الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم فضيلة الشيخ
مصطفى بن العدوي حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا مبحث في تخريج أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصادرها، وكذا الآثار عن صحابته الكرام رضي الله عنهم للتسهيل على الباحث عن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأقوال صحابته الكرام رضي الله عنهم أعدَّه أخي في الله منصور النجار - حفظه الله - وأخونا منصور - حفظه الله - ممن جالسونا مدةً ليست بالقصيرة، وعهدناه ذا خُلُق كريم حسن ولا أزكيه على الله فالله حسيبه، وكذا عهدته حريصًا على نفع إخوانه، وقد نظرت في عمله هذا نظرةً سريعةً فألفيته نافعًا.
فالله أسأل أن يوفقه لمزيد من طلب العلم الشرعي، والدعوة إلى الله، وأن يبارك فيه وفي جهده.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسَلِّم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الله
مصطفى بن العدوي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدهِ الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد:
فهذه رسالة في «علم التخريج» وضعتها تذكرةً لي ولإخواني من طلبة العلم الشرعي، وسميتها «الأريج في علم التخريج» ، وكما هو معلوم أن علم التخريج لم يكن معلومًا لدى المتقدمين، بل لم يُكتب فيه إلا في هذا العصر
الحديث، وأنه لما تنوعت الكتابة في هذا العصر في علم التخريج، تنوعت بتنوعها الأساليب والطرق، فاستعنت بالله عز وجل، ونظرت في كل ما وصل إلىَّ من كتب في هذا الفن متعلمًا ومسترشدًا، ثم أردت أن أسهم بشيء في هذا العمل، فبدأت في الكتابة في هذه الرسالة منتهجًا ما يلي:
1 -
الاهتمام بالجانب العملي.
2 -
الاختصار قدر الاستطاعة مع عدم الإخلال.
3 -
عدم التوسع في التراجم لأصحاب الكتب؛ إذ أن المقام ليس مقام تراجم.
4 -
بدأت الرسالة بمقدمة لطيفة بينت فيها تعريف علم التخريج، وبيان المراحل التي مر بها هذا العلم، ثم أتبعت ذلك بذكر فوائد معرفة هذا العلم، مبينًا الآداب التي يتحلى بها المُخَرِّج، وعَرَّفت في هذه المقدمة بعدة مصطلحات لا غنى لطالب الحديث عنها.
5 -
ذكرت الطرق التي يمكن من خلالها تخريج الحديث إجمالًا، ثم شرعت في بيانها تفصيلًا، منتهجًا في ذكر الطريقة ما يلي:
- التعريف بالطريقة.
- ذكْر فوائد الطريقة.
- تفصيل مناهج العلماء في بعض هذه الكتب، مع ذكر كيفية التخريج من هذه الكتب.
6 -
أتبعتُ هذه الطرق بفصل مختصر في كتب الرجال ضمنته بيان مناهج
بعض كتب الجرح والتعديل، وأنهيت هذا الفصل بذكر بعض الأسئلة في علم الرجال مع الجواب عنها.
هذا، وإني قد سألت المولى عز وجل أن يرزقني فيها حُسْن التقسيم والإيضاح.
كما أنه يجدر بي أن أنبه في هذا المقام على أن الرسالة لا تغني عن الشرح؛ فلا بد من التدريب العملي مع أحد المتخصصين في هذا العلم؛ فأن هذا العلم يعتمد في المرتبة الأولى على الخبرة والدربة وكثرة المران.
هذا وإن كنت قد وُفقت فمن الله وحده، وإن كانت الأخرى فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يهبني غُنمها، وأن يتجاوز لي برحمته عن غُرمها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلِّ اللهم وسَلِّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه
منصور بن عبد الحميد بن منصور آل النجار
ميت سلسيل - دقهلية - مصر
تعريف التخريج
التخريج لغة:
تقول: خرج خروجًا، أي: برز من مقره، فمادة خرج تدور في معناها حول الظهور والبروز، وعلى ذلك يكون التخريج لغة:«إبراز وإظهار ما كان خفيًا أو مستترًا»
(1)
.
و
اصطلاحًا:
ابتداءً لا بد أن نذكر المراحل التي مر بها علم التخريج قبل أن نذكر التعريف؛ وذلك لأن التخريج شأنه شأن أي علم مر بمراحل وأطوار متعددة، فتعددت بناءً على ذلك تعريفاته، حيث إن كل مرحلة مر بها علم التخريج التعريفَ الخاص بها.
المرحلة الأولى: كان علم التخريج مقتصرًا في هذه المرحلة على ذكر الحديث بسنده، أو بأسانيده إن وُجد له عند المؤلف أكثر من إسناد.
المرحلة الثانية: ذكْر أسانيد أخرى لأحاديث كتاب معين، وهذا ما يسمى الآن بـ «الاستخراج» .
المرحلة الثالثة: عَزْو الحديث إلى الكتب الموجودة فيها، مع بيان الحكم على هذا الحديث.
الحاصل: مما سبق يتبين أن للتخريج إطلاقين: إطلاقًا عند المتقدمين، وإطلاقًا عند المتأخرين.
(1)
انظر: «القاموس» (1/ 112)، «لسان العرب» (2/ 249)، «تاج العروس» مادة (خرج)، بتصرف.
فالتخريج عند المتقدمين: هو إيراد الحديث مسندًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ما عند المتأخرين: فهو عزو الحديث إلى مَنْ أخرجه من أصحاب المصادر الأصلية مع الحكم عليه.
العلاقة بين المعنى اللغوي، والاصطلاحي
بَيَّنَّا أن المعنى اللغوي للتخريج هو: إظهار وإبراز ما كان خافيًا مستترًا، وهذا المعنى أيضًا ينطبق على المعنى الاصطلاحي؛ إذ إن الحديث قبل عزوه إلى المصادر الأصلية، وبيان درجته - كان مستورًا، وعمل المُخّرِّج هو البحث عن أسانيد هذا الحديث في مظانها، ثم يُظهر هذا بعد ذلك مصحوبًا بالحكم على الحديث.
موضوع علم التخريج
معرفة مصادر الحديث في الكتب الأصلية، مع بيان حالته من حيث الصحةُ والضعف.
أنواع المصادر:
1 -
مصادر أصلية: هي الكتب الحديثية المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 -
مصادر فرعية: هي المؤلفات التي تستمد مادتها من المصادر الأصلية.
أقسام المصادر الأصلية
تنقسم المصادر الأصلية إلى كتب خاصة بعلم الحديث، وكتب خاصة بعلوم أخرى، وكلا القسمين يتميز بنقل الأخبار عن طريق السند، وإليك توضيح ذلك:
أ- الكتب الحديثية: هي التي اعتمد فيها مصنفوها اعتمادًا كليًّا على رواية الأحاديث بالأسانيد، وسيأتي بيانها عند ذكْر أنواع الكتب المصنفة في السنة.
ب- كتب الفنون الأخرى: وهي وإن كانت غير حديثية إلا أن مصنفيها يروون الأحاديث والآثار والحكايات بأسانيدهم أيضًا، وإليك الأمثلة:
1 -
كتب التفسير المسندة: «تفسير عبد الرازق، تفسير ابن جرير الطبري، تفسير ابن أبي حاتم» .
2 -
كتب العقيدة المسندة: «السنة» للإمام أحمد، «التوحيد» لابن خزيمة، «الشريعة» للآجري.
3 -
كتاب أصول فقد مسند: «الرسالة» للشافعي.
4 -
كتاب فقه مسند: «الأم» للشافعي.
5 -
كتاب لغة مسند: «تهذيب اللغة» للأزهري.
6 -
كتب تواريخ البلدان المسندة: «تاريخ بغداد» ، و «تاريخ دمشق» .
7 -
كتاب تاريخ مسند: «تاريخ الأمم والملوك» للطبري.
8 -
كتب الرجال المسندة: «التاريخ الكبير» للبخاري، و «الطبقات» لابن سعد.
9 -
كتاب مغازٍ مسند: «مغازي ابن إسحاق» .
تنبيه: لا يصح للباحث العزو إلى الكتب الفرعية مع وجود الكتب الأصلية، أما إذا تَعَذَّر عليه وجود الكتاب الأصلي، اتخذ الكتاب الفرعي واسطة بينه وبين الكتاب الأصلي، ولكن بضوابط.
أسباب تَعَذُّر وجود بعض الكتب الأصلية
1 -
عدم وجوده في عالم المخطوطات.
2 -
عدم وجود نُسخ مطبوعة للكتاب، وصعوبة الحصول على النسخة الخطية.
3 -
الظروف السياسية التي تمنع من انتشار بعض الكتب.
4 -
الفقر في الناحية العلمية عند بعض الدول «ويمكن تلاشي هذا السبب الآن» .
أمثلة لبعض الكتب والأجزاء التي لم نعثر عليها:
1 -
تفسير ابن مردويه.
2 -
تفسير ابن المنذر.
3 -
جزء من تفسير عبد بن حُميد.
4 -
جزء من سنن سعيد بن منصور.
5 -
جزء من السنن الكبرى للنسائي.
فائدة تتعلق بكتب الوسائط «الكتب الفرعية» :
ليست كتب الوسائط كلها سواء، فيعضها أنفع من بعض، ومعنى ذلك أن
تجد بعض الكتب الفرعية إذا عَزَتْ إلى كتاب أصلي، نقلت الحديث بسنده الذي هو في الكتاب الأصلي، وبعضها تهتم فقط بنقل الحديث دون إسناده، وهذا يمثل فارقًا جوهريًّا؛ إذ إن الكتب التي نقلت الحديث بسنده تُعد نسخة من الكتاب الأصلي، وهذا يفيدك في مرحلة الحكم على الحديث.
• مثال لما سبق:
كتاب «الدر المنثور» للإمام السيوطي يعد كتابًا فرعيًّا، كذلك كتاب «تفسير ابن كثير»:
فأنت إذا ذهبت للبحث عن حديث من الأحاديث في «الدر المنثور» تجده يقول مثلًا: «أخرج ابن مردويه، وابن المنذر عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: كذا» .
أما إذا ذهبت إلى تفسير ابن كثير فستجده يقول: «وقد روى الحافظ ابن مردويه من طريقين: عن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن يحي، عن مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: كذا» .
فلو تأملت في المثال السابق تبين لك الفارق بين الكتابين، فبحثك في الكتاب الفرعي الذي يعزو مع ذكر السند - يفيدك في مرحلة الحكم على الحديث.
أنواع الكتب المصنفة في «السنة»
(1)
تنوعت المصنفات في «السنة النبوية» بتنوع المصنفين، فالسنةُ محفوظةٌ بحفظ الله عز وجل لها؛ لذلك أهل العلم على مرِّ العصور يحاولون تقريب السنة إلى المسلمين بكل الصور التي تهدف إلى التيسير، فتنوعت المصنفات لأجل هذا.
وإليك أيها القارئ نبذةً مختصرة من كل نوع:
1 - «السنن» :
هي كتب الحديث المرتبة على الأبواب الفقهية، والتي تقتصر على الأحاديث المرفوعة في الغالب؛ مثل «سنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي» .
2 - «الجوامع» :
هي كتب الحديث المشتملة على الأبواب الجامعة غالبًا لجميع أمور الدين؛ كأبواب الإيمان، والأحكام، والآداب، والسِّيَر، والتفسير، والمناقب، والفتن، وأشراط الساعة؛ مثل «صحيح البخاري» .
3 - «المستدركات» :
هي الكتب التي اسْتُدرك فيها على أصحاب مصنفات أخرى أحاديث على شرطهم، وليست في كتبهم؛ مثل «مستدرك الحاكم» .
4 - «المستخرجات» :
هي الكتب التي أخرج فيها مصنفوها أحاديثَ كتب أخرى بأسانيد لأنفسهم، مثل «مستخرج أبي عوانة» .
(1)
انظر: «الرسالة المستطرفة» للكتاني (32) ط دار البشائر الإسلامية، «أبجد العلوم» لحسن قنوجي (2/ 224) ط دار الكتب العلمية، «كشف الظنون» لحاجي خليفة (1/ 635).
5 - «المصنفات» :
هي الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية مع اشتمالها على المرفوع، والموقوف، والمقطوع؛ مثل «مصنف عبد الرزاق» .
6 - «المسانيد» :
هي الكتب التي تذكر مرويات كل صحابي على حدة، مع مراعاة ترتيب أسماء الصحابة، إما على حروف المعجم، أو بحسب السبق إلى الإسلام، أو بحسب البلدان، أو بحسب الأفضلية؛ مثل «مسند الإمام احمد» .
7 - «المعاجم» :
هي كتب شبيهة بالمسانيد، إلا أنه يراعى فيها الترتيب على حروف المعجم؛ مثل «معجم الطبراني» .
8 - «المشيخات» :
هي الكتب التي يجمع فيها مصنفوها أسماء مشايخهم، وما رووه عنهم من الاحاديث، أو تلقوه عنهم، وتسمى أيضًا «الأثبات - البرامج - الفهارس» مثل:«مشيخة ابن النجار، ومعجم شيوخ أبي يعلى، ومشيخة القاضي عياض، ومشيخة ابن الجوزي» .
9 - «الاجزاء الحديثية» :
وهي على ثلاثة أنواع:
أ- جمع الاحاديث المتعلقة بموضوع واحد؛ مثل «القراءة خلف الإمام» .
ب- جمع الاحاديث المروية عن صحابي واحد؛ مثل «مسند أبي بكر الصديق» للمروزي، و «مسند عائشة» لأبي بكر بن أبي داود، و «مسند عبد الله ابن أبي أوفى» ليحيى بن صاعد.
جـ- جمع الاحاديث المروية من طريق أحد المشهورين بالرواية؛ مثل: «الزهريات» لمحمد بن يحيى الذهلي، و «أحاديث أبي يحيى فراس بن يحيى» لأبي نعيم الأصبهاني.
10 - «المجاميع» :
هي الكتب التي جمعت أحاديث كتب متعددة في كتاب
واحد؛ مثل: «جامع الأصول» لابن الأثير، «مجمع الزوائد» ، «جمع الفوائد من جامع الأصول وتجمع الزوائد» .
11 - «كتب الاطراف» :
هي الكتب التي تقتصر على ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم ذكر أسانيده في المصادر التي ترويه بالإسناد؛ مثل:«تحفة الأشراف» للمزي، و «إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من الأسانيد العشرة» لابن حجر.
فوائد التخريج
للتخريج فوائد كثيرة، منها ما يتعلق بالسند، ومنها ما يتعلق بالمتن، ومنها ما يتعلق بالسند والمتن معًا.
الفوائد المتعلقة بـ «السند» :
1 -
ارتقاء الحديث بكثرة طرقه.
2 -
تمييز المهمل وتعيين المبهم من الرواة.
3 -
زوال عنعنة المدلس.
4 -
زوال ما تخشاه من الرواية عمن اختلط.
5 -
وصل المعلق، والمعضل، والمنقطع، والمرسل.
6 -
إثبات حال الحديث من كونه متواترًا، أو آحادًا.
7 -
سهولة مقارنة الأسانيد، واكتشاف العلة.
الفوائد المتعلقة بـ «المتن» :
1 -
بيان المدرج.
2 -
معرفة أمكنة وأزمنة الأحداث.
3 -
الوقوف على النقص الوارد في بعض الروايات.
4 -
بيان التصحيف الواقع من بعض الرواة.
5 -
معرفة الرواية هل هي باللفظ أم بالمعنى.
6 -
معرفة زيادات الثقات.
•
الفوائد المتعلقة بهما معًا:
1 -
معرفة مصدر الحديث.
2 -
تَتَبُّع أقوال العلماء في الحديث.
3 -
بيان التصحيف والتحريف الناشئين عن النساخ.
4 -
بيان غريب الحديث.
5 -
زوال الحكم بالشذوذ.
أهم المؤلفات في علم التخريج
لم يُصَنف في هذا العلم إلا في العصر الحديث، وذلك يرجع إلى عدم احتياج المتقدمين إلى هذا العلم؛ نظرًا لكون هذا العلم مَلَكه عندهم، فلقد كانوا حُفاظًا، لا يحتاجون إلى عملية البحث والتفتيش، أما في هذا العصر فلقد صُنفت عدة مصنفات من أهمها ما يلي:
1 -
«أصول التخريج ودراسة الأسانيد» د/ محمود الطحان.
2 -
«طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» د/ عبد المهدي عبد القادر.
3 -
«التخريج ودراسة الأسانيد» د/ حاتم العوني.
4 -
«التأصيل» للشيخ/ بكر أبي زيد.
5 -
«دراسات في علم التخريج» د/ سعد محمد شلبي.
آداب يتحلى بها المخُرِّج
1 -
الإخلاص في هذا العمل لله عز وجل.
2 -
الاستعانة بالله عز وجل في كل الأمور.
3 -
التأني في قراءة الحديث المراد تخريجه.
4 -
محاولة استيعاب كل المصادر المتيسرة للبحث عن الحديث.
5 -
الصبر واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
6 -
أَخْذ قسط من الراحة عند الخمول والتعب، والإكثار من ذكر الله في وقت الراحة.
7 -
سَعة الاطلاع وكثرة القراءة في سائر العلوم.
8 -
قراءة مقدمات الكتب الحديثية.
9 -
عدم التعجل والسرعة في تحصيل المراد؛ فإن ذلك يخطئ المقصود.
10 -
عدم الانشغال بأكثر من حديث في آنٍ واحد.
11 -
عدم العزو إلى كتاب فرعي مع وجود الأصلي.
12 -
السؤال عما أشكل، والاستعانة بالله، ثم بأصحاب الخبرة.
13 -
الاهتمام بأدوات الكتابة «قوة الحبر، جودة الورق، بيان الخط» .
14 -
الاهتمام بلفظ الجلالة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والترضي عن الصحابة، والترحم على العلماء.
15 -
العمل بالعلم وعدم كتمانه.
العلوم التي ينبغي دراستها قبل البَدء في عملية التحقيق
يلزم لعملية التخريج والتحقيق دراسة عدة علوم أساسية؛ وذلك لكي يتمكن الدارس من الحكم على الحديث على وجه الصواب.
وهذه العلوم هي:
1 -
علم الخشية ومراقبة الله عز وجل.
2 -
علم مصطلح الحديث.
3 -
علم الجرح والتعديل.
4 -
معرفة كتب الرجال.
5 -
معرفة طرق التمييز بين الرواة.
6 -
معرفة قواعد اللغة العربية.
طرق تخريج الحديث
مقدمة تمهيدية:
يتكون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من سند ومتن، والذي ينبغي تخريج حديث من الأحاديث لا بد له من معطيات حتى يصل إلى مراده، وهذه المعطيات إما السند، وإما المتن، وإما الاثنان معًا، فالباحث يخرج حديثه إما عن طريق معرفة السند، وإما عن طريق معرفة المتن.
أما عن السند فقد يصل الباحث إلى بعضه، أو كله، فإن تيسر للباحث معرفة الراوي الأعلى فقط، لجأ إلى الكتب المعنية بذكر كل راوٍ على حدة، كـ «المسانيد، والمعاجم» ، فهنالك يجد الحديث تحت اسم راوية، وهذه الطريقة تسمى طريقة التخريج بِناءً على معرفة الراوي الأعلى للحديث.
أما إذا تَعَذَّر على الباحث معرفة السند، وتيسر له معرفة المتن، فعليه أن يحدد مطلع الحديث، ثم يبحث في «كتب أطراف الحديث» ، وهذه الطريقة تسمى طريقة التخريج بِناءً على معرفة مطلع الحديث، هذا إن عَرَف مطلع الحديث.
أما إن لم يتيسر له ذلك فبإمكانه أن يسلك طرقًا أخرى؛ منها استخدام أي لفظة من ألفاظ الحديث، وهذه الطريقة سهلة، لا سيما إن كانت هذه اللفظة من الألفاظ الغريبة التي يقل دورانها على اللسان، وذلك من خلال البحث في «المعجم المفهرس» ، وهذه الطريقة تسمى طريقة التخريج بناءً على معرفة
الكلمة البارزة في الحديث.
أما إن تعسر عليه ذلك أيضًا، فيلزمه محاولة التعرف على موضوع الحديث، هل هذا الموضوع يتعلق بـ «التفسير، أم بالفقه، أم بالاعتقاد، أم بالأحكام، أم بالرقائق» إلى غير ذلك، فإن وقف على موضوعه بحث عن الحديث في مظانه، وهذه الطريقة تشمل طريقتين:
طريقة: التخريج بناءً على الاستقراء والتتبع.
وطريقة: التخريج بناءً على معرفة موضوع الحديث.
فإن لم تتيسر له أحد هذه المعطيات السابقة لجأ إلى طريقة أخرى، وهي طريقة التخريج بناءً على معرفة صفة ظاهرة في الحديث، وهذا يتحقق إن كان الحديث معروفًا بصفة معينة، كأن يكون هذا الحديث قدسيًّا، فتبحث في «الكتب المؤلفة في الاحاديث القدسية» ، أو أن يكون هذا الحديث مرسلًا فنبحث في «كتب المراسيل» ، أو أن يكون من الاحاديث الموضوعة فتبحث في «كتب الموضوعات» ، وهكذا في سائر الصفات التي يمكن توافرها.
أضف إلى ذلك طريقة أخرى من طرق التخريج، وهي طريقة التخريج بواسطة جهاز الكمبيوتر، إلا أن هذه الطريقة لا يُنصح بها طالب العلم، فغير محمود أن يعتمد عليها في بداية طلبه هذا العلم المبارك؛ فهي لا تنتج عالمًا راسخًا في هذا الفن.
مما تقدم يتبين لك أن هناك عدة طرق لتخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كالآتي:
1 -
طريقة التخريج بناءً على معرفة الراوي الأعلى.
2 -
طريقة التخريج بناءً على معرفة مطلع الحديث.
3 -
طريقة التخريج بناءً على معرفة كلمة بارزة في الحديث.
4 -
طريقة التخريج بناءً على الاستقراء والتتبع.
5 -
طريقة التخريج بناءً على معرفة موضوع الحديث.
6 -
طريقة التخريج بناءً على معرفة صفة ظاهرة في الحديث.
7 -
طريقة التخريج بواسطة جهاز الكمبيوتر.
الطريق إلى دراسة هذه الطرق
نُعرج في دراستنا هذه الطرق على قسمين: نظري، وعملي:
أولًا: القسم النظري ويتمثل في الآتي:
التعريف بالطريقة.
• ذكر مميزات الطريقة.
• ذكر عيوب الطريقة.
• كيفية استخدام هذه الطريقة.
• ذكر بعض المصنفات في هذه الطريقة.
• دراسة منهجية لبعض الكتب المستخدمة في هذه الطريقة.
ثانيًا: القسم العملي «يكون في اثناء الدرس» ويتمثل فيما يلي:
الإكثار من ضرب الأمثلة، وتمرين الدارس عليها.
•الإكثار من الاختبارات العملية عقب الانتهاء من كل دريقة.
طريقة التخريج بناءً على معرفة الراوي الأعلى للحديث
التعريف بالطريقة:
هذه الطريقة يلجأ إليها الباحث عند معرفته الراوي الأعلى للحديث؛ لأن كثيرًا من المصنفين يرتبون الأحاديث حَسَب الراوي الأعلى، فيجعلون أحاديث كل راوٍ على حدة، سواء كان ذلك في كتب الأطراف أو المعاجم، أو المسانيد.
فإذا عَرَف الباحث اسم الراوي الأعلى للحديث فما عليه إلا أن يفتح أحد هذه الكتب ثم يبحث عن اسم هذا الراوي وسيجد تحته جملة أحاديث منها حديثه بإذن الله تعالى.
مميزات هذه الطريقة:
1 -
سهولة الوصول للحديث عند معرفة الراوي الأعلى.
2 -
تتميز عن غيرها من الطرق بأن بعض المصنفين فيها اهتموا بذكر الكتاب الذي فيه الحديث، بالإضافة إلى مَنْ أخرج الحديث.
3 -
هذه الطريقة مفيدة لمن أراد أن يقارن بين الأسانيد.
4 -
تُعد هذه الطريقة فهرسًا دقيقًا لأحاديث الكتب الستة وملحقاتها، وكذلك المسانيد، والمعاجم، حيث يستطيع الباحث أن يحصي عدد مرويات كل راوٍ.
ذكر عيوب الطريقة:
1 -
لا يمكن استخدامها دون معرفة الراوي الأعلى للحديث.
2 -
قد يكون الراوي من المكثرين في رواية الخبر، وهذا يُلزمك قراءة كل مروياته، وهذا امرٌ صعب.
أهم المؤلفات في هذه الطريقة:
1 -
كتب «الاطراف» .
2 -
كتب «المسانيد» .
3 -
كتب «المعاجم» .
كتب الأطراف
(1)
كتب الأطراف: هي الكتب التي يُقتصر فيها على ذكر طرف الحديث الدال على بقيته، مع الجمع لأسانيده على سبيل الاستيعاب، أو على جهة التقيد بكتب مخصوصة.
مثال ذلك: قولك: حديث «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات» فأنت هنا تعبر عن هذا الحديث بمجرد ذكر طرفه، وأحيانًا يكتفي بذكر معنى موجز للحديث فقط؛ مثل قولك: حديث «العَسِيف» ، أو حديث «الْعُرَنِيِّين» فأنت هنا تعبر عن متن الحديث بلفظ أو معنى اشتهر به، ثم إن كتب الأطراف الأصل فيها التركيز الشديد على الأسانيد.
نشأة كتب الأطراف:
كانت لهذه الفكرة نواةٌ في عصر التابعين، فلقد كانوا يستخدمونها في المذاكرة، فكانوا إذا اجتمعوا يعرض كل واحد منهم ما عنده على الآخرين، يقولون: ماذا عندك في الباب؟ فيقول: حديث كذا. وحديث كذا، فهذا أبو زرعة يقول لعبد الله ابن الإمام أحمد: والدك يحفظ سبع مئة ألف حديث. فقال له عبد الله: وما يدريك؟ قال: ذاكرته الأبواب.
وسرعان ما اتخذت هذه الفكرة مسارًا جديدًا، وذلك عندما أَلَّف الحافظ
(1)
«الرسالة المستطرفة» للكتاني (167) ط دار البشائر الإسلامية، بتصرف.
خلف بن حمدون الواسطي، وأبو مسعود الدمشقي كتابيهما، فأَلَّف الواسطي «أطراف الصحيحين» ، وأَلَّف أبو مسعود أيضًا في ذلك، وكلاهما قرينان أحدهما توفي سنة أربع مئة للهجرة، والآخر توفي سنة أربع مئة وواحد، لكنه ليس معروفًا أيهما كان الأسبق، إلا أن كتاب ابن حمدون الواسطي كان أحسنهما ترتيبًا.
ثم تبعهما أهل العلم في ذلك حتى وصلت كتب الأطراف إلى ما هي عليه الآن.
المؤلفات في الأطراف
(1)
هناك مصنفات صُنفت لبيان أطراف كتب مخصوصة، وأخرى صُنفت لبيان أطراف أحاديث معينة، ولكن على سبيل الاستيعاب، وإليك بيان ذلك:
أولًا: مصنفات صُنفت لبيان أطراف كتب مخصوصة:
1 -
أطراف الصحيحين:
• «أطراف الصحيحين» للحافظ أبي مسعود إبراهين بن محمد بن عبيد الدمشقي.
• «أطراف الصحيحين» للحافظ خلف بن حمدون الواسطي.
2 -
أطراف الكتب الخمسة:
• «أطراف الكتب الخمسة» لأبي العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطَّرْقي، بفتح المهملة، وسكون الراء، بعدها قاف نسبة إلى طرق، قريب من أعمال أصبهان.
3 -
أطراف الكتب الستة:
• «أطراف الستة» لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي.
• «تحفة الأشراف» لجمال الدين أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن الحلبي
(1)
«الرسالة المستطرفة» للكتاني (167) ط دار البشائر الإسلامية، بتصرف.
المولد، الدمشقي الدار والمنشأ.
• «الكشاف في معرفة الأطراف» للحافظ شمس الدين أبي المحاسن محمد بن الحسن بن حمزة الدمشقي.
• «الإشراف على معرفة الأطراف» لأبي القاسم ابن عساكر.
• «الإشراف على الأطراف» لابن الملقن.
• «ذخائر المواريث» للشيخ إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل النابلسي.
4 -
أطراف الكتب العشرة:
• «إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة» للحافظ ابن حجر.
5 -
أطراف المسانيد العشرة:
• «أطراف المسانيد العشرة» لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن سليم البوصيري.
ثانيًا: مصنفات صُنفت لبيان أطراف أحاديث معينة،
ولكن على سبيل الاستيعاب:
1 -
طرق حديث: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِين اسْمًا» لأبي نعيم الأصبهاني.
2 -
طرق حديث: «الْحَوْض» للضياء المقدسي.
3 -
طرق حديث: «الإِفْك» لأبي بكر الآجري.
4 -
طرق حديث: «قَبْض العلم» لمحمد بن أسلم الطوسي، ولأبي الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي، وللخطيب البغدادي.
5 -
طرق حديث: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ» للسيوطي.
6 -
طرق حديث: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ» لابن عقدة، وللذهبي أيضًا.
7 -
طرق حديث: «الطَّيْر» للذهبي.
8 -
طرق حديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ» للطبراني.
9 -
طرق حديث: «الرَّحْمَة» لابن الصلاح.
فوائد كتب الاطراف:
1 -
جمع طرق الحديث من الكتب المعنيِّ بذكرها هذا الكتاب مما ييسر على الباحث الوقوف على نوع الحديث هل هو متواتر أم آحاد.
2 -
الفوائد الغزيرة التي نقف عليها من جمع الطرق؛ كبيان الإبهام ووضوح الإهمال، والوقوف على التعليق والانقطاع
…
إلى غير ذلك.
3 -
تصحيح الأخطاء المطبعية الواقعة أثناء الطبع.
4 -
معرفة أن الحديث ليس موجودًا في الكتب المعني بذكرها هذا الكتاب.
5 -
معرفة مَنْ أخرج هذا الحديث، وتحت أي باب أخرجه.
6 -
سهولة جمع مرويات كل صحابي على حدة.
7 -
معرفة اختلاف نسخ الكتب الستة.
8 -
من الممكن أن يغني الباحث عن مطالعة الكتب المذكورة، لا سيما إذا كان يريد الوقوف على طرقها وأسانيدها.
كتاب تحفة الأشراف
(1)
المؤلف:
يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر القضاعي الكلبي الحلبي الدمشقي المزي «جمال الدين أبو الحجاج» .
المولد والنشأة:
وُلد بظاهر حلب، ونشأ بالمزة، وسمع الكثير ورحل وحَدَّث بالكثير نحو خمسين سنة، فسمع منه الكبار والحُفاظ/ وَوَلي دار الحديث بالأشرفية ثلاثًا وعشرين سنة ونصفًا.
أشهر تلاميذه:
شمس الدين الذهبي، وتقي الدين السبكي.
مصنفاته:
«تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» ، و «تهذيب الكمال في معرفة أسماء الرجال» ، ومعجم لشيوخه.
(1)
كتاب «تحفة الأشراف» (ح) ط دار الكتب العلمية (6) ط المكتب الإسلامي، «أصول التخريج» د/ محمود الطحان (50) ط مكتبة المعارف، «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» د/ عبد المهدي عبد القادر (111) ط دار الاعتصام.
الوفاة:
تُوفي بدمشق في (12 صفر)، ودُفن بمقابر الصوفية غربي قبر صاحبه شيخ الإسلام ابن تيمية.
موضوعه:
قَصَد الإمام المزي من هذا الكتاب جَمْعَ أحاديث الكتب الستة، وكذلك أحاديث مصنفات أصحابها، وإليك أسماء هذه الكتب:«صحيح البخاري» ، «معلقات البخاري» ، «صحيح مسلم» ، «مقدمة مسلم» ، «سنن أبي داود» ، «مراسيل أبي داود» ، «سنن الترمذي» ، «العلل الصغير» للترمذي، «شمائل الترمذي» ، «سنن النسائي» ، «عمل اليوم والليلة» للنسائي، «السنن الكبرى» للنسائي، «فضائل علي» للنسائي، «سنن ابن ماجه» .
ففكرة الكتاب تقوم على ترتيب الأحاديث بحسب الأطراف، وقصده في هذا جَمْع أسانيد الحديث الواحد، سواء من الكتاب الواحد، أو من الكتب الستة، ثم وَضْعها في مكان واحد، وهذه المسألة في غاية الأهمية عند المحدثين؛ لأن الإسناد هو الذي يُتوصل من خلاله إلى الحكم على المتن بالصحة من عدمها، كذلك أيضًا جمع الطرق هو سبيل الوصول إلى معرفة العلة.
أصول الكتاب:
اعتمد المزي رحمه الله على جهد مَنْ سبقه من الحفاظ كابن عساكر، وخلف الواسطي، وأبي مسعود الدمشقي، فضم هذا الجهد كله بعضه إلى بعض في هذا الكتاب، بالإضافة إلى بعض الزيادات، والاستدراكات، ولعل المزي رحمه الله لم يطلع على جهد ابن طاهر المقدسي، وذلك الذي ذكرت؛ لأنه لم يُشر إلبه
إطلاقًا، وإنما أشار إلى جهد الآخرين.
جهد المزي في الكتاب:
1 -
لم يكن جهد المزي في الكتاب مقصورًا على مزج الكتب بعضها إلى بعض فقط، وإنما كانت له تصحيحات، وتنقيحات، وزيادات، ورمز إلى ذلك برموز، وإليك بيانها:
• «ز» يضع المزي هذا الحرف قبل الزيادات التي من عنده.
• «ك» يضع المزي هذا الحرف قبل الاستدراكات التي يستدركها على الحافظ ابن عساكر.
2 -
اعتمد المزي على أكثر من نسخة؛ فإن كان ابن عساكر اعتمد على نسخة اللؤلؤي فقط في سنن أبي داود، فقد اعتمد المزي على جميع النسخ المشهورة.
3 -
يظهر مجهود المزي في إصلاحه أخطاء وأوهام مَنْ سبقه.
4 -
يتميز المزي أيضًا بترتيبه المانع وطريقة تقسيمه الأسانيد، وهذا ما سيتضح لك جليًّا فيما بعد.
رموز الكتاب:
الكتاب
الرمز
صحيح البخاري
خ
تعاليق البخاري
خت
صحيح مسلم
م
سنن أبي داود
د
الكتاب
الرمز
سنن الترمذي
ت
الشمائل للترمذي
شم
سنن النسائي
س
النسائي في عمل اليوم والليلة
سي
سنن ابن ماجه
ق
الكتب الستة
ع
الزيادات
ز
الاستدراكات
ك
أما الكتب الأخرى التي استعملها المصنف، فإنه لم يستعمل لها رموزًا، وإنما ذكرها بأسمائها.
المنهج الذي سلكه المزي في ترتيب الكتاب:
• رتب الكتاب على مسانيد الصحابة، بمعنى أن المزي جعل أحاديث كل صحابي على حدة.
• رتب أسماء الصحابة على حروف الهجاء، وكذلك اسم الراوي، واسم أبيه، بمعنى أنه يراعي الاسم الأول في الذين اتفقوا في الاسم، ثم يرتب الآباء على حروف الهجاء، وقد بلغ عدد الصحابة في الكتاب تسع مئة وستة وثمانين صحابيًّا.
• جمع أسماء التابعين فمن بعدهم ممن لهم رواية مرسلة أو مقطوعة حتى وصل عددهم خمسة وأربع مئة تابعي.
• بلغ عدد الأحاديث والآثار في هذا الكتاب «19595» حديثًا وأثرًا.
• يقدم ما رواه أصحاب الكتب الستة على ما رواه أصحاب الكتب الخمسة، وما رواه أصحاب الكتب الخمسة على ما رواه الثلاثة، وهكذا.
• يقدم ما حقه التقديم، بمعنى أنه رتب الكتب الستة على الأصحية، فيقدم مثلًا ما رواه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، على ما رواه مسلم وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه؛ لأن كتاب البخاري مقدم على كتاب مسلم.
• إذا كان الصحابي من المكثرين فإنه يرتب أحاديثه بحسب الرواة عنه، ثم يرتب الرواة عنه حسب حروف المعجم، ويضع تحت كل راوٍ أحاديثه التي رواها عن هذا الصحابي؛ فإنه يرتب الرواة عنه على حروف المعجم أيضًا، ويضع تحت كل اسم تابع تابعي ما يرويه عن التابعي، فإذا كان أحد أتباع التابعين مكثرًا عن التابعي، رتب الرواة عنه حَسَب حروف المعجم، ووضع تحت اسم كل واحد من تبع أتباع التابعين ما يرويه عن تابع التابعي، وهذا أَنْزَلُ ما عنده.
• مثال توضيحي لما سبق:
حديث أبي هريرة: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ
…
».
لو أردت أن تبحث عن هذا الحديث في «تحفة الأشراف» ثم ذهبت إلى مسند أبي هريرة لتبحث عن الحديث، فإنك ستفاجأ بأن تعداد أحاديث أبي هريرة ثلاثة آلاف وست مئة حديث تقريبًا، فهل ستبحث في كل الاحاديث؟! بالطبع لا؛ فهذا أمرٌ شاق؛ لذلك سَهَّل الإمام المزي عليك هذه المهمة، فإذا
كان الصحابي من المكثرين فإنه يرتب احاديثه حسب الرواة عنه، ثم يرتب الرواة عنه حسب حروف المعجم، ويضع تحت كل راوٍ أحاديثه التي رواها عن هذا الصحابي، فأنت إذا أمكنك تحديد اسم الراوي عن أبي هريرة، وليكن سعيد بن المسيب مثلًا، فهذا سييسر عليك الأمر؛ لأن سعيدًا راوٍ من جملة الرواة عن أبي هريرة، ومعنى ذلك أن جملة الأحاديث التي رواها سعيد عن أبي هريرة أقل بكثير من المجموع الكلي لاحاديث أبي هريرة، فدائرة البحث الآن أصبحت مختصرة شيئًا ما عن المرة الأولى، إلا أن سعيدًا أيضًا من المكثرين عن أبي هريرة.
ولذلك أعطاك الإمام المزي خدمة ثانية، وهي إن كان هذا التابعي أيضًا قد أكثر من الرواية عن هذا الصحابي؛ فإنه يرتب الرواة عنه على حروف المعجم أيضًا، ويضع تحت كل اسم تابع تابعي ما يرويه عن التابعي، فأنت إن أمكنك تحديد اسم الراوي عن سعيد بن المسيب، وليكن الزهري مثلًا، فستضيق معك دائرة البحث مرة أخرى.
ولعلك أيضًا تستكثر أحاديث الزهري عن سعيد عن أبي هريرة مع أنها أقل بكثير من ذي قبل.
إلا أن الإمام المزي يعطيك خدمة أخيرة في هذا الجانب، وهي إن كان أحد أتباع أتباع التابعين مكثرًا عمن قبله، رتب الرواة عنه حسب حروف المعجم، ووضع تحت اسم كل واحد من أتباع أتباع التابعين ما يرويه عن تابع التابعي، وهذا أَنْزَلُ ما عنده.
فأنت يمكنك تضييق الدائرة ولآخر مرة لو عَرَفت اسم الراوي عن الزهري، وليكن مثلًا سفيان بن عيينة، وهكذا تضييق دائرة بحثك عن مجموع
ثلاثة آلاف وست مئة إلى حوالي عشرين حديثًا فقط.
تقسيم الكتاب:
قَسَّم الإمام المزي الكتاب إلى قسمين:
أ- قسم المسانيد.
ب- قسم المراسيل.
أ- قسم المسانيد: هذا القسم خاص بالاحاديث التي يكون الراوي الأعلى فيها من طبقة الصحابة، وهذا القسم أكثر حديثًا من القسم الآخر.
وهذا القسم أيضًا مرتب إلى قسمين:
1 -
قسم يتعلق بالرجال.
2 -
قسم يتعلق بالنساء.
قسم الرجال: رتب الصحابة في هذا القسم على الأسماء، ثم الكُنى، ثم المنسوبين إلى آبائهم أو أجدادهم، ثم المبهمات، ورتب المبهمات على الحرف الأول فما بعده فيمن روى عنهم، ثم المبهمات عن المبهمات.
قسم النساء: نفس ترتيب الرجال، ابتدأ بمن عرف اسمها، ثم بالكنى، ثم بالمبهمات منهم، وهكذا.
ب- قسم المراسيل: هذا القسم خصه المزي بالذين هم دون طبقة الصحابة؛ كالتابعين، ومَن تحتهم.
محقق الكتاب وجهده فيه
حقق هذا الكتاب الشيخ عبد الصمد شرف الدين جزاه الله خيرًا، ولقد بذل فيه جهدًا طيبًا، يتلخص في الآتي:
1 -
ذكر أرقام الأبواب وأرقام الاحاديث في الأبواب؛ تيسيرًا على الباحث.
2 -
رَقَّم أسماء الصحابة بأرقام جانبية عربية (1، 2، 3)، والتابعين بأرقام أجنبية (3، 2، 1).
3 -
ضبط بعض أسماء الرواة، وبعض الكلمات الغريبة في الحديث.
4 -
وضع علامة النجمة هكذا «*» للتابعين، وهكذا «***» لأتباع التابعين، وهكذا «***» لتبع الأتباع.
5 -
إذا قال المزي: (مضى أو سيأتي)، يذكر مضى في حديث رقم كذا، وسيأتي في حديث رقم كذا.
6 -
وضع رموز الكتاب في نهاية كل صفحتين متقابلتين.
7 -
وضع أعلى الصفحة اسم الصحابي بخط كبير نسبيًّا، واسم الراوي عنه بخط أصغر، واسم الراوي عن التابعي بخط أصغر وأصغر.
8 -
جعل كتاب «النكت الظراف» للحافظ ابن حجر في أسفل «التحفة» ، فالحديث الذي يورده المزي، ويكون لابن حجر فيه بعض التعليقات - يجعله في أسفله، ويقوم هو بنقل الاستدراكات إلى الأصل، الذي هو في
«التحفة» ويجعلها بين قوسين، هذا بالإضافة إلى جهود أخرى.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
إذا أردت تخريج حديث من هذا الكتاب، فلا بد من معرفتك اسم الراوي الأعلى لهذا الحديث، فإن كان هذا الراوي من المكثرين، فالأفضل لك أن تعرف الراوي عنه، وإلا استغرقت وقتًا طويلًا في البحث، وبالمثال يتضح المقال.
أمثلة توضيحية لما سبق
المثال الأول:
حديث يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ» .
إذا أردنا أن نخرج هذا الحديث ننظر إلى الراوي الأعلى للحديث من هو؟ هو أنس بن مالك رضي الله عنه، إذًا علينا أن نبحث عن مسند أنس في كتاب «التحفة» ، كيف ذلك؟
إن محقق الكتاب وضع على كعب كل جزء إشارة لما يتضمنه هذا الجزء من الأسماء، وهذه الإشارة هي أنه كتب أول اسم في الجزء وآخر اسم في الجزء من أسماء الصحابة، وعلى ذلك يمكنك أن تتعرف على الجزء الذي شمل مسند
أنس، من خلال النظر إلى كعوب الاجزاء، وستجد بإذن الله مسند أنس يقع في الجزء الأول، وهذه هي الخطوة الأولى.
ثم ماذا؟ ثم إنك إذا نظرت إلى مسند أنس تجده يشمل احاديث كثيرة، إذًا يجب عليك أن تتبع الخطوة الثانية، وهي البحث عن الراوي عن أنس في هذا الحديث وهو ابن شهاب الزهري، ولكنك ستجد أن الزهري روى عن أنس أيضًا أحاديث كثيرة؛ لأنه من المكثرين، وهنا ينبغي لك أن تبحث عن الراوي عن الزهري، وهو يونس بن يزيد الأيلي، وستجد أحاديث يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس قليلة جدًّا، فهي أقل من عشرين حديثًا، وحينئذٍ تستطيع أن تصل إلى حديثك بكل سهولة، وها هو أنت قد وصلت إليه، وإليك نَقْل ما هو موجود في الكتاب:
* 1558 (خ م) حديث: «إنّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء، فيه من الأباريق
…
» الحديث. (خ) في ذر الحوض (الرقاق 53: 5) عن سعيد بن عُفير (م) في فضائل النبيِّ (الفضائل 9: 26) عن حرملة، كلاهما عن ابن وهب، عنه بهز
• توضيح ما سبق:
معنى هذا: أن البخاري أخرج الحديث في كتاب الرقاق باب الحوض، الباب رقم (53)، الحديث رقم (5)، وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل، الباب رقم (9)، الحديث رقم (26).
وبهذا تكون قد خَرَّجت الحديث من «التحفة» ، ويتبقى أن ترجع إلى المصادر الأصلية التي عزاك إليها.
المثال الثاني:
حديث عَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ، أَنَّ خَالِدَ بنَ الْوَلِيدِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللَّهِ أَخْبَرَهُ «أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علىَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتُهُ، وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا، قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بنتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ: أَخْبِرْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدَّمْتُنَّ إِلَيْهِ. قُلْنَ: هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَقَالَ خَالِدُ بن الْوَلِيدِ: أَتُحَرِّمُ الضَّبَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» . قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ فَلَمْ يَنْهَنيِ».
إذا أردنا أن نُخرج هذا الحديث ننظر إلى الراوي الأعلى للحديث، من هو؟ هو خالد بن الوليد، إذًا علينا أن نبحث في مسند خالد في كتاب «التحفة» ، كيف يكون ذلك؟ يكون ذلك بالطريقة التي أوضحناها في المثال السابق، وستجد بإذن الله تعالى مسند خالد بن الوليد يقع في الجزء الثالث، وهذه هي الخطوة الأولى.
ثم ماذا؟ ثم إنك إذا نظرت إلى مسند خالد تجده يشمل أحاديث قليلة، وذلك لأن خالدًا من المقلين، وهذا مما ييسر عليك عملية البحث، ويعينك على وجود حديثك بكل سهولة، وها هو أنت قد وصلت إليه، وإليك نقل ما هو موجود في الكتاب:
* 3504 (خ م د س ق) حديث: «أنَّه دخل مع النبي على ميمونة فوجد عندها ضبًّا محنوذًا .... » الحديث (خ) في الأطعمة (10) عن محمد بن
مقاتل، عن ابن مبارك، عن يونس و (14) عن علي بن عبد الله، عن هشام بن يوسف، عن معمر، وفي الذبائح (33: 2) عن القعنبيِّ، عن مالك، ثلاثتهم عن الزهريِّ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن ابن عباس، عنه به. (م) في الذبائح (7: 9) عن أبي الطاهر بن السرح وحرملة بن يحيى
…
• توضيح ما سبق:
«خ م د س ق» إشارة إلى أن الحديث أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ثم ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم بعد ذلك شرع في تخريج الحديث تفصيلًا، فيقول:«(خ) في الأطعمة (10) عن محمد بن مقاتل، عن ابن المبارك، عن يونس» أي أن البخاري أخرجه في كتاب الأطعمة باب رقم (10) ثم ذكر السند الذي أورده له البخاري في هذا الباب، ولم يكتف بذكر هذا الطريق عند البخاري، فأخذ يشير إلى كل المواطن التي أخرج فيها البخاري هذا الحديث، وأجدك الآن تستطيع أن تكمل باقي التوضيح.
ثم إني أَلفت النظر إلى أن زبدة هذا الكتاب تتمثل في هذا الذي رأيت من جمع أسانيد الحديث الواحد من الكتب الستة وما يجرى مجراها في موضع واحد، وبأسلوب فريد، مع الإشارة لما فيها من أوجه الخلاف إن وُجد.
تاريخ ومدة تأليف هذا الكتاب:
قال المزي: وكان الشروع فيه يوم عاشوراء سنة ست وتسعين وست مئة «696 هـ» ، وتم في الثالث من ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة «722 هـ» .
ومعنى ذلك أنه مكث في تأليفه ستًّا وعشرين يومًا.
كتاب النكت الظراف
(1)
المؤلف:
شيخ الإسلام، حافظُ العصر، أمير المؤمنين في الحيث، رحلة الطالبين، شهاب الجين، أبو الفضل احمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد، الشهير بابن حجر الكناني، العسقلاني الأصل، المصري المولد، والمنشأ والدار والوفاة، الشافعي.
المولد:
وُلد في الثاني والعشرين من شهر شعبان سنة (773) من الهجرة.
النشأة:
مات والده وهو حدث بالسن، فكفله بعض أوصياء والده إلى أن كَبِر، وحفظ القرآن، كان ولوعًا بالنظم والشعر، وأقبل على علم الحديث، وسمع الكثير بمصر وغيرها، فلقد سمع من شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، والحافظَين ابن الملقن والعراقي، هذا بالإضافة إلى الكثيرين من المحدثين، وارتحل إلى غزة وسمع من علمائها، كذلك ارتحل إلى مكة واليمن، وكثير من البلدان، برع في علم الفقه والعربية حتى صار حافظ الإسلام، وشيخ
(1)
كتاب «تحفة الأشراف» (ح) ط دار الكتب العلمية (3) ط الكتب العلمية، «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (123) ط دار الاعتصام.
المحدثين، فلقد تمكَّن من علم الرجال والعلل، فإليه المرجع في هذا الميدان، وتعلم على يديه الكثير من العلماء.
مصنفاته:
صَنَّفَ في الحديث، والتاريخ، والأدب، والفقه حتى زادت مصنفاته على مئة وخمسين مصنفًا، منها «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» ، و «الإصابة في تمييز الصحابة» ، و «الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة» ، و «شرح على الإرشاد في فروع الفقه الشافعي» ، و «ديوان شعر» .
الوفاة:
تُوفي رحمه الله سنة (852) من الهجرة.
موضوع الكتاب:
هذا الكتاب تابه لكتاب «تحفة الأشراف» فلقد حظي كتاب «تحفة الأشراف» باهتمام كبير من أهل العلم، فمنهم مَنْ اختصره، ومنهم مَنْ جَمَع أوهامه، ومنهم من أعاد ترتيبه، وهذا شأن الكتب العظيمة، حتى إن أول من أعاد النظر فيه هو الإمام المزي نفسه، فلقد أَلَّف جزءًا فيه سماه «لحق الأطراف» .
ثم جاء الحافظ مغلطاي فجمع فيه أوهامًا، وأكثر تعليقات مغلطاي كانت من «السنن الكبرى» للنسائي، وهذا أمر طبيعي، فـ «السنن الكبرى» كانت تسبب معاناة للعلماء السابقين حتى إن المزي كان قد استدرك على ابن عساكر أيضًا أشياءَ فاتته من «السنن الكبرى» ، لم تكن مكتملة عند ابن عساكر، ولم تكن مكتملة تمامًا عند المزي عندما أَلَّف «تحفة الأشراف» .
لكن المزي بعدما انتهى من «التحفة» وفرغ منها، وجد فيها أحاديث وطرقًا زائدة، كان الأَوْلى أن يُدخلها في الكتاب، لكن إدخالها في كتاب مرتب ترتيبًا دقيقًا مثل هذا - يصعب؛ لأن هذا يحتم عليه إعادة نسخ الكتاب مرة أخرى حتى يلحق الزيادات في مواضعها، فصنع ملحقًا مستقلًّا، وسماه «الحق الأطراف» [أشرنا إليه قريبًا].
ولعل مغلطاي لم يطلع على «لحق الأطراف» قبل أن يصنف كتابه، وكتاب مغلطاي اسمه «أوهام الأطراف» .
ثم جاء بعد ذلك الحافظ ابن كثير «كان ابن كثير تلميذًا للمزي وزوجًا لابنته» ، فأخذ كتاب «لحق الأطراف» من شيخه المزي، ثم علقها على هامش نسخته من «تحفة الأشراف» .
وكذلك علق عليه الحافظ أثناء تدريس هذا الكتاب لتلاميذه، ونوه على بعض الاستدراكات.
ثم جاء من بعده ولده أو زرعة، واستدرك بعض الاستدراكات، وقام بضم استدراكاته إلى استدراكات أبيه في كتاب سماه «الإطراف بأوهام الاطراف» -[مطبوع]-.
حتى جاء الحافظ ابن حجر فلما شرع في شرح كتاب «صحيح البخاري» ، كان في حاجة إلى كتاب «تحفة الأشراف» ، وذلك لأن البخاري تقطعت عنده متون الاحاديث في مواكن كثيرة، فاعتمد الحافظ ابن حجر في معرفة هذه المواطن على «التحفة» ، وأثناء الشرح كان الحافظ ابن حجر يستدرك بعض الأشياء على المزي، فيدونها «أضف إلى ذلك أن ابن حجر قد أفاد من جهود مَنْ سبقه من أهل العلم في استدراكاتهم على التحفة» .
ثم لمَّا انتهى من الشرح جمع استدراكاته إلى استدراكات مَنْ سبقه في كتاب ماتع سماه «النكت الظراف» ، وهذا هو الكتاب الذي نتحدث عنه الآن، وكتاب «النكت» هذا مطبوع بحاشية «التحفة» .
جهود الحافظ في هذا الكتاب
1 -
جمع بين استدراكاته واستدراكات المتقدمين حتى أصبح من أجود ما صُنف في الاستدراكات على «التحفة» .
2 -
انتهج نفس ترتيب المزي تيسيرًا على الباحث.
3 -
استدرك على المزي بعض الروايات التي سقطت منه، ولكنها ليست كثيرة.
4 -
صَوَّب بعض الأوهام التي وقع فيها المزي، ولكن بإشارة لطيفة؛ كأن يقول:«فيه سهو، والصواب كذا» أو يقول: صَوَّبه المزي في مكان كذا.
5 -
ضَبَط ألفاظ الحديث، فقد يذكر المزي الحديث بشيء من المخالفة فيتعقبه الحافظ.
6 -
ضبط الأسماء، فقد يذكر المزي الاسم على غير الوجه الصحيح؛ وذلك لعلة التشابه، فيصوب ذلك الحافظ.
7 -
إضافة بعض المصادر التي قد يغفل عنها المزي.
هذا وجهد الحافظ أعظم من أن ينحصر في بعض هذه النقاط، ولعلك تقف على المزيد بإذن الله مع كثرة الدربة والمتابعة.
كتاب ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث
(1)
المؤلف:
الشيخ الهمام، الإمام العلامة إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم، المعروف بالنابلسي، الحنفي الدمشقي.
المولد: وُلد في دمشق خمسين وألف (1050 هـ).
النشأة:
نشأ في كنف والده وسمع وقرأ على جماعة من محدثي عصره؛ منهم والده المشار إليه، أُعطي تدريس السليمية بصالحية دمشق، وقرأ فيها الدروس وباحثَ فيها وناظرَ.
الوفاة: تُوفي ليلة الأربعاء لأربع ليالٍ بقين من ذي القعدة (1143 هـ)، ودُفن بمقبرة باب الصغير بالمدفن المعروف بهم، بالقرب من جامع الجراح.
موضوع الكتاب:
صَنَّف الإمام النابلسي هذا الكتاب بغية فهرسة أحاديث «الكتب الستة» ،
(1)
«ذخائر المواريث» (1/ 2 - 5) ط دار المعرفة، «أصول التخريج ودراسة الأسانيد» (55) ط مكتبة المعارف «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» (127) ط دار الاعتصام.
بالإضافة إلى «موطأ مالك» ، لماذا؟ ذلك لأنه رأى المشارقة يعدون ابن ماجه سادس الكتب الستة، بينما المغاربة يعدون سادس الكتب الستة «موطأ مالك» لذلك أراد العلامة النابلسي أن يجمع بين الوجهين.
منهج الكتاب:
1 -
الأحاديث مرتبة حسب الراوي الأعلى، فهو يذكر أحاديث كل راوٍ على حدة.
2 -
يعزو الاحاديث إلى مَنْ أخرجها من أصحاب الكتب، ذاكرًا شيخ كل إمام فقط، دون ذكر بقية السند.
3 -
استخدم الرموز في الدلالة على أصحاب الكتب.
4 -
عدد أحاديث الكتاب (12302) حديث.
5 -
لم يتحرَّ لفظ الرواية، وإنما يكتفي بذكر المعاني الدالة عليها.
رموز الكتاب:
الكتاب
الرمز
صحيح البخاري
خ
صحيح مسلم
م
سنن أبي داود
د
سنن الترمذي
ت
سنن النسائي
س
سنن ابن ماجه
هـ
موطأ مالك
ط
ترتيب الكتاب
الكتاب ينقسم إلى سبعة أبواب، ستة أبواب خاصة بالصحابة، ثلاثة أبواب منها خاصة بالرجال، وثلاثة خاصة بالنساء، والباب السابع خاص بالأحاديث المرسلة، وإليك بيان هذا بالتفصيل:
ترتيب أبواب الرجال من الصحابة:
1 -
أسماء الصحابة مرتبة على حروف الهجاء.
2 -
ذكْر مَنْ اشتهر من الصحابة بكنيته مرتبًا ذلك على حروف الهجاء، ويكون الترتيب بعد حذف «أبو» .
3 -
ذكر المبهمين من أسماء الرواة مرتبًا ذلك حَسَب أسماء الراوين عنهم.
ترتيب أبواب النساء من الصحابة:
4 -
أسماء الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبة على حروف الهجاء.
5 -
ذكر من اشتهرت بكنيتها من النساء.
6 -
ذكر المبهمات من النساء.
الباب السابع الخاص بالأحاديث المرسلة:
7 -
ذكر المراسيل من الاحاديث مرتبة على حروف الهجاء، وذلك حَسَب من أرسلها من الرواة.
مؤاخذات على هذا الكتاب:
يؤخذ على هذا الكتاب نفس المؤاخذات التي تؤخذ على كتب «الأطراف» عامة من أنه «لا يمكن استخدامها دون معرفة الراوي الأعلى للحديث، وقد يكون الراوي أيضًا من المكثرين من الخبر، وهذا يُلزمك قراءة كل مروياته، وذلك أمرٌ صعب.
أيضًا: يؤخذ على المصنف حذفه الأسانيد، مع أن أهل العلم لمَّا أَلَّفوا في هذه الطريقة حَرَصوا على أن يكون الإسناد بتمامه، وذلك لأن فكرة الأطراف قائمة على الأسانيد، فالمحقق يستفيد أيما إفادة من جمع الأسانيد المتناثرة في مكان واحد.
كما أن المصنف لم يتحرَّ لفظ الرواية؛ مما يجعل الأمر عسيرًا شيئًا ما على الباحث، إلا أن الكتاب في جملته مبارك، ونفع الله به كثيرًا من اهل العلم.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
إذا أردت تخريج حديث من هذا الكتاب، فلا بد من معرفتك اسم الراوي الأعلى لهذا الحديث، وإلا فلن تستطيع، ثم بعد ذلك تنتقل إلى المرحلة الثانية وهي: هل هذا الراوي من الصحابة أم لا؟ فإن كان من الصحابة بحثت في الستة أبواب الأُول، وإن كان الراوي من غير الصحابة فلا بد من معرفة هل هو من الرجال أم من النساء، فإن كان من الرجال بحثت هل الذي لديك اسمه أم كنيته أم كان الاسم لديك مبهمًا؟ ثم تذهب إليه في بابه وهكذا
…
فإذا وجدت اسم الراوي فابحث عن حديثك، وستجده بإذن الله
تعالى، ثم إذا عثرت على الحديث فما عليك إلا أن تنظر إلى الرموز المشار غليها، وتخرج الحديث من مصادره الأصلية.
مثال توضيحي لما سبق
حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .
• كيف نخرج هذا الحديث من كتاب «الذخائر» ؟
أولًا: ننظر في اسم الراوي الأعلى هل هو من الصحابة أم لا؟ الجواب: هو من الصحابة؛ إذًا السؤال: هل هو لدينا اسم أم كنية أم مبهم؟ الجواب: هو اسم، إذًا علينا أن نبحث في الأسماء عن أُبي، وبالفعل وجدنا أحاديث أُبي تقع في الجزء الأول (ص 7)، وتنتهي في (ص 11)، وهذا يسير جدًّا، فمن السهل أن نبحث في أحاديثه.
وبعد البحث في احاديث أُبي وجدنا الشيخ قد ذكره، وإليك نصه:
38 (حديث): «كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى» . (د) في الصلاة عن عثمان بن أبي شيبة، وعن محمد بن يحيى بن فارس (س) فيه عن علي بن ميمون الرقي، وعن إسحاق بن إبراهيم، وعن يحيى بن موسى وعنه أيضًا وعن محمد بن الحسين بن إبراهيم (هـ) فيه عن عثمان بن أبي شيبة، وعن علي بن ميمون الرقي.
• بيان هذا المثال:
(د) في الصلاة: أي ان الحديث أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة «عن
عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى بن فارس» هذا ذكر لأسماء مشايخ أبي داود في هذا الحديث.
(س): أي أن الحديث مخرج عند الإمام النسائي في «سننه» فيه «عن علي بن ميمون الرقي .... » وهذا ذكر لأسماء مشايخ لنسائي.
(هـ): أي أن الإمام ابن ماجه أخرجه في «سننه» .
كتب المعاجم
(1)
كتب المعاجم: المعاجم جمع معجم، وهو الذي تُذكر فيه الاحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء.
بعض المؤلفات في المعاجم:
1 -
«المعجم الكبير» للطبراني.
2 -
«المعجم الأوسط» للطبراني.
3 -
«المعجم الصغير» للطبراني.
4 -
«معجم الصحابة» لأحمد بن علي الهمداني.
5 -
«معجم الصحابة» لأبي الحسين بن قانع.
6 -
«معجم الصحابة» لأبي منصور الباوردي.
7 -
«معجم الصحابة» لأبي القاسم البغوي.
8 -
«معجم الصحابة» لأبي القاسم ابن عساكر.
9 -
«معجم النسوان» لأبي القاسم ابن عساكر.
(1)
انظر: «الرسالة المستطرفة» للكناني (135) ط دار البشائر الإسلامية، «أبجد العلوم» لصديق حسن القنوجي.
10 -
«معجم البلدان» لأبي القاسم ابن عساكر.
11 -
«معجم الشيوخ» لأبي بكر الإسماعيلي.
12 -
«معجم الشيوخ» لأبي نعيم الأصبهاني.
13 -
«معجم الشيوخ» لأبي عبد الله الحاكم.
14 -
«معجم مشيخة أصبهان» لابي طاهر احمد بن محمد السلفي.
هذه بعض المعاجم، ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتب الفهارس، كـ «الرسالة المستطرفة» ، وغيرها من الكتب، ثم إنني سأتحدث بالتفصيل عن «المعجم الكبير» للطبراني، مع الإشارة إلى معاجم الطبراني الثلاثة.
معاجم الطبراني الثلاثة
(1)
المؤلف:
الشيخ الهمام، محدث دهره، وحافظ عصره، أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب بن مطير اللخمي، الطبراني.
«اللخمي» نسبة إلى لخم، ولخم قبيلة من العرب قَدِموا من اليمن إلى بيت المقدس، ونزلوا بالمكان الذي وُلد فيه عيسى عليه السلام، وبينه وبين بيت المقدس فرسخان، والعامة تسميه بيت لحم، بالحاء المهملة، والصواب بيت لخم بالخاء المعجمة.
و «الطبراني» نسبة إلى طبرية بالشام.
المولد:
ولد في طبرية بالشام في صفر سنة (260 هـ).
النشأة:
بدأ في سماع الحديث سنة (273 هـ) أي: بعد ثلاث عشرة سنة، ورحل في طلب الحديث إلى الشام، والعراق، والحجاز، واليمن، ومصر، وبلاد الجزيرة العربية، وسمع الكثير، وهو أحد الحفاظ المكثرين الرحالين، سمع الكثير، وصَنَّف
(1)
انظر: «المعجم الكبير» للطبراني. (1/ 51) تحقيق الشيخ حمدي السلفي، «الرسالة المستطرفة» للكناني (135) ط دار البشائر الإسلامية، بتصرف.
المصنفات الحسان، منها «المعجم الكبير» في اسامي الصحابة، و «المعجم الاوسط» في غرائب شيوخه، و «المعجم الصغير» في اسامي شيوخه، وكتاب «الدعاء» ، و «عِشرة النساء» ، و «حديث الشاميين» ، و «المناسك» ، و «الاوائل» ، و «السنة» ، و «النوادر» ، و «مسند أبي هريرة» ، و «التفسير» ، و «دلائل النبوة» ، وغير ذلك.
الوفاة:
تُوفي في شهر ذي القعدة سنة (360 هـ) عن مئة عام، وعشرة أشهر.
معاجم الطبراني الثلاثة
(1)
:
أَلَّف الطبراني ثلاثة معاجم: الكبير، والأوسط، والصغير، لكن منهجه في الكبير يختلف عن منهجه في الأوسط عن منهجه في الصغير، وعلة ذلك أنه رتب الكبير حَسَب الراوي الأعلى وهو الصحابي، أما بالنسبة للأوسط والصغير، فلقد رتبهما حسب الراوي الأدنى، الذي هو شيخه مباشرةً.
والفارق بين المعجم الصغير والأوسط، أن الطبراني في الأوسط روى عن طريق كل شيخ عددًا كبيرًا من الاحاديث، قد تصل إلى خمسين حديثًا، وقد نقل بحسب كثرة الرواية عن الشيخ أو قِلتها، وغرضه من ذلك بيان الغرائب والفرائد التي تقع من بعض الرواة عن بعض، فلا يكاد يورد حديثًا إلا ويقول فيه:«تفرد به فلان» أو: «لم يروه عن فلان إلا فلان» .
أما الصغير فإن الطبراني ل م يخرج فيه عن كل شيخ إلا حديثًا أو حديثين؛ وذلك لأن العلة من الصغير هي معرفة أسماء مشايخه.
(1)
انظر: «الرسالة المستطرفة» (137) ط دار البشائر الإسلامية، بتصرف.
سؤال: فَرق بين معاجم الطبراني الثلاثة؟
الجواب: الغرض من الكبير ذِكْر مرويات كل صحابي على حدة.
الغرض من الأوسط بيان فرائد وغرائب مشايخه.
الغرض من الصغير سرد أسماء مشايخه، وذِكْر بعض حديثه عنهم.
لعل مما سبق يتبين لك أن الكتاب الذي يختص بطريقتنا هذه «التخريج حسب الراوي الأعلى» هو «المعجم الكبير» ؛ لذلك سأتحدث عنه بالتفصيل.
المعجم الكبير للطبراني
(1)
موضوع الكتاب:
هذا الكتاب مرتب حسب الراوي الأعلى للحديث، ولعلَّ سائلًا يسأل: كتب المسانيد مرتبة أيضًا حسب الراوي الأعلى للحديث، فما الفارق إذًا بين كتب «المعاجم» ، وكتب «المسانيد» ؟
والإجابة عن هذا السؤال تتمثل في بيان الفارق بينهما من خلال هذا الكتاب الذي معنا، فهذا الكتاب معجم صحابة في الأصل؛ إذ إن الطبراني يترجم للصحابة، ويُعرف بهم وَفْق منهج معين، وهذا حال باقي المعاجم على اختلاف أنواعها، ويشهد لهذا أن الطبراني في هذا الكتاب أفرد قسمًا لبعض الصحابة الذين ليس لهم رواية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الطبراني في المقدمة:
هذا كتاب أَلَّفناه، جامع لعدد ما انتهى إلينا ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، والنساء على حروف ألف، ب، ت، ث، بدأت فيه بالعَشَرة رضي الله عنهم؛ لئلا يتقدمهم أحدٌ غيرهم، خَرَّجت عن كل واحدٍ منهم حديثًا، وحديثين وثلاثًا، وأكثر من ذلك، على حسب كثرة روايتهم وقِلتها، ومَن كان من المقلين خَرَّجت حديثه أجمع، ومن لم يكن له رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(1)
انظر: «معجم الطبراني الكبير» (1/ 51) تحقيق الشيخ حمدي السلفي.
وكان له ذكْر من أصحابه ممن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تقدم موته؛ ذكرته من كتب المغازي، وتاريخ العلماء؛ ليوقف على عدد الرواة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أصحابه رضي الله عنهم.
منهج الكتاب:
• ينقسم الكتاب إلى قسمين: قسم له رواية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقسم ليست له رواية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم قَسَّم القسم الاول إلى قسمين: قسم خاص بالمكثرين، وقسم خاص بالمقلين.
• لا يُخرج للمكثرين إلا القليل من الاحاديث، بل أحيانًا لا يأتي لهم بأحاديث إطلاقًا؛ وعلة ذلك أنه يفرد لهم مسانيد خاصة؛ مثل أبي هريرة، فإن الطبراني لم يورد له أي حديث؛ لأنه أفرد له مصنفًا خاصًّا.
• يحاول جمع أحاديث المقلين كلها، وذلك بحسب ما تَيَسَّر له، فقد قال في مقدمته: مَنْ كان من المقلين خرجت حديثه أجمع.
الصحابة الذين ليس لهم رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعرف بهم فقط.
الصحابة مرتبون على حروف المعجم.
ترتيب الكتاب
• ابتدأ الكتاب بالعَشَرة المبشرين؛ وذلك لعلو قَدْرهم.
• رتب الأسماء على حروف الهجاء مراعيًا الحرف الأول فقط.
• بعد الأسماء ذكر الصحابة المشهورين بكنيتهم.
• ثم رتب النسوة أيضًا على حروف المعجم، إلا أنه ابتدأ ببنات النبي صلى الله عليه وسلم ثم زوجاته.
• ثم جاء بصواحب الكنى من النساء.
• ثم ختم هذا الترتيب بذكر الصحابيات المبهمات.
• عند بداية مسند أي صحابي تجد المصنف قد وضع تعريفًا لهذا الصحابي، وهذا التعريف يتضمن «اسمه، نسبه، أوصافه، أخلاقه، فضائله، شهوده المغازي» .
• لم يضع المصنف ترتيبًا معينًا لسرد الاحاديث، فأحيانًا يرتب أحاديث الصحابة المكثرين حسب تلاميذهم، وقد صنع هذا في مسند عبد الله بن عباس، وأحيانًا يرتب أحاديث الراوي الواحد حسب الموضوعات، فأحاديث الكتاب على هذا النحو غير مرتبة.
عدد أحاديث هذا الكتاب:
يصعب حصر أحاديث هذا الكتاب، والسبب في ذلك فقدان جزء منه.
• قال الكتاني
(1)
:
يقال: إنه أورد فيه ستين ألف حديث في اثني عشر مجلدًا، وفيه قال ابن دحية: هو أكبر معاجم الدنيا، وإذا أُطلق في كلامهم المعجم فهو المراد، وإذا أُريد غيره قُيد.
(1)
انظر: «الرسالة المستطرفة» (135) ط دار البشائر الإسلامية.
وعلى هذا الذي ذكره الكتاني فإنه يُعد من الموسوعات الحديثية الكبيرة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، أي الكتابين أكثر حديثًا، «مسند الإمام أحمد» أم «المعجم» ؟
والجواب عن هذا يتلخص في أن عدد أحاديث الإمام احمد المرفوعة - أكثر من احاديث المعجم، أما إذا أضيف إلى ذلك جملة الآثار وعدد الطرق التي جاءت عن الصحابة، وما قيل في أوصافهم، فيكون عدد احاديث المعجم أكبر.
الخدمات المقدمة لهذا الكتاب:
هذا الكتاب يعد موسوعة حديثية كبيرة؛ لذلك فغنك تجد أن أهل العلم قد اهتموا به كثيرًا، ومن جملة الاهتمامات ما يلي:
• رتبه على الأبواب الإمام علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان بن عبد الإله الفارسي الحنفي.
• زوائد هذا الكتاب على الكتب الستة داخلة في كتاب «مجمع الزوائد» للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفي سنة (807 هـ).
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
إذا أردت أن تخرج حديثًا من هذا الكتاب، فعليك بدايةً أن تعرف اسم الراوي الاعلى للحديث، ثم تبحث عنه في مسنده، وما عليك إلا أن تتبع الاحاديث، وستجد حديثك بإذن الله تعالى.
أمثلة توضيحية من هذا الكتاب
• مثال (1):
نسبةُ أبي بكر الصديق، واسمه رضي الله عنه: أبو بكر عبد الله بن عثمان بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة.
1 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَمْرِو بن خَالِدٍ الْحَرَّانُّي، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ اسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بن عُثْمانَ ابن عَامِرِ بن عَمْرِو بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن تَيْمِ بن مُرَّةَ، شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُمُّ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه: أُمُّ الْخَيْرِ سَلْمَى بنتُ صَخْرِ بن عَامِرِ بن عَمْرِو بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن تَيْمِ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غَالِبِ بن فِهْرِ بن مَالِكٍ، وَأُمُّ أُمِّ الْخَيْرِ: دِلافُ وَهِي أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْدِ بن النَّاقِدِ الُخُزَاعِيِّ، وَجَدَّةُ أَبِي بَكْرٍ: أُمُّ أَبِي قُحَافَةَ أَمِينَةُ بنتُ عَبْدِ الْعُزَّى بن حُرْثَانَ بن عَوْفِ بن عُبَيْدِ بن عُوَيْجِ بن عَدِيِّ ابن كَعْبٍ.
2 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن رُشَيْدٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ
ابن عَدِيٍّ، قَالَ: أُمُّ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْخَيْرِ بنتُ صَخْرِ بن عَامِرٍ، وَهَلَكَ أَبُو بَكْرٍ فَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ جَميعًا، وَكَانَا قَدْ أَسْلَمَا، وَماتَتْ أُمُّ أَبِي بَكْرٍ قَبْلَ أَبِيِه.
3 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن شَبِيبٍ الْدَنِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن يَحْيَى بن هَانِي الشَّجَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَازِمِ بن الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالَ: أِسْلَمَتْ أُمُّ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمُّ عُثْمَانَ، وَأُمُّ طَلْحَةَ، وَأُمُّ الزُّبَيْرِ،، وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ، وَأُمُّ عَمَّارِ بن يَاسِرٍ رضي الله عنهم، وَيُقَالُ: عَتِيقُ بن عُثْمَانَ، وَإِنَّما سُمِّيَ عَتِيقًا لِحُسْنِ وَجْهِهِ.
4 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ابن رَبِيعَة، عَنِ اللَّيْثِ بن سَعْدٍ، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَتِيقًا لَجَمَالِ وَجْهِهِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بن عُثْمَانَ.
5 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن صَدَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عَمْرَو بن عَلِيٍّ، يَقُولُ: كانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَتِيقًا لِعَتَاقَةِ وَجْهِهِ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ بن عُثْمَانَ، وِقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُ عَتِيقًا مِنَ النَّار.
إذا نظرت في المثال السابق تجد أن المصنف بدأ مسند الصحابي بتعريفه، وذكْر نسبه وصفاته وفضائله
…
وهكذا، والذي أريد منك أن تنتبه إليه أنه لا يذكر أي شيء إلا بإسناد كما هو موضح، وكل سند من هذه الأسانيد يعد حديثًا.
ثم إنني أضرب لك مثالًا آخر فيه ذكر الاحاديث التي رواها أحد الصحابة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
• مثال (2) جزء من حديث عبد الله بن مسعود:
9653 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بَكَّارٍ الْعَيْشيُّ، (ح) وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا حُميْدُ بن مَسْعَدَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بن نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بن قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لا يَزُولُ قَدْمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَشَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ» .
9654 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ، وَعَمْرُو بن أَبِي الطَّاهِرِ بن سَرْحٍ الْمِصْرِيَّانِ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ، أنا مُوسَى بن يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَامِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ إِسْلامِهِمْ وَبَيْنَ أَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ يُعاتِبُهُمُ اللَّهُ إِلا أَرْبَعُ سِنِينَ:{وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} .
كتب المسانيد
(1)
المسانيد هي الكتب التي تذكر أحاديث كل صحابي على حدة مع مراعاة ترتيب أسماء الصحابة، إما على حروف المعجم، وإما حسب السبق للإسلام، وإما حسب البلدان، وإما حسب الأفضلية.
• قال الكتاني
(2)
:
المسانيد جمع مسند، وهي الكتب التي موضوعها جَعْل حديث كل صحابي على حدة صحيحًا كان أو حسنًا أو ضعيفًا، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة كما فعله غير واحد، وهو أسهل تناولًا، أو على القبائل، أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية أو غير ذلك، وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد كـ «مسند أبي بكر» أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة أو العشرة أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد كـ «مسند المُقلين» ، و «مسند الصحابة الذين نزلوا مصر» إلى غير ذلك.
والمسانيد كثيرة جدًّا منها «مسند أحمد» ، وهو أعلاها، وهو المراد عند الإطلاق، وإذا أريد غيره قُيد .... ومنها «مسند البخاري الكبير» ، و «المسند الكبير على الرجال» لمسلم بن الحجاج.
وقد يطلق المسند عندهم على كتاب مرتب على الأبواب أو الحروف
(1)
انظر: «الرسالة المستطرفة» (60) ط دار البشائر الإسلامية.
(2)
انظر: «الرسالة المستطرفة» (60) ط دار البشائر الإسلامية.
والكلمات لا على الصحابة؛ لكون أحاديثه مسندة ومرفوعة أو أُسندت ورُفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم كـ «صحيح البخاري» فغنه يسمى بـ «المسند الصحيح» ، وكذا «صحيح مسلم» ، وكـ «سنن الدرامي» فإنها تسمى «مسند الدرامي» على ما فيها من الاحاديث المرسلة، والمنقطعة، والمعضلة، على أن له مسندًا عن الصحابة.
وكـ «مسند أبي عبد الرحمن بَقِيّ - بوزن عَلِيّ - بن مَخْلد الأندلسي القرطبي» الحافظ، شيخ الإسلام، صاحب «التفسير» أيضًا وغيره، المتوفى سنة ست وسبعين ومئتين.
قال ابن حزم: روى فيه عن ألف وثلاث مئة صحابي ونيف، ورتبه على أبواب الفقه، مسند ومصنف ليس لأحد مثله. أهـ.
كـ «مسند أبي العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السراج» بشدِّ الراء، نسبة إلى عمل السروج، الثقفي، مولاهم النيسابوري، محدث خراسان ومُسْنِدها، الحافظ الثقة الصالح، المتوفى سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، فإنه مرتب على الأبواب، ولم يوجد منه إلا الطهارة وما معها في أربعة عشر جزءًا، وكـ «مسند كتاب الفردوس» لأبي منصور شهر دار بن شيرويه الديلمي الهمداني، المتوفي سنة ثمانٍ وخمسين وخمس مئة، يتصل نسبه بالضحاك بن فيروز الديلمي الصحابي.
وكتاب «الفردوس» لوالده المحدث المؤرخ سيد حفاظ زمانه أبي شجاع شيرويه بن شهردار شيرويه الديلمي الهمداني مؤرخ همدان، المتوفى سنة سنة تسع وخمس مئة، أورد فيه عشرة آلاف حديث من الاحاديث القصار مرتبة على نحو من عشرين حرفًا من حروف المعجم.
•
مَنْ أول من صَنَّف مسندًا؟
قال الكتاني
(1)
: وقد قال الدارقطني: أول من صَنَّف مسندًا «مسدد بن مسرهد» وتبعه نعيم بن حماد، قال الخطيب: وقد صَنَّف «أسد بن موسى» ، وهو أكبر منه سنًّا وأقدم سماعًا [يقصد أبا نعيم]. وقال الحاكم: أول من صَنَّف المسند على تراجم الرجال في الإسلام «عبيد الله بن موسى العبسي» ، و «أبو داود الطيالسي» .
وقال ابن عدي: يقال: إن «يحيى بن عبد الحميد الحماني» أول من صَنَّف المسند بالكوفة، وأول مَنْ صَنَّف المسند بالبصرة «مسدد» ، وأول مَنْ صَنَّف المسند بمصر «أسد بن موسى» ، وهو قبلهما وأقدم موتًا.
(1)
انظر: الرسالة المستطرفة» (62) ط دار البشائر الإسلامية.
بعض المؤلفات في المسانيد
(1)
1 -
«مسند» أبي داود الطيالسي.
2 -
«مسند» أسد بن موسى.
3 -
«مسند» محمد بن يوسف بن واقد.
4 -
«مسند» الحُميدي.
5 -
«مسند» نُعيم بن حماد.
6 -
«مسند» يحيى بن عبد الحميد الحماني.
7 -
«مسند» مسدد بن مسرهد.
8 -
«مسند» عبد الله بن محمد المسندي.
9 -
«مسند» زهير بن حرب.
10 -
«مسند» إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم «ابن راهويه» .
هذا غَيْض من فَيْض، وإلا فالمسانيد كثيرة، وقد اخترت «مسند الإمام أحمد بن حنبل» لأتحدث عنه بالتفصيل.
(1)
انظر: الرسالة المستطرفة» (61) ط دار البشائر الإسلامية.
مسند الإمام أحمد
(1)
المؤلف:
الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان الشيباني، المروزي، البغدادي.
المولد:
قَدِمت أمه بغداد وهي حامل، فولدته في ربيع الأول (164 هـ).
النشأة:
تُوفي والده وهو ابن ثلاث سنين، ثم نشأ ببغداد، وطلب العلم وسمع الحديث من شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة، وتوفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة بقين من ربيع الأول، وقيل: من ربيع الآخر.
مؤلفاته:
«المسند» الذي هو محل حديثنا، و «الناسخ والمنسوخ» ، و «الزهد» ، و «السنة» ،
(1)
انظر: «مسند أحمد» (1/ 37) ط دار الرسالة، طبعة الشيخ أحمد شاكر (1/ 32)«أصول تخريج الحديث» (42) ط مكتبة المعارف، «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» ط دار العاصمة.
و «طاعة الرسول» ، و «العلل» ، «الأشربة» ، و «التفسير» ، و «فضائل الصحابة» ، و «حديث شعبة» ، و «الرد على الجهمية» ، وغيرها.
الوفاة:
توفي رحمه الله يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول (241 هـ).
موضوع الكتاب
(1)
:
انتقى الإمام أحمد المسند من جملة ما يزيد عن سبع مئة ألف حديث وخمسين ألفًا، وبغيته في هذا الكتاب جَمْع كل ما يحتاجه المسلم من امور دينه؛ لذلك أُثر عنه أنه قال:«عملت هذا الكتاب إمامًا، إذا اختلف الناس في سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا إليه» .
ترتيب الكتاب
(2)
وهو كتاب جليل من جملة أصول الإسلام، وقد وقع له فيه ما يزيد على ثلاث مئة حديث ثلاثية الإسناد، وذُكر أن أحمد بن حنبل شرط فيه ألا يورد إلا حديثًا صحيحًا عنده.
الكتاب مرتب على مسانيد الصحابة وذلك على النحو التالي:
1 -
ابتدأ الكتاب بذكر العشرة المبشرين بالجنة، على هذا المنهج «بدأ في الجزء
(1)
انظر كتاب: «خصائص المسند» (21) وهو مطبوع داخل «مسند أحمد» تحقيق الشيخ أحمد شاكر، ط. دار المعارف بمصر.
(2)
انظر: «خصائص المسند» ، «المصعد الأحمد» وهما مطبوعان داخل «مسند أحمد» تحقيق الشيخ أحمد شاكر (19 - 57) ط دار المعارف.
الأول بأبي بكر الصديق، ثم بالفاروق عمر بن الخطاب، ثم بعثمان بن عفان، ثم بعلي بن أبي طالب، ثم بطلحة بن عبيد الله، ثم بالزبير بن العوام، ثم بسعد ابن أبي وقاص، ثم بسعيد بن زيدن ثم بعبد الرحمن بن عوف، ثم يأبي عبيدة بن الجراح».
2 -
جاء بعد ذلك بمسند عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعندما انتهى من مسند عبد الرحمن جاء بمسند ثلاثة من الصحابة، وهم زيد بن خارجة، الحارث بن خزمة، سعد مولى أبي بكر الصديق، ولا يدرى ما السبب الذي دفع المصنف إلى الإتيان بهم بعد العشرة!! جاء بعد ذلك بمسند أهل البيت، فذكر أحاديث الحسن بن علي، والحسين، وعقيل بن أبي طالب، وأخيه جعفر، وابنه عبد الله بن جعفر.
3 -
جاء بعد ذلك بمسند بني هاشم، وهذا المسند يتضمن مسند العباس بن عبد المطلب، ومسند عبد الله بن عباس، ومسند الفضل بن العباس
…
وهكذا.
4 -
جاء بعد ذلك ببعض مشاهير الصحابة.
5 -
راعى بعد ذلك البلدان، فجاء بمسند المكيين، ثم المدنيين، ثم الكوفيين، ثم البصريين، ثم المصريين، ثم الشاميين، ثم الأنصار.
6 -
أنهى مسنده بمسند النساء، وابتدأ بمسند عائشة، ثم فاطمة، ثم حفصة، ثم حديث بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أم سلمة، ثم زينب، ثم جويرية، ثم أم حبيبة
…
وهكذا إلا أنه أتى بمسانيد بعض الصحابة، وأدخلها في مسند النساء؛ كحديث ميمون بن أمية، وأُبي بن بكر الثقفي، واختتم المسند بحديث شداد بن الهاد.
• من خلال ما سبق يتبين لك أنه ليس للإمام أحمد ترتيب مقصود، سواء من حيث ترتيب أسماء الصحابة على حروف المعجم، أو ترتيب الطرق عنهم.
الأحاديث في المسند متفرقة وغير مرتبة، فلم يرتب الاحاديث حسب حروف المعجم، ولا حسب الموضوعات، ولا حتى حسب الأصحية.
• يلاحظ أن الإمام أحمد راعى في كتابة القبائل، والنوع، والجنس.
• هناك أمر آخر سلبي، وهو أنك تجد بعض أحاديث الصحابي مفرقة في أحاديث صحابي آخر.
الخدمات المقدمة للمسند
(1)
:
هذا الكتاب يعد أكبر موسوعة حديثية؛ لذلك تجد أهلَ العلم قد قَدَّموا له خدمات كثيرة، شأنه في ذلك شأن المصنفات والأعمال العظيمة، فالعلماء في خدمته قديمًا وحديثًا؛ فمنهم من فسر غريبه، ومنهم من أعاد ترتيب حديثه على الأبواب، ومنهم من شرحه، ومنهم من خرج أحاديثه، وإليك بعض هذه الخدمات:
- «فهرس الصحابة الذين لهم روايات في مسند أحمد» لابن عساكر.
- «جامع المسانيد» لابن كثير.
- «مجمع الزوائد» للهيثمي.
- «الفتح الرباني» للساعاتي.
(1)
انظر: «المصعد الأحمد» (39)، بتصرف.
• «فهرس المسند» لبسيوني زغلول.
• «مرشد المحتار لما في المسند من الأحاديث والآثار» للشيخ حمدي السلفي.
عدد أحاديث هذا الكتاب
(1)
:
يصعب حصر أحاديث هذا الكتاب، والسبب في ذلك فقدان جزء منه، فبمطالعة فهرس ابن عساكر يتضح أن عدد الصحابة الذين في المسند أكثر من عدد الصحابة الذين وُجدوا في الطبعات الموجودة الآن، إلا أن عدد أحاديث المسند الموجودة الآن بدون المكرر - حوالي ثلاثون ألف حديث، وبالمكرر حوالي أربعون ألف حديث.
الأحاديث التي يحويها المسند
(2)
:
أحاديث المسند عبارة عن أصل، وزوائد، وإليك التفصيل:
أصل المسند: الاحاديث التي هي من رواية الإمام أحمد نفسه، وهذه الأحاديث تمثل القدر الأكبر من المسند، أو بمعنى أصح هذا القدر هو المسند.
الزوائد: الأحاديث التي ليست من رواية الإمام أحمد، ولكن من رواية غيره.
وهذه الزوائد على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الأحاديث التي زادها عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه.
النوع الثاني: الاحاديث التي هي من زيادة الراوي عن عبد الله ابن الإمام
(1)
انظر: «المصعد الأحمد» (32)، و «خصائص المسند» (23)، بتصرف.
(2)
انظر: «خصائص المسند» (26)، بتصرف وزيادات.
أحمد وهو: أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي.
النوع الثالث: أحاديث من رواية عبد الله عن الإمام أحمد، ولكن ليست من أصل المسند، إنما أخذها عبد الله عن أبيه من غير رواية المسند، فوضعها في المسند اجتهادًا، أو كانت من أصل المسند، ولكن الإمام أحمد أمر بشطبها وإبعادها عن المسند، فاجتهد ولده فأبقاها.
سؤال: اذكر دليلًا على ما ذكر في النوع الثالث.
الجواب: أدلل على ذلك بأن هناك أحاديث يعقب عليها عبد الله ابن الإمام أحمد بقوله: «وجدت في كتاب أبي بخط يده» .
وإليك الأمثلة:
17181 -
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ - أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ - قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ - يَعْنِي - ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ نَضَحَ عَلَى فَرْجِهِ.
19599 -
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ فيِ كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ:«مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» . قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» .
أما الاحاديث التي كانت من أصل المسند، ولكن الإمام أحمد أمر بشطبها وإبعادها عن المسند، فاجتهد ولده فأبقاها، فإليك الامثلة عليها:
16274 -
مَضْرُوبٌ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ في كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ - وَأَظُنُّنِي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ فَلَمْ أكْتُبْهُ - وَكَانَ بَكْرٌ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ - أَظُنُّهُ كَانَ فِي الْمِحْنَةِ - كَانَ قَدْ ضُرِبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ - عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رِسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَيْنَيْين وِكَاءُ السَّهِ، فَإِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ اسْتُطْلِقَ الْوِكَاءُ» .
7663 -
مَضْرُوبٌ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ» . قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ» .
وقَالَ أَبِي فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: اضْرِبْ عَلىَ هَذَا الْحَدِيثِ فَإِنَّهُ خِلَافُ الْأَحَادِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. يَعْنِي قَوْلَهُ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَاصْبِرُوا» .
قلت: وهذا المثال الأخير صحيح أخرجه البخاري كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
ولعلَّ الإمام أحمد لصنيعه هذا خشي أن يفهم الحديث فهمًا معوجًا فأمر بإبعاده.
سؤال: ماذا تعرف عن كتاب «القول المسدد» ؟
الجواب: هذا الكتاب أَلَّفه الحافظ ابن حجر ردًّا على من يزعم أن في المسند أحاديث موضوعة، وقد أبان عن هذا في مقدمة كتابه قائلًا: أما بعد، فقد
رأيت أن أذكر في هذه الاوراق ما حضرني من الكلام على الاحاديث التي زعم بعض اهل الحديث أنها موضوعة، وهي في المسند الشهير للإمام الكبير أبي عبد الله بن محمد بن حنبل، إمام أهل الحديث في القديم والحديث، والمُطلع على خفاياه المشير لخباياه، عصبية لا تخل بدين ولا بمروءة وحمية للسنة، لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية، بل هي ذبٌّ عن هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقَبول والتكريم، وجعله إمامهم حجةً يُرجع إليه ويعول عند الاختلاف عليه.
وأصل هذا الموضوع أن الإمام ابن الجوزي ذكر عدة أحاديث في كتابه «الموضوعات» مما هي في المسند، ولم يكن قصد ابن الجوزي تناول المسند، وإنما أراد جمع ما يراه موضوعًا من الاحاديث «ابن الجوزي متساهل في الحكم على الحديث بالوضع» ، وعلى هذا، فلا يعد ابن الجوزي متعقبًا على المسند، إنما الذي تعمد بالفعل تعقب المسند هو الحافظ العراقي، حيث صَنَّف جزءًا في ذلك؛ مما دفع الحافظ ابن حجر لتبني قضية الرد.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
إذا أردت تخريج حديث من هذا الكتاب، فلابد من معرفتك اسم الراوي الأعلى لهذا الحديث، ثم بعد ذلك ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي كيفية الوصول لهذا الصحابي خصوصًا مع هذا الكتاب غير المرتب ترتيبًا دقيقًا، وإن كان هذا الامر يبدو عسيرًا، إلا أنه ميسر والحمد لله، فأنت تستطيع من خلال الخدمات العلمية المقدمة لهذا الكتاب أن تحصل على بغيتك في الحال، وذلك باستخدام الفهرس الذي وضعه الأستاذ البسيوني زغلول، أو الشيخ حمدي
السلفي، مع مراعاة أن هذه الفهارس مرتبة على حروف المعجم، أيضًا تستطيع أن تصل إلى حديثك بواسطة معرفة موضوعه، وذلك من خلال الخدمة المقدمة من الشيخ الساعاتي، حيث رتب المسند على الأبواب الفقهية ترتيبًا جيدًا وذلك في كتابه «الفتح الرباني» .
أضف إلى ذلك طرقًا كثيرة تتعرف عليها من خلال الممارسة.
ثم ماذا؟ ثم بعد ما تصل إلى الحديث، فاكتب عندك: أخرجه أحمد «الجزء» كذا، و «ص» كذا من حديث الصحابي «» .
• مثال توضيحي:
حديث عَنْ عَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَوْلُ الْغُلَامِ يُنْصَحُ عَلَيْهِ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ» .
بمجرد النظر إلى هذا الحديث نجد أنه من رواية علي بن أبي طالب، وهذا مما ييسر علينا الأمر؛ إذ إن عليًّا من العشرة المبشرين بالجنة، والمسند قد ابتدئ بالعشرة المبشرين، فما علينا إلا أن ننظر في مسند علي الواقع في بداية المسند، وعندما نصل إلى مسند علي نتتبع أحاديثه، وسنجد الحديث بإذن الله تعالى، وإليك ما وقفت عليه في «المسند»:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَوْلُ الْغُلَامِ يُنْصَحُ عَلَيْهِ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ» . قَالَ قَتَادَةُ: هَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا، فَإِذَا طَمِعَا غُسِلَ بَوْلُهُمَا.
كتاب المسند الجامع
(1)
القائمون على هذا العمل:
د/ بشار عواد معروف
أ/ أحمد عبد الرازق عيد.
أ/ محمود محمد خليل.
أ/ السيد أبو المعاطي.
أ/ أيمن إبراهيم الزامي.
أصول هذا الكتاب:
1 -
«الموطأ» .
2 -
«مسند الحميدي» .
3 -
«المسند» لأحمد بن حنبل.
4 -
«المسند» لعبد بن حميد.
5 -
«السنن» للدرامي.
6 -
«الجامع الصحيح» للبخاري.
7 -
«الأدب المفرد» .
8 -
«رفع اليدين» .
9 -
10 -
11 -
«الجامع الصحيح» للإمام مسلم.
12 -
«السنن» لأبي داود.
13 -
«السنن» لابن ماجه.
14 -
«السنن» للترمذي.
15 -
«الجامع الصحيح» للترمذي.
(1)
انظر الكتاب ص (7) ط دار الجبل.
16 -
«الشمائل» .
17 -
«السنن» للنسائي.
18 -
19 -
«فضائل القرآن» .
20 -
«فضائل الصحابة» .
21 -
سؤال: لماذا سمي بالمسند الجامع؟
الجواب لأمرين:
أولًا: لأنه مرتب على مسانيد الصحابة.
ثانيًا: لأنه جامع لأمهات الكتب الأصلية.
منهج الكتاب:
اقتصر في هذا الكتاب على المنهج الذي ذكره القائمون على هذا العمل، وذلك نقلًا عن مقدمة الكتاب وإليك بيانه:
1 -
جمعنا أحاديث كل صحابي على حدة، ورتبنا الصحابة على حروف المعجم.
2 -
ثم رتبنا أحاديث كل صحابي على أبواب الفقه المعروفة في كتب «الجوامع» ، و «السنن» ، ولما كان ترتيب تسلسل ورود الأبواب المعروفة بـ «الكتب» يختلف اختلافًا يسيرًا بين كتاب وآخر، فقد اتخذنا لكتابنا هذا منهجًا موحدًا ينتظمها كما يأتي:
1 -
الإيمان.
2 -
الطهارة.
3 -
الصلاة.
4 -
الجنائز.
5 -
الزكاة.
6 -
الحج.
7 -
الصوم.
8 -
النكاح، الرضاع.
9 -
الطلاق، اللعان.
10 -
العتق.
11 -
البيوع والمعاملات.
12 -
اللقطة.
13 -
المزارعة.
14 -
الوصايا.
15 -
الفرائض.
16 -
الهبة.
17 -
الأيمان.
18 -
النذور.
19 -
الحدود والديات.
20 -
الأقضية.
21 -
الأطعمة والأشربة.
22 -
اللباس والزينة.
23 -
الصيد والذبائح.
24 -
الأضاحي.
25 -
الطب والمرض.
26 -
الأدب.
27 -
الذكر والدعاء.
28 -
التوبة.
29 -
الرؤيا.
30 -
القرآن.
31 -
العلم.
32 -
السنة.
33 -
الجهاد.
34 -
الإمارة.
35 -
المناقب.
36 -
الزهد والرقائق.
37 -
الفتن.
38 -
أشراط الساعة.
39 -
القيامة، الجنة والنار.
وراعينا في ترتيب الأحاديث الواردة في الكتاب الواحد ما راعاه البخاري ومسلم وغيرهما في ترتيب طريقة سرد الأحاديث، فأحاديث الصلاة في مسند صحابي معين مثلًا روعي في ترتيبها بأن تبدأ بفضائل الصلاة، ثم المواقيت، ثم الأذان، ثم ما يُصَلَّى عليه وإليه، ثم التكبير، وهلم جرًّا، وروعي في احاديث مناقب الصحابة البدء بمناقب أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم رتبنا باقي الصحابة رضوان الله عليهم على حروف المعجم.
3 -
وقد قسمنا المسند إلى أبواب ثلاثة: تضمن الباب الأول منها مسند الصحابة رضي الله عنهم، وجعلنا الباب الثاني مسندًا لمن اشتهر بالكنى من الصحابة، ثم
الأبناء والمجهولين، وفي الباب الثالث أثبتنا مسند النساء على النسق نفسه أعلاه، فبدأناه بالمعروفات منهن، ثم أتبعناه بالمشهورات بكناهن، أخيرًا بالمجهولات.
4 -
بدأنا كل حديث بذكر مَنْ رواه عن الصحابي، سواء أكان الراوي عنه صحابيًّا أم تابعيًّا، ثم سقنا متن الحديث كاملًا مضبوطًا بالشكل، مأخوذًا من أصح الطرق إن كان صحيحًا أو من الرواية التي تجمع ما فيه إن لم يكن كذلك، مع بيان الوجه الذي اقتصر عليه كل واحد منهم في رواية الحديث.
5 -
على أننا لم نُدخل في هذا «المسند الجامع» المقاطيع والمراسيل والمعلقات، ومجاهيل الاسم، وقصرناه على الاحاديث المسندة فحسْب؛ لأنها هي التي يمكن أن يجري عليها الحكم تقويةً أو تضعيفًا.
6 -
ثم عُنينا بذكر مواطن الروايات الواقعة في جُمَّاع هذه الكتب مرتبة حَسَب قِدَم وَفَيَات مؤلفيها؛ لِما في ذلك من علو السند، وأحقية السبق، وإفادة المتأخر من المتقدم وإن كان بعض أصحاب هذه الكتب قد امتازت كتبهم بالاقتصار على ما صح عندهم؛ كالبخاري، ومسلم، وابن خزيمة.
7 -
وتتبعنا بعد ذلك تَشَعُّب الأسانيد والطرق بدءًا من الشيخ الذي روى عنه صاحب الكتاب، وانتهاءً بالصحابي أو التابعي الراوي عن الصحابي فبدأنا بذكر شيخ صاحب الكتاب، ثم الذي يليه إلى التقائه برواة الكتب الاخرى، ثم التقاؤهم جميعًا بالرواية عن الصحابي أو التابعي الراوي عن الصحابي الذي جُمِعَت أحاديثُه، مع العناية بفضْلِ كل طريق مستقلٍّ على حدة، كما يراه القارئ عند نظره إلى أيٍّ من الاحاديث في هذا الكتاب.
8 -
لذلك جعلنا رواية كل من روى الحديث عن الصحابي حديثًا مستقلًّا
سواء أكان الراوي صحابيًّا أم تابعيًّا، فإذا رواه عن الصحابي اثنان عددناه حديثين، وإذا رواه ثلاثة عددناه ثلاثة احاديث، وهلم جرًّا، وهو أَمرٌ يوضح طُرُقَ الحديثِ ويُعِينُ على معرفة قوة الأسانيد أو ضعفها؛ لأن الحديث قد يأتي عن طريق تابعي من وجه صحيح، ويأتي معلولًا عن طريق تابعي آخر.
9 -
ووضعنا لكل حديث رقمًا متسلسلًا من أول «المسند» إلى آخره لتكون الإحالة عليه عند الإفادة من الكتاب، ثم أتبعناه برقم تسلسل أحاديث كل صحابي تنتهي عند انتهاء مسند الصحابي؛ ليعرف عدد أحاديث كل صحابي ممن ورد في هذا الكتاب، ويحال عليها أيضًا.
10 -
وأشرنا عند الإحالة على المصادر إلى رقم الحديث فيها عدا «موطأ» مالك، و «مسند» أحمد، و «صحيحي» البخاري ومسلم، و «المجتبى» فإن الإشارة إلى رقم الجزء والصفحة فيها.
11 -
ولما كان من المعلوم عند أهل العناية بالسنة النبوية أن ما طُبع من كتب السنة قد وقع فيها أخطاء كثيرة في أسانيد الاحاديث الواردة فيها، كثير منها بسبب رداءة الطبع، وقليل منها بسبب أوهام الرواة، أصبح من المتعين علينا إعادة تدقيق هذه الأسانيد والأسماء ومراجعتها على أمهات كتب الرجال، ونخص منها بالذكر كتابي الحافظ المتقن المدقق أبي الحجاج يوسف المزي «تحفة الأشراف» ، و «تهذيب الكمال» ثم كتاب «جامع المسانيد والسنن» لابن كثير الدمشقي، فضلًا عن متابعة ما وقع من أوهام في أسانيد بعض الاحاديث مما أشار إليه العلماء على مدى العصور.
12 -
وكان بودنا أن يخرج «المسند الجامع» وفيه الحكم على صحة كل حديث أو ضعفهِ وبيان علله استنادًا إلى علم الجرح والتعديل وبالبناء والتشييد لا
بالتقليد، لكننا توقفنا عن ذلك في الوقت الحاضر، مع توافر معظم المادة بين أيدينا؛ لأمرين رئيسين:
أولهما: الخوف من تضخم الكتاب بحيث يصعب طبعه.
والآخر: أنه قد تكون هناك طرق صحيحة في غير هذه الكتب لم نقف عليها مع علمنا بأن الكثير من كتب السنة لم يزل مخطوطًا مبعثرًا في خزائن الكتب بالخافقين.
ومن هنا ينبغي التنبيه على أن هذا «المسند الجامع» قد جمع الاحاديث الواردة في مصادره صحيحها وسقيمها، وعلى المسلم التأكد من صحة الحديث قبل الأخذ به والعلم بمقتضاه او بما يستفاد منه.
13 -
وقد تختلف معنا آراء العلماء والقراء في ترتيب الكتاب على المسانيد، وإنما فعلنا ذلك لما وجدنا من سهولة هذا الترتيب وجزيل فوائده وعوائده؛ لبيان الأسانيد وتشعب طرقها في جمع السنة النبوية المطهرة وتمييز صحيحها من سقيمها مستقبلًا، على أن الفهارس الكثيرة المختلفة الغنية ستتكفل من غير شك بتهيئة مادة «المسند الجامع» لطلابها، وتيسر عليهم الرجوع إليها، وتُعِينهم على ابتغاء طِلبتهم بما يشتهون من غير عناء ولا تعب، فهناك فهارس جامعة لاحاديث الكتاب تنظمها مجددًا على كتب الفقه وأبوابه المتشعبة المفصلة بحيث تشير إلى جميع الاحاديث الواردة في أيَّة مسألة فقهية من مسائله الدقيقة، وأخرى تنظم أوائل الأحاديث على حروف المعجم، وثالثة تفهرس ألفاظها، وهلم جرًّا مما سَيَسُر طلبة العلم إن شاء الله تعالى.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
التخريج من هذا الكتاب بإحدى طريقتين:
1 -
طريقة الراوي الأعلى للحديث.
2 -
طريقة مطلع الحديث.
وذلك لأن القائمين على هذا الكتاب جعلوا له مجلدي فهارس، فمجلد (21) فهرس دقيق للاحاديث حسب مطلعها، ومجلد (22) فهرس لرواة الاحاديث.
مثال تطبيقي
حديث: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» .
إذا أردنا أن نخرج هذا الحديث فإننا نرجع إلى المجلد رقم (21) لنبحث عن مطلع هذا الحديث ضمن تسلسل حروف المعجم، وبالفعل سنجد الحديث، ونجد أماه [1/ 569]، ومعنى هذا أن الحديث موجود في المجلد الأول برقم (569)، إذًا ما علينا إلا أن نرجع إلى المجلد الأول، الحديث رقم (467)، وبالفعل سنجد الحديث في هذا المجلد، عند هذا الرقم، وإليك بيانه:
الجنائز
569 -
366 - عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنس بن مالك، قال: «مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ
تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ:«اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي» ، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتي!! وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ!! فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» .
أخرجه أحمد (3/ 130)(12342) قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر. وفي (3/ 143)(12485) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد (ح) وأبو داود. وفي (3/ 217)(13306) قال: حدَّثنا أبو قَطَن. و «عَبد بن حُميد» (1203) قال: حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. و «البُخَارِي» (2/ 93)(1252) و (2/ 99)(1283) قال: حدَّثنا آدم. وفي (2/ 105)(1302) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار، حدَّثنا غُنْدَر. وفي (9/ 81) (7154) قال: حدَّثنا إِسْحَاق بن مَنْصُور، أخبرنا عَبْد الصَّمَد. و «مسلم» (3/ 40) (2094) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار العَبْدِي، حدَّثنا مُحَمد، يعْنِي ابن جَعْفَر. وفي (2095) قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثنَّى، حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. وفي (3/ 41) (2096) قال: وحدَّثناه يحيى بم حَبِيب الحارثي، حدَّثنا خالد، يعْنِي ابن الحارث (ح) وحدَّثنا عُقْبَة بن مُكْرَم العَمِّي، حدَّثنا عبْد الملك بن عمْرو (ح) وحدَّثني أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقي، حدَّثنا عبْد الصمد. و «التِّرْمِذِيّ» (988) قال: حدَّثنا محمد بن بَشَّار، حدَّثنا محمد ابن علي، قال: حدَّثنا محمد بن جعفر. وفي «عمل اليوم والليلة» (1068) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدَّثنا أبو داود.
ثمانيتهم (مُحَمد بن جَعْفَر - غُنْدَر - وعَبْد الصَّمَد، وأبو داود، وأبو قَطَن، وعُثْمَان، وآدم، وخالد، وعَبْد الملك) عن شُعْبة، عن ثابت، فذكره. اهـ.
وبهذا تكون قد وضعت يديك على مصادر الحديث مما ييسر لك الرجوع إليها في مصادرها الأصلية.
الطريقة الثانية:
إذا فقدت مطلع الحديث، وعلمت الراوي الأعلى للحديث فابحث في المجلد رقم (22)، وستجد فيه الآتي:
اسم الصحابي، وبعده رقم الجزء، واسم الباب مضافًا إلى ذلك عدد أحاديثه، واسم التابعي الراوي عنه.
هذا، والله المستعان.
طريقة التخريج بِناءً على معرفة مطلع الحديث
التعريف بالطريقة:
هذه الطريقة يستخدمها الباحث إذا تَعَذَّر عليه معرفة الراوي الأعلى وتيسر له معرفة المتن، فعليه أن يحدد مطلع الحديث، ثم يبحث ف كتب أطراف الحديث، وإنما تعتمد هذه الطريقة على ضبط المحقق للفظ مطلع الحديث؛ وذلك لأن المصنفين في هذه الطريقة نهجوا في ترتيبهم طريقة الترتيب حسب حروف الهجاء، فالأحاديث التي أولها ألف، ثم التي أولها باء، وهكذا، ومثال ذلك أنك لو أردت مثلًا أن تخرج حديث:«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا» .
حسب هذه الطريقة، فيلزمك إذًا أن تبحث في باب الميمن ثم الميم مع النون
…
وهكذا.
الجامع الكبير للسيوطي
(1)
المؤلف:
الشيخ المحدث الإمام الحافظ المجتهد، أبو الفضل عبد الرحمن جلال الدين ابن كمال الدين بن أبي بكر بن محمد السيوطي، ثم القاهري، الشافعي.
المولد:
ولد بعد المغرب ليلة أول رجب سنة (849 هـ).
النشأة:
تُوفي والده وهو صغير السن، فتعهد به الشيخ الكمال بن الهمام، أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، له شرف السماع من الحافظ ابن حجر، حيث كان يذهب به والده قبل أن يموت، وهو في الثالثة من عمره، إلى مجلس الحافظ، ارتحل إلى بلاد كثيرة كالشام، واليمن، والمغرب، والحجاز، والهند، وسمع الكثير من العلماء.
قال عن نفسه «طبقات المفسرين» : وسافرت بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب
…
ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور، منها: أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني،
(1)
انظر: «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» (45) ط دار الاعتصام، و «دراسات في علم التخريج» د/ سعد محمد شلبي.
وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر، وأفتيت من مستهل سنة إحدى وسبعين، وعقدت إملاء الحديث من مستهل سنة اثنتين وسبعين، ورُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع، على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة، والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها - لم يصل إليه، ولا وقف عليه أحد من أشياخي فيه أوسع نظرًا، وأطول باعًا.
ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه، والجدل، والتصريف، ودونها الإنشاء، والترسل، والفرائض، ودونها القراءات، ولم آخذها عن شيخ، ودونها الطب، وأما علم الحساب فهو أعسر شيء عليَّ وأبعد عن ذهني، وإذا نظرت إلى مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلًا أحمله!!
وقد كَلُمت عندي آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله عليَّ لا فخرًا، وأي شيء في الدنيا حتى يُطلب تحصيله بالفخر!! وقد أزف الرحيل، وبدا الشيب، وذهب أطيب العمر، ولو شئت أكتب في كل مسألة مصنفًا بأقوالها وأدلتها العقلية والقياسية، ومداركها ونقوضها وأجوبتها، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها؛ لقدرت على ذلك من فضل الله، لا بحولي ولا بقوتي، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئًا في المنطق، ثم ألقى الله كراهته في قلبي، وسمعت ابن الصلاح أفتى بتحريمه، فتركته لذلك فعوضني الله تعالى عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم.
وأما مشايخي في الرواية سماعًا وإجازةً فكثير، أوردتهم في المعجم الذي
جمعتهم فيه، وعدتهم نحو مئة وخمسين، ولم أُكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم، وهو قراءة الرواية.
الوفاة:
تُوفي رحمه الله سنة (911 هـ).
موضوع الكتاب:
أراد السيوطي أن يصنف كتابًا جامعًا للأحاديث النبوية، فعمد إلى كل ما توافر لديه من مصادر ثم جمع أحاديثها في كتابه، منتهجًا طريقة ماتعة لسرد هذه الاحاديث، فكانت هذه النتيجة أن حوى هذا الكتاب ستةً وأربعين ألف حديث، كما أن المصنف رحمه الله تَعَرَّض لقضية الحكم على الحديث.
منهج الكتاب:
قَسَّم المصنف الاحاديث التي جمعها في هذا الكتاب إلى قسمين: قسم للاحاديث القولية، وقسم للاحاديث الفعلية.
قسم الاحاديث القولية:
هذا القسم خاص بألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم فقط دون أفعاله، مثال ذلك: حديث «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» .
قسم الاحاديث الفعلية:
هذا القسم خاص بالأحاديث التي لم تقتصر على لفظ النبي صلى الله عليه وسلم فقط، وإنما يكون فيها لفظ وفعل، أو فعل دون لفظ، وهكذا؛ مثل حديث: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيِ سِكَّةٍ مِنْ سِكَةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَائِطٍ
أَوْ بَوْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ بِكَفَّيْهِ عَلَى الْحَائِطِ، ثُمَّ مَسَحَ كَفَّيْهِ عَلَى وَجْهَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى وَمَسَحَ ذِرَاعَيْهِ إلى الْمِرْفَقَين، ثُمَّ رَدَّ عَلَى الرَّجُلِ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ:«لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَكُنْ عَلَى وُضُوءٍ أَوْ عَلَى طَهَارَةٍ» .
ترتيب الكتاب
ترتيب الاحاديث القولية: رتبها على حروف الهجاء «ألف، ب، ت» .
ترتيب الأحاديث الفعلية: رتبها حسب الصحابة على هيئة المسانيد، وكان الترتيب على النحو التالي: بدأ بالعشرة المبشرين بالجنة، ثم بقية الصحابة حسب حروف المعجم، ثم الكنى، ثم المبهمين، ثم بعد ذلك النساء، بدأ أيضًا بأسمائهن ثم ثَنَّى بكناهن، ثم ثَلَّث بالمبهمات منهن، ثم ختم هذا كله بالأحاديث المرسلة.
رموز الكتاب:
الكتاب
الرمز
البخاري
خ
مسلم
م
أبو داود
د
الترمذي
ت
النسائي
ن
ابن ماجه
هـ
الكتاب
الرمز
أحمد بن حنبل
حم
زيادات عبد الله بن أحمد
عم
ابن حبان
حب
الحاكم
ك
الضياء في المختارة
ض
أبو داود الطيالسي
ط
مصنف عبد الرزاق
عب
مصنف ابن أبي شيبة
ش
أبو يعلى
ع
الطبراني في الكبير
طب
الطبراني في الأوسط
طس
الطبراني في الصغير
طص
الدارقطني في السنن
قط
أبو نعيم في الحلية
حل
البيهقي في السنن
ق
البيهقي في شعب الإيمان
هب
العقيلي في الضعفاء
عق
ابن عدي في الكامل
عد
الخطيب في التاريخ
خط
ابن عساكر في التاريخ
كر
سنن سعيد بن منصور
ص
ما عدا ذلك من الكتب فإن المصنف ينص على اسمه صراحة.
الجامع الصغير للسيوطي
(1)
موضوع الكتاب:
عمد المصنف إلى قسم الأقوال من كتابه «الجامع الكبير» ، وانتفى من هذا القسم أصح ما فيه من أحاديث، ثم أضاف إلى ذلك الزيادات، وسمى هذا المصنف الجديد «الجامع الصغير» منتهجًا منهج الاختصار فاقتصر على الأحاديث الوجيزة، وبالغ في تحرير التخريج، وصانه عما تفرد به وضَّاع أو كذاب، ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع.
منهج الكتاب:
الكتاب مرتب على حروف الهجاء كـ «الجامع الكبير» إلا أن الترتيب في «الصغير» أجود من الترتيب في «الكبير» .
• كل حرف من الحروف ينقسم إلى قسمين: قسم للمجرد من (أل)، وقسم للمحلى ب (أل)، وهذا على خلاف ترتيب قسم الأقوال في «الجامع الكبير» ، ولعلَّ الذي دفعه إلى ذلك هو إضافته لبعض أحاديث الأفعال في هذا الكتاب.
(1)
انظر: «صحيح الجامع» للعلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله (1/ 11) ط المكتب الإسلامي، «كنز العمال» (1/ 1 - 19) ط مؤسسة الرسالة، «فيض القدير» للمناوي، ط دار المعرفة، «أصول التخريج» (67)، و «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» (31).
الكتاب مطبوع ضمن مطبوعات دار الكتب العلمية (الطبعة الثانية 2006 م).
• ذكَر حديث: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالِّيَّات» في أول الكتاب مقتديًا بمن سبقه من المحدثين.
بعد انتهائه من حرف الكاف عَقَد بابًا للشمائل النبوية، وهذا القسم أتى به من قسم الأفعال، وذلك لأنها من لفظ الصحابي وليست من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث عَائِشَةَ قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَهُ» .
• ذكر حرف اللام ألف بعد الواو وقبل الياء، هذا بالنسبة للام ألف الناهية، والنافية، أمَّا بالنسبة لغير ذلك كحرف الألف اللاحق بحرف مثل:«لأَن يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ» فهذا في موضعه من حرف اللام.
• بعد انتهائه من حرف النون عقد بابًا للمناهي، وهي الأحاديث المبدوءة بنهي، وهي أيضًا من قسم الأفعال؛ مثل حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيءٌ» .
• يذكر اسم الراوي، والمتن، والمصادر التي يوجد فيها هذا الحديث، ويُتبع ذلك بدرجة الحديث مشيرًا إلى ذلك بعدة رموز، وإليك بيانًا بهذه الرموز:
الرمز مدلوله
الحديث صحيح
…
صح
الحديث حسن
…
ح
الحديث ضعيف
…
ض
الخدمات المقدمة لهذا الكتاب:
هذا الكتاب من الكتب المهمة لذلك فإن العلماء قد اهتموا به اهتمامًا بالغًا، وإليك بيانًا ببعض جهودهم:
1 -
شرح الشيخ محمد بن العلقمي الشافعي تلميذِ المصنف (ت: 929 هـ)، شرحه في مجلدين، وسماه «الكوكب المنير» .
2 -
شرح الشيخ أحمد بن محمد المتبولي الشافعي (ت: 1003 هـ)، وسماه «الاستدراك النضير على الجامع الصغير» .
3 -
شرح الشيخ شمس الدين محمد زين الدين، المدعو بعبد الرءوف المناوي الشافعي (ت: 1031 هـ)، شرحه أولًا، فاستحسنه المغاربة وطلبوا منه أن يشرحه شرحًا كبيرًا، فاستأنف العمل وشرحه شرحًا كبيرًا ممزوجًا في مجلدات، وسماه «فيض القدير» .
4 -
الشيخ العلامة علي بن حسام الدين الهندي، الشهير بالمتقي (ت: 977 هـ) له عليه كتاب سماه «منهج العمال في سنن الأقوال» ، كتاب «كنز العمال» .
• رموز الكتاب:
الكتاب
…
الرمز
البخاري .. خ
مسلم
…
م
البخاري ومسلم
…
ق
أبو داود
…
د
الترمذي
…
ت
النسائي
…
ن
ابن ماجه
…
هـ
السنن الأربعة
…
4
الأربعة عدا ابن ماجه
…
3
البخاري في الأدب المفرد
…
خد
البخاري في الكبير
…
تخ
أحمد بن حنبل
…
حم
زيادات عبد الله بن أحمد
…
عم
ابن حبان
…
حب
الحاكم
…
ك
مصنف ابن أبي شيبة
…
ش
أبو يعلى
…
ع
الطبراني في الكبير
…
طب
الطبراني في الأوسط
…
طس
الطبراني في الصغير
…
طص
الدارقطني في السنن
…
قط
أبو نعيم في الحلية
…
حل
البيهقي في السنن
…
هق
البيهقي في شعب الإيمان
…
هب
العقيلي في الضعفاء
…
عق
ابن عدي في الكامل
…
عد
الخطيب في التاريخ
…
خط
ابن عساكر في التاريخ
…
كر
مصنف عبد الرزاق
…
عب
سنن سعيد بن منصور
…
ص
الضياء في المختارة
…
ض
الفتح الكبير للنبهاني
(1)
المؤلف:
شيخ الإسلام يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني.
المولد:
وُلد النبهاني سنة (1265 هـ).
جهوده العلمية:
تعلم الشيخ النبهاني في الأزهر الشريف، واشتغل بالقضاء، وارتحل عدة رحلات في العلم والدعوة، وعمل رئيسًا لمحكمة الحقوق بلبنان، وله عدة مؤلفات منها:
«خلاصة الكلام في ترجيح دين الإسلام» ، و «الفضائل المحمدية» ، و «مجموع الأربعين من حديث سيد المرسلين» ، و «حجة الله على العالمين» ، و «وسائل الوصول إلى شمائل الرسول» .
الوفاة:
تُوفي رحمه الله سنة (1350 هـ).
(1)
«طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» (41) ط دار الاعتصام، و «دراسات في علم التخريج» د/ سعد محمد شلبي.
الكتاب مطبوع طبعة دار الفكر بيروت، ويقع في ثلاثة أجزاء.
موضوع الكتاب:
كان الإمام السيوطي رحمه الله أَلَّف كتابًا سماه «زيادة الجامع» وهذا الكتاب جمعه السيوطي من قسم الأقوال من الجامع الكبير ومن غيره حتى بلغت أحاديثه (4440) حديثًا مرتبة حسب حروف الهجاء، وعلى هذا الذي ذُكر أصبح للسيوطي ثلاثة كتب مرتبة على حروف الهجاء، كل كتاب منها مستقل بذاته وهي:«الجامع الكبير» . «الجامع الصغير» . «زيادات الجامع الصغير» .
ثم جاء الشيخ النبهاني فضم «زيادات الجامع الصغير» إلى «الجامع الصغير» ، فأحدث عملية دمج للكتابين، لكنه أشار إلى أحاديث الزيادة بحرف «ز» .
عدد أحاديث الكتاب:
بلغت عدد أحاديث الكتاب (14471) حديثًا.
منهج الكتاب:
1 -
الكتاب مرتب على حروف المعجم مع مراعاة الحرف الاول.
2 -
فيه ذكر الحديث ثم تخريجه، ثم الإشارة إلى مَنْ رواه من الصحابة.
عمل المصنف في هذا الكتاب:
1 -
مَيَّز أحاديث «زيادة الجامع» عن أحاديث «الجامع» بحرف «ز» .
2 -
ما كان في الزيادة مكررًا وهو في «الجامع» حذفه من الزيادة، ولكن لم يحذف المكرر الذي في ألفاظه بعض الخلاف.
3 -
عَقَد فصلًا في المحلي بـ (أل) بعد كل حرف.
4 -
حذف الحكم على الحديث، وهذا مما يؤخذ عليه.
طريقة التخريج
بناءً على معرفة كلمة بارزة في الحديث
التعريف بهذه الطريقة:
هذه إحدى الطرق المهمة، ويلجأ إليها الباحث إذا تَعَذَّر عليه معرفة الراوي الأعلى للحديث، ومعرفة مطلع الحديث، ومعرفة موضوعه، فإن لم يتيسر للباحث معرفة أحد هذه المعطيات الثلاث، لجأ إلى هذه الطريقة؛ إذ إن هذه الطريقة تعتمد على معرفة لفظة واحدة غريبة من ألفاظ هذا الحديث.
وهذه طريقة سهلة جدًّا ليست مقصورة على المتخصصين فقط بل يستطيع عوام الناس أن يستفيدوا منها، فهذه الطريقة تعتمد على معرفة حروف الهجاء والماضي والمضارع والأمر، وتحديد الكلمة الغريبة في الحديث.
الكتاب المستخدم في هذه الطريقة:
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي
(1)
مؤلفو الكتاب:
أَلَّف هذا الكتابَ جماعةٌ من المستشرقين بلغ عددهم خمسة عشر مستشرقًا، وساعد على إخراج هذا الكتاب فضيلة الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله رحمة واسعةً.
موضوع الكتاب:
وُضع هذا الكتاب كمفتاح للوصول إلى أي حديث من احاديث الكتب التسعة، ومن خلال هذا الكتاب يمكن للباحث أن يجد الحديث من خلال معرفته كلمة واحدة غريبة في هذا الحديث.
منهج الكتاب:
1 -
مرتب على الألفاظ.
2 -
الألفاظ في هذا الكتاب مرتبة على الأفعال المجردة، أَلِف، باء، تاء، ثاء.
3 -
تحت كل لفظة من الأفعال المجردة رتبت الألفاظ على النحو التالي: «الماضي ثم المضارع ثم الأرم، ثم اسم الفاعل ثم اسم المفعول، ثم الصيغ الأخرى المشتقة من الفعل، كالفعل المبني للمجهول ولواحقه.
(1)
انظر: «المعجم المفهرس» (1/ 14) دار الكتب العلمية، «أصول التخريج» (82) ط دار المعارف.
4 -
كانوا لا يخرجون من الأفعال ولا من الحروف التي يكثر دورانها على اللسان إلا قليلًا مثل «جاء، قال، كان، في، إلى، عن» .
رموز هذا الكتاب
الكتاب
…
الرمز
صحيح البخاري
…
خَ
صحيح مسلم
…
مَ
سنن أبي داود
…
دَ
سنن الترمذي
…
تَ
سنن النسائي
…
نَ
سنن ابن ماجه
…
جهَ
أحمد
…
حمَ
الموطأ
…
طَ
الدارمي
…
ديَ
• ملاحظة:
1 -
العزو في هذه الكتب إلى الكتاب ورقم الباب الذي فيه الحديث (/).
2 -
صحيح مسلم وموطأ مالك العزو فيهما إلى الكتاب ورقم الحديث.
3 -
ومسند أحمد العزو فيه إلى الجزء والصحفة.
• ملاحظات:
1 -
هذه الرموز السابقة سار عليها مؤلفو الكتاب إلا في ثلاث وعشرين صفحة من الجزء الأول، فإنهم استعملوا فيها «سنن ابن ماجه» [ق]، «مسند أحمد» [حل].
2 -
وضعت هذه الرموز أسفل كل صفحة للإشارة.
3 -
النجم المزدوج يدل على تكرر اللفظ في الحديث المراد في الباب أو الصفحة مثل [خ للعلم **] أي أن الحديث تكرر في كتاب العلم في نفس الباب مرتين.
4 -
ليست كل الطبعات موافقة تمامًا لعزو المعجم، فلينتبه لذلك.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
1 -
حَدِّد كلمة نادرة غريبة يقل دورانها على اللسان.
2 -
جَرِّد الكلمة من الحروف الزائدة إن وُجدت.
3 -
ابحث عن المجلد التي تقع فيه حروف هذه الكلمة.
4 -
إذا وجدت حديثك تحت هذه اللفظة فتأكد تمامًا أن هذا هو الحديث المطلوب، وانتبه جيدًا فإن بعض الاحاديث تكون قريبة في المعنى.
5 -
انقل الرموز وَرُدَّها إلى أصلها، وارجع إلى الحديث في الكتاب المشار إليه.
• مثال تطبيقي على ما ذُكر
حديث: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ» .
كيف نخرج هذا الحديث من المعجم؟
1 -
نحدد كلمة غريبة يقل دورانها، ولتكن مثلًا كلمة «خميصة» .
2 -
نجرد الكلمة من الحروف الزائدة، والحروف الزائدة مجموعة في كلمة «سألتمونيها» نجد الكلمة هي «خمص» .
3 -
نبحث عن المجلد الذي تقع فيه حروف هذه الكلمة في المعجم، وستجده بإذن الله عز وجل المجلد الثاني ثم نبحث فيه عن كلمة خمص.
4 -
تنظر في مشتقات هذا الفعل حسب الترتيب السابق.
• وستجدها على هذه الصورة:
خمص
خَمْصٌ*
قال: الخَمْص
…
جَه رهون 6
لمَا حُفر الخَنْدق رأيتُ بالنبي خَمْصًا شديدًا خَ مغازي 29، مَ أشربة 141
ـــــــــــــــــــ
خَمِيصٌ*
ائتوني بعرض ثيابٍ خَمِيصٍ أو لبيس خَ زكاة 33
طفق يُلقي خَمِيصة على وَجْهه حَم 1، 318
خِمَاصٌ* [راجع بَطِنٌ]
خَمِصَةٌ*
[راجع أيضًا خَ حيض 4، لباس 32، 33، دَ لباس 3، نَ قطع السارق 5**، ديَ رقاق 91، حمَ 3، 364، 365، 401، 6، 465، 466
تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة خَ جهاد 70**، رقاق 10، جهَ
زهد 8**
عليه، عليها، عليَّ خميصةٌ [راجع خَ لباس 33، مَ صيام 315،
لباس 110، دَ استسقاء 1، حدود 15،
نَ استسقاء 3، حمَ 3، 199، 3، 106، 202، 4، 41، 268، 272،
6، 125، 274، 6، 274
لهذه العصابة الملبدة الخميصة
…
حمَ 4، 434
اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم خَ صلاة 14، دَ لباس 8
في خميصة لها أعلامٌ خَ صلاة 14، أذان 93، مناقب
الأنصار 37، لباس 3، 30، نَ قبلة
30، طَ نداء 67، 68، حمَ 6، 37،
46، 177، 199، 208
طَفِق يَطْرح خميصة على وجهه خَ أنبياء، 50، صلاة 55، مغازي 82،
مَ مساجد 33، نَ مساجد 13، ديَ
صلاة 130، حمَ 6، 229، 275
ـــــــــــــــــــــ
أخْمَص*
فيشدُّه على أَخْمص بطنه حمَ 3، 334
في أخمص قدمه، قدميه خَ عيدين 9، رقاق 51** مَ إيمان
363، تَ جهنم 13، نَ استعاذة 63،
حمَ 4، 271، 274
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَخْمَصَةٌ*
أصابتنا مَخْمَصَةٌ شديدةٌ خَ أدب 90، مغازي 38، مَ جهاد
123، جَه تجارات 67، حمَ 3،
418، 4، 361، 6/ 24
إنا بأرض يكونُ بها المَخْمَصَةُ دى أضاحي 34 (**)، حمَ 5، 218 (**)
وعلى هذا فإن الكلمة التي في حديثنا المراد تخريجه موجود وهي خميصة.
5 -
ننظر في الاحاديث التي تحتها، وسنجد حديثنا بإذن الله عز وجل ضمن هذه الاحاديث، على النحو التالي:
«تَعِسَ عَبْدُ الدّيِنَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ» خَ جهاد 70**، رقاق 10، جهَ زهد 8**
• بيان ما سبق: يشير إلى أن هذا الحديث موجود في كتاب البخاري في كتاب الجهاد الباب رقم (70)، و «النجمتان المزدوجتان علامة على أن هذا اللفظ «خميصة» مكرر في الباب أو في الصفحة»، وفي كتاب ابن ماجه في باب الزهد الباب (رقم 8).
6 -
ننظر في هذه الكتب المشار إليها نجد الحديث بإذن الله عز وجل وبهذا نكون قد أتممنا عملية التخريج، ويبقى النظر في عملية التحقيق، وبالطبع هي منتفية في هذا الحديث لوروده في «صحيح البخاري» .
طريقة الاستقراء والتتبع
التعريف بالطريقة:
تعتمد هذه الطريقة على البحث الدائم، والتفتيش المستمر عن الحديث في الكتب الأصلية المعتمدة.
مميزات هذه الطريقة:
1 -
تُكسب الباحث كمًّا كبيرًا من المعلومات؛ وذلك لكثرة ما يطلع عليه من الاحاديث داخل الكتب.
2 -
تصلح هذه الطريقة مع كل المصادر الأصلية باختلاف مناهجها وتخصصاتها.
3 -
تنمي عند الباحث مَلَكة الاستدلال والاستشهاد، وذلك من خلال هذا الكم الوفير الذي يطلع عليه في الموضوع الواحد.
4 -
تغني هذه الطريقة الباحث عن الاعتماد على الكتب التي صَنَّفها المتقدمون في التخريج.
عيوب هذه الطريقة:
1 -
إهدار الوقت الكبير لأجل الوصول إلى المراد.
2 -
إذا غَفَل الباحثُ أو أصابه عارض فإنه يصعب عليه الوصول إلى بغيته.
3 -
قد يقرأ الباحث الكتاب بأكمله، ثم لا يجد حديثه فيه؛ مما يشعره بالملل.
* ملحوظة:
هذه الطريقة تحتاج إلى جهد كبير، فلا يستعان بها إلا إذا تعسرت جميع الطرق الأخرى.
طريقة التخريج
بناءٌ على موضوع الحديث
التعريف بالطريقة:
تعتمد هذه الطريقة على استنباطك موضوع الحديث، فأنت تستنبط موضوع الحديث ابتداءً، ثم من خلال الكتب المستخدمة في هذه الطريقة والتي سنتعرف عليها:
• مثال ذلك:
حديث: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَام، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِالَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ
…
»
فهذا الحديث السابق يشمل عدة موضوعات «إفشاء السلام، إطعام الطعام، صلة الأرحام، قيام الليل،
…
»، وعليك أن تبحث في كل الأبواب التي تحوي هذه الموضوعات؛ لاحتمال ورود الحديث فيها، فلربما تقتصر على موضوع واحد، وقد وضع المصنف الحديث تحت موضوع آخر مناسب.
مميزات هذه الطريقة:
1 -
هذه الطريقة تحتاج فقط إلى بيان موضوع الحديث، فلا يحتاج إلى معرفة مطلع الحديث، ولا إلى بعض الاشتقاقات اللغوية، ولا تحتاج كذلك إلى معرفة الراوي الأعلى للحديث.
2 -
تَقْوَى بها مَلَكة الاستنباط عند الباحث.
3 -
من السهل جدًّا أن يصل الباحث إلى مراده إذا أحسن الاستنباط.
4 -
تغني هذه الطريقة الباحث بكثير من الأدلة في الموضوع الواحد.
عيوب هذه الطريقة:
1 -
قد لا يوفق الباحث للاستنباط الصحيح، فيتعثر عليه الوصول إلى المراد.
2 -
قد تختلف وجهة نظر الباحث مع وجهة نظر مؤلف الكتاب، فيضع المؤلف الحديث في مكان، والباحث يبحث عنه في مكان آخر.
3 -
لا تفيد هذه الطريقة في الكتب والمؤلفات المرتبة على خلاف الكتب والأبواب.
المؤلفات في هذه الطريقة
1 -
كتب في تخريج أحاديث كتب الأحكام.
2 -
كتب في تخريج أحاديث كتب الفقه.
3 -
كتب في تخريج كتب الرقاق والمواعظ.
4 -
كتب في تخريج أحاديث كتب التفسير.
5 -
كتب في تخريج أحاديث كتب الشمائل والسِّير.
6 -
كتب في تخريج أحاديث كتب المناقب.
7 -
كتب في تخريج أحاديث الفتن والملاحم.
8 -
كتب في تخريج أحاديث الآداب.
9 -
كتب في تخريج أحاديث كتب الزوائد.
10 -
كتب في تخريج أحاديث كتب عامة.
ذكر بعض الكتب
المؤلفة في احاديث الأحكام إجمالًا
1 -
«عمدة الاحكام من كلام خير الأنام» لمحمد بن عبد الغني المقدسي (ت 600 هـ).
2 -
«منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار» لمجد الدين ابن تيمية الجد (ت 652 هـ).
3 -
«تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد» للحافظ العراقي (ت 806 هـ).
4 -
«بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام» لابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ).
5 -
«نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار» الشوكاني (ت 1250 هـ).
6 -
«معرفة السنن والآثار» للبيهقي (ت 458 هـ).
وغير ذلك الكثير والكثير.
وإليك ذكر بعض الكتب المؤلفة في أحاديث الأحكام تفصيلًا
كتاب «منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار»
(1)
المؤلف:
أبو البركات مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني المعروف بـ «ابن تيمية الجد»
المولد:
ولد عام (590 هـ).
الوفاة:
تُوفي عام (652 هـ).
موضوع الكتاب:
انتفى المصنف في هذا الكتاب أحاديث الأحكام بغرض التقريب.
مصطلحات الكتاب:
أخرجاه: البخاري ومسلم.
متفق عليه: أحمد والبخاري ومسلم.
(1)
انظر: كتاب «المنتقى من أخبار المصطفى» المقدمة، ط دار المعارف.
الخمسة: أحمد وأصحاب السنن.
أصول الكتاب:
جُمع هذا الكتاب من سبعة كتب: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد.
«نادرًا ما يأخذ من «موطأ مالك» ، و «سنن الدارقطني» ، والبيهقي».
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
فقط ما عليك إلا أن تحدد موضوع الحديث، ثم تبحث عنه في الكتاب وستجد الحديث بإذن الله عز وجل، وفي نهاية الحديث يذكر المصنف من أخرجه من الأئمة فترجع إلى الحديث في موطنه.
تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد
(1)
المؤلف:
أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي.
المولد:
ولد بالعراق (725 هـ)، وارتحل إلى القاهرة صغيرًا.
الوفاة:
تُوفي عام (806 هـ).
موضوع الكتاب:
قال الدكتور عبد المهدي بن عبد القادر: نهج العراقي في تقريب الأسانيد نهجًا لو سار عليه المحدثون لقربوا الطريق لحفظ الأسانيد، ولاستفادت منه مدرسة الحديث في كل العصور.
وقال أيضًا: ويمكنني أن ألخص لك هذا النهج في النقاط الآتية:
1 -
أحاديث الكتاب كلها لها إسنادان: إسناد من العراقي إلى الإمام أحمد بن حنبل، وإسناد من العراقي إلى الإمام مالك.
(1)
انظر كتاب: «طرح التثريب في شرح التقريب» (1/ 16) ط دار إحياء التراث العربي، «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
2 -
تتفرع الطرق من الإمامين مالك وأحمد تفرعًا محدودًا، فمن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة طرق، ومن الإمام أحمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر طريقًا، فتكون جملة الطرق من الإمامين مالك وأحمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عشر طريقًا.
3 -
هذه الطرق الستة عشر عن تسعة من الصحابة فقط، فبعض التسعة له أكثر من طريق، من هؤلاء أبو هريرة، ولقد ميز العراقي الطرق عن بعضها بالراوي عن أبي هريرة. اهـ.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
التخريج من هذا الكتاب كسابقه، بمعنى أنك تبحث عن حديثك في موضوعه، وهنالك تجد الغمام العراقي يعزو إلى المصادر إلا أنه إذا كان الحديث عند الشيخين، فلا يذكر بعده تخريجًا، وإنما يسكت.
بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام
(1)
المؤلف:
أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
(2)
المولد:
ولد بالقاهرة عام (773 هـ).
الوفاة:
تُوفي رحمه الله عام (852 هـ).
موضوع الكتاب:
جمع الحافظ ابن حجر أدلة الأحكام في هذا الكتاب من كتب السنة الاصلية مراعيًا الاختصار في ذلك، ومرتبًا الأحاديث على الأبواب الفقهية، أضف إلى ذلك العزو، ونَقْل أقوال أهل العلم أحيانًا.
اصطلاحات الكتاب:
رواه السبعة: أحمد وأصحاب الكتب الستة.
(1)
انظر كتاب: «بلوغ المرام (مقدمة الشيخ محمد حامد الفقي، يليها مقدمة المصنف) ط دار البخاري.
(2)
سبقت ترجمته بشيء من التفصيل (ص 47).
رواه الستة: أصحاب الكتب الستة:
رواه الخمسة: أحمد وأصحاب السنن الأربعة.
رواه الأربعة: أصحاب السنن.
رواه الثلاثة: أصحاب السنن عدا ابن ماجه.
متفق عليه: البخاري ومسلم
نيل الأوطار
من أحاديث سيد الأخيار
(1)
المؤلف:
أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني الصنعاني.
المولد:
ولد في قرية هجرة شوكان تبعد عن صنعاء أقل من مسيرة، يوم سنة (1172 هـ).
الوفاة:
(1250 هـ) بهجرة شوكان.
موضوع الكتاب:
شرح الإمام الشوكاني في هذا الكتاب كتاب «منتقى الأخبار» للإمام ابن تيمية الجد، ونهج فيه الآتي:
1 -
تخريج الاحاديث متضمنة بيان طرقها واختلاف ألفاظها، ويصنع صنيع الترمذي أحيانًا، حيث يقول:«وفي الباب عن فلان وفلان من الصحابة» .
2 -
استنباط الأحكام الفقهية، وذكْر المذاهب مع الترجيح.
(1)
انظر كتاب: «نيل الأوطار» (1/ 3) فما بعدها، ط دار ابن الجوزي ..
3 -
إيراد أقوال الأئمة في الحكم على الأحاديث، ويبين سبب الضعف إن كان الحديث ضعيفًا.
4 -
قَسَّم الكتب الفقهية إلى أبواب كثيرة، ومتعددة.
قال الإمام الكتاني: إنه غاية في جمع الطرق واستقصائها، وبيان المخرجين.
معرفة السنن والآثار
(1)
المؤلف:
أحمد بن الحسين بن علي بن موسى بن الخسْرَوْ جِردي رحمه الله.
المولد:
ولد في بيهق سنة (384 هـ).
الوفاة:
تُوفي سنة (458 هـ).
موضوع الكتاب:
جمع الإمام البيهقي في هذا الكتاب مجموعة كبيرة من أحاديث الأحكام وقام بالتعليق عليها لما اقتضى الأمر ذلك.
مجموع أحاديث الكتاب:
بلغ مجموع هذا المصنف أكثر من عشرين ألف حديث وأثر ومسألة فقهية.
ترتيب الكتاب:
1 -
الكتاب مرتب على الكتب والأبواب الفقهية.
(1)
انظر: كتاب «معرفة السنن والآثار» (مقدمة المحقق)(1/ 9) ط دار الكتب العلمية.
2 -
أحيانًا يقدم المتن على الإسناد لعلة في السند.
3 -
أحيانًا إذا أتى بحديث فيه راوٍ ضعيف وله طريق آخر صحيح، يأتي به مع بيان العلة في الحديث إن وُجد.
4 -
قام بالجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض.
5 -
ينقل كثيرًا من كتاب «الأم» ، ويعلق هلى هذه النصوص منتصرًا لمذهب الشافعي.
قال إمام الحرمين: ما من فقيه إلا وللشافعي عليه منَّه إلا أبا بكر البيهقي، فإن المنَّة له على الشافعي .... ».
6 -
يعزو الأحاديث التي أخرجها البخاري ومسلم إليهما، وأحيانًا يعزو لأبي داود، ولعله لم تصله كتب «السنن» الأخرى.
السنن الكبرى
(1)
المؤلف:
تمت الإشارة إليه في الكتاب السابق.
موضوع الكتاب:
جمع الإمام البيهقي في هذا الكتاب أدلة الأحكام، وتوسع في ذلك حتى إن هذا الكتاب طُبع الآن في عشرة مجلدات.
تقسيم الكتاب:
1 -
مرتب على الكتب والأبواب الفقهية.
2 -
فيه عزو الحديث إلى من أخرجه، فخرج فيه لأبي داود، والبخاري، ومسلم.
3 -
أكثرَ فيه من ذكر أقوال الشافعي.
4 -
فيه ذكر الدرجة الحديثية للحديث، ويُتبع ذلك بيان العلة إن وُجد.
5 -
هذا الكتاب حافل بذكر الآثار، فلا ينبغي لأي باحث أن يغفل عنه فإن فيه دومًا ما يثري الأبحاث.
6 -
عَلَّق فيه الإمام البيهقي تعليقات نافعة على الأحاديث والآثار.
(1)
انظر: كتاب «السنن الكبرى» ط دار الكتب العلمية.
بعض الكتب المؤلفة
في تخريج أحاديث كتب الفقه
1 -
«نصب الراية لأحاديث الهداية» للزيلعي (ت: 762 هـ).
2 -
«بغية الألمعي فيما فات من تخريج الحافظ الزيلعي» .
3 -
«التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير» ابن حجر (ت 852 هـ).
4 -
«عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة» المرتضى الزبيدي (ت: 1205 هـ).
5 -
«إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل» الألباني (ت: 1420 هـ).
نصب الراية لأحاديث الهداية
(1)
المؤلف:
الحافظ أبو محمد جمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد موسى الحنفي الزيلعي، نسبة إلى زيلع بلدة على ساحل الحبشة.
الوفاة:
تُوفي سنة (762 هـ).
موضوع الكتاب:
هذا الكتاب له حكاية وهي أن الإمام برهان الدين أبا الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغياني - أَلَّف ثلاثة كتب:
1 -
«بداية المبتدي» مختصر.
2 -
«كفاية المنتهي» .
3 -
«الهداية» اختصار للكفاية.
هذا الكتاب الأخير الذي هو «الهداية» حظي باهتمام كثير من العلماء وكان للحافظ جمال الدين الزيلعي نصيب من ذلك، فقام بتخريج أحاديث كتاب «الهداية» في كتابه «نصب الراية» .
(1)
انظر: كتاب «نصب الراية» (مقدمة المحقق)، «أصول التخريج» للطحان (17).
منهج الكتاب:
كان صاحب «الهداية» لا يذكر الراوي الأعلى للحديث ولا يبين درجته الحديثية، بل يقتصر أحيانًا على جزء من الحديث فقط، وهذا الذي دفع الحافظ جمال الدين الزيلعي لخدمة هذا الكتاب وكان منهجه كالآتي:
1 -
جمع الأحاديث من كتاب «الهداية» سواءً كانت المرفوعة أم غير المرفوعة.
2 -
لم يقتصر على ما ذكره المصنف من أحاديث بل يذكر أحيانًا أحاديث شاهدة في الباب لم يذكرها المصنف، فاستوعب كل ما يشهد للمذهب الحنفي، مميزًا ما استدركه على المرغيناني بقوله:(وفي الباب كذا). ويسوق أحاديث الباب الزائدة، وربما قال:(ومن أحاديث الباب).
3 -
يذكر أيضًا ما استدل به غير الأحناف تحت عنوان: «أحاديث الخصوم» ، وعليه فهو يجمع كل أحاديث الباب سواءً فيها ما يشهد لهم أو لغيرهم.
4 -
يناقش الدرجة الحديثية للحديث ناقلًا أقوال الأئمة في كثير من الاحيان.
5 -
الأحاديث في «نصب الراية» مرتبة على الأبواب
الدراية في تخريج أحاديث الهداية
(1)
المؤلف:
الحافظ ابن حجر سبقت الإشارة إليه.
موضوع الكتاب:
طُلب من الحافظ ابن حجر اختصار كتاب الزيلعي «نصب الراية» فأسرع إلى ذلك، وقال عن عمله:«فلخصناه تلخيصًا حسنًا مبينًا غير مخل من مقاصد الأصل إلا بعض ما قد يستغنى عنه» .
قال الدكتور عبد المهدي: ولم يكن دور ابن حجر هو الاختصار فقط فيحذف هذا، ويكتف بهذا عن هذا، وإنما كانت له مع الاختصار إضافات علمية دقيقة ومفيدة، ذلك بأن يحكم على إسناد لم يحكم عليه الزيلعي، أو يبين راويًا بكنيته التي يشاركه فيها غيره، أو ذُكر باسم مهمل فيميزه، أو يجيب على تعارض يخفى فيه وَجْه الجمع بين الروايتين أو يناقش قول أحد الأئمة، وشخصية ابن حجر في الاختصار ظاهرة، فهو يستدرك على الزيلعي في أشياء، ويخالفه في أمور دقيقة.
هل يستغنى بالدراية عن «نصب الراية» ؟
لا؛ وذلك لانفراد كل منهما بما ليس في الآخر.
(1)
انظر: كتاب «أصول التخريج» للطحان (13)، «طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» د/ عبد المهدي بن عبد القادر.
كتاب التلخيص الحبير
(1)
المؤلف:
الحافظ ابن حجر.
موضوع الكتاب:
هذا الكتاب مُختص بتخريج أحاديث كتاب «الشرح الكبير» للإمام عبد الكريم الرافعي الشافعي (ت: 623 هـ)، وهو المسمى «فتح العزيز على كتاب الوجيز» .
ولهذا الكتاب قصة وإليك بيانها: أَلَّف الإمام الغزالي كتابًا في الفقه الشافعي سماه «الوجيز» ، قام الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن الرافعي الشافعي بشرح هذا الكتاب شرحين؛ أحدهما كبير، والآخر صغير، أما الكبير فسماه:«فتح العزيز على شرح الوجيز» ، وهذا الكتاب أخذ حظًّا وافرًا من اهتمام أهل العلم حتى قيل: إنه لم يصنف في المذهب مثله. ومن هنا عُني العلماء به، فقام بتخريج أحاديث هذا الكتاب كل من «ابن جماعة، والزركشي، وابن الملقن، وابن النقاش» ، وكان في كل كتاب من هذه الكتب ما ليس في الآخر من فرائد وفوائد، فجاء الحافظ بعد أن قرأ جهود العلماء والمشايخ، ووجد أن أوسعها وأتمها فائدة شرح شيخه ابن الملقن المسمى «البدر
(1)
انظر: كتاب «التلخيص الحبير» (مقدمة المحقق)(110) ط دار الكتب العلمية، «أصول التخريج» (27) ط مكتبة المعارف.
المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير»، ولكن فيها تكرار فَبَعُد الناس عن شرحهم، وبعضهم اختصروا، فأضاعوا بعض المقاصد، فكان لابن حجر منهج خاص في الاختصار.
منهج الحافظ في هذا الكتاب:
قال الدكتور عبد المهدي: فبدا للحافظ أن يقوم بالخطوات الآتية:
1 -
اختصر كتاب شيخه ابن الملقن «البدر المنير» الذي يقع في سبع مجلدات، وليكن هذا المختصر في ثلث حجم الأصل.
2 -
يجمع بين الاختصار والمحافظة على المقاصد، بمعنى أن الاختصار لا يكون على حساب الفائدة، وإنما يكون بعدم التكرار وإصابة الغرض بأخصر عبارة.
3 -
يضيف إلى ما أخذه من كتاب شيخه ما عند الأئمة الآخرين الذين اطلع على تخريجهم في أحاديث «الشرح الكبير» .
4 -
يضيف إلى ما أخذه من كتب هؤلاء الأئمة ما يجده عن الزيلعي في «نصب الراية» من فوائد زائدة
(1)
.
أهمية هذا الكتاب:
يعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي لابد للباحث أن يرجع إليها، وإليك ذكر بعض ما يميزه:
1 -
يذكر المصادر على جهة الاستقصاء، ولا يتقيد ببعض المصادر.
(1)
انظر: كتاب «طرق تخريج الحديث» د/ عبد المهدي.
2 -
يتوسع في الكلام عن الطرق بكلام الحافظ الناقد جرحًا وتعديلًا.
3 -
فيه ذكر الصحابة الذين اشتركوا في نقل الحديث مع بيان المصادر التي أخرجت لكل صحابي على حدة.
4 -
فيه ذكْر أقوال العلماء في الحديث.
بعض الكتب المؤلفة في
تخريج أحاديث كتب الرقاق والمواعظ
1 -
«الترغيب والترهيب من الحديث الشريف» للمنذري (ت 656 هـ).
2 -
«الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار» للنووي (ت: 676 هـ).
3 -
«رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين» للنووي (ت 676 هـ).
4 -
«الكلم الطيب» لابن تيمية (ت 728 هـ).
5 -
«الكبائر» للذهبي (ت 748 هـ).
6 -
«الوابل الصيب من الكلم الطيب» لابن القيم (ت 751 هـ).
7 -
«الزواجر عن اقتراف الكبائر» لابن حجر الهيتمي (ت 947 هـ) ز
الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
(1)
المؤلف:
أبو محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري.
المولد:
وُلد سنة (581 هـ).
الوفاة:
تُوفي رَحِمَهُ اللَّهث سنة (656 هـ).
موضوع الكتاب:
«جمع الأحاديث المتعلقة بالترغيب والترهيب» .
سبب تأليف الكتاب:
سأله بعض تلامذته أن يملي عليهم كتابًا جامعًا في الترغيب والترهيب، بعيدًا عن التطويل الممل من كثرة الأسانيد، فاستجاب لطلبهم بعد أن استخار الله تعالى، واقتصر فيه على ما جاء في السنة صريحًا في الترغيب والترهيب.
(1)
انظر: كتاب «الترغيب والترهيب» ط دار الريان.
منهجه في الكتاب:
1 -
يذكر الحديث ثم يعزوه إلى مَنْ رواه من الأئمة أصحاب الكتب المشهورة.
2 -
إن كان الحديث في «الصحيحين» اقتصر في العزو إليهما.
3 -
يحكم على الحديث.
4 -
إذا كان الحديث يتعلق بأكثر من باب، يذكره في باب واحد ولا يعيده.
5 -
إذا كان الحديث مرويًّا عن أكثر من صحابي اكتفى بذكره عن صحابي واحد من هؤلاء الصحابة.
أصول هذا الكتاب:
«موطأ مالك» ، «مسند الإمام أحمد» ، «صحيح البخاري» ، «صحيح مسلم» ، «سنن أبي داود» ، «المراسيل» له، «جامع أبي عيسى الترمذي» ، «سنن النسائي الكبرى» ، «عمل اليوم والليلة» له، «سنن ابن ماجه» ، «المعجم الكبير» للطبراني، «المعجم الأوسط» له، «المعجم الصغير» له، «مسند أبي يعلى الموصلي» ، «مسند البزار» ، «صحيح ابن حبان» ، «المستدرك» للحاكم.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
الكتاب مرتب على الكتب والأبواب الفقهية، فما عليك إلا معرفة موضوع الحديث، ثم تنظر في أي الكتب والأبواب هو، ثم بعد أن تجد الحديث، ستجد بجانبه مَنْ أخرجه من الأئمة في كتبهم.
بعض الكتب المفيدة في
تخريج أحاديث كتب التفسير
1 -
«جامع البيان عن تأويل آي القرآن» للإمام ابن جرير الطبري (ت 310 هـ).
2 -
«تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (ت 774 هـ).
3 -
«الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي (ت 911 هـ).
4 -
«الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» لابن حجر (ت 852 هـ).
5 -
«فتح القدير» للشوكاني (ت 1250 هـ).
6 -
كتب التفسير الموجودة داخل كتب السنة المرتبة على الموضوعات.
«الدر المنثور في
التفسير بالمأثور» للسيوطي
(1)
المؤلف:
سبقت الإشارة إليه ص (93).
سبب تأليف الكتاب:
قال المؤلف: «
…
بعد ما ألفت «ترجمان القرآن» ، وهو التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتم بحمد الله في مجلدات، فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرجة فيها ولادات طرق كثيرة، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاختصار على الأحاديث دون الإسناد وتطويله، فلخصت فيه هذا المختصر، مقتصرًا فيه على متن الأثر، ومصدره بالعزو والتخريج إلى كتب معينة.
منهج الكتاب:
1 -
اجتهد مصنفه أن يجمع فيه الأحاديث والآثار النبوية التي لها تَعَلُّق كبير بتفسير القرآن الكريم، وفضائل سوره، وأسباب نزوله.
2 -
قام بعزو الأحاديث والآثار إلى مَنْ أخرجها من الأئمة أصحاب الكتب الحديثية، والآثار إلى مَنْ أخرجها من الأئمة أصحاب الكتب الحديثية وأصحاب الكتب الاخرى، وقد يذكر طرقًا من الإسناد.
(1)
انظر: كتاب «الدر المنثور» (1/ 15) ط دار الكتب العلمية.
3 -
أحيانًا يعزو إلى مخطوطات ليست بأيدينا.
4 -
يذكر كل آية على حدة، ثم يعقبها بالأحاديث والآثار التي وردت في تفسيرها، وبيان فضلها، وأشهر القراءات فيها إن وُجد.
5 -
نادرًا ما يبين الدرجة الحديثية للحديث.
6 -
حوى المقبول والمردود.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
إذا كان حديثك له تَعَلُّق بالقرآن الكريم، فانظر في أي آية يكون هذا الحديث تحتها، وذلك بالاعتماد على حفظك كتاب الله عز وجل، وعند وصولك إلى الآية، ستجد حديثك هنالك مخرجًا، فانظر في تخريجه واذهب إلى الأماكن التي يعزوك إليها وسَجِّلها عندك، فإن عزاك السيوطي إلى كتاب غير مطبوع فاكتب: عزاه السيوطي إلى كتاب «
…
».
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
(1)
المؤلف:
الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير.
المولد:
وُلد سنة (700 هـ).
الوفاة:
تُوفي رحمه الله سنة (774 هـ).
موضوع الكتاب:
تفسير القرآن الكريم.
منهج الكتاب:
1 -
جمع الحافظ ابن كثير في هذا الكتاب بين نوعي التفسير: المأثور، والمعقول، فحوى تفسيره هذا عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدة آثار عن الصحابة والتابعين.
2 -
يسوق الأحاديث بأسانيدها كثيرًا، ثم يبين مصدرها، والحكم عليها.
(1)
انظر: «تفسير ابن كثير» ط مؤسسة قرطبة.
3 -
لم يعط الآثار كبير أهمية في التخريج.
4 -
لم يستوعب ف تخريجه كل المصادر.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
كـ «سابقه» .
الكاف الشاف في
تخريج أحاديث الكشاف
(1)
المؤلف:
ابن حجر العسقلاني، وقد سبقت الإشارة إليه ص (47).
موضوع الكتاب
(2)
:
كان الإمام الزيلعي قد صنع كتابًا في تخريج أحاديث كتاب الكشاف للإمام الزمخشري، ثم جاء الحافظ ابن حجر بعدها، فاختصر كتابه اختصارًا، حرص فيه على مقاصد الأصل، واستدرك على الزيلعي ما فاته من أحاديث.
منهج الكتاب:
أطال الحافظ ابن حجر النَّفَس في تخريج أحاديث هذا الكتاب، فقام بعزو الأحاديث إلى مصادرها مع زيادات حديثية في بيان الاختلافات والدرجة الحديثية، كما يستدرك أيضًا على الزمخشري.
تنبيه: هذا الكتاب مطبوع بذيل الكشاف.
(1)
مطبوع بعد نهاية كتاب «الكشاف» في المجلد الرابع ط دار المعرفة.
(2)
انظر: كلام الحافظ ابن حجر في مقدمته لهذا الكتاب.
فتح القدير الجامع بين فن الرواية والدراية من علم التفسير
(1)
المؤلف:
محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، وقد سبقت الإشارة ص (124).
موضوع الكتاب:
من الكتب التي جمعت بين التفسير بالمأثور والتفسير بالمعقول.
منهج الكتاب:
1 -
جمع الأحاديث والآثار المتعلقة بالآية.
2 -
الكتاب غير مسند.
3 -
يعزو الاحاديث والآثار إلى المصادر الأصلية.
4 -
يحكم على الحديث بما يستحقه.
(1)
انظر: كتاب «فتح القدير» (1/ 12).
علم الزوائد
• تعريف علم الزوائد، بيان فوائده.
المصنفات في علم الزوائد.
التعريف:
علم يتناول فيه إفراد الأحاديث الزائدة في مصنف رويت فيه الأحاديث بتمامها ولا توجد في الكتب المزيد عليها، أو بعضهم، وفيه زيادة مؤثرة.
فوائد علم الزوائد:
1 -
حَصْر زوائد بعض كتب السنة، وجَعْلها في متناول الجميع.
2 -
ترتيب الاحاديث الزائدة على الكتب الفقهية مزيدًا عليها غيرها.
3 -
بيان درجة هذه الاحاديث الزوائد.
4 -
سد الخلل الناشئ عن بعض المصنفات المهمة
(1)
.
(1)
مثل «المعجم الكبير» ، فالطبعة الموجودة حاليًا فُقد منها الكثير، كذلك مسند أبي يعلى، فالمسند الذي بين أيدينا الآن هو المسند الصغير بينما المسند الكبير لم يطبع، ومع ذلك فإن الهيثمي اعتمد على المسند الصغير في زوائده مع إضافة الزوائد التي في المسند الكبير.
المصنفات في علم الزوائد:
1 -
«كشف الأستار عن زوائد البزار» للهيثمي.
2 -
«المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي» للهيثمي.
3 -
«مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» للهيثمي.
4 -
«موارد الظمآن بزوائد ابن حبان» للهيثمي.
5 -
«إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» للبوصيري.
6 -
«مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه» للبوصيري.
7 -
المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي
المؤلف:
أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن صالح الهيثمي القاهري.
المولد:
ولد في شهر رجب سنة (735 هـ).
وفاته:
تُوفي سنة (807 هـ) بالقاهرة.
موضوع الكتاب:
إفراد الأحاديث التي زادها أبو يعلى الموصلي على الكتب الستة.
منهج الكتاب:
1 -
أفرد الأحاديث التي زادها أبو يعلى عن الكتب الستة.
2 -
إذا شارك أبو يعلى أصحاب الكتب الستة بحديث ولكن عنده زيادة، فإن الهيثمي يورده مشيرًا إلى ذلك بقوله:«لم أره بتمامه» .
3 -
صنع مقدمة بَيَّن فيها منهجه في الكتاب.
4 -
اعتمد الهيثمي في كتابه على رواية أبي عمرو الحميري، وهي الرواية المختصرة، وهي التي بين أيدينا الآن المسماة بـ «المسند الصغير» ، وأضاف إليها
زوائد ابن المقرئ المطولة المسماة بـ «المسند الكبير» الذي لم يطبع بعد، وأشار إلى الأحاديث التي نقلها منها بالرمز «ت» .
5 -
الكتاب مرتب حَسَب الكتب والأبواب الفقهية، يذكر الكتاب، وتحته أبوابه التي تدور تحته.
6 -
بلغت عدد الكتب الفقهية في الكتاب «ثمانية وخمسين كتابًا» .
7 -
لم يعلق على الاحاديث.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
يجب عليك أن تعرف موضوع حديثك، ثم تبحث عنه في الكتب الفقهية، التي هي مظنات ورود الحديث في هذا الكتاب.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
(1)
المؤلف:
الإمام الهيثمي، وقد سبقت الإشارةُ إليه ص (148).
موضوع الكتاب:
جمع الهيثمي في كتابه هذا زوائد ستة كتب على الكتب الستة وهي: «مسند الإمام أحمد» ، و «مسند أبي يعلى» ، و «مسند البزار» ، و «معاجم الطبراني الثلاثة» .
سبب التأليف:
كان الإمام الهيثمي قد أَلَّف خمسة كتب من كتب الزوائد وهي:
1 -
«غاية المقصد في زوائد المسند» .
2 -
«كشف الأستار عن زوائد البزار» .
3 -
«المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي» .
4 -
«البدر المنير في زوائد المعجم الكبير» .
5 -
«مجمع البحرين في زوائد المعجمين» .
فأشار عليه شيخه العراقي أن يجمع زوائد الكتب الستة المشار إليها في
(1)
انظر: كتاب «مجمع الزوائد» (1/ 7) ط دار الريان.
مصنف، فاستجاب رحمه الله.
منهجه في الكتاب:
1 -
حكم على أسانيد الاحاديث التي أوردها من حيثُ الصحةُ أو الضعف.
2 -
أورد في مقدمة الكتاب فهرسًا حاويًا جميع كتب الكتاب، وبلغ عددها اثنين وأربعين كتابًا.
3 -
رتبه على الأبواب الفقهية.
4 -
حذف أسانيد الأحاديث مكتفيًا بالراوي الأعلى له، وأحيانًا يذكر فيه راويًا أو أكثر.
اصطلاحات خاصة:
• إذا قال: «رجاله رجال الصحيح» ، فلا يكون قصده أن الإسناد صحيح، بل يقصد أن رجال الإسناد كلهم من رجال الكتب الستة.
• قوله: «في الصحيح» يقصد أنه أحد الكتب الستة سواء البخاري ومسلم أو غيرها.
ملاحظات على الإمام الهيثمي:
1 -
أحيانًا يسهو في عزو الحديث إلى مخرجيه، فيذكر بعضه ويترك البعض الآخر.
2 -
أحيانًا لا يحكم على الحديث.
3 -
أحيانًا يتكلم على راوٍ في الإسناد بجرح ويسكت عن غيره، مع أن علة
الإسناد تكون على من أهمله، والحَمْل عليه أَوْلى.
4 -
أحيانًا يقول: «في الإسناد مَنْ لا أقف على ترجمته» ، ويسهل الوقوف على الترجمة.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
كالسابق.
موارد الظمآن بزوائد ابن حبان
(1)
المؤلف:
الهيثمي، وسبقت الإشارة إليه ص (148).
موضوع الكتاب:
خاص بزوائد ابن حبان على «الصحيحين» .
منهجه في الكتاب:
1 -
رتب أحاديثه على حروف المعجم.
2 -
يذكر الاحاديث بأسانيدها.
3 -
يذكر الزوائد على البخاري ومسلم فقط.
تنبيه:
تَتَبَّع الحافظ ابن حجر شيخه الهيثمي في زوائده، ونبه في هامش «موارد الظمآن» على ما كان من هذه الزوائد موجودًا في «الصحيحين» أو في أحدهما، وأشار إلى موضعه فيهما، (وقد نقل الهامش محقق الكتاب الشيخ محمد عبد الرازق حمزة إلى حاشيته).
(1)
انظر: كتاب «موارد الظمآن» تحقيق الشيخ محمد عبد الرازق حمزة، ط المطبعة السلفية.
كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة
(1)
المؤلف:
سبقت الإشارة إليه ص (148).
موضوع الكتاب:
إفراد الأحاديث التي أوردها الإمام البزار في كتابه البحر الزخار
(2)
، وهي زائدة على الكتب الستة.
ترتيب الكتاب:
مرتب على الكتب والأبواب الفقهية.
(1)
انظر: الكتاب بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، ط مؤسسة الرسالة.
(2)
كتاب «مسند البزار» المسمى «البحر الزخار» من الكتب التي تكشف العلل الواردة في الأحاديث النبوية، قال الحافظ ابن كثير: يقع في مسند الحافظ أبي بكر البزار من التعاليل، ما لا يوجد في غيره من المسانيد [الباعث]، الكتاب مطبوع ضمن منشورات دار العلوم والحكم «المدينة المنورة» .
إتحاف الخيرة المهرة
بزوائد المسانيد العشرة
(1)
المؤلف:
شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم البوصيري القاهري الشافعي.
المولد:
وُلد سنة (762 هـ).
الوفاة:
تُوفي سنة (840 هـ).
موضوع الكتاب:
جمع الحافظ البوصيري في هذا الكتاب زوائد عشرة مسانيد على الكتب الستة، وإليك هذه المسانيد:
1 -
2 -
«مسند الحميدي» .
(1)
مطبوع ضمن مطبوعات دار الوطن بتحقيق دار المشكاة، وبتقديم الشيخ أحمد معبد، فليرجع إليه.
3 -
«مسند مسدد» .
4 -
5 -
6 -
«مسند محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني» .
7 -
«مسند أحمد بن منيع البغوي الأصم» .
8 -
9 -
«مسند الحارث» .
10 -
«المسند الكبير لأبي يعلى الموصلي» .
ترتيب الكتاب:
مرتب على الكتب والأبواب الفقهية.
كتب مفيدة في
تخريج أحاديث كتب معينة
• «كنز العمال» .
كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
(1)
المؤلف:
علي بن حسام الدين عبد الملك بن قاضي خان الشهير بالمتقي الهندي.
المولد:
ولد سنة (885)، أو (888) بالهند.
الوفاة:
تُوفي سنة (975 هـ) بمكة.
موضوع الكتاب
(2)
:
هو كتاب جمع فيه المؤلف بين أحاديث «الجامع الكبير» للسيوطي، مع زيادات «الجامع الصغير» ، فحوى الكتاب أكثر من ثمانين كتابًا من كتب السنة، وعلى أكثر من ستة وأربعين ألف حديث.
منهجه في الكتاب:
1 -
ينقل عن السيوطي عقب كل حديث ما ذكره من مصادر، كذلك الكلام
(1)
انظر: كتاب «كنز العمال» (1/ 21) ط مؤسسة الرسالة.
(2)
انظر: الكلام حول كتابي «الجامع الكبير» ، و «الجامع الصغير» للسيوطي ص (93).
من حيثُ الصحةُ والضعف.
2 -
الكتاب ليس مسندًا، إنما فيه ذكر الراوي الأعلى فقط.
3 -
انتهج نهج السيوطي في رموزه.
4 -
رتب تراجم الكتب على حروف الهجاء.
تنبيه:
1 -
رموز الكتاب تحدثنا عنها عند الكلام عن الجامع الكبير.
2 -
رمز «ق» إذا جاء في قسم الأقوال فمعناه «متفق عليه» .
3 -
رمز «ق» إذا جاء في قسم الأفعال فمعناه «بيهقي» .
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
عليك أن تستنبط موضوع الكتاب والباب، ثم تقوم بتتبع الحديث في بابه.
منتخب كنز العمال
المؤلف:
المتقي الهندي.
موضوع الكتاب:
اختصار لكتاب «كنز العمال» .
الدافع إلى الاختصار:
وجد المؤلف أنه قد تكررت بعض الاحاديث لمجرد اختلاف المطلع، هذا مع كبر حجم الكتاب، فاختصره تيسيرًا على الباحث.
منهج الكتاب:
1 -
إن وجد التكرار في القسمين لزيادة مهمة، تركه في الأفعال وحذفه من الأقوال.
2 -
إن لم يكن للزيادة فائدة حذفها من الأفعال، وتركها في الأقوال.
3 -
إذا وجد حديثين أحدهما طويل والآخر قصير والمقصود واحد، حذف المطول.
4 -
عند الحذف من المتكررين، يترك الأصح، ويحذف الذي هو دونه.
عدد ما حُذف من الكتاب:
بلغ عدد الأحاديث المحذوفة خمسة عشر ألف حديث.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
انظر: الكتاب السابق.
المغني عن حَمْل الأسفار في الأسفار
في تخريج ما في الإحياء من أخبار
(1)
المؤلف:
الحافظ العراقي، سبقت الإشارة إليه ص (120).
موضوع الكتاب:
لما كان كتاب إحياء علوم الدين للعلامة الغزالي من الكتب المتداولة بين الناس، وهذا الكتاب مشتمل على أحاديث كثيرة منها الضعيف والموضوع، ولم يبين الغزالي مصدرها ولا الحكم عليها، كان هذا دافعًا قويًّا للإمام الحافظ العراقي إلى أن يخرج أحاديث هذا الكتاب.
منهجه في الكتاب:
أ- وضع الحافظ العراقي لنفسه خطة للعمل وهي:
• ذكر طرق الحديث فقط.
• بيان مَنْ أخرج الحديث من الأئمة في كتبهم.
• بيان الحكم على الحديث.
ب- لم يقيد الحافظ العراقي نفسه بالراوي الذي ذكره الغزالي بل يتوسع في
(1)
مطبوع في حاشية كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام الغزالي.
معرفة طرق الحديث وبيان ألفاظه.
جـ- لم يخرج الآثار، وإنما اكتفى بالمرفوع.
د- استخدم الرموز في بيان المصادر أحيانًا.
هـ- الكتاب مرتب كالأصل حسب الكتب والأبواب الفقهية.
فائدة:
استدرك الزيلعي والحافظ ابن حجر على العراقي، ولكن لا يوجد أي أثر لهذه الاستدراكات، ولكن المعلوم لدينا أن الإمام الزبيدي أفاد منها في كتابه «إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين» فليرجع إليه.
طريقة التخريج بناءً على
معرفة صفة ظاهرة في الحديث
(1)
التعريف بالطريقة.
• بيان بعض الصفات الظاهرة.
التعريف بالطريقة:
هذه الطريقة لا تُستخدم إلا إذا كان الحديث موصوفًا بصفة ظاهرة، سواء أكانت هذه الصفة في سنده أو في متنه، فإن العلماء جمعوا الأحاديث المشتركة في صف واحد في مؤلف خاص، بمعنى أنك تجد الاحاديث الموضوعة في مصنف خاص بها، والعلة في ذلك أن هذه الأحاديث اشتركت في وصف واحد وهو الوضع، كذلك أيضًا تجد الأحاديث المرسلة جُمعت في مصنف واحد، والعلة أنها اشتركت في وصف واحد وهو أنها أتت من طرق مرسلة، وهكذا كل ما يمكن أن يُجمع تحت وصف واحد.
أقسام الصفات الظاهرة:
أ- صفات تتعلق بالسند. ب- صفات تتعلق بالمتن.
(1)
لا تغني هذه الطريقة عن الطرق السابقة، ولكن يستعان بالله عز وجل ثم بها كعامل مساعد مع إحدى الطرق السابقة.
الصفات المتعلقة بالسند:
1 -
أن يكون الراوي الأعلى من الصحابة الذين جُمعت أحاديثهم في مصنفات خاصة.
•أمثلة على ذلك:
• «مسند أبي بكر الصديق» للمروزي.
• «مسند أبي هريرة» للطبراني.
• «مسند عائشة» لأبي بكر بن أبي داود.
• «مسند عبد الله بن أبي أوفى» ليحيى بن صاعد.
فأنت إذا وجدت حديثك من أحاديث أبي بكر فارجع إلى «مسند أبي بكر الصديق» فستجد الحديث بإذن الله تعالى.
2 -
أن يكون الحديث مشهورًا بأنه مرسل، فإنك ترجع إليه في الكتب الآتية:
• قسم المراسيل من «تحفة الأشراف» .
• «المراسيل» لأبي داود السجستاني.
• «المراسيل» لابن أبي حاتم.
• «جامع التحصيل لأحكام المراسيل» للعلائي.
• «تحفة التحصيل» لأبي زرعة.
3 -
أن تجد في السند اسم صاحب كتاب من الكتب المعروفة.
•أمثلة على ذلك:
• أن تجد الحديث عند الحاكم من طريق ابن خزيمة، فورود هذا الاسم يجعلك تبحث في كتب الغمام ابن خزيمة.
• لورود اسم الإمام مالك في سند من الأسانيد فهذا يدفعك إلى البحث في «الموطأ» .
• ورود اسم ابن المبارك في سند يدفعنا إلى البحث في كتبه مثل «الزهد» ، «الجهاد» ، «البر والصلة» .
4 -
أن تجد في السند اسم راوٍ من الرواة الذين جُمعت أحاديثهم في كتاب.
• أمثلة ذلك:
• كتاب «أحاديث الزهري» لمحمد بن يحيى الذهلي.
• كتاب «أحاديث أبي يحيى فراس بن يحيى» لأبي نعيم الأصبهاني.
5 -
أن تجد في السند راويًا موسومًا بكنيته وهو مشهور بها، فإنك تبحث في كتب الكنى مثل:
• «الكنى» للدولابي. • «الكنى» لأبي أحمد الحاكم.
• تنبيه:
ليس من الشرط أن تذكر في هذه الكتب أحاديث الراوي إلا إذا كانت مروياته قليلة فإن الدولابي يوردها.
6 -
أن تجد في رواية الراوي: عن أبيه عن جده، فإنك تبحث في كتاب «من روى عن أبيه عن جده» لابن قطلوبغا.
الصفات المتعلقة بالمتن:
1 -
أن يكون الحديث قدسيًّا، فإنك ترجع إلى كتاب «الإتحافات السنية في الاحاديث القدسية» لعبد الرءوف المناوي.
2 -
أن يعرف هذا الحديث بأنه موضوع، فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• كتاب «الموضوعات» لابن الجوزي.
• كتاب «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» للسيوطي.
• «تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة» لابن عراق الكتاني.
3 -
أن يعرف الحديث بأنه متواتر، فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• «الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة» للسيوطي.
• «قطف الأزهار» للسيوطي، وقد لخص فيه الكتاب السابق.
• «نظم المتناثر في الحديث المتواتر» للكتاني.
4 -
أن يعرف الحديث بأنه معلل، فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• كتاب «العلل» لابن المديني.
• كتاب «علل الحديث» لابن أبي حاتم.
• كتاب «العلل ومعرفة الرجال» للإمام أحمد.
• كتاب «العلل الكبير» للترمذي
• كتاب «العلل الصغير» للترمذي.
• كتاب «العلل» للدارقطني.
5 -
أن يعرف هذا الحديث بأن فيه لفظة مدرجة، فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• كتاب «الفصل للوصل المدرج في النقل» للخطيب البغدادي.
• كتاب «تقريب المنهج بترتيب المدرج» لابن حجر.
6 -
إن كان الحديث من الأحاديث المشتهرة على الألسنة فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• «المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» للسخاوي، وقد توسع فيه في تخريج الأحاديث.
• «كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس» للسخاوي، وقد توسع فيه في تخريج الأحاديث.
• «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» لابن الرَّبْيع.
7 -
أن يكون المتن موقوفًا أو مقطوعًا في مثل هذه الآثار، فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• «معرفة السنن والآثار» للبيهقي.
• «تهذيب الآثار» للطبري.
• «شرح مشكل الآثار» للطحاوي.
8 -
أن يكون المتن خاصًا بأحداث السيرة النبوية، فإنك ترجع إلى الكتب الآتية:
• كتب السيرة التي هي في كتب السنن والجوامع والصحاح ككتاب المغازي مثلًا من كتاب صحيح البخاري، أو كتب الشمائل.
• كتب السيرة المسندة ككتاب «السير والمغازي» لابن إسحاق، وكتاب «الدرر في اختصار المغازي والسير» لابن عبد البر، وكتاب «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» للقاضي عياض.
الكتب التي عُنيت بتخريج أحاديث السيرة، ككتاب «الخصائص الكبرى»
(1)
(2)
للسيوطي، أو كتاب:«مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا»
(3)
للسيوطي أيضًا، أو كتاب «سيرة رسول الله» لابن كثير
(4)
، أو كتاب «سبل الدى والرشاد في سيرة خير العباد»
(5)
للصالحي الشامي.
(1)
طبعته دار الكتب العلمية. بيروت (1405 هـ).
(2)
هذا الكتاب جمع فيه السيوطي كل ما وقف عليه من أحاديث تتعلق بسيرة الرسول، ثم قام بعزو هذه الأحاديث إلى من أخرجها من الأئمة، ولكنه لم يتعرض في هذا الكتاب لقضية التصحيح والتضعيف، ولعل الذي دفعه لهذا أنه اشترط على نفسه في أول الكتاب أن يكون كتابه خاليًا من الأخبار الموضوعة وما يُرَد، هذا ويطلق على الكتاب أيضًا «كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب» .
(3)
هذا الكتاب تخريج للأحاديث الواقعة في كتاب «الشفا» للقاضي عياض، هذا والكتاب مطبوع، والحمد لله.
(4)
هذا الكتاب جزء من كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير، إلا أنه طبع مستقلًا في أربعة أجزاء، وفي هذا الكتاب غالبًا ما يعزوا الإمام ابن كثير الأحاديث إلى من أخرجها، كما أنه تعرض في كثير من المواطن لقضية التصحيح والتضعيف.
(5)
مطبوع ضمن مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء =
= التراث الإسلامي (1418 هـ).
كتب الرجال
• أنواع الكتب المصنفة في الرجال.
• كتاب «الكمال في أسماء الرجال» للمقدسي.
• «تهذيب الكمال» للمزي.
• «تهذيب التهذيب» للحافظ ابن حجر.
• «تقريب التهذيب» للحافظ ابن حجر.
• «ميزان الاعتدال» للذهبي.
• «لسان الميزان» للحافظ ابن حجر.
أنواع كتب الرجال
(1)
تعددت مصنفات أهل العلم في الرجال، وذلك لأنه لا يتسنى لنا الحكم على أي إسناد دون معرفة حال رواته، فرواة الحديث منهم الثقة ومنهم الضعيف، ومنهم المختلف في توثيقه، فليس كلهم في مرتبة واحة؛ لأجل ذلك تنوعت مصنفات أهل العلم في الرجال، وإليك بيانًا بأنواع هذه المصنفات:
1 -
مصنفات خاصة بالثقات.
2 -
مصنفات خاصة بالضعفاء.
3 -
مصنفات جمعت بين الثقات والضعفاء.
4 -
مصنفات خاصة برجال كتب معينة.
5 -
مصنفات خاصة برجال بلدة معينة.
6 -
مصنفات خاصة بعلماء قرون معينة.
هذه هي أنواع المصنفات في علم الرجال، وسأذكر لك الآن كل نوع من هذه الأنواع مصحوبًا بذكر الكتب المختصة به:
(1)
هذه إشارة فقط إلى بعض كتب الرجال، وإلا فالكلام يحتاج إلى بسط، ولعلي أتوسع في ذكر مناهج هذه الكتب في مذكرتي التي هي بعنوان «المدخل المفيد إلى علم الرجال ودراسة الأسانيد» .
مصنفات خاصة بالثقات:
1 -
«الثقات» لابن حبان.
2 -
«تاريخ الثقات» للعجلي.
3 -
«تاريخ أسماء الثقات» لعمر بن أحمد بن شاهين.
مصنفات خاصة بالضعفاء:
1 -
«الضعفاء الكبير» للبخاري.
2 -
«الضعفاء الصغير» للبخاري أيضًا.
3 -
«الضعفاء والمتروكين» للنسائي.
4 -
«الكامل في الضعفاء والمتروكين» لابن عدي.
5 -
«الضعفاء الكبير» للعقيلي.
6 -
«المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» لابن حبان.
7 -
«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني.
8 -
«المغني في الضعفاء» للذهبي.
مصنفات جمعت بين الثقات والضعفاء:
1 -
«الجرح والتعديل» للإمام أحمد بن حنبل.
2 -
«التاريخ الكبير» للبخاري.
3 -
«التاريخ الصغير» للبخاري.
4 -
«التاريخ» ليعقوب الفسوي.
5 -
«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم.
6 -
«الطبقات الكبرى» لابن سعد.
7 -
«ميزان الاعتدال» للذهبي.
8 -
«لسان الميزان» لابن حجر.
9 -
«التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» لابن كثير، جمع فيه بين «تهذيب الكمال» ، و «ميزان الاعتدال» .
10 -
«سير أعلام النبلاء» للذهبي.
مصنفات خاصة برجال كتب معينة:
• رجال الكتب الستة:
1 -
«الكمال في أسماء الرجال» للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي.
2 -
«تهذيب الكمال في اسماء الرجال» للمزي.
3 -
«تهذيب تهذيب الكمال» للحافظ ابن حجر.
4 -
«تقريب التهذيب» لابن حجر.
• رجال الصحيحين:
1 -
«أسماء رجال الصحيحين» لابن طاهر المقدسي.
2 -
«رجال صحيح البخاري» لأبي نصر أحمد الكلا باذي.
3 -
«رجال صحيح مسلم» لأحمد بن علي بن منجويه.
• لا يكاد يخلو كتاب من الكتب الستة إلا وصُنف في أسماء رجاله.
مصنفات خاصة برجال بلدة معينة:
1 -
«تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي.
2 -
«تاريخ دمشق» للحافظ ابن عساكر.
مصنفات خاصة بعلماء قرون معينة:
1 -
«الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة» للحافظ ابن حجر.
2 -
«الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع» للسخاوي.
مصنفات أخرى
هناك مصنفات أخرى ولكنها أكثر تخصصًا، وإليك بيانها:
1 -
كتب في الرواة المدلسين.
2 -
كتب في الرواة المختلطين.
3 -
كتب في طبقات الرواة.
4 -
كتب في الأنساب والكنى.
5 -
كتب في الصحابة.
6 -
كتب في المخضرمين من الرواة.
7 -
كتب في ألقاب الرواة.
8 -
كتب في المتفق والمفترق.
9 -
كتب في المؤتلف والمختلف.
10 -
كتب في معرفة أوطان الرواة وبلدانهم.
11 -
كتب في رجال المذاهب الفقهية.
12 -
كتب في وَفَيَات الأعلام.
13 -
كتب في المفردات من الأسماء والألقاب والكنى والأنساب.
الكمال في اسماء الرجال
المؤلف:
الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت: 600 هـ).
موضوع الكتاب:
«ترجمة لجميع رجال الكتب الستة» .
منهج الكتاب:
1 -
ابتدأ الكتاب بترجمة موجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 -
جعل الصحابة في أول الكتاب، وبدأهم بالعشرة المبشرين.
3 -
الكتاب مرتب على حروف المعجم.
4 -
قسم الكتاب قسمين: قسم للرجال، وقسم للنساء.
5 -
ابتدأ الرجال بالمحمدين؛ وذلك لشرف اسمهم.
6 -
بَيَّن أحوال الرواة، ولكنه لم يستقص في ذلك.
• رموز الكتاب:
- روى له الجماعة: أي أنه موجود في الكتب الستة.
- اتفقا عليه أو متفق عليه: أخرج له البخاري ومسلم.
تهذيب الكمال في أسماء الرجال
(1)
المؤلف:
المزي، سبقت الإشارة إليه ص (35).
موضوع الكتاب:
منهج الكتاب:
كما أشرنا هذا الكتاب تهذيب، ويتلخص تهذيب المزي فيما يلي:
1 -
أضاف إلى هذا الكتاب رجال الكتب المصنفة الأخرى لأصحاب الكتب الستة.
2 -
وقف على عدد كبير من الرجال لم يقف عليه صاحب كتاب الكمال.
3 -
أضاف جملة من الرجال ليسوا على شرطه، ولكنهم اتفقوا مع بعض رجال الكتب الستة في الاسم أو الطبقة، فذكرهم للتمييز.
4 -
لم يفرق بين الصحابة وباقي الرواة، كما في «الكمال» ، ولكن جعل ترتيب الرواة كلهم حَسَب حروف المعجم في نسق واحد.
(1)
انظر: كتاب «تهذيب الكمال» (1/ 145) ط مؤسسة الرسالة، «أصول التخريج» للطحان (59)، «علم الرجال» د مطر الزهراني (139) ط دار الهجرة.
5 -
أضاف عدة فصول لم يذكرها صاحب «الكمال» وإليك ذكرها:
• فصل فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه، أو جده، أو أمه، أو عمه، أو نحو ذلك مثل «ابن علية، ابن جريج» .
• فصل فيمن اشتهر إلى قبيلة، أو بلدة، أو صناعة، أو نحو ذلك مثل «الشافعي، المقابري، الصيرفي» .
• فصل فيمن اشتهر بلقب أو نحوه مثل «الأعمش، الأعرج، غندر، بندار» .
• فصل في البهمات، مثل «فلان عن أبيه، أو عن جده، أو عن أمه أو عن عمه» .
طريقة عرض الترجمة:
1 -
ذكْر الاسم والنسبة.
2 -
ذكر شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه.
3 -
ذكر ما قيل في صاحب الترجمة من جرح أو تعديل «لم يتوسع في ذلك» .
4 -
ذكر تاريخ وفاته ومولده إن تيسر.
رموز الكتاب
الكتاب
…
الرمز
الجماعة
…
ع
أصحاب السنن الأربعة
…
4
البخاري في الصحيح
…
خ
معلقات البخاري
…
خت
القراءة خلف الإمام
…
ز
رفع اليدين في الصلاة
…
ي
الأدب المفرد
…
بخ
كتاب أفعال العباد
…
عخ
صحيح مسلم
…
م
مقدمة الصحيح
…
مق
أبو داود في السنن
…
د
المراسيل
…
مر
الرد على أهل القدر
…
قد
الناسخ والمنسوخ
…
خو
كتاب التفرد
…
ف
فضائل الأنصار
…
صر
الكتاب
…
الرمز
المسائل
…
ل
الترمذي
…
ت
الشمائل
…
شم
النسائي في السنن
…
س
عمل اليوم والليلة
…
سي
خصائص أمير المؤمنين علي
…
ص
مسند علي رضي الله عنه
…
عس
مسند حديث مالك بن أنس
…
كن
ابن ماجه
…
ق
التفسير لابن ماجه
…
قق
الكتب التي اعتنت بهذا الكتاب:
1 -
كتاب «تذهيب التهذيب» للذهبي.
2 -
«الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة» للذهبي أيضًا، وهو كتاب مختصر من «تهذيب الكمال» .
3 -
«إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال» للحافظ علاء الدين مغلطاي.
4 -
«تهذيب التهذيب» للحافظ ابن حجر.
تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
(1)
المؤلف:
سبقت الإشارة إليه ص (47).
موضوع الكتاب:
اختصار كتاب «تهذيب الكمال» للمزي.
منهج الكتاب:
1 -
حافظ على ترتيب كتاب «تهذيب الكمال» .
2 -
حذف بعض الأسماء من الشيوخ والتلاميذ بُغيةَ الاختصار.
3 -
وقف على عدة مصنفات لأصحاب الكتب الستة لم يقف عليها المزي، مثل «بر الوالدين» للبخاري، «الانتفاع بأهب السباع» لمسلم، «الزهد» ، «دلائل النبوة» ، «الدعاء» ، «ابتداء الوحي» ، «أخبار الخوارج» لأبي داود؛ مما أدى إلى إضافة بعض الرجال.
4 -
حذف كثيرًا من الأحاديث التي كان يذكرها الحافظ المزي.
5 -
مَيَّز إضافاته على الترجمة أو تصحيحاته بلفظة «قلت» .
(1)
انظر: الكتاب ط دار إحياء التراث العربي (1/ 2)، «أصول التخريج» للطحان (162)، «علم الرجال» د مطر الزهراني (251) ط دار الهجرة.
6 -
توسع في ذكر أقوال أهل العلم في الراوي جرحًا وتعديلًا.
فائدة:
لا غنى لأحد الكتابين عن الآخر؛ فإننا نحتاج إلى كتاب «تهذيب الكمال» عند الحاجة إلى التمييز بين الرواة، فالتوسع في ذكر الرواة والمشايخ يفيد في التمييز بين الرواة، ونحتاج إلى «تهذيب التهذيب» في حالة التعارض بين أهل العلم في الراوي جرحًا وتعديلًا، فاستيعاب أقوال أهل العلم فيه يساعد الباحث على الترجيح.
تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر
(1)
المؤلف:
سبقت الإشارة إليه ص (47).
موضوع الكتاب:
هو اختصار لكتاب «تهذيب التهذيب» .
منهج الكتاب:
1 -
ذكر اسم الرجل واسم أبيه وجده، وأشهر نسبته وكنيته ولقبه.
2 -
ضبط ما يشكل من الأسماء بالحروف.
3 -
حذف كل شيوخ الراوي وتلامذته، ويكتفي بذكر الطبقة.
4 -
ذكر الراجح عنده في الراوي جرحًا وتعديلًا بعبارة موجزة.
5 -
ذكر سَنة وفاة الراوي مع حذفه للمئة أو المئتين، بمعنى أن الراوي إذا كان من الطبقة الأولى، أو الثانية، فوفاته قبل المئة، وإذا كان من الثالثة حتى الثامنة فوفاته بعد المئة حتى المئتين، وما كان من التاسعة إلى الثانية عشرة فوفاته بعد المئتين، ومَن ندر عن ذلك بَيَّنه.
6 -
زاد فصلًا في بيان المبهمات من النسوة على ترتيب من روى عنهن رجالًا ونساءً.
(1)
انظر: الكتاب (79) ط دار العاصمة، «علم الرجال» (254).
ميزان الاعتدال للذهبي
(1)
المؤلف:
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي.
المولد:
وُلد سنة (673 هـ)
الوفاة:
تُوفي يوم الإثنين ثالث ذي القعدة سنة (748 هـ) بدمشق، وأضر قبل موته بيسير.
موضوع الكتاب:
أَلَّفه الإمام الهبي بعد كتاب «المغني» بغية إظهار الراجح من الأقوال في الراوي جرحًا وتعديلًا.
منهج الكتاب:
1 -
الرواة مرتبون على حروف المعجم، كذلك الآباء أيضًا.
(1)
انظر: الكتاب (109) ط دار الكتب العلمية، «أصول التخريج» (176).
2 -
رمز على اسم الراوي برمز يدل على مَنْ أخرج له من الكتب الستة.
3 -
يضع رمز «صح» أول اسم الراوي إشارة إلى أن العمل على توثيقه.
4 -
كل من يقول فيه: «مجهول» ولا يسنده إلى قائل، فهو قول أبي حاتم.
5 -
حوى الكتاب «الكذابين، والوضاعين المتعمدين، والكذابين» في أنهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا، وعلى المتهمين بالوضع، أو بالتزوير، ثم على الكذابين في لهجتهم لا في الحديث النبوي، ثم على المتروكين الهلكى الذين كثر خطؤهم، وترك حديثهم، ولم يعتمد على روايتهم، ثم على الحفاظ الذين في دينهم رقة، وفي عدالتهم وَهْن، ثم عل المحدثين الضعفاء من قبل رووه في الشواهد والاعتبار بهم، لا في الأصول، والحلال والحرام، ثم على المحدثين الصادقين، أو الشيوخ المستورين الذين فيهم لين، ولم يبلغوا رتبة الأثبات المتقنين، ثم على خلق كثير من المجهولين ممن ينص أبو حاتم الرازي على أنه مجهول، أو يقول غيره: لا يعرف، أو فيه جهالة، أو يجهل، أو نحو ذلك من العبارات التي تدل على شهرة الشيخ بالصدق، إذ المجهول غير محتج به، ثم على الثقات الأثبات الذين فيهم بدعة، أو الثقات الذين تكلم فيهم ممن لا يلتفت إلى كلامه في ذلك الثقة؛ لكونه تعنت فيه، وخالف الجمهور من أُولى النقد والتحرير».
لسان الميزان للحافظ ابن حجر
(1)
المؤلف:
سبقت الإشارة إليه ص (47).
موضوع الكتاب:
هَذَبَ كتاب «ميزان الاعتدال» للذهبي، وحذف بعض الأسماء اكتفاءً بذكرها في «تهذيب الكمال» .
منهج الكتاب:
1 -
الرواة مرتبون فيه على حروف المعجم كـ «الميزان» .
2 -
المعروفون بكناهم مرتبون على حروف المعجم أيضًا.
3 -
خصص ثلاثة فصول للمبهمين:
المنسوب.
• من اشتهر بقبيلته أو صنعته.
• من ذُكر بالإضافة.
4 -
زاد على الكتاب جملة من تذييل شيخه العراقي، ورمز لها بالرمز «ذ» .
5 -
زاد فيه كثيرًا من عند نفسه، ورمز لها برمز «ز» .
(1)
انظر: الكتاب (1/ 84) ط دار الفاروق الحديثة، «أصول التخريج» (176).
6 -
يختم كلام الحافظ الذهبي بقوله «انتهى» ، وما بعدها فهو من كلامه.
7 -
وضع في آخر «اللسان» فصلًا جَرَّد فيه الأسماء التي حذفها من «الميزان» اكتفاءً بذكرها في «تهذيب الكمال» .
التاريخ الكبير للبخاري
(1)
المؤلف:
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْيَة البخاري الجُعْفي.
المولد:
وُلد سنة (194 هـ).
الوفاة:
تُوفي سنة (256 هـ).
موضوع الكتاب:
كتاب يجمع بين تاريخ الرواة والجرح والتعديل.
منهج البخاري في الكتاب:
1 -
رتبة على حروف المعجم.
2 -
قَدَّم المحمدين لشرف اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 -
يقدم في كل حرف الصحابة على غيرهم؛ وذلك لعلو قدرهم.
(1)
انظر: الكتاب (51) ط دار الكتب العلمية.
4 -
يختصر في كثير من الأحيان، ويلوح بالإشارة عن العبارة.
5 -
يتورع في ذكر ألفاظ التجريح الشديدة، فلا يذكر الألفاظ الحادة، وإنما يعبر عن الألفاظ الحادة بكلمات رقيقة، مثل:«سكتوا عنه - تركوه - منكر الحديث» .
طريقته في صياغة الترجمة:
1 -
يذكر اسم الراوي واسم أبيه وجده، ونسبه، ونسبته.
2 -
يذكر بعض شيوخ وتلاميذ الراوي.
3 -
أحيانًا يذكر طرفًا من رواياته.
4 -
أحيانًا يذكر المناقب، ويتكلم عن المذاهب.
5 -
يهتم كثيرًا بذكر سِني الوَفَيَات.
عدد تراجمه:
قال الذهبي في «السير» : «تاريخ البخاري» يشمل على نحو من أربعين ألف ترجمة وزيادة، ولكن النسخة المطبوعة بلغت عدد تراجمها (13308) فقط.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
(1)
المؤلف:
أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر.
المولد:
وُلد سنة (240 هـ).
الوفاة:
تُوفي سنة (327 هـ).
موضوع الكتاب:
لما أَلَّف البخاري كتابه «التاريخ» عَظُم في أعين الناس هذا الكتاب، وكان مطلبًا لكل طالب علم، إلا أن هذا الكتاب كان خاليًا في كثير من الأحيان من الحكم على الرواة، فأراد الإمامان الجليلان: أبو حاتم، وأبو زرعة - وهما من أقران البخاري - أن يتمما هذا الكتاب، فاجلسا ابن أبي حاتم ليسألهما عن رجال هذا الكتاب وهما يجيبان، فكان هذا الكتاب.
منهج ابن أبي حاتم في الكتاب:
1 -
الكتاب ينقسم إلى قسمين:
(1)
انظر: الكتاب (ط) ط دار الكتب العلمية.
• تقدمه لمعرفة للجرح والتعديل.
• كتاب الجرح والتعديل.
2 -
رتبة على حروف المعجم، وفي كثير من الأحيان يتوسع فيرتب أسماء الآباء أيضًا على حروف المعجم.
3 -
يختم كل اسم من الأسماء التي تكثر، بباب لمن يسمى ذاك الاسم، ولم ينسب.
4 -
توسَّع في ذكر أقوال أهل العلم في الراوي جرحًا وتعديلًا، ولم يكتف بما عنده من أصول؛ كالبخاري وأبيه، وأبي زرعة.
عدد التراجم التي اشتمل عليها الكتاب:
بلغت (18040) ترجمة.
أسئلة مهمة في كتب الرجال
ما هي الكتب التي يستفاد منها في إثبات سماع الراوي من شيخه؟
ترجع إلى الكتب الآتية:
1 -
«تحفة التحصيل» لأبي زرعة العراقي.
2 -
«جامع التحصيل» للعلائي.
3 -
«تهذيب الكمال» للمزي.
4 -
«تحفة الأشراف» للمزي.
5 -
«التاريخ الكبير» للبخاري.
6 -
«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم.
كيف تبحث عن تراجم رجال أسانيد الكتب النازلة عن الكتب الستة؟
ترجع إلى كتب التاريخ، وإليك بعض أسمائها:
1 -
«العِبر في أخبار من غَبَر» للذهبي.
2 -
«شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب» لابن العماد الحنبلي.
3 -
«تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي.
4 -
«تاريخ دمشق» لابن عساكر.
5 -
«سير أعلام النبلاء» للذهبي.
وأيضًا للمعاصرين كتب نافعة في هذا الباب وإليك ذكرها:
1 -
«رجال الحاكم» للشيخ مقبل.
2 -
«رجال الدارقطني» للشيخ مقبل.
3 -
«معجم شيوخ الطبري» للشيخ أكرم زيادة.
4 -
«تراجم شيوخ الطبراني» أيضًا ترجع في رجال الطبراني إلى أول مجلد في كتاب «الدعاء» .
5 -
«إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي» للأخ محمد النحال.
أيضًا ترجع إلى كتاب «الأسماء والصفات» للبيهقي طبعة للشيخ الحاشدي فإنه ترجم للرواة فيها.
6 -
«شيوخ الطحاوي» ، ترجع إلى كتاب «كشف الأستار عن رجال معاني الآثار تلخيص معاني الأخيار» للعلامة بدر الدين العيني.
كيف نتوسع في ترجمة الراوي الذي وصف بأحد هذه الصفات: «يهم - يخطئ - له مناكير - يغرب» ؟
يُرجع إلى الكتب الآتية:
1 -
«الضعفاء» للعقيلي.
2 -
«الميزان» للذهبي.
3 -
«الكامل» لابن عدي.
•
كيف تفرق بين الرواة في حال تشابه الأسماء؟
يُعرف بعدة أمور منها:
1 -
الطبقات.
2 -
المشايخ والتلاميذ.
3 -
جمع طرق الحديث.
4 -
البلدان.
5 -
الاختصاص.
6 -
معرفة مَنْ أخرج لكل منهما.
اذكر بعض الكتب المصنفة في الألقاب.
1 -
«كشف النقاب عن الأسماء والألقاب» لابن الجوزي.
2 -
«نزهة الألباب في الألقاب» للحافظ ابن حجر.
اذكر بعض الكتب المصنفة في المؤتلف والمختلف.
1 -
«المؤتلف والمختلف» للدارقطني.
2 -
«المؤتلف والمختلف» لعبد الغني بن سعيد الأزدي.
3 -
«الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب» لابن ماكولا.
4 -
«المشتبه في الرجال» للذهبي.
اذكر بعض المصنفات في المتفق والمفترق.
1 -
«الأنساب المتفقة» لابن طاهر المقدسي.
2 -
«المتفق والمفترق» للخطيب البغدادي.
اذكر بعض المصنفات في الصحابة.
1 -
«معرفة الصحابة» لأنبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري.
2 -
«معجم الصحابة» لابن قانع.
3 -
«معرفة الصحابة» لأبي نعيم الأصبهاني.
4 -
«الاستيعاب في معرفة الأصحاب» لابن عبد البر.
5 -
«أسد الغابة في معرفة الصحابة» لابن الأثير.
6 -
«تجريد أسماء الصحابة» للذهبي.
7 -
«الإصابة في معرفة الصحابة» لابن حجر.
اذكر بعض المصنفات في التابعين:
1 -
كتاب «معرفة التابعين» لأبي المطرف بن فطيس الأندلسي.
2 -
«أسماء التابعين» للدارقطني.
ما معنى الألفاظ الآتية:
ليس به بأس عند ابن معين: يريد أنه ثقة.
ليس به بأس عند ابن حجر: حديثه حسن.
ليس بالقوي عند البخاري: ضعيف.
ليس بالقوي عند أبي حاتم: لم يبلغ درجة القوي الثبت.
فيه نظر عند البخاري: أسوأ حالًا من الضعيف.
سكتوا عنه عند البخاري: تركوه.
منكر الحديث عند البخاري: لا يحتج به، ولا تحل الرواية عنه.
يكتب حديثه عند ابن معين: من جملة الضعفاء.
ليس بشيء عند ابن معين: أحاديثه قليلة.
هو كذا وكذا عند أحمد: لين.
مجهول عند أبي حاتم: يقصد جهالة الوصف.
هو على يدي عدل
(1)
: مجروح.
مقبول عند ابن حجر: إن توبع وإلا فَلَيِّن.
بمَ تُعرف الصحبة؟
تعرف الصحبة بأمر من الأمور الآتية:
1 -
التواتر؛ كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
2 -
الاستفاضة والشهرة؛ كضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن.
3 -
إخبار بعض الصحابة عنه بأنه صحابي كأبي حممة بن أبي حممة الدوسي الذي مات بأصبهان مبطونًا، فشهد له أبو موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
عدل: رجل وُكل إليه تنفيز حكم القصاص «الإعدام» ، وقد التبس هذا المصطلح على بعض المشتغلين بهذا الفن، فظنوه توثيقًا، والأمر خلاف ذلك.
حكم له بالشهادة.
4 -
إخباره عن نفسه بأنه صحابي، وذلك بعد ثبوت عدالته.
اذكر الفوائد المترتبة على معرفة الصحابة.
1 -
معرفة المرسل من المتصل.
2 -
عدم البحث عن عدالة مَنْ ثبت أنه صحابي.
ما المقصود بعدالة الصحابة؟
قال ابن الأنباري: وليس المراد بعدالتهم ثبوت العصمة لهم، واستحالة المعصية منهم، وإنما المراد قَبول رواياتهم من غير تكلف بالبحث عن أسباب العدالة، وطلب التزكية، إلا إن ثبت ارتكاب قادح، ولم يثبت ذلك، ولله الحمد
(1)
.
ما سبب عدم الفحص عن عدالة الصحابة؟
لا يبحث عن عدالة الصحابة لسببين:
1 -
أنهم معدلون بتعديل الله لهم.
2 -
أنهم حَمَلة الشريعة، فلو ثبتَ توقف في رواياتهم لانحصرت الشريعة على عصره صلى الله عليه وسلم ولما استرسلت سائر الأعصار
(2)
.
من أكثر الصحابة حديثًا؟
أكثر الصحابة حديثًا سبعة وإليك سرد أسمائهم:
(1)
انظر: «فتح المغيث» للسخاوي (4/ 93).
(2)
قالها إمام الحرمين انظر: «تدريب الراوي» (2/ 214).
1 -
أبو هريرة رضي الله عنه روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثًا.
2 -
عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم روى ألفي حديث وست مئة وثلاثين حديثًا.
3 -
أنس بن مالك بن النضر رضي الله عنه روى ألفين ومئتين وستة وثمانين حديثًا.
4 -
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم روت ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.
5 -
عبد الله بن عباس رضي الله عنهم روى ألفًا وست مئة وستين حديثًا.
6 -
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه روى ألفًا وخمس مئة وأربعين حديثًا.
7 -
أبو سعيد الخدري رضي الله عنه روى ألفًا ومئة وسبعين حديثًا.
هل وردت رواية صحابي عن تابعي؟
نعم وردت في عدة أحاديث مروية في الصحاح وكتب السنة، وإليك الأمثلة على ذلك:
1 -
حديث سهل بن سعد الساعدي عن مَرْوان بن الحكم عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أملى عليه: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين» فجاء ابن أم مكتوم
(1)
.
2 -
حديث السائب بن يزيد عن عبد الرحمن بن عبد القاري عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين
(1)
أخرجه البخاري (2832)، ومسلم (1898).
صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، كُتبت له كأنما قرأه من الليل»
(1)
.
3 -
حديث جابر بن عبد الله عن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق عن عائشة أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع ثم يكسل هل عليه من غسل؟ وعائشة جالسة، فقال:«إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل»
(2)
(3)
.
اذكر أمثلة لرواية الصحابة بعضهم عن بعض.
أمثلة ذلك كثيرة، ولكني سأكتفي هنا بمثال واحد، اجتمع في سنده أربعة صحابة:
حديث الزهري عن سائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله ابن السعدي عن عمر بن الخطاب مرفوعًا: «ما جاءك الله من هذا المال من غير إشراف، ولا سائل، فخذه ولا تتبعه نفسك»
(4)
.
ما معنى كلمة «طبقة» ؟
الطبقة لغةً: القوم المتشابهون.
أما في الاصطلاح: فجماعة اشتركوا في السن ولقاء المشايخ.
اذكر أشهر المصنفات في الطبقات.
1 -
الطبقات الكبرى لابن سعد.
(1)
أخرجه مسلم (747).
(2)
أخرجه مسلم (350).
(3)
لمزيد من الأمثلة انظر: «تدريب الراوي» (2/ 543).
(4)
أخرجه البخاري (1473)، ومسلم (1045).
2 -
الطبقات لأبي عمرو خليفة بن خياط.
3 -
الطبقات للإمام مسلم بن الحجاج.
4 -
طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي.
اذكر فوائد التأليف على الطبقات؟
1 -
سهولة التمييز بين الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
2 -
الوقوف على المرسل، والمنقطع، والمعضل، ونحو ذلك.
3 -
الاطلاع على حقيقة العنعنة هل هي سماع أم إرسال.
4 -
الأمن من تداخل الأسماء المتفقة والمتشابهة.
اذكر أشهر المصنفات في معرفة التواريخ والوفيات.
1 -
«الإعلام بوفيات الأعلام» للذهبي.
2 -
«التكملة لوفيات النقلة» للحافظ عبد العظيم المنذري.
3 -
«وفيات الأعيان» لابن خلكان.
اذكر أهمية معرفة التواريخ والوفيات.
معرفة التواريخ والوفيات أمر مهم جدًّا لدى الباحثين، فكما قال سفيان الثوري: لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ
(1)
.
وقال أيضًا حسان بن يزيد: لم نستعن على الكذابين بمثل التاريخ، نقول
(1)
«الكفاية» (148).
للشيخ: سنة كم وُلدتَ؟ فإذا أخبر بمولده عرفنا كذبه من صدقه
(1)
.
ومن أبرز فوائد هذا النوع ما يلي:
1 -
تصحيح رواية الراوي عن بعض المختلطين لكونه سمع منه قبل الاختلاط.
2 -
معرفة الوفيات يستدل بها الباحث كقرينة في التمييز بين الناسخ والمنسوخ.
3 -
الوقوف على السقوط في السند إن وُجد.
وجد في «الصحيحين» أحاديث رواها المدلسون بـ «عن» فما حكمها؟
عنعنات المدلسين في «الصحيحين» محمولة على السماع، قال الإمام النووي: واعلم أن ما كان في الصحيحين عن المدلسين بعن ونحوها، فمحمول على ثبوت السماع من جهة أخرى
(2)
.
اذكر مراتب الملسين، مبينًا حكم كل مرتبة؟
مراتب المدلسين
(3)
:
الأولى: من لا يوصف بذلك إلا نادرًا؛ كيحيى بن سعيد الأنصاري.
الثانية: من احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيحين؛ وذلك
(1)
«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1/ 131).
(2)
«شرح النووي على صحيح مسلم» (1/ 33).
(3)
هذه هي المراتب التي ذكرها الحافظ في كتابه «تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس» .
لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى؛ كالثوري، أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة.
الثالثة: مَنْ أكثر من التدليس، فلم يحتجَّ الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقًا، ومنهم مَنْ قَبِلهم؛ كأبي الزبيرالمكي (محمد بن مسلم بن تدرس).
الرابعة: من اتفق على أنه لا يحتج بشيء مَنْ حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل؛ كبقية بن الوليد.
الخامسة: مَنْ ضُعف بأمر آخر سوى التدليس، فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع إلا إن توبع ممن كان ضعفه يسيرًا كابن لهيعة.
هل كل حديث ضعيف يرتقي وينجبر بمجموع الطرق؟
لا، ليس كل حديث ضعيف يرتقي بمجموع الطرق، فهناك ضعف ينجبر، وضعف لا ينجبر.
قال ابن الصلاح: ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه بل ذلك يتفاوت؛ فمنه ضعف يزيله ذلك بأن يكون ضعفه ناشئًا من ضعف حفظ رواية مع كونه من أهل الصدق والديانة، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر عرفنا أنه مما قد حفظه، ولم يختل فيه ضبطه له، وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك، كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ إذ فيه ضعف قليلٌ يزول بروايته من وجه آخر، ومن ذلك ضعفً لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبر مقاومته، وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهمًا بالكذب، أو كون الحديث شاذًا، وهذه جملة تفاصيلها
تُدرك بالمباشرة والبحث فاعلم ذلك فإنه من النفائس العزيزة، والله أعلم
(1)
.
هل احتجَّ الشيخان برجل ضعيف
(2)
؟
أولًا: وقبل الإجابة عن هذا السؤال: لابد أن نتفطن لأمر وهو أن من أخرج له الشيخان أو أحدهما على قسمين:
أحدهما: ما احتجَّ به في الأصول.
ثانيهما: مَنْ خَرجَّا له متابعة وشهادة (على سبيل الشاهد).
فأصحاب القسم الأول: (المخرج لهم في الأصول) منهم من لم يُتكلم فيه إطلاقًا وذلك لقوته، ومنهم من يكون الكلام فيه تعنتًا والجمهور على توثيقه، فهذا حديثه قوي أيضًا، ومنهم من يكون الكلام في تليينه وحفظه له اعتبار، فهذا حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن.
إذًا، نخلص من هذا التقسيم إلى تأصيل مهم وهو:«ليس في الصحيحين رجلٌ محتجٌّ به في الأصول ورواياته ضعيفة» .
أما أصحاب القسم الثاني (المخرج لهم في المتابعات والشواهد): ففيهم من في حفظه شيء وفي توثيقه تردد.
اذكر أسماء بعض كتب السؤلات.
كانت هناك أسئلة وجُهت لبعض الأئمة يختص ببعض رواة الحديث، هذه
(1)
«علوم الحديث» لابن الصلاح (30).
(2)
الجواب عن هذا السؤال مستفاد من كلام الحافظ الذهبي في كتابه «الموقظة» (79) ط دار السلام.
السؤالات حوت نفعًا عظيمًا وقد طُبعت بعض هذه السؤالات والحمد لله رب العالمين، وإليك ذكر أشهر أسمائها
(1)
:
1 -
سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني في الجرح والتعديل.
2 -
سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة ليحيى بن معين.
3 -
سؤالات أبي عثمان سعيد بن عمرو البرذعي لأبي زرعة الرازي.
4 -
تاريخ عثمان بن سعيد الدرامي عن يحيى بن معين.
اذكر باختصار بعض الكتب الأساسية التي تلزم طالب علم الحديث
(2)
.
يلزمه الآتي:
كتب السنن وهي - باختصار للأهم -
• «فتح الباري شرح صحيح البخاري» ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي.
• «صحيح مسلم» ترتيب محمد فؤاد.
• «صحيح مسلم» شرح النووي.
• «سنن أبي داود» تحقيق عزت عبيد الدعَّاس.
(1)
اكتفيت بذكر بعضها فقط، وإلا فهي كثيرة، وقد عُنيت بخدمتها دار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، بتحقيق أبي عمر محمد الأزهري.
(2)
هذا السؤال بجوابه نقلًا عن كتاب «أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث» (ص 82) تأليف شيخنا أبي عبد الله مصطفى بن العدوي - حفظه الله - بتصرف يسير. ط مكتبة مكة.
• «عون المعبود شرح سنن أبي داود» .
• «تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي» .
• «سنن الترمذي» تحقيق أحمد شاكر.
• «سنن ابن ماجة» ترتيب محمد فؤاد.
• «سنن النسائي» .
• «موطأ مالك» ترتيب محمد فؤاد.
• «التمهيد» لابن عبد البر.
• «مسند أحمد بن حنبل مع فهرست الشيخ ناصر الألباني» .
• «سنن الدّرامي» .
• «مسند الطيالسي» .
• «المنتخب» لعبد بن حميد.
• «مسند الشافعي» .
• «المنتقى» لابن الجارود.
وإذا كان موسًرا فعليه شراء أي كتاب في السنة من الكتب ذوات الأسانيد.
كتب الرجال
• «تقريب التهذيب» .
• «تهذيب التهذيب» .
• «تعجيل المنفعة» لابن حجر.
• «تهذيب الكمال» .
• «لسان الميزان» .
• «الكامل في الضعفاء» لابن عدي.
• «الضعفاء» للعقيلي.
• «ميزان الاعتدال» .
• «التاريخ الكبير» للبخاري.
• «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم.
• «العبر في اخبار من غبر» للذهبي.
• «تذكرة الحفاظ» .
• «الثقات» لابن حبان.
• «تاريخ بغداد» .
وكذلك باقي كتب الرجال والتواريخ إن كان موسرًا.
كتب البحث
• «تحفة الأشراف» .
• «المعجم المفهرس لألفاظ الحديث (ولألفاظ القرآن)» .
• «ذخائر المواريث» .
• «جامع الأصول» وهو من كتب السنة.
• «مفتاح الصحيحين» .
• «لبانة القارئ فهرست لصحيح البخاري» .
• «فهرست مسند أحمد بن حنبل (على الحروف الهجائية)» لبسيوني زغلول.
• وكتب الشيخ ناصر الدين الألباني (بجملتها ففيها خير كثير وبركة في شتى النواحي).
الخاتمة
وفي الختام هذا ما تيسر لي جَمْعهُ «جعلنا الله ممن تَكَلَّف الجهدَ في حفظ السنن، ونشرها، وتمييز صحيحها من سقيمها، والتفقه فيها، والذَّب عنها، إنَّهُ المانُّ على أوليائه بمنازل المقربين، والمتفضل على أحبابه بدرجة الفائزين.
هذا، والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبع رُشده»
(1)
.
والله الموفق لما يحبه ويرضاه
(1)
ما بين التنصيص من كلام ابن حبان رحمه الله في «الثقات» (9/ 297).