الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام
شرعنا فى مدارسة أئمة الإسلام الأئمة الفقهاء الأربعة العظام رضوان الله عليهم أجمعين وبدأت بسيدنا أبى حنيفة فقيه هذه الملة المباركة المرحومة، هذه الأمة المباركة المرحومة وهو أول الفقهاء الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين وقد حصلت فيه ثلاثة أمور حسان لم تحصل لبقية الفقهاء الكرام رضوان الله عليهم أجمعين:
أولها كما تقدم معنا تابعى فاز بشرف صحبة ورؤية أصحاب النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وتقدم معنا ثبوت رؤيته لسيدنا أنس بن مالك رضى الله عنهم أجمعين
الأمر الثانى إخوتى الكرام هو الذى وضع الطريقة المتبعة فى دراسة الفقه كل فقيه بعده بدءا بسيدنا الإمام مالك فمن بعده ساروا على طريقة ترتيب وتبويب سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم أجمعين فى الفقه بحيث يبدأ بالعبادات بكتاب الطهارة ينتقل إلى البيوع وهكذا، هذا الترتيب الذى وضعه بهذه الصورة والشاكلة الحنفية بقيادة إمامهم سيدنا أبى حنيفة النعمان رضوان الله عليهم أجمعين
الأمر الثالث الذى امتاز به أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هو حاله مع علماء الأمة كحال نبينا عليه الصلاة والسلام مع رسل الله الكرام فنبينا عليه الصلاة والسلام أكثر الإنبياء تابعا وسيدنا أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه أكثر العلماء تابعا من هذه الأمة، مذهبه حصل له رواج وقبول وانتشار وعمل به الصالحون الأبرار فى سائر الأقطار بحيث لم تحصل تلك النسبة لأحد من أئمة الإسلام حقيقة هذه المزايا الثلاثة امتاز بها هذا الإمام المبارك رضوان الله عليهم أجمعين
قلت إخوتى الكرام سنتدارس ما يتعلق بترجمته ضمن أربعة أمور فى نسبه وطلبه العلم وهذا أمر واحد والثانى فى ثناء العلماء عليه وبيان منزلته ورتبته وفضيلته ومكانته والثالث فى طريقة تفقهه فى الدين
والرابع فى عبادته لرب العالمين سبحانه وتعالى
كنا نتدارس الأمر الثانى إخوتى الكرام فى بيان سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه حسبما قرر أئمة الإسلام أقرانه ومن جاء بعده رضوان الله عليهم أجمعين تقدم معنا آخر شىء تدارسناه أن حبه من السنة وأنه يجب على أهل الإسلام أن يدعو لسيدنا أبى حنيفة النعمان فى صلواتهم لأنه حفظ عليهم السنن والفقه وتقدم معنا أن هذا الكلام مأثور عن عدد من أئة الإسلام العظام الكبار الكرام منهم كما تقدم معنا أبو معاوية محمد بن خازن ومنهم الإمام أبو عبد الرحمن الخريبى ومنهم ومنهم كما تقدم معنا ووقفت عند هذا الأمر وسأكمل تقريره بعون الله وتوفيقه
نعم إن حب المسلمين فرض فى الدين فكيف بحب أوليائه الصالحين فكيف بحب علمائنا وساداتنا الفقهاء المتقين لا شك إن هذا من آكد الفروض وأوجب الواجبات فهم أولياء رب الأرض والسماوات فهنيئا لمن هُدى إلى محبتهم وتعطير المجالس بذكرهم وشقاء ثم شقاء لمن حُرم من محبتهم ولمن وقع فى أعراضهم نسأل الله أن يحفظنا من ذلك بمنه وكرمه أنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين،
أولياء الله حبهم فرض حبهم واجب وتقدم معنا عند ذكرهم تنزل الرحمات وإذا ذكروا ذكر رب الأرض والسماوات كما أنه إذا ذكر الله ذكروا رضوان الله عليهم أجمعين فحب أبى حنيفة من السنة وإذا أردت أن تعرف الإنسان هل هو سنى أم لا فانظر لموقفه نحو أئمتنا وفى مقدمتهم أولهم وفقيههم وأسبقهم رضى الله عنهم أجمعين سيدنا أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه
قال العبد الصالح عبد العزيز بن أبى رواد كما فى الخيرات الحسان فى مناقب سيدنا أبى حنيفة النعمان صفحة ثمان وأربعين والكلام موجود فى عقود الجمان أيضا فى مناقب سيدنا أبى حنيفة النعمان الكتاب الأول كما قلت للإمام ابن حجر الهيثمى والثانى عقود الجمان للإمام الصالحى رضوان الله عليهم أجمعين
يقول عبد العزيز بن أبى رواد وهو من أئمة الخير والصلاح صدوق عابد خرَّج له البخارى فى صحيحه تعليقا وأهل السنن الأربعة وانظروا ترجمته العطرة فى السير فى الجزء السابع صفحة أربع وثمانين ومائة وقال عنه الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء الأول صفحة أربع عشرة ومائتين ثقة عبد العزيز بن أبى رواد ووالده تقدم معنا هو عبد المجيد بن أبى رواد من أهل مكة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من أئمة الإسلام الكبار عبد العزيز بن أبى رواد كان يقول من أحب أبا حنيفة فهو سنى ومن أبغضه فهو مبتدع شقى من أحب أبا حنيفة رضى الله عنه وأرضاه فهو سنى هذا على السنة ومن أبغضه فهو مبتدع شقى وكان يقول:
بيننا وبين الناس أبى حنيفة النعمان فمن أحبه وتولاه فهو على السنة ومن أبغضه وانحرف عنه فهو على البدعة
بيننا وبين الناس أبو حنيفة هذا هو الفيصل بين أهل الهدى وأهل الردى فمن أحبه هذا على السنة من أحبه من تولاه على السنة من أبغضه انحرف عنه فهو على البدعة يقول هذا كما قلت شيخ الإسلام العبد الصالح عبد العزيز بن أبى رواد رضوان الله عليهم أجمعين
حبه كما قلت من السنة من الإيمان ولذلك إخوتى الكرام الوقيعة فيه وفى أئمة الإسلام وقيعة فى الإسلام وقد تفطن سيدنا أبو زُرعة رضى الله عنه وأرضاه لعمل الزنادقة اللئام فقال إذا رأيت أحدا ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فاعلم أنه زنديق ولا دين له لمَ؟
قال لأن القرآن حق والسنة حق والذين نقلوا لنا القرآن والسنة هم الصحابة فإذا كان الناقل لا يوثق به فما قيمة المنقول ونحن إخوتى الكرام فقه ديننا يعود إلى هؤلاء الأئمة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وقلت مرارا نصوص القرآن والسنة مع فهم الصحابة انحصر ذلك فى ما عليه الفقهاء الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين فإذا جئنا ووقعنا فيهم وطعنا فيهم طعنا فى الإسلام حقيقة زندقة لكن كما يقال من وراء جدار وستار يعنى لا يريد فى الإسلام مباشرة يتوصل إلى الطعن فى الإسلام عن طريق الطعن للأئمة الإسلام بدءا بسيدنا أبى حنيفة النعمان ومن بعده من الأئمة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
إخوتى الكرام حقيقة الثناء على سيدنا أبى حنيفة النعمان من قِبل أئمة الإسلام لا يتسع للإحاطة به المقام فقد جمع الله فى هذا الإمام المبارك خصال الخير على التمام جمعت فى سيدنا أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه وأرضاه وقد أثنى عليه كما تقدم معنا المحدثون والفقهاء والقراء والزهاد والعباد والأولياء رضوان الله عليهم أجمعين
قال العبد الصالح يحيى بن سعيد القطان وقوله فى تهذيب التهذيب فى الجزء العاشر صفحة خمسين وأربعمائة وهو فى السير أيضا فى الجزء السادس إخوتى الكرام فى ترجمة سيدنا أبى حنيفة فى صفحة اثنتين وأربعين وهو أيضا فى الجزء الذى ألفه الإمام الذهبى فى فضائل أبى حنيفة وصاحبيه صفحة اثنتين وثلاثين يحيى بن سعيد القطان استمع ماذا يقول:
لا يُكذب اللهَ لا نكذب الله ما سمعنا أحس رأيا من أبى حنيفة وقد أخذنا بأكثر آرائه
لا نكذب الله لا نقول عليه الكذب لا نكذبه فهذا ولى من أوليائه وجعله حجة بين عباده لما من َّعليه من الفقه والفهم والحكمة لا نُكذِّب الله فيما اختاره لا نَكْذبه فنحن نتكلم حقا وهذا إمام مبارك نقتدى به ماذا عندك؟
قال ما سمعنا أحسن رأيا من أبى حنيفة هذا يقوله يحيى بن سعيد القطان وإنا وقد أخذنا بأكثر آرائه أكثر فقهه نحن نلتزم به وندين الله به، يقوله مَن إخوتى الكرام يحيى بن سعيد القطان
قال عنه أئمتنا ثقة متقن حافظ إمام قدوة حديثه فى الكتب الستة توفى سنة ثمان وتسعين ومائة وقال عنه الذهبى فى السير فى الجزء التاسع صفحة خمس وسبعين هو الإمام الكبير أمير المؤمنين فى الحديث ومن مناقبه أنه كان يختم القرآن كل ليلية ولا يحدث بعد الختمة بشىء فى الصباح حتى يدعو لألف من شيوخه يسميهم بأسمائهم ثم بعد ذلك يبدأ بنشر حديث النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
وكان إذا جاء إلى المجلس مع أصحابه كما فى السير فى ترجمته كان بيده سُبحة يسبح بها مَن أمير المؤمنين لحديث نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
وقُرىء مرة سورة الدخان بحضرته فصعق قال سيدنا الإمام أحمد رضى الله عنه وأرضاه:
لو أن أحدا يملك نفسه ويستطيع أن يدفع الوارد إذا ورد عليه لو لملك يحيى بن سعيد القطان نفسه
يقول عليه عندما يعنى يقع هذا على مَن يقع ويصاب يعنى بصعق عندما يسمع كلام الله جل وعلا هذا ليس من باب التكلف ولو أن الإنسان يمكن أن يضبط نفسه وهذا فى وسعه لضبطه يحيى بن سعيد القطان وهذا كما قلت فى ترجمته فى كتب الجرح والتعديل لا فى كتب الأساطير يحيى بن سعيد القطان لا نَكْذب الله، لا نُكذِّب الله ما سمعنا أحسن رأيا من أبى حنيفة وإنا وقد أخذنا بأكثر آرائه
يحيى بن سعيد القطان يقول هذا فى سيدنا أبى حنيفة النعمان وتوفى هذا العبد الصالح سنة ثمان وتسعين ومائة يعنى بعد سيدنا أبى حنيفة بثمان وأربعين سنة
انتبه لحال يحيى بن سعيد القطان قال الذهبى فى ترجمته قلت استمع هذا الكلام وعض عليه بالنواجذ قلت:
كان متعنتا فى نقد الرجال فإذا رأيته قد وثق شيخا فاعتمد عليه إذا وثق
ما بعد توثيقه توثيق انتهى يعنى هو يتشدد فى التوثيق فإذا كان يتشدد ويقول تلك الكلمة البليغة الحكيمة الجليلة العذبة الجميلة فى سيدنا أبيى حنيفة هذا مع تشدده
وعليه من قال غير ذلك فهو أحد أمرين إما جاهل أو حاسد، من قال غير ذلك الكلام فى سيدنا أبى حنيفة النعمان فهو أحد رجلين جاهل بمكانته أو حاسد لنعمة الله على عباده
يقول الذهبى قلت:
كان متعنتا فى نقد الرجال فإذا رأيته قد وثق شيخا فاعتمد عليه أما إذا ليَّن أحدا فتأنى فى أمره حتى ترى رأى غيره فيه
هذا إذا لين وهو الآن وثق أو لين؟
وثق وأبو حنيفة أعلى من يحيى بن سعيد القطان وحاشا أن نستدل على توثيق سيدنا أبى حنيفة بكلام يحيى بن سعيد القطان بل بكلام البخارى وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين حاشا إنما فقط أذكر هذا لأبين فقط أن مكانته كما قلت مُسلَّمة رضى الله عنه وأرضاه ولنعطر بعد ذلك المجلس بذكر أقوال هؤلاء الأئمة فى هذا الإمام رضى الله عنهم وأرضاهم وإلا فأبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه فى غنى عن توثيق من جاء بعده يكفى شهادة الأقران له لأنه إمام الأئمة وفقيه الفقهاء رضى الله عنهم أجمعين فلا يحصل التوثيق بكلام يحيى بن القطان إنما كما قلت لبيان أن هذا الذى نُقل فى ترجمة هذا الإمام وإلا عندنا الإمام أبو حنيفة أعلى منزلة من يحيى بن سعيد القطان وممن جاء بعده من أئمة الإسلام فلا يمكن أن يُقاس به رضى الله عنهم أجمعين ولكلٍ مقام معلوم،
هذا لا بد من وعيه إخوتى الكرام وليس هنا سيثبت توثيق سيدنا أبى حنيفة بكلام يحيى بن سعيد القطان لا إنما هو إذا كان متعنتا ووثق عض على ذلك بالنواجذ، فلو كان فى أبى حنيفة شىء يقول يحيى بن سعيد القطان هذا الكلام!!!
وتقدم معنا كلام يحيى بن معين لأنه ثقة وما سمع فيه تجريحا وتضعيفا تقدم معنا أوليس كذلك؟ ما سمع أحدا يضعفه وعليه هذا حادث بعد ذلك لأسباب نسأل الله أن يغفر لنا وللمسلمين إنه كريم وهاب
نعم إخوتى الكرام هذه مكانة سيدنا أبى حنيفة النعمان لا نَكْذب الله لا نُكذِّب الله ما سمعنا أحسن رأيا من أبى حنيفة وقد أخذنا بأكثر آرائه واستمع لشهادة المحدثين الكبار فى زمن سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم وأرضاهم والمقارنة بين مجالسهم ومجالس سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم وأرضاهم بإقرار ألسنتهم فاستمع لكلامهم لا كما قلت من كتب الأساطير إنما من كتب الجرح والتعديل
هذا العبد الصالح زُهير بن معاوية ثقة ثبت حديثه فى الكتب الستة توفى سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وسبعين بعد المائة يعنى بعد أربع وعشرين سنة على أكثر تقدير بعد سيدنا أبى حنيفة عاصره وحضر مجالسه ويعرفه رضى الله عنهم أجمعين زُهير بن معاوية وُلد سنة مائة يعنى بعد سيدنا أبى حنيفة أيضا بعشرين سنة كما فى تقريب التهذيب وقال الذهبى وُلد سنة خمس وتسعين يعنى بعد سيدنا أبى حنيفة بخمس عشرة سنة زُهير بن معاوية حديثه فى الكتب الستة قال عنه الحافظ الذهبى فى السير فى الجزء الثامن صفحة واحدة وثمانين ومائة هو الإمام الحافظ المجود كان من أوعية العلم صاحب حفظ وإتقان استمع لمنقبة لزهير بن معاوية ثم اسمع لكلامه فى مجالس سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه ومجالس غيره
حدَّث شعيب بن حرب وقد توفى سنة سبع وتسعين ومائة حديثه فى صحيح البخارى وسنن أبى داود والنسائى ثقة عابد شعيب بن حرب قال الذهبى فى ترجمته فى السير فى الجزء التاسع صفحة ثمان وثمانين ومائة هو الإمام القدوة شيخ الإسلام شهيب بن حرب حدث بحديث رواه عن اثنين من شيوخه عن زهير بن معاوية وعن شعبة بن الحجاج أبى بسطام إمام زمانه فى الجرح والتعديل وحديث نبينا عليه الصلاة والسلام حدث عن هذين الاثنين تقدم معنا ثناء شعبة على سيدنا أبى حنيفة وأمر سيدنا أبى حنيفة لشعبة بأن يحدث كما تقدم معنا وشعبة شعبة وإذا وجدت شعبة فى حديث فاشدد يدك به، حدَّث شعيب بن حرب بحديث يرويه عن شيخيه عن زهير بن معاوية وعن شعبة فقد زهير بن معاوية على شعبة قيل له زهير بن معاوية على شعبة؟
قال زهير بن معاوية أفضل من عشرين مثل شعبة
طيب ماذا يقول إذاً زهير بن معاوية فى سيدنا أبى حنيفة استمع لكلامه قال جاء رجل ليحضر مجلسه ليتلقى حديث النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أين كنت قبل أن تأتينى أين كنت؟
قال فى مجلس أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه كنت عند أبى حنيفة انتهى المجلس وجئت إليك إذا زهير بن معاوية قال:
والله إن ذهابك يوما واحدا إلى مجلس أبى حنيفة أنفع لك من مجيئك إلىَّ شهرا،
مجلس واحد تجلسه عند أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه أفضل من أن تأتى إلى مجلسى شهرا كاملا هذا يقوله مَن؟ من هو أفضل من شعبة بعشرين مرة زهير بن معاوية رضى الله عنهم وأرضاهم
وحقية إخوتى الكرام لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل وابتُلينا فى هذه الأيام بأهل شطط وجَور بينهم وبين سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه ما يزيد على ألف سنة ويقعون فى عرضه قاتلهم الله أنى يؤفكون وانظر لجهابذة المحدثين وكبار شيوخ أهل العلم فى زمنه يقول أنت كنت فى مجلس أبى حنيفة وجئت إلىَّ ذهابك لمجلس أبى حنيفة أنفع لك وأفضل من ان تحضر مجلسى شهرا كاملا وزهير بن معاوية هو زهير بن معاوية رضى الله عنه وأرضاه
هذا إخوتى الكرام ثناء الأقران الذين شهدوا حياة سيدنا أبى حنيفة النعمان وليس بعد شهادة الأقران شهادة ولذلك ما حصل بعد ذلك من كلام سيأتينا جهل أو حسد ما وقف على حقيقة هذا الفقيه فقال ما قال وهو معذور لجهله أو حسده فكلامه يرد عليه لكن هذا كلام شيوخ المحدثين الكبار المتعنت كما تقدم معنا فى التوثيق والمتشدد يقول ما يقول فى سيدنا أبى حنيفة ،إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين يقول ما يقول فى سيدنا أبى حنيفة شعبة شعبة يقول ما يقول فى سيدنا أبى حنيفة زهير بن معاوية عبد الله بن المبارك هؤلاء كلهم رأوه وجلسوا عنده وحضروا مجالسه باستثناء سيدنا يحيى بن معين رضى الله عنهم أجمعين
على كل حال إخوتى الكرام هذا حالهم فى الثناء على سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه
إخوتى الكرام كما قلت جمع الله فيه خصال الخير فهو من القرَّاء وهو من حفاظ أحاديث نبينا خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهو أول الفقهاء وهو من كبار الأولياء فماذا تريد بعد هذه الفضائل من فضائل من القراء وتُرجم فى كتب القراء راجعوا غاية النهاية للإمام أبى الخير ابن الجزرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا غاية النهاية فى طبقات القراء فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وأربعين وثلاثمائة عند حرف النون النعمان قال هو الإمام فقيه العراق المعظم فى الآفاق أخذ القراءة عرْضا عن الإمام الأعمش وعاصم الذى نقرأ بقراءته حفص عن عاصم ثم قال وأفرد أبو الفضل الخزاعى جزءا فى قراءة سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه قال فى النفس شىء من ذلك الجزء انتبهوا ولو صح الإسناد إليه إلى سيدنا أبى حنيفة لكانت قراءته من أصح القراءات لكن هذا الإسناد حوله كلام الذى اتُهم به رجل الحسن بن زياد إذا وضع هذه القراءة على سيدنا أبى حنيفة وقيل إن الذى وضعها هو أبو الفضل الخزاعى والإمام أبو الخير ابن الجزرى برَّأ أبا الفضل الخزاعى وقال الذى وضع وهو الذى يمر الإسناد إليه الحسن بن زياد ونسبها إلى سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هو من القراء هذا مجمع وأخذ عن الأعمش وعن عاصم لكن هناك جزء فى قراءته لو صح الإسناد إليه لكانت من أصح القراءات لكن الإسناد كما قلت اتُهم به أبو الفضل الخزاعى واسمه محمد بن جعفر يلقب بركن الإسلام توفى سنة ثمان وأربعمائة كما فى غاية النهاية فى طبقات القراء فى ترجمته أما الإمام الخطيب البغدادى وبعده الإمام ابن الجوزى فى المنتظم وبعدهما الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية فقد ذكره أنه توفى أعنى أبا الفضل الخزاعى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وفى غاية النهاية كما قلت ثمان وأربعمائة، أربعمائة وثمانية على كل حال كما فى تاريخ بغداد والمنتظم والبداية والنهاية فى حوادث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة عُرض
هذا الجزء والذى يقال له بجزء قراءة أبى حنيفة وفيه إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء هذه من قراءة منسوبة لسيدنا أبى حنيفة بهذا الإسناد وفيه مَلَكَ يوم الدين ملك هذا كلها لا تثبت هذه يقال عنها شاذة بإسناد موضوع (الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* ملَكَ يوم الدين)(إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء) َ كما قلت قراءة لا تثبت موضوعة مزورة مكذوبة الذى اتهم فيه أبو الفضل الخزاعى أو الحسن بن زياد عُرضت على سيدنا الإمام الدارقطنى الجبل فى الحفظ والإتقان وخشية الرحمن فقال هذا الإسناد موضوع30:لكن أئمتنا يقولون هذا أو هذا والعلم عند الله جل وعلا
على كل حال من الأئمة القراء فقيه العراق الإمام فقيه العراق المعظم فى الآفاق هو من القراء وهو من الجهابذة الكبار الناقلين لحديث نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ولذلك أوردت ترجمته ضمن طبقات الحفاظ، انظروا الكتاب فى طبقات الحافظ يوجد ترجمة سيدنا أبى حنيفة فى تذكرة الحفاظ للإمام الذهبى فى الجزء الأول صفحة ثمان وستين ومائة
وقال الإمام الذهبى فى هذا المكان وهذا كلامه بالحرف
هو الإمام الأعظم فقيه العراق
ثم بعد أن ذكر نسبه كما تقدم معنا النعمان بن ثابت بن زُوطى زَوطى وهو ثابت كما تقدم معنا ابن المرزوبان رضى الله عنه وأرضاه قال:
كان إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان وكان يتجر ويأكل من كسبه رضى الله عنه وأرضاه
ثم أورد ما أورد فى ترجمته من ثناء ونقل وعن العلماء كما نقلت بعضه فى قرابة صفحة ونصف الإمام الأعظم هذا كلام الإمام الذهبى فى تذكرة الحفاظ أى لحفاظ حديث نبينا عليه الصلاة والسلام وقال فى السير فى ترجمته فى الجزء السادس صفحة تسعين وثلاثمائة:
هو فقيه العراق عالم الآفاق استمع عُنى بطلب الآثار وهذا محل الشاهد عُنى بطلب الآثار وارتحل فى ذلك وأما الفقه والتدقيق فى الرأى وغوامضه فإليه المنتهى والناس عيال عليه فى ذلك
هو عُنى بطلب الآثار وارتحل فى تحصيل أحاديث نبينا المختار عليه الصلاة والسلام أما الفقه والبحث فى الرأى وغوامض الفقه والمسائل والدقائق هذا لا يلحقه أحد إليه المنتهى والناس عيال عليه فى ذلك هذا كلام الذهبى فى السير وهكذا أورده السيوطى فى طبقات الحفاظ صفحة ثمانين من طبقات الحفاظ وقال هو فقيه العراق وإمام أصحاب الرأى ثم نقل عن سيدنا عبد الله بن المبارك شيخ الإسلام قال:
ما رأيت فى الفقه مثله
وتقدم معنا قال:
لولا أبو حنيفة وسفيان لما كنت شيئا أوليس كذلك؟ لولا أبو حنيفة وسفيان لضعت
فى رواية: لولا أبو حنيفة وسفيان لكنت مبتدعا33:27الأهواء لولا أن منَّ الله علىَّ بهذين الرجلين الصالحين المباركين ما رأيت فى الفقه مثله ثم نقل السيوطى عن مكى بن إبراهيم ومكى ثقة ثبت حديثه فى الكتب الستة توفى سنة خمس عشرة ومائتين عن تسعين سنة عمره عندما توفى تسعون سنة يعنى احذفها من ولادته يعنى وُلد سنة مائة وخمس وعشرين أوليس كذلك؟ يعنى عاصر سيدنا أبا حنيفة خمسا وعشرين سنة مكى بن إبراهيم حج ستين حجة وتزوج ستين امرأة ،ما جمع بينهن فى وقت واحد لعله يموتن أو يحصل طلاق والعلم عند الكريم الخلاق، حج ستين حجة وتزوج ستين امرأة وجاور فى مكة المكرمة عشر سنين قال وكتبت عن سبعة عشر تابعيا ولو أعلم أنه سيحتاج إلىَّ وأن الناس سينقلون الحديث عنى لما كتبت إى عن التابعين لكن يقول أنا فرطت يعنى كنت أكثرت من الرواية عنهم ما كنت أظن أنه سيأتى يوم وأكون فيه رأيا ويخرج حديثه فى الكتب الستة مكى بن إبراهيم رضى الله عنه وأرضاه كما قلت هذا الكلام الذى سأذكره فى طبقات الحفاظ للسيوطى وانظروا ترجمة مكى بن إبراهيم فى السير فى الجزء التاسع صفحة خمسين وخمسمائة قال مكى بن إبراهيم أبو حنيفة أعلم أهل زمانه ما رأيت فى الكوفيين أورع منه رضى الله عنه وأرضاه هذا يقوله مَن مكى بن إبراهيم من كبار المحدثين حديثه فى الكتب الستة
إذاً هم من القراء وتقدم معنا من الفقهاء ومن حفاظ حديث نبينا خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه هو من كبار الأولياء رضى الله عنه وأرضاه يُتبرك بذكر اسمه وتنزل الرحمة عند ذكره رضى الله عنه وأرضاه
استمع لكلام أئمتنا فى تقرير هذا الأمر قال الإمام الحاكم فى كتابه معرفة علوم الحديث صفحة أربعين مائتين فى النوع التاسع والأربعين فى معرفة هذا عنوان النوع التاسع والأربعين من أنواع علوم الحديث فى كتاب معرفة علوم الحديث للإمام الحاكم صاحب المستدرك يقول النوع التاسع والأربعون فى معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم للحفظ والمذاكرة والتبرك بهم وبذكرهم من الشرق إلى الغرب
يعنى سأورد فى هذا الباب أسماء رواة الآثار من التابعين وتابعيهم ممن يجمع حديثهم ويحتج به وينقل ويتبرك بهم وبذكرهم من الشرق إلى الغرب ثم أورد خيار الفقهاء المحدثين فى هذا الباب فبدأ بأنصار المسلمين بمكة المكرمة بالمدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه ولما وصل إلى الكوفة عدَّدَ مَن عدَّدَ ومن ضمنهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت
إذاً هو ممن يتبرك به وبذكره وهو من العلماء الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين هذا كلام أئمتنا إخوتى الكرام وهذا كما قلت فى كتب العلم لا فى كتب التاريخ والحكايات والقصص إذاً لا يقولن قائل من أين هذا، هذا فى كتاب معرفة علوم الحديث من علماء القرن الرابع الهجرى الإمام الحاكم رضى الله عنه وأرضاه يقول هذا الكلام فى سيدنا أبى حنيفة النعمان رضوان الله عليهم أجمعين
إخوتى الكرام كما قلت لا يمكن أن أحصى فى هذا المقام عشر معشار ثناء أئمة الإسلام على سيدنا أبى حنيفة النعمان وهو فى غنىً عن ثناء من أثنى عليه إنما هذا كله كما قلت من باب استنزال الرحمة والتقرب إلى الله جل وعلا بذلك وأن هذا هو الذى شهد به أئمتنا رضوان الله عليهم أجمعين وأنه أعلى من أن يوثقه من بعده وأن يمدحه من جاء بعده رضى الله عنهم أجمعين
من باب الإشارة العارضة فقط إلى جم غفير أثنوا عليه ووثقوه وتبركوا بذكره رضى الله عنهم أجمعين أشار إليهم الإمام ابن عبد البر حافظ الدنيا فى زمانه توفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة للهجرة فى كتابه الانتقاء فى فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء فى ترجمة سيدنا أبى حنيفة صفحة سبع وثلاثين ومائة استمع ماذا يقول والإمام ابن عبد البر مالكى وابن حجر الهيثمى صاحب الخيرات الحسان فى مناقب سيدنا أبى حنيفة النعمان شافعى والإمام الصالحى صاحب كتاب سبل الهدى والرشاد وصاحب كتاب عقود الجمان فى مناقب سيدنا أبى حنيفة النعمان شافعى يعنى هذا من كلام كما يقال يعنى غير أهل مذهبه يعنى لو أثنى عليه الحنفية قد يأتى صعلوك فى هذا الزمان يقول هؤلاء ينتسبون إلى مذهبه حتما سيمدحونه استمع هذا أنقل لك مدحه من كلام المحدثين وكلام الفقهاء من غير الحنفية أما كلام الحنفية حقيقة وثناؤهم عليه ما ذكرته لا لأنه يوجد مَطعن فى ثنائهم لا ثم لا لكن هذا مفروغ منه واضح هذا يعنى هو ما تبع أبا حنيفة رضى الله عنه وأرضاه إلا لتقديم هذا الإمام على غيره من أئمة الإسلام دون احتقار لأحد لكن هذا يرى أن أقواله أقوى وأرجح وفيه مزايا كما قلت فى أول هذه الموعظة يعنى ثلاث خصال ما وُجدت فى إمام من الأئمة الأبرار تابعى الأمر الثانى كما تقدم معنا أول من وضع الترتيب الفقهى الثالث أكثر العلماء تابعا فحاله يشبه حال النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه بين الأنبياء حال أبى حنيفة بين العلماء كحال نبينا بين الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه من رضى فليرضَ ومن لم يرضَ فليضرب رأسه فى ألف جبل واستقرىء المسلمين فى بلاد المسلمين أبو حنيفة أكثر العلماء تابعا منذ أن وُجد مذهبه إلى هذه الساعة إلى أن تقوم الساعة هذا خصلة حقيقة ومزية يحصل له من ورائها أجور لا يعلمها إلا العزيز الغفور هذه حقيقة المزايا الثلاثة ما وجد فى إمام من الأئمة وكلهم على
العين والرأس رضوان الله عليهم أجمعين
ولذلك كما قلت نقل ما يتعلق بالثناء على سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه من المحدثين ومن المالكيين ومن الشافعيين ومن الحنابلة كما تقدم معنا رضوان الله عليهم أجمعين قال الإمام ابن عبد البر فى الانتقاء صفحة سبع وثلاثين ومائة بعد أن ذكر ما ذكر من الثناء عليه كل واحد باسمه وكيع، خالد الواصل، الفضل بن موسى، عيسى بن يونس، زهير بن معاوية، عبد الرزاق، قول الشافعى ابن جريج هذا كل واحد يعدده كما قلت فى ترجمة ويذكر أقواله وبعد ذلك الأقوال لا تنتهى استمع ماذا قال وممن انتهى إلينا ثناؤه على أبى حنيفة ومدحه له عدوا كم سيعد دون أن أذكر كلام واحد منهم وكلام هؤلاء كلهم موجود فى كتب الثناء والتراجم والجرح والتعديل فى الثناء على سيدنا أبى حنيفة بعض هؤلاء تقدم معنا بعض هؤلاء تقدم كلامهم والباقى لم يتقدم وكما قلت لن أذكر كلام واحد منهم لكن عدوا وممن انتهى إلينا ثناؤه على أبى حنيفة ومدحه له عبد الحميد بن يحيى الحمانى وإذا أردت أن أترجم لكل واحد يعنى هؤلاء الأربعون هم أربعون رجلا كما تعدون بالعد يعنى كل واحد إذا ترجم فى دقيقتين نحتاج إلى ثمانين دقيقة فيزيد على الموعد المقرر لموعظتنا لذلك من أراد أن يرجع إلى تراجمهم فتراجمهم يعنى ضمن كتب التراجم موجودة بيسر وسهولة عبد الحميد بن يحيى الحمانى ومعمر بن راشد عدوا والنضر بن محمد ويونس بن أبى إسحاق وإسرائيل بن يونس وزُفَر بن الهذير وعثمان البتى وجرير بن عبد الحميد وأبو مقاتل حفص بن مسلم وأبو يوسف القاضى وسلم بن سالم ويحيى بن آدم ويزيد بن هارون وابن أبى رزمة وهو عبد العزيز بن أبى رِزْمة ثقة فقط هذا من أجل ضبط اسمه أبى رزمة خرج حديثه الإمام أبو داود والترمذى فى السنن توفى ست ومائتين وابنه أيضا يقال له ابن أبى رزمة لكن هذا قلت عبد العزيز وابنه محمد وعليه محمد بن عبد العزيز بن أبى رزمة ثقة أيضا خرج له البخارى وأهل
السنن الأربعة توفى سنة واحدة وأربعين ومائتين ووالده سنة ست ومائتين عدوا وابن أبى رزمة إذا عددت الابن مع الأب يصبح معنا اثنان يعنى العدد يصبح العدد واحدا وأربعين بإسقاط الابن العدد يكون أربعين من أئمة الإسلام وابن أبى رزمة وسعيد بن سالم القداح صار كم الآن؟ مع عد الابن أسقطوا الابن لنصل إلى أربعين وبعد ذلك الابن زيادة رضى الله عنهم وأرضاهم سعيد بن سالم القداح وشداد بن حكيم وخارجة بن مصعب وخلف بن أيوب وأبو عبد الرحمن المُقرىء ومحمد بن السائب الكلبى والحسن بن عُمارة وأبو نعيم الفضل بن ذكى والحكم بن هشام ويزيد بن زُريع وعبد الله بن داود الخُرَيبى46:50إخوتى الكرام تقدم معنا الخريبى الذى يقول إن حبه من السنة ولا يقع فيه إلا جاهل أو حاسد ومحمد بن فضيل وزكريا بن أبى زائدة وابنه يحيى بن زكريا بن أبى زائدة وزائدة بن قدامة ويحيى بن معين كم صار ثلاثون ومالك بن مغول وأبو بكر بن عياش وأبو خالد الأحمر وقيس بن الربيع وأبو عاصم النبيل وعبد الله بن موسى ومحمد بن جابر الأصمعى وشقيق البلخى وعلى بن عاصم ويحيى بن نصر استمع كل هؤلاء أثنوا عليه ومدحوه بألفاظ مختلفة هذا بعد أن ذكر من ذكر من أئمة الإسلام ونقل أقوالهم على التفصيل سيطول الأمر قال وممن انتهى إلينا ثناؤه على أبى حنيفة ومدحه له سرد أربعين أيضا من ألوف مألفة لا يعلمها إلا رب العالمين ممن أثنوا عليه ذكر أربعين منهم رضى الله عنهم وأرضاهم
ولذلك كما قلت إخوتى الكرام لا يقع فيه إلا من غضب عليه الرحمن الفارق بين أهل الهدى وأهل الردى حب أبى حنيفة حبه علامة على السنة وبغضه علامة على البدع
وحقيقة سفهاء هذا الزمان أتباع الخوارج اللئام لا يتورعون من الوقوع فى سيدنا أبى حنيفة النعمان وبعضهم يقول على المنابر فى بعض البلدان مع الكفر البواح الذى نعيشه فى هذه الأيام يقول هذا أبو جيفة وليس بأبى حنيفة أيها المجيف المنتن كيف ستلقى الله بهذا الكلام النتَن النتِن أبو جيفة أبو حنيفة أبو جيفة
والله يا إخوتى الكرام لو وُجد من يعظم الرحمن ويغار على حرمات الإسلام لضربوه على رأسه وأقفوه عند حده أبو حنيفة أبو جيفة وأنت يا صعلوك بعد ذلك تتطاول على أئمة الإسلام لكن هذا حالنا يلعن آخر هذه الأمة أولها فقيه تابعى تقدم معنا له بشارة من النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أن النار لا تمسه ثم بعد ذلك أبو جيفة سلم منك عتاة الأرض فى هذا الوقت وما سلم من لسانك الخبيث أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هذا ما يتعلق بالجانب الثانى بثناء الأمة عليه رضوان الله عليهم أجمعين
الجانب الثالث من جوانب ترجمة سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه فقهه
تواتر عن سيدنا أبى حنيفة كما فى تاريخ بغداد فى الجزء الثالث عشر صفحة ثمان وستين وثلاثمائة والانتقاء للإمام ابن عبد البر صفحة اثنتين وأربعين ومائة والخيرات الحسان لابن حجر الهيثمى صفحة واحدة وأربعين وقال رُوى هذا من طرق كثيرة عن أبى حنيفة وهو فى عقود الجمان صفحة اثنتين وسبعين ومائة وغير ذلك تواتر عن سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه أنه قال:
نأخذ بكتاب الله عز وجل وهذا واجب على كل مسلم وهو فريضة علينا هذه طريقة فقهه يلخصها فى هذه الكلمات المحكمة العذبة التى تدور على أربعة امور
فاستعموا إليها إخوتى الكرام نأخذ بكتاب الله عز وجل وما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فعلى الرأس والعين وفى رواية على الرأس والعينين نأخذ به هذا أيضا فريضة وما جاء عن الصحابة الكرام وانظر لميزة أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه وأرضاه فى هذا الأمر الثالث وما جاء عن الصحابة الكرام تخيرنا ولا نخرج عن أقوالهم أنا ملزم بأقوالهم وإذا أحدثت قولا يخالف قول الصحابة فهذا خلاف طريقتى وأنا انحرفت عن الهدى والشافعى مع علو مقامه وتمام اتباعه لا يرى هذا، لا يرى الأخذ بأقوال الصحابة إلا إذا أجمعوا أما ما عدا ذلك يجتهد كما اجتهدوا ولا يرى أن قول الصحابى أوجب أبو حنيفة يرى أن قول الصحابى ملزم، نعم إذا اختلفوا يتخير يرى أى الأقوال أشبه بالأصول وأقوى هنا له مجال الاجتهاد يأخذ به أما أن يخرج يعنى مثلا اختلفوا لنفرض فى مسألة فى الفرائض على قولين على ثلاثة يتخير اختلفوا فى الجد أخذ بكلام سيدنا أبى بكر رضى الله عنه وأرضاه وقال الجد ينزل منزلة الأب ولا يرث أخ مهما كان شأنه مع الجد هذا قضاء سيدنا أبى حنيفة يتخير إنما يعنى أن يخرج يقول: هذه الأقوال أنا لا ألتزم بها أجتهد كما اجتهدوا لا وما جاء عن الصحابة أتخير قال فإذا آل الأمر إلى التابعى طيب هو تابعى رضى الله عنهم أجمعين إلى إبراهيم النخعى والإمام الشعبى ومحمد بن سيرين والحسن البصرى وعطاء وسعيد بن المسيب وعدد رجالا إذا آلَ إلى هؤلاء فهؤلاء رجال اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا يعنى لا يلزمنى أحد بقول تابعى يقول سعيد بن المسيب قال أو الحسن البصرى قال مالى وله واضح هذا مالى وله
كان سيدنا أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه كما فى ترجمته فى سائر الكتب التى ترجمته فى الحج فجاء إنسان وسأله عن يعنى نسك من المناسك عمله فأفتاه فبعض الحاضرين شوش وقال الحسن البصرى يفتى بخلاف هذا فقال الإمام أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه أخطأ الحسن والجواب ما ذكرته وهذا الحكم الشرعى فقام بعض السفهاء وما أكثرهم قال يابن الفاعلة!!! نعيذ سيدنا أبا حنيفة رضى الله عنه وأرضاه من ذلك أنت تقول أخطأ الحسن فهجم عليه أصحابه وأرادوا يعنى أن يبطشوا به قال:
دعوه دعوه ثم نكس الإمام أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه رأسه وذكر ربه وصلى على النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ثم رفع وقال:
يا عبد الله أخطأ الحسن وأصاب عبد الله بن مسعود فيما رواه عن النبى المحمود عليه الصلاة والسلام فى هذه الحادثة وذكر له الدليل الشرعى الحسن أخطأ كان ماذا إذا أخطأ الحسن ولمَ تتهجم وهل قول الحسن ملزم؟
أقوال التابعين ليست حجة فى الفروع بإجماع أئمتنا كما قلت نحو أقوال الصحابة اختلفوا فسيدنا أبو حنيفة يقول أنا ألتزم بأقوالهم، هذه طريقته فى الفقه كتاب الله نأخذ به ما جاء فى كتاب الله نلتزم به لا خيار لنا فى ذلك وما جاء عن النبى عليه الصلاة والسلام على العين والرأس على العينين والرأس وما جاء عن الصحابة تخيرت وما جاء عن التابعين هؤلاء رجال اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا رضى الله عنهم وأرضاهم
إخوتى الكرام كما قلت هذا الكلام متواتر عن سيدنا أبى حنيفة النعمان وهذا الكلام كما قلت سار عليه معظم علماء الإسلام الأخذ بكتاب الله وبسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وبالاجتهاد الذى يُعنى به القياس إلحاق فرع بأصل فى الحكم لعلة جامعة بينهما هذا هو الاجتهاد ما هو الاجتهاد؟
أن تلحق النظير بالنظير وأن تبحث عن حكم الله الجليل فى الوقائع الحادثة بحيث تلحقها بما وقع ووُجد فيه نص هذا أيضا متفق عليه عند الأئمة وهو القياس وبعد ذلك أقوى الأدلة وهو إجماع الأمة هذا مفروغ منه الإجماع لا يكون إلا عن نص وهذا لا خيار للإنسان فيه إجماع أئمتنا حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة،
هذه الأمور الأربعة ما خرج عنها الإمام كتاب الله سنة رسوله عليه الصلاة والسلام قياس وهو الاجتهاد ثم بعد ذلك الإجماع كما قلت يعد يعنى من الأدلة المتأخرة كتاب وسنة وإجماع وقياس يأتى فى الثالثة فى الذكر وهو الأولى من حيث الاحتجاج وأخرت فى الذكر يعنى تأدبا مع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فى الذكر فيقدم القرآن تقدم السنة ذكرا ،الإجماع لا يكون إلا عن نص وهو أقوى الأدلة ثم بعد ذلك القياس هذا متفق عليه عند أئمة الإسلام قاطبة اختلفوا بعد ذلك كما يقال فى جزئيات هل قول الصحابى يستدل به أم لا؟
يزيد بعد ذلك عند قول الصحابى لو روى حديثا وخالفه هل يؤخذ بفعله أو بروايته؟
فالإمام أبو حنيفة أيضا يقدم فعله الصحابى يقول يستحيل أن يترك الصحابى ما رواه إلا إذا علم أنه منسوخ وعليه ديانته تمنعه من ترك من روى فعندما يروى الحديث ويخالفه بعمله دل على أن هذا الحديث منسوخ
وأما إذا كان الحديث كما تقدم معنا يحتمل ويحتمل والصحابى عمل بخلاف من فهم ممن جاء بعده ففهمه يقدم بالاتفاق لأن هذا من باب تعيين المراد من الحديث كما تقدم معنا فى حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فى صحيح مسلم وغيره كان الطلاق على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وأبى بكر وسنتين من خلافة عمر كان الطلاق طلاق الثلاث واحدة أوليس كذلك؟ على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وأبى بكر وسنتين من خلافة عمر ثم بعد ذلك قال سيدنا عمر رضى الله عنه:
إن الناس تتابعوا، تتايعوا فى هذا الأمر أرى أن نمضيه عليهم أجيززهن عليهم فأوقع الطلاق الثلاث
تقدم معنا أن عبد الله بن عباس رواى هذا الحديث تواتر عنه أنه جعل الثلاثة ثلاثة أوليس كذلك؟
فإذاً هو ممن يقول بذلك وعليه الحديث معناه كما قلت يحتمل ويحتمل ،يحتمل كما تقدم معنا كان يطلقون واحدة وأنتم تطلقون ثلاثة كما تقدم معنا وهذا قول أبى زُرعة، بقية التخريجات التى مرت معنا فى توجيه الحديث
الشاهد أن الصحابى عندما روى بيَّن لنا معنى ما روى وتعين المصير إلى قوله ولذلك تقدم معنا قول شيخنا عليه رحمة الله قال هنا عمل عبد الله بن عباس رضى الله عنه بخلاف ظاهر هذا الحديث الذى فهمه بعض الناس على حسب ما فهم قال:
يتعين المصير إليه وهذا ليس مما اختلفوا فيه
هل إذا روى الصحابى شيئا وخالفه العبرة بما روى أو بما رأى، بما روى أو بما عمل؟
قال هذا لا يرد هنا ذاك كما قلت فيما فيه مخالفة وظاهر الحديث صريحا أما إذا كان الحديث يحتمل ويحتمل وعمل الصحابى حدد وبين إحدى الاحتمالين المصير إلى قوله مُتعيِّن لأنه هو أعلم بما يروى به
على كل حال إخوتى الكرام كما قلت بقيت جزئيات يسيرة حولها نزاع هل يحتج بمذهب الصحابى هل إذا روى الصحابى الحديث عن النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ثم خالفه المخالفة قد تكون من باب الذهول والنسيان؟
حتما ليست من باب التعمد والعصيان قطعا وجزما من باب الذهول والنسيان أو من باب بلوغ النسخ له عن نبينا عليه الصلاة والسلام يحتمل هذا ويحتمل هذا
فمن قال احتمال النسخ قال العبرة بما رأى وعمل ومن قال ذهول ونسيان قال العبرة بما روى ونقل على كل حال هذا بقى فيه مجال للاجتهاد أما أنه يحتج بالقرآن ثم بسنة النبى عليه الصلاة والسلام بإجماع علماء الإسلام بالقياس الشرعى السوى هذا لا خلاف فيه بين أئمتنا وعليه ما سار عليه أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هو الذى سار عليه الأئمة الثلاثة الذين جاؤا بعده رضوان الله عليهم أجمعين
القياس كما قلت الذى أخذ به سيدنا أبو حنيفة ونُسب إليه ونسب المذهب بكامله إليه فيقال للحنفية أهل الرأى يعنى أهل القياس طيب لو سألنا المالكية تأخذون بالقياس أم لا؟
إن قالوا لا ضلوا وإن قالوا نعم أقول علامَ تخصيص الحنفية بهذا
وإذا سألنا الشافعية تأخذون بالقياس أم لا؟
وإذا سألنا الحنابلة تأخذون بالقياس أم لا؟
ما أحد كما قلت من أئمتنا المعتبرين إلا أخذ بالقياس وأما من ألَّف كتابا فى إبطاله كالإمام ابن حزم يغفر الله لنا وله فالإمام أبو بكر بن العربى يقول:
من أنكر القياس هذا ينحط عن رتبة البشر ولذلك لا يعول على قوله فى مخالفة الإجماع لأنه ليس من عِداد بنى آدم، الذى ما عنده عقل ليقيس النظير على النظير هذا لا تعتبره من البشر
يعنى عندما يأتى ويقول لا يبولن أحدكم فى الماء الدائم الذى لا يجرى ثم يغتسل منه يقول لا يبولن تقتضى المباشرة فإذا باشر البول تنجس وإذا بال فى وعاء وصبه لا يتنجس!!!
يا عباد الله هذا كلام لا يقبل بحال واضح هذا ما هذا العلة واحدة ،العلة أن البول نجس سواء باشرت من عضوك إلى الماء أو بُلت فى وعاء وصببته هذا البول فى ذلك الماء فذاك يقول هنا فارق يبولن مباشرة وأما هنا لا يوجد مباشرة صار فاصل بال فى إناء وصبه طيب ما الفارق بين هذه وهذه؟
ولذلك من ألغى القياس حقيقة سيصل كما قلت إلى متناقضات عجيبة فإذاً أئمة الهدى يحتجون بالقياس فعلامَ نسبة المذهب ونسبة إمام المذهب إلى هذا إمام الرأى ومذهب أهل الرأى يعنى هل هم لا يحتجون بالآثار نعيذهم بالعزيز القهار من ذلك ولو كان أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه يرد الآثار ويقدم القياس عليها لكان شيطانا مريدا للعنه أئمتنا بدل من أن يثنوا عليه هل يعقل أن يثنى عليه أئمة الآثار من يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وعبد الله بن المبارك وسفيان الثورى والشافعى وأئمة الإسلام وهو يرد كلام النبى عليه الصلاة والسلام!!
يا إخوتى الكرام هذا لا يخطر ببال إنسان فلا بد من وعى هذا ولذلك هذه النسبة تحتمل أمرين:
إن أرادوا بها الذم فقائلها هو الكريه المذموم
وإن أرادوا بها أن للحنفية شأن لا يصل إليه من بعدهم فى القياس والفهم والاستنباط فنِعم ما قالوا والأمر فى موضعه حقيقة فنعم ما قالوا فهم أهل الآثار وهم أهل الفهم والاعتبار
ولا أقول إن من عداهم لا فهم ولا اعتبار عنده لا، لكن دون فهم أبى حنيفة وهذا كما تقدم معنا من أراد أن يتفقه فهو عيال على أبى حنيفة من يقول هذا؟
الشافعى الذى حمل عن محمد بن الحسن تلميذ أبى حنيفة حما بختى حمل بعير من العلم من علم سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم وأرضاهم هذا لا بد من وعيه
فإذاً هو حقيقة إذا أُريد يعنى إمام الرأى إمام القياس على أن له من جودة النظر ما ليس لغيره من البشر فالكلام فى محله وإذا أريد أنهم أئمة الرأى والقياس بمعنى يطرحون الآثار ويأخذون بعد ذلك بالآراء والقياس فهذا ضلال وانتكاس ولا يمكن أن يقول به الإمام أبو حنيفة ولا أتباعه رضوان الله عليهم أجمعين
كما قلت القياس إلحاق فرع بأصل فى حكم لجامع بينهما وهذا القياس حقيقة قياس سديد رشيد وما أنكره أحد من أهل الرشد من أئمتنا
نعم هناك قياس فاسد بعيد ،قياس فاسد أن تقيس الربا على البيع كما أنك تقول هنا أربح وهنا أربح كما قاس المشركون إنما البيع مثل الربا وأن تقيس الزنا على النكاح تقول هنا يحصل وهنا يحصل إيلاج وإدخال وأن تقيس الميتة التى أماتها الله على الذبيحة عندما نميتها نحن كما تقدم معنا فى منازعة المشركين للموحدين هذه أقيسة باطلة وأبو حنيفة أبعد الناس عنها
استمع لمقولة لسيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه ينبغى أن تنقش على القلوب يقول كما فى السير فى الجزء السادس صفحة واحدة وأربعمائة وفى ترجمة الجزء الذى فى ترجمة أبى حنيفة للذهبى صفحة أربع وثلاثين قال أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه:
البول فى المجلس أحسن من بعض أنواع القياس
يعنى لوجاء الإنسان وبال فى المسجد تغوط فى المسجد أحسن من أن يفعل ويقول ويعمل بعض الأقيسة التى يلجأ إليها المبتدعة البول فى المسجد أيسر وأحسن وأخف من بعض أنواع القياس
حقيقة هذا هو القياس المذموم الذى يقول فيه من يقول الربا كالبيع فهنا معاملة بربح وهنا معاملة بربح وأحل البيع وحرم الربا
ولذلك أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس، الأقيسة الفاسدة المنكرة المردودة
أما القياس السديد السوى فأى حرج فيه
استمعوا إخوتى الكرام لهذا الذى جرى حول سيدنا أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه وأرضاه أثار أهل البدع أهل الضلال أهل الهذيان أثار حوله زوبعة فى حياته وأنه يأخذ بالآراء ويرد حديث نبينا خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وحاشاه من ذلك وأهل البدع ديدنهم أن يلفقوا حول أئمة الإسلام التهم من أجل التنفير عنهم فاستمع لهذه القصة المحكمة بين سيدنا أبى حنيفة وسيد جليل من آل البيت الطيبين الكرام رضوان الله عليهم أجمعين القصة إخوتى الكرام رواها الإمام الكردى فى مناقب سيدنا أبى حنيفة صفحة واحدة وعشرين ومائتين والصالحى فى عقود الجمان صفحة تسع وسبعين ومائتين والإمام ابن حجر فى الخيرات الحسان صفحة ست وسبعين عن سيدنا الإمام الباقر محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ما بعد هذا النسب نسب محمد بن على ،على بن الحسين زين العابدين ولده محمد الإمام الباقر سيدنا الحسن سيد شباب أهل الجنة ،والده سيدنا على رابع الخلفاء الراشدين يعنى الإمام الباقر محمد بن على بن الحسين رضى الله عنهم أجمعين والقصة ينقلها شيخ الإسلام عبد بن المبارك رضى الله عنهم أجمعين الإمام الباقر، يعنى هو أعلى من أن يقال عنه ثقة، أئمتنا عندما ترجموه قالوا ثقة فاضل حديثه فى الكتب الستة توفى سنة بضع عشرة ومائة رضى الله عنه وأرضاه قال عنه الذهبى فى السير فى الجزء الرابع صفحة أربعين هو السيد الجليل الإمام الباقر ومن كلامه المحكم:
سلاح اللئام قبح الكلام
اجتمع الإمام الباقر رضى الله عنه وأرضاه مع سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم أجمعين وهو أكبر من سيدنا أبى حنيفة ومع الكبر فى السن والعمر يعنى من بيت النبوة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فله منزلة وله يعنى على سيدنا أبى حنيفة دالة كدالة الأب على الابن بل أعلى كدالة النبى على أمته على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
الإمام الباقر عندما اجتمع بسيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه قال له:
يا إمام بلغنى أنك تخالف أحاديث جدى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
فقال معاذ الله أن أفعل ذلك ثم قال أيها الإمام لك علىَّ من المنزلة والاحترام كما لجدك على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فاجلس فى أى مكان شئت حتى أجلس إليك، ما أكلمك وأنت واقف هذا لا يليق يعنى بمقامك، اجلس فى أى مكان شئت فجلس الإمام الباقر رضى الله عنه وأرضاه فجاء الإمام أبو حنيفة وتأدب وجلس بين يديه على ركبتيه ووضع يديه على ركبتيه
وقال أيها الإمام ،الإمام أبو حنيفة يقول للإمام الباقر سألك ثلاث مسائل فقط سيظهر بها هل أرد الحديث أو أتبع الحديث
قال سل
قال الرجل أضعف أم المرأة من أضعف
قال المرأة
قال كم فرض الله للمرأة بالنسبة للرجل
قال النصف لها نصف سهم الرجل أوليس كذلك؟
قال لو قلت بالقياس لأعطيت المرأة ضعف الرجل لأن الضعيف ينبغى تزيد فى نصيبه قلت بالقياس لأعطيت المرأة ضعف الرجل أعوذ بالله أن أفعل هذا أنا أسألك الآن من أضعف الرجل أو المرأة ستقول المرأة وهذا هو الحق الله جل وعلا جعل للمرأة نصف نصيب الرجل بالقياس يعنى الظاهر أننا نعطى للضعيف أثر لأنه بحاجة فلو قلت بالقياس لأعطيت المرأة ضعف الرجل يعنى أعطيتها مثل حظ الرجل كما نعطى الرجل مثل حظ الأنثيين هذه واحدة
ثم قال يا إمام أيها أفضل وأعلى فى الميزان الصلاة أم الصوم
قال الصلاة حقيقة عمود الإسلام وهى أفضل من الصوم
قال لو قلت بالقياس لأوجبت على الحائض أن تقضى الصلاة ولا تقضى الصوم أوليس كذلك؟
أنها تقضى الفاضل وتترك المفضول نحن عندنا الآن النص بالعكس تقضى المفضول ولا تقضى الفاضل إذا أردت أن أحكم القياس أقول للمرأة اقضِ الصلاة وهذه أهم من الصوم لكن كيف سنلجأ إلى القياس القياس هذا لا يُلجأ إليه إلا عدم وجود نص إذا وُجد نص عن جدك عليه صلوات الله وسلامه وعلى آل بيته وصحبه صلوات الله سلامه من يخالف ما يخالف إلا شيطان من الذى سيخالف
ثم قال يا إمام أيها أفحش البول أم المنى؟
قال البول أفحش
قال لو قلت بالقياس لأوجبت الغُسل من البول لا من المنى
وهذا الفقه حقيقة الذى أعطاه الله لهذا الإمام الذى أعطاه الله الحكمة يعنى حقيقة فى محله
استمع إخوتى الكرام لشأن أهل الفضل فى الإسلام فقام الباقر وقبَّل جبهة أبى حنيفة وهو حقيقة سليل بيت النبوة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه عندما يكرم العلماء حقيقة هذا أخذه من جده خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه،
تقدم معنا أن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين أخذ بركاب زيد بن ثابت أوليس كذلك وقال دع يابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام عند موت أم زيد بن ثابت رضى الله عنهم أجمعين
قال هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا
فقال أرنى يدك فأخذها وقبلها زيد بن ثابت وقال هكذا أُرنا أن نفعل بآل بيت نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
وهذه الزيادة تقدمت معنا الإمام ابن عبد البر ذكرها فى كتاب جامع بيان العلم وفضله وقال بعض أهل العلم لا يرويها تقدم معنا الكلام عليها
الشاهد إكرام آل بيت النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه للعلماء هذا ليس ببعيد من بيتهم خرج الأدب والاحترام
فقام الإمام الباقر على جلالة قدره وقبَّل رأس أبى حنيفة
قال هذا إذاً من قِبل السفهاء يعنى حولك حقيقة تشويش قال يا إمام أنا لو قلت بالقياس لقدمت القياس ،القياس فى هذه الأمور ينبغى أن يعمل به سبحان الله البول أفحش من المنى؟ وما أحد يغتس من البول لو قلنا بالقياس لأغتسلنا من البول والمنى يعنى هل هو طاهر أو نجس عند الحنفية الذين يقولون بنجاسته يغسل إذا رطبا ويفرك إذا كان يابسا ليس كالبول ، والبول إن يبس وإن لم ييبس لا بد من غسله إذاً البول أفحش وفى بعض الكتب أنجس هذا غلط إنما أفحش كلام أبى حنيفة البول أفحش أم المنى قال البول قال لو قلت بالقياس لأوجبت الغسل منه لكن لا بد من أن نقف عند النصوص
إخوتى الكرام كما قلت إن أرادوا بأهل الرأى وبأهل القياس إن أرادوا الذم فمن قال هذا هو الكريه المذموم وإن أرادوا حقيقة تفضيل الحنفية على غيرهم فى جودة النظر والغوص على الأسرار والدقائق فإلى سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه المنتهى على العين والرأس، أكرِم وأنعِم
استمعوا لبعض يعنى دقة نظر سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه تقدمت معنا القصة العجيبة ولها سبب يتعلق بها فى الرجل الذى كان يزوج ابنه ويطلق يزوجه ويطلق إن زوجه حرة طلقها خسر المهر وإن زوجه أمة أعتقها وأبوه الثرى فى حيرة معه
استمعوا هذه القصة لها سبب يقول فقيه الكوفة مع سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم أجمعين وهو ابن شُبرمة عبد الله بن شبرمة ثقة فقيه روى له البخارى تعليقا ومسلم فى صحيحه وأهل السنن الأربعة إلا سنن الترمذى توفى سنة أربع وأربعين ومائة للهجرة انظروا ترجمته فى السير فى الجزء السادس صفحة سبع وأربعين ثلاثمائة وابن شبرمة تقدم ذكره ممن سرده الإمام ابن عبد البر ضمن الأربعين يثنون على سيدنا أبى حنيفة يقول كنت أسىء الرأى فى أبى حنيفة عبد الله بن شبرمة هذا يعنى توفى قبل سيدنا أبى حنيفة بست سنين رضى الله عنهم أجمعين
قال كنت أسىء الرأى فيه على حسب تشويش من الحاسدين لا يقع فيه إلا جاهل أو حاسد وكان ابن شبرمة يجهل قدره يقول حتى اجتمعت معه وجاء هذا الإنسان وسأله
فقال يا إمام ثم ذكر له هذه القصة يا إمام أزوج ولدى إن زوجته حرة طلقها وإن زوجته امة أعتقها إن اشترت له أمة أعتقها إن زوجته حرة طلقها ويعنى تضيع الفلوس فى ذلك ماذا أعمل معه
فقال خذه إلى سوق الإماء فأى جارية أعجبته اشترها أنت لك على انها أمة عندك ثم زوجه إياها فإن طلقها تعود إليك وإن أعتقها لا ينفذ عتقه فأنت المالك فقال عبد الله بن شبرمة قلت لا يستحضر هذا إلا فقيه هذا الآن حقيقة ليس بإنسان عادى عندما يقول هذا ،هذا من يستحضر الفقه وهو أمام عينيه
قصة ثانية وقعت مات فى عهد سيدنا أبى حنيفة وأوصى بشىء له وجعله وصيا له وأشهد على ذلك وأبو حنيفة رضى الله عنه كان فى سفر فلما جاء أُعلم، فلان أوصى لك وجعلك وصيا على ماله ويوجد شهود على ذلك فرفع يعنى القضية عند القاضى عبد الله بن شبرمة من أجل أن يأخذ ماله من الوصية وهو الوصى على مال هذا الميت على حسب الأمانة التى جُعلت فى رقبته وكان فى سفر
قال هاتى الشهود فأحضر الشهود
قال عبد الله بن شبرمة عندما شهد الشهود على الوصية احلف على صدقهم
قال ما أوجب الله علىَّ أن أحلف لمَ أحلف على أنهم صادقين أنا ما رأيت وأنا كنت فى سفر
قال إذاً أقيستك التى تدعيها، بطل قياسك يا أبا حنيفة اخرج ليس حق وإذا ما حلفت على أنهم صادقون لا يعنى تأخذ الوصية ولا تكون وصيا
قال على رِسلك أنت الآن سناظر أبا حنيفة مَن ابن شبرمة ومن غيره رضى الله عنه وأرضاه
قال يا إمام ما تقول فى أعمى شدخه إنسان على رأسه إنسان ضربه وحضر هذا الاعتداء عليه أناس فأقام دعوة فقال له القاضى هاتى الشهود فأحضر الشهود شهدوا أن فلانا ضرب هذا الأعمى وشدخ رأسه فقال القاضى للأعمى احلف على صدقهم قال ما عيه الآن أن يحلف هو يعنى حقيقة كيف سيحلف ولمََّا يعرف هؤلاء الشهود ولحالهم شهدوا هل عليه يمين؟
قال لا خُصمت قال صدقت والوصية لك وأنت الوصى لأبى حنيفة قال خُصمت مادام هذه كهذه انتهى هناك أنا كنت غائبا والأعمى الذى فقد عينيه كأنه غائب خلص شهود الشهود وسيحلفوا اليمين على صدقهم، ما له علاقة بهذه مادام يوجد شهادة أنت ستقضى بها وأنت ملزم بذلك قال صدقت خذ الوصية وأنت الوصى رضى الله عنهم وأرضاهم
إخوتى الكرام عندما جرى من أبى حنيفة ما جرى قال عبد الله بن شبرمة:
عجزت النساء أن تلد مثل أبى حنيفة
استمعوا لهذه القصة وحقيقة تتعلق بدقة نظر وفِراسة مع تعلقها بالفقه والحكم الشرعى
القصة إخوتى الكرم أوردها الإمام الكردى فى مناقب أبى حنيفة صفحة اثنتين وعشرين ومائتين وانظروها فى عقود الجمان أيضا للإمام الصالحى خلاصتها إخوتى الكرام أن بعض الموالى قدم الكوفة فى عهد سيدنا أبى حنيفة بعض الموالى من المعتقين قدم الكوفة فى زمن سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم أجمعين قال وكان معه زوجة من أجمل النساء فى ذلك الوقت وهو مسكين يعنى فى الأصل كما قلت عبد معتَق محرر ما عنده عرَض ولا شأن ما معه إلا متاع يسير فى تنقله وسفره مع شىء يعنى من ماشية معه فى طريق فى مرعى ومر بالكوفة اتصل بعض العتاة من الأثرياء الأغنياء بهذه المرأة وقال لها يخببها على زوجها لا يوجد بينة أن هذا زوجك، تأتين إلىَّ وإذا صارت دعوة تقولين أنا عند هذا من زمن وهو زوجى والأصل يعنى أنت مع من تكونين إلا إذا قام لك على خلاف هذا وهو الآن غريب مسكين من الموالى من أين له البينة وعليه يُطرد وتبقين معى ويقع فساد إخوتى الكرام يعنى ما خلا عصر من الفساد وبالفعل أخذها الثرى وزوجها المسكين بقى يصيح فرفع الدعوة عند عبد الله كان ابن زين القاضى فى زمن الإمام أبى حنيفة فى هذه القضية فاستشار أبا حنيفة ماذا نفعل فى هذه القضية رجل من الموالى جاء معه غنيمات وله بيت من الشعر فى جوار الكوفة نزل ويقول إن زوجته أُخذت منه لما ذهبنا لذاك يقول هذه زوجتى معى من سنين وهذا جاء وتطافل يريد أن يأخذ الزوجة منى يعنى يمر ببلادنا ويأخذ أيضا نساءنا
طيب حقيقة لا يوجد بينة ماذا أعمل قال سيدنا أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه أنطلق أنا معك إلى رحله ويظهر الحق بإذن الله قال تفضل فذهبا إلى رحل هذا المولى عنده غنيمات وكلب معه مع هذه الغنم وهو فى هذا البيت فقال ادع بعض النساء غير زوجته إلى هذه الخيمة فلما جاءت استمع لفقه أبى حنيفة نبح الكلب وصاح وعوى قال يقول ابن زين ماذا ستفعل نساء تأتى خلا استمع لا تعجل ثم قال ادع الزوجة التى يدعى هذا المولى أنها زوجته وهو عند الغنى فدعيت فلما وصلت إلى الخيمة جاء الكلب وبصبص حولها وشمها وما عوى وبدأ يدور حولها حتى دخلت إلى الخيمة
قال ورب الكعبة إنها زوجته أبو حنيفة ما عندى شك اضغطوا عليها لتُقر فضُغط عليها
قالت نعم خدعنى الثرى وأنا زوجة هذا المولى المسكين هذا إخوتى الكرام النظر
استمع الآن لفقه الحنفية يقول لو خلا الرجل بزوجته غلِّقت الأبواب وعهما كلب إن كان الكلب للرجل تعتبر الخلوة انتبه تعتبر الخَلوة خَلوة شرعية يترتب عليها ما يترتب على الدخول الكامل يعنى كأنه وطىء وإن لم يطأ انتهى يترتب جميع الأحكام إذا خلا بها وعندهم كلب إن كان الكلب له إذا أرخيت الستور والكلب فى الخيمة فى الحجرة الكلب لمَن؟ للزوج وما يعنى1:26:36 يقول هذه خلوة شرعية كما لو باشرها إن طلقها فلها المهر كاملا بعد ذلك وإن لم يمد يده عليها عند الحنفية
وأما إذا كان الكلب لها قال فلا تحصل الخلوة الشرعية وإن أرخيت الستور وغلقت الأبواب لمَ؟
لأن الكلب سينبح على هذا الذى يريد أن يقترب من صاحبته الآن سيعوى عليه بينما عندما يكون الكلب له هو يعنى حتى الكلب فطره عندما يرى أن الزوج يعنى يريد أن يباشر زوجته ويرى أن له كرامة وأنه الآن يعنى هذا من حقه وأما الزوجة حقيقة ما علم أهل القصة والنكاح رِق فى شىء يعنى من كما يقال الوضاعة فى حق المرأة فإن كان ضمن الحلال أحله الله وإلا يعنى فى منتهى العار لكن هذه المنقصة التى فى المرأة كما قلت الكلب يدعوه أن يعوى وأن يصرخ إذا جاء الزوج ليقترب من زوجته