المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ٥٠

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أما بعد إخوتى الكرام

كنا نتدارس أحوال الإنسان عندما ينحرف عن شرع الرحمن عندما يقع الإنسان فى مخالفة لشرع ذى الجلال والإكرام قلت إن هذه الأحوال لا تخرج عن حالات ثلاثة

أولها أن يكون الإنسان معذورا وثانيها أن يكون آثما موزورا وثالثها أن يكون كافرا مرتدا مثبورا

أما الحالة الأولى إخوتى الكرام وهى ما يُعذر فيها الإنسان عندما يقع فى مخالفة شرع الرحمن فقلت لها ثلاثة أحوال أيضا

أولها

أن يتأول فيما فيه مجال للتأويل وهو من أهل التأويل

ثانيها

أن يجهل حكم الله الجليل بشرطين اثنين لم يعرض عن التعلم ولم يقصر فى التعلم ما أعرض ولا قصر بذل ما وسعه لكنه جهل بعض الأحكام وفعلها بناء على جهله من غير إعراض عن شرع رب العباد ومن غير تقير فى تعلم شرع الله الجليل

الحالة الثالثة

التى يعذر فيها أن يكره ويقسر على معصية الله عز وجل فذهب منه الاختيار فى هذه الحالة فلا لوم عليه عند العزيز الغفار

والحالة الثانية

التى يأثم فيها الإنسان دون أن يكون كافرا بربنا الرحمن أيضا لها كما تقدم معنا ثلاثة أحوال

الحالة الأولى

إخوتى الكرام كما تقدم معنا أن يتأول فيما فى غير مجال التأويل وهو ليس من أهل التأويل كما تقدم معنا إيضاح هذا

والحالة الثانية

ص: 1

أن يجهل حكم الله الجليل ففعل المعصية دون قصد للمعصية لكنه قصر أو أعرض عن شرع الله عز وجل فإذن تقصيره بسبب جهله بسبب تقصيره وإعراضه فهو ملوم عن الحى القيوم وهو آثم عند الله عز وجل

والحالة الثالثة

أن يقصد المعصية من غير استحلال لها ففى هذه الأحوال الثلاثة كما تقدم معنا موزور دون أن يصل إلى درجة الكفر بالعزيز الغفور

الحالة الثالثة

التى سنتدارسها فى هذه الموعظة بعون الله جل وعلا أن يكون الإنسان كافرا أن يكفر الإنسان عندما يخالف شرع الرحمن

كنت ذكرت لكم إخوتى الكرام أن هذه الحالة أيضا لها خمسة أحوال وبالتأمل تبين لى أنها ستة وعليه عندنا ستة أحوال للحالة الثالثة وثلاث حالات لكل حالة من الحالتين المتقدمتين فصار المجموع اثنتى عشرة حالة عندنا ست حالات سنتدارسها فى هذه الموعظة بتوفيق رب الأرض والسماوات

إخوتى الكرام ضابط هذه الأحوال الستة

أن يفعل الإنسان معصية ذى الجلال معصية ذى العزة والجلال ليفعل المعصية قاصدا لها مع الاستحلال

قصد المعصية وهو مستحل لها قصدها وهو مستحل لها انتبه وقد يصحبها جحود لشرع الكبير المتعال سبحانه وتعالى وقد يصحبها جحود لشرع العزيز الجبار أو استخفاف واحتقار قد يصحبها وقد لا يصحبها وفعل المعصية مستحلا لها دون أن يجحد حكم الله فى هذه القضية ودون أن يستخف إنما استحل المعصية أحيانا يستهزىء وأحيانا لا يستهزىء أحيانا ينكر الحكم الشرعى وأحيانا لا ينكر فهنا مستحل لهذه المعصية ويرى أنها حلال مع أنه يقول إن الله حرمها لكن إنها حلال عندى وأفعلها على أنها ليست معصية قد كما قلت يجحد وقد لا يجحد قد يستخف وقد لا يستخف إنما متى ما استحل المعصية فقد كفر بالله عز وجل

وذلك كما قلت إخوتى الكرام فى ستة أحوال

أولها

ص: 2

ألا يرى صاحب التباب صاحب المعصية حكم الكريم الوهاب حق وعدل وصواب فعل معصية وهو لا يرى أن حكم الله فى هذه القضية أو فى غيرها المقصود لا يرى أن حكم الله حق وصواب فعل معصية ولا يرى أن حكم الله حق وصواب لنفرض أنه شرب الخمر نسأل الله العافية ونظر إلى النساء أو زنى أو فعل غير ذلك من المنكرات قلنا:

اتق الله إن الله جل وعلا حرم هذا قال:

تحريم هذا عبس وليس من الحكمة أن يُحرم فهنا استحل المعصية ورأى أن حكم الله ليس بحق ليس بصواب ليس برشد ليس بحكمة فاستحل المعصية مع حجود حكم الله جل وعلا فى هذه القضية أى جحود صواب حكم الله وأنه ليس حكم الله فيها عدل فى هذه القضية يقول نعم إن الله حرم هذه الجريمة هذه المعصية هذه الموبقة هذه الفعلة لكن التحريم فى غير محله، التحريم خطأ، التحريم سفاهة، التحريم طياشة نسأل الله العافية ففى هذه الحالة كما قلت كفر بالله عز وجل

ألا يرى صاحب التباب حكم الكريم الوهاب حق وعدل وصواب ففى هذه الحالة لا شك فى كفره وهذه الأمور التى سأذكرها إخوتى الكرام مجمع عليها يعنى ليس فيها مجال للقيل ولا للقال لا خلاف فى أن من تلبس بحالة من هذه الحالات فقد خرج من دين رب الأرض والسماوات

إذن ألا يرى أن حكم الله حق وصواب فى قضية ما أو فى سائر القضايا وقد أشار الله جل وعلا إلى حال هذا الصنف فى كتابه فقال جل وعلا فى سورة النساء

ص: 3

{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا *وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا *فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا *أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا *وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء/60-65]

ورد فى سبب نزول هذه الآية ما رواه الإمام الكلبى فى تفسيره والإمام الثعلبى فى تفسيره من طريق أبى صالح عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما والإسناد كما قال الحافظ فى الفتح فى الجزء الخامس صفحة سبع وثلاثين وإن كان ضعيفا لكن تقوَّى بطريق مجاهد وطريق مجاهد سيأتينا أثره مرسل صحيح بل هناك مرسل الإمام الشعبى أيضا مرسل صحيح أصح من مرسل سيدنا مجاهد رضى الله عنهم أجمعين وهناك أخبار متعددة يقوى بعضها بعض مما يدل على أن هذا الأمر واقع ثابت وهو سبب لنزول هذه الآية الكريمة وفيها إيضاح هذه القضية وهى أن من لم يرَ حكم الكريم الوهاب من لم يره عدلا وصوابا فى قضية ما فقد كفر وارتد نسأل الله العافية والسلامة

وخلاصة سبب نزول الآية

أثر سيدنا بعد الله بن عباس رضى الله عنهما قال:

كان بين يهودى وبين رجل من المنافقين خصومة فى أمر ما فرفعا الأمر إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقضى نبينا عليه الصلاة والسلام لليهودى وأن الحق له فلما خرجا قال المنافق لليهودى هلم لنحتكم إلى أبى بكر رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين

ص: 4

قال قد احتكمنا إلى محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهذا رسولكم قال نحتكم إلى أبى بكر فذهبا وعرضا عليه قصتهما وقبل أن يتكلم سيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه

قال اليهودى ذهبنا إلى النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وعرضنا عليه قصتنا فحكم بأن الحق لى

فقال ما كان لابن أبى قحافة رضى الله عنه وأرضاه أن يحكم فى مسألة حكم فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام الحكم ما قال رسول الله عليه صلوات الله وسلامه فخرجا

فقال المنافق لليهودى هلم لنحتكم إلى عمر رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين فذهبا وعرضا عليه المسألة فقال اليهودى يا أبا حفص ذهبنا إلى النبى عليه الصلاة والسلام فحكم بأن الحق لى وذهبنا إلى أبى بكر رضى الله عنه وأرضاه

فقال ما كان لابن أبى قحافة أن يحكم فى مسألة فى قضية حكم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه للمنافق أصحيح ما يقول خصمك اليهودى يعنى هذا وقع تقول ذهبتم قبل أن تأتوا إلىَّ إلى النبى عليه الصلاة والسلام ثم إلى أبى بكر قال نعم

قال انتظرا إذا المسألة تحتاج إلى مراجعة وتثبت ويعنى تحقق من الحكم الشرعى لكن ما عندنا الآن يعنى طريقة لننفذ بها الحكم الشرعى بين يدى انتظرا ثم دخل وحمل سيفه وخرج فسله وضرب رقبة المنافق فقتله وقال هذا حكمى فيما لم يرض بحكم رسول الله عليه الصلاة والسلام تحتكمان لى هذا هو حكم فاليهودى شرد إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فتبعه سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه وعرض اليهودى الأمر على نبينا عليه الصلاة والسلام أن سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه قتل صاحبه يعنى المنافق فأنزل الله جل وعلا هذه الآيات مقررا صواب وسداد فعل سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)

ص: 5

وورد أيضا فى بعض الروايات أن المنافق كان يريد من اليهودى الاحتكام إلى كعب الأشرف لأنه يقبل الرشوة وهو من زعماء اليهود ولا يريد الاحتكام إلى نبينا المحمود عليه الصلاة والسلام

فهنا إخوتى الكرام جحد هذا الحكم الشرعى ولم يرَ أنه حق وصواب وعليه فقد كفر بالكريم الوهاب فحكم فيه سيدنا عمر بما حكم

الأثر كما قلت رواه الإمام الثعلبى والكلبى وإسناده ضعيف كما قال الحافظ لكن تقوى بأثر مجاهد وقلت لأثر الشعبى وبغير ذلك من الآثار ولا ينزل إن شاء الله عند درجة الحسن والاعتبار

من جملة إخوتى الكرام الآثار المقوية له وهى شواهد له ما رواه الإمام ابن أبى حاتم فى تفسيره والإمام ابن مردويه فى تفسيره أيضا كما فى الدر فى الجزء الثانى صفحة ثمانين بعد المائة من طريق عبد الله بن لهيعة رحمة الله ورضوانه عليه تقدم معنا حاله مرارا من رجال مسلم والسنن الأربعة وتوفى سنة أربع وسبعين بعد المائة وهو إمام صالح ثقة عبد فاضل لكن طرأ عليه الاختلاط فى كِبره رحمه الله وغفر لنا وله

ص: 6

عبد الله بن لهيعة يروى هذا الحديث عن أبى الأسود وهو من التابعين رضوان الله عليهم أجمعين ويراد من أبى الأسود هنا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد وهو يتيم سيدنا عروة بن الزبير رضى الله عنهم أجمعين ثقة فاضل حديثه فى الكتب الستة توفى سنة بضع وثلاثين بعد المائة يروى هذا الأثر أيضا عن أبى الأسود كما قلت محمد بن عبد الرحمن بن نوفل هناك عن سيدنا عبد الله بن عباس متصل وإسناده وضعيف وهنا مرسل لكن كما قلت الآثار يقوى بعضها بعضا هذا الأثر إخوتى الكرام الذى هو أثر أبى الأسود قال عنه الحافظ ابن كثير فى تفسيره فى الجزء الأول صفحة واحدة وعشرين وخمسمائة هذا حديث مرسل غريب لأن أبا الأسود تابعى فخبره مرسل بمعنى حديث سيدنا عبد الله بن عباس تماما وأن سيدنا عمر رضى الله عنه قتل فى نهاية الأمر هذا المنافق الذى رفض نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه هذا حديث مرسل غريب

وروى مثل أثر سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين أيضا الإمام جحين فى تفسيره عن تابعى آخر وهو ضمرة بن حبيب الزُبيدى بضم الزاى الحمصى وهو ثقة إمام مبارك توفى سنة ثلاثين بعد المائة وحديثه فى السنن الأربعة إذن هذا أثر ثالث مرسل الأول متصل والثانى مرسل وهذا مرسل وهناك أثر رابع مرسل رواه الحكيم الترمذى عن مكحول الدمشقى بمعنى حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنه بمثله، هذه أربعة آثار

وهناك أيضا ثلاثة آثار بنحو حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين

ص: 7

أولها وهو أصحها حديث الإمام الشعبى رواه الطبرى فى تفسيره وابن مردويه فى تفسيره وهكذا الإمام ابن المنذر بسند صحيح وثانيها أثر سيدنا مجاهد وإسناده صحيح كما قال الحافظ فى الفتح وأثر مجاهد فى تفسير الطبرى وعبد ابن حميد وابن أبى حاتم وتفسير الإمام ابن المنذر والأثر الثالث عن الربيع بن أنس وراه الطبرى فى تفسيره إذن رُوى الحديث من طريق متصل ومن ست طرق مرسلة أوليس كذلك فهذه الطرق يقوى بعضها بعضا فلا ينزل الحديث كما قلت عن درجة الاعتبار والاحتجاج وأن هذا من سبب نزول هذه الآيات الكريمات التى تلوتها وآخرها

{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}

إذن هذه الحالة الولى من الحالات الست التى يكفر فيها من خالف شرع الله عز وجل أولها ألا يرى صاحب التباب لا يرى حكم الكريم الوهاب أنه حق وصواب لا يرى هذا

قال الإمام ابن القيم فى مدارج السالكين فى الجزء الأول صفحة خمس وعشرين وثلاثمائة بعد أن ذكر الأثر المتقدم فى قتل سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه للمنافق الخبيث،

قال الإمام ابن القيم رحمة الله ورضوانه عليه

(ولقد حكم سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه على من قدَّم حكمه على نص رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وقال هذا حكمى فيه ثم قال فيالله كيف لو رأى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ما رأينا وشاهد ما بُلينا به من تقديم رأى فلان وفلان على رأى المعصوم نبينا عليه الصلاة والسلام

ماذا كان يفعل سيدنا عمر لو شاهد ما شاهدنا ورأى ما بُلينا به وهذا فى القرن الثامن وماذا يقول الإمام ابن القيم وقبله سيدنا عمر لو شاهد عصر الظلمات الذى نعيش فيه فى هذه الأوقات ثم قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله أيضا:

ولم يكن فى الصحابة أحد إذا سمع نص النبى عليه الصلاة والسلام عارضه بقياسه أو ذوقه أو وَجده أوعقله أوسياسته

ص: 8

فلقد أكرم الله جل وعلا أعينهم وصانها أن تنظر إلى وجه من هذا حاله أو يكون فى فى زمانهم من هذا حالهم يعنى يقدم رأيه سياسته وجده ذوقه قياسه على نص النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ما كان فيهم أحد بهذه الصفة وصان الله زمانهم أن يوجد أحد فى هذه الحالة السيئة هذه الحالة الأولى إخوتى الكرام من الحالات الست

الحالة الثانية

أن يرى المخالف لشرع الله عزوجل أن يرى أن شرع الله عز وجل حَسَن ورشاد لكنه يفضل عليه شرع العباد ويتعامى عما فى شرعهم وقوانينهم وأنظمتهم من بلاء وفساد

شرع الله جل وعلا يقول حسن وفيه رشد وخير ومصلحة لكن شرع العباد أنفع متطور يتناسب مع حياتنا الحاضرة ويتعامى عما فى شرعهم من بلايا منكرة، هناك فى الحالة الأولى جحد ما فيه من حق وصواب قال إن حكم الله فاسد إن حكم الله باطل إنه سفه وعبث وأما هنا قال حق وصواب ،فيه خير لكن هناك أنظمة أخرى تناسب الحياة الجديدة فهذا النظام أنفع من شرع الحرام فلا شك فى كفره أيضا فى هذه الحالة مع أنه يرى كما قلت أن شرع الله فيه خير

وأشار الله جل وعلا إلى هذا الأمر أيضا فى كتابه فى سورة الأنعام فقال ربنا الرحمن

{فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين *وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين *وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون *ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام/118-121]

انتبهوا إخوتى الكرام لسبب نزول هذه الآيات الكريمات

ص: 9

ثبت فى السن الأربعة إلا سنن الإمام ابن ماجة والحديث رواه الإمام الطبرى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه فى تفاسيرهم ورواه الإمام البزار فى مسنده وابن أبى شيبة فى مصنفه وعبد بن حميد فى مسنده وهكذا الإمام أبو الشيخ والطبرانى فى معجمه الكبير وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه وقال هذا حديث صحيح على شرط الإمام مسلم وأقره عليه الذهبى وانظروا المستدرك الجزء الرابع صفحة ثلاث عشرة ومائة ورواه الإمام النحاس فى الناسخ والمنسوخ وانظروا الروايات الثلاثة فى السنن الثلاثة قلت فى السن الأربعة إلا سنن ابن ماجة انظروها إخوتى الكرام فى جامع الأصول فى الجزء الثانى صفحة خمس وثلاثين ومائة

ولفظ الحديث عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ورُوى الحديث مرسلا أيضا من أربعة طرق صحيحة ثابتة وهو أيضا صحيح ثابت كما قلت مرفوعا متصلا رُوى الحديث عن الضحاك فى تفسير عبد بن حميد وأبى الشيخ وروى أيضا عن عكرمة رواه أبو داود فى كتابه الناشخ والمنسوخ وروى عن قتادة فى أيضا عبد بن حميد وأبى الشيخ وتفسير الإمام ابن المنذر وروى عن الإمام الشعبى فى تفسير الإمام ابن أبى حاتم أربعة آثار مرسلة مع أثر سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين عن الضحاك وعكرمة وقتادة والشعبى

وخلاصة هذه الآثار أن المشركين وفى رواية اليهود وفى رواية قالت فارس لمشركى قريش قوموا للنبى عليه الصلاة والسلام واجمع بين هذه الألفاظ فجرى هذا من المشركين وجرى من اليهود الملعونين وأرسل الفرس عبدة النار إلى مشركى قريش إلى إخوانهم من الكفار ليسألوا نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه هذا السؤال ليحاجوه وعلى زعمهم أنهم سيغلبونه إذا ناقشوه فى ذلك

وخلاصة المناقشة والخصومة قالوا يا محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه الميتة من بهيمة الأنعام من أماتها من قتلها

ص: 10

قال الله هو الذى أماتها فقالوا سبحان الله يا محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ما ذبحتموه بأيديكم تأكلونه وما ذبحه ربكم تحرمونه

إن هذا القياس عندكم الذى ذبحه الله وأماته لا تأكلونه وتقولون إنه نجس وأنتم ما ذبحتموه بأيديكم تأكلونه كيف هذا يعنى ذبيحتكم أعلى وأفضل وأطهر من ذبيحة الله عز وجل فأنزل الله جل وعلا

{ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم (طيب ما الحكم فى هذه المجادلة إذا أطعناهم وركنا إليهم) وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}

انتبه هنا لا ينازع فى تحليل يعنى ذبيحة اليد يقول تلك حلال كلوها لكن ينبغى أن نأكل الميتة أيضا يعنى هذا حسن تأكلون ما ذبحتموه وتقولون أحل له الله لكن هناك بعد ذلك تشريع آخر فيه نفع وفيه خير وفيه مصلحة للإنسان فانتبهوا له وهو أكل الميتة كما تزعمون أن الله أباح لكم هذا فأيضا ينبغى أن يأكل الميتة لأن الله أماتها وقتلها إن الله حرمها علينا هذا لاننصت له هذا الآن تشريع وضعى تشريع جاهلى من أخذ به فلا شك فى كفره وضلاله (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) قال شيخنا عليه رحمة الله فى أضواء البيان فى الجزء السابع صفحة سبعين ومائة وذكر هذا إخوتى الكرام فى تفسير سورة محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه كما ذكره فى سورة فاطر الآية التى فيها (لو تذكرونى بها فى سورة فاطر أو وهمت) ذكرتها سابقا فى بعض المواعظ (وما اختلفتم فيه من شىء) فى سورة الشورى ذكر هذا فى سورة الشورى وفى سورة محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب} [الشورى/10]

ص: 11

بحث فى موضوع تحكيم شرع الله فى شؤون الحياة فى هاتين السورتين كما بحث أيضا فى تفسير سورة الكهف (ولا يشرك فى حكمه أحدا)(ولا تُشرك فى حكمه أحدا) على حسب قراءة عبد الله بن عامر رضى الله عنهم أجمعين على كل حال استعرض هذه الآية كما قلت فى الجزء السابع صفحة سبعين ومائة

(وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم)

أى بقولهم ما ذبحتموه بأيديكم حلال وما ذبحه الله وأماته إنه حرام فأنتم إذن أحسن من الله حكما وأحل تزكية ثم بيَّن الفتوى السماوية من رب العالمين فى الحكم بين الفريقين فقال جل وعلا:

(وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)

قال فهى فتوى سماوية من الخالق جل وعلا صرح فيها بأن متبع تشريع الشيطان المخالف لتشريع الرحمن مشرك بذى الجلال والأكرام إذن هنا كما قلت إخوتى الكرام يرى أن حكم الله حق وحسن ورشاد لكن لا مانع أن نأخذ بشىء آخر فهو أنفع وأحسن فى بعض القضايا فلا شك فى كفر من يزعم ذلك

الحالة الثالثة

لمن يخالف شرع الله عز وجل إذا زعم أن شرع العبيد مساو لشرع الله المجيد

وللإنسان أن يأخذ منهما بما يريد أقول هذا كهذا الكل يحقق مصلحة ما قال إن شرع الله فيه خير وصلاح لكن شرع العباد فى هذه القضية أنفع واضح هذا والحالة الأولى قال شرع الله ليس فيه نفع على الإطلاق،

الحالة الثانية شرع الله فيه نفع لكن شرع الله فى هذه القضية أنفع، الحالة الثالثة شرع الله هو شرع العباد مستويان لك أن تأخذ بما شئت هذا فيه نفع وهذا فيه نفع مستويان فمن زعم هذا فلا شك فى كفره وردته عن دين الإسلام

مثال لهذا أيضا وقلت سأذكر مثالا لكل قضية مثال لهذا ما ذكره شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وكنت ذكرت هذا المثال سابقا فى موضوع النكاح المدنى بدل النكاح الشرعى انظروه فى كتاب موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين على نبينا ورسله صلوات الله وسلامه فى الجزء الرابع صفحة ست وعشرين وثلاثمائة

ص: 12

خلاصة ما ذكره الشيخ عليه رحمة الله فى تركيا الملحدة بعد أن قُضى على الخلافة الإسلامية وغيروا النكاح من كونه إلى كونه مدنيا جعلوه مدنيا والفارق بين النكاحين النكاح الشرعى كان يعقده المأذون الشرعى أو إمام المسجد فجعلوه يتبع البلدية هناك كان يُفعل بمراسيم شرعية الآن هنا بمراسيم وضعية فالشيخ مصطفى صبرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قال: هذا العقد لا يحل الزوجة لزوجها واتصاله بها سفاح لا نكاح

وتقدم معنا أن بعض المفتين الشيخ لوزادا أفندى من أهل الخير والصلاح كما أثنى عليه الشيخ مصطفى صبرى استشكل هذه القضية وقال:

كيف إن ائمتنا ما شترطوا فى عقد النكاح إلا الولى وحضور الشاهدين وصيغة النكاح والعقد مع أن هذا يحصل فى البلدية طيب لمَ بعد ذلك لا تحل هذه المرأة لزوجها

فقال له هذا فعل على حسب القوانين الوضعية لا على حسب لا الشريعة الربانية وإن وُجدت شروط النكاح لكن ما فُعل طاعة لله عز وجل

أما هناك فيوضع بمراسيم شرعية طاعة لرب البرية فهؤلاء عندما حولوه من نكاح شرعى إلى نكاح مدنى لا تحل المرأة لزوجها

فقال الشيخ لوزادا أفندى طيب ما الفارق بينهما

قال لا يرد هذا السؤال ،السؤال ينبغى أن نقول ما السبب للتحول من الصفة الشرعية إلى الصفة المدنية ،

إن النكاح الشرعى فيه صفة النكاح المدنى هم يريدون عقدا فيه عقد يريدون شهودا فيه شهود يريدون وليا فيه ولى يعنى ما سيفعلونه فى البلدية يُفعل عندنا فعلامَ إذاً ألغيت الصفة الشريعة إلى صفة قانونية وضعية مدنية

قال لا يقال ما الفارق!! الذى ينبغى أن يقال ما السبب فى ذها التحول؟ السبب أننا نكره الصبغة الشريعة ولا نريد أن نربط العباد برب البرية

فنقول هذا يساوى هذا ولذلك قالوا ما الفارق!!!

يا عباد الله لا يصلح أن يقال ما الفارق أنتم لمَ غيرتم الصفة الشرعية لمَ؟

ص: 13

قال هناك حقيقة يُفعل بمراسيم شرعية ولذلك جرت العادة بين المسلمين فى أنكحتهم الشريعة أن يذكروا الله جل وعلا وإن لم يكن هذا من شروط عقد النكاح وأن يقولوا خطبة الحاجة وأن يصلوا على النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وأن يحمدوا الله على ما منَّ عليهم بأن أباح لهم ما يسعدهم فى حياتهم وينالون عليه أجرا عند ربهم سبحانه وتعالى هذا كله كما قلت صفة شرعية

قال هذه الصفة الشرعية لابد منها عند عقد النكاح لأنه يصعب على ذوى الأنفة والغيرة أن يسلم واحد منهم ابنته أو أخته لتكون زواجا لرجل هذا يصعب فى منتهى الصعوبة إنما يفعل الإنسان هذا طاعة للرحمن فلا نتصرف فى أعراضنا ولا فى أموالنا ولا فى دمائنا ولا فى أمور حياتنا إلا على حسب شرع ربنا فبما أن الله شرع هذا يسهل علىَّ ابنتى أو أختى إلى من أراه صالحا وأنها تسعد عنده أما إذا لم يكن هذا كما قلت عند عقد النكاح،

طيب ما بقى إلا كأنه يعنى سلعة وثمن يقابلها ومعاوضة لا ثم ثم لا ولذلك كما قال أئمتنا عقود النكاح مبنية على المسامحة والمساهلة بخلاف العقود الدنيوية عقود البيوع فمبنية على المماسكة والمشاحة هناك مفاصلة

وأما هنا يا عبد الله لا ترهق نفسك وإذا أراد أن يدفع مثلا خمسة آلاف يقول لا داعى خفف عن نفسك وخيرهن أيسرهن مهورا حقيقة هذا الذى يجرى فى أنكحة المسلمين صفة شرعية المقصود ستر هذين الصنفين من الذكور والإناث وإنجاب ذرية توحد الله وتعبده

فقال الشيخ مصطفى صبرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا لا يقال ما الفارق بين العقدين إنما يقال ما السبب أما تقول ما المانع من النكاح المدنى لأنه لا فارق بينه وبين النكاح الشرعى

قال ما يقال هذا إنما الذى ينبغى أن يقال ما السبب فى التحول لمَ تحولتم هناك نكاح بصفة شرعية لمَ ألغيتموه وجعلتموه فى البلدية ضمن المراسيم الوضعية القانونية الجاهلية لمَ؟

ص: 14

لا تحل المرأة لزوجها بهذا وعليه كما قلت هذا يساوى هذا من ناحية الصورة لكن هناك كما قلت فيه مراسيم شرعية فيه أمور معنوية ذهبت عندما فعلناه على الصفة الوضعية الردية وعليه لا تحل الزوجة لزوجها بهذا النكاح

ثم قال الشيخ مصطفى صبرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا:

إن كثرة الفروق بين شرع الخالق والمخلوق مانع للمؤمن من الاستبدال إذا كثرت الفروق لا يمكن أن يترك دينه لكثرة الفوارق بين دينه وبين القانون الوضعى

كثرة الفروق مانع له من الاستبدال

وقلة الفروق انتبه أمنع مانع لأنه إذا قلت الفروق إذاً لا يوجد مقتضى للتحول إذا كثرت الفروق يقول أنا إذا اتبعت الشرع الوضعى سأبتعد عن دينى ابتعادا كثيرا إذا قلت الفروق يقول إذاً ما الداعى للتحول والفروق قليلة فلنبق على شرعنا قال

وأما إذا انعدمت الفروق والصورة واحدة فالأخذ بالشرع الوضعى كفر بَواح وردة

ليس لها اعتبار من الاعتبارات لمَ إذن إذا كان لا يوجد فارق ولا فلا الصورة لم تركت الصبغة الشرعية وفعلت الصبغة الوضعية إذن ما فعلت هذا إلا لتقلد من غضب الله عليه وهذا هو الكفر البواح وإلا أنك تكره الصورة الشرعية التى شرعها رب البرية ما دامت هذه الصورة كهذه الصورة لم تأخذ بهذه وتلغى تلك، كثرة الفروق تمنع من أن نستبدل وأن نترك شرع الخالق إلى شرع المخلوق، قلة الفروق أمنع مانع انعدام الفروق هذا حقيقة لا يفعل هذا إلا كما قلت من ليس فى قلبه ذرة إيمان وهو كافر بالرحمن لأنه لا يوجد إذاً أى مبرر يعنى من المبرارات حتى الدنيوية فى ترك شريعة رب البرية والالتزام بالصورة الجاهلية ما دامت هذه كهذه لم تركت هذه وأخذت بهذه،

ص: 15

إذاً الصورة الشرعية تكرهها دل على أنه إذا ليس فى قلبك تعظيم لرب العالمين (ومن تشبه بقوم فهو منهم) كما تقدم معنا مرارا إذاً أنت لا تريد أن تترك هذا الصفة الشرعية إلا تشبها بالمظاهر الجاهلية كرهت حتى الصورة الشريعة كرهتها مع أنك تسلم أن الجوهر فى هذه القضية كالجوهر فى هذه القضية وأن هذه كهذه ولا تختلفان شيئا فى الحقائق لكن هنا صفة شرعية وهنا صفة جاهلية فآثرت هذه على هذه لما فى قبلك من كفر بالله وعدم وجود ذرة إيمان

حقيقة هذا هو الفقه وهذا هو الوعى عند أئمتنا الكرام ثم ذكر الشيخ عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أن الشيخ لوزادا أفندى وافقه وقال جزاك الله خيرا هذا المعنى حقيقة ما ذهب ذهنى إليه وإلا إذا انعدمت الفروق إذاً لمَ نترك الصفة الشرعية إلى الصفة الجاهلية الوضعية ولا يغنى عنا أن نقول إن شروط النكاح وُجد فى هذا العقد لا الذى ينبغى أن نقوله لمَ تركنا الصفة الشرعية إلى هذه الصفة الردية!!!

إخوتى الكرام كنت ذكرت لكم سابقا فى بعض المواعظ أن هذه الحياة حقيقة التى نعيش فيها وأن الناس يكفرون من حيث لا يشعرون وقد يفعل الإنسان الفعل لا يكفر لو لم يلاحظ المعنى الذى من أجله فعل ذلك الفعل قد يفعله وهو يعنى إما أن يكون مباح وإما خلاف الأولى فيفعله بنية خبيثة فيخرج من دين الله وهو لا يدرى

كنت ذكرت لكم يجرى فى بعض الجامعات فى هذه الأوقات حفلات لكن تراث الحفلة على النظام الفرنسى تعظيما لهذه العادة الجاهلية الخبيثة ما هى؟

ص: 16

كل من يشرب الشاى يبقى واقفا ولا واحدا منهم يجلس يصب الشاى وهم وقوف وبيده كأسة الشاى زجاجة الشاى واليد الأخرى شىء من الحلوى أو الكيك أو ما أعلم من هنا وهناك ويأكل بهذه ويشرب بهذه ولا واحدا منهم يجلس مدة عشر دقائق على النظام الفرنسى ولو فعلوا هذا بدون تقليد الكفار فعلوه يعنى إما أنه أيسر لهم إما أنه مباح ما خطر ببالهم ذلك التقليد يعنى حقيقة خلاف الأولى ولو أكل وهو جالس لكان أهنأ له وأمرأ وأتبع للسنة وأفضل لكن ما يقال لا عصى الله فى أكله إذا أكل وهو قائم ومن باب أولى ما كفر لكن عندما قصد التشبه بمن غضب الله عليه لا شك فى أنه معه

وقول النبى عليه الصلاة والسلام (من تشبه بقوم فهو منهم)

قلت ينبغى أن نفهم ونعى معنى الحديث ليس من شابه من تشبه إذاً قصد التشبه بقلبه وأراده فينبغى أن يعامل على حسب ما فى قلبه،

(ولا يظلم ربك أحدا) هو قصد تشبه تكلف هذا استحسانا بما عليه من غضب عليهم ربنا فإذا كان كذلك لا يحكم عليه إلا بما فى قلبه وأما لو فعل هذا دون قصد التشبه إما أنه يعنى أنفع له فى هذه الحالات أو فعله دون أن يلاحظ فعل أعداء رب الأرض والسماوات فهنا كما قلت يُعطى ذلك الحكم ما يستحقه فى شريعة الله من إباحة من كراهة من تحريم دون أن يصل إلى مكفر إلى كفر مهما كان حال تلك المعصية لكن إذا فعلها تشبها فلا يعامل إلا على حسب ما قصد من تشبه تكلف ذلك وقصده وأراده فهو منهم

وتقدم معنا إخوتى الكرام أن الحديث صحيح رواه الإمام أحمد فى المسند وأبو داود فى السنن والطحاوى فى مشكل الآثار والإمام ابن عساكر فى تاريخه من رواية سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين وقلت رُوى الحديث عن عدة من الصحابة آخرين رُوى عن سيدنا عبد الله بن عمرو وعن سيدنا حذيفة وعن سيدنا أبى هريرة وهؤلاء أربعة من الصحابة كما رُوى الحديث مرسلا عن تابعيين عن الحسن وطاووس

ص: 17

وأكمل الروايات وأتمها رواية سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه قال

(بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده وجعل رزقى تحت ظل رمحى وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم)

هذه الحالة الثالثة من الحالات التى يكفر فيها من خرج عن شريعة رب الأرض والسماوات

الحالة الأولى لا يرى حقا وصوابا ورشدا وصلاحا فى حكم الله عز وجل

الحالة الثانية يرى أن فيه خير وصلاح لكن يرى أن شرع العباد أفضل وأصلح وأنفع لهذا الوقت

الحالة الثالثة يقول إن شرع الله المجيد وشرع العبيد مستويان خذ بأيهما شئت، الأمر فيه سعة، هنا الصفات الشرعية موجودة الشروط الشرعية فى عقد النكاح وهنا موجودة فإن شئت أن تعقد عقدا مدنيا أو تعقد عقدا شرعيا صفات موجودة شروط موجودة لا

ولذلك إخوتى الكرام الذى يدل على فقه الشيخ مصطفى صبرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أول نكاح إن عقد فى البلدية قيل فيه أول نكاح لا دخل للسماء بما يجرى فى الأرض إذاً48:49هم فى أول الأمر يقولون يعنى أنتم تقولون لا ينبغى أن نعقد النكاح ما الفارق بين النكاح فى البلدية وعند المأذون الشرعى ما الفارق؟ الفارق أنتم صرحتم به فى أول عقد جرى لا دخل للسماء لما يجرى فى الأرض

فهذا لا بد من وعيه، كثرة الفروق تمنعنا أن نترك شرع الخالق إلى شرع المخلوق وقلة الفروق تمنعنا أكثر وأكثر من الاستبدال فهذا عين الضلال لأنه ما دامت الفروق يسيرة إذاً لم نترك شرع الله إلى شرع العباد وانعدام الفروق قلت هذا يدل على الكفر التام وأن القلب أخبث من الشيطان ما دامت الفروق منتفية على التمام إذاًلم تركت شرع الرحمن؟ كرهت حتى الصورة الشرعية كرهتا من أجل أن تفعل الصورة الشيطانية

الحالة الرابعة

ص: 18

أن يجزم العاصى المخالف لشرع الله عز وجل بتفضيل الشريعة الإسلامية على الشرائع على القوانين الوضعية لكن يقول لا مانع من الأخذ بالقوانين الوضعية لمصلحة لمصالح دنيوية

انتبهوا إخوتى الكرام شرع الله الآن هنا يقول أعلى وأكمل من شرع العباد والحالة التى قبلها يقول مساو أوليس كذلك؟

أما هذا يقول شرع الله أعلى يقول ولا يستوى شرع الخالق مع شرع المخلوق لا يستويان شرع الله أعلى وأتم وأكمل وأفضل لكن شرع المخلوق يجوز الأخذ به من أجل مصالح دنيوية يعنى تفيدنا فى حياتنا وإن كان هذه أقل مصلحة من شرع الله لكن يعنى يجوز الأخذ به وشرع الله حكم الله أعلى وأتم وأكمل وأمثلة هذا فى الواقع المظلم الآثم الذى نعيش فيه ما أكثرها

سفور المرأة إخوتى الكرام اختلاطها بالرجال فى العمل والمدارس والجامعات وغير ذلك عمل قييح لا شك الذى يمتهن حكم الله فى هذه القضية ويقول يعنى الإسلام عندما منع النساء من الاختلاط بالرجال ومنع الرجال من الاختلاط بالنساء وألزم المرأة أن تقر فى بيتها وما ينبغى أن تكون مع الرجل فى عمل وفى مدرسة وإذا خرجت تكون متحجبة من يمتهن هذا هذا لا شك فى كفره، الأمر واضح على حسب ما تقدم معنا من الحالات الثلاث لكن هنا يقول هذا الحكم هو السديد وهو الذى ينفع العبيد لكن نحن فى أحوال متطورة صار عمل المرأة ضرورة وإذا كانت ستعمل العمل ضرورة إذاً تعمل بحجابها وجلبابها كيف ستعمل؟

ص: 19

لا بد من أن تتخف من ملابسها وعليه لا مانع أن تسفر من أجل مصلحة دنيوية مع قولنا أن حكم الله فى هذه القضية أعلى من حكمنا وأفضل لكن يجوز الأخذ بهذا يعنى من أجل تحصيل مصلحة لا مانع أن تسفر لا مانع أن تخالط الرجال من أجل أن تحصل مصلحة لأن الأحوال تغيرت والمرأة الآن إذا ما عملت من أين ستأكل من هذه العبارات الخبيثة التى تجرى وحقيقة المرأة مضطرة إلى العمل رغم أنف لكن النظام الشيوعى الكافر الجاحد هذا بقوة الحكومة لا بد من أن تعمل وفى النظام الغربى وإن لم يلزمها النظام بالعمل لكن واقع الحياة لجميع الأشكال والاعتبارات يقسرها على العمل ما أبواها فضلا عن غيرهما يعنى إذا استغنت عن الخدمة وعن التربية هما يطردناها من البيت لتحصل الرزق ولتحصل ما تأكله الأبوان فضلا عن غيرهما فإذا النظام الغربى يلجؤها إلى العمل رغم أنفها وإن لم يوجد هذا فى النظام وبدأت الآن الأحوال العربية وإن شئت سمها غربية فى بلاد عربية حقيقة كذلك

بعض الناس ممن حقيقة فيه خير وصلاح ولعله يزيد على الستين ولا يترك يعنى صلاة جماعة فى المسجد ومن الطراز القديم من أهالى هذه البلاد ابنته أخذت الثانوية يحار فيها المسكين يعنى54:4مستعد يرسلها لأمريكا يحار ماذا ستعمل كأنها ستفتح الدنيا بثانويتها بعد ذلك جاء قال سأوظفها أين ستوظفها قال كويتل وأول ما يعنى جئت حقيقة كويتل ما معنى كويتل يعنى أوتيل أو كذا ما معنى كويتل عندكم قال كويتل هذه شركة تليفونات أو كذا يعملون فيها قلت رجال معهم قال رجال نعم مختلطة قلت أعوذ بالله ستعمل مع رجال وأنت فى هذا الوقار والكمال وتسأل عن ابنتك أخذت ثانوية ستعمل مع رجال قال يا شيخ لأنها إن أرادت تدرس جامعة لتتخرج تكون مدرسة يعنى فى مرحلة طويلة هذه مباشرة تأخذ راتب وبعد ذلك حقيقة زميل العمل وتزول الحواجز كما يقال من أولها لآخرها

ص: 20

هذا الآن صار فى البلاد العربية المرأة بجنب الرجل مسافرة فى جميع جهات العمل فى المدرسة فى فى ويقولون ضرورة وهذه الضرورة لن تغير من الواقع شيئا فالفضيلة فضيلة والرذيلة رذيلة وهذه الضرورة مهما كانت يعنى الناس فى حاجة إليها فهى مضرة ضارة على الصنفين وعلى البلاد والعباد شاء الناس أم أبوا

فالذى يأتى ويقول كما قلت سفور المرأة اختلاطها بالرجال مصلحة العمل تقتضى هذا لا بد أن تختلط يا إخوتى الكرام هو إن رأى جواز هذا فقد كفر

وإن لا زال يقول بأن حكم الله أفضل وإذا اختلطت قال أنا عاصى كما هو الحال فى معاصينا الكثيرة فبقى أنه عاص لله عز وجل ولم يكفر لكن متى ما رأى إباحة هذا وجوازه وأنه لا مانع أن تكون المرأة بجنب الرجل فى العمل بجنبه فى المدرسة لا مانع أن تتخفف من ملابسها لا مانع من هذه الحياة الجاهلية التى نعيش فيها مت ما خطر هذا فى باله فقد خرج عن دين ربه هذا لا بد من وعيه

وأما إذا قال هذا حرام ونفعله على أننا عصاة لذى الجلال والإكرام فيرجى له الخير والتوبة ولو بعد حين أما إذا استباح واستمرأ واستحل ورأى جواز هذا دون أن يرى فى حكم الإسلام منقصة وأو دون أن يقول إن هذا يساوى حكم الله يقول حكم الله هو الأفضل يعنى لو جلست المرأة فى البيت وتحجبت وابتعدت عن الرجل هذا أكمل نعم هو الذى قرره بنا عز وجل لكن الآن ضرورة يعنى يجوز هذا أيضا من أجل مصلحة نحصلها كفر بالله عز وجل

وخِلطة الرجال بالنساء فى شرعنا من أقبح الخصال

وسمة الفساق والجهال فى كل وقت وبكل حال

ومن أجل موجبات57:22

إخوتى الكرام قلت مرارا إن أعظم ما يميز الحياة الإسلامية عن الحياة الغربية موضوع المرأة، أمر المرأة أعظم فارق بين الحياة الإسلامية الحياة الشرعية، حياة العفة والطهر، والحياة الغربية، حياة الفجور والعهر أعظم فارق فى الحياة موضوع المرأة

ص: 21

فإذا رأيت أمة من الأمم نساؤهم متسترات مصونات فاعلم أنهم على شرع رب الأرض والسماوات وإذا رأيت النساء فى الشوارع متبذلات وفى الأسواق متهتكات فاعلم أن تلك الأمة وتلك البلدة تحارب شريعة رب الأرض والسماوات هذا لا بد من وعيه أعظم ما يميز الحياة الإسلامية عن الحياة الجاهلية موضوع المرأة،

عندنا المرأة عرض يصان ويبذل الحر دمه لا ماله من أجل صيانتها وحفظها والمحافظة على كرامتها وعند أولئك المرأة سلعة تبتذل وتعرض هنا وهناك لا بد إخوتى الكرام من وعى هذا

وأما ما يثيره بعد ذلك دعاة الاختلاط فى هذه الأيام ويقولون أنتم تمنعون الاختلاط من أجل ألا ينتشر الفساد، لا، الاختلاط يهذب الجنسين ويضبطهما ولا بعد ذلك واحدا يعتدى على الآخر يصبح تهذيب فى الأمة

وهذا باطل إخوتى الكرام قطعا وجزما، إن خروج المرأة واختلاطها بالرجال يثير الشهوات ولا بد الشهوات تزداد إثارة وسيؤدى هذا بعد ذلك إلى أمراض وفساد واعتداء بين الناس هذا لا بد منه وعندما يتعلق بهذه المرأة رجلان عداوة وبغضاء بينهما عداوة وبغضاء بين من تعلق بها وبين أهلها عداوة وبغضاء بين من تعلق بها وبين زوجها عداوة وفساد عدا بعد ذلك عن نشر الأمراض والبلايا فى الأمة هذا الذى يحصل عند خروج النساء الشهوات ستثور وسيقع الناس بعد ذلك فى المحظور

وأما قولهم إن هذا يؤدى إلى إضعاف الغريزة الجنسية فيتهذب الجنسان وما يبقى إلا محادثة ومؤانسة وعلى تعبيرهم ينفس الكبت الذى فى قلوبهم بالختلاط الذى بينهم والابتسامات وما شاكل هذا دون أن يحصل اعتداء جسدى من واحد على الآخر هذا لو سُلِّم مع أنه كذب لا حقيقة له

ص: 22

لو سلم إخوتى الكرام لو سلم نقول هذا تمتع من الذى أحله يعنى كون المرأة تكلمها وتكلمك وتلمسها وتلمسك وتحادثها وتحادثك وتضحك معك وتضحك معها من الذى أحل هذا هذا نوع من التمتع هذا من الذى أحله وكما قلت يعنى أيضا سيوصل إلى تمتع جسدى ولا بد لكن هذا من الذى أحله هذه ناحية ،ناحية ثانية أنتم عندما تسعون فى إضعاف الغريزة الجنسية وأن الرجل ولا يثور والمرأة تحادث الرجل ولا تميل إليه، طيب أنتم أحسنتم إلى الصنفين أم أسأتم لمَ تأتون بما يقاوم الطبيعة وبما يغيرها لمَ هذا إحسان أم إساءة؟

تلذذ الرجل بالمرأة نعمة وتلذذ المرأة بالرجل نعمة أنتم جئتم قضيتم على هذه النعمة الرجل يرى المرأة ولا يتلذذ والمرأة ترى الرجل وتحادثه ولا تتلذذ يعنى هذا لو سُلم لكم أنتم أفسدتم الجنسين ولذلك حقيقة عندما حصل التمتع الجائز اعتراه بعد ذلك شىء كما يقال من الضعف الجنسى عند الصنفين

فالرجل من كثرة التمتع لا يقال إن الغريزة هُذبت من كثرة التمتع بدأ لا يثيره وجه المرأة بل لا يثره فخذها بل لا يثيره أحيانا عندما تتعرى وتتجرد عن ملابسها كما هو لحال فى البلاد الغربية فيحتاج إلى بعد ذلك هيئات مفتعلة ليثار أو إلى شذوذ بعد ذلك يسلكه مع الرجال نساء مع نساء ورجال مع رجال وصور بعد ذلك فى منتهى الأشكال من أجل من أن تحرك الغريزة التى ضعفت لكثرة كما قلت الإشباع المتواصل أما أنه لم يحصل اعتداء جسدى هذا مستحيل

ورضى الله عن الشيخ مصطفى صبرى عندما يقول فى كتابه موقف العقل وفى كتابه القول فى المرأة صفحة تسع وأربعين يقول ما حال دعاة الاختلاط إلا كحال القصة التى تحكى وتروى

وخلاصتها أن رجلا وامرأة كانا فى سفر

فقال الرجل للمرأة إذا وضلنا فى مكان كذا يوجد هناك أكمة جبل سآخذكِ وراء الجبل وأحاول ان أعتدى عليك وأن أفعل بك وأنتِ تمتنعين فيجرى بينى وبينك خصومة لا يعلم نهايتها ومداها وآثارها إلا الله

قالت هوِّن على نفسك لن يحصل شىء من ذلك

ص: 23

قال ولمَ؟

قال لأنى لم أمتنع ولن أمانع وانتهى الأمر

هذا دعاة الاختلاط يعنى هو يقول إذا خلطناهم لن يحصل اعتداء لا يا عباد الله يقول إذا حجبنا المرأة سيعتدى عليها السفهاء وعليه لرفع الاعتداء تختلط النساء بالرجال ولا يتجبن ولا تمنع1:3:54يا عبد الله هذا حالها يصبح كما فى الحكاية قالت أنا لن أمتنع هنا المشاكل تجرى والاتصالات الجسدية ما أكثرها لكن صارت طبيعية

وأما فى حالة وجوب الحجاب فقد يعتدى بعض السفهاء على واحدة، قصة واحدة تقع فى بلدة كما يقال البلدة كلها تتحدث عنها وأما هنا قصص لا نهاية لها ليس فى الأيام على مر الساعات والدقائق لأنها كما قلت تقول أنا لن أمتنع ولن أمانع أما أنت تتصور تعارض وأعارض ومشكلة ونتدافع وبعد ذلك ما يعلم الآثار إلا الله يا عبد لن يحصل منى أى معارضة وهذا حال دعاة الاختلاط ودعاة قلة الحياء ودعاة الفساد فى هذه الأيام

فمن إخوتى الكرام رأى جواز ذلك وإباحته فلا شك فى كفره وردته وخروجه عن دين الله عز وجل

وأما مسألة العمل حقيقة إخوتى الكرام كما قلت المرأة عندنا ريحانة تشم، عرض يصان فصارت فى هذه الأيام المرأة عند الناس مشكلة يطلب لها ألف حل وكانت كما قلت عرضا يصان فصارت حَملا يثقل الإنسان وسلعة رخيصة تهان يزج بها الإنسان فى كل مجال ولعلكم تسمعون دعاة السوء فى هذه الأيام يقولون نصف المجتمع عاطل أنتم تقولون نحن فى زمن المنهجية وزمن التخصص وواقع الأمر زمن الهمجية الذى نعيش فيه زمن المنهجية والتخصص (ربنا الذى اعطى كل شىء خلقه ثم هدى)

المرأة مختصة بعمل يناسبها فى داخل بيتها والرجل مختص بعمل يناسبه خارج البيت هى عندما تقوم على البيت وتربية الجيل أوليس الآن قامت بعمل ثم عندما خرجت للعمل وبعث مكانها من يعمل فى البيت وبعث من يصلها وبعث وبعث أوليس كذلك فإذاً عطلت رجلا وامرأة أو أكثر من أجل عملها

ص: 24

فهذا إخوتى الكرام أيضا لا بد من النظر فيه، نعم لا بد أيضا من ملاحظة أن عمل المرأة قد يكون له ضرورة فى البلاد الإسلامية بمقدار الحاجة امرأة قابلة لعمل التمريض للنساء فى فى، هذا أيضا بمقدار الحاجة وامرأة فى بنك لا يجوز للرجل أن يعمل فى بنك فكيف بامرأة واختلاط وقلة حياء، امرأة فى بريد، امرأة فى شرطة فى جميع جهات الحياة كما قال الطاغوت الذى ذكرت أمره فى الموعظة الماضية فى يوم الجمعة يقول لا زلنا يعنى المرأة نعطيها نصف ما نعطى الرجل فى الإرث لمَ المرأة تساوى الرجل فى العمل فى المدرسة وفى الشرطة وفى جميع مناحى الحياة حتى فى الشرطة يوجد شرطيات يا إخوتى الكرام1:7:10بالرجال مع أن الذين يبحثون عن الوظائف من الرجال فى جميع الديار بلا ستثناء لا يعطون فأنتم تقولون نصف الأمة عاطل، شغلوا الرجال لكن لا يقصد من هذا طاعة الله عز وجل ولا يقصد المحافظة على مصلحة البلاد إنما نشر الفساد هذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه نصف الجيل عاطل هذا يقوله الآن بعض الدعاة نصف الجيل عاطل امرأة جالسة فى البيت

وحقيقة المرأة إذا عملت تفقد ما تفقده من أنوثتها فتصبح بين الرجل والمرأة وهو مع ما يعبر عنه الآن يعنى أهل الوعى فى البلاد الغربية بأنه جنس ثالث لا على طبيعة المرأة ولا على طبيعة الرجل جنس ثالث حقيقة فقدت أنوثة المرأة وما أيضا صارت رجلا صار بين بين،

فهذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه لا بد من ضبطه فمن استباح شيئا من ذلك دون أن يفضله على شرع الله ودون أن يقول إنه مساو لحكم الله إنما يقول هذا يعنى فيه مصلحة والضرورة تقتضى هذا ويعنى الأحوال تغيرت فإذا استباح ذلك وأسجازه فقلت كفر بالله عز وجل وكما قلت لا يفضل ولا يقول إن ذلك مساو لشرع الله عز وجل ،بعض أمور نأخذها من الأوضاع الجاهلية يعنى مصلحة دنيوية

أشار الله جل وعلا أيضا إلى هذا فى كتابه فى سورة نبيه محمد على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقال جل وعلا:

ص: 25

{إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم *ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر (انتبهوا إخوتى الكرام دون أن يقول إن هذا يساوى شرع الله ولا يفضله ودون ان نقول إن شرع الله لا خير فيه غنما نحن يعنى بعض امور من شريعة الشيطان سنأخذها فى حياتنا) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم *فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم*ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم} [محمد/25-28]

يعنى فى أمر الاختلاط سنطيعكم فقط نخلط بين النساء والرجال فى المداس فى المستشفيات فى دور العمل فى فى نخلط فقط بين الرجال والنساء هذا فى هذا الأمر نطيعكم فى بعض الأمر أما أنظمتكم يعنى بكاملها لن نأخذ بها فى بعض الأمر حكم الله عليهم بالردة والكفر فى هذا الأمر (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم) أمد لهم فى الأمانى والإضلال (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم *فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم*ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم)

قال شيخنا عليه رحمة الله فى أضواء البيان فى تفسير هذه الآية فى الجزء السابع صفحة تسعين وخمسمائة:

ص: 26

(اعلم أنه يجب على كل مسلم فى هذا الزمان تأمل هذه الآيات وتدبرها والحذر التام مما تضمنته من الوعيد الشديد) ينبغى أن يتأمل هذه الآيات وأن يتدبرها وأن يحذر حذرا تاما مما تضمنته من وعيد شديد قال لأن كثيرا ممن ينتسبون إلى الإسلام من المسلمين داخلون فيها بلا شك أى فيما تضمنته هذه الآية من الوعيد الشديد ثم وضح هذا كيف ذلك قال لا شك أن الكفار من شرقيين وغربيين هؤلاء يعنى أعداء رب العالمين وهم كفار بلا شك ومن أراد أن يطيعهم فى بعض الأمر وأن يأخذ ببعض ما هم عليه فى بعض الأمر فى شىء من الأشياء فى قضية من القضايا فقد تحقق فيه مدلول هذه الآية

(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم* ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله (من اهل الكفر على اختلاف ألوانهم) سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم *فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم*ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم)

ص: 27

هذا أيضا إخوتى الكرام ينبغى أن نعيه وأن ننتبه له إطاعة الكفار إطاعة القوانين الوضعية إطاعة الأنظمة الشيطانية ولو فى قضية من القضايا دون أن يرى أنها تساوى شرع الله عز وجل ودون أن يعنى يرى أنها أفضل من شرع الله دون أن يحقر شرع الله إنما هو ملتزم بشرع الله عز وجل يعنى فى أكثر أموره لكن فى قضية فى قضيتين يقول أنا أخرج من أجل تغير الحياة وهذا الخروج انتبهوا إخوتى الكرام استباحه واستجازه واستحله فلا شك فى كفره وأما إذا خرج ولا زال أنه يرى أنه عاص فرحمة الله واسعة لا بد من التفريق بين الأمرين ولذلك سفور المرأة المسلمة إما أن يكون معصية وإما أن يكون كفرا فإذا خرجت سافرة وترى أنها عاصية فى زالت ضمن دائرة الإسلام لكنها عاصية وأما إذا استحلت سفورها فقد كفرت بالله عز وجل هذا لا بد من وعيه اختلاطها بالعمل ترى أنه حرام اختلاط الرجل بها يرى أنه حرام يرجى لهما الخير ولو بعد حين استحل أحد منهما ذلك فلا شك فى كفره وردته هذا لا بد من وعيه فمن استحل شيئا من ذلك دون أن يرى أنه يساوى لشرع الله دون أن يرى أنه أفضل من شرع الله دون أن يرى أن حكم الله لا يصلح واضح هذا هذه الحالة الرابعة يقول شرع الله هو الحق لكن هذه لا مانع أن نأخذ بها لتغير الحياة التى نعيش فيها فلا شك فى كفره وردته فى بعض الأمر فلننتبه لهذا إخوتى الكرام والشيخ عليه رحمة الله يقول إن كثيرا من المسلمين ينطبق عليه هذا الوصف اللعين ينتمى إلى الإسلام ويقول لمن كرهوا ما أنزل الرحمن سنطيعكم فى بعض الأمر

مرة بعض العتاة من الطغاة الطواغيت فى هذه الأوقات سئل عن موضوع الخمر وأنه إذا كانت البلدة بلدة العلم والإيمان كيف يعنى يستباح فيها الخمر الذى حرمه الرحمن كيف يباح ويرخص من قبل الدولة بلدة علم وإيمان يباع فيها الخمر الذى حرمه الله فى القرآن فاستمع لجواب الشيطان قال:

ص: 28

هذا الخمر يباع ويرخص فى بيعه لا لأهل البلاد نحن لا نقول لأهل البلاد اشربوا ما شاء ما شاء الله على هذا المسؤول!!!

ما نقول لأهل البلاد اشربوا إنما البلاد يأتى إليها من يأتى من الوافدين ممن يأتون للسياحة للنزهة للفرجة لعمل دبلوماسى شيطانى لِ لِ لِ هؤلاء يشربون الخمور فى بلادهم فنحن إذا منعنا الخمر فى بلادنا لا يأتون إلينا إذاً يعنى يرخص فيها بنية فقط أن يشربها أولئك لا ليشربها أهل البلاد

يعنى هذا لو كان صادقا فيما يقول فى هذه القضية لو كان صادقا فلا شك فى ردته وكفره هذا لو كان صادقا فيما يقول فى هذه القضية سنطيعكم فى بعض الأمر يعنى نرخص فيها فى مجال مضيق من أجل أن نحصل خيرا ومغنما والله يعلم إسرارهم

الحالة الخامسة إخوتى الكرام من الأحوال التى إذا خرج الإنسان فيها عن شرع ذى العزة والجلال كفر بالكبير المتعال

الحالة الخامسة

أن يستخف ويعاند ويستهزىء ويعارض يستخف بشرع الله ويعاند أحكام الله يستهزىء بها يعارضها يسفهها

وأول من اتصف بهذا الوصف الذميم إبليس اللعين كما سيأتينا يعنى هو أول من استخف وعاند وأول من استهزأ وعارض وما أكثر الأبالسة فى هذه الأيام

إخوتى الكرام عند الحالة الخامسة والحالة السادسة نقف وأتكلم عليهما فى موعظة الغد بعون الله جل وعلا وبعد أن ننتهى منهما إن شاء الله سنتدارس الآيات الثلاث وأوجهها حسب ما تقدم معنا من تفصيل فى ثلاثة أحوال لمن يخرج عن شرع ذى العزة والجلال

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)(الظالمون)(الفاسقون)

أختم الكلام إن شاء الله غدا على هذا الموضوع بعون الله وتوفيقه لنبدأ بعد ذلك فى المواعظ الآتية بتراجم أئمتنا الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا

ص: 29

اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا

اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا

اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك

اللهم اغفر لمن عبد الله فيه

اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا

والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ص: 30