الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الديوان
بسم الله الرحمن الرحيم
[1]
قال عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك:
الطويل
1 خَليلَيَّ لا تَستَعجِلا أَن تَزَوَّدا
…
وَأَن تَجمَعا شَملي وَتَنتَظِرا غَدا
2 فَما لَبَثٌ يَوماً بِسابِقٍ مَغنَمٍ
…
وَلا سُرعَتي يَوماً بِسابِقَةِ الرَدى
3 وَإِن تُنظِراني اليَومَ أَقضِ لُبانَةً
…
وَتَستَوجِبا مَنّاً عَلَيَّ وَتُحمَدا
4 لَعَمرُكَ ما نَفسٌ بِجِدٍ رَشيدَةٍ
…
تُؤامِرُني سِرّاً لِأَصرِمَ مَرثَدا
5 وَإِن ظَهَرَت مِنهُ قَوارِصُ جَمَّةٌ
…
وَأَفرَعَ في لَومي مِراراً وَأَصعَدا
6 عَلى غَيرِ ذَنبٍ أَن أَكونَ جَنَيتُهُ
…
سِوى قَولِ باغٍ كادَني فَتَجَهَّدا
7 لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ تَدعو بِحَبلِهِ
…
إِذا ما المُنادي في المَقامَةِ نَدَّدا
8 عَظيمُ رَمادِ القِدرِ لا مُتَعَبِّسٌ
…
وَلا مُؤيِسٌ مِنها إِذا هُوَ أَوقَدا
9 وَإِن صَرَّحَت كَحلٌ وَهَبَّت عَرِيَّةٌ
…
مِنَ الريحِ لَم تَترُك لِذي المالِ مِرفَدا
10 صَبَرتُ عَلى وَطءِ المَوالي وَحَطمِهِم
…
إِذا ضَنَّ ذو القُربى عَلَيهِم وَأَخمَدا
11 وَلم يَحمِ فَرجَ الحَيِّ إِلّا مُحافِظٌ
…
كَريمُ المُحَيّا ماجِدٌ غَيرُ أَحرَدا
[2]
وقال عمرو بن قميئة:
الطويل
1 أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها
…
وَحُبَّ بِها لَولا النَوى وَطُموحُها
2 فَبيني على نَجمٍ شَخيسٍ نُحوسُهُ
…
وَأَشأَمُ طَيرِ الزاجِرينَ سَنيحُها
3 فَإِن تَشغَبي فَالشَغَبُ مِنّي سَجِيَّةٌ
…
إِذا شيمَتي لَم يُؤتَ مِنها سَجيحُها
4 أُقارِضُ أَقواماً فَأوفي قُروضَهُم
…
وَعَفٌّ إِذا أَردى النُفوسَ شَحيحُها
5 عَلى أَنَّ قَومي أَشَقَذوني فَأَصبَحَت
…
دِياري بِأَرضٍ غَيرِ دانٍ نُبوحُها
6 تَنَفَّذَ مِنهُم نافِذاتٌ فَسُؤنَني
…
وَأَضمَرَ أَضغاناً عَلَيَّ كُشوحُها
7 فَقُلتُ فِراقُ الدارِ أَجمَلُ بَينَنا
…
وَقَد يَنتَئي عَن دارِ سَوءٍ نَزيحُها
8 عَلى أَنَّني قَد أَدَّعي بِأَبيهِمِ
…
إِذا عَمَّتِ الدَعوى وَثابَ صَريحُها
ثاب صريحها: كثر النداء بالصريح وذهب الذين ليسوا صرحاء.
9 وَأَنّي أَرى ديني يُوافِقُ دينَهُم
…
إِذا نَسَكوا أَفراعُها وَذَبيحُها
ويروى: نسكت وهو أجود. وأفراع: جمع فرع وهو حوار صغير يذبح في أول النتاج ويلبس جلده آخر وكذلك [كانوا] يفعلون في أول النتاج.
10 وَمَنزِلَةٍ بِالحَجِّ أُخرى عَرَفتُها
…
لَها بُقَعَةٌ لا يُستَطاعُ بُروحُها
بقعة: يعني المشعر، كانت ربيعة تقف به ليس لهم غيره.
11 بِوُدِّكِ ما قَومي عَلى أَن تَرَكتِهِم
…
سُلَيمى إِذا هَبَّت شَمالٌ وَريحُها
أي على ودك قومي وما زائدة. وأذم ما يكون الشمال عندهم في الجدب وحينئذ يحبون أهل الاطعام والايسار.
12 إِذا النَجمُ أَمسى مَغرِبَ الشَمسِ رائِباً
…
وَلَم يَكُ بَرقٌ في السَماءِ يُليحُها
يليحها: يحملها على أن تلوح.
13 وَغابَ شُعاعُ الشَمسِ في غَيرِ جُلبَةٍ
…
وَلا غَمرَةٍ إِلّا وَشيكاً مُصوحُها
14 وَهاجَ عَماءٌ مُقشَعِرٌ كَأَنَّهُ
…
نَقيلَةُ نَعلٍ بانَ مِنها سَريحُها
15 إِذا عُدِمَ المَحلوبُ عادَت عَلَيهِمُ
…
قُدورٌ كَثيرٌ في القِصاعِ قَديحُها
16 يَثوبُ إِلَيها كُلُّ ضَيفٍ وَجانِبٍ
…
كَما رَدَّ دَهداهَ القِلاصِ نَضيحُها
17 بِأَيديهِمُ مَقرومَةٌ وَمَغالِقٌ
…
يَعودُ بِأَرزاقِ العِيالِ مَنيحُها
18 وَمَلمومَةٍ لا يَخرِقُ الطَرفُ عَرضَها
…
لَها كَوكَبٌ فَخمٌ شَديدٌ وُضوحُها
19 تَسيرُ وَتُزجي السَمَّ تَحتَ نُحورِها
…
كَريهٌ إِلى مَن فاجَأَتهُ صَبوحُها
20 عَلى مُقذَحِرّاتٍ وَهُنُّ عَوابِسٌ
…
ضَبائِرُ مَوتٍ لا يُراحُ مُريحُها
21 نَبَذنا إِلَيهِم دَعوَةً يالَ مالِكٍ
…
لَها إِربَةٌ إِن لَم تَجِد مَن يُريحُها
22 فَسُرنا عَلَيهِم سَورَةً ثَعلَبِيَّةً
…
وَأَسيافُنا يَجري عَلَيهِم نُضوحُها
23 وَأَرماحُنا يَنهَزنَهُم نَهزَ جُمَّةٍ
…
يَعودُ عَلَيهِم وِردُنا فَنَميحُها
نهز جمة: أي انتزاع ما فيها. يقول: كلما وردناها عدنا إليها.
24 فَدارَت رَحانا ساعَةً وَرَحاهُمُ
…
وَدَرَّت طِباقاً بَعدَ بَكُءٍ لُقوحُها
25 فَما أَتلَفَت أَيديهُمُ مِن نُفوسِنا
…
وَإِن كَرُمَت فَإِنَّنا لا نَنوحُها
26 فَقُلنا هِيَ النُهبى وَحَلَّ حَرامُها
…
وَكانَت حِمى ما قَبلَنا فَنُبيحُها
27 فَأُبنا وَآبوا كُلَّنا بِمَضيضَةٍ
…
مُهَمَّلَةٍ أَجراحُنا وَجُروحُها
بمضيضة أي قد أمضتنا الجراح.
مهملة أهملن فلا يطلبن.
28 وَكُنّا إِذا أَحلامُ قَومٍ تَغَيَّبَت
…
نَشِحُّ عَلى أَحلامِنا فَنُريحُها
[3]
وقال عمرو بن قميئة: :
الطويل
1 إن أَكُ قَد أَقصَرتُ عَن طولِ رِحلَةٍ
…
فَيا رُبَّ أَصحابٍ بَعَثتُ كِرامِ
2 فَقُلتُ لَهُم سيروا فِدىً خالَتي لَكُم
…
أَما تَجِدونَ الريحَ ذاتَ سَهامِ
3 فَقاموا إِلى عيسٍ قَدِ اِنضَمَّ لَحمُها
…
مُوَقَّفَةٍ أَرساغُها بِخَدام
4 وَقُمتُ إِلى وَجناءَ كَالفَحلِ جَبلَةٍ
…
تُجاوِبُ شَدِّيَ نِسعَها بِبُغام
5 فَأُدلِجُ حَتّى تَطلُعَ الشَمسُ قاصِداً
…
وَلَو خُلِطَت ظَلماؤُها بِقَتامِ
6 فَأَورَدتُهُم ماءً عَلى حينٍ وِردِهِ
…
عَلَيه خَليطٌ مِن قَطاً وَحَمامِ
7 وَأَهوَنُ كَفٍّ لا تَضيرُكَ ضَيرَةً
…
يَدٌ بَينَ أَيدٍ في إِناءِ طَعامِ
8 يَدٌ مِن بَعيدٍ أَو قَريبٍ أَتَت بِهِ
…
شَآمِيَّةٌ غَبَراءُ ذاتُ قَتامِ
9 كَأَنّي وَقَد جاوَزتُ تِسعينَ حِجَّةً
…
خَلَعتُ بِها يَوماً عِذارِ لِجامي
10 عَلى الراحَتَينِ مَرَّةً وَعَلى العَصا
…
أَنوءُ ثَلاثاً بَعدَهُنَّ قِيامي
11 رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى
…
فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامِ
12 فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها
…
وَلَكِنَّني أُرمى بِغَيرِ سِهامِ
13 إِذا ما رَآني الناسُ قالوا أَلَم تَكُن
…
حَديثاً جَديدَ البَزِّ غَيرَ كَهامِ
14 وَأَفنى وَما أُفني مِنَ الدَهرِ لَيلَةً
…
وَلَم يُغنِ ما أَفنَيتُ سِلكَ نِظامِ
15 وَأَهلَكَني تَأميلُ يَومٍ وَلَيلَةٍ
…
وَتَأميلُ عامٍ بَعدَ ذاكَ وَعامِ
[4]
وقال عمرو بن قميئة:
المنسرح
1 يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ وَلَم
…
أَفقِد بِهِ إِذ فَقَدتُهُ أَمَما
2 قَد كُنتُ في مَيعَةٍ أُسَرُّ بِها
…
أَمنَعُ ضَيمي وَأُهبِط العُصُما
الميعة: الشباب والعصم: الوعول.
3 وَأَسحَبُ الرَيطَ وَالبُرودَ إِلى
…
أَدنى تِجاري وَأَنفُضُ اللِمَما
4 لا تَغبِطِ المَرءَ أَن يُقالَ لَهُ
…
أَمسى فَلانٌ لِعُمرِهِ حَكَما
أي لا يكون حكما إلا بعد أن يشيخ قال مرقش:
يأتي الشباب الأقورين ولا تغبط أخاك أن يقال حكم
5 إِن سَرَّهُ طولُ عَيشِهِ فَلَقَد
…
أَضحى عَلى الوَجهِ طولُ ما سَلِما
6 إِنَّ مِنَ القَومِ مَن يُعاشُ بِهِ
…
وَمِنهُمُ مَن تَرى بِهِ دَسَما
[5]
وقال عمرو بن قميئة:
المتقارب
1 تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ
…
فَحِنّي حَنينَكِ إِنّي مُعالي
2 إِلى دار قَومٍ حِسانِ الوُجوهِ
…
عِظامِ القِبابِ طِوالِ العَوال
3 فَوَجَّهتُهُنَّ عَلى مَهمَهٍ
…
قَليلِ الوَغى غَيرَ صَوتِ الرِئالِ
4 سِراعاً دَوائِبَ ما يَنثَني
…
نَ حَتّى اِحتَلَلنَ بِحَيِّ حِلالِ
5 بِسَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأَكرَمي
…
نَ أَهلِ الفِضالِ وَأَهلِ النَوالِ
6 لَيالِيَ يَحبونَني وُدَّهُم
…
وَيَحبونَ قِدرَكَ غُرَّ المَحالِ
7 فَتُصبِحُ في المَحلِ مُحوَرَّةً
…
لِفَيءِ إِهالَتِها كَالظِلالِ
8 فَإِن كُنتِ ساقِيَةً مَعشَراً
…
كِرامَ الضَرائِبِ في كُلِّ حالِ
9 عَلى كَرَمٍ وَعَلى نَجَدَةٍ
…
رَحيقاً بِماءٍ نِطافٍ زُلالِ
10 فَكوني أُولَئِكَ تَسقينَها
…
فِدىً لِأُولَئِكَ عَمي وَخالي
11 أَلَيسوا الفَوارِسَ يَومَ الفُراتِ
…
وَالخَيلُ بِالقَومِ مِثلُ السَعالي
12 وَهُم مَا هُمُ عِندَ تِلكَ الهَناتِ
…
إِذا زَعزَعَ الطَلحَ ريحُ الشَمالِ
13 بِدُهمٍ ضَوامِنَ لِلمُعتَفي
…
نَ أَن يَمنَحوهُنَّ قَبلَ العِيالِ
[6]
وقال عمرو بن قميئة:
الخفيف
1 إِنَّ قَلبي عَن تُكتَمٍ غَيرُ سالِ
…
تَيَّمَتني وَما أَرادَت وِصالي
2 هَل تَرى عيرَها تُجيزُ سِراعاً
…
كَالعَدَولِيِّ رائِحاً مِن أُوالِ
أوال: جزيرة بالبحرين. تجيز: تقطع
3 نَزَلوا مِن سُوَيقَةِ الماءِ ظُهراً
…
ثُمَّ راحوا لِلنَعفِ نَعفِ مَطالِ
4 ثُمَّ أَضحَوا عَلى الدَثينَةِ لا يَألونَ
…
أَن يَرفَعوا صُدورَ الجِمالِ
5 ثُمَّ كانَ الحِساءُ مِنهُم مُصيفاً
…
ضارِباتِ الخُدورِ تَحتَ الهَدالِ
6 فَزِعَت تُكتَمُ وَقالَت عَجيباً
…
أَن رَأَتني تَغَيَّرَ اليَومَ حالي
7 يا اِبنَةَ الخَيرِ إِنَّما نَحنُ رَهنٌ
…
لِصُروفِ الأَيّامِ بَعدَ اللَيالي
8 جَلَّحَ الدَهرُ وَاِنتَحى لي وَقِدماً
…
كانَ يُنحي القُوى عَلى أَمثالي
9 أَقصَدَتني سِهامُهُ إِذ رَأَتني
…
وَتَوَلَّت عَنهُ سُلَيمى نِبالي
10 لا عَجيبٌ فيما رَأَيتِ وَلَكِن
…
عَجَبٌ مِن تَفَرُّطِ الآجالِ
11 تُدرِكُ التِمسَحَ المُوَلَّعَ في اللـ
…
ـجَةِ وَالعُصمَ في رُؤوسِ الجِبالِ
يقال: تمسح وتماسح والمولع: الذي به توليع.
[وهي] نقط تخالف سائر لونه.
12 وَالفَريدَ المُسَفَّعَ الوَجهِ ذا الجُدَّ
…
ةِ يَختارُ آمِناتِ الرِمالِ
الفريد: الثور. والمسفع: الذي في وجهه سفعة.
13 وَتَصَدّى لِتَصرَعَ البَطَلَ الأَر
…
وَعَ بَينَ العَلهاءِ وَالسِربالِ
[7]
وقال عمرو بن قميئة:
الطويل
1 أَمِن طَلَلٍ قَفرٍ وَمِن مَنزِلٍ عافِ
…
عَفَتهُ رِياحٌ مِن مَشاتٍ وَأَصيافِ
2 وَمَبرَكِ أَذوادٍ وَمَربَطِ عانَةٍ
…
مِنَ الخَيلِ يَحرُثنَ الدِيارَ بِتَطوافِ
3 وَمَجمَعِ أَحطابٍ وَمَلقى أَياصِرٍ
…
إِذا هَزهَزَتهُ الريحُ قامَ لَهُ نافِ
الأيصر: الحشيس المجموع. ناف: أي شيء قد نفته الريح.
4 بَكَيتَ وَأَنتَ اليَومَ شَيخٌ مُجَرِّبٌ
…
عَلى رَأسِهِ شَرخانِ مِن لَونِ أَصنافِ
5 سَوادٌ وَشَيبٌ كُلُّ ذَلِكَ شامِلٌ
…
إِذا ما صَبا شَيخٌ فَلَيسَ لَهُ شافِ
6 وَحَيٍّ مِنَ الأَحياءِ عَودٍ عَرَمرَمٍ
…
مُدِلٍّ فَلا يَخشَونَ مِن غَيبِ أَخيافِ
7 سَمَونا لَهُم مِن أَرضِنا وَسَمائِنا
…
نُغاوِرُهُم مِن بَعدِ أَرضٍ بِإيجافِ
8 عَلى كُلِّ مَعرونٍ وَذاتِ خِزامَةٍ
…
مَصاعيبَ لَم يُذلَلنَ قَبلي بِتَوقافِ
9 أُولَئِكَ قَومي آلُ سَعدِ بنِ مالِكٍ
…
فَمالوا عَلى ضَغنٍ عَلَيَّ وَإِلغافِ
ألغف عليه: إذا أكثر عليه من الكلام القبيح.
10 أَكَنَّوا خُطوباً قَد بَدَت صَفَحاتُها
…
وَأَفئِدَةً لَيسَت عَلَيَّ بِأَرآفِ
11 وَكُلُّ أُناسٍ أَقرَبُ اليَومَ مِنُهمُ
…
إِلَيَّ وَإِن كانوا عُمانَ أُولي اِلغافِ
الغاف: نبت نحو من الينبوت إلآ أنه أعظم منه.
[8]
وقال عمرو بن قميئة:
الطويل
1 وَمَولى ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
…
جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُه
2 إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ
…
عَلى القِرنِ وَاِعلَولى عَلى مَن يُخاصِمُه
3 وَأَجرَدَ مَيّاحٍ وَهَبتُ بِسِرجِهِ
…
لِمُختَبِطٍ أوذي دَلالٍ أُكارِمُه
4 عَلى أَنَّ قَومي أَسلَموني وَعُرَّتي
…
وَقَومُ الفَتى أَظفارُهُ وَدَعائِمُه
[9]
وقال عمرو بن قميئة:
الخفيف
1 هَل عَرَفتَ الدِيارَ عَن أَحقابِ
…
دارِساً آيُها كَخَطِّ الكِتابِ
2 وَكَأَنّي لَمّا عَرَفتُ دِيارَ ال
…
حَيِّ بِالسَفحِ عَن يَمينِ الحُبابِ
3 يَسَرٌ حارَضَ الرِبابَةَ حَتّى
…
راحَ قَصراً وَضيمَ في الأَندابِ
حارص: لزم، والأنداب: الأخطار الواحد ندب.
4 جَزَعاً مِنكَ يَاِبنَ سَعدٍ وَقَد أَخـ
…
ـلَقَ مِنكَ المَشيبُ ثَوبَ الشَبابِ
[10]
وقال عمرو بن قميئة:
الطويل
1 هَل لا يُهَيِّجُ شَوقُكَ الطَلَلُ
…
أَم لا يُفَرِّطُ شَيخَكَ الغَزَلُ
2 أَم ذا القَطينَ أَصابَ مَقتَلَهُ
…
مِنهُ وَخانوهُ إِذا اِحتَمَلوا
القطين: أهل الدار، والقطين: الحشم.
3 وَرَأَيتَ ظُعنَهُمُ مُقَفِّيَةً
…
تَعلو المَخارِمَ سَيرُها رَمَلُ
4 قَنَأَ العُهونَ عَلى حَوامِلِها
…
وَعَلى الرُهاوِيّاتِ وَالكِلَلُ
قنأ: اشتدت حمرتها.
5 وَكَأَنَّ غِزلانَ الصَريمِ بِها
…
تَحتَ الخُدورِ يُظِلُّها الظُلَلُ
الصريم: جمع صريمة، وهي رمال تنقطع من معظم الرمل.
6 تامَت فُؤادَكَ يَومَ بَينِهِمُ
…
عِندَ التَفَرُّقِ ظَبيَةٌ عُطُلُ
تامت: ضللته وأفسدت عقله.
والعطل: التي لا حلي عليها.
7 شَنِفَت إِلى رَشَأٍ تُرَبِّبُه
…
وَلَها بِذاتِ الحاذِ مُعتَزَلُ
8 ظِلٌ إِذا ضَحِيَت وَمُرَتَقَبُ
…
وَلا يَكونُ لِلَيلِها دَغَلُ
ضحيت: برزت، يقال: ضحي يضحي إذا برز للشمس.
9 فَسَقى مَنازِلَها وَحِلَّتَها
…
قِردُ الرَبابِ لِصَوتِهِ زَجَلُ
10 أَبدى مَحاسِنَهُ لِناظِرِهِ
…
ذاتَ العِشاءِ مُهَلَّبٌ خَضِلُ
ذات العشاء: الساعة التي فيها العشاء.
ومهلب: كأن له هلبا من هيدبه،
والهيدب: الذي يتدلى ويدنو مثل هدب القطيفة.
11 مُتَحَلِّبٌ تَهوي الجَنوبُ بِهِ
…
فَتَكادُ تَعدِلُهُ وَيَنجَفِلُ
متحلب: يتحلب المطر، وينجفل: يتقلع.
12 وَضَعَت لَدى الأَصناعِ ضاحِيَةً
…
فَوَهى السُيوبُ وَحُطَّتِ العِجَلُ
الأصناع: مكان. ضاحية: ظاهرة.
السيوب: مجاري الماء واحدها سيب.
والعجل: جمع عجلة وهي المزاد.
13 فَسَقى اِمرِأَ القَيسِ بنِ عَمَرَةَ إِنَّ
…
الأَكرَمينَ لِذِكرِهِم نَبَلُ
14 كَم طَعنَةٍ لَكَ غَيرِ طائِشَةٍ
…
ما إِن يَكونُ لِجُرحِها خَلَلُ
15 فَطَعَنتَها وَضَرَبتَ ثانِيَةً
…
أُخرى وَتَنزِلُ إِن هُمُ نَزَلوا
16 يَهَبُ المَخاضَ عَلى غَوارِبِها
…
زَبَدُ الفُحولِ مَعانُها بَقِلُ
معانها: الموضع الذي ترى به.
بقل: فيه بقل.
قوله: زبد الفحول على غواربها أي: يقرعها
الفحول، وهي هوائج، فيبقى زبدها على غواربها.
17 وَعِشارُها بَعدَ المَخاضِ وَقَد
…
صافَت وَعَمَّ رِباعَها النَفَلُ
الرباع: جمع ربع.
يقول: يهب عشارها أحسن ما كانت 0
18 وَإِذا المُجَزِّىءُ حانَ مَشرَبُهُ
…
عِندَ المَصيفِ وَسَرَّهُ النَهَلُ
المجزيء: الذي كان يجزأ إبله بالرطب إذا اشتد عليه الحر حان مشربه.
19 رَشفُ الذِنابِ عَلى جَماجِمِها
…
ما إِن يَكونُ لِحَوضِها سَمَلُ
[11]
وقال عمرو بن قميئة:
المتقارب
1 نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً
…
وَإِلّا خَيالاً يُوافي خَيالا
2 يُوافي مَع اللَيلِ ميعادُها
…
وَيَأبى مَعَ الصُبحِ إِلّا زِيالا
3 فَذَلِكَ تَبذُلُ مِن وُدِّها
…
وَلَو شَهِدَت لَم تُواتِ النَوالا
4 وَقَد ريعَ قَلبي إِذ أَعلَنوا
…
وَقيلَ أَجَدَّ الخَليطُ اِحتِمالا
5 وَحَثَّ بِها الحادِيانِ النَجاءَ
…
مَعَ الصُبحِ لَمّا اِستَشاروا الجِمالا
6 بَوازِلَ تُحدى بِأَحداجِها
…
وَيُحذَينَ بَعدَ نِعالٍ نِعالا
7 فَلَمّا نَأَوا سَبَقَت عَبرَتي
…
وَأَذرَت لَها بَعدَ سَجلٍ سِجالا
8 تَراها إِذا اِحتَثَّها الحادِيا
…
نِ بِالخَبتِ يُرقِلنَ سَيراً عِجالا
9 فَبِالظِلِّ بُدِّلنَ بَعدَ الهَجيرِ
…
وَبَعدَ الحِجالِ أَلِفنَ الرِحالا
10 وَفيهِنَّ خَولَةُ زَينُ النِسا
…
ءِ زادَت عَلى الناسِ طُرّاً جَمالا
11 لَها عَينُ حَوراءَ في رَوضَةٍ
…
وَتَقرو مَعَ النَبتِ أَرطىً طِوالا
12 وَتُجري السِواكَ عَلى بارِدٍ
…
يُخالُ السَيالَ وَلَيسَ السَيالا
13 كَأَنَّ المُدامَ بُعَيدَ المَنامِ
…
عَلَيها وَتَسقيكَ عَذباً زُلالا
14 كَأَنَّ الذَوائِبَ في فَرعِها
…
حِبالٌ تُوَصِّلُ فيها حِبالا
15 وَوَجهٌ يَحارُ لَهُ الناظِرونَ
…
يَخالونَهُم قَد أَهَلّوا هِلالا
أي كأنهم قد رأوا برؤية وجهها هلالا.
16 إِلى كَفَلٍ مِثلِ دِعصِ النَقا
…
وَكَفٍّ تُقَلِّبُ بيضاً طِفالا
17 فَبانَت وَما نِلتُ مِن وُدِّها
…
قِبالاً وَلا ما يُساوي قِبالا
18 وَكَيفَ تَبُتّينَ حَبلَ الصَفا
…
ءِ مِن ماجِدٍ لا يُريدُ اِعتِزالا
19 أَرادَ النَوالَ فَمَنَّيتِهِ
…
وَأَضحى الَّذي قُلتِ فيهِ ضَلالا
20 فَتىً يَبتَني المَجدَ مِثلُ الحُسا
…
مِ أَخلَصَهُ القَينُ يَوماً صِقالاً
21 يَقودُ الكُماةَ لِيَلقى الكُماةَ
…
يُنازِلُ ما إِن أَرادوا النِزالا
22 تُشَبِّهُ فُرسانَهُم في اللِقاءِ
…
إِذا ما رَحى المَوتِ دارَت حِيالا
23 وَتَمشي رِجالاً إِلى الدارِعينَ
…
كَأَعناقِ خَورٍ تُزجّي فِصالا
24 وَتَكسو القَواطِعَ هامَ الرِجا
…
لِ وَتَحمي الفَوارِسُ مِنّا الرِجالا
25 وَيَأبى لِيَ الضَيمَ ما قَد مَضى
…
وَعِندَ الخِصامِ فَنَعلو جِدالا
26 بِقَولٍ يَذَلُّ لَهُ الرائِضو
…
نَ وَيَفضُلُهُم إِن أَرادوا فِضالا
27 وَهاجِرَةٍ كَأُوارِ الجَحي
…
مِ قَطَعتُ إِذا الجُندُبُ الجَونُ قالا
28 وَلَيلٍ تَعَسَّفتُ دَيجورَهُ
…
يَخافُ بِهِ المُدلِجونَ الخَبالا
[12]
وقال عمرو بن قميئة:
مجزوء البسيط
وهي أبيات غير قائمة الوزن
1 يا رُبَّ مَن أَسفاهُ أَحلامُهُ
…
أَن قيلَ يَوماً إِنَّ عَمراً سَكور
أبو عمرو: أسفهته أحلامه.
رجل سفي وسفيه والسفاء: الخفة والطيش.
ويروى: ما بال قوم أغربوا حلمهم.
2 إِن أَكُ مِسكيراً فَلا أَشرَبُ
…
وَغلاً وَلا يَسلَمُ مِنّي البَعير
ويروى: فلا أشرب الوغل.
يقول: لا أرضى أن أشرب من أموالهم
حتى اشترى فأنفق. والواغل: الداخل على القوم وهم يشربون. وكذلكالشراب الوغل
3 وَالزِقُ مُلكٌ لِمَن كانَ لَهُ
…
وَالمُلكُ فيهِ طَويلٌ وَقَصير
ويروى: والملك فيه صغير وكبير
4 فيهِ الصَبوحُ الَّذي يَجعَلُني
…
لَيثَ عِفِرّينَ وَالمالُ كَثير
5 فَأَوَّلَ اللَيلِ فَتىً ماجِدٌ
…
وَآخِرَ اللَيلِ ضِبعانٌ عَثور
6 قاتَلَكِ اللَهُ مِن مَشروبَةٍ
…
لَو أَنَّ مِرَّةٍ ذا عَنكِ صَبور
[13]
وقال عمرو بن قميئة:
الوافر
1 غَشيتُ مَنازِلاً مِن آل هِندٍ
…
قِفاراً بُدِّلَت بَعدي عُفِيّا
2 تُبينُ رَمادَها وَمَخَطَّ نُؤيٍ
…
وَأَشعَثَ ماثِلاً فيها ثَوِيّا
ثوى: ثاو مقيم.
تبين: تستبين.
مائل: منتصب.
3 فَكادَت مِن مَعارِفِها دُموعي
…
تَهُمُّ الشَأنَ ثُمَّ ذَكَرتُ حَيّا
أبو عمرو: تهم الشأن.
الهم: السيلان يقال: انهمت الشحمة إذا ذابت.
وواحد الشؤون شأن [وهي] مواصل قبائل الرأس.
4 وَكانَ الجَهلُ لَو أَبكاكَ رَسمٌ
…
وَلَستُ أُحِبُّ أَن أُدعى سَفِيّا
5 وَنَدمانٍ كَريمِ الجَدِّ سَمحٍ
…
صَبَحتُ بِسُحرَةٍ كَأساً سَبِيّا
6 يُحاذِرُ أَن تُباكِرَ عاذِلاتٌ
…
فَيُنبَأَ أَنَّهُ أَضحى غَوِيّا
7 فَقالَ لَنا أَلا هَل مِن شِواءٍ
…
بِتَعريضٍ وَلَم يَكميهِ عِيّا
كمى ما في نفسه: كتمه.
8 فَأَرسَلتُ الغُلامَ وَلَم أُلَبِّث
…
إِلى خَيرِ البَوائِكِ تَوهَرِيّا
البوائل: جمع بائك، وهي الناقة الفتية.
والتوهري: السنام الطويل.
9 فَناءَت لِلقِيامِ لِغَيرِ سَوقٍ
…
وَأُتبِعُها جُرازاً مُشرَفِيّا
10 فَظَلَّ بِنِعمَةٍ يُسعى عَلَيهِ
…
وَراحَ بِها كَريماً أَجفَلِيّا
بها: أي بالكرامة.
وأجفلي: ذاهب.
11 وَكُنتُ إِذا الهُمومُ تَضَيَّفَتني
…
قَرَيتُ الهَمَّ أَهوَجَ دَوسَرِيّا
12 بُوَيزِلَ عامِهِ مِردى قِذافٍ
…
عَلى التَأويبِ لا يَشكو الوَنِيّا
13 يُشيحُ عَلى الفَلاةِ فَيَعتَليها
…
وَأَذرَعُ ما صَدَعتَ بِهِ المَطِيّا
أذرع: أوسع. ويشيح: يحاذر.
14 كَأَني حينَ أَزجُرُهُ بِصَوتي
…
زَجَرتُ بِهِ مُدِلّاً أَخدَرِيّا
الأخدر: يقال أنه فحل من الخيل أفلت فضرب في الحمر.
15 تَمَهَّلَ عانَةً قَد ذَبَّ عَنها
…
يَكونَ مَصامُهُ مَنها قَصِيّا
تنمهل: تقدم. مصامه: مقامه
16 أَطالَ الشَدَّ وَالتَقريبَ حَتّى
…
ذَكَرتَ بِهِ مُمَرّاً أَندَرِيّا
ممر: حبل شديد الفتل.
أندري: منسوب إلى قرية من قرى الشام.
17 بِها في رَوضَةٍ شَهرَي رَبيعٍ
…
فَسافَ لَها أَديماً أَدلَصِيّا
ساف: شم
يقال: ظهر مدلص من سمنه واعتداله
وسنان: مدلص.
18 مُشيحاً هَل يَرى شَبَحاً قَريباً
…
وَيوفي دونَها العَلَمَ العَلِيّا
19 إِذا لاقى بِظاهِرَةٍ دَحيقاً
…
أَمَرَّ عَلَيهِما يَوماً قَسِيّا
ظاهرة: ما ارتفع من الأرض.
رحيقا: عيرا مطرودا.
20 فَلَمّا قَلَّصَت عَنهُ البَقايا
…
وَأَعوَزَ مِن مَراتِعِهِ اللَوِيّا
أي ذهب بقايا مائه.
واللوي: النبت الذي قد يبس وفيه ندوة
[و] قد ألوى النبت.
21 أَرَنَّ فَصَكَّها صَخِبٌ دَءولٌ
…
يَعُبُّ عَلى مَناكِبِها الصَبِيّا
دؤول: من الدألان، وهو مشي فيه تقارب.
يعب: أي يجعل صبي لحيه – وهو مستدقه- على مناكبها.
22 فَأَورَدَها عَلى طِملٍ يَمانٍ
…
يُهِلُّ إِذا رَأى لَحماً طَرِيّا
الطمل: الأغبر الخبيث
أبو عمرو: هو الصعلوك.
يهل: يكبر.
23 لَهُ شِريانَةٌ شَغَلَت يَدَيهِ
…
وَكانَ عَلى تَقَلُّدِها قَوِيّا
شريانة: قوس، والشريان: شجر تعمل منه القسي.
24 وَزُرقٌ قَد تَنَخَّلَها لِقَضبٍ
…
يَشُدُّ عَلى مَناصِبِها النَضِيّا
تنخلها: تخيرها.
لقضب: يريد القداح. والنضي: القدح.
25 تَرَدّى بُرأَةً لَمّا بَناها
…
تَبَوَّأَ مَقعَداً مِنها خَفِيّا
تردى: دخل فيها.
والبراأة والدجية والقترة والناموس: بيت الصائد.
26 فَلَمّا لَم يَرَينَ كَثيرَ ذُعرٍ
…
وَرَدنَ صَوادِياً وَرداً كَمِيّا
27 فَأَرسَلَ وَالمَقاتِلُ مُعوِراتٌ
…
لِما لاقَت ذُعافاً يَثرِبِيّا
28 فَخَرَّ النَصلُ مُنقَعِصاً رَثيماً
…
وَطارَ القِدحُ أَشتاتاً شَظِيّا
منعقص: ملتو.
رثيم: فيه دم.
شظي: منكسر.
29 وَعَضَّ عَلى أَنامِلِهِ لَهيفاً
…
وَلاقى يَومَهُ أَسَفاً وَغِيّا
30 وَراحَ بِحِرَّةٍ لَهِفاً مُصاباً
…
يُنَبِّئُ عِرسَهُ أَمراً جَلِيّا
31 فَلَو لُطِمَت هُناكَ بَذاتِ خَمسٍ
…
لَكانا عِندَها حِتنَينِ سِيّا
حنتان: مثلان.
32 وَكانوا واثِقينَ إِذا أَتاهُم
…
بِلَحمٍ إِن صَباحاً أَو مُسِيّا
[14]
وقال عمرو بن قميئة:
ومر امرؤ القيس بن حجر الكندي ببكر بن وائل، فضرب قبابه؛ فقال: أما فيكم شاعر؟ ! فقالوا: بلى بقي لنا شيخ من قيس بن ثعلبة!
فسألهم أن يأتوه به فلما أتاه استنشده فأعجبه.
فقال له امرؤ القيس: اصحبني
ففعل فانطلق معه فهلك، ولذا سمي عمرا الضائع فقال عمرو بن قميئة:
الطويل
1 شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ
…
وَأَنّي كَبيرٌ ذو عِيالٍ مُحَنَّبُ
2 فَقالَ لَنا أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً
…
إِذا سَرَّكُم لَحمٌ مِنَ الوَحشِ فَاِركَبوا
[15]
وقال عمرو بن قميئة:
المتقارب
1 نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا
…
وَأَعقَبَكَ الهَجرُ مِنها الوِصالا
2 وَحادَت بِها نِيَّةٌ غَربَةٌ
…
تُبَدِّلُ أَهلَ الصَفاءِ الزِيالا
3 وَنادى أَميرُهُمُ بِالفِرا
…
قِ ثُمَّ اِستَقَلّوا لِبَينٍ عِجالا
4 فَقَرَّبنَ كُلَّ مُنيفِ القَرا
…
عَريضِ الحَصيرِ يَغولُ الحِبالا
5 إِذا ما تَسَربَلنَ مَجهولَةً
…
وَراجَعنَ بَعدَ الرَسيمِ النِقالا
المناقلة: أن يضع ما يصنع صاحبه.
6 هَداهُنَّ مُشتَمِراً لاحِقاً
…
شَديدَ المَطا أَرحَبِياً جُلالا
7 تَخالُ حُمولَهُمُ في السَرا
…
بِ لَما تَواهَقنَ سُحقاً طِوالا
8 كَوارِعَ في حائِرٍ مُفعَمٍ
…
تَغَمَّرَ حَتّى أَتا وَاِستَطالا
أي: كرع النخل في الماء.
والحائر: مكان يمسك الماء.
9 كَسَونَ هَوادِجَهُنَّ السُدو
…
لَ مُنهَدِلاً فَوقَهُنَّ اِنهِدالا
10 وَفيهِنَّ حورٌ كَمِثلِ الظِبا
…
ءِ تَقرو بِأَعلى السَليلِ الهَدالا
تقرو: تتبع. والسليل: واد.
11 جَعَلنَ قُدَيساً وَأَعناءَهُ
…
يَميناً وَبُرقَةَ رَعمٍ شِمالا
قديسا: أراد القادسية.
أعناؤه: جوانبه.
يقال: مر بأعنائنا.
12 نَوازِعُ لِلخالِ إِذ شِمنَهُ
…
عَلى الفُرُداتِ يَحُلُّ السِجالا
13 فَلَمّا هَبَطنَ مَصابَ الرَبيعِ
…
بُدِّلنَ بَعدَ الرِحالِ الحِجالا
14 وَبَيداءَ يَلعَبُ فيها السَرا
…
بُ يَخشى بِها المُدلِجونَ الضَلالا
15 تَجاوَزتُها راغِباً راهِباً
…
إِذا ما الظِباءُ اِعتَنَقنَ الظِلالا
16 بِضامِزَةٍ كَأَتانٍ الثَمي
…
لِ عَيرانَةٍ ما تَشَكّى الكَلالا
17 إِلى اِبنِ الشَقيقَةِ أَعمَلتُها
…
أَخافُ العِقابَ وَأَرجو النَوالا
18 إِلى اِبنِ الشَقيقَة خَيرِ المُلوكِ
…
أَوفاهُمُ عِندَ عَقدٍ حِبالا
19 أَلَستَ أَبَرَّهُمُ ذِمَّةً
…
وَأَفضَلَهُم إِن أَرادوا فِضالا
20 فَأَهلي فِداؤُكَ مُستَعتِباً
…
عَتَبتَ فَصَدَّقتَ في المَقالا
21 أَتاكَ عَدُوٌّ فَصَدَّقتَهُ
…
فَهَلّا نَظَرتَ هُديتَ السُؤالا
22 فَما قُلتُ ما نَطَقوا باطِلاً
…
وَلا كُنتُ أَرهَبُهُ أَن يُقالا
23 فَإِن كانَ حَقاً كَما خَبَّروا
…
فَلا وَصَلَت لي يَمينٌ شِمالا
24 تَصَدَّق عَلَيَّ فَإِني اِمرِؤٌ
…
أَخافُ عَلى غَيرِ جُرمِ نَكالا
25 وَيَومٍ تَطَلَّعُ فيهِ النُفو
…
سُ تُطَرِّفَ بِالطَعنِ فيهِ الرِجالا
26 شَهِدتَ فَأَطفَأتَ نيرانَهُ
…
وَأَصدَرتَ مِنهُ ظِماءً نِهالا
أي رواء.
27 وَذي لَجَبٍ يُبرِقُ الناظِر
…
ينَ كَاللَيلِ أُلبِسَ مِنهُ ظِلالا
يعني جيشا.
28 كَأَنَّ سَنا البَيضِ فَوقَ الكُما
…
ةِ فيهِ المَصابيحُ تُخبي الذُبالا
29 صَبَحتُ العَدُوَّ عَلى نَأيِهِ
…
تَريشُ رِجالاً وَتَبري رِجالا
تم شعر عمرو بن قميئة والحمد لله رب العالمين.
[16]
وقال عمرو بن قميئة:
السريع
1 قَد سَأَلَتني بِنتُ عَمرٍو عَنِ ال
…
أَرضِ الَّتي تُنكِرُ أَعلامَها
2 لَمّا رَأَت ساتيدِما اِستَعبَرَت
…
لِلّهِ دَرُّ اليَومَ مَن لامَها
3 تَذَكَّرَت أَرضاً بِها أَهلُها
…
أَخوالَها فيها وَأَعمامَها
ومن رواية أخرى مكررة:
الطويل
1 وَمَولىً ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
…
جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُهُ
2 إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ
…
عَلى القِرنِ وَاِعلَولى عَلى مَن يُخاصِمُهُ
3 وَأَجرَدٍ مَيّاحٍ وَهَبَت بِسَرجِهِ
…
لِمُختَبِطٍ أَو ذي دَلالٍ أَكاتِمُهُ
4 عَلى أَنَّ قَومي أَسلَموني وَعُرَّتي
…
وَقَومُ الفَتى أَظفارُهُ وَدَعائِمُهُ
ذيل الديوان
[17]
ومما نسب إلى ابن قميئة:
الكامل
1 كانَت قَناتي لا تَلينُ لِغامِزٍ
…
فَأَلانَها الإِصباحُ وَالإِمساءُ
2 وَدَعَوتُ رَبّي في السَلامَةِ جاهِداً
…
لِيُصِحَّني فَإِذا السَلامَةُ داءُ
[18]
الوافر
1 وَما عَيشُ الفَتى في الناسِ إِلّا
…
كَما أَشعَلتَ في ريحٍ شِهابا
2 فَيَسطَعُ تارَةً حَسَناً سَناهُ
…
ذَكَيُّ اللَونِ ثُمَّ يَصيرُ هابا
[19]
ومما نسب إليه:
الكامل
1 وَإِذا العَذارى بِالدُخانِ تَقَنَّعَت
…
وَاِستَعجَلَت نَصبَ القُدورِ فَمَلَّتِ
2 دَرَّت بِأَرزاقِ العِيالِ مَغالِقٌ
…
بِيَدَيَّ مِن قَمَعِ العِشارِ الجِلَّةِ
[20]
المتقارب
1 كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ
…
وَأَيقَنَتِ النَفسُ إِلّا خُلودا
2 وَبانَ الأَحِبَّةُ حَتّى فَنوا
…
وَلَم يَترُكِ الدَهرُ مِنهُم عَميدا
3 فَيا دَهرُ قَدكَ فَأَسجِح بِنا
…
فَلَسنا بِصَخرٍ وَلَسنا حَديدا
[21]
الخفيف
1 لَيسَ طَعمي طَعمَ الأَرانِبِ إِذ قَل
…
لَصَ دَرُّ اللِقاحِ في الصِنَبرِ
2 وَرَأَيتَ الإِماءَ كَالجِعثِنِ البا
…
لي عُكوفاً عَلى قُرارَةِ قِدرِ
3 وَرَأَيتَ الدُخانَ كَالرَدَغِ الأَص
…
حَمِ يَنباعُ مِن وَراءِ السِترِ
4 حاضِرٌ شَرُّكُم وَخَيرُكُمُ دَرُّ
…
خَروسٍ مِنَ الأَرانِبِ بِكرِ
[22]
ومما نسب إليه:
الكامل
1 إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا
…
أَزِمَ الشِتاءُ وَدوخِلَت حُجَرُه
2 وَدَنا وَدونِيَتِ البُيوتُ لَهُ
…
وَثَنى فَثَنّى رَبيعَهُ قَدَرُه
3 وَضَعَ المَنيحَ وَكانَ حَظَّهُمُ
…
في المُنقِياتِ يُقيمُها يُسُرُه
[23]
قال ابن قميئة يصف الهلال:
المتقارب
1 كَأَنَّ اِبنَ مُزنَتِها جانِحاً
…
فَسيطٌ لَدى الأُفُقِ مِن خِنصِرِ
[24]
قال عمرو بن قميئة يذكر وعلا:
الطويل
1 فَلَو أَنَّ شَيئاً فائِتَ المَوتِ أَحرَزَت
…
عَمايَةُ إِذ راحَ الأَرَحُّ الموقِفُ
2 سَما طَرفُهُ وَاِبيَضَّ حَتّى كَأَنَّهُ
…
خَصِيٌّ جَفَّت عِندَ الرَحائِلِ أَكلُفُ
[25]
وقال أيضاً:
الطويل
1 وَحَمّالَ أَثقالٍ إِذا هِيَ أَعرَضَت
…
عَلى الأَصلِ لا يَسطيعُها المُتَكَلِّفُ
[26]
وقال أيضاً:
المتقارب
1 وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ
…
قَمَعتُ فَصاروا لِئاماً ذِلالا
[27]
وقال:
الكامل
1 قَد كانَ مَن غَسّانَ قَبلَكَ أَم
…
لاكٌ وَمِن نَصرٍ ذَوو نِعَمِ
2 فَتَتَوَّجوا مُلكاً لَهُم هِمَمٌ
…
فَفَنوا فِناءَ أَوائِلِ الأُمَمِ
3 لا تَحسَبُنَّ الدَهرَ مُخلِدَكُم
…
أَو دائِماً لَكُمُ وَلَم يَدُمِ
4 لَو دامَ لِتُبَّعٍ وَذَوي ال
…
أَصناعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ
[28]
وقال:
الطويل
1 وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا
…
عِلاوَتَهُ يَومَ العَروبَةِ بِالدَمِ
[29]
ومما نسب إليه:
السريع
1 يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا
…
رُحنَ عَلى بَغضائِهِ وَاِغتَدَينَ