول هذه سنة عادة يعنى ليست هى مطلوبة فى الشرع يعنى على سبيل الترغيب أو على سبيل الجزم

ولذلك إخوتى الكرام كما قلت لا بد من بيان هذا الأمر

أولا

هذه المسألة أعنى إعفاء اللحية محل إجماع بين أهل الإسلام أنها مشروعة فى دين الرحمن وأنها مطلوبة ومرغب فيها ومُن يعنى اعتدى عليها فقد أثم وعصى الله عز وجل هذا إخوتى الكرام لابد من وعيه ولا بد من نشر هذا الحكم لأن كثيرا من الناس يفعل هذه المعصية دون أن يعلم أنه عاص

التقيت مرة ببعض إخواننا فى بعض المساجد فى مصر يلبس خاتم ذهب فبعد أن انتهينا من الصلاة قلت يا عم هذا حرام قال حرام قلت حرام يعنى هذا لا يجوز أن يلبسه الرجال قال سبحان الله أنا ما حجيت إلا بالعافية يقول ما حججت إلا بالعافية يعنى بالصعوبة والمشقة على حسب القرعة التى تجرى هناك ثم بعد ذلك أعصى الله عز وجل فرمى الخاتم طرحه إخوتى الكرام يعلم الله يطرح الخاتم فى المسجد قلت خذ يعنى13:27للنساء أو كذا لا حرج لكن أنت لا تلبسه

يقول كيف أنا ألبس شيئا حرمه الله وأنا ما حججت إلا يعنى بمشقة وكلفة

إخوتى الكرام هذا لمَ؟

ص: 5

حقيقة لا يوجد من يعلمه بل أحيانا يرى خطيب الجمعة يلبس خاتم الذهب ويرى من يصلى الصلوات الخمس يلبس خاتم الذهب وأنا رأيت رئيس قسم العقيدة دع ما دونه رئيس قسم العقيدة وصار بعد ذلك عميدا فى كلية أصول الدين لا لحية ولا شارب يلبس خاتم الذهب وكان يدرس التوحيد فى الدراسات العليا فى مكة المكرمة صانها الله وشرفها

هذا أمر عجيب حقيقة لا لحية ولا شارب ويبلس خاتم الذهب وعندما ترى يعنى ما تعلم هل هذا حقيقة إذا لو رآه الإنسان فى غير مجال عمله ماذا يعمل ما أحد يدرى يعنى كما قلت ليس عليه صفة من صفات طلبة العلم فكما قلت العُرف فى بلاد الشام أن اللحية لطلبة العلم وعلماء الإسلام أما هناك ولا يعنى حتى المشايخ لا يلتزموا بهذه اللحية فهذا أمر حقيقة فظيع منكر خبيث والحمد لله يعنى الشباب من فضل الله عادوا إلى رشدهم ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا فى جميع أحوالنا واتبعوا نبيهم على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ويعنى ما قلدوا بعد ذلك ولا اتبعوا مَن يضللونهم باسم دين الله عز وجل ممن يُحسبون على أنهم دعاة فى شريعة رب الأرض والسماوات

إخوتى الكرام كما قلت هذا أمر مجمع عليه ومن حلق اللحية فقد عصى هذا خلاف فيه فإذا جاء إنسان وأوَّل نقول أوَّلت فيما ليس من مجال التأويل فتأويلك من الأباطيل هذا مثلا إذا كان من أهل التأويل وإذا لم يكن من اهل التأويل كحالنا فجمع بين بليتين خالف ما أجمع عليه أئمتنا ثم هو فى الأصل لا يحق له أن يدلى بدلوه فى هذه المسألة

إخوتى الكرام أهل التأويل ذهبوا 000انتهى وأما نحن ما لنا بعد ذلك إلا أن نأخذ بما قرره أئمتنا وأما أن نأتى لنجتهد من جديد فهذا ضلال بعيد فلا بد إخوتى الكرام من وعى أيضا هذه القضية فإذن هو أيضا ليس من أهل التأويل لكن لو سُلم له نقول تأولت فيما ليس من مجال التأويل

ص: 6

استمع مثلا لمذهب من المذاهب الأربعة وهو أول المذاهب مذهب السادة الحنفية رضوان الله عليهم أجمعين يقولون وسائر المذاهب كذلك كما فى رد المحتار على الدر المختار وهذا القول موجود أيضا فى فتح القدير لمجدى همام أيضا عليهم جميعا رحمات ذى الجلال والإكرام فى رد المحتار فى الجزء الثانى صفحة سبع عشرة وأربعمائة يقول:

الأخذ من اللحية انتبه الأخذ من اللحية وهى دون القُبضة هذا ما يتكلم الآن على الحلق اسمع على التقصير الأخذ من اللحية وهى دون القبضة والقبضة أن تضع يدك إلى منتهى الذقن عند منتهى الذقن ليس فوق الذقن منتهاها فما كان داخل القبضة هذا قبضة لا يجوز أخذ شىء منه واضح هذا، ما زاد هذا الذى يرخص يعنى الأخذ منه عند الحنفية لكن انتبه الأخذ من اللحية وهى دون القبضة يعنى إذا لم تكن قبضة أقل يعنى لو وضعت يدك ما يسترسل الشعر وينزل من القبضة الأخذ من اللحية وهى دون القبضة انتبه كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فهذا حرام لم يبحه أحد ما هو؟ الأخذ من اللحية وهى دون القبضة انتبه قال وأخذ كلها هو فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم أما استأصالها هذا فعل يهود الهند يعنى فى زمنهم حقيقة ما كان يعنى يفعل هذا حتى العرب إنما يهود الهند ومجوس الأعاجم هم الذين يستأصلون أما يعنى وُجد فى زمن التابعين وأتباع التابعين شىء من التقصير بدون القبضة فبحثوا فيه قالوا حرام كما يفعله بعض المغاربة اذهب الآن للمغاربة يعنى نادرا ترى شيخا فى المغرب له لحية أضعاف ما فى مصر ليس مصر، نادرا ترى إمام مسجد له لحية وليس له لحية لا لحية ولا شارب ترى الوجه مثل المرآة!!

ص: 7

أمر عجيب حقيقة تراه أيضا خطيب جمعة وإماما ومفتيا وحالة عجيبة وهو بهذه الحالة فهذا كما قلت الاستئصال هذا فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم والأخذ منها دون القبضة كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فهذا حرام لم يبحه أحد هذا الحرام الذى لم يبحه أحد كما قلت مرارا صار لحية الدعاة الملتزمين فى هذا الحين يعنى إذا كان داعيا ملتزما لحيته بمقدار أُنملة أو دون فهذا إذا كان يعنى من الملتزمين وأما إذا كان من المتحللين فنسأل الله العافية والسلامة

هذا الذى قرره أئمتنا إخوتى الكرام ويقول الإمام أبو شامة رفع الله مقامه، توفى سنة خمس وستين وستمائة كما نقل ذلك عنه الحافظ فى الفتح فى الجزء العاشر صفحة واحدة وخمسين ثلاثمائة يقول:

حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نُقل عن المجوس أنهم كانوا يقصونها ويقصرونها

يعنى يقول وُجد فى هذا القرن وهو القرن السادس والسابع من يحلق لحيته يقول هذا أشد مما كان عند المجوس أنهم يقصرون وسيأتينا أن المجوس كانوا يقصرون وما كانوا يستأصلون لكن يوفرون الشوارب يقول حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نُقل عن المجوس أنهم كانوا يقصونها

وكما قلت الإمام أبو شامة صاحب كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث من الأئمة الصالحين وهو صاحب المرشد الوجيز أوليس كذلك؟ وله شرح للشاطبية من أحسن شروحها، انظروا ترجمته فى طبقات الشافعية الكبرى فى الجزء الثامن صفحة حمس وستين ومائة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا

إذن كما قلت هذا الأمر متفق عليه وليس هو من المسائل التى يجوز أن يُعمل أهل التأويل فيها رأيهم واجتهادهم ليتأولوا ويستنبطوا، لا هذه مسألة منتهية هذه مشروعة وهى من الواجبات على الرجال المؤمنين ينبغى أن يُعفوا لحاهم ويحرم عليهم أن يأخذوا شيئا منها إذا كانت دون القبضة

ص: 8

ما زاد على ذلك اختلف أئمتنا فيه كما قلت مرارا ،ما اختلف فيه أئمتنا ففيه سعة بعضهم يرى الأحسن الأخذ كما هو عند الحنفية وبعضهم يرى الأحسن الإعفاء والترك كما قرره شيخ الإسلام الإمام النووى فى شرح صحيح مسلم

بقيت مسألة كما قلت ما اختلف فيه أئمتنا فيه سعة نُقل الأخذ عن سيدنا عمر وعن ابنه وعن سيدنا أبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين كما فى فتح البارى فى الجزء العاشر صفحة خمسين وثلاثمائة مسألة كما قلت هذه مسألة مرخص فيها وفيها سعة الأخذ فيما زاد مما زاد على القبضة أما إذا كانت قبضة فهذا لا يجوز أخذ شىء منها ومن باب أولى كما قلت لا يجوز استئصالها وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام كثَّ اللحية كثير شعر اللحية فلنقتدِ به فمن رزقه الله لحية كثة عظيمة فليحمد الله، شابه خير خلق الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه

ثبت فى صحيح مسلم انظروا الحديث فى شرح الإمام النووى على صحيح مسلم فى الجزء الخامس عشر صفحة سبع وتسعين عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية

وثبت فى مسند الإمام أحمد عن سيدنا على وفى سنن النسائى عن سيدنا البراء بن عازب رضي الله عنهم أجمعين قال:

كان نبينا عليه الصلاة والسلام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كث اللحية

إذن هناك كثير شعر اللحية كان كث اللحية عليه صلوات الله وسلامه فلنقتدِ به ولنا فيه أسوة حسنة عليه صلوات الله وسلامه

إخوتى الكرام كما قلت هذه لا افتراق فيها ولا اختلاف فيها هى من مسائل الاتفاق من مسائل الإجماع فمن أدخل كما يقال اجتهاده فيها ليتأول فقد ضل وعصى الله عز وجل

ص: 9

استمع لبعض الأحاديث التى وردت تأمرنا بإعفاء لحانا عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ثبت فى مسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك والحديث فى الكتب الستة إلا سنن ابن ماجة وهو فى أعلى درجات الصحة ورواه البيهقى وهو فى غير ذلك من دواوين السنة عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين أن نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه قال:

أحفوا الشوارب والإحفاء هو المبالغة فى القص أى قصوها قصا شبيها بالحلق

أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى من أعفى يعفى إعفاء أعفوا بمعنى اتركوا ويقال اعفوا بهمزة الوصل على انه من عفا بمعنى كثر أعفى ترك عفا كثر أعفوا اتركوا اعفوا أى كثروا ووفروا كما سأتينا فى بعض الروايات وضخموا لحاكم فإذا كنت كثة فاتركوها كذلك اعفوا كثروا أعفوا اتركوها ولا تأخذوا منها شيئا

والحديث إخوتى الكرام رواه الإمام مسلم فى صحيحه والبيهقى فى السنن الكبرى والطبرانى فى معاجمه الثلاثة والإمام ابن عدى فى الكامل عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أنه قال:

جزوا الشوارب وأوفوا اللحى من الإفاء وهى أن تكون كاملة ليست منقوصة أوفوا هناك أعفوا هنا أوفوا جزوا الشوارب والجز القص الشديد المبارغ فيه جزوا الشوارب وأوفوا اللحى

وفى رواية فى صحيح مسلم

جزوا الشوارب وأرخوا اللحى والإرخاء هو التطويل أن تكون مسترخية طويلة تملأ الصدر إن كانت كذلك

وهذا الحديث إخوتى الكرام رُوى عن عدة من الصحابة وهو يصل إلى درجة الاستفاضة إن لم يتواتر أما يعنى كون نبينا عليه الصلاة والسلام كان له لحية والصحابة كذلك فهذا متواتر مقطوع به معلوم من الدين بالضرورة لكن هذا الأمر كما قلت فى هذا الحديث انظروا بعض الروايات له هذه روايتان من رواية سيدنا أبى هريرة وابن عمر أوليس كذلك؟

ص: 10

الرواية الثانية عن سيدنا عبد بن عباس رضي الله عنهما فى معجم الطبرانى الأوسط انظروها فى المجمع فى الجزء الخامس صفحة تسع وتسعين ومائة

والرواية الثالثة عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه فى مسند البزار ورواها الطحاوى فى شرح ماعنى الآثار انظروها فى المجمع فى المكان المتقدم وفى جمع الجوامه فى الجزء الأول صفحة ست وعشرين وثبت الحديث من رواية سيدنا أبى أمامة وهى رواية خامسة فى مسند الإمام أحمد ومعجم الطبرانى الكبير والحديث رواه الإمام البيهقى فى السنن الكبرى وثبت الحديث أيضا من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وه سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين فى كتاب الكامل للإمام ابن عدى كما فى جمع الجوامع فى الجزء الأول صفحة ست وعشرين

هذه ست ورايات عن ستة من الصحابة فيها الأمر بإعفاء اللحية عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه

إخوتى الكرام هذه الأحاديث انتبهوا إلى ثلاثة امور فيها الأمر الأول فيما يتعلق بلفظ الشارب وردت ألفاظ الحديث على خمسة أنحاء بخمسة أشكال:

أولها أحفوا من الإحفاء وهو قلت القص الذى يشبه الحلق والثانية قصوا والثالثة جزوا والرابعة أنكهوا من أنهك انهكوا من نهك وعليه28:6قطع والإنهاك هو يعنى المبالغة أيضا فى القص مبالغة فى القص أنهكوا الشوارب انهكوا الشوارب والرواية الخامسة اللفظ الخامس خذوا من الشوارب

وأما فيما يتعلق باللحية وهو الأمر الثانى انتبوا له أيضا على خمسة أنحاء وأشكال:

أعفوا كما تقدم معنا من أعفا او من عفا أعفوا اعفوا أرخوا اللفط الثالث أرجؤوا وعليه جزوا الشوارب وأرجؤوا اللحى يعنى أخروها عن الجز وعن القص ولا تستعملوا فيها المقص ولا الموسى أرجؤوا الرواية الرابعة أوفوا الرواية الخامسة وفروا

ص: 11

وأما الأمر الثالث الذى ينبغى أن ننتبه له فى المخالفة ورد فى بعض الروايات خالفوا المشركين وفى بعض الروايات خالفوا أهل الشرك وفى رواية ثالثة خالفوا المجوس وفى رواية رابعة خالفوا أهل الكتاب وفى رواية خامسة لا تشبهوا باليهود ولا النصارى ورواية أبى أمامة التى ذكرتها إخوتى الكرام قلت إنها فى المسند ومعجم الطبرانى الكبير والسنن الكبرى للإمام البيهقى انتبوا للفظها عن سيدنا أبى أمامة رضي الله عنه قال:

قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم جمع عثنون وهى اللحية يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم جمع سبلة وهى الشارب ويطلق السبلة أيضا على الشعر الزائد سبالهم ويقصون عثانينهم جمع عثنون وهى اللحية كما فى النهاية فى غريب الحديث فى الجزؤء الثالث صفحة ثلاث وثمانين ومائة يقصون عثانينهم أهل الكتاب ويوفرون سبالهم وهكذا يفعل المجوس وأهل الشرك ونحن نخالف هؤلاء قاطبة وقال النبى عليه الصلاة والسلام

خالفوا اهل الكتاب وفروا عثانينكم وقصوا سبالكم

والحديث إسناده صحيح إخوتى الكرام مع الأحاديث المتقدمة وقد أخبرنا نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أن إعفاء اللحية من الفطرة من الجِبلة الطبيعية للإنسان وهذا من دين ربنا الرحمن إعفاء اللحية من الفطرة وعليه من اعتدى عليها فقد شذ وغيَّر خلقته وأطاع عدوه ولآمرنهم فلغيرن خلق الله

هذا الشيطان الذى يعنى قال ذلك وتوعد العباد بأنهم سيطيعونه ولآمرنهم فلغيرن خلق الله

ثبت فى مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم والحديث فى السنن الأربعة وسنن الدارقطنى والسنن الكبرى للإمام البيهقى ورواه الإمام ابن خزيمة فى صحيحه والطحاوى فى شرح معانى الآثار والإمام أبو عوانة فى مستخرجه فى صحيحه وإسناد الحديث صحيح والحديث صحيح صحيح وهو فى صحيح مسلم من رواية أمنا الصديقة المباركة سيدتنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها قالت:

ص: 12

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء عندما يضع الإنسان الماء فى أنفه ويخرج، الاستنشاق وقص الأظفار وغسل البراجم جمع بُرجمة وهى عقد الأصابع من الخلف ومن ظهر اليد هذه يجتمع فيها الأوساخ فيسن لنا أن نغسلها وأن نتعهدها لئلا يجتمع الوسخ عندها فى هذه العقد غسل البراجم والخصلة السابعة ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء يعنى الاستنجاء وهذا أطيب الطيب أن يستنجى الإنسان بالماء وأطيب الطيب الماء كما كان يقول العرب:

أطيب الطيب الماء أن تزيل الروائح الكريهة عنك وأما بعد ذلك وجدت بخورا أو لم تجد هذه يعنى نافلة لكن الماء لا بد من أن تتعهد نفسك وأما طيب مع روائح منتنة لا تنفع يعنى ولا تؤثر أطيب الطيب الماء انتقاص الماء

قال مصعب بن شيبة ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة، أحد رواة الحديث يقول نسيت العاشرة ،عشر من الفطرة نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة يقول لعلها المضمضة وفيما يظهر هى هى لأنه ذكر الاستنشاق فالمضمضة إذن أيضا من خصال الفطرة فى الوضوء وهكذا عندما ينظف الإنسان فمه ويتمضمض ويزيل الروائح الكريهة عشر من الفطرة

الختان تقدم معنا إخوتى الكرام يعنى ما ذكر هنا حلق العانة لكن الختان ما ذكر فى هذا الحديث، فى أحاديث أخرى

على كل حال نحن نريد من هذه الخصال إعفاء اللحية هذه التى نريدها وعليه إخوتى الكرام من اجتهد فى هذا الأمر كما قلت اجتهد فيما ليس من محل الاجتهاد فاجتهاده ضلال وفساد وكما قلت هذا ليس من التأويل إنما هو من التخريف والأباطيل وعليه لا يعذر عند الله الجليل فهو آثم وإن لم يقصد المعصية هذا ليس من محل الاجتهاد المسألة كما قلت عليها الاتفاق

ص: 13

وحقيقة إخوتى الكرام كثير من المسلمين أنا على علم قطعى بذلك يفعلون هذه المعصية دون علم منهم أنها معصية يعنى يرى أن هذه من شعار المسلمين والقضاة والمشايخ الكبار أما مثلا هو عامى يعنى يعمل فى مزرعة هل يعفى لحيته يقولون له تمشيخت صرت شيخا وهو ليس بشيخ، من العرف الجاهلى الذى نعيشه وحقيقة الناس يتبعون صنفين يتبعون أمراءهم ويتبعون علماءهم فإذا حلق هذا الصنفان لحاهم الناس يقتدون فى هذين الصنفين وحلق أيضا الأمراء للحاهم يتبع لحلق العلماء للحاهم يعنى هؤلاء هم الأصل الذين يمثلون الشريعة الغراء وهم خلفوا نبينا خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وصنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء أكملوا الأثر إخوتى الكرام صلاح الأمراء وفسادهم بصلاح العلماء وفسادهم هذا لابد من وعيه أيضا وإذا صلح العالم يعنى أصلح الله به العباد والبلاد وإذا فسد حقيقة بعد ذلك الفساد سيتوسع يعنى عندما يرى الناس خطيب الجمعة يحلق لحيته وإمام المسجد يحلق لحيته ماذا سيقولون؟ حقيقة يقولون المسألة ليست ضرورية

أخبرنى بعض الإخوة كنت فى السعودية قبل وزير الأوقاف الجديد الذى قبله كان يحلق لحيته فبعض المسؤولين الكبار كنت معهم فى زيارة كلمتهم قال يا شيخ وزير الأوقاف يحلق لحيته وحقيقة ما كان له أن يحلق ولا شعرة فى وجهه توحد رب العالمين سبحانه وتعالى

قلت يا عبد الله ما رأيت إلا هذا الوزير تقتدى به فى هذه المسألة ما لك وله أولا عندنا رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحابة الكرام بعد ذلك يعنى هذا الذى كانوا عليه المذاهب الأربعة، ما أحد رخص فى ذلك ثم عندك مشايخ البلاد ما أكثرهم كل هؤلاء تعاميت عنهم وجئت فقط إلا وزير الأوقاف يحلق لحيته ستحلق أنت أيضا لحيتك

ص: 14

يا عبد الله قلت هذا ضلال حقيقة هذا ضلال لكن كما قلت صار مجال لأن يدخل الشيطان على قلوب العوام يقول إذا كان وزير الأوقاف يحلق لحيته فهذا الذى هو مسؤول عن الشرع فى هذه البلاد إذن هذه ليست من الدين يعنى غاية ما يقال مباحة إنها عادة من العادات الحسن من فعلها أحسن وإلا فلا حرج عليه، هذا ضلال إخوتى الكرام وكما قلت يعنى حقيقة هذا التأويل الذى هو من الخرافات والأباطيل انتشر عند كثير من الناس

كنت مرة فى بعض المساجد فى مصر بعد أن صليت الظهر جاء الإمام ليصلى بنا يلبس بنطلون وقميص يعنى على آخر طراز كما يقال دخل إلى حجرة خاصة بجوار المنبر لبس الجبة الواسعة ووضع العمة لكن لا يوجد لحية على كل حال صلى بنا على هذه الحالة فلما انتهينا كنا مجموعة من الإخوة يعنى قلنا إذا سمحت على أيضا على العبارات الدارجة مولانا يعنى نجلس دقيقة بعد الصلاة دقائق نتحدث رحب ربنا وفتح صدره فقبل أن نبدأه بدأنا يعنى قبل أن نبدأ نحن لنصحه بدأنا هو بزيغه قال أنتم لمَ تقصون شواربكم ما توفرونها وله شارب مفتول ولا لحية

قلنا يا عبد الله نحن جلسنا معك لنكلمك فى أمر وإذ أنت فتحت فى نفس الأمر أنت تعيب علينا قص الشارب، السنة أن نقص الشارب قال لا هذه مُثلة الذى يقص شاربه يعذر قلنا وحلق اللحية قال مفيهاش حاجة!!!

قلنا كيف حلق اللحية ما فيها حاجة وقص الشارب مُثلة

قال هذه علامة الرجالة الرجل له شارب أما هذه اللحية أبدا

قلنا يا عبد الله رسول الله عليه الصلاة والسلام الذى هو أمامنا أَمَا كان له لحية

قال نعم لكن عادة قومه وعادة قومنا الآن ما لهم لحى، اللحى هذه يعنى لا نطالب بها لكن الشوارب هذه ضرورية لأنها علامة الرجال جلسنا نبحث معه كما يقال طويلا وكثيرا لا فائدة

قال أبدا اللحية ليست من الشرع والذى يدخلها فى الشرع هذا ضال هذه عادة من العادات وتغير العرف لكن الشارب هذا لا بد منه الشارب علامة الرجال

ص: 15

فقلت لبعض الإخوة يكفينا عند هذا الحد ما فى داعى للاسترسال أكثر من ذلك وبعد ذلك هو إذا خرج سيعمل فى مرقص أو فى سينما العلم عند الله جل وعلا ما أحد يعلم لكن ما فى داعى أن نسترسل يعنى فى البحث أكثر من هذا ما دام نبحث معه فى الأدلة يقول أبدا هذه كانت فى وقت فى عرف وزال هذا العرف إمام يعلم الله إخوتى الكرام فى مسجد كبير وصلينا وراءه وهو فى هذه الحالة ثم بعد ذلك تركنا وذهب للحجرة طرح الجبة والعمة وخرج بالسرعة كما يقال غربى

فحقيقة عندما يرى العوام هذا سيقتدون به على أنها ليست من الدين ولذلك لا بد من نشر هذا وكم من معصية فى هذا الحين تفعل اقتداء بالعلماء

وطوبى لمن إذا مات ماتت ذنوبه والويل لمن إذا مات بقيت ذنوبه

يعنى موضوع التلفاز الذى انتشر فى البيوت إخوتى الكرم يعنى يبوء بإثمه فى الأصل علماء السوء الذين أدخلوا هذا أولا إلى بيوتهم وأمر ثانى خرجوا فيه من الجهتين هذا وهذا لما وُجد هذا الأمر الناس سيقتدون حتما

وأخبرنى بعض إخواننا من الإخوة الكرام الطيبين لما كنا فى أبها لم يكن فى بيته تلفاز، لما بدأ يخرج فى الإذاعات فى التلفاز هو وفى مواعظ دينية قال له أهله الطيبين لننظر إليك ونستمع حديثك يعنى أقل شىء لنستمع إليك لو كان حراما كيف إذن تخرج فيه يقول يا عباد الله أنا من أجل دعوة قال لا يمكن أبدا بين أمرين هو يخبرنى عن نسائه إما أن تقاطعهم وإما أن تشترى لنا هذا الجهاز لننظر إليك وهم على صواب حقيقة اشترى بعد ذلك هذا الجهاز هذا غير نساء الآخر الذى ذكرت سابقا، اشترى هذا الجهاز وتورط فيه من الذى كما قلت أوقع العامة حقيقة نحن وإلا هذا كما قلت يعنى هو جهاز مفسدة وما وُضع فى بلاد المسلمين لنفعهم أبدا إنما مصيدة والمصيدة يوضع فيها قطعة جبن يوضع فيها قطعة خيار من أجل أن تمسك العصفور وأما إن لم تضع فيها شيئا ما يقترب منها العصفور وعليه عندما يعنى يحرج فيها شىء من ما يقال نافع هذا مصيدة لما هو ضار

ص: 16

تقدم معنا كلام الحسن بن صالح بن حى:

الشيطان يفتح على الإنسان تسعة تسعين بابا من الخير ليطيعه فى باب من الشر

التلفاز على العكس تسعة تسعون باب من الشر وباب من الخير هو لو كان الأمر كما قلت فيه تسع وتسعون بابا من الخير لأغلقت بباب الشر الذى ستنظر إليه فكيف والأمر بالعكس وعليه هنا مصيدة فكما قلت هذا كله يفعله العوام تقليدا لنا

فلذلك إخوتى الكرام أنتم يعنى طلبة العلم اتقوا الله فى أنفسكم الذين توجهون الأمة أولا توجيه بالعمل ثم بالقول باستمرار احذروا هذا وابتعدوا عنه توجهون الأمة حقيقة يتوجهون ويقولون إذا كان حراما كيف سنعصى الله كيف نحن نصلى ونذهب بعد ذلك ننظر إلى ما حرم الله والله أمرنا أن نبعى أسرنا

{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم/6]

كيف بعد ذلك يعنى نزج بهم فى أتون الفساد ومحاربة رب العباد فى هذه الليالى الطويلة عندما يجلسون على هذه المسلسلات الخبيثة اللعينة الهزيلة

إخوتى الكرام كما قلت لا بد من وعيه وهذا الأمر هنا فشى حقيقة فشا لفساد صنف كما قلت وهم لم يحسبون على أنهم علماء ودعاة يعنى عندما يقوم خطيب الجمعة ولحيته ما تمسك بملقط يعنى الناس بين أمرين يقولون إذا الخطيب لحيته ما تمسك بملقط إذن من عداه لا حرج عليه إذا حلقوها هذا لا بد من وعيه إخوتى الكرام ودائما يعنى العالِم زلته يزل بها عالَم

يقول أئمتنا:

إذا توسع العالم فى المباحات توسع الناس فى المكروهات وإذا توسع العالم فى المكروهات وفعلها وقع الناس والعامة فى المحرمات وإذا وقع العالم فى الحرام كفر الناس

يعنى دائما هم يتفلتون أكثر من تفلته إذا هو سيقع فى موبقة هم سيكفرون وإذا وقع فى صغيرة هم سيقعون فى كبيرة فهذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه

ص: 17

اللحية كما قلت البحث فيها ليس من مجال التأويل وليس كما قلت غرضى أن أبحث الآن فى أدلة وجوبها وهيئتها، عقوبة حالقها إن كان فى الدنيا وإن كان فى الآخرة هذا ليس كما قلت من غرضنا إنما من باب التمثيل ومن جاء واجتهد فى هذه المسألة وإن لم يقصد المعصية فقد عصى شاء أم أبى لأن هذه المسألة ليست من مسائل التأويل هذه قطعية فلا دخل فيها لعقل أحد من الناس

إخوتى الكرتم حقيقة كما قلت أنها من الفطرة وقد كان قوم سيدنا الأحنف بن قيس وهو من المخضرمين وما رأى نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وتوفى سنة سبع وستين وقيل سنة اثنتين وسبعين وحديثه فى الكتب الستة وهو من أمراء جيوش سيدنا على رضي الله عنهم أجمعين انظروا ترجمته الطيبة فى السير فى الجزء الرابع صفحة ست وثمانين هو أحد من يُضرب بحلمه وسؤدده المثل وهو الذى يقول الكلمة المأثورة المحكمة:

عجبت لمن يجرى فى مجرى البول مرتين ثم يتكبر

خرج من أبيه ثم خرج من أمه يا عبد الله بعد ذلك تتكبر خرجت من مجرى البول مرتين وبعد ذلك تتكبر اعرف قدرك هذا الحليم الرزين الذى حلمه يعنى أثبت من الجبال الرواسى لم يكن له لحية كان كوسجا وسمى بالأحنف واسمه الضحاك لأنه فى ساقيه، فى رجليه حنف، ميل وتقوس إلى الداخل ولذلك كانت أمه عندما تلاعبه فى صغره تقول

والله لولا حنف برجله وقلة أخشى عليه من نسله ما كان فى صبيان كل47:56

من قلة نسله قال كان له خصية واحدة رضى الله عنه وأرضاه الأحنف بن قيس وحنف فى رجليه تقول لولا هذا قلة أخشاها فى نسله أخشى ألا ينجب كما ينجب من له خصيتان وهذا لا يضر فى الإنجاب على الإطلاق

ص: 18

مرة كان بعض الأولاد عندى خصيته واحدة والثانية معلقة ما نزلت دخلت إلى بعض الأطباء قال لى لا تقلق تنزل بعد فترة وإذا احتمال ما نزلت تحب يجرى له عملية أو بيقى يعنى طبيعى ثم قال لى هتلر زعيم العالم فى زمنه كان عنده خصية واحدة قلت ما تعرفون هتلر لمَ ما تقولون الأحنف بن قيس؟

يعنى هتلر فقط هذا هو يعنى زعيم العالم يعنى هو الذى يُذكر فى هذه المناسبة له خصية واحدة قلت لمَ ما تذكرون سيدنا الأحنف بن قيس ونجهل أحوال أئمتنا وأما ذاك نحفظه على ألسنتنا قال لا تحزن زعيم العالم له خصية واحدة

على كل حال هذا كما قلت المثال الثانى ضمن الحالة الأولى فيما ليس هو محل التأويل

حالة الشق الثانى للحالة الأولى

إذا كانت المسألة من محل التأويل وفيها مجال للتأويل لكن المتأول ليس من أهل التأويل ليس من أهل الاجتهاد فلا يحق له أن يدلى بدلوه وإذا تكلم فى هذه المسألة فهو عاص لله جل وعلا

ثبت فى مسند الإمام أحمد وسنن الترمذى وقال هذا حديث حسن صحيح والحديث رواه الطبرى فى تفسيره والبغوى فى معالم التنزيل أى فى تفسيره وفى شرح السنة وحسنه وفى إسناده الإمام عبد الأعلى بن عامر الثعلبى صدوق يهم يخرج له أهل السنن الأربعة وحديثه إن شاء الله فى درجة الحسن وقد تقدم معنا من حسنه من الترمذى والبغوى رضي الله عنهم أجمعين

ولفظ الحديث عن سيدنا عبد ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

(من قال فى القرآن بغير علم فيتبوأ مقعده من النار)

ليس هو بأهل يعنى يتكلم فتكلم وفسر وأدلى بدلوه فهذا آثم أصاب أو أخطأ فإن أخطأ حصل إثمين وعقوبتين أخطأ كما قلت الصواب وخالف شرع الكريم الوهاب ولا يحق له أن يجتهد وإن أصاب عليه إثم لمَ؟

له إثم فى اجتهاده وليس من أهل الاجتهاد وإن أصاب الحق لأن هذه الإصابة ليست مقصودة وإذا أصاب مرة سيخطىء مئات المرات

(من قال فى القرآن بغير علم فيتبوأ مقعده من النار)

ص: 19

والحديث إخوتى الكرام أيضا رواه الإمام أحمد بلفظ آخر فى المسند وهكذا الترمذى فى السنن وحسنه البغوى فى معالم التنزيل والطبرى فى تفسيره أيضا عن سيدنا عبد بن عباس رضي الله عنهم أجمعين بلفظ والحديث مرفوع إلى نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه

(من قال فى القرآن برأيه فيتبوأ مقعده من النار)

وفى رواية فى المسند

(من كذب فى القرآن بغير علم فيتبوأ مقعده من النار)

وفى رواية فى المسند

(من كذب على القرآن بغير علم فيتبوأ مقعده من النار)

إذن هذه الحالة الأولى يأثم فيها الإنسان ليست من محل التأويل أو أن الإنسان ليس من أهل التأويل

الحالة الثانية التى تحصل فيها مخالفة والإنسان يأثم ويوزر لكن لا يكفر بالله عز وجل وهى أن يكون على جهل فيما تكلم فيه هو على جهل لكن استمع مع تقصير فى الطلب

تقدم معنا هناك على جهل لكن ما أعرض ولا قصر هنا على تقصير فى الطلب فلم يُعِد العدة المطلوبة التى تؤهله لفهم شريعتنا الغالية المحبوبة جاء بعد ذلك ويجتهد ويصدر الأحكام وتكلم وجهل فحقيقة هذا مخطىء وعاص لله عز وجل

ثبت فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى والحديث رواه الحاكم فى المستدرك صححه وأقره عليه الذهبى والحديث فى السنن الكبرى للإمام البيهقى ورواه الطبرانى فى معجمه الكبير والإمام ابن أبى عاصم وسعيد بن منصور فى سننه والضياء فى الأحاديث الجياد المختارة ولفظ الحديث عن سيدنا بريدة بن الحصين رضى الله عنه وأرضاه قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

القضاة ثلاثة قاضيان فى النار وقاض فى الجنة

ص: 20

وهذا إخوتى الكرام ليس من باب النسبة يعنى ثلث وثلثان هذا من باب يعنى تعليق الحكم بالوصف فقد يدخل واحد من مائة الجنة وتسعة وتسعون من القضاة فى النار وقد يدخل تسعون الجنة وعشرة إلى النار هذا على حسب ما سيوجد من صفات واضح هذا من كان صفته كذا فهو فى النار يعنى ليس القضاة سيجمعون ثلثهم فى الجنة والثلثان فى النار ليس كذلك

(القضاة ثلاثة قاضيان فى النار وقاض فى الجنة فأما الذى فى الجنة فرجل عرف الحق وقضى به)

حقيقة هذا على هدى عرف الحق وقضى به فهو فى الجنة

(أما الذى فى النار عرف الحق فجار فى الحكم فهو فى النار)

هذا أحد القاضيين (ورجل قضى للناس على جهل فهو فى النار)

إذن عرف الحق فجار فى النار قضى على جهل فى النار مطلقة أصاب أو أخطأ عرف الحق وقضى به فهو فى الجنة

فى رواية الحاكم زيادة انتبهوا لها قال الصحابة الكرام والحديث كما قلت صححه الحاكم وأقره الذهبى وقال على شرط مسلم

قال الصحابة الكرام لنبينا عليه الصلاة والسلام يا رسول الله فما ذنب هذا الذى يجهل

كأنهم يريدون أن يقولوا ما قصد المعصية وتقدم معنا قلت هذا الصنف الذى يعنى يوزر ويأثم قد يقصد المعصية وقد لا يقصد وفى الحالة الأولى والثانية ما قصد المعصية لكن فعله ما عذره الشارع فيه فى هذه الحالة والتى قبلها الحالة التى قبلها كما تقدم معنا ليست المسألة من محل التأويل أو هو ليس من أهل التأويل الثانية هو كما قلت جاهل يعنى لا يتكلم بعلم الحالة الثالثة هو قصد المعصية فى حالتين كما قلت من الحالة الثانية التى يأثم الإنسان فيها ما قصد المعصية وقى حالة قصد المعصية فهنا قال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين

فما ذنب هذا الذى يجهل فقال نبينا عليه الصلاة والسلام ذنبه ألا يكون قاضيا حتى يعلم

ص: 21

من الذى رخص له أن يزاول هذه المهنة وهذه الرتبة وهو لا يعلم ذنبه ألا يكون قاضيا حتى يعلم يعنى ارتكب الذنب لأنه لا يحق له أن يكون قاضيا حتى يعلم فتكون على علم وبينة وبصيرة

والحديث إخوتى الكرام من رواية سيدنا بريدة ورُوى عن سيدنا عبد بن عمر رضي الله عنهما فى معجم الطبرانى الأوسط والكبير بسند رجله ثقات كما فى المجمع فى الجزء الرابع صفحة ثلاث وتسعين ومائة وروى الإمام أبو يعلى نحوه ولفظ رواية سيدنا عبد بن عمر رضي الله عنهما أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:

(القضاة ثلاثة واحد ناج وانثان فى النار قاض قضى بالهوى فهو فى النار وقاض قضى بغير علم فهو فى النار وقاض قضى بالحق فهو ناج)

أى فى الجنة بفضل الله ورحمته

نعم إخوتى الكرام من أعد العدة وكان أهلا للاجتهاد فهو معذور إن أخطأ بل له أيضا على اجتهاده أجر عند العزيز الغفور فخطؤه مغفور وله أجر على اجتهاده عند العزيز الغفور هذا إذا أعد العدة وهو من أهل الاجتهاد وتكلم فكما قلت هناك عذره الله عندما أخطأ بقى له أجر على اجتهاده أما إذا لم يكن من أهل الاجتهاد وتكلم فهو آثم فى الحالتين وعليه وزر الضال المضل عندما يخطىء فى اجتهاده إذا لم يكن أهلا للاجتهاد

ثبت فى مسند الإمام أحمد والكتب الستة إلا سنن الترمذى والحديث رواه ابن حبان فى صحيحه والخطيب فى تاريخ بغداد والبيهقى فى السنن الكبرى عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه والحديث رواه الإمام أحمد فى المسند وأهل الكتب الستة أيضا وابن حبان فى صحيحه والبيهقى فى السنن الكبرى والحاكم فى المستدرك انتبه عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه ورواه الإمام الدارقطنى فى السنن أيضا عن أبى هريرة هناك عن عمرو بن العاص والحديث فى أعلى درجات الصحة فهو فى الروايتين مخرج فى الصحيحين من وراية عمرو وأبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين عن نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أنه قال

ص: 22

(استفسار من أحد طلبة العلم غير مسموع) أى صحيح مسلم فى الصحيحين أوليس كذلك الول قلت فى الكتب الستة إلا سنن الترمذى والثانى فى المسند والكتب الستة كلها طيب لمَ صحيح مسلم؟ هو فى الصحيحين يعنى رواية عمرو بن العاص فى الصحيحين ورواية أبى هريرة فى الصحيحين مع أيضا كتب أخرى

ولفظ الحديث عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أنه قال:

(إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر)

كما قلت هو من أهل الاجتهاد وهذا أقل ما يحصل له إذا حكم فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر

وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أنه يحصل له أكثر من ذلك ولا منافسة بين القليل والكثير فالقليل يدخل فى الكثير ورحمة الله واسعة أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن القاضى إذا قضى واجتهد فأصاب فله عشرة أجور

فى رواية له عشر حسنات وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر

وفى رواية فله حسنة

وفى رواية فله أجر أو أجران

ص: 23

والروايات فى بعضها ضعف لكن رواية صححها الإمام الهيثمى فى المجمع فيها راو ضعيف كأنه غفل عنه رضى الله عنه وأرضاه وقال رجاله رجال الصحيح فاستمعوا للرواية التى نص على تصحيحها الإمام الهيثمى فى المجمع من رواية سيدنا عقبة بن عامر رضى الله عنه وأرضاه روايته فى المسند فى الجزء الرابع صفحة خمس ومائتين وتعبت جدا لذلك حددت لكم المسند فى الجزء الرابع صفحة خمس ومائتين لأننى استقرأت مسند عقبة بن عمرو من أوله لآخره ما وجدت الحديث فيه وعُزى فى كتب أئمتنا إلى لمسند يعنى الإمام ابن حجر فى التلخيص يقول رواه الإمام أحمد فى المسند وهكذا غيره يعنى ممن عزى هذا الحديث يقول هو فى المسند من رواية عقبة بن عامر فى المجمع كما قلت عند يعنى كتاب الأحكام باب اجتهاد الحاكم قال رواه الإمام أحمد عن عقبة بن عامر بسند رجاله رجال الصحيح فاستقرأت مسند عقبة من أوله لآخره وهو فى المجلد الرابع أيضا غالب ظنى يبدأ من صفحة ثلاث وأربعين ومائة غالب ظنى ما أستحضرها مع أننى يعنى حديث عهد باستقرائه فما وجدت، أعطيت لأهلى بعد ذلك الكتاب قلت استقرئى مسند عقبة، عندما أبحث بعد ذلك ألهمنى الله لعل الإمام أحمد أورده ضمن حديث عمرو بن العاص فقبل أن تنهى يعنى1:2:30المسند الذى معك ونظرت إلى مسند عمرو بن العاص فى مظان الحديث الذى أخرجه حسبما أشار يعنى المعجم المفهرِس إلى أماكن الحديث فى صفحة كما قلت لكم خمس ومائتين فى مسند عمرو ابن العاص أورد الحديث بعد حديث عمرو ابن العاص أورد حديث عقبة بن عامر لم ما أعلم؟ مع أنه من مسند عقبة، الأصل أن يورده هناك على كل حال هذا الذى فى المسند هو من مسند عقبة وأورده ضمن مسند عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين

قال الإمام الهيثمى فى المجمع كما قلت لكم فى الجزء الرابع صفحة خمس وتسعين ومائة فى كتاب الأحكام باب اجتهاد الحاكم رجاله رجال الصحيح

وفيه أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال لعقبة:

ص: 24

إن اجتهدت فأصبت فلك عشرة أجور

وفى رواية الدارقطنى فلك عشر حسنات فلك عشرة أجور إن اجتهدت وأخطأت فلك أجر واحد

قال الإمام الهيثمى فى المجمع رجاله رجال الصحيح أقول إن الحديث فى سنن الدار قطنى فى الجزء الرابع صفحة ثلاث ومائتين ورواه الحاكم أيضا فى المستدرك كما فى التلخيص الحبير فى الجزء الرابع صفحة تسع وتسعين ومائة وعزاه إلى الدار قطنى أيضا وقال إنه رواه الدارقطنى والحاكم عن ثلاثة من الصحابة عقبة وأبى هريرة وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أجمعين لكن انتبه فى إسناده فضالة ،فضالة هو فى إسناد عقبة فى المنسد وفى إسناد الدارقطنى وفى إسناد أيضا الحاكم ومن روى هذا الحديث فيه فرج بن فضالة وهو ضعيف حديثه مخرج فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى وهو فى إسناد المسند والإمام الهيثمى يقول رجاله رجال الصحيح!!

كيف هو رجاله رجال الصحيح ولم يخرج له فى الصحيحين ولا فى أحدهما!!

وكما قلت فيه أيضا ضعف ونص على ضعفه الحافظ فى التقريب وهكذا فى التلخيص الحبير فلعل الإمام الهيثمى وَهِمَ والعلم عند الله جل وعلا، يحتاج الأمر إلى يعنى أيضا بحث وتحقق من هذا الأمر ففيه فرج بن فَضالة توفى سنة سبع وسبعين ومائة وحديث كما قلت فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى

انظروا إخوتى الكرام التلخيص الحبير كما قلت لكم صفحة تسع وتسعين ومائة وقد حكم على الحديث بالضعف والحديث فى المستدرك فى الجزء الرابع صفحة ثمان وثمانين

قال الإمام الذهبى فى فرج بن فضالة ضعفوه أيضا وفى حديث عمرو بن العاص وحديث عقبة بن عامر

جاء خصمان إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه يختصمان فى قضية فقال النبى عليه الصلاة والسلام لعمرو اقضِ يا عمرو اقضِ بينهما وفى قصة أخرى قال يا عقبة اقضِ بينهما فقال عقبة اقضى بينهما يا رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنت موجود أنت أحق بالقضاء أنت تقضى

ص: 25

فقال اقضِ بينهما قال فما لى للقضاء قال إن أصبت فلك عشرة أجور لك عشر حسنات وإن أخطأت فلك أجر واحد

لأنك من أهل القضاء والاجتهاد النبى عليه الصلاة والسلام يريد أن يدربه فإن اجتهد وأخطأ يصحح له قضاءه بحضور النبى عليه الصلاة والسلام وإذا أصاب الحمد لله حصل هذا الأجر العظيم وهكذا فى حديث عمرو رضي الله عنهم أجمعين

الحديث كما قلت فيه ضعف لكن رُوى يعنى من طرق وله متابعات لعله يرتقى بها إلى درجة الحسن والعلم عند رب الأرض والسماوات انظروا كما قلت التلخيص الحبير من كلامه على هذا الحديث فذكر متابعة من طريق الإمام ابن نفيعة لفرج بن فضالة وكما قلت يعنى لعل الحديث يرتقى بذلك والعلم عند الله جل وعلا

على كل حال قلَّ ما يحصل أجر لمن اجتهد وأخطأ وإذا اجتهد وأصاب وهو من أهل الاجتهاد فله أجران أو عشرة أجور، هذا لمن هو من أهل الاجتهاد

قال الإمام ابن المنذر (إنما يؤجر الحاكم إذا أخطأ إذا كان عالما بالاجتهاد فاجتهد فأما إذا لم يكن عالما فلا)

لأنه آثم واستدل بحديث نبينا عليه الصلاة والسلام القضاة ثلاثة الذى فى النار هو الذى قضى على جهل فقالوا ما ذنبه الذى يجهل قال ذنبه ألا يكون قاضيا لمَ هو يعنى تولى القضاء وليس بأهل له وليس أهلا له؟

الحالة الثالثة

التى يأثم فيها الإنسان إذا خلف شرع الله الرحمن هنا يتعمد المخالفة ويريد المعصية طلبا لحظ عاجل دون استحلال للباطل فغلبته الشهوات ولم يستحل ما حرم رب الأرض والسماوات

كما يقع الإنسان نسأل الله العافية فى شرب الخمر، فى زنا ،فى سماع الغناء فى فى فى، تقول لمَ؟

ص: 26

يقول يا عبد الله كل بنى آدم خطَّاء غلبتنى نفسى وأرجو رحمة ربى لعل الله يتوب علىَّ لعل الله يغفر لى إذا لم تكن رحمة ومغفرته للعاصى لمن ستكون من هذا الكلام لم يستحل ما حرم الله عز وجل لكن تعمد المعصية وفى الحالتين السابقتين ما تعمد المعصية إما على جهل وإما كما قلت فى غير محل التأويل هو لا يريد المعصية لكنه عاص لأن الشارع ما عذره وهنا كما قلت تعمد المعصية هو فى هذه الأحوال الثلاثة فى كلها كما قلت عاص موزور

هذا إخوتى الكرام الذى يقع فى المعصية وهو يعلم أنه عاص لا شك كما قلت آثم عاص لله عزوجل هو يعلم أنه عاص

وأمثلة هذا كثيرة مثلا الرشوة التى انتشرت فى هذه الأيام رشوة فالقاضى يريد رشوة الحاكم يريد رشوة والموظف يريد رشوة المسؤول يريد رشوة المُبطِل عندما يقدم بعد ذلك بقضية باطلة يغرى المسؤول ليقضى له بالباطل يعطيه رشوة كل منهما يعلم أن هذا حرام من استحل الرشوة فقد كفر هذا لا شك فيه وإذا لم يستحل فكما قلت آثم عاص لله يعنى استعجل الحياة الدنيا وآثرها على الآخرة الباقية

استمع مثلا إلى عقوبة الراشى والمرتشى وكل منهما يعلم أنه عاص لله عز وجل

ثبت فى مسند الإمام أحمد والحديث فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى ورواه الحاكم فى المستدرك والبيهقى فى السنن الكبرى والإمام أبو داود الطيالسى فى مسنده من رواية سيدنا عبد الله بن عمر والحديث رواه الإمام أحمد فى المسند والترمذى فى السنن وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه والخطيب فى تاريخ بغداد من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين ولفظ الحديث عن نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه والحديثان صحيحان حديث عبد الله بن عمرو وحديث سيدنا أبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:

(الراشى والمرتشى فى النار)

كما تقدم معنا أيضا من قضى على جهل فهو فى النار الراشى والمرتشى فى النار

ص: 27

وتقدم معنا (من قال قى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)(الراشى والمرتشى فى النار)

هذا الحديث إخوتى الكرام رُوى عن عدة من الصحابة أيضا رُوى عن أمنا الصديقة المباركة سيدتنا عائشة وعن أمنا الطيبة المباركة أم سلمة وعن سيدنا عبد الرحمن بن عوف وعن سيدنا ثوبان رضي الله عنهم أجمعين

وفى حديث ثوبان زيادة ولذلك أخرجه للزيادة التى فيه وإسناده صحيح رواها الإمام أحمد فى المسند وأبو يعلى فى مسنده والطبرانى فى معجمه الكبير والبيهقى فى شعب الإيمان من رواية كما قلت سيدنا ثوبان عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال:

(الراشى والمرتشى والرائش الذى يمشى بينهما فى النار)

يعنى يتوسط بين المبطل وبين المسؤول، الراشى والمرتشى والرائش الذى يمشى بينهما فى النار هذا مثل الربا يعنى لُعن آكله وكاتبه وشاهداه أوليس كذلك الآكل والموكل والكاتب والشاهدان ملعونون عندما توجد عملية الربا كل من يشارك فيها وهنا كذلك الراشى والمرتشى والرائش الذى يمشى بينهما فى النار هذا كلام نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه

إخوتى الكرام من باب بيان حكم يتعلق بالرشوة أما المسؤول يحرم عليه أن يأخذ شيئا مقابل قضائه أو تمشيته أمور المسلمين التى أنيطت برقبته سواء أراد أن يحق حقا أو أن بيطل باطلا أو أن يبطل حقا أو أن يحق باطلا يعنى يحرم عليه أن يأخذ بجميع الأحوال لأنه يتقاضى جُعلا ومكافئة وأجرة وراتبا من بيت مال المسلمين فلا يجوز أن يأخذ بحال من الأحوال ولو قال أنا سأقضى بالحق لكن أعطنى لا يجوز ولو قال أنا سأبطل باطلا أعطنى لا يجوز، سيغير الحق إلى باطل لا يجوز أن يأخذ من باب أولى أما الراشى فحقيقة كما قال أئمتنا إذا دفع ليتوصل إلى حقه وليتخلص من ظلم الظالمين دون أن كما قلت يعنى ليتوصل إلى ما لا يحل له أن يتوصل إليه ولن يتخلص من حق وجب عليه فهذا لا إثم عليه والإثم على الآخذ،

ص: 28

أحيانا يُبتلى بعض الناس ببعض المسؤولين الخبيثين لا يجرى لك مصلحتك التى ينبغى يعنى أن تحصلها مصلحة شريعة وجاءت إليه ما يجريها إلا بمقاتلة ويتعبك ويبهدلك، يؤخرك ولا ينجز عملك ولو أحيانا حتى أردت أن تسجل مولودا يعنى لا تظن المسألة يعنى أحيانا يقول الإنسان يمكن أن أتركها يعنى تذهب لتسجل مولودا رغم أنفك وإذا ما سجلته تضع غرامة خلال فترة محددة وإذا ما سجلت المولود تضع الغرامة وعندما تأتى لتسجل مرة السجل غير موجود ومرة يحتاج إلى ختم ومرة كذا يجننك وما يسجل المولود ثم أحيانا يصرح وإذا ذهبت لترفع أمره قد يكون الذى فوقه يعنى أشد خيانة منه هذا قد يقبل بشىء قليل ذاك بعد ذلك يحتاج إلى شىء كثير ونسأل الله أن يلطف بنا

على كل حال فالراشى الذى يدفع كما قلت ليصل إلى حقه ليس عليه أما الآخذ فى جميع أحواله آثم ومع ذلك لا يجوز للإنسان أن يدفع إلا كما قلت سابقا إذا اضطُر وعلم أن مصلحته لا يمكن أن تُقضى وسيتعطل ولا يوجد من يعنى يجيب سؤاله لو ذهب واشتكى فهنا يفوض أمره إلى الله ويدفع هذا كما لو اعترضه قاطع طريق وأعطاه مبلغا من المال ليتخلص من ظلمه وعدوانه

إخوتى الكرام من تلبس بهذه الحالة وهو موزور كما قلت فى هذه الأحوال الثلاثة فيما ليس من محل التأويل قضى على جهل، قصد المعصية، من تلبس بهذه الحالة يصح أن ننفى الإيمان عنه مع أننا كما قلنا هو عاص ليس بكافر يصح أن ننفى الإيمان عنه ويصح أن نصفه بالكفر ويصح أن نلحقه بالجاهلية فنقول هذا على الجاهلية وهذه الأمور الثلاثة مستعملة فى حديث نبينا خير البرية على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ولا يجوز أن تطلق عليه لقب الإيمان وعنوان الإيمان ووصف الإيمان إلا بقيد لأن هذا اللقب لا يطلق إلا الصورة الكاملة التى هى إيمان بلا معصية

ص: 29

فمن عصى الله تقول مؤمن فاسق مؤمن عاصى مؤمن ظالم أما أن تقول مؤمن هذا لا ينصرف إلا من فعل الواجبات وترك المحرمات أما هذا يخوض فى الموبقات لا بد من أن تقيد إيمانه بما يشعر نقصان الإيمان فيه لأن هذا اللفظ إذا أُطلق ينصرف إلى الصورة الكاملة كما حقق ذلك أئمتنا قاطبة

انظروا مثلا كلام شيخ الإسلام الإمام النووى فى تقرير هذا فى شرحه لصحيح مسلم فى أول كتاب الإيمان إخوتى الكرام ما حددت الصفحة فى أول كتاب الإيمان قرر هذا الأمر أول حديث فى كتاب الإيمان قرر ما يتعلق بهذا الأمر وأن الإنسان إذا فعل معصية لا يطلق عليه لفظ الإيمان إلا بقيد ويجوز أن تصفه بالكفر على تأويلات ستأتينا أنك تريد كفر دون كفر تريد كفر النعمة لا كفر المُنعم شابه الكفار وما شابه هذا كما سيذكر شيخ الإسلام النووى يجوز أن تنفى الإيمان عنه لأنه ما وجد فيه الإيمان الكامل يجوز أن تلحقه بالجاهلية

لعلنا هذه الأمور الثلاثة ننتهى منها لنشرع بعد ذلك فى الموعظة الآتية فى الخصلة فى الحالة الثالثة التى إذا انحرف الإنسان فيها عن شرع الله يكفر

ثبت فى المسند والكتب الستة وغير ذلك من دواوين السنة عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه والحديث فى المسند وصحيح البخارى وسنن النسائى ورواه الإمام عبد ارزاق فى مصنفه والإمام البزار ى مسنده والطبرانى فى معجمه الكبير والخطيب فى تاريخ بغداد عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين فهو من رواية صحابيين باللفظ الذى سأذكره عن سيدنا أبى هريرة وعبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:

(لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)

فنفى عنه اسم الإيمان لعدم وجود الصورة الكاملة فيه لأنه وقع فى شىء من الفسوق والغفلة

حديث ثان يصفه بالكفر إذا فعل ما يفسقه ما يوزره ما يؤثمه

ص: 30

ثبت فى مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم والحديث فى الحلية فى الجزء الثانى من الحلية صفحة ست وثلاث مائة وهو صحيح صحيح فهو فى صحيح مسلم من رواية سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(اثنتان بالناس هما بهم كفر الطعن فى النسب والنياحة على الميت)

قال شيخ الإسلام الإمام النووى فى شرح هذا الحديث فى الجزء الثانى صفحة سبع وخمسين فى شرح صحيح مسلم قوله هما بهم كفر قال لا بد من تأويل هذا الحديث أول التأويلات ذكر أربعة تأويلات

أولها قال:

هما بهم كفر أى من أعمال الكفار وخصال الجاهلية

هما بهم كفر أى تؤديان بهم إلى الكفر

هما بهم كفر يقصد كفر النعمة وعدم الشكر لا كفر المنعم والجحود التأويل الرابع

هما بهم كفر فمن استحل هاتين المعصيتين أو واحدة منهما هذه أربعة تأويلات وأنا كنت ذكرت سابقا ست تأويلات

أضيف إليها

هما بهم كفر هذا من باب التغليظ والزجر ولا يقصد حقيقته

هما بهم كفر شابه الكفار فى هذه الخصلة وفى تلك لا فى سائر الخصال وليس له حكم الكفار الأشرار

وعليه إخوتى الكرام لا بد من تأويل هذه الأحاديث التى تنفى الإيمان وما نُفى يعنى فيه الإيمان عن مرتكب الكبيرة عندما يفعل معصية لله عز وجل

يقال يقصد من النفى نفى تمام الإيمان نفى كمال الإيمان وما ورد وصفه بالكفر نقول كفر عملى ليس كفر اعتقادى وهو الذى يقول عنه أئمتنا أنه كفر دون كفر وانتبهوا لأنه سيلزمنا فى المبحث الثالث ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون هذه تدخل فيها لأنه هنا الآن انحرف وعليه كفر دون كفر فى هذه الحالة إذا لم يستحل وغلبته شهوته إذن كما قلت أنه كفر دون كفر شابه الكفار فى هذه الخصلة هذا من باب التغليظ والزجر بما يخلع القلب يؤدى به إلى الكفر هذا إذا استحل والتى بعد ذلك هى كفر النعمة لا كفر المنعم

ص: 31

الدليل الثالث على أنه يوصف أيضا بأنه جاهلى تقدم معنا الحديث إخوتى الكرام فى منسد الإمام أحمد والكتب الستة إلا سنن النسائى وهو فى غير ذلك من دواوين السنة قول نبينا عليه الصلاة والسلام لسيدنا أبى ذر عندما عير بلالا بأمه رضى الله عنهم أجمعين قال:

أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية

تقدم معنا أيضا أن سيدنا أبا ذر رضى الله عنه وأرضاه قال لنبينا عليه الصلاة والسلام كما فى صحيح البخارى:

على ساعتى هذه من كبر السن أنا فى هذا يعنى العمر وفى هذه الحالة وعلى كبر السن مع ذلك فىَّ خصلة من خصال الجاهلية قال:

نعم إنك امرؤ فيك جاهلية على ساعتك هذه من كبر سنك عندما عيرته بأمه

إخوتى الكرام هذا فيما يتعلق بالحالة الثانية التى إذا لم يحتكم الإنسان فيها إلى شرع الله ولم يحكم فى حالته شرع الله يأثم ويرتكب وزرا لكنه لا يكفر الحالة الأولى أن يأول فيما ليس هو من مجال التأويل أن يجتهد فيما ليس من أمور الاجتهاد الثانية كما تقدم معنا أن يتكلم بجهل دون قصد لمعصية الله عز وجل

الثالثة أن يقصد المعصية دون استحلال لها هو فى الحالات الثلاث ما استحل ما حرم الله لكن فى الحالة الأولى والثانية ما قصد معصية الله لكن الشارع ما أذن له ولا عذره فى فعله فهو آثم والحالة الثانية هو قصد المعصية وفعله معصية فهو عاص وهو يعلم بذلك

هذه الأحوال الثلاثة كما قلت الإنسان ينحرف عن شرع الله وهو فيها موزور عاص للعزيز الغفور لا يصل إلى درجة الردة والجحود والكفر

الحالة الثالثة التى سيأتى الكلام عليها من لم يحتكم إلى شرع الله ولم يحكم شرع الله فهو كافر جاحد مرتد قلت لذلك خمس حالات نتدارسها فى الموعظة الآتية بتوفيق رب الأرض والسماوات

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا

ص: 32

اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا

اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا

اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك

اللهم اغفر لمن عبد الله فيه

اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا

والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ص: 33