الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذَّيْلُ عَلَى
طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ
تَأْلِيفُ
الإِمَامِ الحَافِظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ
(736 - 795 هـ)
تَحْقِيقُ وَتَعْلِيقُ
الدكتورِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سُلَيْمَانِ العُثَيْمِيْن
مَكَة المكَرَّمة - جَامِعة أمِّ القُرى
مكتبة العبيكان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلَيْن وَعَلَى آلِهِ وَالتَّابِعِيْن.
وَبَعْدُ: فَقَدْ مَنَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيَّ بِإِتْمَامِ العَمَلِ فِي كِتَابِ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" للحَافِظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ (ت: 795 هـ) بَذَلْتُ فِيْهِ مَا وَسِعَنِي بَذْلُهُ مِنْ وَقْتٍ وَجُهْدٍ، وَأَنَا الآنَ أُقَدِّمُهُ للقُرَّاءِ بِثَوْبٍ جَدِيْدٍ مُحَقَّقًا عَلَى أُصُوْلٍ خَطِّيَّةٍ نَفِيْسَةٍ، وَمُعَلَّقًا عَلَيْهِ بِمَا سَمَحَ بِهِ الخَاطِرُ، مِنْ بَعْضِ مَا جَادَتْ بِهِ المَصَادِرُ، وَاسْتَدْرَكْتُ عَلَى المُؤَلِّف رحمه الله مَا فَاتَهُ ذِكْرُهُ وَأَمْكَنَ اسْتِدْرَاكُهُ، وَأَوْرَدْتُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الكِتَابِ حَسَبَ تَرْتِيْبِ المُؤَلِّفِ لِيَكُوْنَ الكِتَاب بِصُوْرَةٍ قَرِيْبَةٍ مِنَ الكَمَالِ فِي اسْتِيْعَابِ أَغْلَبِ تَرَاجِمِ هَذِهِ الفَتْرَةِ؛ وَلِيَكُوْنَ جَمَعُهُمْ إِسْهَامًا فِي وَضْعِ مُعْجَمٍ شَامِلٍ لِعُلَمَاءِ المَذْهَبِ الحَنْبَلِيِّ الَّذِي وَعَدْتُ بهِ فِي مُقَدِّمَاتِ الكُتُبِ الَّتِي نَشَرْتُهَا، وَهَذَا الكِتَابُ آخِرُهَا. فللَّهِ الحَمْد الَّذِي وَفَّقَ لِلْبِدَايَةِ، وَلَهُ المِنَّةُ وَالفَضْلُ حَيْث تَفَضَّلَ بِالنِّهَايَةِ فَلَهُ الحَمْدُ فِي الأُوْلَى وَالآخِرَةِ. وَكُنْتُ قَدْ عَزَمْتُ عَلَى نَشْرِ هَذَا الكِتَابِ قَبْلَ كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ" فَبَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنْ تَحْقِيْقِ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" آثَرْتُ العَمَلَ فِي "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" قَبْلَ "الطَّبَقَاتِ" لِلْقَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ
ابنِ أَبِي يَعْلَى (ت: 526 هـ) نَظَرًا لأهَمِّيَّةِ الكِتَابِ بَيْنَ كُتُبِ التَّرَاجِمِ عَامَّةً، وَكُتُبِ طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ خَاصَّةً، ثُمَّ مَضيْتُ فِي تَحْقِيْقِهِ أَحُثُّ الخُطَا، فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَى مَا يَقْرُبُ مِنْ نِصْفِ الكِتَابِ أَوْقَفْتُ العَمَلَ فِيْهِ لَمَّا أَبْدَتِ اللَّجْنَةُ التَّحْضِيْرِيَّةِ للاحْتِفَالِ بِمُرُوْرِ مَائَة عَامٍ عَلَى تَأْسِيْسِ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُوْدِيَّةِ رَغْبَتَهَا فِي طَبْعِ كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ" ضِمْنَ إِصْدَارَاتِهَا بِهَذِهِ المُنَاسَبَةِ، وَكُلِّفْتُ بِالعَمَلِ فِيْهِ فَأَجَّلْتُ العَمَلَ فِي كِتَاب الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ حَتَّى الانْتِهَاءِ مِنْ كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ" المَذْكُوْرِ وَحَالَتْ بَعْدَ ذَلِكَ ظُرُوْفٍ أُخْرَى أَدَّتْ إِلَى تَأْجِيْلِ العَمَلِ حَيْثُ أَصْدَرْتُ ثَلَاثَةَ كُتُبٍ فِي "غَرِيْبِ المُوَطَّإِ" وَبَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنْهَا عُدْتُ إِلَيْهِ بِرَغْبَةِ أَكِيْدَةٍ، وَتَصمِيْمٍ كَبِيْرٍ، فَبَذَلْتُ فِي تَحْقِيْقِهِ أَقْصَى الجُهْدِ وَالطَّاقَةِ، وَبَالَغْتُ فِي تَخْرِيْجِ تَرَاجِمِهِ وَتَتَبُّعِ أَخْبَارِهَا فِي المَصَادِرِ المُخْتَلِفَةِ، وَحَاوَلْتُ - جِاهِدًا - الرَّبْطَ بَيْنَ عُلَمَاءِ الأُسْرَةِ الوَاحِدَةِ بَيْنَ الرَّجُلِ وآبَائِهِ، وَأَوْلَادِهِ، وَأَحْفَادِهِ، وإِخْوَانِهِ، وَذَوِي قَرَابَتِهِ فَتَحْتَ البَابَ لِمَنْ أَرَادَ التَّوَسُّعَ فِي مَعْرِفَةِ الأُسَرِ العِلْمِيَّةِ، وَلَمْ أُخْلِ الهَوَامِشِ مِنْ فَوَائِدَ عَنْ مُؤَلَّفَاتِ المُتَرْجَمِ، وَنَمَاذِجَ مِنْ أَشْعَارِهِ إِنْ وُجِدَتْ.
وَقَدَّمْتُ كُتُبِ الطَّبَقَاتِ فِي تَخْرِيْجِ التَّرَاجِمِ، ثُمَّ المَصَادِرِ المُخْتَلِفَةِ. وَلَمْ أَسْتَعْمِلْ أَثْنَاءَ التَّحْقِيْقِ المُؤَلَّفَاتِ وَالكُتُبَ المُعَاصِرَةَ؛ لأنَّهَا - فِي نَظَرِي - لَا تُضِيْفُ جَدِيْدًا إِلَى مَا نَهْدِفُ إِلَيْهِ، وَمَا تَوَصَّلُوا إِلَيْهِ مِنْ مَعْلُوْمَاتٍ هُوَ فِي غَالِبِهِ مِنْ مَصَادِرَ يُمْكِنُ الوُقُوْفُ عَلَيْهَا، فَاقْتَصَرْتُ عَلَى الكُتُبِ القَدِيْمَةِ.
وَخَتَمْتُ العَمَلَ بالضَّرُوْرِيِّ مِنَ الفَهَارِسِ الَّتِي تُقَرِّبُ المَعْلُوْمَاتِ إِلَى القَارئ، رَاجِيًا مِنَ اللهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا العَمَلَ وَغَيْرَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيْمِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِه العِلْمَ وَأَهْلِهِ، إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيْمٌ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيْل، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ.
وَكَتَبَ الدُّكْتُوْر
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ
مَكَّةَ المُكَرَّمَة - جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى
الثُّلَاثَاء 29/ 3/ 1425 هـ
المَبْحَثُ الأوَّلُ
مُؤَلِّفُ الكِتَابِ
1 -
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ.
2 -
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ.
3 -
رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ.
4 -
شُيُوْخُهُ.
5 -
تَصَدُّرُهُ للتَّدْرِيْسِ.
6 -
أَقْوَالُ العُلَمَاءِ فِيْهِ.
7 -
تَلَامِيْذُهُ.
8 -
رُجُوْعُهُ عِنْ فَتْوَى الطَّلَاقِ.
9 -
وَفَاتُهُ.
10 -
مُؤَلَّفَاتُهُ.
(الفَصْلُ الأوَّلِ): التَّعْرِيْفُ بمُؤَلِّفِ الكتَابِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ
(1)
(736 - 795 هـ)
اسْمُهُ ونَسَبُهُ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَجَبِ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي البَرَكَاتِ مَسْعُوْدٍ البَغْدَادِيُّ السَّلَامِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ
(2)
، أَبُو الفَرَجِ. لَمْ أَجِدْ فِي نَسَبِهِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى العَرَبِ لَا أَصَالَةً وَلَا وَلَاءً، كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُنْسَبْ إِلَى الفُرْسِ، ولَا إِلَى غَيْرِهِم مِنَ الأُمَمِ. وَذَكَرَ وَالِدُهُ في تَرْجَمَةِ أَبِيْهِ - جَدُّ الحَافِظِ - في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى"
(3)
، أنَّ بَيْتَ آبَائِهِ يُعْرَفُ بـ "بَيْتِ الخَالِدَانِيُّ" بِـ "الجَدِيْدَةِ".
(1)
أَخْبَارُهُ في: الرَّدُّ الوَافِرِ لابنِ نَاصِرٍ (176)، وَالتِّبْيَانِ فِي شَرْحِ بَدِيعِيَّةِ البَيَانِ (ورقة: 159)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 428)، وَإنْبَاءِ الغُمرِ (1/ 460)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 72)، وَتَارِيْخِ ابنِ قاضِي شُهبَةَ (1/ 3/ 488)، وَلَحْظِ الألْحَاظِ (180)، وَالمَقْصَدِ الأرشد (2/ 81)، ذيل تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ للسُّيُوْطِيِّ (367)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 168)، وَمُخَتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" 2/ 579، والجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (46)، وَالذَّيْلِ التَّامِّ (1/ 373)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 339)، (578) وطَبَقَاتِ الحُفَّاظِ (540)، وَالسُّحُبِ الوَابِلَةِ (2/ 474)، والبَدْرِ الطَّالِعِ (1/ 328)، والمُدْخَلُ لابنِ بدران (414).
(2)
قَالَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ وَغَيْرُهُ: "كَانَ يُلَقَّبُ أَولًا جَمَالَ الدِّيْنِ".
(3)
المُنْتَقَى رقم (19).
قَالَ: "وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاشْتُهِرَ بـ "رَجَبٍ" لِوِلادَتِهِ فِيْهِ. قَالَ: "وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ اسْمَ جَدِّهِ فَكَانَ يَقُوْلُ: "عَبْدُ اللهِ" وَكَذلِكَ هُوَ مَكْتُوْبٌ في طَبَقَةِ السَّمَاعِ حَتَّى تَحَقَّقْتُهُ أَنَا". وَجَدُّهُ هَذَا من أَهْلِ العِلْمِ، ذَكَرهُ ابنُهُ أَحْمَدَ في "مُعْجَمِهِ" المُنْتَقَى
(1)
. وَقَالَ: ". . . البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، الحَنْبَلِيُّ، أَبُو التُّقَى سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنَ المُفِيْدِ بنِ المُجَلِّخِ، وَابنِ عَزَّازٍ المُقْرِئِ الوَاسِطِيِّ، وَصَفِيِّ الدِّيْنِ .... ابنِ المَالَخَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِنْ شُيُوْخَ "بَغْدَادَ" وَجَدْنَا لَهُ سَمَاعَ "ثُلَاثِيَّاتُ البُخَارِيِّ" عَلَى ابنِ المَالَخَانِيِّ بَقِرَاءَةِ المُحَدِّثِ. جَمَالِ الدِّيْنِ القَلَانِسِيِّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَذَكَرَ القَلَانِسِيُّ فِي أَوَلِ الجُزْءِ أنَّ هَذَا التَّارِيْخَ انْتَهَى بِسَمَاعِهِم لِجَمِيْعِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَلَيْهِ حَدَّثَ بِهِ مِرَارًا، وَسَمِعَهَا مِنْهُ مُحَدِّثُو بَغْدَادَ. وَتُوُفِّيَ في صفر سنة (742 هـ)
(2)
.
وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "الذَّيْلِ" قَالَ
(3)
: "قُرِئَ عَلَى جَدِّي أَبي أَحْمَدَ رَجَبِ بنِ الحَسَنِ غَيْرَ مَرَّةٍ بـ "بَغْدَادَ" وَأَنَا حَاضِرٌ في الثَّالِثَةِ، وَالرَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَزَّارُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. . ." ومَعَ هَذَا لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ فِي كِتَابِهِ؟!.
أَمَّا وَالِدُهُ أَحْمَدُ فَعَالِمٌ جَلِيْلٌ، مُقْرِئٌ مَشْهُوْرٌ
(4)
. بَغْدَادِيُّ نَزَلَ "دِمَشْقَ"
(1)
المُنْتَقَى رقم (19).
(2)
يُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (2/ 1/ 266)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 199). قَالَ:"كَانَ يُقْرئُ حِسْبَةً".
(3)
الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (3/ 451).
(4)
أَخْبَارُهُ فِي: غَايةِ النِّهَايَةِ (1/ 53)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 140)، وَإِنْبَاءِ الغُمُرِ (1/ 37)، وَذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ في المَنْهَجِ الأحْمَدِ (5/ 171)، قَالَ: "وَوَالِدُهُ العَالِمُ، الصَّالِحُ، =
وَبِهَا مَاتَ سَنَةَ (774 هـ)، أَوْ سَنَةَ (775 هـ). قَالَ ابنُ الجَزَرِيِّ
(1)
: "شَيْخُنَا الصَّالِحُ الكَبِيْرُ القَدْرِ، قَرَأَ السَّبْعَ عَلَى أبي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُؤْمِنٍ الوَاسِطِيِّ، وسَمِعَ مِنْهُ العَشْرَ، وَرَوَى "الشَّاطِبِيَّةَ" عَنِ القَاضِي أَبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ جَمَاعَةَ إِجَازَةً. قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الصُّغْدِيُّ، وَيَحْيَى الضَّرِيْرُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّمْنَانِيُّ. قَرَأْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ القُرْآنَ بِالقِرَاءَاتِ، وَكَثِيْرًا مِنْ كُتُبِ القِرَاءَاتِ. . ." وفِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"
(2)
مَوْلِدَهُ سَنَةَ (644 هـ)، وَهَذَا مُحَالٌ، فَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ وَفَاةِ وَالِدِهِ سَنَةَ (742 هـ)، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (774 أَو 775 هـ). وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في "إِنْبَاءِ الغُمُرِ"
(3)
في وَفَيَاتِ سَنَةَ (774 هـ) وَقَالَ: "وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَنَةِ أَو في الَّتِي قَبْلَهَا" كَذَا؟! وَلَعَلَّ القَصْدَ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا وَفِي "غَايَةِ النِّهَايَةِ""تُوُفِّي لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ ثاني رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَسَبْعَمِائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ" وَلَعلَّ هَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ لتَحْدِيْدِهِ اليَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ وَالمَكَانِ.
وَوَصَفَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في "إِنْبَاءِ الغُمُرِ"
(4)
"بِأَنَّهُ كَانَ ذَا خَيْرٍ وَدِيْن وَعَفَافٍ"، وَفِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"
(5)
"وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ، وَكَانَ دَيِّنًا خَيِّرًا، عَفِيْفًا".
= المُقْرِئُ، المُحَدَّثُ. . .".
(1)
غَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 53).
(2)
الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 140).
(3)
إنْبَاءُ الغَمْرَ (1/ 37).
(4)
المَصْدَرُ نَفْسُهُ.
(5)
الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 140).
لَهُ "مُعْجَمُ شُيُوْخٍ" مَشْهُوْرٌ قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ
(1)
: "وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَمًا" مُفِيْدًا رَأَيْتُهُ" وَيُوْجَدُ من مُعْجَمِهِ مُنْتَقَىً لَدَيَّ مُصَوَّرَتُهُ
(2)
يَشْتَمِلُ عَلَى (247) شَيْخًا، وَالمُعْجَمُ نَفْسُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ بِكَثِيْرٍ فَقَدْ نَقَلَ عنه ابن قَاضِي شُهْبَةَ في تَارِيْخِهِ
(3)
، وَنَسَبَ إِلَى "المُعْجَمِ" شُيُوْخًا لم يَرِدُوا في المُنْتَقَى. وَرَجَّحْتُ أَنَّ المُنْتَقِي هُوَ ابنُ قاضِي شُهْبَةَ تقيُّ الدِّين أَحْمَدَ (ت: 851 هـ) نَفْسُهُ. وَيَظْهَرُ أَنَّ لِشِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ أَوْلَادٌ لَمْ يَتَمَيَّزْ مِنْهُمْ إِلَّا زَيْنُ الدِّيْنِ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ أَحْمَدَ. قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ
(4)
: "وَرَحَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" بَأَوْلَادِهِ فَأَسْمَعَهُمْ بِهَا وَ"بِالحِجَازِ" وَ"القُدْسِ". . ." وَقَالَ
(5)
: "وَرَحَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ" وَغَيْرِهِمَا، وَسَمَّعَ وَلَدَهُ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّيْنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ رَجَبٍ المُحَدِّثَ المَشْهُوْرَ الكَثِيْرَ".
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:
مَوْلِدُهُ بِـ "بَغْدَادَ" فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ (736 هـ) - بِلا خِلَافٍ - وَنَشَأَ نَشْأَةً عِلْمِيَّةً فَقَدْ وُلِدَ فِي بَيْتِ عِلْمٍ، فَوَالِدُهُ وَجَدُّهُ مِنَ العُلَمَاءِ كَمَا أَسْلَفْنَا، فَقَدْ حَضَرَ فِي
(1)
المَصدَرُ السابق.
(2)
أَتْحَفَنِي بِهَا أَخِي الفَاضِلُ الشَّيْخُ نِظَامُ اليَعْقُوبِيُّ جَزَاهُ اللهُ عَنِّي خيرًا.
(3)
فِي مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ جِدًّا مِنْ "تَارِيْخِهِ" يُرَاجَعُ: 2/ 1/ 141، 167، 177، 181، 182، 257، 258، 266، 335، 369، 374، 383، 401، 470، 475، 522، 536، 561، 600، 604، 605، 615، 622، 632، 653، 658، 659، 660، 689، 693، 697، 706، 707
…
وَغَيْرها.
(4)
إِنْبَاءُ الغُمُرِ (1/ 37).
(5)
الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 140).
الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ عَلَى جَدِّهِ رَجَبٍ، وَصَحِبَ وَالِدَهُ في رِحْلَتِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" وَ"بَيْتِ المَقْدِسِ" وَ"مِصْرَ" وَ"الحِجَازِ" وَسَمِعَ - في زَمَنٍ مُتَقَدِّمٍ - عَلَى شُيُوْخٍ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُؤَذِّنُ الوَرَّاقُ
(1)
سَمِعَ عَلَيْهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" حُضُوْرًا فِي الرَّابِعَةِ مِنْ كِتَابِ "النِّكَاحِ" بِكَمَالِهِ. وَحَضَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزَّرِيْرَانِيِّ وَهُوَ صَغِيْرٌ، قَالَ
(2)
: "وَحَضَرْتُ دَرْسَهُ وَأَنَا إِذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ لَا أُحِقُّهُ جَيِّدًا" كَمَا حَضَرَ عَلَى عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ صَغِيرٌ أَيْضًا قَالَ
(3)
: "أَخْبَرَنَا [أَبُو] الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ البَغْدَادِيُّ بِهَا قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الخَامِسَةِ" وَقَالَ
(4)
: "قُرِئَ عَلَى أَبي الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبي الجَيْشِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "بَغْدَادَ" أَخْبَرَكَ وَالِدُكَ. . ." وَسَمَعَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَبُوْهُ مَعًا
(5)
.
وأَجَازَ لَهُ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ البَغْدَادِيُّ (ت: 739 هـ)
(6)
وَتوُفِّي عَبْدُ المُؤْمِنِ وَالحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمْ يَتَجَاوَزَ الثَّالِثَةَ، وفي هَذَهِ الإِجَازَةِ حَدَّثَ عَنْهُ كَثِيْرًا في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"
(7)
، وَبَهَذِةِ الإِجَازَةِ أَيْضًا يَصِفُهُ بِـ "شَيْخِنَا" وَيُبِيْحُ لِنَفْسِهِ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، قَالَ: "أَنْشَدَنِي شَيْخُنَا الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّيْنِ في كِتَابِهِ لِنَفْسِهِ.
(1)
الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (4/ 114)، وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ المُؤَلِّفُ؟!.
(2)
المَصْدَرُ نَفْسُهُ (5/ 105).
(3)
المَصْدَرُ نَفْسُهُ (1/ 151).
(4)
المَصْدَرُ نَفْسُهُ (3/ 376، 421).
(5)
المَصْدَرُ نَفْسُهُ (4/ 141)، وَمُعْجَمُ ابنِ رَجَبٍ "المُنْتَقَى" رقم (28).
(6)
المَصْدَرُ نَفْسُهُ (4/ 298).
(7)
سَيَأْتي ذلِكَ في مَبْحَثَ شُيُوْخِهِ، يُنْظَرُ: الذَّيْلُ (4/ 81).
وَمِثْلُهُ تَمَامًا أَجَازَ لَهُ الحَافِظُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْزَالِيُّ (ت: 739 هـ)
(1)
في الثَّالِثَةِ أَيْضًا، قَالَ:"أنْبَأَنِي القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ" وَقَالَ: "أَنْبَأَنِي البِرْزَالِيُّ، وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ. . ." وَمَعَ أَنَّهُ نَقَلَ عَنْ "تَارِيْخِهِ" وَ"مُعْجَمِهِ" في مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ لَمْ يُوْرِدْهَا بِصِيْغَةِ التَّحْدِيْثِ أَوِ الإِخْبَارِ أَوِ الإِنْبَاءِ؟! وَهَذَا غَرِيْبٌ.
وَسَيَأْتِي فِي مَبْحَثِ شُيُوْخِهِ أَنَّ كَثِيْرًا مِنْهُم تُوُفِّي وَعُمُرُهُ دُوْنَ العِشْرِيْنَ، وَأَنَّ أَغْلَبَ شُيُوْخِهِ مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ الَّذِي كَانَ حَرِيْصًا عَلَى السَّمَاعِ، وَإِسْمَاعِ وَالِدِهِ زَيْنِ الدِّيْنِ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.
رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ:
رَحَلَ مَعَ وَالِدِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" سَنَةَ (744 هـ)
(2)
فَلَقِيَ بَقِيَّةَ المُسْنِدِيْنَ هُنَاكَ وَمِنْهُمْ: شَمْسُ الدِّيْنِ ابنُ الخَبَّازِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَاوُدَ العَطَّارُ، وَابنُ النَّقِيْبِ، وَابْنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّة، وَعَلِيُّ بنُ المُنَجَّى، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءًا فِيْهِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. وَيُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَفِيْفِ النَّابُلُسِيُّ قَرَأَ عَلَيْهِ بِهَا "سُنَنَ ابنِ مَاجَه" وَغَيْرُهُمْ. ثُمَّ زَارَ "بَيْتَ المَقْدِسِ" وَلَقِيَا مُحَدِّثَهَا خَلِيْلَ بنَ كَيْكَلْدَى صَلَاحَ الدِّيْنِ العَلَائِيَّ (ت: 760 هـ) وَدَخَلَا "نَابُلُسَ" فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ (ت: 698 هـ)، قَالَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في تَرْجَمَتِهِ
(3)
: "قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أصْحَابِهِ بـ "دِمَشْقَ" وَ"نَابُلُسَ" وَقَرَأْتُ
(1)
الذَّيْلُ (3/ 294، 4/ 48).
(2)
تَارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (3/ 1/ 488).
(3)
الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (4/ 305).
"سُنَنَ ابنِ مَاجَه" بِـ "دِمَشْقَ" عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّابُلُسِيِّ الفَقِيْهِ الفَرَضِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ".
ثُمَّ انْتَقَلَا إِلَى "مِصْرَ" فَلَقِيَا هُنَاكَ جُمْلَةً مِنَ العُلَمَاءِ مِنْ أَشْهَرِهِمْ: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَيْدُوْمِيُّ، وَأَبِي الحَرَمِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ القَلَانِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَيُّوْبِيُّ، وَعِزُّ الدِّين بنُ جَمَاعَةٍ
…
وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ "القَاهِرَةِ""مَشْيَخَة قَاضِي المَارِسْتَانَ" وَيَظْهَرُ أَنَّهُمَا عَادَا إِلَى "بَغْدَادَ" قَبْلَ سَنَةِ (748 هـ).
ثُمَّ رَحَلَا إِلَى "الحِجَازِ" فَدَخَلا "مَكَّةَ" - شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى - سَنَةَ (749 هـ)، وَفِي طَرِيْقِهِمَا إِلَيْهِ مَرَّا بـ "صَرْصَرَ"
(1)
وَ"الحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ"
(2)
وَسَمِعَ الحَافِظُ بِهَا "ثُلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ" عَلَى أَبِي حَفْصٍ، يَظْهَرُ أَنَّهُ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيُّ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى "بَغْدَادَ" بَعْدَ ذلِكَ، ثُمَّ مِنْهَا سَافَرَ إِلَى "الحِجَازِ"، وَسَمِعَ بِـ "مَكَّةَ" - شَرَّفَهَا اللهُ - مِنْ عُثْمَانَ بنِ يُوْسُفَ فَخْرِ الدِّيْنِ النُّوَيْرِيِّ
(3)
. وَبـ "المَدِيْنَةِ" - عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ والسَّلَامِ. وَسَمِعَ بِهَا عَلَى مؤرِّخِهَا وَخَطِيْبُهَا مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخَزْرَجِيِّ عَفِيْفِ الدِّيْنِ المَطَرِيِّ (ت: 765 هـ)
(4)
.
وَلَا أَدْرِي هَلْ عَادَ بَعْدَ ذلِكَ إِلَى "بَغْدَادَ" أَوْ إِلَى "دِمَشْقَ" لكِنَّهُ حَجَّ سَنَةَ (763 هـ)
(1)
جَاءَ فِي تَرْجَمَةِ يَحْيَى الصَّرْصَرِيِّ (4/ 73) قَالَ: "وَحُمِلَ إِلَى "صَرْصَرَ" فَدُفِنَ بِهَا، وَزُرْتُ قَبْرَهُ بِهَا حِيْنَ تَوَجَّهْنَا إِلَى "الحِجَازِ" سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ".
(2)
الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (5/ 147).
(3)
يُرَاجَعُ مَبْحَثُ شُيُوْخِهِ.
(4)
الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (4/ 154).
قَالَ - فِي تَرْجَمَةِ عُمَرَ بنِ إِدْرِيْسَ الأَنْبَارِيِّ
(1)
-: "وَقَدْ جَمَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَاضِي قُضَاةِ "مِصْرَ" المُوَفَّقِ
(2)
، وَابنِ جَمَاعَةَ بِمِنًى، يَوْمَ القَرِّعَامَ ثَلَاثٍ وَسِتِّيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ".
شُيُوْخُهُ:
كَانَ نَتِيجَةَ هَذِهِ الجَوْلَةِ الَّتي صَحِبَ فِيْهَا وَالِدَهُ إلى "الشَّامِ" وَ"مِصْرَ" وَ"الحِجَازِ" الإِكْثَارُ مِنَ الشُّيُوْخِ - إِلَى حَدٍّ مَا - سَمَاعًا وَإِجَازَةً. وَمِنْ أَشْهَرِ شُيُوْخِهِ:
1 -
إبْرَاهِيْمُ بنُ دَاوُدَ العَطَّارُ. هكَذَا ذُكِرَ فِي شُيُوْخِهِ؟! وَأَظُنُّهُ دَاوُدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الآتِي انْقَلَبَ اسْمُهُ. وَلَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيْمَ.
2 -
أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله، شَرَفُ الدِّيْنِ "ابنُ قُدَامَةَ" المَقْدِسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابنِ قَاضِي الجَبَلِ" (ت: 771 هـ).
3 -
أَحْمَدُ بنُ رَجَبِ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، شِهَابُ الدِّيْنِ المُقْرِئُ البَغْدَادِيُّ (ت: 774 هـ)، وَالِدُ الحَافِظِ. ذَكَرَهَ الحَافِظُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (4/ 487) في تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ الدَّوَالِيْبِيِّ (ت: 728 هـ) قَالَ: "سَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ كأبِي حَفْصٍ القَزْويْنِيِّ وَمَحْمُوْدِ بنِ خَلِيْفَةَ، وابنِ الفَصِيْحِ الكُوْفِيِّ، وَوَالِدِي، وَعُمَرِ البَزَّارِ". وَيُرَاجَعُ: (4/ 452)، (5/ 49، 103).
4 -
أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ (ت: 758 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(4/ 92) فِي تَرْجَمَةِ عِزِّ الدِّين
(1)
الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (5/ 164).
(2)
عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي الحَجَّاوِيُّ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 769 هـ) الَّذِي انْتَشَرَ فِي زَمَنِهِ مَذْهَبُ الحَنَابِلَةِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. وَيَوْمُ القَرِّ: الحَادِي عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ.
المَقْدِسِيِّ (ت: 666 هـ) رَقَم (424) قَالَ: "حَدَّثَنَا مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ عَنْهُ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِهِ. وَيُرَاجَعُ: (4/ 122، 181، 226) في تَرْجَمَةِ سَيْفِ الدِّيْنِ بنِ النَّاصِحِ (ت: 672 هـ) رقم (433) قَالَ: "حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُهُ شَمْسُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ مُدَرِّسُ الصَّاحِبِيَّةِ". . . . وَمُحَمَّدُ بنُ الخَبَّازِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ".
5 -
أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي بَكْرٍ البَعْلِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ (ت: 777 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(2/ 365) قَالَ: "أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ البَعْلِيُّ (ثَنَا) عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَلْوَانَ. . .".
6 -
أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوْسُفَ "ابنِ قُدَامَةَ" المَقْدِسِيُّ (ت: 758 هـ) وَالِدُ الإِمَامِ شَمْسِ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ زَيْنُ الدِّيْنِ بنِ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(5/ 123) فِي تَرْجَمَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ (ت: 744 هـ) رقم (582) قَالَ: "وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِيْهِ فَإِنَّه عَاشَ بَعْدَهُ".
7 -
أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ دَاوُدَ الجَزَرِيُّ، الصَّالِحِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ الهَكَّارِيُّ (ت: 743 هـ) حَنْبَلِيٌّ لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ؟! اسْتَدْرَكْتُهُ في مَوْضِعِهِ أَسْنَدَ الحَافِظُ إِلَيْهِ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(1/ 236) قَالَ: "أَنْبَأنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَزَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الهَادِي، عَنْ أَبي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ لِنَفْسِهِ. . .".
8 -
أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ القَاهِرِ، أَبُو العَبَّاسِ الفُوَطِيُّ (ت: 750 هـ). حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ جَدَّهُ عَبْدُ القَاهِرِ (ت: 656 هـ)، فِي مَوْضِعِهِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنِ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (4/ 44) قَالَ: "سَمعْتُ أَبَا العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ
ابنِ عَبْدِ القَاهِرِ بنِ الفُوَطِيِّ بـ "بَغْدَادَ" سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ أَوْ سَنَةَ تِسْعٍ يَقُوْلُ .. . .".
9 -
أَحْمَدُ بنُ عَلِيُّ بنِ مُحَمَّدٍ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ البَابَصْرِيُّ البَغْدَادِيُّ (ت: 750 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلَّفُ في مَوْضِعِهِ: (5/ 160) رقم (592) قَالَ في تَرْجَمَتِهِ: "حَضَرْتُ دُرُوْسَهُ وَأَشْغَالَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَسَمِعْتُ بِقِرَاءَتِهِ الحَدِيْثَ".
10 -
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَانَ الشَّيْرَجِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ (ت: 765 هـ) هُوَ شَيْخُ المُؤَلِّف الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، وَشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (231) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (2/ 208) قَالَ:"قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَانَ الحَنْبَلِيِّ بِـ "بَغْدَادَ" أَخْبَرَكُمْ أَبُو الحَسَنِ. . .".
11 -
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الصَّالِحِيُّ، المُسْنِدُ، الشِّيْرَازِيُّ الأَصْلِ، الدَّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ (ت: 771 هـ).
12 -
بِشْرُ بنُ إبْرَاهِيْمَ بنِ مَحْمُوْدٍ البَعْلَبَكِّيُّ، نَاصِرُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ (ت: 761 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (3/ 437) قَالَ: "أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَعْلِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. . ." وَهُوَ أَيْضًا مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا فِي "مُعْجَمِهِ" المُنْتَقَى: رقم (210).
13 -
الحُسَيْنُ بنُ بَدْرَانَ بنِ دَاوُدَ البَابَصْرِيُّ، صَفِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، البَغْدَادِيُّ (ت: 749 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(5/ 144) رقم (590) قَالَ فِي تَرْجَمَتِهِ: "وَاخْتَصرَ "الإِكْمَالَ" لابنِ مَاكُوْلَا، وَعَلَّقْتُهُ في حَيَاتِهِ، وَقُرِأَ عَلَيْهِ بَعْضُهُ. وَسَمِعْتُ بِقِرَاءَتِهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ مُسَافِرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخَالِدِي. . .".
14 -
حَمْزَةُ بنُ مُوْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ بَدْرَانَ "ابنُ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ"(ت: 769 هـ) قَالَ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(5/ 143)"وَحَدَّثَنِي الإِمَامُ العَلَّامَةُ عِزُّ الدِّيْنِ حَمْزَةُ بنُ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ".
15 -
خَلِيْلُ بنُ كَيْكَلْدَى العَلَائِيُّ الشَّافِعِيُّ، الإِمَامُ، العَلَّامَةُ، المُحَدِّثُ المَشْهُوْرُ (ت: 761 هـ) شَيْخُ المُؤَلِّفِ ابنِ رَجَبٍ، وَشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا جَاءَ فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (206). جَاءَ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (4/ 402):"قُلْتُ: وسَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا سَعِيْدٍ العَلَائِيَّ بِـ "بَيْتِ المَقْدِسِ".
16 -
دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّارُ (ت: 752 هـ) أَخُو أَبِي الحَسَنِ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 682 هـ) رَقَم (449)(4/ 181) قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ دَاوُدُ بنُ العَطَّارِ أَخُو أَبِي الحَسَنِ. . .". وَأَخُوْهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ مُحَدِّثٌ، مَشْهُوْرٌ (ت: 742 هـ) تَرْجَمَ لَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 73) وَدَاوُدُ المَذْكُوْرُ هُنَا مِنْ شُيُوْخِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ وَشُيُوْخِ وَالِدهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رَقَمْ (146) وَلَهُمَا أَخْبَارٌ كَثِيْرَةٌ فِي الكُتُبِ.
17 -
رَجَبُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، جَدُّ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَ"رَجَبٌ" لَقَبُهُ؛ لأَنَّهُ وُلِدَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي ذِكْرِ نَسَبِ المُؤَلِّفِ.
18 -
زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَقْدِسِيَّةُ، المَشْهُوْرَةُ بِـ "زَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ" (ت: 740 هـ) مُحَدِّثَةٌ مَشْهُوْرَةٌ ذَكَرَهَا المُؤَلِّفُ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(1/ 97، 122، 189، 343) قَالَ: "أَنْبَأَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَقْدِسِيِّ" كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هِيَ شَيْخَتُهُ إِجَازَةً، فَقَدْ تُوُفِّيَتْ وَعُمْرُهُ لا يَتَجَاوَزُ أَرْبَعَ سِنِيْن.
19 -
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَيُّوْبَ "ابنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ"(ت: 769 هـ) أَخُو الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ المَشْهُوْرِ. وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ وَالِدِهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (138). وَيُرَاجَعُ: الدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (2/ 90، 91).
20 -
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ بنِ عَبْدِ السَّلامِ بنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت: 747 هـ) أَخُو شَيْخِ الإِسْلامِ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ جَدِّهِ مَجْدِ الدِّيْنِ عَبْدِ السَّلامِ قَالَ: "قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ القَيِّمِ حَدَّثَنِي أَخُو شَيْخِنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الحَلِيْمِ بنِ تَيْمِيَّةَ قُلْتُ: وَقَدْ أَجَازَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا عَنْ أَبِيْهِ. . .".
21 -
عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبي بَكْرٍ الزَّرِيْرَانِيُّ (ت: 741 هـ) شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، ابنُ شَيْخِ العِرَاقِ تَقِيِّ الدِّيْنِ (ت: 729 هـ) قَالَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(5/ 104)"حَضَرْتُ دَرْسَهُ وَأَنَا إذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ لَا أُحِقُّهُ جَيِّدًا".
22 -
عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَمَاعَةَ (ت: 767 هـ) هُوَ شَيْخُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ وَشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رَقَم (235) وَذَكَرَهُ الحَافِظُ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(1/ 193) قَالَ: "قُلْتُ: وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إبْرَاهِيْمَ بنِ جَمَاعَةَ الكِنَانِيُّ الشَّافِعِيُّ قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. . .".
23 -
عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ الوَجِيْهِ الوَاسِطِيُّ (ت: 740 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" في مَوْضِعَيْنِ: (5/ 16، 147) قَالَ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ - في تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ البَغْدَادِيِّ -: ". . . وَقَرَأَ عَلَى شَيْخِنَا ابنِ مُؤْمِنٍ"، وَقَالَ في المَوْضِعِ الثَّانِي - في تَرْجَمَةِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ البَزَّارِ (ت: 749 هـ) -:
"وَتَلَا بِـ "بَغْدَادَ" خَتْمَةً لأَبِي عَمْرٍو عَلَى شَيْخِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ الوَاسِطِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضَ تَصَانِيْفِهِ في القِرَاءَاتِ" وَهُوَ شَيْخُهُ وَشَيْخُ أَبِيْهِ أَيْضًا، ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيُّ في "غَايَةِ النِّهاية" (1/ 429) وَقَالَ: "الأُسْتَاذُ، العَارِفُ، المُحَقِّقُ، الثِّقَةُ، المَشْهُوْرُ،
…
، وَلَمَّا ذَكَرَ الآخِذِيْنَ عَنْهُ قَالَ:"وشَيْخُنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ رَجَبٍ الحَنْبَلِيُّ لِلسَّبْعِ خَاصَّةً، وسَمِعَ مِنْهُ حُرُوْفَ العَشَرَةِ مِنْ كِتَابَيْهِ" وَلَمْ يَرِدْ في "المُنْتَقَى مِنَ المُعْجَمِ"؟!.
24 -
عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرِ بنِ فَهْدٍ المَعْرُوْفِ بـ "ابنِ قَيِّمِ الضِّيَائِيَّة"(ت: 761 هـ) ذَكَرَهُ المُؤلِّفُ في "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ"(4/ 226) في تَرْجَمَةِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ الكَمَالِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ (ت: 688 هـ) فَقَالَ: "وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم: ابنُ الخَبَّازِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ "ابنُ قَيِّمِ الضِّيَائِيَّةِ". . ." وَهُوَ شَيْخُ أَبيْهِ كَمَا في مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ "المُنْتَقَى" رقم (208)، وَتَارِيْخِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (3/ 2/ 170).
25 -
وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ الخَزْرَجِيُّ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ المَطَرِيُّ المَدَنِيُّ (ت: 765 هـ) جَاءَ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (4/ 154) - في تَرْجَمَةِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ الطُّوْفِيِّ (ت: 716 هـ) - "وَقَدْ ذَكَرَ ذلِكَ عَنْهُ شَيْخُنَا المَطَرِيُّ، حَافِظُ المَدِيْنَةِ وَمُؤَرِّخُهَا".
26 -
عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ "ابنُ هِشَامٍ" الأَنْصَارِيُّ، جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ (ت: 761 هـ) الإِمَام النَّحْوِيُّ المَشْهُوْرُ، صَاحِبُ "المُغْنِي" وَ"التَّوْضِيْحِ" وَغَيْرِهِمَا، جَاءَ فِي رِسَالَةِ الكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} :
"وَالعَجَبُ أَنَّ أَبَا حَيَّان الأَنْدَلُسِيّ أَنْكَرَ عَلَى الزَّمَخْشَرِيّ
…
وَرَدَّ عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ. . .".
27 -
عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، صَفِيُّ الدِّيْنِ البَغْدَادِيُّ (ت: 739 هـ) تُوُفِّيَ صَفِيُّ الدِّيْنِ وَالحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمْ يَتَجَاوَزِ الثَّالِثَةَ، لكِنَّهُ أَجَازَ لَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" في غَيْرِ مَوْضِعٍ وَيَصِفُهُ بـ "شَيْخِنَا بِالإِجَازَةِ" يُرَاجَعُ: 1/ 81، 111، 115، 112، 138، 170، 172، 202، 298، 487. 4/ 81. 5/ 83، 160.
28 -
وَعُثْمَانُ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَبي بَكْرٍ النُّوَيْرِيُّ المَكِّيُّ (ت: 756 هـ)، وَهُوَ شَيْخُهُ وشَيْخُ وَالِدِهِ المُقْرِئُ شِهَابِ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (181). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ: (3/ 2/ 85).
29 -
عَلِيُّ "عَبْدُ المُنْعِمِ" بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبي الجَيْشِ البَغْدَادِيُّ (ت: 742 هـ) أَكْثَرَ المُؤَلِّفُ مِنَ الإخْبَارِ عَنْهُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (1/ 151. 2/ 209. 3/ 376، 421، 477. 4/ 122، 140، 141، 156، 172، 202. 5/ 160). وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ وَالِدِهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى": رقم (27). وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ مَعَ هَذَا لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ المُؤَلِّفُ فِي كِتَابِهِ؟! اسْتَدْرَكْتُهُ فِي مَوْضِعِهِ.
30 -
عَلِيُّ بنُ عُمَرَ، عَلَاءُ الدِّيْنِ الرَّقِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، المَعْرُوْفُ بِـ "التَّعْجِيْزِيِّ" (ت: 764 هـ) عُرِفَ بِـ "التَّعْجِيْزِيِّ" لِحِفْظِهِ كِتَاب "التَّعْجِيْزِ" لابْنِ يُوْنُسَ المَوْصِلِيِّ. ذَكَرَهُ وَلِي الدِّيْنِ العِرَاقِيُّ فِي ذَيْلِ العِبَرِ (1/ 126) وَقَالَ: "سَمِعَ مِنْهُ وَالِدِي، وَابْنُ سَنَدٍ، وَابْن رَجَبٍ. . .".
31 -
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرِّفَاعِيُّ، نَجِيْبُ الدِّيْنِ (ت؟) لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بنِ عُثْمَانَ الوُجُوْهِيِّ (ت: 672 هـ) رَقَم (432)(4/ 116) قَالَ: "رَوَى عَنْهُ ابنُ خَرُوْفٍ المَوْصِلِيُّ وَشُيُوْخُنَا بِالإِجَازَةِ نَجِيْبُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرِّفَاعِيُّ. . .".
32 -
عَلِيُّ بنُ المُنَجَّى بنِ عُثْمَانَ بنِ أَسْعَدَ بنِ المُنَجَّى التَّنُوْخِيُّ (ت: 750 هـ) قَالَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (5/ 167)"قَرَأْتُ عَلَيْهِ "جُزْءًا" فِيْهِ الأَحَادِيْثُ الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ".
33 -
عُمَرُ بنُ حَسَنِ بنِ مَزْيَدِ بنِ أُمَيْلَةَ المَرَاغِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ المِزِّيُّ مُسْنِدُ الشَّامِ. (ت: 778 هـ) جَاءَ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" 1/ 228 قَرَأْتُ عَلَى أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنَ حَسَنٍ المِزِّيَّ. . .".
34 -
عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ القَزْوِيْنِيُّ (ت: 750 هـ) أَسْنَدَ إِلَيْهِ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(1/ 151، 345، 4/ 487) قَالَ في المَوْضِعِ الأَوَّلِ "قَرَأْتُ عَلَى أبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيِّ بـ "بَغْدَادَ". . . ." وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (117)، وفِي تَارِيْخِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ:(2/ 1/ 697)"سَمِعَ مِنْهُ المُقْرِئُ شِهَابُ الدِّيْنِ ابنُ رَجَبٍ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" وَوَلَدُهُ الحَافِظُ زَيْنُ الدِّيْنِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "مَشْيَخَتَهُ".
35 -
عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَالِمِ بنِ خَلَفِ بنِ فَضْلٍ البَذَّيُّ المَقْدِسِيُّ (ت: 760 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(4/ 226) - في تَرْجَمَةِ ابنِ الكَمَالِ - فَقَالَ: "حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم ابنُ الخَبَّازِ
…
وَعُمَرُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَالِمٍ المَقْدِسِيُّ.
36 -
مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ (ت: 748 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَقَالَ:"وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتُهُ".
37 -
مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبي البَدْرِ بنِ شُجَاعٍ الخَالِدِيُّ (ت: 741 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (4/ 196) قَالَ: "أَنْبَأَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَالِدِيُّ. . ." وَلَا شَكَّ أَنَّه مِنْ شُيُوْخِهِ بِالإِجَازَةِ، فَقَدْ تُوُفِّيِ وَعُمْرُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ لا يَتَجَاوَزَ خَمْسَ سِنِيْنَ. وَهُوَ شَيْخُ وَالِدِهِ أَيْضًا كَمَا فِي مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ "المُنْتَقَى" رقم (12) وَهُوَ فَقِيْهٌ حَنْبَلِيٌّ، لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، اسْتَدْرَكْتُهُ في مَوْضِعِهِ.
38 -
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمَّامِ بنِ حَسَّانَ التَّلِّيُّ (ت: 741 هـ) شَيْخُ المُؤَلِّفِ وشَيْخُ وَالِدِهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (2) وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهَ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ: (5/ 99) وَقَالَ: "وأَجَازَ لِي مَا تَجُوْزُ لَهُ رِوَايَتُهُ بِخَطِّ يَدِهِ".
39 -
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، صَلَاحُ الدِّيْنِ بنُ أَبي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ (ت: 780 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (2/ 93)، وَهَلْ هُوَ المَذْكُوْرُ فِي الجُزْءِ الأَوَّلِ:(188) أَوْ هَو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ التَّلِّيُّ الصَّالِحِيُّ؟! المَذْكُوْر قَبْلَهُ.
40 -
مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَالِمٍ الأَنْصَارِيُّ، الخَبَّازِ، الدِّمَشْقِيُّ (ت: 756 هـ) أَكْثَرَ مِنَ الإِسْنَادِ إِلَيْهِ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (1/ 441. 2/ 101، 327. 3/ 93، 103، 166، 181، 217، 222، 237، 337، 356، 377، 423، 458، 504، 157، 202، 351). وهو أَيْضًا شَيْخُ أبيه كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى": رقم (180).
41 -
مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَيْسَى بنِ أَبي بَكْرٍ الأَيُّوبِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابنِ المُلُوْكِ"(ت: 756 هـ)، ذَكَرَهَ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(1/ 22، 28، 47، 89) وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِـ "القَاهِرَةِ". وَهُوَ شَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (178).
42 -
مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُمَرَ، أَبُو الفَضْلِ، عزُّ الدِّيْنِ، الحَمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت: 757 هـ) أَسْنَدَ عَنْهُ الحَافِظِ ابنِ رَجَب في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: (2/ 209. 3/ 487. 4/ 274) قَالَ: "وَقَرَأْتُ عَلَى أَبي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الحَمَوِيِّ بِـ "دِمَشْقَ". . . ." وَقَالَ: "أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُمَرَ بنِ الحَمَوِيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ. . ." وَذَكَرَهُ فِي تَرْجَمَةِ المُنَجَّى بنِ عُثْمَانَ (ت: 695 هـ) رقم (474) قَالَ: ". . . وَحَدَّثَ، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ العَطَّارِ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ بنُ الحَمَوِيِّ وَغَيْرُهُ. . ." وَذَكَرَ تَقِيُّ الدِّيْنِ الفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 72) أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ "أَمَالِي ابنِ سَمْعُوْنَ" وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (186).
43 -
مُحَمَّدُ بنُ أَبي بَكْرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَعْرُوْفُ بِـ "ابنِ النَّقِيْبِ" الشَّافِعِيُّ (ت: 745 هـ) هُوَ شَيْخُهُ، وشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا في مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ "المُنْتَقَى" رقم (58) قَالَ وَالِدُهُ في مُعْجَمِهِ:"قَالَ لِي عَامَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعَمائَةَ "بالشَّامِيَّةَ البَرَّانِيَّةِ" قَدْ أَجَزْتُكَ وَوَلَدَكَ عَبْدَ الرَّحْمَن، كَمَا أَجَازَنِي النَّوَوِيُّ وَيَدي في يَدِهِ".
44 -
مُحَمَّدُ بنُ أَبي بَكْرِ بنِ أَيُّوبَ الزُّرَعِيُّ المَعْرَوْفُ بِـ "ابنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ"(ت: 751 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في: (1/ 150، 192، 4/ 5)، وَفِي تَرْجَمَةِ (5/ 171):
"الفَقْيهُ، الأُصُوْلِيُّ، المُفَسِّرُ، النَّحْوِيُّ، العَارِفُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ "ابنُ قَيِّمِ الجَوْزِيِّ" شَيْخُنَا" وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ وَالِدِهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى": رقم (136) قَالَ: "سَمِعَ عَلَيْهِ شِهَابُ الدِّيْنِ ابنُ رَجَبٍ بَعْضُ مُصَنَّفَاتِهِ، وقَالَ: "وَحَصَلَ لَنَا بِمُجَالَسَتِهِ مِنَ النَّفْعِ وَالحُضُوْرِ وَالذِّكْرِ خَيْرٌ وَبَرَكَةٌ، فَجَزَاهُ اللهُ خَيْرًا".
45 -
مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُمَرَ بنِ السَّابِقِ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ الأَزَجِيُّ البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ (ت: 750 هـ)، ذَكَرَهَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ":(4/ 202) - في تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ العَلَثِيِّ (ت: 685) - قَالَ: "حَدَّثَنَا عنه بِـ "بَغْدَادَ" العَفِيْفُ مُحَمَّدُ بنُ السَّابِقِ، شَيْخُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ. . . ." وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (130) قَالَ: "قَرَأْتُ عَلَيْهِ بـ "المُسْتَنْصِرِيِةِ" "مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ" وَ"جَامِعَ مَعْمَرٍ" تَخْرِيْجُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. . .".
46 -
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ أَحْمَدَ أَبُو المَعَالِي "ابنُ الفُوَطِيِّ" الشَّيْبَانِيُّ (ت: 750 هـ)، وَالِدُهُ الإِمَامُ المَشْهُوْرُ كَمَالُ الدِّيْنِ (ت: 723 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (2/ 101. 3/ 186، 226، 423. 4/ 452). قَالَ: "قَرَأْتُ عَلَى أَبي المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. . . ." وَهُوَ شَيْخُهُ وشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (131) قَالَ: سَمِعَ عَلَيْهِ ابنُ رَجَبٍ "ثُلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ" وَ"ثُلَاثِيَّاتِ مُسْنَدِ الطَّيَالِسِيِّ" تَخْرِيْجُ وَالِدِهِ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ
…
قَالَ: "وَخَرَّجَ لَهُ وَلَدِي أَبُو الفَرَجِ أَحَادِيْثَ ثُمَانِيَّاتٍ سَمِعَهَا عَلَيْهِ بِمَسْجِدِهِ بِـ "الخَاتُوْنِيَّةِ" مِنْ "بَغْدَادَ".
47 -
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُؤَذِّنِ الوَرَّاقُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ (ت: 741 هـ) حَنْبَلِيٌّ لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ اسْتَدْرَكْتُهُ في مَوْضِعِهِ،
ذَكَرَهُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" - في تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّهْرَبَانِيِّ - وقال: "وَحَدَّثَ الشَّيْخُ بالكَثِيْرِ، وَسَمِعَ منه خَلْقٌ وَرَوَى عَنْهُ ابنُ حُصَيْنٍ
…
وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُؤذِّنِ الوَرَّاقُ، وَرَوَى عَنْهُ "صَحِيْحُ البُخَارِيِّ" وسَمِعْتُ عَلَيْهِ حُضُوْرًا في الرَّابِعَةِ منه كِتَابَ "النِّكَاحِ" بِكَمَالِهِ" وَهُوَ أَيْضًا من شُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (15).
48 -
مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الفَارِقِيُّ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي الذَّيْلِ (4/ 269) فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ الحَرَّانِيِّ (ت: 695 هـ) رقم (472)(4/ 269) قَالَ: "وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الفَارِقِيُّ الشَّاهِدُ بِـ "القَاهِرَةِ". وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ المُظَفَّرِ، نَاصِرُ الدِّيْنِ الفَارِقِيُّ (ت: 761 هـ). ذَكَرَهُ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ (3/ 2/ 177) وَذَكَرَ فِي شُيُوْخِهِ نَجْمَ الدِّيْنِ ابنَ حَمْدَانَ، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ بِـ "القَاهِرَةِ".
49 -
مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المِصْرِيُّ المَيْدُوْمِيُّ (ت: 754 هـ) سمع عَلَيْهِ بِـ "مِصْرَ" وأَسْنَدَ عَنْهُ كَثِيْرًا في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (1/ 28، 62، 66، 76، 277، 307، 309، 312، 401، 407، 421، 426، 441، 459. 2/ 5، 19، 43، 50، 60، 87، 183، 502، 514، 522، 527. 3/ 60، 78، 173، 296، 504)، وَهُوَ أَيْضًا مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ شِهَابِ الدِّيْنِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (162).
50 -
مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، فَتْحُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَرَمِ القَلَانِسِيُّ (ت: 765 هـ) ذَكَرَهُ في شُيُوْخِهِ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ في تَارِيْخِهِ (3/ 2/ 258)، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في الدُّرَرِ الكَامِنَةِ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ أَيْضًا مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (243).
51 -
مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَصِيْحِ الكُوْفِيُّ الهَاشِمِيُّ الوَاعِظُ (ت: 745 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بنِ عُثْمَانَ الوُجُوْهِيِّ (ت: 672 هـ) رقم (432)(4/ 116) قَالَ: "رَوَى عَنْهُ ابنُ خَرُوْفٍ المَوْصِلِيُّ وَشُيُوْخُنَا بِالإِجَازَةِ نَجِيْبُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرِّفَاعِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الكُوْفِيِّ الهَاشِمِيُّ الوَاعِظُ وَغَيْرُهُمْ" وَذَكَرَهُ ثَانِيَةً فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ الدَّوَالِيْبِيِّ (ت: 728 هـ) رَقَم (529)(4/ 487).
52 -
وَمِنْ شُيُوْخِهِ: "ابنُ النَّبَّاشِ" الَّذِي لَمْ نَعْرِفِ اسْمُهُ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ رَقَم (575)(5/ 87) فِي أَصْحَابِ صَفِيِّ الدِّيْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ (ت: 739 هـ) قَالَ المُؤَلِّفُ ابنُ رَجَبٍ: "قَرَأْتُ عَلَيْهِ "مُخْتَصَرَ الخِرَقِيِّ" مِنْ حِفْظِي وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ أَجْزَاءً كَثِيْرَةً مِنْ مُصَنَّفَاتِهِ وَصَحِبْتُهُ إِلَى المَمَاتِ".
53 -
يُوْسُفُ بنِ عَبْدِ الرَّحمن بنِ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ "ابنُ الحَنْبَلِيِّ"(ت: 751 هـ) أَسْنَدَ إِليْهِ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (1/ 154) - في تَرْجَمَةِ جَدِّهِ الأَعْلَى "عَبْدِ الوَاحِدَ" فَقَالَ: "أَخْرَجَ إِليَّ شَيْخُنَا يُوْسُفُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الشَّيْخِ أَبي الفَرَجِ نَسَبَ جَدِّهِ وَهُوَ
…
كَذَا رَأَيْتُهُ، وَيُوْسُفَ هَذَا أَدْرَكْتُهُ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ جُزْءًا عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الخُشُوْعِيِّ"، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ أَبِيْهِ كَمَا فِي مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ "المُنْتَقَى" رقم (139).
54 -
يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَفِيْفِ مُحَمَّدٍ النَّابُلُسِيُّ (ت: 754 هـ)، جَاءَ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ"(4/ 305)، - في تَرْجَمَةِ عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ (ت: 698 هـ) - قُلْتُ: "حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بـ "دِمَشْقَ" وَ"نَابُلُسَ" قَرَأْتُ "سُنَنَ ابنِ مَاجَه"
بِـ "دِمَشْقَ" عَلَى جَمَالِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّابُلُسِيِّ، الفَقِيْهُ، الفَرَضيُّ، بِسَمَاعِهِ مِنْهُ".
وَذَكَرَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ فِي تَارِيْخِهِ (3/ 1/ 488) فِي شُيُوْخِهِ: الفَخْرَ التَّوْزَرِيَّ قَالَ: "وَحَجَّ مَعَ وَالِدِهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ بِـ "مَكَّةَ" عَلَى الفَخْرِ التَّوْزَرِيِّ. . .". أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وَهَذَا لَا يَصِحُّ فَالفَخْرُ التَّوْزَرِيُّ عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ المَالِكِيُّ نَزِيْلُ مَكَّةَ (ت: 713 هـ)؟! تُوُفِّيَ قَبْلَ مَوْلِدِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ بِزَمَنٍ، وَإِنَّمَا المَقْصُوْدُ فِي نَصِّ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ هُوَ الفَخْرُ النُّوَيْرِيُّ عُثْمَانُ بنُ يُوْسُفَ الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي شُيُوْخِهِ. وَفِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ":"أَجَازَهُ ابنُ النَّقِيْبِ والنَّوَوِيُّ. . ." وَهَذَا لَا يَصِحُّ أَيْضًا فَالنَّوَوِيُّ (ت: 676 هـ)؟! تُوُفِّيَ قَبْلَ مَوْلِدِ الحَافِظِ أَيْضًا، وَعَرَّفَ مُحَقِّقُ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ" بِنَوَوِيٍّ آخَرَ لَا صِلَةَ لَهُ بِابنِ رَجَبٍ؟! وَلَعَلَّ صِحَّةَ العِبَارَةِ:"وَأَجَازَهُ ابنُ النَّقِيْبِ عَنِ النَّوَوِيِّ؛ فَابْنُ النَّقِيْبِ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّوَوِيِّ. قَالَ السُّبْكِيُّ فِي طَبَقَاتِهِ (9/ 307) في تَرْجَمَةِ ابنِ النَّقِيْبِ: "مُدَرِّسُ الشَّامِيَّةِ البَرَّانِيَّةِ وَصَاحِبُ النَّوَوِيِّ، وَأَعْظِمْ بِتِلْكَ الصُّحْبَةِ رُتْبَةً عِلَيَّةً. . .". وَأَوْضَحُ مِنْ هَذَا مَا جَاءَ فِي مُعْجَمِ ابنِ رَجَبٍ "المُنْتَقَى" رَقَم (58) - فِي تَرْجَمَةِ ابنِ النَّقِيبِ - قَالَ وَالِدُ الحَافِظِ:"قَالَ لِي عَامَ أَرْبَعَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "الشَّامِيَّةِ البَرَّانِيَّةِ" قَدْ أَجَزْتُكَ وَوَلَدُكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ كَمَا أَجَازَنِي النَّوَوِيُّ وَيَدِي فِي يَدِهِ".
- وَيَظْهَرُ أَنَّ مِنْ شُيُوْخِهِ: مَحْمُوْدُ بنُ خَلِيْفَةَ المَنْبِجِيُّ (ت: 767 هـ) قَالَ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ الدَّوَالِيْبِيِّ (ت: 728 هـ) رقم (529)
(4/ 87): "ذَكَرَهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ كَأَبِي حَفْصٍ القَزْوِيْنِيِّ، وَمَحْمُوْدِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَابْنِ الفَصِيْحِ الكُوْفِيِّ، وَوَالِدِي، وَعُمَرُ البَزَّار". وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُم مِنْ شُيُوْخِهِ، فَلَعَلَّهُ كَذلِكَ. وَلَمْ أَجْزِم بِذلِكَ لِقَوْلِهِ فِي النَّصِّ:"مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ .. " وَسَبَقَ أَنْ ذَكَرَهُ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ الفُوَطِيِّ (ت: 723 هـ)(4/ 452) قَالَ: "وَسَمِعَ مِنْهُ مَحْمُوْدُ بنُ خَلِيْفَةِ" وَلَمْ يَصِفُهُ بِـ "شَيْخِنَا".
تَصَدُّرُهُ للتَّدْرِيْسِ:
وَلَمَّا حَصَّلَ العِلْمَ عَلَى شُيُوْخِهِ تَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ قَبْلَ وَفَاةِ أَبِيْهِ وَذلِكَ أَنَّهُ وَلِيَ حَلْقَةَ الثُّلَاثَاءِ الَّتِي تُعْقَدُ في الجَامِعِ الأُمَوِيِّ في "دِمَشْقَ" الخَاصَّةَ بِالحَنَابِلَةِ في رَجبٍ سَنَةَ (771 هـ)
(1)
وَذلِكَ بَعْدَ وَفَاةِ ابنِ قَاضِي الجَبَلِ
(2)
. وَهَذِهِ الحَلْقَةُ لَا يَتَصَدَّرُ فِيْهَا إلَّا مَشَاهِيْرُ أَصْحَابِ أَحْمَدَ. ثُمَّ تَوَلَّى الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ بَعْدَ ذلِكَ التَّدْرِيْسَ في "المَدْرَسَةِ الحَنْبَلِيَّةِ الكُبْرَى" بَعْدَ وَفَاةِ القَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ ابنِ التَّقِيِّ سَنَةَ (788 هـ)
(3)
، وَبَقِيَ يُدَرَّسُ فِيْهَا إِلَى سَنَةِ (791 هـ). وَالمَدْرَسَةُ الحَنْبَلِيَّةُ
(1)
يُرَاجع مَصَادِرُ التَّرْجَمَةِ. وَسَبَقَ أَنْ ذَكَرْنَا وَفَاةَ أَبِيْهِ سَنَةَ (774 هـ) أو سنة (775 هـ).
(2)
أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُمَرَ، شَرَفُ الدِّيْنِ "ابنُ قُدَامَةَ" المَقْدِسِيُّ، تُوُفِّي في يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ رَابِعَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ إحْدَى وَسَبْعَمِائَةَ. أَخْبَارُهُ فِي: المُعْجَمِ المُخْتَصِّ (16)، وَالوَفَيَاتِ لابنِ رَافِعٍ (2/ 354)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 135)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 93)، وَالسُّحُبِ الوَابِلَةِ (1/ 131).
(3)
هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَرْدَاوِيُّ، القَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ (ت: 788 هـ) أَخْبَارُهُ في: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 427)، وَتَارِيْخِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (1/ 3/ 205) وَإِنْبَاءِ الغُمُرِ (1/ 327)، وَالسُّحُبِ الوَابِلَةِ (3/ 983).
الكُبْرَى هَذِهِ أَوْقَفَهَا الشَّيْخُ شَرَفُ الإسْلَامِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ "ابنُ الحَنْبَلِيِّ"(ت: 536 هـ)
(1)
ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ، وَنَقَلَ المُؤَلِّفُ في تَرْجَمَتِهِ عَنِ ابنِ النَّجَّارِ قَوْلَهُ:"وَبَنَى بـ "دِمَشْقَ" مَدْرَسَةً دَاخِلَ بَابِ الفَرَادِيْسِ، وَهِيَ المَعْرُوْفَةُ بـ "الحَنْبَلِيَّة" وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ دَرَّسَ فِيْهَا.
وَتَوَلَّى الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ الدَّرْسَ وَخَزْنَ الكُتُبِ فِي الوَقْفِ الَّذِي أَوْقَفَهُ حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ "ابنُ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ"
(2)
(ت: 769 هـ) كَذَا قَالَ ابنُ عَبْدِ الهَادِيّ، عَنِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ، عَنْ شَيْخِهِ شِهَابِ الدِّيْنِ ابن حِجِّي
(3)
.
وَكَانَ يَسْكُنُ بِـ "دَارِ الحَدِيْثِ السُّكَّرِيَّهِ"
(4)
بِـ "القَصَّاعِيْنَ" وَبَقِيَ فِيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، فَهَلْ كَانَ مُدَرِّسًا فِيْهَا؟! أَظُنُّ ذلِكَ.
أَقْوَالُ العُلَمَاءِ فيه:
لَمَّا حَصَّلَ الحَافِظُ العِلْمَ في رِحْلَتِهِ، وَأَفَادَ مِمَّا عِنْدَ شُيُوْخِهِ مِنَ العِلْمِ،
(1)
الذَّيْلُ عَلَى الطَّبَقَاتِ (1/ 446).
(2)
أَخْبَارُهُ فِي: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 165)، وَالدَّارِسِ (1/ 489)، وَالقَلَائِدِ الجَوْهَرِيَّةِ (1/ 226)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 214).
(3)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدِ (37). وَابنُ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي شُيُوْخِهِ. اسْمُهَا: التُّرْبَةُ العِزِّيَّةُ البَدْرَانِيَّةُ الحَمْزِيَّةُ كَمَا فِي الدَّارِسِ (2/ 201) وَنَقَلَ عَنِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ قَوْلُهُ: "وَوَقَفَ دَرْسًا بِتُرْبَتِهِ بِـ "الصَّالِحِيَّةِ" وَكُتُبًا، وَعَيَّنَ لِذلِكَ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّيْنِ بنِ رَجَبٍ".
(4)
مَنْسُوْبَةٌ إِلَى وَاقِفِهَا شَرَفِ الدِّيْنِ السُّكَّرِيِّ (ت: 671 هـ) وَهِيَ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُها شَيْخُ الإسْلَامِ تَقيُّ الدِّين أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ بنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَأَلَّفَ الأُسْتَاذُ مُحَمَّدُ مُطِيْع الحَافِظ "دَارَ الحَدِيْثِ السُّكَّرِيَّةِ"(ط) فِي دَارَ البَشَائِرِ هَذَا العَامِ 1424 هـ.
وَرَوَى الحَدِيْثَ عَنْهُمْ، وَأَصْبَحَ مُتَمَكِّنًا مِنَ العِلْمِ تَصَدَّرَ لِلْعِلْمِ وَتَصَدَّى لِلتَّدْرِيْسِ وَالتَّأْلِيْفِ. أَثْنَى عَلَيْهِ كَثِيْرٌ مِنْ مُعَاصِرِيْهِ وَمَنْ أَتَى بَعْدَهُمْ بِالتَّقَدُّمِ فِي العِلْمِ وَالرِّوَايَةِ وعَدُّوْهُ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ الثِّقَاتِ في زَمَنِهِ، صَادِقَ اللَّهْجَةِ، زَاهِدًا، وَرِعًا، مُجْتَهِدًا في العِبَادةِ وَطَلَبِ العِلْمِ وَالتَّهَجُّدِ.
قَالَ تِلْمِيْذُهُ ابنُ اللَّحَّامِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 803 هـ)
(1)
: "سَيِّدُنَا وشَيْخُنَا الإِمَامُ، العَالِمُ، العَلَّامَةُ، الأَوْحَدُ، الحَافِظُ، شَيْخُ الإسْلَامِ، مُجَليِّ المُشْكِلَاتِ، ومُوَضِحُ المُبْهَمَاتِ"، وَقَالَ:"شَيْخُنَا الإِمَامُ، العَالِمُ، الحَافِظُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ الكِرَامِ، وَحِيْدُ عَصْرِهِ، وَفَرِيْدُ دَهْرِهِ، شَيْخُ الإِسْلَامِ. . .".
قَالَ شِهَابُ الدِّيْنِ ابنُ حِجِّي (ت: 816 هـ)
(2)
: - فِيْمَا نَقَلَهُ عَنْهُ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ - قَالَ
(3)
: "قَالَ شَيْخُنَا: كَانَ قَدْ قَرَأَ، وَأَتْقَنَ الفَنَّ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَى الاشْتِغَالِ بِمَعْرِفَةِ فُنُوْنِ الحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَمَعَانِيْهِ، وَانْفَرَدَ وَحْدَهُ بِكُتُبٍ،
…
، وَكَانَ يَحْفَظُ كَثِيْرًا مِنْ كَلَامِ السَّلَفِ، وَكَانَ مُنْجَمِعًا عَنِ النَّاسِ، لا يُخَالِطُ، وَلَا يَتَرَدَّدُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ ذَوِي الوِلَايَاتِ .... وَكَانَ فَقِيْرًا، مُتَعَفِّفًا، غَنِيَّ النَفْسِ، وَحَجَّ، وَبِالجُمْلَةِ فَلَمْ يَخْلُفْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ".
(1)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدِ (47).
(2)
هُوَ أَحْمَدُ بنُ حِجِّي بنِ مُوْسَى الحُسْبَانِيُّ الأَصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ (ت: 816 هـ) لَهُ تَارِيْخٌ ذَيْلَ بِهِ عَلَى تَارِيْخِ الحَافِظِ ابنِ كَثيْرٍ "البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ" طُبِعَ أَخِيْرًا في هَذَا العَامِ سَنَةَ (1424 هـ) في دَارِ ابنِ حَزْمٍ بِبَيْرُوت، وَالنُّسَخُ الَّتي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا المُحَقِّقُ نَاقِصَةُ الأَوَّلِ تَبْدَأُ بِحَوَادِثِ وَوَفَيَات سَنَةِ (796 هـ)، أَيْ: بَعْدَ وَفَاةِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ.
(3)
تارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (1/ 3/ 488)، وَعَنْهُ فِي الجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (48).
وَنَقَلَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في "إِنْبَاءِ الغُمُر"
(1)
عَنِ ابنِ حِجَّي قَوْلَهُ فيه: "أَتْقَنَ الفَنَّ، وَصَارَ أَعْرَفَ أَهْلِ عَصْرِهِ بِالعِلَلِ وَتَتَبُّعِ الطُّرُقِ، وَكَانَ لا يُخَالِطُ أَحَدًا، وَلَا يَتَرَدَّدُ إِلَى أَحَدٍ".
وَقَالَ ابنُ نَاصِرِ الدِّين الدِّمَشْقِيُّ (ت: 842 هـ)
(2)
: "الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَلَّامَةُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، الحَافِظُ، العُمْدَةُ، الثِّقَةُ، الحُجَّةُ، وَاعِظُ المُسلِمِينَ مُفِيْدُ المُحَدِّثِيْنَ
…
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الزُّهَّادِ، وَالعُلَمَاءِ العُبَّادِ. . ." وَعَدَّةُ فِي بَدِيْعِيَّتِهِ "البَيَانِ .. " مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ فَقَالَ:
وَالرَّجَبِيُّ المُحَرِّرُ السَّلَامِي
…
ذُو هِمَّةٍ صَالِحَةِ النِّظَامِ
قَالَ فِي شَرْحِهَا
(3)
: "هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ
…
الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو الفَرَجِ. . .".
وَقَالَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ (ت: 851 هـ)
(4)
: "الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَلَّامَةُ، الحَافِظُ، الزَّاهِدُ، الوَرِعُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، وَفَاضِلُهُم، أَوَحَدُ المُحَدِّثِيْنَ".
وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ (ت: 852 هـ)
(5)
: "وَمَهَرَ فِي فُنُوْنِ الحَدِيْثِ أَسْمَاءً وَرِجَالًا وَعِلَلًا، وَطُرُقًا، وَاطِّلَاعًا عَلَى مَعَانِيْهِ
…
وَكَانَ صَاحِبَ عِبَادَةٍ وَتَهَجُّدٍ".
(1)
إنْبَاءُ الغُمُرِ لِلْحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ (1/ 461).
(2)
الرَّدُّ الوَافِرُ (176)، وَعَنْهُ فِي الجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (47).
(3)
التِّبْيَانُ شَرْحُ بَدِيْعِيَّةِ البَيَانِ (وَرَقَة: 159).
(4)
تَارِيْخُ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ (1/ 3/ 488).
(5)
إنْبَاءُ الغُمُر (1/ 461).
وَقَالَ ثَانِيَةً
(1)
: "الشَّيْخُ، المُحَدِّث، الحَافِظُ. . .".
وَقَالَ التَّقِيُّ الفَاسِيُّ
(2)
(ت: 871 هـ): "الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، وَالفَقِيْةُ، العُمْدَةُ، أَحَدُ العُلَمَاءِ الزُّهَّادِ، وَالأَئِمَّةِ العُبَّادِ، مُفِيْدُ المُحَدِّثِيْنَ، وَاعِظُ المُسْلِمِيْنَ
…
وَكَانَ إِمَامًا، وَرِعًا، زَاهِدًا، مَالَتْ القُلُوْبُ بِالمَحَبَّةِ إِلَيْهِ، وَاجْتَمَعَتِ الفِرَقُ عَلَيْهِ، كَانَتْ مَجَالِسُ تَذْكِيْرِهِ لِلنَّاسِ عَامَّةً نَافِعَةً، وَللقُلُوْبِ صَادِعَةً. . .".
وَقَالَ ابنُ مُفْلِحٍ
(3)
(ت: 881 هـ): "وَكَانَ لا يَعْرِفُ شَيْئًا مِنْ أُمُوْرِ النَّاسِ، ولَا يَتَرَدَّدُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ ذَوِي الوِلَايَاتِ".
وَقَالَ ابنُ عَبْدِ الهَادِي (ت: 909 هـ)
(4)
: الشَّيْخُ، الأَوْحَدُ، قُدْوَةُ الحُفَّاظِ، جَامِعُ الشَّتَّاتِ وَالفَضَائِلِ
…
الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، البَارِعُ، الأُصُوْلِيُّ، المُفِيْدُ، المُحَدِّثُ".
قال السَّخَاوِيُّ
(5)
(ت: 902 هـ): ". . . مَعَ العِبَادَةِ والتَّهَجُّدِ، وَعَدَمِ التَّرَدُّدِ إِلَى النَّاسِ، بَلْ جَمَعَ نَفْسَهُ عَلَى التَّصْنِيْفِ وَالإِقْرَاءِ. . .".
وَقَالَ السُّيُوْطِيُّ
(6)
(ت: 911 هـ): "الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، الوَاعِظُ
…
أَكْثَرَ الاشْتِغَالَ حَتَّى مَهَرَ، وَصَنَّفَ. . .".
(1)
الدُّرَرُ الكَامِنَةِ (2/ 428).
(2)
ذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 72).
(3)
المَقْصَدُ الأَرْشَدُ (2/ 81).
(4)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدُ (48).
(5)
الذَّيْلُ التَّام (1/ 373).
(6)
ذَيْلُ تَذْكَرةُ الحَفَّاظ (367).
وَقَالَ العُلَيْمِيُّ
(1)
(ت: 928 هـ): "الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَالِمُ، العَامِلُ، العَلَّامَةُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، البَرَكَةُ، الحَافِظُ، العُمْدَةُ، الثِّقَةُ، الحُجَّةُ، زَيْنُ المِلَّةِ وَالشَّرِيْعَةِ وَالدُّنْيَا وَالدِّيْنِ، شَيْخُ الإسَلَامِ، وَاحِدُ الأَعْلَامِ، وَاعِظُ المُسْلِمِيْنَ، مُفِيْدُ المُحَدِّثِيْنَ، جَمَالُ المُصَنِّفِيْنَ، أَبُو الفَرَجِ
…
كَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ الحُفَّاظِ الكِبَارِ، والعُلَمَاءِ الزُّهَّادِ الأَخْيَارِ، وَكَانَتْ مَجَالِسُهُ تَذْكِرَةً لِلْقُلُوْبِ صَادِعَةٌ، وللنَّاسِ عَامَّةً مُبَارَكَةً نَافِعَةً، اجْتَمَعَتِ الفِرَقُ عَلَيْهِ وَمَالَتْ القُلُوْبُ بِالمَحَبَّةِ إِلَيْهِ".
وَتَكَادُ تُجْمِعُ أَقْوَالُ العُلَمَاءِ فِيْهِ عَلَى بَرَاعَتِهِ فِي الوَعْظِ، وَمَعْرِفَتِهِ التَّامَّةِ في الفِقْهِ، وَأَنَّهُ ثِقَةٌ في الحَدِيْثِ، دِرَايَةً وَرِوَايَةً، ذُو مَعْرِفَةٍ بالعِلَلِ وَالرِّجَالِ. وَأَنَّه كَانَ مِنَ القُرَّاءِ، لكِنَّهُ لم يَتَمَيَّز فيها تَمَيّزًا ظَاهِرًا كَتَمَيُّزُ فِي الفُنُوْنِ المَذْكُوْرَةِ، وَلَا كَتَمَيُّزِ وَالِدِهِ فِيْهَا، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالنَّحْوِ وَاللُّغةِ وَالأَدَبِ. والمُطَّلعُ عَلَى مُؤَلَّفَاتِهِ يُدْرِكُ ذلِكَ، ومِثْلُ ذلِكَ يُقَالُ في مَعْرِفَتِه للعَقَائِدِ وَاطِّلاعِهِ التَّامِّ عَلَى المَذَاهِبِ المُختَلِفَةِ في ذلِكَ واتِّباعِهِ مَذْهَبَ السَّلَفِ الَّذِي كَانَ يَحْفَظُ كَثِيْرًا مِنْهُ
(2)
، وَكَانَ جُلُّ اهْتِمَامِهِ بالحَدِيْثِ وَالوَعْظِ وَالفِقْهِ، مُتَخَصِّصًا بِهَا، بَارِعًا كُلَّ البَرَاعَةِ فِيْهَا.
تَلَامِيْذُهُ:
بَعْدَ أَنْ حَصَّلَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ العِلْمَ تَصَدَّرَ لِنَشْرِهِ فَدَرَّسَ بِـ "السُّكَّرِيَّةِ" بِـ "القَصَّاعِيْنَ" وَوَلِيَ تَدْرِيْسَ "الحَنْبَلِيَّةَ" كَمَا وَلِيَ حَلْقَةَ الثُّلَاثَاءِ بَعْدَ وَفَاةِ شَيْخِهِ ابن
(1)
المَنْهَجُ الأحْمَدُ (5/ 168).
(2)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدِ (48).
قَاضِي الجَبَلِ، فَانْتَفَعَ بِهِ الطَّلَبَةُ "وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَكَابِرِ"
(1)
وَنَقَلَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ عَنِ ابنِ حِجِّي قَوْلُهُ
(2)
: "تَخَرَّجَ بِهِ غَالِبُ أَصْحَابِنَا الحَنَابِلَةِ بِـ "دِمَشْقَ"". وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ:
1 -
أَحْمَدُ بنُ أَبي بَكْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الحَنْبَلِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابنِ الرَّسَّامِ"(ت: 844 هـ) أَجَازَهُ ابنُ رَجَبٍ.
2 -
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الحَلَبِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:؟).
3 -
أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ اللهِ، أَبُو الفَضْلِ التُّسْتَرِيُّ البَغْدَادِيُّ، مُحِبُّ الدِّيْنِ (ت: 846 هـ).
4 -
إِلْيَاسُ بنُ خِضْرِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّرْكُمَانِيُّ، نَاسِخُ نُسْخَةِ الظَّاهِرِيَّةِ رَقَم (60) تَارِيْخ، جَاءَ فِيْهَا فِي تَرْجَمَةِ الشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ رَقَم (11): "أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَالِمُ، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
…
بنِ رَجَبٍ إِجَازَةً، وَأَنَّهُ أَخْبَرَهُ. . .".
5 -
أبُو بَكْرِ بنُ إبْراهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُفْلِحٍ (ت: 825 هـ).
6 -
أَبُو بَكْرِ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ التَّلْعَفْرِيُّ (ت؟) ذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ (350) قَالَ: وَذَكَرَ أَنَّ مِنْ مَشَايِخِهِ وَالِدَهُ، وَزَيْنَ الدِّيْنِ ابنِ رَجَبٍ.
7 -
داوُدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ الزَّين المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ (ت: 844 هـ) سَمِعَ منه شَرْحَهُ للأَرْبَعِيْن، وَمَجْلِسًا فِي فَصْلِ الرَّبِيْعِ مِن "لَطَائِفِهِ" مَعَ حُضُوْرِ مَوَاعِيْدِهِ.
8 -
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الدِّمَشْقِيُّ الأَصْلِ،
(1)
المَصْدَرُ السَّابِق (52).
(2)
إِنْبَاءُ الغُمُرِ (3/ 176).
المَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ المُقرِئُ (ت: 853 هـ).
9 -
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَان بنِ أَبي الكَرَمِ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "أَبي شَعْرٍ" أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ الآتِي فِيْمَا أَظُنُّ (ت: 844 هـ).
10 -
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزَّرْكَشِيُّ، المِصْرِيُّ (ت: 846 هـ).
11 -
وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ صِدِّيْقٍ الطَّرَابُلُسِيُّ، القَاهِرِيُّ الحَنَفِيُّ (ت: 841 هـ) أَجَازَهُ ابنُ رَجَبٍ.
12 -
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الكَرَمِ بنِ سُلَيْمَانَ الحَنْبَلِيُّ (ت: 819 هـ) وَيَظْهَرُ أَنَّهُ أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ "أَبِي شَعْرٍ" السَّالِفِ الذِّكْرِ.
13 -
وَعَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الحَجَّارِ الحَنْبَلِيُّ، المَدَنِيُّ الأَصْلِ. نَسَخَ كِتَابَ "جَامِعِ العُلُوْمِ وَالحِكَمِ" وَقَرَأَهُ عَلَى الحَافِظِ سَنَةَ (790 هـ). يُرَاجَعُ مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ المَذْكُوْرِ.
14 -
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجَعْفَرِيُّ النَّابُلُسِيُّ (ت: 852 هـ).
15 -
وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُرْوَةَ المَشْرِقِيُّ (ت: 837 هـ).
16 -
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَّرَطُوْسِيُّ المِزِّيُّ (ت: بعد 850 هـ).
17 -
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبي بَكْرِ السُّلَمِيُّ الحَمَوِيُّ (ت: 828 هـ).
18 -
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبَّاسٍ البَعْلِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، المَشْهُوْرُ بِـ "ابنِ اللَّحَّامِ" (ت: 803 هـ).
19 -
عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبي بَكْرٍ السَّرَّاجُ الحَلَبِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ (ت: 841 هـ).
20 -
عُمَرُ بنُ مُوْسَى بنِ الحُسَيْنِ المَخْزُوْمِيُّ، الحِمْصِيُّ، الشَّافِعِيُّ، سِرَاجُ الدِّيْنِ (ت: 891 هـ). ذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فِي "مُعْجَمِهِ"(195) وَقَالَ: "وَاجْتَمَعَ بِزَيْنِ الدِّيْنِ ابنِ رَجَبٍ فَسَمِعَ عَلَيْهِ بقِرَاءَةِ وَالِدِهِ قَلِيْلًا مِنْ شَرْحِهِ عَلَى "المُقْنِعِ" وَهُوَ مُخْتَصَرُ "المُغْنِي" وَشَيئًا مِنَ "اللَّطَائِفِ" وَشَيْئًا مِنْ "تَفْسِيْرِهِ" وَأَجَازَهُ.
21 -
وَوَالِدُهُ مُوْسَى بنُ الحَسَنِ (ت؟).
22 -
وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ "ابنُ المُزَلِّقِ"(ت: 841 هـ) ذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فِي "مُعْجَمِهِ"(191) قَالَ: "سَمِعَ مِنِ ابنِ رَجَبٍ مَجْلِسَ البِطَاقَةَ".
23 -
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ المَقْدِسِيُّ، قَاضِي مَكَّةَ الحَنْبَلِيُّ (ت: 864 هـ).
24 -
مُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ مُوْسَى الحِمْصِيُّ "ابنُ زُهْرَةَ"(ت: 829 هـ).
25 -
مُحَمَّدُ بنُ خَلِيْلِ بنِ طُوْغَانَ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 803 هـ).
26 -
مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 820 هـ) نَاظِمُ المُفْرَدَاتِ.
27 -
مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَادَةَ السَّعْدِيُّ (ت: 820 هـ).
رُجُوْعُهُ عَنْ فَتْوَى الطَّلَاقِ:
قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: "وَنُقِمَ عَلَيْهِ إِفْتَاؤُهُ بِمَقَالَاتِ ابنِ تَيْمِيَّةَ، ثُمَّ أَظْهَرَ الرُّجُوْعَ عَنْ ذلِكَ، فَنَافَرَهُ التَّيْمِيُّوْنَ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَ هَؤُلَاءِ وَلَا مَعَ هَؤُلَاءِ. . .". وَفِي تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلِيْلِ المُنْصِفِيِّ الحَرِيْرِيِّ المَعْرُوْفِ بـ "ابنِ طُوْغَانَ" نَقَلَ ابنُ عَبْدِ الهَادِي عَنِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ قَوْلَهُ فِيْهِ: "وَصَحِبَ الإِمَامَ زَيْنَ الدِّيْنِ بنَ رَجَبٍ وَأَخَذَ عَنْهُ، ثُمَّ نَافَرَهُ وَاعْتَزَلَ عَنْهُ، وَكَانَ يُفْتِي وَيَعْتَنِي بِفَتْوَى الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ عَلَى اخْتِيَارِ ابنِ
تَيْمِيَّةَ، فَامْتُحِنَ بِسَبَبِ ذلِكَ وَأُوْذِيَ وَهُوَ لَا يَرْجِعُ. وَرَأَيْتُ بِخَطِّ جَمَالِ الدِّيْنِ الإِمَامِ يَقُوْلُ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الظَّالِمِ يَعْنِي - فِيْمَا أَظُنُّ - ابنَ رَجَبٍ إِذْ تَسَبَّبَ فِي أَذَاهُ بِسَبَبِ الفَتْوَى بِالطَّلَاقِ الثَّلَاثِ كَيْفَ فَعَلَ بِهَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ يَعْنِي شَمْسَ الدِّيْنِ هَذَا".
وَأَلَّفَ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ جَمَالُ الدِّيْنِ "ابنُ قُدَامَةَ"(ت: 798 هـ)"الرِّسَالَةَ إِلَى ابنِ رَجَبٍ فِي الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ" ذَكَرَ ذلِكَ ابنُ عَبْدِ الهَادِي
(1)
قَالَ: "يَقُوْلُ فِي أَوَّلِهَا: مِنَ العَبْدِ الضَّعِيْفِ الحَقِيْرِ يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ إِلَى شَيْخِ الحَنَابِلَةِ زَيْنِ الدِّيْنِ بنِ رَجَبٍ. . .".
وَفَاتُهُ:
تُوُفِّيَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ رَابِعَهُ، شَهْرَ رَمَضَانَ، بأَرْضِ "الخَمِيْرِيَّةِ" فِي بُسْتَانٍ كَانَ اسْتَأْجَرَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ، وَدُفِنَ بِـ "بَابِ الصَّغِيْرِ" إِلَى جَانِبِ قَبْرِ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ الشِّيْرَازِيِّ
(2)
.
قَالَ ابنُ عَبْدِ الهادِي
(3)
: "وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِ "القَوَاعِدِ" لَهُ: مَاتَ مُصَنِّفُهَا بَعْدَ العَصْرِ ثَالِثَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ وَقَالَ عِنْدَ خُرُوْج رُوْحِهِ ثَلَاثِيْنَ مَرَّةً: "يَا للهِ العَفْوُ" وَقَالَ لِي شَيْخُنَا الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ بنُ هِلَالٍ
(1)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدِ (715).
(2)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدِ (53) عَنِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ. وَأَبُو الفَرَجِ الشِّيْرَازِيُّ عَبْدُ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ (ت: 486 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ (1/ 153).
(3)
المَصْدَرُ السَّابِق.
الأَزْدِيُّ: إِنَّمَا تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَوَهِمَ فِي ذلِكَ.
وَقَالَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ
(1)
: تُوُفِّيَ الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ ابنُ رَجَبٍ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ البَابِ الصَّغِيْرِ، وَذَكَرَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ أَيْضًا أَنَّهُ حَدَّثَهُ مَنْ حَضَرَ لَحْدَ ابنِ رَجَبٍ أَنَّ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّيْنِ بنَ رَجَبٍ جَاءَهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بِأَيَّامٍ قَالَ: فَقَالَ لِيْ: احْفِرْ لِيْ هُنَا لَحْدًا، وَأَشَارَ إِلَى البُقْعَةِ الَّتِي دُفِنَ فِيْهَا، قَالَ: فَحَفَرْتُ لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فِي القَبْرِ، وَاضْطَجَعَ فِيْهِ، فَأَعْجَبَهُ وَقَالَ: هَذَا جَيِّدٌ، ثُمَّ خَرَجَ. قَالَ: فَواللهِ مَا شَعَرْتُ بِهِ بَعْدَ أَيَّامٍ إِلَّا وَقَدْ أُتِيَ بِهِ مَيِّتًا مَحْمُوْلًا فِي نَعْشِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي ذلِكَ اللَّحْدِ، وَوَارَيْتُهُ فِيْهِ.
مُؤَلَّفَاتُهُ:
وَكَانَ مِنْ نَتِيْجَةِ هَذَا التَّصَدُّرِ للتَّدرِيْسِ وَالتَّعْليمِ وَالوَعْظِ أنَّه تَلَمَّسَ حَاجَةَ الطَّلَبَةِ وَالعُلمَاءِ في زَمَنِهِ فَكَانَ يُؤَلِّفُ مَا تَمَسُّ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ. فَصَنَّفَ مُصَنَّفَاتٍ كِبَارًا وَمُتَوَسِّطَاتٍ وَصِغَارًا، لذلِكَ "انْفَرَدَ وَحْدَهُ بِكُتُبٍ" وَوُصِفَتْ مُصَنَّفَاتُهُ بِأنَّهَا "مُصَنَّفَاتٌ مُفِيْدَةٌ، ومُؤَلَّفَاتٌ عَدِيْدَةٌ"؛ وَوَصَفَهَا ابنُ عَبْدِ الهَادِي
(2)
بِأَنَّهَا "مِنَ الكُتُبِ النَّافِعَةِ المُفِيْدَةِ الَّتِي لَمْ نَرَ مِثْلَهَا" وَأَنَا أَذْكُرُ فِي هَذَا المَبْحَثِ مَا وَقَعَ إِلَيَّ مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ مُرَتَّبَةً عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ دُوْنَ الدُّخُوْلِ فِي التَّفْصِيْلِ إلَّا مَا تَمَسُّ الحَاجَةُ إِلَيْهِ، خَشْيَةَ الإطَالَةِ، ولا يَبْعُدُ عَنِ الذِّهْنِ أَنَّ أَغْلَبَ مُؤَلَّفَاتِهِ رَسَائِل مُخْتَصَرَةٌ، بَعْضُهَا لَا يَزِيْدُ عَلَى الوَرَقَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ لَعَلَّهَا فِي الأَصْلِ إِجَابَةٌ عَنْ سُؤَالٍ في شَرْحِ
(1)
الرَّدُّ الوَافِرِ (177).
(2)
الجَوْهَرُ المُنَضَّدِ (51).
حَدِيْثٍ أَوْ آيَةٍ، أَوْ فِي مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الفِقْهِ وَالعَقِيْدَةِ
…
وَإِلَيْكَ مَا عَرِفْتُهُ مِنْهَا:
1 -
الأَحَادِيْثُ وَالآثَارُ المُتَزَايدَةِ فِي أَنَّ الطَّلَاقَ الثَّلَاثَ وَاحِدَةٌ.
2 -
أَحْكَامُ الخَوَاتِمِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا (ط).
3 -
أَخْبَارُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ (ط).
4 -
اِخْتِيَارُ الأَبَرِّ فِي سِيْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ (خ).
5 -
اِخْتِيَارُ الأَوْلَى بِشَرْحِ حَدِيْثِ اخْتِصَامِ المَلإِ الأَعْلَى (شَرْحُ حَدِيْثِ مُعَاذٍ)(ط).
6 -
إِزَالَةُ الشُّنْعَةِ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ النِّدَاءِ يَوْمَ الجُمُعَةِ.
= وَيُرَاجَعُ: نَفْيُ البِدْعَةِ
…
قَالَ المُؤَلِّفُ فِي "فَتْحِ البَارِي. . ."(8/ 335): "وَقَدْ كَتَبْتُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ جُزْءًا مُفْرَدًا سَمَّيْتُهُ "نَفْيَ البِدْعَةِ. . ." ثُمَّ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ بَعْضُ الفُقَهَاءِ المُشَارُ إِلَيْهِ فِي زَمَانِنَا فَأَجَبْتُ عَمَّا اعْتَرَضَ عَلَيْهِ فِي جُزْءٍ آخَرَ سَمَّيْتُهُ "إِزَالَةَ الشُّنْعَةِ عَنِ الصَّلَاةِ قَبْلَ الجُمُعَةِ" فَمَنْ أَحَبَّ الزِّيَادَةَ عَلَى مَا ذَكَرْنَا هَهُنَا فَلْيَقِفْ عَلَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى".
7 -
الاسْتِخْرَاجُ لأَحْكَامِ الخَرَاجِ (ط).
8 -
الاسْتِغْنَاءُ بِالقُرْآنِ في تَحْصِيْلِ العِلْمِ وَالإِيْمَانِ = بَيَانُ الاسْتِغْنَاءِ
…
9 -
اسْتِنْشَاقُ نَسِيْمِ الأُنْسِ فِي نَفَحَاتِ رِيَاضِ القُدْسِ (ط).
10 -
الاسْتِيْطَانُ فِيْمَا يَعْتَصِمُ بِهِ العَبْدُ مِنَ الشَّيْطَانِ (خ).
11 -
إِعْرَابُ أُمِّ الكِتَابِ. ذَكَرَهُ ابنُ عَبْدِ الهَادِي في "الجَوْهَرِ المُنَضَّدِ"(50) قَالَ: "مُجَلَّدٌ، وَلَعَلَّهُ كِتَابُ الفَاتِحَةِ" وَلَمْ يَذْكُرْ لَا هُوَ وَلَا غَيْرُهُ أَنَّ لِلْمُؤَلِّفِ كِتَابًا اسْمُهُ "الفَاتِحَةُ"؟!.
12 -
إِعْرَابُ البَسْمَلَةِ.
13 -
أَهْوَالُ القُبُوْرِ وَأَحْوَالِ أَهْلِ النُّشُوْرِ (ط).
- أَهْوَالُ يَوْمِ القِيَامَةِ. يَظْهَرُ أَنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ الكِتَابُ السَّابِقُ؟!.
14 -
الإِيْضَاحُ وَالبَيَانُ فِي طَلَاقِ كَلَامِ الغَضْبَان.
15 -
البِشَارَةُ العُظْمَى فِي أَنَّ حَظَّ المُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ الحُمَّى (ط).
16 -
بَيَانُ الاسْتِغْنَاءِ بِالقُرْآنِ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي كِتَابِهِ "نُزْهَةِ الأَسْمَاعِ"(4) بِهَذَا العِنْوَانِ، وَذَكَرَهُ بِعُنْوَانِ:"الاسْتِغْنَاءِ بِالقُرْآنِ" فِي كِتَابِ "الذُّلِّ والانْكِسَارِ"(48).
- بَيَانُ المَحَجَّةِ فِي سَيْرِ الدُّلَجَةِ = المَحَجَّةُ.
17 -
تَحْقِيْقُ كَلِمَةِ الإخْلَاصِ (ط).
18 -
التَّخْوِيْفُ مِنَ النَّارِ وَالتَّعْرِيْفُ بِدَارِ البَوَارِ (ط).
19 -
تَسْلِيَةُ نُفُوْسِ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ عِنْدَ فَقْدِ الأَطْفَالِ (ط).
- تَعْلِيْقَةٌ عَلَى المُحَرَّرِ = شَرْحُ المُحَرَّرِ
…
- تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ الإِخْلَاصِ = تَحْقِيْقُ كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ
20 -
تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ الفَاتِحَةِ (ط). وَيُرَاجَعُ: إِعْرَابُ أُمِّ الكِتَابِ.
21 -
تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ الفَلَقِ (خ).
22 -
تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ النَّصْرِ (ط).
23 -
تَفْسِيْرُ القُرْآنِ. ذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فِي "مُعْجَمِهِ"(195) قَالَ فِي تَرْجَمَةِ عُمَرَ بنِ مُوْسَى المَخْزُوْمِيِّ الشَّافِعِيِّ، قَالَ:"وَاجْتَمَعَ بِزَيْنِ الدِّيْنِ ابنِ رَجَبٍ فَسَمِعَ عَلَيْهِ بِقِرَاءَةِ وَالِدِهِ قَلِيْلًا مِنْ "شَرْحِهِ عَلَى المُقْنِعِ" وَهُوَ مُخْتَصَرُ "المُغْنِي" وَشَيْئًا مِنَ
"اللَّطَائِفِ" وَشَيْئًا مِنْ "تَفْسِيْرِهِ" وَأَجَازَهُ".
24 -
تَعْلِيْقُ الطَّلَاقِ بِالوِلَادَةِ (خ).
25 -
جَامِعُ العُلُوْمِ وَالحِكَمِ فِي شَرْحِ خَمْسِيْنَ حَدِيْثًا مِنْ جَوَامِعِ الكَلِمِ (ط). قَالَ ابنُ عَبْدِ الهَادِي: "مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَهُوَ كِتَابٌ جَلِيْلٌ، كَثِيْرُ النَّفْعِ".
26 -
جُزْءٌ فِي ضَبْطِ "سَلَامٍ" فِي مُحَمَّدِ بنِ سَلَامٍ البِيْكَنْدِيِّ (ت: 225 هـ).
- الحِكَمُ الجَدِيْرَةُ بِالإِذَاعَةِ = شَرْحُ حَدِيْثِ: "بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ"(ط).
- حِمَايَةُ الشَّامِ
…
= فَضَائِلُ الشَّامِ.
- الخُشُوْعُ فِي الصَّلَاةِ = الذُّلُّ وَالانْكِسَارُ.
27 -
الذُّلُّ وَالانْكِسَارُ للعَزِيْزِ الجَبَّارِ (ط). وَهُوَ كِتَابُ الخُشُوْعِ فِي الصَّلَاةِ المَذْكُوْرُ قَبْلَهُ.
28 -
ذَمُّ الخَمْرِ شَرْحِ حَدِيْثِ "الخَمْرُ أُمُّ الكَبَائِرِ"(ط).
29 -
ذَمُّ قَسْوَةِ القَلْبِ (ط).
30 -
ذَمُّ المَالِ وَالجَاهِ (خ).
31 -
ذَيْلُ طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ أَبِي يَعْلَى. وَهُوَ كِتَابُنَا هَذَا.
32 -
الرَّدُّ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ (ط).
- رِسَالَةٌ في مَعْنَى العِلْمِ = العِلْمُ النَّافِعُ
…
33 -
رِسَالَةٌ في أَنَّ جَمِيْعَ الرُّسُلِ دِيْنهُمُ الإِسْلَامِ (ط).
34 -
رِسَالَةٌ فِي ذَمِّ قَسْوَةِ القَلْبِ (ط).
35 -
السَّلِيْبُ؟!. كَذَا
- سِيْرَةُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ = أَخْبَارُ عَبْدِ المَلِكِ.
- شَرْحُ الأَرْبَعِيْنَ النَّوَوِيَّة = جَامِعُ العُلُوْمِ
…
36 -
شَرْحُ التِّرْمِذِيُّ. قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ: "صَنَّفَ "شَرْحَ التِّرْمِذِيُّ" فَأَجَادَ فِيْهِ فَي نَحْوِ عِشْرِيْنِ مُجَلَّدَةٍ" وَوَصَفَهُ ابنُ عَبْدِ الهَادِي بِأَنَّهُ "كِتَابٌ جَلِيْلٌ" وَقَالَ: "وَقَدِ احْتَرَقَ غَالِبُ مَا عَمِلَهُ مِنْ "شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ" في الفِتْنَةِ". وَيُرَاجَعُ: "كِتَابُ العِلَلِ".
- شَرْحُ جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ = شَرْحُ التِّرْمِذِيِّ.
- شَرْحُ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ للبُخَارِيِّ = فَتْحُ البَارِي.
37 -
شَرْحُ حَدِيْثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيْقًا يَلْتَمِسُ فِيْهِ عِلْمًا"(ط).
38 -
شَرْحُ حَدِيْثِ: "إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي"(ط).
39 -
شَرْحُ حَدِيْثِ: "بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ"(ط).
- شَرْحُ حَدِيْثِ الخَمْرِ أُمِّ الكَبَائِرِ = ذَمُّ الخَمْرِ.
40 -
شَرْحُ حَدِيْثِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ في الدُّعَاءِ "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ"(ط).
41 -
شَرْحُ حَدِيْثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ: "إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ"(ط).
42 -
شَرْحُ حَدِيْثِ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ: "اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الغَيْبِ"(ط).
43 -
شَرْحُ حَدِيْثِ: "مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ"(ط).
- شَرْحُ حَدِيْثِ مَثَلُ الإِسْلَامِ = مَثَلُ الإِسْلَامِ.
44 -
شَرْحُ حَدِيْثِ: "يَتْبَعُ المَيِّتِ ثَلَاثٌ. . ."(ط).
شَرْحُ صَحِيْحُ البُخَارِي = فَتْحُ البَارِي.
- شَرْحُ عِلَلِ التِّرْمِذِيِّ (ط). وَهُوَ آخِرُ شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ.
45 -
شَرْحُ المُحَرَّرِ (قِطْعَةٌ مِنْهُ) فِي المَكْتَبَةِ المَرْكَزِيَّةِ (قِسْمِ المَخْطُوْطَاتِ) بِجَامِعَةِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُوْدٍ فِي الرِّيَاضِ رَقَم (4761/ 5). وَنَقَلَ عَنْهُ تِلْمِيْذُهُ ابنُ اللَّحَّامِ فِي قَوَاعِدِهِ (1/ 39) وَسَمَّاهُ: "تَعْلِيْقَةً. . ." قَالَ: "وَمِنْهَا مَا ذَكَرَهُ شَيْخُنَا [ابنُ رَجبٍ] فِي "التَّعْلِيْقَةِ عَلَى المُحَرَّرِ". . .".
46 -
وَشَرْحُ المُقْنِعِ. ذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فِي "مُعْجَمِهِ"(195) قَالَ فِي تَرْجَمَةِ عُمَرَ بنِ مُوْسَى المَخْزُوْمِيِّ الشَّافِعِيِّ، قَالَ:"وَاجْتَمَعَ بِزَيْنِ الدِّيْنِ ابنِ رَجَبٍ فَسَمِعَ عَلَيْهِ بِقِرَاءَةِ وَالِدِهِ قَلِيْلًا مِنْ "شَرْحِهِ عَلَى المُقْنِعِ" وَهُوَ مُخْتَصَرُ "المُغْنِي" وَشَيْئًا مِنَ "اللَّطَائِفِ" وَشَيْئًا مِنْ "تَفْسِيْرِهِ" وَأَجَازَهُ".
47 -
صَدَقَةُ السِّرِّ وَفَضْلُهَا (ط).
48 -
صِفَةُ الجَنَّةِ.
- صِفَةُ النَّارِ وَالتَّخْوِيْفُ مِنْ دَارِ البَوَارِ = التَّخْوِيْفِ مِنَ النَّارِ
…
- عِلَلُ التِّرْمِذِيِّ = شَرْحُ عِلَلِ التِّرْمِذِيِّ = شَرْحُ التِّرْمِذِيِّ.
49 -
العِلْمُ النَّافِعُ وَغَيْرُهُ (خ). يَظْهَرُ أَنَّهُ هُوَ كِتَابُ "فَضْلِ عِلْمِ السَّلَفِ. . ." الآتِي.
50 -
غَايَةُ النَّفْعِ فِي شَرْحِ حَدِيْثِ تَمْثيْلِ المُؤْمِنِ بِخَامَةِ الزَّرْعِ (ط).
51 -
فَتْحُ البَارِي شَرْحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ (ط) أَجْزَاءَ مِنْهُ، وَهِيَ المَوْجُوْدَةُ الآنَ، وَالمُؤَلِّفُ رحمه الله مَاتَ وَلَمْ يُكْمِلْهُ وَصَلَ فِيْهِ إِلَى (كِتَابِ الجَنَائِزِ)، قَالَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ:"شَرْحًا نَفِيْسًا". قَالَ ابنُ مُفْلِحِ: "نَقَلَ فِيْهِ كَثِيْرًا مِنْ كَلَامِ المُتَقَدِّمِيْنَ" وَوَصَفَهُ ابنُ عَبْدِ الهَادِي بِأَنَّهُ "مِنْ عَجَائِبِ الدَّهْرِ" وَقَالَ: "وَلَوْ كَمُلَ كَانَ مِنَ العَجَائِبِ".
52 -
الفَرْقُ بَيْنَ النَّصِيْحَةِ وَالتَّعْيِيْرِ (ط).
53 -
فَضْلٌ فِي وُجُوْبِ إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ عَلَى الفَوْرِ (ط).
54 -
فَضَائِلُ الشَّامِ (ط). وَيُرَاجَعُ: "كِفَايَةُ أَهْلِ الشَّامِ بِمَنْ فِيْهَا مِنَ الأَعْلَامِ" وَلَعَلَّهُ هُوَ.
55 -
فَضِيْلَةُ رَجَبٍ؟! هَلْ هُوَ لَهُ. بَلْ هُوَ قِطْعَةٌ مِنْ "لَطَائِفِ المَعَارِفِ"؟!
56 -
فَضْلُ عِلْمِ السَّلَفِ عَلَى عِلْمِ الخَلَفِ (ط).
57 -
قَاعِدَةُ غَمِّ هِلَالِ ذِي الحِجَّةِ (ط).
58 -
قَاعِدَةٌ فِي الخُشُوْعِ.
59 -
القَوَاعِدُ الفِقْهِيَّةُ (ط) قَالَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ وَغَيْرُهُ: "يَدُلُّ عَلَى مَعْرِفَةٍ تَامَّةٍ بِالمَذْهَبِ" وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ: "أَجَادَ فِيْهِ" وَقَالَ ابنُ عَبْدِ الهَادِي: "وَالقَوَاعِدُ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى مَعْرِفَتِهِ فِي المَذْهَبِ
…
مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَهُوَ كِتَابٌ نَافِعٌ مِنْ عَجَائِبِ الدَّهْرِ، حَتَّى أَنَّهُ اسْتُكْثِرَ عَلَيْهِ حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ وَجَدَ قَوَاعِدَ مُبَدَّدَةً لِشَيْخِ الإِسْلَامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ فَجَمَعَهَا، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذلِكَ، بَلْ كَانَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - فَوْقَ ذلِكَ" وَأَحَالَ عَلَيْهِ ابنُ رَجَبٍ فِي فَتْحِ البَارِي (6/ 143).
60 -
القَوْلُ الصَّوَابُ فِي تَزْوِيْجِ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِ الغُيَّابِ (ط).
- كشْفُ الدُّلْجَةِ وَهُوَ شَرْحٌ لِحَدِيْثِ: "اسْتَعِيْنُوا بِشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ" = المَحَجَّةُ
…
61 -
كَشْفُ الكُرْبَةِ فِي وَصْفِ حَالِ أَهْلِ الغُرْبَةِ (ط).
62 -
الكَشْفُ وَالبَيَانُ عَنْ مَقَاصِدِ النُّذُوْرِ وَالأَيْمَانِ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّف نَفْسُهُ فِي الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (2/ 379).
63 -
كِفَايَةُ أَوْ حِمَايَةُ أَهْلِ الشَّامِ بِمَنْ فِيْهَا مِنَ الأَعْلَامِ. لَعَلَّهُ هُوَ "فَضَائِلِ الشَّامِ".
64 -
الكَلَامُ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (ط).
- الكَلَامُ عَلَى "لَا إِلهَ إِلَّا الله" = تَحْقِيْقُ كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ.
65 -
لَطَائِفُ المَعَارِفِ فِيْمَا لِمُوْسِمِ العَامِ مِنَ الوَظَائِفِ (ط). قَالَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ: "كِتَابٌ حَسَنٌ" وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَر: "واللَّطَائِفِ، بِطَرِيْقِ الوَعْظِ، وَفِيْهِ فَوَائِدُ" وَقَالَ ابنُ عَبْدِ الهَادِي: "فِي الوَعْظِ مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَهُوَ كِتَابٌ عَظِيْمٌ".
66 -
مَثَلُ الإِسْلَامِ؟! (كَذَا)(ط).
67 -
مَجَالِسُ فِي سِيْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ (ط).
68 -
المَحَجَّةُ في سَيْرِ الدُّلْجَةِ (ط).
69 -
مُخْتَصَرُ سِيْرَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ (ط).
70 -
مُخْتَصَرٌ في مَعْنَى العِلْمِ = العِلْمُ النَّافِعُ
…
- مُخْتَصَرٌ فِيْمَا رُوِيَ عَنْ أَهْلِ المَعْرَفَةِ وَالحَقَائِقِ في مُعَامَلَةِ الظَّالِمِ السَّارِقِ (ط).
- مَسْأَلَةُ الإِخْلَاصِ = تَحْقِيْقُ كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ.
- مُشْكلُ الأَحَادِيْثِ الوَارِدَةِ = الأَحَادِيْثُ وَالآثَارُ الوَارِدَةُ
…
71 -
مَنَافِعُ الإِمَامِ أَحْمَدَ.
72 -
نُزْهَةُ الإِسْمَاعِ في مَسْأَلَةِ السَّمَاعِ (ط).
73 -
نَفْيُ البِدْعَةِ عَنِ الصَّلَاةِ قَبْلَ الجُمُعَةِ = وَيُراجَعُ: إِزَالَةُ الشُّنْعَةِ.
74 -
نُوْرُ الاْقْتِبَاسِ مِنْ مِشكَاةِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لابنِ عَبَّاسِ (ط)
75 -
وَقْعَةُ بَدْرٍ، جُزْءٌ.
- يَتْبَعُ المَيِّتِ ثَلَاثٌ = شَرْحِ حَدِيثِ يَتْبَعُ
…
76 -
وَذَكَرَ وَالِدَهُ فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ أَحْمَدَ "ابنُ الفُوَطِيِّ"(ت: 750 هـ) رقم (131) أَنَّ وَلَدَهُ زَيْنَ الدِّيْنِ خَرَّجَ لَهُ "أَحَادِيْثَ ثَمَانِيَّات" وَأَنَّهُ سَمِعَهَا عَلَيْهِ بِمَسْجِدِهِ بِـ "الخَاتُوْنِيَّةِ" مِنْ بَغْدَادَ".
ولَا شَكَّ أنَّ للمُؤَلِّفِ ابن رَجَبٍ رحمه الله مُؤَلَّفَاتٍ أُخْرَى غَيْرَ هذِهِ فَالَعُلَمَاءُ فِي كُتُبِ التَّرَاجِمِ لا يَذْكُرُوْنَ كُلَّ مَؤَلَّفَاتِ المُتَرْجَمِ فَكُلٌّ يَذْكُرُ مَا عَرَفَ، فَأَغْلَبُهُم يَقْتَصِرُوْنَ عَلَى المَشْهُوْرِ، وَابنُ عَبْدِ الهَادِي رحمه الله هُوَ أَشْهَرُ مَنْ تَوَسَّعَ في ذِكْرِ مُؤَلَّفَاتِهِ وبَعْدَ مَا ذَكَرَهَا قَالَ:"وَلَهُ مَسَائلُ كَثِيْرَةٌ غَرِيْبَةٌ وَأَشْيَاءٌ حَسَنَةٌ يَعْجَزُ الإِنْسَانُ عَنْ حَصْرِهَا". أَقُوْلُ: فَلَعَلَّ الأَيَّام القَادِمَةَ تَكْشِفُ عَنْ بَعْضِهَا هُنَا أَوْ هُنَاكَ.
مُؤَلَّفَاتُ نُسِبَتْ إِلَيْهِ، وَلَمْ تَثْبُتْ نِسْبَتُهَا إِلَيْهِ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِ المُحَقِّقِ.
- مَشْيَخَتُهُ؟! ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في الدُّرَرِ الكَامِنَةِ: 2/ 429 وَقَالَ: "وَخَرَّج لِنَفْسِهِ مَشْيَخَةً مُفِيْدَةً" وانْفَرَدَ بِذِكْرِهَا في كِتَابِهِ المَذْكُوْرِ وَتَرْجَمَتُهُ فِيْهِ مُخْتَصَرَةٌ غَيْرُ مُفِيْدَةٍ، لا تَتَنَاسَبُ مَعَ مَكَانَةِ الرَّجُلِ وَمَنْزِلَتِهِ في العِلْمِ، فَلمْ يَذْكُرْ أَغْلَبَ مُؤَلَّفَاتِهِ فَلَعَلَّهُ تَرْجَمَ لَهُ مِنَ الذَّاكِرَةِ، وَالمُطَّلِعُ عَلَى تَرْجَمَةِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ في "تَارِيْخِ ابنِ قَاضي شُهْبَةَ" (ت: 851 هـ) وَهُوَ مُعَاصِرٌ لِلحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ يُدْرِكُ الفَرْقَ بَيْنَهُمَا. ولَمْ يَذْكُرِ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ نَفْسُهُ هذِهِ "المَشْيَخَةَ" في تَرْجَمَتِهِ فيَ كِتَابِهِ "إِنْبَاءِ الغُمُرِ"؟! وَابنُ عَبْدِ الهَادي ذَكَرَ أغْلَبَ مُؤلَّفَاتِ ابنِ رَجَبٍ ولم يَذْكر "المَشْيَخَةَ"؟! والمَشْيَخَةَ المُفِيْدَةِ المَذْكُوْرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِوَالِدِ الحَافِظِ شِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ وَلَمْ يَبْقَ إلَّا أنْ نَقُوْلَ أنَّ الأَمْرَ الْتَبَسَ عَلَى الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ رحمه الله وَعَفَا عَنَّا وَعَنْهُ.
وَقَدِ اعْتَمَدَ علَيْهَا ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ في "تَارِيْخِهِ" وَنَسَبَهَا إِلَى وَالِدِهِ وَنَقَلَ عَنْهَا
في مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدةٍ. وَقَدِ انتَقَى مِنْهَا لِنَفْسِهِ، وَهذَا "المُنْتَقَى" في حَوْزَتِي الآنَ. وَأَغْلَبُ شُيُوْخِ الحَافِظِ هُمْ شُيُوْخُ أَبِيْهِ. وَسَبَقَ أَنْ ذَكَرْنَا أَنَّ وَالِدَهُ رَحَلَ سَنَةَ (744 هـ) وَصَحِبَهُ ابْنُهُ الحَافِظُ، وَأَسْمَعَهُ وَأَحْضَرَهُ عَلَى الشُّيُوْخِ وَكَانَ وَالِدَهُ مُكْثِرًا مِنَ الشُّيُوْخِ بِخِلَافِ الحَافِظِ فَشُيُوْخُ وَالِدِهِ في "المُنْتَقَى"(247) وَهُمْ أكْثَرُ من ذلِكَ في الأَصْلِ، فَفِي "تَارِيْخِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ" تَرَاجِمُ مَنْقُوْلَةٌ عن "المَشْيَخَةِ" لَمْ يَرِدْ لَهَا ذِكْرٌ في "المُنْتَقَى" مَعَ أَنَّهُ صَرَّحَ بِأَنَّهَا مِنَ "المَشْيَخَةِ" وَلَمْ يَكُنْ شُيُوْخُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ بِهَذِهِ الكَثْرَةِ، وَلَمَّا تَرْجَمَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ لِوَالِدِهِ شِهَابِ الدِّيْنِ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 140) ذَكَرَ "مَشْيَخَتَهُ" وَقَالَ:"وَخرَّجَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَمًا" مُفِيْدًا رَأَيْتُهُ".
- الإِلْمَامُ في فَضْلِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، ذَكَرَهُ البَغْدَادِيُّ في "إِيْضَاحِ المَكْنُوْنِ"(1/ 122)، وَهَدِيَّةِ العَارِفِيْنَ (1/ 527) وَلَا يُوثَقُ بِقَوْلِ البَغْدَادِيُّ في نِسْبَةِ الكُتُبِ؟!
- بُغْيَةُ الإنْسَان في وَظَائِفِ رَمَضَانَ (ط) أَوْ "وَظَائِفُ شَهْرِ رَمَضَانَ" يَظْهَرُ أَنَّه مُقْتَبَسُ من "لَطَائِفِ المَعَارِفِ".
- شَرْحُ شُعَبِ الإِيْمَانِ (خ) وَقَدْ أَثْبَتَ صَدِيْقُنَا الفَاضِلُ الدُّكْتُور نَجم خَلَف في مُقَدِّمَةِ "الفَرْقُ بَيْنَ النَّصِيْحَةِ وَالتَّعْيِيْرِ" لِلْحَافِظِ ابنِ رَجَب أنَّه مُخْتَصَرُ "شُعَبِ الإِيْمَانِ" للقَزْوِيْنِيِّ.
- مُوَلِّدَاتٌ فِي فَضَائِلِ الشُّهُوْرِ؟! يَظْهَرُ أَنَّهُ جُزْءٌ مِنْ لَطَائِفُ المَعَارِفِ.
وَجُمِعَتْ رَسَائِلُهُ المَطْبُوْعَةُ وَغَيْرُهَا (30) رِسَالَةً فِي مَجْمُوعٍ طُبِعَ فِي (الفَارُوْق الحَدِيْثَةِ لِلطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ) بِمِصْرَ سَنَة 1423 هـ بِطَرِيْقَةٍ تُجَارِيَّةٍ؟!
المَبْحَثُ الثَّانِي
دِرَاسَةُ الكِتَابِ
1 -
اسمُ الكتاب (عُنْوَانُهُ)
2 -
تَوْثِيْقُ نِسْبَتِهِ إِلَى المُؤَلِّفِ
3 -
سَنَدُ رِوَايَتِهِ
4 -
زَمَنُ تَأْلِيْفِهِ
5 -
مَنْهَجُ المُؤَلِّفِ فِيْهِ
6 -
شَخْصِيَّةُ الحَافِظِ فِي الكِتَابِ
7 -
المَصَادِرُ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا
8 -
مَزَايَا الكِتَابِ وَفَضَائِلُهُ
9 -
المَآخِذُ عَلَى الكِتَابِ
10 -
أَثَرُهُ فِيْمَنْ بَعْدَهُ
(أ) مُخْتَصَرَاتُهُ
(ب) التَّذْيِيْلُ عَلَيْهِ
(ج) تَرْتِيْبُ تَرَاجِمِهِ
(د) نَقْلُ العُلَمَاءِ عَنْهُ
(هـ) الاسْتِدْرَاكُ عَلَيْهِ
(و) مَنْهَجُ الاسْتِدْرَاكِ
11 -
طَبْعُ الكِتَابِ.
12 -
وَصْفُ نُسَخِهِ الخَطِّيَّةِ المُعْتَمَدَةِ
1 - اسمُ الكِتَاب (عُنْوَانُهُ):
لَمْ تَتَّفِقِ النُّسَخُ الَّتي وَقَفْتُ عَلَيْهَا - وَهِيَ تَزِيْدُ عَلَى خَمْسَ عَشْرَةَ نُسْخَةً - عَلَى اسْمِ الكِتَابِ، وَأَقْدَمُهَا نُسْخَةُ المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ المَكْتُوْبَةُ سَنَةَ (800 هـ) ثَمَانِمَائَةَ، كُتِبَتْ بَعْدَ وَفَاةِ المُؤَلِّفِ بِخَمْسِ سِنِيْنَ، عُنْوَانُهُ فِيْهَا "الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" تَلِيْهَا نُسْخَةُ رَئِيْسِ الكُتَّابِ المَكْتُوْبَةُ سَنَةَ (802 هـ) عُنْوَانُهُ فِيْهَا "طَبَقَاتُ الفُقَهَاءِ" ثُمَّ نُسْخَةُ "بِرْلِيْنَ" المَكْتُوْبَةُ سَنَةَ (831 هـ) عُنْوَانُهُ فِيْهَا "طَبَقَاتُ الفُقَهَاءِ أَصْحَابِ أَحْمَدَ الحُفَّاظِ" تَلِيْهَا نُسْخَةُ كُوْبَرلِي المَكْتُوْبَة سَنَةَ (836 هـ) عُنْوَانُهُ فِيْهَا "طَبَقَاتُ أَصْحَابِ أَحْمَدَ"، تَلِيْهَا نُسْخَةُ المَكْتَبَةِ الوَطَنِيَّةِ بِعُنَيْزَةَ المَكْتُوْبَةِ سَنَةَ (837 هـ) عُنْوَانُهُ فِيْهَا "طَبَقَاتُ الفَقَهَاءِ أَصْحَابِ الإمَامِ المُبَجَّلِ وَالحَبْرِ المُفَضَّلِ أَبي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل". وَهَذِهِ النُّسَخُ كُلُّهَا كَتَبَهَا تَلَامِيْذُ المُؤَلِّفِ، أَوْ مَنْ هُمْ في دَرَجَةِ تَلَامِيْذِهِ، وَنُسْخَةُ البَسَّامِ بِعُنَيْزَة قَدِيْمَةٌ كُتِبَتْ سَنَةَ (869 هـ) عُنْوَانُهُ فِيْهَا "طَبَقَات أَصْحَاب أَحْمَد بن حَنْبَل" وَنُسْخَتَا السُّلْطَانِ أَحْمَدَ الثَّالثِ ذَاتُ الرَّقَمِ (2838) المَكْتُوْبَةُ سَنَةَ (875 هـ) وَذَاتُ الرَّقَمِ (2839) المَكْتُوْبَةُ سَنَةَ (899 هـ) عُنْوَانُهَا مَعًا "ذَيْل الطَّبَقَاتِ الحَنْبَلِيَّة".
هكَذَا اخْتَلَفَتْ نُسَخُهُ القَدِيْمَةُ، وَلَمْ تَتَّفِقْ عَلَى عُنْوَانٍ بِعَيْنِهِ. أَمَّا المُؤَلِّفُ نَفْسُهُ فَقَالَ فِي مُقَدِّمَتِهِ:"هَذَا كِتَابٌ جَمَعْتُهُ وَجَعَلْتُهُ ذَيْلًا عَلَى كِتَابِ طَبَقَاتِ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ أَحْمَدَ للقَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ. . .". وَلَمْ يَقُلْ: وَسَمَّيْتُهُ كَذَا، فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الحَافِظَ رحمه الله لَمْ يَخْتَرْ لَهُ عُنْوَانًا مَسْجُوْعًا عَلَى طَرِيْقَةِ أَغْلَبِ العُلَمَاءِ فِي عُنْوَانَاتِ الكُتُبِ؛ لِذلِكَ اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُ النُّسَّاخِ، وَيَدُلُّ
عَلَى ذلِكَ مَا قُرِنَ بِالعُنْوَانِ مِنْ عِبَارَاتِ الثَّنَاءِ وَالمَدْحِ الَّذِي يُسْتَبْعَدُ أنْ تَكُوْنَ مِنَ المُؤَلِّفِ نَفْسِهِ. وَلَمَّا ذَكَرَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ تَرْجَمَةَ ابنِ رَجَبٍ قَالَ: "وَذَيَّلَ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عُنْوَانًا، لِهَذَا كُلِّهِ كَانَ للاجْتِهَادِ فِي هَذَا المَجَال مَسَاغٌ. ولَمَّا كَانَتْ أَقْدَمُ النُّسَخِ وَهِيَ إِحْدَى نُسَخِ المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ تَحْمِلُ عُنْوَانَ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" وَكَانَ الكِتَابُ يَحْمِلُ هَذَا العُنْوَانَ بِطَبْعَتَيْهِ السَّابِقَتَيْنِ، رَأَيْتُ أَنَ هَذَا العُنْوَان لَائِقًا بِهِ، دَالًّا عَلَى مَضْمُوْنِهِ وَمُحْتَوَاهُ، مُحَقِّقًا قَصْدَ المُؤَلِّفِ فِيْهِ، فَأَبْقَيْتُهُ، وَارْتَضَيْتُهُ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ مُصِيْبًا.
2 - تَوْثِيْقُ نِسْبَتِهِ إِلَى المُؤَلِّفِ:
دَرَجَ كَثِيْرٌ مِنَ البَاحِثِيْنَ عَلَى عَقْدِ مَبْحَثٍ لِتَوْثِيْقِ نِسْبَةِ الكِتَابِ إِلَى مُؤَلِّفِهِ؛ لأنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِمَّا كُتِبَ عَلَى النُّسْخَةِ صِحَّةُ هَذِهِ النِّسْبَةِ، فَقَدْ يَكُوْنُ مُخْتَصَرًا للأَصْلِ، وَقَدْ تَكُوْنُ النِّسْبَةُ خَطَأً مَحْضًا؛ لأسْبَابٍ مُخْتَلِفَةٍ لَيْسَ هَذَا مَحَلُّ ذِكْرِهَا؛ لِذلِكَ رَاحُوا يَبْحَثُوْنَ عَنْ أَدِلَّةٍ يَقِيْنِيَّةٍ أَوْ تَرْجيْحِيَّةٍ - عَلَى الأقَلِّ - لِتَأْكِيْدِ هَذِهِ النِّسْبَةِ أَوْ نَفْيِهَا. وَيَلْزَمُ أَنْ تَكُوْنَ هَذِهِ الأَدِلَّةُ مِنْ دَاخِلِ النَّصِّ وَخَارِجِهِ، وَهَذَا التَّوْثِيْقُ يَتَحَتَّمُ إِذَا اكْتَنَفَ النُّسْخَةَ شَيْءٌ مِنَ الغُمُوْضِ، أَوْ حَامَتْ حَوْلَهُ الشُّكُوْكُ، أَوْ فُقِدَتْ مِنْهُ وَرَقَةُ العُنْوَانِ، وَمُقَدِّمَةُ المُؤَلِّفُ. وَهَذَا التَّوْثِيْقُ لَا يَلْزَمُ إِذَا كَانَ الكِتَابُ مَشْهُوْرَ النِّسْبَةِ إِلَى مُؤَلِّفِهِ، أَوْ كَانَ مَرْوِيًّا بِالسَّنَدِ إِلى مُؤَلِفِهِ، بِطَرِيْقٍ صَحِيْحٍ، أَوْ بِعِدَّةِ طُرُقٍ؛ لأنَّ تَوْثِيْقَهُ في هَذِهِ الحَالِ تَحْصِيْلُ حَاصِلٍ.
وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الأَذْهَانِ شَيْءٌ
…
إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيْلِ
وَكِتَابُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ هَذَا مِنَ الكُتُبِ المَشْهُوْرَةِ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ إِلَى مِثْلَ هَذَا التَّوْثِيْقِ؛ فَالأَدِلَّةُ مُتَوَافِرَةٌ مِنْ دَاخِلِ النَّصِّ وَخَارِجِهِ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ النِّسْبَةِ. فَقَدْ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ فِي ثَنَايَا الكِتَابِ وَالِدَهُ "أَحْمَدَ" وَجَدَّهُ "رَجَبًا" كَمَا ذَكَرَ جَمْعًا مِنْ شُيُوْخِهِ، رَوَى عَنْهُمْ، وَأَسْنَدَ إِلَيْهِمْ، وَأَحَالَ فِيْهِ عَلَى كِتَابِهِ:"الكَشْفُ وَالبَيَانُ. . ." وَهُوَ ثَابِتُ النِّسْبَةِ إِلَيْهِ، مَذْكُوْرٌ فِي مُؤَلَّفَاتِهِ، ونَسَخَهُ بَعْضُ تَلَامِيْذِ المُؤَلِّفِ، وَاخْتَصَرَهُ آخَرُوْنَ. لِذلِكَ لَا نَحْتَاج إِلَى جُهْدٍ لإِثْبَاتِ نِسْبَتُهُ. وَقَدْ قَرَأَهُ، وَصَحَّحَ نُسَخَهُ، وَاقْتَبَسَ مِنْ فَوَائِدِهِ جَمْعٌ مِنَ العُلَمَاءِ كَمَا هُوَ مُثْبَتٌ عَلَى نُسَخِهِ الآتي وَصْفُ بَعْضِهَا "النُّسَخُ المُعْتَمَدَةِ".
3 - سَنَدُ رِوَايَتِهِ:
لَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَرَ سَنَدَ رَوِايَةٍ لِكِتَابِ "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" وَلَا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ طُلَّابِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ أَجِدْ في نُسَخِهِ الخَطِّيَّةِ المُخْتَلِفَةِ مَنْ يَرْوِيْهِ بسَنَدِهِ إِليْهِ. وَوَجَدْتُ فِي وَرَقَةٍ مُلْحَقَةٍ بِنُسْخَةِ (ب) وَهِيَ نُسْخَةُ بِرْلِيْن ذَاتِ الرَّقَمِ (1195) سَنَدَ رِوَايَةٍ للكِتَابِ هَذَا نَصُّهَا: "أَرْوِي هَذَا الكِتَابَ عَنْ الشَّيْخَيْنِ الإِمَامَيْنِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ التَّغْلِبِيِّ، وَالشَّيْخِ عَبْدِ الغَنِيِّ النَّابُلُسِيِّ - قَدَّسَ اللهُ رُوْحَيْهِمَا - عَنِ الشَّيْخِ الإِمَامِ عَبْدِ البَاقِي الحَنْبَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البُهُوْتِيِّ الحَنْبَلِيِّ، عَنِ الشَّمْسِ العَلْقَمِيِّ، عَنِ الجَلَالِ السُّيُوْطِيِّ، عَنِ شِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَرَ بنِ رَسْلَانَ البُلْقِيْنِيِّ، عَنِ المُحِبِّ ابنِ نَصْرِ اللهِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيِّ الحَنْبَلِيِّ، عَنِ الإِمَامِ المُتْقِنِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ
- قَدَّسَ اللهُ رُوْحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيْحَهُ - وَكَذلِكَ أَرْوِي سَائِرَ مُؤَلَّفَاتِهِ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيْقِ، وَمِنْ طَرِيْقٍ أُخْرَى: عَنِ التَّغْلِبِيِّ، عَنِ البَلْبَانِيِّ، عَنِ الوَفَائِيِّ، عَنِ الحَجَّاوِيِّ، عَنِ الشُّوَيْكِيِّ.
وَصَاحِبُ هَذَا السَّنَدِ إِنَّمَا هُوَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السَّفَّارِيْنِيُّ الإِمَامُ المَشْهُوْرُ (ت: 1189) فَقَد تَمَلَّكَ هَذِهِ النُّسْخَةَ، وَخَطُّهُ عَلَيْهَا. وَهَذَا الخَطُّ يُشْبِهُهُ تَمَامًا. وَقَارِنْ بِنَمُوْذَجِ خَطِّهِ فِي (الأَعْلَامِ: 6/ 14) وَفِي خَطِّهِ عَلَى النُّسْخَةِ: "في نَوْبَةِ فَقِيْرِ رَحْمَةِ رَبِّهِ العَلِيِّ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ السَّفَّارِيْنِيِّ الحَنْبَلِيِّ" وَفِي تَرْجَمَتِهِ ذَكَرُوا أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِهِ: "رَاجِي لُطْفَ رَبِّهِ العَلِي مُحَمَّدٌ السَّفَّارِيْنِيُّ الحَنْبَلِيُّ" وَالعِبَارَتَانِ قَرِيْبَتَانِ مِنْ بَعْضِهِمَا. وَمِنْ كِبَارِ شُيُوْخِهِ عَبْدُ القَادِرِ التَّغْلِبِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ النَّابُلُسِيُّ. فَصَحَّ أَنَّهُ. هُوَ وَجَاءَ فِي نُسْخَةِ الظَّاهِرِيَّةِ رقم (60) تَارِيْخ، الَّتِي بِخَطِّ إلْيَاسَ بنِ خِضْرِ بنِ مُحَمَّدٍ التُّرْكُمَانِيِّ، - وَهِيَ مِنَ النُّسَخِ غَيْرِ المُعْتَمَدَةِ - في تَرْجَمَةِ الشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ
(1)
-: "وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ، الإمَامُ، العَالِمُ، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الشَّيْخِ الزَّاهِدِ الإِمَامِ المُقْرِئِ شِهَابِ الدِّيْنِ، أَبي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ إِجَازَةً، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: وَقَعَ لِيْ جُمْلَةٌ مِنْ حَدِيْثِ الشَّرِيْفِ. . .".
4 - زمن تأليفه:
لَمْ يَذْكُرِ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ زَمَنَ تَأْلِيْفِ الكِتَابِ، وَلَمْ نَقِفْ عَلَى نُسْخَةِ المُؤَلِّفِ الَّتِي مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَذْكُرَ فِيْهَا زَمَنَ تَأْلِيْفِهِ. وَتَوَقُّفُ قَلَمِهِ عَنِ الكِتَابَةِ
(1)
يراجع: الذيل (1/ 29).
سَنَةَ (751 هـ) يُوْحِي بِأَنَّ المُؤَلِّفَ أَلَّفَهُ فِي أَوَّلِ حَيَاتِهِ، وَبِتَتَبُّعِ الكِتَابِ تَبَيَّنَ أَنَّهُ أَلَّفَهُ بَعْدَ سَنَةِ (780 هـ) فَقَدْ جَاءَ فِي تَرْجَمَةِ ابنِ البُخَارِيِّ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيِّ (ت: 690 هـ)
(1)
قَوْلُ المُؤَلِّفِ: "قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَهُوَ آخِرُ مَن كَانَ فِي الدُّنْيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ ثِقَاتٍ. قُلْتُ: يُرِيْدُ بِالسَّمَاعِ المُتَّصِلِ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ للدُّنْيَا بَقَاءٌ فَلْيَتَأَخَّرَنَّ أَصْحَابُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى إِلَى بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ - يُرِيْدُ لِكَثْرَتِهِمْ - وَكَذَا وَقَعَ، فَإِنَّا نَحْنُ الآنَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ. وَمِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةٌ أَحْيَاءُ. وَآخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ: صَلَاحُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ، أَقَامَ بِمَدْرَسَةِ جَدِّهِ أَبِي عُمَرَ، تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ".
5 - مَنْهَجُ المُؤَلِّفِ فيْهِ:
كِتَابُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ ذَيْلٌ عَلَى كِتَابِ القَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَعْلَى الفَرَّاء (ت: 526 هـ)"طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" الَّذِي جَمَعَ فِيْهِ أَصْحَابَ الإِمَامِ أَحْمَدَ ابْتِدَاءً بِالإِمَامِ نَفْسِهِ حَتَّى وَفَيَاتِ سَنَة (513 هـ) تَقْرِيْبًا جَعَلَهُ القَاضِي سِتَّ طَبَقَاتٍ. وَلَمْ يَبْتَدأ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى القَاضِي تَمَامًا، بَلْ أَعَادَ الطَّبَقَةَ السَّادِسَةَ (أَصْحَابَ القَاضيَ أَبِي يَعْلَى) الَّتِي ذَكَرَ أَغْلَبَهَا القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ، أَعَادَهَا ابنُ رَجَبٍ، وَذَكَرَ فِيْهَا مَنْ لَمْ يَذْكُرْهُمُ القَاضِي فَجَاءَتْ أَتَمَّ وَأَوْفَى مِمَّن ذَكَرَ القَاضي. قَالَ:"هَذَا كِتَابٌ جَمَعْتُهُ وَجَعَلْتُهُ ذَيْلًا عَلَى كِتَابِ "طَبَقَات فُقَهَاءِ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" للقَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ
(1)
الذَّيْلُ عَلَى الطَّبَقَاتِ (4/ 248).
- رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى - وَابْتَدَأْتُ فِيْهِ بِأَصْحَابِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى" وَلَمْ يَذْكُرْ سَبَبَ إِعَادَةِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَمَعْلُوْمٌ أَنَّ الحَافِظَ يَرَى أَنَّ القَاضِيَ لَمْ يُوَفِّهِمْ حَقَّهُمْ فِي التَّرْجَمَةِ، وَقَصَّرَ فِي اسْتِيْفَاءِ تَرَاجِمِهِم؛ لا سِيَّمَا أَنَّ بَعْضَهُم مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ المَذْهَبِ، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْدَه (ت: 470 هـ) وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ (ت: 471 هـ) وَشَيْخُ الإِسْلَامِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ (ت: 481 هـ) وَرِزْقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ (ت: 488 هـ) وَأَبُو الخَطَّابِ مَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ الكَلْوَذَانِيُّ (ت: 510 هـ) وَأَبُو الوَفَاءِ عَلِيُّ بنُ عَقِيْلٍ (ت: 513 هـ)
…
وَغَيْرِهِمْ. وَأَخَلَّ بِعَدَمِ ذِكْرِ تَرَاجِمَ مُهِمَّةٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، مِثْلُ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَرَدَانِيِّ (ت: 496 هـ) وَأَبِي يَاسِرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ كَادِشٍ (ت: 496 هـ) وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ السَّرَّاجِ (ت: 500 هـ) وَالمُعَمَّرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي عِمَامَةَ (ت: 506 هـ)، وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَه (ت: 511 هـ) وَغَيْرِهِم، وَبَلَغَ عَدَدُ التَّرَاجِمِ الَّتِي زَادَهَا الحَافِظُ عَلَى القَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ تِسْعًا وَعِشْرِيْنَ تَرْجَمَةً، وَهِيَ التَّرَاجِمُ ذَاتُ الأَرْقَامِ:(3، 4، 17، 21، 22، 23، 25، 26، 30، 32، 33، 37، 39، 40، 41، 44، 45، 48، 49، 52، 55، 56، 58، 59، 60، 62، 63، 66). مَعَ أَنَّهُ أَعَادَ تَرَاجِمَ ذَكَرَهَا القَاضِي أَبِي الحُسَيْن وَهِيَ التَّرَاجِمُ ذَاتُ الأَرْقَامِ (6، 9، 16، 43) كَمَا هِيَ دُوْنَ زِيَادَةٍ، وَلَمْ يُضِفْ إِلَيْهَا جَدِيْدًا؛ فَلَعَلَّ المَصَادِرَ لَمْ تُسْعِفْهُ فَاكْتَفَى بِمَا ذَكَرَهُ القَاضِي.
وَرَتَّبَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ كِتَابَهُ عَلَى الوَفَيَاتِ دُوْنَ ذِكْرِ طَبَقَاتٍ وَإِنْ
قَالَ: "وَجَعَلْتُ تَرْتِيْبَهُ عَلَى الطَّبَقَاتِ. . ." وَإِنَّمَا رَتَّبَهُ عَلَى الوَفَيَاتِ - وَهُوَ مَعْنًى وَاسِعٌ للطَّبَقاتِ - وَلَمْ يَخْرِقْ هَذَا التَّرْتِيْبَ إِلَّا يَسِيْرًا، يُرَاجَعُ التَّرْجَمَةُ رَقَم (39)، وَالتَّرْجَمَةُ رَقَم ()، وَلَمْ يَلْتَزِمْ فِي سُوْقِ التَّرَاجِمِ مَنْهَجًا مُعَيَّنًا، وَلَمْ يَشْرَحْ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ طَرِيْقَتَهُ فِي جَمْعِ المَعْلُوْمَاتِ، ولَا أَهَمَّ المَصَادِرِ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا، وَلَا طَرِيْقَتِهِ فِي تَوْثِيْقِ النُّصُوْصِ
…
إِلَى غَيْرِ ذلِكَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِه كُلُّ مَنْ رَجَعَ إِلَى كِتَابِهِ مِنَ العُلَمَاءِ، وَهَذِهِ الطَّرِيْقَةُ الَّتِي سَلَكَهَا مُخَالِفةٌ لِمَنْهَجِ كَثِيْرٍ مِنَ الكِتَابِ وَالمُؤَلِّفِيْنَ مِنَ المُؤَرِّخِيْنَ خَاصَّةً. وَجَاءَت مُقَدِّمَتُهُ مُقْتَضَبَةً لَا تَزِيْدُ عَمَّا نَقَلْتُهُ عنْهُ هُنَا آنِفًا، وَهِيَ بِضْعَةُ أَسْطُرٍ. وَحَسَنًا فَعَلَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمَّا أَعَادَ الطَّبَقَةَ السَّادِسَةَ مِنْ كِتَابِ القَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ؛ نَظَرًا لِضَعْفِ هَذِهِ التَّرَاجِمِ، وَإِمْكَانِ الاسْتِدْرَاكِ عَلَيْهَا مِمَّنْ لَمْ يَذْكُرْهُمْ القَاضِي أَصْلًا، مَعَ شُهْرَتِهِمْ وَتَمَيُّزِهِمْ كَمَا أَسلَفْتُ، لكِنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ وَقَعَ فِيْمَا وَقَعَ فِيْهِ القَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ، فَضَعُفَتْ تَرَاجِمُهُ الأَخِيْرَةُ جِدًّا حَتَّى تَرْجَمَةِ شَيْخِهِ ابنِ القَيِّمِ رحمه الله، وَأَهْمَلَ كَثِيْرًا مِنْ تَرَاجِمِ المُتَأَخِّرِيْنَ، وَأَغْلَبُهُم مِنْ شُيُوْخِهِ، أَوْ هُمْ فِي دَرَجَةِ شُيُوْخِهِ، وَهُوَ لَا يَجْهَلُ أَكْثَرُهُم، فَقَدْ ذَكَرَ بَعْضَهُم فِي ثَنَايَا التَّرَاجِمِ، أَوْ حَدَّثَ عَنْهُم فِي أَسَانِيْدِهِ؟! وَهَذَا غَرِيْبٌ جِدًّا، وَالَّذِيْنَ أَهْمَلَهُمْ الحَافِظُ - فِي آخِرِ كِتَابِهِ خَاصَّةً - أَكْثَرُ بِكَثِيْرٍ مِمَّن أَهْمَلَهُمُ القَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ فِي كِتَابِهِ كُلِّهِ؟! فَكِتَابُ القَاضِي أَكْثَرُ اسْتِيْعَابًا، وَكِتَابُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ أَجْوَدُ تَرْجَمَةً، وَأَكْثَرُ مَعْلُوْمَاتٍ.
وَكَانَتْ مُهِمَّةُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ صَعْبَةً جِدًّا؛ لأنَّهُ يُغَطِّي فَتْرَةً غَنِيَّةً جِدًّا
بِكَثْرَةِ عُلَمَاءِ المَذْهَبِ فَقَدِ انْتَشَرَ المَذْهَبُ انْتِشَارًا كَبِيْرًا فِي "العِرَاقِ" وَ"الشَّامِ" وَ"مِصْرَ" وَالجَزِيْرَةِ الفُرَاتِيَّةِ (آمِدَ وَحَرَّانَ
…
) وَلَهُمْ فِي مَكَّةَ - شَرَّفَهَا اللهُ - آنَذَاكَ مِحْرَابٌ فِي "حَطِيْمُ الحَنَابِلَةِ" فِي الحَرَمِ المَكِّيِّ الشَّرِيْفِ. وَبَرَزَ مِنْهُم عُلَمَاءُ كِبَارٌ؛ فُقَهَاءُ مُتَمِيِّزُوْنَ، وَمُحَدِّثُوْنَ بَارِزُوْنَ، وَمُفَسِّرُوْنَ مَشْهُوْرُوْنَ، كَمَا تَوَلَّى بَعْضُهُم قَضَاءَ القُضاةِ، وَتَقَلَّدَ فَرِيْقٌ مِنْهُمْ الوِزَارَةَ، فَزَاحَمُوا أَهْلَ المَذَاهِب الأُخْرَى، وَكانَ لَهُمْ بِـ "بَغْدَادَ" شَوْكَةٌ وَحُضُوْرٌ، خَاصَّةً فِي الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ، وَالوَعْظِ، وَالتَّحْدِيْثِ، ثُمَّ لَهُمْ فِي "دِمَشْقَ" وَبَيْتِ المَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ حُضُوْرٌ وَاضِحٌ، وَتَصَدُّرٌ لِنَشْرِ العِلْمِ لا يُضَاهَى، وَخَاصَّةً عِلْمِ الحَدِيْثِ وَالرِّوَايَةِ.
وَفِي هَذِهِ الفَتْرَةِ كَثُرَتِ المُصَنَّفَاتُ فِي التَّرَاجِمِ وَالرِّجَالِ، وَتَنَوَّعَتْ تَنَوُّعًا عَجِيْبًا فَمِنْهَا مَا هُوَ فِي تَوَارِيْخِ المُدُنِ، وَمِنْهَا تَوَارِيْخُ مُرَتَّبَةٌ عَلَى السَّنَوَاتِ وَالوَفَيَاتِ، وَمِنْهَا مَا هُوَ فِي أَسْمَاءِ الرُّوَاةِ، وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَالفُقَهَاءِ، وَالمُفَسِّرِيْنَ، وَالنُّحَاةِ، وَاللُّغَوِيِّيْنَ
…
وَسُجِّلَتْ أَسْمَاءَ الشُّيُوْخِ فِي مَعَاجِمَ، وَمَرْوِيَّاتُهُمْ فِي أَثْبَاتٍ، وَجَمْعُ تَرَاجِمِ الحَنَابِلَةِ مِنْ هَذَا القَدْرِ العَظِيْمِ مِنَ المُصَنَّفَاتِ فِيْهِ صُعُوْبَةٌ بَالِغَةٌ بِلَا إِشْكَالٍ. وَقَدِ اسْتَطَاعَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ أَنْ يَجْمَعَ أَكْبَرَ قَدْرٍ اسْتَطَاعَ جَمْعَهُ، يُسَجِّلُ أَخْبَارَهُمْ، وَيَجْمَعُ آثَارَهُمْ. والمُطَّلِعُ عَلَى كِتَابِهِ يَلْحَظُ قُدْرَتَهُ الغَرِيْبَةَ عَلَى اقْتِنَاصِ الفَوَائِدِ، وَضَمُّ الشَّبِيْهِ إِلَى الشَّبِيْهِ، وَتَطْرِيْزِ التَّرَاجِمِ بِالنَّوَادِرِ، وَالأشْعَارِ، وَالاخْتِيَارَاتِ مِمَّا تَمَيَّزَ بهِ المُتَرْجَمُ مِنَ الفَتَاوَى، وَمَا انْفَرَدَ بِهِ مِنَ الآرَاءِ، وَمَا رَوَاهُ مِنَ الأحَادِيْثِ وَالآثَارِ والأَشْعَارِ.
وَيُعَدُّ كِتَابُ الحَافِظِ - بِحَقٍّ - أَحْسَنَ مَا أُلِّفَ فِي كُتُبِ طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْهَا، لَمْ يَسْبِقْهُ - فِي جَوْدَةِ تأْلِيْفِهِ - سَابِقٌ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ لاحِقٌ، وَلَا يَزَالُ فِي القِمَّةِ بَيْنَ الكُتُبِ المُؤَلَّفَةِ فِي كُتُبِ التَّرَاجِمِ عَامَّةً، وَقَدْ حَاوَلَ الحَافِظُ اسْتِيْفَاءَ المَعْلُوْمَاتِ عَنِ المُتَرْجَمِ مِنْ ذِكْرِ اسْمِهِ، وَنَسَبِهِ، وَمَوْلِدِهِ، وَوَفَاتِهِ، وَذِكْرِ شُيُوْخِهِ، وَتَلَامِيْذِهِ، وَتَنَقُّلَاتِهِ، وَرَحَلَاتِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، ثُمَّ أَشْهَرُ مُؤَلَّفَاتِهِ، وَمَا قِيْلَ فِيْهِ جَرْحًا وَتَعْدِيْلًا، وَمَا أُثِرَ عَنْهُ مِنْ رِوَايَةٍ، وَمَا رُوِيَ عَنْهُ مِنْ أَشْعَارٍ وَأَخْبَارٍ وَطَرَائِفَ، وَمَا تَفَرَّدَ بِهِ مِنْ مَسَائِلَ فِقْهِيَّةٍ، وَهَذَا أَغْلَبُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ طَالِبُ العِلْمِ فِي تَرَاجِمِ الرِّجَالِ.
وَقَدْ طَبَّقَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ هَذَا المَنْهَجِ فِي أَغْلَبِ تَرَاجِمِ الكِتَابِ، وَمَعَ ذلِكَ فَقَدْ جَاءَتْ مُحْكَمَةَ النَّسْجِ، جَيِّدَةَ الصِّيَاغَةِ، وَاضِحَةَ الفِكْرَةِ، سَهْلَةَ العِبَارَةِ، نَسْتَطِيْعَ أَنْ نَقُوْلَ - بِحَقٍّ - أَنَّهُ وُفِّقَ كُلَّ التَّوْفِيْقِ فِي تَطْبِيْقِ هَذَا المَنْهَجِ فَلَا إِطَالَةَ، وَلَا إِيْجَازَ، وَلَا حَشْوَ وَلَا اسْتِطْرَادَ، وَصَلَ الغَايَةَ فِي تَرَاجِمَ منها: الرَّقَمُ (11) تَرْجَمَةُ الشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ (ت: 470 هـ)(1/ 29 - 51)، وَالرَّقَمُ (27) تَرْجَمَةُ شَيْخِ الإسْلَامِ الهَرَوِيِّ الأَنْصَارِيِّ (ت: 481 هـ) (1/ 113 - 153)، وَالرَّقَمُ (31) تَرْجَمَةُ رِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ (ت: 488 هـ) (1/ 172 - 193)، وَالرَّقَمُ (167) تَرْجَمَةُ أَبِي الوَفَاءِ ابنِ عَقِيْلٍ (ت: 513 هـ) (1/ 316 - 373)، وَالرَّقَمُ (141) تَرْجَمَةُ عَوْنِ الدِّيْنِ ابنِ هُبَيْرَةَ (ت: 560 هـ) (2/ 107 - 184)، وَالرَّقَمُ (227) تَرْجَمَةُ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) (3/ 1 - 56)، وَالرَّقَمُ (283) تَرْجَمَةُ الحَافِظِ العِمَادِ (ت: 614 هـ)
(3/ 198 - 220)، وَالرَّقَمُ (300) تَرْجَمَةُ المُوَفَّقِ بنِ قُدَامَةَ (ت: 620 هـ) (3/ 281 - 315)، وَالرَّقَمُ (449) تَرْجَمَةُ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 682 هـ) (4/ 172 - 189)، وَالرَّقَمُ (531) تَرْجَمَةُ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابنِ تَيْمِيَّة (ت: 728 هـ) (4/ 491 - 529)
…
وَغَيْرِهَا.
6 - شَخْصِيَّةُ الحَافِظِ فِيه:
الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ رحمه الله جَمَعَ كِتَابَهُ هَذَا جَمْعًا مِنَ المَصَادِرِ الَّتِي وَقَفَ عَلَيْهَا، كَمَا صَرَّحَ بِذلِكَ فِي مُقَدِّمَتِهِ حَيْثُ قَالَ:"هَذَا كِتَابٌ جَمَعْتُهُ وَجَعَلْتُهُ ذَيْلًا. . ." لكِنَّنِي أَرَى أَنَّهُ سَاقَ ذلِكَ مَسَاقَ التَّوَاضُع، وَالوَاقِفُ عَلَى كِتَابِهِ يُدْرِكُ لأوَّلِ وَهْلَةٍ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مُجَرَّدَ جَامِعٍ، فَشَخْصِيَّةُ البَاحِثِ الجَادِّ ظَاهِرَةٌ فِي الكِتَابِ، فَنَجِدُهُ يَتَدَخَّلُ فِي تَصْحِيْحِ النُّصُوْصِ، وَتَأْييدِ الآرَاءِ الصَّائِبَةِ، وَالرَّدِّ عَلَى الآرَاءِ غَيْرِ الصَّائِبَةِ، وَيُكْمِلُ مَا تَحْتَاجُهُ التَّرْجَمَةُ مِنْ مَعْلُوْمَاتٍ تُضْفِي عَلَيْهَا رَوْنَقًا وَجَمَالًا، وَتَجْعَلُ القَارِئُ يَتَمَتَّعُ بِمَا يَتَّصِفُ بِهِ صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ مِنْ مَنَاقِبَ وَفَوَائِدَ عِلْمِيَّة، وَمَا بَذَلَهُ فِي سَبِيْلِ العِلْمِ مِنْ وَقْتٍ وَجُهْدٍ، يَكْشِفُ عَن رَحَلَاتِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَمَا عَانَاهُ مِنْ فَقْرٍ وَجُوعٍ وَغُرْبَةٍ، وَشَوْقٍ إِلَى الأَهْلِ والوَطَنِ. فَالحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ إِذَا نَقَلَ عَنِ المَصَادِرِ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى مَا أَوْرَدُوْهُ، بَلْ يُعَقِّبُ عَلَى نُقُوْلِهِ مِنْهُم بِقَوْلِهِ:"قُلْتُ" تَمْيِيْزًا لِكَلَامِهِ، وَسَأَكْتَفِي هنا بالإِشَارَةِ إِلى الصَّفَحَاتِ؛ لأن المَقَامَ لَا يَسْمَحُ بَعَرْضِ نَمَاذِجَ مِنْ كَلَامِهِ. وَمِنْ تَعْقِيْبَاتِهِ أَنَّهُ إِذَا أَوْرَدَ الأَقْوَالَ المُخْتَلِفَةَ قَارَنَ بَيْنَهَا. يُرَاجَعُ:(2/ 76، 10، 233، 307)، وَقَدْ يُخَالِفُ هَذَا المَنْهَجِ - أَحْيَانًا - فَيَنْقُلُ
الأَقْوَالَ المُخْتَلِفَةَ دُوْنَ تَرْجِيْحٍ (2/ 425) وَهُوَ قَلِيْلٌ، رُبَّمَا لأنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ لَهُ فِيْهِ وُجْهَةً. فَالحَافِظُ يَتَرَوَّى فِي إِصدَارِ الأَحْكَامِ، فَلَا يَجْزِمُ إِذَا لَمْ يَظْهَرْ لَهُ الدَّلِيْلُ وَاضِحًا؛ لِذلِكَ نَجِدُهُ يَقُوْلُ:"أَظُنُّهُ" كَمَا فِي (1/ 49، 389، 432، 2/ 7، 9، 226) و"لَعَلَّهُ"(264، 293، 352، 3/ 67). وَإِذَا ظَهَرَ لَهُ الدَّلِيْلُ وَاضِحًا فَإِنَّهُ يَرُدُّ، وَيُوَهِّمُ، وَيَنْقُدُ كِبَارَ المُؤَرِّخِيْن، فَرَدَّ عَلَى السَّمْعَانِيِّ (2/ 57، 339)، وَالمُنْذِرِيُّ (2/ 546)، وَابنِ الحَنْبَلِيِّ (3/ 44، 398، 444). كَمَا رَدَّ عَلَى أَبِي شَامَةَ (2/ 427، 440، 443، 547، 3/ 142، 151). وَرَدَّ عَلَى ابنِ النَّجَّارِ (2/ 546، 547)، وَابنِ الدُّبَيْثِيِّ (3/ 281)، وَسِبْطِ ابنِ الجَوْزِيِّ (3/ 398)، وَالقَادِسِيِّ (2/ 86)
…
وَغَيْرِهِمْ فِي هَذِهِ المَوَاضِعِ وَغَيْرِهَا.
- وَمِنْ فَوَائِدِهِ الَّتي ظَهَرَ فِيْهَا جُهْدُهُ أَنَّهُ يَرْفَعُ أَنْسَابَ بَعْضَ المُتَرْجِمِيْنَ وَيُحَرِّرُ ذلِكَ تَحْرِيْرًا جَيِّدًا. يُرَاجَع: (1/ 29، 154، 175، 176، 2/ 187 - 188، 198، 3/ 485).
- وَيَعْتَنِي الحَافِظُ رحمه الله عِنَايَةً ظَاهِرَةً بِضَبْطِ وَتَحْرِيْرِ وَتَقْيِيْدِ الأسْمَاءِ، وَالأَنْسَابَ، وَالأَلْقَابَ، والكُنَى، فَيَنْقُلُ فِي ذلِكَ عَنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالإِتْقَانِ لِهَذَا الفَنِّ. فَضَبَطَ وَقَيَّدَ عَنِ الأَمِيْرِ ابنِ مَاكُوْلَا (1/ 190)، وَالحَافِظِ ابْنِ نُقْطَةَ (1/ 4، 66، 100، 379، 2/ 67، 3/ 260)، والحَافِظِ المُنْذِرِيِّ (3/ 186، 260، 349، 366، 372، 439، 460)، وَقَيَّدَ عَنِ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ البَرَدَانِيِّ (1/ 66)، وَقَيَّدَ عَنِ ابنِ شَافِعٍ (1/ 20)، كَمَا قَيَّدَ عَنِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (4/ 163). كَمَا قَيَّدَ بِنَفْسِهِ وَلَمْ يَنْسِبْهُ إِلَى أَحَدٍ كَمَا
فِي (1/ 168، 169، 204، 262، 400، 412، 2/ 41، 280، 281، 550، 3/ 131، 161، 170، 524)، وَقَيَّدَ وَحَدَّدَ مَوَاضِعَ نُسِبَ إِلَيْهَا عُلَمَاء مِنْهَا (2/ 63، 432، 442، 461، 550، 3/ 170، 251، 269، 372، 466، 4/ 367، 398).
- وَمِنْ فَوَائِدِهِ الَّتِي ظَهَرَتْ بِهَا بَرَاعَتُهُ فِيْهَا تَحْقِيْقُهُ فِي مَوَالِيْدِ المُتَرْجِمِيْنَ كَمَا فِي (1/ 433، 2/ 286، 462)، وَوَفَيَاتِهِمْ (1/ 358، 389، 432، 2/ 77، 107، 235، 240، 403، 407، 414، 3/ 44، 107، 385، 389، 4/ 83).
- وَزَادَ فِي أَسْمَاءِ شُيُوْخِ بَعْضِ المُتَرْجِمِيْنَ كَمَا في الصَّفَحَاتِ التَّالِيَةِ: (1/ 169، 245، 311، 2/ 431، 3/ 166، 372، 437)، كَمَا زَادَ فِي أَسْمَاءِ تَلَامِيْذِ آخَرِيْنَ، كَمَا فِي الصَّفَحَاتِ التَّالِيَةِ (2/ 219، 289، 301، 3/ 172، 508، 4/ 4، 140، 157، 165، 172، 305، 452، 486، 487).
- كَمَا أَنَّهُ حَاوَلَ اسْتِيْفَاءَ بَعْضِ مُصَنَّفَاتِ المُتَرْجَمِ الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا المُؤَرِّخُوْنَ، يُرَاجَعُ:(1/ 28، 33، 96، 167، 209، 222، 248، 294، 367، 369، 372، 375، 405، 2/ 58، 85، 99، 100، 102، 113، 118، 214، 240، 249، 292، 352، 3/ 101، 166، 171، 179، 192، 250، 254، 372، 381، 4/ 17، 112، 309، 346، 383). وَصَرَّحَ بِوُقُوْفِهِ عَلَى كُتُبِ بَعْضِ المُتَرْجِمِيْنَ وَبَعْضُهَا بِخُطُوْطِهِمْ كَمَا فِي (2/ 459، 3/ 500، 4/ 130، 131).
- قُلْنَا فِي مَنْهَجِ المُؤَلِّفِ أَنَّهُ يُوْرِدُ فِي كَثِيْرٍ مِنَ التَّرَاجِمِ مَا أُثِرَ عَنْهُ مِنْ فَوَائِدِهِ الفِقْهِيَّةِ وَفَتَاوَاهُ، وَمَا تَفَرَّدَ بِهِ مِنَ الآرَاءِ، وَهُنَا أَقُوْلُ: إِنَّهُ لَا يَكْتَفِي بِإِيْرَادِ هَذِهِ المَسَائِلِ فَحَسْبُ، فَكَثِيْرًا مَا نَجِدُهُ يُعَقِّبُ وَيُصَحِّحُ وَيَذْكُرُ وِجْهَةَ نَظَرِهِ هُوَ فِي هَذِهِ المَسَائِلِ. يُرَاجَعُ:(1/ 48، 210، 313، 367، 369، 372، 384، 410، 2/ 95، 290، 517، 3/ 207، 251، 263، 307، 358، 372). وَيَذْكُرُ أَحْيَانًا مَا دَارَ بَيْنَ العُلَمَاءِ مِنْ حِوَارٍ فِي بَعْضِ مَسَائِلِ الخِلَافِ يَذْكُرُهُ كَامِلًا أَوْ شِبْهِ كَامِلٍ. يُرَاجَعُ مَا دَارَ بَيْنَ المُوَفَّقِ ابنِ قُدَامَةَ وَبَيْنَ ابنِ المُتَقِّنَةِ الشَّافِعِيِّ (3/ 304)، وَمَا دَارَ بَيْنَ المُوَفَّقِ وَبَيْنَ الفَخْر ابنِ تَيْمِيَّةَ (3/ 326)، وَمَا دَارَ بَيْنَ المُوَفَّقِ وَبَيْنَ النَّاصِحِ ابنِ الحَنْبَلِيِّ، وَمَا دَارَ بَيْنَ إِسْحَقَ العَلْثِيِّ وَبَيْنَ ابنِ الجَوْزِيِّ (3/ 445)، وَمَا دَارَ بَيْنَ اليُوْنِيْنِيِّ وَبَيْنَ أَبِي شَامَةَ المَقْدِسِيِّ الشَّافِعِيِّ (4/ 70).
وَلَهُ تَعْلِيْقَاتٌ وَتَصْحِيْحَاتٌ فِي مَسَائِلِ العَقِيْدَةِ كَمَا فِي (1/ 484، 2/ 227، 228، 369، 3/ 29، 34، 4/ 408 - 415). وَيَقُوْلُ أَحْيَانًا عَنْ تَصَرُّفَاتِ بَعْضِ العُلَمَاءِ، وَهَذِهِ زَلَّةُ عَالِمٍ كَمَا في (2/ 276، 420).
- وَرُبَّمَا أَوْرَدَ فِي التَّرْجَمَةِ نَمَاذِجَ مِنْ شِعْرِ المُتَرْجَمِ غَيْرَ مَا أَنْشَدَهُ لَهُ المُتَرْجِمُوْنَ فَيَقُوْلُ: "قُلْتُ: وَمِنْ شِعْرِهِ" مَثَلًا يُرَاجَعُ: (1/ 149، 198، 2/ 125، 207، 235، 261، 368، 3/ 535).
7 - المَصَادِر الَّتِي اعتمد عَلَيْهَا:
رَجَعَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ رحمه الله في جَمْعِ مَادَّةِ الكِتَابِ العِلْمِيَّة
إِلَى مَصَادِرَ كَثِيْرَةٍ، مُهِمَّةٍ وأَصِيْلَةٍ، وَكانَ الحَافِظُ رحمه الله بَارِعًا في اخْتِيارِ هَذِهِ المَصَادِرَ، مُبْدِعًا في طَرِيْقَةِ اسْتِعْمَالِهَا فَيُقَدِّمِ الكِتَابَ الَّذي أُلِّفَ في سِيْرَةِ المُتَرْجَمِ - إنْ وُجِدَ - أَوْ فِي تَارِيْخِ بَلَدِهِ، وَيُقَدِّمُ أَغْزَرَهَا مَادَّةً، وَأَكْثَرَهَا فَائِدَةً، وَيُحَاوِلُ اسْتِيْفَاءَ مَصَادِرِ التَّرْجَمَةِ بحَيْثُ لَا يَقْتَصِرُ في التَرْجَمَةِ عَلَى مَصْدَرٍ أَوْ مَصْدَرَيْنِ، هَذَا إِذَا أَمْكَنَهُ ذلِكَ، وَرَجَعَ فَي تَقْيِيْدِ الأَعْلَامِ وَالنِّسْبَةِ إِلَى كُتُبٍ مُوَثَّقَةٍ فِي ذلِكَ مِثْلِ:"تَكْمِلَةِ الإِكْمَالِ" لابِنِ نُقْطَةَ وَ"التِّكْمِلَةِ" للمُنذِرِيِّ، وَ"مُشْتَبَهِ" الذَّهَبِيِّ
…
وَفِي ذِكْرِ أَسْمَاءِ شُيُوْخِ المُتَرْجَمِ وَتَلَامِيْذُهُ رَجَعَ إِلى أَغْزَرِ المَصَادِرِ ذِكْرًا لَهُم كَمَعَاجِمِ الشُّيُوْخِ، وَتَوَارِيْخِ المُدُنِ، وَرُبَّما اسْتَدْرَكَ هُوَ عَلَى المَصَادِرِ مِنْ خِلَالِ وُقُوْفِهِ عَلَى سَمَاعَاتِهِمْ، وَرِوَايَاتِهِمْ لِلكُتُبِ أَوْ وُرُوْدِ أَسْمَائِهِم في تَرَاجِمَ أُخْرَى.
وَلَمَّا كَانَ أَغْلَبُ تَرَاجِمِ الكِتَابِ مِنْ المُتَقَدِّمِيْنَ مِنْ أَهْلِ القَرْنَيْنَ الخَامِسَ وَالسَّادِسَ وَبِدَايَةِ السَّابعِ هُمْ مِنْ أَهْلِ "بَغْدَادَ" وَمَا جَاوَرَهَا مِنَ البِلَادِ العِرَاقِيَّةِ فَإنَّ المُؤَلِّف أَكْثَرَ مِنَ الرُّجُوْعِ إلَى تَوَارِيْخِ مَدِيْنَةِ السَّلَامِ "بَغْدَادَ" وَأَضَافَ إِلَيْهَا مَا وَرَدَ فِي المَصَادِرِ الأُخْرَى، وَالمُتَأَخِّرِيْنَ مِنْهُم أَهْلِ القَرْنِ السَّابِعِ وَبِدَايَةِ الثَّامِنِ أَغْلَبُهُم مِنْ أَهْلِ الشَّامِ "دِمَشْقَ" و"صَالِحِيَّتِهَا"، ثُمَّ بَيْتِ المَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهَا "نَابُلُسَ" وَ"مَرْدَا". . . وَكَثِيْرٌ من أَهْلِ "بَعْلَبَكَّ" وَلَهُمْ فيها مَسْجِدٌ مَشْهُوْرٌ مَنْسُوْبٌ إِلَيْهِمْ، وَقَلِيْلٌ مِنْ أَهْلِ "طَرَابُلُسَ" وَ"مِصْرَ" جَمَعَهُمْ مِن مَصَادِرَ مُخْتَلِفَةٍ كَمَا سَيَأْتِي، دُوْنَ الاعْتِمَادِ الظَّاهِرِ عَلَى مَصَادِرَ مُعَيَّنَةٍ كَمَا قُلْنَا
في البُغْدَادِيِّين، وَقَدْ تَتَبَّعْتُ المَصَادِرَ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا المُؤَلِّفُ فَهُوَ أَحْيَانًا يُصَرِّحُ باسْمِ المَصْدَرِ، وَأَحْيَانًا يَذْكُرُهُ بِمَضْمُوْنِهِ، وَأَحْيَانًا أُخْرَى - وَهُوَ الأَكْثَرُ - يَكْتَفِي بِذِكْرِ المُؤَلِّفِ دُوْنَ ذِكْرِ اسْمِ الكِتَابِ. وَأنَا هُنَا أَذْكُرُ أَرْقَامَ الصَّفَحَاتِ الَّتِي ذُكِرَ فِيْهَا مِنْ غَيْرِ اسْتِيْعَابٍ تَامٍّ لَهَا؛ لأَنَّ القَصْدَ هُنَا مِنْ إِيْرَادِهَا الاسْتِدْلَالُ عَلَى كَثْرَةِ أَوْ قِلَّةِ رُجُوْعِهِ إِلَيْهَا، أَوْ أَقْوَالِ مُؤَلِّفِيْهَا فِي المُتَرْجَمِ.
فَمِنْ أَهَمِّ مَصَادِرِهِ:
- بَعْضُ مُؤَلَّفاتِ ابنِ الجَوْزِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيِّ (ت: 597 هـ) وأَهَمُّهَا "المُنْتَظَمُ" وَرُبَّمَا سَمَّاهُ: "تَارِيْخِ ابنِ الجَوْزِيِّ" أَوِ "التَّارِيخ" أَوْ "تَارِيْخِهِ": 1/ 18، 53، 65، 168، 244، 365، 456. 2/ 70، 100، 191، 207، 286، 307، 348، 359، 432، 493. وَذَكَرَ ابنَ الجَوْزِيِّ فِي: 1/ 71، 73، 86، 112، 167، 207، 214، 222، 225، 226، 244، 253، 276، 317، 324، 325، 383، 388، 400، 401، 405، 416، 424، 429، 439. 2/ 3، 24، 18، 22، 24، 26، 28، 29، 39، 40، 49، 52، 55، 84، 86، 107، 112، 124، 125، 126، 128، 131، 133، 141، 176، 190، 206، 217، 218، 220، 239، 245، 252، 273، 285، 303، 309، 311، 319، 331، 513. وَرَجَعَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ إِلَى ذَيْلِهِ للقَادِسِيِّ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ (ت: 632 هـ) حَنْبَلِيٌّ اسْتَدْرَكْتُ وَالِدَهُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ، أَبُو العَبَّاسِ (ت: 621 هـ) وَوَعَدْتُ باسْتِدْرَاكِ ابْنِهِ هَذَا في وَفَيَاتِ سَنَةِ (632 هـ) لكِنِّي
نَسِيْتُ ذلِكَ وَلَمْ أَفْعَلْ فَاسْتَدْرَكْتُهُ آخِرِ الكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ القَادِسيِّ في كِتَابِ ابنِ رَجَبٍ وَنَقَلَ عَنْهُ نُقُوْلًا طَوِيْلَةً مِنْهَا: 2/ 419، 421، 425، 427، 428، 440، 444، 465، 486، 505، 519، 540. 3/ 58، 65، 82، 87، 107، 144، 149، 150، 151، 156، 160، 160، 163، 164، 182، 185. وَآخِرُ تَرْجَمَةٍ نَقَلَ عَنْه فِيْهَا تَرْجَمَةُ عَبدِ الوَهَّابِ بنِ بُزْغُش العِيَبِيِّ (ت: 612 هـ). كَمَا رَجَعَ إِلَى "مَنَاقِبِ الإمَامِ أَحْمَدَ" لَهُ، وَسَمَّاهُ "الطَّبَقاتِ": 1/ 53. كَمَا سَمَّاهُ "طَبَقَاتُ الأَصْحَابِ في آخِرِ المَنَاقِبِ": 65، 82، 176، 178، 243، 456. قَالَ "طَبَقَاتِ الأَصْحَابِ المُخْتَصَرَةِ": 20/ 47، 70، 373، 417. وَرَجَعَ إِلَى "مَشْيَخَتِهِ": 1/ 456، 2/ 463. وَ"التَّلْقِيْحِ .. " لَهُ: 2/ 99، 273. وَ"القُصَّاصِ وَالمُذَكِرِّيْنَ" لَهُ: 2/ 481. وَ"تَلْبِيْسَ إِبْلِيْسَ" لَهُ: 1/ 431، 2/ 518. وَ"صَيْدِ الخَاطِرِ" لَهُ: 1/ 456. وَ"صَفْوَةِ الصَّفْوَةِ" لَهُ: 1/ 456، 5/ 60. وَ"الرَدِّ عَلَى المُتَعَصِّبِ العَنِيْدِ" لَهُ: 2/ 385.
- وَرَجَعَ المُؤَلِّفُ إِلَى بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَمِنْ أهَمِّهَا "تَارِيْخُهُ"؟! كَذَا دُوْنَ تَقْيِيْدٍ بِوَصْفٍ أَو إضَافَةٍ فَهَلْ هُوَ "تَارِيْخُ الإسْلَامِ" أَوْ "دُوَلِ الإِسْلامِ"؟ وَهَلْ هُوَ "السِّيَرُ" أَوِ "العِبَرُ"؟ كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ وَالمُؤَلِّفُ لَا يَلْتَزِمُ بِحَرفِيَّةِ النَّصِّ وَقَدْ يَكُوْنُ المُتَرْجَمُ مَذْكُوْرًا بِهَا جَمِيْعًا، أَوْ فِي أَغْلَبِهَا. وَرُبَّمَا قَالَ:"قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ الكَبِيْرِ" كَمَا في: 4/ 500. فَهَلْ يَقْصِدُ "تَارِيخِ الإِسْلَامِ"؟! وَالنَّصُّ غَيْرُ مَوْجُوْدٍ في المَطْبُوْعِ بِتَحْقِيْقِ الدُّكْتُوْرِ عُمَر
عَبْدِ السَّلام تَدْمُرِى وِهُو تَحْقِيْقٌ غَيْرُ جَيِّدٍ لا يُعْتَمَدُ عَلَيْه في الحُكْمِ عَلَى كَلَامِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ. وَأكْثَرُ النُّصُوْصِ نَقَلَهَا عَنِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ دَوْنَ ذِكْرَ المَصْدَرِ كَمَا في: 2/ 27، 263، 326 (تَارِيْخُهُ)، 3/ 3، 4، 5، 7، 16، 19، 24، 38، 67، 78، 83، 107، 123، 138، 139، 144، 150، 151، 152، 156، 167، 171 (تَارِيْخُهُ)، 181، 186، 202، 205، 224، 226، 235، 245، 247، 248، 252، 256، 276، 290 (بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ)، 291، 293، 294، 299، 303، 308، 310، 332، 338، 340، 345، 355، 374، 383، 386، 392، 397، 401، 425، 430، 431، 436، (تَارِيْخُهُ)، 466، 475، 490، 495، 498، 499، "وَرَدَّ عَلَيْهِ" 500، (تَارِيْخُهُ الكَبِيْرُ) 506، 514، 417، 533، 544، 548، (تَارِيْخُهُ). 5/ 30، 69، 90، 149. وَرَجَعَ إِلَى "مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ" وَسَمَّاهُ:"طَبَقَاتِ القُرَّاءِ": 1/ 18، 2/ 16، 4/ 171، 489، 490. كَمَا رَجَعَ إِلَى "تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ" وَرُبَّمَا سَمَّاهُ "طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ": 4/ 389، 450. 5/ 116، 1/ 315. وَرَجَعَ إِلَى "مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ""المُشْتَبَه": 4/ 163.
كَمَا رَجَعَ إِلَى "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ" لَهُ، وَالمُعْجَمُ المَطْبُوْعُ طُبِعَ عَنْ نُسْخَةٍ غَيْرِ مُعْتَمَدَةٍ عِنْدَ العُلَمَاءِ فَفِيْهَا مِنَ النَقَّصِ وَالتَّحْرِيْفِ شَيْءٌ كَثِيْرٌ - وَالنُّسْخَةُ المُعْتَمَدَةُ المُعْتَبَرَةُ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ هِيَ الَّتِي تُمَثِّلُهَا النُّسخَةُ المَوْجُوْدَةُ الآنَ في مَكْتَبَةِ المَتْحَفِ في تُرْكِيَّا. وَاعْتَمَدَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ عَلَيْهِ اعَتِمَادًا كَبِيْرًا في
تَرَاجِمِ المُتَأَخِّرِيْنَ مِنَ الحَنَابِلَةِ وَرَجَعَ إلَيْهِ مُصَرِّحًا بِهِ في مَوَاضِعَ مِنْهَا: 4/ 175، 311، 338، 364، 371، 386، 389، 461، 482، 487، 490. 5/ 36، 68، 100، 140. وَرَجَعَ إِلَى "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" لَهُ وَلَيْسَ هَذَا أَحْسَنَ حَالًا من سَابِقِهِ فَقَدْ طُبِعَ عَنْ نُسْخَةٍ سَيِّئَةٍ جِدًّا، غَيْرِ مُوَثَّقَةٍ، ولَا مُعْتَبَرَةٍ، وَهِيَ - فِيْمَا يَظْهَرُ - مُخْتَصَرَةٌ عَنْ الأَصْلِ اخْتِصَارًا مُخِلًّا، فِيْهَا نَقْصٌ وَتَحْرِيفٌ بِدَلِيْلِ أَنَّ في "المُنْتَقَى" مِنْهُ لابنِ قَاضِي شُهْبَةَ المَوْجُوْدَةِ في المَكْتَبَةِ الوَطَنِيَّةِ ببَارِيْسَ، فِيْهِ مِنَ التَّرَاجِمِ مَا لَمْ يَرِدْ في هَذِهِ المَطْبُوْعَةِ مَعَ أَنَّهُ مُنْتَقًى؟!. رَجَعَ الحَافِضُ ابنُ رَجَبٍ إلَيْهِ مُصَرِّحًا به في: 4/ 389، 450، 469، 482، 498. 5/ 69، 117، 131، 143، 172.
كَمَا رَجَعَ إِلَى مُؤَلَّفَاتِ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ (القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ)(ت: 739 هـ) مِنْهَا "تَارِيْخَهُ" وَهُوَ "ذَيْلُ الرَّوْضَتَيْنِ": 4/ 143، 150، 179، 489، 491، 496 وَ"مُعْجَمَهُ". 4/ 293، 282، 386، 476. وَ"الطَبَقَاتِ"، وَنَقَلَ عَنِ البِرْزَالِيِّ وَلَمْ يَذْكُرِ المَصْدَر، كَمَا فِي: 184، 187، 202، 224، 232، 244، 257، 273، 276، 285، 307، 323، 331، 340، 346، 368، 380، 386، 400، 421، 425، 427، 485، 514.
- وَمِنْ مَصَادِرِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ: تَوَارِيْخُ "بَغْدَادَ" الَّذِي جَاءَتْ بَعْدَ الحَافِظِ الخَطِيْبِ، وَذَيَّلَتْ عَلَيْهِ، فَقَدْ أَفَادَ مِنْهَا إِفَادَاتٍ كَثِيْرَةً، فَمِنْهَا: كِتَابُ "الذَّيْلِ عَلَى تَارِيْخِ بَغْدَادَ" لأَبي سَعْدٍ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيِّ (ت: 562 هـ) وَسَمَّاهُ "تَارِيْخَهُ" وَ"تَارِيْخَ ابنِ السَّمْعَانِيِّ" وَ"ذَيْلَهُ" وَالمَقْصُوْدُ وَاحِدٌ.
وَصَرَّحَ بِذِكْرِهِ فِي المَوَاضِعِ التَّاليَةِ: 1/ 85، 259، 260. 2/ 39، 279، 332. 3/ 171. ونَقَلَ عَنِ ابنِ السَّمْعَانِيِّ فِي المَوَاضِعِ التَّالِيَةِ: 1/ 12، 32، 54، 59، 72، 81، 86، 95، 118، 167، 194، 195، 203، 208، 213، 221، 228، 259، 294، 311، 315، 355، 405، 420، 422، 425، 438، 448، 456. 2/ 15، 21، 30، 39، 46، 52، 56، 57، 64، 65، 72، 246، 273، 339، 347، 527. 3/ 71
…
وَغَيْرِهَا. وَمِنْهَا "ذَيْلُ تَارِيْخِ بَغْدَادَ" لأَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الجِيْلِيِّ (ت: 565 هـ) مُؤَلِّفُهُ حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ: 2/ 231. نَقَلَ المُؤَلِّفُ عَنِ ابنِ النَّجَّارِ قَوْلَهُ فيهِ: "وَصَنَّفَ تَارِيْخًا عَلَى السِّنِيْنِ بَدَأَ فِيْهِ بِالسَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّي فِيْهَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعَمِائَةَ إِلَى بَعْدَ السِّتِيْنَ وَخَمْسَمائَةَ، يَذْكُرُ السَّنَةَ وَحَوَادِثَهَا، وَمَنْ تُوُفِّي فِيْهَا، وَيَشْرَحُ أَحْوَالَهُمْ، ومَاتَ وَلَمْ يُبَيِّضْهُ، وَقَدْ نَقَلْتُ عَنْهُ في هَذَا الكِتَابِ كَثِيْرًا، يَعْنِي ابنُ النَّجَّارِ بِهَذَا الكِتَابِ "تَارِيْخَهُ" المُذَيَّلَ عَلَى "تَارِيْخُ بَغْدَادَ" ثُمَّ قَالَ المُؤَلِّفُ ابنُ رَجَبٍ: "قُلْتُ: وَأَنَا نَقَلْتُ عَنْ "تَارِيْخِ ابنِ شَافِعٍ" فِي هَذَا الكِتَابِ فَوَائِدَ مِمَّا وَقَعَ لِي مِنْهُ، فَإنَّهُ وَقَعَ لِي مِنْهُ عِدَّةُ أَجْزَاءٍ مِنْ "مُنْتَخَبِهِ" لابنِ نُقْطَةَ". يُرَاجَعُ الصَّفَحَات: 1/ 19، 29، 71، 72، 80، 247، 254، 276، 311، 401، 424. وَفي هَذِهِ الصَّفْحَةِ عَنْ طَرْيقِ ابنِ النَّجَّارِ، 441. 2/ 3، 15، 82، 30، 40، 62. آخِرُهَا في تَرْجَمَةِ ابنِ دَوْبَلٍ البَعْقُوْبِيِّ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ (ت: 550 هـ).
- وَمِنْ ذُيُولِ تَارِيْخِ بَغْدَادَ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا المُؤَلِّفُ كَثِيْرًا: تَارِيْخُ أَبي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ القَطِيْعِيِّ الأَزَجِيِّ (ت: 634 هـ) وَهُوَ ذَيْلٌ عَلَى كِتابِ ابنِ السَّمْعَانِيِّ أَبي سَعْدٍ (ت: 562 هـ) مُؤَلِّفُهُ هَذَا حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ: 3/ 455. وَقَالَ: "وَجَمَعَ "تَارِيْخًا" في نَحْوِ خَمْسَةِ أَسْفَارٍ، ذَيَّلَ بِهِ عَلَى "تَارِيْخِ أَبي سَعْدٍ بنِ السَّمْعَانِيِّ" سَمَّاهُ "دُرَّةَ الإِكْلِيْلِ فِي تَتِمَّةِ التَّذْيِيْلِ" رَأَيْتُ أَكْثَرَهُ بِخَطِّهِ، وَقَدْ نَقَلْتُ عَنْهُ فِي هَذَا الكِتَابِ كَثيْرًا، وَفِيْهِ فَوَائِدُ جَمَّةٌ مَعَ أَوْهَامٍ وَأَغْلَاطٍ. وَقَدْ بَالَغَ ابنُ النَّجَّارِ في الحَطِّ عَلَى "تَارِيْخِهِ" هَذَا، مَعَ أَنَّهُ أَخَذَهُ عَنْهُ، وَاسْتَفَادَهُ مِنْهُ، وَنَقَلَ عَنْهُ فِي "تَارِيْخِهِ" أَشْيَاءَ كَثِيْرَةً، بَلْ نقَلَهُ كُلَّهُ، وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ محَقِّقًا فِيْمَا يَنْقُلُهُ وَيَقُوْلُهُ، وَكَانَ لُحَنَةً، قَلِيْلَ المَعْرِفَةِ بِأَسْمَاءِ الرِّجَالِ" رَجَعَ إِلَيْهِ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ، مِنْهَا: 1/ 432، 461. 2/ 45، 46، 66، 72، 76، 77، 84، 91، 97، 98، 112، 135، 219، 221، 227، 240، 247، 248، 269، 280، 284، 287، 290، 291، 292، 307، 319، 325، 329، 333، 337، 339، 348، 355، 362، 367، 368، 373، 385، 390 (خُطُّهُ) 392، 413، 420، 435، 462، 480، 490، 492، 539. 3/ 70، 83، 87، 88، 89، 164، 170، 175، 176، 318، 320، 457، 459.
- وَمِنْ ذُيُوْلِ تَارِيْخِ بَغْدَادَ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ: "تَارِيْخُ ابنِ الدُّبَيْثِيِّ" مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ (ت: 637 هـ) ذَكَرَهُ في مَوَاضِعَ مِنْهَا: 2/ 135.
عَنِ ابنِ النَّجَّارِ عَنْهُ: 183، 315، 319، 334، 347، 440، 442، 444، 521، 546، 549. 3/ 100، 169، 175، 178، 231، 271، 281 (وَهَّمَهُ). 4/ 24. وَآخِرُ تَرجَمَةٍ نَقَلَهَا عَنْهُ فِيْهَا تَرْجَمَةُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الجَوْزِيِّ (ت: 656 هـ) قَالَ المُؤَلِّفُ: ذَكَرَهُ الدُّبَيْثِيُّ في "تَارِيْخِهِ" وَقَدْ مَاتَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ. . .".
- وَمِنْ أَوْسَعِ ذُيُوْلِ تَارِيْخَ بَغْدَادَ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا وَأَهَمِّهَا "تَارِيْخُ ابنِ النَّجَّارِ" مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ (ت: 643 هـ) المَعْرُوْفِ بِـ "التَّارِيْخِ العَامِّ المُجَدِّدِ لِمَدِيْنَة السَّلَامِ. . ." رَجَعَ إِلَيْهِ المُؤَلِّفُ في مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ جِدًّا، وَنَقَلَ عَنْهُ نُقُوْلًا مُطَوَّلَةً، وَرُبَّمَا نَاقَشَهُ المُؤَلِّفُ ابنُ رَجَبٍ وَرَدَّ عَلَيْهِ، وَأَفَادَ مِنْهُ فَوَائِدَ ظَاهِرَةً، ومِمَّا يُخَيَّلُ إليَّ أنَّ المُؤَلِّفَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ كَامِلًا، بَلْ عَلَى أَجْزَاءَ مِنْهُ؛ لأَنَّ الأَجْزَاءَ المَطْبُوْعَةَ مِنْهُ فِيْهَا مِنَ الحَنَابِلَة أَعْدَادٌ كَثِيْرَةٌ لَمْ يَذْكُرْهُمُ المُؤَلِّفُ. رَجَعَ إِلَيْهِ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعَ مِنْهَا: 1/ 182، 327، 446. 2/ 3، 26، 30، 36، 52، 56، 72، 73، 77، 78، 80، 202، 203، 206، 214، 232، 233، 269، 281، 295، 305، 309، 311، 320، 330، 343، 354، 407، 419، 420، 440، 450، 455، 457، 465، 486، 526، 543، 550. 3/ 10، 58، 66، 77، 83، 91، 97، 132، 142، 143، 169، 174، 175، 178، 182، 284، 324، 353، 373، 375، 380، 402، 436، 458، 467، 473، 475، 509، 514، 521. 4/ 140 وَغَيْرِهَا.
- وَمِنْ ذُيُوْلِ تَارِيْخِ بَغْدَادَ "تَارِيْخُ ابنِ السَّاعِي" عَلِيِّ بنِ أَنْجَبَ (ت: 674 هـ) وَاسْمُهُ "الجَامِعُ المُخْتَصَرُ. . ." وَهُوَ كِتَابٌ كَبِيْرُ الحَجْمِ جِدًّا، في مُجَلَّدَاتٍ كَثِيْرَةٍ ويَبْدُو أَنَّ المُؤَلِّفَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ كَامِلًا أَيْضًا لِقِلَّةِ نَقْلِهِ عَنْهُ بِالمُقَارَنَةِ بِسَابِقِهِ. وَأَوْرَدَ نَقُوْلًا عَنِ ابنِ السَّاعِي، مِنْهَا في: 3/ 150، 235، 276، 319، 321، 324، 339، 340، 343، 345، 352، 376، 454، 474، 509، 545. 4/ 7، 22، 44. وآخِرُ نَقْلٍ عَنْهُ في وَفَيَاتِ سَنَةِ (656 هـ) في تَرْجَمَةِ عَبْدِ القَاهِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفُوَطِيِّ.
- وَمِنْ مَصَادِرِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ المُهِمَّةِ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا بِكَثْرَةٍ كِتَابُ "تَكْمِلَةِ الإِكْمَالِ" لابنِ نُقْطَةَ (مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَنِيِّ)(ت: 629 هـ) وَسَمَّاهُ: "الاسْتِدْرَاكَ .. " أَوْ "ذَيْلَ الإِكْمَالِ": 1/ 392. 2/ 233، 244، 445. 3/ 521. وَنَقَلَ عَنِ ابنِ نُقْطَةَ دُوْنَ ذِكْرِ المَصْدَرِ فَلَعَّل بَعْضَهَا مِنْ كِتَابِهِ "التَّقْيِيْدِ .. " مِنْهَا: 1/ 4، 100، 379، 404، 411. 2/ 9، 16، 67، 76، 217، 280، 407، 425، 548، 550. 3/ 77، 107، 169، 178، 185، 249، 260، 318، 320، 324، 324، 373، 376، 439، 474، 513، 521، 523، 540. وَعَنْهُ قَيَّدَ بَعْضَ الأَسْمَاءِ وَالأَنْسَابِ كَسَابِقِهِ.
- ومِنْ مَصَادِرِهِ المُهمَّةِ أَيْضًا: "التَّكْمِلَةِ لِوفَيَاتِ النَّقَلَةِ" للحَافِظِ المُنْذِرِيِّ (عَبْدِ العَظِيْمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ)(ت: 656 هـ) وَرُبَّما سَمَّاهُ "الوَفَيَاتِ .. " أَوْ "وَفَيَاتِ المُنْذِرِيِّ" أَكْثَرَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ مِنَ النَّقْلِ عَنِ المُنْذِرِيِّ دُوْنَ ذِكْرِ المَصْدَرِ في مَوَاضِعَ مِنْهَا: 1/ 366، 447. 2/ 4. 24، 40، 239،
280، 315، 319، 348، 372، 375، 385، 403، 407، 410، 414، 415، 420، 423، 431، 342، 444، 458، 499، 539، 546، 550. 3/ 68، 88، 89، 100، 107، 151، 165، 178، 183، 186، 199، 213، 229، 253، 256، 258، 269، 278، 299، 319، 324، 337، 342، 343، 344، 345، 350، 355، 361، 368، 370، 372، 376، 381، 389، 392، 397، 436، 439، 442، 445، 460، 462، 477، 480، 483، 485، 495. وَغَيْرِهَا، وَعَنْهُ قَيَّدَ بَعْضَ الأَسْمَاءِ وَالأَنْسَابِ كَسَابِقِهِ.
- وَصِلَتُهَا لِلْحُسَيْنِيِّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أَبُو العَبَّاسِ، عِزُّ الدِّيْنِ (ت: 695 هـ): 1/ 156. 3/ 499، 506، 508، 517، 523، 557. 4/ 16، 24، 48، 66، 104، 107، 171. وَهُوَ أَيْضًا كَسَابِقِهِ يَهْتَمُّ بضَبْطِ الأَسْمَاءِ.
- وَمِنَ المَصَادِرِ المُهِمَّةِ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا كِتَابُ "الاسْتِسْعَادِ بمَنْ لَقِيْتُ مِنْ صَالِحِي العِبَادِ في البِلَادِ" للنَّاصِحِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ نَجْمٍ الحَنْبَلِيِّ (ت: 634 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ وَذَكَرَ كِتَابَهُ هَذَا وَقَالَ: "وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ، وَنَقَلْتُ مِنْهُ في هَذَا الكِتَابِ كَثِيْرًا. وَهَذِهِ النُّقُوْلُ الَّتِي نَقَلَهَا الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمْ يُصَرِّحْ فِيْهَا بِاسْمِ الكِتَابِ مِنْهَا في: 1/ 159، 192، 2/ 92، 193، 225، 226، 27، 235، 277، 286، 302، 333، 334، 337، 347، 356، 357، 374، 376، 403، 409، 418، 423، 430، 442، 445، 454، 482، 528
…
فَمَا بَعْدَهَا، 538
(تَوْهِيْمُهُ وَالرَّدُّ عَلَيْهِ)، 549، 555. 3/ 44. (تَوْهِيْمُهُ وَالرَّدُّ عَلَيْهِ)، 92، 100، 101، 120، 125، 127، 133، 160، 165، 176، 177، 230، 251، 252، 271، 275، 283، 295، 305، 319، 323، 339، 342، 343، 397، 403، 429، 445، 473، 550. وَغَيْرِهَا. وَآخِرُ تَرْجَمَةٍ نَقَلَ فِيْهَا عَنْهُ، تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ (ت: 641 هـ) قَبْلِ وَفَاةِ النَّاصِحِ بِثَلَاثِ سِنِيْنَ.
- وَنَقَلَ عَنْ أَبي شَامَةَ (المَقْدِسِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ)(ت: 665 هـ) في كتابه: "ذَيْلِ الرَّوْضَتَيْنِ" في مَوَاضِعَ مِنْهَا: 2/ 427، 443، (وَرَدَّ عَلَيْهِ فِيْهِمَا)، 486، 499. 3/ 134، 142 (رَدَّ عَلَيْهِ أَيْضًا)، 170، 175، 192، 213، 259، 276، 285، 501، 504، 506. 4/ 84، 177.
- وَنَقَلَ الحَافِظُ أَيْضًا عَنْ سِبْطِ ابنِ الجَوْزِيِّ، (أَبُو المُظَفَّرِ يُوْسُفُ) (ت: 654 هـ) في كِتَابِهِ: "مِرْآةِ الزَّمَانِ" وَسَمَّاهُ "تَارِيْخَهُ" في مَوَاضِعَ مِنْهَا: 1/ 446. 2/ 227، 481، 507، 508، 511، 513، 536، 549. 3/ 64، 82، 118، 119، 120، 121، 122، 126، 142، 157، 160، 212، 214، 216، 258، 283، 289، 297، 298، 361، 397.
- كَمَا نَقَلَ عَنْ ذَيْلَهَا للقُطْبِ اليُوْنِيْنِيِّ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدٍ (ت: 726 هـ) حَنْبَلِيٌ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ: 4/ 464. قَالَ في تَرْجَمَتِهِ: "وانْتَفَعْتُ بِـ "تَارِيْخِهِ" وَنَقَلْتُ مِنْهُ فَوَائِدَ جَمَّةً" يُرَاجَعُ: 4/ 65، 68، 123، 128، 152، 180، 193، 223، 226، 232، 252.
- وَنَقَلَ المُؤَلِّفُ عَنْ كِتَابِ "تَرَاجِمِ شُيُوْخِ حَرَّانَ" لأَبي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ الحَرَّانِيُّ الفَقِيْهُ (ت: 695 هـ) صَرَّحَ بِه فِي: 4/ 4، 7. وَنَقَلَ عَنِ ابنِ حَمْدَانَ فِي: 1/ 96. 2/ 288، 552. 3/ 179، 305، 344، 365، 371، 381، 385، 442، 482، 523، 538.
- وَمِنَ الكُتُبِ الَّتِي نَقَلَ عَنْهَا قَلِيْلًا: "وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ" لابنِ خَلِّكَانَ (ت: هـ) وَسَمَّاهُ "تَارِيْخَ ابنِ خَلِّكَانَ" 2/ 3. 3/ 324، 350، 392. و"تَارِيْخِ صَدَقَةَ بن الحُسَيْنِ"(ت: 573 هـ) حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، يُرَاجَعُ: 1/ 407. 2/ 65، 76، 82، 212، 217. وَ"تَارِيْخِ القُضَاةِ" لابنِ المَنْدَائِيِّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 552 هـ)، يراجع: 1/ 165، 358، 366. 2/ 24. وَ"تَارِيْخِ مِصْرَ" لعَبْدِ الكَرِيْمِ الحَلَبِيِّ (ت: 735 هـ) يُرَاجَعُ: 4/ 82، 368. وَإِلَى "مُعْجَمِهِ": 3/ 476. وَطَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ لابنِ البَنَّاءِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ (ت: 471 هـ): 1/ 375. وَكَمَا رَجَعَ إِلَى "تَارِيْخِهِ" يُرَاجَعُ: 1/ 9، 10. و"ذَيْلُ تَارِيْخِ دِمَشْقِ" لابنِ القَلَانِسِيِّ أبِي يَعْلَى حَمْزَةَ بنِ أَسَدٍ التَّمِيْمِيِّ (ت: 555 هـ) يُرَاجَعُ: 1/ 161، 447، 551. 2/ 35. وَ"ذَيْلُ تَارِيْخِ نِيْسَابُوْرَ" لعَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيِّ (ت: 529 هـ). يُراجَعُ: 1/ 116، 142، 294. وَسَمَّاهُ:"تَارِيْخَ نَيْسَابُوْر". وَ"تَارِيْخِ تَاجِ الدِّيْنِ الفَزَارِيِّ" عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 690 هـ): 4/ 244. وَ"مُعْجَمِ الأُدَبَاءِ" لِيَاقُوْتِ الحَمَوِيِّ (ت: 626 هـ): 2/ 169، 245، 248. عَنْ يَاقُوْت في الصَّفْحَتَيْنِ. وَرَجَعَ إِلَى "أَمَالِي صَاعِدِ ابنِ سَيَّارٍ"(ت: 494 هـ): 1/ 135. وَ"المَنْثُوْرِ مِنَ
الحِكَايَاتِ وَالسُّؤالات" لمُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ (ت: 467 هـ): 1/ 149. وعَنْ عَبْدِ الغَافِرِ عَنْهُ: 1/ 145. وَرَجَعَ إِلَى "خَرِيْدَة القَصْرِ" لابنِ العِمَادِ الكَاتِبِ الأَصْبَهَانِيِّ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ (ت: 596 هـ): 2/ 486.
- ونَقَلَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ عَنْ مَجْمُوْعَةٍ مِنْ مَعَاجِمِ الشُّيُوْخِ وَالمَشْيَخَاتِ، وَمن أَشْهَرِهَا: مُعْجَمُ عُمَرَ بنِ الحَاجِبِ الأَمِيْنِيِّ الدِّمَشْقِيِّ (ت: 630 هـ) كَمَا في الصَّفَحَاتِ: 3/ 284، 284، 239، 391، 393، 396، 397، 458، 486، 498، 516. 4/ 65، 243. وَ"مُعْجَمُ ابنِ خَلِيْلٍ" يُوْسُفَ الدِّمَشْقِيِّ (ت: 648 هـ)، حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ: 3/ 541. يُرَاجَعُ النَّقْلُ عَنْهُ فِي الصَّفَحَاتِ التَّالِيَةِ: 1/ 445. 2/ 93، 319، 219، 414، 426، 444، 519. 3/ 178، 542. وَ"مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ" عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ (ت: 705 هـ): 3/ 548، 4/ 10، 63، 38، 46، 82، 114، 121، 152، 153. و"مُعْجَمُ أَبي العَلَاءِ الفَرَضِيّ" (ت: 700 هـ): 4/ 171، 200، 202، 243، 285. و"مُعْجَمُ ابن أَبِي الجَيْشِ" (عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ القَطُفْتِيُّ) (ت: 676 هـ) حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ: 4/ 135. رَجَعَ إِلَيْهِ في: 3/ 231، 238. "مُعْجَمُ شُيُوْخِهِ بِالإِجَازَةِ" 388، 389. 4/ 25، 137. وَ"مُعْجَمُ صَفِيِّ الدِّيْنِ"(عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ البَغْدَادِيُّ)(ت: 739 هـ) حَنْبَليٌّ ذَكَرَهُ المَؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ أَيضًا: 5/ 77. قَالَ المُؤَلِّفُ: "وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَمًا لِشُيُوْخِهِ" بِالسَّمَاعِ وَالإِجَازَةِ عَنْ نَحْوِ ثَلَاثِمَائَةِ شَيْخٍ، وَأَكْثَرُهُم بِالإِجَازَةِ، وتَكَلَّمَ فيه
عَلَى أَحْوَالِهِمْ وَوَفَيَاتِهِمْ، وَاسْتَعَانَ في مَعْرِفَةِ أَحْوَالِ الشَّامِيِّيْنَ بِالذَّهَبِيِّ وَالبِرْزَالِيِّ" نَقَلَ عَنْهُ المُؤَلِّفُ في عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْهَا: 2/ 193. 4/ 83، 111، 115، 139، 164، 165، 170، 196، 298، 354، 487. وَمُعْجَمُ أبي نَصْرٍ اليُوْنَارْتِيِّ (الحَسَنِ بنُ مُحَمَّدٍ)(ت: في حُدُوْدِ 530 هـ) نَقَلَ عَنْهُ المُؤَلِّفُ في: 1/ 112، 400. وَ"مُعْجَمُ أَبي المُعَمَّرِ الأَنْصَارِيِّ" (المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدٍ) (ت: 549 هـ): نَقَلَ عَنْهُ المُؤَلِّفُ 1/ 314. وَ"مُعْجَمُ أَبي مُوْسَى المَدِيْنِيُّ" (مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ) (ت: 582 هـ) نَقَلَ عنه في: 1/ 456. 2/ 55. وَ"مَشْيَخَةُ أَبِي عَلِيِّ بنِ سُكَّرَةَ" (الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ) (ت: 514 هـ) نَقَلَ عَنْهُ في: 1/ 179. وَ"مَشْيَخَةُ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ" أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 576 هـ): 1/ 238، 247، 456. 2/ 8. وعَنْ خَمِيْسٍ الحَوْزِيِّ (ت: 510 هـ) عَنْهُ: 1/ 101، 223.
- وَنَقَلَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في تَرَاجِمِ مَشَاهِيْرِ العُلَمَاءِ عَنْ كُتُبٍ أُلِّفَتْ في مَنَاقِبِهِمْ مِثْلُ كِتَابِ "المَادِحِ وَالمَمْدُوْح" للحَافِظَ الرُّهاويِّ (ت: 612 هـ) في سِيْرَةِ شَيْخِ الإِسْلامِ الهَرَوِيِّ (ت: 481 هـ) نَقَلَ عَنْهَا في تَرْجَمَتِهِ: 1/ 115. وَ"سِيْرَةُ ابن المَنِّيِّ وَطَبَقَاتُ أَصْحَابِهِ" للبُزُوْرِيِّ نَقَلَ عَنْهَا فِي تَرْجَمَتِهِ وَغَيْرِهَا: 2/ 360، 362، 363، 429، 485. 3/ 12. وَ"سِيْرَةِ ابنِ هُبَيْرَةَ" لابنِ المَارِسْتَانِيَّةِ (ت: 599 هـ) نَقَلَ عَنْهَا في تَرْجَمَتِهِ وَغَيْرِهَا: 2/ 112، 120، 128، 131، 132، 128، 131، 132، 134، 136، 155، 167، 177، 181، 183، 546. وَ"مَنَاقِبِ الإمَامِ أَحْمَدَ" ليَحْيَى بنِ مَنْدَه (ت:
511 هـ) نَقَلَ عنه في تَرْجَمةِ ابنِ مَنْدَه وَغَيْرِهِ، كَمَا فِي 1/ 99، 238. وَنَقَلَ فِي سِيَرِ أَعْلَامِ فُقَهَاءِ المَقَادِسَةِ كَالحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ)، وَالفَقِيْهِ أَبي مُحَمَّدٍ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ بنِ قُدَامَةَ (ت: 620 هـ)، وأَخِيْهِ أبي عُمَرَ (ت: 607 هـ) وَغَيْرِهِمْ عَنْ سِيَرٍ لَهُمْ مُخَصَّصَةٌ ذَكَرَهَا فِي تَرَاجِمِهِمْ، أَوْ عَامَّةٌ فِي أَعْلَامِ المَقَادِسَةِ مِثْل "الحِكَايَاتِ المُقْتَبَسَةِ مِنْ كَرَامَاتِ أَهْلِ الأَرْضِ المُقْدَّسَةِ" الَّذي نَقَلَ عَنْهُ المُؤَلِّفُ: 3/ 209، كُلُّ ذلِكَ للحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ المَقْدِسيِّ (ت: 643 هـ) (سِيْرَةُ عَبْدِ الغَنِيِّ): 6، 7، 9، 12، 13، 14، 15، 18، 21، 22، 27، 37، 42، 47، 77، 112، 116، 117، 123، 192. وَالصَّفَحَاتِ من: 200 - 212، 213، 273، 286، 288، 341. قَالَ:"وَمِنْ خَطِّه نَقَلْتُ" 396، 420، 475، 511، 544.
- ونَقَلَ فَوَائِدَ لِلْمُتَرْجِمِ عَنْ بَعْضِ العُلَمَاءِ وَلَمْ يُحَدِّدِ المَصْدَرَ، مِنْهَا: فَوَائِدُ عَنْ أَبي الوَفَاءِ ابنِ عَقِيْلٍ (ت: 513 هـ): 1/ 5، 12، 70، 87. وَأُخْرَى عَنْ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ بنِ قُدَامَةَ (ت: 620 هـ): 2/ 297، 302، 343، 359، 381، 396، 487. 3/ 90، 118، 199. وَفَوَائِدُ عَنْ نَجْمِ الدِّيْنِ الطُّوْفِيِّ (ت: 716 هـ): 4/ 447، 433، 464. وَكَمَالِ الدِّيْنِ الزِّملكانِيِّ (ت: 560 هـ): 4/ 385، 482، 497. وأبي المَحَاسِنِ القُرَشِيِّ (ت: 575 هـ): 2/ 325، وابنِ نَاصِر الدِّيْنِ (ت: 550 هـ): 1/ 405، 456. وابنِ مُسَدَّى (ت: 663 هـ): 3/ 271، 273. وابْنِ الفُوَطِيِّ (ت: 723 هـ): 4/ 83، 90. وَشِيْرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيِّ (ت: 509 هـ): 1/ 179، 293. والمُؤْتَمِنِ السَّاجِيِّ
(ت: 507 هـ): 1/ 17، 178. وَشُجَاعٍ الذَّهْلِيِّ (ت: 507 هـ)، وأَبي الفُتُوْحِ نَصْرٍ بنِ الحُصْرِيَ (ت: 618 هـ): 2/ 315. وشَيْخِ الإِسْلَامِ بنِ تَيْمِيَّةَ (ت: 728 هـ) (بِخَطِّهِ): 1/ 190، 263، 277، 270، 374. 3/ 180. وَنَقَلَ مِن خَطِّ السَّيْفِ بنِ المَجْدِ بنِ المُوَفَّقِ بنِ قُدَامَةَ (ت: 643 هـ) فَوَائِدَ في التَّراجِمِ: 2/ 202. 3/ 11، 103، 303. 4/ 138.
ونَقَلَ أَيضًا فَوَائِدَ مِنْ خَطِّ ابنِ الصَّيْرَفِيِّ الحَرَّانِيِّ (ت: 678 هـ): 1/ 412. 3/ 535. وَخَطِّ البَهَاءِ (ت: 643 هـ): 3/ 361. وَخَطِّ الجُنَيْدِ بنِ يَعقوب (ت: 546 هـ): 1/ 170. وَغَيْرِهِمْ. وَفَوَائِد فِي التَّرَاجِمِ وَسِيَرِ العُلَمَاءِ قَلِيْلَةٌ جِدًّا نَقَلَهَا عَنْ شُيُوْخِهِ وَمُعَاصِرِيْهِ.
ولَا يَلْتَزِمُ المُؤَلِّفُ التِزَامًا تَامًّا بِحرْفِيَّةِ النُّصُوْصِ فَقَدْ يَنْقُلُ النَصّ وَيَحْذِفُ مِنْهُ أَو يَخْتَصِرُ، وَقَد يُقَدَّمُ وَيُؤَخِّرُ
…
وَسَاقَ أَسَانِيْدَ عَنْ شُيُوْخِهِ تَتَّصِلُ بِكَثِيْرٍ مِنَ المُتَرْجِمِيْنَ وَرَوَى عَنْهُمْ أَحَادِيْثَ، وَأَخْبَارًا، أَوْ أَنْشَدَ أَشْعَارًا. وَفي كَثْرَةُ تَصْرِيْحِهِ بِمَصَادِرِهِ وَعَزْوِهِ إِلَيْهَا دَلِيْلٌ عَلَى أَمَانَتِهِ رحمه الله وَأمَّا حَذْفِهِ بَعْضَ النُّصُوْصِ، وَعَدَمِ إِلْتِزَامِهِ بِحَرْفِيَّتِهَا، وَتَقْدِيْمُهُ وَتأخِيْرُهُ فَلَعَلَّ بَعْضَ ذلِكَ مَرَدُّهُ إِلَى اخْتِلَافِ النُّسَخِ. أَوْ طَابِعُ العَصْرِ؛ فَإِنَّ كَثِيْرٍ من العُلَمَاءِ القُدَماءِ يَتَجَوَّزُوْنَ فِي ذلِكَ.
8 - مَزَايَا الكِتَاب وَفَضَائِلُهُ:
مَزَايَا الكِتَابِ وَفَضَائِلُهُ كَثِيْرَةٌ جِدًّا، فَهُوَ مِنَ الكُتُبِ المُهِمَّةِ المُعْتَبَرَةِ عِنْدَ العُلَمَاءِ، وَالفُقَهَاءِ، والمُؤَرِّخِيْنَ، فَقَدْ:
- كَشَفَ الكِتَابِ عَنْ كَثِيْرٍ مِنْ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ لَا يُعْرَفُوْنَ إِلَّا عَنْ طَرِيْقهِ، وَعَنْهُ نَقَلَ المُؤَلِّفُوْنَ فِي "الطَّبَقَاتِ" وَكُتُبِ التَّرَاجِمِ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ.
- تَتَبَّعَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ سِيَرَ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ تَرْجَمَ لَهُمْ فَأَوْلَى ذِكْرَ مُصَنَّفَاتِهِمْ عِنَايَةً خَاصَّةً، فَالكِتَابُ سِجِلٌ حَافِلٌ لأَغْلَبِ مُؤَلَّفَاتِهِمْ وَأَجْزَائِهِم الحَدِيْثِيَّةِ، وَرَسَائِلِهم، وَتُرَاثُهُم الفِكْرِيِّ بِصِفَةٍ عامَّةٍ.
- احْتَفَظَ كِتَابُ ابنِ رَجَبٍ بِنُصُوْصٍ كَثِيْرَةٍ مِن كُتُبٍ مَفْقُوْدَةٌ أَعْطَتْ هَذِهِ النُّصُوْصِ الَّتِي نَقَلَهَا الحَافِظِ صُوْرَةً وَاضِحَةً لِمَنَاهِجِ هَذِهِ المَصَادِرِ. وَقَدْ تَفَرَّدَ الحَافِظُ - أَوْ كَادَ - بِإِيْرَادِ نُصُوْصِ بَعْضِهَا مِثْل كِتَابِ "الاسْتِسْعَادِ بِمَنْ لَقِيْتُ مِنْ صَالِحِي العِبَادِ في البِلَادِ" للنَّاصِحِ ابنِ الحَنْبَلِيِّ الَّذِي جَمَعَ الدُّكْتُور إِحْسَان عَبَّاس نُصُوْصَهُ وأَغْلَبُهَا عَنِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ.
- كَمَا كَشَفَتْ نُصُوْصُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ عَنْ رَدَاءَةِ نَشْرِ وَتَحْقِيْقِ كَثِيْرٍ مِنَ الكُتُبِ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا الحَافِظِ، فَبَانَ بِمُقَارَنة النُّصُوْصِ تَحْقِيْقُهَا عَنْ نُسَخٍ مُحَرَّفَةٍ، أَوْ مُخْتَصَرَةٍ، كَمَا رَأَيْنَا فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ" وَ"تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" تَحْقِيْقِ الدُّكتُور عُمَر عَبْد السَّلام تَدمُري وَ"المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" وَكُلُّهَا للحَافِظِ الذَّهَبِيِّ
…
وَغَيْرِهَا.
- فِي الكِتَابِ ذِكْرُ مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ حَدَّدَ كَثِيْرًا مِنْهَا، مِنْ حَيْثُ قُرْبُهَا أَوْ بُعْدُهَا مِن مَرَاكِزَ وَبِلَادٍ مَشْهُوْرَةٍ، وَبَعْضُهَا مِمَّا أَخَلَّ بِهِ المُؤَلِّفُوْنَ فِي مَعَاجِمِ البُلْدَانِ، وَنَسَبَ إِلَيْهَا مِمَّا لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُوْنَ فِي "الأَنْسَابِ".
- الكِتَابُ سِجِلٌّ حَافِلٌ عَنْ أَحْيَاءِ "بَغْدَادَ" وَ"دِمَشْقَ" وَ"القَاهِرَةِ" وَغَيْرِهَا
وَدُرُوْبِهَا وَأَبْوَابِهَا، وَمَدَافِنِهَا، وَمَدَارِسِهَا، وَرُبُطِهَا، وَجَوَامِعَهَا، وَمَسَاجِدِهَا، وَبَعْضُهَا لَا يُعْرَفُ إِلَّا عَنْ طَرِيْقِهِ.
- اشْتَمَلَ الكِتَابُ عَلَى فَوَائِدَ فِقْهِيَّةٍ، وَمُحَاوَرَاتٍ فِي مَسَائِلَ خِلَافِيَّةٍ قَدْ لَا يُوْجَدُ أَغْلَبُهَا فِي كُتُبِ الفُقَهَاءِ.
- كَمَا اشْتَمَلَ عَلَى أَسَانِيْدَ تَصِلُهُ بِالأَحَادِيْثِ وَالآثَارِ وَالأَشْعَارِ، يُحَدِّثُ بِهَا عَنْ شُيُوْخِهِ، وَمَسَائِل مِنْ عُلُوْمِ الحَدِيْثِ، مِنْهَا:"خَبَرَ الوَاحِد""إِذَا ادَّعى العَالِمُ أَنَّ الكِتَاب سَمَاعُهُ" هَلْ يُقْبَلُ قَوْلُهُ .... وَأَنَّ لَفْظَ التَّحْدِيْثِ وَالإِخْبَارِ وَاحِدٍ
…
وَغَيْر ذلِكَ.
- وَلَمْ يَكُنْ المُؤَلِّفُ مُجَرَّدَ نَاقِلٍ، بَلْ كَانَتْ لَهُ عَقْلِيَّةٌ مَتَمَيِّزَةٌ، تَزِنُ الأُمُوْرَ، فَيَقْبَلُ وَيَرُدُّ، وَيُؤَيِّدُ وَيُفَنِّدُ، وَيُعَقِّبُ، وَيَسْتَدْرِكُ
…
- فِي الكِتَابِ مُصْطَلَحَاتٌ حَضَارِيَّةٌ كَانَتْ مَعْرُوْفَةً سَائِدَةً فِي القَرْنِ السَّادِسِ وَالسَّابِعِ وَالثَّامِنِ الهِجْرِي لا تُعْرَفُ فِي زَمَانِنَا مِثْل "التَّرِكَاتُ الحَشَرِيَّةُ""القُرَاضَةُ""جَامَكِيَّةٌ""القُوْلَنْجُ""النَّارنْجَه""المَطَامِيْرُ""الشَّبَّابَةُ""خَانِقَاهُ""دِهْلِيْزُ""فُرْجِيَّة". . . وَغَيْرِهَا، وَبَعْضُهَا مِنْ أُصُوْلٍ أَعْجَمِيَّةٍ.
- كَمَا وَرَدَ فِي الكِتَابِ اسْتِعْمَالَاتٌ لُغَوِيَّةٌ غَرِيْبَةٌ مِثْل "تَمَشْعَرَ" و"تَسَنَّنَ" أَيْ: صَارَ أَشْعَرِيًّا، وَصَارَ سُنِّيًّا
…
وَغَيْرِهَا
- سَلِمَ كِتَابُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ مِنَ الخَلْطِ فِي التَّرَاجِمِ فَلَمْ يَرِدْ فِي كِتَابِهِ أَيَّ تَرْجَمَةٍ لِعَالِمٍ غَيْرِ حَنْبَلِيٍّ فَالْتَزَمَ مَنْهَجِيَّة البَحْثِ، وَأَمْعَنَ فِي التَّحَرِّي فَلَمْ يَجِدْ النَّاقِدُ عَلَيْهِ مَدْخَلًا فِي ذلِكَ.
9 - المَآخِذُ عَلى الكِتَابِ:
- يُؤْخَذُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى وَفَيَاتِ سَنَةِ (751 هـ) وَحَتَّى وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ لَمْ يَذْكُرْ فِيْهَا إِلَّا شَيْخَهُ ابنَ القَيِّمِ رحمه الله وَبَقِيَ الحَافِظُ حَتَّى سَنَةَ (795 هـ) لَمْ يُسَجِّلْ فِيْهَا تَرَاجِمَ هَذِهِ الفَتْرَةِ، وَلَوْ فَعَلَ لَكَانَ أَتَمَّ وَأَوْفَى.
- كَمَا يُؤْخَذُ عَلَيْهِ أَنَّهُ أَخَلَّ بِعَدَمِ ذِكْرِ شُيُوْخِهِ وَمُعَاصِرِيْهِ مِنَ الحَنَابِلَةِ مِمَّن تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ (751 هـ). وَفِيْهِمْ كَثْرَةٌ، مَعَ أَنَّهُ أَلَّفَهُ بَعْدَ سَنَةِ (780 هـ).
- كَمَا أَنَّ تَرَاجِمَهُ المُتَأَخِّرَةُ ضَعِيْفَةٌ جِدًّا فِي غَالِبِهَا.
- ذَكَرَ كَثِيْرًا مِنَ المَنَامَاتِ، وَنَقَلَ بَعْضَ الكَرَامَاتِ، وَذَكَرَ مَا قِيْلَ فِي كُتُبِ التَّرَاجِمِ مِنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ بِأَوْقَاتٍ مَحْدُوْدَةٍ مَعْلُوْمَةٍ، وَكَثِيْرٌ مِنْ هَذِهِ نَقَلَهَا عَنْ غَيْرِهِ، لكِنَّهُ لَمْ يَدْفَعْ مَا وَرَدَ فِي بَعْضِهَا مِنْ مُبَالَغَةٍ غَيْرِ مَقْبُوْلَةٍ. وَنَجِدُهُ لَمَّا ذَكَرَ كِتَابَ مَنَاقِبِ عَبْدِ القَادِرِ "بَهْجَةَ الأَسْرَارِ" أَنْكَرَ مَا جَاءَ فِيْهِ إِنْكَارًا شَدِيْدًا قَالَ:"وَكَتَبَ فِيْهَا الطَمَّ وَالرَّمَّ، وَكَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَقَدْ رَأيْتُ بَعْضَ هَذَا الكِتَابِ، وَلَا يَطِيْبُ قَلْبِي أَنْ أَعْتَمِدَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا فِيْهِ. . ." وَهَذَا جَيِّدٌ، لكِنَّ كَثِيْرًا مِنْ الأَخْبَار وَالنُّقُوْلِ الأُخرَى لَمْ يُعَلِّقْ عَلَيْهَا بِمَا يَدْفَعُهَا فَهَلْ كَانَ يَأْنَسُ بِهَا وَلَوْ يَسيْرًا؟! ذَكَرَ مَنَامَاتٍ. يُرَاجَعُ الصَّفَحَاتُ:(1/ 198، 309، 2/ 23، 60، 278، 303، 310، 354، 366، 3/ 23، 92، 18، 216، 223)، وَنَقَلَ كَرَامَاتٍ (3/ 21، 22، 47، 48، 290، 291، 298، 398)، وَزِيَارَة قُبُوْرٍ مثل:(1/ 161، 2/ 350)
…
وَغَيْرِهِمَا.
- وَنَقَلَ كَثِيْرٌ مِنَ الأَقْوَالِ فِي التَّرْجَمَةِ الوَاحِدَةِ وَأَرْسَلَهَا وَلَم يُرَجِّحْ، عَلَى غَيْرِ عَادَتِهِ، مُخَالِفًا لِمَنْهَجِهِ. يُرَاجَعُ:(2/ 425) وَغَيْرِهَا.
- لَمْ يَضْبِطْ وَيُقَيِّدْ أَلْفَاظًا تَحْتَاج إِلَى ضَبْطٍ - وإِنْ كَانَت قَلِيْلَةً - وَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِمَنْهَجِهِ أَيْضًا.
- أَخْطَأَ فِي نِسْبَةِ كِتَابِ "الجُمَلِ" الَّذِي شَرَحَهُ ابنُ الخَشَّابِ إِلَى الزَّجَّاجِيِّ، والصَّحِيْحُ أَنَّهُ لِعَبْدِ القَاهِرِ الجُرْجَانِيِّ (2/ 249).
- خَالَفَ مَنْهَجَهُ في تَرْتِيْبِ التَّرَاجِمِ في مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ فَحَسْبُ.
10 - أَثَرُهُ فَيْمَنْ بَعْدَهُ:
(أ) مُخْتَصَرَاتُهُ:
- يَبْدُو لِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ اخْتَصَرَهُ تِلْمِيْذُهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبي الكَرَمِ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 819 هـ) رحمه الله وَهُوَ الَّذِي اخْتَصَرَ "القَوَاعِدَ" لابنِ رَجَبٍ أَيْضًا، كَمَا في الجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (69).
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ هَذَا أَخُو الشَّيْخِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبي الكَرَمِ المَعْرُوْفِ بِـ "أَبِي شَعْرٍ"(ت: 845 هـ) الفَقِيهِ المَشْهُوْرِ، وَهُوَ أَيْضًا وَالِدُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ القَاضِي الحَنْبَلِيِّ (ت: 847 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ السَّخَاوِيُّ فِي الضَّوْءِ اللَّامِعِ (1/ 346)، وَقَالَ:"كَانَ ثَرِيًّا، مَعْدُوْدًا فِي رُؤَسَاءِ "دِمَشْقَ" مَذْكُوْرًا بِحُسْنِ المُبَاشَرَةِ، وَبِخَيْرٍ وَبِرٍّ. . ." وَأَخُوْ مُحَمَّدٍ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَلَهُمَا أَوْلَادٌ وَأَحْفَادٌ وَهُمْ مِنْ "آلِ قُدَامَةَ المَقَادِسَةِ".
- وَاخْتَصَرَهُ تِلْمِيْذُهُ أَيْضًا: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُرْوَةَ المَشْرِقِيُّ المَعْرُوْفُ
بِـ "ابنِ زَكْنُونٍ"(ت: 838 هـ) رحمه الله كَمَا فِي الجَوْهَر المُنَضَّدِ (96). قَالَ: "وَاخْتَصَرَ طَبَقَاتِ القَاضِي أَبي الحُسَيْنِ، وَطَبَقَاتِ ابنِ رَجَبٍ".
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: لا أَدْرِي أَضَمَّهُمَا في كِتَابٍ وَاحِدٍ، أَمْ هُمَا كِتَابَانِ، وَلَعَلَّ ابنَ عُرْوَةَ أَدْخَلَهُمَا في كِتَابِهِ الكَبِيْرِ "الكَوَاكِبُ الدَّرَارِيُّ في تَرْتِيْبِ مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ عَلَى أَبْوَابِ البُخَارِي" فَإنَّ مُؤَلِّفَهُ يُدْخِلُ كُتُبًا كَامِلَةً دَاخِلَ الكِتَابِ. وَهُوَ في مَجلَّدَاتٍ كَثِيْرَةٍ جِدًّا، قَالَ ابنُ حُمَيْدٍ فِي السُّحُبِ الوَابِلَةِ (2/ 735) لَمَّا ذَكَرَ مُؤَلَّفَاتِهِ:"وَقَدْ رَأَيْتُ فِي رِحْلَتِي سَنَةَ (1281 هـ) فِي مَدْرَسَةِ شَيْخِ الإسْلَامِ أَبِي عُمَرَ مِنْهَا الكَثِيْرَ الطَّيِّبَ، مِنْهَا شَرْحُهُ المَذْكُوْرُ لـ "المُسْنَدِ" فِي مَائَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ مُجَلَّدًا مَكْتُوْبٌ عَلَيْهِ: وَقْفُ شَيْخِنَا المُؤَلِّفُ فِي مَدْرَسَةِ شَيْخِ الإِسْلَامِ أَبِي عُمَرَ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى آمِيْنَ". وَأَغْلَبُ هَذِهِ المُجَلَّدَاتِ الآنَ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ، وَدَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ. وَاسْتُخْرِجَ مِن هَذِهِ المُجَلَّدَاتِ بَعْضُ كُتُبِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ وَغَيْرِهِ، وَمِنْهَا اسْتُخْرِجَ نُسْخَةٌ مِنَ "التَّوْضِيْحِ" لابنِ نَاصِرِ الدِّيْنِ الدِّمَشْقِيِّ. فَلَعَلَّ مُخْتَصَرَيْهِ هَذَيْنِ كَذلِكَ.
- وَاخْتَصَرَهُ تِلْمِيْذُهُ أَيْضًا: أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ، البَغْدَايُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، مُحِبُّ الدِّيْنِ (ت: 844 هـ) رحمه الله. وَقَبْلَ أَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْ مُخْتَصَرِهِ هَذَا أُحِبُّ أَنْ أُشِيْرَ إِلَى أَنَّ ابنَ عَبْدِ الهَادِي فِي الجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (7) ذَكَرَ لَهُ كِتَابَ "الطَّبَقَاتِ" وَقَالَ: "أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ" وَاخْتَصَرَ "القَوَاعِدَ" وَأَظُنُّ ابنَ عَبْدِ الهَادِي خَلَطَ بَيْنَ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ اللهِ هَذَا، وأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرِ اللهِ (ت: 876 هـ) وَهُوَ تِلْمِيْذُهُ، وَهَذَا الأَخِيْرُ أَكْثَرُ شُهْرَةً،
وَأَكْثَرُ مُصَنَّفَاتٍ مِنْهُ، بَلْ هُوَ مُكْثِرٌ جِدًّا مِنَ التَّصْنيْفِ. يُرَاجَعُ مَا كَتَبَهُ فِي تَرْجَمَتِهِ الإِمَامُ السَّخَاوِيُّ فِي الضَّوْءِ اللَّامِعِ (1/ 205) وَالذَّيْل عَلَى رَفْعِ الأُصُرِ (12 - 62)، وَالدَّلِيْلُ عَلَى خَلْطِهِ أَنَّهُ لَقَّبَهُ (عِزَّ الدِّيْنِ)، وَهُوَ لَقَبُ (أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ) كَذلِكَ خَلَطَ فِي مُؤَلَّفَاتِهِمَا. وَمَعَ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا "ابنُ نَصْرِ اللهِ" فَإِنَّهُ لَا تُوْجَدُ صِلَةُ نَسَبٍ بَيْنَهُمَا فَمُخْتَصَرُ "الذَّيْلِ. . ." تُسْتَرِيٌّ، بَغْدَادِيٌّ، ثُمَّ مِصْرِيٌّ، فَلَعَلَّهُ مِنْ أَصْلٍ فَارِسِيٍّ. وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ كِنَانِيُّ عَسْقَلَانِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ مِصْرِيٌّ، لَعَلَّهُ مِنْ أَصْلٍ عَرَبِيٍّ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا أُسْرَةٌ عِلْمِيَّةٌ، فِيْهَا كَثِيْرٌ مِنَ العُلَمَاءِ. وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَلَّفَ ثَلَاثَةَ كُتُبٍ فِي "طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" كَمَا سَيَأْتِي.
ومُخْتَصَرُ "الذَّيْلُ" هَذا تَحْتَفِظُ مَكْتَبَةُ عُمُوْميَّةِ بايَزِيْد في تُركِيَّا بِنُسْخَةٍ مِنْهُ رقم (5135) في (116) وَرَقَةً، أَغْلَبُهُ بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ، وَفِيْهِ أَوْرَاقٌ بِخَطِّ أَحْمَدَ بنِ إبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرِ اللهِ المَذْكُوْرِ، وَهِيَ أَوْرَاقٌ مُتَفَرِّقَةٌ، جَاءَ عَلَى غُلَافِ النُّسْخَةِ:". . . وَهُوَ بِخَطِّهِ إِلَّا مَوَاضِعَ يَسِيْرَةً بَعْضُهَا بِخَطِّ شَيْخِنَا قَاضِي القُضَاةُ عِزِّ الدِّيْنِ الكِنَانِيِّ، وَبَعْضُهَا بِخَطِّ غَيْرِهِ" قَالَ فِي المُخْتَصَرِ في المُقَدِّمَةِ: "الحمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ المُرْسَلِيْنَ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ. وَبَعْدُ فَقَدِ اسْتَخَرْتُ اللهَ تَعَالَى فِي اخْتِصَارِ" طَبَقَاتِ الأصْحَابِ" الَّذِيْنَ دَوَّنَهُمْ شَيْخُنَا حَافِظُ وَقْتِهِ وَزَمَانِهِ، فَرِيْدُ دَهْرِهِ وَأَوَانِهِ، الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ [أَحْمَدَ] بنِ رَجَبٍ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، تَغَمَّدَهُ اللهُ برَحْمَتِهِ وَأَسْكَنَهُ فَسِيْحَ جَنَّتِهِ".
وَقَالَ في خَاتِمَتِهِ: تَمَّ الكِتَابُ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيْقِهِ، مَعَ اخْتِصَارِ
كَثِيْرٍ مِنْ التَّرَاجِمِ أَوْ أَكْثَرِهَا، وَكَثِيْرٌ مِنْهَا نُقِلَتْ بِكَمَالِهَا، عَلَّقَهُ لِنَفْسِهِ فَقِيْرُ رَحْمَةِ رَبِّهِ أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَليُّ - غَفَرَ اللهُ ذُنُوْبَهُ - وَكَانَ الفَرَاغُ مِنْهُ يَوْمَ السَّبْتِ مُسْتَهَلَّ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَمَانِمَائَةَ بِالمَدْرَسَةِ المَنْصُوْرِيَّةِ بِـ "القَاهِرَةِ" المَحْرُوْسَةِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ" وَكَلَامُ المُؤَلِّفُ (المُخْتَصِرُ) يُغْنِيْنَا عَنْ وَصْفِ عَمَلِهِ.
وَتَأْتِي أَهَمِّيَّةُ هَذَا المُخْتَصَرِ مِنْ طَرِيْقَيْنِ:
الطَّرِيْقُ الأُوْلَى: ضَبْطُ وَتَصْحِيْحُ كِتَابِ "الذَّيْلِ. . ." لابنِ رَجَبٍ عِنْدَ اخْتِلَافِ نُسَخِهِ؛ لأَنَّ أَغْلَبَ هَذِهِ النُّسْخَةِ بِخَطِّ مُؤَلِّفَهَا (مُخْتَصِرِهَا)، وَهُوَ عَالِمٌ فَاضِلٌ مِنْ تَلَامِيْذِ المُؤَلِّفِ. رَوَى الكِتَابَ عَنْهُ، وَالَّذِي قَامَ بِتَرْمِيْمِ النُّسْخَةِ عَالِمٌ، فَاضِلٌ، مُتَخَصِّصٌ بِتَرَاجِمِ الحَنَابِلَةِ هُوَ القَاضِي عِزُّ الدِّيْنِ مِمَّا يُعْطِي طُمَأْنِيْنَةً كَامِلَةً لِسَلَامَةِ نُصُوْصِهِ مِنَ التَّصْحِيْفِ وَالتَّحْرِيْفِ.
وَالطَّرِيْقُ الثَّانِيةُ: أَنَّ عَلَى بَعْضِ هَوَامِشِ النُّسْخَةِ تَعْلِيْقَاتٌ - وَهِيَ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيْلَةً - فَهِيَ مُفَيْدَةٌ عَلَّقَهَا المُخْتَصَرُ (ابنُ نَصْرِ اللهِ) بِعُنْوَانَ "حَاشِيَةٌ" لِيُدَلِّلَ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ سَقْطًا مِنْ كَلَامِ ابنِ رَجَبٍ. وَهَذِهِ النُّسْخَةِ لَا تَخْلُو مِنْ بَعْضِ النَّقْصِ وَالطَّمْسِ، لَا سِيَّمَا أَنَّ الصُّوْرَةَ الَّتِي وَصَلَتْنِي لَمْ تَكُنْ بِالجَيِّدَةِ، وفي تَصْوِيْرِهَا اهْتِزَازٌ في بَعْضِ الصَّفَحَاتِ.
- وَاخْتَصَرَهُ أَيْضًا الشَّيْخُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ صَالِحِ بن عِيْسَى المُؤَرِّخُ، النَّجْدِيُّ، النَّسَّابَةُ (ت: 1343 هـ) رحمه الله، وَلَسْتُ عَلَى يَقِيْنٍ مِنْ ذلِكَ، وَإِنَّمَا
رَأَيْتُ أَوْرَاقًا بِخَطِّهِ، ذَكَرَ فِيْهَا أَنَّهُ اخْتَصَرَهَا مِنْ كِتَابِ ابنِ رَجَبٍ، فَهَلْ فَعَلَ ذلِكَ، أَوْ هُوَ مَشْرُوْعٌ لَمْ يَتِمَّ؟ وَرَأَيْتُ لَهُ بِخَطِّهِ أَوْرَاقًا قَلِيْلَةً بِخَطِّهِ أَيْضًا بَعْضُهَا مُخْتَصَرَةٌ مِنْ كَلَامِ ابنِ رَجَبٍ وَبَعْضُهَا بَعْدَ فَتْرَتِهِ، فِي المَكْتَبَةِ السُّعُوْدِيَّةِ التَّابِعَةِ لإدَارَاتِ البُحُوْثِ العِلْمِيَّةِ وَالإفْتَاءِ، هِيَ الآنَ فِي مَكْتَبَةِ المَلِكَ فَهْدٍ الوَطَنِيَّةِ، لِذلِكَ هَلْ كَانَ الشَّيْخُ يَهْدِفُ لاخْتِصَارِ كِتَابِ ابنِ رَجَبٍ حَقًّا؟ أَوْ كَانَ يَهْدِفُ لِجَمْعِ كِتَابٍ شَامِلٍ مُخْتَصَرٍ فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ، كَمَا فَعَلَ الشَّيْخُ جَمِيْلٌ الشَّطِّيُّ؟ أَوْ هِيَ اخْتِيَارَاتٌ لِتَرَاجِمٍ بِأَعْيَانِهَا، جَعَلَهَا كَالتَّذْكَرَةِ؟ كَذَا أَظُنُّ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(ب) التَّذْييْلُ عَلَيْهِ "ذُيُوْلُ الذَّيْلِ":
- ذَيَّلَ عَلَيْهِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الهَادِي، أَبُو المَحَاسِنِ، جَمَالُ الدِّيْنِ الدَّمَشْقِيُّ (ت: 909 هـ) رحمه الله وَاسْمُهُ "الجَوْهَرِ المُنَضَّدِ. . ." يَشْتَمِلُ عَلَى (211) أَحَدَ عَشَرَ وَمَائَتَيْنِ تَرْجَمَةً مَعَ نَقْصٍ قَلِيْلٍ فِي أَوَّلِهِ، طُبِعَ فِي مَكْتَبَةِ الخَانْجِي بِالقَاهِرَةِ سَنَةَ (1407 هـ) بِتَحْقِيْقِ وَتَعْلِيْقِ الفَقِيْرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.
- وَذَيَّلَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ ثُمَّ المَكِّيُّ (ت: 1295 هـ) رحمه الله بِكِتَابٍ جَامِعٍ اسْمُهُ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ عَلَى ضَرَائِحِ الحَنَابِلَةِ" سَارَ فِيْهِ عَلَى المَنْهَجِ الَّذِي سَارَ عَلَيْهِ سَلَفُهُ ابنُ رَجَبٍ مِن الاسْتِقْصَاءِ والتَّتَبُّعُ، وَجَوْدَةِ التَّرَاجِمِ، وَوَفْرَةِ المَعْلُوْمَاتِ، فَجَاءَ كِتَابُهُ لَا يَقِلُّ قَدْرًا عَنْ سَابِقِهِ اشْتَمَلَ عَلَى (843) تَرْجَمَةً. وَكِتَابُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ أَكْثَرُ أَهَمَيَّةً، وأَخْصَبُ مَعْلُوْمَاتٍ، وَأَكْثَرُ فَوَائِدَ، وَكَمَا أَنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ أَكْثَرُ جُرْءَةً فِي مُنَاقَشَةِ المَعْلُوْمَاتِ وَالحُكْمِ عَلَيْهَا، وَهُوَ أَكْثَرُ إِيْرَادًا للفَوَائِدِ الفِقْهِيَّةِ، وَيَتَمَيَّزُ
بِإِيْرَادِ أَسَانِيْدِهِ هُوَ فِيْمَا يَرْوِيْهِ فِي آخِرِ التَّرَاجِمِ مِنَ الأَحَادِيْثِ وَالآثَارِ وَالأشْعَارِ. وَكِتَابُ ابنُ حُمَيْدٍ أَكْثَرُ جَمْعًا وَاسْتِيْعَابًا لِلْمُتَرْجَمِيْنَ مِن كِتَابِ الحَافِظِ. وَخَصَّ ابنُ حُمَيْدٍ النِّسَاءِ بِالتَّرَاجِمِ فِي آخِرِ كِتَابِهِ، وَلَمْ يُتَرْجِمِ الحَافِظِ لامْرَأَةٍ قَطُّ، مَعَ كَثْرَةِ النِّسَاءِ العَالِمَاتِ فِي فَتْرَتِهِ، وَتَكَرَّرَ إِسْنَادُهُ عَنْ شَيْخَتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ الكَمَالِ، وَذَكَرَ عَجِيْبَة البَاقِدَارِيَّة وَهِيَ حَنْبَلِيَّة، وَلَمْ يُتَرْجِمْ لَهَا، وَطُبِعَ كِتَابُ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" مُحَقَّقًا بِتَحْقِيْقِ بَكْرِ بن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْدٍ، والفَقِيْرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَطُبِعَ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ فِي مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَةِ سَنَةَ (1416 هـ).
- وَاخْتَصَرَ "السُّحُبَ الوَابِلَةَ" الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غِمْلَاسٍ النَّجْدِيُّ، الزُّبَيْرِيُّ (ت: 1346 هـ).
- كَمَا ذَيَّلَ ابنُ غِمْلَاسٍ المَذْكُوْرُ عَلَى "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" بِكِتَابٍ كَبِيْرِ الحَجْمِ، اسْمُهُ "السَّابِلَةَ. . ." وَهُمَا مَوْجُوْدَانَ فِي مَكْتَبَةِ جَامِعَةِ البَصْرَةِ وَلَمْ أَطَّلِع عَلَيْهِمَا.
- وَذَيَّلَ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ بنُ بَدْرَانَ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 1346 هـ) رحمه الله عَلَى كِتَابِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ. قَالَ فِي كِتَابِهِ "المَدْخَلِ" فِي حَدِيْثِهِ عَنِ "الطَّبَقَاتِ":"وَمِنْهَا "المَقْصَدُ الأَرْشَدُ فِي ذِكْرِ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" للعَلَّامَةِ بُرْهَانُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُفْلِحٍ، صَاحِبِ "المُبْدِعِ" وَهُوَ كِتَابٌ مُسْتَقِلٌ فِي مُجَلَّدٍ ابْتَدَأَ فِيْهِ بِتَرْجَمَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، ثُمَّ رَتَّبَ تَرَاجِمَ الأَصْحَابِ عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ إِلَى زَمَنِهِ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ
…
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَمَانِمَائَةَ غَيْرَ أَنَّهُ مَالَ فِيْهِ إِلَى
الاخْتِصَارِ، وَإِذَا تَرْجَمَ مِنَ الأَصْحَابِ مَنْ لَهُ مُؤَلَّفَاتٌ يَذْكُرُ أَحْيَانًا كُتُبًا مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ، وَأَحْيَانًا لَمْ يَذْكُرْ مِنْهَا شَيْئًا، وَكُنْتُ قَدْ عَزَمْتُ عَلَى جَمْعِ ذَيْلٍ لَهُ أَثْنَاءَ الطَّلَبِ فَسَوَّدْتُ مِنْهُ جَانِبًا، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ فَتَرَتْ هِمَّتِي؛ لِعَدَمِ اشْتِهَارِ الكِتَابِ، فَصَمَّمْتُ عَلَى أَنْ أَجْعَلَ مَا سَوَّدْتُهُ ذَيْلًا عَلَى "طَبَقَاتِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ" لِكَوْنِهِ يَسْتَوْفِي مُؤَلَّفَاتِ المُتَرْجَمِ، وَيَذْكُرُ مَا لأَصْحَابِ الاخْتِيَارَاتِ كَثِيْرًا مِن اخْتِيَارَاتِهِم، وَلِكَوْنِهَا أَشْهَرُ مِنَ "المَقْصَدِ" وأَغْزَرُ فَائِدَةً" وَالسُّؤَالُ الَّذِي يَرِدُ: هَلْ سَمَتْ هِمَّةُ وَابنِ بَدْرَانَ فَأَنْجَزَ مَا وَعَدَ؟ لَا أَدْرِي الآنَ.
(ج) تَرْتِيْبُ تَرَاجِمِهِ:
- رَتَّبَ الشَّيْخُ نَجْمُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بن فَهْدٍ المَكِّيُّ (ت: 885 هـ) رحمه الله تَرَاجِمَ "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" مَعَ تَرَاجِمِ كُتُبٍ أُخْرَى، ذَكَرَ ذلِكَ الحَافِظُ السَّخَاوِيُّ في تَرْجَمَتِهِ في الضَّوْءِ اللَّامِعِ (6/ 129) قَالَ:"وَرَتَّبَ أَسْمَاءَ تَرَاجِمِ "الحِلْيَةِ" وَ"المَدَارِكِ" و"تَارِيْخِ الأَطِبَّاءِ" وَ"طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" لابنِ رَجَبٍ، وَ"الحُفَّاظِ" للذَّهَبِيِّ، و"الذُّيُوْلِ عَلَيْهِ" عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ حَيْثُ يُعَيِّنُ مَحَلَّ ذلِكَ الاسْمِ مِنَ الأَجْزَاءِ وَالطَّبَقَةِ لِيَسْهُلَ كَشْفُهُ وَمُرَاجَعَتُهُ، وَهُوَ مِنْ أَهَمِّ شَيْءٍ عَمِلَهُ وَأَفْيَدَ".
- كَمَا رَتَّبَ تَرَاجِمَهُ عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ أَيْضًا: الشَّيْخُ المُؤَرِّخُ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرٍ النَّجْدِيُّ، المُؤَرِّخُ، المَشْهُوْرُ، مُؤَلِّفُ "عُنْوَانُ المَجْدِ فِي تَارِيْخِ نَجْدِ" (ت: 1295 هـ).
(د) نَقْلُ العُلَمَاءِ عَنْهُ:
- مَا إِنْ أَلَّفَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ كِتَابَهُ "الذَّيْلَ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" حَتَّى طَارَ ذِكْرُهُ فِي الآفَاقِ وَحَرِصَ العُلَمَاءُ عَلَى اقْتِنَائِهِ، وَالإفَادَةِ مِنْهُ، وَوَجَدُوا فِيْهِ بُغْيَتَهُمْ.
- أَفَادَ مِنْهُ: الحَافِظُ مُؤَرِّخُ الشَّامِ تَقِيُّ الدِّين أَبُو بَكْرِ بنُ أَحْمَدَ بنِ قَاضِي شُهْبَةَ الأَسَدِيُّ (ت: 851 هـ) رحمه الله اسْتَنْسَخَ لِنَفْسِهِ مِنْهُ نُسْخَةً قَبْلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِمَائَةَ كَمَا دُوِّنَ فِي آخِرِ الجُزْءِ الأوَّلِ مِنْ نُسْخَةِ رَئِيْسِ الكُتَّابِ رَقَم (669) وَاعْتَمَدَ عَلَى الكِتَابِ، وَرَجعَ إِلَيْهِ فِي تَارِيْخِهِ (1/ 2/ يُرَاجَعُ: الصَّفَحَات 139، 166، 523، 576، 580، 613) وَغَيْرِهَا مِنَ المَوَاضِعِ الَّتِي لَم يُصَرِّحْ باسْمِ الكِتَابِ. فِي هَذَا الجُزْءِ مِنَ الكِتَابِ.
- وَمِمَّنْ أَفَادَ مِنْهُ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيُّ (ت: 852 هـ) فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ. يُرَاجَعُ: 2/ 248 قَالَ: "أَرَّخَهُ ابنُ رَجَبٍ فِي الطَّبَقَاتِ"(2/ 476) قَالَ: "قَالَ ابنُ رَجَبٍ فِي الطَّبَقَاتِ". . . وَغَيْرُهُمَا.
- وَأَفَادَ مِنْهُ: الإِمَامُ العَلَّامَةُ القَاضِي عِزُّ الدِّين أَحْمَدُ بنُ إبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرِ اللهِ الكِنَانِيُّ، العَسْقَلَانِيُّ، الفَقِيْهُ، الحَنْبَلِيُّ، قَاضِي مِصْرَ (ت: 878 هـ) رحمه الله جَمَعَ ابنُ نَصْرِ اللهِ ثَلَاثَةُ كُتُبٍ في طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ "الطَّبَقَاتُ الكُبْرَى" في أَرْبَعَةَ عَشَرَ مُجَلَّدٍ، وقِيْلَ: في عِشْرِيْنَ مُجَلَّدًا، و"الطَّبَقَاتُ الوُسْطَى" فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، وَ"الطَّبَقَاتُ الصُّغْرَى" فِي مُجَلَّدٍ. ذَكَرَ ذَلِكَ الحَافِظُ السَّخَاوِيُّ في "ذَيْلِ رَفْعِ الأُصُرِ" (29) وَقَالَ: "وَهِيَ عَلَى تَصْنِيْفَيْنِ،
عَلَى الحُرُوْفِ، وَعَلَى السِّنِيْنِ. وَلَمْ أَقِفْ عَلَى شَيءٍ مِنْهَا، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا وَقَفَ عَلَيْهَا، أَوْ نَقَلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا. وَلكِنَّنِي وَقَفْتُ عَلَى كِتَابِهِ "المُخْتَارِ فِيْمَا قِيْلَ في المَنَامِ من الأَشْعَارِ" وَقِطْعَةٍ من كِتَابِهِ في "قُضَاةِ مِصْرَ" كِلَاهُمَا مِنْ تَأْلِيْفِهِ يَنْقُلُ فِيْهِمَا عَنْهُ، وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي رَمَّمَ نُسْخَةَ شَيْخِهِ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ اللهِ البَغْدَادِيّ الَّذِي اخْتَصَرَ فِيْهِ "الذَّيْلَ عَلَى الطَّبَقَاتِ".
- وَبَعْدَهُ جَاءَ البُرْهَانُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُفْلِحٍ (ت: 884 هـ) رحمه الله فَاعْتَمَدَ فِي كِتَابِهِ "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ" اعْتِمَادًا كُلِّيًّا عَلَى كِتَابِ "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" ولَخَّصَ تَرَاجِمَهُ، كَمَا لَخَّصَ تَرَاجِمَ "الطَّبَقَاتِ" لِلْقَاضِي ابنِ أَبِي يَعْلَى، وَاسْتَدْرَكَ عَلَى الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ بَعْضَ التَّرَاجِمَ الَّتِي لَمْ يذْكُرُهَا، وَعَدَدُهَا (56 تَرْجَمَةً) كَمَا ذَيَّلَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّرَاجِمِ الَّتِي أَتَتْ بَعْدَ ابنِ رَجَبٍ، وَعَدَدُهَا (132 تَرْجَمَةً) وَهِيَ تَرَاجمُ مُخْتَصرَةٌ في كِلْتَا الحَالَتَيْنِ، عَلَى مَنْهَجِ الكِتَابِ عَامَّةً. وَنُسْخَةُ ابنُ مُفْلِحٍ الَّتِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا مِنَ "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" هِي نُسْخَةُ (ج) وَعَلَيْهَا خَطُّهُ كَمَا سَيَأْتِي وَصْفِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى
(1)
.
ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ السَّعْدِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 900 هـ) نَقَلَ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ "الجَوْهَرِ المُحَصَّلِ فِي مَنَاقِبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ" ص (59) قَالَ: "قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ رَجَبٍ فِي "الطَّبَقَاتِ". . .". وَنُسْخَتُهُ مِنَ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" هِيَ النُّسْخَةُ المَحْفُوْظَةُ فِي مَكْتَبَةِ "رَئِيْسِ الكُتَّابِ" رَقَم (669) وَهِيَ نُسْخَة تَقِيِّ الدِّيْنِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ كَمَا سَبَقَ، عَارَضَهَا بنُسْخَةٍ
(1)
لَدَيَّ نُسْخَةٌ مِنْ كِتَابِ "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ" بِخَطِّهِ.
أُخْرَى، وَأَصْلَحَ فِيْهِمَا مَا تَيَسَّرَ إِصْلَاحُهُ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ عَلَى وَرَقَةِ العُنْوَانِ.
- وَأَلَّف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ العُلَيْمِيُّ الحَنْبلِيُّ (ت: 928 هـ) رحمه الله كِتَابَيْهِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ" وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" فَاعْتَمَدَ عَلَى كِتَابِ الحَافِظِ، وَلَخَّصَ تَرَاجِمَهُ، وَاسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ، وَذَيَّلَ، كَمَا صَنَعَ سَلَفُهُ البُرْهَانُ ابنُ مُفْلِحٍ. وَأُسْلُوْبُ العُلَيْمِيِّ فِي تَرَاجِمِهِ المُسْتَدْرَكَةِ وَالمُذَيّلِ بِهَا وَمَعْلُوْمَاتُهَا لَا تَرْقَيَانِ إِلَى أُسْلُوْبِ الحَافِظِ رحمه الله وَلَا جَزَالَةِ لَفْظِهِ، وَلَا قُوَّةَ مَصَادِرِهِ وَأَصَالَتِهَا، وَلَا جَوْدَةِ مَعْلُوْمَاتِهِ وَتَنَوُّعِهَا. وَنُسْخَةُ العُلَيْمِي مِنَ "الذَّيْلِ. . ." هِيَ نُسْخَةُ (ج) المَوْجُوْدَةُ فِي مَكْتَبَةِ كُوْبَرْلِي الَّتِي عَلَيْهَا خَطُّ ابنِ مُفْلِحٍ أَيْضًا.
- وَرَجَعَ إِلَيْهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الدَّاوُدِيُّ (ت: 945 هـ) رحمه الله فِي كِتَابِهِ "طَبَقَاتِ المُفَسِّرِيْنِ" وَاعْتَمَدَهُ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ مِن مَصَادِرِهِ، ونَقَلَ عَنْهُ وَيُرَاجَعُ:(2/ 387)، وَنُسْخَةُ الدَّاوُدِيُّ هِيَ أَيْضًا نُسْخَةُ (ج) المَوْجُوْدَةُ فِي كُوْبَرْلِي بِتُرْكِيَّا، وَفِي وَرَقَةِ عِنْوَانِهَا:"الحَمْدُ للهِ، اسْتَوْعَبَهُ، وَانْتَقَى مَا فِيْهِ مِنَ المُفَسرِيْنَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الدَّاوُدِيُّ المَالِكِيُّ".
- وَاعْتَمَدَهُ وَرَجَعَ إِلَيْهِ أَبُو الفَلَاحِ عَبْدُ الحَيِّ بنِ أَحْمَدَ الحَنْبَلِيُّ المَعْرُوْفُ بـ "ابنِ العِمَادِ"(ت: 1089 هـ) رحمه الله فِي كِتَابِهِ المَشْهُوْرِ "شذَرَاتِ الذَّهَبِ" وَنُسْخَتُهُ مِنَ "الذَّيْلِ. . ." هِيَ نُسْخَةُ المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بـ "دِمَشْقَ" ذَاتُ الرَّقَم (61) تَارِيْخ، المَكْتُوْبَةُ سَنَة (800 هـ) ثَمَانِمَائَةَ، كَمَا أَفَادَ مُحَقِّقَا الجُزْءِ الأوَّلِ.
- وأَلَّفَ الشَّيْخُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ ضُوَّيَانَ النَّجْدِيُّ (ت: 1353 هـ).
- والشَّيْخُ جَمِيْلٌ الشَّطِّيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ (ت: 1379 هـ).
- وَذَكَرَ الشَّطِّيُّ المَذْكُور أَنَّ عَمَّهُ مُحَمَّدَ أَفَنْدِي مُرَاد جَمَعَ مُسَوَّدَةً فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ.
- والشَّيْخُ صَالِحُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العُثَيْمِيْن
(1)
(ت: 1411 هـ) أَلَّفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كِتَابًا فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ، لَخَّصَ فِيْهَا مَا جَاءَ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" فِيْمَا يَتَعَلَّقَ بِالفَتْرَةِ الَّتِي أَرَّخَ لَهَا الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ رحمه الله.
وَهَذِهِ الكُتُبُ - أَغْلَبُ تَرَاجِمِهَا - مُخْتَصَرَةٌ، غَيْرُ مُفِيْدَةٍ.
(هـ) الاسْتِدْرَاكُ عَلَيْهِ:
لَا أَعْلَمُ أَحَدًا اسْتَدْرَكَ عَلَى كِتَابِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، أَوْ رَدَّ عَلَيْهِ وَانْتَقَدَهُ فِيْهِ في مُؤَلَّفٍ خَاصٍّ، إِلَّا أَنَّ ابنُ حُمَيْدٍ مُؤَلِّفُ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" وَقَفَ عَلَى نُسْخَةِ (أ) مِنَ "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" وَقَرَأَهَا، ثُمَّ تَتَبَّعَ تَرَاجِمَهَا، فَوَجَدَ الاسْتِدْرَاكُ عَلَيْهِ مُمْكِنًا، فَقَيَّدَ بَعْضَ التَّرَاجِمِ فِي هَوَامِشِ النُّسْخَةِ مِنْ مَصَادِرَ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَلْحَقَ أَوْرَاقًا فِي آخِرِ النُّسْخَةِ فِيْهَا تَرَاجِمُ أُخْرَى، اسْتَدْرَكَ أَغْلَبَهَا
(1)
لَا تَرْبِطُنِي بالشَّيْخِ المَذْكُوْرِ رحمه الله صِلَةُ قَرَابَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ اتِّفَاقٌ بِاسْمِ الجَدِّ الأعْلَى "عُثَيْمِيْن" تَصْغِيْرُ عُثْمَان عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَأُسْرَتُنَا تُعْرَفُ بِـ "آلِ مُقْبِلٍ" من آلِ بَسَّامٍ وَأَصْلُهَا مِنْ بَلَدِ "أُشَيْقِرَ" وَارْتَحَلَ جَدُّنا الأَعْلَى (عَبْدُ الرَّحْمَنِ) إِلَى "عُنَيْزَةَ" وفي القَرْنِ الثَّانِي عَشَرَ الهَجْرِيِّ تَقْرِيْبًا. وَيُرَاجع: المُنْتَخَبُ في أَنْسَابِ العَرَبِ لابنِ زَيْدٍ: 172. قَالَ: وَمِنْ آلِ بَسَّامِ بنِ عَسَاكِرِ
…
آلُ عُثَيْمِيْنَ بنُ مُقْبِلٍ المَعْرُفُوْنَ فِي "شَقْرَاءَ" وَ"القَرَائِنَ" وَ"عُنَيْزَةَ".
مِنَ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" رِجَالًا وَنِسَاءً. قَالَ ابنُ حُمَيْدٍ رحمه الله: "الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ [وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ] إِعْلَمْ أَنَّ المُؤَلِّفَ [ابنَ رَجَبٍ رحمه الله] لَمْ يَذْكُرْ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ [أَحَدًا] كَمَا تَرَى، مَعَ أَنَّ وَفَاتَهُ تَأَخَّرَتْ إِلَى سَنَةِ (795 هـ) لَكِنْ كَأَنَّ المَنِيَّةَ اخْتَرَمَتْهُ، وَقَدْ تَرَكَ جَمًّا غَفِيْرًا، خُصُوْصًا مِنْ أَهْلِ المَائَةِ الثَّامِنَةِ الَّذِيْنِ هُمْ فِي عَصْرِهِ، فَقَدْ ذَكَرَ مِنْهُمُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ أَيْضًا جُمْلَةً. فَأَمَّا مَنْ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ فَجَمَعْتُهُم إِلَى زَمَنِي فِي طَبَقَاتٍ مُسْتَقِلَّةٍ سَمَّيْتُهَا "السُّحُبَ الوَابِلَةَ عَلَى ضَرَائِحِ الحَنَابِلَةِ" وَأَمَّا مَنْ أَهْمَلَ ذِكْرَهُمْ مِمَّنْ قَبْلُ فَتَتَبَّعْتُ جُمَلًا مِنْهُمْ، وَجَمَّعْتُهُ، لَكِنْ لَمْ يَتَّسِعْ هَامِشُ هَذِهِ النُّسْخَةِ لِنَقْلِ عُشْرِهِمْ، فَنَقَلْتُ بعْضَهُ فِي أَوْرَاقٍ، وَأَنَا عَلَى عَزْمٍ أَنْ أَجْمَعَهُمْ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ، مِنْ أَوَّلِ ابْتِدَائِهِ إِلَى انْتِهَائِهِ، وَأُرَتِّبُهُ إِمَّا عَلَى السِّنِيْنِ كَالأصْلِ، وَإِمَّا عَلَى الأَسْمَاءِ وَهُوَ أَسْهَلُ وَأُسَمِّيْهِ - إِنْ شَاءَ اللهُ - "غَايَةَ العَجَبِ فِي تَتِمَّةِ طَبَقَاتِ ابنِ رَجَبٍ".
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: لَا أَدْرِي بَعْدَ ذلِكَ، هَلْ تَمَّ لَهُ مَا أَرَادَ، وَجَمَعَ الكِتَابَ، أَوْ اخْتَرَمَتْهُ هُوَ المَنِيَّةُ وَلَمْ يَفْعَلْ؟ وَقَدْ جَمَعْتُ كُلَّ مَنِ اسْتَدْرَكَهُ فِي هَوَامِشِ النُّسْخَةِ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ فِي الأَوْرَاقِ المُرْفَقَةِ بالنُّسْخَةِ، وَرَتَّبْتُهَا عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ وَخَرَّجْتُ التَّرَاجِمِ وَعَلَّقْتُ عَلَيْهَا، وَأَلْغَيْتُ المُكَرَّرَ، تَمْهِيْدًا لِنَشْرِهَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى المَصَادِرِ الَّتِي رَجَعَ إِلَيْهَا وَأَغْرَبُهَا تَارِيْخُ ابنِ رَسُوْلٍ "نُزْهَةُ العُيُوْنِ. . ." في مُجَلَّدَيْنِ كَبِيْرَيْنِ جِدًّا في دَارِ الكُتُبِ بِالقَاهِرَةِ، وَهُوَ مِنْ مَصَادِرِي، وَللهِ المِنَّةُ. وَعَدَدُ التَّرَاجِمِ الَّتِي اسْتَدْرَكَهَا
(152) تَرْجَمَةً.
وَعَدَدُ مَنْ ذَكَرَهُم ابنُ رَجَبٍ فِي كِتَابِهِ مِنَ العُلَمَاءِ (600) سِتُّمَائَةَ تَرْجَمَةً، وَهَذَا العَدَدُ يَشْمَلُ كُلَّ مَنْ وَرَدَ لَهُ ذِكْرٌ في كِتَابِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، يَسْتَوِي فِي ذلِكَ مَنْ خَصَّهُم بِالتَّرَاجِمِ، أَوْ ذَكَرَهُمْ فِي سِيَاقِ تَرَاجِمِ غَيْرِهِمْ. وَهَذَا عَدَدٌ قَلِيْلٌ مِنْ كَثِيْرٍ، فَقَدِ اسْتَدْرَكْتُ عَلَيْهِ مَا يَزِيْدُ مِنْ (1550) خَمْسِيْنَ وَخَمْسِمَائَةٍ وَأَلْفِ تَرْجَمَةَ وَلَا يَزَالُ الاسْتِدْرَاكُ عَلَيْهِ مُمْكِنًا أَيْضًا، وَقَدْ سَلَكْتُ فِي إِيْرَادِ هَذَا الاسْتِدْرَاكِ المَنْهَجِ الَّذِي سَلَكَهُ المُؤَلِّفُ نَفْسُهُ فِي إِيْرَادِ التَّرَاجِمِ لِيَصْدُقُ عَلَيْهِ مَعْنَى الاسْتِدْرَاكِ.
وَرُبَّمَا قِيْلَ: هَؤُلَاءِ الَّذِيْنِ اسْتَدْرَكْتَهُم عَلَى الحَافِظ - وَإِنْ كَانُوا حَنَابِلَةً - لَيْسُوا مِنَ الفُقَهَاءِ أَوْ عَلَى الأقَلِّ لَمْ يَشْتَهِرُوا بِالفِقْهِ، فَلَمْ يَكُنِ الفِقْهُ مِنْ بَيْنِ اهْتِمَامَاتِهِم الرَّئِيْسَةِ، وَهُوَ إِنَّمَا خَصَّ كِتَابَهُ بِالفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَابِلَةِ، يُفْهَمُ ذلِكَ مِن قَصْدِ المُؤَلِّفِ فِي جَمْعِ الكِتَابِ، وَإِنْ لَمْ يُصَرِّحِ بِهِ.
فَالجَوَابُ: أَنَّ الحَافِظَ رحمه الله لَمْ يَشْتَرِطْ فِي كِتَابِهِ أَنْ يَكُوْنُوا فُقَهَاء، فَلَم ينُصَّ عَلَى ذلِكَ فِي مُقَدِّمَتِهِ، وَلَا ضَمِنَهَا عُنْوَانَهُ، هَذَا مِنْ نَاحِيَةٍ، وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَإِنَّ المُتَتَبِّعَ لِتَرَاجِمِ الكِتَابِ يَجِدُ أَنَّ فِي كِتَابِهِ (81) وَاحِدًا وَثَمَانِيْنَ تَرْجَمَةً لَيْسَ فِيْمَا نَقَلَ المُؤَلِّفُ مِنْ أَخْبَارِهِم مَا يَدُلُّ عَلَى أَيِّ اهْتِمَامٍ لَهُم بِالفِقْهِ، لَا تَعَلُّمًا وَلَا تَعْلِيْمًا
(1)
. تُرَاجَعُ التَّرَاجِمُ ذَاتُ الأَرْقَامِ التَّالِيَةِ:
(1)
مَقْصُوْدُنا بِالاهْتِمَامِ بالفِقْهِ أَن يَقْرَأ الفِقْهَ وَالأُصُوْلَ، وَالفَرَائِضَ عَلَى مَشَاهِيرِ الفُقَهَاءِ في زَمَنِهِ، أَوْ يُقْرَأُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذلِكَ، أَوْ يَشْتَهِرُ عَنْهُ أَنَّهُ حَفِظَ كِتَابًا فِي الفِقْهِ، وَالأُصُوْلِ، =
(3، 4، 7، 21، 22، 23، 32، 39، 40، 46، 49، 78، 110، 119، 121، 130، 132، 135، 143، 152، 159، 164، 168، 176، 178، 182، 202، 209، 210، 224، 231، 239، 242، 252، 263، 274، 284، 287، 299، 311، 317، 327، 328، 330، 352، 359، 362، 363، 364، 367، 370، 373، 376، 377، 381، 382، 383، 388، 403، 405، 411، 412، 414، 417، 419، 422، 427، 429، 430، 432، 433، 439، 448، 459، 461، 468، 518، 535، 566، 578، 592). وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ المُؤَلِّفَ لَا يَقْصُدُ بِجَمْعِهِ للكِتَابِ الفُقَهَاءِ خَاصَّةً، وَإِنَّمَا جَعَلَهُ عَامٌّ لِكُلِّ مَنْ يَنْتَمِي لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ رحمه الله كَمَا أَشَرْتُ.
وَرُبَّمَا قِيْلَ أَيْضًا: إِنَّمَا ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ رحمه الله المَشَاهِيْرَ وَأَغْفَلَ - عَمْدًا - غَيْرَ المَشَاهِيْرِ، وَمَا اسْتَدْرَكْتَهُمْ أَغْلَبُهُمْ لَمْ يَكُوْنُوا - فِي نَظَرِ الحَافِظِ عَلَى الأَقَلِّ - كَذلِكَ، وَأَمَّا مَا اسْتَدْرَكْتَهُ مِنَ المَشَاهِيْرَ فَعَدَدٌ قَلِيْلٌ إِذَا قِيْسَ بِضَخَامَةِ العَدَدِ المُسْتَدْرَك، وَلَا لَوْمَ عَلَيْهِ إِذَا سَقَطَ عَلَيْهِ عَدَدٌ قَلِيْلٌ، لَمْ يَتَعَمَّدِ الإِخْلَالِ بِعَدَمِ ذِكْرِهِمْ، وَإِنَّمَا زَاغَ بَصَرُهُ عَنْهُمْ، وَكَثِيْرٌ مَا يَحْدُثُ ذلِكَ؟
= وَالفَرَائِضِ أَوْ رَوَاهُ بِسَنَدِهِ، أَوْ وَلِيَ مَنْصبًا فِقْهِيًا كَتَوَلي القَضَاء، والفَتْوَى، والوَعْظ، وَالحِسْبَة
…
أوْ عَلَى الأَقل يُوْصَفُ في تَرْجَمَتِهِ بِأَنَّهُ الفَقِيْهُ أَو المُفْتِي
…
وكُلُّ هَؤُلَاءِ الـ (81) وَاحِدٍ وَثَمَانِيْنَ لَمْ يَتَّصِفُوا بِشَيْءٍ مِنْ ذلِكَ وَلَيْسَ لَهُم مِنَ الحَنْبَلِيَّةِ إِلَّا الانْتِمَاءِ إِلَى هَذَا المَذْهَبِ، والالْتِزَامِ بِأُصُوْلِهِ وَفُرُوْعِهِ المَعْرُوْفَةِ.
فَالجَوَابُ: أَنَّ الحَافِظَ رحمه الله لَمْ يَشْتَرِطْ ذلِكَ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ، وَالمُتَتَبِّعُ لِتَرَاجِمَ العُلَمَاءِ فِي الكِتَابِ يَلْحَظُ أَنَّهُ أَوْرَدَ تَرَاجِمَ غَيْرَ مَشَاهِيْرَ وَاخْتَصَرَهَا اخْتِصَارًا ظَاهِرًا؛ وَمِنْ خِلَالِ عَرْضِهِ لِسِيَرِهِمْ وَرُجُوْعِي إِلَى مَصَادِرِ تَرَاجِمِهِمْ أَيْضًا تَبَيَّنَ أَنَّهُمْ خَامِلُوا الذِّكْرِ جِدًّا، إِذًا فَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الكِتَابِ شُهْرَةُ المُتَرْجَمِ وَتَمَيُّزُهُ لِكَيْ يَصِحَّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ المُسْتَدْرَكِيْنَ - فِي أَغْلَبِهِم - لَيْسُوا مَشَاهِيْرَ - مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ المُؤَلِّفِ عَلَى الأَقَلِّ - كَمَا قُلْتَ - تَرَكَهُمُ المُؤَلِّفُ قَصْدًا. وَفِي الكِتَابِ (82) اثْنَتَانِ وَثَمَانُوْنَ تَرْجَمَةً مُخْتَصَرَةً أَغْلَبُهُم غَيْرُ مَشَاهِيْرَ، تُرَاجَعُ التَّرَاجِمُ ذَاتُ الأَرْقَامِ التَّالِيَةِ:(2، 3، 6، 16، 17، 30، 32، 37، 38، 43، 49، 71، 78، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 106، 116، 136، 209، 210، 219، 243، 260، 265، 266، 279، 280، 287، 299، 317، 322، 327، 334، 349، 352، 362، 363، 366، 367، 373، 381، 409، 410، 411، 412، 413، 414، 417، 422، 430، 434، 458، 459، 460، 461، 468، 470، 478، 482، 488، 489، 498، 504، 414، 520، 532، 534، 564، 569، 592، 599). وَمِنَ التَّرَاجِمِ المُخْتَصَرَةِ: تَرَاجِمُ لَمْ يَخُصُّهَا الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ رحمه الله بِالتَّرْجَمَةِ، وَإِنَّمَا جَاءَتْ فِي سِيَاقِ تَرَاجِم أُخْرَى لَهَا صِلَة مَا بالمُتَرْجَمِ كَذِكْرِ أَبِيْهِ، أَوِ ابْنِهِ، أَوْ أَبْنَائِهِ، أَوْ أَخِيْهِ، أَوِ ابنِ أَخِيْهِ، أَوْ عَمِّهِ، أَو ابنِ عَمِّهِ، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِه، أَوِ المُعِيْدِيْنَ عِنْدَهُ، أَوِ المُشْتَغِلِيْنَ عَلَيْهِ (تَلَامِيْذِهِ) كُلُّ هَذِهِ العِبَارَاتِ
وَرَدَتْ في سِيَاقِ بَعْضِ التَّرَاجِمِ، وَعَدَدُهَا ثَلَاثٌ وَأَرْبَعُوْنَ تَرْجَمَةٍ. تُرَاجَعُ التَّرَاجِمُ ذَاتُ الأرْقَامِ التَّالِيَةِ:(32، 33، 37، 91، 127، 157، 158، 171، 172، 186، 187، 194، 195، 196، 197، 221، 229، 230، 241، 256، 271، 285، 301، 302، 331، 335، 347، 361، 383، 389، 393، 394، 395، 400، 401، 407، 418، 423، 473، 500، 563، 567، 577).
وَمِنْهَا: مَا أَوْرَدَ المُؤَلِّفُ اسْمَهُ وَنَسَبَهُ أَحْيَانًا، دُوْنَ ذِكْرِ أَخْبَارِهِ وَعَدَدُهَا تِسْعَةَ عَشَرَ اسْمًا ذَاتُ الأَرْقَامِ مِنْ (96 - 106) وَمِنْ (571 - 575)، وَمِنْ (594 - 598). وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ يَهْدِفُ إِلَى الاسْتِقْصَاءِ وَالتَّتَبُّعِ، فَكَيْفَ فَاتَتْ عَلَيْهِ هِذِهِ الأَعْدَادُ الكَبِيْرَةُ، وَهِيَ تَقْرُبُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَضْعَافِ مَا أَوْرَدَهُ فِي كِتَابِهِ؟! سُؤَالٌ يَحْتَاجُ إِلَى جَوَابٍ مُقْنِعٍ.
وَالسُّؤَالُ الآخَرُ الَّذِي لَا أَجِدُ لَهُ جَوَابًا أَيْضًا: أَنَّهُ أَغْفَلَ تَرَاجِمَ أَغْلَبِ شُيُوْخِهِ وَمُعَاصِرِيْهِ، وَشُيُوْخِ وَالِدِهِ الَّذِيْنَ ذُكِرُوا فِي "مُعْجَمِهِ" وَقَدْ نَصَّ هُوَ وَغَيْرُهُ عَلَى أَنَّهُمْ مِنَ الحَنَابِلَةِ وَبَعْضُهُم مِنْ أُسَرٍ مَشْهُوْرَةٍ جِدًّا، وَفِي مُعْجَمِ وَالِدِهِ تَرَاجِمُ نُقِلَتْ مِنْ خَطِّ وَلَدِهِ زَيْنِ الدِّيْنِ؟! إِذا فَهُوَ يَعْرِفُهُمْ، وَهُمْ جَمِيْعا دَاخِلُوْنَ فِي فَتْرَتِهِ الَّتِي يُؤَرِّخُ لَهَا، أَيْ: قَبْلَ سَنَةَ (751 هـ) وَلَا وُجُوْدَ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ؟! مَعَ أَنَّهُ ذَكَرَ بَعْضَهُمْ فِي سِيَاقِ تَرَاجِمَ أُخْرَى.
وَسُؤَالٌ آخَرُ أَيْضًا يَحْتَاجُ إِلَى جَوَابٍ مُقْنِعٍ أَيْضًا: لِمَاذَا تَوَقَّفَ قَلَمُهُ عَنِ الكِتَابَةِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (751 هـ) وَهِيَ السَّنَةُ الَّتي مَاتَ فِيْهَا شَيْخُهُ شَمْسُ
الدِّيْنِ ابنُ القَيِّمِ، ذَكَرَهُ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ دُوْنَ سِوَاهُ مِنْ شُيُوْخِهِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الحَنَابِلَةِ مِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيْهَا، وَبَقِيَ بَعْدَهُ مَا يَزِيْدُ عَلَى (45) خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ عَامًا وَلَمْ يُسَجِّلْ تَرَاجِمَهَا؟!. وَيُمْكِنُ الإِجَابَةُ عَلَى هَذَا بِأَنَّ المُؤَلِّفَ رحمه الله فَعَلَ ذلِكَ فِي أَوْرَاقٍ لَمْ يُبَيِّضْهَا ذَهَبَتْ بَعْدَ وَفَاتِهِ. هَذَا احْتِمَالٌ. وَالاحْتِمَالُ القَوِيُّ أَنَّ كَثِيْرًا مِنَ المُؤَلِّفِيْنَ فِي التَّرَاجِمِ يَتَحَاشَى الكِتَابَةَ عَنِ المُعَاصِرِيْنَ وَالأحْيَاءِ خَاصَّةً؛ لِمَا فِي ذلِكَ مِنْ وُقُوعِ الحَرَجِ عِنْدَ وُقُوْفِ الرَّجُلِ عَلَى تَرْجَمَتِهِ، وَبَعْضُ العُلَمَاءِ مَهْمَا قِيْلَ فِي مَدْحِهِ فَإِنَّهُ يَرَى نَفْسَهُ أَعْظَمَ مِنْ ذلِكَ وَأَجَلَّ، وَيَعْتَقِدُ أَنَّ المُؤَلِّفَ لَمْ يُنْصِفْهُ، وَرُبَّمَا قَارَنَ مَا كَتَبَهُ عَنْهُ بِمَا كَتَبَهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ مُعَاصِرِيْهِ فَيَرَى أَيْضًا أَنَّهُ قَدْ هَضَمَهُ حَقَّهُ
…
وَأَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُ، وَأَجْدَرُ بِالثَّنَاءِ
…
فَتَقَعُ الفُرْقَةُ وَالنُّفْرَةُ، وَيَتَوَلَّدُ الحِقْدُ وَالضَّغِيْنَةُ، فَالمُؤَلِّفُ يَرْبأُ بِنَفْسِهِ عَنْ ذلِكَ، وَيُؤْثِرُ السَّلَامَةَ والعَافِيَةَ. وَمَعَ هَذَا فَابْنُ رَجَبٍ لَمْ يَسْلَمْ، فَقَدْ اتُّهِمَ بِأَنَّهُ أَغْفَلَ تَرْجَمَةَ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِح (ت: 761 هـ) لِشَيْءِ كَانَ بَيْنَهُمَا؟! وَهَذَا غَيْرُ صَحِيْحُ؛ فَابْنُ مُفْلِحٍ المَذْكُوْرُ تُوُفِّيَ بَعْدَ فَتْرَةِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ.
وَأَمَّا كَيْفَ فَاتَ الحَافِظ ابنُ رَجَبٍ هَذَا العَدَدَ الكَبِيْرَ فَأَنَّنِي أَقُوْلُ إِنَّ الحَافِظَ بَذَلَ جُهْدًا، وَجَمَعَ تَرَاجِمَ وَأَخْبَارًا مِنْ مَصَادِرِ مُخْتَلِفَةٍ هِيَ مِنْ أَهَمِّ الأُصُوْلِ فِي بَابِهَا كَمَا سَيَأْتِي في "مَصَادِرِهِ" وَمِنَ المَعْلُوْمِ أَنَّ الحَافِظَ رحمه الله يُؤَرِّخُ لِفَتْرَةٍ وَصَلَ فِيْهَا المَذْهَبُ الحَنْبَلِيُّ أَوْجَ ازْدِهَارِهِ وَتَوَسُّعِهِ فِي "العِرَاقِ" وَ"الشَّامِ" وَ"مِصْرَ" - كَمَا قُلْنَا - وَكَثُرَ فِيْهَا العِلْمُ وَالعُلَمَاءُ، وفِيْهَا مِنَ الأُسَرِ العِلْمِيَّةِ الَّذِيْنَ تَوَارَثُوا العِلْمَ عَدَدٌ كبِيْرٌ كَـ "آلِ أَبِي يَعْلَى" و"آلِ عَبْدِ القَادِرِ
الجِيْلَانِي" وَ"آلِ شَافِعٍ" و"آلِ ابنِ الجَوْزِيِّ" فِي بَغْدَادَ، وَ"آلِ تَيْمِيَّةَ" في "حَرَّانَ" وَ"دِمَشْقَ" و"آلِ الحَنْبَلِيِّ" وَ"آلِ المُحِبِّ" وَ"آلِ المُنَجَّى" وَ"آلِ قُدَامَةَ" وَ"آلِ عَبْدِ الهَادِي" وَهُمْ مِنْ آلِ قُدَامَةَ، وَ"آلِ رَاجِحٍ" فِي "دِمَشْقَ" وَ"آلِ الأَرْتَاحِيِّ" وَ"آلِ عَوَضٍ" فِي مِصْرَ" و"آلِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ" وَ"آلِ المَقْدِسِيِّ السَّعْدِيِّ" أُسْرَةِ الحَافِظِ الضِّيَاءِ، وَابنِ البُخَارِيِّ، وَابنِ الكَمَالِ
…
في "مِصْرَ" وَ"دِمَشْقَ". . . وَغَيْرِهِمْ كَثِيْر مِنَ الأُسَرِ العِلْمِيَّةِ الَّذِيْنَ يَصْعُبُ جِدًّا الإِحَاطَةُ بِهِم، فِيْهِمْ مِنَ العُلَمَاءِ أَعْدَادٌ كَبِيْرَةٌ جِدًّا، وَبَرَزَ فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ عُلَمَاءُ كِبَارٌ، لَهُمْ ذِكْرٌ وَاسِعٌ، لَيْسَ عَلَى مُسْتَوَى المَذْهَبِ الحَنْبَلِيِّ فَحَسْبُ، بَلْ عَلَى مُسْتَوَى الحَيَاةِ العِلْمِيَّةِ وَالحَضَارِيَّةِ فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ، وَلَا يَزَالُ ذِكْرُهُمْ رَفِيْعًا حَتَّى الآنَ، مِثْلُ شَيْخِ الإسْلَامِ الأَنْصَارِيِّ (ت: 481 هـ) وَعَوْنِ الدِّيْنِ ابنِ هُبَيْرَةَ الوَزِيْرِ (ت: 560 هـ) وَأَبِي الفَرَجِ ابنِ الجَوْزِيِّ (ت: 597 هـ) وَالمُوَفَّقِ بنِ قُدَامَةَ (ت: 620 هـ) وَشَيْخِ الإسْلَامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ (ت: 718 هـ) وَغَيْرِهِم نَشَرُوا المَذْهَبَ، وَجَعَلُوْا لَهُ شُهْرَةً وَاسِعَةً وَصَلَ إِلَى أَوْجِ ازْدِهَارِهِ، فَكَثُرَ مُنْتَسِبُوْهُ حَتَّى أَصْبَحَ لَهُمْ بِالمَسْجِدِ الحَرَامِ فِي "مَكَّةَ" شَرَّفَهَا اللهُ حَطِيْمًا يُعْرَفُ بِهِم - كَمَا أَسْلَفْنَا -، هَذَا التَّوَسُّعُ وَالانْتِشَارُ للمَذْهَبِ وَكَثْرَةُ عُلَمَائِهِ فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ جَعَلَتْ مُهِمَّةَ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ صَعْبَةً جِدًّا؛ لِذلِكَ لَمَا جَمَعَ فَاتَهُ الكَثِيْرَ؛ لأنَّهُ أَمَامَ أَعْدَادٍ كَبِيْرَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ عَرَفَ مِنْهُم مَنْ عَرَفَ وَجَهِلَ مَنْ جَهِلَ. وَمَعَ هَذَا فَإِنِّي أَظُنَّ أَنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ لَمْ يُوْلِ هَذَا التَأْلِيْفُ جُلَّ اهْتِمَامِهِ فَهُوَ المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، المُدَرِّسُ، المُؤَلِّفُ ذُو التَّصَانِيْفِ الكَثِيْرَةِ فُرُبَّمَا لَا يَجِدُ مِنَ الوَقْتِ مَا يُطَالِعُ فِيْهِ
المُجَلَّدَاتُ الكَثِيْرَةُ مِنْ كُتُبِ التَّوَارِيْخِ وَالرِّجَالِ لِيَسْتَنْفِدَ مَا جَاءَ فِيْهَا مِنْ عُلَمَاءِ المَذْهَبِ؛ لِذلِكَ نَجِدُهُ يَأْخُذُ مِنْها وَيَدَعُ، مَعَ أَنَّهُ مِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّهَا لَا تتَوَفَّرُ لَهُ أَغْلَبُ المَصَادِرُ المُهِمَّةِ؛ لأنَّهُ وُصِفَ بأَنَّهُ "كَانَ فَقِيْرًا مُتَعَفِّفًا"؛ إِذًا فَمَوَارِدُهُ المَالِيَّة مَحْدُوْدَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الثَّرَاءِ، كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُوْصَفْ بِأَنَّهُ مِمَّنْ يُعْنَى عِنَايَةً خَاصَّةً بِجَمْعِ الكُتُبِ وَاقْتِنَائِهَا، وَمَنْ أَرَادَ التَّصَدِّي للتَّأْلِيْفِ فِي هَذَا الفَنِّ يَلْزَمُهُ ذلِكَ. وأَمَّا مَصَادِرُهُ الكَثِيْرَةُ المُتَنَوِّعَةُ فَلَعَلَّهُ كَانَ يُطَالِعُهَا فِي مَكْتَبَاتِهَا هُنَا وَهُنَاكَ، وَكَثِيْرٌ مِنْ كُتُبِ التَّوَارِيْخِ ذَاتِ الأَجْزَاءِ الكَثِيْرَةِ قَدْ لَا تَتَوَافَرُ كَامِلَةً حَتَّى في المَكْتَبَاتِ العَامَّةِ، فَيَقِفُ عَلَى بَعْضِ أَجْزَائِهَا وَيَفُوْتُهُ بَعْضُهَا الآخَرُ.
وَلَا شَكَّ أَنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ رحمه الله فِي تأْلِيْفِهِ هَذَا أَكْثَرُ جَمْعًا وَاسْتِيْعَابًا لِرِجَالِ مَذْهَبِهِ مِنَ المُؤَلِّفِيْنَ فِي طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ مِنْ أَهْلِ المَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ الأُخْرَى - أَعْنِي (الحَنَفِيَّةَ)، وَ (المَالِكِيَّةَ)، وَ (الشَّافِعِيَّةَ) -، فَهُوَ بِلَا شَكٍّ أَكْثَرُ جَمْعًا مِنَ القُرَشِيِّ (ت: 775 هـ) فِي كِتَابِهِ "الجَوَاهِرِ المُضِيَّةِ" وَأَكْثَرُ جَمْعًا مِنِ ابنِ فَرْحُوْنَ المَدَنِيِّ المَالِكِيِّ (ت: 799 هـ) في كِتَابِهِ: "الدِّيْبَاجِ المُذْهَبِ"، كَمَا أَنَّهُ أَكْثَرُ جَمْعًا مِنَ القَاضِي السُّبْكِيِّ (ت: 771 هـ) فِي "طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى"، وَضَخَامَةُ هَذَا الكِتَابِ، وَكَثْرَةُ فَوَائِدِهِ أَمْرٌ آخَرَ، لَكِنَّهُم جَمِيْعًا تَرَكُوا أَعْدَادًا كَبِيْرَةً مِنْ أَهْلِ مَذَاهِبِهِمْ وَلَوْ اسْتَدْرَكَ عَلَيْهِمْ مُسْتَدْرِكٌ لَكَانَتْ أَضْعَافَ مَا ذَكَرُوْهُ أَيْضًا وَهَذِهِ المَذَاهِبُ الثَّلَاثَةُ أَكْثَرُ انْتِشَارًا، وَأَكْثَرُ شُهْرَةً مِنَ المَذْهَبِ الحَنْبَلِيِّ، فَمِنْ ثَمَّ فَهِيَ أَكْثَرُ رِجَالًا، وَإِنَّمَا اخْتَرْتُ هَذِهِ الكُتُبِ؛ لأنَّ مُؤَلِّفِيْهَا جَمِيْعًا مِنْ مُعَاصِرِي الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ،
وَلأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَشْهَرُ مَا أُلِّفَ فِي مَذْهَبِهِ.
وَيَبْقَى كِتَابُ الحَافِظُ ابنِ رَجَبٍ مُتأَلِّقًا بَيْنَ هَذِهِ المُصَنَّفَاتِ مِنْ حَيْثُ عَدَدِ المُتَرْجِمِيْنَ إِذَا قِيْسَ بِقِلَّةِ اتِّبَاعِ المَذْهَبِ، وَكَثْرَةِ أَتْبَاعِ المَذَاهِبِ الأُخْرَى. فَعَدَدُ تَرَاجِمِ طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى للسُّبْكِيِّ (1419) تَرْجَمَةً، وَعَدَدُ تَرَاجِمِ الجَوَاهِرِ المُضِيَّةِ للقُرَشِيِّ (1871) وَاحِدٌ وَسَبْعُوْنَ وثَمَانِمَائَةَ وَأَلْفٌ تَرْجَمَةً، وَلَمْ تُرَقَّمْ تَرَاجِمُ "الدِّيْبَاجُ المُذْهَبِ" لابنِ فَرْحُوْنَ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا لَا تَرْقَى إِلَى هَذَيْنِ الرَّقَمَيْنِ. وَعَدَدُ تَرَاجِمِ "طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" وَ"ذَيْلِهَا" لابنِ رَجَبٍ (1295) تَرْجَمَةٍ بَعْدَ حَذْفِ المُكَرَّرِ. وَإِنَّمَا أَضَفْتُ تَرَاجِمَ "الطَّبَقَاتِ" لابنِ أَبِي يَعْلَى إِلَى تَرَاجِمِ "الذَّيْلِ. . ." لابنِ رَجَبٍ؛ لأنَّ الكُتُبَ الثَّلَاثَةَ الأُخْرَى بَدَأَتْ بِالإِمَامِ فَمَنْ بَعْدَهُ إِلَى عَصْرِهِمْ فَأَضَفْتُ مَا فِي "الطَّبَقَاتِ" لِتَصِحَّ المُقَارَنَةُ. وَهُمْ جَمِيْعًا مَعْذُوْرُوْنَ فِيْمَا قَصَّرُوا فِيْهِ، فَالمُهِمَّةُ شَاقَّةٌ جِدًّا - كَمَا قُلْتُ - فَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَتَوَافَرَ المَصَادِرُ لَهُمْ كَمَا تَتَوَافَرُ لَنَا الآنَ، فَمَكْتَبَاتُ الدُّنْيَا مُشْرَعَةُ الأَبْوَابِ أَمَامَنَا، وَمَا فِيْهَا مِنْ كُتُبٍ مَطْبُوْعَةٍ وَمَخْطُوْطَةٍ مُفَهْرَسَةٌ، وَفَهَارِسُهَا مَبْذُوْلَةٌ لِلجَمِيْعِ، وَوَسَائِلُ الاتِّصَالِ وَالتَّصْوِيْرِ مِنْ أَنْحَاءِ العَالَمِ مُتَاحَةٌ دُوْنَ مَشَقَّةٍ تُذْكَرُ، وَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِتَوَافُرِ مَرَاكِزِ البُحُوْثِ فِيْهَا مِنَ التَّقْنِيَةِ المُتَقَدِّمَةِ مَا يُقَدِّمُ للبَاحِثِ المَعْلُوْمَاتِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا بِأَدْنَى كُلْفَةٍ، وَيَحْصُلُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَقُوْمَ مِنْ مَقَامِهِ. فَإِذَا وُجِدَتْ العَزِيْمَةُ الصَّادِقَةُ، وَالدَّأَبُ وَالحِرْصُ الشَّدِيْدُ لِتَحْصِيْلِ المَعْلُوْمَاتِ، مَعَ عَقْلِيَّةٍ وَاعِيَةٍ، وَذِهْنٍ صَافٍ، وَمَحَبَّةٍ شَدِيْدَةٍ للوُصُوْلِ إِلَى الحَقَائِقِ، بَعِيْدٍ كُلِّ البُعْدِ عَنِ الهَوَى،
أَضِفْ إِلَى ذلِكَ مَا مَنَّ اللهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْنَا مِنَ القُدْرَةِ المَادِيَّةِ، لِهَذِهِ مُجْتَمِعَةً يَجِدُ البَاحِثُ مُهِمَّتَهُ سَهْلَةً، وَالتَّوْفِيْقَ حَلِيْفِهِ بِإِذْنِ اللهِ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَارَنَ جَمْعُنَا بِجَمْعِ السَّابِقِيْنَ الَّذِيْنَ تَعُوْزُهُمْ المَصَادِرُ وَيَتَعَذَّرُ عَلَيْهِمُ الوُقُوْفُ عَلَيْهَا، وَلَوْ كَانَتْ قَرِيْبَةً مِنْهُمْ؛ لِضَعْفِ وَسَائِلِ الاتِّصَالِ، وَقِلَّةِ ذَاتِ اليَدِ عِنْدَ بَعْضِهِم، وَكَثْرَةِ مَشَاغِلِهِم وَأَشْغَالِهِمْ، وَضَعْفِ أَدَوَاتِ البَحْثِ عِنْدَهُم رحمهم الله وَعَفَا عَنَّا وَعَنْهُم، وَجَزَاهُمُ الله عُنِ العِلْمِ وَطُلَّابِهِ خَيْرَ الجَزَاءِ.
(و) مَنْهَجُ الاسْتِدْرَاكِ:
كَثِيْرٌ مِنَ المُسْتَدْرَكِيْنَ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله هُوَ مَعْذُوْرٌ فِي سُقُوْطِهَا؛ لأنَّهُ - كَمَا قُلْتُ - لَا يُمْكِنُهُ الإحَاطَةَ بالجَمِيع لَا سِيَّمَا أَنَّ هَذَا العَمَلَ لَمْ يَكُنْ شُغْلَهُ الشَّاغِلِ، وَاهْتِمَامُهُ فِيْهِ لَمْ يَكُنْ اهْتِمَامَ المُتَخَصِّصِ التَّخَصُّصِ الدَّقِيْقِ، وَإِنَّمَا هِيَ مُشَارَكَةٌ، فَتَحَ بِهَا الطَّرِيْقَ لِمَنْ يَأْتِيَ بَعْدَهُ، وَلَمْ يَدِّعِ أَنَّهُ أَرَادَ الاسْتِقْصَاءَ وَالتَّتَبُّعَ، وَإِنْ فَهِمَ ذلِكَ مِنْ تَصَرُّفِهِ فِي الكِتَابِ. أَمَّا إِخْلَالُهُ بِعَدِمِ ذِكْرِ مَشَاهِيْرَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ المَذْهَبِ، الَّذِيْن يَعْرِفُهُمْ وَلَا يَجْهَلُهُمْ بِدَلِيْلِ تَمَيُّزُهُم، وَذِكْرُ المُؤَلِّفِ نَفْسِهِ لَهُمْ فِي ثَنَايَا التَّرَاجِمِ، وَأَنَّ بَعْضَهُمْ مِنْ شُيُوْخِهِ كَمَا قُلْتُ فَهُو غَيْرُ مَعْذُوْرٍ بِذلِكَ، لِذلِكَ فَإِنَّ المَنْهَجَ الَّذِي اتَّبَعْتُهُ فِي إِيْرَادِ المُسْتَدْركِيْنَ أنَّني أَذْكُرُ المُسْتَدْرَكَ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الكِتَابِ، فَإِنْ كَانَ العَالِمُ مَشْهُوْرًا عَرَّفْتُ بِهِ تَعْرِيْفًا مُوَسَّعًا إِلَى حَدٍّ مَا، لِتَتَّضِحَ مَنْزِلَتُهُ فِي العِلْمِ وَأَنَّه كَانَ مَشْهُوْرًا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذلِكَ اكْتَفَيْتُ بِتَعْرِيْفٍ مُوْجَزٍ جِدًّا، مَعَ ذِكْرِ مَصادِرِ التَّرْجَمَةِ فِيْهِمَا مَعًا، وَأُحَاوِلُ أَنْ أَذْكُرَ مَا يُؤَكِّدُ صِحَّةَ انْتِسَابِهِ إِلَى
المَذْهَبِ، وَالمُنْتَسِبُ إِلَى المَذْهَبِ هُوَ مَا نَصَّ العُلَمَاءُ عَلَى نِسْبَتِهِ "الحَنْبَلِي" أَو كَانَ يَنْتَمِي إِلَى أُسْرَةٍ عِلْمِيَّة حَنْبَلِيَّةٍ مَشْهُوْرَةٍ، أَوْ كَانَ وَالِدُهُ أَوْ وَلَدُهُ أَوْ أَحَدُ أَقَارِبِهِ حَنْبَلِيَّ المَذْهَبِ، فَإِنِّي أَلْحِقُ بِالقَرَابَاتِ؛ لأَنَّ الأَصْلَ أَنَّهُ كَذلِكَ؛ إلَّا مَنْ ثَبَتَ أَنَّهُ انْتَقَلَ إِلَى مَذْهَبٍ آخَرَ
(1)
؛ فَإِنَّنِي لَا أُثْبِتُهُ فِي الاسْتِدْرَاكِ، فَإِنْ ذَكَرْتُهُ فَإِنَّمَا أَذْكُرُهُ للإيْضَاحِ، وَأَذْكُرُ انْتِقَالَهُ، وَأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ حَنْبَلِيًّا، وَلَا أَعْطِيْهِ رَقْمًا فِي الاسْتِدْرَاكِ؛ وَلِذَلِكَ حَاوَلْتُ أَنْ أَرْبِطَ المُتَرْجَمَ بِقَرَابَاتِهِ مَا اسْتَطَعْتُ؛ لِيَكُوْنَ فِي ذلِكَ دَلِيْلٌ عَلَى صِحَّةِ اسْتِدْرَاكِهِ.
11 - طَبْعُ الكِتَابِ:
طُبِعَ كِتَابُ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" لأوَّلِ مَرَّةٍ فِي المَعْهَدِ الفَرَنْسِيِّ للدِّرَاسَاتِ اللُّغَوِيَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" سَنَةَ (1951 م) بِتَحْقِيْقِ هنري لاوُوسْت، وَسَامِي الدَّهَّانِ. وَطُبِعَ فِي المَطْبَعَةِ الكَاثُوْلِيْكِيَّةِ بـ "بَيْرُوْتَ" الجُزْءُ الأوَّلُ، فِيْهِ الوَفَيَاتُ مِنْ سَنَةِ (460 - 540 هـ) وَقَدْ حَقَّقَاهُ تَحْقِيْقًا عِلْمِيًّا، مُعْتَمِدَيْنِ عَلَى أُصُوْلٍ خَطِّيَّةٍ، وِفْقَ المَنْهَجِ السَّلِيْمِ لِتَحْقِيْقِ النُّصُوْصِ، كَمَا رَجَعَا إِلَى نُسْخَةٍ خَطِيَّةٍ مِنَ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ"؛ لأنَّ "الذَّيْلَ عَلَى الطَّبَقَاتِ" مَصْدَرُهُ الأَسَاسُ فِي أَهْلِ فَتْرَتِهِ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْهُ إِلَّا يَسِيْرًا؛ فَاحْتَفَظَ بِعِبَارَاتِ النَّصِّ. كَمَا رَجَعَا إِلَى غَيْرِهِ مِنَ المَصادِرِ، وَخَرَّجَا التَّرَاجِمَ، وَقَدْ أَجَادَا فِي تَحْقِيْقِهِمَا إِجَادَةً تَامَّةً، مَعَ أَنَّ لِي عَلَى تَحْقِيْقِهِمَا مَلْحُوْظَاتٍ كَثِيْرَةً، وَوَقَعَا فِي أَخْطَاءٍ أَشَرْتُ
(1)
إِلَى ذلِكَ ذَهَبَ الأُسْتَاذ مُصْطَفَى جَوَاد رحمه الله فِي تَعْلِيْقَاتِهِ عَلَى "المُخْتَصَر المُحْتَاج إِلَيْهِ".
إِلَيْهَا فِي هَامِشِ الصَّفَحَاتِ، وَقَدْ أَكَثَرَا مِنْ ذِكْرِ فُرُوْقِ النُّسَخِ؛ لاعْتِمَادِهِمَا عَلَى نُسَخٍ رَدِيْئَةٍ كَثِيْرَةِ الأَخْطَاءِ كَمَا ذَكَرَا، وَغَرَّهُمَا تَقَدُّمُ تَارِيْخِ نَسْخِ نُسْخَةِ (ظ) حَيْثُ نُسِخَتْ سَنَةَ (800 هـ) بَعْدَ وَفَاة المُؤَلِّفِ بِخَمْسِ سَنَوَاتٍ، وَقُرْبُهَا مِنْ زَمَنِ المُؤَلِّفِ بِحَدِّ ذَاتِهِ لَا يُعْطِيْهَا كَامِلَ الأهَمِّيَّةِ، فَالمُعْتَبَرُ صِحَّةُ النُّسْخَةِ، وَسَلَامَتُهَا، وَتَصْحِيْحُهَا. وَطَبْعَتُهَا هَذِهِ - فِي جُمْلَتَهَا - جَيِّدَةٌ كَمَا قُلْتُ، وَلَوْ أَنَّهُمَا أَكْمَلَا تَحْقِيْقَ الكِتَابِ عَلَى هَذَا المَنْهَجِ لَمْ أَقْدِمْ عَلَى تَحْقِيْقِهِ، وَمَا جَاءَ فِيْ عَمَلِهِمَا مِنْ تَصْحِيْفٍ وَتَحْرِيْفٍ مَعْفُوٌّ عَنْهُ فِي نَظَرِي؛ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْلَمُ مِنَ التَّصْحِيْفِ وَالتَّحْرِيْفِ.
وَقَدْ قَدَّمَا لَهُ بِمُقَدِّمَةٍ عَنْ حَيَاةِ المُؤَلِّفِ وَأَخْبَارِهِ، وَوَصَفَا الكِتَابَ وَصَنَعَا لَهُ فَهَارِسَ مُتَنَوِّعَةً فِي آخِرِ الجُزْءِ، وَهَذَا كُلُّ مَا يَطْلُبُهُ البَاحِثُ.
ثُمَّ أَعَادَ طَبْعَهُ كَامِلًا فِي مُجَلَّدَيْنِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ حَامِد الفَقِي (وَقَفَ عَلَى طبْعِهِ وَصَحَّحَهُ) سَنَةَ (1952 م)، وَطُبِعَ فِي مَطْبَعَةِ السُّنَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ بِـ "مِصْرَ" بِأَمْرٍ مِنَ المَلِكِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَيْصَل آل سَعُوْدٍ رحمه الله وَقَدْ نَقَلَ طَبْعَةُ الجُزْءِ الأوَّلِ المَطْبُوْعِ بـ "دِمَشْقَ" الَّتِي سَبَقَ ذِكْرُهَا وَأَعَادَ صَفَّهَا دُوْنَ ذِكْرِ هَوَامِشِهَا، وَبِخَطَئِهَا وَصَوَابِهَا، دُوْنَ إِشَارَةٍ إِلَى ذلِكَ مِنْ قَرِيْبٍ أَوْ بَعِيْدٍ هذَا - فِي نَظَرِي - سَطْوٌ وَاعْتِدَاءٌ، وَقَدْ أَوْضَحْتُ ذلِكَ فِي هَوَامِشِ الكِتَابِ فِي طَبْعَتِي هَذِهِ. وَبَعْدَ انْتِهَاءِ الجُزْءِ الأوَّلِ ظَهَرَ الضَّعْفُ فِي القِرَاءَةِ وَكَثْرَةِ التَّصْحِيْفِ وَالتَّحْرِيْفِ فِي بَقِيَّةِ الكِتَابِ. وَلَمْ يُقَدِّمْ لَهُ بِمُقَدِّمَةٍ، وَلَا خَرَّجَ تَرَاجِمَهُ وَلَا صَنَعَ لَهُ فَهَارِسَ إِلَّا لأَسْمَاءِ المُتَرْجِمِيْنَ، وَبِعِبَارَاتِ مُلْبِسَةٍ
أَحْيَانًا، وَفِي هَوَامِشِ الكِتَابِ يَظْهَرُ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ تَعْلِيْقَاتٌ بَارِدَةٌ، وَفِي النَّصِّ حَذْفٌ، وَتَحْرِيْفٌ، وَزِيَادَةٌ، وَنَقْصٌ مُتَعَمَّدٌ أَحْيَانًا - تَوَرُّعًا -؟! وَرُبَّمَا فَسَّرَ بَعْضَ العِبَارَاتِ تَفْسِيْرًا اجْتِهَادِيًّا دُوْنَ ذِكْرِ المَصْدَرِ؟! وَهَذَا غَيْرُ مَقْبُوْلٍ، وَلَمْ يَكْشِفْ عَنِ النُّسْخَةِ الَّتِي اعْتَمَدَهَا فِي إِخْرَاجِ الكِتَابِ، وَيَصِفُهَا، وَيَذْكُرُ فَضَائِلَهَا، كَمَا هِيَ عَادَةُ المُحَقِّقِيْنَ قَالَ في (1/ 143):"مَخْطُوْطَةٌ بِأَيْدِيْنا" وَرُبَّمَا أَشَارَ فِي بَعْضِ المَوَاضِعِ إِلَى المُقَابَلَةِ إِلَى نُسْخَةٍ يُسَمِّيْهَا "خَطِّيَّةُ الإدَارَةِ الثَّقَافِيَّةِ" (1/ 74، 80، 84، 86، 89، 92، 126
…
) وَتَصْحِيْحَاتُهُ مِنْهَا هِيَ الأَكْثَرُ صَوَابًا فِي الغَالِبِ يَجْعَلُهَا فِي الهَامِشِ وَيُبْقِي عَلَى الخَطَإِ فِي الأَصْلِ. وَمَعَ هَذَا فَالطَّبْعَةُ - في جُمْلَتِهَا - جَيِّدَةٌ، لَكِنَّهَا غَيْرُ مُتْقَنَةٍ، فَلَيْسَ فِيْهَا نَقْصٌ فِي التَّرَاجِمِ. وَيَظْهَرُ أَنَّ العَجَلَةِ المُذْهِلَةَ الَّتِي يُرِيْدُ الشَّيْخُ مِنْ وَرَائِهَا نَشْرَ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ الكُتُبِ الَّتِي كُلِّفَ بِنَشْرِهَا، فَهِيَ كَثِيْرَةُ العَدَدِ، ضَعِيْفَةُ النَّشْرِ جِدًّا. وَكِتَابُنَا هَذَا أَحْسَنُ حَالًا مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الكُتُبِ الَّتِي وَقَفَ الشَّيْخُ مُحَمَّد حَامِد الفَقِي عَلَى طَبْعِهَا وَتَصْحِيْحِهَا مِنْ مُؤَلَّفَاتِ السَّلَفِ رحمهم الله، لِذَا قُلْتُ: جَيِّدَةٌ فَالجَوْدَةُ نِسْبِيَّة إِذًا.
فَهَلْ جَنَى الشَّيْخُ مُحَمَّد حَامِد الفَقِي عَلَى مُؤَلَّفَاتِهِمْ مَعَ عِلْمِهِ وَفَضْلِهِ؟ أَظُنُّ ذلِكَ، وَهُوَ غَيْرُ مَعْذُوْرٍ، فَإِذَا كَانَ مُسْتَعْجِلًا لَا يَسْتَطِيْعُ بِالتَّأَنِّي وَالدِّرَاسَةِ وَالتَّوْثِيْقِ أَنْ يَطْبَعَ هَذَا العَدَدَ مِنَ الكُتُبِ عَلَى مَنْهَجٍ عِلْمِيٍّ صَحِيْحٍ، فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِيْنَ بِغَيْرِهِ، ولَنْ يُعْدَمَ الرِّجَالَ فِي أَرْضِ الكِنَانَةِ آنَذَاكَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَسَامَحَهُ، وَعَفَا عَنَّا وَعَنْهُ. وأَلْحَقَ فِي آخِرِ الكِتَابِ تَرْجَمَةَ ابنِ قَاضِي الجَبَلِ
أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ (ت: 771 هـ) وَمَعْلُوْمٌ أَنَّ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ لَيْسَتْ مِنْ كِتَابِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، وَإِنَّمَا هِيَ مُلْحَقَةٌ بِهِ عَنِ "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ" يُرَاجَعُ المَقْصَدُ:(1/ 93).
ثُمَّ قَالَ: "وَيَلِيْهِ مُلْحَقٌ فِيْهِ تَرَاجِمُ الحَنَابِلَةِ الَّذِيْنَ ذَكَرَهُمُ السُّيُوْطِيُّ فِي "بُغْيَةِ الوُعَاةِ" ثُمَّ ذَكَرَ تَرْجَمَةَ عَلِيِّ بنِ فَضَّالٍ المُجَاشِعِيِّ، ثُمَّ ذَكَرَ (58) ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ تَرْجَمَةً بَعْدَ تَرْجَمَةِ ابنِ فَضَّالٍ، وَهِيَ تَرَاجِمُ مُخْتَصَرَةٌ جِدًّا.
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: الصَّحِيْحُ إِنَّ السُّيُوْطِيَّ رحمه الله لَمْ يَذْكُرْ في "البُغْيَةِ" مِنْ هَذِهِ التَّرَاجِمِ إِلَّا تَرْجَمَةَ ابنِ فَضَّالٍ، وَمَا عَدَاهَا مِنْ مَصَادِرَ مُخْتَلفَةٍ، وَهَذِهِ التَّرَاجِمُ وَغَيْرُهَا اسْتَدْرَكَهَا ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ صَاحِبُ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" عَلَى نُسْخَةِ (أ) وَهِيَ أَصلُ النُّسْخَةِ الَّتِي اعْتَمَدَهَا الشَّيْخُ مُحَمَّد حَامِد الفَقي في نَشْرِ الكِتَابِ، وَهِيَ نُسْخَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّد حُسَيْن نَصِيْف الَّتِي نَقَلَهَا فِيْمَا يَظْهَرُ مِنْ نُسْخَةِ (أ) وَالَّتِي نَقَلَ مِنْهَا أَيْضًا الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنِيْع، وَصَحَّحَهَا وَقَابَلَهَا بِمُسَاعَدَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُطْلِق الفُهَيْد سَنَةَ (1351 هـ). وَقَدِ اطَّلَعْتُ عَلَى هَذِهِ النُّسْخَةِ، وَهِيَ الآنَ فِي مَكْتَبَةِ الحَرَمِ المَكِّيِّ، وَلَمْ أَبْحَثْ عَنْ نُسْخَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّد حَامِد الفقي؛ لأنَّهُمَا مَعًا يِرْجِعَانِ إِلَى نُسْخَةِ (أ)، وَهِيَ الَّتِي قَالَ: إِنَّهَا يَرْجِعُ عَهْدُ كِتَابَتِهَا إِلَى القَرْنِ التَّاسِعِ تَقْرِيْبًا. وَهَذَا المُلْحَقُ الَّذِي أَلْحَقَهُ الشَّيْخُ مُحَمَّد حَامِد الفَقِي غَرَّ كَثِيْرٌ مِنْ كِبَارِ البَاحِثِيْنَ وَالمُحَقِّقِيْنَ فَظَنُّوا أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ ابنِ رَجَبٍ فَرَاحُوا يَعْزُوْنَ فِي هَذِهِ التَّرَاجِمِ إِلَى "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" وَرُبَّمَا قَالُوا: "قَالَ ابنُ رَجَبٍ"؟! وَمَعْلُوْمٌ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ
كَلَامِ ابنِ رَجَبٍ؛ وَكَثِيْرٌ مِنَ المُسْتَدْرَكَاتِ الَّتِي تُلْحَقُ بِالكُتُبِ مِنَ النُصُوْصِ إِنَّمَا تَكُوْنَ مِنْ كَلَامِ المُؤَلِّفِ الَّذي لَمْ تَرِدْ فِي النُّسْخَةِ المُحَقَّقَةِ؛ لِنَقْصٍ فِيْهَا، أَوِ اخْتِصَارِهَا
…
كَلِمَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا:
يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنِ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: بَعْدَ طُوْلِ بَحْثٍ وَتَحَرٍّ، وَالوقُوْفِ عَلَى كَثِيْرٍ مِمَّا أُلِّفَ فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ أَقُوْلُ: الكُتُبُ المُعْتَبَرَة المُفِيْدَةُ الَّتي اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ هِيَ: "الطَّبَقَاتِ" للقَاضِي ابنِ أَبِي يَعْلَى، ثُمَّ "ذَيْلُهُ" هَذَا للحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، ثُمَّ ذَيْلَهُ "السُّحُبُ الوَابِلَةُ" لابنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ العُنَيْزِيُّ، ثُمَّ المَكِّيُّ، وهِيَ تُتَرْجِمُ للحَنَابِلَةِ مِنَ الإمَامِ أَحْمَدَ إِلَى مَا بَعْدَ سَنَةِ (1290 هـ) وَكَانَ لِي - وَللهِ الحَمْدُ - شَرَفُ المُشَارَكَةُ فِي تَحْقِيْقِهَا جَمِيْعًا، وَالتَّعْلِيْقِ عَلَيْهَا، وَاسْتِدْرَاكِ مَا اسْتَطَعْتُ اسْتِدْرَاكَهُ مِمَّا فَاتَهُمْ ذِكْرُهُ، وَلَمْ أَطَّلِعْ بَعْدُ عَلَى كِتَابِ "السَّابِلَةِ فِي الذَّيْلِ عَلَى السُّحُبِ الوَابِلَةِ" تَأْلِيْف عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غِمْلَاسٍ النَّجْدِيِّ الزُّبَيْرِيِّ الحَنْبَلِيِّ (ت: 1345 هـ) الَّذِي ذَيَّلَ بِهِ عَلَى "السُّحُبِ. . ."، لِذلِكَ لَا أَحْكُمُ عَلَيْهِ.
وَمَا عَدَا هَذِهِ الكُتُبِ المَوْجُوْدَةِ المَطْبُوْعَةِ - مَعَ كَثْرَتِهَا - فَبُنَيَّاتِ الطَّرِيْقِ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَخْلُو مِنْ فَائِدَةٍ، لَكِنْ كَمَا قِيْلَ:"كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الفِرَا"، وَ"مَنْ وَرَدَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السَّوَاقِيَا". هَذَا مَا أَرَاهُ الآنَ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
12 - وَصْفُ النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ المُعْتَمَدةُ في التَّحْقِيْقِ:
كتَابُ "الذَّيْل عَلَى طَبَقات الحَنَابِلَةِ" مِنْ أكْثَرِ كُتُبِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ
شُهْرَةً، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذلِكَ مِنْ كَثْرَةِ نُسَخِهِ فَقَدْ وَقَفْتُ لَهُ عَلَى مَا يَزِيْدُ عَلَى خَمْسَ عَشْرَةَ نُسْخَةٍ، وَلَا شَكَّ أَنَّ نُسَخَهُ المَوْجُوْدَةَ أكْثَرُ مِنْ ذلِكَ بِكَثِيْرٍ فَحَاوَلْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنْ نُسَخِهِ رَغْبَةً في الحُصُوْلِ عَلَى نُسْخَةِ المُؤَلِّفِ الَّتِي بِخَطِّه، فَإنَّها كَانَتْ مَوْجُوْدَةً في مَكَّةَ - شَرَّفَهَا اللهُ - كَمَا ذَكَرَ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ في "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" وَأَنَّهَا عِنْدَ شَيْخِهِ السُّنُوْسِيِّ. وَلَمَّا فَاتَنِي الحُصُوْلُ عَلَى نُسْخَةِ المُؤَلِّفِ عَوَّضَنِي اللهُ تَعَالَى بِنُسَخٍ جَيِّدَةٍ مُوَثَّقَةِ، قَرَأَهَا، وَمَلَكَهَا، وَصَحَّحَها عَدَدٌ مِنْ أَفَاضِلِ العُلَمَاءِ.
وَمِنْ هَذِهِ النُّسَخِ: نُسْخَةُ (أ) المَحْفُوْظَةُ في المَكْتَبَةِ الوَطَنِيَّةِ بعُنَيْزَةَ، عَدَدُ أَوْرَاقِهَا (242)، الجُزْءُ الأَوَّلُ مِنْهَا يَنْتَهِي بِالوَرَقَةِ (118) وَأُلْحِقَ فِيْهِ فِهْرِسْتٌ لأَسْمَاءِ المُتَرْجِمِيْنَ، ثُمَّ وَرَقَةٌ فِيْهَا فَوَائدَ خَارِجَةٌ عَنْ مَوْضُوْعِ الكِتَاب. ثُمَّ تَرْجَمَةٌ لابنِ قَاضِي الجَبَلِ مَنْقُوْلَةٌ عَنِ "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ" ثُمَّ فِهْرِسْتٌ آخَرُ للمُتَرْجِمِيْنَ بِخَطٍّ مُغَايِرٍ مُرَتَّبٍ عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ مَعَ ذِكْرِ رَقَمِ التَّرْجَمَةِ، يَلِيْهَا أَرْبَعُ وَرَقَاتٍ مَكْتُوْبَةٍ بِخَطٍّ دَقِيْقٍ، جِدًّا بِخَطِّ ابنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ صَاحِبُ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" اسْتَدْرَكَهَا عَلَى المُؤَلِّفِ، أَغْلَبُهَا عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" ذَكَرَ الرِّجَالَ، ثُمَّ النِّسَاءَ، وَيَبْدَأُ الجُزْءُ الثَّانِي بِـ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بَدَأَ بِتَرْجَمَةِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ. وَجَاءَ في آخِرِ الجُزْءِ الأوَّلِ اسْمُ النَّاسِخِ، وَتَارِيْخِ النَّسْخِ هَكَذَا: "وَكَانَ الفَرَاغُ مِنْ كِتَابَتِهِ في لَيْلَةٍ يُسْفِرُ صَبَاحُهَا عَنْ سَلْخِ شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ شُهُوْرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَثَمَانِمَائَةَ عَلَى يَدِ كَاتِبِهِ لِنَفْسِهِ، وَلِمَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ
بَعْدِهِ، أَقَلُّ عِبَادِ اللهِ، وَأَحْوَجُهُمْ إِلَى رَحْمَتِهِ، مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ صَالِحٍ الشَّهِيْرُ بِـ "ابنِ سُلَاتَةَ" الحَنْبَلِيُّ مَذْهَبًا وَمُعْتَقَدًا الطَّرَابُلُسِيُّ الشَّامِيُّ، عَفَا اللهُ عَنْهُ، وَعَنْ وَالِدَيْهِ، وَعَنْ مَشَايِخِهِ، وَعَنْ جَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ، وَالحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاسِخُهُ هَذَا عَالِمٌ جَلِيْلٌ (ت: 873 هـ)، كَانَ يَسْتَحْضِرُ كِتَابَ "القَوَاعِدِ" لابنِ رَجَبٍ، تَرْجَمَ لَهُ السَّخَاوِيُّ في الضَّوْءِ اللَّامِعِ (7/ 179)، والعُلَيْمِيُّ في المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 269)، ومُخْتَصَرِهِ (2/ 665)، وابن حُمَيْدٍ في السُّحُبِ الوَابِلَةِ (2/ 898).
وَهَذِهِ النُّسْخَةُ قَرَأَهَا ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ مَرَّتَيْنِ، وَصَحَّحَهَا، وَعَلَّقَ عَلَيْهَا، وَاسْتَدْرَكَ في هَوَامِشِهَا بَعْضَ مَنْ فَاتَ المُؤَلِّفُ ذِكْرَهُ، قَالَ فِي نِهَايَةِ الجُزْءِ الأَوَّلِ:"بَلَغَ قُصَاصَةً، وَتَتَبُّعًا، وَإِصْلَاحًا لِمَا ظَهَرَ لِلفَهْمِ الضَّعِيْفِ" وَأَرَّخَ ذلِكَ فِي 19 شَوَّالٍ سَنَةَ (1288 هـ). وَكَانَ ابنُ حُمَيْدٍ رحمه الله قَدْ قَالَ فِي نِهَايَةِ النُّسْخَةِ: "الحَمْدُ للهِ قَدْ أَنْهَاهُ مُطَالَعَةً، مُتَرَحِّمًا عَلَى مَنْ ذُكِرَ فِيه، رَاجيًا بَرَكَتَهُم، الفَقِيْرُ إِلَى رَبِّهِ العَلِيِّ عَبْدُهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدٍ الحَنْبَلِيُّ، عَامَلَهُ اللهُ بِلُطْفِهِ الخَفِيِّ وَالجَلِيِّ، آمِيْنَ، وَذلِكَ فِي مُدَّةِ لَيَالٍ آخرُهَا يُسْفِرُ صَبَاحُهَا عَنْ يَوْمِ الأَحَدِ
…
سَنَةَ (1271 هـ). قَبْلَ القِرَاءَةِ السَّابِقَةِ بِمَا يَزِيْد عَلَى سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَابنُ حُمَيْدٍ رحمه الله قَرَأَهُ لِلمَرَّةِ الأُولى قَبْلَ تَأْلِيْفِ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" وَقَرَأَهُ ثَانِيَةً قُصَاصَةً، وَتَتَبُّعًا، وإصْلَاحًا بَعْدَ ذلِكَ؛ لأنَّهُ عَقَدَ العَزْمَ عَلَى الاسْتِدْرَاكِ عَلَيْهِ.
وَمَلَكَ هَذِهِ النُّسْخَةِ عَبْدُ اللَّطِيْفِ الحَنْبَلِيُّ؟! ثُمَّ آلَتْ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدِ بنِ
عَبْدِ اللَّطِيْفِ الحَنْبَلِيِّ، الإِمَامِ بِالجَامِعِ الشَّرِيْفِ الأُمَوِيِّ، بِطَرِيْقِ الإِرْثِ مِنْ وَالِدِهِ عُفِيَ عَنْهُ. وَامْتَلكَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَدِيْدٍ، وَعَلَيْهَا خَطُّهُ، وَإبْرَاهِيْمُ شَيْخٌ، عَالِمٌ، حَنْبَلِيُّ، نَجْدِيٌّ (ت: 1232 هـ) تَرْجَمَ لَهُ ابنُ حُمَيْدٍ فِي السُّحُبِ الوَابِلَةِ (1/ 71).
- نُسخَةُ (ب) وَهَي المَحْفُوْظَةُ في مَكْتَبَةِ بِرْلِيْنَ رَقم (1195) عَدَدُ أَوْرَاقِهَا (214) خَطُّهَا وَاضِحٌ، نَسْخِيٌّ، مُتْقَنٌ، جُزْؤُهَا الأَوَّلُ يَنْتَهِي فِي الوَرَقَةِ (115) جَاءَ فيْهَا: "آخِرُ الجُزْءِ الأَوَّلِ يَتْلُوْهُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - فِي الجُزْءِ الثَّانِي بِتَرْجَمَةِ الشَّيْخِ، العَالِمِ، الحَافِظِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ (كَذَا) [صوَابُهَا أَبِي مُحَمَّدٍ] حَافِظِ الوَقْتِ عَبْدُ الغَنِيَّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيِّ رحمه الله وَكَانَ الفَرَاغُ مِنْ كِتَابَتِهِ خَامِسَ شَعْبَانَ المُبَارَكِ سَنَةَ ثَلَاثِيْنَ وَثَمَانِمَائَةَ عَلَى يَدِ كَاتِبِهِ لِنَفْسِهِ أَقَلِّ عِبَادِ اللهِ وَأَفْقَرِهِمْ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى: أَبُو [أَبِي] المَكَارِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ الزَّيْنِ، القَسْطَلَّانِيِّ، المَكِّيِّ، الحَنْبَلِيِّ، عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَعَنْ وَالِدَيْهِ، وَعَنِ المُسْلِمِيْنَ أَجْمَعِيْنَ.
وَبَدَأَ الجُزْءَ الثَّانِي بِـ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".
وفي آخِرِ الجُزْءِ الثَّانِي قَالَ النَّاسِخُ: "فَرَغْتُ مِنْ نَسْخِ هَذَا الكِتَابِ المُبَارَكِ بِحَمْدِ اللهِ وَعَوْنِهِ وَحُسْنِ تَوْفِيْقِهِ بَعْدَ صَلاةِ العَصْرِ فِي اليَوْمِ المُبَارَكِ يَوْمِ السَّبْتِ خَامِسَ عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى مِنْ شُهُوْرِ إحْدَى وَثَلَاثِيْنَ وَثَمَانِمَائَةَ، أَحْسَنَ اللهُ عَاقِبَتَهَا فِي خَيْرٍ وَسَلَامَةٍ، فِي مَسْجِدِ عَلَاءِ الدِّيْنِ التَّدْمُرِيِّ، وَعَلَّقَهُ
لِنَفْسِهِ أَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدٌ
…
وَالنُّسْخَةُ مُصَحَّحَةٌ وَمُقَابَلَةٌ وَعَلَيْهَا بَعْضُ الهَوَامِشِ، وَفِي أَوَاخِرِ التَّرَاجِمِ بَيَاضَاتِ قَلِيْلَةٌ، ونَاسِخُ النُّسْخَةِ عَالِمٌ جَلِيْلٌ، مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ، مَكِّيَّةٍ، مَشْهُوْرَةٍ، وَهُوَ مُتَرْجَمٌ فِي إتْحَافِ الوَرَى (4/ 54)، وَالضَّوْءِ اللَّامِعِ (7/ 80)، وَالسُّحُبِ الوَابِلَةِ (3/ 958).
وَفِي أَوَّلِ وَرَقَةٍ مِنَ النُّسْخَةِ بِخَطٍّ مُغَايِرٍ لِخَطِّ الأَصْلِ سَنَدُ رِوَايَةِ الكِتَابِ، تَقَدَّمَ ذِكْرُ نَصِّهِ فِي مَبْحَثِ (سَنَدِ رِوَايَةِ الكِتَابِ)، تَبَيَّنَ أَنَّهَا بِخَطِّ العَلَّامَةِ السَّفَّارِيْنِيِّ المُؤَلِّفِ المَشْهُوْرِ، الحَنْبَلِيِّ (ت: 1189 هـ) كَمَا سَبَقَ.
وَعَلَيْهَا تَمَلُّكَاتٌ لِعُلَمَاءَ أَفَاضِلَ، مِنْهُمْ: أَبُو الصِّدْقِ، أبُو بَكْرِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَكِيْمُ، الذَّبَّاحُ، الحَنْبَلِيُّ، الإمامُ بِمَدْرَسةِ أَبي عُمَرَ. وَالمَذْكُوْرُ عَالِمٌ جَلِيْلٌ (ت: 985 هـ) لَهُ أَخْبَارٌ فِي الكَوَاكِبِ السَّائِرَةِ (3/ 93)، وتَرَاجِمِ الأَعَيْانِ (1/ 279)، وَالنَّعْتِ الأَكْمَلِ (149)، وَمُخْتَصَرِ طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ للشَّطِّيِّ (89).
وَمَلَكَهُ أَبُو بَكْرِ بنُ زَيْتُوْنَ، جَاءَ فِي وَرَقَةِ العُنْوَانِ: "الحَمْدُ للهِ، نَظَرَ في هَذَا الكِتَابِ الشَّرِيْفِ، دَاعِيًا لِمَالِكِهِ بارْتِقَاءِ كُلِّ مَقَامٍ مُنِيْفٍ، سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا المُدَقِّقِ [العلَّامَةِ]، وَالحَبْرِ المُحَقِّقِ الفَهَّامَةِ، الشَّيْخِ أبُو بَكْرِ بنِ زَيْتُوْنَ [كَتَبَهُ] مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَرْزِنَاتُ الحَنْبَليُّ. وأَبُو بَكْرِ بنُ زَيْتُوْنِ هَذَا: عَالِمٌ جَلِيْلٌ، حَنْبَلِيُّ، مِنْ تَلَامِيْذِ الحَجَّاوِيِّ، وَهُوَ شَيْخُ مَدْرَسَةِ أَبِي عُمَرَ (ت: 1012 هـ) أَخْبَارُهُ فِي لُطْفِ السَّمَرِ (1/ 257)، وَالنَّعْتِ الأَكْمَلِ (176)
…
وَمُطَالِعُ الكِتَابِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَرْزِنَاتُ: عَالِمٌ حَنْبَليٌّ، لَهُ
أَخْبَارٌ فِي النَّعْتِ الأَكْمَلِ (177)، وَالسُّحب الوَابِلَةِ (3/ 1036).
ومَلَكَهُ الشَّيْخُ إبْرَاهِيْمُ بنُ جَدِيْدٍ المَذْكُوْرُ في النُّسْخَةِ (أ) ثُمَّ جَاءَ عَلَى الغُلَافِ أَيْضًا قَالَ: "آلَ بِالشِّرَاءِ الشَّرْعِيِّ إِلى يَدِ الفَقِيْرِ إِلَى اللهِ نَاصرِ بنِ إبْرَاهِيْمَ بنِ جَدِيْدٍ، النَّجْدِيِّ، الحَنْبَلِيِّ عَفَا اللهُ عَنْهُ، آمِيْنَ. وَلَا أَدْرِي هَلِ المَذْكُوْرُ وَالِدُ سَابِقِهِ، أَوْ وَلَدُهُ؟! كَمَا مَلَكَه مُحَمَّدُ بنُ
…
العَرْقُوْتُ.
- نُسْخَةُ (ج) وَهِيَ المُحْفُوْظَةُ في مَكْتَبَةِ كُوْبَرلي بتُرْكِيَّا ذَاتُ الرَّقَمِ (1115) عَدَدُ أَوْرَاقِها (287) يَنْتَهِي الجُزْءُ الأَوَّلُ فِي الوَرَقَةِ (149) خُتِمَ الجُزْءُ الأوَّلُ بِقَوْلِهِ: "آخِر الجُزْءِ الأَوَّلِ" دُوْنَ زِيَادَةٍ، وَهِيَ نُسْخَةٌ تَامَّةٌ مُتْقَنَةٌ خَطُّهَا نَسْخِيٌّ وَاضِحٌ لَيْسَ بِالجَمِيْلِ، لَكِنَّهُ خَطُّ عَالِم، مُلِمِّ بأُصُوْلِ النَّسْخِ وَالكِتَابَةِ، قَلِيْلِ التَّصْحِيْفِ وَالتَّحْرِيْفِ. فِي أَوَّلِهَا فِهْرِسْتٌ بِأَسْمَاءِ المُتَرْجِمِيْنَ. وَآخِرُهَا: "تَمَّ الكِتَابُ بِحَمْدِ اللهِ وَعَوْنِهِ وَحُسْنِ تَوْفِيْقِهِ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. وَوَافَقَ الفَرَاغُ مِنْهُ فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ صَفَرِ الخَيْرِ سَنَةَ (836 هـ) كَتَبَهُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَالِمُ، المُقْرِئُ، شِهَابُ الدِّيْن أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ اليُبْنَاوِيُّ المَكِّيُّ الحَنْبَليُّ كَانَ اللهُ لَهُ، وَغَفَرَ لهُ
…
وبَعْدَهُ خَطُّ مَطْمُوْسٌ
…
ثُمَّ: أَبْقَاهُ اللهُ وأَحْيَاهُ الحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ فِي خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ
…
إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٍ، وَيَظْهَرُ أنَّ النَّاسِخَ المَذْكُوْرَ نَسَخَهَا بِرَسْمِ أَحَدِ الفُضَلَاءِ الَّذِي طُمِسَ اسمُهُ.
وَنَاسِخُهُ هَذَا عَالِمٌ جَلِيْلٌ أَيْضًا تَرْجَمَ لَهُ السَّخَاوِيُّ في الضَّوْءِ اللَّامِعِ:
1/ 354، وَابنُ فَهْدٍ في إِتْحَافِ الوَرَى: 4/ 122، وَلَهُ أَخْبَارٌ في "الدُّرِّ الكَمِيْنِ" وَعُنْوَان الزَّمَانِ للبِقَاعِيِّ ورقة:(15) وَرَأَيْتُ خَطَّهُ عَلَى بَعْضِ المَخْطُوَطَاتِ مِئهَا "مَشْيَخَةُ ابنِ البُخَارِيُّ" وَصَفَهُ البُرْهَانُ الحَلَبِيُّ بِـ: "الشَّيْخِ، الفَاضِلِ، المُحَدِّثِ، وَأنَّهُ سَرِيْعُ القِرَاءَةِ صَحِيْحُهَا" وَذَكَرَ كَثِيْرًا مِنْ مَحْفُوظَاتِهِ مِنَ الكُتُبِ، وَسَمَاعَاتِهِ مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ وَغَيْرِهَا وَفِيْهَا:"مَشْيَخَةُ ابنِ البُخَارِيِّ" المَذْكُوْرَةِ آنِفًا.
وَقَارَنَ مُحَقِّقَا الجُزْءِ الأَوَّلِ هَذِهِ النُّسْخَةِ بِنُصُوْصِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ" فَتَبَيَّنَ لَهُمَا أَنَّهُ "قَدْ أَخَذَ مِنْ هَذِهِ النُّسْخَةِ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ فَرِوَايَاتُهُ تُشْبِهُ رِوَايَاتِهَا تَمَامًا" وَصُوِّرَتْ هَذِهِ النُّسْخَةُ لِدَارِ الكُتُبِ بِالقَاهِرَةِ سَنَةَ (1924 م) وَهِيَ هُنَاكَ رقم (1523) تَارِيْخُ. وَقَرَأَهَا وَامْتَلَكَهَا مَجْمُوْعَةٌ مِنَ العُلَمَاء مِنْهُم: بُرْهَانُ الدِّيْنِ إبْرَاهِيْمُ بنُ مُفْلِحٍ صَاحِبُ "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ"(ت: 884 هـ)، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الدَّاوُدِيُّ صَاحِبُ "طَبَقَاتِ المُفَسِّرِين" (ت: 945 هـ)، وَعَلِيُّ بنُ أَمْرِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ سَنَةَ (974 هـ) وَدَرْوِيْشُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّيِّدِ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ .. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْسُفَ الحَنْبَلِيُّ، وَعْبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ، وعَلِيٌّ الحَمَوِيُّ الحَنَفِيُّ، وعُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ الطُّيُوْلِ. زَوَّدَنِي بِنُسْخَةٍ مُصَوَّرَةٍ مِنْهَا أَخِي الفَاضِلُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ نَاصِرٍ العَجْمِيُّ - حَفِظَه اللهُ تَعَالَى -، وَهِيَ مِنْ أَجْوَدِ النُّسَخِ وَأَوْفَاهَا.
- نُسخَةُ (د) وَهِيَ النُّسْخَةُ المَوْجُوْدَةُ في مَكْتَبَةِ السُّلْطَان أَحْمَدُ الثَّالِثُ بِتُركيَّا رَقَم (2838) نُسْخَةٌ كَامِلَةٌ، جَيِّدةٌ، وَاضِحَةُ الخَطِّ، مُتْقَنَةٌ، قَلِيْلَةُ
التَّصْحِيفِ وَالتَّحْرِيفِ، في مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ، لم تُجَزَّأْ كما رَأَيْنَا في النُّسَخِ السَّابِقَةِ، جَاءَ في آخِرِهَا:"انْتَهَتْ كِتَابَتُهُ "بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةِ" تِجَاهَ الكَعْبَةِ المُعَظَّمَةِ زَادَهَا اللهُ تَعْظِيْمًا، وَمَهَابَةً، وَتَكْرِيْمًا، عَلَى يَدِ الفَقِيْرِ إِلى عَفْوِ اللهِ، وَالمُلْتَجِيء إِلَى حَرَمِ الإِلَهِ عَبْدِ القَادِرِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزُ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيِّ، عَفَا اللهُ عَنْ زَلَّاتِهِ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، وَغَفَرَ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ، وَمَشَايِخِهِ، وَأَحْبَابِهِ وَجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ، آمِيْنَ، في العِشْرِيْنَ من جُمَادَى الأوْلَى المُبَارَكِ عَامَ (874 هـ) أَحْسَنَ اللهُ لِي تَقَضِّيْهَا، آمِيْنَ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ، أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيْمَ".
وَالنَّاسِخُ عَالِمٌ، فَاضِلٌ مُتَرْجَمٌ فِي الضَّوْءِ اللَّامع (4/ 276) قَالَ:". . . وَكَذَا لَازَمَنِي زَمَنًا، وَكَتَبَ مِنْ تَصَانِيْفِي جُمْلَةً، وَقَرَأَ عَلَيَّ أَشْيَاءَ مِنْهَا دِرَايَةً وَرِوَايَةً، وَاغْتُبِطَ بِهَا، بَلْ كَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ مِنْ غَيْرِهَا، وَحَجَّ وَأَقَامَ "بِمَكَّةَ" خَمْسَ سِنِيْنَ. . ." وَهُوَ نَفْسُهُ نَاسِخُ "الطَّبَقَاتِ" لابنِ أَبي يَعْلَى نُسْخَةِ "يَنى جَامع" بِتُرْكِيَّا رقم (688) كَتَبَهَا تِجَاهَ الكَعْبَةِ أَيْضًا سَنَةَ (876 هـ) أَيْ: بَعْدَ نَسْخِ "الذَّيْلِ" كَمَا تَرَى.
- نسخة (هـ) وَهِيَ النُّسْخَةُ المَحْفُوْظَةُ في المكتبة الظَّاهِرِيَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" رقم (61) تَارِيْخ عَدَدُ أَورَاقِهَا (339) خَطُّها نَسْخِيٌّ واضِحُ، تَامَّةٌ لا نَقْصَ فِيْهَا قَدِيْمَةٌ جدًّا هِيَ أَقْدَمُ النُّسَخِ الَّتِي اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا، مَكتُوبةٌ سَنَةَ 800 هـ ثَمَانِمائة، لكِنَّها كَثَيْرَةُ التَّصحِيْفِ وَالتَّحْرِيْفِ بِحَيْثُ لَا يَصِحُّ الاعْتِماد عَلَيْهَا مَعَ وُجُوْدُ النُّسَخِ الجَيِّدَةِ السَّالِفَةِ الذِّكْرِ. لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ النَّاسِخِ، والَّذِي يَظْهَرُ
لِي أَنَّ نَاسِخَهَا مِنْ تَلَامِيْذِ المُؤَلِّفِ. وَهِيَ في مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ لم تُجَزَّأْ وَذَكَرَ تَرْجَمَةَ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ بَعْدَ سَابِقِهِ، وَلَمْ يَخْتِم الجُزْءِ الأَوَّلِ كَمَا رَأَيْنَا فِي أَغْلَبِ النُّسَخِ. تَمَلَّكَهَا عَبْدُ البَاسِطِ العَلْمَوِيُّ سَنَةَ 972 هـ، وَهُوَ عَالِمٌ مَشْهُوْرٌ لَهُ ذِكْرٌ وأَخْبَارٌ (ت: 981 هـ) وَاسْمُهُ كَامِلًا: عَبْدُ البَاسِطِ بنُ مُوْسَى بنِ مُحْمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. فَقِيْهٌ، دِمَشْقِيٌّ، شَافِعِيُّ المَذْهَبِ رَأَيْتُ خَطَّهُ عَلَى كثيرٍ من الكُتُب.
جَاءَ في وَرَقَةِ العُنْوَانِ: "مِنْ كُتُبِ الفَقِيْرِ إلى اللهِ تَعَالَى عَبْدِ الباسِطِ بن العَلْمَوِيِّ في صَفَرٍ سنة 972 هـ. وَكُتِبَ عَلَى وَرَقَةِ العُنْوَانِ أَيْضًا: طَالَعَهُ أَضْعَفُ عِبَادِ مُنْشِيءِ الكَائِنَاتِ، خَادِمُ الفُقَرَاءِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المِرْزِنَاتُ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ تَوْبَةً نَصُوْحًا، وَلَا جَعَلَهُ بِذَنْبِهِ مَفْضُوْحًا. ومُحَمَّدٌ المَذْكُوْرُ هُنَا عَالِمٌ حَنْبَلِيٌّ سَبَقَ ذِكْرُهُ وَأَنَّهُ طَالَعَ نُسْخَة بِرْلِيْنَ (ب) وَنَظَرَ فيه أَيْضًا الشَّيْخُ مُحَمَّدُ
…
المالح سَنَةَ 1326 هـ. وَوَقَفَهُ الوَزِيْرُ المُعَظَّمُ، وَالمُشِيْرُ المُفَخَّمُ
…
الحَاج أَسْعَد بَاشَا وَالِي الشَّامِ .. وَعَلَيْه أخْتَامٌ تَعَذَّرَتِ قِرَاءَتُها. وَيَظْهَرُ أَنَّ المَذْكُوْرَ أَسْعَدُ بَاشَا بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن إبْرَاهِيْمَ العَظْمُ (ت: 1171 هـ).
- نُسْخَةُ (و) وَهيَ النُّسْخَةُ المَحْفُوْظَةُ في مَكْتَبَةِ رَئِيْسِ الكُتَّابِ مُصْطَفَى بِتُركِيَّا ذَاتُ الرَّقَم (669) عَدَدُ أَوْرَاقِهَا (340) مُجَلَّدٌ وَاحِدٌ يَنْتَهِي الجُزْءُ الأَوَّلُ مِنْهُ في الوَرَقَةِ (169) جَاءَ فِيْهَا: آخِرُ الجُزْءِ الأَوَّلُ يَتْلُوْهُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - الجُزْءُ الثَّانِي بِتَرْجَمَةِ الشَّيْخِ الإِمَامِ الحَافِظِ تَقِيِّ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ [(كذا؟!) صَوَابُهَا أَبي] حَافِظِ الوَقْتِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيِّ رحمه الله وكان الفَرَاغُ من كِتَابَتِهِ في مُسْتَهَلِّ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِمَائَةَ عَلَى يَدِ
أَفْقَرِ عِبَادِ اللهِ إسْمَاعِيْلَ الزُّرَعِيِّ الشَّافِعِيِّ - عَفَا اللهُ عَنْهُ وعن المُسْلِمِيْنَ أَجْمَعِيْنَ - بِرَسْمِ المَوْلَى الأَجَلِّ، الشَّيْخِ، تَقِيِّ الدِّيْنِ المَعْرُوْفِ بـ "ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ" فَسَحَ اللهُ فِي مُدَّتِهِ آمِيْنَ. ثُمَّ تَلَاهَا فِهْرِسْت للمُتَرْجِمِيْنَ وفي آخِرِ النُّسْخَةِ: "تَمَّ - بِحَمْدِ اللهِ وَعَوْنِهِ وَحُسْنِ تَوْفِيْقِهِ - بَعْدَ أَذَانِ الفَجْرِ، صَبِيْحَةَ يَوْمِ السَّبْتِ سَلْخَ شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِمَائَةَ، وَكَتَبَهُ بِسُرْعَةٍ العَبْدُ الفَقِيْرُ المُعْتَرِفُ بِالتَّقْصِيْرِ إِسْمَاعِيْلُ الزُّرَعِيُّ الشَّافِعِيُّ عَفَا اللهُ عَنْهُ، وَخَتَمَ لَهُ بَخيْرٍ والمُسْلِمِيْنَ أَجْمَعِيْنَ بِرَسْمِ المَوْلَى الأَجَلِّ شَيْخِي وَقُدْوَتِي الجَامِعُ بَيْنَ خُلَّتَيْ العِلْمِ والعَمَلِ، وَفَضِيْلَتَيِ الشَّجَاعَةِ والكَرَمِ، الشَّيْخِ
…
فَسَحَ اللهُ في مُدَّتِهِ، وَغَفَرَ لَهُ وَلَنَا وَلِوَالِدِيْنَا وَلِجَمِيع المُسْلِمِيْنَ. بَلَغَ مُطَالَعَةٍ عَلَى نُسْخَةِ المُصَنِّفِ، ثُمَّ قُوْبِلَ مَرَّةً ثَانِيَةً بِنُسْخَةِ "عَبْدِ الرَّحْمنِ"؟! وَعُنْوَانُ الكِتَابِ وَديْبَاجَتُهُ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَنْصَارِيِّ الذي دَوَّنَ اسْمَهُ في حَاشِيَة وَرَقَةِ العُنْوَانِ وَأَرَّخَ ذلِكَ سَنَةَ 804 هـ بعد نسخه بِسَنَتَيْنِ، وَفِي أَوَائِلِ الكِتَابِ عُنْوَانَاتٌ جانبيَّة للتَّرَاجِمِ بِخَطِّهِ النَّسْخِيِّ الجَمِيْلِ جدًّا. ثُمَّ أَظْهَرَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ خَالِدٍ السَّعْدِي عِنَايَةً أُخْرَى بِالنُّسْخَةِ قَالَ في وَرَقَةِ العنوان: "عُوْرِضَتْ هَذِهِ النُّسخَةُ بِنُسْخَةٍ أُخْرَى، وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا سُقُمٌ كَثِيْرٌ وَقَدْ أَصْلَحْتُ فِيْهِمَا تَيَسَّرَ إِصْلاحُهُ، وَمَعَ ذلِكَ بَقِيَ فيها مَوَاضِعُ تَحْتَاجُ إِلَى التَّحْرِيْرِ، وَمِنَ الغَرِيْبِ أَنَّهُ عِنْدَ انْتِهَاءِ المُقَابَلَةِ رَأَيْتُ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّيْنِ، مُؤَلِّفَ الكِتَابِ - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ - فِي المَنَامِ وَهُوَ ضَاحِكٌ مُسْتَبْشِرٌ، وَأُلْقِيَ في خَاطِرِي - فِي المَنَامِ أَيْضًا - أنَّ المَسْأَلَةَ المَذْكُوْرَةَ سَبَبٌ
لِذلِكَ فَاللهُ تَعَالَى يَتَغَمَّدُهُ بِرَحْمَتِهِ وَيَنْفَعُنَا بِبَرَكَاتِهِ وَبَرَكَاتِ عُلُوْمِهِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ. كَتَبَهُ أَفْقَرُ عِبَادِ اللهِ إِلَى مَغْفِرَتِهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ خَالِدٍ السَّعْدِيُّ الحَنْبَلِيُّ عَفَا الله عَنْهُم".
ومُحَمَّدٌ السَّعْدِيُّ (ت: 900 هـ) هَذَا عَالِمٌ، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ، صَاحِبُ "الجَوْهَرِ المُحَصَّلِ فِي مَنَاقِبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ"(مَطبُوعٌ) وَهُوَ شَيْخُ العُلَيْمِيِّ صَاحِبِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدَ" خَتَمَ بِهِ كِتَابَهُ المَذْكُوْرَ.
وفي هَامِشِ آخِرُ وَرَقَةٍ مِنَ النُّسْخَةِ مُطَالَعَةٍ نَصُّهَا: "نَظَرَ فيه، دَاعِيًا لِمَالِكِهِ العَبْدِ الفَقِيْرِ المُسْتَمِدُّ مِنَ اللهِ الغُفْرَان خَيْرًا مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بن شَعْبَانَ بنِ مَرادخَانَ. حَشَرَهُ اللهُ تَعَالَى في زُمْرَةِ أَوْلِيَائهِ، وأَدْخَلَهُ دَارَ الرِّضْوَانِ" مَكْتُوْبَةٌ بِخَطٍّ فَارِسِيٍّ دَقِيْقٍ جَمِيْلٍ. ويظهر في هَوَامِشِ الكِتَابِ مِنْ تَصْحِيْحَاتِهِ وتَعْلِيْقَاتِهِ.
وَهَذِهِ النُّسْخَةُ أَجْوَدُ النُّسَخِ عَلَى الإطْلَاقِ حَتَّى الآنَ، فَهِيَ تَامَّةٌ مُتْقَنَةُ الخَطِّ قَرَأَهَا وَصَحَّحَهَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمن الأَنْصَارِيُّ الحَنْبَلِيُّ وَهُوَ بِكُلِّ تَأْكِيْدٍ عَالِمٌ فَاضِلٌ بِدَلِيْلِ إتْقَانِ خَطِّه وَجَوْدَةِ ضَبْطِهِ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ، ومُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ المَذْكُوْرِ وَقُوْبِلَتْ مَرَّتَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى نُسْخَةِ المُؤَلِّفِ وَتَصْحِيْحَاتُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبي بَكْرٍ السَّعْدِيِّ ظَاهِرَةٌ وَاضِحَةٌ في هَوَامِشِ الكتاب.
وَكُلُّ نُسْخَةٍ مِنْ هَذِهِ النُّسَخِ - مَا عَدَا نُسْخَةِ (هـ) - تَصْلُحُ أَنْ تَكُوْنَ أَصْلًا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ. لكِنَّنِي رَأَيْتُ الجَمْعَ بَيْنَ هَذِهِ النُّسَخٍ دُوْنَ اعْتِمَادِ أَصْلٍ لأنَّهَا تَسَاوَتْ في الجَوْدَةِ وَاسْتَبْعَدْتُّ النُّسَخَ المُحَرَّفَةَ؛ لِذلِكَ قَلَّتْ فِي
الهَوَامِشِ الفُرُوْقُ الَّتِي تُثْقِلُ الهَوَامِشِ.
وَلِلْكِتَابِ نُسَخٌ أُخْرَى مِنْهَا:
- نُسْخَةٌ خَاصَّةٌ عِنْدَ أَبْنَاءِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَسَّامِ (ت: 1408 هـ) رحمه الله ذَكَرَهَا لِي شَيْخُنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَالِحِ البَسَّامَ رحمه الله فاتَّصَلْتُ بِهِمْ فَتَكَرَّمُوا بِتَصْوِيْرِهَا. وَلَمْ أُخْبِرِ الشَّيْخَ بِذلِكَ، وَكَانَ الشَّيْخُ قَدْ سَعَى مِنْ جِهَتِهِ فِي الحُصُوْلِ عَلَيْهَا، فَاتَّصَلَ بِي الشَّيَخُ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا الآنَ بَيْنَ يَدَيْهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَرَحِمَهُ وَجَزَاهُ عَنِّي خَيْرَ الجَزَاءِ وَأَثَابَهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ. وَهَذِهِ النُّسْخَةُ قَدِيْمَةٌ خَطُّهَا وَاضِحٌ جَمِيْلٌ تَمَلَّكَهَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الكَرِيْم بنِ شِبْلٍ سَنَةَ (1285 هـ) وَهُوَ مِنْ عُلَمَاء عُنَيْزَة، وَاسْتَعَارَهَا مِنْهُ الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ مَانِعٍ وَكَتَبَ خَطَّهُ سَنَةَ (1290 هـ) وَهُمَا مِنْ أَفَاضِل عُلَمَاءِ عُنَيْزَة والنُّسْخَةُ مُصَحَّحَةٌ، وِفي آخِرَها بَيَاضاتٌ في مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ.
- وَفِي الظَّاهِرِيَّةِ نُسْخَةٌ كُتِبَتْ سَنَةَ (834 هـ)، وَفِي الهِنْدِ بِنَكْيبُور رقم (2466) الجُزْءُ الأوَّل، وَالجُزْءُ الثَّانِي في خِزَانَةِ نَدْوَةِ العُلَمَاءِ، والثَّالِثُ فِي المَكْتَبَةِ السِّنْدِيَّةِ بِخَطٍّ قَدِيْمٍ. وَفِي مَكْتَبَةِ السُّلْطَان أَحْمَدَ الثَّالِثِ نُسْخَةٌ أُخْرَى رقم (1839) كُتِبَتْ سَنَةَ (899 هـ). وَفِي مَكْتَبَةِ ليبسك بِأَلْمَانيا نُسْخَةٌ رقم (708). وَفِي التَّيْمُوْرِيَّة بِدَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ رقم (2148) مَنْقُوْلَةٌ مِنْ نُسْخَةِ الظَّاهِرِيَّةِ المُعْتَمَدَةِ عِنْدَنَا رقم (61)، وَفِي مَكْتَبَةِ المَلِك فَهْد بالرِّيَاضِ نُسْخَةٌ، وَفِي جَامِعَةِ المَلِكِ سَعُوْدٍ بالرِّيَاضِ نُسْخَتَان إِحْدَاهُمَا تَامَّةٌ رقم
(1186)، والأُخْرَى نَاقِصَةٌ، وَفِي الحَرَمِ المَكِّيِّ نُسْخَةٌ
…
وَغَيْرُهَا كَثِيْرٌ.
عَمَلِي فِي التَّحْقِيْقِ:
نظَرًا إِلَى أَنَّ أَغْلَبَ النُّسَخِ جَيِّدَةٌ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا تَصْلُحُ أَنْ تَكُوْنَ أَصْلًا فَإِنَّنِي رَأَيْتُ الاعتِمَادَ عَلْيهَا مُجْتَمعَةً دُوْنَ اتِّخَاذِ أصلٍ مُعَيَّنٍ وَقَارَنْتُ بَيْنَ نُصُوْصِهَا وَأَثْبَتُّ فُرُوْقَ النُّسَخِ في الهَامِشِ، وَهيَ فُرُوْقٌ قَلِيْلَةٌ مَحْدُوْدَة، نَظَرًا لاسْتِبْعَادِ النُّسَخِ المُحَرَّفةِ غَيْر الجَيِّدَةِ؛ لِذلِكَ تَمَكَّنْتُ مِنْ إِخْرَاجِ نَصٍّ صَحِيْحِ سَلِيْم إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَحَرِصْتُ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى إثْبَاتِ مَا وَرَدَ في المَطْبُوْعِ مِنْ تَصْحِيْفٍ وَتَحْرِيْفٍ وَسَقطٍ؛ نَظَرًا لاشْتِهَارِه واعْتِمَادِ كَثْيرٍ مِنَ البَاحِثِيْنَ عَلَيْهِ؛ وليَظْهَر أثر الجُهْدِ المَبْذُوْلِ في تَصْحِيْحِ الكِتَابِ، وَإذَا اتَّفَقَتِ النُّسخ عَلَى تَحْرِيْفِ أو تَصْحِيْفٍ أو خطأ نحوي
…
فإنَّنِي أَبقيه كَمَا هُوَ وأعَلِّقُ عليه بما يُصَحِّحُهُ؛ لغَلبة الظنِّ على أنَّ هَذَا مِنْ سَهْوِ المُؤَلِّفِ نَفْسِهِ وَلَمْ آلُ جُهْدًا في ضبْطِ النَّصُ وَتَخْرِيْج نُصُوْصِهِ الَّتِي نَقَلَهَا مِنْ مَصادِرِهَا المُتَاحَةِ وَلَمْ أَذْكُرْ ذلِكَ في مَوَاضِعِهَا نَظَرًا إِلَى أنَّنِي خَرَّجْتُ التَّرْجَمَةَ وَأَشَرْتُ إِلَى مَصَادِرِهَا بالجُزْءِ وَالصَّفْحَةِ؛ طَلَبًا للاختِصَارِ وَعَدَمِ التَّكرَارِ وَاكتَفَيْتُ بِتَخْرِيجِ الأَحَادِيْثِ إِلَى مَا جَاءَ في تَخْرِيْجِ الشيخ بِهَامِشِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ" لأنَّ الأَحَادِيْثَ هِيَ الأَحَادِيْثُ نَفْسُها، وَعَرَّفْتُ بالمُشْكِلِ من ألفاظ النَّصِّ وَأَعْلَامِهِ وَمَوَاضِعِهِ. وَصَنَعْتُ لَهَا فَهَارِسَ خَتَمْتُ بِهَا العَمَلَ.
نسخة (أ)
نسخة (أ)
نسخة (أ)
نسخة (ب)
نسخة (ب)
نسخة (ج)
نسخة (ج)
نسخة (د)
نسخة (و)
نسخة (و)
نسخة (و)