الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكوت كيتا
…
ندوة الطلبة دراسات في الديانات الهندية (3)
بهكوت كيتا
بقلم الطالب: محمد ضياء الرحمن الأعظمي.
هذا الكتاب يحتوي على إرشادات (كرشنا) 1 في المسائل الحربية فهو بحث (أرجن) 2 للخروج إلى ساحة القتال.
قد نال هذا الكتاب مقاما عظيما في الديانة الهندوسية فتأثرت به حياتهم ويتمنون أن يمثلوا سيرة كرشنا في الخلق والشجاعة وانقاذ البشر من أيدي الطغاة والظلام، يقول غاندي:
"إن كيتا كتاب مقدس لا يماثله غيره ولا يحاذيه، فيه عقيدة صالحة وأخلاق حسنة لجميع أصحاب الفكر والدعوة أن يعرفوا قدر هذا الكتاب ويحترموه ويوقروه ويجعلوه مصدرا لأصولهم الدينية" هندوم هرم. Hindud Haram.
كأن غاندي ظن أن الأديان الأخرى خالية عن العقيدة الصالحة كالديانة الهندوسية فأشار عليهم بأخذ كيتا مصدرا وأصلا وهذا يدل على قلة علمه وعدم تفكييره، بل على شدة تعصبه.
وقد طعن بعض المحققين الجدد على هذا الكتاب لأنه سبب الحرب الهندية الكبرى (مهابهارت) التي أكلت عددا كبيرا من المواطنين وأغرقت أموالا
-1سيأتي بيانه في باب عقيدة الأوتار.
-2اسم رجل معروف بالشجاعة والبطولة.
طائلة لا تحصى.. وينادي هذا الكتاب إلى يومنا هذا بالحرب والجدال، وهذا ينافي أصل الديانة الهندوسية القائلة في أصولها (أهنسا يرمودهرما)(أفضل الدين ترك القتال والحرب) وكان غاندي من أكبر الدعاة لهذه الأصول، فنقديسه لكيتا يوقعنا في الشك والتضاد.
يقول الدكتور رادها كرشنا: "إن كيتا من أحسن الكتب في فلسفة الدين والأخلاق مع أنه ليس إلهاميا مثل أسمرتي، ولكن إن قلنا إن ميزان الحسن والقبح هو التأثير الجميل فأقول: هذا الكتاب أحسن من الجميع لأن له تأثيرا حسنا في الأفكار الهندية. indian inheritance.
فإذا عرفنا قدر هذا الكتاب فلنعرف حقيقته التاريخية:
يقول غاندي1: "أنا لا أعتقد في كيتا صحة وجوده التاريخي بل هو كتاب تمثيلي وتخيلي وضعه المصنف لتقريب معاني (مها بهارت) لأنه لم يثبت عندي وجود كرشنا تاريخيا". هندوم هرم ص18.
رامائن 2
هذا الكتاب مقدم على كيتا وغيره فيه سيرة راما جندر وعصره سابق على عصر كرشنا، وله مرتبة رفيعة جدا، الهندوس يحتفلون كل سنة بحياته التمثيلية التي تستغرق حوالي شهر كامل في جميع نواحي الهند ـ وهي من أكبر الاحتفالات للديانة الهندوسية تسمى بـ (دسهره) .
وينقسم رامائن إلى قسمين:
1ـ بالميكي رمائن: هذا هو الأصل المكتوب بالسنسكرتية، وكان بالميكي معاصرا له فكلما كتب شيئا عرضه على راما وإخوانه وهم يقرونه.
ومن أهمية بالميكي أن (تارومني) سمع هذا الكلام بنفسه وصدقه ثم جاء (برهما) إلى (بالميكي) وأمره بكتابة (رامائن) وهدده إن أخفى منه شيئا أو كذب عليه (باب بالكاند بالميكي رامائن) .
مع هذا الاهتمام التام والسعي الكامل لم ينتشر رامائن هذا في أقطار الهند لأنه مكتوب بالسنسكرتية وهي من اللغات الميتة.
-1-وهو الذي ابتدع دينا جديدا مخلوطا بمبادئ الإسلام والعقيدة الهندوسية سماه "الدين الإلهي" فأدخل في عقيدة الإسلام من الخرافات الهندوسية ما لا يرضى بها الإسلام والمسلمون فقام أمام دعوته بعض العلماء الكبار منهم الداعية الكبير أحمد السرهندي الملقب (مجدد الألف الثاني) .
-2 -إله عندالهندوس له علم بجميع الأشياء صغيرها وكبيرها.
2 ـ (تلسي رامائن) نقل هذا الكتاب من السنسكرتية إلى الهندية قبل أربعمائة سنة - في ظل الدولة الإسلامية في عهد جلال الدين أكبر 1 فانتشر في جميع المقاطعة الهندية وتوجه الناس إليه أكثر من بالميكي فأخذ مقاما عظيما في قلوبهم.
أما من الناحية التاريخية فقد عده بعض المحققين من الكتب المكذوبة حتى قال غاندي: "أفلا تنظرون إلى (تلسى) كيف استهزأ بالنساء وحقرهن ومدح (بليشن) الذي خان أخاه الشقيق وأرشد (راما) إلى فتح وطنه وجعله بمثابة الإله الذي ظلم زوجته" هندود هرم ص33.
وكذلك أن (تلسى) يحقر المنبوذين2 (الطبقة الرابعة تسمى بـ شودر) ومهد الطريق إلى ضربهم بدون أي ذنب.
أما النقطة المهمة فهي: ما مقام راما في بالميكي رامائن وتلسى رامائن؟
فالأمر الذي لا غبار عليه هو أن تلسى جعل راما في مقام الإله نزل بصورة البشر لإنقاذ الناس من ظلم الملك (راون)(ملك سيلان) وهذا أمر جلي لا خفاء فيه يعرفه كل من له أدنى مسكة من علم بالديانة الهندوسية، والاختلاف هو في بالميكي رامائن لأنه أول تصنيف في حياة رامائن بل هو
1 - أخو الملك راون الظالم الذي انتصر عليه راما انتصارا عظيما سيأتي بعض تفصيله في باب الشخصيات الكبرى إن شاء الله.
-2عددهم في الهند مائة وعشرون مليونا يعني ضعف المسلمين، هذه الطبقة المظلومة فيها تجاذب شديد بين الإسلام والمسيحية والبوذية فكل فرقة تدعوها إلى دينها ولكن أكثر ميلانها إلى الديانة البوذية لسبب خاص أريد ان أذكره لأن فيه عبرة للمسلمين.
قبل ثلاثين سنة ترأس عليهم الدكتور (أمباوكر) - أحد واضعي قانون الجمهورية الهندية - فتوجه إلى دراسة الديانات ليخرج الطبقة الراعية من ظلم الهندوس وعدوانهم فبعد بحث وتحقيق تأثر بالإسلام أكثر من غيره وأعلن في الصحف الهندية أنه لا يوجد دين أفضل من الإسلام على وجه الأرض، ولكن المسلمين فرقوا هذا الدين إلى فرق كثيرة يكفر بعضهم بعضا فلا فائدة لنا بالدخول في الإسلام لأننا نبقى كما كنا كافرين، فأمر أصحابه أن يدخلوا في الديانة البوذية جريدة (زيندار) سنة 1936.
أوردنا هذا النص ليتفكر ويتدبر كل من له أدنى معرفة بأحوال المسلمين ليرى كيف أن بعض المسلمين يصدون عن سبيل الله ويمنعون الناس عن الدخول في الإسلام.
فندعوا أصحاب الفكر والرأي إلى أن يعتبروا هذه النقطة الحساسة ويغيروا سلوكهم ومناهجهم ويفتحوا صدورهم لكل من توجه إليهم بكل مودة ورحمة ويعللوا التنافر فيما بينهم من المسائل الخلافية الفرعية التي لا توافق عقيدة الإسلام وما يدريكم لعل الله يريد بالمسلمين خيرا.
المصدر الوحيد الذي تعرف به حياته.
وقد اختلف الباحثون في هذه المسألة فأنكر المحققون الجدد وجود راما بصورة الإله1 ولكن نجد في أول الكتاب مايلي:
"إن الملائكة اجتمعت عند (وشنو) (الرازق) وألحت عليه أن يهبط إلى الأرض بصورة (راما) لإنقاذ البشر من ظلم راون".
ثم بعد النصر جاء برهما مع الملائكة في حفلة الفتح وأثنى عليه بقوله: "إن راما إله نزل على الأرض للحرب مع راون". Indian Inheritation
هذه هي حقيقة رامائن الذي جعل راما بمثابة الإله وسيأتي النقد على هذه العقيدة في باب (أوتار) إن شاء الله.
عقيدة أوتار
معنى كلمة أوتار في اللغة السنسكرتية (النزول) واصطلاحا عند الهندوس: نزول الرب إلى الأرض بصورة الإنسان لإصلاح الناس كما ورد في كيتا.
"إذا تزلزل الحق أمام الباطل وغلب الفساق على الصالحين نزل بهكوان (الإله) لإحقاق الحق وحفظ الصالحين".
والأوتار له أربعة مقاصد:
1-
تغليب النساك والزهاد على الفجار.
2-
فلاح الدنيا وإهلاك الدجالين.
3-
رفع ثقل الأرض.
4-
إظهار الأسوة الحسنة (شرى بهكوت كيتا) .
وأوتار له أربعة أقسام:
الأول: بورن أوتار، يعنون به النزول الكامل، ومن شرطه أن تكون قوة المرسل غير متناهية تساوي قوة برهما مثل أوتار (راما) و (كرشنا) .
الثاني: أنسن أوتار الذي يرسل لغرض خاص وهو دون الأول مثل أوتار (نرسنك) .
الثالث: (كلا أوتار) الذي يكون أدنى من أنسن مثل أوتار (منو كشيب) .
الرابع: (أوهياكارى أوتار) الذي يعطي في فترة من حياته قوة كقوة برهما ثم تزول عنه كما كان شأن أوتار ويدوياس الذي منح قوة كقوة برهما في حين تأليفه (ويدا) ثم سلبت منه.
هذه هي العقيدة المعروفة لدى الهندوس يعتقدها كبيرهم وصغيرهم، ولكن لما رجعنا إلى كتابهم المقدس (ويدا) رأينا أنه لا يصدق بما ذهب
-1 بمعنى GDOS
إليه جمهور الهندوس بل إنه يدعى إرسال الرسل من بني آدم كما في عقيدة الإسلام، فقد جاء في الباب الثاني عشر اشلوك رقم 1 من رك ويد ما نصه:
(أكنن دوتن ورى ماهى) Agni Dutan Viri Mahi
يعني (نحن نتنخب أكنى رسولا) أكنى اسم الرسول.
(دوتن) : رسول.
(ورى ماهى) ننتخب صيغة المتكلم والجمع للتعظيم The Massanger 1
فقد فصلت لكم أيها القراء هذا التفصيل لأن علماء الهندوس يتخبطون في تفسير هذا الأشلوك (الآية) فيفسرونه حسب شهواتهم إرضاء لعوام الهندوس ومعاندة لعقيدة الإسلام فيقولون: "دوتن بمعنى الإله وأكنى بمعنى إله النار" مع أن ويدا نفسه يرد عليهم فقد جاء فيه:
(منو شياسو أكنمن) يعني إنما أكنى بشر ولكن ذهب الله بأبصارهم ففسروا هذا الأشلوك على غير معناه لأن الشيطان استحوذ عليهم فأضلهم عن الصراط المستقيم، ولأن خاتم الرسل وأفضل الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام لم يبعث من بني جلدتهم فكفروا به ظلما وعدوانا، مع أن أوصافه عليه الصلاة والسلام مذكورة في كتابه المقدس (ميران) فقد جاء فيه:
"أن رجلا جاء في المنام إلى الملك (بهرج) ملك السند فقال: "أيها الملك إن دينك آريا وهرم صحيح في مكانه ولكن عليك أن تلحق بدين رجل ظهر في الصحراء" (يعني أرض العرب) وهو مختون (خلاف للهندوس) ليس له جوتى (إرخاء الشعر وربطه على الرأس مثل العقاص كما يفعل نساك الهندوس) وعنده لحية طويلة له كلام يسمع (انتشار الإسلام) اصطفاه برهما (للرسالة) يأكل الطيبات من اللحوم (خلافا لنساك الهندوس والجليتية) تظهر على يديه معجزات كثيرة (مثل انشقاق القمر) 2 وهو محفوظ من أعدائه "إشارة إلى مؤامرات قريش" اسمه (محامد)(يعني جامع الفضائل) إشارة إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الشهادة موجودة في كتابهم
-1 International - Sancrit - Dictionary
-2 قد ثبتت هذه المعجزة في الهند حين وقوعها فإن (السامري) ملك مليبار رأى شق القمر بنفسه وأمر بتسجيل هذه الحادثة في سجله الرسمي فسافر من الهند وقابل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ومات في الطريق عند رجوعه إلى الهند (تاريخ فرشته) .
المقدس ولكن لما جاء إليهم رسول من الله يتلو عليهم آياته ويزكيهم كفروا به. فأين إيمانهم بدينهم آريا وهرم، والله لو كانوا مؤمنين صادقين بدينهم لكانوا مؤمنين بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
(منابع الشرك)
قدمنا هذه الاقتباسات من الكتب المقدسة التي تدعى ألوهية أوتار ثم رددنا عليها باقتباس من كتابهم المقدس الأصلي (ويدا) وهنا يسأل السائل ما سبب الاختلاف وجعل الرسالة آلهة؟ فيجاب: إن الديانة الهندوسية قد تخلت عن العقائد الصالحة كما تقدم البحث، لأجل هذا صار الهندوس أحرارا في أعمالهم ومعتقداتهم، لأن ميزان العدل والحق قد ارتفع عنهم فهم ما زالوا مختلفين في المسائل الدينية بدون مرجع يرجعون إليه، ولما ظهرت على أيدي الأنبياء والصالحين المعجزات وخوارق العادات ظنوا أنهم ليسوا بشرا بل هم آلهة نزلوا من السماء فصاروا يعظمونهم ويعبدونهم من دون الله!
وكذلك وجود الخالق عندهم فهو ذات مبهمة لا تتصف بصفة من الصفات، وهو موجود في مكان وزمان يعجز الإدراك البشري عن تصوره فاحتاج الإنسان إلى معبود ظاهر وإله محسوس يستغيث به عند النازلة ويدعوه في الأوقات الحرجة، فجعلوا يبحثون عن الذوات النافعة مثل الأنهار التي تسقي الزرع والأشجار التي تعطي الثمرة، والنار التي ينتفع بها في طبخ الطعام، والبقرة التي تدر اللبن. وهكذا فهذه المظاهر كلها بمثابة الإله المعبود مما لا يقره كتابهم المقدس ويدا، وهذا أقبح الشرك الذي ينفر منه كل لبيب من الهندوس ولكن تغلغل في عقولهم فلم يستطيعوا خلاصا منه.
إلى هذا أشار العالم الهندوكي (دنكر) في كتابه (العناصر الأربعة للحضارة الهندية) .
كان من عقيدة ويد وهرم أن قدرة الخالق منقسمة إلى أشخاص متعددة (ديوتا) فكان الإنسان يتوجه في دعائه إلى هؤلاء الأشخاص لقضاء الحاجة التي يملكها هذا الشخص. فمثلا كانوا يتوجهون في استنزال المطر إلى (اندرا) وفي إشعال النار إلى أكنى، وفي طلب الأولاد إلى (كامديو) وهكذا.
هذه هي فلسفة تعدد الآلهة عند الهندوس فنحمد الله الذي أخرجنا من هذه الظلمات بعضها فوق بعض، ومهد لنا الطريق إلى التوحيد الذي وصفه بقوله:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ،) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} وصدق الله العظيم.