الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الخامس عشر
تابع كتاب التاريخ
بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يكون في أمته من الفتن والحوادث
ماترك شيئا يكون إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ
…
10 -
بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يَكُونُ فِي أُمَّتِهِ مِنَ الْفِتَنِ وَالْحَوَادِثِ
6636 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ"1"
عنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ الرَّجُلُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيَهُ، فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَإِذَا رَآهُ عَرَفَهُ"2". [3: 69]
"1" تحرف في الأصل إلى: "سفيان"، والتصويب من التقاسيم "3/لوحة 350".
"2" إسناده صحيح على شرطهما. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي.
وأخرجه مسلم "2891""23" في الفتن وأشراط الساعة: باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة، عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأبو داود "4240" في الفتن: باب ذكر الفتن ودلائلها، عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد "5/385و 389و 401"، والبخاري "6604" في القدر: باب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} ، ومسلم "2891""23"، والبغوي "4215" من طريق سفيان الثوري، والحاكم "4/487" من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه مختصرا الحاكم "4/472" من طريقين عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، وهذا سند حسن.
وأخرج أحمد "5/386"، والطيالسي "433"، ومسلم "2891""24" من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن حذيفة قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟ هذا لفظ أحمد ومسلم.
ولفظ الطيالسي: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6637 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا فَحَدَّثَنَا مَا هُوَ كَائِنٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ السَّاعَةِ مَا بِي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي"1" كُنْتُ وَحْدِي لَقَدْ"2" كَانَ مَعِي غَيْرِي حَفِظَ ذَاكَ من حفظه ونسيه من نسيه"3". [3: 69]
"1" في الأصل: "إن"، والمثبت من التقاسيم "3/لوحة 350".
"2" في الأصل: "وقد"، والمثبت من التقاسيم.
"3" إسناده جيد، عبد الرحمن بن إسحاق – وهو ابن عبد الله بن الحارث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المدني - مختلف فيه، وهو صدوق، كما قال الحافظ في التقريب، وذكره الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق""202"، وروى له مسلم في الشواهد، ثم هو متابع، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه أحمد 5/388 من طريق صالح بن كيسان، و 5/507 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم "2891" "22" في الفتن: باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة، من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة بن اليمان، قال: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعد الفتن:"منهن ثلاث لا يكدن يدرن شيئا، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار" قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري.
قلت: ومن هؤلاء الرهط الذين أشار إليهم حذيفة: عمر بن الخطاب.
أخرج حديثه الطبراني في "مسند رقبة بن مصقلة" –كما في تغليق التعليق 3/487 - عن علي بن سعيد الرازي، عن محمد بن علي المروزي، عن إسحاق بن حمزة المروزي، عن عيسى بن موسى الغنجار، عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عمر يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه.
وأخرجه الحافظ ابن منده في الجزء الخامس عشر من أماليه عن أبي علي الحسين بن إسماعيل الفارسي، حدثنا صالح بن محمد بن أبي الأشرس، حدثنا عمر بن محمد بن الحسين البخاري، قال: قرأت على جدي رجاء بن محمد –وكان ثقة - عن عيسى بن موسى، به. قال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن منده: هذا حديث صحيح غريب تفرد به عيسى بن موسى.
قلت: وقد تابعه علي بن الحسن بن شقيق – وهو ثقة حافظ - عند أبي نعيم في المستخرج عن محمد بن إبراهيم بن علي، عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن علي بن الحسن بن شقيق والنضر بن سلمة شاذان، كلاهما عن أبي حمزة السكري، به. والنضر بن سلمة قال عنه الحافظ في التغليق: مذكور بسرقة الحديث. قلت: ولا يؤثر هنا في صحة الإسناد، فمتابعه علي بن الحسن ثقة حافظ كما قدمنا.
وعلقه البخاري "3192" في بدء الخلق: باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} ، فقال: وروى عيسى –هو ابن موسى غنجار - عن رقبة، فذكره بهذا الإسناد.
ومنهم أبو زيد عمرو بن أخطب، وهو عند المؤلف بإثر هذا الحديث.
ومنهم أبو سعيد الخدري، أخرجه أحمد 3/61 من طريق معمر، والترمذي "2191" في الفتن: باب ما جاء ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة، من طريق حماد بن زيد، والحاكم 4/505 من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ذات يوم بنهار، ثم قام يخطبنا إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيام إلا حدثناه، حفظ ذلك من حفظ، ونسي ذلك من نسي، وكان فيما قال
…
" فذكر حديثا طويلا.
قلت: وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعف، وقد روى له مسلم مقرونا بثابت البناني، ولحديثه هذا شواهد يتقوى بها، ولذا قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد، وتعقبه الذهبي بقوله: ابن جدعان صالح الحديث!
ومنهم المغيرة بن شعبة، أخرج حديثه أحمد 4/254، والطبراني في الكبير "20/1077"، والعقيلي في الضعفاء "3/145 - 146" عن مكي بن إبراهيم، عن هاشم بن هاشم، عن عمر "في المطبوع من "المسند" والطبراني: عمرو، وهو خطأ" ابن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة أنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه، ونسيه من نسيه. قال الهيثمي في المجمع 8/264: رجاله رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان، قلت: وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال بعد أن ساق حديثه هذا: أما المتن، فقد روي بغير هذا الإسناد بأسانيد جياد، وقال الحافظ ابن حجر في المجلس الرابع والعشرين بعد المئة من أماليه: حسن غريب.
ذِكْرُ الْأَخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قَدْرِ ذَاكَ الْمَقَامِ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ
6638 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ -اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ - قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَ حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المبر فَخَطَبَنَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَحَدَّثَنَا بِمَا كَانَ وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا"1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، عمرو بن الضحاك بن مخلد ثقة روى له ابن ماجه، ومن فوقه ثقات على شرط الصحيح. وهو في مسند أبي يعلى ورقة 316/1.
وأخرجه الطبراني 17/46 عن الحسن بن علي المعمري، عن عمرو بن أبي عاصم الضحاك، بهذا الإسناد، وأخرجه أحمد 5/341، ومسلم "2892" في الفتن: باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة، والحاكم 4/487 من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا فِي جَنْبِ مَا خَلَا مِنْهَا
6639 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ قَالَ: فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ: فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، قَالَ: ثُمَّ أَنْتُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، قَالَ: فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَقَالُوا: نَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا، وَأَقَلَّ عَطَاءً، قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ من أشاء"" 1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم. وسيأتي عند المؤلف برقم "7173" من طريق قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجه أحمد 2/111، والبخاري "5021" في فضائل القرآن: باب فضل القرآن على سائر الكلام، من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 2/6، والرامهرمزي في الأمثال ص59، والبخاري "2268" في الإجارة: باب الإجارة إلى نصف النهار، و"3459" في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل، والبيهقي 6/118، والبغوي "4017" من طريقين عن نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه الطيالسي "1820"، والبخاري "557" في مواقيت الصلاة: باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب، و"7467" في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة، و"7533": باب قول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} ، والبيهقي 6/118 - 119 من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ.
وأخرجه الطبراني "13285" مختصرا من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن وهب بن كيسان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إنما أجلكم فيما خَلَا مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إلى مغرب الشمس".
والقيراط: جزء من أجزاء الدينار، قال ابن الأثير 4/42: وهو نصف عشره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قُرْبِ السَّاعَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ بِالْإِشَارَةِ الْمَعْلُومَةِ
6640 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ بالري، حدثناذكر الْإِخْبَارِ عَنْ قُرْبِ السَّاعَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ بِالْإِشَارَةِ الْمَعْلُومَةِ
[6640]
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالرِّيِّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، وَقَتَادَةَ، وَحَمْزَةَ الضَّبِّيِّ قَالُوا:
سَمِعْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا" وَأَشَارَ بِأُصْبَعَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا على الأخرى"1". [3: 42]
"1" حديث صحيح، محمد بن عصام بن يزيد وأبوه تقدمت ترجمتهما عند الحديث رقم "4587"، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين غير حمزة الضبي، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وحمزة الضبي: هو حمزة بن عمرو العائذي أبو عمر الضبي.
وأخرجه أحمد 3/222 و278 عن هاشم –وهو أبو النضر هاشم بن القاسم - عن شعبة، بهذا الإسناد. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه البخاري "6504" في الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، وأبو يعلى "3264" من طريق وهب بن جرير، ومسلم "2951" "134" في الفتن: باب قرب الساعة، من طريق خالد بن الحارث، والخطابي في غريب الحديث 1/280 من طريق عاصم، والطيالسي "1980"، أربعتهم –وهب وخالد وعاصم والطيالسي - عن شعبة، عن قتادة وأبي التياح، به.
وأخرجه مسلم "2951""134" عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، عن حمزة الضبي، وأبي التياح، به.
وأخرجه الطيالسي "2089"، وأحمد 3/131، والدارمي 2/313، ومسلم "2951""134"، وأبو القاسم البغوي في الجعديات "1457" من طرق عن شعبة، عن أبي التياح، به.
وأخرجه أحمد 3/123 - 124 و130 و274 و275، ومسلم "2951""133"، والترمذي "2214" في الفتن: باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، وأبو يعلى "2925" و"2999" =
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ" أَرَادَ بِهِ أَنِّي بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ آخَرُ، لِأَنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَعَلَى أمتي تقوم الساعة"1".
و"3146" و"3263" من طرق عن شعبة، عن قتادة، به، عند مسلم وغيره: قال شعبة: وسمعت قتادة يقول في قصصه: كفضل إحداهما على الأخرى، فلا أدري أذكره عن أنس، أو قاله قتادة؟
وأخرجه أحمد 3/193 و283 من طريقين عن أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به.
وأخرجه مسلم "2951""135" من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن معبد – وهو ابن هلال العنزي - عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/237 وفيه قصة، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدثني زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس، عن أنس.
"1" وقال ابن التين: اختلف في معنى قوله: "كهاتين"، فقيل: كما بين السبابة والوسطى في الطول، وقيل: المعنى: ليس بينه وبينها نبي.
وقال القرطبي في التذكرة 2/626: معنى هذا الحديث تقريب أمر الساعة، ولا منافاة بينه وبين قوله في الحديث الآخر:"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، فإن المراد بحديث الباب أنه ليس بينه وبين الساعة نبي كما ليس بين السبابة والوسطى أصبع أخرى، ولا يلزم من ذلك علم وقتها بعينه، لكن سياقه يفيد قربها، وأن أشراطها متتابعة، كما قال تعالى:{فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ، قال الضحاك: أول أشراطها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة والاستعداد.
ذِكْرُ وَصْفِ الْأُصْبُعَيْنِ اللَّذَيْنِ أَشَارَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بهما في الخبر
…
ذِكْرُ وَصْفِ الْأُصْبُعَيْنِ اللَّذَيْنِ أَشَارَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهِمَا فِي هَذَا الْخَبَرِ
6641 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصوفي، حدثنا عبدذكر وَصْفِ الْأُصْبُعَيْنِ اللَّذَيْنِ أَشَارَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بهما في الخبر
…
ذِكْرُ وَصْفِ الْأُصْبُعَيْنِ اللَّذَيْنِ أَشَارَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهِمَا فِي هَذَا الْخَبَرِ
[6641]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرحمن بن صالح الأزدي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا والساعة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى"1. [3: 42]
"1" إسناده قوي، عبد الرحمن بن صالح الأزدي لا بأس به، روى له النسائي في خصائص علي، وقد توبع، ومن فوقه من رجال الشيخين غير أبي بكر ابن عياش فقد روى له مسلم في مقدمة صحيحه، واحتج به البخاري. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه هناد بن السري في الزهد "523"، وعنه ابن ماجه "4040" في الفتن: باب أشراط الساعة، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قرن ابن ماجه في روايته مع هناد أبا هشام الرفاعي محمد بن يزيد.
وأخرجه البخاري "6505" في الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" عن يحيى بن يوسف، عن أبي بكر بن عياش، به.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق 5/177 من طريق الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرني ابن ناجية، حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، ومحمد بن عثمان بن كرامة، قالا: حدثنا عبيد الله –وهو ابن موسى - عن إسرائيل، عن أبي حصين، به.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِعُمُومِ هَذَا الْخِطَابِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
6642 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ أبي حازمذكر خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِعُمُومِ هَذَا الْخِطَابِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
[6642]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ أَبِي حازم
أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ وَالْوُسْطَى: "بُعِثْتُ أَنَا والساعة هكذا""1". [3: 42]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه مسلم "2950" في الفتن: باب قرب الساعة، عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضا "2950"، والطبراني "5988" عن سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وقرن مسلم في روايته مع يعقوب عبد العزيز بن أبي حازم.
وأخرجه أحمد 5/330 و331 و335 و338، والحميدي "925"، والبخاري "4936" في تفسير سورة النازعات: باب رقم "1"، و"5301" في الطلاق: باب اللعان، و"6503" في الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" والطبراني "5873" و"5885" و"5912" و"5913" من طرق عن أبي حازم، به.
ذِكْرُ نَفْيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَوْنَ النُّبُوَّةِ بَعْدَهُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
6643 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَامِرِ"2" بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَمَا تَرْضَى
"2" تحرف في الأصل إلى عمارة، والتصويب من التقاسيم 2/لوحة 357 وأبي يعلى.
أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غير أنه لا نبي بعدي" 1". [3: 8]
"1" إسناده ضعف، ومتنه صحيح، محمد بن سلمة بن كهيل روى عنه جمع، وذكره المؤلف في الثقات 7/375ن وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/276: سمعت أبي يقول: كان "أي محمد بن سلمة" مقدما على أخيه يحيى بن سلمة، وأحب إلي منه، ويحيى أكبر منه، قلت: وضعفه ابن معين والجوزجاني وابن شاهين وابن سعد، وباقي السند رجاله ثقات من رجال الصحيح. وهو في مسن أبي يعلى ورقة 319/1، وأورده الهيثمي في المجمع 9/109 ونسبه إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سلمة بن كهيل، وثقه ابن حبان وضعه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/2222 عن أبي يعلى، عن محمد بن سهل بن حصين، عن حسان بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في الكبير 23/892 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن الحسن بن علي الحلواني، عن إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، به. إلا أنه قال فيه:"عن سعد بن أبي وقاص، عن أم سلمة" والله أعلم. قلت: ويحيى بن سلمة هذا متروك الحديث.
وسيأتي تخريج طرقه باستيعاب عند الحديثين "9626" و"6927".
ذكر العلة التي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ
6644 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالحذكر العلة التي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ
[6644]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَلَمَّا بَلَغَ ضَجْنَانَ سَمِعَ بُغَامَ نَاقَةِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَعَرَفَهُ"1"، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنِي؟ قَالَ خَيْرٌ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي بِبَرَاءَةَ، فَلَمَّا رَجَعْنَا، انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مالي؟ قال:"خير، أنت صاحبي في الغار، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ غَيْرِي، أَوْ رَجُلٌ مني -يعني عليا -"2". [3: 8]
"1" لفظه: "فعرفه" سقطت من الأصل، واستدركت من التقاسيم 2/لوحة 357.
"2" إسناده ضعيف، أبو ربيعة: اسمه زيد بن عوف القطعي، روى عن أبي عوانة، وحماد بن سلمة، وعون بن موسى، وهشيم، وشريك، وغيرهم، ضعفه غير واحد، وذكره المؤلف في المجروحين 1/311، فقال: كان ممن اختلط بأخره، فما حدث قبل اختلاطه، فمستقيم، وما حدث بعد التخليط ففيه المناكير، يجب التنكب عما انفرد به من الأخبار، وكان يحيى بن معين سيء الرأي فيه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/124 ونسبه إلى ابن حبان وابن مردويه.
وأخرجه الطبري –كما في الفتح 8/318 - من طريق عمرو بن عطية، عن أبيه، عن أبي سعيد. وعمرو بن عطية وأبوه العوفي ضعيفان.
وأخرجه بنحوه النسائي في خصائص علي "7" والجوزقاني في الأباطيل "126" من طريق عبد الله بن الرقيم، عن سعد بن أبي وقاص. وابن الرقيم مجهول.
وأخرجه بنحوه مرسلا أحمد في فضائل الصحابة "177" عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: بعث رسول الله صلى الله عيه وسلم أبا بكر
…
فذكره. ووصله الطبري من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي صالح عن علي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 1/151 عن محمد بن سليمان لوين، عن محمد بن جابر السحيمي، عن سماك، عن حنش، عن علي. وفي آخره "قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك" قال الهيثمي في المجمع 7/29: فيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف وقد وثق.
وأخرج الترمذي "3090" في التفسير: باب ومن سورة التوبة، والنسائي في الخصائص "70" من طريقين عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك قال: بعث النبي صلى الله عيه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال:"لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي" فدعا عليا فأعطاه إياه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك.
وأخرجه النسائي في الخصائص "76" من طريق أبي نوح قراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي أن رسول الله صلى الله عيه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكرن ثم أتبعه بعلي، فقال له:"خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة" قال: فلحقه، فأخذه الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل في شيء؟ قال: "لا، إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي"
وأخرجه أيضا الطبري "16375" من طريق سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس بنحوه.
وانظر بعث علي بن أبي طالب ببراءة في صحيح البخاري "4656" في تفسير سورة براءة: باب {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} .
والبغام: صوت الإبل.
ذِكْرُ وَصْفِ قِرَاءَةِ عَلِيٍّ رضي الله عنه سُورَةَ بَرَاءَةَ عَلَى النَّاسِ
6645 -
أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ"1" مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَنَدِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحْجي، حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُمْ"2" حِينَ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ عُمْرَةِ الْجِعْرَانَةِ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى الْحَجِّ، فَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ"3" ثَوَّب بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا اسْتَوَى لِلتَّكْبِيرِ، سَمِعَ الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَوَقَفَ عَنِ التَّكْبِيرِ، فَقَالَ: هَذِهِ رَغْوَةُ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجَدْعَاءِ، فلعه أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فنصلي معه، فإذا علي
"1" تحرفت في الأصل إلى: "أخبرنا الفضل أبو"، والتصويب من التقاسيم 2/ لوحة 357.
"2" في رواية النسائي: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من الجعرانة بعث أبا بكر على الحج.
"3" في الأصل: بعرج، والمثبت من "التقاسيم". والعرج: قرية جامعة على طريق مكة من المدينة، تبعد عنها 77 ميلا تقريبا، وفي البخاري "488" في كتاب الصلاة: باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى في طرف تلعة من وراء العرج وأنت ذاهب إلى هضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رضم منن حجارة عن يمين الطريق عند سلمات الطريق، بين أولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيصلي الظهر في ذلك المسجد.
عَلَيْهَا. فَقَالَ لَهُ"1" أَبُو بَكْرٍ: أَمِيرٌ أَنْتَ أَمْ رَسُولٌ؟ قَالَ: لَا، بَلْ رَسُولٌ، أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَرَاءَةَ أَقْرَؤُهَا عَلَى النَّاسِ فِي مَوَاقِفِ الْحَجِّ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ، قَامَ عَلِيٌّ، فَقَرَأَ بِبَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ خَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ، قَامَ عَلِيٌّ فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةً حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، فَأَفَضْنَا، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فَحَدَّثَهُمْ عَنْ إِفَاضَتِهِمْ، وَعَنْ نَحْرِهِمْ، وَعَنْ مَنَاسِكِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَامَ عَلِيٌّ، فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّفْرِ الْأَوَّلِ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ يَنْفِرُونَ، وَكَيْفَ يَرْمُونَ، وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ عَلِيٌّ، فَقَرَأَ بَرَاءَةَ على الناس حتى ختمها" "2". [3: 8]
"1" لفظة: "له" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
"2" علي بن زياد اللحجي ذكره المؤلف في الثقات 8/470 وقال: مستقيم الحديث، وقد توبع، ومن فوقه من رجال الصحيح غير موسى بن طارق فقد روى له النسائي، وهو ثقة، لكن لم يصرح أبو الزبير بسماعه من جابر.
وأخرجه الدارمي 2/66 - 67، والنسائي في الخصائص "73"، وفي السنن 5/247 - 248في مناسك الحج: باب الخطبة قبل يوم التروية، وابن خزيمة في صحيحه "2974" عن إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في دلائل النبوة 5/297 - 298من طريق أبي حمة، كلاهما عن أبي قرة موسى بن طارق، بهذا الإسناد. قال النسائي في سننه: ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج عن أبي الزبير وما كتبناه إلا عن إسحاق بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم ولا عبد الرحمن إلا أن علي ابن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث، وكأن علي ابن المديني خلق للحديث.
قلت: والجمهور على تقوية ابن خثيم هذا، ووافق النسائي الجمهور على توثيقه في رواية.
وأورد الحديث السيوطي في الدر المنثور 4/125 مختصرا، وزاد نسبته إلى إسحاق ابن راهويه في مسنده وأبي الشيخ، وابن مردويه.
وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي "3091" في تفسير سورة التوبة، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ حَادِثَةٍ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْحَوَادِثِ قَبْضُ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم
6646 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "تَزْعُمُونَ "1" أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً، إِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وتتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض""2". [3: 69]
"1" في الأصل: أتزعمون، والمثبت من هامش الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 351.
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم، وهو الملقب بدحيم، فمن رجال البخاري، وعمر بن عبد الواحد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني 22/168 عن إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/106، وأبو يعلى في مسنده ورقة 350/1، والطبراني 22/167و168 من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه الطبراني 22/166 من طريق عبد الله بن صالح، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، به.
وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان عند أبي يعلى ورقة 345/1، والطبراني في الكبير 19/905 و906. وأورده الهيثمي في المجمع 7/306 وزاد نسبته إلى الطبراني في الأوسط، وقال: ورجالهما ثقات.
وعن سلمة بن نفيل السكوني، وسيأتي عند المؤلف برقم "6777".
وقوله: "أفنادا"، أي: جماعات متفرقين، قوما بعد قوم، واحدهم: فند.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا وَصَفْنَا مِنْ أَوَّلِ الْحَوَادِثِ هُوَ مِنْ أَمَارَةِ إِرَادَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْخَيْرَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ
6647 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ، قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ، عَذَّبَهَا، وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا"1" حِينَ كذبوه
"1" في الأصل: "بهلكها"، والمثبت من "التقاسيم" 3/لوحة352.
وعصوا أمره" "1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سعيد الجهري، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 3/76 عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف في آخرين، قالوا: حدثنا محمد بن المسيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في المستخرج –كما في النكت الظراف 6/446 - من طريق أبي يعلى وأبي عروبة ومحمد بن علي بن حرب، عن إبراهيم بن سعيد، به.
وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/426 بإسناده إلى أحمد بن محمد البالويي، حدثنا محمد بن المسيب، به. ثم قال الذهبي: وبالإسناد: قال ابن المسيب: كتب عني هذا الحديث ابن خزيمة، ويقال: إبراهيم الجوهري تفرد به.
وأخرجه البزار في مسنده كما في النكت الظراف، والبيهقي في الدلائل 3/76 - 77 من طرق عن إبراهيم بن سعيد، به.
وفي صحيح مسلم "2288" في الفضائل: باب "إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها"؛ قال مسلم: وحدثت عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة بهذا الحديث، وزاد فيه:"فأهلكها وهو ينظر". قال المازري والقاضي عياض: هذا الحديث من الأحاديث المنقطعة في مسلم؛ فإنه لم يسم الذي حدثه عن أبي أسامة.
وقد جاء في حاشية بعض نسخ الصحيح المعتمدة: قال الجلودي "وهو راوي الصحيح عن مسلم": حدثنا محمد بن المسيب الأرغياني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري بهذا الحديث عن أبي أسامة بإسناده.
وفي النكت الظراف 6/445 للحافظ ابن حجر: قال أبو عوانة في مستخرجه: روى مسلم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة
…
فذكره، قال الحافظ: ولم أقف في شيء من نسخ مسلم على ما قال، بل جزم بعضهم بأنه ما سمعه من إبراهيم بن سعيد، بل إنما سمعه من محمد بن المسيب.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ حَادِثَةٍ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ تَكُونُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ
6648 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ: "هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قرن الشيطان""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرطهما. وهو في الموطأ 2/975 في الاستئذان: باب ما جاء في المشرق.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري "3279" في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، والبغوي "4005".
وأخرجه أحمد 2/23 و50 و111، والبخاري "5296" في الطلاق: باب الإشارة في الطلاق والأمور، من طريق سفيان الثوري، وأحمد 2/73 من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "21016"، وأحمد 2/23 و26 و40 و72 و121 و143، والبخاري "3511" في المناقب: باب رقم "5"، و"7092" في الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الفتنة من قبل المشرق"، ومسلم "2905" "47" و"48" و"49" في الفتن: باب في الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان، والترمذي "2268" في الفتن: باب رقم "79"، وأبو يعلى "5449" من طرق عن سالم بن عبد الله، عن أبيه.
وأخرجه أحمد 2/92، والبخاري "3104" في فرض الخمس: باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، و"7093" في الفتن، ومسلم "2905""45"من طريق الليث، وأحمد 2/18، ومسلم "2905""46" من طريق عبيد اله بن عمر، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: مَشْرِقُ الْمَدِينَةِ هُوَ: الْبَحْرَيْنِ، وَمُسَيْلِمَةُ مِنْهَا"1"، وَخُرُوجُهُ كَانَ أول حادث حدث في الإسلام.
"1" هذا خطا من المؤلف رحمه الله، فإن مسيلمة ولد ونشأ باليمامة، في القرية المسماة اليوم بالجبيلة، بقرب العيينة بوادي حنيفة في نجد، وبها قتل، ويقل أحد قط: إن اليمامة في البحرين.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6649 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ
سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ: "إِنَّ الْفِتْنَةَ هُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشيطان""2". [3: 69]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا كَانَ يَتَوَقَّعُ صلى الله عليه وسلم مِنْ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرَيْنِ
6650 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ منبه
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب المقابري فمن رجال مسلم، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا كَانَ يَتَوَقَّعُ صلى الله عليه وسلم مِنْ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرَيْنِ
6650 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ منبهذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا كَانَ يَتَوَقَّعُ صلى الله عليه وسلم مِنْ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرَيْنِ
[6650]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ، مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ صَنْعَاءَ الْعَنْسِيُّ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ، وَمِنْهُمُ الدَّجَّالُ، وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً". قَالَ"1": وَقَالَ أَصْحَابِي: قَالَ: "هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا""2". [3: 69]
"1" القائل هو جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
"2" إسناده قوي، وأخرجه أحمد 3/345 عن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي الزُّبير، عن جابر.
وأخرجه البزار "3375" عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر. وليس فيه قوله: "ومنهم صاخب حمير
…
".
وأورده الهيثمي في المجمع 7/332 وقال رواه أحمد والبزار، وفي إسناد البزار عبد الرحمن بن مغراء، وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد ابن لهيعة وهو لين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/161 عن يزيد بن هارون، أخبرنا مبارك، عن الحسن مرسلا.
وصاحب اليمامة: هو مسيلمة الكذاب، وسيأتي عند المصنف برقم "6620" مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم له في حديث ابن عباس، قال ابن إسحاق: وكان من شأنه أن تنبأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر، وكان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله، ويزعم أنه شريك معه في نبوته.
وعظم أمر مسيلمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأطبق عليه أهل اليمامة، وانضاف إليه بشر كثير من أهل الردة، فأرسل إليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه كتبا كثرة يعظهم ويحذرهم، إلى أن بعث إليهم كتابا مع حبيب بن عبد الله الأنصاري، فقتله مسيلمة، فعند ذلك عزم أبو بكر على قتالهم، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فأمر خالد بن الوليد، وتجهز الناس، فصاروا إلى اليمامة
…
، ثم إن الله تعالى ثبت المسلمين، وقتل مسيلمة على يدي وحشي قاتل حمزة، ثم وقف عليه رجل من الأنصار وهو عبد الله بن زيد بن عاصم، فاحتز رأسه، وهزم الله جيشه، وأهلكهم وفتح الله اليمامة، فدخلها خالد، واستولى على جميع ما حوته من النساء والولدان والأموال، وأظهر الله الدين، وجعل العابة للمتقين. طرح التثريب 8/219 - 220.
وصاحب صنعاء: هو الأسود العنسي، واسمه عبهلة بن كعب بن عوف العنسي، ويلقب بذي حمار، وسبب تلقيبه بذلك على ما قاله ابن إسحاق أنه لقيه حمار فعثر، وسقط لوجهه، فقال: سجد لي الحمار، فارتد عن الإسلام وادعى النبوة، وتخرق على الجهال، فاتبعوه، وغلب على صنعاء، وأخرج منها المهاجر بن أسد المخزومي، وكان عاملا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتشر أمره، وغلب على امرأة مسلمة من الأساورة فتزوجها، فدست إلى قوم من الأساورة: إني قد صنعت سربا يوصل منه إلى مرقد الأسود، ودلتهم على ذلك، فدخل منهم قوم، منهم فيروز الديلمي، وقيس بن مكشوح، فقتلوه وجاؤوا برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قاله ابن إسحاق، وقال وثيمة: ومنهم من يقول: كان ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، قال أبو العباس القرطبي: وهذا هو الأظهر إن شاء الله لقوله في حديث ابن عباس الآتي برقم "6654""يخرجان بعدي" أي: بعد وفاتي. "طرح التثريب" 4/218 - 219.
وصاحب حمير لم أتبينه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةِ: "ثَلَاثِينَ كَذَّابًا" إِنَّمَا هِيَ مِنْ كَلَامِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6651 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تقوم الساعةذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةِ: "ثَلَاثِينَ كَذَّابًا" إِنَّمَا هِيَ مِنْ كَلَامِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6651]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يَخْرُجَ ثلاثونَ دجالونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، حَتَّى يَفِيضَ الْمَالُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، ويكثر الهرج" قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتلُ القتل""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
وأخرجه القسم الأول منه أبو داود "4333" في الملاحم: باب في خبر ابن صائد، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أحمد 2/457 عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن العلاء، به.
وأخرج القسم الأول منه أحمد 2/313، والبخاري "3609" في المناقب: باب "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء"، والترمذي "2218" في الفتن: باب ما جاء "لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون"، والبغوي "4244" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
وهو في "صحيفة همام" برقم "25" بتحقيق رفعت فوزي.
وأخرجه أيضا أحمد 2/236 - 237، ومسلم "48" من طريق مالك، وأحمد 2/530 من طريق ورقاء، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
واخرج القسم الثاني منه مسلم 4/2057 "12" من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به. ولفظه:"يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج" قالوا: وما الهرج؟ قال: "القتل". وانظر: "6680" و"6681" و"6700" و"6701".
ذكر بيان بِأَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَخُوضُونَ فِيهِ فِي حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم
6652 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ قَالَ:
قَالَ أَبُو بَكْرَةَ: أَكْثَرَ النَّاسِ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا ثُمَّ قَامَ"1" رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ، فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِهِ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بَلَدٌ إِلَّا يَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ، إِلَّا الْمَدِينَةَ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا ملكان يذبان عنها رعب المسيح""2". [3: 69]
"1" في الأصل: "قال"، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 358.
"2" إسناده ضعيف، عياض بن مسافع لم يرو عنه غير طلحة بن عبد الله بن عوف، ولم يوثقه غير المؤلف 5/266، وقال الحسيني - كما في "تعجيل المنفعة" ص 327 -: لا يدرى من هو، وباقي السند ثقات من رجال الصحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه الحاكم 4/531عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن بحر بن نصر، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/46، والحاكم 4/541من طريقين عن اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزهري، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! كذا قال، مع أن عياضا لم يخرج واحد منهما، ثم هو مجهول، وطلحة بن عبد الله إنما أخرج له البخاري وحده، ولم يخرج لم مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق "20823"، وعنه أحمد 5/41، والحاكم 4/541عن معمر، والحاكم 4/541من طريق شعيب، كلاهما عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله "وقع في "المصنف": عبيد الله، وهو تحريف" بن عوف، عن أبي بكرة. وليس فيه عياض، قال الحاكم: طلحة بن عبد الله لم يسمعه من أبي بكرة، إنما سمعه من عياض بن مسافع عن أبي بكرة، فساق الطريقين السالفين.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/332 وقال: رواه أحمد والطبراني، وأحد أسانيد أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح.
وقد صح منه قوله: "لا يدخل المدينة رعب المسيح، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان" انظر "3731" و "6805".
والنقب: هو الطريق بين الجبلين، والأنقاب جمع قلة للنقب، وأراد بأنقابها أبوابها ومداخلها.
ذِكْرُ رُؤْيَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي مُسَيْلِمَةَ وَالْعَنْسِيِّ
6653 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِيَ يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا، فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ: مُسَيْلِمَةَ والعنسي""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي - فقد روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة وهو حسن الحديث. محمد بن بشر: هو ابن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي أبو عبد الله الكوفي.
وهو "مصنف ابن أبي شيبة" 5811، وعنه ابن ماجه "3922" في تعبير الرؤيا: باب تعبير الرؤيا.
وأخرجه أحمد 2/338و344 من طريقين عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُسَيْلِمَةَ طَلَبَ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خِلَافَتَهُ بَعْدَهُ
6654 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حدثنا بن وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: قال بن أَبِي هِلَالٍ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَرَجُلٍ آخَرَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ قَدِمَ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ حَتَّى نَزَلَ فِي نَخْلٍ، فَبَلَغَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ بَعْدَهُ تَبِعْتُهُ، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"لَوْ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذِهِ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ" 1" اللَّهُ، وَهَذَا ثَابِتٌ، يُجِيبُكَ عَنِّي، وَإِنِّي لَأَحْسَبُكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِيمَا أُرِيتُ".
قال ابن عباس: فطلب رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فأهمني شأنهما، فأوحي إلي: أن انفخهما،
"1" في الأصل و"التقاسيم": ليغيرنك، والمثبت من مصادر التخريج، ومعنى "ليعقرنك" أي ليهلكنك، وقيل: أصله من عقر النخلة: وهو أن تقطع رؤوسها، فتيبس "النهاية" 3/272.
فَنَفَخْتُهُمَا، فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي: الْعَنْسِيَّ صاحب صنعاء، ومسيلمة صاحب اليمامة " "1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، سعيد بن زياد لم يرو عنه غير أبي هلال - وهو سعيد - ولم يوثقه غير المؤلف، وقال أبو حاتم: مجهول، وباقي السند من رجال الشيخين غير حرملة فمن رجال مسلم، وجهالة الرجل المقرون بأبي سلمة لا تضر، فإن أبا سلمة ثقة.
وأخرجه البخاري "3620"، "3621" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"4373" و"4374" في المغازي: باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال، و"7461" في التوحيد: باب قوله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه} ، ومسلم "2273" و "2274" في الرؤيا: باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي "2292" في الرؤيا: باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو، والنسائي في الرؤيا كما في "التحفة" 10/138، والطبراني "10750" والبيهقي في "الدلائل" 5/334من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن أبي حسين، عن نافع بن جبير، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري في روايته في التوحيد والطبراني على قصة قدوم مسيلمة، وعند الترمذي والنسائي قصة الرؤيا دون قصة مسيلمة.
وأخرجه بنحوه وبتمامه البخاري "4378" و "4379" في المغازي: باب قصة الأسود العنسي، عن سعيد بن محمد الجرمي، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن عبد الله بن عبيدة بن نشيط، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب
…
فذكر قصة قدومه، ثم قال: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر، فقال ابن عباس: ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكر الرؤيا.
وأخرج قصة الرؤيا منه أحمد 2/319، والبخاري "4375" في المغازي، و "7037" في التعبير: باب النفخ في المنام، ومسلم "2274""22"، والبيهقي في "السنن" 8/175، "والدلائل" 5/335، والبغوي "3297" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أبي هريرة. وهو في "صحيفة همام""135".
وأخرجه البخاري "7033" و "7034" في التعبير: باب إذا طار الشيء في المنام، عن سعيد بن محمد الجرمي، به.
وأخرجه النسائي في الرؤيا كما في "التحفة" 5/55 عن أبي داود الحراني، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال: قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
…
فذكره.
وقوله: "فأولتهما الكذابين يخرجان من بعدي" قال القاضي عياض نقله عنه في "طرح التثريب" 8/217: إنما تأول ذلك - والله أعلم فيهما - لما كان السوارين في اليدين جميعا من الجهتين، وكان حينئذ النبي بينهما، وتأول السوارين على الكذابين ومن ينازعه الأمر لوضعهما غير موضعهما، إذ هما من حلي النساء، وموضعهما أيديهما لا أيدي الرجال، وكذلك الكذب والباطل هو الإخبار بالشيء على غير ما هو عليه، ووضع الخبر على غير موضعه، مع كونهما من ذهب وهو حرام على الرجال، ولما في اسم السوارين من لفظ السور لقبضهما على يديه وليسا من حليته، ولأن كونهما من ذهب إشعارا بذهاب أمرهما، وبطلان باطلهما.
ذكر الإخبار بأن اللذي يَلِي أَمْرَ النَّاسِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ يَكُونُ مِنْ قُرَيْشٍ لَا مِنْ غَيْرِهَا
6655 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ فِي النَّاسِ اثنان""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد بن مسرهد، فمن رجال البخاري، وقد تقدم تخريجه برقم "6233".
ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَهُ
6656 -
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ الْخَطِيبُ بِوَاسِطَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمَتْهُ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ - يَعْنِي الْمَوْتَ -؟ قَالَ:" إِنْ لَمْ تجديني، فأتي أبا بكر""1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، محمد بن خالد بت عبد الله الواسطي –وإن اتفقوا على ضعف، وقال فيه المؤلف 9/90: يخطئ ويخالف - قد تابعه عليه غير واحد، ومن فوفقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 4/82، والشافعي في مسنده 2/404 بترتيب الساعاتي، والبخاري "3659" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا"، و"7220" في الأحكام: باب الاستخلاف، و"7360" في الاعتصام: باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم "2386" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر الصديق، والترمذي "3676" في المناقب: باب رقم "17"، والبيهقي 8/153، والبغوي "3868"، من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد، وسيأتي عند المؤلف برقم "6871" من طريق يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ عَلِيًّا الْخُلَفَاءُ بَعْدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَقَدْ فَعَلَ
6657 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، قال: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ عَلِيًّا الْخُلَفَاءُ بَعْدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَقَدْ فَعَلَ
[6657]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ
عَنْ سَفِينَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً، وسائرهم ملوك، والخلفاء والملوك اثنا عشر""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن، سعيد بن جمهان مختلف فيه، وثقه ابن معين وأحمد وأبو داود، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في الثقات، وقال ابن معين: روى عن سفينة أحاديث لا يرويها غيره، وأرجو أنه لا بأس به، وقال البخاري: في حديثه عجائب، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، وقال الساجي: لا يتابع على حديثه، فمثله حسن الحديث، وباقي السند رجاله ثقات.
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى35/18: وهو حديث مشهور من رواية حماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد والعوام بن الحوشب وغيره، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه أهل السنة كأبي داود وغيره، واعتمد عليه الإمام أحمد وغيره في تقدير خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة، وثبته أحمد، واستدل به على من توقف في خلافة علي من أجل افتراق الناس عليه
…
وهو متفق عليه بين الفقهاء وعلماء السنة، وأهل المعرفة والتصوف، وهو مذهب العامة.
وأخرجه أبو داود "4646" في السنة، باب في الخلفاء، والطبراني "6444"، والبيهقي في الدلائل 6/341 من طريق سوار بن عبد الله العنبري، والحاكم 3/145 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد، وقرن البيهقي في إحدى روايتيه بسوار قيس بن حفص، وزاد أبو داود وغيره: قال سفينة: أمسك عليك: أبا بكر سنتين، وعمر عشرا، وعثمان ثنتي عشر، وعليا ستا.
وأخرجه أحمد 5/221، والطيالسي "1107" والترمذي "2226" في الفتن: باب ما جاء في الخلافة، والطبراني في الكبير "6442"، والطبري في صريح السنة "26"، والبيهقي في الدلائل 6/342 من طريق حشرج بن نباتة، وأبو داود "4647"، والنسائي في فضائل الصحابة "52"، =
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذَا خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ آخِرَهُ يَنْقُضُ أَوَّلَهُ، إِذِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ أَنَّ الْخِلَافَةَ ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ قَالَ: وَسَائِرُهُمْ مُلُوكٌ، فَجَعَلَ مَنْ تَقَلَّدَ أُمُورَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ مُلُوكًا كُلَّهُمْ ثُمَّ قَالَ:"وَالْخُلَفَاءُ وَالْمُلُوكُ اثْنَا عَشَرَ" فَجَعَلَ الْخُلَفَاءَ وَالْمُلُوكَ اثْنَيْ عَشَرَ فَقَطْ، فَظَاهِرُ هَذِهِ اللَّفْظَةِ يَنْقُضُ أَوَّلَ الْخَبَرِ.
وَلَيْسَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ كَذَلِكَ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يُجْعَلَ حِرْمَانُ تَوْفِيقِ الْإِصَابَةِ دَلِيلًا عَلَى بُطْلَانِ الْوَارِدِ مِنَ الْأَخْبَارِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُطْلَبَ الْعِلْمُ مِنْ مَظَانِّهِ فَيُتَفَقَّهُ فِي السُّنَنِ حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّ أَخْبَارَ مَنْ عُصِمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى صلى الله عليه وسلم، لَا تَتَضَادُّ وَلَا تَتَهَاتَرُ، وَلَكِنْ مَعْنَى الْخَبَرِ عِنْدَنَا أَنَّ مَنْ بَعْدَ الثَّلَاثِينَ سَنَةً يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: خُلَفَاءُ أَيْضًا عَلَى سَبِيلِ الِاضْطِرَارِ، وَإِنْ كَانُوا
والطبراني "136" و"6443" من طريق العوام بن حوشب كلاهما عن سعيد بن جمهان. قال الترمذي: وهذا حديث حسن، وقد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان، وله شاهد من حديث أبي بكرة عند أحمد 5/44 و50، وابن أبي شيبة 12/18، وأبي داود "4635"، وابن أبي عاصم "1335"، والبيهقي في الدلائل 6/342 و348 رفعه قال:"خلافة نبوة ثلاثون عاما، ثم يؤتي الله الملك من يشاء" وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
مُلُوكًا عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَآخِرُ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
فَلَمَّا ذَكَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْخِلَافَةَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانَ آخِرُ الِاثْنَيْ عَشَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أُطْلِقَ عَلَى مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْبَعِ الْأُوَلِ اسْمُ الْخُلَفَاءِ.
وَذَاكَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَى جَنَّتِهِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشَرَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ"1".
وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ثَانِيَ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مضين من جمادي الآخرة، وكان خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ يَوْمًا"2".
ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الثَّانِي مِنْ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، ثُمَّ قُتِلَ عمر رضي الله تعالى عَنْهُ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وأربع ليال"3".
"1" وانظر "جوامع السيرة " ص 265لابن حزم، "وتاريخ الإسلام" ص 568 - 571 للذهبي.
"2" في "أسماء الخلفاء والولاة" ص 353 لابن حزم: وكانت مدته في الخلافة عامين وثلاثة أشهر وثمانية أيام، وتوفي في ثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
"3" في "أسماء الخلفاء والولاة" ص 354: ونصف شهر.
ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ. ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا.
ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقُتِلَ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا"1".
فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ يَوْمُ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ"2"، بَايَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ، وَبَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بِإِيلِيَاءَ، ثُمَّ سَارَ مُعَاوِيَةُ يُرِيدُ الْكُوفَةَ، وَسَارَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَالْتَقَوْا بِنَاحِيَةِ الْأَنْبَارِ"3"، فَاصْطَلَحُوا عَلَى كِتَابٍ بَيْنَهُمْ بِشُرُوطٍ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْحَسَنُ الْأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَذَلِكَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَتُسَمَّى هَذِهِ السَّنَةُ سنة الجماعة"4".
"1" في "أسماء الخلفاء والولاة" ص 355: وكانت خلافته رضي الله عنه أربع سنين وتسعة أشهر وعشرة أيام.
"2" في "أسماء الخلفاء والولاة" ص 355: وذلك في رمضان لثلاث بقين منه لسنة أربعين من الهجرة، وله ثلاث وستون سنة.
"3" هي مدينة على الفرات في غربي بغداد، بينهما عشرة فراسخ، وقد فتحت في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 12هـ على يد خالد بن الوليد صلحا.
"4" وتحقق بذلك خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري "2704" عن أبي بكرة قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول:" إن هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
ثُمَّ تُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا لَيَالٍ، وَكَانَتْ لَهُ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
ثُمَّ وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ابْنُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُوهُ، وَتُوُفِّيَ بِحُوَارَيْنَ -قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى دِمَشْقَ - لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ، أربع وستين وهو بن ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَيَّامًا"1".
ثُمَّ بُويِعَ ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ يَوْمَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَمَاتَ يَوْمَ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً"2".
ثُمَّ بَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَبَايَعَ أَهْلُ الْحِجَازِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَاسْتَوَى الْأَمْرُ لِمَرْوَانَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ عَشَرَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا لَيَالٍ.
ثُمَّ بَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فِي اليوم الذي مات
"1" في أسماء الخلفاء ص 358: وثمانية أشهر وأياما.
"2" في أسماء الخلفاء ص 359: وسنه عشرون سنة.
فِيهِ أَبُوهُ وَمَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِدِمَشْقَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ اثْنَانِ وَسِتُّونَ سَنَةً"1".
ثُمَّ بَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْوَلِيدَ ابْنَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ الْوَلِيدُ بِدِمَشْقَ فِي النِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ تِسْعَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ"2".
ثُمَّ بُويِعَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخُوهُ لِأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَتُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ بِدَابِقَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَلَهُ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ.
ثُمَّ بَايَعَ النَّاسُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سُلَيْمَانُ، وَتُوُفِّيَ رحمه الله بِدَيْرِ سَمْعَانَ مِنْ أَرْضِ حِمْصَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إحدى ومئة وَلَهُ يَوْمَ مَاتَ إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سَنَةً"3"، وَكَانَتْ خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمس ليال،
"1" في أسماء الخلفاء ص 360: اثنتان وخمسون سنة، وكانت ولايته ثلاثة عشر عاما وشهرين ونصف.
"2" في أسماء الخلفاء ص 361: توفي الوليد سنة خمس وتسعين، وله ست وأربعون سنة.
"3" في أسماء الخلفاء ص 362: مات وله تسع وثلاثون سنة، وقيل أربعون سنة كاملة.
وَهُوَ آخِرُ الْخُلَفَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ خَاطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِهِمْ.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُلُوكَ يُطْلَقُ عَلَيْهِمُ اسْمُ الْخُلَفَاءِ فِي الضَّرُورَةِ أَيْضًا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ
6658 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي خُلَفَاءُ، يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وَسَيَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلَفَاءُ، يعملون مالا يعلمون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن أنكر بريء، وَمَنْ أَمْسَكَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ""1".
"1" إسناده صحيح، الوليد لم يقيده المؤلف، ويحتمل أن يكون ابن مسلم وأن يكون ابن مزيد، وكلاهما يروي عن الأوزاعي، وهما ثقتان الأول روى له الشيخان، والثاني روى له أبو داود والنسائي، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين غير عن أبيه، عبد الرحمن بن إبراهيم، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البيهقي في السنن 8/157 - 158 من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى "5902" عن أبي بكر ابن زنجويه، والبيهقي في السنن 8/158، وفي الدلائل 6/521 من طريق محمد بن عوف، كلاهما عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأوزاعي، به.
وأورده الهيثمي في المجمع 7/270 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة. قلت: وصحح هذا الحديث ابن القيم في تهذيب مختصر سنن أبي داود 6/158، وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد 6/295 و302 و305، ومسلم "1854"، وأبي داود "4760"، والترمذي "2265"، والبيهقي "8/158"، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع"، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: "لا، ما صلوا"، هذا لفظ مسلم. وانظر:"177" و"6193".
6659 -
أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ سَلْمٍ فِي عَقِبِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ"1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَسَمِعَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الزهري، فالطريقان جميعا محفوظان.
"1" إسناده حسن، إبراهيم بن مرة روى عنه جمع، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في الثقات، وباقي السند رجاله ثقات، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَمِعَ هَذَا الخبر عن الزهري على مذكرناه
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ
6660 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، ثم يكون منذكر الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ عن الزهري على مذكرناه
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ
[6660]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ
بَعْدِهِمْ خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ، وَيَفْعَلُونَ مالا يؤمرون، فمن أنكر عليهم فقد بريء، ولكن من رضي وتابع" 1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد: هو ابن مسلم القرشي، وقد صرح بالتحديث. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ الْخُلَفَاءَ لَا يَكُونُونَ"2" بَعْدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ
6661 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ"3" سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ" فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُرَيْشٌ"4" قَالُوا: ثُمَّ يكون ماذا؟ قال: "ثم يكون الهرج""5". [3: 69]
"2" في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 356: لا يكونوا، والجادة ما أثبت.
"3" تحرفت في الأصل إلى: عن.
"4""قريش" سقطت من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
"5" حديث صحيح، الأسود بن سعيد الهمذاني روى عنه جمع، وذكره المؤلف في الثقات وروى له أبو داود، وقد توبع، وباقي السند ثقات من رجال الصحيح، وهو في "مسند علي بن الجعد""2756". ومن طريقه أخرجه أبو محمد البغوي في شرح السنة "4236"، وقال: هذا حديث صحيح، وفي المصدرين "ثم رجعت إلى منزلي، فقالوا
…
"!
وأخرجه أحمد 5/92، وأبو داود "4281" في أول كتاب المهدي، والبيهقي في "الدلائل" 6/520، والطبراني في "الكبير""2059" من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد، ولفظ الطبراني والبيهقي "لا تزال هذه الأمة مستقيما أمرها، ظاهرة على عدوها حتى يمضي منها اثنا عشر خليفة
…
". وانظر الحديثين الآتيين بعد هذا.
والهرج: القتال والاختلاط، وأصل الهرج: الكثرة في الشيء والاتساع.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَرَادَ بِقَوْلِهِ: "يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً" أَنَّ الْإِسْلَامَ يَكُونُ عَزِيزًا فِي أَيَّامِهِمْ، لَا أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ نَفْيَ مَا وَرَاءَ هَذَا الْعَدَدِ مِنَ الْخُلَفَاءِ
.
6662 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً" قَالَ: فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، قُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: "كلهم من قريش""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن على شرط مسلم، سماك بن حرب لا يرقى حديثه إلى الصحة.
وأخرجه مسلم "1821""7" في الإمارة: باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، والطبراني "1964" عن هداب "ويقال أيضا: هدبة" بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1278"، وأحمد 5/90 و92 و94 و95 و108، وابنه عبد الله في زياداته 5/99، وأبو القاسم البغوي في الجعديات "2754"، ومسلم "1821""6"، والترمذي "2223" في الفتن: باب ما جاء في الخلفاء، والطبراني "1896" و"1923" و"1936" و"2007" و"2044" و"2063" و"2070" من طرق عن سماك بن حرب به. ولفظه عندهم في أوله:"يكون بعدي اثنا عشر...."، وعند بعضهم:"فسألت أبي" وعند آخرين: "فسألت القوم".
وأخرجه بنحوه من طرق عن جابر بن سمرة أحمد 5/86 و87 - 88 و89 و97 و97 - 98 و98 و101 و107، والبخاري "7222" و"7223" في الأحكام: باب الاستخلاف، ومسلم "1821""5" و"6" وأبو داود "4279"، وابو القاسم البغوي في "الجعديات""2754"، والطبراني "1808" و"1809" و"1841" و"1849" و"1850" و"1851" و"1852" و"1875" و"1876" و"1883" و"2060" و"2061" و"2062"و"2063" و"2067" و"2068" و"2069" و"2071"، والبيهقي في الدلائل 6/519 و519 - 520، والبغوي في "شرح السنة""4237".
ذِكْرُ وَصْفِ عِزَّةِ الْإِسْلَامِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي أَيَّامِ الِاثْنَيْ عَشَرَ
6663 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّاحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا، يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً" قَالَ: "ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَصْمَتَنِيهَا"" 1" النَّاسُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قال؟ قال: "كلهم من قريش""2". [3: 69]
"1" أي أسكتوني عن السؤال عنها، ولفظ أحمد 5/101:"أصمنيها"، قال ابن الأثير: أي شغلوني عن سماعها، فكأنهم جعلوني أصم، وفي صحيح مسلم: صمنيها، قال النووي في شرحه 12/203: هو بفتح الصاد وتشديد الميم المفتوحة، أي أصموني عنها، فلم أسمعها لكثرة الكلام، ووقع في بعض النسخ:"صمتنيها الناس" أي سكتوني عن السؤال عنها.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري.
وأخرجه مسلم "1821" و"9" عن نصر بن علي الجهضمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/101 عن إسماعيل بن إبراهيم، ومسلم "1821""9" من طريق أزهر بن سعيد، كلاهما عن ابن عون، به.
وأخرجه أحمد 5/87 و88 و90 و93 و96 و98 و99، ومسلم "1821""8"، وأبو داود "4280"، والحاكم 3/617 من طرق عن عامر الشعبي، به. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ خَبَرٍ شَنَّعَ بِهِ بَعْضُ الْمُعَطِّلَةِ وَأَهْلُ الْبِدَعِ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ حَيْثُ حُرِمُوا تَوْفِيقَ الْإِصَابَةِ لِمَعْنَاهُ
6664 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا، فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا بَقِيَ لَهُمْ دينهم سبعين سنة""2". [3: 69]
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سليمان بن أبي سليمان: هو أبو إسحاق الشيباني، والقاسم بن عبد الرحمن: هو الْقَاسِمُ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الهذلي.
وأخرجه الطبراني "10356" عن معاذ بن المثنى، عن مسدد بن =
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذَا خَبَرٍ شَنَّعَ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ عَلَى أَئِمَّتِنَا، وزعموا أن أصحاب الحديث حشوية، يروون مَا يَدْفَعُهُ الْعِيَانُ وَالْحِسُّ، وَيُصَحِّحُونَهُ، فَإِنْ سُئِلُوا عَنْ وَصْفِ ذَلِكَ، قَالُوا: نُؤْمِنُ بِهِ، وَلَا نفسره.
= مسرهد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/390 و451، وأبو يعلى "5009" و"5298"، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 2/235 - 236، والخطابي "غريب الحديث" 1/549 من طرق عن يزيد بن هارون، به. ووقع في إسناد الطحاوي: سليمان بن بلال، بدل "سليمان بن أبي سليمان"، ولعله خطأ من أحد الرواة.
وأخرجه أحمد 1/393 و393 - 394 و395، وأبو داود "4254"، في الفتن: باب ذكر الفتن ودلائلها، وأبو يعلى "5281"، والطحاوي 2/236، والبغوي "4225" من طرق عن سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن البراء بن ناجية، عن ابن مسعود. وزادوا فيه:"أو سبع وثلاثين"، وفي آخر الحديث عند بعضهم أن ابن مسعود قال: مما مضى أو مما بقي؟ فقال: مما "بقي"، وعند بعضهم الآخر أن السائل هو عمر بن الخطاب، وانفرد أبو داود –وعنه البغوي - في روايته فقال:"مما مضى".
وأخرجه الطيالسي "383"، والطحاوي 2/235، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/355، والخطابي 1/549، والحاكم 4/521، والبيهقي في "الدلائل" 6/393 من طرق عن منصور، به. والسائل عندهم في هذه الرواية عمر، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني "10311"، والطحاوي 2/236 من طريقين عن أبي نعيم، عن شريك، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ مِمَّا رُمِينَا بِهِ فِي شَيْءٍ، بَلْ نَقُولُ: إِنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا خَاطَبَ أُمَّتَهُ قَطُّ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْقَلْ عَنْهُ، وَلَا فِي سُنَنِهِ شَيْءٌ لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ السُّنَنَ إِذَا صَحْتَ يَجِبُ أَنْ تُرْوَى وَيُؤْمَنَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ تُفَسَّرَ وَيُعْقَلَ مَعْنَاهَا، فَقَدْ قَدَحَ فِي الرِّسَالَةِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تَكُونَ السُّنَنُ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا صِفَاتُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الَّتِي لَا يَقَعُ فِيهَا التَّكْيِيفُ، بَلْ عَلَى النَّاسِ الْإِيمَانُ بِهَا.
وَمَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ عِنْدَنَا مِمَّا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا: إِنَّ الْعَرَبَ تُطْلِقُ اسْمَ الشَّيْءِ بِالْكُلِّيَةِ عَلَى بَعْضِ أَجْزَائِهِ، وَتُطْلِقُ الْعَرَبُ فِي لُغَتِهَا اسْمَ النِّهَايَةِ عَلَى بِدَايِتِهَا، وَاسْمَ الْبِدَايَةِ عَلَى نِهَايَتِهَا، أراد صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ:"تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ" زَوَالَ الْأَمْرِ عَنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ، لِأَنَّ الْحُكْمَيْنِ كَانَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، فَلَمَّا تَلَعْثَمَ الْأَمْرُ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَشَارَكَهُمْ فِيهِ بَنُو أُمَيَّةَ، أَطْلَقَ صلى الله عليه وسلم اسْمَ نِهَايَةِ أَمْرِهِمْ عَلَى بِدَايَتِهِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا اسْتِخْلَافَهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ إحدى ومئة، وَبَايَعَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الملك، وتوفي يزيد بن عبد الملك ببلقاءة"1" مِنْ أَرْضِ الشَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بقين من شعبان
"1" هي عند المتقدمين تنتظم أكثر مدن المملكة الأردنية الهاشمية من إربد إلى معان، وهي اليوم إحدى محافظات المملكة، قاعدتها السلط، وقال الإمام الذهبي في السير 5/153: قيل: مات بسواد الأردن، وقال أبو مسهر: مات بإربد.
سنة خمس ومئة، وَبَايَعَ النَّاسُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَاهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَوَلَّى هِشَامٌ خَالِدَ بْنَ عبد الله القسري الْعِرَاقَ، وَعَزَلَ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ فِي أَوَّلِ سنة ست ومئة، وَظَهَرَتِ الدُّعَاةُ بِخُرَاسَانَ لِبَنِي الْعَبَّاسِ، وَبَايَعُوا سُلَيْمَانَ بْنَ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيَّ الدَّاعِيَ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ، فخرج في سنة ست ومئة إِلَى مَكَّةَ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ لِبَنِي هَاشِمٍ، فَكَانَ ذَلِكَ تَلَعْثُمَ أُمُورِ بَنِي أُمَيَّةَ حَيْثُ شَارَكَهُمْ فِيهِ بَنُو هَاشِمٍ، فَأَطْلَقَ صلى الله عليه وسلم نِهَايَةِ أَمْرِهِمْ عَلَى بِدَايَتِهِ، وَقَالَ:"وَإِنْ بَقُوا بَقِيَ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ سَنَةً" يُرِيدُ عَلَى ما كانوا عليه "1". [3: 69]
"1" قال الحافظ في "الفتح" 13/215: وقد تكلم ابن حبان على معنى حديث "تدور رحى الإسلام" فقال: المراد بقوله: " تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين" انتقال أمر الخلافة إلى بني أمية، وذلك أن قيام معاوية عن علي بصفين حتى وقع التحكيم هو مبدأ مشاركة بني أمية، ثم استمر الأمر في بني أمية من يومئذ سبعين سنة، فكان أول ما ظهرت دعاة بني العباس بخراسان سنة ست ومائة، وساق بعبارة طويلة عليه مؤاخذات كثيرة أولها: دعواه أن قصة الحكمين كانت في أواخر سنة ست وثلاثين وهو خلاف ما اتفق عليه أصحاب الأخبار، فإنها كانت بعد وقعة صفين بعدة أشهر وكانت سنة سبع وثلاثين، والذي قدمته أولى بأن يحمل الحديث عليه.
قلت: كلام الحافظ الذي قدمه: والذي يظهر أن المراد بقوله: "تدور رحى الإسلام" أن تدوم على الاستقامة، وأن ابتداء ذلك من أول البعثة النبوية، فيكون انتهاء المدة بقتل عمر في ذي الحجة سنة أربع وعشرين من الهجرة، فإذا انضم إلى ذلك اثنتا عشرة سنة وستة أشهر من المبعث في رمضان كانت المدة خمسا وثلاثين سنة وستة أشهر، فيكون ذلك جميع المدة النبوية ومدة الخليفتين بعده خاصة، ويؤيده حديث حذيفة الماضي قريبا الذي يشير إلى =
= أن باب الأمن من الفتنة يكسر بقتل عمر، فيفتح باب الفتن، وكان الأمر على ما ذكر، وأما قوله في بقية الحديث:"فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم سبعين سنة" فيكون المراد بذلك انقضاء أعمارهم، وتكون المدة سبعين سنة إذا جعل ابتداؤها من أول سنة ثلاثين عند انقضاء ست سنين من خلافة عثمان، فإن ابتداء الطعن فيه إلى أن آل الأمر إلى قتله كان بعد ست سنين مضت من خلافته، وعند انقضاء السبعين لم يبق من الصحابة أحد، فهذا الذي يظهر لي في معنى الحديث، ولا تعرض فيه لما يتعلق باثني عشر خليفة ز
قلت: وانظر اختلاف أهل العلم في بيان معنى هذا الحديث في "شرح مشكل الآثار" 2/236 - 237، و"غريب الحديث" 1/549 - 551، و"الفقيه والمتفقه"1/106، و"جامع الأصول" 11/782، و"مرقاة المفاتيح" 5/152/153.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ نِسَائِهِ لُحُوقًا بِهِ بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم
6665 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيُّهُنَّ أَطْوَلُ، قَالَتْ: فَكَانَ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تعمل بيدها وتتصدق"1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن يحيى، فمن رجال مسلم. وهو مكرر الحديث رقم "3314"
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ كَوْنِ الصَّحَابَةِ فِيهِمْ أَوِ التَّابِعِينَ
6666 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بشار، قال: حدثناذكر الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ كَوْنِ الصَّحَابَةِ فِيهِمْ أَوِ التَّابِعِينَ
[6666]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِيهِ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِيهِ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِيهِ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مَنْ صاحبهم؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح، إبراهيم بن بشار: هو الرمادي، حافظ روى له أبو داود والترمذي، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهو مكرر "4768".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَوْتِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ
6667 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَأَطْعَمَتْهُ، ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ، أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ على الأسرة - يشك أيهما - قالتذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَوْتِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ
[6667]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَأَطْعَمَتْهُ، ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ، أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ - يَشُكُّ أَيُّهُمَا - قَالَتْ
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ " كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ:"أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ" فَرَكِبَتْ أُمُّ حَرَامٍ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنَ البحر، فهلكت"1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/464 - 465في الجهاد: باب الترغيب في الجهاد. وقد تقدم تخريجه عند الحديث رقم "4608" فانظره هناك.
ذكر الإخبار عن إخراج النار أباذر الغفاري من المدينة
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِخْرَاجِ النَّاسِ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ مِنَ الْمَدِينَةَ
6668 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَتَانِي نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:"أَلَا أَرَاكَ نَائِمًا فِيهِ" قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، غَلَبَتْنِي عَيْنِي، قَالَ:"فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهُ" قُلْتُ: مَا أَصْنَعُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَضْرِبُ بِسَيْفِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ وَأَقْرَبُ رشداتسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك""1". [3: 69] ،
"1" إسناده ضعيف، عم أبي حرب بن أبي الأسود لا يعرف، ولم يرو عنه غيره، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد 5/156 عن علي بن عبد الله، عن معتمر بن سليمان، بهذا السند.
وأخرجه مختصرا إلى قوله "غلبتني عيني": الدارمي 1/325 عن سعيد بن المغيرة، عن معتمر، به.
وأخرجه بأطول مما هنا أحمد 5/144 و6/457 من طريقين عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم وأسماء بنت يزيد، عن أبي ذر
…
وشهر ضعيف.
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه حديث أبي ذر
…
ذكر خبر ثاني يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6669 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُقَيْرٍ الْقَيْسِيِّ قَالَ:
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3-4] قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى نَعَسْتُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ"، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ " قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ، أَكُونُ حَمَامًا مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ، قَالَ:"كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ؟ " قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، قَالَ:" فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا؟ " قُلْتُ: إذا والذي بعثك بالحق آخذ سيفي، ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه حديث أبي ذر
…
ذكر خبر ثاني يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
[6669]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُقَيْرٍ الْقَيْسِيِّ قَالَ:
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3-4] قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى نَعَسْتُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ"، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ " قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ، أَكُونُ حَمَامًا مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ، قَالَ:"كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ؟ " قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، قَالَ:" فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا؟ " قُلْتُ: إِذًا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ آخُذُ سَيْفِي،
فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أوخير مِنْ ذَلِكَ، تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ مُجَدَّعٍ""1". [3: 69]
"1" إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ضريب بن نقير لم يدرك أبا ذر ولا سمع منه. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه أحمد 5/178 - 179، وأحمد بن منيع في مسنده –كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 268/1 - عن يزيد بن هارون، عن كهمس بن الحسن، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي بطوله في "المجمع" 5/223 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا سليل ضريب بن نقير لم يدرك أبا ذر.
وأخرجه مختصرا إلى قولهم: "لكفتهم" الحاكم 2/492 من طريق محمد بن عبد السلام، عن إسحاق بن إبراهيم، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه مختصرا كذلك النسائي في التفسير كما في "التحفة" 9/165، وابن ماجه "4220" في الزهد: باب الورع والتقوى، من طرق عن المعتمر بن سليمان، عن كهمس بن الحسن، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، أبو السليل لم يدرك أبا ذر، قاله في "التهذيب".
قلت: الثابت أن أبا ذر إنما نزل الربذة باختياره، وعثمان رضي الله عنه إنما أمره بالتنحي عن المدينة لدفع المفسدة التي خافها على غيره من مذهبه الذي انفرد به في حرمة ادخار المال ولو أديت زكاته، فاختار الربذة، فقد روى البخاري في "صحيحه""1406" عن زيد بن وهب، قال: مررت بالربذة، فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك، وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عثمان: أن أقدم المدينة، فقدمتها، فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت، فكنت قريبا. فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 4/232 بإسناد صحيح عن عبد الله بن الصامت قال: دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان من الباب الذي لا يدخل عليه منه، قال وتخوفنا عثمان عليه، فانتهى إليه، فسلم عليه، ثم ما بدأه بشيء إلا أن قال: أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين –يريد الخوارج - والله ما أنا منهم ولا أدركهم
…
ثم استأذنه إلى الربذة، فقال عثمان: نعم، نأذن لك، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، فتصيب من رسلها
…
قلت: كان مذهب أبي ذر رضي الله عنه أن الزهد واجب، وأن ما أمسكه الإنسان فاضلا عن حاجته من النقدين، فهو كنز يكوى به في النار، وكان يحتج بقوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، فجعل الكنز ما يفضل عن الحاجة، واحتج بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه قال:"يا أبا ذر، ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا يمضي عليه ثالثة وعندي منه دينار، إلا دينارا أرصده لدين"، وأنه قال:"الأكثرون هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا"
وجماهير الصحابة والتابعين على خلاف هذا القول، فإنه قد ثبت في "الصحيح""1405"، عن النبي أنه قال:"ليس فيما دون خمسة أواق صدقة"، وقال البخاري في "صحيحه" في كتاب الزكاة: باب ما أدي زكاته فليس بكنز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ليس فيما دون خمسة أواق صدقة".
قال ابن بطال وغيره: وجه استدلال البخاري بهذا الحديث للترجمة أن الكنز المنفي هو المتوعد عليه، الموجب لصاحبه النار، لا مطلق الكنز الذي هو أعم من ذلك، وإذا تقرر ذلك، فحديث "لا صدقة فيما دون خمس أواق" مفهومه أن ما زاد على الخمس ففيه الصدقة، ومقتضاه أن كل مال أخرجت =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= منه الصدقة، فلا وعيد على صاحبه، فلا يسمى ما يفضل بعد إخراجه الصدقة كنزا.
وقال ابن رشيد: وجه التمسك به أن ما دون الخمس - وهو الذي لا تجب فيه الزكاة - قد عفي عن الحق فيه، فليس بكنز قطعا، والله قد أثنى على فاعل الزكاة، ومن أثني عليه في واجب حق المال لم يلحقه ذم من جهة ما أثنى عليه فيه وهو المال.
وقال جمهور الصحابة: الكنز هو المال الذي لم تؤد حقوقه، فقد روى البخاري "1404" عن خالد بن أسلم قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، قال ابن عمر رضي الله عنهما: من كنزهما فلم يؤد زكاتهما، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال.
وقال ابن عمر: الكنز هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة. رواه مالك في "الموطأ" 1/256 وإسناده صحيح، ورواه البيهقي في "سننه" 4/82 عن ابن عمر موقوفا عليه بلفظ:"كل ما أديت زكاته، وإن كان تحت سبع أرضين، فليس بكنز".
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أديت زكاة مالك، فقد قضيت ما عليك" رواه الترمذي "618"، وابن ماجه "1788"، وسنده حسن كما قال الترمذي، وصححه ابن حبان "3216".
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الزكاة، فقال رجل: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تتطوع". متفق عليه من حديث طلحة بن عبيد الله.
وفي المتفق عليه أن سعد بن أبي وقاص وجع عام حجة الوداع، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني قد بلغ مني الوجع ما ترى، وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال "لا" قلت: فالشطر يا رسول الله؟ فقال: "لا"، قلت: فالثلث يا رسول الله؟ قال: "الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في امرأتك".
وقد قسم الله المواريث في القرآن، ولا يكون الميراث إلا لمن خلف مالا، وقد كان غير واحد من الصحابة له مال على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، بل ومن المهاجرين، وكذلك كان غير واحد من الأنبياء له مال.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه إيجاب، إنما قال:"ما أحب أن يمضي علي ثالثة وعندي منه شيء" فهذا يدل على استحباب إخراج ذلك قبل الثالثة، لا على وجوبه.
وكذلك قوله: "المكثرون هم المقلون" دليل على أن من كثر ماله، قلت حسناته يوم القيامة إذا لم يخرج منه، وذلك لا يوجب أن يكون الرجل القليل الحسنات من أهل النار إذا لم يأت كبيرة، ولم يترك فريضة من الفرائض.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَوْتِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
6670 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ، بكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: مالي لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، قَالَ: فَلَا تَبْكِي وَأَبْشِرِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ:"لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةِ جَمَاعَةٍ وأنا الذي أموت بفلاة، واللهذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَوْتِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[6670]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ، بَكَيْتُ، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: مالي لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، قَالَ: فَلَا تَبْكِي وَأَبْشِرِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ:"لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةِ جَمَاعَةٍ وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، وَاللَّهِ
مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ، قَالَتْ: وَأَنَّى وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ وَانْقَطَعَتِ الطُّرُقُ، قَالَ: اذْهَبِي فَتَبَصَّرِي.
قَالَتْ: فَكُنْتُ أَجِيءُ إِلَى كَثِيبٍ، فَأَتَبَصَّرُ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَأُمَرِّضُهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ"1"، فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ، وَقَالُوا: مَا لَكِ أَمَةَ اللَّهِ؟ قُلْتُ لَهُمُ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ، تُكَفِّنُونَهُ؟ قَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ، قَالُوا: صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: "لَيَمُوتَنَّ"2" مِنْكُمْ رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ أَحَدٌ إِلَّا هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ إِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لِي أَوْ لِامْرَأَتِي، لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ لِي أَوْ لَهَا، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنْ لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا عَمِّ أَنَا أكفنك، لم أصب مما ذكرت شيئا،
"1"الرخم بالتحريك، واحد الرخمة؛ وهو طائر أبقع من الجوارح، يشبه النسر في الخلقة.
"2" في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 365: ليموت، وما أثبته من المصادر التي خرجت الحديث.
أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا وَفِي ثَوْبَيْنِ"1" فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي حَاكَتْهُمَا لِي، فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِيُّ، فِي النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدُوهُ، مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الْأَدْبَرِ، وَمَالِكُ بْنُ الْأَشْتَرِ فِي نَفَرٍ كلهم يمان"2". [3: 69]
"1" في الأصل و"التقاسيم": في ثوب، والمثبت من مصادر التخريج.
"2" حديث قوي، إبراهيم بن الأشتر: هو إبراهيم بن مالك بن الحارث، روى عن أبيه وعمر، وروى عنه جمع، وذكره المؤلف في "ثقاته" 4/12، وكان من أعيان الأمراء بالكوفة، وأبوه مالك بن الحارث المعروف بالأشتر روى عنه جمع، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان من أصحاب علي، وشهد معه الجمل وصفين ومشاهده كلها، وولاه على مصر، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره المؤلف في "الثقات"، وهو من المخضرمين وروى له النسائي، وأم ذر ذكرها المؤلف في ثقات التابعين 5/593، ويقال: لها صحبة، وترجمها الحافظ في "الإصابة" 4/430، وباقي رجاله من رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان فمن رجال مسلم. يحيى بن سليم: هو الطائفي، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/169 - 170 عن أحمد بن محمد بن سنان، عن محمد بن إسحاق الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/155 عن إسحاق بن عيسى، وابن سعد في "الطبقات" 4/233 - 234 عن إسحاق بن إسرائيل، والبزار "2716" عن يوسف بن موسى، ثلاثتهم عن يحيى بن سليم، به. ورواية أحمد مختصرة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/358 من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا عفان بن مسلم، عن وهيب بن خالد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.
وأخرجه أحمد 5/166، وابن سعد 4/232 - 233 عن عفان بن مسلم، عن وهيب بن خالد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت
…
فذكره. قال الهيثمي في "المجمع" 9/332، ونسبه إلى أحمد: رجاله رجال الصحيح! وأخرجه مختصرا بالقسم الأخير منه الحاكم 3/337 - 338 من طريق زائدة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد قال: قال أبو ذر لنفر عنده: إنه قد حضرني فيما ترون من الموت
…
ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ مَوْتِ أَبِي ذَرٍّ
6671 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا"1"ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي، وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، وَلَا يَدَانِ لِي فِي تَغْيِيبِكَ، قَالَ: أَبْشِرِي وَلَا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثٌ فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ، فَيَرَيَانِ"2" النَّارَ أَبَدًا" وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: "لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ، فَقُلْتُ: أَنَّى وَقَدْ ذَهَبَتِ الْحَاجُّ"3"، وَتَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ، فَقَالَ: اذهبي فتبصري، قالت: فكنت
= وأخرجه مختصرا بالقسم الأخير منه الحاكم 3/337 - 338 من طريق زائدة، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مجاهد قال: قال أبو ذر لنفر عنده: إنه قد حضرني فيما ترون من الموت
…
"1" في الأصل: أبو، والجادة ما أثبت، وهي كذلك عند غير المؤلف.
"2" في الأصل: فيران، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 419.
"3" تحرفت في الأصل و "التقاسيم" إلى: الحياة، والتصحيح من مصادر التخريج.
أَشْتَدُّ إِلَى الْكَثِيبِ أَتَبَصَّرُ ثُمَّ أَرْجِعُ فَأُمَرِّضُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ وَأَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رَحْلِهِمْ، كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ، قَالَتْ: فَأَسْرَعُوا إِلَيَّ حِينَ وَقَفُوا عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا أَمَةَ اللَّهِ مَا لَكِ؟ قُلْتُ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ فَتُكَفِّنُونَهُ؟ قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ. قَالُوا: صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَبْشِرُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ:"لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ فِي جَمَاعَةٍ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، إِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لِي أَوْ لِامْرَأَتِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لَهَا، إِنِّي أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ أَنْ يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا، فَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النفر أحد وَقَدْ قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: أَنَا أُكَفِّنُكَ يَا عَمِّ، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا، وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عيبتي من غزل أمي، قال: أنت فكفني، فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِيُّ فِي"1" النَّفَرِ الَّذِينَ حَضَرُوا، وَقَامُوا عليه، ودفنوه في نفر كلهم يمان"2". [3: 69]
"1" تحرفت في الأصل إلى: "لا".
"2" هو مكرر ما قبله. وأخرجه الحاكم 3/344 - 346، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/401 - 402 من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد. وأورده ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/215 - 217 من طريق علي بن المديني، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَوَّلَ فَتْحٍ يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدَهُ فَتْحُ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ
6672 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي هَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الدَّجَّالَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ أَتَوْهُ لِيُسْلِمُوا عَلَيْهِ، وَعَلَيْهِمُ الصُّوفُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ تَغْزُونَ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ تغزون الدجال فيفتحه"1" الله عليكم""2". [3: 69]
"1" في الأصل: فيفتحها.
"2" إسناده صحيح، النفيلي: هو سعيد بن حفص بن عمرو، وهو ثقة روى له النسائي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، غير أن صحابيه نافع عتبة أخرج حديثه مسلم وحده. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي.
وأخرجه أحمد 4/337 و338، وابن أبي شيبة 15/146 - 147، ومسلم "2900" في الفتن وأشراط الساعة: باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال، وابن ماجه "4091" في الفتن: باب الملاحم، والحاكم 4/4/426 من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. وقد وهم الحاكم فاستدركه على مسلم، وقدم في روايته قتال الروم على فارس، ولم يذكر ابن ماجه في روايته قتال فارس.
وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 8/81 - 82 فقال: قال موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عمير، به.
وانظر "6809".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ الْيَمَنِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم
6673 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ"1"، خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ فَيَبُسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ الْعِرَاقُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ فَيَبُسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ"2" بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لهم لو كانوا يعلمون""3". [3: 69]
"1"في الأصل: فالمدينة، والمثبت من "التقاسيم" 3/لوحة 359.
"2" في الأصل: ويتحملون، والمثبت من "التقاسيم"
"3" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "الموطأ" 2/887 - 888 في الجامع: باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
ومن طريق مالك أخرجه أحمد 5/220، والبخاري "1875" في فضائل المدينة: باب من رغب عن المدينة، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/19، والطبراني "6408"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار""1112" بتحقيقنا، والبغوي "2018". والحديث عند بعضهم مختصر.
وأخرجه عبد الرزاق "17159"، وأحمد 5/220، والحميدي "865"، ومسلم "1388" في الحج: باب الترغيب في المدينة عند فتح =
قال الشيخ: يبسون، أي ينسلون"1".
= الأمصار، والنسائي في "الكبرى"، والطبراني "6407" و "6409" و "6410" و "6411" و "6412"، والطحاوي "1113"، والبيهقي في "الدلائل" 6/320، والبغوي "2018" من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. زاد الطبراني في إحدى رواياته "6411" قال عروة: ثم لقيت سفيان بن أبي زهير عند موته، فأخبرني بهذا الحديث، وفي بعض طرق الحديث:"ثم تفتح الشام، ثم تفتح العراق".
ومعنى الحديث أن اليمن والشام والعراق تفتح، فتنال إعجاب أقوام، لما فيها من الرخاء وطيب العيش، فيحملهم ذلك على المهاجرة إليها بأنفسهم وأهليهم حتى يخرجوا من المدينة، والحال أن الإقامة في المدينة خير لهم؛ لأنها حرم الرسول، وجواره، ومهبط الوحي، ومنزل البركات لو كانوا يعلمون ما في الإقامة بها من الفوائد الدينية بالعوائد الأخروية التي يستحقر دونها ما يجدونه من الحظوظ الفانية العاجلة بسبب الإقامة في غيرها.
"1" أي يسرعون. وقال الزرقاني في "شرح الموطأ" 4/224: يبسون، بفتح التحتية وكسر الموحدة من الثلاثي، رواه يحيى، ولا يصح عنه غيره، وكذا رواه ابن بكير، وقال: معناه: يسيرون، من قوله {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} أي سارت، وذكر ابن حبيب هذا التفسير عن مالك، وكذا رواه ابن نافع وغيره عنه، فإنكار عبد الملك بن حبيب رواية يحيى ليس بشيء، لأنه لم ينفرد بها بل تابعه ابن بكير، وابن نافع، وابن حبيب وغيرهم عن مالك، ورواه ابن القاسم بفتح التحتية وضم الموحدة ثلاثيا أيضا من باب نصر، أي: يسرعون السير، وقيل: يزجرون دوابهم، وقيل: يسألون عن البلدان وأخبارها ليتحملوا إليها، وهذا لا يكاد يعرف لغة، ورواه ابن وهب:"يُبِسُّون" بضم التحتية، وكسر الموحدة، وضم المهملة رباعي من "أبس"، وقال معناهيزينون لهم الخروج من المدينة، أي: ويزينون البلد الذي جاؤوا منه، ويحببونه إليهم، وصوبه ابن حبيب، قاله أبو عمر ملخصا.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ الْمُسْلِمِينَ الْحِيرَةَ بَعْدَهُ
6674 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حَازِمٍ
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: "مُثِّلَتْ لِيَ الْحِيرَةُ كَأَنْيَابِ الْكِلَابِ، وَإِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَهَا" فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنَةَ بُقَيْلَةَ "1"، فَقَالَ:"هِيَ لَكَ"، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهَا، فَجَاءَ أَبُوهَا، فَقَالَ: أَتَبِيعُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ بِكُمْ؟ احْتَكِمْ مَا شِئْتَ، قَالَ: بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: قَدْ أَخَذْتَهَا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ قُلْتَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا، قَالَ: وَهَلْ عَدَدٌ أَكْثَرُ من ألف "2"! [3: 69]
"1"تحرفت في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 359 إلى: قتيلة، والتصويب من مصادر التخريج، وبنو بقيلة بطن من الأزد في الحيرة، منهم عبد المسيح بن بقيلة وغيره، وابنة بقيلة هي الشيماء.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات من رجال الشيخين غير محمد بن يحيى بن أبي عمر، فمن رجال مسلم. سفيان هو ابن عيينة.
وأخرجه الطبراني 17/"183"، والبيهقي في "السنن" 9/136، وفي "الدلائل" 6/326 من طرق عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، بهذا الإسناد. وفي رواية الطبراني:"فجاء أخوها" قال الهيثمي في "المجمع" 6/212: رجاله رجال الصحيح.
قلت: وصاحب القصة هو خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وقد أخرجه من حديثه مطولا الطبراني في "الكبير""4168"، والبيهقي في "الدلائل" 5/267 - 269، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/129 - 130، وفيه أن الذي الشيماء منه هو أخوها عبد المسيح بن بقيلة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/223 وقال: رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم، وقال الحاكم في "المستدرك" 3/327 بعد أن أورد طرفا من أوله، ومن طريقه أخرجه البيهقي: هذا حديث تفرد به رواته الأعراب عن آبائهم، وأمثالهم من الرواة لا يضعون، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ الْمُسْلِمِينَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ بَعْدَهُ
6675 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ:"أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي خِبَاءٍ مِنْ أَدَمٍ، فَجَلَسْتُ فِي فَنَاءِ الْخِبَاءِ، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ فَقَالَ: "ادْخُلْ يَا عَوْفُ" فَقُلْتُ: كُلِّي، فَقَالَ: "كُلُّكَ" فَدَخَلْتُ فَوَافَقْتُهُ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا، ثُمَّ قَالَ: "يَا عَوْفُ احْفَظْ خِلَالًا سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي" قَالَ عَوْفٌ: فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُلْ إِحْدَى" فَقُلْتُ: إِحْدَى، ثُمَّ قَالَ: " فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ يَظْهَرُ فِيكُمْ دَاءٌ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ فِيكُمْ، حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ حَتَّى لَا يَبْقَى بَيْتٌ مُؤْمِنٌ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ صُلْحٌ يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا" "1". [3: 69]
"1"حديث صحيح، هشام بن عمار –وإن كان فيه كلام - قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عبد الله بن زبر فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري "3176" في الجزية والموادعة: باب ما يحذر من الغدر، ومن طريقه البغوي "4248"عن الحميدي، وأبو داود "5000" في الأدب: باب ما جاء في المزاح، عن مؤمل بن الفضل، وابن ماجه "4042" في الفتن: باب أشراط الساعة، والطبراني 18/"70"، وابن منده في "الإيمان""998" عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم، والبيهقي في "السنن" 9/223، وفي "الدلائل" 6/320 - 321 عن محمد بن المثنى، وفي "الدلائل" أيضا 6/383 عن موسى ين عامر، خمستهم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة، وزاد الطبراني في إسناده بين عبد الله بن العلاء وبين بسر بن عبيد الله: زيد بن واقد، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه من طرق عن عوف بن مالك أحمد 6/22 و27، والطبراني 18/"71" و"72" و"98" و"119" و"122" و"148" و"150"، وابن منده "999" و"1000".
وقوله: "ثم استفاضة المال" أي كثرته، قال الحافظ: وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، والفتنة المشار إليها افتتحت بقتل عثمان، واستمرت الفتن بعده.
وبنو الأصفر: هم الروم، والغاية: هي الراية، سميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَرْضَ بَرْبَرَ
"1"
6676 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ
"1" البربر اسم يطلق على سكان إفريقيا الشمالية من برقة إلى المحيط، وهم أمم وقبائل لا تكاد تنحصر، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله، ويقال لمجموع بلادهم البربر، ولكن المؤلف رحمه الله يعني بقوله هذا أرض مصر، فإنه قد أدرج تحت هذا العنوان الحديث الذي يدل عليها ويشير إليها، ونقل بإثره عن حرملة شيخ شيخه في هذا الحديث أن لفظ القيراط يستعمله قبط مصر، ويطلقونه على أعيادهم وكل مجمع لهم، وفي حديث كعب بن مالك الآتي في تخريج حديث الباب:"إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا" وهو يعين المراد من حديث الباب.
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خيرا، فإن لهم ذمة ورحما""1".
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد 5/174، ومسلم "2543" "226" في فضائل الصحابة: باب وصية النبي صلى الله عليه وسلمبأهل مصر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/123 - 124، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" ص 2 - 3، والبيهقي في "السنن" 9/206، وفي "الدلائل" 6/321 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "
…
فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها"، قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة، يتنازاعان في موضع لبنة، فخرج منها.
وأخرجه أحمد 5/173 - 174، ومسلم "2543""227" عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن حرملة بن عمران، عن أبي بصرة الغفاري، عن أبي ذر. وفيه:"فإن لهم ذمة ورحما، أو قال: ذمة وصهرا".
قال النووي في "شرح مسلم" 16/97: وأما الذمة: فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر، فلكون مارية أم إبراهيم منهم.
قلت: وفي الباب عن كعب بن مالك عند عبد الرزاق "9996" و"9997" =
قَالَ حَرْمَلَةُ: يَعْنِي بِالْقِيرَاطِ أَنَّ قِبْطَ مِصْرَ يُسَمُّونَ أَعْيَادَهُمْ وَكُلَّ مَجْمَعٍ لَهُمُ: الْقِيرَاطَ، يَقُولُونَ: نشهد القيراط"1". [3: 69]
= و"9998"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/124، والطبراني 19/"111" و"112" و"113"، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 3، والحاكم 2/553، والبيهقي في "الدلائل" 6/322، مرفوعا بلفظ:"إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما"، قال الزهري: فالرحم أن أم إسماعيل منهم. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
"1" وقال النووي: قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَوِّي الْمُسْلِمِينَ بِأَهْلِ الْمَغْرِبِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْكَفَرَةِ
6677 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولَانِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّكُمْ ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ، فَإِنَّهُ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلَاغٌ إِلَى عدوكم بإذن الله" يعني قبط مصر"2". [3: 69]
"2" رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه مرسل، أبو عبد الرحمن الحبلي –واسمه عبد الله بن زيد - تابعي ثقة، روى له مسلم، وأصحاب السنن، وعمرو بن حريث هذا مصري روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، قال البخاري في "تاريخه" 6/321: عمرو بن حريث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وقال يحيى بن معين في "تاريخه" ص 441: عمرو بن حريث الذي يروي عنه أبو هانئ: "استوصوا بالقبط خيرا" هو عمرو بن حريث، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، إنما هو رجل من أهل مصر.
قلت: وقد أخطأ المؤلف هنا فظنه صحابيا، مع أنه ذكره في كتاب "الثقات" 5/179 في ثقات التابعين، لكنه أخطأ في تقييده بالمخزومي، فذاك آخر، وهو صحابي صغير روى له الجماعة، وذكره المؤلف في "ثقاته" 3/272 في قسم الصحابة. وعبد الله بن يزيد، هو أبو عبد الرحمن المقرئ المكي، وحيوة: هو ابن شريح أبو زرعة المصري، وهو في "مسند أبي يعلى""1473"، ومن طريقه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/214.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/64 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" ص 3 عن عبد الملك بن مسلمة، عن ابن وهب، عن أبي هانئ الخولاني، به.
وأخرجه أيضا عن أبي الأسود، عن ابن لهيعة، عن أبي هانئ، به.
قلت: ولعمرو بن حريث هذا حديث آخر في التخفيف عن العامل، وقد تقدم عند المؤلف برقم "4314".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأَمْوَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
6678 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَصَدَّقُوا، فَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْمٌ يَمُرُّ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا، يَقُولُ: فَهَلَّا قَبْلَ الْيَوْمِ، فأما اليوم، فلا حاجة لي فيها""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود - وهو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي - فمن رجال مسلم. معبد بن خالد: هو الجدلي الكوفي. وهو في "مسند الطيالسي""1239" بنحو هذا اللفظ.
وأخرجه أحمد 4/306، وابن شيبة 3/111، البخاري "1411" في الزكاة: باب الصدقة قبل الرد، و"1424": باب الصدقة باليمين، و"7120" في الفتن: باب رقم "25"، ومسلم "1011" في الزكاة: باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، والنسائي 5/77 في الزكاة: باب التحريض على الصدقة، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات""641"، وأبو يعلى "1475"، والطبراني "3259" و"3260" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا الطبراني "3262" من طريق إسماعيل بن أبان، عن مسعر، عن معبد بن خالد، به.
وقوله: "ينشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها"، وقع هذا في زمن عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، فقد أخرج يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/599 عن زيد بن بشر "هو الأزدي"، حدثنا ابن وهب، قال: حدثني ابن زيد "هو عمر بن محمد"، عن عمر بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن عمر بن الخطاب قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفا وثلاثين شهرا، لا والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون من الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذكر من يضعه فيهم فلا يجده، فيرجع بماله، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس.
قلت: وهذا سند رجاله ثقات معروفون غير عمر بن أسيد فإني لم أقف على ترجمته، وقد جود الحافظ في "الفتح" 13/89 هذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَثْرَةَ الْأَمْوَالِ
6679 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ محمد، ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَثْرَةَ الْأَمْوَالِ
[6679]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لَا آتِيهِ فَأَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ بُعِثَ فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى الْأَرْضِ مِمَّا يَلِيَ الرُّومَ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ، فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَ لِي النَّاسُ، وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِي:"يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ" قَالَ قُلْتُ: إِنَّ لِي دِينًا، قَالَ:"أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ -مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا- أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:" أَلَسْتَ- تَأْكُلُ-الْمِرْبَاعَ"؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:
" فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ" قَالَ: فَتَضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ:"يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، فَإِنِّي قَدْ أَظُنُّ- أَوْ قَدْ أَرَى، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه ما يمعنك أن تسلم خصاصة تراها من حولي، وَتُوشِكُ الظَّعِينَةُ أَنْ تَرْحَلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كسرى بن هرمز، وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ -أَوْ لَيَفِيضُ- حَتَّى يُهِمَّ"1" الرَّجُلَ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَهُ صَدَقَةً".
قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: فَقَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْحَلُ مِنَ الحيرة بغير
"1" ضبط بوجهين: الأول: بضم الياء وكسر الهاء، و "الرجل" منصوب على أنه مفعول به ليهم، و "من" فاعل، وتقديره: يحزنه ويهتم له. والثاني: بفتح الياء وضم الهاء، و "الرجل" مرفوع على الفاعلية، و "من" مفعول به، وتقديره: يهم الرجل من يقبل صدقته، أي يقصده.
جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةُ، إِنَّهُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لي"1". [3: 69]
"1"إسناده قوي. إسحاق بن إبراهيم المروزي: هو ابن أبي إسرائيل أبو يعقوب المروزي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/8 - 9 من طريق عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن إبراهيم المروزي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/377 - 378 عن محمد بن أبي عدي، والبيهقي في "الدلائل" 5/342عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، به.
وأخرجه الحاكم 4/518 - 519 من طريق عبد الله بن بكير، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن أبا عبيدة بن حذيفة لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.
وأخرجه أحمد 4/257عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، والبيهقي 5/343 من طريق سعيد بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن رجل قال: قلت لعدي بن حاتم: حديث بلغني عنك
…
المرباع: هو ربع الغنيمة، يقال: ربعت القوم أربعهم: إذا أخذت ربع أموالهم، وكانوا في الجاهلية إذا غزا بعضهم بعضا وغنموا، أخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصا دون أصحابه، ويسمى ذلك الربع: المرباع.
وتضعضعت: أي خضعت وذللت.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَرْضِ النَّاسِ صَدَقَةَ الْأَمْوَالِ عَلَى النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَعَدَمِ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُمْ
6680 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قال: حدثناذكر الْإِخْبَارِ عَنْ عَرْضِ النَّاسِ صَدَقَةَ الْأَمْوَالِ عَلَى النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَعَدَمِ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُمْ
[6680]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكْثُرَ فِيكُمُ الْأَمْوَالُ، وَتَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ، وَيَقُولُ الَّذِي يعرض"1" عليه: لا أرب لي فيه""2". [3: 69]
"1" في الأصل و "التقاسيم" 3/389: يعرضه، وهو خطأ.
"2" حديث صحيح، محمد بن مشكان ذكره المؤلف فى "الثقات" 9/127، وهو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/530 عن علي، عن ورقاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1412" في الزكاة: باب الصدقة قبل الرد، و"7121" في الفتن: باب رقم "25" عن أبي اليمان، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، به.
وأخرجه أحمد 2/313، ومسلم 2/701 "61" في الزكاة: باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، والبغوي "4244" من طريقين عن أبي هريرة. وهو في "صحيفة همام""23".
وقوله: "حتى يهم" ضبطوه بوجهين، أشهرهما بضم أوله وكسر الهاء و"رب المال" مفعول: يقبل، أي يخزنه، والثاني بفتح أوله وضم الهاء، و"رب المال" فاعل و"من" مفعول، أي: يقصد. وقوله: "لا أرب لي فيه": أي: لا حاجة لي فيه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ بِهِ الصَّدَقَةَ الْفَرِيضَةَ دُونَ التَّطَوُّعِ
6681 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تقوم الساعةذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ بِهِ الصَّدَقَةَ الْفَرِيضَةَ دُونَ التَّطَوُّعِ
[6681]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ، وَيَفِيضَ حَتَّى يُخْرِجَ الرَّجُلُ زَكَاةَ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ" "1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا.
وأخرجه أحمد 2/417، ومسلم 2/701 "60" عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وزادا فيه:"وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا" زاد أحمد بعد هذا: "وحتى يكثر الهرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل القتل". وانظر "6651" و"6700".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْوَقْتِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ مَا وَصَفْنَا مِنْ سَعَةِ الْأَمْوَالِ
6682 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ، قُلْنَا مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ"2"، قُلْنَا: مِنْ أَيٍّ ذَلِكَ؟ قَالَ مِنْ قِبَلِ الرُّومِ، ثُمَّ أُسْكِتَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ، يَحْثِي المال حثيا، لا يعده عدا""3". [3: 69]
"2" في ألأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 389: مد، والتصويب من مصادر التخريج.
"3" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة – وهو المنذر بن مالك بن قطعة - فمن رجال مسلم. الجريري: هو سعيد بن إياس، وسماع إسماعيل بن إبراهيم –وهو ابن علية - من الجريري قبل اختلاطه.
وأخرجه مسلم "2913""67" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، عن أبي خيثمة زهير بن حرب وعلي بن حجر، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: قال: "أي الجريري": قلت لأبي نضرة، وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا.
وأخرجه بهذه الزيادة أحمد 3/317 عن إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه مسلم "2913"، والبيهقي في "الدلائل" 6/330 من طريق عبد الوهاب، عن سعيد بن إياس الجريري، به.
وأخرجه مختصرا بالمرفوع منه أحمد 3/38 و333، ومسلم "2914""69" من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري وجابر.
وأخرجه أيضا أحمد 3/5 و48 - 49، ومسلم "2914" من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وحده.
والقفيز: مكيال يتواضع الناس عليه، وهو عند أهل العراق ثمانية مكاكيك، والمكوك صاع ونصف، والصاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي.
والمدى: على وزن قفل: مكيال معروف لأهل الشام، يسع خمسة عشر مكوكا.
والحثي والحثو، لغتان: قال النووي في "شرح مسلم" 18/39 - 40: هو الحفن باليدين، وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات، مع سخاء نفسه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ سَعَةِ الدُّنْيَا على المسلمين
6683 -
أخبرنا بن قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا سفيان، عن محمد بن المنكدرذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ سَعَةِ الدُّنْيَا عَلَى المسلمين
[6683]
أخبرنا بن قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا جَابِرُ أَنَكَحْتَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"أَتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا؟ " قُلْتُ: أَنَّى لَنَا أَنْمَاطٌ؟ قَالَ: "أَمَا إِنَّهَا ستكون""1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، ثور بن عمرو القيسراني ذكره المؤلف في "الثقات" 8/158، وهو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سفيان هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي "1227"، والبخاري "5161" في النكاح: باب الأنماط ونحوها للنساء، ومسلم "2083" "39" في اللباس والزينة: باب جواز اتخاذ الأنماط، وأبو داود "4145" في اللباس: باب في الفرش، والنسائي 6/136 في النكاح: باب الأنماط، وأبو يعلى "1978" و"2015" من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/294، والبخاري "3631" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم "2083"، والترمذي "2774" في الأدب: باب ما جاء في الرخصة في اتخاذ الأنماط، من طرق عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، به.
والأنماط: ضرب من البسط له خمل رقيق، واحدها: نمط.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنْ سَعَةِ الدُّنْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ
6684 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ لَهُ بِهَا – يَعْنِي - عَرِيفٌ، نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عريف، ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنْ سَعَةِ الدُّنْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ
[6684]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ لَهُ بِهَا – يَعْنِي - عَرِيفٌ، نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عريف،
نَزَلَ الصُّفَّةَ، قَالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ نَزَلَ الصُّفَّةَ، قَالَ: فَرَافَقْتُ رَجُلًا فَكَانَ يُجْرَى عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الصَّلَاةِ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنَّا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَحْرَقَ التَّمْرُ بُطُونَنَا، قَالَ: فَمَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مِنْبَرِهِ، فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ:"حَتَّى مَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرُ -وَالْبَرِيرُ ثَمَرُ الْأَرَاكِ- فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ وَعُظْمُ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، فَوَاسَوْنَا فِيهِ، وَاللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَلَكِنْ لَعَلَّكُمْ تُدْرِكُونَ زَمَانًا -أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ- يَلْبَسُونَ فِيهِ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَيُغْدَى عَلَيْهِمْ، وَيُرَاحُ بالجفان""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، غير أن صحابي الحديث لم يخرج له واحد من أصحاب الكتب الستة، وليس له غير هذا الحديث. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي.
وأخرجه الطبراني "8161" عن عبدان بن أحمد، عن وهب بن بقية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/487، والطبراني "8160"، والبزار "3673" من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه من طريق أحمد: ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/90 - 91.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَتْحَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الدُّنْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ بِعَقِبِ جَدَبٍ يَلْحَقُهُمْ
6685 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَتْحَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الدُّنْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ بِعَقِبِ جَدَبٍ يَلْحَقُهُمْ
[6685]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ؛ ثُمَّ قَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى لَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكِ إِلَى مَسْجِدِكَ، كَيْفَ تَصْنَعُ"؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"تَعَفَّفْ" قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ شَدِيدٌ حَتَّى يَكُونَ الْبَيْتُ بِالْعَبْدِ كَيْفَ تَصْنَعُ"؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"اصْبِرْ، يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ -مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ- مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ"؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أُتْرَكْ؟ قَالَ: "فَائْتِ مَنْ أَنْتَ مِنْهُ، فَكُنْ فِيهِمْ"، قَالَ: فَآخُذُ سِلَاحِي؟ قَالَ: "إِذًا تُشَارِكُهُمْ فِيهِ، وَلَكِنْ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَرُوعَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وجهك يبوء بإثمك وإثمه""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه أحمد 5/49 عن مرحوم بن عبد العزيز، بهذا الإسناد. وهو مكرر الحديث "5960".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَدَاءِ الْعَجَمِ الْجِزْيَةَ إِلَى الْعَرَبِ
6686 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن جبيرذكر الْإِخْبَارِ عَنْ أَدَاءِ الْعَجَمِ الْجِزْيَةَ إِلَى الْعَرَبِ
[6686]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ، وَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَعَدَ فِيهِ، فَشَكَوْا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا، قَالَ: مَا شَأْنُ قَوْمِكَ يَشْكُونَكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: "يَا عَمِّ، إِنَّمَا أَرَدْتُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ" فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَقَامُوا، فَقَالُوا: أَجْعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟ قَالَ: وَنَزَلَتْ: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص:1] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [صّ:5]"1". [3: 69]
"1" يحيى بن عمارة، وقيل: ابن عباد، وقيل: اسمه عباد، لم يوثقه غير المؤلف، وتفرد عنه الأعمش، روى له الترمذي والنسائي، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث "3232" في التفسير: باب ومن سورة ص، عن محمد بن بشار بندار، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 4/456 عن إبراهيم بن محمد التيمي، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 23/125 عن ابن وكيع، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه الطبري 23/125 من طريق معاوية بن هشام، والواحدي في "أسباب النزول" ص 246، والحاكم 2/432 من طريق محمد بن عبد الله الأسدي، كلاهما عن سفيان، به. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الترمذي "3232" من طريق أبي أحمد الزبيري، والنسائي في "الكبرى"، والطبري 23/125 - 126 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى، به، سماه الترمذي: يحيى بن عباد، ولم ينسبه النسائي، ولم يذكر الطبري في سنده ابن عباس.
وأخرجه أحمد 1/362، والنسائي في "الكبرى"، والطبري 23/125 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأعمش، عن عباد "زاد أحمد: ابن جعفر"، عن سعيد بن جبير، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 7/142 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا كُنُوزَ آلِ كِسْرَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ
6687 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ حَدَّثَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَفْتَحَنَّ كَنْزَ آلِ كِسْرَى الْأَبْيَضَ -أَوْ قَالَ: في الأبيض - عصابة من المسلمين""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الطبراني "1902" عن سليمان بن الحسن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/103، ومسلم "2919" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل
…
، من طريق محمد بن جعفر، والحاكم 4/515 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم مستدركا عليه، ووافقه الذهبي! وأخرجه أحمد 5/100و104، ومسلم "2919""78"، والطبراني "1878" و"1915" و"2020"، والبيهقي في "الدلائل" 4/388 - 389 و389 من طرق عن سماك، به. زاد بعضهم فيه عن جابر أنه قال: فكنت فيهم، فأصابني ألف درهم.
وأخرجه أحمد 5/86و87 - 88و89، ومسلم "1822" في الإمارة: باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، والطبراني"1804" و"1805" من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، والطبراني أيضا "1878" من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن جابر بن سمرة.
والأبيض: هو القصر الأبيض.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا تَكُونُ أَحْوَالُ النَّاسِ عِنْدَ فَتْحِ خَزَائِنِ فَارِسَ عَلَيْهِمْ
6688 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ
أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ، أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ"؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَكُونُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" تَتَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ، ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ، ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ إِلَى مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَحْمِلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بعض""1". [3: 69]
= وأخرجه أحمد 5/100و104، ومسلم "2919""78"، والطبراني "1878" و"1915" و"2020"، والبيهقي في "الدلائل" 4/388 - 389 و389 من طرق عن سماك، به. زاد بعضهم فيه عن جابر أنه قال: فكنت فيهم، فأصابني ألف درهم.
وأخرجه أحمد 5/86و87 - 88و89، ومسلم "1822" في الإمارة: باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، والطبراني"1804" و"1805" من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، والطبراني أيضا "1878" من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن جابر بن سمرة.
والأبيض: هو القصر الأبيض.
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن الحارث: هو المصري.
وأخرجه مسلم "2962" في أول كتاب الزهد، وابن ماجه "3996" في الفتن: باب فتنة المال، عن عمرو بن سواد، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد وفيه:"أو غير ذلك، تتنافسون
…
".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ كِسْرَى إِذَا هَلَكَ يَهْلَكُ مُلْكُهُ بِهِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
6689 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ الله عز وجل""1". [3: 69]
"1"حديث صحيح، ابن أبي السري - وهو محمد بن المتوكل - قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي 2/186، والحميدي "1094"، وأحمد 2/240، ومسلم "2918" "75" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل
…
، والترمذي "2216" في الفتن: باب ما جاء إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار""509"، والبيهقي في "السنن" 9/177، وفي "الدلائل" 4/393، والبغوي "3728" من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20814"، وأحمد 2/233، والبخاري "3618" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"6630" في الإيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2918" من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق "20815"، ومن طريقه أحمد 2/313، والبخاري "3027" في الجهاد: باب الحرب خدعة، ومسلم "2918""76"، والبغوي "3729" عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وهو في "صحيفة همام""30". وأخرجه أحمد 2/501 من طريق محمد، والبخاري "3120"في فرض الخمس: من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لكم الغنائم" ، من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطيالسي"2580"، وأحمد 2/467"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "510" عن شعيب، عن يعلى بن عطاء عن أبي علقمة – مولى بني هشام – عن أببي هريرة.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل""508" من طريق الحارث بن أبي ذياب، عن عمه، عن أبي هريرة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ" أَرَادَ بِهِ بِأَرْضِهِ وَهِيَ الْعِرَاقُ، وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:" وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ" يُرِيدُ بِهِ بِأَرْضِهِ وَهِيَ الشَّامُ، لَا أَنَّهُ لَا يَكُونُ كسرى بعده ولا قيصر"1". [3: 69]
"1" وهذا الذي انتهى إليه المؤلف سبقه إليه الإمام الشافعي رحمه الله نقله عنه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/446 فيما حكاه المزني عنه، ونصه: قال الشافعي: كانت قريش تنتاب الشام انتيابا كثيرا، وكان كثر معاشهم منه، وتأتي العراق، فلما دخلت في الإسلام، ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم خوفا من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق، إذا فارقت الكفر ودخلت في الإسلام، مع خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام، فقال:"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده"، فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده، وقال:"إذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده" فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده، فأجابهم النبي عليه السلام على ما قالوا، فكان كما كان إلى اليوم، وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس، وقيصر ومن قام بعده بالشام، وقال في قيصر: "يثبت ملكه ببلاد الروم، وينحى ملكه عن الشام.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ حديث جابر
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6690 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ أَبَدًا، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَأَيْمُ اللَّهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا في سبيل الله""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري "3619" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/92 و99، والبخاري "3121" في فرض الخمس: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لكم الغنائم"، و"6629" في الأيمان والنذور: باب كيف كَانَ يَمِينُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ ومسلم "2919""77" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل
…
، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار "511" و"512"، والبيهقي 9/177 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ حَسْرِ الْفُرَاتِ عَنْ كَنْزِ الذَّهَبِ الَّذِي يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ
6691 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل عليه الناس، فيقتل منذكر الْإِخْبَارِ عَنْ حَسْرِ الْفُرَاتِ عَنْ كَنْزِ الذَّهَبِ الَّذِي يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ
[6691]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَحْسُرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَيُقْتَلُ مِنْ
كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ"، قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنْ أَدْرَكْتَهُ، فَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. وأخرجه أحمد 2/332 عن حسن بن موسى، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20804"، وأحمد 2/306، ومسلم "2894" "29" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، والبغوي "4240" من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. زاد بعضهم فيه:"ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هذا الخبر تفر به سهل بن أبي صالح
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ
6692 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ تِسْعَةٌ""2". [3: 69]
"2" إسناده حسن، محمد بن عمرو – وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي - صدوق روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه الحنظلي.
وأخرجه أحمد 2/261 و346 و415، وابن ماجه "4046" في الفتن: باب أشراط الساعة، من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 254/1: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات! وقوله:"فيقتل من كل عشرة تسعة"، قال الحافظ في "الفتح" 13/81: هي رواية شاذة، والمحفوظ ما عند مسلم، وشاهده من حديث أبي بن كعب:"من كل مئة تسعة وتسعون".
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَخْذِ الْمَرْءِ مِنْ كَنْزِ الذَّهَبِ الَّذِي يُحْسَرُ الْفُرَاتُ عَنْهُ
6693 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسُرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فمن حضره، فلا يأخذ منه شيئا""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سعيد الأشج: هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي.
وأخرجه البخاري "7119" في الفتن: باب خروج النار، وأبو داود "4313" في الملاحم: باب في حسر الفرات عن كنز، والترمذي "2569" في صفة الجنة: باب رقم "26"، والبغوي "4239" عن أبي سعيد الأشج، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2894""30" عن سهيل بن عثمان، عن عقبة بن خالد السكوني، به.
ذكر الخبر لمدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرب به خبيب بن عبد الرحمن
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
6694 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى التُّسْتَرِيُّ بعبدان، قال: ذكر الخبر لمدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرب به خبيب بن عبد الرحمن
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
[6694]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى التُّسْتَرِيُّ بِعَبَّدَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسُرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا""1". [3: 69]
6695 -
حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ فِي عَقِبِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" يَحْسُرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذهب""2"[3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله.
قلت: والسبب في النهي عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال عليه.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "7119"، وأبو داود "4314"، والترمذي "2570" عن الأشج، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2894""31" عن سهل بن عثمان، عن عقبة بن خالد، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ
6696 -
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ
[6696]
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسُرَ الْفُرَاتُ عَنْ تَلٍّ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ، فيقتل تسعة أعشارهم""1". [3: 69]
"1" إسناده ضعيف، إسحاق بن إبراهيم الزبيدي قال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وعمرو بن الحارث - وهو الحمصي - لم يوثقه غير المؤلف، وإسحاق مولى المغيرة مجهول الحال لم يوثقه غير المؤلف6/46 أيضا. الزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر الحمصي، ومحمد بن مسلم: هو ابن شهاب الزهري.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/388 فقال: وقال إسحاق بن العلاء، فذكره بهذا الإسناد، مختصرا إلى قوله "نم ذهب".
وقوله فيه "فيقتل تسعة أعشارهم" رواية شاذة، والصواب "من كل مئة تسع وتسعون" كما تقدم.
وأخرجه أحمد وابنه عبد الله 5/139، ومسلم "2895" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، من طرق عن خالد بن الحارث، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا، فقلت: أجل. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس، ساروا إليه، فيقوا من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله، قال: " فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مئة تسعة وتسعون" وذكره البخاري في "تاريخه" 1/388 عن قيس بن حفص، عن خالد بن الحارث، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته 5/139و140 من طريقين عن عبد الله بن حمران الحمراني، عن عبد الحميد بن جعفر، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَوْمَ يَقْتَتِلُونَ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَمَكَّنُوا مِمَّا يَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ
6697 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: فَيَجِيءُ السَّارِقُ، فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُتِلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَدَعُونَهُ لَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شيئا""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شر مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير واصل بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم. ابْنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غزوان، وأبو حازم: هو سلمان أبو حازم الأشجعي. وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 285/2، وفيه:"في هذا قطعت يدي".
وأخرجه مسلم "1013" في الزكاة: باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، والترمذي "2208" في الفتن: باب رقم "36" عن واصل بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وقرن مسلم في روايته مع واصل أبا كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال النووي في "شرح مسلم" 7/98: قال ابن السكيت: الفلذ القطعة من كبد البعير، وقال غيره: هي القطعة من اللحم، ومعنى الحديث، التشبيه، أي تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها، والاسطوان بضم الهمزة والطاء، وهو جمع أسطوانة: وهو السارية والعمود، وشبهه بالأسطوان لعظمه وكثرته.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَمْنِ النَّاسِ عِنْدَ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ فِي جَزَائِرِ الْعَرَبِ
6698 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ
عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو لَنَا! فَقَالَ:"قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ بِنِصْفَيْنِ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ فِيمَا دُونَ عَظْمِهِ وَلَحْمِهِ، فَمَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غنمه، ولكنكم تستعجلون""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري "6943" في الإكراه: باب من اختيار الضرب والقتل والهوان على الكفر، والطبراني "3638" عن مسدد، بهذا الإسناد. وقد تقدم الحديث عند المؤلف برقم "2897".
ذكر الإخبار عن إظهار الله تعالى الإسلام في أرض العرب وجزائرها
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِظْهَارِ اللَّهِ الْإِسْلَامَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ وَجَزَائِرِهَا
6699 -
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْصَارِيُّ بدمشق، قال: ذكر الإخبار عن إظهار الله تعالى الإسلام في أرض العرب وجزائرها
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِظْهَارِ اللَّهِ الْإِسْلَامَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ وَجَزَائِرِهَا
[6699]
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْصَارِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَبْقَى عَلَى الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْإِسْلَامَ بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، محمود بن خالد ثقة، روى له أصحاب السنن غير الترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير سليم بن عامر فمن رجال مسلم وحده. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وأخرجه أحمد 6/4، والطبراني 20/"601"، وابن منده في "الإيمان""1084" من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وزاد في آخره "إما يعزهم الله، فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم الله فيدينون لها"، وعند الطبراني "وإما يذلهم، فيؤدوا الجزية".
وأخرجه بهذه الزيادة ابن منده "1084"، والبيهقي في "سننه" 9/181 من طريق الوليد بن مزيد، والحاكم 4/430 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، كلاهما عن ابن جابر، به. ووقع في المطبوع من "المستدرك""فلا يدينوا لها" وهو تحريف، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! وانظر "6701".
وبيت المدر: هم أهل المدن والقرى، والوبر: هم أهل البوادي.
وفي الباب عن تميم الداري عند أحمد 4/103، والطبراني "1280"، وابن منده "1085"، والحاكم 4/430 - 431، والبيهقي 9/81، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ كَوْنِ الْعُمْرَانِ وَكَثْرَةِ الْأَنْهَارِ فِي أَرَاضِي الْعَرَبِ
6700 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل –وهو ابن أبي صالح - فقد روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به مسلم والباقون.
وأخرجه أحمد 2/370 - 371 عنه محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد، ولفظه:"لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج" قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل". وانظر تخريج الحديث رقم "6681".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ إدخال الله كملة الإسلام بيوت المدر والوبر لا الإسلام كله
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ إِدْخَالُ اللَّهِ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بُيُوتَ الْمَدَرِ وَالْوَبَرِ لَا الْإِسْلَامَ كُلَّهُ
6701 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بعز عزيز، أو بذل ذليل""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. وهو مكرر "6699".
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""1084" عن محمد بن إبراهيم بن مروان، عن أحمد بن معلى، عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اتِّبَاعِ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَنَنَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ
6702 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سِنَانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيَّ - وهم حلفاء بني الديل – أخبر
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ، خَرَجَ بِنَا مَعَهُ قِبَلَ هَوَازِنَ، حَتَّى مَرَرْنَا عَلَى سِدْرَةِ الْكُفَّارِ: سِدْرَةٌ يَعْكِفُونَ حَوْلَهَا، وَيَدْعُونَهَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السُّنَنُ، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنكم لتركبن"2" سنن من قبلكم""3". [3: 69]
"2" في الأصل و "التقاسيم": ستركبن وهو خطأ.
"3" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة –وهو ابن يحيى - فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه عبد الرزاق "20763"، وأحمد 5/218، والحميدي "848"، وابن أبي شيبة 15/101، والطيالسي "1346"، والترمذي "2180" في الفتن: باب ما جاء "لتركبن سنن من كان قبلكم"، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 11/112، وأبو يعلى "1441"، والطبراني "3290" و"3291" و"3292" و"3293" و"3294"، وابنُ أَبِي عاصم في "السنة""76" من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وعند الترمذي وأبي يعلى أن ذلك كان عند خروجهم إلى خيبر، وهو خطأ صوابه "حنين" "وقد جاء في نسخة الترمذي التي اعتمدها المبارك فوري في شرحه: حنين، والله أعلم بالصواب". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقوله: "اجْعل لنا ذاتَ أنْواط" قال ابن الأثير في "النهاية" 5/128: هي اسم شجرةٍ بعينها كانت للمشركين يَنُوطون بها سِلاحَهم: أي يُعَلِّقونه بها، ويَعْكُفون حَوْلهَا، فسألوه أن يَجْعل لهم مثلها، فنَهاهم عن ذلك، وأنْواط: جمع نَوْط، وهو مصدر سُمِّي به المَنُوط.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم "سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ" أَرَادَ بِهِ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ
6703 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فمن؟ ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يحيى الذهلي فمن رجال البخاري. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وأبو غسان: هو محمد بن مطرف.
وأخرجه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد –راوي "الصحيح" عن مسلم - عن محمد بن يحيى الذهلي، بهذا الإسناد. وقد ذكر في "صحيح مسلم" 4/2055 في العلم بإثر رواية مسلم التي قال: وحدثنا عدة من أصحابنا عن سعيد بن مريم.
وأخرجه البخاري "3456" في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم "2669" في العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى، وابنُ أَبِي عاصم في "السنة""74" من طرقٍ عن سعيد بن أبي مريم، به.
وأخرجه الطيالسي "2178"، وأحمد 3/84و89، والبخاري "7320" في الاعتصام: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم"، ومسلم "2669"، والبغوي "4196" من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه أحمد 3/94، وابن أبي عاصم "75" عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وُقُوعِ الْفِتَنِ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ مِنْهَا
6704 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعرض من الدنيا""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الترمذي "2195" في الفتن: باب ما جاء "ستكون فتن كقطع الليل المظلم" والفريابي في "صفة المنافق""101" عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد""218" عن ابن كاسب، عن عبد العزيز بن محمد، وابن أبي حازم، عن العلاء، به.
وأخرجه أحمد 2/304و372و523، ومسلم "118" في الإيمان: باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن، والفريابي"102"و"103"و"102"و"103"، والبغوي "4223" من طرق عن العلاء، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 2/390و390و391، والفريابي "102""103"، والبغوي "4223" من طرق العلاء، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 2/390و390و391، والفريابي "100" من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر_أو قال على الشوك_". قال الهيثمي في "المجمع" 7/282: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قال النووي في "شرح مسلم" 2/13: معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعا من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا، أو عكسه، وهذا لعظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب والله أعلم.
وأورده البغوي في "شرح السنة" 14/15عن الحسن أنه قال في هذا الحديث: "يصبح الرجل مؤمنا": يعني محرما لدم أخيه وعرضه وماله، ويمسي مستحلا.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفِتَنَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَصَدَ الْعَرَبَ بِتَوَقُّعِهَا دُونَ غَيْرِهِمْ
6705 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي الغيثذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفِتَنَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَصَدَ الْعَرَبَ بِتَوَقُّعِهَا دُونَ غَيْرِهِمْ
[6705]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ذَكَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْ فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ صَمَّاءَ بَكْمَاءَ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَيْلٌ لِلسَّاعِي فِيهَا مِنَ الله يوم القيامة""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فقد روى له البخاري تعليقا ومقرونا واحتج به مسلم. أبو الغيث: هو سالم أبو الغيث المدني مولى ابن مطيع.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص 874، ونسبه إلى نعيم بن حماد في "الفتن".
وأخرجه مختصرا أحمد 2/282، والبخاري "3601" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"7081"و"7082" في الفتن: باب: تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، ومسلم "2886" في الفتن: باب: نزول الفتن كمواقع القطر، والبغوي "4229" من طرق عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ أو معاذا، فليعذ، به".
وأخرج أبو داود "3264" في الفتن: باب في كف اللسان، من طريق خالد بن عمران، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف". وعبد الرحمن بن البيلماني ضعيف.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَاتِ الَّتِي تَظْهَرُ قَبْلَ وُقُوعِ الْفِتَنِ
6706 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبَادِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، يَظْهَرُ النِّفَاقُ، وَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ، وَيُتَّهَمُ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ، أَنَاخَ بِكُمُ الشُّرْف الجُونُ"، قَالُوا: وَمَا الشُّرْفُ الْجُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "فِتَنٌ كقطع الليل المظلم""1". [3: 69]
"1" خالد بن عبد الله الزبادي، ويقال: الزيادي، ترجم له البخاري 3/165، وابن أبي حاتم 3/340، وروى عنه اثنان وذكره المؤلف في "الثقات" 6/259، وأبو عثمان: هو الأصبحي كما جاء مقيدا في "المستدرك"، قيل: اسمه عبيد بن عمرو، وقيل: ابن عمير، روى عنه جمع، وذكره ابن يونس في "تاريخه"، ولم يذكر فيه جرحا، له ترجمة في "التهذيب" 7/71 - 72، و"تعجيل المنفعة" ص502 - 503، وباقي رجال السند من رجال الشيخين غير حرملة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحاكم 4/579 عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد، وصحح إسناده ووافقه الذهبي! وتحرف فيه "الشرف الجون" إلى:"السرف والحوب".
والشرف: جمعُ شاَرِف، وهي الناقة المُسِنَّة، والجون: جمع جون، وهو الأسود.
قال ابن الأثير في "النهاية" 2/463: شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنوق المسنة السود، هكذا يروى بسكون الراء، وهو جمع قليل في جَمْع "فاعل" لم يرد إلا في أسماء معدودة، قالوا: بازِل وبزل، وهو في المعتل العين كثير نحو: عاَئِذ وعُوْذ.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَمَنِّي الْمُسْلِمِينَ حُلُولَ الْمَنَايَا بِهِمْ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ
6707 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فيقول: يا ليتني مكانه""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/241 في الجنائز: باب جامع الجنائز.
ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/236، والبخاري "7115" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور، ومسلم 4/2231 "53" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل
…
وأخرجه البخاري "7121" في الفتن: باب رقم "25" في أثناء حديث مطول، عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه أحمد 2/530 عن علي، عن ورقاء، عن أبي الزناد، به.
وزاد في آخره "ما به حب لقاء الله".
قال ابن بطال: تغبط أهل القبور وتمنى الموت عند ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله، وظهور المعاصي والمنكر.
قال الحافظ: وليس هذا عاما في حق كل أحد، وإنما هو خاص بأهل الخير، وأما غيرهم، فقد يكون لما يقع لأحدهم من المصيبة في نفسه أو أهله أو دنياه، وإن لم يكن في ذلك شيء يتعلق بدينه، ويؤيده رواية مسلم 4/"54"، وابن ماجه "4037" في الفتن: باب شدة الزمان، من طرق عن محمد بن فضيل، عن أبي إسماعيل الأسلمي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء". أي الحامل له على التمني ليس الدين، بل البلاء وكثرة المحن والفتن.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مُصَالَحَةِ الْمُسْلِمِينَ الرُّومَ
6708 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حسن بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
عَنْ ذِي مِخْبَرِ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا"1" مِنْ وَرَائِهِمْ، فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ، وَتَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ، فَيَثُورُ الْمُسْلِمُ إِلَى صَلِيبِهِمْ وَهُوَ مِنْهُ غَيْرُ بَعِيدٍ، فَيَدُقُّهُ، وَتَثُورُ الرُّومُ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ، فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ، فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَةِ، فَتَقُولُ الرُّومُ لِصَاحِبِ الرُّومِ: كَفَيْنَاكَ الْعَرَبَ، فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كل غاية اثنا عشر ألفا""2". [3: 69]
"1" الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 404، وإحدى روايات أحمد 5/409 "غزوا".
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير ذي مخبر، فقد أخرج له أبو داود وابن ماجه، وذو مخبر ويقال: ذو مخمر، وكان الأوزاعي لا يرى إلا مخمر بميمين، كان فيمن قدم من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا اثنين وسبعين رجلا. ولزم النبي يخدمه، وعده بعضهم في مواليه، ثم نزل الشام، وله حديث آخر في سنن أبي داود "445" في نومهم عن صلاة الصبح
…
وأخرجه أبو داود "4293" في الملاحم: باب ما يذكر من ملاحم الروم، عن مؤمل بن الفضل.
وأخرجه مختصرا ومطولا أحمد 4/91 عن محمد بن مصعب القرقساني، وأبو داود "267" في الجهاد: باب في صلح العدو، و"4292"، وابن ماجه "4089" في الفتن: باب الملاحم، والطبراني "4230" من طريق عيسى بن يونس، والحاكم 4/421 من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وفي رواية عيسى بن يونس وبشر بن بكر أن جبير بن نفير قال لخالد بن معدان: انطلق بنا إلى ذي مخبر –ويقال: مخمر - وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 4/91 و5/409 عن روح، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، عن ذي مخمر.
وأخرجه الحاكم 4/421 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن ذي مخمر. وصحح إسناده ووافقه الذهبي! مع أن حسان بن عطية لم يدرك ذا مخمر ولم يسمع منه.
وأخرجه الطبراني مختصرا ومطولا "4229" و"4231" و"4232" و"4233" من طرق عن ذي مخبر. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ بَعْضَ الْمُسْتَمِعِينَ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ عَطِيَّةَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ مَكْحُولٍ
6709 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ بَعْضَ الْمُسْتَمِعِينَ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ عَطِيَّةَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ مَكْحُولٍ
[6709]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: مَالَ مَكْحُولٌ إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَمِلْنَا مَعَهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
أَنَّ ذَا مِخْبَرِ بن أَخِي النَّجَاشِيِّ حَدَّثَهُ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ، فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ، وَيَتَدَاوَلُونَهَا، وَصَلِيبُهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرُ بَعِيدٍ، فَيَثُورُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَدُقُّهُ، وَيَثُورُونَ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ، فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ، فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَةِ، فَيَأْتُونَ مَلِكَهُمْ فَيَقُولُونَ: كَفَيْنَاكَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ، فَيَأْتُونَ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غاية اثنا عشر ألفا""1". [3: 69]
"1" إسناد صحيح، وهو مكرر ما قبله. الوليد: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث "4089" عن عبد الرحمن بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر حديث عوف بن مالك المتقدم عند المؤلف برقم "6675".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَنْزِعُ صِحَّةَ عُقُولِ النَّاسِ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ
6710 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، وَثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، وَحَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرقاشيذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَنْزِعُ صِحَّةَ عُقُولِ النَّاسِ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ
[6710]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، وَثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، وَحَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ:"الْقَتْلُ" قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟ قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا" قَالَ: وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟ قَالَ: "إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/528 من طريقين عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن عباس بن محمد الدوري، عن يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. زاد في آخره "قال أبو موسى: والذي نفسي بيده لا أجد لي ولكم إن أدركناها إلا أن نخرج منها كما دخلناها، ولم نصب فيها دما ولا مالا".
وأخرجه بهذه الزيادة أحمد 4/391 - 392 و414 من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن حطان الرقاشي، به. وزاد في الحديث "إنا لنقتل كل عام أكثر من سبعين ألفا" وقال في آخره "إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء" وعلي بن زيد –وهو ابن جدعان - ضعيف.
وأخرجه أحمد 4/406، وابن أبي شيبة 15/105 - 106، وابن ماجه "3959" في الفتن: باب الثبت في الفتنة، من طريقين عن الحسن، حدثنا أسيد بن المتشمس، عن أبي موسى. وفيه "ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته". وهذا إسناد صحيح.
وأورد السيوطي في "الجامع الكبير" ص 325، وزاد نسبته إلى الطبراني وابن عساكر.
ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من الشُّحِّ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ بِهِمْ
6711 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: "القتلُ القتل""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم. حميد: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه مسلم 4/205 "11" في العلم: باب رفع العلم وقبضه، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6037" في الأدب: باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، ومسلم 4/"11"، عن أبي اليمان، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به، وعلقه البخاري أيضا بإثر الحديث "7061" عن شعيب، وعن الليث وابن أخي الزهري، عن الزهري.
وأخرجه أحمد 2/233، وابن أبي شيبة 15/64، والبخاري "7061" في الفتن: باب ظهور الفتن، ومسلم 4/"12"، وابن ماجه "4052" في الفتن: باب ذهاب القرآن والعلم، عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، مرسلا.
وأخرجه بنحوه أحمد 2/530 عن علي، عن ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وانظر الحديث "6651" و"6717".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقوله: "يتقارب الزمان" قال ابن بطال: معناه - والله أعلم - تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر لغلبة الفسق وظهور أهله، وقد جاء في الحديث:"لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا فإذا تساووا هلكوا": يعني لا يزالون بخير ما كان فيهم أهل فضل وصلاح وخوف من الله يلجأ إليهم عند الشدائد، ويستشفي بآرائهم، ويتبرك بدعائهم، ويؤخذ بتقويمهم وآثارهم.
وقال الطحاوي: قد يكون معناه في ترك طلب العلم خاصة، والرضا بالجهل، وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم، لأن درج العلم تتفاوت، قال تعالى:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ، وإنما يتساوون إذا كانوا جهالا، وكأنه يريد غلبة الجهل وكثرته بحيث يفقد العلم بفقد العلماء.
وقال البيضاوي: يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان تسارع الدول إلى الانقضاء والقرون إلى الانقراض، فيتقارب زمانهم، وتتدانى أيامهم.
وقال التوربشتي: يريد به اقتراب الساعة، ويحتمل أنه أراد بذلك تقارب أهل الزمان بعضهم من بعض في الشر، أو تقارب الزمان نفسه في الشر حتى يشبه أوله آخره، وقيل: بقصر أعمار أهله.
وقوله: "ينقص العلم" أي: بموت أهله، فكلما مات عالم في بلد ولم يخلفه غيره نقص العلم من تلك البلد، وفي رواية "ويقبض العلم".
وفي رواية للبخاري ومسلم: "وينقض العمل" قال ابن أبي جمرة: نقص العمل الحسي ينشأ عن نقص الدين ضرورة، وأما المعنوي، فبحسب ما يدخل من الخلل بسبب سوء المطعم، وقلة المساعد على العمل، والنفس ميالة إلى الراحة، وتحن إلى جنسها، ولكثرة شياطين الإنس الذين هم أضر من شياطين الجن.
وقوله: "ويلقى الشح" فالمراد: إلقاؤه في قلوب الناس على اختلاف أحوالهم حتى يبخل العالم بعلمه، فيترك التعليم والفتوى، ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغني بماله حتى يهلك الفقير، وليس المراد وجود أصل الشح، لأنه لم يزل موجودا.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّنْ يَكُونُ هَلَاكُ أَكْثَرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى أَيْدِيهِمْ
6712 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَانٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ". قَالَ: فَقَالَ مَرْوَانُ: والغلمان هؤلاء "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه بنحوه أحمد 2/324، والبخاري "3605" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"7058" في الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يدي أغيلمة سفهاء"، والبيهقي في "الدلائل" 6/464 - 465 من طرق عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده قال: كنت مع مروان وأبي هريرة، فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: "هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش" فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان.
قلت: وقوله "فقال مروان: غلمة" كذا اقتصر في هذه الرواية على هذه الكلمة، ورواية البخاري"لعنة الله عليهم غلمة" تفسر المراد بها، قال الحافظ: فكأن التقدير: غلمة عليهم لعنة الله أو ملعونون، أو نحو ذلك، ولم يرد التعجب ولا الاستثبات. قال الحافظ: يتعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده، فكأن الله أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد في الحجة عليهم، لعلهم يتعظون.
وأخرجه أحمد 2/536 من طريقين عن عاصم ابن بهدلة، عن يزيد بن شريك العامري قال: سمعت مروان يقول لأبي هريرة: حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وفيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هلاك هذه الأمة على يدي أغيلمة من قريش".
وأخرجه البخاري "3604"، ومسلم "2917" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل
…
، والبيهقي في"الدلائل" 6/464منة طريقين عن شعبة، عن أبي التياح، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يهلك أمتي هذا الحي من قريش"، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "لو أن الناس اعتزلوهم".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَقْوَامٍ يَكُونُ فَسَادُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى أَيْدِيهِمْ
6713 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: حَدَّثَنِي حَبِيبِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ:" إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سفهاء من قريش""1". [3: 69]
"1"حديث صحيح، محمد بن عصام بن يزيد وأبوه مترجمان عند الحديث رقم "4587"، ومالك بن ظالم لم يرو عنه غير سماك بن حرب، ولم يوثقه غير المؤلف5/387.
سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد 2/288 عن زيد بن الحباب، عن سفيان، بهذا الإسناد. بلفظ: "هلاك أمتي
…
".
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/309 عن ابن أبي شيبة، عن ابن مهدي، عن سفيان، به. وقال فيه: ابن ظالم، ولم يسمه. وأخرجه أحمد 2/304و485، ومن طريقه الحاكم 4/527عن عبد الرحمن بن مهدي، والحاكم أيضا من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن سفيان، به، بلفظ:"إن فساد أمتي
…
"وقال فيه:"عبد الله بن ظالم" ثم ساق الحاكم بسنده إلى عمرو بن علي أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم.
وأخرجه الطيالسي"2508"، وأحمد 2/299،و328، والحاكم 4/527 عن شعبة، والنسائي في الفتن من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/313، وابن حبان في "الثقات" 5/387 - 388 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن سماك بن حرب، عن مالك بن ظالم، به. رواية شعبة بلفظ:"هلاك أمتي"، ورواية أبي عوانة:"فساد أمتي".
وعلقه البخاري في "التاريخ" 7/309 عن عمرو بن مرزوق، عن شعبة، به. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُدُوثَ وَقْعِ السَّيْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْقَى إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
6714 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ
عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيُهْلِكَهُمْ، وَلَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً، فَلَا مَرَدَّ لَهُ، إِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا يُهْلَكُوا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا من غيرهمذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ حُدُوثَ وَقْعِ السَّيْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْقَى إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
[6714]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ
عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيُهْلِكَهُمْ، وَلَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً، فَلَا مَرَدَّ لَهُ، إِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا يُهْلَكُوا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غيرهم
فَيَسْتَبِيحَهُمْ، وَلَكِنْ أُلْبِسُهُمْ شِيَعًا. وَلَوِ اجْتُمِعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يُفْنِي بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا، وَإِنَّهُ سَيَرْجِعُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي إِلَى التُّرْكِ، وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَإِنَّ مِنْ أَخْوَفِ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِنَّهُمْ إِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِيهِمْ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ، وَإِنِّي خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ" "1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: الصَّوَابُ: الشرك "2".
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي أسماء –وهو عمرو بن مرثد الحربي - فمن رجال مسلم، وكذا صحابيه ثوبان، أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه مسلم "2889" في الفتن: باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضا، والبيهقي في "السنن" 9/181 من طرق عن معاذ بن هشام، به.
وأخرجه ابن ماجه "3952" في الفتن: باب ما يكون من الفتن، عن هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، به.
وسيأتي برقم "7138" من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة.
"2" أي: صواب قوله في الحديث: "سيرجع قبائل من أمتي إلى الترك" هو الشرك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ مَا يَظْهَرُ مِنْ نَقْضِ عُرَى الْإِسْلَامِ مِنْ جِهَةِ الْأُمَرَاءِ فَسَادُ الْحُكْمِ وَالْحُكَّامِ
6715 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتُنْتَقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوَةٌ، تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا: الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ: الصلاة""1". [3: 69]
"1"إسناده قوي، عبد العزيز بن إسماعيل روى عنه جمع، ووثقه المؤلف7/110، وقال ابن أبي حاتم 5/377: سألت أبي عنه، فقال: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات. إسحاق بن إبراهيم المروزي: هو ابن كامجرا.
وأخرجه أحمد 5/251، ومن طريقه الطبراني "7486"، والحاكم 4/92 عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد وقع عند الحاكم "عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وقال: عبد العزيز هذا هو ابن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، وإسماعيل: هو ابن عبيد الله بن المهاجر، والإسناد كله صحيح ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عبد العزيز ضعيف. قلت: وهذا وهم مبين وقعا فيه رحمهما الله، فقد تحرف عليهما "عبد العزيز بن إسماعيل"إلى "عبد العزيز عن إسماعيل"فظنا أنهما اثنان.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/281ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: رجالهما رجال الصحيح.
وفي الباب عن فيروز الديلمي عند أحمد 4/232مرفوعا ولفظه: "لينقضن الإسلام عروة عروة، كما ينقض الحبل قوة قوة" وإسناده قوي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَةِ الَّتِي إِذَا ظَهَرَتْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ سُلِّطَ الْبَعْضُ مِنْهَا عَلَى بَعْضٍ
6716 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى الْقُرْقُسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَيْدٍ سَنُوطَا
عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهُمْ فارس والروم، سلط بعضهم على بعض""1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، إسناده ضعيف، عثمان بن يحيى القرقساني لم يوثقه غير المؤلف 8/455، ومؤمل بن إسماعيل سيء الحفظ، وقد انفرد المؤلف بإخراج هذا الحديث عن خولة بنت قيس.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""187" رواية نعيم بن حماد، والترمذي "2261" في الفتن: باب رقم "74"، والعقيلي في "الضعفاء" 4/162، وابن عدي في "الكامل" 6/2335، والبيهقي في "الدلائل" 6/525، والبغوي "4200" من طريق موسى بن عبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر، رفعه. وفي آخره:"سلط الله شرارها على خيارها" وموسى بن عبيدة ضعيف لاسيما في عبد الله بن دينار.
وأخرجه الترمذي أيضا عن محمد بن إسماعيل الواسطي، عن أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/525 من طريق محمد بن يوسف، قال: ذكر سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أبي موسى يحنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره هكذا مرسلا، وقال في آخره:"سلط بعضهم على بعض". وأخرجه الطبراني في "الأوسط""132" من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن سعيد، عن يحنس "تحرف في المطبوع إلى: مجلز" مولى الزبير، عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "المجمع" 10/237: وإسناده حسن!
المطيطاء: مشية فيها تبختر ومد يدين، والتمطي من ذلك، لأنه إذا تمطى مد يديه، قال الله سبحانه وتعالى:{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} أي: يتبختر.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَقْصِ الْعِلْمِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ فِي أُمَّتِهِ
6717 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي هو؟ قال:"القتل""1". [3: 69]
"1" إسناده قوي، عنبسة: هو ابن خالد الأيلي، صدوق روى له البخاري مقرونا، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير أحمد بن صالح فمن رجال البخاري. وهو مكرر "6711". يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو داود "4255" في الفتن: باب ذكر الفتن ودلائلها، عن أحمد بن صالح، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في الفتن بإثر الحديث "7061" عن يونس، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَارُبِ الْأَسْوَاقِ وَظُهُورِ كَثْرَةِ الْكَذِبِ عِنْدَ رَفْعِ الْعِلْمِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ
6718 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حدثنا إسحاق بنذكر الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَارُبِ الْأَسْوَاقِ وَظُهُورِ كَثْرَةِ الْكَذِبِ عِنْدَ رَفْعِ الْعِلْمِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ
[6718]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:"يُوشِكُ أَنْ لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْكَذِبُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَتَقَارَبَ الْأَسْوَاقُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ"، قِيلَ: وَمَا الهرج؟ قال: "القتل""1".
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان فقد روى له البخاري في "رفع اليدين" وأصحاب السنن غير ابن ماجة وهو ثقة. عثمان بن عامر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه أحمد 2/519 عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ" أَرَادَ بِهِ ذَهَابَ مَنْ يُحْسِنُ عِلْمَهُ صلى الله عليه وسلم، لَا أَنَّ عِلْمَهُ يُرْفَعُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
6719 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ علم، فضلوا وأضلوا""2". [3: 69]
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي. وهو في "صحيح مسلم""2673""13" في العلم: باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، عن أبي الربيع العتكي، بهذا الإسناد. وقد تقدم الحديث عند المؤلف برقم "4571" فانظر تتمة تخريجه هناك.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِوَصْفِ رَفْعِ الْعِلْمِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ
6720 -
أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ يَوْمًا فَقَالَ:"هَذَا أَوَانٌ يُرْفَعُ الْعِلْمُ" فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ زِيَادٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يُرْفَعُ الْعِلْمُ وَقَدْ أُثْبِتَ، وَوَعَتْهُ الْقُلُوبُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ كُنْتُ لَأَحْسَبُكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ" ثُمَّ ذَكَرَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ: فَلَقِيتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ، أَلَا أَدُلُّكَ بِأَوَّلِ ذَلِكَ؟ يُرْفَعُ الْخُشُوعُ، حَتَّى لا ترى خاشعا"1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، رجال ثقات رجال الصحيح غير الربيع بن سليمان، فقد روى له أصحاب السُّنن وهو ثقة. وهو مكرر "4572".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الدُّنْيَا يَمْلِكُهَا"1" مَنْ لَا حَظَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ
6721 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى تكون عند لكع بن لكع"" 2". [3: 69]
"1" في الأصل: ملكها، وهو خطأ، والتصحيح من "التقاسيم" 3/لوحة 379.
"2" إسناده صحيح، الوليد بن عبد الملك روى عنه جمع منهم أبو حاتم ،أبو زرعة الرازيان، وقال ابن أبي حاتم 9/10: سألت أبي عنه فقال: صدوق، وذكره المؤلف في "ثقاته" 9/227 وقال: مستقيم الحديث إذا روى عنه الثقات، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط""632" عن أحمد بن علي الأبار، عن الوليد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد. ولفظه:"لا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع".
قال الهيثمي في "المجمع" 7/325: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسرح وهو ثقة.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/316 و358، وعن حذيفة عند أحمد 5/389، والترمذي "2209"، وعن أبي بردة بن نيار عند أحمد 3/466، والطبراني في "الكبير" 22/"512"، وعن عمر بن الخطاب في "الأوسط" للطبراني، وعن أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/"711" وانظر "المجمع" 7/325 - 326.
قال ابن الأثير في "النهاية" 4/268: اللكع عند العرب: العَبد، ثم استعمل في الحمق والذم، يقال للرجُل: لُكع، وللمرأة لَكاعِ، وقد لَكِع الرجلُ يَلْكَع لكْعاً فهو ألكع، وأكثر ما يقع في النِداء، وهو اللَّئيم، وقيل: الوسخ، وقد يطلق على الصغير، فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير العلم والعقل.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خَوْضِ النَّاسِ فِي الْأُغْلُوطَاتِ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي أُغْضِيَ لَهُمْ عَنْهَا
6722 -
أَخْبَرَنَا ابن قتيبة، قال: حدثنا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُونَ يُسْتَفْتُونَ حَتَّى يَقُولَ أَحَدُهُمْ: هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خلق الله""1". [3: 69]
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/317، وابن منده في "الإيمان""356" عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو في "صحيفة همام""94".
وأخرجه من طرق وبألفاظ، يزيد بعضهم على بعض، عن أبي هريرة: أحمد 2/282 و331 و387 و539، والحميدي "1153"، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 9، و10، والبخاري "3276" في بدأ الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، ومسلمك "134" و"135" في الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، وأبو داود "4721" في السنة: باب في الجهمية، والنسائي في "اليوم والليلة""661" و"662" و"663"، والطبراني في "الدعاء""1265" و"1266""1267""1268"، وابن السني "625"، وابن منده في "الإيمان""252" و "253" و"254" و"355" و"357" و"358" و"359" و"360" و"361" و"362" و"363" و"364"، واللالكائي في "السنة""925" و"926"، والبغوي "61" و"62" وفي بعض الطرق:"فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله"، وفي بعضها:" فإذا بلغ ذلك، فليستعذ بالله ولينته".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ الْمُنْتَحِلِينَ لِلْعِلْمِ وَالْمُفْتِينَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ وَلَا اسْتِحْقَاقٍ لَهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتَنِهِمْ
6723 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ بِمَرْوَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ منهم بعد إذا أَعْطَاهُمُوهُ، وَلَكِنْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، يَسْتَفْتُونَهُمْ فَيُفْتُونَ بغير علم، فيضلون ويضلون""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن، محمد بن عجلان: صدوق روى له البخاري تعليقا، ومسلم متابعة، وباقي رجاله ثقات. وانظر الحديث "4571"، و"6719".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَةِ الَّتِي إِذَا ظَهَرَتْ فِي الْعُلَمَاءِ زَالَ أَمْرُ النَّاسِ عَنْ سُنَنِهِ
6724 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُوَائِمًا أَوْ مُقَارِبًا مَا لَمْ يتكلمواذكر الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَةِ الَّتِي إِذَا ظَهَرَتْ فِي الْعُلَمَاءِ زَالَ أَمْرُ النَّاسِ عَنْ سُنَنِهِ
[6724]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُوَائِمًا أَوْ مُقَارِبًا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا
فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ" "1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْوِلْدَانُ أراد به أطفال المشركين"2".
"1" إسناده صحيح، يزيد بن صالح اليشكري ذكره المؤلف في "الثقات" 9/275 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/272 وقال: سمعت أبي يقول: هو مجهول، قلت: جهالته لا تضر هنا، فقد تابعه فيه محمد بن أبان الواسطي الثقة، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. أبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان.
وأخرجه الحاكم 1/33عن أبي بكر بن عبد الله، عن الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا نعلم له علة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""12764" عن أسلم بن سهل الواسطي، وعلي بن سعيد الرازي، كلاهما عن محمد بن أبان الواسطي، به.
وأخرجه الحاكم 1/ 33 من طريق أبي داود السختياني في "القدر" عن سليم بن حرب، وشيبان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، به.
وأخرجه البزار "2180" عن محمد بن معمر، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن جرير بن حازم، به، وفال: قد رواه جماعة فوقفوه على ابن عباس. قال الهيثمي في "المجمع" 7/202: رجال البزار رجال الصحيح، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط".
قلت: أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة""703"عن أبيه، عن وكيع، واللالكائي في "السنة" أيضا "1127" من طريق الحسن بن علي بن المتوكل، عن أبي عاصم "سقط في المطبوع منه لفظ "أبي""، كلاهما عن جرير بن حازم، عن أبي رجاء، عن ابن عباس، موقوفا عليه من كلامه.
"2" انظر الحديث المتقدم عند المؤلف برقم "131".
ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من حُسْنِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ بِهِ
6725 -
حدثنا بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءِ بْنِ شُرَيْحٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نقتريء، فَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، وَفِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ، اقْرَؤُوهُ قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَهُ أَقْوَامٌ يُقَوِّمُونَهُ كَمَا يقوم السهم""1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، وهو مكرر الحديث "761".
ذِكْرُ مَا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ قِلَّةِ النَّظَرِ فِي جَمْعِ الْمَالِ مِنْ حَيْثُ كَانَ
6726 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ اليربوعي، حدثنا بن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَأْتِيَنَّ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بما أخذ المال: بحلال أو حرام""2". [3: 69]
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/452، والبخاري "2059" في البيوع: باب من لم يبال من حيث كسب المال، و"2083": باب قول اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} ، والنسائي7/243 في البيوع: باب اجتناب الشبهات في الكسب، والبيهقي في "السنن" 5/264، وفي "دلائل النبوة"6/535، والبغوي "2033" من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْمَرْءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالْيَمِينِ وَالشَّهَادَةِ
6727 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ يَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ""1". [3: 69]
"1"إسناده حسن، عاصم: هو ابن أبي النجود، وهو صدوق وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وباقي السند من رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة فقد روى له النسائي. محمد بن سلمة: هو الحرّاني، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني.
وأخرجه أحمد 4/267و276و277، والبزار"2767"، وابن أبي عاصم في "السنة""1477"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/177، وأبو نعيم "في الحلية" 2/87و4/125 من طرق عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد. وقد زيد في بعض طرق الحديث الشعبي مقرونا مع خيثمة بن عبد الرحمن.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/17 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفي طرقهم عاصم ابن بهدلة وهو حسن الحديث، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وانظر التعليق على الحديث المتقدم برقم "5075".
ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من الْمُسَابَقَةِ فِي الشَّهَادَاتِ وَالْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ
6728 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامِي فِيكُمُ الْيَوْمَ، فَقَالَ:"أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِينِ لَا يُسْأَلُهَا، فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ "1" الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَلَا يَخْلَوَنَّ أَحَدُكُمْ بِالْمَرْأَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سيئته فهو مؤمن""2". [3: 69]
"1"في الأصل: مع، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 392.
"2" حديث صحيح، عبد الله بن محمد بن يزيد الغنوي، ذكره المؤلف في الثقات 8/368وقال: من أهل البصرة، يروي عن عبد الأعلى والبصريين، حدثنا عنه أحمد بن يحيى بن زهير وغيره، قلت: وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى. وقد تقدم الحديث عند المؤلف برقم "4576"و"5586".
وهذا الحديث وما كان في معناه مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن استدل بها أهل العلم على إثبات حجية الإجماع - يحتج بها أيضا من يرى وجوب الأخذ برأي الأكثر، لأن الإجماعات المنقولة عن أهل العلم في كثير من المسائل ما هي إلا رأي الأغلبية. وممن ذهب إلى انعقاد الإجماع برأي الأكثر إذا قل مخالفوهم، الإمام أبو جعفر الطبري، وأبو بكر الرازي، والإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه. ويرى بعضهم: أن قول الأكثر حجة ملزمة يجب الأخذ بها ولكن لا تسمى إجماعا. انظر "إرشاد الفحول" للشوكاني ص 89.
قلت: وكان الإمام مالك رحمه الله يأخذ بما اتفق عليه علماء أهل المدينة ويعده حجة، ولا يعبأ بمن خالفهم، ويلزم الناس به في فتاويه، وربما رد خبر الواحد معللا ذلك بأن رواية جمع عن جمع أقوى من رواية واحد عن واحد.
ذكر الإخبار بظهور السمن في هذا الْأُمَّةِ عِنْدَ ظُهُورِ الْكَذِبِ وَعَدَمِ الْوَفَاءِ فِيهِمْ
6729 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ:، ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ أَذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لَا "ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ، وَيَخُونُونَ "1" وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، ويفشو فيهم السمن" "2". [3: 69]
"1"في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 385: "يحدثون"، والمثبت هو رواية عامة من خرجه، وعلق الحافظ في "الفتح" على قوله:"يخونون" فقال: كذا في جميع الروايات التي اتصلت لنا بالخاء المعجمة والواو، مشتق من الخيانة، وزعم ابن حزم أنه وقع في نسخة "يحربون" بسكون المهملة وكسر الراء بعدها موحدة، قال: فإن كان محفوظا، فهو من قولهم حربه يحربه: إذا أخذ ماله وتركه بلا شيء، ورجل محروب: أي مسلوب المال.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، ورجاله رجال الشيخين غير خلف بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هشام البزار، فمن رجال مسلم، ومتابعه عبد الواحد بن غياث ثقة روى له أبو داود. وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/"527" عن محمد بن فضاء البصري، عن عبد الواحد بن غياث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/440، ومسلم "2535" "215" في فضائل الصحابة: باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم، وأبو داود "4657" في السنة: باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي "2222" في الفتن: باب ما جاء في القرن الثالث، والطبراني 18/"527" من طرق عن أبي عوانة، به.
وأخرجه الطيالسي "852"، وأحمد 4/426، ومسلم "2535""215"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/176، والطبراني 18/"526" و"528" و"529"، والبيهقي في "السنن" 10/160، والبغوي في "شرح السنة""3858" من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد 4/427 و436، والبخاري "2651" في الشهادات: باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد، و"3650" في فضائل الصحابة: باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، و"6428" في الرقاق: باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، و"6695" في الأيمان والنذور: باب إثم من لا يفي بالنذر، ومسلم "2535""214"، والنسائي 7/17 - 18 في الأيمان والنذور: باب الوفاء بالنذر، والطبراني 18/"580" و"581" و"582"، والبيهقي في "السنن" 10/123، وفي "الدلائل" 6/552، والبغوي "3857" من طريق زهدم بن المضرب، عن عمران بن حصين. وسيأتي عند المؤلف مختصرا برقم "7229" من طريق هلال بن يساف، عن عمران.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ عِنْدَ ظُهُورِ مَا وَصَفْنَا لُزُومَ نَفْسِهِ وَالْإِقْبَالَ عَلَى شَأْنِهِ دُونَ الْخَوْضِ فِيمَا فِيهِ النَّاسِ
6730 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قال: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ عِنْدَ ظُهُورِ مَا وَصَفْنَا لُزُومَ نَفْسِهِ وَالْإِقْبَالَ عَلَى شَأْنِهِ دُونَ الْخَوْضِ فِيمَا فِيهِ النَّاسِ
[6730]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو لَوْ بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟ " قَالَ: وَذَاكَ مَا هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ذَاكَ إِذَا مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَصَارُوا هَكَذَا"، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَكَيْفَ بِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تَعْمَلُ بِمَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ، وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وتدع عوام الناس""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر "5950" و"5951".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فِرَقِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهَا فِي هذه االأمة
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فِرَقِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
6731 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْيَهُودَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً -أَوِ اثِنْتَيْنِ"2" وَسَبْعِينَ فِرْقَةً- وَالنَّصَارَى عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَتَتَفَرَّقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وسبعين فرقة""3". [3: 69]
"2" في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة387: اثنين، وهو خطأ.
"3" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو –وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي - فقد روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الترمذي "2640" في الإيمان: باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، عن الحسين بن حرث، والحاكم 1/128 من طريق يوسف بن عيسى، كلاهما عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح وقد تقدم الحديث عند المؤلف برقم "6247".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْعِرَاقِ
6732 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ مَرَّتْ بِبَعْضِ مِيَاهِ بَنِي عَامِرٍ طَرَقَتْهُمْ لَيْلًا، فَسَمِعَتْ نُبَاحَ الْكِلَابِ، فَقَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الْحَوْأَبِ؟ قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً، قَالُوا: مَهْلًا يَرْحَمُكِ اللَّهُ، تَقْدَمِينَ"1" فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ، فَيُصْلِحُ اللَّهُ بِكِ، قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً"2"، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عليها كلاب الحوأب""3". [3: 69]
"1" في الأصل: تقدمينا، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 372.
"2" قوله في الموضعين: "ما أظنني إلا راجعة" وقع في الأصل و"التقاسيم": ما أظنني رافعة، وهو خطأ، والتصويب من "موارد الظمآن""1831" ومصادر التخريج.
"3" إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه أحمد 6/52 و97، وابن أبي شيبة 15/259 - 260، وأبو يعلى "4868"، والبزار "3275"، وابن عدي في "الكامل" 4/1627، والحاكم 3/120، والبيهقي في "الدلائل" 6/410 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/234 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار "3273" و"3274"، قال الهيثمي: رجاله ثقات.
وقائل: "مهلا يرحمك الله
…
"، هو الزبير بن العوام كما وقع في بعض طرق الحديث، وفي أخرى طلحة والزبير.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَى الْعِرَاقِ
6733 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ، وَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلَيَّ فِي الْغَرْزِ وَأَنَا أُرِيدُ الْعِرَاقَ: لَا تَأْتِ أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِنَّكَ إِنْ أَتَيْتَهُمْ أَصَابَكَ ذُبَابُ"1" السَّيْفِ بِهَا، قَالَ عَلِيٌّ: وَأَيْمُ اللَّهِ لَقَدْ قَالَهَا لِي رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا محاربا يحدث الناس بمثل هذا"2". [3: 69]
"1" في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 273: ذنب، والمثبت من مصادر التخريج.
"2" إسناده حسن، عبد الملك بن أعين هو الكوفي مولى بني شيبان، قال الحافظ: في "التقريب": صدوق، شيعي له في "الصحيحين" حديث واحد متابعة وباقي السند من رجال الصحيح. سفيان هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي "53"، وأبو يعلى "491"، والبزار "2571" من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. وذباب السيف: حده.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقْعَةَ الْجَمَلِ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
6734 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عظيمتان، بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرطهما. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه الحنظلي، وهو في "صحيفة همام"
وأخرجه أحمد 2/313، والبخاري "3609" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم 4/2214"17" في الفتن: باب إذا توجه المسلمان بسيفيهما، والبيهقي 8/172، والبغوي"4244"، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/530من طريق ورقاء، والبخاري "7121"في الفتن: باب رقم: 25، والبيهقي في "الدلائل" 6/418من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري "3935" في استتابة المرتدين: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة" من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري "3608"في المناقب، والبيهقي في "الدلائل" 6/418عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وقوله "دعواهما واحدة" قال الحافظ في "الفتح" 6/713: أي: دينهما واحد، لأن كلا منهما يتسمى بالإسلام، أو المراد أن كلا منهما كان يدعي أنه المحق، وذلك أن عليا كان إذ ذاك إمام المسلمين وأفضلهم يومئذ باتفاق أهل السنة، ولأن أهل الحل والعقد بايعوه بعد قتل عثمان، وتخلف عن بيعته معاوية في أهل الشام، ثم خرج طلحة والزبير ومعهما عائشة إلى العراق، فدعوا الناس إلى طلب قتلة عثمان، لأن الكثير منهم انضموا إلى عسكر علي، فخرج علي إليهم، فراسلوه في ذلك، فأبى أن يدفعهم إليهم إلا بعد قيام دعوى من ولي الدم، وثبوت ذلك على من باشره بنفسه..فكانت بينهما وقعة الجمل سنة 36هـ، وتم فيها الغلب لأصحاب علي، ونادى مناديه: لا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا جريحا، ولا تدخلوا دار أحد، ثم جمع الناس وبايعهم، واستعمل ابن عباس على البصرة، ورجع إلى الكوفة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقْعَةَ صِفِّينَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ
6735 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَمْرٍو، الْحِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ: عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي فِرْقَتَانِ، تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ، تَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بالحق""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة.
وأخرجه أحمد 3/25 عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضا أحمد 3/79 عن محمد بن جعفر، والبيهقي في "السنن" 8/187من طرق إسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما عن عوف الأعرابي، به. وأخرجه الطيالسي "2165"، وأحمد 3/32و48، ومسلم "1064""150" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، وأبو داود "4667" في السنة: باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وأبو يعلى "4667"، والبيهقي في "السنن" 8/170، وفي "الدلائل" 5/188 - 189 و6/424 من طريق القاسم بن الفضل الحداني، وأخرجه أحمد 3/45 و64، ومسلم "1064""152" من طريق داود بن أبي هند، وأخرجه عبد الرزاق "18658"، وأحمد 3/95، والبغوي "2555" من طريق علي بن زيد، أربعتهم عن أبي نضرة، به. وفي طريق علي بن زيد زيادة في أول الحديث "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة".
وأخرجه أحمد 3/82، ومسلم "1064""153"، وأبو يعلى "1274" والبيهقي في "السنن" 8/170، وفي "الدلائل" 6/424 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الضحاك بن شراحيل المشرقي، عن أبي سعيد.
وأخرجه أبو يعلى "1008" من طريق مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتل المارقين أحب الفئتين إلى الله، وأقرب الفئتين من الله".
ومجالد – وهو ابن سعيد - ليس بالقوي، وانظر "6740".
قلت: ثم إن عليا رضي الله عنه رحل بجيشه طالبا الشام، فالتقى بجيشه معاوية بصفين بين الشام والعراق، فكانت بينهم مقتلة عظيمة وآل الأمر بمعاوية ومن معه عند ظهور علي عليهم إلى طلب التحكيم، فكان ما كان.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ فِي تِلْكَ الْوَقْعَةِ عَلَى الْحَقِّ
6736 -
أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ بِوَاسِطَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَاوُدَ الطَّرَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أمهذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ فِي تِلْكَ الْوَقْعَةِ عَلَى الْحَقِّ
[6736]
أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ بِوَاسِطَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَاوُدَ الطَّرَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُ عَمَّارًا"1" الْفِئَةُ الباغية""2". [3: 69]
"1" في الأصل: عمار، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 373.
"2" حديث صحيح، الفضل بن داود الطرازي: ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"7/62 وكناه أبا الحسن الواسطي، وقال: روى عن أبي قتيبة مسلم بن قتيبة، روى عنه أبو زرعة، وترجمه أسلم بن سهل المعروف ببحشل في "تاريخ واسط" ص 217 - 218، وسماه فضل بن داود بن سليمان بن داود بن درهم أبو الحسن، وهو من شيوخه وساق له من روايته عن عبد الصمد بن عبد الوارث حديث ثوبان فيمن قاء فأفطر، وروى عنه أيضا حديثا آخر في الصفحة 66 من روايته عن مؤمل بن إسماعيل، ولم يقع لي فضل بن داود هذا في ثقات المؤلف، ومن فوقه ثقات من رواة الشيخين غير أم الحسن، واسمها خيرة، مولاة أم سلمة، فقد روى لها مسلم وأصحاب السنن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/"858" عن أسلم بن سهل بحشل الواسطي، عن فضل بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/251 - 252عن إسحاق بن الأزرق، والطبراني 23/"853"من طريق عثمان بن الهيثم وهوذة بن خليفة ثلاثتهم عن عوف الأعرابي، زاد ابن سعد: قال عوف: ولا أحسبه إلا قال:"وقاتله في النار".
وأخرجه الطيالسي "1598"، وأحمد 6/289و300و315، وابن سعد 3/252، ومسلم "2916""73"في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر أخيه
…
، والنسائي في "فضائل الصحابة""170"، والطبراني 23/"852"و"854"و"855"و"856"، والبيهقي في "السنن" 8/189، في "الدلائل" 6/420من طرق عن الحسن، به، وبعضهم يذكر فيه قصة.
وأخرجه مسلم "2916"، والبيهقي في "السنن" 8/189من طريق خالد الحذاء، عن سعيد والحسن ابني أبي الحسن، عن أمهما، به.
وأخرجه أحمد 6/311، ومسلم "2916""72"، والطبراني 23/"873"و"874"، والبيهقي 8/189، والبغوي "3952" من طريق شعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أمه. وانظر"7077".
وفي الباب غير واحد من الصحابة، بلغ عددهم قريبا من ثلاثين نفسا، وقد نص على تواتر هذا الحديث ابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/474، والحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/506، وغيرهما.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ الْحَرُورِيَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ
6737 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَخْرُجُ قَوْمٌ فِيكُمْ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ، فَلَا تَرَى شَيْئًا، وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ، فَلَا تَرَى شَيْئًا، وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ، فَلَا تَرَى شيئا، وتتمارى في الفوق""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/204 - 205في القرآن: باب ما جاء في القرآن.
ومن طريق مالك أخرجه أحمد 3/60، والبخاري "5085" في فضائل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ألقرآن: باب: من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به، والنسائي في "فضائل القرآن""114".
وأخرجه البخاري "6931" في استتابة المرتدين: باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم "1064" "147" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، والبغوي "2553" عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه عندهم "عن أبي سلمة وعطاء بن يسار".
وأخرجه مختصرا ابن أبي شيبة 15/329، وعبد الرزاق "18649"، والبخاري "3610" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"6163" في الأدب: باب ما جاء في قول الرجل "ويلك"، "6933" في استتابة المرتدين: باب من ترك قتال الخوارج للتألف، ولئلا ينفر الناس عنه، ومسلم "1064""148"، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 3/493، والبيهقي في "الدلائل" 6/427، والبغوي "2552" من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وقد قرن بعضهم فيه مع أبي سلمة الضحاك الهمذاني، وكلهم ذكر في الحديث قصة ذي الخويصرة. وانظر الحديث رقم "6741".
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/315_316، وعنه ابن ماجه "169" في المقدمة: باب ذكر الخوارج، من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
قال ابن الأثير: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك، وقيل: هي كل دابة مرمية.
والنصل: حديدة السهم.
والقدح: خشب السهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وتتمارى: أي تشك، والفوق: موضع الوتر من السهم، أي تتشك هل علق به شيء من الدم؟ وفي رواية:"وينظر ويتمارى" أي الرامي.
وقوله: "لا يجاوز حناجرهم" يعني: أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها، وقيل: لا تفقهه قلوبهم، ويحملونه على غير المراد به، فلا حظ لهم من هـ إلا مروره على لسانهم لا يصل إلى حلوقهم فضلا عن أن يصل على قلوبهم، فلا يتدبروه أبدا.
وقال ابن عبد البر: وكانوا لتكفيرهم الناس لا يقبلون خبر أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعرفوا بذلك شيئا من سنته وأحكامه المبينة لمجمل القرآن، والمخبرة عن مراد الله تعالى في خطابه، ولا سبيل إلى المراد بها إلا ببيان رسوله، ألا ترى إلى قوله:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} والصلاة والزكاة والحج والصوم، وسائر الأحكام إنما ذكرت في القرآن مجملة بينتها السنة، فمن لم يقبل أخبار العدول ضل وصار في عمياء.
قلت: ذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة –كما في "الفتح" 12/313_314 - إلى أن الخوارج فساق، وان حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام، وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى التأويل الفاسد، وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم، والشهادة عليهم بالكفر والشرك.
وقال الخطابي: أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم، وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام.
وقال الإمام الغزالي في "فيصل التفرقة": والذي ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة دم المصلين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم واحد.
قلت: أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" 15/332بإسناد صحيح عن طارق بن شهاب، قال: كنت عند علي، فسئل عن أهل النهر "يعني: الخوارج" أهم مشركون؟ قال: من الشرك فروا، قيل: فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل له: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا. وانظر "شرح مسلم" للنووي 7/160.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْحَرُورِيَّةَ هُمْ مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
6738 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي -أَوْ سَيَكُونُ بعدي من أمتي- قوم يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَلَاقِمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ، هم شر الخلق والخليقة""1 [3: 69] ".
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" "1067" في الزكاة: باب الخوارج شر الخلق والخليقة، عن شيبان بن أبي شيبة - وهو فروخ - بهذا الإسناد. زاد في آخره: فقال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري، أخا الحكم الغفاري، ما حديث سمعته من أبي ذر: كذا وكذا؟ فذكرت له هذا الحديث، فال: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة""921"، والبيهقي في "الدلائل" 6/429 عن شيبان بن أبي شيبة، به، وقرن البيهقي في روايته هدبة بن خالد بشيبان.
وأخرجه الطيالسي "448" عن شعبة وسليمان بن المغيرة، به، وعنده في أوله:"إن ناسا من أمتي سيماهم التحليق
…
" وليس فيه:" ثم لا يعودون فيه". وأخرجه أحمد 5/31، وابن أبي شيبة 15/306، وابن ماجه "170" في المقدمة: باب في ذكر الخوارج، وابن أبي عاصم "922"، والطبراني "4461"، والحاكم 3/444، ووافقه الذهبي! وفي طرق الحديث أيضا أن سيماهم التحليق.
والحلاقم: جمع حلقوم، وهو الحلق.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقَتْلِ الْحَرُورِيَّةِ إِذَا خَرَجَتْ تُرِيدُ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ
6739 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّمَا الْحَرْبُ خُدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حَدِيثُوا "1" الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ""2". [3: 69] .
"1"في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 375: حديث، وهو خطأ.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة.
وأخرجه البخاري "3611" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، "5057" في فضائل القرآن: باب إثم من راءى بقراءة القرآن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أو تأكل به أو فجر به، وأبو داود "4767" في السنة: باب في قتال الخوارج، والبيهقي في "السنن" 8/187 - 188 عن محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/131، ومسلم "1066" "154" في الزكاة: باب التحريض على قتل الخوارج، والنسائي 7/119 في تحريم الدم: باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. ولم يذكر النسائي صدر الحديث.
وأخرجه أحمد 1/81 و113، والبخاري "6930" في استتابة المرتدين: باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم "1066""154"، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات""2689"، وأبو يعلى "261" و"324"، والبيهقي في "الدلائل" 6/430، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة""2554" من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي "168" من طريق شمر بن عطية، وأحمد 1/156 من طريق أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن سويد بن غفلة، به. ورواية أحمد مختصرة.
حدثاء الأسنان: أي صغارها، وسفهاء الأحلام: أي: ضعفاء العقول.
وقوله: "يقولون من خير قول البرية" هو من المقلوب، والمراد "من قول خير البرية" وهو القرآن، قال الحافظ في "الفتح" 12/300: ويحتمل أن يكون على ظاهره، والمراد القول الحسن في الظاهر، وباطنه على خلاف ذلك كقولهم:"لا حكم إلا لله" في جواب علي
…
وقد وقع في رواية طارق بن زياد عند الطبري، قال: خرجنا مع علي
…
فذكر الحديث، وفيه:"يخرج قوم يتكلمون كلمة الحق لا تجاوز حلوقهم"، وفي حديث أنس وأبي سعيد عند أبي داود "4765"، والطبراني:"يحسنون القول ويسيئون الفعل" ونحوه في حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد، وفي حديث مسلم "1066" "157" عن علي:"يقولون الحق لا يجاوز هذا منهم"، وأشار إلى حلقه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ عَلَى الْإِمَامِ وَشَقِّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ
6740 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ نَاسًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ، يَخْرُجُونَ فِي فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ، هُمْ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ، أَوْ هُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ، تَقْتُلُهُمْ أدنى الطائفتين إلى الحق"1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، الحارث بن سريج: هو النقال، مختلف فيه، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/138، وقال: أصله من خوارزم، سكن بغداد، يروى عن المعتمر بن سليمان وأهل العراق، حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار وغيره من شيوخنا، قلت: ووثقه أبن معين في رواية، وقال أبو الفتح الأزدي: تكلموا فيه حسدا، وضعفه ابن معين في رواية، والنسائي وابن عدي وغيرهم، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير أبي نضرة - وهو المنذر بن مالك بن قطعة - فمن رجال مسلم.
قلت: وقد وقع تحريف قبيح في حكاية ذكرها الذهبي في ترجمة الحارث بن سريج، عن ابن مهدي أدى إلى ثلب الحارث، ونص الحكاية كما جاءت في "الميزان" 1/436: وقال مجاهد بن موسى المخرمي: دخلنا على ابن مهدي، فدفع إليه حارث النقال رقعة فيها حديث مقلوب، فجعل يحدثه حتى كاد أن يفرغ، ثم فطن، فنقده، ورمى به، وقال: كاذب والله، كاذب والله.
قلت: قد أورد هذه الحكاية الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 1/70 في مبحث امتحان الراوي بقلب الأحاديث وإدخالها عليه، قال: قرأت على محمد بن أبي القاسم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأزرق، عن دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: سمعت مجاهدا _ وهو ابن موسى _ يقول: دخلنا على عبد الرحمن بن مهدي في بيته، فدفع إليه – يعني حارثا النقال - رقعة فيها حديث مقلوب، فجعل يحدثه حتى كاد أن يفرغ، ثم فطن، فنقده فرمى به، وقال: كادت والله تمضي، كادت والله تمضي.
قال الحافظ في "اللسان" 2/150: فحذف المؤلف "يعني الذهبي" قوله: "تمضي" وصحف "كادت" بـ "كاذب"، وما مراد ابن مهدي إلا: كادت تمضي علي زلة، وهذا يدل على جودة امتحان الحارث وحفظه، وعلى حفظ ابن مهدي وتثبته.
قلت التحريف لم يقع للإمام الذهبي، وإنما جاء كذلك في "الضعفاء" 1/220 للعقيلي، فنقله الذهبي عنه دون أن يتفطن له.
وقد وقع تحريف قبيح مماثل لهذا في "الميزان" 3/459 في ترجمة أبي بشر الدولابي الحافظ صاحب كتاب "الأسماء والكنى" فقد جاء فيه: وقال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عن الدولابي، فقال:"تكلموا فيه لما تبين من أمره الأخير" وصواب العبارة كما في "سؤالات السهمي" ص 115 رق الترجمة "82": "تكلموا فيه، وما تبين من أمره إلا خير" ويغلب على ظني أن هذا التحريف من النساخ، فإن الإمام الذهبي ذكر هذه الجملة على الصواب في كتابه "سير أعلام النبلاء" 14/310 في ترجمة الدولابي.
قلت لم يتفطن إلى هذا التحريف الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني في كتابه "التنكيل" 1/508 فنقله كما هو، ووافقه على ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني، وما كان يحسن بهما أن يروج عليهما مثل ذلك وهما هما، ولعل ذلك ناجم عن العصبية المفرطة ضد المردود عليه.
وأخرجه مسلم "1064""149" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن سليمان –وهو ابن طرخان التيمي - بهذا الإسناد، وزاد في آخره: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا، أو قال قولا "الرجل يرمي الرمية "أو قال الغرض" فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة" قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق. وقوله: "فلا يرى بصيرة" أي حجة، يعني شيئا من الدم يستدل به على إصابة الرمية. وانظر "6735".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مُرُوقِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ"1" مِنَ الْإِسْلَامِ
6741 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالضَّحَّاكُ الْمِشْرَقِيُّ"2"
أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُقْسِمُ قَسْمًا إِذَا جَاءَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:"وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدَلْ؟ " قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مع صيامهم، يقرؤون القرآن
"1" كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي على أربعة فراسخ من بغداد، وبها كانت وقعة بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبين الخوارج سنة 37 هـ، وقد انتصر عليهم رضي الله عنه، واستأصل شأفتهم.
"2" في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 376: الفهري، وهو خطأ، والتصويب من "ثقات" المؤلف 4/388 وغيره، والِمشْرَقي - بكسر الميم وسكون الشين وفتح الراء - بطن من همدان من اليمن، ومن ضبطه بفتح الميم وكسر الراء فقد وهم، كما نبه عليه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 3/ورقة 34 - 35.
لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُوقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ، فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ، فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ، فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ "وَهُوَ الْقِدْحُ"، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ"1" الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، وَمَثَلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينَ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ، فَوُجِدَ، فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ، عَلَى نَعَتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نعت"2". [3: 69]
"1" في الأصل و"التقاسيم": ثم، وهو خطأ، والمثبت من مصادر التخريج.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو في "صحيحه" "1064" "148" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد. وقرن بحرملة أحمد بن عبد الرحمن الفهري.
وأخرجه البخاري "6163" في الأدب: باب ما جاء في قول الرجل "ويلك"، والبيهقي في "الدلائل" 6/427 - 428 من طريق الأوزاعي، عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر "6738".
والقذذ: هو ريش السهم، واحدتها قذة.
وقوله: "سبق الفرث والدم"، أي أن السهم قد جاوزهما ولم يعلق فيه منهما شيء، والفرث: اسم ما في الكرش.
وقوله: "مثل البضعة تدردر": البضعة القطعة من اللحم، و"تدردر" هو على حذف إحدى التاءين، وأصله تتدردر، ومعناه تتحرك وتذهب وتجيء، وأصله حكاية صوت الماء في بطن الوادي إذا تدافع.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَتْلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ابْنَ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6742 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْقَطْرِ رَبَّهُ أَنْ يَزُورَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنَ لَهُ، فَكَانَ فِي يَوْمِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"احْفَظِي عَلَيْنَا الْبَابَ، لا يدخل علينا أحد" فبينا هِيَ عَلَى الْبَابِ إِذْ جَاءَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَظَفِرَ، فَاقْتَحَمَ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَدَخَلَ، فَجَعَلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ النَّبِيُّ يَتَلَثَّمُهُ وَيُقَبِّلُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: أَتُحِبُّهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ؟ قَالَ:"نَعَمْ" فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ، فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَجَاءَهُ بِسَهْلَةٍ أَوْ تُرَابٍ أَحْمَرَ، فَأَخَذَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَجَعَلْتُهُ فِي ثَوْبِهَا.
قَالَ ثَابِتٌ: كُنَّا نَقُولُ إنها كربلاء"1". [3: 69]
"1" حديث حسن، إسناده ضعيف، عمارة بن زادان مختلف فيه ضعفه الدارقطني وابن عمار الموصلي والساجي، وقال الأثرم عن أحمد: يروي عن ثابت عن أنس مناكير، وقال البخاري: ربما يضطرب في حديثه، وقال الآجري عن أبي داود: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالمتين، ووثقه المؤلف والعجلي ويعقوب بن سفيان ورواية عن أحمد، وقال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن معين: صالح، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به ممن يكتب حديثه، وباقي رجال السند رجال الصحيح.
وأخرجه أبو يعلى "3402"، والطبراني "2813" من طرق عن شيبان بن فروخ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/242 و265، والبزار "2642"، والطبراني "2813"، والبيهقي في "الدلائل" 6/469، وكذا أبو نعيم "492" من طرق عن عمارة بن زادان، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/187 ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني وقال: عمارة بن زادان وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح.
وفي الباب عن علي عند أحمد 1/85، وفي سنده نجي لم يوثقه غير المؤلف.
وعن أم سلمة عند ابن أبي شيبة 15/97_98، والطبراني "2817" و"2819"و"2820"و"2821"، وقال الهيثمي: 9/189: ورجال أحد أسانيد الطبراني ثقات.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير""8096" وحسن إسناده الذهبي في "السير" 3/289، وقال الهيثمي 9/189: ورجاله موثقون، وفي بعضهم ضعف.
وعن عائشة أو أم سلمة عند أحمد 6/294، ورجاله ثقات رجال الشيخين.
وعن أم الفضل بنت الحارث، عند الحاكم 3/176_177 وفي سنده انقطاع وضعف.
وعن أبي الطفيل عند الطبراني، وحسن إسناده الهيثمي 9/190.
قلت: وكربلاء تقع شمال غرب الكوفة تبعد عنها أربعا وعشرين ميلا.
الْإِخْبَارِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ الْعَجَمَ مِنْ أَهْلِ خُوْزَ وَكِرْمَانَ
6743 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تقاتلوا خوزا وَكِرْمَانَ قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ، حُمْرَ الْوجُوهِ، فُطْسَ الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ""1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وهو في "صحيفة همام""126"، و"المصنف" لعبد الرزاق "20782". وفي "المصنف" في آخر الحديث زيادة "نعالهم الشعر"
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 2/319، والبخاري "3590"في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، والبيهقي في "السنن" 9/176، وفي "الدلائل"6/336، والبغوي"4244". وذكر البخاري في حديثه الزيادة التي في "المصنف".
وأخرجه بنحوه أحمد 2/530، وابن أبي شيبة5/92، والحميدي "1101"، والبخاري بعد الحديث "2929"في الجهاد: باب قتال الذين ينتعلون الشعر، و"3587" في المناقب، ومسلم "2912" "64" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل
…
، وابن ماجه "4097" في الفتن: باب الترك، والبيهقي في "السنن" 9/175 - 176والبغوي "4242" من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضا البخاري "2928" في الجهاد: باب قتال الترك، من طريق صالح بن كيسان، والبغوي"4243" من طريق جعفر بن ربيعة، كلاهما عن الأعرج، به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه مسلم "2912""66" من طريق قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة.
وقوله: "خوزا وكرمان" وروي "خوز كرمان" بإضافة خوز إلى كرمان، أضيف الجيل إلى سكنهم، ويقال لكور الأهواز: بلاد الخوز، ويقال لها: خوزستان، والنسبة إلى خوزي، قال صاحب النهاية: ويروى بالراء المهملة، وهو من أرض فارس وصوبه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 1/500، وقيل: إذا أضيفت فبالراء وإذا عطفت فبالزاي.
وكرمان بفتح الكاف وكسرها وإسكان الراء حكاهما السمعاني في الأنساب، وصحح الفتح مع تصدير كلامه بالكسر لأنه أشهر. وهو اسم لصقع مشهور يشتمل على عدة بلاد، فإن كانت الرواية بالإضافة فالأمر فيه واضح، وإن كانت بالعطف فالمراد أهل كرمان فحذف المضاف إليه مقامه. ويدل عليه قوله بعده "قوما من الأعاجم" طرح التثريب7/222 - 223.
وقوله: "حمر الوجوه" أي: بيض الوجوه مشربة بحمرة، وفطس الأنوف: قصار الأنوف مع انبطاع.
وقوله: "كأن وجوههم المجان المطرقة" المجان جمع المجن: وهو الترس، والمطرقة: هي التي أطرقت: أي: ألبست بطراق، وهو الجلد الذي يغشاه، شبه وجوههم في عرضها وبسطها وتدويرها بالترسة وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ أَعْدَاءَ اللَّهِ التُّرْكَ
6744 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتُلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ المطرقة""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه الحنظلي، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أحمد 2/239، وابن أبي شيبة15/92، والحميدي "1100"، والبخاري "2929" في الجهاد: باب قتال المسلمين الذين ينتعلون الشعر، ومسلم "2912""62" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل
…
، وأبو داود "4304"في الملاحم: باب في قتال الترك، والترمذي "2215" في الفتن: باب ما جاء في قتال الترك، وابن ماجه"4096" في الفتن: باب الترك
…
، من طرق عن سفيان بن عيينة. بهذا الإسناد.
قلت: والترك قبائل من الرحل كانت تقيم في آسيا الوسطى بين بحيرة آرال وجبال ألتاي، وهم شعب من شعوب الأمة التترية.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ لِبَاسِ الْقَوْمِ الَّذِينَ وصفنا نعتهم
6745 -
أخبرنا محمد بن إسحاق إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ، قَوْمًا وُجُوهَهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ، يَلْبَسُونَ الشعر، ويمشون في الشعر""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا.
وأخرجه مسلم "2912""65" في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل
…
، وأبو داود "4303" في الملاحم: باب في قتال الترك، والنسائي 6/44 - 45 في الجهاد: باب غزوة الترك والحبشة، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم "يَمْشُونَ فِي الشَّعَرِ" يُرِيدُ بِهِ أَنَّهُمْ يَنْتَعِلُونَهُ
6746 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وهب، قال: حدثنا يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلَكُمْ أُمَّةٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْمَجَانِّ المطرقة" وهي الترسة"1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجال ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم "2912""63"في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20781"، وعنه أحمد2/271عن معمر، عن الزهري، به. والترسة: جمع الترس.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ فيه ابتداء قتال المسلمين إياهم فيه
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ ابْتِدَاءُ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاهُمْ فِيهِ
6747 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الجراد، عراضذكر الإخبار عن وصف الموضع الذي يكون فيه ابتداء قتال المسلمين إياهم فيه
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ ابْتِدَاءُ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاهُمْ فِيهِ
[6747]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الجراد، عراض
الْوجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، يَجِيئُونَ حَتَّى يربطوا خيولهم بالنخل" "1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد 3/31، وابن ماجه "4099" في الفتن: باب الترك، عن عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن الأعمش، بهذا الإسناد، وزاد بعد قوله فيه "كأن وجوههم المجان المطرقة": ينتعلون الشعر، ويتخذون الدرق. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقو258/2: هذا إسناده حسن، عمار بن محمد مختلف فيه. قلت: هو متابع.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ التُّرْكَ بِأَرْضِ النَّخْلِ
6748 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، عَنْ عَبْدِ الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جمهان، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَنْزِلُونَ بِحَائِطٍ"2" يُسَمُّونَهُ الْبَصْرَةَ، عِنْدَهَا نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، يَكُونُ لَهُمْ عَلَيْهَا جِسْرٌ، وَيَكْثُرُ أَهْلُهَا، وَيَكُونُ مِنْ أَمْصَارِ الْمُهَاجِرِينَ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاءَ أَقْوَامٌ عِرَاضُ الْوجُوهِ حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، فَيَفْتَرِقُ"3" أهلها على ثلاث فرق، فأما فرقة،
"2" كذا في الأصل و "التقاسيم" 3/لوحة 387، وفي "سنن أبي داود": بلفظ، وهو المطمئن من الأرض.
"3" في الأصل و "التقاسيم": فيغزوا، والمثبت من هامش الأصل ومصادر التخريج.
فَتَأْخُذُ أَذْنَابَ الْإِبِلِ وَالْبَرِّيَّةِ فَيَهْلِكُونَ"1"، وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَيَأْخُذُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَيَكْفُرُونَ"2"، وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَيَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خلف ظهورهم، ويقاتلونهم وهم الشهداء" "3". [3: 69]
"1" في الأصل و "التقاسيم": فيهلكوا، والجادة ما أثبت.
"2" في الأصل و "التقاسيم": ويكفروا، والجادة ما أثبت.
"3" سعيد بن جمهان، قال البخاري: في حديثه عجائب، وقال أوب حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الساجي: لا يتابع على حديثه، ووثقه حيى بن معين وأبو داود. قلت: وقد اختلف عليه فيه.
وأخرجه أبو داود "4306" في الملاحم: باب في ذكر البصرة، عن محمد بن يحيى فارس، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/44 - 45 عن أبي النصر هاشم بن القاسم، عن حشرج بن نباتة القيسي، عن سعيد بن جمهان، عن عبد الله بن أبي بكرة، عن أبيه.
وأخرجه أيضا 5/45 عن سريج، عن حشرج، عن سعيد بن جمهان، عن عبد الله أو عبيد الله بن أبي بكرة، عن أبيه.
وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 214: فالذي يظهر أن سعيد بن جمهان كان يضطرب فيه.
وانظر شرح الحديث في "مرقاة المفاتيح" 5/166 - 167.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ ظُهُورِ أَمَارَاتِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْمُسْلِمِينَ
6749 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيبذكر الْإِخْبَارِ عَنْ ظُهُورِ أَمَارَاتِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْمُسْلِمِينَ
[6749]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ" وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: إِنَّ عَلَيْهِ الْآنَ بَيْتًا مبنيا مغلقا"1". [3: 69]
"1" حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، وهو في "المصنف" لعبد الرزاق "20795"، ولفظ قول معمر عنده: وسمعت غير الزهري يقول: على ذلك الحجر بيت بني اليوم.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 2/271، ومسلم "2906" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، وابن أبي عاصم في "السنة""77"، والبغوي "4285".
وأخرجه البخاري "7116" في الفتن: باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان، من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم "78" من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد.
وقوله: "تضطرب" أي يضرب بعضها بعضا، وأليات بفتح الهمزة واللام جمع ألية بالفتح أيضا مثل جفنة وجفنات، والألية: العجيزة، وتبالة: قرية بين الطائف واليمن بينهما ستة أيام، وهي التي يضرب بها المثل، فيقال: أهون من تبالة على الحجاج، وذلك أنها أول شيء وليه، فلما قرب منها سأل من معه عنها، فقال: هي وراء تلك الأكمة، فرجع فقال: لا خير في بلد يسترها أكمة، قال الحافظ: وكلام صاحب "المطالع" يقتضي أنها موضعان، وأن المراد في الحديث غير تبالة الحجاج، وكلام ياقوت يقتضي أنها هي، ولذلك لم يذكرها في "المشترك".
وقال ابن التين: فيه الإخبار بأن نساء دوس يركبن الدواب من البلدان إلى الصنم المذكور، فهو المراد باضطراب ألياتهن، قال الحافظ: ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن بحيث تضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ انْقِطَاعِ الْحَجِّ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6750 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. وهو في "مسند أبي يعلى""991".
وأخرجه الحاكم 4/453 من طريق آدم بن أبي إياس وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري "1593" في الحج: باب قول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ
…
} ، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، به موقوفا.
وقلت: وقد صح من طرق عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن البيت يحج ويعتمر بعد خروج يأجوج ومأجوج، وسيأتي عند المؤلف برقم "6832".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تُخَرَّبُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6751 -
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ، وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ بِمَنْبِجَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيبذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تُخَرَّبُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
[6751]
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ، وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ بِمَنْبِجَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السويقتين من الحبشة""1".
السويقتين: الكسائين"2". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حامد بن يحيى البلخي، وهو ثقة حافظ روى له أبو داود. سفيان هو: ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي "1146"، وابن أبي شيبة 15/47، والبخاري "1591" في الحج: قول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ
…
} ، ومسلم "2909" "57" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل
…
، والنسائي 5/216 في المناسك: باب بناء الكعبة، وفي التفسير كما في "التحفة" 10/9، والبيهقي في "السنن" 4/340 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/310 من طريق معمر، والبخاري "1596" في الحج: باب هدم الكعبة، ومسلم "2909""58" من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 2/417، ومسلم "2909""59" عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز الدراوردي، عن ثور بن يزيد، عن سالم أبي الغيث، عن أبي هريرة.
"2" هذا تفسير غريب من المصنف انفرد به ولم يتابعه عليه أحد، وقد اتفق أهل الغريب والشراح جميعا على السويقتين تثنية سويقة، وهي تصغير ساق، أي له ساقان دقيقان.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ تَخْرِيبِ الْحَبَشَةِ الْكَعْبَةَ
6752 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن الأخنس، قال: حدثني بن أبي مليكةذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ تَخْرِيبِ الْحَبَشَةِ الْكَعْبَةَ
[6752]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن الأخنس، قال: حدثني بن أبي مليكة
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، على شرط الشيخين. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وهو في "مسند أبي يعلى""2537" و"2753".
وأخرجه البخاري "1595" في الحج: باب هدم الكعبة، عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
قوله: "كأني انظر إليه أسود
…
" قال الحافظ: كذا في جميع الروايات عن ابن عباس في هذا الحديث، والذي يظهر أن في الحديث شيئا حذف، ويحتمل أن يكون هو ما وقع في حديث علي عند أبي عبيد في "غريب الحديث" من طريق أبي العالية، عن علي، قال: "استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل أصلع، أو قال: أصمع، حمش الساقين، قاعد عليها وهي تهدم" ورواه الفاكهي من هذا الوجه ولفظه "أصعل" بدل "أصلع" وقال:"قائما عليها يهدمها بمسحاته" ورواه يحيى الحماني في "مسنده" من وجه آخر عن علي مرفوعا.
وأفحج بوزن أفعل، والفحج: تباعد ما بين الساقين.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْعَدَدِ الَّذِي تُخَرَّبُ الْكَعْبَةُ بِهِ
6753 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذَا الْبَيْتِ، فَإِنَّهُ قد هدم مرتين، ويرفع في الثالثة""2". [3: 69]
"2" إسناده صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه""2506"، والبزار "1072"، وأبو نعيم في "أخبار أصفهان" 1/202 - 20 عن الحسن بن قزعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/441 من طريق عمرو بن عون، عن سفيان بن حبيب، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن سفيان بن حبيب لم يخرجا له شيئا، وإنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/206 وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات.
وقال ابن خزيمة: قوله "ويرفع في الثالثة" يريد بعد الثالثة، إذ رفع ما قد هدم محال، لأن البيت إذا هدم لا يقع عليه اسم بينت إذا لم يكن هناك بناء.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْتِحْلَالِ الْمُسْلِمِينَ الْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6754 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ"1" جَابِرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَأَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّانَ سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ والمعازف""2". [3: 69]
"1" تحرفت في الأصل إلى: "أبو" والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 396، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو عتبة.
"2" حديث صحيح، هشام بن عمار مع كونه ثقة، فقد كبر، فصار يتلقن، لكنه لم ينفرد به، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/17 - 18 بإسناده إلى المؤلف.
وأخرجه الطبراني "3417"، والبيهقي3/273و10/221، والحافظ في "التعليق" 5/18و19من طرق هشام بن عمار، به.
وفيه "أبو عامر وأبو مالك" على الشك، وزادوا في آخره "ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجته، فيقولون ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله عز وجل فيضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ".
وعلقه البخاري بطوله في "صحيحه""5590"في الأشربة: باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، فقال: وقال هشام بن عمار، فساقه بهذا الإسناد.
وأخرجه بطوله أيضا البيهقي 3/272، وابن حجر في "التغليق" 5/19 من طريق الإسماعيلي، عن الحسن بن سفيان، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، هو دحيم، عن بشر بن بكر التنيسي، عن ابن جابر، به.
وأخرجه مختصرا "4039" في اللباس: باب ما جاء في الخز، ومن طريقه ابن حر في "التغليق" 5/20عن عبد الوهاب بن نجدة، عن بشر بن بكر، به، ولفظه "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير" وذكر كلاما، قال:"يمسخ منهم آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة"، وانظر الحديث رقم "6761" الآتي عند المؤلف.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ نَفَى كَوْنَ الْخَسْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
6755 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، يَقُولُ:
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ من الأرض، خسف بأولهمذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ نَفَى كَوْنَ الْخَسْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
[6755]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، يَقُولُ:
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ
وَآخِرِهِمْ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِيهِمْ سِوَاهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: "يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم" "1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن بكار بن الريان، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/11عن أحمد محمد يبن أحمد الجرجاني، عن الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم أيضا 5/11من طريق أبي بكر بن الجعد، عن محمد بن بكار، به.
وأخرجه البخاري "2118"في البيوع: باب ما ذكر في الأسواق، عن محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 6/105، ومسلم "2884" في الفتن: باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، من طريقين عن القاسم بن الفضل الحداني عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله، فقال:"إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش، قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم" فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس. قال: "نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكا واحدا، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم". واللفظ لمسلم.
وأخرجه بنحوه أحمد 6/259 من طريق أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن عائشة.
وقوله: "عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه" هو بكسر الباء قيل: معناه اضطرب بجسمه، وقيل: حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا ويدفعه.
وقوله:" المجبور": هو المكره، يقال: أجبرته فهو مجبر، هذه اللغة المشهورة، ويقال أيضا: جبرته فهو مجبر، حكاها الفراء وغيره، وجاء هذا الحديث على هذه اللغة:"شرح مسلم" 18/7.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
6756 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطيالسي، قال: ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
[6756]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن رفيع
عن بن الْقِبْطِيَّةِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَالْحَارِثُ بْنُ رَبِيعَةَ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالُوا: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، أَلَا تُحَدِّثِينَا عَنِ الْخَسْفِ الَّذِي يُخْسَفُ بِالْقَوْمِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَنْ كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ:"يُخْسَفُ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ".
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: إِنَّهَا قَالَتْ: "بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ" قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: والله إنها لبيداء المدينة "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن القبطية: واسمه عبيد الله، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني 23/734عن أبي خليفة، بهذا الإسناد. وقال فيه:"عن المهاجر بن القبطية".
قلت: قال الدارقطني في "العلل": أن عبيد الله بن القبطية كان يلقب بالمهاجر، وقد جعلهما ابن أبي حاتم اثنين ونقل عن أي زرعة8/260 أنه سئل عن مهاجر المكي - وهو ابن القبطية - فقال: ثقة، وكذلك ابن حبان جعلهما اثنين، فقال في ترجمة المهاجر من "الثقات" 5/428: أحسبه أخا عبيد الله بن القبطية.
وأخرجه مسلم "2882""5" في الفتن وأشراط الساعة: باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، عن أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية، به. وسماه "عبيد الله بن القبطية".
وأخرجه بنحوه أحمد 6/290، وابن أبي شيبة 15/43 - 44، ومسلم "2882""4"، وأبو داود "4289" في المهدي، والطبراني 23/"984"، والحاكم 4/429من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رفيع، به. وسموه "عبيد الله بن القبطية".
وأخرجه بنحوه مختصرا الترمذي "2171" في الفتن: باب رقم "10"، وابن ماجه "4065" في الفتن: باب جيش البيداء، من طرق عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير، عن أم سلمة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْقَوْمَ الَّذِينَ يُخْسَفُ بِهِمْ إِنَّمَا هُمُ الْقَاصِدُونَ إِلَى الْمَهْدِيِّ فِي زَوَالِ الْأَمْرِ عَنْهُ
6757 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ "1"
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إلى مكة،
"1"في "مسند أبي يعلى": "عن صالح أبي خليل عن صاحب له، وربما قال صالح: عن مجاهد".
فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِ جَيْشًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، خُسِفَ بِهِمْ، فَإِذَا بَلَغَ النَّاسَ ذَلِكَ أَتَاهُ "أَبْدَالُ" أَهْلِ الشَّامِ وَعِصَابَةُ"1" أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَيُبَايعُونَهُ، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ مِنْ كَلْبٍ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَيَهْزِمُونَهُمْ، وَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ فَيْأَهُمْ، وَيَعْمَلُ فِيهِمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إلى الأرض، يمكث سبع سنين" "2". [3: 69]
"1"في "مسند أبي يعلى" وغيره: وعصائب.
"2" محمد بن يزيد بن رفاعة وإن كان ضعيفا قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. صالح أبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم الضبعي.
وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 322.
وأخرجه أحمد 6/316عن عبد الصمد وحرمي، وأبو داود "4286" في كتاب المهدي، من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم عن هشام بن عبد الله، بهذا الإسناد. وفي إسنادهما "عن صاحب له عن أم سلمة" وقال عبد الصمد في حديثه:"تسع سنين".
وقال الطبراني في "الكبير" 23/"931"، وفي "الأوسط""1175" من طريقين عن عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، به. ولم يذكر فيه صالحا أبا الخليل، وقال فيه:"سبع سنين أو تسع سنين، ووقع في المطبوع من "الكبير": "أو ست سنين"، وفي آخره: قال عبد الله بن عمرو: فحدثت به ليثا، فقال: حدثني به مجاهد.
وأخرجه عبد الرزاق "20769" عن معمر، عن قتادة، يرفعه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره مرسلا.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه مختصرا ابن أبي شيبة 15/45 - 46، وأبو داود "4288"، والطبراني 23/"930"، والحاكم 4/431 من طريقين عن أبي العوام عمران بن دوار، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، ن أم سلمة.
قال الذهبي: أبو العوام عمران ضعفه غير واحد، قلت: هو ممن يكتب حديثه للمتابعة، وانظر "المنار المنيف" ص 144 - 145 "331".
قال الخطابي: الجران مقدم العنق، وأصله في البعير: إذا مد عنقه على وجه الأرض، فيقال: ألقى البعير جرانه، وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامه في مناخه، فضرب الجران مثلا للإسلام إذا استقر قراره، ولم يكن فتنة ولا هيج، وجرت أحكامه على العدل والاستقامة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ نَفَى كَوْنَ الْمَسْخِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
6758 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، فَتَذَاكَرْنَا فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُضْرَبُ عَلَى رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض،ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ نَفَى كَوْنَ الْمَسْخِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
[6758]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، فَتَذَاكَرْنَا فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُضْرَبُ عَلَى رؤوسهم بِالْمَعَازِفِ وَالْقَيْنَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ،
ويجعل منهم القردة والخنازير" "1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اسْمُ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ"2"، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَا مالك الأشعري اسمه كعب بن عاصم.
"1"إسناده ضعيف، مالك بن أبي مريم لم يرو عنه غير حاتم بن حريث، ولم يوثقه غير المؤلف، وقال ابن حزم: لا يدرى من هو، وقال الذهبي: لا يعرف.
وأخرجه أحمد 5/432، وعنه أبو داود "3688" في الأشربة: باب في الداذي، عن زيد بن الحباب بهذا الإسناد، مختصرا بقصة الخمر.
وأخرجه بتمامه البخاري في "التاريخ الكبير"1/305، والطبراني "3419"، والبيهقي 10/221من طريق عبد الله بن صالح، وابن ماجه"420" في الفتن: باب العقوبات، من طريق معن بن عباس، والبيهقي 8/295من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، به.
وعلقه البخاري في "تاريخه" 7/222 فقال: وقال لي أبو صالح - وهو عبد الله بن صالح - عن معاوية بن صالح، به مختصرا بقصة الخمر.
قلت: ولقوله "يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" شواهد عن غير واحد من الصحابة يصح بها.
فمنها عن عائشة عند الحاكم 4/147، والبيهقي 8/294 - 295.
وعن عبادة بن الصامت عند أحمد 5/318، وابن ماجه"3385".
وعن أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه "3384".
"2" في الأصل و "التقاسيم" 3/402: بن أبي مالك، والمثبت من هامش الأصل و"الثقات" 3/75 - 76.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ نَفَى كَوْنَ الْقَذْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
6759 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ ومسخ وقذف""1".
"1"إسناده حسن. وهذا الحديث مما تفرد المؤلف بإخراجه من حديث أبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وسهل بن سعد وعبد الله بن عمرو عند ابن ماجه "4059"و"4060"و"4062"، وعن عبد الله بن عمر عند الترمذي "2152"و"2153"، وابن ماجه"4061"، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مِنْ أَمَارَةِ آخِرِ الزَّمَانِ مُبَاهَاةَ النَّاسِ بِزَخْرَفَةِ الْمَسَاجِدِ
6760 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي المساجد"" 2".
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن معاوية فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة، وهو مكرر الحديث رقم"1615".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مِنْ أَمَارَةِ آخِرِ الزَّمَانِ اشْتِغَالَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الدُّنْيَا فِي مَسَاجِدِهِمْ
6761 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عبد الصمد بنذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مِنْ أَمَارَةِ آخِرِ الزَّمَانِ اشْتِغَالَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الدُّنْيَا فِي مَسَاجِدِهِمْ
[6761]
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصمد بن
عَبْدِ الْوَهَّابِ النَّصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة""1". [3: 69]
"1"إسناده ضعيف، أبو التقي - واسمه عبد الحميد بن إبراهيم - وثقه المؤلف هنا وذكره في الثقات وروى عنه جمع، وقال النسائي: ليس بشيء، وقال في موقع آخر ليس بثقة، وقال الذهبي في "الكاشف": ضعف، وقال ابن أبي حاتم6/8: سألت محمد بن عوف الحمصي عنه، فقال: كان شيخا ضريرا لا يحفظ، وكنا نكتب من نسخه الذي كان عند إسحاق بن زبريق لابن سالم فنحمله إليه ونلقنه فكان لا يحفظ الإسناد، ويحفظ بعض المتن، فيحدثنا، وإنما حملنا على الكتاب عنه شهوةُ الحديث، وكان إذا حدث عنه محمد بن عوف، قال: وجدت في كتاب ابن سالم حدثنا به أبو التقي. وقال أبو حاتم: كان في بعض قرى حمص، فلم أخرج إليه، وكان ذكر أنه سمع كتب عبد الله بن سالم من الزبيدي إلا أنه ذهبت كتبه، فقال: لا أحفظها، فأرادوا أن يعرضوا عليه، فقال: لا أحفظها، فلم يزالوا به حتى لان، ثم قدمت حمص بعد ذلك بأكثر من ثلاثين سنة، فإذا قوم يروون عنه هذا الكتاب، وقالوا: عرض عليه كتاب ابن زبريق ولقنوه فحدثهم به، وليس هذا عندي بشيء – رجل لا يحفظ وليس عنده كتب.
وأخرجه الطبراني "10452"، وابن عدي في "الكامل" 2/493 من طريق محمد بن صدران، عن بزيع أبي الخليل الخصاف، عن الأعمش، بهذا الإسناد، بلفظ " سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقان، أمامهم الدنيا، فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة"، قال أبن عدي: وحديث الأعمش لا أعلم يرويه غير بزيع أبي الخليل.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/24 ونسبه إلى الطبراني وقال: وفيه بزيع أبو الخليل ونسب إلى الوضع. وأورده ابن حبان في "المجروحين" 1/199في ترجمة بزيع هذا، وقال: يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة، كأنه المتعمد لها.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو التَّقِيِّ هَذَا: هُوَ أَبُو التَّقِيِّ الْكَبِيرُ اسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، وَأَبُو التَّقِيِّ الصَّغِيرُ: هُوَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الملك اليزني، وهما جميعا حمصيان ثقتان.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُنْقِصُ الْخَيْرَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6762 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ، فَرَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ: حَدَّثَنَا "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ" ثُمَّ حدثنا عن رفعها، قال:"ينام الرجال نَوْمَةً، فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ الرَّجُلُ نَوْمَةً، فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَحَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ وَأَطْرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ، وَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ" وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُهُ، لَئِنْ كَانَ مُؤْمِنًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، ولئنذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يُنْقِصُ الْخَيْرَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
[6762]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ، فَرَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ: حَدَّثَنَا "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ" ثُمَّ حَدَّثَنَا عن رفعها، قال:"ينام الرجال نَوْمَةً، فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ الرَّجُلُ نَوْمَةً، فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَحَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ وَأَطْرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ، وَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ" وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُهُ، لَئِنْ كَانَ مُؤْمِنًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، ولئن
كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ"1" سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايعُ إِلَّا فُلَانًا وفلانا "2". [3: 69]
"1" جملة "ليردنه علي" سقطت من الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 394، واستدركت من "صحيح مسلم".
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "143" في الإيمان: باب الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب، والبيهقي 10/122عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "424"، وأحمد 5/383، والبخاري "6497" في الرقاق: باب رفع الأمانة، "7076" في الفتن: باب إذا بقي في حثالة من الناس، و"7276" في الاعتصام: باب الإقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم "143"، والترمذي "2179"في الفتن: باب ما جاء في رفع الأمانة، وابن ماجه "4053" في الفتن: باب "4053" في الفتن: باب ذهاب الأمانة، والبيهقي 10/12 من طرق عن الأعمش، به.
الجذر: الأصل من كل شيء.
والوكت: النقطة في الشيء من غير لونه.
والمجل: أثر العمل في الكف إذا غلظ.
منتبرا: المنتبر: المنتفخ وليس فيه شيء، وكل شيء رفع شيئا، فقد نبره.
ساعيه: الساعي: واحد السعاة، وهم الولاة على القوم.
قال الحافظ: في "الفتح" 13/39 تعليقا على قوله: "ولقد أتى علي زمان
…
": يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان، وكانت وفاة حذيفة في أول سنة ستة وثلاثين بعد قتل عثمان بقليل، فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير، فأشار إليه. قال ابن التين: الأمانة كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله من المكلف، وعن ابن عباس: هي الفرائض التي أمروا بها ونهوا عنها، وقيل: هي الطاعة، وقيل: التكاليف، وقيل: العهد الذي أخذه الله على العباد، وهذا الاختلاف وقع في تفسير الأمانة المذكورة في الآية {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ
…
} .
وقال صاحب "التحرير": الأمانة المذكورة في الحديث هي الأمانة المذكورة في الآية، وهي عين الإيمان، فإذا استمكنت في القلب، قام بأداء ما أمر به، واجتنب ما نهي عنه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اعْتِدَاءِ النَّاسِ فِي الدُّعَاءِ وَالطُّهُورِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6763 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ:
سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ ابْنًا لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطُّهُورِ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وقد سمع من الجريري –واسمه سعيد بن إياس - قبل الاختلاط. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهَا"2" وَهْمٌ
6764 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ سَمِعَ ابنا له يقول في دعائه: اللهم
"2" في الأصل: له، وهو خطأ.
إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطُّهُورِ""1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَأَبِي نَعَامَةَ، فَالطَّرِيقَانِ جميعا محفوظان.
"1" كامل بن طلحة روى له أبو داود في "المسائل"، وهو ثقة وثقه أحمد والدارقطني، وذكره المؤلف في الثقات، وأبو نعامة –وقيس بن عبابة - ثقة حديثه عند أصحاب السُّنن، ومن فوقهما ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء""59" عن أحمد بن بشير الطيالسي، عن كامل بن طلحة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/87 و5/55، وابن أبي شيبة 10/288، وأبو داود "96" في الطهارة: باب الإسراف في الماء وابن ماجه "3864" في الدعاء: باب كراهية الاعتداء في الدعاء، والطبراني "59"، والحاكم 1/162 و540 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
قال الذهبي في الموضع الأول: فيه إرسال، بينما وافق الحاكم على تصحيحه في الموضع الثاني!.
وأخرجه أحمد 4/86، والطبراني "58" من طرق عن حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، عن أبي نعامة، به. ويزيد الرقاشي وإن كان ضعيفا متابع. وانظر ما قبله. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند أحمد 1/172 و183، وابن أبي شيبة 10/288، وأبي داود "1480"، والطبراني في "الدعاء""55" و"56"، وفيه راو مبهم لم يسم.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَمَنِّي الْمُسْلِمِينَ رُؤْيَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6765 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ لَا يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وماله""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "صحيفة همام""29". ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 2/313، ومسلم "2364" في الفضائل: باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم وتمنيه، والبيهقي في "الدلائل" 6/536، والبغوي "3842".
وأخرجه أحمد 2/449 و504، والبخاري "3589" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، من طريقين عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة.
وأخرجه مسلم "2832" في الجنة: باب فيمن يود رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بأهله وماله، ومن طريقه البغوي "3843" عن قتيبة بن سعيد، عن يغقوب بن عبد الرحمن، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ الْكَذِبِ فِي الرِّوَايَاتِ وَالْأَخْبَارِ
6766 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عن مسلم بن يسارذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ الْكَذِبِ فِي الرِّوَايَاتِ وَالْأَخْبَارِ
[6766]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مسلم بن يسار –وهو المصري، أبو عثمان الطنبدي - وهو تابعي، روى عنه جمع ووثقه المؤلف 5/390، والذهبي في "الكاشف"، وقال الدارقطني: يعتبر به، وخرج حديثه البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم في مقدمة "صحيحه" وأصحاب السنن غير النسائي، وقول الحافظ في "التقريب" فيه: مقبول، غير مقبول. أبو الطاهر: هو أحمد بن عمرو بن السرح، وأبو هانئ الخولاني: هو حميد بن هانئ.
وأخرجه مسلم "6" في المقدمة: باب النهي عن الرواية عن الضعفاء، والاحتياط في تحملها، والبيهقي في "الدلائل" 6/550، والبغوي "107" من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، والحاكم 1/103 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سعيد بن أيوب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم. ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه مسلم "7" عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن أبي شريح –وهو عبد الرحمن بن شريح - عن شراحيل بن يزيد، عن مسلم بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم".
ذكر الإخبار عن ظهور الزنى وَكَثْرَةِ الْجَهْرِ بِهِ"2" فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6767 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن
"2" في الأصل: بها، وهو خطأ.
الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُوا "1" فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ" قُلْتُ: إِنَّ ذَاكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ ليكونن""2". [3: 69]
"1"في الأصل والبزار: تتسافدون، بإثبات النون، وحذفها هو الجادة.
"2" إسناده صحيح، إبراهيم بن الحجاج السامي ثقة روى له النسائي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم –وهو ابن عباد بن حنيف - فمن رجال مسلم.
وأخرجه: البزار "3408" عن محمد بن عبد الرحيم، عن عفان، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/64 عن عبدة بن سليمان، عن عثمان بن حكيم، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/327، وقال: رواه البزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح. قلت: وقد تحرف لفظ الحديث في المطبوع من "المجمع" إلى "حتى ينشأ تمد في الطروب مد الحمير" وهو تحريف جد قبيح.
وأخرج الحاكم 4/455 - 456 من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن عبد الله بن عمرو موقوفا عليه. قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية، ويبقى عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، يتناكحون في الطرق كما تتناكح البهائم، فإذا كان، اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأقام الساعة.
وأخرجه بنحوه الحاكم أيضا 4/457 من طريق أبي مجلز، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قيس بن عباد، عن عبد الله بن عمرو، موقوفا عليه، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن النواس بن سمعان عند أحمد 4/181_182، ومسلم "2937""110"، والترمذي "2240"، وابن ماجه "2240"، وهو حديث طويل في الدجال، وفي آخره "ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة".
قال النووي في شرح مسلم 18/70: أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك، والهرج بإسكان الراء: الجماع، يقال: هرج زوجته: أي جامعها، يهرجها، بفتح الراء، وضمها، وكسرها.
وفي الباب أيضا عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة، فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: "لو واريتها وراء هذا الحائط". قال الهيثمي في "المجمع" 7/331: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6768 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ، أَوْ مِنْ شَرَائِطِ السَّاعَةِ، أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، ويشرب الخمر، ويظهر الزنى، ويقلذكر الْإِخْبَارِ عَنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
[6768]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ، أَوْ مِنْ شَرَائِطِ السَّاعَةِ، أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَى، وَيَقِلَّ
الرِّجَالُ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قيم واحد" "1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/342 عن أبي أحمد محمد بن أحمد، عن الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى "2892" عن هدبة بن خالد، به.
وأخرجه أحمد 3/289 عن بهز، والبخاري "6808" في الحدود: باب إثم الزنى، عن داود بن شبيب، وأبو يعلى "2892" كلاهما من طرق عن همام بن يحيى، به.
وأخرجه عبد الرزاق "20801"، والطيالسي "1984"، وأحمد 3/176 و202 و273، والبخاري "81" في العلم: باب رفع العلم وظهور الجهل، و"5231" في النكاح: باب يقل الرجال ويكثر النساء، و"5577" في الأشربة: باب قول الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} ، ومسلم"2671""9" في العلم: باب رفع العلم وقبضه، والترمذي "2205" في الفتن: باب ما جاء في أشراط الساعة، وابن ماجه "4045" في الفتن: باب أشراط الساعة، وأبو يعلى "2901" و"2931" و"2961" و"3040" و"3062" و"3070" و"3085" و"3178"، وأبو نعيم في "الحلية" 2/342 من طرق عن قتادة به.
وأخرجه أحمد 3/151، والبخاري "80" في العلم: باب رفع العلم وظهور الجهل، ومسلم "2671""8"، والنسائي في العلم كما في "التحفة" 1/438، والبيهقي في "الدلائل" 6/543 من طرق عن عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس. ولم يذكروا فيه في آخره "ويقل الرجال، ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد".
قلت: والقيم، قال القرطبي في "التذكرة" ص639: يحتمل أن يراد بالقيم من يقوم عليهن سواء كن موطوءات أم لا، ويحتمل أن يكون ذلك يقع في الزمان الذي لا يبقى فيه من يقول الله الله، فيتزوج الواحد بغير عدد جهلا بالحكم الشرعي. وقال الحافظ في "الفتح" 1/216: وكأن هذه الأمور الخمسة خصت بالذكر لكونها مشعرة باختلال الأمور التي يحصل بحفظها صلاح المعاش والمعاد، وهي: الدين، لأن رفع العلم يخل به، والعقل، لأن شرب الخمر يخل به، والنسب، لأن الزنى يخل به، والنفي والمال، لأن كثرة الفتن تخل بهما.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ كَثْرَةِ مَا يَتْبَعُ الرِّجَالَ مِنَ النِّسَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6769 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ، عَنْ "1" أَبِي بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيَأْتِيَنَّ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ تَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ، وكثرة النساء""2". [3: 69]
"1"تحرفت في الأصل إلى: بن.
"2" إسناده صحيح على شرط السيخين، وهو في "مسند أبي يعلى" 2/ورقة 341.
وأخرجه البخاري "1414" في الزكاة: باب الصدقة قبل الرد، ومسلم "1012" في الزكاة: باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، عن أبي كريب محمد بن العلاء، بهذا الإسناد، وقرن مسلم بأبي كريب عبد الله بن براد الأشعري.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَطَرِ الشَّدِيدِ الَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ الَّذِي يُتَعَذَّرُ الْكَنُّ مِنْهُ فِي الْبُيُوتِ
6770 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بسام بن يزيد النقال، قال: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَطَرِ الشَّدِيدِ الَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ الَّذِي يُتَعَذَّرُ الْكَنُّ مِنْهُ فِي الْبُيُوتِ
[6770]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ النَّقَالُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بُيُوتُ الْمَدَرِ، وَلَا يكن منه إلا بيوت الشعر""1". [3: 69]
"1"حديث صحيح، بسام بن يزيد النقال روى عنه جمع، ووثقه المؤلف في "الثقات" 8/155 - 156، وقال الذهبي في "الميزان" 1/308: هو وسط في الرواية، وقال الأزدي يتكلم فيه أهل العراق، وله ترجمة عند الخطيب في "تاريخه" 7/127 - 128، وقد توبع ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد 2/262عن أبي كامل وعفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/331، ونسبه إلى أحمد وقال: رجاله رجال الصحيح.
قوله: "لا يكن"، أي: لا يمنع من نزول الماء.
والمدر: هو الطين الصلب المتماسك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَدِينَةَ تُحَاصَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى أَهْلِهَا وَقَاطِنِيهَا
6771 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قال: حدثنا بن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَصَرُوا بالمدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح""2". [3: 69]
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن المنذر الحزامي فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" –كما في "النكت الظراف" 6/124لابن حجر - عن محمد بن الربيع، حدثنا حرملة وأبو مصعب، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وهو في "فوائد يحيى بن معين" رواية أبي بكر المروزي، عن يحيى، عن عثمان بن صالح، عن ابن وهب، به.
وهو في "سنن أبي داود""4250" في الفتن: باب ذكر الفتن ودلائلها، و"4299" في الملاحم: باب في المعقل من الملاحم، قال أبو داود: حدثت عن ابن وهب، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/402، وفي سنده عبد الله بن عمر العمري، وقد ضعف.
والمسالح: جمع مسلحة، وهو في الأصل موضع السلاح، ثم أطلقت على الثغر من الثغور، وهو موضع المخافة من العدو، وهو المراد في هذا الحديث، وسلاح بفتح السين: قال الزهري: موضع قريب من خيبر.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ انْجِلَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْهَا عند وقوع الفتن
6772 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمَدِينَةِ: "لَيَتْرُكَنَّهَا أَهْلُهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، مُذَلَّلَةً لِلْعَوَافِي: السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "1389""498" في الحج: باب في المدينة: حين يتركها أهلها، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 2/385، ومسلم "1389""498" من طريقين عن أبي صفوان عبد الله بن عبد الملك يتيم ابن جريج، عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه مسلم "1389""499" من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، به. وفي آخره عنده "ثم يخرج راعيان من مزينة، يريدان المدينة، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع، خرا على وجوههما".
وبهذه الزيادة أخرجه أحمد 2م234من طريق معمر، والبخاري "1874" في فضائل المدينة: باب من رغب عن المدينة، من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، به، إلا أنهما قالا في أول الزيادة: "وآخر من يحشر راعيان
…
".
العوافي جمع عافية: وهي تطلب أقواتها، ويقال للذكر: عاف، قال ابن الجوزي اجتمع في العوافي شيئان: أحدهما: أنها طالبة لأقواتها من قولك: عفوت فلانا أعفوه، فأنا عاف، والجمع: عفاة، أي: أتيت أطلب معروفه، والثاني من العفاء: وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به، فإن الطير والوحش تقصده لمنها على نفسها فيه.
وقال الإمام النووي: المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ويؤيده قصة الراعيين فقد وقع عند مسلم بلفظ:"ثم يحشر راعيان" وفي البخاري "أنهما آخر من يحشر".
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه حديث ابي هريرة
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6773 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يوسف بن يونس بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ عَمِّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ، حتى يدخل الكلب فيغذي علىذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه حديث ابي هريرة
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
[6773]
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يوسف بن يونس بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ عَمِّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ، حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ فَيُغَذِّي عَلَى
بَعْضِ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزمان؟ قال: " للعوافي: الطير والسباع" "1". [3: 69]
"1" يوسف بن يونس بن حماس، قال في "تعجيل المنفعة" ص 458: روى عنه عمه، عن أبي هريرة، وعن عطاء بن يسار، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، روى عنه مالك وابن جريج، واختلف على مالك في سند حديثه، فقال القعنبي عن مالك: أنه بلغه عن أبي هريرة فذكره معضلا، وقال يحيى بن يحيى الليثي عن مالك: عن حماس، ولم يسمه، وقال معن بن عيسى عن مالك: عن يونس بن يوسف، فقلبه، وقال عبد الله بن يوسف التنيسي عن مالك: عن يوسف بن سنان، أبدل يونس فسماه سنانا، وكذا قال أبو مصعب عن مالك، قال البخاري: والأول أًصح.
قلت: وذكره المؤلف في "الثقات" 7/633 - 634، وقال: كان من أهل المدينة
…
ثقة، وذكر مخالفة عبد الله بن يوسف لأصحاب مالك في تسمية والده، ووقع فيه سفيان، والمعروف سنان، وعمه لم أجد له ترجمة، وذكر المؤلف في ترجمة يوسف أنه روى عن أبيه، عن أبي هريرة، وترجم لأبيه أيضا في "الثقات" 5/555 فقال: يونس بن حماس، يروي عن أبي هريرة، روى عنه ابنه يوسف بن يونس.
وهو في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/888 في الجامع: باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
قوله:"فيغذي" أي: يبول دفعة بعد دفعة. وانظر ما قبله وما بعده.
ذكر البيان بأن مدينة المصطفى يَتَخَلَّى عَنْهَا النَّاسُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى تبقى للعوافي
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَدِينَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّى عَنْهَا النَّاسُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى تَبْقَى لِلْعَوَافِي
6774 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ذكر البيان بأن مدينة المصطفى يَتَخَلَّى عَنْهَا النَّاسُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى تبقى للعوافي
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَدِينَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّى عَنْهَا النَّاسُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى تَبْقَى لِلْعَوَافِي
[6774]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهِ عَصًا، وَأَقْنَاءٌ مُعَلَّقَةٌ فِي الْمَسْجِدِ، قِنْوٌ مِنْهَا حَشَفٌ، فَطَعَنَ بِذَلِكَ الْعَصَا فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ، ثُمَّ قَالَ: "لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، فَتَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِنَّ صَاحِبَ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لِيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ:"أَمَا وَاللَّهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَتَذَرُنَّها لِلْعَوَافِي، هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَوَافِي؟ " قُلْنَا: اللَّهُ ورسوله أعلم، قال:"الطير والسباع""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن، صالح بن أبي عريب روى عنه جمع، وذكره المؤلف في الثقات 6/457، وروى له أصحاب السنن غير الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عمرو بن أبي عاصم فقد روى له ابن ماجه وهو ثقة.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/281، والطبراني 18/"99" عن أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد، وفيه" لتدعنها للعوافي أربعين عاما" وقد نسبه الحافظ في "الفتح" 4/108 إلى عمر بن شبة وقال: إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 6/23و27، وأبو داود "1607"في الزكاة: باب ما لا يجوز عن الثمرة في الصدقة، والنسائي 5/43 - 44في الزكاة: باب قوله عز وجل"ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"، وابن ماجه"8121" في الزكاة: باب النهي أن يخرج الصدقة شر ماله، من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبد الحميد بن جعفر، به. ولم يذكر أحد فيه قصة المدينة، غير أحمد في الموضع الأول، وسقط من إسناده عنده فيه "يحيى بن سعيد".
وفي الباب في قصة تعليق القنو في المسجد، عن البراء بن عازب عند الترمذي"2987"، وابن ماجه"1822"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
والأقناء جمع قنو: والعذق بما فيه من الرطب.
والحشف: اليابس الفاسد من التمر.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنْ سَتَكُونَ الْمَدِينَةُ خَيْرًا لِأَهْلِهَا مِنَ الِانْجِلَاءِ عَنْهَا لَوْ عَلِمُوهُ
6775 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ" قَالَ: "وَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ قَرِيبَهُ وَحَمِيمَهُ إِلَى الرَّخَاءِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يعلمون""1".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَدِينَةَ تُعَمَّرُ ثَانِيًا بَعْدَ مَا وَصَفْنَاهُ
6776 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "آخِرُ قَرْيَةٍ فِي الْإِسْلَامِ خَرَابًا المدينة""2". [3: 69]
والحشف: اليابس الفاسد من التمر.
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر الحديث رقم "3734".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَدِينَةَ تُعَمَّرُ ثَانِيًا بَعْدَ مَا وَصَفْنَاهُ
6776 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "آخِرُ قَرْيَةٍ فِي الْإِسْلَامِ خَرَابًا المدينة""2". [3: 69]
"2" إسناده ضعيف، جنادة بن سلم والد سلم، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وأشار الذهبي في "الكاشف" إلى ضعفه، وقال الساجي: حدث عن هشام بن عروة حديثا منكرا، ووثقه المؤلف وكذا شيخه ابن خزيمة.
وأخرجه الترمذي في "سننه""3919" في المناقب: باب فضل المدينة، وفي "العلل الكبير" 2/945 عن سلم بن جنادة، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي في "السنن": هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جنادة عن هشام بن عروة، وتعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا.
وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه، وجعل يتعجب من هذا، وقال: كنت أرى أن جنادة بن سلم مقارب الحديث.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وُجُودِ كَثْرَةِ الزَّلَازِلِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6777 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ السَّكُونِيَّ، قَالَ:"كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي غَيْرُ لَابِثٍ فِيكُمْ، وَلَسْتُمْ لَابِثِينَ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا، وستأتوني أفنادا، يفني بعضكم بضعا، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيدٌ، وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزلازل""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه أحمد 4/104 عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال في أوله:"كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ قال له قائل: يا رسول الله، هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: "نعم"، قال: وبماذا؟ قال: "بمسخنة" في "المسند" "بسخنة"، والمسخنة: قدر يسخن فيها الطعام، قال: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: "نعم"، قال: فما فعل به؟ قال: رفع، وهو يوحى إلي أني مكفوت غير لابث...."، فذكره. وأخرجه بهذه الزيادة أبو يعلى 2/ورقة 317، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/435 من طريق مبشر، والطبراني "6356" من طريق الحكم بن نافع، كلاهما عن أرطأة بن المنذر، به. وقال الهيثمي في "المجمع" 7/306: رجاله ثقات.
وأخرج هذه الزيادة وحدها البزار "2422" عن سلمة بن شبيب وإبراهيم بن هانئ، كلاهما عن أبي المغيرة، به.
وأخرجه مختصرا إلى قوله "يفني بعضكم بعضا" في حديث مطول: أحمد 4/104، والنسائي 6/214 - 215 في أول كتاب الخيل، والطبراني "6357" من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل السكوني
…
وانظر حديث واثلة بن الأسقع المتقدم عند المؤلف برقم "6646".
والأفناد: الفرق المختلفين، الواحد فند.
والموتان بوزن البطلان: الموت الكثير الوقوع.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ تَغْيِيرِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ
6778 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ"، قَالَ: فَوَصَفَهُ لَنَا، وَقَالَ:"لَعَلَّهُ أَنْ يُدْرِكَهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي، أَوْ سَمِعَ كَلَامِي"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ مثلها اليوم؟ فقال:"أو خير""1". [3: 69]
"1"إسناده ضعيف، عبد الله بن سراقة لم يرو عنه عبد الله بن شقيق، ولم يوثقه غير المؤلف والعجلي، وقال البخاري: لا يعرف له سماع من أبي عبيدة.
وذكره ابن كثير في "النهاية" 1/153، ونسبه لأحمد وأبي داود والترمذي، وقال: ولكن في إسناده غرابة، ولعل هذا كان قبل أن يبين له صلى الله عليه وسلم من أمر الدجال ما بين في ثاني الحال.
وأخرجه أحمد 1/195 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، وقرن بعفان عبد الصمد.
وأخرجه أبو داود "4756" في السنة: باب في الدجال، والحاكم 4/542 - 543عن موسى بن إسماعيل، والترمذي "2243" في الفتن: باب ما جاء في الدجال، عن عبد الله بن معاوية الجمحي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح.
وعلقه البخاري في "تاريخه" 5/97، فقال بعد أن ساقه مختصرا: قاله موسى، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مختصرا أحمد 1/195، والحاكم 4/542 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن خالد الحذاء، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عِزَّةِ الدِّينِ وَإِظْهَارِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6779 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ"1" بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
"1"في الأصل: عن أبي صالح، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 424.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وما فيها""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله يبن سعد فمن رجال البخاري. عم عبيد الله بن سعد: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري المدني.
وأخرجه بأطول مما هنا: البخاري "3448" في أحاديث الأنبياء: باب نزول عيسى بن مريم حاكما بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد، ولفظه "والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها". وسيأتي هذا الحديث عند المؤلف برقم "6818"، وليس فيه قوله "حتى تكون السجدة
…
".
وقال الحافظ في"الفتح" 6/568 تعليقا على قوله "حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها". أي: أنهم حينئذ لا يتقربون إلى الله إلا بالعبادة، لا بالتصدق بالمال، وقيل معناه: أن الناس يرغبون عن الدنيا حتى تكون السجدة الواحدة أحب إليهم من الدنيا وما فيها.
ذِكْرُ إِنْذَارِ الْأَنْبِيَاءِ أُمَمَهُمُ الدَّجَّالَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَتِهِ
6780 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي سَأُبَيِّنُ لَكُمْ شَيْئًا تعلمون أنهذكر إِنْذَارِ الْأَنْبِيَاءِ أُمَمَهُمُ الدَّجَّالَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَتِهِ
[6780]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي سَأُبَيِّنُ لَكُمْ شَيْئًا تَعْلَمُونَ أنه
كَذَلِكَ إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مؤمن كاتب وغير كاتب" "1". [3: 5]
"1"إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محاضر - وهو ابن مورع الهمداني - فقد روى له البخاري تعليقا، ومسلم حديثا واحدا متابعة، وهو صدوق. وانظر الحديث "6785"، القطعة الأخيرة منه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَحْذِيرِ الْأَنْبِيَاءِ أُمَمَهُمْ فِتْنَةَ المسيح الدجال نعوذ بالله منه
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَحْذِيرِ الْأَنْبِيَاءِ أُمَمَهُمْ فِتْنَةَ الْمَسِيحِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
6781 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَإِنَّهُ كَائِنٌ فِيكُمْ""2". [3: 69]
"2" إسناده قابل للتحسين لو سلم من عنعنة الحسن، فإن محمد بن مروان العقيلي صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات. وهذا الحديث لم أجده عند غير المؤلف.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَكُونُ مَعَهُ الْمِيَاهُ وَالطَّعَامُ
6782 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أبو بدر بحران، ثنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: "مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عنذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَكُونُ مَعَهُ الْمِيَاهُ وَالطَّعَامُ
[6782]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أبو بدر بحران، ثنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: "مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن
الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مَا سَأَلْتُهُ، فَقَالَ:"إِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ" قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يَزْعُمُونَ أَنَّ مَعَهُ الْأَنْهَارَ وَالطَّعَامَ، قَالَ:"هُوَ أَهْوَنُ عَلَى الله من ذلك""1". [3: 65]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه أحمد 4/246و248و252، والبخاري "7122" في الفتن: باب ذكر الدجال، ومسلم "2152" في الآداب: باب جواز قوله لغير ابنه "يا بني" و"2939" في الفتن: باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل، وابن ماجه "4083" في الفتن: باب في فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، والطبراني 20/"950"و"951"و"952"و"954"و"955"و"956"و"957"و"958"، وابن منده في "الإيمان""1030"و"1031"، والبغوي "4260" من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث رقم "6800".
قال ابن كثير في "نهاية البداية" 1/147: وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق مموه لا حقيقة لما يبدي للناس من الأمور التي تشاهد في زمانهن بل كلها خيالات عند هؤلاء.
ذكر رؤية المصمطفى بن صياد بالمدينة
…
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بن صَيَّادٍ بِالْمَدِينَةِ
6783 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رسول الله، فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خَبْأً" فقال: ذكر رؤية المصمطفى بن صياد بالمدينة
…
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بن صَيَّادٍ بِالْمَدِينَةِ
[6783]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رسول الله، فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خَبْأً" فقال:
هُوَ الدَّخُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ" قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، قَالَ:"لَا، إِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَافُ، فَلَنْ تستطيع قتله""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم "2924""86" في الفتن: باب ذكر ابن صياد، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقرن بإسحاق بن إبراهيم محمد بن عبد الله بن نمير وأبا كريب.
وأخرجه أحمد 1/380عن أبي معاوية، به.
وأخرجه بنحوه مسلم أيضا "2924""85". والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/99من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.
وقوله: "هو الدخ" قال النووي في شرح مسلم 18/49: الجمهور على أن المراد بالدخ هنا: الدخان، وأنها لغة فيه، وخالفهم الخطابي، فقال: لا معنى للدخان هنا، لأنه ليس مما يخبأ في كف أو كم كما قال، بل الدخ بيت موجود بين النخيل والبساتين، قال: إلا أن يكون معنى "خبأت": أضمرت لك اسم الدخان وهي قوله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال القاضي: قال الداودي: وقيا: كانت سورة الدخان مكتوبة في يده صلى الله عليه وسلم، وقيل: كتب الآية في يده.
قال القاضي: وأصح الأقوال أنه لم يهتد من الآية التي أضمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكهان إذا ألقى الشيطان إليهم بقدر ما يخطف قبل أن يدركه الشهاب، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:"اخسأ فلن تعدو قدرك" أي: القدر الذي يدرك الكهان من الاهتداء إلى بعض الشيء وما لا يبين من تحقيقه ولا يصل به إلى بيان وتحقيق أمور الغيب، ومعنى اخسأ: اقعد فلن تعدو قدرك، والله أعلم.
ذكر وصف العرش الذي كان يراه بن صَيَّادٍ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ
6784 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بن صَائِدٍ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، قَالَ: وَابْنُ صَائِدٍ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ:" آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ" قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ" قَالَ: "انْظُرْ مَا تَرَى" قَالَ: أَرَى صَادِقِينَ وَكَاذِبِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لُبِسَ عَلَى نَفْسِهِ" فَدَعَاهُ" "1".
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة.
وأخرجه مسلم "2926" في الفتن: باب ذكر ابن صياد، عن محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد يحيى بن حبيب.
وأخرجه في حديث مطول أحمد 3/368، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/96 - 97، والبغوي "4274" من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.
وقوله "فدعاه" أي اتركاه، وفي مسلم: فدعوه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ الدَّجَّالُ
6785 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شهاب، أن سالم بن عبد الله أخبرهذكر الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ الدَّجَّالُ
[6785]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في رهط قبل بن صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أطم بني مغالة، وقد قارب بن صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِابْنِ صَيَّادٍ:"أتشهد أني رسول الله؟ " فقال بن صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَرَفَصَهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَالَ:"آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ" ثُمَّ قَالَ له رسول الله: "ماذا ترى؟ " قال بن صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خُلِطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ" ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَبَّأْتُ لَكَ خَبْأً" فَقَالَ بن صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:"اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ" فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:"إِنْ أَدْرَكْتَهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تُدْرِكْهُ فَلَا خير لك في قتله"
قال بن شهاب: قال سالم: وسمعت بن عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بْنُ كَعْبٍ إلى النخل التي فيها بن صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ النَّخْلَ، طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يسمع من بن صياد شيئا قبل أن يراه بن صَيَّادٍ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ، فَرَأَتْ أم بن صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:" لَوْ تركتيه""1".
"1"كذا في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 406، وفي "مسلم" وغيره: لو تركته بين.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:"إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ:" تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أعور، وأن الله ليس بأعور" "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو في "صحيحه" "2930" "2931"في الفتن: باب ذكر ابن صياد، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1354" و"1355" في الجنائز: باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ "3337" في أحاديث الأنبياء: باب قول الله عز وجل {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه} عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، به. وهو في الموضع الأول عنده إلى قوله صلى الله عليه وسلم:"لو تركته بين" وفي الموضع الثاني القسم الأخير منه.
وأخرجه بتمامه ومقطعا عبد الرزاق "20817" و"20819" و"20820"، وأحمد 2/148 و149، والبخاري "3055" و"3056" و"3057"، وفي الجهاد: باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، و"6618"، في القدر: باب يحول بين المرء وقلبه، ومسلم "2930""97"، وأبو داود "4329" في الملاحم: باب في خبر ابن صائد، والترمذي "2235" في الفتن: باب ما جاء في علامة الدجال، و"2249": باب ما جاء في ذكر ابن صائد، والبغوي "4255" من طريق معمر.
وأخرجه البخاري "2638" في الشهادات: باب شهادة المختبئ، و"6173" و"6174" و"6175" في الأدب: باب قول الرجل للرجل: اخسأ، وفي "الأدب المفرد""958"، والبغوي "4270" من طريق شعيب بن أبي حمزة، وعلقه أيضا البخاري "3033" في الجهاد: باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من يخشى معرته، ووصله الإسماعيلي في "مستخرجه" - كما في "التغليق3/456" - من طريق عقيل بن خالد، وأخرجه أحمد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2/148 - 149 والبخاري "7127" في الفتن: باب ذكر الدجال، ومسلم "2930""96"، وابن منده في "الإيمان""1040"و"1041" من طريق صالح بن كيسان، أربعتهم "معمر وشعيب وعقيل وصالح "عن الزهري به.
قلت: قال الإمام أبو سليمان الخطابي فيما نقله عنه البغوي في "شرح السنة"15/74 - 75: وقد اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافا شديدا، وأشكل أمره حتى قيل فيه كل قول، وقد يسأل عن هذا، فيقال: كيف يقر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعي النبوة كاذبا، ويتركه بالمدينة يساكنه في داره، ويجاوره فيها، وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان، وقوله بعد ذلك "اخسأ فلن تعدو قدرك"؟!.
قال أبو سليمان: والذي عندي أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود وحلفائهم، وذلك بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابا صالحهم فيه على أن لا يهاجموا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم، أو دخيلا في جملتهم، وكان يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره وما يدعيه من الكهانة، ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه صلى الله عليه وسلم بذلك ليروز به أمره، ويخبر به شأنه، فلما كلمه، علم أنه مبطل، وأمه من جملة السحرة والكهنة، أو ممن يأتيه رِئى من الجن، أو يتعاهده الشيطان، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع منه قوله الدخ، زبره، فقال:"اخسأ فلن تعدو قدرك" يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان فألقاه إليه، وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبل الوحي السماوي، إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين أوحى الله إليهم من علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون العلم، فيصيبون بنور قلوبهم الحق، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها، ويخطئ في بعض، وذلك معنى قوله: يأتيني صادق وكاذب فقال له عند ذلك: "خلط عليك".
فالجملة من أمره أنه كان فتنة امتحن الله به عباده المؤمنين، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة} وقد امتحن قوم موسى عليه السلام في زمانه بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه منهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الإمام النووي18/46 - 47: قال العلماء: قصة ابن صياد مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره، ولا شك في أنه دجال، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه في أمره بشيء، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يقطع في أمره بشيء، بل قال لعمر:"لا خير لك في قتله"
وقال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/104: والأحاديث الواردة في ابن صياد كثيرة، وفي بعضها التوقف في أمره هل هو الدجال أم لا؟ فالله أعلم، ويحتمل أن يكون هذا قبل أن يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الدجال وتعيينه، وقد تقدم حديث تميم الداري ي ذلك، وهو فاصل في هذا المقام، وسنورد من الأحاديث ما يدل على أنه ليس بابن صياد، والله تعالى أعلم وأحكم.
وقال أيضا 1/157: وقد قدمنا أن الصحيح أن الدجال غير ابن صياد، وأن ابن صياد كان دجالا من الدجاجلة، ثم تاب بعد ذلك، فأظهر الإسلام، والله أعلم بضميره وسيرته.
قلت: حديث تميم الداري سيأتي عند المصنف برقم "6787" و"6788" و"6789". وانظر "فتح الباري" 13/337 - 341.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَلْحَمَةِ الَّتِي تَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ مَعَ بَنِي الْأَصْفَرِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ
6786 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي "1" قَتَادَةَ
"1"سقط لفظ "أبي" من الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 406، واستدرك من "مسند أبي يعلى".
عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ وَنَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ "1"، فَغَضِبَ ابْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى عَرَفْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ وَقَالَ: عَدُوٌّ يَجْتَمِعُ لِلْمُسْلِمِينَ"2" مِنْ ها هنا فَيَلْتَقُونَ، فَتُشْتَرَطُ شُرْطَةُ الْمَوْتِ: لَا تَرْجِعُ إِلَّا وهي غالبة، فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفيء "3" هؤلاء وهؤلاء، وكل غير غالب،" وتفنى الشرطة" ثُمَّ تُشْتَرَطُ الْغَدَ شُرْطَةُ الْمَوْتِ: لَا تَرْجِعُ إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، وكل غير غالب، "وتفنى الشُّرْطَةُ" ثُمَّ تُشْتَرَطُ الْغَدَ شُرْطَةُ الْمَوْتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: لَا تَرْجِعُ إِلَّا وَهِيَ غَالِبَةً، فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء، وَكُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ "وَتُفْنَى الشُّرْطَةُ" ثُمَّ يَلْتَقُونَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَهْزِمُونَهُمْ حَتَّى تَبْلُغَ الدِّمَاءُ نَحْرَ الْخَيْلِ" وَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى إِنَّ بَنِي الْأَبِ، كَانُوا يَتَعَادُّونَ عَلَى مِائَةٍ" فَيُقْتَلُونَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَأَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ بَعْدَ هَذَا وَأَيُّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ بِهَا، ثُمَّ يَسْتَفْتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمُونَ الدَّنَانِيرَ بالترسة، إذا أَتَاهُمْ فَزَعٌ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ: إِنَّ الدَّجَّالَ قد خرج في ذراريكم،
"1"كذا الأصل و"التقاسيم" وهو في "مسند أبي يعلى" كذلك، وعند أحمد ومسلم: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة
…
والهجيرى: العادة والدأب والديدان.
"2" في الأصل:"المسلمون" والمثبت من "مسند أبي يعلى".
"3" في الأصل:"فيبقى" والمثبت من "مسند أبي يعلى" وغيره.
فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ، وَيَبْعَثُونَ طَلِيعَةَ فَوَارِسَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرُ فَوَارِسِ الْأَرْضِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ" "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قتادة: وهو العدوي، قيل اسمه تميم بن ندير، وقيل: ابن زبير، وقيل: اسمه نذير بن قنفذ، فمن رجال مسلم. وهو في "مسند أبي يعلى""5253"، وما بين حاصرتين منه.
وأخرجه الطيالسي "392" عن عثمان بن المغيرة، ومهران بن ميمون، وابن فضالة، وابن أبي شيبة 15/138 - 139، واحمد 1/384 - 385و435، ومسلم "2899"في الفتن: باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال، وأبو يعلى "5381"، والحاكم 4/476 - 477من طريق أيوب، ومسلم "2899" من طريق سليمان بن المغيرة، خمستهم عن حميد بن هلال، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!
وأخرجه عبد الرزاق "20812"، ومن طريقه البغوي "4247" عن معمر، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن رجل سماه، عن ابن مسعود.
وقوله: "فتشترط شرطة الموت" لفظ مسلم وأحمد: "فيشترط المسلمون شرطة للموت" والشرطة: أول طائفة من الجيش تشهد القتال، وقوله:"فيشترط"، قال النووي: ضبطوه بوجهين، أحدهما:"فيشترط" بمثناه تحت، ثم شين ساكنه ثم مثناه فوق، والثاني: فيتشرط بمثناة تحت ثم مثناة فوق ثم شين مفتوحة وتشديد الراء.
والترسة جمع ترس: وهو ما يتترس به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْعَلَامَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظْهَرَانِ عِنْدَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ مِنْ وَثَاقِهِ
6787 -
أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ بِبَلَدٍ الْمَوْصِلِ، قال: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْعَلَامَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظْهَرَانِ عِنْدَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ مِنْ وَثَاقِهِ
[6787]
أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ بِبَلَدٍ الْمَوْصِلِ، قال:
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: حَدِّثِينِي بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا تُحَدِّثِينِي بِشَيْءٍ لَمْ تَسْمَعِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: نَعَمْ، نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَفَزِعُوا، قَالَتْ: فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ:"إِنِّي لَمْ أَجْمَعْكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، زَعَمَ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ، قَالَ: فَلَعِبَ بِنَا الْبَحْرُ- وَرُبَّمَا قَالَ: لَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ –شَهْرًا، ثُمَّ قَذَفَ بِنَا السَّفِينَةَ إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، قال: فخرجنا إليها، فلقيتنا حارية تَجُرُّ شَعْرَهَا، لَا نَدْرِي مُقْبِلَةٌ هِيَ أَمْ مُدْبِرَةٌ، قُلْنَا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قُلْنَا: أَخْبِرِينَا. قَالَتْ: عَلَيْكُمْ بِصَاحِبِ الدَّيْرِ، وَهُوَ يُخْبِرُكُمْ وَيَسْتَخْبِرُكُمْ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا رَجُلٌ، ذَكَرَ مِنْ عِظَمِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَهُوَ مُوثَقٌ إِلَى حَبَلٍ بِالْحَدِيدِ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَمَّا أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ، قَالُوا: سَلْنَا، قَالَ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ، يُطْعَمُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: يُوشِكُ أَنْ لَا يُطْعَمَ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ، بِهَا مَاءٌ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: يُوشِكُ أَنْ لَا يَكُونَ بِهَا مَاءٌ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، هَلْ خَرَجَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ إِنَّهُ صَادِقٌ فَاتَّبِعُوهُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ".
قَالَ كَهْمَسٌ: فَذَكَرَ ابْنُ بُرَيْدَةَ شَيْئًا لَمْ أَحْفَظْهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:
تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ، وَيَأْتِي عَلَى جَمِيعِهِنَّ فِي أربعين صباحا" "1". [3: 69]
"1" الفضل بن موسى روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "ثقاته" 9/7، وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه" 2/367: ما علمت من حاله إلا خيرا، وعون بن كهمس روى عنه أيضا جمع، وقال حرب عن أحمد بن حنبل: لا أعرفه، وقال الآجري عن أبي داود –وقد روى له الأخير -: لم يبلغني إلا الخير، وذكره المؤلف في "الثقات"، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. كهمس والد عون: هو ابن الحسن.
قلت: وقد انفرد المؤلف بإخراجه من هذا الطريق، ولعبد الله بن بريدة فيه شيخ آخر، فقد أخرجه بأطول مما هنا مسلم "2942" "119" في الفتن: باب قصة الجساسة، وأبو داود "4326" في الملاحم: باب في خبر الجساسة، والطبراني 24/"958"، وفي الأحاديث الطوال "47"، وابن منده في "الإيمان""1058" من طريق الحسين بن ذكوان المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الثَّالِثَةِ الَّتِي تَظْهَرُ فِي الْعَرَبِ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ مِنْ وَثَاقِهِ كَفَانَا اللَّهُ والمسلمين شره وفتنته
…
ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الثَّالِثَةِ الَّتِي تَظْهَرُ فِي الْعَرَبِ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ مِنْ وَثَاقِهِ كَفَانَا اللَّهُ وَكُلَّ مُسْلِمٍ شَرَّهُ وَفِتْنَتَهُ
6788 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرْقُسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُمِّيُّ"2"، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المنبر،
"2" كذا في الأصل و"التقاسيم" 3/408، و"الثقات": القمي، ووقع عند الطبراني: القيسي، ويغلب على ظني أنه الصواب.
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، وَهُوَ كَائِنٌ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ، إِلَّا إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَمٍّ لَهُ وَأَصْحَابَهُ رَكِبُوا بَحْرَ الشَّامِ، فانتهوا إلى جزيرة من جزائره، فإذ هُمْ بِدَهْمَاءَ تَجُرُّ شَعْرَهَا، قَالُوا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: الْجَسَّاسَةُ، أَوِ الَجَاسِسَةُ – قَالُوا: أَخْبِرِينَا، قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ عَنْ شَيْءٍ وَلَا سَائِلَتِكُمْ عَنْهُ، وَلَكِنِ ائْتُوا الدَّيْرَ، فَإِنَّ فِيهِ رَجُلًا بِالْأَشْوَاقِ إِلَى لِقَائِكُمْ، فَأَتَوَا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ إِلَى سَارِيَةٍ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ، وَمَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: فَمَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْعَرَبُ"1"، قَالَ: فَمَا فَعَلْتِ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: خَرَجَ فِيهِمْ نَبِيٌّ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ"2"، قَالَ: فَمَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالُوا: فِيهِمْ مَنْ صَدَّقَهُ، وَفِيهِمْ مَنْ كَذَّبَهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِنْ يُصَدِّقُوهُ وَيَتَّبِعُوهُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ قَالَ: مَا بُيُوتُكُمْ"3"؟ قَالُوا: مِنْ شَعَرٍ وَصُوفٍ تَغْزِلُهُ نِسَاؤُنَا، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَوَانِبُهَا، يَصْدُرُ مَنْ أَتَاهَا، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زغر؟ قالوا: تدفق
"1" في الأصل: "ممن أنتم؟ قالوا من العرب" والمثبت من "التقاسيم".
"2" كذا في الأصل و"التقاسيم"، وفي "شرح السنة":"ظهر فيهم نبي يتيم"، وفي الطبراني:"بعث إليهم نبي أمي".
"3" في "شرح السنة" والطبراني: أي شيء لباسهم.
جَوَانِبُهَا يَصْدُرُ مَنْ أَتَاهَا، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ قَالُوا: يُؤْتِي جَنَاهُ فِي كُلِّ عَامٍ، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ قَدْ حُلِلْتُ مِنْ وَثَاقِي هَذَا لَمْ يَبْقَ مَنْهَلٌ إِلَّا وَطِئْتُهُ إِلَّا مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي عَلَيْهِمَا سَبِيلٌ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هذه طَيْبَةُ حَرَّمْتُهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِيهَا نَقْبٌ"1" فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكَانِ شَاهِرَا السَّيْفِ يمنعان الدجال إلى يوما القيامة""2".
"1" في الأصل: "بقعة"، والمثبت من "التقاسيم"، والنقب: هو الطريق بين الجبلين.
"2" حديث صحيح عبد الملك بن سليمان القرقساني ذكره المؤلف في "الثقات" 8/39، وقال: مستقيم الحديث، وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/24:حديثه غير محفوظ، وعمران بن سليمان لقمي ذكره المؤلف في "الثقات" 7/241، وكذا البخاري ف تاريخه 6/426، وابن أبي حاتم 6/299، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه البخاري 24/"959"، والبغوي في "شرح السنة""4268" من طريقين عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/373 - 374، والحميدي "364"، وابن أبي شيبة 15/154 - 156، ومسلم "2942" في الفتن: باب قصة الجساسة، وأبو داود "4327" في الملاحم: باب في خبر الجساسة، وابن ماجه "4074" في الفتن: باب فتنة الدجال، والطبراني 24/"956"و"957"و"960"و"961"، والآجري في "الشريعة" ص376 - 378 – و378 - 379، وابن منده في "الإيمان""1057"و"1059"و"1060"، والبغوي "4269" من طرق عن الشعبي، به. وبعضهم يزيد في الحديث على بعض.
وأخرجه مختصرا أبو داود "4325"، والطبراني 42/"922"و"923" من طريقين عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس.
وقوله: "يصدر من أتاها"، أي: ينصرف عن السقي، وقد روي في الحديث: كانت له ركوة تسمى الصادر به، لأنه يصدر عنها الري، ومنه فأصدرنا ركابنا، أي: صرفنا رواء، فلم نحتج إلى المقام بها للماء.
6789 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ نَزَلَتْ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي"1" أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ لَا يُدْرَى أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى مِنْ كَثْرَةِ"2" الشَّعْرِ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: أَخْبِرِينَا، قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ ولا مستخبرتكم، ولكن ها هنا مَنْ هُوَ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَإِلَى أَنْ يَسْتَخْبِرَكُمْ، فَأَتَوَا الدَّيْرَ، فَإِذَا بِرَجُلٍ مَرِيرٍ مُصَفَّدٍ بِالْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْعَرَبُ، قَالَ: هَلْ بُعِثَ النَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قال: فهل تبعته
"1"لفظة: "أخبرني" سقطت من الأصل، واستدركت من"التقاسيم" 3/لوحة 75.
"2" في الأصل: كثبر، والتصويب من "التقاسيم".
الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ قَالُوا: قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَثْبَةً حَتَّى خَشِينَا أَنْ سَيَغْلِبَ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا إِلَّا مَكَّةَ وَطَيْبَةَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذِهِ طيبة، لا يدخلها" "1". [3: 21]
"1"حديث صحيح، وأحمد بن يحيى حميد الطويل ذكره المؤلف في الثقات 8/10، وأرخ وفاته سنة خمس وعشرين ومئتين أو قبلها أو بعدها بقليل. وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد 6/374و418عن يونس بن محمد، و6/412 - 413 عن عفان بن مسلم، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 12/463، والطبراني 24/"964" من طريق حجاج بن منهال، والطبراني أيضا24/"964" من طريق أبي عمر الضرير وأبي عمر الحوضي، خمستهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الْمُبَادَرَةِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
6790 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَادِرُوا بِالْعَمَلِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الْمُبَادَرَةِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
[6790]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَادِرُوا بِالْعَمَلِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا،
وأمر العامة، وخويصة أحدكم" "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم، هو في صحيحه "2947""129" في الفتن: باب في بقية من أحاديث الدجال، عن أمية بن بسطام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/324و407، ومسلم "2947" من طريق همام، عن قتادة، به.
وأخرجه الطيالسي "2549"، ومن طريقه أحمد 2/511، والحاكم 4/516عن عمران القطان، عن قتادة، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! قلت: عمران القطان حديثه حسن لا يرقى إلى الصحة.
وأخرجه أحمد 2/337 و372، ومسلم "2947""128"، والبغوي "4249" من طريقين عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه "4056"، وإسناده حسن. وقوله: "بادروا بالأعمال
…
" أي: أسرعوا بالأعمال الصالحة النافعة قبل وقوع هذه الآيات، قال القاضي فيما نقله عنه القاري في "شرح المشكاة" 5/188: أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات، فإنها إذا نزلت أدهشهم، وشغلتهم عن الأعمال، أو سد عليهم باب التوبة وقبول الأعمال.
وأمر العامة: هو القيامة لأنها تعم الناس جميعا، أو الفتنة التي تعمي وتصم، أو الذي يستبد به العوام، ويكون من قبلهم دون الخواص.
وخويصة أحدكم، تصغير خاصة، أي: الأمر الذي يخص أحدكم، قيل: يريد الموت، وقيل: هو ما يخص الإنسان من الشواغل المتعلقة في نفسه وماله وما يهتم به وصغرت لاستصغارها في جنب سائر الحوادث من البعث والحساب وغير ذلك.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ لِلْأَشْيَاءِ الْمُتَوَقَّعَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ لَيْسَ بِعَدَدٍ لَمْ يُرِدْ بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ
6791 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ لِلْأَشْيَاءِ الْمُتَوَقَّعَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ لَيْسَ بِعَدَدٍ لَمْ يُرِدْ بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ
[6791]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ الْقَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أسيد، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن تحتها، إذا أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا تَتَذَاكَرُونَ" قُلْنَا: نَذَكْرُ السَّاعَةَ، قَالَ:"فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهَا عَشَرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، والدجال، والدخان، وعيسى بن مَرْيَمَ، وَالدَّابَّةُ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ من موضع كذا"؟ قال: أحسبه قال: "نقيل مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتَنْزِلُ مَعَهُمْ حَيْثُ يَنْزِلُونَ""1".
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه وهو حذيفة بن أسيد من رجال مسلم. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه الحنظلي.
وأخرجه أحمد 4/7، ومسلم "2901" "40" و"41" في الفتن: باب في الآيات التي تكون قبل الساعة، والترمذي 4/478 في الفتن: باب ما جاء في الخسف، والطبراني "3028" من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وفي رواية الطبراني أبدل الدخان بريح تلقيهم في البحر.
وأخرجه الطيالسي "1067"، وأحمد 4/6و7، والحميدي "827"، وابن أبي شيبة 15/163، ومسلم "2901""39"، وأبو داود "4311" في الملاحم: باب أمارات الساعة، والترمذي "2183"، والنسائي في "الكبرى"، وابن ماجه "4041" في الفتن: باب أشراط الساعة، والطبراني "3029" و"3030" و"3031" و"3032" و"3033"، والبغوي "4250" من طرق عن فرات القزاز، به. وبعضهم رواه مختصرا. وانظر الحديث رقم "6790".
وأخرجه الطبراني "3034"من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الطفيل، به.
وأخرجه أيضا الطبراني "3060" من طريق بن أبي ليلى، عن الحكم، عن الربيع بن عميلة، عن حذيفة بن أسيد. وأبدل فيه "النار التي تطرد الناس إلى المحشر""بريح تسفيهم فتطرحهم بالبحر".
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ، مثله ولم يرفعه "1". [3: 69]
"1"وانظر "صحيح مسلم""2901""40"و"41".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ نَاحِيَتِهِ الدَّجَّالُ
6792 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ هاهنا" وأشار نحو المشرق"2". [3: 69]
"2" بلال بن أبي هريرة لم يرو عنه غير الشعبي، ولم يوثقه غير المؤلف4/65، وعمرو بن أبي قيس روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقا، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وباقي رجال السند ثقات. مطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير. وأخرجه بنحوه البزار "3383" عن ممد بن المثنى، ن يحيى - وهو القطان - عن مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن أبيه قال: سئل رسول الله عن الدجال فقال: - أحسبه قال -: "يخرج من نحو المشرق".
قال الهيثمي في "المجمع" 7/348: فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف، وقد وثق.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ "وَأَشَارَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ" أَرَادَ بِهِ الْبَحْرَيْنِ"1"، لِأَنَّ الْبَحْرَيْنِ مَشْرِقُ الْمَدِينَةِ، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ يَكُونُ مِنْ جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِهَا لَا مِنْ خُرَاسَانَ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا أَنَّهُ مُوثَقٌ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، عَلَى مَا أَخْبَرَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، وَلَيْسَ بِخُرَاسَانَ بَحْرٌ وَلَا جزيرة "2".
قال الهيثمي في "المجمع" 7/348: فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف، وقد وثق.
"1"فيه نظر، فقد جاء في رواية أنه يخرج من خراسان أخرج ذلك أحمد 1/4و7، والترمذي "2237"، وابن ماجه "4072"، والحاكم 4/527 من حديث أبي بكر رفعه "إن الدجال يخرج من أرض المشرق يقال لها خراسان" وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب. وسيورده المصنف برقم "6798" وفي أخرى أنه يخرج من أصبهان، أخرجها مسلم.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي يَكُونُ خُرُوجُ الْمَسِيحِ بِهِ
6793 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافع، ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي يَكُونُ خُرُوجُ الْمَسِيحِ بِهِ
[6793]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،
أن ابن عمر رأى بن صَائِدٍ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَسَبَّهُ ابْنُ عُمَرَ، وَوَقَعَ فِيهِ، فَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ، فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بِعَصًا، فَسَكَنَ حَتَّى عَادَ، فَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ، فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بِعَصًا مَعَهُ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ، مَا شَأْنُكَ وَشَأْنُهُ، مَا يُولِعُكَ بِهِ، أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا""1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: رؤية حفصة بن عمر وضربه
"1"حديث صحيح، روح بن أسلم وإن كان ضعيفا قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح. وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة327.
وأخرجه مسلم "2932"في الفتن: باب ذكر ابن صياد، من طريق هشام بن حسان، عن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني 23/"336" و"373" من طريق حفص بن غيات، عن عبد الله –وهو ابن عمر - به، ولم يذكر فيه قصة، وقال فيه: "إنما خروج ابن صياد
…
" وهو وهم.
وأخرجه مطولا أحمد 6/284، ومسلم "2932""99" من طريق ابن عون، عن نافع، به.
وأخرجه مختصرا أبو يعلى ورقة 326من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "الدجال لا يخرجه إلا غضبة يغضبها".
وأخرجه الطبراني 23/"370" من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، بهذا الإسناد إلى حفصة قالت: إنا كنا نتحدث أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها.
حَيْثُ كَانَ يَضْرِبُ الْمَسِيحَ بِالْعَصَا، كَانَ ذَلِكَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "1".
"1"جزم المؤلف بأن فعل ابن عمر كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لا أدري من أين أتى به، فليس في هذا الخبر ما يدل عليه أو يشير إليه، بل ظاهره يفيد أن ذلك كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْعَلَامَةِ الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا الدَّجَّالُ عِنْدَ خُرُوجِهِ
6794 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَ فَ رَ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مؤمن من أمي وكاتب - يعني الدجال-""2". [3: 69]
_________
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسماع يزيد بن زريع من سعيد –وهو ابن أبي عروبة - قبل اختلاطه.
وأخرجه أحمد 3/206عن عبد الوهاب، و3/207 عن روح، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطولا ومختصرا أحمد 3/173و229و276و290،والبخاري"7131" في الفتن: باب ذكر الدجال، و"7408" في التوحيد: باب قول الله تعالى "ولتصنع على عيني"، ومسلم "2933""101""102" في الفتن: باب ذكر الدجال وصفة ما معه، وأبو داود "4316" و"4317" في الملاحم: باب خروج الدجال، والترمذي "2245" في الفتن: باب ما جاء في قتل عيسى ابن مريم الدجال، وأبو يعلى "3016"و"3017"و"3092"و"3265" من طرق عن قتادة، به. وأخرجه أيضا أحمد 3/115 و201 و228 و249 و250، ومسلم"2933""103"، وأبو داود "3418" من طريقين عن أنس.
وقوله: "إن بين عينيه مكتوب" كذا في الأصل و"التقاسيم" والجادة "مكتوبا" كما وقع في بعض الروايات، ويخرج ما هنا على أن اسم "إن" محذوف تقديره "الدجال" وجملة "بين عينيه كفر" مبتدأ وخبر في موضع رفع خبر "إن".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَيْنِ الدَّجَّالِ الَّتِي هِيَ الْعَوْرَاءُ مِنْ عَيْنَيْهِ
6795 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ
عَنْ أَبِي بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"الدَّجَّالُ عَيْنُهُ خَضْرَاءُ كَزُجَاجَةٍ، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عذاب القبر""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح، عبد الله بن خباب - هو ابن الأرت المدني حليف بني زهرة - ذكره الطبراني وغيره في الصحابة، وقال عبد الرحمن بن خراش: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن منده من طريق خالد بن يزيد، عن زكريا بن العلاء، قال: أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن خباب، وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين، قتلته الحرورية، أرسله علي إليهم، فقتلوه، فأرسل إليهم: أقيدونا بعبد الله بن خباب، فقالوا: كيف نقيدك به وكلنا قتله، فنفد إليهم فقاتلهم، وذكره المؤلف في ثقات التابعين 5/11.
وأخرجه الطيالسي "544"، أحمد 5/123 - 124 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي "المجمع" 7/337، ونسبه إلى أحمد وقال رجاله ثقات.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ خِلْقَةِ الدَّجَّالِ وَمَنْ كَانَ يُشْبِهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ
6796 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عن بن عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:"أَعْوَرُ هِجَانٌ أَزْهَرُ، كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ "1"، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَإِنْ هَلَكَ الْهُلَّكُ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ ليس بأعور""2". [3: 69]
"1"في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 410: أصلع، وهو خطأ. والأصلة، بفتح الهمزة والصاد: الأفعى، وقيل: هي الحية العظيمة الضخمة القصيرة، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية.
"2" حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، وسماك وإن كانت روايته عن عكرمة فيها اضطراب، قد توبع.
وأخرجه أحمد 1/240و312 - 313، والطبراني "11711" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/132 - 133، والطبراني "11712" من طريقين عن زائدة، عن سماك، به.
وأخرجه الطبراني أيضا "11843" من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن عكرمة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/337 - 338 ونسبه إلى أحمد والطبراني وقال: ورجال الجميع رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده ضعيف.
الهجان: الأبيض، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وعبد العزى بن قطن، بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خزاعة، قال الزهري، هلك في الجاهلية. انظر "الفتح" 13/105 - 106.
والهلك جمع هالك، قال ابن الأثير: أي: فإن هلك به ناس جاهلون وضلوا، فاعلموا أن الله ليس بأعور.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فِرَارِ النَّاسِ مِنَ الْمَسِيحِ عِنْدَ ظُهُورِهِ
6797 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ" قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ، قَالَ:"هُمْ قليل""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند مسلم وغيره، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه أحمد 6/462، ومسلم "2945" في الفتن: باب في بقية أحاديث الدجال، والترمذي "3930" في المناقب: باب مناقب في فضل العرب، من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 25/"249" من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله، به.
وأم شريك: هي أم شريك القرشية العامرية من بني عامر بن لؤي، اسمها غزية، وقيل غزيلة، قيل: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكرها بعضهم في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح من ذلك شيء، لكثرة الاضطراب فيه، وكانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزدي، فولدت شريكا.
وقيل: أم شريك الأنصارية نزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها، لأنه كره غيرة الأنصار.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَبَعِ الدَّجَّالِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِمْ
6798 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتْبَعُ الدَّجَّالَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، عليهم الطيالسة""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن إبراهيم فمن رجال البخاري.
وأخرجه مسلم "2944" في الفتن: باب في بقية أحاديث الدجال، عن منصور بن أبي مزاحم، عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَعْضِ الْفِتَنِ الَّتِي يَبْتَلِي اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْبَشَرَ بِكَوْنِهِ مَعَ الْمَسِيحِ
6799 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ:
اجْتَمَعَ حُذَيْفَةَ وَأَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةَ: أَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، إِنَّ مَعَهُ نَهْرًا مِنْ نَارٍ، وَنَهْرًا مِنْ مَاءٍ، فَالَّذِي"2" يَرَوْنَ أَنَّهُ نَارٌ: مَاءٌ، وَالَّذِي يَرَوْنَ أَنَّهُ مَاءٌ: نَارٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَأَرَادَ الْمَاءَ فَلْيَشْرَبْ مِنَ الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ سَيَجِدُهُ مَاءً.
"2" في الأصل: فالذين، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 412.
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول"1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نعيم بن أبي هند، فمن رجال مسلم. أبو خيثمة: هو الزبير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه مسلم "2935""108" في افتن وأشراط الساعة، عن علي بن حجر وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري "3450" في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل، و"7130" في الفتن: باب ذكر الدجال، ومسلم "2934""106" و"107"، والطبراني 17/"642" و"643" و"644"، والبغوي "4259" من طريق عبد الملك بن عمير، وابن أبي شيبة 15/133، ومسلم "2934""105" من طريق أبي مالك الأشجعي، وابن أبي شيبة 15/134، وأبو داود في الملاحم: باب خروج الدجال، من طريق منصور ثلاثتهم عن ربعي بن حراش، به. وكلهم قرن في حديثه بين حذيفة وأبي مسعود سوى أبي مالك الأشجعي ومنصور عند ابن أبي شيبة، وعند بعضهم عن حذيفة مرفوعا.
وأبو مسعود: هو الأنصاري البدري، واسمه عقبة بن عمرو.
وقال الحافظ تعليقا على قوله: "فالذي يرون أنه نار ماء، والذي يرون أنه ماء نار": وهذا يرجع إلى اختلاف المرئي بالنسبة إلى الرائي، فإما أن يكون الدجال ساحرا، فيخيل الشيء بصورة عكسه، وإما أن يجعل الله باطن الجنة التي يسخرها الدجال نارا، وباطن النار جنة، وهذا الراجح، وإما أن يكون ذلك كناية عن النعمة والرحمة بالجنة، وعن المحنة والنقمة بالنار، فمن أطاعه فانعم عليه بجنته يؤل أمره إلى دخول نار الآخرة وبالعكس، ويحتمل أن يكون ذلك من جملة المحنة والفتنة فيرى الناظر إلى ذلك من دهشته النار فيظنها جنة وبالعكس.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ أَبِي مَسْعُودٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
6800 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّ مَعَ الدَّجَّالِ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ". قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَكُنْتُ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ سُؤَالًا عَنْهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ بِالَّذِي يَضُرُّكَ""1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: إِنْكَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُغِيرَةِ بِأَنَّ مَعَ الدَّجَّالِ أَنْهَارُ الْمَاءِ لَيْسَ يُضَادُّ خَبَرَ أبي مسعود والذي ذَكَرْنَاهُ، لِأَنَّهُ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ نَهْرُ الْمَاءِ يَجْرِي وَالَّذِي مَعَهُ يُرَى أَنَّهُ مَاءٌ وَلَا مَاءَ، مِنْ غَيْرِ أن يكون بينهما تضاد.
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه مسلم "2152" في الآداب: باب جواز قوله لغير ابنه "يا بني"، واستحبابه للملاطفة، و"2939" في الفتن: باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل، عن إسحاق بن إبراهيم. بهذا الإسناد. وقد تقدم الحديث عند المؤلف برقم "6782".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنَ الْفِتَنِ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الدَّجَّالِ
6801 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حدثناذكر الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنَ الْفِتَنِ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الدَّجَّالِ
[6801]
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ فَقَالَ فِيمَا حَدَّثَنَا: "يَأْتِي الدَّجَّالُ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ أَنْقَابَ الْمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ، أَوْ مِنْ خَيْرِهِمْ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ أَتَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ: حِينَ يَحْيَى: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ بِأَشَدَّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي الْآنَ، فَيُرِيدُ قَتْلَهُ الثَّانِيَةَ، فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ""1".
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق""20824"، وعنه أخرج أحمد في "المسند" 3/36.
وأخرجه البخاري "1882" في فضائل المدينة: باب لا يدخل الدجال المدينة، من طريق عقيل بن خالد، و"7132" في الفتن: باب لا يدخل الدجال المدينة، ومسلم "2938" في الفتن: باب صفة الدجال، والبغوي في "شرح السنة""4258" من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم أيضا "2938"، والنسائي في "الكبرى" كما في:"التحفة" 3/293من طريق صالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه مسلم "2938""113"، والبغوي "4262" من طريق قيس بن وهب، عن أبي الودَّاك جبر بن نوف، عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه بنحوه مطولا أبو يعلى "1074"و"1366"، والبزار "3394" من طريقين عن عطية العوفي، عن أبي سعيد. وفيه: أنه يذبحه ثلاثا ويمنع منه في الرابعة، وعطية العوفي ضعيف.
قال معمر: يرون أن أهل الرَّجُلَ الَّذِي يَقْتُلُهُ الدَّجَّالُ ثُمَّ يُحْيِيهِ: الْخَضِرُ"1". [3: 69]
"1"لا يثبت هذا عن المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي يجب الأخذ بقوله، وجمهور أهل العلم على أن الخضر ميت، كما سبق بيانه في التعليق على الحديث رقم "6222".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الدَّجَّالَ لَا يَفْتَتِنُ بِهِ كُلُّ النَّاسِ وَلَا يُزِيلُ الْإِمَامَةَ عمن كانت له إلى نزول عيسى بن مَرْيَمَ
6802 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عن بن شِهَابٍ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ أَبِي نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل بن مريم فيكم، وإمامكم منكم""2". [3: 69]
"2"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجال ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""413"، والبيهقي في "البعث" وابن الأعرابي في "معجمه"، والحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/40 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "155""246" في الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، عن زهير بن حرب، عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، به. إلا أنه قال فيه "فأمّكم منكم" قال الوليد بن مسلم: فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع، عن أبي هريرة "وإمامكم منكم" قال ابن أبي ذئب: تدري "ما أمكم منكم" قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد 2/336عن عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، به بلفظ:"وإمامكم منكم"!.
وأخرجه عبد الرزاق "20841"، ومن طريقه ابن منده "415" عن معمر، والبخاري "3449" في أحاديث الأنبياء: باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام، ومسلم "155""244"، وابن منده "414"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 424، والبغوي "4277" من طريق يونس بن يزيد، ومسلم "155""245" من طريق ابن أخي الزهري، وابن منده "416" من طريق عقيل بن خالد، أربعتهم عن الزهري، به. قال ابن أخي الزهري في حديثه:"فأمكم منكم"، وفي حديث معمر:"فأمكم - أو قال: إمامكم - منكم" على الشك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ دُخُولِ الدَّجَّالِ حَرَمَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
6803 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، لَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أَنْقَابِهَا إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، فَيَنْزِلُ السَّبَخَةَ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رجفات، يخرج إليه كل كافر ومنافق""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم. وأخرجه البخاري "1881" في فضائل المدينة: باب لا يدخل الدجال المدينة، ومن طريق البغوي "2022" عن إبراهيم بن المنذر، ومسلم "2943" في الفتن: باب قصة الجساسة، عن علي بن حجر السعدي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 1/83 عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه أحمد 3/191، وابن أبي شيبة 12/181و15/143، ومسلم "2943" من طرق عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة، به. غير أنه قال: فيأتي سبخة الجرف، فيضرب رواقه، وقال: فيخرج غليه كل منافق ومنافقة.
وأخرجه مختصرا أحمد 3/238، والبخاري "7124" في الفتن: باب ذكر الدجال، من طريقين عن شيبان النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، به. ولفظه:"يجيء الدجال حتى ينزل في كل ناحية المدينة، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق".
قلت: والأنقاب: قال ابن وهب: المراد بها المداخل، وقيل الأبواب، وأصل النقب: الطريق بين الجبلين، وقيل: الأنقاب: الطرق التي يسلكها الناس، ومنه قوله تعالى:{فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} . والسبحة: الأرض المالحة.
والجرف: بضم الجيم والراء: مكان بطريق المدينة من جهة الشام على ميل، وقيل: على ثلاثة أميال.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ دُخُولِ الدَّجَّالِ مَدِينَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6804 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "المدينة يأتيها الدجال، فيجدذكر الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ دُخُولِ الدَّجَّالِ مَدِينَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6804]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ
الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ، إن شاء الله تعالى" "1".
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 3/123و202و277، البخاري"7134" في الفتن: باب لا يدخل الدجال المدينة، و"7473" في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة، والترمذي "2242" في الفتن: باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد 3/206من طريق سعيد بن أبي عروبة، و3/229من طريق شيبان، كلاهما عن قتادة، عن أنس أن قائلا من الناس قال: يا نبي الله أما يرد الدجال المدينة؟ قال: "أما إنه ليعمد إليها، ولكنه يجد الملائكة صافة بنقابها وأبوابها، يحرسونها من الدجال". غير هذا الطريق برقم "3731".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَدَدِ الْمَلَائِكَةِ الَّتِي تَحْرُسُ حَرَمَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عن دخول الدجال إليها
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَدَدِ الْمَلَائِكَةِ الَّتِي تَحْرُسُ حَرَمَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ دُخُولِ الدَّجَّالِ إِيَّاهَا
6805 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كل باب ملكان""2". [3: 69]
"2" حديث صحيح، المزربان والد مسروق روى عنه اثنان، ووثقه المؤلف 9/200، وأورده ابن أبي حاتم 8/442، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وابنه مسروق روى له ابن ماجه، وهو صدوق، وقد توبعا، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين، وقد تقدم عند المؤلف من غير هذا الطريق برقم "3731".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ ظُهُورِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَنْ يَكُونُ مَعَ الدَّجَّالِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
6806 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ، ورائي، فاقتله""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو في "صحيحه" "2921" "81"في الفتن: باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/122، والبخاري "3593" في المناقب: باب في علامات النبوة في الإسلام، من طريق شعيب بن أبي حمزة، وعبد الرزاق "20837"، ومن طريقه الترمذي "2236" في الفتن: باب ما جاء في علامات الدجال، والبغوي "4246"عن معمر، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم "2921""80" من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، به.
وأخرجه البخاري "2925" في الجهاد: باب قتال اليهود، من طريق مالك، ومسلم "2921""79" من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر.
قال الحافظ في "الفتح" 6/706: وفي الحديث ظهور الآيات قرب قيام الساعة من كلام الجماد من شجرة وحجر، وظاهره أن ذلك ينطق حقيقة، ويحتمل المجاز بأن يكون المراد أنهم لا يفيدهم الاختباء، والأول أولى. وفي قوله صلى الله عليه وسلم:"تقاتلكم اليهود" جواز مخاطبة الشخص والمراد من هو منه بسبيل، لأن الخطاب كان للصحابة والمراد من يأتي من بعدهم بدهر طويل، لكن لما كانوا مشتركين معهم في أصل الإيمان ناسب أن يخاطبوا بذلك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا يُعْرَفُ نَجَاةُ الْمَرْءِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ
6807 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:"لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فِتْنَةٍ صَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ إِلَّا تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَمَنْ نَجَا مِنْ فِتْنَةِ مَا قَبْلَهَا نَجَا مِنْهَا، وَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ مُسْلِمًا، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عينيه: كافر، مهجاة ك، ف، ر""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح، سليمان بن ميسرة روى عنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت، ذكره المؤلف في "الثقات" 6/382، ووثقه ابن معين، والعجلي، والنسائي كما في "تعجيل المنفعة" ص168 نقلا عن ابن خلفون، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين، أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب.
وأخرجه البزار "3391" عن أبي كريب، بهذا الإسناد.
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/335: رجاله رجال الصحيح!
وأخرجه أيضا "3392" مختصرا من طريق منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، به.
وأخرجه كذلك أحمد 5/389 عن وهب بن جرير، عن أبيه، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص644، وزاد نسبته إلى الروياني في "مسنده"، والضياء المقدسي في "الجنان".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَمِيمَ هُمْ أَشَدُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى الدَّجَّالِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الدجال
6808 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدِمَ مِنْهُمْ سَبْيٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ عَلَى بَعْضِهِمْ رَقَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ"، وَجَاءَتْهُ صَدَقَاتُ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا"، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:"هم أشد أمتي على الدجال""1". [3: 9]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه الحنظلي، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه البخاري "2543" في الفتن: باب من ملك العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية، و"4366" في المغازي: باب رقم "68"، ومسلم "2525" في فضائل الصحابة: باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة ومزينة وتميم ودوس وطيء، عن زهير بن حرب، وأخرجه البخاري أيضا في الحديث "2543" عن محمد بن سلام، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2543" عن محمد بن سلام، ومسلم "2525" عن قتيبة بن سعيد،كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن الحارث بن يزيد العكلي، عن أبي زرعة، به.
وأخرجه مسلم "2525" عن حامد بن عمر البكراوي، عن مسلمة بن علقمة المازني، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ أبي هريرة، قال: ثلاث خصال سمعتهن مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بني تميم، لا أزال أحبهن بعد، وساق الحديث بهذا المعنى، غير أنه قال:"هم أشد الناس قنالا في الملاحم"، ولم يذكر الدجال.
وأخرجه بنحوه أحمد 2/390 أحمد 2/390 عن أسود بن عامر، عن سفيان، عن رجل، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه صدقة قومي، وهم أشد الناس على الدجال" يعني بني تميم، قال أبو هريرة: ما كان قوم من الأحياء أبغض إلي منهم، فأحببتهم منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا.
قلت: وفي سنده جهالة، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح": وكان ذلك لما كان يقع بينهم وبين قومه في الجاهلية من العداوة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ قِتَالِهِمُ الدَّجَّالَ
6809 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَتُقَاتِلُونَ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثم تقاتلون الدجال، فيفتحه الله عليكم""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن على شرط مسلم، سماك بن حرب حسن الحديث وقد تابعه عبيد الله بن عمرو الرقي، وقد تقدم برقم "6672".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَلَدِ الَّذِي يُهْلِكُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الدَّجَّالَ بِهِ
"1"
6810 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةَ، حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ أُحُدٍ، ثُمَّ يَغْدُو قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَاكَ يَهْلِكُ""2". [3: 69]
"1" لفظة "به" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/لوحة 414.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد 2/397، ومسلم "1380" في الحج: باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها، والبغوي "2023" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد، غير أنهم قالوا فيه:"ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام".
وأخرجه أحمد 2/407 - 408 من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني، و457 من طريق شعبة، كلاهما عن العلاء، به. وزاد في أوله: "الإيمان يمان، والكفر من قبل المشرق، وإن السكينة في أهل الغنم، وإن الرياء والفخر في أهل الفدادين أهل الوبر وأهل الخيل، ويأتي المسيح من قبل المشرق
…
"، والمسيح هو الدجال.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَاتِلِ الْمَسِيحِ وَوَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَقْتُلُهُ فِيهِ
6811 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أنه سمع عبد الله بنذكر الْإِخْبَارِ عَنْ قَاتِلِ الْمَسِيحِ وَوَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَقْتُلُهُ فِيهِ
[6811]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي مُجَمِّعَ بْنَ جَارِيَةَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ""1". [3: 69]
"1" حديث صحيح لغيره، عبد الله بن ثعلبة، ويقال له: عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة، ويقال: عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة الأنصاري المدني، قال الحافظ في التقريب" شيخ للزهري لا يعرف، واختلف عليه في إسناد حديثه، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 3/420 عن هاشم بن القاسم، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/420من طريق الأوزاعي، والطبراني 19/"1080" من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه الترمذي "2244" في الفتن: باب ما جاء في قتل عيسى ابن مريم الدجال، عن قتيبة بن سعيد، والطبراني 19/"1075" من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، به. عند الترمذي "عبيد الله بن عبد الله ثعلبة" وعند الطبراني "عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة". وقال الترمذي: حسن صحيح!
وأخرجه أحمد 3/420، والحميدي "828"، والطبراني 19/"1077" عن سفيان بن عيينة، والطيالسي "1227"، والطبراني 19/"1079" عن زمعة بن صالح، والطبراني 19/19/"1081" من طريق عقيل بن خالد، ثلاثتهم عن الزهري، به. وسماه في رواية أحمد:"عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة"، وقال آخرون: عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة.
وأخرجه عبد الرزاق "20835"، ومن طريق أحمد 3/420 و4/226 و390، والطبراني 19/"1076" عن عد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الله بن زيد الأنصاري، عن مجمعبن جارية، به.
ويشهد له حديث النواس بن سمعان عند مسلم "2937"، والترمذي "2240"، فيتقوى به.
ولُدّ: مدينة تقع شمال غرب القدس تبعد عنها 26ميلا تقريبا.
ذِكْرُ قَدْرِ مُكْثِ الدَّجَّالِ فِي الْأَرْضِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ وَثَاقِهِ
6812 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُحَدِّثُكُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ؟ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ الْأَعْوَرَ الدَّجَّالَ مَسِيحَ الضَّلَالَةِ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فِي زَمَانِ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَفُرْقَةٍ، فَيَبْلُغُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْأَرْضِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُهَا، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُهَا،- مَرَّتَيْنِ- وينزل الله عيسى بن مَرْيَمَ، فَيَؤُمُّهُمْ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَتَلَ اللَّهُ الدجال، وأظهر المؤمنين""1". [3: 69]
"1"إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير كليب بن شهاب، والد عاصم، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "رفع اليدين" وهو صدوق.
وأخرجه البزار "3396" عن علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/349، ونسبه إلى البزار، وقال: رجاله رجال الصحيح! غير علي بن المنذر، وهو ثقة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي هَذَا الْخَبَرِ: "فَيَؤُمُّهُمْ" أَرَادَ بِهِ: فَيَأْمُرُهُمْ بِالْإِمَامَةِ، إِذِ الْعَرَبَ تُنْسَبُ الْفِعْلَ إِلَى الْآمِرِ، كَمَا تَنْسِبَهُ إِلَى الْفَاعِلِ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ موضع من كتبنا.
ذكر ذوبان الدجال عند رؤيته عيسى بن مَرْيَمَ قَبْلَ قَتْلِهِ إِيَّاهُ
6813 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قالت الروم: خلو بيننا وبين الذي سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، ثُمَّ يُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، وَهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ"1" ثُلُثٌ فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشامذكر ذوبان الدجال عند رؤيته عيسى بن مَرْيَمَ قَبْلَ قَتْلِهِ إِيَّاهُ
[6813]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قالت الروم: خلو بيننا وبين الذي سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، ثُمَّ يُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، وَهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ"1" ثُلُثٌ فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْالِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاؤُوا الشَّامَ
خَرَجَ -يَعْنِي الدَّجَّالَ- فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، وَيُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى بن مَرْيَمَ "1"، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ يَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ، وَلَوْ تَرَكُوهُ لَذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنَّهُ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ بِحَرْبَتِهِ" "2". [3: 69]
"1"في "مسلم" بعد هذا: فأمهم.
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي ثور - وهو إبراهيم بن خالد الفقيه صاحب الشافعي - فقد روى له أبو داود وابن ماجة، وهو ثقة.
وأخرجه مسلم "2897" في الفتن: باب في فتح قسطنطينية، وخروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم، عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
والأعماق ودابق موضعان بين حلب وأنطاكية، ومرج دابق اتخذه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك معسكرا وفيه مات، وفيه أيضا أقام الخليفة العباسي هارون الرشيد، وفيه تغلب السلطان سليم الأول العثماني على المماليك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَمْنِ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَمْنِ"3" الَّذِي يَكُونُ في الناس بعد قتل بن مَرْيَمَ الدَّجَّالَ
6814 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بن هاشم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى "4"، وَأَنَا أَوْلَى الناس بعيسى بن مَرْيَمَ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَنْزِعُ إلى الحمرة والبياض، كأن رأسه
"3" في الأصل: الأمر، والمثبت من "التقاسيم" 3/لوحة 416.
"4" في مصادر الحديث: دينهم واحد وأمهاتهم شتى.
يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بِلَّةٌ، وَإِنَّهُ يَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيُفِيضُ الْمَالَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَهْلِكُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَيَهْلِكُ اللَّهُ الْمَسِيحَ الضَّالَّ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، وَيُلْقِي اللَّهُ الْأَمَنَةَ حَتَّى يَرْعَى الْأَسَدُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنَّمِرُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ مَعَ الْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بعضهم بعضا" "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن آدم فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 2/437 عن عبد الوهاب، والآجري في "الشريعة" ص 380 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.وانظر الحديث "2821".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَفْعَلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بمن نجاه الله من فتنة المسيح
…
ذكر الإخبار عما يفعل عيسى بن مَرْيَمَ بِمَنْ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ
6815 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أن عيسى بن مَرْيَمَ يَأْتِي قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنَ الدجال، فيمسح وجوههم بدرجاتهم في الجنة""2". [3: 69]
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الوليد بن عتبة، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي وهو قطعة من حديث مطول في نزول عيسى ابن مريم وقتله الدجال.
وأخرجه مسلم "2937" في الفتن: باب ذكر الدجال وصفته وما معه، من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقرن مسلم في إحدى طرقه بالوليد بن مسلم عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وأخرجه أيضا ابن ماجه "4075" في الفتن: باب فتنة الدجال، وخروج عيسى ابن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج، عن هشام بن عمار، عن يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، به.
وقوله: "فيمسح وجوههم" قال: القاضي عياض، فيما نقله عنه النووي في "شرح مسلم" 18/68: يحتمل أن هذا المسح حقيقة على ظاهره، فيمسح على وجوههم تبركا وبرا، ويحتمل أنه إشارة إلى كشف ما هم فيه من الشدة والخوف.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ رَفْعِ التَّبَاغُضِ وَالتَّحَاسُدِ وَالشَّحْنَاءِ عند نزول عيسى بن مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
6816 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لينزلن بن مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فلا يقبله أحد""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن محمد العنقزي، فمن رجال مسلم. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، والمقبري: هو سعيد بن أبي مريم.
وأخرجه أحمد 2/493 - 494، ومسلم "155""243" في الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار""105" بتحقيقنا، والآجري في "الشريعة" ص 380، وابن منده في "الإيمان""412"، والبغوي "3276" من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. به.
وقوله: "حكما"، أي: ينزل حاكما بشريعة لا ينزل نبيا برسالة مستقلة وشريعة ناسخة، بل هو حاكم من حكام هذه الأمة.
وقوله: "وليضعن الجزية" معناه: أنه لا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها.
وقوله: "ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها" القلاص جمع قلوص: وهي من الإبل كالفتاة من النساء والحدث من الرجال، ومعناه: أن يزهد فيها، ولا يرغب في اقتنائها لكثرة الأموال، وقلة الآمال، وعدم الحاجة، والعلم بقرب القيامة. وقيل: لا يخرج ساع إلى زكاة، لقلة حاجة الناس إلى المال واستغنائهم عنه.
ذكر البيان بأن نزول عيسى بن مَرْيَمَ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ
6817 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى بن عفراء
عن بن عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ:{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] قَالَ: "نزول عيسى بن مريم من قبل يوم القيامة""1". [3: 69]
"1"عاصم: هو ابن بهدلة صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله من رجال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الصحيح، لكن رواه سفيان وشعبة وغيرهما، موقوفا على ابن عباس.
وأخرجه مطولا الطبراني "12740" عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك أحمد 1/317 - 318، عن هاشم بن القاسم، عن شيبان بن عبد الرحمن، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/104 ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: وفيه عاصم ابن بهدلة، وثقه أحمد وغيره وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 25/90 من طريق سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، به، موقوفا على ابن عباس.
وأخرجه أيضا موقوفا عليه 25/90 من طريق شعبة وقيس، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس.
وأخرجه 25/90 من طريق ابن عطية، عن فضيل بن مرزوق، عن جابر، عن ابن عباس قوله.
قلت: في هاء الكفاية في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قولان: أحدهما أنها ترجع إلى عيسى عليه السلام. والثاني: أنها ترجع إلى القرآن.
ويقول ابن كثير: والصحيح أن الضمير عائد على عيسى عليه السلام، فإن السياق في ذكره، واستبعد القول الثاني، وقال: ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي قبل موت عيسى عليه السلام {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} ، ثم قال: ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة، قال: وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغيرهم، قال: وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا.
قلت: والقراءة الأخرى التي ذكرها ابن كثير: هي بفتح العين واللام، وهي قراءة ابن عباس، وأبي رزين، وأبي عبد الرحمن، وقتادة، وقتادة، وحميد، وابن محيصن كما في "زاد المسير" 7/325، وقرأ الجمهور {لَعِلْمٌ} بفتح العين وكسر العين.
قال ابن قتيبة: من قرأ بكسر العين. فالمعنى أنه يعلم به قرب الساعة، ومن فتح العين واللام فإنه بمعنى العلامة والدليل.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ خَبَرَ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَهْمٌ
6818 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ بن مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُفِيضُ الْمَالَ حَتَّى لَا يَقْبَلُهُ أحد""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يزيد ابن موهب وهو ثقة روى له أصحاب السنن غير الترمذي.
وأخرجه أحمد 2/537، والبخاري "2222" في البيوع: باب قتل الخنزير، ومسلم "155" "242" في الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والترمذي "2233" في الفتن: باب ما جاء في نزول عيسى ابن مريم عليه وسلم، وابن منده في "الإيمان""407" من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَمِعَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَالطَّرِيقَانِ جَمِيعًا مَحْفُوظَانِ.
= وأخرجه عبد الرزاق "20840"، وأحمد 2/240، والحميدي "1097"، وابن أبي شيبة 15/144، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات""2973"، والبخاري "2476" في المظالم: باب كسر الصليب وقتل الخنزير، و"3448" في أحاديث الأنبياء: باب نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار""103" و"104"، والآجري في "الشريعة" ص 380_381، وابن منده "408" و"409" و"410" و"411"، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة""4275" من طرق عن الزهري، به. وانظر الحديث "6816".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ إِمَامَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عِنْدَ نزول عيسى بن مَرْيَمَ يَكُونُ مِنْهُمْ دُونَ أَنْ يَكُونَ عِيسَى إِمَامُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
6819 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ لِتَكْرِمَةِ الله هذه الأمة""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح. غير يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وهو ثقة حافظ روى له النسائي. حجاج: وبن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه أحمد 3/384، ومسلم "156" في الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وابن منده في الإيمان "418" من طرق عن حجاج بن محمد الأعور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/345 عن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى "2078" عن حفص الحلواني، عن بهلول بن مروق الشامي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه، عن جابر. وموسى بن عبيدة ضعيف.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَحُجُّ البيت العتيق بعد قتله الدجال
…
ذكر الإخبار بأن عيسى بن مَرْيَمَ يَحُجُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّالَ
6820 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ليهلن بن مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ ليثنينهما""2". [3: 69]
"1" إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح. غير يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وهو ثقة حافظ روى له النسائي. حجاج: وبن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه أحمد 3/384، ومسلم "156" في الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وابن منده في الإيمان "418" من طرق عن حجاج بن محمد الأعور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/345 عن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى "2078" عن حفص الحلواني، عن بهلول بن مروق الشامي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه، عن جابر. وموسى بن عبيدة ضعيف.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حنظلة بن علي الأسلمي فمن رجال مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد بن الصلت الثقفي.
وأخرجه عبد الرزاق "20842"، وأحمد 2/240و 272و 513 و 540، والحميدي "1005"، ومسلم "1252" في الحج: باب إهلال النبي صلى الله عليه وسلم، وابن جرير الطبري في "تفسيره""7144"، وابن منده في "الإيمان""419"، والبيهقي في "السنن" 5/2، والبغوي "4278" من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/290 - 291 عن يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، به. في حديث طويل.
والإهلال: رفع الصوت بالتلبية، وفج الروحاء: قال ياقوت: بين مكة والمدينة كان طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وإلى مكة عام الفتح، وعام الحج.
ذكر البيان بأن عيسى بن مَرْيَمَ إِذَا نَزَلَ يُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ
6821 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مَرْيَمَ، إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ بَيْنَ مُمَصَّرَيْنِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسْدُ مَعَ الْإِبِلِ،/ وَالنِّمَارُ مع البقر، والذئابذكر البيان بأن عيسى بن مَرْيَمَ إِذَا نَزَلَ يُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ
[6821]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مَرْيَمَ، إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ بَيْنَ مُمَصَّرَيْنِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسْدُ مَعَ الْإِبِلِ،/ وَالنِّمَارُ مع البقر، والذئاب
مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، فيصلي عليه المسلمون، صلوات الله عليه" "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن آدم فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو داود "4324" في الملاحم: باب خروج الدجال، عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد، وفيه عنده بعض الاختصار.
وأخرجه أحمد 2/406، والحاكم 2/595 عن عفان بن مسلم، عن همام، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 2/437، والطبري في "تفسيره""10830" من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد 2/437 من طريق شيبان النحوي، والطبري "7145" من طريق الحسن بن دينار، ثلاثتهم عن قتادة، به. إلا أن الحسن بن دينار، زاد فيه:"وأنه خليفتي على أمتي"، أي عيسى ابن مريم، والحسن بن دينار متروك، وقد تفرد بهذه الزيادة، وقال ابن كثير في "نهاية البداية" 1/172 بعد أن ذكر رواية الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة: وهذا إسناد جيد قوي.
وأخرجه عبد الرزاق "20845" عن معمر، عن قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة. وقوله:"إخوة لعلات" هو بفتح العين المهملة وتشديد اللام، قال ابن الأثير: أولاد العلات: الذين أمهاتهم مختلفة، وأبوهم واحد، أراد أن إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة.
والمربوع: المعتدل القامة، وقوله: إلى الحمرة والبياض، أي لونه أقرب إلى الحمرة والبياض.
وقوله: ثوبان ممصران، أي: فيهما صفرة خفيفة.
ذكر الإخبار عن مكث عسي ابْنِ مَرْيَمَ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّالَ
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مُكْثِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّالَ
6822 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيُّ، قَالَ: حدثناذكر الإخبار عن مكث عسي ابْنِ مَرْيَمَ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّالَ
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مُكْثِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّالَ
[6822]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ السِّخْتِيَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:"مَا يُبْكِيكِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ، قَالَ:"فَلَا تَبْكِينَ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ أَكْفِيكُمُوهُ، وَإِنْ مُتُّ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مَعَهُ الْيَهُودُ، فَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ لُدَّ، فَيَنْزِلَ عيسى بن مَرْيَمَ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَلْبَثُ عِيسَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَوْ قَرِيبًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، إماما عدلا"1" وحكما مقسطا""2". [3: 69]
"1"قواه: "عدلا و" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 3/لوحة 418.
"2" إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحضرمي بن لاحق فقد روى له أبو داود والنسائي وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": بأس به.
وأخرجه بنحوه أحمد 6/75 عن سليمان بن داود، عن حرب بن شدَّاد عن يحيى بن كثير، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/338، ونسبه إلى أحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح غير الحضرمي بن لاحق وهو ثقة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خُرُوجَ الْمَهْدِيِّ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ ظُهُورِ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ فِي الدُّنْيَا وَغَلَبِهِمَا عَلَى الْحَقِّ وَالْجِدِّ
6823 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا تقوم الساعة حتى تمتليء الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي- أَوْ عِتْرَتِي- فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كما ملئت ظلما وعدوانا""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين، عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو الصديق: هو بكر بن عمر الناجي. وهو في "مسند أبي يعلى""987".
وأخرجه أحمد 3/36، والحاكم 4/557 من طرق عن عوف، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه أحمد 3/28و70 من طرق عن أبي الصديق الناجي، به.
وقال فيه: " يملك سبعا أو تسعا". ولنظر "6787".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/314 عن أسانيد أحمد وأبي يعلى: رجالهما ثقات.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ اسْمِ الْمَهْدِيِّ وَاسْمِ أَبِيهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ عيسى بن مَرْيَمَ
6824 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حدثنا بن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن زرذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ اسْمِ الْمَهْدِيِّ وَاسْمِ أَبِيهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ عِيسَى بن مَرْيَمَ
[6824]
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حدثنا بن مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ النَّاسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يواطىء اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي، فَيَمْلَؤُهَا قسطا وعدلا""1". [3: 69]
"1" إسناده حسن، عاصم - وهو ابن أبي النجود - صدوق وحديثه في "الصحيحين" مقرون، واحتج به أصحاب السنن، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين. ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه أحمد 1/377 و430، وأبو داود "4282" في المهدي، والترمذي "2230" في الفتن: باب ما جاء في المهدي، والطبراني "10218" من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 1/376 و448، وأبو داود "4283"، والترمذي "2231"، والطبراني في "الكبير""10213" و"10214" و"10215" و"10216" و"10217" و"10219" و"10220" و"10221" و"10222" و"10223" و"10224" و"10225" و"10226" و"10227" و"10228" و"10230"، وفي "الصغير""1181" من طرق عن عاصم بن أبي النجود، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك" 4/442.
وأخرجه الطبراني "10208"، وابن عدي في "الكامل" 7/2625 من طريق يوسف بن حوشب، عن أبي يزيد الأعور، عن عمرو بن مرة، عن زر بن حبيش، به. ويوسف بن حوشب لا يعرف.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَهْدِيَّ يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6825 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، قَالَ: حدثناذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَهْدِيَّ يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6825]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ شُبْرُمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يخرج رجل من أمتي، يواطىء اسْمُهُ اسْمِي، وَخُلُقُهُ خُلُقِي، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كما ملئت ظلما وجورا""1". [3: 69]
"1" إسناده ضعيف، عثمان بن شبرمة لم يرو عنه غير ابن فضيل - وهو محمد بن فضيل بن غزوان - ولم يوثقه غير المؤلف 8/448، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/228 بعد أن أورد هذا الحديث:"لا أدري سمع من عاصم أم لا".
وأخرجه الطبراني "10229" عن الحسين بن إسحاق التستري، عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمُدَّةِ الَّتِي تَكُونُ لِلْمَهْدِيِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6826 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَقْنَى، يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ قَبْلَهُ ظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ""2". أَبُو الصِّدِّيقِ: اسْمُهُ بَكْرُ بن قيس الناجي. [3: 69]
"2" إسناده حسن مطر الوراق روى له مسلم متابعة والبخاري تعليقا واحتج به الباقون، وهو حسن الحديث، وباقي رجالُه ثِقاتٌ رجال الشيخين غيرَ الحسن بن عرفة، فقد روى له أصحاب السنن غير أبي داود، وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 3/17 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى "1128" عن قطن بن نسير، عن عدي بن أبي عمارة عن مطر الوراق، به.
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/314 بعد أن نسبه على أبي يعلى: وفيه عدي بن أبي عمارة، قال العقيلي: في حديثه اضطراب، وبقية رجاله رجال الصحيح!
ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُبَايَعُ فِيهِ الْمَهْدِيُّ
6827 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلَا تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَظْهَرُ الْحَبَشَةُ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سعد بن سمعان، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه.
وأخرجه أحمد 2/238، والحاكم 4/452 - 453 عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: ما خرجا لابن سمعان شيئا، ولا روى عنه غير ابن ذئب، وقد تكلم فيه!.
قلت: أما قول الذهبي: إن الشيخين لم يخرجا لسعيد بن سمعان شيئا فهذا صحيح، وأما قوله: إنه لم يرو عنه غير ابن ذئب فغير مسلم له، فقد روى عنه غيره أبو سعيد سابق بن عبد الله الجزري الرقي كما في "التهذيب"، وقد وثقه النسائي وابن حبان والدارقطني، وقال الحاكم: تابعي معروف، ولا عبرة بتضعيف الأزدي له، لأنه بدون حجة، والأزدي نفسه قد تكلم فيه، ضعفه البرقاني وقال: رأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسا ويتجنبونه، وقال أبو النجيب الأرموي: رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفتح الأزدي جدا ولا يعدونه شيئا. انظر "تاريخ بغداد" 2/244.
وقد وقع في مختصر الذهبي المطبوع "ولا روى عنه ابن أبي ذئب" بحذف كلمة "غير" وهو خطأ من الطابع أو الناسخ، وهي ثابتة في مخطوطة مختصر الذهبي التي عند العلامة أحمد شاكر رحمه الله، كما نبه هو على ذلك في تحقيقه للمسند 15/36.
وأخرجه الطيالسي "2373"، وأحمد 2/291 و312 و328 و351، وابن أبي شيبة 15/52 - 53 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/298، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ كَثْرَةِ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا النَّسْلَ مِنْ أَوْلَادِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
6828 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ"1"،
"1" في لأصل: الأزيدي، وهو خطأ والمثبت من "التقاسيم" 3/لوحة 418.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَقَلُّ مَا يَتْرُكُ أَحَدُهُمْ لِصُلْبِهِ أَلْفًا مِنَ الذُّرِّيَّةِ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ أُمَمًا"1" ثَلَاثَةً: مِنْسَكٌ وَتَأْوِيلٌ وتاريس، لا يعلم عددهم إلا الله""2". [3: 69]
"1" في الأصل و"التقاسيم": أمم، والمثبت من "موارد الظمآن""1907".
"2" إسناده ضعيف، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، قد اختلط وزيد بن أبي أنيسة لم ينص أحد على أنه قد سمع منه قبل اختلاطه، وقد رواه قدماء أصحاب أبي إسحاق عنه، فلم يذكروا هذا الحرف في حديثه كما سيأتي في التخريج.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/455 ونسبه إلى ابن أبي حاتم، عن ابن مسعود قال: أتينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو في قبة آدم له، فخرج إلينا فحمد الله ثم قال:"أبشركم أنكم ربع أهل الجنة؟ " فقلنا: نعم يا رسول الله، فقال:"أبشركم أنكم ثلث أهل الجنة؟ " فقلنا: نعم يا نبي الله، قال:"والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، إن مثلكم في سائر الأمم كمثل شعرة بيضاء في جنب ثور أسود، أو شعرة سوداء في جنب ثور أبيض، إن بعدكم يأجوج ومأجوج، إن الرجل منهم ليترك بعده من الذرية ألفا فما زاد، وإن وراءكم ثلاث أمم: منسك وتاويل وتاريس لا يعلم عدتهم إلا الله".
قلت: وقد أخرجه إلى قوله: "أو شعرة سوداء في جنب ثور أبيض": البخاري "6528"، ومسلم "221""377"، والترمذي "2547"، وان ماجه "4283" من طريق شعبة بن الحجاج، والبخاري "6642" من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، ومسلم "221""376" من طريق أبي الأحوص، و"221""378" من طريق مالك بن مغول الكوفي، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 17/112 من طريق معمر، خمستهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود. فهؤلاء قدماء أصحاب أبي إسحاق رووه عنه، فلم يذكروا فيه قصة يأجوج ومأجوج.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى، وقد اختلط على أبي إسحاق الحديث، فأدخل حديث عبد الله بن عمرو الذي فيه هذا الحرف، في حديث ابن مسعود، فقد رواهما أبو إسحاق جميعا.
فأخرج أبو داود الطيالسي "2282"، ومن طريقه الطبراني –كما في "نهاية البداية" لابن كثير 1/185 - عن المغيرة بن مسلم، عن أبي إسحاق –وهو السبيعي - عن وهب بن جابر، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنهم لو أرسلوا على الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا، وإن من ورائهم ثلاث أمم: تاويل وتاريس ومنسك"، وفيه وهب بن جابر لم يرو إلا عن عبد الله بن عمرو، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول، وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/6 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ورجاله ثقات، وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/196: هذا حديث غريب، بل منكر ضعيف، وقال في " النهاية " 1/185: وهذا حديث غريب، وقد يكون من كلام عبد الله بن عمرو، والله أعلم، وقال في "البداية والنهاية" 2/101: وهو حديث غريب جدا وإسناده ضعيف، وفيه نكارة شديدة.
وأخرجه ابن جرير الطبري 17/88 من طريق سفيان الثوري وشعبة، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن عبد الله بن عمرو، موقوفا عليه.
وأخرجه أيضا ابن جرير 17/89 من طريق معمر، عن أبي إسحاق، أن عبد الله بن عمرو، فذكره موقوفا عليه.
قلت: ويغلب على الظن أن عبد الله بن عمرو وقد أخذ ذلك عن أهل الكتاب، فقد ورد ذكر هذه الأمم الثلاثة عن وهب بن منبه في خبر مطول غريب، ذكره ابن جرير الطبري 16/17 - 18، والبغوي 3/181.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُحَاصَرُونَ إِلَى وَقْتِ يَأْذَنُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِخُرُوجِهِمْ
6829 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بنذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُحَاصَرُونَ إِلَى وَقْتِ يَأْذَنُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِخُرُوجِهِمْ
[6829]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"يَحْفِرُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ حَتَّى يَكَادُوا أَنْ يَرَوْا شُعَاعَ الشَّمْسِ، فَيَقُولُونَ: نَرْجِعُ إِلَيْهِ غَدًا، فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ أَشَدُّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، قَالُوا: نَرْجِعُ إِلَيْهِ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ كَهَيْئَةِ مَا تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَهُ، فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ إِلَى حصونهم""1". [3: 69]
"1"إسناده إلى أبي هريرة صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن المقدام فمن رجال البخاري، وفي رفعه نكارة. أبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه أحمد 2/510 - 511، وابن ماجه "4080" في الفتن: باب فتنة الدجال وخروج الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 16/21 من طريق سعيد بن أبي عروبة، والترمذي "3153" في تفسير القرآن: باب من سورة الكهف، والحاكم 4/488 من طريق أبي عوانة، وأحمد 2/511 من طريق شيبان –وهو النحوي -، ثلاثتهم عن قتادة، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد في الحديث على بعض، وقال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/194: وهذا إسناد جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة، لأن ظاهر الآية، أي قوله تعالى:{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} [الكهف: 97] يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كعب الأحبار: أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون: غدا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان فيلحسونه، ويقولون: غدا نفتحه، ويلهموا أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه. وهذا متجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كثيرا ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة على أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم.
قلت: خبر كعب الأحبار عند ابن جرير الطبري في "تفسيره" 17/89، وقال فيه "يحفرونه بالفؤوس" بدل قوله "يلحسونه".
قلت: ومما يؤيد ما قاله ابن كثير أن الوهم من بعض الرواة ما رواه مسلم بن الحجاج في كتابه "التمييز" ص 128: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا مروان الدمشقي، عن الليث بن سعد، حدثني بكير بن الأشج، قال: قال لنا بسر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن كثير في "البداية" 8/109، عن مسلم، وقال بإثره: وفي رواية: يجعل ما قاله كعب الأحبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قاله رسول الله عن كعب، فاتقوا الله وتحفظوا من الحديث. وانظر:"تاريخ ابن عساكر" 19/21/2، و"سير أعلام النبلاء" 2/606، وقد وهم الشيخ ناصر الدين الألباني في تصحيح هذا الحديث ورده على ابن كثير.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْفِتْنَةِ الَّتِي يَبْتَلِي اللَّهُ عِبَادَهُ بِهَا عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
6830 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بن لبيد أحد بني عبد الأشهلذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْفِتْنَةِ الَّتِي يَبْتَلِي اللَّهُ عِبَادَهُ بِهَا عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
[6830]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ" كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء:96] وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهْرِ، فَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ، قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ إِلَيْهِمْ مُخَضَّبَةً دَمًا، لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ يَبْعَثُ اللَّهُ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَنَغَفِ الْجَرَادِ الَّذِي يَخْرُجُ فِي أعناقها، فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى حَتَّى لَا يُسْمَعَ لَهُمْ حِسٌّ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا نَفْسَهُ، فَيَنْظُرُ مَا فَعَلَ هَؤُلَاءِ الْعَدُوُّ، فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ منهم لذلك، محتسبا لنفسه على أن مَقْتُولٌ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَا أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ، فَيَخْرُجُونَ عَنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، ويسرحون مواشيهم" " 1". [3: 69]
"1"إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير ابن إسحاق فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة واحتج به الباقون، وهو صدوق وقد صرح بالسماع. وهو في مسند أبي يعلى "1351"، وزاد في آخره "فلا يكون لها، "أي: المواشي" رعي إلا لحومهم، فتشكر "أي: تسمن" كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط".
وأخرجه أحمد 3/77 عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه "4079" في الفتن: باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، وأبو يعلى "1144"، والحاكم 4/489 - 490 من طريق يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به. وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي! وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 256/2: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وقال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/181: إسناده جيد.
وأخرجه مختصرا جدا من أوله ابن جرير الطبري 17/90 من طريق سلمة، عن محمد بن إسحاق، به.
والنغف بالتحريك: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها نغفة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ رَدْمَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قَدْ فُتِحَ مِنْهُ الْآنَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ
6831 -
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ
عَنْ أُمِّ حبيب قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ" وَحَلَّقَ بِيَدِهِ عَشَرَةً قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ:"نعم، إذا كثر الخبث""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والحديث حديث زينب بنت جحش، غير أن المؤلف هنا وأبا عوانة اسقطا زينب بنت جحش من السند، نبه على ذلك الحافظ بن حجر في "الفتح" 13/12. وقد تقدم الحديث عن زينب عند المؤلف برقم "327"، من طريق يونس يبن يزيد الأيلي عن ابن شهاب، به، فانظر تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ انْقِطَاعِ الْحَجِّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
6832 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيُحَجَّنَّ هَذَا البيت وليعتمرن بعد خرج يأجوج ومأجوج""1". [3: 69]
"1"إسناده حسن، عمران القطان –وهو ابن دوار - صدوق له أصحاب السنن، وقد توبع، وباقي السند رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو في "مسند أبي يعلى" "1030". وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه أحمد 3/27 - 28، وابن خزيمة "2507" عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/27 و48 و64، وابن خزيمة "2507". والحاكم 4/453 من طريق أبان بن يزيد العطار، والبخاري "1593" في الحج: باب قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ
…
} ، من طريق الحجاج بن الحجاج، كلاهما عن قتادة، به.
قلت: وقد رجح البخاري هذه الرواية على رواية شعبة عن قتادة، المتقدمة عند المؤلف برقم "6750"، لاتفاق الرواة عن قتادة على لفظ: "ليحجن
…
" وانفرد شعبة بما يخالفهم.
قال الحافظ في "الفتح" 3/455: وقد تابع هؤلاء "أي: عمران وأبان وحجاج بن الحجاج" سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أخرجه عبد بن الحميد، عن روح بن عبادة، عنه ولفظه:"إن الناس ليحجون ويعتمرون ويغرسون النخل بعد خروج يأجوج ومأجوج".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَتَابُعِ الْآيَاتِ وَتَوَاتُرِهَا إِذَا ظَهَرَتْ فِي الْأَرْضِ أَوَائِلُهَا
6833 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ بْنِ سِيرِينَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خُرُوجُ الْآيَاتِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ تَتَابَعْنَ كَمَا تَتَتَابَعُ الْخَرَزُ""1". [3: 69]
"1"والد أبي الربيع الزهراني: هو داود الزهراني البصري، لم يرو عنه غير ابنه الربيع –واسمه سليمان - ولم يوثقه غير المؤلف 8/234، والهيثمي في "المجمع" وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد" 7م321 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود الزهراني وكلاهما ثقة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا". وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/144 من طريق علي بن زيد، به. ولم يسق لفظه.
قلت: وخالد بن الحويرث، لا يعرف، وعلي بن زيد – وهو ابن جدعان – وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الهيثمي في "المجمع" 7/321 بعد أن نسبه إلى أحمد: وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث!.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ وَالْآيَاتِ إِذَا ظَهَرَتْ كَانَ فِي خَلَلِهَا طَائِفَةٌ عَلَى الْحَقِّ أَبَدًا
6834 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سلم الأصفهاني، قال: حدثناذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ وَالْآيَاتِ إِذَا ظَهَرَتْ كَانَ فِي خَلَلِهَا طَائِفَةٌ عَلَى الْحَقِّ أَبَدًا
[6834]
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ"1"، لَا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة""2".
"1"في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 421: منصورون، وهو خطأ.
"2" حديث صحيح، محمد بن عصام، وأبوه تقدمت ترجمتهما عند الحديث رقم "4587"، وقد توبعا، وقد تقدم الحديث عند المؤلف برقم "61".
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6835 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الليث بن سعد، عن بن عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَزَالُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وهم على ذلك""3". [3: 69]
"3" إسناده حسن، محمد بن عجلان صدوق روى له مسلم متابعة، واحتج به أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البزار "3320" عن زهير بن محمد بن قمير، عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أيوب، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/288، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير زهير بن محمد بن قمير، وهو ثقة.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه "7" في المقدمة: باب اتباع سنة رَسُولَ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم، من طريق نصر بن علقمة، عن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر تخريج الحديث رقم "61".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ الَّتِي تَكُونُ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَأْتِيَ السَّاعَةُ
6836 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ "1" حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ، هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ عُقْبَةُ: هُوَ أَعْلَمُ، وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، قَاهِرِينَ "2" لِعَدُوِّهِمْ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ" فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا، رِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ، وَمَسُّهَا مَسُّ"3" الْخَزِّ، فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا في قلبه مثقال
"1"في "القاموس" شماسة كثمامة ويفتح، وكذلك ضبطه الإمام النووي في شرح مسلم 13/95، وضبطه الحافظ في "التقريب" بكسر الشين!.
"2" في الأصل و"التقاسيم" 3/لوحة 421: قاهرون، وهو خطأ.
"3" لفظة "مس" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شرار الناس، فعليهم تقوم الساعة "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" "1924" في الإمارة: باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم" عن أحمد بن عد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا على المرفوع منه عن عقبة، الطبراني 17/"870" عن أحمد بن رشدين، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، به.
وأخرجه كذلك 17/"869" من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي الحبيب، به.
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه عن جابر بن سمرة
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6837 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حتى تقوم الساعة""2". [3: 69]
"2" إسناده حسن على شرط مسلم، سماك بن حرب لا يرقى إلى درجة الصحة. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه الحنظلي.
وأخرجه أحمد 5/103، ومسلم "1922" في الإمارة: باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أمتي...."، من طريق محمد بن جعفر غندر، والطبراني "1891" من طريق معاذ بن العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/98 من طريق أسباط، 5/106 و107 من طريق زائدة، كلاهما عن سماك،
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ قَبُولِ الْإِيمَانِ فِي الِابْتِدَاءِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
6838 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
وأخرجه مسلم "157" في الإيمان: باب بيان الزمن الذي يقبل فيه الإيمان، من طرق إسماعيل بن جعفر، وابن جرير الطبري في "تفسيره""14210" من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/231 و313 و350 و398 و530، والبخاري "4635" في تفسير سورة الأنعام: باب {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} ، و"4636": باب {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا} و"6506" في الرقاق: باب رقم "40"، و"7121" في الفتن: باب رقم "25"، ومسلم "157"، وأبو داود "4312" في الملاحم: باب أمارات الساعة، والنسائي، في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/442، وابن ماجه "4068" في الفتن: باب طلوع الشمس من مغربها، وابن جرير الطبري "14204" و"14209"، والبغوي "4243" و"4244" من طرق عن أبي هريرة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ النَّارِ الَّتِي تَخْرُجُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
6839 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا حرملة بنذكر الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ النَّارِ الَّتِي تَخْرُجُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
[6839]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ
يحيى، قال: حدثنا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ ببصرى""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو في "صحيحه" "2902" في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، عن حرملة بن يحيى بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "7118" في الفتن: باب خروج النار، والبغوي "4251" من طريق شعيب بن أبي هريرة، ومسلم "2902"، والحاكم 4/443 من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، به.
قلت: وبصرى بالضم والقصر: بلد بالشام، في جنوب دمشق تبعد عنها ستين ميلا تقريبا.
قلت: وقد وقع ذلك على ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في خامس جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وست مئة هـ، وأنها استمرت شهرا وأزيد منه وقد فصل القول فيه الشيخ العلامة الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي في تاريخه المعروف ب"الذيل على الروضتين" ص 189 - 193، وذكر كتبا متواترة من أهل المدينة بصفة أمر هذه النار التي شوهدت معاينة وكيفية خروجها وأمرها، ذكر فيها أن ظهور هذه النار كان في شرق المدينة من ناحية وادي شظا تلقاء أحد، وأنها ملأت تلك الأودية، وأنه يخرج منها شرر يأكل الحجارة، وأن المدينة زلزلت بسببها، وأنهم سمعوا أصواتا مزعجة قبل ظهورها بخمسة أيام أول ذلك مستهل الشهر يوم الاثنين، فلم تزل ليلا ونهارا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حتى ظهرت يوم الجمعة فانبجست تلك الأرض عند وادي شظا عن نار عظيمة جدا صارت مثل الوادي طوله أربعة فراسخ في عرض أربعة أميال، وعمقه قامة ونصف يسيل الصخر حتى يبقى مثل الآنك، ثم يصير كالفحم الأسود.
وقال ابن كثير في "البداية" في "دلائل النبوة" ص 490 - 491 تحقيق مصطفى عبد الواحد، بعد أن اختصر ما جاء في كتاب "الذيل": وأخبرني والدي – وهو الشيخ صفي الدين أحد مدرسي بصرى - أنه أخبره غير واحد من الأعراب صبيحة تلك الليلة من كان بحاضرة بلد بصرى أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز.
وانظر "ذيل الزمان" 1/4 - 10.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ سَيْرِ النَّارِ الَّتِي تَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6840 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ بِشْرٍ السُّلَمِيِّ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ حُبْسٍ، تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيئَةِ "1" الْإِبِلِ، تَسِيرُ بِالنَّهَارِ، وَتَكْمُنُ بِاللَّيْلِ، يُقَالُ: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاغْدُوا، قَالَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَقِيلُوا، رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرُوحُوا، مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ""2". [3: 69]
"1"في الأصل "والتقاسيم" 3/لوحة 423: مطية، والمثبت من "مسند أبي يعلى" وموارد الحديث.
"2" رافع بن بشر روى عنه غير واحد، وذكره المؤلف في "الثقات" 4/236، وأبوه بشر السلمي، ويقال: بشير، ويقال غير ذلك، عده غير واحد في في الصحابة، وناقض المؤلف نفسه، فعده هنا في الصحابة، وذكره في "الثقات" 4/73 في قسم التابعين، وقال: يروي المراسيل، روى عنه ابنه رافع بن بشير، ومن زَعَمَ أَنَّ لهُ صُحبةً فقد وَهِمَ، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح. أبو جعفر هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بن أبي طالب، الملقب بالباقر. وهو في "مسند أبي يعلى""934".
وأخرجه أحمد 3/443، والحاكم 4/442 - 443 عن عثمان بن عمر بن فارس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "1229" من طريق أبي عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عيسى بن علي الأنصاري، عن رافع بن بشير السلمي، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/12، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير رافع، وهو ثقة!.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ مُنْتَهَى سَيْرِ النَّارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا إِلَيْهِ
6841 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ"1"
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَتَعَجَّلَتْ رِجَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَبَاتُوا بِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُمْ، فَقِيلَ: تَعَجَّلُوا إلى المدينة، فقال: "تعجلوا إلى المدينة
"1" حماز بالزاي، كما في "الطبقات" 6/232، و"ثقات" المؤلف 4/139، و"الإكمال" 2/547، و"المشتبه" 1/171، و"تبصير المنتبه" 1/260، وضبطه بعضهم بالنون: حمان.
وَالنِّسَاءِ؟! أَمَا إِنَّهُمْ سَيَتْرُكُونَها أَحْسَنَ مَا كَانَتْ" وَقَالَ لِلَّذِينَ تَخَلَّفُوا مَعَهُ مَعْرُوفًا، ثُمَّ قَالَ: "لَيْتَ شِعْرِي، مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ جَبَلِ الْوَرَّاقِ، تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ وَهِيَ تَنْزِلُ بِبُصْرَى كَضَوْءِ النَّهَارِ" "1".
قَالَ عَلِيٌّ"2": بصري بالشام. [3: 69]
"1" حبيب بن حماز روى عنه اثنان، وذكره المؤلف في "الثقات"، وترجمه البخاري 2/315 - 316، وابن أبي حاتم 3/98 فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح، عبد الله بن الحارث: هو الزبيدي النجراني.
وأخرجه أحمد 5/144 عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وقال الهيثمي في "المجمع" 8/12، ونسبه إلى أحمد: رجاله رجال الصحيح غير حبيب بن حماز "تحرف فيه إلى حبان" وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 5/144 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن زائدة، عن الأعمش، به. وحديث معاوية بن عمرو مختصر، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/77 عن أبي خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن رجل، عن أبي ذر. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي ذر.
"2" هو ابن المديني المذكور في السند.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَارُبِ الزَّمَانِ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
6842 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ أبي صالحذكر الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَارُبِ الزَّمَانِ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
[6842]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ أبي صالح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونُ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ، أَوِ الْخُوصَةِ""1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. النفيلي: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني.
وأخرجه أحمد 2/537 - 538 عن هاشم أبي النضر، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى في "مسنده" ورقة 306 عن سريج بن يونس، عن عبيدة، عن سهيل، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/331، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وفي الباب عن أنس عند الترمذي "2332" وفي إسناده ضعف.
ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يُتَوَقَّعُ كَوْنُهَا قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
6843 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: "مَاذَا كُنْتُمْ تَتَذَاكَرُونَ؟ " قُلْنَا: كُنَّا نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تَقُومُ حَتَّى تَرَوْا قبلها عشر آيات: الدجال، والدخان، وعيسى بن مَرْيَمَ، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مغربها، وثلاث خسوف: خسف بالمشرق، وخسفذكر الْخِصَالِ الَّتِي يُتَوَقَّعُ كَوْنُهَا قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ
[6843]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: "مَاذَا كُنْتُمْ تَتَذَاكَرُونَ؟ " قُلْنَا: كُنَّا نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تَقُومُ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عشر آيات: الدجال، والدخان، وعيسى بن مَرْيَمَ، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَثَلَاثَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ
بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخَرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ، أَوْ عَدَنٍ أَوِ اليمن، تطرد الناس إلى المحشر" "1". [3: 69]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين غير صحابيه - وهو حذيفة بن أسيد - فمن رجال مسلم، وهو في "صحيحه" "2901" "39" في الفتن: باب في الآيات التي تكون قبل الساعة، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقد تقدم عند المؤلف برقم "6791" من طريق شعبة بن الفرات القزاز.
ذِكْرُ أَمَارَةٍ يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
6844 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَرْدَكَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَالِبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ، ويُخَوَّنُ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيَهْلِكَ الوُعُول، وَتَظْهَرَ التَّحُوتُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوُعُولُ وَالتَّحُوتُ؟ قَالَ: "الْوُعُولُ: وجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ، وَالتَّحُوتُ: الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لَا يُعْلَمُ بِهِمْ""2". [3: 69] قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أبا هريرة وهو بن عشر سنين إذا ذاك.
"2" إسناده ضعيف. إسماعيل بن أبي أويس، فيه لين كما قال الذهبي، ومحمد بن سليمان لم يوثقه أحد غير المؤلف 7/416.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/98 عن إسماعيل بن أبي أويس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/547 عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، والفضل بن محمد بن المسيب الشعراني، قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، به، وقال: هذا حديث رواته كلهم مدنيون ممن لم ينسبوا إلى نوع من الجرح، وأقره الذهبي!
ذكر البيان بأن الساعة تقووم والناس في أسواقهم وأشغالهم
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ وَالنَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ وَأَشْغَالِهِمْ
6845 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتَقُومَنَّ "1" السَّاعَةُ وَثَوْبُهُمَا بَيْنَهُمَا لَا يَطْوِيَانِهِ وَلَا يَتَبَايَعَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ لَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلُوطُ حَوْضَهُ لَا يَسْقِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَرَفَعَ لُقْمَتَهُ إِلَى فِيهِ لَا يَطْعَمُهَا""2". [3: 69]
"1"في الأصل: "لتقوم" وهو خطأ.
"2" حديث صحيح، محمد بن مشكان روى عنه غير واحد وذكره المؤلف في "الثقات" 9/127، ومن فوقه رجال ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/369 عن علي بن حفص، عن ورقاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "1103" و"1179"، ومسلم "2954" في الفتن: باب قرب الساعة. من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري "6506" في الرقاق: باب رقم "40"، و"7121" في الفتن: باب رقم "25" من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وبعضهم يزيد في الحديث على بعض. واللقحة، بكسر اللام وسكون القاف بعدها مهملة: الناقة ذات الدر، وهي إذا نتجت لقوح شهرين أو ثلاثة، ثم لبون.
وقوله: "وهو يلوط حوضه" وفي البخاري وغيره "يليط حوضه" أي: يصلحه بالطين والمدر فيسد شقوقه ليملأه ويسقي منه دوابه.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6846 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغُضَائِرِيُّ بِحَلَبَ وَالْبُجَيْرِيُّ بِصُغْدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسُورٌ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلَيْنِ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ يَتَبَايَعَانِهِ، فَلَا هُمَا يَنْشُرَانِهِ وَلَا هُمَا يَطْوِيَانِهِ، وَتَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ وَفِي فِيهِ لُقْمَةٌ، فَلَا هُوَ يُسِيغُهَا وَلَا هُوَ يَلْفِظُهَا""1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْحَارِثِ هَذَا: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، وَمَيْسُورٌ: هُوَ ابن عبد الرحمن.
"1"حديث صحيح، ميسور: هو ابن عبد الرحمن، وهو وإن لم يرو عنه معتمر بن سليمان، ولم يوثقه غير المؤلف 7/512، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو بمعنى ما قبله.
وأخرجه عبد الرزاق "20849" عن معمر، عن أبي الحارث محمد بن زياد بهذا الإسناد. القسم الأول منه فقط. ونسبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/88 - 89 إلى البيهقي في "البعث" من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة. وانظر ما قبله.
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه (عن أبي هريرة)
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6846 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغُضَائِرِيُّ بِحَلَبَ وَالْبُجَيْرِيُّ بِصُغْدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسُورٌ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلَيْنِ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ يَتَبَايَعَانِهِ، فَلَا هُمَا يَنْشُرَانِهِ وَلَا هُمَا يَطْوِيَانِهِ، وَتَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ وَفِي فِيهِ لُقْمَةٌ، فَلَا هُوَ يُسِيغُهَا وَلَا هُوَ يَلْفِظُهَا""1". [3: 69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْحَارِثِ هَذَا: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، وَمَيْسُورٌ: هُوَ ابن عبد الرحمن.
"1"حديث صحيح، ميسور: هو ابن عبد الرحمن، وهو وإن لم يرو عنه معتمر بن سليمان، ولم يوثقه غير المؤلف 7/512، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو بمعنى ما قبله.
وأخرجه عبد الرزاق "20849" عن معمر، عن أبي الحارث محمد بن زياد بهذا الإسناد. القسم الأول منه فقط. ونسبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/88 - 89 إلى البيهقي في "البعث" من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ أَدْرَكَ السَّاعَةَ وَهُوَ حَيٌّ كَانَ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ
6847 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ أَدْرَكَ السَّاعَةَ وَهُوَ حَيٌّ كَانَ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ
[6847]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يتخذ القبور مساجد""1". [3: 66]
"1"إسناده حسن، عاصم: هو ابن أبي النجود، روى له البخاري ومسلما مقرونا، وهو حسن الحديث، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن خزيمة "789" عن يوسف بن موسى، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/142 من طريق أحمد بن الفرات، كلاهما عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/405 و435، والطبراني "10413"، والبزار "3420"، من طرق عن زائدة بن قدامة، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه""7067" في الفتن: باب ظهور الفتن، فقال: وقال أبو عوانة، عن عاصم، به.
وأخرجه أحمد 1/454، والبزار "3421" من طريق قيس بن الربيع الأسدي، عن الأعمش، عن إيراهيم النخعي، عن عبيدة السلماني، عن ابن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/27 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن، وأورده أيضا فيه 8/13 وقال: رواه البزار بإسنادين في أحدهما عاصم بن بهدلة، وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وانظر الحديث رقم "6850".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ النَّاسِ الَّذِينَ يَكُونُ قيام الساعة على رؤوسهم
6848 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إلا الله""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن حبيب، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق""20847"، ولفظه فيه "لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله".وبلفظ "المصنف" أخرجه أحمد 3/162، ومسلم "148" في الإيمان: باب ذهاب الإيمان آخر الزمان، وأبو عوانة 1/101، والبغوي "4284" عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر الحديث الآتي عند المؤلف.
وأخرجه أيضا أحمد 3/107، والترمذي "2207" في الفتن: باب رقم "35"، من طريق بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه بلفظ حديث الباب الحاكم 4/494 من طريق محمد بن يحيى الفياض، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن حميد، عن أنس.
وصححه على شرط الشيخين! مع أن محمد بن يحيى بن فياض لم يخرج له واحد منهما، وحديثه عند أبي داود والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وقد وثقه الدارقطني وابن حبان.
وأخرجه كذلك الحاكم 4/495، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/82 من طرق عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي الحبيب، عن سنان بن سعد، عن أنسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة على رجل يقول: لا إله إلا الله، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر" وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، فتعقبه الذهبي بقوله: سنان لم يرو له مسلم.
قلت: وحديثه حسن في الشواهد.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
6849 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللَّهُ اللَّهُ""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "148" في الإيمان: باب ذهاب الإيمان في آخر الزمان، وأبو يعلى "3526" عن زهير بن خيثمة، وأبو عوانة 1/101، وعنه البغوي في "شرح السنة""4283" من طريق جعفر بن محمد الصائغ، كلاهما عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/268 عن عفان بن مسلم، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/101 من طريق شاذان، عن حماد بن سلمة، به.
قلت: وقوله "حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله "، أي: لا يبقى في الأرض مسلم يقول كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" كما جاء مفسرا في الرواية المتقدمة، وأخطأ من استنبط من المتأخرين من هذا الحديث مشروعية الذكر بالاسم المفرد، وذلك.
لأنه لم يشرع في كتاب ولا سنة ولا هو مأثور عن سلف الأمة، والذكر نوع من العبادة، فلا مجال للرأي فيه.
ولأن الذكر ثناء، وهو لا يكون إلا بجملة تامة يحسن السكوت عليها مثل:"لا إله إلا الله" ومثل: "الله أكبر" ومثل: "سبحان الله والحمد لله" ومثل: "لا حول ولا قوة إلا بالله "، وما إلى ذلك من الأذكار المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، والاسم وحده لا يحسن السكوت عليه، ولا هو جملة تامة، ولا كلام مفيد كما هو معلوم عند أهل العلم بالعربية.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَكُونُ قِيَامُ السَّاعَةِ عَلَيْهِمْ
6850 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ""1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص – واسمه عوف بن مالك بن نضلة – فمن رجال مسلم وهو في "مسند أبي يعلى""5249".
وأخرجه مسلم "2949" في الفتن: باب قرب الساعة، عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/435 عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الطيالسي "311"، وأحمد 1/394 عن شعبة، به.
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ
6851 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْوَلِيدِ بِصَيْدَا، حَدَّثَنَا إسحاق بن سيار"2"، حدثنا جنادة بن محمد المري، حدثنا
(2) تحرفت في الأصل إلى "سنان" والتصويب من "التقاسيم" 3/425
بن أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ستنتقون كما ينقى التمر من حثالته""1". [3: 69]
"1"إسناده قوي، إسحاق بن سيار ذكره المؤلف في "الثقات" 8/121 - 124 وروى عنه جمع، وقال ابن أبي حاتم 2/223: أدركناه، وكتب إلي ببعض حديثه، وكان صدوقا ثقة، وجنادة بن محمد المري من أهل دمشق روى عنه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ويعقوب بن سفيان وأهل الشام مات سنة ست وعشرين ومئتين، ذكره المؤلف في "ثقاته" 8/165، وهو مترجم في "تهذيب تاريخ ابن عساكر"2/412 - 413، وابن أبي العشرين: هو عبد الحميد بن حبيب الدمشقي أبو سعيد البيروتي كاتب الأوزاعي وثقه أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطني، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده السيوطي في" الجامع الكبير" ص 639 ونسبه إلى ابن عساكر.
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَنْ يَبْقَى فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِحُثَالَةِ التَّمْرِ
6852 -
أخبرنا الخليل بن محمد بن بِنْتِ تَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ السُّكَّرِيُّ"2"، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ أَسْلَافًا، وَيَفْنَى الصالحون الأول فالأول، حتى
"2" تحرفت في الأصل إلى: اليشكري، والتصويب من "التقاسيم" 3/لوحة 425.
لَا يَبْقَى إِلَّا مِثْلُ حُثَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ لا يبالي الله بهم" "1". [3: 69]
"1"إسناده صحيح على شرط الصحيح.
وأخرجه الطبراني 20/"709" عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبدان بن أحمد، قالا: حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد – وهو ابن عبد الله – بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6434" في الرقاق: باب ذهاب الصالحين، والبيهقي 10/122، والبغوي "4197" عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن بيان، به. وفيه "حفالة كحفالة التمر
…
"، وقال أبو عبد الله البخاري: يقال: حفالة وحثالة، وقال البغوي: حفالة التمر: رذالته ومثله الحثالة، والفاء والثاء يتعاقبان، كقولهم: ثوم وفوم، وجدث وجدف.
وأخرجه أحمد 4/193 عن محمد بن عبيد، ويعلى، والطبراني 20/"708" من طريق حفص بن غياث، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، به. ورواية محمد بن عبيد مختصرة.
وأخرجه أحمد 4/193 عن يحيى بن سعيد، والبخاري "4156" في المغازي: باب غزوة الحديبية، من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، موقوفا على مرداس الأسلمي.
ذكر الإخبار عن وصف الريح التي تجيئ تقبض أرواح الناس في آخر الزمان
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الرِّيحِ الَّتِي تَجِيءُ تَقْبِضُ أَرْوَاحَ النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
6853 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُبْعَثَ رِيحٌ حَمْرَاءُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يموت فيها: ماتذكر الإخبار عن وصف الريح التي تجيئ تقبض أرواح الناس في آخر الزمان
…
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الرِّيحِ الَّتِي تَجِيءُ تَقْبِضُ أَرْوَاحَ النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
[6853]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُبْعَثَ رِيحٌ حَمْرَاءُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ فِيهَا: مَاتَ
شَيْخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ، وَمَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلَانٍ، وَيُسَرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، يَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ، وَيَقُولُ: فِي هَذِهِ كَانَ يَقْتَتِلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَإِنَّ أَوَّلَ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَوْشَكَ أَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى النَّعْلِ وَهِيَ مُلْقَاةٌ فِي الْكُنَاسَةِ فَيَأْخُذُهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: كَانَتْ هَذِهِ مِنْ نِعَالِ قُرَيْشٍ في الناس"1". [3: 69]
"1"عبد الغفار بن عبد الله روى عنه غير واحد، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/421، وأورده ابن أبي حاتم 6/54، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. أبو حازم: هم سلمان الأشجعي. وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 287/1 مختصرا إلى قوله "وماتت عجوز في بني فلان".
قلت: ولقوله: "ويسري على كتاب الله
…
" شاهد من حديث أبي حذيفة عند ابن ماجه "4049"، وإسناده صحيح، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ ووافقه الذهبي.
وقوله: "وتقيء الأرض أفلاذ كبدها" إلى قوله "ينتفع بها" أخرجه مسلم بنحوه "1013" من طرق محمد بن فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أبي هريرة.
وأما قول أبي هريرة، فقد أخرجه أحمد 2/336 عن عمر بن سعد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رفعه "أسرع قبائل العرب فناء قريش، ويوشك أن تمر المرأة بالنعل، فتقول: هذا نعل قرشي"، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/28، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ببعضه والطبراني في "الأوسط"، وقال:"هذه" بدل "هذا" ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث عائشة عد أحمد 6م74 و81 و90.
كِتَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
مناقب الصحابة رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
ذِكْرُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ الصِّدِّيقِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَقَدْ فَعَلَ
…
61-
كِتَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ وَنِسَائِهِمْ بِذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ رَضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
ذِكْرُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ الصِّدِّيقِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَقَدْ فَعَلَ
6854 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ كَأَنِّي أُعْطِيتُ عُسًّا مَمْلُوءًا لَبَنًا، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ، فَرَأَيْتُهَا تَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَفَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ، فَأَعْطَيْتُهَا أَبَا بَكْرٍ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا عِلْمٌ أَعْطَاكَهُ اللَّهُ حَتَّى إِذَا تَمَلَّأْتَ مِنْهُ، فَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَأَعْطَيْتَهَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"قد أصبتم""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين، إلا أن جعله في مناقب أبي بكر قد انفرد المؤلف بإخراجه من طريق عبد الله بن الصباح –وهو ثقة - وخالف عبد الله هذا شيخان ثقتان: هما محمد بن أبي بكر المقدمي، وعمر بن عون الواسطي، كلاهما عن معتمر بن سليمان، فجعلاه في مناقب عمر بن الخطاب، أخرجه عن الأول عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" للإمام أحمد "319"، وأخرجه عن الثاني الطبراني "13155"، والحاكم 3/85 - 86 وزاد في الإسناد بين عبيد الله بن عمر وسالم: أبا بكر بن سالم بن عبد الله، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "المجمع" 9/69 بعد أن نسبه إلى الطبراني: رجاله رجال الصحيح.
وقد اتفق الشيخان على إخراجه بنحوه في مناقب عمر من طريقين عن ابن عمر كما سيأتي برقم "6878".
قلت: وقد: أورد المحب الطبري في "الرياض النضرة" 1/152 حديث الباب في مناقب أبي بكر، ونسبه إلى ابن حبان، وقال بإثره: وقد جاء في الصحيح مثل هذا لعمر، وسيأتي في خصائصه، ولعل الرؤيا تعددت في ذلك، وعلى ذلك يحمل، فإن الحديثين صحيحان، وإن كان حديث عمر متفقا عليه.
والعس: القدح الكبير، وجمعه عساس وأعساس. انظر:"النهاية" 3/236.
ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَّخِذَ الصِّدِّيقَ خَلِيلًا
6855 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ وُدُّ إِخَاءٍ وَإِيمَانٍ، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ الله""1".
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن بشار تالرمادي الحافظ، فقد روى له أبو داود والترمذي.
سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن مرة: هو الهمذاني الخارفي، =
قال سفيان يعني نفسه. [3: 34]
= وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" للإمام أحمد "587" عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، عن الرمادي _وهو إبراهيم بن بشار_ بهذا الإسناد، وقد انبهم أمره على محقق الكتاب فظنه أحمد بن منصور بن سيار بن المعارك الرمادي.
وأخرجه أحمد في المسند 1/377، والحميدي "113"، ومسلم "2383" "7" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر الصديق، عن سفيان بن عيينة، به. وليس فيه قوله:"ولكن ود إخاء وإيمان".
وأخرجه كذلك أحمد في "المسند" 1/389 و409 و433، وفي "فضائل الصحابة""155" و"157"، والقطيعي فيه "587"، وابن أبي شيبة 12/5، ومسلم "2383""7"، والنسائي في "فضائل لصحابة""4"، وابن ماجه "93"، في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 3/176، وأبو يعلى "5180"، وابن أبي عاصم في "السنة""1226"، والبغوي "3867" من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وبعضهم يجعل مكان "عبد الله بن مرة": عمرو بن مرة.
وأخرجه عبد الرزاق "20398"، وأحمد في "المسند" 1/408 و412 و434 و437 و455، وفي "الفضائل""156" و"158" و"159" و"160" وابن سعد 3/176، ومسلم "2383""4" و"5"، والترمذي "3655" في المناقب: باب مناقب أبي بكر الصديق، وأبو يعلى "5308"، والبغوي "3866" من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، به ولفظه "لو كنت متخذا من أمتي أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر" هذا لفظ مسلم.
وأخرجه مسلم "2383""5" من طريق ابن أبي مليكة، والطبراني "10457" من طريق شقيق كلاهما عن عبد الله بن مسعود.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْأُخُوَّةَ وَالصُّحْبَةَ لِأَبِي بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
6856 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ"1" أَبِي الْأَحْوَصِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا""2".. [3: 8]
"1" تحرفت في الأصل إلى "بن".
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وهو في "مسند أبي يعلى""5249".
وأخرجه الطيالسي "314"، وأحمد 1/439 و462 - 463، ومسلم "2383""3"، والنسائي في "الفضائل""3"، والطبراني "10106" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2383""6"، وأبو يعلى "5149"، والطبراني "10107" من طرق عن جرير، عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ مِنْ مَسْجِدِهِ خَلَا بَابِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه
6857 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "أَمَرَ بسد الأبواب الشوارع فيذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ مِنْ مَسْجِدِهِ خَلَا بَابِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه
[6857]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّوَارِعِ فِي
الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان المعمري - واسمه محمد بن حميد - فمن رجال مسلم. أبو معمر القطيعي: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهلالي.
وأخرجه بنحوه الدولابي 1/153 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة""33"، والترمذي "3687" في المناقب: باب رقم "17"، عن محمد بن حميد الرازي، عن إبراهيم بن المختار، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، به. ومحمد بن حميد متروك، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة""567" من طريق معلى بن عبد الرحمن، عن عبد الحميد بن جعفر، عن الزهري، به. ومعلى ضعيف.
وأخرجه ضمن حديث مطول الدارمي 1/38 عن فروة بن أبي المغراء، عن إبراهيم بن مختار، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب، عن عروة، به.
وفي الباب عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري، وسيردان عند المؤلف برقم "6860"، و"6861".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ما انتفع بمال أحد ماانتفع بمال أبي بكر رضواب الله عليه
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا انْتَفَعَ بِمَالِ أَحَدٍ مَا انْتَفَعَ بِمَالِ أَبِي بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
6858 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا نَفَعَنِي مَالٌ قطذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ما انتفع بمال أحد ماانتفع بمال أبي بكر رضواب الله عليه
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا انْتَفَعَ بِمَالِ أَحَدٍ مَا انْتَفَعَ بِمَالِ أَبِي بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[6858]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا نَفَعَنِي مَالٌ قط
مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَقَالَ: مَا أَنَا ومالي إلا لك"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد بن مسرهد، فمن رجال البخاري.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "الفضائل""595" عن إبراهيم بن عبد الله الكشي، عن مسدد بن مسرهد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/253، وفي "فضائل الصحابة""25"، وابنه عبد الله فيه "26"، وابن أبي شيبة 12/6 - 7، والنسائي في "فضائل الصحابة""9"، وابن ماجه "94" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن أبي عاصم في "السنة""1229" من طرق عن أبي معاوية، به.
وأخرجه مطولا أحمد في "المسند" 2/366، وفي "الفضائل""32"، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، به.
وأخرجه بأطول مما هنا الترمذي "3661" في المناقب: باب رقم "15" من طريق داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ذِكْرُ عَدَدِ مَا أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَالِ
6859 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذِكْرُ عَدَدِ مَا أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَالِ
[6859]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أربعين ألفا"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي زرعة الرازي –واسمه عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد - فمن رجال مسلم. سعيد بن سليمان: هو الواسطي أبو عثمان الضبي، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهذا الحديث انفرد بإخراجه المؤلف، ولم يرد في المصادر التي وقعت لنا.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ
6860 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ، فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي المسجد غير خوخة أبي بكر""2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة مولى ابن عباس، فمن رجال البخاري، وقد قرنه مسلم بغيره، وهو في "مسند أبي يعلى""2584".
وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة""134"، عن أحمد بن الحسن عبد الجبار، عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "467" في الصلاة: باب الخوخة والممر في المسجد، والنسائي في "فضائل الصحابة""1"، والطبراني "11938" من طرق عن وهب بن جرير، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/270، وفي "فضائل الصحابة""67"، وابن سعد 2/227 - 228 عن إسحاق بن عيسى، والطبراني "11938" من طريق داود بن منصور القاضي، كلاهما عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه مختصرا البخاري "3656" و"3657" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا"، و"6738" في الفرائض: باب ميراث الجد مع الأب والإخوة، وابن أبي عاصم في "السنة""1228" من طريق أيوب السختياني، والطبراني "11974" من طريق خالد الحذاء كلاهما عن عكرمة، به.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبُو بَكْرٍ، إِذِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَسَمَ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَطْمَاعَهُمْ فِي أَنْ يَكُونُوا خُلَفَاءَ بَعْدَهُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ بِقَوْلِهِ:"سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ" رضي الله عنه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَانَ مِنْ"1" أَمَنِّ النَّاسِ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَتِهِ
"2"
6861 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ"3" بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مَعَنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ
"1""من" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/لوحة 331.
"2" في الأصل: صحبته، والمثبت من "التقاسيم".
"3" في الأصل: أبو علي، وهو خطأ.
عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ "1" بْنِ حُنَيْنٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:"إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصَحِبْتِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، لَا يَبْقِيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خوخة إلا خوخة أبي بكر""2". [3: 8]
"1"في الأصل: عبيد الله، وهو خطا، والمثبت من "التقاسيم".
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رحال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. أبو النضر: هو سالم ين أبي أمية.
وأخرجه مسلم "2382" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، عَنِ عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد، عن معن بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3904" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه إلى المدينة، ومن طريق البغوي "3821" عن إسماعيل بن عبد الله، والترمذي "3660" في المناقب: باب رقم "15"، والنسائي قي "فضائل الصحابة""2" من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما عن مالك، به، ورواية النسائي مختصرة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقد تقدم عند المؤلف برقم "6594" من طريق فليح بن سليمان، عن سالم أبو النضر.
والخوخة: مخترق بين بيتين أو دارين ينصب عليها باب.
وقوله: "إن أمن الناس علي" قال البغوي: أي: أسمح بماله، وأجود بذات يده، والمن: العطاء، وقد يكون "المن" بمعنى الاعتداد بالصنيعة وذلك مذموم، كما قال سبحانه وتعالى:{لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} وليس معنى الحديث هذا، إذ لا منة لأحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل له المنة على جميع الأمة.
وفي أمره بترك سد خوخته الاختصاص كما خصه بالاستخلاف في الصلاة، وكل ذلك مما يؤكد خلافته رضي الله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه كَانَ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
6862 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي"1" أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَحَبَّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكان خيرنا وسيدنا"2". [3: 8]
"1"لفظة "أبي" سقطت من الأصل، واستدركت من التقاسيم 2/لوحة 332.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين، غير إبراهيم بن سعيد الجوهري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي "3656" في المناقب: باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح غريب.
وأخرجه الحاكم 3/66 عن علي بن حمشاد العدل، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن إسماعيل بن أبي أويس، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري "3668" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا" عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، به، في حديث في قصة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصة سقيفة بني ساعدة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ
6863 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالْكَرَجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ"1" بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَلَسْتُ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ؟ أَلَسْتُ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ؟ أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا؟ أَلَسْتُ صَاحِبَ كذا؟ "2". [3: 8]
"1"تحرفت في الأصل إلى: عتبة، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 332.
"2" رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة – واسمه المنذر بن مالك بن قطعة – فمن رجال مسلم، إلا أن عقبة بن خالد قد تفرد برفعه كما قال البزار فيما نقله عنه الحافظ في "النكت الظراف " 5/293 - 294، وخالف عبد الرحمن مهدي فأرسله.
وأخرجه الترمذي "3667" في المناقب: باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، عن أبي سعيد الأشج، بهذا الإسناد، ثم رواه عن محمد بن بشار، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الجريري، عن أبي نضرة، قال: قال: أبو بكر
…
فذكر نحوه – ولم يقل: "عن أبي سعيد " قال: وهذا أصح.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص 1027، وزاد نسبته إلى أبي نعيم في "المعرفة"، وابن منده في "غرائب شعبة".
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَتِيقًا
6864 -
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بنذكر السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَتِيقًا
[6864]
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ
سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ" فسمي عتيقا"1 [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حامد بن يحيى وهو ثقة، روى له أبو داود. سفيان: هو ابن عيينة، وزياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني.
وأخرج بنحوه الطبراني "7" عن الحسين بن إسحاق التستري، والبزار "2483" عن أحمد بن الوليد الكرخي، كلاهما عن حميد بن يحيى، بهذا الإسناد.
قال الهيثمي في "المجمع" 9/40: ورجالهما ثقات.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص 438 في مسند عبد الله بن الزبير، ونسبه على أبي نعيم، وقال: قال ابن كثير: إسناده جيد.
وفي الباب عن عائشة عند الترمذي "3679"، والطبراني "9"، والحاكم 2/415، وفي سنده إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعفوه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: بل إسحاق متروك، قاله أحمد.
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أبابكر ابن أبي قحافة رضي الله عنه صديقا
…
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ رضي الله عنه صِدِّيقًا
6865 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ "2"، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا، فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَضَرَبَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"2" فِي الأصل: بن أبي زريع، وهو خطأ.
بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:"اثْبُتْ أُحُدُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وشهيدان""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقاث رجال الشيخين، غير علي بن المديني، فمن رجال لبخاري، وسماع يزيد بن زريع من ابن أبي عروبة قبل أن يختلط.
وأخرجه البخاري "3686" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، وأبو داود "4651" في السنة: باب في الخلفاء، عن مسدد بن مسرهد، والنسائي في "فضائل الصحابة""32" عن عمرو بن علي، وأبو يعلى "3196" عن عبيد الله بن عمر القواريري، ثلاثتهم عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وقرن عبيد الله بن عمر في حديثه خالد بن الحارث بيزيد بن زريع، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو يعلى "2910" عن زكريا بن يحيى، عن خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وعلقه البخاري "3686" فقال: وقال لي خليفة: حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال، قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد 3/112 عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، به.
وسيأتي هذا الحديث عن المؤلف برقم "6908" من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَمِيعِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ لِأَخْذِهِ الْحَظَّ الْوَافِرَ مِنْ كل طاعة في الدنيا
6866 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا بن وهب، أخبرنا يونس، عن بن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَمِيعِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ لِأَخْذِهِ الْحَظَّ الْوَافِرَ مِنْ كُلِّ طاعة في الدنيا
[6866]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا بن وهب، أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ "1"، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، هَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، وأرجو أن تكون منهم""2". [3: 8]
"1"قوله: "وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ باب الجهاد" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 333.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حرملة بن يحيى فمن رجال مسلم. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري المدني.
وأخرجه مسلم "1027""85" في الزكاة: باب من جمع الصدقة وأعمال البر، عن أبي الطاهر وحرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/168 - 196 في الصيام: باب فضل الصيام، عن أبي طاهر والحارث بن مسكين، عن ابن وهب، به. وقرن بيونس مالكا، وانظر "308" و"3418" و"3419" و"4641".
ذِكْرُ تَرْحِيبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَدَعْوَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عند دخوله الحنة
…
ذِكْرُ تَرْحِيبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَدَعْوَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِنْدَ دُخُولِهِ الْجَنَّةَ
6867 -
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بَنَانٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بكر السالمي، حدثنا بن أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ، عن قيس بن سعد، عن مجاهدذكر تَرْحِيبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَدَعْوَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِنْدَ دخوله الحنة
…
ذِكْرُ تَرْحِيبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَدَعْوَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِنْدَ دُخُولِهِ الْجَنَّةَ
[6867]
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بَنَانٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بكر السالمي، حدثنا بن أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَلَا يَبْقَى أَهْلُ دَارٍ، وَلَا أَهْلُ غُرْفَةٍ، إِلَّا قَالُوا: مَرْحَبًا مَرْحَبًا، إِلَيْنَا إِلَيْنَا" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا توى عَلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. قَالَ:"أجل، وأنت هو"1"يا أبا بكر""2". [3: 8]
"1""هو" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/لوحة 333.
"2" أحمد بن محمد بن أبي بكر لم نقف له على ترجمة في كتب الجرح والتعديل ولا في "ثقات" المؤلف، وع ذلك فقد وثقه الهيثمي في "المجمع"، وقد روى عنه غير الوليد بن بنان هذا: محمد بن حنيفة الواسطي، وأحمد بن عمرو. ورباح بن أبي معروف مع كونه من رجال مسلم، مختلف فيه، قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وأبو زرعة وأبو حاتم: صالح، وضعفه ابن معين والنسائي، وقال ابن عدي: ما أرى برواياته باسا، ولم أجد له حديثا منكرا، وذكره المؤلف في "المجروحين" 1/300، وقال: روى عنه الناس، كان ممن يخطئ، ويروي عن الثقات ما لا يتابع عليه، والذي عندي فيه التنكب عما انفرد به من الحديث، والاحتجاج بما وافق الثقات من الروايات، على أن يحيى وعبد الرحمن تركاه، ثم ذكره في "ثقاته" 6/307، وقال: يخطئ ويهم، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""11166" عن أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، وفي "الأوسط""485" عن أحمد بن عمرو، كلاهما عن أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/46 وقال: رواه الطبراني في:"الكبير" و"الأوسط" ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي، وهو ثقة.
وقوله: "ما قوي على هذا الرجل" أي: لا ضياع ولا خسارة كما في "النهاية" 1/201، وتحرف في "المعجم الكبير" و"مجمع الزوائد" إلى ثواب.
ذِكْرُ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
6868 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أخبرني عروة بن الزبيرذكر صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
[6868]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدَّغِنَّةِ، وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ، فَأَعْبُدَ ربي، فقال بن الدَّغِنَةِ "1": إِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ، إِنَّكَ تُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ، فَارْتَحَلَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ، فَرَجَعَ مَعَ أبي بكر، فطاف بن الدُّغُنَّةِ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ، وَقَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يُخْرَجُ مِثْلُهُ، وَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ؟!
فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ بن الدَّغِنَةِ، وَأَمَّنُوا أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، وَقَالَتْ لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ، فَلْيَعْبُدْ ربه في داره ما شاء،
"1"في الأصل: ابن أبي الدغنة، وهو خطأ، والمثبت من "التقاسيم" 2/ لوحة 333.
وَلْيُصَلِّ فِيهَا مَا شَاءَ، وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ وَلَا يُؤْذِينَا، وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، فَفَعَلَ.
ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَتَقِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ أَجَرْنَا لَكَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ فِي دَارِهِ، وَإِنَّهُ جَاوَزَ ذَلِكَ وَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ فِي دَارِهِ، فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ بِالِاسْتِعْلَانِ.
فَأَتَى ابْنُ الدُّغُنَّةِ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، قَدْ عَلِمْتَ"1" الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ ذِمَّتِي، فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فإني أرد إليه جوارك، وأرضى بجوار الله ورسوله اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ:"قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبَخَةً ذَاتَ نَخْلٍ، بَيْنَ لَابَتَيْنِ -وَهُمَا الْحَرَّتَانِ-" فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذلك
"1"سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسبيم".
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مُهَاجِرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَتَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَتِهِ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقُ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
قَالَتْ عائشة: فبينا نحن جلوس بوما فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلٌ مُقَنَّعٌ، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي، إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لَأَمْرٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ:"أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَخُذْ إِحْدَى رَاحِلَتِي هَاتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"بِالثَّمَنِ".
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ"1" الْجِهَازِ، وَوَضَعْنَا لَهُمَا سَفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ نِطَاقِهَا، وَأَوْكَتْ"2" بِهِ الْجِرَابَ، فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى: ذَاتُ النِّطَاقِ، وَلَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"1"في الأصل: أحب، والمثبت من "التقاسيم".
"2" تحرفت في الأصل إلى: أذكت، والتصحيح من "التقاسيم" 2/ لوحة 334
وَأَبُو بَكْرٍ فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ، فمكثا فيه ثلاث ليال"1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وهو مكرر الحديث رقم "6277".
ذكر البيان بأن أبابكر الصِّدِّيقَ رضي الله عنه حَيْثُ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بالغار لم يكن معهما من البشر ثالث
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه حَيْثُ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا مِنَ الْبَشَرِ ثَالِثٌ
6869 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمِهِ، لَأَبْصَرَنَا مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ "2"، فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا ظنك باثنين الله ثالثهما""3"؟
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي هِجْرَتِهِ: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40] .
6870 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبي إسحاق، قال:
"2" قوله: "لبصرنا من تحت قدمه" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 335.
"3" إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العوذي، وقد تقدم عند المؤلف برقم "6279" من طريق يعقوب الدورقي، عن عفان، فانظر تخرجه هناك.
ذكر قول المصطفى لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي هِجْرَتِهِ "لاتحزن إن الله معنا
"
…
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي هِجْرَتِهِ: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40] .
6870 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبي إسحاق، قال: ذكر قول المصطفى لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي هِجْرَتِهِ "لاتحزن إن الله معنا"
…
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي هِجْرَتِهِ: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40] .
[6870]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ"1" عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى أَهْلِي، فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا، حَتَّى تُحَدِّثُنِي كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ، وَالْمُشْرِكُونَ"2" يَطْلُبُونَكُمْ، فَقَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ، فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ رَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ نَرَى ظِلًّا نَأْوِي إِلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّهَا، فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا"3"، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أُرِيدُ - يَعْنِي الظِّلَّ - فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ الْغُلَامُ: لِفُلَانِ، رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ: فَأَمَرْتُهُ، فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ عَنْهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ هَكَذَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، فَحَلَبَ فِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ رَوَيْتُ مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً، عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرُدَ أَسْفَلُهُ.
فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ فقلت:
"1"في الأصل: بثلاث، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 335.
"2" في الأصل: والمشركين، والتصويب، من "التقاسيم".
"3" في الأصل: أحد: والتصويب من "التقاسيم".
اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ فَقُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَبَكَيْتُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" فَلَمَّا دَنَا مِنَّا، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، قُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ لَحِقَنَا، فَبَكَيْتُ لَهُ، قَالَ:"مَا يُبْكِيكَ؟ " قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ" قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا، فَوَثَبَ عَنْهَا ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّينِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ" وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ.
وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا، فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ"، فَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي الطُّرُقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ مِنَ الْغِلْمَانِ وَالْخَدَمِ يَقُولُونَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ، فَنَزَلَ حَيْثُ أُمِرَ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} قَالَ: فَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ الْيَهُودُ: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} قَالَ: وَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَخَرَجَ بَعْدَمَا صَلَّى، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَانْحَرَفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.
قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هُوَ مَكَانَهُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ، فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ مِنْ وَرَائِكَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: هُمُ الْآنَ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَبِلَالٌ، ثُمَّ أَتَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ ركابا، ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَهُمْ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ.
قَالَ الْبَرَاءُ: فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ خَرَجْنَا نَلْقَى الْعِيرَ، فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ حَذِرُوا "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رجاء الغداني، فمن رجال البخاري، وهو مكرر الحديث رقم "6281".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أبوبكر الصديق رضي الله عنه
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ"2" أبو بكر الصديق رضي اللَّهِ
6871 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا:"ارْجِعِي إِلَيَّ" فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ - تُعَرِّضُ بِالْمَوْتِ - قَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَمْ تَجِدِينِي فَالْقَيْ أَبَا بكر""3". [3: 8]
"2""كان" هنا زائدة، و"أبو" خبر إن.
"3" إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 346/2.
وأخرجه أحمد 4/83 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد تقدم عند المؤلف برقم "6656" من طريق محمد بن خالد، عن إبراهيم بن سعد، فانظر تتمة تخريجه هناك.
ذكر الخبر المدحض مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ يزيد بن هارون
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
6872 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حدثنا أبو مروانذكر الخبر المدحض مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ يزيد بن هارون
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
[6872]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ
الْعُثْمَانَيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعدعن أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعْتُ، فَلَمْ أَجِدْكَ - كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ - قَالَ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدِينِي، فَائْتِ أَبَا بكر" "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان أبي مروان العثماني، فقد روى له أبن ماجه، والنسائي في "خصائص علي"، ووثقه أبو حاتم. وصالح بن محمد الأسدي، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/94، وقال: يخطئ ويخالف. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ خَبَرٍ فِيهِ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أبوبكر الصديق رضي الله عنه دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ
…
ذِكْرُ خَبَرٍ فِيهِ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم –كَانَ- أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ
6873 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ:"مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسُ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، مَتَى يقوم مَقَامَكَ "2" لَا يُسْمِعِ النَّاسَ، لَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ قَالَ:"مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسُ" فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أسيف، متى يقوم مقامك
"2" جملة "متى يقوم مقامك" سقطت من الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة337، واستدركت من موارد الحديث.
لَا يُسْمِعِ النَّاسَ، قَالَ:"إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خِفَّةً مِنْ نَفْسِهِ، فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطُّ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَمَا أَنْتَ، حَتَّى جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَاعِدًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسَ يَقْتَدُونَ بصلاة أبي بكر"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سليم بن جنادة، وهو ثقة روى له الترمذي وابن ماجه. إبراهيم والأسود هما: النخعيان.
وأخرجه البخاري "713" في الأذان: باب الرجل يأتم بالإمام، ويأتم الناس بالمأموم، ومن طريقه البغوي "853" عن قتيبة بن سعيد، ومسلم "418" "95" في الصلاة: باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، عن ابن أبي شيبة ويحيى بن يحيى، والنسائي 2/99 - 100 في الإمامة: باب الائتمام بالإمام يصلي قاعدا، عن محمد بن العلاء، وابن ماجه "1232" في إقامة الصلاة: باب ما جاء في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، والبيهقي 2/304 و3/81 من طريق يحيى بن يحيى و3/81 من طريق ابن أبي شيبة، أربعتهم عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقرن ابن أبي شيبة في حديثه وكيعا بأبي معاوية، وقد تقدم من طريق وكيع عند المؤلف برقم "2117"، وانظر "6601".
والأسيف: بوزن فعيل، وهو بمعنى فاعل من الأسف، وهو شدة الحزن، والمراد أنه رقيق القلب.
ويهادى بضم أوله وفتح الدال، أي: يعتمد على الرجلين متمايلا في مشيه من شدة الضعف، والتهادي: التمايل في المشي البطيء.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الصَّوَابُ " صَوَاحِبُ يُوسُفَ" إِلَّا أن السماع صواحبات"1".
"1" كذا جاءت الرواية هنا "صواحبات" وكذلك هي في رواية النسائي وابن ماجه وعند البخاري ومسلم وغيرهما "صواحب"، قال في "اللسان" صحب: وقالوا في النساء: هن صواحب يوسف، وحكى الفارسي عن أبي الحسن: هن صواحبات يوسف، جمعوا "صواحب" جمع السلامة، كقوله: فهن يعلكن حدائداتها.
وقوله: جذب الصراريين بالكرور.
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا عَاوَدَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ذَلِكَ
6874 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ"2"، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ"3"، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَهُ قَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، قَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" فَعَاوَدَتْهُ مِثْلَ مقَالَتِهَا، فَقَالَ: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عن
"2" تحرفت في الأصل إلى: الجعدي، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 337.
"3" تحرفت في الأصل إلى: يوسف، والتصويب من "التقاسيم".
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَقَدْ عَاوَدْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذلك، وحملني عَلَى مُعَاوَدَتِهِ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَنْ"1" يَقُومَ مَقَامَهُ أَحَدٌ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر"2". [3: 8]
"1"في الأصل: إن، والمثبت من "التقاسيم" 2/لوحة 337، و"سنن البيهقي".
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن سليمان الجعفي فمن رجال البخاري.
وأخرجه البيهقي 2/251 و8/152 من طريق أبي بكر الاسماعيلي، عن الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد. وقد اقتصر البيهقي في الموضع الأول على القسم الأول منه.
وأخرج القسم الأول أيضا البخاري "682" في الآذان: باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، عن يحيى بن سليمان الجعفي، به. وقال: تابعه: " أي يونس بن يزيد" الزبيدي وابن أخي الزهري وإسحاق بن يحيى الكلبي عن الزهري، وقال عقيل ومعمر: عن الزهري، عن حمزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي في "عشرة النساء""390" من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبراني في "مسند الشاميين"، ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/285 من طريق ابن أخي الزهري، ومن طريق إسحاق بن يحيى الكلبي، أربعتهم عن الزهري، به. زاد الزبيدي وإسحاق الكلي في حديثهما "فمر عمر أن يصلي بالناس".
قلت: وقد خالفهم معمر، فقال: عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن عائشة، أخرجه 6/229، ومسلم "418""94" في الصلاة: باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، والنسائي في "عشرة النساء""391" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/218 عن أحمد بن الحجاج =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو يعلى – كما في "التغليق" 2/287 - عن أحمد بن جميل المروزي، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن معمر ويونس، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال: لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه
…
فذكره مرسلا: زاد ابن سعد القسم الثاني من الحديث، فقال: قال الزهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة قالت
…
فذكره.
وتابع معمرا على إرساله عقيل بن خالد عند الذهلي في "الزهريات" – فيما أشار إليه الحافظ في "التغليق" – فقال: حدثنا أبو صالح، حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، به.
وأما القسم الثاني، فقد أخرجه البخاري "4445" في المغازي: باب مرضه صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم "418""93" من طريقين عن الليث، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به.
وقولها: "إلا تشاءم الناس به" التشاؤم من الشؤم: وهو خلاف اليمن، ويقال لكل محذور: مشؤوم، أي: أن عائشة كانت ترى الناس لا يحبون من يقوم مقامه صلى الله عليه وسلم، ويتطيرون به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَمْرِهِ بِالصَّلَاةِ أَبَا"1" بَكْرٍ فِي عِلَّتِهِ أَمَرَ عَلِيًّا بِذَلِكَ رضي الله عنهما
6875 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُتْرَةَ الْحُجْرَةِ، فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ ورقة مصحف
"1"تحرفت في الأصل إلى: أبي، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 337.
وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، فَكِدْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ فِي صَلَاتِنَا، فَرَحًا بِرُؤْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَنْ يَنْكُصَ حِينَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ أَرْخَى السِّتْرَ، وَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ.
فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ كَمَا أُرْسِلَ إِلَى مُوسَى، فَمَكَثَ فِي قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ رِجَالٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَلْسِنَتَهُمْ، يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الْآخِرَةَ، حِينَ جَلَسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يوم تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَشَهَّدَ عُمَرُ، وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قُلْتُ أَمْسَ مَقَالَةً، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ الَّتِي قُلْتُ فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ، وَلَا فِي عهد عهده إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا- يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ - فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ"1" بِهِ، فَاعْتَصِمُوا بِهِ تَهْتَدُوا لِمَا هَدَى الله
"1"في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 338: تهتدوا، والمثبت من "مصنف عبد الرزاق". \
مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَثَانِي اثْنَيْنِ، وَإِنَّهُ أَوْلَى النَّاسِ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ، وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وكانت بيعة العامة على المنبر"1". [3: 8]
6876 -
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَدِمَتْ عِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَابْتَدَرَهَا أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا: مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَنَزَلَتِ الآية"2". [3: 59]
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق""9754"و"9756".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 3/196، ومسلم "419""99" في الصلاة: باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، بالقسم الأول منه فقط، ولم يسق مسلم لفظه، وانظر الحديث المتقدم عند المؤلف برقم "6620".
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع، وهو من رجال مسلم وروى له البخاري مقرونا، ومتابعه –وهو سالم بن أبي الجعد - من رجال البخاري ومسلم.
وأخرجه مسلم "863""38" في الجمعة: باب في قوله تعالى: {وَإِذَا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} ، عن إسماعيل بن سالم، والترمذي "3311" في تفسير القرآن: باب سورة الجمعة، وابن خزيمة في "صحيحه""1852" عن أحمد بن منيع، والطبري في "جامع البيان" 28/104_105 من طريق محمد بن الصباح، والدارقطني 2/5 من طريق علي بن مسلم، أربعتهم عن هشيم، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري "4899" في تفسير سورة الجمعة: باب {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً} ، ومسلم "863""37" من طريقين عن خالد الطحان، عن حصين، به. وفيه عند مسلم أن جابرا قال: أنا فيهم.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 286 من طريق إسرائيل، عن حصين، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله.
وأخرجه أحمد "3/370"، والبخاري "936" في الجمعة: باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة، فصلاة الإمام ومن بقي جائزة و"2058" في البيوع: باب قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ، من طريق زائدة بن قدامة، وأخرجه البخاري "2064" في البيوع: باب {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ، وابن الجارود في "المنتقى""292" من طريق محمد بن فضيل، وأخرجه مسلم "863""36"، والطبري 28/105، وأبو يعلى "1888"، والبيهقي 3/197 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأخرجه الطبري 28/104، والواحدي ص 286 من طريق عبثر بن القاسم، وأخرجه ابن أبي شيبة 2/113، وعنه مسلم "863" عن عبد الله بن إدريس، خمستهم عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله.
والعير: هي الإبل التي تحمل التجارة طعاما كانت أو غيره، وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها.
ذِكْرُ وَصْفِ الْآيَةِ الَّتِي نَزَلَتْ عِنْدَ مَا ذَكَرْنَا قَبْلُ
6877 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا زكريا بن يحيىذكر وَصْفِ الْآيَةِ الَّتِي نَزَلَتْ عِنْدَ مَا ذَكَرْنَا قَبْلُ
[6877]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى
زَحْمَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَأَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يخطب الْجُمُعَةِ، وَقَدِمَتْ عِيرٌ الْمَدِينَةَ، فَابْتَدَرَهَا أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَتَابَعْتُمْ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ، لَسَالَ لَكُمُ الْوَادِي نَارًا" فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} [الجمعة:11] وقال: في الاثني عشر الذي ثَبَتُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر"1". [3: 58]
"1" إسناده صحيح، زكريا بن يحيى زحمويه روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/253 وقال: كان من المتقنين في الروايات، وأورده ابن أبي حاتم 3/601 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وهو في "مسند أبي يعلى""1979"، وانظر ما قبله.
وقوله تعالى: {انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ، أي تفرقوا عنك، فذهبوا إليها، والضمير للتجارة، وإنما خصت برد الضمير إليها، لأنها كانت أهم إليهم، هذا قول الفراء والمبرد، وقال الزجاج: المعنى: وإذا رأوا تجارة، انفضوا إليها، أو لهوا انفضوا إليه، فحذف خبر أحدهما، لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف. "زاد المسير" 8/269 - 270.
ذِكْرُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6878 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عبد اللهذكر عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
[6878]
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الله
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ قَدَحًا أَتَيْتُ بِهِ فِيهِ لَبَنٌ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: "العلم""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو في "صحيحه" "2391" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر رضي الله تعالى عنه، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/456 عن سعيد بن عقبة، والبيهقي 7/49 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن ابن وهب، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/83 و154، وفي "فضائل الصحابة""320" من طريق جرير بن حازم، والدارمي 2/128، والبخاري "3681"، في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، و"7006" في التعبير: باب اللبن، وابن سعد في "الطبقات" 2/335، وابن أبي عاصم في "السنة""1255" من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/108 و130 و147، وفي "الفضائل""515""570"، والبخاري "82" في العلم: باب فضل العلم، و"7007" في التعبير: باب إذا جرى اللبن في أطرافه وأظافره، و"7027": باب إذا أعطى فضله غيره في النوم، و"7032": باب القدح في النوم، ومسلم "2391"، والترمذي "2284" في الرؤيا: باب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقمص، و"3687" في المناقب: باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والنسائي في "فضائل الصحابة""22"، وفي التعبير والعلم كما في "تحفة الأشراف" 5/339، والفسوي 1/455 - 456 و456، وابن أبي عاصم "1256"، والبغوي "3880" من طرق عن الزهري، به. وأخرجه عبد الرزاق "20384"، ومن طريق أحمد 2/147، والنسائي في "الفضائل""21"، وفي التعبير والعلم كما في "التحفة" 5/399 عن عمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وانظر "6854".
ذِكْرُ وَصْفِ إِسْلَامِ عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6879 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنِ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، لَمْ تَعْلَمْ قُرَيْشٌ بِإِسْلَامِهِ، فَقَالَ: أَيْ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْشَأُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقَالُوا: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ، أَعْقِلُ مَا أَرَى وَأَسْمَعُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا جَمِيلُ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً حَتَّى قَامَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ وَآمَنْتُ بِاللَّهِ، وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ، فَثَاوَرُوهُ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ركدت الشمس على رؤوسهم، حَتَّى فَتَرَ عُمَرُ وَجَلَسَ، فَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَوَاللَّهِ لو كنا ثلاث مائة رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا أَوْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ قِيَامٌ عَلَيْهِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةُ حَرِيرٍ وَقَمِيصٌ قَوْمَسِيٌّ، فَقَالَ: مَا بَالَكُمْ؟ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صبأ، قال: ذِكْرُ وَصْفِ إِسْلَامِ عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
[6879]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنِ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، لَمْ تَعْلَمْ قُرَيْشٌ بِإِسْلَامِهِ، فَقَالَ: أَيْ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْشَأُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقَالُوا: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ، أَعْقِلُ مَا أَرَى وَأَسْمَعُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا جَمِيلُ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً حَتَّى قَامَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ وَآمَنْتُ بِاللَّهِ، وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ، فَثَاوَرُوهُ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ركدت الشمس على رؤوسهم، حَتَّى فَتَرَ عُمَرُ وَجَلَسَ، فَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَوَاللَّهِ لو كنا ثلاث مائة رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا أَوْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ قِيَامٌ عَلَيْهِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةُ حَرِيرٍ وَقَمِيصٌ قَوْمَسِيٌّ، فَقَالَ: مَا بَالَكُمْ؟ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صبأ، قال:
فَمَهْ، امْرُؤٌ اخْتَارَ دِينًا لِنَفْسِهِ أَفَتَظُنُّونَ أَنَّ بَنِي عَدِيٍّ تُسْلِمُ إِلَيْكُمْ صَاحِبَهُمْ؟ قَالَ: فَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا انْكَشَفَ عَنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ: يَا أَبَتِ مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَدَّ عَنْكَ الْقَوْمَ يَوْمَئِذٍ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ ذَاكَ العاص بن وائل"1". [3: 8]
"1" إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق صاحب المغازي، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة، واحتج به الباقون، وهو صدوق وقد صرح بالسماع، إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه. وهو في القسم المطبوع من "سيرة ابن إسحاق" ص 164، وأورده عنه ابن هشام في "سيرته" 1/373 - 374.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة""372" عن أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه مختصرا البزار "2494" عن عبد الله بن سعد،، عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع"9/65 فقال: رواه البزار والطبراني باختصار، ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.
قلت: قد صرح بالتحديث في غير ما مصدر من المصادر التي خرجت الخبر، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه مختصرا أيضا الحاكم 3/85 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي!.
قلت: وجميل بن معمر: هو ابن حبيب بن وهب بن حذافة الجمحي، قال المبرد في "الكامل" ص 564 - 565: له صحبة وكان خاصا بعمر بن الخطاب، ولا نسب بينه وبين جميل بن عبد الله بن معمر العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة، قال في "الإصابة" 1/246: وهو الذي أخبر قريشا بإسلام عمر
…
ثم أسلم، وشهد حنينا، وقتل زهير بن الأبجر في قصة مشهورة، وقال ابن يونس: شهد جميل بن معمر فتح مصر، ومات في أيام عمر، وحزن عليه حزنا شديدا وأظنه لما مات قارب المئة، فإنه شهد حرب الفجار وهو رجل.
وأما العاص بن وائل، فهو ابن هشام السهمي من قريش أحد الحكام في الجاهلية، وكان نديما لهشام بن المغيرة، وأدرك الإسلام، وظل على الشرك، ويعد من المستهزئين ومن الزنادقة الذين ماتوا كفارا وثنيين، وكان على رأس بني سهم في حرب الفجار "33" قبل الهجرة، وهو والد الصحابي الجليل فاتح مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي عِزَّةٍ لَمْ يَكُونُوا فِي مِثْلِهَا عِنْدَ إِسْلَامِ عُمَرَ رضي الله عنه
6880 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان بن كرامة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/22، البخاري "3684" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، "3863" في مناقب الأنصار: باب إسلام عمر بن الخطاب، وابن سعد 3/270، وعبد الله في زياداته على "فضائل الصحابة""368"و"372"، وأبو بكر القطيعي فيه "615"، والطبراني "8821" و"8822"، والحاكم 3/84، والبيهقي في "الدلائل " 2/215، وأبو نعيم في "الحلية" 8/211 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "8823" من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عِزَّ الْمُسْلِمِينَ بِإِسْلَامِ عُمَرَ كَانَ ذَلِكَ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6881 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَرِّفٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَذْكُرُ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، أَوْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ"، فَكَانَ أحبهما إليه عمر بن الخطاب"1". [3: 8]
"1"حديث حسن، عبد الرحمن بن معرف ترجم له المؤلف في "الثقات" 8/383 فقال: يروي عن أبي عاصم وأبي نعيم، حدثنا عنه الحسن بن سفيان، مستقيم الحديث، وكان مؤذن محمد بن أبي بكر المقدمي، وخارجة بن عبد الله بن سليمان ضعفه أحمد والدارقطني والذهبي، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو داود وأبو حاتم: شيخ: زاد أبو حاتم: حديثه صالح، وقال أبو الفتح الأزدي: اختلفوا فيه، ولا بأس به، وحديثه مقبول، كثير المنكر، وهو إلى الصدق أقرب، وقال الحافظ في "التقريب" صدوق له أوهام، روى له الترمذي والنسائي.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/95، وفي "الفضائل""312"، وابن سعد 3/267، والترمذي "3681" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والبيهقي في "الدلائل" 2/215 - 216 من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان. بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.
وله شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة""311" من طريق النضر بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عنه النضر متروك.
وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني "10314"، والحاكم 3/83، قال الهيثمي في "المجمع" 9/61 - 62، رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه باختصار، ورجال "الكبير" رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق.
وعن سعيد بن المسيب مرسلا عند ابن سعد 3/267.
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ بَعْضَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ ابْنِ عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
6882 -
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنَصَيبِينَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْفَرْوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الخطاب خاصة""1". [3: 8]
"1"إسناده ضعيف، عبد الله بن عيسى الفروي ذكره المؤلف في "المجروحين" 2/45، وقال: يقلب على الثقات الكبار، ثم قال: كتبنا نسخة عن عمرو بن عمر بنصيبين عنه، عن ابن نافع، عن الداوردي، عن عبيد الله بن عمر وغيره، كلها مقلوبة، يطول الكتاب بذكرها، وذكره الذهبي في "المغني في الضعفاء" 1/350، ونقل ابن حجر في "لسان الميزان" 3/323 عن الدارقطني في "غرائب مالك" أنه قال: عبد الله بن عيسى ضعيف، قلت: ومسلم بن خالد هو الزنجي، سيء الحفظ.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 4/54 من طريق أحمد بن بشر المرثدي، وابن سيد الناس في "عيون الأثر" 1/121 من طريق الحسين بن إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق عبد الله بن عيسى الفروي، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن الحسن ومحمد بن سيرين مرسلين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "الفضائل""338" و"339" ورجالهما ثقات، وفي حديث محمد زاد:"أو عامر بن الطفيل".
ذِكْرُ اسْتِبْشَارِ أَهْلِ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
6883 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:"لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ، أَتَى جِبْرِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا مُحَمَّدُ لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السماء بإسلام عمر" "1". [3: 8]
"1" إسناده ضعيف، عبد الله بن خراش ضعفه الدارقطني وغيره، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال المؤلف في "الثقات": ربما أخطأ.
وأخرجه ابن عدي في"الكامل" 4/1525 من طريق عبد الله بن عمرو بن أبان، عن عبد الله بن خراش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/84 من طريق عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ولما أسلم عمر أتاني جبريل فقال: استبشر أهل السماء بإسلام عمر" وصححه، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الله ضعفه الدارقطني.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
6884 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ من أهل الجنة""1".. [3: 8]
"1" يحيى بن اليمان: هو أبو زكريا العجلي الكوفي ضعفه النسائي، وقال ابن معين في رواية ابن الجنيد "681": ليس بثبت، لم يكن يبالي أي شيء حدث، كان يتوهم الحديث، وقال في رواية عثمان الدارمي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال يعقوب بن شيبة: كان صدوقا كثير الحديث، وإنما أنكر عليه أصحابنا كثرة الغلط، وليس بحجة إذا خولف.
قلت: روى له البخاري في "الأدب المفرد" ومسلم في صحيحه وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2692 عن إبراهيم بن محمد بن الهيثم، عن محمد بن الصباح الجرجرائي، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أَحَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ
6885 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أيذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أَحَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ
[6885]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ
النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:"أَبُوهَا أَبُو بَكْرٍ" قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عُمَرُ بن الخطاب" ثم عد رجالا"1".. [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل الجحدري – واسمه فضيل بن حسين - فمن رجال مسلم.
أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه أحمد 4/203، والترمذي "3885" في المناقب: باب فضل عائشة رضي الله عنها، والنسائي في "فضائل الصحابة""16" من طريق يحيى بن حماد، والبخاري "3662" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا" ومن طريقه البغوي "3869" عن معلى بن أسد، كلاهما عن عبد العزيز بن المختار، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم "6900" من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد الحداء، وانظر "4540" و"6998" و "7106".
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَصْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي الْجَنَّةِ
6886 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ لُؤْلُؤٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فما منعني أن أدخله إلاذكر رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَصْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي الْجَنَّةِ
[6886]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ لُؤْلُؤٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ إِلَّا
عِلْمِي بِغَيْرَتِكَ" قَالَ: عَلَيْكَ أَغَارُ بِأَبِي أَنْتَ وأمي، عليك أغار؟ "1".. [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الأعلى فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري "5226" في النكاح: باب الغيرة، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، و"7024" في التعبير، باب القصر في المنام، والنسائي في "فضائل الصحابة""25" عن عمرو بن علي، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الحميدي "1235" و"1236"، أحمد 3/309، وابن أبي شيبة 12/28، ومسلم "2394" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر رضي الله عنه، والنسائي في "الفضائل""24" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر وعمرو بن دينار، عن جابر.
وأخرجه بأطول منه أحمد 3/373 و389 - 390، والبخاري "3679" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، والنسائي في "الفضائل""23"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/390، والبغوي "3878" من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه عن أنس بن مالك
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6887 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ، فَقَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"1" [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي "3688" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والنسائي في "فضائل الصحابة""26" عن علي بن حجر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/389 من طريق علي بن معبد، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد تقدم تخريجه باستيعاب عند الحديث رقم "54".
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ"2" أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ جَابِرٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
6888 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى، حدثنا بن وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَةَ عُمَرَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ وَنَحْنُ جَمِيعًا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْكَ أغار؟ "3".. [3: 8]
"2" مكان كلمة "الحديث" بياض في الأصل، والمثبت من "التقاسيم" 2/لوحة 340.
"3" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم. يونس هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم "2395" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر رضي الله عنه، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5225" في النكاح: باب الغيرة، عن عبدان عن عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه البخاري "3242" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، و"3680" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، و"7023" في التعبير: باب القصر في المنام، و"7025": باب في المنام، ومسلم "2395"، والنسائي في "الفضائل""27"، وابن ماجة "107" في المقدمة: باب فضل عمر رضي الله عنه، والبغوي "3291" من طرق عن الزهري، به.
وقوله:"أعليك أغار"؟ هذا من المقلوب، لأن القياس أن يقول:"أعليها أغار منك، أو أن يكون أطلق "على" وأراد "من".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي هَذَا الْخَبَرِ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ" وَفِي خَبَرِ جَابِرٍ: "أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ" أُدْخِلَ صلى الله عليه وسلم الْجَنَّةَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، فَرَأَى قَصْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَسَأَلَ عَنِ الْقَصْرِ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لِعُمَرَ، وَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمٌ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ رَأَى كَأَنَّهُ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَإِذَا امْرَأَةٌ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ تَتَوَضَّأُ، فَسَأَلَ عَنِ الْقَصْرِ، فَقَالَتْ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، لَفْظُ خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِخِلَافِ لَفْظِ خَبَرِ جَابِرٍ، فَدَلَّكَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا خَبَرَانِ فِي وَقْتَيْنِ مُتَابَيِنَيْنِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ تضاد ولا تهاتر"1".
"1"انظر "الفتح" 9/236.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ
6889 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيهذكر إِثْبَاتِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ
[6889]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الحق على لسان عمر وقلبه""1"[3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة""315" عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "الفضائل""524" و"684" من طريقين عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وأخرجه أحمد 2/401، وابن أبي شيبة 12/25، وابن أبي عاصم في "السنة""1250" من طريق عبد الله العمري، والبزار "2501" من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن الجهم بن أبي الجهم، عن المسور بن مخرمة، عن أبي هريرة، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/66، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: رجال البزار رجال الصحيح، غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة.
وفي الباب عن ابن عمر، وسيأتي عند المؤلف برقم "6895".
ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِدِينِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
6890 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَيْنِ، وَمِنْهَا مَا هُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ"ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِدِينِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
[6890]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَيْنِ، وَمِنْهَا مَا هُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ"
فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: مَا أَوَّلْتَ يَا نَبِيَّ الله ذلك؟ قال: "الدين""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير منصور بن أبي مزاحم، فمن رحال مسلم، وهو في صحيحه "2390" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر رضي الله عنه، عن منصور بن أبي مزاحم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/86، والدارمي 2/127، والبخاري "23" في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، و"7008" في التعبير: باب القمص في المنام، ومسلم "2390"، والترمذي "2286" في الرؤيا: باب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقمص، والنسائي في "فضائل الصحابة""20"، وفي الرؤيا كما في"التحفة" 3/328، وفي "المجتبى" 8/113 - 114 في الإيمان: باب زيادة الإيمان، وأبو يعلى "1290"، والبغوي "3294" من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البخاري "3691" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، و"7009" في التعبير: باب جر القميص في المنام، من طريقين عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق "20385"، ومن طريقه أحمد 5/373 - 374، والترمذي "2285" عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر رضا المطفى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عِنْدَ فِرَاقِهِ الدُّنْيَا
…
ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عِنْدَ فِرَاقِهِ الدُّنْيَا
6891 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنِ بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس، ذكر رضا المطفى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عِنْدَ فِرَاقِهِ الدُّنْيَا
…
ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عِنْدَ فِرَاقِهِ الدُّنْيَا
[6891]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنِ بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس،
وَقَاتَلْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَذَلَهُ النَّاسُ، وَتُوُفِّيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلَافَتِكَ رَجُلَانِ، وَقُتِلْتَ شَهِيدًا. فَقَالَ: أَعِدْ، فَأَعَادَ فَقَالَ: الْمَغْرُورُ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ، لَوْ أَنَّ مَا عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ بَيْضَاءَ وصفراء، لافتديت به من هول المطلع"1". [3: 8]
"1"غسان بن الربيع روى عنه أحمد ويحيى بن معين وأبو يعلى وخلق، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/2، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال مرة: صالح، وقال الخطيب في "تاريخه" 12/330: كان نبيلا فاضلا ورعا، وقال الذهبي في الميزان 3/334: كان صالحا ورعا ليس بحجة في الحديث، قلت: وقد توبع، ومن فوقه من رجال الصحيح.
وأخرجه الحاكم 3/92 عن الحسن بن يعقوب العدل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وقوله: "من هول المطلع" قال ابن الأثير: يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت، فشبهه بالمطلع الذي عليه من موضع عال.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ كَانَ يَفِرُّ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ
6892 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي لَأَحْسَبُ الشيطان يفر منك يا عمر""2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/29، وعنه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة""1251". أخرجه مطولا أحمد 5/353 عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وفيه قصة الجارية التي نذرت إن رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من بعض مغازيه أن تضرب عنده بالدف.
وأخرجه كذلك الترمذي "3690" في المناقب: باب في مناقب عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، مِنْ طريق على بن الحسين بن واقد، والبيهقي 10/77 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن الحسين بن واقد، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَاهُ
6893 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَزْدِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ "1"، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: "دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسَلْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ رَافِعَاتٍ أَصْوَاتَهُنَّ، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَ عُمَرَ انْقَمَعْنَ وَسَكَتْنَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عُدَيَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، تَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عُمَرُ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غير فجك" "2". [3: 8]
"1"كلمة "غريب" الثانية لم ترد في الأصل، وأثبت من "التقاسيم" 2/لوحة 341، وكتب فوق اللفظتين المكررتين فيه: صح صح.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه أحمد 1/182 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. خرجه أحمد 1/171 و182 و187، والبخاري "3294" في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، و"3683" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، و"6085" في الأدب: باب التبسم والضحك، ومسلم "2396" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""207"، و"فضائل الصحابة""28"، والبغوي "3874" من طريق عن إبراهيم بن سعد، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ مِنَ الْمُحَدَّثِينَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ
6894 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ، فَهُوَ عُمَرُ بْنُ الخطاب""1". [3: 8]
"1"إسناده حسن، ابن عجلان: هو محمد، وهو حسن الحديث روى له مسلم في المتابعات، وباقي السند ثقات رجال الشيخين.
إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهوية، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي "253"، ومسلم "2398" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر رضي الله عنه، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد "517" من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/55، ومسلم "2398"، والترمذي "3693" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب، والنسائي في "الفضائل""18"، وأبو بكر القطيعي "516"ن والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/457 و461، والحاكم 3/86 من طرق عن محمد بن عجلان، به.
وأخرجه مسلم "2398" من طريق ابن وهب، والحاكم في"معرفة علوم الحديث" ص 220 من طريق ابن الهاد، كلاهما عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال ابن وهب: تفسير "محدثون": ملهمون.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/339، والبخاري "3469" و"3689"، والنسائي في "فضائل الصحابة""19"، والبغوي "3873".
ذكر إجراء الله الْحَقِّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَلِسَانِهِ
6895 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ، فَقَالُوا فِيهِ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَّا نَزَلَ القرآن على نحو مما قال عمر"1".
"1"حديث صحيح وإسناده حسن لغيره، خارجة بن عبد الله الأنصاري مختلف فيه، وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم "6881" وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سوار بن عبد الله العنبري، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجة، وهو ثقة. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/95، وفي "فضائل الصحابة""313"، والترمذي "3682" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب، عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وأخرجه بالمرفوع منه أحمد 2/53، وابن سعد في "الطبقات" 2/335 عن أبي عامر العقدي، عن نافع بن أبي نعيم، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة""395"، وأبو بكر القطيعي فيه أيضا "525"، والطبراني في "الأوسط""291" من طريق الضحاك بن عثمان، كلاهما "نافع بتن أبي نعيم والضحاك" عن نافع مولى ابن عمر، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، وتقدم عند المؤلف برقم "6889".
ذِكْرُ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْآيِ وِفَاقًا لِمَا يَقُولُهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
6896 -
أَخْبَرَنَا بَدَلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَحْرٍ الْخِضْرَانِيُّ الْحَافِظُ الْإِسْفِرَايِينِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [البقرة:125]، وَقُلْتُ: يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ حَجَبْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَبَلَغَنِي شَيْءٌ مِنْ مُعَامَلَةِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ: لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ، فَكَفَفْتُ فَأَنْزَلَ اللَّهَ:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} [التحريم:5]"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حميد بن زنجويه فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة ثبت.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 4/"825" عن إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/24/36 - 37، وفي"فضائل الصحابة""434" و"437"، والبخاري "4483" في تفسير سورة البقرة: باب قوله: {واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد "493" و"495"، والبغوي "3887" من طرق عن حميد الطويل، عن أنس.
وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" 1/23 - 24، وفي "الفضائل""435"، والبخاري "402" في الصلاة: باب ما جاء في القبلة، والقطيعي "494" و"682" من طريق هشيم، عن حميد عن أنس.
وأخرجه مقطعا الدارمي 2/44، والبخاري "4790" في تفسير سورة الأحزاب: باب {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} ، و"4916" في تفسير سورة التحريم: باب {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} ، والترمذي "2959" و"2960" في التفسير: باب سورة البقرة، والنسائي في التفسير كما في"التحفة" 8/13، وابن ماجة "1009" في إقامة الصلاة: باب القبلة،، من طرق عن حميد، عن أنس.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالشَّهَادَةِ
6897 -
أخبرنا بن قتيبة، حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ثَوْبًا أَبْيَضَ، فَقَالَ:"أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ أَمْ غَسِيلٌ"؟ فَقَالَ: بَلْ جَدِيدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شهيدا".ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالشَّهَادَةِ
[6897]
أخبرنا بن قتيبة، حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ثَوْبًا أَبْيَضَ، فَقَالَ:"أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ أَمْ غَسِيلٌ"؟ فَقَالَ: بَلْ جَدِيدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شهيدا".
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَزَادَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: "وَيُعْطِيكَ اللَّهُ قُرَّةَ العين في الدنيا والآخرة""1". [3: 8]
"1"حديث حسن، ابن أبي السري متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، لكن أعله النسائي، فقال: هذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق، وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله، واختلف عليه فيه: فروي عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري مرسلا، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، ونقل الحافظ كلام النسائي في "نتائج الأفكار" ص 136 - 138، ثم قال: وقد وجدت له شاهدا مرسلا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/453 و10/410 عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل
…
، وأبو الأشهب: اسمه جعفر بن حيان العطاردي، وهو من رجال الصحيح، وسمع كبار التابعين، وهذا يدل على أن للحديث أصلا، وأقل رجاته أن يوصف بالحسن. وقال الحافظ: وقد جرى ابن حبان على ظاهر الإسناد، فأخرجه في "صحيحه" عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن محمد بن أبي السري، عن عبد الرزاق بسنده.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق""20382"، وفيه قال عمر: بل غسيل.
وأخرجه من طرق عن عبد الرزاق أحمد 2/88 - 89، والنسائي في "اليوم والليلة""311"، وابن ماجة "3558" في اللباس: باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوبا جديدا، وابن السني في "اليوم والليلة""268"، والطبراني في "الكبير""13127"، وفي "الدعاء" له "399"، والبغوي "3112". قال أحمد في روايته مكان قوله:"بل جديد": "فلا أدري ما رد عليه"، وعند الطبراني في "الدعاء": بل جديد، وعند الباقين:"بل غسيل".
وأخرجه الطبراني في "الدعاء""400" من طريق حفص بن عمر المهرقاني، وأبي مسعود الرازي، وزهير بن محمد المروزي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر.
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" ص 138: قال الطبراني: وهم فيه عب الرزاق، وحدث به بعد أن عمي، والصحيح عن معمر، عن الزهري، ولم يحدث به عن عبد الرزاق هكذا إلا هؤلاء الثلاثة.
قلت: وفي هامش "نتائج الأفكار" قال كاتبه: لا مانع من أن يكون عبد الرزاق روى الطريقين جميعا، ولا ملجئ إلى توهيمه لا سيما مع كون الراوي عنه ثلاثة، والله أعلم.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ – كَانَ - عُمَرَ رضي الله عنهما
6898 -
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص، حدثنا عمر بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا مِنِّي ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَ الدَّلْوُ غَرْبًا، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ ابْنِ الخطاب، حتى ضرب الناس بعطن""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن عثمان بن سعيد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. محمد بن حرب: هو الخولاني الحمصي، والزبيدي: هو محمد بن الوليد الحمصي.=
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحْيٌ، فَأَرَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ كَأَنَّهُ عَلَى قَلِيبٍ، وَالْقَلِيبُ فِي انْتِفَاعِ الْمُسْلِمِينَ
= وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة""15" عن عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3664" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا"، و"7021" في التعبير: باب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف، و"7475" في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة، ومسلم "2392""17" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر رضي الله عنه، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/344، والبغوي "3881" من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد 2/368 و450، وابن أبي شيبة 12/21 - 22، والبخاري "7022" في التعبير: باب الاستراحة في المنام، ومسلم "2392""17""18"، والبيهقي 6/345، والبغوي "3882" و"3883" من طرق عن أبي هريرة. وفي بعض المتون اختلاف يسير في الألفاظ.
وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/27 و28 و39 و89 و104 و107، وابن أبي شيبة 12/21، والبخاري "3633" و"3676" و"3682" و"7019" و"7020"، ومسلم "2393"، والترمذي "2289".
والقليب: بئر تحفر فيقلب ترابها قبل أن تطوى، والذنوب: الدلو الممتلئة، وقال الشافعي في "الأم": ومعنى قوله: "وفي نزعه ضعف" قصر مدته، وعجلة موته، وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد الذي بلغه عمر في طول مدته، والغرب: دلو السانية وهي أكبر من الذنوب، والعبقري: يوصف به كل شيء بلغ النهاية في معناه، والعطن: مناخ الإبل إذا صدرت عن الماء رواء.
وقوله: "حتى ضرب الناس بعطن" معناه رووا ورووا إبلهم، فابركوها وضربوا لها عطنا، ضرب مثلا لاتساع الناس في زمن عمر وما فتح الله عليهم من الأمصار.
بِهِ، كَأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَ مِنِّي ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ" يُرِيدُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، فَالذَّنُوبَانِ"1" كَانَا خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه سَنَتَيْنِ"2" وَأَيَّامًا، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ" فَصَحَّ بِمَا ذَكَرْتُ اسْتِخْلَافُ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما بِدَلِيلِ السُّنَّةِ الْمُصَرِّحَةِ التي ذكرناها.8]
"1"في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 343: فالذنوبين، والجادة ما أثبت.
"2" في الأصل و"التقاسيم": سنتان.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أو مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه
6899 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ آتِي أَهْلَ الْبَقِيعِ، فَيُحْشَرُونَ مَعِي، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ، حَتَّى يحشروا بين الحرمين""3". [3:
"3" إسناده ضعيف، عاصم بن عمر: هو ابن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ذكره المؤلف "المجروحين" 2/127 وقال: منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، ثم ذكره في "الثقات" 7/259 وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أحمد وابن معين، وأبو حاتم والجوزجاني وهارون بن موسى الفروي، والدارقطني، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الترمذي: متروك، وقال مرة: ليس بثقة، وقال ابن الجارود: ليس حديثه بحجة، وقال ابن سعد: له أحاديث ويستضعف، وعبد الله بن نافع: هو ابن أبي نافع الصائغ المدني، مختلف فيه وفي حفظه لين.
وأخرجه الترمذي "3692" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب، عن سلمة بن شبيب، وابن عدي في "الكامل" 5/1870، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/914 - 915 من طريق أحمد بن يحيى السابري، كلاهما عن عبد الله بن نافع، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعاصم بن عمر ليس بالحافظ.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة""283"، وأبو بكر القطيعي فيه "132" و"636" من طريق محرز بن عون، عن عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، عن ابن عمر. ولم يذكر عبد الله بن أحمد فيه أهل مكة.
وأخرجه القطيعي "507" عن هارون بن موسى الفروي، عن عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عمر، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه.
وأخرجه ابن الجوزي 2/914 من طريق سريج بن النعمان، عن عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن سالم، عن أبيه.
وأخرجه الحاكم 2/465 - 466 من طريق سريج بن النعمان الجوهري، عن عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن ابن عمر. وقال: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الله "أي: ابن نافع" ضعيف.
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/915: هذا حديث لا يصح، ومدار الطرق على عبد الله بن نافع، قال يحيى: ليس بشيء، وقال علي "هو ابن المديني": يروي أحاديث منكرة، وقال النسائي: متروك، ثم مدارها أيضا على عاصم بن عمر ضعفه أحمد ويحيى، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه
6900 -
أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
حَدَّثَنِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ" قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا" قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عمر بن الخطاب""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن بقية، فمن رجال مسلم. خالد الأول: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان، والثاني: هو ابن مهران الحذاء، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.
وأخرجه البخاري "4358" في المغازي: باب غزوة ذات السلاسل، والبيهقي 10/233 عن إسحاق بن شاهين، ومسلم "2384" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والبيهقي 10/233 عن يحيى بن يحي، كلاهما عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وقد تقدم عند المؤلف برقم "6885" من طريق عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، وانظر "4540" و"6998" و"7106".
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الرُّشْدِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي طَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
6901 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَدْ أرشدوا""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي عمر الضرير حفص بن عمر، وهو البصري، فقد روى عنه جمع، ووثقه المؤلف، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، عامة حديثه يحفظ، وروى له أبو داود. وهو قطعة من حديث مطول أخرجه أحمد 5/298 عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مسلم "681" في المساجد: باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، عن شيبان بن فروخن عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به.
ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ بِالِاقْتِدَاءِ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بَعْدَهُ
6902 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ "2"، عن ربعي بن حراش
"2" تحرف في الأصل و"التقاسيم" إلى: مرة.
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنِّي لَا أَرَى"1" بَقَائِي فِيكُمْ إِلَّا قَلِيلًا"2"، فَاقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي - وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - واهتدوا بهدي عمار، وما حدثكم بن مسعود فاقبلوه""3". [3: 8]
"1" تحرفت في الأصل إلى: إني لأرى، والتصويب من "التقاسيم".
"2" في الأصل: قليل، والتصويب من "التقاسيم".
"3" حديث صحيح، إسناده حسن، سالم المرادي: هو سالم بن عبد الواحد المرادي، وقيل: ابن العلاء المرادي أبو العلاء، ذكره المؤلف في"ثقاته" 6/410، وروى عنه جمع، وقال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/85: وهو مقبول الرواية، ووثقه العجلي "500"، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي "3663" في المناقب: باب في مناقب أبي بكر وعمر، وابن سعد 2/334 عن وكيع، بهذا الإسناد. وقرن ابن سعد بوكيع محمد بن عبيد الطنافسي، واقتصر الترمذي في روايته "وأشار إلى أبي بكر وعمر".
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/399، وفي "فضائل الصحابة""479" عن محمد بن عبيد الطنافسي، وابنه عبد الله في "الفضائل""198" والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" 2/85 من طريق إسماعيل بن زكريا الخلقاني، كلاهما عن سالم المرادي، به. واقتصر أحمد في "الفضائل" على القسم الأول منه.
وأخرجه أحمد 5/382 و385 و402، وفي "الفضائل""478"، والحميدي "449"، وابن أبي شيبة 12/11، والترمذي "3663"، وابن ماجة "97" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 2/334، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/480، والطحاوي في "شرح =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مشكل الآثار" 2/83 - 84، وابن أبي عاصم في "السنة" "1148"و"1149"، والحاكم 3/75، والخطيب في "تاريخه" 12/20، وأبو نعيم في "الحلية" 9/109 من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، به.
وبعضهم اختصر متنه، ورجاله ثقات غير هلال مولى ربعي، قال الحافظ في "التقريب": مقبول يعني عند المتابعة، قلت: قد تابعه عمرو بن هرم في الطريق المتقدمة، وحماد بن دليل عند ابن عدي في "الكامل" 2/666 وهو صدوق، فالحديث صحيح.
قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/85: فتأملنا هذا الحديث، فكان فيه مما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالإقتداء بأبي كر وعمر، معناه عندنا - والله أعلم - أن يمتثلوا ما هما عليه، وأن يحذوا حذوهما فيما يكون منهما في أمر الدين، وأن لا يخرجوا عنه إلى غيره، ثم تأملنا ما أمرهم به من الاهتداء بهدي عمار، فوجدنا الاهتداء: هو التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة، وكان عمار من أهلها، فأمرهم أن يهتدوا بما هو عليه منها، وأن يكونوا فيها كهو فيها، وليس ذلك بمخرج لغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلك المنزلة، لأن القصد بمثل هذا إلى الواحد من أهله لا ينفي بقية أهله أن يكونوا فيه كما يقول الرجل: موضع فلان من العبادة الموضع الذي ينبغي أن يتمسك به، وليس في ذلك ما ينفي أن يكون هناك آخرون في العبادة مثله أو فوقه ممن يجب أن يكونوا في الاهتداء بهم في ذلك كالاهتداء به فيه.
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلصَّدِيقِ وَالْفَارُوقِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَانَ يَقُولُهُ صلى الله عليه وسلم
6903 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ"1"، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
"1"تحرف هذا الاسم في الأصل إلى: سعيد بن عباس الصيفي، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 344.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ أَعْيَا، فَرَكِبَهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: إن لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِحِرَاثَةِ الْأَرْضِ"، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ" وَلَيْسَا فِي الْقَوْمِ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِمَا آمَنَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"1". [3: 8]
"1" إسناده حسن، محمد بن عمرو روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر "6485" و"6486".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الصِّدِّيقَ وَالْفَارُوقَ يَكُونَانِ فِي الْجَنَّةِ سَيِّدِي كُهُولِ الْأُمَمِ فِيهَا
6904 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، حَدَّثَنَا خُنَيْسُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ
عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، إِلَّا النَّبِيِّينَ والمرسلين""2". [3: 8]
"2" حديث صحيح، خنيس بن بكر بن خنيس روى عنه جمع، ووثقه المؤلف 8/133، وذكره ابن أبي حاتم 3/ 394، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال أبو علي صالح بن محمد - وهو الملقب بجزرة - فيما نقله عنه الخطيب 8/432: خنيس بن بكر بن خنيس شيخ ضعيف، قلت: وقد توبع، وباقي السند من رجال الشيخين غير محمد بن عقيل فقد روى له النسائي وابن ماجة وأبو داود في "الناسخ" وهو صدوق. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/120 عن أحمد بن شعيب _وهو النسائي_ عن محمد بن عقيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "100" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي شعيب صالح بن الهيثم الواسطي، عن عبد القدوس بن بكر بن خنيس، عن مالك بن مغول، به. وهذا إسناد جيد، وعبد القدوس بن بكر هذا قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره المؤلف في "الثقات".
وفي الباب عن علي عند الترمذي "3665"و"3666"، وعن أنس أيضا "3664" وحسنه، وعن أبي سعيد الخدري عند البزار "2492" وفيه ضعف، وعن أبي هريرة أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة""200"، وعن ابن عباس عند الخطيب في "تاريخه" 14/216 - 217.
ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي صُحْبَتِهِ إِيَّاهُ
6905 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ الْغُبَرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ
عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَكَانَ يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةِ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي، فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللَّهَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ، فَغَضِبَ الْعَبْدُ، وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُكَ غَيْرِي، فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ، فاصطنعذكر رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي صُحْبَتِهِ إِيَّاهُ
[6905]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ الْغُبَرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ
عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَكَانَ يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةِ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي، فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللَّهَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ، فَغَضِبَ الْعَبْدُ، وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُكَ غَيْرِي، فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ، فَاصْطَنَعَ
خَنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ، وَسَمَّهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَضْرِبُ بِهَذَا أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ.
قَالَ: وَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ، فَجَاءَهُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ يَقُولُ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَقَالَ كَمَا كَانَ يَقُولُ، فَلَمَّا كَبَّرَ، وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، فَسَقَطَ عُمَرُ، وَطَعَنَ بِخَنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، وَحُمِلَ عُمَرُ، فَذُهِبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَصَاحَ النَّاسُ حَتَّى كَادَتْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، فَنَادَى النَّاسَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَفَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ"1"، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، تَوَجَّهُوا إِلَى عُمَرَ، فَدَعَا عُمَرُ بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جُرْحِهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ، فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَنَبِيذٌ هُوَ أَمْ دَمٌ، فَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا، فَقَدْ قُتِلْتُ.
فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ يَقُولُونَ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتَ وَكُنْتَ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ، وَيَجِيءُ قَوْمٌ آخَرُونَ فَيُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ عَلَى مَا تَقُولُونَ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِي، وَإِنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سلمت لي.
"1"قال غيره: "بأقصر سورتين في القرآن: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .
فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ - وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ خَلِيطَهُ كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَانَ ابن عباس يقرئه القرآن - فتكلم بن عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا تَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَحِبْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ بِخَيْرِ مَا صَحِبَهُ صَاحِبٌ، كُنْتَ لَهُ، وَكُنْتَ لَهُ، وَكُنْتَ لَهُ، حَتَّى قَبَضَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَكُنْتَ تُنَفِّذُ أَمْرَهُ، وَكُنْتَ لَهُ وَكُنْتَ لَهُ، ثُمَّ وَلِيتَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ، فَوَلِيتَهَا بِخَيْرِ مَا وَلِيَهَا وَالٍ، وَكُنْتَ تَفْعَلُ، وَكُنْتَ تَفْعَلُ، فَكَانَ عُمَرُ يَسْتَرِيحُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ عَلَى مَا تَقُولُ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا، لَافْتَدَيْتُ بِهِ الْيَوْمَ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ، قَدْ جَعَلْتُهَا شُورَى فِي سِتَّةٍ: عُثْمَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَعَهُمْ مُشِيرًا، وَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَأَجَّلَهُمْ ثَلَاثًا، وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ"1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، إسناده على شرط مسلم. قطن بن نسير، قال ابن عدي: لا بأس به وذكره المؤلف في "الثقات"، وأخرج له مسلم حديثا واحدا، وكان أبو حاتم يحمل عليه، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني. وهو في "مسند أبي يعلى""2731".
وأخرجه الحاكم 3/91، وعنه البيهقي في "السنن" 4/16 و8/48 من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا الإسناد، مختصرا إلى قوله:"إن يكن القتل بأسا فقد قتلت".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/76 - 77 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. وستأتي قصة مقتل عمر رضي الله عنه عند المؤلف برقم "6917" من حديث عمرو بن ميمون.
ذِكْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الْأُمَوِيِّ رضي الله عنه
6906 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: "اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ، فَأَذِنَ لَهُ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَأَذِنَ لَهُ"1"، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَأَنَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، وَجَلَسَ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ تِلْكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُمَرُ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُثْمَانُ، فَأَصْلَحْتَ ثِيَابَكَ وَاحْتَفَظْتَ "2"، فَقَالَ: "يا عائشة" إ ن عثمان
"1""له" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/لوحة 354.
"2" كذا الأصل و"التقاسيم": "واحتفظت"، وهي كذلك في "المصنف" و"مسند أحمد" و"فضائل الصحابة"، ورواه البغوي من طريق عبد الرزاق فقال:"تحفظت"، والتحفظ: الاحتراز والتيقظ من السقطة، كأنه على حذر من السقوط وأنشد ثعلب:
إني لأبغض عاشقا متحفظا
…
لم تتهمه أعين وقلوب
رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَلَوْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، خَشِيتُ أَنْ لَا يَقْضِيَ إِلَيَّ حَاجَتَهُ" "1". [3: 8]
"1" حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وهو في "مصنف عبد الرزاق""20409".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" 6/167، وفي "فضائل الصحابة""760"، والبغوي في "شرح السنة""3900".
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/71 و6/155، وفي "الفضائل""493"، ومسلم "2402" في فضائل الصحابة: باب فضائل عثمان بن عفان رضي الله غنه، من عقيل بن خالد، وأحمد في "المسند" 1/71، وفي "الفضائل""794"، ومسلم "2402"، وأبو يعلى "4818"، والبيهقي 2/231، من طريق صالح بن كيسان، وأحمد 6/155، وأبو يعلى "4437" من طريق ابن أبي ذئب، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد، إلا أنهم قالوا: عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن أباه سعيد بن العاص أخبره، أن عائشة، وزيادة سعيد والد يحيى في هذا السند من المزيد في متصل الأسانيد، فإنه تابعي كبير، وعده أبو حاتم من الصحابة، فقد كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، وكان من أشراف قريش، وهو أحد الذين ندبهم عثمان لكتابة المصحف لفصاحته، وشبه لهجته بلهجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولي إمرة الكوفة لعثمان بن عفان، وغزا طبرستان ففتحها، وغزا جرجان، وكان في جنده حذيفة بن اليمان وغيره من كبار الصحابة، وولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية، وفيه يقول الفرزدق:
ترى الغر الجحاجح من قريش
…
إذا ما الأمر ذو الحدثان عالا
قياما ينظرون إلى سعيد
…
كأنهم يرون به هلالا
قال الزبير بن بكار: ثوفي بقصره بالعرصة على ثلاث أميال من المدينة، وحمل إلى البقيع في سنة تسع وخمسين، وكذا أرخه خليفة وغيره، وقال مسدد: مات مع أبي هريرة سنة سبع أو ثمان وخمسين. انظر "السير" 3/444 - 448.
والمرط: كساء من صوف أو خز يؤتزر به، وجمعه مروط.
ذِكْرُ تَعْظِيمِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عثمان إذا الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تُعَظِّمُهُ
6907 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ، وَلَمْ تُبَالِ بِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ، وَلَمْ تُبَالِ بِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ، فَجَلَسْتَ، فَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة" "1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن شجاع السكوني، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2401" في فضائل الصحابةك باب فضائل عثمان بن عفان، وأبو يعلى "4815"، والبيهقي 2/230 - 231، والبغوي "3899" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الشَّهَادَةِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6908 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابنذكر إِثْبَاتِ الشَّهَادَةِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
[6908]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن
الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا، فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ:"اثْبُتْ، نَبِيٌّ"1" وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ""2". [3: 8]
"1" في الأصل: بنبي، والمثبت من "التقاسيم" 2/لوحة 346.
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ويحيى بن سعيد –وهو القطان - روايته عن سعيد قبل الاختلاط.
وأخرجه البخاري "3675" في فضائل الصحابة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا"، و "3699": باب مناقب عثمان بن عفان، وأبو داود "4651" في السنة: باب في الخلفاء، والترمذي "3697" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، والنسائي في "فضائل الصحابة""32"، وأبو يعلى "2964" و"3171"، والبغوي "3901" من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر الحديث رقم "6865".
ذِكْرُ بَيْعَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ بِضَرْبِهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى عَنْهُ
6909 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا [حُسَيْنُ بْنُ] عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ: أشهد بدرا؟ فقال: لا، فقال: ذِكْرُ بَيْعَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ بِضَرْبِهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى عَنْهُ
[6909]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا [حُسَيْنُ بْنُ] عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ: أَشَهِدَ بَدْرًا؟ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ:
أَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: كَانَ فِيمَنْ تَوَلَّى يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الرَّجُلُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا صَنَعْتَ، يَنْطَلِقُ هَذَا، فَيُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ تَنَقَّصْتَ عُثْمَانَ، قَالَ: رُدُّوهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: تَحْفَظُ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُكَ عَنْ عُثْمَانَ أَشَهِدَ بَدْرًا، فَقُلْتَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ يَوْمَ بَدْرٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمٍ، وَقَالَ: وَسَأَلْتُكَ أَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ فَقُلْتَ: لَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ فِي حاجة له، ثم ضرب بيده لي يَدِهِ، أَيَّتُهُمَا خَيْرٌ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ يَدُ عُثْمَانَ؟ قَالَ: وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِيمَنْ تَوَلَّى يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ؟ فَقُلْتَ: نَعَمْ، قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]، اذهب فاجهد على جهدك"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير حبيب بن أبي مليكة فقد روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة والمؤلف، وروى له أبو داود هذا الحديث مختصرا، وحسين بن علي: هو الجعفي، وقد سقط من الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 346 "حسين بن" واستدرك من "المصنف" وزائدة: هو ابن قدامة.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/46 - 47.
وأخرجه الحاكم 3/98 من طريق مسدد، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت كليب بن وائل، قال: حدثني حبيب بن أبي مليكة.... فذكره وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 5/401 - 402 من طريق الفزاري –وهو أبو إسحاق - عن كليب بن وائل، عن هانئ بن قيس، عن حبيب بن أبي مليكة، به. وهانئ بن قيس روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وروى له أبو داود.
وأخرجه مختصرا المزي أيضا 5/403 من طريق معاوية بن عمرو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ حبيب بن أبي مليكة –يعني أبا ثور - قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فأتاه رجل فسأله، فقال: أرأيت عثمان هل شهد بدرا؟ فقال: لا، أما يوم بدر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك"، فضرب لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بسهمه.
وأخرجه بنحوه مختصرا أيضا أبو داود "2726" في الجهاد: باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له، من طريق أبي إسحاق، عن كليب بن وائل، عن هانئ بن قيس، عن حبيب بن أبي مليكة، عن ابن عمر، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام –يعني يوم بدر - فقال: "إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسول الله، وإني أبايع له"، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ولم يضرب لأحد غاب غيره.
وأخرجه بنحوه مطولا البخاري "3698" في فضائل الصحابة: باب مناقب عثمان بن عفان، و"4066" في المغازي: باب قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، والترمذي "3706" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفان، من طريقين عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن عبد الله بن عمر.
ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ
6910 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان في حائط وأنا معه، ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ
[6910]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي حَائِطٍ وَأَنَا مَعَهُ،
فَجَاءَ رَجُلٌ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ" فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ" فَإِذَا هُوَ عثمان بن عفان"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن الحجاج السامي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. علي بن الحكم: هو البناني، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه –كما في "تغليق التعليق" 4/68 - ابن أبي خيثمة في "تاريخه" عن موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" عن علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن منهال وهدبة بن خالد، ثلاثتهم "موسى وحجاج وهدبة" عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث "3695" في فضائل الصحابة: باب مناقب عثمان بن عفان، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن عاصم الأحول وعلي بن الحكم، به. وزاد فيه عاصم:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء قد كشف عن ركبتيه - أو ركبته - فلما دخل عثمان غطاها".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ بشرى عثمان ابن عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ كَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ وَكَانَ مِنْهُ ما كان
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ بُشْرَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ كَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ، وَكَانَ مِنْهُ مَا كَانَ
6911 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لي: "احفظذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ بُشْرَى عثمان ابن عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ كَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ وَكَانَ مِنْهُ ما كان
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ بُشْرَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ كَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ، وَكَانَ مِنْهُ مَا كَانَ
[6911]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: "احْفَظِ
الْبَابَ" فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ قَالَ: فَسَكَتَ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوًى شَدِيدَةٍ تصيبه" فإذا عثمان" 1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المدينين فمن رجال البخاري. أيوبك هو ابن تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري "3695" في فضائل الصحابة: باب مناقب عثمان بن عفان و"7262" في أخبار الآحاد: باب قول الله تعالى: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} ، ومسلم "2403" في فضائل الصحابة: باب فضائل عثمان بن عفان، والترمذي "3710" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفان، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد، ورواية البخاري في أخبار الآحاد مختصرة.
ذِكْرُ سُؤَالِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الصَّبْرَ عَلَى مَا أُوعِدَ مِنَ الْبَلَوِي الَّتِي تُصِيبُهُ
6912 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ مُتَّكِئًا فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَقُولُ بِعُودٍ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ يَنْكُتُ بِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آخَرُ، فَقَالَ:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ" فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثمذكر سُؤَالِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الصَّبْرَ عَلَى مَا أُوعِدَ مِنَ الْبَلَوِي الَّتِي تُصِيبُهُ
[6912]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ مُتَّكِئًا فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَقُولُ بِعُودٍ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ يَنْكُتُ بِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آخَرُ، فَقَالَ:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ" فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ
اسْتَفْتَحَ آخَرُ، فَجَلَسَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوًى" قَالَ: فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ، فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، وَقُلْتُ لَهُ الَّذِي قَالَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَبْرًا، أَوْ قال: الله المستعان"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/406 و406 - 407، وفي "فضائل الصحابة""209"، والبخاري في "الصحيح" "3693" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، و"6212" في الأدب: باب من نكت العود في الماء، وفي "الأدب المفرد" له "965"، ومسلم "2403""28" في فضائل الصحابة: باب فضائل عثمان بن عفان، والنسائي في "فضائل الصحابة""31" من طرق عثمان بن غياث الراسبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق "20402"، وعنه أحمد في "المسند" 4/393، وفي "فضائل الصحابة""208"، وعبد بن حميد في "منتخبه""554".
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة""289" من طرق روح بن أسلم، عن شداد بن سعيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه عن أبي موسى.
وأخرجه النسائي في "الفضائل""29" من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن نافع الخزاعي، عن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه بنحوه مطولا البخاري "3674" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا "، وفي "الأدب المفرد" له "1151"، ومسلم "2403""29"، والبيهقي في"دلائل النبوة" 6/388 - 389، من طريق شريك بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الشعري. وقوله: "يقول يعود في الماء
…
" القول تجعله العرب عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنهما
6913 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي أُرِيتُ "1" اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ".
قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا مَا ذَكَرَ مِنْ نَوْطِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم"2". [3: 8]
"1" كذا في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 347، وقوله "رجل" بالرفع: بدل من التاء في "أريت" لأن الرائي هو رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ جاءت الرواية عند غير المصنف:"أري الليلة رجل صالح ".
"2" عمرو بن أبان بن عثمان ذكره الزبير بن بكار في أولاد أبان، وقال: أمه أم سعيد بنت عبد الرحمن بن هشام، وقال المؤلف في "الثقات" 7/216: روى عنه الزهري وأهل المدينة، وقد روى عن جابر بن عبد الله فلا أدري أسمع أم لا، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في"السنة""1134" عن عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4636" في السنة: باب في الخلفاء، عن عمرو بن عثمان، به، ثم قال: ورواه يونس وشعيب لم يذكرا عمرو بن أبان.
وأخرجه أحمد 3/355 عن يزيد بن عبد ربه، والحاكم 3/71 - 72 من طريق موسى بن هارون، كلاهما عن محمد بن حرب، به.
وقوله: "نيط" قال: الخطابي في "معالم السنن" 4/305 - 306: معناه: علق، والنوط: التعليق.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ كَانَ عَلَى الْحَقِّ
6914 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
حَدَّثَنِي هَرَمِيُّ بْنُ الْحَارِثِ وَأُسَامَةُ بْنُ خُرَيْمٍ، قَالَ: كَانَا يُغَازِيَانِ فَحَدَّثَانِي، وَلَا يَشْعُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ صَاحِبَهُ حَدَّثَنِيهِ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ قَالَ: "كَيْفَ تَصْنَعُونَ فِي فِتْنَةٍ تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ"؟، قَالُوا: نَصْنَعُ مَاذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذَا وَأَصْحَابِهِ"، قَالَ: فَأَسْرَعْتُ حَتَّى عَطَفْتُ إِلَى الرَّجُلِ، قُلْتُ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: "هَذَا"، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عفان رضي الله عنه "1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، هرمي بن الحارث وأسامة بن خريم ذكرهما المؤلف في "الثقات" 4/44 - 45و5/514، وقد توبعا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. كهمس: هم ابن الحسن.
وأخرجه أحمد 5/33و35، وابن أبي شيبة 12/40 - 41، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة""1296"، والطبراني في "الكبير" 20/752 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/"751" من طريق خالد بن الحارث بن سليم، عن كهمس بن الحسن، به.
وأخرجه باخصر مما هنا أحمد 5/33 عن بهز وعبد الصمد، قالا: حدثنل أبوهلال _ وهو محمد بن سليم الراسبي _ عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي.
وأخرجه أحمد 4/236 من طريق وهيببن خالد، والترمذي "3704" في المناقب: با مناقب عثمان بن عفان، من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني أن خطباء قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال:"هذا يومئذ على الهدي"، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: "نعم". اللفظ للترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 4/235، وابن أبي شيبة 12/41 - 42 عن ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: لما قتل عثمان، قام خطباء بإيلياء
…
، فذكر نحوه. ولم يقل فيه:"عن أبي الأشعث".
وأخرجه أحمد 4/236 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية _هو ابن صالح_ عن سليم بن عامر، عن جبير بن نفير، عن كعب بن مرة البهزي.
وفي الباب عن ابن حوالة الأزدي عند أحمد 4/236، وعن كعب بن عجرة عند أحمد 4/242و243، وابن أبي شيبة 12/41، وابن ماجة "111"، وفيه انقطاع بين ابن سيرين وكعب بن عجرة.
وصياصي البقر، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/67: أي قرونها، واحدتها صيصية، بالتخفيف، شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأمر فيها، وكل شيء امتنع به، وتحصن به، فهو صيصية، ومنه قيل للحصون: صياصي، وقيل: شبه الرماح التي تشرع في الفتنة وما يشبهها من سائر السلاح بقرون بقر مجتمعة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ لَمْ يَخْلَعْ نَفْسَهُ لِزَجْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ عَنْهُ
6915 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ
أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ أَنَّهُ أَرْسَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِكِتَابٍ إِلَى عَائِشَةَ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: إِنِّي عِنْدَهُ ذات يوم أنا وحفصة، فقال صلى الله عليه وسلم:"لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْعَثُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَجِيءُ فَيُحَدِّثُنَا؟ قَالَتْ: فَسَكَتَ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ فَيَجِيءُ فَيُحَدِّثُنَا، قَالَتْ: فَسَكَتَ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا رَجُلًا، فَأَسَرَّ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ دُونَنَا، فَذَهَبَ، فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَسَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ – ثَلَاثًا -" قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كُنْتِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أُنْسِيتُهُ كَأَنِّي لَمْ أسمعه قط "1". [3: 8]
"1"عبد الله بن قيس اللخمي ذكره المؤلف في "الثقات" 5/45، وقال: من أهل =
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قيس اللخمي مات سنة أربع وعشرين ومئة، وَلَيْسَ هَذَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي"1" قَيْسٍ صاحب عائشة.
= الشام، يروي عن النعمان بن بشير وجماعة من الصحابة، روى عنه أهل الشام، ربيعة بن يزيد وغيره، وذكره ابن سعد 7/458 في الطبقة الثالثة من التابعين بالشام، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/48/49 عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/149 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به. وقال فيه:"عن عبد الله بن أبي قيس".
وأخرجه مختصرا أحمد 6/86 من طريق الوليد بن سليمان، والترمذي "3705" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفان، من طريق معاوية بن أبي صالح، كلاهما عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله "تحرف في المطبوع من الترمذي إلى: عبد الملك" بن عامر –وهو الدمشقي المقرئ - عن النعمان بن بشير، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه"، واللفظ للترمذي، وقال: وفي الحديث قصة طويلة ثم قال: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه "112" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، به، ولم يذكر "عبد الله بن عامر"، والفرج بن فضالة ضعيف.
وأخرجه أيضا الحاكم 3/99 - 100 من طريق الفرج بن فضالة، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال الحاكم: هذا حديث صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: أنى له الصحة، ومداره على فرج بن فضالة. وانظر "6918".
"1"كلمة "أبي" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/350.
ذِكْرُ نَفَقَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ
6916 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
عَنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ، وَأُحِيطَ بِدَارِهِ، أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْتَفَضَ بِنَا حِرَاءُ قَالَ:"اثْبُتْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ"؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ:"مَنْ يُنْفِقْ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً"؟ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُعْسِرُونَ مُجْهَدُونَ، فَجَهَّزْتُ ثُلُثَ ذَلِكَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُومَةَ لَمْ يَكُنْ يُشْرَبُ مِنْهَا إِلَّا بِثَمَنٍ، فَابْتَعْتُهَا بِمَالِي، فَجَعَلْتُهَا لِلْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فِي أشياء عددها"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نصر التمار – وهو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري - فمن رجال مسلم.
وأخرجه القطيعي في زياداته عل "فضائل الصحابة" لأحمد "849" عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3699" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 4/1195، والدارقطني 4/199، والبيهقي 6/167 من طرق عن عبيد الله بن عمرو، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وأخرجه النسائي 6/236 - 237 في الأحباس: باب وقف المساجد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريقه الدارقطني 4/199 من طريق محمد بن مسلمة، عن أبي عبد الرحيم _ وهو خالد بن أبي يزيد _ عن زيد بن أبي أنيسة، به، ولم يسق لفظه بتمامه.
وعلقه البخاري "2778" في الوصايا: باب إذا وقف أرضا أو بئرا
…
، فقال: وقال عبدان – وهو عبد الله بن عثمان -: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، به. وليس فيه قصة انتفاض حراء.
ووصله الدارقطني 4/199 - 200، والبيهقي 6/167 من طريقين عن عبدان، به. قلت: وقد خالف شعبة وزيد بن أبي أنيسة: يونس بن أبي إسحاق وإسرائيل بن يونس، فروياه عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عثمان أشرف عليهم حين حصروه
…
.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/59، وفي "فضائل الصحابة""751"، والنسائي 6/236، وابن أبي عاصم في "السنة" 6/236، وابن أبي عاصم في "السنة""1309"، والدارقطني 4/198 من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الدارقطني 4/198 من طريق شبابة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
قال الدارقطني في "العلل" 3/52: وقول شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب.
ومال الحافظ في "الفتح" إلى عدم الترجيح، وقال: لعل لأبي إسحاق فيه إسنادين.
قلت: وقد روي مثل هذا من غير وجه عن عثمان رضي الله عنه، انظر الترمذي "3703"، والبيهقي 6/167/168.
قال الحافظ في "الفتح" 5/479: وفي هذا الحديث من الفوائد مناقب ظاهرة لعثمان رضي الله عنه، وفيه جواز تحدث الرجل بمناقبه عند الاحتياج إلى ذلك لدفع مضرة أو تحصيل منفعة، وإنما يكره ذلك عند المفاخرة والمكاثرة والعجب.
ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا
6917 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنِ"1" بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: أَتَخَافَانِ"2" أن تكونا حملتما الأرض مالا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، وَمَا فِيهَا كَثِيرُ فَضْلٍ، فَقَالَ: انْظُرَا أَنْ لَا تَكُونَا"3"حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، فَقَالَا: لَا، فَقَالَ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَى رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: وَإِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَامَ بَيْنَهُمَا، فَإِذَا رَأَى خَلَلًا قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِمْ خَلَلًا، تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، قَالَ: رُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوِ النَّحْلِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، قَالَ: فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي الْكَلْبُ - أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ - حِينَ طَعَنَهُ وَطَارَ"4" الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذِي طرفين،
"1"تحرف في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 351 إلى: حسين.
"2" في الأصل و"التقاسيم": "تخافا" والمثبت من "البخاري".
"3""انظرا"، "تكونا" في الأصل: انظروا، تكونوا، والتصويب من "التقاسيم".
"4" في الأصل و"التقاسيم": وكان، والمثبت من "البخاري".
لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا"1"، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ، نَحَرَ نَفْسَهُ، وَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَدَّمَهُ، فَأَمَّا مَنْ يَلِي عُمَرَ، فَقَدْ رَأَى الَّذِي رَأَيْتُ، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالنَّاسِ صَلَاةً خَفِيفَةً"2".
فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ"3" عَبَّاسٍ: انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُهُ بِمَعْرُوفٍ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ، كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلُ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: نَخَافُ عَلَيْهِ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: لَا بَأْسَ "4"، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ"5" مِنْ جُرْحِهِ، فعرفوا أنه ميت.
"1"في الأصل: برنس، والتصويب من "التقاسيم".
"2" في رواية أبي إسحاق: عن عمرو بن ميمون عند ابن سعد: بأقصر سورتين في القرآن: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .
"3" في الأصل: لابن، والمثبت من "التقاسيم""البخاري".
"4" في الأصل: لا نأمن، والمثبت من "التقاسيم""البخاري".
"5" من قوله: "ثم أتي بلبن" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
وَوَلَجْنَا عَلَيْهِ، وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ، قَدْ كَانَ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقِدَمِ الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَمِلْتَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ، فَعَدَلْتَ، ثم شهادة، قال: يا بن أَخِي، وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي، فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ، فَقَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ، فَقَالَ: يا بن أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ، فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ"1"، يَا عَبْدَ اللَّهِ، انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا، فَقَالَ: إِنْ وَفَّى مَالُ آلِ عُمَرَ، فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ يَفِ بِأَمْوَالِهِمْ، فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ.
اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَقُلْ لَهَا: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ، فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ كُنْتُ أَرَدْتُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَجَاءَ فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ، هَذَا عَبْدُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ، فَقَالَ: ارْفَعَانِي"2"، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا قَالَتْ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ أَذِنَتْ لَكَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ،
"1"قوله: "وأتقى لربك" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
"2" كذا الأصل و"التقاسيم"، وفي "البخاري": ارفعوني.
مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْطَجِعِ، فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَسَلِّمْ وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي، فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ جَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ يَسْتُرْنَهَا"1"، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا، قُمْنَا، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً"2"، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلِجَتْ دَاخِلًا، ثُمَّ سَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ.
فَقِيلَ لَهُ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، استخلف، قال: ما أرى أحد أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَطَلْحَةَ، وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدًا رضي الله عنهم، قَالَ: وَلْيَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، كَهَيْئَةِ التعزية له، فإن أصاب الأمر سعدا، فَهُوَ ذَلِكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ.
ثُمَّ قَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ فيئهم، ويحفظ لهم حرمتهم،
"1"كذا الأصل و"التقاسيم"، وفي "البخاري": تسير معها.
"2" ذكر ابن سعد 3/361 بإسناد صحيح عن المقداد بن معد يكرب، وقال: لما أصيب عمر دخلت عليه حفصة، فالت: يا صاحب رسول الله، ويا صهر رسول الله، ويا أمير المؤمنين، فقال: يا عبد الله، أجلسني، فلا صبر لي على ما أسمع، فأسنده إلى صدره، فقال لها: إني أحرج عليك بمالي عليك م الحق أن تندبيني بعد مجلسك هذا، فأما عينك، فلا أملكها.
وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا، الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًا، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا، إِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، فَيُرَدَّ فِي فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوَفَّى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتُهُمْ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، خَرَجْنَا بِهِ نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ، فَقَالَتْ: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَاكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ.
فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ وَرَجَعُوا، اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ، فَجَاءَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ: عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرَيْنِ: أَيُّكُمَا يَتَبَرَّأُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَيَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ، وَلَيَحْرِصَنَّ عَلَى صَلَاحِ الْأُمَّةِ، قَالَ: فَأَسْكَتَ الشَّيْخَانِ: عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوهُ إِلَيَّ، وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِكُمْ، قَالَا: نَعَمْ، فَجَاءَ بِعَلِيٍّ، فَقَالَ لَكَ مِنَ الْقِدَمِ وَالْإِسْلَامِ وَالْقَرَابَةِ مَا قد
عَلِمْتَ، آللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عَلَيْكَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ؟ ثُمَّ جَاءَ بِعُثْمَانَ، فقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ، قَالَ لِعُثْمَانَ: ارْفَعْ يَدَكَ"1" فَبَايَعَهُ، ثُمَّ بَايَعَهُ علي، ثم ولج أهل الدار فبايعوه "2". [3: 8]
"1"لفظة "يدك" سقطت من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري "3700" في فضائل الصحابة: باب قصة البيعة، عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد: 3/337 - 339، وابن أبي شيبة 12/259، والبخاري "1392" في الجنائز: باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، و"3052" في الجهاد: باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون، و"4888" في التفسير: باب {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ} والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 8/96، وأبو عبيد في "الأموال" ص 168 من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مطولا ابن سعد 3/340 - 342 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، وفي روايته زوائد ليست في رواية حصين.
وقال الحافظ في "الفتح" 7/62: وروى بعض قصة مقتل عمر أيضا أبو رافع، وروايته عند أبي يعلى، وابن حبان – انظر الحديث رقم "6905" – وجابر، وروايته عند ابن أبي عمر، وعبد الله بن عمرو وروايته في"الأوسط" للطبراني، ومعدان بن أبي طلحة، وروايته عند مسلم "567"، وابن أبي شيبة 14/579 - 580، وأبي يعلى "183"، وأحمد 1/15 و27 - 28، والنسائي 2/43، وعند كل منهم ما ليس عند الآخر.
وقال الحافظ أيضا 7/63: وفي قصة عمر من الفوائد: شفقته على المسلمين، ونصيحته لهم، وإقامة السنة فيهم، وشدة الخوف من ربه، واهتمامه بأمر الدين أكثر من اهتمامه بأمر نفسه، وأن النهي عن المدح في الوجه مخصوص بما إذا كان فيه غلو مفرط أو كذب ظاهر، ومن ثم لم ينه عمر الشاب مدحه له مع كونه أمره بتشمير إزاره، والوصية بأداء الدين، والاعتناء بالدفن عند أهل الخير، والمشورة في نصب الإمام، وتقديم الأفضل، وأن الإمامة تنعقد بالبيعة.
ذِكْرُ عَهْدِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا يَحِلُّ بِهِ مِنْ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ
6918 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي"1" حَازِمٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ: "وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي"، قَالَتْ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ، قُلْنَا: عُمَرُ؟ فَسَكَتَ، قُلْنَا: عَلِيٌّ؟ فَسَكَتَ، قُلْنَا: عُثْمَانُ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى عُثْمَانَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُهُ يَتَغَيَّرُ.
قَالَ قَيْسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو سَهْلَةَ"2" أَنَّ عثمان قال يوم الدار: إن
"1"سقطت لفظة "أبي" من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/لوحة 353.
"2" تحرف في الأصل و"التقاسيم" إلى: أبي سلمة، وأبو سهلة: هو مولى عثمان بن عفان.
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ [عَهْدًا] وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ، قَالَ قيس: كانوا يرون أنه ذلك اليوم"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجة "113" في المقدمة: باب فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عن محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد، وما بين الحاصرتين منه، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 10/1: هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
وأخرجه الحاكم 3/99 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وزاد في الإسناد بين قيس وعائشة: أبا سهلة مولى عثمان، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قلت: فهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/44 - 45، وابن سعد 3/66 - 67 عن أبي أسامة حماد بن سلمة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وددت أن عندي بعض أصحابي"، فقالت عائشة
…
فذكره.
وأخرج القسم الأخير منه أحمد 1/58 و69، والترمذي "3711" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفان، عن وكيع، به. وقرن الترمذي في روايته بوكيع يحيى بن سعيد القطان، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد.
ذِكْرُ تَسْبِيلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رُومَةَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ
6919 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سليمان، حدثنا أبي، حدثنا أبو نضرة، ذِكْرُ تَسْبِيلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رُومَةَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ
[6919]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعَ عُثْمَانُ أَنَّ وَفْدَ أَهْلَ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا، فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ، أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَقَالُوا: له ادع المصحف، فدعا بالمصحف، فقالوا لَهُ: افْتَحِ السَّابِعَةَ، قَالَ: وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ، فَقَرَأَهَا حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس:59] قَالُوا لَهُ: قِفْ، أَرَأَيْتَ مَا حَمَيْتَ مِنَ الْحِمَى، آللَّهُ أَذِنَ لَكَ بِهِ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرِي؟ فَقَالَ: أَمْضِهِ نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا الْحِمَى لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وَلَدَتْ، زَادَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ، فَزِدْتُ فِي الْحِمَى لَمَّا زَادَ "1" فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ، أَمْضِهِ، قَالُوا: فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِآيَةٍ آيَةٍ، فَيَقُولُ: أَمْضِهِ نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: مِيثَاقَكَ، قَالَ: فَكَتَبُوا عَلَيْهِ شَرْطًا، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَشُقُّوا عَصًا، وَلَا يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا قَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ لَا يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَطَاءً، قَالَ: لَا إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَؤُلَاءِ الشِّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فَرَضُوا وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ.
قَالَ: فَقَامَ فَخَطَبَ، فَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ، فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَحْتَلِبْهُ، أَلَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا، إنما
"1"في الأصل: زدت، والمثبت من "التقاسيم" 2/لوحة 353.
هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَؤُلَاءِ الشِّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَغَضِبَ النَّاسُ، وَقَالُوا: هَذَا مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْمِصْرِيُّونَ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ويسبهم، قالوا: مالك إِنَّ لَكَ الْأَمَانَ، مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ، قَالَ: فَفَتَّشُوهُ، فَإِذَا هُمْ بِالْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ أَنْ يَصْلِبَهُمْ أَوْ يَقْتُلَهُمْ، أَوْ يَقْطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا، فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللَّهِ، كَتَبَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دَمَهُ، قُمْ مَعَنَا إِلَيْهِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ مَعَكُمْ، قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْتَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَابًا قَطُّ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ: أَلِهَذَا تُقَاتِلُونَ، أَوْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ.
فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ، وَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالُوا: كَتَبْتَ بِكَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يَمِينِي بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا كَتَبْتُ وَلَا أَمْلَيْتُ وَلَا عَلِمْتُ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ وَقَدْ يُنْقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ. فَقَالُوا: وَاللَّهِ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ، وَنَقَضُوا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فَحَاصَرُوهُ.
فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ"1" ذَاتَ يَوْمٍ فقال: السلام عليكم، فما أسمع
"1"في الأصل: عليه، والتصويب من "التقاسيم".
أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عليه السلام، إِلَّا أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ رُومَةَ مِنْ مَالِي، فَجَعَلْتُ رِشَائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: فَعَلَامَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى"1" أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ؟! أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَرْضِ فَزِدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَبْلِي؟ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا؟ أَشْيَاءَ فِي شَأْنِهِ عَدَّدَهَا.
قَالَ: وَرَأَيْتُهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ مِنْهُمُ الْمَوْعِظَةُ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ مِنْهُمُ الْمَوْعِظَةُ فِي أَوَّلِ مَا يَسْمَعُونَهَا، فَإِذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ مِنْهُمْ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: افْتَحِي الْبَابَ، وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى مِنَ اللَّيْلِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ:"أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ" فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَهْوَى لَهُ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا، فَلَا أَدْرِي أَقْطَعَهَا وَلَمْ يُبِنْهَا، أَمْ أَبَانَهَا؟ قَالَ عُثْمَانُ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ- وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَدَخَلَ عليه التجيبي"2" فضربه مشقصا، فنضح الدم
"1"في الأصل: على، والتصويب من "التقاسيم".
"2" في الأصل و"التقاسيم": "البختري" والمثبت من "موارد الظمآن" ص 542.
عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137] قَالَ: وَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ قَالَ: وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ - فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ - حُلِيَّهَا وَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ، فَلَمَّا قُتِلَ، تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا، فَعَلِمْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدنيا "1". [3: 8]
"1" رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى أبي أسيد فقد ذكره المؤلف في "الثقات" 5/588 - 589 وقال: يروي عن جماعة من الصحابة، روى عنه أبو نضرة، ثم ساق قصة فيها إمامته لبي ذر وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان في بيته، وأورده ابن حجر في القسم الثالث من الكنى في "الإصابة" 4/100، فقال ذكره ابن منده في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته، لكن ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فيكون من أهل هذا القسم، قال ابن منده: روى عنه أبو نضرة العبدي "تحرف في المطبوع إلى: العقدي" قصة مقتل عثمان بطولها، وهو كما قال، وقد رويناها من هذا الوجه، وليس فيها ما يدل على صحبته.
قلت: أبو نضرة هذا: هو المنذر بن قطعة العبدي.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 4/354 - 356 و383 - 384 عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، بهذا الإسناد.
وأورده الحافظ ابن حجر بطوله في "المطالب العالية" 4/283 - 284، ونسبه إلى إسحاق بن راهويه في "مسنده"، وقال: رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض.
وزاد نسبته في "فتح الباري" 5/408 إلى ابن خزيمة وابن حبان.
وقوله: "تفاجت عليه"، أي: وقته بنفسها، وبالغت في تفريج ما بين رجليها، ووقعت عليه.
ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه بِتَسْبِيلِهِ رُومَةَ
6920 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ
عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَقِيلَ: هَذَا عُثْمَانُ وَعَلَيْهِ مُلَيَّةٌ لَهُ صَفْرَاءُ، قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ قَالَ: هَا هُنَا عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: هَا هُنَا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنِ ابْتَاعَ مِربَدَ بَنِي فُلَانٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ" فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا أَوْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا؟ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: قَدِ ابْتَعْتُهُ، فَقَالَ:"اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ" قَالَ: فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَتَعْلَمُونَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ يَبْتَاعُ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ" فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهَا، فَقَالَ:"اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ"؟ قَالَ: فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَقَالَ: "مَنْ جَهَّزَ هَؤُلَاءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ" - يَعْنِي جَيْشَ الْعُسْرَةِ - فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا عِقَالًا وَلَا خِطَامًا؟ قَالُوا: اللهم نعم، قال:"اللهم اشهد، ثلاثا""1". [3: 8]
"1" حديث حسن، عمرو –ويقال عمر - بن جاوان لم يرو عنه غير حصين، وروى له النسائي، وذكره المؤلف في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/39 - 40، وابن إدريس: هو عبد الله. وأخرجه النسائي 6/234 - 235 في الأحباس: باب وقف المساجد، عن إسحاق بن إبراهيم، والطبري في "تاريخه" 4/497 عن يعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/70 من طريق أبي عوانة، والنسائي 6/233 من طريق سليمان بن طرخان، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن، به.
وفي الباب عن ثمامة بن حزن القشيري –وكان ممن شهد الدار - عند الترمذي "3703"، والنسائي 6/235 - 236، وقال الترمذي: حسن. وانظر: الحديث المتقدم عند المؤلف برقم "6916".
ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6921 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ مِمَّا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فانطلَقَت، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا" فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ:"أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحَمَّدَا ثَلَاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. غندر: هو محمد بن جعفرن والحكم: هو ابن عتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه البخاري "3705" في فضائل الصحابة: باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم "2727" "80" في الذكر والدعاء: باب التسبيح أول النهار، وعند النوم، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/136 عن محمد بن جعفر غندر، به. وقد تقدم الحديث برقم "5524" من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة.
ذِكْرُ مَا كَانَ يَلْبَسُ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ بِاللَّيْلِ
6922 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانَيُّ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ
عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَلِيِّ قَالَ: شَكَتْ لِي فَاطِمَةُ مِنَ الطَّحِينِ، فَقُلْتُ: لَوْ أتيتِ أَبَاكِ، فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا، قَالَ: فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَرَجَعَتْ مَكَانَهَا، فَلَمَّا جَاءَ أُخْبِرَ، فَأَتَانَا، وَعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ إِذَا لَبِسْنَاهَا طُولًا خَرَجَتْ مِنْهَا جُنُوبُنَا، وَإِذَا لَبِسْنَاهَا عرضا خرجت منها أقدامنا ورؤوسنا، قَالَ:"يَا فَاطِمَةُ، أُخْبِرْتُ أَنَّكِ جِئْتِ، فَهَلْ كَانَتْ لَكِ حَاجَةٌ"؟ قَالَتْ: لَا، قُلْتُ: بَلَى، شَكَتْ إِلَيَّ مِنَ الطَّحِينِ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتِ أباك، فسألتيه خادمان فَقَالَ:"أَفَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تَقُولَانِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، تَسْبِيحَةً، وتحميدة، وتكبيرة""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه الترمذي "3408" في الدعوات: باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، والنسائي في "عشرة النساء""290" عن زياد بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث ابن عون.
وأخرجه الترمذي "3409" عن محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" 1/123 عن أحمد بن محمد بن يحيى القطان، كلاهم عن أزهر السمان، به، رواية الترمذي مختصرة. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَذَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مقرون بأذى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6923 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ"1" الْأَسْلَمِيِّ
عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ آذَيْتَنِي" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أُحِبُّ أَنْ أُوذِيَكَ، قَالَ:"مَنْ آذَى عَلِيًّا، فَقَدْ آذَانِي""2". [3: 8]
"1" في الأصل: بيان، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 356.
"2" إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، والفضل بن معقل ترجم له البخاري في "تاريخه" 7/114، وابن أبي حاتم 7/67، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره المؤلف في "الثقات" 7/317، وقال الحسيني - كما في "تعجيل المنفعة"في 334 -: ليس بمشهور، وفي إسناده علة ثالثة فقد قال ابن معين في "تاريخه" ص 335: حديث عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شاس ليس هو بمتصل، لأن عبد الله بن نيار يروي عنه ابن أبي ذئب، أو قال: يروي عنه القاسم بن عباس - شك أبو الفضل - لا يشبه أن يكون رأى عمرو بن شاس.
قلت: وأبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وهو في "المصنف" 12/75، ووقع في المطبوع منه "مسعر بن سعد" بدل مسعود بن سعد، وفيه أيضا:"الفضل بن معقل، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن نيار"، وكل هذا تحريف.
وأخرجه أحمد بن أبي خيثمة في "تاريخه"، ومن طريقه ابن عبد البر =
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا هُوَ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ، نَسَبَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ إِلَى جَدِّهِ، وَمَسْعُودُ بْنُ سعد الجعفي: كوفي كنيته أبو سعد.
= في "الاستيعاب" 2/523 عن موسى بن إسماعيل، عن مسعود بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار "2561" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، به. ووقع فيه "الفضل بن معقل بن يسار" وهو خطأ، صوابه: سنان، ثم قال البزار: لا نعلم روى عمرو بن شاس إلا هذا.
وعلقه البخاري في "تاريخه" 6/306 - 307 عن عبد العزيز بن الخطاب، عن مسعود بن سعد، به. إلا أنه زاد فيه بين ابن إسحاق وبين الفضل بن معقل: أبان بن صالح.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3/483، وفي "فضائل الصحابة""981"، وابن أبي خيثمة كما في "الاستيعاب" 2/522 - 523 من طريق غبراهيم بن سعد، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/329 - 330 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، كلاهما عن إسحاق، به، وزاد فيه أبان بن صالح كما عند البخاري، وقد ذكر أحمد والفسوي في الحديث قصة.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند أبي يعلى "770"، والبزار "2526" ولبقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة""1078"، وأورده الهيثمي 9/129، وقال: رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، غير محمود بن خداش وقنان، وهما ثقتان. قلت: وقنان، وثقه ابن معين وابن حبان، وقال ابن عدي: عزيز الحديث، وليس يتبين على مقدار ماله ضعف، وقال النسائي: ليس بالقوي، فمثله حسن الحديث، فالسند حسن.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الْمَرْءِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِنَ الْإِيمَانِ
6924 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا محمد بن الصباح الْجَرْجَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَذَرَأَ النَّسْمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلى الله عليه وسلم إلي: أنه لا يجبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن الصباح الجرجرائي، فقد روى له أبو داود وابن ماجة، وهو صدوق، وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/56 - 57، وعنه مسلم "78" في الإيمان: باب في الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان وعلاماته، وابن أبي عاصم في "السنة""1325"، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل""1107"، عن أبي معاوية ووكيع بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضا "78"، وابن منده في "الإيمان""261" عن يحيى بن يحيى، والنسائي في "فضائل الصحابة""50"، وفي "خصائص علي""100"، عن محمد بن العلاء، وابن ماجة "114" في المقدمة: باب فضل علي بن أبي طالب، عن علي بن محمد، ثلاثتهم عن معاوية، به. وقرن علي بن محمد في حديثه بأبي معاوية وكيعا.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/84 و95 و128، وفي "فضائل الصحابة""948" و"961"، والحميدي "58"، والترمذي "3736" في المناقب: باب رقم "21"، والنسائي في "المجتبى" 8/115 - 116 في الإيمان: باب علامة الإيمان، و8/117: باب علامة المنافق، وفي "الخصائص""101" و"102"، وأبو يعلى "291"، وابن منده "261"، والبغوي "3908" و"3909" من طرق عن الأعمش، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه البغوي.
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَبَا تُرَابٍ
6925 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ، فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ - أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْمَدِينَةِ -يَدْعُوكَ لتَسُبَّ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: أَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تَقُولُ لَهُ: أَبُو تُرَابٍ، فَضَحِكَ سَهْلٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ إِيَّاهُ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ، دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، فَقَالَ:"أين بن عَمِّكِ"؟ قَالَتْ: هُوَ ذَا مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ:"اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ" وَاللَّهِ مَا كَانَ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ، مَا سَمَّاهُ إِيَّاهُ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه البخاري "441" في الصلاة: باب نوم الرجال في المسجد، و"6280" في الاستئذان: باب القائلة في المسجد، ومسلم "2409" في فضائل الصحابة: باب من فضائل علي بن أبي طالب، عن قتيبة بن سعيد، والبخاري "3703" في فضائل الصحابة: باب مناقب علي بن أبي طالب، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والطبراني في "الكبير""5879" من طريق يحيى بن بكير، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن أبي حازم، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد في الحديث على بعض، وفي طرقه أن سبب خروج علي من البيت كان لشيء وقع بينه وبين فاطمة رضي الله عنهما فخرج مغاضبا.
وأخرجه البخاري "6204" في الأدب: باب التكني بأبي تراب وإن كانت له كنية أخرى، وفي "الأدب المفرد" له "852"، والطبراني "5808" و"5870" و"6010" من طرق عن أبي حازم، به.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ فِي تَأْوِيلِهِ جَمَاعَةٌ لَمْ يُحْكِمُوا صِنَاعَةَ الْعِلْمِ
6926 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
عَنْ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى"، قَالَ"1": فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ سَعْدًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم"2". [3: 8]
"1"القائل هو سعيد بن المسيب.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك، ويوسف بن الماجشون: هو يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون.
وأخرجه مسلم "2404""30" في فضائل الصحابة: باب فضائل عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وأبو يعلى "739"، وابن أبي عاصم في "السنة""1335"، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد "1079" من طرق عن يوسف ابن الماجشون بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/185، ومسلم "2404""32"، والترمذي "3724" في المنافب: باب رقم "21"، والنسائي في "الخصائص""11" و"54"، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن أبي عاصم "1336" و"1337"، والحاكم 3/108 - 109 من طريق بكير بن سمار، والطبراني "328" من طريق الزهري، كلاهما عن عامر بن سعد، به. وحديث بكير بن مسمار عندهم مطول، غير أحمد وابن أبي عاصم.
وأخرجه عبد الرزاق "9754"، وعنه أحمد في "المسند" 1/177، وفي "الفضائل""956" عن معمر، عن قتادة وعلي بن زيد عن سعيد بن المسيب، عن ابن لسعد بن أبي الوقاص - ولم يسمه - عن أبيه، بنحوه.
وأخرجه عبد الرزاق "9745"، وأحمد في "المسند" 1/173 و1041 وفي"فضائل الصحابة""957"، والقطيعي في زياداته عليه "1045" و"1041"، والحميدي "71"، والنسائي في"الخصائص""44" و "45"و"46" و"47""48"، وفي "الفضائل""35" و"36" و"37"، وأبو يعلى "698" و"709" و"738"، وابن أبي عاصم "1342" و"1343" من طرق عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي الوقاص، وليس فيه "عامر بن سعد" وبعضهم يزيد في الحديث على بعض.
وأخرجه من طرق عن سعد بن أبي الوقاص: أحمد في "المسند" 1/175، 184، وفي "الفضائل" "1005" و"1006". والبخاري "3706" في فضائل الصحابة: باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم "2404"، والنسائي في "الخصائص""52"و"53"و"55"و"57"و"58"و"59"و"60"و"61"، وابن ماجة "115" و"121" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو يعلى "718".
وقد تقدم الحديث برقم "6643" من طريق المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد.
ذِكْرُ الْوَقْتِ الَّذِي خَاطَبَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الْقَوْلَ
6927 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ "1" مصعب بن سعد
"1"تحرفت في الأصل إلى: "بن"، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 357.
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟! فَقَالَ:"أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أنه لا نبي بعدي""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. غندر: هو محمد بن جعفر، والحكم: هو ابن عتيبة، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/60 و14/545، وعنه مسلم في "صحيحه" "2404""31" في فضائل الصحابة: باب فضائل عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/182 - 183، وفي "فضائل الصحابة""960"، ومسلم "2404""31"، والنسائي في "فضائل الصحابة""38"، وفي "الخصائص""56"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/309 من طرق عن محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4416" في المغازي: باب غزوة تبوك، وعنه البغوي "3907" من طريق يحيى بن سعيد القطان، ومسلم "2404" من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي "209"، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/40، وفي "دلائل النبوة" 5/220 عن شعبة، به. وعلقه البخاري عنه بإثر الحديث "4416". وانظر ما قبله.
ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
6928 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سلمةذكر مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
[6928]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سلمة
عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ، غُفِرَ لَكَ، مَعَ أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ العظيم، والحمد لله رب العالمين""1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة – وهو المرادي – فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه المؤلف، والعجلي ويعقوب بن شيبة، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ في"التقريب": صدوق تغير حفظه. قلت: وقد توبع.
وأخرجه أحمد 1/92، والنسائي في "اليوم والليلة""638"، وفي "الخصائص""25"و"26"، وفي النعوت كما في "التحفة"7/409، وابن أبي عاصم في "السنة""1315" و"1316"، وعبد الله بن حميد في "المنتخب""74"، والطبراني في "الصغير""350"، والدارقطني في "العلل" 4/10 من طرق عن علي بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة""639" من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، وابن أبي عاصم "1317" من طريق نصير بن أبي الأشعث، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/158، وفي "الفضائل""1216"، والنسائي في "اليوم والليلة""637"، وفي النعوت كما في "التحفة" 7/423، وفي "الخصائص""28" و"29"، وابن أبي عاصم "1314"، والحاكم 3/138 من طريق إسرائيل، والدارقطني في "العلل" 4/9 - 10 من طريق سفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، ولم يقل الثوري في حديثه:"مع أنه مغفور لك".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الترمذي "3504" في الدعوات: باب رقم "81"، والنسائي في"اليوم والليلة""640"، وفي "الخصائص""30"، والقطيعي في زوائده على "الفضائل""1053" والطبراني في "الصغير""763" من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن الحارث بن الأعور، عن علي. وفيه:"وإن كنت مغفورا لك"، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، وقال النسائي في "الخصائص": أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منهما وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل ولعلي بن صالح والحارث بن الأعور ليس بذاك في الحديث، وقال الدارقطني في "العلل"4/9: وحديث الحسين بن واقد وهم.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة""636"، وفي "الخصائص""27" من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي قال: كلمات الفرج: لا إله غلا الله
…
فذكره موقوفا عليه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه نَاصِرٌ لِمَنِ انْتَصَرَ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6929 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدُ الرِّشْكُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيًّا، قَالَ: فَمَضَى عَلِيٌّ فِي السَّرِيَّةِ، فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ، قال عمران: وكان المسلمونذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه نَاصِرٌ لِمَنِ انْتَصَرَ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6929]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدُ الرِّشْكُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيًّا، قَالَ: فَمَضَى عَلِيٌّ فِي السَّرِيَّةِ، فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ، قَالَ عِمْرَانُ: وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ
إِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ بَدَؤُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَنَظَرُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ تر أن علي صَنَعَ كَذَا وَكَذَا، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فقَالَ:"مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ –ثَلَاثًا- إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كل مؤمن بعدي""1". [3: 8]
"1"إسناده قوي، الحسن بن عمر بن شقيق صدوق روى له البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. يزيد الرشك: هو يزيد بن أبي يزيد.
وأخرجه الطيالسي"829"، وأحمد في "المسند" 4/437 - 438 وفي "الفضائل""1035"، والقطيعي في زوائده عليه "1060"، والترمذي والنسائي في "فضائل الصحابة""43"، وفي "الخصائص""89"، وابن عدي في "الكامل" 2/568 - 569، والحاكم 3/110 - 111 من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا الإسناد. ورواية النسائي في "الفضائل" مختصرة بالمرفوع فقط، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه كَانَ نَاصِرَ كُلِّ مَنْ ناصر هـ رَسُولَ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم
…
ذَكَرَ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه كان ناصر كل ما نَاصَرَهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
6930 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، حدثنا إبراهيم بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه كان ناصر كل من ناصر هـ رَسُولَ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم
…
ذَكَرَ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه كان ناصر كل ما نَاصَرَهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
[6930]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ "1"، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ""2". [3: 8]
"1"قوله: "سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة" تحرف في الأصل إلى: سعيد بن عبيد عن أبي بردة، وكذلك تحرف في "التقاسيم" 2/لوحة 359 غير قوله:"سعد بن عبيدة" فقد جاء فيه على الصواب.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن زياد، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 5/350، وابن أبي شيبة 12/57، والنسائي في"الفضائل""41"، وفي "الخصائص""80"، وابن أبي عاصم "1354"، والبزار "2535" من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي شيبة – وعنه ابن أبي عاصم - بأبي معاوية وكيعا، وبعضهم يذكر فيه قصة.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/358 و361، وفي "الفضائل""947"و"1177"، والحاكم 2/130 من طريق وكيع، والحاكم أيضا 2/129 - 130 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" 5/347، وفي "الفضائل""989"، وابن أبي شيبة 12/83، والنسائي في "الفضائل""42"، وفي "الخصائص""81"و"82"، والبزار "2533" و"2534"، والحاكم 3/110 نم طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة الأسلمي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْوَلَايَةِ لِمَنْ وَالَى عَلِيًّا وَالْمُعَادَاةِ لِمَنْ عَادَاهُ
…
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بالولاية لمن ولي عليا والمعادة لِمَنْ عَادَاهُ
6931 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرُ بن خليفةذكر دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْوَلَايَةِ لمن والى عليا والمعاداة لمن عاداه
…
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بالولاية لمن ولي عليا والمعادة لِمَنْ عَادَاهُ
[6931]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرُ بن خليفة
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ لَمَّا قَامَ، فَقَامَ أُنَاسٌ فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَقُولُ:"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ"، فَخَرَجْتُ وَفِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ.
قَالَ أَبُو نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول وَبَيْنَ مَوْتِهِ؟ قَالَ: مِائَةُ يَوْمٍ"1". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُرِيدُ بِهِ مَوْتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه.
"1"إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير فطر بن خليفة وهو صدوق، روى له البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره، واحتج بن أصحاب السنن.
أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة، صحابي صغير.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/370، وفي "الفضائل""1167" عن حسين بن محمد وأبي نعيم، بهذا الإسناد، ولم يذكر في "الفضائل" حديث زيد بن أرقم.
وأخرجه النسائي في "الخصائص""93"، وابنُ أَبِي عاصم في "السنة""1376" من طرقٍ عن فطر بن خليفة، به، ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.
وأخرجه بنحوه من حديث زيد بن أرقم النسائي في "الخصائص""79"، وفي "الفضائل""45"، والبزار "2538"، والطبراني "4969"، والحاكم 3/109 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.
وأخرجه مختصرا الترمذي "3713" في المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب، من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم –شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه". وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن البراء بن عازب عند أحمد في "المسند" 1/281، و"الفضائل""1042"، وابن أبي عاصم في "السنة""1363".
وعن علي عند أحمد 1/84 و118 و119 و152 و5/366 و419، وابن أبي عاصم "1361" و"1367" و"1370"، والطبراني "4052" و"4053".
وعن أبي أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وطلحة، وحبشي بن جنادة، وسعد بن أبي وقاص عند ابن أبي عاصم "1355" و"1356" و"1357" و"1358" و"1360" و"1376".
وعن اثني عشر رجلا من الصحابة عند أحمد 1/119، وابن أبي عاصم "1373".
ذِكْرُ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا خَيْبَرَ عَلَى يَدَيْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
6932 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ" قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ، غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أنذكر فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا خَيْبَرَ عَلَى يَدَيْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
[6932]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ" قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ، غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ
يُعْطَاهَا"1" فَقَالَ: "أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ"؟ قَالُوا: تَشْتَكِي عَيْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ" فَلَمَّا جَاءَ، بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ قَالَ:"انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أن يكون لك حمر النعم""2". [3: 8]
"1" في الأصل في الموضعين: يعطاها.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه البخاري "3701" في فضائل الصحابة: باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم "2406" في فضائل الصحابة: باب من فضائل علي بن أبي طالب، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه""2473"، والبخاري "2942" في الجهاد: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وأبو داود "3661" في العلم: باب فضل نشر العلم، والطبراني "5877"، والبيهقي 9/106 - 107 من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، به. ورواية أبي داود مختصرة بالمرفوع منه "والله لأن يهدي الله
…
".
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/333، وفي "الفضائل""1037"، وسعيد بن منصور "2472"، والبخاري "3009"، في الجهاد: باب فضل من أسلم على يديه رجل، و"4210" في المغازي: باب غزوة خيبر، ومسلم "2406"، وسعيد بن منصور في "سننه""2482"، والنسائي في "الفضائل""46"، وفي "الخصائص""17"، وفي السير كما في "التحفة" 4/125، والطبراني "5991"، والطحاوي 3/207، والبغوي "3906"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/62 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، به. ورواية الطحاوي مختصرة.
وأخرجه بنحوه الطبراني "5950" من طريق فضيل بن سليمان، عن أبي حازم، به.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَرَسُولَهُ
6933 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مُنَيْنٍ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" فَتَطَاوَلَ الْقَوْمُ، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيٌّ"؟ فَقَالُوا: يَشْتَكِي عَيْنَهُ، فَدَعَاهُ، فَبَزَقَ فِي كَفَّيْهِ، وَمَسَحَ بِهِمَا"1" عَيْنَ عَلِيٍّ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ، ففتح الله عليه"2". [3: 8]
"1" في الأصل: بها، والتصويب من "التقاسيم" 2/ لوحة 360.
"2" إسناده قوي على شرط مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/69.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة""48"، وفي "الخصائص""18" عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ وَصْفِ مَا كَانَ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قُدَّامَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6934 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأدفعن اليومذكر وَصْفِ مَا كَانَ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قُدَّامَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6934]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: "لَأَدْفَعَنَّ الْيَوْمَ
اللِّوَاءَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ" قَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَتَطَاوَلْتُ لَهَا، فَقَالَ لِعَلِيٍّ:"قُمْ" فَدَفَعَ اللِّوَاءَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:"اذْهَبْ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ" فَمَشَى هُنَيْهَةً، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ لِلْعَزْمَةِ، فَقَالَ عَلَى: مَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا فَقَدْ عَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن الحجاج السامين فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه القطيعي في زوائده على طفضائل الصحابة" لأحمد "1056" عن جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، عن إبراهيم بن الحجاج السامين بهذا الإسناد.
وأخرجه في "الفضائل""1031"، والقطيعي فيه "1844"، وابنُ أَبِي عاصم في "السنة""1377" من طرقٍ عن حماد بن سلمة، به، وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/384 - 385، وفي "الفضائل""1030"، وابن سعد 2/110، والطيالسي "2441"، ومسلم "2405"، في "فضائل الصحابة": باب فضائل علي بن أبي طالب، وسعيد بن منصور في "سننه""2474" والنسائي في "الخصائص""19" و"20" و"21"، وابن أبي عاصم "1378"، والقطيعي "1122" من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وقد فعل
…
ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وقد
6935 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إياس بن سلمة بن الأكوعذكر إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وقد فعل
…
ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وقد
[6935]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ، وَكَانَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ وَهُوَ يَقُولُ:
وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا
…
فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَذَا"؟ قَالُوا: عَامِرٌ، قَالَ:"غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ يَا عَامِرُ"، وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ خَصَّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ، خَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ، وَهُوَ مَلِكُهُمْ، وَهُوَ يَقُولُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
…
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَنَزَلَ عَامِرٌ فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ
…
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي فَرَسِ عَامِرٍ، فَذَهَبَ لِيَسْفُلَ لَهُ فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ مِنْهَا نَفْسُهُ، وَإِذَا نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"بَلْ [لَهُ] أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ"، ثُمَّ
أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَيْتُهُ، وَهُوَ أَرْمَدُ، فَقَالَ:"لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ فَبَرَأَ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
…
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
…
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
قَالَ: فَضَرَبَهُ فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب"1". [3: 8]
"1" إسناده حين، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عكرمة بن عمار فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""62443"، والقطيعي في زوائده على "الفضائل""1094" عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" 4/283 - 285 عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد الطيالسي، به.
وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" 4/51 - 52، وفي "الفضائل""1036"، وابن سعد 2/110 - 112، وابن أبي شيبة 14/458 - 460، ومسلم "1807" في الجهاد: باب غزوة ذي قرد وغيرها، وأبو عوانة 4/261 - 264 و276 - 278 من طرق عن عكرمة بن عمار، به. وانظر الحديث رقم "3196".
وقوله: "يخطر بسيفه" أي: يرفعه مرة، ويضعه أخرى، وشاكي السلاح: تام السلاح، يقال شاكي السلاح، وشاك السلاح، وشاك في السلاح من الشوكة وهي القوة، والشوكة أيضا: السلاح، ومنه قوله تعالى:{وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} .
وقوله: "يسفل له" أي: يضربه من أسفله، وحيدرة من أسماء الأسد.
وقوله: "أوفيهم بالصاع كيل السندرة" معناه: أقتل الأعداء قتلا ذريعا، والسندرة: مكيال واسع، وقيل: هي العجلة، أي: أقتلهم عاجلا، وقيل: مأخوذ من السندرة، وهي شجرة الصنوبر يعمل منها النبل والقسي. "شرح مسلم" للنووي.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَكَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ: "فِي فَرَسِ عَامِرٍ" وَإِنَّمَا هُوَ: "فِي تُرْسِ عامر""1". [3: 8]
"1" قلت: وهي رواية من خرج الحديث غير المصنف، وكذلك رواه الطبراني والقطيعي عن أبي خليفة:"في ترس عامر" مثل رواية الجماعة.
ذِكْرُ وَصْفِ خُرُوجِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِرَايَتِهِ إِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الكفرة
…
ذِكْرُ وَصْفِ خُرُوجِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِرَايَتِهِ إِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ
6936 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَامَ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقَدْ فَارَقَكُمْ أمسِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ، وَلَا يُدْرِكُهُ الآخِرون، لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ، فَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ""2" اللَّهُ عَلَيْهِ، جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عن شماله، ما ترك
"2" تحرفت في الأصل إلى يبعث، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 361، والمصنف.
بَيْضَاءَ وَلَا صَفْرَاءَ إِلَّا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خادما "1" [3: 8] .
"1" رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هبيرة بن يريم، فقد روى له أصحاب السنن، ولم يرو عنه غير ابي إسحاق وأبي فاختة، وثقه المؤلف، وقال أحمد: لا بأس به، وقال النسائي: أرجو ألا يكون به بأسن ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه، وقد روى غير حديث منكرن وقال ابن معين: مجهول، قلت: وقد توبعن وإسماعيل بن أبي خالد لا يعلم متى سمع من أبي إسحاق –وهو السبيعي - لكن روى له مسلم في "صحيحه" من روايته عنه.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/73 - 74.
وأخرجه ابن سعد 3/38 عن عبيد الله بن موسى وعبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "2719" من طريق محمد بن الحسن المزني، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/199، و"الفضائل""1014"، والطبراني "2718" من طريق شريك بن عبد الله، وابن سعد 3/38، والطبراني "2725" من طريق الأجلح بن عبد الله، والطبراني"2717" من طريق يزيد بن عطاء، والنسائي في "الخصائص""23" من طريق يونس بن أبي إسحاق، والطبراني "2722" من طريق يزيد بن أبي أنيسة، و"2723" من طريق سفيان الثوري، و"2724" من طريق علي بن عابس، سبعتهم عن أبي إسحاق السبيعي، به. زاد الأجلح في حديثه:"ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان" وقد تفرد بهذه الزيادة، وغيره أوثق منه، وليس في حديث سفيان الثوري ذكر لقصة جبريل وميكائيل، وهو أوثق الجميع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/68 - 69 عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، قال: خطب الحسن بن علي حين قتل علي
…
فذكره. وأخرجه أحمد في "المسند" 1/199 - 200، وفي "الفضائل""922" و"1013"، وفي "الزهد" ص 133، وابن أبي شيبة 12/75 عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي....
ذِكْرُ قِتَالِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَقِتَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى تَنْزِيلِهِ
6937 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا" قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا وَلَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ"، قَالَ: وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نعله يخصفه "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. جرير: هو ابن عبد الحميد، وهو في "مسند أبي يعلى""1086".
وأخرجه النسائي في "الخصائص""156" عن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن قدامة، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه القطيعي في زوائده على "الفضائل" لأحمد "1083"، والحاكم 3/122، والبغوي "2447"، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/239 من طرق عن الأعمش، به. وضعفه ابن الجوزي بإسماعيل بن رجاء ظنا منه أنه إسماعيل بن رجاء الحمصي الذي ضعفه ابن حبان والدارقطني، وهذا وهم منه رحمه الله، فإسماعيل هذا هو الزبيدي الثقة الذي خرج له مسلم في "صحيحه"، نبه ذلك الإمام الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" ورقة 18، فقال: تكلم فيه ابن الجوزي من قبل إسماعيل فأخطأ، هذا ثقة، وإنما المضعف رجل صغير روى عن موسى بن الحصين، فهذا حديث جيد السند، قلت: وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في مختصره.
وأخرجه أحمد 3/31و33و82، والقطيعي "1071"، والحاكم 3/122 - 123 من طريق فطر بن خليفة، وابن أبي شيبة 12/64، وابن عدي في "الكامل" 7/2666 من طريق عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، كلاهما عن إسماعيل بن رجاء، به. وفي بعض الروايات جاء الحديث مختصرا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/133، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
ذِكْرُ وَصْفِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَلَى تَأْوِيلِ القرآن
6938 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، قَالَ:"ذَكَرَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا، لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ قَتَلَهُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: "إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الكعبة" "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سلم بن جنادة، فقد روى له الترمذي، وابن ماجه، وهو ثقة، وغير عمرو بن العلاء، فقد روى له البخاري تعليقا، وأبو داود في "القدر" وابن ماجة في "التفسير" وهو ثقة أيضا.
وأخرجه أحمد 1/95، والآجري في "الشريعة" ص 32 - 33 عن وكيع، بهذا الإسناد. إلا أنهما جعلاه في أوله مرفوعا بلفظ:"ويخرج قوم فيهم رجل مودن اليد، أو مثدون اليد، أو مخدج اليد ".
وأخرجه الطيالسي "166"، وعبد الرزاق "18652" و"18653"، وأحمد 1/83 و144 و155، وابن أبي شيبة 15/303 - 304، ومسلم "1066""155" في الزكاة: باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود "4763" في السنة: باب قتال الخوارج، وابن ماجة "167" في المقدمة: باب ذكر الخوارج، والنسائي في "الخصائص""187" و"188"، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 1/121و122، وفي زياداته على "الفضائل""1046"، وابن أبي عاصم في "السنة""912"، وأبو يعلى "337"، والآجري ص 32، والطبراني في "الصغير""969" و"1002"، والبيهقي 8/188 من طرق عن محمد بن سيرين، به. وبعضهم يزيد في الحديث على بعض.
مخدج اليد أو مودنها: أي: ناقص اليد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَوَارِجَ مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِلَيْهِ
6939 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يحيى حدثنا بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، وذكر بن سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ
أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَهُ أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ، فَقَالُوا: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَ أُنَاسًا إنيذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَوَارِجَ مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِلَيْهِ
[6939]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حدثنا بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، وذكر بن سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ
أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَهُ أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ، فَقَالُوا: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَ أُنَاسًا إني
لَأَعْرِفُ وَصْفَهُمْ فِي هَؤُلَاءِ: "يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فِيهِمْ أَسْوَدُ، إِحْدَى يَدَيْهِ حَلَمَةُ ثَدْيٍ"، فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه قَالَ: انْظُرُوا، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا، فَقَالَ ارْجِعُوا، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ وَجَدُوهُ فِي خَرِبَةٍ، فَأَتَوْا بِهِ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَنَا حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ أمرهم، وقول علي فيهم"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى فمن رجال مسلم. عمرو بن الحارث: هو المصري.
وأخرجه مسلم "1066""157" في الزكاة: باب التحريض على قتل الخوارج، والنسائي في "الخصائص""177"، والفسوي 3/391 - 392، والبيهقي 8/171 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالشِّفَاءِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِنْ عِلَّتِهِ
6940 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَمُحَمَّدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فَصَبِّرْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ قُلْتَ"؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ عَافِهِ، أَوِ اشْفِهِ" - شُعْبَةُ الشَّاكُّ – قَالَ: فما اشتكيتذكر دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالشِّفَاءِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِنْ عِلَّتِهِ
[6940]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَمُحَمَّدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فَصَبِّرْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ قُلْتَ"؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ عَافِهِ، أَوِ اشْفِهِ" - شُعْبَةُ الشَّاكُّ – قَالَ: فَمَا اشتكيت
وجعي ذلك بعد "1". [3: 8]
"1"رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سلمة، فقد روى له أصحاب السنن، يحتمل التحسين كما تقدم على التعليق على الحديث "6928".
بندار: لقب محمد بن بشار، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد: هو ابن جعفر.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/83 - 84 عن يحيى بن سعيد القطان بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضا في "المسند" 1/128 عن وكيع، والنسائي في "اليوم والليلة""1058" من طريق خالد بن الحارث "سقط "خالد بن الحارث"من المطبوع، واستدركته من "التحفة" 7/409" والحاكم 2/620 - 621 من طريق وهببن جرير، ثلاثتهم عن شعبة، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن عبد الله بن سلمة لم يخرجا له.
وقال الحافظ ابن حجر – فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/64 -: هذا حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في "الكبرى"، والحاكم وابن حبان، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، لا يعرف إلا من رواية عبد الله بن سلمة – بكسر اللام – وهو تابعي روى الحديث عن علي رضي الله عنه، قلت:"القائل بن حجر": وهو صدوق، ذكره البخاري في "الضعفاء""بل في "التاريخ الكبير" 5/99، و"الأوسط" 1/325".
وقال: لا يتابع على حديثه، ونقل عن شعبة عن عمرو بن مرة أنه قال في حقه: نعرف وننكر، كان قد كبر، وكأن اعتماد من صححه على تحديث شعبة به، فهو من قبيل ما يعرف ما ينكر، والعلم عند الله.
ذِكْرُ تَخْفِيفِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه الصَّدَقَةَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُمْ
6941 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِيِّ
عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَرَى دِينَارًا"؟ قُلْتُ: لَا يُطِيقُونَهُ، قَالَ:"فَكَمْ"؟ قُلْتُ: شَعِيرَةٌ، قَالَ:"إِنَّكَ لَزَهِيدٌ"، فَنَزَلَتْ:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} الآية [المجادلة 13] قَالَ: فَبِي خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ"1". [3: 8]
"1"إسناده ضعيف، علي بن علقمة الأنماري لم يرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، وضعفه العقيلي، وابن الجارود، والذهبي، وقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره المؤلف في "المجروحين" 2/109 وقال: منكر الحديث، ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه، فلا أدري منه سماعا، أو أخذ ما يروي عنه عن غيره، والذي عندي ترك الاحتجاج به، إلا فيما وافق الثقات من أصحاب علي في الروايات، ثم أعاد ذكره في "الثقات" 5/163، وقال ابن عدي: لا أرى بحديث علي بن علقمة بأسا في مقدار ما يرويه، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: إذا توبع وإلا فلين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/81 - 82، وعنه عبد الرحمن بن حميد في "المنتخب""90"، وأبو يعلى "400".=
6942 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو صَخْرَةَ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الصُّورَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِيِّ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة:12] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "يَا عَلِيُّ، مُرْهُمْ أَنْ يَتَصَدَّقُوا"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِكَمْ؟ قَالَ:"بِدِينَارٍ" قَالَ: لَا يُطِيقُونَهُ، قَالَ:"فَبِنِصْفِ دِينَارٍ" قَالَ: لَا يُطِيقُونَهُ، قَالَ:"فَبِكَمْ؟ " قَالَ: بِشَعِيرَةٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "إِنَّكَ لَزَهِيدٌ"، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [المجادلة:13]، قَالَ: فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: بِي خُفِّفَ عَنْ هذه الأمة "1".
= وأخرجه الترمذي "3300" عن سفيان بن وكيع، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/243 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن عبيد الله الأشجعي، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" 28/21 من طريق مهران، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1847 - 1848 من طريق شريك، عن عثمان بن المغيرة، به.
ومعنى قوله: "شعيرة": يعني وزن شعيرة من ذهب.
"1"إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه النسائي في "الخصائص""102" عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/481 - 482 من طريق يحيى بن المغيرة السعدي، عن جرير، عن منصور، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى قال: قال عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: عن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي: آية النجوى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} الآية، قال: كان عندي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فناجيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت، فلم يعمل بها أحد، فنزلت:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} الآية. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ كَانَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَرَحْمَتُهُ، وَقَدْ فَعَلَ
6943 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ
عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا"، قَالَ: أَمْسِكْ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه سَنَتَيْنِ، وَعُمَرَ رضي الله عنه عَشْرًا، وَعُثْمَانَ رضي الله عنه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَعَلِيٍّ رضي الله عنه سِتًّا.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: سَفِينَةُ الْقَائِلُ: أَمْسِكْ؟ قال: نعم "1". [3: 8]
"1"إسناده حسن، وهو مكرر الحديث رقم "6657".
وهو في "مسند علي بن الجعد""3446"، ومن طريق أخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة""3865".
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/220و221، وفي "الفضائل""789" و"1027"، وابنه عبد الله في زوائده على "الفضائل""790"، وابن أبي عاصم في "السنة""1181"، والطبراني في "الكبير""13" و"136" و"6442"، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/313، والحاكم 3/71 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وذكره الحاكم في الحديث قصة.
ذِكْرُ وَصْفِ تَزْوِيجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَقَدْ فَعَلَ
6944 -
أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ بِالْفُسْطَاطِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مُنَاصَحَتِي وَقِدَمِي فِي الْإِسْلَامِ، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ"؟ قَالَ: تُزَوِّجُنِي فَاطِمَةَ، قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ هَلَكْتُ وَأُهْلِكْتُ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْرَضَ عَنِّي، قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَطْلُبُ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْتَ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فقال: يا رسول الله، ذِكْرُ وَصْفِ تَزْوِيجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَقَدْ فَعَلَ
[6944]
أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ بِالْفُسْطَاطِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مُنَاصَحَتِي وَقِدَمِي فِي الْإِسْلَامِ، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ"؟ قَالَ: تُزَوِّجُنِي فَاطِمَةَ، قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ هَلَكْتُ وَأُهْلِكْتُ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْرَضَ عَنِّي، قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَطْلُبُ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْتَ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَدْ عَلِمْتَ مُنَاصَحَتِي وَقِدَمِي فِي الْإِسْلَامِ، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ"؟ قَالَ: تُزَوِّجُنِي فَاطِمَةَ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَرَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ له: إنه ينتطر أَمْرَ اللَّهِ فِيهَا، قُمْ بِنَا إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى نَأْمُرَهُ يَطْلُبُ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْنَا.
قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيَانِي وَأَنَا أُعَالِجُ فَسِيلًا لِي، فَقَالَا: إِنَّا جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَمِّكِ بِخِطْبَةٍ، قَالَ عَلِيٌّ: فَنَبَّهَانِي لِأَمْرٍ، فَقُمْتُ أَجُرُّ رِدَائِي حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ قِدَمِي فِي الْإِسْلَامِ وَمُنَاصَحَتِي، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ"؟ قُلْتُ: تُزَوِّجُنِي فَاطِمَةَ، قَالَ:"وَعِنْدَكَ شَيْءٌ" قُلْتُ: فَرَسِي وَبَدَنِي، قَالَ:"أَمَّا فَرَسُكَ، فَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ، وَأَمَّا بَدَنُكَ فَبِعْهَا" قَالَ" فَبِعْتُهَا بِأَرْبَعِ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ، فَجِئْتُ بِهَا حَتَّى وَضَعْتُهَا فِي حِجْرِهِ، فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً، فَقَالَ: "أَيْ بِلَالُ، ابْتَغِنَا بِهَا طِيبًا" وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُجَهِّزُوهَا، فَجَعَلَ لَهَا سَرِيرًا مُشْرَطًا بِالشَّرْطِ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: "إِذَا أَتَتْكَ فَلَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ"، فَجَاءَتْ مَعَ أُمِّ أَيْمَنَ حَتَّى قَعَدَتْ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ وَأَنَا فِي جَانِبٍ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "هَا هُنَا أَخِي"؟ قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: أَخُوكَ وَقَدْ زَوَّجْتَهُ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَقَالَ لِفَاطِمَةَ: "إِيتِينِي بِمَاءٍ" فَقَامَتْ إِلَى قَعْبٍ فِي الْبَيْتِ، فَأَتَتْ فِيهِ بِمَاءٍ، فَأَخَذَهُ صلى الله عليه وسلم وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا:" تَقَدَّمِي" فَتَقَدَّمَتْ، فَنَضَحَ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا وَعَلَى رَأْسِهَا، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لَهَا: "أَدْبِرِي"، فَأَدْبَرَتْ، فَصَبَّ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِيتُونِي بِمَاءٍ"، قَالَ عَلِيٌّ: فَعَلِمْتُ الَّذِي يُرِيدُ، فَقُمْتُ، فَمَلَأْتُ الْقَعْبَ مَاءً، وَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَأَخَذَهُ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: "تَقَدَّمْ"، فَصَبَّ عَلَى رَأْسِي وَبَيْنَ ثَدْيَيَّ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ثُمَّ قَالَ: "أَدْبِرْ" فَأَدْبَرْتُ، فَصَبَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، وَقَالَ "اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: "ادْخُلْ بأهلك، بسم الله والبركة " 1". [3: 8]
"1"إسناد ضعيف، يحيى بن يعلى الأسلمي قال عبد الله الدورقي عن ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: كوفي وهو في جملة الشيعة، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي، وذكره المؤلف في المجروحين 3/120121، وقال: روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات، فلست أدري وقع ذلك منه أو من أبي نعيم، لأن أبا نعيم ضرار بن صرد سيء الحفظ كثير الخطأ، فلا يتهيأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا دون الآخر، ووجب التنكب عما رويا جملة وترك الاحتجاج بهما على كل حال.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/"1021" عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن الحسن بن حماد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/205 - 206 وقال: رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف.
وجاء فيهامش أصل "موارد الظمآن""2225" عند هذا الحديث ما نصه: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: قلت: يحيى بن يعلى هذا ضعفه أبو حاتم الرازي وغيره، وقال ابن معين: ليس بشيء، والحديث ظاهر عليه الافتعال. وقال الحافظ ابن حجر أيضا في "تهذيب التهذيب" 11/403 في ترجمة يحيى بن يعلى الأسلمي: وأخرج له ابن حبان في "صحيحه" حديثا طويلا في تزويج فاطمة فيه نكارة.
وأخرجه بنحوه البزار "" من طريق بشار بن محمد، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن أنس.
قال الهيثمي 9/207: وفيه محمد بن ثابت بن أسلم، وهو ضعيف.
والبدن: الدرع من الزرد، وقيل: هي القصيرة منها.
والقعب: القدح الضخم.
ذِكْرُ مَا أَعْطَى عَلِيٌّ رضي الله عنه فِي صَدَاقِ فَاطِمَةَ
6945 -
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَعْطِهَا شَيْئًا " قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ:"فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟ ""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الحسن بن حماد فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وسماع عبدة بن سليمان – وهو أبو محمد الكوفي - من سعيد بن أبي عروبة قديم. وهو في "مسند أبي يعلى""2439".
وأخرجه أبو داود "2125" في النكاح: باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقذها شيئا، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/161 عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، والنسائي 6/130 في النكاح: باب تحلة الخلوة، عن هارون بن إسحاق، كلاهما عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود "2127" من طريق غيلان بن أنس، والطبراني "12000" من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن عكرمة، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود "2126" من طرق غيلان بن أنس، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن عليا لما تزوج فاطمة
…
فذكره.
وأخرجه النسائي 6/129 - 130، والبيهقي 7/252 من طريق هشام بن عبد الملك، عن حماد – وهو ابن سلمة – عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي. فجعله حماد من "مسند علي".
وأخرجه أحمد 1/80، وابن سعد 8/20 والبيهقي 7/234 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن نجيح، عن أبيه، عن رجل قد سماه، سمع عليا
…
فذكره.
ذِكْرُ وَصْفِ الدِّرْعِ الْحُطَمِيَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا
6946 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَاضِي سَمَرَقَنْدَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: مَا اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ إلا ببدن من حديد "1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند - وإن ضعف كما تقدم في الحديث رقم "6302" - متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير أحمد بن منصور فقد وثقه المؤلف، وقال أبو حاتم: صدوق، وروى عنه جمع، وأخطأ الحافظ فرمز له في "التقريب" بحرف "م" الذي يرمز إلى مسلم فإنه خرج له خارج الصحيح ولم يخرج له فيه، وقد صرح ابن جرير بالسماع من عمرو عند البيهقي.
وأخرجه البيهقي 7/234 من طريق عبد الله بن المبارك، أنبأنا ابن جريج، عن عمرو بن دينار أخبره، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/20 من طريق محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار، عن عكرمة مرسلا.
والبدن: هي الدرع كما تقدم.
ذِكْرُ وَصْفِ مَا جُهِّزَتْ بِهِ فَاطِمَةُ حِينَ زُفَّتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما
6947 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلَّالُ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ"1" بْنُ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ "2"
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي خَمِيلَةٍ وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ "3". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْخَمِيلَةُ: قَطِيفَةٌ بيضاء من الصوف"4"، وصريفين: قرية بواسط.
"1"تحرف في الأصل و"التقاسيم" 2/365 إلى: سعد.
"2" قوله: "عن أبيه" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
"3" إسناده جيد. شعيب بن أيوب روى له أبو داود، ووثقه الدارقطني والمؤلف، والحاكم، وزائدة: هو ابن قدامة، وسماعه من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، نص عليه الطبراني فيما ذكره الحافظ بن حجر في "تهذيب التهذيب" 7/207.
وأخرجه أحمد 1/83، والنسائي 6/135 في النكاح: باب جهاز الرجل ابنته، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1194"، والحاكم 2/185، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/161 من طريقين عن زائدة، به، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/104و106 من طريق حماد، وابن ماجة بنحوه "4152" في الزهد: باب ضجاع آل محمد صلى الله عليه وسلم، من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عطاء بن السائب، به.
"4"في "النهاية": الخميلة: القطيفة، وهي كل ثوب له خمل من أي شيء كان.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا قَالَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عِنْدَ خِطْبَتِهِمَا إِلَيْهِ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ عِنْدَ إِعْرَاضِهِ عَنْهُمَا فِيهِ
6948 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ بِنَسَا، حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَاطِمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا صَغِيرَةٌ"، فخطبها علي، فزوجها منه"2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحسين بن واقد، فمن رجال مسلم. ابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي في "سننه" 6/62 في النكاح: باب تزوج المرأة مثلها في السن، وفي "الخصائص""123" عن الحسين بن حريث، بهذا الإسناد.
وأخرجه القطيعي في زوائده على "الفضائل" لأحمد "1051" من طريق علي بن خشرم المروزي، عن الفضل بن موسى، به.
وأخرجه الحاكم 2/167 - 168 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
قلت: وذكر الروياني فيما نقله عنه النووي في "روضة الطالبين" 7/83: أن الشيخ لا يكون كفءا للشابة على الأصح، وأن الجاهل ليس كفءا للعالمة.
ذكر إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
6949 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا"1" فِي الجنة""2". [3: 8]
"1"في الأصل: مرضعتان، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 363.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص بن عمر الحوضي متابع أبو الوليد الطيالسي من رجال البخاري.
وأخرجه البخاري "1382" في الجنائز: باب ما قيل في أولاد المسلمين عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/284 و300 و302، والطيالسي "729"، والبخاري "3255"، في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، و"6195" في الأدب: باب من سمى بأسماء الأنبياء، والحاكم 4/438، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/430 - 431 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 4/283 و289، والبيهقي في "السنن" 4/9 من طريق الشعبي، وعبد الرزاق "14013"، وأحمد 4/289 و297 و304 من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح، كلاهما عن البراء.
ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ
6950 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَالْأَشَجُّ، قالا: حدثنا بن عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ" مَا رَأَيْتُ أحدا أرحم بالعيال منذكر مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ
[6950]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَالْأَشَجُّ، قَالَا: حدثنا بن عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ" مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْحَمُ بِالْعِيَالِ مِنْ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ مُسْتَرْضِعًا فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا، فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ وَيَرْجِعُ، قَالَ عَمْرٌو"1": فَلَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ ابْنِي إِبْرَاهِيمَ كَانَ"2" فِي الثَّدْيِ، وَإِنَّ لَهُ ظِئْرَيْنِ"3" تُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ في الجنة " 4". [3: 8]
"1"في الأصل: عمر، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 363، وعمرو هذا: هو الراوي عن أنس.
"2" كذا الأصل و"التقاسيم": كان، وفي "صحيح مسلم" و"المسند": مات.
"3" كذا الأصل و"التقاسيم": ظئران، والجادة ما أثبت كما في "صحيح مسلم" و"المسند".
"4" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن سعيد –وهو أبو سعيد البصري - فمن رجال مسلم. الأشج: هو بكير بن عبد الله، وابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وأيوب: هو ابن أبي تيمية السختياني.
وأخرجه أحمد 3/112 عن سفيان بن عيينة، ومسلم "2316" في الفضائل: باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك، عن زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير، ثلاثتهم عن ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون القسم المرفوع منه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 65 من طريقين عن أيوب، به.
ذِكْرُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وقد فعل
…
ذِكْرُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ عَنْهَا وَقَدْ فَعَلَ
6951 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن قتادة، ذِكْرُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وقد فعل
…
ذِكْرُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ عَنْهَا وَقَدْ فَعَلَ
[6951]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن قتادة،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَاءٍ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وآسية امرأة فرعون"" 1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين عند المصنف برقم "7003" من طريقين عن عبد الرزاق، بلفظ: "حسبك من نساء العامين
…
".
وأخرجه بلفظ المؤلف الطبراني 22/"1004" من طريق أبي جعفر الرازي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك. وأبو جعفر الرازي سيء الحفظ.
وفي الباب عن ابن عباس، وسيأتي عند المؤلف برقم "7010"، بلفظ "أفضل نساء أهل الجنة
…
".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَاطِمَةَ تَكُونُ فِي الْجَنَّةِ سَيِّدَةَ النِّسَاءِ فِيهَا خَلَا مَرْيَمَ
6952 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُكِ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَبَكَيْتِ، ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ الثَّانِيَةَ فَضَحِكْتِ، قَالَتْ: أَكْبَبْتُ عَلَيْهِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَكْبَبْتُ عَلَيْهِ الثَّانِيَةَ، فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ، وَأَنِّي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مريم بنت عمران، فضحكت"2". [3: 8]
"2" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو – وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ – وهو صدوق روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، واحتج به أصحاب السنن. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/126، ومن طريق أخرجه الطبراني 22/"1034".
وأخرجه الطبراني 22/"1034" من طريق منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة""261" عن محمد بن بشار، عن عبد الوهاب الثقفي، عن محمد بن عمرو، به
ذكر إخبار المصطفى فَاطِمَةَ أَنَّهَا أَوَّلُ لَاحِقٍ بِهِ مِنْ أَهْلِهِ بعد وفاته
…
ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ أَنَّهَا أَوَّلُ لَاحِقٍ بِهِ مِنْ أَهْلِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ
6953 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ"1" بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ
عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلَامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا، وَقَبَّلَهَا، وَرَحَّبَ بِهَا، وَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا، قَامَتْ إِلَيْهِ، فَقَبَّلَتْهُ، وَأَخَذَتْ بِيَدِهِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَأَسَرَّ إِلَيْهَا، فَبَكَتْ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا فَضَحِكَتْ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ فَضْلًا عَلَى النَّاسِ، فَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ بَيْنَا هِيَ تَبْكِي إِذَا هِيَ تَضْحَكُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيَّ، فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أهله لحوقا به،
"1"تحرف في الأصل إلى عمر، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 356.
فضحكت"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، محمد بن الصباح – وهو الجَرجَرائي - صدوق وقد توبع، وباقي السند ثقات من رجال الصحيح غير ميسرة بن حبيب، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي، وقال أبو داود: معروف، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وأخرجه أبو داود "5217" في الأدب: باب ما جاء في القيام، والترمذي "3872" في المناقب: باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، والنسائي في "فضائل الصحابة""264"، وفي "عشرة النساء""355"، والطبراني 22/"1038"، والحاكم 4/272 - 273، والبيهقي 7/101 من طرق عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. رواية الطبراني مختصرة جدا، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!.
وأخرجه النسائي في "عشرة النساء""354" من طريق النضر بن شميل، عن إسرائيل، به.
وأخرج القسم الأخير منه بنحوه البخاري "3623" و"3624" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"6285" في الاستئذان: باب من ناجى بين يدي الناس ولم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به، ومسلم "2450""98" و"99" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، والنسائي في "الفضائل""263"، وابن ماجة "1621" في الجنائز: باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه عن عائشة
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
6954 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَعَا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فيذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه عن عائشة
…
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
[6954]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي
وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَضَحِكَتْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ بَعْدَهُ، فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي مَرَضِهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فأخبرني أني أول أهله لحوقا به، فضحكت"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن محمد الزبيري، فمن رجال البخاري،. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أحمد في "المسند" 6/77 و240 و282، وفي "الفضائل""1322"، والبخاري "3625" و"3626" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"3715" و"3716" في فضائل الصحابة: باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم، و"4433" في المغازي: باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم "2350""97" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، والنسائي في "الفضائل""262"، والطبراني 22/"1037"، والبغوي "3959" من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ زَجْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْكِحَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَتِهِ
6955 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يَنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيًّا عَلَى ابْنَتِي، فَلَا آذَنُ، ثُمَّ لَا آذَنُ، إِلَّا أَنْ يحب علي أن يطلق ابنتي،ذِكْرُ زَجْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْكِحَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَتِهِ
[6955]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يَنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيًّا عَلَى ابْنَتِي، فَلَا آذَنُ، ثُمَّ لَا آذَنُ، إِلَّا أَنْ يُحِبَّ عَلِيٌّ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي،
وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي ما رابها، ويؤذيني ما آذاها" "1". [3: 8]
"1" إسناد صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه البخاري "5278" في الطلاق: باب الشقاق، وهل يشير بالخلع عند الضرورة؟، والبيهقي 7/308 عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
إلا أن رواية البخاري مختصرة جدا ونصها: "إن بني المغيرة استأذنوا في أن ينكح علي ابنتهم، فلا آذن"، ولم يذكر البيهقي في حديثه قوله:"يريبني ما رابها".
وأخرجه بطوله أحمد في "المسند" 4/328، وفي "الفضائل""1328"، والبخاري "5230" في النكاح: باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف، ومسلم "2449" "93" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، وأبو داود "2071" في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي "3867" في المناقب: باب فضل فاطمة، والنسائي في "الفضائل""265"، وابن ماجه "1998" في النكاح: باب الغيرة، والطبراني 22/"1010"، والبيهقي 7/307 و10/288 - 289، والبغوي "3958" من طرق عن الليث، به. ورواية النسائي والطبراني مختصرة، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري "3714" في فضائل الصحابة: باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و"3767": باب مناقب فاطمة، ومسلم "2449""94"، والنسائي في "الفضائل""266"، والطبراني 22/1012، والبغوي "3957" من طريق عمرو بن دينار، والطبراني 22/"1011" من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن ابن أبي مليكة، به، مختصرا، ولفظه:"فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني"، ولفظه عند مسلم في حديثه:"يؤذيني ما آذاها"، ولفظه عند الطبراني من حديث ابن لهيعة:"إنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْفِعْلَ لَوْ فَعَلَهُ عَلِيٌّ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا وَإِنَّمَا كَرِهَهُ صلى الله عليه وسلم تَعْظِيمًا لِفَاطِمَةَ لَا تَحْرِيمًا لِهَذَا الْفِعْلِ
6956 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ كالْمُحْتَلِمِ، فَقَالَ:"إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا" وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ، فَأَحْسَنَ، قَالَ:"حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ مكانا واحدا أبدا""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، الوليد بن كثير: هو المخزومي أبو محمد المدني، وعلي بن الحسين: هو عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، زين العابدين.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/326، وفي "الفضائل""1335"، والبخاري "3110" في فرض الخمس: باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم، وعصاه وسيفه
…
، ومسلم "2449" "95" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، وأبو داود "2069" في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والنسائي في "الفضائل""267"، والطبراني20/"20" من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بهذا الإسناد. وكلهم ذكر في الحديث قصة غير النسائي، فالرواية عنده مختصرة جدا، ولفظه:"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يخطب، وأنا يومئذ محتلم: "إن فاطمة مني".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لَمَّا بَلَغَهُ هَذَا الْقَوْلُ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمْسَكَ عَنْ خِطْبَتِهِ تِلْكَ
6957 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ أَخْبَرَهُ
أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ، فَأَتَتْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ الْمِسْوَرُ: فَشَهِدْتُهُ صلى الله عليه وسلم حِينَ تَشَهَّدَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدَ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ ابْنَتِي، فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضعة مِنِّي، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ عِنْدَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ" فَأَمْسَكَ عَلِيٌّ عَنِ الخطبة"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، عبيد الله بن أبي زياد لم عنه غير ابن ابنه الحجاج بن أبي منيع، ووثقه المؤلف، وعده الدارقطني من ثقات أصحاب الزهري، وقال محمد بن يحيى الذهلي في ترجمة عبيد الله بن أبي زياد الرصافي: لم أعلم له راويا غير ابن ابنه، يقال له: حجاج بن أبي منيع، أخرج إلي جزءا من أحاديث الزهري، فنظرت فيها، فوجدتها صحاحا، فلم أكتب منها إلا يسيرا، وقال الذهبي: مقارب الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، روى له البخاري تعليقا، وقد توبع، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين، غير حجاج، فقد روى له البخاري تعليقا، وهو ثقة، وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 334/1.
وأخرجه الطبراني 20/"18" عن أبي أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، عن حجاج بن أبي منيع الرصافي، بهذا الإسناد. وزاد فيه بعد قوله "بضعة مني":"وأنا أكره أ، تفتنوها".
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/326، وفي "الفضائل""1329"، والبخاري "3729" في فضائل الصحابة: باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2449" "96" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، وابن ماجه "1999" في النكاح: باب الغيرة، والطبراني 20/"19"، والبيهقي 7/308 من طريقين عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/326، وفي "الفضائل""1334"، ومسلم "2449""96"، والطبراني 20/"21" من طريق النعمان بن راشد، والطبراني في "مسند الشاميين" كما في تغليق التعليق" 2/368_369 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1330"، وأبو داود "2070" في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، وعن أيوب عن ابن أبي مليكة أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل
…
فذكره بنحوه.
ذِكْرُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
6958 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ذِكْرُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
[6958]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قُلْنَا: حَرْبًا، قَالَ:"لَا، بَلْ هُوَ حَسَنٌ" فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قُلْنَا: حَرْبًا، قَالَ:"بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ" فَلَمَّا وُلِدَ لِي الثَّالِثُ، سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " فَقُلْنَا: سَمَّيْنَاهُ حَرْبًا، قَالَ:"بَلْ هُوَ مُحْسِنٌ" ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا سَمَّيْتُهُمْ بِوَلَدِ هارون شَبَّر وشَِبِّير ومُشَبِّر""1". [3: 8]
"1" إسناده حسن، هانئ بن هانئ لم يرو عن غير علي، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال: وكان يتشيع، وقال ابن المديني: مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: هانئ بن هانئ لا يعرف، وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه البزار "1997" عن يوسف بن موسى، والحاكم 3/165 عن سعيد بن مسعود، كلاهما عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وفي رواية البزار:"جبر وجبير ومجبر".
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/98 و118، وفي "الفضائل""1365"، والطبراني "2773"، والحاكم 3/180 من طرق عن إسرائيل، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/52 ونسبه أحمد والبزار والطبراني، وقال: رجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ وهو ثقة! =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني "2774" من طريق زكريا بن أبي زائدة، و"2776" من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، وأخرجه الحاكم 3/168 من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر يوسف بن إسحاق في حديثه أولاد هارون.
وأخرجه الطيالسي "129"، ومن طريقه البزار "1998" عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. إلا أنه لم يذكر في حديثه الولد الثالث ولا أولاد هارون، وزاد فيه أن عليا قال: كنت أحب أن أكتني بأبي حرب.
وأخرجه الطبراني "2777" من طريق يحيى بن عيسى الرملي التميمي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي
…
فذكره بطوله، إلا أنه لم يذكر فيه محسنا ومشبرا، وسالم يدلس ويرسلن ولم يصرح هنا بالسماع.
وأخرج المرفوع منه، وهو قوله:"إني سميت ابني هذين حسنا وحسينا، بأسماء ابني هارون شبرا شبيرا" أحمد في "الفضائل""1367" عن وكيع، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم
…
وهذا أصح.
قلت: وقد جاء في التسمية سبب آخر، فقد روى أحمد 1/159، وأبو يعلى "498"، والطبراني "2780"، والبزار "1996" من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي وهو ابن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب أنه سمى ابنه الأكبر حمزة، وسمى حسينا بعمه جعفر، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فلما أتى قال:"غيرت اسم ابني هذي"، قلت: الله ورسوله أعلم، فسمى حسنا وحسينا. قال الهيثمي في "المجمع" 8/52 بعد أن نسبه غليهم جميعا: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، حديثه حسن، وباقي رجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سِبْطَيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَكُونَانِ فِي الْجَنَّةِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَا خَلَا ابْنَيِ الْخَالَةِ
6959 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف، حدثنا زيادذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ سِبْطَيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَكُونَانِ فِي الْجَنَّةِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَا خَلَا ابْنَيِ الْخَالَةِ
[6959]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف، حدثنا زياد
بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعم، حَدَّثَنِي أَبِي،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا ابْنَيِ الخالة: عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا""1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، والحكم بن عبد الرحمن وثقه المؤلف، ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ضعيف، روى له النسائي، وقد توبع، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني "2610"، ويعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/644، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"2/393، والخطيب البغدادي في تاريخه4/208، وأبو نعيم في الحلية 5/71، والحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 7/110 من طرق عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في المناقب كما في "التحفة" 3/390 من طريق مروان بن معاوية الفزاري والحاكم 3/166 - 167 من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، كلاهما عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، به.
قال الحاكم: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم بخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: الحكم فيه لين.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3/3، وفي "الفضائل""1384"، والطبراني"2611"، والخطيب 11/90 من طريق يزيد بن مردانية، وأحمد في "المسند" 3/62 و64 و82 وفي "الفضائل""1360" و"1368"، والترمذي "3768" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، وابن أبي شيبة 12/ 96، وأبو يعلى "5/71" من طريق يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي نعيم، به. مختصرا بلفظ:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مختصرا كذلك الطبراني "2614" من طريق عطاء بن يسار، و"2615" من طريق عطية العوفي، كلاهما عن أبي سعيد.
ويشهد لقوله: "الحسن والحسين شباب أهل الجنة" حديث حذيفة وهو الآتي عند المصنف، وحديث عبد الله بن مسعود عند الحاكم 3/167 وصححه، ووافقه الذهبي، وحديث أسامة بن زيد عند الطبراني "2618"، وعن قرة بن إياس عند الطبراني "2617"، وغيرهم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَلَكَ بَشَّرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الَّذِي وَصَفْنَا
6960 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ"1" مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ:"عَرَضَ لِي مَلَكٌ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَبَشَّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجنة""2". [3: 8]
"1"تحرفت في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة إلى: بن.
"2" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ميسرة – وهو ابن حبيب – النهدي، وهو ثقة روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن ماجة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/96، وقد تحرف فيه "المنهال" إلى: النعمان.
وأخرجه النسائي في "الفضائل""260" عن القاسم بن زكريا، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وفيه قصة، وزاد في آخره:"وأن فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة".
وأخرجه كذلك أحمد 5/391 - 392، والنسائي في "الفضائل""193" من طريق حسين بن محمد، والترمذي "3781" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، والطبراني "2607" من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ولحاكم 3/381 من طريق محمد بن بكر، ثلاثتهم عن إسرائيل، به. ورواية الطبراني مثل حديث الباب، وفي رواية الحاكم أن الملك هو جبريل ولفظ روايته مرفوعا:"أتاني جبريل فقال: إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" وصححه الذهبي في "تلخيصه"، وحسنه الترمذي.
وأخرجه الخطيب البغدادي 6/372 - 373 من طريق حسين بن محمد، عن إسرائيل، به مختصرا بلفظ:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
وأخرجه الطبراني "2606" من طريق قيس بن الربيع، عن ميسرة بن حبيب، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، بمثل حديث الباب.
وأخرجه بنحوه الطبراني أيضا "2609" من طريق أبي عمرة الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن قيس بن أبي حازم، عن حذيفة بن اليمان. وأبو عمرة الأشجعي قال الهيثمي 9/183: لم أعرفه، وبقية رجال ثقات.
وأخرجه الطبراني "2608" من طريق عند الله بن عامر الهاشمي، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر، عن حذ a يفة قال: رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور يوما من الأيام، فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك تباشير السرور؟ قال: "وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل عليه السلام فبشرني
…
" فذكره، قال الهيثمي 9/183: وفيه عبد الله بن عامر أبو الأسود الهاشمي ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي عاصم ابن بهدلة خلاف.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالرَّحْمَةِ
6961 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَالُ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي، فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى، ثم يقول:"اللهم إني أرحمهما فارحمهما""1". [3: 8]
"1" حديث صحيح، الحارث بن سريج النقال روى عنه جمع، ووثقه المؤلف 8/183، وهو وإن تكلم فيه بعضهم كما في "تاريخ بغداد" 8/209 - 211، و"اللسان" 2/149 - 151 قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه أحمد 5/205، وابن سعد 4/62، والبخاري "6003" في الأدب: باب وضع الصبي على الفخذ، عن عارم بن الفضل، عن مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي تميمة –وهو طريف بن مجالد الهجيمي - عن أبي عثمان النهدي، به. فأدخل سليمان التيمي بينه وبين أبي عثمان النهدي أبا تميمة، وهذا من المزيد المتصل الأسانيد.
وأخرجه البخاري "3735" في فضائل الصحابة: ذكر أسامة بن زيد، ومن طريقه البغوي "3940" عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه البخاري "3747"ك باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، عن مسدد بن مسرهد، وابن سعد 4/62 عن عارم بن الفضل، ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان، عن أبيهن عن أبي عثمان "عند البخاري: حدثنا أبو عثمان"، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن ويقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما". وأخرجه بمثل هذا اللفظ أحمد في "المسند" 5/210، وفي "الفضائل" "1352" عن يحيى بن سعيد، وابن سعد 4/62، والطبراني "2642" من طريق هوذة بن خليفة، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، به.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْمَحَبَّةِ
"1"
6962 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَامِلًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إني أحبه فأحبه" "2". [3: 8]
"1" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 368: بالجنة، والمثبت من هامش "التقاسيم"، وانظر عنوان الحديث رقم "6967".
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""86" عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/283 - 284، وفي "الفضائل""1353" و"1388"، وابن أبي شيبة 12/101، والبخاري "3749" في فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومسلم "2422" في فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي "3783" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، والنسائي في "الفضائل""60"، والطبراني "2582"، والبيهقي 10/233، والبغوي "3932" من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود الطيالسي "732"، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/35 عن شعبة، به. ولفظه:"من أحبني فليحبه". وأخرجه الطبراني "2583" من طريق فضيل بن مرزق، و"2584" من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن عدي بن ثابت، به. زاد فضيل في حديثه:"وأحب من أحبه".
وأخرجه الترمذي "3782" من طريق أبي أسامة، عن فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر حسنا وحسينا، فقال:"اللهم إني أحبهما فأحبهما"، وقال: حسن صحيح، وحديث شعبة أصح من حديث الفضيل بن مرزوق.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمُحِبِّي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا
6963 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، فَقَالَ"1": "ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ"، فَجَاءَ الْحَسَنُ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ الشِّحَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَأَخَذَهُ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما قال "2". [3: 8]
"1" في رواية البخاري "فقال: أين لكع؟ ثلاثا. ادع
…
"
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "5884" في اللباس: باب السخاب للصبيان، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/331، والبغوي "3933 عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن ورقاء بن عمر، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/249، وفي الفضائل "1349"، والحميدي "1043"، والبخاري "2122" في البيوع: باب ما ذكر في الأسواق، ومسلم "2421""56"و"57" في فضائل الصحابة: باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، والنسائي في "الفضائل""61"، وابن ماجة "142" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، من طرق عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي يزيد، به. والرواية عندهم مختصرة غير الحميدي والبخاري وإحدى روايتي مسلم، أنه قال للحسن:"اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه".
قال أبوحاتم: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالشِّينِ والحاء، وإنما هو "السخاب" بالسين والخاء"1".
"1"في "النهاية" 2/349: السخاب: خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري، وقيل: هو قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء.
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّهُ رَيْحَانَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا
6964 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا، وَكَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَكَانَ كُلَّمَا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَثَبَ عَلَى رَقَبَتِهِ وَظَهْرِهِ، فَيَرْفَعُ"2" النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ رَفَعًا رَقِيقًا حَتَّى يَضَعَهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَصْنَعُ بِهَذَا الْغُلَامِ شيئا ما رأيناك تصنعه
"2"في الأصل: فرفع، وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/368.
بِأَحَدٍ، فَقَالَ:"إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ به بين فئتين من المسلمين""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مبارك بن فضالة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وعلق له البخاري، وهو ثقة، وصرح بالتحديث عند أبي نعيم، وفي رواية عند أحمد.
وأخرجه الطبراني "2591" عن أبي خليفة الفضل بن حباب، بهذا الإسناد. وقرن بأبي خليفة محمد بن محمد التمار البصري.
وأخرجه البزار "2639" عن أحمد بن منصور، وأبو نعيم في "الحلية" 2/35 من طريق يوسف القاضي، كلاهما عن أبي الوليد، به. وليس في رواية البزار: "إن ابني هذا سيد
…
إلخ".
وأخرجه أحمد 5/44 عن هاشم بن القاسم، و5/51 عن عفان، كلاهما عن مبارك بن فضالة، به.
وأخرجه الطبراني "2594" من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/175، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة، وقد وثق.
وأخرجه بنحوه أحمد 5/49، وأبو داود "4662" في السنة: باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، والنسائي في "اليوم والليلة""251" من طريق علي بن يزيد، وأخرجه أحمد 5/37 - 38، والبخاري "2704" في الصلح: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما: "ابني هذا سيد
…
"، و"3629" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"3746" في فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، و"7109" في الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: "إن ابني هذا لسيد
…
"، والنسائي 3/107 في الجمعة: باب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر، وفي "الفضائل" "63"، والطبراني "2590" من طريق أبي موسى إسرائيل بن موسى، وأخرجه أبو داود "4662"، والترمذي "3773" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، والطبراني "2953" من طريق الأشعث، والطبراني "2592" من طريق يونس ومنصور، كلهم عن الحسن، عن أبي بكرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين"، هذا لفظ البخاري، وصرح الحسن عند غير واحد بالسماع من أبي بكرة، وذكر بعضهم في الحديث قصة.
ذِكْرُ تَقْبِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى سُرَّتِهِ
6965 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَلَقِينَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ: اكْشِفْ لِي عَنْ بَطْنِكَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ حَتَّى أُقَبِّلَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُهُ، قَالَ: فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ"1". [3: 8] وَلَوْ كَانَتْ مِنَ العورة ما كشفها.
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمير بن إسحاق، فقد روى عن جمع كبير من الصحابة، وروى عنه ابن عون وغيره من البصريين فيما قاله ابن سعد في "الطبقات" 7/220، ووثقه المؤلف، وابن معين في رواية عثمان الدارمي عنه، وقال في رواية عباس عنه: لا يساوي حديثه شيئا، لكن يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس، وروى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي. ابن عون هو عبد الله بن عون بن أرطبان الفقيه.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/255 و427 و488 و493، وفي فضائل" "1375"، والطبراني "2580" و"2764"، والحاكم 3/168، والبيهقي 2/232 من طرق عن ابن عون، بهذا الإسناد، إلا أنه وقع في رواية الحاكم من طريق أزهر السمان، عن ابن عون، عن محمد، فصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! ظنا منهما أن محمدا هو ابن سيرين، والصواب أنه "أبو محمد" وهي كنية عمير بن إسحاق، وقد رواه البيهقي على الصواب من طريق أزهر السمان، فقال: "عن عمير بن إسحاق".
وأخرجه البيهقي2/232 من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن أبي سلمة - وهو موسى بن إسماعيل التبوذكي - عن حماد بن سلمة، أنبأنا ابن عون عن محمد – وهو ابن سيرين - أن أبا هريرة
…
فذكره. ثم قال البيهقي: كذا قال: عن حماد، وقال غيره: عن حماد، عن ابن عون، عن أبي محمد – وهو عمير بن إسحاق.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/177 ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: رجالهما رجال الصحيح، غير عمير بن إسحاق، وهو ثقة.
تنبيه: تقدم هذا الحديث برقم "5593" من طريق شريك عن ابن عون، وكنت قد قصرت هناك في تخريجه، فيستدرك من هذا الموضع، والله يتولانا بالتوفيق والتسديد.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6966 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ"1" بْنِ سَابِطٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ
"1"تحرف في "الأصل" إلى: عبد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 368.
أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ" فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقوله"1". [3: 8]
"1"الربيع بن سعيد – ويقال: سعد – الجعفي روى عنه جمع، ووثقه المؤلف 6/297، وقال ابن أبي حاتم 3/462: سألت أبي عنه فقال: لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه اختلف في سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر بن عبد الله، فقال ابن عباس الدوري عن ابن معين – فيما نقله ابن أبي حاتم في "المراسيل" "459" -: عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من جابر، وهو مرسل، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/240: عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله متصل، وقال ابن حجر في "الإصابة" 3/149: إن عبد الرحمن بن سابط أدرك جابرا وأبا أمامة. وهو في "مسند أبي يعلى""1874".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/187 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، غير الربيع بن سعد – وفيل: ابن سعيد - وهو ثقة.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1372" عن وكيع، عن ربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سابط، قال: دخل حسين بن علي المسجد، فقال: جابر بن عبد الله: "من أحب أن ينظر إلى سيد شباب الجنة فلينظر إلى هذا " سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر دعاء المصطفى للحسين بن علي بالمحبة
…
ذكر دعاء المصطفى الله صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بِالْمَحَبَّةِ
6967 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ"2" بْنُ أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالُ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ
"2" في الأصل: "موسى" وهو خطأ.
أَخْبَرَنِي أَبِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: طَرَقْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ لِبَعْضِ الْحَاجَةِ، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى فَخِذَيْهِ فَقَالَ: "هَذَانِ"1" ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أحبهما، فأحبهما""2". [3: 8]
"1"في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 369: إن هذان، والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة" وغيره.
"2" إسناده ضعيف، موسي بن يعقوب الزمعي سيِّئ الحفظ، وعبد الله بن أبي بكر بن زيد مجهول، ومسلم بن أبي سهل ذكره المؤلف في "الثقات" 7/444، وقال ابن المديني: مجهول، وهو في "مصنف بن أبي شيبة" 12/97 - 98.
وأخرجه من طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 6/54 - 55.
وأخرجه الترمذي "3769" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، عن سفيان بن وكيع وعبد الحميد، والنسائي في "الخصائص""139" عن القاسم بن زكريا بن دينار، ثلاثتهم عن خالد بن مخلد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن عريب!
وعلق طرفا منه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/287 عن عبد الرحمن بن شيبة، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن مسلم بن أبي سهل النبال، به.
قال علي ابن المديني عن حديث الحسن بن أسامة هذا كما في "التهذيب": حديث مديني، رواه شيخ ضعيف منكر الحديث يقال له: موسى بن يعقوب الزمعي، من ولد عبد الله بن زمعة، عن رجل مجهول، عن آخر مجهول.
وقال الذهبي في"السير" 3/252 بعد إيراده هذا الحديث: تفرد به عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر المدني، عن مسلم بن أبي سهل النبال، عن الحسن بن أسامة، عن أبيه، ولم يروه غير موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله، فهذا مما ينتقد تحسينه على الترمذي.
وقوله: "اللهم إني أحبهما فأحبهما" صح عن أسامة من غير هذا الطريق، انظر الحديث رقم "6961".
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا حُرِمَ أَوْلَادُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الدُّنْيَا
6968 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: بَلَغَ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ بِمَالٍ لَهُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَحِقَهُ عَلَى مَسِيرَةِ"1" يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَبَيْعَتُهُمْ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ، فَأَبَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَيَّرَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ، وَلَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا، وَإِنَّكَ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَذَلِكَ يُرِيدُ مِنْكُمْ"2"، فَأَبَى، فَاعْتَنَقَهُ ابن عمر، وقال: أستودعك الله، والسلام"3". [3: 8]
"1"في الأصل بعد قوله "مسيرة" زيادة: شهر، وهو خطأ، ولم ترد في "التقاسيم".
"2" في الأصل: يريده بكم، والمثبت من "التقاسيم".
"3" رجاله ثقات رجال الصحيح، غير يحيى بن إسماعيل بن سالم، فقد وثقه المؤلف 7/610، وروى عنه جمع، وأورده ابن أبي حاتم 9/126 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. وأخرجه البزار "2643" عن إسماعيل بن أبي الحارث، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/470 - 471 من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه كلاهما عن شبابة بن سوار، بهذا الإسناد.
وقد وقع في إسناد البزار تحريف يصحح من هنا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/192 وقال رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار، ورجاله ثقات.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق""تهذيبه 4/332" من طريق البيهقي.
وأخرجه البزار "2644" عن محمد بن معمر، عن أبي داود –وهو الطيالسي - عن يحيى بن إسماعيل، به. وقد وقع في المطبوع "الحسن بن إسماعيل" وهو تحريف، ونسبه أيضا ابن كثير في"شمائل الرسول" ص 449 إلى أبي داود الطيالسي في "مسنده" عن يحيى بن إسماعيل بن سالم، به.
وأخرجه مختصرا البيهقي في "السنن" 7/48 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن شبابة بن سوار عن يحيى بن إسماعيل بن سالم، قال: سمعت الشعبي يحدث عن ابن عمر رضي الله عنه قال: إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا.
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: "إِنَّهُ رَيْحَانَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا
"
6969 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ بن أبي نعم قال:
سمعت بن عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ - قَالَ شُعْبَةُ: سأله عنذكر قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: "إِنَّهُ رَيْحَانَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا"
[6969]
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ محمد بن أبي يعقوب، قال: سمعت بن أبي نعم قال:
سمعت بن عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ - قَالَ شُعْبَةُ: سأله عن
الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الذُّبَابَ - فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: يَسْأَلُونِي عَنْ قَتْلِ الذُّبَابِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا""1".
ابْنُ أَبِي نعم: هو عبد الرحمن [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن جعفر: هو الملقب غندر، ومحمد بن أبي يعقوب: هم مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ.
وأخرجه البخاري "3753" في فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومن طريقه البغوي "3935" عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/85 عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي "1927"، ومن طريق أحمد 2/153، وأبو نعيم في الحلية 7/165 عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 2/93 و114، وابن أبي شيبة 12/100، والبخاري "5994" في الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، وفي "الأدب المفرد" له "85"، والطبراني "2884"، والقطيعي في زوائد "فضائل الصحابة""1390" من طريق مهدي بن ميمون، وأخرجه الترمذي "2770" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، والنسائي في "الخصائص""145" من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به. قال الترمذي: حديث صحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6970 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ، عن زرذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6970]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَثِبَانِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيُبَاعِدُهُمَا النَّاسُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهُمَا، بِأَبِي هُمَا وَأُمِّي، مَنْ أحبني، فليحب هذين""1". [3: 8]
"1"إسناده حسن، عاصم: هو ابن أبي النجود، وهو حسن الحديث، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، واحتج به أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/95 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "2644" عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن أبي بكر بن عياش، به.
وأخرجه مختصرا البزار "2623" عن يوسف بن موسى، عن أبي بكر بن عياش، به رفعه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن والحسين:"اللهم إني أحبهما فأحبهما، ومن أحبهما فقد أحبني"، قال الهيثمي 9/180: وإسناده جيد.
وأخرجه بنحو لفظ المصنف النسائي في "الفضائل""67"، ،أبو يعلى "5017" و"5368"، والبزار "2624" من طريق علي بن صالح، عن عاصم، به.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمُحِبِّي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ
6971 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ
عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ، فَإِذَا حُسَيْنٌ مع الصبيان يلعب، فاستقبل"2" أمام القوم
"2" في الأصل و"التقاسيم": فاشتمل، والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة".
ثم بسط يده، فجعل"1" الصبي يفرها هُنَا مَرَّةً وَهَا هُنَا مَرَّةً، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُضَاحِكُهُ، حَتَّى أَخَذَهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ وَالْأُخْرَى تَحْتَ قَفَاهِ، ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ:"حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سبط من الأسباط""2". [3: 8]
"1"في "التقاسيم" و"المصنف": "فطفق" وهما بمعنى.
"2" سعيد بن أبي راشد لم يَرو عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يوثقه غير المؤلف، وروى له ابن ماجه والترمذي وحسن حديثه، وصحح له الحاكم، وباقي رجاله رجال الصحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/102 - 103.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/172، وفي "الفضائل""1361"، والطبراني 22/"702"، والحاكم 3/177، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/426 - 427 من طريق عفان، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي "3775" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/88، من طريق إسماعيل بن عياش، وابن ماجه "144" في المقدمة: باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والطبراني 22/"702"، من طريق يحيى بن سليم، والطبراني "2589" من طريق مسلم بن خالد، ثلاثتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ورواية الترمذي مختصرة، وقال: حديث حسن.
وأخرج الطبراني 22/"701"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/308 - 309 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة – قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعينا إلى طعام
…
فذكره بنحوه، وقال في آخره: "
…
الحسن والحسين سبطان من الأسباط". قلت: إن صح هذا فلسعيد بن أبي راشد متابع، وهو راشد بن سعد وهو ثقة، لكن هذا السند ضعيف من أجل عبد الله بن صالح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ يُشَبَّه بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
6972 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ زِيَادٍ إِذْ جِيءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: بِقَضِيبِهِ فِي أَنْفِهِ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا حُسْنًا! فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَشْبَهِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، رواته ثقات من رواة الشيخين، غير خلاد بن أسلم فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. حفصة: هي ابنة سيرين، وابن زياد المذكور في المتن: هو عبيد الله، أمير البصرة ليزيد بن معاوية.
وأخرجه الترمذي "3778" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة""1394" عن خلاد بن أسلم، بهذا الإسناد، وقال: حسن صحيح غريب.
وأخرجه الطبراني "2879" من طريق الحسين بن عبيد الله الكوفي، عن النضر بن شميل، به.
وأخرجه القطيعي في زوائده على "الفضائل""1395" من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس.
وأخرجه بنحوه أحمد 3/261، والبخاري "3748" في فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأبو يعلى "2841" من طريق حسين بن محمد، عن جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، به.
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ
6973 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ"1". [3: 8]
"1" حديث صحيح، ابن السري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، في "مصنف" عبد الرزاق "20984".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" 3/164، وفي "الفضائل ́1369، والترمذي "3776" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، وأبو زرعة في "تاريخه" "1662"، وعلقه البخاري "3752" في فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، عن عبد الرزاق. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 3/199، وأبو يعلى "3585" من طريق عبد الأعلى، والبخاري "3752" من طريق هشام بن يوسف، وأبو يعلى "3575"، والحاكم 3/168 - 169 من طريق عبد الله بن المبارك ثلاثتهم عن معمر، به. قال عبد الأعلى في حديثه:"أشبههم وجها".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْفَاصِلِ بَيْنَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ تَضَادَّا فِي الظَّاهِرِ
6974 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا شَبَابة، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن هانئ بن هانئذكر الْخَبَرِ الْفَاصِلِ بَيْنَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ تَضَادَّا فِي الظَّاهِرِ
[6974]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا شَبَابة، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْحَسَنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ أسفل من ذلك"1". [3: 8]
"1" هانئ بن هانئ لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم "6958"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/99، وفي "الفضائل""1366" عن حجاج، وأحمد في "المسند" أيضا 1/108 عن أسود بن عامر، والترمذي "3779" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين، من طريق عبيد الله بن موسى، ثلاثتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه الطيالسي "130" عن قيس –وهو ابن الربيع - عن أبي إسحاق، به.
ذِكْرُ مُلَاعَبَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا
6975 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاهُ يَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يرحم""2". [3: 8]
"2" إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وحديثه عند أصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي السند رجاله ثقات رجال الصحيح. خالد بن عبد الله: هو الواسطي الطحان.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 86 عن أبي يعلى، وابن أبي عاصم، عن وهب بن بقية، بهذا الإسناد، إلى قوله:"فيهش إليه". إلا أن الصبي فيه هو "الحسن بن علي".
وأخرجه أبو الشيخ أيضا ص 86 عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر عن محمد بن عمرو، به.
وقد تقدم الحديث بنحوه عند المؤلف برقم "457" من طريق الزهري، عن أبي سلمة، وفيه أن الصبي هو الحسن بن علي.
ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذين تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6976 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْم، حَدَّثَنَا"1" عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ شَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ"2" [3: 8]
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ عَلِيٍّ فِي مَنْزِلِهِ فَقِيلَ لِي: ذَهَبَ يَأْتِي بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَخَلْتُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْفِرَاشِ، وَأَجْلَسَ فاطمة عن
"1" كان الإسناد في الأصل هكذا "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْم، حدثنا غندر، حدثنا
…
" بزيادة جملة " حدثنا غندر"، وهو ذهول من ناسخ الأصل. فإن غندرا - وهو محمد بن جعفر - ليس من هذه الطبقة، وقد جاء الإسناد بحذفها على الصواب في "التقاسيم" 2/لوحة 370، و"موارد الظمآن" "2245".
"2" تحرف في الأصل و"التقاسيم" إلى: عمارة، والتصويب من "الثقات" 4/357 وغيره من كتب الرجال.
يَمِينِهِ، وَعَلِيًّا عَنْ يَسَارِهِ، وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33] ، "اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي"، قَالَ وَاثِلَةُ: فَقُلْتُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: "وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي"، قَالَ وَاثِلَةُ: إنها لمن أرجى ما أرتجي"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن عمر بن عبد الواحد متابع الوليد بن مسلم روى له أصحاب السن غير الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" 22/7، والقطيعي في زوائده على "الفضائل""1404" من طريق عبد الكريم بن أبي عمير، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وعبد الكريم فيه جهالة، لكنه قد توبع.
وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" 4/107، وفي "الفضائل""978"، وابن أبي شيبة 12/72 - 73، والطبراني 22/"160" من طريق محمد بن مصعب، والطبراني "2670" و22/"160" من طريق محمد بن بشر التنيسي، والحاكم 3/147، والبيهقي في"السنن" 2/152 من بشر بن بكر التنيسي، والبيهقي 2/152 من طريق الوليد بن مزيد، أربعتهم عن الأوزاعي، به. ولم يذكر أحد منهم في حديثه سؤال واثلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجوابه عليه غير الوليد بن مزيد عند البيهقي، وصحح الحاكم الحديث، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن جرير الطبري 22/6 - 7، والطبراني "2669" و22/"159" من طريق كلثوم بن زياد عن شداد أبي عمار، به.
ذكر البيان بأن محبة المصطفى مقرورنة بِمَحَبَّةِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَذَلِكَ بُغْضِهِ بِبُغْضِهِمْ
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَذَلِكَ بُغْضِهِ بِبُغْضِهِمْ
6977 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة، ذكر البيان بأن محبة المصطفى مقرورنة بِمَحَبَّةِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَذَلِكَ بُغْضِهِ بِبُغْضِهِمْ
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَذَلِكَ بُغْضِهِ بِبُغْضِهِمْ
[6977]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: "أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسَلْمٌ لِمَنْ سالمكم"" 1". [3: 8]
"1" أسباط بن نصر ذكره الذهبي في "الميزان" 1/175، فقال: وثقه ابن معين، وتوقف فيه أحمد، وضعفه أبو نعيم، وقال النسائي: ليس بالقوي، ثم ساق له هذا الحديث من طريقه، وقال بإثره: تفرد به. قلت: وصبيح مولى أم سلمة لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّفِ، ولم يَروِ عنه غير اثنين، وقال فيه الترمذي كما سيأتي: ليس بمعروف.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/97.
وأخرجه ابن ماجه "145" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله عليه وسلم، والطبراني "2619"، و"5030"، والحاكم 3/149 من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3870" في المناقب: باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، من طريق علي بن قادم، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/160 من طريق رجل لم يسم، كلاهما عن أسباط بن نصر، به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف.
وأخرجه الطبراني "2620" و"5031" من طريق سليمان بن قرم، عن أبي الجحاف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة، عن جده صبيح، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد في "المسند" 2/442، و"الفضائل""1350"، والطبراني "2621"، والحاكم 3/149، والخطيب 7/137، وفيه تليد بن سليمان وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الحاكم: حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان، وقال الهيثمي 9/169: فيه تليد بن سليمان وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح!
ذِكْرُ إِيجَابِ الْخُلُودِ فِي النَّارِ لِمُبْغِضِ أَهْلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6978 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ رَجُلٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ الله النار""1". [3: 109]
"1" إسناده حسن من أجل هشام بن عمار، ومن فوقه ثقات. أبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود، ويقال: داؤد.
وأخرجه الحاكم 3/150 من طريق محمد بن فضيل الضبي، عن أبان بن تغلب "وقد تصحف فيه إلى ثعلب"، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم! وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه البزار "3348" في آخر حديث، عن إسحاق بن إبراهيم عن داود بن عبد الحميد، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد. وقال: أحاديث داود عن عمرو لا نعلم أحدا تابعه عليها.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/296 من رواية البزار، وقال: وفيه داود بن عبد الحميد وغيره من الضعفاء.
ذِكْرُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ رِضْوَانُ الله عليه وقد فعل
6979 -
أخبرنا أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ"1" بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصْعِدِينَ فِي أُحُدٍ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ظَهْرِهِ لِيَنْهَضَ عَلَى صَخْرَةٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَبَرَكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ تَحْتَهُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ قَالَ الزُّبَيْرُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَوْجَبَ طَلْحَةُ"، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَأَتَى الْمِهْرَاسَ، وَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ الدَّمَ الَّذِي فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ:"اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم""2". [3: 8]
"1"في الأصل: عبادة، وهو تحريف، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 371.
"2" إسناده قوي، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد بن عبد الله، فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة، وهو في "السيرة" لابن إسحاق ص 311، وعنه ابن هشام في "سيرته" 3/91 - 92 إلى قوله:"أوجب طلحة".
وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "السنة""1398" عن أحمد بن عبدة، عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3/218، وابن أبي شيبة 12/91، وأحمد في "المسند" 1/165، و"الفضائل""1290"، والترمذي "1692" في الجهاد: باب ما جاء في الدرع، و"3738" في المناقب: باب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وابن أبي عاصم "1397"، وأبو يعلى "670"، والحاكم 3/373 - 374 و374، والبيهقي في "السنن" 6/370 و9/46، والبغوي "3915" من طرق عن إسحاق، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ولم يذكر واحد منهم في الحديث قصة علي بن أبي طالب والمهراس، وقال الترمذي: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!.
وأما قصة علي بن أبي طالب والمهراس، فقد ساقها ابن إسحاق في "سيرته" ص 310 - 311، وعنه ابن هشام 3/90 - 91 بدون إسناد.
وقد روي قوله صلى الله عليه وسلم: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم" عن ابن عباس عند أحمد 1/288، والبخاري "4074" و"4076".
وقوله: "أوجب طلحة": أي: عمل عملا أوجب له الجنة.
والمهراس، قال نور الدين علي بن عبد الله السمهودي – مفتي المدينة المنورة ومؤرخها – في "وفاء الوفا" 2/379: مهراس: ماء بجبل أحد، قاله مبرد، وهو معروف في أقصى شعب أحد، يجتمع من المطر في نقر كبار وصغار، والمهراس اسم لتلك النقر.
والدرقة: الترس من جلد بلا خشب ولا عقب.
ذِكْرُ وَصْفِ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي أُصِيبَ طَلْحَةُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6980 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بن طلحة، حدثنا عيسى بن طلحة، ذِكْرُ وَصْفِ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي أُصِيبَ طَلْحَةُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6980]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: لَمَّا صُرِفَ النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ يُقَاتِلُ عَنْهُ وَيَحْمِيهِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: كُنْ طَلْحَةَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ خَلْفِي كَأَنَّهُ طَائِرٌ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ أَدْرَكَنِي، فَإِذَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَدَفَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا طَلْحَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ صَرِيعٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"دُونَكُمْ أَخُوكُمْ، فَقَدْ أَوْجَبَ".
قَالَ: وَقَدْ رُمِيَ فِي جَبْهَتِهِ وَوَجْنَتِهِ، فَأَهْوَيْتُ إِلَى السَّهْمِ الَّذِي فِي جَبْهَتِهِ لِأَنْزِعَهُ، فَقَالَ لِي أَبُو عُبَيْدَةَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلَّا تَرَكْتَنِي، قَالَ: فَتَرَكْتُهُ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ السَّهْمَ بِفِيهِ، فَجَعَلَ يُنَضْنِضُهُ، وَيَكْرَهُ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَلَّهُ بِفِيهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ إِلَى السَّهْمِ الَّذِي فِي وَجَنَتِهِ لِأَنْزِعَهُ، فَقَالَ أَبُو عبيدة: نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تَرَكْتَنِي، فَأَخَذَ السَّهْمَ بِفِيهِ، وَجَعَلَ يُنَضْنِضُهُ وَيَكْرَهُ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَلَّهُ، وَكَانَ طَلْحَةُ أَشَدَّ نَهْكَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ منه، وكان قد أَصَابَ طَلْحَةَ بَضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ ورمية "1". [3: 8]
"1" إسناده ضعيف، لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة. وأخرجه البزار "1791" عن الفضل بن سهل، عن شبابة بن سوار، بهذا الإسناد.
وقال: لا نعلم أحدا رفعه إلا أبو بكر الصديق، ولا نعلم له إسنادا غير هذا. وإسحاق قد روى عنه عبد الله بن المبارك وجماعة، وإن كان فيه
…
، ولا نعلم أحدا شاركه في هذا. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/112، وقال: رواه البزار وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك.
وأخرجه الطيالسي ص 3، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/263 عن عبد الله بن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، به.
وأخرجه مختصرا جدا ابن سعد 3/218، عن موسى بن إسماعيل عن عبد الله بن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، به.
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ شُلَّتْ يَدُ طَلْحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
6981 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ شَلَّاءَ وَقَى بِهَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، على شرط الشيخين. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/90، ومن طريقه البخاري "4063" في المغازي: باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} ، والطبراني "192"، والبغوي "3917".
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/161، وفي "الفضائل""1292"، وابن ماجه "128" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق وكيع، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في"سننه""2850"، والبخاري "3724" في فضائل الصحابة: باب ذكر طلحة بن عبيد الله، من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه ابن سعد 3/217 عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، قال: رأيت إصبعي طلحة قد شلتا
…
.
ذِكْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ رِضْوَانُ الله عليه وقد فعل
6982 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ"1" عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ، حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أُحَدِّثَ عَنْكَ، فَإِنَّ كُلَّ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: "يَا بُنَيَّ، مَا مِنْ أَحَدٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَةٍ إِلَّا وَقَدْ صَحِبْتُهُ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا بُنَيَّ أَنَّ أُمَّكَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتِي، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ خَالَتُكَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أُمِّي صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَنَّ أَخْوَالِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو طَالِبٍ وَالْعَبَّاسُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنُ خَالِي، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّتِي خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَكَانَتْ تَحْتَهُ، وَأَنَّ ابْنَتَهَا فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أُمَّهُ صلى الله عليه وسلم آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأَنَّ أُمَّ صَفِيَّةَ وَحَمْزَةَ هَالَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَلَقَدْ صَحِبْتُهُ بِأَحْسَنَ صُحْبَةٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ
"1" تحرفت في الأصل إلى: عن، والتصويب من "التقاسيم" 2/ لوحة 372.
مقعده من النار " "1". [3: 8]
"1" حديث صحيح. عتيق بن يعقوب روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/527، ووثقه الدارقطني، وقال أبو زرعة الرازي: بلغني أنه حفظ "الموطأ" في حياة مالك، مترجم في "التاريخ الكبير" 7/98، و "الجرح والتعديل" 7/46، و"لسان الميزان" 4/129 - 130، وأبوه لم أتبينه ولم أقف له على ترجمة، والزبير بن خبيب ذكره المؤلف في "الثقات" 6/331، والبخاري 3/414، وابن أبي حاتم 3/584، وقال الذهبي في "الميزان": فيه لين، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه بنحوه مختصرا أحمد 1/165 و167، والبخاري "107" في العلم: باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي في العلم كما في "التحفة" 3/179، وابن ماجه "36" في المقدمة: باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طرق عن شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: قلت للزبير: إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان؟ قال: أما إني لم أفارقه، ولكن سمعته يقول:"من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار".
وأخرجه كذلك أبو داود "3651" في العلم: باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق بيان بن بشر، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الشَّهَادَةِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
6983 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ حِرَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فتحرك بهم الجبل، فقال رسول اللهذكر إِثْبَاتِ الشَّهَادَةِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
[6983]
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ حِرَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْكُنْ حِرَاءُ، فَإِنَّمَا عليك نبي، أو صديق، أو شهيد ""1". [3: 8]
"1" إسناده على شرط مسلم. وهو في "صحيحه""2417" في فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزير رضي الله عنهما، من طريق سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، وزاد فيه سعد بن أبي وقاص.
وأخرجه أحمد 2/419، ومسلم "2417" "50" والترمذي "3696" في المناقب: باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، والنسائي في "الفضائل""103"، وابن أبي عاصم في "السنة""1441" من طريقين عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم "1442" من طريق عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر حديث عثمان المتقدم برقم "6916".
ذِكْرُ جَمْعِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
6984 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ:"بأبي وأمي""2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة بن سليمان: هو أبو محمد الكلابي الكوفي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/91، وقد سقط من السند فيه:"عبد الله بن عروة".
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة""199" عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2416""49" في فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير، من طريق علي بن مسهر، وابن أبي عاصم في "السنة""1390" من طريق أبي معاوية، كلاهما عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه الترمذي "3743" في المناقب: باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه، عن هناد، عن عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، به، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 1/164، ومسلم "2416" من طريق أبي أسامة، والبخاري "3720" في فضائل الصحابة: باب مناقب الزبير بن العوام، من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم "2416" من طريق علي بن مسهر، والنسائي في "اليوم والليلة""201" من طريق حماد بن زيد، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، به، وذكروا فيه قصة.
وأخرجه أحمد في "المسند 1/164، وفي "الفضائل "1267"، وابن ماجه "123" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه أحد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ حَوَارِيَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
6985 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ بِصَيْدَا، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سعد، عن هاشم بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "مَنْ رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ"؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسِهِ فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قال الثالثة، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ حَوَارِيَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[6985]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ بِصَيْدَا، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سعد، عن هاشم بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "مَنْ رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ"؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسِهِ فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قال الثالثة،
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بن العوام""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عيسى بن حماد فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/314، وابن أبي شيبة 12/92، والنسائي في "الفضائل""108" من طريق أبي معاوية، ومسلم "2415" في فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير، والنسائي "107" من طريق أبي أسامة كلاهما عن هشام بن عروة، به. وحديث أبي معاوية مختصر، ولفظه:"الزبير ابن عمتي، وحواري من أمتي".
وأخرجه أحمد 3/365، والبخاري "2846" في الجهاد: باب فضل الطليعة، و"4113" في المغازي: باب غزوة الخندق، ومسلم "2415"، والترمذي "3745" في المناقب: باب رقم "25"، والنسائي في "الفضائل""107"، وابن ماجه "122" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبيهقي في "الدلائل" 3/431 من طريق سفيان الثوري، وأخرجه أحمد في "المسند" 3/307، وفي "الفضائل""1264"، والبخاري "2847" في الجهاد: باب هل يبعث الطليعة وحده، و"2997": باب السير وحده، و"2261" في أخبار الآحاد: باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم الزبير طليعة وحده، ومسلم "2415"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/363، وأبو عوانة في "مسنده" 4/301، من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه أحمد 3/338، والبخاري "3719" في فضائل الصحابة: باب مناقب الزبير بن العوام، من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، ثلاثتهم عن محمد بن المنكدر، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه أحمد 3/314، والنسائي في السير كما في "التحفة" 2/388، وابن أبي عاصم في "السنة""1393"، وأبو عوانة 4/301 من طريق هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر.
ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6986 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بن ربيعة أخبر
أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهِرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهِيَ إِلَى جَنْبِهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هَذَا"؟ قَالَ: سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ:"مَا جَاءَ بِكَ"؟ قَالَ: جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ غَطِيطَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في نومه"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد في "المسند" 6/141، و"الفضائل""1305"، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 12/88، وابن أبي عاصم في "السنة""1411"، والحاكم 3/501، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!.
وقوله: "قال: فسمعت غطيط"، وفي بعض الروايات:"قالت"أي عائشة كما جاء مصرحا به عند الحاكم.
وأخرجه البخاري "2885" في الجهاد: باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، و"7231" في التمني: باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ليت كذا وكذا"، ومسلم "2410" في فضائل الصحابة: باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والنسائي في "الفضائل""113"، وفي السير كما في "التحفة" 11/449 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
ذكر رؤية سعد جبريل ومكائيل يَوْمَ أُحُدٍ
6987 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَنَ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ شِمَالِهِ يَوْمَ أُحُدٍ رجلين، علهيما ثِيَابٌ بِيضٌ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ -يعني جبريل ومكائيل-"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اسامة: هو حماد بن سلمة، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة"12/89.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم "2306""46" في الفضائل: باب في قتال جبريل وميكائيل عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، وابن أبي عاصم في "السنة""1410"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/255، وقرن مسلم والبيهقي بأبي أسامة محمد بن بشر.
وأخرجه أحمد 1/177، والدورقي في "مسند سعد""77"، والبخاري "5826" في اللباس: باب الثياب البيض، والبيهقي في "الدلائل" 3/255 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد،.
وأخرجه أحمد 1/171، والبخاري "4054" في المغازي: باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} ، ومسلم "2306""47"، والبيهقي 3/254 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، به.
ذكر جممع الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِسَعْدِ بن أبي وقاص
…
ذِكْرُ جَمْعِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
6988 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن علي بن أبي طالبذكر جممع الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِسَعْدِ بن أبي وقاص
…
ذِكْرُ جَمْعِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
[6988]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ، فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ:"ارم، فداك أبي وأمي""1". [3: 8]
"1"إسناداه صحيحان، رجالهما ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن بشار: وهو الرمادي الحافظ، فقد روى له أبو داود والترمذي. سفيان هو ابن عيينة.
وأخرجه الترمذي "2828" في الأدب: باب ما جاء في فداك أبي وأمي، والنسائي في "اليوم والليلة""194" عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والترمذي "2829"، "3753" في المناقب: باب مناقب سعد بن أبي وقاص، عن الحسن بن الصباح البزار، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي. قرن الحسن بن الصباح في حديثه علي بن زيد بن جدعان بيحيى بن سعيد، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مسلم "2411" في فضائل الصحابة: باب في فضل سعد بن أبي وقاص، عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4085" في المغازي: باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} ، عن أبي نعيم، ومسلم "2411"، والنسائي في "اليوم والليلة""190" من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن مسعر، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/144، و"الفضائل""1314"، وابن أبي شيبة 12/86 - 87، والبخاري "2905" في الجهاد: باب المجن ومن يترس بترس صاحبه، ومسلم "2411"، والترمذي "3755"، والنسائي في "اليوم والليلة""192"، وابن سعد 3/141، وابن أبي عاصم في "السنة""1405" من طريق سفيان –وهو الثوري - وأخرجه أحمد في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "المسند" 1/92، والفضائل "1304"، والبخاري "4059"، ومسلم "2411""41" من طريق إبراهيم بن سعد، وأخرجه أحمد 1/136 - 137، ومسلم "2411"، والنسائي "191"، وابن ماجة"129" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبغوي "3920" من طريق شعبة، ثلاثتهم عن سعد بن إبراهيم، به. سقط "سفيان" من كتاب مسلم.
قال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/695: حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان - هو ابن عيينة – عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن شداد، عن علي، قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد إلا لسعد، فإنه قال يوم أحد:"ارم فداك أبي وأمي" ثم ترك سفيان حديث مسعر بعد، وصار يحدث بحديث يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب عن علي، قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد إلا لسعد.
قال أبو بكر: ترك الصحيح ويحدث بالغلط، وقد كان أولا حدثنا عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد، فقال:"فداك أبي وأمي".
قلت: وحديث يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص عند أحمد 1/174، والبخاري "3725" و"4056" و"4057"، والترمذي "2830" و"3754"، والنسائي في"الفضائل""111" و"112"، وفي "اليوم والليلة""195" و"196"، وابن ماجة "130" من طرق عنه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدًا أَوَّلُ مَنْ رَمَى مِنَ الْعَرَبِ بِالسَّهْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
6989 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ،
عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بسهمذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدًا أَوَّلُ مَنْ رَمَى مِنَ الْعَرَبِ بِالسَّهْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
[6989]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ،
عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ
في سبيل الله، وإن كنا لنغزوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ، حَتَّى إِنْ كَانَ"1" أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خبت إذا وضل عملي"2". [3: 8]
"1"تحرف في الأصل إلى: كل، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 374.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه مسلم "2966""12" في أول كتاب الزهد، عن يحيى بن حبيب الحارثي، عن المعتمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في "الزهد""123"، وأحمد في "المسند" 1/174 و181 و186، وفي "الفضائل""1307" و"1315"، وفي"الزهد" ص 31، وابن أبي شيبة 12/87، وابن سعد 3/140، والدارمي 2/208، والبخاري "3728" في فضائل الصحابة: باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري، و"5412" في الأطعمة: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكلون، و"6453" في الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله وعليه وسلم وأصحابه، ومسلم "2966""12" و"13"، والنسائي في "الفضائل""114"، وفي الرقائق كما في"التحفة" 3/309، وابن ماجة "131" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله وعليه وسلم، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم يزيد على بعض.
وأخرجه الترمذي "2365"، وفي "الشمائل""135"، والبغوي "3924" من طريق مجالد بن سعيد، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، غريب من حديث بيان.
وقوله: "تعزرني على الدين" قال الهروي: معنى "تعزرني" توقفني، والتعزير: التوقيف على الأحكام والفرائض، قال ابن جرير: معناه: تقومني وتعلمني. وانظر "شرح السنة" 14/126.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ بِاسْتِجَابَةِ دُعَائِهِ أَيَّ وَقْتٍ دَعَاهُ
6990 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَهُ إِذَا دعاك - يعني سعدا - ""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أبي حازم، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة""1408" عن الحسن بن علي، بهذا الإسناد، ولفظه عنده:"اللهم سدد رميته، وأجب دعوته"، وقد تحرف في المطبوع "جعفربن عون" إلى جعفر بن عوف.
وأخرجه بلفظ المصنف: الترمذي "3751" في المناقب: باب مناقب سعد بن أبي وقاص، عن رجاء بن محمد، والبزار "2579" عن محمد بن معمر ورجاء بن محمد، والحاكم 3/499 من طريق محمد بن عبد الوهاب العبدي، ثلاثتهم عن جعفر بن عون، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1308" عن يحيى القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/93 من طريق موسى بن عقبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. بلفظ حديث ابن أبي عاصم سواء.
وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن إسماعيل، عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم لسعد إذا دعاك"، وهذا أصح.
قلت: وأخرجه مرسلا ابن سعد 3/142 عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
6991 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المثنى، حدثنا عبد الله بن عيسى الرقاشي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، قَالَ: وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِذَا سَعْدُ بْنُ أبي وقاص قد طلع "1". [3: 8]
"1"عبد الله بن عيسى الرقاشي ذكره المؤلف في "الثقات"، وقال: من أهل البصرة، يروي عن أيوب السختياني، روى عنه محمد بن موسى الحرشي والبصريون، يخطئ ويخالف، قلت: وورد اسمه عند البزار والعقيلي في "الضعفاء" 2/289 "عبد الله بن قيس الرقاشي" وتبعهما الذهبي في "الميزان" 2/473، وقال العقيلي: حديثه غير مَحفوظٍ، ولا يُتابعُ عليه، ولا يُعرفُ إلا به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه العقيلي 2/289 عن محمد بن زكريا، عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البزار "1982" و "2582" عن محمد بن المثنى، به. ولفظه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يدخل عليكم رجل من أهل الجنة"، فدخل سعد، قال ذلك ثلاثة أيام، كل ذلك يدخل سعد.
قال البزار: لا نعلم رواه عن أيوب إلا عبد الله بن قيس، ولم نسمعه إلا من أبي موسى – هو محمد بن المثنى - عنه.
وله شاهد من حديث أنس مطولا عند أحمد 3/166، والبزار "1981" من طريقين عن الزهري، عن أنس.
قال الهيثمي في "المجمع" 8/78: رواه أحمد والبزار بنحوه غير أنه قال: فطلع سعد، بدل قوله: فطلع رجل، وقال في آخره: فقال سعد: ما هو ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم، أو كلمة نحوها، ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي البزار، إلا أن سياق الحديث – أي: الذي ذكر اسم الرجل: وهو سعد - لابن لهيعة.
ذِكْرُ الْآيِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا وكان سببهما سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
6992 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُنْزِلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ: أَصَبْتُ سَيْفًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَفِّلْنِيهِ، قَالَ:"ضَعْهُ" ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَفِّلْنِيهِ، وَاجْعَلْنِي كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ، قَالَ:"ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَ" فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا، فَدَعَانَا، فَشَرِبْنَا الْخَمْرَ حَتَّى انْتَشَيْنَا، فَتَفَاخَرَتِ الْأَنْصَارُ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَحْنُ أَفْضَلُ، فَأَخَذَ رَجُلٌ "1" مِنَ الْأَنْصَارِ لَحْيَ جَزُورٍ فَضَرَبَ أَنْفَ سَعْدٍ، فَفَزَرَهُ، فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 9] .
وَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالْبِرِّ، وَاللَّهِ لَا أطعم طعاما
"1"لفظة "رجل" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم"2/لوحة 374.
وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَمُوتَ، أَوْ تَكْفُرَ، قَالَ: فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطْعِمُوهَا، شَجَرُوا فَاهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} الآية [العنكبوت: 8] .
قَالَ: وَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضٌ يَعُودُنِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: "لَا" قُلْتُ: فَبِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: "لَا" قُلْتُ: فَبِنِصْفِهِ؟ قَالَ: "لا" قلت: فبثلثه؟ قال: "فسكت""1". [3: 8]
"1"إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. بندار: هو محمد بن بشار، ومحمد: هو ابن جعفر غندر. وقوله: "شجروا فاها" أي: فتحوه.
وأخرجه مسلم "1748""34" في الجهاد: باب الأنفال، و4/1878 "44" في فضائل الصحابة: باب فيفضل سعد بن أبي وقاص، والترمذي "3189" في تفسير القرآن: باب سورة العنكبوت، عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، بهذا الإسناد. وحديث مسلم في الموضع الأول بقصة الأنفال فقط، وحديث الترمذي بقصة أم سعد فقط، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 1/185 - 186، والطبري في "جامع البيان" 9/174 و21/70 من طريق محمد بن جعفر، به، ورواية الطبري الأولى في قصة الأنفال، والثانية في قصة أم سعد.
وأخرجه أبو داود "208"، ومن طريقه الدورقي في "مسند سعد""43"، وأبو عوانة في "مسنده" 4/104 عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 1/181 عن يحيى بن سعيد، والدورقي "44"، وأبو عوانة 4/103 - 104، والبيهقي 6/269 و291 و8/285 و9/26 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به، واختصره بعضهم. وأخرجه مسلم "1748""43"، وأبو يعلى "782"، وأبو عوانة 4/104 من طريق زهير بن معاوية، ومسلم 4/"33" من طريق أبي عوانة اليشكري، كلاهما عن سماك بن حرب، به.
ذِكْرُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
6993 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرَ الْمُغِيرَةُ عَلِيًّا، فَنَالَ مِنْهُ، فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف بن الْجَنَّةِ"، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ، قَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ، فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: سَعِيدُ بن زيد "1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، عبد الرحمن بن الأخنس ذكره المؤلف في "الثقات" وروى عنه اثنان وقد توبع، وبقية رجاله ثقات. الحوضي: هو حفص بن عمرو بن الحارث.
وأخرجه أبو داود "4649" في السنة: باب في الخلفاء، عن حفص بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "236"، وأحمد في "المسند" 1/188، وفي"الفضائل""87"، والترمذي بعد الحديث "3757" في المناقب: باب مناقب سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، والنسائي في "الفضائل""106"، وابن أبي عاصم في "السنة""1428" و "1429" و "1430" و "1431" من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: حسن.
وأخرجه النسائي "100" من طرق الحسن بن عبيد الله، عن الحر بن صياح، به.
وأخرجه أحمد 1/187، وأبو داود "4650"، والنسائي "90"، وابن ماجة "133" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن أبي عاصم "1433" و"1435" و"1436" من طريق رياح بن الحارث، عن سعيد.
وسيأتي عند المصنف برقم "6996" من طريق عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد.
وفي الباب عن عبد الرحمن، وسيأتي عند المصنف برقم "7002".
ذِكْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ رِضْوَانُ الله عليه وقد فعل
6994 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَيْءٌ، فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن الصباح: هو الدولابي، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي. وأخرجه مسلم "2541""222" في فضائل الصحابة: باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، عن عثمان بن شيبة، وأبو يعلى "1171" عن زهير بن حرب، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "161" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عن محمد بن الصباح، بهذا الإسناد. غير أنه جعله من مسند أبي هريرة. وانظر "7253" و "7255".
6995 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ وَالْجَنَدِيُّ"1"، قَالَا: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "إِنَّ أَمْرَكُنَّ لَمِمَّا يَهُمُّنِي بَعْدِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُ"، قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ: فَسَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ، تُرِيدُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَكَانَ قَدْ وَصَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمال بيع بأربعين ألفا "2". [1: 83]
"1"الجندي، نسبه إلى جند، بلدة من بلاد اليمن مشهورة، تبعد عن تعز شرقا بنحو خمسة وعشرين كيلو مترا، ولم يبق منها اليوم غير جامعها الشهير الذي أسسه معاذ بن جبل رضي الله عنه وبعض بيوت مسكونة، وهو المقرئ المحدث الإمام، أبو سعيد المفضل بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن الإمام عامر بن شراحيل الشعبي الكوفي الجندي، توفي سنة "308" هـ "سير أعلام النبلاء" 14/257 - 258.
"2" حديث صحيح، صخر بن عبد الله: هو ابن حرملة المدلجي. وثقه المؤلف والعجلي، وقال النسائي: صالح، وقال الذهبي في "مختصر المستدرك": صدوق، وباقي رجال السند ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي "3749" في المناقب: باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، وقال: حسن صحيح غريب.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1258" عن منصور بن سلمة، والحاكم 3/312 من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، كلاهما عن بكر بن مضر، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: صخر صدوق لم يخرجا له.
وأخرجه بنحوه أحمد 6/103 - 104 و135، وابن سعد 3/132 - 133 من طريق أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن أبيها، عن عائشة.
وفي الباب عن أم سلمة عند أحمد 6/299 و302، وابن أبي عاصم في "السنة""1412" و"1413"، والطبراني 23/"136" و"896"، وابن سعد 3/132.
وعن أبي هريرة عند ابن أبي عاصم "1414"، والحاكم 3/311 وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وعن أبي سلمة بن عبد ارحمن، أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربع مئة ألف. أخرجه الترمذي "3750"، والحاكم 3/312 وصححه على شرط مسلم، وقال الترمذي: حسن غريب.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه
6996 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصِينًا يَذْكُرُ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: قَامَ"1" خُطَبَاءُ يَتَنَاوَلُونَ عَلِيًّا رضي الله عنه، وَفِي الدَّارِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَقَالَ: أَلَا تَرَى هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي أَرَى، يَلْعَنُ رَجُلًا من
"1" لفظ "قام" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/لوحة 375.
أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ آثَمُ، فَقُلْتُ مَنِ التِّسْعَةُ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِرَاءٍ فَقَالَ: "اثْبُتْ حِرَاءُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ نَبِيًّا، وَصَدِّيقًا، وَشَهِيدًا"، قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، قُلْتُ: مَنِ الْعَاشِرُ؟ فَتَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قال: أنا"1". [3: 8]
"1" حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبد الله بن ظالم، فقد روى عنه جمع، ووثقه المؤلف والعجلي، وحديثه عند أصحاب السنن.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""81" عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو داود "4648" في السنة: باب في الخلفاء، والنسائي في "الفضائل""104" عن أبي كريب محمد بن العلاء، و"88" عن إسحاق بن إبراهيم ثلاثتهم عن ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "235"، والحميدي "84"، وأحمد في "المسند" 1/188 و189، وأحمد أيضا وابنه عبد الله في "الفضائل""81"، والترمذي "3757" في المناقب: باب مناقب سعيد بن زيد، والنسائي "87" و"101"، ابن ماجه "134" في المقدمة: باب فضائل أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاكم 3/450 - 451، والبغوي "3927" من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود "4648"، والنسائي "89" و"104" من طريق سفيان –وهو الثوري - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابن حيان، عن عبد الله بن ظالم، به.
قال البخاري في "التاريخ" 5/125 بعد أن ذكر رواية هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد: وزاد بعضهم ابن حيان فيه ولم يصح. وانظر "6993".
وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الصغير""62"، ورجاله رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي –وهو ثقة - وعن عبد الرحمن بن عوف، وسيأتي برقم "7002".
ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه وَقَدْ فَعَلَ
6997 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، بِئْسَ الرَّجُلُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ" سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يُسَمِّهِمْ لَنَا سُهَيْلٌ "1". [3: 8]
"1" إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبيد المحاربي، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق.
وسيرد هذا الحديث عند المؤلف برقم "7129" من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن ابن أبي حازم، به. فانظر تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ كَانَ مِنْ أَحَبِّ الرِّجَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
6998 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيقذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ كَانَ مِنْ أَحَبِّ الرِّجَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
[6998]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:"عَائِشَةُ"، قِيلَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ"، قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "عُمَرُ"، قِيلَ: ثُمَّ من؟ قال: "أبو عبيدة بن الجراح""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، وسماع حماد بن سلمة من سعيد بن إياس الجريري قبل اختلاطه، وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 343/2. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل" "214" عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1281"، وابن سعد 3/176 عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به. ولم يذكر ابن سعد في حديثه أبا عبيدة بن الجراح، وانظر "6885".
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ بِالْأَمَانَةِ
6999 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ:"لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ"، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أبا عبيدة بن الجراح" "2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسماع شعبة من أبي إسحاق –وهو السبيعي - قديم.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/176 من طريق يوسف القاضي، عن محمد بن كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي "412"، والبخاري "3745"، في فضائل الصحابة: باب مناقب أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه، و"4381" في المغازي: باب قصة أهل نجران، و"7254" في أخبار الآحاد: باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق
…
، ومسلم "2420" "55" في فضائل الصحابة: باب أبي عبيدة بن الجراح، والنسائي في "الفضائل""95"، وابن ماجه "135" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 3/412، والبغوي "3929"، وأبو نعيم 7/175 - 176 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3/385 و401، وفي "الفضائل""1276"، وابن أبي شيبة 12/136، ومسلم "2420"، والترمذي "3796" في المناقب: باب مناقب معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي، وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، والنسائي "94"، وابن ماجه "135"، وابن سعد 3/412 من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، به، وبعضهم يذكر فيه قصة العاقب والسيد، وقال الترمذي: حسن صحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْخَطَّابَ كَانَ مِنَ الْمُصْطَفَى لِأَسْقُفَيْ نَجْرَانَ
7000 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ"1" بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْقُفَا نَجْرَانَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ، فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"1" تحرف في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 376 إلى: عبد الرحمن، والتصويب من "المصنف" لابن أبي شيبة، وكتب التراجم.
"لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ أَمِينًا" فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُمْ يَا أبا عبيدة بن الجراح" فأرسله معهم"1 ". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن عمر بن أبان، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/136 عن عبد الرحيم بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَرَبَ تَنْسِبُ الْمَرْءَ إِلَى فَضِيلَةٍ تَغْلِبُ عَلَى سَائِرِ فَضَائِلِهِ بِلَفْظِ الِانْفِرَادِ بِهَا
7001 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كل أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بن الجراح""2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "7255" في أخبار الآحاد: باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق
…
، عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/133 عن عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد 3/245، وابن سعد 3/412 عن عفان بن مسلم، والبخاري "4382" في المغازي: باب قصة أهل نجران، عن أبي الوليد الطيالسي، والبغوي "3928"، من طريق بشر بن عمر، وسهل بن بكار، خمستهم عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 3/189 و281، وابن أبي شبة 12/135ن والبخاري "3744" في فضائل الصحابة: باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح، والنسائي في "الفضائل""96"، وابن سعد 3/412، وأبو يعلى "2808"، وأبو نعيم 7/175 من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أحمد 3/125 و146 و175 و213 و286، ومسلم "2419""54"، وابن سعد 3/411، وأبو نعيم 7/175 من طريقين عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه أبو نعيم 7/175 من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه أيضا 7/175 من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن أنس. وانظر الحديث رقم "7131".
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ
7002 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَابْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ في الجنة""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد العزيز بن محمد –وهو الدراوردي - فقد روى له البخاري تعليقا ومقرونا، واحتج به مسلم والباقون.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/193، و"الفضائل""278"، والترمذي "3747" في المناقب: باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، والنسائي في "الفضائل""91"، والبغوي "3925" عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البغوي "3926" من طريق يحيى الجماني، عن عبد العزيز بن محمد، به.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ مَضْمُومًا إِلَى الْعَشَرَةِ إِلَّا فِي هَذَا الْخَبَرِ، وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْنَاهُمْ مِنْ أَوَّلِ هَذَا النَّوْعِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ هُمْ أَفْضَلُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أَذْكُرُ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مَنْ رُوِيَتْ لَهُ فَضِيلَةٌ صَحِيحَةٌ، وَكَانَ مَوْتُهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ قَبَضَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَّتِهِ، إِنْ يَسَّرَ الله ذلك وشاءه.
ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ زَوْجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
7003 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ أَبُو سُفْيَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو قُدَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امرأة فرعون""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أحمد بن سفيان، وعبيد الله بن فضالة، فقد روى لهما النسائي، وهو في "مصنف عبد الرزاق""20919".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" 3/135، وفي "الفضائل""1325""1337"، والترمذي "3878" في المناقب: باب فضل خديجة رضي الله عنها، والطحاوي في مشكل الآثار" "147"، والطبراني في "الكبير" 22/"1003"، 23/"3"، والحاكم 3/157، والبغوي "3955". وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1332" و"1338"، ومن طريقه الحاكم 3/157 - 158 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقد تقدم عند المصنف برقم "6951" من طريق ابن أبي السري، عن عبد الرزاق.
ذِكْرُ بُشْرَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ
7004 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا سخب فيه ولا نصب "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/133، وعنه أخرجه مسلم "2433" في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، عن وكيع، بهذا الإسناد، قرن ابن أبي شيبة يعلى بوكيع، وقد وقع في المطبوع منه "وكيع عن يعلى" وهو تحريف.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/355و356و381، وفي "الفضائل""1577" و "1581" و "1582"، وابنه عبد الله "1593"، والحميدي "720"، والبخاري "1792" في العمرة: باب متى يحل المعتمر؟ و"3819" في مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها، ومسلم "2433"، والنسائي في "الفضائل""255"، والطبراني 23/"11" من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمِرَ بِهَذَا الْفِعْلِ الَّذِي وَصَفْنَاهَا
7005 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سمعت بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قصب، لا سخب فيه ولا نصب""1". [3: 8]
"1"إسناده قوي، ابن إسحاق روى له مسلم متابعة، وهو صدوق وقد صرح بالسماع، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين، غير العباس بن عبد العظيم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "الفضائل""1519"، ومن طريقه الحاكم 3/184 عن أبي عمرو نصر بن علي، وأبو يعلى ورقة 312/2 عن القاسم، والطبراني 23/"13" من طريق محمد بن أبي صفوان الثقفي، ثلاثتهم عن وهب بن جرير بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى مختصرة.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/205، و"الفضائل""1585"، ومن طريقه الحاكم 3/185 من طريق إبراهيم بن سعد، وأبو يعلى ورقة 312/2 من طريق بكر بن سليمان، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/223، ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع.
ذِكْرُ تَعَاهُدِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَصْدِقَاءَ خَدِيجَةَ بِالْبِرِّ بَعْدَ وَفَاتِهَا
7006 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ يَقُولُ: "اذْهَبُوا بِذِي إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ" قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إني رزقت حبها""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سهل بن عثمان العسكري الحافظ، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2435""75" في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة أم المؤمنين، عن سهل بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري "3818" في مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، والبغوي "3956" من طريق محمد بن الحسن الأسدي، والترمذي "2017" في البر والصلة: باب ما جاء في حسن العهد، عن أبي هشام الرفاعي، كلاهما عن حفص بن غياث، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7007 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ، قَالَ:"اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خديجة" "2. [3:
"2"حسن لغيره، المبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن، وأخرجه الطبراني 23/"20" عن المقدام بن داود، والحاكم 4/175 من طريق الربيع بن سليمان، كلاهما عن أسد بن موسى، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""232"، والبزار "1904" من طريق سعيد بن سليمان، عن مبارك بن فضالة، به. ويشهد له حديث عائشة الذي قبله.
ذِكْرُ إِكْثَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ذِكْرَ خَدِيجَةَ بَعْدَ وَفَاتِهَا
7008 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدِيجَةَ، قُلْتُ: لَقَدْ أَخْلَفَكَ اللَّهُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ صلى الله عليه وسلم تَمَعُّرًا مَا كُنْتُ أَرَاهُ مِنْهُ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ، وَإِذَا رَأَى الْمَخِيلَةَ حَتَّى يَعْلَمَ أَرَحْمَةٌ أَوْ عَذَابٌ "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه أحمد 6/150 عن عفان، بهذا الإسناد، وقرن في أحد روايتيه بعفان بهزا.
وأخرجه أيضا 6/154 عن أبي عبد الرحمن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد، به.
وأخرجه بنحوه مسلم "2437" في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، والطبراني 23/"14" من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وعلقه البخاري "3821" في مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها.
وأخرجه أيضا أحمد 6/117 - 118، والطبراني 23/"22" من طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وقال الهيثمي في "المجمع" 9/224: رواه أحمد وإسناده حسن!
وقول عائشة: "حمراء الشدقين" تصفها بأنها عجوز كبيرة جدا حتى سقطت أسنانها من الكبر، ولم يبق لشدقيها بياض شيء من الأسنان، إنما بقي فيهما حمرة لثاتها.
وقولها: "فتمعر وجهه" يقال: غضب فلان فتمعر وجهه: إذا تغير وعلته صفرة، وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللون من قولهم: مكان أمعر، وهو الجدب الذي لا خصب فيه.
والمخيلة، بفتح الميم: السحابة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم أقرأ خديحة مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ
7009 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "أَتَى جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا سَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ""1". [3: 8] ابْنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَهُ الشيخ
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/133. و"مسند أبي يعلى" "6089".
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم "2432" في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة، والطبراني 23/"10". وأخرجه أحمد في "المسند" 2/231. و"الفضائل" "1588"، والبخاري "3820" في مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها، و"7497" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، ومسلم "2432"، والنسائي في "الفضائل" "253"، والحاكم 3/185، والبغوي "3953" من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي!.
قلت: وأراد بالبيت القصر، ويقال: هذا بيت فلان، أي قصره، والقصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، وقد جاء مفسرا عند الطبراني من حديث أبي هريرة ولفظه:"بيت من لؤلؤة مجوفة" والصخب: اختلاط الأصوات، والنصب: التعب.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَدِيجَةَ مِنْ أَفْضَلِ نِسَاءِ أهل الجنة في الجنة
…
ذكر البيان بأن خديحة مِنْ أَفْضَلِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ
7010 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبان الواسطي، حدثنا داود بن أبي فرات، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ خُطُوطًا أَرْبَعَةً قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَا"؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، محمد بن أبان الواسطي ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/293، و"الفضائل""250" و"252"و"259"، والطحاوي في "مشكل الآثار""148"، وأبو يعلى "2722"، والطبراني "11928" و22/"1019" و23/"1"، والحاكم 2/594و3/160و185 من طرق عن داود بن الفرات، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَتْ خَدِيجَةُ بِمَكَّةَ قَبْلَ هِجْرَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَى المدينة بثلاث سنين"1".
"1"وذلك في رمضان، ودفنت في الحجون "جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها" عن خمس وستين سنة انظر "سير أعلام النبلاء" 2/111 - 112.
ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ"2" بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7011 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ وَاعَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْقَوْهُ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ بِمَكَّةَ فِيمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَخَرَجُوا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ سَبْعُونَ رَجُلًا فِيمَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ مِنْ قَوْمِهِمْ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ، قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ - وَكَانَ كَبِيرَنَا وَسَيِّدَنَا -: قَدْ رَأَيْتُ رَأَيًا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أتوافقوني عليه
"2" هو السيد النقيب أبو بشر الأنصاري الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة، وهو ابن عمة سعد بن معاذ، وكان نقيب قومه بني سلمة، وكان أول من بايع ليلة العقبة الأولى، وكان فاضلا، تقيا، فقيه النفس، مات فيصفر قبل قدوم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بشهر. "سير أعلام النبلاء" 1/267 - 268.
أَمْ لَا؟ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ "1" مِنِّي بِظَهْرٍ- يُرِيدُ الْكَعْبَةَ - وَإِنِّي أُصَلِّي إِلَيْهَا فَقُلْنَا: لَا تَفْعَلْ، وَمَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ، وَمَا كُنَّا نُصَلِّي إِلَى غَيْرِ قِبْلَتِهِ، فَأَبَيْنَا عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَأَبَى عَلَيْنَا، وَخَرَجْنَا فِي وَجْهِنَا ذَلِكَ، فَإِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ، وَصَلَّيْنَا إِلَى الشَّامِ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ.
قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ لِي الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: وَاللَّهِ يا بن أَخِي قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مَا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، قَالَ: وَكُنَّا لَا نَعْرِفُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بِالتِّجَارَةِ وَنَرَاهُ، فَخَرَجْنَا نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَطْحَاءِ، لَقِينَا رَجُلًا فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفَانِهِ؟ قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا دَخَلْتُمْ، فَانْظُرُوا الرَّجُلَ الَّذِي مَعَ الْعَبَّاسِ جَالِسًا فَهُوَ هُوَ، تَرَكْتُهُ مَعَهُ الْآنَ جَالِسًا.
قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَاهُ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ مَعَ الْعَبَّاسِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِمَا، وَجَلَسْنَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا عَبَّاسُ"؟ قَالَ: نَعَمْ، هَذَانِ الرَّجُلَانِ مِنَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِنَّمَا تُدْعَى فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا- هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ قَوْمِهِ، وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ،
"1"البنية: وزان فعلية: هي الكعبة، سميت بذلك لشرفها، إذ هي أشرف مبنى، وكانت تدعى بنية إبراهيم عليه السلام، لأنه بناها، وقد كثر قسمهم برب هذه البنية.
فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الشَّاعِرُ" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا شَيْئًا أَحْبَبْتُ أَنْ تُخْبِرَنِي عَنْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ، وَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا، فَعَنَّفَنِي أَصْحَابِي وَخَالَفُونِي، حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ مَا وَقَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا"، وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى ذَلِكَ.
قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى مِنًى، فَقَضَيْنَا الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، اتَّعَدْنَا نَحْنُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ، فَخَرَجْنَا مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ نَتَسَلَّلُ مِنْ رِحَالِنَا، وَنُخْفِي ذَلِكَ ممن معنا مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعْنَا عِنْدَ الْعَقَبَةِ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتَلَا عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَأَجَبْنَاهُ وَصَدَّقْنَاهُ، وَآمَنَّا بِهِ، وَرَضِينَا بِمَا قَالَ، ثُمَّ إِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَكَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَإِنَّا قَدْ مَنَعْنَاهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ مَمْنُوعٌ، فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: بَايِعْنَا، قَالَ:" أُبَايعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ"، قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عن كابر "1". [3: 8]
"1"إسناده قوي، سلمة بن الفضل وثقه قوم وضعفه آخرون، وقال يحيى بن معين: سمعت جريرا يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل، وقد توبع، وباقي رجال السند ثقات، وابن إسحاق صرح التحديث. وهو في سيرة ابن هشام 2/81 - 85 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وفيه بعض الزيادات.
وأخرجه أحمد 3/460 - 462 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبراني 19/174، والحاكم 3/441، وعنه البيهقي في "الدلائل" 2/444 - 337 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وقال الهيثمي في "المجمع" 6/45 بعد أن نسبه إلى أحمد والطبراني: ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا بِشَهْرٍ، وَأَوْصَى أَنْ يُوَجَّهَ فِي حُفْرَتِهِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ الَّتِي صَلَّاهَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ، حَيْثُ كَانَ الْفَرْضُ عَلَيْهِمُ اسْتِقْبَالَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، كَانَ ذَلِكَ، لِأَنَّ الْبَرَاءَ أَسْلَمَ لَمَّا شَاهَدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم، فَمِنْ أَجْلِهِ لم يأمره بإعادة تلك الصلاة "1".
"1"وقال السهيلي في "الروض الأنف" 2/200: إنه لم يأمره بإعادة ما قد صلى لأنه كان متأولا.
ذِكْرُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7012 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سليم "2"عن بن خثيم، عن أبي الزبير
"2" تحرف في الأصل إلى: سليمان، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 380، =
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتَتَبَّعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الْمَوْسِمِ وَمَجَنَّةَ وعكاظ، [و] في مَنَازِلِهِمْ [بِمِنًى] يَقُولُ:"مَنْ يُؤْوِينِي وَيَنْصُرَنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي، وَلَهُ الْجَنَّةُ" فَلَا يَجِدُ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُؤْوِيهِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْحَلُ مِنْ مِصْرَ أَوْ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى ذِي رَحِمِهِ، فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَيُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيُؤْمِنُ بِهِ، وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ، فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ.
فَائْتَمَرَنَا وَاجْتَمَعْنَا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ؟ فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ، فَوَاعَدَنَا شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا أَهْلِ يَثْرِبَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، فلما نظر فِي وجُوهِنَا، قَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمْ، هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: "تُبَايعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا يَأْخُذْكُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إذا قدمت
= ويحيى بن سليم هذا هو الطائفي - وهو إن كان في حفظه شيء قد توبع عليه.
عَلَيْكُمْ، وَتَمْنَعُونِي مَا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، فَلَكُمُ الْجَنَّةُ"، فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ إِلَّا أَنَا، قَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا مَسَّتْكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ وَمُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً، فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ"1" أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً، فَذَرُوهُ، فَهُوَ أَعْذَرُ عِنْدَ اللَّهِ، قَالُوا: يَا أَسْعَدُ، أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ، فَوَاللَّهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ، وَلَا نَسْتَقِيلُهَا، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ رَجُلٌ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا شَرِيطَةَ الْعَبَّاسِ، وَضَمِنَ عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ "2". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ أَسْعَدُ بَعْدَ قَدُومِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بالمدينة
"1"في الأصل: عن، وهو تحريف، والتصويب من "التقاسيم".
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، وقد صرح بالسماع عند البيهقي، وما بين الحاصرتين من "المستدرك""الدلائل".
وأخرجه الحاكم 2/624 - 625، وعنه البيهقي في "الدلائل" 2/443 - 444 عن محمد بن إسماعيل المقرئ، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرج أحمد 3/339 - 340 عن إسحاق بن عيسى، عن يحيى بن سليم، به. وقد تقدم عند المؤلف. برقم "6274" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم.
بأيام، والمسلمون"1" يبنون المسجد "2".
"1"لفظة "والمسلمون" لم ترد في الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
"2" تقدم في الكلام على الحديث "6080" عند المؤلف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرراة من الشوكة، فمات.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ هُوَ الَّذِي جَمَّعَ أَوَّلَ جُمُعَةٍ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا
7013 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ أَبِيهِ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ"3" بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ إِلَّا قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ إِنَّهُ لَتُعْجِبُنِي صَلَاتُكَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ بِالْأَذَانِ بِالْجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ، فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ: الْخَضَمَاتُ، قُلْتُ: وَكَمْ أنتم يومئذ؟ قال أربعون رجلا"4". [3: 8]
"3" كذا الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 380، وعند غير المصنف"عبد الرحمن" وعبد الله وعبد الرحمن: ابنا كعب بن مالك، كلاهما ثقة.
"4" إسناده قوي.
وأخرجه ابن خزيمة "1724" عن محمد بن عيسى، عن سلمة بن الفضل، بهذا الإسناد. ولم يسم محمد بن عيسى في حديثه ابن كعب بن مالك. وأخرجه أبو داود "1069" في الصلاة: باب الجمعة في القرى، وابن ماجة "1082" في إقامة الصلاة: باب فيفرض الجمعة، والمروزي في "الجمعة وفضلها""1"، وابن خزيمة "1724"، والطبراني "900"، والحاكم 1/281 و3/187، والدارقطني 2/5 - 6و6، والبيهقي 3/176 - 177 و177، من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!
وقال البيهقي: حديث حسن الإسناد صحيح.
قلت: حرة بني بياضة: قرية على ميل من المدينة، والنقيع: بطن من الأرض يستنقع فيه الماء مدة، فإذا نضب أنبت الكلأ.
ذِكْرُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7014 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى"1" بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَاكُمُ الْبِرُّ، كذاكم البر""2". [3: 8]
"1"تحرف في الأصل إلى: عبد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 381.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 6/36، والحميدي "285"، وابن وهب في "الجامع""22"، وأبو يعلى "4425"، والحاكم 3/208، والبغوي "3418" من طرق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد""548" من طريق محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/313 ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ مُدِحَ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بِالْبِرِّ
7015 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا أَدُورُ فِي الْجَنَّةِ سَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَلِكَ الْبِرُّ" قَالَ: وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بأمه" 1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رواة "الصحيحين"، وهو في "مصنف عبد الرزاق""20119"، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" 6/151 - 152 و166 - 167، وفي "الفضائل""1507"، والنسائي في "الفضائل""129"، والبغوي "3419".
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "أفعال العباد""547" والنسائي في "الفضائل""130"، وإسناده صحيح.
ذِكْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7016 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حدثنا أبي عن بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ"2" بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار،
"2" تحرف في الأصل إلى: عبيد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 381.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ"1" بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، فَأَدْرَبْنَا مَعَ النَّاسِ، فَلَمَّا قَفَلْنَا وَرَدْنَا حِمْصَ، فَكَانَ وَحْشِيٌّ مَوْلَى جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَدْ سَكَنَهَا، وَأَقَامَ بِهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ وَحْشِيًّا، فَنَسْأَلَهُ عَنْ حَمْزَةَ: كَيْفَ كَانَ قَتْلُهُ لَهُ؟ قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ بِفِنَاءِ دَارِهِ عَلَى طِنْفِسَةٍ، وَإِذَا هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ، سَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: ابْنٌ لِعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ؟ قَالَ"2": نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُكَ منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذوي طُوًى، فَإِنِّي نَاوَلْتُهَا إِيَّاكَ وَهِيَ عَلَى بَعِيرِهَا فَأَخَذَتْكَ، فَلَمَعَتْ لِي قَدَمَاكَ حِينَ رَفَعَتْكَ إِلَيْهَا، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَقَفَتْ عَلَى فَرَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا.
فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: جِئْنَاكَ لِتُحَدِّثَنَا عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ: كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمَا كَمَا حَدَّثْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ، كُنْتُ غُلَامًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ عَمُّهُ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ قَدْ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أُحُدٍ، قَالَ لِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ عَمَّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِعَمِّي طُعَيْمَةَ فَأَنْتَ عَتِيقٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكُنْتُ حَبَشِيًّا أَقْذِفُ بِالْحَرْبَةِ قَذْفَ الْحَبَشَةِ، قلما أخطىء بِهَا شَيْئًا، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، خَرَجْتُ أَنْظُرُ
"1"في "سيرة ابن هشام": خرجت أنا وعبيد الله بن الخيار، أخو بني نوفل بن عبد مناف.
"2" في الأصل و"التقاسيم": قلت، والجادة ما أثبت.
حَمْزَةَ، حَتَّى رَأَيْتُهُ فِي عَرَضِ النَّاسِ مِثْلَ الْجَمَلِ الْأَوْرَقِ يَهُزُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَزًا، مَا يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَتَهَيَّأُ لَهُ أُرِيدُهُ وَأَتَأَنَّى عَجْزًا، إِذْ تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سِبَاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، فَلَمَّا رَآهُ حَمْزَةُ، قَالَ: هَلُمَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَهُ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا أَخْطَأَ رَأْسَهُ، قَالَ: وَهَزَزْتُ حَرْبَتِي، حَتَّى إِذَا رَضِيتُ مِنْهَا، دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ، فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ نَحْوِي فَغُلِبَ، وَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّاسِ فَقَعَدْتُ فِي الْعَسْكَرِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بَعْدَهُ حَاجَةٌ، إِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِأُعْتَقَ، فَلَمَّا قدمت مكة عتقت"1". [3: 8]
"1"إسناده قوي، محمد بن إسحاق صرح السماع وقد توبع، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين، غير وحشي بن حرب صاحب القصة، فقد أخرج له البخاري هذه القصة. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/74 - 77 عن ابن إسحاق، بأطول مما هنا.
وأخرجه الطبراني "2946"، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/609 - 610 من طريق عبد الله بن إدريس، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/438 - 440 من طريق يونس، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، ولم يسق ابن عبد البر إلا طرفا يسيرا من أوله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُغَيِّبَ عَنْهُ وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حمزة ماكان
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عن وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ مَا كَانَ
7017 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ - وَكَانَ وَاحِدَ زَمَانِهِ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ السرخسي، حدثنا حجين بن المثنى أبو عمرذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُغَيِّبَ عَنْهُ وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ ماكان
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عن وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ مَا كَانَ
[7017]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ - وَكَانَ وَاحِدَ زَمَانِهِ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ السَّرَخْسِيُّ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ
الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ أَخِي الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، قال: فسألناه عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ، قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَةٍ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهُ وَرِجْلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ، أَتَعْرِفُنِي؟ فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْقِتَالِ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ.
قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، قَالَ: فقال لي مولاي جبير بن معطم: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فلما أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ – قَالَ: وَعَيْنَيْنُ جبل تحت أحد، بينه وبين واد "1" _ قال: فخرجت مع الناس"2" إلى
"1"كذا في الأصل و"التقاسيم"، وفي البخاري: بينه وبينه واد.
"2" في الأصل و"التقاسيم": فخرجنا مع رسول إلى القتال، وهو تحريف.
الْقِتَالِ، فَلَمَّا اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، خَرَجَ سِبَاعٌ أَبُو"1" نِيَارٍ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ، يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، تُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذاهب، قال: وانكمنت لحمزة مَرَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنِّي، رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنَ وَرِكَيْهِ.
قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الْعَهْدُ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ، رَجَعْتُ مَعَهُمْ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى نَشَأَ فِيهَا الْإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، قَالَ: وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُسُلًا، قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ، قَالَ: فَجِئْتُ فِيهِمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَنْتَ وَحْشِيٌّ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ"؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أما تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ؟ ".
قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله، فأكافىء بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ، قَالَ: وَإِذَا رُجَيْلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ مَا نَرَى رَأْسَهُ، قَالَ: فَأَرْمِيهِ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَدَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ على هامته.
"1"تحرف في الأصل و"التقاسيم" إلى: ابن.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بن يسار أنه سمع عبد الله ابن عُمَرَ"1" يَقُولُ: قَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ: إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود "2". [3: 8]
"1" في الأصل و"التقاسيم": ابن عمرو، بواو وهو خطأ.
"2" حديث صحيح، محمد بن مشكان وثقه المؤلف 9/127، وقال: كان ابن حنبل رحمه الله يكاتبه، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، غير وحشي بن حرب، فقد أخرج له البخاري فقط هذه القصة.
وأخرجه أحمد 3/501 عن حجين بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4072" في المغازي: باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، عن أبي جعفر محمد بن عبد المبارك المخرمي، والبيهقي في "الدلائل" 3/241 - 242 من طريق محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، كلاهما عن حجين بن المثنى، به.
وأخرجه الطيالسي "1314" عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به، غير أنه قال فيه: "عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: أقبلنا من الروم
…
"فذكره.
قوله: كأنه "حميت" أي زق كبير، وأكثر ما يقال إذا كان مملوءا.
قوله: "مقطعة البظور"، بالظاء المعجمة جمع بظر، وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة عند الختان، قال ابن إسحاق: كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء، والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم، والثنة بضم المثلثة وتشديد النون: العانة، وقيل: ما بين السرة والعانة.
وقوله: "لا يهيج الرسل"، أي: لا ينالهم منه إزعاج.
قوله: "فأكافئ به حمزة"، أي أساويه به، وقد فسره بعد بقوله:"فقتلت خير الناس وشر الناس".
وقول الجارية: "إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود". قال الحافظ: هذا فيه تأييد لقول وحشي: إنه قتله، لكن في قول الجارية: أمير المؤمنين =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= نظر، لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل من الله، وكانوا يقولون له: يا رسول الله ونبي الله، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك، وأول من لقب به عمر، وذلك بعد قتل مسيلمة بمدة، فليتأمل هذا، وأما قول ابن التين: كان مسيلمة تسمى تارة بالنبي، وتارة بأمير المؤمنين، فإن كان أخذه من هذا الحديث فليس بجيد، وإلا فيحتاج إلى نقل بذلك، والذي في رواية الطيالسي: قال ابن عمر: كنت في الجيش يومئذ، فسمعت قائلا يقول في مسيلمة: قتله العبد الأسود، ولم يقل: أمير المؤمنين، ويحتمل أن تكون الجارية أطلقت عليه الأمير باعتبار أن أمر أصحابه كان إليه، وأطلقت على أصحابه المؤمنين باعتبار إيمانهم به ولم تقصد إلى تلقيبه بذلك، والله أعلم.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِمَا كُفِّنَ فِيهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ
7018 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ:
أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - وَكَانَ صَائِمًا - بِطَعَامٍ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ: قُتِلَ حَمْزَةُ فَلَمْ يُوجَدْ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَقُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَلَمْ يُوجَدْ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ"1"، وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ طَيِّبَاتُنَا في حياتنا الدنيا، قال: وجعل يبكي"2". [3: 8]
"1" من قوله: "وقتل مصعب" إلى هنا، سقطت من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 384.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري "1275" في الجنائز: باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد، و"4045" في المغازي: باب غزوة أحد، من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1274"، والبيهقي في "الدلائل" 3/299 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به.
ذِكْرُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ رضي الله عنه
7019 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ فَقَالَ: إِنَّا هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أُجُورُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بُرْدَةً، فَكُنَّا إِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، وَإِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْعَلَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ نَجْعَلَ على رجليه شيئا من إذخر"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن بشار الحافظ، فقد روى له أبو داود والترمذي، وقد توبع. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقول: "فهو يهدبها" أي: يجنيها ويقطفها.
وأخرجه عبد الرزاق "6195"، والحميدي "155"، والبخاري "3897" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، و"6448" في الرقاق: باب فضل الفقر، ومسلم "940" في الجنائز: باب كفن الميت، والطبراني "3660" من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 5/109، 111 - 112 و6/395، والبخاري "1276" في الجنائز: باب إذا لم يجد كفنا إلا ما يواري رأسه أو قدميه غطى رأسه، و"3913" و"3914" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، و"4047" في المغازي: باب غزوة أحد، و"4082": باب من قتل من المسلمين يوم أحد، و"6432" في الرقاق: باب ما يحذر من زهرة الحياة الدنيا والتنافس فيها، ومسلم "940"، وأبو داود "3155" في الجنائز: باب كراهية المغالاة في الكفن، والترمذي "3853" في المناقب: باب في مناقب مصعب بن عمير رضي الله عنه، والنسائي 4/38 - 39 في الجنائز: باب القميص في الكفن، وابن الجارود "522"، والطبراني "3657" و"3658" و"3659" و"3661" و"3662" و"3663" و"3664"، والبيهقي 3/401، والبغوي "1479" من طرق عن الأعمش، به.
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7020 -
أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ"1" بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَمَرَ أَبِي بِخَزِيرَةٍ، فَصُنِعَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي، فَحَمَلْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأتيته وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا جَابِرُ، أَلْحَمٌ ذَا"؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنَّهَا خَزِيرَةٌ، فأمر بها
"1" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 384: أحمد، ويغلب على طني أنه تحريف أو سهو من الناسخ، ولم ترد في كتب التراجم ترجمة لأحمد بن حبيب، والحديث لا يعرف إلا بإبراهيم بن حبيب، وهو قد روى عن أبيه، وروى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي وغيره.
فَقُبِضَتْ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَبِي قَالَ: هَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: هَلْ قَالَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"مَا هَذَا يَا جَابِرُ أَلْحَمٌ ذَا"؟ فَقَالَ أَبِي: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ اشْتَهَى اللَّحْمَ، فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ لَهُ فَذَبَحَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي، فَحَمَلْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا جَابِرُ"؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: هَلْ قَالَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"مَا هَذَا أَلْحَمٌ ذَا"؟ فَقَالَ أَبِي: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ اشْتَهَى اللَّحْمَ، فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ عِنْدَهُ، فَذَبَحَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَحَمَلْتُهَا إِلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"جَزَى اللَّهُ الْأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا، وَلَا سِيَّمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن حرام، وسعد بن عبادة""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقا رجال الصحيح، غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة روى له النسائي. عمرو بن دينار: هو المكي.
وأخرجه أبو يعلى "2080" عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في الفضائل "176"، والبزار "2706"، والمزي في "تهذيب الكمال" 2/68 - 69 عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، وأبو يعلى "2079"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة""276"عن محمد بن يحيى بن أبي سمينة، والحاكم 4/111 - 112 من طريق إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، ثلاثتهم عن إبراهيم بن حبيب، به.
رواية النسائي مختصرة جدا، وسقط من سند الحاكم حبيب بن الشهيد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/317، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.
وأخرجه بنحوه مختصرا أحمد 3/334 من طريق إسحاق بن عبد الله، قال: صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة، فأتيته بها، فوضعتها بين يديه فاطلع فيها، فقال:"حسبته لحما" فذكرت ذلك لأهلنا، فذبحوا له شاة.
والخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق. والداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.
ذِكْرُ إِظْلَالِ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْنِحَتِهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ إِلَى أَنْ دُفِنَ
7021 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَجَعَلَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَوْنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَبْكِهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا تُظِلُّهُ حتى دفنتموه""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/ 397 من طريق أبي بكر الإسماعيلي، عن أبي خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/407 من طريق الباغندي، عن أبي الوليد الطيالسي، به. وعلقه البخاري "4080" في المغازي: باب من قتل من المسلمين يوم أحد، عن أبي الوليد الطيالسي، وذكره البيهقي في حديثه أن النهي عن البكاء كان لفاطمة بنت عمرو عمة جابر.
وأخرجه الطيالسي "1711"، وأحمد 3/298، والبخاري "1244" في الجنائز: باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، ومسلم "2471" "130" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام، والنسائي 4/13 في الجنائز: باب البكاء على الميت، وفي "الفضائل""143"، وابن سعد 3/561 من طرق عن شعبة، به. وكلهم ذكر فيه قصة فاطمة بنت عمرو.
وأخرجه عبد الرزاق "6693" وأحمد 3/307، والحميدي "1261"، والبخاري "1293" في الجنائز: باب رقم "34"، و"2816" في الجهاد: باب ظل الملائكة على الشهيد، ومسلم "2471"، والنسائي 4/11 - 12 من طرق عن محمد بن المنكدر، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا كَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ بَعْدَ أَنْ أَحْيَاهُ كِفَاحًا
"1"
7022 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بِفَمِّ الصِّلح، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: "يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا"؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، فَقَالَ:"أَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ"؟ قلت: بلى يا رسول
"1" لفظة "كفاحا" تحرفت في الأصل إلى: "كلما جاء"، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 385.
اللَّهِ، قَالَ:"مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إلا من وراء حجاب، وإن الله أحيى أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ أُعْطِكَ، قَالَ: تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ قَتْلَةً ثَانِيَةً، قَالَ اللَّهُ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ"، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169]"1". [3: 8]
"1" إسناده جيد. وأخرجه الترمذي "3010" في تفسير القرآن: باب سورة آل عمران، والحاكم 3/203 - 204 عن يحيى بن حبيب، بهذا الإسناد. وقرن الحاكم بيحيى بن حبيب عبدة بن عبد الله الخزاعي، ولم يسق لفظه بتمامه، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه ابن ماجه "2800" في الجهاد: باب فضل الشهادة في سبيل الله، وابن أبي عاصم في "السنة""602" عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، والواحدي في "أسباب النزول" ص "86"، والبيهقي في "الدلائل" 3/298 - 299 من طريق علي ابن المديني، كلاهما عن موسى بن إبراهيم الأنصاري، به.
وأخرجه بنحوه مختصرا أحمد 3/361، والحميدي "1265"، وأبو يعلى "2002"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان""8214" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر.
وله شاهد حسن في الشواهد من حديث عائشة عند البزار "2706"، والحاكم 3/203، والبيهقي في "الدلائل" 3/298، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
ذِكْرُ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7023 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثابتذكر أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7023]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - سُمِّيتُ بِهِ - وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبُرَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيَّبَتُ عَنْهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي مَشْهَدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيما بَعْدُ لَيَرَيَّن اللَّهُ مَا أَصْنَعُ. قَالَ: فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا، فَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، أَيْنَ؟ قَالَ"1": وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ، أَجِدُهَا دُونَ أُحُدٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتلَ، فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، فَقَالَتْ عَمَّتِي أُخْتُهُ: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلَّا بِبَنَانِهِ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]"2". [3: 8]
"1""قال" سقطت من الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 385.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. حبان: هو ابن موسى بن سوار المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه النسائي في "الفضائل""186" عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3200" في تفسير القرآن: باب سورة الأحزاب، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، به، وقال حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود الطيالسي "2044"، ومن طريقه النسائي في التفسير كما في "التحفة" 1/135، وأخرجه مسلم "1903" في الإمارة: باب ثبوت الجنة للشهيد، والواحدي في "أسباب النزول" ص 237 - 238 من طريق بهز بن أسد، كلاهما "الطيالسي وبهز" عن سليمان بن المغيرة، به. غير أنه في "مسند الطيالسي" أن أنسا قال: جاء خالي أنس بن النضر!.
وأخرجه أحمد 3/253، والنسائي في التفسير، والطبري 21/146 - 147 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، به.
وأخرجه بنحوه البخاري "2805" في الجهاد: باب قول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ، و"4048" في المغازي: باب غزوة أحد، والترمذي "3201"، والنسائي في التفسير كما في"التحفة" 1/213، والطبراني "769"، وابن جرير الطبري 21/147، والبيهقي في "الدلائل" 3/244 - 245 من طرق عن حميد، عن أنس.
وقوله: "واها لريح الجنة" قال: في "اللسان": وواه: تلهف وتلوذ، وقيل: استطابة، وينون، فيقال: واها لفلان، قال أبو النجم:
واها لريا ثم واها واها
ياليت عيناها لنا وفاها
بثمن نرضي به أباها
فاضت دموع العين من جراها
هي المنى لو أننا نلناها
ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7024 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فَاكِهٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: "جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو، لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ، فقالذكر عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7024]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فَاكِهٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: "جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو، لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ: مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، يخوض في الجنة بعرجته""1". [3: 8]
"1"إسناده جيد. موسى بن إبراهيم بن كثير روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" وحديثه عند الترمذي، وابن ماجة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" وباقي السند ثقات: ولم أجد هذا الحديث من رواية جابر عند غير المصنف، وهو في "المسند" من حديث أبي قتادة، فقد أخرجه 5/299 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، قال: حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم" فقتل أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
…
".
وقال الهيثمي: "المجمع" 9/315 ونسبه إلى أحمد: رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصار، وهو ثقة، وحسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح" 3/216.
قلت: وقوله: "ابن أخيه" قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه، وإنما هو ابن عمه، قال الحافظ: وهو كما قال، فلعله كان أسن منه. قلت: ذكر ابن إسحاق أن عمرو بن الجموح كان سيدا من سادات بني سلمة وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظمه. فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل كانوا يدخلون على صنم عمرو، فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو، فيجده منكبا لوجهه في العذرة، فيأخذه ويغسله ويطيبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك، لأخزيته، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه وعلقه عليه، وقال: إن كان فيك خير، فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا، فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح، فوجده كذلك، فأبصر رشده، فأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:
تالله لو كنت إلها لم تكن
…
أنت وكلب وسط بئر في قرن
قلت: وروى البخاري في "الأدب المفرد""296" وغيره من طريق حجاج الصواف عن أبي الزبير حدثنا جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قلنا: الجد بن قيس على أنا نبخله، قال:"وأي داء أدوأ من البخل" بل سيدكم عمرو بن الجموح".
قال: وكان عمرو يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج. وسنده حسن وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/255.
ذِكْرُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7025 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى دُونِ الْأَعْرَاضِ "1" عَلَى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سفيان بن حرب،
"1"تحرفت في الأصل إلى: الأعراض، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 386، وأعراض المدينة: قال الأصمعي: هي قراها التي في أوديتها، وقال شمر: أعراض المدينة: هي بطون سوادها حيث الزرع والنخل.
فَلَمَّا اسْتَعْلَاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَعَلَاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ كَادَ يَقْتُلُ أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ"، فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فَذَاكَ قَدْ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ""1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، رجاله ثقات، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث، وجد يحيى بن عباد –وهو عبد الله بن الزبير - لم يشهد هذه القضية، فإن عمره إذ ذاك أقل من ثلاث سنوات، فهو مرسل صحابي، وهو حجة على الصحيح.
وأخرجه الحاكم 3/204 - 205، وعنه البيهقي في "السنن" 4/15 عن أبي الحسين بن يعقوب، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقال ابن حجر في "الإصابة" 1/360: وأخرج السراج من طريق ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير
…
فذكره بهذا الإسناد.
قلت: وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة" ص 312 عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن محمود بن لبيد رضي الله عنه
…
فذكر الحديث.
وأخرجه من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر مرسلا البيهقي في "السنن" 4/15، وفي "الدلائل" 3/246.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني "12094"، ولفظه:"لما أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت الملائكة تغسلهما"، وسنده حسن كما قال الهيثمي في "المجمع" 3/23.
ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7026 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدثناذكر سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7026]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إِلَى خَيْرِكُمْ، أَوْ إِلَى سَيِّدِكُمْ"، قَالَ:"إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ" قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرِّيَّتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ" وَقَالَ مرة: "لقد حكمت بحكم الملك""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مسند أبي يعلى""1188".
وأخرجه مسلم "1768" في الجهاد: باب جواز قتال من نقض العهد
…
، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/22 عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أحمد 3/22 و 71، والبخاري "3043" في الجهاد: باب إذا نزل العدو على حكم رجل، و"3804" في مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، و"4121" في المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، و"6262" في الاستئذان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، ومسلم "1768" 064"، وأبو داود "5215" ،"5216" في الأدب: باب ما جاء في القيام، والنسائي في "الفضائل" "118"، وابن سعد 3/424، والطبراني "5323"، والبيهقي 6/57 - 58 و9/63، والبغوي "2718" من طرق عن شعبة، به.
ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِالْكَوْنِ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ الْأَيَّامَ قَصْدًا لِعِيَادَتِهِ
7027 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المتوكلذكر أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِالْكَوْنِ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ الْأَيَّامَ قَصْدًا لِعِيَادَتِهِ
[7027]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المتوكل
القارىء، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنِي هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ ليعوده من قريب"1". [3: 8]
"1" حديث صحيح. عبد الرحمن بن المتوكل القارئ ذكره المؤلف في "الثقات" 8/379، فقلت: من أهل البصرة يروي عن الفضل بن سليمان، حدثنا عنه أبو خليفة مات بعد سنة ثلاثين ومئتين بقليل. وقد توبع. ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 6/56، والبخاري "463" في الصلاة: باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم، و"4122" في المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم، ومسلم "1769" "65" في الجهاد: باب جواز قتال من نقض العهد
…
، وأبو داود "3101" في الجنائز: باب في العيادة مرارا، والنسائي 2/45 في المساجد: باب ضرب الخباء في المساجد، وابن سعد 3/425 من طرق عن عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ وَصْفِ دُعَاءِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِ بَنِي قُرَيْظَةَ
7028 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو أَثَرَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ بن أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ"2" يَحْمِلُ مِجَنَّهُ، فَجَلَسْتُ إلى
"2" تحرفت في الأصل إلى: "يونس"، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 387.
الْأَرْضِ، فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ، فَأَنَا"1" أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، قَالَتْ: فَمَرَّ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:
لبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِك الهَيْجا حَمَلْ
…
مَا أحسنَ الموتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ
قَالَتْ: فَقُمْتُ فَاقْتَحَمَتُ حَدِيقَةً، فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ عُمَرُ: ويحكِ، مَا جَاءَ بكِ، لَعَمْرِي وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ، مَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ"2" أَوْ بَلَاءٌ، قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ قَدِ انْشَقَّتْ، فَدَخَلْتُ فِيهَا، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ نَصِيفَةٌ لَهُ، فَرَفَعَ الرَّجُلُ النَّصِيفَ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عُمَرُ، إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ، وَأَيْنَ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ؟
قَالَتْ: وَرَمَى سَعْدًا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ العَرِقَة، بِسَهْمٍ، قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ العَرِقَة، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَقَطَعَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ وَمَوَالِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَرَأَ كَلْمُه، وَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ بتِهامة، وَلَحِقَ عُيَيْنَةَ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ، وَرَجَعَتْ بَنُو قريظة، فتحصنوا
"1" لفظة "فأنا" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
"2" في الأصل و"التقاسيم": كونا، والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة" و "مسند أحمد".
بِصَيَاصِيهِمْ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ.
قَالَتْ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَوَقَد وَضَعْتَ السِّلَاحَ، فَوَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرَّحِيلِ وَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، فَخَرَجَ، فَمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَكَانُوا جِيرَانَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:"مَنْ مَرِّ بِكُمْ"؟ قَالُوا: مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَيْهِمْ، قِيلَ لَهُمُ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنَّهُ الذَّبْحُ، فَقَالُوا: نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ فَحَمَلَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ، وَحَفَّ"1" بِهِ قَوْمُهُ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَايَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ، فَلَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ ذَرَارِيِّهِمُ، الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: قَدْ آنَ لِسَعْدٍ أَنْ لَا يُبَالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ"، قَالَ عُمَرُ: سَيِّدُنَا اللَّهُ، قَالَ:"أَنْزِلُوهُ"، فَأَنْزَلُوهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"احْكُمْ فِيهِمْ"، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيِّهِمْ، وَتُقْسَمُ أَمْوَالُهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الله ورسوله".
"1" في الأصل: "وحر"، والتصويب من "التقاسيم".
ثُمَّ دَعَا اللهَ سعدٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا، فَأَبْقِنِي لَهَا، وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، فَانْفَجَرَ كَلْمُه، وَكَانَ قَدْ بَرَأَ مِنْهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ إِلَّا مِثْلَ الْحِمَّصِ، قَالَتْ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَجَعَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ الَّذِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، قَالَتْ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بكاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ:{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]، قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَ عَيْنَاهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ إِذَا وَجَدَ"1" إنما هو آخذ بلحيته"2". [3: 8]
"1" في الأصل و"التقاسيم": "وجب"، بالياء، وهو خطأ.
"2" حديث حسن. وأخرجه أحمد 6/141 - 142، وأبو بكر بن أبي شيبة 14/408 - 411، وابن سعد 3/421 - 423 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد تقدم القسم الأخير منه وهو أخذه صلى الله عليه وسلم بلحيته إذا وجد عند - عند المؤلف. برقم "6439".
ذِكْرُ اسْتِبْشَارِ الْعَرْشِ وَارْتِيَاحِهِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ
7029 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى السِّخْتِيَانِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ"3"، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا بن جريج، أخبرني أبو الزبير
"3" تحرف في الأصل إلى: العطار، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 388.
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَجِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ:"اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ""1". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "اهتز له عرش الرحمن" يريد به: استبشر وارتاح، كقوله اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا:{فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [الحج:5] يُرِيدُ بِهِ: ارْتَاحَتْ وَاخْضَرَّتْ "2".
"1" حديث صحيح، محفوظ بن أبي توبة ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/422 - 423 ونقل عن أبيه أنه ضعف أمره جدا، لكن تابعه محمد بن عبد الله العصار، ومحمد هذا روى عنه جمع، وكان مع أحمد بن حنبل في الرحلة إلى اليمن وغيره وهو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان. وذكره المؤلف في ثقاته 9/103، فقال: يروي عنه عبيد الله بن موسى وعبد الرزاق، حدثنا عنه شيوخنا، عمران بن موسى السختياني وغيره، وهو مترجم أيضا في "تاريخ جرجان" ص 376، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وهو في "مصنف عبد الرزاق""6747".
وأخرجه من طريق عبد الرزاق: أحمد 3/296، ومسلم "2466""123" في فضائل الصحابة: باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه، والترمذي "3848". في المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، والطبراني "5336". وقال الترمذي حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 3/349، والطبراني "5337" و "5338" من طريقين عن أبي الزبير، به.
وأخرجه الطبراني "5339" من طريقين يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر. وانظر "7031".
"2"وقال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري فيما نقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 397: الصحيح من التأويل في هذا أن يقال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الاهتزاز: هو الاستبشار والسرور، يقال: إن فلانا يهتز للمعروف، أي يستبشر ويسر به، وذكر ما يدل عليه من الكلام والشعر، قال: وأما العرش، فعرش الرحمن على ما جاء في الحديث، ومعنى أن حملة العرش الذين يحملونه، ويحفون حوله، فرحوا بقدوم روح سعد عليهم، فأقام العرش مقام من يحمله ويحف به من الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم:"هذا جبل يحبنا ونحبه" يريد أهله، كما قال عز وجل:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} يريد أهلها، وقد جاء في الحديث:"وإن الملائكة تستبشر بروح المؤمن، وإن لكل مؤمن بابا في السماء يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه، ويعرج فيه روحه إذا مات".
وكأن حملة العرش من الملائكة فرحوا واستبشروا بقدوم روح سعد بن معاذ عليهم لكرامته وطيب رائحته، وحسن عمله صاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اهتز عرش الرحمن تبارك وتعالى" والله أعلم.
وقال البغوي في "شرح السنة" 14/180: قوله: اهتز، أي: ارتاح بروحه حين صعد به، قيل: أراد الاهتزاز: السرور والاستبشار، ومعناه أن حملة العرش فرحوا بقدوم روحه، فأقام العرش مقام من حمله، كقوله:"هذا جبل يحبنا ونحبه"، أي: أهله.
قلت: "القائل هو: البغوي" والأولى إجراؤه على الظاهر، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام:"أحد جبل يحبنا ونحبه" ولا يمكر اهتزاز ما لا روح فيه بالأنبياء والأولياء، كما اهتز أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر عثمان، وكما اضطربت الأسطوانة على مفارقته.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم " اهْتَزَّ لَهَا" أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ جنازته
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "اهْتَزَّ لَهَا" أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ الْجَنَازَةِ
7030 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، حدثنا عبيدة بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أسيد بن حضير يقول: سمعتذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم " اهتز لها" أراد به وفاته دون جنازته
…
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "اهْتَزَّ لَهَا" أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ الْجَنَازَةِ
[7030]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، حدثنا عبيدة بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ""1". [3: 8]
"1"حديث حسن لغيره، وأخرجه أحمد 4/352، وابن أبي شيبة 12/142، وابن سعد 3/434، والطبراني "553" من طريق يزيد بن هارون، والطبراني "553" و"5332" من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وبعضهم يذكر فيه قصة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/308 و 309، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: وأسانيدها كلها حسنة.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْعَرْشَ فِي هَذَا الْخَبَرِ هُوَ السَّرِيرُ
7031 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، حدثني أبي، عن الأعمش، عن أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ""2 ". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه""2963"، وأحمد 3/316، وابن أبي شيبة 12/142، والبخاري "3803" في مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، ومسلم "2466""124" في فضائل الصحابة: باب من فضائل سعد بن معاد رضي الله عنه، وابن ماجة "158" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 3/433 - 434، والطبراني "5335"، والبغوي "3980" من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان بهذا الإسناد. وزاد أبو عوانة في حديثه عن الأعمش عند البخاري: وعن أبي صالح، عن جابر، وذكر زيادة.
ذِكْرُ طَعْنِ الْمُنَافِقِينَ فِي جِنَازَةِ سَعْدٍ لِخِفَّتِهَا
7032 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَجِنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ: "اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ" فَطَفِقَ الْمُنَافِقُونَ فِي جِنَازَتِهِ، وَقَالُوا: مَا أَخَفَّهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إنما كانت تحمله الملائكة معهم""1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، محمد بن عبد الرحمن العلاف: ذكره المؤلف في "ثقاته" 9/98، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني "5342" من طريق محمد بن ثعلبة بن سواء، عن عمه محمد بن سواء، عن سعيد، وهو ابن أبي عروبة – عن قتادة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه قصة المنافقين وحمل الجنازة.
وأخرجه كذلك أحمد 3/234، ومسلم "2467" من طريق عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عروبة، به.
وقصة حمل الجنازة أخرجها عبد الرزاق "20414"، ومن طريق الترمذي "3849" في المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، عن معمر، عم قتادة، عن أنس بن مالك، قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته لحكمه في قريظة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا، ولكن كانت تحمله الملائكة".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
ذِكْرُ فَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه
7033 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن عمرو، عن يحيى بنذكر فَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه
[7033]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ"1" بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ: "هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ شُدِّدَ عَلَيْهِ ثُمَّ فُرِّجَ عنه""2". [3: 8]
"1"من قوله: "بن خالد" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/ لوحة 388، وقد وقع فيه: "يحيى بن سعيد عن يزيد
…
" والمثبت من مصادر التخريج.
"2" إسناده حسن. عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير أبو حفص الحمصي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3/327، وفي "الفضائل""1496" و"1497"، والطبراني "5340" من طريق محمد بن بشر، والنسائي في "الفضائل""120"، والحاكم 3/206 من طريق الفضل بن موسى، والحاكم أيضا 3/206 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد. لم يذكر أحمد في الموضع الثاني من "الفضائل" في سنده يحيى بن سعيد، متابع يزيد بن عبد الله، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا شَدَّدَ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
7034 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قبره يعني سعد بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا شَدَّدَ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
[7034]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَهُ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ
مُعَاذٍ فَاحْتَبَسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ:"ضُمَّ سَعْدٌ فِي القبر ضمة، فدعوت الله، فكشف عنه""1". [3: 8]
"1" إسناده ضعيف، ابن فضيل –وهو محمد - سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
وأخرجه ابن سعد 3/433، وابن أبي شيبة 12/142 - 143، ومن طريقه الحاكم 3/206 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي!
قلت: وقد صح الحديث من طريق آخر عن ابن عمر بغير هذا اللفظ: فقد أخرجه النسائي 4/100 - 101، وابن سعد 3/430، والطبراني "5333"، والبيهقي في "الدلائل" 4/28، و"إثبات عذاب القبر" له "109" من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هذا الذي تحرك له العرش –يعني سعد بن معاذ - وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه". وهذا الإسناد صحيح، وسقط من المطبوع من "إثبات عذاب القبر" في الإسناد عبيد الله بن عمر، ونافع.
وأخرج الطحاوي في "مشكل الآثار""276"، وأبو نعيم في "الحلية" 3/173 - 174 من طريق سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدا نجا من عذاب القبر، لنجا منه سعد"، ثم قال بأصابعه الثلاثة يجمعها كأنه يقلبها، ثم قال:"لقد ضغط، ثم عوفي".
ذِكْرُ وَصْفِ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ
7035 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا"2" شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق
"2" قوله: "أبو داود، حدثنا" سقط من الأصل واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 390.
عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبًا مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَهُ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"تَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهُ""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود – وهو الطيالسي – فمن رجال مسلم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع شعبة منه قديم. وهو في "مسند الطيالسي""710".
وأخرجه مسلم "2467" في فضائل الصحابة: باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه، عن أحمد بن عبيدة الضبي، عن أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/302، والبخاري "3802" في مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، ومسلم "2468" من طريق محمد بن جعفر غندر، ومسلم "2468" من طريق أمية بن خالد، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/301، وفي "الفضائل""1487"، والبخاري "3249" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، و"5836" في اللباس: باب مس الحرير من غير لبس، و"5540" في اليمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم؟ والترمذي "3847" في المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، والنسائي في "الفضائل""117"، وابن ماجة "157" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 3/435، والبغوي "3981" من طرق عن أبي إسحاق، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْبَرَاءِ
7036 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حدثناذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْبَرَاءِ
[7036]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حدثنا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبِ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَلْمَسُونَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هَذَا، أَوْ خَيْرٌ مِنْ هَذَا""1".
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثل هذا "2". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي داود، فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله.
"2" إسناده صحيح. وهو في"مسند الطيالسي""1990"، ومن طريقه أخرجه أحمد 3/209 و 277، ومسلم "2468".
وأخرجه أحمد 3/206 - 207، ومسلم "2468" من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/234، والبخاري "2615" في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين، و"3248" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ومسلم "2469" من طرق عن قتادة، به. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ الَّذِي لَبِسَهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ
7037 -
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دخلت على أنسذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ الَّذِي لَبِسَهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ
[7037]
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ على أنس
بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ"1": إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى سَعْدٍ، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بحبة دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ"2"، فَلَبِسَهَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، أَوْ جَلَسَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ نَزَلَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَ الْجُبَّةَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا"؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مما ترون""3". [3: 8]
"1"من قوله: "دخلت على أنس" إلى هنا ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 390.
"2" في الأصل "ديباجا منسوج فيه الذهب" والمثبت من "الفضائل" ولفظ "المصنف": "بحلة من ديباج منسوج فيها الذهب"، ولفظ الترمذي:"جبة من ديباج منسوج فيها الذهب"، لفظ "الطبقات" "بحبة من ديباج منسوجا بالذهب" ولفظ النسائي:"بحبة ديباج منسوجة فيها الذهب".
"3" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو –وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ - وهو حسن الحديث صدوق، وحديثه في "الصحيحين" مقرون.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1495"، وابن سعد 3/435 - 436 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/144، والترمذي "1723" في اللباس: باب رقم "3"، والنسائي 8/199 في الزينة: باب لبس الديباج المنسوج بالذهب. من طرق عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حديث صحيح. وأكيدر دومة: هو ابن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل مدينة بين الشام والحجاز قرب تبوك ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة، وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه أسلم، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فوهبها لعمر، وتعقب ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/135، فقال: إنما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصالحه، ولم يسلم، وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير، وأما من قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهرا، بل كان نصرانيا، ولما صالح النبي صلى الله عليه وسلم، عاد إلى حصنه، وبقي فيه، ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر، فقتله كافرا.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ لُبْسَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْجُبَّةَ الْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لُبْسَهَا عَلَى الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ
7038 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جُبَّةَ سُنْدُسٍ، فَلَبِسَهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ الْحَرِيرُ، فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بن معاذ أحسن منها في الجنة""1". [3: 8]
"1"إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن ثعلبة بن سواء، فقد روى له ابن ماجة، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقد روى الشيخان من حديث محمد بن سواء عنه.
وأخرجه أحمد 3/234 عن عبد الوهاب –وهو ابن عطاء - عن سعيد، بهذا الإسناد. وعلق طرفا من أوله البخاري "2616" في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين، عن سعيد، به.
ذِكْرُ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ رضي الله عنه
7039 -
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ نُزُولًا، فَذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَاتَّبَعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى نَزَلُوا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَقِيلَ: هَذَا مِنْ تَمْرِ أَهْلِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ فَلَمَّا آنَسَهُمْ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ لَجَؤُوا"1" إِلَى فَدْفَدٍ، وَجَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، فَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ قَوْمٍ كَافِرِينَ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ، فَقَاتَلُوهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ، وَبَقِيَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ يَنْزِلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ، حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ، فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَنَادَى الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا، هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَّبِعَهُمْ، وَقَالَ: لِي في هؤلاء أسوة، فضربوا عنقه.
"1"لفظ "لجؤوا" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 391.
وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنُ عَامِرٍ، وَكَانَ الْحَارِثُ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ، اسْتَعَارَ مُوسًى مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ الْحَارِثِ يَسْتَحِدُّ بِهِ، فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي حَتَّى أَتَاهُ، فَأَخَذَهُ فَأَضْجَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى فِي يَدِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، فَزِعْتُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَقَالَ: خَشِيتِ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقًا رَزَقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا أَنَّ مَا بِي جَزْعٌ مِنَ الْمَوْتِ، لَزِدْتُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ"1" الْقَتْلِ، ثُمَّ قَالَ:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا"2"
…
عَلَى أَيِّ شَقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى مَوْضِعِ عَاصِمٍ تُرِيدُ الشَّيْءَ مِنْ جَسَدِهِ لِيَعْرِفُوهُ، وَكَانَ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى شَيْءٍ منه"3".
"1"في الأصل: قبل، والمثبت من "التقاسيم" و "المصنف".
"2" في الأصل و"التقاسيم": "شهيدا" وعلى هامش التقاسيم ما نصه: الصواب مسلما بدل شهيدا.
"3" حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال =
هَكَذَا حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنْ كِتَابِهِ: "فَقَاتَلُوهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ"، وَإِنَّمَا هُوَ:"فَقَاتَلُوهُمْ مِنْ ثُبُوتِهِمْ".
7040 -
أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم
= الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق""9730".
وأخرجه البخاري "4086" في المغازي: باب غزوة الرجيع، عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3045" في الجهاد: باب هل يستأسر الرجل؟ و"7402" في التوحيد: باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله عز وجل، وأبو داود "2661" في الجهاد: باب في الرجل يستأسر، من طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. ولم يسق أبو داود لفظه، والرواية الثانية عند البخاري مختصرة جدا، وقد زاد شعيب في حديثه عن الزهري قال: فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى
…
الحديث.
وأخرجه الطيالسي "2597"، وأحمد 2/294 - 295، والبخاري "3989" في المغازي: باب رقم "10"، وأبو داود "2660" و"3112" في الجنائز: باب المريض يؤخذ من أظفاره وعانته، والطبراني "4192" و17/"463"، والبيهقي في "الدلائل" 3/323 - 325 من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به.
وقوله: "فلما آنسهم"، أي: أبصرهم وأحسهم، وفي التنزيل:{آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً} يعني موسى أبصر نارا، ولفظ "المصنف":"فلما أحسهم".
وقوله: "فقاتلوهم من بيوتهم": ذكر المصنف في آخر الحديث أن الصواب "فقاتلوهم من ثبوتهم" وهذه الجملة لم ترد في مصنف عبد الرزاق، ولا عند من خرج الحديث من طريقه.
الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ:"فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ الظُّلَّةِ من الدبر، فلم يقدروا على شيء"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ رضي الله عنه
7041 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ"2" بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ وَقَالَ:"إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ، تَبِعَهُ الْبَصَرُ"، فَصَاحَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ:"لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُولُونَ"، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمُقَرَّبِينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عقبه في الغابرين،
"2" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 392: سوى، والمثبت من "مسند أبي يعلى"، ومصادر الحديث التي خرجته، قال النووي في "شرح مسلم" 6/222: هو بفتح الشين، ورفع بصره، وهو فاعل "شق" هكذا ضبطناه، وهو المشهور، وضبطه بعضهم "بصره" بالنصب وهو صحيح أيضا، والشين مفتوحة بلا خلاف، وقال القاضي: قال صاحب "الأفعال": يقال: شق بصر الميت، وشق الميت بصره، ومعناه: شخص كما في الرواية الأخرى، وقال ابن السكيت في "الاصلاح" والجوهري حكاية عن ابن السكيت، يقال: شق بصر الميت، ولا تقل: شق الميت بصره، وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.
وَاغْفِرْ لَهُ وَلَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ" "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي أبو عمرو البغدادي، وأبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 326/1.
وأخرجه مسلم "920""7" في الجنائز: باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، ومن طريقه البغوي "1468" عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/297، وابن ماجة "1454" في الجنائز: باب ما جاء في تغميض الميت، والبيهقي 3/384 من طريق معاوية بن عمرو، به.
ورواية ابن ماجة مختصرة.
وأخرجه أبو داود "3118" في الجنائز: باب تغميض الميت، والنسائي في "الفضائل""180"، والطبراني 23/"712" من طرق عن أبي إسحاق الفزاري، بعه.
وأخرجه مسلم "920""8"، والطبراني 23/"714" من طريقين عن خالد، به.
ذِكْرُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7042 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
أَنَّ بن عُمَرَ قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بن محمد، حتى نزلذكر زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7042]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بن عبد الله بن عمر
أن بن عُمَرَ قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، حَتَّى نَزَلَ
الْقُرْآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5]"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد. وهو في "مصنف بن أبي شيبة" 12/140.
وأخرجه أحمد 2/77، وابن سعد 3/43 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2425" في فضائل الصحابة: باب فضائل زيد بن الحارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن أحمد بن سعيد الدارمي، عن حبان، عن وهيب، به.
وأخرجه البخاري "2782" في تفسير سورة الأحزاب: باب {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} ، ومسلم "2425""62"، والترمذي "3209" في التفسير: باب سورة الأحزاب، و"3814" في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 5/161 من طرق عن موسى بن عقبة، به.
ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ
7043 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَةُ أُسَامَةَ وَاحِدَةٌ، قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أَبِيكَ، وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكَ، وَإِنَّمَا هَاجَرَ بك أبواك"2". [3: 8]
"2" رجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله الزبيري، فقد روى له النسائي وابن ماجة وهو ثقة، وهو في "مسند أبي يعلى""162". وأخرجه بنحوه ابن سعد 4/70 عن خالد بن مخلد البجلي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وعبد الله بن عمر ضعيف.
وأخرجه الترمذي "3813" في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة، عن سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أنه فرض لأسامة.. فذكره بنحوه، وفيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، وتدليس ابن جريج، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه البزار "1736" ضمن حديث مطول من طريق أبي معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، وعن عمر بن عبد الله مولى غفرة
…
قال الهيثمي في "المجمع" 6/6: رواه البزار، وفيه أبو معشر نجيح، ضعيف يعتبر بحديثه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ كَانَ مِنْ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
7044 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ
أنه سمع بن عُمَرَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، وأمَّر عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمْرَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال:"إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمْرَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ الناس إلي بعده""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2426""63" في فضائل الصحابة: باب فضائل زيد بن الحارثة....، عن يحيى بن أيوب المقابري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/110، والبخاري "6627" في الإيمان والنذور: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وايم والله"، ومسلم "2426""63"، والترمذي بإثر الحديث "3816" في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة، من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجه البخاري "3730" في فضائل الصحابة: باب مناقب زيد بن حارثة، و"4469" في المغازي: باب رقم "86"، "7187" في الأحكام: باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثا، والترمذي "3816" من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 2/89/106، والبخاري "4468" في المغازي: باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه، ومسلم "2426""64"، وابن سعد 4/65 - 66 من طريق سالم بن عبد الله، وابن سعد 4/66 من طريق نافع، كلاهما عن ابن عمر، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وانظر الحديث رقم "7059".
7045 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَهْلَكَ" فَنَزَلَتْ {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37]"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات، غير محمد بن عبد الرحيم، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الحاكم 2/417 من طريق الحسين بن الفضل البجلي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد وأخرجه أحمد 3/149 - 150، والبخاري "4787" في تفسير سورة الأحزاب: باب: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} ، و"7420" في التوحيد: باب: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ، والترمذي "3212" في التفسير: باب سورة الأحزاب، والنسائي في التفسير كما في"التحفة" 1/112، والبيهقي 7/57 من طرق عن حماد بن زيد، به، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقال الترمذي: حديث صحيح.
ذِكْرُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
7046 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ"1" بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ وهانئ بن هانيء
عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ: "أشبهت خلقي وخلقي""2". [3: 8]
"1"في الأصل: عبد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/392.
"2" حديث صحيح إسناده قوي. رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ فقد روى لهما أصحاب السنن، وكلاهما لا بأس به. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/105. وقد وقع في المطبوع منه "هبيرة عن هانئ"، وهو تحريف.
وأخرجه ابن سعد 4/36، والحاكم 3/120 من طريق عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وذكر الحاكم فيه قصة، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 1/98 - 99 و108 و115 من طرق عن إسرائيل، به. وفي الحديث قصة.
وفي الباب عن البراء بن عازب عند ابن أبي شيبة 12/105، والبخاري "2699"، والترمذي "3765"، وابن سعد 4/36، وعن ابن عباس عند أحمد 1/230، وابن أبي شيبة 12/105.
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم جَعْفَرًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ
7047 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ زَاجٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة"" 1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، يحيى بن نصر بن حاجب روى عنه جمع، ووثقه المؤلف 9/254، وقال ابن عدي في "الكامل" 7/2702 وقد روى له أحاديث حسنة: أرجو أنه لا بأس به، وقال أبو زرعة فيما نقله عنه أبي حاتم 9/193: ليس بشيء له ترجمة في "تاريخ بغداد" 14/159 - 160، وأبو نصر بن حاجب، قال أبو حاتم وغيره: صالح الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن معين: ثقة، وروى عباس عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء. مترجم في"تاريخ بغداد" 13/277 - 278، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي "3763" في المناقب: باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، عن علي بن حجر السعدي، والحاكم 3/209 من طريق علي بن عبد الله بن جعفر المديني، كلاهما عن عبد الله بن جعفر والد علي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر، وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره، وصحح إسناده الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: المديني "أي: عبد الله بن جعفر" واه.
وأخرجه الحاكم 3/212 من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم". وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني "1466"و"1467"، والحاكم 3/209.
وعن البراء عند الحاكم 3/40، وعن علي عند ابن سعد 4/39.
وعن ابن عمر عند البخاري "3709" و"4294"، والنسائي في "الفضائل""55"، والطبراني "1474" أنه كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7048 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خالد بن سمير، قال:
قدم علنيا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَأَتَيْتُهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ، قَالَ:"عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ" فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا، فَقَالَ:"امْضِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ" فَانْطَلَقُوا فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، انْطَلَقُوا فَلَقَوَا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، اسْتَغْفِرُوا لَهُ" فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ "ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قتل شهيدا، ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7048]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خالد بن سمير، قال:
قدم علنيا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَأَتَيْتُهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ، قَالَ:"عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ" فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا، فَقَالَ:"امْضِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ" فَانْطَلَقُوا فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، انْطَلَقُوا فَلَقَوَا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، اسْتَغْفِرُوا لَهُ" فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ "ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قتل شهيدا،
اسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَثَبَتَتْ قَدَمَاهُ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، اسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ" ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَبْعَيْهِ ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ انْتَصِرْ بِهِ" فَمِنْ يَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَيْفَ اللَّهِ "1". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مِنْ ذِكْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إِلَى هَاهُنَا هُمُ الَّذِينَ مَاتُوا أَوْ قُتِلُوا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أن قبض الله جل وعلا رسوله الله صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَّتِهِ، ثُمَّ إِنَّا ذَاكِرُونَ بَعْدَهُ هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ صَحَّتْ لَهُ الْفَضِيلَةُ مَرْوِيَّةً، ثُمَّ نُعْقِبُهُمُ الأنصار إن يسر الله ذلك وسهله.
"1"إسناده صحيح، خالد بن سمير، وثقه النسائي والمؤلف والعجلي والذهبي، وحديثه عند أهل السنن، وباقي رجاله ثقات على شرط مسلم.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/367 - 368 من طريق أبي عمرو بن مطر، عن الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا جدا إلى قوله: "الصلاة جامعة": الدارمي 2/218 - 219 عن سليمان بن حرب، به.
وأخرجه أحمد 5/299 و300 - 301، والنسائي في "الفضائل""145" عن عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي "56" و "177" من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأسود بن شيبان، به.
ذِكْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه
7049 -
أخبرنا بن قتيبة، حدثنا بن أبي السري، حدثنا عبدذكر الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه
[7049]
أخبرنا بن قتيبة، حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَرُبَّمَا قَالَ: بَيْضَاءَ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ عَلَى بَغْلَتِهِ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا وَهُوَ لَا يَأْلُو يُسْرِعُ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَا عَبَّاسُ نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ" وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، وَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ"1" فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا، يَقُولُونَ: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ"2" عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ"، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الكفار،
"1"من قوله: "وكنت رجلا" إلى هنا ساقطة من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 394.
"2" في الأصل و"التقاسيم": "الدعاوي"، والمثبت من "مصنف عبد الرزاق".
ثُمَّ"1" قَالَ: "انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ" قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا أَرَى حَدَّهُمْ إِلَّا كَلِيلًا، وَأَمْرَهُمْ إِلَّا مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته "2". [3: 8]
"1"ساقطة من الأصل و"التقاسيم"، والمثبت من "صحيح مسلم".
"2" حديث صحيح. ابن أبي السري – وهو محمد بن المتوكل – قد توبع ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق""9741"، ومن طريقه أخرجه أحمد في "المسند" 1/207، وفي "فضائل الصحابة" "1775". ومسلم "1775""77" في الجهاد: باب في غزوة حنين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/270 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "1775" و"76"، والنسائي في "الكبرى"، والحاكم 3/327، والبغوي في "تفسيره" 2/278 - 288 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن سعد 4/18 - 19 من طريق محمد بن عبد الله، عن عمه ابن شهاب، به.
وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" 1/207، وفي "فضائل الصحابة""1776"، والحميدي "459"، ومسلم "1775""77" من طريق سفيان بن عيينة، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
أبو "سفيان بن الحارث": هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفروة بن نفاثة – =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويقال له: ابن نباتة، وابن نعامة، وابن عامر، وبن عمرو - كان عاملا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل أنه اجتمع به، وبعث إليه رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، فبلغ الروم ذلك، فحبسوه ثم قتلوه. انظر "الإصابة" 3/207.
وقوله: "لا يألو" أي: لا يقصر، و"الغرز": الركاب.
وقوله: "أصحاب السمرة": هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، ومعناه ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية. وزاد سفيان بن عيينة في روايته: يا أصحاب سورة البقرة.
وقوله: "الوطيس": هو شبه تنور يسجر فيه، ويضرب مثلا لشدة الحرب التي يشبه حرها حره، وقيل هو الضرب في الحرب، وقيل: هو الحرب الذي يطيس الناس، أي: يدقهم. وهذه اللفظة من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "فما أرى حدهم إلا قليلا"، أي: ما أرى قوتهم إلا ضعيفة.
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ "إِنَّهُ صِنْوُ أَبِيهِ
"
7050 -
أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أرَّكين الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن عم الرجل صنو أبيه""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن إبراهيم الدورقي.
وهو في "مسند سعد بن أبي وقاص""106" لأحمد الدورقي، ومن طريقه أخرجه الترمذي "3761" في المناقب: باب مناقب الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه. ولفظه: "العباس عَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ عم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد تقدم مطولا برقم "3273".
وأزيد هنا في تخريجه: وأخرجه ابن خزيمة "2330" من طريق الحسن بن الصباح، عن شبابة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/322، وفي "فضائل الصحابة""1778"، والبيهقي 4/111 من طريق علي بن حفص، عن ورقاء، به.
وأخرجه ابن خزيمة "2330"، والدولابي في "الكنى" 1/184، والبيهقي 6/164 من طريق شعيب، وابن خزيمة "2329" من طريق موسى بن عقبة، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/501 من طريق أويس وابن أبي الزناد، أربعتهم عن أبي الزناد، به.
وقوله: "إن عم الرجل صنو أبيه" أي: مثله ونظيره، يعني أنهما من أصل واحد.
ذِكْرُ نَقْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْحِجَارَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ
7051 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ"1"، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ، ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ، وطَمَحَت عَيْنَاهُ إِلَى السماء،
"1" تحرفت في الأصل إلى: "الرملي" والتصويب من "التقاسيم" 2/ لوحة 394.
ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ:"إِزَارِي إزَاري"، فَشَدَّ عَلَيْهِ إزاره"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يحيى –وهو ابن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي - فمن رجال البخاري وقد تقدم برقم "1603".
ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَمَّهُ الْعَبَّاسَ بِالْجُودِ وَالْوَصْلِ
7052 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي"2" سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَهِّزُ بَعْثًا فِي مَوْضِعِ سُوقِ النَّخَّاسِينَ الْيَوْمَ، إِذْ طَلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"الْعَبَّاسُ عم نبيكم، أجود قريش كفا وأوصلها""3". [3: 8]
"2""أبي" ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/394.
"3" إسناده حسن. محمد بن طلحة: وهو ابن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله التيمي، روى عنه جمع، وحديثه عند النسائي وابن ماجه، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه، ولا يحتج به، وفي "التقريب": صدوق يخطئ، ومات سنة ثمانين ومئة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن حمزة، فروى البخاري مقرونا. أبو سهيل: هو نافع بن مالك.
وأخرجه من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد: أحمد في "المسند" 1/185، وفي "فضائل الصحابة""1768"، والدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص""104" و"105"، والنسائي في "فضائل الصحابة""71"، والدولابي في "الكنى" 2/60، وأبو يعلى "820"، والبزار "2673"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/502، والطبراني في "الأوسط""1947"، والحاكم 3/328 و328 - 329، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وقال البزار: لا نعلمه مرفوعا إلا من هذا الوجه ولا له إلا هذا الإسناد، ومحمد بن طلحة مدني مشهور.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/269، وقال: وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه
7053 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ يُحَدِّثُ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الخلاءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءا، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ:"مَنْ وَضَعَ هَذَا"؟ قالوا: ابن عباس، قال:"اللهم فقهه""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "2477" في فضائل الصحابة: باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/327، وفي "الفضائل""1859"، والبخاري "143" في الوضوء: باب وضع الماء عند الخلاء، ومسلم "2477"، والنسائي في "فضائل الصحابة""74"، والطبراني "11204" من طريق هاشم بن القاسم، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد "الفضائل""1888" من طريق وكيع بن الجراح، عن ورقاء، به. وانظر الحديثين الآتيين.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِابْنِ عَبَّاسٍ بِالْحِكْمَةِ
7054 -
أَخْبَرَنَا شَبَّابُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فقال:"اللهم علمه الحكمة""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن بقية فمن رجال مسلم، وعكرمة فمن رجال البخاري، وروى له مسلم مقرونا. خالد الأول: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان، والآخر: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه الطبراني "11961" عن حسين بن إسحاق التستري، عن وهب بن بقية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/214 و359، وفي "الفضائل""1835" و"1923"، والبخاري "75" في العلم: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم علمه الكتاب". و"3756" في فضائل الصحابة: باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، و"7270" في فاتحة الاعتصام، والترمذي "3824" في المناقب: باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وابن ماجه "166" في المقدمة: باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي في "فضائل الصحابة""76"ن والفسوي 1/518، والطبراني "10588" من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/269، وفي "الفضائل""1883"، والطبراني "11531" من طريق سليمان بن بلال، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، به. وأخرجه الترمذي "3823"، والنسائي "75" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس.
وأخرجه مطولا أبو نعيم في "الحلية" 1/315 من طريق يونس، عن أبي إسحاق، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن ابن عباس، وانظر الحديث السابق والآتي.
ذِكْرُ وَصْفِ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ اللَّذَيْنِ دَعا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِابْنِ عَبَّاسٍ بِهِمَا
7055 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فوَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَهُورا فَقَالَ:"مَنْ وَضَعَ هَذَا"؟ قَالَتْ مَيْمُونَةُ: عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدين وعلمه التأول""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وعبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 1/328 و335، وفي "الفضائل""1858"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/493 - 494، والطبراني "10587" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/266 و314، وفي "الفضائل""1856" و"1882"، والفسوي 1/494 من طريق زهير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، به.
وأخرجه الطبراني "10614" من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه أحمد في "الفضائل""1857"، والفسوي 1/518 و518 - 519 من طريق عمرو بن دينار، عن كريب، عن ابن عباس، ولفظه:"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما"، وانظر الحديثين السابقين.
ذِكْرُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رضي الله عنه
7056 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عَنِ البَهِي
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَثَر أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بعتبةِ الْبَابِ، فشُجَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ:"أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى"، فقَذِرَتْه، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمُجُّهَا، وَيَقُولُ:"لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جارية لحليته وكسوته حتى أُنَفِّقَه""1". [3: 8]
"1" حديث حسن لغيره، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. البهي: هو عبد الله بن يسار، وهو في "مسند أبي يعلى""4597".
وأخرجه أحمد 6/139 و222، وابن أبي شيبة 12/139، وابن سعد 4/61 - 62، وابن ماجه "1976" في النكاح: باب الشفاعة في التزويج، من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/111 - 112: هذا إسناد صحيح إن كان البهي سمع من عائشة، سئل أحمد عنه: هل سمع من عائشة؟ فقال: ما أدري في هذا شيئا، إنما يروي عن عروة.
قال العلائي في "المراسيل": أخرج مسلم في "صحيحه" لعبد الله البهي عن عائشة "حدثنا" وكأن ذلك على قاعدته. وأخرجه أبو يعلى "4458" عن زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغسل وجه أسامة بن زيد يوما وهو صبي، قالت: وما ولدت ولا أعرف كيف يغسل الصبيان، قالت: فآخذه فأغسله غسلا ليس بذاك، قالت:"فأخذه فجعل يغسل وجهه، ويقول: لقد أحسن بنا إذ لم تك جارية، ولو كنت جارية لحليتك وأعطيتك". ورجاله ثقات غير مجالد - وهو ابن سعيد - ففيه ضعف.
وأخرجه ابن سعد 4/62 عن يحيى بن عباد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: حدثنا أبو السفر مرسلا. ورجاله ثقات رجال الشيخين.
ذِكْرُ سُرُورِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِ مُجَزِّزٍ فِي أُسَامَةَ مَا قَالَ
7057 -
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْرُورًا، فقال:"يا عائشة، ألم تري إِلَى مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ دَخَلَ عَلَيَّ، فَرَأَى أُسَامَةَ وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا من بعض""1". [3: 8]
وأخرجه الحميدي "239"، والبخاري "6771" في الفرائض: باب القائف، ومسلم "1459""39" في الرضاع: باب العمل بإلحاق القائف الولد، وأبو داود "2267" في الطلاق: باب في القافة، والترمذي "2129" في الولاء والهبة: باب ما جاء في القائف، والنسائي 6/184 - 185 في الطلاق: باب القافة، وابن ماجة "2349" في الأحكام: باب القافة، والدارقطني 2/240، والبيهقي 10/262، والبغوي "2381" من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "13835" عن سفيان الثوري، عن الزهري، به وقد تقدم برقم "4102".
ومجزر: بضم الميم، وكسر الزاي، والمدلجي: بضم الميم وسكون الدال وكسر اللام وفي آخرها جيم، نسبة إلى مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة بطن كبير من كنانة، وكانت القيافة فيهم وفي بني أسد، والعرب نعترف لهم بذلك، وليس ذلك خاصا بهم على الصحيح، فقد أخرج يزيد بن هارون في "الفرائض" بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب أن عمر كان قائفا أورده في قصته، وعمر قرشي، ليس مدلجيا ولا أسديا، لا أسد قريش ولا أسد خزيمة، ومجرز هذا: هو والد علقمة بن مجزز أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم، له ذكر عند البخاري في المغازي في باب: سرية عبد الله بن حذافة، وكر مصعب الزبيري والواقدي أنه سمي مجززا، لأنه كان إذا أخذ أسيرا في الجاهلية جز ناصيته، وأطلقه، وكان مجزز عارفا بالقيافة، وذكره ابن يونس في من شهد فتح مصر، وقال: لا أعلم له رواية.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمَحَبَّةِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ إِذِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّهُ
7058 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا الحسن بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمْسَحَ مُخَاطَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَفْعَلُهُ، قَالَ:"يَا عائشة، أحبيه فإني أحبه""1". [3: 8]
"1"إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن يحيى، من رجال مسلم، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وأخرجه الترمذي "3818" في المناقب: باب مناقب أسامة بن زيد، عن الحسين بن حريث، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ مِنْ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِيهِ
7059 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ من بعده""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن خلاد الباهلي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/20، وفي "الفضائل""1525"، والبخاري "4250" في المغازي: باب غزوة زيد بن حارثة، من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم "7044".
ذِكْرُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ رضي الله عنه
7060 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أبي جهل، فوعدذكر أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ رضي الله عنه
[7060]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جهل، فوعد
النِّكَاحَ، فَأَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَإِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا"، وَذَكَرَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَأَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ، وَقَالَ:"لَا يُجْمَعُ بَيْنَ بِنْتِ نبي الله وبين بنت عدو الله""1". [3: 8]
"1"إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن راشد، فمن رجال مسلم، وهو وإن وصف بسوء الحفظ، قد توبع.
المقدمي: هو محمد بن أبي بكر بن علي، وعلي بن الحسين: هو ابن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين، وهو في"صحيح مسلم" "2449""96" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، عن أبي معن الرقاشي، عن وهب، به، وقد تقدم برقم "6956" و"6957".
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه
7061 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ لِي:"يَا غُلَامُ، هل من لبن"؟ قلت: نعم، ولكن مُؤْتَمَنٌ، قَالَ:"فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ"؟ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَمَسَحَ صلى الله عليه وسلم ضَرْعَهَا، فَنَزَلَ اللَّبَنُ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ:"انْقَلِصِي"، فَانْقَلَصَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "يرحمك الله، إنكذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه
[7061]
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ لِي:"يَا غُلَامُ، هَلْ من لبن"؟ قلت: نعم، ولكن مُؤْتَمَنٌ، قَالَ:"فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ"؟ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَمَسَحَ صلى الله عليه وسلم ضَرْعَهَا، فَنَزَلَ اللَّبَنُ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ:"انْقَلِصِي"، فَانْقَلَصَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "يرحمك الله، إنك
غلام معلم" "1". [3: 8]
"1"إسناده حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش فاحتج به البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وقد توبع، وعاصم – وهو ابن بهدلة – روى له الشيخان مقرونا، وهو حسن الحديث.
وأخرجه أحمد 1/379 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وقد تقدم برقم "6504".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ سُدُسَ الْإِسْلَامِ
7062 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ ما على الأرض مسلم غيرنا"2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط الصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عبيدة وأبيه، فمن رجال مسلم، والقاسم بن عبد الرحمن فمن رجال البخاري.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/115، ومن طريق أخرجه الطبراني "8406"، وابو نعيم في "الحلية" 1/126، والحاكم 3/313. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار "2676" من طريق علي بن مسلم الطوسي، والطبراني "8406" من طريق أبي كريب، كلاهما عن محمد بن أبي عبيدة، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/287، وقال: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُشَبَّهُ فِي هَدْيِهِ وَسَمْتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
7063 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ قَالَ:
قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَنْبِئْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ الْهَدْيِ وَالسَّمْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَأْخُذُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَتَّى يُوَارِيهِ جِدَارُ بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أن بن أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/154 عن أبي الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "426"، وأحمد 5/ 395 و402، والبخاري "3762" في "فضائل الصحابة": باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والنسائي في "فضائل الصحابة""161"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/540 و540 - 541 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 5/389 و401، والترمذي "3807" في المناقب: باب مناقب عبد الله بن مسعود، والفسوي 2/543 - 544 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/115، واحمد 5/394، وابن سعد 3/154، والبخاري "6098" في الأدب: باب الهدي الصالح، والحاكم 3/315، والبغوي "3945"، والفسوي 2/545 من طرق عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة.
قال البغوي: والدل والسمت والهدي قريب بعضها من بعض، وهو السكينة والوقار وحسن الهيئة والمنظر، يريد شمائله في الحركة والمشي والتصرف في الدين لا في الزينة والجمال. وأصل السمت: الطريق، يقال: الزم هذا السمت، ويقال: فلان حسن السمت، أي حسن القصد.
ذِكْرُ عِنَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ
7064 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعَةً وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدًا لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ"1". [3: 8]
"1" حديث صحيح، وإسناده حسن. هبيرة بن يريم قال أحمد والنسائي: لا بأس بحديثه، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال يحيى بن معين وابن أبي حاتم مجهول، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني "7437" من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/134 في الزينة: باب الذؤابة، والطبراني "7437" من طريقين عن عبدة بن سليمان، به.
وأخرجه أحمد 1/389 و405 و414 و442، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 21 و22، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/539، والطبراني "8434" و"8435" و"8436"، والحاكم 2/228 من طرق عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك "ذكره ابن حبان في "الثقات""، عن ابن مسعود.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن أبي داود ص 24، والطبراني "8441" من طريق الأعمش، عن أبي رزين، وأحمد 1/379 و453 و457، والطبراني "8442" من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، كلاهما عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 1/411، والبخاري "5000" في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2462" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه، والنسائي 8/134، وفي فضائل الصحابة "22"، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 22 - 23 و23، من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، بنحوه.
وأخرجه ابن أبي داود ص 24، والطبراني "8439"، والحاكم 2/228 من طريق أبي سعيد الأزدي، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8443" من طريق الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8446" و"8447" من طريقين عن زاذان، عن ابن مسعود بنحوه وفيهما زيادة.
أخرجه الطبراني "8433" من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن الأسود، قال: قيل لعبد الله، اقرأ على قراءة زيد، قال.....
وأخرجه الطبراني "8438" من طريق عمرو بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل – أو ابن شراحيل - أبي ميسرة الهمداني، عن ابن مسعود بلفظ:"بضعا وسبعين مرة".
وأخرجه الطبراني "8440" من طريق الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8444" من طريق الأعمش، و"8445" من طريق إسرائيل، كلاهما عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن ابن مسعود.
ذِكْرُ اسْتِمَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ
7065 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ"، فَقَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء: 41] قَالَ: إِمَّا غَمَزَنِي وَإِمَّا الْتَفَتُّ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَسِيلَانِ صلى الله عليه وسلم "1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "5049" في فضائل القرآن: باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره، ومسلم "800""247" في صلاة المسافرين: باب فضائل استماع القرآن، وأبو داود "3668" في العلم: باب القصص، والنسائي في "فضائل الصحابة""100" من طرق عن حفص بن غيات، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/380 و433، والبخاري "4582" ي تفسير سورة النساء: باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} ، و"5050" في فضائل القرآن: باب قول المقرئ للقارئ: حسبك، و"5050" و"5056" باب البكاء عند قراءة القرآن، ومسلم "800""247"، والترمذي "3025" في تفسير سورة النساء، وفي "الشمائل""316"، والنسائي في "فضائل الصحابة""103"و "104"، والطبراني "8460" و"8461"، وأبو يعلى "5228"، والبيهقي 10/231، والبغوي "1220" من طرق عن العمش، به.
وزاد أحمد 1/380، والبخاري "4582" و"5055"، والنسائي "104" في روايتهم عن يحيى، عن سفيان، عن العمش، به. قال يحيى - وعند أحمد: سليمان - وبعض الحديث عن عمرو بن مرة.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في "الصغير""204"، وفي "الكبير""8462" و"8463" من طريقين عن إبراهيم، به.
وأخرجه مسلم "800""248"، وأبو يعلى "5019" من طريقين عن أبي أسامة، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: "اقرأ علي"
…
فذكره.
وأخرجه الترمذي "3024"، والنسائي "101"، والطبراني "8467" من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله.
قلت: وأخرجه الطبراني "8465" من طريق شعبة عن إبراهيم ابن المهاجر عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 1/375، وأبو يعلى "5150" من طريق أبي حيان الأشجعي، وأحمد 1/375، والطبراني "8466" من طريق أبي رزين، والنسائي "102"، والطبراني "8466" من طريق أبي رزين، والنسائي "102"، والطبراني "4859" من طريق زر، ثلاثتهم عن ابن مسعود.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى مَا كَانَ يَقْرَؤُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ
7066 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ على قراءة ابن أم عبد""1". [3: 8]
"1"حديث صحيح إسناده حسن. عاصم - وهو ابن بهدلة - صدوق، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري. وهو في "المسند" 1/7، وفي "فضائل الصحابة""1554"، وسقط من إسناد المطبوع من "الفضائل":"يحيى بن آدم".
وأخرجه ابن ماجة "138" في المقدمة: باب فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأبو يعلى"17" و"5059"، والبزار "2681" من طرق عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "8423" من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه "8465" من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعا.
وأخرجه الطبراني "8462" و"8463" من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود مرفوعا، وانظر الحديث الآتي.
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ
7067 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما وَعَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ النِّسَاءِ فَسَحَلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"، ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ سَأَلَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ"، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بكر قد سبقه، قال: إنك إنذكر السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ
[7067]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما وَعَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ النِّسَاءِ فَسَحَلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"، ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ سَأَلَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ"، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَهُ، قَالَ: إِنَّكَ إِنْ
فعلت إنك لسابق بالخير"1". [3: 8]
"1"إسناده حسن من أجل عاصم – وهو ابن بهدلة – وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب، وحسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة. وهو في "مسند أبي يعلى""16" و"5058".
وأخرجه أحمد 1/445 - 446، والطبراني "8417" من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/454 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
وأخرجه أحمد 1/386 و400 و437، والطيالسي "334"، والطبراني "8413" و"8414" و"8415" و"8416"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/127 من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود. وأبو عبيدة لا يصح له سماع من أبيه ابن مسعود.
وفي الباب عن عمر عند أحمد 1/25 - 26 و38، والطبراني "8420" و"8421" و"8422" و"8424" و"8425"، والحاكم 2/227، وأبي نعيم في "الحلية" 1/124، والفسوي في "المعرفة" 2/228. وعن علي عند الحاكم 3/317، وعن عمار بن ياسر عند الحاكم 2/228، والبزار "2680"، وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق عند أحمد في "فضائل الصحابة" "1553".
وقوله: "فسحلها": أي: قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة.
ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ الله صل الله علية وسلم
…
ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
7068 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ الله صل الله علية وسلم
…
ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
[7068]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ، وَأَنْ تَسْمَعَ سوادي حتى أنهاك""1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله وشيخه إبراهيم بن سويد، فمن رجال مسلم.
ابن إدريس: هو عبد الله، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/112.
وأخرجه ابن سعد 3/153 - 154، وابن ماجة "139" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفسوي في "المعرفة" 2/536، من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/404، والطبراني "8449"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/126، وأبو يعلى من طريق زائدة، ومسلم "2169" في الإسلام: باب جواز جعل الإذن رفع الحجاب أو نحوه من العلامات، والنسائي في "فضائل الصحابة""157" من طريق عبد الواحد بن زياد، والبغوي "3322" من طريق حفص، ثلاثتهم عن الحسن، به.
وأخرجه أحمد 1/388 و394، والنسائي "158"، وأبو يعلى "4989" و"5265" من طريق سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن ابن مسعود، ولم يذكر فيه عبد الرحمن بن يزيد.
وأخرجه أحمد 1/404، والطبراني "8450"، وأبو يعلى "5357" من طرق عن معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة قال: قال سليمان: سمعتهم يذكرون عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذنك علي أن تكشف الستر".
وقوله: "سوادي" السواد: السِّرَار، يقال: ساودت الرجل سوادا ومساودة، إذا ساررته، وهو من إدناء سوادك من سواده، أي شخصك من شخصه.
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم طَاعَاتِ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّتِي كَانَ بِسَبِيلِهَا مِنْ قَدَمَيْهِ بِأُحُدٍ فِي ثِقَلِ الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7069 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَحْتَزُّ"1" لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سوكا مِنْ أَرَاكٍ، وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقَّةٌ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ""2". [3: 8]
"1" في هامش الأصل و"التقاسيم": "يجتني" خ، وفي أبي يعلى:"يجني".
"2" إسناده حسن من أجل عاصم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو في "مسند أبي يعلى""5310".
وأخرجه ابن سعد 3/155، وأبو نعيم 1/127 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "355"، وأحمد 1/420 - 421، وفي "فضائل الصحابة""1552"، وأبو يعلى "5310"، والفسوي 2/545 - 546، والبزار "2678"، والطبراني "8452" من طرق عن حماد بن سلمة، به. وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/289، وقال: وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح: وأخرجه الطبراني "8453" من طريق أبي وائل، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8454" من طريق سارة بنت عبد الله بن مسعود عن أبيها ابن مسعود قال: بينما هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه أو بعضهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لعبد الله في الموازين يوم القيامة أثقل من أحد"، كأنهم عجبوا من خفته.
وأخرجه "8517" من طريق الأزهر بن الأسود عن ابن مسعود، بنحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/113 من طريق زائدة عن عاصم، عن زر، قال: جعل القوم يضحكون مما تصنع الريح بعيد الله تلقيه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لهو أثقل عند الله يوم القيامة ميزانا من أحد".
وفي الباب عن علي عند ابن أبي شيبة 12/114، وأحمد 1/114، وابن سعد 3/155، والفسوي 2/546 و547، وأبي نعيم في "الحلية" 1/127.
وقال الهيثمي 9/288: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة.
وعن قرة بن إياس عند البزار "26779ن والطبراني "8516"، والفسوي 2/546، والحاكم 3/317 وصححه، وقال الهيثمي 9/289: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7070 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ مرتين، فلقيهما ملكذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7070]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ، فلقيهما ملك
آخَرُ، فقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ"1"، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا".
قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا"2". [3: 8]
"1" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 398: "ترع"، والمثبت من "المسند" 2/146 ومعناه: لا روع عليك ولا ضرر.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه احمد 2/146، والبخاري "1121" و"1122" في التهجد: باب فضل قيام الليل، و"3838" و"3839" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، والبيهقي 2/501 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1121" و"1122" و"7030" و"7031" في التعبير: باب الأخذ على اليمين في النوم، وابن ماجه "3919" في تعبير الرؤيا، من طريقين عن معمر، به.
وأخرجه الدارمي 2/127، والبخاري "440" في المساجد: باب نوم الرجال في المسجد، و"7028" و"7029" في التعبير: باب الأمن وذهاب الروع في المنام، من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وانظر الحديثين الآتيين.
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالصَّلَاحِ
7071 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابن عمرذكر شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالصَّلَاحِ
[7071]
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ
عَنْ حَفْصَةَ أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "إِنَّ عَبْدَ الله بن عمر رجل صالح""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري "3740""3741" في فضائل الصحابة: باب فضائل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وانظر الحديث السابق والآتي.
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هذا القول لابن عمر
…
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ
7072 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ سَرَقة مِنْ حَرِيرٍ لَا أَهْوِي بِهَا إِلَى مَكَانٍ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا طَافَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَخَاكَ رَجُلٌ صَالِحٌ" أَوْ قَالَ: "إِنَّ عبد الله رجل صالح""2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "7015" و"7016" في التعبير: باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، عن معلى بن أسد، عن وهيب، عن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/146 - 147، والبخاري "1156" و"1157" في التهجد: باب فضل من تعار من الليل فصلى، ومسلم "2478" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، من طريق حماد بن زيد، وأحمد 2/5، والترمذي "3825" في المناقب: باب مناقب عبد الله بن عمر، وابن الأثير في "أسد الغابة" من طريق إسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن أيوب، به. وانظر الحديثين السابقين.
ذِكْرُ هِبَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْبَعِيرَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
7073 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكَانَ يَغْلِبُنِي، فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ، وَيَرُدُّهُ، ثُمَّ يتقدم فيزجره وعمر وَيَرُدُّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:"بِعْنِيهِ" قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"بِعْنِيهِ" فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ" 1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح. والد عمر: هو محمد بن بجير الهمداني، ذكره المؤلف في "الثقات" 9/143، وكان صاحب حديث، ومن أصحاب عارم وطبقته، وهو متابع، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وهو في "مسند الحميدي""674/2"، ومن طريقه أخرجه البيهقي 5/316.
وعلقه البخاري "2115" في البيوع: باب إذا اشترى شيئا فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا، و"2611" في الهبة: باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه فهو جائز، فقال: وقال الحميدي: حدثنا سفيان
…
، ومن طريق البخاري أخرجه البغوي "2090".
وأخرجه البخاري "2610" في الهبة: باب من أهدى له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق، من طريق عبد الله بن محمد، والبيهقي 6/170 من طريق ابن أبي عمر، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ تَتَبُّعِ ابْنِ عُمَرَ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتِعْمَالِهِ سُنَّتَهُ بَعْدَهُ
7074 -
أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ"1" قَالَ:
كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَتَبَّعُ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكُلُّ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ فِيهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجِيءُ بِالْمَاءِ، فَيَصُبُّهُ فِي أَصْلِ السمرة كي لا تيبس"2". [3: 8]
"1"في الأصل و"التقاسيم"2/لوحة 398 زيادة: "ابن عمر"، والجادة حذفها.
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجالُه ثِقاتٌ رجال الشيخين غيرَ الحسن بن محمد بن الصباح، فمن رجال البخاري.
وأخرجه بنحوه الحميدي "665" عن سفيان بن عيينة، عن صدقة بن يسار، عن نافع، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7075 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب""3". [3: 8]
"3" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ فقد روى له أصحاب السنن، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات" 5/509، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: وكان يتشيع. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/118.
وأخرجه أحمد 1/99 - 100 و130، وفي "الفضائل""1599"، وابن ماجة "146" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/125 - 126، وفي "الفضائل""1599"، والترمذي "3798" في المناقب: باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه، والحاكم 3/388، وأبو نعيم في "الحلية"1/140 و7/135، والبغوي "3951" من طرق عن سفيان، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 1/123 و138، وفي "الفضائل""1605"، والطيالسي "117" من طريق شعبة عن أبي إسحاق، به. وسقط من المطبوع من "مسند الطيالسي":"عن علي".
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِأَخْذِهِ الْحَظَّ مِنْ جَمِيعِ شُعَبِ الْإِيمَانِ
7076 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا عَثَّام بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ المُطيَّب سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "عمار مليء إيمانا إلى مشاشه" أي مثانته"1". [3: 8]
"1" إسناده حسن كالذي قبله، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/139 من طريق أحمد بن المقدام، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان""93"، و"المصنف" 12/121، وابن ماجه "147"، وأبو نعيم 1/139، من طريق عثام، به.
وفي الباب عن عمرو بن شرحيل، عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عند النسائي في "السنن" 8/111، وفي "فضائل الصحابة""168"، والحاكم 3/392 - 393.
وأخرجه الحاكم 3/392 من طريق عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله مرفوعا. والمشاش: رؤوس العظام اللينة، وفي رواية لأبي نعيم "إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه" يعني مشاشه.
ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَتَلَةَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ
7077 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ بِحَلَبَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تقتل عمارا الفئة الباغية""1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم "6736".
وأخرجه الطبراني 23/"857" عن عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي قالا: حدثنا محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
ذكر الخبر الدال على أن عمار وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تلك الأيام
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ
7078 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ويحَذكر الخبر الدال على أن عمار وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تلك الأيام
…
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ
[7078]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ويحَ
ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ" "1".
قَالَ ابْنُ الْمِنْهَالِ: فحدثت به أبا"2" داود فدلسه عني. [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه أحمد 3/28، وابن سعد 3/22 من طريق شعبة، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/28، وابن سعد 3/252 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن هشام، عن أبي سعيد. وانظر الحديث الآتي.
"2" في الأصل: "فحدثت بها أبو" وهو خطأ، والتصحيح من "التقاسيم" 2/لوحة 399.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِكْرِمَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
7079 -
أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ، فَلَمَّا رَآنَا، جَاءَ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَعَدَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْن لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ:"يَا عَمَّارُ، أَلَا تَحْمِلُ مَا يَحْمِلُ أَصْحَابُكَ"؟ قَالَ: إني أريد الأجر من الله، ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِكْرِمَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
[7079]
أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ، فَلَمَّا رَآنَا، جَاءَ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَعَدَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْن لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ:"يَا عَمَّارُ، أَلَا تَحْمِلُ مَا يَحْمِلُ أَصْحَابُكَ"؟ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ،
فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ: "وَيْحُ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ". فَقَالَ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الفتن"1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. وهب بن بقية: من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أحمد 3/90 - 91، والبخاري "447" في الصلاة: باب التعاون في بناء المسجد، و"2812" في الجهاد: باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله، من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/252 - 253، ومسلم "2915" في الفتن وأشراط الساعة: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، من طريق شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. وزاد فيه: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة.
وأخرجه أحمد 3/5، والطيالسي "2168" من طريق داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وزاد في حديث الطيالسي: فحدثني أصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفض التراب عن رأسه، ويقول: ويحك
…
وانظر الحديث السابق.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِتَالَ عَمَّارٍ كَانَ بِالرَّايَةِ الَّتِي قَاتَلَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
7080 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلِمَة يَقُولُ:
رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ - شَيْخٌ آدَمَ طُوَالٌ- أَخَذَ الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ، وَيَدُهُ تَرْعُدُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قِتَالَ عَمَّارٍ كَانَ بِالرَّايَةِ الَّتِي قَاتَلَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
[7080]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلِمَة يَقُولُ:
رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ - شَيْخٌ آدَمَ طُوَالٌ- أَخَذَ الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ، وَيَدُهُ تَرْعُدُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعْفَاتِ هَجَرَ، عَرَفْنَا أَنَّ مُصْلِحِينَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ"1". [3: 8]
"1" رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سلمة، فقد روى له أصحاب السنن، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ووثقه المؤلف والعجلي ويعقوب بن شيبة.
وأخرجه أحمد 4/319 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/384 من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/292 مختصرا، ونسبه على الطبراني، وحسن إسناده.
وسعفات: جمع سعفة –بالتحريك - وهي أغصان النخيل، قال ابن الأثير: وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة، ولأنها موصوفة بكثرة النخيل.
ذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض عمار بن ياسر رضي الله عنه
7081 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ ياسر كلام، فانطلق عمار يشكوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ، قَالَ: فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْمَعُهُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رأسه، وقال: "منذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض عمار بن ياسر رضي الله عنه
[7081]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كلام، فانطلق عمار يشكوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ، قَالَ: فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْمَعُهُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَأْسَهُ، وَقَالَ: "مَنْ
عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أبغضهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ" قَالَ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي"1". [3: 8]
ذِكْرُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه
"1" إسناده صحيح على الشرط الشيخين. علقمة: هو ابن قيس النخعي، وقد جاء التصريح بسماعه من خالد عند الطبراني.
وأخرجه أحمد 4/89، والنسائي في "الفضائل""164"، والحاكم في "المستدرك" 3/390 - 391 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: حديث العوام بن حوشب هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لاتفاقهما على العوام بن حوشب وعلقمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""3835" من طريق هشيم، حدثنا العوام بن حوشب، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 4/90، والنسائي "165" و"166" و"167"، والحاكم 3/389 و390، والطبراني "3830" و"3831" و"3832" و"3833" من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر، عن خالد بن الوليد.
وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/293 ونسبه إلى أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه
7082 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، وَرَوْحٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا"2" صُعْلُوكًا، فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ ما بلغت، ثم تريد أن
"2" تحرفت في الأصل إلى: لقيتنا، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 400.
تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُمْ مَالِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صهيب""1". [3: 8]
"1"رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل، أبو عثمان النهدي – وهو عبد الرحمن بن مل - لم يسمع من صهيب.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1509" عن محمد بن جعفر، عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/227 - 228 عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن أبي عثمان النهدي قال: بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة
…
فذكره.
وقال ابن هشام في "السيرة" 2/121: وذكر لي عن أبي عثمان النهدي، أنه قال: بلغني أن صهيبا.
وفي الباب عن أنس عند الحاكم 3/398، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وعن عكرمة مرسلا عنده أيضا 3/398 وإسناده إلى عكرمة صحيح.
ذكر بلاب بن رباح المؤذن رضي الله عنه
…
ذكر بلال بن رباح المؤذن رضي الله عنه
7083 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةً: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الحديدذكر بلاب بن رباح المؤذن رضي الله عنه
…
ذكر بلال بن رباح المؤذن رضي الله عنه
[7083]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةً: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الحديد
وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَآتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ"1". [3: 8]
"1"إسناده حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين، غبر عاصم – وهو ابن أبي النجود - فقد روى له الشيخان مقرونا، وهو صدوق. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن أبي حبيش.
وهو في "مصنف بن أبي شيبة" 12/149.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/404، وفي "الفضائل""191"، وابن ماجة "150" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن يحيى بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/284، والبيهقي في "الدلائل" 2/281 - 282 من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِبِلَالٍ رضي الله عنه
7084 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْفَةً أَمَامِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جبريل عليه السلام: هذا بلال""2". [3: 8]
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. قبيصة: هو ابن عقبة السوائي.
وأخرجه أحمد 3/372 و389 – 390، والبخاري "3679" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، ومسلم "2457" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أم سليم وبلال، والنسائي في "الفضائل""131"، والبغوي "3950" من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمُسَابَقَةُ لِبِلَالٍ
7085 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: "يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمِلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفة نعليك بن يَدَيِ الْجَنَّةِ"، فَقَالَ: مَا عَمَلٌ عَمِلْتُهُ أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا قُدِّرَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.
فَأَقَرَّ به "1" أبو أسامة، وقال: نعم "2". [3: 8]
"1""أبو" سقطت من الأصل، واستدركت من التقاسيم 2/لوحة 401.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، وقيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل جرير.
وأخرجه البخاري "1149" في التهجد: باب فضل الطهور بالليل والنهار، وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار، ومسلم "2458" في فضائل الصحابة: باب فضائل بلال، والنسائي في "الفضائل""132"، والبغوي "1011" من طرق عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 2/333 و439، ومسلم "2458" من طريقين عن أبي حيان، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بِلَالًا كَانَ لَا تُصِيبُهُ حالة حدث إلا توضأ بعقبها وصلى
…
ذكر البيان بأن بلال كَانَ لَا تُصِيبُهُ حَالَةُ حَدَثٍ إِلَّا تَوَضَّأَ بِعَقِبِهَا وَصَلَّى
7086 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحباب، أخبرني حسين بن واقد، حدثني بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَةً، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: بِلَالٌ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِقَصْرٍ مُشَيَّدٍ بَدِيعٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَقُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه"، فَقَالَ لِبِلَالٍ:"بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ"؟ قَالَ: مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ، وَمَا تَوَضَّأْتُ إِلَّا صَلَّيْتُ، وَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:"لَوْلَا غَيْرَتُكَ لَدَخَلْتُ الْقَصْرَ"، فَقَالَ: يَا رسول الله، لم أكن لأغار عليك"1". [3: 8]
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، وابن بريدة: هو عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/354، وفي "الفضائل""1731" عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ولم يذكر في "الفضائل" قصة عمر.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/360، و"الفضائل""713" عن علي بن الحسن بن شقيق، والترمذي "3689" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب، والبغوي "1012" من طريق علي بن الحسين بن واقد، كلاهما عن الحسين بن واقد، به، وقال الترمذي: صحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلَالٍ لَمَّا"1" قَالَ لَهُ ذَلِكَ: بِهَا، وَصَوَّبَ قَوْلَهُ
7087 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا"؟ قَالُوا: بِلالٌ، فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ:"بِمَ سَبَقْتَنِي إِِلَى الْجَنَّةِ"؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْدَثْتُ إِِلا تَوَضَّأْتُ، وَلَا تَوَضَّأْتُ إِِلا رَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أُصَلِّيهُمَا. قَالَ صلى الله عليه وسلم:"بها""2". [3: 8]
"1"في الأصل: ما، والتصحيح من "التقاسيم" 2/لوحة 401.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/150.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/150 من طريق الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/313 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي
ذِكْرُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَهَ بْنِ رَبِيعَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7088 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنَ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلَى بَدْرٍ، فَسُحِبُوا إِِلَى الْقَلِيبِ، فَطُرِحُوا فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ ما وعدنيذكر أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَهَ بْنِ رَبِيعَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7088]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنَ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلَى بَدْرٍ، فَسُحِبُوا إِِلَى الْقَلِيبِ، فَطُرِحُوا فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي
رَبِّي حَقًّا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تُكَلِّمُ قَوْمًا مَوْتَى؟! قَالَ: "لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ مَا وَعَدْتُهُمْ حَقًّا"، فَلَمَّا رَأَى أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ أَبَاهُ يُسْحَبُ إِِلَى الْقَلِيبِ عَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: "كَأَنَّكَ كَارِهٌ لِمَا تَرَى"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِِنَّ أَبِي كَانَ رَجُلا سَيِّدًا حَلِيمًا، فَرَجَوْتُ أَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ إِِلَى الإِِسْلامِ، فَلَمَّا وَقَعَ بِالْمَوْقِعِ الَّذِي وَقَعَ بِهِ أَحْزَنَنِي"1" ذَلِكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي حذيفة بخير"2". [3: 8]
"1"في الأصل و"التقاسيم"2/لوحة 402: أخذني، والمثبت من المستدرك وغيره.
"2" إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق، روى له مسلم في المتابعات، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الحاكم 3/224، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/71 - 72 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!
وأورده ابن هشام في "السيرة" 2/294 عن ابن إسحاق من غير إسناد
ذِكْرُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ رضي الله عنه
7089 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح الْجَرْجَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: لَقَدِ انْدَقَّ في يدي يوم مؤتة تسعةذكر خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ رضي الله عنه
[7089]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح الْجَرْجَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ
أَسْيَافٍ، مَا بَقِيَتْ فِي يَدِي إِِلا صَفِيحَةٌ لي يمانية "1". [3: 8]
"1"حديث صحيح، إسناده قوي، محمد بن الصباح روى له أبو داود وابن ماجة، وهو صدوق، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإسماعيل: هو ابن خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.
وأخرجه البخاري "4265" في المغازي: باب غزوة مؤتة من أرض الشام، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الفضائل""1475"، والبخاري "4266"، وابن سعد 4/253 و7/395، والطبراني "3875"، والحاكم 3/42، والبيهقي في"الدلائل" 4/373 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَانَ عَلَى خَيْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يوم حنين
7090 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ"2" فَكَانَ عَلَى خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال بن الْأَزْهَرِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: "مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خالد بن الوليد"؟ قال بن الْأَزْهَرِ: فَمَشَيْتُ -أَوْ قَالَ: سَعَيْتُ - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ أَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خالد بن الوليد؟ حتى دللنا
"2" قوله "يوم حنين" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم"2/لوحة 402.
عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤَخَّرِ رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسَبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"1". [3: 8]
"1" حديث صحيح، ابن أبي السري متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن أزهر، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو صحابي. وهو في "مصنف عبد الرزاق""9741".
وأخرجه أحمد 4/88 و350 - 351، والبيهقي في "الدلائل" 5/139 - 140 عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا أحمد 4/88 و350، وأبو داود "4487" و"4489" في الحدود: باب إذا تتابع في شرب الخمر، والحاكم 4/374 - 375 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن الزهري، أنه سمع عبد الرحمن بن أزهر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتي بسكران
…
ثم ذكر قصة شارب الخمر.
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سيف الله المسلول
…
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ
7091 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لم تدركذكر تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سيف الله المسلول
…
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ
[7091]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لم تدرك
عَمَلَهُ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقَعُونَ فِيَّ، فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ" "1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح. أبو إسماعيل المؤدب: هو إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي، أصله من الشام من الأردن، روى عنه جمع، ووثقه أبو داود والعجلي والدارقطني وابن حبان، وقال أحمد ويحيى بن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال ابن خراش: كان صدوقا، وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق، وروى له ابن ماجه، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عون الخزار، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "الفضائل""13"، والبزار "2592" و"2719" عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. وقد وقع في الإسناد عند البزار في الموضعين "إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان" وهو خطأ، صوابه "أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان".
وأخرجه عبد الله بن أحمد "13"، والطبراني في "الكبير""3801"، وفي "الصغير""580"، والحاكم 2983، الخطيب في "تاريخه" 12/149 - 150 من طريق الربيع بن ثعلب، عن أبي إسماعيل المؤدب، به، وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: رواه ابن إدريس، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو أشبه. قلت: وأخرجه هكذا مرسلا أحمد في "الفضائل""12" عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/350، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الكبير" باختصار، والبزار بنحوه، ورجال الطبراني ثقات.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وقدري تقدم عند المؤلف في فضائل عبد الرحمن بن عوف برقم "6994".
ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ السَّهْمِيِّ رضي الله عنه
…
ذكر عمر بْنِ الْعَاصِ السَّهْمِيِّ رضي الله عنه
7092 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: فَزِعَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَفَرَّقُوا، فَرَأَيْتُ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ احْتَبَى بِسَيْفِهِ، وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ فَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي فَعَلَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَآنِي وَسَالِمًا، وَأَتَى النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ أَلَا فَعَلْتُمْ كَمَا فعل هذان الرجلان المؤمنان"؟ "1". [3: 8]
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي في "الفضائل""196" عن محمد بن حاتم، عن حبان بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/203 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى بن علي، به.