المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة في اختيار الموضوع ومنهج البحث فيه الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره - أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية - جـ ١

[سعدي بن مهدي الهاشمي]

فهرس الكتاب

‌مقدمة

في اختيار الموضوع ومنهج البحث فيه

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وبعد ..

فإن الله سبحانه وتعالى قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للنبيين والمرسلين، وبالرسالة الشاملة للناس أجمعين، وأنزل عليه القرآن الكريم، ومثله معه ليبين للناس ما نزل إليهم من أوامره ونواهيه، فصدع بالحق المبين واستقام بأمر الدين وجاهد ونافح حتى اكتمل التنزيل وأشهد أصحابه على ذلك بقوله في حجة الوداع: "

ألا هل بلغت" والخلق من حوله وعلى مد البصر يقولون: "

بلى قد بلغت" فيقول: "اللهم فاشهد" وانتقل إلى الرفيق الأعلى والقرآن قد اكتملت أحكامه ودونت سوره وآياته ووعته قلوب الرجال وحفظته صدورهم وذلك وعد الله سبحانه وتعالى بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

(1)

.

أما الوحي الثاني وهو البيان المتمثل - بالسنة النبوية - بقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}

(2)

، فقد وعاها الصحابة رضي الله

عنهم وحرصوا عليها كل الحرص فهي الواقع العملي في حياتهم كافة، وهي

(1)

سورة الحجر: الآية 9.

(2)

سورة النحل: الآية 44.

ص: 5

الترجمان والبيان لمجمل القرآن، وقد أمروا بالتثبت على أتباعها. قال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

(1)

. واشترط لمحبته اتباع نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام في جميع الأحكام، قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}

(2)

. وقرن طاعة الرسول بطاعته فقال {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}

(3)

، فكانت السنة النبوية محفوظة مصونة من التحريف والتزوير، وقد رأى بعض الصحابة رضي الله عنهم من حرصهم على حفظها - أن يدونها لا سيما بعد أن اطمأنوا إلى أن القرآن الكريم اكتمل جمعه وتدوينه، وزال الخوف من التباسه واختلاطه بغيره، واستثنائاً بقوله عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة "اكتبوا لأبي شاة"

(4)

وغير ذلك. فكتبوا صحفاً ضمنوها بعض أقواله وأحكامه وأفعاله كصحيفة سعد بن عبادة الأنصاري، وصحيفة أبي هريرة، وصحيفة عبد الله بن أبي أوفى، وصحيفة جابر بن عبد الله، والصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص، والصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه، إضافة إلى ما كان يكتبه الخلفاء لبعض القبائل أو العمال ككتاب أبي بكر الصديق لأنس بن مالك في فرائض الصدقة التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب عمر بن الخطاب لعتبة بن فرقد، وصحيفة علي بن أبي طالب التي كان فيها العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر

(5)

.

قال الحافظ ابن رجب: "اعلم أن العلم المتلقى من النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله، كان الصحابة رضي الله عنهم في زمن نبيهم صلى الله عليه وسلم يتداولونه بينهم حفظاً له ورواية، ومنهم من كان يكتب .. " ثم

(1)

سورة الحشر: الآية 7.

(2)

سورة آل عمران: الآية 31.

(3)

سورة النساء: الآية 80.

(4)

انظر: صحيح البخاري ج 1، ص 38 لكنه يذكر (لأبي فلان) بدل (لأبي شاه) وانظر كذلك: مسند أحمد ج 12، ص 235، وتقييد العلم للخطيب البغدادي ص 89.

(5)

انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة للدكتور الفاضل أكرم العمري، ص 222 - 224، وانظر كذلك: تاريخ التراث العربي ج 1، ص 232 - 235، 254 - 255.

ص: 6

قال: "ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان بعض الصحابة يرخص في كتابة العلم، وبعضهم لا يرخص في ذلك. ودرج التابعون أيضاً على مثل هذا الاختلاف"

(1)

.

ولما وقعت الفتنة الظلماء، والمحنة الدهياء بمقتل صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثالث الخلفاء عثمان بن عفان شهيد الدار رضي الله عنه، ركب الناس الصعب والذلول، وهاجوا وماجو وولجوا الفتن وزين لهم إبليس - لعنه الله - المعاصي ملبّسة بثياب الطاعات، أخذ رؤوس الفتن ومشايعوهم يضعون الأحاديث لنصرة مذهبهم، ولزيادة سوادهم، وإضلال الناس عن دينهم، إضافة إلى ذلك دور الزنادقة والشعوبيين وأبناء المجوس وغيرهم ممن ادعى محبة أهل بيت النبي الكريم، وهم يضمرون للإسلام الشر الدفين، وكذا القصاص، والجهال من الصالحين

(2)

.

فهبّ رجال شرح الله صدورهم للتقوى، وجعل في قلوبهم الحمية والغيرة على سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخذوا يفتشون عن الرجال ويميزون الأصيل من الدخيل، والمستقيم من الإفك المبين، ونذروا أنفسهم لله، وتركوا الأهل والأحباب والديار والأتراب، وشدوا الرحال، وأخذوا بالأسباب، وبحثوا عن آثار المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث نزل الأصحاب رضي الله عنهم وصبروا على تدوينها، وصابروا على حفظها، وتظافرت الجهود، والتحمت الأفكار، فوضعوا قوانين للسنة النبوية، وميزوا بين الرجال العدول الثقات، عن المجروحين والكذابين وصنفوهم حسب الأمصار أو الطبقات، وميزوا بين من تشرف بمرتبة الصحبة، عمن انتحلها أو وهم فيه، واهتموا بالإسناد، وعدوه من عدتهم، حتى إن سفيان الثوري قال:" الإسناد سلاح المؤمن"

(3)

، وقال ابن مبارك:"الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"

(4)

.

(1)

انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب، ص 64.

(2)

انظر: المجروحين ج 1، ص 62 - 88.

(3)

المجروحين لابن حبان ج 1، ص 27.

(4)

المجروحين لابن حبان ج 1، ص 27.

ص: 7

ومن ثمرة هذه الجهود المباركة ظهور علم الجرح والتعديل

(1)

بشكل منسق منضبط بقواعد وأصول، واستخدام مصطلحات وألفاظ دقيقة محكمة تعارف عليها أئمة هذا الشأن. فكان علماً مستقلاً متكاملاً، ومن أتقنه، فقد أتقن نصف العلم. قال علي بن المديني:" الفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم"

(2)

.

لذلك لم يتقنه إلا نزر يسير في كل طبقة من طبقات حفاظ المحدثين. ومن هؤلاء الأئمة الذين عرفوا به شعبة بن الحجاج (ت (160) هـ)، وسفيان الثوري (ت (161) هـ) و الإمام مالك (ت (179) هـ)، ثم بعدهم ابن المبارك (ت (181) هـ)، ووكيع بن الجراح (ت (197) هـ) ويحيى بن سعيد القطان (ت (198) هـ) والإمام الشافعي (ت (204) هـ). وبعدهم يحيى بن معين (ت (233) هـ) وعلي بن المديني (ت (234) هـ)، وزهير بن حرب أبو خيثمة (ت (234) هـ)، وعبيد الله بن عمر القواريري (ت (235) هـ)، وإسحاق بن راهويه (ت (238) هـ) وأحمد بن حنبل (ت (241) هـ). وبعدهم عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت (255) هـ)، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت (256) هـ)، ومحمد بن يحيى الدهلي النيسابوري (ت (258) هـ)، ومسلم بن الحجاج (ت (261) هـ) وأبو زرعة الرازي (ت (264) هـ)، وأبوداود السجستاني (ت 275) وغير هؤلاء، ولقد تميز هؤلاء المذكورون عن الكثير من الحفاظ المتقنين بالإمعان في الحفظ وكثرة الكتابة وأفرطوا في الرحلة، وواظبوا على السنة والمذاكرة والتصنيف والمدارسة.

وهكذا حفظ الله سبحانه وتعالى لنا المصدر الثاني في التشريع بعد كلامه

(1)

أن نقد الرجال والتحري عن ضبط الرواة للحديث ابتدأ منذ عمر الصحابة رضي الله عنهم فتكلم في الرجال عمر، وعلي، وابن عباس، وابن سلام، وابن الصامت، وأنس، وعائشة، وصرح كل منهم بتهذيب من لم يصدقه فيما قَال. وكذا من التابعين كالشعبي، وابن سيرين، وابن المسيب، وابن جبير. وأما بالشكل المنضبط بالقواعد والمصطلحات، فنشأ في القرن الثاني، واستمر واكتمل في القرن الثالث. انظر: الإعلان بالتوبيخ ص 706 وما بعدها والمجروحين لابن حبان ج 1، ص 31 - 58.

(2)

انظر: المحدث الفاصل ص 320، ومقدمة الذهبي في تذهيب تهذيب الكمال.

ص: 8

العزيز الوجيز بتسخير الثقات العدول لخدمة السنة النبوية وحفظها، الذين قال فيهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"

(1)

.

فوصلت إلينا كاملة المعالم شاملة الأغراض، متعددة الطرق مبيناً ناسخها من منسوخها، وخاصها من عامها، ولا يماري في ذلك إلا جاهل ضيق التفكير، أو حاقد مغرض، أو رافضي معاند، أو كتابي مكابر.

ولقد خلد لنا سجل حفاظ الآثار النبوية الكثير منهم، ومن بين هؤلاء الذين جمعوا بين معرفة الرجال وصنفوا فيهم، وميزوا بينهم وعلى خبرة شاملة لعلل الحديث، ودراية واسعة بفقهه، محدثنا أبو زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم الرازي، الذي حاز الرتبة المتقدمة بين أقرانه وشيوخه، فتواتر ثناؤهم عليه، ولذلك الثناء العاطر والمنزلة المرموقة بين جهابذة الحفاظ، ولما اجتمع فيه من علم غزير بالسنة النبوية بجميع فنونها وعلومها اخترته موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه والذي شجعني على ذلك ما حازه كتابه الضعفاء من الشهرة الواسعة بين أوساط المحدثين، لما اشتمل عليه من المادة الغزيرة التي أسهمت إسهاماً واضحاً في دعم وترسيخ علم الرجال، وذلك بالكشف عن حال ودرجة الكثير من حملة السنة ورواة الآثار.

وقد جعلت الرسالة في مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.

(1)

قال القسطلاني عن هذا الحديث: "رواه من الصحابة أسامة بن زيد، وابن عمر، وابن عمرو، وابن مسعود، وابن عباس، وجابر بن سمرة ومعاذ، وأبو هريرة- رضي الله عنهم وأورده ابن عدي من طرق كثيرة كلها ضعيفة كما صرح به الدارقطنى وأبو نعيم، وابن عبد البر لكن يمكن أن يتقوى بتعدد طرقه ويكون حسناً كما جزم به ابن كيكلدي العلائي". انظر: إرشاد الساري ج 1، ص 4 ورواه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث من طريق معاذ بن جبل، وأبي هريرة، وأسامة بن زيد، وروى بسنده إلى مهنأ بن يحيى أنه قال: "سألت أحمد - يعنى ابن حنبل- عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري

" وذكر الحديث

، فقلت لأحمد:"كأنه كلام موضوع! قال: لا هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت قال: من غير واحد. قلت: من هم؟ قال: حدثني به مسكين؟ إلا أنه يقول: معان، عن القاسم بن عبد الرحمن. قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به". انظر: شرف أصحاب الحديث، ص 11، 28، 29، 30، وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 17 حيث روى ابن أبي حاتم هذا الحديث بسنده وانظر كذلك: التمهيد لابن عبد البر، ج 1، ص 59.

ص: 9

تكلمت في المقدمة عن السنة وأهميتها، وجهود العلماء في المحافظة عليها وحرصهم عل تدوينها وخدمتها، وعن سبب اختياري لهذا الموضوع، وعن خطتي في البحث.

أما الباب الأول: فخصصته لدراسة حياة الإمام أبي زرعة الرازي، ويقع في تسعة فصول.

فالفصل الأول: هو عبارة عن التعريف بالمراكز العلمية في بلاد خراسان وما جاورها، وتعريف بمدينة الري، بلد أبي زرعة. وتكلمت عن طبقات المحدثين في الري ابتداء من عصر التابعين حتى عصر أبي زرعة، وكذلك ذكرت أهم العوائل العلمية، ثم تكلمت عن الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية في البلد، وأثر ذلك على محدثنا، ودوره فيها. ثم ختمت الفصل بأهمية الريّ بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى.

وأما الفصل الثاني: فقد تناول اسمه، ونسبه، وكنيته، وهو: عبيد الله ابن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود، مولى عياش بن مطرف بن عبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرش المخزومي، أبو زرعة الرازي. وذكرت سبب تكنيته بهذه الكنية، والاختلاف في تحديد السنة التي ولد فيها، ورجحت أحد التواريخ الأربعة وهو عام 194 هـ، مع سرد للمصادر التي ترجمت له. وذكرت أسرته، ومن اشتهر بها بطلب العلم.

أما الفصل الثالث: فخصصته بنشأته العلمية وتحصيله لعلوم الحديث مع ذكر رحلاته إلى المراكز العلمية في ذلك العصر، وذكر أخباره وأحواله في كل بلد.

أما الفصل الرابع: فهو خاص بمشيخته، حيث جمعت شيوخه من المصادر المخطوطة والمطبوعة، وأقول وبكل ثقة، أصبح هذا الفصل المصدر الرئيسي لشيوخه، حتى من تحمل عنهم الحديث بطريق المكاتبة، ثم بينت في هذا الفصل أيضاً الرواة الذين ترك الرواية عنهم. وختمته بمناقشة لقول ابن حجر حيث نص على أن كل من حدث عنه أبو زرعة يعد ثقة، وبينت بالأدلة أن هذا القول لا يؤخذ مطلقاً، بل قد يروي عن بعض الضعفاء وشأنه في هذا شأن الأئمة.

ص: 10

أما الفصل الخامس: فهو خاص بتلاميذه والرواة عنه، وقد جمعتهم من كتب الرجال والتواريخ مطبوعة ومخطوطة.

أما الفصل السادس: فهو خاص بعلومه ومؤلفاته. أما علومه فقد ذكرت نماذخ منها كمعرفته بعلم القراءات، ومعرفته وإتقانه لموطأ الإمام مالك، وكذلك بعض أقواله في مصطلح الحديث، وأما مؤلفاته فعددتها وتكلمت عنها وأقمت الأدلة على نسبتها إليه، ومصادره في بعضها كالتفسير مع ذكر بعض النماذج التي وقفت عليها من التفسير والمسند وأعلام النبوة وغيرها.

أما الفصل السابع: فأفردته بحفظه- باعتباره أحد الحفاظ القلائل الذين حازوا هذه الرتبة- فذكرت طائفة من أقوال وثناء العلماء عليه، ثم تكلمت عن مكانته أيضاً بين علماء عصره، وحبهم وتقديرهم له مع ذكر أقوال طائفة منهم وبعض رسائلهم التي كانوا يرسلونها إليه متضمنة الثناء العاطر والشكر المتواصل مع الدعاء.

أما الفصل الثامن: فتكلمت فيه عن مذهبه الفقهي، وإحاطته بالمذاهب الفقهية المشهورة، وذكرت عقيدته مع جملة من أقواله في المعتقد، واعتمدت في الدرجة الأولى على عقيدته التي ضمنها هبة الله اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة، وتكلمت فيه أيضاً عن زهده ومحبته لزهاد عصره وأدبه معهم، وختمت الفصل بذكر وفاته وبعض الأشعار التي قيلت في رثائه.

أما الفصل التاسع: فهو خاص بمنهجه في تعليل الأحاديث، فقدمته بكلام عن العلة وأهمية العلم بمعرفة علل الحديث، ومعرفة أبي زرعة فيه، وثناء بعض الأئمة عليه في ذلك، مع ذكر بعض الحوادث التي تشهد لتلك المعرفة، ثم شرعت في بيان منهجه، وذلك من خلال دراستي لكتاب علل الحديث لابن أبي حاتم، الذي هو عبارة عن أسئلة وجهها لأبيه وأبي زرعة في علل الحديث.

أما الباب الثاني: فيتكون من تمهيد، والنص الذي حققته، ويتضمن

ص: 11

كتاب أسماء الضعفاء والمتكلم فيهم لأبي زرعة المسمى بـ (كتاب الضعفاء) مع أجوبته على أسئلة البرذعي أيضاً.

أما التمهيد، فيتكون من اثنتي عشرة فقرة:

الأولى: في اسم الكتاب، ومؤلفه.

والثانية: في أهم الأسئلة المدونة.

والثالثة: في أهمية أجوبة أبي زرعة.

والرابعة: المصنفات التي نقلت عن الأجوبة.

والخامسة: منهج أبي زرعة في الأجوبة.

السادسة: الشيوخ الذين روى عنهم واستدل بأقوالهم في الأجوبة.

السابعة: الرجال الذين ذكرهم في الأجوبة.

الثامنة: ألفاظ التجريح التي أطلقها في الرواة.

التاسعة: ملاحظات حول كتاب أسامي الضعفاء له.

العاشرة: تراجم رواة الأجوبة.

الحادية عشرة: وصف المخطوطة.

الثانية عشرة: منهجي في التحقيق.

ثم بعد التمهيد حققت النص المذكور بالطريقة التي وصفتها في الفقرة الثانية عشرة من التمهيد.

أما الباب الثالث: فيتكون من أربعة فصول:

الفصل الأول: جمعت فيه أسماء الرواة الذين جرحهم أبو زرعة ولم يرد ذكرهم في أجوبته على أسئلة البرذعي، ولا في كتابه الضعفاء. وهذا الفصل يعتبر كالمستدرك للنص المحقق.

أما الفصل الثاني: فقد جمعت فيه أسماء الرواة الذين عدّلهم أبو زرعة مع ألفاظ التوثيق فيهم، من كتب الجرح والتعديل والطبقات والتواريخ.

أما الفصل الثالث: فذكرت فيه الرواة الذين جرحهم أبو زرعة مرة ووثقهم مرة أخرى وبينت السبب في ذلك.

أما الفصل الرابع: فهو خاص بالأئمة الذي انتقدهم أبو زرعة وجرحهم مع الدفاع عنهم، وحاولت التوفيق بين الأقوال والأسباب الداعية لذلك.

وأما الخاتمة، فقد ضمنتها النتائج التي توصلت إليها بعد دراستي لهذا الإمام الحافظ.

ص: 12

ولقد رأيت من إتمام الفائدة أن أضع خلاصة لهذه الرسالة باللغة الإنكليزية، كي يعلم من تهمهم الدراسات المتعلقة بالسنة النبوية وحفاظها ما احتوته الرسالة.

ولقد زودت الرسالة ببعض الصور التوضيحية وخارطة موضح فيها الأماكن التي رحل إليها أبو زرعة الرازي طلباً للسنة النبوية، وكذلك بعض لوحات من المخطوط كي يطلع القارئ الكريم على صعوبة خطها ومشكلاته وبعض الأماكن المهمة منه كبداية الكتاب مع سند روايته، ونهايته، وبداية كتاب الضعفاء. ووضعت بعد هذه المقدمة الرموز المستخدمة عند المحدثين التي تدل على المصنفات التي فيها أحاديث ذلك الراوي، لأني قد وضعت أمام كل راو الرمز المتعلق به.

وفي ختام هذه المقدمة أرى لزاماً علي أن أوفي صاحب الحق حقّه، وذا الفضل فضله، وأن من أولى الناس بهذا، فضيلة الأستاذ الدكتور الحسيني عبد المجيد هاشم المشرف على هذه الرسالة، لما قدمه لي من جهد وتوجيه كريم- على كثرة أعماله ومسؤولياته وضيق وقته. كما أسجل شكري وتقديري لأستاذي الفاضل الدكتور القدير أكرم ضياء العمري وكذلك الأستاذ الكريم الدكتور محمود الميرة لما أبدياه من ملاحظات قيمة نافعة أسهمت في خدمة الرسالة فجزاهما الله خير الجزاء ونفع بهما طلاب العلم.

وأشكر السيد الفاضل صبحي السامرائي الذي انتفعت بمكتبته العامرة، من الكتب المخطوطة والمطبوعة.

وكذلك أتوجه بخالص الشكر والتقدير للجامعة الإسلامية لسعيها في نشر هذا الكتاب وغيره من كتب السلف الصالح.

كما أشكر أيضاً إدارة وعمال الشركة المتحدة على جهودهم في إخراج الكتاب بهذه الصورة.

وأسأل الله أن يرزقني الإخلاص، وينظمنا في موكب خدام سنة نبيه الكريم، وأن يجنبنا الزلل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ص: 13

‌الرموز المستخدمة

للدلالة على الكتب التي خرجت أحاديث الرواة الذين ورد ذكرهم في هذه الرسالة:

(ع) للستة

(4)

للأربعة

(خ) للبخاري

(م) لمسلم

(د) لأبي داود

(ت) للترمذي

(س) للنسائي

(ق) لابن ماجة

(خت) للبخاري في التعاليق

(بخ) للبخاري في الأدب المفرد

(ى) للبخاري في جزء رفع اليدين

(عخ) للبخاري في خلق أفعال العباد

(ز) للبخاري في جزء القراءة خلف الإمام

(مق) لمسلم في مقدمة كتابه (الجامع الصحيح)

(مد) لأبي داود في المراسيل

(قد) لأبي داود في القدر

ص: 14

(خد) لأبي داود في الناسخ والمنسوخ

(ف) لأبي داود في كتاب التفرد

(صد) لأبي داود في فضائل الأنصار

(ل) لأبي داود في المسائل

(كد) لأبي داود في مسند مالك

(تم) للترمذي في الشمائل

(سي) للنسائي في اليوم والليلة

(كن) للنسائي في مسند مالك

(ص) للنسائي في خصائص علي

(عس) للنسائي في مسند علي

(فق) لابن ماجة في التفسير

(أ) للإمام أحمد في المسند

(فه) للإمام أبي حنيفة في المسند

(فع) للإمام الشافعي

(ك) للإمام مالك في الموطأ

ص: 15

الباب لأول

ويشتمل على تسعة فصول

الفصل الأول: التعريف بالمراكز العلمية في بلاد خراسان ومجاورها وخاصة بالري.

الفصل الثافي: اسمه ونسبه، وكنيته، وولادته، وأسرته.

الفصل الثالث: نشأته ورحلاته في طلب العلم.

الفصل الرابع: شيوخه.

الفصل الخامس: تلاميذه والرواة عنه.

الفصل السادس: علومه ومؤلفاته.

الفصل السابع: حفظه ومكانته بين العلاه.

الفصل الثامن: مذهبه، وعقيدته وزهده، ووفاته.

الفصل التاسع: منهجه في بيان علل الحديث.

ص: 17

‌الفصل الأول: أهم المراكز العلمية في بلاد خراسان وما جاورها

شهد فتوحات بلاد خراسان الكثير من الصحابة والتابعين، وحبذ بعضهم الاستقرار فيها حتى وفاته. قال الحاكم:"نزل خراسان من الصحابة وتوفي بها بريدة بن حصيب الأسلمي، مدفون بمرو، وأبو برزة الأسلمي والحكم بن عمرو الغفاري، وعبد الله بن خازم الأسلمي المدفون بنيسابور، وقثم بن العباس المدفون بسمرقند"

(1)

.

ويعني نزول أحد الصحابة، أو أحد كبار التابعين في بلد من هذه البلاد انتشار العلم فيها، وتبليغ سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وبمرور الزمن نشطت الحياة الفكرية في هذه المدن، وأصبحت مراكز علمية تقصد من قبل طلاب الحديث، ويرحل إليها. ومن أهم هذه المراكز:

‌1 - الدينور:

مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين وتقع أطلال مدينة الدينور على نحو خمسة وعشرين ميلاً من غربي كنكوار- مدينة إيرانية وعلى ستين ميلاً جنوب مدينة سحنة وهي القاعدة الحديثة لإقليم كردستان الفارسي أي الجهة الغربية الشمالية من إيران الحديثة. ينسب إليها خلق كثير من أهل الأدب والحديث كمحمد بن عبد العزيز، وأبي محمد بن قتيبة، وعبد الله بن وهب أبي محمد الدينوري الحافظ

(2)

.

(1)

انظر: معرفة علوم الحديث ص 194.

(2)

انظر: علم التاريخ عند المسلمين لفرانز روزنثال ص 665، ومعجم البلدان مادة (الدينور) وبلدان الخلافة الشرقية ص 224 - 225.

ص: 19

‌2 - همذان:

بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون همذان بينها وبين الري ستون فرسخاً

(1)

. وهي دار السنة صار بها علماء من سنة (200) هـ، وهلم جراً

(2)

.

‌3 - قزوين:

بالفتح ثم السكون، وكسر الواو، وياء مثناة من تحت ساكنة ونون، مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخا. وتقع قزوين في الوقت الحاضر على نحو مائة ميل شمال غربي طهران وهي في أسفل الجبال العظيمة وينسب إليها خلق لا يحصون ومنها محمد بن سعد ابن سابق الرازي القزويني، والطنافسي، وعمرو بن رافع، وخلق غيرهم

(3)

.

‌4 - جرجان:

بالضم، وآخره نون، مدينة عظيمة مشهورة بين طبرستان، وخراسان وتسمى جرجان في الوقت الحاضر (كركان) وتمتد هذه المدينة في جنوب شرقي بحر قزوين في نهاية الخط الحديدي القادم من طهران. وقد خرج منها خلق من الأدباء، والعلماء، والفقهاء، والمحدثين

(4)

.

‌5 - نيسابور:

فتح أوله، مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء ومنبع العلماء وتسمى في الوقت الحاضر نيشابور وتقع إلى الجنوب من (مشهد) وعلى بعد (125) كم منها. وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى، وتسمى دار السنة والعوالي، صارت بإبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبد الله، ثم يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه

(5)

.

‌6 - طوس:

مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ وطوس في الوقت الحاضر قرية صغيرة عامرة تقع إلى الشمال الغربي من (مشهد) وعلى بعد (20) كم منها على ضفة نهر هراة، ومشهد مدينة إيرانية مشهورة

(1)

انظر: معجم البلدان مادة (ساوة).

(2)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (همذان) ومادة (ساوة).

(3)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (قزوين) وبلدان الخلافة الشرقية ص 253.

(4)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (جرجان) وبلدان الخلافة الشرقية ص 417 وخراسان لمحمود شاكر ص 59.

(5)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (نيسابور)، وخراسان لمحمود شاكر ص 61.

ص: 20

دفن بها الإمام الثامن عند الشيعة علي الرضا ت (202) هـ بجانب قبر الخليفة هارون الرشيد ت (193) هـ رحمهما الله. وقد خرج منها من أئمة أهل العلم، والفقه ما لا يحصى كمحمد بن أسلم الطوسي، وأصحابه

(1)

.

‌7 - هراة:

بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان وهي في الوقت الحاضر من المدن الأفغانية المشهورة تقع على مجرى نهر هاري ومن أئمتها عبد الله بن واقد، والفضل بن عبد الله الهروي

(2)

.

‌8 - مرو:

وتسمى مرو الشاهجان: وهي مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخاً، وتقع مرو اليوم ضمن بلاد التركمان (تركمانستان) تحت السيطرة الشيوعية الروسية. وقد خرجت من الأعيان، وعلماء الدين، والأركان مالم تخرج مدينة مثلهم، وكان بها بريدة ابن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطائفة من الصحابة، ثم عبد الله بن بريدة ويحيى بن يعمر، وعدة من التابعين ثم ابن المبارك، وسفيان، وأحمد وغيرهم

(3)

.

‌9 - بلخ:

مدينة مشهورة بخراسان وهي من أجلّ مدن خراسان، وأذكرها، وأكثرها خيراً، وأوسعها غلة وتقع على نهر يعرف باسمها. وهي إلى الغرب من مدينة مزار شريف- حيث دفن فيه على ما يقال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو كذب صريح - على مسافة مائة كيلومتر تقريباً. وينسب إليها خلق كثير منهم محمد بن علي بن طرخان ابن عبد الله أبو بكر البلخي البيكندي، وكان حافظاً للحديث حسن التصنيف توفي سنة

(1)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (طوس)، وخراسان لمحمود شاكر ص 61، وبلدان الخلافة الشرقية ص 430.

(2)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (هراة) وخراسان لمحمود شاكر ص 55.

(3)

انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (مرو الشاهجان).

ص: 21

278 هـ، والحسن بن شجاع الحافظ وغيرهما

(1)

.

وهي من المدن الأفغانية المهمة في الوقت الحاضر.

‌10 - بخارى:

بالضم: من أعظم مدن ما وراء النهر، وأجلها، وينسب إليها خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتى، منهم المسندي، والبخاري

(2)

. وتقع الآن في جمهورية أوزبكستان في الاتحاد السوفياتي.

‌11 - سمرقند:

بفتح أوله وثانيه، بلد معروف مشهور، قامت منذ عام (1871) مدينة روسية جديدة إلى الغرب من مدينة سمرقند ربطت بالسكة الحديدية مع الخط الحديدي الخاص ببلاد ما وراء بحر قزوين. وينسب إليها جماعة كثيرة كأبي عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد ابن نصر المروزي

(3)

.

‌12 - الشاش:

بالشين المعجمة بالريّ قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء، ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر، وهي آخر بلاد الإسلام التي بها الحديث وتسمى في الوقت الحاضر (تاشكند) أو (طاشقند) وهي عاصمة تركستان الروسية منها الحسن بن الحاجب، والهيثم بن كليب

(4)

..

‌13 - فرياب:

بكسر أوله، وسكون ثانيه، ثم ياء مثناة من تحت، وآخره باء موحدة بلد من نواحي بلخ، إن خرائب مدينة فرياب (فارياب) قد تطابق ما يعرف اليوم بـ (خيراباد) حيث توجد قلعة قديمة تحيط بها تلول من الآجر وكانت من أجل مدن الجوزجان في العصور الوسطى

(1)

انظر: علم التاريخ عند المسلمين ص 667، ومعجم البلدان في مادة (بلخ)، وخراسان لمحمود شاكر ص 55 وبلدان الخلافة الشرقية ص 464 - 465.

(2)

انظر المصدرين السابقين ص 667، ومادة (بخارى).

(3)

انظر: المصدرين السابقين ص 667، ومادة (سمرقند)، ودائرة المعارف الإسلامية ج 12 ص 202.

(4)

انظر: المصدرين السابقين ص 667، ومادة (الشاش) وبلدان الخلافة الشرقية ص 477، 518.

ص: 22

والجوزجان مدينة مشهورة في أفغانستان الحديثة. خرج منها جماعة من العلماء أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي صاحب الثوري، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي صاحب التصانيف سمع بفرياب في سنة (226) هـ

(1)

.

‌14 - خوارزم:

أوله بين الضمة والفتحة، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة هكذا يتلفظون به، بلد كبير وخوارزم في الوقت الحاضر في بلاد جمهورية أوزبكستان قريبة من بحيرة خوارزم التي تعرف الآن باسم بحر آرال. والذين ينسبون إليه من الأعلام والعلماء لا يحصون، منهم داود بن رشيد، أبو الفضل الخوارزمي توفي سنة (239) هـ

(2)

.

‌15 - شيراز:

بالكسر، وآخره زاي. بلد عظيم مشهور معروف مذكور وهو قصبة بلاد فارس. وتقع الآن جنوبي أصبهان وقد نسب إلى شيراز جماعة كثيرة من العلماء في كل فن، ومن محدثيها الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان القاضي الشيرازي توفي سنة (272) هـ

(3)

.

‌16 - أصبهان:

منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر، وكسرها آخرون، مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها وهي الآن من أشهر المدن الإيرانية. وقد خرج منها من العلماء والأئمة في كل فن مالم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد؛ فإن أعمار أهلها تطول، ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث، وبها من الحفاظ خلق لا يحصون

(4)

.

(1)

انظر: المصدرين السابقين ص 667، ومادة (فرياب)، وبلدان الخلافة الشرقية ص 467.

(2)

انظر: المصدرين السابقبن ص 667، ومادة (خوارزم) والمسلمون تحت السيطرة الشيوعية لمحمود شاكر ص 45.

(3)

انظر: علم التاريخ عند المسلمين ص 667، ومعجم البلدان في مادة (شيراز) ودائرة المعارف الإسلامية، 14 ص 20.

(4)

انظر: معجم البلدان في مادة (أصبهان).

ص: 23

‌الريّ

قال ياقوت الحموي: "الري: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربياً فأصله من رويت على الراوية أروى رياً فأنا راو إذا شددت عليها الرواء"

(1)

.

قال أبو منصور: "أنشدني أعرابي، وهو يعاكمني: رياً تميمياً على المزايد"

(2)

.

وحكى الجوهري: "رويت من الماء بالكسر. أروى رَيّاً وَرِيّاً، وروى مثل رضىً"

(3)

وهي مدينة في بلاد الجبال قد يشاهد الرائي أطلالها على مسيرة خمسة أميال تقريباً من الجنوب الشرقي من طهران- عاصمة إيران- وهي إلى الجنوب من طنف من جبال البرز يمتد إلى السهل. وتقع قرية شاه عبد العظيم وضريحه جنوبي الاطلال مباشرة

(4)

. فتحها المسلمون أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (20) للهجرة وقيل سنة (19)

(5)

. واهتموا بها لموقعها الخطير من بلاد المشرق من الناحية العسكرية والإدارية، ولشهرتها التجارية وغير ذلك من الأسباب. فجمعت لتراثها القديم وشهرتها روعة الإسلام وتعاليمه القويمة حتى أضحت مركزاً علمياً هاماً خلد عبر العصور والأجيال.

وسنذكر في الصفحات القادمة من هذا الفصل لمحات عن جوانب لهذا المركز العلمي.

‌نماذج من طبقات المحدثين في الري

بعد أن دخل الإسلام إلى بلاد الري ورسخ في القلوب بدأ كثير من أبنائه يحرصون على تعلم أحكام الدين المختلفة وآدابه، فانتشرت في طول البلاد وعرضها

(1)

انظر: معجم البلدان مادة (الري).

(2)

انظر: تهذيب اللغة ج 15 ص 314.

(3)

انظر: الصحاح للجوهري ج 6 ص 2364.

(4)

انظر: دائرة المعارف الإسلامية ج 10 ص 285.

(5)

انظر: فتوح البلدان ق 2 ص 390.

ص: 24

بيوت الله حيث حلق العلم والتعلم والمذاكرة، ورحل الكثير منهم إلى المراكز العلمية الأخرى للاغتراف من مناهل العلم والتزود ثم الرجوع إلى الري لتعليم وتبليغ أهله العلم. فبرز الكثير من العلماء الأعلام ابتداء من عصر التابعين حتى بلغت عصرها الذهبي في القرن الثالث، ومن هؤلاء:

1 -

(ع) الزبير بن عدي الهمداني اليامي، أبو عدي الكوفي قاضي الري (ت (131) هـ)

(1)

.

2 -

(خت ت س) عنبسة بن سعيد بن الضريس الأسدي أبو بكر الكوفي قاضي الري الّذي روى عن ابن المبارك (ت (181) هـ) وطبقته

(2)

.

3 -

(د) شعيب بن خالد البجلي الرازي الذي روى عن الزهري (ت (124) هـ) وغيره

(3)

.

4 -

(ع) الحافظ الحجة جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله، الرازي، القاضي الذي رحل إليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه (ت (188) هـ)

(4)

.

5 -

(م ت) يحيى بن الضريس بن يسار البجلي مولاهم، أبو زكرياء، الرازي كان عنده عن حماد بن سلمة عشرة آلاف، وعن الثوري عشرة آلاف أو نحوه (ت (203) هـ)

(5)

.

6 -

(ع) هشام بن عبيد الله الرازي، السبتي الفقيه قال عن نفسه: لقيت ألف وسبعمائة شيخ، وأنفقت في العلم سبعمائة ألف درهم، ووصفه الذهبي بأنه كان داعية للسنة محطاً على الجهمية (ت (211) هـ)

(6)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 579، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 317.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 399، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 155.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 506، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 352.

(4)

انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 1/ 506، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 75.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 158 - 160، وتهذيب التهذيب ج 11، ص 232.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 47 - 48، وتذكرة الحفاظ ج 1/ 387 - 388.

ص: 25

7 -

(ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان، التميمي أبو إسحاق الرازي الفراء، كتب عنه أبو زرعة مائة ألف حديث (ت (220) هـ)

(1)

.

‌العوائل العلمية في الريّ

ومن مظاهر الحركة العلمية في الري وجود عوائل علمية- بيوتات- حافظت على التراث العلمي وبثه بين أبناء الري وطلبة العلم فيها. وكانت هذه الظاهرة نتيجة لوسائل وأسباب أخذ بها العلماء الأعلام من أهل الري، فقد دأبوا على تربية أولادهم والذين تحت رعايتهم من عوائلهم تربية خاصة حرصاً منهم على تخريجهم علماء عاملين يحملون العلم عنهم ويبلغونه لغيرهم. فكانوا يصطحبون أبناءهم معهم في رحلاتهم كي يعتادوا على طلب الحديث وتدوينه من العلماء الكبار في المراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق وكذلك فقد كانوا يأخذونهم إلى مجالس العلم في المساجد وبيوت بعض الأمراء والرؤساء وبيوت العلماء حيث يرتادها فحول المحدثين الذين يقدمون للري فيدونون الأحاديث عنهم أو يأخذون الإذن بالرواية وهكذا تسلم الأمانة إلى الأبناء ومن بعدهم إلى الأحفاد، وكان رائدهم قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"

(2)

. فيورثونهم العلم والصلاح، وكان خير ما يعتز به المؤمن علم أبيه ومصنفاته فيحافظ عليها ويرويها ويميز بين صحيحها وضعيفها وذلك من خلال معرفته لمنهج أبيه أو جده. ومن هذه العوائل التي عنيت بالحديث:

1 -

عائلة يحيى بن الضريس بن يسار البجلي مولاهم أبو زكرياء الرازي (ت (253) هـ)

(3)

.

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 170 - 171، وتذكرة الحفاظ ج 2/ 449.

(2)

انظر الحديث في: صحيح مسلم في الوصية حديث رقم (1631)، وسنن أبي داود في الوصايا حديث رقم (14)، وجامع الترمذي في كتاب الأحكام باب/36، وسنن النسائي ج 6/ 210، وفضل الله الصمد ج 1/ 113.

(3)

انظر: تذكرة الحفاط ج 2/ 643، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 198.

ص: 26

2 -

عائلة أبي عبد الله محمد بن عاصم النصر أباذي الرازي (ت (230) هـ)

(1)

.

3 -

عائلة سهل بن زنجلة الصغدى، السعدي، أبو عمرو الأشتر الرازي الحافظ (قدم بغداد في (231) هـ)

(2)

.

4 -

عائلة عبد المؤمن بن علي الزعفراني، الأسدي الكوفي

(3)

.

5 -

عائلة فرات بن خالد الضبي، أبو إسحاق الرازي الحافظ

(4)

.

6 -

عائلة أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الهسنجاني الرازي (ت (301) هـ)

(5)

.

7 -

عائلة أبي زرعة وأبي حاكم

(6)

.

‌المذاهب الفكرية والفقهية في الريّ

امتاز القرن الثاني والثالث بصورة خاصة بنشوء وظهور الفرق المنحرفة عن الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأمرنا بالتزام به بقوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}

(7)

ولهذه الميزة أسباب ساعدت على نشاطها لا مجال لذكرها في هذا المقام:

منها: دخول شعوب كثيرة، وأمم مختلفة المعتقدات والديانات في المجتمع الإسلامي، وكان يضمر بعض رؤوس الفتن الشر المستطير، والشعوبية من أبناء المجوس الحقد الدفين، وكانوا يتحينون الفرصة بعد الأخرى ليعتموا نور الإسلام العظيم

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 46، والإرشاد للخليلي ج 6/ في علماء الري.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 277 - 278، والإرشاد ج 6/ في علماء الري.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 444 وج 3/ ق 1/ 66، 196 ج 3/ ق 2/ 228 - 229.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 67، وج 3/ق 2/ 80، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 66 - 67. وج 8 ص 258، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 544 - 545.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 159، وج 3/ ق 1/ 181.

(6)

سأذكر بعض الأخبار عنها عند الكلام عن الوسط العلمي لعائلة أبي زرعة.

(7)

سورة الأنعام: الآية 153.

ص: 27

ويعكروا صفو بحره العميق، فأخذوا يدرسون الدين بعمق وشمول، ودخلوا من بعض المداخل تارة بل إن معظم وأخطر المداخل حب أهل بيت النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وتارة بتأويل بعض الآيات أو الأحاديث المتعلقة بالصفات أو الذات الإلهية.

ومنها: ترجمة كتب بعض العلوم التي أدخلت على الفكر الإسلامي الصافي شبهات الأمم ومعضلاتها التي كانت سبباً في تناحرها، وهلاكها، تلك كتب علم الكلام والمنطق والفلسفة التي أشار أحد طواغيت الروم وكهانهم على عظيمهم بعد تمنعه في الموافقة على ترجمتها إلى اللغة العربية - لما طلب منه الخليفة المأمون ذلك- وبرر هذا الحاقد اللئيم بأن هذه العلوم ما دخلت على أمة إلا أهلكتها، وقد تأثر بهذه النقول المعتزلة ومن والاهم، والجهمية ومن جاراهم، فبثت هذه السموم في أقطار الدولة الإسلامية.

ومنها: الري فأصابها ما أصاب غيرها من بعض المعتقدات وتأثر بها عدد غير قليل من الناس مما جعل المؤمنين المخلصين والأئمة العارفين ينافحون عن المعتقد الصحيح، ودعوة الناس وحملهم وترغيبهم للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت هنالك المذاهب الفقهية واعتزاز كل فقيه بمذهبه، واعتقاده بصحة منهجه وحسن استنباطه واجتهاده، وكل هذه الآراء الفكرية والمذاهب الفقهية بلا شك تعمل على شحذ الهمم والبحث عن الحجج ودراسة الآراء والرد على المخالفين المعترضين وتفنيدها وتقعيد القواعد والأصول، ومن ثم تكوين أسس تلك المدرسة الفقهية أو الكلامية، وهذا بمجموعه عمل على تكوين تراث علمي، ونشاط فكري لمدينة الري، وسأذكر طرفاً من أخبار وأحوال أهل الري الفكرية والمذاهب الفقهية وما كان عليه الناس في عصر - إمامنا- أبي زرعة الرازي، وأختمه بدوره في ذلك.

ص: 28

‌المذاهب الفكرية في الريّ

‌أولاً- المرجئة

(1)

:

يقول عبد القاهر البغدادي عند كلامه عن المرجئة والفرق التي تفرقت إليها: "وأما النجارية فإنها اليوم بالريّ أكثر من عشر فرق ومرجعها في الأصل إلى ثلاث فرق: برغوثية، وزعفرانية ومستدركة. وأما البكرية والضرارية فكل واحدة منها فرقة واحدة ليس لها تبع كثير، والجهمية أيضاً فرقة واحدة"

(2)

. ثم فصل القول عن فرقها هذه فقال:

(أ) النجارية:

هؤلاء أتباع الحسين بن محمد النجار

(3)

وقد وافقوا أصحابنا في أصول ووافقوا القدرية في أصول، وانفردوا بأصول لهم، و افترقوا بعد هذا فيما بينهم في العبارة عن خلق القرآن، وفي حكم أقوال مخالفيهم فرقاً كبيرة كل فرقة منها تكفر سائرها، والمشهورون منها ثلاث فرق وهي: البرغوثية، والزعفرانية، والمستدركة من الزعفرانية

(4)

. وقال الشهرستاني عن النجارية: وهؤلاء مثل أغلب المعتزلة يقولون إن القرآن مخلوق

(5)

، ويقول: إن أغلب معتزلة الري على مذهب النجارية

(6)

.

‌1 - البرغوثية:

أتباع محمد بن عيسى الملقب ببرغوث، وكان على مذهب

(1)

يقول ابن حجر: "الإرجاء بمعنى التأخير، وهو عندهم على قسمين: منهم من أراد به تأخير القول في الحكم في تصويب إحدى الطائفتين اللتين تقاتلوا بعد عثمان. ومنهم من أراد تأخير القول في الحكم على من أتى الكبائر وترك الفرائض بالنار، لأن الإيمان عندهم الإقرار والاعتقاد ولا يضر ترك العمل مع ذلك" انظر: هدي الساري ص 459 ط السلفية.

(2)

انظر الفرق بين الفرق ص 20.

(3)

الحسين بن محمد النجار كان من أصحاب بشر المريسي، ناظر النظام فلم يفلح فمات متأثراً. وهو رأس الفرقة النجارية من المعتزلة ت 220 هـ. انظر: اللباب في تهذيب الأنساب ج 3 ص 298، الفهرست لابن النديم ص 254.

(4)

انظر: الفرق بين الفرق ص 126.

(5)

انظر: الملل والنحل ج 1 ص 130.

(6)

انظر: الملل والنحل ج 1 ص 130.

ص: 29

النجار في أكثر مذاهبه، وخالفه في تسمية المكتسب فاعلاً فامتنع عنه، وخالفه، في غير ذلك أيضاً

(1)

.

‌2 - الزعفرانية:

أتباع الزعفراني الَّذي كان بالري وكان يتناقض بآخر كلامه أوله فيقول: إن كلام الله تعالى غيره، وكل ما هو غير الله تعالى مخلوق. ثم يقول مع ذلك الكلب خير ممن يقول كلام الله مخلوق. وذكر بعض أصحاب التواريخ أن هذا الزعفراني أراد أن يشهر نفسه في الآفاق فاكترى رجلاً على أن يخرج إلى مكة ويسبه ويلعنه في مواسم مكة ليشتهر ذكره عند حجيج الآفاق

(2)

.

‌3 - المستدركة:

هؤلاء قوم من النجارية يزعمون أنهم استدركوا ما خفي على أسلافهم لأن أسلافهم؛ منعوا إطلاق القول بأن القرآن مخلوق، وزعمت المستدركة أنه مخلوق ثم افترقوا فيما بينهم فرقتين. وذكر اختلافهم فيما بينهم في القول بخلق القرآن إلى أن قال: ومن هؤلاء المستدركة قوم بالري يزعمون أنَّ أقوال مخالفيهم كلها كذب حتى لو قال الواحد منهم في الشمس أنها شمس لكان كاذباً فيه

(3)

.

(ب) البكرية:

أتباع بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد

(4)

وكان يوافق النظام

(5)

(1)

انظر: الفرق بين الفرق ص 126.

(2)

انظر: الفرق بين الفرق ص 127، وانظر عنهم أيضاً أحسن التقاسيم ص 392، واللباب في تهذيب الأنساب ج 2 ص 69.

(3)

انظر: الفرق بين الفرق ص 127، واللباب في تهذيب الأنساب ج 3 ص 207 - 208.

(4)

بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد ذكره ابن حزم في الملل والنحل في جملة الخوارج. قال: "كان يقول في كل ذنب ولو صغر حتى الكذبة الخفيفة على سبيل المزاح ففاعله كافر مشرك بالله من أهل النار إلا إن كان من أهل بدر فهو كافر مشرك من أهل الجنة وقال: من سرق حبة خردل كان مخلداً في النار مع الكفرة". وبالغ ابن قتيبة في الرد عليه انظر: لسان الميزان ج 2 ص 60 - 61.

(5)

إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام أبو إسحاق البصري من رؤوس المعتزلة متهم بالزندقة وكان شاعراً أدبياً وله كتب كثيرة في الاعتزال والفلسفة، مات في خلافة المعتصم بعد 220 هـ. انظر: لسان الميزان ج 1 ص 67.

ص: 30

في دعواه أن الإنسان هو الروح دون الجسد الذي فيه الروح .. إلى أن قال عبد القاهر عنه: "وانفرد بضلالات أكفرته الأمة فيها"

(1)

.

(جـ) وأما الضرارية:

فهم أتباع ضرار بن عمرو

(2)

وقال عنه: "انفرد بأشياء منكرة"

(3)

. ولقد كان بعض الكذابين من المحدثين يضعون الأحاديث للمرجئة من أهل الري كي يستدلوا بها على مذهبهم الباطل، نقل ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن أبان ابن عائشة القصراني الرازي، عن أبي زرعة أنه قال عنه:"أول ما قدم الري قال للناس: أي شيء يشتهي أهل الري من الحديث؟ فقيل له: أحاديث في الإرجاء فافتعل لهم جزءً في الإرجاء"

(4)

فكان يفضحه أبو زرعة وأبو حاتم ويصرفان الناس عنه، قال ابن أبي حاتم في ترجمته:"قال أبو زرعة وأبو حاتم عنه هو كذاب كان يفتعل الحديث، وكان لا يحسن أن يفتعل كان يحدث بعد هشام في مسجد حرم ويجتمع عليه الناس"

(5)

.

‌ثانياً- الجهمية:

أتباع جهم بن صفوان

(6)

الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال وأنكر الاستطاعات كلها، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان

(7)

.

(1)

انظر: الفرق بين الفرق ص 129.

(2)

ضرار بن عمرو القاضي معتزلي جلد، له مقالات خبيثة قال يمكن أن يكون جميع من يظهر الإسلام كفاراً في الباطن لجواز ذاك على كل فرد منهم في نفسه قال أحمد بن حنبل:"شهدت على ضرار عند سعيد بن عبد الرحمن الجمحي القاضي فأمر بضرب عنقه فهرب". وقيل: إن يحيى بن خالد البرمكي أخفاه، وذكره ابن النديم في الفهرست وقال:"إنه كان يكنى أبا عمرو" وذكر له ثلاثين كتاباً فيها الرد على المعتزلة والخوارج والروافض ولكنه كان معتزلياً له مقالات ينفرد بها وذكر ابن حزم أنه غطفاني من أنفسهم

انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 328 ولسان الميزان ج 3 ص 203.

(3)

انظر: الفرق بين الفرق ص 129 - 130.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 200 ولسان الميزان ج 5 ص 33.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 200 ولسان الميزان ج 5 ص 33.

(6)

جهم بن صفوان أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين، أمر بقتله نصر بن سيار سنة 128 هـ. زرع شرا عظيما. انظر: لسان الميزان ج 2 ص 142 ..

(7)

انظر: الفرق بين الفرق ص 128.

ص: 31

ويصف لنا المقدسي مذاهب أهل الري وعلاقة بعض المذاهب الفقهية بمعتقد الفرق الكلامية فيقول عند كلامه عن مذاهب إقليم الجبال: "أما بالري فالغلبة للحنفيين وهم نجارية إلا رساتيق القصبة فإنهم زعفرانية يقفون في خلق القرآن وسمعت بعض دعاة الصاحب

(1)

يقول: قد لان لي أهل السواد في كل شيء إلا في خلق القرآن، ورأيت أبا عبد الله بن الزعفراني قد عدل عن مذهب آبائه إلى مذهب النجار وتبرأ منه أهل الرساتيق، وبالري حنابلة كثير لهم جلبة. والعوام قد تابعوا الفقهاء في خلق القرآن"

(2)

.

ويقول: "يقع بالري عصبيات في خلق القرآن"

(3)

.

‌ثالثاً- الشيعة:

لقد استغل اليهود والمجوس وغيرهم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في تضليل الناس عن الصراط المستقيم، ولقد تستر بها الكثير من أصحاب الفرق الضالة، والمبادئ الخبيثة ابتداء من السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أثار الفتنة الكبرى قي زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ظهرت الفتن المظلمة بعدها، وأصحاب هذه الفرق المنحرفة هم أخذل الناس لأهل بيت النبي الكريم، وأقل خبثهم تكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن كثير:"وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابيا، وسموهم فهو من الهذيان بلا دليل إلا مجرد الرأي الفاسد، عن ذهن بارد، وهوى متبع وهو أقل من أن يرد"

(4)

. ولقد كان بعض هؤلاء في مدينة الري إلا أنهم كانوا مخذولين مقهورين حتى تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها سنة (275) هـ

(5)

فأظهروا

(1)

إسماعيل بن عباد بن العباس أبو القاسم الطالقاني، لقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي، وزير غلب عليه الأدب فكان من نادرة الدهر علما وفضلاً وتدبيرا وكان مشتهرا بمذهب المعتزلة داعية إليه. ت 385 هـ. انظر: لسان الميزان ج 1 ص 413 - 416، المنتظم ج 7 ص 179.

(2)

انظر: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص 394 - 395.

(3)

انظر: المصدر السابق ص 396.

(4)

انظر: الباعث الحثيث ص 182.

(5)

انظر: معجم البلدان في مادة (الري).

ص: 32

خبثهم، ومن هؤلاء داهر بن يحيى الرازي الذي قال عنه الذهبي:"رافضي بغيض لايتابع على بلاياه"، وقال العقيلي: "كان يغلو في الرفض وذكروا من أباطيله ما رواه عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أم سلمة، إن علياً لحمه من لحمي

" الخ الحديث

(1)

.

وكذلك ولده عبد الله بن داهر بن يحيى أبو سليمان المعروف بالأحمري، قال عنه العقيلي:"رافضي خبيث"، وقال ابن عدي:"عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك"

(2)

. والحسن بن عباس بن جرير العامري الحريشي الرازي الذي روى عن أبي جعفر الباقر، وذكره النجاشي في مصنفي الإمامية وقال:"هو ضعيف جداً"، وقال علي بن الحكم ضعيف:"لايوثق بحديثه" وقيل: أنه كان يضع الحديث

(3)

، وغير هؤلاء.

‌رابعاً- أهل السنة والجماعة:

ذكرتهم في هذا الموضع لأنهم يمثلون السواد الأعظم ولهم الكلمة النافذة المسموعة وكانت لهم المنابر والمدارس والمجالس ومعتقدهم المعتقد الصحيح.

قال ياقوت: "وكان أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد ابن الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاباً في

(1)

انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 3، ولسان الميزان ج 2 ص 413 - 414.

(2)

انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 416 - 417، ولسان الميزان ج 3 ص 282 - 283.

(3)

انظر: لسان الميزان ج 2 ص 216 - 217 ونسبه ابن حجر إلى (الحريشي) وورد اسمه في رجال الطوس في أسماء الرواة عن الجواد هكذا: الحسن بن عباس بن (حريش) الرازي. وورد في جامع الرواة ج 1 ص 205 الحسن بن عباس بن (جريش) الرازي ونسب الراوي الذي بعده بـ (الجريش) والصواب الحسن بن عباس بن (حريش) بالحاء المهملة المفتوحة والراء المهملة الكسورة والياء المثناة من تحت الساكنة والشين المعجمة انظر: تنقيح المقال للمامقاني ج 1 ص 286.

ص: 33

فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة (275) هـ

"

(1)

.

أما المذاهب الفقهية في الري فكان المشهور المعروف بها مذهب أهل الرأي ومذهب أهل الحديث. وأهل الرأي فهم كما وصفهم الأستاذ الخضري بقوله: "أما أهل الرأي والقياس فإنهم رأوا الشريعة معقولة المعنى، رأوا أصولاً عامة نطق بها القرآن الكريم وأيدتها السنة، ورأوا كذلك لكل باب من أبواب الفقه أصولاً أخذوها من الكتاب والسنة، وردوا إليها جميع المسائل التي تعرض من هذا الباب ولو لم يكن فيها نص، وهم بالنسبة إلى السنة كالأولين- أي أهل الحديث متى وثقوا من صحتها"

(2)

.

وأما فقهاء الحديث فقد وصفهم ابن رجب بقوله: "وأما فقهاء أهل الحديث العاملون به، فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله عز وجل وما يفسره من السنن الصحيحة، وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيحها وسقيمها، ثم الفقه فيها وتفهيمها والوقوف على معانيها، ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث ومسائل الحلال والحرام، وأصول السنة، والزهد والرقائق، وغير ذلك"

(3)

.

ولقد كانت تقع بينهم المناظرات ومجالس الجدل حتى خرج بهم ذلك إلى النفرة والمقاطعة. بل تعدى الأمر إلى الاستعانة بأمير البلد، ولقد ورثوا هذه

(1)

انظر: معجم البلدان في مادة (الري) ولعله لهذا اتهم البعض ابن أبي حاتم بالتشيع وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 587 - 588 ووصفه بالحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت وتكلم عنه ثم قال: "وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السليماني له، فبئس ما صنع، فإنه قال ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليا على عثمان

" وذكر، وانظر: لسان الميزان ج 3 ص 432 - 433.

(2)

انظر: تاريخ التشريع ص 197.

(3)

انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص 45.

ص: 34

الخصومات أبناءهم حتى جاءهم عدوهم فاستباح بيضتهم بعد أن وجد الحالقة حلت بهم. ولقد لعب أبو زرعة دوراً بارزاً متميزاً عن غيره في هذه المناظرات ومجالس الجدل وكان نشيطاً في نشر السنة وحث الناس على الالتزام بها، ومما زاده حماساً لذلك صلته السابقة بأهل الرأي أيام كان حدثاً صغيراً يطلب العلم، فيصف حاله بقوله: "كان أهل الري قد افتتنوا بأبي حنيفة وكنا أحداثاً نجري معهم، ولقد سألت أبا نعيم عن هذا وأنا أرى أني في عمل، ولقد كان الحميدي يقرأ كتاب الرد ويذكر أبا حنيفة وأنا أهم بالوثوب عليه حتى منَّ الله علينا

"

(1)

.

ويبدو أن السبب في تحوله عن مذهب أهل الرأي اتصاله بالأئمة المحدثين، واقتناعه برجحان مذهبهم، وخاصة اتصاله وصلته بالإمام أحمد ابن حنبل، إضافة إلى ذلك نفرته من بعض الآراء والأقوال في المعتقد التي كان أهل الرأي يوافقون بعض الفرق الكلامية فيها كالقول في مسألة خلق القرآن والتي أصبحت الحدَّ الفاصل بين الناس لاسيما إبان محنة الإمام أحمد

(2)

، وكذلك اتهام الإمام أبي حنيفة وأتباعه باعتناق مذهب الجهمية وكذا القول بالإرجاء، قال ابن عبد البر: (كثير من أهل الحجاز استجازوا الطعن على أبي حنيفة لرده كثيراً من أخبار العدول، لأنه كان يذهب في ذلك إلى عرضها على ما أجمع عليه من الأحاديث ومعاني القرآن، فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذاً، وكان مع ذلك يقول: الطاعات من الصلاة وغيرها لا تسمى إيماناً، وكل من قال من أهل السنة: الإيمان قول وعمل ينكرون قوله ويبدّعونه بذلك، وكان مع ذلك محسوداً لفهمه وفطنته"

(3)

، لذا أصبح إمامنا يحمل راية أهل الحديث وكان يصدر الأوامر بمقاطعة الذين يلتحقون بجماعة أهل الرأي، والامتناع عن كتابة الحديث عنهم، فمثلاً يحيى بن محمد بن يحيى أبو بشر البصري نزيل الريّ قال عنه أبو حاتم: "قدم الري وكان صحيح الحديث، ولحق بابن مقاتل فنهى أبو

(1)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (36 - ب- 37 - م).

(2)

سأذكرها في فصل الدفاع عن بعض الأئمة

(3)

انظر: الانتقاء لابن عبد البر ص 149، وجامع بيان العلم ج 2 ص 148 - 149.

ص: 35

زرعة أن يكتب عنه"

(1)

. ولقد كان شديدأ مع محمد بن مقاتل الرازي

(2)

إمام أهل الرأي في الري، ولقد صرح بذلك بقوله:"قال محمد بن مقاتل لما قدم الري: رأيت أسباب أبي حنيفة قد ضعفت بالعراق فلأنصرنَّه بغاية النصر قال أبو زرعة فسلط عليه منا ما قد علمت"

(3)

، وكان أهل الرأي يظنون أن الحجج التي كان يجابه بها محمد بن مقاتل ليست من حفظه واستنباطه بل يلقن بها تلقيناً.

يقول ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول - وقلت له إنهم كانوا يقولون إن رجلاً بصرياً يحمل إليك الكلام الذي ترويه في ابن مقاتل- فقال: يفرغ ابن مقاتل من مجلسه يوم الجمعة إلى قرب المغرب وأرد عليه من الغد بكرة، من وضع لي؟ وددت أني كنت أرى في ذلك الوقت الذي دفع إلى ما روى في مجلسه رجلا"

(4)

ولقد كان يفتخر الأئمة الحفاظ بموقف أبي زرعة هذا، فكان يقول له أبو جعفر الجمال: ما لهم- يعني أصحاب الرأي- سواك

(5)

. ولقد كان غاية أبي زرعة من حملته هذه إظهار سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث الناس على الالتزام بها وأنها تغني عن آراء الرجال لشمولها وإحاطتها بما يحتاجه المؤمن فيقول: "ما رغبت قط في سكنى الري وما كاشفت القوم وأنا لا أريد مزاحمتهم في دنيا ولا مال ولا في ضيعة وقلت في نفسي أنا لست براغب في شيء من هذا فأقاسي إظهار السنن فإن كان كون خرجت وهربت إلى طرسوس"

(6)

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 185.

(2)

محمد بن مقاتل الرازي لا المروزي حدث عن وكيع وطبقته، وعنه محمد بن جرير الطبري وغيره. روى الخليلي في الإرشاد من طريق بهثة بن سليم قال:"سمعت البخاري يقول: حدثنا محمد بن مقاتل. فقيل له الرازي؟ فقال: لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أروي عن محمد بن مقاتل" وأظن ذلك من قبل الرأي، وقال عنه أبو الحسن بن بابويه في (تاريخ الري) فقال:"كان إمام أصحاب الرأي بالريّ ومات بها وكان مقدماً في الفقه". مات سنة 248 هـ. انظر لسان الميزان ج 5 ص 388.

(3)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (37 - أ-) والمخاطب بالكلام البرذعي.

(4)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347 - 348.

(5)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347.

(6)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347. واختار طرسوس دون غيرها لأنها ثغر من ثغور المسلمين أمام الروم وكان أهل الحديث وخاصة المجاهدين منهم يتواجدون فيها.

ص: 36

وظل ملتزماً بمنهجه هذا ثابتا عليه مما جعل أهل الرأي يستعينون بأمير البلد ليمنعه من التحديث ونشر السنة.

يقول أبو زرعة: "قال لي السري بن معاذ: لو أني قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل الليل فيك وفي ابن مسلم- أي محمد بن مسلم بن وارة- من غير أن أحبسكم ولا أضربكم أكثر من أن أمنعكم من التحديث"

(1)

ولقد كانوا يعمدون إلى بعض ألوان الاستفزاز له، وذلك أن منهم من كان يجلس في مجلسه، ويلقي عليه أحاديث موضوعة باطلة على سبيل الامتحان وإظهار إعجازه عن الجواب عنها، فقد روي عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري المتوفى سنة (308) هـ أنه قال: حضرت أبا زرعة، وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل، والرجل يضحك، ويقول: كل ما لا يحفظه يقول باطل، فقلت: يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفي، قلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد؟ فوقف، فقلت: يا أبا زرعة ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد فسرد أحاديث، فقلت للعلج: ألا تستحي؟ تقصد إمام المسلمين بالموضوعات وأنت لاتحفظ حديثاً لإمامك؟ فأعجب ذلك أبا زرعة وقبلني

(2)

.

وهكذا لقي في سبيل نشر السنة ما لقي وثبت عليها وثبت من معه، ولا يفوتني أن أذكر موقفه مع المعتدلين منهم فهؤلاء كان يعاملهم معاملة تختلف عن المتزمتين المتعصبين، فقد أثنى على المعلى بن منصور الرازي

(3)

على الرغم من معرفته لرأي شيخه الإمام أحمد فيه. يقول أبو زرعة: "رحم الله أحمد بن حنبل، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور، كان يحتاج إليها، وكان المعلى أشبه القوم بأهل العلم؛ ذلك أنه كان

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347.

(2)

انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 754 - 755 في ترجمة الدينوري.

(3)

مضت ترجمته في نماذج من علماء الري والسبب الذي من أجله ترك أحمد الرواية عنه هو ما ذكره أبو حاتم حيث قال: "قيل لأحمد كيف لم تكتب عن معلى، قال: كان يكتب الشروط، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 334 وتهذيب التهذيب ج 10 ص 239 وتاريخ بغداد ج 13 ص 189. والشروط: كتابة الوثائق بالديون والمبيعات وغير ذلك. انظر: اللباب ج 2 ص 193.

ص: 37

طلابة للعلم ورحل وعنى به فصبر أحمد عن تلك الأحاديث، ولم يسمع منه حرفاً، وأما علي بن المديني، وأبو خيثمة، وعامة أصحابنا سمعوا منه

" ثم قال بعد كلام: "المعلى صدوق"

(1)

وكذلك فقد كان يحترم آراء الحفاظ الآخرين، فلقد كان محمد بن عمير، أبو بكر الطبري

(2)

جليسه والمفتي في مجلسه، كان يفتي برأي أبي ثور

(3)

.

‌مكانة الري بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق

عد الرامهرمزي الري من المراكز العلمية التي رحل إليها العلماء طلباً للحديث وغيره من العلوم، وكذلك ذكرها السخاوي ضمن المدن التي اهتم أهلها بالحديث، وتدوينه، وروايته، ولا بد من معرفة الأسباب التي عملت في تكوين هذا المركز المهم الذي ساهم في نشر العلوم الإسلامية، وتنشيط المراكز الأخرى في بلاد المشرق، ويمكننا أن نحصر هذه الأسباب والعوامل بالنقاط التالية:

1 -

لقيت الري قبل الإسلام عناية كبيرة، وحظيت بقدسية ومهابة في نفوس المجوس من أبناء فارس باعتبارها المكان المقدس الثاني عشر عندهم ولأن زرادشت كان من أهلها.

(1)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (32 - ب) وميزان الاعتدال ج 4 ص 151، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 239.

(2)

محمد بن عمير أبو بكر الطبري قال ابن أبي حاتم في ترجمته ج 4/ ق 1/ 40 جليس أبي زرعة والمفتي في مجلسه روى عن الحميدي كتاب الرد على النعمان، وكتاب التفسير، وعن أبي جعفر الجمال، وسهل بن زنجلة، سمعت منه وهو صدوق، وكان يفتي بمذهب أبي ثور.

(3)

أبو ثور هو (م دق) ابراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الفقيه البغدادي. روي عن أبي عيينة والشافعي - وصحبه - وغيرهما، قال عنه أحمد:"أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، وهو عندي في مسلاخ الثوري" وقال لرجل سأله عن مسألة: سل الفقهاء سل أبا ثور، وقال ابن حبان:"كان أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلما وورعاً وفضلاً وديانة وخيراً ممن صنف الكتب وفرع على السنن"- توفي سنة 240 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 118.

ص: 38

2 -

أصبحت مركزاً مهما في ظل الدولة الإسلامية، وإحدى القواعد الرئيسة للفتوحات الإسلامية، ونشر الدعوة بين شعوب وأمم تلك البلاد، وكذلك لعبت دوراً مهما في إخماد بعض الثورات والفتن التي قامت في أواخر العصر الأموي والعصر العباسي الأول ودهراً من الثاني، بل كانت مسرحاً لبعض المعارك والحروب.

3 -

كانت المركز التجاري الرئيسي حيث عمل على تنسيق التجارة بين دول المغرب ودول المشرق، إضافة إلى المواد التي كانت تصدرها.

4 -

مكانها الجغرافي، حيث كانت تقع في طريق قوافل الحجاج القادمة من نيسابور، ومرو، وبلخ، وهراة، وغيرها من البلاد، وهذا يعني نزولهم في خانات الري ودور الضيافة فيها

(1)

، وعقد المجالس العلمية وروايتهم للحديث وتدوينهم لما فاتهم من سماعه وذلك حسب مدة إقامتهم فيها.

5 -

انتعاش الحالة الإقتصادية فيها، وهذا عامل مهم في دعم وتنشيط الحركة العلمية.

6 -

تشجيع بعض الخلفاء وأمرائهم لمجالس العلم وتقريب العلماء.

7 -

وجود العوائل العلمية التي كان العلماء المبرزون فيها يورثون أبناءهم علومهم، ومصنفاتهم، ومروياتهم، وهم بدورهم يحافظون عليها ويروونها لطلاب العلم من أبناء الري والقادمين إليهم من الأقاليم الأخرى.

8 -

اشتهار عدد من علمائها بالحفظ والإحاطة بالسنة النبوية ورواة الآثار والعلوم الأخرى.

9 -

نشوء بعض الفرق الكلامية فيها، ونشاط أصحابها في نشرها، مما كان يحمل العلماء الأعلام على رد وتفنيد مقالاتهم الباطلة بالحجة والبرهان وتصنيف الكتب ضدهم.

(1)

كدار البصريين، دار الطيالسة، دار أبي الأقوال، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 215 ج 4/ ق 1/ 14 ج 4/ ق 2/ 253.

ص: 39

وبعد عرضنا لأهم الأسباب والعوامل التي جعلت من الري مركزاً مهما ظل فترة طويلة يمد التراث الإسلامي بالعلماء والمصنفات نذكر أهم العلماء الذين رحلوا إلى الري وحدثوا بها:

1 -

(ع) الإمام سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو محمد الكوفي الذي قال عنه أبو القاسم الطبري: "ثقة إمام حجة على المسلمين". قتل سنة (95) هـ

(1)

.

2 -

(4) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم الخراساني، قال عنه ابن معين وأبو زرعة والعجلي والدارقطني:"ثقة". ولقي الضحاك سعيد بن جبير في الري وأخذ عنه التفسير. ت (105) هـ

(2)

.

3 -

(ع) عامر بن شراحيل بن عبدٍ الشعبي، الحميري، أبو عمرو الكوفي الذي قال عن نفسه:"أدركت خمسمائة من الصحابة"، قال عنه ابن معين وأبو زرعة وغير واحد:"ثقة"، دخل الري مع قتيبة بن مسلم الباهلي- رحمه الله توفي الشعبي سنة (103) هـ وقيل غير ذلك

(3)

.

4 -

خباب بن نافع الضبي الكوفي الذي يروي عن نافع مولى ابن عمر (ت (117) هـ) قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "قدم الري زائراً لجرير بن عبد الحميد (ت (188) هـ)، روى عنه يحيى بن المغيرة". ولم أقف على تاريخ وفاة خباب

(4)

.

5 -

(بخ م 4) الحجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة النخعي أبو أرطأة الكوفي القاضي أحد الفقهاء وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، شخص إلى الرّيّ بصحبة الخليفة المهدي- رحمه الله (169) هـ- قال خليفة بن خياط:"مات بالري". توفي الحجاج سنة (145) هـ

(5)

.

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 11 - 14، فتوح البلدان، ق 2 ص 392.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 453 - 454، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 2/ ق 1/ 458 - 459.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 65 - 66، وفتوح البلدان ق 2/ ص 392.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 395.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 196 - 198، وفتوح البلدان، ق 2/ ص 393.

ص: 40

6 -

الإمام محمد بن الحسن الشيباني أبو عبد الله أحد الفقهاء وصاحب الإمام أبي حنيفة- رحمه الله كان من بحور العلم والفقه قوياً في مالك، وتفقه على أبي حنيفة وسمع الحديث من الثوري والأوزاعي ومسعر وغيرهم.

قال الشافعي: "حملت عن محمد وقر بعير كتباً". قال ثعلب: "توفي الكسائي ومحمد بن الحسن في يوم واحد فقال الناس: "دفن اليوم اللغة والفقه". وذلك سنة (180) هـ برنبوية من أعمال الريّ

(1)

.

7 -

(خت م 4) محمد بن اسحاق بن يسار المدني، أبو بكر المطلبي مولاهم. كان الزهري يتلقف المغازي منه وقال عنه شعبة:"أمير المؤمنين لحفظه".

وقال ابن عدي: "له حديث كثير وقد روى عنه أئمة الناس ولو لم يكن له من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق إليها وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه". توفي سنة (152) أو (153) هـ

(2)

.

8 -

(ع) أمير المؤمنين في الحديث سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي الحافظ، الفقيه، العابد، الإمام، الحجة، حدث بالري ما لم يحدث بغيرها من الأمصار، وكان يستعين به القاضي الزبير بن عدي حيث كان يستفتى الثوري في قضايا ترد عليه، ويفتيه الثوري فيقضي بها الزبير، توفي سنة (161) هـ

(3)

.

9 -

علي بن حمزة بن عبد الله بن قيس الأسدي مولاهم الكوفي الكسائي أحد أئمة القراءة والتجويد في بغداد. وكان نحوياً لغوياً أدب الرشيد وولده

(1)

انظر: لسان الميزان ج 5 ص 121 - 122، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 172 - 182، البداية والنهاية لابن كثير ج 10 ص 202 - 302.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 38 - 46، والإرشاد ج 2، وتاريخ بغداد ج 1 ص 214 - 234.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 222، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 111، 115، والمحدث الفاصل ص 620.

ص: 41

الأمين.

قال الشافعي: "من أراد النحو فهو عيال على الكسائي" توفي سنة (180) هـ وكان في صحبة الرشيد ببلاد الري

(1)

.

10 -

(ع) الإمام القدوة الزاهد المجاهد عبد الله بن المبارك المروزي، مولى بني حنظلة الثقة، الثبت، الفقيه الذي جمعت فيه خصال الخير. قال ابن أبي حاتم في ترجمة سعد بن عمرو الرازي:"كان ابن المبارك ينزل عليه إذا قدم الري". توفي سنة (181) هـ

(2)

.

11 -

أبو الفضل سلمة بن بشير النيسابوري توفي سنة (211) هـ الذي قال عن نفسه: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب علي شيئاً؟ "

(3)

.

12 -

(خ د ت س فق) الإمام علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن، ابن المديني البصري، الثقة، الثبت، أعلم أهل عصره بالحديث، وعلله حتى قال البخاري:"ما استصغرت نفسي إلا عنده"، وقال النسائي:"كأن الله خلقه للحديث". توفي سنة (234) هـ

(4)

.

وغير هؤلاء الأعلام، وحتى في مجال العلوم الأخرى فقد رحل إلى الري مثلاً الفزاري المنجم محمد بن إبراهيم بن حبيب الكوفي

(5)

.

ومما يدل على أهمية الري والرحلة إليها قول الإمام أحمد بن حنبل: "لو كان عندي خمسون درهماً، كنت قد خرجت إلى الري، إلى جرير بن عبد الحميد، فخرج بعض

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 313 - 314، وفتوح البلدان ق 2/ ص 392.

(2)

انظز: تهذيب التهذيب ج 5 ص 382 - 387 والجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 91.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 157.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 169، وأجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (5 - ب).

(5)

انظر: المسالك والممالك ص 122 والفزاري هو: محمد بن إبراهيم بن محمد بن حبيب بن سمرة الفزاري أول من عمل في الإسلام أسطرلابا كان عالماً بالفلك سماه ياقوت (في معجم البلدان) وكذا له (الزبج علي سني العرب) و (المقياس للزوال) و (العمل بالأسطرلاب المسطح) و (القصيدة في علم النجوم) توفي سنة 188 هـ. انظر: أخبار الحكماء للقفطي 177 و 42 وتهذيب التهذيب، 11 ص 151 - 153 والأعلام ج 6 ص 181.

ص: 42

أصحابنا ولم يمكني الخروج، لأنه لم يكن عندي"

(1)

ومن مجالس العلم المهمة، المجالس التي كان يعقدها وزير المهدي معاوية بن عبيد الله الأشعري

(2)

وكان يحدث في مجلسه محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية"

(3)

.

(1)

انظر: آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم ص 81.

(2)

هو: معاوية بن عببد الله بن يسار، الأشعري بالولاء، أبو عبيد الله، من كبار الوزراء اشتغل بالحديث والأدب، واتصل بالمهدى يعظمه ولا يخالفه في شيء يشير به عليه وكان أوحد الناس في عصره حذقاً وخبرة وكتابة، دفن في مقبرة قريش ببغداد سنة 170 هـ. انظر تاريخ بغداد ج 13 ص 197.

(3)

انظر: الإرشاد ج 2 في ترجمة محمد بن إسحاق.

ص: 43

‌الفصل الثاني: اسمه ونسبه، وكنيته، ومولده، وعائلته

.

‌1 - اسمه ونسبه

هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد

(1)

بن فروخ بن داود

(2)

مولى عياش بن مطرف بن عبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي، المخزومي

(3)

،

(1)

انفرد الداوودي صاحب طبقات المفسرين عن جميع الذين ترجموا له ونسبوه، فذكر اسم (بندار) بدل (يزيد).

(2)

زاد ابن أبي حاتم بعد فروخ (داود) وتابعه أبو نعيم الأصبهاني. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 61، وتاريخ أصبهان ج 2 ص 76.

(3)

مصادر ترجمته، مرتبة حسب التقدم:

أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال (234 - 311 هـ) في كتابه (طبقات أصحاب الإمام أحمد) قطعة من رقمها (3842) دار الكتب الظاهرية. ابن أبي حاتم الرازي (240 - 327) تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل (328 - 349) وكذلك في كتابه الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 324 - 326.

أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (277 - 365) مقدمة (الكامل في ضعفاء الرجال) 212 - 214.

أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، (ت 405 هـ): في تاريخ نيسابور مفقود، وفي كتابه الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) مفقود، أشار إليه الذهبي في سير أعلام النبلاء. وفي كتاب:(معرفة علوم الحديث) ص 75 - 76. هبة الله بن الحسن بن القاسم اللالكائي ت 418 هـ. في كتابه (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) مخطوط.

ص: 45

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني الخليلي الحافظ ت 446 هـ. في كتابه (الإرشاد في معرفة علماء الحديث) في المنتخب للسلفي ج 6 في علماء الري.

الخطيب البغدادي الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ت 463 هـ. في تاريخ بغداد ج 10 ص 326 - 337.

ابن القيسراني، أبو الفضل محمد بن طاهر ت 57. هـ. في (الجمع بين رجال الصحيحين) ج 1 ص 306 - 307.

ابن أبي يعلى الفراء، أبو الحسين محمد بن الحسن (451 - 526 هـ)، في (طبقات الحنابلة) ج 1 ص 199 - 203.

السمعاني، أبو سعد عبد الكريم بن محمد التميمي (506 - 562 هـ) في كتابه (الأنساب) ج 6 ص 33_ 36.

ابن عساكر، أبو الحسن علي بن الحسن بن هبة الله (499 - 571 هـ) في كتابه تاريخ مدينة دمشق) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف ببغداد، وأيضاً في كتابه (المعجم المشتمل على شيوخ الأئمة النبل) مخطوط مصور في المكتبة المركزية ببغداد ورقة (50 - أ-).

أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت 597 هـ. في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) ج 5 ص 47، وفي كتابه (مناقب الإمام أحمد) ص 122، وفي كتابه (طبقات الحفاظ) مخطوط نسخة دار الكتب الظاهرية رقم (3837) وفي كتابه (صفة الصفوة) ج 4 ص 69 - 71.

عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي ت 600 هـ. في كتابه (الكمال في أسماء الرجال) مخطوط في دار الكتب المصرية رقم (55) مصطلح الحديث.

أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي ت 742 هـ. في كتابه (تهذيب الكمال) مخطوط في دار الكتب المصرية رقم (25) مصطلح الحديث.

أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني، الرافعي ت 623 هـ. في كتابه (التدوين في ذكر أخبار قزوين) مخطوط في دار الكتب المصرية.

ياقوت الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله ت 626 هـ. في كتابه (معجم البلدان) في مادة الري.

عز الدين، أبو الحسن علي بن محمد (ابن الأثير) ت 630 هـ. في كتابه (الكامل في التاريخ) ج 7 ص 321.

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأزدي (ابن خلفون) ت 636 هـ. في كتابه (المعلم بأسماء شيوخ البخاري ومسلم) مخطوط مصور في معهد المخطوطات رقم (498) تاريخ.

الذهبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قايماز ت 748 هـ. ترجم له في كثير من كتبه منها:(تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد تحت رقم (5888)، وفي تذكرة الحفاظ ج 8 ص 557 - 558، و (العبر في أخبار من غبر) ج 2 ص 28 - 29، و (دول الإسلام) مخطوط و (الإعلام بوفيات الأعلام) و (مختصر تاريخ الإسلام) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، وكذلك

ص: 46

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في (المعين في طبقات المحدثين) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، و (تذهيب التهذيب) مخطوط بدار الكتب المصرية و (سير أعلام النبلاء) مخطوط مصور في معهد المخطوطات رقم (287) تاريخ، وكتاب (العلو للعلي الغفار) ص 137 - 138.

خليل بن أيبك الصفدي ت 764 هـ، في كتابه (الوافي بالوفيات) مخطوط مصور في معهد المخطوطات الجزء 19.

اليافعي، أبو محمد عبد الله بن أسعد اليماني ت 768 هـ. في كتابه (مرآة الجنان، وعبرة اليقظان) ج 2 ص 176.

أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ت 774 هـ. في كتابه (البداية والنهاية) ج 11 ص 37، وكذلك أشار في كتابه (التكميل في أسماء الثقات والضعفاء والمجاهيل) أشار إليه في البداية والنهاية. ولم أجد القسم الذي فيه ترجمة أبي زرعة التي أشار إليها في تاريخه، انظر: القسم الآخر مخطوط مصور بدار الكتب المصرية رقم (ب 24227).

ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي ت 795 هـ. في كتابه (شرح علل الترمذي) 190 - 192.

النابلسي، أبو عبد الله محمد بن عبد القادر بن عثمان، ت 798 هـ. في كتابه (طبقات الحنابلة).

برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي الصالحي ت 803 هـ. في كتابه (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد) مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق تحت رقم (8750) عام، ورقة (77 - أ-).

أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي ت 841 هـ. في كتابه (نهاية السول في رواة الستة الأصول) مخطوط مصور في معهد المخطوطات عن نسخة رضا رامبور الهند. ضمن المخطوطات غير المفهرسة.

الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ت 842 هـ. في كتابه (التبيان لبديعة البيان) مخطوط مصور في مكتبة الحاج صبحي السامرائي ببغداد عن نسخة مكتبة لاله لي في تركيا تحت رقم (5067).

الحافظ ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني ت 852 هـ. في كتابه (تهذيب التهذيب) ج 7 ص 30 - 34، و (تقريب التهذيب) ج 1 ص 536.

أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردى ت 874 هـ. في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) ج 3 ص 38 - 39.

الحافظ جلال الدين السيوطي ت 911 هـ. في كتابه (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة).

الخزرجي صفي الدين أحمد بن عبد الله توفي بحدود 923 هـ. في كتابه (خلاصة تذهيب الكمال) ج 2 ص 195.

العليمي أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن ت 928 هـ. في كتابه (المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد) 148 - 151.

الحافظ شمس الدين محمد بن علي الداوودي ت 945 هـ. في كتابه (طبقات المفسرين) ج 1 ص 369 - 371.

أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي ت 089 ا هـ. في كتابه (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج 2 ص 148 - 149.

الكتاني محمد بن جعفر ت 1345 هـ. في كتابه (الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة) ص 64.

المباركفوري محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم ت 1353 هـ. في كتابه (تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي) - المقدمة- ص 466 - 468.

الدكتور/ فؤاد سزكين في كتابه (تاريخ التراث العرب) ص 273 - 374.

ص: 47

وروى ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى أبي زرعة أنه (من موالي عياش بن مطرف) فكان ينسب نفسه فيقول: عبيد الله ابن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ مولى عياش بن مطرف

(1)

، ونسب الى مدينة الري لأنها مسقط رأسه، وفيها نشأ وطلب العلم، ودرس فيها في مسجده حتى وفاته- رحمه الله.

‌2 - كنيته

أما كنيته (أبو زرعة) بضم الزاي فيشترك فيها معه ما ينيف على الخمسين علماً ممن سبقه، أو عاصره، أو أتى بعده

(2)

.

وكنيته هذه غطت من اشتهر بها، فإذا ذكرت مجردة من غير نسبة، فالمقصود بها هو، ولقد أطلق عليه هذه الكنية الرازيون الذين زاروا دمشق، والتقوا بأبي زرعة الدمشقي فكنوه بنفس الكنية تيمناً. ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخه حيث روى بإسناده إلى أبي زرعة الدمشقي أنه قال: بكنيتى كنى أبا زرعة الرازي،

(1)

انظر: تاريخ دمشق المخطوط 7/ 250 - ب- النسخة المصورة المحفوظة في مكتبة الأوقات ببغداد. ولقد نقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن أبي حاتم أنه قال: فروخ جد أبي زرعة هو مولى عياش بن مطرف القرشي.

(2)

تركت الإشارة إلى المصادر التي ذكر فيها هؤلاء الأعلام لأنني أفردتهم ببحث خاص.

ص: 48

وذلك أن جماعة من أهل الري قدموا علينا بدمشق قديماً منهم أبو يحيى مزحويه

(1)

فلما انصرفوا إلى الري فيما أخبرني غير واحد، منهم أبو حاتم رأوا هذا الفتى قد كانوا يعنون أبا زرعة الرازي فقالوا له: نكنيك بكنية أبي زرعة الدمشقي ثم لقيني أبو زرعة الرازي فجالسني بدمشق، وكان يذكر لي هذا الحديث وقال لي: تكنيت بكنيتك

(2)

.

‌3 - ولادته

لقد اختلف في تاريخ ميلاده على أقوال هي:

ا- قال خليل بن إيبك الصفدي أنه: ولد سنة تسعين ومائة فيما قيل، ويقال سنة مائتين

(3)

.

2 -

روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "ولدت سنة مائتين .. "

(4)

.

3 -

ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أن "مولده بعد نيف ومائتين .. "

(5)

. ثم قال الذهبي: "وقد ذكر ابن أبي حاتم أن أبا زرعة سمع من عبد الله بن صالح العجلي

(6)

، والحسن بن عطية بن نجيح

(7)

، وهما ممن توفي سنة إحدى عشرة ومائتين فيما بلغني، فإما وقع غلط في وفاتهما، وإما في مولده،

(1)

لعل الصواب: زحموية وهو: زكرياء بن يحيى بن صبيح الواسطي المعروف بزحموية. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 601.

(2)

انظر: تاريخ دمشق المخطوط، وسير أعلام النبلاء للذهبي في ترجمة أبي زرعة الرازي.

(3)

انظر: الوافي بالوفيات مخطوط مصور بمعهد المخطوطات ج 19 ترجمة أبي زرعة.

(4)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 203، وتهذيب الكمال للمزي مخطوط ورقة (442 - ب-).

(5)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ترجمة أبي زرعة.

(6)

(خ) عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكوفي المقرئ، أبو صالح توفي سنة 211 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 262، الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 85 - 86.

(7)

(ت) الحسن بن عطية بن نجيح، القرشي، أبو علي البزاز، الكوفي توفي سنة 211 هـ. أو نحوها. انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 294، والجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 27.

ص: 49

وأما في لقيه لهما .. " ثم قال الذهبي في نفس الترجمة: "والظاهر أنه ولد سنة مائتين والله أعلم"

(1)

.

4 -

قال الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار): "سمعت عبد الله بن محمد بن موسى سمعت أحمد بن محمد بن سليمان الرازي الحافظ يقول: (ولد أبو زرعة سنة أربع وتسعين ومائة .. "

(2)

.

‌مناقشة الذهبي:

ذكر الذهبي احتمالات ثلاثة تتعلق بتأريخ ميلاد أبي زرعة هي:

1 -

احتمال وقوع الغلط في تأريخ وفاة عبد الله بن صالح العجلي، والحسن بن عطية بن نجيح. وهذا احتمال ضعيف، وذلك لأن تاريخ وفاتهما صحيح، فقد نص الحافظ جمال الدين المزي على أن العجلي توفي سنة (211) هـ

(3)

، وقد نقل الذهبي نفسه عن أحمد العجلي أنه قال:"مات والدي سنة (211) هـ"، وقد أيد هذا التأريخ ابن حجر

(4)

،

وكذلك تاريخ وفاة الحسن بن عطية، فقد نص عليه البخاري

(5)

، وأقره المزي، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم

(6)

.

2 -

احتمال وقوع الغلط في لقيه لهما وهذا الآخر بعيد لأن من عادة المحدثين الذين صنفوا كتب الرجال إذا روى أحد الرواة عن آخر بواسطة- لعدم لقائه به مثلاً- يذكر ذلك، ولما لم يذكر أو يلمح المزي أو غيره أن أبا زرعة روى عنهما بواسطة، فإن الحجة مع من نص على الرواية المتضمنة للقيّ.

3 -

احتمال وقوع الغلط في تأريخ ميلاده، وهذا الاحتمال أراه قوياً.

(1)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي في ترجمة أبي زرعة.

(2)

انظر: المصدر السابق. وقول الحاكم هذا أورده الذهبي عقب قوله السابق.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 262.

(4)

انظر: خلاصة تذهيب الكمال ص 201 ط 2 - 1971 م. وهو مختصر من كتاب تذهيب التهذيب للذهبي.

(5)

انظر: خلاصة تذهيب الكمال ص 79 ط 2 بيروت.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 294، وخلاصة تذهيب الكمال ص 79.

ص: 50

4 -

نقل الذهبي قول أبي عبد الله الحاكم بعد أن ذكر الاحتمالات، ولم يعترض عليه أو يفند قوله، أو يعقب عليه، وهذا يشير إلى أنه قد تردد، ولم يجزم.

‌القول الراجح:

ترجح لي القول الرابع الذي ذكره الحاكم النيسابوري، وذلك للأسباب الآتية:

1 -

أن الحاكم ذكر هذا التاريخ عن شيخه عبد الله بن محمد بن موسى سماعا وشيخه أيضاً سمعه من شيخه أحمد بن محمد بن سليمان الرازي الحافظ التي عاصر أبا زرعة وهذا يجعل مجال التردد ضيقاً لقرب المدة ما بين الحاكم، وأحمد بن محمد الرازي الحافظ، والتصريح بالسماع.

2 -

ذكر الحاكم في تاريخ نيسابور

(1)

، حادثة مهمة تتعلق بتحديد تاريخ ميلاد أبي زرعة، مفادها أن علياً الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد الباقر رضي الله عنهم حينما قدم إلى نيسابور في السفرة التي نال فيها فضيلة الشهادة عرض له في السوق أبو زرعة الرازي، ومحمد بن أسلم الطوسي

(2)

، ومن المعلوم أن علي الرضا توفي سنة (203) هـ في شهر صفر

(3)

، وهذا الخبر الذي ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور ينسجم مع

(1)

انظر: كشف الغمة في معرفة الأئمة لأبي الحسن الأربلي المتوفى سنة 693 هـ. ج 3 ص 101 - 102، والفصول المهمة في معرفة الأئمة لعلي بن محمد بن أحمد المالكي ابن الصباغ المتوفى سنة 855 هـ. ص 235 - 236، وكذا مخطوطة الكتاب المصورة عن مكتبة الأمير زيونا، المحفوظة في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.

(2)

هو: محمد بن أسلم بن سالم الطوسي، أبو الحسن، روى عن يزيد بن هارون، وغيره، وروى عنه أحمد بن سلمة النيسابوري، وغيره. قال عنه أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. وقال ابن خزيمة حدثنا رباني هذه الأمة محمد بن أسلم. توفي في محرم سنة 242 هـ. وصلى عليه ألف ألف إنسان. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 201، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 532 - 533.

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير 10/ 249 - 250 وذكر أنه قد روى الحديث عن أبيه، وغبره، ومروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 259 ط 1283 هـ. وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 453، وشذرات الذهب ج 2 ص 6.

ص: 51

تاريخ ولادته التي ذكرها في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار .. )

وعليه يكون محدثنا يوم التقى بعلي الرضا بنيسابور ابن تسع وهذا يحتمل منه لاسيما وأنه قد وصف بالفطنة والحفظ، وطلبه للحديث في سن مبكرة، وكان يستقبله بعض الأئمة

(1)

بعد أن يعكف على دراسة مجموعة عظيمة من الأحاديث، وحينما يسأل عن سبب اعتكافه يقول: بلغني ورود هذا الغلام، والغلام هو الذي لم يبلغ الحلم، ولم ينبت شاربه. أما التاريخ الذي ذكره الصفدي أي سنة (190) هـ- فهو ضعيف ولكن يجعل النفس تميل إلى ترجيح سنة (194) هـ والله أعلم.

أما التاريخ الذي ذكره الخطيب البغدادي، وغيره فيتعارض مع التاريخ الراجح، وإن صح اتصال سند الرواية عن الخطيب حتى أبي زرعة من غير ضعف استبعد التاريخ الذي ذكره الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار .. ) وبهذا أيضاً تنهار الحكاية أو الحادثة التي ذكرها الحاكم نفسه في كتابه تاريخ نيسابور لاستحالة احتمال سماع أبي زرعة من علي الرضا لأن عمر أبي زرعة يكون على التاريخ الذي ذكره الخطيب سنتان.

‌4 - عائلته واهتمامها بالعلم

تعتبر عائلة أبي زرعة الرازي من أهم العوائل المشهورة التي كانت تعنى بالعلوم الإسلامية لا سيما الحديث الشريف، فقد خلف يزيد بن فروخ الرازي جد أبي زرعة ثلاثة من المحدثين هم:

1 -

إسماعيل بن يزيد

(2)

، طلب الحديث فروى عن السندي عن عبدويه، واسحاق بن سليمان، وعبد الصمد العطار، ولعله هو نفسه

(1)

مثل إسحاق بن راهويه، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي كما سيأتي في رحلاته في طلب الحديث.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 205.

ص: 52

عبد الصمد بن النعمان البزاز

(1)

، وعبد الله بن هاشم الكوفي نزيل الري

(2)

، وعثمان بن سعيد بن مرة القرضي المري، أبو عبد الله، كوفي قدم الري ثم رجع إلى الكوفة، وكتب عنه إسماعيل بن يزيد بالري

(3)

.

ولقد كان يصحب معه الفتيان من عائلته في رحلاته في طلب الحديث. نقل أبن أبي حاتم في ترجمة محمد بن حاتم الجرجرائي عن أبيه أنه قال: "قدمنا جرجرايا، وكان خالي إسماعيل معي وهو مريض، وكان بها محمد بن حاتم فاشتغلت بعلة خالي، ولم أسمع منه وكان صدوقاً"

(4)

.

2 -

محمد بن يزيد، أبو جعفر الأحدب، طلب الحديث أيضاً فروى عن حبويه إسحاق بن إسماعيل، والسندي عن عبدويه، وإسحاق ابن سليمان. قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "روى عنه أبي

(5)

ووثقه بالعبادة والحفظ والفقه لرأي القوم" ثم قال: "سئل أبي عنه؟ فقال: صدوق"

(6)

.

3 -

عبد الكريم بن يزيد والد أبي زرعة. قال ابن أبي حاتم في ترجمته بعد أن ذكر اسمه ونسبه "روى عنه أبي سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ"

(7)

. ولقد كان مقرباً عند العلماء حريصاً على مجالستهم، ومن حرصه على العلم وطلبه للحديث كان يربي ابنه أبا زرعة على نهج المحدثين فيأخذه إلى مجالس العلماء المحدثين كي يعتاد عليها، ويتعرف على روادها وهو لا يزال غلامًا صغيراً. فيحدثنا أبو زرعة عن نفسه حينما بدأ يدخل مجالس أهل العلم فيقول: "ذهب بي أبي إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 51.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 196.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 152.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 238، وانظر مثالاً آخر يدل على رحلته مع خاله في الجرح والتعديل ج ا/ ق 2/ 407.

(5)

وقع خطأ في هذا الموضع من كتاب الجرح والتعديل فقد ورد فيه: روي عن أبي

وسياق الكلام يقتضي قوله روى عنه وهو الصواب.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 130.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 61.

ص: 53

الدشتكي

(1)

فلما رأيته نفرت من هيبته فتقدم أبي إليه فسلم عليه، وقعد بجنبه فلم أزل أدنو، وأنظر إليه ولا أجسر من الهيبة أن أدنو منه، فلما رآني أتقدم قال لأبي: من هذا؟ فقال: هذا ابني قال: ادعه، فدعاني فجئت حتى دنوت من أبي فقال لي عبد الرحمن ادن مني، وأنا أدنو شيئاً بعد شيء، فلم يزل يقول ادن، حتى دنوت فأظنه أقعدني على فخذه أو أقعدني بجنبه

"، ثم قال أبو زرعة: "فتفرس فيّ فقال لأبي: إن ابنك هذا سيكون له شأن ويحفظ القرآن، والعلم"، وذكر أشياء

(2)

.

ولقد استفاد أبو زرعة من أبيه، ونقل عنه ما يدل على معرفته بالرجال، وتمييز الأحاديث. قال ابن أبي حاتم في ترجمة العلاء بن الحصين، أبو الحصين قاضي الري:"سمعت أبا زرعة يقول: سمعت أبي يقول: كان العلاء بن الحصين قاضياً بالري نزل الأردان، وكان يقضي في حصن الأردان"

(3)

.

أشار ابن أبي حاتم في ترجمة عمرو بن حكام الأزدي، أبي عثمان إلى أخ لأبي زرعة كان معنياً بالحديث أيضاً فقال: سألت أبا زرعة عن عمرو ابن حكام؟ فقال: قدم الري وكتب عنه أخي أبو بكر

(4)

.

وهكذا نجد أمثلة تدل بوضوح على اهتمام عائلة أبي زرعة في الحديث النبوي الشريف مكنت وهيأت لأبي زرعة المكانة البارزة فيهم لخدمة السنة النبوية.، وكذلك فقد استفاد من عائلة إدريس بن المنذر الحنظلي زوج عمته فقد صحب أبا حاتم ابن عمته، ورحلا إلى أماكن كثيرة في طلب الحديث، وروى عنه وبعض من أقرانه.

(1)

هو (ع ز) عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي، أبو محمد الرازي المقرئ روى عن أبيه، وأبي خيثمة، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم، وعنه محمد ابن مهران الحمال، وعبد بن حميد، وهارون بن حيان القزويني قال عنه أبو حاتم: صدوق كان رجلاً صالحاً، وقال ابن معين: لا بأس به. انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 207.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 339 باب ما ذكر من فراسة عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي في أبي زرعة وهو صغير.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 354، وانظر كذلك مثالاً آخر يدل على معرفته في تعليل إحدى روايات حديث أم معبد في الصفة في علل الحديث ج 2 ص 392.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 228.

ص: 54

‌الفصل الثالث: نشأته ورحلاته في طلب العلم

‌1 - نشأته وتحصيله العلمي

إن نضوج الحركة العلمية في مدينة الري كان لها أثر كبير على أبي زرعة في تحصيله العلمي، وخاصة جو الأسرة التي عاش وترعرع فيها حيث توجيهات أبيه، وأعمامه، ومن ثم الجهد الذي أبداه في رحلاته إلى المراكز العلمية الأخرى والصبر على طلب الحديث، ولقائه بكبار المحدثين، والمشهورين في سعة الرواية والدراية من علماء عصره كل ذلك مكنه من بلوغه مكانة الأئمة الحفاظ، وجعله يشار إليه بالبنان، ويحتج بأقواله في الجرح والتعديل وبيان علل الحديث سنداً ومتناً، وظل من بعده من الأئمة يستشهدون بآرائه الصائبة، ويستنبطون القواعد من فوائده رحمه الله.

ابتدأ أبو زرعة بطلب الحديث في سن مبكرة، وقد مر آنفاً اهتمام أبيه به وحمله إلى مجالس العلماء كالدشتكي، وغيره. وكان صاحب همة، طلابة للعلم حريصاً على مجالسه يقول عن نفسه "كنا نبكر بالأسحار إلى مجلس الحديث نسمع من الشيوخ، فبينما أنا يوماً من الأيام قد بكرت، وكنت حدثاً إذ لقيني في بعض طرق الري من سماه أبي ونسيته أنا شيخ مخضوب بالحناء فيما وقع لي فسلم عليّ فرددت السلام فقال لي: يا أبا زرعة سيكون لك شأن وذكر

"

(1)

وكان يتتبع

(1)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وسَيَرِدُ الخبر كاملا في زهده.

ص: 55

العلماء في مجالسهم، ويأخذ عنهم سواء عن الذين يمرون بالري، أو الذين نزلوا بها، ولقد كان علماء بلده يعرفون فضله وحفظه للحديث منذ نعومة أظفاره، ويفتخرون به أمام من يقدم عليهم من الحفاظ، فقد روى الخطيب بسنده إلى أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي أنه قال "لما انصرف قتيبة بن سعيد

(1)

إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتنع وقال: أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة؟ قالوا له: فإن عندنا غلاماً يسرد كل ما حدثت به مجلساً مجلساً، قم يا أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة، فحدثهم قتيبة"

(2)

.

ومما يدل على تبكيره في طلب العلم وتقييد الحديث قوله عن نفسه "إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ولم أطالعه منذ كتبته .. "

(3)

. ولم أقف على نص يحدد لنا بالضبط السنة التي ابتدأ بها أبو زرعة تلقّيه العلم، وروايته للحديث إلا أن الحاكم النيسابوري ذكر أن أبا زرعة ارتحل من الري وهو ابن ثلاث عشرة سنة

(4)

.

ومن المعلوم أن طالب العلم قبل أن يبتدئ بالرحلة في طلب الحديث،

(1)

(ع) قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي مولاهم أبو رجاء البغلاني، روى عن مالك والليث، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم، وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، وروى له الترمذي أيضاً وابن ماجة بواسطة أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن المدينى، والحميدي وغيرهم. قال ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي: ثقة، وزاد النسائي صدوق، وقال أحمد بن سيار المروزي: "كان ثبتاً فيما روى صاحب سنة وجماعة ولد سنة 150 هـ، وتوفي سنة 240 هـ. روى له البخاري 308 أحاديث ومسلم 668، انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 358 - 361، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 140

(2)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وتاريخ دمشق لابن عساكر، في ترجمة أبي زرعة. وشرح علل الترمذي ص 190.

(3)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، وتهذيب الكمال للمزي مخطوط (442 - ب-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33.

(4)

انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة حيث نقل الذهبي الخبر من كتاب (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) للحاكم.

ص: 56

يحفظ ويدون أحاديث شيوخ بلده

(1)

والقرى المجاورة لها، والقادمين إليها، ويعد من القلائل الذين رحلوا في طلب الحديث في مثل سنه، وبرحلته إلى المدن والمراكز القريبة والبعيدة عن بلده ابتدأ طوراً جديداً في حياته العلمية

(2)

إذ فيها يلتقي بمن كانت تشد الرحال إليهم لغزارة علمهم، وكثرة حفظهم.

سئل أبو زرعة في أي سنة كتبتم عن أبي نعيم- الفضل بن دكين-؟ قال: "في سنة أربع عشرة ومائتين ومات في سنة ثماني عشرة ومائتين"

(3)

، وأخذ التفسير عن الأئمة الكبار المعنيين به والثقات في روايته

(4)

وكذلك علم القراءات أتقنه من عيسى بن ميناء، المعروف بقالون المقرئ، وحفص الدوري، وخلف البزار، وغيرهم

(5)

وكان يقول: "أنا أحفظ ستمائة ألف حديث صحيح وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير والقراءات، وعشرة آلاف حديث مزورة، قيل له: ما بال المزورة تحفظ؟ قال: إذا مرّ بي منها حديث عرفته"

(6)

، وأخذ ولعه وحبه لطلب الحديث يزداد كلما ازداد حفظه له، وكان رحمه الله يكثر من ملازمة الأئمة الأفذاذ ويستزيد منهم كتابة الحديث كأحمد بن حنبل

(7)

، وابن أبي شيبة وغيرهم.

روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله

(1)

قال أبو زرعة: "كتبت بالري قبل أن أخرج إلى العراق عن نحو ثلاثين شيخاً

" وذكرهم وانظر: رحلاته في طلب الحديث.

(2)

انظر: فصل رحلاته في طلب الحديث.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 339، وكان الفضل بن دكين الملائي بالكوفة ويقصده كبار المحدثين كأحمد وغيره، وانظر: ترجمته في شيوخ أبي زرعة.

(4)

انظر: فصل مؤلفاته عند الكلام عن معرفته بالتفسير.

(5)

انظر: فصل معرفته بالقراءات.

(6)

انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب ص 192.

(7)

انظر: رحلته إلى بغداد.

ص: 57

مائة ألف حديث"

(1)

، ولازم إبراهيم بن موسى الفراء ثماني سنين من سنة أربع عشرة في آخرها إلى سنة اثنتين وعشرين

(2)

، وكتب عن أبي سلمة التبوذكي عشرة آلاف حديث، وعن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث أيضاً

(3)

. وكان إلى جانب تلقيه العلم وروايته للحديث وتقييده ينشر السنة النبوية ويعلمها للناس، ويدافع عنها ويرد على المخالفين المعترضين، وكان تقبل عليه جموع الطلبة فيروي لهم ويسمع منهم الحديث ويصوب الصحيح، ويعلل الضعيف، وكان ابن أبي حاتم يقول عنه:"كان أبو زرعة قل يوم ألا يخرج معه إلى المسجد كتابين أو ثلاثة كتب لكل قوم كتابهم الذي سألوه فيه فيقرأ على كل قوم ما يتفق له القراءة من كتاب ثم يقرأ للآخر كتابه الذي قد سأل فيه أوراقاً ثم يقرأ للثالث كمثل ذلك فإذا رجعوا أولئك في يومهم يكون قد أخرج معه كتابهم فيجيء إلى الموضع الذي كان قرأ عليهم إلى ذلك المكان فيقرأ من غير أن يسألهم: إلى أين بلغتم؟ وما أول مجلسكم؟ فكان ذلك دأبه كل يوم لا يستفهم من أحد منهم أول مجلسه وهذا بالغداة وبالعشي كمثل، ولا أعلم أحداً من المحدثين قدر على هذا"

(4)

.

‌2 - رحلاته في طلب العلم

يعد القرن الثالث الهجري العصر الذهبي للسنة النبوية حيث تضافرت فيه جهود المحدثين في مختلف مجالاتهم ضمن علومها الواسعة، من حيث تمييز الحديث الصحيح وإفراده بالتصنيف دون كلام الصحابة والتابعين. ووضعوا

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 327، الأنساب للسمعاني ج 6 ص 35 وتاريخ دمشق، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 200 وتهذيب الكمال للمزي ورقة 442 - 443، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.

(4)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 332 وهذا الخبر يدل على قوة حفظه أيضاً.

ص: 58

قواعد للجرح والتعديل لمعرفة الرجال، وكذا الجمع والتوفيق بين المتعارض الصحيح منه، والاعتناء بشرح غريبه، وغير ذلك، ومن هذه الجهود العظيمة التي يحق للمؤمنين أن يفتخروا بها رحلات العلماء في طلب الحديث حيث نشطت في القرن الثالث أكثر من ذي قبل، فكانوا يخرجون من بلادهم تاركين الأهل والأحبة ابتغاء مرضاة الله وحرصاً على تدوين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أصحابه قد انتشروا في البلاد وسمع البعض منهم ما لم يسمعه البعض الآخر، وحرصاً على تنسيق وتدوين أقواله وأفعاله، حركاته وسكناته، وغزواته، وشمائله، حله، وترحاله، تحملوا الصعاب وقطعوا الفيافي والقفار، وأخذوا يصيبون على من لا يرحل حتى قال يحيى بن معين:"أربعة لا تؤنس منهم رشداً، منهم رجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث"

(1)

. وقال ابن أدهم: "إن الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث"

(2)

. ولم تكن رحلتهم لمجرد اللقاء بالشيوخ وتدوين أحاديثهم، بل كانوا يهدفون منها التعرف على الرواة وأحوالهم من حيث التوثيق والتجريح، واهتمامهم بالتصنيف وغير ذلك من أهل مدنهم وقراهم، وكذلك كانوا يحرصون على علو الإسناد ولقاء الحفاظ.

يقول الخطيب البغدادي: "المقصود بالرحلة في الحديث أمران: أحدهما: تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم، فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة فالاقتصار على ما في البلد أولى"

(3)

، ولقد كان لأهل الري نصيب محمود في هذا السعي المبارك، فعدها الرامهرمزي من المراكز العلمية التي كان المحدثون يشدون الرحال إليها طلباً لتدوين الحديث عن علمائها

(4)

، وكذلك ذكر ضمن الراحلين الذين جمعوا بين الأقطار، أبا زرعة،

(1)

انظر: الرحلة في طلب الحديث للخطيب ص 47، وفتح المغيث ج 2 ص 314.

(2)

انظر: الرحلة في طلب الحديث ص 47، وفتح المغيث ج 2 ص 315.

(3)

انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب ورقة (168 ب، 169 أ) عن موارد الخطيب للدكتور أكرم العمري ص 34.

(4)

انظر: المحدث الفاصل ص 229.

ص: 59

وأبا حاتم وعدهما من الذين جمعوا بين العراق، والحجاز، والجزيرة، والشام

(1)

، ولقد حسدهم على هذه المكانة بعض أهل العلم مما حمل أبا حاتم على أن يرد عليه، وعلى أمثاله، قال ابن أبي حاتم في ترجمة داود بن خلف الأصبهاني إمام أهل الظاهر:"وأما أبي رحمه الله فحمل إليه كتاب له يسميه كتاب البيوع وقصد أهل الحديث وذمهم وعابهم بكثرة طلبهم للحديث ورحلتهم في ذلك فأخرج أبي كتابا في الرد عليه في نحو خمسين ورقة"

(2)

ولقد عد الحافظ المزي أبا زرعة من الجوالين المكثرين

(3)

، وذكر الداوودي بعض المدن التي رحل إليها أبو زرعة وهي (الحرمان، والعراق، والشام، والجزيرة، وخراسان، ومصر)

(4)

، وهذه البلاد كان فيها أهم المراكز العلمية. بعد هذه المقدمة نريد التعرف على رحلات أبي زرعة والمدن والبلاد التي دخلها، وكيف كان بعض الأئمة يستقبله ويتهيأ للقائه مع ذكر بعض أخباره في تلك البلاد.

من المعلوم أن المحدث حينما يبتدئ بطلب الحديث وتدوينه يحرص على تحمله وروايته عن علماء بلده، وعمن كان يمرّ عليهم من العلماء ثم يبتدئ بالخروج والتجوال في القرى المحيطة بهم. وهكذا كان أبو زرعة رحمه الله فقد لازم الشيوخ الكبار في مدينة الري وحرص على تدوين حديثهم، وكذلك حرص على ملازمة من يقدم إلى الري من المدن الأخرى فيستقر أو يمر بها، فيقول أبو زرعة عن نفسه: "وكتبت بالري قبل أن أخرج إلى العراق نحو ثلاثين شيخاً منهم عبد الله بن الجراح

(5)

وعبد العزيز بن المغيرة

(6)

، وعبد الصمد بن

(1)

انظر: المحدث الفاصل ص 30.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 2/ 411.

(3)

انظر: تهذيب الكمال ورقة (441 - ب-).

(4)

انظر: طبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص 369.

(5)

هو (كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعد التيمي أبو محمد القهستاني نزيل الري

ت 232 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 28، وتهذيب التهذبب ج 5 ص 169، وتاريخ قزوين ورقة (255 - ب-).

(6)

هو (ق) عبد العزيز بن المغيرة بن أمي، المنقري، أبو عبد الرحمن البصري نزيل الري، انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 359، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 397.

ص: 60

حسان

(1)

وجعفر بن عيسى

(2)

، وبشر بن يزيد

(3)

، وسلمة بن بشير

(4)

، وعبيد بن إسحاق"

(5)

، وذكر شيوخاً كثيرة

(6)

، وبعد اغترافه من منهل النبوة العذب الذي استقاه علماء الري، ومن نزل بها، شد الرحال على سنة الرجال، وكان قصده الكوفة التي كانت تموج بالعلماء والمحدثين، وقد اعتاد طلاب العلم السفر جماعة ومع رفقة مأمونة وذلك لمخاطر الطرق ووعورتها، والمفاوز والقفار، إضافة إلى اللصوص والأشرار.

يقول بعض الباحثين عند كلامه عن سفر العلماء وطلاب العلم: " (يندر سفر رجال بمفردهم إذ أن الطرق العامة كانت غير مأمونة، والطريقة الاعتيادية كانت أن يصاحب الفرد قافلة عند انتقاله من مكان إلى آخر والذي يقوي احتمال قيام الفرد بهذا الأمر هو كون كثير من العلماء إن لم نقل معظمهم كانوا يجمعون بين الدراسة والشغل، فكانوا يسافرون كتجار للاشتغال في تجارتهم ويشغلون أنفسهم بطلب العلم خلال بقائهم التي قد تطول أو تقصر مدته في المدن المختلفة

"

(7)

.

وهكذا ارتحل أبو زرعة (وهو ابن ثلاث عشرة سنة)

(8)

(1)

هو عبد الصمد بن حسان، المروزي، أبو يحيى خادم سفيان الثوري، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 51.

(2)

هو جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن، البصري قاضي الري، ت 219 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 485 - 486، وميزان الاعتدال ج 1 ص 413 - 414.

(3)

هو بشر بن يزيد بن الأزهر، النيسابوري انظر: الجرح والتعديل ج 1/ق 1/ 370.

(4)

هو سلمة بن بشير النيسابوري نزيل الري أبو الفضل الذي كان يقول: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب على شيء" قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي سنة إحدى عشرة ومائتين روى عنه أبي وأبو زرعة". انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 1/ 157.

(5)

هو عبيد بن إسحاق العطار، أبو عبد الرحمن، الكوفي، انظر: الجرح والنعدبل ج 2/ ق 2/ 401.

(6)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.

(7)

انظر: طريقة إحصائية لدراسة معاجم التراجم الإسلامية في العصور الوسطى بحث بقلم رجاردو. يلبت. نشر بالإنكليزية في مجلة تاريخ الشرق الاقتصادي والاجتماعي المجلد 13 الجزء 2 نيسان 1970، ترجمة السيد شاكر نصيف لطفي العبيدي الأستاذ المساعد في قسم اللغات الأوروبية كلية الآداب/ جامعة بغداد.

(8)

ذكر ذلك أبو عبد الله الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) ونقله عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة

ص: 61

بصحبة مجموعة من أهل الري يطلبون الحديث، ولا شك أنهم قد مروا على بعض المراكز المهمة التي اشتهرت بعلمائها، ومجالس الحديث فيها قبل وصولهم إلى الكوفة، ولقد أقام أبو زرعة في رحلته الأولى هذه في الكوفة مدة عشرة أشهر

(1)

. والظاهر أنه سمع في إقامته هذه من أبي نعيم الفضل بن دكين فقد سئل في أي سنة كتبتم عن أبي نعيم؟ قال: "في سنة أربع عشرة ومائتين، ومات في سنة ثماني عشرة ومائتين"

(2)

.

‌رحلته الثانية:

تعتبر رحلته الثانية من أطول الرحلات مدة، ولعل أهمها فقد ابتدأ بها من سنة (227) هـ إلى أول سنة (232) هـ، فزار مراكز علمية كثيرة، ومدناً، وقرى. ولنستمع إليه حيث يحدثنا عن رحلته هذه فيقول: "خرجت من الري المرة الثانية سنة سبع وعشرين ومائتين، ورجعت سنة اثنتين وثلاثين في أولها، بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر فأقمت بمصر خمسة عشر شهراً، وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها، فلما رأيت كئرة العلم بها وكثرة الاستفادة عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي، فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهماً أن يكتبها كلها وأعطيته الكاغد

(3)

وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعها فبيعا بستين درهماً واشتريت مائة ورقة كاغد بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي. ثم خرجت إلى الشام فأقمت بها ما أقمت، ثم خرجت إلى الجزيرة

(4)

وأقمت ما أقمت، ثم رجعت إلى بغداد سنة ثلاثين في آخرها،

(1)

انظر: المصدر السابق في ترجمة أبي زرعة.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 339.

(3)

الكاغد: فارسي محض بمعنى القرطاس. انظر: كتاب الألفاظ الفارسية المعرّبَة لادي شير ص 136.

(4)

الجزيرة المَعْنِيّ بها: جزيرة أقوز وهي التي بين دجلة والفرات مجاورة الشام تشتمل على ديار مضر وديار بكر سميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، بها مدن جليلة، وحصون وقلاع كثيرة، ومن أمهات مدنها حران والرها والرقة

وغير ذلك. انظر: معجم البلدان ج 2 ص 134.

ص: 62

ورجعت إلى الكوفة وأقمت بها ما أقمت، وقدمت البصرة فكتبت بها عن شيبان

(1)

وعبد الأعلى"

(2)

)

(3)

.

‌رحلته الثالثة:

ويحدثنا أبو زرعة عن رحلته الثالثة فيقول: "أقمت في خرجتي الثالثة بالشام، والعراق، ومصر أربع سنين وستة أشهر فما أعلم أني طبخت فيها قدراً بيد نفسي"

(4)

. فتبين من هذه النصوص أن أبا زرعة رحمه الله قام برحلات ثلاث الى بلاد العراق، وبلاد الشام ومصر وغيرها من المراكز المهمة تميزت بطول المدة، وتعدد الأماكن هذا عدا الرحلات القصيرة التي قد تستغرق الأسابيع أو الأيام بين مدينة الري ومدن المشرق الأخرى، وسأجتهد في ذكر جميع الأماكن التي رحل إليها ولقي فيها الشيوخ والأئمة مع ذكر بعض أحواله وأخباره في بعض تلك الأماكن لأنه كان حريصاً على السماع في كل بلد من بلاد المسلمين حتى إنه كان يذهب إلى ثغور

(5)

المسلمين فيسمع من العلماء المرابطين المجاهدين

(1)

شيبان هو (م دس) الإمام الثقة، محدث البصرة ومسندها شيبان بن فروخ وهو ابن أبي شيبة الحبطي مولاهم أبو محمد الإبلي كان عنده خمسون ألف حديث. قال عنه أبو زرعة صدوق مات سنة 236 هـ وله ست وتسعون سنة. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 443، الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 357، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 374 - 375، وميزان الاعتدال ج 2 ص 285.

(2)

عبد الأعلى هو (خ م دس) الحافظ الثقة مسند البصرة عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلى مولاهم البصري أبو يحيى المعروف بالنرسي قال ابن معين وأبو حاتم وابن قانع والدارقطنى ومسلمة بن قاسم والخليلي (ثقة) ت 236 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 467 وتهذيب التهذيب: ج 6 ص 93 - 94.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340 هذا وصف إجمالي لرحلته، ولقد ذكر الحاكم أبو عبد الله في كتابه الجامع لذكر أئمة الأمصار، إنه "ارتحل من الري وهو ابن ثلاث عشرة سنة وأقام بالكوفة عشرة أشهر ثم رجع إلى الري ثم خرج في رحلته الثانية، وغاب عن وطنه أربع عشرة سنة

" فلعله أراد مجموع سنوات رحلاته في طلب الحديث، إضافة إلى هذا لم يذكر الرحلة الثالثة، والصواب ما ذكرنا.

(4)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.

(5)

الثغر: (بالفتح ثم السكون وراء، كل موضع قريب من أرض العدو يسمى ثغراً كأنه مأخوذ من الثغرة، وهي الفرجة في الحائط وهو في مواضع كثيرة منها: ثغر الشام، وجمعه ثغور) انظر: معجم البلدان ج 2 ص 79.

ص: 63

فقد روى الخليلي بسنده إلى البرذعي أنه قال: "سمعت أبا زرعة الرازي يقول: لم أعرف لنفسي رباطاً خالصاً في ثغرة قصدت قزوين مرابطاً ومن همتي أن أسمع الحديث من الطنافسي

(1)

ومحمد بن سعيد بن سابق

(2)

، ودخلت بيروت مرابطاً ومن همتي أن أسمع عن العباس ابن الوليد

(3)

، ودخلت رها

(4)

مرابطاً ومن نيتي أن أسمع عن أيى فروة الرهاوي

(5)

فلا أعرف لنفسي رباطاً خلصت نيتي فيه، ثم بكى)

(6)

وزاد الذهبي قوله: "وأما عسقلان فأردنا محمد بن أبي السري"

(7)

.

(1)

الطنافسي هو (عس ق) علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد أبو الحسن الطنافسي المتوفى في سنة 233 هـ. الحافظ الثبت محدث قزوين وعالمها. انظر: تذكرة الخفاظ ج 2 ص 445 وتهذيب التهذيب ج 7 ص 370.

(2)

هو (دس) محمد بن سعيد بن سابق، أبو سعيد، الرازي المتوفى سنة 216 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 265، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 188.

(3)

هو (دس) عباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي المتوفى في سنة 270 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 215، وتهذيب النهذبب ج 5 ص 132.

(4)

الرهاء: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ، وتسمى في الوقت الحاضر بـ (أورفا) وتقع ضمن حدود تركيا والنسبة إليها رهاوي انظر. معجم البلدان مادة (رها).

(5)

هو يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي روى عن أبيه محمد بن يزيد ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني وغيرهما، وحدث عنه أبو عروبة الحراني الحسين محمد بن مودود المتوفى سنة 318 هـ صاحب تاريخ حران والجزيرة. انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 336، الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 8، واللباب ج 2 ص 045 الإسلام بالتوبيخ ضمن علم التاريخ، لررزنثال ص 627.

(6)

انظر: الإرشاد في تاريخ علماء الحديث ج 4 في ترجمة الوليد بن مزيد البيروتي.

(7)

انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة ومحمد هو (د) محمد بن المتوكل ابن عبد الرحمن بن حسان الحافظ، العسقلاني، أبو عبد الله بن أبي السري ت 238 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 424 - 425، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 473.

ص: 64

‌3 - رحلة أبي زرعة إلى بعض الأماكن القريبة

قرية وهبن: قال ابن أبي حاتم في ترجمة مغيرة بن يحيى بن المغيرة السعدي الرازي "من قرية وهبن

(1)

من رستاق القرج، وأبوه يحيى بن المغيرة صاحب جرير الذي رحل إليه أبي وأبو زرعة رحمهما الله"

(2)

.

أفرندين

(3)

: قال ابن أبي حاتم في ترجمة إسحاق بن الحجاج الطاحوني المقرئ: "سمعت أبي يقول: كنت عزمت أنا وأبو زرعة أن نخرج إليه من وهبن بعد فراغنا من يحيى بن المغيرة، وكتب إلينا أن محمد بن مقاتل المروزي

(4)

قد وافى أفرندين، فخرجنا من هناك إلى أفرندين"

(5)

.

(1)

قال ياقوت في معجم البلدان في مادة (وهبن): "من رستاق القَرْج بالري" وفسر ياقوت كلمة (رستاق) بأنها "كل موضع فيه مزارع وقرى ولا يقال ذلك للمدن كالبصرة، وبغداد" انظر معجم البلدان ج 1 ص 38.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 232، وكذلك انظر: معجم البلدان في مادة (وهبن).

(3)

قال ياقوت في مادة (أفرندين): "موضع بين الري ونيسابور" وذكر أبو القاسم ابن خرداذبة أن المسافة بين الري وبين أفرندين هي ثمانية فراسخ، انظر المسالك والممالك ص 23.

(4)

هو محمد بن مقاتل الرازي، ونسب في إحدى نسخ الجرح والتعديل بالمروزي. قال عنه أبو الحسن ابن بابويه في تاريخ الري:"كان إمام أصحاب الرأي بالري ومات بها وكان مقدماً في الفقه" ت 248 هـ. انظر: لسان الميزان ج 5 ص 388.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 217.

ص: 65

‌4 - رحلته إلى قزوين

(1)

ترجم صاحب تاريخ قزوين

(2)

لأبي زرعة وذكر بعض الذين روى عنهم أبو زرعة، وكذا أسماء من روى عنهم وبعض أخباره وثناء العلماء عليه، ومن المعلوم أنه قد ترجم في كتابه هذا لكل من دخل قزوين، قال الحافظ الخليلي في (الإرشاد) في ترجمة أبي زرعة: "وسمع منه من أهل قزوين، أبو عبد الله ابن ماجة، وموسى بن هارون بن حيان والحسين بن علي الطنافسي، وأحمد بن إبراهيم بن سمويه العجلي، وإسحاق بن محمد الكيساني، وأبو بكر بن هارون بن الحجاج

"

(3)

.

وقال أيضاً في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد الطنافسي المتوفى سنة (233) هـ، وأخيه الحسن المتوفى سنة (222) هـ:"إماما قزوين، وارتحل إليهما الكبار، أبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن مسلم بن وارة، ومحمد بن أيوب"

(4)

. وقال أيضاً في ترجمة محمد بن سعيد بن سابق المتوفى سنة (216) هـ "ارتحل إليه أبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن أيوب، وسهل بن زنجلة وابنه"

(5)

. ولعله قد رحل إلى قزوين قبل سنة (214) هـ، وذلك لتقدم وفاة محمد بن سعيد، وأرجح إنها كانت سنة (213) هـ، لأن الخليلي نقل عن أبي حاتم أنه قال: "دخلت قزوين سنة ثلاث عشرة ومائتين مع خالي محمد بن يزيد

"

(6)

ولقد كان أبو زرعة وأبو حاتم يرحلان مع بعض في كثير من الرحلات.

(1)

قزوين: قال ياقوت في معجم البلدان ج 4 ص 343 "مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخاً

".

(2)

انظر: (التدوين في ذكر أخبار قزوين)، توجد منه نسخ بدار الكتب المصرية منها نسخة برقم (2648 تاريخ) عن نسخة مكتبة البلدية في الإسكندرية.

(3)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في علماء الري، وأما تراجم هؤلاء الرواة فانظرها في فصل تلاميذه ومن كتب عنه.

(4)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في علماء قزوين.

(5)

انظر: المصدر السابق.

(6)

انظر: الإرشاد ج 6 في علماء قزوين.

ص: 66

‌5 - رحلته إلى ساوَهْ

(1)

قال الخليلي في ترجمة عيسى بن موسى المعروف بغنجار المتوفى سنة (187) هـ "وروى عنه أهل بخارى وروى عنه محمد بن أمية الساوي

(2)

أحاديث ذوات عدد فقصده أبو زرعة وأبو حاتم لسماع ذلك"

(3)

.

‌6 - رحلته إلى نيسابور

ذكر أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور أن أبا زرعة الرازي التقى بعلي بن موسى الرضا هو ومحمد بن أسلم الطوسي مع طلبة العلم والحديث وحدثهم بحديث من طريق آبائه رضي الله عنهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رب العزة سبحانه وتعالى أي حديث "كلمة لا إله إلا الله حصني. فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي"

(4)

.

(1)

سَاوَه: بعد الألف واو مفتوحة بعدها هاء ساكنة: مدينة حسنة بين الريّ وهمذان في وسط، بينها وبين كل واحدة من همذان والري ثلاثون فرسخاً. انظر: معجم البلدان مادة (ساوة).

(2)

هو (بخ ق) محمد بن أمية بن آدم بن مسلم القرشي أبو أحمد الساوي المتوفى سنة 226 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 67.

(3)

انظر: الإرشاد ج 10 في علماء بخارى.

(4)

انظر: الفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ المالكي علي بن محمد المكي المتوفى سنة 855 ص 235 - 236، وكشف الغمة في معرفة الأئمة لأبي الحسن علي بن عيسى أربلي المتوفى سنة 693 هـ. اعتمدت على هذين المصدرين في نقل هذا الخبر لأن تاريخ نيسابور من الكتب التى فقدت. ولم يصل إلينا منه إلا مختصراً ترجم عن الفارسية. كما يرى بعض الباحثين. انظر: تاريخ التراث للدكتور فؤاد سزكين ج 1 ص 46.

وهذا الحديث رواه ابن عساكر في تاريخه بسنده من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد الطائي البصري الذي قال عنه ابن عساكر: "في حديثه ضعف". ثم قال ابن عساكر: "ورويناه عالياً على الصواب بسندنا إلى محمد بن علي ومنه بسنده إلى علي بن أيى طالب وقال لنا أبو سعد إسماعيل في كلام له لما دخل علي بن موسى نيسابور تعلق أحمد بن حرب الزاهد بلجام دابته والنضر بن ياسين فحدثهم بهذا الحديث". انظر: تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 82. ثم قال في ترجمة إبراهيم بن محمد الصباغ الطرسوسي (ت 387 هـ): "وروينا من طريقه الحديث المسلسل بالإشراف المتقدم سابقا وهو الحديث القدسي ولفظه يقول الله عز وجل" وذكر الحديث. انظر: تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ص 254 - 255. ونقل السيوطي في اللالئ المصنوعة ج 1 ص 195 - 196 عن نسخة جعفر بن نسطور المكذوبة والتي سمعها الحافظ السلفي ببغداد بعض الأحاديث، فذكر منها حديث لا اله إلا الله حصني. وجعفر بن نسطور قال عنه الذهبي: "الإسناد إليه ظلمات والمتون باطلة وهو دجال أو لا وجود له". انظر: اللالئ المصنوعة ج 1 ص 195.

ص: 67

وقيل لإسحاق بن راهويه

(1)

: "إن هذا الصبي الرازي يعني أبا زرعة وارد عليك فكان يصلي يومئذ ثم يرجع إلى البيت ولا يأذن لأحد فقيل له في ذلك فقال: بلغني أن هذا الفتى وارد، وقد أعددت مائة وخمسين ألف حديث ألقيها عليه. خمسون ألفاً منها معلولات لا تصح"

(2)

.

‌7 - رحلته إلى بغداد

قال الخطيب البغدادي في ترجمة أبي زرعة: "قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد بن حنبل وذاكره وحدث، فروى عنه من البغداديين إبراهيم ابن إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز

"

(3)

ولما كانت بغداد دار الخلافة والعلم وملتقى علماء بلاد الإسلام نشط طلاب العلم للرحلة إليها والمكث الطويل فيها وأصبحت الرحلة إليها من الواجبات بالنسبة للمحدثين لذا حرص على القدوم إليها معظم العلماء الأعلام من أهل المشرق والمغرب وكان الكثير منهم لا يكتفي بزيارة واحدة إليها

(1)

إسحاق هو (خ مد د ت س) بن إبراهبم بن مخلد بن إبراهيم، أبو يعقوب الحنظلي المعروف بابن راهويه المروزي، نزيل نيسابور أحد الأئمة روى عن ابن عيينة، وابن المبارك وعبد الرزاق وغيرهم. قال نعيم بن حماد إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه في دينه وقال أحمد:"لم يعبر الجسر إلى خراسان مثله"، وقال أبو حاتم:"ذكرت لأبي زرعة إسحاق وحفظه للأسانيد والمتون فقال أبو زرعة: ما رؤى أحفظ من إسحاق" توفي سنة 238 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 216 - 219، وتاريخ بغداد ج 6 ص 345 - 355.

(2)

انظر: الإرشاد ج 9 في ترجمة إسحاق بن راهويه.

(3)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 326.

ص: 68

بل يكثر من المكوث فيها، وكان معظم علماء مدن بلاد خراسان ونيسابور وما وراء النهر يمرون بها حين ذهابهم إلى بلاد الشام ومصر والحجاز والعودة منها، فحرص أبو زرعة على ملازمة أئمتها والاغتراف من علمهم، ففي رحلاته الثلاث دخل بغداد، واستفاد من علمائها وأفاد وهذه بعض أخباره في بغداد.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ"

(1)

ولقد استفاد الإمام أحمد على غزارة علمه من تلميذه أبي زرعة وصحح له بعض الأحاديث التي توقف في تصحيحها، فقد روى الخطيب بسنده إلى محمد بن صالح البغدادي أنه قال: "رأيت أبا زرعة دخل على أحمد بن حنبل وحدثه، ورأيته قد مجمج

(2)

على حديث كان حدثه عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. وقد مجمج عليه أحمد فقال له أبو زرعة أي شيء خبر هذا الحديث؟ فقال: أخاف أن يكون غلطاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم إنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال له أبو زرعة: يا أبا عبد الله الحديث صحيح، فنظر إليه فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل حدثنا رضوان البخاري قال حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن جابر: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 327، والمنتظم ج 5 ص 47، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وسير أعلام النبلاء، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370 وقال أحمد:"ما صليت غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي" انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 199، والمنهج الأحمد وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-) وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب ج 6 ص 35.

(2)

المجمجة: تغيير الكتاب وإفساده عما كتب وفي بعض الكتب مروا المجاج بفتح الميم أي مروة الكاتب يسوّده سمي به لأن قلمه يمج المداد، ومجمج لي ردني من حال إلى حال. انظر: لسان العرب ج 3 ص 186. ??

ص: 69

سجد جافى بين جنبيه". وحدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا معمر، عن سالم، عن جابر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه". - فقال أحمد: هات القلم إليَّ فكتب صح، صح، صح، ثلاث مرات"

(1)

.

ولقد كان يجتمع عليه الحفاظ لامتحانه ومذاكرته قال أحمد بن خالد بن الحروري: "دخل أبو زرعة بغداد متوجهاً إلى الحج فاجتمع إليه الحفاظ يذاكرونه وهو يجيب ويغلبهم في المذاكرة حتى عجزوا عن مذاكرته فقام واحد منهم فقال في أذنه: "يا داماما" وشتمه بأقبح شتيمة فتبسم أبو زرعة وقال له: يا هذا اشتغل بالعلم فإن هذا بعيد مما نحن فيه"

(2)

.

‌8 - دخوله لمدينة واسط

قال أبو يعلى الموصلي عن أبي زرعة: "كتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف"

(3)

.

‌9 - إقامته في حديثة النورة

ومن المدن التابعة للعراق والتي دخلها محدثنا، واستفاد من أهل العلم فيها مدينة حديثة

(4)

فدخلها بعد رجوعه من مصر. قال أبو زرعة وهو يجيب على

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 326 - 327 والحديث في مصنف عبد الرزاق ج 2 ص 168 رقم (2922).

(2)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمته، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ) واللفظة الأعجمية (يا داماما) لم اهتد إلى معناها.

(3)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 334، والمنتظم ج 5 ص 47، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370 وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمته، وسير أعلام النبلاء للذهبي، وطبقات المفسرين للداوودي، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ).

(4)

حديثة الفرات: وتعرف بحديثة النورة: وهي على فراسخ من الأنبار فوق هيت، وبها قلعة حصينة في وسط الفرات والماء يحيط بها. انظر: معجم البلدان في مادة (حديثة الفرات)، ومراصد الاطلاع ج 1 ص 387.

ص: 70

البرذعي- حينما سأله عن سويد بن سعيد

(1)

: "لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب، عن ضمام ليست عندك؟ فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول: حدثنا بها ضمام، وكان يدلس حريز بن عثمان، وحديث نيار بن مُكرم، وحديث عبد الله بن عمرو (زر غبا)؟ فقلت: أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة الأحاديث من هؤلاء فغضب، فقلت لأبي زرعة: - القائل البرذعي- فأيش حاله؟ قال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله، وأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا"

(2)

.

‌10 - رحلته إلى البصرة

لقد اهتم أبو زرعة بمدينة البصرة كاهتمامه بمدينة بغداد والكوفة وغيرهما من المراكز العلمية في العراق فتردد إليها أكثر من مرة وروى الكثير عن أئمتها وكانوا يكرمونه ويعرفون مكانته، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول لنا أبو الوليد الطيالسي

(3)

: إذا كان عندنا قوم فلا تستأذنوا فليس عليكم حجاب. وربما دخلنا عليه وهو يأكل فيشدد علينا أن كلوا"

(4)

، ولقد كتب عنه أبو زرعة

(1)

(م ق) سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني الأنباري نزيل حديثة النورة روى عن الداروردي، وغيره. وعنه مسلم وابن ماجة، وأبو زرعة، وغيرهم. قال البغوي:"كان من الحفاظ وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه"، وقال أيضاً:"أرجو أن يكون صدوقاً"، وقال البخاري:"كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه"، وقال ابن معين:"حلال الدم"، توفي سنة 240 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 272 - 275، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 240، وتاريخ بغداد ج 9 ص 228 - 232.

(2)

انظر: أجوبة أبي زرعة ورقة (9 - أ، ب-) وتاريخ بغداد ج 9 ص 230 ومعجم البلدان مادة (حديثة).

(3)

أبو الوليد هو: (ع) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإمام الحجة. قال العجلي:"بصري ثقة ثبت في الحديث وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود" وقال عنه أبو زرعة: "أدرك نصف الإسلام وكان إمام زمانه جليلاً عند الناس" ت سنة 227 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 65 وتهذيب التهذيب ج 11 ص 45.

(4)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 345.

ص: 71

الكثير وكان يُمَيّزُ وينتقي وينتخب من أحاديثه، ولا يدون كل حديث يسمعه قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول: قعدت إلى أبي الوليد يوماً فحملت عنه ثمانية عشر حديثاً، وحدثنا مذاكرة من غير أن كتبت منه حرفا وتحفظت عنه كله)

(1)

، ولازم الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكي

(2)

وكتب عنه الكثير أيضاً.

قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول- كتبت عن أبي سلمة التبوذكي عشرة آلاف حديث، أما حديث حماد بن سلمة

(3)

فعشرة آلاف حديث وكنا نظن أنه يقرأ كما كان يقرأ قديماً فاستكتبنا الكثير، ومات فبقي علينا شيء نحو قوصرة

(4)

فوهبت لقوم بالبصرة"

(5)

. ولقد كان يتجنب في رحلاته أهل البدع فلا يقربهم ولا يكتب عنهم.

قال ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية: حدثنا أبي وأبو زرعة قال: "كان يحكى لنا أن هنا رجلاً من قصة هذا، فحدثني أبو زرعة قال: كان بالبصرة رجل وأنا مقيم في سنة ثلاثين ومائتين فحدثني عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه أنه قال: إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله ما في صدري من

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 332.

(2)

موسى هو (ع) ابن إسماعيل المنقري مولاهم أبو سلمة التبوذكي البصري سمع من حماد ابن سلمة تصانيفه، وكتب عنه يحيى بن معين خمساً وثلاثين ألف حديث ت 223 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1 ص 394، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 333 - 335.

(3)

حماد هو (خت م 4) ابن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة قال ابن حبان: (لم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل والدين والنسك والعلم والكتب والجمع والصلابة في السنة والقمع لأهل البدع .. ) وقال البيهقي: "هو أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ماسمع منه قبل تغيره وماسوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثاً أخرجها في الشواهد

" ت 67 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 11 - 16.

(4)

القوصرة: مخففة الراء أو مثقلها وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البوازي انظر: لسان العرب ج 6 ص 4167.

(5)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.

ص: 72

القرآن وكان من قراء القرآن فنسى حتى كان يقال له: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم" فيقول: معروف معروف ولا يتكلم به، قال أبو زرعة: فجهدوا بي أن أراه فلم أره"

(1)

، ولقد كان يعقد مجالس لمناظرة بعض الحفاظ الذين يكذبون في بعض مجالسهم واكتفى بذكر أول مجلس له مع سليمان الشاذكوني

(2)

، فقد روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال:"دخلت البصرة فصرت إلى سليمان الشاذكوني يوم الجمعة وهو يحدث، وهو أول مجلس جلست إليه فقال: حدثنا يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر عن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يموت له ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم" فقلت للمستملي: ليس هذا من حديث عاصم بن عمر، إنما هذا رواه محمد بن إبراهيم، فقال له فرجع إلى محمد ابن إبراهيم. قال: وذكر في هذا المجلس أيضاً فقال: حدثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن أبيه أنه قال: "لاحلف في الإسلام"، قال: فقلت هذا وهم، وهم فيه إسحاق بن سليمان، وإنما هو سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير، قال من يقول هذا؟ قلت: حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء حدثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير، قال: فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت: يعيد. قال: من قال هذا؟ قلت: الشعبي. قال: من عن الشعبي؟ قلت: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن جابر، عن الشعبي، قال: ومن غير هذا؟ قلت: إبراهيم. قال من عن إبراهيم؟ قلت: حدثنا أبو نعيم حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مغيرة عن إبراهيم. قال: أخطأت. قلت: حدثنا أبو نعيم حدثنا جعفر الأحمر عن مغيرة عن إبراهيم. قال: أخطأت، قلت حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم. قال: أصبت. قال أبو زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلائة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه علي ثم

(1)

انظر: العلو للعلي الغفار للذهبي ص 138 - 139.

(2)

سليمان هو ابن داود المنقري الشاذكوني البصري الحافظ أبو أيوب قال البخاري: "فيه نظر"، وقال صالح بن محمد الحافظ:"ما رأيت أحفظ من الشاذكوني، وكان يكذب في الحديث" ت 234 هـ. انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 205 - 206.

ص: 73

قال: وأي شيء غير هذا؟ قلت: معاذ بن هشام، عن أشعث، عن الحسن، قال: هذا سرقته مني- وصدق- كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه"

(1)

.

‌11 - رحلته إلى الحرمين: مكة والمدينة

لا ندري كم مرة حج أبو زرعة الرازي إلا أنه قال حين الكلام عن رحلته الثانية التي ابتدأ بها من سنة (227) هـ، إلى أول سنة (232) هـ:"بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر"

(2)

، وحج قبل هذه المرة أو اعتمر في حدود سنة (215) هـ، أو قبلها لأنه قد كتب عن محمد بن عاصم بن حفص المعافري مولاهم، أبو عبد الله المصري حيث قال ابن أبي حاتم في ترجمته "كتب عنه أبي وأبو زرعة بمكة"

(3)

وثبت في ترجمته أنه توفي سنة (215) هـ

(4)

، ومن المعلوم أن مكة- حماها الله- كان العلماء ينتفعون بالرحلة إليها. فإضافة إلى أداء الحج والعمرة كانوا يحرصون على أخذ الحديث عن المجاورين لبيت الله الحرام- وما أكثرهم حينئذ- والاجتماع بالكثير من المحدثين في موسم الحج، ومن هناك يعلمون بوفيات علماء البلاد ومن بقي منهم كي يعدّوا أنفسهم للرحلة إليه. وقد أخذ أبو زرعة الحديث النبوي عن كثير من أولئك الأعلام والحفاظ منهم يعقوب بن إسحاق البصري. قال ابن أبي حاتم في ترجمته "روى عنه أبو زرعة وقال كتبت عنه بمكة وهو شيخ قديم"

(5)

، وموسى بن حماد النخعي، أبو الحسن الذي روى

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 329، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442) وسير أعلام النبلاء، وللشاذكوني مجالس أخرى ومناظرات مع محدثنا حيث عجز في بعضها عن مذكراته، فعمد إلى وضع حديث ليفحمه به انظر: المصادر السابقة وتاريخ بغداد ج 9 ص 46 - 47.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 45.

(4)

انظر: ترجمته وتاريخ وفاته في تهذيب التهذيب ج 9 ص 240، وخلاصة تهذيب الكمال ص 343. وورد في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 45 اسم جده (حفص) وفي المصادر المذكورة الأخرى إضافة إلى تقريب التهذيب باسم (جعفر).

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 204.

ص: 74

عن شعبة. قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "كتب عنه أبو زرعة بمكة وروى عنه"

(1)

، ومحمد بن سلام بن عبد الله بن زياد بن عقيل، أبو عبد الله الأيلي. قال ابن أبي حاتم في ترجمته "روى عنه أبو زرعة كتب عنه بمكة"

(2)

، وعمرو بن هاشم البيروتي الذي روى عن الأوزاعي

(3)

. قال أبو زرعة حدثنا عمرو بن هاشم بمكة عن الأوزاعي

(4)

.

أما مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمه فقد دخلها أبو زرعة ثلاث مرات كما صرح هو بذلك حينما سأله أبو عثمان البرذعي عن لقائه بإسماعيل بن أبي أويس حيث قال: "دخلت المدينة ثلاث مرات وهو حي ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئاً. قلت- القائل البرذعي- وكيف ذلك؟ قال: كان مرة عليلاً ومرة متوارياً وكان مرة غائباً"

(5)

.

‌12 - رحلته إلى بلاد الشام

تشمل بلاد الشام عدة مدن. ولقد زارها أبو زرعة أكثر من مرة فنص على دخولها في رحلته الثانية، ورحلته الثالثة. ولعله دخلها أثناء سفره لبعض البلاد، ولقد كانت بلاد الشام تتمتع بمكانة علمية وفنية وخاصة مدينة دمشق ذلك لأنها شرفت بدخول العديد من الصحابة الذين التف حولهم الكثير من التابعين. قال السخاوي:"وكثر بها العلم في زمن معاوية، ثم في زمن عبد الملك وأولاده، وما زال بها فقهاء، ومحدثون، ومقرئون، في زمن التابعين وتابعيهم، إلى أيام أبي مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وهشام، ودُحيم، وسليمان بن بنت شرحبيل، ثم أصحابهم، وعصرهم، وهي دار قرآن وحديث وفقه"

(6)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 140.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 278.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 112، وخلاصة التذهيب ص 294، والجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 268.

(4)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 94.

(5)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (39).

(6)

انظر: الإعلان بالتوييخ ص 661 - 662.

ص: 75

وسأذكر طرفا من أخباره- أي أبو زرعة- وأحواله في دمشق، ثم ما جاورها من مدن أخرى من بلاد الشام، وأبتدئ بدمشق لما ذكر من فضلها آنفا. وأبدأ بما ذكره ابن عساكر في تاريخه مقتصراً على أخباره فيها، حيث قال بعد نعته بما يستحق "سمع بدمشق من صفوان بن صالح، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، وعمران بن يزيد بن أبي جميل، والعباس بن الوليد ابن مزيد الخلال، وعبد الحميد بن بكار، وعمرو بن المغيرة بن الوليد بن يزيد البيروتي، وخلاد بن يحيى، وأيى نعيم، والقعنبي، وسعيد بن محمد الجرمي، وعيسى بن ميناء قالون، وسهل بن تمام بن بزيع، ومحمد بن سعيد بن سابق، وقرة بن حبيب القنوي"

(1)

، وذكر غيرهم. ولقد التقى بأئمة حفاظ وأخذ عنهم والتقى ببعض القراء مثل عبد الله بن أحمد البهراني المقرئ

(2)

. وأخذ عن محمد بن عائذ القرشي الدمشقي صاحب المغازي

(3)

، ولقد كان بعض الأئمة يعكف على مصنفاته ومصنفات غيره استعداداً لمذاكرته بها، نقل إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن سليمان بن عبد الرحمن أبي أيوب الدمشقي أنه قال:"بلغني ورود هذا الغلام الرازي يعني أبا زرعة فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث"

(4)

. وحتى كان بعض المتشددين في الرواية ومن فيه الجفاء يعرف حقه وينزله منزلته.

يقول أبو زرعة: "لما أتيت محمد بن عائذ وكان رجلاً جافياً ومعي جماعة فرفع صوته فقال: من أين أنتم؟ قلنا من بلدان مختلفة من خراسان، من الري، من كذا وكذا. قال: أنتم أمثل من أهل العراق، قال ما تريدون؟ ورفع صوته. قلنا: شيئاً من حديث يحيى بن حمزة فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثني بما معي ثم قال: خذ الكتاب فاذهب به معك. قال أبو زرعة: فدعوت له وشكرته على مافعل. قلت: أنا أجل كتابك عن حمله وأنا أصيب نسخة هذا عند

(1)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة. وانظر تراجم هؤلاء في: الفصل المتعلق بشيوخه، وذكر ابن عساكر أيضاً بعض شيوخه الذين لم يسمع منهم في دمشق.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 140، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 5.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 241.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 208.

ص: 76

أصحابنا فذهبت فأخذت من بعض أصحاب الحديث فنسخته على الوجه، وسألته كتاب الهيثم بن حميد فأخرج إلي جزءاً عن الهيثم بن حميد وكان عند هشام بن عمار، عن الهيثم بن حميد شيء يسير فأخرج هو جزءاً عن الهيثم فاستغنمته وكتبته على الوجه، وسألته كتاب الفتن عن الوليد بن مسلم فأجابني، وتعجب الدمشقيون مما يفعل بي، ونسخت كتاب الفتن فأتيته مع رفقائي فقال: إنما أجبتك ولم أجب هؤلاء، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثنا به وسمعوا معي"

(1)

. ولقد سجل لنا محمد بن عوف تأريخ دخوله لحمص فقال: "كان أبو زرعة عندنا بحمص سنة ثلاثين ومائتين"

(2)

. ودخل مدينة حلب وسمع بها من عبيد بن هاشم الحلبي، أبي نعيم القلانسي

(3)

، وكان يفتش عن المحدثين في القرى ويرحل إليهم، فيقول عن مخلد بن مالك بن جابر الحراني السلمْسِيني لا بأس به خرجت إلى قريته على فرسخين من حران فكتبت عنه"

(4)

، ويقول ابن أبي حاتم في ترجمة أحمد بن شبويه المروزي، أبو الحسن الخزاعي المتوفى بطرسوس سنة (230) هـ:"سمعت أبا زرعة يقول: جاءنا نعيه وأنا بنجران ولم أكتب عنه"

(5)

.

وأختم أخبار رحلته بالشام بقول أهلها فيه: فقد روى الخطيب بسنده إلى يزيد بن عبد الصمد أنه قال: "قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال فقال لي: قد جعلتك"

(6)

، وقال محمد بن عوف:"قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟ مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع"

(7)

.

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 343.

(2)

انظر: المصدر السابق ص 340.

(3)

انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 1/ 5.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 349.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 55 ونجران هذه (موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة). انظر:. معجم البلدان في مادة (نجران).

(6)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328.

(7)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328.

ص: 77

‌13 - رحلته إلى عسقلان

رحل أبو زرعة إلى عسقلان للسماع من محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الحافظ العسقلاني

(1)

، ولا نستغرب حينما نقرأ عن رحلات الأئمة الحفاظ أن أحدهم كان يقصد مدينة ما لكي يسمع من أحد الحفاظ. فقد كان اشتهار عالم واحد في مدينة ما يكفي لأن تجتذب إليها الأنظار، ويسعى إليها طلاب العلم من كل مكان

(2)

، وهكذا كان أبو زرعة يحرص على اللقاء بكل حافظ وإن شطت مدينته. وسمع أيضاً في رحلته هذه من طيب بن زبان أبو زبان الفلسطيني العسقلاني في قريته سناجية

(3)

.

‌14 - رحلته إلى بيروت

لقد مضى قول أبي زرعة في طلبه للحفاظ في الثغور ومنها بيروت حيث قال: "ودخلت بيروت مرابطاً ومن همتي أن أسمع من العباس ابن الوليد .. "

(4)

، ويحدثنا أيضاً عن شهادة بعض شيوخها فيه فيقول:"مررت يوماً ببيروت فإذا شيخ مخضوب متكئ على عصا فلما نظر إليّ قال الرجل: ترى هذا ليس في الدنيا أحفظ من هذا. قال أبو زرعة ما يدريه؟ عرف حفاظ الدنيا حتى يشهد لي بهذه الشهادة غير أن الناس إذا سمعوا شيئاً قالوه"

(5)

. وقوله هذا يدل على تواضعه.

(1)

انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.

(2)

انظر: موارد الخطبب للدكتور أكرم العمري ص 39.

(3)

سناجية بوزن كراهية .. قال ياقوت في معجم البلدان في مادة (سناجية)"قرية بقرب عسقلان .. وقيل: هي من أعمال الرملة وهي قرية أبي قرصافة صاحب رسول الله- صل الله عليه وسلم-، وقد روى بعض المحدثين (سنّاجَيةُ) وذكر فيها لقاء أبي زرعة به". وانظر: الجرح والتعديل: ج 2/ ق 1/ 498.

(4)

انظر: الإرشاد ج 4، في ترجمة الوليد بن مزيد البيروتي وكذا في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.

(5)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 334.

ص: 78

‌15 - رحلته إلى مصر

رحل أبو زرعة الى مصر في خرجته الثانية من الري- من سنة 227 - أول سنة (232) هـ- بعد أن أدى فريضة الحج وطوف في مدن عديدة. وكذلك دخلها في رحلته الثالثة كما مر في حديثه عن رحلاته. ولقد أثنى على الحركة العلمية في مصر وعلمائها، ولا شك في ذلك فهي كما يقول السخاوي: "بلد عظيم، وقطر متسع، شرقي وغربي، وصعيد أعلى وأدق، افتتحها عمرو في زمن عمر رضي الله عنهما، وسكنها خلق من الصحابة، وكثر العلم بها، زمن التابعين، ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، يحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وإلى زمن ابن وهب، والشافعي، وابن القسم، وأصحابهم. وما زال بها علم جم إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة (358) هـ وبنوا القاهرة)

(1)

، وهذه بعض أخبار أبي زرعة فيها حيث كان يستفيد ويفيد، روى الخطيب بسنده إلى أبي حفص عمر بن مقلاص أنه قال:"كان أبو زرعة ها هنا عندنا بمصر سنة تسع وعشرين ومائتين إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ اجتمع إليه أصحاب الحديث فيملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة"

(2)

، ولقد أقام أبو زرعة بمصر في رحلته هذه خمسة عشر شهراً

(3)

، حتى تمكن من سماع جميع كتب الشافعي من الربيع قبل موت البويطي بأربع سنين

(4)

، والذي جعله يمكث هذه المدة وفرة العلماء، وغزارة علمهم.

يقول أبو زرعة: "وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها، فلما رأيت كثرة العلم بها وكثرة الاستفادة عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي، فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر

(1)

انظر: الإعلان بالتوبيخ ص 662.

(2)

انظر: تاريخ بغداد ج 10/ 327، وتاريخ دمشق لابن عساكر.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 246، والربيع توفي سنة 256 هـ. وتوفي البويطي سنة 232 هـ. وانظر ترجمتهما: حين الكلام عن مذهب أبي زرعة الفقهي.

ص: 79

بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهما أن يكتبها كلها وأعطيته الكاغد وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي، فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعها فبيعا بستين درهماً، واشتريت مائة ورقة كاغذ بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي"

(1)

.

ولقد درس حديث ابن وهب واعتنى به أثناء إقامته بمصر وأتقنه، وذلك لوجود مظانه يقول محدثاً:"نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر، وفي غير مصر ما أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له"

(2)

، ولقد حفظ لنا ابن أبي حاتم نصا لطيفاً يدل على اهتمام العلماء والمحدثين بكتب الشافعي، وحرص المصريين على روايتها فيقول: "سمعت أبا زرعة وقلت لا إله أخبرت أنه قرأ عليك الربيع بالليل فقال: ما أعلم أني سمعت منه بالليل إلا مجلساً واحداً رافقني رجل فلما تهيأ خروجي امتنع عن الخروج قلت: مالك؟ قال: قد بقي عليَّ شيء من كتب الشافعي وكان قد سمع كتب الشافعي من حرملة

(3)

فقلت لرفيقي: ترضى أن يقرأ عليك الربيع؟ قال: نعم. قال أبو زرعة: فلقيت الربيع فأخبرته بالقصة وسألته أن يجيئنا ليلاً فيقرأ على رفيقي مابقي عليه فجاءنا ليلاً فقرأ علينا. قلت: أخبرت أن الربيع قرأها عليك في أربعين يوماً؟ قال: لا يا بني إنما كنت أسمع منه في وقت أتفرغ فيه إليه، وكنت آخذ ميعاده في مسجد الجامع فربما أبطأت عليه، وربما لم أجئ فلا ينصرف فيقول: إذا لم يمكنك المجيء فأكتب على الاسطوانة حتى أمضي"

(4)

.

وبعد أن قضى هذه الفترة بين السماع من الشيوخ وبين التدوين عزم

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.

(2)

انظر: المصدر السابق ص 335.

(3)

حرملة هو: (م س ق) ابن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أبو حفص المصري روى عن ابن وهب فأكثر، وعن الشافعي ولازمه، وعنه أبو زرعة وغيره. قال أحمد بن صالح: "صنف ابن وهب مائة ألف حديث وعشرين ألف حديث عند بعض الناس النصف يعنى نفسه، وعند بعض الناس منها الكل يعنى حرملة، ولقد حمل عليه والسبب في ذلك أن أحمد سمع في كتب حرملة من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه، ومنعه النصف فتولد بينهما العداوة من هذا

" ت 244 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 229 - 231.

(4)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 344 - 345.

ص: 80

على الرحيل، فجاء ليودع يحيى بن عبد الله بن بكير، وهو أحد الشيوخ الذين أكثر عنهم- فيقول:"أردت الخروج من مصر، فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشيء؟ فقال: أخلف الله علينا بخير"

(1)

، وهذا يدل على الحب العميق الذي تركه في قلوب محدثي مصر وعلمائها فهذا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي يقول:"لم نلق مثل أبي زرعة وأبي حاتم ممن ورد علينا من العلماء"

(2)

، وقال عنه حافظ مصر يونس بن عبد الأعلى:"أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا"

(3)

.

هذا ما وقفت عليه من أخبار رحلته رحمه الله ورحم الله أولئك الذين سبقوه وسنوا الرحلة في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

انظر: المصدر السابق ص 342، وتاريخ بغداد ج 10 ص 328 - 329 وتاريخ دمشق لابن عساكر.

(2)

انظر: الإرشاد ج 6 ترجمة أبي حاتم.

(3)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة.

ص: 81

‌الفصل الرابع: شيوخه

سنتناول في هذا الفصل ذكر أسماء شيوخه، ومن روى عنهم مكاتبة، والرواة الذين ترك الرواية عنهم، مع بيان قول ابن حجر في شيوخه.

‌1 - أسماء شيوخه

تتلمذ الإمام أبو زرعة على عدد كبير من أعلام عصره ومحدثيه وها هي أسماؤ هم:

1 -

(دفق) أحمد بن إبراهيم بن خالد، أبو علي الموصلي نزيل بغداد ت (236) هـ

(1)

.

2 -

(م دث ق) أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الذورقي النكري البغدادي ت (246) هـ

(2)

.

3 -

(س ق) أحمد بن الأزهر بن منيع، أو الأزهر العبدي النيسابوري

ت (263) هـ

(3)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 39، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 9.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 39، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 5 في ترجمته.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 13.

ص: 85

4 -

أحمد بن أسد بن بنت مالك بن مغول البجلي أبو عاصم روى عن ابن المبارك

(1)

.

5 -

(بخ) أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعري البصري

(2)

.

6 -

(ع) أحمد بن أبي بكر واسمه القاسم بن الحارث بن زرارة أبو مصعب الزهري المدني ت (242) هـ

(3)

.

7 -

(أ) أحمد بن جميل المروزي، أبو يوسف نزيل بغداد ت (230) هـ

(4)

.

8 -

(م دس) أحمد بن جناب بن المغيرة المصيص، أبو الوليد الحدثي ت (230) هـ

(5)

.

9 -

(م د) أحمد بن جواس الحنفي، أبو عاصم الكوفي ت (238) هـ

(6)

.

10 -

أحمد بن حاتم بن مخش البصري

(7)

.

11 -

(خ ت) أحمد بن الحسن بن جنيدب، أبو الحسن الترمذي الحافظ ت قبل (250) هـ

(8)

.

12 -

(خ م دت ق) أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، أبو جعفر السرخسي ت (253) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 41.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 40، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 17.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 43، وتهذيب التهذيب ج 1/ 20، الديباج المذهب ج 1 ص 140.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 44، وتعجيل المنفعة ص 21.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 45، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 22.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 45، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 22.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 48.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 1/ 47، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 24.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 53.

ص: 86

13 -

(خ ت) أحمد بن أبي الطيب سليمان البغدادي، أبو سليمان المعروف بالمروزي

(1)

.

14 -

(خ خدس) أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، أبو عبد الله البصري، الجحدري ت (229) هـ

(2)

.

15 -

(خ دتم) أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر الحافظ المعروف بابن الطبري ت (248) هـ

(3)

.

16 -

(خ دس) أحمد بن الصباح النهشلي، أبو جعفر بن أبي سريج الرازي ت بعد (240) هـ

(4)

.

17 -

(خ) أحمد بن عبد الله بن أيوب الحنفي، أبو الوليد بن أبي رجاء الهروي ت (232) هـ

(5)

.

18 -

(خ د) أحمد بن عبيد اللة، ويقال عبد الله مكبراً بن سهيل بن صخر الغداني أبو عبد الله البصري ت (224) هـ

(6)

.

19 -

(خ دت البخاري) أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم الحراني، أبو الحسن القرشي مولاهم ت (233) هـ

(7)

.

20 -

أحمد بن عبد الله البغدادي، المعروف بابن الطبري

(8)

.

21 -

(دق) أحمد بن عبد الله بن ميمون بن العباس بن الحارث التغلبي أبو

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 52، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 45.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 55، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 36.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 40، الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 3، في ترجمته.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 56، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 44، وتاريخ بغداد ج 4 ص 206 وطبقات الشافعية ج 2/ 25.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 57، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 46.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 58، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 59.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 57، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 47.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 59.

ص: 87

الحسن بن أبي الحواري، الدمشقي، الغطفاني الزاهد، كوفي الأصل ت (246) هـ

(1)

.

22 -

(ع) أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي ت (227) هـ

(2)

.

23 -

(م) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، أبو عبيد الله المصري يعرف بحشل ت (264) هـ

(3)

.

24 -

(خ س ق) أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني الأسدي مولاهم أبو يحيى ت (221) هـ

(4)

.

25 -

(م 4) أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري ت (245) هـ

(5)

.

26 -

(م ت س) أحمد بن عثمان بن أبي عثمان عبد النور بن عبد الله النوفلي، أبو عثمان البصري المعروف بأبي الجوزاء ت (246) هـ

(6)

.

27 -

(م ل) أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد الكندي، أبو جعفر الجلاب الضرير المقدمي الوكيعي ت (235) هـ

(7)

.

28 -

(م دس ق) أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح الأموي مولاهم أبو الطاهر المصري ت (255) هـ

(8)

.

29 -

أحمد بن عمران الأخنس أبو عبد الله كتب عنه ببغداد

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 47، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 49.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 57، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 50.

(3)

انظر: ميزان الاعتدال ج 1 ص 113.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 62، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 57.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 62، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 59.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 63، وتهذيب التهذيب ج 1/ 61.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 62، وتهذيب التهذيب ج 1/ 63.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 65/ 1، وتهذيب التهذيب ج 1/ 64، والديباج المذهب ج 1 ص 166.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 65.

ص: 88

30 -

(خ م س ق) أحمد بن عيسى بن حسان المصري، أبو عبد الله العسكري التستري ت (243) هـ

(1)

.

31 -

(ع) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي نزيل بغداد أبو عبد الله ت (241) هـ

(2)

.

32 -

(م دس) أحمد بن المفضل القرشي، الأموي أبو علي الكوفي الحفري ت (215) هـ

(3)

.

33 -

أحمد بن مقاتل بن مطلود السوسي

(4)

.

34 -

(خ ت س ق) أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث بن أسلم العجلي، أبو الأشعث البصري ت (253) هـ

(5)

.

35 -

(م) أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، المروزي، لقبه زاج ت (258) هـ

(6)

.

36 -

(ع) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي، أبو جعفر الأصم الحافظ نزيل بغداد ت (244) هـ

(7)

.

37 -

(ل) أحمد بن هاشم بن أبي العباس الرملي

(8)

.

38 -

أحمد بن يعقوب بن محمد، الزهري، أبو إبراهيم

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 64، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 65، وتاريخ

بغداد ج 4 ص 273، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 68.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 77، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 81، وميزان الاعدال ج 1/ 157.

(4)

انظر: ميزان الاعتدال ج 1 ص 158 وقال عنه ابن عساكر: لم يكن ثقة. كشط شيئاً وغير.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 78، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 81.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 78.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 78، وتهذيب الهذيب ج 1 ص 84.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 80، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 88.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 80.

ص: 89

39 -

(دت) إبراهيم بن بشار الرمادي، أبو إسحاق البصري ت في حدود (230) هـ

(1)

.

40 -

إبراهيم بن جابر القزاز أبو إسحاق البصري، الباهلي

(2)

.

41 -

(س) إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي أبو إسحاق البصري ت (231) هـ

(3)

.

42 -

(عب) إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقرئ التبان البصري ت (235) هـ

(4)

.

43 -

(خ دس) إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير المدني أبو إسحاق ت (230) هـ

(5)

.

44 -

(م) إبراهيم بن دينار، البغدادي أبو إسحاق التمار ت (232) هـ

(6)

.

45 -

(م دس) إبراهيم بن زياد البغدادي، أبو إسحاق المعروف بسبلان ت (232) هـ أو (228) هـ

(7)

.

46 -

(ل فق) إبراهيم بن شماس الغازي، أبو إسحاق السمرقندي يُعدُّ في الخراسانيين ت (221) هـ

(8)

.

47 -

(ت ق) إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، أبو إسحاق ت (244) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 89.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 92.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 93.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 92، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 115 وتعجيل المنفعة ص 16.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 95، وتهذيب التهذيب ج 1/ 117.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 98، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 119.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 100، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 120.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 105، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 127.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 109، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 132.

ص: 90

48 -

(البخاري ق) إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي، العبسي، أبو شيبة بن أبي شيبة الكوفي ت (265) هـ

(1)

.

49 -

(د) إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن المهاجر بن عبد الرحمن الزبيدي الحمصي بن زبريق ت (235) هـ

(2)

.

50 -

إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع البصري

(3)

.

51 -

(س ق) إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي المكي ابن عم الإمام الشافعي أبو إسحاق ت (237) أو (238) هـ

(4)

.

52 -

(د) إبراهيم بن محمد بن خازم، أبو إسحاق بن أبي معاوية الضرير الكوفي ت (236) هـ

(5)

.

53 -

(م س) إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند السامي، أبو إسحاق البصري ت (231) هـ

(6)

.

54 -

إبراهيم بن محمد بن مافنة

(7)

.

55 -

(د) إبراهيم بن مروان بن محمد بن حسان الطاطري الدمشقي.

56 -

(خ ت س ق) إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة الأسدي الخزامي أبو إسحاق المدني ت (236) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 110، وتهذيب الهذيب ج 1 ص 136.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 121.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 123.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 130.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 130.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 1/ 130، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 156، وميزان الاعتدال ج 1 ص 56.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 1/ 131 وفي نسخة أخرى كما في الحاشية (ابن ماكينة) ونسبه ابن حجر في (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج 4 ص 1338 بالماكيني.

(8)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 164.

ص: 91

57 -

(ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان التميمي، أبو إسحاق الرازي الفراء المعروف بالصغير ت (220) هـ

(1)

.

58 -

إبراهيم بن نصر، السورياني، النيسابوري

(2)

.

59 -

إبراهيم بن الوليد بن سلمة الأزدي، الطبراني

(3)

.

60 -

(دت س) إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي، أبو إسحاق السعدي، أبو إسحاق الجوزجاني ت (259) هـ

(4)

.

61 -

(خد) الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي أبو الجهم

(5)

.

62 -

أزرق بن العذور بن دحين بن زبيب بن ثعلبة، بصري

(6)

.

63 -

إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب، القرقساني

(7)

.

64 -

إسحاق بن إبراهيم بن موسى، أبو موسى، الهروي

(8)

.

65 -

إسحاق بن بشر البزار، الرازي

(9)

.

66 -

إسحاق بن بهلول الأنباري أبو يعقوب

(10)

67 -

(د) إسحاق بن الضيف، ويقال إسحاق بن إبراهيم بن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري البصري

(11)

.

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 166.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 137، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 171، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 142.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 148، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 182.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 339، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 200.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 339.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 209.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 210.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 214.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 214.

(11)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 238.

ص: 92

68 -

(م صد) إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي، أبو يعقوب البصري ت (229) هـ

(1)

.

69 -

إسحاق بن عمر القرشي المؤدب، مولى قريش، أبو يعقوب

(2)

.

70 -

إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، القرشي أبو يعقوب الفروي

(3)

.

71 -

(خ م ت س ق) إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي ت (251) هـ

(4)

.

72 -

(م ت س ق) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي، أبو موسى ت (244) هـ

(5)

.

73 -

(خ ق) إسحاق بن وهب بن زياد العلاف، أبو يعقوب الواسطي ت (255) هـ

(6)

.

74 -

(خ مدت) إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي أبو إسحاق، ويقال أبو إبراهيم الكوفي ت (216) هـ

(7)

.

75 -

(س) إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، أبو إبراهيم الترجماني ت (236) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 230، ؤتهذيب التهذيب ج 1 ص 244.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 230، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 234.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 233.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 234، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 250، وطبقات الحنابلة ج 1/ 114.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 235، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 251.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 236، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 253.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 161، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 269.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 157، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 271.

ص: 93

76 -

(خ م دس) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر القطيعي الهروي نزيل بغداد ت (236) هـ

(1)

.

77 -

(ق) إسماعيل بن بهرام بن يحيى الهمداني، ثم الخبذعي الوشاء الكوفي ت (241) هـ

(2)

.

78 -

(ق) إسماعيل بن توبة بن سليمان بن زيد الثقفي أبو سليمان، ويقال أبو سهل الرازي ت (247) هـ

(3)

.

79 -

إسماعيل بن أبي الحكم، الثقفي

(4)

.

80 -

إسماعيل بن الخليل، كوفي، أبو عبد الله، الخزاز

(5)

.

81 -

(بخ س ق) إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمه. الأموي مولاهم أبو أحمد الحراني ت (240) هـ

(6)

.

82 -

إسماعيل بن عيسى، العطار يعد في البغداديين

(7)

.

83 -

(ق) إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكرياء التيمي الطلحي الكوفي ت (233) أو (232) هـ

(8)

.

84 -

(ق) إسماعيل بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي، أبو بشر نزيل مصر ت (209) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 157، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 273.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 161 وتهذيب التهذيب ج 1 ص 286.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 162، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 286.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 165.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 167.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 188، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 319 وميزان الاعتدال ج 1 ص 238.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 191.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 195، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 328.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 201، وتهذيب التهذيب ج 1/ 335.

ص: 94

85 -

(خ م س) أمية بن بسطام بن منتشر العيثي، أبوبكر البصري، ت (231) هـ

(1)

.

86 -

أيوب بن عروة، القرجني، كوفي نزل في بعض قرى الري، الرازي

(2)

.

87 -

أيوب بن يونس، الصفار، البصري

(3)

.

88 -

(فق) بشار بن موسى الشيباني، ويقال العجلي، الخفاف، أبو عثمان البصري، ت (228) هـ

(4)

.

89 -

(دت عس ق) بشر بن آدم بن يزيد البصري، أبو عبد الرحمن ابن بنت أزهر بن سعد السمان، ت (254) هـ

(5)

.

90 -

بشر بن سبحان، الثقفي، أبو علي بصري

(6)

.

91 -

بشر بن عبد الملك، أبو يزيد الكوفي، نزيل البصرة

(7)

.

92 -

(خ) بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز بن مهران العطار البصري، مولى آل معاوية، ت (235) أو (238) هـ

(8)

.

93 -

بكار بن عبد الله بن يسر، الدمشقى، القرشى وهو من ولد بسر بن أرطاة

(9)

.

94 -

بكر بن الأسود العائذي الكوفي، ويقال له بكار، أبو عمر

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 303، وتهذيب التهذيب ج 1/ 370.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 254.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 262.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 417، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 441.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 351، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 442.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 358.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 362.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 362، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 454.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 410.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 382 وفيه قال ابن أبي حاتم: (قال أبو زرعة: بكار. وقال أبو زرعة مرة أخرى بكر بن الأسود) وقال أيضاً: (سمعت أبا زرعة يقول: كنيته أبو عمر).

ص: 95

95 -

(خت د ق) بكر بن خلف، البصري، ختن المقرئ، أبو بشر ت بعد (240) هـ

(1)

.

96 -

(ق) بكر بن يحيى بن زيَّان، عبدي، ويقال عنزي، ويقال: عمري، بصري، يكنى أبا علي

(2)

.

97 -

بكير بن محمد بن أسماء بن عبيد ابن أخي جويرية، البصري

(3)

.

98 -

(خ) بيان بن عمرو البخاري، أبو محمد العائذ، ت (222) هـ

(4)

.

99 -

(خ ت) ثابت بن محمد العابد، أبو محمد، ويقال أبو إسماعيل، الشيباني، ويقال: الكناني ت (215) هـ

(5)

.

100 -

(س) جابر بن كردي الواسطي، البزاز ت (255) هـ

(6)

.

101 -

جامع بن صبيح الرملي

(7)

102 -

جراح بن وكيع بن الجراح بن مليح

(8)

.

103 -

(م) جعفر بن حميد العبسي، الكوفي، أبو محمد، ت (240) هـ

(9)

.

104 -

جعفر بن محمد النسائي

(10)

.

105 -

(أ) جعفر بن مهران، السباك، البصري، أبو النضر ت (232) هـ

(11)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 1/ 385.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 394.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 407.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 506، وميزان الاعتدال ج 1 ص 356.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 458، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 14، وميزان الاعتدال ج 1 ص 366.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 44 قال المزي: لم أقف على رواية النسائي عنه.

(7)

انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 1/ 530.

(8)

انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 1/ 524.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 1/ 477، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 87.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 217.

(11)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 491، وتعجيل المنفعة ص 51.

ص: 96

106 -

(بخ) جندل بن والق بن هجرس، التغلبي، أبو علي، الكوفي ت (226) هـ

(1)

.

107 -

الحارث بن أبي الزبير، المدفي

(2)

.

108 -

الحارث بن سليمان الرملي

(3)

.

109 -

حازم بن محمد بن يونس بن محمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري

(4)

.

110 -

(د) حامد بن يحيى بن هانئ، البلخي، أبو عبد الله نزيل طرسوس ت (242) هـ

(5)

.

111 -

(خ م ت س) حبان بن موسى بن سوار، السلمي، أبو محمد ا لمروزي، الكشميهني، ت (233) هـ

(6)

.

112 -

حجاج بن حمزة بن سويد، العجلي، الخشابي، الرازي أبو يوسف

(7)

.

113 -

(م س ق) حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أبو حفص، المصري ت (244) هـ

(8)

.

114 -

(خ) حسان بن حسان البصري، أبو علي بن أبي عباد نزيل مكة، ت (213) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 535، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 119.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 75 قال ابن أبي حاتم: (هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة وأصحابنا وكتبوا عنه) وقال عنه أيضاً حدثنا عنه أبو زرعة.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 76.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج/ ق 2/ 279.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 301، وتهذيب التهذيب ج 2/ 169.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 271، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 175.

(7)

انظر: مخطوطة أجوية أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (16 - ب-)، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في ترجمته.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 274، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 230.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 238، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 248.

ص: 97

115 -

(خ ت س) الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب، الهمذاني، البجلي أبو علي الكوفي ت (221) هـ

(1)

.

116 -

(دس ق) المحسن بن حماد كسيب الحضرمي، أبو علي،

البغدادي، المعروف بسجادة ت (241) هـ

(2)

.

117 -

(س) الحسن بن حماد الضبي، أبو علي، الوراق، الكوفي، الصيرفي ت (238) هـ

(3)

118 -

الحسن بن الربيع بن. سليمان البجلي، القسري، أبو علي الكوفي، البوراني، الحصار الخشاب ت (220) هـ

(4)

.

119 -

الحسن بن سهل الجعفري

(5)

.

120 -

(ت) الحسن بن شجاع بن رجاء البلخي، أبو علي الحافظ أحد الأئمة ت (244) هـ من أقرانه

(6)

.

121 -

الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

(7)

.

122 -

(ت) الحسن بن عطية بن نجيح، القرشي، أبو علي البزار الكوفي ت (211) هـ

(8)

.

123 -

(دس) الحسن بن علي بن راشد الواسطي نزيل البصرة ت (237) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 3، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 256.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 9، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 272.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 9، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 272.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 14، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 278، وتذكرة الحفاظ ص 459.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 17.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 283، وتذكرة الحفاظ ص 542.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 24.

(8)

انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 2/ 27، وتهذيب التهذيب ج 2/ 294، وميزان الاعتدال ج 1 ص 503.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 21، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 295.

ص: 98

124 -

(خ) الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي البصري، ت (230) أو (232) هـ

(1)

.

125 -

الحسن بن عمرو بن عون، الباهلي، البصري

(2)

.

126 -

(ت س ق) الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي أبو علي ويقال أبو محمد الخلقاني البصري ت (250) هـ

(3)

.

127 -

الحسن بن محمد الطنافسي ابن أخت يعلى أخو علي الطنافسي

(4)

.

128 -

الحسن بن محبوب بن الحسن وهو ابن هلال بن أبي زينب القرشي

(5)

.

129 -

(خ م دت س) الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة، الخزاعي، أبو عمار المروزي ت (244) هـ

(6)

.

130 -

(دت) الحسين بن يزيد بن يحيى الطحان، الأنصاري، أبو علي، وقيل أبو عبد الله الكوفي ت (244) هـ

(7)

.

131 -

(س) حفص بن عمر بن عبد الرحمن الرازي، أبو عمر، المهرقاني

(8)

.

132 -

(ق) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال: صهبان الأزدي، أبو عمر الدوري، المقرئ ت (248) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 2/ 25، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 309.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 26.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 34، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 216.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 36.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 38.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 51، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 334.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 67، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 376.

(8)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 408.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 184، وتهذيب التهذيب ج 2/ 408.

ص: 99

133 -

(د) حفص بن عمر، أبو عمر، الضرير، الأكبر، البصري ت (220) هـ

(1)

.

134 -

(خت م مدس ق) الحكم بن موسى بن أبي زهير شيرزاد البغدادي أبو صالح القنطري ت (232) هـ

(2)

.

135 -

(دس) حكيم بن سيف بن حكيم الأسدي مولاهم أبو عمرو الرفسي ت (238) هـ

(3)

.

136 -

حميد بن الربيع الخزاز، اللخمي

(4)

.

137 -

حماد بن زاذان، أبو زياد، القطان الرازي

(5)

.

138 -

(دس) حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي، أبو أحمد زنجويه، وهو لقب أبيه ت (248) أو (251) هـ

(6)

.

139 -

(م 4) حميد بن مسعدة بن المبارك السلمي الباهلي، أبو علي، ويقال أبو العباس البصري ت (244) هـ

(7)

.

140 -

حوئرة بن الأشرس بن عون بن المجشر بن حريث بن الربيع العدوي أبو عامر

(8)

.

141 -

(بخ م كدس) خالد بن حداش بن عجلان الأزدي، المهلبي مولاهم، أبو الهيثم البصري

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 2/ 183، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 411، وتذكرة الحفاظ ص 406.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 129، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 439.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 205، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 449.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 222 وفيه قال ابن أبي حاتم: (سمع منه أبي

وأبو زرعة ومحمد بن مسلم وسمعت منه ببغداد تكلم الناس فيه فتركت التحديث عنه).

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 139، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 9.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 223.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 229، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 49.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 283.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 327، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 85.

ص: 100

142 -

خالد بن مرداس، أبو الهيثم، بغدادي

(1)

.

143 -

(خ) خالد بن يزيد بن زياد الأسدي، الكاهلي، أبو الهيثم الطبيب، الكحال، المقرئ، الكوفي ت (212) أو (215) هـ

(2)

.

144 -

(س) خلف بن سالم المخرّمي أبو محمد، المهلبي مولاهم السندي، البغدادي، ت (231) هـ

(3)

.

145 -

(م دز) خلف بن هشام بن ثعلب (بالمثلثة والمهملة)، البزار المقرئ البغدادي ت (229) هـ

(4)

.

146 -

خلف بن الوليد، أبو الوليد، العتكي، البغدادي، الجوهري سكن مكة

(5)

.

147 -

خلاد بن خالد، الشيباني، أبو عيسى، المقرئ

(6)

.

148 -

(خ دت) خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، أبو محمد الكوفي ت (213) أو (217) هـ

(7)

.

149 -

داود بن حماد بن فرافصة، البلخي، كان بنيسابور ومر بالري حاجا

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 354.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 125.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 372 وخلف هذا صنف المسند انظر: تقريب التهذيب ج 1 ص 225.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 372، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 156 والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 5، في ترجمته.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 371، وتعجيل المنفعة ص 80، وتاريخ قزوين ورقه (305 - أ).

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 368.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 368، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 174، وميزان الاعتدال ج 1 ص 657.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 409.

ص: 101

150 -

(خ م دس ق) داود بن رشيد، الهاشمى مولاهم، أبو الفضل، الخوارزمي، البغدادي ت (239) هـ

(1)

.

151 -

داود بن سليمان بن مسلم، الهنائي، بصري، مؤذن مسجد ثابت البناني

(2)

.

152 -

داود بن عبد الله، أبو سليمان البصري

(3)

.

153 -

الربيع بن ثعلب البغدادي

(4)

.

154 -

(دس ق) الربيع بن سليمان بن عبد النجار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري صاحب الشافعي ت (270) هـ

(5)

.

155 -

(خ د) ربيع بن يحيى بن مقسم، المرئي. أبو الفضل البصري، الأشناني ت (224) هـ

(6)

.

156 -

(خ) روح بن عبد المؤمن، الهذلي، مولاهم، أبو الحسن البصري، المقرئ ت (233) هـ

(7)

.

157 -

زكرياء بن سهل بن بسام، المروزي

(8)

.

158 -

زكرياء بن يحيى بن صبيح، الواسطي، المعروف بزحمويه

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 412، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 184.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 4/ 412 ج 2/ ق 1/ 143.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 417.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 456.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 264، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 246 ورمز له بـ (ع د س ق) بينما رمز له الذهبي بـ (د س ق) فقط كما في خلاصة تهذيب الكمال ص 115، وانظر: طبقات الشافعية ج 2 ص 133، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 3، في ترجمته، وتذكرة الحفاظ ص 586.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 471، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 252.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 499، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 296.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 602.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 601.

ص: 102

159 -

(خ م دس ق) زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد ت (234) هـ

(1)

.

160 -

(خ دت س) زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم الطوسي، دلويه ت (252) هـ

(2)

.

161 -

(خ 4) سريج بن النعمان بن مروان الجوهرى اللؤلؤي، أبو الحسين، ويقال أبو الحسن البغدادي ت (217) هـ

(3)

.

162 -

(خ م س) سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث العابد مروزي الأصل ت (235) هـ

(4)

.

163 -

سعيد بن أسد بن موسى، المصري

(5)

.

164 -

(عب) سعيد بن أشعث بن سعيد السمان وهو ابن أبي الربيع السمان

(6)

.

165 -

(ع) سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي البزار المعروف بسعدويه ت (225) هـ

(7)

.

166 -

سعيد بن سليمان بن خالد ابن بنت نشيط، الديلي، البصري المعروف بالنشيطي

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 591، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 343.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 525.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 457.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 305، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 458.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 5، ومجمع الزوائد ج 5 ص 105، 106.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 5، وتعجيل المنفعة ص 103.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 43، وتاريخ بغداد ج 9 ص 85.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 44، النشيطي بفتح النون وكسر المعجمة نسب إلى جده لأمه نشيط وَهِمَ ابنُ عساكر في تسمية جد الذي قبله- أي سعدويه- نشيطاً كأنه التبس عليه. انظر: تقريب التهذيب ج 1 ص 298.

ص: 103

167 -

سعيد بن صالح، الرازي، القزويني

(1)

.

168 -

(م د) سعيد بن عبد الجبار بن يزيد، القرشي، أبو عثمان الكرابيسي، البصري ت (236) هـ

(2)

.

169 -

(م س) سعيد بن عمروبن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي

(3)

.

170 -

سعيد بن عون، القرشي، البصري

(4)

.

171 -

(خ م دق) سعيد بن محمد بن سعيد، الجرمي، أبو محمد، وقيل أبو عبيد الله الكوفي

(5)

.

172 -

(ع) سعيد بن منصور بن شعبة، الخراساني، أبو عثمان، المروزي، الطالقاني ت (229) هـ

(6)

.

173 -

(خ م دت س) سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد ابن العاصي، الأموي، أبو عثمان البغدادي ت (249) هـ

(7)

.

174 -

(دت س) سعيد بن يعقوب، أبو بكرت (244) هـ

(8)

.

175 -

سلمة بن المثنى بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك، الأنصاري بصري

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 35، وتاريخ قزوين ورقة (213 - ب-).

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 44، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 52.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 51، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 68.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 54.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 59، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 76، وتاريخ بغداد ج 9 ص 87.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 68، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 89.

(7)

انظر: الجرح والتعدبل ج 2/ ق 1/ 74، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 98، وتاريخ بغداد ج 9 ص 90.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 75، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 103، وتاريخ بغداد ج 9 ص 89.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 2، ق 1/ 173.

ص: 104

176 -

سلمة بن بشير، النيسابوري، نزيل الري، أبو الفضل سمع منه أبو حاتم سنة (211) هـ

(1)

.

177 -

(م 4) سلمة بن شبيب، النيسابوري، أبو عبد الرحمن، الحجري، المسمعي ت (247) هـ

(2)

.

178 -

(ع) سليمان بن حرب، الأزدي، الواشحي، البصري، القاضي بمكة ت (224) هـ

(3)

.

179 -

سليمان بن داود بن محمد بن شعبة بن يزيد بن النجار اليمامي، أبو أيوب

(4)

.

180 -

(م) سليمان بن داود بن رشيد، البغدادي، أبو الربيع، الختلي، الأحول ت (231) هـ

(5)

.

181 -

(خ م دس) سليمان بن داود العتكي، أبو الربيع، الزهراني، البصري

(6)

.

182 -

(م س) سليمان بن داود، ويقال ابن محمد بن سليمان، أبو داود المباركي

(7)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 157 وفيه قال مسلمة عن نفسه: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب عليَّ شيئاً".

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 164، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 146.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 108، وتاريخ بغداد ج 9 ص 33، وتذكرة الحفاظ ص 393.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 114.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 116، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 188، وتاريخ بغداد ج 9 ص 37.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 113، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 191، وتاريخ بغداد ج 9 ص 39.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 114 ج 2/ ق 1/ 140، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 192، وتاريخ بغداد ج 9 ص 38.

ص: 105

183 -

سليمان بن داود بن صالح بن حسان، الثقفي، أبو أحمد الفرار رازي

(1)

.

184 -

(د) سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى ابن طلحة، التميمي، الطلحي، أبو داود التمار الكوفي ت (252) هـ

(2)

.

185 -

(خ 4) سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون، التميمي، الدمشقي أبو أيوب ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني ت (232) هـ

(3)

.

186 -

سليمان بن النعمان، الشيباني، أبو أيوب بصري

(4)

.

187 -

(ق) سنيد ين داود، المصيصي، أبو علي، المحتسب، واسمه الحسين. ت (226) هـ

(5)

.

188 -

(خ دس) سهل بن بكار بن بشر الدارير، ويقال البرجمي، ويقال القيس، أبو بشر البصري ت (228) هـ

(6)

.

189 -

(د) سهل بن تمام بن بزيع، السعدي، البصري، أبو عمرو، الطفاوي

(7)

.

190 -

(ق) سهل بن زنجلة بن أبي الصفدي، الرازي، أبو عمرو، الخياط الأمير، الحافظ ت في حدود (240) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 129، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 206.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 129، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 207، وتذكرة الحفاظ ص 438.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 147.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 326، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 244،

وميزان الاعتدال ج 2 ص 236، وتذكرة الحفاظ ص 459.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 194، وتهذيب التهذيب ج 4/ 247.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 194، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 248.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 198.

ص: 106

191 -

(م) سهل بن عثمان بن فارس، الكندي، أبو مسعود، العسكري، الحافظ ت (235) هـ

(1)

.

192 -

سهل بن عقيل، الواسطي قرابة عمرو بن عون ومؤذن مسجده

(2)

.

193 -

(دس) سهل بن محمد بن الزبير، العسكري، أبو سعيد، وقيل أبو داود نزيل البصرة

(3)

.

194 -

(م ق) سويد بن سعيدبن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني الأنباري

(4)

.

195 -

سلامة بن جواس، الطائي، الحمصي

(5)

.

196 -

(دس) شاذ بن فياض اليشكري، أبو عبيدة، البصري، واسمه هلال، وشاذ لقب غلب عليه ت (225) هـ

(6)

.

197 -

شجاع بن أشرس، أبو العباس

(7)

.

198 -

(م دق) شجاع بن مخلد الفلاس، أبو الفضل البغوي، نزيل بغداد ت (235) هـ

(8)

.

199 -

شعيب بن محرز، أبو محمد البصري وهو ابن شعيب بن زيد ابن أبي الزعراء الكوفي صاحب ابن مسعود

(9)

.

200 -

(س) شعيب بن يوسف، النسائي، أبو عمرو

(10)

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 203، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 256.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 202.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 204، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 256.

(4)

انظر: الجرح رالتعديل ج 2/ ق 1/ 240، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 272.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 302.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 78، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 299.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 378.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 379.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 386.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 353، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 358.

ص: 107

201 -

(م) صالح بن حاتم بن وردان، البصري، أبو محمد ت (236) هـ

(1)

.

202 -

(د) صالح بن سهيل، النخعي، أبو أحمد، الكوفي، مولى يحيى ابن زكرياء بن أبي زائدة

(2)

.

203 -

(ت) صالح بن عبد الله بن ذكوان، الباهلي، أبو عبد الله الترمذي ت (231) هـ

(3)

كتب عنه ببغداد.

204 -

صالح بن مالك، أبو عبد الله، روى عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون

(4)

.

205 -

(دت س فق) صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار، الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي ت (237) هـ

(5)

.

206 -

(م) الصلت بن مسعود بن طريف، الجحدري، أبو بكر، ويقال، أبو محمد البصري ت (239) هـ

(6)

.

207 -

(عخ) ضرار بن صرد، التيمي أبو نعيم الطحان، الكوفي ت (229) هـ

(7)

.

208 -

طيب بن زبان، أبو زبان، الفلسطينى، العسقلاني من أهل قرية سناجية

(8)

.

209 -

عامر بن حجير ابن أخي قزعة بن سويد بن حجير بن سويد بن حجير، الباهلي، البصري، أبو الحسن

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 398، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 384.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2 / ق 1/ 405، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 393.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 407، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 395.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 416.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 425، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 426.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 441، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 436.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 465، تهذيب التهذيب ج 4 ص 456.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 498.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 320.

ص: 108

210 -

(خ م دس) عباد بن موسى، الختلي، أبو محمد، الأنباري ت (229) هـ

(1)

.

211 -

(ق) عباس بن الوليد بن صبح الخلالى، السلمي، أبو الفضل الدمشقي ت (248) هـ

(2)

.

212 -

(دس) عباس بن الوليد بن مزيد، العذري، أبو الفضل، البيروتي ت (270) هـ

(3)

.

213 -

(خ م س) عباس بن الوليد بن نصر، النرسي، أبو الفضل، البصري ت (238) هـ

(4)

.

214 -

(دق) عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان البهراني، أبو عمرو، ويقال أبو محمد الدمشقي المقرئ ت (242) هـ

(5)

.

215 -

(خت م) عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو عامر الكوفي ت (234) هـ

(6)

.

216 -

(بخ) عبد الله بن أبي بكر، واسمه السكن بن الفضل بن المؤتمن العتكي ت (224) هـ

(7)

.

217 -

(كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعد، التيمي، أبو محمد، القهستاني نزيل الري ت (232) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 87، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 105.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 215، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 131.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 215، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 132.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 214، وتهذيب التهذيب ج 5، 133.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 5، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 140.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 17، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 156.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 18 وج 4/ ق 1/ 260، وتهذيب التهذيب

ج 5 ص 164.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 28، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 169، وتاريخ قزوين ورقة (255 ـ ب-)

ص: 109

218 -

عبد الله بن الحسن، الهسنجاني، أبو محمد، الرازي

(1)

.

219 -

(دث ق) عبد الله بن الحكم ابن أبي زياد القطواني، أبو عبد الرحمن الكوفي، الدهقان ت (255) هـ

(2)

.

220 -

(خ مق دث س فق) عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله الحميدي، المكي، القرشي ت (219) هـ

(3)

.

221 -

(دعس ق) عبد الله بن سالم، ويقال ابن محمد بن سالم الزبيدي، أبو محمد الكوفي، القزاز المفلوج ت (235) هـ

(4)

.

222 -

(خ) عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أخو عبيد الله الزهري ت (238) هـ

(5)

.

223 -

(ع) عبد الله بن سعيد بن حصين، الكندي، أبو سعيد الأشج، الكوفي ت (257) هـ

(6)

.

224 -

(س) عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة، العنبري، أبو السوار البصري ت (228) هـ

(7)

.

225 -

عبد الله بن شبيب، أبو سعيد الربعي، بصري نزل مكة

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 34، وأجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي مخطوط ورقة (13 - أ-).

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 38، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 190.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 56، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 215، وطبقات الشافعية ج 2 ص 140.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 77، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 228، وانظر كذلك الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 161 حيث ذكره ابن أبي حاتم في موضعين

وزاد في نسبه في الموضع الثاني (السلولي) ويؤخذ من التهذيب أنهما واحد يقال: عبد الله بن سالم، ويقال عبد الله بن محمد بن سالم.

(5)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 2، في ترجمته.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 73، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 237.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق 2/ 77، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 248.

(8)

انظر: تذكرة الحفاظ ص 613، وتاريخ بغداد ج 9 ص 475.

ص: 110

226 -

عبد الله بن شيبة بن خالد، البكري، أبو سعيد

(1)

.

227 -

(خ) عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح، أبو صالح، العجلي، الكوفي، المقرئ ت (211) هـ

(2)

.

228 -

(خ م دت س) عبد الله بن الصباح بن عبد الله، الهاشمي، العطار، البصري، المربدي ت (250) هـ

(3)

.

229 -

(ق) عبد الله بن عاصم، الحماني، أبو سعيد، البصري

(4)

.

230 -

(م دق) عبد الله بن عامر بن زرارة، الحضرمي، مولاهم، أبو محمد الكوفي ت (237) هـ

(5)

.

231 -

(د) عبد الله بن عبد الجبار، الخبائري، أبو القاسم، الحمصي ت (235) هـ

(6)

.

232 -

(م دت) عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد، التميمي، الدارمي أبو محمد ت (255) هـ

(7)

.

233 -

(م دص) عبد الله بن عمر بن محمد بن لبان بن صالح، الأموي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي مشكدانة ت (239) هـ

(8)

.

234 -

(ع) عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، ميسرة التميمي، أبو معمر المقعد، المنقري البصري ت (224) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 83.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 86، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 261، وميزان الاعتدال ج 2 ص 445، وتذكرة الحفاظ ص 391.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 264.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 134، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 270.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 123، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 272.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 106، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 288.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 99، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 294، وهو من أقرانه.

(8)

الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 111، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 333.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 119، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 336.

ص: 111

235 -

(م س) عبد الله بن عون بن أيى عون عبد الملك بن يزيد الهلالي، أبو محمد البغدادي، الخراز ت (232) هـ

(1)

.

236 -

(خ م دس ق) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن خواستي العبسي مولاهم، أبو بكر الحافظ الكوفي ت (235) هـ

(2)

.

237 -

(خ م دس) عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبد بن مخارق، الضبعي، أبو عبد الرحمن البصري ت (231) هـ

(3)

.

238 -

(خ ت) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر، الجعفي، أبو جعفر البخاري، الحافظ المسندي ت (229) هـ

(4)

.

239 -

(خ 4) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع، وقيل أبو عبد الله ابن قيس القضاعي، أبو جعفر النفيلي الحراني ت (234) هـ

(5)

.

240 -

عبد الله بن محمد، الفهمي، المصري، أبو محموية، ويقال له البيطاري

(6)

.

241 -

عبد الله بن محمد بن الفضل بن الشيخ بن عميرة، الأسدي، أبو بكر الأسدي

(7)

.

242 -

(خ م دت س) عبد الله بن مسلمة بن قعنب، القعنبي، الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني ت (221) هـ

(8)

،

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 131، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 349.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 3، وتذكرة الحفاظ ص 432.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 159، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 5.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 162، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 9، وتذكرة الحفاظ ص 492.

(5)

انظر: الجرح والتعدبل ج 2/ ق 2/ 159، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 17.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 160.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 163.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 181، وتهذيب التهذيب ج 6/ 32، وتذكرة الحفاظ ص 383.

ص: 112

243 -

(دس ق) عبد الله بن نجيئ بن سلمة بن جشم بن أسد، الحضرمي، الكوفي، أبو لقمان

(1)

.

244 -

عبد الله بن يزيد بن راشد، القرشي، الدمشقي المقري، أبو بكر

(2)

.

245 -

عبد الله بن يونس بن عبيد، البصري

(3)

.

246 -

عبد الأعلى بن إسماعيل بن عبد الأعلى، العنبري، أبو القاسم

(4)

.

247 -

(خ م دس) عبد الأعلى بن حماد بن نصر، الباهلي مولاهم، البصري، أبو يحيى المعروف بالنرسي ت (237) هـ

(5)

.

248 -

عبد الجبار بن سعيد، المساحقي، أبو معاوية، القرشي، العامري

(6)

.

249 -

عبد الجبار بن عاصم، الخراساني، أبو طالب، النسائي نزيل بغداد ت (233) هـ

(7)

.

250 -

(مدكن) عبد الحميد بن بكار، السلمي، أبو عبد الله، الدمشقي ثم البيروتي

(8)

.

251 -

(م دق) عبد الحميد بن بيان بن زكرياء بن خالد بن أسلم، الواسطي، أبو الحسن، العطار، السكري ت (244) هـ

(9)

.

252 -

(س) عبد الحميد بن صالح بن عجلان، البرجمي، أبو صالح، الكوفي ت (230) هـ

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 184.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 202.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 205.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 30.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 29، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 93.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 32.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 33، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 102.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 9، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 109.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 9، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 111.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 14، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 117.

ص: 113

253 -

عبد الحميد بن أبي طالب، بصري، أبو يزيد، واسم أبي طالب حماد

(1)

.

254 -

عبد الحميد بن موسى بن خلف، العمي، أبو عبد الله، بصري

(2)

.

255 -

(خ م دس ق) عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي الأموي مولى آل عثمان، أبو سعيد، الدمشقي القاضي المعروف بدحيم الحافظ ابن اليتيم ت (245) هـ

(3)

.

256 -

عبد الرحمن بن بشر بن عبد الرحمن، الحبطي، أبو فراس

(4)

.

257 -

(م) عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم، الجمحي، البصري ت (230) هـ

(5)

.

258 -

عبد الرحمن بن بكر، الطبري، الآملي

(6)

.

259 -

عبد الرحمن بن جبلة بن خالد بن جبلة بن عبد الرحمن، الباهلي

(7)

.

260 -

عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان

(8)

.

261 -

عبد الرحمن بن خالد بن جبلة الباهلي وهو ابن جبلة بن خالد بن جبلة بن عبد الرحمن أبو خالد

(9)

.

262 -

عبد الرحمن بن سنان، المقرئ، أبو يحيى الرازي

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 12.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 18.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 131، وتذكرة الحفاظ ص 480.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 215.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 217، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 145.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 217.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 221.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 227، وفيه قال محمد بن مسلم بن وارة عنه: كان أعلم الناس بشيوخ الكوفيين.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 229.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 242.

ص: 114

263 -

(م) عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله بن سالم، الجمحي مولاهم، أبو حرب، البصري ت (232) هـ

(1)

.

264 -

(ص) عبد الرحمن بن صالح الأزدي، العتكي أبو صالح، ويقال أبو محمد الكوفي ت (235) هـ

(2)

.

265 -

(خ البخاري) عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، وقيل ابن محمد بن شيبة الحزامي مولاهم المدني أبو بكر

(3)

.

266 -

(ق) عبد الرحمن بن عبد الوهاب، العمي، البصري، الصيرفي

(4)

.

267 -

عبد الرحمن بن علقمة، المروزي، أبو يزيد

(5)

.

268 -

(ق) عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير، الزهري، أبو الحسن، الأصبهاني، الأزرق، المعروف برستة ت (255) هـ

(6)

.

269 -

عبد الرحمن بن أبي الغمر، أبو زيد، المصري، الفقيه ت (234) هـ

(7)

.

270 -

(خ دس) عبد الرحمن بن المبارك بن عبد الله العيشي، الطفاوي، البصري، أبو بكر الخلقاني ت (228) هـ

(8)

.

271 -

عبد الرحمن بن محمد، العنبري، الطبري

(9)

.

272 -

عبد الرحمن بن نافع، المعروف بدرخت، أبو زياد مولى بني هاشم

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 242.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 246.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 259، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 222، وميزان الاعتدال ج 2 ص 578.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 262، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 222.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 273.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 263، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 234.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 275، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 250.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 292، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 264.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 282.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 294، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 285.

ص: 115

273 -

(دق) عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد الكوفي، أبو نعيم النخعي الصغير ت (211)

(1)

.

274 -

(خ) عبد الرحمن بن يونس بن هاشم الرومي، أبو مسلم المستمسلي البغدادي ت (225) هـ أو نحوها

(2)

.

275 -

(دس) عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة الرواس أبو سفيان، الكوفي السروجي ت (232) هـ

(3)

.

276 -

(خ د) عبد السلام بن مطهر بن حسام الأزدي، أبو ظفر، البصري ت (224) هـ

(4)

.

277 -

(ص ق) عبد العزيز بن الخطاب الكوفي، أبو الحسن نزيل البصرة ت (224) هـ

(5)

.

278 -

(س) عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيدالله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن المدني

(6)

.

279 -

(خ دت ق كن) عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى العامري، القرشي، الأويسي، أبو القاسم المدني

(7)

.

280 -

عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الإمام أبو علي الخزاعي، مولاهم المصري الفقيه ت (234) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 298، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 289.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 302.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 341، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 307.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 48.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 381، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 335.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 384، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 340.

(7)

انظر: الجرح والتعدبل ج 2/ ق 2/ 387، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 345.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 391، وج 2/ ق 2/ 60، وطبقات الشافعية ج 2 ص 143.

ص: 116

281 -

(ق) عبد العزيز بن المغيرة بن أمي، ويقال أمية المنقري، أبو عبد الرحمن الصفار البصري

(1)

.

282 -

(ق) عبد العزيز بن منيب بن سلام بن الضريس، أبو

الدرداء، المروزي ت (267) هـ

(2)

.

283 -

(دس) عبد العزيز بن يحيى بن يوسف، البكائي، أبو الأصبغ الحراني ت (235) هـ

(3)

.

284 -

عبد الملك بن بشير، السامي، البصري

(4)

.

285 -

(م س) عبد الملك بن عبد العزيز، القشيري، النسوي، أبو نصر التمار الدقيقي ت (228) هـ

(5)

.

286 -

(د) عبد الملك بن مروان بن قارظ، ويقال قراظ الأهوازي، يكنى أبا بشر ت (256) هـ

(6)

.

287 -

عبد الواحد بن عمرو بن صالح بن المختار بن قيس، البصري، الزهري، المكتب، ووالده قاضي رام هرمز

(7)

.

288 -

(د) عبد الواحد بن غياث، المربدي، البصري، أبو بحر الصيرفي ت (238) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 397، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 359.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 398، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 360.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 400، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 362، وميزان الاعتدال ج 2 ص 638.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 344.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 358، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 406، وتاريخ بغداد ج 10 ص 420، وميزان الاعتدال ج 2 ص 658، ترك الرواية عنه بسبب إجابته في محنة خلق القرآن.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 368، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 424.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 22.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 23، وتهذيب التهديب ج 6 ص 438.

ص: 117

289 -

(دس) عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أبو محمد، الجبلي، ت (232) هـ قال ابن أبي حاتم:(روى عنه أبو زرعة فيما كتب إليه)

(1)

.

290 -

(خ م س) عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد، اليشكري مولاهم أبو قدامة السرخسي الحافظ ت (241) هـ

(2)

.

291 -

(خ م دس) عبيد الله بن عمرو بن ميسرة الجشمي مولاهم القواريري، أبو سعيد البصري ت (235) هـ

(3)

.

292 -

(دت س) عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى التميمي أبو عبد الرحمن البصري ت (228) هـ

(4)

.

293 -

(خ م دس) عبيد الله بن معاذ بن نصر الخشخاشي العنبري أبو عمرو البصري الحافظ ت (238) هـ

(5)

.

294 -

(س) عبيد بن آدم بن أبي إياس، العسقلاني ت (258) هـ

(6)

.

295 -

عبيد بن إسحاق، العطار، الكوفي، أبو عبد الرحمن

(7)

.

296 -

عبيد بن جناد، الحلبي

(8)

.

297 -

عبيد بن هاشم، الغاضري، التميمي، الضرير

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 73، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 454.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 317، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 17.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 327، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 41، وتذكرة الحفاظ ص 439.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 335، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 45.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 335، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 48، وتذكرة الحفاظ ص 490.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 58.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 401.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 404.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 5.

ص: 118

298 -

(د) عبيد بن هشام، أبو نعيم، جرجاني الأصل، الحلبي، القلانسي سمع منه أبو زرعة بحلب

(1)

.

299 -

(ي م س) عبيد بن يعيش، المحاملي، أبو محمد، الكوفي، العطار ت (227) هـ

(2)

.

300 -

عتيق بن يعقوب بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر الزبيري المديني

(3)

.

301 -

(ت س) عثمان بن زفر بن مزاحم بن زفر التيمي، أبو زفر، ويقال أبو عمر الكوفي ت (218) هـ

(4)

.

302 -

عثمان بن عمرو، البصري، الكحال نزيل الكوفة

(5)

.

303 -

عثمان بن الفضل، أبو الحسن، الواسطي

(6)

.

304 -

(خ م دس ق) عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خوستي العبسي مولاهم، أبو الحسن بن أبي شيبة

(7)

.

305 -

(ع) عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار، أبو عثمان البصري مولى عزرة بن ثابت الأنصاري ت (219) هـ

(8)

.

306 -

عقبة بن مكرم بن عقبة بن مكرم، الضبي، الهلالي، أبو مكرم الكوفي ت (234) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 5، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 76، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 4 في ترجمته.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 5، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 79.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 46 وفيه قال عنه أبو زرعة: بلغني أنه حفظ الموطأ في حياة مالك.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 150، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 116.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 162.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 164.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 166، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 149.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 30، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 231.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 317، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 251.

ص: 119

307 -

(خت دت) علي بن بحر بن بري، القطان، أبو الحسن، البغدادي ت (234) هـ

(1)

.

308 -

(خ د) علي بن الجعد بن عبيد، الجوهري، أبو الحسن البغدادي مولى بني هاشم ت (230) هـ

(2)

.

309 -

(م ق) علي بن الحسن بن سليمان، الحضرمي، أبو الحسن، ويقال أبو الحسين الواسطي ت (237) هـ

(3)

.

310 -

(د) علي بن الحسن بن موسى الهلالي، أبو الحسن بن أبي عيسى الدرابجردي ت (267) هـ

(4)

.

311 -

علي بن الحسن التميمي البزار، الكوفي، يعرف بكراع

(5)

.

312 -

(بخ م س) علي بن حكيم بن ذبيان، الأودي، الكوفي، ت (231) هـ

(6)

.

313 -

علي بن حمزة بن سوار، العتكي، بصري

(7)

.

314 -

(دس) علي بن سهيل بن قادم، ويقال ابن موسى الحرشي، أبو الحسن الرملي، ت (261) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 176، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 285.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 178، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 289، وتاريخ بغداد ج 11 ص 360، وتذكرة الحفاظ ص 399.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 180، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 298.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 300.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 180، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 301.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 183.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 183.

(8)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 329.

ص: 120

315 -

(خ دت س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن المديني ت (234) هـ

(1)

.

316 -

علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق الرقاشي بصري اللاحقي

(2)

.

317 -

(خ 4) علي بن عياش بن مسلم، الألهاني، أبوالحسن الحمصي، البكاء ت (219) هـ

(3)

.

318 -

علي بن عيسى، المخرمي مولى روح بن حاتم المهلبي ت (233) هـ

(4)

.

319 -

(عس ق) علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد، أبو الحسن الطنافسي، الكوفي، مولى آل الخطاب ت (233) هـ

(5)

.

320 -

علي بن ميسرة بن خالد، الهمداني، أبو الحسن

(6)

.

321 -

(س ق) علي بن ميمون، الرقي، أبو الحسن، العطار ت (246) هـ

(7)

.

322 -

(م دت س) علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي، الجهضمي، أبو الحسن، البصري الصغير ت (250) هـ

(8)

.

323 -

عمار بن عمر بن المختار، أبو ياسر، روى عن سهيل بن أسلم، روى عنه أبو زرعة قديماً

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 194 وفيه قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبي وأبو زرعة وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة، وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه"، وانظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 5 في ترجمته.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 196، وميزان الاعتدال ج 3 ص 144.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 369.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 199؛ وتهذيب التهذيب ج 7 ص 370.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 201، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 379، وتذكرة الحفاظ ص 445.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 206، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج 4 ص 1249.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 6/ 201، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 389.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 7/ 201، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 391.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 394.

ص: 121

324 -

عمر بن حفص بن شليلة، الدمشقي

(1)

.

325 -

(خ م دت س) عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية، النخعي، أبوحفص الكوفي ت (222)

(2)

.

326 -

(ل) عمر بن عثمان بن عاصم بن صهيب بن سنان التيمي، أبو حفص، الواسطي

(3)

.

327 -

عمر بن علي بن أبي بكر، الكندي، الأسفذني، الرازي

(4)

.

328 -

عمرو بن حماد بن محمد، أبومحمد، البصري، العبدي

(5)

.

329 -

(بخ م دس فق) عمرو بن حماد بن طلحة، القناد، أبو محمد، الكوفي ت (222) هـ

(6)

.

330 -

(خ ق) عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي أبو الحسن الحراني، ت (229) هـ

(7)

.

331 -

(ق) عمرو بن رافع بن الفرات بن رافع البجلي، أبو حجر، القزويني، الحافظ ت (237) هـ

(8)

.

332 -

(م 4) عمرو بن سعيد، أبوعثمان، البصري

(9)

.

333 -

عمرو بن سعيد. شيخ بصري. قال الذهبي: "من مشيخة أبي زرعة الرازي"

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 103.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 103، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 435.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 124، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 481.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 125.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 228، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 23.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 228.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 230، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 26.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 233، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 32، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في ترجمته.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 236، وميزان الاعتدال ج 3 ص 262.

(10)

انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 262.

ص: 122

334 -

(دس ق) عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، أبو حفص الحمصي، مولى بني أمية ت (250) هـ

(1)

.

335 -

(ع) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز، الباهلي، أبو حفص البصري، الصيرفي الفلاس، ت (249) هـ

(2)

.

336 -

(ع) عمرو بن عون بن أوس بن الجعد، أبو عثمان، الواسطي، البزار الحافظ، البصري، ت (225) هـ

(3)

.

337 -

(خ م دس) عمرو بن محمد بن بكير بن سابور، أبو عثمان البغدادي الحافظ نزيل الرقة ت (232) هـ

(4)

.

338 -

(خ د) عمرو بن مرزوق الباهلي، يقال مولاهم أبو عثمان البصري، ت (224) هـ

(5)

.

339 -

عمرو بن محمد بن مرزوق، مولى لبني شيبان، أبو عثمان الرقي

(6)

.

340 -

(ل) عمرو بن هارون، المقرئ، أبو عثمان، البصري، صاحب الكري

(7)

.

341 -

(ق) عمرو بن هاشم، البيروتي

(8)

.

342 -

(س) عمرو بن هشام، الحرّاني، أبو أمية، ت (245) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 249، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 76.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 249، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 80 صاحب المسند، والعلل والتاريخ، وانظر: تذكرة الحفاظ ص 487.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 252، وج 3/ ق 2/ 243، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 86، وتذكرة الحفاظ ص 426.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 262.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 263، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 101.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 263.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 268، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 111.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 268، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 112.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 268.

ص: 123

343 -

(خ د) عمران بن ميسرة، المنقري، أبو الحسن، البصري، الآدمي، ت (213) هـ

(1)

.

344 -

عمران بن هارون، الرملي، أبو موسى

(2)

.

345 -

عون بن المحكم بن سنان، الباهلي، أبو بكر، بصري

(3)

.

346 -

(م) عون بن سلام، القرشي، أبو جعفر، الكوفي، مولى بني هاشم، ت (230) هـ

(4)

.

347 -

العلاء بن عمرو، الحنفي، أبومحمد

(5)

.

348 -

(خ دس) عياش بن الوليد الرقام، القطان، أبو الوليد، البصري، ت (226) هـ

(6)

.

349 -

(د) عيسى بن إبراهيم بن سيار، ويقال ابن دينار الشعيري، أبو إسحاق البصري، البركي، ت (228) هـ

(7)

.

350 -

(م دس ق) عيسى بن حماد بن مسلم، التُّجِيْبِي، الأنصاري، لقبه زغبة، أبو موسى، ت (248) هـ

(8)

.

351 -

(عب) عيسى بن سالم، أبوسعيد، ولقبه عويش، الشاشي، حدث ببغداد

(9)

.

352 -

عيسى بن صبيح، وهو ابن أبي فاطمة، أبو الحسن

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 306، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 142.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 307، وج 1/ ق 1/ 32.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 388.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 388.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 359.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 6، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 199.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 272، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 204.

(8)

انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 209.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 278، وتعجيل المنفعة ص 215.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 279، وفيه قال عنه أبو زرعة:(كتبت عنه الكثير).

ص: 124

353 -

(دس ق) عيسى بن محمد بن إسحاق، ويقال ابن عيسى، أبو عمير بن النحاس، الرملي، ت (256) هـ

(1)

.

354 -

عيسى بن ميناء، المديني، المعروف بقالون، المقرئ

(2)

.

355 -

غالب بن حلبس بن محمد، الكلبي

(3)

.

356 -

(م د) غسان بن الفضل، السجستاني، أبو عمرو، نزيل مكة

(4)

.

357 -

غسان بن مالك بن عباد، أبو عبد الرحمن، السلمي، بصري

(5)

.

358 -

فتح بن عمرو، الكسي، أبونصر، التميمي

(6)

.

359 -

فرات بن محبوب، السكوني، أبو بحر، الكوفي

(7)

.

360 -

(خ ت) فروة بن أبي المغراء، واسمه معدي كرب، الكندي، أبو القاسم الكوفي، ت (225) هـ

(8)

.

361 -

الفضل بن داود، أبو الحسن، الواسطي

(9)

.

362 -

(ع) الفضل بن دكين، الكوفي، واسم دكين، عمرو بن حماد بن زهير، التبعي مولاهم الأحول، أبونعيم الملائي، ت (219) هـ

(10)

.

363 -

الفضل بن زياد، الطساس، البغدادي

(11)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 286، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 229.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 290، وميزان الاعتدال ج 3 ص 327.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 50.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 51، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 247.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 50.

(6)

انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 2/ 91.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 80.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 83، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 265.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 62.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 61، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 271، وتاريخ بغداد ج 12 ص 346.

(11)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 62.

ص: 125

364 -

الفضل بن الفضل بن الفضل، السعدي، أبو عبيدة بن أبي سويد، السقطي، البصري

(1)

.

365 -

الفضل بن عبد الله، أبومعاذ، الواسطي

(2)

.

366 -

(خ م دس) فضيل بن حسين بن طلحة، البصري، أبو كامل ا لجحدري، ت (237) هـ

(3)

.

367 -

(ع ب) فطر بن حماد بن واقد، البصري، روى عن مالك ابن أنس وحماد بن زيد

(4)

.

368 -

فيض بن الوثيق بن يوسف بن عبد الله بن يوسف، الثقفي

(5)

.

369 -

(ت) القاسم بن أمية، الحذاء، العقدي، أبومحمد البصري

(6)

.

370 -

القاسم بن سلام بن مسكين، الأزدي، أبو محمد، البصري، ت (228) هـ

(7)

.

371 -

القاسم بن محمد بن أبي شيبة، العبسي، أخو الحافظين: أبي بكر، وعثمان، ت (235) هـ

(8)

.

372 -

(ع) قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السوائي، أبوعامر، الكوفي، ت (213) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 66، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 284.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 65.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 71، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 290.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 90، وتعجيل المنفعة ص 220.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 88، وميزان الاعتدال ج 3 ص 366.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 107، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 308، وميزان الاعتدال ج 3 ص 369.

(7)

انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 318.

(8)

انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 379.

(9)

انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 384.

ص: 126

373 -

(ع) قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي مولاهم، أبو رجاء البغلاني، ت (240) هـ

(1)

.

374 -

(خ) قرة بن حبيب بن يزيد بن شهرزاد، القنوي، الرماح، أبو علي، البصري، القشيري، ت (224) هـ

(2)

.

375 -

(س) قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد، القشيري، أبوسعيد، القشيري، ت (261) هـ

(3)

.

376 -

(خ م د) قيس بن حفص بن القعقاع، التميمي، الدارمي مولاهم، أبو محمد البصري، ت (227) هـ

(4)

.

377 -

(دس ق) كثير بن عبيد بن نمير، المذحجي، أبو الحسن، الحمصى، الحذاء، المقرئ، ت (250) هـ

(5)

.

378 -

(ع ب) كثير بن يحيى بن كثير، أبو مالك البصري، الحنفي

(6)

.

379 -

(خ) محمد بن أبان بن عمران بن زياد بن ناصح، السلمي، أ بو الحسن، الواسطي، الطحان، ت (239) هـ

(7)

.

380 -

(دس ق) محمد بن إدريس بن المنذر بن داود الحنظلي، أبو حاتم الرازي، ت (277) هـ، وهو من أقرانه

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 140، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 359،

وتاريخ بغداد ج 12 ص 465، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 10، في علماء بلخ.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 132، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 371.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 138، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 380.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 95، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 390.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 155، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 423.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 158.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 200، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 2.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 204، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 31، وطبقات الشافعية ج 2 ص 208.

ص: 127

381 -

(م د) محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن، المخزومي، المسيبي، أبو عبد الله المدني، ت (236) هـ

(1)

.

382 -

(م 4) محمد بن إسحاق بن جعفر، الصغاني، أبو بكر، نزيل بغداد، ت (270) هـ

(2)

.

383 -

(ت س) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، الجعفي مولاهم، أبو عبد الله، البخاري، ت (256) هـ وهو من أقرانه

(3)

.

384 -

محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب، الجعفري

(4)

.

385 -

(خ د) محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، أبو عبد الله البصري، مولى بني هاشم، ت (230) هـ

(5)

.

386 -

(دق) محمد بن إسماعيل بن عياش بن سليم، العنسي، الحمصي

(6)

.

387 -

(بخ ق) محمد بن أمية بن آدم، القرشي، أبو أحمد الساوي، مولى عقبة بن أبي معيط، ت (226) هـ

(7)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 194، وتهذيب التهديب ج 9 ص 37.

(2)

انظر: أجوية أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (7 - ب-).

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 191، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 48، وطبقات الشافعية ج 2 ص 215 وهدي الساري ص 492، قال ابن أبي حاتم:"سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النبسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق" وانظر: الدفاع عنه في فصل (انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة

).

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 189، وج 1/ ق 1/ 164.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 189؛ وتهذيب التهذيب ج 9 ص 59.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 190، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 60.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 209، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 67، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 8، علماء ساوة.

ص: 128

388 -

(ق) محمد بن أيوب الكلابي، أبو هريرة، الواسطي. كتب عنه أبو حاتم سنة (214) هـ

(1)

.

389 -

(ع) محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان، العبدي، أبو بكر الحافظ البصري، ت (252) هـ

(2)

.

390 -

محمد بن بشر، الحريري، الأسدي، الكوفي

(3)

.

391 -

محمد بن بحر، الهجيمي

(4)

.

392 -

(م د) محمد بن بكار بن الريان، الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله البغدادي، الرصافي

(5)

.

393 -

(خ م س) محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي، أبو عبد الله الثقفي، مولاهم البصري، ث (238) هـ

(6)

.

394 -

(ق) محمد بن ثعلبة بن سواء بن عنبر، السدوسي البصري

(7)

.

395 -

(خ ت ق) محمد بن جعفر السمناني، القومسي، أبو جعفر ابن أبي الحسين الحافظ، ت قبل (220) هـ

(8)

.

396 -

(م دس) محمد بن جعفر بن زياد، الوركاني، أبو عمران، الخراساني نزيل بغداد، ت (228) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 198، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 69، والإرشاد ج 10 علماء بخارى.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 214، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 71.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 211.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 215.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 212، وتهذيب التهذب ج 9/ 75.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 212، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 79، وأجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (13 - ب-) وتذكرة الحفاظ ص 468.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 218، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 86.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 230، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 99.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 222.

ص: 129

397 -

(م د) محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي، أبو عبد الله القطيعي، المعروف بالسمين، ت (5) أو (236) هـ

(1)

.

398 -

(خ م د) محمد بن حرب بن حرمان، النشائى، أبو عبد الله، الواسطي، ت (255) هـ

(2)

.

399 -

محمد بن الحسن بن المختار، التميمي، الكوفي، نزيل الزي

(3)

.

400 -

محمد بن حميد، أبو عبد الرحمن، الأصباعي

(4)

.

401 -

(م) محمد بن حيان، أبو الأحوص، البغوي، نزيل بغداد، ت (227) هـ

(5)

.

402 -

محمد بن خلاد بن هلال، الإسكندراني، أبو عبد الله، ت (231) هـ

(6)

.

403 -

(خ م دت س) محمد بن رافع بن أبي زيد سابور القشيري، مولاهم أبو عبد الله النيسابوري، ت (245) هـ

(7)

404 -

محمد بن زياد، أبو جعفر، الرازي يعرف بالأصبهاني القطان، راوية ابن عيينة، البلدي

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 237، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 102،

وتاريخ بغداد ج 2 ص 226.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 237، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 161.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3 ق 2/ 229، وفيه قال ابن أبي حاتم (وكان أبو زرعة قد كتب عنه الكثير فنظرت في كتبه وانتخبت فكان أبو زرعة يكتب لي بعضاً وأكتب أنا بعضاً وكان الشيخ يوجب وكان يقرأ علينا، ولا يقرأ إلا من أصله).

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 232.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 240.

(6)

انظر: ميزان الاعتدال ج ص 537.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 254، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 161، وتذكرة الحفاظ ص 510.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3 ق 2/ 259 وفيه قال ابن أبي حاتم: (كتب عنه أبي في سنة 210 بالري).

ص: 130

405 -

(دس) محمد بن سعيد بن سابق، أبو سعيد، ويقال أبو عبد الله الرازي، ت (216) هـ

(1)

.

406 -

(خ ت س) محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي، أبو جعفر ابن الأصبهاني لقبه حمدان، ت (220) هـ

(2)

.

407 -

محمد بن سعيد بن السكن بن عبد الرحمن، الكندي، أبو الفضل، البصري

(3)

.

408 -

(خ) محمد بن سعيد بن الوليد، الخزاعي، أبو عمرو، ويقال أبو بكر البصري مردويه، ت (230) هـ

(4)

.

409 -

(م د) محمد بن سماعة، الرملي، أبو الأصبغ القرشي الأموي مولاهم، ت (238) هـ

(5)

.

410 -

محمد بن سهل بن حصيل، روى عن حسان بن إبراهيم الكرماني

(6)

.

411 -

محمد بن سلام بن عبد الله بن زياد بن عقيل، أبو عبد الله، الأيلي

(7)

.

412 -

(دق) محمد بن الصباح بن سفيان بن أبي سفيان، الجرجرائي، أبو جعفر التاجر، ت (240) هـ

(8)

.

413 -

(ع) محمد بن الصباح الدولابي، أبو جعفر البغدادي، البزاز مولى مزينة، ت (227) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 5/ 262، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 188.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 5/ 262، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 188.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 265.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 265، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 190.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 283، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 204.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 278.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 278 وفيه قال ابن أبي حاتم: (روى عنه أبو زرعة كتب عنه بمكة).

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 289، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 229.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 289، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 230.

ص: 131

414 -

(خ س) محمد بن الصلت البصري، أبو يعلى التوزي، ت (227) هـ

(1)

.

415 -

(خ ت س ق) محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي، أبوجعفر الكوفي الأصم، ت في حدود (220) هـ

(2)

.

416 -

(م دت ق) محمد بن طريف بن خليفة، البجلي، أبو جعفر، الكوفي، ت (242) هـ

(3)

.

417 -

(دس) محمد بن عايذ بن أحمد ويقال سعيد القرشي، أبو أحمد الدمشقي، صاحب المغازي، ت (233) هـ

(4)

.

418 -

(خ م ت س ق) محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، أبو عبد الله، ت (234) هـ

(5)

.

419 -

(دق) محمد بن عبد الله بن عثمان الخزاعي، أبو عبد الله البصري، ت (223) هـ

(6)

.

420 -

(ع) محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي، أبو عبد الرحمن الكوفي الحافظ، ت (234) هـ

(7)

.

421 -

(م د) محمد بن عبد الله الأرزي، ويقال الرزي، أبو جعفر البغدادي، ت (231) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 289، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 233، وميزان الاعتدال ج 3 ص 586.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 288، وميزان الاعتدال ج 3 ص 585.

(3)

انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 2/ 293.

(4)

انظر: الجرح والتعدبل ج 4/ ق 1/ 52، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 241.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 14.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 301، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 264.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 307، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 282.

(8)

انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 2/ 310، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 285.

ص: 132

422 -

(م قدت س ق) محمد بن عبد الأعلى الصنعاني القيسي، أبو عبد الله البصري، ت (245) هـ

(1)

.

423 -

(قدق) محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي الجعفي، أبو بكر الكوفي ت (260) هـ

(2)

.

424 -

(د) محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري، أبو عبد الله البصري ت (234) هـ

(3)

.

425 -

محمد بن عبد الرحمن، القرشي المخزومي روى عن حاتم بن عبيد الله البصري

(4)

.

426 -

(خ 4) محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة واسمه غزوان اليشكري مولاهم أبو عمرو المروزي ت (241) هـ

(5)

.

427 -

محمد بن عبد الوهاب العمري، الحراني

(6)

.

428 -

محمد بن عبد الوهاب بن صالح، الحنفي، البصري

(7)

.

429 -

(خ س) محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد الأموي مولى عثمان، أبو ثابث المدني

(8)

.

430 -

(م دس) محمد بن عبيد بن حساب، الغبري، البصري ت (238) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 16، وتهذيب التهذيب ج 9/ 289.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 313، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 296، وفيهما قال أبو زرعة:"التقيت معه وحفظت منه أشياء".

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 326، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 299.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 326.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 8.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 12.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 13.

(8)

انظر الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 3، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 324.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 11، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 329.

ص: 133

431 -

(دت س) محمد بن عبيد بن محمد بن واقد، المحاربي، الكندي، أبو جعفر النحاس الكوفي ت (251) هـ

(1)

.

432 -

(خ ق) محمد بن عبيد بن ميمون المدني التبان التيمي، العلاف

(2)

.

433 -

(مق ت) محمد بن أبي عتاب، البغدادي، أبو بكر الأعين واسم أبيه طريف ت (240) هـ

(3)

.

434 -

(ق ص) محمد بن عثمان بن خالد بن عمر عبد الله بن الوليد الأموي، أبو مروان العثمان ت (241) هـ

(4)

.

435 -

(دس) محمد بن عثمان بن أبي صفوان بن مروان الثقفى أبو عبد الله البصري ت (250) هـ

(5)

.

436 -

(دق) محمد بن عثمان، التنوخي، أبو الجماهر، الكفرسوسي، أبو عبد الرحمن ت (224) هـ

(6)

.

437 -

(ت س) محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار العبدي مولاهم المروزي ت (250) هـ

(7)

.

438 -

محمد بن عمربن الوليد بن لاحق التيمي كوفي

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 11، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 332.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 12، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 333.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 229، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 335، وتاريخ بغداد ج 2 ص 183.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 25، وتهذيب التهذيب ج 9/ 336.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 337.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 25، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 339، وتذكرة الحفاظ ص 407.

(7)

انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 349، وتاريخ بغداد ج 3 ص 55.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 22، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 368، وميزان الاعتدال ج 3 ص 666.

ص: 134

439 -

(م دق) محمد بن عمرو بن بكر بن سالم التميمي أبو غسان الرازي، زنيج ت (240) هـ

(1)

.

440 -

محمد بن عمرو بن الجراح، الغزي من أهل غزة

(2)

.

441 -

(م د) محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد العتكي مولاهم أبو جعفر البصري ت (234) هـ

(3)

.

442 -

(خ ت) محمد بن عمرو السواق، ويقال السويقي، أبو عبد الله البلخي ت (236) هـ

(4)

.

443 -

محمد بن عمرو، التنوري ابن ابنة عبد الوارث

(5)

.

444 -

(بخ ت) محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو عبد الرحمن الكوفي

(6)

.

445 -

(دعس) محمد بن عوف بن سفيان، الطائي، أبو جعفر الحمصي الحافظ ت (272) هـ

(7)

.

446 -

محمد بن عون، الزيادي، البصري، أبو عون

(8)

.

447 -

(ع) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي الحافظ ت (248) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 34، وتهذب التهذيب ج 9 ص 370.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 33.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 33، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 373.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 34، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 379.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 34.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 41، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 381.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 53، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 383.

(8)

انظر: الجرح والتعدبل ج 4/ ق 1/ 48.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 52، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 385.

ص: 135

448 -

(ت ق) محمد بن فراس الضبعي، أبو هريرة الصيرفي، البصري ت (245) هـ

(1)

.

449 -

(م د) محمد بن الفرج بن عبد الوارث، أبو جعفر البغدادي، مولى بني هاشم ت (236) هـ

(2)

.

450 -

(ع) محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري المعروف بعارم ت (223) هـ أو (224) هـ

(3)

.

451 -

محمد بن القاسم المعروف بسحيم الحراني

(4)

.

452 -

(ع) محمد بن كثير العبدي، أبو عبد الله البصري ت (223) هـ

(5)

.

453 -

(د) محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله الحافظ العسقلاني ت (238) هـ

(6)

.

454 -

(ع) محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس العنزي، أبو موسى البصري الحافظ الزمن ت (252) هـ

(7)

.

455 -

(م ت ق) محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير الباهلي أبو عبد الله البصري، ت (248) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق. 1/ 60، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 398.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 60، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 398.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 59، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 404، وتذكرة الحفاظ ص 410.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 66.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ ك 270، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 418، وتاريخ بغداد 11/ 338.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 105، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 424.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 95، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 426، والإرشاد ج 4 في ترجمته.

(8)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (2 - أ-).

ص: 136

456 -

(س) محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازي أبو عبد الله بن وارة، ت (270) هـ

(1)

.

457 -

(م د) محمد بن معاذ بن عباد بن معاذ بن نصر، العنبري البصري، ت (223) هـ

(2)

.

458 -

(خ) محمد بن مقاتل المروزي أبو الحسن الكسائي لقبه رخ ت (226) هـ

(3)

.

459 -

(دس) محمد بن منصور بن داود الطوسي، نزيل بغداد، أبو جعفر، العابد ت (254) أو (256) هـ

(4)

.

460 -

(خ م دس) محمد بن المنهال التميمي، المجاشعي، أبو جعفر أو أبو عبد الله البصري الحافظ ت (231) هـ

(5)

.

461 -

محمد بن المنهال، العطار البصري، الأنماطي، أخو الحجاج ت (231) هـ

(6)

.

462 -

(خ م د) محمد بن مهران، الجمال، أبو جعفر الرازي الحافظ ت (239) هـ

(7)

.

463 -

(ق) محمد بن موسى بن أبي نعيم، الواسطي، الهذلي ت (223) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 80، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 452.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 96، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 463.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 105، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 469.

(4)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 9، علماء طوس له في الزهد والورع مقام كبير.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 92.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 92، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 476، وتذكرة الحفاظ ص 448.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 93، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 479، وتذكرة الحفاظ ص 448.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 83، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 481.

ص: 137

464 -

محمد بن ميزان الأبلي روى عن أبي داود الطيالسي

(1)

.

465 -

محمد بن هارون، أبو عبد الله الرازي، اللؤلؤي

(2)

.

466 -

(خت مق ل) محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ القطان؛ أبو صالح البصري ت (233) هـ

(3)

.

467 -

(د) محمد بن يحيى بن أبي سمينة مهران البغدادي، أبو جعفر التمار ت (239) هـ

(4)

.

468 -

(خ 4) محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد، الذهلي الحافظ، أبو عبد الله النيسابوري ت (258) هـ

(5)

.

469 -

(م ت س ق) محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أبو عبد الله الحافظ نزيل مكة ت (243) هـ

(6)

.

470 -

(ع ب) محمد بن يعقوب، أبو الهيثم، الرقاش، البصري، الزبالي

(7)

.

471 -

محمد بن يوسف الغضيض، روى عن ابن وهب

(8)

.

472 -

(ع) مالك بن إسماعيل بن درهم، أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي الحافظ ت (219) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 106.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 117.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 123، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 509.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 124، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 511.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 512، والإرشاد ج 8، علماء نيسابور، وتذكرة الحفاظ ص 531.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 124، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 519.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 121.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 120.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 206، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 3، وتذكرة الحفاظ ص 402.

ص: 138

473 -

مالك بن سليمان، أبو أنس، الألهاني، الحمصي

(1)

.

474 -

(م) المثنى بن معاذ بن معاذ، العنبري ت (228) هـ

(2)

.

475 -

مثنى بن مطر بن جامع بن مطر، الحبطي، أبو الحسن

(3)

.

476 -

(م 4) مجاهد بن موسى بن فروخ، الخوارزمي، أبو علي الختلي ت (244) هـ

(4)

.

477 -

مجيب بن غياث، الرازي

(5)

.

478 -

(دس ق) محمود بن خالد، السلمي، أبو علي الدمشقي ت (247) هـ

(6)

.

479 -

(خ م ت س ق) محمود بن غيلان العدوي، مولاهم، أبو أحمد، المروزي الحافظ ت (239) هـ

(7)

.

480 -

(عس) مخلد بن مالك بن شيبان القرشي، وقيل السكسكي، أبو محمد، الحراني، ت (242) هـ

(8)

.

481 -

مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة روى صحيفة سمرة

(9)

.

482 -

مسجع بن مصعب، العبدي، أبو الحكم، البصري

(10)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 210.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 327، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 37.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 327.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 321، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 45.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 425.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 292.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 291، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 65، وتاريخ بغداد ج 13 ص 89، والإرشاد ج 9، علماء مرو.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 349، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 76.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 276.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 442.

ص: 139

483 -

(خ دت س) مسدد بن مسرهد بن مسربل البصري، الأسدي، أبو الحسن الحافظ ت (228) هـ

(1)

.

484 -

(ق) مسروق بن المزربان بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي ت (240) هـ

(2)

.

475 -

(ع) مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، مولاهم أبو عمرو البصري الحافظ ت (222) هـ

(3)

.

486 -

المسيب بن واضح حمصي الأصل روى عن أبي إسحاق الفزاري وغيره

(4)

.

487 -

(د) مصرف بن عمرو بن كعب، اليامي، أبو القاسم ت (240) هـ

(5)

.

488 -

(س ق) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، الأسدي، أبو عبد الله الزبيري، المدني، نزيل بغداد ت (236) هـ

(6)

.

489 -

مصر بن غسان بن مضر، الأزدي، النمري، أبو عيينة

(7)

.

490 -

(خ ت ق) مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان الباري الهلالي، أبو مصعب المدني ت (220) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 438، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 108، ويقال: إنه أول من صنف المسند بالبصرة.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 397، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 112.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 122.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 294.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 420.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 309.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 442.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 315، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 175،

والإنتفاء ص 58، وميزان الاعتدال ج 4 ص 124.

ص: 140

491 -

(خ د) معاذ بن أسد المروزي، كاتب ابن المبارك، أبو عبد الله، نزل البصرة ت (223) أو (228) هـ

(1)

.

492 -

(س) المعافي بن سليمان، الجزري، أبو محمد، الرسعني ت (234) هـ

(2)

.

493 -

(ع) معاوية بن عمر بن المهلب بن عمرو، الأزدي، المعني، أبو عمرو، البغدادي ت (214) هـ

(3)

.

494 -

(عب) معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير

(4)

.

495 -

معدان بن عبد الجبار بن محمد بن عمر بن معدان الأزدي

(5)

.

496 -

مغيرة بن معمر، البصري، روى عن معافى بن عمران، الموصلي

(6)

.

497 -

مقاتل بن محمد النصر أباذي، الرازي

(7)

.

498 -

مكرم بن محرز، الكعبي، الخزاعي

(8)

.

499 -

مليح بن وكيع بن الجراح روى عن أبيه وعن جرير بن عبد الحميد وغيرهما

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 251، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 185.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 400، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 198.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ق 1/ 386، روى عن أبي إسحاق الفزاري في كتاب السير، وقال أبو حاتم:"كان سير أبي إسحاق الفزاري عند ثلاثة أنفس، عند معاوية بن عمرو وهو أحبهم إلي، وعند محبوب بن موسى وعند المسيب بن واضح".

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 387، وتعجيل المنفعة ص 266.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 404.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 231.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 355.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 443.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 368.

ص: 141

500 -

(م فق) منجاب بن الحارث بن عبد الرحمن، التميمي، أبو محمد الكوفي ت (231) هـ

(1)

.

501 -

(م دس) منصور بن أبي مزاحم بشير التركي، أبو نصر البغدادي ت (235) هـ

(2)

.

502 -

مهدي بن جعفر بن حيان، الرملي، الزاهد، أبو محمد ت (230) هـ

(3)

.

503 -

مهدي بن عيسى الواسطي، أبو الحسن

(4)

.

504 -

(ع) موسى بن إسماعيل، المنقري مولاهم أبو سلمة التبوذكي البصري ت (223) هـ

(5)

.

505 -

(دس) موسى بن أيوب بن عيسى، النصيبي، أبو عمران الأنطاكي

(6)

.

506 -

موسى بن الحكم، أبو عمران روى عن محمد بن زياد، الراسبي

(7)

.

507 -

موسى بن حماد، النخمي، أبو الحسن، روكب عن شعبة

(8)

.

508 -

نافع بن خالد، الطاحي، البصري

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 443.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 170، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 311.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 338، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 325، وميزان الاعتدال ج 4 ص 194.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 337.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 136، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 334.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 135، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 337.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 140.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 140 وفيه قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زرعة بمكة وروى عنه".

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 457.

ص: 142

509 -

(ع) نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان، الأزدي، الجهضمي، أبو عمرو البصري ت (250) هـ

(1)

.

510 -

نصر بن فديد، أبو صفوان، الليثي، بصري كناني

(2)

.

511 -

(دس) نصير بن الفرج، الأسلمي، أبو حمزة الثغري ت (245) هـ

(3)

.

512 -

(زت س ق) هارون بن إسحاق بن محمد الهمداني، أبو القاسم الكوفي الحافظ ت (258) هـ

(4)

.

513 -

(م 4) هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز الحافظ الجمال ت (243) هـ

(5)

.

514 -

(خ م د) هارون بن معروف المروزي، أبو علي الخزاز الضرير نزيل بغداد ت (231) هـ

(6)

.

515 -

(ق) هارون بن موسى بن حيان التميمي، أبو موسى القزويني ت (248) هـ

(7)

.

516 -

هاشم بن عبد الواحد، الجشاش، أبو بشر، القيسي، كوفي

(8)

.

517 -

(خ م د) هدبة بن خالد بن الأسود القيسي، أبو خالد البصري ويقال له هداب، الثوباني ت سنة بضع وثلاثين ومائتين

(9)

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 471، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 430.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 472.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 434.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 88، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 3.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 92، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 9.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 96، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 12.

(7)

انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 13، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 106.

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 124.

ص: 143

518 -

(ق) هدية بن عبد الوهاب المروزي، أبو صالح ت (241) هـ

(1)

.

519 -

هريم بن عثمان، أبو المهلب، الطفاوي، البصري

(2)

.

520 -

(دق) هشام بن خالد بن يزيد بن مروان أزرق، أبو مروان ت (249) هـ

(3)

.

521 -

(دس ق) هشام بن عبد الملك بن عمران اليزني، أبو تقى الحمصي ت (251) هـ

(4)

.

522 -

(ع) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإمام ت (227) هـ

(5)

.

523 -

(خ 4) هشام بن عماربن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي، أبو الوليد الدمشقي ت (245) هـ

(6)

.

524 -

(عخ م د) هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر التميمي، الدارمي، الكوفي ت (243) هـ

(7)

.

525 -

(خ س ق) الهيثم بن خارجة الخراساني الحافظ، أبو أحمد المروزي، البغدادي ت (227) هـ

(8)

.

526 -

واصل بن عبد الله بن بدر بن واصل الجهني، أبو الحسن

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 124، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 25.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 118.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 38.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 66، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 45.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 65، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 46.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 66، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 51.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 119، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 71، وتذكرة الحفاظ ص 507.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 86، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 94، والإرشاد ج 5، في ترجمته، وتذكرة الحفاظ ص 469.

(9)

الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 31، قال أبو زرعة عنه:"صدوق لم أكتب عنه إلا حديثاً واحداً".

ص: 144

527 -

(م 4) واصل بن عبد الأعلى بن هلال، الأسدي، أبو القاسم، ويقال أبو محمد الكوفي ت (244) هـ

(1)

.

528 -

الوليد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح الحراني، أبو وهب

(2)

.

529 -

(د) الوليد بن عتبة، الأشجعي، أبو العباس الدمشقي، المقرئ ت (240) هـ

(3)

.

530 -

(دس) الوليد بن مزيد، العذري، أبو العباس، البيروتي ت (283) هـ

(4)

.

531 -

(م دس) وهب بن بقية بن عثمان بن شابور، الواسطي، أبو محمد، وهبان ت (239) هـ

(5)

.

532 -

وهب الفامي عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي

(6)

.

533 -

(عخ م د عس) يحيى بن أيوب المقابري، أبو زكرياء البغدادي ت (234) هـ

(7)

.

534 -

يحيى بن أبي الخصيب زياد، الرازي قاضي عكبرا

(8)

.

535 -

(خ ت) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد، الجعفي، أبو سعيد الكوفي المقرئ ت (237) أو (238) هـ

(9)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 32، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 104.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 10.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 12.

(4)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث في ترجمته.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 28، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 159.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 243.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 128، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 188، وتاريخ بغداد ج 14 ص 188.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 471، وتاريخ بغداد: ج 14 ص 160، ولسان الميزان: ج 6 ص 252

(9)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 154، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 227.

ص: 145

536 -

(خ م ق) يحيى بن عبد الله بن بكير، القرشي، المخزومي مولاهم، أبو زكرياء المصري الحافظ، ت (231) هـ

(1)

.

537 -

(دس ق) يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير، القرشي، أبو سليمان، الحمصي، ت (255) هـ

(2)

.

538 -

(عب) يحيى بن عثمان، أبو زكرياء، الحربي، البغدادي، السجزي، ا لجرمي، ت (238) هـ

(3)

.

539 -

يحيى بن محمد بن مطيع، الشيباني

(4)

.

540 -

يحيى بن مصعب، أبو زكرياء، الكلبي، الكوفي، جار الأعمش

(5)

.

541 -

(ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد الغطفاني مولاهم أبو زكريا، البغدادي ت (233) هـ

(6)

.

542 -

يحيى بن مغيرة، السعدي، الرازي

(7)

.

543 -

(خ م دس ق) يحيى بن يعلى بن الحارث، المحاربي، أبو زكرياء الكوفي، ت (216) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 165 ج 1/ ق 1/ 371 ج 3/ ق 2/ 594 وتهذيب التهذيب ج 11 ص 217 ولعل الحافظ الخليلي وهم حيث قال في ترجمته: "وكان أبو حاتم يثني عليه ولم يدركه أبو زرعة" انظر الإرشاد ج 2، في ترجمته وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 391 رواية أبي زرعة عنه.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 174، وتهذيب التهذيب ج 1/ ص 255.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 174، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 256، وتعجيل المنفعة ص 292.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 186.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 190.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 192، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 28، وتذكرة الحفاظ ص 430.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 191.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 197، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 303.

ص: 146

544 -

(خ ق) يحيى بن يوسف، الزمي، الخراساني، أبو زكرياء، يقال له ابن أبي كريمة، ت سنة بضع وعشرين ومائتين

(1)

.

545 -

(دس ق) يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، الهمداني، أبو خالد، الزاهد، ت (232) هـ

(2)

.

546 -

يزيد بن عبد العزيز، الطلاس

(3)

.

547 -

(ع) يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد، أبو يوسف الدورقي، الحافظ، البغدادي، ت (252) هـ

(4)

.

548 -

يعقوب بن إبراهيم بن جبير، الواسطي

(5)

.

549 -

يعقوب بن إسحاق البصري، روى عن عبد الله بن أبي عثمان الأموي، عن أبي عمر

(6)

.

550 -

(خ س) يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل التيمي مولاهم، أبو يعقوب الكوفي، ت (232) هـ

(7)

.

551 -

(خ دت عس ق) يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، الرازي، البغدادي، ت (253) هـ

(8)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 200.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 259، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 322.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 278.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 202، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 381، والإرشاد ج 5، في ترجمته.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 203.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 204 وفيه قال أبو زرعة: (كتبت عنه بمكة، وهو شيخ قديم).

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 227، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 417.

(8)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 231، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 425.

ص: 147

552 -

(خ م) يوسف بن يعقوب الصفار، أبو يعقوب، الكوفي، ت (231) هـ

(1)

.

553 -

يوسف بن أبي أمية، الثقفي

(2)

.

554 -

(خ) يوسف بن بهلول، التميمي، الأنباري، نزيل الكوفة، ت (218) هـ

(3)

.

555 -

(م س ق) يونس بن عبد الأعلى بن موسى، الصدفي، أبو موسى المصري، كان إماماً في القراءات، ت (264) هـ

(4)

.

556 -

(د) أبوحصين بن يحيى بن سليمان الرازي

(5)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 234، وتهذيب التهذيب ج 11/ 432.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 219.

(3)

انظر: الجرح والتعدبل ج 4/ ق 2/ 220.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 243، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 440.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 364، وتهذيب التهذيب ج 12 ص 75.

ص: 148

‌2 - الرواة الذين تحمل عنهم أبو زرعة بالمكاتبة

على الرغم من رحلات أبي زرعة الواسعة كان يفوته اللقاء بعدد من الشيوخ، إما لأنهم لم يكونوا من مدنهم أو قراهم أثناء إقامته فيها أو مروره بها أو لم يتسن له دخولها، فكان يحرص على تدوينها، وتحملها بطريق المكاتبة، وصورة المكاتبة:"أن يكتب الشيخ بعض حديثه لمن حضر عنده، أو لمن غاب عنه، ويرسله إليه وسواء كتبه بنفسه أم أمر غيره أن يكتبه، ويكفي أن يعرف المكتوب له خط الشيخ أو خط الكاتب عن الشيخ، ويشترط في هذا أن يعلم أن الكاتب ثقة"

(1)

.

فكان بعض الشيوخ يكتب له بواسطة تلميذه سعيد البرذعي

(2)

أو غيره

(3)

فوائد

(4)

من حديثه أو جزء منها، فيدرسها أبو زرعة متنا، واسنادا. فإن وجدها موافقة لشروطه قبلها ورواها

(5)

. لذا نرى ابن أبي حاتم يقول في بعض التراجم من الجرح والتعديل: كتب عنه أبو زرعة وروى عنه، أو يقول: "كتب

(1)

انظر: الباعث الحثيث ص 125 ط/محمد سبيح الثالثة، والتقييد والإيضاح

ص 197، وشرح العلل ص 217.

(2)

انظر: ترجمة سعد بن مسعود المروزي، وعلي بن الحسن الهلالي ص 180.

(3)

مثل الفضل بن العباس المعروف بالصائغ كما في ترجمة أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 81.

(4)

انظر مثلاً: ترجمة محمد بن جبلة الرافقي ص 181.

(5)

انظر مثلاً: ترجمة أحمد بن حفص النيسابوري، وأحمد بن يوسف الأزدي ص 178 وص 179.

ص: 149

عنه أبي وأبو زرعة ورويا عنه"، أو ينقل عنهما قولهما في بعض الرواة: "كتبنا عنه" ويعقب عليهما بقوله: "ورويا عنه"

(1)

.

وأما إذا وجدها ضعيفة من حيث الإسناد، أو من حيث المتن، أو الإسناد والمتن جميعاً فلا يقبلها ولا يرويها، ويترك ذلك الشيخ لأنه ثبت عنده أنه مجروح

(2)

. وقد يقف على أحاديث أحد الرواة أو يسجل فوائد من حديثه أثناء لقائه به

(3)

، ثم يفحصها أو يكشف له بعض أقرانه

(4)

، أو أحد شيوخه

(5)

عن علة تلك الأحاديث أو يتذاكر بها حين قراءتها على أحد تلاميذه في المذاكرة

(6)

فيردها ولا يعتبرها ويترك ذلك الشيخ، وكان بعض الأحيان يندم على عدم الاكثار عن أحد الشيوخ الثقات لما يجد تلك الفوائد (أي الأحاديث) التي كتبها عنه صالحة للاحتجاج لكونها موافقة لشروطه

(7)

، وقد يدرك بعض الرواة أو يلتقي بهم ولم يكتب عنهم، وقد يصرح في بعض الأحيان عن السبب في عدم كتابة حديثه، وقد لايصرح، وقد يكتب عن بعضهم أبو حاتم، ولكل اجتهاده

(8)

.

(1)

انظر مثلاً المواضع التالية في الجرح والتعديل: ج 1/ ق 1/ 78، 80، 130، 157، 233، 236، 254 ج 2/ ق 2/ 73، 159، 163 ج 3/ ق 2/ 310.

(2)

انظر: المواضع التالية في الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 265 ج 4/ ق 1/ 36، 52 وغيرها.

(3)

انظر: ترجمة محمد بن عاصم المعافري ص 182، والوليد بن محمد السلمي وغيرهما ص 182.

(4)

انظر: ترجمة محمد بن عبد الكريم المروزي ص 182.

(5)

انظر: ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمداني ص 181.

(6)

انظر: ترجمة محمد بن الحارث الحارثي، وغيره ص 185.

(7)

انظر: ترجمة إسحاق بن بشر، (179).

(8)

انظر: مثلا المواضع التالية من الجرح والتعديل: ج 1 / ق 1/ 79، 80، 81، 46 "وهذا الراوي قال عنه أبو حاتم: وكان ثقة رضا 49، 50، و 51" وقال عنه:"رأيناه ولم نكتب عنه بعد في الرازيين 59، 63 لم يكتب عنه أبو زرعة وكتب عنه أبو حاتم"، و 77 وهذا الراوي أدركه أبو زرعة ولم يكتب عنه وقال عنه:"صاحب حديث" وكتب عنه أبو حاتم وقال عنه: "ثقة مأمون صدوق"، وقال عن (د) عبد الله بن الجهم الرازي:"رأيته ولم أكتب عنه وكان صدوقاً" انظر: ج 2/ ق 2/ 27 من الجرح والتعديل وكذا في تهذيب التهذيب ج 5 ص 178 وفيه قال أبو حاتم: "رأيته ولم أكتب عنه وكان يتشيع".

ص: 150

وفيما يلي قائمة بأسماء الرواة الذين تحمل الحديث عنهم أبو زرعة بطريق المكاتبة والذين كتب عنهم في مجالس العلم، ثم أعقبهم بقائمة المتروكين من شيوخه، وبالله التوفيق.

557 -

(خ دس) أحمد بن حفص بن عبد الله، السلمي، النيسابوري، قال ابن أبي حاتم:"كتب إلى أبي وأبي زرعة بجزء من حديثه"

(1)

.

558 -

(م دس ق) أحمد بن يوسف بن خالد، المهلبي، الأزدي، أبو الحسن، السلمي، النيسابوري، المعروف بحمدان ت (264) هـ قال:"كتب إلى أبي، وأبي زرعة بجزء من حديثه"

(2)

.

559 -

إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، الأصبهاني، أبو إسحاق المؤذن، الأشعري ت (260) هـ قال:"كتب إلى أبي وأبي زرعة بأحاديث"

(3)

.

560 -

سعد بن مسعود المروزي قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي ببعض حديثه وهو صدوق"

(4)

.

561 -

سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان الحراني قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة على يدي سعيد البرذعي"

(5)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 48.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 81، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 92، والقائل ابن أبي حاتم وسوف لا أذكر اسمه في التراجم التالية.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 116، وترجمته في أخبار أصفهان لأبي نعيم ج 1 ص 174.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 95.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 127.

ص: 151

562 -

(م دس) شيبان بن فروخ وهو شيبان بن أبي شيبة الحبطي مولاهم أبو محمد الأيلي المتوفي سنة (236) هـ

(1)

.

563 -

علي بن الحسن بن أبي عيسى، الهلالي نيسابوري قال:"كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي بأحاديث على يدي سعيد البرذعي"

(2)

.

564 -

عمار بن رجاء، الأستاراباذي قال:"كتب إلينا وإلى أبي وأبي زرعة".

(3)

.

565 -

محمد بن إبراهيم، أبو أمية الطرسوسي قال:"كتب إلى أبي وأبي زرعة، والي بحديث عن قبيصة" وذكر الحديث

(4)

.

566 -

(س) محمد بن جبلة وقيل ابن خالد بن جبلة، الرافقي، أبو بكر، ويقال أبو عمر خراساني الأصل ت (255) هـ قال:"كتب إلى أبي، وأبي زرعة، وإلي بأحاديث من فوائده"

(5)

.

567 -

(م) محمد بن عبد الله بن قهزاد المروزي، أبو جابر ت (262) هـ قال:"كتب إلى أبي وأبي زرعة وإليَّ ببعض حديثه"

(6)

.

568 -

محمد عبد الكريم المروزي قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي ببعض

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 181 وفيه قال: "روى عنه علي بن الحسن بن سلم الرازي جامع الثوري، عن عبد الله بن الوليد، العدني".

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 395، وفيه قال عنه أبو حاتم (صدوق).

(4)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 93.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 224، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 91.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 303/ 2، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 272 وفيهما قال عنه ابن أبي حاتم:"صدوق ثقة".

ص: 152

حديثه فوجد أبي في حديثه حديث كذب فقال: هذا الشيخ كذاب، وهذا الحديث كذب"

(1)

.

569 -

(خ) محمود بن آدم المروزي ت (258) هـ قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي"

(2)

.

570 -

يوسف بن سعيد بن مسلم، المصيصي قال:"كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي ببعض حديثه وهو صدوق ثقة"

(3)

.

أما الرواة الذين كتب عنهم فهم:

571 -

إسحاق بن بشر، البزار، الرازي قال:"كتب عنه أبو زرعة شوى، فذاكرته ببعض ما كتبت عنه فرأيته يتلهف عليه"

(4)

.

572 -

إسماعيل بن عبد الحميد، العجلي، أبو بكر العطار، صاحب الرقيق قال:"كتب عنه أبي وأبو زرعة يعد في البصريين"

(5)

.

573 -

أشعث بن هلال، أبو رجاء قاضي جرجان قال:"وقال أبي كتبنا عنه. سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك زاد أبو زرعة: يعد في الجرجانيين"

(6)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 16، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 315.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 290 - 291 وفيه قال ابن أبي حاتم عنه: "كان ثقة صدوقاً".

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 224، وفيه قال ابن أبي حاتم عنه:"صدوق ثقة".

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 214 وتعبير أبي زرعة يشير إلى أنه بعد فحصه ودراسته لأحاديثه القليلة التي كتبها عنه أخذ يتلهف وكأنه ندم لعدم كتابته مجموعة كبيرة من أحاديثه وكلمة (شوى) معناها الشيء القليل، قال ابن منظور في لسان العرب ج 19 ص 177:"والشُّواية بالضم الشيء الصغير من الكبير كالقطعة من الشاة، وتعشى فلان فأشوى من عشائه أي أبقى منه بقية، ويقال ما بقي من الشاة إلا شُواية وشُواية الخبز القرصُ منه" وفي ص 179: "الشَّوى: هو الشيء اليسير الهيّنُ".

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 187/ 1، وفيه قال عنه أبو حاتم:(صدوق).

(6)

انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 1/ 277، وفيه قال عنه أبو حاتم (صدوق).

ص: 153

574 -

(خ س ق) الحسن بن مدرك بن بشير، السدوسي، أبو علي البصري، الطحان الحافظ قال:"سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: كتبنا عنه"

(1)

.

575 -

(ت) عمر بن إسماعيل بن مجالد، الهمداني، الكوفي، نزيل بغداد قال:"كتب عنه أبو زرعة"

(2)

.

576 -

(س) عمران بن خالد بن يزيد بن مسلم بن خالد، القرشي، ويقال الطائي مولاهم، أبو عمر، ويقال: أبو عمرو، الدمشقي ت (244) هـ قال أبو زرعة:"كتبت عن عمران بن أبي جميل حديثا واحدا حديث رديح بن عطية"

(3)

.

577 -

فهد بن سلام، أبو حمام المنقري، البصري قال أبو حاتم:"كتبت عنه، وأبو زرعة"

(4)

.

578 -

محمد بن خالد، أبو هارون، الخراز، الرازي قال:"كتبت عنه مع أبي وأبي زرعة"

(5)

.

579 -

(ق) محمد بن عاصم بن جعفر

(6)

، المعافري، المصري ت (215) هـ قال:"كتب عنه أبي وأبو زرعة بمكة"

(7)

.

580 -

الوليد بن محمد بن النعمان السلمي البصري النحوي صاحب شعبة

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 39، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 322، وفيهما قال عنه أبو حاتم:"شيخ".

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 99.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 307 وتهذيب التهذيب ج 8 ص 130 وقال في تقريب التهذيب ج 2 ص 83، "وقد يقلب أو ينسب لجده".

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 89، وفيه قال عنه أبو زرعة:"لا بأس به".

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 245 وفيه قال ابن أبي حاتم عنه "صدوق كان يختم القرآن في يوم وليلة".

(6)

في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 45، وفي أثناء الترجمة في التهذيب (حفص)، وفي تهذيب التهذيب ج 9 ص 240، أيضا والخلاصة ص 343، وتقريب التهذيب ج 2 ص 173 (جعفر).

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 45.

ص: 154

قال: "كتب عنه أبي وأبو زرعة" وقال: سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: سألت عنه بالبصرة فلم أجد أحداً يعرفه"

(1)

.

‌3 - الشيوخ الذين ترك أبو زرعة الرواية عنهم بسبب ضعفهم في الرواية، أو بسبب آخر

1 -

(بخ دس) إسحاق بن أبي إسرائيل، واسمه إبراهيم بن كامجرا، أبو يعقوب المروزي نزيل بغداد ت (240) هـ سئل أبو زرعة عنه؟ فقال:"كان عندي إنه لا يكذب. فقيل له إن أبا حاتم قال: ما مات حتى حدث بالكذب. فقال: حدث بحديث منكر، وترك الحديث عنه"

(2)

.

2 -

(ق) جُبارة بن المغلس الحماني أبو محمد الكوفي ت (241) هـ. قال ابن أبي حاتم: "كان أبو زرعة حدث عنه في أول أمره (وفي نسخة- في أول مرة-)، وكناه قال: حدثنا أبو محمد الحماني ثم ترك حديثه بعد ذلك فلم يقرأ علينا حديثه)

(3)

وقال: "سمعت أبا زرعة ذكر جبارة بن المغلس فقال قال لي ابن نمير: ماهو عندي ممن يكذب. قلت كتبت عنه؟ قال نعم، قلت: تحدث عنه؟ قال: لا. قلت: ما حاله؟ قال: كان يوضع له الحديث فيحدث به وما كان عندي ممن يتعمد الكذب"

(4)

.

3 -

خالد بن يزيد العمري، المكي، أبو الوليد ت (229) هـ قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زرعة، وترك الرواية عنه)

(5)

، وقال البرذعي: "قلت لأبي زرعة: خالد بن يزيد العمري الذي كان يكون بمكة؟ فوهن أمره جداً،

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 15 - 16.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 210، وفي تهذيب التهذيب ج 1 ص 224 - 225 اكتفى ابن حجر بقوله: (قال أبو زرعة عندي أنه لا يكذب وحدث بحديث منكر.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 550، وفي تهذيب التهذيب ج 2 ص 58 باختصار.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 550، وفي تهذيب التهذيب 2/ 58 باختصار.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 360، وقال الخليلي في الإرشاد ج 2 في ترجمة ابن عيينة "ضعفه أبو زرعة".

ص: 155

وقال: قد رأيته، وقال: كتبت عنه، ولم يحدث عنه أبو زرعة بشيء، ورأيته يضعفه، وقد كتب عنه أبو زرعة ولم يحدث عنه، ترك حديثه وأساء عليه الثناء"

(1)

.

4 -

سفيان بن محمد، الفزاري المصيصي، قال ابن أبي حاتم:"سمع منه أبي وأبو زرعة وتركا حديثه"

(2)

.

5 -

(خ دت س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو الحسن ابن المديني البصري الامام ت (234) هـ الذي قال عنه أبو زرعة نفسه "لاترتاب في صدقه" قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبي وأبو زرعة، وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة، وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه"

(3)

.

6 -

(ت س) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي مولاهم، أبو عبد الله البخاري ت (256) هـ قدم عليهم الري سنة (250) هـ قال ابن أبي حاتم:"سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق"

(4)

.

7 -

محمد بن الحارث بن زياد بن الربيع الحارثي البصري، أبو عبد الله قال ابن أبي حاتم:"ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأ علينا في كتاب الشفعة"

(5)

.

(1)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 231.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 194، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 356،

وميزان الاعتدال ج 3 ص 138، وانظر: الكلام حوله والدفاع في فصل انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 191، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 48، وهدي الساري ص 492، وانظر: الكلام حوله والدفاع في فصل انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 231، وميزان الاعتدال ج 3 ص 505.

ص: 156

8 -

موسى بن محمد بن حيان أبو عمران البصري قال ابن أبي حاتم: "ترك أبو زرعة حديثه، ولم يقرأ علينا كان قد أخرجه قديماً في فوائده"

(1)

.

9 -

محمد بن معاوية بن أعين النيسابوري، أبو علي سكن بغداد، ثم مكة ت (229) هـ قال ابن أبي حاتم:"سألت أبازرعة عنه؟ فقال: كان شيخاً صالحاً إلا أنه كلما لقن يلقن، وكلما قيل إن هذا من حديثك حدث به، يجيئه الرجل فيقول: هذا من حديث معلى الرازي وكنت أنت معه فيحدث بها على التوهم، وترك أبو زرعة الرواية عنه ولم يقرأ علينا حديثه"

(2)

.

10 -

محمد بن سعيد بن زياد، القرشي، أبو سعيد، المصري الأثرم البغدادي ت (231) هـ قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: "ضعيف الحديث كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد وليس بشيء، وترك حديثه ولم يقرأ علينا"

(3)

.

11 -

محمد بن عكاشة الكرماني. سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: "قد رأيته وكتبت عنه وكان كذاباً قدم علينا مع محمد بن رافع النيسابوري، وكان رفيقه فأول ما أملى حديث كذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فحدث بحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن الله عز وجل أنه قال: "من لم يؤمن بالقدر فليس مني"

(4)

.

12 -

محمد بن عقبة بن هرم، السدوسي، البصري قال ابن أبي حاتم: "سمع

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 161، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 221 (ضعفه أبو زرعة، ولم يترك، وقد نقطه بجيم في أماكن ابن الأزهر الصريفيني. فوهم

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 104، وانظر قول أبي زرعة فيه أيضًا

في تهذيب التهذيب ج 9 ص 469.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 265 واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 564 بقوله: "ضعفه أبو زرعة". وقال أبو حاتم: "كتبت عنه، وتركت حديثه، فإنه منكر الحديث".

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 52، ولسان الميزان ج 5 ص 286.

ص: 157

منه أبي وأبو زرعة" ثم قال: "وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وقال لا أحدث عنه"

(1)

.

13 -

(دت ق) محمد بن حميد الرازي الحافظ، أبو عبد الله ت (248) هـ قال الخليلي:"أمسك أبو زرعة عن الرواية عنه، وحكى عنه أنه قال: أحفظ عمن لا أروي عنه عشرين ألف حديث، يريد محمد بن حميد"

(2)

.

14 -

هارون بن حاتم الكوفي ت (249) هـ قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زرعة ثم أمسك عن الرواية عنه"

(3)

وقال أبو زرعة: "كتبت عن هارون بن حاتم ولا أحدث- وفي نسخة لا أروى- عنه"

(4)

،

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وسئل عنه فقال: "أسأل الله السلامة كان أبو زرعة كتب عنه فأخبرته بسببه فكان لا يحدث عنه وترك حديثه"

(5)

.

‌4 - قول ابن حجر في شيوخ أبي زرعة

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة داود بن حماد بن فرافصة، البلخي الذي روى عنه أبو زرعة، وغيره، والذي قال عنه ابن القطان:"حاله مجهول"، "بل هو ثقة، فمن عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة"

(6)

.

وبناء على هذه القاعدة التي نص عليها ابن حجر يحق لمعترض أن يقول: لم فرقت بين قائمة شيوخ أبي زرعة، وبين قائمة الرواة الذين عدلهم أبو زرعة، ولم تذكر

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 36، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 649 بقوله (لا أحدث عنه).

(2)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته مع علماء الري، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 530 بقوله:"وكذبه أبو زرعة".

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 88 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 282 "وقد سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية".

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 88 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 282 "وقد سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية".

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 88 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 282 "وقد سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية".

(6)

انظر: لسان الميزان ج 2 ص 416.

ص: 158

شيوخه ضمن الرواة الثقات؟

فأقول وبالله التوفيق: لقد سبرت الأخبار، وتتبعت أقوال أبي زرعة في بعض الرواة الذين روى عنهم فتبين لي أن هذه القاعدة ليست مطلقة، بل قد يروي عن بعض الضعفاء الذين جرحهم هو، وذلك ليعتبر بحديثهم أو يجعله شاهداً لأحاديث أخرى أو لفائدة حديثية. وفيما يلي بعضى الأمثلة التي لاتنطبق عليها قاعدة ابن حجر:

1 -

سعيد بن سليمان بن خالد بن بنت نشيط الديلي البصري، المعروف بالنشيطي مولى زياد الذي روى عن حماد بن سلمة، وغيره. قال ابن أبي حاتم:"روى عنه أبي وأبو زرعة"

(1)

، وقال:"سمعت أبي يقول: "لا نرضى سعيد بن سليمان النشيطي وفيه نظر)

(2)

، وقال ابن أبي حاتم أيضاً:"سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: نسأل الله السلامة قلت: هو صدوق؟ قال: نسأل الله السلامة، وحرك رأسه وقال: ليس بالقوي"

(3)

.

2 -

(عخ ق) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني سكن مكة، وقد ينسب إلى جده ت (241) هـ روى عن ابن عيينة وغيره. قال ابن أبي حاتم:"روي عنه أبي وأبو زرعة"

(4)

وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث"

(5)

، وقال ابن أبي حاتم أيضاً "سألت أبا زرعة عن يعقوب بن كاسب فحرك رأسه. قلت: كان صدوقاً في الحديث قال: لهذا شروط، وقال في حديث رواه يعقوب:"قلبي لا يسكن على ابن كاسب"

(6)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 44.

(2)

انظر: المصدرين السابقين، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 142 بقوله:"فيه نظر".

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 44 - 45، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 142 بقوله:"ليس بالقوى".

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 206.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 206، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 383، واكتفى في ميزان الاعتدال ج 4 ص 450 بقوله:"ضعيف".

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 206، وفي تهذيب التهذيب ج 11 ص 383 "قلت لأبي زرعة ثقة. فحرك رأسه. قلت: كان صدوقاً في الحديث

" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 450 بقوله: "وسئل أبو زرعة عنه فحرك رأسه".

ص: 159

3 -

(خ م س ق) أحمد بن عيسى بن حسان المصري، أبوعبد الله، العسكري المعروف بالتستري ت (243) هـ روى عنه (أبو زرعة، وأبو حاتم)

(1)

وغيرهما، قال ابن أبي حاتم:"سألت أبي عنه؟ فقال: قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى كتب ابن وهب، وكتاب المفضل بن فضالة ثم قدمت بغداد فسألت هل يحدث عن المفضل؟ فقالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرواية، عن ابن وهب، والمفضل لايستويان، قال، وسئل أبي عنه؟ فقال: تكلم الناس فيه"

(2)

.

وقال سعيد البرذعي: "شهدت أبا زرعة ذكر عنده صحيح مسلم فقال: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئاً يتسوقون به. وقال: يروي عن أحمد بن عيسى في الصحيح. مارأيت أهل مصر يشكون في أنه وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب"

(3)

، ولم أقف على نص يشير إلى أن أبا زرعة ترك الرواية عنه بعد اعتراضه على مسلم.

4 -

أحمد بن عمران، أبوعبد الله، الأخنس الذي روى عن عبد السلام بن حرب وغيره. قال ابن أبي حاتم:"سمعت أبي يقول: لم أكتب عنه وقد أدركته، قلت: ما حاله، قال: شيخ، قال: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عنه، قال وسئل أبو زرعة عنه فقال: كتبت عنه ببغداد، وكان كوفياً وتركوه"

(4)

ثم قال ابن أبي حاتم: "روى عنه أبوزرعة"

(5)

هذه بعض الأمثلة المخالفة للقاعدة التي نص عليها ابن حجر، ولقد روى

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 64، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 65.

(2)

انظر: المصدرين السابقين، وكذا في ميزان الاعتدال ج 1 ص 126، باختصار.

(3)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (28 - ب)، وتاريخ بغداد 4/ 273 - 274، وميزان الاعتدال 1/ 126، وتهذيب التهذيب 1/ 65.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 65، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/ ص 123:"قال أبو زرعة كوفي تركوه، وتركه أبو حاتم".

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 65 في الحاشية وهذه الكلمة (روى عنه) من نسخة دار الكتب المصرية.

ص: 160

أبو زرعة عن بعض الشيوخ الذين جرحهم غيره

(1)

. ورواية أبي زرعة عن مثل هؤلاء لا تعني أنه يروى عن الضعفاء، بل شأنه شأن الأئمة من المحدثين الحفاظ. قال الحافظ ابن رجب عند كلامه عن رواية أحمد عن الضعفاء:"والذي يتبين من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك الرواية عن المتهمين والذين كثر خطؤهم للغفلة وسوء الحفظ، ويحدث عمن دونهم في الضعف مثل من في حفظه شيء، ويختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه. وكذلك كان أبوزرعة يفعل"

(2)

، وهذه بعض أقوال الأئمة الحفاظ التي تكشف لنا عن منهجهم في الرواية عن بعض المتكلم فيهم ودوافعهم في ذلك.

روى الحاكم بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدّدنا، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لايضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد"

(3)

.

وروي العقيلي بإسناد له عن الثورى أنه قال: "إني لأروي الحديث على ثلائة أوجه: أسمع الحديث من الرجل أتخذه ديناً، وأسمع الحديث من الرجل أوقف حديثه، وأسمع الحديث من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته"

(4)

وقال سليمان بن أحمد الدمشقي: "قلت لعبد الرحمن بن مهدي أكتب عمن يغلط في عشرة؟ قال: نعم. قيل له: يغلط في عشرين؟ قال: نعم. قلت: فثلاثين؟ قال: نعم. قلت: فخمسين؟ قال: نعم"

(5)

. وسأله أيضاً: "أكتب

(1)

انظر مثلا: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 189 محمد بن إسماعيل الجعفري، وج 3/ ق 2/ 50، غسان بن مالك السلمي، وج 2/ ق 2/ 298 عبد الرحمن بن هانئ النخعي، وتاريخ بغداد ج 9 ص 475.

(2)

انظر: شرح العلل لابن رجب ص 113.

(3)

انظر: المدخل في أصول الحديث للحاكم النيسابوري ص 4 وروى بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي نحو هذا.

(4)

انظر: الضعفاء للعقيلي ورقة (2 - ب-) وشرح العلل لابن رجب ص 109.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 28.

ص: 161

عمن يغلط في مائة؟ قال: لا مائة كثير، قال أبو محمد- أي ابن أبي حاتم- يعني مائة حديث"

(1)

.

وقال الشعبي: "حدثنا الحارث، وأشهد بالله إنه كان كذاباً"

(2)

.

وقال محمد بن رافع: "رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون ومعه كتاب زهير، عن جابر الجعفي فقلت له: يا أبا عبد الله تنهونا عن جابر وتكتبونه؟ قال: لنعرفه"

(3)

. وقال ابن أبي حاتم: "ثنا أبي ثنا عبدة قال: قيل لابن المبارك وروى عن رجل حديثاً، فقيل هذا رجل ضعيف؟ فقال يحتمل أن يروى عنه هذا القدر أو مثل هذه الأشياء. قلت لعبدة: مثل أي شيء كان؟ قال: في أدب، موعظة، في زهد"

(4)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 33.

(2)

انظر: تدريب الراوي ص 208.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 50، وشرح العلل لابن رجب ص 112.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 30، وشرح العلل لابن رجب ص 101 - 102.

ص: 162

‌الفصل الخامس: تلاميذه والرواة عنه

1 -

(م) أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن، النسائي الحافظ صاحب السنن، سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر والشام، والجزيرة (215 - (303) هـ)

(1)

.

2 -

أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن خلال التميمي، أبو يعلى الموصلي صاحب المسند الكبير وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء، وثقه ابن حبان ووصفه بالإتقان والدين، ثم قال:"بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس"(215 - 307)

(2)

.

3 -

أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية، أبو الحسين، الكاغذي ت (328) هـ

(3)

.

4 -

أحمد بن خالد بن صعب، أبو عبد الله، الحروري

(4)

.

(1)

انظر: تهذيب الكمال المجلد (7) الجزء (133) ورقة (441 - ب-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(2)

انظر: نفس المصدر السابق.

(3)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في علماء الري وتهذيب الكمال مجلد 7 ص 133 ورقة (441 - ب-).

(4)

انظر: المصدر السابق.

ص: 163

5 -

أحمد بن زهير التستري

(1)

.

6 -

أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني ارتحل إلى العراقين، والحجاز، ومصر، وبغداد، وحلوان. وأخذ علم الحديث عن أبي زرعة وسمع منه الكبار ت قبل (300) هـ

(2)

.

7 -

أحمد بن محمد البراء

(3)

.

8 -

أحمد بن محمد بن حامد، الطوسي

(4)

.

9 -

أحمد بن محمد بن الحزم بن أبي حمزة، أبو الحسين، المذهبي

(5)

.

10 -

أحمد بن محمد بن سليمان، أبو جعفر التستري

(6)

.

11 -

أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن الحافظ محمد بن المنكدر، القرشي، التيمي، المدني، المنكدري، أبو بكر الحافظ البارع، الجوال، الإمام نزل البصرة ثم أصبهان ثم الري، ونيسابور، وسمع بمكة، ومصر، والعراق، والجزيرة، وفارس، والكوفة، والشام. جمع فأوعى وصنف وأفاد على لين فيه، توفي بمرو سنة (314) هـ

(7)

.

(1)

انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 793.

(2)

انظر: تاريخ أصبهان ج 2 ص 43.

(3)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 8، علماء زنجان.

(4)

انظر: فتح الباب في الكنى والألقاب لابن مندة أبي عبد الله محمد بن إسحاق الأصبهاني ورقة (125 - أ-).

(5)

انظر: تهذيب الكمال مجلد 7 ص 133 ورقة (441 - ب-).

(6)

انظر: المصدر السابق.

(7)

انظر: تهذيب الكمال مجلد 7 ص 113 ورقة (442 - أ-).

ص: 164

12 -

إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق البغدادي الحافظ الإمام تفقه على الإمام أحمد فكان من جلة أصحابه، قال الخطيب البغدادي:"كان إماماً في العلم رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث مميزاً للعلة، قيما بالآدب، جماعاً للغة، صنف غريب الحديث، وكتباً كثيرة، أصله من مرو، وهو من أقرانه"(198 - (285) هـ)

(1)

.

13 -

إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة أبو إسحاق، الحافظ، الجوال، الشهرزوري قال عنه الذهبي:"كان من أئمة الأثر حدث عنه أهل الري وقزوين بقي إلى سنة نيف وعشرين وثلاث مائة"

(2)

.

14 -

(م ت س ق) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي، أبو موسى، المدني الفقيه، الحافظ الثبت قاضي نيسابور وكان من أئمة الحديث صاحب سنة ت (244) هـ وهو من شيوخه

(3)

.

15 -

تميم بن عبد الله الرازي

(4)

.

16 -

الحسن بن علي بن نصر بن منصور، الطوسي. قال عنه الخليلي:"ثقة عالم سمع بالري ابن وارة وأبا زرعة وأبا حاتم توفي في طريقه للغزو سنة (308) هـ"

(5)

.

(1)

انظر: تهذيب الكمال مجلد 7 ص 113 ورقة (441 - ب-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 35 ومن آثاره المطبوعة إكرام الضيف، ط المنار بالقاهرة 1349 هـ. ومناسك الحج ط الرياض 1389 هـ، 1969 م.

(2)

انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 846، وتهذيب الكمال المجلد 7 ص 133 ورقة (1 - ب).

(3)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7 ص 133 ورقة (442 - ب-).

(4)

انظر: المصدر السابق.

(5)

انظر: الإرشاد ج 9، علماء طوس.

ص: 165

17 -

الحسن بن محمد الداركي

(1)

.

18 -

(م س ق) حرملة بن يحيى بن عبدالله بن حرملة بن عمران التجيبي، أبو حفص، المصري الحافظ، العلامة الفقيه صاحب الشافعي روى مائة ألف حديث عن عبد الله بن وهب أو أكثر وهو من شيوخه (166 - (244) هـ)

(2)

.

19 -

الحسين بن مأمون، البرذعي قال عنه:"ثقة حافظ كبير المحل"

(3)

.

20 -

(س) خالد بن روم بن السري بن أبي حجير، الثقفي، أبو عبد الرحمن الدمشقي وهو ثقة ت (280) هـ

(4)

.

21 -

داود بن الدسيم، أبو سليمان، البوشنجي

(5)

.

22 -

(ع دس ق) الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري المؤذن صاحب الشافعي وراوية كتبه عنه، الحافظ الامام محدث الديار المصرية وهو من شيوخه (174 - (270) هـ)

(6)

.

23 -

زكريا بن يحيى بن عبدك الأنصاري

(7)

.

24 -

سعيد بن عمرو الأزدي، أبو عثمان البرذعي، الحافظ، الناقدة ت (292) هـ

(8)

.

25 -

صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب، أبو علي، الأسدي مولاهم

(1)

انظر: تاريخ أصبهان ج 2 ص 43.

(2)

انظر: تهذيب الكمال المجلد ج 7 ص 133 ورقة (442 - ب-).

(3)

انظر: الإرشاد ج 8 علماء أذربيجان.

(4)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(5)

انظر: المصدر السابق.

(6)

انظر: المصدر السابق.

(7)

انظر: الإرشاد ج 6 علماء قزوين.

(8)

انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 743، والإرشادج 8، علماء أذربيجان، وتهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

ص: 166

البغدادي نزيل بخارى، الحافظ العلامة الثبت شيخ ما وراء النهر المعروف بصالح جزرة سمع بالحجاز، والشام، ومصر، وخراسان، وما وراء النهر. قال الخطيب:"حدث دهرا من حفظه ولم يكن استصحب معه كتابا، وكان ثبتا صدوقا مشهورا بالمزاح"(205 - (293) هـ)

(1)

.

26 -

العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ له معرفة عظيمة بالقراءات والتفسير وتصانيف كثيرة

(2)

.

27 -

(س) عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الرحمن البغدادي الإمام الحافظ الحجة. قال ابن المنادى:"ما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون لعبد الله بمعرفة الرجال ومعرفة علل الحديث والأسماء والمواظبة على الطلب"(213 - (290) هـ)

(3)

.

28 -

عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي، السجستاني أبو بكر الحافظ العلامة قدوة المحدثين وصاحب التصانيف سمع بخراسان، والعراق، والحرمين، ومصر، والشام، والجزيرة، برع وساد الأقران استوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات والناسخ المنسوخ وغير ذلك (230 - 316)

(4)

.

29 -

عبد الله بن محمد بن وهب، أبو محمد، الدينوري الحافظ، العلامة، الجوال ت (308) هـ

(5)

.

30 -

عبد الله بن زياد بن واصل، أبو بكر النيسابوري الحافظ، المجرد الفقيه، الشافعي صاحب التصانيف. قال الحاكم: "كان إمام عصره من

(1)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(2)

انظر: الإرشادج 6، في ترجمة أبيه.

(3)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 35.

(4)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(5)

انظر: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

ص: 167

الشافعية بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف للصحابة" (238 - (324) هـ)

(1)

.

31 -

عبد الله بن محمد، أبو بكر

(2)

.

32 -

عبد الله بن حسكويه

(3)

.

33 -

عبد الله بن محمد ابن أخي أبي زرعة الرازي أبو القاسم ت (300) هـ

(4)

.

34 -

عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد (240 - 327 هـ)

(5)

.

35 -

عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو، النصري، أبو زرعة الدمشقي، الحافظ، الثقة محدث الشام ت (281) هـ وهو من أ قرا نه

(6)

.

36 -

عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم، الجرجاني، الاستراباذي الحافظ، الحجة، الفقيه. كتب بالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة وخراسان وتخرج بأبي زرعة وأبي حاتم. قال الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد:"لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقيهات وأقوال الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني" وله تصانيف في الفقه، وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء (242 - (323) هـ)

(7)

.

(1)

انظر: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب، وتذكرة الحفاظ ج 3 ص 819.

(2)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(3)

انظر: فتح الباب في الكنى والألقاب ورقة (125 - أ-).

(4)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 35.

(5)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، وتذكرة الحفاظ ج 3 ص 829، والأنساب ج 6 ص 35.

(6)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-) وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(7)

انظر: الإرشاد ج 8، علماء جرجان، وتذكرة الحفاظ ج 3 ص 817.

ص: 168

37 -

عثمان بن الطيب، القزويني قال عنه الخليلي:"شيخ كبير المحل ثقة سمع أبا زرعة"

(1)

.

38 -

عدي بن عبد الله، الجرجاني

(2)

.

39 -

علي بن أحمد، البرذعي

(3)

.

40 -

(فق) علي بن الحسن، الهرثمي، الرازي

(4)

.

41 -

علي بن الحسين بن الجنيد، أبو الحسن الرازي، الحافظ، الثبت، المالكي لكونه جمع حديث مالك، كان بصيرا بالرجال والعلل ت (291) هـ

(5)

.

42 -

علي بن الطيب أخو عثمان بن الطيب، القزويني

(6)

.

43 -

عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، المصري

(7)

.

44 -

(ع) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز أبوحفص الحافظ الإمام الثبت الباهلي البصري، الصيرفي الفلاس ت (249) هـ وهو من شيوخه

(8)

.

45 -

عيسى بن محمد، أبو القاسم، الوسفندي المزكي قال عنه الخليلي ثقة متفق عليه سمع من حرب بن إسماعيل الكرماني التاريخ الكبير الذي كتبه عن أحمد بن حنبل ت (318) هـ

(9)

.

46 -

القاسم بن زكرياء بن يحى، أبو بكر البغدادي، المقرئ ويعرف بالمطرز

(1)

انظر: الإرشاد ج 6، علماء قزوين.

(2)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(3)

انظر: المصدر السابق.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 302.

(5)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31

(6)

انظر: الإرشادج 6، علماء قزوين.

(7)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(8)

انظر: المصدر السابق.

(9)

انظر: الإرشادج 6، علماء الري.

ص: 169

قال ابن المنادى: كان من أهل الحديث والصدق والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال ت (305) هـ

(1)

.

47 -

القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب

(2)

.

48 -

(دس ق) محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، الحنظلي، أبوحاتم الرازي الحافظ الكبير أحد الأئمة. (195 - (277) هـ) وهو من أ قرا نه

(3)

.

49 -

محمد بن إسحاق بن عاصم الرازي، أبو عاصم

(4)

.

50 -

محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، أبو جعفر الطبري الإمام العام الفرد الحافظ أحد الأعلام وصاحب التصانيف في التفسير والسنن، والتاريخ والأصول والفروع وتفرد بمسائل حفظت عنه (224 - (310) هـ)

(5)

.

51 -

محمد بن الحسين بن الحسن، أبو بكر القطان النيسابوري مسند نيسابور

(6)

.

52 -

محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد، أبو بكر النيسابوري الحافظ الكبير، وأحد الأثبات. قال الحاكم:"كان من الثقات الاثبات الجوالين في الأقطار" ت (320) هـ

(7)

.

53 -

(دت ق) محمد بن حميد بن حيان، التميمي، الحافظ، أبو عبد الله،

(1)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب ج 6 ص 35.

(2)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(3)

انظر: المصدر السابق، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(4)

انظر: لسان الميزان ج 5 ص 70.

(5)

انظر: طبقات الحنابلة ج ا ص 199.

(6)

انظر: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، وفتح الباب في الكنى والألقاب ورقة (125 - أ-)، والأنساب ج 6 ص 35.

(7)

انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 807، وتهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

ص: 170

الرازي. قال الذهبي: "هو من بحور العلم لكنه غير معتمد يأتي بمناكير كثيرة" ت (248) هـ وهو من شيوخه

(1)

.

54 -

محمد بن صالح، أبوعبد الله، البغدادي

(2)

.

55 -

محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ويعرف بابن بلبل، الزعفراني، الهمداني ت (320) هـ قال صالح الحافظ "سمعته يقول: عندي عن أبي زرعة الرازي نحو خمسين ألف حديث"

(3)

.

56 -

محمد بن علي، أبوجعفر، الساوي وراق أبي زرعة

(4)

.

57 -

(د) محمد بن عوف بن سفيان، أبوجعفر، الطائي، الحمصي الحافظ الإمام محدث الشام. قال ابن عدي:"هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف وعليه كان اعتماد ابن جوصاء ومنه يسأل حديث أهل حمص خاصة ت (272) هـ وهومن شيوخه"

(5)

.

58 -

محمد بن عيسى بن سورة، أبو عيسى، السلمي الترمذي الإمام الحافظ الضرير مصنف الجامع وكتاب العلل ت (297) هـ

(6)

.

59 -

محمد بن قارن بن العباس، أبو بكر الرازي. قال الخليلي:"له في الحديث تصانيف ومجموعات وكان من العدول الكبار"

(7)

.

60 -

محمد بن هارون الحجاج المقرئ، أبو بكر القزويني من الفضلاء الكبار ت (321) هـ

(8)

.

(1)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(2)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(3)

انظر: الإرشاد ج 6، علماء همذان.

(4)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(5)

انظر: المصدر السابق وعده في تهذيب التهذيب ج 7 ص 31 من أقرانه.

(6)

انظر: المصدر السابق.

(7)

انظر: الإرشادج 6، علماء الري، وتهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ).

(8)

انظر: تاريخ قزوين ورقة (116 - أ-).

ص: 171

61 -

(ت) مسلم بن الحجاج، أبو الحسين، القشيري، النيسابوري الإمام الحافظ حجة الإسلام صاحب التصانيف (204 - (261) هـ)

(1)

.

62 -

محمد بن يزيد الربعي مولاهم أبو عبد الله بن ماجة القزويني الحافظ قال الخليلي "ثقة كبير متفق عليه محتج به" ت (273) هـ

(2)

.

63 -

موسى بن العباس، أبو عمران الجويني، الحافظ صاحب المسند الصحيح على هيئة مسلم. قال الذهبي:"كان من نبلاء المحدثين"، ت (323) هـ

(3)

.

64 -

النضر بن محمد

(4)

.

65 -

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، أبو عوانة الاسفراييني، النيسابوري الأصل صاحب الصحيح المسند المخرج على صحيح مسلم وله فيه زيادات عدة. طوف الدنيا وعنى بهذا الشأن ت (316) هـ

(5)

.

66 -

(م س ق) يونس بن عبد الأعلى، أبوموسى الصدفي، المصري الحافظ المقرئ، الفقيه (170 - (264) هـ) وهو من شيوخه

(6)

.

67 -

أبو حامد الأصبهاني

(7)

.

68 -

أبو محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن يزيد بن كيسان. قال الخليلي: "ثقة متفق عليه ارتحل إلى الري وأصبهان والعراق والحجاز ت (319) هـ"

(8)

.

(1)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (441 - ب-) وتهذيب التهذيب 7/ 31.

(2)

انظر: المصدر السابق وروى ابن ماجة عن أبي زرعة في سننه أربعة أحاديث، انظر الحديث رقم 1671، 1781، 2431، 2823 من طبعة محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله.

(3)

انظر: المصدر السابق.

(4)

انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442 - أ-).

(5)

انظر: المصدر السابق، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.

(6)

انظر: المصدر السابق.

(7)

انظر: تاريخ أصبهان ج 2 ص 43.

(8)

انظر: الإرشاد ج 6، علماء قزوين.

ص: 172

‌الفصل السادس: علومه ومؤلفاته

‌1 - علومه

(أ) معرفته بعلم القراءات:

لقد اعتنى أبو زرعة رحمه الله بعلم القراءات عناية فائقة فاق بها أقرانه حيث أخذ هذا العلم العزيز عن الأئمة المعنيين به، وروى أحاديث كثيرة مكنته من تمييز القراءة الصحيحة، عن الشاذة، ولقد ضمن ابن أبي حاتم في كتابه علل الحديث بعض الأحاديث التي أعلها أبو زرعة والمتعلقة بالقراءات. وفيما يلي قائمة بأسماء مشاهير الأئمة القراء الذين روى عنهم ثم أُتبعها ببعض الأخبار التي يستدل بها على سعة حفظه وإحاطته بهذا العلم.

1 -

(خ دس) أحمد بن الصباح النهشلي، أبو جعفر بن أبي سريج الرازي المقرئ الذي قرأ القراءات على الكساني، توفي بعد (245) هـ

(1)

.

2 -

إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقرئ التبان البصري المتوفى سنة (235) هـ والذي قال عنه أبو زرعة: "كان صاحب قرآن وكان بصيراً به وكان شيخاً ثقة"

(2)

.

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 44، والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 56.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 115، والجرح والتعديل ج 1 / ق 1/ 92.

ص: 173

3 -

(ق) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب الأزدي، أبو عمر الدوري المقرئ الضرير المتوفى سنة (246) هـ الذي روى عن علي ابن حمزة الكسائي قال عنه الخطيب:"كان يقرأ بقراءة الكسائي واشتهر بها"، وقال ابن سعد:"كان عالما بالقرآن وتفسيره"

(1)

.

4 -

(خ) خالد بن يزيد بن زياد الأسدي الكاهلي، أبو الهيثم الطبيب الكحال المقرئ الكوفي المتوفى مابين 211 - (215) هـ، قال محمد بن الحجاج الضبي:"كان من القراء من أصحاب حمزة"

(2)

.

5 -

(م د) خلف بن هشام بن ثعلب، ويقال طالب بن غراب البزار البغدادي المقرئ المتوفى سنة (229) هـ قال أبو عمرو الداني: "قرأ القرآن عن سليم وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي وحرف عاصم عن يحى بن آدم وهو إمام في القراءات وله اختيار، حمل عنه

"

(3)

.

6 -

زكرياء بن يحيى الخزار المقرئ البصري

(4)

.

7 -

(دق) عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان البهراني، أبو عمرو الدمشقي المقرئ المتوفى سنة (242) هـ، قال عنه الوليد بن عتيبة:"ما بالعراق اقرأ منه" وقال أبو زرعة الدمشقي: "ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمنه عندي أقرأ منه"

(5)

.

8 -

(خ) عبد الله بن صالح بن مسلم أبو صالح العجلي الكوفي المقرئ المتوفى سنة (211) هـ قال عنه الوليد بن بكر الأندلسي: "من ثقات أئمة أهل الكوفة صاحب قرآن وسنة"

(6)

.

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 408، والجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 183، طبقات القراء للجزري ج 1 ص 255.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 125.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 156 - 157.

(4)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 103.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 140 - 141، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 5.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 261 - 262 والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 85.

ص: 174

9 -

عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي الدمشقي المقرئ أبو بكر

(1)

.

10 -

(ل) عمرو بن هارون المقرئ، أبو عثمان البصري صاحب الكري قال أبو عمرو الداني:"أخذ القراءة عن أيوب بن المتوكل وقرأ عليه روح بن عبد المؤمن وغيره"

(2)

.

11 -

عيسى بن ميناء قالون المدني المقرئ المتوفى سنة (220) هـ صاحب نافع قال الذهبي عنه: "أما في القراءة فثبت، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة"

(3)

.

12 -

(دس ق) كثير بن عبيد بن نمير المذحجي، أبو الحسن الحمصي المقرئ المتوفى بحدود سنة (250) هـ

(4)

.

13 -

(خ) روح بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم أبو الحسن البصري المقرئ المتوفى سنة (233) هـ قال الداني: "قرأ على يعقوب الحضرمي"

(5)

.

14 -

خلاد بن خالد الشيباني، أبو عيسى المقرئ

(6)

.

وغير هؤلاء من مشاهير القراء، أما ما يدل على سعة حفظه، وإحاطته بأحاديث القراءات ووجوهها فكثيرة، منها ما رواه الخطيب بسنده إلى أم عمرو بنت شمر أنها قالت:"سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيسى عين) يريد (حور عين)، قال صالح: ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجباً وقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث. قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا"

(7)

، ونقل ابن رجب عن

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 202.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 111، والجرح والتعدبل ج 3/ ق 1/ 268.

(3)

انظر: ميزان الاعتدال ج 3/ ص 327، والجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 290.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 423 - 424، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 155.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 296.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 368.

(7)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-) وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وطبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص 370، وخلاصة تهذيب الكمال ج 2 ص 195.

ص: 175

أبي زرعة أنه قال: "أنا أحفظ ستماية ألف حديث صحيح وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير والقراءات

"

(1)

وقد يسأله بعض أهل العلم عن وجوه القراءات لبعض الآيات

مستدلين بأحاديث فيعلل هذه الأحاديث أو قد يرجح بعضها على بعض، فمثلا يقول ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن حديث رواه الحكم بن عبد الملك، واختلف في متن الحديث في الرواية، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (وَتَرَى النَّاسَ سَكَرَى) يعني بنصب السين بغير ألف

(2)

، ورواه الحسن بن بشير البجلي، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن حصين، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} يعني برفع السين بألف، فقال أبو زرعة:"ليس ذا ولا ذاك قد روى الثقات فلم يذكروا فيه الحروف، لم يذكروا قراءة"

(3)

، وسئل أبو زرعة عن حديث علي بن نصر، ومعتمربن سليمان كلاهما عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان نصر، ومعتمربن سليمان كلاهما عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة قال سمعت ابن عباس ومعاوية وعمرو بن العاص يقرؤون فاختلفوا في آداء الحرف ففي رواية علي بن نصر (وهو عليهم عَمٍ) بالخفض منون، وفي رواية معتمر (وهو عليهم عمى) يعني بالنصب منونا فقال أبو زرعة:"حديث المعتمر أصح"

(4)

.

(1)

انظر: شرح علل الترمذي ص 192.

(2)

أي بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف بعد الكاف وهذه قراءة حمزة والكسائي وخلف وحجتهم أن (فعلى) جمع كل ذي ضرر مثل مريض ومرضى، وجريح وجرحى، وهالك وهلكى

الخ. انظر: حجة القراءات لأبي زرعة عبد الرحمن بن زنجلة ص 472 وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر للدمياطي. البناء ص 313.

(3)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 440 - 441.

(4)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 439، وانظر كذلك أمثلة أخرى في ببان علل أحاديث تتعلق في حروف القرآن، الحديث رقم (2822، 2823، 2825، 2826، 2827، 2829)، وانظر الكلام حول القراءة التي رواها سليمان بن قتة في تفسير البحر المحيط ج 7 ص 502 - 503، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير لمحمد بن علي الشوكاني اليماني ج 4 ص 505، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر الطبري ج 24 ص 128. وصحف اسم قتّة في البحر المحيط إلى قتيبة- وأحسبه خطأ مطبعيا- والصواب سليمان بن قتّة بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة وقتة أمه التيمي مولاهم البصري. انظر: غاية النهاية ج 1 ص 314.

ص: 176

(ب) معرفته وإتقانه لموطأ الإمام مالك:

صنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوى من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم فكان فيه المرسل، والمنقطع، والبلاغات وقد ميزها العلماء. يقول أبو بكر الأبهري: "جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين (1720) حديثا المسند منها (600)، والمرسل (222)، والموقوف (613)، وعن قول التابعين (285)

(1)

. وقد انتقى الإمام مالك أحاديث الموطأ من مائة ألف حديث كان يرويها، واستغرق تصنيفه وتنقيحه أربعين عاماً

(2)

، ولما كان الإمام مالك أحد أعلام الإسلام، وشديد الانتقاد للرجال عالماً بشأنهم

(3)

، ولا يروي في كتبه إلا عن الثقات- قال بشر الزهراني:"سألت مالكاً عن رجل فقال رأيته في كتبي. قلت: لا. قال: لو كان ثقة لرأيته في كتبي"

(4)

. وقال ابن معين: "كل من روى عنه مالك فهو ثقة إلا عبد الكريم)

(5)

ولأجل هذا اهتم أبو زرعة بموطأ مالك حتى أحاط به إحاطة تامة مع الإتقان والتثبيت، ولقد ابتدأ حفظه للسنة النبوية بأحاديث الإمام- قال أبو زرعة:"أول شيء أخذت نفسي تحفظه من الحديث مالك فلما حفظته، ووعيته طلبت حديث الثورى"

(6)

حتى برع فيه.

قال علي بن الحسين بن الجنيد المالكي: "ما رأيت أحداً أعلم بحديث مالك بن أنس مسندها، ومنقطعها من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم، ولكن

(1)

انظر: تنوير الحوالك على موطأ مالك للسيوطي ص 8.

(2)

انظر المصدر السابق ص 7.

(3)

وصفه ابن عيينة بشدة الانتقاد للرجال والعلم بهم. انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 6.

(4)

انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 6.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 7 وعبد الكريم هو (ابن أبي المخارق).

(6)

انظر: الانتقاء لابن عبد البر ص 32.

ص: 177

خاصة حديث مالك"

(1)

، وذكره ابن أبي حاتم في موضع آخر وفيه

يقول للمالكي: "قلت: ما في الموطأ والزيادات التي ليست في الموطأ؟ قال نعم"

(2)

، ويبدو أن زيادة الاهتمام جاءت من روايته عن أحمد بن عمرو ابن عبد الملك الأموي مولاهم، أبي الطاهر المصري المتوفي سنة (255) هـ الذي يعد من الطبقة الثانية من أصحاب مالك من أهل العراق

(3)

، وأحمد ابن أبي بكر ابن القاسم بن الحارث، أبي مصعب الزهري المتوفى سنة (242) هـ الذي عُدَّ من الطبقة الصغرى من أصحاب مالك وأحد رواة الموطأ عنه

(4)

. ومن تنبيه شيخه يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم المصري الحافظ المتوفى سنة (231) هـ بأهمية الموطأ حيث قال له: "ليس هذا زعزعة، عن زوبعة ترفع الستر، وتنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه بين يديه. مالك، عن نافع، عن ابن عمر"

(5)

.

وعلى الرغم من اعترافه بصحة أحاديث الموطأ حيث يقول: "لو حلف رجل بالطلاق على أحاديث مالك التي بالموطأ أنها صحاح كلها لم يحنث، ولو حلف على حديث غيره كان حانثاً"

(6)

؟ فقد نبه على بعض الأوهام التي وهم فيها الإمام مالك. وهذه بعض الأمثلة. قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مالك بن أنس، عن حميد الطويل، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر؟ فقالا: إنما هو عن أنس، عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لهما: الوهم ممن هو؟ قالا: من مالك"

(7)

وقال

(1)

انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص 330، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وكذا تهذيب الكمال للمزي (442 - أ-).

(2)

انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص 331.

(3)

انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض ج 3 ص 77، والديباج المذهب ج 1 ص 166، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 64 والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 65.

(4)

انظر: الديباج المذهب ج 1 ص 140، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 20، والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 43 وغيرهما كابن أخي ابن وهب، أحمد بن عبد الرحمن، ويونس ابن عبد الأعلى.

(5)

انظر: ترتيب المدارك ج 1 ص 136.

(6)

انظر: ترتيب المدارك ج 1 ص 196.

(7)

انظر: علل الحديث ج 1 ص 239 الحديث رقم (696).

ص: 178

أيضاً "سئل أبو زرعة عن حديث مالك، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمر بن عثمان بن عفان، عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر" قال أبو زرعة: "الرواة يقولون: عمرو. ومالك يقول: عمر ابن عثمان. قال أبو محمد: أما الرواة الذين قالوا عمرو بن عثمان فسفيان ابن عيينة، ويونس بن يزيد، عن الزهري"

(1)

.

وأختم هذا الفصل ببعض الأمثلة التي تدل على معرفة أبي زرعة لما في الموطأ وضبطه له وبيان بعض الأوهام التي وهم فيها بعض الرواة عن مالك. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة وذكر حديثا حدثنا به عن الأويس، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر "أن عمر ضرب لليهود والنصارى والمجوس إقامة ثلاث ليال بالمدينة يتسوقون ويقضون حوائجهم" قال أبو زرعة: "في الموطأ مالك، عن نافع، عن أسلم أن عمر. والصحيح ما في الموطأ"

(2)

، وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة وذكر حديثا رواه ابن وهب، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه عن عمر أن رفيقا لحاطب بن أبي بلتعة سرقوا ناقة لرجل من مزينة فنحروها فرفع ذلك إلى عمر فأمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم ثم قال عمر إني أراك تجيعهم، والله لأغرمنك غرما يشق عليك ثم قال للمزني: كم ثمن ناقتك؟ قال أربع مائة درهم. قال أعطه ثماني مائة درهم. قال أبو زرعة، وفي موطأ مالك،

(1)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 50 الحديث رقم (1635) وانظر الكلام حول هذا الحديث وأقوال الأئمة فيه في التقييد والإيضاح ص 106 - 107. حيث استدل به ابن الصلاح كمثال للفرد المخالف لما رواه الثقات ثم قال بعد ذكره للحديث: "وذكر مسلم صاحب الصحيح في كتاب التمييز أن كل من رواه من اصحاب الزهري قال فيه: عمرو بن عثمان يعني بفتح العين. وذكر أن مالكا كان يشير بيده إلى دار عمر بن عثمان كأنه علم أنهم يخالفونه وعمرو، وعمر جميعا ولدا عثمان غير أن هذا الحديث إنما هو عن عمرو بفتح العين وحكم مسلم وغيره على مالك بالوهم فيه والله أعلم".

(2)

انظر: علل الحديث ج 1 ص 280 الحديث رقم (831).

ص: 179

عن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن عن عمر، ولم يقل عن أبيه وهذا الصحيح"

(1)

.

(جـ) علمه بمصطلح الحديث:

لقد أحاط أبو زرعة بجميع الفنون المتعلقة بالسنة النبوية سواء ماكان يتعلق بالرواية أو الدراية، وفيما يلي بعض أقواله، وآرائه التي تتعلق بمصطلح الحديث.

‌قوله في الاحتجاج بالحديث المرسل:

قال ابن أبي حاتم: "وسمعت أبي وأبا زرعة يقولان لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة"

(2)

.

‌رأيه في الرواية بالإجازة من غير مناولة:

قال الحافظ ابن رجب: "وقد ذكر الترمذي عن بعض أهل العلم إجازتها، وقد حكاه غيره عن جمهور العلماء، وحكاه بعضهم إجماعاً. وليس كذلك بل قد أنكر الإجازة جماعة من العلماء، وحكي ذلك عن أبي زرعة، وصالح بن محمد، وإبراهيم الحربي

"

(3)

.

‌رأيه في رواية الثقة عن رجل غير معروف:

قال ابن أبي حاتم: "وسألت أبا زرعة عن رواية الثقات، عن رجل مما تقوى حديثه؟ قال: أي لعمري. قلت الكلبي

(4)

روى عنه الثوري قال: إنما ذلك إذالم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه. قلت: فما معنى رواية

(1)

انظر: علل الحديث ج 1 ص 450 - 451 الحديث رقم (1354)، وانظر كذلك: الأحاديث رقم (1600) و (1413) و (1499).

(2)

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 13، وشرح علل الترمذي ص 230.

(3)

انظر: شرح علل الترمذي ص 219.

(4)

الكلبي هو (ت فق) محمد بن السائب بن بشر، أبو النضر الكوفي المتوفى سنة 146 هـ. قال ابن حبان:"وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه" انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 178 - 181.

ص: 180

الثوري عنه، وهو غير ثقة عنده؟ قال: كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على الإنكار والتعجب فيعلقون عنه روايته عنه، ولم تكن روايته عن الكلبي قبوله له"

(1)

فتبين أنه لايعتبر الرجل الضعيف معدلا إذا روى عنه ثقة.

‌رأيه في الرواية عن الضعفاء من أهل التهمة بالكذب وكثرة الغلط والغفلة:

وللعلماء في ذلك قولان: أحدهما: جواز الرواية عنهم. والثاني: الامتناع من ذلك. قال ابن رجب: "والذي يتبين من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك عمن دونهم في الضعف مثل من في حفظه شيء، ويختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه. وكذلك كان أبو زرعة يفعل"

(2)

.

‌أصح الأسانيد عنده:

قال ابن أبي حاتم: "سألت أبا زرعة فقلت: أي الاسناد أصح؟ قال الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح، ومنصور عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح. وابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح"

(3)

.

وقال أيضأ: "سألت أبا زرعة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؟ قال: سهيل أشبه"

(4)

. وقال أيضا: "قلت لأبي زرعة: ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة أحب إليك أو العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أو سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؟ قال جميعا ما أقربهم"

(5)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 36/ 1، وشرح علل الترمذي ص 109، وفي ص 105، قال ابن رجب "وقد اختلف الفقهاء، وأهل الحديث في رواية الثقة عن رجل غير معروف هل تعديل له أم لا؟ وحكى أصحابنا عن أحمد في ذلك روايتين، وحكوا عن الحنفية أنه تعديل، وعن الشافعية خلاف ذلك".

(2)

انظر: شرح علل الترمذي ص 113.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 26.

(4)

انظر: المصدر السابق.

(5)

انظر: المصدر السابق.

ص: 181

وقال أيضا: "سألت أبا زرعة عن ابن أبي الزناد، وورقاء، وشعيب ابن أبي حمزة، والمغيرة بن عبد الرحمن المديني كلهم، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحب اليك منهم؟ قال ورقاء أحب إلي من كلهم، قلت: بعده من أحب إليك؟ قال: المغيرة أحب إلي من كلهم، قلت: بعده من أحب إليك؟ قال: المغيرة أحب إلي من ابن أيى الزناد وشعيب؟ قلت: فابن أبي الزناد وشعيب؟ قال شعيب أشبه حديثا وأصح منه"

(1)

.

‌شرطه في قبول العنعنة من الثقة غير المدلس:

اشترط أبو زرعة ثبوت السماع مع الرؤية في قبول العنعنة من الثقة غير المدلس عمن عاصره، وأمكنه اللقى، وقد ذكر ابن رجب أبا زرعة ضمن من اشترط ذلك قال الحافظ ابن رجب:"وما قاله ابن المديني، والبخاري، هو مقتضى كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من أعيان الحفاظ، بل كلامهم يدل على اشتراط ثبوت السماع كما تقدم عن الشافعي رضي الله عنه فإنهم قالوا في جماعة من الأعيان ثبتت لهم الرؤية لبعض الصحابة، وقالوا مع ذلك لم يثبت لهم السماع منهم، فرواياتهم عنهم مرسلة منهم الأعمش ويحيى بن أبي كثير، وأيوب وأبي عون، وقرة بن خالد رأوا أنساً، ولم يسمعوا منه. فروايتهم عنه مرسلة. كذا قاله أبو حاتم. وقاله أبو زرعة في يحيى بن أبي كثير، وقال أحمد في يحيى بن أبي كثير قد رأى أنسا فلا أدري سمع منه أم لا، ولم يجعلوا روايته عنه متصلة بمجرد الرؤية، والرؤية أبلغ من إمكان اللقي"

(2)

. وقال أيضا ابن رجب: "وقال أبو زرعة في أبي أمامة ابن سهل بن حنيف لم يسمع من عمر

(3)

. هذا مع أن أبا أمامة رأى النبي صلى الله عليه وسلم. فدل كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم على أن الاتصال لا يثبت إلا بثبوت التصريح بالسماع، وهذا أضيق من قول ابن المديني، والبخاري، فإن المحكي عنهما إنه يعتبر أحد أمرين من

(1)

انظر: المصدر السابق.

(2)

انظر: شرح علل الترمذي ص 272 - 273.

(3)

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 152.

ص: 182

السماع، وأما اللقاء، وأحمد ومن تبعه عندهم لا بد من ثبوت السماع، ويدل على أن هذا مرادهم أن أحمد قال: ابن سيرين لم يجئ عنه سماع من ابن عباس"

(1)

.

‌2 - مؤلفات أبي زرعة

إمام كأبي زرعة زاد عدد شيوخه على الألف، وجاب أقطار الأرض، واشتهر برحلاتة البعيدة وملازمة للأئمة الكبار، لا بد وأن يكون له مصنفات كبيرة في العلوم التي طلبها ولو لم يصل إلينا معظمها. فهناك نصوص كثيرة تدل وتؤكد على قوة تصانيفه وتنوعها، وعظم حجمها. فهذا الحافظ الخليلي صاحب الإرشاد يصفه بقوله: "

فضائله أكثر من أن تعد، وفي تصانيفه لايوازيه أحد"

(2)

ولقد استفاد من مصنفاته الأئمة الذين أتوا من بعده وخاصة تلاميذه مثل البرذعي وابن أبي حاتم الذي قال عنه الخليلي: "أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحرا في العلوم، ومعرفة الرجال والحديث الصحيح من السقيم، وله من التصانيف ما هو أشهر من أن يوصف في الفقه والتواريخ، واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار

"

(3)

ويكاد لايوجد مصنف من مصنفات ابن أبي حاتم إلا وأقوال أبي زرعة وآراؤه فيه. في الجرح والتعديل، وعلل الحديث، والمراسيل، وبيان خطأ البخاري، واعتقاد أهل السنة، والتفسير وغير ذلك، ولا بد في هذا الموضع من ذكر أمر مهم يتعلق بأصول مؤلفات أبي زرعة حيث قال الخليلي في ترجمة ابن أبي حاتم:"ويقال إن السنة بالري ختمت به، وأمر بدفن الأصول من كتب أبي زرعة وأبي حاتم ووقف من الكتب تصانيفه وكان وصيه ابن الدرستيني"

(4)

وهو علي بن الحسين الدرستيني القاضي.

(1)

انظر: شرح علل الترمذي ص 274. وانظر: ص 278 - 279.

(2)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في علماء الري.

(3)

انظر: المصدر السابق في ترجمة ابن أبي حاتم وانظر: معجم البلدان ج 3 ص 120 - 121.

(4)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في ترجمته.

ص: 183

الرد على هذا الخبر:

إن هذا الخبر انفرد بذكره الخليلي في كتابه الإرشاد فقط، وأورده من غير إسناد. إضافة إلى ذلك ذكره بصيغة التمريض. لذا نستبعد صحته، وكان الأولى بابن أبي حاتم أن يفعل هذا بكتبه لايوقفها من بعده على طلبة العلم- والله أعلم- ابن الحسين الدرستيني القاضي- وهذا الخبر يحتاج إلى تأمل وتمحيص وهو يحتمل أحد أمرين لاثالث لهما.

إما أنه أمر بدفن الأصول في حالة روحية غمرته وأصبح مرهف الحساسية مشفقا عليهما، يخشى أن مصنفاتهما ليست لابتغاء وجه الله أو قد داخلها بعض الرياء. وهذا أمر قد حصل لعدد غير قليل من السلف الصالح رحمهم الله حيث كانوا لايعدون الحديث والتدوين من عدة الموتى لذا أوصى محمد بن العلاء الهمداني المتوفى سنة (248) هـ أن تدفن كتبه معه فدفنت

(1)

. قال أبو زرعة عن عطاء بن مسلم الخفاف: "كان من أهل الكوفة دفن كتبه ثم روى من حفظه فوهم، وكان رجلا صالحاً"

(2)

.

وقال العجلي عن يوسف بن أسباط الشيباني: "صاحب سند وخبر دفن كتبه وقال لايصلح فكبر عليها"

(3)

.

وإما أنه أمر بدفنها- أي الأصول- بعد أن ضمنها في كتبه التي صنفها فمن أراد كتب أبيه أو كتب أبي زرعة فعليه بمصنفاته باعتبار أن مصنفاته صارت الغاية في التصنيف، وهذا هو الاحتمال الراجح. وكذلك حفظ لنا البرذعي بعض مصنفات أبي زرعة، منها كتاب أسماء الضعفاء، وأجوبة أبي زرعة على أسئلته التي وجهها إليه في تجريح الرواة.

وفيما يلي تعداد لمؤلفات أبو زرعة وعرض لبعضها:

‌1 - كتاب فوائد الرازيين:

ويبدو أن هذا الكتاب مؤلف من عدة أجزاء ضمنها فوائد حديثية رواها

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 386.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 211 - 212.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 408.

ص: 184

عن حفاظ الري، كل حافظ وفوائده. يقول البرذعي:"دفع إليّ أبو زرعة جزءا من فوائد الرازيين فنسخت منه ما نسخت وكان فيه أحاديث عن أحمد بن أبي سريج، وعمن دون أحمد، فلما أتيته بالكتاب قلت: لا أراك أدخلت في هذا الجزء محمد بن حميد يحتاج إلى جزء على حدة"

(1)

.

‌2 - كتاب الفوائد

(2)

:

قال أبو حاتم حين كلامه عن إسماعيل بن قيس أبي مصعب الأنصاري: "وأتعجب من أبي زرعة حيث أدخل حديثه عن ابن عبد الملك ابن شيبة في فوائده ولا يعجبني حديثه"

(3)

.

‌3 - كتاب الفضائل

(4)

.

‌4 - كتاب أعلام النبوة أو (دلائل النبوة):

ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه المشهور فقال: "قال الإمام العالم الحافظ أبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي، نضر الله وجهه في كتاب دلاثل النبوة- وهو كتاب جليل

"

(5)

وذكر حديثاً رواه أبو زرعة في كتابه هذا يتعلق بما شاهده النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به.

والكتاب يتعلق بمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، كآية انشقاق

(1)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (24 - أ-)، ولا شك بأن ابن أبي حاتم قد ضمن كتابه الموسوم بفوائد الرازيين الفوائد التي جمعها وألفها أبو زرعة.

(2)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (29 - ب-)، ويبدو أن هذا الكتاب قد ضمنه الفوائد التي رواها عن عامة شيوخه من غير أهل الري.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 193، وانظر كذلك ج 1 / ق 2/ 378 - 379 حيث قال ابن أبي حاتم في ترجمة خليفة بن خياط العصفري:"انتهى أبو زرعة إلى أحاديث كان أخرجها في فوائده عن شباب العصفري فلم يقرأ علينا فضربنا عليه، وترك الرواية عنه".

(4)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (29 - ب-).

(5)

انظر: البداية والنهاية ج 4 ص 259 - 260.

ص: 185

القمر

(1)

، وإضاءة عصا بعض الصحابة في ليلة ظلماء

(2)

، وما سيكون من أحداث بعد وفاته ووقع.

وقد أورد أبو زرعة في كتابه ما صح من الروايات، وإذا ثبت لديه ضعف بعضها يضرب عليها ولا يحدث بها. قال البرذعي:"وشهدت أبا زرعة في كتاب أعلام النبوة على باب ما يعرف من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي في الطائر أنه قال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك"

(3)

، فلم يقرأ علينا شيئا مما في الباب. وقال:"ليس فيه حديث صحيح"، ولقد ذكره السخاوي باسم (دلائل النبوة)

(4)

، وذكر ابن أبي حاتم كتابا لأبي زرعة باسم (الدلالات)

(5)

ولعله نفس الكتاب واكتفى بهذه التسمية.

5 -

كتاب السير

(6)

.

6 -

كتاب المختصر

(7)

.

7 -

كتاب الزهد

(8)

.

(1)

انظر: المصدر السابق ج 6 ص 75.

(2)

انظر: المصدر السابق ج 6 ص 278 وكذلك نقل عنه في ج 6 ص 283 - 284 فيما خص به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأمته.

(3)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (30 - أ-) وسيرد تخريج الحديث في موضعه.

(4)

انظر: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص 534.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 304 حيث قال بعد أن نقل قول أبي زرعة في يعلى بن الأشدق العقيلي (وقرأ علينا كتاب الدلالات فانتهى إلى حديثه فترك قراءته).

(6)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (29 - أ-).

(7)

انظر: علل الحديث ج 1 ص 46 حيث قال ابن أبي حاتم بعد أن نقل قول أبيه في حديث تعليم جبريل للنبي كيفية الوضوء "وقد كان أبو زرعة أخرج هذا الحديث في- كتاب المختصر-) عن ابن أبي شيبة، عن الأشيب، عن ابن لهيعة. فظننت أنه أخرجه قديما للمعرفة".

(8)

انظر: الإصابة لابن حجر ج 7 ص 170 من ط البجاوي.

ص: 186

8 -

كتاب الأطعمة

(1)

.

9 -

كتاب الفرائض

(2)

.

10 -

كتاب الصوم

(3)

.

11 -

كتاب الآداب

(4)

.

12 -

كتاب الوضوء

(5)

.

13 -

كتاب الشفعة

(6)

.

14 -

كتاب الأفراد

(7)

.

(1)

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2 ص 11 "قرأ علينا أبو زرعة كتاب الأطعمة فانتهى إلى حديث كان حدثهم قديماً إسماعيل بن أبان الوراق، عن عنيسة بن عبد الرحمن، عن علاق بن مسلم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة" قال أبو زرعة: "هذا حديث ضعيف ولم يقرأ علينا"، وانتهى أبو زرعة إلى حديث آخر عن إسماعيل بن أبان عن كثير بن سليم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم "من أحب أن يكثر بركة بيته فليتوضأ إذا حضر غداه وإذا رفع" قال أبو زرعة: هذا حديث منكر" وامتنع من قراءته فلم يسمع منه". وانظر: كذلك ج 2 ص 23.

(2)

انظر: علل الحديث ج 2 ص 51 حيث قال ابن أبي حاتم: "وانتهى أبو زرعة فيما كان يقرأ من كتاب الفرائض إلى حديث حماد بن سلمة، عن بديل بن ميسرة، عن علي بن طلق أو غيره عن رجل من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم قال: الخال مولى من لا مولى له يرث ماله ويفك عانه

" وانظر كذلك ج 2 ص 53 حيث قال ابن أبي حاتم: "وسمعت أبا زرعة وقرأ علينا كتاب الفرائض فانتهى إلى حديث

" وذكر الحديث. ثم قال ابن أبي حاتم: "فامتنع أبو زرعة من قراءته علينا ولم نسمعه منه".

(3)

انظر: تقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 333.

(4)

انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم ج 2 ص 337.

(5)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (39 - ب-).

(6)

انظر: علل الحديث ج 1 ص 479 حيث قال ابن أبي حاتم بعد أن نقل قول أبي زرعة في حديث "الشفعة كحل العقال": "ولم يقرأه علينا في كتاب الشفعة وضربنا عليه"، وانظر كذلك: تهذيب التهذيب ج 9 ص 105.

(7)

انظر: الإصابة لابن حجرج 3 ص 493 ط البجاوي في ترجمة ضمرة اليمامي.

ص: 187

‌15 - كتاب العلل:

حيث أفرد فيه الكلام عن علل الأحاديث

(1)

.

‌16 - كتاب الجرح والتعديل

(2)

.

ولقد اعترض بعض الأئمة على أبي زرعة في تأليفه هذا الكتاب، وقالوا ما هو إلا كتاب التاريخ الكبير للبخاري،

(3)

. قال الإمام الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد النيسابوري الكرابيسي المتوفى سنة (378) هـ: "كنت بالري وهم يقرؤون على ابن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة أراكم تقرؤون كتاب التاريخ للبخاري على شيخكم على الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد إن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما تاريخ البخاري قالا: هذا علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن يسألهما عن رجل بعد رجل وزادا فيه ونقصا"

(4)

، وزاد الخطيب في الخبر "ونسبه عبد الرحمن إليهما"

(5)

. وقال الحاكم أيضا في كتابه الكنى "

وكتاب محمد بن إسماعيل في التاريخ كتاب لم يسبق إليه، ومن ألف بعده شيئا من التاريخ أو الأسماء أو الكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه، مثل أبي زرعة، وأبي حاتم، ومسلم، ومنهم من حكاه عنه، فالله يرحمه فإنه الذي أصل الأصول"

(6)

، وذكر الخليلي في الإرشاد نحو هذا الكلام

(7)

.

(1)

انظر: شرح العلل لابن رجب الحنبلي ص 59 وكان الخطيب البغدادي، يمتلك نسخة منه ورد بها دمشق. انظر: تسمية ما ورد به الخطيب دمشق رقم (85) لمحمد بن أحمد الأندلسي ط الترقي دمشق 1945 م، وانظر: موارد الخطيب للدكتور أكرم العمري ص 322.

(2)

انظر: شرح علل الترمذي ص 59.

(3)

كتاب التاريخ الكبير للبخاري طبع بحيدر آباد في 8 أجزاء (4 مجلدات)، 1941 - 1945 م، 1959 م (3 مجلدات) 1963 م.

(4)

انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 978.

(5)

انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج 1 ص 8 - 9.

(6)

انظر: طبقات الشافعية ج 2 ص 225 - 226.

(7)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 10، في علماء بخارى. والسنن الأبين لابن رشيد ص 131.

ص: 188

والصواب أن أبا زرعة وأبا حاتم لما وقفا على كتاب التاريخ الكبير للبخاري وجدا فيه نقصا في بعض التراجم، من حيث ضبط الأسماء أو الكنى، أو منزلتهم في تحمل الحديث وروايته. ولما كانا يمتلكان القدرة على التمييز والفهم لمراد الأئمة في ألفاظهم التي استعملوها في تجريح الرواة وتوثيقهم، صنف كل منهما كتابا في الجرح والتعديل على نفس منهج البخاري، مع الزيادة في حجمه وبعض التغيير في هيكله، وضبط بعض الأسماء والكنى التي قد أخطأ فيها البخاري

(1)

حسب اجتهادهما ومن ثم جمع كتابيهما ابن أبي حاتم في كتابه المشهور المعروف بالجرح والتعديل

(2)

، وأضاف إلى كتابيهما ما دوّنه عن شيوخه وما اجتهد به من أحكام على الرواة ومن يطيل النظر والدراسة لكتابه يجد مصداق ذلك. ولقد أحسن الحافظ ابن رجب في كلامه وحكمه على ذلك بقوله حين كلامه عن مصادر الترمذي في كتاب العلل: "وأما التواريخ والعلل والأسماء ونحو ذلك، فقد ذكر أن أكثر كلامه فيه استخرجه من كتاب تاريخ البخاري وهو كتاب جليل لم يسبق إلى مثله رحمه الله، ورضي عنه وهو جامع لذلك كله. ثم لما وقف عليه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان رحمهما الله صنفا على منواله كتابين: أحدهما: كتاب الجرح والتعديل، وفيه ذكر الأسماء فقط. وزاد على ما ذكره البخاري أشياء من الجرح والتعديل وفي كتابيهما من ذلك شيء كثير لم يذكره البخاري

(3)

.

‌17 - كتاب بيان خطأ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه

.

وهو عبارة عن كتاب صنفه أبو زرعة بعد اطلاعه على كتاب التاريخ الكبير للبخاري ضمنه الأخطاء والأوهام التي وجدها فيه. روى الخطيب بسنده إلى أبي علي صالح بن محمد الحافظ أنه قال: "قال لي أبو زرعة: يا أبا علي نظرت في كتاب محمد بن إسماعيل هذا أسماء الرجال فإذا فيه خطأ كثير، فقلت

(1)

ينقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبي زرعة في مواضع كثيرة ما يدل على مخالفته للبخاري. وانظر الكلام في بيان خطأ البخاري ص 226.

(2)

كتاب الجرح والتعديل طبع بحيدر آباد في ثمانية أجزاء 1941 م- 1953 م.

(3)

انظر: شرح علل الترمذي ص 59.

ص: 189

له: بليته إنه رجل كل من كان يقدم عليه من العراق من أهل بخارى نظر في كتبهم، فإذا رأى اسما لايعرفه وليس عنده كتبه، وهم لا يضبطون وتكون كتبهم غير منقوطة، فيضمه في كتابه خطأ-، وإلا فما رأيت خراسانيا أفهم منه لولا في لسانه وفي ذلك الكتاب أسام لاتعرف ولم يبين من روى عنهم، وعمن رووا، وأي شيء رووا، فيتحير الإنسان فيه. قال: وسألني خالد بن أحمد أبو الهيثم أن أنظر له شيئا في هذا الكتاب فأصحح له فنظرت فغيرت أشياء أخطأ فيه وصحف ورأيت محمد بن إسماعيل ببغداد يقرأ عليهم هذا الكتاب فقال: وإبراهيم بن شعيب روى عنه ابن وهب. فقلت له: إنما هو إبراهيم بن شعيث، ثم قلت له: أنت تنظر في كتب الناس فإذا مر بك اسم لاتعرفه أخذته والخطأ فيه من غيرك، لأنهم كانوا لايضبطون"

(1)

.

وأبو زرعة هو أول من صنف في بيان خطأ البخاري، ثم أبو حاتم ثم بعدهما ابن أبي حاتم. حيث صنف في الأخطاء كتابا

(2)

ضمنه تصويبات أبي زرعة وأبيه وقد ينبه في كل ترجمة فيما إذا اتفق والده مع أبي زرعة أو يخالفه وسماه بنفس اسم كتاب أبي زرعة. يقول ابن أبي حاتم في بدايته: "سمعت أبي يقول: قال أبو زرعة رضي الله عنهم: حمل إلى الفضل بن العباس المعروف بالصائغ كتاب التاريخ ذكر أنه كتبه من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري فوجدت فيه

"

(3)

وأخذ ينبه على ما رآه خطأ مع بيان الصواب عنده إلى آخر الكتاب، ولقد دافع عن كتاب التاريخ الكبير الخطيب البغدادي بعد اطلاعه على كتاب ابن أبي حاتم حيث يقول: "وقد جمع عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي الأوهام التي أخذها أبو زرعة على البخاري في كتاب مفرد ونظرت فيه فوجدت كثيرا منها لا تلزمه وقد حكى عنه في ذلك الكتاب أشياء هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه، ومن العجب أن ابن أبي حاتم أغار على

(1)

انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج 1 ص 7.

(2)

كتاب بيان خطأ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه. لابن أبي حاتم طبع بحيدر آباد سنة 1961 م.

(3)

انظر: المصدر السابق ص 2.

ص: 190

كتاب البخاري ونقله إلى كتابه في الجرح والتعديل وعمد إلى ما تضمنه من الأسماء فسأل عنها أباه وأبا زرعة ودوّن عنهما الجواب في ذلك ثم جمع الأوهام المأخوذة على البخاري وذكرها من غير أن يقدم ما يقيم به العذر لنفسه عند العلماء في أن قصده بتدوين تلك الأوهام بيان الصواب لمن وقعت إليه دون الانتقاص والعيب لمن حفظت عليه ونحن لا نظن أنه قصد غير ذلك فإنه كان بمحل من الدين، وأحد الرفعاء من أئمة المسلمين رحمة الله عليه وعليهم أجمعين"

(1)

، ولقد أجاد الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله حيث أقرّ الخطيب على دفاعه وبرر انتقاد أبي زرعة ومن معه فقال بعد أن نقل عن البخاري إنه قال عن تاريخه (صنفته ثلاث مرات): "ومعنى هذا أنه بدأ فقيد: التراجم بغير ترتيب ثم كرّ عليها فرتبها على الحروف ثم عاد فرتب تراجم كل حرف عل الأسماء: باب إبراهيم. باب إسماعيل

الخ، هذا هو الذي التزمته ويزيد من الأسماء التي تكثر مثل محمد وإبراهيم فيرتب تراجم كل اسم على ترتيب الحروت الأوائل لأسماء الآباء ونحوها، وقال بعد نقله قول البخاري:"صنفت جميع كتبي ثلاث مرات" يعني والله أعلم أنه يصنف الكتاب ويخرجه للناس. ثم يأخذ يزيد في نسخته ويصلح ثم يخرجه الثالثة وهذا ثابت للتاريخ كما يأتي، ثم قال بعد كلام:"فإن ما تقدم من كلام أبي زرعة وصالح بن محمد الحافظ، وما جمعه ابن أبي حاتم من المآخذ على البخاري كان بالنظر إلى النسخة التي أخرجها البخاري أولا وبهذا يتضح السبب فيما ذكره الخطيب معترضا على ابن أبي حاتم قال: "وحكي عنه- أي عن البخاري- في ذلك الكتاب أشياء على الغلط هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه فكلام ابن أبي حاتم كان بحسب النسخة التي أخرجها البخاري أولا وكلام الخطيب بالنظر إلى النسخة التي أخرجها ثانيا وهي رواية أبي أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري المتوفى سنة (312) هـ ذكر الخطيب في الموضح أول اعتراضاته على البخاري إسناده إليه. وفي رواية ابن فارس هذه مواضع على الخطأ وهي في رواية محمد بن سهل بن كردي عن البخاري على الصواب- ثم قال اليماني- انظر: موضح الأوهام (7) و (9) و (13) من أوهام البخاري مع تعليقي، فظهر أن

(1)

انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج 1 ص 7 - 8.

ص: 191

رواية ابن فارس مما أخرجه البخاري ثانياً، ورواية ابن سهل مما أخرجه ثالثاً"

(1)

ومن يقرأ كتاب بيان خطأ أبي عبد الله

لابن أبي حاتم يتضح له أن أبا زرعة صنف هذا الكتاب ثم بعده أبو حاتم وبعدهما ابن أبي حاتم وكذا في الجرح والتعديل فمثلا في ترجمة عاصم بن عمر بن الخطاب ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة فقيل له أن محمد بن إسماعيل البخاري أخرج في كتابه عاصم بن عمرو ابن أبي أحمد القرشي الذي روى بكير بن الأشج عن محمد بن وهب عنه؟ قال أبو زرعة: إنما هو عاصم بن عمر بن الخطاب وابن أبي أحمد بن جحش)

(2)

وقال في ترجمة عبد الله بن ناسح الحضرمي: "كان البخاري أخرج هذا الاسم في باب النون ناسخ الحضرمي فغير أبي بخطه وقال إنما هو عبد الله بن ناسح الحضرمي، وكذلك أخرج أبو زرعة فيما أخرج عن خطأ البخاري هذا الاسم وقال كما قال أبي"

(3)

.

‌18 - التفسير:

لقد عدّ الحافظ شمس الدين محمد بن علي الداودي المتوفى سنة (945) هـ أبا زرعة الرازي أحد المفسرين الذين عنوا بالتفسير وأفرد له ترجمة في كتابه طبقات المفسرين

(4)

، ولقد استفاد أبو زرعة من كبار المفسرين وروى بعض

(1)

انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ج 1 ص 10 - 11.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 346.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 184 - 185، وتعجيل المنفعة ص 16، وقال المحقق المعلمي في حاشية الورقتين 184 - 185 من الجرح والتعديل:"والذي في الأصلين من تاريخ البخاري وكذلك طبع (ناشج) وبين ابن حجر في الإصابة والتعجيل على أن الراجح في هذا الإسم (ناسح) وأن البخاري وتابعه جماعة قال (ناسح) وفي التعجيل بعد كلام تلخص من هذا أن شرحبيل بن شفعة إنما روى عن ناسح والد عبد الله وإن عبد الله بن ناسح روى عنه الحسن بن أيوب وشريح ابن كسيب) وفي تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج 4 ص 1404 قال ابن حجر: "ناسح الحضرمي- بمهملتين- له صحبة. وابنه عبد الله بن ناسح، شيخ للحسن ابن أبوب الحضرمي". وانظر كذلك أمثلة أخرى في الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 322، ج 4/ ق 1/ 138، ج 4/ ق 1/ 358، ج 4/ ق 1/ 138، ج 3/ ق 2/ 322.

(4)

انظر: طبقات المفسرين للداودي ج 1 ص 369 - 371.

ص: 192

التفاسير المعتمدة عن التابعين ومن بعدهم ولقد اتبع منهج التفسير بالمأثور فيأخذ ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين وتابعيهم وكان يميّز الأحاديث الصحيحة عن الضعيفة الواردة في التفسير، ذكر عددا منها ابن أبي حاتم في علل الحديث

(1)

، وهذا هو المنهج الصحيح إن أردنا أن نفسر القرآن الكريم تفسيرا خاليا من الأحاديث الضعيفة نقيا من الإسرائيليات. ولقد ضم ابن أبي حاتم قسما كبيرا من تفسير أبي زرعة في تفسيره

(2)

، فبعض طرقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

، أو بعض الصحابة أو إلى التابعين أو تابعيهم. وهذه بعض الطرق التي روى أبو زرعة منها التفسير.

‌أ- تفسير السدي

وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة المتوفى سنة (128) هـ. يرويه بالسند التالي: قال أبو زرعة: ثنا عمرو بن حماد بن طلحة

(1)

انظر: علل الحديث ج 2، علل أخبار في القرآن وتفسيره الأحاديث رقم 1647 - 1649، 1656، 1661، 1663 - 1667، 1673، 1677، 1678، 1679، 1693، 1694، 1707، 1728، 1745 - 1759، 1763، 1765، 1766، 1767، 1773، 1775 - 1778، 1791، وبعض هذه الأحاديث تتعلق بأسباب النزول.

(2)

ما وصل إلينا من تفسير ابن أبي حاتم محفوظ في دار الكتب بالقاهرة (2) 1 ص 36 تفسير (مجلدات 1، 7، 249 ورقة 293 ورقة، انظر فهرست معهد المخطوطات 1: 28)، أيا صوفيا 175 (مجلد 2/ 205 ورقة 748 هـ)، الظاهرية 7312 (مجلد 1، 101 ورقة، القرن السابع أو الثامن الهجري، انظر: عزت حسن 1: 183) وانظر تاريخ التراث ج 1 ص 448.

ووصل إلينا كذلك المجلد الثالث وفيه تفسير سورة المائدة من الآية (45) - الآية (33) من سورة الأنفال. والمجلد الرابع من الآية (34) من سورة الأنفال إلى- الآية (11) من سورة الرعد. والمجلدان في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ومنهما نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت الأرقام 279 - 286.

(3)

انظر مثلا المواضع التالية في تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (182 - أ- ب)، (203 - ب-)، (210 - أ-)

ص: 193

القناد، المتوفى سنة (222) هـ، ثنا أسباط بن نصر الهمداني، المتوفى سنة (170) هـ عن السدي

(1)

.

‌ب- تفسير سعيد بن جبير الأسدي

تلميذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر الذي قتله الحجاج سنة (95) هـ، يرويه بالسند التالي: قال أبو زرعة: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، القرشي الحافظ المتوفي سنة (231) هـ، ثنا ابن لهيعة، وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة المصري الفقيه المتوفى سنة (174) هـ، عن عطاء بن دينار، الهذلي مولاهم أبو الزيات المصري، المتوفى سنة (126) هـ

(2)

، عن سعيد بن جبير

(3)

.

‌ج- تفسير عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي

الذي أدرك مائتين من الصحابة، المتوفى سنة (114) هـ يرويه بالسند التالي: قال أبو زرعة: حدثنا صفوان، هو ابن صالح بن صفوان الثقفي الدمشقي، المتوفى سنة (237) هـ، ثنا الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي الذي قال فيه أبو زرعة هو أعلم من وكيع بأمر المغازي المتوفى سنة (194) هـ، ثنا عثمان بن الأسود بن موسى المكي، المتوفى سنة (150) هـ، عن عطاء بن أبي رباح

(4)

.

‌د- تفسير عبد الله بن عباس

ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. يرويه بالسندين التاليين:

قال أبو زرعة: ثنا منجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي الكوفي، المتوفى سنة (231) هـ، ثنا بشر بن عمارة الخثعمي المكتب الكوفي، عن أبي روق، عطية بن الحارث

(1)

انظر مثلا المواضع التالية من تفسير ابن أبي حاتم المجلد 1 ورقة (6 - أ-)، (6 - ب-)(7 - ب-)(8 - ب-)، (9 - أ-)، (12 - أ-، ب)، (13 - أ- ب)، (14 - ب-)، (16 - أ-)(16 - ب-)، (18 - ب-)، (20 - ب-)، (21 - أ- ب-)، (24 - ب-)، (26 - ب-)2.

(2)

قال أحمد بن صالح عنه: "من ثقات المصريين وتفسيره فيما يروي عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير"، انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 198.

(3)

انظر: تفسير ابن أبي حاتم المواضع التالية في ج 1، ورقة (6 - أ-)، (9 - ب-)، (18 - أ-)، (19 - أ-)، (22 - ب-).

(4)

انظر: المصدر السابق ورقة (6 - ب-، 7 - أ-).

ص: 194

الهمداني الكوفي الذي ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة وقال عنه هو صاحب التفسير

(1)

، عن الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني المتوفى سنة (105) هـ، عن ابن عباس

(2)

.

وقال أبو زرعة: ثنا ابن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام القصار الأزدي الكوفي، المتوفى سنة (205) هـ، عن عمار بن رزيق الضبي التميمي، أبو الأحوص الكوفي، المتوفى سنة (159) هـ، عن عطاء بن أبي السائب ابن مالك الثقفي الكوفي، المتوفى سنة (137) هـ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس

(3)

.

‌هـ- تفسير قتادة ابن دعامة السدوسي

، المتوفى سنة (118) هـ، يرويه بالسندين التاليين:

قال أبو زرعة: ثنا العباس بن الوليد الترسي البصري، المتوفى سنة (238) هـ، ثنا يزيد بن زريع التميمي، البصري الحافظ، المتوفى سنة (182) هـ، ثنا سعيد بن أبي عروبة العدوي البصري، المتوفى بحدود (156) هـ، عن قتادة السدوسي

(4)

.

وقال أبو زرعة: ثنا صفوان بن صالح الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، ثنا ويقول تارة أخبرني سعيد بن بشير الأزدي، البصري المتوفى سنة (168) هـ، عن قتادة السدوسي

(5)

.

(1)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 224 ..

(2)

انظر: تفسير ابن أبي حاتم المواضع التالية: ورقة (9 - أ- ب-)، (10 - أ-)، (12 - أ-)(15 - أ-)، (16 - ب-)، (21 - أ-)، (24 - أ-)، (26 - ب-).

(3)

انظر: تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (172 - أ)، ولا يمنع من وجود طرق أخرى عن ابن عباس لأنني ما تتبعت الأسانيد في جميع الكتاب بالتفصيل وكذا بالنسبة لغير ابن عباس الذين ذكرتهم والذين سأذكرهم. واكتفيت بهذه الأمثلة كنماذج.

(4)

انظر: المصدر السابق ورقة (7 - ب-)، (19 - ب-).

(5)

انظر: المصدر السابق ورقة (13 - ب-)(17 - ب-)، (19 - ب-)، (20 - أ-)(22 - أ-)، (24 - أ-).

ص: 195

‌و - تفسير مجاهد بن جبر المكي

، تلميذ ابن عباس، المتوفي سنة (104) هـ، برويه بالسند التالي:

قال أبو زرعة: ثنا ابراهيم بن موسي الرازي، ثنا ابن أبي زائدة، يحيى الوادعي الكوفي، المتوفي سنة (182) هـ، قال ابن جريح عبد الملك بن عبد العزيز، المتوفي سنة (149) هـ، عن مجاهد

(1)

.

‌ز - تفسير الضحاك بن مزاحم الهلالي

المتوفي سنة (105) هـ، يرويه بالسند التالي:

قال أبو زرعة: ثنا سعيد بن محمد الجرمي، ثنا يحيى بن واضح أبو تميلة الأنصاري، المروزي الحافظ، ثنا أبو الحارث عبيد بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم

(2)

.

‌ح - تفسير مقاتل بن حيان البلخي

، المتوفي سنة (150) هـ، يرويه بالسند التالي:

قال أبو زرعة: ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، أخبرني بكير بن معروف الأسدي النيسابوري، صاحب التفسير المتوفي سنة (163) هـ، عن مقاتل بن حيان

(3)

.

‌ط - تفسير محمد بن سيرين الأنصاري

إمام وقته، المتوفي سنة (110) هـ. يرويه بالسندين التاليين:

قال أبو زرعة: ثنا موسي بن اسماعيل المنقري، المتوفى سنة (223) هـ، ثنا وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي البصري، المتوفي سنة (165) هـ، عن خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري، المتوفي سنة (141) هـ، عن محمد بن سيرين

(4)

.

(1)

انظر: المصدر السابق ورقة (27 - أ-).

(2)

انظر: تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (13 - أ).

(3)

انظر: المصدر السابق ورقة (20 - ب -)2.

(4)

انظر: المصدر السابق ورقة (173 - أ-).

ص: 196

وقال أبو زرعة: ثنا محمد بن المثنى، عن عبيد العنزي المتوفى سنة (252) هـ، ثنا معاذ بن معاذ بن نصر العنبري الحافظ البصري المتوفي سنة (196) هـ، عن ابن عون، أبو عبد الله الخراساني، المتوفى بين سنة 145 - (150) هـ، عن محمد بن سيرين

(1)

.

‌ي- تفسير مكحول الشامي

المتوفى بعد سنة (112) هـ، يرويه بالسند التالي:

قال أبو زرعة: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري الكوفي، الحافظ المتوفى سنة (193) هـ، ثنا صبيح مولى بني مروان عن مكحول

(2)

.

‌ك- تفسير عكرمة

بن خالد العاص، توفي بعد عطاء بن أبي رباح، أي بعد (114) هـ، يرويه بالسندين التاليين:

قال أبو زرعة: ثنا محمد بن أبي بكر المقدسي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد البصري الحافظ، المتوفى بحدود (189) هـ، عن مالك بن دينار، عن عكرمة

(3)

.

وقال أبو زرعة: ثنا محمد بن الصباح البزاز البغدادي، المتوفى سنة (227) هـ، ثنا إسماعيل بن زكرياء، عن محمد بن عون الخراساني، عن عكرمة

(4)

.

وكان حريصا على رواية التفاسير المعتمدة عن الثقات. يقول ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن المنهال الضرير البصري الحافظ المتوفى سنة (231) هـ "سمعت أبا زرعة يقول سألت محمد بن المنهال أن يقرأ عليّ تفسير أبي رجاء ليزيد بن زريع فأملى عليّ من حفظه نصفه ثم أتيته يوما آخر بعدكم فأملى عليّ من حيث انتهى فقال: خذ فتعجبت من ذلك وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع"

(5)

.

(1)

انظر: المصدر السابق ورقة (173 - أ-).

(2)

انظر: تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (203 - ب-).

(3)

انظر: المصدر السابق ورقة (9 - ب-).

(4)

انظر: المصدر السابق ج 67 في تفسير سورة القصص تلك الدار الآخرة.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 92، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 476.

ص: 197

وكذلك أخذ التفسير عن محمد بن يزيد الأسفاطي

(1)

، البصري، وكان يحفظ مائة وأربعين ألف حديث في التفسير والقراءات، ومن كانت هذه حصيلته، كان له القدرة على فهم كتاب الله فهما صحيحا.

‌19 - أجوبته على أسئلة البرذعي (في الضعفاء)

(2)

.

‌20 - كتاب أسماء الضعفاء

(3)

.

‌21 - أجوبته على أسئلة البرذعي

(في الثقات):

يقول البرذعي: "وسألته بعد هذا عن قوم مدحهم، فأجابني بما ضمنته غير هذا الموضع"

(4)

.

‌22 - كتاب الصحابة:

من مجموع النصوص التي وقفت عليها والمتعلقة بالصحابة لعلها تدل على أن أبا زرعة الرازي أفرد الصحابة رضي الله عنهم بمصنف. ويبدو لي من النصوص أنه ضمنه الكلام عن منزلة الصحابة، ومكانتهم، وعددهم، والحكم بزندقة من جرحهم، وتمييز الصحابي عن التابعي. قال ابن حجر في ترجمة مسلم بن الحارث التميمي: "وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان والترمذي وابن قانع وغير واحد أن مسلم بن الحارث هو صحابي

"

(5)

.

ويدل على إحاطته بمعرفة الصحابة ما رواه الثقات عنه "أن رجلا سأله فقال له: يا أبا زرعة، أليس يقال حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟ قال: ومن قال ذا؟ قلقل الله أنيابه، هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص 357.

(2)

وسأتناوله بالدراسة في التمهيد للباب الثاني.

(3)

وسأتناوله بالدراسة في التمهيد للباب الثاني.

(4)

انظر: أجوبته على أسئلة البرذعي ورقة (11 - أ- ب-).

(5)

انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 125، وانظر كذلك: تهذيب التهذيب ج 8 ص 351، وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 288، ج 1/ ق 1/ 149، 282، 306، ج 1/ ق 2/ 22، 88، 228، 239، ج 2/ ق 2/ 107، وانظر: الإصابة ج 4 ص 152.

ص: 198

عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه. قيل: يا أبا زرعة، هؤلاء أين كانوا وسمعوا منه

(1)

؟ قال: أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع"

(2)

.

وأما حكمه بالزندقة على من يجرح الصحابة، فقد روى الخطيب بسنده إليه أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم إنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة

(3)

، ومما يدل على تمييزه ودقة معرفته نراه يحكم على بعض الرواة بقوله:"ليست له صحبة"

(4)

، ويقول تارة عن بعضهم:"له صحبة قديمة"

(5)

، ويقول:"لا يسمى وهو صحابي في الصحابة"

(6)

أو يقول عن البعض: "هو من التابعين"

(7)

ولم ينس الصحابيات

(1)

انظر: التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح ص 305 - 306، وقد عقب العراقي على هذا النص بقوله: "وفي هذا التحديد بهذا العدد المذكور نظر كبير، وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البوادي والقرى والموجود عن أبي زرعة بالأسانيد المتصلة إليه ترك التحديد في ذلك وأنهم يزيدون على مائة ألف كما رواه أبو موسى المديني في ذيله على الصحابة لابن مندة بإسناده إلى أبي جعفر أحمد بن عيسى الهمداني قال: قال أبو زرعة الرازي توفي النبي- صلى الله عليه وسلم، ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، وكل قد روى عنه سماعا أو رؤية انتهى

" وانظر كذلك: فتح المغيث ج 4 ص 39، الإصابة ج 1 ص 3 - 4 ط السعادة بمصر، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 103، ومحاسن الاصطلاح للبلقينى ص 432.

(2)

انظر: الكفاية للخطيب ص 97، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - أ-) والإصابة ج 1 ص 11.

(3)

انظر: الكفاية للخطيب ص 97، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - أ-) والإصابة ج 1 ص 11.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 448، 363، ج 3/ ق 1/ 120، ق 2/ 162، والإصابة ج 2 ص 60.

(5)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 54.

(6)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 351، 374، 387، وانظر: تعجيل المنفعة ص 310، والجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 390، 405.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 390، 415، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 81، والإصابة ج 5 ص 40 وقد يكون صنف في التابعين أيضاً. وانظر: ج 4/ ق 1/ 290 من الجرح والتعديل حيث قال ابن أبي حاتم عن محمود بن لبيد: "قال البخاري له صحبة وأبو زرعة يقول روى عن ابن عباس" وقال في ج 2/ ق 2/ 262 "قال عنه أبو زرعة: عبد الرحمن بن عسيلة توفي النبي- صلى الله عليه وسلم وهو بالجحفة، وقدم المدينة، ولم يلحق النبي- صلى الله عليه وسلم

ص: 199

رضي الله عنهن فقد أولاهن حضنهن بالمعرفة والإحاطة، فمثلا يقول عن أم خالد فيما نقله عنه ابن أبي حاتم:"اسمها أمة وتكنى بأم خالد، وكانت تحت الزبير وهي ابنة خالد بن سعيد بن العاص بن أمية. وقال- أي ابن أبي حاتم- سمعت أبا زرعة يقول: أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص الأكبر اسمها أمة، صح لها عن النبي صلى الله عليه رسلم أحاديث، وسعيد بن العاص مات في الجاهلية بين الطائف ومكة وهي امرأة الزبير كان خالد بن الزبير ولد منها، ولدته بأرض الحبشة"

(1)

.

‌23 - المسند:

لقد صنف كثير من الحفاظ والمحدثين المسانيد قبل عصر أبي زرعة وفي عهده من شيوخه وأقرانه، وبعد طبقته. والمسانيد كما يقول الكتاني: "جمع مسند وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة. صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفاً، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، وهو أسهل تناولاً، أو على القبائل أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك، وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد، كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم، كمسند الأربعة أو العشرة أو طائفة مخصوصة، جمعها وصف واحد، كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر، إلى غير ذلك

(2)

، وذكر الكتاني مسند أبي زرعة ضمن المسانيد التي ذكرها

(3)

. ولم أعثر على نسخة من مسند أبي زرعة- رغم تتبعي وبحثي في فهارس المخطوطات- وهو من جملة مصنفاته المفقودة، وأود في هذه المناسبة أن أنبه إلى وهم وقع فيه بروكلمان حيث قال في تاريخ الأدب العربي ج 3/ (310) حين كلامه عن مسند أحمد (وتوجد أقسام متفرقة منه من مسند الشاميين؛

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 462.

(2)

انظر: الرسالة المستطرفة ص 60 - 61.

(3)

انظر: الرسالة المستطرفة ص 64.

ص: 200

برلين (1259)، كوبريلي 412 - 416 (برواية أبي زرعة المتوفى (276) هـ، والصواب. أنه توفي سنة (264) هـ وانظر طبقات الحفاظ للسيوطي 9/ (78)، أو هو كتاب مستقل لتلميذه المذكور)، ولم يتابعه الأستاذ سزكين في هذا بل نسبه للإمام أحمد

(1)

، ووهم صاحب فهرس المخطوطات المحفوظة في مكتبة كوبريلي زادة

(2)

حيث ذكره في كتب الحديث باسم (مسند الشاميين) ونسبه لأبي زرعة ولم يذكر نسبه، وأعطى لأجزائه الأرقام التالية:(412)، (413)، (414)، (415)، (416)، ولقد كتبت إلى أحد الإخوة من طلبة العلم الأتراك كي يصف لي الكتاب المعطى لأجزائه الأرقام السابقة فاستجاب مشكورا ورد على رسالتي برد

(3)

ضمنه وصفا دقيقا لهذه الأجزاء التي تدل بكل وضوح ودون لبس على أنها أجزاء من مسند الإمام أحمد رحمه الله والجزء الأول ورقمه (412) والسادس ورقمه (414) ويتضمنان مسند الشاميين، والجزء الثاني ورقمه (413) يتضمن مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه والجزء الثامن ورقمه (415) يتضمن مسند الأنصار وغيرهم من القبائل، والجزء الخامس ورقمه (414) يتضمن مسند أبي قتادة الأنصاري وغيره، والجزء التاسع ورقمه (416) يتضمن مسند صفوان المرادي. وهذه النسخة من المسند مروية بالسند التالي مما رواه عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل عن أبيه، رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي عنه، رواية أبي علي الحسن بن علي بن المذهب عنه، رواية أبي القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني. وهذا السند كتب على الأجزاء المذكورة ولا يوجد فيها أي إشارة إلى أن أبا زرعة هو الذي رواها.

وأما النسخة التي أشار إليها بروكلمان في مكتبة برلين الغربية فقد اطلعت عليها في صيف عام (1399) هـ، فتبين أنها مسند الشاميين من مسند

(1)

انظر: fuat sezcin geschichte des Arabischen Schrifttums

band (I): Leiden

(2)

انظر: فهرس المخطوطات المحفوظة في مكتبة كوبريلي زاده ط سنة 1303 هـ في استانبول 6 ص 25.

(3)

استلمت رسالته بتاريخ 11/ 3/ 1976.

ص: 201

أحمد بن حنبل أيضاً وبرواية القطيعي، ورواه عنه ابن المذهب، وعن ابن المذهب رواه ابن الحصين الشيباني.

ومن خلال النصوص التي جمعتها والمتعفقة بالمسند يبدو أن أبا زرعة رتّب مسنده على حسب المدن التي نزلها الصحابة رضي الله عنهم بعد أن أورد أحاديث العشرة ثم المهاجرين، ثم الأنصار وهكذا، أو يبدو أن له أكثر من مسند يتضمن مجموع الصحابة وآخر يتعلق بالشاميين- والله أعلم- لما لهم من أهمية وهذه بعض النماذج التي تلقي ضوءاً على منهجه.

مسند ابن عمر. قال ابن أبي حاتم: "وانتهى أبو زرعة في مسند ابن عمر إلى حديث لإسماعيل بن إبراهيم بن هود فقال: اضربوا عليه ولم يقرأه"

(1)

.

مسند المصريين. قال ابن أبي حاتم في ترجمة أبي اليقظان "أخرج أبو زرعة لأبي اليقظان هذا الحديث الواحد في مسند المصريين"

(2)

، والحديث "أبشروا فوالله لأنتم أشدّ حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تروه من عامة من رآه".

مسند البصريين. قال ابن أبي حاتم في ترجمة قبيصة بن وقاص، السلمي، البصري "أدخله أبو زرعة في مسند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين سكنوا البصرة ولا نعرف له غير هذا الحديث الواحد .. "

(3)

، أي حديث "يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة

".

مسند الشاميين. قال ابن أبي حاتم في ترجمة عروة بن مغيث: "وضبطه ابن حجر باسم معتب) الأنصاري (أخرج اسمه أبو زرعة في مسند

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 157 - 158، وانظر فيما يتعلق بمسند ابن عمر في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 253 في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله العمري حيث قال ابن أبي حاتم:"سئل أبو زرعة عنه فقال: (هو متروك الحديث، وترك قراءة حديثه في مسند ابن عمر ولم يقرأه علينا".

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 460 وانظر أيضا فيما يتعلق بمسند المصريين ج 1/ ق 1/ 290 من الجرح والتعديل في ترجمة أُبي بن عمارة الأنصاري.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 124.

ص: 202

الشاميين"

(1)

، وقال في ترجمة فرات بن ثعلبة البهراني:"شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أدخله أبي في مسند الوحدان، وأدخله أبو زرعة في مسند الشاميين ولم يذكر فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم لقياً ولا سماعاً"

(2)

.

وقال في ترجمة شرحبيل بن أوس: شامي، ويقال أوس بن شرحبيل، وشرحبيل بن أوس أشبه له صحبة، وقال:"رأيت في كتاب أبي زرعة بخطه قد أخرج في مسنده، شرحبيل بن أوس ثم أخرج في آخر أحاديث شرحبيل حديث الزبيدي- أي محمد بن الوليد الزبيدي، عن عياش عن مؤنس، عن نمران- كتبه، ولم يترجم لأوس بن شرحبيل في مسند الشاميين"

(3)

، ومن النصوص التي تتعلق بعموم الذين خرج أحاديثهم دون تعيين المدن التي نزلوها ما قاله ابن أبي حاتم في عبد الله بن خنبش ويقال عبد الرحمن بن خنبش- قال أبو محمد- وهو أصح وذلك أن أبا زرعة ترجم له في كتاب المسند عبد الرحمن بن خنبش روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 395، والإصابة ج 2 ص 478، وانظر نصوصاً أخرى تتعلق بمسند الشاميين في ج 2/ ق 1/ 150، 210، ج 4/ ق 1/ 440، 458، تعجيل المنفعة ص 275، الإصابة ج 2 ص 143.

(2)

انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 79.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 337 - 338.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 43، وقال ابن حجر في الإصابة ج 4 ص 300 - 301 في ترجمة عبد الرحمن (أخرجه أبو زرعة الرازي في مسنده فيمن اسمه عبد الله)، وانظر: تعجيل المنفعة ص 166.

ص: 203

‌الفصل السابع: حفظه، ومكانته بين العلماء

‌1 - حفظه

إن من أهم المميزات التي تميز بها محدثنا هي الحفظ، ولقد شهد بذلك الأئمة الحفاظ من شيوخه، وأقرانه، وتلاميذه، وهذه جملة من أقوالهم.

قيل لأبي بكر بن أبي شيبة

(1)

: "من أحفظ من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي"

(2)

.

وقال ابن وارة: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: "كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل"

(3)

.

(1)

(خ م دس ق) الحافظ عديم النظير الثبت النحرير عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم، العبسي مولاهم الكوفي، صاحب المسند، والمصنف وغير ذلك توفي سنة 235 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 432 - 433.

(2)

انظر: مقدمة الكامل لابن عدي ص 212، وتاريخ بغداد ج 10 ص 331، والمنتظم ج 5 ص 47، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370 والإرشاد ج 6، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وشرح علل الترمذي:191.

(3)

انظر: شرح علل الترمذي ص 191، ومقدمة الكامل ص 212، وتاريخ بغداد ج 10 ص 332، والمنتظم ج 5 ص 47 وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، والإرشادج 6، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ).

ص: 205

وقال أحمد بن حنبل: "ماجاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه، ولا أحفظ من أبي زرعة"

(1)

.

وقال أبوحاتم: "رحم الله أبا زرعة كان والله مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(2)

.

وقال أبو يعلى الموصلي

(3)

: "ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته إلا أبا زرعة الرازي فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، وكان لايرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ، أنه أعرف منه، وكان قد جمع الأبواب، والشيوخ والتفسير، وغير ذلك، وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف"

(4)

.

وقال يحيى بن مندة

(5)

: "قيل أحفظ الأمة أبو هريرة، ثم أبو زرعة الرازي"

(6)

.

ولقد اندهش من حفظه الغزير أحد المحدثين فقال: "ما ولدت حواء قط أحفظ من أبي زرعة"

(7)

.

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وتاريخ دمشق، والإرشاد ج 6، في علماء الري، وتهذيب الكمال ورقة (442 - )، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31 - 532 وطبقات الحنابلة ج 1 ص 200، والمنهج الأحمدج 1 ص 149، والمنتظم ج 5 ص 47.

(2)

انظر: تهذيب الكمال للمزي ورقة (442 ط)، وتاريخ دمشق.

(3)

أبو يعلى الموصلي الحافظ الثقة محدث الجزيرة أحمد بن علي بن المثنى التميمي صاحب المسند الكبير وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء توفي سنة 307 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 707 - 708.

(4)

انظر: مقدمة الكامل ص 213، وشرح علل الترمذي ص 192، وتاريخ بغداد ج 10 ص 334، والإرشاد ج 6، في علماء الري والمنتظم ج 5 ص 47.

(5)

ابن مندة: الحافظ العالم المسند أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب الأصبهاني ثقة، حافظ، مكثر، صدوق كثير التصانيف ت 411 هـ. تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1250.

(6)

انظر: شرح علل الترمذي ص 192.

(7)

انظر: شرح علل الترمذي ص 192. وقد بالغ في قوله هذا، لأن أبا زرعة نفسه قال: "كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث فقيل: ما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب. وسئل أبو زرعة: أنت أحفظ أم أحمد؟ قال: بل أحمد. قالوا: كيف؟ قال: وجدت كتب أحمد بن حنبل ليس فيها في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا

) وقال غير هذا في حفظه. انظر: شرح علل الترمذي ص 182 وغيره.

ص: 206

أما مقدار الأحاديث التي حفظها فقد ورد عن إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل أنه قال: "صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف"

(1)

.

وقال الحافظ البيهقي معقبا على قول أحمد: "إنما أراد ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقاويل الصحابة، وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين"

(2)

.

وقال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ: "لم يكن في هذه الأمة أحفظ من أبي زرعة، كان يحفظ سبعمائة ألف حديث، وكان يحفظ مائة وأربعين ألفا في التفسير والقراءات .. "

(3)

.

وقال الحافظ يحيى بن مندة: "وبلغني بإسناد هو لي مسموع أن أبا زرعة قال: أنا أحفظ ستمائة ألف حديث صحيح، وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير، والقراءات، وعشرة آلاف حديث مزورة، قيل له: ما بال المزورة تحفظ؟ قال: إذا مرّ بي منها حديث عرفته"

(4)

، وبهذا يتضح لنا أن قوله موافق لشهادة أحمد في مجموع الأحاديث التي حفظها وهي ستمائة ألف، حديث صحيح.

أما في التفسير، والقراءات فكان يحفظ أربعة عشر ألف إسناد، وقد

يدخل فيها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم من التابعين، ولعل الحافظ البيهقي قد وهم في إحصائها مع جلالة منزلته لأن فتاوى التابعين لاتعتبر من الحديث الصحيح. وأما قول

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنتظم ج 5 ص 47، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 36، وتهذيب الكمال ورقة (442 ط)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، وسير أعلام النبلاء في ترجمته.

(2)

انظر: تاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33.

(3)

انظر: تهذيب الكمال ورقة (442 - أ).

(4)

انظر: شرح علل الترمذي ص 192.

ص: 207

الحافظ أبي بكر محمد بن عمر الرازي فقد خالف ماصرح به أبو زرعة نفسه، الذي وافق فيه أحمد، ولقد روى الخطيب البغدادي بسنده الى أم عمرو بنت شمر أنها قالت:"سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين)، يريد حورعين. قال صالح: ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجباً. وقال: أنا أحفظ قي القراءات عشرة آلاف حديث. قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا"

(1)

أقول: فلعله زاد في حفظه لها بعد هذه الحادثة فأصبح يحفظ المقدار الذي صرح به- والله أعلم.

ومن الطريف ما ذكره الخطيب بسنده إلى أبي العباس محمد بن جعفر الرازي أنه قال: "سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق إن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث"

(2)

.

لذا يعد من الحفاظ القلائل الذين حفظوا هذا القدر العظيم من كلام النبوة، كابن أبي شيبة، والبخاري، وإبراهيم بن موسى الرازي، وغيرهم حتَّى إن الإمام أحمد صرح بحفظه وسرده للأحاديث من بين أقرانه فقد سأله ابنه عبد الله: "يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان، وقد تفرقوا. قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد ابن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370.

(2)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 335، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، والمنتظم ج 5 ص 47، وحكم الذهبي على هذه الحكاية بالإرسال.

انظر: سير أعلام النبلاء، ولقد ذكرها ابن عدي صاحب الكامل عن أبيه، حيث كان ضمن القوم الذين ذهبوا إلى أبي زرعة كي يستفتوه. ولعلها حادثة أخرى لأنه لم يذكر مقدار الحفظ. انظر: مقدمة الكامل ص 213، وشرح علل الترمذي ص 191، وطبقات الشافعية للسبكي ج 1 ص 65.

ص: 208

السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي"

(1)

، ثم قال له:"يا أبت: فمن أحفظهم؟ قال: أسردهم أبو زرعة، وأعرفهم محمد بن إسماعيل، وأتقنهم عبد الله، وأجمعهم للأبواب الحسن"

(2)

.

وإذا أردنا أن نعرف الوسائل التي اتبعها محدثنا حتى وصل إلى هذه المنزلة الرفيعة في الحفظ فهي بلاشك تقوى الله، والتقرب إليه بالنوافل والطاعات. قال تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}

(3)

، ودعاء المخلصين من شيوخه، والصالحين الذين صحبهم، ولما كان الجزاء من جنس العمل، فكان يترك الرذائل، ويصون سمعه عن الباطل أكرمه الله بالحفظ المتواصل، فقد ذكر الخطيب البغدادي عنه أنه قال:"ما سمعت أذني شيئاً من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات، فأضع أصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي"

(4)

. ولقد كان شديد التعاهد لمذاكرة تراث المصطفى صلى الله عليه وسلم. يقول أبو زرعة لأحد أصحابه: "إذا مرضت شهرا أو شهرين تبين علي في حفظ القرآن، وأما الحديث فإذا تركته أياما تبين علي ثم قال أبو زرعة: ترى قوما من أصحابنا كتبوا الحديث تركوا المجالسة منذ عشرين سنة أو أقل إذا جلسوا اليوم مع الأحداث كأنهم لا يعرفون ولا يحسنون الحديث. ثم قال: الحديث مثل الشمس إذا جلس من الشرق خمسة أيام لا يعرف فهذا الشأن تحتاج أن تتعاهده أبدا"

(5)

ولقد كان من حرصه على الحفظ أن ترك أكل الجبن والخل لما كان يشيع في عصره من سوء أثرهما على الحفظ.

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 327، وتاريخ دمشق، والأنساب ج 6 ص 35، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 200، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-)، وانظر كذلك: تاريخ بغداد ج 2 ص 21 حيث ذكر نحو هذا النص وطبقات الشافعية ج 2 ص 220، وسير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 283.

(3)

سورة البقرة: آية 281.

(4)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، والمنتظم ج 5 ص 48.

(5)

انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمته.

ص: 209

يقول ابن أبي حاتم: "وكان أبو زرعة لا يأكل الجبن ولا الخل"

(1)

ولقد استطاع رحمه الله ملازمة هذا المنهج حتى بقي حافظا متمتعا بذاكرة قوية حتى إنه كان يقول: "إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو"

(2)

.

وحتى وهو في النزع بلّغ حديثا من حفظه لما توقف أقرانه من الحفاظ في إسناده

(3)

، والأمثلة على حفظه وقوة ذاكرته كثيرة

(4)

.

‌2 - مكانته بين العلماء

لقد تمتع محدثنا الرازي بمكانة مرموقة بين علماء عصره، حازت السبق والتفوق على أقرانه، وانتشر ذكره وذاع صيته في كل مركز علمي يدخله، وما من حافظ كبير وإمام جليل يلتقي به إلا ترجم حبه له وإعجابه به، بآيات من الثناء العاطر والشكر المتواصل، وأخذ حبهم وتقديرهم لأبي زرعة يزداد كلما ازداد طلبا للحديث وتمسكا به والذب عنه، وأهلته إحاطته بعلوم السنة الشريفة، ومعرفته بدقائق رواياتها لأن يكون حكما بين المحدثين إذا اختلفوا. وأقواله في الرواة أساسا اذا جرحوا أو عدلوا. ولم يقتصر هذا على تلاميذه بل

(1)

انظر: المصدر السابق، ولقد كان غيره من المحدثين يفعل ذلك، حتى إنهم كانوا يحملون الزبيب هدية لأطفالهم لأنه ينشط الفكر على ما شاع عن بعض كبار المحدثين والحفاظ. انظر: الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح المقدسي ج 3 ص 28، وزاد المعاد لابن القيم ج 1 ص 168.

(2)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، والمنتظم ج 5 ص 48، وتاريخ دمشق، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، وتهذيب الكمال ورقة (442 - ب)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33.

(3)

سأذكر الخبر كاملاً في وفاته.

(4)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 331، ومقدمة الجرح والتعديل ص 333، وتهذيب الكمال ورقة (442 - ب) وغير ذلك.

ص: 210

عم أقرانه وشيوخه، وليس هذا في حدود الري بل في البلاد الأخرى أيضا حتى إن إمام السنة أحمد بن حنبل كان يقتصر على أداء الفرائض حينما ينزل عنده أبو زرعة في زياراته لبغداد حرصا على مذاكرته، وصحح أحاديث كان مترددا في ثبوتها بمعرفته، وكثيرا ما كان يحتكم أقرانه إليه ليميّز لهم الأحاديث المعللة من الصحيحة

(1)

، حتى إن الحافظ محمد بن مسلم بن وارة كان يسأله عن بعض ما يخفى عليه من فقه الحديث وغريبه، من ذلك ما ذكر عنه أنه قال:"مازلت أستجفي عائشة رضي الله عنها في قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وبمنة الله لا بمنتك" حتى سألت أبا زرعة الرازي فقال: وآت الحمد أهله"

(2)

ولقد كان العلماء يطمئنون للأثر أو الخبر بمجرد إقرار أبي زرعة له، فقد أورد ابن الصلاح في مقدمته خبرا يتعلق بتحديد مفهوم الصحبة والصحابي ثم قال:"إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة"

(3)

.

ويرجع الفضل إليه في خلو صحيح مسلم من الأحاديث المنتقدة. يقول ابن الصلاح: "ومما جاء في فضل صحيح مسلم ما بلغنا عن مكي ابن عبدان أحد حفاظ نيسابور أنه قال: سمعت مسلما يقول: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خرجته"

(4)

.

وهذه طائفة من نصوص التقدير والإعجاب التي توضح وتبين لنا مكانة محدثنا بين علماء عصره. قال أبو زرعة: سمعت إبراهيم بن موسى يقول لي: "أجد منك ريح الولد"

(5)

أي يحبه كحبه لأولاده.

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330 - 331، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33 ومقدمة الجرح والتعديل، ص 337.

(2)

انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ج 3 ص 17.

(3)

انظر: التقييد والإيضاح ص 299.

(4)

انظر: صحيح مسلم بشرح النووي ج 1 ص 15 وكذا في ص 26.

(5)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342.

ص: 211

قال إسحاق بن راهويه: "كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل"

(1)

.

قال عمرو بن سهل بن صرخاب: "ما ولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة"

(2)

.

وقال أحمد بن سليمان الرهاوي: "ما أحد أحب إلي أن أراه من أبي زرعة"

(3)

.

وقال فضلك الصائغ: "دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب فخرج إلي شيخ مخضوب وكنت أنا ناعسا فحركني فقال: يا مردريك من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أي زرعة. فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟ لقيت مالك بن أنس، وغيره فما رأت عيناي مثله"

(4)

.

وقال أبو عبد الله بن ساكن الزنجاني: "دخلت مصر والشام فرأيت الكبراء من أصحاب الشافعي، ودخلت البصرة والكوفة ورأيت المبرزين ما رأيت فيهم مثل أبي زرعة ورعاً وديانة وحفظاً"

(5)

.

وقال محمد بن يحيى النيسابوري: "لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، ومقدمة الجرح والتعديل ص 342،

والمنتظم ج 5 ص 47، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، وسير أعلام النبلاء وتهذيب الكمال و رقة (442 - أ).

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 329، وتاريخ دمشق لابن عساكر.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342.

(4)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ دمشق، في ترجمة أبي زرعة. ومردريك: مرد الشاب أو الفتى، وشاكرد التلميذ، وهي كلمة فارسية. انظر: السامي في الأسامي، لأحمد ابن محمد أبي الفضل الميداني النيسابوري ت 531 هـ. ص 190.

(5)

انظر: الإرشاد ج 6، علماء الري في ترجمته.

ص: 212

عز وجل لهم مثل أبي زرعة وما كان الله عز وجل ليترك الأرض إلا وفيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ماجهلوه" - وجعل يمدح أبا زرعة في كلام كثير -

(1)

.

وقال أبو حاتم الرازي: "إذا رأيت الرازي، وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع"

(2)

، وشهد له بالإمامة

(3)

، وكان يحدث عنه فيقول:"حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي، وما خلف بعده مثله علما وفهما، وصيانة وحذقا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم في هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل"

(4)

، وكان يفضله على بعض الحفاظ فيقول:"كان أبو زرعة أفهم من أبي عبد الله الطهراني، وأعلم منه بكل شيء بالفقه والحديث وغيره"

(5)

. وظل محافظا على حبه وولائه حتى بعد وفاته من ذلك قوله: "رحم الله أبا زرعة كان والله مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(6)

، وسمعه ابنه عبد الرحمن يقول:"الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه، وعنده تمييز ذلك ويحسن علل الحديث أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني، وبعدهم أبو زرعة كان يحسن ذلك". قيل لأبي- القائل عبد الرحمن- فغير هؤلاء تعرف اليوم أحداً؟ قال: لا"

(7)

.

وقال محمد بن مسلم بن وارة: "إن الله تعالى إذا أراد بقوم خيرا جعل

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 330، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء.

(2)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 329، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وتاريخ دمشق.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 334، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31 وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج 1 ص 150.

(4)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 333، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، ومقدمة الجرح والتعديل ص 231، وانظر: طبقات الداوودي ج 1 ص 371 باختصار وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وسير أعلام النبلاء.

(5)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 231.

(6)

انظر: تهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتاريخ دمشق.

(7)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 23.

ص: 213

فيهم آية، وإن أبا زرعة آية من آيات الله عز وجل"

(1)

وقال أيضاً: "ما خلف أبو زرعة مثله وكان دربندان العلم"

(2)

.

وقال ابن حبان: "كان أحد أئمة الدنيا في الحديث مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ والمذاكرة وترك الدنيا وما فيه الناس"

(3)

.

وقال الحافظ الخليلي: "فضائله أكثر من أن تعد، وفي تصانيفه لايوازيه أحد"، وقال أيضاً:"الإمام المتفق عليه بلا مدافعة بالحجاز والعراق والشام ومصر والجبل وخراسان لا يختلف فيه أحد"

(4)

.

وقال عبد الرحمن بن محمد القزويني القاضي: "حدثنا يونس بن عبد الأعلى يوما فقال: حدثني أبو زرعة فقال له رجل من أصحاب الحديث من أبو زرعة هذا؟ قال: إن أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا"

(5)

، وقال أيضاً:"أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله"

(6)

، وقال:"ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة"

(7)

، وقال:"أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان - ودعا لهما - وقال: بقاؤهما صلاح للمسلمين"

(8)

.

وقال الفضل الصائغ: "دخلت على الربيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت من أهل الري - أصلحك الله - من بعض شاكردي أبو زرعة فقال:

(1)

انظر: الإرشاد ج 6، علماء الري في ترجمة أبي زرعة.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 329، وتاريخ دمشق.

(3)

انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 33.

(4)

انظر: الإرشاد ج 6، علماء الري في ترجمة أبي زرعة.

(5)

انظر: تاريخ دمشق في ترجمة أبي زرعة وكذا في سير أعلام النبلاء.

(6)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330.

(7)

انظر: طبقات المفسرين ج 1 ص 371، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-)، وتاريخ دمشق.

(8)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 334.

ص: 214

تركت أبا زرعة وجئتني؟ إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل إنسانا آية من شكله حتى لا يكون له ثان"

(1)

.

وقال الحسين بن صالح: "ما رأيت أحدا يحدث لله غير أبي زرعة الرازي، ويحيى الكرابيسي"

(2)

.

وقال عبد الله بن محمد القزويني: "سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول في حديث ذكره من حديث الكوفة فقال: هذا أفادنيه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، فقال له بعض من حضر يا أبا بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ، منهم الفلاس. فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل"

(3)

.

ولقد عمد بعض المحدثين إلى أسلوب من أساليب الود والتقدير لأبي زرعة فكتبوا له كتبا يكبرون فيها إلتزامه بنهج السلف الصالح ودعوته الناس للتمسك بالسنة النبوية وترغيبهم بها وترهيبهم من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، والرد على المخالفين وهذه بعض الرسائل التي كتبها الأئمة.

يقول الإمام إسحاق بن راهوية في كتابه لأبي زرعة: "إني أزداد بك كل يوم سرورا فالحمد لله الذي جعلك ممن يحفظ سنته وهذا من أعظم ما يحتاج إليه اليوم طالب العلم، وأحمد بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتى يكاد يفرط، وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط، وأقرأني كتابك إليه بنحو ما أوصيتك من إظهار السنة، وترك المداهنة فجزاك الله خيرا أقدم على ما أوصيتك فإن للباطل

(1)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-)، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ دمشق. في ترجمة أبي زرعة.

(2)

انظر: الإرشاد للخليلي.

(3)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 333، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370، وتاريخ دمشق لابن عساكر.

ص: 215

جولة ثم يضمحل، وإنك ممن أحب صلاحه وزينه، وإني أسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر بذلك"

(1)

.

وكتب إليه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برسته

(2)

من أصبهان، يقول في كتابه "اعلم رحمك الله أني ما أكاد أنساك في الدعاء لك ليلي ونهاري أن يمتع المسلمون بطول بقائك فإنه لايزال الناس بخير مابقي من يعرف العلم وحقه من باطله، ولولا ذلك لذهب العلم وصار الناس إلى الجهل، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وقد جعلك الله فيهم فأحمد الله على ذلك فقد وجب لله عز وجل الشكر في ذلك"

(3)

.

وكان الحب والتقدير يعبر عنه أحياناً بالدعاء. فقد ذكر ابن أبي حاتم عن الحسن بن أحمد بن الليث أنه قال: "سمعت أحمد بن حنبل- وسأله رجل فقال: بالريّ شاب يقال له أبو زرعة، فغضب أحمد وقال: تقول شاب؟ كالمنكر عليه، ثم رفع يديه وجعل يدعو الله عز وجل لأبي زرعة ويقول: اللهم انصره على من بغى عليه، اللهم عافه، اللهم ادفع البلاء اللهم، اللهم- في دعاء كثير. قال الحسن: "فلما قدمت حكيت ذلك لأبي زرعة وحملت إليه دعاء أحمد بن حنبل له وكنت كتبته عنه، فكتبه أبو زرعة، وقال لي أبو زرعة: ما وقعت في بلية

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 341، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص 122، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32.

(2)

هو (ق) عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري، أبو الحسن الأصبهاني الأزرق روى عن ابن عيينة، وأبي داورد الطيالسي، وابن مهدي وغيرهم، وعنه أبو زرعة وغيره. كان عنده عن ابن مهدي ثلاثون ألف حديث، وكان روايه يحيى القطان، وقال أبو حاتم: صدوق ولد سنة 188 هـ وتوفى سنة 255 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 234 - 235، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 263.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 341، وانظر كتاب أبي ثور لأبي زرعة في مقدمة الجرح والتعديل ص 344، وشرف أصحاب الحديث ص 130، وقد تقدم تخريج هذا الحديث في المقدمة.

ص: 216

فذكرت دعاء أحمد إلا ظننت أن الله عز وجل يفرج بدعائه عني"

(1)

. وكان محمد بن مسلم بن وارة يدعو له في صلاته بعد موته

(2)

.

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342/ باب ما ذكر من جلالة أبي زرعة عند العلماء، ومناقب الإمام أحمد ص 122، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442 - أ-)، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342.

ص: 217

‌الفصل الثامن: مذهبه، وعقيدته، وزهده، ووفاته

.

‌1 - مذهبه

شهدت الري كغيرها من بلاد خراسان، وما جاورها نشوء الاتجاهات الفكرية الإسلامية، واكتمال مناهج مذاهب أهل الرأي وأهل الحديث وغيرها، وكان الكثير من أهل الري على مذهب أهل الرأي المتمثل بالإمام أبي حنيفة وكان أبو زرعة أحد الأتباع أيام حداثة سنه، قال أبو زرعة: "كان أهل الري قد افتتنوا بأبي حنيفة وكنا أحداثاً

(1)

، نجري معهم ولقد سألت أبا نعيم عن هذا، وأنا أرى أني في عمل، ولقد كان الحميدي يقرأ كتاب الرد ويذكر أبا حنيفة، وأنا أهم بالوثوب عليه

"

(2)

، ولقد كان مهتما تلك الفترة من حياته بفقه أبي حنيفة حتى إنه حفظ ما دون من كتب الامام. قال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ عنه: "وحفظ كتب أبي حنيفة في أربعين يوماً، وكان يسردها مثل الماء

"

(3)

ولكن لا ندري مدة هذه الفترة التي كان متابعا فيها لمذهب أبي حنيفة، ويبدو أنها قصيرة فبعد أن اتصل بأهل الحديث أخذ يبتعد عن أهل

(1)

يقال هؤلاء قوم حدثان جمع حدث وهو الفتي السن، ورجل حدث أي شاب، فإن ذكرت السن قلت حديث السن وهؤلاء غلمان حدثان أي أحداث

) انظر: لسان العرب ج 2 ص 437.

(2)

انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (36 - ب، 37 - أ).

(3)

انظر: تهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - أ-).

ص: 219

الرأي، وانكب على حفظ الأحاديث النبوية، وأول ما بدأ بحفظه حديث الإمام مالك فيقول عن نفسه:"أول شيء أخذت نفسي تحفظه من الحديث، حديث مالك، فلما حفظته، ووعيته طلبت حديث الثوري وشعبة، وغيرهما .. "

(1)

ولم يهتم بتلك الفترة بحفظ آراء الفقهاء وفقههم، ومناظرة أتباعهم فيحدثنا عن نفسه أيام لقائه بإسماعيل بن يحيى المزني

(2)

فيقول: "ما أعلم أني أتيت المزني إلا مرة واحدة مررت به وهو قاعد فسلم عليّ فاستحييت منه فجلست إليه ساعة، فقلت له- القائل ابن أيى حاتم- سألته عن شيء أو جرى بينك وبينه شيء؟ قال: لا لم يكن لي نهمة

(3)

في الكلام والمناظرة في تلك الأيام، وإنما كان نهمتي في كتابة الحديث"

(4)

، إلا أنه بعد هذه الفترة التي استوعبت حافظته فيها معظم الطرق والروايات للأحاديث النبوية أخذ يهتم بتدوين مسائل الصحابة، والتابعين ثم آراء ومسائل الفقهاء من أتباع التابعين. فنقل عنه أنه قال: "فلما تناهيت في حفظ الحديث نظرت في رأي مالك والثوري، والأوزاعي وكتبت كتب الشافعي

(5)

، وروى عنه أنه قال: "رأيت فيما يرى النائم كأني في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكأني أمسح يدي على منبر النبي صلى الله عليه وسلم موضع المقعد والذي يليه والذي يليه ثم أمسكته، فقصصته على رجل من أهل سجستان كان معنا بحران. فقال: هذا أنت تعنى بحديث النيي صلى الله عليه

(1)

انظر: الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص 32.

(2)

إسماعيل بن يحيى بن عمرو بن مسلم، أبو إبراهيم المزني وكان فقيها عالما راجح المعرفة جليل القدر في النظر عارفا بوجوه الكلام والجدل حسن البيان مقدما في مذهب الشافعي وقوله وإتقانه وله على مذهب الشافعي كتب كثيرة لم يلحقه أحد فيها ولقد أتعب الناس بعده منها المختصر الكبير نحو ألف ورقة، والصغير الذي عليه العمل نحو من ثلاثمائة ورقة، وكان تقيا ورعا دينا صبوراً، ت 264 هـ. انظر: الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص 110.

(3)

النهمة الحاجة وقيل بلوغ الهمة والشهوة في الشيء. انظر: لسان العرب ج 16 ص 73، وورد في نسخة أخرى من الجرح والتعديل بلفظ (همة)، والهمة: ما همَّ به من أمر ليفعله. انظر: لسان العرب ج 16 ص 105.

(4)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 204.

(5)

ا نظر: الانتقاء ص 32.

ص: 220

وسلم، والصحابة والتابعين وكنت إذ ذاك لا أحفظ كثير شيء من مسائل الأوزاعي ومالك والثوري وغيرهم، ثم عنيت به بعد"

(1)

.

ثم اعتنى بفقه الشافعي فدون جميع كتبه أثناء إقامته في مصر سنة 228 - (229) هـ، في رحلته الثانية وسمع جميعها من الربيع

(2)

قبل موت البويطي بأربع سنين

(3)

. يقول أبو زرعة: "وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها فلما رأيت كثرة العلم بها، وكثرة الاستفادة، عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهما أن يكتبها كلها وأعطيته الكاغد، وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعهما، فبيعا بستين درهما، واشتريت مائة ورقة كاغد بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي"

(4)

حتى إنه برع في فروع المذهب وأصوله، وكان يميز اجتهاد بعض تلاميذ الإمام وتفريعهم على المذهب ومخالفتهم له فقد روى الخليلي بسنده إلى أبي عثمان سعيد بن عمرو البرذعي أنه قال: "لما رجعت إلى مصر وأردت الخروج إلى خراسان أقمت ثانيا عند أبي زرعة الحافظ فعرضت عليه كتاب المزني، فكلما قرأت عليه مما خالف الشافعي جعل أبو زرعة يبتسم

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 230 - 231، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - أ)، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة.

(2)

الربيع هو (دس) ابن سليمان بن داوود الجيزي أبو محمد الأزدي مولاهم المصري صحب الشافعي طويلاً، وأخذ عنه كثيرا وخدمه وكانت الرحلة إليه في كتب الشافعي قال عنه ابن يونس والخطيب ثقة ت 256 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 245، والانتقاء ص 112.

(3)

(ل ت) يوسف بن يحيى القرشي أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه كان من أهل الدين والعلم والفهم والثقة صلبا في السنة فيرد على أهل البدع، وكان حسن النظر حمل من مصر أيام المحنة بالقرآن إلى العراق فأرادوه على الفتنة فامتنع فسجن إلى أن توفي ببغداد سنة 1332 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 427 - 429، والانتقاء ص 109 - 110. وانظر: تهذيب التهذيب ج 3، ص 246.

(4)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.

ص: 221

ويقول: لم يعمل صاحبك شيئا في اختياره لنفسه لا يمكنه الانفصال فيما ادعى. قلت: هل سمعت منه شيئا؟ قال: لا، وما جالسته إلا يومين"

(1)

.

إضافة إلى هذه الحصيلة الفكرية الغزيرة فقد اطلع على مذهب شيخه الكبير أحمد بن حنبل، فقد ذكره القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء في جملة من نقل الفقه عن الإمام أحمد

(2)

، وذكر أبو بكر الخلال أنه "روى عن الإمام أحمد الكثير من المسائل الغريبة، وأنه كان يحفظ حديثه كله"

(3)

.

بعد هذا العرض الذي بين الإحاطة الواسعة لأبي زرعة في مذاهب الأئمة رحمهم الله من أتباع التابعين إضافة إلى اغترافه من مشكاة النبوة وعلل نهله بآثار أصحابه رضي الله عنهم نتساءل هل استقر على مذهب معين أم انفرد بطريقة خاصة ومذهب معروف في استنباط الأحكام والفتيا؟ أم بقي ضمن الحفاظ الذين يحفظون الأحاديث والآثار وآراء الفقهاء ولا قدرة لهم على الاستنباط كما يرى ذلك ابن القيم حيث قسم العلماء إلى قسمين فيقول: "قسم حفاظ معتنون بالضبط، والحفظ، والآداء كما سمعوا ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه، وقسم معتنون بالاستنباط، واستخراج الأحكام من النصوص والتفقه فيها. فالأول كأبي زرعة وأبي حاتم وابن وارة، وقبلهم كبندار محمد بن بشار، وعمرو الناقد، وعبد الرزاق، وقبلهم كمحمد بن جعفر وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهم من أهل الحفظ والإتقان والضبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف، واستخراج الأحكام من ألفاظ النصوص"

(4)

. فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن أبا زرعة من الحفاظ المتقنين الذين شهد لهم بالضبط والإتقان وهو أحد الحفاظ

(1)

انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 3، في ترجمة المزني، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 743 - 744.

(2)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 7.

(3)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 199، والمنهج الأحمد ج 1 ص 148، والمقصود بالمسائل الغريبة في الفقه هي المسائل التي لا يكثر وقوعها أو نادرة الحدوث والله أعلم.

(4)

انظر: الوابل الصيب لابن قيم الجوزية ص 128، وما تمس إليه الحاجة لمن يطالع سنن ابن ماجة ص 20.

ص: 222

الذين عنوا بفقه الحديث حتى إن الحاكم ذكره ضمن فقهاء المحدثين، وأفرده بترجمة كباقي الأئمة كالزهري، والأوزاعي، وابن عيينة وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد بن حنبل، وابن المديني، وغيرهم، وذكر قبل تراجمهم المقصود بفقه الحديث فقال:"بعد معرفة فقه الحديث، إذ هو ثمرة هذه العلوم، وبه قوام الشريعة، فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس، والرأي والاستنباط، والجدل، والنظر فمعروفون في كل عصر، وأهل كل بلد، ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هذا الموضع فقه الحديث عن أهله ليستدل بذلك على أن أهل هذه الصنعة من تبحر فيها لا يجهل فقه الحديث إذ هو نوع من أنواع هذا العلم"

(1)

وبقول الحاكم هذا يرد كلام ابن القيم رحمه الله.

وبناء على قول الحاكم هذا أرجح أن أبا زرعة اتبع طريقة الإمام أحمد في الفقه وأصبح من أتباعه، وقد تكون منزلته كمنزلة المجتهدين الذين يتبعون بعض الأئمة واجتهادهم داخل مذاهب أولئك الأئمة، فلا يخرجون عن قواعدهم في الاستنباط والاجتهاد، واجتهادهم يكون تفريعا على أصول أئمة المذاهب. وسأذكر طريقة الإمام أحمد بن حنبل في استنباط الأحكام الشرعية، وأذكر بعض الشواهد التي تدل على متابعة أبي زرعة له. بين الحافظ ابن رجب أن العلماء حيال المسائل المفروضة ينقسمون ثلاثة أقسام، ثم ذكر أن الطريقة المثلى في ذلك هي طريقة أحمد بن حنبل ثم قال في تقسيمه للعلماء: "

وأما فقهاء أهل الحديث العاملون به، فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله عز وجل، وما يفسره من السنن الصحيحة، وكلام الصحابة والتابعين بإحسان، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيحها وسقيمها، ثم الفقه فيها وتفهيمها والوقوف على معانيها، ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث، ومسائل الحلال والحرام، وأصول السنة، والزهد والرقائق، وغير ذلك. وهذه هي طريقة الإمام أحمد ومن وافقه من أهل الحديث الربانيين، وفي معرفة هذا شغل شاغل عن التشاغل بما أحدث من الرأي مما لا ينتفع به ولا يقع، وإنما يورث التجادل فيه الخصومات والجدال وكثرة

(1)

انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم ص 63.

ص: 223

القيل والقال"

(1)

.

فهذه طريقة الإمام أحمد، ومن تبعه من المحدثين، رأس مالهم في الاجتهاد والفتيا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كتاب الله عز وجل، ثم يليهما في الرتبة أقوال فتاوى الصحابة ومن بعدهم من التابعين، وكان أبو زرعة يرى أن من يتصدر للفتيا في مسائل الطلاق عليه أن يحفظ قدراً كبيراً من الحديث فيقول:"عجبت ممن يفتي في مسائل الطلاق يحفظ أقل من مائة ألف حديث"

(2)

.

ومما يدل على تأثره بطريقة الإمام أحمد قوله: "اختيار أحمد وإسحاق أحب إليّ من قول الشافعي، وما أعرف في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد"

(3)

، ولقد ذكر ابن عبد البر أن أبا زرعة قال: فيمن أسلم على ميراث قبل أن يقسم إنه له"

(4)

. وتابع في هذا إمامه أحمد

(5)

، ولقد مدحه أحد أصحابه بقوله:

فتى حنبلي الرأي لايتبع الهوى

ولكنه من خشية الله يحذر

يؤدي عن الآثار لا الرأي همه

وعن سلف الأخيار ماسيل يخبر

فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه

مثال عبيدالله مافيه يشكر

تمنى رجال أن يكونوا كمثله

وقد شيبتهم في الرياسة أعصر

(6)

‌2 - عقيدته، وأقواله في المعتقد

لقد نهج كثير من السلف الصالح على تدوين اعتقادهم ضمن مصنفاتهم ومؤلفاتهم أو يقررونها على تلاميذهم. وأبو زرعة شأنه شأن أئمة الحديث في ذلك إلا أننا لم نقف على مصنف دونه بنفسه في العقيدة إلا أن تلميذه الملازم له

(1)

انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص 44 - 45.

(2)

انظر: الإرشاد ج 6، في ترجمته.

(3)

انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمته.

(4)

انظر: التمهيد لابن عبد البر ج 2 ص 59، وانظر كذلك مناظرته لأبي حاتم في مسألة رفع اليدين في القنوت، سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد ج 2 ص 76.

(5)

انظر: المغنى لابن قدامة المقدسي ج 6 ص 298.

(6)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 373.

ص: 224

ابن أبي حاتم قد ضمن كتابه (أصل السنة واعتقاد الدين)

(1)

عقيدة أبيه وأبي زرعة ومنه نقل العلماء هذا المعتقد في مؤلفاتهم منهم الامام الجليل أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن منصور الطبري اللالكائي في كتابه النفيس (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم)

(2)

حيث رواه بسنده عن شيخه محمد بن المظفر المقرئ، قال حدثنا الحسين بن محمد بن حبش المقرئ قال حدثنا أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم

وكذلك الحافظ الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار)

(3)

ذكر بعض اعتقاده رواه بسنده عن شيخه أحمد بن أبي الخير عن يحيى بن يونس، أنبأنا أبو طالب اليوسفي أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم

وذكره أيضا الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية باختصار

(4)

. وسأذكر نص الاعتقاد ثم أعقبه ببعض أقواله المتفرقة أيضا وبالله التوفيق.

نص الاعتقاد من كتابي ابن أبي حاتم وأبي القاسم اللالكائي.

قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة رضي الله عنهما عن مذاهب (أهل السنة)

(5)

في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلما (ء) في جميع الأمصار حجازا

(6)

وعراقاً

(7)

(1)

كتاب (أصل السنة واعتقاد الدين) وهو يتضمن أسئلة وجهها إلى والده وإلى أبي زرعة مع إجاباتها محفوظ في المكتبة الظاهرية بدمشق. مجموع 11 (166 - أ- 169) كتب في القرن السادس الهجري رواه عنه أبو الحسين يحيى بن عبد العزيز. وانظر تاريخ التراث العربي ج 1 ص 449 وقد حصلت على نسخة مصورة منه.

(2)

كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة

محفوظ في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم (1427) الجزء الأول الورقة (47 - أ- 49 - ب) تحت عنوان (اعتقاد أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وأبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازيين).

(3)

العلو للعلي الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها) ط 2 عام 1968 القاهرة ص 137 - 138.

(4)

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ص 111 - 112 ط زكريا علي يوسف القاهرة.

(5)

كلمة أهل السنة لا توجد في كتاب ابن أبي حاتم وتوجد في كتاب اللالكائي.

(6)

في كتاب ابن أبي حاتم كتبت هكذا (وحجازاً).

(7)

في كتاب ابن أبي حاتم (أو عراقاً).

ص: 225

ومصراً

(1)

وشاما ويمناً فكان من مذهبهم إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، والقدر خيره وشره من الله وخير هذه الأمة بعد نبيها عليه السلام

(2)

أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان

(3)

بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم

(4)

وهم الخلفا (ء) الراشدون المهديون وإن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد لهم

(5)

بالجنة على ماشهد به رسول (الله صلى الله عليه وسلم

(6)

وقوله الحق، والترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

(7)

، والكف عما شجر بينهم وإن الله عز وجل علىعرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم

(8)

بلا كيف، أحاط بكل شيء علما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والله

(9)

تبارك وتعالى يُرى في الآخرة، يراه

(10)

أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شا (ء) وكما شا (ء) والجنة والنار حق وهما مخلوقتان لايغيبان أبدا

(11)

والجنة ثواب لأوليائه والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم

(12)

، والصراط حق والميزان له كفتان توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئتها حق والحوض المكرم به نبينا صلى الله عليه وسلم

(13)

حق والشفاعة حق (وإن ناسا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق

(1)

في كتاب اللالكائي لا توجد.

(2)

من كتاب اللالكائي.

(3)

في كتاب اللالكائي كتبت كلمة (عثمان) فقط.

(4)

وفي كتاب اللالكائي كتب عليهم السلام.

(5)

عبارة (وشهد لهم) مكررة في كتاب ابن أبي حاتم.

(6)

من كتاب اللالكائي.

(7)

ما بين القوسين لا يوجد في كتاب اللالكائي.

(8)

من كتاب اللالكائي.

(9)

وفي كتاب اللالكائي (وأنه) بدل (والله).

(10)

وفي كتاب ابن أبي حاتم (ويراه).

(11)

في كتاب اللالكائي (والجنة حق والنار حق وهما مخلوقتان لا يفنيان أبداً) وفي كتاب ابن أبي حاتم (والجنة والنار حق وهما مخلوقتان أبداً ونعيم الجنة لا يفنى أبداً).

(12)

زاد اللالكائي بعدها (الله عز وجل.

(13)

ما بين القوسين لا يوجد في كتاب اللالكائي.

ص: 226

وعذاب القبر حق ومنكر ونكير والكرام الكاتبين حق)

(1)

والبعث من بعد الموت حق وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل لانكفر أهل القبلة بذنوبهم ونكل سرائرهم

(2)

إلى الله عز وجل ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن (ولاه الله عز وجل أمرنا)

(3)

ولا ننزع يداً

(4)

من طاعة ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة وإن الجهاد

(5)

ماض مذ بعث الله

(6)

نبيه صلى الله عليه وسلم

(7)

إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء والحج كذلك. ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين. والناس موقنون في أحكامهم (ومواريثهم ولا ندري)

(8)

ما هم عند الله

(9)

فمن قال إنه مؤمن حقا فهو مبتدع ومن قال إنه

(10)

مؤمن عند الله فهو من الكاذبين، ومن قال إني مؤمن بالله

(11)

فهو مصيب، والمرجئة مبتدعة ضلال والقدرية مبتدعة ضلال ومن

(12)

أنكر منهم أن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون فهو كافر

(13)

وإن الجهمية كفار، والرافضة رفضوا الاسلام والخوارج مرّاق ومن زعم أن القرآن مخلوق فهوكافركفراً ينقل عن الملة

(14)

ومن شك في كفره

(1)

ما بين القوسين لا يوجد في كتاب اللالكاني.

(2)

في كتاب اللالكائي (أسرارهم).

(3)

في كتاب ابن أبي حاتم (لمن ولاه) وفي كتاب اللالكائي (ولانا الله عز وجل أمرنا) والصواب ما أثبتناه.

(4)

في كتاب ابن أبي حاتم (يد) وفي كتاب اللالكائي (يداً).

(5)

وفي كتاب اللالكائي (فإن الجهاد).

(6)

زاد اللالكائي بعدها عز وجل.

(7)

في كتاب اللالكائي عليه السلام.

(8)

من كتاب اللالكائي وفي كتاب ابن أبي حاتم (ومواشهم لا ندري).

(9)

زاد اللالكائي بعدها عز وجل.

(10)

في كتاب اللالكائي (ومن قال هر مؤمن).

(11)

زاد اللالكائي بعدها كلمة (حقاً).

(12)

في كتاب اللالكائي (فمن).

(13)

في كتاب اللالكائي (فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لايعلم مالم يكن قبل أن يكون فهو كافر.

(14)

في كتاب اللالكائي (فهو كافر بالله العظيم كفرا ينتقل عن الملة).

ص: 227

ممن يفهم فهو كافر، ومن شك في كلام الله فوقف فيه شاكا يقول لا أدري مخلوق أم غير مخلوق فهو جهمي، ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدّع (ولم)

(1)

يكفر. ومن قال: (لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي)

(2)

، وفيه أيضا قال أبو محمد:(سمعت أبي وأبا)

(3)

زرعة (يأمران)

(4)

بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان بذلك أشد التغليظ

(5)

وينكران وضع الكتب بالرأي غير آثار

(6)

وينهيان عن مجالسة أهل الكلام

(7)

وعن النظر في كتب المتكلمين ويقولان: "لا يفلح صاحب كلام أبداً". ثم قال أبو محمد: "وبه أقول أنا".

واكتفى الذهبي في كتاب (العلو للعلي الغفار) بعد أن ذكر سؤال ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة وجوابهما له. بقولهما "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمنا فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف أحاط بكل شيء علما ثم قال (ح) وأخبرنا التاج عبد الخالق أنبأنا ابن قدامة أنبأنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين ابن زكرياء أنبأنا هبة الله بن الحسن وذكر باقي سند اللالكائي ثم قال (ح) وأنبأنا التاج أنبأنا ابن قدامة قال: وقرأت بالموصل على أبي الفضل الطوسي أخبركم أبو الحسن العلاف أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا علي ابن حردك أنبأنا عبدالرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار فكان من مذاهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن الله تعالى على عرشه بائن

(1)

من كتاب اللالكائي.

(2)

وفي كتاب اللالكائي زاد بعد كلمة جهمي (أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي).

(3)

في كتاب ابن أبي حاتم كتبت هكذا (وأبي).

(4)

لا توجد في كتاب ابن أبي حاتم وتوجد في كتاب اللالكائي.

(5)

هكذا في كتاب اللالكائي وفي كتاب ابن أبي حاتم هكذا (ويغلظان رأيهما أشد التغليظ).

(6)

في كتاب اللالكائي (برأي في غير آثار).

(7)

لا توجد كلمة (عن) في كتاب اللالكائي.

ص: 228

من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بلا كيف أحاط بكل شيء علما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"

(1)

.

وذكر أبو القاسم هبة الله في (باب سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة) ثم قال: "فمن الصحابة

" وذكرهم ثم قال: "ومن التابعين وذكرهم حتى ذكر طبقة أبي زرعة فقال: "ومن أهل الري إبراهيم بن موسى (الهعا) والصواب الفراء وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي

الخ"

(2)

، واستدل أبو القاسم اللالكائي بقول أبي زرعة مع علماء الري حيث قالوا:"القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهوكافر"

(3)

. وذكر الذهبي الأئمة الذين قالوا بتكفير من قال بخلق القرآن من عصر مالك والثوري، وذكر أئمة آخرين منهم أبو زرعة الرازي

(4)

.

وقال أبو زرعة "القرآن كلام الله في مخلوق والذي يقف فيه على الشك هو والذي يقول: مخلوق: شيء واحد. أحمد بن حنبل يقول: تفرقت الجهمية على ثلاث أصناف: صنف قالت: القرآن مخلوق، وصنف وقفت، وصنف قالت: لفظنا بالقرآن مخلوق"

(5)

.

وقال ابن أبى حاتم في كتاب (الرد على الجهمية)

(6)

حدثنا أبي وأبو زرعة قالا كان يُحكى لنا أن هنا رجلا من قصة هذا فحدثني أبو زرعة قال: "كان بالبصرة رجل وأنا مقيم في سنة (230) فحدثني عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه أنه قال: إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله ما في صدري من القرآن وكان

(1)

انظر: العلو للعلي الغفار ص 137 - 138.

(2)

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة

ورقة (8 - ب- 10 - أ).

(3)

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة

ورقة (74 - ب-).

(4)

انظر: العلو للعلي الغفار ص 87، 119.

(5)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202.

(6)

لم أقف على مكان وجود هذا المخطوط وانظر: تاريخ التراث العربي ج 1 ص 449.

ص: 229

من قراء القرآن فنسي حتى كان يقال له: قل (بسم الله الرحمن الرحيم) فيقول: معروف معروف ولا يتكلم به. قال أبو زرعة: "فجهدوا بي أن أراه فلم أره"

(1)

.

قال أبو زرعة الرازي: حدثنا هدبة بن خالد، سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: "ويلكم ما تنكرون هذا الأمر والله ما في الحديث شيء إلا وفي القرآن ما هو أثبت منه، قول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}

(2)

{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}

(3)

{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}

(4)

{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(5)

{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}

(6)

{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ}

(7)

{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}

(8)

{يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ}

(9)

" قال: فما زال في ذا من العصر إلى المغرب"

(10)

وقال أبو زرعة الرازي: حدثنا سويد بن سعيد، عن معاوية بن عمار قال سئل جعفر بن محمد عن القرآن فقال:"ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عزوجل"

(11)

.

قال أبو إسماعيل الأنصاري مصنف (ذم الكلام وأهله) أنبأ أبو يعقوب القراب، أنبأنا جدي، سمعت أبا الفضل إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني، سمعت أبا زرعة الرازي- وسئل عن تفسير {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ

(1)

انظر: العلو للعلي الغفار ص 138 - 139.

(2)

سورة الحجرات: آية 1.

(3)

سورة آل عمران: آية 28.

(4)

سورة المائدة: آية 116.

(5)

سورة الأعراف: آية 54، سورة الرعد: آية 2، سورة الفرقان: آية 59.

(6)

سورة الزمر: آية 67.

(7)

سورة ص: آية 75.

(8)

سورة النساء: آية 164.

(9)

سورة القصص: آية 30.

(10)

انظر: العلو للعلي الغفار ص 105.

(11)

انظر: المصدر السابق ص 108 والأسماء والصفات للبيهقي ص 246.

ص: 230

اسْتَوَى}

(1)

فغضب وقال: "تفسيره كما تقرأ هو على عرشه وعلمه في كل مكان، من قال غير هذا فعليه لعنة الله"

(2)

‌قول أبي زرعة فيمن ينتقص من الصحابة:

روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة"

(3)

.

‌رأي أبي زرعة في أحاديث الصفات:

قال أبو زرعة: "الأخبار التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية وخلق آدم على صورته والأحاديث التي في النزول ونحو هذه الأخبار: المعتقد من هذه الأخبار: مراد النبي صلى الله عليه وسلم والتسليم بها حدثني أبو موسى الأنصاري قال: قال سفيان بن عيينة ماوصف الله تبارك وتعالى به نفسه في كتابه: فقراءته تفسيره ليس لأحد أن يفسره إلا الله"

(4)

.

وقال أبو زرعة في الإيمان: "الإيمان عندنا قول وعمل يزيد وينقص ومن قال غير ذلك فهو مبتدع مرجئ"

(5)

.

‌اعتقاده في التفضيل بين الصحابة:

قيل لأبي زرعة "من الذي شهد على علي بن أبي طالب بتفضيل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ قال أبو زرعة: روى ذلك من أصحاب النبي صلى الله

(1)

سورة طه: آية 5.

(2)

انظر: العلو للعلي الغفار ص 137.

(3)

انظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 97، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - أ) وتاريخ دمشق لابن عساكر بسنده من طريق الخطيب، والإصابة لابن حجر ج 1 ص 11.

(4)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 201 - 202.

(5)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202.

ص: 231

عليه وسلم أبو موسى وأبو هريرة، وعمرو بن حريث، وأبو جحيفة، ومن التابعين محمد بن الحنفية، وعبد خير، وعلقمة، وأبو هلال العلي"

(1)

وإضافة إلى استنباطه من السنة النبوية والآثار نراه يتثبت ويتحرى أقوال أئمة المسلمين في ذلك. فقد روى ابن عبد البر بسنده إلى أبي علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي أنه قال: "سألت أحمد بن حنبل فقلت يا أبا عبد الله من تفضل؟ قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم الخلفاء. فقال يا أبا عبد الله إنما أسألك عن التفضيل من تفضل؟ قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم الخلفاء المهديون الراشدون، ورد الباب في وجهي. قال أبو علي: ثم قدمت الري فقلت لأبي زرعة: سألت أحمد وذكرت له القصة فقال: لا نبالي من خالفنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة والتفضيل جميعا هذا ديني أدين الله به، وأرجو أن يقبضني الله عليه"

(2)

.

وروى الحافظ ابن عساكر عن الإمام أبي زرعة "أن رجلا قال له: إني أبغض معاوية، فقال له أبو زرعة: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال له أبو زرعة: ويحك، إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش

(3)

دخولك أنت بينهما رضي الله عنهما"

(4)

.

ومن اعتقاده أيضا:

قوله: "الجمعة والجهاد عندنا مع البر والفاجر ممن يتولى ذلك من الولاة"

(5)

.

‌قوله في بعض الفرق:

روى القاضي، أبو الحسين بن أبي يعلى بسنده إلى أحمد بن صالح أنه

(1)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202.

(2)

انظر: جامع بيان العلم وفضله ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة ص 486 - 487.

(3)

كلمة (أيش) مركبة من (أي شيء). انظر: مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 2/ 478

(4)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه عن النسخة المصوّرة المحفوظة في معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية تحت رقم (602 تاريخ).

(5)

انظر: طبقات الحنابلة ج ا ص 202.

ص: 232

قال: "سمعت أبازرعة الرازي يقول: إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة فلا تشك أنه رافضي. وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي فلا تشك أنه ناصبي. وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنه مرجئ، واعلم أن هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل لأن ما منهم أحد إلا وفي قلبه منه سهم لابرء له"

(1)

.

‌3 - زهده

إن ثمرة طلب العلم مرضاة الله سبحانه وتعالى وخشيته، والإنابة إليه. قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}

(2)

، وخير العلوم علم معرفة طريق الآخرة، وهذه المعرفة ملازمة للكتاب والسنة فلا يستطيع السالك النفوذ منها إلا بعد تسلحه بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته. قال تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}

(3)

وقال الجنيد بن محمد البغدادي رحمه الله: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى آثار الرسول صلى الله عليه وسلم"

(4)

، وقال:"من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة"

(5)

، لذا نرى الكثير من الأئمة الحفاظ آثروا الآخرة، وزهدوا في الدنيا لأنهم عاشوا بأرواحهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا زهده أبو زرعة فقال: "ترك النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا وهو واجد لها، وقد ذمها. وقد عرضت عليه مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فأبى ذلك صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لوشئت لسارت معي جبال الدنيا

(1)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 199 - 200، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149.

(2)

سورة فاطر: آية 28.

(3)

سورة النساء: آية 80.

(4)

انظر: مدارج السالكين ج 2 ص 464.

(5)

انظر: المصدر السابق.

ص: 233

ذهباً وفضة"

(1)

، وإمامنا أبو زرعة الرازي أحد الأئمة الذين وصفوا بالزهد والعبادة، يقول الحافظ ابن كثير عنه:"كان فقيهاً، ورعاً، زاهداً، عابدا متواضعا خاشعا أثنى عليه أهل زمانه بالحفظ، والديانة، وشهدوا له بالتقدم على أقرانه"

(2)

وعده أبو حاتم الرازي من الزهاد الأربعة الذين أعجب بهم فيقول: أزهد من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس

(3)

، وثابت بن محمد الزاهد

(4)

، وأبو زرعة، وأحمد بن حنبل

(5)

. وسئل عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، وذكر جماعة من الحفاظ فقال:"أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل"

(6)

. ولقد صنف أبو زرعة كتابا في الزهد

(7)

. وذكره بعض مصنفي كتب الزهاد، فأفرد له ابن الجوزي ترجمة في كتابه (صفة الصفوة).

ولعل الفضل الأكبر في تميزه عن أقرانه بهذه الدرجة من الزهد، صحبته لكبار الزهاد في زمانه كبشر بن الحارث الحافي

(8)

، وأحمد بن حنبل، وروايته كذلك عن أحمد بن عبد الله الزاهد

(9)

، والربيع بن ثعلب العابد

(10)

، وسريج بن

(1)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202 - 203، والمنهج الأحمد ج 1 ص 150.

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير ج 11 ص 37.

(3)

هو آدم بن أبي أياس عبد الرحمن بن محمد، أبو الحسن العسقلاني ت 220 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 196.

(4)

هو ثابت بن محمد العابد أبو محمد الشيباني ت 215 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 14.

(5)

انظر: تهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - أ)، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ بغداد ج 2 ص 75.

(6)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 333، وتاريخ دمشق، وطبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص 370.

(7)

انظر: الإصابة لابن حجر ج 7 ص 170 ط البجاوي وهو من جملة كتبه المفقودة، ولعله ضمنه أقواله وآراءه في الزهد إضافة إلى الأحاديث النبوية وآثار الصحابة في الزهد.

(8)

بشر بن الحارث بن عبد الرحمن، المروزي، أبو نصر الزاهد ت 227 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 444 - 445.

(9)

أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي، أبو الحسن بن أبي الحواري الدمشقي الزاهد ت 246 هـ. انظر تهذيب التهذيب ج 1 ص 49، والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 47.

(10)

انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 456.

ص: 234

يونس

(1)

وسلمة بن عقار البغدادي

(2)

- الذي روى عن معروف الكرخي، وفضيل بن عياض، وغيرهما

(3)

-، وغير هؤلاء، ولقد كان يحرص على تتبع أخبارهم وأحوالهم، وحفظ أقوالهم

(4)

، ولقد كان منهجه في الزهد معتدلا، ممدوحا نلمسه من قوله الذي سمعه ابن أبي حاتم. يقول أبو زرعة:"لو كان لي صحة بدن على ما أريد كنت أتصدق بمالي كله، وأخرج إلى طرسوس أو إلى ثغر من الثغور، وآكل من المباحات وألزمها"، ثم قال:"إني لألبس الثياب لكي إذا نظر إلي الناس لا يقولون قد ترك أبو زرعة الدنيا، ولبس الثياب الدون، وإني لآكل ما يقدم إليّ من الطيبات، والحلواء لكي لا يقول الناس إن أبا زرعة لا يأكل الطيبات لزهده، وإني لآكل الشيء الطيب، وما مجراه عندي، ومجرى غيره من الأدم إلا واحد، وألبس الثياب الجياد، ودونه من الثياب عندي واحد، لأن جميعاً يعملان عملاً واحداً، ومن أحب أن يسلم من لبسه الثياب يلبسه لستر عورته فإنه إذا نوى هذا، ولم ينو غيره سلم"

(5)

. وسمعه يقول أيضاً: "كنت فيما مضى وأنا صحيح، وربما أخذتني الحمى فأضعف، وأجد لذلك ألماً، وأنا اليوم ربما حممت، وربما لم أحم فلا أجد لشيء مما أنا فيه ألماً أظن في نفسي أنه كذا ينبغي أن يكون"

(6)

.

ومنهجه هذا يدل على تأثره بسفيان الثوري، وأحمد. قال سفيان:"الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ، ولا لبس العباء"

(7)

. "وسئل أحمد بن حنبل عن الرجل يكون معه ألف دينار، هل يكون زاهداً؟ فقال: نعم، على شريطة أن لا يفرح إذا زادت، ولا يحزن إذا نقصت"

(8)

. ولقد كان رحمه الله يستمع لنصيحة الزهاد الصالحين، ويلتزم بها

(1)

سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث العابد ت 235 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 458 والجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 305.

(2)

سلمة بن عقار حدث عن فضيل بن عياض ومعروف الكرخي، وسفيان بن عيينة وغيرهم. قال عنه يحيى بن معين: ثقة مأمون. انظر: تاريخ بغداد ج 9 ص 134.

(3)

انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 167.

(4)

انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202، والمنهج الأحمد ج 1 ص 150.

(5)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 348.

(6)

انظر: المصدر السابق.

(7)

انظر: مدارج السالكين ج 2 ص 10.

(8)

انظر: مدارج السالكين ج 2 ص 11.

ص: 235

وخاصة تحذيرهم إياه من التقرب إلى الولاة والأمراء. فقد ذكر ابن عساكر عن أبي زرعة أنه قال: "كنا نبكر بالأسحار إلى مجلس الحديث نسمع من الشيوخ فبينما أنا يوما من الأيام قد بكرت، وكنت حدثا إذ لقيني في بعض طرق الريّ من سماه أبي، ونسيته أنا، شيخ مخضوب بالحناء فيما وقع لي فسلم علي فرددت عليه السلام، فقال لي: يا أبا زرعة سيكون لك شأن وذكر، فاحذر أن تأتي أبواب الأمراء ثم مضى الشيخ، ومضى هذا لهذا الحديث دهر وسنين كثيرة، وصرت شيخا كبيراً، ونسيت ما أوصاني به الشيخ، وكنت أزور الأمراء، وأغشى أبوابهم، فبينما أنا يوماً، وقد بكرت أطلب دار الأمير من حاجة عرضت لي إليه، فإذا أنا بذلك الشيخ الخضيب بعينه في ذلك الموضع فسلم عليّ كهيئة المغضب، وقال لي: ألم أنهك عن أبواب

(1)

الأمراء أن تغشاهم، ثم ولى عني، فالتفت فلم أره وكأن الأرض انشقت فابتلعته فخيل إلي أنه الخضر

(2)

من وقتي فلم أزر أميراً، ولا غشيت بابه، ولا سألته حاجة حتى تكون له الحاجة فيركب إلي فربما أذنت له، وربما لم آذن له على قدر ما يتفق"

(3)

، حتى إن بعضهم كره زيارة والي الري له. فقد ذكر الرافعي أن أحد طلاب العلم قال: قال لي أبو زرعة يعني الرازي: "تبلغ سلامي الشيخ الصالح إدريس الصايغ وهو من أهل أبهر يقال إنه كان سيد الأولياء في عصره قال: فلما دخلت على إدريس قال لي كلاما حاصل معناه بالعربية لا تبلغ إلي رسالة أبي زرعة. قلت: لم وأبو زرعة إمام الدنيا؟ فقال: أليس دخل عليه والي الري فصافحه. قال سعيد: وكنت أقيم بأبهر شهرين وثلاثة ثم أعود إلى أبي زرعة، فلما عدت إلى أبي زرعة قال: بلغت إدريس سلامي؟ قلت: أستعفى من ذلك. قال: ومن أين كان بلغه. فقلت: من عبد الله: فبكى أبو زرعة وقال: قل له إذا عدت إليه قد تبت على يدك فاسمع سلامي ورد علي الجواب. قال: فلما دخلت عليه قال لي: أيش خبر أبي زرعة؟ قلت: بخير

(1)

كتب بالأصل بعد (أبواب) كلمة لم أهتد لمعناها وأقرب ما تكون كلمة (الدين) ولقد كان السلف الصالح يكرهون الدخول على الأمراء وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة.

(2)

ذهب جمهور المحدثين والعلماء إلى القول بوفاة الخضر ولا يصح في حياته حديث واحد. انظر: المنار المنيف ص 67 - 76، والإصابة ج 1/ 429 - 452.

(3)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة.

ص: 236

يبلغك السلام. قال عليه السلام ورحمة الله فأنهيته إلى أبي زرعة فقال: هو أحب إليّ من عبادة كذا وكذا"

(1)

، ولقد كان خاشعا في صلاته مقبلا بقلبه إلى ربه. قال أحمد بن سعيد الدارمي:"صلى أبو زرعة الرازي في مسجده عشرين سنة بعد قدومه من السفر، فلما كان يوم من الأيام قدم عليه قوم من أصحاب الحديث فنظروا، فإذا في محرابه كتابة قالوا له: كيف تقول في الكتابة في المحاريب؟ فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. قالوا له هو ذا في محرابك كتابة أو ما علمت به؟ قال: سبحان الله رجل يدخل على الله تعالى ويدري ما بين يديه"

(2)

.

‌معرفته بسمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهديه:

لقد كان أبو زرعة الرازي يتقن سمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه، ويحافظ عليهما، حتى يخيل لمن رآه أنه أحد أصحاب النبي الكريم وذلك لشدة حرصه على اتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في المأكل والملبس وفي شؤونه الأخرى وكأنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال الحافظ أبو الحسن علي بن الحسين الدرستيني القاضي:"كان يقال عبد الله بن مسعود يشبه النبي صلى الله عليه وسلم سمتا وهدياً"

(3)

، وقال عبد الله:"من أراد أن ينظر إلى سمتي وهدي فلينظر إلى علقمة"

(4)

، وقال علقمة مثل ذلك في إبراهيم النخعي

(5)

،

(1)

انظر: التدوين في أخبار قزوين في ترجمة عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الفراني أبو الخير.

(2)

انظر: تاريخ دمشق، في ترجمة أبي زرعة. وصفة الصفوة لابن الجوزي ج 4 ص 70.

(3)

قال حذيفة: "إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله- صلى الله عليه وسلم لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه" انظر: فتح الباري ج 10 ص 509 والحديث رقم (7277) ومسند أحمد ج 5 ص 389، 394، 395، 401، 402، وجامع الترمذي ج 10 ص 310 - 311.

(4)

علقمة هو (ع) بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الكوفي قال الأعمش عن عمارة بن عمير قال لنا أبو معمر: "قوموا بنا إلى أشبه الناس هديا وسمتا ودلا بابن مسعود، فقمنا معه حتى جلس إلى علقمة" ت 62 أو قبل 73 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 277 - 278.

(5)

إبراهيم هو (ع) بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي قال العجلي:"رأى عائشة رؤياً وكان مفتي أهل الكوفة وكان رجلا صالحا فقيها متوقيا قليل التكلف ومات وهو مختلف من الحجاج" ت 96 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 177 - 178.

ص: 237

وقال إبراهيم مثل ذلك في منصور ابن المعتمر

(1)

، وقال منصور مثل ذلك في سفيان الثوري، وقال سفيان مثل ذلك في وكيع بن الجراح

(2)

، وقال وكيع مثل ذلك في أحمد بن حنبل، وقال أحمد مثل ذلك في أبي زرعة الرازي، وقال أبو زرعة مثل ذلك في عبد الرحمن بن أبي حاتم"

(3)

.

‌4 - وفاته

وبعد هذه الحياة المليئة بالأسفار، وطلب الحديث ونشره وروايته وحض طلاب العلم على التمسك بسنة الرسول الكريم أدركه الأجل على إثر مرض ظل ينتابه مدة ولقد وصفه أبو حاتم بقوله:"مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق جبينه في النزع"

(4)

، وكان لسانه يردد ذكر الله، ذكر المطمئن المشتاق إلى لقاء ربه

(1)

منصور هو (ع) بن المعتمر بن عبد الله أبو عتاب الكوفي. قال عبد الرزاق: حديث سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال: "هذا الشرف على الكرسي". وقال العجلي: "كوفي ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة وكأن حديثه القدح لا يختلف فيه أحد، متعبد رجل صالح أكره على القضاء

" ت 132 هـ. انظر: تهذبب التهذيب ج 10 ص 312 - 315.

(2)

وكيع هو (ع) بن الجراح بن مليح الرؤاس أبو سفيان الكرفي الحافظ قال ابن سعد: "كان ثقة مأموناً عالياً رفيع القدر كثير الحديث حجة" ت 96 اهـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 123 - 131.

(3)

انظر: الإرشاد ج 5، حين الكلام عن سفيان الثوري.

(4)

وانظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 346، والمنتظم ج 5 ص 48، وهذه صفة موت المؤمن. قال- صلى الله عليه وسلم:"المؤمن يموت بعرق الجبين" انظر: جامع الترمذي (تحفة الأحوذي) كتاب الجنائز/ باب 9 ج 4 ص 57. وقال عنه: هذا حديث حسن، وانظر: المجتبي من سنن النسائي ج 4 ص 6 كتاب الجنائز/ باب علامة موت المؤمن، ومجمع الزوائد ج 2 ص 325 وقال عنه رواه الطبراني في الأوسط، وفي الكبير نحوه في حديث طويل ورجاله ثقات رجال الصحيح، ومعنى الحديث كما قال الحافظ العراقي: "اختلف فيه، فقيل: إن عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت، وقيل: من الحياء وذلك لأن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحيى من الله تعالى فعرق لذلك جبينه"، قال العراقي أيضاً: "ويحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن لأن لم يعقل معناه". انظر: المجتبى ج 4 ص 6، وتحفة الأحوذي ج 4 ص 57.

ص: 238

ويقول: "اللهم أني أشتاق إلى رؤيتك فإن قال لي: بأي عمل اشتقت إليّ قلت: برحمتك يا رب"

(1)

.

ولقد ضرب أبو زرعة مثلا عظيما في المحبة للسنة النبوية، والحرص على تبليغها أمام أقرانه وتلاميذه من المحدثين حينما توقفوا في روايتهم لحديث التلقين، ولنستمع للخبر كما يرويه أبو جعفر التستري فيقول:"حضرنا أبا زرعة - يعني الرازي- بماشهران، وكان في السوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء فذكروا حديث التلقين وقوله صلى الله عليه وسلم "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" قال: فاستحيوا من أبي زرعة، وهابوه أن يلقنوه فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح وجعل يقول ولم يجاوز، وقال أبو حاتم: حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم، عن عبدالحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة- وهو في السوق- حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبدالحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"

(2)

. وتوفي رحمه الله،

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 346.

(2)

الحديث رواه أبو داوود في سننه في/ كتاب الجنائز/ باب في التلقين ج 14 ص 79 بنفس السند من طريق عبد الحميد بن جعفر قال حدثني صالح

الخ الحديث، ورواه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 500 من طريق أبي عاصم النبيل ثنا عبد الحميد

الخ، وقال عنه:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وله قصة لأبي زرعة الرازي قد ذكرتها في كتاب المعرفة"- أي معرفة علوم الحديث ص 76 ورواه الإمام أحمد في مسنده من طريق عبد الحميد بن جعفر. انظر: الفتح الرباني ج 7 ص 56 - 57، وماشهران: إحدى قرى الري. انظر: معجم البلدان مادة (ماشهران).

ص: 239

وزاد أبو حاتم "فصار البيت ضجة ببكاء من حضر"

(1)

. وذلك يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين"

(2)

.

‌ومما قيل فيه من الشعر:

أضاءت بلاد الري نورا وأشرقت

بذكر عبيد الله فالله أكبر

فشكرا لمن أبناه فينا وحمده

على أنه فينا التقي المخير

لقد نور الريّ العريضة علمه

بدين رسول الله فالدين أنور

إذا غاب غاب العلم والحلم والتقى

وعند حضور القرن يبهى ويزهر

تمنى جماعات الرجال وترتجى

أراملها والكف بالجود تمطر

فلو كان بالري العريضة كائن

كمثل عبيد الله يا قوم يشكر

أنسنا بما آنستنا من فوائد

وكنت ضيا ظلماتنا فهي مقمر

حبانا بك الله العزيز بقدرة

وبصرنا ما لم نكن قبل نبصر

فتى حنبلي الرأي لا يتبع الهوى

ولكنه من خشية الله يحذر

يؤدي عن الآثار لا الرأي همه

وعن سلف الأخيار ما سيل يخبر

وليس كمن يأتي لنعمان دينه

وحجته حمادُ يوما ومسعر

فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه

مثال عبيد الله ما فيه منكر

تمنى رجال أن يكونوا كمثله

وقد شيبتهم في الرياسة أعصر

(1)

انظر الحادثة في: مقدمة الجرح والتعديل في باب ما ظهر لأبي زرعة من سيد عمله عند وفاته ص 345، وتاريخ بغداد ج 10 ص 335، والإرشاد ج 6، في علماء الري، والمنتظم لابن الجوزي ج 5 ص 48، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 - ب)، ومعرفة علوم الحديث ص 76، والمنهج الأحمد ج 1 ص 150 - 151، وسير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة، والتدوين في أخبار قزوين في ترجمة محمد بن ميسرة بن علي بن الحسن بن إدريس الخفاف، القزويني، وصفة الصفوة ص 71، وطبقات الشافعية للسبكي ج 1 ص 64.

(2)

انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 335 - 336، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 203، والإرشاد ج 6، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 ب)، ومرآة الجنان لليافعي ج 2 ص 176، والبداية والنهاية ج 11 ص 37، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33، وسير أعلام النبلاء.

ص: 240

وهيهات أن يستدركوا فضل علمه

ولو مكثوا تسعين حولا وعمرو

لكي يدركوه أو تنال أكفهم

مدى النجم من حيث استقل المغور

أبا زرعة القمقام أصبحت بارزاً

على كل مرجئ بدينك تفخر

أبو زرعة شيخ النهى بكمالها

لك السبق إذ أنت الأغر المشهر

فمتعك الرحمن بالحلم والتقى

وأبقاك ما دام الدجاج يقرقر

فمن مبلغ عني أميري طاهرا

بأن عبيد الله شاه مظفر

أقام منار الدين فينا بعلمه

وليس كمن في دينه ينتصر

أتيتك لا أدلي إليك بقربة

سوى قربة الدين الذي هو أكثر

فسبقك محمود وشكرك واجب

وعلمك مبسوط وبحرك يزخر

وأبقاك ربي ماحييت بغبطة

فأنت نقي العرض ليث غضنفر

(1)

‌ومن رثاه من أهل الأدب أيضاً الحواري فيقول:

نفى النوم عن عيني ومازلت ساهراً

أراعي نجوما في السماء طوالعاً

بفقدان حبر مات بالري فاضلاً

عليما حليما خيرا متواضعاً

عنيت عبيد الخالق الجهبذ الذي

أقام لنا آثار أحمد بارعاً

أقام لنا دين النبي محمد

وأوضح للإسلام حقا وتابعا

وأنفى لنا التكذيب والبطل حسبة

ورد على الضلال من كان ضائعا

بآثار ختام النبيين أحمد

وكان إماماً قدوة كان خاضعاً

فكاد له قلبي يطير مفجعاً

غداة نعوه أو تصدع جازعاً

وما زلت ذا شجو وهم وعبرة

كثكلى كئيبا دامع العين فاجعاً

لقد مات محموداً سعيداً ولم نجد

له خلفاً في المشرقين مطالعاً

كمثل عبيد الله ذي الحلم فاضل

أبي زرعة الغواص في العلم شاسعاً

دفيناً كريماً تحت رمس وبرزخ

وأورثنا غماً إلى الحشر فاظعاً

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 372 - 373.

ص: 241

فبورك قبر أنت فيه مغيب

ولا زلت في الجنات جذلان راتعاً

أبا زرعة فجعت من كان عالما

بموتك ياذا العلم بحراً جامعاً

تركت أولي علم حيارى أذلة

لموتك حتى الحشر فينا جوازعاً

أبا زرعة يا خير من مات فاقداً

فبعدك قد صرنا نقاس القوارعا

فقل لذوي زور وإفك وباطل

ومن كان أمسى شامتا أو مخادعاً

(1)

إلى أن قال:

فصلى عليك الواحد الفرد ما دعت

حمامة أيك أو يرى النجم ساطعا فاجعاً

وصلى عليك الصالحون ملائك

وكل نبي كان في الدهر شافعا

وصلى عليك الراسخون فواضل

إلى الحشر مثل الرمل إذ كنت خاشعاً

(2)

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 373 - 374.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 375.

ص: 242

‌الفَصْل التَاسِع: مَنهَجُه في بَيَان عِلَل الحَديثِ

قبل أن أبين منهج أبي زرعة في تعليله للأحاديث لا بدّ من ذكر حد الحديث المعلل وبعض أقوال الأئمة في أهمية معرفته، ثم أعقبها ببعض الحوادث والأخبار التي رواها الأئمة عن أبي زرعة والتي تدل على سعة اطلاعه ومعرفته في علل الحديث. فالحديث المعلل، ويسميه أهل الحديث (المعلول) وذلك منهم ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس:(العلة والمعلول) مرذول عند أهل العربية واللغة فهو: الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها، ويتطرّق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر

(1)

.

قال الحاكم: "معرفة علل الحديث وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل"

(2)

. وقال أيضا في نهاية حديثه عن معرفة علل الحديث: "إن معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم"

(3)

وقال الحاكم أيضأ: "وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة

(1)

انظر: مقدمة ابن الصلاح ص 81 والتقيد والإيضاح ص 116، وانظر: تدريب الراوي ص 161 وشرح ألفية العراقي للعراقي ج 1 ص 226.

(2)

انظر: معرفة علوم الحديث ص 112.

(3)

انظر: معرفة علوم الحديث ص 119.

ص: 243

الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدّثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولا والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير"

(1)

.

وقال عبد الرحمن بن مهدي: "لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إليّ من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي"

(2)

. وقال أيضاً: "معرفة الحديث إلهام، فلو قلت للعالم يعلل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة"

(3)

، وقيل له "إنك تقول للشيء هذا صحيح وهذا لم يثبت فعمن تقول ذلك؟ فقال: أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال هذا جيد وهذا بهرج (أي الرديء من الفضة) أكنت تسأل عمن ذلك أو تسلم له الأمر قال: فهذا كذلك بطول المجالسة والمناظرة والخبرة"

(4)

.

وقال ابن رجب خلال كلامه عن حديث معلول: "وإنما يحمل مثل هذه الأحاديث على تقدير صحتها على معرفة أئمة أهل الحديث الجهابذة النقاد الذين كثرت دراستهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكلام غيره لحال رواة الأحاديث ونقلة الأخبار ومعرفتهم بصدقهم وكذبهم وضبطهم وحفظهم. فإن هؤلاء لهم نقد خاص في الحديث مختصون بمعرفته كما يختص البصير الحاذق بمعرفة النقود جيّدها ورديئها وخالصها ومشوبها، والجوهري الحاذق في معرفة الجوهر بإنقاد الجواهر وكل من هؤلاء لا يمكن أن يعبر عن سبب معرفته ولا يقيم عليه دليلا لغيره، وآية ذلك أنه يعرض الحديث الواحد على جماعة ممن يعلم هذا العلم فيتفقون على الجواب فيه من غيرمواطأة وقد امتحن منهم غير هذا مرة

(1)

انظر: معرفة علوم الحديث ص 112 - 113، تدريب الراوي ص 161 باختصار وتوجيه النظر إلى أصول الأثر لطاهر الجزائري ص 267، 268.

(2)

انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم ج 1 ص 9، ومعرفة علوم الحديث ص 112، وتدريب الراوي ص 161، وتوجيه النظر ص 267، والبدر المنير لابن الملقن الورقة (9 - ب).

(3)

انظر: معرفة علوم الحديث ص 113، وتدريب الراوي ص 162، وانظر قوله وتعقيب ابن نمير عليه في علل الحديث ج 1 ص 9 وتوجيه النظر ص 271، قال ابن نمير (وصدق لو قلت له من أين قلت لم يكن له جواب).

(4)

انظر: تدريب الراوي ص 162.

ص: 244

في زمن أبي زرعة وأبي حاتم فوجد الأمر على ذلك، فقال السائل أشهد أن هذا العلم إلهام"

(1)

.

وهذه الحادثة التي أشار إليها ابن رجب رواها الحاكم بسنده إلى محمد بن صالح الكيليني أنه قال: "سمعت أبا زرعة وقال له رجل: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة يعني محمد بن مسلم بن وارة، وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتنى عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام"

(2)

.

وكثيرا ماكان أبوحاتم وأبو زرعة يتذاكران في علل الحديث. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: "جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ فقال لي: يا أبا حاتم قل من يفهم هذا، ما أعز هذا. إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي: وكذلك كان أمري"

(3)

.

ويشهد أبوحاتم بمعرفة أبي زرعة في علل الحديث فيقول في مجلسه وقد جرى عنده معرفة الحديث: "ذهب الذي كان يحسن هذا يعني أبا زرعة وما بقي بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا. قال- القائل ابن أبي حاتم-:

(1)

انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب ص 224.

(2)

انظر: معرفة علوم الحديث ص 113، وتدريب الراوي ص 162، وتوجيه النظر ص 268، 289، والباعث الحثيث حاشية ص 66.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 356، وتاريخ بغداد ج 2 ص 76.

ص: 245

محمد بن مسلم؟ قال: يفهم طرفاً منه"

(1)

ولقد ذكر ابن رجب خلال شرحه لحديث "استفت قلبك" الأئمة المشهورين بمعرفة علل الحديث فقال: "فالجهابذة النقاد والعارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جدا. وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين، ثم خلفه أيوب السختياني، وأخذ عنه شعبة وأخذ عن شعبة يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما أحمد وعلي بن المديني وابن معين، وأخذ عنهم مثل البخاري وأبي داوود وأبي زرعة وأبي حاتم. وكان أبو زرعة في زمانه يقول: قل من يفهم هذا وما أعزه إذا رفعت هذا

(2)

عن واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا. ولما مات أبو زرعة قال أبوحاتم: ذهب الذي كان يحسن هذا المعنى. يعني أبا زرعة ما بقي بمصر ولا بالعراق واحد يحسن هذا. وقيل له بعد موت أبي زرعة تعرف اليوم واحدا يعرف هذا؟ قال: لا وجاء بعد هؤلاء جماعة منهم النسائي والعقيلي وابن عدي والدارقطني وقل من جاء بعدهم من هو بارع في معرفة ذلك حتى قال أبو الفرج ابن الجوزي في أول كتابه الموضوعات: قل من يفهم هذا بل عدم والله أعلم"

(3)

، ولقد روى المحدثون عن أبي زرعة أخبارا كثيرة في تعليله للأحاديث فتارة يحتكم إليه بعض أقرانه فيبين علة الحديث، وتارة يكتب إليه بعض المحدثين من غير بلده، وتارة يعل أحاديث بعض شيوخه حتى إن ابن أبي حاتم أفرد في باب خاص أخبار أبي زرعة في علل الحديث من تقدمة الجرح والتعديل بعنوان (باب ما ذكر من معرفة أبي زرعة بعلل الحديث وبصحيحه من سقيمه) وها أنا ذا أذكر بعض هذه الأخبار. قال ابن أبي حاتم:"سمعت أبا زرعة يقول: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن مسعر عن عاصم بن عبيد الله قال: "رأيت ابن عمر يهرول إلى المسجد، فقال أبو زرعة: فقلت له: مسعر لم يرو عن

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 356، وقال كما نقله ابنه عنه في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 23 "الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه وعنده تمييز ذلك ويحسن علل الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني، وبعدهم أبو زرعة كان يحسن ذلك قيل لأبي- القائل ابن أبي حاتم- فغير هؤلاء تعرت اليوم أحداً؟ قال: لا".

(2)

انظر: جامع العلوم والحكم ص 225، وانظر: كلام ابن الجوزي في الموضوعات ج 1 ص 31.

(3)

بالأصل (ألا).

ص: 246

عاصم بن عبيد الله شيئا إنما هذا سفيان عن عاصم، فلح فيه قال فدخل بيته فطلبه فرجع فقال: غيروه هو عن سفيان"

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم: "رأيت في كتاب كتبه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برسته من أصبهان إلى أبي زرعة بخطه: وإني كنت رويت عندكم عن ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم".

فقلت: هذا غلط الناس يروون عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك من قولك في نفسي فلم أكن أنساه حتى قدمت ونظرت في الأصل فإذا هو عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن خف عليك فاعلم أبا حاتم عافاه الله، ومن سألك من أصحابنا فإنك في ذلك إن شاء الله والعار خير من النار"

(2)

.

وقال ابن أبي حاتم: "حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم والفضل ابن العباس المعروف بالصائغ فجرى بينهم مذاكرة فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو فقال كيف هو؟ فذكر رواية أخرى فقال محمد بن مسلم بل الصحيح ما قلت والخطأ ما قلت قال فضل: فأبو زرعة الحاكم بيننا فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة أيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب. فقال محمد ابن مسلم: مالك سكت تكلم، فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد ابن مسلم وقال: لا أعرف لسكوتك معنى إن كنت أنا المخطئ فأخبر وإن كان هو المخطئ فأخبر، فقال هاتوا أبا القاسم ابن أخي فدعى به فقال اذهب وادخل بيت الكتب فدع القمطر الأول والقمطر الثاني والقمطر الثالث وعدّ ستة عشر جزءا وائتني بالجزء السابع

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335، 336 وانظر كذلك مناقشة أخرى بين أبي زرعة وأبي بكر بن أبي شيبة في حديث علله لأن ابن أبي شيبة رواه من طريق وكيع عن مسعرعن عاصم بن عبيد الله أيضاً في الوضوء ثم رجوعه إلى قول أبي زرعة ذكره ابن أبي حاتم أيضا في مقدمة الجرح والتعديل ص 338.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 336.

ص: 247

عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم فقال نعم غلطنا فكان ماذا؟ "

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "قيل لأبي زرعة بلغنا عنك أنك قلت لم أر أحداً أحفظ من ابن أبي شيبة؟ فقال نعم في الحفظ ولكن في الحديث- كأنه لم يحمده فقال: روى مرة حديث حذيفة في الإزار فقال حدثنا أبو الأحوص عن أبي اسحاق عن أبي معلى عن حذيفة فقلت له إنما: هو أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة، وذاك الذي ذكرت عن أبي إسحاق عن أبي المعلى عن حذيفة قال كنت ذرب اللسان فبقي فقلت للوارق أحضروا المسند، فأتوا بمسند حذيفة فأصابه كما قلت"

(2)

.

وكان أبو زرعة وأقرانه يبينون علل أحاديث الشيوخ ويكون حكمهم واحداً متفقين عليه. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول أتينا أبا عمر الحوضي وقد دخل قوم عليه وهو يحدثهم وأنا وأبو حاتم وجماعة منا خارج نتسمع فوقع في مسامعنا وهو يقول: حدثنا جرير بن حازم عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني مكاثر بكم الأمم. فصحنا من وراء الباب فقلنا يا أبا عمر هذا عن جابر. فقال: صدقتم صدقتم ادخلوا"

(3)

.

(1)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 337.

(2)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 237 - 338، وانظر كذلك في ص 338، مناقشة أخرى بين أبي زرعة والحافظ ابن أبي شيبة وقد بين له علة حديث أنس يتبع الميت ثلاثة

الحديث والعلة هي أن ابن أبي شيبة لقن بخطأ فتلقفه وحدث به ثم عاد إلى قول أبي زرعة- رحمه الله.

(3)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 336، 337.

ص: 248

‌أهم الأساليب التي اتبعها أبو زرعة في تعليل الأحاديث

1 -

تارة يعرض على أبي زرعة طرق الحديث فيرجح إحدى هذه الروايات على الأخرى بقوله "حديث فلان أصح" مثال ذلك. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (176) رقم الحديث (505)"سئل أبو زرعة عن حديث رواه هشيم وسفيان بن حسين وروى أحمد بن يونس عن أبي عوانة كلهم عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير، أنه قال: "أنا أعلم الناس بوقت صلاة العشاء كان يصلّيها بعد سقوط القمر ليلة الثالثة من أول الشهر. وروى مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر عن بشير بن ثابت عن حبيب بن سالم عن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة حديث بشير بن ثابت أصح"

(1)

.

2 -

وتارة يعلل الحديث بالإرسال بأن يعرض الحديث متصلاً فيحكم بأن الصواب مرسلاً وليس بمتصل. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (179) رقم الحديث (512): "سئل أبو زرعة عن حديث رواه إسماعيل بن عياش عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قاء أحدكم في صلاته أو رعف أو قلس فلينصرف وليتوضأ، ثم يبني على ما مضى من صلاته مالم يتكلم". قال أبو زرعة:"هذا خطأ، الصحيح عن ابن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل"

(2)

.

(1)

وانظر الأمثلة على ذلك: الأحاديث: 506، 510، 524، 605، 935، 936، 972، 990، 991، 993، 1005، 1008، 1009، 1234، 1384، 1536، 1621، 1678، 1746، 1748، 1753، 1758، 2169، 2170، 2526، 2694، 2703، 2708، 2824.

(2)

وانظر كذلك الأحاديث: 513، 765، 87، 1199، 1279، 1525، 1588، 1693، 1767، 2497، 2507، 2508، 2823 وقد يضيف على الإرسال حكما آخر فمثلا حكم على الحديث رقم (1371) بقوله:"مرسل مقلوب".

ص: 249

3 -

وتارة يعلل الحديث بقوله: "وهم فيه فلان أو الوهم من فلان. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (12) رقم الحديث: (7) وسألت أبا زرعة عن حديث رواه محمد بن أبي بكر المقدمي عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن الأعمش عن أبي وائل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء أنه قال هذا وضوء من لم يحدث، قال أبو زرعة: "هذا خطأ إنما هو الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي زرعة: الوهم ممن هو قال: من الطفاوي. قلت: ما حال الطفاوي؟ قال: صدوق إلا أنه يهم أحياناً"

(1)

.

4 -

وتارة يعلل الحديث بقوله: "حديث منكر. والحديث المنكر هو الحديث الذي رواه ضعيف مخالفاً لثقة

(2)

.

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (194) الحديث رقم (557)"سئل أبو زرعة عن حديث رواه عثمان بن أبي صالح المصري، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. قال أبو زرعة: "هذا حديث منكر"

(3)

.

(1)

وانظر كذلك الأحاديث: 525، 555، 696، 884، 916، 1050، 1100، 1446، 1489، 1537، 1538، 1540، 1542، 1548، 1549، 1666، 1707، 1750، 1752، 1757، 1776، 2073، 2565، 2637، 2676، 2680، وقد يضيف على الوهم حكماً آخرا كقوله على الحديث رقم (797) (موقوف والوهم من فلان) أو يقول كما في الحديث رقم (1161): الوهم إما من فلان أو فلان، أو تارة يحكم عليه بالوهم ولم يبين العلة كما في الحديثين 508، 530.

(2)

انظر: فتح المغيث للسخاوي ج 1 ص 190 - 191.

(3)

وانظر كذلك الأحاديث:

761، 778، 1170، 1186، 1192، 1311، 1428، 1434، 1435، 1462، 1505، 1514، 1539، 1546، 1587، 1673، 2167، 2495، 2182، 2495، 2498، 2504، 2528، 2539، 2540، 2545، 2707، 2793، وقال كما في الحديث رقم:(2822)(رفع هذا الحديث منكر وقد يقول: "حديث منكر خطأ" كما في الحديث رقم (561) 0 أو يقول: "حديث منكر وفلان ضعيف الحديث" كما في الأحادبث 507، 2108، 2627، 2541، وقد يقول كما في الحديث رقم (1976) "حديث منكر وفلان منكر الحديث" وقولهم منكر الحديث لا يعنون به أن كل ما رواه منكر بل إذا روى الرجل جملة وبعض ذلك مناكير فهو منكر الحديث". انظر: الرفع والتكميل للكنوي ص 1414. وقد يقول كما في الحديث رقم (2788): "منكر لا يعرف فلان" وقد يقول كما في الحديث رقم (449) "فلان منكر الحديث وأبوه ضعيف جداً" أو يقول كما في الحديث رقم (1383) "منكر، منكر جداً" أو يقول كما في الحديثين 1802، 2155 "منكر بهذا الإسناد" أو يقول كما في الحديث رقم (2106) "منكر أخاف أن لا يكون له أصل".

ص: 250

5 -

وتارة يعلل الحديث بقوله: "أخطأ فيه فلان".

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (11) حديث رقم (1): "سألت أبا زرعة رضي الله عنه عن حديث رواه قبيصة بن عقبة، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن محجل أو محجن، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصعيد كافيك ولو لم تجد الماء عشر سنين فإذا أصبت الماء فأصبته بشرتك. قال أبو زرعة: هذا خطأ أخطأ فيه قبيصة إنما هو أبو قلابة عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم"

(1)

.

6 -

وتارة يعلل الحديث بقوله: "موقوف".

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (223) حديث رقم (647) "سئل أبو زرعة عن حديث رواه القواريري عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه

(1)

وانظر كذلك الأحاديث: 6، 511، 798، 883، 992، 994، 1006، 1028، 1120، 1214، 1277، 1283، 1619، 1641، 1661، 1665، 1754، 1765، 1900، 2673، 2705، 2798، 2825.

ص: 251

وسلم قال: "ما أدي زكاته فليس كنزاً" قال أبو زرعة: "هكذا رواه القواريري والصحيح موقوف"

(1)

.

7 -

وتارة يعلل الحديث بقوله: "ليس بقوي"

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (24) الحديث رقم (36): "سمعت أبا زرعة يقول: حديث سمعان في بول الأعرابي في المسجد عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: احفروا موضعه. قال: هذا حديث ليس بقوي"

(2)

.

أو يعلل الحديث بقوله عن راوية: "فلان ليس بقوي": قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (44) حديث رقم (98): "سمعت أبا زرعة يقول في حديث رواه وكيع عن عيسى بن المسيب، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الهر سبع". فقال أبو زرعة: "لم يرفعه أبو نعيم وهو أصح. وعيسى ليس بقوي".

8 -

وقد يعلل الحديث بقوله عن رواية: "فلان لا يشتغل به، في حديثه مثل فلان هو مضطرب الحديث"

(3)

.

9 -

وقد يعلل الحديث بقوله عن راوي الحديث "ضعيف الحديث": قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (252) حديث رقم (743): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه بقية عن سعيد بن أبي سعيد عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم وهو

(1)

وانظر كذلك الأحاديث: 650، 760، 1118، 1524، 1586، 1630، 1728، 1763، 2043، 2152، 2506، وقد يضيف حكما آخرا فمثلا حكم على الحديث رقم (528) بقوله:"وهم وهو موقوف" أو "الوهم من فلان" كما في الحديث رقم (797) أو يقول: "موقوف ولا بأس به" كما في الحديث رقم (2372) أو يقول: "يوقفه فلان" كما في الحديث رقم (1136).

(2)

وانظر: كذلك الأحاديث: 99 - 2134، 1353.

(3)

انظر: علل الحديث ج 1 ص 15 - 16، الحديث رقم (12).

ص: 252

صائم فقالا: هو سعيد بن عبد الجبار عن ابن جزي عن هشام والحديث حديث هشام عن أبيه أنه كان يحتجم وهو صائم، وأبو جزي ضعيف الحديث" أو يقول كما في الحديث رقم (1629) "ليس بمحفوظ وفلان ضعيف الحديث" وانظر رقم (1637)، أو يقول كما في الحديث (2090) "فلان ضعيف الحديث وفلان مرسل" أو يقول كما في الحديث (2818) "ضعيف الحديث كان يكذب".

10 -

وتارة يعلل الحديث المروي من طرق عديدة بقوله "فلان أحفظ" فتكون الروايات الأخرى معلّة. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2/ (12) حديث رقم (1510): "وسئل عن حديث رواه القعنبي عن سليمان ابن المغيرة عن ثابت، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان" ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة: حماد أحفظ"

(1)

.

11 -

وقد يعلل الحديث بقوله "باطل اضربوا عليه"، ولا يحدثهم به:

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (479) حديث رقم (1432): "سئل أبو زرعة عن حديث رواه إبراهيم بن أبي الليث، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبيه وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشفعة ما لم تقع الحدود فإذا وقعت الحدود فلا شفعة"، قال أبو زرعة هذا حديث باطل فامتنع أن يحدث به وقال: اضربوا عليه"

(2)

.

12 -

قد تذكر له (أي لأبي زرعة) طرق لحديث واحد فيرجح واحدة بقوله "حديث فلان أشبه".

(1)

وانظر كذلك الأحاديث: 1282، 1332، 1664، 1755، وقد يقول فلان أحب إليّ كما في الحديثين: 1628، 1751.

(2)

وانظر كذلك الأحاديث: 2518، 2520، 2577، أو يقول عنه كما في الحديث رقم (1550):"إسناد باطل" أو يقول كما في الحديث رقم (2533): "باطل ليس له عندي أصل وكان حدثهم قديماً في كتاب كذا وقال: اضربوا عليه".

ص: 253

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (11) حديث رقم (2): "سألت أبا زرعة عن حديث رواه شعبة والأعمش عن سلمة بن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت ولم أجد الماء فذكر عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم ورواه الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك عن عبد الرحمن ابن أبزى قال: كنت عند عمر إذ جاءه رجل. قال أبو زرعة: حديث شعبة أشبه. "

(1)

.

13 -

أو يقول: "الحديث حديث فلان فتكون الرواية الأخرى أو الروايات معللة".

قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 184 - (185) حديث رقم (529): "سئل أبو زرعة عن حديث رواه الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس الملائي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي رزين، عن أبي هريرة قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة ذات ليلة حتى ذهب ثلث الليل أو قريب، ثم خرج علينا والناس قليل فغضب غضباً شديداً ثم قال: "لو أن رجلا دعا الناس إلى عرق أو مرماتين- قال أبو زرعة سهمين- لأجابوه وهم يسمعون النداء للصلاة".

لقد هممت أن أبعث رجالاً، ثم أتخلل دور قوم لا يشهد أهلها الصلاة فأضرمها بالنار، وروى هذا الحديث حماد بن سلمة وزيد بن أنيسة فقالا عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال أبو زرعة الحديث حديث حماد وزيد بن أنيسة وتابعهما على ذلك أبو بكر بن عياش".

14 -

وقد يعلل الحديث بأن يكون المتن صحيحا والمسند لحديث آخر: قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (12) حديث رقم (5):

(1)

وانظر كذلك الحديث رقم: (11) أو قد يضيف على قوله هذا "وفلان ضعيف" كما في الحديثين: 13، 216.

ص: 254

"سألت أبا زرعة عن حديث رواه إبراهيم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد.

قال أبو زرعة: "هذا خطأ إنما هو قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

15 -

وقد يعلل الحديث بقوله: "واه" أو عن الراوي واهي الحديث أو "واه": قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (45) حديث رقم (100) بعد أن سأل والده عن حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة وقال: "هذا وضوء من لا يقبل الله صلاة إلا به". ثم توضأ مرتين مرتين، وقال:"هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين". ثم توضأ ثلاثاً ثلاثا وقال: "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي". "وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: هو عندي حديث واه ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر .. ".

أو يقول "حديث واه جداً" كما في الحديث رقم (1312) أو يقول عن الراوي: "فلان واه" كما في الحديث رقم (2628).

16 -

وقد يصحح الحديث مرفوعا فتكون الرواية الأخرى أو الروايات معللة: قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2/ (88) حديث رقم (1759)"سئل أبو زرعة عن حديث رواه أبو سلمة المنقري عن حماد، عن ثابت، عن أنس موقوفاً {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} قال: "ساخ الجبل" ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث ومحمد بن كثير العبدي كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} "فلما تجلى ربه للجبل" وذكر الحديث قال أبو زرعة كان أبو سلمة يقول قبلنا عن حماد عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فلما قرأت عليه لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح موقوف"

(1)

.

(1)

وانظر: الحديثين 775، 785 أو قد يقول كما في الحديث رقم (91):"حديث فلان مرفوع أصح وهو أحفظ، وفلان ليس به بأس".

ص: 255

وهذه أمثلة لعلل مختلفة. قال أبو زرعة:

- "حديث فلان أبي فلان ليس بصحيح وأبوفلان مجهول"

(1)

.

- "المحفوظ عن فلان عن فلان عن أنس" فتكون الروايات الأخرى معلولة

(2)

.

- "لا أحفظ من حديث فلان إلا هكذا"

(3)

.

- "اختلفوا في هذا الإسناد"

(4)

.

- "الصحيح عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا ميمونة"

(5)

.

- "فلان ليس يمكن أن يقضى له"

(6)

.

- "اختلف الرواة فيه"

(7)

.

- "لم يسمع فلان عن فلان شيئاً"

(8)

.

- "منكر وهو من حديث فلان أشبه وروي من طريق آخر والصحيح عن فلان"

(9)

.

- "إنما هو عن طريق فلان"

(10)

- "ليس بمحفوظ والصحيح فلان"

(11)

(1)

انظر: الحديث رقم (14).

(2)

انظر: الحديث رقم (42).

(3)

انظر: الحديث رقم (80).

(4)

انظر: الحديث رقم (90).

(5)

انظر: الحديث رقم (95).

(6)

انظر: الحدبث رقم (96).

(7)

انظر: ا لحديثين 646، 2747.

(8)

انظر: الحدبث رقم (731).

(9)

انظر: الحديث رقم (869).

(10)

انظر: الحديث رقم (888).

(11)

انظر: الحديث رقم (1175).

ص: 256

- "قصر به شعبة"

(1)

.

- "الحديث ليس عندهم بحمص"

(2)

.

- "ليس له أصل"

(3)

.

- "واه ضعيف باطل غير ثابت ولا صحيح ولا أعلم بين أهل العلم بالحديث خلافا أنه حديث واه ضعيف لا تقوم بمثله حجة"

(4)

.

- "سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث فلان خطأ الإسناد"

(5)

.

- "حديث فيه كلام أدرج من قبل الزهري فالحفاظ يميّزون كلامه"

(6)

.

- "فلان لا أعرفه إلا في هذا وأخاف أن يكون غلط"

(7)

.

وقد يعلل بعض الأحاديث دون ذكر السبب. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ (488) حديث رقم (1462)، "سألت أبا زرعة عن حديث رواه بقية عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه لم يكن يرى بالقز والحرير للنساء بأساً". فقال أبو زرعة: "هذا حديث منكر. قلت: تعرف له علة؟ قال: لا"

(8)

.

(1)

انطر: الحديث رقم (1179).

(2)

انظر: الحدبث رقم (1264).

(3)

انظر: الحديثين 2516، 2517.

(4)

انظر: الحديث رقم (1285).

(5)

انظر: الحديث رقم (1551).

(6)

انظر: الحدبث رقم (1566).

(7)

انظر: الحديث رقم (1747).

(8)

وانظر: الحديث رقم (2704).

ص: 257