الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ـ[الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان]ـ
المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)
ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (المتوفى: 739 هـ)
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط
الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت
الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988 م
عدد الأجزاء: 18 (17 جزء ومجلد فهارس)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي، ويمكن الانتقال للجزء والصفحة ورقم الحديث]
المجلد الأول
مقدمات
مقدمة الأمير علاء الدين الفارسي
مدخل
رب يسر بخير
الحمد لله على ما علم من البيان وألهم من التبيان، وتمم من الجود والفضل والإحسان.
والصلاة والسلام الأتمام الأكملان على1 سيد ولد عدنان المبعوث بأكمل الأديان، المنعوت في التوراة والإنجيل والفرقان، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، صلاة دامة ما كر الجديدان وعبد الرحمن.
وبعد، فإن من أجمع المصنفات في الأخبار النبوية، وأنفع المءلفات في الآثار المحمدية، وأشضرف الوضاع، وأطرف الإبداع: كتاب "التقاسيم والأنواع" للشيخ الإمام، حسنةالأيام حافظ زمانه، وضابط أوانه معدن الإتقان أبي حاتم محمد بن حبان، التميمي البستي شكر الله مسعاه، وجعل الجنة مثواه، فإنه لم ينسج له على منوال، في جمع سنن الحرام والحلال لكنه لبديع صنعه، ومنيع وضعه قد عز جانبه، فكثر مجانبه، تعسر اقتناص شوارده، فتعذر الإقتباس من فوائده وموارده، فرأيت أن أتسبب لتقريبه، وأتقرب إلى الله بتهذيبه وترتيبه، وأسهله على طلابه، بوضع كل حديث في بابه، الذي هو أولى به، ليؤمه من الهجره، ويقدمه من أهمله وأخره، وشرعت
1 بياض في الأصل في المواطن الثلاثة، وما أثبت هو الذي استظهره العلامة شاكر رحمه الله وتابعناه على ذلك.
فيه معترفا بأن البضاعة مزجاة، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله، فحصلته في أيسر مدة، وجعلته للطلبة وعدة، فأصبح بحمد الله موجودا يعد أن كان كالعدم، مقصودا كنار على أرفع علم، معدودا بفضل الل من أكمل النعم قد فتحت سماء يسرهو فصارت أبوابا وزخزحت جبال عسره فككانت سرابا وقرن كل صنر بصنفه، فآضت أزواجا، وكل تلو بإلفه، فضاءت سراجا وهاجا، وسميته: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان
والله أسأل أن يجعله زادا لحسن المصير إليه، وعتادا ليمن القدوم عليه، أنه لكل جميل كفيل، وهوحسبي ونعم الوكيل، وها أنا أذكر مقدمة تشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في ذكر ترجمته ليعرف قدر جلالته.
زالفصل الثاني: في نص خطبته، وما نص عليه في غرة ديباجته وخاتمته، ليعلم مضمون قراره، ومكنون مصونه وأسراره.
والفصل الثلث: في ذكر ما رتب عليه هذا الكتاب من المتب والفصول والأبواب قصدا لتكميل التهذيب وتسهيل التقريب.
الفصل الأول: ترجمة ابن حبان رحمه الله
…
الفصل الأول
أقول وبالله التوفيق هو الإمام العالم الفاضل المتقن المحقق الحافظ العلامة محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بكسر الحاء المهملة وبالباء الموحدة فيهما 1 ابن معاذ بن معبد بالباء الموحدة بن سعيد بن سهيد بفتح السين المهملة وكسر الهاء 2ويقال بن معبد بن هدية بفتح الهاء وكسر الدال وتشديد الياء آخر الحروف 3 ابن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر 4 بن أد بن طابخة بن الياس 5 بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو حاتم التميمي البستي
1 تصحف في "القاموس المحيط"في مادة "سهد" إلى "حيان" بالمثناة التحتية.
2 وكذلك ضبطه الذهبي وابن حجر والفيروزابادي، وتصحف في معظم مصادر ترجمة ابن حبان إلى "شهيد" بالشين المعجمة.
3 تصحف في "معجم البلدان" رسم "بست" إلى "هدبة" بالباء الموحدة.
4 مُرّ: بضم الميم وتشديد الراء. ووقع في نسخة الإحسان "بشر" وهو خطأ. انظر مصادر ترجمته، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ص198 و 206. ونسب عدنان وقحطان للمبرد ص6.
5 قال العلامة أحمد شاكر: يخطئ كثير من الناس، فيقرأ هذا الاسم في عمود النسب إلياس، بكسر الهمزة في أوله، على أنه اسم للنبي إلياس عليه السلام وهو اسم أعجمي ممنوع من الصرف، أما هذا الاسم "الياس بن مضر" فإنه اسم عربي مصروف، تهمز ألفه الثانية التي قبل السين، على الأصل، أو تحذف تسهيلاً وتخفيفاً. أما ألفه الأولى فإنها موصولة إذ هي الألف واللام اللتان للتعريف، قال ابن دريد في "الاشتقاق" 2/30: يمكن أن يكون اشتقاق "الياس" من قولهم: يئس ييأس يأساً، ثم أدخلوا على "اليأس" الألف واللام. ويمكن أن يكون من قولهم رجل أليس من قوم ليس، أي شجاع، وهو غاية ما يوصف به الشجاع. هذا لمن يهمز "اليأس" والتفسير الأول أحب إلي.
وذهب ابن الأنباري إلى أنه بكسر أوله، ورد عليه السهيلي في "الروض الأنف" 1/7 قال:"والذي قاله غير ابن الأنباري أصح، وهو أنه "اليأس" سُمي بضد الرجاء، واللام فيه للتعريف، والهمزة همزة وصل، وقاله قاسم بن ثابت في "الدلائل" وأنشد أبياتاً شواهد" ثم ذكر السهيلي بعض هذه الشواهد.
القاضي أحد الأئمة الرحالين والمصنفين.
ذكره الحاكم أبو عبد الله فقال كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ من عقلاء الرجال وكان قدم نيسابور فسمع بها من عبد الله بن شيرويه ثم أنه دخل العراق فأكثر عن أبي خليفة القاضي وأقرانه وبالأهواز وبالموصل وبالجزيرة وبالشام وبمصر وبالحجاز وكتب بهراة ومرو وبخارى.
ورحل إلى عمر بن محمد بن بجير وأكثر عنه وروى عن الحسن بن سفيان وأبي يعلى الموصلي.
ثم صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن بخراسان ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وخرج إلى القضاء إلى نسا وغيرها وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانقاه وسمع منه خلق كثير.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الهروي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن سلم وأبو بكر محمد بن
أحمد بن عبد الله النوقاتي 1وأبو معاذ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رزق السجستاني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الزوزني.
وقال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي أبو حاتم البستي كان من فقهاء الناس وحفاظ الآثار المشهورين في الأمصار والأقطار عالما بالطب والنجوم وفنون العلوم ألف المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب المشهورة في كل فن وفقه الناس بسمرقند ثم تحول إلى بست ذكره عبد الغني بن سعيد في البستي.
وذكره الخطيب 2 وقال وكان ثقة ثبتا فاضلا فهما.
وذكره الأمير في حبان بكسر الحاء المهملة ولي القضاء بسمرقند وكان من الحفاظ الأثبات.
توفي بسجستان ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مائة وقيل ببست في داره التي هي اليوم 3 مدرسة لصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة منهم ولهم جرايات يستنفقونها وفيها خزانة كتب.
1 في الأصل "النوقاني": بالنون آخره، وهو خطأ، والنوقاتي بالتاء المثناة فوق قبل ياء النسبة: نسبة إلى "نوقات" محلة بسجستان كما في "المشتبه" و "التبصير" و "معجم البلدان" و"الوافي" 2/90، وأخطأ الأمير علاء الدين في كنية هذا الشيخ ونسبه إذ قال: أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله، وصوابه: أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، مترجم في "سير أعلام النبلاء" 17/144.
2 وهو من شرطه، فنه دخل بغداد، وسمع بها من أبي العباس حامد بن محمد بن شعيب البلخلي، لكن لم أظفر بترجمته في المطبوع من تاريخ بغداد.
3 هذا كلام الحاكم لم يعزه الأمير علاء الدين إليه، فقوله: التي هي اليوم، يعني في زمن الحاكم، أما في عصر الأمير علاء الدين؛ فقد تقدم في مقدمة التحقيق أن بست قد خرب أكثرها.
مقدمة ابن حبان في صحيحه
مدخل
الفصل الثاني 1
قال رحمه الله 2: الحمد لله المستحق الحمد لآلائه المتوحد بعزه وكبريائه القريب من خلقه في أعلى علوة البعيد منهم في أدنى دنوة العالم بكنين مكنون النجوى والمطلع على أفكار السر وأخفى وما استجن تحت عناصر الثرى وما جال فيه خواطر الورى الذي ابتدع الأشياء بقدرته وذرأ الأنام بمشيئته من غير أصل عليه افتعل ولا رسم مرسوم امتثل ثم جعل العقول مسلكا لذوي الحجا وملجأ في مسالك أولي النهى وجعل أسباب الوصول إلى كيفية العقول ما شق لهم من الأسماع والأبصار والتكلف للبحث والاعتبار فأحكم لطيف ما دبر وأتقن جميع ما قدر.
ثم فضل بأنواع الخطاب أهل التمييز والألباب ثم اختار طائفة لصفوته وهداهم لزوم طاعته من اتباع سبل الأبرار في لزوم السنن والآثار فزين قلوبهم بالإيمان وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه واتباع سنن نبيه بالدؤوب 3 في الرحل والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن.
1 هذا الفصل هو خطبة ابن حبان في أصل صحيحه.
2 في نسخة دار الكتب المصرية: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين. قال الشيخ الإمام العلامة، قدوة الحفاظ، أوجد النقاد، أبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي، برد الله مضجعه، وأثابه الجنة.
3 يقال: "دأب دأباً" بسكون الهمزة، و"دَأَباً" بفتحها، و"دُؤوباً" بضم الدال والهمزة، ومدها، فهو دئب بفتح الدال، وكسر الهمزة، أي: جد وتعب.
ورفض الأهواء والتفقه فيها بترك الآراء فتجرد القوم للحديث وطلبوه ورحلوا فيه وكتبوه وسألوا عنه وأحكموه وذاكروا به ونشروه وتفقهوا فيه وأصلوه وفرعوا عليه وبذلوه وبينوا المرسل من المتصل والموقوف من المنفصل والناسخ من المنسوخ والمحكم من المفسوخ والمفسر من المجمل والمستعمل من المهمل والمختصر من المتقصى والملزوق من المتفصى والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص والمباح من المزجور والغريب من المشهور والفرض من الإرشاد والحتم من الإيعاد والعدول من المجروحين 1 والضعفاء من المتروكين وكيفية المعمول والكشف عن المجهول 2 وما حرف عن المخزول وقلب 3 من المنحول من مخايل التدليس وما فيه من التلبيس حَتَّى حَفِظَ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وصانه عن ثلب القادحين وجعلهم عند التنازع أئمة الهدى وفي النوازل مصابيح الدجى فهم ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء وملجأ الأتقياء ومركز الأولياء.
فله الحمد على قدره وقضائه وتفضله بعطائه وبره ونعمائه ومنه بآلائه.
أشهد أن لا إله إلا الذي بهدايته سعد من اهتدى وبتأييده رشد من اتعظ وارعوى وبخذلانه ضل من زل وغوى وحاد عن الطريقة المثلى.
وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المرتضى بعثه إليه داعيا وإلى جنانه هاديا فصلى الله عليه وأزلفه في الحشر لديه وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين.
1 في نسخة دار الكتب "المحدثين"
2 بهامش الإحسان "المجعول" وكذلك هي في نسخة دار الكتب.
3 في نسخة دار الكتب: "اقلب" وكلاهما صحيح، يقال: قلبه يقلبه، كأقلبه، أي حوله.
أما بعد فإن الله جل وعلا انتخب محمدا صلى الله عليه وسلم لنفسه وليا وبعثه إلى خلقه نبيا ليدعوا الخلق من عبادة الأشياء إلى عبادته ومن اتباع السبل إلى لزوم طاعته حيث كان الخلق في جاهلية جهلاء وعصبية مضلة 1 عمياء يهيمون في الفتن حيارى ويخوضون في الأهواء سكارى يترددون في بحار الضلالة ويجولون في أودية الجهالة شريفهم مغرور ووضيعهم مقهور.
فبعثه الله إلى خلقه رسولا وجعله إلى جنانه دليلا فبلغ صلى الله عليه وسلم عنه رسالاته وبين المراد عن آياته وأمر بكسر الأصنام ودحض الأزلام حتى أسفر الحق عن محضه وأبدى الليل عن صبحه وانحط به أعلام الشقاق وانهشم بيضة النفاق.
وإن في لزوم سنته تمام السلامة وجماع الكرامة لا تطفأ سرجها ولا تدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها ندم إذ هي الحصن الحصين والركن الركين الذي بان فضله ومتن حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجل والمغبوطون بين الأنام في العاجل.
وإني لما رأيت الأخبار طرقها كثرت ومعرفة الناس بالصحيح منها قلت لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطأ أو المقلوبات حتى صار الخبر الصحيح مهجورا لا يكتب والمنكر المقلوب عزيزا يستغرب وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين وتكلم عليها من أهل الفقه والدين أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار وأكثروا من تكرار المعاد للآثار قصدا منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من الحفاظ فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب وترك المقتبس التحصيل للخطاب.
فتدبرت الصحاح لأسهل حفظها على المتعلمين وأمعنت الفكر فيها لئلا
1 يقال: "أرض مضلة" بفتح الضاد وكسرها، وفتح الميم مع كليهما، أي: يضل فيها، ولا يهتدي فيها إلى الطريق، وكذلك قالوا: فتنة مضلة، أي: تضل الناس.
يصعب وعيها على المقتبسين فرأيتها تنقسم خمسة أقسام متساوية متفقة التقسيم غير متنافية.
فأولها الأوامر التي أمر الله عباده بها.
والثاني النواهي التي نهى الله عباده عنها.
والثالث إخباره عما احتيج إلى معرفتها.
والرابع الإباحات التي أبيح ارتكابها.
والخامس أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي انفرد بفعلها.
ثم رأيت كل قسم منها يتنوع أنواعا كثيرة ومن كل نوع تتنوع 1علوم خطيرة ليس يعقلها إلا العالمون الذين هم في العلم راسخون دون من اشتغل في الأصول بالقياس المنكوس وأمعن في الفروع بالرأي المنحوس 2.
1 في نسخة دار الكتب "تنتزع".
2 هذا الوصف حق في الرأي الصادر عن هوى وتشهٍ، والمخالف لكتاب الله وسنة رسوله، ولكنه لا ينطبق على فقه الفقهاء من الأئمة المجتهدين الذين يستنبطون حكم النازلة من النص على طريقة فقهاء الصحابة والتابعين برد النظير إلى نظيره في الكتاب أو السنة. وجميع العلماء المجتهدين يُعدون من أهل الرأي، لأن كل واحد منهم لا يستغني في اجتهاده عن نظر ورأي، ولو بتحقيق المناط وتنقيحه الذي لا نزاع فيه، لكن هذا اللقب "أصحاب الرأي" أطلق على علماء الكوفة وفقهائها من قبل أناس من رواة الحديث كان جل علمهم أن يخدموا ظواهر ألفاظ الحديث، ولا يرومون فهم ما وراء ذلك من استجلاء حقائق المعاني، وجليل الاستنباط، وكان هؤلاء الرواة يضيقون صدراً من كل من أعمل عقله في فهم النص، وتحقيق العلة والمناط، وأخذ يبحث في غير ما يبدو لأمثالهم من ظاهر الحديث، ويرونه قد خرج عن الجادة، وترك الحديث إلى الرأي، فهو بهذا – في زعمهم- مذموم منبوذ الرواية، وقد جرحوا بهذا اللقب طوائف من الرواة الفقهاء الأثبات كما تراه في كثير من تراجم رجال الحديث في حين أن هؤلاء الفقهاء المحدثين يستحقون كل تقدير وإجلال، ولا يصح أن يكون هذا مدعاة لذمهم أو الطعن فيهم.
وإنا 1نملي كل قسم بما فيه من الأنواع وكل نوع بما فيه من الاختراع الذي لا يخفي تحضيره على ذوي الحجا ولا تتعذر كيفيته على أولي النهى.
ونبدأ منه بأنواع تراجم الكتاب ثم نملي الأخبار بألفاظ الخطاب بأشهرها إسنادا وأوثقها عمادا من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها لأن الاقتصار على أتم المتون أولى والاعتبار بأشهر الأسانيد أحرى من الخوض في تخريج التكرار وإن آل أمره إلى صحيح الاعتبار.
والله الموفق لما قصدنا بالإتمام وإياه نسأل الثبات على السنة والإسلام وبه نتعوذ من البدع والآثام والسبب الموجب للانتقام إنه المعين لأوليائه على أسباب الخيرات والموفق لهم سلوك أنواع الطاعات وإليه الرغبة في تيسير ما أردنا وتسهيل ما أومأنا إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
1 في هامش الأصل وفي نسخة دار الكتب "وإنما".
القسم الأول من أقسام السنن وهو الأوامر
قال أبو حاتم رضي الله عنه تدبرت خطاب الأوامر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لاستكشاف ما طواه في جوامع كلمه فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع يجب على كل منتحل لسنن أن يعرف فصولها وكل منسوب إلى العلم أن يقف على جوامعها لئلا يضع السنن إلا في مواضعها ولا يزيلها عن موضع القصد في سننها.
فأما النوع الأول من أنواع الأوامر فهو لفظ الأمر الذي هو فرض على المخاطبين كافة في جميع الأحوال وفي كل الأوقات حتى لا يسع أحدا منهم الخروج منه بحال.
النوع الثاني ألفاظ الوعد التي مرادها الأوامر باستعمال تلك الأشياء.
النوع الثالث لفظ الأمر الذي أمر به المخاطبون في بعض الأحوال لا الكل.
النوع الرابع لفظ الأمر الذي أمر به بعض المخاطبين في بعض الأحوال لا الكل.
النوع الخامس الأمر بالشيء الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيته وعارضه بعض فعله ووافقه البعض.
النوع السادس لفظ الأمر الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيته قد يسع ترك ذلك الأمر المفروض عند وجود عشر خصال معلومة فمتى وجد خصلة من هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء جائزا تركه ومتى عدم هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء واجبا.
النوع السابع الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ الأول منها فرض يشتمل على أجزاء وشعب تختلف أحوال المخاطبين فيها والثاني ورد بلفظ العموم والمراد منه استعماله في بعض الأحوال لأن رده فرض على الكفاية والثالث أمر ندب وإرشاد.
والنوع الثامن الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ الأول منها فرض على المخاطبين في بعض الأحوال والثاني فرض على المخاطبين في جميع الأحوال والثالث أمر إباحة لاحتم.
النوع التاسع الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر أحدها فرض على جميع المخاطبين في جميع الأحوال والثاني والثالث أمر ندب وإرشاد لا فريضة وإيجاب.
النوع العاشر الأمر بشيئين مقرونين في اللفظ أحدهما فرض على بعض المخاطبين على الكفاية والثاني أمر إباحة لاحتم.
النوع الحادي عشر الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ الأول منها فرض على المخاطبين في بعض الأحوال والثاني فَرْضٌ عَلَى بَعْضِ الْمُخَاطَبِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ والثالث فرض على المخاطبين في جميع الأوقات.
النوع الثاني عشر الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر الأول منها فرض على جميع المخاطبين في كل الأوقات والثاني فرض على المخاطبين في بعض الأحوال والثالث فرض على بعض المخاطبين في بعض الأوقات والرابع ورد بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين.
النوع الثالث عشر الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر الأول منها فرض على جميع المخاطبين في كل الأوقات والثاني فرض على المخاطبين في بعض الأحوال والثالث فَرْضٌ عَلَى بَعْضِ الْمُخَاطَبِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ والرابع أمر تأديب وإرشاد أمر به المخاطب إلا عند وجود علة معلومة وخصال معدودة.
النوع الرابع عشر الأمر بالشيء الواحد للشخصين المتباينين والمراد منه أحدهما لا كلاهما.
النوع الخامس عشر الأمر الذي أمر به إنسان بعينه في شيء معلوم لا يجوز لأحد بعده استعمال ذلك الفعل إلى يوم القيامة وإن كان ذلك الشيء معلوما يوجد.
النوع السادس عشر الأمر بفعل عند وجود سبب لعلة معلومة وعند عدم ذلك السبب الأمر بفعل ثان لعلة معلومة خلاف تلك العلة المعلومة التي من أجلها أمر بالأمر الأول.
النوع السابع عشر الأمر بأشياء معلومة قد كرر بذكر الأمر بشيء من تلك الأشياء المأمور بها على سبيل التأكيد.
النوع الثامن عشر الأمر باستعمال شيء بإضمار سبب لا يجوز استعمال ذلك الشيء إلا باعتقاد ذلك السبب المضمر في نفس الخطاب.
النوع التاسع عشر الأمر بالشيء الذي أمر على سبيل الحتم مراده استعمال ذلك الشيء مع الزجر عن ضده.
النوع العشرون: الأمر بالشيء الذي أمر به المخاطبون في بعض الأحوال عند وقتين معلومين على سبيل الفرض والإيجاب قد دل فعله على أن المأمور به في أحد الوقتين المعلومين غير فرض وبقي حكم الوقت الثاني على حالته.
النوع الحادي والعشرون ألفاظ إعلام مرادها الأوامر التي هي المفسرة لمجمل الخطاب في الكتاب.
النوع الثاني والعشرون لفظة أمر بشيء يشتمل على أجزاء وشعب فما كان من تلك الأجزاء والشعب بالإجماع أنه ليس بفرض فهو 1 نفل وما لم يدل الإجماع ولا الخبر على نفليته فهو حتم لا يجوز تركه بحال.
النوع الثالث والعشرون: الأوامر التي وردت بألفاظ مجملة مختصرة ذكر بعضها في أخبار أخر.
النوع الرابع والعشرون الأوامر التي وردت بألفاظ مجملة مختصرة ذكر بعضها في أخبار أخر.
النوع الخامس والعشرون الأمر بالشيء الذي بيان كيفيته في أفعاله صلى الله عليه وسلم.
النوع السادس والعشرين الأمر بشيئين متضادين على سبيل الندب خير المأمور به بينهما حتى إنه ليفعل ما شاء من الأمرين المأمور بهما والقصد فيه الزجر عن شيء ثالث.
النوع السابع والعشرون الأمر بشيئين مقرونين في الذكر المراد من أحدهما الحتم والإيجاب مع إضمار شرط فيه قد قرن به حتى لا يكون الأمر بذلك الشيء إلا مقرونا بذلك الشرط الذي هو المضمر في نفس الخطاب والآخر أمر إيجاب على ظاهره يشتمل على الزجر عن ضده.
النوع الثامن والعشرون لفظ الأمر الذي ظاهره مستقل بنفسه وله تخصيصان اثنان أحدهما من خبر ثان والآخر من الإجماع وقد يستعمل الخبر مرة على عمومه وتارة يخص بخبر ثان وأخرى يخص بالإجماع.
1 في الأصل بدون فاء، وما أثبتناه من نسخة دار الكتب.
النوع التاسع والعشرون الأمر بشيئين مقرونين في الذكر خير المأمور به بينهما حتى إنه موسع 1 عليه أيفعل أيهما شاء منهما2.
النوع الثلاثون: الأمر الذي ورد بلفظ البدل حتى لا يجوز استعماله إلا عند عدم السبيل إلى الفرض الأول.
النوع الحادي والثلاثون: لفظة أمر بفعل من أجل سبب مضمر في الخطاب فمتى كان السبب للمضمر الذي من أجله أمر بذلك الفعل معلوما بعلم 3كان الأمر به واجبا وقد عدم علم ذلك السبب بعد قطع الوحي فغير جائز استعمال ذلك الفعل لأحد إلى يوم القيامة.
النوع الثاني والثلاثون: الأمر باستعمال فعل عند عدم شيئين معلومين فمتى عدم الشيئان اللذان ذكرا في ظاهر الخطاب كان استعمال ذلك الفعل مباحا للمسلمين كافة ومتى كان أحد ذينك 4 الشيئين موجودا كان استعمال ذلك الفعل منهيا عنه بعض الناس وقد يباح استعمال ذلك الفعل تارة لمن وجد فيه الشيئان اللذان وصفتهما كما زجر عن استعماله تارة أخرى من وجدا فيه.
النوع الثالث والثلاثون: الأمر بإعادة فعل قصد المؤدي لذلك الفعل أداءه فأتى به على غير الشرط الذي أمر به.
النوع الرابع والثلاثون: الأمر بشيئين مقرونين في الذكر عند حدوث سببين 5أحدهما معلوم يستعمل على كيفيته والآخر بيان كيفيته في فعله وأمره.
1 في نسخة دار الكتب "لموسع".
2 في نسخة دار الكتب "أيّما".
3 في نسخة دار الكتب "يعلم".
4 في الأصل "ذلك" والمثبت هو الصحيح إذ الإشارة إلى اثنين.
5 في نسخة دار الكتب "سبب".
النوع الخامس والثلاثون: الأمر بالشيء الذي أمر به 1بلفظ الإيجاب والحتم وقد قامت الدلالة من خبر ثان على أنه سنة والقصد فيه علة معلومة أمر من أجلها هذا الأمر المأمور به.
النوع السادس والثلاثون: المر بالشيء الذي كان محظورا فأبيح به 2 ثم نهي عنه ثم أبيح ثم نهي عنه فهو محرم إلى يوم القيامة.
النوع السابع والثلاثون: الأمر الذي خير المأمور به بين ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر عند عدم القدرة على كل واحد منها حتى يكون المفترض عليه عند العجز عن الأول له أن يؤدي الثاني وعند العجز عن الثاني له أن يؤدي الثالث.
النوع الثامن والثلاثون: لفظ الأمر الذي خير المأمور به بين أمرين بلفظ التخيير على سبيل الحتم والايجاب حتى يكون المفترض عليه له أن يؤدي أيهما 3 شاء منها.
النوع التاسع والثلاثون: لفظ الأمر الذي خير المأمور به بين أشياء محصورة من عدد معلوم حتى لا يكون له تعدي ما خير فيه إلى ما هو أكثر منه من العدد.
النوع الأربعون: الأمر الذي هو فرض خير المأمور به بين ثلاثة أشياء حتى يكون المفترض عليه له أن يؤدي أيما شاء من الأشياء الثلاث.
النوع الحادي والأربعون: الأمر بالشيء الذي خير المأمور به في أدائه بين صفات ذوات عدد ثم ندب إلى الأخذ منها بأيسرها عليه.
1 زيادة من نسخة دار الكتب.
2 به: ليست في نسخة دار الكتب. وقال العلامة أحمد شاكر: وزيادتها خطأ، وهذا وهم منه رحمه الله.
3 في نسخة دار الكتب:"أيما".
النوع الثاني والأربعون: الأمر الذي خير المأمور به في أدائه بين صفات أربع حتى يكون المأمور به له أن يؤدي ذلك الفعل بأي صفة من تلك الصفات الأربع شاء والقصد فيه الندب والإرشاد.
النوع الثالث والأربعون: الأمر الذي هو مقرون بشرط فمتى كان ذلك الشرط موجودا كان 1 الأمر واجبا ومتى عدم ذلك الشرط بطل ذلك الأمر.
النوع الرابع والأربعون: الأمر بفعل مقرون بشرط حكم ذلك الفعل على الإيجاب وسبيل الشرط على الإرشاد.
النوع الخامس والأربعون: الأمر الذي أمر بإضمار شرط في ظاهر الخطاب فمتى كان ذلك الشرط المضمر موجودا كان الأمر واجبا ومتى عدم ذلك الشرط جاز استعمال ضد ذلك الأمر.
النوع السادس والأربعون: الأمر بشيئين مقرونين في الذكر أحدهما فرض قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيته والآخر نفل دل الإجماع على نفليته.
النوع السابع والأربعون: الأمر بشيئين في الذكر أحداهما أراد به التعليم والآخر أمر إباحة لا حتم.
النوع الثامن والأربعون: الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر أحداهما فرض على جميع المخاطبين في كل الأوقات والثاني فرض على بعض الخاطبين في بعض الأحوال والثالث له تخصيصات اثنان من خبرين آخرين حتى لا يجوز استعماله على عموم ما ورد الخبر فيه إلا بأحد التخصيصين اللذين ذكرتهما.
النوع التاسع والأربعون: الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من اللفظين الأوليتين أمر فضيلة وإرشاد والثالث أمر إباحة لا حتم.
1 في نسخة دار الكتب "لكان" والصواب ما هو هنا.
النوع الخمسون: الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر الأول منها فرض لا يجوز تركه والثاني والثالث أمران لعلة معلومة مرادها الندب والإرشاد.
النوع الحادي والخمسون: الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر الأول والثالث أمرا ندب وإرشاد والثاني قرن بشرط فالفعل المشار إليه في نفسه نفل والشرط الذي قرن به فرض والرابع أمر إباحة لاحتم.
النوع الثاني والخمسون: الأمر بالشيء يذكر تعقيب شيء ماض والمراد منه بدايته فأطلق الأمر بلفظ التعقيب والقصد منه البداية لعدم ذلك التعقيب إلا بتلك البداية.
النوع الثالث والخمسون: الأمر بفعل في أوقات معلومة من أجل سبب معلوم فمتى صادف المرء ذلك السبب في أحد الأوقات المذكورة سقط عنه ذلك في سائرها وإن كان ذلك أمر ندب وإرشاد.
النوع الرابع والخمسون: الأمر بفعل مقرون بصفة معين عليها يجوز إستعمال ذلك الفعل بغير تلك الصفة التي قرنت به.
النوع الخامس والخمسون: الأمر بأشياء من أجل علل مضمرة في نفس الخطاب لم تبين كيفيتها في ظواهر الأخبار.
النوع السادس والخمسون: الأمر بخمسة شياء مقرونة في الذكر الأول منها بلفظ العموم والمراد منه الخاص والثاني والثالث لكل واحد منهما تخصيصان اثنان كل واحد منهما من سنة ثابتة 1والرابع قصد به بعض المخاطبين في بعض الأحوال والخامس فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين فرضه.
النوع السابع والخمسون: الأمر بستة أشياء مقرونة في اللفظ الثلاثة
1 في نسخة دار الكتب: "ثانية".
الأول فرض على المخاطبين في بعض الأحوال والثلاثة الأخر فرض على المخاطبين في كل الأحوال.
النوع الثامن والخمسون: الأمر بسبعة أشياء مقرونة في الذكر الأول والثاني منهما أمرا ندب وإرشاد والثالث والرابع أطلقا بلفظ العموم والمراد منه البعض لا الكل والخامس والسابع أمرا حتم وإيجاب في الوقت دون الوقت والسادس أمر باستعماله على الْعُمُومِ وَالْمُرَادُ مِنْهُ اسْتِعْمَالُهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ دُونَ غيرهم.
النوع التاسع والخمسون: الأمر بفعل عند وجود شيئين معلومين والمراد منه أحدهما لا كلاهما 1لعدم اجتماعهما معا في السبب الذي من أجله أمر بذلك الفعل.
النوع الستون: الأمر بترك طاعة لتفرد المرء بإتيانها من غير إرداف ما يشبهها أو تقديم مثلها.
النوع الحادي والستون: الأمر بشيئين مقرونين في الذكر أحدهما فرض لا يسع رفضه والثاني مراده التغليط والتشديد دون الحكم.
النوع الثاني والستون: لفظة أمر قرن بزجر عن ترك استعمال شيء قد قرن إباحته بشرطين معلومين ثم قرن أحد الشرطين بشرط ثالث حتى لا يباح ذلك الفعل إلا بهذه الشرائط المذكورة.
النوع الثالث والستون: الأمر بالشيء الذي مراده التحذير مما يتوقع في المتعقب مما حظر عليه.
النوع الرابع والستون: الأمر بالشيء الذي مراده الزجر عن سبب ذلك الشيء المأمور به.
1 في نسخة دار الكتب: "كليهما" وهو خطأ.
النوع الخامس والستون: الأمر بالشيء الذي خرج مخرج الخصوص والمراد منه إيجابه على بعض المسلمين إذا كان فيهم الآلة التي من أجلها أمر بذلك الفعل موجودة.
النوع السادس والستون: لَفْظَةِ أَمْرٍ بِقَوْلٍ مُرَادُهَا اسْتِعْمَالُهُ بِالْقَلْبِ دُونَ النطق باللسان.
النوع السابع والستون: الأوامر التي أمر باستعمالها قصدا منه للإرشاد وطلب الثواب.
النوع الثامن والستون: الأمر بشيء يذكر بشرط معلوم زاد ذلك الشرط أو نقص عن تحصيره كان الأمر حالته واجبا بعد أن يوجد من ذلك الشرط ما كان من غير تحصير معلوم.
النوع التاسع والستون: الأمر بالشيء الذي أمر من أجل سبب تقدم والمراد منه التأديب لئلا يرتكب المرء ذلك السبب الذي من أجله أمر بذلك الأمر من غير عذر.
النوع السبعون: الأوامر التي وردت مرادها الإباحة والإطلاق دون الحكم والإيجاب النوع.
الحادي والسبعون: الأوامر التي أبيحت من أجل أشياء محصورة على شرط معلوم للسعة والترخيص.
النوع الثاني والسبعون: الأمر بالشيء عند حدوث سبب بإطلاق اسم المقصود على سببه.
النوع الثالث والسبعون: الأوامر التي وردت مرادها التهديد والزجر عن ضد الأمر الذي أمر به.
النوع الرابع والسبعون: الأمر بالشيء عند فعل ماض مراده جواز استعمال ذلك الفعل المسؤول عنه مع إباحة استعماله مرة أخرى.
النوع الخامس والسبعون: الأمر باستعمال شيء قصد به الزجر استعمال شيء ثان والمراد منهما معا علة مضمرة في نفس الخطاب لا أن استعمال ذلك الفعل محرم وإن زجر عن ارتكابه.
النوع السادس والسبعون: الأمر بالشيء الذي مراده التعليم حيث جهل المأمور به كيفية استعمال ذلك الفعل لا أنه أمر على سبيل الحتم والإيجاب.
النوع السابع والسبعون: الأمر الذي أمر به والمراد الوثيقة ليحتاط المسلمون لدينهم عند الإشكال بعده.
النوع الثامن والسبعون: الأوامر التي أمرت مرادها التعليم.
النوع التاسع والسبعون: الأمر بالشيء الذي أمر به لعلة معلومة لم تذكر في نفس الخطاب وقد دل الإجماع على نفي إمضاء حكمه على ظاهره.
النوع الثمانون: الأمر باستعمال شيء بإطلاق اسم على ذلك الشيء والمراد منه ما تولد منه لا نفس ذلك الشيء.
النوع الحادي والثمانون: ألفاظ الأوامر التي أطلقت بالكنايات دون التصريح.
النوع الثاني والثمانون: الأوامر التي أمر بها النساء في بعض الأحوال دون الرجال.
النوع الثالث والثمانون: الأوامر التي وردت بألفاظ التعريض مرادها الأوامر باستعمالها.
النوع الرابع والثمانون: لفظة أمر بشيء بلفظ المسألة مراده 1 استعماله على سبيل العتاب 2 لمرتكب ضده.
1 في نسخة دار الكتب "مرادها".
2 في نسخة دار الكتب "الأعتاب".
النوع الخامس والثمانون: الأمر بالشيء الذي قرن بذكر نفي الاسم عن ذلك الشيء لنقصه عن الكمال.
النوع السادس والثمانون: الأمر الذي قرن بذكر عدد معلوم من غير أن يكون المراد من ذكر ذلك العدد نفيا عما وراءه.
النوع السابع والثمانون: الأمر بمجانبة شيء مراده الزجر عما تولد ذلك الشيء منه.
النوع الثامن والثمانون: الأمر الذي ورد بلفظ الرد والإرجاع مراده نفي جواز استعمال الفعل دون إجازته وإمضائه.
النوع التاسع والثمانون: ألفاظ المدح للأشياء التي مرادها الأوامر بها.
النوع التسعون: الأوامر المعللة التي قرنت بشرائط يجوز القياس عليها.
النوع الحادي والتسعون: لفظ الإخبار عن نفي شيء إلا بذكر عدد محصور مراده الأمر على سبيل الإيجاب قد استثنى بعض ذلك العدد المحصور بصفة معلومة فأسقط عنه حكم ما دخل تحت ذلك العدد المعلوم الذي من أجله أمر بذلك الأمر.
النوع الثاني والتسعون: ألفاظ الإخبار للأشياء التي مرادها الأوامر بها.
النوع الثالث والتسعون: الإخبار عن الأشياء التي مرادها الأمر بالمداومة عليها.
النوع الرابع والتسعون: الأوامر المضادة 1 التي هي من اختلاف المباح.
النوع الخامس والتسعون: الأوامر التي أمرت لأسباب موجودة وعلل معلومة.
1 في نسخة دار الكتب: "المتضادة".
النوع السادس والتسعون: لفظة 1 أمر بفعل مع استعمله ذلك الأمر المأمور به ثم نسخها فعل ثان وأمر آخر.
النوع السابع والتسعون: الأمر الذي هو فرض خير المأمور به بين أدائه وبين تركه مع الاقتداء ثم نسخ الاقتداء والتخيير جميعا وبقي الفرض الباقي من غير تخيير.
النوع الثامن والتسعون: الأمر بالشيء الذي أمر به ثم حرم ذلك الفعل على الرجال وبقي حكم النساء مباحا لهن استعماله.
النوع التاسع والتسعون: ألفاظ أوامر منسوخة نسخت بألفاظ أخرى من ورود إباحة على حظر أو حظر على إباحة.
النوع المئة: الأمر الذي هو المستثنى من بعض ما أبيح بعد حظره.
النوع الحادي والمئة: الأمر بالأشياء التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها.
النوع الثاني والمئة: ألفاظ أوامر أطلقت بألفاظ المجاورة من غير وجود حقائقها.
النوع الثالث والمئة: الأوامر التي أمر قصدا لمخالفة المشركين وأهل الكتاب.
النوع الرابع والمئة: الأمر بالأدعية التي يتقرب العبد بها إلى بارئه جل وعلا.
النوع الخامس والمئة: الأمر بأشياء أطلقت بألفاظ إضمار القصد في نفس الخطاب.
1 في نسخة دار الكتب: "لفظ".
النوع السادس والمئة: الأمر الذي أمر لعلة معلومة فارتفعت العلة وبقي الحكم على حالته فرضا إلى يوم القيامة.
النوع السابع والمئة: الأمر بالشيء على سبيل الندب عند سبب متقدم ثم عطف بالزجر عن مثله مراده السبب المتقدم لا نفس ذلك الشيء المأمور به.
النوع الثامن والمئة: الأمر بالشيء الذي قرن بشرط معلوم مراده الزجر عن ضد ذلك الشرط الذي قرن بالأمر.
النوع التاسع والمئة: الأمر بالشيء الذي قصد به مخالفة أهل الكتاب قد خير المأمور به بين أشياء ذوات عدد بلفظ مجمل ثم استثنى من تلك الأشياء شيء فزجر عنه وثبتت 1 الباقية على حالتها مباحا استعمالها.
النوع العاشر والمئة: الأمر بالشيء الذي مراده الإعلام بنفي جواز استعمال ذلك الشيء لا الأمر به.
1 واضحة في الأصل، وقد قرأها العلامة أحمد شاكر "وبقيت".
القسم الثاني من أقسام السنن وهو النواهي
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عنه 1 وقد تتبعت النَّوَاهِيَ 2 عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وتدبرت جوامع فصولها وأنواع ورودها لأن مجراها في تشعب الفصول مجرى الأوامر في الأصول فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع.
النوع الأول الزجر عن الاتكال على الكتاب وترك الأوامر والنواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني ألفاظ إعلام لأشياء وكيفيتها مرادها الزجر عن ارتكابها.
النوع الثالث الزجر عن أشياء زجر عنها المخاطبون في كل الأحوال وجميع الأوقات حتى لا يسع أحدا منهم ارتكابها بحال.
النوع الرابع الزجر عن أشياء زجر بعض المخاطبين عنها في بعض الأحوال لا الكل.
النوع الخامس الزجر عن أشياء زجر عنه الرجال دون النساء.
النوع السادس الزجر عن أشياء زجر عنه النساء دون الرجال.
1 عبارة [قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه] لَمْ ترد في نسخة دار الكتب.
2 في نسخة دار الكتب "المناهي".
النوع السابع: الزجر عن أشياء زجر عنها بعض النساء في بعض الأحوال لا الكل.
النوع الثامن: الزجر عن أشياء زجر عنها المخاطبون في أوقات معلومة مذكورة في نفس الخطاب والمراد منها بعض الأحوال في بعض الأوقات المذكورة في ظاهر الخطاب.
النوع التاسع: الزجر عن الأشياء التي وردت بألفاظ مختصرة ذكر نقيضها في أخبار أخر.
النوع العاشر: الزجر عن أشياء وردت بألفاظ مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار أخر.
النوع الحادي عشر: الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ العموم وبيان تخصيصه في فعله.
النوع الثاني عشر: الزجر عن الشيء بلفظ العموم من أجل علة لم تذكر في نفس الخطاب وقد ذكرت في خبر ثان فمتى كانت تلك العلة موجودة كان استعماله مزجورا عنه ومتى عدمت تلك العلة موجودة كان استعماله مزجرا عنه ومتى عدمت تلك العلة جاز استعماله وقد يباح هذا الشيء المزجر عنه في حالتين أخريين وإن كانت تلك العلة أيضا موجودة والزجر قائم.
النوع الثالث عشر: الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي استثنى بعض ذلك العموم فأبيح بشرائط معلومة في أخبار أخر.
النوع الرابع عشر: الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي أبيح ارتكابه في وقتين معلومين أحدهما منصوص من خبر ثان والثاني مستنبط من سنة أخرى.
النوع الخامس عشر: الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر الأول
والثاني قصد بهما الرجال دون النساء والثالث قصد به الرجال والنساء جميعا من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب قد بين كيفيتها في خبر ثان.
النوع السادس عشر: الزجر عن الشيء المخصوص في الذكر الذي قد يشارك مثله فيه والمراد منه التأكيد.
النوع السابع عشر: الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر أحدها قصد به الندب والإرشاد والثاني زجر عنه لعلة معلومة فمتى ككانت تلك الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا زُجِرَ عَنْ هَذَا الشيء موجودة كان الزجر واجبا ومتى عدمت تلك العلة كان استعمال ذلك الشيء المزجور عنه مباحا والثالث زجر عن فعل في وقت معلوم مراده ترك استعماله في ذلك الوقت وقبله وبعده.
النوع الثامن عشر: الزجر عن الشيء بلفظ التحريم الذي قصد به الرجال دون النساء وقد يحل لهم استعمال هذا الشيء المزجور عنه في حالتين لعلتين معلومتين.
النوع التاسع عشر: الزجر عن الأشياء التي وردت في أقوام بأعيانهم يكون حكمهم وحكم غيرهم من المسلمين فيه سواء.
النوع العشرون: الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من الشيئين الأولين الرجال دون النساء والشيء الثالث قصد به الرجال والنساء جميعا في بعض الأحوال لا الكل.
النوع الحادي والعشرون: الزجر عن الشيء الذي رخص لبعض الناس في استعماله لسبب متقدم ثم حظر ذلك بالكلية عليه وعلى غيره والعلة في هذا الزجر القصد فيه مخالفة المشركين.
النوع الثاني والعشرون: الزجر عن الشيء الذي زجر عنه إنسان بعينه والمراد منه بعض الناس في بعض الأحوال.
النوع الثالث والعشرون: الزجر عن الأشياء التي 1قصد بها الاحتياط حتى يكون المرء لا يقع عند ارتكابها فيما حظر عليه.
النوع الرابع والعشرون: الزجر عن أشياء زجر عنها بلفظ العموم وقد أضمر كيفية تلك الأشياء في نفس الخطاب.
النوع الخامس والعشرون: الزجر عن الشيء الذي مخرجه مخرج الخصوص لقوام بأعيانهم عن شيء بعينه يقع الخطاب عليهم وعلى غيرهم ممن بعدهم إذا كان السبب الذي من أجله نهي عن ذلك الفعل موجودا.
النوع السادس والعشرون: الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي زجر عنه الرجال والنساء ثم استثنى منه بعض الرجال وأبيح 2 لهم ذلك وبقي حكم النساء وبعض الرجال على حالته.
النوع السابع والعشرون: الزجر عن أن يفعل بالمرء بعد الممات ما حرم عليه قبل موته لعلة معلومة من أجلها حرم عليه ما حرم.
النوع الثامن والعشرون: الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ الإسماع لمن ارتكبه قد أضمر فيه شرط معلوم لم يذكر في نفس الخطاب.
النوع التاسع والعشرون: الزجر عن الشيء الذي قصد به المخاطبون في بعض الأحوال وأبيح للمصطفى صلى الله عليه وسلم استعمله لعلة معلومة ليست في أمته.
النوع الثلاثون: الزجر عن شيئين مقرونين في الذكر بلفظ العموم أحدهما مستعمل على عمومه والثاني بيان تخصيصه في فعله.
النوع الحادي والثلاثون: لفظ التغليظ على من أتى بشيئين من الخبر في
1 في الأصل: الذي. وما أثبتناه من نسخة دار الكتب.
2 في نسخة دار الكتب: "فأبيح".
وقتين معلومين قصد به أحد الشيئين المذكورين في الخطاب مما وقع التغليظ 1 على مرتكبهما معا.
النوع الثاني والثلاثون: الإخبار عن نفي جواز شيء بشرط معلوم مراده الزجر عن استعماله إلا عند وجود إحدى ثلاث خصال معلومة.
النوع الثالث والثلاثون: لفظة إخبار عن شيء مراده الزجر عن شيء ثان قد سئل عنه فزجر عن الشيء الذي سئل عنه بلفظ الإخبار عن شيء آخر.
النوع الرابع والثلاثون: الزجر عن سبعة أشياء مقرونة في الذكر الأول منها حتم على الرجال دون النساء والثاني والثالث قصد بهما الاحتياط.
والتورع والرابع والخامس والسادس قصد بها بعض الرجال دون النساء والسابع قصد به مخالفة المشركين على سبيل الحتم.
النوع الخامس والثلاثون: الزجر عن استعمال فعل من أجل علة مضمرة في نفس الحطاب قد أبيح استعمال مثله بصفة أخرى عند عدم تِلْكَ الْعِلَّةِ الَّتِي هِيَ مُضْمَرَةٌ فِي نَفْسِ الْخِطَابِ.
النوع السادس والثلاثون: الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ بفعله وترك الإنكار على مرتكبه عند المشاهدة.
النوع السابع والثلاثون: الزجر عن الشيء عند حدوث سبب مراده متعقب ذلك السبب.
النوع الثامن والثلاثون: الزجر عن الشيء الذي قرن به إباحة شيء ثان والمراد به 2 الزجر عن الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا فِي شَخْصٍ وَاحِدٍ لَا انْفِرَادِ كل واحد منهما.
1 [مما وقع التغليظ] سقطت من نسخة دار الكتب.
2 في نسخة دار الكتب: 47 "والمراد منه".
النوع التاسع والثلاثون: الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر الأول والثاني بلفظ العموم قصد بهما المخاطبون في بعض الأحوال والثالث بلفظ العموم ذكر تخصيصه في خبر ثان من أجل علة معلومة مذكورة.
النوع الأربعون: الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب ولبعض عموم السنن.
النوع الحادي والأربعون: الزجر عن الشيء عند عدم سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب موجودا كان الشيء المزجور عنه مباحا ومتى عدم ذلك السبب كان الزجر واجبا.
النوع الثاني والأربعون: الزجر عن الشيء الذي قرن بشرط معلوم فمتى كان ذلك الشرط موجودا كان الزجر حتما ومتى عدم ذلك الشرط جاز استعمال ذلك الشيء.
النوع الثالث والأربعون: الزجر عن أشياء لأسباب موجودة وعلل معلومة مذكورة في نفس الخطاب.
النوع الرابع والأربعون: الأمر باستعمال فعل مقرون بترك ضده مرادهما الزجر عن شيء ثالث استعمل هذا الفعل من أجله.
النوع الخامس والأربعون: الزجر عن الشيء الذي نهي عن استعماله بصفة ثم أبيح استعماله بعينة بصفة أخرى غير تلك الصفة التي من أجلها نهي عنه إذا تقدمه مثله من الفعل.
النوع السادس والأربعون: الزجر عن أشياء معلومة بألفاظ الكنايات دون التصريح.
النوع السابع والأربعون: الزجر عن استعمال شيء عند حدوث شيئين معلومين أضمر كيفيتهما في نفس الخطاب والمراد منه إفرادهما واجتماعهما معا.
النوع الثامن والأربعون: الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ نسخه فعله وإباحته جميعا.
النوع التاسع والأربعون: الزجر عن أشياء قصد بها الندب والإرشاد لا الحتم والإيجاب.
النوع الخمسون: لفظة إباحة لشيء سئل عنه مراده الزجر عن استعمال ذلك الشيء المسؤول عنه بلفظ الإباحة.
النوع الحادي والخمسون: الزجر عن الشيء الذي قصد به الزجر عما يتولد من ذلك الشيء لا أن ذلك الشيء الذي زجر في ظاهر الخطاب عنه منهي عنه إذا لم يكن ما يتولد منه موجودا.
النوع الثاني والخمسون: الزجر عن أشياء بإطلاق ألفاظ بواطنها بخلاف الظواهر منها.
النوع الثالث والخمسون: الزجر عن فعل من أجل شيء يتوقع فما دام يتوقع كون ذلك الشيء كان الزجر قائما عن استعمال ذلك الفعل ومتى عدم ذلك الشيء جاز استعماله.
النوع الرابع والخمسون: الزجر عن الأشياء التي أطلقت بألفاظ التهديد دون الحكم قصد الزجر عنها بلفظ الإخبار.
النوع الخامس والخمسون: ألفاظ تعبير لأشياء مرادها الزجر عن استعمالها تورعا.
النوع السادس والخمسون: الإخبار عن الشيء الذي مراده الزجر عن استعمال فعل من أجل سبب قد يتوقع كونه.
النوع السابع والخمسون: الزجر عن إتيان طاعة بلفظ العموم إذا كانت منفردة حتى تقرن بأخرى مثلها قد يباح تارة أخرى استعمالها مفردة في حالة غير تلك الحالة التي نهي عنها مفردة.
النوع الثامن والخمسون: الزجر عن الشيء الذي نهي عنه لعلة معلومة فمتى كانت تلك العلة موجودة كان الزجر واجبا وقد يبيح هذا الزجر شرط آخر وإن كانت العلة التي ذكرناها معلومة.
النوع التاسع والخمسون: الإعلام للشيء الذي مراده الزجر عن شيء ثان.
النوع الستون: الأمر الذي قرن بمجانبته مدة معلومة مراده 1 الزجر عن استعماله 2 في الوقت المزجور عنه والوقت الذي أبيح فيه.
النوع الحادي والستون: الزجر عن الشيء بإطلاق نفي كون مرتكبه من المسلمين والمراد منه ضد الظاهر في الخطاب.
النوع الثاني والستون: الزجر عن أشياء وردت بألفاظ التعريض دون التصريح.
النوع الثالث والستون: تمثيل الشيء بالشيء الذي أريد به الزجر عن استعمال ذلك الشيء الذي يمثل من أجله.
النوع الرابع والستون: الزجر عن مجاورة شيء عند وجوده مع النهي عن مفارقته عند ظهوره.
النوع الخامس والستون: لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ فِعْلٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ استعماله قرن بذكر وعيد مراده نَفْيُ الِاسْمِ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ.
النوع السادس والستون: الأمر بالشيء الذي سئل عنه بوصف مراده الزجر عن استعمال ضده.
النوع السابع والستون: الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور من غير أن يكون المراد من ذلك العدد نفيا عما وراءه أطلق هذا الزجر بلفظ الإخبار.
1 في نسخة دار الكتب "مرادها".
2 في الأصل: "استعمال".
النوع الثامن والستون: لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ فِعْلٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ ضد ذلك الفعل.
النوع التاسع والستون: لفظة استخبار عَنْ فِعْلٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ اسْتِعْمَالِ ذَلِكَ الفعل المستخبر عنه.
النوع السبعون: لفظة استخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال شيء ثان.
النوع الحادي والسبعون: الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور من غير أن يكون المراد فيما دون ذلك العدد المحصور مباحا.
النوع الثاني والسبعون: الزجر عن استعمال شيء من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب فأوقع الزجر على العموم فيه من غير ذكر تلك العلة.
النوع الثالث والسبعون: فعل فعل بأمته صلى الله عليه وسلم مراده الزجر عن استعماله بعينه.
النوع الرابع والسبعون: الزجر عن الشيء الذي يكون مرتكبه مأجورا حكمه في ارتكابه ذلك الشيء المزجور عنه حكم من ندب إليه وحث عليه.
النوع الخامس والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عما نهي عنه من الأشياء التي غير جائز ارتكابها.
النوع السادس والسبعون: الإخبار عن ذم أقوام بأعيانهم من أجل أوصاف معلومة ارتكبوها مراده الزجر عن استعمال تلك الأوصاف بأعيانها.
النوع السابع والسبعون: لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ شَيْءٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ استعماله لأقوام بأعيانهم عند وجود نعت معلوم فيهم قد أضمر كيفية ذلك النعت في ظاهر الخطاب.
النوع الثامن والسبعون: لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ شَيْءٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ استعمال بعض ذلك الشيء لا الكل.
النوع التاسع والسبعون: لفظة إخبار عن نفي فعل مرادها الزجر عن استعماله لعلة معلومة.
النوع الثمانون: الإخبار عن نفي شيء عند كونه والمراد منه الزجر عن بعض ذلك الشيء لا الكل.
النوع الحادي والثمانون: ألفاظ إخبار عن نفي أفعال مرادها الزجر عن تلك الخصال بأعيانها.
النوع الثاني والثمانون: ألفاظ إخبار عن نفي أشياء مرادها الزجر عن الركون إليها أو مباشرتها من حيث لا يجب.
النوع الثالث والثمانون: الإخبار عن الشيء بلفظ المجاورة مرادها الزجر عن الخصال التي قرن بمرتكبها 1من أجلها ذلك الاسم.
النوع الرابع والثمانون: ألفاظ إخبار عن أشياء مرادها الزجر عنها بإطلاق استحقاق العقوبة على2 تلك الأشياء والمراد منه مرتكبها لا نفسها.
النوع الخامس والثمانون: الإخبار عن استعمال شيء مراده الزجر عن شيء ثان من أجله أخبر عن استعمال هذا الفعل.
النوع السادس والثمانون: ألفاظ الإخبار عن أشياء بتباين الألفاظ مرادها الزجر عن استعمال تلك الأشياء بأعيانها.
النوع السابع والثمانون: ألفاظ التمثيل لأشياء بلفظ العموم الذي بيان تخصيصها في أخبار أخر قصد بها الزجر عن بعض ذلك العموم.
النوع الثامن والثمانون: لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ شَيْءٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ استعمال بعض الناس لا الكل.
1 في الأصل "مرتكبها".
2 في الأصل "عن".
النوع التاسع والثمانون: ألفاظ الاستخبار عن أشياء مرادها الزجر عن استعمال تلك الأشياء التي استخبر عنها قصد بها التعليم على سبيل العتب.
النوع التسعون: لفظة إخبار عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر بلفظ العموم المراد من أحدها الزجر عنه لعلة مضمرة لم تذكر في نفس الخطاب والثاني والثالث مزجور ارتكابهما في كل الأحوال على عموم الخطاب.
النوع الحادي والتسعون: الإخبار عن أشياء بألفاظ التحذير مرادها الزجر عن الأشياء التي حذر عنها في نفس الخطاب.
النوع الثاني والتسعون: الإخبار عن نفي جواز أشياء معلومة مرادها الزجر عن إتيان تلك الأشياء بتلك الأوصاف.
النوع الثالث والتسعون: الزجر عن الشيء الذي زجر عنه بعض المخاطبين في بعض الأحوال وعارضه في الظاهر بعض فعله ووافقه البعض.
النوع الرابع والتسعون: الزجر عن الشيء بإطلاق الِاسْمَ الْوَاحِدَ عَلَى الشَّيْئَيْنِ الْمُخْتَلِفِي الْمَعْنَى فَيَكُونُ أحدهما مأمورا به والآخر مزجورا عنه.
النوع الخامس والتسعون: الإخبار عن الشيء بلفظ نفي استعماله في وقت معلوم مراده الزجر عن استعماله في كل الأوقات لا نفيه.
النوع السادس والتسعون: الزجر عن الشيء بلفظة قد استعمل مثله صلى الله عليه وسلم قد أدي الخبران عنه بلفظة واحدة معناها غير شيئين.
النوع السابع والتسعون: الزجر عن استعمال شيء بصفة مطلقة يجوز استعماله بتلك الصفة إذا قصد بالأداء غيرها.
النوع الثامن والتسعون: الزجر عن الشيء بصفة معلومة قد أبيح استعماله بتلك الصفة المزجور عنها بعينها لعلة تحدث.
النوع التاسع والتسعون: الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب.
النوع المئة: الإخبار عن شيئين مقرونين في الذكر المراد من أحدهما الزجر عن ضده والآخر أمر ندب وإرشاد.
النوع الحادي والمئة: الزجر عن الشيء الذي كان مباحا في كل الأحوال ثم زجر عنه بالنسخ في بعض الأحوال وبقي الباقي على حالته مباحا في سائر الأحوال.
النوع الثاني والمئة: الزجر عن الشيء الذي كان مباحا في جميع الأحوال ثم زجر عن قليله وكثيره في جميع الأوقات بالنسخ.
النوع الثالث والمئة: الإخبار عن الشيء الذي مراده الزجر عنه على سبيل العموم وله تخصيص من خبر ثان.
النوع الرابع والمئة: الزجر عن الشيء الذي أباح لهم ارتكابه ثم أباح لهم استعماله بعد هذا الزجر مدة معلومة ثم نهى عنه بالتحريم فهو محرم إلى يوم القيامة.
النوع الخامس والمئة: الزجر عن الشيء من أجل سبب معلوم ثم أبيح ذلك الشيء بالنسخ وبقي السبب على حالته محرما.
النوع السادس والمئة: الزجر عن الشيء الذي عرضه إباحة ذلك الشيء بعينيه من غير أن يكون بينهما في الحقيقة تضاد ولا تهاتر النوع.
السابع والمئة: الأمر بالشيء الذي مراده الزجر عن ضد ذلك الشيء المأمور به لعلة مضمرة في نفس الخطاب
النوع الثامن والمئة: الزجر عن الأشياء التي قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب.
النوع التاسع والمئة: ألفاظ الوعيد على أشياء مرادها الزجر عن ارتكاب تلك الأشياء بأعيانها
النوع العاشر والمئة: الأشياء التي كان يكرهها رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب مجانبتها وإن لم يكن في ظاهر الخطاب النهي عنها مطلقا.
القسم الثالث من أقسام السنن وهو إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَمَّا احتيج إلى معرفتها
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه وَأَمَّا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عما احتيج إلى معرفتها فقد تأملت جوامع فصولها وأنواع. ورودها لأسهل إدراكها على من رام حفظها فرأيتها تدور على ثمانين نوعا.
النوع الأول: إخباره صلى الله عليه وسلم عن بدء الوحي وكيفيته.
النوع الثاني: إخباره عما فضل به على غيره من الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم.
النوع الثالث: الإخبار عما أكرمه الله جل وعلا وأراه إياه وفضله به على غيره.
النوع الرابع: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي مضت متقدمة من فصول الأنبياء بأسمائهم وأنسابهم.
النوع الخامس: إخباره صلى الله عليه وسلم عن فصول الأنبياء كانوا قبله من غير ذكر أسمائهم.
النوع السادس: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأمم السالفة.
النوع السابع: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أمره الله جل وعلا بها.
النوع الثامن إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم.
النوع التاسع إخباره صلى الله عليه وسلم عن فضائل أقوام بلفظ الإجمال من غير ذكر أسمائهم.
النوع العاشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أراد بها تعليم أمته.
النوع الحادي عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أراد بها تعليم بعض أمته.
النوع الثاني عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي هي البيان عن اللفظ العام الذي في الكتاب وتخصيصه في سنته.
النوع الثالث عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بلفظ الإعتاب 1 أراد به التعليم.
النوع الرابع عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أثبتها بعض الصحابة وأنكرها بعضهم.
النوع الخامس عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أراد بها التعليم.
النوع السادس عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء المعجزة التي هي من علامات النبوة.
النوع السابع عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن نفي جواز استعمال فعل إلا عند أوصاف ثلاثة فمتى كان أحد هذه الأوصاف الثلاثة موجودا كان استعمال ذلك الفعل مباحا.
النوع الثامن عشر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بذكر علة في نفس الخطاب
1 في الأصل "الاعتبار".
قد يجوز التمثيل بتلك العلة ما دامت العلة قائمة والتشبيه بها في الأشياء وإن لم يذكر في الخطاب.
النوع التاسع عشر: إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشياء بنفي دخول الجنة عن مرتكبها بتخصيص مضمر في ظاهر الخطاب المطلق.
النوع العشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشياء حكاها عن جبريل عليه السلام.
النوع الحادي والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي حكاه عن أصحابه.
النوع الثاني والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي كان يتخوفها على أمته.
النوع الثالث والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق اسم كلية ذلك الشيء على بعض أجزائه.
النوع الرابع والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن شيء مجمل قرن بشرط مضمر في نفس الخطاب والمراد منه نفي جواز استعمال الأشياء التي لا وصول للمرء إلى أدائها إلا بنفسه قاصدا فيها إلى بارئه جل وعلا دون ما تحتوي عليه النفس من الشهوات واللذات.
النوع الخامس والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق اسم ما يتوقع في نهايته على بدايته قبل بلوغ النهاية فيه.
النوع السادس والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق اسم المستحق لمن أتى ببعض ذلك الشيء الذي هو البداية كمن أتاه مع غيره إلى النهاية.
النوع السابع والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق الاسم عليه والغرض منه الابتداء في السرعة إلى الإجابة مع إطلاق اسم ضده مع غيره 1 للتثبط والتلكؤ عن الإجابة.
1 [مع غيره] ليست في نسخة دار الكتب.
النوع الثامن والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي تمثل بها مثلا.
النوع التاسع والعشرون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال بالتخصيص في أخبار ثلاثة غيره.
النوع الثلاثون إخباره صلى الله عليه وسلم عما استأثر الله عز وعلا بعلمه دون خلقه ولم يطلع عليه أحدا من البشر.
النوع الحادي والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن نفي شيء بعدد محصور من غير أن يكون المراد أن ما وراء ذلك العدد يكون مباحا والقصد فيه جواب خرج على سؤال بعينه.
النوع الثاني والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي حصرها بعدد معلوم من غير أن يكون المراد من ذلك العدد نفيا عما وراءه.
النوع الثالث والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي هو المستثنى من عدد محصور معلوم.
النوع الرابع والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أراد أن يفعلها فلم يفعلها لعلة معلومة.
النوع الخامس والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي عارضه سائر الأخبار من غير أن يكون بينهما تضاد ولا تهاتر.
النوع السادس والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي ظاهره مستقل بنفسه وله تخصيصان اثنان أحدهما من سنة ثابتة والآخر من الإجماع قد يستعمل الخبر مرة على عمومه وأخرى يخص بخبر ثان وتارة يخص بالإجماع.
النوع السابع والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بالإيماء المفهوم دون النطق باللسان.
النوع الثامن والثلاثون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق الاسم الواحد على الشيئين المختلفين عند المقارنة بينهما.
النوع التاسع والثلاثون: إخباره عن الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال في أخبار أخر.
النوع الأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء من أجل علة مضمرة لم تذكر في نفس الخطاب فمتى ارتفعت العلة التي هي مضمرة في الخطاب جاز استعمال ذلك الشيء ومتى عدمت بطل جواز ذلك الشيء.
النوع الحادي والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشياء بألفاظ مضمرة بيان ذلك الإضمار في أخبار أخر.
النوع الثاني والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشياء بإضمار كيفية حقائقها دون ظواهر نصوصها.
النوع الثالث والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الحكم للأشياء التي تحدث في أمته قبل حدوثها.
النوع الرابع والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق إثباته وكونه باللفظ العام والمراد منه كونه في بعض الأحوال لا الكل.
النوع الخامس والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بلفظ التشبيه مراده الزجر عن ذلك الشيء لعلة معلومة.
النوع السادس والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بذكر وصف مصرح معلل يدخل تحت هذا الخطاب ما أشبهه إذا كانت العلة التي من أجلها أمر به موجودة.
النوع السابع والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق اسم الزوج على الواحد من الأشياء إذا قرن بمثله وإن لم يكن في الحقيقة كذلك.
النوع الثامن والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب.
النوع التاسع والأربعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أطلق الأسماء عليها لقربها من التمام.
النوع الخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشياء بإطلاق نفي الأسماء عنها للنقص عن الكمال.
النوع الحادي والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشياء بإطلاق التغليظ على مرتكبها مرادها التأديب 1دون الحكم.
النوع الثاني والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أطلقها على سبيل المجاورة والقرب.
النوع الثالث والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي ابتدأهم بالسؤال عنها ثم أخبرهم بكيفيتها.
النوع الرابع والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق استحقاق ذلك الشيء الوعد والوعيد والمراد منه مرتكبه لا نفس ذلك الشيء.
النوع الخامس والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بإطلاق اسم العصيان على الفاعل فعلا بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين.
النوع السادس والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي لم يحفظ بعض الصحابة تمام ذلك الخبر عنه وحفظه البعض.
النوع السابع والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي أراد به التعليم قد بقي المسلمون عليه مدة ثم نسخ بشرط ثان.
1 في نسخة دار الكتب "التأنيب".
النوع الثامن والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أريها في منامه ثم نسي إبقاء أمته.
النوع التاسع والخمسون: إخباره صلى الله عليه وسلم عما عاتب الله جل وعلا أمته على أفعال فعلوها.
النوع الستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الاهتمام لأشياء أراد فعلها ثم تركها إبقاء على أمته.
النوع الحادي والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء بصفة معلومة مرادها إباحة استعماله ثم زجر عن إتيان مثله بعينه إذا كان بصفة أخرى.
النوع الثاني والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أطلقها بألفاظ الحذف عنها مما عليه معولها.
النوع الثالث والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي مراده إباحة الحكم على مثل ما أخبر عنه لاستحسانه ذلك الشيء الذي أخبر عنه.
النوع الرابع والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي أنزل الله من أجلها آيات معلومة.
النوع الخامس والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم بالأجوبة عن أشياء سئل عنها.
النوع السادس والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم في البداية عن كيفية أشياء احتاج المسلمون إلى معرفتها.
النوع السابع والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن صِفَاتُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الَّتِي لَا يَقَعُ عليها التكييف.
النوع الثامن والستون: إخباره صلى الله عليه وسلم عَنِ اللَّهِ جَلَّ وعلا في أشياء معين عليها.
النوع التاسع والستون: إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يَكُونُ في أمته من الفتن والحوادث.
النوع السبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الموت وأحوال الناس عند نزول المنية بهم.
النوع الحادي والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن القبور وكيفية أحوال الناس فيها.
النوع الثاني والسبعون: إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبَعْثِ وأحوال الناس في ذلك اليوم.
النوع الثالث والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الصراط وتباين الناس في الجواز عليه.
النوع الرابع والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن محاسبة الله جل وعلا عباده ومناقشته إياهم.
النوع الخامس والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الحوض والشفاعة ومن له منهما 1 حظ من أمته.
النوع السادس والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وحجب غيرهم عنها.
النوع السابع والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكرمه الله جل وعلا في القيامة بأنواع الكرامات التي فضله بها على غيره من الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
النوع الثامن والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الجنة ونعيمها واقتسام الناس المنازل فيها على حسب أعمالهم.
1 في الأصل "منها" وأثبتنا ما في نسخة دار الكتب.
النوع التاسع والسبعون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن النار وأحوال الناس فيها نعود بالله منها.
النوع الثمانون: إخباره صلى الله عليه وسلم عن الموحدين الذين استوجبوا النيران وتفضله عليهم بدخول الجنة بعد ما امتحشوا 1 وصاروا فحما.
1 أي احترقوا. والمَحْشُ: احتراق الجلد وظهور العظم. "النهاية".
القسم الرابع من أقسام السنن وهو الإباحات التي أبيح ارتكابها
قال أبو حاتم رضي الله عنه وقد تفقدت الإباحات التي أبيح ارتكابها ليحيط العلم بكيفية أنواعها وجوامع تفصيلها بأحوالها ويسهل وعيها على المتعلمين ولا يصعب حفظها على المقتبسين فرأيتها تدور على خمسين نوعا.
النوع الأول: منها الأشياء التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها.
النوع الثاني: الشيء الذي فعله صلى الله عليه وسلم عند عدم سبب مباح استعمال مثله عند عدم ذلك السبب.
النوع الثالث: الأشياء التي سئل عنها صلى الله عليه وسلم فأباحها بشرط مقرون.
النوع الرابع: الشيء الذي أباحه الله جل وعلا بصفة وأباحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة أخرى غير تلك الصفة.
النوع الخامس: ألفاظ تعريض مرادها إباحة استعمال الأشياء التي عرض من أجلها.
النوع السادس: ألفاظ الأوامر التي مرادها الإباحة والإطلاق.
النوع السابع: إباحة بعض الشيء المزجور عنه لعلة معلومة.
النوع الثامن: إباحة تأخير بعض الشيء المأمور به لعلة معلومة.
النوع التاسع: إباحة استعمال الشيء المزجور عنه الرجال دون النساء لعلة معلومة.
النوع العاشر: إباحة الشيء لأقوام بأعيانهم من أجل علة معلومة لا يجوز لغيرهم استعمال مثله.
النوع الحادي عشر: الْأَشْيَاءِ الَّتِي فَعَلَهَا صلى الله عليه وسلم مباح للأئمة استعمال مثلها.
النوع الثاني عشر: الشيء الذي أبيح لبعض النساء استعماله في بعض الأحوال وحظر ذلك على سائر النساء والرجال جميعا.
النوع الثالث عشر: لفظة زجر عن فعل مرادها إباحة استعمال ضد ذلك الفعل المزجور عنه.
النوع الرابع عشر: الإباحات التي أبيح استعمالها وتركها معا خير المرء بين إتيانها واجتنابها جميعا.
النوع الخامس عشر: إباحة تخيير المرء بين الشيء الذي يباح له استعماله بعد شرائط تقدمته.
النوع السادس عشر: الإخبار عن الأشياء التي مرادها الإباحة والإطلاق.
النوع السابع عشر: الأشياء التي أبيحت ناسخة لأشياء حظرت قبل ذلك.
النوع الثامن عشر: الشيء الذي نهي عنه لصفة معلومة ثم أبيح استعمال ذلك الفعل بعينه بغير تلك الصفة.
النوع التاسع عشر: ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأفعال التي تؤدي إلى إباحة تركها.
النوع العشرون: إباحة الشيء الذي هو محظور قليله وكثيره وقد أبيح استعماله بعينه في بعض الأحوال إذا قصد مرتكبه فيه بنيته الخير دون الشر وإن كان ذلك الشيء محظورا في كل الأحوال.
النوع الحادي والعشرون: الشيء الذي هو مباح لهذه الأمة وهو محرم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آله.
النوع الثاني والعشرون: الأفعال 1 التي تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها.
النوع الثالث والعشرون: ألفاظ إعلام مرادها الإباحة لأشياء سئل عنها.
النوع الرابع والعشرون: الشيء المفروض الذي أبيح تركه لقوم من أجل العذر الواقع في الحال.
النوع الخامس والعشرون: إباحة الشيء الذي أبيح بلفظ السؤال عن شيء ثان.
النوع السادس والعشرون: الأمر بالشيء الذي مراده إباحة فعل متقدم من أجله أمر بهذا الأمر.
النوع السابع والعشرون: الإخبار عن أشياء أنزل الله جل وعلا في الكتاب إباحتها.
النوع الثامن والعشرون: الإخبار عن أشياء سئل عنها فأجاب فيها بأجوبة مرادها إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها.
النوع التاسع والعشرون: إباحة الشيء الذي حظر من أجل علة معلومة يلزم في استعماله إحدى ثلاث خصال معلومة.
النوع الثلاثون: الشيء الذي سئل عن استعماله فأباح تركه بلفظه تعريض.
النوع الحادي والثلاثون: إباحة فعل عند وجود شرط معلوم مع حظره2 عند شرط ثان قد حظر مرة أخرى عند الشرط الأول الذي أبيح ذلك عند
1 في نسخة دار الكتب: "الأقوال". وهو خطأ.
2 في الأصل "مع خطر".
وجوده فأبيح مرة أخرى عند وجود الشرط الذي حظر من أجله المرة الأولى.
النوع الثاني والثلاثون الشيء الذي كان مباحا في أول الإسلام ثم نسخ بعد ذلك بحكم ثان.
النوع الثالث والثلاثون: ألفاظ استخبار عن أشياء مرادها إباحة استعمالها.
النوع الرابع والثلاثون: الأمر بالشيء الذي هو مقرون بشرط مراده الإباحة فمتى كان ذلك الشرط موجودا كان الأمر الذي أمر به مباحا ومتى عدم ذلك الشرط لم يكن استعمال ذلك الشيء مباحا.
النوع الخامس والثلاثون: الشيء الذي فعله صلى الله عليه وسلم مراده الإباحة عند عدم ظهور شيء معلوم لم يجز استعمال مثله عند ظهوره كما جاز ذلك عند عدم الظهور.
النوع السادس والثلاثون: ألفاظ إعلام عند أشياء سئل عنه مرادها إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها.
النوع السابع والثلاثون: إباحة الشيء بإطلاق اسم الواحد على الشيئين المختلفين إذا قرن بينهما في الذكر.
النوع الثامن والثلاثون: استصوابه صلى الله عليه وسلم الأشياء التي سئل عنها واستحسانه إياها يؤدي ذلك إلى إباحة استعمالها.
النوع التاسع والثلاثون: إباحة الشيء بلفظ العموم وتخصيصه في أخبار أخر.
النوع الأربعون: الأمر بالشيء الذي أبيح استعماله على سبيل العموم لعلة معلومة قد يجوز استعمال ذلك الفعل عند عدم تلك العلة التي من أجلها أبيح ما أبيح.
النوع الحادي والأربعون: إباحة بعض الشيء الذي حظر على بعض
المخاطبين عند عدم سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب موجودا كان الزجر عن استعماله واجبا ومتى عدم ذلك السبب كان استعمال ذلك الفعل مباحا.
النوع الثاني والأربعون: الأشياء التي أبيحت من أشياء محظورة رخص إتيانها أو شيء منها على شرائط معلومة للسعة والترخيص.
النوع الثالث والأربعون: الإباحة للشيء الذي أبيح استعماله لبعض النساء دون الرجال لعلة معلومة.
النوع الرابع والأربعون: الأمر بالشيء الذي كان محظورا على بعض المخاطبين ثم أبيح استعماله لهم.
النوع الخامس والأربعون: إباحة أداء الشيء على غير النعت الذي أمر به قبل ذلك لعلة تحدث.
النوع السادس والأربعون: إباحة الشيء المحظور بلفظ العموم عند سبب يحدث.
النوع السابع والأربعون: إباحة تقديم الشيء المحصور وقته قبل مجيئه أو تأخيره1 عن وقته لعلة تحدث.
النوع الثامن والأربعون: إباحة ترك الشيء المأمور به عند القيام بأشياء مفروضة غير ذلك الشيء الواحد المأمور به.
النوع التاسع والأربعون: لفظة زجر عن شيء مرادها تعقيب إباحة شيء ثان بعده.
النوع الخمسون: الأشياء التي شاهدها رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ فعلت في حياته فلم ينكر على فاعليها2 تلك مباح للمسلمين استعمال مثلها.
1 في نسخة دار الكتب: "تأخره".
2 في الأصل "فاعلها" بالإفراد. والمثبت من نسخة دار الكتب.
القسم الخامس من أقسام السنن وهو أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي انفرد بِهَا
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: وَأَمَّا أفعال النبي صلى الله عليه وسلم فإني تأملت تفصيل أنواعها وتدبرت تقسيم أحوالها لئلا يتعذر على الفقهاء حفظها ولا يصعب على الحفاظ وعيها فرأيتها تدور على خمسين نوعا:
النوع الأول: الفعل الذي فرض عليه صلى الله عليه وسلم مدة ثم جعل له ذلك نفلا.
النوع الثاني: الأفعال التي فرضت عليه وعلى أمته صلى الله عليه وسلم.
النوع الثالث: الأفعال التي فعلها صلى الله عليه وسلم يستحب للأئمة الاقتداء به فيها.
النوع الرابع: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم يُسْتَحَبُّ لِأُمَّتِهِ الِاقْتِدَاءُ به فيها.
النوع الخامس: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم فعاتبه جل وعلا عليها.
النوع السادس: فعل فعله صلى الله عليه وسلم لم تقم الدلالة على أنه خص باستعماله دون أمته مباح لهم استعمال مثل ذلك الفعل لعدم وجود تخصيصه فيه.
النوع السابع: فعل فعله صلى الله عليه وسلم مرة واحدة للتعليم ثم لم يعد فيه إلى أن قبض صلى الله عليه وسلم.
النوع الثامن: أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي أراد بها تعليم أمته.
النوع التاسع: أفعاله صلى الله عليه وسلم التي فعلها لأسباب موجودة وعلل معلومة.
النوع العاشر: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها.
النوع الحادي عشر: الأفعال التي اختلفت الصحابة في كيفيتها وتباينوا عنه في تفصيلها.
النوع الثاني عشر: الأدعية التي كان يدعو بها صلى الله عليه وسلم بها يستحب لأمته الاقتداء به فيها.
النوع الثالث عشر: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب.
النوع الرابع عشر: الفعل الذي فعله صلى الله عليه وسلم ولا يعلم لذلك الفعل إلا علتان اثنتان كان مراده إحداهما دون الأخرى.
النوع الخامس عشر: نفي الصحابة بعض أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي أثبتها بعضهم.
النوع السادس عشر: فعل فعله صلى الله عليه وسلم لحدوث سبب فلما زال السبب ترك ذلك الفعل.
النوع السابع عشر: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم والوحي ينزل فلما انقطع الوحي بطل جواز استعمال مثلها.
النوع الثامن عشر: أفعله صلى الله عليه وسلم التي تفسر عن أوامره المجملة.
النوع التاسع عشر: فعل فعله صلى الله عليه وسلم مدة ثم حرم بالنسخ عليه وعلى أمته ذلك الفعل.
النوع العشرون: فعله صلى الله عليه وسلم الشيء الذي ينسخ الأمر الذي أمر به مع إباحته ترك ذلك الشيء المأمور به.
النوع الحادي والعشرون: فعله صلى الله عليه وسلم الشيء الذي نهى عنه مع إباحته ذلك الفعل المنهي عنه في خبر آخر.
النوع الثاني والعشرون: فعله صلى الله عليه وسلم الشيء نهى عنه مع تركه الإنكار على مرتكبه.
النوع الثالث والعشرون: الأفعال التي خص بها1صلى الله عليه وسلم دون أمته.
النوع الرابع والعشرون: تركه صلى الله عليه وسلم الفعل الذي نسخه استعماله ذلك الفعل نفسه لعلة معلومة.
النوع الخامس والعشرون: الأفعال التي تخالف الأوامر التي أمر بها في الظاهر.
النوع السادس والعشرون: الأفعال التي تخالف النواهي2في الظاهر دون أن يكون في الحقيقة بينهما3خلاف.
النوع السابع والعشرون: الأفعال التي فعلها صلى الله عليه وسلم أراد بها الاستنان به فيها.
النوع الثامن والعشرون: تركه صلى الله عليه وسلم الأفعال التي أراد بها تأديب أمته.
النوع التاسع والعشرون: تركه صلى الله عليه وسلم الأفعال مخافة أن تفرض على أمته أو يشق عليهم إتيانها.
النوع الثلاثون: تركه صلى الله عليه وسلم الأفعال التي أراد بها التعليم.
النوع الحادي والثلاثون: تركه صلى الله عليه وسلم الأفعال التي يضادها استعماله مثلها.
النوع الثاني والثلاثون: تركه صلى الله عليه وسلم الأفعال التي تدل على الزجر عن ضدها.
1 في الأصل "فيها". والمثبت من نسخة دار الكتب.
2 في نسخة دار الكتب "المناهي".
3 في نسخة دار الكتب "بينها".
النوع الثالث والثلاثون: الأفعال المعجزة التي كان يفعلها صلى الله عليه وسلم أو فعلت بعده التي هي من دلائل النبوة.
النوع الرابع والثلاثون: الأفعال التي فيها تضاد وتهاتر في الظاهر وهي مِنَ اخْتِلَافِ الْمُبَاحِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بينهما تضاد أو تهاتر.
النوع الخامس والثلاثون: الفعل الذي فعله صلى الله عليه وسلم لعلة معلومة فارتفعت العلة المعلومة وبقي1ذلك الفعل فرضا على أمته إلى يوم القيامة.
النوع السادس والثلاثون: قضاياه صلى الله عليه وسلم التي قضى بها في أشياء رفعت إليه من أمور المسلمين.
النوع السابع والثلاثون: كتبته صلى الله عليه وسلم الكتب إلى المواضع بما فيها من الأحكام والأوامر وهي ضرب من الأفعال.
النوع الثامن والثلاثون: فعل فعله صلى الله عليه وسلم بأمته يجب على الأئمة الاقتداء به فيه إذا كانت العلة التي هي مِنْ أَجْلِهَا فَعَلَ صلى الله عليه وسلم موجودة.
النوع التاسع والثلاثون: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم لم تذكر كيفيتها في نفس الخطاب لا يجوز استعمال مثلها إلا بتلك الكيفية التي هي مضمرة في نفس الخطاب.
النوع الأربعون: أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم أراد بها المعاقبة على أفعال مضت متقدمة.
النوع الحادي والأربعون: فعل فعله صلى الله عليه وسلم من أجل علة موجودة خفي على أكثر الناس كيفية تلك العلة.
النوع الثاني والأربعون: الأشياء التي سئل عنها صلى الله عليه مسلم فأجاب عنها بالأفعال.
1 في نسخة دار الكتب "ثم بقي".
النوع الثالث والأربعون: الأفعال التي رويت عنه مجملة تفسير تلك الجمل في أحبار أخر.
النوع الرابع والأربعون: الأفعال التي رويت عنه مختصرة ذكر تقصيها في أخبار أخر.
النوع الخامس والأربعون: أفعاله صلى الله عليه وسلم في إظهاره الإسلام وتبليغ الرسالة.
النوع السادس والأربعون: هِجْرَتِهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وكيفية أحواله فيها.
النوع السابع والأربعون: أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم شمائله في أيامه ولياليه.
النوع الثامن والأربعون: علة رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي قبض فيها وكيفية أحواله في تلك العلة.
النوع التاسع والأربعون: وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وتكفينه ودفنه.
النوع الخمسون: وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنه.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: فجميع أنواع السنن أربع مائة نوع على حسب ما ذكرناها ولو أردنا أن نزيد على هذه الأنواع التي نوعناها للسنن أنواعا كثيرة لفعلنا وإنما اقتصرنا على هذه الأنواع دون ما وراءها وإن تهيأ ذلك لو تكلفنا لأن قصدنا في تنويع السنن الكشف عن شيئين.
أحدهما: خبر تنازع الأئمة فيه وفي تأويله والآخر عموم خطاب صعب على أكثر الناس الوقوف على معناه وأشكل عليهم بغية القصد منه فقصدناه إلى تقسيم السنن وأنواعها لنكشف عن هذه الأخبار التي وصفناها على حسب ما يسهل الله جل وعلا ويوفق القول فيه فيما بعد إن شاء الله.
وإنما بدأنا بتراجم أنواع السنن في أول الكتاب قصد التسهيل منا على
من رام الوقوف على تكل حديث من كل نوع منها ولئلا يصعب حفظ كل فصل من كل قسم عند البغية ولأن قصدنا في نظم السنن حذو تأليف القرآن لأن القرآن ألف أجزاء فجعلنا السنن أقساما بإزاء أجزاء القرآن1.
ولما كانت الأجزاء من القرآن كل جزء منها يشتمل على سور جعلنا كل قسم من أقسام السنن يشتمل على أنواع فأنواع السنن بإزاء سور القرآن.
ولما كان كل سورة من القرآن تشتمل على آي جعلنا كل نوع من أنواع السنن يشتمل على أحاديث والأحاديث من السنن بإزاء الآي من القرآن.
فإذا وقف المرء على تفصيل ما ذكرنا وقصد الحفظ لها سهل عليه ما يريد من ذلك كما يصعب عليه الوقوف على كل حديث منها إذا لم يقصد قصد الحفظ له ألا ترى أن المرء إذا كان عنده مصحف وهو غير حافظ لكتاب
1 قال العلامة أحمد شاكر: يريد ابن حبان بأجزاء القرآن، تحزيبه القديم الثابت في السنة فيما روى أحمد في المسند "16235"، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أوس بن حذيفة في حديث قال أوس في آخره «فسألنا أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نُحَزِّبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى تختم". وبعد تخريج هذا الحديث قال العلامة أحمد شاكر: وهذا التحزيب لا يعد في سورة الفاتحة في أوله. بل أوله سورة البقرة بداهة حتى يستقيم العد إلى البدء بسورة "ق" في الحزب السابع، إلى أن قال: أما التجزئة الحديثة المشهورة الآن بين الناس، المثبتة في المصاحف إلى ثلاثين جزءاً فإنها غير مرادة لابن حبان يقيناَ؛ لأنه يقول هنا بالقول الصريح الواضح:"ولما كانت الأجزاء في القرآن، كل جزء منها يشتمل على سور". ومن البديهي، أن الأجزاء الثلاثين، ليس كل منها يشتمل على سور، بل إن بعض السور الطوال يشتمل على أجزاء. بل إن الأجزاء التي فيها ثلاث سور كاملة فأكثرهي الأجزاء العشرة الأخيرة أي: الثلث الثالث من القرآن فقط.
الله جل وعلا فإذا أحب أن يعلم آية من القرآن في أي موضع هي صعب عليه ذلك فإذا حفظه صارت الآي كلها نصب عينيه.
وإذا كان عنده هذا الكتاب وهو لا يحفظه ولا يتدبر تقاسيمه وأنواعه وأحب إخراج حديث منه صعب عليه ذلك فإذا رام حفظه أحاط علمه بالكل حتى لا ينخرم منه حديث أصلا وهذا هو الحيلة التي احتلنا ليحفظ الناس السنن ولئلا يعرجوا على الكتبة والجمع1إلا عند الحاجة دون الحفظ له أو العلم به.
1 في نسخة دار الكتب "والوضع".
شرط ابن حبان في صحيحه
وأما شرطنا في نقله ما أودعناه كتابنا هذا من السنن: فإنا لم نحتج فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء"
الأول: العدالة في الدين بالستر الجميل.
والثاني: الصدق في الحديث بالشهرة فيه.
والثالث: العقل بما يحدث من الحديث.
والرابع: العلم بما يحيل من معاني ما يروي.
والخامس: المتعرى خبره عن التدليس فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس احتججنا بحديثه وبينا الكتاب على روايته وكل من تعرى عن خصلة من هذه الخصال الخمس لم نحتج به.
والعدالة في الإنسان هو أن يكون أكثر أحواله طاعة الله لأنا متى ما لم نجعل العدل إلا من لم يوجد منه معصية بحال أدانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها بل العدل من كان ظاهرا أحوله طاعة الله والذي يخالف العدل من كان أكثر أحواله معصية الله.
وقد يكون العدل الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به وهو غير صادق فيما يروي من الحديث لأن هذا شيء ليس يعرفه إلا من صناعته الحديث وليس كل معدل يعرف صناعة الحديث حتى يعدل العدل على الحقيقة في الرواية والدين معا.
والعقل بما يحدث من الحديث هو أن يعقل من اللغة بمقدار ما لا يزيل معاني الأخبار عن سننها ويعقل من صناعة الحديث ما لا يسند موقوفا أو يرفع مرسلا أو يصحف اسما.
والعلم بما يحيل من معاني ما يروي هو أن يعلم من الفقه بمقدار ما إذا أدى خبرا أو رواه من حفظه أو اختصره لم يحله عن معناه الذي أطلقه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى معنى آخر.
والمتعري خبره عن التدليس هو أن كون الخبر عن مثل من وصفنا نعته بهذه الخصال الخمس فيرويه عن مثله سماعا حتى ينتهي ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب1 إلى الإسكندرية ولو نرو في كتابنا هذا إلا عن مائة وخمسين شيخا أقل أو أكثر ولعل معول كتابنا هذا يكون على نحو من عشرين شيخا ممن أردنا السنن عليهم واقتنعنا برواياتهم عن رواية غيرهم على الشرائط التي وصفناها وربما أروي في هذا الكتاب واحتج بمشايخ قد قدح فيهم بعض أئمتنا مثل سماك بن حرب وداود بن أبي هند ومحمد بن إسحاق بن يسار وحماد بن سلمة
1 ويقال لها أيضاً: إسفيجاب، بالفاء، ضبطها السمعاني وابن الأثير بكسر الهمزة، وضبطها ياقوت بفتحها، وتقع إلى الشمال من طشقند شرق نهر سيحون "سير داريا"، وهي اليوم ضمن جمهورية كازخستان كبرى جمهوريات الاتحاد السوفيتي.
وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ممن تنكب عن رواياتهم بعض أئمتنا واحتج بهم البعض فمن صح عندي منهم بالبراهين الواضحة وصحة الاعتبار1 على سبيل الدين أنه ثقة احتججت به ولم أعرج على قول من قدح فيه ومن صح عندي بالدلائل النيرة والاعتبار الواضح على سبيل الدين أنه غير عدل لم أحتج به وإن وثقة بعض أئمتنا.
وإني سأمثل واحدا منهم وأتكلم عليه ليستدرك به المرء من هو مثله كأنا2 جئنا إلى حماد بن سلمة فمثلناه وقلنا لمن ذب عمن ترك حديثه لم3 استحق حماد بن سلمة ترك حديثه وكان رحمة الله ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وذاكر ولزم الدين والورع الخفي والعبادة الدائمة والصلابة في السنة والطبق على أهل البدع ولم يشك عوام البصرة أنه كان مستجاب الدعوة ولم يكن في البصرة في زمانه أحد ممن نسب إلى العلم يعد من البدلاء غيره فمن اجتمع فيه هذه الخصال لم استحق مجانية روايته فإن قال لمخالفته الأقران فيما روى في الأحايين يقال له وهل في الدنيا محدث ثقة لم يخالف الأقران في بعض ما روى فإن استحق إنسان مجانبة جميع ما روى بمخالفته الأقران في بعض ما يروي لاستحق4 كل محدث من الأئمة المرضيين أن يترك حديثه لمخالفتهم أقرانهم في بعض ما رووا.
فإن قال كان حماد يخطىء يقال له وفي الدنيا أحد بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يعرى عن الخطأ ولو جاز ترك حديث من أخطأ لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين لأنهم لم يكونوا بمعصومين.
فإن قال حماد قد كثر خطؤه له إن الكثرة اسم يشتمل على معان
1 على هامش الأصل "الاختيار".
2 في نسخة دار الكتب "لأنا"، وكذلك في هامش الأصل.
3 في نسخة دار الكتب "لمن" وهو خطأ.
4 في نسخة دار الكتب "لا يستحق" وهو خطأ.
شتى ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى يكون منه من الخطأ ما يغلب صوابه فإذا فحش ذلك منه وغلب على صوابه استحق مجانية روايته وأما من كثر خطؤه ولم يغلب على صوابه فهو مقبول الرواية فيما لم يخطىء فيه واستحق مجانية ما أخطأ فيه فقط مثل شريك وهشيم وأبي بكر بن عياش وأضرابهم كانوا يخطئون فيكثرون فروى1 عنهم واحتج بهم في كتابه وحماد واحد من هؤلاء.
فإن قال كان حماد يدلس يقال له فإن قتادة وأبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وابن جريج والأعمش والثوري وهشيما كانوا يدلسون واحتججت بروايتهم فإن أوجب تدليس حماد في روايته ترك حديثه أوجب تدليس هؤلاء الأئمة ترك حديثهم.
فإن قال يروي عن جماعة حديثا واحدا بلفظ واحد من غير أن يميز بين ألفاظهم يقال له كَانَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والتابعون يؤدون الأخبار على المعاني بألفاظ متباينة وكذلك كان حماد يفعل كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن بن سيرين فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ فإن أوجب ذلك منه ترك حديثه أوجب ذلك ترك حديث سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وأمثالهم من التابعين لأنهم كانوا يفعلون ذلك بل الإنصاف في النقلة الأخبار استعمال الاعتبار2فيما رووا.
1 لم يذكر ابن حبان فاعل"روى" و"احتج" والظاهر أنه يعرض بالبخاري رحمه الله –
لأنه أضرب عن رواية حماد فيما يحتج به.
قال الحافظ في "التهذيب" 3/13، 14وقد عرض ابن حبان بالبخاري لمجانبته حديث حماد بن سلمة حيث يقول: لم ينصف من عدل عن الاحتجاج به إلى الاحتجاج بفليح وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
2 الاعتبار: هو هيئة التوصل إلى الشاهد والمتابع، وسبر طرق الحديث لمعرفتهما، وقد نقل ابن الصلاح في "مقدمته" مثال ابن حبان لتوضيحه وتجليته.
وإني أمثل للاعتبار مثالا يستدرك به ما وراءه1وكأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فرأيناه روى خبرا عن أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لم نجد ذلك الخبر عند غيره من أصحاب أيوب فالذي يلزمنا فيه التوقف عن جرحه والاعتبار بما روى غيره من أقرانه فيجب أن نبدأ فننظر هذا الخبر هل رواه أصحاب حماد عنه أو رجل واحد منهم وحده فإن وجد أصحابه قد رووه علم أن هذا قد حدث به حماد وإن وجد ذلك من رواية ضعيف عنه ألزق ذلك بذلك الراوي دونه فمتى صح أنه روى عن أيوب ما لم يتابع عليه يجب أن يتوقف فيه ولا يلزق به الوهن بل ينظر هل روى أحد هذا الخبر من الثقات عن ابن سيرين غير أيوب فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل يرجع إليه وإن لم يوجد ما وصفنا نظر حينئذ هل روى أحد هذا الخبر عن أبي هريرة غير ابن سيرين من الثقات فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل وإن يوجد ما قلنا نظر هل روى أحد هَذَا الْخَبَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غير أبي هريرة فإن وجد ذلك صح أن الخبر له أصل ومتى عدم ذلك والخبر نفسه يخالف الأصول الثلاثة علم أن الخبر موضوع لا شك فيه وأن ناقله الذي تفرد به هو الذي وضعه.
هذا حكم الاعتبار بين النقلة في الروايات وقد اعتبرنا حديث شيخ شيح على ما وصفنا من الاعتبار على سبيل الدين فمن صح عندنا منهم أنه عدل احتججنا به وقبلنا ما رواه وأدخلناه في كتابنا هذا ومن صح عندنا أنه غير عدل بالاعتبار الذي وصفناه لم نحتج به وأدخلناه في كتاب المجروحين من المحدثين بأحد أسباب الجرح لأن الجرح في المجروحين على عشرين نوعا ذكرناها بفصولها في أول كتاب المجروحين بما أرجو الغنية فيها لِلْمُتَأَمِّلِ إِذَا تَأَمَّلَهَا فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ تِكْرَارهَا في هذا الكتاب.
1 في الأصل "ما رواه" وهو خطأ، وما أثبتناه من نسخة دار الكتب.
فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد1 لأنه ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأخبار كلها أخبار الآحاد وأن من تنكب عن قبول إخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد2.
1 هذه الدعوى من المؤلف لا تسلم له، فإن المتواتر من الحديث- وهو ما نقله رواة كثيرون لا يمكن تواطئهم على الكذب عن مثلهم من أول الإسناد إلى آخره- موجود في كتب الحديث المتداولة المقطوع بصحة نسبتها إلى مؤلفيها.
وأوضح مثال له حديث: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" فقد رواه أكثر من خمسة وسبعين صحابياً.
وللحافظ السيوطي رحمه الله – كتاب" الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة" جمع فيه ما رواه الصحابة عشرة فأكثر، مستوعباً فيه كل حديثاً بأسانيده وطرقه وألفاظه، ثم لخصه في جزء سماه "الأزهار المتناثرة" اقتصر فيه على ذكر الحديث وعدة من رواه من الصحابة وعزوه إلى كل من أخرجه من الأئمة المشهورين.
وقد زاد عددها على المائة، منها حديث الحوض، وحديث "المرء مع من أحب" وحديث "أنزل القرآن على سبعة أحرف" وحديث "كل مسكر حرام" وللمحدث محمد بن جعفر الكتاني "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" فيه ثلاث مئة حديث عدها من المتواتر.
2 قال الحازمي في "شروط الأئمة الخمسة" ص "41" بعد أن أورد هذا النص بسنده عن ابن حبان: ومن سبر مطالع الأخبار عرف أن ما ذكره ابن حبان أقرب إلى الصواب. وقال الكوثري في تعليقه على "شروط الأئمة الخمسة" للحازمي ص"41": يوهم ظاهر كلام ابن حبان أنه ينفي وجود قسم العزيز من أقسام الحديث، ومن ثمة لم يقل الحازمي: إن ما ذكره هو الصواب. ويمكن أن يؤول كلام ابن حبان بأن مراده أن يكون لكل راو راويان فقط، من غير زيادة ولا نقصان، والزيادة غير مضرة في العزيز، وأما رواية اثنين عن اثنين، فمما لا يكاد يوجد.
وأما قبول الرفع في الأخبار فإنا نقبل ذلك عن كل شيخ اجتمع فيه الخصال الخمس التي ذكرتها فإن أرسل عدل خبرا وأسنده عدل آخر قبلنا خبر من أسند لأنه أتى بزيادة حفظها ما لم يحفظ غيره ممن هو مثله في الإتقان فإن أرسله عدلان وأسنده عدلان قبلت رواية العدلين اللذين أسنداه على الشرط الأول وهكذا الحكم فيه كثر العدد فيه أو قل فإن أرسله خمسة من العدول وأسنده عدلان نظرت حينئذ إلى من فوقه بالاعتبار وحكمت لمن يجب كأنا جئنا إلى خبر رواة نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اتفق مالك وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عون وأيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر ورفعوه وأرسله أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية وهؤلاء كلهم ثقات أو1 أسند هذان وأرسل أولئك اعتبرت فوق نافع هل روى هذا الخبر عن ابن عمر أحد من الثقات غير نافع مرفوعا أو من فوقه على حسب ما وصفنا فإذا وجد قبلنا خبر من أتى بالزيادة في روايته على حسب ما وصفنا.
وفي الجملة يجب أن يعتبر العدالة في نقلة الأخبار فإذا صحت العدالة في واحد منهم قبل منه ما روى من المسند وإن أوقفه غيره والمرفوع وإن أرسله غيره من الثقات إذ العدالة لا توجب غيره فيكون الإرسال والرفع عن ثقتين مقبولين والمسند والموقوف عن عدلين يقبلان على الشرط الذي وصفناه2.
1 في نسخة دار الكتب: "وأسند" وهو خطأ.
2 اختلف هل العلم إذا وصل الحديث ثقة وأرسله آخر: هل الحكم لمن وصل أو لمن أرسل، أو للأكثر، أو للأحفظ؟ على أربعة أقوال.
الأول: إن الحكم لمن وصل، وهذا هو المشهور، وهو الذي جرى عليه ابن حبان هنا وصححه الخطيب في "الكفاية" 581، والعراقي، وقال ابن الصلاح: وهو الصحيح في الفقه وأصوله، وحكى عن البخاري أنه قال: الزيادة من الثقة مقبولة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
_________
=الثاني: إن الحكم لمن أرسل، حكاه الخطيب عن أكثر أصحاب الحديث.
الثالث: إن الحكم للأكثر، فإن كان من أرسله أكثر ممن وصله، فالحكم للإرسال، والعكس.
الرابع: إن الحكم للأحفظ.
وقد تعقب القول الأول ابن دقيق العيد، فقال: من حكى من أهل الحديث أو أكثرهم أنه إذا تعارض رواية مسند ومرسل، أو رافع وواقف،، ناقص وزائد، أن الحكم للزائد لم يصب في هذا الإطلاق، فإن ذلك ليس قانوناً مطرداً وبمراجعة أحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول –وبهذا جزم الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" فقال: كلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وأمثالهم، أنه لا يحكم في هذه المسألة بحكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر على الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في حديث وقول البخاري" الزيادة من الثقة مقبولة" إنما قاله حين سئل عن حديث "لا نكاح إلا بولي" وقد أرسله شعبة وسفيان – وهما جبلان في الحفظ، وأسنده إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي في آخرين، فقال البخاري:"الزيادة من الثقة مقبولة" وحكم لمن وصله.
فالبخاري رحمه الله – لم يحكم فيه بالاتصال من أجل كون الوصل زيادة، وإنما حكم للاتصال لمعان أخرى رجحت عنده حكم الموصول، منها أن يونس بن أبي إسحاق وابنه إسرائيل وعيسى رووه عن أبي إسحاق موصولاً، ولا شك أن آل الرجل أخص به من غيرهم، وقد وافقهم على ذلك أبو عوانة، وشريك النخعي، وزهير بن أمية، وتمام العشرة من أصحاب أبي إسحاق مع اختلاف مجالسهم في الأخذ عنه، وسماعهم إياه من لفظه، وأما رواية من أرسله – وهما شعبة وسفيان – فإنما أخذاه عن أبي إسحاق في مجلس واحد
…
ولا يخفى رجحان ما أخذ من لفظ المحدث في مجالس متعددة على ما أخذ عنه عرضاً في محل واحد. هذا إذا قلنا: حفظ سفيان وشعبة في مقابل عدد الآخرين مع أن الشافعي يقول: العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد. فتبين أن ترجيخ البخاري وصل هذا الحديث على إرساله لم يكن لمجرد أن الواصل معه زيادة ليست مع المرسل، بل بما ظهر من قرائن الترجيح ويزيد ذلك ظهوراً تقديمه للإرسال في مواضع أخرى، مثاله: ما رواه الثوري، عن محمد بن أبي بكر بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أم سلمة قالت: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: "إن شئت سبعت لك" ورواه مالك عن عبيد الله بن أبي بكر بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأم سلمة
…
قال البخاري في "تاريخه": الصواب قول مالك مع إرساله. فصوب الإرسال هنا لقرينة ظهرت له، وصوب الوصل هناك لقرينة ظهرت له، فتبين أنه ليس له عمل مطرد في ذلك. انظر "شرح الألفية" 1/165 وما بعدها للسخاوي، وشرح علل الترمذي 1/426 وما بعدها. وبهذا تعلم خطأ من قوى القول الأول على إطلاقه ممن يتعاطى صناعة الحديث في عصرنا هذا، واتخذه قاعدة مطردة في كل حديث اختلف ثقتان في وصله وإرساله.
وأما زيادة الألفاظ في الروايات فإنا لا نقبل شيئا منها إلا عن من كان الغالب عليه الفقه حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويعلمه حتى لا يشك فيه أنه أزاله عن سننه أو غيّره عن معناه أم لا لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي والأسانيد دون المتون والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء المحدثين فإذا رفع محدث خبرا وكان الغالب عليه الفقه لم أقبل رفعه إلا من كتابه لأنه لا يعلم المسند من المرسل ولا الموقوف من المنقطع وإنما همته إحكام المتن فقط وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيادة لفظة في الخبر لأن الغالب عليه إحكام إحكام الإسناد وحفظ الأسامي والإغضاء عن المتون وما فيها من الألفاظ إلا من كتابه هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ1.
1 وهذا التقسيم مما انفرد به ابن حبان ولم يسبق إليهن وقد جاء في "شرح النخبة" للمناوي ورقة 69/2 والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كابن مهدي ويحيى القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، والبخاري، وأبي زرعة، وابي حاتم، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم، اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة. وانظر "شرح العلل" لابن رجب 2/ 718،719.
وأما المنتحلون المذاهب من الرواة مثل الإرجاء والترفض وما أشبههما فإنا نحتج بأخبارهم إذا كانوا ثقات على الشرط الذي وصفناه ونكل مذاهبهم وما تقلدوه فيما بينهم وبين خالقهم إلى الله جل وعلا إلا أن يكونوا دعاة إلى ما انتحلوا فإن الداعي إلى مذهبه والذاب عنه حتى يصير إماما فيه وإن كان ثقة ثم روينا عنه جعلنا للأتباع لمذهبه طريقا وسوغنا للمتعلم الاعتماد عليه وعلى قوله فالاحتياط ترك رواية الأئمة الدعاة منهم والاحتجاج بالرواة الثقات منهم على حسب ما وصفناه.
ولو عمدنا إلى ترك حديث الأعمش وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير وأضرابهم لما انتحلوا وإلى قتادة وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب وأسنانهم لما تقلدوا إلى عمر بن درّ وإبراهيم التيمي ومسعر بن كدام وأقرانهم لما اختاروا فتركنا حديثهم لمذاهبهم لكان ذلك ذريعة إلى ترك السنن كلها حتى لا يحصل في أيدينا من السنن إلا الشيء اليسير وإذا استعملنا ما وصفنا أعنا على دحض السنن وطمسها بل الاحتياط في قبول رواياتهم الأصل الذي وصفناه دون رفض ما رووه جملة1.
1 العبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته، والثقة بدينه وخلقه، والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيراً من أهل البدع موضعاً للثقة والاطمئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم، ويرى كثيراً منهم لا يوثق بأي شيء يرويه، وقد نقل السيوطي في "التدريب" 1/325 عن الحافظ العراقي أنه اعترض على اشتراط "أن لا يكون داعية" بأن الشيخين احتجا بالدعاة مثل عمران بن حطان وغيره، ثم ذكر السيوطي أسماء من رمي ببدعة ممن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما، فبلغ عدد الموسومين بالإرجاء أربعة عشر، ومن رمي بالنصب سبعة، ومن رمي بالتشيع خمسة وعشرين، ومن رمي بالقدر ثلاثين، ومن رمي برأي جهم واحداً، ومن رمي برأي الحرورية – وهم الخوارج – اثنين، ومن رمي بالوقف واحداً، ومن رمي بالحرورية من الخوارج القعدية واحداً. فبلغ مجموعهم واحداً وثمانين رجلاً.
وأما المختلطون في أواخر أعمارهم مثل الجريري وسعيد بن أبي عروبة وأشبههما فإنا نروي عنهم في كتابنا هذا ونحتج بما رووا إلا إنا لا نعتمد من حديثهم إلا ما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطىء فيه وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سمعاهم منهم قبل الاختلاط سواء.
وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الثوري والأعمش وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المتقين1 وأهل الورع في الدين لأنا متى قبلنا خبر مدلس لم يبين السماع فيه وإن كان ثقة لزمنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها لأنه لا يدري لعل هذا المدلس دلس هذا الخبر عن ضعيف يهي الخبر بذكره إذا عرف اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما دلس قط إلا عن ثقة فإذا كان كذلك قبلت روايته وإن لم يبين السماع وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده فإنه كان يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلا وجد الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة مثل نفسه والحكم في قبول روايته لهذه العلة وإن لم يبين السماع فيها كالحكم في رواية ابن عباس إذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمع منه.
وإنما قبلنا أخبار أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا رووها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يبينوا السماع في كل ما رووا وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر عن
1 في نسخة دار الكتب "المتقنين".
صحابي آخر ورواه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غير ذكر ذلك الذي سمعه منه لأنهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين كلهم أئمة سادة قادة عدول نزه الله عز وجل أَقْدَارَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أن يلزق بهم الوهن وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب"، أعظم الدليل على أن الصحابة كلهم عدول ليس فيهم مجروح ولا ضعيف إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف أو كان فيهم أحد غير مجروح ولا ضعيف إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف أو كان فيهم أحد غير عدل لاستثنى في قوله صلى الله عليه وسلم وقال ألا ليبلغ فلان وفلان منكم الغائب فلما أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ من بعدهم دل ذلك على أنهم كلهم عدول وكفى بمن عدله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفا.
فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر1.
1 التدليس قسمان: تدليس الإسناد وهو أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه، أو عن من عاصره ولم يلقه أنه سمع منه كأن يقول: عن فلان، أو قال فلان، أو نحو ذلك من الصيغ التي لا تقتضي السماع، والصحيح في حكم هذا القسم من التدليس ما ذهب إليه المؤلف وهو الذي اختاره علماء الحديث: إن ما رواه المدلس الثقة بلفظ محتمل – لم يصرح فيه بالسماع- لا يقبل، بل يكون منقطعاً، وما صرح فيه بالسماع يقبل.
والقسم الثاني من التدليس: تدليس الشيوخ: وهو أن يأتي باسم الشيخ أو كنيته على خلاف المشهور تعمية لأمره، وتوعيراً للوقوف على حاله. قال الحافظ ابن كثير: ويختلف ذلك باختلاف المقاصد، فتارة يكره كما إذا كان أصغر سناً منه، أو نازل الرواية، ونحو ذلك، وتارة يحرم كما إذا كان غير ثقة، فدلسه لئلا يعرف حاله أو أوهم أنه رجل آخر من الثقات على وفق اسم وكبنيته.
قال الحاكم في "علوم الحديث" ص "111": أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم، وكذلك أهل خراسان والجبال وإصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء النهر لا يعلم أحد من أئمتهم دلس، وأكثر المحدثين تدليساً أهل الكوفة، ونفر يسير من أهل البصرة، فأما أهل بغداد، فلم يذكر عن أحد من أهلها التدليس إلا أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الواسطي، فهو أول من أحدث التدليس بها.
وقد ألف الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي المتوفى سنة 841هـ رسالة التدليس والمدلسين طبعت في حلب، وكذلك الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 852هـ ألف رسالة طبعت في مصر، وللحافظ العلائي المتوفى سنة 761مبحث مطول في التدليس وأقسامه، والمدلسين وطبقاتهم في كتابه النفيس "جامع التحصيل" فانظره فيه من ص110 إلى ص 142..
وإنا نملي بعد هذا التقسيم وذكر الأنواع وصف شرائط الكتاب قسما قسما ونوعا نوعا بما فيه من الحديث على الشرائط التي وصفناها في نقلها من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها إن قضى الله ذلك وشاءه وأتنكب عن ذكر المعاد فيه إلا في موضعين إما لزيادة لفظة لا أجد منها بدا أو للاستشهاد به على معنى في خبر ثان فأما في غير هاتين الحالتين فإني أتنكب ذكر المعاد في هذا الكتاب.
جعلنا الله ممن أسبل عليه جلابيب الستر في الدنيا واتصل ذلك بالعفو عن جناياته في العقبي إنه الفعال لما يريد.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله في الخطبة.
ثم قال في آخر القسم الأول فَهَذَا آخِرُ جَوَامِعِ أَنْوَاعِ الْأَمْرِ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ذَكَرْنَاهَا بِفُصُولِهَا وَأَنْوَاعِ تَقَاسِيمِهَا وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الْأَوَامِرِ أَحَادِيثُ بَدَّدْنَاهَا فِي سَائِرِ الْأَقْسَامِ لِأَنَّ تِلْكَ الْمَوَاضِعَ بِهَا أَشْبَهُ كَمَا بَدَّدْنَا مِنْهَا فِي الْأَوَامِرِ لِلْبُغْيَةِ فِي الْقَصْدِ فِيهَا.
وَإِنَّمَا نُمْلِي بَعْدَ هَذَا القسم الثاني الذي هو النَّوَاهِي بِتَفْصِيلِهَا وَتَقْسِيمِهَا عَلَى حَسَبِ مَا أَمْلَيْنَا الْأَوَامِرَ إِنْ قَضَى اللَّهُ ذَلِكَ وَشَاءَهُ.
جَعَلَنَا اللَّهُ مِمَّنْ أَغْضَى فِي الْحُكْمِ فِي دِينِ اللَّهِ عَنْ أَهْوَاءِ الْمُتَكَلِّفِينَ وَلَمْ يُعَرِّجْ فِي النَّوَازِلِ عَلَى آرَاءِ الْمُقَلِّدِينَ مِنَ الْأَهْوَاءِ الْمَعْكُوسَةِ والآراء المنحوس إنه خير مسؤول.
وقال في آخر القسم الثاني فهذا آخر جوامع أنواع النَّوَاهِيَ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فصلناها بفصولها ليعرف تفصيل الخطاب مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ وقد بقي من النواهي أحاديث كثيرة بددناها في سائر الأقسام كما بددنا في النواهي سواء على حسب مَا أَصَّلْنَا الْكِتَابَ عَلَيْهِ.
وَإِنَّمَا نُمْلِي بَعْدَ هذا القسم الثالث من أقسام السنن الذي هو إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَمَّا احتيج إلى معرفتها بفصولها فصلا إن الله يسر ذلك وسهله.
جعلنا الله من المتبعين للسنن كيف ما دارت والمتباعدين عن الأهواء حيث ما مالت إنه خير مسؤول وأفضل مأمول.
وقال في آخر القسم الثالث فهذا آخر أنواع الإخبار عما احتيج إلى معرفتها من السنن قد أمليناها وقد بقي من هذا القسم أحاديث كثيرة بَدَّدْنَاهَا فِي سَائِرِ الْأَقْسَامِ كَمَا بَدَّدْنَا مِنْهَا في هذا القسم للاستشهاد على الجمع بين خبرين متضادين في الظاهر والكشف عن معنى شيء تَعَلَّقَ بِهِ بَعْضُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ العلم فأحال السنة عن معناها التي أطلقها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وإنا نملي بعد هذا القسم الرابع من أقسام السنن الذي هو الإباحات التي أبيح ارتكابها إن الله قضى بذلك وشاء.
جعلنا الله ممن آثر المصطفى صلى الله عليه وسلم عَلَى غَيْرِهِ مِنَ أمته وانخضع لقبول ما ورد عليه من سنته بترك ما يشتمل عليه القلب من اللذات وتحتوي عليه النفس من الشهوات من المحدثات الفاضحة والمخترعات الداحضة أنه خير مسؤول.
وقال القسم الرابع فَهَذَا آخِرُ جَوَامِعِ الْإِبَاحَاتِ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمْلَيْنَاهَا بِفُصُولِهَا وَقَدْ بَقِيَ من هَذَا الْقِسْمِ أَحَادِيثُ بَدَّدْنَاهَا فِي سَائِرِ الْأَقْسَامِ كَمَا بَدَّدْنَا مِنْهَا فِي هَذَا الْقِسْمِ عَلَى مَا أَصَّلْنَا الْكِتَابَ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا نُمْلِي بَعْدَ هذا
الْقِسْمِ الْقِسْمَ الْخَامِسَ مِنْ أَقْسَامِ السُّنَنِ الَّتِي هي أفعال النبي صلى الله عليه وسلم بِفُصُولِهَا وَأَنْوَاعِهَا إِنِ اللَّهُ قَضَى ذَلِكَ وَشَاءَهُ.
جَعَلَنَا اللَّهُ مِمَّنْ هدي لسبل الرشاد ووفق لسلوك السداد في جمع وتشمر فِي جَمْعِ السُّنَنِ وَالْأَخْبَارِ وَتَفَقَّهَ فِي صَحِيحِ الْآثَارِ وَآثَرَ مَا يُقَرِّبُ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وعلا من الأعمال على ما يباعد عنه في الأحوال إنه خير مسؤول.
ثم قال في آخر الكتاب فهذا آخر أنواع السنن قد فصلناها على حسب ما أصلنا الكتاب عليه من تقاسيمها وليس في الأنواع التي ذكرناها من أول الكتاب إلى لآخره نوع يستقصى لأنا لو ذكرنا كل نوع بما فيه من السنن لصار الكتاب أكثره معادا لأن كل نوع منها يدخل جوامعه في سائر الأنواع فاقتصرنا على ذكر الأنمى1 من كل نوع لنستدرك به ما وراءه منها وكشفنا عما أشكل من ألفاظها وفصلنا عما يجب أن يوقف على معانيها على حسب ما سهل الله ويسره وله الحمد على ذلك.
وقد تركنا من الأخبار المروية أخبار كثيرة من أجل ناقليها وإن كانت تلك الأخبار مشاهير تداولها الناس فمن أحب الوقوف على السبب الذي من أجله تركتها نظر في كتاب المجروحين من المحدثين من كتبنا يجد فيه التفصيل لكل شيخ تركنا حديثه ما يشفي صدره وينفي الريب عن خلده إن وفقه الله جل وعلا لذلك وطلب سلوك الصواب فيه دون متابعة النفس لشهواتها ومساعدته إياها في لذاتها.
وقد احتججنا في كتابنا هذا بجماعة قد قدح فيهم بعض أئمتنا فمن أحب الوقوف على تفصيل أسماءهم فلينظر في الكتاب المختصر من تاريخ
1 معناها: الأرفع والأظهر في معناه وبابه، يقال: نمى الحديث ينمي، أي: ارتفع، ونميته: أي رفعته، ولا يقال إلا في رفع الحديث بالخبر، ويستعمل رباعيه "أنمى" في رفع الحديث بالشر على وجه الإشاعة والنميمة.
الثقات يجد فيه الأصول التي بنينا ذلك الكتاب عليها حتى لا يعرج على قدح قادح في محدث على الإطلاق من غير كشف عن حقيقة وقد تركنا من الأخبار المشاهير التي نقلها عدول ثقات لعلل تبين لنا منها الخفاء على عالم من الناس جوامعها.
وإنما نملي بعد هذا علل الأخبار ونذكر كل مروي صح أو لم يصح بما فيه من العلل إن يسر الله ذلك وسهله.
جعلنا الله ممن سلك مسالك أولي النهى في أسباب الأعمال دون التعرج على الأوصاف والأقوال فارتقى على سلالم أهل الولايات بالطاعات التعرج على الأوصاف والأقوال فارتقى على سلالم أهل الولايات بالطاعات والانقلاع بكل الكل عن المزجورات1 حتى تفضل عليه بقبول ما يأتي من الحسنات والتجاوز عما يرتكب من الحوبات إنه خير مسؤول وأفضل الحسنات والتجاوز عما يرتكب من الحوبات إنه خير مسئول وأفضل مأمول انتهى كلامه أولا وآخرا رحمه الله بمنه وكرمه.
1 على هامش الأصل "المحظورات" نسخة.
كتب الكتاب وأبوابه
قال العبد الضعيف جامع شمل هذا التأليف قد رأيت أن أنبه في أول هذا الكتاب على ما فيه من الكتب والفصول في الأبواب لفائدته وتوفيرا لعائدته والله المسؤول أن يجعله خالصا لذاته وفي ابتغاء مرضاته وهو حسبي ونعم الوكيل.
[المقدمة]
بَابُ مَا جَاءَ فِي الِابْتِدَاءِ بِحَمْدِ اللَّهِ تعالى
بَابُ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا نَقْلًا وأمرا وزجرا
كتاب الوحي، كتاب الإسراء، كتاب العلم، كتاب الإيمان
الفطرة التكليف فضل الإيمان فرض الإيمان صفات المؤمنين الشرك النفاق.
كتاب الإحسان
بَابُ الصِّدْقِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ
الطاعات وثوابها الإخلاص وأعمال السر حق الوالدين صلة الرحم وقطعها الرحمة حسن الخلق العفو إطعام الطعام وإفشاء السلام الجار فصل من البر والإحسان الرفق الصحبة والمجالسة الجلوس على الطريق فصل في تشميت العاطس العزلة.
كتاب الرقائق
التوبة حسن الظن بالله تعالى الخوف والتقوى الفقر والزهد والقناعة الورع والتوكل القرآن وتلاوته المطلقة الأذكار المطلقة الأدعية المطلقة الاستعاذة1.
كتاب الطهارة
الفطرة بمعنى السنة فضل الوضؤ فرض الوضؤ سنن الوضؤ نواقض الوضؤ الغسل قدر ماء الغسل أحكام الجنب غسل الجمعة غسل الكافر إذا أسلم المياه قدر ماء الغسل أحكام الجنب غسل الجمعة غسل الكافر إذا أسلم المياه الوضؤ بفضل وضؤ المرأة الماء المستعمل الأوعية الأسار التيمم المسح على الخفين وغيرهما الحيض والاستحاضة النجاسة وتطهيرها الاستطابة.
كتاب الصلاة
فرض الصلاة الوعيد على ترك الصلاة مواقيت الصلاة الأوقات المنهى عنها الجمع بين الصلاتين المساجد الأذان شروط الصلاة فضل
1 ذكر هذه الأبواب "القرآن وتلاوته المطلقة –الأذكار المطلقة- الأدعية المطلقة- الاستعاذة" هنا في كتاب الرقائق، وذكرها أيضاً في "كتاب الصلاة" والذي يظهر أنه وجد مكانها المناسب هنا، فأثبتها فيه، وحذفها من "كتاب الصلاة" ولكنه نسي أن يرمجها من فهرس الكتاب المذكور.
الصلوات الخمس صفة الصلاة القنوت الإمامة والجماعة فرض الجماعة الأعذار التي تبيح تركها فرض متابعة الإمام ما يكره للمصلي وما يكره إعادة الصلاة الوتر النوافل الصلاة على الدابة صلاة الضحى التراويح قيام الليل قضاء الفوائت سجود السهو المسافر صلاة السفر سجود التلاوة صلاة الجمعة صلاة العيدين صلاة الكسوف صلاة الاستسقاء صلاة الخوف الجنائز عيادة المريض الصبر وثواب الأمراض والأعراض أعمار هذه الأمة ذكر الموت الأمل تمني الموت المحتضر.
فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ رَاحَةِ الْمُؤْمِنِ وَبُشْرَاهُ وَرُوحِهِ وَعَمَلِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ
الغسل التكفين ما يقول الميت عند حمله القيام للجنازة الصلاة على الجنازة الدفن أحوال الميت في قبره النياحة ونحوها القبور زيارة القبور الشهيد الصلاة في الكعبة.
كتاب الزكاة
جمع المال من جله وما يتعلق بذلك الخرص وما يتعلق به فضل الزكاة الوعيد لمانع الزكاة فرض الزكاة العشر مصارف الزكاة صدقة الفطر صدقة التطوع.
فصل في أشياء لها حكم الصدقة
المنان الْمَسْأَلَةِ وَالْأَخْذِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ الْمُكَافَأَةِ والثناء والشكر.
كتاب الصوم
فضل الصوم فضل رمضان رؤية الهلال السحور آداب الصوم صوم الجنب الإفطار وتعجيله قضاء قضاء رمضان الكفارة حجامة الصائم قبلة الصائم صوم المسافر الصيام عن الغير الصوم المنهي عنه صوم الوصال.
صوم الدهر صوم يوم الشك صوم العيد صوم أيام التشريق صوم عرفة صوم الجمعة صوم السبت صوم التطوع الاعتكاف وليلة القدر.
كتاب الحج.
فضل الحج والعمرة فرض الحج فضل مكة فضل المدينة مقدمات الحج1 مواقيت الحج الإحرام دخول دخول مكة وما يفعل فيها الصفا والمروة الخروج من مكة إلى منى الوقوف بعرفة والمزدلفة والدفع منهما رمي جمرة العقبة الحلق والذبح الإفاضة من منى لطواف الزيارة رمي الجمار أيام منى الإفاضة من منى للصدر القران التمتع حجة النبي صلى الله عليه وسلم اعتماره صلى الله عليه وسلم ما يباح للمحرم وما لا يباح الكفارة الحج والاعتمار عن الغير الإحصار الهدي.
كتاب النكاح وآدابه
الولي الصداق ثبوت النسب والقائف حرمة المناكحة المتعة نكاح الإماء معاشرة الزوجين العزل الغيلة النهي عن إتيان النساء في أعجازهن القسم الرضع النفقة.
كتاب الطلاق
الرجعة الإيلاء الظهار الخلع اللعان العدة.
كتاب العتق
صحبة المماليك إعتاق الشريك العتق في المرض الكتابة أم الولد الولاء.
كتاب الأيمان والنذور كتاب الحدود
الزنى وحده حد الشرب التعزيز السرقة الردة.
1 في الأصل زيادة "وآداب السفر – سفر المرأة" ثم رمجها الناسخ.
كتاب السير
الخلافة والإمارة بيعة الأئمة وما يستحب لهم طاعة الأئمة فضل الجهاد فضل النفقة في سبيل الله فضل الشهادة الخيل الحمى السبق الرمي التقليد والجرس كتب النبي صلى الله عليه وسلم فرض الجهاد الخروج وكيفية الجهاد غزوة بدر الغنائم وقسمتها الغلول الفداء وفك الأسرى الهجرة الموادعة والمهادنة الرسول الذمي والجزية.
كتاب اللقطة، كتاب الوقف،
كتاب البيوع
السلم بيع المدبر البيوع المنهي الربا الإقالة الجائحة المفلس الديون.
كتاب الحجر كتاب الحوالة كتاب القضاء الرشوة.
كتاب الشهادات كتاب الدعوى الاستحلاف عقوبة الماطل.
كتاب الصلح كتاب العارية كتاب الهبة الرجوع في الهبة.
كتاب الرقبى والعمرى كتاب الإجارة كتاب الغصب كتاب الشفعة كتاب المزارعة كتاب إحياء الموات كتاب الطعمة آداب الأكل ما يجوز أكله وما لا يجوز الضيافة العقيقة.
كتاب الأشربة
آداب الشرب ما يحل شربه.
كتاب اللباس وآدابه
الزينة آداب النوم.
كتاب الحظر والإباحة
وفيه: فصل في التعذيب والمثلة وفصل فيما يتعلق بالدواب باب قتل الحيوان.
بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّبَاغُضِ وَالتَّحَاسُدِ وَالتَّدَابُرِ والتشاحن والتهاجر بين المسلمين.
باب التواضع والتكبر والعجب والاستماع المكروه وسوء الظن والغضب والفحش.
باب ما يكره من الكرم وما لا يكره وفيه الكذب اللعن وذو الوجهين والغيبة والنميمة والمدح والتفاخر والشعر والسجع والمزاح والضحك وفصل من الكلام باب الاستئذان الأسماء والكنى.
باب الصور والمصورين واللعب واللهو والسماع.
كتاب الصيد كتاب الذبائح كتاب الأضحية كتاب الرهن1 الفتن.
كتاب الجنايات
القصاص القسامة.
كتاب الديات الغرة
كتاب الوصية كتاب الفرائض ذوو الأرحام الرؤيا.
كتاب الطب كتاب الرقى والتمائم كتاب العدوى والطيرة باب الهام والغول.
كتاب الأنواء والنجوم كتاب الكهانة والسحر كتاب التاريخ
بدء الخلق صفة النبي صلى الله عليه وسلم خصائصه وفضائله المعجزات تبليغه صلى الله عليه وسلم مرضه صلى الله عليه وسلم وفاته صلى الله عليه وسلم إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يَكُونُ في أمته من الفتن
1 في الأصل زيادة "حرمة مال المسلم" وقد رمجت.
والحوادث مناقب الصحابة رضي الله تعالى عنهم مفصلا فضل الأمة فضل الصحابة والتابعين وباب ذكر الحجاز واليمن والشام وفارس وعمان إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبَعْثِ وأحوال الناس في ذلك اليوم وصف الجنة وأهلها صفة النار وأهلها.
واعلم أني وضعت بإزاء كل حديث بالقلم الهندي صورة النوع الذي هو منه في كتاب التقاسيم والأنواع ليتيسر أيضا كشفه من أصله من غير كلفة ومشقة مثاله إذا كان الحديث من النوع الحادي عشر مثلا كان بإزائه هكذا 11 ثم إن كان من القسم الأول كان العدد المرقوم مجردا عن العلامة كما رأيته وإن كان من القسم الثاني كان تحت العدد خط عرضي1 هكذا 11 وإن كان من القسم الثالث كان الخط من فوقه هكذا 11 وإن كان من القسم الرابع كان العددين خطين هكذا 11 وإن كان من القسم الخامس كان الخطان فوقه 11 توفيرا للخاطر وتيسيرا للناظر2 جعله الله خالصا لذاته وفي ابتغاء مرضاته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
1 في الأصل: خطاً عرضياً، والوجه ما أثبتنا.
2 وقد أثبتنا هذه الأرقام عقب الحديث، بذكر رقم القسم أولاً، يليه رقم النوع، وذلك على الشكل التالي:[رقم القسم: رقم النوع] .
1-
[المقدمة]
1-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الِابْتِدَاءِ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ ابْتِدَاءِ الْحَمْدِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي أَوَائِلِ كَلَامِهِ عِنْدَ بُغْيَةِ مَقَاصِدِهِ
1 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ قُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع"1. [66:3]
1 إسناده ضعيف لضعف قرة - وهو ابن عبد الرحمن بن حيوئيل المعافري المصري - ضعفه ابن معين، وأحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي.
وأخرجه أحمد 2/359 من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم "494"، وأبو داود"4840" في الأدب: باب الهدي في الكلام. والدارقطني 1/229 في أول كتاب الصلاة، من طريق الوليد بن مسلم، وموسى بن أعين، وابن ماجه "1894" في النكاح: باب خطبة النكاح، وأبو عوانة في "صحيحه" من طريق عُبيد الله بن موسى، والبيهقي في "السنن" 3/208، 209، من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني كلهم عن الأوزاعي بهذا الإسناد وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم "496" من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري مرسلاً، وأخرجه أيضاً برقم "495" من طريق محمود بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، به، وهذا مرسل أيضاً، وذكره المزي في "تحفة الأشراف" 13/368 في قسم المراسيل.
قال أبو داود: رواه يونس، وعقيل، وشعيب، وسعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. قال الدارقطني: والمرسل هو الصواب.
وقال الحافظ في "الفتح" 8/220 في تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم} في الكلام على حديث هرقل، عند قوله:"فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم" قال النووي: فيه استحباب تصدير الكتب ببسم الله الرحمن الرحيم، وإن كان المبعوث إليه كافراً، ويحمل قوله في حديث أبي هريرة:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع" أي: بذكر الله، كما جاء في رواية أخرى، فإنه روى على أوجه "بذكر الله"، "ببسم الله"، "بحمد الله"، قال: وهذا الكتاب كان ذا بال من المهمات العظام، ولم يبدأ فيه بلفظ الحمد بل بالبسملة. انتهى. والحديث الذي أشار إليه أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"، وصححه ابن حبان أيضاً، وفي إسناده مقال، وعلى تقدير صحته فالرواية المشهورة فيه بلفظ "حمد الله"، وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية.
ومع ذلك فقد حسنه ابن الصلاح والنووي، وصححه السبكي في "طبقات الشافعية" 1/5-20!! بما لا ينتهض حجة.
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ تَكُونَ فَوَاتِحُ أَسْبَابِهِ بِحَمْدِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِئَلَّا تَكُونَ أَسْبَابُهُ بَتْرًا
2 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ القطان أبو علي1بالرقة
1 تحرف في "الإحسان" و"التقاسيم" إلى أبي يعلى، وفي "الإحسان" أيضاً زيادة"أنبأنا" بين الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ وبين أبي علي، وهو خطأ؛ لأن أبا علي كنيته الحسين بن عبد الله، كما هو مذكور في "سير أعلام النبلاء" 14/286.
قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ قُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يبدأ فيه بحمد الله أقطع"1. [92:1]
1 إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله.
بَابُ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا نَقْلًا وأمرا وزجرا
بيان لزوم الاتباع بالسنة وما يتعلق بها
2-
بَابُ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا نَقْلًا وَأَمْرًا وَزَجْرًا
3 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ.
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا وَكَذَّبَهُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ وَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ به من الحق"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو يعلى: هو أحمد بن علي بن المثنى صاحب "المسند"، وأبو كريب: هو محمد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري "6482" في الرقاق: باب الانتهاء عن المعاصي و"7283" في الاعتصام: باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومسلم "2282" في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وآله وسلم على أمته، ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم، كلاهما عن أبي كُريب، بهذا الإسناد، ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة""95" وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/396 من طريق يعقوب بن يوسف عن أبي كريب به.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" ص19-20 من طريق إبراهيم بن سعد الجوهري، عن حماد بن أسامة، به.
4 -
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَثَلَ مَا آتَانِي اللَّهُ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتْ ذَلِكَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَأَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةٌ أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ1 لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَمِلَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ"2. [28:3]
1 بكسر القاف جمع قاع، وهو المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض.
2 إسناده هو إسناد سابقه، وأخرجه البخاري "79" في العلم: باب من علم وعلّم، ومسلم "2282" في الفضائل: باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الهدى والعلم، عن أبي كريب بالإسناد المذكور قبله، ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة""135".
وأخرجه أحمد 4/399، والنسائي في العلم من "الكبرى" كما في "التحفة" 6/439، والرامهرمزي في "الأمثال" ص24، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/368 من طرق عن أبي أسامة، به.
قال النووي: أما معاني الحديث ومقصوده فهو تمثيل الهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم بالغيث، ومعناه أن الأرض ثلاثة أنواع، وكذلك الناس، فالنوع الأول من الأرض ينتفع بالمطر فيحيا بعد أن كان ميتاً، وينبت الكلأ، فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها، وكذا النوع الأول من الناس يبلغه الهدى والعلم، فيحفظه فيحيا قلبه، ويعمل به، ويعلمه غيره، فينتفع وينفع. والنوع الثاني من الأرض مالا تقبل الانتفاع في نفسها، لكن فيها فائدة وهي إمساك الماء لغيرها، فينتفع بها الناس والدواب، وكذا النوع الثاني من الناس لهم قلوب حافظة، لكن ليست لهم أفهام ثاقبة، ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام، وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به، فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم، أهل للنفع والانتفاع، فيأخذه منهم فينتفع به، فهؤلاء نفعوا بما بلغهم. والنوع الثالث من الأرض: السباخ التي لا تنبت ونحوها، فهي لا تنتفع بالماء، ولا تمسكه لينتفع بها غيرها، وكذا النوع الثالث من الناس ليست لهم قلوب حافظة، ولا أفهام واعية، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به، ولا يحفظونه لنفع غيرهم. والله أعلم "شرح مسلم" 15/ 48.
ذِكْرُ وَصْفِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مِنْ بَيْنِ الْفَرَقِ الَّتِي تَفْتَرِقُ عَلَيْهَا أُمَّةُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
5 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ1 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكَلَاعِيُّ قَالَا أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرَيْنَ وَمُقْتَبِسَيْنِ فَقَالَ الْعِرْبَاضُ: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ2مِنْهَا الْعُيُونُ ووجلت3
1 بكسر الباء الموحدة، وبعد الراء تاء مثناة فوقية نسبة إلى "بِرت" بليدة في العراق.
وقد شُكلت في الأصل بضم الباء، وبالثاء المثلثة، وهو خطأ. وهو مترجم في "تاريخ بغداد" 5/170-171 و"توضيح المشتبه"1/415.
2 ذرفت العين تَذْرِفُ إذا جرى دمعها.
3 أي فزعت.
مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا1 فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"2. [6:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي" عِنْدَ ذِكْرِهِ الِاخْتِلَافَ الَّذِي يَكُونُ فِي أُمَّتِهِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ مَنْ وَاظَبَ عَلَى السُّنَنِ قَالَ بِهَا وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْآرَاءِ مِنَ الْفِرَقِ النَّاجِيَةِ فِي الْقِيَامَةِ جَعَلَنَا الله منهم بمنه.
1 أي مقطع الأطراف. والتشديد للتكثير.
2 إسناده صحيح. عبد الرحمن بن عمرو السلمي، روى عن جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه هذا: الترمذي، والحاكم، والذهبي، وقد تابعه حُجر بن حجر، وهو في "ثقات ابن حبان"، وباقي رجاله رجال الصحيح، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه أحمد 4/126-127، وأبو داود "4607"، والآجري في "الشريعة" ص46، وابن أبي عاصم "32" و "57" من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2672"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/69، وابن أبي عاصم "54"، وابن ماجه "44"، والبغوي "102"، والدارمي 1/44، والآجري "7" من طرق عن ثور بن يزيد به، إلا أنهم لم يذكروا حُجر بن حجر، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم 1/95، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن ماجة "43" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والآجري ص47 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم "27"، والبيهقي 6/542، والترمذي "2676" من طريق بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ سُنَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَحِفْظِهِ نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ مَنْ يَأْبَاهَا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَإِنْ حَسَّنُوا ذَلِكَ فِي عَيْنِهِ وَزَيَّنُوهُ
6 -
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا فَقَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ" ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: "وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ" ثُمَّ تَلَا {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} إلى آخر الآية1 [الأنعام: 153] . [10:3]
1 إسناده حسن. معلى بن مهدي هو الموصلي، قال فيه أبو حاتم في "الجرح والتعديل"8/335 شيخ، يحدث أحياناً بالحديث المنكر، وقال الذهبي في "الميزان": هو من العباد الخيرة، صدوق في نفسه، وقد تابعه عليه ابن وهب كما في الحديث الآتي بعده. وعاصم: هو ابن أبي النجود، حسن الحديث، وأبو وائل: شقيق بن سلمة.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ تَتَبُّعِ السُّبُلِ دُونَ لُزُومِ الطَّرِيقِ الَّذِي هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ
7 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُعَدِّلُ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مسكين قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَالَ: "هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو لَهُ" ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} الآية كلها "1 [الأنعام: 153] . [66:3]
1 إسناده حسن كسابقه، وأخرجه الطيالسي "244"، وأحمد 1/435 و465، والدارمي 1/67-68، والطبري قس "تفسيره""14168"، والنسائي في التفسير من الكبرى كما في "التحفة" 7/49، والبزار "2410"، من طرق عن حماد بن زيد بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 2/318، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار أيضاً "2211" من طريق الأعمش عن أبي وائل و "2213" من طريق منذر الثوري عن الربيع، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة"7/25 من طريق زر بن حبيش، ثلاثتهم عن ابن مسعود به.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند أحمد 3/397، وابن ماجه "11" أخرجاه من طريق أبي خالد الأحمر، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر، ومجالد ليس بالقوي، وحديثه حسن في الشواهد، وهذا منها.
وانظر "الدر المنثور" للسيوطي 3/55، 56.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا وَصَفِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِإِيثَارِ أَمْرِهِمَا وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِمَا عَلَى رِضَى مَنْ سِوَاهُمَا يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
8 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكَانُوا هُمْ أَجْدَرَ أَنْ يَسْأَلُوهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا"؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: "فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بعد الإسلام أشد من فرحهم بقوله1. [65:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 3/178، والبخاري في "الأدب المفرد""352"، ومسلم "2639" "164" في البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب، والبغوي في "شرح السنة""3477"، من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه أحمد 3/173 و276، ومسلم "2639""164" من طريقين عن شعبة، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد3/192، والبخاري "6167" في الأدب: باب ما جاء في قول الرجل: ويلك، من طريق همام، عن قتادة، به.
وأخرجه مسلم "2639""164" من طريق قتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد3/104 من طريق ابن أبي عدي، و200 من طريق يزيد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثابت، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/221، 222 من طريق هاشم، عن سليمان، عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه أبو داود "5127" في الأدب: باب إخبار الرجل بمحبته إياه، وابن منده "292" من طريقين عن خالد بن عبد الله، عن يونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه مسلم "2639""161"، وابن منده "292" من طريق مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/172 و208 من طريق محمد بن جعفر وروح، عن شعبة، و207 و255 من طريق أسود بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، والبخاري "7153" في الأحكام، ومسلم 2639" "164" من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير، كلهم عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس.
وأخرجه الطيالسي "2131" من طريق شعبة، عن منصور والأعمش، عن سالم، عن أنس وأخرجه البخاري "6171" في الأدب: باب علامة الحب في الله، ومسلم "2631""164" من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/167 من طريق حجاج، عن ليث، عن سعيد، عن شريك، عن أنس، و3/202 من طريق يزيد، عن محمد بن عمرو، عن كثير بن أخنس، عن أنس.
وفي الباب عن أبي ذر سيرد برقم "556"، وعن أبي موسى سيرد برقم "557"، وعن صفوان بن عسال سيرد برقم "562"، وعن جابر عند أحمد 3/336 و394، وعن ابن مسعود عند أحمد 1/392، والبخاري "6169" وهذا الحديث في عداد المتواتر، قال الحافظ في "الفتح": 10/560: وقد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "كتاب المحبين مع المحبوبين" وبلغ عدد الصحابة فيه نحو العشرين. وذكر له الكتاني 15 صحابياً. انظر "نظم المتناثر" ص129، و"الأزهار المتناثرة" للسيوطي ص26، و"لقط اللآلىء المتناثرة" للزبيدي ص85، 86.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ هَدْيِ الْمُصْطَفَى بِتَرْكِ الِانْزِعَاجِ عَمَّا أُبِيحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا لَهُ بِإِغْضَائِهِ
9 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حدثنا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ. عَنْ عائشة رضي الله تعالى عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَاسْمُهَا خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بَذَّةُ الْهَيْئَةِ فَسَأَلَتْهَا عَائِشَةُ مَا شَأْنُكِ فَقَالَتْ زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فذكرت عائشة لَهُ فَلَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ فَقَالَ: "يَا عُثْمَانُ إِنَّ الرَّهْبَانِيَّةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَحْفَظُكُمْ لحدوده" صلى الله عليه وسلم"1. [66:3]
1 ابن أبي السري- وهو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله العسقلاني قال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام كثيرة. وباقي رجاله ثقات، وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم"10375"، ومن طريقه أخرجه أحمد 6/226، والبزار "1458" وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين، وأخرجه أحمد أيضاً 6/268، والبزار "1457" من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ.. وهذا سند قوي فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد، وأخرجه بمعناه 6/106 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن عمر، عن عائشة. وهذا إسناد حسن في الشواهد، فإن مؤملاً سيئ الحفظ. وقال الهيثمي في "المجمع" 4/301: وأسانيد أحمد رجالها ثقات، إلا أن طريق:"إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا" أسندها أحمد ووصلها البزار برجال ثقات. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني بأسانيد، وبعض أسانيد الطبراني رجالها ثقات. وعن أبي أمامة. انظر "المجمع" 4/302.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَحَرِّي اسْتِعْمَالِ السُّنَنِ فِي أَفْعَالِهِ وَمُجَانَبَةِ كُلِّ بِدْعَةٍ تُبَايِنُهَا وَتُضَادُّهَا
10 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ" يُفَرِّقُ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ1 مُحَمَّدٍ وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" ثُمَّ يَقُولُ: "أَنَا أَوْلَى بكل مؤمن من
1 قال النووي: هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما، وبفتح الهاء وإسكان الدال أيضاً، ضبطناه بالوجهين. وقال القاضي عياض: رويناه في مسلم بالضم، وفي غيره بالفتح. وبالفتح ذكره الهروي، وفسره الهروي على رواية الفتح بالطريق، أي: أحسن الطرق طريق محمد، يقال: فلان حسن الهَدْي أي: الطريقة والمذهب، ومنه "اهتدوا بهَدْي عمار"، وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد. وانظر تفصيلاً نفيساً في معاني "الهدى" في كتاب "المفردات في غريب القرآن" للراغب الأصفهاني.
نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضيعة1، فإلي وعلي"2. [66:3]
1 وعند مسلم وغيره: ضَياعاً، يقال: ضاع يَضِيع ضَيْعاَ وضَيْعَةً وضَيَاعاَ: هَلَك وتَلِف، وضاع الشيء: صار مهملَا، وتطلق الضيعةُ والضَّيَاعُ على العيال، قال ابن قتيبة: المراد من ترك أطفالاً وعيالاً ذوي ضَيَاع، فأوقع المصدر موضع الاسم. قال ابن الأثير: كما تقول: من مات وترك فقراً: أي فقراء.
2 إسناده صحيح، أحمد بن إبراهيم الموصلي: صدوق، وباقي السند على شرط مسلم، وعبد الوهاب الثقفي: هو عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، وهو وإن تغير قبل موته بثلاث سنين إلا أن أهله حجبوه في الاختلاط، فلم يرو عنه شيء. وهو مسند أبي يعلى "2111".
وأخرجه مسلم "867""43" في الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة، وابن ماجة "45" في المقدمة: باب اجتناب البدع والجدل، والبيهقي في "السنن" 3/206، من طرق، عن عبد الوهاب الثقفي بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/310 و338 و371، ومسلم "867""44" و"45"، والنسائي 3/188 في الصلاة: باب كيف الخطبة، وفي العلم من "الكبرى" كما في "التحفة" 2/274، وزاد:"وكل ضلالة في النار" والرامهرمزي في "الأمثال" ص19، والبغوي "4295"، من طريق سفيان وسليمان بن بلال عن جعفر بن محمد، به، وصححه ابن خزيمة "1785".
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْفَلَاحِ لِمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
11 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَاهِدٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً وَإِنَّ لكل شرة فترة فمن كانت شرتهذكر إِثْبَاتِ الْفَلَاحِ لِمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[11]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَاهِدٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً وَإِنَّ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ
إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إلى غير ذلك فقد هلك"1. [89:1]
1 إسناده صحيح على شرطهما. حصين بن عبد الرحمن: هو السلمي أبو الهذيل العلاف، وأبو خيثمة: هو زهير بن حرب. وأخرجه أحمد 2/188 و210، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/88 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/158، وابن أبي عاصم في السنة "51"، والطحاوي 2/88من طرق عن حصين، به.
وأخرجه أحمد 2/ 165 من طريقين عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو الزبير، عن أبي العباس مولى الديل، عن ابن عمرو، وابن إسحاق صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد برقم "349".
وعن يحيى بن جعدة عند أحمد 5/509، والطحاوي في "مشكل الآثار"2/88، وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس عند الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/88 بلفظ: "إن لكل عمل شرة، ثم يكون شرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد هدي، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل". قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن جعد بن هبيرة عند الطحاوي أيضاً 2/81 بنحو لفظ ابن عباس. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه بشر بن نمير، وهو ضعيف. انظر "المجمع" 2/258، 259.
وقوله: "فمن كانت شرته" كذا في الأصل، والتقاسيم والأنواع 1/لوحة 564، وفي سائر المصادر:"فمن كانت فترته" والشرة هي الحرص على الشيء والرغبة والنشاط. قال الطحاوي: فوفقنا بذلك على أنها هي الحدة في الأمور التي يريدها المسلمون من أنفسهم في أعمالهم التي يتقربون بها إلى ربهم عزوجل، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب منهم فيها ما دون الحدة التي لا بد من القصر عنها والخروج منها إلى غيرها، وأمرهم بالتمسك من الأعمال الصالحة بما قد يجوز دوامهم عليه ولزومهم إياه، حتى يلقوا ربهم عزوجل عليه.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ سُنَنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كُلَّهَا عَنِ اللَّهِ لَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ
12 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ1 الْمَذْحِجِيُّ [حَدَّثَنَا] 2 مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ رُؤْبَةَ عَنِ بن أَبِي عَوْفٍ
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمَا يَعْدِلُهُ يوشك شعبان عَلَى أَرِيكَتِهِ أَنْ يَقُولَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ هَذَا الْكِتَابُ فَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ أَحْلَلْنَاهُ وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَا وإنه ليس كذلك"3. [1:2]
1 في الأصل "عبد" وهو خطأ. وقد جاء على الصواب في "التقاسيم" 2/ لوحة 46.وكثير بن عبيد من رجال "التهذيب".
2 سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
3 إسناده قوي، مروان بن رؤبة: ذكره المؤلف في "ثقاته" 5/425، وباقي رجال الإسناد ثقات. والزبيدي: هو هو محمد بن الوليد أبو الهذيل الحمصي، وابن أبي عوف هو: عبد الرحمن الجُرَشي الحمصي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20 669/، والبيهقي في "السنن" 9332/ من طريق يحيى بن حمزة، عن الزبيدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 4/131، وأبو داود "4604" في السنة: باب لزوم السنة، والطبراني في "الكبير" 20/132، والترمذي "2664" في العلم: باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وابن ماجة "12" في المقدمة: باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتغليظ على من عارضه، والدارمي 1/144، والطبراني 20/"649"، والبيهقي في "السنن" 7/76 و 9/331، من طرق عن معاوية بن صالح، عن الحسن بن جابر، عن المقدام بن معديكرب، وسنده حسن كما قال الترمذي، وصححه الحاكم 1/109، وأقره الذهبي.
13 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا أَعْرِفَنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي إِمَّا أَمَرْتُ بِهِ وَإِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ مَا نَدْرِي مَا هَذَا عِنْدَنَا كتاب الله ليس هذا فيه"1. [1:2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن الحارث. وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/17، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/76، وفي "الدلائل" 1/24، والحاكم 1/108، والبغوي في "شرح السنة""101" عن سفيان بن عيينة، عن سالم بن أبي النظر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "551"، وأبو داود "4605" في المقدمة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/549، من طرق عن ابن عيينة، عن سالم، به.
ومن طريق الحميدي أخرجه الحاكم 1/108 وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق مالك، عن ابن أبي النضر، عن عبيد الله مرسلاً.
وأخرجه أحمد 6/8 من طريق ابن لهيعة، عن ابن أبي النضر، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الرَّغْبَةِ عَنْ سُنَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ جَمِيعًا
14 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس بن مَالِكٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا آكُلُ اللَّحْمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رغب عن سنتي فليس مني"1. [61:2]
1 إسناده صحيح، رجاله رجال مسلم عدا محمد بن أبي صفوان، وأخرجه أحمد 3/ 241 و259و285، ومسلم "1401" في النكاح: باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد المؤنة، والنسائي 6/60 في النكاح: باب النهي عن التبتل، والبيهقي في "السنن" 7/77 من طرق عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5063" في النكاح: باب الترغيب في النكاح، والبيهقي في "السنن" 7/77، والبغوي في "شرح السنة""96" من طريق محمد بن جعفر، عن حميد الطويل، عن أنس بنحوه.
وقوله: "فمن رغب سنتي، فليس مني" قال الحافظ في" فتح الباري" 9/ 105:
المراد بالسنة الطريقة، لا التي تقابل الفرض. والرغبة عن الشيء الأعراض عنه إلى غيره. والمراد: من ترك طريقتي، وأخذ بطريقة غيري فليس مني، ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية، فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى، وقد عابهم بأنهم ما وفوا بما التزموه، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة، فيفطر ليتقوى على الصوم، وينام ليتقوى على القيام، ويتزوج لكسر الشهوة، وإعفاف النفس وتكثير النسل.
فَصْلٌ: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ أُمَّتَهُ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ قَوْلًا وَفِعْلًا مَعًا
15 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بن أَبِي مَرْيَمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عقبة عن كريب مولى بن عباس
عن بن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ فَقَالَ: "يَعْمِدُ أَحَدُهُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ" فَقِيلَ للرجل بعد ما ذَهَبَ خُذْ خَاتَمَكَ فَانْتَفِعْ بِهِ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم1. [5:2]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم أبو محمد المصري. وأخرجه مسلم"2090" في اللباس: باب تحريم خاتم الذهب على الرجال، ونسخ ما كان من إباحته في أول الإسلام، من طريق محمد بن سهل التميمي، والطبراني في "الكبير""12175" من طريق يحيى بن أيوب العلاف، والبيهقي في "السنن" 2/434 من طريق عبيد بن شريك، ثلاثتهم عن ابن أبي مريم بهذا الإسناد.
قال النووي في "شرح مسلم" 14/65: ولو كان صاحبه أخذه لم يحرم عليه الأخذ والتصرف فيه بالبيع وغيره، ولكن تورع عن أخذه، وأراد الصدقة به على من يحتاج إليه، لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ ينهه عن التصرف فيه بكل وجه، وإنما نهاه عن لبسه، وبقى ما سواه من تصرفه على الإباحة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالشَّيْءِ لَا يَجُوزُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُفَسَّرًا يُعْقَلُ مِنْ ظَاهِرِ خِطَابِهِ
16 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نُودِيَ بِالْأَذَانِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الْأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الْأَذَانُ أَقْبَلَ فَإِذَا ثُوِّبَ1 بِهَا أَدْبَرَ فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ يَخْطُرُ2 بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ اذْكُرْ كذا لما لم يكن يذكر
1التثويب هاهنا: إقامة الصلاة، وقيل: إنما سُمّي تَثْويباً من ثاب يَثُوب إذا رجع. فهو رُجُوع إلى الأمر بالمُبادرة إلى الصلاة، وأنّ المؤذن إذا قال: حيَّ على الصلاة، فقد دعاهم إليها، وإذا قال بعدها: الصلاة خير من النَّوم، فقد رَجَع إلى كلامِ معناه المبادرة إليها. انظر "النهاية".
2 هو بضم الطاء وكسرها، حكاهما القاضي عياض في "المشارق"، قال: والكسر هو الوجه، ومعناه: يوسوس، وهو من قولهم: خطر الفحل بذنبه: إذا حركه، فضرب فخذيه، وأما بالضم: فمن السلوك والمرور، أي: يدنو منه، فيمر بينه وبين قلبه، فيشغله عما هو فيه. وانظر "الفتح" 2/86.
حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى فَإِذَا لَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالس" 1. [18:5]
1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، ما خلا شيخ ابن حبان عبد الله بن محمد الأزدي وهو ثقة، وأخرجه مسلم "389""83" في المساجد" باب السهو في الصلاة والسجود له، عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2345"، وأحمد 2/522، والبخاري "1231" في السهو: باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً، والنسائي 3/31 في السهو: باب التحري، والدارمي 1/273 و350، 351، والبيهقي في "السنن" 2/331 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/229 عن محمد بن مصعب، والبخاري "3285" في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، عن محمد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/503، 504 عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الدارقطني 1/374،375، والبيهقي في "السنن" 2/340 من طريق ابن إسحاق، عن سلمة بن صفوان بن الأنصاري، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه مالك 1/69 في الصلاة: باب ما جاء في النداء للصلاة، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "608" في الأذان: باب فضل التأذين، وأبو داود "516" في الصلاة: باب رفع الصوت بالأذان، والنسائي 2/21، 22 وأبو عوانة 1/334، والبغوي "412" وأخرجه البخاري "1222" في العمل في الصلاة: باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة، من طريق جعفر، ومسلم "389" "19" في الصلاة: باب فضل الأذان، من طريق أبي الزناد، كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/389و 531، ومسلم "389""16" و"17" و"18" في الصلاة، وأبو عوانة 1/334، والبيهقي في "السنن" 1/432، والبغوي "413" من طريق الأعمش وسهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة وأخرجه أحمد 2/411 و460 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه دون ذكر الأذان مالك 1/100 في السهو: باب العمل في السهو، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "1232" في السهو: باب السهو في الفرض والتطوع، وأبو داود "1030" في الصلاة: باب من قال يتم على أكبر ظنه، والنسائي 3/31 في السهو: باب التحري.
وأخرجه كذلك الترمذي "397" في الصلاة: باب ما جاء في الرجل يصلي فيشك في الزيادة والنقصان، عن قتيبة بن سعيد عن الليث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم "1662" في كتاب الصلاة، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وبرقم "1663" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ أَمْرٌ مُجْمَلٌ تَفْسِيرُهُ أَفْعَالُهُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ الْأَخْبَارَ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ قَبْلَ السَّلَامِ فَيَسْتَعْمِلَهُ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ وَيَتْرُكَ سَائِرَ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُهُ بَعْدَ السَّلَامِ وَكَذَلِكَ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ الْأَخْبَارَ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ السَّلَامِ فَيَسْتَعْمِلَهُ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ وَيَتْرُكَ الْأَخْبَارَ الْأُخَرَ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُهُ قَبْلَ السَّلَامِ وَنَحْنُ نَقُولُ إِنَّ هَذِهِ أَخْبَارٌ أَرْبَعٌ يَجِبُ أَنْ تُسْتَعْمَلَ وَلَا يُتْرَكُ شَيْءٌ مِنْهَا فَيَفْعَلُ فِي كُلِّ حَالَةٍ مِثْلَ مَا وَرَدَتِ السُّنَّةُ فِيهَا سَوَاءً فَإِنْ سَلَّمَ مِنَ الِاثْنَتَيْنِ أَوِ الثَّلَاثِ مِنْ صَلَاتِهِ سَاهِيًا أَتَمَّ صَلَاتَهُ وَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ السَّلَامِ عَلَى خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعِمْرَانَ بن
حُصَيْنٍ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا1 وَإِنْ قَامَ مِنِ اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يَجْلِسْ أَتَمَّ صَلَاتَهُ وَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ قبل السلام على خبر بن بُحَيْنَةَ وَإِنْ شَكَّ فِي الثَّلَاثِ أَوِ الْأَرْبَعِ يبني على اليقين على ما وصفن وَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ قَبْلَ السَّلَامِ عَلَى خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَإِنْ شَكَّ وَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى أَصْلًا تَحَرَّى عَلَى الْأَغْلَبِ عِنْدَهُ وَأَتَمَّ صَلَاتَهُ وَسَجَدَ سجدتي السهو بعد السلام على خبر بن مَسْعُودٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ حَتَّى يَكُونَ مُسْتَعْمِلًا لِلْأَخْبَارِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا كُلَّهَا فَإِنْ وَرَدَتْ عَلَيْهِ حَالَةٌ غَيْرُ هَذِهِ الْأَرْبَعِ فِي صَلَاتِهِ رَدَّهَا إِلَى مَا يُشْبِهُهَا مِنَ الْأَحْوَالِ الْأَرْبَعِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا.
1 أي في "التقاسيم والأنواع"، وسيرد هنا فيما بعد في سجود السهو.
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِيمَا أَمَرَ وَنَهَى
17 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ بِنِيسَابُورَ قَالَا: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ إِلَّا مَنْ أَبَى وَشَرَدَ عَلَى اللَّهِ كَشِرَادِ الْبَعِيرِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى"1. [2:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: طَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هِيَ الِانْقِيَادُ لِسُنَّتِهِ بِتَرْكِ الْكَيْفِيَّةِ وَالْكَمِّيَّةِ فِيهَا مَعَ رَفْضِ قَوْلِ كُلِّ مَنْ قَالَ شَيْئًا فِي دِينِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِخِلَافِ سُنَّتِهِ دُونَ الِاحْتِيَالِ فِي دفع السنن بالتأويلات المضمحلة والمخترعات الداحضة.
1 رجاله ثقات، رجال مسلم إلا خلف بن خليفة – وهو ابن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد التابعي – تغير قبل موته واختلط، ونسبه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/70، إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: ورجاله رجال الصحيح، وفي الباب ما يشهد له عن أبي هريرة عند أحمد 2/361، والبخاري "7280" في الاعتصام: باب الاقتداء بسنن رسول الله، والحاكم 1/55 من طريق فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رفعه بلفظ:"كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قَالَ:"مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فقد أبى" وأخرج أحمد والحاكم 1/55، و4/247 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: "لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير" وسنده على شرط الشيخين، كما قال الحاكم والحافظ في "الفتح"13/254.
وعن أبي أمامة الباهلي عند أحمد 5/258، والحاكم 1/55، و4/247، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/70-71: ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة. واقتصر الحافظ في "الفتح"على نسبته إلى الطبراني، وجوّد إسناده.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَنَاهِيَ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَالْأَوَامِرَ فَرْضٌ عَلَى حَسَبِ الطَّاقَةِ عَلَى أُمَّتِهِ لَا يَسَعُهُمُ التَّخَلُّفُ عَنْهَا
18 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسُفْيَانَ عَنِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ"
قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَانَ بْنَ صَالِحٍ فَقَالَ لِي: مَا أَجْوَدَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَوْلَهُ: "فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ". [6:3]
1 إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين ما عدا إبراهيم بن بشار الرمادي، وهو حافظ ثقة، أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
والطريق الثاني حسن.
وأخرجه مسلم "1337" 4/1831 في الفضائل: باب توقيره صلى الله عليه وآله وسلم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه، عن ابن أبي عمر، والبغوي 1/199 من طريق الشافعي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/258 عن يزيد، عن محمد، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه الشافعي 1/15، وأحمد 2/247 عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/248 و517، من طريقين عن ابن عجلان، به.
وأخرجه مسلم "1337" في الحج: باب فرض الحج في العمر مرة، وأحمد 2/447 –448و 457 و467 و508، والنسائي 5/110-111، والدارقطني 2/181، وابن خزيمة "2508"، والبيهقي 4/326 من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة
وأخرجه مسلم "1337"، وابن ماجة "1"و"2"، وأحمد 2/495، والترمذي "2679" من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف "20372" عن معمر، عن الزهري عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/482، من طريق هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف بعده برقم "19" من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وبرقم "20"و"21" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة. ويرد تخريج كل طريق في موضعه.
واستدل بهذا الحديث على أن اعتناء الشرع بالمنهيات فوق اعتنائه بالمأمورات، لأنه أطلق الاجتناب في المنهيات ولو مع المشقة في الترك، وقيد في المأمورات بقدر الطاقة. وانظر "شرح مسلم" 9/ 101 102 و"فتح الباري"13/261، 262.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّوَاهِيَ سَبِيلُهَا الْحَتْمُ وَالْإِيجَابُ إِلَّا أَنْ تَقُومَ الدَّلَالَةُ عَلَى نَدْبِيَّتِهَا
19 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل البخاري حدثنا1 إسماعيل ابن أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُؤَالُهُمْ وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أنبيائهم فإذا نهيتكم
1 سقطت "حدثنا" من الأصل، واستدركت من"التقاسيم" 2/لوحة46.
عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما استطعتم"1. [1:2]
20 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حدثنا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِالْأَمْرِ فأتوا منه ما استطعتم"2. [3:2]
21 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حدثنا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هلك من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسماعيل بن أبي أويس وإن كان متكلماً فيه، فإن البخاري لم يخرج له إلا من صحيح حديثه، لأنه كتب من أصوله كما في "مقدمة الفتح" ص391. وهذا الحديث عند البخاري برقم "7288" في: الاعتصام: باب الاقتداء بسنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتقدم ذكر طرقه فيما قبله.
2 حديث صحيح رجاله رجال الشيخين غير ابن أبي السري، وهو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن، قال الحافظ عنه في "التقريب": صدوق له أوهام كثيرة، لكنه قد توبع.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق "20374" ومن طريقه أخرجه أحمد 2 /313 – 314، ومسلم "1337" "131" في الفضائل: باب توقيره صلى الله عليه وآله وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه، والبغوي في "شرح السنة" برقمي"98" و "99". وتقدم برقم "18" من طريق ابن عيينة، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، وطريق مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، وبرقم "19" من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وتقدم تخريجهما عندهما.
أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أمرتكم بالشيء فأتوا منه ما استطعتم"1. [25:2]
1 هو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَرَادَ بِهِ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ لَا مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا
22 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ.
عَنْ عَائِشَةَ وَثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ أَصْوَاتًا فَقَالَ: "مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ " قَالُوا النَّخْلُ يَأْبِرُونَهُ2 فَقَالَ: "لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلُحَ ذَلِكَ" فَأَمْسَكُوا فَلَمْ يَأْبِرُوا عَامَّتَهُ فَصَارَ شِيصًا3 فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ وَإِذَا كان شيء من أمر دينكم فإلي"4. [25:2]
1 هو مكرر ما قبله.
2 أي: يُلَقِّحونه، يقال: أبَرْتُ النخلةَ وأبَّرتُهان فهي مأبورة ومُؤَبَّرة.
3 الشِّيص: التمر الذي لا يشتد نواه، وقد لا يكون له نوى أصلاً.
4 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 6/123، ومسلم "2363" في الفضائل: باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي، وابن ماجه "2471" في الرهون: باب تلقيح النخل، كلهم من طريق حماد بن سلمة بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/152 عن عبد الصمدن عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ.
وفي الباب عن رافع بن خديج في الحديث الذي بعده.
وعن طلحة بن عبيد الله عند مسلم "2361"، وابن ماجة "2470".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فَمَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ أَرَادَ بِهِ مَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ لَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا
23 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّجَاشِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ قَدِمَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهُمْ يُؤَبِّرُونَ النَّخْلَ يَقُولُ يُلَقِّحُونَ قَالَ: فَقَالَ: "مَا تَصْنَعُونَ؟ " فَقَالُوا: شَيْئًا كَانُوا يَصْنَعُونَهُ فَقَالَ: "لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا" فَتَرَكُوهَا فَنَفَضَتْ أَوْ نَقَصَتْ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دُنْيَاكُمْ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ"1. [68:3]
قَالَ عكرمة هذا أو نحوه.
1 إسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار، ورجاله رحال مسلم. أبو النجاشي: هو عطاء بن صهيب. وأخرجه مسلم "2362" في الفضائل: باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي، عن عبد الله بن الرومي اليمامي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً عن عباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعْقِري، عن النضر بن محمد به.
وتقدم قبله من حديث عائشة وأنس.
أَبُو النَّجَاشِيِّ مَوْلَى رَافِعٍ اسْمُهُ عَطَاءُ بْنُ صهيب1 قاله الشيخ.
1 تحرف في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة346 إلى "ابن سهيل" والتصويب من "ثقات المؤلف" 5/203 و"الجرح والتعديل" 6/344، و"تهذيب الكمال" وفروعه.
ذِكْرُ نَفْيِ الْإِيمَانِ عَمَّنْ لَمْ يَخْضَعْ لِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ اعْتَرَضَ عَلَيْهَا بِالْمُقَايَسَاتِ الْمَقْلُوبَةِ وَالْمُخْتَرَعَاتِ الدَّاحِضَةِ
24 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا لَيْثُ بن سعد عن بن شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ2 الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرَّ فَأَبَى عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ" فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ: يا رسول الله أن كان بن عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احبس الماء حتى يرجع إلى
1 تحرف في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة346 إلى "ابن سهيل" والتصويب من "ثقات المؤلف" 5/203 و"الجرح والتعديل" 6/344، و"تهذيب الكمال" وفروعه.
2 الشِّراج: بكسر المعجمة وبالجيم، جمع شَرْج بفتح أوله وسكون الراء، مثل بحر وبحار، ويجمع على شروج ايضاًن وحكى ابن دريد شَرَج بفتح الراء، وحكى القرطبي شَرْجة، والمراد بها هنا مسيل الماء، وإنما أضيفت إلى الحرة لكونها فيها، والحرة موضع معروف بالمدينة.
الْجَدْرِ"1 قَالَ الزُّبَيْرُ: فَوَاللَّهِ لَأَحْسَبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية"2. [36:5]
1 أي يصير إليه، والجدر بفتح الجيم وسكون الدال المهملة، هو المسناة، وهو ما وضع بين شَرَبات النخل كالجدار، وقيل: المراد الحواجز التي تحبس الماء، وجزم به السهيلي،
والشَّرَبات بمعجمة وفتحات هي الحفر التي تحفر في أصول النخل. وحكى الخطابي الجذر بسكون الذال المعجمة، وهو جذر الحساب، والمعنى حتى يبلغ تمام الشرب. انظر "فتح الباري" 5/37.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأخرجه أبو داود "2637" في الأقضية: باب أبواب من القضاء، عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه من طرق عن الليث بهذا الإسناد: أحمد 4/4-5، والبخاري "2359" و"2360" في المساقاة: باب سكر الأنهار، ومسلم "2357" في الفضائل: باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم، والترمذي "1363" في الأحكام: باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء، والنسائي 8/245 في القضاة: باب إشارة الحاكم بالرفق، وابن ماجة "15" في المقدمة: باب تعظيم حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و "2480" في الرهون: باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء، والبيهقي 6/153 و10/106، والطبري في "تفسيره""9912" وابن الجارود في "المنتقى""1021".
وصححه الحاكم 3/364 من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، عن عمه الزهري، به.
وأخرجه من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير عن الزبير أحمد 1/165، والبخاري "2361" في المساقاة: باب شرب الأعلى قبل الأسفل، و"2362" باب شرب الأعلى إلى الكعبين، و"2708" في الصلح: باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البين، و"4585" في التفسير: باب {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} والطبري في "تفسيره""9913"، والبيهقي 6/153-154 و10/106، والبغوي "2194"، وقد صح سماع عروة من أبيه، كما في "تاريخ البخاري" 7/31، وفي حديثه في مسند أحمد برقم "1418" تصريح بسماعه من أبيه، وسنده قوي.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَنِ اعْتَرَضَ عَلَى السُّنَنِ بِالتَّأْوِيلَاتِ الْمُضْمَحِلَّةِ وَلَمْ يَنْقَدْ لِقَبُولِهَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ
25 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهب1 في آدم فقسمهما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ الْخَيْلِ وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ فَقَالَ أُنَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ: نَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَشَقَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: "أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ مَنْ فِي السَّمَاءِ صَبَاحًا ومساء" فقام إليه ناتىء الْعَيْنَيْنِ2 مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ3 نَاشِزُ الْوَجْهِ4 كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ5 مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله اتق الله فقال النبي
1 رواية غير المؤلف: "بذُهيبة" مصغرة، وفي معظم النسخ من مسلم:"بهبة" قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا: بهبة، بفتح الذال، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، عن الجلودي.
2 رواية غير المؤلف: "غائر العينين".
3 أي بارزهما، والوجنتان: العظمان المشرفان على الخدين.
4 رواية غير المؤلف: "ناشز الجبهة" و"ناشز الجبين".
5 قد ورد أن الخوارج سيماهم التحليق، وكان السلف يوفرون شعورهم لا يحلقونها، وكانت طريقة الخوارج حلق جميع رؤوسهم.
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَ لَسْتُ بِأَحَقِّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ أَتَّقِيَ اللَّهَ" ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِدٌ سَيْفُ اللَّهِ1 فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ فَقَالَ: "لَا إِنَّهُ لَعَلَّهُ يُصَلِّي" قَالَ: "إِنَّهُ رُبَّ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ" قَالَ: "إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَشُقَّ قُلُوبَ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ" فَنَظَرَ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُقَفَّى2 فَقَالَ: "إِنَّهُ سَيَخْرُجُ من ضئضىء هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ" قَالَ عُمَارَةُ فَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود"3. [10:3]
1 في رواية أبي سلمة، عن أبي سعيد عند البخاري وغيره "فقال عمر" قال الحافظ في "الفتح" 8 / 69 ولا تنافيه هذه الرواية لاحتمال أن يكون كل منهما سأل ذلك.
2 رواية غير المؤلف: "مُقَفٍّ" أي مولّ ٍ.
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين: أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وأخرجه مسلم "1064" "145" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/4-5، ومسلم "1064""146" من طريق محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4351" في المغازي: باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع، ومسلم "1064""144" من طريق عبد الواحد، عن عمارة بن القعقاع، به.
وأخرجه البخاري "3344" في الأنبياء: باب قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} ، و"4667" في التفسير: باب {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ} ، و"7432" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ، وأحمد 3/68 و73، وعبد الرزاق في "المصنف""18676"، وأبو داود "4764" في السنة: باب الخوارج، والنسائي 7/118، في تحريم الدم: باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، من طريق سفيان الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبي سعيد.
وأخرجه مسلم "1064""143" من طريق أبي الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، به.
وأخرجه الطيالسي "2234"، والنسائي 5/87 في الزكاة: باب المؤلفة قلوبهم، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/426 من طرق، عن سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، به.
وأخرجه البخاري "3610" و"6933"، ومسلم "1064""148"، من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
وأخرجه البخاري أيضاً "5058"، ومسلم "1064""147" من طريقين يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
وأخرجه البخاري أيضاً "6163"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/427 من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة والضحاك، عن أبي سعيد.
وفي الباب عن جابر عند أحمد 3/354، 355، وعن أبي برزة عنده أيضاً 4/421، وعن أبي بكرة 5/42.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُحَدِّثَ الْمَرْءُ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ
26 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ. أَنَّ رَجُلًا أَوْصَى بِوَصَايَا أَبَّرَهَا1 فِي مَالِهِ فَذَهَبْتُ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَسْتَشِيرُهُ فَقَالَ القاسم:
1 في "التقاسيم والأنواع3/لوحة 207: "أثرها من ماله"، وفي رواية الإسماعيلي: "أثرة من ماله" وانظر "الفتح" 5/302.
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذا ما ليس منه1فهو رد"2. [86:2]
1 لفظ مسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا".
2 محمد بن خالد بن عبد الله وهو الواسطي الطحان ضعّفه غير واحد، لكن تابعه محمد بن الصباح الدولابي –كما في الرواية التالية- وهو ثقة، والطيالسي، ويعقوب وغيره عند البخاري ومسلم وأبي داود، ورواه الإسماعيلي، من طريق محمد بن خالد الواسطي، بهذا الإسناد، وفيه:"أن رجلاً من آل أبي جهل" كما نقل الحافظ في "الفتح" 5/302، وقال:"وهو وهم إنما هو من آل أبي لهب" كما بينته رواية عبد الواحد بن أبي عون في كتاب "السنة" لأبي الحسين بن حامد.
وأخرجه أحمد 6/73، ومسلم في "صحيحه""1718""18"، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص43، وأبو عوانة 4/18، 19، من طريق عبد الله بن جعفر الزهري، عن سعد بن إبراهيم قال: سألت القاسم بن محمد عن رجل له ثلاثة مساكن، فأوصى بثلث كل مسكن منها. قال يجمع ذلك كله في مسكن واحد. ثم قال: أخبرتني عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
…
ولفظ الحديث بدون قصة قبله أخرجه الطيالسي"1422"، ومن طريقه أبو عوانة 4/17، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/240 و270، والبخاري "2697" في الصلح: باب إذا اصطلحوا على صلح جور، فالصلح مردود، ومسلم "1718" "17" في الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة وردّ محدثات الأمور، وأبو داود "4606" في السنة: باب في لزوم السنة، وابن ماجة "14" في المقدمة باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على من والتغليظ على من عارضه، والدارقطني 4/224 و225 و227، والبيهقي في "السنن"10/119، والقضاعي في "مسند الشهاب""359" و "360" و "361"، وأبو عوانة 4/18، والبغوي في "شرح السنة" 103 من طرق عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة""52" و"53" من طريقين عن سعد بن إبراهيم، به قال أهل العربية: الرد هنا بمعنى المردود، ومعناه فهو باطل غير معتدٍّ به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات، وفي رواية:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ" زيادةٌ: وهي أنه قد يُعاند بعضُ الفاعلين في بدعة سُبق إليها، فإذا احُتج عليه بالرواية الأولى، يقول: أنا ما أحدثتُ شيئا، فيُحْتجُّ عليه بالثانية التي فيها التصريح برد كل المحدثات، سواء أحدثها الفاعلُ، أو سُبق بإحداثها، وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به. انظر:"شرح صحيح مسلم" 12/16.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ كُلَّ مَنْ أَحْدَثَ فِي دِينِ اللَّهِ حُكْمًا لَيْسَ مَرْجِعُهُ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَهُوَ مَرْدُودٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ
27 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا ليس منه فهو رد"1. [43:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مسند أبي يعلى""4594".
وأخرجه مسلم "1718""17"، وأبو داود "4606" عن محمد بن الصباح، بهذا الإسناد، وتقدم تخريجه في الرواية التي قبله.
فَصْلٌ ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ النَّارِ لِمَنْ نَسَبَ الشَّيْءَ إِلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِصِحَّتِهِ
28 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار"1. [109:2]
1 إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري فمقروناً بغيره وتعليقاً، وأما مسلم فمتابعة، وروى له الباقون، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل.
وأخرجه ابن ماجة "34" في المقدمة: باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/410 و469 و519، والنسائي: في العلم كما في "تحفة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=الأشراف" 9/436 من طريقين عن شعبة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري "110" في العلم: باب إثم من كذب على النبي، و"6297" في الأدب: باب من سمى بأسماء الأنبياء ومسلم "3" في المقدمة: باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريقين عن أبي عوانة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كذب علي متعمداً
…
".
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/762، وأحمد 2 /321و365، والطحاوي في "المشكل"1/170و171 من طريق بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة. وهو خبر متواتر.
ففي الباب عن أنس بن مالك سيرد برقم "31".
وعن الزبير بن العوام عند أحمد 1/165و167، وابن ماجة "36" في المقدمة، وأبي داود "3651" في العلم: باب التشديد في الكذب على رسول الله، والبخاري "607"، وابن أبي شيبة 8/760، والقضاعي "549"، والطحاوي في "المشكل" 1/211.
وعن المغيرة عند البخاري "1291" في الجنائز، ومسلم "4" في المقدمة، وابن أبي شيبة 8/764، والطحاوي 1/226، والبيهقي في "السنن" 4/72.
وعن عبد الله بن عمرو عند البخاري "3461" في الأنبياء، والترمذي "2671" في العلم وأحمد 2/171 و202 و214، والبيهقي في "السنن" 10/222.
وعن عبد الله بن مسعود عند الترمذي "2661" في العلم، وابن ماجة "30" في المقدمة، وابن أبي شيبة 8/759، والطحاوي في1/213، والقضاعي "547" و"560" و"561".
وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/36 و44 و46 و56، ومسلم "3004" في الزهد، وابن ماجة "37" في المقدمة، وعبد الرزاق "20493"، وابن أبي شيبة 8/762، والطحاوي "220".
وعن جابر عند أحمد 3/303، وابن ماجة "33" في المقدمة، والدارمي 1/76
وعن علي عند البخاري "106"، ومسلم "1"، والترمذي "2660"، والبغوي "114"، والطيالسي "107" والطحاوي "209"، وابن ماجة "31" في المقدمة.
وعن أبي قتادة عند ابن ماجة "35" في المقدمة، وابن أبي شيبة 8/761، والطحاوي "225"، والحاكم 1/112.
وعن ابن عباس عند الدارمي 1/76، وأحمد 1/233، وابن أبي شيبة 8/763، والطحاوي "214"، والقضاعي "554"، والطبراني في "الكبير""12393" و"12394".
وعن قيس بن سعد بن عبادة عند أحمد 3/422.
وعن سلمة بن الأكوع عند أحمد 4/47
وعن عقبة بن عامر عند أحمد 4/156 و202، والبيهقي في "السنن" 3/276.
وعن زيد بن أرقم عند أحمد 4/367، وابن أبي شيبة 8/764، والبزار "217"، والطحاوي "222".
وعن خالد بن عرفطة عند أحمد 5/292، وابن أبي شيبة 8/760، والبزار "213"، والطحاوي "228".
وعن رجل من الصحابة عند أحمد 4/412.
وقوله: "فليتبوأ مقعده من النار" معناه: لِيَنْزلْ مَنْزِلَه من النار، يقال: بَوَّأه الله مَنْزِلاً، أي: أسْكنَه إيَّاه، وتَبوأت منزِلاً، أي: اتَّخذْته، والمَباءة: المنزل. قاله في "النهاية"
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا أَوْمَأْنَا إِلَيْهِ فِي الْبَابِ الْمُتَقَدِّمِ
29 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا أَوْمَأْنَا إِلَيْهِ فِي الْبَابِ الْمُتَقَدِّمِ
[29]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى1 أَنَّهُ كذب فهو أحد الكاذبين"2. [109:2]
1 يُرى: بضم الياء، ومعناه يظن، وجوز بعض الأئمة فتحها، ومعناه: وهو يعلم، قال النووي: ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضاً، فقد حكي "رأى" بمعنى "ظن" لأنه لا يأثم إلا بروايته ما يعلمه أو يظنه كذباً، أما ما لا يعلمه ولا يظنه فلا إثم عليه في روايته وإن ظنه غيره كذباً أو علمه. شرح مسلم 1/65.
وقوله: "الكاذبين" فيها روايتان، بفتح الباء على التثنية، وبكسرها على الجمع، وكلاهما صحيح، قال القاضي عياض: الرواية فيه عندنا "الكاذبين" على الجمع، ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "المستخرج على صحيح مسلم" في حديث سمرة "الكاذبين" بفتح الباء وكسر النون على التثنية واحتج به على أن الراوي له يشارك البادئ بهذا الكذب، ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة "الكاذِبَيْنِ" أو "الكاذِبِْين" على الشك في التثنية والجمع. "شرح مسلم" 1/65.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم في المقدمة: باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين، وابن ماجة "39" في المقدمة: باب من حدث عن رسول الله حديثاً وهو يرى أنه كذب، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، بهذا الإسناد بلفظ:"من حدث عني حديثاً".
وأخرجه الطيالسي 1/38، وأحمد 5/14، ومسلم، وابن ماجه "39"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/175 من طرق عن شعبة بهذا الإسناد.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذهبنا إليه
30 -
أخبرنا بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يحدث بكل1 ما سمع"2. [109:2]
1 في "الإحسان": "كل"، والمثبت من "التقاسيم والأنواع" 2/لوحة 231.
2 إسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه مسلم "5" في مقدمة صحيحه عن علي بن حفص ومعاذ العنبري، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود "4992" عن علي بن حفص، وابن أبي شيبة 8/595 عن أبي أسامة، والحاكم 1/112 عن علي بن جعفر المدائني، قالوا خمستهم: حدثنا شعبة بهذا الإسناد.
وقد أرسله حفص بن عمر وآدم بن أبي إياس، وسليمان بن حرب، فقالوا: حدثنا شعبة عن خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه أبو داود "4992"، والحاكم 1/112، والقضاعي "1416" ولا يضر إرسالهم، فإن الوصل زيادة وهي من الثقات مقبولة.
وله شاهد من حديث أبي أمامة عند الحاكم 2/2120 وسنده حسن في الشواهد.
ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ النَّارِ لِمُتَعَمِّدِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
31 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"1. [109:2]
1 في "الإحسان": "كل"، والمثبت من "التقاسيم والأنواع" 2/لوحة 231.
2 إسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه مسلم "5" في مقدمة صحيحه عن علي بن حفص ومعاذ العنبري، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود "4992" عن علي بن حفص، وابن أبي شيبة 8/595 عن أبي أسامة، والحاكم 1/112 عن علي بن جعفر المدائني، قالوا خمستهم: حدثنا شعبة بهذا الإسناد.
وقد أرسله حفص بن عمر وآدم بن أبي إياس، وسليمان بن حرب، فقالوا: حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه أبو داود "4992"، والحاكم 1/112، والقضاعي "1416" ولا يضر إرسالهم، فإن الوصل زيادة وهي من الثقات مقبولة.
وله شاهد من حديث أبي أمامة عند الحاكم 2/2120 وسنده حسن في الشواهد.
3 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه أحمد 3/223 عن إسحاق، وأخرجه ابن ماجة "32" في المقدمة، عن محمد بن رمح المصري، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/763، وأحمد 3/116 و166 و176، وابنه في الزوائد 3/278، والدارمي 1/77 من طرق عن سليمان التيمي، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/203و209، وابنه 3/278، والدارمي 1/77، من طرق عن حماد بن أبي سليمان عن أنس
وأخرجه أحمد 3/98، وأخرجه مسلم "2" في المقدمة من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
ومن طرق أخرى عن أنس أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 759، وأحمد 3/113 و172 و209و280، وابنه في زوائده على المسند 3/278 و279، والدارمي 1/76 و77.
وتقدم برقم "28" من حديث أبي هريرة، وأوردت في تخريجه هناك من رواه من الصحابة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَذِبَ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ أَفْرَى الْفِرَى
32 -
أَخْبَرَنَا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرْيَةِ1 ثَلَاثًا أَنْ يَفْرِيَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ يَقُولُ رَأَيْتُ وَلَمْ يَرَ شَيْئًا فِي الْمَنَامِ أَوْ يَتَقَوَّلَ الرَّجُلُ عَلَى وَالِدَيْهِ فَيُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ يَقُولَ سَمِعَ مِنِّي وَلَمْ يَسْمَعْ مِنِّي"2. [109:2]
1 في البخاري: "إن من أعظم الفرى" والفِرى: جمع فرية، وهي الكذب والبهت، تقول: فَرى بفتح الراء فلان كذا: إذا اختلق.
2 إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح، إلا أن في معاوية بن صالح – وهو ابن حدير الحضرمي – كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح، وقد جاء الحديث عن غيره. وأخرجه أحمد 3/490 و491، والطبراني في "الكبير" 22/"164"، من طرق عن معاوية بن صالح بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 4/398، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد 4/106، والبخاري "3509" في المناقب، الطبراني في "الكبير" 22/ "171-181" من طرق عن حريز بن عثمان، عن عبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة بن الأسقع. وأخرجه أحمد 4/107 من طريق سعيد بن أيوب عن محمد بن عجلان، عن النضر بن عبد الرحمن بن عبد الله، عن واثلة. وأخرجه الشافعي في "الرسالة""1090" من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عجلان، عن عبد الوهاب بن بخت، عن النضر بن عبد الرحمن بن عبد الله، عن واثلة بن الأسقع.
وفي هذا الحديث تحريم الانتفاء من النسب المعروف، والادعاء إلى غيره، ولمسلم "61" من حديث أبي ذر:"ومن ادّعى ما ليس له، فليس منا" وأخذ الحافظ ابن حجر من هذه الرواية تحريم الدعوى بشيءٍ ليس هو للمدعي، فيدخل فيه الدعاوى الباطلة كلها مالاً وعلماً وتعلماً ونسباً وحالاً وصلاحاً ونعمة وولاء وغير ذلك، ويزداد التحريم بزيادة المفسدة المترتبة على ذلك.
2-
كتاب الوحي
بيان كيف بدئ الْوَحْيِ
33 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أول ما بدىء بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ يَرَاهَا فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ لَهُ الْخَلَاءُ فَكَانَ يَأْتِي حراءكتاب الوحي
فَيَتَحَنَّثُ1 فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعِدَّةِ2 ويتزود ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ3 وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ: اقْرَأْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَقُلْتُ: "مَا أَنَا بقارىء"4 قَالَ: "فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ5 ثُمَّ أَرْسَلَنِي" فَقَالَ لِي: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أنا بقارىء فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني
1 هي بمعنى يتحنف، أي يتبع الحنيفية، وهي دين إبراهيم، والفاء تبدل ثاء في كثير من كلامهم، وقد وقع في رواية بن هشام في "السيرة" يتحنف بالفاء. أو التحنث: إلقاء الحنث وهو الإثم، كما قيل: يتأثم ويتحرج. "الفتح" 1/23.
2 قوله: "وهو التعبد" قال الحافظ في الفتح: هذا مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبي ولم يذكر دليله.
3 أي: جاءه الحق بغتة.
4 أي: ما أُحسُن القراءة، وذكر الطيبي أن هذا التركيب يفيد التقوية والتأكيد، والتقدير: لست بقارئ البتة، فإن قيل: لم كرر ذلك ثلاثا؟ أجاب أبو شامة بأن يحمل قوله أولاً: "ما أنا بقارئ" على الامتناع، وثانياً على الأخبار بالنفي المحض، وثالثاً على الاستفهام، قال ابن حجر: ويؤيده أن في رواية أبي الأسود في "مغازيه" عن عروة أنه قال: "كيف أقرأ؟ " وفي رواية عبيد بن عمير عن ابن إسحاق: "ماذا أقرأ؟ " وفي مرسل الزهري في "دلائل" البيهقي: "كيف أقرأ؟ " وكل ذلك يؤيد أنها استفهامية. والله أعلم "فتح" 1/24.
5 فغطني بغين معجمة وطاء مهملة، وفي رواية الطبري بتاء مثناة من فوق، كأنه أراد ضمني وعصرني، والغط: حبس النَّفَس، ومنه غطه في الماء، أو أراد: غمني، ومنه الخنق. وقوله:"حتى بلغ مني الجهد" روي بفتح الدال والنصب، أي بلغ الغطُّ مني غايةَ وسعي، وروي بالضم والرفع، أي بلغ مني الجهدُ مبلغه. ورجح ابن حجر رواية الرفع. انظر ما ذكره في "الفتح" 12/357، 358.
الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتى بلغ {مَا لَمْ يَعْلَمْ} " قَالَ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ1 حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: "زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي" فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ثُمَّ قَالَ: "يَا خَدِيجَةُ مَا لِي" وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ: "قَدْ خَشِيتُهُ عَلَيَّ" فَقَالَتْ: كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَكَانَ أَخَا أَبِيهَا2 وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ عَمِّ3 اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي مَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي أَكُونُ فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمُخْرِجِيَّ4هُمْ" قَالَ: نَعَمْ لَمْ يَأْتِ أحد
1 هي جمع بادرة، وهي لحمة ما بين المنكب والعنق.
2 عند البخاري: "ابن عم خديجة" وعند عبد الرزاق، ومسلم وابن عساكر –وهي إحدى روايات البخاري- "وهو ابن عم خديجة أخي أبيها".
3 مثله في رواية مسلم، والصواب:"يا ابن عم" وهي رواية عبد الرزاق والخاري ورواية أخرى عند مسلم، قال الحافظ في "الفتح" 1/25 هذا النداء على حقيقته ووقع في مسلم "يا عم" وهو وهم؛ لأنه وإن كان صحيحا لجواز إرادة التوقير، لكن القصة لم تتعدد، ومخرجها واحد فلا يحمل على أنها قالت ذلك مرتين، فتعين الحمل على الحقيقة.
4 عند البخاري ومسلم: أوَ مُخْرِجيَّ، بإدخال ألف الاستفهام فأشعر بأن الاستفهام على سبيل الإنكار أو التفجع. "الفتح" 12/359.
قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَأُوذِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [فِيمَا بَلَغَنَا] 1حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مرارا لكي يتردى من رؤوس شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ كَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهَا تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقَرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ الْجَبَلِ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فيقول له مثل ذلك"2. [1:3]
1 ما بين معقوفتين سقط من "الإحسان" و"التقاسيم"، وهو ثابت عند عبد الرزاق والبخاري، وغيرهما. قال الحافظ في "الفتح" 12/359:
القائل: "فيما بلغنا" هو الزهري، ومعنى الكلام: أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة. وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً.
ومعلوم أن بلاغات الزهري واهية.
2 حديث صحيح. ابن أبي السَّري قد توبع عليه، وباقي السند على شرطهما، وهو في "مصنف عبد الرزاق""9719"، ومن طريقه أخرجه أحمد 6/232-233، والبخاري "4956" في التفسير، و"6982" في التعبير، ومسلم "160" "253" في الإيمان: باب بدء الوحي برسول الله، وأبو عوانة في "مسنده" 1/113، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/135-136، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"1/275-277، والآجري في "الشريعة" ص439-440.
وأخرجه الطيالسي "1467"، والبخاري "3" في بدء الوحي، و"3392" في حديث الأنبياء، و"4953" و"4957" في التفسير، و"6982" في التعبير، ومسلم "160""254"، والطبري في "تفسيره" 30/16و162، وأبو عوانة 1/110و113، والبغوي في "شرح السنة""3735" من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ يُضَادُّ خَبَرَ عَائِشَةَ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ
34 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ أَيُّ الْقُرْآنِ أنزل أول قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قُلْتُ: إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّ أَوَّلَ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلَ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قَالَ جَابِرٌ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلاَّ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "جَاوَرْتُ فِي حِرَاءَ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ1 فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَوْقِي فَإِذَا أَنَا بِهِ قَاعِدٌ عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَجُئِثْتُ2مِنْهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَى خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي دَثِّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا فَأُنْزِلَتْ عَلَيَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} "3. [1:3]
1 أي صرتُ في باطنه.
2 أي فزعت منه وخفتُ، يقال: جُئِثَ الرجل، وجُئِفَ، وجُثَّ: إذا فزع. وورد في رواية "فجُثثت" بثاء مكان الهمزة.
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مسند أبي يعلى""1949".
وأخرجه من طرق عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد أحمد 3/306و392، ومسلم "161""257" و"258" في الإيمان، والواحدي في "أسباب النزول" ص295، والطبري في "تفسيره" 29/90، والبخاري "4923" و"4924" في التفسير، وأبو عوانة في "مسنده" 1/113 و114و115، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/155-156.
وأخرجه من طرق عن الوهري، عن أبي سلمة، عن جابر: البخاري "4" في بدء الوحي، و03238" في بدء الخلق، و"4925" و"4926" و"4954" في التفسير، و"6214" في الأدب، ومسلم "161" "255" و"256" في الإيمان، والطبري في "تفسيره" 29/9 والترمذي "3325"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/138 و156. وأبو نعيم في "دلائل النبوة" 1/278، وانظر ما بعده.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي خَبَرِ جَابِرٍ هَذَا: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} وَفِي خَبَرِ عَائِشَةَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وَلَيْسَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ تَضَادٌّ إِذِ اللَّهُ عز وجل أَنْزَلَ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وَهُوَ فِي الْغَارِ بِحِرَاءَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ دَثَّرَتْهُ خَدِيجَةُ وَصَبَّتْ عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ فِي بَيْتِ خَدِيجَةَ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ} مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَبَرَيْنِ تَهَاتُرٌ أو تضاد.
ذِكْرُ الْقَدْرِ الَّذِي جَاوَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِحِرَاءَ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ
35 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ: أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلَ؟ قَالَ: "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" قلت: أو "اقرأ"؟ فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" فقلت أو "اقرأ"؟ فقال: إني أحدثكم ما حدثناذكر الْقَدْرِ الَّذِي جَاوَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِحِرَاءَ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ
[35]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ: أَيُّ الْقُرْآنِ أنزل أول؟ قال: "يا أيها المدثر" قلت: أو "اقرأ"؟ فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" فقلت أو "اقرأ"؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ثُمَّ صَبُّوا عَلَيَّ الْمَاءَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} "1. [1:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو إمام أهل الشام في عصره، وأخرجه مسلم "161""257" في الإيمان، عن زهير حرب، وأبو عوانة 1/115، محمد بن عبد الله بن ميمون، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، به.
ذِكْرُ وَصْفِ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم
36 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ عكرمة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا1 لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ2 حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا:
1 بفتحتين من الخضوع، وفي رواية بضم أوله وسكون ثانيه، وهو مصدر بمعنى خاضعين
2 الصفوان: الحجر الأملس، وجمعه: صُِفيّ، وقيل: هو جمع، واحدُه صفوانة. "النهاية".
مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. فَيَسْتَمِعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ الشِّهَابُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ قَالَ وَهُمْ هَكَذَا بَعْضُهُمْ أَسْفَلُ مِنْ بَعْضٍ وَوَصَفَ ذَلِكَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ فَيَرْمِي بِهَا هَذَا إِلَى هَذَا وَهَذَا إِلَى هَذَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْأَرْضِ فَتُلْقَى عَلَى فَمِ الْكَافِرِ وَالسَّاحِرِ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كِذْبَةٍ فَيُصَدَّقُ وَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا كذا وكذا فصدق"1. [1:3]
1 إسناده صحيح. إبراهيم بن بشار، وهو الرمادي من رمادة اليمن، وليس من رمادة فلسطين، حافظ، متقن، ضابط، صحب ابن عيينة سنين كثيرة، وسمع منه مراراً، وباقي رجال السند على شرطهما.
وأخرجه الحميدي "1151"، ومن طريقه البخاري "4800" في التفسير: باب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} ، وفي "خلق أفعال العباد" ص93، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/235،236، وفي "الأسماء والصفات" ص200، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري "4701" في التفسير: باب {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} ، و"7481" في التوحيد باب {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} ، وأبو داود "3989" في الحروف والقراءات، والترمذي "3223" في التفسير: باب ومن سورة سبأ، وابن ماجة "194" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابن خزيمة في "التوحيد" ص147، وابن منده في "الإيمان""700" من طرق عن سفيان، به.
ذِكْرُ وَصْفِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ
37 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابٍ1 حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا فَيُصْعَقُونَ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ فَإِذَا جَاءَهُمْ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فَيَقُولُونَ يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ ربك فيقول الحق فينادون الحق الحق"2. [1:3]
1 في "الإحسان" و"التقاسيم" 2/لوحة 264 "أشكيب" وهو خطأ، والتصويب من "التهذيب" وفروعه، وإشكاب: لقب الحسين والد علي. قاله ابن حجر في "التهذيب" و"التقريب".
2 إسناده صحيح. علي بن الحسين: صدوق، ثقة، روى له أبو داود، وابن ماجة، وباقي السند على شرطهما، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير الكوفي، وكان أحفظ الناس لحديث الأعمش، ومسلم: هو ابن صُبيح الهمداني أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع بن مالك الهمداني.
وأخرجه أبو داود "4738" في السنة: باب في القرآن، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 145، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص201، والخطيب في "تاريخه" 11/392، من طريق علي بن إشكاب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود أيضاً عن أحمد بن سريج – بسين مهملة وجيم، وتصحف في "الفتح" 13/456 إلى شريح بشين معجمة وخاء- الرازي، وعلي بن مسلم الطوسي، كلاهما عن أبي معاوية بهذا الإسناد. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 202.
قال الخطيب: هكذا رواه ابن إشكاب عن أبي معاوية مرفوعاً، وتابعه على رفعه أحمد بن أبي سريج الرازي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن مسلم الطوسي، جميعاً عن أبي معاوية، وهو غريب، ورواه أصحاب أبي معاوية عنه موقوفاً، وهو المحفوظ من حديثه قلت: وأخرجه موقوفاً ابن خزيمة في "التوحيد" ص146 عن أبي موسى بن جنادة، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص201 من طريق سعدان بن نصر كلاهما عن معاوية، بهذا الإسناد.
ورواه أيضاُ البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 92،93، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/393، وعبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" ص71، وابن خزيمة في "التوحيد" ص146و147، من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري عن مسروق، عن ابن مسعود موقوفاً كما في "الفتح" 13/452 في التوحيد.
ولا يضر وقف من وقفه، لأن الرفع من الثقة زيادة يجب قبولها، ثم إنه لو ثبت وقفه، فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا مدخل للرأي فيه.
ذِكْرُ وَصْفِ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
38 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ1 عَلَيَّ فَيَنْفَصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فيكلمني فأعي ما يقول" قالت
1 في "الإحسان" و"التقاسيم" 2/لوحة 264: "أشد" بلا هاء، والمثبت من "الموطأ" برواية يحيى والبخاري من طريق مالك، وما في الأصل موافق لرواية مسلم من غير طريق مالك.
عَائِشَةُ: "وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَنْفَصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ ليتفصد عرقا"1. [1:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "الموطأ" 1/202-203 في القرآن: باب ما جاء في القرآن، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 6/257، والبخاري "2" في بدء الوحي، وابن سعد في "الطبقات" 1/198، والترمذي "3638" في المناقب، والنسائي 2/146-147 في الافتتاح، وفي التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة" 12/194، والبغوي "3737" والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص204، وفي "دلائل النبوة" 7/52-53، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" 1/279.
وأخرجه الحميدي "256"، وأحمد 6/158، والبخاري "3215" في بدء الخلق، ومسلم "2333" في الفضائل: باب عرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من طرق عن هشام بن عروة به.
ذِكْرُ اسْتِعْجَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي تَلَقُّفِ الْوَحْيِ عِنْدَ نُزُولِهِ عَلَيْهِ
39 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قَالَ: جَمْعُهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أتاهذكر اسْتِعْجَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي تَلَقُّفِ الْوَحْيِ عِنْدَ نُزُولِهِ عَلَيْهِ
[39]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قَالَ: جَمْعُهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أتاه
جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ أَقْرَأَهُ"1. [1:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه البخاري "7524" في التوحيد: باب {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} . ومسلم "448" في الصلاة: باب الاستماع للقراءة، والنسائي 2/149 في الافتتاح: باب جامع ما جاء في القرآن، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 198، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2628" عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/343، عن عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري "5" في بدء الوحي عن موسى بن إسماعيل، وابن سعد 1/198 عن عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن أبي عوانة، به. وأخرجه الحميدي "527"، ومن طريقه البخاري "4927" في التفسير: باب {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} "القيامة:16" عن سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عائشة، به.
وأخرجه الترمذي "3329" في التفسير: باب ومن سورة القيامة، عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن موسى، به.
وأخرجه ابن سعد 1/198، عن عبيد بن حميد التيمي، والبخاري "4928" في التفسير، من طريق إسرائيل، و"4929" في تفسير سورة القيامة، و"5044" في الفضائل: باب الترتيل في القرآن، ومسلم "448" من طريق جرير، ثلاثتهم عن موسى، به.
وأخرجه الطبراني "12297" من طريق قيس بن الربيع، عن موسى بن أبي عائشة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، به. وزاد السيوطي في "الدر المنثور" 6/289 نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن الأنباري، وابن مردويه، وأبي نعيم.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لَمْ يُنْزِلْ آيَةً وَاحِدَةً إِلَّا بِكَمَالِهَا
40 -
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ادْعُ لِي زَيْدًا وَيَجِيءُ مَعَهُ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ أَوْ بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ" ثُمَّ قَالَ: "اكْتُبْ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: وَخَلْفَ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنِي فَإِنِّي رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ؟ قَالَ الْبَرَاءُ: فَأُنْزِلَتْ مَكَانَهَا: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 1. [24:4]
1 إسناده صحيح، محمد بن عثمان العجلي: هو محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي العجلي مولاهم، ثقة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما0
أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي الكوفي أحد الأعلام الأثبات.
وأخرجه البخاري "4594" في التفسير: باب، عن محمد بن يوسف، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/290 و299، والطبري 5/228، عن وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه أحمد 4/301، من طريق زهير، والنسائي 6/10 في الجهاد، والطبري 5/228 من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن أبي إسحاق، به، وسيرد بعده "41" من طريق سليمان التيمي، عن أبي إسحاق، به. و"42" من طريق شعبة، عن أبي إسحاق به، ويخرج كل طريق في موضعه.
وأخرجه البخاري "2832" و"4592"، وأحمد 5/184، والترمذي "3033"، والنسائي 6/9،10، وابن الجارود "1034"، والطبراني "4814" و"4815" و"4816"، والبغوي "3739"، والبيهقي 9/23 من طريقين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت فذكر نحوه.
وأخرجه أحمد 5/190-191، وسعيد بن منصور في سننه "2314"، وأبو داود "2571"، والطبراني "4851" و"4852"، والبيهقي 9/23-24 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه.
وأخرجه أحمد 5/ 184، والطبراني "4899" من طريقين عن معمر، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت.
وقوله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} قرأ نافع وابن عامر والكسائي بنصب "غير"،وقرأ الباقون برفعها. انظر "حجة القراءات" ص 210، 211، و"تفسير الطبري" 9/85.
41 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ خبرنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيتُونِي بِالْكَتِفِ أَوِ اللَّوْحِ". فَكَتَبَ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَقَالَ هَلْ لِي مِنْ رُخْصَةٍ فَنَزَلَتْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 1. [24:4]
1 إسناده صحيح على شرطهما. أخرجه الترمذي "1670" في الجهاد: باب ما جاء في الرخصة لأهل العذر في القعود، والنسائي 6/10 في الجهاد، والطبري 5/228 عن نصر بن علي الجهضمي، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وسبق تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أبا إسحق السَّبِيعِيَّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْبَرَاءِ
42 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا فَجَاءَ بِكَتِفٍ فَكَتَبَهَا فِيهِ فَشَكَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ضَرَارَتَهُ فَنَزَلَتْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 1. [24:4]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه البخاري "2831" في الجهاد، والدارمي 2/ 2/209، والواحدي في "أسباب النزول" ص118 من طريق أبي الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه من طرق عن شعبة: أحمد 4/282 و284 و299و300، والبخاري "4593" في التفسير، ومسلم "1898" في الإمارة، والطبري "10237" والطيالسي "704"، والبيهقي في "سننه" 9/23 وانظر ما قبله.
ذِكْرُ مَا كَانَ يَأْمُرُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يكتبه الْقُرْآنِ عِنْدَ نُزُولِ الْآيَةِ بَعْدَ الْآيَةِ
43 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ قَرَنْتُمْ بين الأنفال وبراءة وبراءة مِنَ الْمِئِينَ وَالْأَنْفَالُ مِنَ الْمَثَانِي فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا فَقَالَ عُثْمَانُ: كَانَ إِذَا نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ الْآيَةُ دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعض من يكتب فيقولله: "ضَعْهُ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا" وَأُنْزِلَتِ الْأَنْفَالُ بِالْمَدِينَةِ وَبَرَاءَةُ بِالْمَدِينَةِ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيْنَ نَضَعُهَا فَوَجَدْتُ قِصَّتَهَا شَبِيهًا بِقِصَّةِ الْأَنْفَالِ فَقَرَنْتُ بَيْنَهُمَا وَلَمْ نَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فَوَضَعْتُهَا في السبع الطول1. [1:3]
1 يزيد الفارسي هذا اختلفوا فيه، أهو يزيد بن هرمز أم غيره؟ قال البخاري في "التاريخ الكبير" 8/367: قال لي علي: قال عبد الرحمن: يزيد الفارسي هو ابن هرمز. قال: فذكرته ليحيى، فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء. وذكر البخاري ذلك أيضاً في كتابه "الضعفاء" ص122. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/293:
قال أبو محمد: اختلفوا في يزيد بن هرمز أنه يزيد الفارسي أم لا؟ فقال عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل: هو يزيد بن هرمز وأنكر يحيى بن سعيد القطان أن يكونا واحداً، وسمعت أبى يقول: يزيد بن هرمز هذا ليس هو بيزيد الفارسي، هو سواه. فأما يزيد بن هرمز فهو والد عبد الله بن يزيد بن هرمز، وكان ابن هرمز من أبناء الفرس الذين كانوا بالمدينة، وجالسوا أبا هريرة
…
وليس هو بيزيد الفارسي البصري الذي يروى عن ابن عباس. وقال الترمذي عقب الحديث: ويزيد الفارسي قد روى عن ابن عباس غير حديث، ويقال: هو يزيد بن هرمز، ويزيد الرقاشي هو يزيد بن أبان الرقَّاشي ولم يدرك ابنَ عباس، إنما روى عن أنس بن مالك، وكلاهما من أهل البصرة، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي" اهـ.
وأخرجه أحمد 1/57و69، والنسائي في "فضائل القرآن""32"، وأبو داود "786" و"787" في الصلاة: باب من جهر بها، والترمذي "3086" في التفسير: باب ومن سورة التوبة، وحسنّه، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 31-32، والبيهقي في "سننه" 2/42 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 2/221، و330 على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي، وفيه نظر، فإن الشيخين لم يخرجا ليزيد الفارسي، ثم هو في عداد المجهولين، فكيف يصح حديثه؟!!
وجزم العلامة أحمد شاكر أن هذا الحديث لا أصل له، لأمور: أولها: جهالة يزيد الفارسي الذي انفرد بروايته، ثانيها: أن فيه تشكيكاً في معرفة سور القرآن، الثابتة بالتواتر القطعي قراءة وسماعاً وكتابة في المصاحف، ثالثها: أن فيه تشكيكاً في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان رضي الله عنه كان يثبتها برأيه، وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك. قال: فلا علينا إذا قلنا: إنه حديث لا أصل له تطبيقاً للقواعد الصحيحة التي لا خلاف فيها بين أئمة الحديث
…
إلى آخر ما قاله في "شرح المسند" رقم 399، فارجع إليه فإنه نفيس.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْوَحْيِ لَمْ يَنْقَطِعْ عَنْ صَفِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى جَنَّتِهِ
44 -
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَتَاهُ رَجُلٌ وَأَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمِ انْقَطَعَ الْوَحْيُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالَ مَا سَأَلَنِي عَنْ هَذَا أَحَدٌ مُذْ وَعَيْتُهَا مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: لَقَدْ قُبِضَ مِنَ الدنيا وهو أكثر مما كان1. [48:5]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. خال: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي. وأخرجه أحمد 3/236، والبخاري "4982" في فضائل القرآن: باب كيف نل الوحي، ومسلم "3016" في التفسير، والنسائي في "فضائل القرآن""8" أربعتهم من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مالك رضي الله عنه: أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد. واللفظ للبخاري.
قال الحافظ في "الفتح" 9/8:
قوله: "حتى توفاه أكثر ما كان الوحي" أي الزمان الذي وقعت فيه وفاته كان نزول الوحي فيه أكثر من غيره من الأزمنة، قال: والسر في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كثروا، وكثر سؤالهم عن الأحكام، فكثر النزول بسبب ذلك، وهذا الذي وقع أخيرا على خلاف ما وقع أولاً، فإن الوحي في أول البعثة فتر فترة، ثم كثر، وفي أثناء النزول بمكة لم ينزل من السور الطوال إلا القليل، ثم بعد الهجرة نزلت السور الطوال المشتملة على غالب الأحكام، إلا أنه كان الزمن الأخير من الحياة النبوية أكثر الأزمنة نزولا بالسبب المتقدم.
3-
كِتَابُ الْإِسْرَاءِ
ذِكْرُ رُكُوبِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْبُرَاقَ وَإِتْيَانِهِ عَلَيْهِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مِنْ مَكَّةَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ
45 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا أَصْلَعُ؟ قُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ حَدِّثْنِي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ قال: "من أخبرك به3- كِتَابُ الْإِسْرَاءِ
ذِكْرُ رُكُوبِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْبُرَاقَ وَإِتْيَانِهِ عَلَيْهِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مِنْ مَكَّةَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ
[45]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا أَصْلَعُ؟ قُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ حَدِّثْنِي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: "مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ
يَا أَصْلَعُ؟ قُلْتُ: الْقُرْآنُ قَالَ: الْقُرْآنُ؟ فَقَرَأْتُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ مِنَ اللَّيْلِ} وَهَكَذَا هِيَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ1 إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فَقَالَ: هَلْ تَرَاهُ صَلَّى فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: "إِنَّهُ أُتِيَ بِدَابَّةٍ" قَالَ حَمَّادٌ وَصَفَهَا عَاصِمٌ لَا أَحْفَظُ صِفَتَهَا قَالَ: فَحَمَلَهُ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ أَحَدُهُمَا رَدِيفُ صَاحِبِهِ فَانْطَلَقَ مَعَهُ مِنْ لَيْلَتِهِ حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَأُرِيَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ رَجَعَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا فَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ وَلَوْ صلى لكانت سنة2. [2:3]
1يعني عبد الله بن مسعود، والتلاوة "ليلاً" وهو الوارد في مصادر التخريج.
2 إسناده حسن من أجل عاصم، فإن حديثه لا يرتقي إلى الصحة، وأخرجه الطيالسي "411" ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/364 عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النجود، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/460، 461 و14/306 عن عفان، وأحمد 5/392 و394 عن يونس، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
وأخرجه أحمد /5 387 من طريق شيبان، والترمذي "3147" في تفسير سورة الإسراء، من طريق مسعر، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 3/31، والطبري 15/15 من طريق سفيان، ثلاثتهم عن عاصم، به. وصححه الحاكم 2/359 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ اسْتِصْعَابِ الْبُرَاقِ عِنْدَ إِرَادَةِ رُكُوبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ
46 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بالبراق ليلةأسري بِهِ مُسْرَجًا مُلْجَمًا لِيَرْكَبَهُ فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: "مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا فَوَاللَّهِ مَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ قال فارفض عرقا"1. [2:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مصنف عبد الرزاق" ومن طريقه أخرجه أحمد 3/164، والترمذي "3131" في التفسير، والطبري 15/12 في تفسيره، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/362-363، والآجري في "الشريعة" ص488-489.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ شَدَّ الْبُرَاقَ بِالصَّخْرَةِ عِنْدَ إِرَادَةِ الْإِسْرَاءِ
47 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المتوكل المقرىء حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ جُنَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي انْتَهَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بإصبعه وشد بها البراق"1. [2:3]
1 عبد الرحمن بن المتوكل: ذكره المؤلف في الثقات 8/379، وقال: من أهل البصرة يروي عن الفضل بن سليمان، حديثنا عنه أبو خليفة، مات بعد سنة ثلاثين ومئتين بقليل، وقد توبع عليه، والزبير بن جنادة: ذكره المؤلف في "الثقات" 6/333، وقال الحاكم في "المستدرك": مروزي ثقة. وقال الذهبي في "الميزان": أخطأ من قال فيه جهالة ولولا أن ابن الجوزي ذكره لما ذكرته. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البزار في "مسنده" فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره" 5/18 من طريق عبد الرحمن بن المتوكل، ويعقوب بن إبراهيم، قالا حدثنا أبو تميلة، به.
وأخرجه الترمذي "3132" في التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل، والحاكم 2/360 من طريقين، عن أبي تميلة بن واضح، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وهو كما قال، وصححه الحاكم 2/360، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ وَصْفِ الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
48 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ1 إِذْ أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ2 فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي ثُمَّ أُتِيتُ بطست من ذهب
1قال الحافظ في "الفتح" 7/204: هو شك من قتادة كما بينه أحمد، عن عفان، عن همام ولفظه:"بينا أنا نائم في الحطيم، وربما قال قتادة: في الحجر" والمراد بالحطيم هنا الحجر، وأبعد من قال: المراد به ما بين الركن والمقام، أو بين زمزم والحجر، وهو وان كان مختلفاً في الحطيم هل هو الحجر أم لا، لكن المراد هنا بيان البقعة التي وقع ذلك، فيها ومعلوم أنها لم تتعدد، لأن القصة متحدة لاتحاد مخرجها. وجاء في رواية:"بينا أنا عن البيت" وهو أعم، ووقع في رواية أخرى:"فرج سقف بيتي وأنا بمكة" وفي رواية غيرها: "أنه أسري به من شعب أبي طالب"، وفي حديث أم هانئ:"أنه بات في بيتها"، قال ابن حجر: والجمع بين هذه الأقوال أنه نام في بيت أم هانئ، وبيتها عند شعب أبي طالب، ففرج سقف بيته - وأضاف البيت إليه لكونه كان يسكنه - فنزل منه الملك، فأخرجه من البيت إلى المسجد فكان به مضطجعاً وبه أثر النعاس، ثم أخرجه الملك إلى باب المسجد، فأركبه البراق. وقد وقع في مرسل الحسن عند ابن إسحاق: أن جبريل أتاه فأخرجه إلى المسجد، فأركبه البراق. وهو يؤيد هذا الجمع.
2 الثُغْرة: بضم المثلثة وسكون المعجمة: هي الموضع المنخفض الذي بين الترقوتين. والشعرة بكسر الشين المعجمة، أي شعر العانة، وفي رواية مسلم: إلى أسفل بطنه، قال الحافظ في"الفتح" 7/205: وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة، فلا يستحيل شيء من ذلك، قال القرطبي في "المفهم": لا يلتفت لإنكار الشق ليلة الإسراء؛ لأن رواته ثقات مشاهير، ثم ذكر نحو ما تقدم.
مَمْلُوءًا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَغُسِلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثم أتيت بداية دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا فِيهَا آدَمُ فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قِيلَ: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح لما خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ
جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ قَالَ: هذا يوسف فسلمت عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: أَوَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِدْرِيسُ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا هَارُونُ قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: أَوَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا مُوسَى قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى قِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ قَالَ: أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ:
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى1فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ" قَالَ قَتَادَةُ:2 وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ رَأَى الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ وَيَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ". ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ: "ثُمَّ أُتِيتُ بإناء من خمر
1 في رواية مسلم عن ابن مسعود في "صحيحه""173" أن سدرة المنتهى في السماء السادسة، وقال القرطبي في "المفهم":وهذا تعارض لا شك فيه، وحديث أنس هو قول الأكثر، وهو الذي يقتضيه وصفها بأنها التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب على ما قال كعب. قال: وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه. قال: ويترجح حديث أنس بأنه مرفوع، وحديث بن مسعود موقوف". وقد رأى الحافظ ابن حجر الجمع بين الروايتن بدل التعارض، انظر ما ذكره في "الفتح" 7/213.
والنبق: بفتح النون وكسر الموحدة وسكونها أيضاً، وهو ثمر السدر.
وقوله: مثل قلال هجر: قال الخطأبي: القلال بالكسر جمع قلة بالضم، وهي الجرار، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال، وكانت معروفة عند المخاطبين، فلذلك وقع التمثيل بها.
2 انظر" فتح الباري" 6/307، طبعة المكتبة السلفية.
وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ: هَذِهِ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فقال مثله فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ: قُلْتُ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ لَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَانِي مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وخففت عن عبادي1. [2:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "3207" في بدء الخلق، و"3393" و"3430" في أحاديث الأنبياء، و"3887" في مناقب الأنصار، وابن منده في "الإيمان""717"، والبيهقي في "دلائل النبوة"2/387، والبغوي "3752" كلهم من طريق هدبة بن خالد بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/208-209، وابن مندة "717"، من طريق عفان بن مسلم، وأبو عوانة في "مسنده" 1/120 من طريق عمرو بن عاصم، وابن منده أيضاَ من. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طريق عمران بن موسى، ثلاثتهم عن همام بن يحيى به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/305، وأحمد 4/210، ومسلم "164" في الإيمان: باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السموات، والبخاري "3207"، والترمذي "3346" في التفسير، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 8/364، وأبو عوانة في "مسنده" 1/116و120، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/373-377، وابن مندة في "الإيمان""716" من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه البخاري "3207" ومسلم "164""265" والنسائي 1/217-223 في الصلاة: باب فرض الصلاة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/377، وأبو عوانة في "مسنده" 1/116، وابن مندة في "الإيمان""715" من طرق عن هشام الدستوائي، عن قتادة عن أنس.
وأخرجه أبو عوانة 1/125، وابن منده "718" من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وأبي عوانة، كلاهما عن قتادة به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/302، ومسلم "162" في الإيمان، وأبو عوانة 1/125 و126 من طريق حماد بن سلمة، عن ثايت البناني، عن أنس
وأخرجه البخاري "7517" في التوحيد من طريق عبد العزيز بن عبد الله، وأبو عوانة 1/125 و135 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس، وفي روايات شريك هذه أشياء انفرد بها لم يتابعه عليها الحفاظ الأثبات الذين رووا حديث الإسراء وقد عدوها من أوهامه، وقالوا: إنه اضطرب في هذا الحديث، وساء حفظه، ولم يضبطه.
قال الحافظ ابن حجر: ومجموع ما خالفتْ فيه روايةُ شريك غيرَه من المشهورين عشرةُ أشياء، بل تزيد على ذلك. ذكرها. انظر "الفتح" 13/485.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
49 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى عليه السلام يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ"1. [2:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه مسلم "2375" "165" في الفضائل: باب من فضائل
موسى صلى الله عليه وآله وسلم، والنسائي 3/216في قيام الليل: باب ذكر صلاة نبي الله موسى عليه
السلام وذكر الاختلاف على سليمان التيمي فيه، كلاهما من طريق علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس به.
وأخرجه أحمد 3/120 من طريق وكيع، عن سفيان، عن سليمان التيمي، به. وأخرجه مسلم والنسائي
من طرق أخرى عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه البغوي "3760" من طريق عمر بن حبيب القاضي، عن سليمان التيمي، به.
وسيود المؤلف في الرواية التالية من طريق ثابت البناني عن أنس.
ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ رَأَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مُوسَى صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ
50 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ وَشَيْبَانُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَرَرْتُ بِمُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ"1. [2:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/307، 308، وأحمد 3/148و248، ومسلم "2375" "164" في الفضائل: باب من فضائل موسى، والنسائي 3/215، في قيام الليل: باب ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام، كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني وسليمان التيمي، عن أنس.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 4/150 إلى ابن مردويه والبيهقي، وانظر ما قبله.
قال أبو حاتم: الله جل وعلا قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ رُبَّمَا يَعِدُ الشَّيْءَ لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ يَقْضِي كَوْنَ بَعْضِ ذَلِكَ الشَّيْءِ قَبْلَ مَجِيءِ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَوَعْدِهِ إِحْيَاءَ الْمَوْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَعْلِهِ مَحْدُودًا ثُمَّ قَضَى كَوْنَ مِثْلِهِ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ مِثْلَ مَنْ ذَكَرَهُ اللَّهُ وَجَعَلَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي كِتَابِهِ حَيْثُ يَقُولُ: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [البقرة: 259] وكإحياء الله جل وعلا لعيسى بن مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بَعْضَ الْأَمْوَاتِ.
فَلَمَّا صَحَّ وجودُ كَوْنِ هَذِهِ الْحَالَةِ فِي الْبَشَرِ إِذَا أَرَادَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَمْ يُنْكَرْ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَحْيَا مُوسَى فِي قَبْرِهِ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَذَاكَ أَنَّ قَبْرَ مُوسَى بِمُدَّيْنِ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَبَيْنَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَرَآهُ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو فِي قَبْرِهِ إِذِ الصَّلَاةُ دُعَاءٌ فَلَمَّا دَخَلَ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَأُسْرِيَ بِهِ أُسْرِيَ بِمُوسَى حَتَّى رَآهُ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ من الكرم مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ وَكَذَلِكَ رُؤْيَتُهُ سَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ فِي خَبَرِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
فَأَمَّا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي خَبَرِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: "بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ" إِلَى هَذِهِ فَكَانَ ذَلِكَ لَهُ فَضِيلَةٌ فُضِّلَ بِهَا عَلَى غَيْرِهِ وَأَنَّهُ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ إِذِ الْبَشَرُ إِذَا شُقَّ عَنْ مَوْضِعِ الْقَلْبِ مِنْهُمْ ثُمَّ اسْتُخْرِجَ قُلُوبُهُمْ مَاتُوا.
وَقَوْلُهُ: "ثُمَّ حُشِيَ" يُرِيدُ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا حَشَا قَلْبَهُ الْيَقِينَ وَالْمَعْرِفَةَ الَّذِي كَانَ اسْتِقْرَارُهُ فِي طَسْتِ الذَّهَبِ فَنُقِلَ إِلَى قَلْبِهِ.
ثُمَّ أُتِيَ بِدَابَّةٍ يُقَالُ لَهَا الْبُرَاقُ فَحُمِلَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَطِيمِ أَوِ الْحِجْرِ وَهُمَا جَمِيعًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَانْطَلَقَ بِهِ جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى بِهِ عَلَى قَبْرِ مُوسَى عَلَى حَسَبِ مَا وَصَفْنَاهُ ثُمَّ دَخَلَ مَسْجِدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بِإِصْبَعِهِ وَشَدَّ بِهَا الْبُرَاقَ ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ.
ذِكْرُ شَدِّ الْبُرَاقِ1 بِالصَّخْرَةِ فِي خَبَرِ بُرَيْدَةَ وَرُؤْيَتِهِ مُوسَى صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ لَيْسَا2 جَمِيعًا فِي خَبَرِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
فَلَمَّا صَعِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا اسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ معك قال محمد صلى الله عليه
1 توهم الناسخ أن هذا عنوان جديد، فكتبه في وسط السطر بخط كبير بالمداد الأحمر، وليس هو عنواناً، ولا ينبغي أن يكون، إذ ليس تحته حديث كعادة ابن حبان، بل هو متصل بالكلام قبله تماماً لشرح حديث الإسراء.
2 تحرف في الأصل إلى "ليثبتا" وهو خطأ.
وَسَلَّمَ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ يُرِيدُ بِهِ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ لِيُسْرَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ لَا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا بِرِسَالَتِهِ إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ لِأَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ بِسَبْعِ سِنِينَ فَلَمَّا فُتِحَ لَهُ فَرَأَى آدَمَ عَلَى حَسَبِ مَا وَصَفْنَا قَبْلُ.
وَكَذَلِكَ رُؤْيَتُهُ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَعِيسَى بن مَرْيَمَ وَفِي السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ وَفِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ إِدْرِيسَ ثُمَّ فِي السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ هَارُونَ ثُمَّ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ مُوسَى ثُمَّ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِبْرَاهِيمَ إِذْ جَائِزٌ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَحْيَاهُمْ لِأَنْ يَرَاهُمُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَيَكُونُ ذَلِكَ آيَةً مُعْجِزَةً يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى نُبُوَّتِهِ عَلَى حَسَبِ مَا أَصَّلْنَا قَبْلُ.
ثُمَّ رُفِعَ لَهُ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَرَآهَا عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي وَصَفَ.
ثُمَّ فُرِضَ عَلَيْهِ خَمْسُونَ صَلَاةً وَهَذَا أَمْرُ ابْتِلَاءٍ أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا ابْتِلَاءَ صَفِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ فَرَضَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً إِذْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنَّهُ لَا يَفْرِضُ عَلَى أُمَّتِهِ إِلَّا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فَقَطْ فَأَمَرَهُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً أَمْرَ ابْتِلَاءٍ وَهَذَا كَمَا نَقُولُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يَأْمُرُ بِالْأَمْرِ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَ الْمَأْمُورُ بِهِ إِلَى أَمْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرِيدَ وُجُودَ كَوْنِهِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا خَلِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِ ابْنِهِ أَمَرَهُ بِهَذَا الْأَمْرِ أَرَادَ بِهِ الِانْتِهَاءَ إِلَى أَمْرِهِ دُونَ وُجُودِ كَوْنِهِ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فَدَاهُ بِالذِّبْحِ الْعَظِيمِ إِذْ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ
وَعَلَا كَوْنَ مَا أَمَرَ لَوَجَدَ ابْنَهُ مَذْبُوحًا فَكَذَلِكَ فَرَضَ الصَّلَاةَ خَمْسِينَ أَرَادَ بِهِ الِانْتِهَاءَ إِلَى أَمْرِهِ دُونَ وُجُودِ كَوْنِهِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُوسَى وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أُمِرَ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ أَلْهَمَ اللَّهُ مُوسَى أَنْ يَسْأَلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ بِسُؤَالِ رَبِّهِ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِهِ فَجَعَلَ جَلَّ وَعَلَا قَوْلَ مُوسَى عليه السلام لَهُ سَبَبًا لِبَيَانِ الْوُجُودِ لِصِحَّةِ مَا قُلْنَا إِنَّ الْفَرْضَ مِنَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَرَادَ إِتْيَانَهُ خَمْسًا لَا خَمْسِينَ فَرَجَعَ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فَسَأَلَهُ فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرًا وَهَذَا أَيْضًا أَمْرُ ابْتِلَاءٍ أُرِيدَ بِهِ الِانْتِهَاءُ إِلَيْهِ دُونَ وُجُودِ كَوْنِهِ ثُمَّ جَعَلَ سُؤَالَ مُوسَى عليه السلام إِيَّاهُ سَبَبًا لِنَفَاذِ قَضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنَّ الصَّلَاةَ تُفْرَضَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسًا لَا خَمْسِينَ حَتَّى رَجَعَ فِي التَّخْفِيفِ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ثُمَّ أَلْهَمَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهُ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ حَتَّى قَالَ لِمُوسَى: "قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ لَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ"، فَلَمَّا جَاوَزَ نَادَاهُ مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي أَرَادَ بِهِ الْخَمْسَ صَلَوَاتٍ وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي يُرِيدُ عَنْ عِبَادِي مِنْ أَمْرِ الِابْتِلَاءِ الَّذِي أَمَرْتُهُمْ بِهِ مِنْ خَمْسِينَ صَلَاةٍ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا.
وَجُمْلَةُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فِي الْإِسْرَاءِ رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجِسْمِهِ عِيَانًا دُونَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ رُؤْيَا أَوْ تَصْوِيرًا صُوِّرَ لَهُ إِذْ لَوْ كَانَ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ وَمَا رَأَى فِيهَا نَوْمًا دُونَ الْيَقَظَةِ لَاسْتَحَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْبَشَرَ قَدْ يَرَوْنَ فِي الْمَنَامِ السَّمَاوَاتِ وَالْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ فَلَوْ كَانَ رُؤْيَةُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفَ فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ فِي النَّوْمِ دُونَ الْيَقَظَةِ لَكَانَتْ هَذِهِ حَالَةٌ
يَسْتَوِي فِيهَا مَعَهُ الْبَشَرُ إِذْ هُمْ يَرَوْنَ فِي مَنَامَاتِهِمْ مِثْلَهَا وَاسْتَحَالَ فَضْلُهُ وَلَمْ تَكُنْ تِلْكَ حَالَةً مُعْجِزَةً يُفَضَّلُ بِهَا عَلَى غَيْرِهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ أَبْطَلَ هَذِهِ الْأَخْبَارَ وَأَنْكَرَ قُدْرَةَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَإِمْضَاءَ حُكْمِهِ لِمَا يُحِبُّ كَمَا يُحِبُّ جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ مِثْلِ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ.
ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ حَيْثُ رَآهُمْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
51 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَقِيتُ مُوسَى رَجِلَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ1 وَلَقِيتُ عِيسَى فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ يَعْنِي مِنْ حَمَّامٍ2 وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا خَمْرٌ وَالْآخَرُ لبن فقيل
1 شنُوْءَة: حي من اليمن ينسبون إلى شنوءة، وهو عبد الله بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ولقب شنوءة لشنآن كان بينه وبين أهله، قال بن قتيبة: سمي بذلك من قولك رجل فيه شنوءة، أي: تقزز والتقزز: التباعد من الأدناس قال الداوودي: رجال الأزد معروفون بالطول. قوله: رَجِل بفتح الراء وكسر الجيم، أي: دهين الشعر مسترسله. وقال بن السكيت: شعر رَجِل: أي غير جعد. "الفتح" 6/ 429.
2 هو تفسير عبد الرزاق، قال الحافظ: المراد من ذلك وصفه بصفاء اللون، ونضارة الجسم، وكثرة ماء الوجه. وفي رواية ابن عمر:"ينطف رأسه ماء". "الفتح" 6/484.
لِي خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقِيلَ لِي هُدِيتَ الْفِطْرَةَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الخمر غوت أمتك"1. [2:3]
1 إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن عباد الصنعاني البربري، راوية عبد الرزاق، سمع تصانيفه في سنة عشر ومئتين باعتناء أبيه به، وكان حدثاً، وهو صدوق، مترجم في "السير" 13/"203"، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أبو عوانة 1/129 عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" 5/329 آخر الحديث رقم "9719" ومن طريقه: أخرجه أحمد 2/ 282، والبخاري "3437" في الأنبياء: باب {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ..} ، ومسلم "168" في الإيمان: باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والترمذي "3130" في التفسير: باب ومن سورة الإسراء، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/387، وابن منده"728" والطبري 15/12.
وأخرجه البخاري "3394" في الأنبياء: باب هل أتاك حديث موسى، من طريق هشام بن يوسف، عن معمر به.
وأخرجه البخاري "4709" في التفسير، و"5603" في الأشربة: باب شرب اللبن، والنسائي 8/312 في الأشربة: باب منزلة الخمر، من طريق يونس، عن الزهري، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ هُدِيتَ الْفِطْرَةَ أَرَادَ بِهِ أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لَهُ ذَلِكَ
52 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَذْحِجِيُّ حدثنا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا ثُمَّ أَخَذَ اللَّبَنَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام: "هُدِيتَ الفطرة ولو أخذت الخمر غوت أمتك"1.
1 إسناده صحيح. كثير بن عبيد المذحجي: ثق’ وباقي السند على شرطهما. محمد بن حرب: هو الخولاني أبو عبد الله الحمصي، والزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الحمصي. وأخرجه البخاري "5576" في الأشربة: باب قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
…
} ، والبيهقي في "السنن" 8/286 عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، والنسائي 8/312 في الأشربة: باب منزلة الخمر، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/357 من طريقعبد الله بن المبارك، عن يونس، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ1 وَصْفِ الْخُطَبَاءِ الَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَى الْقَوْلِ دُونَ الْعَمَلِ حَيْثُ رَآهُمْ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
53 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ خَتَنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِضَ مِنْ نَارٍ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ فَقَالَ الْخُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يعقلون"1. [2:3]
1 ورد في الأصل قبل هذا الحديث عنوان نصه "تشبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ" وتحته حديث جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عرض علي الأنبياء
…
" وضُرب عليه بعبارة: "نقل إلى كتاب التاريخ".
2 رجاله ثقات إلا أن المغيرة ختن مالك، ذكره المؤلف في "الثقات" 7/466،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
قَالَ الشَّيْخُ: رَوَى هَذَا الْخَبَرَ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ وَوَهِمَ فِيهِ لِأَنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ أَتْقَنُ مِنْ مئتين من مثل أبي عتاب وذويه.
= فقال: نغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار، كنيته أبو صالح، يروي عن سالم بن عبد الله، وشهر بن حوشب، روى عنه أهل البصرة هشام الدستوائي وغيره، يغرب. وترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: قال الأزدي: منكر الحديث. لكنه قد توبع عليه، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/43، 44 من طريق ابن مصفى، حدثنا بقية، حدثنا إبراهيم بن أدهم، حدثنا مالك بن دينار، عن أنس به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/308، وأحمد 3/120و180 و231 و239، من طرق عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس.
وأخرجه أبو نعيم أيضاً في "الحلية" 8/172، من طريق عبد الله بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن سليمان، التيمي، عن أنس، فالحديث صحيح بهذه المتابعات.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/64، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، والبزار، وابن أبي داود في البعث، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان".
ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَصْرَ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله تعالى عَنْهُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ رَآهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
54 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لِي قُلْتُ: مَنْ هُوَ قِيلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. يَا أَبَا حَفْصٍ لَوْلَا مَا أَعْلَمُ مِنْ غَيْرَتِكَ لَدَخَلْتُهُ" فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَيْهِ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَغَارُ عليك"1. [2:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب البصري.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/390 من طريق أبي نصر التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3 /191، عن بهز، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ وحميد الطويل، عن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/27 عن أبي خالد الأحمر، وأحمد في "فضائل الصحابة""715" وفي المسند 3/179 عن يحيى بن سعيد، وأحمد في "المسند" 3/107 عن ابن أبي عدي، و3/263 عن عبد الله بن بكر، والنسائي في "فضائل الصحابة""26"، والطحاوي 2/389-390، والترمذي 03688" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب، ومن طريق إسماعيل بن جعفر، كلهم عن حميد الطويل، عن أنس به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد "450" من طريق زائدة، عن حميد، والمختار بن فلفل، عن أنس.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3/269، وفي "فضائل الصحابة" برقم "679" من طريق همام، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه البخاري "3680" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر، قالوا: لعمر، فذكرت غيرتَه، فوليت مُدبراً" فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله. قال الحافظ ابن حجر: وقوله: "أعليك أغار" معدود من القلب، والأصل: أعليها أغار منك. انظر "الفتح" 7/44، 45، و9/325، و12/416.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَرَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ صَفِيَّهُ صلى الله عليه وسلم لَيَنْظُرَ إِلَيْهَا وَيَصِفَهَا لِقُرَيْشٍ لَمَّا كَذَّبَتْهُ بِالْإِسْرَاءِ
55 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وهب أنبأنا يونس عن بن شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياته وأنا أنظر"1. [2:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البخاري "4710" في التفسير: باب {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} ، ومن طريقه البغوي "3762" عن أحمد بن صالح، وأبو عوانة 1/125 عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3886" في مناقب الأنصار: باب حديث الإسراء، ومسلم "170" في الإيمان: باب ذكر المسيح ابن مريم، والمسيح الدجال، والترمذي "3132" في التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 2/395، البيهقي في "دلائل النبوة" 2/359، وأبو عوانة 1/131، وابن منده "739" كلهم من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق 5/329، ومن طريقه أحمد 3/377، 378، وأبو عوانة 1/124، وابن منده "738" عن معمر، وأحمد 3/377، وأبو عوانة 1/124 من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عن الزهري، به.
وانظر ما قيل في الإسراء والمعراج، ومناسبة كون الإسراء قبل المعراج في "فتح الباري" 7/196-201.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ ذَلِكَ بِرُؤْيَةِ عَيْنٍ لَا رُؤْيَةِ نَوْمٍ
56 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قَالَ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ"1. [64:3]
1 إسناده صحيح. علي بن حرب الطائي: صدوق، روى عنه النسائي، وباقي السند على شرطهما، وسفيان هو ابن عيينة. وأخرجه البخاري "3888" في مناقب الأنصار: باب المعراج، و"4716" في التفسير: باب {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} ، و"6613" في القدر: باب {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} والترمذي "3134" في التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 5/155، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 201 و201-202، وابن أبي عاصم "462"، والطبراني "11641"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/365، والبغوي "3755"، من طرق عن سفيان، به. وصححه الحاكم 2/362 على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وقوله: "هي رؤيا عين أريها" قال الحافظ في الفتح 8/398: لم يصرح بالمرئي، وعند سعيد بن منصور من طريق أبي مالك قال: هو ما أري في طريقه إلى بيت المقدس، وقوله:"أُرِيَها ليلة أسري به": زاد سعيد بن منصور، عن سفيان في آخر الحديث:"وليست رؤيا منام". وانظر "الفتح" 7/218.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا
57 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْمُعَدَّلُ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا محمد بن عمرو عن أبي سلمةعن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "قَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ"1. [14:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "قَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ" أَرَادَ بِهِ بِقَلْبِهِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَمْ يَصْعَدْهُ أَحَدٌ من البشر ارتفاعا في الشرف.
1 إسناده حسن. من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي، فإنه صدوق له أوهام، كما ذكر الحافظ في "التقريب".
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 200 عن أحمد بن سنان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3280" في التفسير: باب ومن سورة النجم، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص442، 443 والطبري في "التفسير" 27/52، عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير "10727" من طريق عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به.
قال الحافظ ابن حجر: وقد اختلف السلف في رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربَّه، فذهبت عائشة وابن مسعود إلى إنكارها، واختُلف عن أبي ذر، وذهب جماعة إلى إثباتها، ثم اختلفوا هل رآه بعينه أو بقلبه؟ انظر تفصيل هذه المسألة في "الفتح" 8/608، 609، و"زاد المعاد" لابن القيم 3/36-38، وانظر الأحاديث التالية.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
58 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَسَأَلْتُهُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُهُ فَقَالَ: "رَأَيْتُ نُورًا"1. [14:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَمْ يَرَ رَبَّهُ وَلَكِنْ رَأَى نُورًا عُلْوِيًّا مِنَ الْأَنْوَارِ المخلوقة.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" 1/147 عن عثمان بن خرزاد، عن القواريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "178""292" في التوحيد: باب قوله عليه الصلاة والسلام: "نور أنى أراه"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 206، وابن منده في "الإيمان""772"و"773" و"774"، وأبو عوانة 1/147، من طرق عن معاذ بن هشام بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "474"، ومسلم "178"، والترمذي 03282" في التفسير: باب ومن سورة والنجم، وأبو عوانة 1/146 و147، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 205و207، وابن منده في "الإيمان""770" و"771" من طرق يزيد بن إبراهيم، عن قتادة.
وأخرجه مسلم "178""292"، وأبو عوانة 1/147، من طريق عفان، عن همام، عن قتادة.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
59 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعَكْبَرَا حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان حدثنا بن أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن عبد الرحمن بن يزيد عن بن مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ يَاقُوتٍ1قَدْ ملأ ما بين السماء والأرض"2. [14:3]
1 في رواية غير المؤلف: "في حلة من رفرف" وأصل الرفرف ما كان من الديباج رقيقاً حسن الصنعة، ثم اشتهر استعماله في الستر، وكل ما فضل من شيء فعُطف وثُني فهو رفرف. وفي رواية البخاري:"رأى رفرفاً" قال ابن الأثير: أي بساطاً، وقيل فراشاً.
2 مسروق بن المزربان: ذكره المؤلف في "الثقات" 9/206، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، فالسند حسن، ابن أبي زائدة: هو زكريا، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي الكوفي.
وأخرجه أحمد 1/394و418، والترمذي "3283" في التفسير: باب ومن سورة النجم، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص434. وابن منده في "الإيمان" "751" من طرق، عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 2/ 468-469، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي 0323" من طريق قيس، وابن منده "752" من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 6م123 إلى الفريأبي، وعبد بن حميد، وابن المننذر، والطبراني، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وأبي نعيم والبيهقي معاً في "الدلائل".
وأخرجه مسلم "174""281" من طريق حفص بن غياث، عن الشيباني، عن زر، عن ابن مسعود قال:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} ، قال: رأى جبريل عليه السلام له ستُّ مئة جناح.
وبلفظ مسلم هذا أخرجه البخاري "4856" في: باب {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} ، والترمذي "3277" في التفسير: باب ومن سورة النجم، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 202و203، وأبو عوانة 1/153، من طرق عن الشيباني، عن زر، عن ابن مسعود.
وأخرجه أيضاً وابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، من طريق يحيى بن سعيد، عن حماد بن سلمة، عن عاصنم بن بهدلة، عن زر، عن ابن مسعود. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ أَنْ يُعَلِّمَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مَا يَجِبُ أَنْ يَعْلَمَهُ كَمَا قَالَ: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} يريد به جبريل {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} يُرِيدُ بِهِ جِبْرِيلَ {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} يُرِيدُ بِهِ جِبْرِيلَ {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} بجبريل {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} يُرِيدُ بِهِ رَبَّهُ بِقَلْبِهِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الشَّرِيفِ وَرَأَى جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ يَاقُوتٍ قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ عَلَى ما في خبر بن مسعود الذي ذكرناه.
= وأخرجه البخاري "4858" في التفسير: باب {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} من طريق سفيان، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 204من طريق شعبة، كلاهما عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قال: رأى رفرفاً أخضر قد سدّ الأفق.
ذِكْرُ تِعْدَادِ عَائِشَةَ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرْيَةِ
60 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أبو الربيع حدثنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ1عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَعْظَمُ الْفِرْيَةِ عَلَى اللَّهِ مَنْ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ وَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ وَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يعلم
1 سقط من "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة 59.
مَا فِي غَدٍ قِيلَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا رَآهُ قَالَتْ لَا إِنَّمَا ذَلِكَ جِبْرِيلُ رَآهُ مَرَّتَيْنِ فِي صُورَتِهِ مَرَّةً مَلَأَ الْأُفُقَ ومرة سادا أفق السماء1. [14:3]
1 إسناده صحيح. أبو الربيع: هو سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ سَعْدِ المهري، ابن أخي رشدين بن سعد المصري، ثقة من رجال "التهذيب"، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/279، وباقي رجال السند على شرط الصحيح. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري مولاهم المصري.
وأخرجه أبو عوانة 1/155، وابن خزيمة في "التوحيد" ص ص224 عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "177""287" و"288" في الإيمان: باب معنى قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، والترمذي "3068" في التفسير: باب ومن سورة الأنعام، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 12/310، وابن خزيمة في "التوحيد" ص221، 222و223 و224، والطبري في "التفسير" 27/50، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص435، وابن منده في "الإيمان""763" و"764" و"765" و"766"، وأبو عوانة 1/153و154 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/49،50، والبخاري "4612" في التفسير: باب {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ، و"4855" في التفسير: سورة النجم. و"7380" في التوحيد: باب {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} ، و"7531" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ، ومسلم "177""289" في الإيمان، وابن منده "767" و"768"، وأبو عوانة 1/154، من طريق إسماعيل بن أبي مجالد، كلاهما عن عامر الشعبي، به.
وابن خزيمة في "التوحيد" ص 225 من طريق أبي معشر، عن إبراهيم، عن مسروق، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/155، من طريق يوسف بن أسود عن بيان، عن قيس، عن عائشة. وانظر "الدر المنثور"6/124.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ قَدْ يَتَوَهَّمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ مُتَضَادَّانِ وَلَيْسَا كَذَلِكَ إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فَضَّلَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى كَانَ جِبْرِيلُ مِنْ رَبِّهِ أَدْنَى مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ1وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُ جِبْرِيلُ حِينَئِذٍ فَرَآهُ صلى الله عليه وسلم بِقَلْبِهِ كَمَا شَاءَ.
وَخَبَرُ عَائِشَةَ وَتَأْوِيلُهَا أَنَّهُ لَا يُدْرِكُهُ تُرِيدُ بِهِ فِي النَّوْمِ وَلَا فِي الْيَقَظَةِ.
وَقَوْلُهُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ يُرَى فِي الْقِيَامَةِ وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ إِذَا رَأَتْهُ لِأَنَّ الْإِدْرَاكَ هُوَ الْإِحَاطَةُ وَالرُّؤْيَةُ هِيَ النَّظَرُ وَاللَّهُ يُرَى وَلَا يُدْرَكُ كُنْهُهُ2 لِأَنَّ الْإِدْرَاكَ يَقَعُ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ وَالنَّظَرُ يَكُونُ مِنَ الْعَبْدِ رَبَّهُ.
وَخَبَرُ عَائِشَةَ أَنَّهُ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَنْ يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِ من عباده بأن
1 هنا بهامش الأصل ما نصه "كان في الأصل حتى كان منه أدنى من قاب قوسين، فضرب عليه مع أن المعنى عليه، وكتب في هامش الأصل مثل ما ها هنا إلى قوله حينئذ". وكتب فوق قوله في الأصل: "أي من كتاب التقاسيم".
قلت: كذا ذكر كاتب نسخة الإحسان، لكن الذي في الأصل من "التقاسيم والأنواع" 3/لوحة 59 هو الوارد هنا.
2 وانظر ما ذكره الطبري في تفسير هذه الآية: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} من سورة الأنعام آية 103.
يُجْعَلَ1 أَهْلًا لِذَلِكَ وَاسْمُ الدُّنْيَا قَدْ يَقَعُ عَلَى الْأَرَضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ وَمَا بَيْنَهُمَا لِأَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ بِدَايَاتٌ خَلَقَهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِتُكْتَسَبَ فِيهَا الطَّاعَاتُ لِلْآخِرَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ الْبِدَايَةِ فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الدُّنْيَا لِأَنَّهُ كَانَ مِنْهُ أَدْنَى مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ2حَتَّى يَكُونَ خَبَرُ عَائِشَةَ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَبَرَيْنِ تَضَادٌّ أو تهاتر
1 في "الأنواع والتقاسيم": يجعله.
2 هذا مخالف لتفسير المؤلف في تعليقه على الحديث المتقدم برقم "59" فقد قال فيه: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} ، يريد به جبريل، وهو الصحيح في تفسير الآية.
4-
كِتَابُ الْعِلْمِ
ذِكْرُ إِثْبَاتِ النُّصْرَةِ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
61 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ من خذلهم حتى تقوم الساعة"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين ما عدا صحأبيه قرة بن إياس رضي الله عنه فلم يرويا له، وأخرجه ابن ماجة "6" في المقدمة، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/34 عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أحمد 5/34، والترمذي "2192" في الفتن: باب ما جاء في الشام من طريق أبي داود، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، به. وزاد في أوله:"إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 3/436 و5/35 عن يزيد، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص2 من طريق وهب بن جرير، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث""11". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق عبد الرحمن بن زياد، و"44" من طريق أبي داود، و"45" من طريق سعيد بن الربع، كلهم عن شعبة، به.
وفي الباب عن ثوبان رضي الله عنه عند مسلم "1920"، وأحمد 5/278و279 والترمذي "2230"، وابن ماجة "10"، والقضاعي في "مسند الشهاب""914"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/527.
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عند أحمد 4/244 و248 و252، والبخاري "3640" و "7311" و"7459"، ومسلم "1921"، والطبراني 20/959" و"960" و"961" و"962".
وعن معاوية رضي الله عنه عند البخاري "3461" و"7312" و"7460"، ومسلم "1037"، وأحمد 4/101، والطبراني "19/755" و "840" و"869" و"870" و"893" و"899" و"905" و"906" و"917".
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه عند مسلم "173".
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم "1923"، وابن الجارود في "المنتقى""1031"، وابن منده في "الإيمان""418"، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث""51"، وأبي عوانة 1/106
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عند مسلم "1924"، والطبراني في "الكبير 17/ "870".
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند الطيالسي ص 9، والدارمي 2/213، والقضاعي في مسند الشهاب" "913"، وصححه الحاكم 4/449.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عند أحمد 4/437، وأبي داود "2484"، والخطيب "46"، والطبراني 18/ "211" و"228"، وصححه الحاكم 4/450 ووافقه الذهبي. وعن أبي أمامة عند أحمد 5/269.
أما هذه الطائفة، فقال البخاري في "صحيحه": هم أهل العلم، وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم.
قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقدون مذهب أهل الحديث.
وقال الإمام النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين ما بين شجاع، وبصير بالحرب، وفقيه ومحدث، ومفسر، وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزاهد وعابد. انظر "شرح مسلم" 13/66-67.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سَمَاعِ الْمُسْلِمِينَ السُّنَنَ خَلَفٍ عَنْ سَلَفٍ
62 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله عن سعيد بن جبير
عن بن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ"1. [69:3]
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ثقة كوفي.
1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الله، وهو صدوق أخرج له أصحاب السنن. وأخرجه أبو داود "3659" في العلم: باب فضل نشر العلم، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل""92"، والحاكم 1/95، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/539 من طريق جرير، عن الأعمش، به.
وأخرجه أحمد 1/321 من طريق أبي بكر، والحاكم 1/95، من طريق فضيل بن عياض، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث""70" من طريق سفيان، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قال الحاكم: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وثابت بن قيس. قلت: وحديث ثابت بن قيس أخرجه البزار "146" والطبراني "1321"، والرامهرمزي "91"، والخطيب "69" من طرق عن محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيس بن شماس....ورجاله ثقات، إلا أن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من ثابت بن قيس كما قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/137، وقد سقط من مطبوع "مسند البزار" بعض رجال الإسناد فليحرر.
وقوله: "تسمعون ويسمع منكم": هو خبر يعني الأمر، أي: لتسمعوا مني الحديث، وتبلغوه عني، وليسمع من بعدي منكم، وهكذا أداء للأمانة وإبلاغاً للرسالة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ كَثْرَةُ سَمَاعِ الْعِلْمِ ثُمَّ الِاقْتِفَاءُ وَالتَّسْلِيمُ
63 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ عَنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فأنا أبعدكم منه"1. [66:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو خيثمة: زهير بن حرب بن شداد، وأبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو القيسي.
وأخرجه أحمد 3/497 و5/425، والبزار "187" عن محمد بن المثنى كلاهما عن أبي عامر العقدي بهذا الإسناد، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/149، 150: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/387 من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن سليمان بن بلال، به.
وأخرجه بن وهب في المسند "المسند" 8/164/2 من طريق القاسم بن عبد الله، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به، وله شاهد مرسل قوي عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/474.
وانظر التعليق النفيس الذي كتبه العلامة المرحوم أحمد شاكر تحت هذا الحديث في الجزء الذي نشره من كتابه.
بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْبَةِ الْمَرْءِ السُّنَنَ مَخَافَةَ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَيْهَا دُونَ الْحِفْظِ لَهَا
64 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَكْتُبُوا عَنِّي إِلَّا الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا فليمحه"1. [56:2]
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: زَجْرُهُ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكِتْبَةِ عَنْهُ سِوَى الْقُرْآنِ أَرَادَ بِهِ الْحَثَّ على حفظ السنن دون الاتكال
1 إسناده قوي، كثير بن يحيى صاحب البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/26، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أحمد 3/12 و21 و39 و56، ومسلم "3004" في الزهد: باب التثبت في الحديث، والدارمي 1/119، والنسائي في "فضائل القرآن""33" والخطيب في "تقييد العل" ص 29 و30 و31 من طرق عن همام، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم في "المستدرك" 1/126، 127 من طريق أبي الوليد، عن همام، به، ووافقه الذهبي.
عَلَى كِتْبَتِهَا وَتَرْكِ حِفْظِهَا وَالتَّفَقُّهِ فِيهَا وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا إِبَاحَتُهُ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي شَاهٍ1 كَتْبَ الْخُطْبَةِ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِذْنُهُ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بالكتبة2.
1 أبو شاه بهاء منونة: وهو رجل من أهل اليمن، وقال السِّلفي: هو فارسي من فرسان الفرس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن، ورد ذكره في حديث أبي هريرة في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح، وفيها قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"اكتبوا لأبي شاه"، وأخرجه أحمد 2/238، والبخاري "112" في العلم: باب كتابة العلم، و"2434" في اللقطة: باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، و"6880" في الديات: باب من قتُل له قتيل فهو بخير النظرين، ومسلم "1355" في الحج: باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، وأبو داود "2017" في المناسك: باب تحريم حرم مكة، والترمذي "2667" في العلم: باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم.
2 وأخرجه البخاري في صحيحه "113" من حديث أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب،
وقد جمع العلماء بين إباحته صلى الله عليه وآله وسلم كتابة الخطبة لأبي شاه أن النبي صلى الله عليه وسلم وبين حديث أبي سعيد الخدري؛ أن النهي في حديث أبي سعيد خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك، أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد، والإذن في تفريقهما، أو النهي متقدم، والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس، وهو أقربها مع أنه لا ينافيها، وقيل: النهي خاص بمن خشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أمن منه ذلك، ومنهم من أعل حديث أبي سعيد، وقال: الصواب وقفه على أبي سعيد، قاله البخاري وغيره.
قال العلماء: كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة الحديث، واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظاً، كما أخذوا حفظاً، لكن لما قصرت الهمم وخشي الأئمة ضياع العلم دونوه، وأول من دون الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز، ثم كثر التدوين، ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، ولله الحمد. انظر "الفتح" 1/208.
65 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: "تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا طَائِرٌ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا عِنْدَنَا مِنْهُ عِلْمٌ"1. [78:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَعْنَى عِنْدَنَا مِنْهُ يَعْنِي بِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَأَخْبَارِهِ وَأَفْعَالِهِ وَإِبَاحَاتِهِ صلى الله عليه وسلم.
1 إسناده صحيح. محمد بن عبد الله بن يزيد: هو المقرئ، ثقة، وباقي السند على شرط الصحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وفطر: هو ابن خليفة المخزومي، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي، من صغار الصحابة، وهو آخرهم موتاً.
وأخرجه الطبراني "1647" عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن محمد بن عبد الله بن يزيد بهذا الإسناد، وزاد:"ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد عن النار إلا وقد بُيّن لكم".
وأخرجه البزار "147" قال: كتب إلي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، يخبرني في كتابه أن ابن عيينة حدثه عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/153 عن ابن نمير و162، والطيالسي "479" من طريق شعبة، كلاهما عن الأعمش، عن منذر الثوري، يحدث عن أصحابه، عن أبي ذر. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/263: رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو ثقة، وفي أشياخ أحمد من لم يُسَمَّ.
وأخرجه الطبراني من حديث أبي الدرداء، كما ذكر الهيثمي في "المجمع" 8/264، وقال: رجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِمَنْ أَدَّى مِنْ أُمَّتِهِ حَدِيثًا سَمِعَهُ
66 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ"1. [12:5]
1 إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، قال الحافظ في "التقريب":"صدوق، وقد تغير بأخرة، فكان ربما تلَقّن" فمثله لا يرقى حديثه إلى الصحة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/331 من طريق محمد بن يونس السامي، عن عبد الله بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/437، والترمذي "2657" في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، وأخرجه ابن ماجة "232" في المقدمة: باب من بلغ علماً، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/45، من طريق شعبة، عن سماك بهذا الإسناد.
وأخرجه الرامهرمزي "6" من طريق عمرو، و"7" من طريق أبي الأحوص، و"8" من طريق حماد بن سلمة، البيهقي في "دلائل النبوة" 6/540 من طريق حماد بن سلمة، والخطيب في "الكفاية" ص173 من طريق مسعدة بن اليسع بن قيس، كلهم عن سماك، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/14، والحميدي "88"، والترمذي "2658"، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص322، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/15، والخطيب في الكفاية ص29، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص45، والبغوي في "شرح السنة""112" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به.
البيهقي في "دلائل النبوة" 1/23، والخطيب في "الكفاية" ص173 من طريق هريم بن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به.
وأخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث""26"، وابن عبد البر في "جامع العلم" ص 45 و46 من طريق الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/90من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، به.
وسيورد المؤلف برقم "68" من طريق شيبان، عن سماك، وبرقم "69" من طريق إسرائيل، عن سماك، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن زيد بن ثابت في الحديث الذي بعده
وعن جبير بن مطعم عند أحمد 4/80و82، وابن ماجة "231" والدارمي 1/74، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/232، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/41، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث""25"، الطبراني في "الكبير""1541"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/10-11، وأبي يعلى في "مسنده" 1/349، والحاكم 1/87.
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار "141"، والرامهرمزي "5".
وعن النعمان بن بشير عند الحاكم 1/88، وصححه، ووافقه الذهبي.
قال الحاكم: وعن جماعة من الصحابة، منهم عمر وعثمان وعلي ومعاذ بن جبل وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وغيرهم.
وعن أنس عند أحمد 3/225، وابن ماجة "236"، وابن عبد البر 1/41.
وعن أبي الدرداء عند الدارمي 1/75، 76.
ذِكْرُ رَحْمَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ بَلَّغَ أُمَّةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا صَحِيحًا عَنْهُ
67 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ هُوَ بن عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبان هو بن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَقُلْتُ مَا بَعَثَ إِلَيْهِ إِلَّا لِشَيْءٍ سَأَلَهُ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ أَجَلْ سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنِّي حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ أُلَاةِ الْأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ ورائهم"1. [2:1]
1 إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 5/183، وأبو داود "3660" في العلم: باب فضل نشر العلم، والترمذي "2656" في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، والدارمي 1/175، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/39، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل""3" و"4"، وابن أبي عاصم في "السنة""94"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/232، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث""24"، والطبراني "4890" و"4891" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "230"، والطبراني "4994" و "4925" من طريقين عن زيد بن ثابت
ومن حديث جبير بن مطعم أخرجه الحاكم 1/86، 87، وصححه، ووافقه الذهبي.
و"ألاة" يعني: ولاة، قُلبت الواو همزة. ويَغِلّ: بتشديد اللام: قال ابن الأثير: من الغِلّ، وهو الحِقُد والشَّحْناء: أيلا يَدْخُله حقْد يُزِيلُه عن الحقِّ. وروى "يَغِلُ" بالتَّخفيف، من الوُغول: الدُّخول في الشَّرّ. ويروى بضم الياء من الإغلال، وهو الخيانة، والمعنى: أن هذه الخلال الثلاث تُسْتَصْلَح بها القلوبُ، فمن تَمسَّك بها طَهُر قَلْبُه من الخِيانة والدَّخل والشَّر. انظر "النهاية".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْفَضْلِ إِنَّمَا يَكُونُ لِمَنْ أَدَّى مَا وَصَفْنَا كَمَا سَمِعَهُ سَوَاءً مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ وَلَا تَبْدِيلٍ فِيهِ
68 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ قَالَ حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ أبيه بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ مِنِّي حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى له من سامع"1. [2:1]
1 إسناده حسن، وتقدم برقم "66" من طريق علي بن صالح، عن سماك، بهذا الإسناد. وأوردت تخريجه من طرقه هناك.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ نَضَارَةِ الْوَجْهِ فِي الْقِيَامَةِ مَنْ بَلَّغَ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سُنَّةً صحيحة كما سمعها
69 -
أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعودعن أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى من سامع"1. [2:1]
1 إسناده حسن، وأخرجه أحمد 1/437 عن عبد الرزاق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وتقدم تخريجه من طرقه برقم "66".
ذِكْرُ عَدَدِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهَا دُونَ خَلْقِهِ
70 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُ مَا تَضَعُ الْأَرْحَامُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ إِلَّا اللَّهُ وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وَلَا يعلم متى تقوم الساعة"1. [30:3]
1 حديث صحيح، حفص بن عمر الدوري ضعيف في الحديث. ثبت في القراءة، لكن تابعه يحيى بن أيوب كما في الرواية الآتية، وهو ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة""1170" من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4679" في التفسير: باب {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى} من طريق مالك و"7379" في التوحيد: باب {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 2/24و52 و58، والبخاري "1039" في الاستسقاء: باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله، والطبري 21/88 من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، به
وأخرجه أحمد 2/85، 86، ومن طريقه الطبراني "13344" من طريق شعبة، والبخاري مختصراً "4778" في التفسير:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} من طريق ابن وهب، كلاهما عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر.
وأخرجه البخاري "4627" في التفسير: باب {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} ، والنسائي في النعوت كما في "التحفة" 5/365 من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر.
وأخرجه الطبراني "13246" من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عمر.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
71 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ وَلَا مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ إِلَّا اللَّهُ وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ أَحَدٌ إِلَّا الله"1. [30:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الْعِلْمِ بِأَمْرِ الدُّنْيَا مَعَ الِانْهِمَاكِ فِيهَا وَالْجَهْلِ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ وَمُجَانَبَةِ أَسْبَابِهَا
72 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ كُلَّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ سَخَّابٍ1 بِالْأَسْوَاقِ جِيفَةٍ بِاللَّيْلِ حِمَارٍ بِالنَّهَارِ عَالِمٍ بِأَمْرِ الدُّنْيَا جَاهِلٍ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ"2. [76:2]
1 السَّخب والصَّخَب: بمعنى الصياح. والجَعْظَري: الفظّ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قِصَر. والجَوّاظ: الجموع المنوع. وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/194 من طريق أبي بكر القطان، عن أحمد بن يوسف السلمي، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَتَّبُعِ الْمُتَشَابِهِ مِنَ الْقُرْآنِ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ
73 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا يزيد بن إبراهيم التستري قال حدثني بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا قَوْلَ اللَّهِ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} إِلَى آخِرِهَا فَقَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُمُ الَّذِينَ عَنَى الله فاحذروهم"1. [3:2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين: حبان: هو ابن موسى بن سوار السلمي، وعبد الله بن المبارك، وأخرجه الطيالسي "1433" عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/256، والبخاري "4547" في التفسير: باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَات} ، ومسلم "2665" في العلم: باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، وأبو داود "4598" في السنة: باب النهي عن الجدال واتباع المتشابه من القرآن، والترمذي "2993" و"2994" في التفسير: باب ومن سورة آل عمران، والدارمي 1/55، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/545، والطبري "6610"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/208 من طرق عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
قال الحافظ في "الفتح" 8/210: قد سمع ابن أبي مليكة من عائشة كثيراً، وكثيراً أيضاً ما يدخل بينها وبينه واسطة، وقد اختلف عليه في هذا الحديث. وسيورده المؤلف برقم "76" من طريق أيوب، عن ابن أبي مليكة، عائشة، بإسقاط القاسم بن محمد.
ولم ينفرد يزيد بن إبراهيم بزيادة القاسم بن محمد فقد أخرجه الطيالسي "1432" عن حماد بن سلمة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة. وذكر الحافظ أنه ابن أبي حاتم من طريق أبي الوليد الطيالسي عن يزيد بن إبراهيم وحماد بن سلمة جميعاً عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة.
74 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَالْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ ثَلَاثًا مَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ"1. [27:1]
أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "مَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ" أَضْمَرَ فِيهِ الِاسْتِطَاعَةَ يُرِيدُ اعْمَلُوا بِمَا عَرَفْتُمْ مِنَ الْكِتَابِ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَقَوْلُهُ: "وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ" فِيهِ الزَّجْرُ عَنْ ضِدِّ هَذَا الْأَمْرِ وَهُوَ أَنْ لَا يَسْأَلُوا مَنْ لَا يَعْلَمُ.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار، وأخرجه أحمد 2/300، والطبري "7"، والنسائي في "فضائل القرآن""118" ثلاثتهم من طريق أنس بن عياض بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/26، من طريق عبد الوهاب الوراق، عن أبي ضمرة، عن أبي حازم، به، وقد تصحف فيه "حازم" بالحاء المهملة إلى "خازم" بالخاء المعجمة.
وأخرجه أحمد 2/332، والبزار "2313" من طريق محمد بن بشر، وأحمد 2/440، من طريق ابن نمير، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، به، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/151، وقال: رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه.
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ
"
75 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ عن أبي الأحوص عن بن مسعود رضي الله تعالى عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ لكل آية منها ظهر وبطن"1. [27:1]
1 إسناده حسن، إن كان أبو إسحاق هو الهداني كما ذكر المؤلف وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، ولين إن كان إبراهيم بن مسلم الهجري، كما رواه الطبري في "تفسيره""11" وكلاهما يكنى أبا إسحاق، وكل منهما قد روى عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""10090" والبزار "2312" من طريقين، عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ بهذا الإسناد، إلا أنهما قالا: عن أبي إسحاق، ولم يذكرا "الهمداني"، وقال البزار بإثره: لم يروه هكذا غير الهجري، ولا روى ابن عجلان عن الهجري غيره، ولا نعلمه من طريق ابن عجلان إلا من هذا الوجه.
وأخرجه الطبري "10" من طريق محمد بن حميد الرازي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن واصل بن حبان، عمن ذكره، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
…
وهذا سنده ضعيف لجهالة الواسطة بين واصل بن حبان وبين أبي الأحوص.
وقد فسر الطبري رحمه الله – الجملة الأخيرة فقال: فظهره: الظاهر في التلاوة، وبطنه: ما بطن من تأويله.
وعلق عليه الشيخ محمود شاكر حفظه الله ورعاه، فقال: الظاهر: هو ما تعرفه من كلامها، وما لايعذر أحد بجهالته من حلال وحرام. والباطن: هو التفسير الذي يعلمه العلماء بالاستنباط والفقه، ولم يرد الطبري ما تفعله الطائفة الصوفية وأشباههم في التلعب بكتاب الله وسنة رسوله، والعبث بدلالات ألفاظ القرآن، وادعائهم أن لألفاظه "ظاهراً" هو الذي يعلمه علماء المسلمين، و"باطناً" يعلمه أهل الحقيقة فيما يزعمون، وانظر كلام البغوي في "شرح السنة" 1/263 بتحقيقنا.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ مُجَادَلَةِ النَّاسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَعَ الْأَمْرِ بِمُجَانَبَةِ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ
76 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ الْأَحْوَلُ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنِ بن أَبِي مُلَيْكَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَرَأَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7] إلى قوله: {أولي الْأَلْبَابِ} قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الذينذكر الزَّجْرِ عَنْ مُجَادَلَةِ النَّاسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَعَ الْأَمْرِ بِمُجَانَبَةِ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ
[76]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ الْأَحْوَلُ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أيوب يحدث عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَرَأَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7] إلى قوله: {أولي الْأَلْبَابِ} قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ
يُجَادِلُونَ فِيهِ فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ" قَالَ مَطَرٌ: حَفِظْتُ أَنَّهُ قَالَ: "لَا تُجَالِسُوهُمْ فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ1". [3:2]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ أَيُّوبُ عَنْ مَطَرٍ الوراق وابن أبي مليكة جميعا2
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الطبري في "جامع البيان""6606" من طريق المعتمر بن سليمان بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/48، وابن ماجة "47" في المقدمة: باب اجتناب البدع والجدل، والطبري "6605" و"6607" و"6609"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/208، من طريق أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.
قال الترمذي: هكذا روى غير واحد هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، ولم يذكروا فيه القاسم بن محمد، وإنما ذكر يزيدُ بن إبراهيم التستري:"عن القاسم" في هذا الحديث.
ورواية يزيد بن إبراهيم هذه تقدمت برقم "73"، وتقدم تخريجها هناك.
2 هذا خطأ وصواب العبارة: سمع هذا الخبر أيوب ومطر الوراق عن ابن أبي مليكة جميعاً، ورواه الطبري "6606" من طريق المعتمر بن سليمان، وفيه: قال مطر: عن أيوب أنه قال: فلا تجالسوهم. وانظر تعليق العلامة أحمد شاكر على الطبري 6/190-191، يراجع لزاماً التقاسيم.
ذِكْرُ وَصْفِ الْعِلْمِ الَّذِي يُتَوَقَّعُ دُخُولُ النَّارِ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ طَلَبَهُ
77 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنِ بن جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ وَلَا تماروا به السفهاء ولا تخيروابه المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار"1. [109:2]
78 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لَيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"2.
وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ بن السرح أنبأنا بن وهب بإسناده مثله. [109:2]
1 رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا ان فيه عنعنة ابن جريج، وأبي الزبير. يحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، وابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم الجمحي بالولاء، وأخرجه ابن ماجة "254" في المقدمة: باب الانتفاع بالعلم والعمل به، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي مريم، بهذا الإسناد، قال البوصيري في "زوائده" ورقة 20: هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم 1/86، وابن عبد البر ص 226، من طرق عن ابن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر عند ابن ماجة "253"، وإسناده ضعيف، وعن كعب بن مالك عند الترمذي "2656"، والحاكم 1/86، وإسناده ضعيف، وعن حذيفة عند ابن ماجة "259"، وعن أبي هريرة عند ابن ماجة "260"، وإسنادهما ضعيف، وعن أنس عند البزار "178"، فيتقوى الحديث بهذه الشواهد، ويصح.
2 حديث صحيح، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/85 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/338، وأبو داود "3664" في العلم: باب في طلب العلم لغير الله، وابن ماجة "252" في المقدمة، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص230، والبغدادي في "اقتضاء العلم العمل" برقم "102" من طريق يونس وسريج بن النعمان، والبغدادي في "تاريخ بغداد" 5/346-347 و8/78 من طريق بشر بن الوليد، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص230، والحاكم 1/85 من طريق سعيد بن منصور، كلهم عن أبي يحيى فليح بن سليمان الخزاعي، بهذا الإسناد، وفليح –وإن خرجا له – فيه كلام. ولكن يشهد له حديث جابر المتقدم، وشواهده المذكورة في التخريج.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْقَدَرِ وَمُفَاتِحَتِهِمْ بِالنَّظَرِ وَالْجِدَالِ
79 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ وَهَارُونُ بن معروف قالا حدثنا المقرىء قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الحطاب أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ ولا تفاتحوهم"1. [23:1]
1 إسناده ضعيف لجهالة حكيم بن شريك الهذلي، كما قال أبو حاتم، نقله عنه الذهبي في "الميزان" 1/586، وابن حجر في "التقريب"، وذكره المؤلف في "ثقاته" 6/215، والمقرئ: هو عبد الله بن يزيد.
وأخرجه أحمد 1/30، ومن طريقه ابنه عبد الله في "السمة""673"، وأبو داود "4710" في السنة: باب في القدر، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/15 كلاهما عن المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم "330" عن ابن أبي شيبة، والحاكم 1/85، والبيهقي في "السنن" 10/204 من طريق عبد الصمد بن الفضل البلخي، كلاهما عن المقرئ، به.
وأخرجه أبو داود "4720" في السنة: باب في ذراري المشركين، عن أحمد بن سعيد الهمداني، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، به.
ذِكْرُ مَا كَانَ يَتَخَوَّفُ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمَّتِهِ جِدَالَ الْمُنَافِقِ
80 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ جِدَالُ الْمُنَافِقِ عليم اللسان"1. [22:3]
81 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا محمد بن مرزوق2
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه البزار "170" عن محمد بن عبد الملك، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد. وقال: لا نحفظه إلا عن عمر، وإسناد عمر صالح، فأخرجناه عنه [برقمي 168 و169] وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران.
أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ "593" من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن حسين المعلم، به، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/187، ونسبه إلى الطبراني والبزار، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن عمر عند أحمد 1/22 و44، والبزار "168" و"169"، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/187، وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله موثوقون.
2 تحرف في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة 75 إلى "مسروق"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. وهو محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي، وقد ينسب إلى جده، صدوق، من رجال مسلم، مترجم في "ثقات المؤلف" 9/125-126.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ1 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ الْبَجَلِيُّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَنَّ حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ وَكَانَ رِدْئًا لِلْإِسْلَامِ غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي قَالَ بل الرامي"2. [22:3]
1 سماه البخاري في "تاريخه" 4/301 نقلاً عن شيخه علي بن المديني: صلت بن مهران، ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/439، أما ابن حبان فسمّاه الصلت بن بهرام، وقال في ترجمته في "الثقات" 6/471: ومن قال: هو الصلت بن مهران، فقد وهم، وإنما هو الصلت بن بهرام. فتعقبه الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/432-433، فقال: هذا الذي رده جزم به البخاريُّ عن شيخه علي بن المديني، وهو أخبر بشيخه.
2 أخرجه البزار برقم "175" عن محمد بن مرزوق، والحسن بن أبي كبشة كلاهما عن محمد بن بكر البُرساني، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلمه يروى إلا عن حذيفة، وإسناده حسن، والصلت مشهور، ومن بعده لا يسأل عن أمثالهم.
وقد نسبه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/187، 188 إلى البزار، وقال: إسناده حسن.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 3/509 "طبعة الشعب تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} عن أبي يعلى، بهذا الإسناد، ثم قال: هذا إسناد جيد، والصلت بن بهرام كان من ثقات الكوفيين، ولم يُرْم بشيء سوى الإرجاء، وقد ويقه الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بنُ معين، وغيرهما.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا الْعِلْمَ النَّافِعَ رَزَقَنَا اللَّهُ إِيَّاهُ وَكُلَّ مُسْلِمٍ
82 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا ينفع"1. [12:5]
1 إسناده حسن، رجاله رجال مسلم، أسامة بن زيد وهو الليثي مولاهم، أبو زيد المدني، صدوق يهم، فهو حسن الحديث، وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/185 ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص215، بلفظ:"سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع" وبهذا اللفظ وأخرجه ابن ماجة "3843" في الدعاء: باب ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن علي بن محمد، عن وكيع، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/181-182، بلفظ المؤلف هنا، ونسبه إلى الطبراني في "الأوسط" وقال: إسناده حسن.
وانظر حديث أنس الآتي، مع تخريجه.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقْرُنَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا فِي التَّعَوُّذِ مِنْهَا أَشْيَاءَ مَعْلُومَةً
83 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَعَمَلٍ لَا يُرْفَعُ وَقَلَبٍ لَا يَخْشَعُ وَقَوْلٍ لَا يسمع"1. [12:5]
1 إسناده صحيح على شرط. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص 214 من طريق أحمد بن الحسن الصوفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق عبد الله بن محمد البغوي، عن أبي نصر التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2007"، وابن أبي شيبة 10/187، 188، وأحمد 3/192، 255، وأبو نعيم في "الحلية" 6/252 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/283، والنسائي 8/264 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، والحاكم 1/104، من طريقين عن خلف بن خليفة، عن حفص بن أخي أنس، عن أنس، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف""19635"، ومن طريقه البغوي عن معمر بن راشد، عن أبان "هو ابن أبي عياش، وهو متروك، عن أنس، به.
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند ابن أبي شيبة 10/187، ومسلم "2722"، وابن عبد البر ص 215
وعن عبد الله بن عمرو عند الترمذي "3482"، والنسائي 8/255.
وعن أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 10/187، والنسائي 8/263، والحاكم 1/104، وابن عبد البر ص215.
وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 10/187.
وعن ابن عباس عند ابن عبد البر ص 214، 215.
ذِكْرُ تَسْهِيلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا طَرِيقَ الْجَنَّةِ عَلَى مَنْ يَسْلُكُ فِي الدُّنْيَا طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا
84 -
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ الزَّاهِدُ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نسبه"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه ابن أبي شيبة 8/729، وأحمد 2/407، وأبو داود "3643" في العلم: باب الحث على طلب العلم، والترمذي "2646" في العلم: باب فضل العلم، والدارمي 1/99، والحاكم 1/88، و89، والبغوي في "شرح السنة""130"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص 13و14 من طرق عن الأعمش بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا أحمد 2/252، ومسلم "2696" في القراءات، وابن ماجة "225" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، من طريقين، عن الأعمش بهذا الإسناد.
ذِكْرُ بَسْطِ الْمَلَائِكَةِ أَجْنِحَتَهَا لِطَلَبَةِ الْعِلْمِ رِضًا بصنيعهم ذلك
85 -
أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ أَنْبِطُ الْعِلْمَ1قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى
1يقال: أنْبَطَ الحفّارُ: إذا بلغ الماءَ في البئر، ونبط الماءُ: إذا نبع، والاستنباط: الاستخراج. واستنبط الفقيه: إذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمه.
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلَّا وَضَعَتْ له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع"1. [2:1]
1 إسناده حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود. وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم "795"، ومن طريقه وأخرجه أحمد 4/239، وابن ماجة "226" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، والطبراني"7352" وصححه ابن خزيمة "193".
وأخرجه أحمد 4/239و240و241، والنسائي 1/98 في الطهارة، والطبراني "7373" و"7382" و"7388"، ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص 1/32 من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/100 من طريق عبد الوهاب بن بخت، عن زر بن حبيش، عن صفوان، وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني "7348" من طريق المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن صفان بن عسال.
ذِكْرُ أَمَانِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ النَّارِ مَنْ أَوَى إِلَى مَجْلِسِ عِلْمٍ وَنِيَّتُهُ فِيهِ صَحِيحَةٌ
86 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ وَاحِدٌ فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَلَّمَا فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وأما الآخر فَاسْتَحْيَى اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ الله عنه"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البغوي في "شرح السنة""3334" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" 3/132 في جامع السلام، ومن طريقه أخرجه البخاري "66" في العلم: باب من قعد حيث ينتهي به المجلس، و"474" في الصلاة: باب الحلق والجلوس في المسجد، ومسلم "2176" في السلام: باب من أتى مجلساً فوجد فرجة فجلس فيها، والترمذي "2724" في الاستئذان، والنسائي في العلم كما في "التحفة" 11/111.
وأخرجه أحمد 5/219 من طريق يحيى بن أبي كثيرٍ، عن ابن أبي طلحة، به.
ومعنى "فآواه الله" أي: جازاه بنظير فعله بأن ضمه إلى رحمته ورضوانه.
ومعنى "فاستحيا الله منه" أي رحمه ولم يعاقبه. ومعنى "فأعرض الله عنه" أي سخط عليه، وهو محمول على من ذهب معرضاً لا لعذر، هذا إن كان مسلماً، ويحتمل أن يكون منافقاً واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أمره، كما يحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم:"فأعرض الله عنه" إخباراً أو دعاء. قاله الحافظ في "الفتح" 1/ 157.
ذِكْرُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ طَالِبِ الْعِلْمِ وَمُعَلِّمِهِ وَبَيْنَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
87 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قال حدثنا المقرىء قَالَ أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهوسلم يَقُولُ: "مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى ما ليس له"1. [2:1]
1 إسناده حسن، أبو صخر هو حميد بن زياد الخراط، ويقال: حميد بن صخر، أبو مودود الخراط، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم. وسعيد المقبري: ثقة، أخرج حديثه الجماعة، وهو – وإن رمي بالاختلاط فبل موته- لم يأخذ عنه أحد في الاختلاط فيما قاله الإمام الذهبي في "الميزان".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/91 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة، فقال البوصيري: وقد أعله الدارقطني في علله بأن اختلف فيه على سعيد المقبر، فرواه حميد عنه هكذا، وخالفه عبيد الله بن عمر، فرواه عن الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب، قوله، ورواه ابنُ عجلان عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب، قوله، وقول عبيد الله بن عمر أشبه بالصواب.
وقول الحاكم: "إن الشيخين احتجا بجميع رواته" فيه نظر، فلم يحتج البخاري بحميد، ولا أخرج له في صحيحه، وإنما روى له في كتاب "الأدب المفرد" حديثين. نعم أخرج له مسلم في "صحيحه". وأخرجه ابن أبي شيبة 12/209، ومن طريقه ابن ماجة "227" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، عن حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر، به. قال البوصيري في الزوائد ورقة 16: هذا إسناد صحيح احتج مسلم بجميع رواته.
وأخرجه أحمد 2/350 و418 و527 من طرق عن أبي صخر حميد، به.
وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير""5911"، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"من دخل مسجدي ليتعلم خيراً، أو ليعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس كان بمنزلة من يرى ما يعجبه وهو شيء لغيره"، ومن حديث أبي أمامة عند الحاكم 1/91، والطبراني في "الكبير"، ولفظه عند الطبراني:"من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته" قال الهيثمي في "المجمع" 1/123: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثوقون كلهم.
وأخرج مالك 1/175، باب انتظار الصلاة والمشي إليها، عن سمي مولى أبي بكر، أن أبا بكر بن عبد الرحمن كان يقول:"من غدا أو رواح إلى المسجد لا يريد غيره ليتعلم خيراً، أو ليعلمه، ثم رجع إلى بيته كان كالمجاهد في سبيل الله رجع غانماً".
ذِكْرُ وَصْفِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ لَهُمُ الْفَضْلُ الَّذِي ذَكَرْنَا قَبْلُ
88 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ فِي حَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ أَمَا جِئْتَ لِتِجَارَةٍ أَمَا جِئْتَ إِلَّا لِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَالْمَلَائِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إن الأنبياء لم يورثواذكر وَصْفِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ لَهُمُ الْفَضْلُ الَّذِي ذَكَرْنَا قَبْلُ
[88]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ فِي حَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ أَمَا جِئْتَ لِتِجَارَةٍ أَمَا جِئْتَ إِلَّا لِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَالْمَلَائِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا
دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَأَوْرَثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخذ بحظ وافر"1. [2:1]
1 حديث حسن، إسناده ضعيف لضعف داود بن جميل – ويقال: الوليد بن جميل – وكثير بن قيس – ويقال: قيس بن كثير- والأول أكثر، وأخرجه أبو داود "3641" في أول كتاب العلم، وابن ماجة "223" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، والدارمي 1/98، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 39و40، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/429، والبغوي "129"، من طرق عن عبد الله بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/196، وابن عبد البر، 37 و38 و41 من طرق عن عاصم بن رجاء، به.
وأخرجه أبو داود "3642" من طريق محمد بن الوزير الدمشقي، حدثنا الوليد قال: لقيتُ شبيب بن شيبة، فحدثني عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء
…
وهذا سند حسن في الشواهد، فيتقوى الحديث به.
وعبارة: "وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورَّثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة" أوردها البخاري في "صحيحه" في كتاب العلم، ضمن عنوان باب العلم قبل القول والعمل. قال الحافظ في "الفتح" 1/147 "طبعة بولاق":"طرف من حديث أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم مصححاً من حديث أبي الدرداء، وحسنه حمزة الكناني، وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها".
وأخرجه أحمد 5/196، والترمذي "2682" من طريق محمود بن خداش البغدادي، كلاهما عن محمد بن يزيد الواسطي، حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن قيس بن كثير، به. [يعني بإسقاط داود بن جميل] قال الترمذي عقبه: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، وليس هو عندي بمتصل هكذا: حدثنا محمود بن خداش، بهذا الإسناد، وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن الوليد بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا أصح من حديث محمود بن خداش.
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ الْعُلَمَاءَ الَّذِينَ لَهُمُ الْفَضْلُ الَّذِي ذَكَرْنَا هُمُ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ عِلْمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دُونَ غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ الْعُلُومِ أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ: "الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ" وَالْأَنْبِيَاءُ لَمْ يُوَرِّثُوا إِلَّا الْعِلْمَ وَعِلْمُ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم سُنَّتُهُ فَمَنْ تَعَرَّى عَنْ مَعْرِفَتِهَا لم يكن من ورثة الأنبياء.
ذِكْرُ إِرَادَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا خَيْرَ الدَّارَيْنِ بمن تفقه في الدين
89 -
أخبرنا قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدين"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" "1037" في الزكاة: باب النهي عن المسألة، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "71" في العلم: باب "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدين".
ومن طريقه "131"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/19، عن سعيد بن عفير، و"7312" في الاعتصام: باب قول النبي: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق وهم أهل العلم"، عن إسماعيل بن أبي أويس، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/278 عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وابن عبد البر 1/18 من طريق سحنون، أربعتهم عن ابن وهب، به.
وأخرجه البخاري "3116" في: باب قوله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُول} عن حبان بن موسى، عن عبد الله ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، به
وأخرجه أحمد 4/101، والدارمي 1/73، 74 من طريق عبد الوهاب بن أبي بكر، عن الزهري، به.
وأخرجه مالك 2/ 900، و901، وأحمد 92 و93 و95 و96 و97 و98 و99 و104، ومسلم "1037""98"، وابن ماجة "221" في المقدمة: باب فضل العلماء، والدارمي 1/74، والطحاوي في "المشكل" 2/278 و279 و280، والطبراني في "الكبير"19/"729" و"782""783" و"784" و"785" و"786" و"787" و"792" و"797" و"810" و"815" و"860" و"864" و"868" و"869" و"871" و"904" و"906""911" و"912" و"918" و"929"، والقضاعي في "مسند الشهاب""346" و"954".
وابن عبد البر 1/18 و19، من طرق عن معاوية. وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد 1/306، والترمذي "2647" في العلم:"إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في دينه"، والدارمي 2/297، والبغوي "132". وعن أبي هريرة عند أحمد 2/234، وابن ماجة "220"، والطبراني في "الصغير" 2/18، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/280، والقضاعي "345"، وابن عبد البر 1/19. وعن ابن عمر عند ابن عبد البر 1/17، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/281.
ذِكْرُ إِبَاحَةِ الْحَسَدِ لِمَنْ أُوتِيَ الْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهَا النَّاسَ
90 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قال:
سمعت بن مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يقضي بها ويعلمها"1. [2:1]
1 حديث صحيح، رجاله رجال مسلم غير داود الطائي، وهو ثقة، ومصعب بن المقدام وإن كان له أوهام، فهو متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الحميدي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "99" ومن طريقه البخاري "73" في العلم: باب الاغتباط في العلم، والبيهقي في "السنن" 10/88، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 14، عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/190 من طريق أبي عامر العقدي، وابن عبد البر ص14 من طريق حامد بن يحيى، كلاهما عن ابن عيينة، عن ابن أبي خالد، به.
وأخرجه أحمد 1/358 و432، والبخاري "1409" في الزكاة: باب إنفاق المال في حقه، و"7141" في الأحكام: باب أجر من قضى بالحكمة، و"7316" باب ما جاء في اجتهاد القضاة بما أنزل الله، ومسلم "816" في صلاة المسافرين: باب من يقوم بالقرآن ويعلمه، وابن ماجة "4208" في الزهد: باب الحسد، والنسائي في العلم كما في "التحفة" 7/134، ووكيع في "الزهد""440"، وابن المبارك فيه أيضاً "1205" وكذا المروزي في زياداته "994"، البغوي "138" من طرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سيأتي عند المصنف برقم "125" و"126" و"1937".
وعن أبي هريرة عند أحمد 3/279، والبخاري "5026" في فضائل القرآن: باب اغتباط صاحب القرآن، و"7232" في التمني، و"7528" في التوحيد، والنسائي في "فضائل القرآن" 098"، والبيهقي في "السنن" 4/189 والطحاوي 1/191.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 10/557، والطحاوي 1/191.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ فِي فِقْهِهِ
91 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنُ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خيركم أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 2/466، 467 و469 عن عبد الرحمن بن مهدي، و481 عن وكيع، والبخاري في "الأدب المفرد""285" عن حجاج بن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2476"، وأحمد 2/485 عن حسن بن موسى، وعفان، وعبد الرحمن بن مهدي، أربعتهم عن حماد، عن عمارة بن أبي عمارة، عن أب هريرة، بلفظ:"الناس معادن في الخير والشر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" وهو لفظ الحديث الوارد بعده.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خِيَارَ الْمُشْرِكِينَ هُمُ الْخِيَارُ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا
92 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "النَّاسُ مَعَادِنُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا"1. [9:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""196" من طريق يحيى بن يمان، عن هشام، بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه من طرق كثيرة عن أبي هريرة الحميدي "1045"، وأحمد في "المسند" 2/257 و260 و391 و438 و485 و498 و525 و 539، وفي "فضائل الصحابة""1518" و"1519" و"1673"، والبخاري "3353" في الأنبياء: باب قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} و"3374" باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} و"3383" باب قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} و"3493" و"3496" في أول المناقب، و"3588" في المناقب أيضاً: باب علامات النبوة في الإسلام، و"4689" في التفسير: باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} ، ومسلم 02378" و"2526" في الفضائل، و"2638" "160" في البر والصلة، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/315، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 9/479 و10/303، والبغوي في "شرح السنة" "3844" و"3845"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "606".
ذكر البيان بأن العلم من خيار مَا يَخْلُفُ الْمَرْءَ بَعْدَهُ
93 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ هُوَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَيْرُ مَا يَخْلُفُ الرجل بعده ثلاث ولد صالح يدعوا لَهُ وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ"1. [2:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: قَدْ بَقِيَ مِنْ هَذَا النوعِ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ بَدَّدْنَاهَا فِي سَائِرِ الْأَنْوَاعِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ لِأَنَّ تِلْكَ الْمَوَاضِعِ بِهَا أشبه
1 إسناده صحيح، إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة: ثقة. وباقي السند على شرط الصحيح. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي مولاهم الحراني، وأبو عبد الرحيم: خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم الموي مولاهم الحراني، وأخرجه ابن ماجة "241" في المقدمة: باب ثواب معلم الناس الخير، والنسائي في "اليوم والليلة" كما في "التحفة" 9/248 عن إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم "1631" والبخاري في الأدب المفرد "38" وأبي داود "2880"، وأحمد 2/372، والنسائي 6/251، والطحاوي في "المشكل" 1/85، والترمذي "1376"، والبيهقي 6/278.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِإِقَالَةِ زَلَّاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ
94 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعُمَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم"1. [78:1]
1 أبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب: ضعيف، وهو من رجال "التهذيب" وبقية رجاله ثقات، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""465" والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/126، والبيهقي في "السنن" 8/334، من طرق عن أبي بكر بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4375" في الحدود: باب في الحد يشفع فيه، من طريقين عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/181، وأبو نعيم في "الحلية" 9/43، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/129، والبيهقي 8/267 و334، من طرق عن عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه عن عمرة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود". عبد الملك بن زيد: قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/95، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/413 –414، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد تابعه عليه أبو بكر بن نافع عند المؤلف وغيره كما تقدم، وعبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر عند النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 12/413، والطحاوي 3/127 –128، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين، فهو حسن كما قال الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث لـ "مشكاة المصأبيح" ص1790. وله شاهدٌ من حديث ابن مسعود مرفعاً بلفظ:"أقيلوا ذوي الهيئة زلاتهم" أخرجه الخطيب في "تاريخه" 10/85، 86، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/234، وسنده حسن في الشواهد.
وآخر من حديث ابن عمر عند ابن الأعرأبي في "معجمه" بلفظ: "تجاوزا عن عقوبة ذوي الهيئات" وسنده حسن، فالحديث قوي.
وذووا الهيئات: قال ابن الأثير: هم الذين لا يُعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة.
وقال الطحاوي: هم ذوو الصلاح لا من سواهم، ولم يخرجهم ما كان منهم من الزلات والهفوات عما كانوا عليه قبل ذلك من المروءات والهيئات التي هي الصلاح، فأما من أتى ما يوجب حداً فقد خرج بذلك عن المعنى الذي أمر أن يتجافى عن زلات أهله، وصار بذلك فاسقاً راكباً للكبائر.
ذِكْرُ إِيجَابِ الْعُقُوبَةِ فِي الْقِيَامَةِ عَلَى الْكَاتِمِ الْعِلْمَ الَّذِي يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ
95 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ1بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كَتَمَ عِلْمًا تَلَجَّمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ القيامة"2. [109:2]
1 تحرف في "الإحسان" و "التقاسيم" 2/ لوحة 230 إلى "عبيد الله"، وكتب على هامش "الإحسان" صوابه:"عبد الله بن محمد".
2 إسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه أحمد 2/263 و305 عن أبي كامل البغدادي مظفر بن مدرك و344 عن عفان بن مسلم، و353 عن حسن بن موسى الأشيب، وأبو داود "3658" في العلم: باب كراهية منع العلم، عن موسى بن إسماعيل، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2534"، وابن أبي شيبة 9/55، وأحمد 2/495، والترمذي "2649" في العلم: باب ما جاء في كتمان العلم، وابن ماجة "261" في المقدمة: باب من سئل عن علم فكتمه، من طريق عمارة بن زاذان، عن علي بن الحكم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/55، وأحمد 2/499 و508، والطبراني في "الصغير" 1/60 و114 و162، والبغوي"140" من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به وصححه الحاكم 1/101 ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو في الحديث الذي بعده.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
96 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ1 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ القيامة بلجام من نار"2. [109:2]
1 سقطت من "الإحسان" و"التقاسيم" 2/لوحة 230، واستدركت من مصادر التخريج وكتب الجرح والتعديل، ومنها "ثقات المؤلف" 7/51.
2 إسناده حسن في الشواهد. عبد الله بن عياش: قال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة، وروى له مسلم حديثاً واحداً في الشواهد لا في الأصول، وباقي رجاله على شرط مسلم، أبو الطاهر: هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن السرح المصري، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، والخطيب في "تاريخ بغداد 5/38، 39 من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد. ونسبه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/163، إلى الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال: ورجاله موثوقون.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ كِتْمَانِ الْعَالِمِ بَعْضَ مَا يَعْلَمُ مِنَ الْعِلْمِ إِذَا عَلِمَ أَنَّ قُلُوبَ الْمُسْتَمِعِينَ لَهُ لَا تَحْتَمِلُهُ
.
97 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ حدثنا بن إِدْرِيسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَسِيبٍ إِذْ جَاءَتْهُ الْيَهُودُ فَسَأَلَتْهُ عَنِ الرُّوحِ فَنَزَلَتْ {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} " 1 الآية [الاسراء:85] . [64:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين: ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي، وعبد الله بن مرة هو الهمداني الخارفي الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه أحمد وابنه عبد الله 1/410 عن عثمان بن أبي شيبة، ومسلم "2794" "34" في صفات المنافقين: باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الروح، عن أبي سعيد الأشج، كلاهما عن ابن إدريس، بهذا الإسناد. والعسيب: جريدة من النخل، وهي السَّعَفَة مما لا ينبت عليه الخوص.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَعْمَشَ لَمْ يَكُنْ بِالْمُنْفَرِدِ فِي سَمَاعِ هَذَا الْخَبَرِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ دُونَ غَيْرِهِ
98 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ1 بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَوْ سَأَلْتُمُوهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ فَيُسْمِعَكُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَخْبِرْنَا عَنِ الرُّوحِ فَقَامَ سَاعَةً يَنْتَظِرُ الْوَحْيَ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحَى عَلَيْهِ فَتَأَخَّرْتُ عَنْهُ حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ ثُمَّ قَرَأَ {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} 2الآية [الاسراء:85] . [64:3]
1 في "الإحسان" مهملة فتقرأ "خرب" و"حرث". وفي "التقاسيم" 3/ لوحة 216: "حرث".
قال النووي في "شرح مسلم" 17/137: اتفقت نسخ "صحيح مسلم"على أنه "حرث" بالثاء المثلثة، وكذا رواه البخاري في مواضع ورواه في أول الكتاب في باب:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} : خرب بالباء الموحدة والخاء المعجبة جمع خراب. قال العلماء: الأول أصوب، وللآخر وجه، ويجوز أن يكون الموضع فيه الوصفان. والحرث: هو موضع الزرع.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم "2794" "33" في صفات المنافقين: باب سؤال اليهود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الروح، عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "7297" في الاعتصام: باب ما يكره من كثرة السؤال، عن محمد بن عبيد بن ميمون، ومسلم "2794""33"، والترمذي "3141" في التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل، والنسائي في التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة" 7/97، عن علي بن خشرم، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/444، 445، وأخرجه البخاري "125" في العلم: باب {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} و"4721" في التفسير: باب {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ} و"7456" باب {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} و"7462" باب {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} ، ومسلم "2794""32" و"33 "34"، والطبري في "التفسير" 15/155، والواحدي في "أسباب النزول" ص197، والطبراني في "الصغير" 2/86، من طريق الأعمش، به.
وأخرجه الطبري 15/156 من طريق جرير، عن المغيرة، عن إبراهيم، به.
وقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ "أوتيتم" على وفق القراءة المشهورة، وفي أكثر نسخ البخاري ومسلم، {وما أوتوا} . وقد أورد البخاري عقب الحديث "125" قول الأعمش: هكذا في قراءتنا. قال الحافظ: وليست هذه القراءة في السبعة ولا في المشهور من غيرها. انظر "الفتح"1/224، و 8/404.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
99 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ حَدَّثَنَا بن أَبِي زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلْيَهُودِ أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ فَقَالُوا سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ فَسَأَلُوهُ فَنَزَلَتْ {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} فَقَالُوا: لَمْ نُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ نَحْنُ إِلَّا قَلِيلًا وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ وَمَنْ يُؤْتَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا فَنَزَلَتْ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الْآيَةَ "1 [الكهف: 109] . [64:3]
1 إسناده حسن، مسروق بن المرزبان: صدوق، له أوهام، وباقي رجاله على شرط مسلم، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، وأخرجه أحمد 1/255، والترمذي "3140" في التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل، والنسائي من "الكبرى" كما في "التحفة" 5/133، ثلاثتهم عن قتيبة بن سعيد، عن ابن أبي زائدة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ سَرْدِ الْأَحَادِيثِ حَذَرَ قِلَّةِ التَّعْظِيمِ وَالتَّوْقِيرِ لَهَا
100 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شِهَابٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "أَلَا يُعْجِبُكَ1 أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ"2. [109:2]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ: قَوْلُ عَائِشَةَ: "لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ" أَرَادَتْ بِهِ سَرْدَ الْحَدِيثِ لَا الحديث نفسه.
1 بضم أوله، وإسكان ثانيه من الإعجاب، وبفتح ثانيه والتشديد من التعجيب.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "2493" في الفضائل: باب من فضائل أبي هريرة، عن حرملة بن يحيى، وأبو داود "3655" في العلم: باب في سرد الحديث، عن سليمان بن داود المهري، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/118 عن علي بن إسحاق، عن عبد الله، و6/157، عن عثمان بن عمر، كلاهما عن يونس بن يزيد به.
وأخرجه أحمد 6/257، والترمذي "3639" في المناقب: باب في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من طريق أسامة بن زيد، وأبو داود "3654" في العلم من طريق ابن عيينة، كلاهما عن الزهري، به. وقولها:"لم يكن يسرد الحديث كسردكم" أي لم يكن يتابع الحديث استعجالاً بعضه إثر بعض لئلا يلتبس على المستمع، وعلقه البخاري "3568" في المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، به. وقال الحافظ في "الفتح" 6/578: وصله الذهلي في "الزهريات" عن أبي صالح، عن الليث. وزاد في "تغليق التعليق" 4/50: ووصله أبو نعيم في "مستخرجه" من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس، وزاد في آخره:"إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلاً تفهمه القلوب".
وقولها: "كنت أسبح" أي أصلي نافلة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِبَاحَةِ جَوَابِ الْمَرْءِ بِالْكِنَايَةِ عَمَّا يَسْأَلُ وَإِنْ كَانَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ مَدْحُهُ
101 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ غَنِيمَةً بِالْجِعْرَانَةِ1 إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: اعْدِلْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا وَيْلِي لَقَدْ شَقِيتُ إِنْ لم أعدل"2. [65:3]
1 هو موضع قريب من مكة، وهي في الحل، وميقات للإحرام، وهي بكسر الجيم، وتسكن العين والتخفيف، وقد تكسر العين وتُشدّد الراء.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "3138" في فرض الخمس: باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/ 332 عن أبي عامر العقدي، عن قرة بن خالد، به.
وأخرجه بأطول مما هنا أحمد 3/353 و354 و355، ومسلم "1063" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، وابن ماجة "172"، والطبراني في "الكبير""1753" من طرق عن أبي الزبير، عن جابر.
قال الحافظ: ووجدت لحديث جابر شاهداً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل يوم حنين وهو يقسم شيئاً، فقال: يا محمد أعدل. ولم يسم الرجل أيضًا، وسماه محمد بن إسحاق بسند حسن عن عبد الله بن عمر، وأخرجه أحمد والطبري أيضاً، ولفظه: أتى ذو الخويصرة التميمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم بحنين، فقال: يا محمد فذكر نحو هذا الحديث المذكور" يعني الحديث رقم "6933" في استتابة المرتدين: باب من ترك قتال الخوارج، من حديث أبي سعيد قال الحافظ: فيمكن أن يكون تكرر ذلك منه في الموضعين عند قسمة غنائم حنين، وعند قسمة الذهب الذي بعثه علي. انظر "الفتح" 12/291.
وقوله: "لقد شقيت" – ورواية مسلم: "لقد خبت وخسرت" – قال النووي بفتح التاء وبضمها، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح: خبتَ أنتَ أيها التابع إذا كنتُ لا أعدل لكونك تابعاً ومقتدياً بمن لا يعدل، والفتح أشهر، والله أعلم. انظر "شرح صحيح مسلم" 7/159، وانظر "فتح الباري" 6/243.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْعَالِمَ عَلَيْهِ تَرْكُ التَّصَلُّفِ بِعِلْمِهِ وَلُزُومُ الِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ جل وعلا في كل حاله
102 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ الْخَضِرُ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ هَلُمَّ إِلَيْنَا فَإِنِّي قَدْ تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيهِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليهذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْعَالِمَ عَلَيْهِ تَرْكُ التَّصَلُّفِ بِعِلْمِهِ وَلُزُومُ الِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وعلا في كل حاله
[102]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ الْخَضِرُ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ هَلُمَّ إِلَيْنَا فَإِنِّي قَدْ تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيهِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ فَقَالَ مُوسَى: لَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بَلْ عَبْدُنَا الْخَضِرُ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ تَلَقَّاهُ فَسَارَ مُوسَى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسِيرَ ثُمَّ قَالَ لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا فَقَالَ لِمُوسَى حِينَ سَأَلَهُ الْغَدَاءَ: أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَقَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا فَوَجَدَا خَضِرًا وَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كتابه"1. [4:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "2380" "174" في الفضائل: باب من فضائل الخضر عليه السلام، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 15/282 من طريق عبد الله بن عمر النميري، عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/116، والبخاري "78" في العلم: باب الخروج في طلب العلم، و"7478" في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة والطبري 15/282، من طريق الأوزاعي، عن الزهري، بهذا الإسناد..
وأخرجه البخاري "74" في العلم: باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وآله وسلم في البحر إلى الخضر، و"3400" في أحاديث الأنبياء: باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، به.
وأخرجه الحميدي "371"، وأحمد 5/117، 118، والبخاري "122" في العلم: باب ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم، و"3278" في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، و"3401" في أحاديث الأنبياء، و"4735" في التفسير: باب {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} ، و"4727" باب {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ} ، و"6672" في الأيمان والنذور: باب إذا حنث ناسياً في الإيمان، ومسلم "2380" في الفضائل، وأبو داود "4707" في السنة: باب في القدر، والترمذي "3149" في التفسير: باب ومن سورة الكهف، من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وأخرجه أحمد 5/119، 120، والبخاري "2267" في الإجارة: باب إذا استأجر أجيراً على أن يقيم حائطاً يريد أن ينقض، و"4726" في التفسير: باب {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً} من طريق ابن جريج، أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وأخرجه مختصراً أبو داود "4705" و"4706" في السنة: باب في القدر، من طريقين عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِجَابَةِ الْعَالِمِ السَّائِلَ بِالْأَجْوِبَةِ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ وَالْمُقَايَسَةِ دُونَ الْفَصْلِ فِي الْقِصَّةِ
103 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتَ هَذَا الليلذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِجَابَةِ الْعَالِمِ السَّائِلَ بِالْأَجْوِبَةِ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ وَالْمُقَايَسَةِ دُونَ الْفَصْلِ فِي الْقِصَّةِ
[103]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتَ هَذَا اللَّيْلَ
قد كان ثُمَّ لَيْسَ شَيْءٌ أَيْنَ جُعِلَ؟ " قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ: "فَإِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ"1. [65:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. عبيد الله بن عبد الله الأصم: روى عن جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وأخرج حديثه مسلم، والمخزومي هو المغيرة بن سلمة، أبو هشام المخزومي. وأخرجه البزار "2196"، والحاكم 1/36وصححه، ووافقه الذهبي، من طريق محمد بن معمر، عن المغيرة بن سلمة المخزومي، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/327: ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق محمد بن إسماعيل، عن أبي النعمان محمد بن الفضل، عن عبد الواحد بن زياد به، وصححه، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِعْفَاءِ الْمَسْؤُولِ عَنِ الْعِلْمِ عَنْ إِجَابَةِ السَّائِلِ عَلَى الْفَوْرِ
104 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ وَكَرِهَ مَا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: هَا أَنَا ذَا قال: "إذا ضيعت الأمانة فانتظرذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِعْفَاءِ الْمَسْؤُولِ عَنِ الْعِلْمِ عَنْ إِجَابَةِ السَّائِلِ عَلَى الْفَوْرِ
[104]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ وَكَرِهَ مَا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: هَا أَنَا ذَا قَالَ: "إِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ
الساعة" قال: فما إضاعتها؟ قال: "إذا اشتد الأمر1فانتظر الساعة"2. [65:3]
1 كذا في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/244، ولم يتابع عليه المؤلف فيما وقعت عليه من مصادر، والمحفوظ رواية البخاري في العلم:"إذا وسد الأمر إلى غير أهله" ولفظه في الرقاق: "إذا أسند الأمر إلى غير أهله" ورواه أحمد بلفظ: "إذا توسد الأمر غير أهله، فانتظر الساعة".
2 فليح هو ابن سليمان، أبو يحيى المدني. قال الحافظ في "الفتح" 1/142: صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه. وأخرج له في المواعظ والآداب، وما شاكلها طائفة من أفراده وهذا منها. هلال بن علي يقال له: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال، فقد يظن ثلاثة وهو واحد، وهو من صغار التابعين، وشيخه في هذا الحديث من أوساطهم.
وأخرجه أحمد 4/361 عن يونس وسريج بن النعمان، والبخاري 059 "في العلم: باب من سئل علماً وهو مشتغل في حديثه، و"6496" في الرقاق: باب رفع الأمانة، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""4232" عن محمد بن سنان، وعن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، والبيهقي في "السنن" 10/118 من طريق سريج بن النعمان، أربعتهم عن فليح بن، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ أَنْ يُغْضِيَ عَنِ الْإِجَابَةِ مُدَّةً ثُمَّ يُجِيبَ ابْتِدَاءً مِنْهُ
105 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ سَاعَتِهِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ شَيْءٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ أَوْ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ عَمَلٍ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ أَوْ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ مِثْلَ فَرَحِهِمْ بهذا1. [65:3]
1 إسناده صحيح. الحسن بن الحسن المروزي: قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي السند على شرطهما. وتقدم تخريجه من جميع طرقه برقم "8".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِلْقَاءِ الْعَالِمِ عَلَى تَلَامِيذِهِ الْمَسَائِلَ الَّتِي يُرِيدُ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ إِيَّاهَا ابْتِدَاءً وَحَثِّهِ إِيَّاهُمْ عَلَى مِثْلِهَا
106 -
أَخْبَرَنَا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى لَهُمْ صَلَاةَ الظُّهْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنْ قَبْلَهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي" قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يقول: "سلونيذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِلْقَاءِ الْعَالِمِ عَلَى تَلَامِيذِهِ الْمَسَائِلَ الَّتِي يُرِيدُ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ إِيَّاهَا ابتداء وحثه إياهم على مثلها
[106]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى لَهُمْ صَلَاةَ الظُّهْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنْ قَبْلَهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي" قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي
سَلُونِي" فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَةُ" فَلَمَّا أَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي" بَرَكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَالَ: يَا رسول الله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رَسُولًا قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الخير والشر"1. [65:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه""2359""136" في الفضائل، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20786"، ومن طريقه أحمد 3/162، والبخاري "7294" في الاعتصام: باب ما يكره من كثرة السؤال، ومسلم "2359" في الفضائل، والبغوي في "شرح السنة""3720" عن معمرن عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري "93" في العلم: باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدّث، و"540" في مواقيت الصلاة: باب وقت الظهر عند الزوال، ومسلم "2359" كلاهما عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري "6362" في الدعوات: باب التعوذ من الفتن، و"7089" باب التعوذ من الفتن، من طريقين عن هشام، عن قتادة، عن أنس. وأخرجه مختصراً البخاري "749" في الأذان: باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، و"6468" في الرقاق: باب القصد والمداومة على العمل، من طريقين عن فليح، عن هلال بن علي، عن أنس.
وأخرجه مختصراً أحمد 3/107 من طريق ابن أ [ي عدي، عن حميد، عن أنس، وأورد المؤلف صدره، وهو قوله:"خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فصلى الظهر حين زاغت الشمس" برقم "1502" في مواقيت الصلاة، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ يَعْرِضُ لَهُ الْأَحْوَالُ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينَ يُرِيدُ بِهَا إِعْلَامَ أُمَّتِهِ الْحُكْمَ فِيهَا لَوْ حَدَثَتْ بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم
107 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: "يَرْحَمُهُ الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها"1. [17:5]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلأبي، وأبو معاوية: محمد بن خازم، وأخرجه مسلم "788" "225" في صلاة المسافرين: باب فضائل القرآن وما يتعلق به، عن ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "فضائل القرآن""31" من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبدة، به.
وأخرجه أحمد 6/138، والبخاري "2655" في الشهادات: باب شهادة الأعمى، و"5037" و"5038" في فضائل القرآن: باب نسيان القرآن، و"5042" باب من لم ير بأساً أن يقول سورة البقرة، و"6335" في الدعوات: باب قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ، ومسلم "788"، وأبو داود "1331" في الصلاة: باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، و"3970" في الحروف والقراءات، من طرق عن هشام، بهذا الإسناد.
قال القاضي عياض فيما نقله النووي في "شرح مسلم" 6م76، 77: جمهور المحققين جواز النسيان عليه صلى الله عليه وآله وسلم ابتداء فيما ليس طريقه البلاغ، واختلفوا فيما طريقه البلاغ والتعليم، ولكن من جوز، قال: لا يقر عليه، بل لا بد أن يتذكره أو يذكره. وانظر "الفتح" 9/86.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ اعْتِرَاضِ الْمُتَعَلِّمُ عَلَى الْعَالِمِ فِيمَا يَعْلَمُهُ مِنَ الْعِلْمِ
108 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ حَدَّثَنَا الأوزاعي عن بن شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعْمَلُ فِي شَيْءٍ نَأْتَنِفُهُ أَمْ فِي شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ قَالَ: "بَلْ فِي شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ" قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: "يَا عُمَرُ لَا يُدْرَكُ ذَاكَ إِلَّا بِالْعَمَلِ" قَالَ: إِذًا نَجْتَهِدُ يا رسول الله1. [30:3]
1 رجاله قات رجال الشيخين غير هشام بن عمار، فإنه من رجال البخاري وحده، ورواه البزار "2137" عن صدقة بن الفضل العَمي، عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد. بنحوه.
قال البزار: رواه غير واحد عن الزهري، عن سعيد أن عمر قال
…
، لا نعلم أحداً يسنده عن أبي هريرة إلا أنس، ورواه صالح بن أبي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عمر
…
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/194، 195 مختصراً وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه الطيالسي بنحوه ص4 من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد الله عن سالم، عن أبيه، عن عمر. وفي الباب غير ما حديث يشهد له، وقوله: نأتنف أي: نبتدئه من غير أن يكون سبق به سابق قضاء وتقدير.
ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الشَّيْءِ وَهُوَ خَبِيرٌ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ ذَاكَ بِهِ اسْتِهْزَاءً
109 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكَنَّى أَبَا عُمَيْرٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: "أبا عمير ما فعل النغير"1. [22:4]
1 إسناده صحيح. حوثرة بن أشرس: هو حوثرة بن أشرس العدوي، أبو عامر البصري، روى عن جمع، وروى عنه غير واحد، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/215، وأرَّخ وفاته سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وهو مترجم في "الجرح والتعديل" 3/283، وباقي رجاله ثقات على شرط الصحيح، وأخرجه أحمد 3/288، عن عفان، وأبو داود "4969" في الأدب: باب ما جاء في الرجل يتكنى وليس له ولد، والبخاري في "الأدب المفرد""847" عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد..
وأخرجه أحمد 3/222، 223، والبخاري في "الأدب المفرد""384" من طريقين عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به.
وأخرجه أبو الشيخ ص33 من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، به.
وأخرجه من طرق عن أبي التياح، عن أنس: الطيالسي "2088"، وأخرجه ابن أبي شيبة 9/14، وأحمد 3/119 و171 و190 و212، والبخاري "6129" في الأدب: باب الانبساط إلى الناس، و"6203" باب الكنية للصبي، وفي "الأدب المفرد""269"، ومسلم "2150" في الأدب: باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته، والترمذي"333" في الصلاة: باب ما جاء في الصلاة على البسط، و"1990" في البر: باب ما جاء في المزاح، وابن ماجة "3720" في الأدب: باب ما جاء في المزاح، والترمذي في "الشمائل" 236، والنسائي في "اليوم والليلة" كما في "التحفة" 1/436، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم" ص32و33، البيهقي في "دلائل النبوة" 1/312-313، وفي "السنن" 5/203 و9/310، والبغوي في "شرح السنة""3377".
وأخرجه أبو الشيخ ص 32 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس وأخرجه أحمد 2/115 و118 و201، والبيهقي في "السنن" 5/203 من طرق عن حميد الطويل، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/278 عن بندار، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ التَّكَلُّفِ فِي دِينِ اللَّهِ بِمَا تُنُكِّبَ عنه وأغضي عن إبدائه
110 -
أخبرنا بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ تُحَرَّمْ فَحُرِّمَ عَلَى المسلمين من أجل مسألته"1. [66:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه الشافعي 1/15، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""144"، وأخرجه مسلم "2358" "132" في الفضائل: باب توقيره صلى الله عليه وآله وسلم، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "67"، وأحمد 1/179، ومسلم "2358""132"، وأبو داود "4610" في السنة: باب لزوم السنة من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 1/76، ومسلم "2358""132"، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري "7289" في الاعتصام: باب ما يكره من كثرة السؤال، من طريق عقيل، عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم "2358""132" من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِظْهَارِ الْمَرْءِ بَعْضَ مَا يُحْسِنُ مِنَ الْعِلْمِ إِذَا صَحَّتْ نِيَّتُهُ فِي إِظْهَارِهِ
111 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبره أن بن عَبَّاسٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رسول اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً1 تَنْطِفُ2 السَّمْنَ وَالْعَسَلَ وَإِذَا النَّاسُ يَتَكَفَّفُونَ3 مِنْهَا بِأَيْدِيهِمْ فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ وَأَرَى سَبَبًا4 وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ5 فَعَلَوْتَ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَعَلَا ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ بِهِ ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلَا قَالَ: أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَلَأَعْبُرُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَبِّرْ" قَالَ: أَبُو بَكْرٍ أَمَّا الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الْإِسْلَامِ وَأَمَّا الَّذِي يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ النَّاسُ مِنْ ذلك فالمستكثر من
1 أي سحابة.
2 تنطف: بكسر الطاء وضمها، أي: تقطر.
3 أي: يتلقونه بأكفهم، ويأخذونه، يقال: تكفف الرجل الشيء، واستكفه: إذا مدّ كفه، فتناول بها.
4 أي: حبلاً.
5 ما بين حاصرتين مستدرك من صحيحي مسلم والبخاري.
الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ أَخَذْتَهُ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا" قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ قال: "لا تقسم"1. [65:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه""2269" في الرؤيا، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "7046" في التعبير: باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب، والبيهقي في "السنن" 10/39، من طريقين عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "536"، وابن أبي شيبة 11/59، 60، وأحمد 1/236، ومسلم "2269" في الرؤيا: باب في تأويل الرؤيا، وأبو داود "3267" و"3269" في الأيمان والنذور: باب في القسم هل يكون يميناً، و"4633" في السنة: باب في الخلفاء، والترمذي "2294" في الرؤيا: باب ما جاء في رؤيا النبي، وابن ماجة "3918" في تعبير الرؤيا: باب تعبير الرؤيا، والدارمي 2/128-129، والنسائي في الرؤيا من "الكبرى" كما في "التحفة" 5/62، والبيهقي في "السنن" 10/38، من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه الترمذي "2293" في الرؤيا، وأبو داود "3268" في الأيمان والنذور، و"4632" في السنة، وابن ماجة "3918"، والبغوي "3283"، والبيهقي 10/38-39 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلاً
…
وهو في "مصنف عبد الرزاق""20360" من طريق معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، لم يذكر فيه عن ابن عباس. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه النسائي في الرؤيا كما في "التحفة" 10/138 من طريق محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، وكان أحياناً يقول: عن أبي هريرة أن رجلاً، ولم يذكر ابن عباس أيضاً.
وأخرجه مسلم من طريق عبيد الله، عن ابن عباس، أو أبي هريرة.
قال الحافظ في "الفتح" 12/433 تعليقاً على رواية البخاري: "أن بن عباس كان يحدث" كذا لأكثر أصحاب الزهري، وتردد الزبيدي: هل هو عن بن عباس، أو أبي هريرة. واختلف على سفيان بن عيينة، ومعمر، فأخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله عن ابن عباس أو أبي هريرة. قال عبد الرزاق: كان معمر يقول أحياناً: عن أبي هريرة، وأحياناً يقول: عن ابن عباس، وهكذا ثبت في "مصنف عبد الرزاق" رواية إسحاق الدبري. وأخرجه أبو داود، وابن ماجة عن محمد بن يحيى الذهلي، عن عبد الرزاق، فقال فيه:"عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث"، وهكذا أخرجه البزار عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، وقال: لا نعلم أحداً قال: عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي هريرة، إلا عبد الرزاق، عن معمر. ورواه غير واحد، فلم يذكروا أبا هريرة. انتهى. وأخرجه الذهلي في "العلل" عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق، فاقتصر على ابن عباس، ولم يذكر أبا هريرة، وكذا قال أحمد في "مسنده":"قال إسحاق: عن عبد الرزاق: كان معمر يتردد فيه حتى جاءه زمعة بكتاب فيه عن الزهري". كما ذكرناه، وكان لا يشك فيه بعد ذلك. وأخرجه مسلم من طريق الزبيدي:"أخبرني الزهري، عن عبيد الله أن ابن عباس أو أبا هريرة" هكذا بالشك. وأخرجه مسلم عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة مثل رواية يونس، وذكر الحميدي: أن سفيان بن عيينة كان لا يذكر فيه ابن عباس، قال: فلما كان في آخر زمانه أثبت فيه ابن عباس. أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من طريق الحميدي هكذا.
قال الذهلي: المحفوظ رواية الزبيدي، وصنيع البخاري يقتضي ترجيح رواية يونس ومن تابعه، وقد جزم بذلك في "الأيمان والنذور" حيث قال:"وقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: لا تقسم"، فجزم بأنه عن ابن عباس.
وانظر "تحفة الأشراف" 5/61-62، و10/138-139
قال الحافظ ابن حجر: قال ابن التين: فيه أن الأمر بإبرار القسم خاص بما يجوز الاطلاع عليه، ومن ثم لم يبر قسم أبي بكر، لكونه سأل ما لا يجوز الاطلاع عليه لكل أحد. قلت: فيحتمل أن يكون منعه ذلك لما سأله جهاراً، وأن يكون أعلمه بذلك سراً "الفتح" 1/ 437.
ذِكْرُ الْحُكْمِ فِيمَنْ دَعَا إِلَى هُدًى أَوْ ضَلَالَةٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهِ
112 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثامهم شيئا1"2. [12:3]
1 في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة 57: "شيء"، والوجه ما أثبت كما في "صحيح مسلم".
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "2674" في العلم: باب من سن سنة حسنة أو سيئة، وأبو داود "4609" في السنة: باب لزوم السنة، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/397، ومسلم "2674"، والترمذي "2674" في العلم: باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى، والدارمي 1/130، 131، والبغوي في "شرح السنة""109" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
ورواه ابن ماجة "206" من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلَى الْعَالِمِ أَنْ لَا يُقَنِّطُ عِبَادَ اللَّهِ عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
113 -
سَمِعْتُ أَبَا خَلِيفَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الربيع بن مسلم يقول سمعت محمدا يقول: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ فَقَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا" فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وأبشروا"1. [66:3]
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: "سَدِّدُوا" يُرِيدُ بِهِ كُونُوا مُسَدَّدِينَ وَالتَّسْدِيدُ لُزُومُ طَرِيقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاتِّبَاعُ سُنَّتِهِ وَقَوْلُهُ: "وَقَارِبُوا" يُرِيدُ بِهِ لَا تَحْمِلُوا عَلَى الْأَنْفُسِ مِنَ التَّشْدِيدِ مَا لَا تُطِيقُونَ وَأَبْشِرُوا فَإِنَّ لَكُمُ الْجَنَّةَ إِذَا لَزِمْتُمْ طريقتي في التسديد وقاربتم في الأعمال.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد: هو ابن زياد القرشي الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد" "254" عن موسى بن إسماعيل، عن الربيع بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/467 عن عبد الرحمن بن مهدي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، بهذا الإسناد. وسيعيده المؤلف برقم "358" في باب ما جاء في الطاعات وثوابها.
وقوله: "لو تعلمون ما أعلم
…
لبكيتم كثيراً" أخرجه أحمد 2/477، والبيهقي في "السنن" 752 من طريق وكيع، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، به.
وأخرجه أحمد 2/312، والبخاري "6637" في الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من طريقين عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/257 و418 من طريقين عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/502، والترمذي "2313" في الزهد من طريقين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة
وأخرجه أحمد 2/432 عن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم "662" في كتاب الرقائق، من طريق الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ إِبَاحَةِ تَأْلِيفِ الْعَالِمِ كُتُبَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
114 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع"1. [1:4]
1 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن شماسة، فهو من رجال مسلم وحده. عبد الأعلى: هو حماد بن نصر الباهلي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، وأخرجه الترمذي "3954" في المناقب: باب في فضل الشام واليمن، عن محمد بن بشار، والحاكم 2/611، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/147 من طريق يحيى بن أبي طالب، كلاهما عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/191-192، وأحمد 5/185، والطبراني في "الكبير""4933"، والحاكم 2/229 من طريق يحيى بن إسحاق، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال الحاكم: وفيه الدليل الواضح أن القرآن إنما جُمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ذِكْرُ الْحَثِّ عَلَى تَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ وَإِنْ لَمْ يَتَعَلَّمِ الْإِنْسَانُ بِالتَّمَامِ
115 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ1 فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ2 يَأْخُذُهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ"؟ قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُحِبُّ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ عِدَادِهِنَّ مِنَ الإبل"3. [2:1]
1 بطحان: وادٍ بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي بطحان والعقيق وقناة.
2 ناقة كوماء: مشرفة السنام عاليتُه، والزهراوان مثنى زهراء. والزَّهْر: البياض النَّيِّر، وهو أحسن الألوان.
3 إسناده صحيح على شرط مسلم، وحبان هو ابن موسى بن سوار السلمي المروزي، وعبد الله هو ابن المبارك، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/503، 504، ومسلم "803" في صلاة المسافرين: باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، من طريق الفضل بن دكين، وأحمد 4/154 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وأبو داود "1456" في الصلاة: باب في ثواب قراءة القرآن، من طريق ابن وهب، والطبراني في "الكبير" 17/"799" من طريق المقرئ وعبد الله بن صالح، كلهم عن موسى بن عُلَي، بهذا الإسناد.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا الْخَبَرُ أُضْمِرَ فِيهِ كَلِمَةٌ وَهِيَ "لَوْ تَصَدَّقَ بِهَا" يُرِيدُ بِقَوْلِهِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٍ لَوْ تَصَدَّقَ بِهَا لِأَنَّ فَضْلَ تَعَلُّمِ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ فَضْلِ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٍ وَعِدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ لَوْ تَصَدَّقَ بِهَا إِذْ مُحَالٌ أَنْ يُشَبِّهَ مَنْ تَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فِي الْأَجْرِ بِمَنْ نَالَ بَعْضَ حُطَامِ الدُّنْيَا فَصَحَّ بِمَا وصفت صحة ما ذكرت.
116 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا لِأَصْحَابِهِ وَعَلَيْكُمْ بِالزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ1 أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا وَعَلَيْكُمْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ"2. [80:1]
1 في هامش الأصل: "الغيايا" كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه مثل: السحابة، والغبرة، والظلة، وغير ذلك".
2 حديث صحيح رجاله ثقات، رجاله رجال مسلم، ويحيى بن أبي كثير – وإن رواه بالعنعنة – توبع عليه. وأخرجه الطبراني "7542" عن علي بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/249 و254-255 عن عفان، والطبراني "7543" من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير،، بهذا الإسناد. وهو في "المستدرك" 1/564 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وقد سقط من المطبوع "أبو سلام".
وأخرجه مسلم "804" في صلاة المسافرين: باب فضل قراءة القرآن، والطبراني "7544"، والبيهقي في "السنن"2/395، من طرق عن الربيع بن نافع، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سلاّم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/249 و257، والبغوي "1193" من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلام، به، "بإسقاط زيد بن سلام.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف""5991" عَنْ مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، ومن طريقهأخرجه الطبراني "8118". وفي الباب عن عقبة بن عامر الجهني عند أحمد 4/154، وأبي داود "1456" وعن بريدة عند الحاكم 1/ 560 وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَعَلُّمِ كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَاتِّبَاعِ مَا فِيهِ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ خَاصَّةً
117 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مِنْ شَرٍّ نَحْذَرُهُ قَالَ: "يَا حُذَيْفَةُ عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ فَتَعَلَّمْهُ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ خيرا لك"1. [65:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، سوى عبد الله بن الصامت؛ فإنه من رجال مسلم، وأخرجه أحمد 5/406 عن عبد الصمد، عن حماد، عن علي بز زيد، عن اليشكري، عن حذيفة. وعلي بن زيد بن جدعان: ضعيف. وأخرجه مطولاً أحمد 5/386، وأبو داود "4246" في الفتن والملاحم: باب ذكر الفتن ودلائلها، والنسائي في "فضائل القرآن""57" من طرق عن سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عن نصر بن عاصم، عن اليشكري، عن حذيفة. وهذا سند رجاله رجال الصحيح غير اليشكري – واسمه سبيع بن خالد – ويقال: خالد بن خالد – روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، والعجلي.
وأخرجه النسائي في "فضائل القرآن""58"، والحاكم 4/432، من طريق حميد بن هلال، عن عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. كذا قالا، مع أن عبد الرحمن بن قرط لم يخرجا له، ثم هو مجهول.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ مَنْ تَعلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
118 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ1 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي
1 قال الحافظ في "الفتح" 9/ 74-75: كذا يقول شعبة يدخل بين علقمة بن مرثد وأبي عبد الرحمن سعدَ بن عبيدة وخالفه سفيان الثوري فقال: عن علقمة، عن أبي عبد الرحمن، ولم يذكر سعدَ بن عبيدة
…
ورجح الحفاظ رواية الثوري وعدُّوا رواية شعبة من المزيد في متصل الأسانيد، وقال الترمذي: وكأن رواية سفيان أصح من رواية شعبة، وأما البخاري فأخرج الطريقي، ن فكأنه ترجح عنده أنهما جميعا محفوظان، فيحمل على أن علقمة سمعه أولاً من سعد، ثم لقي أبا عبد الرحمن، فحدثه به، أو سمعه مع سعد من أبي عبد الرحمن، فثبته فيه سعد.
وقد شذت رواية عن الثوري بذكر سعد بن عبيدة فيه رواها أحمد 1/69، والترمذي بإثر الحديث رقم "2908"، وابن ماجة "211"، والخطيب في "تاريخه" 4/302، والقضاعي "1240" من طريق يحيى بن سعيد القطان، حدثنا شعبة وسفيان، قالا: حدثنا علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمانبن عفان
…
قال الترمذي: قال محمد بن بشار: أصحاب سفيان لا يذكرون فيه سعد بن عبيدة وهو صحيح وهكذا حكم علي بن المديني على يحيى القطان فيه بالوهم. وقال ابن عدي: جمع يحيى القطان بين شعبة وسفيان، فالثوري لا يذكر في إسناده سعد بن عبيدة، وهذا مما عد في خطأ يحيى القطان على الثوري.
وقال الحافظ: الصواب عن الثوري بدون ذكر سعد، وعن شعبة بإثباته.
عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ"1.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَهَذَا الَّذِي أقعدني هذا المقعد. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه الطيالسي"73" عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 1/58، والبخاري "5027" في فضائل القرآن: باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وأبو داود "1452" في الصلاة: باب ثواب قراءة القرآن، والترمذي "2907" في ثواب القرآن: باب ما جاء في تعليم القرآن، والدارمي 2/437 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق "5995" عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، به.
وأخرجه أحمد 1/57، والبخاري "5028"، والترمذي "2908"، وابن ماجة "212"، من طرق عن سفيان الثوري بإسناد عبد الرزاق السالف.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِاقْتِنَاءِ الْقُرْآنِ مَعَ تَعْلِيمِهِ
119 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْتَنُوهُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا من المخاض في العقل"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في المصنف 10/477 لابن أبي شيبة. وأخرجه أحمد 4/146، والدارمي 2/439، والنسائي في "فضائل القرآن""59"، والطبراني في "الكبير" 17/"801" من طرق عن موسى بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/150 و153، والنسائي في "فضائل القرآن""60" و"74"، والطبراني 17/"801" و"802" من طرق عن قباث بن رزين، عن علي بن رباح، به.
وقد نسبه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/169 لأحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب عن ابن مسعود سيرد عند المؤلف برقم "762"، وعن أبي موسى عند ابن أبي شيبة 10/477، ومسلم "791" في صلاة النسافرين.
قوله: "أشد تفصياً" أي: أشد خروجاً، يقال: تفصّيت من الأمر تفصياً: إذا خرجتَ منه وتخلصتَ. والمخاض: اسم للنُّوق الحوامل.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ لَا يَسْتَغْنِيَ1الْمَرْءُ بما أوتي من كتاب الله جل وعلا
120 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حدثنا يزيد بن
1 تفسيره "التغني" الوارد في الحديث بمعنى "الاستغناء" هو ما ذهب إليه سفيان بن عيينة، كما نقل ذلك عنه البخاري عقب الحديث "5402" في فضائل القرآن: باب من لم يتغن بالقرآن، وقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} قال ابن حجر: أشار البخاري بهذه الآية إلى ترجيح تفسير ابن عيينة، ويمكن أن يستأنس لهذا التفسير بما أخرجه أبو داود وابن الضريس وصححه أبو عوانة عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، ثم ساق الحافظ الحديث الذي أورده المؤلف هنا، وقبله زيادة: لقبني سعد بن أبي وقاص وأنا في السوق، فقال: تجار كسبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول ليس منا.
ثم قال الحافظ: وذكر الطبري عن الشافعي أنه سئل عن تأويل ابن عيينة التغني بالاستغناء، فلم يرتضه، وقال: لو أراد الاستغناء لقال: لم يستغن، وإنما أراد تحسين الصوت وقال الحافظ: ويؤيده رواية عبد الرزاق عن معمر: "ما أذن لنبي حسن الصوت"، وبعد أن أورد الحافظ الأقوال المتعددة في تفسير قوله عليه الصلاة والسلام:"يتغنى بالقرآن" قال: والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت مطلوب، فإن لم يكن حسناً فليحسنه ما استطاع، كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح، ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم، فإن الحسن الصوت يزداد حسناً بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها، ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يفِ تحسين الصوت بقبح الأداء. انظر "الفتح""9/68-72".
موهب قال حدثنا الليث عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ"1. [61:2]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا" ، فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ يُرِيدُ بِهِ لَيْسَ مِثْلَنَا فِي اسْتِعْمَالِ هَذَا الْفِعْلِ لَأَنَّا لَا نَفْعَلُهُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلَيْسَ مثلنا.
1 إسناده صحيح، يزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، ثقة، عابد، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة، وعبيد الله بن أبي نهيك ذكره في "التقريب" في عبد الله، وقال: ويقال: عبد الله مصغراً. وثقه النسائي.
وأخرجه أبو داود "1469" في الصلاة: باب استحباب الترتيل في القراءة، عن يزيد بن خالد بن موهب الرملي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/175، وأبو داود "1469"، والدارمي 2/471، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/127-128 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم 1/569 ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحميدي "76"، وابن أبي شيبة 2/522 و10/464، وأحمد 1/179، وأبو داود "1470" في الصلاة، والدارمي 1/349، والطحاوي 2/127، والبيهقي 10/230، من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، به، ومن طريق الحميدي وصححه الحاكم 1/569 ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحميدي "77"، عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه الطيالسي "201"، وابن أبي شيبة 2/522، وأحمد 1/172 من طريق وكيع، كلاهما عن سعيد بن حسان، عن ابن أبي مليكة، به
وأخرجه ابن ماجة "1337" في الإقامة: باب في حسن الصوت بالقرآن، من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي رافع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن السائب
…
وفي إسناده أبو رافع إسماعيل بن رافع، قال الحافظ: ضعيف الحفظ.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري "7527" في التوحيد، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""1218".
وعن ابن عباس عند الحاكم في "المستدرك" 1/570.
ذِكْرُ وَصْفِ مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ أَوْ أُعْطِيَ أَحَدَهُمَا دُونَ الْآخَرِ
121 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عوفا يقول سمعت قسامة هو بن زُهَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ كَمَثَلِ أُتْرُجَّةٍ طَيِّبِ الطَّعْمِ طَيِّبِ الرِّيحِ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يُعْطَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُعْطَ الْإِيمَانَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ مُرَّةِ الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ مَنْ أُعْطِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُعْطَ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَيِّبَةِ الطَّعْمِ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ ولم يعط الإيمان كمثلذكر وَصْفِ مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ أَوْ أُعْطِيَ أَحَدَهُمَا دُونَ الْآخَرِ
[121]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفًا يقول سمعت قسامة هو بن زُهَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ كَمَثَلِ أُتْرُجَّةٍ طَيِّبِ الطَّعْمِ طَيِّبِ الرِّيحِ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يُعْطَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُعْطَ الْإِيمَانَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ مُرَّةِ الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ مَنْ أُعْطِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُعْطَ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَيِّبَةِ الطَّعْمِ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُعْطَ الْإِيمَانَ كَمَثَلِ
الريحانة مرة الطعم طيبة الريح" 1. [2:1]
1 إسناده صحيح، عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرأبي العبدي البصري، وقسامة بن زهير: هو المازني التميمي البصري، وثقه ابن سعد، والعجلي، وذكره المؤلف في "الثقات".
وسيورده المؤلف في باب قراءة القرآن برقم "770" من طريق همام، و"771" من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، بلفظ: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة
…
" ويرد تخريجه من طريقهما في موضعه.
قال الحافظ: قيل: خص صفة الإيمان بالطعن، وصفة التلاوة بالريح، لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن، غذ يمكن حصول الإيمان بدون القراءة، وكذلك الطعم ألزم للجوهر من الريح، فقد يذهب ريح الجوهر ويبقى طعمه. انظر "الفتح" 9/66.
2 كذا في "الإحسان" و"التقاسيم" و "مصنف" ابن أبي شيبة، والوجه أن يقال: بلى، كما جاء في "مختصر قيام الليل للمروزي" و"مجمع الزوائد" 1/169، وإن كان ما هنا له وجه. انظر "المغني" حرف النون "نعم"و"شرح شواهد المغني" 6/58.
ذِكْرُ نَفْيِ الضَّلَالِ عَنِ الْآخِذِ بِالْقُرْآنِ
122 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَبْشِرُوا وَأَبْشِرُوا أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ"؟ قَالُوا: نَعَمْ1 قَالَ: "فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا به فإنكم لن تضلوا ولن
1 كذا في "الإحسان" و"التقاسيم" و "مصنف" ابن أبي شيبة، والوجه أن يقال: بلى، كما جاء في "مختصر قيام الليل للمروزي" و"مجمع الزوائد" 1/169، وإن كان ما هنا له وجه. انظر "المغني" حرف النون "نعم"و"شرح شواهد المغني" 6/58.
تهلكوا بعده أبدا"1. [2:1]
1 إسناده حسن على شرط مسلم، أبو خالد الأحمر – واسمه سليمان بن حيان – قال النسائي: ليس به بأس، ووثقه ابن سعد والعجلي، وابن المديني وغيرهم، وقال ابن معين: صدوق، وليس بحجة، وقال ابن عدي: إنما أتي من سوء حفظه ويخطئ، وله عند البخاري نحو ثلاثة أحاديث كلها مما توبع عليه، وروى له مسلم وأهل السنة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/481، ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب من السند" 1/85.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" كما في "مختصره" للمقريزي ص78 من طريق أبي حاتم الرازي، عن يوسف بن عدي، عن أبي خالد الأحمر، به، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/169: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه من حديث جبير بن مطعم البزار "120"، والطبراني في "الكبير""1539"، و"الصغير" 2/98. قال الهيثمي في "المجمع" 1/169" فيه أبو عبادة الزرقي، وهو متروك الحديث.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْهُدَى لِمَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ وَالضَّلَالَةِ لِمَنْ تَرَكَهُ
123 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ: لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ فَقَالَ: نَعَمْ وَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا فَقَالَ: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى الْهُدَى وَمَنْ تركه كان على الضلالة"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "المصنف" 10/505 لابن أبي شيبة، وأخرجه مسلم "2408" "37" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عن محمد بن بكار بن الريان، والطبراني"5026" من طريق كثير بن يحيى، كلاهما عن حسان بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/366، ومسلم "2408"، والدارمي 2/431، والنسائي في المناقب كما في "التحفة" 2/203، وابن أبي عاصم في "السنة""1551"،والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/368-369، والطبراني "5028"، والبيهقي في "السنن" 10/114، من طرق عن يزيد بن حيان، به.
وأخرجه الترمذي "3788" في المناقب: باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن علي بن المنذر الكوفي، عن محمد بن فُضيل، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند الترمذي "3786"، وعن أبي سعيد عنده "3788"، وعن ابن عباس عند البيهقي في "السنن" 10/114، وغيرهم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ مَنْ جَعَلَهُ إِمَامَهُ بِالْعَمَلِ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ بِتَرْكِ الْعَمَلِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ
124 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "القرآن مشفع وماحل مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ إِمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ومن جعلهخلف ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ"1. [2:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا خَبَرٌ يُوهِمُ لَفْظُهُ مَنْ جَهِلَ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّ الْقُرْآنَ مَجْعُولٌ مَرْبُوبٌ وَلَيْسَ كَذَلِكَ لَكِنَّ لَفْظَهُ مِمَّا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا إِنَّ الْعَرَبَ فِي لُغَتِهَا تُطْلِقُ اسْمَ الشَّيْءِ عَلَى سَبَبِهِ كَمَا تُطْلِقُ اسْمَ السَّبَبِ عَلَى الشَّيْءِ فَلَمَّا كَانَ الْعَمَلُ بِالْقُرْآنِ قَادَ صَاحِبَهُ إِلَى الْجَنَّةِ أُطْلِقَ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الَّذِي هُوَ الْعَمَلُ بِالْقُرْآنِ عَلَى سَبَبِهِ الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ لا أن القرآن يكون مخلوقا.
1 إسناده جيد، رجاله رجال الشيخين غير عبد الله بن الأجلح، فإنه لم يخرجا له، ولا أحدهما، وهو صدوق، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع، قال ابن عدي: أحاديث الأعمش عنه سقيمة. وأخرجه البزار "122" عن أبي كريب محمد بن العلاء، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/171: رجاله ثقات.
وفي الباب عن ابن مسعود عند أبي نعيم في "الحلية" 4/108، والطبراني "10450" في "المعجم الكبير"، وفي سنده الربيع بن بدر الملقب بعُلَيْلَةَ، وهو متروك، كما قال الحافظ في "التقريب"، فلا يصلح شاهداً، وانظر "مجمع الزوائد" 7/164.
وأخرجه عبد الرزاق "6010"، وابن أبي شيبة 1/497 -498، والبزار "121" من طريقين عن ابن مسعود موقوفاً عليه، قال الهيثمي في "المجمع" 1/171: رواه البزار هكذا موقوفاً على ابن مسعود، ورجاله فيه المعلى الكندي، وقد وثقه ابن حبان.
ذِكْرُ إِبَاحَةِ الْحَسَدِ لِمَنْ أُوتِيَ كِتَابَ اللَّهِ تعالى فقام به آناء الليل والنهار
125 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حدثنا بن أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن سالمعن أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. العَدَني: هو محمد بن حيى بن أبي عمر، والترمذي "1963" في البر: باب ما جاء في الحسد، عن ابن أبي عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "617"، وابن أبي شيبة 10/557، والبخاري "7529" في التوحيد: باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ"، وفي كتابه "خلق أفعال العباد" ص 124، ومسلم "815" في صلاة المسافرين: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، والنسائي في "فضائل القرآن""97"، وابن ماجة "4209" في الزهد، والبيهقي في "السنن" 4/188، والبغوي "3537" من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد..
وأخرجه أحمد 2/36 و88 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري "5025" في فضائل القرآن: باب اغتباط صاحب القرآن، من طريق شعيب، عن الزهري، به.
وسيرد بعده من طريق يونس، عن الزهري، به، ويرد تخريجه في موضعه.
وأخرجه أحمد 2/133، والطبراني "13162" و "13351"، والطحاوي 1/191 من طريقين عن إسماعيل بن
محمد بن سعد، عن سالم ونافع، عن ابن عمر، به. وقد تقدم برقم "90" عند المصنف من حديث ابن مسعود.
الحسد: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه، وصاحبه مذموم إذا عمل بمقتضى ذلك من تصميم أو قول أو فعل، أما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازاً، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة، وهو محمود في الطاعات، مذموم في المعصية، جائز في المباح. ويجوز حمل الحسد على حقيقته على الاستثناء منقطع، والتقدير نفي الحسد مطلقاً، لكن هاتان الخصلتان محمودتان، ولا حسد فيهما، فلا حسد أصلاِ. انظر "الفتح" 1/166، 167 و9/73.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ أَرَادَ بِهِ فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ
126 -
أَخْبَرَنَا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شِهَابٍ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ هَذَا الْكِتَابَ فَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فتصدق به آناء الليل وآناء النهار"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه""815""267" في صلاة المسافرين، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/190، 191 عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/152، والطحاوي 1/191، عن عثمان بن عمر بن فارس، عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق ابن عيينة، عن الزهري، به. وسبق تخريجه من طريقه هناك.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ وَالْكِبَارَ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرُ جَائِزٍ أن يخفى عليهم بعض أحكام الوضوء والصَّلَاةِ
127 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَنِ الرَّجُلِ إِذَا جَامَعَ وَلَمْ يُنْزِلْ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَسَأَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالُوا: مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم1. [57:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 1/63، ومسلم "347" في الحيض: باب إنما الماء من الماء – إلا أنه لم يذكر قول علي ومن معه – والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/53، والبيهقي في "السنن" 1/164، طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.. وصححه ابن خزيمة برقم "224"، ومن طريق ابن خزيمة عن عبد الصمد، به، سيورده المؤلف برقم "1172" في باب الغسل.
وأخرجه البخاري "292" في الغسل: باب غسل ما يصيب من فرج المرأة، عن أبي معمر، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/54 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن عبد الوارث، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/90، وأحمد 1/64، والبخاري "179" في الوضوء: باب من لم يرَ الوضوء إلا من المخرجين، والبيهقي في "السنن" 1/165 من طرق عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به.
وهذا الحديث منسوخ بحديث عائشة الذي سيورده المؤلف في كتاب الطهارة برقم "1175" وما بعده.
كتاب الإيمان
باب الفطرة
ذكر الخبر أن كل مولود يولد على الفطرة
…
5-
كِتَابُ الْإِيمَانِ بَابُ الْفِطْرَةِ
128 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ"1. [35:3]
1 إسناده صحيح، موسى بن مروان: هو أبو عمران التمارالبغدادي، يروي عن جمع، وروى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/161، وأرّخ وفاته سنة أربعين ومئتين، وباقي السند على شرطهما، وأخرجه من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به: الذهلي في "الزهريات" كما ذكره الحافظ في "الفتح" 3/248.
وأخرجه البخاري "1358" في الجنائز: باب إذا أسلم الصبي، من طريق شعيب، عن الزهري، عن أبي هريرة، من غير ذكر واسطة بينهما.
وأخرجه أحمد 2/393، والبخاري "1359" في الجنائز، و"1385" باب ما قيل في أولاد المشركين، و"4775" في التفسير: باب لا تبديل لخلق الله، ومسلم "2658" في القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والطحاوي 2/162، من طريقين عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
وأخرجه أحمد 2/282 من طريق عمرو بن دينار، و2/346 من طريق قيس كلاهما عن طاووس، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/410 من طريق الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم "2658""25" من طريق الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف بعده من طرق متعددة عن أبي هريرة، ويأتي تخريج كل طريق في موضعه.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا
129 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ"1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ" أَرَادَ بِهِ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فطره الله عليها جل وعلا يوم
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/162 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه الطيالسي "2433"، وأحمد 2/253 و481، ومسلم "2658" "23" في القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والترمذي "2138" في القدر: باب ما جاء كل مولود يولد على الفطرة، والآجري في "الشريعة" ص194، والبغوي في "شرح السنة" برقم "85"، وأبو نعيم في "الحلية" 9/26، من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وانظر ما قبله.
أَخْرَجَهُمْ مِنْ صُلْبِ آدَمَ لِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} .
يَقُولُ: لَا تَبْدِيلَ لِتِلْكَ الْخِلْقَةِ الَّتِي خَلَقَهُمْ لَهَا إِمَّا لِجَنَّةٍ وَإِمَّا لِنَارٍ حَيْثُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَقَالَ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ أَلَا تَرَى أَنَّ غُلَامَ الْخَضِرِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "طَبَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ طَبَعَهُ كَافِرًا"1 وَهُوَ بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُؤْمِنَيْنِ فَأَعْلَمَ اللَّهُ ذَلِكَ عَبْدَهُ الْخَضِرَ وَلَمْ يُعْلِمْ ذَلِكَ كَلِيمَهُ مُوسَى صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا2.
1 أخرجه من حديث أبي بن كعب مسلمٌ "2380""172" في الفضائل: باب من فضائل الخضر، و"2661" في القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وأبو داود "4705" و"4706" في السنة: باب في القدر، والترمذي "3150" في تفسير سورة الكهف.
2 قال الحافظ في "الفتح" 3/248: وأشهر الأقوال أن المراد بالفطرة: الإسلام. قال ابن عبد البر: وهو المعروف عند عامة السلف، وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} : الإسلام. واحتجوا بقول أبي هريرة في آخر حديث الباب: "اقرؤوا إن شئتم {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} . وبحديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" الحديث. وقد رواه غيره، فزاد فيه: "حنفاء مسلمين". ورجحه بعض المتأخرين بقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ} لأنها إضافة مدح، وقد أمر نبيه بلزومها، فعلم أنها الإسلام. وانظر الرواية التالية.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
130 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تَنْتِجُونَ إِبِلَكُمْ هَذِهِ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَؤُوا إن شئتم {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} "1. [35:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ" مِمَّا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا إِنَّ الْعَرَبَ تُضِيفُ الْفِعْلَ إِلَى الْآمِرِ كَمَا تُضِيفُهُ إِلَى الْفَاعِلِ فَأَطْلَقَ صلى الله عليه وسلم اسْمَ التَّهَوُّدِ وَالتَّنَصُّرِ وَالتَّمَجُّسِ عَلَى مَنْ أَمَرَ وَلَدَهُ بِشَيْءٍ مِنْهَا بِلَفْظِ الْفِعْلِ لَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ هُمُ الَّذِينَ يُهَوِّدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَوْ يُنَصِّرُونَهُمْ أَوْ يُمَجِّسُونَهُمْ دُونَ قَضَاءِ اللَّهِ عز وجل فِي سَابِقِ عِلْمِهِ فِي عبيده على حسب
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مصنف" عبد الرزاق "20087" ومن طريقه أخرجه أحمد 2/275، ومسلم "2658" في القدر.
وأخرجه أحمد 2/233، ومسلم "2658""22" من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به.
وأخرجه مسلم أيضاً "2658""22" من طريق الزبيدي، عن الزهري، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/308 من طريق قتادة، عن سعيد بن السيب، به.
وأخرجه أحمد 2/315، والبخاري "6599" في القدر: باب اللهُ أعلم بما كانوا عاملين، ومسلم "2658""22" والبغوي في "شرح السنة""84" من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
وانظر الحديثين قبله.
مَا ذَكَرْنَاهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا وهذا كقول بن عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّتِهِ يُرِيدُ بِهِ أَنَّ الْحَالِقَ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَفْسَهُ وَهَذَا كَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حِينَ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَخُطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً" يُرِيدُ أَنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِذَلِكَ لَا أَنَّ الْخُطْوَةَ تَحُطُّ الْخَطِيئَةَ أَوْ تَرْفَعُ الدَّرَجَةَ وَهَذَا كَقَوْلِ النَّاسِ الْأَمِيرُ ضَرَبَ فُلَانًا أَلْفَ سَوْطٍ يُرِيدُونَ أَنَّهُ أَمَرَ بِذَلِكَ لا أنه فعل بنفسه.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا قَبْلُ
131 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بن يحيى حدثنا بن وهب أنبأنا يونس عن بن شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين"1. [35:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد عبد الرزاق "20077"، وأحمد 2/259 و268، والبخاري "1384" في الجنائز: باب ما قيل في أولاد المشركين، و"6600" في القدر: باب الله أعلم بما كانوا عاملين،، ومسلم "2659" في القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والنسائي 4/58 في الجنائز: باب أولاد المشركين، والآجري في "الشريعة" ص194.
وأخرجه أحمد 2/471 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري "1383" في الجنائز: باب ما قيل في أولاد المشركين، و"6597" في القدر: باب الله أعلم بما كانوا عاملين،، ومسلم "2660" في القدر: وأبي داود "4711" في السنة: باب في القدر، والنسائي 4/59 في الجنائز: باب أولاد المشركين.
وعن عائشة عند أبي داود "4712".
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
132 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْهَيْثَمِ وَكَانَ عَاقِلًا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَكَانَ شَاعِرًا وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ قَالَ: أَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى أَنْ قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَوَلَيْسَ خِيَارُكُمْ أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ حَتَّى يُعْرِبَ فَأَبَوَاهُ يهودانه وينصرانه ويمجسانه"1. [35:3]
1 رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني في "الكبير""827" عن الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "التاريخ الكبير" 1/445، و"الصغير" 1/89، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وصرح عنده بسماعه من الأسود.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/163 من طريق عمرو بن الربيع الهلالي، عن السري بن يحيى، به. وعنده التصريح بسماع الحسن.
وأخرجه من طرق عن الحسن، عن الأسود: عبد الرزاق "20090" وابن أبي شيبة 12/386وأحمد 3/435 و4/24، والدارمي 2/223، والنسائي في السير، كما في "التحفة" 1/70، والحازمي ص213، والطبراني "826" و"828" و"829" و"830" و"831" و"832" و"833" و"834" و"835"، والحاكم في "المستدرك" 2/123، وصححه، ووافقه الذهبي، والبيهقي في "السنن" 9/77، 78، 130، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/316، ونسبه إلى أحمد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وقال: وبعض أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. وقوله: "حتى يعرب" أي يفصح ويتكلم، وفي رواية ابن أبي شيبة:"حتى يبلغ فيعبر عن نفسه"، وفي رواية عبد الرزاق:"حتى يعرب عنه لسانه"، ووقع في المطبوع من "موارد الظمآن" ص399 "حتى يعرف" وهو خطأ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي خَبَرِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ هَذَا: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ" أَرَادَ بِهِ الْفِطْرَةَ الَّتِي يَعْتَقِدُهَا أَهْلُ الْإِسْلَامِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ حَيْثُ أَخْرَجَ الْخَلْقَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَإِقْرَارُ الْمَرْءِ بِتِلْكَ الْفِطْرَةِ مِنَ الْإِسْلَامِ فَنَسْبُ الْفِطْرَةُ إِلَى الإسلام عند الاعتقاد على سبيل المجاورة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحَ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ"، كَانَ بَعْدَ قَوْلِهِ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ
".
133 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَحَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنَاتَجُ الْإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ"؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتَ وَهُوَ صَغِيرٌ قَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عاملين"1. [35:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز، وهو في "الموطأ" 1/239 في الجنائز: باب جامع الجنائز. ومن طريق مالك أخرجه أبو داود "4714" في السنة: باب في ذراري المشركين، والآجري في "الشريعة" ص 194، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص 107، 108.
وأخرجه الحميدي "1113" من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به.
وتقدم من طرق عن أبي هريرة بالأرقام "128" و"129" و"130" و"132".
ذكر العلة مِنْ أَجْلِهَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَوَلَيْسَ خِيَارَكُمْ أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ
"
134 -
سَمِعْتُ أَبَا خَلِيفَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ أَقْوَامٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ"1. [35:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "عَجِبَ رَبُّنَا"، مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ الَّتِي لَا يَتَهَيَّأُ عِلْمُ الْمُخَاطَبِ بِمَا يُخَاطَبُ بِهِ فِي الْقَصْدِ إِلَّا بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي اسْتَعْمَلَهَا الناس فيما بينهم والقصد في هذا
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 2/457، والبخاري "3010" في الجهاد: باب الأسارى في السلاسل، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""2711" عن محمد بن بشار، كلاهما "أحمد وبندار" عن غندر، عن شعبة، عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/302 و406 عن عبد الرحمن بن مهدي وعفان، وأبو داود "2677" في الجهاد: باب في الأسير يوثق، عن موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، به. وأخرجه البخاري "4557" في التفسير: باب {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} من طريق محمد بن يوسف، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 10/91 من طريق أبي داود الحفري، كلاهما عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
الْخَبَرِ السَّبْيُ الَّذِي يَسْبِيهِمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ دَارِ الشِّرْكِ مُكَتَّفِينَ فِي السَّلَاسِلِ يُقَادُونَ1 بِهَا إِلَى دُورِ الْإِسْلَامِ حَتَّى يُسْلِمُوا فَيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلِهَذَا الْمَعْنَى أَرَادَ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ في خبر الأسود بن سريع "أوليس خِيَارَكُمْ أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ" وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ أُطْلِقَتْ أَيْضًا بحذف من عنها يريد أوليس من خياركم.
1 في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة 119: بهم، والوجه ما أثبتنا.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْسِنْ طَلَبَ الْعِلْمِ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْأَخْبَارِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهَا
135 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان"1 [35:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البغوي في "شرح السنة""2694" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، عن مالك، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 2/6 في الجهاد: باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/103، وأحمد 2/34 و75، 76، وابن ماجة "2841" في الجهاد: باب الغارة والبيات وقتل النساء والصبيان والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/221، وأبو عوانة 4/94.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 12/381 من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به، ومن طريقه وأخرجه مسلم "1744" "25" في الجهاد والسير: باب تحريم قتل النساء والصبيان، والطحاوي 3/220، والبيهقي في "السنن" 9/77
وأخرجه من طرق عن نافع به: أحمد 2/100و115، وأخرجه البخاري "3014" في الجهاد: باب قتل الصبيان في الحرب، و"3015" باب قتل النساء في الحرب، ومسلم "1744""24" في الجهاد، وأبو داود "2668" في الجهاد: باب في قتل النساء، والترمذي "1569" في السير: باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان، والدارمي 2/222، والنسائي في السير كما في "التحفة" 6/196، والطحاوي 3/221، والبيهقي 9/77، والطبراني "13416"، وأبو عوانة 4/94.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ
136 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْنَاهُ مِنِ الزُّهْرِيِّ عَودًا وَبَدْءًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ فَأَهْدَيْتُ إِلَيْهِ لَحْمَ حِمَارٍ وَحْشٍ فَرَدَّهُ عَلَيَّ فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِي قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ".
وَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ قَالَ: "هُمْ مِنْهُمْ".
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لَا حِمَى إِلَّا لله ورسوله"1. [35:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه بتمامه أحمد 4/37، 38 و71، والبيهقي 9/78، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج القسمين الأولين منه أحمد 4/37 من طريق سفيان، به.
والقسم الأول منه أخرجه الشافعي 2/103، والحميدي "783"، ومسلم "1194" "52" في الحج: باب تحريم الصيد للمحرم، وابن ماجة "3090" في. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المناسك: باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد، والدارمي 2/39 في المناسك من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 1/325 في الحج: باب ما لايحل للمحرم أكله من الصيد، عن الزهري، بهذا الإسناد. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/25، وأحمد 4/38، والبخاري "1825" في جزاء الصيد: باب إذا أهدى للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل، و"2573" في الهبة: باب في قبول الهدية، ومسلم "1193""50"، والنسائي 5/183، 184 في الحج: باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد والبغوي في "شرح السنة""1987"، وابن الجارود في "المنتقى""436"، والطبراني "7430"، والبيهقي 5/191.
وأخرجه عبد الرزاق "8322" عن معمر، عن الزهري، به، ومن طريق عبد الرزاق وأخرجه أحمد 4/72، ومسلم "1193""51" في الحج، وابن الجارود "436"، والطبراني "7429".
وأخرجه من طرق عن الزهري به: أحمد 4/72، والبخاري "2596" في الهبة: باب من لم يقبل الهدية لعلة، ومسلم "1193""51"، وابن ماجة "3090"، والترمذي "849" في الحج: باب ما جاء في كراهية لحم الصيد، والطبراني "7431" و "7436"، والبيهقي 5/192 وأخرجه أحمد 1/362، ومسلم "1194""53" والنسائي 5/185، من طرق عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به والقسم الثاني أخرجه الشافعي 2/103، والحميدي "781"، وابن أبي شيبة 12/388، وأحمد 4/37، 38 و71 و72 و73، والبخاري "3012" في الجهاد: باب أهل الدار يُبَيَّتُون فيصاب الولدان والذراري، ومسلم "1745" في الجهاد: باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد، وأبو داود "2672" في الجهاد: باب في قتل النساء، والترمذي "1570" في الجهاد: باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان، وابن ماجة "2839" في الجهاد: باب الغارة والبيات، والبغوي في "شرح السنة""2697"، والبيهقي 9/78، والحازمي في "الاعتبار" ص212، وأبو عوانة 4/96، والطبراني "7446" من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "9385" ومن طريقه أحمد 4/38 و72، وأبو عوانة 4/95، 96، والطبراني "7445" عن معمر عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 4/72 و73، والطحاوي 3/222، وأبو عوانة 4/95، 96، 97، والطبراني "7447"و"7448" و"7450" و"7451" و"7452" و"7453" و"7454" من طرق عن الزهري، به. ثم نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قتل أولاد المشركين. انظر الحديث التالي.
والقسم الثالث: أخرجه الحميدي "782"، وأحمد 4/73، وابنه عبد الله في زياداته على المسند 4/71و73، والبخاري "3012" في الجهاد: باب أهل الدار يبيتون، من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "19750" ومن طريقه أحمد 4/38، وابن الجارود "436"، والطبراني "7419"، والبيهقي في "السنن" 6/146، والبغوي في "شرح السنة""2190" عن معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه الطيالسي "1230"، وأحمد 4/71، وابنه عبد الله 4/71، والبخاري "2370" في المساقاة: باب لا حمى إلا لله ولرسوله، وأبو داود "3083" و"3084" في الخراج: باب في الأرض يحميها الإمام أو الرجل، والنسائي في السير كما في "التحغة" 4/186، والدارقطني 4/238، والطبراني "7419""7428"، والبيهقي في "السنن" 4/186 من طرق عن الزهري، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ نَهْيَهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الذَّرَارِيِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ بَعْدَ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "هُمْ مِنْهُمْ
"
137 -
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ بن عَبَّاسٍ عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا حمى إلا لله ولرسوله" وسألته عنذكر الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ نَهْيَهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الذَّرَارِيِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ بَعْدَ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "هُمْ مِنْهُمْ"
[137]
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ بن عَبَّاسٍ عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ" وَسَأَلْتُهُ عَنْ
أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ أَنَقْتُلُهُمْ مَعَهُمْ قَالَ: "نَعَمْ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ" ثُمَّ نَهَى عَنْ قَتْلِهِمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ1. [35:3]
1 إسناده حسن، محمد بن عمرو هو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني، قال الحافظ في"التقريب": صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" 4/73 من طريق إسحاق بن منصور، عن النضر بن شميل، وأبو عوانة في "مسنده" 4/96 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. لكن فيهما "نهى عنهم يوم خيبر" بدل "حنين".
قال الحافظ في "الفتح" 6/147: ويؤكد كون النهي في غزوة حنين ما سيأتي من حديث رباح بن الربيع فقال لأحدهم: "إلحق خالداً، فقل له: لا تقتل ذرية ولا عسيفاً". وخالد أول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزوة الفتح، وفي ذلك العام كانت غزوة حنين.
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/315، وقال: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني
…
ورجال المسند رجال الصحيح.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ أَوْهَمَ مَنْ أَغْضَى عَنْ عِلْمِ السُّنَنِ وَاشْتَغَلَ بِضِدِّهَا أَنَّهُ يُضَادُّ الْأَخْبَارَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ
138 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ تُوُفِّيَ صَبِيٌّ فَقُلْتُ طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَلَا تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلا ولهذهأهلا"1. [35:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ هَذَا تَرْكَ التَّزْكِيَةِ لِأَحَدٍ مَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَلِئَلَّا يُشْهَدَ بِالْجَنَّةِ لِأَحَدٍ وَإِنْ عُرِفَ مِنْهُ إِتْيَانُ الطَّاعَاتِ وَالِانْتِهَاءُ عَنِ الْمَزْجُورَاتِ لِيَكُونَ الْقَوْمُ أَحْرَصَ عَلَى الْخَيْرِ وَأَخْوَفَ مِنَ الرَّبِّ لَا أَنَّ الصَّبِيَّ الطِّفْلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُخَافُ عَلَيْهِ النَّارُ وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ طَوِيلَةٌ قَدْ أَمْلَيْنَاهَا بِفُصُولِهَا وَالْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ فِي كِتَابِ فُصُولُ السُّنَنِ وَسَنُمْلِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بَعْدَ هَذَا الْكِتَابِ فِي كِتَابِ الْجَمْعُ بَيْنَ الْأَخْبَارِ وَنَفْيُ التَّضَادِّ عَنِ الْآثَارِ إِنْ يسر الله تعالى ذلك وشاء.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه مسلم "2662" في القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، عن زهير بن حرب، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/41 و208، ومسلم "2662"، وأبو داود "4713" في السنة: باب في ذراري المشركين، والنسائي 4/57 في الجنائز: باب الصلاة على الصبيان، وابن ماجة "82" في المقدمة، والآجري في "الشريعة" ص195-196 من طريقين عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بنت طلحة، به.
وأخرجه الطيالسي "1574" من طريق يحيى بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، به.
2-
بَابُ التَّكْلِيفِ
ذِكْرُ الْأَخْبَارِ عَنْ نَفْيِ تَكْلِيفِ اللَّهِ عِبَادَهُ مَا لَا يُطِيقُونَ
139 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةُ {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أَتَوَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَقَالُوا لَا نُطِيقُ لَا نَسْتَطِيعُ كُلِّفْنَا مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا نُطِيقُ وَلَا نَسْتَطِيعُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً2- بَابُ التَّكْلِيفِ
ذِكْرُ الْأَخْبَارِ عَنْ نَفْيِ تَكْلِيفِ اللَّهِ عِبَادَهُ مَا لَا يُطِيقُونَ
[139]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةُ {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أَتَوَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَقَالُوا لَا نُطِيقُ لَا نَسْتَطِيعُ كُلِّفْنَا مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا نُطِيقُ وَلَا نَسْتَطِيعُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً
إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ: نَعَمْ {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَالَ: نَعَمْ {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال نعم1. [64:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "125" في الإيمان: باب بيان أن الله سبحانه لم يكلف إلا ما يطاق، وأبو عوانة 1/76، من طريق محمد بن المنهال الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/76 و77 من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/412 عن عفان، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، والطبري 3/143، من طريق مصعب بن ثابت، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 1/374 إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وراية المؤلف هذه تختلف في ترتيبها عن رواية أحمد ومسلم، ففي روايتهما بعد قوله: فأتَوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: كلفنا من العمل ما لا نطيق، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" قالوا: سمعنا وأطعنا
…
فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم، فأنزل في إثرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ
…
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا
…
} والذي أخّر وقدم هو محمد بن المنهال، كما ذكر أبو عوانة 1/77. وانظر ما قيل في معنى نسخ قوله تعالى:{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} في قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن" لمرعي الحنبلي ص76 و"الناسخ والمنسوخ" للنحاس ص87، 88، والمختار أن لفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وأن المقصود في الحديث أن آية {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا
…
} نسخت الشدة التي اعترت الصحابة من فهم هذه الآية، وبينت المقصود من الآية الأولى وهو أن الله يؤاخذ على خواطر النفس إذا كانت على سبيل العزم والتصميم على الفعل.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْحَالَةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أنزل الله جل وعلا: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}
140 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] قَالَ: كَانَتَ الْمَرْأَةُ مِنَ الْأَنْصَارِ لَا يَكَادُ يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ فَتَحْلِفُ لَئِنْ عَاشَ لَهَا وَلَدٌ لَتُهَوِّدَنَّهُ فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِيرِ إِذَا فِيهِمْ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْنَاؤُنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: فَمَنْ شَاءَ لَحِقَ بهم ومن شاء دخل في الإسلام1. [64:3]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأبو بشر هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية، وأخرجه أبو داود "2682" في الجهاد: باب في الأسير يكرهُ على الإسلام، عن الحسن بن علي الحلواني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/186 من طريق إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود أيضاً "2682"، والنسائي في التفسير من الكبرى كما في "التحفة" 4/401، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص82 والطبري في "تفسيره" 3/14، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/186 من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به. مرسلاً وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/329 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مندة، وابن مردويه، والضياء في "المختارة".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفَرْضَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا نَفْلًا جَائِزٌ أَنْ يُفْرَضَ ثَانِيًا فَيَكُونُ ذَلِكَ الْفِعْلُ الَّذِي كَانَ فَرَضًا فِي الْبِدَايَةِ فَرْضًا ثَانِيًا فِي النِّهَايَةِ
141 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ قَالَ قَرَأْنَا عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ وَرَاءَهُ بِصَلَاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَكْثَرَهُمْ مِنْهُمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الثَّانِيَةَ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الثَّالِثَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا قُضِيَتْ صَلَاةُ الْفَجْرِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَقْعُدُوا عَنْهَا".
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِقَضَاءِ أَمْرٍ فِيهِ يَقُولُ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه".ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفَرْضَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا نَفْلًا جَائِزٌ أَنْ يُفْرَضَ ثَانِيًا فَيَكُونُ ذَلِكَ الْفِعْلُ الَّذِي كَانَ فَرَضًا فِي الْبِدَايَةِ فَرْضًا ثَانِيًا فِي النِّهَايَةِ
[141]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ قَالَ قَرَأْنَا عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ وَرَاءَهُ بِصَلَاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَكْثَرَهُمْ مِنْهُمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الثَّانِيَةَ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الثَّالِثَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا قُضِيَتْ صَلَاةُ الْفَجْرِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَقْعُدُوا عَنْهَا".
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِقَضَاءِ أَمْرٍ فِيهِ يَقُولُ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه".
فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خلافة عمر رضوان الله عليهم أجمعين1. [1:5]
1 إسناده حسن. نعقل، حديثه لا يرقى إلى الصحة، وأخرجه مسلم "761" "178" في صلاة المسافرين: باب الترغيب في قيام الليل، من طرق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. عدا القسم الثاني منه.
وأخرجه مالك 1/134 في الصلاة: باب الترغيب في الصلاة في رمضان، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. ومن طريق مالك وأخرجه البخاري "1129" في التهجد: باب تحريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صلاة الليل، ومسلم "761"، وأبو داود "1373" في رمضان: باب قيام شهر رمضان، والنسائي 3/202 في قيام الليل: باب قيام شهر رمضان، والبغوي في "شرح السنة""989".
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف""7747"، ومن طريقه ابن الجارود "402" عن معمر، وابن جريج، عن الزهري، به.
وأما القسم الثاني من الحديث وهو: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم في قيام شهر رمضان
…
من ذنبه" فلم أقف عليه من حديث عائشة عند غير المصنف، وقد أشار إليه الترمذي بعد إيراده من حديث أبي هريرة، فقال وقد رُوي هذا الحديث عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وأخرجه من حديث أبي هريرة: عبد الرزاق في "المصنف""7719"، وابن أبي شيبة في "المصنف" 2/395، وأحمد في "المسند" 2/281 و408 و423 و473 و486 و529، ومالك في "الموطأ" 1/135، 136، والبخاري "2008" و"2009" في صلاة التراويح: باب فضل من قام رمضان، ومسلم "759" 0173" و "174" في صلاة المسافرين: باب الترغيب في قيام رمضان وهو التروايح، وأبو داود في رمضان: باب قيام شهر رمضان، والترمذي "808" في الصوم: باب الترغيب في قيام رمضان وما جاء فيه من الفضل، والنسائي 3/201و202 في قيام رمضان: باب ثواب من قام رمضان إيماناً واحتساباً، والدارمي 2/26 في الصوم: باب فضل قيام شهر رمضان، والبغوي في "شرح السنة" برقم "988".
وقوله: "فخرج رسول الله
…
إلى آخر الحديث" هو من كلام ابن شهاب كما هو مصرح به عند مالك وفي إحدى روايات البخاري.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا إِذَا عُدِمَتْ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ عَنِ النَّاسِ فِي كِتْبَةِ الشَّيْءِ عَلَيْهِمْ
142 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الْغُلَامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ وعن المجنون حتى يفيق"1. [18:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وحماد: هو ابن أبي سليمان الأشعري مولاهم ابو إسماعيل الكوفي الإمام الثقة المجتهد.
وأخرجه أحمد 6/100، 101، والدارمي 2/171 عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/144، وأبو داود "4398" في الحدود: باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه النسائي 6/156 في الطلاق: باب من لا يقع طلاقه من الأزواج، وابن ماجة "204" في الطلاق: باب طلاق المعتوه والنائم والصغير، وابن الجارود في "المنتقى""148" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، به.
وصححه الحاكم 2/59 من طريق أبي الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل، عن حماد، به، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن علي في الحديث الذي بعده.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
143 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى حدثنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله تعالى عَنْهُ بِمَجْنُونَةِ بَنِي فُلَانٍ قَدْ زَنَتْ أَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا فَرَدَّهَا عَلِيٌّ وَقَالَ لِعُمَرَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَرْجُمُ هَذِهِ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أو ما تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ" قَالَ صَدَقْتَ فخلى عنها1. [18:3]
1 رجاله ثقات رجال مسلم. أبو ظبيان: هو حصين بن جندب بن الحارث الجنبي، وهو في "صحيح ابن خزيمة" برقم "1003" و"3048".
وأخرجه أبو داود "4401" في الحدود: باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، والنسائي في الرجم من الكبرى كما في "التحفة"7/413، والدارقطني 3/138-139، والبيهقي 8/264 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 1/258 و2/59، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود "4399" و "4400"، والبيهقي 8/264، والحاكم 4/389 من طريقين عن الأعمش، به، ولم يصرح برقعه.
وأخرجه أحمد 1/154و158، وأبو داود "4402"، والنسائي في الرجم كما في "التحفة" 7/367، والطيالسي، والبيهقي 8/264-265 من طرق عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، عن علي مرفوعاً.
وأخرجه النسائي من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي ظبيان، عن علي موقوفاً عليه.
وأخرجه الترمذي "1423"، والنسائي في الرجم كما في "التحفة" 7/360،
وأحمد 1/116 و118، والبيهقي 8/265، من طريقين، عن الحسن البصري عن علي مرفوعاً.
وأخرجه النسائي من طريق يزيد بن زريع، عن يونس، عن الحسن، عن علي موقوفاً عليه، ولا يعرف للحسن سماع من علي.
وأخرجه أبو داود "4403"، والبيهقي 6/57 و7/359 من طريق خالد الحذاء، عن أبي الضحى، عن علي رفعه، وأبو الضحى لم يدرك علياً.
وفي الباب عن عائشة في الحديث الذي قبله، وعن أبي هريرة وأبي قتادة، وغيرهم، انظر "نصب الراية" 4/161-165 للزيلعي.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا الْخَبَرَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا بِأَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنِ الْأَقْوَامِ الَّذِينَ ذَكَرْنَاهُمْ فِي كِتْبَةِ الشَّرِّ عَلَيْهِمْ دُونَ كِتْبَةِ الْخَيْرِ لَهُمْ
144 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَدَرَ مِنْ مَكَّةَ فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ اسْتَقْبَلَهُ رَكْبٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: "مَنِ الْقَوْمُ؟ " قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ "فَمَنْ أَنْتُمْ؟ " قَالَ: "رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" فَفَزِعَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ1 فَرَفَعَتْ صَبِيًّا لَهَا مِنْ مِحَفَّةٍ وَأَخَذَتْ بِعَضَلَتِهِ فقالت: يا رسول هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: "نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ"2.
قال إبراهيم: فحدثت بهذا الحديث بن المنكدر فحج بأهله أجمعين. [18:3]
1 في "الإحسان" و"التقاسيم" 3ملوحة 66 "مهما" والتصويب من "صحيح ابن خزيمة".
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وابن خزيمة "3049" عن عبد الجبار بن العلاء، بهذا الإسناد
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/289، والحميدي "504"، والطيالسي "2707"، وأحمد 1/219، ومسلم "1336" في الحج: باب صحة حج الصبي وأجر من حج به، وأبو داود "1736" في المناسك: باب في الصبي يحج، والنسائي 5/120-12 في الحج / باب الحج بالصغير، والبيهقي 5/155، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/256، وفي "المشكل" 3/229، وابن الجارود في "المنتقى""411"، والطبراني "12176"، والبغوي "1852"، من طرق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 1/368، 369 في جامع الحج، عن إبراهيم بن عقبة، به، ومن طريق مالك أخرجه الطحاوي في "المشكل" 2/229، والبيهقي في "السنن" 5/155، والبغوي في "شرح السنة""1853".
وأخرجه الطحاوي في "المعاني" 2/256 من طريق الماجشون، وفي "المشكل "2/229 من طريق يحيى بن معين وسفيان الثوري، ثلاثتهم عن إبراهيم بن عقبة، به.
وأخرجه مسلم "1336""410"، والنسائي 4/120، والطحاوي في "المشكل" 3/230، والطبراني "12183" من طرق عن محمد بن عقبة، عن كريب، به.
والروحاء: قرية جامعة لمزينة على ليلتين من المدينة بينهما واحد وأربعون ميلاً.
والمحفة: بكسر الميم وتشديد الفاء: مركب للنساء كالهودج إلا أنها لا تقبب.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا وَضَعَ اللَّهُ مِنَ الْحَرَجِ عَنِ الْوَاجِدِ فِي نَفْسِهِ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ
145 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله إنا لنجد فيذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا وَضَعَ اللَّهُ مِنَ الْحَرَجِ عَنِ الْوَاجِدِ فِي نَفْسِهِ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ
[145]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَجِدُ فِي
أَنْفُسِنَا أَشْيَاءَ مَا نُحِبُّ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَا وَإِنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ"؟ قالوا: نعم، قال:"ذاك صريح الإيمان"1. [65:3]
1 إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني، حسن الحديث، وأخرجه أحمد 2/441 عن محمد بن عُبيد ويزيد، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وسيورده بعده برقم "146" من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وبرقم "148" من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرةـ به. وبرقم "147" من حديث ابن عباس، وبرقم "149" من حديث ابن مسعود.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي صَحِيحِ الْآثَارِ وَلَا أَمْعَنَ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ أَنَّ وُجُودَ مَا ذَكَرْنَا هُوَ مَحْضُ الْإِيمَانِ
146 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن أبي عدي عن شعبة عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا شَيْئًا لَأَنْ يَكُونَ أَحَدُنَا حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ: "ذاك محض الإيمان"1. [65:3]
1 إسناده حسن. عاصم بن بهدلة: صدوق له أوهام، فهو حسن الحديث.
وأخرجه الطيالسي "2401"، وأحمد 2/456، وابن منده في "الإيمان""341" من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/397، وأبو عوانة 1/79، وابن منده "340" و"342" من طريقين، عن الأعمش، عن أبي صالح، به.
والحُممة: الفحمة.
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: إِذَا وَجَدَ الْمُسْلِمُ فِي قَلْبِهِ أَوْ خَطَرَ بِبَالِهِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي لَا يَحِلُّ لَهُ النُّطْقُ بِهَا مِنْ كَيْفِيَّةِ الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا أَوْ مَا يُشْبِهُ هَذِهِ فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِيمَانِ الصَّحِيحِ وَتَرَكَ الْعَزْمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا كَانَ رَدُّهُ إِيَّاهَا مِنَ الْإِيمَانِ بَلْ هُوَ مِنْ صَرِيحِ الْإِيمَانِ لَا أَنَّ خطرات مثلها من الإيمان.
ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَعْرِضَ بِقَلْبِهِ شَيْءٌ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ بَعْدَ أَنْ يَرُدَّهَا مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ الْقَلْبِ عَلَى مَا وَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ
147 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ الشَّيْءَ لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الوسوسة"1. [30:4]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وذر هو ابن عبد الله المرهبي.
وأخرجه الطيالسي "2704"، وأحمد 1/235 و340، وأبو داود "5112" في الأدب: باب رد الوسوسة، والنسائي في "اليوم والليلة" كما في "التحفة" 5/ 39، والطحاوي في "المشكل" 2/251و252، وابن منده في "الإيمان""345"، والبغوي "60" من طرق عن منصور، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُكْمَ الْوَاجِدِ فِي نَفْسِهِ مَا وَصَفْنَا وَحُكْمَ الْمُحَدِّثِ إِيَّاهَا بِهِ سِيَّانَ مَا لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانُهُ
148 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالشَّيْءِ يَعْظُمُ عَلَى أَحَدِنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ: "أَوَقَدْ وجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان"1. [65:3]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح. خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي، وأخرجه ابن منده في "الإيمان""343" من طريق معاذ بن المثنى، عن مسدد، بهذا الإسناد. ومن طريق محمد بن نصر، عن وهب بن بقية، عن خالد الواسطي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "132" في الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان، وما يقول من وجدها، وأبو داود "5111" في الأدب: باب رد الوسوسة، والنسائي في "اليوم والليلة" كما في "التحفة" 9/396، وأبو عوانة 1/78، وابن منده في "الإيمان""344"، من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
149 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَكَّةَ وَعِدَّةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ يَقُولُ أَتَيْتُ سُعَيْرَ بْنَ الْخِمْسِ أَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثِ الْوَسْوَسَةِ فَلَمْ يُحَدِّثْنِي فَأَدْبَرْتُ أَبْكِي ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ تَعَالَ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الشَّيْءَ لَوْ خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفَهُ الطَّيْرُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ قَالَ: "ذاك صريح الإيمان"1. [65:3]
1 إسناده صحيح. محمد بن عبد الوهاب الفراء، ثقة، وباقي رجال السند على شرط مسلم، وأخرجه مسلم "133" في الإيمان، والنسائي في "اليوم والليلة" كما في "التحفة" 7/107، وأبو عوانة 1/79، وابن منده في "الإيمان""347"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/251، والبغوي "59" من طرق عن علي بن عثّام، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الوسوسة، قال:"تلك محض الإيمان".
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ بِالْإِقْرَارِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِصَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ عِنْدَ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ
150 -
أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ السَّامِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَذْحِجِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَدَعَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا حَسَّ1 أَحَدُكُمْ بِذَلِكَ فليقل آمنت بالله وبرسله"2. [95:1]
1 يعني: شعر به.
2 إسناده صحيح. كثير بن عبيد المذحجي: ثقة، وباقي السند على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 6/257، والبزار "50" عن حميد بن مسعدة، كلاهما عن محمد بن إسماعيل بن أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/33 وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/331، والبخاري 6/240 في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم "134" في الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، وأبي عوانة 1/81 و82، وأبي داود "4721" في السنة: باب في الجهمية.
وعن أنس عند أبي عوانة 1/82.
وعن خزيمة بن ثابت عند أحمد 5/214.
وعن عبد الله بن عمرو ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/34 ونسبه للطبراني في "الأوسط والكبير" وقال: ورجال الصحيح خلا أحمد بن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني.
باب فضل الإيمان
ذكر البيان بأنه مَنْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" دَخَلَ الْجَنَّةَ
…
3-
بَابُ فَضْلِ الْإِيمَانِ
151 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا مُحَرَّرُ1 بْنُ قَعْنَبٍ الْبَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ ذَكْوَانَ السَّمَّانِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
1 تصحف في الأصل و"موارد الظمآن" برقم "7" إلى "محرز" بالزاي آخره.
وَسَلَّمَ فَقَالَ: "نَادِ فِي النَّاسِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" فَخَرَجَ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا وَكَذَا قَالَ: ارْجِعْ، فَأَبَيْتُ فَلَهَزَنِي لَهْزَةً فِي صَدْرِي أَلَمُهَا1 فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَجِدْ بُدًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثْتَ هَذَا بِكَذَا وَكَذَا قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ قَدْ طَمِعُوا وَخَشُوا2 فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أقعد"3. [36:3]
1 تحرف في "موارد الظمآن" إلى "آلمتها".
2 تحرف في "موارد الظمآن" إلى "خبثوا".
3 محرر بن قعنب وثقه أبو زرعة، كما في "الجرح والتعديل" 8/408، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وذكره السيوطي في "الجامع الكبير" ص96 وزاد نسبته إلى ابن خزيمة، وسعيد بن منصور، ولفظه:"اذهب فناد في الناس إِنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله موقناً أو مخلصاً، فله الجنة".
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم "31" في الإيمان: باب الدليل على من مات على التوحيد دخل الجنة، وعن معاذ بن جبل عنده أيضاً برقم "32".
واللهز: الضرب بجمع الكف في الصدر.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ هُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ
152 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ حدثنا سفيان والداروردي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وجهاد في سبيله"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه عبد الرزاق "20299"، والحميدي "131"، وأحمد 5 /150 و171، والبخاري "2518" في العتق: باب أي الرقاب أفضل، ومسلم "84" في الإيمان: باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والدارمي 2/307، والنسائي في العتق كما في "التحفة" 9/195، وابن الجارود "969" والبغوي "2418"، وابن منده في "الإيمان""232"، والبيهقي في "السنن" 6/273، و9/272، و10/373 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20289" عن معمر، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة، والنسائي 6/19 في الجهاد: باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عزوجل، وفي العتق من الكبرى كما في "التحفة" 9/159 من طريق شعيب، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، كلاهما عن عروة، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق وأخرجه أحمد 5/163، ومسلم "84"، وابن منده في الإيمان "233"، والبيهقي في "السنن" 6/81.
وفي الباب عن أبي هريرة في الحديث الذي بعده.
وعن عبد الله بن حُبْشي الخثعمي عند النسائي 8/94 في الإيمان وشرائعه، والبيهقي في "السنن" 3/9 و4/180و9/164.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْوَاوَ الَّذِي فِي خَبَرِ أَبِي ذَرٍّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَيْسَ بِوَاوِ وَصْلٍ وَإِنَّمَا هُوَ وَاوٌ بِمَعْنَى "ثُمَّ
"
153 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيُّ بِعَسْقَلَانَ حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْإِيمَانُ بِاللَّهِ" قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: ثُمَّ ماذا؟ قال: "ثم حج مبرور"1. [2:1]
1 ابن أبي السري: هو محمد بن المتوكل العسقلاني، ذكره المؤلف في "الثقات" 9/88، وقال: كان من الحفاظ، وفي "التقريب": صدوق، عارف، له أوهام كثيرة، وقد توبع عليه، وباقي رجاله على شرطهما. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم "20296"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/268، ومسلم "83" في الإيمان: باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والنسائي 5/113 في المناسك: باب الحج المبرور، و6/19 في الجهاد، وابن منده في الإيمان "227"، والبيهقي في "السنن" 5/262، وأبو عوانة 1/62.
وأخرجه أحمد 2/264، والبخاري "26" في الإيمان: باب من قال: الإيمان هو العمل، و"1519" في الحج: باب فضل الحج المبرور، ومسلم "83"، والنسائي 8/93 في الإيمان وشرائعه: باب ذكر أفضل الأعمال، والدارمي 2/201 وأبو عوانة، والبيهقي في "السنن" 9/157، والبغوي "1840"، من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 2/287 عن محمد بن بشر، والترمذي "1658" في فضائل الجهاد: باب ما جاء أي الأعمال أفضل من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/388 و531 من طريقين عن خليفة بن غالب الليثي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/348 و521 من طريقين عن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/330 من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي هريرة.
باب فرض الإيمان
فرض الإيمان
…
4-
بَابُ فَرْضِ الْإِيمَانِ
154 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ قال: فقلنا له: هذا الأبيض المتكىء، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَجَبْتُكَ" فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشْتَدٌّ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلَا تَجِدَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَلْ مَا بَدَا لَكَ" فَقَالَ الرَّجُلُ: نَشَدْتُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ نعم" قال: فأنشدك الله آلله أمرك أن نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ نعم" قال: فأنشدك الله آلله أمرك أن نصوم هذاباب فرض الإيمان
فرض الإيمان
…
4-
بَابُ فَرْضِ الْإِيمَانِ
[154]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ قال: فقلنا له: هذا الأبيض المتكىء، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَجَبْتُكَ" فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشْتَدٌّ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلَا تَجِدَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَلْ مَا بَدَا لَكَ" فَقَالَ الرَّجُلُ: نَشَدْتُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ نعم" قال: فأنشدك الله آلله أمرك أن نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ نعم" قال: فأنشدك الله آلله أمرك أن نصوم هذا
الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ نَعَمْ" قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ نَعَمْ" فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ"1. [65:3]
155 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَأْتِيَهُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ قال: "صدق" قال فمن
1 إسناده صحيح؛ عيسى بن حماد: هو ابن مسلم التجيبي، وباقي السند من رجال الشيخين، وأخرجه أبو داود "486" في الصلاة: باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد، والنسائي 4/122-123 في الصوم: باب وجوب الصوم، وابن ماجة "1402" في الإقامة: باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها، كلهم عن عيسى بن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/168، والبخاري "63" في العلم: باب ما جاء في العلم، وابن منده "130"، والبغوي في "شرح السنة" برقم "3"، من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. وقدوم ضمام كان في سنة تسع بعد فتح مكة، جزم بذلك ابن إسحاق وأبو عبيد، وغيرهما كما في "الفتح" 1/152.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان""4"، وأحمد 1/264 من حديث ابن عباس.
خَلَقَ السَّمَاءَ قَالَ: "اللَّهُ" قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ قَالَ: "اللَّهُ" قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ قَالَ: "اللَّهُ" قَالَ: فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ قَالَ: "اللَّهُ" قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: زَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ: "صَدَقَ" قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: زَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَدَقَةً فِي أَمْوَالِنَا قَالَ: "صَدَقَ" قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: زَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا قَالَ: "صَدَقَ" قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: زَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ: "صَدَقَ" قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ شَيْئًا فَلَمَّا قَفَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَئِنْ صَدَقَ ليدخلن الجنة"1. [3:1]
1 إسناده صحيح. محمد بن الخطاب البلدي: ذكره المؤلف في "الثقات" 9/139، فقال: سكن الموصل، يروي عن المؤمل بن إسماعيل، وأبي نعيم والكوفيين، حدثنا عنه أبو يعلى وأهل الموصل، وباقي السند رجاله ثقات.
وأخرجه أبو عوانة في "المسند" 1/ 2 من طريقين عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف 11/9، 10، وفي كتابه "الإيمان" "5"، ومسلم "12" في الإيمان: باب السؤال عن أركان الإسلام، والترمذي "614" في الزكاة: باب ما جاء إذا أديت الزكاة، والنسائي 4/121، في الصوم، وابن منده "129"،.
وأبو عوانة 1/ 2 و3، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 5، والبغوي في "شرح السنة""4" و"5"، من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق شريك بن أبي نمر، عن أنس.
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذَا النَّوْعُ مِثْلُ الْوُضُوءِ وَالتَّيَمُّمِ وَالِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالصَّوْمِ الْفَرْضِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الَّتِي هِيَ فَرْضٌ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ لَا الكل.
156 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: "إِنَّكَ تَقَدُمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ وَإِذَا فَعَلُوهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَذَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أموال الناس"1. [4:1]
1 إسناده صحيح على شرطهما. أبو معبد: نافع مولى ابن عباس المكي، وأخرجه البيهقي 4/101 عن الحاكم، عن أبي النضر محمد بن ممد بن يوسف الفقيه، عن الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1458" في الزكاة: باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، ومسلم "19" "31" في الإيمان: باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، وابن منده في "الإيمان""214"، والطبراني في "الكبير""12207". من طريق أمية بن بسطام، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "7372" في التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى توحيد الله تبارك وتعالى، من طريق عبد الله بن أبي الأسود، عن الفضل بن العلاء، عن إسماعيل بن أمية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/114، وأحمد 1/233، والبخاري "1395" في الزكاة، باب وجوب الزكاة، و"1496" باب أخذ الصدقة من الأغنياء، و"2448" في المظالم: باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم، و"4347" في المغازي: باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، و"7371" في التوحيد، ومسلم "19" في الإيمان: باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، وأبو داود "1584" في الزكاة: باب زكاة السائمة، والترمذي "625" في الزكاة: باب ما جاء في كراهية أخذ خيار المال في الصدقة، والنسائي 5/2 في الزكاة: باب وجوب الزكاة، وابن ماجة "1783" في الزكاة: باب فرض الزكاة، والدارمي 1/379 و384 في الزكاة، وابن منده "116" و"117" و"213"، والبغوي في "شرح السنة""1557"، والدارقطني 2/136، والطبراني "12408"، من طرق عن زكريا بن إسحاق المكي، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، بهذا الإسناد.
والكرائم جمع كريمة، يقال: ناقة كريمة أي غزيرة اللبن، والمراد نفائس الأموال من أي صنف كان، وقيل له: نفيس، لأن نفس صاحبه تتعلق به.
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذَا النَّوْعُ مِثْلُ الْحَجِّ وَالزَّكَاةِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنَ الْفَرَائِضِ الَّتِي فُرِضَتْ عَلَى بَعْضِ الْعَاقِلِينَ الْبَالِغِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ لَا الْكُلِّ.
157 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ حدثنا أبو جمرة عن بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رسول الله صلىقال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذَا النَّوْعُ مِثْلُ الْحَجِّ وَالزَّكَاةِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنَ الْفَرَائِضِ الَّتِي فُرِضَتْ عَلَى بَعْضِ الْعَاقِلِينَ الْبَالِغِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ لَا الْكُلِّ.
[157]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ حدثنا أبو جمرة عن بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ وَلَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَعْمَلُ بِهِ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله وإقام الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُقَيَّرِ"1. [1:1]
1 إسناده صحيح على شرطهما، أبو جمرة بالجيم والراء: هو نصر بن عمران الضبعي، وأخرجه أبو عبيد في "الإيمان""1" ص58، 59، والبخاري "523" في مواقيت الصلاة: باب {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، ومسلم "17" في الإيمان: باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، وأبو داود "3692" في الأشربة: باب في الأوعية، والترمذي "2611" في الإيمان: باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الإيمان، والنسائي 8/120 في الإيمان: باب أداء الخمس، وابن مندة "22" و"153" من طرق عن عباد بن عباد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "16927" عن معمر، عن أبي جمرة، به مختصراً، ومن طريق عبد الرزاق وأخرجه أحمد 1/333، 334.
وسيورده المؤلف برقم "172" من طريق شعبة، عن أبي جمرة، به، ويأتي تخريجه في موضعه.
وأخرجه من طرق أخرى عن أبي جمرة، به: البخاري "1398" في الزكاة، و"3095" في فرض الخمس، و"3510" في المناقب، و"4369" في المغازي، و"6176" في الأدب: باب قول الرجل مرحباً، و"7556" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ، ومسلم 3/1579 "17" "39" في الأشربة: باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والبيهقي في. "دلائل النبوة" 5/323-324، وابن منده "18" و"19" و"20"و"151" و"169".
وقوله: "شهادة أن لا إله إلا الله" تفسير لقوله: "الإيمان بالله" قال الحافظ في "الفتح"1/133:
وما وقع عند البخاري في روايته من طريق حجاج بن منهال "1398" في الزكاة من زيادة الواو في قوله: "وشهادة" فهي زيادة شاذة لم يتابع عليها حجاج بن منهال أحدٌ، والمراد بقوله:"شهادة أن لا إله إلا الله" أي وأن محمداً رسول الله، كما في رواية عباد بن عباد في أول المواقيت، والاقتصار على شهادة أن لا إله إلا الله على إرادة الشهادتين معا لكونها صارت علماً على ذلك.
وفي رواية أحمد 3/23 عن أبي سعيد: قالوا: [يا رسول الله]، وما علمك بالنقير؟ قال:"جذع يُنقر، ثم يلقون فيه من القطيعاء أو التمر والماء، حتى إذا سكن غليانه شربتموه، حتى إن أحدكم ليضرب ابن عمه بالسيف".
وسيورد المؤلف ذكر وصف الدُّبّاء والحَنْتَم والنَّقِير والمُقَيَّر "أي المُزَفَّت" التي نُهي عن الانتباذ فيها في كتاب الأشربة، من حديث أبي بكرة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَوَى هَذَا الْخَبَرَ قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ1 وَأَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"2.
1 أخرجه أحمد 1/361 عن بهز وعفان، وابن منده في "الإيمان""156" من طريق مسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، بهذا الإسناد.
2 وأخرجه أحمد 3/22، 23 عن يحيى بن سعيد، ومسلم "18" في الإيمان، من طريق ابن علية، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه عبد الرزاق "16929" عن ابن جريج، عن أبي قزعة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ اسْمَانِ لِمَعْنًى وَاحِدٍ
158 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ يُحَدِّثُ طَاوُسًا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَلَا تَغْزُو؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ البيت"1. [1:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الترمذي "2609" في الإيمان، عن أبي كريب، والآجري في "الشريعة" ص106 من طريق إسماعيل، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/143، والبخاري "8" في الإيمان: باب دعاؤكم إيمانكم، ومسلم "16" "22" في الإيمان: باب بيان أركان الإسلام، والنسائي 8/107 في الإيمان: باب على كم بني الإسلام، وأبو عبيد في "الإيمان""4" ص59 وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/146، والبيهقي في "السنن" 1/358، وابن منده "40" و"148" والبغوي في "شرح السنة""6"، من طرق عن حنظلة به، وصححه ابن خزيمة برقم "308".
ومن طرق عن ابن عمر أخرجه الحميدي "703"، وأحمد 2/26 و93و120، ومسلم "16" في الإيمان، والترمذي "2609" في الإيمان، وأبو عبيد في كتاب "الإيمان" ص59، والآجري في "الشريعة" ص106، وابن منده في "الإيمان""41" و"42" و"43" و"149" و"150"، والطبراني في "الكبير""13203" و"13518"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/62، والبيهقي في "السنن" 3/367، وصححه ابن خزيمة برقم "309".
وسيورده المؤلف أيضاً برقم "1446" في أول كتاب الصلاة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَانِ خَبَرَانِ خَرَجَ خِطَابُهُمَا عَلَى حَسَبِ الْحَالِ لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْإِيمَانَ ثُمَّ عَدَّهُ أَرْبَعَ خِصَالٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْإِسْلَامَ وَعَدَّهُ خَمْسَ خِصَالٍ وَهَذَا مَا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا بِأَنَّ الْعَرَبَ تَذْكُرُ الشَّيْءَ فِي لُغَتِهَا بِعَدَدٍ مَعْلُومٍ وَلَا تُرِيدُ بِذِكْرِهَا ذَلِكَ الْعَدَدَ نَفْيًا عَمَّا وَرَاءَهُ وَلَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَا عُدَّ فِي خبر بن عَبَّاسٍ لِأَنَّهُ ذَكَرَ صلى الله عليه وسلم فِي غَيْرِ خَبَرٍ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنَ الْإِيمَانِ ليست في خبر بن عمر ولا بن عباس اللذين ذكرناهما.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ اسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ
159 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "لَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ" قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فمتى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَرَأَيْتَ الْعُرَاةَ الْحُفَاةَ رؤوس الناس في خمسذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ اسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ
[159]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "لَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ" قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فَمَتَى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَرَأَيْتَ الْعُرَاةَ الْحُفَاةَ رؤوس النَّاسِ فِي خَمْسٍ
لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] الْآيَةَ ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيلُ جَاءَ ليعلم الناس دينهم"1. [26:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، جرير: هو ابن عبد الحميد الرازي، وأبو حيان التيمي: هو يحيى بن سعيد بن حيان، وأخرجه البخاري "4777" في التفسير: باب {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} ، عن إسحاق بن إبراهيم وهو الحنظلي المعروف بابن راهويه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/5، 6، والبخاري "50" في الإيمان: باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان والإسلام، ومسلم "9" في الإيمان: باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وابن ماجة "64" في المقدمة: باب في الإيمان، وابن منده في "الإيمان""15" من طرق عن إسماعيل بن عُلية، عن أبي حيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "9""6" عن ابن نمير، عن محمد بن بشر، عن أبي حيان، به.
وأخرجه مسلم "10" في الإيمان من طريق زهير بن حرب، وابن منده "16" و"159" من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/101 في الإيمان: باب صفة الإيمان والإسلام، عن محمد بن قدامة، عن جرير، عن أبي فروة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة وأبي ذر.
وأخرجه دون ذكر السؤال عن الإيمان وما بعده أبو داود "4698" في السنة: باب في القدر، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بإسناد النسائي المذكور.
وسيرد برقم "168" من حديث ابن عمر.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِسْلَامَ وَالْإِيمَانَ اسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ يَشْتَمِلُ ذَلِكَ الْمَعْنَى عَلَى الأقوال والأفعال معا
…
عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ عَدَدَ أَصَابِعِي هَذِهِ أَنْ لَا آتِيَكَ فَمَا الَّذِي بَعَثَكَ بِهِ؟ قَالَ: "الْإِسْلَامُ"، قَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "أَنْ تُسْلِمَ قَلْبَكَ لِلَّهِ وَأَنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ لِلَّهِ وَأَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ أَخَوَانِ نَصِيرَانِ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ عَبْدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ"1. [65:3]
1 إسناده صحيح. وأبو قَزْعة هو سويد بن حُجَيْر البصري، ومعاوية هو ابن حَيْدة بن معاوية بن كعب القشيري، صحأبي نزل البصرة، ومات بخراسان، وهو جد بهز بن حكيم، وأخرجه أحمد 5/3 عن عفان، والطبراني19/"1036" من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف""20115"، وأحمد 5/5، والنسائي 5/4 في الزكاة: باب وجوب الزكاة و5/82، 83: باب من سأل بوجه الله عزوجل، وابن المبارك في "الزهد""987"، والطبراني 19/ "969" من طريق بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه حكيم، بهذا الإسناد. وله طريقان آخران عند الطبراني 19/ "1033"و"1073".
وقسمه الأخير وهو: "لا يقبل الله
…
" أخرجه ابن ماجة "2536" في الحدود: باب المرتد عن دينه، من طريق أبي أسامة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، به.
وقوله: "أخوان نصيران
…
إلى آخر الحديث" كذا ورد في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة 285، و"موارد الظمآن" رقم "28" ولفظ أحمد والنسائي 5/83: "كل مسلم على مسلم حرام، أخوان نصيران، لا يقبل الله عزوجل من مشرك بعدما أسلم عملاً، أو يفارق المشركين إلى المسلمين" "و "أخوان نصيران" تصحف في "موارد الظمآن" إلى بصيران، بالموحدة أوله بدل النون. ولفظ عبد الرزاق:"لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد إسلامه عملاً". وأخرجه ابن ماجه بلفظ عبد الرزاق، وزاد "حتى يفارق المشركين إلى المسلمين".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ اسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ
161 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ في سبعة أمعاء"1. [13:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في الموطأ 3/109 في الجامع: باب ما جاء في معي الكافر، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "5396" في الأطعمة: باب المؤمن يأكل في معي واحد، والطحاوي في "مشكل الآثار"2/407.
وأخرجه أحمد 2/257 عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف""19558"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/318، والبغوي "2879" عن مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/415 و455، والبخاري "5397" في الأطعمة، وابن ماجة "3256" في الأطعمة: باب المؤمن يأكل في معي واحد، والنسائي في الوليمة كما في "التحفة" 10/85-86 من طرق عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/321 عن محمد بن كثير، وأحمد 2/435، والدارمي 2/99 في الأطعمة، عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/21، وابن ماجة "3257"، وعن جابر عند أحمد 3/357 و392، وعن ميمونة بنت الحارث عند أحمد 6/335، وعن أبي بصرة الغفاري عند أحمد 6/397، وعن أبي موسى الأشعري عند ابن ماجة "3258".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْخَطَّابَ مَخْرَجُهُ مَخْرَجُ الْعُمُومِ وَالْقَصْدُ فِيهِ الْخُصُوصُ أَرَادَ بِهِ بَعْضَ النَّاسِ لَا الْكُلَّ1
.
162 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَافَهُ ضَيْفٌ كَافِرٌ فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ فَشَرِبَ حِلَابَهَا ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَ حِلَابَهَا حَتَّى شَرِبَ حِلَابَ سَبْعِ شِيَاهٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ حِلَابَهَا ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سبعة أمعاء"2. [13:3]
1 ما ذهب إليه ابنُ حبان من أن الحديث ورد في كافر مخصوص قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو جعفر الطحاوي، وجزم به ابنُ عبد البَرّ، فقال: لا سبيل إلى حمله على العموم لأن المشاهدة تدفعه، فكم من كافر يكون أقل أكلاً من مؤمن وعكسه، وكم من كافر أسلم فلم يتغير مقدار أكله. وقال غيرهم:
ليس المراد به ظاهره، وإنما هو مثل ضرب للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها، فكأن المؤمن لتقلله من الدنيا يأكل في معي واحد، والكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها يأكل في سبعة أمعاء، فليس المراد حقيقة الأمعاء ولا خصوص الأكل، وإنما المراد التقلل من الدنيا. انظر "الفتح" 9/538 -540.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "الموطأ" 3/109، 110 في الجامع: باب ما جاء في معي الكافر، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/375، ومسلم "2063" في الأشربة: باب المؤمن يأكل في معي واحد، والترمذي "1819" في الأطعمة: باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معي واحد، والنسائي في الوليمة كما في "التحفة" 9/416 والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/116 -117، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/408 –409، والبغوي "2880".
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ الْإِسْلَامَ وَالْإِيمَانَ بَيْنَهُمَا فَرْقَانِ
163 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى رِجَالًا وَلَمْ يُعْطِ رَجُلًا مِنْهُمْ شَيْئًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَلَمْ تُعْطِ فُلَانًا شَيْئًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوْ مُسْلِمٌ" 1 قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ الزُّهْرِيُّ: نَرَى أَنَّ الْإِسْلَامَ الْكَلِمَةُ والإيمان العمل2. [65:3]
1 أو هنا بمعنى بل، كما تُوضِّحه روايةُ ابن الأعرأبي في "معجمه": فقال: "لا تقل مؤمن بل مسلم"، وليس معناه الإنكار، بل المعنى أن إطلاق المسلم على من يُخْتبر حالُه الخبرةَ الباطنة أولى من إطلاق المؤمن؛ لأن الإسلام معلومٌ بحكم الظاهر. انظر "الفتح" 1/80.
2 حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين غير ابن أبي السري، فإنه كثير الأوهام، وقد توبع، وأخرجه الحميدي "69"، وأحمد 1/167، وابن منده في "الإيمان""161" من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "68"، وأبو داود "4683" في السنة: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والنسائي 8/103 و104 في الإيمان: باب تأويل قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا} ، وابن منده في "الإيمان""161" من طرق عن معمر، بهذا الإسناد
وأخرجه الحميدي "67"، والطيالسي "198"، وابن أبي شيبة 11/31، وأحمد 1/182، والبخاري "27" في الإيمان: باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، و"1478" في الزكاة: باب لا يسألون الناس إلحافاَ، ومسلم "150" في الإيمان: باب تألف قلب من يخاف على إيمانه، وابن منده "162"، من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ بَعْضَ الْمُسْتَمِعِينَ مِمَّنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرَيْنِ1 اللذين ذكرناهما
164 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ حدثني الليث بن سعد عن بن شِهَابٍ عَنْ عَطَاءَ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ وَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ أَفَأَقْتُلُهُ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْتُلْهُ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ قَطَعَ يَدِي ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ قَطَعَهَا أَفَأَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قبل أن تقتله وأنت بمنزلة قبل أن يقول كلمته التي قال"2. [65:3]
1 في هامش الأصل ما نصه: "المراد بالخبرين: هذا الخبر الذي قبل هذا، والخبر الذي ترجمه" بالخبر الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ اسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ" يَشْتَمِلُ ذَلِكَ الْمَعْنَى عَلَى الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ قبل هذا الخبر بثلاثة أحاديث".
2 إسناده صحيح، ويزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنْ قتلته بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ" يُرِيدُ بِهِ أَنَّكَ تُقْتَلُ قَوَدًا لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ أَنْ أَسْلَمَ حَلَالَ الدَّمِ وَإِذَا قَتَلْتَهُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ صِرْتَ بِحَالَةٍ تُقْتَلُ مِثْلَهُ قَوَدًا بِهِ لَا أَنَّ قَتْلَ الْمُسْلِمِ يُوجِبُ كُفْرًا يُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ إِذِ اللَّهُ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178] .
= الرملي أبو خالد، ثقة، ومن فوقه على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/126 و12/378، ومسلم "95" في الإيمان: باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، وأبو داود "2644" في الجهاد: باب علام يُقاتل المشركون، والنسائي في السير كما في "التحفة" 8/503، وابن منده "57" و"58"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/704، من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/5، ومسلم "95""156" من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه""18719" عن معمر، عن الزهري، به. ومن طريق أخرجه ابن منده "56".
وأخرجه أحمد 6/3، 4، والبخاري "4019" في المغازي، و"6765" في الديات: باب قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ، وابن منده "55" و"58" و"60"، والبيهقي 8/195 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده "59" من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، به، ثم قال ابن منده: هذا حديث وهم من حديث الأوزاعي، وتفرد به الوليد، والصواب من حديث الأوزاعي، عن إبراهيم بن مرة، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد الله بن عدي.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْإِيمَانِ لِلْمُقِرِّ بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعًا
165 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حدثنا بن أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَتْ لِي غُنَيْمَةٌ تَرْعَاهَا جَارِيَةٌ لِي فِي قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ ذَهَبَ الذِّئْبُ مِنْهَا بِشَاةٍ وَأَنَا مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَفَلَا أَعْتِقُهَا؟ قَالَ: "ائْتِنِي بِهَا" فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: "أَيْنَ اللَّهُ؟ " قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ قَالَ: "مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مؤمنة"1. [49:3]
1 إسناده صحيح على شرطهما، ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/9 و20، وأحمد 5/447، 448، ومسلم "537" في المساجد: باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، وأبو داود "930" في الصلاة: باب تشميت العاطس في الصلاة، و"3282" في الأيمان والنذور: باب في الرقبة المؤمنة، والنسائي في السير كما في "التحفة" 8/427، وأبو عبيد في الإيمان "84" وابن الجارود "212"، والطبراني في "الكبير" 19/ "938" من طريقين عن حجاج الصواف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1105"، وأحمد 5/448، ومسلم "537" في المساجد/ والنسائي 3/14 في السهو: باب الكلام في الصلاة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 121، وابن أبي عاصم "104"، والبيهقي في "السنن" 10/57، وفي "الأسماء والصفات" ص421، واللالكائي في "السنة""652"، والطبراني 19/"927" و"939"، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه مالك 3/5، 6 في العتق والولاء: باب ما يجوز في العتق في الرقاب الواجبة، عن هلال بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عمر بن الحكم، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "الرسالة""242"، والنسائي في النعوت والتفسير كما في "التحفة" 2/427، والبيهقي 10/57.
قال ابن عبد البَرّ في "تجريد التمهيد" ص187: هكذا يقول مالك في هذا الحديث: عمر بن الحكم، ولم يُتابع عليه، وهو مما عُدَّ من وهمه، وسائرُ الناس يقولون فيه: معاوية بن الحكم، وليس في الصحابة عمر بن الحكم، وقد ذكرنا ما في "التمهيد" ما فيه مخرج لمالك إن شاء الله، وأن الوهم فيه من شيخه لا منه.
وانظر "أسد الغابة" 4/145 و5/258.
والجّوّانية: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وكسر النون، وياء مشددة: موضع قرب المدينة. وآسَفُ: أغضب. وصككتُها: لطمت وجهها.
وفي الباب عن الشريد بن سويد الثقفي سيورده المؤلف برقم "189".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ أَجْزَاءٌ وَشُعَبٌ لَهَا أَعْلَى وَأَدْنَى
166 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً فَأَرْفَعُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطريق والحياء شعبة من الإيمان"1. [1:1]
1 إسناده صحيح على مسلم، وأخرجه ابن منده في "الإيمان""147" من طريق حسين بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد..
وأخرجه مسلم "35""58" في الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان، وابن ماجة "57" في المقدمة: باب في الإيمان، وابن منده في "الإيمان""147"، والبغوي في "شرح السنة""17"، والآجري في "الشريعة" 110 من طرق عن جرير – هو ابن عبد الحميد –، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/414 عن عفان، وأبو داود "4676" في السنة: باب في رد الإرجاء، عن موسى بن إسماعيل، والبغوي في "شرح السنة""18"، من طريق حجاج الأنماطي، كلهم عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالح، بهذا الإسناد.
وسيورده برقم "191" من طريق سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، به، ويرد تخريجه هناك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/40، والنسائي 8/110 في الإيمان: باب ذكر شعب الإيمان، وابن ماجة "57"، وابن منده في "الإيمان""147"، و"171" و"172" من طرق عن محمد بن عجلان، عن عبد الله دينار، به.
وأخرجه ابن منده "146" من طريق أحمد بن حنبل، عن أبي النضر، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، به.
وسيورده بعده "167" و"190" من طريق سليمان بن بلال، عن ابن دينار، به. وبرقم "181" من طريق بن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن ابن دينار، به، ويرد تخريج كل طريق في موضعه.
وأخرجه الطيالسي "2402" من طريق وهيب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/379، من طريق قتيبة، عن بكر بن مضر، عن عمارة بن غزية، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْخَبَرِ إِلَى الشيء الذي هو فرض على المخاطبين في جَمِيعِ الْأَحْوَالِ فَجَعَلَهُ أَعْلَى الْإِيمَانِ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الشَّيْءِ الَّذِي هُوَ نَفْلٌ لِلْمُخَاطَبِينَ فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ فَجَعَلَهُ أَدْنَى الْإِيمَانِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فَرْضٌ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ وَكُلَّ شَيْءٍ فَرْضٌ عَلَى بَعْضِ الْمُخَاطَبِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ وَكُلَّ شَيْءٍ هُوَ نَفْلٌ لِلْمُخَاطَبِينَ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ كُلُّهُ من الإيمان.
وَأَمَّا الشَّكُّ فِي أَحَدِ الْعَدَدَيْنِ فَهُوَ مِنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ فِي الْخَبَرِ كَذَلِكَ قَالَهُ مَعْمَرٌ عَنْ سُهَيْلٍ وَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ1 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَرْفُوعًا وَقَالَ: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً" وَلَمْ يَشُكَّ وَإِنَّمَا تَنَكَّبْنَا خَبَرَ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَاقْتَصَرْنَا عَلَى خَبَرِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ لِنُبَيِّنَ أَنَّ الشَّكَّ فِي الْخَبَرِ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامُ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ كَمَا ذكرناه.
1 ومن طريق سليمان بن بلال أورده المؤلف في الرواية التالية، وتابعه يزيد بن عبد الله بن الهاد في الرواية التي سيورده المؤلف برقم "181".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ
167 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان"1. [1:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم "35" في الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان، عن عبيد الله بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "9" في الإيمان: باب أمور الإيمان، ومسلم "35"، والنسائي 8/110 في الإيمان: باب ذكر شعب الإيمان، وابن منده في "الإيمان""144"، من طرق عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وسيورده المؤلف برقم "190" من طريق الفضل بن يعقوب الرخامي، عن أبي عامر العَقَدي، به.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ اخْتَصَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ هَذَا الْخَبَرَ فَلَمْ يَذْكُرْ ذِكْرَ الْأَعْلَى وَالْأَدْنَى مِنَ الشُّعَبِ وَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ السِّتِّينَ دُونَ السَّبْعِينَ وَالْخَبَرُ فِي بِضْعٍ وَسَبْعِينَ خَبَرٌ مُتَقَصًّى صَحِيحٌ لَا ارْتِيَابَ فِي ثُبُوتِهِ وَخَبَرُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ خَبَرٌ مُخْتَصَرٌ غَيْرُ مُتَقَصًّى وَأَمَّا الْبِضْعُ فَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى أَحَدِ أَجْزَاءِ الْأَعْدَادِ لِأَنَّ الْحِسَابَ بِنَاؤُهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ عَلَى الْأَعْدَادِ وَالْفُصُولِ وَالتَّرْكِيبِ فَالْأَعْدَادُ مِنَ الْوَاحِدِ إِلَى التِّسْعَةِ وَالْفُصُولُ هِيَ الْعَشَرَاتُ وَالْمِئُونُ وَالْأُلُوفُ وَالتَّرْكِيبُ مَا عَدَا مَا ذَكَرْنَا وَقَدْ تَتَبَّعْتُ مَعْنَى الْخَبَرِ مُدَّةً وَذَلِكَ أَنَّ مَذْهَبَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِلَّا بِفَائِدَةٍ وَلَا مِنْ سُنَنِهِ شَيْءٌ لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ فَجَعَلْتُ أَعُدُّ الطَّاعَاتِ مِنَ الْإِيمَانِ فَإِذَا هِيَ تَزِيدُ عَلَى هَذَا الْعَدَدِ شَيْئًا كَثِيرًا فَرَجَعْتُ إِلَى السُّنَنِ فَعَدَدْتُ كُلَّ طَاعَةٍ عَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ فَإِذَا هِيَ تَنْقُصُ مِنَ الْبِضْعِ وَالسَّبْعِينَ فَرَجَعْتُ إِلَى مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ مِنْ كَلَامِ رَبِّنَا وَتَلَوْتُهُ آيَةً آيَةً بِالتَّدَبُّرِ وَعَدَدْتُ كُلَّ طَاعَةٍ عَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْإِيمَانِ فَإِذَا هِيَ تَنْقُصُ عَنِ الْبِضْعِ وَالسَّبْعِينَ فَضَمَمْتُ الْكِتَابَ إِلَى السُّنَنِ وَأَسْقَطْتُ الْمُعَادَ مِنْهَا فَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ عَدَّهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْإِيمَانِ فِي كِتَابِهِ وَكُلُّ طَاعَةٍ جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ فِي سُنَنِهِ تِسْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْهَا شَيْءٌ فَعَلِمْتُ أَنَّ مُرَادَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ الْإِيمَانَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَنِ فَذَكَرْتُ هَذِهِ المسألة
بِكَمَالِهَا بِذِكْرِ شُعْبَةَ فِي كِتَابِ "وَصْفُ الْإِيمَانِ وَشُعَبِهِ"1 بِمَا أَرْجُو أَنَّ فِيهَا الْغَنِيَّةَ لِلْمُتَأَمِّلِ إِذَا تَأَمَّلَهَا فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ تِكْرَارهَا فِي هَذَا الْكِتَابِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ أَجْزَاءٌ بِشُعَبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي خَبَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَذَكَرَ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ شُعَبِهِ هِيَ كُلُّهَا فَرْضٌ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقُلْ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَالْإِيمَانُ بِمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ أَجْزَاءِ هَذِهِ الشُّعْبَةِ وَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ جُزْءٍ وَاحِدٍ مِنْهَا حَيْثُ قَالَ: "أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ سَائِرَ الْأَجْزَاءِ مِنْ هَذِهِ الشُّعْبَةِ كُلُّهَا مِنَ الْإِيمَانِ ثُمَّ عَطَفَ فَقَالَ وَأَدْنَاهَا "إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ فَذَكَرَ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ شُعَبِهِ"2 هِيَ نَفْلٌ كُلُّهَا لِلْمُخَاطَبِينَ فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ سَائِرَ الْأَجْزَاءِ الَّتِي هِيَ مِنْ هَذِهِ الشُّعْبَةِ وَكُلَّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الشُّعَبِ الَّتِي هِيَ مِنْ بَيْنِ الْجُزْأَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ فِي هَذَا الْخَبَرِ اللذين هما من
1 قال القاضي عياض فيما نقله الحافظ في "الفتح" 1/52: تكلف جماعة حصر هذه الشعب بطريق الاجتهاد، وفي الحكم بِكَوْن ذلك هو المراد صعوبة. ولا يقدح عدم معرفة حصر ذلك على التفصيل في الإيمان.
قال الحافظ: "وأقربها إلى الصواب طريقةُ ابن حبان، لكن لم نقف على بيانها من كلامه، وقد لخصت مما أوردوه ما أذكره وهو
…
" ثم سردها.
2 في هامش الأصل "الشعب".
أَعْلَى الْإِيمَانِ وَأَدْنَاهُ كُلُّهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَأَمَّا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ" فَهُوَ لَفْظَةٌ أُطْلِقَتْ عَلَى شَيْءٍ بِكِنَايَةِ سَبَبِهِ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَيَاءَ جِبِلَّةٌ فِي الْإِنْسَانِ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُكْثِرُ فِيهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقِلُّ ذَلِكَ فِيهِ وَهَذَا دَلِيلٌ صَحِيحٌ عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ لِأَنَّ النَّاسَ لَيْسُوا كُلُّهُمْ عَلَى مَرْتَبَةٍ وَاحِدَةٍ فِي الْحَيَاءِ فَلَمَّا اسْتَحَالَ اسْتِوَاؤُهُمْ عَلَى مَرْتَبَةٍ وَاحِدَةٍ فِيهِ صَحَّ أَنَّ مَنْ وُجِدَ فِيهِ أَكْثَرُ كَانَ إِيمَانُهُ أَزِيدَ وَمَنْ وُجِدَ فِيهِ مِنْهُ أَقَلُّ كَانَ إِيمَانُهُ أَنْقَصَ وَالْحَيَاءُ فِي نَفْسِهِ هُوَ الشَّيْءُ الْحَائِلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ مَا يُبَاعِدُهُ مِنْ ربه عن الْمَحْظُورَاتِ فَكَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ تَرْكَ الْمَحْظُورَاتِ شُعْبَةً مِنَ الْإِيمَانِ بِإِطْلَاقِ اسْمِ الحياء عليه على ما ذكرناه1.
1 انظر ما قيل في تعريف الحياء في "جامع العلوم والحكم" ص188- 191، شرح حديث "إذا لم تَسْتحِ فاضنع ما شئت"، و"فتح الباري" 1/52، 53 و74، 75.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ بِذِكْرِ جَوَامِعِ شُعَبِهِمَا
168 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ وَقُلْنَا لَعَلَّنَا لَقِينَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فنسأله عن القدر فلقينا بن عُمَرَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ ظَهَرَ عِنْدَنَا أناس يقرؤون الْقُرْآنَ يَتَقَفَّرُونَ1 الْعِلْمَ تَقَفُّرًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ2 قَالَ: فَإِنْ لَقِيتَهُمْ فَأَعْلِمْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَهُمْ مِنِّي بُرَآءُ والذي يحلف به بن عُمَرَ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا إِذْ جَاءَ شَدِيدُ سَوَادِ اللِّحْيَةِ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ فَوَضَعَ رُكْبَتَهُ عَلَى رُكْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ: "شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَحَجُّ الْبَيْتِ" قَالَ: صَدَقْتَ فَعَجِبْنَا مِنْ سُؤَالِهِ إِيَّاهُ وَتَصْدِيقِهِ إِيَّاهُ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ" قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: فَعَجِبْنَا مِنْ سُؤَالِهِ إياه
1 "يتقفرون العلم" بتقديم القاف على الفاء، أي: يتطلَّبُونه، ويروى "يَتَفَقَّرون" بتقديم الفاء على القاف، قال بعض المتأخرين: هي عندي أصح الروايات وأليقها بالمعنى. يعنى أنهم يستخرجون غامضه، ويفتحون مُغلقه. وأصلُه من فَقَرتُ البئر: إذا حفرتها لاستخراج مائها، فلما كان القدرية بهذه الصفة من البحث والتتبع لاستخراج المعاني الغامضة بدقائق التأويلات وصفهم بذلك. قاله ابن الأثير في"النهاية".
2 أي مستأنف استئنافاً من غير أن يكون سَبَق به سابقُ قضاءٍ وتقدير، وإنما هو مقصور على اختيارك ودخولك فيه.
وَتَصْدِيقِهِ إِيَّاهُ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ فَأَخْبِرْنِي مَتَى السَّاعَةُ قَالَ: "مَا الْمَسْؤُولُ بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ" قَالَ: فَمَا أَمَارَتُهَا؟ قَالَ: "أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ" قَالَ: فَتَوَلَّى وَذَهَبَ فَقَالَ عُمَرُ فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ثَالِثَةٍ فَقَالَ: "يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يعلمكم دينكم"1. [30:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن منده في "الإيمان""7" من طريقين عن محمد بن المنهال، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "8" في الإيمان: باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وأبو داود "3695" في السنة: باب في القدر، والترمذي "2610" في الإيمان: باب ما جاء في وصف جبريل للنبي الإسلامَ والإيمان، والنسائي 8/97 في الإيمان، وابن ماجة "63" في المقدمة: باب في الإيمان، وابن منده في "الإيمان""1" و"2" و"3" و"4" و"5" و"6" و"8" و"185" و"186"، والبغوي في "شرح السنة""2" من طرق عن كهمس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي ص21، ومسلم "8""2" و"3"، ابن منده "9" و"10" من طرق عن عبد الله بن بريدة، به. وأخرجه أبو داود "4697" من طريق الفريأبي، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر، به.
وأخرجه أحمد 1/52 و53 من طريقين، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن ابن يعمر، عن ابن عمر، ولم يذكر فيه عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/44-45 من طريق عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، ولم يذكر فيه عمر.
وأخرجه أحمد 2/107 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، ولم يذكر فيه عمر
وسيرد برقم "173" من طريق معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، به، ويرد تخريجه من طريقه هناك.
وعلى هامش الأصل ما نصه: "هذا الخبر ثان في ترتيب التقاسيم بالنسبة إلى أول حديث ذكرته من كتاب الإيمان".
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ الْإِيمَانَ بِكَمَالِهِ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ دُونَ أَنْ يَقْرِنَهُ الْأَعْمَالُ بِالْأَعْضَاءِ
169 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ؟: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" فَقُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سرق"1. [26:3]
1 إسناده صحيح. إبراهيم بن بسطام: ترجمه المؤلف في "القات" 8/85، فقال: إبراهيم بن بسطام الأُبُلي، يروي عن البصريين، مات بعد سنة خمسين ومئتين، حدثنا عنه أحمد بن يحيى بن زهير وغيره، وباقي رجال السند ثقات. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في مسنده "444"، ومن طريقه أخرجه الترمذي "2644" في الإيمان: باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وابن منده في "الإيمان""83".
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم "1122" من طريق بقية، وابن منده "84" من طريق المثنى، كلاهما عن شعبة، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البخاري "3222" في بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، من طريق ابن أبي عدي، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم "1120" من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم "1119" من طريق غندر، عن شعبة، عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري "2388" في الاستقراض: باب أداء الديون من طريق أبي شهاب، و"6268" في الاستئذان: باب من أجاب بلبيك، من طريق حفص بن غياث، و"6444" في الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهباً" ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""54" من طريق أبي الأحوص، وأحمد 5/152، ومسلم "94" في الزكاة: باب الترغيب في الصدقة، وأخرجه ابن منده في "الإيمان""84" من طريق أبي معاوية الضرير، أربعتهم عن الأعمش، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1118"، وابن منده "85" من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه البخاري "6443" في الرقاق: باب المكثرون هم الأقلون، ومسلم "94""33" كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، به.
وأخرجه ابن منده "86" من طريق الحسين بن عبيد الله النخعي، عن زيد بن وهب، به.
وأخرجه أحمد 5/166، والبخاري "5827" في اللباس: باب الثياب البيض، ومسلم "94" "154" في الإيمان: باب "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، وأبو عوانة 1/19، وابن منده "87"، والبغوي "51" من طريق حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود عن أبي ذر
وأخرجه أحمد 5/159 و161، والبخاري "1237" في الجنائز: باب من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، و"7487" في التوحيد: باب كلام الرب مع جبريل، ومسلم "94" في الإيمان، وأبو عوانة 1/18، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم "1116" و"1117" من طرق عن واصل الأحدب، عن معرور بن سويد عن أبي ذر
وأخرجه ابن منده "78" و"80" و"81" و"82" من طريق واصل الأحدب والأعمش، عن معرور بن سويد عن أبي ذر.
وسيورده المؤلف بعده "170" مطولاً من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به. وبرقم "195" من طريق حماد بن أبي سليمان، عن زيد بن وهب، به.
وبرقم "213" من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ مِنْ أَئِمَّتِنَا أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ كَانَ بِمَكَّةَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ نُزُولِ الْأَحْكَامِ
170 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ يَقُولُ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَرَّةِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا أُمْسِي وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا أَصْرِفُهُ لِدَيْنٍ"، ثُمَّ مَشَى وَمَشَيْتُ مَعَهُ فَقَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ فَقَالَ: "إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ؟ " ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى فَسَمِعْتُ صَوْتًا فَقُلْتُ أَنْطَلِقُ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِي فَلَبِثْتُ حَتَّى جَاءَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُدْرِكَكَ فَذَكَرْتُ قَوْلَكَ لِي فَقَالَ: "ذَلِكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زنى وإن سرق"1.
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وتقدم تخريجه من طرقه في الرواية التي قبله.
أخبرناه القطان في عقبه حدثنا هشام بن عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ1. [26:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه أحمد 6/447 من طريق ابن نمير، والبخاري "6268" في الاستئذان من طريق حفص بن غياث، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1126" من طريق أبي معاوية، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وانظر طرق هذا الحديث في "عمل اليوم والليلة" 597-608 و"فتح الباري" 11/267.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ دُونَ أَنْ تَكُونَ الطَّاعَاتُ مِنْ شُعَبِهِ
171 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ حرم ماله ودمه وحسابه على الله"1. [26:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/123 و12/375 ومن طريقه مسلم "23""38" في الإيمان.
وأخرجه أحمد 6/395، ومسلم "23"، وابن منده "34"، والطبراني "8193" من طريق مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، به.
وأخرجه أحمد 3/472 و6/394، وابن منده "34"، والطبراني "8194" من طريق يزيد بن هارون، عن أبي مالك الأشجعي، به.
وأخرجه الطبراني "8190" و08191" و"8192" من ثلاثة طرق عن أبي مالك، به.
ذِكْرُ وَصْفِ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم وَحَّدَ اللَّهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ
172 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْأَلُهُ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ الْوَفْدُ أَوْ مَنِ الْقَوْمُ؟ " قَالُوا: رَبِيعَةُ قَالَ: "مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أَوْ بِالْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ1 بَعِيدَةٍ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ وَإِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ قَالَ: فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ" قَالَ شُعْبَةُ وَرُبَّمَا قَالَ: وَالنَّقِيرِ وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ وَقَالَ: "احْفَظُوهُ وَأَخْبِرُوهُ من وراءكم"2. [26:3]
1 في الأصل "مشقة"، والتصويب من مصادر التخريج.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي، وأخرجه البخاري "87" في العلم: باب تحريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان، ومسلم "17" "24" في الإيمان: باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/6، وأحمد 1/228، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم "17""24".
وأخرجه الطيالسي "2747" ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/294، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري "53" في الإيمان: باب أداء الخمس من الإيمان، و"7266" في أخبار الآحاد: باب وصاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم، وابن منده في "الإيمان""21"، والبغوي في "شرح السنة""20" من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري "7266" عن إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل، عن شعبة، به.
وتقدم برقم "157" من طريق عباد بن عباد، عن أبي جمرة، به. وورد تخريجه من طريقه هناك
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ شُعَبٌ وَأَجْزَاءٌ غير ما ذكرنا في خبر بن عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ بِحُكْمِ الْأَمِينَيْنِ مُحَمَّدٍ وَجِبْرِيلَ عليهما السلام
173 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ وَاضِحٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي لِابْنِ عُمَرَ إِنَّ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَيْسَ قَدَرٌ قَالَ: هَلْ عِنْدَنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي إِذَا لَقِيتَهُمْ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ بُرَآءُ مِنْهُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ إذ جاء رجلذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ شُعَبٌ وَأَجْزَاءٌ غَيْرُ ما ذكرنا في خبر بن عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ بِحُكْمِ الْأَمِينَيْنِ مُحَمَّدٍ وَجِبْرِيلَ عليهما السلام
[173]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ وَاضِحٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي لِابْنِ عُمَرَ إِنَّ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَيْسَ قَدَرٌ قَالَ: هَلْ عِنْدَنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي إِذَا لَقِيتَهُمْ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ بُرَآءُ مِنْهُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ
لَيْسَ عَلَيْهِ سَحْنَاءُ سَفَرٍ وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ يَتَخَطَّى حَتَّى وَرَكَ1 فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمد رَسُولُ اللَّهِ وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَحُجَّ وَتَعْتَمِرَ وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَأَنْ تُتِمَّ الْوُضُوءَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ" قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْمِيزَانِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ" قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: "الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا فَأَنَا مُحْسِنٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا" قَالَ: أَجَلْ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ الْعَالَةَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبِنَاءِ وَكَانُوا مُلُوكًا" قَالَ: مَا الْعَالَةُ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ قَالَ: "الْعُرَيْبُ" قَالَ: "وَإِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ تَلِدُ رَبَّتَهَا فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ" قَالَ: صَدَقْتَ ثُمَّ نَهَضَ فَوَلَّى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيَّ بِالرَّجُلِ" فَطَلَبْنَاهُ كُلَّ مَطْلَبٍ فلم نقدر عليه فقال
1 أي: اعتمد على وَرِكِه، وهو ما فوق الفخذ، وقد تحرف في المطبوع من صحيح ابن خزيمة إلى "ورد".
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لَيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ خُذُوا عَنْهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا شُبِّهَ عَلَيَّ مُنْذُ أَتَانِي قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ وَمَا عَرَفْتُهُ حَتَّى وَلَّى"1. [1:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَفَرَّدَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ بِقَوْلِهِ: "خُذُوا عَنْهُ" وَبِقَوْلِهِ: "تعتمر وتغتسل وتتم الوضوء".
1 إسناده صحيح، وهو الحديث الأول في "صحيح ابن خزيمة" لكنه ساقه إلى قوله: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُسلِم؟ قَالَ: "نَعَمْ". قال: صدقت. ثم قال ابن خزيمة: "وذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإيمان والإحسان والساعة: "لكن هذا الباب في القسم المفقود من "صحيحه". ومن طريق ابن خزيمة أخرجه بتمامه ابن منده في "الإيمان""14".
وأخرجه مسلم "8""4" في الإيمان، وابن منده "11" و"13" من طريقين عن يونس بن محمد المؤدب، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده "12" من طريق محمد بن أبي يعقوب الكرماني، عن المعتمر، به. وتقدم برقم "168" من طريق عبد الله بن بريدة، عن ابن يعمر، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ
174 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَآمَنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ"1.
تفرد به الدراوردي قاله الشيخ2. [1:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن منده في "الإيمان""198"من طريق معاذ بن المثنى، عن القعنبي، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف برقم "220" من طريق أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. ويرد تخريجه هناك.
وأخرجه مسلم "21""34" في الإيمان: باب الأمر بقتال النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ محمد رسول الله، وابن منده "196" و"402"، والبيهقي 8/202، من طريق روح بن القاسم، وابن منده "403"، والدارقطني 2/89، من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، كلاهما عن العلاء، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/122، و12/374، ومسلم "21""35" في الإيمان، وأبو داود "2640" في الجهاد: باب علام يقاتل المشركون، والترمذي "2606" في الإيمان: باب ما جاء أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وابن ماجة "3927" في الفتن: باب الكف عمّن قال: لا إله إلا الله، وابن منده "26" و"28"، والبيهقي 1/ 196 و3/92 و8/19و196 و9/182 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وأخرجه الطيالسي "2441"، وابن أبي شيبة 10/124، وأحمد 2/314 و377 و423 و439 و475 و482 و502 و528، والنسائي 6/6، 7 في الجهاد، و7/77، 78، 79 في تحريم الدم، والدارقطني 1/231 –232و2/89، وابن منده"23" و"27" و"199" و"200"، وابن الجارود "1032"، والبغوي "31" و"32" من طرق عن أبي هريرة، به.
وسيورده المصنف "218" من طريق الزهري، عن ابن المسيب، عن عبد الله، عن أبي هريرة، عن عمر، ويرد تخريج كل طريق في موضعه.
2 هذا وهم من ابن حبان، فقد تابعه عليه روح بن القاسم، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام كما تقدم تخريجه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ بِكُلِّ مَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ مَعَ الْعَمَلِ بِهِ
175 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ"1. [1:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَفَرَّدَ بِهِ شُعْبَةُ2 وَفِي هَذَا الْخَبَرِ بيان واضح بأن
1 إسناده صحيح، إبراهيم بن محمد بن عرعرة: ثقة، حافظ، تطلم أحمد في بعض سماعه، وباقي السند رجاله رجال الشيخين. وأخرجه الدارقطني 1/232 من طريقين، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "25" في الإيمان: باب {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} ، وابن منده في "الإيمان""25"، والبيهقي في "السنن" 3/367 و8/177، والبغوي في "شرح السنة""33" من طريق عبد الله بن محمد المسندي، عن حَرَمي بن عُمارة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "22" في الإيمان: باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، والبيهقي في "السنن" 3/92 من طريق أبي المثنى العنبري، كلاهما عن أبي غسان مالك بن عبد الواحد المِسْمَعيّ، عن عبد الملك بن الصّباح، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيعيده المصنف برقم "219" بإسناده هنا.
2 قال الحافظ في "الفتح" 1/75-76: وهو عن شعبة عزيز، تفرد بروايته عنه حرمي هذا وعبد الملك، وهو عزيز عن حرمي تفرد به عنه المسندي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة. ومن جهة إبراهيم أخرجه أبو عوانة وابن حبان والإسماعيلي وغيرهم، وهو غريب عن عبد الملك، تفرد به عنه أبو غسان مالك بن عبد الواحد شيخ مسلم، فاتفق الشيخان على الحكم بصحته مع غرابته، وليس هو في "مسند" أحمد على سعته، وقد استبعد قوم صحته بأن الحديث لو كان عند ابن عمر لما ترك أباه ينازع أبا بكر في قتال مانعي الزكاة والجواب أنه لا يلزم من كون الحديث المذكور عند ابن عمر أن يكون استحضره في تلك الحالة، ولو كان مستحضراً له فقد يحتمل أن لا يكون حضر المناظرة المذكورة
…
إلى آخر ما قاله الحافظ فانظره.
الْإِيمَانَ أَجْزَاءٌ وَشُعَبٌ تَتَبَايَنُ أَحْوَالُ الْمُخَاطَبِينَ فِيهَا لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ "حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ" فَهَذَا هُوَ الْإِشَارَةُ إِلَى الشُّعْبَةِ الَّتِي هِيَ فَرْضٌ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ ثُمَّ قَالَ: "وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ" فَذَكَرَ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ فَرْضٌ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ ثُمَّ قَالَ: "وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ" فَذَكَرَ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ فَرْضٌ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الطَّاعَاتِ الَّتِي تُشْبِهُ الْأَشْيَاءَ الثَّلَاثَةَ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي هَذَا الْخَبَرِ من الإيمان.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى بِبَعْضِ أَجْزَائِهِ
176 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ جَدِّهِ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ قَالَ: "إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَاتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَاتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: "إِذَا حاك في قلبك1 شيء فدعه"2. [23:3]
1 في هامش الأصل: "صدرك" نسخة.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد خرج أصحاب الصحاح ليحيى بن أبي كثير بالعنعنة، وجد زيد بن سلام هو ممطور الأسود الحبشي أبو سلام.
وأخرجه أحمد 5/252، والقضاعي في "مسند الشهاب""402" من طريق روح، والحاكم 1/141 من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن منده "1088" من طريق أبي عامر العقدي، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20104"، ومن طريقه الحاكم 1/14، والقضاعي "401"، والطبراني "7539" عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 5/251 من طريق رباح، وابن منده "1089" من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، به. وله شاهد من حديث أبي موسى عند أحمد 4/398، والبزار "79"، والطبراني كما في "المجمع" 1/86، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح ما خلا المطلب بن عبد الله، فإنه ثقة، ولكنه يدلس، ولم يسمع من أبي موسى، فهو منقطع.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى جُزْءًا مِنْ بَعْضِ أَجْزَائِهِ
177 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنِي ثُمَّ اسْتَكْتَمَنِي أَنْ أُحَدِّثَ بِهِ مَا عَاشَ مُعَاوِيَةُ فَذَكَرَ عَامِرٌ قَالَ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَهُوَ قَاضِي الْمَدِينَةِ قال: سمعت بن مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يقولون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهمذكر إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى جُزْءًا مِنْ بَعْضِ أَجْزَائِهِ
[177]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنِي ثُمَّ اسْتَكْتَمَنِي أَنْ أُحَدِّثَ بِهِ مَا عَاشَ مُعَاوِيَةُ فَذَكَرَ عَامِرٌ قَالَ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَهُوَ قَاضِي الْمَدِينَةِ قَالَ: سمعت بن مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يقولون فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ
بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَا إِيمَانَ بَعْدَهُ"1.
قَالَ عَطَاءٌ: فَحِينَ سَمِعْتُ الْحَدِيثَ مِنْهُ انْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَنْتَ سَمِعْتَ بن مَسْعُودٍ يَقُولُ هَذَا؟ كَالْمُدْخَلِ عَلَيْهِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ عَطَاءٌ فَقُلْتُ هُوَ مَرِيضٌ فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَعُودَهُ قَالَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَسَأَلَهُ عَنْ شَكْوَاهُ ثُمَّ سَأَلَهُ عن الحديث قال فخرج بن عُمَرَ وَهُوَ يُقَلِّبُ كَفَّهُ وَهُوَ يَقُولُ مَا كان بن أُمِّ عَبْدٍ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [49:3]
1 إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح غير عامر بن السمط، وهو ثقة، وأخرجه مسلم "50" في الإيمان: باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأبو عوانة في "مسنده" 1/35 و36، والبيهقي في "السنن" 10/91، من طرق عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، عن عبد الرحمن بن المسور، عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن ابن مسعود.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ شُعَبِ الْإِقْرَارِ
178 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ
عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهذكر إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ شُعَبِ الْإِقْرَارِ
[178]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ
عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ
ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر"1. [49:3]
1 إسناده صحيح على شرطهما. منصور هو ابن المعتمر، وربعي هو ابن حِراش، وأخرجه الحاكم 1/32-33 من طريق أبي عاصم النبيل، وأحمد بن سيار، كلاهما عن محمد بن كثير العبدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "106" ومن طريقه الترمذي "2145" في القدر: باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره، وأحمد 1/97 عن محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة، وابن ماجة "81" في المقدمة: باب في القدر من طريق شريك، والحاكم 1/33 من طريق جرير بن عبد الحميد، ثلاثتهم عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "106" عن ورقاء، والترمذي "2145" من طريق النضر بن شميل عن شعبة، والحاكم 1/33 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدين عن سفيان، والبغوي في "شرح السنة""66" من طريق أبي نعيم، عن سفيان ثلاثتهم عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل، عن علي.
قال الترمذي عقبه: حديث أبي داود [الطيالسي] عن شعبة عندي أصح من حديث النضر، وهكذا رواه غير واحد عن منصور، عن ربعي، عن علي، وقال الحاكم: أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي وإن كان البخاري يحتج به فإنه كثير الوهم، لا يحكم له على ابن أبي عاصم النبيل ومحمد بن كثير وأقرانهم، بل يلزم الخطأ إذا خالفهم، والدليل على ما ذكرته متابعة جرير بن عبد الحميد الثوري في روايته عن منصور، عن رعي، عن علي، وجرير من أعرف الناس بحديث منصور. قلت: وتابع الثوريَّ أيضاً شعبةُ وشريك كما تقدم في التخريج.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الشُّعْبَةِ الَّتِي هِيَ الْمَعْرِفَةُ
179 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا يؤمنذكر إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الشُّعْبَةِ الَّتِي هِيَ الْمَعْرِفَةُ
[179]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ ووالده والناس أجمعين"1. [49:3]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه أحمد 3/177 و275، ومسلم "44" "70" في الإيمان: باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابن ماجة "67" في المقدمة: باب في الإيمان، من طريق محمد بن جعفر، وأحمد 3/207 و278 عن روح، والبخاري "15" في الإيمان: باب ابن حبان الرسول من الإيمان، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""22" عن آدم بن إياس، والنسائي 8/114، 115 من طريق بشر بن المفضل، والدارمي 2/307 عن يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، وأبو عوانة 1/33 من طريق حجاج وأبي النضر، وابن منده في "الإيمان""284" من طريق آدم ومحمد بن جعفر وبشر بن المفضل وأحمد بن مهدي، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "15"، ومسلم "44"، والنسائي 8/115، وابن منده "286" من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
وأخرجه أيضاً مسلم "44"، والنسائي 8/115، وابن منده "285" من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ آمَنَهُ النَّاسُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْلَاكِهِمْ
180 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِمِصْرَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بن عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أمنه الناس على دمائهم وأموالهم"1. [49:3]
1 إسناده قوي. ابن عجلان – واسمه محمد: صدوق. أخرج له مسلم في "صحيحه" متابعة، وباقي السند على شرط مسلم. وأخرجه الترمذي "2627" في الإيمان: باب ما جاء أن الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، والنسائي 8/104، 105 في الإيمان: باب صفة المؤمن عن قتيبة بن سعيد، والحاكم 1/10 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث، بهذا الإسناد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: قد اتفقا على إخراج طرف حديث "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" ولم يخرجا هذه الزيادة، وهي صحيحة على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيرد برقم "196"، وعن جابر سيرد برقم "197"، وعن أنس بن مالك سيرد برقم "510".
وعن فضالة بن عبيد عند أحمد 6/21 و22، وابن ماجة "3934" في الفتن: باب حرمة دم المؤمن وماله، وابن منده في "الإيمان" "315". قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، وصححه الحاكم 1/10، 11 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَلَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ
181 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ حدثنا بن أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنِ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "الْإِيمَانُ سَبْعُونَ أَوِ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ بَابًا أَرْفَعُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهُ إِمَاطَةُ الْأَذَى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"1. [1:1]
1 إسناده صحيح على شرطهما. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجُمَحي بالولاء، أبو محمد المصري ثقة ثبت، ويحيى بن أيوب هو الغافقي أخرج حديثه الجماعة، قال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، وابن الهاد هو يزيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ الليثي أبو عبد الله المدني، روى له الجماعة. وأخرجه ابن منده في "الإيمان""145" و"173" من طريق يحيى العلاف، عن سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وتقدم برقم "166" من طريق سهيل بن أبي صالح، وبرقم "167" من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وسيرد أيضاً برقم "190" و"191".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الِاقْتِصَارُ فِي هَذَا الْخَبَرِ على هذا العدد المذكور في خبر بن الْهَادِ مِمَّا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا إِنَّ الْعَرَبَ تَذْكُرُ الْعَدَدَ لِلشَّيْءِ وَلَا تُرِيدُ بِذِكْرِهَا ذَلِكَ الْعَدَدَ نَفْيًا عَمَّا وَرَاءَهُ وَلِهَذَا نَظَائِرُ نَوَّعْنَا لِهَذَا أَنْوَاعًا سَنَذْكُرُهَا بِفُصُولِهَا فِيمَا بَعْدُ إِنْ شاء الله"1.
1 في هامش الأصل ما نصه: "يعني بقوله: فيما بعد" من ترتيب كتابه.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِيمَانَ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ زِيَادَةٌ أَوْ نُقْصَانٌ
182 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُدْخِلُ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ [النَّارَ] 1 ثُمَّ يَقُولُ أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا حُمَمًا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ حَبَّةٌ فِي جَانِبِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَهَا صفراء ملتوية"2. [80:3]
1 سقطت من الأصل، واستدركت من مصادر التخريج.
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، وليس هو في "الموطأ" برواية يحيى، وقد تابع معن بن عيسى في روايته عن مالك، عبدُ الله بن وهب، وإسماعيل بن أبي أويس، ومن طريق عبد الله بن وهب سيورده المصنف برقم "222"، ويخرج هناك. ومن طريق إسماعيل بن أبي أويس عن مالك، به: أخرجه البخاري "22" في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، والبغوي في "شرح السنة""4357"، وابن منده في "الإيمان""821".
وأخرجه أحمد 3/56، والبخاري "6560" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "184""305" في الإيمان، وابن منده "822" من طرق عن وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، به.
وأخرجه ابن منده "823" من طريق خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى، به.
وأخرجه أحمد 3/16 و94، والبخاري "4581" في التفسير: باب {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} و"4919": باب {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ، و"7439" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌإِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، ومسلم "183": باب معرفة طريق الرؤية، والترمذي "2598" في صفة جهنم: باب ما جاء أن للنار نَفَسَين وما ذُكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، من طرق عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري، به.
وأخرجه أحمد 3/5 و11 و19 و20 و25 و48 و78 و90، وابن منده "836"، من طرق عن أبي سعيد الخدري، به
والحُمَم: جمع الحُمَمَة، وهي الفحمة، والحِبَّة بالكسر: بزور البقول وحَبُّ الرياحين، وقيل هو نبت صغير ينبت في الحشيش، فإذا استقرت على جانب السيل حِبَّة، فإنها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليها بعد إحراق النار لها.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ أَرَادَ بِهِ بَعْدَ إِخْرَاجِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ قَدْرُ قِيرَاطٍ مِنْ إِيمَانٍ
183 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَجَاءِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذا ميز أهلذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ أَرَادَ بِهِ بَعْدَ إِخْرَاجِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ قَدْرُ قِيرَاطٍ مِنْ إِيمَانٍ
[183]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَجَاءِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا مُيِّزَ أَهْلُ
الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ قَامَتِ الرُّسُلُ فَشَفَعُوا فَيُقَالُ اذْهَبُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ قِيرَاطٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ بَشَرًا كَثِيرًا ثُمَّ يُقَالُ اذْهَبُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ بَشَرًا كَثِيرًا ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا أَنَا الْآنَ أُخْرِجُ بِنِعْمَتِي وَبِرَحْمَتِي فَيُخْرِجُ أَضْعَافَ مَا أَخْرَجُوا وَأَضْعَافَهُمْ قَدِ امْتَحَشُوا1 وَصَارُوا فَحْمًا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ أَوْ فِي نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَتَسْقُطُ مُحَاشُّهُمْ عَلَى حَافَةِ ذَلِكَ النَّهَرِ فَيَعُودُونَ بِيضًا مِثْلَ الثَّعَارِيرِ2 فَيُكْتَبُ فِي رِقَابِهِمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ وَيُسَمَّوْنَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيِّينَ"3. [80:3]
الثَّعَارِيرُ: الْقِثَّاءُ1الصِّغَارُ قَالَهُ الشيخ.
1 أي: احترقوا، ويُروى: امتُحِشوا، لما لم يسم فاعله.
2 بمثلثة مفتوحةن ثم مهملمة، واحدها ثعرور كعصفور، قال ابن الأعرأبي: هي قثاء ضغار، وقال أبوعبيدة مثله، وزاد: ويقال بالشين المعجمة بدل المثلثة، وقيل: هو نبت في أصول الثمام كالقطن، قال الحافظ: والمقصود الوصف بالبياض والدقة، وجاء في تفسيره في رواية البخاري "6558" بالضغابيس، وفسره الأصمعي بأنه شيء ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون، قال الحافظ: هذا التشبيه لصفتهم بعد أن ينبتوا، وأما في أول خروجهم النار فإنهم يكونون كالفحم، ووقع في حديث يزيد الفقير عن جابر عند مسلم:"فيخرجون كأنهم عيدان السمسم، فيدخلون نهراً، فيغتسلون، فيخرجون كأنهم القراطيس البيض" انظر "الفتح" 1/329 و457، 458.
3 يحيى بن أبي رجاء: ذكره المؤلف في "الثقات" 9/264، وكناه أبا محمد، وقال: يروي عن زهير بن معاوية، وعتاب بن بشير، وأهل بلده، حدثنا عنه أبو عروبة، مات سنة أربعين ومئتين، وباقي رجاله ثقات إلا أن أبا الزبير – وهو محمد بن مسلم بن تدرس – مدلس وقد عنعن.
وأخرجه أحمد 3/325، 326 عن أبي النضر، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد
وأخرجه أحمد 3/379 مختصراً من طريق زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد، عن أبي الزبير، حدثني جابر. وهذا سند جيد.
وأخرجه أبو عوانة 1/139 من طريقين عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، بنحوه.
وأخرجه مختصراً مسلم "191""320" في الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة، من طريق يزيد الفقير، عن جابر، بنحوه.
وللبخاري "6558" في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم "191""317"، وابن أبي عاصم في السنة "842"، والآجري في "الشريعة" 344، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 277، من طرق عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعاً "إن الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة".
وذكره السيوطي في "الجامع الطبير" 1/90، وزاد نسبته لابن منيع والبغوي في "الجعديات".
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري في الحديث التالي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّهُمْ يَعُودُونَ بِيضًا بَعْدَ أَنَّ كَانُوا فَحْمًا يَرُشُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ
184 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَهْلِ
1 تحرفت في "التقاسيم" لوحة 504، و"الإحسان" إلى:"البقر".
الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ قَالَ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالبادية1. [80:3]
1 إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين غير أبي نضرة – واسمه المنذر بن مالك – فإنه من رجال مسلم، وأبو مسلمة: هو سعيد بن يزيد الأزدي.
وأخرجه مسلم "185" في الإيمان: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، وابن ماجة "4309" في الزهد: باب ذكر الشفاعة، كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 282 عن أحمد بن المقدام، وابن منده "831" من طريق مسدد، كلاهما عن بشر بن المفضل، به.
وأخرجه أحمد 3/11 عن إسماعيل بن علية، و3/78، 79 من طريق شعبة، والدارمي 2/331 من طريق خالد بن عبد الله، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 274 من طريق شعبة، و 279 من طريق ابن علية، و280 من طريق يزيد بن زريع، و281 من طريق غسان بن مضر، وابن منده "829" من طريق إبراهيم بن طهمان، و"830" من طريق شعبة، و"832" من طريق ابن علية، وأبو عوانة 1/186 من طريق شعبة، كلهم عن أبي مسلمة، بهذا الإسناد. وتحرف مطبوع الدارمي إلى أبي سلمة.
وأخرجه من طرق عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أحمد 3/5 و20 و25، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 282و283، وأبو عوانة 1/186، وابن منده "824" و"825" و"827" و"828" و"833" و"834" و"835"، وأخرجه من طرق عن أبي سعيد أحمد 3/90، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 281، وابن منده "820" و"821" و"822" و"823"، وأبو عوانة 1/185.
وحميل السيل: ما يحمله من طين، وغيره. وتقدم شرح المعنى في تخريج الحديث رقم "182".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ لَمْ يَزَلْ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَدْخُلُهُ نَقْصٌ أَوْ كَمَالٌ
185 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ1 لِعُمَرَ: لَوْ عَلِمْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ مَتَى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لَاتَّخَذْنَاهُ عِيدًا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] وَلَوْ نَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ لاتخذناه عيدا فقال عمر رضي الله تعالى عَنْهُ: "قَدْ عَلِمْتُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ وَاللَّيْلَةَ الَّتِي أُنْزِلَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ"2. [46:5]
1 ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/105 أن هذا الرجل من اليهود: هو كعب الأحبار، بيّن ذلك مسدَّد في "مسنده"، والطبري في "تفسيره""11100"، والطبراني في "الأوسط" كلهم من طريق رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نُسي، عن إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عن كعب
…
وأشار في الموضع الآخر 8/270 إلى احتمال أن سؤال كعب وقع قبل إسلامه؛ لأن إسلامه كان في خلافة عمر على المشهور، وأطلق عليه ذلك باعتبار ما مضى.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه النسائي 5/251، في الحج: باب ما ذكر في يوم عرفة، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "3017""4" في التفسير، والطبري "11095"، والآجري في "الشريعة" ص105، والبيهقي في "السنن" 5/118، من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "31"، وأحمد 1:28، والبخاري "45" في الإيمان: باب زيادة الإيمان ونقصانه، و"4407" في المغازي: باب حجة الوداع، و"4606" في التفسير: باب {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، و"7268" في الاعتصام، ومسلم "3017" في التفسير، والترمذي "3043" في التفسير: باب ومن سورة المائدة، والنسائي 8/114 في الإيمان، والآجري في "الشريعة" ص105، والطبري "11094" و"11096"، والبيهقي في "السنن" 5/118 من طرق عن قيس بن مسلم، به.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِإِطْلَاقِ لَفْظَةٍ مُرَادُهَا نَفْيُ الِاسْمِ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ لَا الْحُكْمُ عَلَى ظَاهِرِهِ
186 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرُ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ".
فَقُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ"1. [65:2]
1 إسناده صحيح على شرطهما لولا عنعنة الوليد بن مسلم، لكنه توبع. وأخرجه النسائي 8/313 في الأشربة: باب ذكر الروايات المغلظات في شرب الخمر، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان""510" من طريق محمد بن المبارك، عن الوليد بن مسلم، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/19، 20 وابن منده "510"، والبغوي في "شرح السنة""46" من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه مسلم "57""102" في الإيمان: باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي، والدارمي 2/87، في الأضاحي، و2/115 في الأشربة، وابن منده "510" من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""512" من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس، والبيهقي في "السنن" 10/186 من طريق الليث، عن عقيل، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري "5578" في الأشربة: باب {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} عن أحمد بن صاح، ومسلم "57"، وابن منده "512" عن حرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، وابن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري "2475" في المظالم: باب النهبى بغير إذن صاحبه، و"6772" في الحدود: باب ما يحذر من الحدود، ومسلم "57""101" في الإيمان، والنسائي 8/313، وابن ماجة "3936" في العتق: باب النهي عن النهبة، وابن منده "511"، والبيهقي 10/186، من طرق عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن هشام، به
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/32 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه النسائي 8/64 في قطع السارق: باب تعظم السرقة، والآجري في "الشريعة" ص113، من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/376، والبخاري "6810" في الحدود: باب إثم الزناة، ومسلم "57""104"، وابن منده "517" و"518"، والترمذي "2625" في الإيمان، والآجري في "الشريعة" ص112-113 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/248، 249 من طريق عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه الحميدي "1128" من طريق سفيان، وابن منده "515" من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/317، ومسلم "57""103"، وابن منده "513"، والبغوي "47" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن منده "514"، وأبو نعيم في "الحلية" 3/164 من طريق عطاء بن يسار وخميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه أبو نعيم 3/322، من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه ابن منده "516" من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه،، و"518" من طريق بعجة بن عبد الله بن بدر، كلاهما عن أبي هريرة، به.
وأخرجه الطبراني "13304" من طريق أبي عوانة، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس وابن عمر، وأبي هريرة.
وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي: ضعيف.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحُ بِالْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
187 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَابْنُ كَثِيرٍ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1 أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ
أَنَّهُ سَمِعَ بن عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بعض"2. [65:2]
1 واقد هو ابن مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، نسب إلى جده الأعلى.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "6868" في الديات: باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا
…
} ، وأبو داود "4686" في السنة: باب الدليل على زيادة الإيمان، عن أبي الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""658" من طريق أبي مسعود، وأبو عوانة 1/25، من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أبي الوليد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/30، وأحمد 2/85 و87 و104، والبخاري. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
== "6166" في الأدب: باب قول الرجل: ويلك، و"7077" في الفتن: باب "لا ترجعوا بعدي كفاراً"، ومسلم "66" في الإيمان: باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم "لا ترجعوا بعدي كفاراً"، والنسائي 7/126 في تحريم الدم: باب تحريم القتل، وأبو عوانة 1/25، وابن منده "658" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6785" في الحدود من طريق عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، عن أبيه، به.
وأخرجه البخاري "4403" في المغازي: باب حجة الوداع، ومسلم "66""120"، وابن ماجة "3943" في الفتن: باب "لا ترجعوا بعدي كفاراً"، وابن منده "659"، وأبو عوانة 1/25، 26 من طريق عمر بن محمد "وهو أخو واقد" أن أباه حدثه، عن ابن عمر.
وقوله: "لا ترجعوا بعدي كفاراً"، قال الحافظ: جملة ما فيه من الأقوال ثمانية.... ثم وجدت تاسعاً وعاشراً. انظر هذه الأقوال في "الفتح" 12/87 و13/27.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَرَبَ فِي لُغَتِهَا تُضِيفُ الِاسْمَ إِلَى الشَّيْءِ لِلْقُرْبِ مِنَ التَّمَامِ وَتَنْفِي الِاسْمَ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ
188 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وبرحمته فذلك مؤمنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَرَبَ فِي لُغَتِهَا تُضِيفُ الِاسْمَ إِلَى الشَّيْءِ لِلْقُرْبِ مِنَ التَّمَامِ وَتَنْفِي الِاسْمَ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ
[188]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فذلك مؤمن
بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بالكواكب"1. [65:2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "الموطأ" 1/192، في الاستسقاء: باب الاستمطار بالنجوم، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 4/117، والبخاري "846" في الأذان: باب يستقبل الناس الإمام إذا سلم، و"1038" في الاستسقاء: باب {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ، ومسلم "71" في الإيمان: باب كفر من قال: مطرنا بنوء كذا، وأبو داود "3906" في الطب: باب في النجوم، وأبو عوانة 1/26، وابن منده "503"، والبغوي "1169".
وأخرجه عبد الرزاق "21003"، والحميدي "813"، والبخاري "4147" في المغازي: باب غزوة الحديبية، و"7503" في التوحيد: باب {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، والنسائي 3/165 في الاستسقاء: باب كراهية الاستمطار بالكواكب، وابن منده "504" و"505" و"506"، والطبراني "5213" و"5214" و"5215" و"5216"، وأبو عوانة 1/27 من طرق عن صالح بن كيسان، به.
وأورد الحافظ ما قيل في شرح هذا الحديث ثم قال: وأعلى ما وقفت عليه من ذلك كلام الشافعي، قال في "الأم" من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه مطر نَوْءُ كذا، فذلك كفر؛ لأن النوء وقت، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً، ومن قال: مُطرنا بنوء كذا، على معنى: مُطرنا في وقت كذا، فلا يكون كفراً، وغيره من الكلام أحبُّ إليّ منه. يعني حسماً للمادة، وعلى ذلك يحمل إطلاق الحديث. انظر "الفتح" 2/523
ذِكْرُ خَبَرٍ آخَرَ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ الْعَرَبَ تَذْكُرُ فِي لُغَتِهَا الشَّيْءَ الْوَاحِدَ الَّذِي هُوَ مِنْ أَجْزَاءِ شَيْءٍ بِاسْمِ ذَلِكَ الشَّيْءِ نَفْسِهِ
189 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي أَوْصَتْ أَنْ نُعْتِقُ عَنْهَا رَقَبَةً وَعِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ قَالَ: "ادْعُ بِهَا" فَجَاءَتْ فَقَالَ: "مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتِ: اللَّهُ قَالَ: "مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ قال: "أعتقها فإنها مؤمنة"1. [65:2]
1 إسناده حسن، من أجل محمد بن عمرو. وأخرجه الطبراني "7257" من طريق أبي خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 7م388-389 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن أبي الوليد، به.
وأخرجه أحمد 4/222 و 388 عن عبد الصمد، و289 عن مهناً بن عبد الحميد، وأبو داود "3283" في اليمان والنذور: باب الرقبة المؤمنة، عن موسى بن إسماعيل، والنسائي 6/252 في الوصايا: باب فضل الصدقة عن الميت، من طريق هشام بن عبد الملك، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن معاوية بن الحكم السلمي، أورده المؤلف برقم "165"، وتقدم تخريجه في موضعه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي ذَكَرْنَا
أَنَّ الْعَرَبَ إِذَا كَانَ الشَّيْءُ لَهُ أَجْزَاءٌ وَشُعَبٌ تُطْلِقُ اسْمَ ذَلِكَ الشَّيْءِ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى بَعْضِ أَجْزَائِهِ وَشُعَبِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْجُزْءُ وَتِلْكَ الشُّعْبَةُ ذَلِكَ الشَّيْءَ بِكَمَالِهِ
190 -
أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ إِسْحَاقَ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار عن أبي صالحذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي ذَكَرْنَا أَنَّ الْعَرَبَ إِذَا كَانَ الشَّيْءُ لَهُ أَجْزَاءٌ وَشُعَبٌ تُطْلِقُ اسْمَ ذَلِكَ الشَّيْءِ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى بَعْضِ أَجْزَائِهِ وَشُعَبِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْجُزْءُ وَتِلْكَ الشُّعْبَةُ ذَلِكَ الشَّيْءَ بِكَمَالِهِ
[190]
أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ إِسْحَاقَ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بابا والحياء من الإيمان"1. [65:2]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وقد أورده المؤلف برقم "167" من طريق أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وتقدم تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا"، أَرَادَ بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً
191 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ] 1 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"2. [65:2]
1 ما بين حاصرتين سقط من الأصل، وجاء على الصواب برقم "166" المتقدم.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن منده "170" من طريق أسيد بن عاصم، عن حسين بن حفص، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/445، والبخاري في "الأدب المفرد""598"، والترمذي "2614" في الإيمان: باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه، والنسائي 8/110 في الإيمان وشرائعه: باب ذكر شعب الإيمان، وابن ماجة"57" في المقدمة: باب الإيمان، وابن منده في "الإيمان""170"، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "166" من طريق جرير، عن سهيل بن أبي صالح، به، وذكرت هناك الطرق التي أوردها المؤلف.
ذِكْرُ نَفْيِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَمَّنْ أَتَى بِبَعْضِ الْخِصَالِ الَّتِي تَنْقُصُ بِإِتْيَانِهِ إِيمَانَهُ
192 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ أَبُو هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ليس الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللِّعَانِ وَلَا الْبَذِيءِ وَلَا الفاحش"1. [50:3]
1 حديث صحيح، محمد بن زيد الرفاعي، لكنه توبع عليه، فقد أخرجه أحمد 1/416 عن الأسود بن عامر، والبخاري في "الأدب المفرد""312"، والطبراني في "الكبير""10483"، والحاكم 1/12، والبيهقي في "السنن" 10/193، من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار "101" من طريق عبد الرحمن بن مَغْراء، عن الحسن بن عمرو، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/18، وأحمد 1/404، 405، والبخاري في "الأدب المفرد""332"، والترمذي "1977" في البر: باب ما جاء في اللعنة، والحاكم 1/12، والبغوي في "شرح السنة""3555"، والخطيب في "تاريخه" 5/339، وأبو نعيم في "الحلية" 4/235، و5/58، والبيهقي في "السنن" 10/243، كلهم من طريق محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ خَبَرٍ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا لِهَذِهِ الْأَخْبَارِ
193 -
أخبرنا بن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ وَمَوْهَبُ بْنُ يزيد قالاحدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ"1.
قَالَ مَوْهَبٌ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْشٍ كَتَبْتَ بِالشَّامِ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ: لَوْ لَمْ تَسْمَعْ إلا هذا لم تذهب رحلتك. [50:3]
1 إسناده ضعيف لضعف دراج في روايته عن أبي الهيثم: قال ابنُ الجوزي: تفرد به درّاج، وقد قال أحمد: أحاديثه مناكير، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""835" من طريق أبي عمرو عثمان بن محمد الأطروشي، عن قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/293، والقضاعي "834" من طرق عن يزيد بن موهب الرملي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/8، والبخاري في "الأدب المفرد""565"، والترمذي "2033" في البر: باب ما جاء في التجارب، وأبو نعيم في "الحلية" 8/324، من طريق قتيبة بن سعيد، وأحمد 3/69 عن هارون بن معروف، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""565" موقوفاً على أبي سعيد، وسنده أصح.
ذِكْرُ خَبَرٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ نَفْيُ الْأَمْرِ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ
194 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثابتذكر خَبَرٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ نَفْيُ الْأَمْرِ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ
[194]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ فِي الْخُطْبَةِ: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ ولا دين لمن لا عهد له"1. [50:3]
1 إسناده حسن في الشواهد. مؤمل بن إسماعيل: صدوق، سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان""7"، و"المصنف" 11/11، وأحمد 3/135 و154 و210، والبزار "100"، والقضاعي في "مسند الشهاب""849" و "850"، والبيهقي في "السنن" 6/288 و9/231 من طرق عن أبي هلال "محمد بن سليم الراسبي" عن قتادة، عن أنس، وحسنه والبغوي في "شرح السنة""38".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/96، وزاد نسبته للطبراني في "الأوسط"، وقال: فيه أبو هلال، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/97 من طريق عمرو بن الحارث، عن ابن أبي حبيب، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس بن مالك، به.
وأخرجه أحمد 3/251، والقضاعي "848" من طريق عفان، عن حماد، عن المغيرة بن زياد الثقفي، عن أنس، به.
والمغيرة بن زياد الثقفي لا يعرف، وانظر "تعجيل المنفعة" ص410.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا
أَنَّ مَعَانِيَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ مَا قُلْنَا إِنَّ الْعَرَبَ تَنْفِي الِاسْمَ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ وَتُضِيفُ الِاسْمَ إِلَى الشَّيْءِ لِلْقُرْبِ مِنَ التَّمَامِ
195 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نحوذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ مَعَانِيَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ مَا قُلْنَا إِنَّ الْعَرَبَ تَنْفِي الِاسْمَ عَنِ الشَّيْءِ لِلنَّقْصِ عَنِ الْكَمَالِ وَتُضِيفُ الِاسْمَ إِلَى الشَّيْءِ لِلْقُرْبِ مِنَ التَّمَامِ
[195]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ
بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَانْطَلَقْتُ خَلْفَهُ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ" فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ ثُمَّ سَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ فَقَالَ: "الْمُكْثِرُونَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ" قَالَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ عَرَضَ لَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا يُمْسِي مَعَهُمْ دِينَارٌ أَوْ مِثْقَالٌ" فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ثُمَّ عَرَضَ لَنَا وَادٍ فَاسْتَبْطَنَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَزَلَ فِيهِ وَجَلَسْتُ عَلَى شَفِيرِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً فَأَبْطَأَ عَلَيَّ وَسَاءَ ظَنِّي فَسَمِعْتُ مُنَاجَاةً فَقَالَ: "ذَلِكَ جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي لِأُمَّتِي مَنْ شَهِدَ مِنْهُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ"1. [50:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن أبي سليمان من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""803" عن معاذ بن فضالة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1123" من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "169" و"170" من طريق الأعمش وغيره عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، به، وتقدم تخريجه هناك.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْإِسْلَامِ لِمَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
196 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ الْحَافِظُ بِتُسْتُرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ورب هذه البنية يعني الكعبةذكر إِثْبَاتِ الْإِسْلَامِ لِمَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
[196]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ الْحَافِظُ بِتُسْتُرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ يَعْنِي الْكَعْبَةَ
يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن منده "313" من طريق يحيى بن يحيى، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. لكن عنده أن عبارة "ورب هذه البنية" من قول عبد الله بن عمرو، وهو ما نقله الحافظ أيضاً عن ابن حبان، كما في الفتح 1/54.
وأخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم "10" في: باب "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"قال: وقال أبو معاوية: حدثنا داود عن عامر [الشعبي] قال: سمعت عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال عبد الأعلى: عن داود، عن عامر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولفظ رواية البخاري:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
قال الحافظ: والتعليق عن أي معاوية وصله إسحاق بن راهويه عنه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريقه، وانظر "تغليق التعليق" 2/27.
وأخرجه بلفظ رواية البخاري: أحمد 2/163 و192 و205 و212، والبخاري "10" في الإيمان، و"6484" في الرقاق: باب الانتهاء عن المعاصي، وأبو داود "2481" في الجهاد: باب الهجرة هل انقطعت، والنسائي 8/105 في الإيمان: باب صفة المسلم، وفي السير من "الكبرى" كما في "التحفة" 6/346، والدارمي 2/300 في الرقاق: باب في حفظ اليد، والطبراني في "الصغير" 1/166، وابن منده "309" و"310" و"311" و"312"، والقضاعي "166" و"179" و"180" و"181"، والبيهقي في "السنن" 10/187، والبغوي في "شرح السنة""12"، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الله بن أبي السفر، وزكريا بن أبي زائدة، ومغيرة، أربعتهم عن الشعبي، به. وسيورده المؤلف برقم "230" في باب ما جاء في صفات المؤمنين، من طريق بيان بن بشر، عن الشعبي، به.
وأخرجه أحمد 2/206 و215 عن زيد بن الحباب، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به وسيورده المؤلف بنحوه في باب الإخلاص وأعمال السر برقم "400" من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو، ويأتي تخريجه هناك.
وسيعيده المؤلف بالإسناد المذكور هنا برقم "399" في باب الإخلاص.
وفي الباب عن أبي هريرة تقدم برقم "180"، وعن جابر سيرد برقم "197"، وعن أنس بن مالك سيرد برقم "510".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ كَانَ مِنْ أَسْلَمِهِمْ إِسْلَامًا
197 -
أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أبو عاصم عن بن جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَسْلَمُ الْمُسْلِمِينَ إِسْلَامًا مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عاصم الضحاك بن مخلد.
وأخرجه مسلم "41" في الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام، عن حسن الحلواني، وعبد بن حميد، وابن منده في "الإيمان""314" من طريق إسحاق بن سياار النصيبي، والبيهقي في "السنن" 10/187 من طريق إبراهيم بن عبد الله السعدي، كلهم عن أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد. بلفظ:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
وصححه الحاكم 1/10 من طريق محمد بن سنان القزاز، عن أبي عاصم، به. ووافقه الذهبي، بلفظ:"أكمل المؤمنين من سلم المسلمون من لسانه ويده". وأخرجه بنحوه أحمد 3/372، والطيالسي "1777"، من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيانن عن جابر.
ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِمَنْ مَاتَ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَتَعَرَّى عَنِ الدَّيْنِ وَالْغُلُولِ
198 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرِ وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَرِيئًا مِنْ ثَلَاثٍ دخل الجنة الكبر والغلول والدين"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه النسائي في السير من "الكبرى" كما في "التحفة" 2/140، والدارمي 2/262 عن محمد بن عبد الله بن بزيع الرقاشي، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/281، والترمذي "1573" في السير: باب ما جاء في الغلول، وابن ماجة "2412" في الصدقات: باب في التشديد في الدين، والبيهقي في "السنن" 5/355 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي "الكنز" بدل "الكبر".
وأخرجه أحمد 5/276 و277 و282، والبيهقي في "السنن" 9/101، 102 من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه الترمذي "1572" في السير: باب في الغلول من طريق أبي عوانة، عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، لم يذكر فيه معدان. قال الترمذي: ورواية سعيد أصح. والغلول: الخيانة في المغنم، يقال: غلّ في المغنم يَغُلُّ غلولاً: إذا سرق من الغنيمة. وفي "الموطأ" 2/459، و"الصحيحن" من حديث أبي هريرة قوله صلى الله عليه وآله وسلم في مِدْعم حين أصابه سهم، فمات منه، وقال الناس: هنيئاً له الجنة: "كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً" والكبر: العظمة الباعثة على بطر الحق، وازدراء الآخرين.
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ مَعَ تَحْرِيمِ النَّارِ عَلَيْهِ بِهِ
199 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرني حيوة قال حدثنا بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ مَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَحِقَهُ مَنْ كَانَ خَلْفَهُ حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أنه مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ"1. [2:1]
1 رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعد بن الصلت، فإنه لم يوثقه غير المؤلف، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم 4/34 جرحاً ولا تعديلاً، وروايته عن سهيل مرسلة، فإنه لم يدركه ولم يسمع منه، لأن سهيلاً قد توفي ورسول الله حي، كما في "صحيح مسلم" من حديث عائشة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""6034" عن أحمد بن داود المكي، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/467 عن هارون، عن ابن وهب، به.
وأخرجه الطبراني "6033" من طرق عن ابن الهاد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/466 من طريق يعقوب قال: سمعت أبي يحدث عن يزيد يعني ابن الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عن سهيل بن بيضاء. فأسقط سعيد بن الصلت منه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذَا خَبَرٌ خَرَجَ خِطَابُهُ عَلَى حَسَبِ الْحَالِ وَهُوَ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي ذَكَرْتُ فِي كِتَابِ فُصُولُ السُّنَنِ أَنَّ الْخَبَرَ إِذَا كَانَ خِطَابُهُ عَلَى حَسَبِ الْحَالِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُحْكَمَ بِهِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ وَكُلُّ خِطَابٍ كَانَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَسَبِ الْحَالِ فَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ أَحَدُهُمَا وُجُودُ حَالَةٍ مِنْ أَجْلِهَا ذَكَرَ مَا ذَكَرَ لَمْ تُذْكَرْ تِلْكَ الْحَالَةُ مَعَ ذَلِكَ الْخَبَرِ وَالثَّانِي أَسْئِلَةٌ سُئِلَ عَنْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَجَابَ عَنْهَا بِأَجْوِبَةٍ فَرُوِيَتْ عَنْهُ تِلْكَ الْأَجْوِبَةُ مِنْ غَيْرِ تِلْكَ الْأَسْئِلَةِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْكَمَ بِالْخَبَرِ إِذَا كَانَ هَذَا نَعَتُهُ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ دُونَ أَنْ يُضَمَّ مجمله إلى مفسره ومختصره إلى متقصاه.
= واورده الهيثمي في "المجمع" 1/15، ونسبه لأحمد والطبراني، وأعله بالإرسال. ولكن الحديث صحيح يشهد له الأحاديث التالية.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَكَانَ ذَلِكَ عَنْ يَقِينٍ مِنْ قَلْبِهِ لَا أَنَّ الْإِقْرَارَ بِالشَّهَادَةِ يُوجِبُ الْجَنَّةَ لِلْمُقِرِّ بِهَا دُونَ أَنْ يُقِرَّ بِهَا بِالْإِخْلَاصِ
200 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَسْكَرِيُّ بِالرَّقَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا بن أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: اكْشِفُوا عَنِّي سِجْفَ الْقُبَّةِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "منذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَكَانَ ذَلِكَ عَنْ يَقِينٍ مِنْ قَلْبِهِ لَا أَنَّ الْإِقْرَارَ بِالشَّهَادَةِ يُوجِبُ الْجَنَّةَ لِلْمُقِرِّ بِهَا دُونَ أَنْ يُقِرَّ بِهَا بِالْإِخْلَاصِ
[200]
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَسْكَرِيُّ بِالرَّقَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا بن أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: اكْشِفُوا عَنِّي سِجْفَ الْقُبَّةِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "من
شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ"1. [2:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلَ الْجَنَّةَ"، يُرِيدُ بِهِ جَنَّةً دُونَ جُنَّةٍ لِأَنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ فَمَنْ أَتَى بِالْإِقْرَارِ الَّذِي هُوَ أَعْلَى شُعَبِ الْإِيمَانِ وَلَمْ يُدْرِكِ الْعَمَلَ ثُمَّ مَاتَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ أَتَى بَعْدَ الْإِقْرَارِ مِنَ الْأَعْمَالِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ جَنَّةً فَوْقَ تِلْكَ الْجَنَّةِ لِأَنَّ مَنْ كَثُرَ عَمَلُهُ عَلَتْ دَرَجَاتُهُ وَارْتَفَعَتْ جَنَّتُهُ لَا أَنَّ الْكُلَّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَدْخُلُونَ جَنَّةً وَاحِدَةً وَإِنْ تَفَاوَتَتْ أَعْمَالُهُمْ وَتَبَايَنَتْ لِأَنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ لَا جنة واحدة.
1 إسناده صحيح، وأخرجه الحميدي "369"، وأحمد 5/236، وابن منده "11"، والطبراني 20/"63" من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده "112" و"113"، والطبراني 20/"59" و"60" و"61" و"62" من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وسيرد من حديث عبد الرحمن بن سمرة، عن معاذ برقم "203"، ومسلم "32" في الإيمان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1134"، وابن منده "93" و"94" و"95" و"97" و"98" و"99".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ أَتَى بِمَا وَصَفْنَا عَنْ يَقِينٍ مِنْ قَلْبِهِ ثُمَّ مَاتَ عَلَيْهِ
201 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ1 قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ يقول
1 تحرف في "الإحسان" إلى: "الفضل"، والتصويب من "التقاسيم" 1/لوحة 297.
سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله دخل الجنة"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم "26" في الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو عوانة 1/6 من طريق علي بن عبد الله، وأبو عوانة أيضاً، وابن منده "33" من طريق مسدد، والقواريري، ثلاثتهم عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/65 و69، ومسلم "26"، والنسائي في "اليوم والليلة""1113" و"1114"، وأبو عوانة 1/7وابن منده "32" من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1115"، من طريق شعبة، عن بيان بن بشرن عن حمران، به.
وسيرد برقم "204" من رواية عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَقَرَنَ ذَلِكَ بِالشَّهَادَةِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ
202 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الليث عن بن عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ بن مُحَيْرِيزٍ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ لي: مه لم تبكي فوالله لئن استشهدتذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَقَرَنَ ذَلِكَ بِالشَّهَادَةِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ
[202]
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عن بن عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ بن مُحَيْرِيزٍ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ لِي: مَهْ لِمَ تَبْكِي فَوَاللَّهِ لَئِنَ اسْتُشْهِدْتُ
لَأَشْهَدَنَّ لَكَ وَلَئِنْ شُفِّعْتَ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثَكُمُوهُ الْيَوْمَ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حرمه الله على النار"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن محيريز: هو عبد الله، والصُّنابحي: هو عبد الرحمن بن عسيلة، من كبار التابعين.
وأخرجه أحمد 5/318 عن يونس بن محمد، ومسلم "29" في الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، والترمذي "2638" في الإيمان: باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، ومن طريقه ابن منده "46" عن قتيبة بن سعيد، وأبو عوانة 1/15 من طريق شعيب بن الليث، وداود بن منصور، أربعتهم عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1128" عن قتيبة بن سعيدن عن الليث، بهذا الإسناد. لكن سقط من إسناده الصنابحي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1129" من طريق إسماعيل بن عبيد الله، عن قيس بن الحارث المذحجي، عن عبادة بن الصامت، به، بلفظ:"من مات لا يشرك بالله شيئاً فقد حرم الله عليه الجنة".
وسيرد بنحوه برقم "207" من طريق جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت. ويرد تخريجه في موضعه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ وَكَانَ ذَلِكَ عَنْ يَقِينٍ مِنْهُ
203 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مسدد بن مسرهد عن بن أَبِي عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ قَالَ: أخبرنيذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ وَكَانَ ذَلِكَ عَنْ يَقِينٍ مِنْهُ
[203]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بن مسرهد عن بن أَبِي عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ قَالَ: أخبرني
حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي هِصَّانُ بْنُ كَاهِنٍ قَالَ جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ وَلَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ تَمُوتُ لَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ إِلَّا غُفِرَ لَهَا".
قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُعَاذٍ قَالَ فَعَنَّفَنِي الْقَوْمُ فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنَّهُ لم يسىء الْقَوْلَ نَعَمْ سَمِعْتُهُ مِنْ مُعَاذٍ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. [2:1]
1 هصان بن كاهن – ويقال: كاهل باللام – العدوي: ذكره المؤلف في "الثقات" 5/512، وقال: يروي عن عبد الرحمن بن سمرة، وأبي موسى الأشعري، عداده في أهل البصرة، روى عنه حميدُ بنُ هلال العدوي، والأسودُ بنُ عبد الرحمن العدوي، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/229، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1138" عن عمرو بن علي، كلاهما عن محمد بن أبي عدي، عن حجاج الصواف، بهذا الإسناد. وقد تابع حجاجاً حبيبُ بن الشهيد عند النسائي في "عمل اليوم والليلة""1139". "وسقط في "المسند" لفظ "أبي" من ابن أبي عدي، ووقع فيه هصان الكاهن، بإسقاط لفظ "ابن".
وأخرجه الحميدي "370"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1136" و"1137"، وابن ماجة "3796" في الأدب: باب فضل لا إله إلا الله، من طرق عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، به.
وتقدم من حديث جابر عن معاذ برقم "200" وورد تخريجه عنده.
وأخرجه أبو داود "3116" في الجنائز: باب في التلقين، عن مالك بن عبد الواحد المسمعي، عن الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ شَهِدَ بِمَا وَصَفْنَا عَنْ يَقِينٍ مِنْهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ
204 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ لَا إِلَهَ إِلَّا الله"1. [2:1]
1 إسناده صحيح، محمد بن يحيى الأزدي: هو محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع الأزدي، ومسلم بن يسار: هو مسلم بن يسار البصري الأموي المكي.
وأخرجه أحمد 1/63، والحاكم 1/72، وأبو نعيم في "الحلية" 2/296 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وتقدم برقم "201" من طريق الوليد بن مسلمن عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفان، وليس فيه ذكر عمر بن الخطاب.
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا نُورَ الصَّحِيفَةِ مَنْ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ مَا وَصَفْنَاهُ
205 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ قَالَتْ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بطلحة بعد وفاة رسول الله صلى اللهذكر إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا نُورَ الصَّحِيفَةِ مَنْ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ مَا وَصَفْنَاهُ
[205]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ قَالَتْ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لَكَ مُكْتَئِبًا1 أَسَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا كَانَتْ لَهُ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ" فَقُبِضَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا الَّتِي أَرَادَ عَلَيْهَا عَمَّهُ وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شيئا أنجى له منها لأمره"2. [2:1]
1 في "الإحسان" و"التقاسيم" 1/لوحة 299: "مكتئب"، والجادة ما أثبت.
2 إسناده صحيح، محمد بن عبد الوهاب هو القناد السكري الكوفي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وسُعدى المرية: لها صحبة، وهي امرأة طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1101"، وابن ماجة "3796" في الأدب: باب فضل لا إله إلا الله، عن هارون بن إسحاق الهمداني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/161، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1100"، والحاكم 1/350 –350 من طرق عن مطرف، عن عامر الشعبي، عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، أن عمر رآه كئيباً
…
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 1/28، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1098"، من طريق عبد الله بن نمير، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت عمر يقول لطلحة.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""1099" من طريق جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن ابنٍ لطلحة بن عبيد الله، قال: رأى عمر طلحة حزيناً
وأخرجه أحمد 1/37، والنسائي "1102" من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجلن عن الشعبي، قال: مرّ عمر بطلحة وانظر "تحفة الأشراف" 4/212، فقد ذكر الاختلاف على الشعبي بهذا الحديث.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/324-325، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُثَبِّتُ فِي الدَّارَيْنِ مَنْ أَتَى بِمَا وَصَفْنَا قَبْلُ
206 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُؤْمِنُ إِذَا شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَعَرَفَ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [ابراهيم: 27]1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. حفص بن عمر الحوضي من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه البخاري "1369" في الجنائز: باب ما جاء في عذاب القبر، عن حفص بن عمر الحوضي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده""745"، ومن طريقه الترمذي "3120" في التفسير: باب ومن سورة إبراهيم. وابن منده في "الإيمان""1062" عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري "4699" في التفسير: باب قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} ، وأبو داود "4750" في السنة: باب في المسألة في القبر، والطبري في "التفسير" 13/214، وابن منده في "الإيمان""1062"، والبغوي في "شرح السنة""1520" من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري "1369" في الجنائز: باب ما جاء في عذاب القب، ومسلم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
="2871" في الجنة: باب عَرْض مقعد الميت في الجنة أو النار عليه، والنسائي 4/101، 102 في الجنائز: باب عذاب القبر، وابن ماجة "4269" في الزهد: باب ذكر القبر والبلى، كلهم عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 13/214 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بنحوه.
وأخرجه الطبري 13/213 من طريقين عن الأعمش، عن سعيد بن عبيدة، به.
وأخرجه مسلم "2871""74"، والنساءي 4/101، وابن منده "1063" من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء.
وأخرجه الطبري 13/214 و215 من طرق عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء، بنحوه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ أَتَى بِمَا وَصَفْنَا وَقَرَنَ ذَلِكَ بِالْإِقْرَارِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَآمَنَ بِعِيسَى صلى الله عليه وسلم
207 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنِ ابْنِ1جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شاء"2. [2:1]
1 "ابن" سقطت من "الإحسان"، واستدركتمن "التقاسيم" 1/لوحة 300، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
2 إسناده صحيح، صفوان بن صالح: وثقه غير واحد، وأخرج له أصحاب السنن وباقي السند من رجال الشيخين، وأخرجه أحمد 5/314، والبخاري "3435". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=في أحاديث الأنبياء: باب قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} عن صدقة بن الفضل، ومسلم "28" في الإيمان: باب من مات على الإيمان دخل الجنة قطعاً، وابن منده في "الإيمان""45" من طريق داود بن رُشَيْد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وصرح الوليد بسماعه من ابن جابر في رواية أحمد والبخاري.
وأخرجه النسائي في عمل "اليوم والليلة""1130"، وأبو عوانة 1/6، وابن منده "45" و"404" من طرق عن ابن جابر، به.
وأخرجه أحمد 5/313، والبخاري "3435"
ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""55" عن صدقة بن الفضل، وأبو عوانة 1/6، وابن منده "44" و"405" من طريق دحيم، وسليمان بن عبد الرحمن، أربعتهم عن الوليد، عن الأوزاغي عن عُمير بن هانئ، به، وقد صرح الوليد بالسماع من الأوزاعي في رواية ابن منده، وتابعه مبشر إسماعيل عند مسلم "28" وابن منده "44"، والوليدُ بن مزيد، ومسكين بن بكير عند أبي عوانة 1/6، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي عند ابن منده "44" أيضاً.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِمَنْ شَهِدَ بِالرِّسَالَةِ لَهُ وَعَلَى مَنْ أَبَى ذَلِكَ
208 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي هَانِئٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ1 عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِكَ وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ فَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ وَأَقْلِلْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ
1 تحرف في "الإحسان" إلى "الجهني".
أَنِّي رَسُولُكَ فَلَا تُحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ وَلَا تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ وَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا"1. [12:5]
1 إسناده صحيح، يزيد – وهو ابنُ خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب – ثقة، وما فوقه من رجال الصحيح، وأبو هانئ: هو حميد بن هانئ، وأبو علي: هو عمرو بن مالك الهمداني الجنبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/"808" من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ وَصْفِ الدَّرَجَاتِ فِي الْجِنَانِ لِمَنْ صَدَّقَ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِينَ عِنْدَ شَهَادَتِهِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ
209 -
أَخْبَرَنَا وَصِيفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِأَنْطَاكِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَرَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ: "بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين"1. [2:1]
1 إسناده حسن، رجاله ثقات خلا أيوب بن سُوَيد، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ. وأبو حازم هو
الأعرج سلمة بن دينار التمار.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/"808" من طريق ياسين بن عبد الأحد المصري، عن أيوب بن سويد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً أحمد 5/340، والبخاري "6555" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "2830" في الجنة وصفة نعيمها: باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، من طرق عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أن رسول الله صلى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الله عليه وآله وسلم قال: "إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة، كما تراءون الكوكب في السماء". قال: فحدثت بذلك النعمان بن أبي عياش فقال: سمعتُ أبا سعيد الخدري يقول: "كما تراءون الكوكب الدُّرِّيَّ في الأفق الشرقي أو الغربي".
وأخرجه البخاري "3256" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة، ومسلم "2831" من طرق عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري.
قال الحافظ في "الفتح" 6/ 327 في رواية أبي سعيد هذه: وهذا من صحيح أحاديث مالك التي ليست في "الموطأ". ووهم أيوب بن سويد، فرواه عن مالك، عن أي حازم، عن سهل بن سعد، ذكره الدارقطني في "الغرائب"، وقال:"إنه وهم فيه"، ولكنه له أصل من حديث سهل بن سعد عند البخاري ومسلم [كما تقدم في التخريج] ، وأما ابن حبان فاغتر بثقة أيوب عنده، فأخرجه في "صحيحه"، وهو معلول بما نبه عليه الدارقطني. وانظر "الفتح" 11/425.
قلت: وأخرجه الطبراني "5740" و"5762" و"5878" و"5940" و"5998" من طرق عن أبي حازم، عن سهل بن سعد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/339، والترمذي "2556" في صفة الجنة: باب ما جاء في ترائي أهل الجنة في الغرف. وقوله: الغابر: أي الذاهب، وفي رواية "الغارب".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ أَتَى بِمَا وَصَفْنَا مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَقَرَنَ ذَلِكَ بِسَائِرِ الْعِبَادَاتِ الَّتِي هِيَ أَعْمَالٌ بِالْأَبْدَانِ
لَا أَنَّ مَنْ أَتَى بِالْإِقْرَارِ دُونَ الْعَمَلِ تَجِبُ الْجَنَّةُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ
210 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ ميمونذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ إِنَّمَا تَجِبُ لِمَنْ أَتَى بِمَا وَصَفْنَا مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَقَرَنَ ذَلِكَ بِسَائِرِ الْعِبَادَاتِ الَّتِي هِيَ أَعْمَالٌ بِالْأَبْدَانِ لَا أَنَّ مَنْ أَتَى بِالْإِقْرَارِ دُونَ الْعَمَلِ تَجِبُ الْجَنَّةُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ
[210]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ"؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ"، قَالَ:"فَمَا حَقُّهُمْ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ"؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"يَغْفِرُ لَهُمْ ولا يعذبهم"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الطيالسي "565"، ومن طريقه أبو عوانة 1/16، وابن منده "107" عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20546" ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/"254" والبغوي في "شرح السنة""48" عن معمر، وأحمد 5/228 من طريق إسرائيل، والطيالسي "565"، والبخاري "2856" في الجهاد: باب اسم الفرس والحمار، ومسلم "30" "49" في الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، وأبو عوانة 1/61، وابن منده "108"، والطبراني 20/"256" من طريق أبي الأحوص سلاّم بن سليم، والترمذي "2643" في الإيمان: باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وابن منده "106" من طريق سفيان، والنسائي في العلم من "الكبرى" كما في "التحفة"8/411، 412 من طريق عمار بن زريق، خمستهم عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/242، والبخاري "5967" في اللباس: باب إرداف الرجل خلف الرجل، و"6267" في الاستئذان: باب من أجاب بلبيك أو سعديك، و"6500" في الرقاق: باب من جاهد نفسه في طاعة الله، ومسلم "30""48" في الإيمان، وأبو عوانة1/17، وابن منده في "الإيمان""92" من طرق عن همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن معاذ.
وأخرجه أحمد 5/229، 230، والبخاري "7373" في التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته إلى توحيد الله، ومسلم "30""50" و"51" في الإيما، وأبو عوانة 1/16، 17، وابن منده في "الإيمان""106" و"109" و"110" من طرق عن أبي حصين والأشعث ابن سُليم، عن الأسود بن هلال، عن معاذ
…
وأخرجه من طرق عن معاذ بن جبل: البخاريُّ في "الأدب المفرد""943"، وأحمد 5/230 و234 و236 و238، وابن ماجة "4296" في الزهد: باب ما يرجى من رجمة الله يوم القيامة، وابن منده "92" و"102" و"105"، والطبراني 10/ "81" و"83" و"84" و"85" و"86" و"87" و"88" و"140" و"245" و"273" و"274"و"275" و"276" و"317" و"318" و"319" و"320" و"372".
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ وَاضِحٌ بِأَنَّ الْأَخْبَارَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ كُلُّهَا مُخْتَصَرَةٌ غَيْرُ مُتَقَصَّاةٍ وَأَنَّ بَعْضَ شُعَبِ الْإِيمَانِ إِذَا أَتَى الْمَرْءُ بِهِ لَا تُوجِبُ لَهُ الْجَنَّةَ فِي دَائِمِ الْأَوْقَاتِ أَلَا تَرَاهُ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَعِبَادَةُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ ثُمَّ الْمُسْلِمُونَ لَمَّا سَأَلُوهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ حَقِّهِمْ عَلَى اللَّهِ فَقَالُوا فَمَا حَقُّهُمْ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَلَمْ يَقُولُوا فَمَا حَقُّهُمْ عَلَى اللَّهِ إِذَا قَالُوا ذَلِكَ وَلَا أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ اللَّفْظَةَ فَفِيمَا قُلْنَا أَبْيَنُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ لَا تَجِبُ لِمَنْ أَتَى بِبَعْضِ شُعَبِ الْإِيمَانِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ بَلْ يُسْتَعْمَلُ كُلُّ خَبَرٍ فِي عُمُومِ مَا وَرَدَ خِطَابُهُ عَلَى حَسَبِ الْحَالِ فِيهِ عَلَى مَا ذكرناه قبل
ذِكْرُ إِيجَابِ الشَّفَاعَةِ لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا
211 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ قَالَ فَانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رسول لله صلى الله عليه وسلم فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَا: لَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي فَإِذَا مِثْلُ هَدِيرِ الرَّحَى قَالَ: فَلَبِثْنَا يَسِيرًا ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي مِنْ ربي آت فيخبرني بِأَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ1 بِاللَّهِ وَالصُّحْبَةِ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ: "فَأَنْتُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي" قَالَ: فَلَمَّا رَكِبُوا قَالَ: "فَإِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا من أمتي"2.
1 في الأصل: أنشدك.
2 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير عبد الواحد بن غياث، وهو صدوق. وأبو المليح: هو ابن أسامة بن عمير، أو عامر بن عمير بن حنيف بن ناجية الهذلي: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأخرجه أحمد 6/28، والترمذي "2441" في صفة القيامة، والطبراني 18/"134" من طرق، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "998"، وأحمد 6/29، والترمذي "2441" في صفة القيامة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 264 و265، وابن منده في "الإيمان""925" من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني 18/"133" من طريق أبي قلابة، عن أبي المليح، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف""20865"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 267، والطبراني في "الكبير" 18/"136" و"137" و"138" من طرق عن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=أبي قلابة، عن عوف بن مالك.
وأخرجه أحمد 6/23، وابن ماجة "4317" في الزهد: باب ذكر الشفاعة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 263 و268، والطبراني 18/"135" من طرق عن عوف بن مالك.
وصححه الحاكم 1/67 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن عوف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/369-370 مطولاً، وفال: رواه الطبراني بأسانيد رجال بعضها ثقات.
وفي الباب عن أبي موسى عند أحمد 4/404، 415، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 267، وابن منده في "الإيمان" 2/870، وعن أبي موسى ومعاذ عند أحمد 5/232، وعن أبي هريرة عند ابن خزيمة في "التوحيد" ص 260.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْجَنَّةَ وَإِيجَابِهَا لِمَنْ آمَنَ بِهِ ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَ ذَلِكَ
212 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ فَجَعَلَ نَاسٌ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1 فَجَعَلَ يَأْذَنُ لَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ شِقِّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللَّهِ أَبْغَضَ إِلَيْكُمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ" قَالَ: فَلَمْ نَرَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا قَالَ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ فِي نفسي فقام رسول الله صلى
1 زاد في "المسند" إلى أهليهم.
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَكَانَ إِذَا حَلَفَ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ1 ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حتى تتبوؤوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ" ثُمَّ قَالَ: "إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصبح"2. [66:3]
1 في "المسند": أشهد عن الله لا يموت عبد يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله صدقاً من قلبه.
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه أحمد 4/16، وابنُ ماجة مختصراً "4285" في الزهد: باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والطبراني "4556" من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1291" و01292"، وأحمد 4/16، والبزار "3543" والطبراني "4559" من طرق عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به.
وأخرجه أحمد 4/16، والطبراني "4557" و"4557" و"4560" من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
ونصفه الثاني وهو من قوله: "إذا مضى شطر الليل.. إلخ" أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""475"، وابن ماجة "1367" في إقامة الصلاة: باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل، من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/408، وقال: رواه الطبراني والبزار بأسانيد، ورجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ حَلَّتِ الْمَنِيَّةُ بِهِ وَهُوَ لَا يَجْعَلُ مَعَ اللَّهِ ندا
213 -
أخبرنا محمد بن الحسن بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَسُلَيْمَانَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالُوا سَمِعْنَا زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ"1.
قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقُلْتُ لِزَيْدٍ: إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ2. [42:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ" يُرِيدُ بِهِ إِلَّا أَنْ يرتكب شيئا أو عدته عَلَيْهِ دُخُولَ النَّارِ.
وَلَهُ مَعْنًى آخَرُ وَهُوَ أَنَّ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَا مَحَالَةَ وَإِنْ عُذِّبَ قَبْلَ دخوله إياها مدة معلومة.
1 إسناده صحيح، خلاد بن أسلم: ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم "1121" عن عبدة بن عبد الرحيم، عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.
وقد أورده المؤلف برقم "169" من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وتقدم تخريجه هناك، مع ذكر طرقه في الكتاب.
2 تقدم تخريجه من حديث أبي الدرداء عقب حديث "170".
214 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا بن ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذَ بن جبل عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ: "بَخٍ بَخٍ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ وَهُوَ يَسِيرٌ لِمَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ بِهِ تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَلَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا"1. [11:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا"، أَرَادَ بِهِ الْأَمْرَ بِتَرْكِ الشِّرْكِ.
1 إسناده حسن. ابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، العنسي الدمشقي، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/"122" من طريق أحمد بن الحسين بن مكرم، عن علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه من طرق عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ: أحمد 5/245، والبزار "1653" و"1654"، والطبراني 20/"115" و"137" و"141".
وأخرجه من طرق عن معاذ بن جبل: الطيالسي "560"، وابن أبي شيبة 11/7-8، وعبد الرزاق "20303"، وأحمد 5/231 و237، والترمذي "2616" في الإيمان: باب ما جاء في حرمة الصلاة، والنسائي في التفسيركما في "التحفة" 8/399، وابن ماجة "3973" في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة، والطبراني 20/"266" و"291" و"292" و"293" و"294"و"304" و"305"، والبغوي في "شرح السنة""11".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يَجْمَعُ فِي الْجَنَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَقَاتِلِهِ مِنَ الْكُفَّارِ إِذْ سَدَّدَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَسْلَمَ
215 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ وَكِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُسْتَشْهَدُ"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البغوي في "شرح السنة""2632" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 2/460 في الجهاد: باب الشهداء في سبيل الله، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "2826" في الجهاد: باب الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم، والنسائي 6/39 في الجهاد: باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة، وفي النعوت من "الكبرى" كما في التحفة" 10/194، والآجري في "الشريعة" ص277، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 467-468، وفي "السنن" 9/165، وابن خزيمة في "التوحيد" ص234.
وأخرجه مسلم "1890" في الإمارة: باب بيان الرجلين يقاتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، وابن ماجة "191" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 234، والآجري في "الشريعة" ص278، من طريق سفيان، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20280" ومن طريقه مسلم "1890""129"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 468وفي "السنن" 9/165، وابن خزيمة ص 234 و235، والآجري ص 278، والبغوي "2633" عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وأخرجه الدارقطني في كتاب "الصفات""31"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 234 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"ضحك الله عزوجل من رجلين قتل أحدهما صاحبه، ثم دخلا الجنة". قال عبد الرحمن: سئل الزهري عن تفسير هذا؟ فقال: مشرك قتل مسلماً، ثم أسلم، ثم مات، فدخل الجنة.
ذِكْرُ أَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِقِتَالِ النَّاسِ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
216 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ أبو بكر رضي الله تعالى عَنْهُ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ"؟ قَالَ أبا بكر رضي الله تعالى عَنْهُ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ مِنْ حَقِّ الْمَالِ وَوَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أبي بكر لقتال عرفت أنه الحق"1. [7:3]
1 إسناده صحيح؛ عمرو بن عثمان بن سعيد: هو ابن كثير بن دينار القرشي، مولاهم، صدوق، وأبوه ثقة، وباقي السند على شرطهما. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه النسائي 6/5 في الجهاد: باب وجوب الجهاد و7/78 في تحريم الدم، من طريق عثمان بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1399" في الزكاة: باب وجوب الزكاة، و"1456" في الزكاة: باب أخذ العناق في الصدقة، وابن منده في "الإيمان""215"، والبيهقي في "السنن" 4/104، من طريق أبي اليمان، والنسائي 6/5 من طريق بقية، كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة، به.
وأخرجه عبد الرزاق "18718" عن معمر، وأحمد 2/528 من طريق محمد بن أبي حفصة، و2/423، والنسائي 7/77 في تحريم الدم، من طريق سفيان بن حسين، والنسائي 6/5، وابن منده في "الإيمان""216" من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، أربعتهم عن الزهري، به.
وسيورده المصنف في الرواية التالية من طريق عقيل عن الزهري، ويأتي تخريجها في موضعها.
وقوله: عرفت، وقع في أغلب المصادر: فعرفت، بالفاء.
والعَنَاق: أنثى المعز لم تبلغ سنة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَيِّرَ الْفَاضِلَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنَ الْعِلْمِ بَعْضُ مَا يُدْرِكُهُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِيهِ
217 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بكر رضي الله تعالى عَنْهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ عمر رضي الله تعالى عَنْهُ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بحقهذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَيِّرَ الْفَاضِلَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنَ الْعِلْمِ بَعْضُ مَا يُدْرِكُهُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِيهِ
[217]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله تعالى عَنْهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ عمر رضي الله تعالى عَنْهُ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بحقه
وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ.
قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ عرفت أنه الحق"1. [7:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "7284" و"7285" باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومسلم "20" في الإيمان، وأبو داود "1556" في الزكاة، والترمذي "2607" في الإيمان: باب ما جاء أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إله إلا الله، والنسائي 5/14 في الزكاة: باب مانع الزكاة، و7/77 في تحريم الدم، وابن منده في "الإيمان""24"، والبيهقي في "السنن" 7/4 و4/104 و8/176 و9/182 كلهم من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6024" في استتابة المرتدين: باب قتل من أبى قبول الفرائض، والبيهقي في "السنن" 4/114 و7/3 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث،، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به، فانظر تخريجه ثمت.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِنَّمَا يَعْصِمُ مَالَهُ وَنَفْسَهُ بِالْإِقْرَارِ لِلَّهِ إِذَا قَرَنَهُ بِالشَّهَادَةِ لِلْمُصْطَفَى بِالرِّسَالَةِ صلى الله عليه وسلم
218 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سعيد بن المسيبذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِنَّمَا يَعْصِمُ مَالَهُ وَنَفْسَهُ بِالْإِقْرَارِ لِلَّهِ إِذَا قَرَنَهُ بِالشَّهَادَةِ لِلْمُصْطَفَى بِالرِّسَالَةِ صلى الله عليه وسلم
[218]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ".
وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَذَكَرَ قَوْمًا اسْتَكْبَرُوا فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} وَقَالَ: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] وَهِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ الله استكبر عنها المشركون يوم الحديبية"1. [7:3]
1 إسناده صحيح، عمرو بن عثمان: صدوق، وأبوه ثقة، وباقي السند على شرطهما، وأخرج نصفه الأول النسائي 6/7 في وجوب الجهاد، عن عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 6/7 في وجوب الجهاد، و7/78 في تحريم الدم، عن أحمد بن محمد بن المغيرة، عن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 7/78، 79من طريق الوليد بن مسلم، والبيهقي في "السنن" 9/49 من طريق أبي اليمان، كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة، به.
وأخرجه مسلم "21""33" في الإيمان، والنسائي 7/78 في تحريم الدم، وابن منده في "الإيمان""23"، والبيهقي في "السنن" 8/136 و9/182 من طريق ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزهري، به.
وتقدم قبله "216" من طريق شعيب، و0217" من طريق عقيل، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عن أبي هريرة، وبرقم "174" من طريق الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة.
وأخرجه بتمامه الطبري 26/104، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 106 كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه عبد الحميد بن عبد الله، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، به.
وأخرج نصفه الثاني، وهو من قوله: "وأنزل الله
…
" البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 105، 106 من طريق ابن إسحاق، حدثني يحيى بن صالح الوحاظي، عن إسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزهري، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِنَّمَا يُحْقَنُ دَمُهُ وَمَالُهُ بِالْإِقْرَارِ بِالشَّهَادَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَصَفْنَاهُمَا إِذَا أَقَرَّ بِهِمَا بِإِقَامَةِ الْفَرَائِضِ
219 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بحق الإسلام وحسابهم على الله"1. [7:3]
1 إسناده صحيح، وقد تقدم تخريجه برقم "175".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِنَّمَا يُحْقَنُ دَمُهُ وَمَالُهُ إِذَا آمَنَ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَفَعَلَهَا
دُونَ الِاعْتِمَادِ عَلَى الشَّهَادَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَصَفْنَاهُمَا قَبْلُ
220 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَآمَنُوا بِي وبماذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِنَّمَا يُحْقَنُ دَمُهُ وَمَالُهُ إِذَا آمَنَ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَفَعَلَهَا دُونَ الِاعْتِمَادِ عَلَى الشَّهَادَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَصَفْنَاهُمَا قَبْلُ
[220]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَآمَنُوا بِي وَبِمَا
جئت به فإذا فعلوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ"1. [7:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "21" "34" في الإيمان: باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وابن منده في "الإيمان""197" من طريق أحمد بن عبدة الضّبي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "174" من طريق القعنبي، عن الدراوردي، به، وتقدم عنده تخريجه.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مُسْتَمِعَهُ أَنَّ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل بِالشَّهَادَةِ حَرُمَ عَلَيْهِ دُخُولُ النَّارِ فِي حَالَةٍ مِنَ الْأَحْوَالِ
221 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِنَا إِذَا لَقِينَا عَدُوَّنَا جِيَاعًا رَجَّالَةً وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقِيَّةِ أَزْوِدَتِهِمْ فَجَاؤُوا بِهِ يَجِيءُ الرَّجُلُ بِالْحِفْنَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ وَكَانَ أَعْلَاهُمُ الَّذِي جَاءَ بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْرِ فَجَمَعَهُ عَلَى نِطَعٍ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ دَعَا النَّاسَ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَمْلُوءٌ وَبَقِيَ مِثْلُهُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أني رسولذكر خَبَرٍ أَوْهَمَ مُسْتَمِعَهُ أَنَّ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل بِالشَّهَادَةِ حَرُمَ عَلَيْهِ دُخُولُ النَّارِ فِي حَالَةٍ مِنَ الْأَحْوَالِ
[221]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِنَا إِذَا لَقِينَا عَدُوَّنَا جِيَاعًا رَجَّالَةً وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقِيَّةِ أَزْوِدَتِهِمْ فَجَاؤُوا بِهِ يَجِيءُ الرَّجُلُ بِالْحِفْنَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ وَكَانَ أَعْلَاهُمُ الَّذِي جَاءَ بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْرِ فَجَمَعَهُ عَلَى نِطَعٍ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ دَعَا النَّاسَ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَمْلُوءٌ وَبَقِيَ مِثْلُهُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي رسول
اللَّهِ وَأَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ لَا يَلْقَاهُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهِمَا إِلَّا حَجَبَتَاهُ عَنِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" 1.
أَبُو عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ هَذَا اسْمُهُ ثَعْلَبَةُ بن عمرو بن محصن.2 [41:3]
1 المطلب بن حنطب: هو المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي، صدوق، وهو – وإن كان موصوفاً بالتدليس – قد صرح بالتحديث في رواية أحمد والطبراني والبيهقي، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد 3/417، 418 عن علي بن إسحاق، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1140" عن سويد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""575"، من طريق محمد بن يوسف الفريأبي، وعبد الله بن العلاء، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/121 من طريق عمرو بن أبي سلمة، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به.
وأخرجه الطبراني "575" من طريق عبد الله بن العلاء، عن الزهري، عن المطلب بن حنطب، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/20، وزاد نسبته إلى "الأوسط" وقال: رجاله ثقات.
وأخرجه من حديث أبي هريرة: أحمد 2/421، ومسلم "27" "44" في الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، وأبو عوانة 1/8 و9. وأخرجه مسلم أيضاً "27" "45"، وأبو عوانة 1/7 من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد، شك الأعمش رواي الحديث.
2 ذكره في "الثقات" 3/46، وفي "الإصابة" 4/141: أبو عمرة الأنصاري، قيل: اسمه بشر، وقيل: بشير، قال الأول أبو مسعود، والثاني حفيده يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة في رواية لابن منده، وقيل: اسمه ثعلبة بن عمرو بن محصن
…
وفي "أسد الغابة" 1/291: ثعلبة بن عمرو بن محصن الأنصاري من بني مالك ابن النجار، ثم من بني عمرو بن مبذول، شهد بدراً، وقتل يوم الجسر مع أبي عبيد الثقفي، قاله موسى بن عقبة. كذا نسبه ابن منده، وأبو نعيم
…
وفي "التهذيب" 6/242 في ترجمة ابنه عبد الرحمن: واسم أبي عمرة: عمرو بن محصن، وقيلك ثعلبة بن عمرو بن محصن، وقيل: أسيد بن مالك، وقال سعد: يسير بن عمرو بن محصن.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَّا حَجَبَتَاهُ عَنِ النَّارِ أَرَادَ بِهِ إِلَّا1أَنْ يَرْتَكِبَ شَيْئًا يَسْتَوْجِبُ مِنْ أَجْلِهِ دُخُولَ النَّارِ وَلَمْ يَتَفَضَّلِ الْمَوْلَى جَلَّ وَعَلَا عَلَيْهِ بِعَفْوِهِ
222 -
أَخْبَرَنَا وَصِيفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِأَنْطَاكِيَةَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سليمان المرادي حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَخْرِجُوهُ قَالَ فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا حمما بعد ما امْتَحَشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ إِلَى جَانِبِ السَّيْلِ" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ تروها كيف تخرج صفراء ملتوية"2. [41:3]
1 لفظ "إلاط سقط من "الإحسان"، واستدرك من "التقاسيم" 3/لوحة 131.
2 إسناده صحيح. الربيع بن سليمان: ثقة، ومن فوقه رجال الشيخين. وأخرجه مسلم "184" في الإيمان: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، وابن منده "821"، كلاهما من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. وتقدم من طريق معن بن عيسى عن مالك برقم "182"، وخُرِّج هناك من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن مالك أيضاً، فانظره.
ذِكْرُ تَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى النَّارِ مَنْ وَحَّدَهُ مُخْلِصًا فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ دُونَ الْبَعْضِ
223 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رسول اللَّهِ إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي وَإِذَا كَانَ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ لَهُمْ وَدِدْتُ أَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْتِي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَأَفْعَلُ" قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ " قَالَ: فَأَشَرْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ وَقُمْنَا وَرَاءَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ قَالَ وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرَةٍ1 صَنَعْنَاهَا لَهُ قَالَ: فَثَابَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ حَوْلَهُ حتى اجتمع في البيت رجال
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ فصدقه بذلك. [9:3]
1 الخزيرة: حساء من دقيق فيه دسم.
ذَوُو عَدَدٍ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ1؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَاكَ مُنَافِقٌ وَلَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُلْ لَهُ ذَلِكَ أَلَا تَرَاهُ قَدْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ" قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ إِنَّمَا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ لِلْمُنَافِقِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يبتغي به وجه الله"2.
1 أو ابنُ الدُّخَيْشِن، وهما رواية البخاري "425" ومسلم "33""264" في المساجد، ونقل الطبراني في "المعجم الكبير" 18/"50" عن أحمد بن صالح أن الصواب: الدخشم بالميم، وهي رواية الطيالسي، ومسلم "33" في الإيمان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1105" و"1108"، والطبراني.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه مسلم "33" "263" في المساجد: باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرحه الطبراني 18/"50" من طريق أحمد بن صالح، عن ابن وهب، به.
وأخرجه أحمد 5/450، والدارقطني 2/80 من طريق عثمان بن عمر، والطبراني 18/"51" من طريق عنبسة بن خالد، كلاهما عن يونس بن يزيد،، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه عبد الرزاق "1929" عن معمر، عن الزهري، به، ومن طريقه أخرجه أحمد 4/144 و5/449، ومسلم "33""264" في المساجد، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 329، وأبو عوانة في "مسنده" 1/12، وابن منده في "الإيمان""50"، والطبراني في "الكبير" 18/"47".
وأخرجه أحمد 4/44، والنسائي 2/105 في الإمامة: باب الجماعة للنافلة، من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وابن سعد 5/330 عن محمد بن عمر، كلاهما عن معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 4/43، والبخاري "686" في الأذان: باب إذا زار الإمام قوماً فأمّهم، و"838" باب يسلم حين يسّلم الإمام، و"840" باب من لم يرد السلام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على الإمام واكتفى بتسليم الصلاة، و"6423" في الرقاق: باب العمل الذي يبتغى فيه وجه الله، و"6938" في استتابة المرتدين: باب ما جاء في المتأولين، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1108"، و3/64، 65 في السهو: باب تسليم المأموم حين يسّلم الإمام، وفي التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة" 7/230، والبيهقي في "السنن" 2/181، 182، من طرق عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه الطيالسي "1241"، والبخاري "424" في الصلاة: باب إذا دخل بيتاً يصلي حيث شاء، و"1186" في التهجد: باب صلاة النوافل جماعة، ولبن ماجة "754" في المساجد: باب المساجد في الدور، والبيهقي في "السنن" 3/53 و87 و88، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 330 و333 و334، وأبو عوانة 1/11، والطبراني 18/"48" من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به
وأخرجه البخاري "425" في الصلاة و"4009" في المغازي: باب شهود الملائكة بدراً، و"5401" في الأطعمة: باب الخزيرة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 335، وأبو عوانة 1/11، والطبراني 18/"53"، والبيهقي في "السنن" 3/88، من طريق عقيل، عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 4/43، 44 من طريق سفيان بن حسين، ومسلم "33""265" في المساجد، والطبراني 18/"55" من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني 18/"52" من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، و18/"54" من طريق عبد الرحمن بن نمر، و18/"56" من طريق الزبيري، ثلاثتهم عن الزهري به.
وسيرد برقم "1612" في كتاب المساجد، من طريق مالك، عن الزهري، به. ويرد تخريجه من طريقه هناك.
وأخرجه أحمد 5/449، ومسلم "33" في الإيمانك باب الدليل على أن من مات على التوحد دخل الجنة قطعاً، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1107"، وأبو عوانة 1/13، وابن منده "52"، والطبراني 18/"43" من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن محمود بن الربيع، عن عتبان.
وأخرجه مسلم "33""55"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1105" و"1106"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 330 و331 و332، وابن منده "51" من طريق سليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن عتبان، ولم يذكر محمود بن الربيع، وله طرق أخرى عن أنس عند أحمد 4/44، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""1103"، والطبراني 18/"44" و"45" و"46".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بِتَفَضُّلِهِ لَا يُدْخِلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شُعْبَةٍ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ عَلَى سَبِيلِ الْخُلُودِ
224 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ من إيمان"1. [79:3]
1 عبد الغفار بن عبد الله: ذكره المؤلف في "الثقات" 8/421، وقال: حدثنا عنه الحسن بن إدريس، والمواصلة، وترجمه ابن أبي حاتم6/54، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وباقي رجال الإسناد ثقات على شرطهما
وأخرجه مسلم "91""148" في الإيمان: باب تحريم الكبر وبيانه، وابن ماجة "4173" في الزهد: باب البراءة من الكبر، وابن منده في "الإيمان""542" من طرق عن علي بن مسهر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/89، وأحمد 1/412و 416، وأبو داود "4091" في اللباس: باب ما جاء. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في الكبر، والترمذي "1998" في البر والصلة: باب ما جاء في الكبر، والطبراني "10000" و"10001"، وأبو عوانة في "مسنده" 1/17، وابن منده "542" من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم "91" في الإيمان، والترمذي "1999"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 384، وأبو عوانة 1/31، وابن منده "540" و"541"، والبغوي في "شرح السنة""3587" من طريق ابان بن تغلب، وأحمد 1/451 من طريق حجّاج، كلاهما عن فضيل بن عمرو الفقيمي، عن إبراهيم النخعي، به.
وأخرجه أحمد 1/399، والطبراني "10533"، والحاكم 1/26 من طريق عبد العزيز القسملي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "10066" من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بِتَفَضُّلِهِ قَدْ يَغْفِرُ لِمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ ذُنُوبَهُ بِشَهَادَتِهِ لَهُ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضْلُ حَسَنَاتٍ يَرْجُو بِهَا تَكْفِيرَ خَطَايَاهُ
225 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ الْحُبُلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله سيخلص رجل من أمتي على رؤوس الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًا كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَتُنْكِرُ شَيْئًا مِنْ هَذَا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عذر أو حسنة فيبهتذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بِتَفَضُّلِهِ قَدْ يَغْفِرُ لِمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ ذُنُوبَهُ بِشَهَادَتِهِ لَهُ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضْلُ حَسَنَاتٍ يَرْجُو بِهَا تَكْفِيرَ خَطَايَاهُ
[225]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ الْحُبُلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله سيخلص رجل من أمتي على رؤوس الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًا كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَتُنْكِرُ شَيْئًا مِنْ هَذَا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ فَيُبْهَتُ
الرَّجُلُ وَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَيُخْرِجُ لَهُ بِطَاقَةً فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتَ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتَ الْبِطَاقَةُ قَالَ: فَلَا يَثْقُلُ اسْمَ اللَّهِ شيء"1. [74:3]
1 إسناده صحيح، عبد الوارث بن عبيد الله: صدوق، وباقي رجاله على شرط مسلم. عبد الله: هو ابن المبارك، وأبو عبد الرحمن المعافري: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه أحمد 2/213، والترمذي "2639" في الإيمان: باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، والبغوي "4321" من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "4300" في الزهد: باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، من طريق محمد بن يحيى، عن ابن أبي مريم، والحاكم 1/529 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن الليث، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد 2/222 من طريق قتيبة، عن ابن لهيعة، عن ابن عمرو "صوابه: عامر" بن يحيى، به. والسجل: الكتاب الكبير، والبطاقة: الورقة، وطاشت: أي خفت من الطيش وهو الخفة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ يَغْفِرُ بِتَفَضُّلِهِ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا جَمِيعَ الذُّنُوبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ
226 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدَمَ لَوْ لَقِيتَنِي بِمِثْلِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَا تشركذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ يَغْفِرُ بِتَفَضُّلِهِ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا جَمِيعَ الذُّنُوبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ
[226]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدَمَ لَوْ لَقِيتَنِي بِمِثْلِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَا تشرك
بي شيئا لقيتك بملء الأرض مغفرة"1. [68:3]
1 شريك: هو ابنُ عبد الله النخعي الكوفي، سيّئ الحفظ، لكن تابعه أبو معاوية ووكيع وعلي بن مسهر كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات، فالحديث صحيح. وأخرجه أحمد 5/153، 169، ومسلم "2687" في الذكر والدعاء: باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، من طريق أبي معاوية، ومسلم "2687"، وابن ماجة "3821" في الأدب: باب فضل العمل، من طريق وكيع، والبغوي في "شرح السنة""1253" من طريق مسهر، ثلاثتهم عن الأعمش، عن المعرور، به.
وأخرجه أحمد 5/147 و148 و155 و180 من طرق عن المعرور بن سويد، به.
وأخرجه أحمد 5/154 و167 و172، والدارمي 2/322 في الرقاق، من طرق عن أبي ذر.
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
227 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ أَتَاهُ1 فَقَالَ يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّ مَنْ قَبْلَنَا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ يَقُولُونَ إِذَا عَتَقَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا فَهُوَ كَالرَّاكِبِ بَدَنَتَهُ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عليه وحق الذي عليه لمولاه فله
1 يعنى أتى الشعبيَّ.
أَجْرَانِ وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَغَذَّاهَا فَأَحْسَنَ غِذَاءَهَا وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فله أجران"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهشيم قد صرح بالتحديث عند سعيد بن منصور والطحاوي. وصالح: هو صالح بن صالح بن حي، ويقال: ابن صالح بن مسلم بن حي، وأبو بردة: هو ابن موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، وأخرجه مسلم "154" في الإيمان: باب وجوب الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع الناس، والدارمي 2/154 _ 155، وسعيد بن منصور في "سننه""913"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/394، والبيهقي 7/128، من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "768"، وأحمد 4/395، والبخاري "3011" في الجهاد: باب فضل من أسلم من أهل الكتأبين، ومسلم "154"، والترمذي "1116" في النكاح: باب ما جاء في الفضل في ذلك، وسعيد بن منصور "914"، وأبو عوانة 1/103، والطحاوي 2/396، وابن منده "395" و"397"، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص7، والبيهقي 7/128، من طريق سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن المبارك، عن صالح، به.
وأخرجه الطيالسي "502"، وأحمد 4/402 و414، والبخاري "97" في العلم: باب تعليم الرجل أمته وأهله، "3446" في الأنبياء: باب {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} ، و"5083" في النكاح: باب اتخاذ السراري، وفي "الأدب المفرد""203"، ومسلم "154" في الإيمان، والنسائي 6/115 في النكاح: باب عتق الرجل جاريته ثم يتزوجها، وابنُ ماجة "1956" في النكاح: باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها، والدارمي 2/155، وأبو عوانة 1/103، والطحاوي 2/395 و396، وابن منده "396" و "398" و"399" و"400"، والبغوي "25" و"26" من طرق عن صالح، به.
وأخرجه أحمد 4/405، والبخاري "2544" في العتقك باب فضل من أدب جاريته وعلمها، وأبو داود "2053" في النكاح: باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها، والترمذي "1116" في النكاح، والنسائي 6/115 في النكاح، وأبو عوانة 1/103، وابن منده في "الإيمان""400"، والطبراني في "الصغير" 1/44، والطحاوي في "المشكل" 2/395، 396، من طرق عن الشعبي، به.
وأخرجه مختصراً الطيالسي "501"، والبيهقي 7/128، من طريق أبي بكر بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي بُردة، به.
قَالَ الشَّعْبِيُّ لِلْخُرَاسَانِيِّ: خُذْ هَذَا الْحَدِيثَ بِغَيْرِ شَيْءٍ فَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فيما هو دونه1.
1 قال الحافظ في "الفتح" 1/192": كان ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين، ثم تفرق الصحابة في البلاد بعد فتوح الأمصار وسكنوها، فاكتفى أهل كل بلد بعلمائه إلا من طلب التوسع في العلم فرحل.
وروى الدارمي 1/140 بسند صحيح عن بسر بن عبيد الله قال: إن كنت لأركب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد. وعن أبي العالية قال: كنا نسمع الحديث عن الصحابة، فلا نرضى حتى نركب إليهم، فنسمعه منهم.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا تَفَضَّلَ اللَّهُ عَلَى الْمُحْسِنِ فِي إِسْلَامِهِ بِتَضْعِيفِ الْحَسَنَاتِ لَهُ
228 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا يُكْتَبُ لَهُ مِثْلُهَا حتى يلقى الله جل وعلا"1. [66:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، والعباس بن عبد العظيم، هو العنبري، ثقة، حافظ، أخرج له مسلم، ومن فوقه على شرطهما، وأخرجه أحمد 2/317 عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "42" في الإيمان: باب حسن إسلام المرء ومن طريقه البغوي "4148" عن إسحاق بن منصور، ومسلم "129" في الإيمان: باب إذا همّ العبد بحسنة كتبت، وإذا همّ بسيئة لم تكتب، عن محمد بن رافع، وابن منده في "الإيمان""373" من طريق حماد بن حماد الطهراني، وأحمد بن يوسف السلمي، كلهم عن عبد الرزاق، به.
باب ما جاء في صفات المؤمنين
ذكر الخبر من حسن إسلام المرء
…
5-
بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ
229 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"1. [88:2]
1 حديث حسن لغيره، غسناده ضعيف لضعف قرة، وأخرجه ابن ماجة "3976" في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة، عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""192" من طريق الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه الترمذي "2317" في الزهد، عن أحمد بن نصر النيسابوري وغير واحد قالوا: حدثنا أبو مسهر، عن إسماعيل بن عبد الله بن سَماعة، عن الأوزاعي، به، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي سلمةن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، إلا من هذا الوجه.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 3/96 في حسن الخلق: باب ما جاء في حسن الخلق، عن الزهري، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن طريق مالك أخرجه الترمذي "2318" وقال:"هكذا روى غير واحد من أصحاب الزهري عن الزهري عن علي بن حسين، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحو حديث مالك مرسلاً، وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة". وممن قال عنه لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلاً أحمد وابنُ معين والبخاري والدارقطني، انظر "تحفة الأحوذي" 6/608، وقد وصله أحمد 1/201 من طريق عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف - عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وأخرجه أيضاً 1/201 من طريق آخر عن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي الباب عن أبي ذر، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، والحارث بن هشام كما في "الجامع الصغير" فالحديث حسن بهذه الشواهد.
230 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بِفَمِّ الصِّلْحِ1 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هاجر ما نهى الله عنه"2. [49:3]
1 فم الصلح: بلدة شرقي دجلة، اشتهر أمرها بالقصر الفخم الذي أنشأه فيها الحسن بن سهل وزير المأمون، وفيه بنى المأمون ببوران ابنته، ثم خربت.
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، وعامر هو الشعبي. وتقدم برقم "196" من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، به، وأوردت تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمَعُونَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي الْأَسْبَابِ الَّتِي تُقَرِّبُهُمْ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا
231 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ1 أَبِي بُرْدَةَ
1 تحرف في الأصل إلى "بن"، وبُريد هو ابن عبد الله بن أبي بُردة، يروي عن جده أبي بُردة، وقد تصحف في المطبوع من "سنن الترمذي""1928" إلى "يزيد".
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يشد بعضه بعضا"1. [13:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو كريب: هو محمد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وأخرجه البخاري "2446" في المظالم: باب نصر المظلوم، ومسلم "2585" في البر والصلة: باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، والقضاعي في طمسند الشهاب" برقم "135" من طريق أبي كريب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "1928" في البر: باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم من طريق الحسن بن علي الخلال، والقضاعي "134" من طريق إبراهيم بن سعيد، كلاهما عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/21 _ 22، وأحمد 4/405، والقضاعي "134" من طريق محمد بن إدريس، والطيالسي "503" من طريق ابن المبارك، كلاهما عن بُريد، به.
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنِينَ بِالْبُنْيَانِ الَّذِي يُمْسِكُ بَعْضُهُ بَعْضًا
232 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ1 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ كَمَثَلِ الْبُنْيَانِ" قال: وأدخل أصابع يده في
1 كذا في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/ لوحة 89، ويغلب على ظني أنه خطأ، صوابه:"عن جده" كما رواه البخاري وغيره من طريق سفيان، ولأن ابن أبي بُرْدة _ وَهُوَ بُريد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُردة بن أبي موسى الأشعري_ لا تعرف له رواية عن أبيه، وفي "ثقات المؤلف" 6/116 يروي عن جده أبي بردة، روى عنه سفيان الثوري.
الأرض وقال: " يمسك بعضها بعضا"1. [28:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أحمد بن عبدة الضبي: ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين. وأخرجه الحميدي "772"، وأحمد 4/404، 405 عن سفيان، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "481" في الصلاة: باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره عن خلاد بن يحيى، و"6026" في الأدب: باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً، ومن طريقه البغوي "3461" عن محمد بن يوسف، والنسائي 5/79 في الزكاة: باب الخازن إذا تصدق بإذن مولاه، من طريق عبد الرحمن بن مهدي كلهم عن سفيان، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، قال: اخبرني جدي أبو بردة، عن أبيه أبي موسى. وقوله:"أدخل أصابع يده في الأرض" هو عند البخاري "وشبّك أصابعه""ثم شبّك بين أصابعه".
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنِينَ بِمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا عَلَيْهِ مِنَ الشفقة والرأفة
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنِينَ بِمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا عَلَيْهِ مِنَ الشفقة والرأفة
…
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنِينَ بِمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا عَلَيْهِ مِنَ الشفقة والرأفة
233 -
أخبرنا بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ1 مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجسد"2. [28:3]
1 مثله عند أحمد 4/268 و274، وفي بقية المصادر:"المؤمنين".
2 إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح، وأخرجه أحمد 4/270، والبخاري "6011" في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم "2586" في البر: باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، والبيهقي في "السنن" 3/353، والبغوي في "شرح السنة""3459" من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد 4/268 و276، ومسلم "2586""67"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1367"، والبغوي في "شرح السنة""3460"، من طرق عن الأعمش، عن الشعبي، به.
وأخرجه الحميدي "919"، والطيالسي "790"، والرامهرمزي في الأمثال ص 84و85 من طرق عن الشعبي، به.
وأخرجه أحمد 4/271 و276، ومسلم "2586" من طريق الأعمش، عن خثيمة، عن النعمان بن بشير.
وأخرجه بنحوه أحمد 4/274، والطيالسي "793" من طريق سماك بن حرب، والرامهرمزي 84– 85، والقضاعي "1366" و"1368" من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن النعمان بن بشير.
وسيورده المؤلف برقم "297" من طريق المغيرة، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير.
ذِكْرُ نَفْيِ الْإِيمَانِ عَمَّنْ لَا يُحِبُّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ
234 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ بِاللَّهِ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 3/176 و272، ومسلم "45" في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، وابن ماجة "66" في المقدمة: باب الإيمان، وابن منده في "الإيمان""296" من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "13" في الإيمان، والترمذي "2515" في صفة القيامة، والنسائي 8/125 باب علامة المؤمن، والدارمي 2/307، وابن المبارك في "الزهد""677"، والقضاعي "889"، وأبو عوانة 1/33، وابن منده"296" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد
وأخرجه الطيالسي "2004"، وأحمد 3/251 و289، وأبو عوانة 1/33، وابن منده "297"، والبغوي "3474" من طرق عن همام، عن قتادة، به.
وسيورده المصنف في الرواية التالية من طريق حسين المعلم عن قتادة، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ نَفْيَ الْإِيمَانِ عَمَّنْ لَا يُحِبُّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ إِنَّمَا هُوَ نَفْيُ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ لَا الْإِيمَانَ نَفْسَهُ
مَعَ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا يُحِبُّ لِأَخِيهِ أَرَادَ بِهِ الْخَيْرَ دُونَ الشَّرِّ
235 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ قال حدثنا بن أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لنفسه من الخير"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وأخرجه أحمد 3/206، والبخاري "13" في الإيمان: باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومسلم "45""72" في الإيمان، والنسائي 8/115 في الإيمان: باب علامة الإيمان، وأخرجه ابن منده في "الإيمان""294" و"295" من طرق عن حسين المعلم، به. وتقدم قبله من طريق شعبة، عن قتادة، به.
ذِكْرُ نَفْيِ الْإِيمَانِ عَمَّنْ لَا يَتَحَابُّ فِي اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
236 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذِكْرُ نَفْيِ الْإِيمَانِ عَمَّنْ لَا يَتَحَابُّ فِي اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
[236]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا1 الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم"2. [2:1]
1 كذا الرواية هنا وفي أكثر المصادر بحذف النون الأخيرة من "لا تدخلوا" و "لا تؤمنوا" والجادة إثباتها كما جاء في موضعين من مسند أحمد 2/391 و442.
2 إسناده قوي؛ عبد الله بن عمر الرمّاح هو: عبد الله بن عمر بن ميمون بن الرماح، لا يعرف بجرح ولا تعديل، وقد روى عنه اثنان غير محمد بن عبد الله الراوي عنه هنا كما في "الجرح والتعديل" 5/111، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/357 وقال: مستقيم الحديث إذا حدث عن الثقات. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624، 625 ومن طريقه مسلم "54" في الإيمان: باب بيان لا يدخل الجنة إلا المؤمنون. وبن ماجة "68" في المقدمة: باب في الإيمان، و"3692" في الأدب: باب إفشاء السلام، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2688" في الاستئذان: باب ما جاء في إفشاء السلام، عن هناد، وأبو عوانة 1/30 من طريق أبي عمر الكوفي، وابن منده في "الإيمان""331" من طريق زكريا بن عدي، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد العبسي، ومحمد بن العلاء، ستتهم عن أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624، وأحمد 2/495، وابن ماجة "3692"، وأبو عوانة 1/30، وابن منده "329" من طريق عبد الله بن نمير، وأحمد 2/442 و477، ومسلم "54""93"، وابن ماجة "68"، وأبو عوانة 1/30، وابن منده "328" و"332"، والبغوي في "شرح السنة""3300" من طريق وكيع، وأحمد 2/391 من طريق شريك، ومسلم "54""94"، وابن منده "332" من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود "5193" في الأدب: باب في إفشاء السلام، وأبو عوانة 1/30، وابن منده "330" من طريق زهير بن معاوية، كلهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد 2/512 من طريق أسود بن عامر، عن أبي بكر، عن عاصم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""980"، وابن منده "333" و"334" من طريقين عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""260" من طريقين عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""335" من طريق سلمة بن دينار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ وُجُودِ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ لِمَنْ أَحَبَّ قَوْمًا لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا
237 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَالرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا فِي اللَّهِ وَالرَّجُلُ إِنْ قُذِفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أحمد 3/174 و248 عن المؤمل بن إسماعيل وعفان بن مسلم، و3/230 عن يونس وحسن بن موسى، ومسلم "43" "68" في الإيمان: باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، من طريق النضر بن شميل، وابن منده في "الإيمان""283" من طريق حجاج بن منهال، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1959"، وأحمد 3/172و 275، والبخاري "21" في الإيمان: باب من كره أن يعود في الكفر، و"6041" في الأدب: باب الحب في الله، ومسلم "43""68" في الإيمان، والنسائي 8/96 في الإيمان: باب حلاوة الإيمان، وابن ماجة "4033" في الفتن: باب الصبر على البلاء، وابن المبارك في "الزهد""827"، وابن منده "282"، والبغوي "21" من طريق. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
238 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يحبه إلا الله وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا"1. [93:1]
= شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه النسائي 8/94 في الإيمان وشرائعه: باب طعم الإيمان، عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير، عن منصور، عن طلق بن حبيب، عن أنس.
وأخرجه أيضاً 8/97 عن علي بن حجر، عن إسماعيل، عن حميد عن أنس،.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""724"، و"الصغير" 1/257 _ 258 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي الحويرث، عن نعيم المجمر، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/113 _114 من طريق يحيى بن سعيد، عن نوفل بن مسعود، عن انس بلفظ:"ثلاث من كن فيه حرم على النار، وحرمت النار عليه: إيمان بالله، وحب الله، وأن يلقى في النار فيحرق أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر".
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الوهّاب هو ابن عبد المجيد الثقفي، ثقةن تغير قبل موتهبثلاث سنين، لكنه لم يحدث في زمن التغيير، إذ حجب الناس عنه، كما ذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/75، ولم ينفرد به كما في الحديث السابق.
وأخرجه البخاري "16" في الإيمان: باب حلاوة الإيمان، وابن منده في "الإيمان""281" من طريق محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/103، والبخاري "6941" في الإكراه: باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر، ومسلم "43" في الإيمان: باب بيان خصالٍ من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، والترمذي "2624" في الإيمان، وابن منده "281"، من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْقِيَامِ فِي أَدَاءِ حُقُوقِهِ
239 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ عَلَى الْمُسْلِمِ عِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَشُهُودُ الْجَنَازَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ الله"1. [32:3]
1 إسناده حسن؛ عمر بن أبي سلمة: صدوق يخطئ، وباقي رجاله ثقات. شيبان بن أبي شيبةك هو شيبان بن فروخ أبي شيبة الحبطي، وأخرجه الطيالسي "2342" عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/356 عن يحيى بن إسحاق، و357 عن إسحاق بن عيسى، و388 عن عفان بن مسلم، والبخاري في "الأدب المفرد""519" عن مالك بن إسماعيل، أربعتهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيورده برقم "241" من طريق ابن المسيب، عن أبي هريرة. وبرقم "242" من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي مسعود في الحديث التالي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمْ يُرِدْ بِهَذَا الْعَدَدِ الْمَذْكُورِ نَفْيًا عَمَّا وَرَاءَهُ
240 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ1 اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
1 تحرف في "الإحسان" إلى: "عبد الله"، والتصويب من "التقاسيم" 3/ لوحة 107، وهو من رجال الشيخين.
"لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلَالٍ يَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ ويجيبه إذا دعاه"1. [32:3]
1 حكيم بن أفلح: لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه غير جعفر بن عبد الله الأنصاري، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد صححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 92، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، كذا قالا مع أن حكيم بن أفلح لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب". وأخرجه أحمد 5/273، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم "923" عن علي بن عبد الله، وابن ماجة "1434" في الجنائز: باب ما جاء في عيادة المريض، عن بندار، وبكر بن خلف، أربعتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 4/264 من طريق مسدد، عن عبد الحميد بن جعفر، وسقط أيضاً من "تلخيص" الحافظ الذهبي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي خَبَرِ أَبِي مَسْعُودٍ لَمْ يُرِدْ بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ
241 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدعوة وتشميت العاطس"1. [32:3]
1 إسناده صحيح على شرط اليخاري، وقد صرح الوليد بن مسلم بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، ومن طريق الوليد بن مسلم، به، أخرجه الإسماعيلي كما في "الفتح" 3/113. وأخرجه أحمد 2/540، والبخاري "1240" في الجنائز:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=باب الأمر باتباع الجنائز، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""221"، والطحاوي في "مشكل الآثار"1/222، و4/150، والبيهقي في "السنن" 3/386، من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2299" عن زمعة، ومسلم "2162" في السلام: باب من حق المسلم للمسلم، ردّ السلام، من طريق يونس بن يزيدن كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق "19679" عن معمر، عن الزهري، قال: قال رسول الله
…
قال عبد الرزاق _ كما نقل عنه مسلم _: "كان معمر يرسل هذا الحديث عن الزهري، واسنده مرة عن ابن المسيبن عن أبي هريرة" وقد أخرجه من طريق عبد الرزاق عن معمر مسنداً: مسلمُ "2162"، وأبو داود "5031" في السنة: باب في العطاس، والبغوي في "شرح السنة""1404"، وأخرجه أحمد 2/332 عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ فِي خَبَرِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لَمْ يُرِدْ بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ
242 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ" قَالُوا: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "إِذَا لَقِيَهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاهُ أَجَابَهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَ نَصَحَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ يُشَمِّتُهُ وَإِذَا مرض عاده وإذا مات صحبه"1. [32:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""991" من طريق مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وفيه "خمس".
وأخرجه أحمد 2/372، ومسلم "2162""5" في السلام، والبخاري في"الأدب المفرد""925"، والبيهقي في "السنن" 5/347 و10/108، والبغوي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "1405" من طريق إسماعيل بن جعفر، وأحمد 2/412 من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، كلاهما عن العلاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2737" في الأدب: باب ما جاء في تشميت العاطسن والنسائي 4/53 في الجنائز: باب النهي عن سب الأموات، كلاهما عن قتيبة بن سعيدن عن محمد بن موسى المخزومي المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/321 من طريق أبي عبد الرحمن، عن سعيد، عن عبد الله بن الوليد، عن ابن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن البراء عند البخاري "1239" في الجنائز، و"2445" في المظالم، و"5175" في النكاح، و"5635" في الأشربة، و"5650" في المرضى، و"5849" و"5863" في اللباس، و"6222" في الأدب، و"6235" في الاستئذان، وفي "الأدب المفرد""924"، ومسلم "2066"، والبيهقي في "السنن" 10/108. وعن علي عند الترمذي "2736"، وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري في "الأدب المفرد" "922"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/223 و4/149.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُشْبِهُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْأَشْجَارِ
243 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ يُخْبِرُنِي عَنْ شَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا"؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ فَمَنَعَنِي مَكَانُ أَبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هِيَ النَّخْلَةُ" فذكرت ذلك لأبي فقال: لو قلتها كانذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يُشْبِهُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْأَشْجَارِ
[243]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ يُخْبِرُنِي عَنْ شَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا"؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ فَمَنَعَنِي مَكَانُ أَبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هِيَ النَّخْلَةُ" فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: لَوْ قُلْتَهَا كَانَ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَحْسَبُهُ قَالَ: حمر النعم1. [66:3]
1 إسناده صحيح. أبو عمر الضرير هو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري لا بأس به، كما في "التقريب"، ومن فوقه على شرطهما. وأخرجه أحمد 2/123 عن هاشم وحجين، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/61، والبخاري "131" في العلم: باب الحياء في العلم عن إسماعيل بن أبي أويس، والترمذي "2867" في الأمثال: باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن من طريق معن، وابن منده "188" من طريق القعنبي، أربعتهم عن مالك، عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 2/61 أيضاً عن عبد الملك بن عمر، عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه الحميدي "677"، وأحمد 2/157، من طريق سفيان، والبخاري "62" في العلم: باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من علم، من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به.
وسيورده المؤلف برقم "246" من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 2/31، والبخاري "6122" في الأدب: باب ما لا يستحيى من الحق للتفقه في الدين، وابن منده "190" من طريق شعبة، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر.
وأخرجه البخاري "4698" في التفسير: باب {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
…
} ، و"6144" في الأدب: باب إكرام الكبير، ومسلم "2811"، وابن منده "187"، من طريق عُبيد الله عن نافع، عن ابن عمر.
وسيرد بعده من طريقين عن مجاهد، عن ابن عمر.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُشْبِهُ الْمُسْلِمَ مِنَ الشَّجَرِ
244 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مجاهد عن بن عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُشْبِهُ الْمُسْلِمَ مِنَ الشَّجَرِ
[244]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مجاهد عن بن عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ بَرَكَتُهَا كَالْمُسْلِمِ" قَالَ: فَأُرِيتُ أَنَّهَا النَّخْلَةُ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ وَأَنَا أَحْدَثُ الْقَوْمِ فَسَكَتُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة"1. [28:3]
245 -
أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أبي الخليل عن مجاهد
عن بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: " أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ" قَالَ: فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَذَاكَرُونَ شَجَرًا مِنْ شَجَرِ الْوَادِي2 قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَوْ رَوْعِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ فَأَرَى أَسْنَانًا مِنَ الْقَوْمِ فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَلَمْ يَكْشِفُوا فقال رسول الله صلى الله
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه أحمد 2/41 عن أبي معاوية، والبخاري "5444" في الأطعمة: باب أكل الجُمَّار، من طريق حفص بن غياث، طلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه الحميدي "676"، وأحمد 2/12و115، والبخاري "72" في العلم: باب الفهم في العلم، و"2209" في البيوع: باب بيع الجُمّار وأكله، و"5448" في الأطعمة: باب بركة النخلة، ومسلم "2811" في صفات المنافقين: باب مثل المؤمن مثل النخلة، والبزار "43"، والرامهرمزي ص68 و69، من طرق عن مجاهد، به.
والجُمَّار: بالضم: شحم النخلة، ومنه يخرج الثمر، والسعف: أغصانها.
2 كذا في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/ لوحة 155، وأثبت فوقها كلمة صح في "الإحسان" وعند أحمد ومسلم "البوادي"، وهو ما ورد في الرواية التي بعد هذه.
عليه وسلم: "هي النخلة"1. [53:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كامل الجحدري: هو فضيل بن حسين، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم، وأخرجه مسلم "2811" "64" في صفات المنافقين: باب مثل المؤمن مثل النخلة، وابن منده "189" من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
246 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ"؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ" فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: لِأَنْ تَكُونَ قُلْتَ هِيَ النَّخْلَةُ أَحَبَّ إِلَيَّ من كذا وكذا1. [53:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه""2811""63" عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "61" في العلم: باب قول المحدث: حدثنا أو أخبرنا، ومسلم "2811""63" في صفات المنافقين، والبغوي "143" من طريق قتيبة وعلي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وتقدم برقم "243" من طريق القسملي، عن ابن دينار، به، فنظر تخريجه هناك.
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنَ بِالنَّحْلَةِ فِي أَكْلِ الطَّيِّبِ وَوَضْعِ الطَّيِّبِ
247 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَةِ لَا تَأْكُلُ إِلَّا طَيِّبًا وَلَا تَضَعُ إِلَّا طَيِّبًا"1. [2:1]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شُعْبَةُ وَاهِمٌ فِي قَوْلِهِ: عُدُس2 إِنَّمَا هُوَ حُدُسٍ كما قاله حماد بن سلمة وأولئك.
1 حديث حسن. مؤمل بن إسماعيل سيِّئ الحفظ، ووكيع بن عُدُس لم يوثقه غير المؤلف. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/248 من طريق حَرَميّ بن عمارة، والنسائي في التفسير، كما في "التحفة" 8/335، والطبراني في "الكبير" 19/"460" من طريق محمد بن أبي عدي، والقضاعي "1353" و"1354" من طريق حجاج بن نصير، ثلاثتهم عن شعبة، به. ونسبه الهيثمي في "المجمع" 10/295 إلى الطبراني في "الأوسط"، وأعلَّه بحجاج بن نصير.
وفي الباب ما يقويه، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً، أخرجه أحمد 2/199 من طريق مطر الوراق، والحاكم 1/75، 76 من طريق حسين المعلم، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي سبرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم، بلفظ:"إن مثل المؤمن كمثل النحلة،، أكلت طيباً ووضعت طيباً". قال الحاكم: هذا حديث صحيح، قد اتفق الشيخان على الاحتجاج بكل رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير، مُبَيَّن ذكره في المسانيد والتواريخ، غير مطعون فيه، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/295: ورجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة، وقد وثقه ابن حبان.
2 في "ثقات المؤلف" 5/496: وكيع بن عدس، ويقال: حدس، فأما شعبة وهشيم فقالا: عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، وقال حماد بن سلمة، وأبو عوانة: عن يعلى، عن وكيع بن حدس، وأرجو أن يكون الصواب، بالحاء، سمعت عبدان الجواليقي يقول: الصواب: حدس. وإنما قال شعبة: عدس، فتابعه الناس، وفي "التهذيب": وكيع بن عدس، ويقال: حدس.
فَصْلٌ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ أَكْفَرَ إِنْسَانًا فَهُوَ كَافِرٌ لَا مَحَالَةَ
248 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا سلمة بن الفضل عن بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أكفر رجل قَطُّ إِلَّا بَاءَ أَحَدُهُمَا بِهَا إِنْ كَانَ كافرا وإلا كفر بتكفيره"1. [54:2]
249 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الله بن دينار
1 سلمة بن الفضل _ وهو الأبرش الأنصاري _ كثير الخطأ إلا أنه أثبت الناس في ابن إسحاق فيما نقله ابن معين عن جرير، وابن إسحاق لم يصرح بالتحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات، ويشهد له حديث ابن عمر التالي، وحديث أبي هريرة، عند البخاري "6103" في الأدب: باب "من أكفر أخاه بغير تأويل، فهو كما قال"، وحديث أبي ذر عند البخاري "6045" في الأدب، وأبو عوانة 1/23، وابن منده "593"، والبغوي "3552" بنحوه.
عن بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَيُّمَا رَجُلٌ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِرٌ فقد باء به أحدهما"1. [54:2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البغوي في "شرح السنة""3551" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، عن مالك، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 2/984 في الكلام: باب ما يكره من الكلام، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/113، والبخاري "6104" في الأدب: باب "من أكفر أخاه بغير تأويل، فهو كما قال"، والترمذي "2637" في الإيمان: باب ما جاء فيمن رمى أخاه بكفر، وأبو عوانة في "مسنده" 1/22، والبيهقي في "السنن" 10/208.
وأخرجه أحمد 2/18 و60 و112، وابن منده "595" من طريق سفيان، وأحمد 2/44و 47، وابن منده "521" والبغوي "3550" من طريق شعبة، وأبو عوانة 1/23، وابن منده "521" من طريق يزيد بن الهاد، ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد.
وسيورده بعده من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار، به. ويخرج عنده.
وأخرجه أحمد 2/23 و142، ومسلم "60" في الإيمان: باب بيان حال من قال لأخيه المسلم يا كافر، وأبو داود "4687" في السنة، وأبو عوانة 1/22 و23، وابن منده "596" و "597" من طرق عن نافع، عن ابن عمر.
ذِكْرُ وَصْفِ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا
250 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سمع بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قال وإلا رجعت عليه"1. [54:2]
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه""60" في الإيمان، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً "60"، وابن منده "521" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق مالك، عن عبد الله بن دينار، به. وذكرت تخريجه هناك.
6-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ
ذِكْرُ اسْتِحْقَاقِ دُخُولِ النَّارِ لَا مَحَالَةَ مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا
251 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَلِمَتَانِ سَمِعْتُ إِحْدَاهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْأُخْرَى أَنَا أَقُولُهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ يُشْرِكُ بِهِ إِلَّا أَدْخَلَهُ النَّارَ وَأَنَا أَقُولُ: لَا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ لَمْ يشرك به إلا أدخله الجنة"1. [109:2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، والمغيرة هو ابن مِقْسم الضبي، وأبو وائل: شقيق بن سلمة، وأخرجه ابن منده "72" من طريق حفص بن عمر، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/374، وابن منده "73" من طريق هشيم، عن سيار ومغيرة، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وأخرجه أحمد 374/1، وابن منده "73" من طريق هشيم عن سيار ومغيرة بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "256"، وأحمد 1/382 و425 و443، والبخاري "1238" في الجنائز، و"4497" في التفسير: باب قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} ، و"6683" في الأيمان والنذور، ومسلم"92" في الإيمان: باب "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 7/41، وابن منده "66" و"67" و"68" و"69" و"70" و"71" من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني "10410" من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن عاصم، عن أبي وائل، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/17 من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" وقلت أنا: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِسْلَامَ ضِدُّ الشِّرْكِ
252 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيَمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقَدْامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فَيُنَادَى إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ أَبِي قَالَ فَيَتَحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يرونذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِسْلَامَ ضِدُّ الشِّرْكِ
[252]
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقَدْامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فَيُنَادَى إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ أَبِي قَالَ فَيَتَحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَرَوْنَ
أَنَّهُ إِبْرَاهِيَمُ وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذلك1. [78:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه البزار برقم "94" عن أحمد بن المقدام العجلي أبي الأشعث، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم رواه إلا [سليمان] التيمي، ولا عنه إلا ابنه، وهو حديث غريب. وقد زيد في المطبوع من "زوائد البزار" لفظه "ثنا" بين أحمد بن المقدام، وأبي الأشعث، وهو خطأ، لأن أبا الأشعث كنية أحمد.
وأخرجه الحاكم 4/587، 588 من طريق عبيد بن عبيدة القرشي، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وورد التصريح بأن الرجل الذي يأخذ بيد أبيه هو إبراهيم عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة عند البخاري برقم "3350" في أحاديث الأنبياء: باب قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} ، و"4768" و"4769" في التفسير: باب {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُون} .
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الظُّلْمِ عَلَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
253 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الْبَالِسِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حدثنا بن إِدْرِيسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ قَالَ: فَنَزَلَتْ {إِنَّ الشِّرْكَذكر إِطْلَاقِ اسْمِ الظُّلْمِ عَلَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
[253]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الْبَالِسِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حدثنا بن إِدْرِيسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ قَالَ: فَنَزَلَتْ {إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] 1
قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: حَدَّثَنِيهِ أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الْأَعْمَشِ ثم لقيت الأعمش فحدثني به. [64:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن إدريس هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو محمد الكوفي، ثقة، من رجال الستة.
وأخرجه ابن منده "268" من طريقين عن محمد بن إسحاق بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "124""198" في الإيمان: باب صدق الإيمان وإخلاصه، والطبري 7/255 من طريق محمد بن العلاء بن كريب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "124""197"، والبيهقي في "السنن" 10/185، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، به.
وأخرجه الطيالسي "270"، وأحمد 1/387 و424 و444، والبخاري "32" في الإيمان: باب ظلم دون ظلم، و"3428" و"3429" في أحاديث الأنبياء: باب {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} ، و"4629" في التفسير: باب {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ، و"4776" باب:{لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ، و"6918" في استتابة المرتدين: باب إثم من أشرك بالله، و"6937" باب ما جاء في المتأولين، ومسلم "124" في الإيمان، والترمذي "3067" في التفسير: باب ومن سورة الأنعام، والطبري 7/255و256، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 7/100، وابن منده "265" و"266" و"267"، والبيهقي في "السنن" 10/185، من طرق عن الأعمش، به.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ النِّفَاقِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ
254 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سَلْمُ بن جنادة حدثنا بن نُمَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهذكر إِطْلَاقِ اسْمِ النِّفَاقِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ
[254]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سَلْمُ بن جنادة حدثنا بن نُمَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهَا كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا وَعَدَ أخلف وإذا خاصم فجر"1. [49:3]
1 إسناده صحيح، سلم بن جنادة: ثقة، أخرج له الترمذي، وابن ماجه، ومن فوقه من رجال الشيخين. ابن نمير: هو محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، وأخرجه ابن أبي شيبة 8/593، 594، ومن طريقه مسلم "58" في الإيمان: باب بيان خصال المنافق، وأبو داود "4688" في السنة: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً "58" عن محمد بن نمير، والترمذي "2632" في الإيمان: باب ما جاء في علامة المنافق، عن الحسن بن علي الخلال، وأبو عوانة في "مسنده" 1/20، وابن منده "522"، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص11، والبيهقي في "السنن" 9/230 و 10/74 من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري، ثلاثتهم عنعبد الله بن نمير، به.
وأخرجه أحمد 2/189 و198، والبخاري "34" في الإيمان: باب علامة المنافق، و"2459" في المظالم: باب إذا خاصم فجر، ومسلم "58"، والترمذي "2632"، ووكيع في "الزهد" "473" والنسائي 8/116 في الإيمان: باب علامة الإيمان، وفي التفسير كما في "التحفة" 6/382، وأبو عوانة 1/20، وابن منده "523" و"524" و"526"، والبغوي "37" من طريق سفيان الثوري، وشعبة، وأبي إسحاق الفزاري عن الأعمش، به. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ
255 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليهذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ
[255]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فيه خصلة من النفاق"1. [49:3]
256 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي عَقِبِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله2.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الربيع: هو سليمان بن داود العتكي الزهراني، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، وأخرجه البخاري "3178" في الجزية والموادعة: باب إثم من عاهد ثم غدر، عن قتيبة بن سعيد، وابن منده "525" من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق ابن نمير، عن الأعمش، به.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، فإن البخاري أخرج لأبي سفيان _وهو طلحة بن نافع القرشي _ مقروناً بغيره.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ خِطَابَ هَذَا الْخَبَرِ وَرَدَ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ
257 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحَبِيبٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وإذا ائتمن خان"1. [49:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه مسلم "59""110" في الإيمان: باب بيان خصال المنافق، وأبو عوانة 1/21 عن محمد بن هارون، والبيهقي في "السنن" 6/288 من طريق محمد بن بشر، ثلاثتهم عن أبي نصر التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/397 و536، ومسلم "59""110"، وأبو عوانة 1/21، وابن منده "530"، والبيهقي في "السنن" 6/288، والبغوي "36" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/357، والبخاري "33" في الإيمان: باب علامة المنافق، و"2749" في الوصايا: باب {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا} ، و"2682" في الشهادات: باب من أمر بإنجاز الوعد، و"6095" في الأدب، ومسلم "59" في الإيمان، والترمذي "2631" في الإيمان: باب ما جاء علامة المنافق،، والنسائي 8/117 في الإيمان: باب علامة الإيمان، وفي التفسير كما في "التحفة" 10/313، وأبو عوانة 1/20، 21، والبيهقي في "السنن" 6/288، وابن منده "527"، والبغوي "35" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن نافع بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم "59""109" في الإيمان، والترمذي "2631" في الإيمان، وأبو عوانة 1/21، وابن منده "528"و"529" من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/536 عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، به.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ النِّفَاقِ عَلَى غَيْرِ الْمَعْدُودِ إِذَا تَخَلَّفَ عَنْ إِتْيَانِ الْجُمُعَةِ ثَلَاثًا
258 -
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى اللهذكر إِطْلَاقِ اسْمِ النِّفَاقِ عَلَى غَيْرِ الْمَعْدُودِ إِذَا تَخَلَّفَ عَنْ إِتْيَانِ الْجُمُعَةِ ثَلَاثًا
[258]
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غير عذر فهو منافق"1. [49:3]
1 إسناده حسن، يحيى بن داود: هو ابن ميمون الواسطي، ثقة، ومن فوقه على شرط الصحيح، إلا محمد بن عمرو _ وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني _ له أوهام، فحديثه من قبيل الحسن. وأخرجه ابن خزيمة برقم "1857" عن سلم بن جنادة، عن وكيع، بهذا الإسناد. وبهذا اللفظ.
قال ابن خزيمة: هو خبر ابن إدريس _ يعني عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد _:"طبع على قلبه" وفي خبر وكيع "فهو منافق".
قلت: بلفظ: "طبع الله على قلبه"، سيورده المؤلف في باب الجمعة، من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. ويرد تخريجه من طرقه بهذا اللفظ هناك.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ النِّفَاقِ عَلَى الْمُؤَخِّرِ صَلَاةَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ
259 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بْنِ عَجْلَانَ
عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ أَصَلَّيْتُمَا الْعَصْرَ قَالَ: فَقُلْنَا لَا قَالَ: فَصَلِّيَا عِنْدَكُمَا فِي الْحُجْرَةِ فَفَرَغْنَا وَطَوَّلَ هُوَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَكَانَ أَوَّلَ مَا كَلَّمَنَا بِهِ أَنْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ يُمْهِلُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا كانت الشمسذكر إِطْلَاقِ اسْمِ النِّفَاقِ عَلَى الْمُؤَخِّرِ صَلَاةَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ
[259]
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بْنِ عَجْلَانَ
عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ أَصَلَّيْتُمَا الْعَصْرَ قَالَ: فَقُلْنَا لَا قَالَ: فَصَلِّيَا عِنْدَكُمَا فِي الْحُجْرَةِ فَفَرَغْنَا وَطَوَّلَ هُوَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَكَانَ أَوَّلَ مَا كَلَّمَنَا بِهِ أَنْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ يُمْهِلُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا كانت الشمس
عَلَى قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا لَا يذكر الله فيها إلا قليلا "1. [49:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الطيالسي "2130" عن ورقاء، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسمى صاحبه "عمر بن ثابت"، وذكر فيه أنهما صليا وراء خالد بن أسيد، ثم دخلا على أنس.
وأخرجه أحمد 3/102، 103 عن محمد بن فضيل، عن محمد بن أبي إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وانظر "سنن" الدارقطني 1/254.
وسيعيده المؤلف برقم "263".
وسيورده برقم "261" من طريق مالك، و"262" من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن العلاء، به.
وبرقم "260" من طريق أسامة بن زيد، عن حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس، والزهري، عن عروة، عن عائشة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
260 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا هَارُونُ بن معروف حدثنا بن وهب أخبرنا أسامة بن زيد عن بن شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِصَلَاةِ الْمُنَافِقِينَ يَدَعُ الْعَصْرَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَ كَنَقَرَاتِ الدِّيكِ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِنَّ إلا قليلا"1. [49:3]
1 إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد وهو الليثي، وأخرجه أحمد 3/247 عن هارون بن معروف، عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ اسْمِ الْمُنَافِقِ عَلَى الْمُؤَخِّرِ صَلَاةَ الْعَصْرِ إِلَى اصْفِرَارِ الشَّمْسِ
261 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَامَ يُصَلِّي الْعَصْرَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ذَكَرْنَا تَعْجِيلَ الصَّلَاةِ أَوْ ذَكَرَهَا فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ وَكَانَتْ بَيْنَ قرني الشيطان أو على قرني الشيطان فَنَقَرَ أَرْبَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قليلا"1. [109:2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو داود "413" في الصلاة: باب وقت العصر، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/444، عن القعنبي، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 1/221 في الصلاة: باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 3/149 و185، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/192، والبغوي في "شرح السنة""368". وسيرد بعده من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَأْخِيرَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ يَقْرُبَ اصْفِرَارُ الشَّمْسِ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ
262 -
أَخْبَرَنَا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ قَالَ وَدَارُهُ بجنبذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ تَأْخِيرَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ يقرب اصفرار الشمس صلاة المنافقين
[262]
أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ قَالَ وَدَارُهُ بجنب
الْمَسْجِدِ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ قُلْنَا إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ قَالَ فَصَلُّوا الْعَصْرَ فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا الْعَصْرَ فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلا قليلا"1. [7:5]
1 إسناده صحيح على شرط مسلمن وهو في "صحيح ابن خزيمة" برقم "333"، وأخرجه مسلم "622" في المساجد، والترمذي "160" في الصلاة: باب ما جاء في تعجيل العصر، والنسائي 1/254 في المواقيت: باب التشديد في تأخير العصر، ثلاثتهم عن علي بن حُجْر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً "622"، والبيهقي في "السنن" 1/443، 444 من طريق محمد بن الصباح، ويحيى بن ايوب، عن إسماعيل بن جعفر، به. وتقدم قبله من طريق مالك، عن إسماعيل بن جعفر، به.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
263 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرَقَةِ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَصَاحِبٌ لِي بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ؟ قَالَ: فَقُلْنَا: لَا قَالَ: فَصَلِّيَا عِنْدَنَا فِي الْحُجْرَةِ فَفَرَغْنَا وَطَوَّلَ هُوَ وَانْصَرَفَ إِلَيْنَا فَكَانَ أَوَّلَ مَا كَلَّمَنَا بِهِ أَنْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ يَقْعُدُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَتْ عَلَى قَرْنِ الشَّيْطَانِ أَوْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فيها إلا قليلا"1. [7:5]
1 هو مكرر الحديث "259".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عِشْرَةِ الْمُنَافِقِ لِلْمُسْلِمِينَ
264 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عبد الله اليحمدي حدثنا بن الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُصُّ بِمَكَّةَ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ إِنْ مَالَتْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ نُطِحَتْ وَإِنْ مَالَتْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ نُطِحَتْ" قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَيْسَ هَكَذَا فَغَضِبَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَقَالَ: تَرُدُّ عَلَيَّ؟ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: فَكَيْفَ قَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: "بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ" قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ وَبَيْنَ الْغَنَمَيْنِ سَوَاءٌ قَالَ: كَذَا سَمِعْتُ كَذَا سَمِعْتُ كَذَا سَمِعْتُ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ شَيْئًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْدُهُ وَلَمْ يَقْصُرْ دُونَهُ1. [28:3]
1 إسناده صحيح، عتبة بن عبد الله اليحمدي: صدوق، ومن فوقه على شرطهما، وأبو جعفر: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بن أبي طالب الباقر.
وأخرجه الحميدي "688"، والدارمي 1/93 من طريق سفيان، وأحمد 2/82 من طريق مصعب بن سلام، كلاهما عن محمد بن سوقة، بهذا الإسناد.
والرَّبَض: الموضع الذي تربض فيه الغنم، والربيض: الغنم نفسها.
وأخرجه أحمد أيضاً 2/ 68 من طريق خلف بن الوليد، عن الهذيل بن بلال، عن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عبيد، عن أبيه، والطيالسي"1802" من طريق المسعودي، عن أبي جعفر، عن عبيد بن عمير. لكن في هاتين الروايتين أن القائل:"بين الربيضين" إنام هو عبيد الله بن عُمَيْر وليس ابن عمر كما في رواية المؤلف ورواية الحميدي، وأحمد 2/82 ولعله الراجح، فقد أخرجه أحمد 2/102 و143، ومسلم "2784" في صفات المنافقين، من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إن مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع".
وأخرجه مسلم "2784" في المنافقين، والنسائي 8/124 في الإيمان: باب مثل المنافق، عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن القارئ، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، به. وهو في "الأمثال" ص86 للرامهرمزي.
وأخرجه أحمد 2/88 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان بن يزدويه، عن يعفر بن روذي: سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثلُ المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين" فقال ابن عمر: ويلكم لا تكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين".
والعائرة: هي التي تفارق جماعة الغنم، وتعدل إلى بعض النواحي، ومنه قيل للذي يعير نحو الباطل، ويفارق اهل الاستقامة والحق: العَيَّار.
باب ما جاء في الصفات
ذكر البيان بأن صفاة الله يليق بجلاله جل وعلا ولا يشبه صفاة المخلوقين
…
7-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الصِّفَاتِ
265 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى الذهلي حدثنا المقرىء حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَاسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 58] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَأُصْبَعَهُ الدَّعَّاءَ عَلَى عَيْنِهِ1. [37:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَرَادَ صلى الله عليه وسلم بِوَضْعِهِ أُصْبُعَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَعَيْنِهِ تَعْرِيفَ النَّاسِ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لَا يسمع بالأذن التي
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح. والمقرئ: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المكي، وهو عند ابن خزيمة في "التوحيد" ص 42، 43.
وأخرجه أبو داود "4728" في السنة: باب في الجهمية، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص179، عن علي بن نصر، ومحمد بن يونس، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 43 عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثلاثتهم عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وانظر "الدر المنثور" 2/175.
لَهَا سِمَاخٌ وَالْتِوَاءٌ وَلَا يُبْصِرُ بِالْعَيْنِ الَّتِي لَهَا أَشْفَارٌ وَحَدَقٌ وَبَيَاضٌ جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ أَنْ يُشَبَّهَ بِخَلْقِهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ بَلْ يَسْمَعُ وَيُبْصِرُ بِلَا آلَةٍ كَيْفَ يشاء.
266 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ وَعَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كُشِفَ طَبَقُهَا أَحْرَقَ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ وَاضِعٌ يَدَهُ لِمُسِيءِ اللَّيْلِ لِيَتُوبَ بِالنَّهَارِ وَلُمُسِيءِ النَّهَارِ لِيَتُوبَ بِاللَّيْلِ حَتَّى تطلع الشمس من مغربها"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو في "التوحيد" لابن خزيمة ص 19.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""778" من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "491"، وأحمد 4/395 و401 و405، ومسلم "179" في الإيمان: باب في قوله عليه السلام: "إن الله لا ينام"، وابن ماجة "195" و"196" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، والآجرِّي في "الشريعة" ص304، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 19 و20، وابن منده "775" و"776" و"777" و"779"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص180، 181، والبغوي في "شرح السنة""91" من طرق عن عمرو بن مرة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ كُلَّ صِفَةٍ إِذَا وُجِدَتْ فِي الْمَخْلُوقِينَ كَانَ لَهُمْ بِهَا النَّقْصُ غَيْرُ جَائِزٍ إِضَافَةُ مِثْلِهَا إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا
267 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَيَشْتُمُنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي أَوَ لَيْسَ أَوَّلُ خَلْقٍ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كفوا أحد"1. [68:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: عبد الله بن ذكوتن، والأعرج: عبد الرحمن بن هرمز، وأخرجه أحمد 2/393، 394، والبخاري "3193" في بدء الخلق، من طريق سفيان الثوري، و"4974" في التفسير: باب سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، والنسائي في النعوت كما في "التحفة" 10/175، وابن منده "1073"، من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي 4/112 في الجنائز: باب أرواح المؤمنين، من طريق ابن عجلانن ثلاثتهم عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ورواية البخاري: وليس أول خلق
…
بدل أوَ ليس
…
وأخرجه أحمد 2/317، والبخارس "4975" في التفسير: باب {اللَّهُ الصَّمَدُ} ، والبغوي في "شرح السنة""41" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/350 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وفي الباب عن أنس بن مالك عند ابن خزيمة في "التوحيد" ص 383، 384.
و"أهون" هنا بمعنى هين، أي كل شيء عليه هين. انظر "تفسير" الطبري 21/36.
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "أوليس أَوَّلُ خَلْقٍ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ" فِيهِ الْبَيَانُ الْوَاضِحُ أَنَّ الصِّفَاتِ الَّتِي تُوقِعُ النَّقْصَ عَلَى مَنْ وُجِدَتْ فِيهِ غَيْرُ جَائِزٍ إِضَافَةُ مِثْلِهَا إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِذِ الْقِيَاسُ كَانَ يُوجِبُ أَنْ يُطْلِقَ بَدَلَ هَذِهِ اللَّفْظَةِ "بِأَهْوَنَ عَلَيَّ" بِأَصْعَبَ عَلَيَّ فَتَنَكَّبَ لَفْظَةَ التَّصْعِيبِ إِذْ هِيَ مِنْ أَلْفَاظِ النَّقْصِ وَأُبْدِلَتْ بِلَفْظِ التهوين الذي لا يشوبه ذلك.
ذِكْرُ خَبَرٍ شَنَّعَ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ عَلَى أَئِمَّتِنَا حَيْثُ حُرِمُوا التَّوْفِيقَ لِإِدْرَاكِ مَعْنَاهُ
268 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُلْقَى فِي النَّارِ فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. القواريري: هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة، وأخرجه البخاري "4848" في التفسير: باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} ، و"7384" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 349، من طريقين عن حرمي بن عمارة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/134و141 و224. والبخاري في الأيمان: باب الحلف بعزة الله، ومسلم "2848" في الجنة: باب النار يدخلها الجبارون، والترمذي "3272" في التفسير: باب ومن سورة {ق} ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 97 و98، والطبري 26/106، من طرق عن قتادة، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري "4849" و"4850" في تفسير سورة {ق} ، ومسلم "2846" في الجنة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 92 و93 و94 و95.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم "2847"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 98.
وقوله: "قط، قط" بالتخفيف والسكون، ويجوز قطٍ منوناً مجروراَ، وقطي، وكلها بمعنى حَسْبي حَسْبي، ورواه بعضهم:"فتقول: قطني قطني".
قال أبو حاتم: هذا الخبر من الأحبار الَّتِي أُطْلِقَتْ بِتَمْثِيلِ الْمُجَاوَرَةِ وَذَلِكَ أَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلْقَى فِي النَّارِ مِنَ الْأُمَمِ وَالْأَمْكِنَةِ الَّتِي عُصِيَ اللَّهُ عَلَيْهَا فَلَا تَزَالُ تَسْتَزِيدُ حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا مَوْضِعًا مِنَ الكفار والأمكنة في النار فتمتلىء فَتَقُولُ قَطْ قَطْ تُرِيدُ حَسْبِي حَسْبِي لِأَنَّ الْعَرَبَ تُطْلِقُ فِي لُغَتِهَا اسْمَ الْقَدَمِ عَلَى الْمَوْضِعِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} يُرِيدُ مَوْضِعَ صِدْقٍ لَا أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَضَعُ قَدَمَهُ فِي النَّارِ جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ مِثْلِ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ1.
1 قال الترمذي في "سننه" 4/692: وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا، والمذهب في هذا عن أهل العلم من الأئمة مثل: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة،
…
وغيرهم، أنهم قالوا: نروي هذه الأحاديث، ونؤمن بها، ولا يُقال: كيف؟ وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن يرووا هذه الأشياء كيف جاءت، ويُؤمن بها، ولا تُفَسَّر، ولا تُتوهَّم، ولا يقال: كيف؟ وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه.
وقد ذهبت طائفة إلى تأويله. انظر ما قيل في كتاب "تأويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات، والآيات المحكمات والمشتبهات" لمرعي الحنبلي، بتحقيقنا.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ أُطْلِقَتْ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ وَالتَّشْبِيهِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْحُكْمِ عَلَى ظَوَاهِرِهَا
269 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلْعَبْدِ يوم القيامة يا بن آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا1مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي وَيَقُولُ يَا بن آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يا بن آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا2 اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي"2. [67:3]
1 في الأصل: فلان، والوجه ما أثبتنا.
2 إسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه مسلم "2569" في البر: باب فضل عيادة المريض، من طريق بهز، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم "517" من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَخْبَارَ أُطْلِقَتْ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ وَالتَّشْبِيهِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ دُونَ كَيْفِيَّتِهَا أَوْ وُجُودِ حَقَائِقِهَا
270 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بن عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي الْحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَصَدَّقَ عَبْدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا طَيِّبًا وَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ إِلَّا كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ وَفَصِيلَهُ حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ أَوِ التَّمْرَةَ لَتَأْتِي يَوْمَ القيامة مثل الجبل العظيم"1. [67:3]
1 إسناده صحيح. إبراهيم بن بشار: حافظ، ومن فوقه على شرط مسلم.
وأخرجه الحميدي "1154"، والشافعي 1/221 – 222، والبغوي "1631"، من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/418، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 61 عن بكر بن مضر، وأحمد 2/431، وابن خزيمة ص60 من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن ابن عجلان، به.
وأخرجه أحمد 2/331 عن أبي النضر، والحسن بن موسى كلاهما عن ورقاء، عن عبد الله بن دينار، عن سعيد بن يسار، به.
وأخرجه أحمد 2/538، ومسلم "1014" في الزكاة: باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، والترمذي "661" في الزكاة: باب ما جاء في فضل الصدقة، والنسائي 5/57 في الزكاة: باب الصدقة من غلول، وفي النعوت كما في "التحفة" 10/ 75، وابن ماجة "1842" في الزكاة: باب في فضل الصدقة، وابن خزيمة ص 61، والآجري في "الشريعة" ص320 و321، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 328، والبغوي "1632"، من طرق عن الليث، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 61 و62 و63، وفي "صحيحه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "إِلَّا كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ" يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّ هَذِهِ الْأَخْبَارَ أُطْلِقَتْ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ دُونَ وُجُودِ حَقَائِقِهَا أَوِ الْوُقُوفِ عَلَى كَيْفِيَّتِهَا إِذْ لم يتهيأ معرفة المخاطب بهذه إلا بالألفاظ التي أطلقت بها.
= "2425"، والدارقطني في "كتاب الصفات""56"، وابن المبارك في "الزهد""648"، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 10/75، والآجري ص 321، والدارمي 1/395 من طرق عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/995 في الصدقة: باب الترغيب في الصدقة، ومن طريقه ابن خزيمة ص 61 –62 و63 عن يحيى بن سعيدن عن سعيد بن يسار، به.
وأخرجه البخاري "1410" في الزكاة: باب الصدقة من كسب طيب، من طريق عبد الله بن منير، عن أبي النضر، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
…
وعلقه في التوحيد "7430"، فقال: وقال خالد بن مخلد: حدثنا سليمان، حدثني عبد الله بن دينار. قال الحافظ: وقد وصله أبو عوانة، والجوزقي من طريق محمد بن معاذ بن يوسف، عن خالد بن مخلد، بهذا الإسناد
وأخرجه أحمد 2/381 و419، ومسلم "1014""64" في الزكاة، من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق "20050"، وابن أبي شيبة 3/111-112، وأحمد 2/268 و404 و471، والترمذي "662"، والدارقطني في "كتاب الصفات""55"، وابن خزيمة ص 63، وفي "صحيحه""2426" و"2427"، والبغوي "1630"، من طُرق عن القاسم بن محمدن عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/541 عن أحمد أبي صالح، عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة عند ابن خزيمة ص 59 و60 و62.
والفلو: بالكسر وكَعَدُدّ وسُمُوّ: المُهْرُ الصغير، وقيل: هو الفطيم من أولاد ذوات الحافر، يقال: فلا الصَّبيَّ والمُهْرَ فَلْواً وفَلَاءً: إذا عزله عن الرضاع، أو فطمه. والفصيل: ولد الناقة إذا فُصل عن أمه.
كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ
بَابُ الصِّدْقِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنهي عن المنكر
ذكر البيان بأن الصدق سبب في دخول الجنة
…
6-
كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ
1-
بَابُ الصِّدْقِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ
271 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أبصاركم وكفوا أيديكم"1. [57:1]
1 حديث صحيح ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعاً، المطلب لم يسمع من عبادة كما ذكر غير واحد من الأئمة، وأخرجه أحمد 5/323 عن أبي الربيع الزهراني سليمان بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/358، 359 من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "السنن" 6/288 من طريق أبي عبيد، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" رقم "116" من طرق خالد بن مخلد البجلي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، به.
وله شاهد بسند حسن يتقوى به عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 30، والحاكم 4/359 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك. وآخر من حديث الزبير عند البيهقي في "شعب الإيمان" 2/125/2، وفيه انقطاع، فالحديث بشاهديه صحيح، وانظر "الترغيب والترهيب" 3/588، و"مجمع الزوائد" 4/145 و10/301، و"فيض القدير" 1/535.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْمَرْءَ عِنْدَهُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ بِمُدَاوَمَتِهِ عَلَى الصِّدْقِ فِي الدُّنْيَا
272 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَلَا يَزَالُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كذابا"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 1/393 و439، 440 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" 1/243 من طريق شبيب بن سعيد المكي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "247" عن شعبة، عن منصور، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/590، 591، وأحمد 1/384 و432، ومسلم "2607" "105" في البر والصلة: باب قبح الكذب، وحسن الصدق وفضله، وأبو داود "4989" في الأدب، والترمذي "1972" في البر والصلة: باب ما جاء في الصدق والكذب، ووكيع في "الزهد""397"، والبخاري في "الأدب المفرد""386"، والبغوي في "شرح السنة""3574"، من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، به.
وأخرجه مسلم "2607""104" من طريق أبي الأحوص، عن منصور، عن أبي وائل، به.
وسيورده المؤلف بعده من طريقين عن جرير، عن منصور، به
وأخرجه أحمد 1/410، ومسلم "2606" في البر: باب تحريم النميمة، من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وأخرجه المؤلف في "روضة العقلاء" ص51 من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن عبد الله بن مسعود.
ذِكْرُ رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَانِ لِلدَّوَامِ عَلَى الصِّدْقِ فِي الدُّنْيَا
273 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الصِّدْقَ لَيَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/243 من طريق أبي بكر الإسماعيلي، عن أبي يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2607""103" عن زهير بن حرب أبي خيثمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6094" في الأدب: باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ، ومسلم "2607""103"، والبيهقي 10/243، من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأورده المؤلف بعده من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَعَوُّدِ الصِّدْقِ وَمُجَانَبَةِ الْكَذِبِ فِي أَسْبَابِهِ
274 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ منصور عن أبي وائلعن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"1. [66:3]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه مسلم "2607" في البر والصلة: باب قبح الكذب، وحسن الصدق وفضله، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَرِهَهُ النَّاسُ
275 -
أَخْبَرَنَا السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إلا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بالحق إذا رآه"1. [16:2]
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، إلا ان الجريري واسمه سعيد بن إياس قد اختلط قبل موته بثلاث سنين، وقد أخرج له الشيخان من رواية خالد بن عبد الله.
قال الحافظ في مقدمة "الفتح" ص405: "ولم يتحرر لي أمره حتى الآن، هل سمع منه قبل الاختلاط أو بعده؟ ". وقد تابعه عليه غير واحد، وخالد بن عبد الله هذا: هو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي.
وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي، العَوَقي البصري.
وأخرجه أحمد 3/87 عن خلف بن الوليد، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/5 و53 من طريق سليمان بن طرخان التيمي، و3/44 من طريق أبي سلمة، و3/46، 47 عن طريق المستمر بن الريان، ثلاثتهم عن أبي نضرة، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وأخرجه عبد الرزاق "20730" عن معمر، وأحمد 3/19 من طريق حماد بن سلمة، والترمذي "2191" في الفتن: باب ما جاء ما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وابن ماجة "4007" في الفتن: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وعلي بن زيد: حسن الحديث بالمتابعة، وهذا منها.
وأخرجه أحمد 3/50 من طريق جعفر، عن المعلى القًردوسي، و71، من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، كلاهما عن الحسن، عن أبي سعيد. وسيرد برقم "278" من طريق شعبة، عن قتادةن عن أبي نضرة، به.
ذِكْرُ رِضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَمَّنِ الْتَمَسَ رِضَاهُ بِسَخَطِ النَّاسِ
276 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ الْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عليه الناس"1. [2:1]
1 إسناده حسن، عثمان بن واقد: صدوق ربما وهم. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""499" و"500"، وابن عساكر 15/278/1 من طرق عن عبد الرحمن المحاربي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""199"، ومن طريقه الترمذي "2414" في الزهد، والبغوي "4213" عن عبد الوهاب بن الورد، عن رجل من أهل المدينة قال: كتب معاوية إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنِ الكتبي إليّ كتاباً توصيني فيه، ولا تكثري عليّ. فكتب: من عائشة إلى معاوي، سلام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عليك، أمّا بعد، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
…
فذكره.
وهو _ على ضعف سنده لجهالة الرجل الذي لم يسمّ _ شاهد للطريق التي أوردها المؤلف.
وأخرجه البغوي "4214" من طريق آخر، لكن فيها انقطاع.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث المرفوع من طريق سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة انها كتبت إلى معاوية، فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعه، وهذا سند صحيح.
وأخرجه ابن المبارك "200"، والحميدي "266" من طريق آخر موقوفاً عليها.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ إِرْضَاءِ اللَّهِ عِنْدَ سَخَطِ الْمَخْلُوقِينَ
277 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شعبة عن واقد بن محمد عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللَّهُ إلى الناس"1. [69:3]
1 رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن يعقوب، وهو ثقة. وهو في "مسند الشهاب""501" من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، بهذا الإسناد. لكن أخرجه أحمد في "الزهد" ص164 من طريق أبي داود، عن شعبة، بهذا الإسناد موقوفاً عليها.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ السُّكُوتِ لِلْمَرْءِ عَنِ الْحَقِّ إِذَا رَأَى الْمُنْكَرَ أَوْ عَرَفَهُ مَا لَمْ يُلْقِ بِنَفْسِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ
278 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نضرةذكر الزَّجْرِ عَنِ السُّكُوتِ لِلْمَرْءِ عَنِ الْحَقِّ إِذَا رَأَى الْمُنْكَرَ أَوْ عَرَفَهُ مَا لَمْ يُلْقِ بِنَفْسِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ
[278]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَرَفَهُ"1.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلَاءُ حَتَّى قَصَرْنَا وَإِنَّا لَنَبْلُغُ فِي الشر"2. [3:2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الطيالسي "2151" عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/84 عن يزيد بن هارون، و92 عن محمد بن جعفر، وحجاج، والبيهقي في "السنن" 10/90 من طريق يحيى بن أبي بكير، ووهب بن جرير، وعبد الصمد، ستتهم عن شعبة به.
والبيهقي في "السنن" 10/90 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن أبي مسلمة، أبي نضرة به.
وتقدم برقم "275" من طريق الجُريري، عن أبي نضرة، به. وأوردت تخريجه من طريقه وغيرها هناك.
وأخرجه ابن ماجة "4008" من طريقين عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري – سعيد بن فيروز الطائي – عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحقر أحدكم نفسه"؟ قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: "يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عزوجل يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس. فيقول: فإياي أحق أن تخشى" قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح.
2 مثله عند أحمد 3/92، ولفظ البيهقي في "السنن":"في السر".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَرِدُ فِي الْقِيَامَةِ الْحَوْضَ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بقوله الحق عند الأئمة فِي الدُّنْيَا
279 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ تِسْعَةٌ: خَمْسَةٌ وَأَرْبَعَةٌ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ وَالْآخَرُ مِنَ الْعَجَمِ فَقَالَ: "اسْمَعُوا أَوْ هَلْ سَمِعْتُمْ إِنَّهُ يَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا منه وهو وارد علي الحوض"1. [2:1]
1 إسناده صحيح، محمد بن عبد الوهاب: هو القناد السكرين وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حَصين الأسدي الكوفي، وعاصم العدوي: هو الكوفي.
وأخرجه الترمذي "2259" في الفتن: باب تحريم إعانة الحاكم الظالم، والنسائي 7/160 في البيعة: باب من لم يعن أميراً على الظلم، كلاهما عن هارون بن إسحاق الهمداني، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح، وصححه الحاكم 1/79، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/0296" و0297" من طرق عن مسعر بن كدامن به.
وأخرجه الطبراني 19/"295" من طريق قيس بن الربيع، والحاكم 1/78، 79 من طريق مالك بن مغول، كلاهما عن أبي حصين به.
وسيورده المؤلف برقم "282" و"283" و"285" من طريق سفيان، عن أبي حصين، به، ويأتي تخريجه من طريقه هناك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/"298"، وفي "الصغير" 1/224 – 225، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عقيل رجل من بني جعدة، عن أبي إسحاق، عن عاصم العدوي، به.
وأخرجه الطيالسي "1064"، والطبراني 19/"212"، والبيهقي في "السنن" 8/165، من طرق عن كعب بن عجرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الترمذي "614" في الصلاة: باب ما ذكر في فضل الصلاة بأطول مما هنا، من طريق عبيد الله بن موسى، عن غالب أبي بشر، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن كعب بن عجرة، وحسنه.
وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم، من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا كعب بن عجرة
…
" سيورده المؤلف برقم "1723"، يرد تخريجه مع متنه هناك.
وفي الباب عن خباب، سيرد برقم "284"، وعن أبي سعيد الخدري سيرد برقم "286". وانظر "مجمع الزوائد" 5/247، 248.
ذكر رجاء تمكن المرء من رضوان الله جل وعلا في القيامة بقوله الحق عند الأئمة في الدنيا
280 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ وَهُوَ جَالِسٌ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ عَلْقَمَةُ يَا فُلَانُ إِنَّ لَكَ حُرْمَةً وَإِنَّ لَكَ حَقًّا وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ فَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أن تبلغ ما بلغت فيكتبذكر رجاء تمكن المرء من رضوان الله جل وعلا في القيامة بقوله الحق عند الأئمة في الدنيا
[280]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ وَهُوَ جَالِسٌ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ عَلْقَمَةُ يَا فُلَانُ إِنَّ لَكَ حُرْمَةً وَإِنَّ لَكَ حَقًّا وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ فَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تبلغ ما بلغت فيكتب
اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " 1.
1 إسناده حسن. محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي حسن الحديث، ووالده عمرو ذكره المصنف في "ثقاته" 5/209، وروى عن غير واحد من الصحابة، وروى عنه جمع. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الحميدي "911"، وأحمد 3/469، والترمذي "2319" في الزهد: باب في قلة الكلام، وابن ماجة "3969" في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة، والبيهقي 8/165، والنسائي في الرقائق كما في "التحفة" 2/103، 104، والطبراني "1129" و"1130" و"1131" و"1132"، والبغوي "4124" من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم 1/45 ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""1394"، ومن طريقه النسائي في الرقاق، والطبراني "1136"، والبيهقي في "السنن" 8/165، والبغوي "4125"، من طريق موسى بن عقبة، عن علقمة، به.
وأخرجه الطبراني "1135" من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" 1/235 من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن عبد الله، عن بلال بن الحارث.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/985 في الكلام: باب ما يؤمر به من التحفظ في الكلام، ومن طريقه أخرجه النسائي في الرقائق كما في "التحفة" 2/103، والطبراني "1134"، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، فأسقط علقمة جد محمد بن عمرو، وأخرجه النسائي في الرقائق، والطبراني "1132"، من طريق محمد بن عجلان، عن محمد بن عمرو، عن أبيه عن بلال، ولم يذكرا فيه علقمة أيضاً.
قال ابن عبد البر: تابع مالكاً على ذلك الليث بن سعد، وابن لهيعة، لم يقولوا: عن جده، ورواه ابن عيينة وآخرون عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن بلال، قال: وهو الصواب، وإليه مال الدارقطني، وكذا رواه أبو سفيان عبد الرحمن بن عبد ربه السكري، عن مالك، فقال: عن جده، عن بلال بن الحارث. قلت: وبلال بن الحارث: هو المزني أبو عبد الرحمن، أقطعه النبي صلى الله عليه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
قَالَ عَلْقَمَةُ: انْظُرْ وَيْحَكَ مَاذَا تَقُولُ وَمَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ فَرُبَّ كَلَامٌ قَدْ مَنَعَنِي مَا سمعته من بلال بن الحارث. [2:1]
=وآله وسلم العقيق، وكان يسكن وراء المدينة، ثم تحول إلى البصرة، مات سنة ستين "60هـ" وله ثمانون سنة.
وسيعيده المؤلف برقم "281" من طريق عبدة بن سليمان، وبرقم "287" من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري "6477" و"6478" في الرقاق: باب حفظ اللسان، ومسلم "2988" في الزهد والرقاق: باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار، والبيهقي في "السنن" 8/164 و165.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
281 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ بها سخطه إلى يوم يلقاه"1. [2:1]
1 إسناده حسن، وأخرجه الترمذي "2319" في الزهد: باب في قلة الكلام، عن هناد، عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ الْوُرُودِ عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّنْ صَدَّقَ الْأُمَرَاءَ بِكَذِبِهِمْ
282 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: "سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ"1. [69:3]
أَبُو حَصِينٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَهُ الشَّيْخُ.
1 حديث صحيح، محمد بن عصام بن يزيد، وأبوه، ترجمهما ابن أبي حاتم 8/53 و7/26، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 4/263، والترمذي "2259" في الفتن، والنسائي 7/160 باب ذكر الوعيد لمن أعان أميراً على الظلم، وفي السير كما في "التحفة" 8/297، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/136، والطبراني 19/"294"، والبيهقي في "السنن" 8/165، من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "279" من طريق مسعر، عن أبي حصين، به. وأوردت تخريجه من طريقه هناك.
ذِكْرُ نَفْيِ الْوُرُودِ عَلَى حَوْضِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَمَّنْ أَعَانَ الْأُمَرَاءَ عَلَى ظُلْمِهِمْ أَوْ صَدَّقَهُمْ فِي كَذَبِهِمْ
283 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: "سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ"1. [109:2]
الْمُلَائِيُّ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بن دكين.
1 إسناده صحيح. وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/165 من طريق أبي حاتم الرازي وعمرو بن تميم، عن الملائي، بهذا الإسناد. وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَصْدِيقِ الْأُمَرَاءِ بِكَذِبِهِمْ وَمَعُونَتِهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ إِذْ فَاعِلُ ذَلِكَ لَا يَرِدُ الْحَوْضَ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ
284 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "اسْمَعُوا" قُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا قَالَ: "اسْمَعُوا" قُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا قَالَ: "اسْمَعُوا" قُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا قَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم علىذكر الزَّجْرِ عَنْ تَصْدِيقِ الْأُمَرَاءِ بِكَذِبِهِمْ وَمَعُونَتِهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ إِذْ فَاعِلُ ذَلِكَ لَا يَرِدُ الْحَوْضَ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ
[284]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "اسْمَعُوا" قُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا قَالَ: "اسْمَعُوا" قُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا قَالَ: "اسْمَعُوا" قُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا قَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى
ظُلْمِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظلمهم لم يرد علي الحوض"1. [3:2]
1 إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وأخرجه أحمد 6/395 عن روح، والطبراني في "الكبير""3627" من طريق خالد بن الحارث، والحاكم 1/78، من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثلاثتهم عن حاتم بن أبي صغيرة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ونسبه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/248، إلى الطبراني، وقال: ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن خباب، وهو ثقة.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُصَدِّقَ الْمَرْءُ الْأُمَرَاءَ عَلَى كَذِبِهِمْ أَوْ يُعِينَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ
285 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ"1. [61:2]
1 وهو مكرر الحديث "282".
ذِكْرُ التَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ دَخَلَ عَلَى الْأُمَرَاءِ يُرِيدُ تَصْدِيقَ كَذِبِهِمْ وَمَعُونَةَ ظُلْمِهِمْ
286 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ مِنَ النَّاسِ1 فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ مِنِّي بَرِيءٌ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأَنَا مِنْهُ وهو مني"2. [51:3]
1 زاد في المسند: "يظلمون ويكذبون".
2 سليمان بن أبي سليمان، ذكره المؤلف في "الثقات" 4/315، وروى عنه قتادة والعوام بن حوشب، وأروده بن أبي حاتم 4/122 ولم يذكر فيه جرحاً، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 3/24 عن يحيى بن سعيد، و3/92 عن محمد بن جعفر وحجاج، ثلاثتهم عن شعبة، عن قتادة، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/246، ونسبه غلى أحمد، وأبي يعلى بنحوهن وقال: فيه سليمان بن أبي سليمان القرشي، لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ إِيجَابِ سَخَطِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلدَّاخِلِ عَلَى الْأُمَرَاءِ الْقَائِلِ عِنْدَهُمْ بِمَا لَا يَأْذَنُ بِهِ اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم
287 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّاحِيُّ1 قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ2 قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أبيه
1 الطاحي: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى بني طاحية، وهي محلة بالبصرة، وطاحية قبيلة من الأزد نزلت هذه المحلة، فنسبت إليهم. "الأنساب" 8/169.
2 تحرف في الأصل إلى الأودي بالواو بدل الزاي، والتصويب من "التهذيب" و"ثقات" المؤلف 9/121.
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَهُ جُلُوسًا فِي السُّوقِ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ لَكَ حَقًّا وَإِنَّكَ لَتَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ وَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ وَلَا يَرَاهَا بَلَغَتْ حَيْثُ بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَاهَا بَلَغَتْ حَيْثُ بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ" فَانْظُرْ يَا ابْنَ أَخِي مَا تَقُولُ وَمَا تَكَلَّمُ فَرُبَّ كَلَامٍ كَثِيرٍ قَدْ مَنَعَنِي مَا سَمِعْتُ مِنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ"1. [109:2]
1 صحيح، وأخرجه الطبراني في "الكبير""1129" عن إدريس بن جعفر، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "280" من طريق الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به. وأوردت تخريجه هناك.
ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَمِثْلَهُ وَدُونَهُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا إِذَا كَانَ قَصْدُهُ فِيهِ النَّصِيحَةَ دُونَ التَّعْيِيرِ
288 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن المتوكل وهو بن أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ: إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شيءذكر الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَمِثْلَهُ وَدُونَهُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا إِذَا كَانَ قَصْدُهُ فِيهِ النَّصِيحَةَ دُونَ التَّعْيِيرِ
[288]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المتوكل وهو بن أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ: إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شيء
إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَيْنِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا فَكُنْتُ أَتَلَطَّفُ لَهُ لِأَنْ أُخَالِطَهُ فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ وَجَهْلَهُ قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحُجُرَاتِ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ كَالْبَدَوِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَرْيَةُ بَنِي فُلَانٍ قَدْ أَسْلَمُوا وَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَكُنْتُ أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا أَتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَدًا وَقَدْ أَصَابَهُمْ شِدَّةٌ وَقَحْطٌ مِنَ الْغَيْثِ وَأَنَا أَخْشَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْإِسْلَامِ طَمَعًا كَمَا دَخَلُوا فِيهِ طَمَعًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مَنْ يُغِيثُهُمْ بِهِ فَعَلْتَ قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ جَانِبَهُ أُرَاهُ عُمَرُ فَقَالَ مَا بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ يَا مُحَمَّدُ هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْرًا مَعْلُومًا مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: "لَا يَا يَهُودِيُّ وَلَكِنْ أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا وَلَا أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلَانٍ" قُلْتُ: نَعَمْ فَبَايَعَنِي صلى الله عليه وسلم فَأَطْلَقْتُ هِمْيَانِي1 فَأَعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ مِثْقَالًا مِنْ ذَهَبٍ فِي تَمْرٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ وَقَالَ: "اعْجَلْ عَلَيْهِمْ وأَغِثْهُمْ بِهَا" قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحَلِّ الْأَجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ
1 الهِمْيان: كيس للنفقة يُشدُّ في الوسط.
رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَنَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ دَنَا مِنْ جِدَارٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ ثُمَّ قُلْتُ أَلَا تَقْضِينِي يَا مُحَمَّدُ حَقِّي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُكُمْ بَنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بِمَطْلٍ وَلَقَدْ كَانَ لِي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ قَالَ وَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ كَالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ وَقَالَ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ أَتَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَسْمَعُ وَتَفْعَلُ بِهِ مَا أَرَى؟ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَوْلَا مَا أُحَاذِرُ فَوْتَهُ لَضَرَبْتُ بِسَيْفِي هَذَا عُنُقَكَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وَتُؤَدَةٍ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّا كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ1 اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ غَيْرِهِ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ" قَالَ زَيْدٌ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ فَقَضَانِي حَقِّي وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رُعْتُكَ فَقُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي يَا عُمَرُ؟ قَالَ: لَا فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ قَالَ: الْحَبْرُ قُلْتُ: نَعَمْ الْحَبْرُ قَالَ: فَمَا دَعَاكَ أَنْ تَقُولَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قُلْتَ وَتَفْعَلُ بِهِ مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: يَا عُمَرُ كُلُّ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ قَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثنتين
1 التباعة: طلب الدين.
لَمْ أَخْتَبِرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُمَا فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَأُشْهِدُكَ أَنَّ شَطْرَ مَالِي- فَإِنِّي أَكْثَرُهَا مَالًا- صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ: أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ فَإِنَّكَ لَا تَسَعُهُمْ كُلَّهُمْ قُلْتُ: أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ فَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم فَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَشَاهِدَ كَثِيرَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مُقْبِلًا غَيْرَ مدبرا"1.
1 محمد بن المتوكل بن أبي السري، صدوق له أوهام كثيرة، لكن توبع عليه كما سيرد، وحمزة بن يوسف لم يوثقه
غير المؤلف 4/170 قال: يروي عن أبيه، روى عنه محمد بن حمزة. وباقي رجال الإسناد ثقات. وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث.
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" برقم "48"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/278 - 280 من طريق الحسن بن سفيان، به.
وأخرجه الحاكم 3/604، 605، والطبراني في "الكبير""5147" من طريق أحمد بن علي الأبار، والبيهقي 6/278 - 280 من طريق خشنام بن بشر، وأبو الشيخ ص81 من طريق الحسن بن محمد، عن أبي زرعة، ثلاثتهم عن محمد بن المتوكل، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""5147"، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص81 من طريقين عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي _ وهو ثقة _ عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهذا يدفع توهم الحافظ بن حجر في "الإصابة". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
رَحِمَ اللَّهُ زَيْدًا قَالَ فَسَمِعْتُ الْوَلِيدَ يَقُولُ حَدَّثَنِي بِهَذَا كُلِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلام. [2:1]
= "ترجمة زيد بن سعنة" تفرد ابن أبي السري برواية الحديث عن الوليد بن مسلم، وأخرجه مختصراً ابن ماجة "2281" في التجارات: باب السلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم، من طريق يعقوب بن حميد بن كاس، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ويعقوب متابع ثانٍ لابن أبي السري.
وصححه الحاكم، فتعقَّبه الذهبي بقوله: ما أنكره وأركَّه، لا سيما قوله:"مقبلاً غير مدبر" فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال.
وقال الحافظ المزي في "التهذيب" 7/243_247: هذا حديث حسن مشهور في "دلائل النبوة".
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْآمِرَ بِالْمَعْرُوفِ ثَوَابَ الْعَامِلِ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ
289 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ فَقَالَ: "مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ لَكِنِ ائْتِ فُلَانًا" قَالَ: فَأَتَى الرَّجُلَ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ أَوْ عامله"1. [2:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسليمان هو الأعمش، وأخرجه مسلم "1893" في الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله، عن بشر بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/273 من طريق محمد بن جعفر، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطيالسي "611" ومن طريقه الترمذي "2671" في العلم: باب الدالّ على الخير كفاعله، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20054"، وأحمد 4/120، و5/272 و274، ومسلم "1893"، وأبو داود "5129" في الأدي: باب الدال على الخير، والبخاري في "الأدب المفرد""242"، والطبراني 17/"622" و"623" و"624" و"625" و"627" و"628" و"629" و"630" و"631"، والبغوي "3608" من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني 17/"632" من طريق الحرّ بن مالك، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عمرو الشيباني، به.
ذِكْرُ1الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ اسْتِحْلَالِ النُّصْرَةِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْكَفَرَةِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ
290 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم حدثنا بن أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَضَرَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ وَمَا كَلَّمَ أَحَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَلَصِقْتُ بِالْحُجْرَةِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَقُولُ لَكُمْ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أنصركم"
1 هذا العنوان لم يظهر في الصرة المأخوذة عن الأصل، مع قوله:"أخبرنا الحسن بن" من السند، وقد استدركته من "التقاسيم" 3/ لوحة 349.
فما زاد عليهن حتى نزل1. [68:3]
1 إسناده ضعيف؛ لجهالة عاصم بن عمر بن عثمان، كما ذكر الحافظ في "التقريب"، ورواية عنه عمرو بن عثمان: قال الحافظ في "التقريب": ويقال: عثمان بن عمرو، قلبه بعضهم، مستور.
وأخرجه البزار "3304" عن إسحاق بن بهلول، عن ابن أبي فديك، به.
وأخرجه أحمد 6/159، وابن ماجة "4004" مختصراً في الفتن: باب الأمر بالمعروف، والبزار أيضاً "3305" من طريقين عن هشام بن سعد، عن عمرو بن عثمان، به.
واورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/266، ونسبه إلى أحمد، والبزار، وأعله بعاصم بن عمر.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الْغَيْرَةِ عِنْدَ اسْتِحْلَالِ الْمَحْظُورَاتِ
291 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَالْوَلِيدُ قَالَا حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "إِنَّهُ لَا شَيْءَ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وعلا"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه أحمد 6/352، عن أبي المغيرة، والطبراني 24/"220" من طريق محمد القرقساني، كلاهما عن الأوزاعي، به.
وأخرجه الطيالسي "1640"، وأحمد 6/348، والبخاري "5222" في النكاح:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= باب الغيرة، ومسلم "2762" في التوبة: باب غيرة الله تعالى، والطبراني 24/"221" و"223" و"244" و"225" من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً 24/"222" من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ غَيْرَةَ اللَّهِ تَكُونُ أَشَدَّ مِنْ غَيْرَةِ أَوْلَادِ آدَمَ
292 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَغَارُ وَاللَّهُ أشد غيرة"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "2761" "38" في التوبة: باب غيرة الله تعالى، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/235 عن ابن أبي عدي و438 عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن شعبة، عن العلاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/300، ومسلم "2761""38" من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن العلاء، به.
ذِكْرُ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يَكُونُ الله جل وعلا أشد غيرة
293 -
أخبرنا بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سلمةعن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَالْمُؤْمِنُ يَغَارُ فَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عليه"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه الطيالسي "2357"، وأحمد 2/343و519 و520 و536 و539، والبخاري "5223" في النكاح: باب الغيرة، ومسلم "2761" في التوبة: باب غيرة الله تعالى، والترمذي "11168" في الرضاع: باب الغيرة، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه أحمد 2/387 عن عفان بن مسلم، عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبيه، به.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
294 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ فَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الفواحش"1. [67:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخينن وأخرجه مسلم "2760" في التوبة: باب غيرة الله تعالى، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2760"أيضاً عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/381 و425، والبخاري "5220" في النكاح: باب الغيرة، و"7403" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ، ومسلم "2760""33"، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 7/41، 42، والدارمي 2/149 في النكاح: باب في الغيرة، والبغوي في "شرح السنة""2373"،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص283، من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "266"، وأحمد 1/436، والبخاري "4634" في التفسير: باب {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ، و"4637" باب {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ، ومسلم "2760""34"، والترمذي "3530" في الدعوات، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص283، من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن شقيق، به.
وأخرجه الطبراني "10378" من طريق حصين بن نمير، عن حصين، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْغَيْرَةِ الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ وَالَّتِي يُبْغِضُهَا
295 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بن مسرهد قال حدثنا بن أَبِي عَدِيٍّ عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي عن بن عَتِيكٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن من الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي اللَّهِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ اللَّهِ وَإِنَّ مِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ فَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يَتَخَيَّلَ الْعَبْدُ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَأَنْ يَتَخَيَّلَ عِنْدَ الصَّدَاقَةِ وَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ فَالْخُيَلَاءُ لغير الدين"1. [66:3]
1 ابن عتيك هو ابن جابر بن عتيك الأنصارين قيل: اسمه عبد الرحمن، مجهول، كما ذكر الحافظ في "التقريب"، وأبو جابر بن عتيك الصحأبي، يقال له: جبر أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أحمد 5/445 من طريق إسماعيل، والطبراني "1776" من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن حجاج الصواف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/446، وأبو داود "2659" في الجهاد: باب الخيلاء في الحرب، والطبراني "1772" من طريق أبن بن يزيد، والنسائي 5/78 في الزكاة: بابالاختيال في الصدقة، والدارمي 2/149 في النكاح: باب في الغيرة، والطبراني "1774" و"1775" من طريق الأوزاعي، والطبراني "1773" من طريقق حرب بن شداد، و"1777" من طريق شيبان، كلهم عن يحيى بن أبي كثير، به.
ويشهد له حديث عقبة بن عامر الجهني عند عبد الرزاق "19522" ومن طريقه أحمد 4م154، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثيرن عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة، وهذا سند رجاله ثقات، غير عبد الله بن زيد، فلم يوثقه غير المؤلف، وصححه الحاكم 1/417 _ 418، ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/329، ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: ورجاله ثقات. فالحديث حسن.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [ابْنُ عَتِيكٍ] 1 هَذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ2 بْنُ جَابِرِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ النعمان الأشهلي لأبيه صحبة.
1 زيادة لا بد منها.
2 ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/39، فقال: أبو سفيان بن جابر بن عتيك الأنصاري، عن أبيه، روى عنه نافع بن يزيد، وكان قدم مصر. وترجمه المزي في "التهذيب" ورقة 1661، وأورد له هذا الحديث، ثم قال: إن لم يكن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، فهو أخ له. وانظر "تحفة الأشراف" 2/403.
ذِكْرُ رَجَاءِ الْأَمْنِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ لِمَنْ لَمْ يَغْضَبْ لِغَيْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
296 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عمر قال: قلت: يا رسول الله ما يمنعنيذكر رَجَاءِ الْأَمْنِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ لِمَنْ لَمْ يَغْضَبْ لِغَيْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
[296]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عمر قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَمْنَعُنِي
من غضب الله؟ قال: "لا تغضب"1. [2:1]
1 إسناده حسن، وأخرجه أحمد 2/175 عن الحسن بن موسىن عن ابن لهيعة، عن دراج، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/69، ونسبه إلى أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب عن جارية عند أحمد 3/484 و5/34 و370، وأبي يعلى 2/395، والطبراني "2093" و"2097"، وأحمد 2/362 و466، والترمذي "2020"، وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أحمد 5/373، وعن ابن عمر عند أبي يعلى، وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْقَائِمِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدَاهِنِ فِيهَا
297 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفَرَّغْتُ لَهُ سَمْعِي وَقَلْبِي وعرفت أني لأن أَسْمَعَ أَحَدًا عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدَاهِنُ فِي حُدُودِ اللَّهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا فِي سَفِينَةٍ فَاقْتَرَعُوا مَنَازِلَهُمْ فَصَارَ مَهْرَاقُ الْمَاءِ وَمُخْتَلفُ الْقَوْمِ لِرَجُلٍ فَضَجِرَ فَأَخَذَ الْقَدُومَ وَرُبَّمَا قَالَ الْفَأْسَ فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِلْآخَرِ إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يغرقنا ويخرق سفينتكم وقال الآخر فإنما يخرق مكانه"ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْقَائِمِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدَاهِنِ فِيهَا
[297]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفَرَّغْتُ لَهُ سَمْعِي وَقَلْبِي وعرفت أني لأن أَسْمَعَ أَحَدًا عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدَاهِنُ فِي حُدُودِ اللَّهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا فِي سَفِينَةٍ فَاقْتَرَعُوا مَنَازِلَهُمْ فَصَارَ مَهْرَاقُ الْمَاءِ وَمُخْتَلفُ الْقَوْمِ لِرَجُلٍ فَضَجِرَ فَأَخَذَ الْقَدُومَ وَرُبَّمَا قَالَ الْفَأْسَ فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِلْآخَرِ إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يغرقنا ويخرق سفينتكم وقال الآخر فإنما يخرق مكانه"
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صلح الْجَسَدُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا الْجَسَدُ كُلُّهُ".
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمُؤْمِنُونَ تَرَاحُمُهُمْ وَلُطْفُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ كَجَسَدِ رَجُلٍ وَاحِدٍ إِذَا اشْتَكَى بَعْضُ جَسَدِهِ أَلِمَ له سائر جسده"1. [28:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. واخرج القسمين الأول والثاني: أحمد 4/270 عن يحيى بن سعيد، عن زكريا عن الشعبي، به.
وأخرج القسم الأول منه: أحمد4/268 و270 و273، والبخاري "2493" في الشركة: باب هل يقرع في القسمة، و"2686" في الشهادات: باب القرعة في المشكلات، والترمذي "2173" في الفتن، والرامهرمزي في "الأمثال" ص104، والبيهقي في "السنن" 10/91 و288، والبغوي "4151"، من طرق عن الشعبي، به.
وأخرج القسم الثاني: الطيالسي "788"، وأحمد 4/274، والبخاري "52" في الإيمان: باب فضل من استبرأ لدينه، ومسلم "1599" في المساقاة: باب أخذ الحلال وترك الشبهات، وابن ماجة "3984" في الفتن: الوقوف عند الشبهات، والدارمي 2/245 في البيوع: باب الحلال بيِّن والحرام بيّن، من طرق عن الشعبي، به.
والقسم الثالث تقدم برقم "233" فانظر تخريجه هناك.
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الرَّاكِبَ حُدُودَ اللَّهِ وَالْمُدَاهِنَ فِيهَا مَعَ الْقَائِمِ بِالْحَقِّ بِأَصْحَابِ مَرْكَبٍ رَكِبُوا لَجَّ الْبَحْرِ
298 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبيعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمُدَاهِنُ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالرَّاكِبُ حُدُودَ اللَّهِ وَالْآمِرُ بِهَا وَالنَّاهِي عَنْهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا فِي سَفِينَةٍ مِنْ سُفُنِ الْبَحْرِ فَأَصَابَ أَحَدُهُمْ مُؤَخَّرَ السَّفِينَةِ وَأَبْعَدَهَا مِنَ الْمِرْفَقِ وَكَانُوا سُفَهَاءَ وَكَانُوا إِذَا أَتَوْا عَلَى رِجَالِ الْقَوْمِ آذَوْهُمْ فَقَالُوا نَحْنُ أَقْرَبُ أَهْلِ السَّفِينَةِ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبْعَدُهُمْ مِنَ الْمَاءِ فَتَعَالَوْا نَخْرِقْ دَفَّ السَّفِينَةِ ثُمَّ نَرُدَّهُ إِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ فَقَالَ مَنْ نَاوَأَهُ مِنَ السُّفَهَاءِ افْعَلْ فَأَهْوَى إِلَى فَأْسٍ لِيَضْرِبَ بِهَا أَرْضَ السَّفِينَةِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ رُشَيْدٌ فَقَالَ مَا تَصْنَعُ فَقَالَ نَحْنُ أَقْرَبُكُمْ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبْعَدُكُمْ مِنْهُ أَخْرِقُ دَفَّ السَّفِينَةِ فَإِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ سَدَدْنَاهُ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ إِنْ فعلت تهلك ونهلك"1. [66:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وتقدم تخريجه في الذي قبله. والمرفق بكسر الميم وفتح الفاء، وبفتح الميم وكسر الفاء: المغتسل. ومرافق الدار: مصاب الماء ونحوها مما يرتفق به، أي ينتفع به.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الصَّدَقَةَ لِمَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ إِذَا تَعَرَّى فِيهِمَا عَنِ الْعِلَلِ
299 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقُطَيْعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عكرمة عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى كُلِّ مَنْسِمٍ مِنْ بَنِي آدَمَ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا؟ قَالَ: "أَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صدقة ونهي عن المنكرذكر كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الصَّدَقَةَ لِمَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ إِذَا تَعَرَّى فِيهِمَا عَنِ الْعِلَلِ
[299]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقُطَيْعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى كُلِّ مَنْسِمٍ مِنْ بَنِي آدَمَ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا؟ قَالَ: "أَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ
صَدَقَةٌ وَالْحَمْلُ عَلَى الضَّعِيفِ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خُطْوَةٍ يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة"1. [2:1]
1 سماك بن حرب صدوق إلا في روايته عن عكرمة فإن فيها اضطراباًن وباقي رجال الإسناد ثقات. وأبو معمر القطيعي: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن حسن الهلالي، ثقة، وأبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي ملاهم الكوفي، روى حديثه الجماعة.
وأخرجه البزار "926"، والطبراني "11791"، من طريق الوليد بن أبي ثور، عن سماك، به. وتابع الوليد عليه حازم بن إبراهيم عند الطبراني "11792".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/104، وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. كذا قال، ولم يبين حال سماك في روايته عن عكرمة.
والمَنْسِمُ: هو المَفْصِل.
ويتقوى بحديث أبي هريرة عند أحمد 2/316 و328، والبخاري "2707" في الصلح: باب فضل الإصلاح بين الناس، و"2891" في الجهاد: باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر، و"2989" باب من أخذ بالركاب، ومسلم "1009" في الزكاة: باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل أنواع المعروف.
وحديث أبي موسى الأشعري عند البخاري "1445" في الزكاة: باب على كل مسلم صدقة، و"6022" في الأدب: باب كل معروف صدقة، ومسلم "1008" في الزكاة، والبيهقي في "السنن" 4/188 و10/94، والطيالسي "495".
وحديث أبي ذر عند أحمد 5/154 و168، ومسلم "720" في المسافرين: باب استحباب صلاة الضحى، وأبي داود "1285" في الصلاة: باب صلاة الضحى، و"5243" في الأدب: باب في إماطة الأذى عن الطريق، والبيهقي في "السنن" 3/47 و4/188 و10/94.
وحديث عائشة عند مسلم "1007" في الزكاة، والبيهقي في "السنن" 4/188.
وحديث بريدة بن الحصيب عند أحمد 5/354 و359 وأبي داود "5242" في الأدب.
ذِكْرُ اسْتِحْقَاقِ الْقَوْمِ الَّذِينَ لَا يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ عَنْ قُدْرَةٍ مِنْهُمْ عَلَيْهِ عُمُومَ الْعِقَابِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
300 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِمْ وَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ قَبْلَ أن يموتوا"1. [109:2]
1 إسناده حسن؛ عُبيد الله بن جرير _ وقد تحرف في "الإحسان" و"التقاسيم" 3/لوحة 239 إلى "عبد الله" _ ذكره المصنف في "الثقات" 5/65 وقال: يروي عن أبيه، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني "2382" عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "2382" أيضاً عن معاذ بن المثنى، عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4339" في الملاحم: باب الأمر والنهي، والطبراني "2382"، من طريق مسدد، عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه أحمد 4/364 و366، وابن ماجة "4009" في الفتن: باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والطبراني "2380" و"2381" و"2383" و"2384" و"2385"، والبيهقي في "السنن" 10/91، من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه أحمد 4/361 و363، والطبراني "2379"، من طريق حجاج بن محمد، ويزيد بن هارون، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر بن جرير، عن أبيه. وفي الباب عن أبي بكر وسيأتي برقم "304".
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ اسْتِعْمَالُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ لِعَوَامِّ النَّاسِ دُونَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ لَا يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُمْ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ
301 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَثَلُ الْمُدَاهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْآمِرِ بِهَا وَالنَّاهِي عَنْهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً مِنْ سُفُنِ الْبَحْرِ فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ وَأَبْعَدِهِمْ مِنَ الْمِرْفَقِ وَبَعْضُهُمْ فِي أَعْلَى السَّفِينَةِ فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا الْمَاءَ وَهُمْ فِي آخِرِ السَّفِينَةِ آذَوْا رِحَالَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَحْنُ أَقْرَبُ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبْعَدُ مِنَ الْمَاءِ نَخْرِقَ دَفَّةَ السَّفِينَةِ وَنَسْتَقِي فَإِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ سَدَدْنَاهُ فَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنْهُمُ افْعَلُوا قَالَ فَأَخَذَ الْفَأْسَ فَضَرَبَ عَرَضَ السَّفِينَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ رُشَيْدٌ مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: نَحْنُ أَقْرَبُ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبْعَدُ مِنَ الْمَاءِ نَكْسِرُ دَفَّ السَّفِينَةِ فَنَسْتَقِي فَإِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ سَدَدْنَاهُ فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ إِذًا تَهْلِكُ ونهلك"1. [55:3]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر "298".
ذِكْرُ تَوَّقُعِ الْعِقَابِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ قَدَرَ عَلَى تَغْيِيرِ الْمَعَاصِي وَلَمْ يُغَيِّرْهَا
302 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يَعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ وَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ قبل أن يموتوا"1. [109:2]
1 إسناده حسن، وهو مكرر رقم "300".
ذِكْرُ جَوَازِ زَجْرِ الْمَرْءِ الْمُنْكَرَ بِيَدِهِ دُونَ لِسَانِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَعَدٍّ
303 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ وَزَحْمَوَيْهِ قَالَا حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: قَعَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَرَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ ثُمَّ غَفَلَ عَنْهُ فَأَلْقَى الرَّجُلُ خَاتَمَهُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَيْنَ خَاتَمُكَ؟ " قَالَ: أَلْقَيْتُهُ قَالَ: "أَظُنُّنَا قَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ"1. [9:5]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: النُّعْمَانُ بن راشد ربما أخطأ على الزهري
1 إسناده ضعيف لضعف النعمان بن راشد، ذكره يحيى القطان فضعّفه جداً، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وضعّفه أيضاً أبو داود والنسائي. وقال البخاري وأبو حاتم: في حديثه وَهْمٌ كثير، وهو في الأصل صدوق. انظر "التهذيب".
وأخرجه أحمد 4/195، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/261 عن ابن مرزوق، كلاهما عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/195، والنسائي 8/171 في الزينة: باب خاتم الذهب، عن عمرو بن منصور، كلاهما عن عفان بن مسلم، عن وهيب بن خالد، عن النعمان بن راشد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُنْكَرَ وَالظُّلْمَ إِذَا ظَهَرَا كَانَ عَلَى مَنْ عَلِمَ تَغْيِيرُهُمَا حَذَرَ عُمُومِ الْعُقُوبَةِ إِيَّاهُمْ بِهِمَا
304 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَضَعُونَ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا أَلَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوَا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْ قَالَ المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقابه"1. [66:3]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الحميدي "3"، وأحمد 1/2 و5 و7،وأبو داود "4338" في الملاحم: باب الأمر والنهي، والترمذي "2168" في الفتن: باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغيّر المنكر، و"3057" في التفسير: باب ومن سورة المائدة، وابن ماجة "4005" في الفتن: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبيهقي في "السنن" 10/91 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح، وقد رواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعاً. وروى بعضهم عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي بكر قوله، ولم يرفعوه.
وانظر طرقاً أخرى له عند الطبري "12876" و"12877" و"12878". وانظر "الدر المنثور" 2/339.
ذكر البيان بأن المتأول للآي قد يخطىء فِي تَأْوِيلِهِ لَهَا وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ
1
305 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الْآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللَّهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوَا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يعمهم الله بعقاب"2. [66:3]
1 في "الإحسان" أكثر من كلمة مطموسة لم أتبينها، واستدركتها من "التقاسيم" 3/لوحة 277.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد 1/9 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. فانظر تخريجه ثمت.
ذِكْرُ وَصْفِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ إِذَا رَآهُ الْمَرْءُ أَوْ عَلِمَهُ
306 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ الْأَحْمَسِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْعِيدِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ فَقَالَ: تُرِكَ مَا هناك أبا فلان فقالذكر وَصْفِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ إِذَا رَآهُ الْمَرْءُ أَوْ عَلِمَهُ
[306]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ الْأَحْمَسِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْعِيدِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ فَقَالَ: تُرِكَ مَا هُنَاكَ أَبَا فُلَانٍ فَقَالَ
أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يستطع فبقلبه وذاك أضعف الإيمان"1. [37:1]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد 3/54، ومسلم "49" في الإيمان: باب كون النهي عن المنكر من الإيمان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/49، والترمذي "2172" في الفتن: باب ما جاء في تغيير المنكر باليد، والنسائي 8/111 في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان، عن محمد بن بشار، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي "2196"، وأحمد 3/20، ومسلم "49"، ثلاثتهم من طريق شعبة، والنسائي 8/112 في الإيمان وشرائعه: باب تفاضل أهل الإيمان، من طريق مالك بن مغول، كلاهما عن قيس بن مسلم، به.
وسيورده المؤلف بعده من طريق الأعمش، عن قيس، به، والأعمش عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، ويرد تخريجه في موضعه.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ
307 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ وَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مروان خالفت السنةذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ
[307]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ وَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ خالفت السنة
أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ وَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَنْ هَذَا قَالُوا: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ زَادَ إِسْحَاقُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنَّ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمان"1. [37:1]
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أبو داود "434" في الملاحم: باب الأمر والنهي، عن هنّاد بن السري، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 3/10، ومسلم "49" "79" في الإيمان: باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأبو داود "1140" في الصلاة: باب الخطبة يوم العيد، و"4340" في الملاحم: باب الأمر والنهي، وابن ماجة "1275" في الإقامة: باب ما جاء في صلاة العيدين، و"4013" في الفتن: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن أبي كريب محمد بن العلاء، كلاهما "أحمد وأبو كريب" عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/52، والبيهقي في "السنن" 10/90؛ من طريق محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، به.