المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌391 - عَبْدُ السَّلَامِ [بنُ عَبد اللهِ] (1) ، (2) بْنِ أَبي القَاسِمِ - ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين - جـ ٤

[ابن رجب الحنبلي]

فهرس الكتاب

‌391 - عَبْدُ السَّلَامِ [بنُ عَبد اللهِ]

(1)

،

(2)

بْنِ أَبي القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الخَضِرِ

بْنِ

(1)

ساقط مِن (أ).

(2)

391 - مَجْدُ الدِّيْنِ بْن تَيْمِيَّة (590 - 652 هـ):

هُوَ جَدُّ شَيْخِ الإسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الإِمَامِ المَشْهُوْرِ، أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 73)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 162)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 265)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (3941). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِي (2/ 39)، وَصِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 95)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (127)، وَالعِبَرُ (5/ 212)، وَدُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 158)، وَسِيَرُ أَعْلَام النُّبَلَاءِ (23/ 291)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (272)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (351)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (207)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 520)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 128)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (2/ 323)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 428)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 185)، وَدُرَّةُ الأسلَاكِ (1/ وَرَقَة: 91) (2/ 652)، وَغَايَةُ النِّهَايَةُ (1/ 385)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 395) وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 33) وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ (1/ 297)، والشَّذَرَاتُ (5/ 257)(7/ 443)، والرِّسَالَةُ المُسْتَطْرفَةُ (180). وَلَهُ تَرْجَمَةٌ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيةِ ضِمْنَ مَجْمُوع رَقَم (82)(ق 183 - 186) مَنْقُوْلَةٌ مِن مَشْيَخَةِ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَدْرَانَ، أَبُو بَكْرٍ الدَّشْتِيُّ (ت: 713 هـ) حَنْبَلِيٌّ، سَيَأتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ، لَعَلَّهَا المَشْيَخَةُ الَّتِي خَرَّجَهَا لَهُ الحَافِظُ البِرْزَاليُّ، لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا هَذِهِ الأوْرَاقُ. وَابْنُهُ عَبْدُ الحَلِيْمِ (ت: 682 هـ) وَالِدُ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الإمَامِ المَشْهُورِ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَابْنُهُ الآخَرُ: عَبْدُ العزِيزِ (ت:؟) وَالِدُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت: 669 هـ) وَعَبْدُ السَّلَامِ (ت: 723 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمْ جَمِيْعًا.

وَيُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله:

626 -

أَخُوْهُ عَبْدُ القَادِرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"(2/ 58). =

ص: 1

مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، المُقْرِيءُ، المُحَدِّثُ المُفَسِّرُ، الأُصُوْليُّ، النَّحْوِيُّ، مَجْدُ الدِّيْنِ، أَبُو البَرَكَاتِ، شَيْخُ الإسْلَامِ، وَفَقِيْهُ الوَقْتِ، وَأَحَدُ الأعْلَامِ، ابْنُ أَخِي الشَّيْخِ فَخْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي القَاسِمِ السَّابِقِ ذِكْرُهُ.

وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ -تَقْرِيْبًا- بِـ"حَرَّانَ". وَحَفِظَ بِهَا القُرْآنَ. وَسمِعَ مِنْ عَمِّهِ الخَطِيْبِ فَخْرِ الدِّيْنِ، وَالحَافِظِ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ، وَحَنْبَلٍ الرَّصَافِيِّ. ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ" سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمَائَةَ، مَعَ ابْنِ عَمِّهِ سَيْفِ الدِّيْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ أَيْضًا

(1)

، فَسَمِعَ بِهَا مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ سُكَيْنَةَ، وَالحَافِظِ ابْنِ الأخْضَرِ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَضِيَاءِ بْنِ الخُرَيْفِ، وَيُوْسُفَ بْنِ مُبَارَكٍ الخَفَّافِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مِنِيْنَا، وَأَحْمَدَ بْنِ الحَسَنِ العَاقُوْليِّ، وَعَبْدِ المَوْلَى ابْنِ أَبي تَمَّامِ بْنِ بَادٍ وَغَيْرِهِمْ، فَأَقَامَ بِـ"بَغْدَادَ" سِتَّ سِنِيْنَ يَشْتَغِلُ فِي الفِقْهِ وَالخِلَافِ وَالعَرَبِيَّةِ وَغَيْرِ ذلِكَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى "حَرَّانَ" وَاشْتَغَلَ بِهَا علَى عَمِّهِ الخَطِيْبِ فَخْرِ الدِّيْنِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى "بَغْدَادَ" سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ، فَازْدَادَ بِهَا مِنَ العُلُوْمِ. قَرَأَ بِـ"بَغْدَادَ" القِرَاءَاتِ بِكِتَابِ "المُبْهِجِ" لِسِبْطِ الخَيَّاطِ علَى

(2)

= قَالَ: "أَخُو شَيْخَنَا المَجْدِ عَبْدِ السَّلامِ

ثُمَّ قَالَ: "قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ القَادِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِـ"حَرَّانَ" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ.

(1)

في وَفَيَات سَنَة (630 هـ).

(2)

في (ط) و (أ): "علي بن"، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سُلْطَان بْنِ بُخْتِيَارِ، أَبُو الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ الأزَجِيُّ، ذَكَرَهُ ابْن الجَزَرِيِّ فِي غَايَةِ النِّهَايَةِ (2/ 474) وَقَالَ: "مُقْرِيءٌ، =

ص: 2

عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ سُلْطَانَ، وَتَفَقَّهَ بِهَا علَى أِبي بَكْرِ بْنِ غَنِيْمَةَ الحَلَّاوِيِّ، وَالفَخْرِ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَتْقَنَ الَعَرَبِيَّةَ، وَالحِسَابَ، وَالجَبْرَ وَالمُقَابَلَةَ، وَالفَرَائِضَ عَلَى أَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ، حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابَ "الفَخْرِيِّ"

(1)

فِي الجَبْرِ وَالمُقَابَلَةِ، وَبَرَعَ فِي هَذِهِ العُلُوْمِ وَغَيْرِهَا.

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ

(2)

: حَدَّثَنِي شَيْخُنَا -يَعْنِي أَبَا العَبَّاسِ بْنَ تَيْمِيَّةَ شَيْخَ الإسْلَامِ حَفِيْدَ الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ هَذَا- أَنَّ جَدَّهُ رُبِّيَ يَتِيْمًا، وَأَنَّهُ سَافَرَ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ إِلَى "العِرَاقِ" لِيَخْدِمَهُ وَيَشْتَغِلَ مَعَهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةٍ، فَكَانَ يَبِيْتُ عِنْدَهُ، فَيَسْمَعُهُ يُكَرِّرُ عَلَى مَسَائِلَ الخِلَافِ، فَيَحْفَظُ المَسْأَلَةَ، فَقَالَ الفَخْرُ إِسْمَاعِيْلُ: أَيْشٍ حَفِظَ هَذَا التُّنِّيْنِ -يَعْنِي الصَّغِيْرَ-

(3)

فَبَدَرَ، وَقَالَ: حَفِظْتُ يَا سَيِّدِي الدَّرْسَ، وَعَرَضَهُ فِي الحَالِ، فَبُهِتَ فِيْهِ الفَخْرُ، وَقَالَ لاِبْنِ عَمِّهِ: هَذَا يَجِئُ مِنْهُ شَىْءٌ، فَعَرَضَهُ عَلَى الاِشْتِغَالِ، قَالَ: فَشَيْخُهُ فِي الخِلَافِ الفَخْرُ إِسْمَاعِيْلُ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ مُصَنِّفَهُ "جَنَّةَ النَّاظِرِ" وَكَتَبَ لَهُ عَلَيْهِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّمَائَةَ: "وَعَرَضَ علَيَّ الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، العَالِمُ،

= مصَدَّرٌ، إِمَامٌ، حَاذِقٌ، صَالِحٌ، صَدُوقٌ، خَيِّرٌ، أَخذَ القِرَاءَاتِ الكَثِيْرَةَ عَرَضًا عَنْ سِبْطِ ابْنِ الخَيَّاط

وَقَرَأَ عَلَيْهِ المَجْدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ".

(1)

مُؤَلِّفُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ الكَرْخِيُّ (ت: فِي حُدُودِ سَنَة 410 هـ) وَكِتَابُهُ المَذْكُورُ، طُبعَ فِي بَارِيس سَنَة (1853 م).

(2)

النَّصُّ فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ".

(3)

في "تَارِيخ الإسلام": "الصَّبِيّ".

ص: 3

أَوحَدُ الفُضَلاءِ" أَوْ نَحْوَ

(1)

هَذِهِ العِبَارَةَ وَأُخْرَى نَحْوَهَا، وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ عَامًا.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَالَ لِي شَيْخُنَا أَبُو العَبَّاسِ: كَانَ الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّيْنِ بْنُ مَالِكٍ يَقُوْلُ: أُلِيْنَ لِلْشَّيْخِ المَجْدِ الفِقْهُ كَمَا أُلِيْنَ لِدَاوُدَ الحَدِيْدُ. قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّ الشَّيْخَ المَجْدَ لَمَّا حَجَّ مِنْ "بَغْدَادَ" فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَاجْتَمَعَ بِهِ الصَّاحِبُ العَلَّامَةُ مُحْيِي الدِّيْنِ بْنُ الجَوْزِيِّ، فَانْبَهَرَ لَهُ، وَقَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مَا عِنْدَنَا بِـ"بَغْدَادَ" مِثْلَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الحَجِّ الْتَمَسُوا مِنْهُ أَنْ يُقِيْمَ بِـ"بَغْدَادَ"، فَامْتَنَعَ، وَاعْتَلَّ بِالأهْلِ وَالوَطَنِ. قَالَ: وَكَانَ حَجُّهُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَفِيْهَا حَجَّ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَلَمْ يَتَّفِقِ اجْتِمَاعِهِمَا.

قَالَ: وَكَانَ الشَّيْخُ نَجْمُ الدِّيْنِ بْنُ حَمْدَانَ مُصَنِّفُ "الرِّعَايَةَ" يَقُوْلُ: كُنْتُ أُطَالِعُ علَى دَرْسِ الشَّيْخِ المَجْدِ، وَمَا أُبْقِي مُمْكِنًا، فَإِذَا حَضَرْتُ الدَّرْسَ أَتَى الشَّيخُ بِأَشْيَاءَ كَثيْرَةٍ لَا أَعْرِفُهَا.

وَقَالَ ابْنُ حَمْدَانِ، فِي "تَرَاجِمِ شُيُوْخِ حَرَّانَ": صَحِبْتُهُ فِي "المَدْرَسَةِ النُّوْرِيَّةِ" بَعْدَ قُدُوْمِي مِنْ "دِمَشْقَ"، وَلَمْ أَسمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَمْ أَقْرَأْ عَلَيْهِ، وَسَمِعْتُ بِقِرَاءَتِهِ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ كَثِيْرًا، وَلِيَ التَّدْرِيْسَ وَالتَّفْسِيْرَ بَعْدَ ابْنِ عَمِّهِ، وَكَانَ رَجُلًا فَاضِلًا فِي مَذْهَبِهِ وَغَيْرِهِ وجَرَى لِي مَعَهُ مَبَاحِثُ كَثيْرَةٌ، وَمُنَاظَرَاتٌ عَدِيْدَةٌ فِي حَيَاةِ ابْنِ عَمِّهِ وَبَعْدَهُ.

قُلْتُ: وَجَدْتُ لاِبْنِ حَمْدَانَ سَمَاعًا عَلَيْهِ.

وَقَالَ الحَافِظُ عِزُّ الدِّيْنِ الشَّرِيْفُ: حَدَّثَ بِـ"الحِجَازِ" وَ"العِرَاقِ" وَ"الشَّامِ"

(1)

في "تارِيخ الإسلام": "أَو مثِل

".

ص: 4

وَبَلَدِهِ "حَرَّانَ" وَصَنَّفَ، وَدَرَّسَ، وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاءِ، وَأَكَابِرِ الفُضَلَاءِ بِبَلَدِهِ، وَبَيْتُهُ مَشْهُوْرٌ بِالعِلْمِ، وَالدِّيْنِ، وَالحَدِيْثِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ أَيْضًا: حَكَى البُرْهَانُ المَرَاغِيُّ

(1)

: أَنّهُ اجْتَمَعَ بِالشَّيْخِ المَجْدِ، فَأَوْرَدَ نُكْتَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ المَجْدُ: الجَوَابُ عَنْهَا مِنْ سِتِّيْنَ وَجْهًا، الأوَّلُ: كَذَا وَالثَّانِي: كَذَا، وَسَرَدَهَا إِلَى آخِرِهَا، ثُمَّ قَالَ لِلْبُرْهَانِ: قَدْ رَضِيْنَا مِنْكَ بِإِعَادَةِ الأجْوِبَةِ، فَخَضَعَ وَانْبَهَرَ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ الحَافِظُ: كَانَ الشَّيْخُ مَجْدُ الدِّيْنِ مَعْدُوْمَ النَّظِيْرِ فِي زَمَانِهِ، رَأْسًا فِي الفِقْهِ وَأُصُولهِ، بَارِعًا فِي الحَدِيْثِ وَمَعَانِيْهِ، لَهُ اليَدُ الطُّوْلَى فِي مَعْرِفَةِ القُرْآنِ وَالتَّفْسِيْرِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَكَانَ فَرْدَ زَمَانِهِ فِي مَعْرِفَةِ المَذْهَبِ، مُفْرِطَ الذَّكَاءِ، مَتِيْنَ الدِّيَانَةِ، كَبِيْرَ الشَّأْنِ.

قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ القَيِّمِ: حَدَّثَنِي -أَخُو شَيْخِنَا- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ بْنِ تَيْمِيَّةَ -قُلْتُ: وَقَدْ أَجَازني عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا عَنْ أَبيْهِ

(2)

- قَالَ: كَانَ الجَدُّ إِذَا دَخَلَ الخَلاءَ يَقُوْلُ لِي: اقْرَأْ فِي هَذَا الكِتَابِ، وَارْفَعْ صَوْتَكَ حَتَّى أَسْمَعَ.

قلْتُ: يُشِيْرُ بِذلِكَ إِلَى قُوَّةِ حِرْصِهِ علَى العِلْمِ وَحُصُوْلِهِ، وَحِفْظِهِ لأوْقَاتِهِ. وَلِلْصَّرْصَرِيِّ مِنْ قَصِيْدَتِهِ اللَّامِيَّةِ فِي مَدْحِ الإِمَامِ أَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِ

(3)

.

(1)

في "تَارِيْخِ الإسْلامِ": "حَكَى المَرَاغي".

(2)

معَ أَنَّ عَبْد الرَّحْمَنِ هَذَا شَيْخُهُ، وَقَدْ تُوُفِّي سَنَة (747 هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ فِي مَوْضِعِهِ سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(3)

دِيْوَانُ الصَّرْصَرِيِّ (461).

ص: 5

وَإِنَّ لَنَا فِي وَقْتِنَا وَفُتُوْرِهِ

لإخْوَانَ صِدْقٍ بُغْيَةِ المُتَوَصِّلِ

يَذُبُّوْنَ عَنْ دِيْنِ الهُدَى ذَبَّ نَاصِرٍ

شَدِيْدِ القُوَى لَمْ يَسْتَكِيْنُوا لِمُبْطِلِ

فَمِنْهُمْ بِـ"حَرَّانَ" الفَقِيْهِ النَّبِيْهِ ذُو الـ .... ـــــــفوَائِدِ وَالتَّصْنِيْفِ فِي المَذْهَبِ الجَلِي

هُوَ المَجْدُ ذُو التَّقْوَى ابْنِ تَيْمِيَّةَ الرِّضَى

أَبُو البَرَكَاتِ العَالِمُ الحُجَّةُ المَلِي

مُحَرِّرُهُ فِي الفِقْهِ حَرَّرَ فِقْهَنَا

وَأَحْكَمَ بالأحْكَامِ عِلْمَ المُبَجَّلِ

جَزَاهُمُ خَيْرًا رَبُّهُمْ عَنْ نَبِيِّهِمْ

وَسُنَّتِهِ آلُوا بِهِ خَيْرَ مَوْئِلِ

(ذِكرُ تَصانِيْفِهِ): "أَطْرَافُ أَحَادِيْثِ التَّفْسِيْرِ" رَتَّبَهَا عَلَى السُّوَرِ مَعْزُوَّةٌ، "أُرْجُوْزَةٌ" فِي عِلْمِ القِرَاءَاتِ، "الأحْكَامُ الكُبْرَى" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ "المُنْتَقَى مِنْ أَحَادِيْثِ الأحْكَامِ" وَهُوَ الكِتَابُ المَشْهُوْرُ، انْتَقَاهُ مِنَ "الأحْكَامِ الكُبْرَى" وَيُقَالُ: إِنَّ القَاضِيَ بَهَاءَ الدِّيْنِ بْنَ شَدَّادٍ هُوَ الَّذِي طَلَبَ مِنْهُ ذلِكَ بِـ"حَلَبَ""المُحَرَّرُ" فِي الفِقْهِ "مُنْتَهَى الغَايَةِ فِي شَرْحِ الهِدَايَةِ" بَيَّضَ مِنْهُ أَرْبَعَ مُجَلَّدَاتٍ كِبَارٍ إِلَى أَوَائِلِ الحَجِّ، وَالبَاقِي لَمْ يُبيِّضُهُ، "مُسَوَّدَةٌ" فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ مُجَلَّدٌ، وَزَادَ فِيْهَا وَلَدُهُ، ثُمَّ حَفِيْدُهُ أَبُو العَبَّاسِ، "مُسَوَّدَةٌ" فِي العَرَبِيَّةِ عَلَى نَمَطِ "المُسَوَّدَةِ" فِي الأُصُوْل.

قَرَأَ عَلَى الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ القِرَاءَاتِ جَمَاعَةٌ، وَأَخَذَ الفِقْهَ عَنْهُ وَلَدُهُ شِهَابُ الدِّيْنِ عَبْدُ الحَلِيْمِ، وَابْنُ تَمِيْمٍ صَاحِبُ "المُخْتَصَرِ" وَغَيْرِهِمَا. وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ، وَالحَافِظُ عَبْدُ المُؤْمِنِ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالأمِيْنُ بْنُ شُقَيْرٍ الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو إسحَقَ بْنُ الظَّاهِرِيِّ الحَافِظُ،

ص: 6

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ القَزَّازُ، وَأَحْمَدُ الدَّشْتِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُبَاطِرٍ، وَالعَفِيْفُ إِسْحَاقُ الآمِدِيُّ، وَالشَّيْخُ نُوْرُ الدِّيْنِ البَصْرِيُّ مُدَرِّسُ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ"، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الدَّوَالِيْبِيِّ. وَأَجَازَ لِتَقِى الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ الحَاكِمِ، وَلِزَيْنَبَ بِنْتِ الكَمَالِ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الجَزَرِيِّ، وَهُمَا خَاتِمَةُ مَنْ رَوَئ عَنْهُ. وَقَدْ أَجَازَا لِي

(1)

.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ عِيْدِ الفِطْرِ بَعْدَ صَلاةِ الجُمُعَةِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"حَرَّانَ" وَدُفِنَ بِظَاهِرِهَا رَحمَة اللهُ عَلَيْهِ.

- وَتُوُفِّيَتْ ابْنَةُ عَمِّهِ، زَوْجَتُهُ بَدْرَةُ بِنْتُ فَخْرِ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ

(2)

قَبْلَهُ بِيَوْمٍ وَاحِدٍ. هكَذَا أَرَّخَ سَنَةَ وَفَاتِهِ الحَافِظُ الشَّرِيْفُ عِزُّ الدِّيْنِ، وَابْنُ السَّاعِي، وَالذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ حَفِيْدِهِ أَبِي العَبَّاسِ -مِمَّا كَتَبَهُ فِي صِبَاهُ- (ثنا) وَالِدِي أَنَّ أَبَاهُ أَبَا البَرَكَاتِ تُوُفِّيَ بَعْدَ العَصْرِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ يَوْمَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَدُفِنَ بُكْرَةَ السَّبْتِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ القَاهِرِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الغَنِى بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ تَيْمِيَّة، غَلَبَهُمْ علَى الصَّلاةِ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَبْقَ فِي البَلَدِ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ جِنَازَتَهُ إِلَّا مَعْذُوْرٌ. وَكَانَ

(1)

تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ سَنَةَ (740 هـ)، وَتُوُفِّيَ الجَزَرِيُّ سَنَةَ (743 هـ) وَهُمَا مَعًا مِنْ شُيُوْخِ المُؤَلِّفِ بِالإجَازَةِ، وَهُمَا حَنْبَلِيَّانِ دَاخِلانِ فِي فَتْرَتِهِ وَمَعَ ذلِكَ لَم يُتَرْجِمْ لَهُمَا، نَسْتَدْرِكْهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

قَالَ الحُسَيْنيُّ فِي صلَةِ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 93): "وَفِي سَلْخِ شَهْرِ رَمَضَانَ تُوُفِّيَتِ الشَّيْخَةُ، الأصِيْلَةُ، أُمُّ البِدْرِ بَدْرَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ

". وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإِسْلامِ (120) وَقَالَ: "سَمِعَ مِنْهَا الدِّمْيَاطِيُّ بِإِجَازَتِهَا عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ

" وَذَكَرَهَا الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 165).

ص: 7

الخَلْقُ كَثيْرًا جِدًّا. وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الجَبَّانَةِ مِنْ مَقَابِرِ "حَرَّانَ" رحمه الله.

(ذِكْرُ بَعْضِ فَوَائدهِ الغَرِيْبةِ وَفَتَاوِيْهِ): ذَكَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ رحمه الله: أَنَّ جَدَّهُ كَانَ أَحْيَانًا يُفْتِي: أَنَّ الطَّلَاقَ الثَّلاثَ المَجْمُوْعَةُ إِنَّمَا تَقَعُ وَاحِدَةً فَقَطْ، وَأَنَّهُ كَانَ يُفْتِي بِذلِكَ سِرًّا.

وَذَكَرَ عَنْهُ: أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ كَانَ يُفْتِي بِأَنَّ المُحْرِمَ لَهُ لُبْسُ السَّرْمُوْزَةٍ وَنَحْوِهَا مِنَ الجُمْجُمِ، وَالخُفِّ

(1)

المَقْطُوْعَةِ، وَإِنْ كَانَ وَاجِدًا لِلْنَّعْلِ، وَهُوَ وَجْهٌ حَكَاهُ القَاضِي فِي "شَرْحِ المَذْهَبِ".

وَحَكَى أَبُو العَبَّاسِ حَفِيْدُهُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: إِذَا حَلَفَ بِالْتِزَامَاتِ -كَالكُفْرِ وَاليَمِيْنِ بِالحَجِّ وَالصِّيَامِ، وَنَحْوِ ذلِكَ مِنَ الالْتِزَامَاتِ، وَكَانَتْ يَمِيْنُهُ غَمُوْسًا- أَنَّهُ يَلْزَمُهُ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ.

وَذَكَرَ صَاحِبُ "المُهِمِّ"

(2)

-الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ كُتَيْلَةُ- أَنَّهُ حَجَّ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. قَالَ: فَسَأَلْتُ شَيْخَنَا -يَعْنِي الشَّيْخَ مَجْدِ الدِّيْنِ- بِمَكَّةَ عَنِ ابْنِ السَّبِيْلِ إِذَا كَانَ يَقْدِرُ علَى القَرْضِ، يَجُوْزُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَقَالَ: يَلْزَمُهُ أَنْ يَقْتَرِضَ إِنْ قَدِرَ علَى ذلِكَ، وَلَا يَجُوْزُ لَهُ الأخْذُ، وَلَا تَبْرَأُ ذِمَّةُ مَنْ يُعْطِيْهِ إِذَا عَلِمَ بِقُدْرَتهِ علَى القَرْضِ

(3)

.

(1)

فِي (ط): "وَأَلْحَقَ" تَحْرِيْفٌ بَيِّنٌ.

(2)

في (ط): "المُبهم"، وَ"المُهِمُّ" شَرْحُ مُخْتَصَرِ الخِرَقِيُّ، وَمُؤَلِّفُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي البَدْرِ الحَرْبِيُّ (ت: 681 هـ) يُعْرَفُ بِـ"كُتَيْلَةَ" ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(3)

في (أ): "الفرض".

ص: 8

قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْ ذلِكَ شيْخِنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَخِي الشَّيْخِ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُمَرَ- بِـ"مِنَى"، فَقَالَ: نَعَمْ يَجُوْزُ لَهُ الأخْذُ مِنَ الزَّكَاةِ؛ لأنَّ كَلامَ اللهِ تَعَالَى عَلَى إِطْلَاقِهِ، وَلَمْ يَشْتَرِطْ أَصْحَابُنَا عَدَمَ قُدْرَتهِ عَلَى الاِقْتِرَاضِ. قَالَ: وَلأنَّ ذِمَّتَهُ تَشْتَغِلُ مِنْ قِبَلِ مَنْ لَهُ الدَّيْنُ، وَفِي ذلِكَ ضَرَرٌ يُتعِبُ قَلْبَهُ، وَيُشَتِّتُ هَمَّهُ، وَحِرْصُهُ عَلَى بَرَاءَةِ ذِمَّتِهِ، وَخَوْفُهُ أَنْ يَمُوْتَ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى يَقِيْنٍ مِنْ قَضَاءِ ديْنهِ قَبْلَ مَوْتهِ. انْتَهَى.

‌392 - حسن بْن أحْمَدَ

(1)

بنِ أَبي الحَسَنِ بْنِ دُوَيْرَةَ البَصْرِيُّ، المُقْرِئُ الزَّاهِدُ، أَبُو عَلِيٍّ،

شَيْخُ الحَنَابِلَةِ بِـ"البَصْرَةِ" وَرئيْسُهُمْ وَمُدَرِّسُهُمْ. اشْتَغَلَ عَلَيْهِ أُمَمٌ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ القُرْآنَ أَزْيَدُ مِنْ أَلْفِ إِنْسَانٍ. وَكَانَ صَالِحًا، زَاهِدًا، وَرِعًا. وَحَدَّثَ بِـ"جَامِعِ التِّرْمِذِي" بِإِجَازَتهِ مِنَ الحَافِظِ أَبِي مُحَمَّد بْنِ الأخْضَرِ، فَسَمِعَهُ مِنْهُ الشَيْخ نُوْرُ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عُمَر البَصْرِيُّ مُدَرِّسُ المُسْتَنْصَرِيَّة. وَهُوَ أَحَدُ تَلَامِذَتِهِ، وَعَلَيْهِ خَتَمَ القُرْآنَ، وَحَفِظَ "الخِرَقِيَّ" عِنْدَهُ بِمَدْرَسَتِهِ بِـ"البَصْرَةِ". وَوَلِيَ بَعْدَهُ التَّدْرِيْسَ بِمَدْرَسَتِهِ تِلْمِيْذُهُ الشَّيْخُ نُوْرِ الدِّيْنِ المَذْكُوْرِ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ بِـ"بَغْدَادَ" فِي تَاسِعَ عَشْرَ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنَ السَّنَةِ المَذْكُوْرَةِ.

(1)

392 - أبو عَلِى بْنُ دُوَيْرَةَ البَصْرِيُّ: (؟ - 652 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 73) وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 314)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 264)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرَ المُنَضَّدِ" (1/ 393). وَيُرَاجَعُ: الشَّذَرَاتُ (5/ 259)(7/ 446).

ص: 9

‌393 - وَتُوُفِّيَ ابْنُ أَخِي الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ، وَاسْمُهُ: عبد المحسن بْن محمّدِ

(1)

ابْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبي الحَسَنِ بْنِ دُوَيْرَةَ البَصْرِيُّ، المُقْرِئُ، أَبُو مُحَمَّدٍ

بِـ"بَغْدَادَ" يَوْمَ الثُّلاثَاءِ مُنْتَصَفَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِـ"بَابِ حَرْبٍ". وَحَدَّثَ بِالإِجَازَةِ عَنِ ابْنِ مِنِيْنَا، وَابْنِ الأخْضَرِ أَيْضًا. وَسَمِعَ مِنْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ.

‌394 - وَلِلْشَّيْخِ أَبي عَلِيٍّ الحَسَنِ وَلَدٌ يُسَمَّى الحسن

(2)

أَيْضًا. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ.

(1)

393 - أبو مُحَمَّدِ بْنُ دُوَيْرَةَ البَصْرِيُّ (؟ - 649 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُختَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 73)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 186)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 265)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّر المُنَضَّدِ"(1/ 393)، وَأَخْبَارُهُ هُنَا عَنِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ 63)، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَ وَفَاتَهُ.

(2)

394 - جَمَال الدِّين بنُ الدُوَيْرَة (؟ -؟):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 73)، وَالمَنْهَجِ الأحمَدِ (4/ 265)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 393).

627 -

وَيَظْهَرُ أنْ أبا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ الحَسَنِ، عِمَادَ الدِّيْنِ بْنَ الدُّوَيْرَةَ البَصْرِيَّ المَذْكُوْرَ فِي مَجْمَع الآدَابِ (2/ 136) ابْنٌ لأبِي عَلِي المَذْكُوْرِ أَيْضًا. قَالَ: "كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الأفْرَادِ، وَالأتْقِيَاءِ الزُّهَادِ، وَأَنْشَدَ:

نَحْنُ مُجْتَازُوْنَ وَالدُّنْيَا طَرِيْق

وَسبَيْلُ الرُّشْدِ وَعْرٌ وَمَضِيْق

وَفُضُوْلُ العَيْشِ ثُقْلٌ فَادحٌ

وَالخَفِيْفُ الحَاذِ مُنْهَاضٌ سَبُوْق

وَكَانَ قَدْ وَصَفَهُ بِـ"الفَقِيْهِ الزَّاهِدِ" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتُهُ، وَفِي الهَامِشِ قَالَ المُحَقِّقُ: "بَيْتُ الدُّوَيْرَةِ مِنَ البُيْوتِ المَشْهوْرَةِ منْهُمْ: أَحْمَدُ بْنُ أَحمَدَ بْنُ الدُّوَيْرَة، وَالحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ =

ص: 10

وَيُلَقَّبُ "جَمَالُ الدِّيْنِ". سَمِعَ بِـ"بَغْدَادَ" متَأَخِّرًا سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرِ بْنِ الهَنِيِّ

(1)

التَّاجِرِ.

395 -

وَكَانَ مِنْ بَيْتِهِمْ عُلَمَاءُ وَصَالِحُوْنَ مِنْ أَصْحَابِنَا، حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهُمْ فِي صِبَايَ رَجُلًا بِـ"بَغْدَادَ" وَكَانَ مُعِيْدًا بِـ"المُسْتَنْصِرِيَّةِ" يُقَالُ لَهُ: أَبو حَفْصِ عُمَر بن دُوَيرَةَ

(2)

.

= ابْنِ الدُّوَيْرَةَ

". أقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: وَلَمْ أَقِفْ علَى شَئٍ مِنْ أَخْبَارِهِمَا.

628 -

وَذَكَرَ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 503)، قَوَامَ الدِّيْنِ أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ ابْنَ الحَسَنِ بْنِ الحُسَيْنِ البَصرِيَّ، قَالَ: يُعْرَفُ بِـ"ابْنِ الدُّوَيْرَةِ" الصُّوْفِيِّ، الفَقِيْهِ، مِنْ بَيْتٍ مَعْرُوْفٍ بِـ"البَصرَةِ" بِالفِقْهِ، وَالعِلْمِ وَالدِّيْن، وَالوَرَعِ، وَفِعْلِ الخَيْرَاتِ." وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ أَيْضًا، وَهُمَا مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفَ، رحمه الله.

(1)

في (ط): "الهبي".

(2)

395 - أبُو حَفْصِ بْنِ دُوَيْرَةَ (؟ -؟):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 73)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 265)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 393).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (652 هـ):

629 -

إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أحْمَدَ بْنُ الحُسَيْنِ العِرَاقِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ، الأوَانِيُّ، اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) عَنْ تَارِيخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَهُوَ فِي تَارِيخِ ابْنِ رَسُوْلٍ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" (1/ وَرَقَة: 197)، وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي صِلَةِ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 91)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 152)، وَالعِبَرِ (5/ 210)، وَتَارِيْخِ الإسْلامِ (117)، وَسِيِرِ أَعْلَامِ النُّبلاءِ (23/ 305)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (207)، وَالأعْلامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (272) (350)، وَالنُّجُوْمِ الزاهِرَة (7/ 33)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (3611)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 255)، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ أَبُوْهُ فَقِيْهًا مَشْهُوْرًا". أقُولُ -وَعلَى اللهِ =

ص: 11

‌396 - أبو بكْر بن يوسفَ

(1)

بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الفَرَجِ بْنِ يُوْسُفَ بْنِ هِلالِ

= أَعْتَمِدُ-: وَالِدُهُ: أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ (ت: 588 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

630 -

وَنَصْرُ بْنُ مُوْسَى بْنِ عَيَّاشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الفَتْحِ المِصْرِيُّ، الحَوْفِيُّ الحَنْبَلِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 93)، وَتَارِيْخِ الإسْلام (139).

وَلَعَلَّ مِنَ الحَنابِلَةِ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ:

- عِيْسَى بْنُ سَلامَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ ثَابِتٍ أَبُو العَزَائمِ، وَأَبُو الفَضْلِ الحَرَّانِيُّ، الخَيَّاطُ، المُعَمَّرُ، سَمِعَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الوَفَاءِ، وَحَمَّادٍ الحَرَانِيُّ، وَهُمَا مِنْ كِبَارِ الحَنَابِلَةِ. أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 96)، وَالعِبَرِ (5/ 212)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (207)، وَالإِعْلامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (272)، وَتارِيْخِ الإسْلامِ (130)، وَسِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلاءِ (23/ 280)، وَالإشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (351)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرِة (7/ 33)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 259).

(1)

396 - أبُو بكرِ بْنُ الزَّرَّادِ (614 - 653 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 73)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 294)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 409). وَيُرَاجِعُ: صِلَةُ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 99)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِي (2/ وَرَقَة: 223)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (159)، وَسِيَرُ أعْلَامِ النُّبَلاء (23/ 307)، ذَكَرَهُ دُوْنَ تَرْجَمَةٍ، وَإِعْلام النُّبَلَاءِ بِتَارِيْخِ حَلَبَ الشَّهْبَاءِ (4/ 413)، وَيَظْهَرُ أَنَّ ابْنَهُ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ يُوْسُفَ الحَرَّانِيُّ المَذْكُوْرَ فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الكُرْدِيِّ فِي المَقْصَدِ الأرْشَد (1/ 74) فَلْيُرَاجَعْ.

قَالَ الحَافِظُ الدُّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": "رَفِيْقِي فِي الرِّحْلَةِ إِلَى "حَلَبَ". أَنْشَدَنِي صَاحِبِي وَرَفِيْقِي فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ أَبُو بَكْرِ بْنُ يُوسُفَ الحَرَانِيُّ بِالمَسْجِدِ الحَرَامِ، قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ الإمَامِ العَلَّامَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ [أَحْمَدَ بْن] مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيِّ المَنْعُوتِ بِـ"المُوَفَّقِ" أَبْيَاتًا لِنَفْسِهِ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ أَلَّفَهُ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ يُسَمَّى: "رَوْضَةَ =

ص: 12

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النَّاظِرِ وَجُنَّةُ المُنَاظِرِ":

مَمْلُوْكَةٌ تَمْلِكُنِي

بِمُقْلَةٍ فِيْهَا حَوَرْ

مَا نِلْتُ مِنْ وَجْدِي بِهَا

غَيْرَ التَّمنِّي وَالسَّهَرْ

قَدْ آذَنْتَنِي بِالجَوَا

ءِ وَعَيَّرَتْنِي بِالكِبَرْ

وَرَوْمُ وَصْلِي مِثْلُهَا

فِي زَعْمِهَا إِحْدَى الكُبَرْ

فَإِنْ تَعِشْ سَيِّدَتِي

فَفِي الزَّمَانِ مُعْتَبَرْ

يُفْنِي الزَّمَانُ مِثْلَهَا

وَيَبْتَلِيْهَا بِالغِيَرْ

لا شَيْءَ يَبْقَى دَائِمًا

مَعَ انْتِفَاعٍ وَضَرَرْ

إِلَّا التُّقَى فَإِنَّهُ

لِلْعَبْدِ نِعْمَ المُدَّخَرْ

وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا

قَالَ: أَنْشَدَنِي الفَقِيْهُ، الأمَامُ، أَبُو عَمْرو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ عُثْمَانَ الشَّهْرَزُورْيُّ المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ الصَّلاحِ":

مِدَادُ الفَقِيْهِ عَلَى ثَوْبِهِ

أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الغَالِيَهْ

وَلَوْ يَشْتَرِي النَّاسُ هَذِي العُلُوْ

مَ بِأَنْفُسِهِمْ لَمْ تكُنْ غَالِيَهْ

ثُمَّ ذَكَرَ مَوْلدُهُ وَوَفَاتَهُ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (653 هـ):

631 -

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ ابْنُ أَخِي الضِّيَاءِ، أَخُو شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّد (ت: 668 هـ) وَوَالِدُ مُحَمَّدٍ (ت:؟) وَزَيْنَبَ (ت:؟). أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ الإسْلامِ (142)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (181).

632 -

أمَةُ اللَّطِيْفِ بِنْتُ النَّاصِحِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ نَجْمٍ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلامِ (145)، وَقَالَ:"وَكَانَتْ فَاضِلَةً، صَالِحَةً، عَفِيْفَةً، لَهَا تَصَانِيْفُ وَمَجْمُوعَاتٌ". أَخْبَارُهَا فِي: مِرْآةِ الزَّمَانِ (8/ 756)، وَالبِدَايةِ وَالنِّهَايَةِ =

ص: 13

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (13/ 170)، وَالقَلَائِدِ الجَوْهَرِيَّةِ (1/ 140)، وَالدَّارِسِ (2/ 63، 87).

633 -

وَعُثْمَانُ بْنُ رَسْلانَ بْنِ فِتْيَانَ بْنِ كَامِلٍ، أَبُو عَمْرٍو الأنْصَارِيُّ، البَعْلَبَكِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، التَّاجِرُ، الحَنْبَلِيُّ، أَخْبَارُهُ فِي صِلَةِ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 100)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ وَرَقَة: 76، 77)، وَتَارِيخ الإِسْلامِ (151).

634 -

وَمُحَمَّدُ بنُ أحمَدَ بْنِ حِصْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مِقْدَامٍ الصَّالِحِيُّ، العَطَّارُ، رَوَى عَنِ ابْنِ طَبَرْزدٍ، وَرَوَى عَنْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ، أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 99)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ 1)، وَتَارِيْخِ الإِسْلامِ (152).

لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنة (654 هـ) أحَدًا، وَفِيْهَا:

635 -

عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بنِ كَرَمِ بنِ غَالِبِ بْنِ قَتِيْلِ، أَبُو السَّعَادَاتِ، البَنْدَنِيْجِيُّ الأصْلِ، البَغْدَادِيُّ، البَوَّابُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِى فِي مُعْجَمِهِ (1/ 252) وَقَدْ تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ قَرِيْبِهِ عُمَرَ بنِ كَرَمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ (ت: 629 هـ).

636 -

وعِيْسَى بْنُ أحمَدَ بْنِ إلْيَاسَ اليُوْنينِيُّ الزَّاهِدُ، صَاحِبُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللهِ اليُوْنِينِيِّ. أَخْبَارُهُ في: ذَيْلِ مِرآةِ الزمانِ (1/ 24)، والعِبَرِ (5/ 218)، وَتَارِيْخِ الإسْلامِ (174)، وَمِرآةِ الجِنَانِ (4/ 136)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 266).

637 -

وَمَوْهُوْبُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْن مَوْهُوْبِ بْنِ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الخَضِرِ الجَوَالِيْقِيُّ، أَبُو أَحْمَدُ، مُعِيْنُ الدِّيْنِ، مِنْ أَحْفَادِ الإمَامِ اللُّغَوِيِّ الكَبِيْرِ أَبِي مَنْصُورٍ مَوْهُوْبِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 540 هـ) صَاحِبِ "المُعَرَّبِ" الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَمُعِيْنُ الدِّيْنِ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"(2/ 177) قَالَ: "قَرَأْتُ عَلَى المُعِيْنِ مَوْهُوْبِ بْنِ أَحْمَدَ الجَوَالِيْقِي بِمَنْزِلهِ بِـ"عَطْفَةِ سُلَيْمَانَ" مِنْ "دَرْبِ القَيَّارِ" شَرْقِيِّ "بَغْدَادَ" فِي الرِّحْلَةِ الأوْلَى

" وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ فِي يَوْمِ الأحَدِ حَادِيَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ الفُوْطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 416) وَقَالَ: "كَانَ مِنْ أَوْلادِ الأئِمَّةِ وَالعُلَمَاءِ، وَأَفْرَادِ الأفَاضِلِ الأُدَبَاءِ

" وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي =

ص: 14

ابْنِ يُوْسُفَ الحَرَّانِيُّ، المُقْرِئُ الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المَعْرُوفِ بِـ"ابْنِ الزَّرَّادِ"، وَيُلَقَّبُ "نَاصِحُ الدِّيْنِ".

وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ -تَقْدِيْرًا- بِـ"حَرَّانَ"

(1)

. وَقَرَأَ القُرْآنَ الكَرِيْمَ بِالرِّوَايَاتِ. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ بِـ"دِمَشْقَ" عَلَى أَبِي عَمْرِو ابْنِ الصَّلاحِ الحَافِظِ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَسَاكِرٍ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.

= يَوْمِ الأحَدِ ثَامِنَ عَشَرَ شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (655 هـ) أحَدًا، وَفِيْهَا:

638 -

أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوْسَى بْنِ نَصْرِ بْنِ مِقْدَامٍ، أَبُو العَبَّاسِ المَقْدِسِيُّ ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، العَطَّارِ، الحَنْبَلِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 108)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِي (1/ ورقة: 104)، وَتَارِيْخُ الإسْلامِ (188).

639 -

عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَاضِي، أَبُو مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ، المُؤَدِّبُ. سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (639 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 113)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ 247)، وَتَارِيْخِ الإسْلامِ (200).

640 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَحْمُودٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ العُكْبُرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، كَذَا ذَكَرَهُ الحُسَيْنِيُّ فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 113)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلامِ (203).

641 -

وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الهَمَذَانِيُّ، المُقْرِيءُ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلامِ (216)، وَقَالَ:"كَانَ رَجُلًا زَاهِدًا، عَالِمًا"، وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة 112)، وَمُعْجَمُ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِى (1/ وَرَقَة: 56).

642 -

وَمحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ إسْمَاعِيْلَ بْنِ سَلامَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الحَرَانِيُّ الأصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ المَوْلدِ، التَّاجِرُ. أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 110)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (216).

(1)

فِي "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِي": "وقِيل بِـ"حَلَبَ"".

ص: 15

وَسَمِعَ بِـ"حَلَبَ" مِنَ الحَافِظِ يُوْسُفَ بْنِ خَلِيْلٍ وَجَمَاعَةٍ، وَتَفَقَّهَ فِي المَذْهَبِ. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ. وَكَانَ فَاضِلًا، مُتَدَيِّنًا، وَاخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ وَلَمْ يُحَدِّثُ مِمَا حَصَّلَ إِلَّا بِيَسِيْرٍ.

تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"حَلَبَ" رحمه الله. وَذَكَرَهُ الحَافِظُ عِزُّ الدِّيْنِ الحُسَيْنيُّ.

‌397 - محمَّد بن أحْمَدَ بن الحُسَين

(1)

المَوْصِلِيُّ، المُقْرِئُ، الفَقِيْهُ، الأدِيْبُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَيُعْرَفُ "بِشُعْلَةَ".

قَرَأَ القُرْآنَ علَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الإرْبِلِيِّ وَغَيْرِهِ، وَتَفَقَّهَ. وَقَرَأَ العَرَبِيَّةَ، وَبَرَعَ فِي الأدَبِ وَالقُرْآنِ، وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ كَثِيْرَةً، وَنَظَمَ الشِّعْرَ الحَسَنَ.

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: كَانَ شَابًّا فَاضِلًا، وَمُقْرِئًا مُحَقِّقًا، ذَا ذَكَاءٍ مُفْرِطٍ، وَفَهْمٍ ثَاقِبٍ، وَمَعْرِفَةٍ تَامَّةٍ بِالعَرَبِيَّةِ وَاللُّغَةِ، وَشِعْرُهُ فِي غَايَةِ الجَوْدَةِ، نَظَمَ فِي

(1)

397 - شُعْلَة المَوْصِلِيُّ (622 - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 74)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 355)، وَالمَنْهجِ الأحْمَدِ (4/ 270)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 395). وَيُرَاجَعُ: سِيَرُ أعْلامِ النُّبَلَاءِ (23/ 360)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (282)، وَالعِبَرُ (5/ 234)، وَدُوَلُ الإسْلامِ (2/ 121)، وَمعْرفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 671)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1438)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (274)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 122)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 147)، وَتَارِيخُ ابْنِ الوَرْدِيِّ (2/ 201)، وَغَايَةُ النِّهَايةِ (2/ 80)، وَطَبَقَاتُ النُّحَاةِ وَاللُّغَوِيِّين لابْنِ قَاضي شُهْبَة (1/ وَرَقَة: 55)، وَبَدَائِعُ الزُّهُوْرِ (1/ 1 (302))، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 281)، (7/ 486).

ص: 16

الفِقْهِ وَفِي التَّارِيْخِ وَغَيْرِهِ، وَنَظَمَ كِتَابَ "الشَّمْعَة

(1)

فِي القِرَاءَاتِ السَّبْعَةِ" وَكَانَ -مَعَ فُرْطِ ذَكَائِهِ- صَالِحًا، زَاهِدًا، مُتَوَاضِعًا، كَانَ شَيْخُنَا التَّقِيُّ المِقَصَّاتِيُّ

(2)

يَصِفُ شَمَائِلَهُ وَفَضْلَهُ، وَيُثني عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ حَضَرَ بُحُوْثَهُ، وَسَمِعَ أَبَا الحَسَنِ شَيْخَهُ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ نَائِمًا إِلَى جَانِبِي فَاسْتَيْقَظَ وَقَالَ لِي: رَأَيْتُ السَّاعَةَ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَلَبْتُ مِنْهُ العِلْمَ، فَأَطْعَمَنِي تَمَرَاتٍ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: مِنْ ذلِكَ الوَقْتِ فتحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَتكَلَّمَ.

قُلْتُ: لَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ، أَكْثَرُهَا فِي القِرَاءَاتِ شَرَحَ "الشَّاطِبِيَّةِ"

(3)

وَنَظَمَ "عُقُوْدَ ابْنِ جَنِّي"

(4)

فِي العَرَبِيَّةِ سَمَّاهُ "العُنْقُوْدُ" وَنَظَمَ "اخْتِلافِ عَدَدِ

(1)

في (ط): "السَّمعه" وَإِنَّمَا هُوَ "الشَّمْعَةُ المُضِيَّةِ بِنَشْرِ قِرَاءَاتِ السَّبْعَةِ المَرْضِيَّةِ" قالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ: وَمِنْ نَظْمِهِ "الشَّمْعَةِ فِي قِرَاءَاتِ السَّبْعَةِ" قَصِيْدَةٌ رائِيَةٌ جَمَعَ فِيْهَا القِرَاءَاتِ، وَهِيَ نِصْفُ "الشَّاطِبِيَّةِ".

(2)

أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بْنِ المُشِيْعِ المُقْرِيءُ، الأسْتَاذُ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، خَطِيْبُ المُسْلِمِيْنَ، شَيْخُ القُرَّاءِ، الجَزَرِيُّ، المِقَصَّاتِيُّ. كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 413) وَذَكَرَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (713 هـ).

(3)

الشَّاطِبِيَّةُ مَشْهُوْرَةٌ، وَشَرْحُ شُعْلَة مِنْ أَجْلِ شُرُوْحِهَا وَأَشْهَرِهَا، وَأَشْهِرِ مُؤَلَّفَاتِهِ. وَهُوَ مَطبُوعٌ متَدَاوَلٌ، وَنُسَخُهُ الخَطِيَّةِ كَثيرَةٌ.

(4)

عُقُوْدُ ابْنِ جنِّيِّ كِتَابٌ مُخْتَصَرٌ فِي وُرَيْقَاتِ؛ لأنَّهُ اخْتِصَارٌ لِكِتَابِهِ "اللُّمَعِ فِي عِلْمِ العَربِيَّةِ"، وَكِتَابُ "اللُّمَعِ" مُخْتَصَرٌ أَيْضًا، لَهُ شُرُوْحٌ كَثيْرَةٌ مَشْهُوْرةٌ، فَـ"العُقُوْدُ" مخْتَصرُ المُخْتَصَرِ لا يَتَجَاوَزُ الورَقتَانِ، نَشَرَهُ الأسْتَاذُ العَلَّامَةُ الدُّكْتُوْر حَسَن الشَّاذْلِي فُرْهُوْد الأُسْتَاذ بِكُليَّةِ الآدَابِ بِجَامِعَةِ المَلِكِ سُعُود فِي الرِّيَاضِ فِي مَجَلَّةِ كُلِّيَّةِ الآدَابِ المَذْكُورَةِ سَنَةَ (1977 - 1978 م). المُجَلَّدُ الخَامِسُ، وَنَظَمُ المُتَرْجَمِ "العُنْقُوْدُ" لَهُ نُسْخَةٌ، فِي دَارِ =

ص: 17

الآيِ بِرُمُوْزِ الجُمَّلِ"

(1)

وَلَهُ "نَظْمُ العِبَادَاتِ" مِنَ "الخِرَقِيِّ" وَلَهُ كِتَابُ "النَّاسِخُ وَالمَنْسُوْخُ" فِي القُرْآنِ، وَكَلَامُهُ فِيْهِ يَدُلُّ علَى تَحْقِيْقِهِ وَعِلْمِهِ، وَلَهُ كِتَابُ "فَضَائِلِ الأئِمَّةِ الأرْبَعَةِ". وَمِنْ نُظْمِهِ قَوْلُهُ:

دع عَنْكَ ذِكْرَ فُلَانَةٍ وَفُلَانِ

وَاجْنُبْ لِمَا يُلْهِي عَنِ الرَّحْمَنِ

وَاعْلَمْ بِأنَّ المَوْتَ يَأْتِي بَغْتَة

وَجَمِيع مَا فَوْقَ البَسِيْطَةِ فَانِي

فَإِلَى مَتَى تَلْهُو وَقَلْبُكَ غَافِلٌ

عَنْ ذِكْرِ يَوْمِ الحَشْرِ وَالمِيْزَانِ

أتُرَاكَ لَمْ تَكُ سَامِعًا مَا قَدْ أَتَى

فِي النَّصِّ لِلَآيَاتِ وَالقُرْآنِ

فَانْظُرْ بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ وَلا تكُنْ

ذَا غَفْلَةٍ عَنْ طَاعَةِ الدَّيَّانِ

وَاقْصِدْ لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ

أَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ الفَتَى الشَّيْبَانِي

فَهُوَ الإِمَامُ مُقِيْمُ دِيْنِ المُصْطَفَى

مِنْ بَعْدِ دَرْسِ مَعَالِمِ الإيْمَانِ

أَحْيَا الهُدَى وَأَقَامَ فِي إِحْيَائِهِ

مُتَجَرِّدًا لِلضرْبِ غَيْرَ جَبَانِ

تَعْلُوْهُ أَسْيَاطُ الأعَادِي وَهُوَ لا

يَنْفَكُّ عَنْ حَقِّ إِلَى بُهْتَانِ

وَيَقُوْلُ عِنْدَ الضَّرْبِ لَسْتُ بِتَابعٍ

يَا وَيْحَكُمْ لَكُمُ بِلا بُرْهَانِ

مَاذَا أَقُوْلُ غَدًا لِرَبِّي إِذْ أنا

وَافَقْتُكُمْ فِي الزُّوْرِ وَالبُهْتَانِ

وَعَدَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ وَصَحْبِهِ

وَجَمِيع مَنْ تَبِعُوْهُ بِالإحسَانِ

= الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ، وَكَانتْ لَدَيَّ مِنْهُ نُسْخَةٌ، فَقَدَهَا عِنْدَ كِتَابَةِ هَذِهِ الأسْطُرِ.

(1)

لَهُ نُسْخَةٌ فِي مَكْتَبَةِ جستربيتي رَقم (4/ 3961)، وَاسْمُهُ:"ذَاتُ الرَّشَدِ فِي الخِلافِ بَيْنَ أَهْلِ العَدَدِ" وَلَهُ فِي المَكْتَبَةِ المَذْكُوْرَةِ "يَتِيْمَةُ الدُّرَرِ في النُّزُوْلِ وَآياتِ السُّورِ" رَقَم (2/ 3961).

ص: 18

أَتُرَوْنَ أَنِّي خَائِفٌ مِنْ ضَرْبِكُمْ

لا وَالإلهُ الوَاحِدِ المَنَّانِ

كُنْ حَنْبَلِيًّا مَا حَيِيْتَ فَإِنَّنِي

أُوْصِيْكَ خَيْرُ وَصِيَّةِ الإخْوَانِ

وَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ فَأَحْمَدٌ

زِيْنُ الثِّقَاتِ وَسَيِّدُ الفِتْيَانِ

مَنْ ذَا أَقَامَ كَمَا أَقَامَ إِمَامُنَا

مُتَجَرِّدًا مِنْ غَيْرِ مَا أَعْوَانِ

مُسْتَعْذِبًا لِلْمُرِّ فِي نَصْرِ الهُدَى

مُتَجَرِّعًا لِغَضَاضَةِ السُّلْطَانِ

وَسَلا بِمُهْجَتِهِ وَبَايَعَ رَبَّهُ

أَنْ لا يُطِيْعَ أَئِمَّةَ العُدْوَانِ

وَأَقَامَ تَحْتَ الضَّرْبِ حَتَّى إِنَّهُ

دَحَضَ الضَّلالِ وَفِتْنَةِ الفَتَّانِ

وَأَتَى بِرُمْحِ الحَقِّ يَطْعَنُ فِي العِدَى

أَهْلَ الضَّلالِ وَشِيْعَةَ الشَّيْطَانِ

مَنْ

(1)

ذَا لَقِي مَا قَدْ لَقِيْهِ مِنَ الأذَى

فِي رَبِّهِ مِنْ سَاكِنِ البُلْدَانِ

فَعَلَى ابْنِ حَنْبَل السَّلامُ وَصَحْبِهِ

مَا نَاحَتِ الوَرْقَاءُ فِي الأغْصَانِ

إِنِّي لأرْجُو أَنْ أَفُوْزَ بِحُبِّهِ

وَأَنَالَ فِي بَعْثِي رِضى الرَّحْمَنِ

حَمْدًا لِرَبِّي إِذْ هَدَانِي دِيْنَهُ

وَعَلَى شَرِيْعَةِ أَحْمَدٍ أَنْشَانِي

وَاخْتَارَ مَذْهَبَ أَحْمَدٍ لِي مَذْهَبًا

وَمِنَ الهَوَى وَالغَيِّ قَدْ أَنْجَانِي

مَنْ ذَا يَقُوْمُ مِنَ العِبَادِ بِشُكرِ مَا

أَوْلاهُ سَيِّدُهُ مِنَ الإحْسَانِ

قَالَ الذَّهَبِيُّ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"المَوْصِلِ"، وَلَهُ ثَلَاثُ وَثَلَاثُوْنَ سَنَةً. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَقَرَأْتُ علَى بَعْضِ شُيُوْخِنَا بِـ"بَغْدَادَ" أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.

(1)

في (ط): "مَاذَا".

ص: 19

‌398 - يُوْسُف بن عَبْدِ الرّحمنِ بنِ عَليِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادِي

(2)

ابن الجَوْزِيِّ

(3)

، القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، البَكْرِيُّ، البَغْدَاديُّ، الفَقِيْهُ، الأُصُوْلِيُّ، الوَاعِظُ،

(1)

في (أ)، (د):"عَبْد الله".

(2)

في (ط): "حماد".

(3)

398 - الصَّاحِبُ مُحْيي الدِّيْنِ بنُ الجَوْزِيّ (580 - 656 هـ):

أُسْتَاذُ دَارِ الخِلَافَةِ، الفَقِيْهُ، الوَاعِظُ، ابْنُ الإمَامِ المُفَسِّرِ الوَاعِظِ الحَافِظِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الجَوْزِيِّ المَشْهُوْرِ. أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 75)، وَالمَقْصَدِ الأرْشدِ (3/ 137)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 273)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 396). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 118)، وَالحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (358)، وَعُقُوْدُ الجُمَانِ لابْنِ الشِّعَّارِ (10/ وَرَقَة 230)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِي (2/ 212)، وَوَفيَاتُ الأعْيَانِ (3/ 142)، (6/ 247)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (5/ 121)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (1/ 332)، وَالمُخْتَصَرُ فِي أَخْبَارِ البَشَرِ (3/ 197)، وَدُوَلُ الإسْلامِ (2/ 122)، وَالعِبَرُ (5/ 237)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (138)، وَسِيَرُ أَعْلام النُّبَلاءِ (23/ 372)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (274) وَالمُعِيْنُ فِي طبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (208)، وَتَذْكِرةُ الحُفاظِ (4/ 1444)، وَتَارِيْخُ ابْنِ الوَرْدِيِّ (2/ 200)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 147)، وَالعَسْجَدُ المَسْبُوْكُ (2/ 635)، وَالبِدَايَةُ وَالنهَايَةُ (13/ 203)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (1/ 86)، (2/ 286)، (4/ 171)، (351، 353)، وَدُرَّةُ الأسْلاكِ (1/ ورَقة 17)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 412)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 68)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْن لِلْدَّاوُدِي (2/ 380)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيخِ المَدَارِسِ (2/ 29)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 286)، (7/ 474)، وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (421).

قَالَ ابْنُ الشِّعَارِ فِي "عُقُوْدِ الجُمَانِ" -بَعْدَ أَنْ رَفَعَ نَسَبَهُ إِلَى أَبِي بَكْر الصَّدِيْقِ رضي الله عنه وَذَكَرَ مِنْ سِيْرَتِهِ مَا هُوَ مَعْرُوْفٌ-: "وَكَانَ وَاعِظًا، حَسَنًا، عَالِمًا =

ص: 20

الصَّاحِبُ، الشَّهِيْرُ، مُحْيِي الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو المُحَاسِنِ، ابْنِ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنَ أَبِي الفَرَجِ المُتَقَدَّمِ ذِكْرُهُ، أُسْتَاذُ دَارِ الخِلَافَةِ المُسْتَعْصِميَّةِ.

وُلِدَ فِي لَيْلَةِ سَابِعَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةِ بِـ"بَغْدَادَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِيْهِ، وَيَحْيَى بْنِ بُوْشٍ، وَذَاكِرِ بْنِ كَامِل، وَابْنِ كُلَيْب، وَأَبِي مَنْصُوْر عَبْدِ اللهِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، وَابْنِ المَعْطُوْشِ

(1)

، وَأَبِي الحَسَنَ عَلِيِّ

(2)

بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ يَعِيْشَ. وَقَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَاتِ العَشْرِ علَى ابْنِ البَاقِلَّانِيِّ بِـ"وَاسِطَ" وَقَدْ جَاوَزَ العَشْرَ سِنِيْنَ مِنْ عُمُرِهِ، وَلَبِسَ الخِرْقَةَ مِنَ الشَّيْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ سُكَيْنَةَ. وَاشْتَغَلَ بِالفِقْهِ وَالخِلَافِ وَالأصُوْلِ، وَبَرَعَ فِي ذلِكَ، وَكَانَ أَمْهَرَ فِيْهِ مِنْ أَبِيْهِ وَوَعَظَ فِي صِغَرِهِ علَى قَاعِدَةِ أَبِيْهِ، وَعَلا أَمْرُهُ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ، وَوَلِيَ الوِلَايَاتِ الجَلِيْلَةَ.

= بِالتَّفْسِيْرِ، وَالحَدِيْثِ، فَقِيْهًا، مُدَرِّسًا، مُفْتِيًا عَلَى مَذْهَبِهِ، شَاعِرًا، مُسْهِبًا، غَزِيْرَ الشِّعْرِ، مُقْتَدِرًا عَلَى إِنْشَائِهِ، وَلَمْ [يَمْدَحْ] أَحَدًا مِنَ النَاسِ غَيْرَ الخُلَفَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ. كُنْتُ بِـ"بَغْدَادَ" أَيَّامَ مُدَّةَ إِقَامَتِي بِهَا، وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ وَعْظِهِ بِـ"بَابِ بَدْرٍ" عِدَّةَ مَرَّاتٍ، وَكَانَ يُنْشِدُ عَقِيْبَ المَجْلِسِ قَصِيْدَةً طَوِيْلَةً مِنْ نَظْمِهِ مَدِيْحًا فِي الخَلِيْفَةِ يَخْتِمُ بِهَا مَجْلِسَ الوَعْظِ، وَلَمْ يَعْلَقْ بِحِفْظِي مِنْ أَشْعَارِهِ شَيْءٌ، وَلَا اتَّفَقَ لِي الاجْتِمَاعُ بِهِ، وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ قَدِمَ "إِرْبِلَ" رَسُوْلًا مِنْ دِيْوَانِ الخِلَافَةِ إلَى خُوَارَزْم شَاه

فَاجْتَمَعْتُ بِهِ بَعْدَ عَوْدِهِ مِنَ الرِّسَالَةِ بِـ"إِرْبِلَ" فِي أَوَاخِرِ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبع وَعِشْرِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَأَجَازَ لِي جَمِيع مَقُوْلاتِهِ، وَرِوَايَاتِهِ، وَمَا يَنْدَرِجُ تَحْتَ الإِجَازَةِ، وَكَتَبَ ذلِكَ بِخَطِّهِ" وَأَوْرَدَ نَمَاذج مِنْ شِعْرِهِ.

(1)

في (ط): "المغطوش" خطأ طباعة.

(2)

ساقط من (ط).

ص: 21

قَالَ ابْنُ السَّاعِي: شَهِدَ عِنْدَ ابْنِ الدَّامَغَانِيِّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّمَائَةَ، ثُمَّ وَلِيَ الحِسْبَةَ بِجَانِبَي "بَغْدَادَ" وَالنَّظَرَ فِي الوُقُوْفِ العَامَّةِ، وَوُقُوْفِ جَامِعَ السُّلْطَانِ، ثُمَّ عُزِلَ عَنِ الحِسْبَةِ، نُمَّ عَنِ الوُقُوْفِ سَنَةَ تِسْعٍ، فَانْقَطَعَ فِي دَارِهِ يَعِظُ، وَيُفْتِي وَيُدَرِّسُ، ثُمَّ أُعِيْدَ إِلَى

(1)

الحِسْبَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَاسْتَمَرَّ مُدَّةَ وِلايَةِ النَّاصِرِ. ثُمَّ أَقَرَّهُ ابْنُهُ الظَّاهِرُ. قَالَ: وَهُوَ مِنَ العُلَمَاءِ الأفَاضِلِ، وَالكُبَرَاءِ الأمَاثِلِ، أَحَدُ أَعْلَامِ العِلْمِ، وَمَشَاهِيْرِ الفَضْلِ، ظَهَرَتْ عَلَيْهِ آثَارُ العِنَايَةِ الإِلهيَّةِ مُنْذُ كَانَ طِفْلًا، فَعُنِيَ بِهِ وَالِدُهُ، وَأَسْمَعَهُ الحَدِيْثَ، وَدَرَّبَهُ مِنْ صِغَرِهِ فِي الوَعْظِ، وَبُوْرِكَ لَهُ فِي ذلِكَ، وَصَارَ لَهُ قَبُوْلٌ تَامٌّ، وَبَانَتْ عَلَيْهِ آثَارُ السَّعَادَةِ.

وَتُوُفِّيَ وَالِدُهُ وَعُمُرُهُ إِذْ ذَاكَ سَبع عَشْرَةَ سَنَةً، فَكَفَلَتْهُ الجِهَةُ وَالِدَةُ الإِمَامِ النَّاصِرِ، وَتَقَدَّمَتْ لَهُ بِالجُلُوسِ لِلْوَعْظِ عَلَى عَادَةِ وَالِدِهِ عِنْدَ تُرْبَتِهَا، بَعْدَ أَنْ خَلَعَتْ عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَ بِمَا بَهَرَ بِهَ الحَاضِرِيْنَ، وَلَمْ يَزَلْ فِي تَرَقٍّ مِنْ حَالِهِ، وَعُلُوٍّ مِنْ شَأْنِهِ، يَذْكُرُ الدُّرُوْسَ فِقْهًا، وَيُوَاصِلُ الجُلُوْسَ وَعْظًا عِنْدَ التُّرْبَةِ المَذْكُوْرَةِ، وَبِـ"بَابِ بَدْرٍ" وَكَانَ يُوْرِدُ مِنْ نَظْمِهِ كُلَّ أُسْبُوعٍ قَصِيْدَةً فِي مَدْحِ الخَلِيْفَةِ، فَحَظِيَ عِنْدَهُ، وَوَلَّاهُ مَا تَقَدَّمَ، وَأَذِنَ لَهُ فِي الدُّخُوْلِ إِلَى وَليِّ عَهْدِهِ، ثُمَّ أَوْصَى النَّاصِرُ عِنْدَ مَوْتهِ أَنْ يُغَسِّلَهُ. وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ كَامِلَ الفَضَائِلِ، مَعْدُوْمَ الرَّذَائِلِ، أَمَرَ النَّاصِرُ بِقَبُوْلِ شَهَادَتِهِ وَقَلَّدَهُ الحِسْبَةَ بِجَانِبَيْ "بَغْدَادَ" وَلَهُ ثَلاثٌ وَعُشْرُوْنَ سَنَةً، وَكَتَبَ لَهُ النَاصِرُ علَى رَأْسِ تَوْقِيْعِهِ بِالحِسْبَةِ: حُسْنُ السَّمْتِ، وَلُزُوْمُ الصَّمْتِ أَكْسَبَاكَ يَا يُوْسُفُ -مَع حَدَاثَةِ سِنِّكَ- مَا لَمْ

(1)

ساقط من (د).

ص: 22

يَتَرَقَّ إِلَيْهِ هِمَمُ أَمْثَالِكَ، فَدُمْ عَلَى مَا أَنْتَ بِصدَدِهِ. وَمَنْ بُوْرِكَ لَهُ فِي شَىْءٍ

(1)

فَلْيَلْزَمْهُ، وَالسَّلامُ. ثُمَّ رُوْسِلَ بِهِ إِلَى مُلُوْكِ الأطْرَافِ

(2)

، فَاكْتَسَبَ مَالًا كَثيْرًا، وَأَنْشَأَ مَدْرَسَةً بِـ"دِمَشْقَ" وَوَقَفَ عَلَيْهَا وُقُوفًا مُتَوَافِرَةَ

(3)

الحَاصِلِ، وَأَنْشَأَ بِـ"بَغْدَادَ" بِمَحِلَّةِ "الحَلْبَةِ"

(4)

مَدْرَسَةً لَمْ تَتِمَّ

(5)

، وَبِمَحِلَّةٍ "الحَرْبِيَّةِ" دَارَ قُرآنٍ

(6)

وَمَدْفَنًا، ثُمَّ وَلِيَ التَّدْرِيْسَ بِـ"المُسْتَنْصِرِيَّةِ" ثُمَّ وَلِيَ أُسْتَاذَ دَارِيَّةَ

(1)

في (ط): "في بشيءٍ".

(2)

جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَة (سَنَةَ أَرْبَعَ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتَمَائَةَ) وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قَصَدَ مَلِكُ الرُّوْمِ مَدِيْنَةَ "آمِدَ" وَحَصَرَهَا، وَضَيَّقَ علَى أَهْلِهَا، وَجَرَى بَيْنَ العَسْكَرَيْنِ قِتَالٌ، وَقُتِلَ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ خَلْقٌ كَثيْرٌ، وَقَلَّتِ الأقْوَاتُ، وَتَعَذَّرَتْ علَى أَهْلِ البَلَدِ، فَأَرْسَلَ صَاحِبُهَا إِلَى الخَلِيْفَةِ يُعَرِّفُهُ ذلِكَ، وَيَسْأَلُهُ مُرَاسَلَةَ مَلِكِ الرُّوْمِ فِي الكَفِّ عَنْهُ، فَأَمَرَ الخَلَيْفَةُ بِإِنْفَاذِ أَبِي مُحَمَّدٍ يُوْسُفَ بْنِ الجَوْزِيِّ فتَوَجَّهَ نَحْوَهُ، قَالَ: لَمَّا وَصَلْتُ إِلَيْهِ وَجَدْتُ عَسَاكِرَهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِمَدِيْنَةِ "آمِدَ" وَأَهْلُ البَلَدِ فِي ضُرٍّ عَظِيْم، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ مَكْتُوْبَ الدِّيْوَانِ، فَذَكَرَ أَنَّ أُوْلئكَ هُمُ الَّذِيْنَ ابْتَدَأُوا وَقتلُوا أَصْحَابَهُ، قَالَ: فَأَخْرَجْتُ خَط الخَلِيْفَةِ بقَلَمِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} [ص] وَقَبَّلْتُهُ، وَسَلَّمْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَامَ وَوَضعَهُ علَى عَيْنَيْهِ وَرَأْسِهِ، وَقَرَأَهُ، وَأَمَرَ فِي الحَالِ بِالكَفِّ عَنِ القِتَالِ وَالرَّحِيْلِ عَنِ البَلَدِ". وَفِي الحَوَادِثِ الجَامِعَة أَيْضًا (143)، أَرْسَلَهُ إَلَى "دِمَشْقَ" لِلإِصْلاحِ بَيْنَ المَلِكِ الصَّالح، والمَلِكِ العَادِلِ وَفِيْهِ أَيْضًا (212) فِي حَوَادِثِ سَنَةِ إِحدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتَمَائَةَ أُرْسِلَ إِلَى مَلِكِ الرُّوْمِ.

(3)

في (د): "متوفر". وفي (ط): "متوفرة".

(4)

فِي (د): "الخَلِيْفَة".

(5)

عَرفت بـ"المَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ".

(6)

في (د): "قرن".

ص: 23

الدَّارِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذلِكَ إِلَى أَنْ قُتِلَ صَبْرًا شَهِيْدًا بِسَيْفِ الكُفَّارِ عِنْدَ دُخُوْلِ هُوْلاكُو مَلِكِ التّتارِ إِلَى "بَغْدَادَ" فَقُتِلَ الخَلِيْفَةُ المُسْتَعْصِمُ بِاللهِ

(1)

وَأَكْثَرُ أَوْلادِهِ، وَقُتِلَ مَعَهُ أَعْيَانُ الدَّوْلَةِ، وَالأمَرَاءِ، وَشَيْخُ الشُّيُوْخِ، وَأَكَابِرُ العُلَمَاءِ، وَقُتِلَ أُستَاذُ الدَّارِ مُحْيِي الدِّيْنِ

(2)

وَأَوْلَادُهُ الثَّلاثَةِ، وَذلِكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِظَاهِرِ سُوْرِ "كَلْوَذَا" رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ.

كَانَ المُسْتَنْصِرُ لَهُ شُبَّاكٌ علَى إِيْوَانِ الحَنَابِلَةِ، يَسْمَعُ الدَّرْسَ مِنْهُمْ دُوْنَ غَيْرِهِمْ، وَأثرُهُ بَاقٍ.

قَالَ الشَّرِيْفُ عِزُّ الدِّيْنِ: كَانَ أَحَدَ صُدُوْرِ الإسْلامِ، وَفُضَلائِهِمْ وَأَكَابِرِهِمْ، وَأَجِلَّائِهِمْ مِنْ بَيْتِ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ. وَحَدَّثَ بِـ"بَغْدَادَ" وَبِـ"مِصْرَ"، وَغَيْرِهِمَا مِنَ البِلادِ.

وَذَكَرَهُ الدُّبَيْثِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" -وَقَدْ مَاتَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ- وَقَالَ: فَاضِلٌ، عَالِمٌ، فَقِيْهٌ، علَى مَذْهَب أَحْمَدَ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالوَعْظِ. وَجَلَسَ لِلْوَعْظِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبيْهِ، وَدَرَّسَ وَنَاظَرَ، وَتَوَلّى الحِسْبَةَ بِجَانِبَيْ "بَغْدَادَ" وَالنَّظَرَ فِي الوَقْفِ فِي العَامِّ.

وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: كَانَ إِمَامًا كَبِيْرًا، وَصَدْرًا مُعَظَّمًا، عَارِفًا بِالمَذْهَبِ كَثيْرَ المَحْفُوْظِ، ذَا سَمْتٍ وَوَقَارٍ، دَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَصَنَّفَ. وَأَمَّا رِئَاسَتُهُ وَعَقْلُهُ فَيُنْقَلُ بِالتَّوَاتُرِ، حَتَّى إِنَّ المَلِكَ الكَامِلَ -مَعَ عِظَمِ سُلْطَانِهِ- قَالَ: كُلُّ أَحَدٍ يُعْوِزُهُ زِيَادَةُ عَقْلٍ إِلَّا مُحْيِيَ الدِّيْنِ بْنَ الجَوْزِيِّ، فَإِنَّهُ يُعْزِزُهُ نَقْصُ عَقْلٍ، وَيُحْكَى عَنْهُ فِي هَذَا عَجَائِبُ، مِنْهَا: أَنَّهُ مَرَّ فِي "سُوَيْقَةِ بَابِ البَرِيْدِ" وَالنَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ،

(1)

ساقط من (د).

(2)

في (د): "رحمه الله".

ص: 24

وَهُوَ رَاكِبٌ البَغْلَةَ، فَسَقَطَ حَانُوْتٌ، فَضَجَّ النَّاسُ وَصَاحُوا، وَسَقَطَتْ خَشَبَةٌ، فَأَصَابَتْ كِفْلَ بَغْلَتِهِ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَلَا تَغيَّرَ عَنْ هَيْئَتِهِ. وَحُكِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يُنَاظِرُ، وَلَا تَحَرَّكُ لَهُ جَارِحَةٌ. وَكَانَتْ خَاتِمَةَ سَعَادَتِهِ الشَّهَادَةُ. رضي الله عنه.

قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبي الجَيْشِ، بَلَغَنِي عَنِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ سَكْرَان الزَّاهِدِ المَشْهُوْرِ

(1)

، أَنَّه قَالَ: رَأَيْتُ أُسْتَاذَ الدَّارِ ابْنَ الجَوْزِيِّ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: كَفَّرَتْ ذُنُوْبَنَا سُيُوْفُهُمْ. رضي الله عنه

(2)

.

وَلَهُ تَصَانِيْفُ عِدَّةٌ، مِنْهَا "مَعَادِنُ الإِبْرِيْزِ فِي تَفْسِيْرِ الكِتَابِ العَزِيْزِ" وَمِنْهَا:"المَذْهَبُ الأحْمَدِ فِي مَذْهَبِ أَحمَدَ"

(3)

وَمِنْهَا: "الإيْضَاحُ فِي الجَدَلِ"

(4)

وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْق بِـ"بَغْدَادَ" وَ"دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ".

وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي الجَيْشِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ السَّكْرَانِ بْنِ أَبي السَّعَادَاتِ بْنِ المُعَمَرِ الخَالِصيُّ (ت: 667 هـ) مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَةِ المَشَاهِيْرِ آنِذَاكَ. لَقَبُهُ مُحْيِيْ الدِّيْنِ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الفُقَرَاءِ. ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 93) وَقَالَ: "أَدْرَكْتُ زَمَانَهُ، وَتَبَرَّكْتُ بِرُؤْيَتِهِ، وَتَشَرَّفْتُ قُبَيْلَ الوَقْعَةِ بِتَقْبِيْلِ يَدِهِ، وَكَانَ قَدِ اسْتَدْعَاهُ الخَلِيْفَةُ لأجْلِ الدُّعَاءِ مَعَ جَمَاعَةِ الفُقَرَاءِ، فَذَكَرَ الشَّيْخُ أَنَ الأمْرَ قَدْ فَرَطَ، وَقَدْ:{قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)} .

(2)

في (د): "تَعَالَى عَنْهُ".

(3)

لَه عِدَّةُ طَبَعَاتٍ مِنْهَا فِي القَاهِرَة سَنَةَ (1401 هـ) وَغَيْرِهَا.

(4)

طُبعَ فِي مَكْتَبَةِ العُبَيْكَان فِي الرِّيَاض المَمْلَكة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة عام (1412 هـ) بِتَحْقِيْقِ الدُّكْتُوْر فَهَدْ بْنُ مُحَمَّد السَّدْحان. وَحَقَّقَهُ أَيْضًا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السَّيِّدِ الدُّغَيْمِ وَطُبعَ فِي مَكْتَبَةِ مدبولي - القَاهِرَة سَنَةَ (1995 م).

ص: 25

ابْنُ الكَسَّارِ، وَالدُّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الظَّاهِرِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ الفُوَطِيِّ، وَبِالإجَازَةِ خَلْقٌ آخِرُهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ المَقْدِسِيِّ

(1)

. وَمِنْ نَظْمِهِ مَا أَنْشَدَنِي عَنْهُ ابْنُ السَّاعِي، وَأَنْبَأَتْنَاهُ زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ عَنْهُ:

صَبُّ لَهُ مِنْ حَيَا آمَاقِهِ غَرَقٌ

وَفِي حُشَاشَتِهِ مِنْ وَجْدِهِ حَرَقُ

فَاعْجِبْ لِضِدَّيْنِ فِي حَالٍ قَدِ اجْتَمَعَا

غَرِيْقُ دَمْعِ بِنَارِ الوَجْدِ يَحْتَرِقُ

لَمْ أَنْسَ عَيْشًا علَى سَلْعٍ وَلَعْلَعِهَا

وَالبَانُ مَفْتَرِقٌ وَجْدًا وَمُعْتَنِقُ

وَنَفْحَةُ الشِّيْحِ تأْتِيْنَا مُعَنْبَرَةً

وَعَرْفُهَا بِمَعَانِي المُنْحَنَى عَبِقُ

وَالقَلْبُ طَيْرٌ لَهُ الأشْوَاقُ أَجْنِحَةٌ

إِلَى الحَبِيْبِ رِيَاحُ الحُبِّ تَخْتَرِقُ

قُلْ لِلْحِمَى بِالرُّبَى وَاعْنِ الحُلُوْلَ بِهَا

مَا ضَرَّهُمْ بِجَرِيْحِ القَلْبِ لَوْ رَفَقُوا

وَقَدْ بَقَى رَمْقٌ مِنْهُ فَإِنْ هَجَرُوا

مَضَى كَمَا مَرَّ أَمْسٌ ذلِكَ الرَّمَقُ

وَلَهُ قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ مَدَحَ فِيْهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوَّلُهَا:

قَدْ زُلْزِلَتْ أَرْضُ الهَوَى زِلْزَالَهَا

وَقَالَ سُلْطَانُ الغَرَاِمِ مَا لهَا

وَأَمَّا أَوْلَادُهُ الثَّلاثَةَ

(2)

الَّذِيْنَ قُتِلُوا مَعَهُ رضي الله عنهم

(3)

فَأحَدُهُمْ:

‌399 - الشَّيْخُ جمال الدِّين أبو الفرجِ

(4)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ،

وَكَانَ فَاضِلًا، بَارِعًا،

(1)

هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ المَذْكُورَةُ فِيْمَا بَعْدُ (ت: 740 هـ).

(2)

وَلَهُ ابْنٌ رَابعٌ اسْمُهُ عَبْدُ العَزِيْزِ (ت: 667 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(3)

فِي (د): "تَعالى عنهم".

(4)

399 - جمَالُ الدِّيْنِ ابْنُ الجَوْزِيِّ (؟ -656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 75)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 276)، وَمُخْتصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 397). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ =

ص: 26

دَرَّسَ بِـ"المُسْتَنْصَرِيَّة" لَمَّا وَلِيَ أَبُوْهُ الأسْتَاذَ دَارِيَّةَ، وَوَلِيَ حِسْبَةَ "بَغْدَادَ" أَيْضًا

(1)

.

= مِرْآةِ الزَّمَاِن (1/ 340)، وعُقُوْدُ الجُمَانِ لابنِ الشَّعَّارِ (3/ ورقة: 212)، وَالحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (359)، وَالعَسْجَدُ المَسْبُوْكُ (636)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 310)، وَشَذراتُ الذَّهَبِ (5/ 287)(7/ 495)، وَلَهُ حَفِيْدَانِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ هُمَا: عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوْسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْن عَلِى بْنِ الجَوْزِيِّ المَنْعُوْتُ بِـ"الغُرَابِ"(ت: 688 هـ)، ذَكَرَهُ فِي مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (101)، وَقَالَ:"وَبَقِيَّةُ نَسَبِهِ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِيهِ" وَلَم تَرِدْ تَرْجَمَةُ أَبِيْهِ فِي "المُنتخَبِ" وَلَمْ أَقِفُ عَلَيْهَا فِي مَصدَرٍ آخَرَ. وَالآخَرُ: عَبْدُ القَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت:؟). نذْكُرُ الأوَّل مِنْهُمَا فِي اسْتِدْرَاكِنَا عَلَى وَفَيَاتِ سَنَةِ (688 هـ) وَنَذْكُرُ الآخَرُ مَعَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، لِجَهْلِ سَنَةِ وَفَاتِهِ. وَعَتِيْقُهُ: رَشِيْدٌ الحَبَشِيُّ (ت: 683 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ فِي "عُقُوْدِ الجُمَانِ" -عَنِ المُتَرْجَمِ هُنَا-: "مِنَ البَيْتِ المَشْهُوْرِ بِالعِلْمِ وَالدِّيْنِ وَالتَّصْنِيْفِ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنَ الفِقْهِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالحَدِيْثِ، وَالوَعْظِ، وَالتَّارِيْخِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَأَبُو الفَرَجِ هَذَا رَبِيَ فِي حَجْرِ وَالِدِهِ، فتَأَدَّبَ بِآدَابِهِ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ، وَتَحَلَّى بِحِلْيَتِهِ، وَاتَّصَفَ بِصفَتِهِ، وَحَذَا حَذْوَهُ، وَسَلَكَ طَرِيْقَتَهُ الوَاضِحَةِ، وَاقْتَدَى بِأَفْعَالِهِ الصَّالِحَةِ، وَنَابَهُ فِي الحِسْبَةِ، ثُمَّ اسْتِقْلالًا، وَخَلَفَهُ فِي التَّدْرِيْسِ بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ" فَقَامَ مَقَامَهُ، وَسَدَّ مَسَدَّهُ، وَكَانَ أُذِنَ لَهُ فِي الوَعْظِ فِي الأيامِ الظَّاهِرِيَّةِ وَعُمْرُهُ إِذْ ذَاكَ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَة، وَكَانَ يَجْلِسُ كُلَّ أُسْبُوع يَوْمًا يَحْضُرُهُ الخَلْقُ الكَثيْرُ

خَرَّجَ لَهُ الرَّشِيْدُ العَطَّارُ "جُزْءًا" وَحَدَّثَ، وَتَرَسَّلَ بِهِ الخَلِيْفَةُ إِلَى المُلُوْكِ وَلَهُ أَخْبَارٌ كَثيْرَة، وَمَحَاسِنُ وَفَوَائِدُ، لَهُ شِعْرٌ فِي المُسْتنْصِرِ بِاللهِ.

(1)

جاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (231)، فِي حَوَادِثِ سَنَةِ (642 هـ):"وَفِيْهَا رُتِّبَ جَمَالُ الدّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ الجَوْزِيِّ مُدَرِّسًا لِلْطَّائِفَةِ الحَنْبَلِيَّةِ بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيّةِ" وَخُلِعَ عَلَيْهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْهَدَ عِنْدَ القَاضِي، وَلَمْ يُعْلَمْ أَن مُحْتَسِبًا تَوَلَّى غَيْرَ شَاهِدٍ =

ص: 27

وكانَ يَعِظُ مَكَانَ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ بِـ"بَابِ بَدْرٍ" وَغَيْرِهِ

(1)

وَيُقَالُ: إِنَّ لَهُ تَصَانِيْفُ.

= سِوَاهُ، وَقَدْ نَظَمَ عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أُسَامَةَ العَلَوِيُّ قَصِيْدَةً يُهَنِّئُ بِهَا أُسْتَاذَ الدَّارِ بِمَا تَجَدَّدَ لِوَلَدَيْهِ يَقُوْلُ:

مَوْلَايَ مُحْيِي الدِّيْنِ يَا مَوْلًى بِهِ

كُل البَرِيَّةِ فِي الحَقِيْقَةِ يَقْتَدِي

أَنْتَ المُهَنَّا بِالَّذِي قَدْ خُوِّلا

وَلَدَاكَ أَمْ نَفْسُ العُلَى وَالسُّؤْدَدِ

وَهَلِ البِشَارَةُ لِلْمَرَاتِبِ وَالَّذِي

وَلِيَاهُ أَمْ لَكَ يَا كَرِيْمَ المَحْتِدِ

قَدْ قُلْتُ حِيْنَ رَأَيْتُ كُلا مِنْهُمَا

كَالبِدْرِ فِي جُنْحِ الظَّلامِ الأسْوَدِ

هَذَانِ مَا خَطَبَا المَرَاتِبِ إِنَّمَا

خَطَبَتْهُمَا لِمَنَاقِبِ لَم تُجْحَدِ

وَهُمَا مِنَ القَوْمِ الأُلَى خَدَمَاتُهُمْ

شَرَفًا تَصِيْرُ لِسَيِّدٍ عَنْ سَيِّدٍ

وَلأنْتَ مَوْلانَا المَلِيْكُ مِنَ الوَرَى

وَهُمَا أَحَقُّ بِمُسْنَدٍ وَبِمُسْنِدِ

أَنْتُمْ لِدِيْنِ مُحَمَّدٍ شَيَّدْتُمُ

عَلَمًا بِهِ وَكَذاكَ مَذْهَبِ أَحْمَدِ

فَاللهُ يَجْزِي الخَيْرَ كُلًّا مِنْكُمُ

عَنْ أَحْمَد وَعَنِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ

وَكَذَاكَ يَرْعَاكُمْ بِعَيْنِ عِنَايَةٍ

وَيُمِدُّكُمْ مِنْهُ بِعُمْرٍ سَرْمَدِ

كانَ يَعِظُ بـ"بَابِ بَدْرٍ" سَنَةَ (637 هـ) جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ: ص (153) وَفِيْهَا حَضَرَ الأمَيْرُ سُلَيْمَانُ بْنُ نِظَامِ المُلْكِ، مُتَوَلِّي المَدْرَسَةِ النّظَامِيَّةِ مَجْلِسَ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ الجَوْزِيِّ بِـ"بَابِ بَدْرٍ" فَطَابَ، وَتَوَاجَدَ، وَخَرَّقَ ثِيَابَهُ، وَكَشَفَ رَأْسَهُ، وَقَامَ وَأَشْهَدَ الوَاعِظَ وَالجَمَاعَةَ أَنَّهُ قَدْ أَعْتَقَ جَمِيع مَا يَمْلِكُهُ مِنْ رَقِيْقٍ، وَوَقَفَ أَمْلاكُهُ، وَخَرَجَ عَنْ جَمِيْعِ مَا يَمْلِكُهُ

" وَذَكَرَ قَصِيْدَة كَتَبَ بِهَا إِلَيْهِ النَّقِيْبُ الطَاهِرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ الأقْسَاسِي بِهَذِهِ المُنَاسَبَةِ، وَذَكَرَ مِنْهَا أَبْيَاتًا تَجِدُهَا هُنَاكَ، كَانَ ذلِكَ سَنَةَ (642 هـ) كَمَا جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (231) وَغَيره.

(1)

جَاءِ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (162) فِي حَوَادِثِ هَذِهِ السَّنَةِ: "وَفِيْهَا تُقدِّمَ بِقطْعِ الوَعْظِ مِنْ "بَابِ بَدْرٍ" وَكَانَ الوَاعِظُ بِهِ المُحْتَسِبُ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ الجَوْزِيِ". لكِنَّهُ أُعِيْدَ إِلَى الوَعْظِ فِيْهِ سَنَةَ (640 هـ) جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (206) فِي شَعْبَانَ تُقُدِّمَ إِلَى جَمَالِ =

ص: 28

وَقُتِلَ وَقَدْ جَاوَزَ الخَمْسِيْنَ سَنَة، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى؛ لأنَّ مَوْلدَهُ كَانَ سَنَةَ سِتِّ وَسِتِّمِائَةَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مِنِيْنَا، وَأَحمَدَ بْنِ صِرْمَا، وَغَيْرِهِمَا. وَتُرُسِّلَ بِهِ عَنِ الدِّيْوَانِ إِلَى "مِصرَ"

(1)

وَكَانَ رَئيْسًا مُعَظَّمًا. وَحَدَّثَ بِـ"بَغْدَادَ" وَ"مِصْرَ" وَخَرَّجَ لَهُ الرَّشِيْدُ العَطَّارُ بِـ"مِصْرَ""جُزْءًا". وَحَدَّثَ. سَمِعَ مِنْهُ عُبَيْدٌ الإسْعِرْدِيُ، وَسَمِعَ مِنْهُ الشَّرَفُ المَيْدُوْمِيُّ، وَأَجَازَ لأبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الحَرَّانِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ القَاضِي، وَلَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ، وَلَهُ دِيْوَانٌ، حَدَّثَ بِهِ بِـ"بَغْدَادَ" وَمِنْ شِعْرِهِ:

فَضَلَ النَّبِييِّيْنَ الرَّسُوْلُ مُحَمَّدٌ

شَرَفًا يَزِيْدُ وَزَادَهُمْ تَعْظِيْمَا

يَكْفِيْهِ أنَّ اللهَ جل جلاله

آوَى فَقَالَ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيْمَا

دُرُّ يَتِيْمٌ فِي الفِخَارِ وَإِنَّمَا

خَيْرُ الَّلَالِئِ مَا يَكُوْنُ يَتِيْمَا

= الدِّيْنِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ الجَوْزِيِّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْوَعْظِ بِـ"بَابِ بَدْر

".

(1)

جَاءَ فِي تَارِيخِ الإسْلامِ حَوَادِثِ سَنَةِ (643 هـ) وَفِيْهَا وَجَّهَ أَمِيْرُ المُومِنِيْنَ مَعَ جَمَالِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الصَّاحِبِ مُحْيِيْ الدِّيْنِ بْنِ الجَوْزِيِّ خُلْعَةَ السَّلْطَنَةِ إِلَى المَلِكِ الصَّالحِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ، وَهِيَ عِمَامَةٌ سَوْدَاءَ

فَلَبِسَ السُّلْطَانُ الخُلْعَةَ بـ"مِصْرَ". وَيُرَاجَعُ: مِرْآةُ الزمَانَ (8/ 2/ 755)، وَأَخْبَارُ الأيُّوبِين (156)، وَنهَايَةُ الأرَبِ (29/ 315)، وَمفرِّجُ الكُرُوبِ (5/ 351)، وَدُوَلُ الإسلامِ (2/ 149)، وَالدُّرُّ المَطْلُوب (356)، وَالمُخْتَارُ مِنْ تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِي (200)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 319، 323)، وَشِفَاء القُلُوْبُ (377) عن هَامِش "تَارِيخِ الإسْلامِ" تَحْقِيْقِ الدُّكْتُور عُمَر عَبْد السَّلامِ تَدْمريّ.

وَفِي السَّنَةِ نَفْسِهَا أَرْسَلَهُ الخَلِيْفَةُ إِلَى "دِمَشْقَ" كَمَا جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (242) فَلَعَلَّ ذلِكَ قَبْلَ تَوَجُّهِهِ إِلَى "مِصْرَ".

ص: 29

وَلَقَدْ سَمَا الرُّسُلَ الكِرَامَ فَكُلَّهُمْ

قَدْ سَلَّمُوا لِجَلالِهِ تَسْلِيْمَا

وَاللّهُ قَدْ صلَّى عَلَيْهِ كَرَامَةً

صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَا

صلى الله عليه وسلم.

400 -

وَالثَّانِي: شَرفُ الدِّين عَبْد اللهِ

(1)

وَلِي الحِسْبَةَ أَيْضًا، ثُمَّ تزَهَّدَ عَنْهَا

(2)

، وَدَرَّسَ بِـ"البَشِيْرِيَّةِ" وَوَلِيَ وِلايَاتِ دِيْوَانِيَّةً. وَكَانَ المُسْتَعْصِمُ بَعَثَهُ بِخَطِّهِ إِلَى هُوْلاكُو، وَعَادَ إِلَى "بَغْدَادَ" ثُمَّ قُتِلَ مَعَ أبيْهِ عِنْدَ وُصُوْلِ هُوَلاكُو.

401 -

وَالثَّالِثُ: تَاج الدِّيْن عَبد الكَريمِ

(3)

وَلِيَ الحِسْبَةَ أَيْضَّاَ لَمَّا تَرَكَهَا أَخُوْهُ، وَدَرَّسَ بِـ"المَدْرَسَةِ الشَّاطِئِيَّةِ"

(4)

، وَقُتِلَ وَلَمْ يَبْلُغْ عِشْرِيْنَ سَنَةً،

(1)

400 - شَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ الجَوْزِيِّ (؟ -656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 75)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 277)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 397). وَيُرَاجَعُ: الحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (231، 358)، ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (1/ 341)، وَسِيَرُ أَعْلَامِ النُّبلاءِ (23/ 374)، وَالشَّذَرَاتُ (7/ 495).

(2)

في (د): "عَنْهَا".

(3)

‌ 401 - تاجُ الديْنِ عَبْد الكَرِيْم

(؟ -656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 75) وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 277)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 397). وَيُرَاجَعُ: مِرْآةُ الزَّمَانِ (3401)، الحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (359) وَالعَسْجَدُ المَسْبُوْكُ (636)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (5/ 387) (7/ 495). وَلَهُمَا أَخٌ رَابعٌ هُوَ: عَبْدُ العَزِيْزِ (ت: 667 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى كَمَا أَشَرْنَا سَابِقًا.

(4)

في (ط): "الشَّاطِبِيَّة" وَسَبَقَ التَّنْبيه علَيْهَا (3/ 152) وَهِيَ نَفْسُهَا مَدْرَسَةُ "بَنَفْشَا".

ص: 30

رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ.

‌402 - يَحْيَى بْن يوسفَ

(1)

بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورِ بْنِ المُعَمَّرِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ

(1)

402 - يَحْيىَ بن يُوْسُفَ الصَّرْصَرِيُّ (581 - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبقاتِ الحَنَابلةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 75)، وَالمَقْصِدِ الأرْشَدِ (3/ 114)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 278)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 398). ويُراجَعُ: ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (1/ 257)، وَتَارِيْخُ الإسْلامِ (304)، وَالعِبَرُ (5/ 237)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (352)، وَالإعْلامُ بوَفَيَاتِ الأعْلامِ (274)، وَدُوَلُ الإسْلامِ (2/ 161)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 211)، وَمِرآةُ الجِنَانِ (4/ 174)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (4/ 298)، وَنَكْتُ الهِمْيَانِ (308)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 66)، وَدُرَّةُ الأسْلاكِ (1/ ورقة: 19)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 413)، وَتَارِيْخُ الخُلَفَاءِ (477)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 285)(7/ 493). ابْنُهُ إِبْرَاهِيمَ، سَيَأْتِي أَنَّه نَسَخَ مَنْظُوْمَة وَالِده لِـ"مُخْتَصَرِ الخِرَقيِّ" وَ"زَوَائِدِ الكَافِي" المَوْجُوْدَتَيْنِ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ.

643 -

وَابْنُ أُخْتِهِ: كَمَالُ الدِّينِ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الدُّبَاهِيُّ، التَّاجِرُ. ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ في مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 231) قَالَ:"قَدِمَ عَلَيْنَا "مَرَاغَةَ" سَنَةَ خَمْسٍ وَستِّيْنَ وَسِتَمِائَةَ، وَكَانَ شَابًّا، فَاضِلًا. رَوَى لَنَا عَنْ خَالِهِ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ يَحْيىَ الصَّرْصَرِي، الفَقِيْهِ، شَاعِرُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

". قَالَ ابنُ الفُوَطِي في آخِرِ تَرْجَمَتِهِ: "ثُمَّ لَمَّا دَخَلْتُ "تِبْرِيْزَ" سَنةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ حَصَلَ لِيَ بِهِ اجْتِمَاعٌ أَيْضًا، وَتَوَجَّهَ مَعَ أَحْمَدَ الحَانِيِّ إِلَى بِلادِ "الخَطَا" وَانْقَطَعَ خَبَرُهُ".

(الصَّرْصَرِيُّ) نِسْبَةٌ اِلَى "صَرْصَرَ": قَرْيتَانِ مِنْ سَوَادِ "بَغْدَادَ" وَهُمَا عَلَى ضِفَّةِ نَهْرِ عِيْسَى، وَبَيْنَ السُّفْلَى وَ"بَغْدَادَ" نَحْوَ فِرْسَخَيْنِ. مُعجم البُلدان (3/ 455).

وَ (الزَّرِيْرَانِيُّ) نِسْبَةٌ إِلَى (زَرِيْرَانَ) سَتَأتِي في تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٌ بن أَبِي بَكْر (ت: 729 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، فَهُوَ بِهَذه النِّسْبَةِ أَشْهَرُ.

ص: 31

الأنْصَارِيُّ الصَّرْصَرِيُّ، الزَّرِيْرَانِيُّ، الضَّرِيْرُ الفَقِيْهُ، الأدِيْبُ اللُّغَوِيُّ، الشَّاعِرُ، الزَّاهِدُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو زكَرِيَّا، شَاعِرُ العَصْرِ، وَصَاحبُ الدِّيْوَانِ السَّائِرِ فِي النَّاسِ فِي مَدْحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

، كَانَ حَسَّانَ وَقْتِهِ. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ

(2)

، وَقَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَاتِ علَى أَصْحَابِ ابْنِ عَسَاكِرِ البَطَائِحِيِّ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنَ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ إِدْرِيْسَ البَعْقُوْبِيِّ

(3)

الزَّاهِدِ، صَاحِب الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ،

(1)

دِيْوَانُهُ طُبعَ فِي جَامِعَةِ اليَرْمُوْكِ في الأُرْدُنِّ سَنَةَ (1991 م) بِتَحْقِيْقِ د/ مُخَيْمر صَالح. وَهِيَ طَبْعَةُ رَدِيْئَةٌ جِدًّا وَمُقَدَّمَةُ الدِّيْوَانِ فِي غَايَةِ الرِّدَاءَةِ وَالبُرُوْدَةِ، وَفِي هَذِهِ الطبْعَةِ مِنَ التَّحْرِيْفِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيْمٌ. أَمَّا التعْرِيْفُ بِالمَوَاضِعِ وَالأَعْلامِ فَلَمْ يُعَرِّفِ المُحَقِّقُ إِلَّا بِالقَلِيْلِ جِدًّا مَعَ كَثْرَتهَا فِي القَصَائِدِ؟! وَنَشَرَ الدُّكتُور نُوْرِي القَيْسِيُّ، وَهِلَالَ نَاجِي مَلْحَمَتَهُ الشَّعْريَّةَ المَعْرُوْفَةَ بِـ"الرَّوْضَةَ النَّاضِرَة في أَخْلَاقِ مُحَمَّد المُصْطَفَى البَاهِرَة" نَشَرَاهَا ضِمْنَ كِتَابِ "أَرْبَعَةِ شُعَرَاءِ عَبَّاسِيُّوْنَ" في دَارِ الغَرْبِ الإِسْلامِي في بَيْرُوْتَ سَنَةَ (1994 م). وَهِيَ فِي الدِّيْوَانِ (547) فَمَا بَعْدَهَا، وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى مُحَمَّدُ بْنُ أَيّوبَ بْنِ عَبْدِ القَاهِرِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ شَارِحُ قَصِيْدَةِ الصَّرْصَرِيِّ، فَلَعَلَّهَا هَذه.

(2)

جَاءَ فِي شِعْرِهِ قَوْلُهُ:

وَفِي عَامِ إِحْدَى مَعْ ثَمَانِيْنَ مَوْلدِي

عَقِيْبَ المِئيْنَ الخَمْسِ فِي شَهْرِ صُبَّرِ

وَ (شَهْرُ صُبَّرٍ) لَعَلَّهُ يَقْصدُ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكِ.

(3)

في (ط): "اليَعْقُوْبِيُّ". وَقَدِ امْتَدَحَهُ فِي شِعْرِهِ، وَذَكَرَ مَا يَزْعُمُ أَنَّهَا كَرَامَاتَهُ، وَأَنَّهُ أَخَذَ مِنْهُ خِرْقَةِ التَّصَوُّفِ وَهُوَ حَنْبَلِيُّ كَمَا صَرَّحَ فِي ذلِكَ بِقَوْلهِ:

وَالحَنْبَلِيِّ ابْنِ إِدْرِيْسَ الوَليِّ [و] كَالـ

ـــــبَزَّارِ حَبْر بِنُوْرِ العِلْمِ مَحْبُورِ

وَيُرَاجَعُ: الدِّيْوَان (37، 45، 77، 159، 163، 178، 314، 318، 613، 644، 645) هكَذَا فِي فهرس الدِّيْوَانِ، وَهُنَاكَ مَوَاضِعُ أُخْرَى لَمْ يَذْكُرْهَا المُحَقِّقُ مِنْهَا ص (184)

وَغَيْرُهَا. وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. فِي مَوْضِعِهِ فِي وَفَيَاتِ (619 هـ).

ص: 32

وَصَحِبَهُ، وَسَلَكَ بِهِ، وَلَبِسَ مِنْهُ الخِرْقَةَ، وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخُ عَبْدُ المُغِيْثِ الحَرْبِيُّ وَغَيْرُهُ، وَحَفِظَ الفِقْهَ وَاللُّغَةَ. وَيُقَالُ: إِنّهُ كَانَ يَحْفَظُ "صِحَاحَ الجَوْهَرِيِّ" بِكَمَالِهِ. وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً، وَنَظمُهُ فِي الغَايَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّ مَدَائِحَهُ فِي النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبْلُغُ عِشْرِيْنَ مُجَلَّدًا

(1)

. وَقَدْ نَظَمَ فِي الفِقْهِ "مُخْتَصَرَ الخِرَقِىِّ"

(2)

وَنَظَمَ "زَوَائِدَ الكَافِي"

(3)

عَلَى الخَرَقِيِّ، وَنَظَمَ فِي العَرَبِيَّةِ، وَفِي فُنُونٍ شَتَّى

(4)

. وَكَانَ

(1)

هَذِهِ مُبَالَغَةٌ ظَاهِرَةٌ.

(2)

اسمُهُ: "الدُّرَّةِ اليَتِيْمَةِ وَالمَحَجَّةُ المُسْتَقِيْمَةُ" نَظْمُهُ هَذَا مَشْهُوْرٌ جِدًّا، وَالدَّلِيْلُ عَلَى ذلِكَ كَثْرَةُ نُسَخِهِ في المَكتَبَاتِ، وَاخْتَصَرَهُ الشيْخُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالحٍ النَّابُلُسِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، بَدْرُ الدِّيْنِ المَعروْفُ بـ"المُجَاوِرِ" (ت: 772 هـ) كَمَا في: المَقصدِ الأرْشَدِ (1/ 337)، وَالسُّحُبِ الوَابِلَةِ (1/ 368) وَسَمَّاهُ:"شَمْعَةَ الأبْرَارِ ونُزْهَةَ النُّظَّار" وَشَرَحَهُ مُحَمَدُ بنُ أَيُّوبَ التَّادِفِيُّ الحَلَبِيُّ الحَنَفِيُّ، بَدْرُ الدِّين (ت: 705 هـ) كَمَا في الدُّررِ الكامِنَةِ (3/ 394) في مُجَلَّدَين. وَلِمَنْظُوْمةِ الصَّرْصَرِيِّ نُسخٌ كَثيْرَةٌ كَمَا قُلْتُ أَقْدَمُهَا فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ رقم (2749) بِخَط ابنهِ إِبْرَاهِيْمَ الصَّرْصَريِّ سَنَةَ (652 هـ) قَبْلَ وفَاةِ نَاظِمِهَا بِزَمَنٍ، فَلَعَلَّهَا نُسْخَةُ المُؤَلِّفِ نَفْسِهِ فَهو أَعْمًى لا يَكْتُبُ بِخَطّهِ، وَفِي بَرْليْنَ نُسخَةٌ كُتِبَتْ سَنَةَ (823 هـ)، وَأُخْرَى كُتِبَتْ سَنَةَ (853 هـ) بِخَط مُحَمَّدِ بنِ عَلِى ابنِ مْحَمَّدٍ الحَنْبَلِي [لَعَلَّهُ المَعروْفُ بِـ"الضيَاءِ" الخَانْكِي (ت: 888 هـ) كَمَا في السُّحُبِ الوَابِلَةِ: 3/ 1017] وَأَقْدَمُ مِنْهُمَا نُسْخَةٌ في المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِية أَيْضا كُتِبَتْ سَنَةَ (774 هـ)

وغَيْرِهَا كَثيرٌ.

(3)

اسمُهُ: "وَاسِطَةُ العِقْدِ الثمِيْنِ وَعُمْدَةُ الحَافِظِ الأمِيْنِ" نُسْخَتُهُ في المَكْتَبَةِ الظاهِرِيةِ، مَجْمُوعُ رقم (2749) عام (1994)(1 - 94) النَّاسِخُ ابنُهُ إبْرَاهِيْمُ سَنَةَ (652 هـ)، وَلَهُ نُسْخَةُ أخْرَى فِي المَجْمُوع رَقم (2749)(ق 95 - 97) قِطْعَةٌ مِنْهُ (تُرَاجَعُ؟).

(4)

مِنْهَا مَنْظُوْمَةٌ ذَكَرَهَا بُرُوكلمان في تَاريخ الأدَبِ العَرَبِي (5/ 19) في كُل بَيْتٍ مِنْهَا =

ص: 33

صَالِحًا، قُدْوَةً، عَظِيْمَ الاجْتِهَادِ، كَثيْرَ التِّلاوَةِ، عَفِيْفًا، صَبُوْرًا، قَنُوْعًا، مُحَبًّا لِطَرِيْقَةِ الفُقَرَاءِ وَمُخَالَطَتِهِمْ، وَكَانَ يَحْضُرُ مَعَهُمُ السَّمَاعَ، وَيُرَخِّصُ فِي ذلك. وَكَانَ شَدِيْدًا فِي السُّنَّةِ، مُنْحَرِفًا علَى المُخَالِفِيْنَ لَهَا، وَشِعْرُهُ مَمْلُوءٌ بِذِكْرِ أُصُوْلِ السُّنَّةِ وَمَدْحِ أَهْلِهَا، وَذَمِّ مُخَالِفِيْهَا، وَلَهُ قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ لامَيَّةٌ فِي مَدْحِ الإمَامِ أَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا بَعْضَهَا مُفَرَّقًا فِي تَرَاجِمِ بَعْضِ الأصْحَابِ الَّذِيْنَ ذَكَرَهُمْ فِيْهَا

(1)

.

= حُرُوفُ الهِجَاءِ كَامِلَةً أَوَّلُهَا:

أَبَتْ غَيْرَ ثَجِّ الدَّمْعِ مُقْلَةُ ذِيْ حَزَنِ

كَسَتْهُ الضَّنَى الأوْطَانُ فِي مُشْخِصِ الظَّعَنِ

ذَكَرَها الحَافِظُ الذَّهَبيُّ في "تَاريخ الإسْلام" وَهِيَ فِي دِيْوَانِهِ (610) وَلَه وصِيَّةٌ تُعرف بـ"الصَّرْصَرِيَّةِ" وَمَنْظُوْمَةٌ في الشُّهُوْرِ الرُّومِيَّةِ،، وَعَقِيْدَةٌ

وغَيْرُ ذلِكَ. وَلَعَلَّ وَصِيّتَهُ هِيَ الَّتِي أَوَّلُهَا:

أُوْصِيْكَ بِالبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ وَدُمْ

عَلَى النَّوَافِلِ بَعْدَ الفَرْضِ وَالسُّنَنِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ كِتَابَ اللهِ يَا عَضُدِي

لِمَنْ تَلاهُ شِفَاءُ الهَمِّ وَالحَزَنِ

فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِ تَلْقَى المُنَى وَتَفُزْ

وَتَنْجُ فِي هَذه الدُّنْيَا مِنَ المِحَنِ

تَجِدْهَا فِي دِيْوَانِهِ (613).

(1)

دِيْوَانُهُ (430 - 462) أَوَّلها:

أُلَذُّ وَأَحْلَى مِنْ شَمُوْلِ وَشَمْأَلِ

وُأَلْيْقُ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ

وَأَطْيَبُ مِنْ مِسْكٍ تَضَوَّع نَشْرُهُ

وَنَدٍّ وَكَافُوْرٍ وَمِنْ عَرْفِ مَنْدَلِ

وَأَحْسَنُ مِنْ رَوْضٍ تَفَتَّقَ نَوْرُهُ

عَلَى حَافتَيْ مَاءِ الغَدِيْرِ المُسَلْسَلِ

لِمَنْ أَضْحَتِ التَّقْوَى شِعَارَ ضَمِيْرِهِ

وَأَصْبَحَ مِنْ كَسْبِ الدَّنَايَا بِمَعْزِلِ =

ص: 34

وَكَانَ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ، وَبَشَّرَهُ بِالمَوْتِ عَلَى السُّنَّةِ، وَنَظَمَ فِي ذلِكَ قَصِيْدَةً طَوِيْلَةً مَعْرُوْفَةً

(1)

، وَقَدْ حَدَّثَ.

= ثنَاءٌ عَلَى الرَّحْمَنِ مِنْ لَفْظِ نَاظِمٍ

مُجِيْدٍ عَلَى عِقْدِ الإمَامِ ابنِ حَنْبَلِ

وَمَدْحُ رَسُوْلِ اللهِ وَالصَّحْبِ مِنْ فتَى

مُحِبٍّ عَلَى نَقْلِ الحَدِيْثِ مُعَوَّلِ

(1)

مَوْجُوْدَةٌ فِي مَجْمُوع فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ كَمَا فِي فِهْرِسِ مَجَامِيع الظَّاهِرِيَّةِ (2/ 136). وَهِيَ فِي دِيْوَانِهِ (279) أَوَّلُهَا:

تَوَاضَعْ لِرَبِّ العَرْشِ عَلَّكَ تُرْفَعُ

لَقَدْ فَازَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَخْضَعُ

وَدَاوِ بِذِكْرِ اللهِ قَلْبَكَ إِنّهُ

لأغْلَى دَوَاءً لِلْقُلُوْبِ وَأَنْفَعُ

وَخُذْ مِنْ تُقَى الرَّحْمَنِ أَمْنًا وَعُدَّةً

لِيَوْمِ بِهِ غَيْرُ التَّقِي مُرَوَّعُ

وَبِالسُّنَّةِ المُثْلَى فَكُنْ مُتَمَسِّكًا

فَتِلْكَ طَرِيْقٌ لِلْسَّلامَةِ مَهْيَعُ

هِيَ العُرْوَةُ الوثْقَى وَحُجَّةُ مُقْتَدٍ

يَبُتُّ بِهَا أَسْبَابَ مَنْ هُوَ مُبْدِعُ

رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ أَنْصحَ مُرْشِدٍ

وَأَنْجَحَ ذِي جَاهٍ كَرِيْمٍ يُشَفَّعُ

وَأَصْدَقُ رُؤْيَا المَرْءِ رُؤْيَاهُ أَنَّهَا

لِمَنْ شَبَّهَ الشَّيْطَانَ تَحْمِي وَتُمْنَعُ

فَقَبَّلْتُ فَاهُ العَذْبَ تَقْبِيْلَ شَيِّقٍ

وَمَا كُنْتُ فِي تَقْبِيْلِ مَمْشَاهُ أَطْمَعُ

وَقُلْتُ لَهُ هَذَا الفَمُ الصَّادِقُ الَّذِي

بِوَحْيِ إِلَهِ العَرْشِ كَانَ يُمَتَّعُ

فَبَشَّرَني خَيْرُ الأنامِ بِمِيْتَتِي

عَلَى سُنَّةٍ بَيْضَاءَ بِالحَقِّ تُشْرَعُ

فَهَأنا تَصْدِيْقًا لِبُشْرَاهُ ثَابِتٌ

عَلَيْهَا بِحَمْدِ اللهِ لا أَتَتَعْتَعُ

بِمُعْتَقَدِ الثَّبْتِ الإِمَامِ ابْنِ حَنْبَلِ

أَدِيْنُ فَلَهْوَ النَّاقِلُ المُتَوَرِّعُ

لَئِنْ لَمْ أُتَابِعُ زهدَهُ وَتُقَاتَهُ

فَإِنِّي لَهُ فِي صِحَّةِ العَقْدِ أَتْبَعُ

أُمِرُّ أَحَادِيْثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ

عَلَى رَغْمِ غَمْرِ يَعْتَدِي وَيُشَنِّعُ

فَلَا يَلجُ التَّعْطِيْلُ قَلْبِي وَلَا إِلَى

رَخَارِفِ ذِي التّأْوِيْلِ مَا عِشْتُ أَرْجِعُ =

ص: 35

وَسَمِعَ مِنْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(1)

وَعَلِيُّ بْنُ حُصَيْنٍ

= أُقِرُّ بِأَنَّ اللهَ جَلَّ ثنَاؤُهُ

إِلهٌ قَدِيْمٌ قَاهِرٌ مُتَرَفِّعُ

سَمِيعٌ بَصِيْرٌ مَا لَهُ فِي صِفَاتِهِ

شَبِيْهٌ يَرَى مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ وَيَسْمَعُ

إِلَى آخِرِهَا، وَهِيَ طَوِيْلَةٌ جِدًا. مِن ص (279 - 291).

(1)

جاءَ في مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ: "قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ، الصَّالحِ، العَالِمِ، الفَاضِلِ، أَبِي زكَرِيَّا يَحْيَى بنِ يُوْسُفَ الصَّرْصَرِيِّ في جَمَاعَةِ بِالجَانِبِ الغَرْبِى مِنْ "بَغْدَادَ"

ثُمَّ أَوْرَدَ عَنْهُ سَنَدًا، وَذَكَرَ حَدِيْثًا ثُمَّ قَالَ: أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ يَحْيَى لِنَفْسِهِ بِـ"بَغْدَادَ" وَقَدْ وَرَدَ كِتَابٌ مِنْ دِيَارِ "مِصْرَ" إِلَى الدِّيْوَانِ بانْتِصَارِ المُسْلِمِيْنَ عَلَى الرُّوْمِ، وَفَتْحِ ثَغْرِ "دِمْيَاطَ":

أَتَانَا كِتَابٌ فِيْهِ نُسْخَةُ نُصْرَةٍ

أُلَخِّصُ مَعْنَاهَا لِذِي فِطْنَةٍ جَلْدِ

يَقُوْلُ ابنُ أَيُّوْبَ المُعَظَّم حَامِدًا

لِرَبِّ السَّمَاءِ الوَاحِدِ الصَّمَدِ الفَرْدِ

أَسَرْنَا بِحَمْدِ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ

وَعَزَّ ...... فِي طَالِعِ السَّعْدِ

ترَكْنَا مِن الأعْلاجِ بِالسَّيْفِ مُطعَمًا

ثَلَاثِيْنَ أَلْفًا لِلْقَشَاعِمِ وَالأُسْدِ

وَمِنْهُمْ أُلُوْفًا رَيِّعُوْنَ بِأَسْرِنَا

فَكَمْ مَلِكٍ فيِ قَبْضِنَا صَارَ كَالعَبْدِ

وَدِمْيَاطُ عَادتْ مِثْلَ مَا [قَدْ] بَدَأَتْ لَنَا

وَيَافَا مَلَكْنَاهَا فَيَا لَكَ مِنْ جِدِّ

وَنَحْنُ عَلَى أَنْ نَمْلِكَ السِّيْفَ كُلَّهُ

عَلَى ثِقَةٍ مِمَّنْ لُهُ خَالِصُ الحَمْدِ

أَلا يَا ابْنَ أيُّوْبَ

غَايَةً

منَ النَّصْرِ ضَاهَتْ مَا بَلَغْتَ مِنَ المَجْد

قَهَرْتَ بِرِيْحِ الرُّوْمِ قَهْرًا سَمَاعُهُ

يُقَسَّمُ ذَاكَ الرُّعْبُ في التُّرْكِ وَالصُّغْدِ

وَمَا نِلْتَ أَسْبَابَ العُلَى مِنْ كَلَالَةٍ

وَلَمْ يَأْتِكَ المَجْدُ المُوثَّلُ مِنْ بُعْدِ

وَلكِنْ وَرِثْتَ المُلْكَ وَالفَضْلَ عَنْ أَبٍ

جَلِيْلٍ وَعَنْ عَمٍّ نَبِيْلٍ وَعَنْ جَدِّ

لَجَأْتَ إِلَى رُكْنٍ شَدِيْدٍ وَمَعْقِلٍ

مَنيعٍ وَكَنْزٍ جَامِعٍ جَوْهَرَ المَجْدِ

إِلَى فَاتِح بَابَ الرَّشَادِ بِبِعْثِهِ

وَخَاتِمِ مِيْثَاقَ النُّبوَّةِ وَالعَهْدِ

إِلَى الشَّافِعِ المُنْجِي الوَجِيْهِ مُحَمَّدٍ

فَأَحْسَنْتَ فِي صِدْقِ التَّوَجُّهِ وَالقَصْدِ =

ص: 36

الفَخْرِيُّ. وَأَجَازَ لِلْقَاضِي سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الجَزَرِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ الكَمَالِ. وَلَمَّا دَخَلَ هُوْلَاكُو وَجُنْدُهُ الكُفَّارُ إِلَى "بَغْدَادَ" كَانَ الشَّيْخُ يَحْيَى بِهَا، فَلَمَّا دَخَلُوا علَيْهِ قَاتَلَهُمْ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قتلَ مِنهُمْ بِعُكَّازِهِ، ثُمَّ قتَلُوْهُ شَهِيْدًا رضي الله عنه سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِرِبَاطِ الشَّيْخِ عَلِيٍّ الخَبَّازِ بِالعَقَبَةِ، وَحُمِلَ إِلَى "صَرْصَرَ" فَدُفِنَ بِهَا، وَزُرْتُ قَبْرَهُ بِهَا حِيْنَ تَوَجَّهْنَا إِلَى "الحِجَازِ" سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ.

403 -

وَمِمَّنْ قُتِلَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ بِـ"بَغْدَادَ" مِنْ أَصْحَابِنَا الصَّالِحِيْنَ: الشَّيْخُ الزَّاهِدُ العَابِدُ أَبُو الحَسَنِ. عليُّ بن سلَيمانَ بْن أبِي العزِّ الخبَّاز

(1)

وَكَانَ زَاهِدًا، صَالِحًا، كَبِيْرَ القَدْرِ، قُدْوَةً، لَهُ أَتْبَاعٌ وَمُرِيْدُوْنَ، وَلَهُ زَاوِيَةٌ بِـ"بَغْدَادَ"

= فَمَهْمَا تَجِدْ مِنْ كَيْدِ ضِدٍّ مُضَاغِنٍ

تَوَجَّهْ بِهِ تَظْفَرْ وَتُنْصَرْ عَلَى الضِّدِّ

فَلَا صَدَّ عَنْ عِزٍّ سَوَابِقَ عزْمِكُمْ

كَلالٌ وَلا غَالَ الكُلُوْلَ شَبَا الحَدِّ

إِلَى أَنْ تُذِيْقَ الرُّوْم فِي عَقْرِ دارِهِمْ

ذُعَافًا وَتُسْقِي المُومِنِيْنَ جَنَا الشَّهْدِ

ثُمَّ قَالَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ "الغَيْلَانِيَّاتِ" بِإِجَازتهِ مِنْ عَبْدِ المُغِيْثِ ابنِ زُهَيْرٍ الحَرْبِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِن ابنِ الحُصَيْنِ بِسَنَده، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ جَمِيع دِيْوَانِ شِعْرِهِ، وَهَذِهِ القَصِيْدَةُ لَمْ تَرِدْ فِي الدِّيْوَانِ؟!. فَهِيَ مِنْ فَوَائِدِ الحَافِظِ رحمه الله.

(1)

403 - أبُو الحَسَنِ الخَبَّازُ (؟ - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، والمَقْصِدِ الأرْشَدِ (2/ 226)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 269)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 99). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ ورقة: 95)، وَالعِبَرُ (5/ 233)، وَالشَّذرَاتُ (5/ 280)(7/ 485).

ص: 37

وَأَحْوَالٌ وَكَرَامَاتٌ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ شَيْخُنَا الدُّبَاهِيُّ

(1)

يَصِفُهُ وَيُعَظِّمُهُ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِدْرِيْسَ البَعْقُوبِيِّ الزَّاهِدِ أَيْضًا، وَحَدَّثَ عَنْهُ.

وَسَمِعَ مِنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ

(2)

، وَحَدَّثَ عَنْهُ فِي "مُعْجَمِهِ"، وَقَالَ: قُتِلَ شَهِيْدًا فِي وَقْعَةِ التَّتَرِ فِي مُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَيُقَالُ: إِنّهُ أُلْقِيَ عَلَى بَابِ زَاوِيَتِهِ عَلَى مَزْبَلَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، حَتَى أَكَلَتِ الكِلَابُ مِنْ لَحْمِهِ، وَأَنّهُ كَانَ قَدْ أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ بِذلِكَ فِي حَيَاتِهِ رضي الله عنه

(3)

.

(1)

الدُّبَاهِيُّ هُوَ مُحَمَدُ بنُ أَحْمَدَ بن أَبِي نَصْرٍ (ت: 711 هـ) حَنْبلِيٌّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا سَيَأْتِي. وَالصَّرْصَرِيُّ المُتَرْجَمُ هُنَا خَالُ أُمِّه. وَهُوَ غَيْرُ الدُّبَاهِى السَّابِقِ ابنُ أُخْتِ الصَّرْصَرِيَّ.

(2)

جَاءَ فِي "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِى": "قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ، الصَّالحِ، الزَّاهِدِ، العَابِدِ، الشَّهِيْدِ، أَبِي الحَسَنِ عَلِي بنِ سُلَيْمَانَ الخَبَّازِ في جَمَاعَة، برِبَاطِهِ بالجَانِبِ الغَرْبِي مِنْ "بَغْدَادَ"

" ثُمَّ سَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا، ثمَّ قَالَ: "قُتِلَ الشَّيْخُ عَلِيُّ الخَبَّازُ شَهِيْدًا فِي وَاقِعَةِ التَّتَارِ بـ"بَغْدَادَ" فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ رضي الله عنه".

(3)

لا يَسْتَطِيْعُ هُوَ ولا غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ مَعْرِفَةَ المُغَيَّبَاتِ {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]، {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النَّمل: 65]، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)

} [الجن].

وَأَعْتَقِدُ أَنَّ رِوَايَاتِ مِثْلِ هَذَا الخَبَرِ فِيْه تَجَوُّزٌ عَلَى الفُضَلاءِ مِنَ العُلَمَاءِ، وَتَقُوُّلٌ عَلَيْهِمْ، يُرَوِّجُ لَهَا ضُعَفَاءِ النُّفُوْسِ مِنْ جَهَلَةِ الصُّوفيَّة، وَمُدَّعِي الوَلايَةِ؛ لِيَسْتَوْلُوا عَلَى عَوَاطِفِ جَهَلَةِ العَوَامِّ، وَيَكْسَبُوا رِضَاهُمْ، وَيَفْرِضُوا عَلَيْهِم احْتِرَامَهُم وَتَقْدِيْرَهُمْ. وَغَايَةُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِي مِثْلَ هَذَا الخَبَرِ -إِنْ صَحَّ عَنِ المُتَرْجَمِ-:"إِنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ" وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 38

وَكَانَ المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ يَزُوْرُهُ، وَيُرْسِلُ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ الرِّكابَ دَار يَأْتِيْهِ مِنْ خُبْزِهِ، فَيَسْتَشْفِي بِهِ، وَعُمَرَ بنَ البَعْلا التَّاجِرَ فِي رُبَاطِهِ وَلازَمَهُ.

‌404 - عبد الرَّحْمَن بْن رزيْن

(1)

بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ نَصْرِ بنِ عُبَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الجَيْشِ الغَسَّانِيُّ، الحُوَّارِيُّ، الحَوْارَانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الفَقِيْهُ، سَيْفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ.

سَمِعَ بِـ"دِمَشْقَ" مِنْ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ سَلامَةَ النَّجَّارِ الحَرَّانِيُّ، وَبِـ"بَغْدَادَ" مِنْ أَبِي المُظَفَّرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُقْبِلِ بْنِ المَنِّيِّ، وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا. صَنَّفَ تَصَانِيْفَ مِنْهَا: كِتَابُ "التَّهْذِيْبِ" فِي اخْتِصَارِ "المُغْنِي" فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَسَمَّى فِيْهِ الشَّيْخَ مُوَفَّقَ الدِّيْنِ "شَيْخَنَا"، وَلَعَلَّهُ اشْتَغَلَ عَلَيْهِ، وَمِنْهَا "اخْتِصَارُ الهِدَايَةِ"

(2)

وَ"اخْتَصَرَهُ" أَيْضًا، وَلَهُ "تَعْلِيْقَةٌ" فِي الخِلَافِ مُخْتَصَرَةٌ، وَتَصَانِيْفُهُ غَيْرُ مُحَرَّرَةٍ، وَكَانَ يُصَاحِبُ أُسْتَاذِ الدَّارِ ابْنِ الجَوْزِيِّ وَيُلازِمُهُ، وَتَوَكَّلَ لَهُ فِي بِنَاءِ مَدْرَسَتِهِ بِـ"دِمَشْقَ" ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى "بَغْدَادَ" لأجْلِ رَفْعِ حِسَابِهَا إِلَيْهِ، وَكَانَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فَقُتِلَ شَهِيْدًا بِسَيْفِ التّتارِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

(1)

404 - ابْنُ رَزِيْنٍ الحَوْرَانِيُّ (؟ - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبقاتِ الحَنَابلةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 88)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 280)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 399). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلامِ (263)، وَ (الحَوْارَنيُّ) بِفَتْحِ الحَاءِ، نِسْبَةٌ إِلَى "حَوْرَانَ" مَعْرُوْفَةٌ فِي بِلادِ الشَّامِ قَصبَتُهَا "بُصْرَى". مُعْجَمُ البُلْدَانِ (2/ 364).

(2)

اسمُهُ: "النِّهَايَةُ مُخْتَصَرُ الهِدَايَةِ".

ص: 39

‌405 - عبد القاهرِ بْن مُحَمَّد

(1)

بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الفُوَطِيُّ

(1)

405 - مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بنُ الفُوَطِيِّ (593 - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، وَالمَقْصِدِ الأرْشَدِ (2/ 187)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 280)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 399). وَيُرَاجَعُ: عُقُوْدُ الجُمَانِ لابنِ الشَّعَّارِ (4/ ورقة: 35)، ومُعْجَمُ الدِّمْيَاطِى (2/ ورقة: 54)، وَمَجْمَعُ الآدابِ (5/ 623)، وَالحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (63)، وَالعَسْجَدُ المَسْبُوْك (639)، وَالتَّوْضِيْحُ (7/ 128)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 278)(7/ 481). وَلَمْ يَرِدْ لَهُ ذِكْرٌ فِي "تَارِيْخِ الإسْلامِ" الَّذِي حَقَّقَهُ الدُّكْتُور عُمَرُ عبد السَّلام تَدمُري مَعَ أَنَّهُ مِنَ المَشَاهِيرِ؟!.

ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" بِقَوْلهِ: "عَبْدُ الغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ

وَكَانَ يُسَمَّى قَدِيْمًا (عَبْدَ القَاهِرِ)، الفَاشَانِيُّ المَحْتَدِ، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالمَوْلدِ، الأدِيْبُ الكَاتِبُ، المَنْعُوْتُ بِـ"المُوَفَّقِ" المَعْرُوْفُ بِـ"ابْنِ الفُوَطِيِّ" وَكَانَ جَدُّهُ عَلِيٌّ مِنْ "فَاشَانَ" قَدِمَ "بَغْدَادَ" تَاجِرًا وَاسْتَوْطَنَهَا

قَرَأْتُ عَلَى الشيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ

"جُزْءَ الأنْصَارِيِّ" بِـ"مَشْهَدِ البَرَمَةِ" بِـ"الجَعْفَرِيَّةِ" شَرْقِيِّ "بَغْدَادَ"

" وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ أَحَدُ الكُتَّابِ بِالدِّيْوَانِ بِـ"بَغْدَادَ" وَأَنْشَدَ لَهُ أَشْعَارًا. وَلَهُ ابنٌ اسْمُهُ مُحَمَدُ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ، أَبُو الفَضْلِ، قَوَامُ الدِّين (ت: 687 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ في موضعه إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَابنُهُ الآخَرُ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ (ت:؟) لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ. وَحَفِيْدُهُ أبُو العَبَّاسِ أحْمَدُ بنُ عَلي (ت: 750 هـ) من شُيُوْخِ المُؤَلِّفِ، وَشُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا في المُنْتَقَى من مُعْجَمِ شُيُوخِهِ رقم (122). لم يَذَكُرْهُ المُؤَلِّفِ، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

قَالَ ابنُ الشَّعَّارِ -فِي وَصْفِ المُتَرْجَمِ-: "شَابٌّ أَسْمَرُ رَبْعُ القَامَةِ، اجْتَمَعْتُ بِهِ غَيْرَ مَرَّة بِـ"المَوْصِلِ" وَ"بَغْدَادَ" وَلَمْ يُنْشِدْنِي شَيْئًا مِنْ أَشْعَارِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ عَثَرْتُ لَهُ عَلَى هَذِهِ القَصِيْدَةِ البَائِيَّةِ يَقُوْلُهَا فِي شَيْخِهِ حِيْنَ لَبِسَ الحَرِيْرَ، وَمَالَ إِلَى رِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَزِيْنَتِهَا، وَحُبِّ المَالِ، وَالجَاهِ، وَالعِز، وَالحِشْمَةِ، وَالأمْرِ، والنَّهْيِ، وَطَلَبِ المَنَاصِبِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ ذلِكَ كُلَّهِ، ويُزْرِي عَلَى مَنْ يَرُوْمُ بِنَفْسِهِ حُبَّ المَرَاتِبِ، =

ص: 40

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَجَمْعَ المَالِ، وَيَنْهَى أَصْحَابَهُ وَمُرِيْدِيْهِ عَنِ التَّعَرُّضِ للدُّنْيَا، وَكَانَ قَبْلَ ذلِكَ فَقِيْرًا مُمْلِقا، عَلَى قَدَمِ التَّجَرُّدِ، زَاهِدًا فِي الدُّنْيا، رَاغِبًا فِي الآخِرةِ، يَلْبَسُ الصُّوف وَيَسْلُكُ طَرِيْقَ الزُّهْدِ وَالانْقِطَاعِ إِلَى اللهِ عز وجل، وَالاجْتِهَادِ وَالرِّيَاضَةِ، فَأَنْشَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذِهِ القَصِيْدةِ زَارِيًا عَلَيْهِ فِيْمَا صَدَرَ عَنْهُ، ثُمَّ اجْتَمعْتُ بِهِ فِي "مَدِيْنَةِ السَّلامِ" بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصِرِيّةِ" وَذلِكَ فِي أَوَاخِرِ رَبِيع الآخِرِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِيْنَ وَسِتمَائَةَ، فَاسْتَنْشَدْتُهُ القَصِيْدَةَ جَمِيْعِهَا وَغَيْرِهَا مِنْ شِعْرِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ وَلَادَتِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ وُلِدَ بِـ"بَغْدَادَ" لَيْلَةَ الخَمِيْسِ الثالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيع الأوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وتسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَسَمِع جُمْلَةً مِنَ الحَدِيْثِ، وَرَأَيْتُ لَهُ طَبْعًا جَيِّدًا فِي الكِتَابَةِ وَالإنْشَاءِ، وَفُصُوْلًا أَمْلاهَا عَلَيَّ، وَتَفَقَّهَ عَلَى المَذْهَبِ الأحْمَدِيِّ، وَتأَدَّبَ، وَتَوَلَّى فِي الأيَّامِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ مُشْرِفًا عَلَى مَنْثَرِ التُّمُوْرِ" وَأَوْرَدَ القَصِيْدَةَ بِكَمَالِهَا وَهِيَ اثْنَانِ وَخَمْسُوْنَ بَيْتًا أَوَّلُها:

نَادَيْتُ شَيْخِي مِنْ شِدَّةِ العَجَبِ

وَشَيْخُنَا فِي الحَرِيْرِ وَالذَّهَبِ

يُخَاطِبُ بِهَا شَيْخَهُ هِبَةُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ عَبْدِ القَادِرِ بْنِ الحُسَيْنِ، أَبُو القَاسِمِ المَعْرُوفُ بِـ"المَنْصُوْرِيِّ" (ت: 635 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: التَّكْمِلَةِ لِلْمُنْذِرِيِّ (3/ 481). وَجَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (63): "وَكَانَ المُوَفَّقُ عَبْدُ القَاهِرِ بن الفُوْطِيِّ مِنْ جُمْلَةِ تَلَامِيذِهِ فَعَمِلَ فِيهِ أَبْيَاتًا طَوِيْلَةً، لَمَّا انْتَهَى حَالُهَا إِلَى الدِّيْوَانِ أُنْكِرَ ذلِكَ عَلَيْهِ [عَلَى ابْنِ الفُوَطِيِّ] وَوُكِّلَ بِهِ أَيَّامًا، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَّا بِشَفَاعَتِهِ

" وَأَوْرَدَ كَثيْرًا مِنْ أَبْيَاتِهَا.

وَقَالَ المَلِكُ الأشْرَفُ الغَسَّانِيُّ فِي "العَسْجَدِ المَسْبُوْكِ" عِنْدَ ذِكْرِهِ القَتْلَى فِي حَادِثَةِ "بَغْدَادَ"(الكَائِنَةِ العُظْمَى): "وَمِمَّنْ قُتِلَ صَبْرًا مِنَ الأكَابِرِ والعُلَمَاءِ وَذَوِي المَنَاصِبِ

ثُمَ المُوَفَقُ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفُوَطِى، وَكَانَ أَدِيْبَا، فَاضِلًا، حَافِظًا للقُرْآنِ، قَائِمًا بِعِلْمِ النَّحْوِ والنُّجُوْمِ، مُقْتَدِرًا عَلَى الإنْشَاءِ نَظْمًا وَنَثْرًا، كَتَبَ مَرَّةً رِسَالَةً تتَضَمَّنُ [؟] إِلَى بَعْضِ الإخْوَانِ فِي ثَلَاثِ كَرَارِيْسٍ تَشْتَمِلُ عَلَى نَيِّف وَسَبْعِيْنَ مَثَلًا مِنْ أَمْثَال العَرَبِ، وَكَانَ ثِقَةً، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَخْدِمْ قَطُّ فِي خِدْمَةِ الأعَادِي دَقِيْقَةً، وَكَانَ

ص: 41

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فَقِيْرًا ذَا عِيَالٍ، قُتِلَ وَقَدْ بَلَغَ سِتِّيْنَ سَنَةً".

وَفِي حَوَادِثِ سَنَةِ خَمْسٍ وَخمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ فِي الكِتَابِ المَذْكُوْرِ ص (624) قالَ الأشْرَفُ رحمه الله: قَصَدَ المَلِكُ هُوْلاكُو أَعْمالَ العِرَاقِ فَجَمَعَ الجُمُوع، وَأَرْسَلَ رُسُلَهُ إِلَى الدِّيْوَانِ مُنْذِرًا وَمُحَذرًا وَمُوْعِدًا

وَأَوْرَدَ قَصِيْدَةً لِعَبْدِ القَاهِرِ بنِ (القُرْطُبِيِّ)؟ حَذَّرَ فِيْهَا وَأَنْذَرَ مِنْ جَيْش هُوَلاكُو، وَأَنَّ سبَبَ هَذِهِ الحُرُوْبِ هُوَ ترْكُ التَّمَسُّكِ بِأَهْدَابِ الدِّيْنِ الصحِيْحِ، وَالظُّلْمِ، وَالبَغْي، وَانْتِشَارِ الفَسَادِ، أَوَّلُهَا:

يَا سَائِلِي وَلِمَحْضِ الخَيْرِ يَرْتادُ

أَصِخْ فَعِنْدِيَ نِشْدَانٌ وَإِنْشَادُ

وَاسْمَعْ فَعِنْدِي رِوَايَاتٌ تَحَقَّقَهَا

دِرَايَةً وَأَحَادِيْثٌ وَإِسْنَادُ

فَهْمٌ ذَكِيٌّ وَقَلْبٌ حَاذِقٌ يَقِظٌ

وَخَاطِرٌ لِنُفُوْذِ النَّقْدِ نقَّادُ

عَنْ فِتْيَةٍ فتكُوا فِي الدِّيْنِ وَانْتَهَكُوا

حِمَاهُ جَهْلًا بِرَأْيٍ فِيْهِ إِفْسَادُ

أَمَّا الوَزِيْرُ فَمَشْغُوْلٌ بِعَنْبَرِهِ

وَالعِارِضَانِ فَنَسَّاجٌ وَمَدَّادُ

وَحَاجِبُ البَابِ طَوْرًا شَارِبٌ ثَمِلٌ

وَتَارَةً هُوَ جِنْكِيٌّ وَعَوَّادُ

وَمُشْرِفُ الدَّسْتِ مُغْرًى باللَّواطِ لَهُ

فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ عِلْقٌ وَقَوَّادُ

وَشَيْخُ الإِسْلامِ صَدْرُ الدِّيْنِ هِمَّتُهُ

مَقْصُوْرَةٌ لِحُطَامِ السُّحْتِ تَصْطَادُ

غَذَتْهُ بِاللُّوْمِ آبَاءٌ سَوَاسِيَةٌ

مَا سُوِّدُوا فِي الوَرَى يَوْمًا وَلا سَادُوا

يَا ضَيْعَةَ المُلْكِ وَالدِّيْنِ الحَنِيْفِ وَمَا

تَلْقَاهُ مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ بَغْدَادُ

وَأَظُنُّ أَنَ عَبْدَ القَاهِرِ بنِ القُرْطُبِيِّ هَذَا هُوَ ابنُ الفُوَطِيّ صَاحِبُنَا لا غَيْرُ. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

قَالَ صَدِيْقُنَا الدُّكْتُور شَاكِر عَبْدِ المُنْعِمِ مُحَقِّقُ الكِتَاب: "فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ" ص (321)[350] نُسِبَتْ هَذه الأبْياتُ لِلْمجْدِ النَّشَّابِيِّ.

أقُوْلُ -وعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: هُوَ مَجْدُ الدِّيْنِ أَسْعَدُ بنُ إِبْرَاهِيْم بنِ الحُسَيْن الإرْبِلِيُّ تُوُفِّيَ سَنَة (656 هـ) بَعْدَ الواقِعَةِ. قَالِ ابنُ الشَّعَّار في عُقُوْدِ الجُمَانِ (1/ ورقة: 522): "كَانَ شَاعِرًا بَذِيْءَ اللِّسَانِ، مِقْدَامًا عَلَى الهَجْوِ وَالسَّبِّ، ذَا أَهَاج سَخِيْفَةٍ، وَذَمٍّ فَاحِشٍ،

ص: 42

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كَثيْرَ التَّعَرُّضِ بِأَرْبَابِ الدَّوْلَةِ وَأَصْحَابِ المَنَاصِبِ". أَقُوْلُ: لِذَا فَهُوَ أَوْلَى بِها من صَاحِبِنَا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. أَخْبَارُ النَّشَابِيُّ فِي: فَوَات الوَفَيَاتِ (1/ 165)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 35)، وَالمَنْهَلِ الصَّافي (2/ 368)، وَالدَّلِيلِ الشَّافِي (1/ 118) وَتَارِيخُ الإِسْلامِ (23) وَغَيْرِهَا. وَالقَصيْدَةُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (350، 351)، وَهِيَ أَطْوَلَ مِمَّا ذَكَرْنَا، وَأَفَدْنَا مِنْ تَعلِيْقِ مُحَقِّقِه أَحْسَنَ اللهُ سَعْيَهُ.

وَقالَ ابنُ الفُوَطِيِّ في مَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 623): "كَانَ مِنَ الأُدَبَاءِ الأعْيَانِ، وَالفُضَلاءِ البُلَغَاءِ، أَرْبَابَ البَيَانِ الفُصَحَاءِ، حَفِظَ القُرْآن الكَرِيْم عَلَى وَالِدِهِ، وَقَرَأَ الأدَبَ عَلى مُحِبِّ الدِّيْنِ أَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ، وَقَرَأَ عَلَى تَاج الدِّيْنِ بنِ البُرْفُطِيِّ، وسَمِعَ الحَدِيْثَ عَلَى شَيخِ الشُّيُوْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ أَبِي أَحْمَدَ بنِ سُكَيْنَةَ. وَسَافَرَ إِلَى "المَوْصِلِ" وَقَرَأَ كِتَابَ "المَثَلِ السَّائِرِ" عَلَى مُصَنِّفِهِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ بنِ الأثِيْرِ، ولَهُ رَسَائِلُ مُدَوَّنَةٌ، وَأَشْعَارٌ مُسْتَحْسَنَةٌ، وَهُوَ الَّذِي أَشْغَلَنِي فِي الأدَبِ، وَرَبَّانِي، وَكَانَ خَالَ وَالِدِي، وَحَفَّظَنِي "المَقَامَاتِ الحَرِيْرِيّةَ" وأَسْمَعَنِي بِقِرَاءَتِهِ "جَامِعَ التِّرمِذِيِّ" وَغَيْرَهُ

".

وَ (الفُوَطِيُّ): بِضَمِّ الفَاءِ، وَفَتْحِ الوَاوِ، وَفِي آخِرِهَا الطَّاءُ المِهْمَلةُ، كَذَا قَيَّدَهَا الحافِظُ السَّمْعَانِيُّ في الأنْسَابِ (9/ 346) وَقَالَ: "هَذِهِ النِّسْبَةُ إِلَى (الفُوَطِ) وَهِيَ جَمْعُ (فُوْطَةٍ) وَهِيَ نَوع مِنَ الثِّيَابِ

".

أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: هَذَا عَلى القَوْلِ بِصِحَّةِ النِّسْبَةِ إِلَى الجَمْعِ

وَرَفَعَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ نَسَبَ قَرِيْبِهِ عَبْدِ الرَّزاقِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الفُوَطِي إِلَى (شَيْبَانَ) وَجَعَلَهُ مِن نَسْلِ (مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ) القَائِدِ المَشْهُوْرِ. وَلَا يَلْزَمُ منْ ذلِكَ أَنْ يَكُوْنَ صَاحِبُنَا عَبْدُ القَاهِرِ ابنُ الفُوَطِيِّ شَيْبَانِيًّا مِثْلَهُ؛ لأنَّ الفُوَطِيَّ هُوَ وَالِدُ عَبْدِ القَاهِرِ (مُحَمَّدُ بنُ عَلِي) هُوَ جَدُّ عَبْدِ الرَّزَّاقِ لأمِّهِ، وَمِنْهُ أَخَذَ النِّسْبَةَ (الفُوَطِيُّ)، كَمَا نَصَّ عَلَى ذلِكَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي "التَّوضِيْحِ" وَهُوَ صَرِيْحٌ فِي كَلَامِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" حَيْثُ قَالَ:"وَكَانَ خَالَ وَالِدِي" وَيَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ خَالَ وَالِدِهِ وَابْنَ عَمِّهِ أَيْضًا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 43

البَغْدَادِيُّ، الأدِيبُ، مُوَفَّقُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ.

قَالَ ابْنُ السَّاعِي: كَانَ إِمَامًا، ثِقَةً، أَدِيْبًا، فَاضِلًا، حَافِظًا لِلْقُرْآنِ، قَيِّمًا بِعِلْمِ العَرَبِيَّةِ، وَاللُّغَةِ، وَالنُّجُوْمِ، كَاتِبًا، شَاعِرًا، صَاحِبَ أَمْثَالٍ، وَكَانَ فَقِيْرًا، ذَا عِيَالٍ، وَلَمْ يُوَافِقْ نَفْسَهُ علَى خِيَانَةٍ، وَلِيَ كِتَابَةَ دِيْوَانِ العَرْضِ.

قُتِلَ صَبْرًا فِي الوَاقِعَةِ بِـ"بَغْدَادَ" سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَقَدْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ القَاهِرِ بْنِ الفُوَطِيِّ

(1)

بِـ"بَغْدَادَ" سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، أَوْ سَنَةَ تِسْعٍ يَقُوْلُ -وَكَتَبَهُ لَنَا بِخَطِّهِ- لَمَّا تُوُفِّيَ العَلَّامَةُ أَبُو الفَضَائِلِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّغَانِيُّ اللُّغَوِيُّ بِـ"بَغْدَادَ" رضي الله عنه أَوْصَى أَنْ يُحْمَلَ إِلَى "مَكَّةَ" لِيُدْفَنَ بِهَا، فَلَمَّا حُمِلَ عَمِلَ جَدِّي مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ القَاهِرِ بْنُ الفُوَطِيِّ فِيْهِ ارْتِجَالًا -وَكَانَ مِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الأدَبَ-

(2)

.

أَقُوْلُ وَالشَّمْلُ فِي ذَيْلِ النَّأى عِثْرًا

يَوْمَ الوِدَاعِ وَدَمْعُ العَيْنِ قَدْ كَثُرَا

أَبَا الفَضَائِلِ قَدْ زَوَّدْتَنِي أَسَفًا

أَضْعَافَ مَازِدْتَ قَدْرِي فِي الوَرَى أثرًا

قَدْ كُنْتَ تُوْدِعُ سَمْعِي الدُّرَ مُنْتَظِمًا

فَخُذْهُ مِنْ جَفْنِ عَيْني اليَوَمَ مُنْتَثِرًا

(1)

حَفيْدُهُ هَذَا مِنْ شُيُوخِ المُؤَلِّفِ وَشُيُوْخِ أَبِيْهِ شِهَابِ الدِّيْنِ بنِ رَجَبٍ، كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى"، الشَّيْخُ رقم (122)، تُوُفِّيَ سَنَةَ (750 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

البَيْتُ الأخِيْرُ مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ الزَّمَخْشَرِيِّ فِي رِثَاءِ شَيْخِهِ أَبِي مُضَرٍ الضَّبِّيِّ:

وَقَائِلَةٍ مَا هَذِهِ الدُّرَرُ الَّتِي

تُسَاقِطُهَا عَيْنَاكَ سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ

فَقُلْتُ هُوَ الدُّرُّ الّذِي قَدْ حَشَابِهِ

أَبُو مُضَرٍ أُذْنِي تَسَاقَطَ مِنْ عَيْني

ص: 44

هكَذَا أَنْبَأَنَا بِهَا شَيْخُنَا مُنْقَطِعَةً، فَإِنَّه لَمْ يُدْرِكْ جَدَّهُ.

‌406 - مُحمَّد بْن نَصْر

(1)

بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَبْدِ القَادِرِ بْنِ أَبِي صَالحٍ، الجِيْلِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، مُحِيي الدِّيْنِ أَبُو نَصْرٍ، بن [قَاضِي القُضَاةِ، عِمَادِ الدِّيْنِ أَبي صَالحٍ]

(2)

، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ آبَائِهِ. سَمِعَ مِنْ وَالِدِهِ

(3)

، وَمِنَ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ المُرْتَضى العَلَوِيِّ، وَأَبِي إِسْحَقَ يُوْسُفَ بْنِ أَبِي حَامِدٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي

(1)

406 - مُحْيي الدِّيْنِ الجِيْلِيُّ (؟ - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 76)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 281)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 399)، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابنُ مُفْلحٍ فِي "المَقْصَدِ الأرْشَدِ". وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَكْمِلَةِ (ورقة: 125)(كُتِبَتْ تَرْجَمَتُهُ بَيْنَ الأسْطُرِ)، وَمُعْجَمُ الدِّميَاطِيِّ (1/ ورقة: 85)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (5/ 104)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (296)، وَشَذَرَاتِ الذهَبُ (7/ 490). وَالِدُهُ القَاضِي أَبُو صَالحٍ نَصْرٌ (ت: 633 هـ) وَجَدُّهُ الفَقِيْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (ت: 603 هـ)، وَأَبُو جَدِّهِ الشَّيخُ المَشْهُوْرُ عَبْدُ القَادِرِ الجِيْلانِيُّ (ت: 561 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ، وَبَيْتُهُم مَشْهُوْر بِكَثْرَةِ العُلَمَاءِ. وَابْنه عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ (ت: 694 هـ). وَابْنُهُ الآخَرُ: عَبْدُ اللهِ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ (ت: 708 هـ)، وَحَفِيْدُهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ (ت: 681 هـ) نَسْتَدْركُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وأَخُوْهُ هُوَ: يحْيى بنُ نَصْرِ (ت:؟). ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَأُخْتَاهُ زَيْنَبُ بِنْتُ نَصْرٍ (ت: 672 هـ). وَشُهْدَةُ بِنْتُ نَصْرٍ (ت:؟)، ذَكَرَهُمَا الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ وَغَيْرِهِ. وَذَكَرَ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي "السُّحُبِ الوَابِلَةِ"(2/ 577) مَنْ يَتَرَجَّحُ أَنَّهُ حَفِيْدُ عَبْدِ القَادِرِ المَذْكُوْرِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ القادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القَادِرِ

وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ.

(2)

ساقط من (ط). وفي (ط) أَيْضًا: "عِمَاد الدِّيْنِ أَبُو

".

(3)

جَاءَ في "مَجْمَعِ الآدَابِ": "وَسَمِعَ الحَدِيْثَ عَلَى جَدِّه وأبيهِ، وَمِنْ أَصْحَابِ أَبي الوَقْتِ وَغَيْرِهِ".

ص: 45

الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ، وَعَبْدِ العَظِيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ أَبي نَصْرٍ الأصْبَهَانِيِّ، وَابْنِ المُشْتَرِي، وَغَيْرِهِمْ. وَطَلَبَ بِنَفْسِهِ، وَقَرَأَ، وَتَفَقَّهَ، وَكَانَ عَالِمًا، وَرِعًا، زَاهِدًا، يُدَرِّسُ بِمَدْرَسَةِ جَدِّهِ، وَيُلَازِمُ الاِشْتِغَالِ بِالعِلْمِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ. وَلَمَّا وَلِيَ أَبُوهُ قَضَاءَ القُضَاةِ وَلَّاهُ القَضَاءَ وَالحُكْمَ بِدَارِ الخَلَافِةِ، فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِ الحُكْمِ مَجْلِسًا وَاحِدًا وَحَكَمَ، ثُمَّ عَزَل نَفْسَهُ، وَنَهَضَ إِلَى مَدْرَسَتِهِمْ بِـ"بَابِ الأزجِ" وَلَمْ يَعُدْ إِلَى ذلِكَ تَنَزُّهًا عَنِ القَضَاءِ وَتَوَرُّعا

(1)

. وَحَدَّثَ، وَسَمِعَ مِنْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(2)

وَذَكَرَ ابنُ الدَّوَالِيْبِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلَيْهِ.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الاِثْنَيْنِ ثَانِي عَشَرَ شَوَّالٍ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ" وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ جَدِّهِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ بِمَدْرَسَتِهِ رحمه الله، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الوَاقِعَةِ

(3)

.

‌407 - وَقَدْ رَوَى الدِّمْيَاطِيُّ أَيْضًا فِي "المُعْجَمِ" عَنْ أَخِيهِ يحيى بْن نصْر ابْنِ عَبْدِ الرّزّاقِ

(4)

الفَقِيْهُ، الوَاعِظُ. عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صِرْمَا، وَلَمْ يَذْكر وَفَاتَهُ.

(1)

جَاءَ في "مَجْمَعِ الآدَابِ" وَرُتِّبَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلاثِينَ وَسِتَمَائَةَ شَيْخًا للصُّوْفيَّةِ بـ"رِبَاطِ دَيْرِ الرُّوْمِ" عَلَى طَرِيْقَةِ وَالِدِهِ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى طَرِيْقَةٍ حَسَنَةٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ".

(2)

جاءَ في "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ": "مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزاقِ

الجِيْلِيُّ المُحْتِدِ، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالمَوْلدِ، الحَنْبَلِيُّ، الفَقِيْهُ، أَخُو يَحْيَى، وَشُهْدَةَ، وَزَيْنَبَ، المَنْعُوْتُ بِـ"المُحْييِ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ بـ"بَغْدَادَ" أَخْبَرَكَ أَبُو إسْحَقَ يُوْسُف بنُ أَبِي حَامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ يُوْسُف الأُرْمَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ (أنا) جَدِّي أَبُو الفَضْلِ

".

(3)

جَاءَ في "مَجْمَعِ الآدَابِ": "تُوُفَيَ بَعْدَ الوَاقِعَةِ بِـ"بَغْدَادَ" فِي خَامس ذي القَعْدَةِ

".

(4)

407 - يَحْيَى الجِيْلِيُّ (؟ -؟): =

ص: 46

‌408 - عبد الرَّحْمن بن عبْدِ المُنْعِمِ

(1)

بنِ نِعْمَةَ بْنِ سُلْطَانَ بْنِ سُرُوْرِ بْنِ رَافِعٍ

= أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 282)، وَمُخْتَصَرِه "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 399). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ ورقة: 203) قَالَ: "يَحْيَى بنُ نَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عَبْدِ القَادِرِ

الجِيْلِيُّ المَحْتِدِ، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالمَوْلدِ، الحَنْبَلِيُّ، الفَقِيْهُ، الوَاعِظُ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُوْسَى يَحْيَى بن أَبِي صَالحٍ الحَنْبَلِي بِـ"بَغْدَادَ"

" وَسَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. قَالَ العُلَيْمِيُّ: "وَلَهُ شِعْرٌ بَدِيعٌ، وَبَدِيْهَةٌ سَلِيْمَةٌ، سُئِلَ عَنِ المُتَمَكِّنِ فَأَنْشَدَ:

يُسْقَى وَيَشْرَبُ لا تُلْهِيْه سَكْرَتُهُ

عَنِ النَّدِيْمِ وَلا يَلْهُو عَنِ الكَاسِ

أَطَاعَهُ سُكْرُهُ حَتَّى تَحَكَّمَ فِي

حَالِ الصَّحَاةِ وَذَا مِنْ أَعْجَبِ النَّاسِ

ثُمَّ تَلاعَبَ فِيْهِمَا بِالعِبَارَةِ فَقَالَ:

وَيَشْرَبُ ثُمَّ يُسْقِيْهَا النَّدَامَى

وَلا يُلْهِيْهِ كَأْسٌ عَنْ نَدِيْمِ

لَهُ مَعْ سُكْرِهِ تأْيِيْدُ صَاحٍ

وَنَشْوَةُ شَارِبٍ وَنَدَى كَرِيْمِ

وَهُوَ أَخُو سَابِقِهِ".

(1)

408 - أبُو الفَرَجِ النَّابُلُسِيِّ (594 - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُختَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، والمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 104)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 282)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 400). وَيُرَاجَعُ: عُقُوْدُ الجُمَانِ (3/ 266)، وَصِلَةُ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 128)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (263)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 178). وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ ابْنَهُ: أحْمَدَ ابنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 697 هـ). وابنُهُ الآخَرِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقِيْلَ: عُثْمَانَ (ت: 702 هـ). وأَخُوْهُ: يُوْسُفَ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ

(ت: 638 هـ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَابنُ أَخِيْهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ (ت:؟) لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعجم السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (364، 406). وَابنُ أَخِيْهِ أَيْضًا: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ، وَالِدُ عَبْدِ الله (ت: 737 هـ)، وَلَهُمَا أَوْلَادٌ وَأَحْفَادٌ، وَأُسْرَتُهُم في العِلْمِ مَشْهُوْرَةٌ، كَثِيْرَةُ عَدَدِ العُلَمَاءِ وَالعَالِمَاتِ.

ص: 47

ابْنِ حَسَنَ بْنِ جَعْفَرٍ، المَقْدِسِيُّ النَّابُلُسِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ. وُلِدَ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَسَمِعَ بِالقُدْسِ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ البَنَّاءِ، وَحَدَّثَ بِـ"نَابُلُسَ".

قَالَ الشَّرِيْفُ عِزُّ الدِّيْنِ: كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَفِيْهِ فَضلٌ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ، وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بـ"نَابُلُس" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

أَنْبأَنِي البِرْزَالِيُّ -وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ- قَال: أَنْبَأَنِي الإِمَامُ، العَالِمُ، جَمَالُ الدِّينِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدُ المُنْعِمُ بْنِ نِعْمَةَ، وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ:

(1)

يَا طالِبًا عِلْمَ خَيْرِ العِلْمِ مُجْتَهِدا

عِلْمَ الحَدِيْث تَحُوْزُ اليُمْنَ وَالرَّشَدَا

مَا فِي العُلُوْمِ لَهُ مِثْلٌ يُمَاثِلُهُ

فَاطْلُبْهُ مُقْتَصِدًا تَسْعَدْ بِهِ أَبَدًا

فَالفِقْهُ يُبْنَى عَلَيْهِ حَيْثُ كَانَ إِذِ الـ

أَحْكَامُ مَأْخَذَهَا مِنْهُ إِذَا وُجِدَا

وَكَيْفَ لَا وَهْوَ لَوْلاهُ لَمَّا اتَّضَحَتْ

سُبْلُ الرَّشَادِ وَلا بَانَ الزَّمَانُ هُدَى

(1)

وَأَنْشَدَ لَهُ ابنُ الشَّعَّارِ في "عُقُوْدِ الجُمان": قَالَ: "أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَدُ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ النَّصِيْبِيِّ بِـ"حَلَبَ" قَالَ: أَنْشَدَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدُ المُنْعِمِ المَقْدِسِيُّ لِنَفْسِهِ:

أتَى الرَّكْبُ مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ مُخَبِّرًا

بِأَخْبَارِ أَحْبَاب أَتَوْا عَرَفَاتِ

فَقُلْتُ وَفِي القَلْبِ المُعَذَّبِ جَمْرَةٌ

مِنَ البُعْدِ إِذْ لَمْ أَحْظَ بِالجَمَرَاتِ

أَلَا لَيْتَ إِنّي كُنْتُ بالقُرْبِ مِنْ مِنًى

فَنِلْتُ المُنَى بِالوَصْلِ قَبْلَ مَمَاتِي

وَيَا لَيْتَني قَدْ كُنْتُ بِالخَيفِ مِنْ مِنًى

فَمَا الخَيْفُ إلَّا الخَوْفُ مِنْ تَبِعَاتِ

سَعَيْتُمْ وَقَدْ جَادَتْ مَسَاعِيَ سَعْيِكُمْ

وَلا زِلْتُمُ فِي أَرْفَعِ الدَّرَجَاتِ

وَأَنْشَدَ لَهُ غَيْرَ ذلِكَ.

ص: 48

وَأَهْلُهُ خَيْرُ أَهْلِ العِلْمِ قَاطِبَةً

فَكُنْ مُحِبًّا لَهُمْ كَيْمَا تَفُوْزَ غَدَا

تَرَى سِوَاهُمْ إِذَا جَاءَ الحَدِيْثَ لِمَا

قَالُوْهُ مُتَّبِعًا مَا يَبْسُطَنَّ يَدَا

أَوْ كَانَ مَتْنًا تَرَاهُمْ رَاجِعِيْنَ إِلَى

أَقْوَالِهِمْ وَكَذَا إِنْ أَسْنَدُوا سَنَدَا

لَوْلَاهُمُ زَادَ قَوْمٌ فِي الشَّرِيْعةِ مَا

شَاءُوا وَلكِنْ حَمَاهَا كَوْنُهُمْ أُسُدَا

هَلْ يَسْتَوِي مِنْ نَأَى عَنْ أَرْضِهِ طَلَبًا

لَهَا وَآخَرُ عَنْ تَحْصِيْلِهَا قَعَدَا

شَتَّانَ بَيْنَ امْرِيءٍ ثَاوٍ بِمَوْطِنِهِ

وَبَيْنَ مَنْ كَانَ عَنْ أَوْطَانِهِ بَعُدَا

وَمِنْ ضَرُوْرَةِ تَفْضِيْلِ الحَدِيْثِ عَلَى

سِوَاهُ أَنْ لا يَرَى شِبْهًا لَهُمْ أَحَدَا

شَانِيْهُمُ لا لَقِيْتَ الدَّهْرَ مَحْمَدَةً

وَلا وُقِيْتَ مُصَابًا لا وَلا فَنَدَا

409 -

وَفِي ذِي الحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَة تُوُفِّيَ مِنْ أَصْحَابِنَا خَطِيْبُ "مَرْدَا" الفَقِيْهُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بْن إِسْماعيلَ

(1)

بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الفتحِ

(1)

409 - خَطِيْبُ مَرْدَا (566 - 656 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبقاتِ الحَنَابلةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، والمَقْصِدِ الأرْشَدِ (2/ 378)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 282)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 400). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 129)، ومُعْجَمُ الدِّمْيَاطِى (ورقة: 17)، وَتَارِيْخُ الإسْلامِ (285)، وَسِيَرُ أَعْلام النُّبلاءِ (23/ 235)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1438)، والعِبَرُ (5/ 235)، والمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِينَ (208)، وَالإعْلامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (274)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (354)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 219)، والبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 213)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 97)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 414)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةِ (7/ 69)، وَالشَّذرَاتُ (5/ 283) (7/ 480). وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمشقيَّةِ (509). وَابْنَاهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 712 هـ)، وَعَبْدُ العَزِيْزِ (ت: 706 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ =

ص: 49

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= اللهُ تَعَالَى. وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ عَلِى بنَ عَبْد الحَمِيْدِ (ت: 707 هـ) وَقَالَ: "جَدُّهُ لأمِّهِ خَطِيْبُ مَرْدَا". وَلَمْ يُقَدِّمِ المُؤَلِّفُ - الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ رحمه الله فِي تَرْجَمَتِهِ مَا يُفِيْدُ، وَاخْتَصَرَهَا اختِصَارًا ظَاهِرًا؛ فَلَعَل المَصَادِرَ لَمْ تُسْعِفْهُ آنذَاك. وَنَقَلَ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ المُخْتَصَرَةَ البُرْهَانُ بنُ مُفْلحٍ فِي "المَقْصَدِ الأرْشَدِ" وَالعُلِيْمِيُّ فِي "المَنْهَجِ الأحْمَدِ" وَلَمْ يَزِيْدَا عَلَيْهِ شَيْئًا.

قَالَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ: "وُلِدَ بِـ"مِرْدَا" سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ تَقْرِيْبًا، وَكَانَ أَسَنَّ مِنَ الشَّيْخِ الضِّيَاءِ. قَدِمَ "دِمَشْقَ" للاشْتِغَالِ فِي صِبَاهُ، فتَفَقََّهَ عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ، وَحَفِظَ القُرْآنَ. وَسَمِعَ مِنْ يَحْيى الثََّقَفِيِّ

وَأَحْمَدَ بنِ حَمْزَةَ المَوَازِيْنِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَرَحَلَ إِلَى "مِصْرَ" فَسَمِعَ مِنَ البُوْصَيْرِيِّ،

وَعَلِي بنِ حَمْزَةَ الكَاتِبِ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الخَيْرِ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَاشْتَهَرَ اسْمُهُ. كَتَبَ عَنْهُ القُدَمَاءُ. قَالَ ابنُ الحَاجِبِ: سَأَلْتُ الحَافِظَ الضِّيَاءَ عَنْهُ فَقَالَ: دَينٌ، خَيِّرٌ، ثِقَةٌ، كَثيْرُ المُرُوْءَةِ، تَفَقَّهَ عَلَى شَيْخِنَا المُوَفَّقِ. وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: كَانَ صَالِحًا، صَحِيْحَ السَّمَاعِ.

قُلْتُ: وَخَطَبَ بِـ"مَرْدَا" مُدَّةً طَوِيْلَةً. وَقَدِمَ "دِمَشْقَ" سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِيْنَ فَرَوَى بِالبَلَدِ وَالجَبَلِ. وَحَدَّثَ بِكُتُبٍ كِبَارٍ كـ"صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" وَ"السِّيْرَةِ" لابنِ إِسْحَقِ، وَ"المُسْنَدِ" لأبِي يَعْلَى، وَالأجْزَاءَ الَّتِي لَمْ يُحَدِّثْ أَحَدٌ بَعْدَهُ بِـ"دِمَشْقَ". رَوَى لَنَا عَنْهُ ابنُ ابنِ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الوَكِيْلُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَنِيِّ الدَّوْلَةِ، وَأَبُو بَكْرِ بنُ يُوْسُفَ المُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللهِ وَمُحَمَّدٌ ابْنَا الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَعَمُّهُ الجَمَالُ عُبَيْدُ الله بنُ أَحْمَدَ، وَالشَّمْسُ مُحَمَدُ بنُ التَّاجِ، وَابنُ عَمَّهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْر بنُ أَحْمَد بنِ أَبِي الطَّاهِرِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلي عَمّي، وَأبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ جُبَارَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِي البَابْشَرْقِيِّ، وَيَعْقُوبُ بنُ أَحْمَدَ الحَنَفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَخْرِ البَعْلَبَكِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ جَوْشَنٍ النَّمَرِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَلَبِيَّةِ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَزَارِيُّ،

ص: 50

المَقْدِسِيُّ، عنْ تِسْعِيْنَ سَنَةٍ. حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَابْنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيِّ، وَالبُوْصَيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ يَاسِيْنَ، وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ"

(1)

وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ.

‌410 - وَأَبُو المَعَالِي، وَأَبُو اليُمْنِ سعْدٌ -ويُسمَّى مُحمَّدًا

(2)

- ابْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ

= وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، وَمُحَمَّدُ بن عَلِى الشُّرُوْطِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَمِنَ الأحْيَاءِ فِي وَقْتِنَا نَحْوًا مِن سِتِّيْنَ نَفْسًا مِن أَصْحَابِهِ. ثُمَّ رَجعَ إِلَى "مَرْدَا" في العَامِ المَذْكُوْرِ، وَبَقِيَ بِهَا حَيًّا إِلَى هَذَا الوَقْتِ. وَتُوفِّيَ في أَوَائِلِ ذِي الحِجَّةِ، وَقَدْ كَمَّلَ التِّسْعِيْنَ".

644 -

وَابْنُ ابْنِ أُخْتِهِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُورِ بنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ الوكيل (ت بَعْدَ: 720 هـ). ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخ (2/ 162) وَقَالَ: "رَوَى لَنَا عَن خَالِ أَبِيْهِ خَطِيْبِ مَرْدَا".

(1)

خَرَّجَهَا لَهُ الحَافِظُ الضِّيَاءُ.

(2)

410 - ابْنُ عَبْدِ الكَافِي (578 - 656 هـ):

مِنْ بَني الحَنْبَلِيِّ البَيْتِ المَشْهُوْرِ بِـ"دِمَشْقَ". أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَر الذَّيْل عَلَى طَبَقَاتِ الحنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقَة: 76) وَالمَنْهَجِ الأحمَدِ (4/ 284)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 401). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التكمِلَةِ (2/ 130) وَصِلَةُ الصِّلَةِ لاِبْنِ الزُّبَيْرِ (5/ 111) وَالذَّيْلُ وَالتَّكْمِلَةُ (8/ 322). ذَكَرَ ابْنُ الشَّعَّارِ فِي عُقُوْدِ الجُمَانِ (1/ وَرَقَة: 79) أخَاهُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ فِي تَرْجَمَةِ الوَزِيْرِ أَحْمَدَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ أَحْمَدَ المَرْدَقَانِيِّ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الكَافِي الدِّمَشْقِيُّ الأنْصَارِيُّ المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ الحَنْبَلِى

" وَلَمْ أَقِفْ علَى أَخْبَارِهِ. وَالِدُهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (411) وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ بَعْدُ، وَجَدُّهُ عَبْدُ الكَافِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ نَجْمِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ (ت: 586 هـ). أَمَّا المُتَرْجَمَ هُنَا فَقَدِ اقْتَضبَ المُؤَلِّفُ أَخْبَارُهُ، وَفَصَّلَهَا ابْنُ عَبْدِ المَلِكِ المُرَاكِشِيُّ فَقَالَ: "لَقِيْتُهُ كَثيْرًا، وَسَمِعْتُ وَعْظَهُ، وَكَانَ لا يَكَادُ يُفْقَهُ مَا يَقُوْلُ؛ لإفْرَاطِ عُجُمَةٍ كَانَتْ فِي لِسَانِهِ، لا يَفْهَمُهُ =

ص: 51

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إِلَّا مَنْ أَلِفَهُ، وَكَانَ أَصَمَّ لا يَكَادُ يَسْمَعُ شَيْئًا، فَقِيْهًا، حَنْبَلِى المَذْهَبِ، آيَةً مِنْ آيَاتِ اللهِ فِي كَثْرَةِ الحِفْظِ، وَحُضوْرِ الذِّكْرِ، وَحَشْرِ الأقْوَالِ فِيمَا يَجْرِي بِمَجْلِسِهِ الوَعْظِيِّ، أَوْ يُحَاضِرُ بِهِ فِي غَيْرِهِ، سَرِيْعَ الإنْشَاءِ، نَاظِمًا، نَاثِرًا مَعَ الإحْسَانِ فِي الطَّرِيْقتَيْنِ، جَيِّدَ الخَطِّ وَالكَتْبِ عَلَى كَبْرَتهِ، وَرَدَ "مُرَّاكِشَ" سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَكَانَ وَقْتَئِذٍ ابْنَ ثَمَانِيْنَ عَامًا وَلَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٍ تُدْرَكُ بَالعَدِّ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَرَضَ -وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ عامًا- عَلَى أَبِي الفَرَجِ بْنِ الجَوْزِيِّ كِتَابَهُ "المُنْتَخَبَ" عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ بِـ"بَغْدَادَ" وَفَصَلَ عَنْ "مُرَّاكِشَ" ذلكَ العَامِ عَائِدًا إِلَى المَشْرِقِ، وَاجْتَازَ بِـ"سَبْتَةَ" وَكَانَ قَدْ دَخَلَهَا أَوَّلَ ذلِكَ العَامِ وَاجْتَازَ مِنْهَا البَحْرَ إِلَى "الأنْدَلُسِ" مُطَوِّفًا عَلَى البِلادِ، يَعْقِدُ فِيْهَا مَجَالِسَ الوَعْظِ" وَقَالَ تِلْمِيْذُهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ الغَرْنَاطِيُّ فِي "صِلَةِ التكمِلَةِ":"نَبِيْلُ المَنْزَعِ فِي وَعْظِهِ" وَذَكَرَ لَهُ كِتَابًا فِي الوَعْظِ سَمَّاهُ "مِصْبَاحَ الوَاعِظِ" ذَكَرَ فِيْهِ مَنْ وَعَظَ مِنَ الصَّدْرِ الأوَّلِ، وَمَا يَنْبَغِي لِلْوَاعِظِ وَيَلْزَمُهُ إِلَى مَا يُلائِمُ هَذَا، مُخْتَصَرٌ جِدًّا. وَقَفْتُ عَلَى السُّفَيْرِ بِجُمْلَتِهِ بِاسْتِعَارَتهِ مِنْهُ".

وأَخبارهُ أَيْضا فِي: البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (13/ 216)، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ (7/ 71) وَالسُّلُوكِ (1/ 2/ 421) وَدرةِ الأسْلاكِ (1/ ورقة: 21) وَالمِنْهَلِ الصَّافِي (2/ 369) وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (1/ 119) وَالدَّارِسِ فِي تَارِيخِ المَدَارِسِ (2/ 86) وَالشَّذَرَاتِ (5/ 288)(7/ 498) وَلَهُ ذِكْر في مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيّة (214).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (656 هـ):

645 -

إسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ صَدَقَةَ، أَبُو أَيُّوبَ، البَصْرِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، التَّاجِرُ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلامِ (230)، وَقَالَ:"رَاوِي "جُزْءِ ابْنِ نُجَيْدٍ" عَنِ المُؤَيِّدِ الطُّوْسِيِّ

وَحَدَّثَ سَنَةَ خَمسٍ، وَكَأَنَّهُ مَاتَ في سَنَةِ سِتٍّ" وَذَكَرَهُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ ورقَة 146) فَقَالَ:"إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أَبو يَعْقُوبَ البَصْرِيُّ، التَّاجِرُ، الحَنْبَلِيُّ" فَزَادَ فِي نَسَبِهِ، وَكَنَّاهُ أَبَا يَعْقُوبَ،

ص: 52

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَهُوَ أَوْلَى مِمَّا جَاءَ فِي كِتَابِ الحَافِظِ الذهَبِى؛ لأنهَا كُنْيَةُ إِسْحَقَ فِي الغَالِبِ -لاسِيَّمَا فِيْمَنْ لَمْ يُوْلَدْ لَهُ- وَقَالَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَقَ البَصرِيِّ بِـ"بَغْدَادَ" ثُمَّ لَقِيْتُهُ بِـ"دِمَشْقَ" فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا: أَخْبَرَكَ أَبُو الحَسَنِ المُؤَيِّدُ

" قَالَ: "وَمَوْلدُهُ -تَقْدِيْرًا- سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"أَصْبَهَانَ".

646 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي بكرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيُّ، أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 121)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (20/ وَرَقَة: 30)، وَتَارِيْخِ الإسْلامِ (264)، وَفِي "تَاريْخِ الإسْلامٍ": "ابْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

" وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (367) وَذكَرَ أَخَوَيْهِ (أَحْمَدَ) وَ (عَبْدَ الرَّحْمَن)(195) وَأَوْلَادَهُمَا.

647 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي البَرَكَاتِ، أَبُو القَاسِمِ بْنِ أَبِي الرِّضَى بْنِ أَبِي العَبَّاسِ، البَغْدَادِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ"ابْنِ الطَّبَّالِ" ابْنُ أَخِي يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ. كَذَا قَالَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ ورقة 18) وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ: إِسْمَاعِيْلَ بْنِ حَمْزَة بْنِ المُبَارَكِ [ت: 607 هـ] فِي مَوْضِعَهِ عَنِ "المَقْصَدِ الأرْشَدِ" وَغَيْرِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ ابْنِ هَذَا الأخِيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 646 هـ) عَنِ "المَقْصَدِ الأرْشَدِ" وَغَيْرِهِ أَيْضًا. وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاك حَفِيْدِهِ إِسْماعِيْلَ (ت: 708 هـ)

وَغَيْرِهِمْ.

- وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ: "قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن حَمْزَةَ بِـ"بَغْدَادَ" أَخْبَرَتْكَ نُوْرُ العَيْنِ ضَوْءُ الصَّبَاحِ لَامِعَةُ بِنْتُ المُبَارَكِ بْنِ كَامِلِ بْن أَبِي غَالِبٍ الخَفَّافِ قِرَاءَة علَيْهَا

" ثُمَّ سَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثا، ثُمَّ قَالَ: قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا فِي وَقْعَةِ التَّتار بـ"بَغْدَادَ" فِي المُحَرَّمِ أَوْ صَفَرِ سَنَةَ سِت وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَكَانَ مَوْلدُهُ بِهَا فِي يَوْمِ الأربِعَاءِ التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيع الآخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتّمَائَةَ.

يَقُولُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ -عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ الطَّبَّالِ هَذَا مِنْ صُدُورِ "بَغْدَادَ" وَوُجُهَائِهَا فَقَدْ كَانَ وَكِيْلَ الخَلِيْفَةِ

ص: 53

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المُسْتَعْصِمِ علَى أَمْلَاكِهِ -كَمَا جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (322، 359) - وَلَقَبَهُ تَقِيَّ الدِّيْنِ، وَذَكَرَهُ مَعَ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَعْيَانِ "بَغْدَادَ" وَمِنَ الغَرِيْبِ أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِي "تَارِيخِ الإِسْلَامِ" المَطْبُوع بِتَحْقِيْقِ الدُّكتور عُمَر عَبْدِ الَسَّلام تَدْمُري وَهوَ مِنَ المَشَاهِيرِ الأعْلَامِ؟! وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذهَبِيُّ في تَارِيْخِهِ (308) فِي أَسْمَاءِ مَنْ قُتِلَ بِـ"بَغْدَادَ" -نَقْلًا عَنْ تَارِيخ الكَازَرُونيِّ- قَالَ:"وَتَقِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الطَّبَّالِ، وَكِيْلُ الخِدْمَةِ".

648 -

وأمَّا عَمُّهُ يُوْسُفُ بْنُ أَحمَدِ الَّذِي ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فَهُوَ يُوْسُفُ بْن أَحْمَدَ ابْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ حَمْزَةَ بْن أَبي البَرَكَاتِ، أَبُو المُظَفَّرِ، البَغْدَادِيُّ، الأزَجِيُّ المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ الطَّبَّالِ كَذَا ذَكَرَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ 209) وَقَالَ: قَرَأْتُ علَى يُوْسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بِـ"بَغْدَادَ" أَخْبَرَتْكَ نُورُ العَيْنِ لَامِعَةُ ضَوْءُ الصَّبَاحِ بنْتُ المُبَارَكِ بْنِ كَامِلِ بْنِ أَبِي غَالِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ

" وَسَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا ثُمَّ قَالَ: "مَوْلِدُ ابْنِ الطَّبَّالِ هَذَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتَمَائَةَ، وَفِيْهَا وُلِدَ ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْزَةَ المُتَقَدِّمُ وَقَدْ أَجَازَني [

وَمَاتَ سَنَة سِتٍّ

] وَلَمْ تتَّضِحْ سَنَةُ وَفَاتِهِ، وَلَمْ أَجِدْ لِيُوْسُفَ هَذَا ذِكْرًا فِيْمَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ المَصَادِرِ.

649 -

وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو الفَرَجِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ النَّابُلُسِيُّ الأصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ وَرَقَة: 30).

650 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صُدَيْقِ، أَبُو العِزِّ الحَرَّانِيُّ، المُؤَدبُ، وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ، وَمِنْ ثَمَّ سُميَ (ثَابِتًا) أَيْضًا، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخ الإِسْلَامِ (267)، وَهُوَ أَخُو حَمْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 634 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي موْضِعِهِ، وَحَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 624 هـ) الَّذِي سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ. أَخْبارُ عَبْدُ العَزِيْزِ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 121)، ومُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ ورقة 43)، والعِبَرِ (5/ 231)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (353) وَالمُرَجَّحُ أَنَّهُ عَبْدُ العَزِيْزِ؛ لأن كُنْيَتَهُ أَبُو العِز، وهِيَ تَغْلِبُ علَى مَنْ يُسَمَّى عَبْدَ العزِيْزِ.

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 651 - وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (257) وَهُوَ مِنْ أُسْرَة عِلْمِيةٍ حَنْبَلِيَّة كَبِيْرَةٍ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (635 هـ) وَإِخْوَاُنهُ:(عَلِيُّ) وَ (إِبْرَاهِيْمُ) وَأُخْتهُمْ (خَدِيْجَةُ)(ت: 701 هـ) وَأَوْلَادُهُ أَحْمَدُ (ت: 725 هـ) وَ (فَاطِمَةُ) فِي المُقْتَفَى (1/ ورقة: 22) وَ (زَيْنَبُ) وَلَهُمْ أَوْلَادٌ وَأَحْفَادٌ. أَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ فِي صِلَةِ التَّكمِلَةِ وَرَقَة (119)، وَتَارِيْخِ الإِسْلامِ (257)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (396) وَفِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ، "رَوَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُلَاعِبٍ، وَمَاتَ كَهْلًا فِي رَبِيعٍ الأوَّلِ".

652 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أبِي القَاسِم، وَالِدُ الإِمَامِ المُحَدِّثِ الرَّشِيْدِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ (ت: 707 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

653 -

وَفَضْلُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزاقِ بْنِ عَبْدِ القَادرِ الجِيْلِيُّ، مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، أَبُو المَحَاسِنِ أَوْرَدَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 272)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 396)، بِكُنْيَتِهِ "أَبُي المَحَاسِنِ" وَكأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ اسْمَهُ عَلَى التَّعْيِيْنِ. وَأَوْرَدَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ في مُعْجَمِهِ (2/ 133) وَرَفَعَ نَسَبَهُ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِي بْنِ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ: "كَذا أَمْلَاهُ عَلَيَّ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، وَلَيْسَ بِمُتَّصِل فَإِنَّ بَيْنَ (الزَّاهِدِ) وَ (مُحَمَّدِ ابنِ دَاوُدَ) نَحْـ[ـوَ سِتَّةٍ] مِنَ الآبَاءِ أَوْ سَبْعَةٍ [

] وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا يَتَعَلَّقُ بِعَدَمِ صِحَّةِ هَذَا النَّسَبِ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ القاضي أَبِي صَالِح نَصْرٍ (ت: 633 هـ) فَلْيُرَاجِعْ مَنْ شَاءَ ذلِكَ هُنَاكَ. ثُمَّ قَالَ الدِّمْياطِيُّ: "الجِيْلِيُّ المَحْتِدِ، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالوَفَاةِ وَالمَوْلدِ، المَنْعُوتُ بِـ"المُوَفَّقِ" قَرَأْتُ عَلَيَّ الشَّيْخِ الأصِيْلِ أَبِي المَحَاسِنِ فَضْلِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِى بِمَنْزِلهِ بِـ"الحَلْبَةِ" شَرْقِي "بَغْدَادَ" أَخْبَرَكَ أَبُو السَّعَادَاتِ المُبَاركُ -وَيُدْعَى نَصْرَ اللهِ- بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبْدِ الوَاحِدِ القَزَّازُ وَيُعْرَفُ بِـ"ابْنِ زُرَيْقٍ" قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِي رَابع عَشَرَ شَوَّالِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ .. " وَسَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا، ثُمَّ قَالَ: مَوْلدُ فَضْلِ اللهِ سَنَةَ أَرْبَع وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ" وَسَمِعَ

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شاتِيْل، وَنَصْرِ اللهِ القَزَّازِ، وَابْنِ بُوْشٍ، وَابْنِ كُلَيْبٍ، وَهِبَةِ اللهِ بْنِ رَمَضَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْدِيَّه، وَيُوْسُفَ العَاقُوْلى وَغَيْرِهِمْ، وَأَجَازَ لَهُ عَبْدُ الحَقِّ بْنُ يُوْسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَقِيْل، وَأَبُو مُوسَى الأصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ عِدَّةَ أَجْزَاءٍ عَنْ ابْنِ شَاتِيْل، وَ"جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" بِسَمَاعِهِ مِنَ القَزَّازِ، وَابْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ ابْنِ بِيَانٍ، وَفَارَقْتُهُ حَيًّا سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَسِتمَائَةَ" وَيُرَاجَعُ فِي تَرْجَمَتِهِ: مَجْمَعُ الآدَاب (5/ 642)، وَسِيَرُ أَعْلَامِ النُّبلَاءِ (23/ 330) وَقَلَائِدُ الجَوَاهِرِ (37).

654 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حِصْنِ بْنِ نَصرِ بْنِ مِقْدَامِ بْنِ نَصْرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحِيُّ، العَطَّارُ. أَخْبَارُهُ في: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ ورقة: 4).

655 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوْفُ بِـ"التَّوْحِيْدِيِّ" سِبْطُ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ابْنِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيِّ. تُوُفِّيَ بِـ"بَغْدَادَ" عَلَى أَيْدِي التَّتَارِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. أَخْبَارُهُ فِي: المَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 279)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 399).

656 -

وَيُوْسُفُ بْنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بْنِ الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ، يُعْرَفُ بِـ"ابْنِ القَصَّابِ". ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 496) قَالَ:"كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ "المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ" فِي الطَّائِفَةِ الأحْمَدِيَّةِ

وَكَانَ يَتَأَدَّبُ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَشِعْرٌ، أَنْشَدَنِي فِي غَرَضٍ لهُ:

جَزَى اللهُ عَنِّي الخَيْرَ كُلَّ مُبَخَّلٍ

تَجَنَّبْتُهُ فِي غُدْوَةٍ وَرَوَاحِ

وَفِي مَنكبِي ثُقْلًا مِنَ الذُّلِّ مَنْعُهُ

وَأَخْرَجَنِي مِنْ تَحْتِ رِقِّ سَمَاحِ

وَقُتِلَ فِي الوَاقِعَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائةَ." وَيُرَاجَعُ مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِى (2/ وَرَقَة 211)، تَارِيخُ عُلَمَاء المُسْتَنْصَرِيَّة (1/ 278).

وَيُذْكَرُ هُنَا: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الجَيْشِ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ (ت: 676 هـ) وَذَكَرَ اسْتِشْهَادُهُ فِي الوَاقِعَةِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَمَحَلُّهُ هُنَا وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَصْدَرٍ آخَرَ.

وَلَعَلَّ مِنَ الحَنَابِلَةِ مِمَّنْ قُتِلَ فِي كَائنِةِ "بَغْدَادَ":

ص: 56

ابنِ عَبْدِ الكَافِي بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الواحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ، الوَاعِظُ بِـ"بَلْبِيْسَ" وَدُفِنَ بِهَا. سَمِعَ مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ التُّرْكُ، وَغَيْرُهُمَا. وَخَرَّجَ لَهُ أَبُو حَامِدِ بْنُ الصَّابُونيُّ "مَشْيَخَةً" وَحَدَّثَ. وَكَانَ مَوْلدَهُ سَنَةُ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ".

‌411 - إبراهِيمُ بْن محاسن

(1)

بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَجَا، التَّنُوْخِيُّ، الحَمَوِيُّ،

= - يُونُسُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الشَّرَوَانِيُّ، المُقْرِيءُ، قَوَامُ الدِّيْنِ، أَبُو نَصْرٍ ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 568) وَقَالَ:"قَدِمَ "بَغْدَادَ" وَاسْتَوْطَنَهَا، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ جَمَالِ الدِّيْنِ أَبي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجَوْزِيِّ، وَسَمِعَ عَلَيْهِ تَصَانِيْفَ وَالِدِهِ

".

- وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الزَّاغُوْنيُّ، ذَكَرَهُ الحُسَينِيُّ فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ ورَقَة (127) وَوَصَفَهُ بِـ"الشَّيْخِ الصَّالِحِ" وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي الحَادِي عَشَرَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ بِـ"مِصرَ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِـ"سَفْحِ المُقَطَّمِ" فَلَعَلَّهُ مِنْ أَحْفَادِ عَلِي بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ (ت: 527 هـ) أَوْ مِنْ أَحْفَادِ أَخِيْهِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدٍ (ت: 551 هـ) ذَكَرَ المُؤَلِّفُ الأوَّلَ، وَاسْتَدْرَكْتُ الثَّانِي عَلَيهِ فِي مَوْضِعِهِ. هَذَا احْتِمَالٌ وَظَنٌ لَا يَرْقَى إِلَى غَلَبَةِ الظَنِّ. وَاللهُ أَعْلَمُ.

وَممَّنْ يُذْكَرُ هُنا أيْضًا:

- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بن الحُسَيْنِ العُكْبُرِيُّ، وَالصَّحِيْحُ أَنَّ وَفَاتَهُ بَعْدَ سَنَةِ (665 هـ) نَذْكُرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا عَلَى وَفَيَاتِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

411 - نَجْمُ الدِّيْنِ بنُ نَجَا الحَمَوِيُّ (؟ -657 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 76)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 239)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 284)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 402). ويُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 131)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ =

ص: 57

ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الأدِيب، الكَاتِبُ، نَجْمُ الدِّيْنِ أَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو طَاهِرِ بْنِ الشَّيْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيهِ

(1)

. سَمِعَ مِنِ ابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَالكِنْدِيِّ، وَأِبي الفُتُوحِ البَكْرِيِّ، وَحَدَّثَ، وَكَانَ أَدِيْبًا، وَلَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ.

تُوُفِّيَ فِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنَ المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"تَلِّ بَاشِرٍ"

(2)

مِنْ أَعْمَالِ "حَلَبَ" وَدُفِنَ بِهِ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

412 -

وَفِي نِصْفِ صَفَرٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ مَجْدُ الدِّينِ أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ

(3)

بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبي غَالِبِ الإِرْبِليُّ، النَّحْوِيُّ الحَنَّبِلِيُّ، المُعَدَّلُ بِـ"دِمَشْقَ". سَمِعَ بِـ"إِرْبِلَ" مِنْ مُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ الكَرَمِ الصُّوفِيِّ، وَسَكَنَ "دِمَشْقَ"، وَحَدَّثَ بِهَا، وَاشْتَغَلَ مُدَّةً فِي العَرَبِيَّةِ بِـ"الجَامِعِ". قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأصْحَابِ وَغَيْرِهِمْ، مِنْهُمْ الفَخْرُ البَعْلَبَكِّيُّ، وَالتَّاجُ الفَزَارِيُّ، وَابْنُ الفِرْكَاحِ.

413 -

وَفِي تَاسِعَ عَشرَ رَمَضَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الرَّئِيْسُ صَدْرُ الدِّيْنِ

= (315)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 298)(7/ 498).

(1)

تَقَدَّم ذِكْرُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةَ (643 هـ)، وَاختُهُ فِي "ذَيْل تَاريخ الإسْلَامِ".

(2)

في (ط): "نَاشر" وَ "تَلُّ بَاشِرٍ" قَلْعَةٌ حَصِيْنَةٌ، وَكُوْرَةٌ وَاسِعَةٌ شَمَالَ "حَلَبَ" كَمَا فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (2/ 47).

(3)

412 - ابْنُ أبِي غَالِب الإِرْبِلِيُّ: (؟ -657 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 76)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 145)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (2/ 284)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 402). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التكمِلَةِ (ورقة: 131)، وَذَيْلُ الرَّوْضتَيْنِ (202)، وَبُغْيَةُ الوُعَاه (1/ 344)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 299)(7/ 498).

ص: 58

أَبو الفتْحِ أسْعدُ بْن عُثمَانَ

(1)

بْنِ أَسعَدَ بْنِ المُنَجَّى، التَّنُوْخِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، وَاقِفُ "المَدْرَسَةِ الصَّدْرِيّةِ" بِـ"دِمَشْقَ" وَدُفِنَ بِهَا، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيهِ وَجَدِّهِ

(2)

.

(1)

413 - أبُو الفَتْحِ بْنُ المُنَجَّى (598 - 657 هـ):

أَخْبارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 76)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 280)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 285)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 402)، وَيُرَاجَعُ: صِلةُ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 131)، وَذَيْلُ الرَّوْضَتَيْنِ (203)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ ورقة: 150)، وَسِيَرُ أَعْلَامِ النُّبلَاءِ (23/ 375)، وَالعِبَرُ (5/ 239)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (354)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (275)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 43). وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (2/ 369)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 369)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 71)، وَالدَّارِسُ (2/ 86)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 288)(7/ 498).

وَابْنَتُهُ سِتُّ الأُمُنَاءِ (ت: 700 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَابْنَتُهُ عَلِيُّ بْن أَسْعَدَ (ت:؟) وَحَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي (ت: 701 هـ) نسْتَدْرِكهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

تَقَدَّمَ ذِكْرُ وَالِدِهِ عُثْمَانَ فِي وَفَيَاتِ (641 هـ)، وَجَدِّهِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى فِي وَفَيَاتِ (606 هـ)، كَمَا تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ عَمَّ أَبيهِ عَبْدِ الوَهَّابِ (ت: 615 هـ) وَذَكَر المُؤَلِّفُ عَمَّهُ هُوَ عُمَرَ بْنَ أَسْعَدَ (ت: 641 هـ) وَأَخَوَيْهِ هُوَ المُنَجَّى بْنُ عُثْمَانَ زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو البَرَكاتِ (ت: 695 هـ) وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَجِيْهُ الدِّيْنِ، أَبُو المَعَالِي (ت: 701 هـ) وابْنُهُ عَلِيُّ ابْنُ أَسْعَدَ، عَلَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ (ت: 688 هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ نَسْتَدْرِكْهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأَسَرَتُهُمْ كَثيْرَةُ عَدَدِ العُلَمَاءِ، وَهِيَ مِنْ أَشْهَر الأُسَرِ الدِّمَشْقِيَّةِ الحَنْبَلِيَّةِ. يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (657 هـ):

657 -

سُلَيمَانُ بْنُ عَيَّادِ بْنِ خَفَاجَةَ، أَبُو أَحْمَدَ، الجَزَرِيُّ، الصَّحْرَاوِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، البُسْتَانِيُّ النَّسَّاجُ، الصَّالِحِيُّ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (316) وَالحُسَيْنِيُّ =

ص: 59

وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِىسْعِينَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ" وَسَمِعَ بِهَا مِنْ حَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ. وَحَدَّثَ. وَكَانَ أَحَدَ المُعَدَّلِيْنِ ذَوِي الأمْوَالِ، وَالثَّرْوَةِ وَالصَّدَقَاتِ،

= فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 133).

658 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ المُؤْمنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ وَثَّابِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ الصُّوْرِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، النَّجَّارُ، شِهَابُ الدِّيْنِ. كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ أَيْضًا فِي تَارِيخِ الإسْلامِ (418).

يَقُوْلُ الفَقِيْرُ الَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِيْنَ -عَفَا الله تَعَالَى عَنْهُ-: ابْنُ وَثَّابٍ هَذَا مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ مَشْهُوْرَةٍ منْهَا أَخَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 659 هـ) وَمُحَمَّدُ (ت: 690 هـ) ثُمَّ ابْنُهُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 701 هـ)، وَابْنتهُ فَاطِمَة (ت: 672 هـ)، وَحَفِيْدَيْهِ: عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 720 هـ)، وعَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أَحْمَدَ (ت: 714 هـ) وَابْنُ حَفِيْدِهِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ (ت: 772 هـ) وَبِنْتَا أَخِيْهِ عَبْدُ اللهِ: هَدِيَّةُ (ت: 719 هـ)، وَعَائِشَةُ (ت: 726 هـ) وَأُمُّهُمَا صَفِيَّةُ أُخْتُ إِبْرَاهِيْمَ الوَاسِطِي، وَالِدُهَا مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ وَغَيْرُهُم. وَلَهُمْ جَمِيْعًا ذِكْرٌ وَأَخْبَارٌ وَلَمْ يَذْكُرِ الحَافِظِ ابْنِ رَجَب مِنْهُمْ أَحَدًا؟! أَخْبَارُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيُّ (2/ ورقَة: 23)، وَصِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورقَة: 132) وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (318).

659 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بْنِ يُوْسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، القَلَانِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (319) وَالدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ ورقة: 43)، وَالحُسَيْنِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ وَرَقَة (133)، هُمَا الَّلذَانِ نَسَبَاهُ (الحَنْبَلِيُّ) وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

660 -

عَلِيُّ بْنُ يُوْسُفَ بْنَ مَوْهُوْبِ بْنِ يَحْيىَ الجَزَرِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (320) وَالحَافظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمهِ (2/ وَرَقة: 113) وَالحُسَيْنِيُّ في صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورَقَة: 132)، وَهُوَ في مُعْجَمِ ابْنِ فَضْلِ اللهِ (وَرَقَة: 130)، وَالمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (157).

ص: 60

وَوَلِيَ نَظَرَ الجَامِعِ مُدَّةً، وَثَمَّرَ لَهُ أَمْوَالًا كَثيْرَةً، وَاسْتَجَدَّ فِي وِلَايَتِهِ أُمُوْرًا.

‌414 - عَبْدُ الله بنْ أَحمَدَ

(1)

بنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

414 - مُحِبُّ الدِّيْنِ السُّعْدِيُّ (618 - 658 هـ):

أَخْبَارهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 76)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 20)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 285)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 403). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 200)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (5/ 17)(ذَكَر اسْمهُ فَقط)، وَ"سِيَرُ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ"(23/ 375)، وَتَارِيخُ الإِسْلامِ (344)، وَالإِشَارةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (356)، وَالعِبَرُ (5/ 246) وَالمُعِينُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (209) وَالشَّذَارَاتُ (5/ 246)(7/ 506)، وَأَحَالَ مُحَقِّقًا "سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبلَاءِ" الدُّكْتُوْر بَشَار عَوَّاد مَعْرُوف، وَالدُّكْتُور مُحْيِي هِلَال السِّرحَان إِلَى عُقُوْدِ الجُمَان لاِبْنِ الشَّعَّارِ (3/ وَرَقَةَ: 129) وَتَابَعَهُمَا مُحَقِّقُ "تَاريخُ الإِسْلَامِ" الدُّكْتُوْرُ عُمَرُ عبْدُ السَّلَامِ تَدَمُرِي، وَالصَّحِيْحُ أَنَّ المَذْكُوْرَ هُنَاكَ هُوَ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بْنُ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ (ت: 620 هـ) فَلْيَتَأَمَّل، وَكِلَاهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ المَقْدِسيُّ الحَنْبَلِيُّ؟! وَالمُتَرْجَمُ هُنَا وَالِدُ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّة، كَثيْرَة عَدَدِ العُلَمَاءِ وَالعَالِمَاتِ، وَهِيَ أُسْرَةٌ مَقْدِسِيَّةُ الأصْلِ، دِمَشْقِيَّةٌ، صَالِحِيَّةٌ، أَنْصَارِيَّة، سَعْدِيَّةٌ، تَجْتَمِعُ مَعَ أُسْرَةِ الحَافِظِ الضِّيَاءِ، وَأَخَوَيْهِ شَمْسِ الدِّيْنِ البُخَارِيِّ، وَكَمَالِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِجَدِهِمْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَبَنُو المُحِبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَوْلَادِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن وَالحَافِظُ الضِّيَاءُ وَأَخَوَاهُ مِنْ أَوْلَادِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَذَا فَهِمْتُ مِنِ ارْتفَاعِ نَسَبَيْهِمَا فِي المَصَادِرِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

وَلِلْمُحِبِّ المَذْكُوْرِ مِنَ الأَوْلَادِ وَالأحْفَادِ مِمَّا وَقَفْتُ عَلَى تَرَاجِمِهِمْ: ابْنُهُ المَشْهُوْرُ أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (ت: 730 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ ابنِهِ عَبْدِ اللهِ الآتِي فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (737 هـ) قَالَ الحافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (344) وَجَاءَهُ ابْنَانِ، =

ص: 61

ابْنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ مَنْصُورِ بْنِ عبْدِ الرَّحْمَن، الأنْصَارِيُّ، السَّعْدِيُّ، المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ، الحَافِظُ، مُحِبُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، مُفِيدُ الجَبَلِ. سَمِعَ بِـ"دِمَشْقَ" مِنَ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَابْنِ البُنِّ، وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَخَلْقٍ. وَرَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ" وَسَمعَ بِهَا مِنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ القُبَّيْطِيِّ، وَعَلَى بْنِ أَبِي الفَخَارِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بْنِ قَيَبَا، وَفَضْلِ اللهِ الجِيْلِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بنِ الخَيِّرِ، وَأَبِي المُظَفَّرِ بْنِ المَنِّيِّ، وَخَلْقٍ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ أَتَمَّ عنَايَةٍ، وَأَكْثَرَ السَّمَاعَ وَالكِتَابَةَ، وَحَدَّثَ.

= فَقَرَأَ لَهُمَا الكَثِيْرَ حُضُوْرًا وَسَمَاعًا، وَالصَّغِيْرُ مِنْهُمَا هُوَ الزَّاهِدُ، العَابِدُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ، وَالِدُ رَفِيْقِنَا وَشَيْخِنَا المُحِبِّ، مُحَدِّثِ "الصَّالِحِيَّةِ" فِي وَقْتِهِ وَمِفِيْدِهَا، وَيَظْهَرُ أَن الكَبِيْرَ مِنْهُمَا (مُحَمَّدٌ) فَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَذَكَرَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِيْمَنْ رَوَى عنْهُ وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُحِبِّ، وَمُحَمَّدٌ (ت: 726 هـ) في تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِيِّ. وَحَفِيْدُهُ: عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ (ت: 737 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعهِ. وَحَفِيْدُهُ الآخَرُ: أَحْمَدُ ابْنُ أحْمَدُ (ت:؟) نَذْكُرُهُ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَخِيهِ؛ لِجَهْلِ سَنَةِ وَفَاتِهِ. وَمِنْ أَحْفَادِهِ إبْرَاهِيْمُ بْنُ أحْمَدَ (ت: 749 هـ) وَهُوَ أَخُوْهُمَا، وإبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنَ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُحِبِّ (ت: 747 هـ) وَهُمَا مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِفِ، وَاسْتَمَرَّ أَحْفَادُهُ وَأَحْفَادُ أَحْفَادِهِ ذُكُوْرًا وَإِنَاثًا بَعْدَ فَتْرَةِ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ، ذَكَرَ بَعْضَهَمْ ابْنُ مُفْلِحٍ، وَالعُلَيْمِيُّ، وَابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ، وَاسْتَدْرَكْتُ عَلَيْهِمْ بَعْضَ مَنْ فَاتَهُمْ ذِكْرَهُ، مِنْهُمْ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بنِ المُحِبِّ (ت: 776) وَعبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 840 هـ) وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (ت: 781 هـ) وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 803 هـ) وَمُحَمَّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّامِت (ت: 789 هـ)، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 788 هـ) وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ (ت: 828 هـ)

وَغَيْرِهِمْ.

ص: 62

تُوُفِّيَ فِي ثَانِي عِشْرِيْنَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌415 - مُحمَّدُ بْنُ أَحمَدَ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبي الرِّجَالِ أَحْمَدَ بْنِ

(1)

415 - ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ اليُوْنِيْنِيُّ (572 - 658 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 76)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 356)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 286)، وَمُخْتَصَرِه "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 403). وَيُرَاجَعُ: ذيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (1/ 429، 2/ 59)، وَذَيْلُ الرَّوْضَتَيْنِ (207)، وَصِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقة: 201)، وَمَشْيَخَةُ ابْنِ جَمَاعَةَ (1/ 344)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (356)، وَالعِبَرُ (5/ 248)، وَتَذْكِرَةُ الحُفاظِ (4/ 1450)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَياتِ الأعْيَانِ (356)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (275)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (209)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 164)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 121)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 227)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 441) وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 92) وَطَبَقَاتُ الحُفَّاظِ (505) وَالشَّذَرَاتُ (5/ 452)(7/ 508).

وَلِلْفَقِيْهِ أَبي عَبْدِ اللهِ اليُوْنِيْنيِّ أَوْلَادٌ مِنْهُمْ: المُؤَرِّخُ المَشْهُوْرُ قُطْبُ الدِّيْنِ مُوْسى (ت: 726 هـ) وَأَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 701 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا، وَمِنْ أَوْلَادِهِ "عَبْدُ القَادِرِ"، وَ"فَاطِمَةُ" لَهُمَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (384)، (466، 516)، وَمِنْ بَنَاتِهِ:"آمِنَة"، وَ"أَمَةُ الرَّحِيْمِ" (ت: 729 هـ) كَمَا فِي "تَّارِيخِ الإِسْلَامِ". قَالَ ابْنُهُ القُطْبُ فِي "ذَيْلِ المِرْآةِ": "وَتزَوَّجَ سِتَّ زَوْجَاتٍ، وَخَلَّفَ خَمْسَةَ أَوْلادٍ؛ عَلِيًّا، وَخَدِيْجَةَ، وَآمِنَةَ، وَأُمُّهُمْ تُرْكُمَانِيَّة، وَمُوْسَى -يَعْنِي نَفْسَهُ- وَأَمَةُ الرَّحِيْمِ، وَأُمُّهُمَا زَيْنُ العَرَبِ بِنْتُ نَصْرِ اللهِ، أَخِي قَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ يَحْيىَ بْنِ سِنِي الدَّوْلَةِ." وَلَهُ أَحْفَادٌ أَذكُرُ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَبِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَسِبْطُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِي بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِي بْنِ أَبِي نَصْرِ بْنِ النَّحَّاسِ =

ص: 63

عَلِيٍّ اليُونِيْنِيُّ، البَعْلِيُّ

(1)

، الشَّيْخُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الحَافظُ، الزَّاهِدُ، العَارِفُ، الرَّبَّانِيُّ، تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي الحُسَيْنِ، أَحَدُ الأعْلَامِ وَشُيوخِ الإِسْلَامِ.

وُلِدَ فِي سَادِسَ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"يُوْنِيْنَ "

(2)

مِنْ قُرَى "بَعْلَبَكَّ"، وَنَشَأَ يَتِيْمًا بِـ"دِمَشْقَ" فَأَقْعَدَتْهُ أُمُّهُ فِي صَنْعَةِ النَّشَّابِ

(3)

ثُمَّ

= الحَلَبِيُّ الأَصْلِ، الكَاتِبُ المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ عَمْرُوْنَ" (ت: 741 هـ) وَلَمْ أَسْتَدْرِكْهُ؛ لِعَدَمِ وُجُودِ الدَّلِيْلِ عَلَى حَنْبَلِيَّتِهِ. ذَكَرَهُ ابْنُ رَافِع فِي وَفَيَاتِهِ (1/ 354)، وَقَالَ:"وَهُوَ مِنْ بَيْتِ كَبِيْرٍ مِنَ الحَلَبِيِّيْنَ". أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: اشْتُهِرَ مِنْهُمْ العَالِمَانِ الجَلِيْلَانِ النَّحْوِيَّانِ؛ مُحَمَّدُ بْن مُحَمَّد بْنِ عَمْرُوْنَ، شَارِحُ "المُفَصَّلِ" (ت: 649 هـ) وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ النَّحَّاسِ وَهُوَ مِنْ (آلِ عَمْرُوْنَ) شَارِحُ "المُقَرَّبِ"(ت: 698 هـ) الحَلَبِيَّان

وَغَيْرُهُمَا كَثيْرٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِهِمْ، وَغَيْرهُمَا مِنْ هَذَا البَيْتِ أَشْهَرُ مِنْهُمَا وَلكِنَّهُمَا خَطَرَا فِي ذِهْنِي الآنَ.

(1)

في (ط): "البَعْلَبَكِّي"" وَهِيَ صَحِيْحَةٌ، وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ فِي الأُصُولِ.

(2)

يوْنِيْنَ، وَيُقَالُ:"يُونَانُ" مِنْ قُرَى "بَعْلَبَكَّ" مُعْجَمُ البُلْدَانِ (5/ 517).

(3)

جَاءَ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": رَوَى الكَثيْرَ بِـ"دِمَشْقَ" وَ"بَعْلَبَكَّ" وَكَانَ وَالِدُهُ مُرَخِّمًا بِـ"بَعْلَبَكَّ" وَ"دِمَشْقَ" ثُمَّ سَافَرَ وَتَرَكَ مُحَمَّدا عِنْدَ أُمِّهِ بِـ"دِمَشْقَ" بِنَاحِيَةِ "الكِشْكَ" وَكَانَ فِي جِوَارِهِمْ أَوْلَادُ أَمِيْرٍ، فتَرَدَّدَ مَعَهُمْ مُحَمَّدٌ إِلَى الجَامِعِ، فتَلَقَّنَ أَحْزَابًا، ثمَّ طَلَعَ الصِّبْيَانَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَأَسْلَمَتْهُ أُمُّهُ نَشَّابِيًا، فَصَارَ لَهُ فِي الشَّهْرِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهَا، ثُمَّ ذَهَب يَوْمًا إِلَى المُقْرِي يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فقَالَ لَهُ: لِمَ لَا تُلَازِمُ القُرْآنَ يَا وَلَدِي، فَإِنَّكَ يَجِيءُ مِنْكَ شَيْءٌ، فَاعْتَذَرَ بِأَنَّهُ فِي دُكَّانٍ، فَقَالَ: كَمْ يُعْطِيْكَ المُعَلِّمُ؟ قَالَ: خَمْسَةُ دَرَاهِم فِي الشَّهْرِ، فَأَخْرَجِ لَهُ خَمْسَةُ دَنَانِيْرَ وَقَالَ: أَنا أُعْطِيْكَ كُلَّ شَهْرِ هكَذَا، فَاجْتَمَعَ بِأَمِّهِ وكَلَّمَهَا، فَلَازَمَهُ، فخَتَمَ عَلَيْهِ القُرْآن فِي مُدَّةِ يَسِيْرَة، ثُمَّ طَلَبَ لَهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ مُجَوِّدًا وَقَالَ لَهُ: إِنْ كَتَبَ هُوَ مِثْلَكَ أَعْطَيْتُكَ ثَلَاثَمَائَةَ، فتَعَلَّمَ الخَطَّ وَبَرَعَ فِيْهِ، وَشَارَطَهُ =

ص: 64

حَفِظَ القُرآنَ، وَسَمعَ الحَدِيْثَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيِّ، وَأَبِي التَّمَامِ القَلَانِسِيِّ، وَحَنْبَلٍ المُكَبِّرِ، وَأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَالحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ وغَيْرِهِمْ، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ. وَأَخَذَ الحَدِيْثَ عَنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَالعَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَبَرَعَ فِي الخَطِّ المَنْسُوبِ، وَلَبِسَ خِرْقَةَ التَّصَوُّفِ منَ الشَّيخِ عَبْدِ اللهِ البَطَائِحِيِّ صَاحِبِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، وَلَزِم خِدْمَةَ الشَّيخِ عَبْدِ اللهِ اليُونِيْنِيِّ الزَّاهِدِ، صَاحِبِ الأحْوَالِ وَالكَرَامَاتِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَسَدُ الشَّامِ

(1)

، وَانْتَفَعَ بِهِ، وَكَانَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ -هَذَا- يُثْنِي عَلَى الشَّيْخِ الفَقِيْهِ وَيُقَدِّمُهُ، وَيَقْتَدِي بِهِ فِي الفَتَاوَى، وَكَذلكَ كَانَ شَيْخُهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ يُثنِي عَلَيْهِ، وَبَرَعَ فِي الحَدِيثِ، وَحَفِظَ فِيهِ الكُتُبَ الكِبَارَ حِفْظًا مُتْقِنًا كَـ"الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ" لِلْحُمَيْدِيِّ "وَصَحِيْحِ مُسْلِمٍ".

قَالَ وَلَدُهُ قُطْبُ الدِّيْنِ مُوسَى صَاحِبُ "التَّارِيْخِ": حَفِظَ وَالِدِي "الجَمْعَ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ" وَأَكْثَرَ المُسْنَدَ يَعْنِي "مُسْنَدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ". وَحَفِظَ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" فِي أَرْبَعَة أَشْهُرٍ، وَحَفِظَ سُورَةَ (الأَنْعَامِ) فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَحَفِظَ ثَلَاثَ مَقَامَاتٍ مِنَ الحَرِيْرِيَّةِ فِي بَعْضِ يَوْمٍ.

وَذَكَرَهُ عُمَرُ بْنُ الحَاجِبِ الحَافِظُ، فَأَطْنَبَ فِي وَصْفِهِ وَأَسْهَبَ، وَقَالَ:

= المُجَوِّدُ عَلَى نَسْخِ كِتَابِ قِصَصٍ بِثَلاِثمَائَةَ، فَكَتَبَ مِنْ أَوَّلِهِ وَرَقَةً وَأَعْطَاهُ لِمُحَمَّدِ فَنَسَخَهُ بِخَطِّهِ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَى قَدْ بَرِئَتْ ذِمَّةُ الشَّيْخِ مِنَ الثلَاثِمَائَةَ".

(1)

المُتَوَفَّى سَنَةَ (617 هـ).

ص: 65

اشْتَغَلَ بِالفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ إِلَى أَنْ

(1)

صَارَ إِمَامًا حَافِظًا إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ يَرَ فِي زَمَانِهِ مِثْلَ نَفْسِهِ فِي كَمَالِهِ وَبَرَاعَتِهِ، وَجَمَعَ بَيْنَ عِلْمَي الشَّرِيْعَةِ وَالحَقِيْقَةِ، وَكَانَ حَسَنَ الخَلْقِ وَالخُلُقِ، نَفَّاعًا لِلْخَلْقِ، مُطَّرِحًا لِلْتَّكَلُّفِ. مِنْ جُمْلَةِ مَحْفُوظِهِ "الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ" وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ حَفِظَ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" جَمِيْعَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ فِي أَرْبَعةِ أَشْهُرٍ. وَكَانَ يُكَرِّرُ علَى أَكْثَرِ "مُسْنَدِ أَحْمَدَ" مِنْ حِفْظِهِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ فِي الجَلْسَةِ الوَاحِدَةِ مَا يَزِيْدُ علَى سَبْعِيْنَ حَدِيْثًا.

وَقَالَ الحَافِظُ عِزُّ الدِّيْنِ الحُسَيْنِيُّ: هُوَ أَحَدُ المشَايِخِ المَشْهُورِيْنَ، الجَامِعِيْنَ بَيْنَ العِلْمِ وَالدِّيْنِ، وَكَانَ يَحْفَظُ

(2)

كَثيرًا مِنَ الحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ مَشْهُوْرًا بِذلِكَ -انْتَهَى- وَكَانَ حَرِيْصًا عَلَى سَمَاعِ الحَدِيْثِ وَقِرَاءَتِهِ، مَعَ عُلُوِّ سِنِّهِ، وَعِظَمِ شَأْنِهِ، وَكَانَ أَهْلُ "بَعْلَبَكَّ" يَسْمَعُوْنَ بقِرَاءَتِهِ عَلى المَشَايِخِ الوَارِدِيْنَ عَلَيْهِمْ، كَالقَزْوِيْنِيِّ، وَبَهَاءِ الدِّيْنِ المَقْدِسِيِّ، وَابْنِ رَوَاحَةَ الحَمَوِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَكَانَ ذَا أَحْوَالٍ وَكَرَامَاتٍ، وَأَوْرَادٍ، وَعِبَادَاتٍ، لَا يُخِلُّ بِهَا، وَلَا يُؤَخِّرُهَا عَنْ وَقْتِهَا لِوُرُوْدِ أَحَدٍ عَلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ مِنَ المُلُوْكِ، وَكَانَ لَا يَرَى إِظْهَارَ الكَرَامَاتِ، وَيَقُوْلُ: كَمَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَى الأنْبِيَاءِ إِظْهَارَ المُعْجِزَاتِ، أَوْجَبَ علَى الأوْلِيَاءِ إِخْفَاءَ الكَرَامَاتِ، وَيُرْوَى عَنِ الشَّيْخِ عُثْمَانَ شَيْخِ "دِيْر نَاعِسٍ"

(3)

وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الأحْوَالِ -قَالَ: قَطُبَ الشَّيْخُ الفَقِيْهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ

(1)

في (ط): "أَنْ إِلَى".

(2)

في (ط): "حفظ" وَهُوَ فِي "صِلَةِ التَّكْمِلَةِ" لِلْحُسَيْنِيِّ كَمَا هُوَ مُثْبَتٌ.

(3)

"دير نَاعِس" لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّابُشْتِيُّ فِي كِتَابِهِ "الدِّيَّارَات" وَلَا ذَكَرَهُ أَبُو الفَرَجِ الأصْبَهَانِيُّ =

ص: 66

سَنَةً. وَكَانَ لَهُ رحمه الله مَنْزِلَةٌ عَالِيَةٌ عِنْدَ المُلُوْكِ، وَيَحْتَرِمُوْنَهُ احْتِرَامًا زَائِدًا حَتَّى كَانَ مَرَّةً بِقَلْعَةِ "دِمَشْقَ" فِي سَمَاعِ البُخَارِيِّ، عِنْدَ المَلِكِ الأشْرَفِ، فَقَامَ الشَّيْخُ الفَقِيْهُ مَرَّةً يَتَوَضَأُ، فقَامَ السُّلْطَانُ وَنَفَضَ تَخْفِيْفَتَهُ

(1)

لَمَّا فَرِغَ الشَّيْخُ مِنَ الوُضُوْءِ، وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِ لِيَتَنَشَّفَ بِهَا، أَوْ لِيَطَأَ عَلَيْهَا بِرِجْلِهِ، وَحَلَفَ أَنَّهَا طَاهِرَةٌ، وَأَنَّهُ لَابُدَّ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ.

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: حَدَّثَنِي بِذلِكَ شَيْخُنَا أَبُو الحُسَيْنِ بْنُ اليُوْنْينِيِّ، أَوِ ابْنُ الشَّيْخِ الفَقِيْهِ. قَالَ الحَافِظُ: وَالشَّكُّ مِنِّي قَالَ: وَسَارَ المَلِكُ الأشْرَفُ إِلَى "بَعْلَبَكَّ" مَرَّةً، فَبَدَأَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ فَأَتَى دَارَ الشَّيْخِ الفَقِيْهِ، وَنَزَلَ فَدَقَّ البَابَ، فَقِيْلَ: مَنْ ذَا؟ فَقَالَ: مُوْسَى. قَالَ: وَلَمَّا قَدِمَ المَلِكُ الكَامِلُ عَلَى أَخِيْهِ الأشْرَفِ جَعَلَ الأشْرَفُ يَذْكُرُ لِلْكَامِلِ مَحَاسِنَ الشَّيْخٍ الفَقِيْهِ. فَقالَ: أَشْتَهِي أَنْ أَرَاهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِلَى "بَعْلَبَكَّ" بِطَاقَةً فَاسْتَحْضرَهُ، فَوَصَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" فَنزلَ الكَامِلُ إِلَيْهِ، وَتَحَادَثَا بِـ"دَارِ السَّعَادَةِ"، وَتَذَاكَرَا شَيْئًا مِن العِلْمِ فَذَكَرُوا مَسْأَلَةَ القَتْلِ بِالمُثَقَّلِ، وَجَرَى ذِكْرُ حَدِيْثِ "الجَارِيَةِ الَّتِي قتلَهَا

= فِي كِتَابِهِ: "الدِّيَارَاتِ" أَيْضًا وَلَمْ يَذْكُرْهُ يَاقُوتُ الحَمَوِيُّ فِي "مُعْجَمِ البُلْدَانِ"؟! وَذَكَرَهُ يَاقُوْتٌ فِي كِتَابِهِ "الخَزَلُ وَالدَّأَلُ"(2/ 225) قَالَ: "دِيْرُ نَاعِسٍ": " قَرْيَةُ بِقُرْبِ بَعْلَبَكَّ"، وَلَم يَزِدْ عَلَى ذلِكَ شَيْئًا، وَأَمَّا الشَّيْخُ عُثْمَانُ المَذْكُوْرُ هُنَا فَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، وَلَعَلَّهُ مِنْ شُيُوْخِ الصُّوْفِيَّةِ -بِزَعْمِهِمْ- وَهَؤُلَاءِ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي الغَالِبِ.

(1)

هِيَ عِمَامَتَهُ، وَجَاءَ النَّصُّ صَرِيْحًا بِذلِكَ فِي "ذَيْل مِرْآةِ الزَّمَانِ" قَالَ:"فَخَلَعَ عِمَامَتَهُ وَبَسَطَهَا لَهُ وَحَلَفَ أَنَّهَا طَاهِرَةٌ".

ص: 67

اليَهُوْدِيُّ، فَرَضَّ رَأْسَهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَأَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ"

(1)

. فَقَالَ المَلِكُ الكَامِلُ: إِنَّهُ لَمْ يَعْتَرِفْ. فَقَالَ الشَّيْخُ الفَقِيْهُ: فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ": "فَاعْتَرَفَ" فَقَالَ المَلِكُ

(2)

الكَامِلُ: أَنَا اخْتَصَرْتُ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" وَلَمْ أَجِدْ هَذَا فِيهِ. فَقَالَ: بَلَى، فَأَرْسَلَ الكَامِلُ، فأَحْضَرَ اخْتِصَارُهُ لِمُسْلِمٍ فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، فَأَخَذَ الكَامِلُ مُجَلَّدًا، وَالأشْرَفُ آخَرَ، وَعِمَادُ الدِّيْنِ ابْنُ مُوْسَكٍ آخَرَ، وَأَخَذَ الشَّيْخُ الفَقِيْهُ مُجَلَّدًا، فَأَوَّلُ مَا فَتَحَهُ: وَجَدَ الحَدِيْثَ، كَمَا قَالَ: فتَعَجَّبَ الكَامِلُ مِنْ سُرْعَةِ اسْتِحْضَارِهِ، وَسُرْعَةِ كَشْفِهِ. وَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهُ مَعَهُ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْريَّةِ"، فَأَرْسَلَهُ الأشْرَفُ سَرِيْعًا إِلَى "بَعْلَبَكَّ". فَقَالَ لِلْكَامِلِ: إِنَّهُ لَا يُؤْثرُ بِـ"بَعْلَبَكَّ" شَيْئًا. فَأَرْسَلَ الكَامِلُ إِلَيْهِ ذَهَبًا كَثيرًا.

وَقَالَ وَلَدُهُ قُطْبُ الدِّيْنِ مُوسَى: كَانَ وَالِدِيْ يَقْبَلُ بِرَّ المُلُوْكِ، وَيَقُوْلُ: أَنَا لِي فِي بَيْتِ المَالِ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا، وَلَا يَقْبَلُ مِنْ الأُمَرَاءِ وَلَا الوُزَرَاءِ شَيْئًا،

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ رقم (1672) فِي (القَسَامَةِ)، "بَابَ ثُبُوْتِ القِصَاصِ فِي القَتْلِ بِالحَجَرِ وَغَيْرِهِ مِنَ المُحَدَّدَاتِ وَالمُثَقَّلَاتِ، وَقَتْلِ الرَّجُلِ بِالمَرْأَةِ" مِنْ حَدِيْثِ أَنسِ بْن مَالِكٍ رضي الله عنه. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَجِ الأحْمَدِ". وَجَاءَ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) بِخَطِّ ابنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ: قُلْتُ: وَفِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" أَيْضًا فِي مَوَاضِعِ عَدِيْدَةٍ، مِنْهَا:"بَابُ سُؤَالِ القَاتِلِ حَتَى يُقِرَّ وَبَعْدَهُ بِسَبْعَةِ أبْوَابٍ، "بَابُ إِذَا أَقَرَّ بِالقَتْل مَرَّةً قُتِلَ بِهِ" وَمِثْلُهُ لَا يَخْفَى علَى أَقَلَّ مِنَ الحَافِظِ فَمَا وَجْهُ عُدُوْلهِ إِلَى العَزْوِ لِمُسْلِمٍ؟! وَاللهُ تَعَالَى أعْلَمُ. كَاتِبُهُ الحَقِيْرُ مُحَمَّدٌ مُفْتِي الحَنَابِلَةِ بِمَكَّةَ المُشَرَّفَةِ غَفَر اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِمَنْ دَعَا

لَهُ آمِيْنَ". أَقُوْلُ -وعلى الله أعتمد-: إِنَّمَا جَرَى الحَدِيْثُ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" لَا فِي غَيْرِهِ.

(2)

سَاقِطٌ مِنَ (ط).

ص: 68

إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ هَدِيَّةَ مَأْكُوْلٍ وَنَحْوَهُ. وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ ذلِكَ، فَيَقْبَلُوْنَهُ علَى سَبِيلِ التَّبَرُّكِ وَالاسْتِشْفَاءِ.

وَذَكَرَ أَنَّهُ أَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ، وَأَنَّ الأشْرَفَ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا بِقَرْيَةِ "يُونِيْنَ".

فَأَعْطَاهُ لِمُحْيِ الدِّينِ بْنِ الجَوْزِيِّ لِيَأْخُذَ عَلَيْهِ خَطَّ الخَلِيْفَةِ، فَلَمَّا شَعَرَ الشَّيْخُ بِذلِكَ أَخَذَ الكِتَابَ وَمَزَّقَهُ، وَقَالَ: أَنَا فِي غُنْية عَنْ ذلِكَ.

قَالَ: وَكَانَ وَالِدِي لَا يَقْبَلُ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَةِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهم

(1)

قَالَ: وَكَانَ قَبْلَ ذلِكَ فَقِيْرًا لَا مَالَ لَهُ.

وَكَانَ لِلْشَّيخِ عَبْدِ اللهِ زَوْجَة لَهَا ابْنَة جَمِيْلَة، فَكَانَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ يَقُوْلُ لَهَا: زَوِّجِيْهَا مِنَ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ، فَتَقُولُ لَهُ: إِنَّهُ فَقِيْرٌ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَكُوْنَ ابْنَتِي سَعِيْدَةً، فَيَقُولُ: كَأَنِّي أَرَاهُ وَإِيَّاهَا فِي دَارِ وَفِيْهَا بِرْكَةٌ، وَلَهُ رِزْقٌ كَثيْرٌ، وَالمُلُوْكُ يَتَرَدَّدُوْنَ إِلَى زِيَارَتِهِ. فَزَوَّجَتْهَا مِنْهُ، فَكَانَ الأمْرُ كَذلِكَ، وَكَانَتْ أَوَّلَ زَوْجَاتِهِ، وَكَانَتِ المُلُوْكُ كُلُّهُمْ يَحْتَرِمُوْنَهُ وَيُعَظِّمُوْنَهُ. بَنُو العَادِلِ وَغَيْرُهُمْ، وَكَذلِكَ مَشَايِخُ العُلَمَاءِ، كَابْنِ الصَّلَاحِ، وَابْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَابْنِ الحَاجِبِ، وَالحُصْرِيِّ. وَالقُضَاةُ كَابْنِ سَنَاءِ الدَّوْلَةِ، وَابْنِ الجَوْزِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَكَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِعُلُوْمِهِ وَفُنُوْنِهِ، وَيتلَقَّوْنَ عَنْهُ الطَّرِيْقَةَ الحَسَنَةَ. وَكَانَ عَظِيمَ الهَيْبَةِ، مُنَوِّرَ الشَّيْبَةِ، مَلِيْحَ الصُّوْرَةِ، ضَخْمًا، حَسَنَ السَّمْتِ وَالوَقَارِ. وَكَانَ

(1)

رفَعَ ابنُهُ القُطْبُ نَسَبَهُ ثُمَّ قَالَ: "وَالنَّسَبُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ رَوَاهُ عَنْهُ وَلَدُهُ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيٌّ، قَالَ: أَظْهَرَه قَبْلَ وَفَاتِهِ لأعْلَمَ أَنَّ الصَّدَقَةَ تَحْرُمُ عَلَيْنَا".

ص: 69

يَلْبَسُ قُبْعًا صُوْفُهُ إِلَى الخَارِجِ، عَلَى طَرِيْقَةِ شَيْخِهِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ. وَكَانَ كَثيْرَ الاقْتِدَاءِ بِهِ، وَالطَّاعَةِ لَهُ

(1)

.

حُكِيَ مَرَّةً أَنَّهُ كَانَ قَدْ عَزَمَ علَى الرِّحْلَةِ إِلَى "حَرَّانَ" قَالَ: وَكَانَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بِهَا رَجُلًا يَعْرِفُ عِلْمَ الفَرَائِضِ جَيَّدًا، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُرِيْدُ فِي صُبْحِهَا أَنْ أُسَافِرَ جَاءَتْنِي رِسَالَةُ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ اليُونِينِيِّ، فَعَزَمَ عَلَيَّ إِلَى "القُدْسِ الشَّرِيْفِ" فَكَأَنَي كَرِهْتُ ذلِكَ، وَفتحْتُ المُصْحَفَ، فَطَلَعَ قَوْلُهُ تَعَالَى

(2)

: {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} فَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى القُدْسِ، فَوَجَدْتُ ذلِكَ الحَرَّانِى بِـ"القُدْسِ"، فَأَخَذْتُ عَنْهُ عِلْمَ الفَرَائِضِ، حَتَى خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَي قَدْ صِرْتُ أَبْرَعَ مِنْهُ فِيْهِ.

وَقَدْ وَقَعَ بَيْنَ الشَّيْخِ وَبَيْنَ أَبي شَامَةَ الشَّافِعِيِّ مُنَازَعَةٌ فِي الكَلَامِ عَلَي

(1)

قَالَ أَبُو شَامَةَ فِي "ذَيْلِ الرَّوْضَتَيْنِ": وَكَانَ شَيخًا ضَخْمًا، وَاسِعَ الوَجْهِ، كَبيْرَ اللِّحْيَةِ، يَلْبَسُ عَلَى رَأْسِهِ قُبْعَ فَرْوٍ أَسْوَدَ، صُوْفُهُ إِلَى الخَارِجِ، بِلَا عِمَامَةٍ

وَهُوَ الَّذِي صَنَّفَ أَوْرَاقًا فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِإِسْرَاءِ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ المِعْرَاجِ، وَأَخْطَأَ فِيْهِ أَنْوَاعًا مِنَ الخَطَأِ الفَاحِشِ فَصَنَّفْتُ أَنَا فِي الرَّدِ عَلَيْهِ كِتَابًا سَمَّيْتُهُ:"الوَاضحَ الجَلِي فِي الرَدِّ علَى الحَنْبَلِي".

وَ"القُبْعُ": مَا يُلْبَسُ عَلَى الرَّأْسِ، وَفِي اللِّسَانِ:"قَبَعَ" القُبْعَةُ: خِرْقَةٌ تُخَاطُ كَالبُرْنُسُ يَلْبَسُهَا الصِّبْيَانُ.

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: "لَا تزَالُ اللَّفْظَةُ مُسْتَعْمَلَةً بِهَذَا المَعْنَى إِلَى عَهْدٍ قَرِيْبٍ فِي بَلْدَتِنَا "عُنَيْزَةَ" -حَرَسَهَا اللهُ- تُطَرَّزُ وَتزيَّنُ وَتُشَدُّ عَلى رُؤُوس الأطْفَالِ لِتَحْفِظَهُمْ مِنَ البَرْدِ. وَالقُبَّعَاتُ الَّتِي تُلْبَسُ مِنْ هَذَا.

(2)

سورة يس.

ص: 70

حَدِيْثِ الإِسْرَاءِ، وَصَنَّفَ كُل مِنْهُمَا فِي ذلِكَ شَيْئًا، وَحَدَّثَ الشَّيْخُ بِالكَثيْرِ.

وَرَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظُ، والقُطْبُ المُؤَرِّخُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ حَاتِمٍ البَعْلِيُّ الزَّاهِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ المُحِبِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنِ الزَّرَّادِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ القُرَيْشَةِ

(1)

البَعْلِيُّ، خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ بِالسَّمَاعِ. وَبِالإِجَازَةِ:

(1)

فِي (ط): "القُرَشِية" خَطَأٌ ظَاهِرٌ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ القُرَيْشَةِ بِتَقْدِيْمِ اليَاءِ المُثَنَّاة التَّحْتِيَّةِ عَلَيَّ الشِّيْنِ المُعْجَمَةِ، وَابْنُ القُرَيْشَةِ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ بَرَكَاتِ بْنِ أَبِي الفَضْلِ البَعْلِيُّ (ت: 740 هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنِ اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (658 هـ):

661 -

عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ عَبْدِ الهَادِي بْنِ يُوْسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، الشَّيخُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عِمَادُ الدِّينِ، الجَمَّاعِيْلِيُّ، المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المُقْرِيءُ المُؤَدِّبُ. كَذَا قَالَ ابْنُ حُمَيْدِ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) (وَرَقَة: 93)، وَنَقَلَ أَخْبَارُهُ عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ. يُرَاجِعُ: تَارِيْخُ ابْن رَسُوْلِ، نُزْهَةُ العُيُوْنِ

" (وَرَقَة: 473) وَهُوَ فِي مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ 10)، وَصِلَةِ التَّكمِلَةِ (ورَقَة: 198)، وَذَيْلِ الرَّوْضَتَيْنِ (204) وَفِيْهِ (عَبْدِ المَجِيْدِ؟)، وَالعِبَرِ (5/ 246) وَسِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 339)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (346)، وَالإِعَلَامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (275)، وَالمُعِينِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدَّثِيْنَ (209) وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 83)، والشَّذَرَاتِ (5/ 293).

وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ، كَمَا سَيَأْتِي اسْتِدْراكُ أَبْنَائِهِ أحْمَدَ (ت: 700 هـ)، وَمُحَمَّدُ (ت: 658 هـ)، وَابْنُهُ: عَبْدُ الهَادِي بنُ عَبْدِ الحُمَيْدِ، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة (409) وَلَهُمْ مِنَ الأوْلَادِ وَالأحْفَادِ مِن العُلَمَاءِ عَدَدٌ كَبِيْرٌ، ذَكَرَ بَعْضهُمْ المُؤَلِّفُ، وَاسْتَدرَكْنَا مَا لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ كَمَا هُوَ مَنْهَجُنَا.

662 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَوْضٍ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (345) وَهُوَ مِنْ أُسْرَةِ عِلْمِيَّةِ حَنبَلِيةِ كَبِيْرَةٍ، وَلَهُ إِخْوَان هُمْ:"عبْدُ الرَّحْمَنِ"، "عَبْدُ الرَّحِيْمِ"، =

ص: 71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَ"عِيْسَى" وَلَهُمْ أَوْلادٌ وَأَحْفَادٌ مِنْ أَفَاضل العُلَمَاءِ تَوَلَّوْا القَضَاءَ فِي "مِصْرَ" قَالَ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ فِي تَارِيْخِهِ (3/ 2/ 458) فِي تَرْجَمَةِ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 776 هـ): الشَّيْخُ شَرَفِ الدِّيْنِ، ابْنِ القَاضِي صَدْرِ الدِّيْنِ، ابْنِ قَاضِي القُضَاةِ تَقِي الدِّيْنِ، ابنِ قَاضِي القُضَاةِ عِزِّ الدِّيْنِ

" وَتَرْجَمَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَب لاِبْنِهِ: عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الله بنِ عُمَر (ت: 696 هـ) وَفِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة: أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْن عُمُرَ بنِ عَوَض، وَمُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَوضٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بنِ عَوَضٍ فَلَعَلَّهُمْ أَوْلَادُهُ.

663 -

وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِي الأزَجِيُّ، فِي مُعْجَمِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 20).

664 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الهَادِي بْنِ يُوْسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، المُسْنِدُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، المَقْدِسِيُّ، أَخُو عَبْد الحَمِيْدِ السَّالِف الذِّكر فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنِةِ، ذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) (وَرَقَة: 192) عَنْ تَارِيخِ السُّلْطَانِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُولٍ فِي تَارِيْخِهِ، نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" (2/ وَرَقَة: 473) وَهُوَ فِي مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 45)، وَصِلَةِ التَّكْمِلَةِ وَرَقَة (199)، وَسِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 340) فِي تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ، وَهُوَ فِي العِبَرِ (5/ 249)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (365)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (355)، وَالإِعْلَامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (275)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1441)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 169)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (2/ 650)، وَالشَّذَرَاتِ (2/ 650)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ.

665 -

وَلَاحِقُ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ قَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدِ بْنِ حَامِدِ بْنِ مُفَرِّج بْنِ غِيَاثٍ، أَبُو الكَرَمِ الأنْصَارِيُّ، الأرْتَاحِيُّ الأصلِ المِصْرِيُّ، الحَرِيْرِيُّ، اللَّبَّانُ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ قَرِيْبَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْدٍ (ت: 601 هـ) وَأَحْمَدُ بنُ حَامِدٍ (ت: 659 هـ) في مَوْضِعَيْهِمَا، وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ وَلَدَهُ حَامِدَ بْنَ أَحْمَدَ (ت: 612 هـ). أَخْبَارُ لَاحِقٍ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 200)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (378)، وَالإِعْلَامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ

ص: 72

زَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ، وَغَيْرُهَا.

وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ تَاسِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَعْلَبَكَّ". وَدُفِنَ عِنْدَ شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ اليُوْنِيْنِي رحمة اللهُ عَلَيْهِمَا.

‌416 - حَسَنَ بْنُ عبْد اللهِ بْنِ عَبْدِ الغنيِّ

(1)

بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُرُوْرٍ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الفَقِيْهُ، شَرَفُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدِ،

بْنِ الحَافِظِ أَبِي مُوْسَى

= (275) وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (355)، وَسِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 350)، وَالعِبَرِ (5/ 251)، وذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 300)، وَحُسْنِ المُحَاضَرةِ (1/ 379)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 296).

(1)

416 - شَرَف الدِّينِ الَمَقْدِسِيُّ (605 - 659 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مَخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلة لابنِ نَصرِ اللهِ (ورقة: 77)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 324)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 289)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 403). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ الرَّوْضتَيْنِ (211)، وَصِلَةُ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 103)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 177) وَذَيْلُ مِرآةَ الزَّمَانَ (2/ 128)، وَتَارَيْخُ الإِسْلَامِ (386)، وَالعِبَرُ (5/ 253)، وَسِيَرُ أعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 344)(ذَكَرَهُ وَلَمْ يُتَرجَمُ لَهُ)، وَتَذْكَرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1451)، وَالوَافِي بِالوَفيَاتِ، (12/ 93)، وَالمِنْهلُ الصَّافِي (5/ 88)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 263)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيخِ المَدَارسِ (2/ 32) وَالقَلائِدُ الجَوهَرِيَّةُ (471)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (5/ 298)(7/ 515)، وَفِي "المَقْصَدِ"، حَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ؟! وَوَالِدُهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 629 هـ) وَجَدُّهُ الحَافِظُ المَشْهوْرُ عَبْدُ الغَنِي (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا، وَلِشَرَفِ الدِّيْنِ المَذْكُوْرِ: عَبْدُ اللهِ بْنِ حَسَنِ بْن عَبْدِ اللهِ (ت: 732 هـ)، وَأحْمَد بْنُ حَسَن بن عَبْدِ اللهِ (ت: 710 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَزَوْجَتُهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ نَصْرِ اللهِ بْنِ فِتْيَانَ بْنِ كَامِلٍ البَعْلَبَكِيِّ (ت: 699 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى.

ص: 73

ابْنِ الحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَجَمَاعَةٌ بَعْدَهُ، وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَبَرَعَ وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ بِـ"الجَوْزِيَّةِ" مُدَّةً. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ رَجُلًا، خَيِّرًا. تُوُفِّيَ لَيْلَةَ ثَامِنِ المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْع وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ"، وَدُفِنَ بِـ"الجَبَلِ".

417 -

وَفِي رَابِعَ عَشَرَ رَجَب مِنَ السَّنَةِ: تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الثَّنَاءِ

(1)

حَامِدِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ حَمْدِ بْنِ حَامِدِ بْنِ مُفرِّحِ بْنِ غِيَاثٍ، الأنْصَارِيُّ، الأرْتَاحِيُّ، المِصْرِيُّ، المُقْرِيءُ، الحَنْبَلِيُّ بِـ"مِصْرَ" وَدُفِنَ بِـ"سَفْحِ المُقَطَّمِ" وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَقَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ علَى وَالِدِهِ، وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأرْتَاحِيِّ، وَالبُوْصِيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ يَاسِيْنَ، وَأَبِي الحَسَنِ بْنِ نَجَا، وَالحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَلَازَمَهُ وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَكَتَبَ عَنْهُ بَعْضَ تَصَانِيْفِهِ، وَتَصَدَّرَ بِالجَامِعِ العَتِيْقِ، وَأَقْرَأَ القُرْآنَ مُدَّةَّ، وَانْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ خَيِّرًا، صَالِحًا.

(1)

417 - أبُو العَبَّاسِ الأَرْتَاحِي (574 - 659 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، والمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 101)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 290)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 404). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (ورَقَة: 105) وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (3810)، وَسِيَرُ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 351)، وَالعِبَرُ (5/ 253)، وَتَذْكِرَةُ الحُفاظِ (4/ 451)، وَالوَافِي بالوَفَيَاتِ (6/ 300)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 244)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 42)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (1/ 379)، وَشَذَرَاتُ الذَّهبِ (5/ 297)(7/ 514).

ص: 74

‌418 - وَأَبوهُ أَبُو الثَّناءِ

(1)

قَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ علَى أَبِي الجُوْدِ وَغَيْرِهِ، وَسَمِعَ بِـ"مِصْرَ" مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الحُسَيْنِ البَرْمَكِيِّ، وَبِمَكَّةَ مِنَ المُبَارَكِ ابْنِ الطَّبَّاخِ، وَتَصَدَّرَ لِلاْقِرَاءِ بِالجَامِع العَتِيْقِ وَغَيْرِهِ. وَحَدَّثَ وَأَفَادَ، وَانْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَة، قَرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّبْعِ الحَافِظ المُنْذِرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ حَسَنَ الأدَاءِ وَالصَّوْتِ ذَا مُرُوْءَةٍ وَتَفَقُّدٍ لإِخْوَانِهِ.

تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ

(2)

عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"مِصْرَ" وَكَانَ مَوْلدُهُ سَنَةَ

(1)

418 - أَبُو الثَّنَاءِ الأرْتَاحِي: (؟ - 612 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مختَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 77)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 351)، وَالمَنْهَجِ الأحمَدِ (5/ 290)، وَمخْتَصرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" فِي (هَامِشِ تَرْجَمَةِ وَلِدِهِ). وَيُرَاجَعُ: التَّكْمِلَةُ (2/ 326)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطيِّ (1/ وَرقَة: 97) وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (99) وَنَوَّهْنا فِي الاِسْتدْرَاكِ عَلَى وَفَيَاتِ سَنَةِ (612 هـ) عَنْ وُجُوْدِهِ هُنَا.

(2)

في (ط): "إثْنَى".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (659 هـ):

666 -

أَحْمَدُ بْنُ كتَائِبِ بْنِ مَهْدِي بْنِ عَلِيٍّ، أَبُو العَبَّاسِ المَقْدِسِيُّ، البَانِيَاسيُّ الحَنْبَلِيُّ. كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (382)، وَالحُسَيْنِيُّ فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورَقَة: 206)، وَالحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ في مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 148) وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (194) وَذَكَرَ أَخَاهُ يُوْسُفَ.

667 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المُؤْمنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ بنِ وَثَّابٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَانِيَاسِيُّ الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 257) وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (388)، وَقَدْ سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (657 هـ)، وَسَيَأْتِي =

ص: 75

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= اسْتِدْرَاكِ أَخِيْهِ مُحَمَّدٍ (ت: 690 هـ)، وَوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ (ت: 670 هـ) فِي مَوَضِعَيْهِمَا.

لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (660 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

668 -

عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ الجَمَالُ، أَبُو أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، كَذَا ذَكَرَ الحَافظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (415). وَيُراجَعُ: ذَيْل الرَّوْضَتَيْنِ (217)، وَمُعْجَم الدِّمْيَاطِي (1/ 250). وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ مُحَمَّدًا (ت: 638 هـ) وَأَخَاهُ أَحْمَدَ (ت: 640 هـ) كَمَا سَبَقَ اسْتِدرَاكُ أَخيهِمْ عَبْدِ العَزِيْزِ (ت: 634 هـ) وَلَهُمْ أَوْلَادٌ وَأَحْفَادٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ.

669 -

وَعُبَيْدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ العَوْفِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ الحَنْبَلِيُّ المُقْرِيءُ، الرَّجُلُ، الصَّالِحُ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (420). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَة (ورَقَة: 112).

670 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عبْدِ الحَقِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ، الجَمَالُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المُحْتَسِبُ بِـ"الصَّالِحِيَّة" كَانَ يُؤَرِّخُ الوَقَائِعَ وَالمُتَجَدِّدَاتِ وَالوَفَيَاتِ". أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ الرَّوْضَتَيْنِ (217)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ ورَقَة: 32)، وَمَشْيَخَةِ ابْنِ فَضْلِ اللهِ (وَرَقَة: 16)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (428)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 418)، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (631 هـ).

671 -

وَيَحْيىَ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ يُوْسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو زكَرِيَّا المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلةِ (وَرَقَة: 207)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِي (2/ ورقة: 197)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (432)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (631 هـ)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (622 هـ). وَعَمُّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بنُ يُوسُف بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 622 هـ). وَأَخُوْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ (ت: 638 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَخُوْهُ الآخَرُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ (ت: 680 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْراكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 76

ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ.

‌419 - عَبْدُ الرَّازِق بْنُ رزق اللهِ

(1)

بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَلَفِ بْنِ أَبِي الهَيْجَاءِ الرَّسْعَنِيُّ

(1)

419 - عِزُّ الدِّيْنِ الرَّسْعَنِيُّ: (589 - 661 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقَة: 77)، وَالمَقْصَدِ الأرْشدِ (2/ 132)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 291)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 404). وَيُرَاجِعُ: عقُوْدُ الجُمَان لابنِ الشَّعَّارِ (4/ 131)، وَمُعْجَمُ الأبْرَقُوْهيِّ (ورقة: 66)، وَمُعْجَمُ الدِّميَاطِيِّ (2/ 13) وَذَيْلُ مرآةِ الزَّمَانِ (2/ 219)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (1/ 214)، وَالجَوَاهِرُ المُضِيَّةُ (2/ 416)، عَدَّهُ حَنَفِيًّا؟! وَهَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ؟! وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (72)، وَالعِبَرُ (5/ 264)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1452)، وَدُوَلُ الإِسْلامِ (2/ 167)، وَالإِعَلامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (276)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (215)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 276)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 241)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ ورَقة: 32) وَتَكَمِلَةُ إِكْمَالِ الإِكْمَالِ (153)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 384)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 502) وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 211)، وَطَبَقَاتُ الحُفَّاظِ (508)، وطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْن لِلْسُّيُوْطِيِّ (79)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ للدَاوُدِيِّ (1/ 300)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 305)(7/ 529)، وَالمَدْخَلُ لابْنِ بَدْرَان (415)، وَ"الرَّسْعَنِيُّ" مَنْسُوْبٌ إِلَى "رَأْسِ العَيْنِ" مِنْ بِلَادِ "الجَزِيْرَةِ" بَيْنَ "حَرَّانَ" وَ"نَصِيْبِيْنَ" وَ"دُنَيْسِرَ" كَمَا فِي مُعْجَمِ البُلدَانِ (3/ 14).

وَلِلْشَّيْخِ عَبْدِ الرَّازِقِ مِنَ الوَلَدِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّازِقِ (ت: 689 هـ) فَقِيْهٌ، حنْبَلِيٌّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا سَيَأْتِي، وَهُوَ أَكْبَرُ أَوْلَادِهِ، وَبِهِ يُكْنَى. وَإِبْرَاهِيْم ابن عَبْدِ الرَّازقِ (ت: 695 هـ) فَقِيْهٌ، حَنَفِي المَذْهَبِ تَرْجَمَ لَهُ البَرْزَالِيِّ فِي "المُقْتَفَى" فَقَالَ: "

الحَنَفِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ المُحَدِّثِ

" وَمِنْ ثَمَّ تَرْجَمَ لَهُ الأحْنافُ في طَبَقَاتِهِمْ كَمَا فِي الجَوَاهِرِ المُضِيَّة (1/ 91)، وَالطَّبَقَاتِ السَّنِيَّةِ (1/ 206)، وَتَاجِ التَّراجِمِ =

ص: 77

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (4)، وَشَرَحَ "القدوري" وَهُوَ مُخْتَصَرٌ فِي فُرُوْعِ الأحْنَافِ. وَابْنتهُ: أَمَةُ الرَّحْمَن ابْنَةُ عَبْدِ الرَّازقِ، فَاضلَةٌ، عَالِمَةٌ (ت: 695 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى. وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله:

672 -

أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ رِزْقِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خلَفِ بْنِ أَبِي الهَيْجَاءِ الرَّسْعَنِيُّ أَخُو عَبْدِ الرَّازقِ، كَذَا فِي مُعْجَمِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيُّ (2/ وَرَقَة: 19)، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ فِي نُسْخَتِي -وَهِيَ بخَطِّ الدِّمْيَاطي- لِفَقْدِ الوَرَقَةِ الَّتِي تَلِي هَذِهِ الوَرَقَة وَفِيْهَا بَقِيَّةُ التَّرْجَمَةِ. وَهُوَ بِكُل تَأْكِيدٍ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رِزْقِ اللهِ الرَّسْعَنيِّ الدِّمَشْقِيِّ (ت: 762 هـ) لِتَأخُّرَ وَفَاتِهِ، فَهَذَا الأخِيْرُ سِبْطُ ابْنِهِ مُحَمَدٍ أَخْبَارُهُ فِي الوَفَياتِ لابْنِ رَافِعٍ (2/ 239)، وَلَحْظِ الألْحَاظِ (131). وَهُوَ لَا يَدْخُلُ فِي فَتْرَةِ ابْنِ رَجَبٍ.

فَوَائدُ عَنْ جَوَانِبِ مِنْ حَيَاةِ الرَّسْعَنِيّ:

عَثَرْتُ لَهُ عَلَى بَعْضِ أَخْبَارٍ لَمْ أَجِدْهَا فِي كَثيْرٍ مِنْ مَصَادِرِ تَرْجَمَتِهِ وَأَهَمُّهَا فِي عُقُوْدِ الجُمَانِ لابنِ الشَّعَّارِ المَوْصِلِيِّ (4/ 131 - 138) وَابْنُ الشَّعَّارِ صَدِيْقُهُ، وَهُوَ مِنَ "المَوْصِلِ" بَلَدِ الرَّسْعَنِيِّ فَهُوَ أَعْرَفُ بِأَخْبَارِهِ وَأَدْرَى بِآثَارِهِ.

قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ: "كَانَتْ وِلَادَتُهُ -فِيْمَا قَرَأْتُهَا بِخَطِّ يَدِهِ- يَوْمَ الأحَدِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ الثالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"رَأْسِ عَيْنٍ" قَرَأَ عَلَى الشَّيْخِ مُبَارَكِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الحَرَّانِيِّ، وَقَرَأَهُ بِالرِّوَايَاتِ المَنْقُولَةِ عَنِ العَشَرَةِ رضي الله عنه بِـ"بَغْدَادَ" عَلَى أَبِي البَقَاءِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحُسَيْنِ النَّحْوِيِّ [العُكْبُرِيِّ]، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ الكَثيْرَ علَى الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيِّ [المُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةَ]، وَأَخَذَ الفِقْه عَلَى المَذْهَبِ الأحْمَدِي عَنْهُ أَيْضًا.

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: ظَهَرَ أَثَرُ شَيْخَيْهِ هَذَيْنِ أَبِي البَقَاءِ وَالمُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةَ فِي كتَابِهِ التَّفْسِيْرِ "رُمُوْزِ الكُنُوْزِ

" فَقَدْ أَكْثَرَ مِنَ النَّقْلِ عَنْهُمَا، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهمَا، وَالإِسْنَادِ إِلَيْهِمَا؛ لأظْهَارِ فَضْلِهِما عَلَيْهِ. وَهَذِهِ عَادَةُ النُّبَلَاءِ مِنَ العُلَمَاءِ. قَالَ ابنُ =

ص: 78

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الشَّعَّارِ أَيْضا: قَرَأَ عَلَيْهِ [عَلَى المُوَفقِ ابْنِ قُدَامَةَ] كَثيْرًا مِنْ كُتُبِهِ الفِقْهِيَّةِ وَغَيْرِهَا. قَدِمَ "المَوْصِلَ" فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَنَزَلَ بِـ"دَارِ الحَدِيثِ المُهَاجِرِيَّةِ" بِـ"بَابِ سِكَّةِ أَبِي نُجَيْحٍ" الَّتِي أَنْشَأَهَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، وَهُوَ يُسْمِعُ بِهَا أَحَادِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفِيْدُ النَّاسَ.

قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ: وَصَنَّفَ عِدَّةَ مُصَنَّفَاتٍ مِنْهَا: كِتَابُ "القَمَرِ المُنِيْرُ فِي عِلْمِ التَّفْسِيْرِ" وَكِتَابُ "أَسْنَى المَوَاهِبِ فِي أَحَادِيْثِ المَذَاهِبِ" وَكِتَابُ "المُنْتَصِرِ فِي شَرْحِ المُخْتَصَرِ" فِي الفِقْهِ شَرَحَ بِهِ "مُخْتَصَرَ الخِرَقِيِّ" وَكِتَابُ "عُقُوْدِ العَرُوْضِ"، وَكِتَابُ "المُنْتَزَعِ الصَّافِي مِنَ المَيْنِ فِي مَصْرَعِ الإِمَامِ الشَّهِيْدِ أَبي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ" عليه السلام.

وَقَالَ ابْن الشَّعَّارِ: وَهُوَ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ، شَاعِرٌ، فَاضِلٌ، ذُو قَرِيْحَةٍ فِي المَنْظُوْمِ وَالمَنْثُوْرِ، أَجَازَنِي جَمِيْعَ روَايَاتِهِ وَمُصَنَّفَاتِهِ ومَنْقُوْلَاتِهِ" وَأَنْشَدَ لَهُ أَشْعَارًا كَثيْرَةً. وَمَاتَ ابْنُ الشَّعَّارِ رحمه الله قَبْلَ الرَّسْعَنِيِّ بِمَا يَزِيْدُ عَلَى خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.

جَاءَ في هَامِشِ نُسْخَةٍ مِنَ "المَقْصَدِ الأرْشَد" -بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ كِنَانٍ-: "رَأَيْتُ لَهُ "شَرْحَ الخَرَقِيِّ" مَزْجًا نَحْوَ جُزْأَيْنِ، وَأَمَّا تَفْسِيْرُهُ فَيَرْوِي [فِيْهِ] أَحَادِيْثَ كَثيرةً يَرْوِيْهَا بِالسَّنَدِ

". أَقُوْلُ: وَعَثَرْتُ لَهُ عَلَى "قَصِيْدَةٍ في الفَرْقِ بَيْنَ الضَّادِ وَالظَّاءِ" وَهِيَ مَشْهُوْرَةٌ كَثِيْرَةُ النِّسَخِ جِدًّا رَأَيْتُ ثَلَاثَ نُسَخٍ خَطِيَّةٍ مِنْهَا فِي مَجْمُوعٍ مُوثَّقٍ فِي مَكْتَبَةِ الحَرَمِ المَدَنِيِّ يَظْهَرُ لِي أَنَّ إِحْدَاهُنَّ خَطُّ يَدِهِ، وَنُشِرَتْ هذِهِ القَصِيْدَةُ قَدِيْمًا طَبَعَهَا فِيْلِيْب حتيّ، ثُمَّ طُبِعَتْ بَعْدَ ذلِكَ.

وَكِتَاُبهُ فِي التَّفْسِيْرِ "رَمُوْز الكُنُوزِ" حَافِلٌ بِالمَعْلُومَاتِ، جَيِّد النَّقْلِ وَالتَّحْرِيْرِ، قَالَ عَنْهُ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ بْنِ بَدْرَانَ -بَعْدَ أَنْ عَدَّدَ بَعْضَ تَفَاسِيْرِ الحَنَابِلَةِ-: "وَأَجَلُّ هَذِهِ التَّفَاسِيْرِ كُلِّهَا وَأَنْفَعُهَا تَفْسِيْرُ الإِمَامِ عَبْدُ الرَّازِقِ بْنِ رِزْقِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

قَالَ: وَفِيْهِ فَوائِدُ حَسَنَةٌ، يَرْوِي فِيْهِ أَحَادِيْثٌ بِإِسْنَادِهِ، وَيَذْكُرُ الفُرُوعَ الفِقْهِيَّةِ، مُبيِّنًا خِلَافَ الأئِمَّةِ فِيْهَا، وَلَهُ مُنَاقَشَاتٌ مَعَ الزَّمَخْشَرِيِّ. وَلَقَدْ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ، وَارْتَوَيْتُ مِنْ مَورِدِهِ

ص: 79

الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المُفَسِّرُ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ بِـ"رَأْسِ عَيْنِ الخَابُوْرِ". وَسَمِعَ الحَدِيْثَ بِبَلَدِهِ مِنْ أَبِي المَجْدِ القِزْزِيْنيِّ، وَغَيْرِهِ، وبِـ"بَغْدَادَ" مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مِنِيْنَا، وَالدَّاهِرِيِّ، وَعُمَرُ بْنِ كَرَمٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَبِـ"دِمَشْقَ" مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالخَضِرِ بْنِ كَامِلٍ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَأَبِي الفُتُوْحِ بْنِ الجُلَاجُلِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَبِـ"حَلَبَ"

= العَذْب الزُّلَالِ".

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: وَقَفْتُ علَى بعْضِ أَجْزَاءٍ مِنْهُ مُتَنَاثِرَةٍ مُصَوَّرَةٍ مِنَ "الظَّاهِرِيَّةِ"، وَ"بَارِيْس"، وَ"بَرْليْنَ". وَقَدْ كُلِّفَ مَجْمُوعَةٌ مِنْ أَسَاتِذَةِ كُلَيَّةِ الدَّعْوَةِ وَأُصُولِ الدِّيْنِ بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى بِتَحْقِيْقِهِ، علَى أَنْ يَتَوَلَّى مَرْكَزُ البَحْثِ العِلْمِي بِالجَامِعَةِ طِبَاعَتَهُ أَثْنَاءَ إِدَارتي لِلْمَرْكَزِ، وَعَلِمْتُ بَعْدَ ذلِكَ أَن العَمَلَ بِهِ لَمْ يَتِمَّ. وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى الجُزْءِ الأوَّلِ مِنْ تَفْسِيْرٍ مِنْسُوْبٍ إِلَى الرَّسْعَنِي المَذْكُوْرِ فِي بَعْضِ المَكْتَبَاتِ التُّرْكِيَّةِ، وَبَعْدَ اطِّلَاعِي عَلَيْهِ تَأَكَدَ لَدَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ، وَأَنَّهُ لَا يَمُتُّ إِلَيْهِ بِصِلَةٍ، بِأَدِلَّةٍ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهَا وَذِكْرِهَا.

وَوَقَفْتُ علَى قَصِيْدَةِ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ السُّنَةِ وَأَهْلِهَا، وَذَمِّ البِدْعَةِ وَأَرْبَابهَا، مَشْرُوحَةٍ شَرْحًا مُفِيْدًا، مُخْتَصَرًا، وَهُما مِنْ تَأْلِيْفِ الرَّسْعَنِيِّ هَذَا أَوَّلُهَا:

إِلَامَ التَّمَادِي فِي بَوَادِي الجَوَاهِلِ

وَسَعْيًا إِلَى مَا لَا يَعُوْدُ بِطَائِلِ

وَهَجْرًا لِمَا يَجْرِي وَهَدْيًا إِلَى التُّقَى

وَوَصْلًا لِمَا يُرْدِي وَيُلْهِي بِبَاطِلِ

وَقَدْ نَصَبَ المَوْتُ المُطِيْفُ حَبَائِلًا

وَأَرْوَاحُنَا صَيْدٌ لِتِلْكَ الحَبَائِلِ

فَيَا النَّفْسُ مَا الدُّنْيَا بِدَارِ إِقَامَةٍ

فَلَا تَخْطُبِي مِنْهَا عَرُوْسَ الرَّذَائِلِ

وَأَوْرَدَ ابْنُ الشَّعَّارِ لَهُ قَصَائِدَ كَثيْرَةً، مِنْهَا قَصِيْدَةٌ فِي رِثَاءِ شَيْخَهِ ابْنِ قُدَامَةَ، وَقَصِيْدَةٌ يَتَحَسَّرُ فِيْهَا على تَسْلِيْمِ القُدْسِ للصَّليْبيين

إِلَى غَيْر ذلكَ.

ص: 80

مِنَ الافْتِخَارِ الهَاشِمِيِّ، وَبِبُلْدَانِ أُخَرَ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ وَطَلَبَ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي "طَبَقَاتِ الحُفاظِ". وَتَفَقَّهَ علَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَحَفِظَ كِتَابَهُ "المُقْنِعَ" فِي الفِقْهِ، وَصَحِبَ الشَّيْخَ العِمَادَ، وَطَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالعِلْمِ وَالصَّلَاحِ. وَقَرَأَ العَرَبِيَّةَ وَالأدَبَ

(1)

، وَتَفَنَّنَ فِي العُلُوْمِ، وَوَلِيَ مَشْيَخَةَ دَارِ الحَدِيْثِ بِـ"المَوْصِلِ" وَكَانَتْ لَهْ حُرْمَةٌ وَافِرَةٌ عِنْدَ بَدْرِ الدِّيْنِ صَاحِبِ "المَوْصِلِ"، وَغَيْرِهِ مِنْ مُلُوْكِ "الجَزِيْرَةِ"، وَصَنَّفَ تَفْسِيْرًا حَسَنًا فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ ضَخْمَةٍ سَمَّاهُ "رُمُوزَ الكُنُوْزِ" وَفِيْهِ فَوَائِدُ حَسَنَةٌ، وَيَرْوِي فِيهِ الأحَادِيْثَ بِإِسْنَادِهِ، وَصَنَّفَ كِتَابَ "مَصْرَعِ الحُسَيْنِ" أَلْزَمَهُ بِتَصْنِيْفِهِ صَاحِبِ "المَوْصِلِ" فَكَتَبَ فِيْهِ مَا صَحَّ مِنَ القَتْلِ دُوْنَ غيْرِهِ، وَكَانَ لَمَّا قَدِمَ "بَغْدَادَ" أَنْعَمَ عَلَيْهِ المُسْتَنْصِرُ، وَصَنَّفَ هَذَا التَّفْسِيْرِ بِبَلَدِهِ، وَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي ثَمَان مُجَلَّدَاتٍ

(2)

، وَقَفُ "المَدْرَسَةِ البَشِيْرِيَّةِ" بِـ"بَغْدَادَ".

وَكَانَ فَاضِلًا فِي فُنُونٍ مِنَ العِلْمِ وَالأدَبِ، ذَا فَصَاحَةٍ، وَحُسْنِ عِبَارَةٍ، وَلَهُ فِي تَفْسِيْرِهِ مُنَاقَشَاتٌ مَعَ الزَّمَخْشَرِيِّ وَغَيْرِهِ فِي العَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهَا. وَكَانَ مُتَمَسِّكًا بِالسُّنَّةِ وَالآثَارِ، وَيَصْدَعُ بِالسُّنَّةِ عِنْدَ المُخَالِفِيْنَ مِنَ الرَّافِضَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَلَه نَظْمٌ حَسَنٌ، وَمِنْ نَظْمِهِ "القَصِيْدَةُ النُّوْنيَّةُ" المَشْهُوْرَةُ فِي الفَرَقِ بَيْنَ الظَّاءِ وَالضَّادِ.

وَذَكَرَ شَيْخُنَا بِالإِجَازَةِ الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّينِ عَبْدُ المُؤْمِنُ بْنُ عَبْدِ الحَقِّ

(1)

عَلى أَبِي البَقَاءِ العُكْبُرِيِّ وَغَيْرهِ.

(2)

سَبق قَبْلَ أَسْطُرٍ أَنَّهُ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتِ، وَاخْتِلَافُ المُجَلَّدَاتِ يَرْجِعُ إِلَى طَرِيْقَةِ نَسْخِهِ وَخَطِّ النَّاسِخِ وَنَوع الوَرَقِ

كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ.

ص: 81

فِي "مَشْيَخَتِهِ" أَنَّ لَهُ تَصَانِيْفَ غَيْرَ تَفْسِيْرِهِ المَشْهُوْرِ؛ فِي التَّفْسِيْرِ، وَالفِقْهِ، وَالعَرُوضِ، وَغَيْر ذلِكَ. وَحَدَّثَ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَة، وَقَدِمَ "دِمَشْقَ" رَسُوْلًا فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّابُوْنيِّ "جُزْءًا"

(1)

. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّازِقِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ الحَافِظُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(2)

، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو المَعَالِي الأبْرَقُوْهِيِّ

(3)

، وَأَبُو الحَسَنِ بْنُ البَنْدَنِيْجِيِّ الصُّوْفِيُّ، وَزَينبُ بِنْتُ الكَمَالِ، رَوَى عَنْهُ العَلَّامَةُ أَبُو الفَتْحِ بْنُ دَقِيْقِ العِيْدِ، وَأَخُوْهُ، وَأَبُوْهُ.

قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الكَرِيْمِ الحَلَبِيُّ فِي "تَارِيخِ مِصْرَ" لَهُ

(4)

:

نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الحَافِظِ اليَغْمُوْرِيِّ -يَعْنِي يُوْسُفَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الدِّمَشْقِيَّ- أَنْشَدَنَا شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الجَزَرِيُّ، أَنْشَدَنِي ابْنُ

(1)

قَالَ فِي "تَكْمِلَةِ إِكْمَالِ الإكْمَالِ": "

ثُمَّ قَدِمَ إِلَى "دِمَشْقَ" رَسُوْلًا فَاجْتَمَعْتُ بِهِ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ "جُزْءًا" مِنْ حَدِيْثِهِ".

(2)

قَالَ فِي "المُعْجَمِ": "قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الفَاضِلِ أَبِي مُحَمد عَبْدِ الرَّازِقِ الرَّسْعَنِيِّ بِـ"المَوْصِلِ" وَقَالَ: "قَرَأتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي المَجْدِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ القَزْوِينِيُّ

".

(3)

يُرَاجع: مُعْجَمِ الأبْرَقُوهِيِّ.

(4)

الحَلَبِيُّ، عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ عَبْدِ النُّوْرِ بنِ مُنِيْرٍ قُطْبُ الدِّينِ الحَلَبِيُّ (ت: 735 هـ) حَلَبِيُّ الأصْلِ، مِصْرِيُّ الإِقَامَةِ وَالوَفَاةِ. كِتَابُهُ فِي "تَارِيخِ مِصْرَ" فِي بِضْعَةَ عَشَرَ جُزْءًا لَمْ يُتِمَّهُ وَلَمْ يُبَيضْهُ -فِيْمَا يَظْهَرُ- وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" فِي عِدَةِ أَجْزَاءٍ اشْتَمَلَت عَلَى أَلْفِ شَيْخٍ. يُرَاجَعُ: ذَيلُ طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ (13)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 306)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 171)، وَالسُّلُوْكُ (2/ 388)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (1/ 202)، وَغَايةُ النِّهَايَةِ (1/ 402)، وَالفَوَائِدُ البَهِيَّة (100).

ص: 82

دَقِيْقِ العِيْدِ بِـ"قُوْصَ"

(1)

أَنْشَدَنِي عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ الرَّازِقِ الرَّسْعَنِيُّ لِنَفْسِهِ:

وَكُنْتُ أَظُنُّ فِي مِصْرٍ بِحَارًا

إِذَا مَا جِئْتُهَا أَجِدِ الوُرُوْدَا

فَمَا أَلْفَيْتُهَا إِلَّا سَرَابًا

فَحِيْنَئِذٍ تَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَا

قَالَ شَيْخُنَا صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤمِنِ: تُوُفَيَ بِـ"سِنْجَارَ" فِي رَجَبٍ بِخَطِّ أَبِي العَلَاءِ الفَرَضِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الفُوَطِيِّ: فِي السَّابِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ثَانِي عَشَرَ رَبِيع الأوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتَيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَقِيْلَ: فِي ثَامِنَ عَشَرَ رَبِيع الآخَرِ مِنْهَا بِـ"سِنْجَارَ".

‌420 - عبد الرَّحْمَنِ بْنُ سَالم بْنِ يَحْيَى بْنِ خَمِيْسِ

(2)

بْنِ يَحْيَى بْنِ هِبَةِ اللهِ

بْنِ

(1)

مِنْ بِلَادِ الصَّعِيْدِ مَشْهُورَةٌ. وَأَنْشَدَ لَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ:

تَقُوْلُ عُرْسِي وَبِي أَضْعَافُ مَا وَجَدَتْ

يَوْمَ الفِرَاقِ وَدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِرُ

أتَترُكُ ابْنَكَ إِبْرَاهِيْمَ مُنْفَرِدًا

طِفْلًا وَتُوْتِمُهُ حَيًّا وَتَصْطَبِرُ

فَكُدْتُّ أَصْغِي إِلَيْهَا ثُمَّ رَاجَعَنِي

رُشْدِي فَأَنْشَدْتُهَا بَيْتا لَهُ خَطَرُ

لَيْسَ ارْتحَالُكَ تَرْتَادُ العُلَى سَفَرًا

بَلِ المَقَامُ عَلَى ضَيْمٍ هُوَ السَّفَرُ

(2)

420 - جَمَالُ الدِّين ابنُ خَمِيْسٍ: (؟ - 661 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 78)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 88)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 293)، وَمُخْتَصرهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 409). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 137)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ وَرَقَة: 20)، وَذَيْلُ الرَّوْضتينِ (226)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (75)، وَتَذْكِرَةُ الحُفاظِ (4/ 1453)، وَالعِبَرُ (5/ 265)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (276)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 148). وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ قَرِيْبِهِ: عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سَالِمِ بْنِ خَمِيْسٍ، أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المُظَفَّرِ الأَنبَارِيُّ (ت: 591 هـ).

ص: 83

مَوَاهِبِ الأنْصَارِيُّ، الأنْبَارِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الفَقِيْهُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو القَاسِمِ. سَمِعَ مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَأَبي القَاسِمِ بْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَدَاوُدَ ابْنِ مُلَاعِبٍ، وَعَبْدِ الجَلِيْلِ بْنِ مَنْدَوِيْهِ، وَالحَافِظِ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ، وَتَفَقَّهَ علَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَبَرَعَ، وَأَفْتَى، وَحَدَّثَ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَة، وَكَانَ يَسْكُنُ بِالمَنَارَةِ الغَرْبِيَّةِ مِنْ جَامِعِ "دِمَشْقَ".

قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَكَانَ يُصَلِّي فِي الجَامِعِ بِالمُتَأَخِّرِيْنَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَيُطِيْلَ بِهِمْ إِطَالَةً مُفْرِطَةً، خَارِجًا عَنِ المُعْتَادِ بِكَثيْرٍ إِلَى أَنْ تَكَادَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، وَهُوَ فِي تَطْوِيْلِهِ لَا يَتْرُكُهُ كُلَّ يَوْمٍ، رحمه الله.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ سَلْخِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَستِّمَائَةَ. وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌421 - عبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّد

(1)

بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ

بْنِ

(1)

421 - عِزُّ الدِّيْنِ بْنِ العِزِّ المَقْدِسِيُّ (602 - 661 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 78)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 293)، وَمُختَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 409). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (ورَقَة: 139)، مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ وَرَقَة: 31)، وَذَيلُ مِرآةِ الزَّمَانِ (2/ 218)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (76)، وَالعِبَرُ (5/ 265)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 240)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 306)(7/ 530)، وَلَمْ يَذْكُرْ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعَ الآدَابِ" فِي (عِزِّ الدِّيْنِ) وَلَا ذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلحٍ فِي "المَقْصَدِ الأرْشَدِ". وَوَالِدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ عِزُّ الدِّينِ أَيْضًا (ت: 613 هـ) وَجَدُّهُ الحافِظُ الكَبِيْرُ عَبْدُ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَأَبْنَاؤُهُ (مُحَمَّدٌ) وَ (خَدِيْجَةُ) وَأَحْمَدُ (ت: 694 هـ) سَيَأْتِي استِدْرَاكُهُ فِي =

ص: 84

سُرُوْرٍ المَقْدِسِيُّ، المُحَدِّثُ، الفَاضِلُ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو القَاسِمِ، وَأَبُو الفَرَجِ، ابْنُ الحَافِظِ عِزِّ الدِّيْنِ أَبِي الفَتْحِ، ابْنِ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ.

وُلِدَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ

(1)

وَسِتِّمَائَةَ

(2)

، وَحَضَرَ علَى أَبِي حَفْصِ ابْنِ طَبَرْزَدٍ. وَسَمِعَ مِنَ الكِنْدِيِّ وَطَبَقَتِهِ، وَارْتَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ" فَسَمِعَ مِنَ الفَتْحِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ وَطَائِفَةٍ، ثُمَّ إِلَى "مِصْرَ" وَكَتَبَ الكَثِيْرَ

(3)

، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ،

= مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَزَوْجَتُهُ: عَائِشَةُ بِنْتُ عِيْسى بْنِ المُوَفَّقِ، المُحَدِّثَةُ المَشْهُوْرَةُ (ت: 697 هـ) حَفِيْدَةُ مُوَفقِ الدِّيْنِ بْنِ قُدَامَةَ الإمَامِ المَشْهُوْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 620 هـ).

(1)

في (ط): "اثنين".

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتسْعِيْنَ أَوْ سَنَةَ سِتَمَائَةَ

ثُمَّ قَالَ: "ثُمَّ ظَفَرْتُ بِمَوْلدِهِ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّمَائَةَ".

(3)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَكَتَبَ الكَثيْرَ، وَحَصَّلَ، وَكَانَ حَسَنَ الفَهْمِ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالرِّجَالِ، مِنْ أَفْضَلِ مَنْ بَقِيَ بِالجَبَلِ. بَالَغَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ تِلْمِيْذُهُ نَجْمُ الدِّيْنِ بْنُ الخَبَّازِ، وَقَالَ: كَانَ ضَابِطًا، مُتْقِنًا، وَرِعَا، حَافِظًا لأسْمَاءِ الرِّجَالِ، مُجْتَهِدًا عَلَى فِعْلِ الخَيْرِ، مُفِيْدًا لِلْطلَبَةِ، يَمْشِي إِلَى الطَّالِبِ، وَيُفِيْدُهُ، وَيُعَارِضُ مَعَهُ، وَانْتَفَعْتُ بِهِ جِدًّا، وَأَحْسَنَ إِلَيَّ، وَنَصَحَنِي فِي دِيْنِي وَدُنْيَايَ، وَمَا رَأَتْ عَيْنَايَ بعْدَ شَيخِنَا ضِيَاءِ الدِّيْنِ مِثْلَهُ، وَسَمِعْتُ بِقِرَاءَتِهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ عَلَى عَبْدِ الحَقِّ بْنِ خَلَفٍ وَغَيْرِهِ. وَأَسْمَعَ الحَدِيْثَ مُدَّةً بِـ"دَارِالحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّةِ" الَّتِي بِالجَبَلِ، وَكَانَ وَرِعًا، دَيِّنًا، عَامِلًا، قَلِيْلَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا، كثيْرَ التَّعَفُفِ. قُلْتُ [القَائِلُ الذهَبِيُّ]: رَوَى عَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ وَابْنُ الزَّرَّادِ وَآخَرُونَ".

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" وَرَفَعَ نَسَبَةُ ثُمَّ قَالَ: النَّابُلُسِيُّ الأصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ، المُحَدِّثُ ابْنُ المُحَدِّثِ ابْنِ الحَافِظِ. قَرَأْتُ علَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِـ"قَاسِيُونَ" عَنْ أَبي حَفْصِ بنِ أَبِي مُحَمَّدِ الدَّارَقَزِّيِّ حُضُوْرًا =

ص: 85

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَلَهُ عَشَرَةُ أَشْهُرٍ، وَقَدْ أَجَازَ لَهُ (أَنا) أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ البَنَّاءِ

" ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا مِنَ الكِنْدِيِّ "جُزْءَ الأنْصَارِيِّ" وَحَضرَ عِنْدَ ابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَفِي "الغَيْلَانِيَّات" وَفِي "أَجْزَاءِ القَطِيْعِي" الأرْبَعَةِ، وَكَانَتْ فِيْهِ نَبَاهَةٌ فِي الحَدِيْثِ

". يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (661 هـ):

673 -

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أبُو العَباسِ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ"تَرْبِيَةِ البَدَوِيُّ". أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيخِ الإِسْلَامِ (67)، وَصِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 36)، وَذَكَرَ الحُسَيْنِيُّ فِي "صِلَةِ التَّكْمِلَةِ" أَيْضًا فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ أَخُوهُ:

674 -

يعْقُوْبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِي، وَقَالَ: وَ"حَدَّثَ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَهُوَ أَخُو أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ المَذْكُور قَبْلَهُ .. " وَمِثله تَمَامًا فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (88)، وَزادَ: كَتَبَ عَنْهُ الطَّلَبَةُ.

675 -

وَسِتُّ الدَّارِ بِنْتُ مَكِّيِّ بْنِ عَلِي بْنِ كَامِلٍ الحَرَّانِي، أُخْتُ "زَيْنَبَ" ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (71)، وَقَالَ:"أُخْتُ زَيْنَبَ" أَقُولُ: وَزَيْنَبُ هِيَ المَشْهُوَرَةُ (ت: 688 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَهِيَ فِي صِلَة التَّكْمِلَة (137).

676 -

وَعَزِيَّةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمد بْنِ مُفلِحٍ، أُمُّ أَحْمَدَ الصَّالِحِيَّةُ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (80)، وَقَال: رَوَتْ عَنْ عُمَرَ بْنِ طَبَرْزَدٍ، رَوَى عَنْهَا ابْنُ الخَبَّازِ، وَابْنُ الزَّرَّادِ، وَابْنُهَا الشَّيْخُ مُحَمَّدٌ البَجَّدِيُّ وَغَيْرُهُمْ". وَابْنُهَا المَذْكُوْرِ: مُحَمَدُ بْنُ أَحمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ البَجَّدِيُّ، الصَّالِحِيُّ (ت: 722 هـ) حَنْبَلِيٌّ لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، وَلَهُ بِنْتٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ اسْمُهَا زَيْنَبُ (ت: 742 هـ). نَسْتَدْرِكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

677 -

عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ، أَبُو الحَسَنِ المَقْدِسِيُّ الأصْلِ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَه الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ وَرَقَة: 86)، وَهُوَ فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورَقَة: 138)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (81)، وَالعِبَرِ (5/ 266)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1454)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 306).

ص: 86

وَكَانَ يَفْهَمُ وَيُذَاكِرُ، وَتَفَقَّهَ علَى الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَكَانَ فَاضِلًا، صَالِحًا، ثِقَةً، انْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَحَدَّثَ.

تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُونَ" رَحْمَةُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ.

‌422 - أبو القاسِم بْنُ يوسُف

(1)

بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، الأُمَوِيُّ، الحَوَّارِيُّ، الصُّوْفِيُّ

(2)

، الزَّاهِدُ،

المَشْهُوْرُ، صَاحِبُ الزَّاوِيَةِ بِـ"حَوَّارَى"

(3)

كَانَ خَيِّرًا صَالِحًا، لَهُ أَتْبَاعٌ وَأَصْحَابٌ وَمُرِيْدُونَ فِي كَثِيْرٍ مِنْ قَرَايَا "حَوْرَانَ" فِي "الجبيل" و"الثبنية"، وَلَا يَحْضرُونَ سَمَاعًا بِالدُّفِّ.

تُوُفِّيَ بِبَلَدِهِ "حَوَّارَى" سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ فِي آخِرِ السَّنَةِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَ عِيْدِ النَّحْرِ بِـ"بَيْتِ المَقْدِسِ" صَلَاةَ الغَائِبِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِـ"دِمَشْقَ" تَاسِعَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

423 -

وَقَامَ مَقَامَهُ بَعْدَهُ: وَلَدُهُ الشَّيْخُ عبْد الله

(4)

، فَكَانَ عِنْدَهُ تَفَقُّهٌ وَزَهَادَةٌ

(1)

422 - أبُو القَاسِم الحَوَّارِي (؟ - 663 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طبَقَاتِ الحَنَابِلةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 78)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 162)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 165)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ (1/ 410). وَيُرَاجَعُ: الذَّيْلُ عَلَى الرَّوْضَتَيْنِ (237)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (2/ 336)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (165)، وَالعِبَرُ (5/ 275)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 246)، وَالشَّذَرَات (5/ 313).

(2)

تَحَرَّفَت فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ"، إِلَى "العَوْفِي" وَكَيْفَ يَكُوْنُ عَوْفِيًا وَهُوَ أُمَوِيٌّ؟!

(3)

حَوَّارَى هَذه لَمْ يَذْكُرْهَا يَاقوْتُ الحَمَوِيُّ "فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ".

(4)

423 - ابنُ أَبِي القَاسِمِ الحَوَّارِيُّ: (؟ -730 هـ): =

ص: 87

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أَخْبَارهُ فِي: "مُخْتَصَرِ الذيلِ عَلَى طَبَقاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ"، وَ"المَقْصَدِ الأرْشَدِ"، وَ"المَنْهَجِ الأحْمَدِ"، وَمُخْتَصَرهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"، كُلُّهُمْ فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ. وَيُراجَعُ: البِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 151)، وَأَخُوْهُ يَعْقُوْبُ بْنُ أَبي القَاسِمِ (ت: 720 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

وَلَمْ أجِدْ مَنْ يُستَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (663 هـ).

وَلَمْ يَذْكُرِ المؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَياتِ سَنَةِ (664 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

678 -

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَعَالِي بْنِ حَمْدٍ، بَهَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو عِيْسَى المَقْدِسِيُّ النَّابُلُسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، المُطَعَّمُ، وَالِدُ المُحَدِّثُ المَشْهُوْرِ عِيْسَى (ت: 719 هـ) الآتِي فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَنَذْكُرُ هُنَاكَ مَنْ عَرَفْنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؛ لأنَّهُ المَشْهُوْرُ. أَخْبَارُ عَبْدُ الرَّحْمَن فِي "مُعْجَمِ ابْنه"، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (176). كِلَاهُمَا لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ.

679 -

المُبَارَكُ بْنُ يَحْيىَ بْنِ المُبارَكِ، بنِ عَليٍّ، الإِمَامُ، فَخرُ الدِّيْنِ، أَبُو سَعْدٍ بنِ المُخَرِّمِيّ شَيْخُ "رِبَاطِ الحَرِيْمِ" ذَكَرَ المُؤَلِّفُ جَدَّهُ الأعْلَى المُبَارَكَ بنَ عَلِي (ت: 513 هـ) وَذَكَرْنَا فِي هَامِشِ تَرْجَمَتِهِ مَنْ عَرَفْنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِمَّن اشْتُهِرَ بِالعِلْمِ، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكِ وَالِدِهِ يَحْيى بْنِ المُبَارَكِ بنِ عَلِي فِي وَفَيَاتِ (637 هـ).

680 -

وَأخُوهُ: عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ يَحْيىَ، شَمْسُ الدِّيْنِ (ت:؟) جَاءَ ذِكُرهُ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (124، 237)، قَالَ -فِي حَوَادِثِ سنة (634 هـ) -:"وَفِيْهَا اسْتُحْجِبَ عَبْدُ الرَّحمَن ابنُ يَحْيَى بْنِ المُخَرِّمِيِّ، أَخُو صَاحِبِ الدِّيْوَانِ، وَجُعِلَ أُسْوَةً بِحِجَّابٍ المَنَاطِقِ" وَفِي حَوَادِثِ سَنَةِ (643) ذَكَرَ مُؤَلِّفُهُ القَبْضَ عَلَى أَخِيْه عَلِيٍّ، وَقَالَ: "وَقُبِضَ عَلَى أَخِيهِ شَمْسِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -وَكَانَ مَرِيْضًا-

" وَلَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْهِ. وَأَخَوَاهُمَا يَحْيىَ (ت: 637 هـ). وَعَلِيٌّ (ت: 646 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا.

681 -

وَاشْتُهِرَ ابْنُهُ مُحَمًدُ بنُ المُبارَكِ كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو نَصْرٍ (ت: بَعْدَ سَنَةِ 678 هـ) ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِي فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 244)، قَالَ: "

المُحَدِّثُ، شَيْخُ "رِبَاط

ص: 88

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المُسْتَنْجد" مِنْ بَيْتِ العدَالَةِ، وَالعِلْمِ، وَالرِّئَاسَةِ، وَالتَّقَدُّمِ، وَالمَعْرُوفَةِ، تَقَدَّمَ ذِكْرُ وَالِدِهِ صَاحِبِ الدِّيْوَانِ، فَخْرِ الدِّيْنِ أَبِي سَعْدٍ. وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو نَصْرٍ مِنْ مَحَاسنِ الشُّيُوخِ، سَمعْنَا عَلَيْهِ كِتَابَ "عَوَارِفِ المَعَارِفِ" بِسَمَاعِهِ مِنْ مُصَنِّفِهِ

وَقَدْ كَتَبَ الإِجَازَةَ لِي، وَلأوْلَادِي سَنَةَ ثَمَانِ وَسَبْعِيْنَ، وَلَمَّا قَدِمْتُ "العِرَاقَ" كَانَ سَيْخَ "رِبَاطِ المُسْتَنْجِدِ" وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ بِقِرَاءةِ شَيْخنَا غِيَاثِ الدِّيْنِ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ طَاوُوْسَ "جُزْء البَانِيَاسِيِّ".

682 -

كَما اشْتُهِرَ حَفِيْدُ مُحَمَّد هَذَا يَحْيَى بْنُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَخْرِ الدِّيْنِ المُبَارَكِ، عِزُّ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 363)، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتُهُ. فَلعَّلَهُ تُوُفِّيَ بَعْدَهُ، بَعْدَ (723 هـ). أَخْبَارُ المُبَارَكِ بنِ يَحْيَى فِي: مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 114)، وَالحَوَادِثِ الجَامِعَة (388)، ولَهُ أَخْبَارٌ فِي الصَّفَحَاتِ (98، 110، 111، 113، 130، 165، 176، 181، 185، 195، 202، 220، 225، 237، 242)، وَتَارِيخ الإِسْلَامِ (177) وَالمُقَفَّى الكَبِير لِلْمَقْرِيزِي (6/ 114).

- وَذَكَرَ ابْنُ الفُوْطِي فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 91): "فَخْرُ الدِّيْنِ أَبُو عَلِيِّ بْنُ النَّجِيْبِ الدَّقُوْقِيُّ يُعْرَفُ بِـ"ابنِ قَاضِي دَقُوقًا" وَقَالَ: "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ المَدْرَسَةَ الَّتِي بِـ"بَابِ الأَزَجِ" وَأَتَمَّهَا أَخُوهُ بَهَاءُ الدِّيْنِ

" وَذَكَرَ بَعْضَ مَنَاقِبِهِ ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: "بَابُ الأَزَجِ" مِنْ مَحَالِ الحَنَابِلَةِ بِـ"بَغْدَادَ" فَلَعَلَّ المَذْكُورَ وَأَخَاهُ مِنْهُمْ، يَظْهَرُ ذلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَأَخُوْهُ لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ.

لَمْ يَذْكُر المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَة (665 هـ) أحَدًا، وَفِيْهَا:

683 -

أَحْمَدُ بْنُ جَمِيْلِ بْنِ حَمْدِ بنِ أَحْمَد بْن أَبِي عَطَّافٍ، زَيْن الدِّين، أَبُو العَبَّاسِ المَقْدِسِيُّ، الصَّحْرَاوِيُّ، المُطَعِّمُ، الحَنْبَلِيُّ كَذَا قَالَ الحَافظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخ الإِسْلَامِ (186). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيُّ (1/ 94)، وَصِلَةُ التَّكْمِلَةِ (ورَقَةَ: 156)، وَالمُقْتَفَى للبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 7). وَهُوَ مِن ذَوِي قَرَابَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَعَالِي بنِ حَمَدٍ المَذْكُوْرِ فِي أَوَّلِ الاسْتِدْرَاكِ عَلَى وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَلَعَلَّهُ ابنُ عَمِّهِ.

ص: 89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 684 - وَمَحْمُودُ بْنُ أَبِي القَاسِمِ إِسْفِنْدِيَارِ بنِ بدْرَانَ بْنِ أَيَّانِ الدَّشْتِيُّ الإِرْبِلِيُّ الزَّاهِدُ، العَالِمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَارُهُ فِي صِلَةِ التَّكمِلَةِ ورَقَة (2/ 147)، وَالمُقْتفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 4) وَتَارِيْخِ الإِسْلَام (206) وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (361) وَالمُشْتَبَهِ (1/ 4)، وَالتَّوْضِيْحِ (1/ 124)، وَالتَّبْصِيْرِ (1/ 4)، والنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (7/ 323)، وَابْنُ أَخِيْهِ أَحْمَدُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الدَّشْتِيُّ (ت: 713 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

685 -

وَبَعْدَ سَنَةِ (665 هـ) تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أبِي البَقَاءِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ العُكبِرِيِّ. جَدُّهُ الإِمَامِ المَشْهُوْرِ (ت: 616 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 634 هـ) وَمُحَمَّدٌ هَذَا ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 146)(فَخْرُ الدِّيْنِ) وَوَصَفَهُ بِـ"الكَاتِبِ" وَقَالَ: "مِنْ فُضَلاءِ الزَّمَانِ. سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا البَقَاءِ، وَتأَدَّبَ، وَنَظَمَ الأشْعَارَ الرَّائِقَةَ. أَنْشَدَ لَهُ شَيْخُنَا تَاجُ الدِّيْنِ فِي "المَدَائِحِ الوَزِيْرِيَّةِ" يُهَنِّيْهِ بِالوِزَارَةِ.

زَهَا بِكَ فِي إِيَالَتِكَ السَّرِيْرُ

وَفَاخَرَ فِيْكَ دَهْرِكَ ذَا الدُّهُوْرُ

فَكَانَ بِكَ الفَخَارُ لَهُ عَلَيْهَا

وَ كَمَا فَخَرَتْ عَلَى الشُّهُبِ البُدُوْرُ

مِنْهَا:

حَمَيْتَ مَعَاقِلَ الإِسْلامَ حَتَّى

لَقَدْ أَمِنَتْ مَخَاوِفَهَا الثُّغُوْرُ

وَأَشْرَقَتْ الوِزَارَةُ حِيْنَ أَضْحَتْ

وَأَنْتَ بِدَسْتِ مَنْصِبِهَا وَزِيْرُ

وَاسْتُشْهِدَ فِي الوَاقِعَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ. وَمَوْلدُهُ سَنَةَ سِتَمَائَةَ تَقْرِيْبًا".

يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ العُثيمِيْن -عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: فِي وَفَاتِهِ هَذَا العَامِ (656 هـ) نَظَر، فَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى جُزْءٍ مِنْ كِتَابِهِ العَظِيْمِ:"مَجْمَعِ الأقْوَالِ فِي مَعَانِي الأمْثَالِ" جَاءَ فِي آخِرِهِ مَا يَلِي: "تَمَّتْ المُجَلَّدَةُ الثَّالِثَة مِنْ كِتَابِ "مَجْمَعِ الأقْوَالِ فِي مَعَانِي الأمْثَالِ" عَلَى يَدِ مُؤَلِّفِهِ الفَقِيْرِ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي البَقَاءِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ العُكْبَرِيِّ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ

ص: 90

وَلَهُ أَصْحَابٌ، وَكَانَ مَقْصُوْدًا يُزَارُ بِبَلَدِهِ. حَتَّى بَلَغَ التِّسْعِيْنَ مِنْ عُمُرِهِ، خَرَجَ لِتَوْدِيع بَعْضِ أَهْلِهِ إِلَى نَاحِيَةِ "الكَرْكِ" مِنْ جِهَّةِ "الحِجَازِ"، فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ هُنَاكَ فِي أَوَّلِ ذي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌424 - إبْرَاهِيم بْنُ عَبْدِ اللهِ

(1)

بنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ،

= خَمْسٍ وَسِتَيْنَ وَسِتِّمَائَةَ حَامِدًا للهِ تَعَالَى وَمُصَلِّيًا عَلَى رَسُوْلهِ

".

686 -

وَابْنُهُ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ العُكْبَرِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (2/ 54) وَقَالَ:"نَزِيْلُ "مِصْرَ" يُعْرَفُ بِـ"الطَّيْهُوْجِ" سَافَرَ عَن "بَغْدَادَ" وَاسْتَوْطَنَ "مِصْرَ" وَلَهُ بِهَا زَاوِيَةٌ عَلَيَّ شَاطِئِ النِّيْلِ، وَهُوَ مِنْ أَوْلادِ العُلَمَاءِ وَالفُضَلاءِ

" وَكَرَّرَهُ فِي (فَخْرِ الدِّيْنِ).

(1)

411 - عِزُّ الدِّيْنِ الخَطيْبُ (606 - 666 هـ):

مِنْ (آلِ أَبِي عُمُرَ) بْنِ قُدَامَةَ، وَالِدُهُ عَبْدُ اللهِ أَخُو شَمْسِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ صَاحِبِ "الشَّرْحِ الكبِير". أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْل عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 78)، وَالمَقْصدِ الأرْشَدِ (1/ 226)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 295)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 410). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرقة 138)، وَالمُقْتَفى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 8)، وَذَيلُ مِرآةِ الزَّمَانِ (2/ 388)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (216)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَان (362)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (278)، وَالعِبَرُ (5/ 284)، وَمِرآةُ الجِنَانِ (4/ 165)، وَالوَافي بِالوَفَيَاتِ (6/ 35)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (1/ 64)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 16)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 227)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 480)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 322)(7/ 560)، وَوَالِدُهُ: شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ (ت: 643 هـ) وَجَدُّهُ: أبُو عُمَرَ مُحَمَّدٌ (ت: 607 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَابْنُهُ: محَمَّدُ (ت: 748 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنَاهُ: أَحْمَد (ت: 726 هـ) وَعَبْدُ اللهِ (ت: 731 هـ) وَابْنَتَاهُ: ست العَرَبِ (ت: 710 هـ)، وحَبِيْبَةُ (ت: 745 هـ) =

ص: 91

الصَّالِحُ، الزَّاهِدُ، الخَطِيْبُ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو إسْحَاقَ، ابْنُ الخَطِيْبِ شَرَفِ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدِ، ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ.

وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، وَالشَّيْخِ العِمَادِ، وَأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ وَأَبِي القَاسِمِ بْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَخَلْقٍ، وَأَجَازَ لَهُ القَاسِمُ الصَّفَّارُ وَجَمَاعَةٌ

(1)

. وَكَانَ إِمَامًا فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، بَصِيْرًا بِالمَذْهَبِ، صَالِحًا، عَابِدًا، مُخْلِصًا، صَاحِبَ أَحْوَالٍ وَكَرَامَاتٍ، وَآمِرًا بِالمَعْرُوْفِ، وَقَوَّالًا بِالحَقِّ

(2)

وَقَدْ جَمَعَ المُحَدِّثُ أَبُو الفِدَاءِ ابْنِ الخَبَّازِ سِيْرَتَهُ فِي مُجَلَّدٍ

(3)

. وَحَدَّثَ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ

(4)

، وَحَدَّثنا مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= نَسْتَدْرِكُهُمْ فِي موَاضِعُهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

وَمِنْ شُيُوْخِهِ أَيْضًا الشِّهَابُ بْنُ رَاجِحٍ، وَدَاوُدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ عَبْدُوْنَ البَنَّاءُ، وَأَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَطَّارُ، وَمُوْسَى بنُ الشَّيْخِ عبْدِ القَادِرِ، وأَبُو المَحَاسِنِ بْنُ أَبِي لُقْمَةَ، وَأَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الغَنِى، وَأَبُو المَجْدِ القَزْوِيْنِيُّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ، وَأَجَازَ لَهُ عُمَرُ بْنُ طَبَرْزَدٍ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ وَجَمَاعَةٌ.

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَكَان فَقِيْهًا، عَارِفًا بِالمَذْهَبِ، صَاحِبَ عِبَادَةِ، وَتَهَجُّدٍ، وَإِخْلَاصٍ، وَابْتِهَالٍ، وَأَوْرَادٍ، وَمُرَاقَبَةٍ، وَخَشْيَةٍ، وَلَهُ أَحْوَالٌ وَكَرَامَاتٌ، وَدَعْوَاتٌ مُجَابَاتٌ" وَوَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِأَنَّهُ كَانَ حَرِيْصًا عَلَى قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ، وَقَالَ:"رَوَى لَنَا عَنْهُ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ".

(3)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ الخَبَّازِ فَضَائِلَهُ وَسِيْرَتَهُ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ كُرَّاسًا" وَنَقَلَ عَنْهُ نُصُوْصًا فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ.

(4)

قَالَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ: "رَوَى عَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمَانَ، وَابنُ الخَبَّازِ، وَابْنُ الزَّرَّادِ وَجَمَاعةٌ".

ص: 92

الحَرِيْرِيُّ عَنْهُ حُضُوْرًا، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِهِ.

تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الأوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رحمه الله. وَهُوَ وَالِدُ الإِمَامَيْنِ: عِزِّ الدِّيْنِ الفَرَائِضِيِّ

(1)

،

(1)

مَعَ أَنَّ المَؤَلِّفَ يَعْرِفُهُ كَمَا تَرَى، وَيَصِفُهُ بِـ"الإِمَامِ" لَمْ يُتَرْجِمُ لَهُ؟! وَسَبَقِت اِلإِشارَةُ إِلَيْهِ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (666 هـ):

687 -

أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى، عِمَادُ الدِّيْنِ التَّنُوخِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظ الذَّهَبيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (216)، وَقَالَ: "الإِمَامُ، الفَقِيهُ، الصَّالِحُ، عِمَادُ الدِّيْنِ، التَّنُوْخِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، أَخُو شَيخَتِنَا سِتٍّ الوُزَرَاءِ

وَهُوَ وَاقِفُ حَلْقَةِ العِمَادِ بِرُواقِ الحَنَابِلَةِ.

أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: وَالِدُهُ عُمَرَ (ت: 641 هـ) ذَكرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَهِ كَمَا ذَكَرَ عَمَّهُ عُثْمَانَ (ت: 641 هـ) أَيْضًا، وَجَدَّهُ أَسْعَدَ بْنَ المُنَجَّى (ت: 606 هـ). وَأخْتهُ سِتُّ الوُزَرَاءِ وَاسْمُهَا وَزِيْرَةُ (ت: 716 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَهِيَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَمَاتَ هُوَ وَعُمُرُهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً إِلَّا شَهْرَيْنِ.

688 -

وَالحَسَنُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ أَبِي البرَكَاتِ، الشَّيْخُ الرَّئِيْسُ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَعْرُوفُ بِـ"ابْن المُهَيْرِ" البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، التَّاجِرُ، اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ في هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقة (194) نَقْلًا عَنْ تَارِيخِ السُّلْطَان ابن رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ السُّلْطَانُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" وَرَقَة (364)، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 176)، وَالحُسَيْنِيُّ في صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 162)، وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 9). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (222)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (278)، وَ (المُهَيْرُ) بِضَمِّ المِيْمِ، وَفَتْحِ الهَاءِ، وَسُكُوْن اليَاءِ آخِرِ الحُرُوفِ، وَآخِرُهُ رَاءٌ" تَصْغِيْرُ مُهْرٍ.

689 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ الهَادِي بْنِ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدٍ، الأنْصَارِيُّ، الغِفَارِيُّ، المَعَرِّيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ في المُقْتَفَى (1/ ورقة: 11).

ص: 93

وَعِزِّ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ خَطِيْبِ الجَامِعِ المُظَفَرِيِّ. رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى.

‌425 - مُظفَّرُ بْن عَبد الكرِيْمِ

(1)

بْنِ نَجْمِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ الحَنَبلِيِّ، تَاجِ الدِّيْنِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ.

وُلِدَ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الأوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ"، وَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيِّ، وَعُمَرُ بْنِ طَبَرْزَدٍ، وَحَنْبَلٍ، وَغَيْرِهِمْ

(2)

وَتَفَقَّهَ، وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ بِمَدْرَسَةِ جَدِّهِ شَرَفِ الإِسْلَامِ مُدَّةً، وَكَانَ عَارِفًا بِالمَذْهَبِ. وَحَدَّثَ بِـ"دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ".

(1)

425 - تَاجُ الدِّيْنِ بْنِ الحَنْبلِيِّ (589 - 667 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 78)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 34)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 296)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 410). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلةِ (وَرَقَة: 165)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطى (2/ 155)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 12)، وَذَيْلُ مِرْآة الزَّمَان (2/ 428)، وَالعِبَرُ (5/ 287)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَام (278)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 735)، وَالدَّارِسُ (2/ 72)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (415)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 325)(7/ 566).

مِنْ (آلِ ابنِ الحَنْبَلِيِّ) الأُسْرَةُ الشَّيْرَازِيَّةُ الأَصْلِ، الدِّمَشْقِيَّةُ، الأنْصَارِيَّةُ، الخَزْرَجِيَّةُ، السَّعْدِيَّةُ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَبَاهُ: عَبْدَ الكَرِيْمِ (ت: 619 هـ) وَجَدَّهُ: نَجْمًا (ت: 586 هـ) وَأَبَا جَدِّهِ: عَبْدَ الوَهَّابِ (ت: 536 هـ) وَجَدَّ جَدَّهُ: عَبْدَ الوَاحِدِ (ت: 486 هـ). وَأَخُوهُ: دَاوُدُ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (299). وَابْنُهُ: سُلَيْمَانُ (ت: 687 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضعِهِ، عَنِ المقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 138) وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّماعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (329).

(2)

مِنْهُمِ: ابنُ الخَبَّازِ، وَالشَّرَفُ بْنُ عَرَبْشَاهُ، وَالقَاضِي تَاجُ الدِّينِ بْنُ الجَعْبَرِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابنُ فرَجٍ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ".

ص: 94

وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُم الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ

(1)

. تُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبع وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ فَجْأَةً بِـ"دِمَشْقَ"، وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رحمه الله.

(1)

فِي "مُعْجَمِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ"، رَفَعَ نَسَبَهُ هكَذَا "مُظَفَّرُ بْنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بْنِ نَجْمِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّافِي بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ يَعِيْشَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَبُو المَنْصُوْرِ الأنْصَارِي

الفَقِيْهُ الحَنْبَلِيُّ المَنْعُوتُ بِـ"التَّاجِ" وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَأَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ الوَاحِدِ هُوَ القَادِمُ مِنْ "شِيْرَازَ" إِلَى "دِمَشْقَ" وَمَاتَ بِهَا. ثُمَّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُظَفَّرِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بِـ"دِمَشْقَ" فِي القَدْمَةِ الأوْلَى أَخْبَرَكَ أَبُو طَاهِرِ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ

".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (667 هـ):

690 -

عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ الحَبَّارِ بْنِ يُوْسُفَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ القَلَانِسِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"(2/ 43)، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي رَابِعِ شَهْرِ رَمَضانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.

691 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الجَوْزِيِّ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو العِزِّ. ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 243) وَقَالَ: "كَانَ شَابًّا، فَاضِلًا، سَمِعَ الحَدِيْثَ عَنْ أَبيْهِ وَجَدِّهِ، وَكَانَ جَمِيْلَ الصُّوْرَةِ مَاتَ شَابًّا

قَرَأْتُ بِخَطَهِ فِي تَذْكِرَهِ بَعْضِ الَأصْحَابِ -وَالشِّعْرُ لابنِ الرُّوْمِيِّ-:

قَدْ قُلْتُ إِذَا مَدَحُوا الحَيَاةَ وَأَكْثَرُوا

لِلْمَوْتِ أَلْفُ فَضِيْلَةٍ لا تُعْرَفُ

فِيْهِ أَمَانٌ مِنْ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ

وَفِرَاقُ كُلِّ مَعَاشِرٍ لا يُنْصِفُ

692 -

مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ، الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ الحَرَّانِيُّ، سِبْطُ الشَّيْخِ حَيَاةَ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (247)، وَحَيَاةُ، هُوَ حَيَاةُ بْنُ قَيْسٍ الحَرَّانِيُّ الَّذِي سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (581 هـ).

ص: 95

‌426 - أَحْمدُ بْنُ عبْد الدَّائِمِ

(1)

بْنِ نِعْمَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنَ بُكَيْرٍ

(2)

المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الكَاتِبُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، الخَطِيْبُ،

(1)

426 - ابْنُ عبْدِ الدَّائِمِ (575 - 668 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 78)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 130)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 297)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 411). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكمِلَةِ (وَرَقَة: 168)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 109)، وَمُعْجَمُ ابْنِ فَضْلِ اللهِ العُمَرِيِّ (وَرَقَة: 25)، ومَشْيَخَةُ ابْنِ جَمَاعَةَ (1/ 145)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِيِّ (340)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرقة: 17)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمانِ (2/ 436)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 17)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (254)، وَالعِبَرُ (5/ 288)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (279)، وَالإِشَارَةُ إِلى وَفَيَاتِ الأعَيَان (363)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (212) وَالوَافِي بالوَفَيَاتِ (7/ 34)، وَنَكْتُ الهَيْمَانِ (99)، وَالمُنْتَخَبُ المُخْتَارُ (29)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 257)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (1/ 85)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 327)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 1/ 589)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرةُ (7/ 230)، وَالقَلائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (388)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 320)(7/ 567).

وَاشْتُهِرَ لاِبْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَوْلَادٌ مِنْهُمْ: أَبُو بكرِ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 719)، وَعَلَيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَعُمَرُ بْنُ أحمَدَ تُوُفِّيَا معًا سَنَةَ (699 هـ) وَابْنهُ عَبْدُ اللهِ (ت:؟) عَرَفْنَاهُ مِنْ خِلَالِ تَرْجَمَةِ ابنِهِ مُحَمَّدٍ (ت: 728 هـ)، وَعبْدُ الدَّائِمِ بْنُ أحْمَد (ت: 685 هـ) وَابْنَتَاهُ: خَدِيْجَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ (ت: 685 هـ)، وَآسِيَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ (ت: 687 هـ) نَذْكُرُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ مِنِ اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَنَذْكُرُ (عَبْدُ الدَّائِمِ) مَعَ أَخَوَيْهِ عَلِيٍّ وَعُمَرَ؛ لِجَهْلِ سنَةِ وَفَاتِهِ. وَلِلْمُتَرْجَمِ هُنَا أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَحْفَادٌ نَذْكُرُ مَنْ عَرَفْنَا مِنْهُمْ فِي تَرَاجِمِ آبَائِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أُخْتَيْهِ:(مُؤْمنَةُ)، وَأُخْتهَا الَّتِي لَمْ يَظْهَر اسْمهَا فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ، فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (643 هـ). تَحْقِيْق الدُّكْتُور عُمَر عَبد السَّلامِ تَدمُري.

(2)

في (ط): "بكر".

ص: 96

زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ بِـ"فُنْدُقِ الشُّيُوْخِ"

(1)

مِنْ أَرْضِ "نَابُلُسَ" وَسَمِعَ الكَثِيْرَ بِـ"دِمَشْقَ" وَمِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ صَدَقَةَ، وَأَبِي الحَسَنِ ابْنِ المَوازِيْنيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الخِرَقِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الجَنْزَوِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَانْفَرَدَ فِي الدُّنْيَا بِالرَّوَايَةِ عِنْهُمْ وَدَخَلَ "بَغْدَادَ" وَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الفَرَجِ بْنِ كُلَيْبٍ، وَالمُبَارَكِ بْنِ المَعْطُوشِ، وَأَبِي الفَرَجِ بْنِ الجَوْزِيِّ، وَأَبِي الفَتْحِ بْنِ المَنْدَائِيِّ

(2)

، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي المَجْدِ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ سُكَيْنَةَ، وَغَيْرِهِمْ وَسَمعَ بِـ"حَرَّانَ" مِنْ خَطِيْبِهَا الشَّيْخِ فَخْرِ الدِّيْنِ، وَأَجَازَ لَهُ خَطِيْبُ المَوْصِلِ أَبُو الفَضْلِ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ الفُرَاوِيُّ، وَابْنُ شَاتِيْلٍ، وَالقَزَّازُ

(3)

وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُمْ أَيْضًا، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَتَفَقَّهَ علَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مَشْيَخَةً"

(4)

(1)

لَمْ يَذْكُرْهَا يَاقُوْتٌ فِي "مُعْجَمِ البُلْدَانِ". وَهِي فِي مُعْجَمِ بُلْدَانِ فِلِسْطِيْنَ (588) تأْلِيْفِ مُحَمَّدِ مُحَمَّدِ شَرَاب (ط) دَار المَأْمُوْنِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ (1407 هـ).

(2)

في (ط): "المندآي" حَيْثُ ذُكِرَتْ.

(3)

في "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": "وَأَدْرَكَ الإِجَازَةَ الَّتِي مِنَ السِّلَفِيِّ لِمَنْ أَدْرَكَ حَيَاتَهُ، وَأَدْرَكَ الإِجَازَةَ الخَاصَّةَ مِنْ خَطِيْبِ "المَوْصِلِ" أَبِي الفَضْلِ الطُّوْسِيِّ

".

(4)

مَشْيَخَتُهُ هَذِهِ الَّتِي خَرَّجَهَا لِنَفْسِهِ تَرْجَمَ فِيْهَا أَرْبَعِيْنَ شَيْخًا تُوْجَدُ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِـ"دِمَشْق" مَجْمُوعْ رَقَم (26)(1 - 15 ق). وَلابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ مَشْيَخَاتٌ خَرَّجَهَا لَهُ بَعْضُ المُحَدِّثِيْن، مِنْهَا:"مَشْيَخَتُهُ" تَخْرِيْجِ الإِمَامِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ البِرْزَالِيِّ (ت: 739 هـ) تُوجَدُ فِي مَكْتَبَةِ شَهِيْد عَلِي بتُرْكِيَا رَقَم (456/ 2). وَ"مَشْيَخَتهُ" تَخْرِيْجُ المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبِي العَبَّاسِ الظَّاهِرِيِّ (ت: 696 هـ) وَاسْمُهَا "الأحَادِيْثُ العَوَالِيّ الصِّحَاحُ

" يُوْجَدُ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ مِنْهَا: الأَوَّلُ وَالثَّالِثُ فِي المَجْمُوع (108) =

ص: 97

عَنْ شُيُوخِهِ وَجَمَعَ "تَارِيْخًا" لِنَفْسِهِ

(1)

وَكَانَ فَاضِلًا مُتَنَبِّهًا، وَلَهُ نَظْم وَلِيَ الخِطَابَةَ بِـ"كَفْرِ بَطْنَا" بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً

(2)

. وَكَانَ يَكْتُبُ خَطًّا حَسَنًا، وَيَكْتُبُ سَرِيْعًا، فَكَتَبَ مَا لَا يُوْصَفُ كَثْرَةً مِنِ الكُتُبِ الكِبَارِ، وَالأجْزَاءِ المَنْثُوْرَةِ لِنَفْسِهِ وَبِالأُجرَةِ، حَتَّى كَانَ يَكْتُبُ فِي اليَوْمِ إِذَا تَفَرَّغَ تِسْعَ كَرَارِيْسٍ أَوْ أَكْثَرَ، وَيَكْتُبُ مَعَ اشْتِغَالِهِ بِمَصَالِحِهِ الكُرَّاسِيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، وَكَتَبَ "الخِرَقِيِّ" فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ. وَكَتَبَ "تَارِيْخِ

= (199 - 251 ق) وَلِلظَّاهِرِيِّ المَذْكُوْرُ "مُصَافَحَاتٌ" خَرَّجَ فِيْهَا أَسْمَاءَ رِجَالِ "المَشْيَخَةِ" المَذْكُوْرَةِ تُوْجَدُ فِي دَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ رَقَم (25594) و (2024). وَ"مَشْيَخَتُهُ" تَخْرِيْجُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَعْرُوْفِ بِـ"ابنِ الخَبَّازِ"(ت: 703 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 363). وَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهَا، وَلَا أَعْلَمُ لَهَا وُجُوْدًا. وَ"مَشْيَخَتُهُ" تَخْرِيْجُ الشَّيْخِ عَلَيِّ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ نَفِيْسٍ المَوْصِلِيِّ، ثُمَّ الحَلَبِيِّ (ت: 704 هـ) ذَكَرَهَا فِي "المُنْتَخَبِ مِنْ مَخْطُوْطَاتِ الحَدِيْثِ"(364) وَرَمَزَ لِرَقَمِهَا وَعَدَدِ أَوْرَاقِهَا بِالمَجْمُوْعِ رَقَم (26) مِنْ مَخْطُوْطَاتِ الظَّاهِرِيةِ وَهُوَ نَفْسُهُ المَذْكُوْرُ فِي "مَشْيَخَتِهِ" الَّتِي خَرَّجَهَا لِنَفْسِهِ؟! وَأَنا لَمْ أَقِفْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا، وَإِنَّمَا نَقَلْتُهَا عَنِ الفَهَارِسِ وَالمَجَامِيع فَمَنْ أَرَادَ التَّأَكُّدَ فَلْيُرَاجِعْ وَليُصَحِّحْ. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(1)

هَلْ هُوَ نَفْسُهُ "تَارِيْخُ القُدْسِ" كَمَا فِي هَديَّة العارِفِين (1/ 97)؟! وَاخْتَصرَ تَارِيخَ الحَافِظِ ابنِ عَسَاكِرٍ لِمَدِيْنَةِ "دِمشْق" وَسَمَّاهُ: "فَاكِهَةُ المَجَالِسِ".

(2)

كُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِرِ عُمُرهِ، وَذلِكَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَسِئمَائَةَ، أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ شَاكِرِ الكُتْبِيُّ فِي هَذَا المَعْنَى:

إِنْ يُذْهِبُ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُوْرَهُما

فَإِنَّ قَلْبِي بَصِيْرٌ مَا بِهِ ضَرَرُ

أَرَى بِقَلْبِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي

وَالقَلْبُ يُدْرِكُ مَا لَا يُدْرِكُ البَصَرُ

وَاللهِ إِن لَكُمْ فِي القَلْبِ مَنْزِلَةً

مَا نَالَهَا قَبْلَكُمْ أُنْثَى وَلَا ذَكَرُ

وِصَالَكُمْ لِي حَيَاةٌ لَا نَفَادَ لَهَا

وَالبَحْرُ مَوْتٌ فَلَا عَيْنٌ وَلَا أَثَرُ

ص: 98

الشَّامِ" لاِبْنِ عَسَاكِرِ مَرَّتَيْنِ وَ"المُغْنِي" لِلْشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ مَرَّاتٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَتَبَ بِيَدِهِ أَلْفَيْ مُجَلَّدَةٍ

(1)

وَأَنَّهُ لَازَمَ الكِتَابَةَ أَزْيَدَ مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً.

وَكَانَ حَسَنَ الخَلْقِ وَالخُلُقِ، مُتَوَاضِعًا، دَيِّنًا، وَحَدَّثَ بِالكَثيْرِ بِضْعًا وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَكَانَتْ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ مِنْ أَقطَارِ البِلَادِ. وَخَرَّجَ لَهُ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ "مَشْيَخَةً" وَابْنُ الخَبَّازِ أُخْرَى.

سَمِعَ مِنْهُ الحُفَّاظُ المَقْدِسِيُّوْنَ، كَالحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، وَالزكِيِّ البِرْزَالِيِّ، وَالسَّيْفِ بْنِ المَجْدِ، وَعُمَرَ بنِ الحَاجِبِ.

رَوَى عَنْهُ الأئِمَّةُ الكِبَارُ، وَالحُفَّاظُ المُتَقَدِّمُوْنَ وَالمُتَأَخِّرُوْنَ، مِنْهُمْ: الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ النَّوَوِيُّ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ أَبي عُمَرَ، وَالشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بْنُ دَقِيْقِ العِيْدِ، وَالشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بْنُ تَيْمِيَّةَ، وَخَلْقٌ كَثيْرٌ آخِرُهُمْ

(1)

وفِي ذلِكَ يَقُوْلُ:

عَجَزْتُ عَنْ حمْلِ قِرْطَاسٍ وَعَنْ قَلَمٍ

مِنْ بعْدِ إِلْفِيَ بِالقِرْطَاسِ وَالقَلَمِ

كَتَبْتُ أَلْفًا وَأَلْفًا مِنْ مُجَلَّدَةٍ

فِيْهَا عُلُوْمُ الوَرَى مِنْ غَيْرِ مَا أَلَمِ

مَا العِلْمُ فَخْرُ امْرِيءٍ إِلَّا لِعَامِلِهِ

إنْ لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ فَالعِلْمُ كَالعَدَمِ

وَالعِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيْفٌ لِصَاحِبِهِ

فَاعْمَلْ بِهِ فَهُوَ لِلطُّلَابِ كَالعَلَمِ

مَازِلْتُ أَطْلُبُهُ دَهْرِي وَأَكْتُبُهُ

حَتَى ابْتُلِيْتُ بِضَعْفِ الجِسْمِ وَالهَرَمِ

وَمِنْ شِعْرِهِ فِيْمَا يَكْتُبُهُ فِي الإِجَازَةِ:

أَجَزْتُ لَهُمْ عَنِّي رِوَايَةَ كُلِّ مَا

رِوَايَتُهُ لِيْ مَعْ تَرَقٍ وَإِتْقَانِ

وَلَسْتُ مُجِيْزًا لِلرُّوَاةِ زِيَادَةً

بَرِئْتُ إِلَيْهِمْ مِنْ مَزِيْدٍ وَنُقْصانِ

ص: 99

شَيْخُنَا الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلِ بْنِ الخَبَّازِ

(1)

، حَضَرَ عَلَيْهِ أَجْزَاءٌ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإجَازَةِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ سَابِعِ -كَذَا قَالَهُ الشَّرِيْفُ- وَقِيْلَ: تَاسِعَ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رحمه الله. وَرَأَى رَجُلٌ

(2)

لَيْلَةَ مَوْتهِ فِي المَنَامِ: كَأَنَ النَّاسَ فِي الجَامِعِ، وَإِذَا ضَجَّةٌ، فَسَأَلَ عَنْهَا؟ فَقِيْلَ لَهُ: مَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جِئْتُ إِلَى الجَامِعِ، وَأَنا مُفَكِّرٌ، وَإِذَا إِنْسَانٌ يُنَادِي: رَحِمَ اللهُ مَنْ حَضَرَ جِنَازَةَ الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّينِ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. رحمه الله.

‌427 - يوْسُفُ بْنُ علِيِّ

(3)

بْنِ أَحْمَدَ بنِ البَقَّالِ البَغْدَادِيُّ الصُّوْفِيُّ،

عَفِيْفُ

(1)

تُوُفِّيَ ابْنُ الخَبَّازِ سَنَةَ (756 هـ) بَعْدَ فَتْرَةِ ابنِ رَجَبٍ الَّتِي أَرَّخَ لَهَا.

(2)

إِنَّمَا قَالَ المُؤَلفُ: رَجُلٌ وَلَمْ يُسَمِّهِ؛ لأنَّ الرَّجُلَ مُخْتَلفٌ فِيهِ قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "حَدَّثَنِي يَوْمَ مَوْتهِ الشَّيْخُ حَسَنُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأزْدِيُّ الصِّقِليُّ أَنَّ الشَّيْخَ مُحمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ المَغْرِبِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ البَارِحَةَ

" ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ المَعْرُوفُ بِالمَنامِ هُوَ مُحَمَّدُ ابنُ صَالح الهَشْكُوْرِيُّ، خَطِيْبُ جَامِعِ (جَرَّاح؟!) [جَرَاجٍ] وَاللهُ أَعْلَمُ".

(3)

427 - عَفِيفُ الدِّينِ البقَّالُ (؟ -668 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَقْصَدِ الأرْشدِ (3/ 34)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 296)، وَمُخُتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 411). وَيُرَاجَعُ: الحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (392)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (1/ 497)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 253)، كُلُّهُمْ فِي وَفَيَاتِ (666 هـ). قَالَ ابْنُ الفُوَطِيِّ: "

المُقْرِيءُ

كَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الصُّوْفِيَّةِ وَأَعْيَانِهِمْ، سَمِعَ، وَكَتَبَ، وجَمَعَ، وَأَلَّفَ، وَكَان عَلَى قَاعِدَةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، وَحِفْظِ الأوْقَاتِ، وَكَانَ =

ص: 100

الدِّيْنِ أَبُو الحَجَّاجِ، شَيْخُ رِبَاطِ المَرْزُبانِيَّةِ، كَانَ صَالِحًا، عَالِمًا، وَرِعًا، زَاهِدًا، لَهُ تَصَانِيْفُ فِي السُّلُوْكِ، مِنْهَا كِتَابُ "سُلُوْكُ الخَوَاصِّ".

وَحُكِيَ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ بِـ"مِصْرَ" زَمَنَ وَاقِعَةِ "بَغْدَادَ" فَبَلَغَنِي أَمْرُهَا. فَأَنْكَرْتُهُ بِقَلْبِي، وَقُلْتُ: يَارَبِّ كَيْفَ هَذَا وَفِيْهِمُ الأطْفَالَ وَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ؟ فَرَأَيْتُ فِي المَنَامِ رَجُلًا، وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ، فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا فِيْهِ:

(1)

= قَدْ سَافَرَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ" وَرَجَعَ بَعْدَ الوَاقِعَةِ، وَرُتِّبَ شَيْخًا بِـ"رِبَاطِ المَرْزُبانِيَّةِ" عَلَى شَاطِيءِ "نَهْرِ عِيْسَى" وَكَانَ شَيْخُنَا العَدْلُ رَشِيْدُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي القَاسِمِ كَثيْرَ الاجْتِمَاعِ بِهِ، حَسَنَ الثَّنَاءِ علَيْهِ، وَقَالَ: أنْشَدَنِي شَيْخُنَا عَفِيْفُ الدِّيْنِ:

تَأْبَى قُلُوْبٌ قُلُوْبَ قَوْمٍ

وَمَا لَهَا عِنْدَهَا ذُنُوْبُ

وَتَصْطَفِي أَنْفُسٌ نُفُوسًا

وَمَالَهَاْ عِنْدَهَا نَصِيْبُ

وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمُضْمَرَاتٍ

أَحْكَمَهَا مَنْ لَهُ الغُيُوْبُ

وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتَيْنَ وَسِتِّمَائَةَ

".

(1)

البَيْتُ الأخِيْرُ سَاقِطٌ مِنَ (أ)، وَأَضَافَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ النُّسْخَةِ عَنِ "طَبَقَاتِ الصُّوْفِيَّةِ" لِلمُنَاوِيِّ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنةِ (668 هـ):

693 -

عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مِقْدَامٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ، المَقْدِسِيُّ السَّرَّاجُ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (263). وَيُرَاجَعُ مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 149)، وَصِلَةُ التَّكْمِلَةِ وَرَقَة (170)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرقَة 18).

694 -

وَعُثْمَانُ بْنُ الشَّيْخِ وَجِيْهِ الدِّيْنِ بْنِ مُنَجَّى، عِزُّ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (264)، وَقَالَ: أَكَبَرُ أَوْلَادِ أَبِيْهِ، تُوُفِّيَ شَابًّا طَرِيَّا

" هَلْ وَالِدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ، وَجِيْهُ الدِّيْنِ (ت: 701 هـ)؟ =

ص: 101

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 695 - وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنِ العِمَادِ. ذَكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرقة 18) وَالذهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (267)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (658 هـ) وَأَخُوهُ: أَحْمَدُ (ت: 700 هـ) وَأَخُوهُمَا: عبْدُ الهَادِي فِي "ذَيْلِ التَّقْيِيدِ". وَزَوْجَتُهُ: خَدِيْجَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ شُكْرِ بنِ عَلَّانَ (ت: 699 هـ) كَمَا فِي المُقْتَفَى (2/ 13). وَابْنُهُ: عبْدُ الحَمِيْدِ بن مُحَمَّد ابن عَبْدِ الحَمِيدِ (ت: 707 هـ). وَابْنُهُ الآخَر: عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ ابْنِ عَبْدِ الهَادِي (ت: 749 هـ) وَابْنُهُ الآخر أَيْضا: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ (ت:؟) وَلَهمْ أَوْلَادٌ وَأَحْفَادٌ، نَذْكُرُهُمْ فِي تَرَاجِمِ آبَائِهِمْ، ثُمَّ نَسْتَدْرِكُ مَنْ لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفِ مِنْهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

لَمْ يَذْكُرُ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (669 هـ) أحَدًا، وَفِيْهَا:

696 -

سَامَةُ بْنُ كوْكَبٍ السَّوَادِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 22)، وَالحُسَيْنِيُّ فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 174 بين الأسطر)، وَالحَافِظُ الذَّهِبِيُّ في تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (280). قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَفِي لَيْلَةِ الخَمِيْسِ رَابِعَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوُفي الشَّيْخُ سَامَةُ بْنُ كَوْكَبِ بْنِ عِزِّ السَّوَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ

وَكَانَ صَالِحًا، قَنُوعًا، صَبُورًا، رَوَى عَنِ ابْنِ اللَّتِّي". وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَالِدُ الشِّهَابِ أَحْمَدَ، وَجَدُّ المُحَدِّثِ شَمْسِ الدِّيْنِ، فَقِيْرٌ، مُتَعَفِّفٌ، قَنُوعٌ

كَتَبَ عَنْهُ ابْنُهُ، وَابْنُ الخَبَّازِ".

697 -

يَحْيىَ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، نَجْمُ الدِّيْنِ النَّاسِخُ، ذَكَرَهُ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (402) فِي حَوَادِثِ هَذِهِ السَّنَةِ فَقَالَ: "وَفِيْهَا قُتِلَ العَدْلُ نَجْمُ الدِّيْنِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ النَّاسِخُ، وَسَبَبُ ذلِكَ، أَنَّهُ نُسِبَ إِلَيْهِ مُكَاتَبَةُ مُلُوْكِ الشَّامِ، فَحُبِسَ، وَقُرِّرَ، فَاعْتَرَفَ بِذلِكَ، فَأُمِرَ بِقَتْلِهِ، وَكَانَ فَاضِلًا، وَرِعًا تَقِيًّا

" وَعَلَّقَ مُحَقِّقُ الكِتَابِ الدُّكْتُوْرُ بَشَّار عَوَّاد بِقَوْلهِ: "قَالَ العَلَّامَةُ الدُّكْتُوْرُ مُصْطَفَى جَوَاد رحمه الله فِي تَعْقِيْبَاتِهِ النَّفْسِيَّةِ عَلَى الشَّيْخِ مُحَمَّد رِضَا الشَّبِيْبِي فِي كِتَابِهِ "مُؤَرِّخِ العِرَاقِ ابْنِ الفُوَطِيِّ" مِنْ أَنَّ عَلَاءَ الدِّيْنِ

ص: 102

دعَ الاعْتِرَاضَ فَمَا الأمْرُ لَكْ

وَلَا الحُكْمُ فِي حَرَكَاتِ الفَلَكْ

وَلَا تَسْأَلِ اللهَ عَنْ فِعْلِهِ

فَمَنْ خَاضَ لُجَّةَ بَحْرٍ هَلَكْ

أَجَازَ لِشَيْخِنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ البَغْدَادِيُّ، وَنَقَلْتُ مِنْ خَطِّهِ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الخَمِيْسِ سَادِسَ المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ الحَرِيْمِ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَذَكَرَ غَيْرُهُ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

‌428 - عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ سَلمَانَ

(1)

بنِ سَعِيدِ بنِ سَلْمَانَ البَغْدَادِيُّ الأصْلِ

(2)

،

= الجُوَيْنِيَّ كَانَ مُتَنَكِّرًا لِلمَغُوْلِ الوَثَنِيِّيْنِ الطُّغَاةِ.

قَالَ العَلَّامَةُ -بَعْدَ أَنْ سَاقَ هَذَا الخَبَر-: "فَهَذَا رَجُلٌ بَغْدَادِيٌّ حَنْبَلِيُّ المَذْهَبِ قُتِلَ علَى مُكَاتَبَةِ مُلُوكِ الشَّامِ فِي وِلَايَةِ عَلَاءِ الدِّيْنِ الجُوَيْنِيِّ عَلَى "بَغْدَادَ" وَلَمْ يَسْتَطِعْ عَلَاءُ الدِّيْنِ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا لإِنْقَاذِهِ، وَمُجَرَّدُ قَتْلِهِ فِي وِلَايَتِهِ هُوَ مِمَّا يُنْعَى عَلَيْهِ أَبَدَ الدَّهْرِ، وَيُعَابُ عَلَيْهِ سَجِيْنَ اللَّيَالِي. وَالظَّاهِرُ أَن الحَنَابِلَةَ كَانَ لَهُمُ الجُهْدُ المَشْكُوْرُ، وَأَنَّ مِنْهُمْ الضَّحَايَا الكَرَيْمَةَ فِي ذلِكَ المَنْحَى السِّيَاسِيِّ الخَطِيْرِ"، مَجَلَّة المَجْمَعِ العِلْمِيِّ العِرَاقِيِّ (6/ 444) بَغْدَادَ (1959)، قُلْنَا:[القَائِلُ الدُّكْتُور بَشَّار]: هَذَا كَلَامُ مُؤَرِّخٍ، عَالِمٍ، مُنْصِفٍ، مُطَّلِعٍ عَلَى سِيَرِ العُلَمَاءِ، وَجِهَادِهِمْ فِي مُقَاوَمَةِ الكَافِرِيْنَ، وَالمَّطِلُع علَى سِيْرَةِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ وَمَوْقِفِهِ مِنَ الغَزْوَةِ الغَازَانِيَّةِ لِلْبِلَادِ الشَّامِيَّةِ، وَبَلَائِهِ وَبَلَاءِ أَصْحَابِهِ فِي وَقْعَة "شَقْحَبَ" يَعْلَمُ صِحَّةَ اسْتِنْتَاجِ العَلَّامَةِ الدُّكْتُوْرُ تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ".

(1)

في (ط): "سُلَيْمَان" فِي المَوْضِعَيْنِ، وَكَذَا فِي "الوَافِي بِالوَفَيَاتِ" وَغَيْرِهِمَا، ولَعَلَّهَا مُصَحَّحَةٌ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا.

(2)

428 - جَمَالُ الدِّينِ البَغْدَادِيُّ (585 - 670 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 298)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 411). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكمِلَةِ =

ص: 103

الحَرَّانِيُّ المَوْلدِ، الفَقِيْهُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. وَيُعْرَفُ بِـ"البَغْدَادِيُّ"

(1)

.

وُلِدَ فِي أَحَدِ الرَّبِيْعَيْنِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"حَرَّانَ". وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ القَادِرِ الحَافِظِ، وَحَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَغَيْرِهِمْ

(2)

، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيخِ المُوَفَّقِ، وَبَرَعَ، وَأَفْتَى، وَانْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَحَدَّثَ، وَرَوَى عَنْهُ طَائِفَةٌ، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ الخَبَّازِ

(3)

، وَكَانَ إِمَامًا بِحَلْقَةِ الحَنَابِلَةِ بِالجَامِعِ.

قَالَ الشَّيْخُ عِزَّ الدِّيْنِ: كَانَ مَوْصُوفًا بِالفَضلِ وَالدِّيْنِ، فَقِيْهًا، حَسَنًا، مَشْهُورًا. وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ. تُوُفِّيَ فِي رَابعَ عِشْرِي

(4)

شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ

= (ورقة: 177)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ وَرَقة: 20)، وَالمُقْتَفَى لِلبِرْزَاليِّ (1/ وَرَقَة: 28)، وَتَارِيْخُ الإسْلامِ (307)، وَالعِبَرُ (5/ 293)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 150)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 237)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 332)(7/ 578).

(1)

كَذَا فِي الأُصُولِ، وَفِي أَغْلَبِ المَصَادِرِ "البُغَيْدَادِيُّ" وَفِي الوَافِي بِالوَفَيَاتِ:"البُغَيْدَادِيُّ مُصَغَّرًا" وَفِي "صِلَةِ التَّكْمِلَةِ" لِلحُسَنِيِّ: "البَغْدَادِيُّ" هَكَذَا مُكَبَّرًا بِخَطِّ اليَدِ غَيْرَ مُقَيَّدٍ.

(2)

وَمِنْ شُيُوخِهِ: حَمَّادٌ الحَرَّانِيُّ، وَأبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَأبُو القَاسِمِ بْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالفَخْرُ بنُ تَيْمِيَّةَ.

(3)

مِنْهُمْ: الحَافِظُ الدِّمْيَاطيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ، وَأَبُو الحَسَنِ بْنُ العَطَّارِ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي الفَتْحِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ العَسْقَلَانِيُّ المُقْرِيءُ، وَالبُرْهَانُ الذَّهَبِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ. "وَكَانَ إِمَامًا، صَالِحًا، فَقِيْهًا، عَارِفًا بِالمَذْهَبِ، خَبِيرًا بِالفُتْيَا، حَسَنَ التَّعْلِيْمِ، مُتَوَاضِعًا".

(4)

في (ط): "عشر" وَفِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ" للذهَبِي: تُوُفِّيَ بِالبِيمَارِسْتَانَ بِـ"دِمَشقَ" فِي الرَّابعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَان.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (670 هـ):

698 -

أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أحمَدَ البَصْرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، كَذَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ =

ص: 104

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1/ وَرَقة: 32) وَقَالَ: تُوُفِّيَ بِـ"بَغْدَادَ"، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الإمَامِ أَحْمَدَ رضي الله عنه، رَوَى عَنْ ابْنِ القَطِيْعِيِّ، وَنَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الجِيْلِيِّ.

699 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُوْرٍ بْنِ سَعْدٍ المَرْدَاوِيُّ، كَذَا فِي المُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 27). وَذَكَرَ وَلَدَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ (ت: 708 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

700 -

وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّد بن يَلْدَقٍ الحَرَّانِيُّ، كَذَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 34). وَقَالَ: "رَوَى عَنِ الشَّيْخِ مُوَفقِ الدِّيْنِ، وَأَجَازَ لِيْ جَمِيع مَا يَرْوِيْهِ. رَوَى لَنَا عَنْهُ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ".

701 -

أمَةُّ الإِلَهِ زَيْنَبُ بِنْتُ الشَّيْخِ الإمَامِ عِمَادِ الدِّيْنِ أَبِي صَالحٍ نَصَرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِي. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 34).

702 -

الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَلِي بْنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَوْزِيِّ، أَبُو المُظَفِّرِ ابنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الفَرَجِ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ عَلِيًّا (ت: 630 هـ)، فِي تَرْجَمَةِ جَدِّهِ أَبِي الفَرَجِ، وَجَدُّهُ الإمَامُ الوَاعِظُ المَشْهُوْرُ (ت: 597 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ؛ عَلِيّ بنِ عَلِيٍّ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (629 هـ) وَسَيَأتِي اسْتِدْرَاكُ ابْنَيْ أَخِيْهِ؛ عَلِيَّ بن الحَسَنِ بْن عَلِيٍّ (ت: 675 هـ) وَمُحَمَّدُ بْنِ الحَسَنِ بن عَلِيٍّ (ت:؟) فِي سَنَةِ وَفَاةِ الأوَّلِ مِنْهُمَا لِجَهْلِ سَنَةِ وَفَاةِ الثَّانِي. أَخْبَارُ الحُسَيْنِ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 29)، قَالَ:"وَيُسَمَّى مُظَفرًا أَيْضًا. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِمَدِيْنَةِ "قُوْصَ". وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَامِ (305).

703 -

وَعَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، أبُو مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ، الصَّحْرَاوِيُّ، القُنْبَيْطِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبيُّ:"وَكَانَ مِنْ بَقَايَا المُسْنِدِينَ". أَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التكْمِلَةِ (وَرَقَة: 178)، وَمُعْجَمِ الدّمْيَاطِي (2/ 75)، وَالمُقْتَفَى للْبِرْزَالِيِّ (وَرَقَة: 29)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (308)، وَالعِبَرِ (5/ 293)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 82).

704 -

وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بنِ نَبأ، نُوْرُ الدِّيْنِ اليُوْنِينِيُّ، تَرْبِيَّة الشَّيخِ الفَقِيْهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ اليُونيِنِيِّ،

ص: 105

بـ"دمَشْقَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسيُوْنَ".

‌429 - مُحمَّد بْنُ عبد المُنْعِمِ

(1)

بْنِ عَمَّارِ بْنِ هَامِلِ بْنِ مَوْهُوْبٍ الحَرَّانِيُّ،

= رَبَّاهُ الشَّيْخ الفَقِيْهُ، وَزَوَّجَهُ بَنَاتَهُ الثَّلَاثَ، وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةِ، وَأَسْمَعَهُ الحَدِيْثَ .. ". أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (2/ 484) وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (وَرقَة: 27)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (310).

705 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُؤمنِ الصُّوْرِيُّ أَخْبَارهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 32) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (659 هـ).

705 -

وَيُوْسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانِ المَقْدِسِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلبرزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 30). وَلَمْ تَظْهَرْ بَقِيَّةُ تَرْجَمَتِهِ فِي الصُّوْرَةِ لِرَدَاءَةِ التَّصْوِيْرِ.

706 -

وَفِي حُدُوْدِ سَنَةِ (670 هـ) تُوُفِّيَ مُحِبُّ الدِّيْنِ أَبُو الفَرَجِ عِيْسَى بْنُ خَلِيْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المَوْصِلِيُّ، نَزِيْلُ "بَغْدَادَ" الفَقِيْهُ، المُقْرِيءُ، ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 25) وَقَالَ:"رُتَبَ فَقِيْهًا بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ" فِي الطَائِفَةِ الأحْمَدِيَّةِ [الحَنْبَلِيَّةِ]. وَهُوَ صَدِيْقِي وَصَاحِبِي، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَلَهُ شِعْرٌ مَطْبُوع

".

(1)

429 - ابْنُ هَامِلٍ الحَرَّانِيُّ (603 - 671 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 451)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 299)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 413). وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التكمِلَةِ (وَرَقَة: 182)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِي (1/ 43)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 44)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (3/ 25)، وَالعِبَرُ (5/ 296)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (76) والإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (280)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (365)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (213)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (3/ 1463)، وَدُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 174)، وَمِرآةُ الجِنَانِ (4/ 172)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 50)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 244)، وَالدَّارِسُ (2/ 112)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (1/ 141)، =

ص: 106

المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، نَزِيْلُ "دِمَشْقَ". وُلِدَ بِـ"حَرَّانَ" سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمَائَةَ وَسَمِعَ بِـ"بَغْدَادَ" مِنَ القَطِيْعِيِّ، وَابْنُ رُوْزبَةَ، وَالدَّاهِرِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ كَرَمٍ، وَنَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ القَاضِي، وَابنِ القَطِيْعِيِّ، وَالمُهَذَّبِ بْنِ قُنَيْدَةَ

(1)

، وَبِـ"دِمَشْقَ" مِنَ القَاضِي أَبي نَصْرٍ بنِ الشِّيْرَازِيِّ، وَمُكْرَمِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَالحُسَيْنِ بْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَابْنِ صَبَاحٍ وَغَيْرِهِمْ، وَبِـ"الإِسْكَنْدَرِيَّةِ" مِنْ الصَّفْرَاوِيِّ، وَجَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَابْنِ رَوَاحٍ

(2)

، وَبِـ"القَاهِرَةِ" مِنْ مُرْتَضى ابْنِ العَفِيْفِ، وَالعَلَمِ بْنِ الصَّابُوْنيِّ، وَغَيْرِهِمْ.

قَالَ الشَّرِيْفُ عِزُّ الدِّيْنِ: كَتَبَ بِخَطِّهِ، وَطَلَبَ بِنَفْسِهِ. وَكَانَ أَحَدَ المَعْرُوفِيْنَ بِالطَّلَبِ وَالإفَادَةِ، وَحَدَّثَ وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: عُنِيَ بِالحَدِيْثِ عِنَايَةً كُلِيَّةً، وَكَتَبَ الكَثيْرَ، وَتَعِبَ، وَحَصَّلَ. وأَسْمَعَ الحَدِيْثَ، وَتَأَلَّفَ النَّاسِ عَلَى رِوَايَتِهِ، وَفِيْهِ دِيْنٌ وَحُسْنُ عِشْرَةٍ، وَلَدَيْهِ

= وَالشَّذَرَاتُ (5/ 334)(7/ 583)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (40، 541)، وَسَمَاعَاتُهُ كَثيْرَةٌ جِدًّا. وَوَصَفَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ بِـ"الفَقِيْهِ، المُحَدِّثِ، رَفِيْقِنَا، سَمِعَ مَعَنَا عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخِنَا بِـ"حَلَبَ" وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ "ثَلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ" بِسَمَاعِهِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الوَقْتِ".

(1)

فِي (ط): "فهيده". وَإِنَّمَا "قُنَيْدَةُ" بِضَمِّ أَوَّلِهِ، وَفَتْحِ النُّوْنِ، وَسُكُوْنِ المُثَنَاةِ تَحْت، تَلِيْهَا دَالٌ مُهْمَلَةٌ مَفْتُوْحَةٌ، ثُمَّ هَاءٌ. وَهُوَ المُهَذَّبُ بْنُ عَلِى بْنِ أَبِي نَصْرِ بْن عَبْدِ اللهِ (ت: 626 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: سِيَرِ أَعْلَامِ النبلَاءِ (22/ 313) وَغَيره.

(2)

في (ط): "راح".

ص: 107

فَضِيْلَةٌ، وَمُذَاكَرَةٌ جَيِّدَةٌ. أَقَامَ بِـ"دِمَشْقَ" وَوَقَفَ كُتُبَهُ وَأَجْزَاءَهُ بِـ"الضِّيَائِيَّة"

(1)

.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ فَاضِلًا، كَثيْرَ الدِّيَانَةِ وَالتَّحَرِّي، أَحَدَ المَعْرُوْفِيْنَ بِالطَّلَبِ وَالإِفَادَةِ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الدِّمْيَاطِيِّ فِي حَقِّهِ: الإمَامُ الحَافِظُ. وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأكَابِرِ، كَأَبِي الحُسَيْنِ بْنِ اليُوْنيْنِيِّ، وَالحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ الخَبَّازِ، وابْنِ أَبِي الفَتْحِ، وَأَبِي الحَسَنِ بْنِ العَطَّارِ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الخَبَّازِ.

وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ ثَامِنِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"المَارِسْتَانِ الصَّغِيْرِ" بِـ"دِمَشْقَ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بسَفْحِ قَاسِيُونَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

430 -

وَفِي حَادِي عَشَرَ شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ فَخْرُ الدِّيْنِ

(2)

أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ القَاهِرِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ عَبْدِ الغَنيِّ

(3)

بْنِ الشَّيْخَ فَخْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ

(1)

خَطُّهُ عَلَى كَثيْرٍ مِنْ مَجَامِيْعِ الظَّاهِرِيَّةِ، وَكَثِيْرٌ مِنْهَا بِخَطِّهِ المُتَمَيِّزِ، يُرَاجَعُ: المَجْمُوع رَقم (1139)، وَرَقْمُ (1178)، وَيُرَاجَعُ مَشْيَخَة عَبْدِ الحقِّ بن خَلَف الحَنْبَلِيِّ المَعْرُوفَةِ بِـ"سُلُوكِ طَرِيْقِ السلَفِ

" تَخْرِيْجُ زكِيِّ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ البَرْزَالِيِّ، وَفِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ مَجْمُوع (10 (ق 111 - 117)، أَحَادِيْث وَعَوالِي وَغَيْرِهَا نُسْخَةٌ بِخَطِّ المُؤَلِّفِ، يَظْهَرُ أَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْهُ.

(2)

في مَجْمَع الآدَابِ: "مَجْدُ الدِّين".

(3)

430 - عَبْدُ القَاهِرِ بْنُ تَيْمِيَّة (612 - 671 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 300)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 413)، وَلَمْ يَذْكُرهُ ابْنُ مُفْلحٍ فِي "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ". وَيُرَاجَعُ: صِلَةُ التَّكْمِلَةِ (وَرَقَة: 182)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (3/ 58)، وَالمُقْتَفَى للبِرْزَالِيِّ (1/ 35) وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (3/ 16)، والوَافِي =

ص: 108

ابْنِ تَيْمِيَّةَ بِـ"دِمَشْقَ". وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ. وَكَانَ مَوْلدَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"حَرَّان". وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَحَدَّثَ بِـ"دِمَشْقَ". وَخَطَبَ بِجَامِعِ "حَرَّان".

‌431 - عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ

(1)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي سَعِيْدِ بْنِ وَضَّاحٍ الشَّهْرَابَانِيُّ،

ثُمَّ

= بِالوَفَيَاتِ (19/ 45)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 264)، وَطَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ لِلسُّبْكِيِّ (5/ 282)؟! وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 609)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 240)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (2/ 167)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 335) (7/ 583). وَالِدُهُ عَبْدُ الغنِيِّ (ت: 639 هـ)، وَجَدُّهُ الخَطِيْبُ فَخْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ (ت: 622 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَابْنُهُ: عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَبْدِ القَاهِرِ (ت: 720 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَابْنُهُ الآخِرُ: عَبْدُ الرَّحِيْمُ (ت: 689 هـ).

قَالَ البَرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ ورقة: 159): "وَكَانَ خَطِيْبَ "حَرَّانَ" وَبَيْتُهُ مَعْرُوْفٌ بِالفَضِيْلَةِ، وَالعِلْمِ، والحَدِيْثِ وَالتَّقَدُّمِ، وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ الشَّيْخِ فَخْرُ الدِّيْنِ، صَاحِبِ دِيْوَانِ الخُطَبِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِخَانِقَاهُ القَصْرِ ظَاهِرَ "دِمَشْقَ" وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ".

- وَذَكَرَ ابْنُ مُفْلحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 131)، يُوْسُفُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ بَدْر بْنِ بَكَّارٍ النَّابُلُسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشَقِيُّ، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي هَذهِ سَنَةَ (671 هـ) وَهَذَا لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُونَ فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة غَيْرَهُ؟! وَهُوَ مَذْكُوْرٌ فِي مَصَادِرِ مُخْتَلِفَةٍ وَنَسَبُوْهُ:"الشَّافِعِيَّ" ويَظْهَرُ أَنَّ هَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ؛ لِذَا لَمْ أَسْتَدْرِكْهُ وَلَزِمَ التَّنْبِيْهُ عَلَى ذلِكَ.

(1)

431 - ابْنُ وَضَّاحٍ الشَّهْرَابَانِيُّ (591 - 672 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 261)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 300)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 473). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (4/ 204)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 37)، وَالحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (412)، وَتَذْكِرَةُ الحُفاظِ (4/ 1463)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ =

ص: 109

البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، الكَاتِبُ، كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ -وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعِيْنَ- بِـ"شَهْرَابَانَ"

(1)

وَسَمِعَ بِهَا "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" مِنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَجْمٍ المَرْوَزِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، وَهُوَ ابْنُ أَخِي الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ

(2)

"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" وَكَانَا قَدْ سَمِعَاهُ مِن الفَرَاوِيِّ.

= (102)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (280)، وَمُنْتَخبُ المُخْتَار (153)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 221)، وَبُغْيَةُ الوُعَاه (2/ 200)، وَالشَّذَّرَاتُ (5/ 336) (7/ 587). قَالَ ابنُ الفُوَطِيِّ:"ذَكَرَهُ شَيْخُنَا ظَهِيْرُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الكَازَرُوْنِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" وَقَالَ: كَانَ شَيْخًا، مُنَوَّرَ الوَجْهِ، كَيِّسًا، طَيِّبَ الأخْلَاقِ، عَارِفًا بِمَذْهَبِ الإمَامِ أَحْمَدَ، وَبِالأَحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ

قُلْتُ: وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ، وَكَانَ صَدِيْقَ وَالِدِي، وَقَدْ رَأَيْتُهُ قُبَيْلَ الوَاقِعَةِ، وَتَرَدَّدْتُ إِلَيْهِ فِي خِدْمَةِ وَالِدِي -رَحِمَهُمَا اللهُ- وَكَتَبَ الكَثيْرَ بِخَطِّهِ الرَّائِقِ مِنَ الكُتُبِ المُطَوَّلَةِ وَالمُخْتَصَرَةِ".

وفي (ط): "الشَّهْرَايَانِي" وَفِي "تَارِيخِ الإسْلَامِ" تَحْقِيق الدُّكتور عُمَر عَبْدِ السَّلام تَدْمُرِي: "الشَّهرَابَابِي" وَالمُثْبِتُ هُوَ الصَّحِيْح، وَفِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (3/ 425) (شَهْرَابَانُ) بِالنُّونِ قَريَةٌ كَبِيْرَةٌ مِنْ نَوَاحِي "الخَالِصِ" فِي شَرْقي "بَغْدَادَ". أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: يُنْسَبُ إِلَيْهَا جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ. يُرَاجَعُ: ذَيْلُ تَارِيخُ بَغْدَادَ لابن النَّجَّارِ (4/ 275)، وَالحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (271)، وَمُعْجَمُ الآدَابِ (2/ 453، 4/ 668)

وَغَيْرُهَا.

(1)

في (ط): "شهريان".

(2)

المَرْوَزِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابنُ الجَوْزِيِّ فِي "مَشْيَخَتِهِ"(190)"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيُّ قَالَ: "قَدِمَ عَلَيْنَا سَنَةَ سِتِّين وَخَمْسِمَائَةَ. قَالَ: (أَنَا) أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَرَاوِيُّ

ثُمَّ قَالَ: "كَانَ للمَرْوَزِيِّ سَمْتُ المَشَايخِ، وَسَمِعْنَا عَلَيْهِ جَمِيع "صحِيْحِ مُسْلِمٍ" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. فَهَلْ هُوَ المَقْصُوْدُ هُنَا؟!

ص: 110

وَقَدِمَ "بَغْدَادَ" وَسَمِعَ بهَا مِنْ أَبَوَيْ الحَسَنِ: القَطِيْعِيِّ، وَابْنِ رُوْزبَةَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" عَنْ أَبي الوَقْتِ، وَمِنْ عُمَرَ بْنَ كَرَمٍ "جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ" وَمِنْ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ القَطِيْعيِّ "سُنَنَ الدَّارقُطْنِيِّ" وَسَمِعَ مِنَ القَاضِي أَبي صَالِحٍ، وَأِبي حَفْصٍ السَّهْرَوَرْدِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ الكَاشْغَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.

وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ العَارِفِ عَلِيِّ بْنِ إِدْرِيْسَ البَعْقُوْبِيِّ

(1)

، وَلَبِسَ مِنْهُ الخَرْقَةَ، وَانْتَفَعَ بِهِ، وَسَمِعَ بِـ"إِرْبِلَ" وَغَيْرِهَا وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الحَسَنِ، وَسَمِعَ الكُتُبَ الكِبَارَ وَاشتَغَلَ بِالعِلْمِ بِـ"بَغْدَادَ" وَتَفَقَّهَ وَبرِعَ فِي العَرَبِيَّةِ، وَشَارَكَ فِي فُنُونٍ مِنَ العِلْمِ، وَصَحِبَ الصَّالِحِيْنَ، وَكَانَ صَدِيْقًا لِلْشَّيْخِ يَحْيَى الصَّرْصَرِيِّ

(2)

.

قَالَ شَيْخُنَا بِالإجَازَةِ، الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الحَقِّ: كَانَ شَيْخًا صَالِحًا، مُنَوِّرَ الوَجْهِ، كَيِّسًا طَيِّبَ الأَخْلَاقِ، سَمْحَ النَّفْسِ، صَحبَ

(1)

عَلِيُّ بنُ أَبي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ (ت: 619 هـ). حَنْبَلِيٌّ تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ في مَوْضِعِهِ.

(2)

قَالَ فِي إِحْدَى مَدَائِحِهِ النَّبَوِيَّةِ، دِيْوَانِهِ (89).

وَأَنْجِدْ عَلِيَّ بْنَ وَضَّاحٍ الْـ

ـــمُهَدَّدَ فِي دِيْنِكَ المُزَعَجَا

عَلَى أَنَّهُ صَابِرٌ وَاثِقٌ

بِنَصرِكَ فِي كُلِّ خَطْبٍ نَجَا

يَرَى نَصْرَ سُنَّتِكَ المُرْتَضَا

ةِ فَرْضًا عَلَيْهِ وَلَوْ ضُرِّجَا

تَعَرَّضَ بَغْيًا لَهُ المُرْجِئُـ

ـــوْنَ وَأَبْدَوا مِنَ الجَهْلِ أُنْمُوْذَجَا

فَقَامَ بِحَقٍّ وَلَمْ يَحْتَفِلْ

بِمَنْ فِيْهِمُوا فِيْهِ قَدْ أُرْهِجَا

فكُنْ جَارَهُ مِنْ لِئَامِ الأنَا

مِ وَأَحْسِنْ لَهُ مِنْهُمُ المَخْرَجَا

ص: 111

المَشَايِخَ وَالصَّالِحِيْنَ، وَكَانَ عَالِمًا بِالفِقْهِ، وَالفَرَائِضِ، وَالأحَادِيْثِ، وَرُتِّبَ عَقِبَ الوَاقِعَةِ مُدَرِّسًا بِـ"المَدْرَسَةِ المُجَاهِدِيَّةِ"، وَاسْتَمَرَّ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ.

وَهُوَ أَحَدُ المُكْثِرِيْنَ فِي الرِّوَايَةِ، فَإِنَّهُ سَمِعَ الكَثيْرَ مِنَ الكُتُبِ الكِبَارِ وَالأَجْزَاءِ، بِقِرَاءَتِهِ وَقِرَاءَةِ غَيْرِهِ، وَخَرَّجَ وَصَنَّفَ مُصَنَّفَاتٍ، وَمِنْ مُصَنَّفَاتِهِ: كِتَابُ "الدَّلِيْل الوَاضِحِ فِي اقْتِفَاءِ نَهْجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ" وَكِتَابُ "الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الإِلْحَادِ" وَغَيْرُ ذلِكَ. وَلَهُ إِجَازَاتٌ مِنْ جَمَاعَةٍ كَثيْرِيْنَ، مِنْهُمْ مِنْ "دِمَشْق" الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بنُ قُدَامَةَ، وَأَبُو

(1)

مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الصَّلَاحِ وَغَيْرُهُمَا.

قُلْتُ: وَلَهُ أَجْزَاءٌ فِي "مَدْحِ العُلَمَاءِ وَذَمِّ الأغْنِيَاءِ، والفَرْقُ بَيْنَ أَحْوَالِ الصَّالِحِيْنَ وَأَحْوَالِ الإِبَاحِيَّةِ أَكَلَةِ الدُّنْيَا بِالدِّيْنِ" سَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو الحَسَنِ عَلَيُّ ابْنُ مُحَمَّدٍ البَنْدَنِيْجِيُّ

(2)

نَزِيْلُ "دِمَشْقَ". وَلَهُ "جُزْءٌ فِي أَنَّ الإيْمَانَ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ" كَتَبَهُ جَوَابًا عَنْ سُؤَالٍ

(3)

فِيْمَنَ حَلَفَ بِالطَّلَاقِ عَلَى نَفْيِ ذلِكَ، فَأَفْتَى بِوُقُوعِ

(1)

فِي (ط): "وَأَبي

".

(2)

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَمْدُودِ بْنِ جَامِعٍ البَنْدَنِيْجِيُّ البَغْدَادِيُّ (ت: 736 هـ) كَمَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 108).

(3)

الحَوَادِثُ الجَامِعَةِ (287) قَالَ مُؤَلِّفُهُ -فِي حَوَادِثِ سَنَةِ سَبع وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ- "وَفِيْهَا كَتَبَ إِنْسَانٌ فُتْيًا، مَضْمُونُهَا: هَلِ الإيْمَانِ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ أَمْ لَا؟ وَعُرِضَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ فَلَمْ يَكْتُبُوا فِيْهَا، فَكَتَبَ فِيْهَا ابْنُ وَضَّاحٍ الحَنْبَلِيُّ، وَعبْدُ العَزِيْزِ القُحَيْطِيُّ، وَبَالِغًا فِي ذَمِّ مَنْ يَقُوْلُ إِنَّ الإيْمَانَ لَا يَزِيْدُ وَلَا يَنْقُصُ، ثُمَّ سُلِّمَتْ إِلَى فَقِيْهٍ حَنْبَلِيٍّ فَحَبَسَهَا عِنْدَهُ فَلَمْ يَكْتُبْ فِيْهَا، فَانْتَهَى حَدِيْثُهَا إِلَى الدِّيْوَانِ، وَتأَلَّمَ الحَنَفِيَّةُ مِنْ ذلِكَ وَقَالُوا: هَذَا يُعَرِّضُ بِذَمِّ أَبِي حَنِيْفَةَ، فَتُقُدِّمَ بِإِخْرَاجِ ابْنِ وَضَّاحٍ مِنَ "المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ" =

ص: 112

طَلَاقِهِ، وَبَسَطَ الكَلَامَ علَى المَسْأَلَةِ، وَذلِكَ فِي زَمَنِ المُسْتَعْصِمِ، وَقَدْ أُوْذِيَ بِسَبَبِ ذلِكَ، هُوَ وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ العَزِيْزِ القُحَيْطِيِّ، منْ "بَغْدَادَ" فَإنَّهُ وَافَقَ عَلَى هَذَا الجَوَابِ، وَأَخْرَجَ الشَّيْخُ مِنَ المَدْرَسَةِ الَّتِي كَانَ مُقِيْمًا بِهَا، وَأُخْرِجَ القُحَيْطِيُّ مِنْ "بَغْدَادَ" وَبِذلِك تَحَقَّقَ قُوَّةُ إِيْمَانِهِمَا، وَكَوْنِهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ خُلَفَاءِ الرُّسُلِ فِي وَقْتِهِمَا.

وَحَدَّثَ الشَّيْخُ بِالكَثيْرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ حُصَيْنٍ

= وَنَفْيِ ابْنِ القُحَيْطِيِّ مِنْ "بَغْدَادَ" فَحُمِلَ إِلَى "الحَدِيْثَةِ" وَأُلْزِمَ المَقَامَ بِهَا".

708 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ القُحَيْطِيُّ هَذَا لَمْ أَقِفْ علَى أَخْبَارِهِ، وَوَرَدَ ذِكْرُهُ اسْتِطرَادًا فِي مَجْمَعِ الآدَابِ لابْنِ الفُوْطِي (1/ 195) فِي تَرْجَمَةِ عِزِّ الدِّينِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الدَّقُوْقِيِّ الفَقِيْهِ. قَالَ: سَمِعَ "جُزْءَ السُّبَاعِيِّ وَالثُّمَانِيِّ" الَّذِي خَرَّجَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ مُحَمَّدٍ القُحَيْطِيِّ، مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ المُوَفَّقِ الخَازِنِ عَنْ شُيُوْخِهِ، عَلَى شَيْخِنَا العَدْلِ، الثِّقَةِ، الأمِيْنِ، رَشِيْدِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ المُقْرِيءُ بِقِرَاءَةِ الشَّيْخِ صَدْرِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الكَسَّارِ، فِي جَمَاعَةٍ بِـ"المَدْرَسَةِ المُجَاهِدِيَّةِ" سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةِ. ابْنُ الكُسَّارِ هَذَا حنْبَلِيٌّ (ت: 698 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَ"المَدْرَسَةُ المُجَاهِدِيَّةُ" مِنْ مَدَارِسِ الحَنَابِلَةِ بِـ"بَغْدَادَ".

كَمَا وَرَدَ ذِكْرُ (القُحَيْطِيُّ) اسْتِطرَادًا أَيْضًا فِي مَجْمَعِ الآدَابِ لابن الفُوْطِيِّ (5/ 10) فِي تَرْجَمَةِ مُحِبِّ الدِّينِ، أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرِ بْنِ مَكَيِّ بْنِ جَعْفَرٍ المَوْصِلِيِّ، الفَقِيْهِ قَالَ: حَدَّثَ عَنْ

الشَّيخ تَقِيِّ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُبَارَكِ القُحَيْطِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ السَّيِّدِي

". وَالقُحَيْطِيُّ هَذَا مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

ص: 113

الفَخْرِيُّ، وَالحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"

(1)

وَأَبُو الحَسَنِ البَنْدَنِيْجِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ الجَعْبَرِيُّ، المُقرِيءُ، وَأَبُو الثَّنَاءِ الدَّقُوْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنِ عَكْبَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ المُؤَذِّنِ الوَرَّاقِ، وَرَوَى عَنْهُ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ حُضُوْرًا فِي الرَّابِعَةِ منْهُ كِتَابَ (النِّكَاحِ) بِكَمَالِهِ.

وَتُوُفِّيَ رحمه الله لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ثَالِثَ صَفَرٍ، سَنةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، كَذَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ "بَغْدَادَ" مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ، وَهُوَ أَصَحُّ مِمَّا قَالَهُ الذَّهَبِيُّ: إِنَّهُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ

(2)

. وَأَبْعَدُ مِنْ ذلكَ مَا قَالَ

(1)

لَمْ يَرِدْ فِي نُسْخَتِي المُصَوَّرَةِ مِنْ "مُعْجَمِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ" لِوُجُودِ خَرْمٍ فِيْهَا؟!

(2)

قَالَ الدُّكْتُورُ بَشَّار عَوَّاد فِي هَامِش "الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ"(412): هكَذَا جَزَمَ بِأَنَّ الذَّهَبِيَّ قَالَ بِوَفَاتِهِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ، وَفِيْهِ نَظَرٌ، نَعَمْ تَرْجَمَ لَه الذَّهَبِيُّ أَوَّلًا فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (671 هـ) الوَرَقَة (5) لكِنَّهُ تَرْجَمَهُ بَعْدَ ذلِكَ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (672 هـ) مُسْتَدْرِكًا علَى تِلْكَ التَّرْجَمَةِ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحِ، الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّينِ الشَّهْرَابَانِيُّ، الفَقِيهُ، الحَنْبَلِيُّ، المُحَدِّثُ. تُوُفِّيَ فِي ثَانِي صَفَرِ وَيُقَالُ فِيْهَا (كَذَا؟) وَيُقَالُ سَنَةَ إِحْدَى، وَقَدْ مَرَّ فِي العَامِ المَاضِي. وَالصَّوَابُ هُنَا، وَكَذَا قَالَ الكَازَرُوْنِيُّ أَنَّهُ مَاتَ فِي ثَالِثِ صفَرٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ. وَقَالَ: فَاجْتَمَعَ عَالِمٌ لَا يُحْصَوْنَ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ

" (الوَرَقَة: 12) مِنْ مُجَلَّدِ أَيا صُوْفِيَا (3014) بِخَطِّهِ فَكَأَنَّ ابْنَ رَجَبٍ مَا وَقَفَ عَلَى هَذِهِ التَّرْجَمَةِ المُسْتَدْرَكَةِ".

يَقُولُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ -عَفَا اللهُ عَنهْ"-: لَمْ يَرِدْ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" المَطْبُوعِ بِتَحْقِيْقِ الدُّكْتُور عُمَرَ عَبْدِ السَّلَامِ تَدْمُرِي إِلَّا فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (672 هـ) لَا غَيْرُ، وَلَمْ يَرِدْ فِي غَيْرِهَا، وَهَذَا مَعَ مَا تَقَدَّمَ يَدُلُّ عَلَى خَلَلٍ =

ص: 114

الدِّمْيَاطِيِّ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ، وَهَذَا قَالَهُ بِالظَّنِّ وَالتَّقْرِيْبِ لِبُعْدِ البِلَادِ، وَعَدَمِ مَنْ يُرَاجِعُهُ فِي تَحْقِيْقِ ذلِكَ.

قَالَ شَيْخُنَا صَفِيُّ الدِّيْنِ: وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ إِحْدَى الجَنَائِزِ المَشْهُورَةِ، اجْتَمَعَ لَهَا عَالِمٌ لَا يُحْصَى، وَغُلِّقَتْ الأسْوَاقُ يَوْمَئِذٍ، وَشُدَّ تَابُوْتُهُ بِالحِبَالِ، وَحَمَلَهُ النَّاسُ علَى أَيْدِيْهِمْ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِالمَحَالِّ البَرَّانِيَّةِ، ودُفِنَ بِحَضْرَةِ قَبْرِ الإمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رضي الله عنه، مُقَابِلُ رِجْلَيْهِ.

‌432 - عَلِيُّ بْنُ عُثْمَان

(1)

بْنِ عَبْدِ القَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ بْنِ الوُجُوْهِيِّ البَغْدَادِيُّ المُقْرِيءُ، الصُّوْفِيُّ، الزَّاهِدُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ،

أَحَدُ أَعْيَانِ أَهْلِ "بَغْدَادَ" فِي زَمَنِهِ.

وُلِدَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَقَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ علَى

= ظَاهِرٍ فِي تَحْقِيْقِ الكِتَابِ، وَنَقْصٍ بَيِّنٍ فِي تَرَاجِمِهِ، مِمَّا لَا يُعْقَلُ مَعَهُ أَنَّ الخَلَلَ مِنَ المُؤَلِّفِ الحَافِظِ الذَّهَبِى رحمه الله. وَفِي "المُنْتَخِب المُخْتَارُ" قَالَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ أَوْ (674 هـ) بـ"بَغْدَادَ" وَقَالَ البِرْزَالِيُّ فِي ثَانِي صَفَرٍ سَنَةَ (671 هـ) وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي اللَّيْلَةِ المُسْفِرَةِ عَنِ الجُمُعَةِ الثَّانِي مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ (672 هـ) بِـ"بَغْدَادَ" وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الإمَامِ أَحْمَدَ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُوْدًا".

(1)

432 - ابْنُ الوُجُوْهِيِّ الزَّاهِدِ (582 - 672 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُختَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 239)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 301)، وَمُختَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 414). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 39)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (96)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (21/ 299)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 556)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 337)(7/ 588).

ص: 115

الفَخْرِ المَوْصِلي، صَاحِب ابن سَعْدُوْنَ القُرْطُبِي، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنِ ابْنِ رُوْزبَةَ، وَالسَّهْرَوَرْدِيِّ وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ بَصِيْرًا بِالقُرْآنِ، مُتَحَقَقًا بِالأدَاءِ، دَيِّنًا، خَيِّرًا، صالِحًا، وَعُيِّنَ خَازِنًا بِدَارِ الوَزِيْرِ زَمَنَ الخَلِيْفَةِ، ثِقَةً بِدِيْنهِ، وَشَهِدَ فِي ذلِكَ العَهْدِ. وَكَانَ شَيْخَ رِبَاطِ ابْنِ الأثِيْرِ وَلهُ كِتَابُ "بُلْغَةِ المُسْتَفِيْدِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ"

(1)

قَرَأَهُ عَلَيْهِ ابْنُ خَيْرُوْنَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّبْعِ إِبْرَاهِيْمَ الجَعْبَرِيُّ، وَقَالَ: امْتَنَعَ مِنْ كِتَابَةِ الإجَازةِ لِي لِحُضُوْرِيْ سَمَاعَاتِ الفُقَرَاءِ، وَكَانَ يُنْكِرُ ذلكَ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ خَرُوفٍ المَوْصِلِيُّ، وَشُيُوْخِنَا بِالإِجَازَةِ نَجِيْبُ الدِّيْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرِّفَاعِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الكُوْفِيِّ الهَاشِمِيُّ الوَاعِظُ وَغَيْرُهُمْ.

وَتُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ جُمَادَى الأُوْلى سَنَةَ اثْنَتَيْنَ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ" وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ حَرْبٍ".

أَنْبَأَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الظَّهِيْرِ بْنِ الكَازَرُوْنِيِّ، قَالَ: حَكَى لِي الشَّيْخُ رَشِيْدُ الدِّيْنِ بْنُ أَبِي القَاسِمِ: أَنَّ العَدْلَ مُحِبَّ الدِّينِ مُصَدَّقًا

(2)

حَدَّثَهُ، قَال: رَأَيْتُ ابْنَ الوُجُوْهِيِّ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بكَ؟ فَقَالَ: نَزَلَا عَلَيَّ، وَأَجْلَسَانِي وَسَأَلَانِي فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِ ابْنِ الوُجُوهِيِّ يُقَالُ ذَلِكَ؟! فَأَضْجَعَانِي وَمَضيَا، رحمه الله.

(1)

مِنْهُ نُسْخَةٌ فِي مَكْتبَةِ الأوْقَافِ بِـ"بَغْدَادَ" رَقم (11/ 5437)(مَجَامِيع) وَلَهُ نُسَخٌ أُخْرَى لَا تَحْضُرنِي الآن.

(2)

فِي (ط): "مُصَدَّقٌ" وَمُصَدَّقٌ لَقَبُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ البَغْدَادِيُّ، مُحِبُّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ (ت: 677 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 116

433 -

وَفِي سَابعَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْن أَيْضًا: تُوُفِّيَ الشَّيْخُ سَيَفُ الدِّينِ بْنُ النَّاصِحِ

(1)

عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ نَجْمٍ الحَنْبَلِيُّ.

(1)

420 - سَيْفُ الدِّيْنِ بْنُ الحَنْبَلِيِّ (592 - 672 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُختَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 79)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 100)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 302)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 414). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّميَاطِيِّ (وَرَقَة: 2/ 195)، وَالمُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 42)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (119)، وَالعِبَرُ (5/ 300)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (280)، وَالمُعِينُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (214)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1491)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 303)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 777)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 340)، (7/ 598). وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (631) وَاسْمُهُ يَحْيىَ تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَبِيْهِ عَبْدِ الرَّحمَنِ (ت: 634 هـ) وَجَدِّهِ نَجْمٍ (ت: 586 هـ) وَأَبِي جَدِّهِ عبْدِ الوَهَّابِ (ت: 536 هـ). وَجَدِّ جَدِّهِ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 486 هـ) وَابْنُهُ يُوْسُفُ بنَ يَحْيىَ (ت: 751 هـ) لَمْ يَذْكُرهُ المُؤَلِّفُ، وَهُوَ مِن شُيُوْخِهِ كمَا تَرَى، وَإِخْوَتُهُ:"إبراهِيْمُ"، وَ"عَبْدُ الرَّحمَنِ"، وَ"عبْدُ العَزِيْزِ"، وَ"مُحَمَّدٌ" لَهُمْ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (643) وَلا أَدْرِي كَيْفَ لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ اسْمَهُ، وَهُوَ يَعْرِفُهُ بِكُلِّ تأْكِيدٍ؛ لِشُهْرَةِ أُسْرَتِهِ بِـ"دِمَشْقَ" آنِذَاكَ، وَلأنَّ المُؤَلِّفَ تِلْمِيْذُ وَلَدِهِ "يُوْسُفَ"، وَهَاهُوَ ذَا يَقوْلُ: "حَدَّثنا عَنْهُ ابْنُهُ شَمْسُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ

" فَلَعَلَّهُ اشْتُهِرَ بِلَقَبِهِ. قَالَ البِرْزَالِيُّ: "وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ مِنْ أَصْحَابِ الخُشُوعِيِّ سَمَاعًا، وَأَجَازَ لِي جَمِيعَ مَا يَرْوِيْهِ. وَرَوَى لَنَا عَنْهُ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّبْنِ الفَزَارِيُّ وَأَخُوْهُ، وَجَمَاعَةٌ".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (672 هـ):

709 -

عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ هِبَةِ اللهِ، نَجِيْبُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ بْنُ الصَّيْقَلِ النُّمَيْرِيُّ، الحَرَّانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، التَّاجِرُ، السَّفَّارُ، مُسْنِدُ الدِّيَارِ =

ص: 117

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المِصْرِيَّةِ، صَاحِبُ "المَشْيَخَةِ" المَشْهُوْرَةِ، الإِمَامُ، الوَاعِظُ المَشْهُورُ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ "عَبْدَ المُنْعِمِ بْنَ عَلِيٍّ" (ت: 601 هـ) فِي مَوْضِعِهِ وَأَخَلَّ المُؤَلِّفُ بِعَدَمِ ذِكْرِ ابْنِهِ هَذَا -مَعَ شُهْرَته وَتَمَيُّزِه- وَلَا عُذْرَ لِلْمُؤَلِّفِ فِي ذلِكَ كَمَا أَنَّ المُؤَلِّفَ -ابْنَ رَجَبٍ رحمه الله أَخَلَّ بِعَدَمِ ذِكْرِ أَخِيْهِ "عَبْدِ العَزِيْزِ"(ت: 686 هـ) وَهُوَ أَيْضًا مِنْ كِبَارِ المُسْنِدِيْنَ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

- أَمَّا "عَبْدُ اللَّطِيْفِ" فَذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأحْمَدِ (5/ 140)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 549)، وَأَخْطَأَ فِي ذِكْرِ وَفَاتِهِ فَجَعَلَهَا سَنَةَ (772 هـ) وَأَخَّرَهُ عَنْ طَبَقَتِهِ نَتِيْجَةً لِهَذَا. وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ مُفْلحٍ فِي "المَقْصَدِ الأرْشَد" وَاسْتَدْرَكَه ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ بِخَطِّهِ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (195)، عَنْ "حُسْنِ المُحَاضَرَة" لِلْسُيُّوطِيِّ، وَذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ فِي حُسْنِ المُحَاضَرَةِ (1/ 382). وَأَخْبَارُهُ فِي: صِلَةِ التَّكْمِلَةِ وَرَقَة (207)، وَمَشْيَخَة ابْنِ جَمَاعَةٍ (1/ 92، 352)، وَمُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ وَرَقَة: 63)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 35)، وَذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (2/ 50)، وَتَارِيْخِ ابْنِ رَسُولٍ: "نُزْهَةِ العيُونِ

"، وَهُوَ فِي دُرَّةِ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 25)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1491)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (98)، وَالعِبَرِ (5/ 298)، وَمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (117)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 148)، وَالسُّلُوْكِ (1/ 2/ 614)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (1/ 428)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (7/ 244)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 366) (7/ 586)، وَفَهْرَسِ الفَهَارِس (2/ 615، 625)، وَالرِّسَالَةِ المُسْتَطْرَفَةِ (100). وَلَهُ مِنَ الأوْلَادِ وَالحَفَدَةِ: عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت: 691 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَيُوْسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيفِ (ت:؟) وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الآتِي. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت:؟)، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت:؟)، ذَكَرَهُمَا الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي "فِهْرِسْتِهِ". وَحَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت: 769 هـ) ذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" (3/ 1104). =

ص: 118

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= - وَمِنْ ذَوِي قَرَابَةِ النَّجِيْبِ الحَرَّانِيِّ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عُمَرَ بْن يَلْدَقٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ الصَّيْقَلِ الحَرَّانِيُّ (ت: 713 هـ). ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ 205)، وَنَصَّ أَنَّهُ مِنْ قَرَابَتِهِ. وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

710 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُؤمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ الصُّوْرِيِّ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 42)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهَا فِي وَفَيَاتِ (667 هـ).

وَلَمْ يَذْكر المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (673 هـ) أحَدًا، وَفِيْهَا:

711 -

وَأَبُو بكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بكْرِ بن عَبْدِ الوَاسِعِ بْنِ عَلِيٍّ العَجَمِيُّ الهَرَوِيُّ الأصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمهِ (2/ وَرَقَة: 223)، وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 47)، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ أُخْتُهُ سِتِّ العَجَمِ (ت: 671 هـ). وَابْنُ أَخِيْهِ -فِيْمَا يَظْهَر-: عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الوَاسِعِ

(ت: 703 هـ) نَذَكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

712 -

وإِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بلْدَقٍ الحَرَّانِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 44) وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (125). قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "حَدَّثَ عَنِ الشَّيْخَ المُوَفَّقِ، ذَكَرَهُ ابن الدِّمْيَاطِيِّ

" أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: لَمْ أَجِدْهُ فِي مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ.

713 -

وزُهَيْرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُهَيْرٍ بنِ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الزُّرَعِيُّ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الفَقِيْهُ، الحَنْبَلِيُّ، مِنْ تَلَامِيْذِ الشَّيخِ المُوَفَّقِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 49)، والحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (129)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1468)، وَتَوْضِيْحُ المُشْتَبَهِ (4/ 288). وَأَخُوُهُ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُهَيْرٍ الزُّرَعِيُّ (ت: 732 هـ) وَابْنُ أَخِيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحمَدَ بْنِ عُمَرَ (ت:؟) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا.

714 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ نَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الجِيْلِيُّ، بِنْتُ أَبِي صَالِحٍ القَاضِي المَشْهُورُ مِنْ (آلِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلَانِيِّ). أَخْبَارُهُا فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (130). =

ص: 119

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 715 - وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَبُو عِيْسَى بن عَلَّاقٍ الأنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المِصْرِيُّ الزَّازُ الحَنْبَلِيَّ المُحَدِّثُ، يُعْرَفُ بِـ"ابنِ الحُجَّاجِ" بِضَمِّ الحَاءِ المُهْمَلَةِ، وَتَشْدِيْدِ الجِيْمِ. مُحَدِّثٌ، مُكْثِرٌ، مَشْهُوْرٌ. نَصَّ عَلَى حَنْبَلِيَّتِهِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمَهِ"، وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي "المُقْتَفَى" وَ"مَشْيَخَةِ بَدْرِ الدِّيْنِ ابنِ جَمَاعَةَ" مِنْ تَخْرِيْجِهِ وَغَيْرِهِمَا. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَكَانَ شَيْخًا حَسَنًا، صَحِيْحَ السَّمَاعِ، عَالِيَ الإِسْنَادِ" لَهُ "مَشْيَخَةٌ" خَرَّجَهَا لَهُ يُوْسُفُ بنُ يَحْيىَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَنْبَلِيُّ (ت: 751 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 227). وَأَخْبَارُهُ كَثيْرَةٌ تَجِدْهَا فِي: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِي (1/ ورقة: 251)، وَالمُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 37)، وَمَشْيَخَةِ ابنِ جَمَاعَةِ (1/ 263)، وَتَارِيْخِ الإِسْلامِ (94)، وَالعِبَرِ (5/ 299)، وَالإعْلامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (280)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (365)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (213)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1491)، وَدُوَلِ الإِسْلامِ (2/ 174)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 301)، وَالتَّوْضِيْحِ (3/ 125)، وَالتَّبْصِيْرِ (1/ 415)، وَذَيْلِ مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ لابنِ رَافِعٍ (1/ 382)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 338). وَفِي "مَشْيَخَةِ ابنِ جَمَاعَةَ" وَ"تَارِيْخِ الإِسْلامٍ" تَحْقِيْقِ الدُّكْتُور عُمَر عَبْد السَّلامِ تَدمُرِي:"البُخَارِيّ" وَإِنَّمَا هُوَ "النَّجَّارِيُّ" نِسْبَةً إِلى بَنِي النَّجَّارِ حَيٌّ مِنَ الأنْصَارِ، فَهُوَ أَنْصَارِيٌّ نَجَّارِيٌّ، وَهُوَ شَامِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ مِصرِيٌّ. نَصَّ عَلَى ذلِكَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمَهِ" وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمَ، وَحُرِّفَتْ "ابنُ عَلَّاقٍ" فِي كَثيْرٍ مِنَ المَصادِرِ.

716 -

وعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، فَخْرُ الدِّيْنِ المَعْرُوفُ بِـ"العَجَمِيِّ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 50) قَالَ:"وَفِي يَوْمِ الاِثْنَيْنِ الثَّامِنِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ تُوُفِّيَ فَخْرُ الدِّينِ، وَكَانَ حَنْبَلِيًّا، يُصَلِّي فِي المِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ بِالجَامِعِ بِـ"دِمَشْقَ". =

ص: 120

وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِمَائَةَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِالسَّمَاعِ عَنِ الخُشُوْعِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ حَنْبَلٍ، وابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَالكِنْدِيِّ، وَغَيْرِهِمْ بِـ"دِمَشْقَ" وَ"المَوْصِلِ"، وَ"بَغْدَادَ" وَحَدَّثَ بِـ"مِصْرَ" وَ"دِمَشْقَ". وَسَمِعَ مِنْهُ العَلَّامَةُ تَاجُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ، وَأَخُوهُ الخَطِيْبُ شَرَفُ الدِّيْنِ، وَالحَافِظُ الدِّمْيَاطيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" وَابْنُ العَطَّارِ، وَابْنُ أَبِي الفَتْحِ، وَالشِّهَابُ مَحْمُوْدٌ كَاتِبُ السِّرِّ، وَغَيْرُهُمْ. وَحَدَّثَّنَا عَنْهُ ابنُهُ شَمْسُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ مُدَرِّسُ

= وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ الفُوْطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ"؟!.

(تنبيه) ذَكَرْتُ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ:

- نَصْرُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ حَوَارِيِّ التَّنُوْخِيِّ، شَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ شُقَيْرٍ اسْتَدْرَكْتُهُ فِي حَاشِيَةِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 414) عَنِ الشَّذَرَاتِ (5/ 341)، وَهُوَ حَنَفِيُّ المَذْهَبِ كَمَا نَصَّ عَلَى ذلِكَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ، وَالحَافِظُ البَرْزَالِيُّ وَغَيرُهُمَا، وَلَهُ أَخٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ لَعَلَّهُ حَنَفِيُّ المَذْهَبِ كَأَخِيهِ أَيْضًا.

وَيُذكَرُ هُنَا:

- إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بنِ المَنْصُورِ بْنِ الحُسْنِ، الآمِدِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المَعْرُوْفُ بِـ"ابْنِ التِّيْتيِّ" الصَّاحِبُ، العَالِمُ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفِدَاءِ الشَّيْبَانِيُّ، صَاحِبُ "تَارِيخِ آمِدَ". ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في تَرْجَمَةِ ابْنِهِ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 704 هـ) الآتي وَمَحَلُّهُ هُنَا. أَخْبَارُهُ فِي: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 153) وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 48)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1468)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (125)، والوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 88)، وَتَكْمِلَةِ إِكْمَالِ الإكْمَال (41)، وَالتَّوْضِيْحِ (2/ 67). وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 704 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 121

"الصَّاحِبِيَّةِ" بِـ"جُزْءِ ابْنِ زَبْرٍ" الصَّغِيْرِ

(1)

كَانَ حَضَرَهُ عَلى أَبيْهِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ الخَبَّازِ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيِّ.

‌434 - عَلِيُّ بْنُ أَبي غالِبٍ بْنِ علِيِّ بنِ غَيْلَانَ

(2)

، البَغْدَادِيُّ، الأزَجِيُّ القَطِيْعِيُّ، الفَرَضِيُّ، المُعَدَّلُ، مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ.

وُلِدِ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسُتِّمَائَةَ، وَسَمِعَ منْ ابْنِ اللَّتِّيِّ

(3)

وَغَيْرِهِ، وَأَجَازَ لَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَتَفَقَّهَ، وَقَرَأَ الفَرَائضَ، وَشَهِدَ عنْدَ القَاضِي أَبِي الفَضْلِ بنِ اللَّمْغَانِيِّ، وَكَان مِنْ أَعْيَانِ العُدُوْلِ، وَكَانَ خَيِّرًا، كَثِيْرَ التِّلَاوَةِ، حَدَّثَ، وَأَجَازَ لِشَيْخَيْنَا

(4)

صَفِيِّ الدِّيْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ، وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ.

(1)

ابنُ زَبْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَبِيْعَةَ البَغْدَادِيُّ، قَاضِي "دِمَشْقَ" (ت: 329 هـ) ضَعَّفَهُ أَهْلُ الحَدِيْثِ، لَهُ جُزْءَانِ؛ كَبِيْرٌ وَصَغِيْرٌ، لَمْ أَقِفْ عَلَى أَيٍّ مِنْهُمَا. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ بَغْدَادَ (9/ 386)، وَسِيْرِ أَعلامِ النُّبلاءِ (15/ 315). لَهُ كتابٌ مَشْهُوْرٌ فِي الوَفَياتِ مَطْبُوعٌ.

(2)

434 - ابنُ غَيْلَانَ الأزَجِيُّ (603 - 674 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 80)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 250)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 303)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 415). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (5/ 632، 635)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 48)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 342) (7/ 598). وَفِي "مَجْمَعِ الآدَابِ": "عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي غَالبِ

".

(3)

في (ط): "ابن المَنِّيِّ"، والصَّحِيْحُ هُوَ المُثْبَتُ؛ لأنَّ ابْنَ المَنِّيِّ (ت: 583 هـ) قَبْلَ مَوْلدِ المُتَرْجَمِ؟!. وَفِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" جَاءَ ذلِكَ وَاضِحًا، قَالَ:"سَمِعَ العَدْلُ ابنُ غَيْلَانَ كِتَابَ "الأرْبَعِيْنَ الطَّائِيَّةِ" عَلَى الشَّيْخِ أَبِي المُنَجَّى عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ

".

(4)

فِي (ط): "لِشَيْخِنَا صفِيِّ الدِّيْن بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ

".

ص: 122

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ ثَالِثِ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الإمَامِ

(1)

أَحْمَدَ.

‌435 - عُثْمَانُ بْنُ مُوسَي بْنِ عَبْدِ اللهِ الطَّائِيُّ

(2)

الإرْبِلِيُّ، ثُمَّ الآمِدِيُّ، الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ،

إِمَامُ حَطِيْمُ الحَنَابِلَةِ بِالحَرَمِ الشَّرِيْفِ تِجَاهَ الكَعْبَةِ. كَانَ شَيْخًا، جَلِيْلًا، إِمَامًا، عَالِمًا، فَاضِلًا، زَاهِدًا، عَابِدًا، رَبَّانِيًّا، مُتَأَلِّهً، مُنْعَكِفًا عَلَى العِبَادَةِ وَالخَيْرِ وَالاِشْتِغَالِ بِاللهِ تَعَالَى فِي جَمِيْعِ أَوْقَاتهِ، أَقَامَ بِـ"مَكَّةَ" نَحْوَ خَمْسِيْن سَنَةً.

ذَكَرَه القُطْبُ اليُوْنِيْنِيُّ، وَقَالَ: كُنْتُ أَوَدُّ رُؤْيَتَهُ، وَأتشَوَّقُ إِلَى ذلِكَ، فَاتَّفَقَ أَنِّي حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ وَزُرْتُهُ، وَتَمَلَّيْتُ بِرُؤْيَتِهِ، وَحَصَلَ لِي نَصِيْبٌ وَافِرٌ مِنْ إِقْبالِهِ وَدُعَائِهِ، وَقَدَّرْتُ وَفَاتُهُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى عَقِيْبَ ذلِك.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: سَمِعَ بِـ"مَكَةَ" مِنْ يَعْقُوْبَ الكَحَّالِ، وَيَعْقُوبَ سَمِعَ مِنِ ابْن شَاتِيْلٍ وَخَطِيْبِ "المَوْصِلِ" وَسَمِعَ عُثْمَانَ أَيْضًا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي

(1)

في (ط): "بقبر الإمام

".

(2)

435 - الآمِدِيُّ إمَامُ حَطِيْمِ الحَنَابِلَةِ (؟ - 674 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقة: 80)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 203)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 203)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 415). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِي (2/ 80)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (3/ 137)، وَمُعْجَمُ الذَّهَبِيِّ (1/ 439)، وَالعِقْدُ الثَّمِيْنُ (6/ 50)، وَإِتْحَافُ الوَرَى (3/ 104)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 343) (7/ 598). جَاءَ فِي "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ":"قَالَ عُثْمَانُ بنُ مُوْسَى ابنِ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أَبُو عَمْرٍو الطَّائِيّ، الإرْبِلِيُّ، المَحْتِدِ، الآمِدِيُّ المَوْلدُ، الفَقِيْهُ، إِمَامُ الحَنَابِلَةِ بِالحَرَمِ الشَّرِيْفِ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بنِ مُوْسَى بِـ"مَكَّةَ" أَو بِـ"المَدِيْنَةِ" أَخْبَرَكَ أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ عَلِيِّ بن يُوْسُفَ الجَوْهَرِيُّ الكَحَّالُ المَوْصِلِيُّ

".

ص: 123

البَرَكَاتِ بْنِ حَمْدٍ، وَرَوَى عَنْهُ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ العَطَّارِ فِي "مُعْجَمَيْهَا" وَكَتَبَ إِلَيْنَا بِمَرْوِيَّاتِهِ.

تُوُفِّيَ ضُحَى يَوْمَ الخَمِيْسِ ثَانِي عِشْرِيْنَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"مَكَّةَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، وَيُقَالُ: إِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجابُ عنْدَ قَبْرِهِ

(1)

. وَخَلَفَهُ فِي إِمَامَةِ الحَنَابِلَةِ بِمَكَّةَ وَلَدُهُ:

‌436 - الإمام جَمالُ الدِّينِ مُحمَّدُ

(2)

، وَكَانَ إِمَامًا، عَالِمًا، دَيِّنًا، وَلَهُ رِحلَةٌ

(1)

ادِّعَاءُ اسْتِجَابَةِ الدِّعْوَةِ عِنْدَ قَبْرِ بِعَيْنِهِ قَوْلٌ عَلَى اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.

(2)

436 - الآمِدِيُّ ابنُ سَابِقِهِ (؟ -731 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 80)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 466)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 303)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ كَمَا هُو هُنَا. وَيُرَاجَعُ: العِقْدُ الثَّمِيْنُ (2/ 134)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 172)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 44).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّف رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (674 هـ):

717 -

أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الأحَدِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ المَعْرُوْفُ بِـ"ابن العُنَّيْقَةِ" الحَرَّانِيَّ الحَنْبَلِيُّ العَطَّارُ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ الإسْلَامِ (146)، وَسَيَأتِي اسْتِدْرَاكُ أَخَوَيْهِ:(عَبْدِ اللَّطِيْفِ) وَ (عَبْدِ المَلِكِ) فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (700 هـ).

718 -

وَإبْرَاهِيْمُ بنُ يَحْيىَ بنِ غَنَّامٍ بنِ عَلِيِّ بنِ غَنَّام بنِ عَلِي، النُّمَيْرِيُّ الحَرَّانِيُّ، أَبُو إسْحَاقَ العَابِرُ، المَعْرُوْفُ بـ"المَنَاخِلِيِّ"، صَاحِبُ الكَتَابِ المَشْهُوْرِ فِي تَأْوِيْلِ اَلأحَلامِ. مُخْتَلَفٌ في عَصْرِهِ، وَلَا تُعْرَفُ سِيْرَتُهُ عَلَى التَّحْقِيْقِ. وَأَقْدَمُ مَنْ ذَكَرَهُ الحُسَينِيُّ فِي صِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 192)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (148) فِي وَفَيَاتِ هَذهِ السَّنَةِ. وَتَرْجَمَ لَهُ الصَّفَدِي فِي الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 168)، وَالعُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ =

ص: 124

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأَحْمَدِ (5/ 150)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 565). قَالَ:"وَلَمْ أَطَّلعْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةِ، وَلَا تَارِيْخَ وَفَاةٍ رحمه الله انْتَهَى". والشَّذَرَات (5/ 265). قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "نَاظِمُ كِتَابِ "دُرَّةِ الأحْلَامِ" في عِلْمِ التَّعْبِيْرِ، وَلَهُ قَصِيْدَةٌ لاميَّةٌ فِي التَّعْبِيْرِ. وَقَدْ سَكَنَ "مِصْرَ" وَكَانَ رَأْسًا في التَّعْبِيْرِ. مَاتَ في جُمَادَى الأوْلَى بِالقَاهِرَةِ".

أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ضَعِيْفَةٌ، مَعَ أَنَّ المُتَرْجَمَ مِنْ دَرَجَةِ شُيُوْخِ شُيُوْخِ الحَافِظِ الذَّهَبِيُّ، فَهُو قَرِيْبٌ من عَصْرِهِ، وَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ الذَّهَبِيُّ فَمِنَ المُسْتَبْعَدِ أَنْ يَعْرِفَهُ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ؛ وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ نَفْسُهُ لَمْ يَذْكُرْهُ فِي مُؤَلَّفَاتِهِ الأخْرَى كَـ"العِبَرِ" وَ"الإعْلَامِ" وَ"الإشَارَةِ" وَ"دُوَلِ الإسْلَامِ" وَلَعَل فِي هَذَا دِلَالَةً عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَعَلَى الأقَل لم يَكُنْ مِنَ المُتَمَكِّنِيْنَ فِيْهِ، فَأَينَ شُيُوْخُهُ، وَعَمَّن رَوَى

؟! وَكِتَابُهُ رُبَّمَا سُمِّيَ "المُعْلَمَ عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ" وَرُبَّمَا نُسِبَ إِلَيْهِ كِتَابُ "قِلَادَةِ الدُّرِّ المَنْثُوْرِ فِي ذِكْرِ البَعْثَ وَالنُّشُوْرِ" وَلَا يَزَالُ يَكْتَنِفُ سِيْرَةَ المَذْكُوْرِ شَيْءٌ مِنَ الغُمُوْضِ. قَالَ الحُسَيْنِيُّ فِي "صِلَةِ التَّكْمِلَةِ": "وَفِي الرَّابِعِ مِنْ جُمَادَى تُوُفِّي الشَّيْخُ أَبُو إسْحَاق

" وَذَكَرَ مَوْلدَهُ سَنَةَ سِتَمَائَةِ تَخْمِيْنًا، وَقَالَ: "كُتِبَ عَنْهُ شَيْءٌ من نَظْمِهِ" وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الحَافِظِ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ". أَقُوُلُ: عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ (ت: 612 هـ) حَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ

719 -

وَحَبِيْبَةُ بِنْتُ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدِ بنِ قُدَامَةَ، أُمُّ أَحْمَدَ، زَوْجَةُ تَقِيِّ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ المَرَاتِبِيُّ، أُخْتُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا أَبَا عُمَرَ (ت: 607 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَزَوْجُهَا تَقِيُّ الدِّيْنِ (ت: 644 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 55)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (149).

720 -

وَعَبْدُ اللهِ بنُ شُكْرِ بنِ عَلِيِّ اليُوْنِيْنِيُّ. أَخْبُارُهُ فِي: ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (3/ 136)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1 ورقة: 54)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (155).

ص: 125

إِلَى "بَغْدَادَ" أَدْرَكَ فِيْهَا عَبدَ الصَّمَدِ بْنِ أَبي الجَيْشِ وَغَيْرُهُ، وَحَدَّثَ. وَرَوَى عنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِنَا المَكِّيِّينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ.

‌437 - مُحَمَّد بْنُ عَبد الوَهَّاب

(1)

بْنِ مَنْصُورٍ الحَرَّانِيُّ، الفَقِيْهُ، الأُصُوليُّ، المُنَاظِرُ، القَاضِي، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللّهِ.

وُلِدَ بِـ"حَرَّانَ" فِي حُدُوْدِ العَشْرِ وَالسِّتِّمَائَةَ، وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ

= 721 - وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ مَكِّيِّ بنِ جَرَّاحِ بْنِ وَرْخِزٍ البَغْدَادِيُّ، أَبُو مُحَمَّدِ بنُ أَبِي القَاسِمِ الخَبَّازُ، أَخُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ. مِنْ (آلِ وَرْخِزٍ) الأُسْرَةِ العِلْمِيَّةِ الحَنْبَلِيَّةِ تَحَدَّثَتْ عَنْها فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ (عَلِيِّ بنِ مَكِّيِّ ت: 588 هـ). أَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ فِي: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1 ورقة: 252)، وَالمُنَتَخَبِ المُخْتَارِ (71)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 71).

وَيُذكَرُ هُنَا:

- مُحَمَّدُ بن مُهَلْهِلِ بنِ بَدْرَانَ الأنْصَارِيُّ، سَعْدُ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (641 هـ). وَمَحَلُّهُ هُنَا.

(1)

437 - ابنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَرَّانِيُّ (فِي حُدُودِ 620 - 675 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 80)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 453)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 304)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 415). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ ورقة: 45)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 58)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (3/ 206)، وَالعِبَرُ (5/ 306)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (196)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (367)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْيَانِ (281)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 75)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (3/ 288)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 273)، وَالمُقَفى الكَبِيْرُ (6/ 161)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 651)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 254)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 634)، وَتَارِيْخُ ابْنِ الفُرَاتِ (7/ 74)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 348)(7/ 607).

ص: 126

ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَلَازَمَهُ، حَتَّى بَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَكَانَ يَسْتَدِلُّ بَيْنَ يَدَيْهِ بِـ"حَرَّانَ" وَقَرَأَ الأُصُوْلَ وَالخِلَافَ علَى القَاضِي نَجْمِ الدِّيْنِ بْنِ المَقْدِسيِّ الشَّافِعِيِّ

(1)

-الَّذِي كَانَ أَوَّلًا حَنْبَلِيًّا، فَانْتَقَلَ- وَأَقَامَ مُدَّةً بـ"دِمَشْقَ" يَشْتَغِلُ فِي الأُصُوْلِ وَالعَرَبِيَّةِ عَلَى عِلْمِ الدِّيْنِ قَاسِمٍ اللَّوْرَقِيِّ

(2)

ثُمًّ سَافَرَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"،

(1)

هُوَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ (ت: 638 هـ).

(2)

في (ط): "قَاسمِ الكُوفي" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ والصَّحِيْحُ هُوَ المُثْبَتُ مِنَ الأُصُوْلِ، وَهُوَ عَلَمُ الدِّيْنِ قَاسِمُ بنُ أَحْمَدَ، وَقِيْلَ: أَبُو القَاسِمِ بنُ أَحْمَدَ، وَقِيْلَ: أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبي السَّدَادِ المُوَفَّقِ اللَّوْرَقِيُّ، المَرْسِيُّ، الأنْدَلُسِيُّ (ت: 661 هـ). وَهَذَا الخِلَافُ مَعْرُوْفٌ فِي حَيَاتِهِ. قَالَ ابنُ المُسْتَوْفَى الإرْبِلِيُّ: أَمْلَى عَلَيَّ نَسَبَهُ: أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُوَفَّقِ المُرْسِيُّ. وَفِي تَرْجَمَةِ كِتَابِهِ: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُوَفَّقِ الأنْدَلُسِيُّ".

يقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى: عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ -عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: يَقُوْلُ هُوَ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي ضَمَّنَهَا شُيُوْخَهُ المَوْجُوْدَةِ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ:

يَقُوْلُ حَامِدُ رَبِّ العَرْشِ وَالنَّسَمِ

المُذْنِبُ القَاسِمُ المَدْعُوُّ بِالعَلَمِ

مُوَفَّقٌ جَدُّهُ وَأَحْمَدُ وَلَدٌ

مِنْ صَقْعِ أَنْدَلُسٍ ذُو الخَوْفِ وَالنَّدَمِ

وَهُوَ شَارِحُ "المُفَصَّل" المُسَمَّى بِـ"المُحَصَّلُ في شَرْحِ المُفَضَّلِ" وَشَارِحُ "الجُزُوْلِيَّة" المَعْرُوْفُ بِـ"المَبَاحِثِ الكُلِيَّةِ" وَفِي بَعْضِ نُسَخِهَا "الكَامِلِيَّةِ" وَشَارِحُ الشَّاطِبِيَّة المَعْرُوْف بـ"المُفِيْدِ في شَرْحِ القَصِيْدِ"

اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا كُلِّهَا وَغَيْرِ ذلِكَ. وَهُوَ جَدُّ أَبي عَلَمِ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ (ت: 738 هـ) صَاحِبِ "المُقْتَفَى" الَّذِي نُحِيْلُ إِلَيْه في تَخْرِيْجِ التَّرَاجِمِ لأُمِّهِ. وَ (اللُّوْرَقِيُّ) مَنْسُوْبٌ إِلَى "لورقة" مِنْ شَرْقِ الأَنْدَلُسِ. تَرْجَمَته في: مُعجَمِ الأُدَبَاءِ (16/ 234)، وإِنْبَاهِ الرُّوَاهِ (4/ 161)، وَمَاتَا قَبْلَهُ بِزَمَنٍ. وَذَيْلِ الرَّوْضَتَيْنِ (227)، وَمَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 544)، وَصِلَةِ التَّكْمِلَةِ (ورقة: 138)، وَالعِبَرِ (5/ 26)، وَمَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكُبَّارِ (2/ 526)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 102)، وَغَايَةِ =

ص: 127

وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً يَحْضُرُ دُرُوسَ الشَّيْخِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَوَلِي القَضَاءِ بِبعْضِ أَعْمَالِ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ نِيَابَةً عَنْ قَاضِي القُضَاةِ تَاجِ الدِّينِ بنِ بِنْتِ الأعَزِّ؛ لِفَضِيْلَتِهِ، وَإنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ مَذْهَبِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَنْبَلِيٍّ حَكَمَ بِالدِّيَار المِصْرِيَّةِ فِي هَذَا الوَقْتِ، ثُمَّ لَمَّا وَلِيَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْن بْنُ العِمَادِ قَضَاءَ القُضَاةِ للحَنَابِلَةِ اسْتِنَابَهُ مُدَّةً. ثُمَّ تَرَكَ ذلِكَ، وَرَجعَ إِلَى "دِمَشْقَ" وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةَ سِنِيْنَ إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ، يُدَرِّسُ الفِقْهَ بِحَلْقَةِ لَهُ فِي الجَامِعِ، وَيَكْتُبُ خَطَّهُ فِي الفَتَاوَى، وَبَاشَرَ الإِعَادَةَ بِـ"المَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ" بِـ"دِمَشْقَ" قَبْلَ سَفَرِهِ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"، وَبَعْدَ رُجُوْعِهِ. وَبَاشَرَ الإِمَامَةَ بِهَا أَيْضًا، ثُمَّ أَمَّ بِمِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ بِالجَامِعِ، ذَكَرَ ذلكَ قُطْبُ الدِّيْنِ اليُوْنَيْنِيُّ، وَقَالَ: كَانَ فَقِيْهًا، إِمَامًا، عَالِمًا، عَارِفًا بِعِلْمِ الأُصُوْلِ وَالخِلَافِ، حَسَنَ العِبَارَةِ، طوِيْلَ النَّفَسِ فِي البَحْثِ، كَثِيْرَ التَّحْقِيْقِ، حَسَنَ المُجَالَسَةِ وَالمُذَاكَرَةِ، وَيَتَكَلَّمُ فِي الحَقِيْقةِ

(1)

= النِّهَايَةِ (2/ 15)، وبُغْيَةِ الوُعَاةِ (2/ 250)، وَالدَّارِسِ فِي تَارِيخِ المَدَارِسِ (1/ 190).

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَحَدَّثَنِي ابنُ تَيْمِيَّةِ شَيْخُنَا، عَنْ نَاصِرِ الدِّيْنِ إِمَامِ "النَّاصِرِيَّةِ" أَنَّهُ كَانَ يَحْضُرُ في حَلْقَةِ ابنِ عَبْدِ الوَهَّابِ فَرَآهُ يَشْرَحُ "التَّائِيَّةِ" لابنِ الفَارِضِ، قَالَ: فَلَمَّا رُحْتُ أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، وَانْحَرَجْتُ وَقُلْتُ: لأَنْكُرِنَّ غَدًا عَلَيْهِ وَأَحُطُّ عَلَى هَذَا الكَلَامِ. قَالَ: فَلمَّا حَضَرْتُ وَسَمِعْتُ الشَّرْحَ لذَّلِيْ وَحَلَا، فَلمَّا رُحْتُ فَكَّرْتُ فِي الكَلَامِ الَّذِي شَرَحَهُ، وَفِي الأبْيَاتِ، فثَارَتْ نَفْسِي، وَعَزَمْتُ عَلَى الإنْكَارِ، فَلمَّا حَضَرْتُ لَذَّ لِي أَيْضًا، وَاسْتَغْرَقَنِي، أَصَابَنِي ذلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قُلْتُ: مَا أَمْلَحَ مَا مَثَّلَ بِهِ شَيْخُنَا إِبْرَاهِيْمُ الرَّقيُّ كَلَامَ ابنِ العَرَبِيِّ وَابْنِ الفَارضِ. قَالَ: مِثْلُهُ مِثْلُ عَسَلٍ أُذِيْفَ فيه سُمٌّ فَيَسْتَعْمِلَهُ الشَّخْصُ وَيَسْتَلِذَّ بِالعَسَلِ وَحَلَاوَتهِ، وَلَا يَشْعُرُ بالسُّمِّ، فَيَسْرِيَ فِيْهِ وَهُوَ =

ص: 128

وَهُوَ غَزِيْرُ الدَّمْعَةِ، رَقِيْقُ القَلْبِ جِدًّا، وَافِرُ الدِّيَانَةِ، كَثيْرَ العِبَادةِ، صَحِبَ الفُقَرَاءَ مُدَّةً، وَلَهُ فِيْهِمْ حُسْنُ ظَنٍّ وَكَانَ عِنْدَهُ مَعْرِفَةٌ بِالأدَبِ

(1)

، وَلهُ يَدٌ

= لَا يَشْعُرُ، وَلَا يَزَالُ حَتَّى يَمْتَلِكَهُ".

(1)

أَنْشَدَ لَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ في "مُعْجَمِهِ":

أَرْجُ النَّسِيْمِ نَحْوَ كَاظِمَةٍ سَرَى

فَأَعَادَ مَيْتَ نَوَى الفَرِيْقِ وَأَنْشَرَا

وَتَضَوَّعَتْ نَفَحَاتُ رَيَّا عَرْفِهِ

سَحَرًا فَعَادَ الجَوُّ مِنْهُ مُعَطَّرَا

وَرَوَى أَحَادِيْثَ العُذَيْبِ وَبَانِهِ

فَأَهَاجَ نِيْرَانَ الغَرَامِ وَأَسْعَرَا

يَا رَاكِبًا لَبِسَ الظَّلَامَ مُيَمِّمُ الْـ

بَلَدِ الحَرَامِ بِبَازِلِ أَلِفَ السُّرَى

بِأَبِيْكَ عُجْ بِلِوَى الأُبَيْطحِ وَالنَّقَا

وانْظُرْ بِأَعْلَى الشِّعْبِ عَلَّكَ أَنْ تَرَى

نارًا بِأَعْلَامِ المُصَلَّى تَعْتَلِي

وَاحْذَرْ فَلَيْسَتْ تِلْكَ نِيْرَانَ القِرَى

فَلَكَمْ بِذَاكَ الشِّعْبِ صَبًّا دُوْنَهَا

ذَابَتْ حُشَاشَتُهُ أَسَى وَتَحَيُّرا

وَإِذَا أَتَيْتَ المَأْزَمَنِيْنِ وَضَارِجًا

وَمِنًى وَخَيْمَاتٍ رَأَيْتَ المَشْعَرَا

بَلِّغْ سَلَامَ أَخِي الغَرَامِ أُهَيْلَ هَا

تِيْكَ الخِيَامِ وَسَاكِنِي أُمِّ القُرَى

وَقُلِ الكَثِيْبِ وَإِنْ نَسِيْتُمْ عَهْدَهُ

وَقَطَعْتُمُوْهُ لَمْ يَزَلْ مُتَذَكِّرَا

وَعَلَى قَطِيْعَتِكُمْ وَطُوْلِ جَفَائِكُمْ

عَنْ صَفْوِ ذَاكَ الوُدِّ أَنْ يَتَغَيَّرَا

يَهْوَى إِذَا وَفَدَ الحَجِيْجُ إِلَى مِنًى

لِلنَّحْرِ أَوْ تَدْنُو الغَدَاةَ لتُنْحَرَا

مُذْ صَدَّ عَنْ عَرَفَاتَ دُوْنَ رِفَاقِهِ

قَدْ عَادَ مُبْيَضُّ المَدَامِعِ أَحْمَرَا

وَجَنَابُكُمْ مَأوَى الطَّرِيْدَةِ مَلْجَأُ الْـ

ــــجَانِي وَمَوْرِدُ بِرِّكُمْ رَحْبَ الذُّرَى

يَا هَادِيَ الضُّلَّالِ بَلْ يَا غَايَةَ الْـ

آمَال بَلْ مُنْتَهَى طَلَبِ الوَرَى

هَا عِنْدَكَ الجَانِي بِبَابِكَ وَاقِفٌ

يَرْجُو عَوَاطِفَكَ الَّتِي لَمْ تُحْصَرَا

وَأَنْشَدَنَا ابنُ عَبْدِ الوَهَّابِ أَيْضًا لِنَفْسِهِ: =

ص: 129

جَيِّدَةٌ فِي النَّظْمِ، أَنْشَدَنِي لَهُ صَاحِبُنَا تَقِيُّ الدِّيْنِ عبْدِ اللهِ بنُ تَمَّامٍ

(1)

:

طَارَ قَلْبِي يَوْمَ سَارُوا فَرَقًا

وَسَوَاءٌ فَاضَ دَمْعِي أَوْ رَقا

حَارَ فِي سُقْمِيَ مِنْ بُعْدِهِمُ

كُلُّ مَنْ فِي الحَيِّ دَاوَى أَوْرَقَى

بَعْدَهُمْ لَا طَلَّ وَادِي المُنْحَنَى

وَكَذَا بَانُ الحِمَى لَا أَوْرَقَا

وَابْتُلِيَ بِالفَالِج قَبْلَ مَوْتهِ مُدَّةَ أَرْبَعةِ أَشْهُرٍ، وَبَطَلَ شِقُّهُ الأيْسَرُ، وَثَقُلَ لِسَاُنهُ

بِحَيْثُ لَا يُفْهَمُ مِنْ كَلامِهِ إِلَّا اليَسِيْرُ، قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ الأُصُوْلَ وَالفُرُوْعَ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بَيْنَ العِشَائَيْنِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الأوْلَى سَنةَ خَمْسِ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِالجَامِعِ

(2)

وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ "البَابِ الصَّغِيْرِ"، وَنَيَّفَ عَلَى السِّتِّيْنَ مِنَ العُمُرِ، رَحِمَهُ اللهُ تعَالَى.

وَرَأَيْتُ فِي الفَتَاوَى المَنْسُوْبَةِ إِلَى الشَّيْخِ تَاجِ الدِّيْنِ الفَزَارِيِّ وَاقِعَةً

= نُسَيْمَةَ ذَيَّاكَ الحَمَى طَابَ مَسْرَاكِ

فَلِلَّهِ مَا أَهْدَى لَنا طِيْبُ رَيَّاكِ

أَظُنُكَ جُزْتَ الوَادِيَيْنِ وَمَنْزِلًا

لِسَلْمَى فَهَذَا الطِّيْبُ مَنْ عَرْفِكِ الزَّاكِيْ

سَقَى طَلَلًا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَاللِّوَى

إِذَا ظُنَّ وَسْمِيُّ الحَيَا جَفْنِيَ البَاكِي

وَحَيَّا بِأَعْلَى الغُوْطَتَيْنِ مَحِلَّةً

بِهَا أَسَرَتْ قَلْبِي المُتَيَّمَ عِيْنَاكِ

(1)

في (ط): "تَقِيُّ الدِّيْنِ بن

" وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمَّام بنِ حَسَّانَ المَقْدِسِيُّ، تَقِى الدِّيْنِ، الصَّالِحِيُّ، التَّلِّيُّ (ت: 718 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَالأبْيَاتُ فِي كَثيْرٍ مِنْ مَصَادِرِ التَّرْجَمَةِ.

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: " .. بَعْدَ صَلَاةِ العَصْرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ خَارِجَ البَلَدِ الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ بنُ المُنَجَّى

". وَزَيْنُ الدِّيْنِ بنُ المُنَجَّى: هُوَ المُنَجَّى بْنُ عُثْمَانَ بنِ أَسْعَدَ بْنَ المُنَجَّى (ت: 695 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 130

وَقَعَتْ، وَهِيَ: وَقْفٌ وقَفَهُ رَجُلٌ، وَثَبَتَ عَلَى حَاكمٍ أَنَّهُ وَقَفَهُ فِي صِحَّةِ بَدَنِهِ وَعَقْلِهِ، ثُمَّ قَامَتْ بَيِّنَةٌ أَنَّهُ كَانَ حِيْنَئِذٍ مَرِيْضًا مَرَضَ المَوْتِ المَخُوْفِ، فَأَفْتَى النَّوَوِيُّ أَنَّهُ تُقَدَّمُ بَيِّنَةُ المَرَضِ، وَيُعْتَبَرُ الوَقْفُ مِنَ الثُّلُثِ، وَوَافَقَهُ عَلَى ذلِكَ ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَابْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَنْبَلِيَّانِ، وَخَالَفَ الفَزَارِيُّ، وَقَالَ: تُقَدَّمُ بيِّنَةُ الصِّحَّةِ، قَالَ: لأنَّ مِنْ أَصْلِهِمْ أَنَّ البَيِّنَةَ الَّتِي تَشْهَدُ بِمَا يَقْتَضِيْهِ الظَّاهِرُ تَقَدَّمَ، وَلِهَذَا تُقَدَّمُ عِنْدَهُمْ بَيِّنَةُ الدَّاخِلِ

(1)

وَالأصْلِ، وَالغَالِبُ علَى النَّاسِ الصِّحَّةُ، فَتُقَدَّمُ البَيِّنَةُ المُوَافَقَةُ لِهُ.

وَعَرَضَ عَلَى الشَّيْخِ تَاجِ الدِّيْنِ الفَزَارِيِّ أَيْضًا فتَاوَى جَمَاعَةٍ فِي حَادِثَةِ تَعَارَضَتْ فِيْهَا بَيِّنَتَانِ بِالسَّفَهِ وَالرُّشْدِ، حَالَ تَصَرُّفٍ مَا، أَنَّهُ تُقَدَّمُ بَيِّنَةِ السَّفَهِ، فَخَطَأَهُمْ فِي ذلِكَ، وَقَالَ: هَذَا عِنْدِي غَلَطٌ، وَذَكَرَ فِي موْضِعٍ آخَرَ: أَنَّ الشَّيْخَ شَمْسَ الدِّيْنِ ابْنَ أَبِي عُمَرَ أَفْتَى فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ بِتَقْدِيْمِ بَيِّنَةِ الرُّشْدِ عَلَى بَيِّنَةِ اسْتِمَرَارِ الحَجْرِ.

وَرَأَيْتُ فُتْيَا بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَرَّانِيِّ فِي وَقْفٍ بِأَيْدِي أَقْوَامٍ مِنْ مُدَّةِ سِنِيْنَ مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ بِأَيْدِيْهِمْ فَادَّعَاهُ آخَرُونَ، وَأَظْهَرُوا كِتَابًا مُنْقَطِعَ الإثْبَاتِ بوَقْفِهِ عَلَيْهِمْ، أَنَّهُ لَا يُنْزَعُ مِنْ يَدِ الأوَّلِيْنَ بِمُجَرَّدِ هَذَا الكِتَابِ، وَوَافَقَهُ جَمَاعَةٌ مِن الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.

‌438 - مُحَمَّدُ بْنُ تمِيْمٍ

(2)

الحَرَّانِيُّ الفَقِيْهُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ،

صَاحِبُ "المُخْتَصَرِ"

(1)

فِي هَامِشِ الأصْلِ بِخَطِّ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ: "انْظُرْ قَوْلَهُ: تُقَدَّمُ بَيِّنَةُ الدَّاخِلِ، وَحَرَّرَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ فِيْهِ، فَإِنَّ المَشْهُوْرَ تَقْدِيْمُ بَيِّنَةِ الخَارِجِ".

(2)

438 - ابنُ تَمِيْمِ الحَرَّانِيُّ (؟ -؟): =

ص: 131

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 80)، والمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 386)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 417). وَذَكَرَ ابنُ مُفْلِحٍ فِي "المَقْصَدِ الأرْشَدِ" وَفَاتَهُ في حُدُوْدِ سَنَةِ (675 هـ) وَهَذا إِنَّمَا اسْتَفَادَهُ ابنُ مُفْلحٍ من ذِكْرِ ابنِ رَجَبٍ لَهُ في هَذ الطَّبَقَةِ. وَلَمْ أَجِدْ فِي أَخْبَارِهِ مَا يُمْكِنُ إِضَافَتُهُ عَلَى كَلَامِ المُؤَلِّفِ. وَكِتَابه "المُخْتَصَرُ" مَشْهُوْرٌ جِدًّا. ذَكَرَهُ المَرْادَاوِيُّ في مُقَدِّمَة "الإنْصاف" فِي مَصَادِرِهِ، وَاعْتَمَدَهُ ابنُ اللَّحَّامِ فِي "قَوَاعِدِهِ" وَابنُ مُفْلِحٍ في "الآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ"

وَغَيْرُهُمْ. وَتَوَفَّرَتْ لَدَّيَ أَثْنَاءَ جَمْعِ المَخْطُوْطَاتِ ثَلَاثُ نُسَخٍ خَطِّيَّةِ مِنْهُ، وَهِيَ الآنَ مُوْدَعَةٌ بِمَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِيِّ في جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى. وَصَورَّهُ الأخُ، الشَّيخُ، العَالِمُ، الفَاضِلُ صَدِيْقُنَا وَمُحِبُّنَا فَضِيْلَةُ الدُّكتور عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْم القُصَيِّرُ، أَحْسَنُ اللهُ إِلَيْهِ، وَحَقَّقَهُ في رِسَالَةٍ عِلْمِيَّةٍ (لِنَيْلِ دَرَجَةِ الدُّكْتُوْرَاه) في جَامِعَةِ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُوْدٍ الإسْلَامِيَّة في الرِّياض وَحَصَلَ عَلَيْهَا سَنَةَ (1414 هـ) أَدَامَ اللهُ تَوْفِيْقَهُ، وَنَفَعَ بِعِلْمِهِ، وَمَازِلْتُ، وَلَا أَزَالُ أُلِحُّ عَلَيْهِ في نَشْرِهِ لَتَتَحَقَّق الغَايَةُ المَرْجُوَّةُ مِنْ تَحقِيْقِهِ. أَرْجُو أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ قَرِيْبًا. يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (675 هـ):

722 -

أَحْمَدُ بنُ تَمَّامِ بنِ حَسَّانٍ التَّلِّيُّ، الصَّالِحِيُّ الحَنْبَلِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ الصَّحْرَاوِيُّ. رَوَى عَنِ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ وَغَيْرِهِ. وَسَمِعَ مِنَ القَزْوِيْنِيِّ. أَخْبَارُهُ في المُقْتَفَى (1/ ورقة: 59)، وَتَارِيْخِ الإِسْلامِ (176). وَهُوَ وَالِدُ الشَّيْخَيْنِ الفَاضِلَيْنِ عَبْدُ اللهِ (ت: 718 هـ) وَمُحَمَّد (ت: 742 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

723 -

إِبْرَاهِيْمُ بنُ أحْمَدَ بنِ أَبِي المَفَاخِرِ الأزَجِيُّ، الخَيَّاطُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 75)، وَقَالَ:"رَوَى عَنِ ابْنِ القَطِيْعِيِّ، وَابْنُ رُوْزبَةَ، وَابْنِ اللَّتَّيِّ، وَابْنِ القُبَّيْطِيِّ. رَوَى لَنَا عَنْهُ عِزُّ الدِّيْنِ البَابَصرِيُّ الحَنْبَلِيُّ".

724 -

وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، المَقْدِسِيُّ الجَمَّاعِيْلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البَرْزَالِيُّ في المُقْتَفَى (1/ ورقة: 63)، وَقَالَ:"وَلِي منه إِجَازَةٌ" وَذَكَرَهُ الحَافِظُ =

ص: 132

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الذَّهَبِيُّ في تاريخ الإسْلَامِ (188). وَلَهُ ذِكْرٌ في مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمشقية (374)، وَذَكَرَ ابْنَيْ أَخِيهِ "أَحْمَدَ" وَ"حَسَنَ" ابْنَيْ مُحَمَّدٍ.

725 -

وَعَبْدُ القَادِرِ بنُ فَخْرِ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ البَعْلَبَكِّيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ ورقة: 61)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ فَخْرَ الدِّيْن عَبْدَ الرَّحْمَن ابنَ يُوْسُفَ (ت: 688 هـ) في مَوْضِعِهِ وَتُوُفِّيَ بَعْدَهُ كَمَا تَرَى، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ (ت: 732 هـ)، وَابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ يُوْسُفَ (ت: 732 هـ) نَسْتَدْرِكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

726 -

عَلِيُّ بن الحَسَنِ بنِ عَلِيُّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَلِيٍّ، أَبُو القَاسِمِ، كَمَالُ الدِّيْنِ الجَوْزِيُّ، ابنُ حَفِيْدِ الحَافِظِ أَبي الفَرَج الإمَامِ المَشْهُوْرِ. ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 198)، وقَالَ:"البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ، المُعَدَّلُ. كَتَب الكَثيْرَ بِخَطِّهِ، وَكَانَ من عُدُوْلِ أَقْضَى القُضَاةِ نِظَامِ الدِّيْنِ البَنْدَنِيْجِيِّ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ عَلَى عَمِّهِ شَيْخِنَا مُحْيِيْ الدِّيْن يُوْسُفَ ابنِ الحَافِظِ أَبِي الفَرَجِ بنِ الجَوْزِيِّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَسَتِّمَائَةَ. وَرَأَيْتَ بِخَطِّهِ عِدَّةَ أَجْزَاءٍ مِنْ كِتَابِ "المُنْتَظَم" وَقَدِ انْتَخَبَهُ.

أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: مُحْيِي الدِّيْنِ بنُ الجَوْزِيِّ عَمُّ أَبِيْهِ، لَا عَمُّه هُوَ كَمَا يُفْهَمُ مِنْ عَمُوْدِ نَسَبِهِ فَليُصَحَّحْ. وَتَقَدَّمِ اسْتِدْرَاك عَمِّهِ الحُسَيْنِ بن عَلِيٍّ

(ت: 670 هـ).

727 -

وَأخُوْهُ هُوَ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ الجَوْزِيِّ، عِزُّ الدِّيْنِ، أبُو بَكْرِ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ الفَقِيْهُ. ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ في مَجْمَعِ الآدَاب (1/ 301)، وَقَالَ: سَمِعَ الحَدِيْثَ، قَرَأْتُ بِخَطِّهِ:

وَجَنَّةٍ كَانَتْ أَبَا لَهَبٍ

أَصْبَحَتْ حَمَّالَةَ الحَطَبِ

خَشُنَتْ مِنْ بَعْدِ مَا حَسُنَتْ

يَا لَهُ مِنْ سُوْءِ مُنْقَلَبِ

وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ فِي مَصْدَرٍ آخَرَ.

728 -

وَعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ، الإمَامُ العَدْلُ، الكَبِيْرُ،

ص: 133

فِي الفِقْهِ المَشْهُوْرِ، وَصلَ فِيْهِ إِلَى أَثْنَاءِ الزَّكَاةِ، وَهُوَ يَدُلُ عَلَى عِلْمِ صَاحِبِهِ، وَفِقْهِ نَفْسِهِ، وَجَوْدَةِ فَهْمِهِ، وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، وَعَلَى أَبي الفَرَجِ بْنِ أَبِي الفَهْمِ وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ حَمْدَانَ ذَكَرَ عَنْهُ أَنَّهُ سَافَرَ -أَظُنُّهُ إِلَى نَاصِرِ الدِّيْنِ البَيْضَاوِيِّ- لِيَشْتَغِلَ عَلَيْهِ، فأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ هُنَاكَ شَابًّا، وَلَمْ أَقِفْ علَى تَارِيْخِ وَفَاتِهِ.

= عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو حَفْصٍ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، كَاتِبُ الحُكْمِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 61)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (191).

729 -

وَعُمَرُ بنُ أَسْعَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَنَفِيٍّ الهَمَذَانِىُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَاليُّ في المُقتَفى (1/ ورقة: 61)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في تَارِيْخِ الإسْلامِ (190)، ذَكَرَ البِرْزَالِيُّ وَفَاتَهُ في "المَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ" بِـ"دِمَشْقَ" وَدَفْنَهُ بِتُرْبَةِ الشَّيْخُ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَأنَّهُ كَانَ مُلَقِّنًا بِحَلْقَةِ الحَنَابِلَةِ يُقْرِئُ القُرْآنَ، وَيَخِيْطُ وَيَتَصَدَّقُ، مَعَ مَلَازَمَةِ الصِّيَامِ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ. قَالَ:"وَلِيْ مِنْهُ إِجَازَةٌ".

730 -

مُحَمَّدُ بنُ بَدْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعِيْشَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجَزَرِيُّ، النَّسَّاجُ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"حَدَّثَ عَنْ عُمَرَ بنِ طَبَرْزَدٍ، وَالشَّيْخ أَبِي عُمَرَ. وَرَوَى عَنْهُ القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْن سُلَيْمَانُ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَالنَّجْمُ بنُ الخَبَّازِ، وَالشَّمْسُ بنُ الزَّرَّادِ وَغَيْرُهُم. وَقَالَ البِرْزَالِيُ في "المُقْتَفَى": "

وَكَانَ رَجُلًا مُبَارَكًا، وَلِي مِنْهُ إِجَازَةٌ، وَرَوَى لَنَا عَنْهُ القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْن سُلَيْمَانُ. أَخْبَارُهُ فِي: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ ورقة: 20)، وَالمُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 60)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (194).

731 -

وَمُهَلْهِلُ بنُ ظَافِرٍ الشَّقْرَاوِيُّ. ذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ 57)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (206)، قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"رَوَى عَنِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ "كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ"، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي يَوْمِ الأرْبِعَاءِ خَامِسَ عَشَرَ صَفَرٍ".

ص: 134

‌439 - عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ أَحمَدَ

(1)

بْنِ عَبْد القَادِرِ

(2)

بْنِ أَبِي الحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الجَيْشِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ القَطُفْتِيُّ، المُقْرِيءُ، المُحَدِّثُ، النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، الخَطِيْبُ الوَاعِظُ، الزَّاهِدُ،

شَيْخُ "بَغْدَادَ" وَخَطِيْبُهَا، مَجْدُ الدِّيْنِ أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو الخَيْرِ، ابْنِ أَبِي العَبَّاسِ، سِبْطُ الشَّيْخِ أَبِي زَيْدٍ الحَمَوِيِّ

(3)

الزَّاهِدِ، أَبُوهُ.

(1)

فِي (ط): "بن أَحْمَد بن أَحْمَد".

(2)

439 - عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي الجَيْشِ (593 - 676 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 80)، وَالمَقْصدِ الأرْشَدِ (2/ 20)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 407)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 417). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (4/ 447)، وَالحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (433)، وَالمُقْتَفَى للْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 67)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (229)، وَدُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 178)، وَالمُعِيْنُ فِي طبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (215)، وَتَذْكِرَةُ الحَفَّاظِ (4/ 1474)، وَالعِبَرُ (5/ 311)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكُبَارِ (2/ 665)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 443)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَارِ، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 121)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 387)، وَبُغْيَةُ الوُعَاةِ (2/ 96)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 353)(7/ 615).

تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (622 هـ) وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ وَلَدِهِ: عَليٍّ، وَيُسَمَّى عَبْدَ المُنْعِمِ أَيْضًا فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (742 هـ)، وَابْنُهُ الآخَرُ: أَحْمَد (ت: 656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي سِيَاقِ تَرْجَمَةِ أَبِيْهِ هُنَا كَمَا سَيَأتِي، وَنَبَّهْتُ عَلَيْهِ فِي وَفَيَاتِ سَنة (656 هـ). وَ (القَطُفْتِيُّ) مَنْسُوْبٌ إِلَى "قَطُفْتَا" بِالفَتْحِ، ثُمَّ الضَمِّ، وَالفَاءُ سَاكِنَةٌ، وَتَاءٌ مُثَنَاةٌ مِنْ فَوْقِ، وَالقَصْرُ

مَحِلَّةٌ كَبِيرَةٌ، ذَاتُ أَسْوَاقٍ بِالجَانِبِ الغَرْبِيِّ مِنْ "بَغْدَادَ"

". يُرَاجَعُ: مُعْجَم البُلْدَانِ (4/ 424).

(3)

يَظْهَرُ أَنَّهُ أَبُو زَيْدٍ جَعْفَرُ بنُ زَيْدِ بنِ جَامِعٍ الشَّامِيُّ الحَمَوِيُّ (ت: 554 هـ) وَمِمَّا يُرَجِّحُ أَنَّهُ هُوَ أَنَّهُ كَانَ يَسْكُنُ فِي مَحِلَّةِ "قَطُفْتَا" بِالجَانِبِ الغَرْبِيِّ مِنْ "بَغْدَادَ" وَهِيَ مَحَلَّةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ =

ص: 135

وُلِدَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ".

وَقَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَاتِ علَى الفَخْرِ المَوْصِلِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ النَّاقِدِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ دُلَفٍ، وَالحُسَيْنِ بْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعُنِيَ بِالقِرَاءَاتِ، وَسَمعَ كَثيرًا مِنْ كُتُبِهَا، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ تُرْكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الحَلَّاجِ، صَاحِبِ أَبي البَدْرِ الكَرْخِيِّ، وَعَبْدِ السَّلَامِ بْنِ البَرْدَغُوليِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ أبِي الجُوْدِ، صَاحِبَي ابْنِ الطَّلَّايَةِ، وَعَبْدِ السَّلَامِ الدَّاهِرِيِّ، وَعبْدِ العزِيْزِ بْنِ النَّاقِدِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ حَمْدِي، وَأَبِي نَصْرِ بْنِ النَّرْسِيِّ، وَالحَسَنِ والحُسَيْنِ ابْنَيْ المُبَاركِ الزَّبِيْدِيِّ، وَالحُسَيْنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الخِيَارِيِّ، وَثَابِتِ بْنِ مُشَرَّفٍ، وَعَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ القَطِيْعِيِّ، والنَّفِيْسِ بْنِ حُفْنِي الزَّعِيْمِيِّ، وَعَبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ يُوْسُفَ البَغْدَادِيِّ، وَأِبي حَفْصٍ السَّهْرَوَرْدِيِّ، وَابْن الخَازِنِ، وَابْنِ رُزْوَبَةَ، وَابْن بَهْرُوْزٍ، وَسَعْدِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ يَاسِيْنَ، والمُهَذَّبِ بْنِ قُنَيْدَةَ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَأَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوْبَ

(1)

المَارِسْتَانِيِّ، وَابْنِ الدُّبَيْثِيِّ الحَافِظِ، وَأَبِي صَالِحٍ نَصْرِ بْنِ عبْدِ الرَّزاقِ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ شَيْئًا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ المَوْصِلِيِّ

(2)

، وَأَخِيهِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ. وَسَمِعَ

= المَذْكُوْر هُنَا. أَخْبَارُ أَبِي زَيْدٍ فِي: مَشْيَخَةِ ابنِ الجَوْزِيِّ (187)، وَالعِبَرِ (4/ 155).

(1)

في (ط): "يقعوب" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.

(2)

نَقَلَ الحَافظُ الذَّهبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ" عَنِ المَقَصَّاتِيِّ أَنَّ الشَّيْخَ عَبْدَ الصَّمَدِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَاعَ مِقيَارًا بِسَبْعَةِ دَنَانِيْرَ وَأَعْطَاهَا لِشَيْخِهِ الفَخْرِ المَوْصِلِيِّ، حَتَّى طَوَّلَ رُوْحَهُ وَأَسْمَعَهُ كِتَابًا فِي القِرَاءَاتِ لِمَكَيِّ "التَّبْصِرَة" أَوْ غَيْرِهِ [قَالَ] وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ قَالَ: عَرَضْتُ "الشَّاطِبِيَّةَ" عَلَى القُرْطُبِيِّ، ثُمَّ قَلَعْتُ فُرْجِيِّةً عَلَيَّ وَوَضَعْتُهَا عَلَى أَكْتَافِهِ، فَنَظَرَ فِيْهَا وَقَال: هَذهِ لِي؟ فَقُلْتُ: "نَعَمْ".

ص: 136

كَثيْرًا مِنَ الكُتُبِ الكِبَارِ وَالأجْزَاءِ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ كَثيْرًا علَى الشُّيُوخِ المُتَأَخِّرِيْنَ، وَجَمَعَ "أَسْمَاءَ شُيُوْخِهِ" بِالسَّمَاعِ وَالإجَازَةِ، فَكَانُوا فَوْق خَمْسِمَائَةَ وَخَمْسِيْنَ شَيْخًا، وَبَعْضُهُمْ بِالإجَازَةِ العَامَّةِ، وَكَثيْرٌ مِنْهُمْ بِالإِجَازَةِ الخَاصَّةِ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ.

وَذَكَرَ فِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ "جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ" عَلَى أَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الفَرَبْرِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنَ الكَرْخِيِّ، وَهَذَا مِنْ أَجْوَدِ مَا عِنْدَهُ وَالعَجَبُ أَنَّهُ خَرَّجَ فِي بَعْضِ تَصَانِيْفِهِ حَدِيْثًا مِنَ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَكْمَلَ بْنِ مُظَفَّرٍ العَبَّاسِيِّ بِإِجَازَةٍ مِنَ الكَرْخِيِّ، وَعَنْ أَبِي المَعَالِي بنِ شَافِعٍ عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، وَأَجَازَ لَهُ الحَافِظُ أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ مِنِيْنَا، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَالشَّيخُ مُوَفَّقُ الدِّينِ المَقْدِسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ وَالأَدَبَ عَنْ أَبِي البَقَاءِ العُكْبُرِيِّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ حِفْظِي كِتَابَ "اللُّمَعِ" لابْنِ جِنِّي، و"التَّصْرِيْفَ المُلُوْكِيِّ"

(1)

، وَ"الفَصِيْحَ" لِثَعْلَبٍ، وأَكْثرَ كِتَابِ "الإِيْضَاحِ" لأبِي عَليٍّ الفَارِسِيِّ، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ "المُفَضَّلِيَّاتِ". وَقَالَ الجَعْبَرِيُّ: قَرَأَ -يَعْنِي عَبْدِ الصَّمَدِ- "كِتَابَ سِيْبَوَيْهِ"، وَ"الإيْضَاحِ" وَ"التَّكْمِلَةِ" و"اللُّمَعِ"، عَلَى الكِنْدِيِّ، كَذَا قَال. وَهُوَ غيْرُ صَحِيْحٍ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُوْلَ: العَكْبَرِيُّ. وَقَرَأَ طَرَفًا مِنَ الفِقْهِ. وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ مَشْيَخَةُ القِرَاءَاتِ وَالحَدِيْثِ. وَلَهُ "دِيْوَانُ

(1)

فِي (ط): "المَمْلُوكِيُّ" وَالتَّصْرِيْفُ المُلُوكِيُّ، مُخْتَصَرٌ فِي الصَّرْف لطِيْفٌ لأبِي الفَتْحِ ابن جِنِّيِّ، سَبَقَ ذِكْرُهُ، وَهُوَ مَطْبُوعٌ. وَكَذلِكَ "اللُّمَع" مُخْتَصَرٌ لَطِيْفٌ فِي النَّحْوِ، وَلَهُ شُرُوْحٌ كَثيْرَةٌ أَهَمُّهَا "الغُرَّةُ فِي شَرْحِ اللُّمَع" لابنِ الدَّهَّان المَوْصِلِيِّ (سَعِيْدِ بنِ المُبَارَكِ) (ت: 569 هـ).

ص: 137

خُطَبٍ" فِي سَبع مُجَلَّدَاتٍ عَلَى الحُرُوفِ

(1)

وَوَلِيَ -فِي زَمَنِ المُسْتَنْصِرِ- مَشْيخَةَ المَسْجِدِ الَّذِي بَنَاهُ المُسْتَنْصِرُ، وَجَعَلَهُ دَارَ قُرْآنٍ وَحَدِيْثٍ، وَيُعْرَفُ بِـ"مَسْجِدِ قَمَرِيَّةَ"، ثُمَّ وَلِيَ فِي زَمَنِ المُسْتَعْصِمِ مَشْيَخَةَ "رِبَاطِ سوسيان"، وَبَعْدَ الوَاقِعةِ: وَلِي خَزْنَ الدِّيوَانِ وَالخَطَابَةَ بِالجَامعِ الأكْبَرِ، "جَامِعِ القَصْرِ" وَصَارَ عَيْنَ شُيُوْخِ زَمَانِهِ، وَالمُشَارَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ، مَعَ الدِّيْنِ وَالصَّلَاحِ، وَالزُّهْدِ وَالوَرعِ، وَالتَّقَشُّفِ، وَالصَّبْرِ وَالتَّجَمُّلِ.

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: قَرَأْتُ بِخَطِّ السَّيْفِ بْنِ المَجْدِ قَالَ: كُنْتُ بِـ"بَغْدَادَ" فَبَنَى المُسْتَنَصِرُ مَسْجِدًا وَزَخْرَفَهُ، وَجَعَلَ بِهِ مَنْ يُقْرِأُ وَيُسْمِعُ، فَاسْتَدْعَى الوَزِيْرُ جَمَاعَةً مِنَ القُرَّاءِ، وَكَانَ مِنْهُمْ صَاحِبُنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ، فَقَالَ لَهُ: تَنْتَقِلُ إِلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ مَذْهَبُ الشَّافِعيِّ حَسَنًا؟ قَالَ: بَلَى، وَلكِنَّ مَذْهَبِي مَا عَلِمْتُ بِهِ عَيْبًا أَتْرُكُهُ لأَجْلِهِ، فَبَلَغَ الخَلِيْفَةَ ذلِكَ، فَأَعْجَبَهُ قَوْلُهُ. وَقَالَ: هُوَ يَكُونُ إِمَامَهُ دُوْنَهُمْ وَعُرِضَ عَلَيْهِ العَدَالَةُ فَأَبَاهَا.

قَالَ الذَّهبِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ المَقَصَّاتِيُّ

(2)

يَقوْلُ: طَلَبَ مِنِّي شَيْخُنَا عَبْدُ الصَّمَدِ مَقَصًّا، فَعَلِمْتُهُ وَأَتَيْتُهُ بِهِ فَمَا أَخَذَهُ حَتَّى أَعْطَانِي فَوْقَ قِيْمَتِهِ، وَذَكَرَهُ شَيْخُنَا

(1)

جَاءَ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ": "وَأَنْشَأَ خُطَبًا بَلِيْغَة وَسَمَّاهَا بِـ"كِتَابِ صُنُوفِ الضُّيُوفِ فِي الخُطَبِ المُرَتَّبَةِ عَلَى الحُرُوفِ".

(2)

هُوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بنِ المُشِيْع المُقْريءُ، الجَزَرِيُّ، الخَطِيْبُ (ت: 713 هـ) عَرَضَ ثُلُثَيْ القُرْآن عَلَى عَلَمِ الدِّيْنِ اللَّوْرَقِىِّ، وَسَمعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الدِّيْنِيِّ. أَخْبَارُهُ فِي: مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ للحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (1/ 413)، والبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 42)، وَالدُّررِ الكَامِنَةِ (1/ 484)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 32).

ص: 138

صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ فِي "مَشْيَخَتِهِ"، فَقَالَ: هُوَ شَيْخُ "بَغْدَادَ" كُلِّهَا، إِلَيْهِ انْتَهَتْ رِئَاسَةُ القِرَاءَاتِ وَالحَدِيْثِ بِهَا، كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، وَالأئِمَّةِ المَوْصُوْفِيْنَ بِالعِلْمِ وَالفَضْلِ وَالزُّهْدِ. وَصَنَّفَ الخُطَبَ الَّتِي انْفَرَدَ بِفَنِّهَا وَأُسْلُوْبِهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ الصَّنْعَةِ وَالفَصَاحَةِ، وَجَمَعَ مِنْهَا شَيْئًا كَثيْرًا. ذَهَبَ فِي وَاقِعَةِ "بَغْدَادَ" مَعَ كُتُبٍ لَهُ أُخْرَى بَخَطِّهِ وَأُصولهِ، حَتَّى كَانَ يَقُولُ: فِي قَلْبِي حَسْرَتَانِ: وَلَدِي، وَكُتُبِي، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ وَلَدٌ اسْمُهُ أَحْمَدَ -وَبِهِ يُكْنَى- صَالِحٌ فَاضِلٌ حَسَنُ السَّمْتِ، خَلَفَهُ بِـ"مَسْجِدِ قمَرِيَّةَ"، لَمَّا رُتِّبَ هُوَ شَيْخًا بِرِبَاطِ سُوسيان فِي زَمَنِ المُسْتَعْصِمِ

(1)

. وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، حَسَنَ القِرَاءَةِ، وَعُدِمَ فِي الوَاقِعَةِ، وَبَقِيَ يَتَأَسَّفُ عَلَيْهِ وَعَلَى كُتُبِهِ

(2)

.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَرَأَ عَلَيهِ الشَّيْخُ إِبْرَاهِيْمُ الرَّقِّيُّ الزَّاهِدُ، وَالتَّقِيُّ أَبُو بَكْرٍ الجَزَرِيُّ

(3)

المَقَصَّاتِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ خَرُوْفٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بْنُ مُوسَى المَوْصِلِيَّانِ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ إِمَامًا مُحَقِّقًا، بَصِيْرًا بِالقِرَاءَاتِ وَعِلَلِهَا وَغَرِيْبِهَا، صَالِحًا، زَاهِدًا، كَبِيْرَ القَدْرِ، بَعِيْدَ الصِّيْتِ.

(1)

جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (317)، -فَي حَوَادِثِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ- وَفِيْهَا: أَمَرَ الخَليْفَةُ بِوَقْفِيَّةٍ "دَار سوسيان" وَمَا يَجْرِي مَعَهَا مِنَ الحُجَرِ والبَسَاتِيْنِ، وَجُعِلَتْ رِبَاطًا للْصُّوْفِيَّةِ، وَرُتِّبَ الشَّيْخُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي الجَيْشِ إِمَام "مَسْجِدِ قَمَرِيَّة" شَيْخًا لِلْصُّوفِيَّةِ بهَا، وَجُعِلَ وَلَدُهُ مَوْضِعَهُ فِي "مَسْجِدِ قَمَرِيَّةِ".

(2)

فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (632) أَنَّهُ بَعْدَ سُقُوطِ "بَغْدَادَ" عُيِّنَ خَازِنًا لِلْدِّيْوَانِ وَزَادَ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ": بِـ"دَارِ الشَّاطيا".

(3)

في (ط): "أَبِي بَكْر الجزبور" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ وَتَقَدَّمَ التَّعْرِيْف بهِ قَبْلَ أَسْطُرٍ.

ص: 139

قُلْتُ: وَحَدَّثَ بِالكَثيْرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ خَلَائِقُ، وَحَكَى عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ النَّجَّارِ

(1)

فِي "تَارِيْخِهِ" وَكَانَ شُيُوْخِ "بَغْدَادَ" يَقْرَأُونَ عَلَيْهِ كُتُبَ الحَدِيْثِ، وَسَمِعَ النَّاسُ بِقِرَاءَتِهِمْ، كَالشَّيْخِ كَمَالِ الدِّيْنِ بْنِ وَضَّاحٍ مَعَ عُلُوِّ شَأْنِهِ، وَكِبَرِ سِنِّهِ -وَقَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَهُ-

(2)

وَالشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ الزَّجَّاحِ، وَأَحمَدَ ابْنِ الكَسَّارِ الحَافِظِ. وَروَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثيْرٌ مِنَ الأعْيَانِ، مِنْهُمْ:

(3)

ابنُ وَضَّاحٍ المَذْكُوْرُ، وَالدِّمْيَاطِيُّ الحَافِظُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(4)

وَالشَّيْخُ إِبْرَاهِيْمُ الرَّقِّيُّ الزَّاهِدُ، وَالمُحَدِّثَانِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَلَانِسِيُّ، وَأبو الثَّنَاءِ مَحْمُوْدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّقُوْقِيُّ، وَالإمَامُ صفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الحَقِّ، وَابْنُهُ أَبُو الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ

(5)

، وَأَكْثَرَ عنْ أِبيْهِ. وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ فِي الخَامِسَةِ جُزْءًا

(1)

تُوُفِّيَ قَبْلَهُ بِزَمَنٍ سَنَةَ (643 هـ).

(2)

تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَتِهِ أنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ (672 هـ).

(3)

جَاءَ فِي هَامِشِ الأصْلِ بِخَطِّ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ: "قَالَ فِي "البُغْيَةِ" فِي تَرجَمَتِهِ: قَالَ ابْنُ فَضْلِ اللهِ: كَانَ شَيْخُ الإسْلَامِ -فِي زَمَنِهِ- إِمَامًا، عَالِمًا، فَاضِلًا، سَيِّدًا، وَرِعًا، عَابِدًا، زَاهِدًا، قَلَّ أَنْ تَرَى العُيُوْنُ مِثْلَهُ، اجتَمَعَتِ الطَّوَائِفُ عَلَى أَنَّهُ إِمَامُ وَقْتِهِ فِي القِرَاءَاتِ، وَمَعْرِفَةِ اللُّغَةِ، وَإِنْشَاءِ الخُطَبِ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَحَدَّثَ. وَمَدَحَهُ الصَّرْصَرِيُّ، وَلَهُ كَرَامَاتٌ وَمُكَاشَفَاتٌ إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ يُخْلُفْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، واقْتَحَمَ العَوَامُّ خَشَبَةَ تَابُوْتهِ قَصْدَ البَرَكَةِ، وَجَمَعَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ تَرْجَمَةً فِي مُجَلَّدٍ انْتَهَى".

(4)

لَمْ أَجِدْهُ فِي مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ بِسَبَبِ خَرْمٍ أَصَابَ النُّسخَة.

(5)

مِنهُمْ جَلَالُ الدِّيْنِ بْنُ عَكْبَرَ، رَثَاهُ بِقَصيْدَةٍ أَوَّلُهَا:

بَكَى الدِّيْنُ وَالقُرْآنُ والنُّسُكُ وَالزُّهْدُ

لِفَقْدِكَ مَجْدَ الدِّيْنِ وَانْتَحَبَ المَجْدُ

فِيْهَا: =

ص: 140

فِيْهِ "أَرْبَعُونَ حَدِيْثًا" أَخْرَجَهَا أَبُوْهُ لِنَفْسِهِ، بِسَمَاعِهِ منْ أَبِيهِ، وَحَصَّلَ فِي سَمَاعِ العَشَرَةِ الأخَيْرةِ عَلَى بُعْدٍ عَنْ مَجْلِسِ القِرَاءَةِ، فَلَا أَدْرِي، أَسَمِعْتُهَا أَمْ لَا؟ وَحَضرَتُ أَيْضًا (كِتَابَ النِّكَاحِ) مِنْ "صَحِيْحِ البُخَاريِّ" عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُؤَذِّنِ

(1)

بسَمَاعِهِ لِلْكِتَابِ حُضُوْرًا عَلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ.

وَتُوُفِّيَ ضَحْوَةَ يَوْمَ الخَمِيْسِ سَابعِ عَشَرَ رَبِيعٍ الأوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَأُخْرِجَ مِنْ يَوْمِهِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِـ"جَامِعِ ابْنِ بَهْلِيْقَا" وَعِدَّةِ مَوَاضِعَ، وَأُغْلِقَ البَلَدُ يَوْمَئِذٍ. وَازْدَحَمَ الخَلْقُ عَلَى حَمْلِهِ، وَدُفِنَ بِحَضَرَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ إِلَى جَانِبِ ابْنِ الفَاعُوْسِ

(2)

الزَّاهِدِ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُوْدًا -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَرثَاهُ جَمَاعَة منَ الشُّعَرَاءِ.

أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ -بِهَا- (أَنَا) أَبِي (أَنِي) غَيْرُ وَاحِدٍ (أَنَا) أَكْمَلُ بْنُ مُظَفَّرٍ العَبَّاسِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ أَحْمَدَ الجَصَّاصُ، وَشَرَفُ بْنُ علِيٍّ الخَالِصِيُّ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدَّاهِرِيُّ، وأَبُو بَكْرِ بْنُ بَهْرُوْزٍ، قَالُوا:(أَنَا) أَبُو الوَقْتِ (ثَنَا) أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُدِيُّ (أَنَا) أَبُو مُحَمَّدِ بنُ حَمُّوْيَه (أَنَا) أَبُو عِمْرَانَ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ثَنَا) الدَّارِمِيُّ (أَنَا) يَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ (أَنَا)

= إِلَى الصَّمَدِ العَالِي دُعِيْتَ كَرَامَةً

كَذَا لِلْنَّدَى يُدْعَى إِلَى الصَّمَدِ العَبْدُ

وَأُسْمِيْتَ جَارًا لابْنِ حَنْبَل الَّذِي

بِهِ نُصِرَ الإسْلَامُ وَاتَّضَحَ الرَّدُّ

(1)

ابْنُ المُؤَذنُ المَذْكُورُ حَنْبَلِيٌّ (ت: 741 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

فِي (ط): "القاعوس". وَابُن الفَاعُوْسِ: عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ (ت: 521 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 141

حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(1)

"إِنَّ العَبْدَ إِذَا صَلَّى فَإنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ -أَوْ- رَبَّهُ بيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ - وإِذَا بَزَقَ أَحَدُكمْ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، أَوْ يَقُوْلُ هكَذَا، وَبَزَقَ فِي ثَوْبِهِ، ودَلَك بَعْضَهُ بِبَعْضٍ".

‌440 - مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ

(2)

بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُرُوْرٍ المَقْدِسِيُّ،

نَزِيْلُ "مِصْرَ" قَاضِي القُضَاةِ، شَيْخُ الشُّيُوْخِ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ العِمَادِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيهِ

(3)

.

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ (1/ 225)، فِي (الصَّلَاةِ) بَابُ "حَكِّ البُزَاقِ بِاليَدِ مِنَ المَسْجِدِ"، وَمُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" رَقم (551)، فِي (المَسَاجِدِ وَموَاضِعِ الصَّلَاةِ) بَابُ "النَّهْيِ عَنِ البُصَاقِ فِي المَسْجِدِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا"، وَالنَّسَائِيِّ فِي المُجْتَبَى (1/ 163)، فِي (الطهَارَةِ) بَابُ "البُزَاقِ يُصِيْبُ الثَّوْبَ"، وَ (2/ 52، 53) فِي (المَسَاجِدِ)"بَابُ تَخْلِيْقِ المَسْجِدِ" مِنْ حَدِيْثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَجِ الأحْمَدِ".

(2)

440 - شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ العِمَادِ القَاضِي (603 - 676 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُختَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْن نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 81)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 334)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 309)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 418). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (3/ 279)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِي (1/ وَرَقَة: 64)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (240)، وَالعِبَرُ (5/ 311)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (368)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (282)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقاتِ المُحَدِّثِيْنَ (215)، وَتَذْكِرَةُ الحُفاظِ (4/ 1474)، وَدُوَلُ الإِسْلامِ (2/ 178)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 9)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 91)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 279)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (2/ 9)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 579)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 648)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 343)(7/ 616).

(3)

وَالِدُهُ ابنُ العِمَادِ، قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيِّةِ "إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 614 هـ)، أَخُو الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَأَبْنَاؤُهُ: =

ص: 142

وُلِدَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ رَابِعَ عَشَرَ صَفَرٍ -وَقِيْلَ: الأحَدُ- سنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ" وَحَضَرَ بِهَا عَلَى ابْنِ طَبَرْزَدَ، وَسَمِعَ مِنَ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنِ مُلَاعِبٍ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ" وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، وَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الفَتْحِ بنِ عَبْدِ السَّلامِ، وَالدَّاهِرِيِّ، وَالسَّهْرَوَرْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ

(1)

وَتَفَقَّهَ بِهَا، وَتَفَتَّنَ فِي عُلُوْمٍ شَتَّى، وَتزَوَّجَ بِهَا، وَوُلِدَ لَهُ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى "مِصْرَ" وَسَكَنَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا، وَعَظُمَ شَأْنُهُ بِهَا، وَصَارَ شَيْخَ المَذْهَبِ عِلْمًا وَصَلَاحًا، وَدِيَانَةً، ورِئَاسَةً، وَانْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ، وَوَلِيَ بِهَا مَشْيَخَةَ خَانِقَاهِ سَعِيْدِ السُّعَدَاء، وَتَدْرِيْسِ "المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" وَوَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ مُدَّةً ثُمَّ عُزِلَ مِنْهُ، وَاعْتُقِلَ مُدَّةً، ثُمَّ أُطْلِقَ، فَأَقَامَ بِمَنْزِلهِ يُدَرِّسُ بِـ"الصَّالِحِيَّةِ" وَيُفْتِي، وَيُقْرِيءُ العِلْمَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ.

قَالَ عُبَيْدٌ الإسْعِرْدِيُّ الحَافِظُ: كَانَ مَشْهُورًا بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، وَحُسْنِ الطَّرِيْقَةِ، وَالمَنَاقِبِ المَرْضِيَّةِ، تَفَقَّهَ بِـ"دِمَشْقَ" وَ"بَغْدَادَ" وَأَفْتَى وَدَرَّسَ، وَوَلِىَ قَضَاءَ القُضَاةِ بِـ"الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"، وَكَانَ شَيْخَ الشُّيُوْخِ بِهَا.

قَالَ البِرْزَالِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" كَانَ حَسَنَ السَّمْتِ وَضِيْءَ الوَجْهِ، نَيِّرَ الشَّيْبَةِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالفِقْهِ وَالأُصُوْلِ، وَكَانَ كَثيْرَ البِرِّ وَالصِّلَةِ وَالصَّدَقَةِ، كَثيْرَ

= أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 712 هـ)، وَإبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 711 هـ). وَبِنْتَاهُ: خِدِيْجَةُ (ت:؟) وَزَيْنَبُ (ت:؟). وَصِهْرُهُ: أيُّوبُ بْنُ الوَزَّانِ (ت: 695 هـ). وَعَتِيْقُهُ: حُسَيْنُ ابْنُ المُبَارَكِ (ت: 714 هـ). نَذْكُرُهُمْ جَمِيعًا فِي مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

جَمَعَهُمْ فِي "مُعْجَمٍ" كَمَا فِي "المُعْجَمِ المُفَهْرِسِ" للحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ.

ص: 143

التَّوَاضُعِ وَالتَّوَدُّدِ، وَكَانَ مُدَرِّسًا بِـ"المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" بِـ"القَاهِرَةِ" ثُمَّ وَليَ القَضَاءَ

(1)

ثُمَّ عُزِلَ وَحُبِسَ مُدَّةً بِسَبَب وَدَائِع أُكْرِهَ عَلَى أَخْذِهَا، أُخِذَتْ

(2)

منْ بَيْتِهِ

(3)

سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَاعْتُقِلَ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ أُفْرِجَ عَنهُ وَلَزِمَ بَيْتَهُ يُدَرِّسُ وَيُفْتِي وَيُقْرِيءُ وَيتَعَبَّدُ، إِلَى أَنْ مَاتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

(4)

.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: اسْتَوْطَنَ "مِصْرَ" بَعْدَ الأرْبَعِيْنَ وَرَأَسَ بِهَا فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ. وَصَارَ شَيْخَ الإِقْلِيْمِ في الأَيَّامِ الظَّاهِرِيَّةِ، وَكَانَ إِمَامًا مُحَقِّقًا، كَثيرَ الفَضَائِلِ، صَالِحًا، خَيِّرًا، حَسَنَ السِّيْرَةِ، مَلِيْحَ الشَّكْلِ، كَثِيْرَ النَّفْعِ وَالمَحَاسِنِ.

وَقَالَ القُطْبُ اليُوْنِيْنِيُّ: كَانَ مِنْ أَحسَنِ المَشَايِخِ صُوْرَةً، مَعَ الفَضَائِلِ الكَثِيْرَةِ التَّامَّةِ، وَالدِّيَانَةِ المُفْرِطَةِ، وَالكَرَمِ وَسَعَةِ الصَّدْرِ، وَأَظُنُّهُ جَعْفَرِيَّ النَّسَبِ

(5)

، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَرَّسَ بِـ"المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" لِلْحَنَابِلَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ مِنْهُمْ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، وَتَوَلَّى مَشْيَخَةَ خَانِقَاهُ سَعِيْدِ السُّعَدَاءِ بِـ"القَاهِرَةِ" مُدَّةً. وَكَانَ كَامِلَ الأدَوَاتِ، سَيِّدًا، صَدْرًا مِنْ صُدُوْرِ الإسْلَامِ وَأَئِمَّتِهِمْ، مُتَبَحِّرًا فِي العُلُوْمِ، مَعَ الزُّهْدِ الخَارِجِ عَنِ الحَدِّ، وَاحْتِقَارِ الدُّنْيَا، وَعَدَمِ الاِلْتِفَاتِ إِلَيْهَا، وَكَانَ الصَّاحِبُ بَهَاءُ الدِّيْنِ -يَعْنِي ابْنِ جنَا- يَتَحَامَلُ

(1)

بَعْدَهَا فِي "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ": بِـ"الدِّيَارِ المِصرِيَّة".

(2)

سَاقِطَةٌ مِنْ "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ".

(3)

في "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ": "وَكَانَ عَزَلَهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَسِتَمَائَةَ وَاعْتَقَل مُدَّة

(4)

بَعْدَها فِي "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ": "وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَة".

(5)

يَظْهَرُ أَنَّهُ مَنْسُوْبٌ إِلَى "جَعْفَر" أَحَدُ أَجْدَادِهِ؛ لا أَنَّهُ مِنْ آلِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ.

ص: 144

عَلَيْهِ، وَيُغْرِي المَلِكَ الظَّاهِرَ بِهِ؛ لِمَا عِنْدَهُ مِنَ الأَهْلِيَّةِ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أُمُوْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، وَلَا يَخْضَعُ لَهُ.

حَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. وَسَمِعَ مِنْهُ الكِبَارُ، مِنْهُمُ: الدِّمْيَاطِيُّ

(1)

وَالحَارِثيُّ، وَعُبَيْدٌ

(1)

تَرْجَمَتُهُ سَاقِطَةٌ مِنْ "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ" بِسَبَبِ خَرْمٍ فِي أَوَّلِ المُعْجَمِ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ فِي وَفَيَاتِ سَنَة (676 هـ):

732 -

إِبْرَاهِيْمُ بْنُ حَمْدِ بْنِ كَامِلٍ بنِ عُمَرَ، أَبُو إِسْحَاقَ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 68)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (213)، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ" وَفِي المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِيِّ: "وَفِي لَيْلَةِ الثُّلاثَاءِ سَادِسَ عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى تُوُفِّيَ الشَّيْخُ

وَمَوْلدُهُ فِي العَشْرِ الأخِيْرَةِ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَة أَرْبَعٍ وَسِتَمَائةَ

".

733 -

وَأحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ بْنِ أَبِي الحَسَنِ، اَبُو العَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ الصَّالِحِيُّ وَالِدُهُ مُحَمَّدٌ (ت: 637 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ أَبِي بَكْرٍ (ت: 679 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 69)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (211).

734 -

وَالحُسَيْنُ بْنُ رِزْقِ اللهِ بْنِ حُسَيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الحِجَازِيُّ، الحَنْبَلِي، نَاظر "رِبَاط يَلْدَقِ" وَسَمعَ مِنَ النَّاصِحِ بْنِ الحَنْبَلِى، وَسِبْطِهِ الفَخْرِ بْنِ سِنِيِّ الدَّوْلَةِ

قَالَ البِرْزَالِيُّ: "وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 67) وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (221).

735 -

سِتُّ العَرَبِ بِنْتُ الجَمَالِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ المَقْدِسِيِّ. رَوَتْ عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 71)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (225).

736 -

وَعَبْدُ الباقِي بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ البَاقِي بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَفَّاظٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ، الصَّحْرَاوِيُّ. سَمعَ مِنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ "البُخَارِيَّ". أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 68) وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (227).

737 -

عَزِيَّةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ يُوسُفَ بْن مُحَمَّدِ بن قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، أُمُّ عُمَرَ. رَوَتْ عَنْ ابنِ اللَّتِّيِّ. أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى (1/ 65)، وَتَارِيْخُ =

ص: 145

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإِسْلَامِ (234). قَالَ البِرْزَالِيُّ: "وَهِيَ أُخْتُ أَبِي الفَتْحِ فَخْرِ الدِّيْنِ بْنِ البُخَاريِّ لأُمِّهِ

وَلِيَ مِنْهَا إِجَازَةٌ".

738 -

وَنَصْرُ بْنُ عُبَيْدِ، الشَّيْخُ، أَبُو الفَتْحِ السَّوَادِيُّ، المُقَدَّمِيُّ الحَنْبَلِيُّ، المقْرِيءُ، الصَّالِحِيُّ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (245) وَقَالَ: كَانَ صَالِحًا، زَاهِدًا، فَاضِلًا، خَيِّرًا، وَهُوَ وَالِدُ العَدْلِ زَيْنِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنَفِيِّ، وَالشَّيخِ أَحْمَدَ المُقْرِيءِ. أَخْبَارُهُ في: المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 69) قَالَ: وَفِي لَيْلةِ الجُمُعَةِ خَامِسَ رَجَبٍ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ أَبُو الفَتح نَصْرُ

".

739 -

وَيَحْيَى بْنُ مُوْسَى بنِ عِيْسَى السُّلَمِيُّ، الزُّرَعِيُّ، الفَقِيْهُ، مُحْيِي الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ. رَوَى عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ. قَالَ البِرْزَالِيِّ: وَليَ مِنْهُ إِجَازَةٌ. وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (257، 293)، وَالمُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 72).

740 -

وَيَحْيَى بْن الزَّيْشَةِ (كَذَا؟) الحَنْبَلِيُّ، الشُّرُوْطِيُّ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبيُّ:"مِنْ مَشَاهِيرِ وُكَلَاءِ الحُكْمِ بِـ"دِمَشْقَ" تُوُفِّيَ بِهَا فِي رَبِيْعِ الأوَّلِ". وَزَادَ البِرْزَالِيِّ: "وَفِي يَوْمِ الأحَدِ الثَّامِنَ مِنْ رَبِيْعِ الأوَّلِ تُوُفِّيَ الشَّيْخِ يَحْيَى

".

741 -

وَيُوسُف بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَحْفُوْظِ بْنِ هِلَالٍ الرَّسْعَنِيُّ، الشَّاهِدُ تَحْتَ السَّاعَاتِ، رَوَى "جُزْءَ حَنْبَلٍ" عَنِ "ابْنِ قُمَيْرَةَ". ذَكَرَ المُؤَلِّفُ -ابنُ رَجَبٍ-: هِلَالَ بْنَ مَحْفُوْظِ بْنِ هِلَالِ الرَّسْعَنِيَّ (ت: 610 هـ). وَلَا أَدْرِي مَا صِلَتُهُ بِالمَذْكُورِ، وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ هِلَالِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ هِلَالِ الرَّسْعنِيِّ أَيضًا (ت بعد: 689 هـ) وَأَخِيهِ سَيْفِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ هِلَالِ الرَّسْعَنِيِّ (ت: 691 هـ) وَالَّذِي أَظُنُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَبُوْهُ، وَمَحْفُوظًا عَمُّهُ، وَأَنَّ المَذْكُوْرَ. هُنا "يُوْسُف" مَاتَ قَبْلَهُمَا، هَذَا ظَنٌّ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. أَخْبَارُ يُوْسُف فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 64)، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى أَنْ قَالَ: "وَفِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ حَادِي عَشَرَ المُحَرَّمِ تُوُفِّيَ مُحْيِيِ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ مَحْفُوظِ بْنِ هِلَالٍ الرَّسْعَنيُّ

" ثُمَّ أَوْرَدَ العِبَارَاتِ الَّتِي نَقَلْنَاهَا عَنْهُ وَلَمْ يَذْكُرُهُ

ص: 146

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ، وَلَا ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَاب" مَعَ مَنْ يُلَقِّبُ (مُحْيِي الدِّيْنِ)، وَلَمْ يَذْكُرْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" وَكَانَ جَدِيْرًا بذِكْرِهِ، فَلَعَلَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتَمَيَّزَ.

742 -

وَأَبُو القَاسِمِ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الخَضِرِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، شَمْسُ الدِّيْنِ مِنْ "آلِ تَيْمِيَّةَ" أُسْرَةِ شَيْخِ الإسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ، وَالِدُهُ عَبْدُ الغَنِيِّ (ت: 631 هـ). وَجَدُّهُ الإمَامُ فَخْرُ الدِّيْنِ (ت: 622 هـ)، ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَابْنُهُ: عَبْدُ الأحَدِ ابْنِ أَبي القَاسِمِ (ت: 712 هـ) نَذْكُرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا عَلَى وَفَيَاتِهَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَلَمْ يَذْكْرِ المُؤَلِّفُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (677 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

743 -

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيْسَى، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ الأنْصَارِيُّ، الدَّمَشْقِيُّ الخَزَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (260)، وَوَصَفَهُ بِـ"المُحَدِّثِ العَالِمِ". أَخْبَارُهُ فِي: العِبَرِ (5/ 313)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (369)، وَالإعْلَامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (282)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (216)، وَالمُشْتَبَهِ (1/ 156)، وَالتَّوْضِيْحِ (2/ 322)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 356).

744 -

وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ أَبِي الفَتح بْنِ حَامِدٍ بنِ كَامِلٍ البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ"مُصَدَّقُ" مُحَبُّ الدِّيْنِ، المُحَدَّثُ، المُقْرِيءُ. قَالَ ابْنُ الفُوطِيِّ: "مِنْ فُقَهَاءِ المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ، كَانَ حَافِظًا لِكِتَابِ اللهِ العَزِيْزِ، حَسَنَ الأدَاءِ بِقِرَاءَتِهِ، طَيِّبَ الحَنْجَرَةِ، عَارِفًا بِالتَّفْسِيرِ وَأَسْبَابِ النُّزُوْلِ، وَكَانَ مُمَتَّعًا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ شَيْخُنَا شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو المَنَاقِبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ الكُوْفِيُّ يَهْجُوْهُ، وَيُعَرِّضُ بِالشَّيْخِ جَلَالِ الدِّيْنِ بْنِ عَكْبَرٍ:

حَنَابِلَةُ المُسْتَنْصَريَّة قَدْ بُلُوا

بِدَرْسِ جَهُوْلٍ بِالجَهَالَةِ يَنْطِقُ

وَلَا غَرْوَ إِنْ صُبَّ العَذَابُ عَلَيْهِمُ

إِذِ الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ فِيهِمْ مُصَدَّقُ

وَقَالَ مَرَّةَ ثَانِيةً: "كَانَ مِنْ أَعْيَانِ القُرَّاءِ، وَأَفْرَادِ الفُقَهَاءِ". أَخْبَارُهُ: فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 8، 241) وَتَارِيْخِ عَلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّة (1/ 279).

745 -

وَحَسَنُ بنُ مَحَاسِنٍ الصَّرْصَرِيُّ بَهَاءُ الدِّيْنِ. عَنْ هَامِشِ مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 181).

ص: 147

الإسْعَرْدِيُّ، وَالشَّرِيْفُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنِيُّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الحَلَبِيُّ. تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ ثَانِي عَشَرَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"القَاهِرَةِ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِـ"القَرَافَةِ" عِنْدَ عَمِّهِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَكَانَ الجَمْعُ مُتَوَافِرًا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

= 746 - وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ الشِّهَابِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيِّ، وَالِدُهَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ (ت: 618 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الدِّمْيَاطيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 198). وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 73)، وَقَالَ:"وَلِيَ مِنْهَا إِجَازَةٌ"، وَلَهَا ذِكْرٌ فِي "المُنْتَخَبِ مِنْ مُعْجَمِ البِرْزَالِيِّ"، وَذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (265) وَابْنُهَا: تَقُّيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ المَقْدِسِيُّ (ت: 715 هـ) القَاضِي المَشْهُوْرُ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في مَوْضِعِهِ.

747 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، مِنْ "آلِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ"، أَخِي المُوَفَّقِ وَأَبِي عُمَرَ، ذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 75).

748 -

وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَاضِي المَقْدِسِيُّ، وَالِدُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ (ت: 639 هـ). اسْتَدْرَكْتُهُ عَلَى المُؤَلِّفِ فِي مَوْضِعِهِ. وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ: عَبْدَ السَّتَّارِ (ت: 676 هـ)، وَاسْتَدْركْتُ أَخَاهُ: عِيْسَى (ت: 686 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ فِي: المُقتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 76)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (275)، وَذَكَرَ البِرْزَالِيُّ أَنَّ وَفَاتَهُ بِـ"القَاهِرَةِ" قَالَ:"وَدُفِنَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ النَّصْرِ" وَكَانَ رَجُلًا صالِحًا، وَأَجَازَ لَنَا مَا يَرْوِيْهِ، وَكَتَبَ عَنهُ أَحْمَدُ بْنُ يُوْنُسَ الإرْبِلِيُّ".

749 -

وَمُحَمَّدُ بنُ أحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَن بنِ عَلِيٍّ البَجَّدُيُّ، ذَكَرهُ البِرْزَالِيِّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة 74)، وَهُوَ منْ أُسْرَةِ عِلْمِيَّةِ، نَذْكُرُ بَعْضَ مَنْ عَرَفْنَا مِنْهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 148

‌441 - يَحْيَى بْنُ أَبي مَنْصُور

(1)

أَبِي الفَتْحِ بْن رَافِعِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَرَّانِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو زكَرِيَّا بْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَيُعْرَفُ بِـ"ابْنِ الحُبَيْشِيِّ"

أَيْضًا، نَزِيْلُ "دِمَشْقَ".

وُلِدَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"حَرَّانَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الحَافِظِ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ، وَالخَطِيْبِ فَخْرِ الدِّيْنِ وَغَيْرِهِمَا، وكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ حَمَّادٍ الحَرَّانِيِّ، وَلكِنْ لَمْ يَظْهَرْ سَمَاعُهُ مِنْهُ، وَرَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ" سَنةَ سَبْعٍ وَسِتِّمَائَةَ، فَسَمِعَ

(1)

441 - ابْنُ الحُبيشِيِّ الصَّيْرَفِيُّ (583 - 678 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 81)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 87)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 311)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 420). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدَّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة: 203)، وَمَشْيَخَةُ ابْنِ جَمَاعَة (2/ 555)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 34)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ ورَقة: 79)، وَالعِبَرُ (5/ 321)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (314)، وَدُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 180)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (369)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (283)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (216)، وَمُعْجَمُ الذَّهَبِيِّ (2/ 378)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (111)، وَالمُشْتَبَهُ (1/ 218) وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 311)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيهِ (1/ 52)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة 61)، وَالتَّوْضِيْحُ (3/ 122)، وَالتَّنْبِيْهُ (2/ 488)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 290)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 363)(7/ 632)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (633).

ابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَىَ (ت: 685 هـ) وَحَفِيْدُهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ مُحَمَّد بْن يَحيىَ (ت: 702 هـ) وَحَفِيْدُهُ الآخَر: نَصْرُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 743 هـ) لَمْ يَذْكُرُهُمْ المُؤَلِّفُ، نَسْتَدْرِكُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 149

مِنِ ابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَابْنِ الأخْضَرِ، وَأَحْمَدَ بْنِ الدُّبَيْقِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مِنِيْنَا، وَعَلَيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيِّ، وَثَابِتِ بْنِ مُشَرَّفٍ، وَأَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ القُبَّيْطِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَسَمعَ بِـ"دِمَشْقَ" مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ مُلَاعِبٍ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ"المَوْصَلِ" مِنْ جَمَاعَةٍ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الأجْزَاءَ وَالطِّبَاقَ. وَأَخَذَ الفِقْهَ بِـ"دِمَشْقَ" عَنِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وبِـ"بَغْدَادَ" عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ غَنِيْمَةَ بْنِ الحَلَاوِيِّ، وَأَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ، وَالفَخْرِ إِسْمَاعِيْلَ، وَغَيْرِهِمْ. وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي البَقَاءِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيْعَ كِتَابِهِ "التِّبْيَان فِي إِعْرَابِ القُرْآنِ"، وَأَقَامَ بِـ"بَغْدَادَ" مُدَّةً فِي رِحْلَتِهِ الثَّانِيَّةِ إِلَيْهَا، وَتزَوَّجَ بِهَا، وَوُلِدَ لَهُ، وَكَتَبَ الكَثيْرَ بِخَطِّهِ مِنَ الفَوَائِدِ وَالنُّكَتِ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَعَلَّقَ فَوَائِدَ وَغَرَائِبَ حَسَنَةً، وَأَفْتَى وَنَاظَرَ وَدَرَّسَ، وَجَالَسَ بِـ"حَرَّانَ" الشَّيْخَ مَجْدَ الدِّيْنِ، وَفَقُهِ، وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَدِيَانَةٍ.

قَالَ البِرْزَالِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ"

(1)

: كَانَ مِنَ الشُّيُوْخِ وَالفُقَهَاءِ المُتَعَبِّدِيْنَ وَالمُعْتَبَرِيْنَ فِي مَذْهَبِهِ، كَثِيْرَ الدِّيَانَةِ وَالتَّعَبُّدِ، وَأَشْغَلَ النَّاسَ، وَأَفَادَ، وَانْتُفِعَ بِهِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: بَرَعَ فِي المَذهَبِ، وَدَرَّسَ، وَنَاظَرَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأصْحَابُ، وَكَانَ لَطِيْفَ القَدْرِ جِدًّا، ضَخْمَ العِلْمِ وَالعَمَلِ، صَاحِبَ تَعَبُّدٍ وَأَوْرَادٍ وَتَهَجُّدٍ. قَرَأْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ الفَخرِ: كَانَ إِمَامًا، كَبِيرًا، مُفْتِيًّا، أَفْتَى بِـ"بَغْدَادَ" وَ"حَرَّانَ"، وَ"دِمَشْقَ"، وَلَهُ مَنَاقِبُ جَمَّةٌ.

(1)

لَمْ تَتَّضِحِ الصُّورَةُ فِي نُسْخَتِي مِنَ المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ.

ص: 150

مِنْهَا: قِيَامُ اللَّيْلِ فِي مُعْظَمِ عُمُرِهِ، كَانَ يَقُوْمُ فِي وَقْتٍ -وَاللهِ- يُعْجَزُ الشَّبَابَ عَنْ مُلَازَمَتِهِ، وَهُوَ جَوْفُ اللَّيْلِ، يَجْتَهِدُ فِي إِسْرَارِ ذلِكَ، وَسَائِرِ عَمَلِ التَّقَرُّبِ.

وَمنْهَا: سَخَاءُ النَّفْسِ، وَحُسْنُ الصُّحْبَةِ، وَالتَّعَصُّبُ فِي حَقِّ صَاحِبِهِ بِدُعَائِهِ، وَاجْتِهَادِهِ، وَتَضَرُّعهِ، وَمُسَاعَدَتِهِ بِجَاهِهِ، وَحُرْمَتِهِ.

وَمنْهَا: التَّعَصُّبُ فِي السُّنَّةِ وَالمُغَالَاةُ فِيْهَا، وَقَمْعِ أَهْلِ البِدَعِ، وَمُجَانَبَتُهُمْ وَمُنَابَذَتُهُمْ.

وَمنْهَا: قَوْلُ الحَقِّ، وَإِنْكَارُ المُنْكَرِ عَلَى مَنْ كَانَ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ المُدَاهَنَةِ وَالمُرَاءَاةِ شَيْءٌ أَصْلًا، يَقُولُ الحَقَّ وَيَصْدَعُ بِهِ.

لَقِيَ الكِبَارَ: كَالسَّامُرِّيِّ، مُصَنِّفِ "المُسْتَوْعِبِ"، وَالشَّيْخِ أِبي البَقَاءِ، والشَّيخِ المُوَفَّقِ، وَكانَ حَسَنَ المُنَاظَرَةِ وَالمُحَاضَرَةِ، حُلْوَ العِبَارةِ، عَالِي الإسْنَادِ، لَهُ "مُخْتَصَرَان" وَمَجَامِيْعُ حَسَنَةٌ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَرَوَى الكَثيْرَ، حَدَّثَ بِـ"جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ" وَبِـ"مَعَالِمِ السُّنَنِ" لِلْخَطَّابِيِّ، وأَشْيَاءٍ كَثيْرَةٍ.

قُلْتُ: لَهُ تَصَانِيْفُ عِدَّةٌ مِنْهَا: كِتَابُ "نَوَادِرُ المَذْهَبِ" كَتَبَهُ لِلْمُسْتَنْصِرِ وَ"انْتِهَازُ الفُرَصِ فِيْمَنْ أَفْتَى بِالرُّخَصِ" جُزْءٌ، وَجُزْءٌ فِي "عُقُوْبَاتِ الجَرَائِمِ" كَتَبَهُ لِلافْتِخَارِ الحَرَّانِيِّ وَالِي "دِمَشْقَ" وَكانَ لَهُ بِهِ اخْتِصَاصٌ، وَكَانَ صَالِحًا، عَادِلًا، وَلَهُ جُزْءٌ فِي "آدَابِ الدُّعَاءِ"

(1)

.

(1)

وَلَهُ جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي مَعْرُوْفٍ الكَرْخِيِّ، نُسْخَةٌ مِنْهُ فِي مَجمُوعٍ فِي الظَّاهِرِيَّةِ رقم (68) (ق: 39 - 41) نُسْخَةٌ مَكْتُوبَةٌ سَنَة (665 هـ) وَعَلَيْهَا سَمَاعٌ لِنَاسِخِهِ عَلَيِّ بْنِ =

ص: 151

وَسَمِعَ مِنْهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(1)

وَالحَافِظُ الحَارِثيُّ. وَأَظُنُّهُ أَخَذَ عَنْهُ العِلْمَ أَيْضًا، وَالشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَأَبُو الحَسَنِ بْنِ العَطَّارِ وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الخَبَّازِ، وَكَانَ قَدْ عُمِّرَ وَتَغَيَّرَ مِنَ الهَرَمِ قَبْلَ مَوْتهِ بِعَامَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ، فَحَجَبَهُ وَلَدُهُ.

ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ. ورَوَى عَنْهُ بِالإجازةِ

(2)

.

وَتُوُفِّيَ عشِيَّةَ الجُمُعَةِ رَابِعَ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتَمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ" وَدُفِنَ يَوْمَ السَّبْتِ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ الفَرَادِيْسِ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، قَالَ اليُوْنِيْيُّ: كَانَتْ لَهُ جِنَازَةٌ مَشْهُودَةٌ جِدًّا.

= سَالِمِ بْنِ سَلْمَانَ بنِ العَربَانِي الحُصَيْنِي، عَلَاءِ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ بِخَطِّ ابْنِ الصَّيْرَفِيِّ بِالتَّارِيخِ المَذْكُوْرِ، وَلِعَلِي بْنِ سَالِمٍ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةَ (430).

(1)

جَاء فِي "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ": "أَخْبَرَنَا الفَقِيْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الحَرَّانِيُّ بِـ"دِمَشْقَ" قِرَاءَةً عَلَيْهِ (أَنَا) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ مَعَالِي بْنِ غَنِيْمَةَ بْنِ مِنِيْنَا البَابْصِرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِـ"بَغْدَادَ"

" وَساقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا.

(2)

جَاءَ فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ: "تَمَيَّزَ بِـ"حَرَّانَ" وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ، وَقَرَأَ عَلَى الشُّيُوْخِ، وَنَسَخَ الأَجْزَاَ، وَتَفَرَّدَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا، وَرَوَى الكَثيْرَ، وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَاتَهُ قَبْلَ مَوْتهِ بِأرْبَعٍ سِنِيْنَ، وَقَدْ تَغَيَّرَ مِنَ الهَرَمِ قَبْلَ موْتهِ بِعَامَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ

". وَفِي "مُعْجَمِ الشُّيُوخِ" لَهُ: "وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَاتَهُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائةَ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَسِتمَائَةَ

" ثُمَّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي مَنْصوْرٍ، القُدْوَةُ، الصَّالِحُ، جَمَالُ الدِّيْنِ الحَرَّانِيُّ أَنَّ عَبْدَ القَادِرِ الحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ

".

ص: 152

‌442 - إِسحاق بْن إِبْرَاهِيْمَ

(1)

بْنِ يَحْيَى الشَّقْرَاوِيُّ القَاضِي صَفِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ

(2)

.

(1)

442 - صَفِيُّ الدِّينِ الشَّقْرَاوِيُّ (605 - 678 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهٍ (وَرَقَة: 81)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 244)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 298)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 420). وَيُرَاجَعُ: المُقتَفَى للْبِرْزَالِيِّ (1/ 84)، وَذَيلُ مِرْآةِ الزَّمانِ (4/ 14)، ومعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (1/ 164)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (298)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (369)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (8/ 397)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (2/ 354)، الدَّلِيْلُ الشَّافِي، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 289)، وَتَارِيْخُ الصَّالِحِيَّةِ (2/ 415) وَالشَّذَرَاتُ (5/ 360) (7/ 629). وَالِدُهُ: إِبْرَاهِيْمُ بْنُ يَحْيَىَ، كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفَضْلِ. وَأَخُوهُ: مُوسَى بْنُ إبْرَاهِيمَ (ت: 702 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَخوهُمْ: يَحْيىَ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت:؟). وَأَخُوهُمْ: عَبْدُ القُدُّوسِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 686 هـ). وَأَخُوهُمْ: عَطِيَّةُ بْنُ إبْراهِيْمَ وَالِدُ: مُوسَى بْنِ عَطِيَّةَ. وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ مُوسَى بْنِ عَطِيَّة، وَلَا أَعْرِفُ أَحَدًا تَمَيَّزَ مِنْ أَوْلَادِهِ. وَتَمَيَّزَ بَعْضُ أَوْلَادِ إِخْوَانِهِ نَذْكُرُهُمْ فِي هَامِشَيْ تَرْجَمَتَيْ أَخَوَيْهِ مُوْسَى، وَعَبْدِ القُدُّوْسِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

كَنَّاهُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ": "أَبُو الفَضْلِ"، وكَنَّاهُ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ":"أبُو مُحَمَّدٍ" وَنَسَبُهُ فِيهِ "العَكِّيُّ الشَّقْرَاوِيُّ" وَقَالَ: "أَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتَهُ".

يُستَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (678 هـ):

750 -

أحمَدُ بْنُ أَبِي الخَيْرِ سَلَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَعْرُوْفِ بْنِ خَلَفٍ، زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ، الحَدَّادُ، الحَنْبَلِيُّ، المُقْرِيءُ، الخَيَّاطُ، الدَّلَّالُ، المُسْنِدُ، المُعَمَّرُ. وَالِدُهُ أَبُو الخَيْرِ سَلَامَةُ بْنُ إِبْرَاهيْمَ، إِمَامُ حَلْقَةُ الحَنابِلَةِ بـ"دِمَشْقَ" (ت: 594 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي موْضِعِهِ، أَمَّا أَحْمَدُ فَذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسخَةِ (أ) نَقْلًا عَنْ "تَارِيْخِ ابْنِ رَسُولٍ" وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُولٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" (1/ 194)، وَلِلْمَذْكُوْرِ هُنَا أَخْبَارٌ فِي: المَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 103). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ =

ص: 153

وُلِدَ بِـ"شَقْرَا" مِنْ ضِيَاعِ زُرَا -المَعْرُوفَةِ بـ"زُرَعَ"- سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ

= (1/ وَرَقَة 101)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 79)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 12)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 44)، وَالعِبَرُ (1/ 44)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (196)، وَدُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 180)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (283)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 397)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 284)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 314)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 290)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 360).

قَالَ الدُّكْتُورُ عُمَرُ عَبْدِ السَّلَامِ تَدْمُرِيِّ -بَعْدَ أَنْ خَرَّجَ عَنْ "ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ" تَحْقِيْقِ كَمَالِ يُوسُف الحُوت-: "وَفِيْهِ أَضَافَ مُحَقِّقُهُ

إِلَى مَصَادِرِ تَرْجَمَتِهِ كِتَابَ الدُّرِّ الكَامِنَةِ لِـ[ـلحَافِظِ] ابْنِ حَجَرٍ (1/ 140)، وَهَذَا غَلَطٌ وَاضِحٌ

وَكَلَامُ الدُّكْتُورِ جَيِّدٌ، إِلَّا أَنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ وَقَعَ فِي مِثْلِ ذلِكَ الخَطَأُ فِي التَّرْجَمَةِ نَفْسِها فَقَدْ خَرَّجَ الدُّكْتُورُ عُمَرُ عَبْدُ السَّلَام تَدْمُرِي عنِ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ"، وَالصَّحِيْحُ أَنَّهُ لَمْ يُذْكَر فِي "الذَّيْلِ" وَإِنَّمَا هُوَ فِي المُلْحَقِ فِي آخِرِ الكِتَابِ؟! وَمَعْلُومٌ أَنَّ المُلْحَقَ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ مُؤَلِّفِهِ ابْنِ رَجَبٍ.

- وَسِبْطُهُ أبُو بكرِ بْنِ يُوْسُف الحَرَّانِيُّ (ت: 702 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى.

751 -

وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ. سَمعَ مِنْ ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَجَعْفَرِ الهَمَذَانِيِّ، وَكَرِيْمَةَ، وَحَدَّثَ. وَالِدُهُ أَحْمَدُ (ت: 643 هـ) وَجَدُّهُ مُحَمَّدٌ (ت: 613 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ الحَافِظِ المَشْهُورِ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمْ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 79)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (302)، وَتَذْكِرَةِ النَّبِيْهِ (1/ 55).

752 -

وَعَبْدُ اللّهُ بنُ أبِي الحَسَنِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ حُسَيْنِ، الحَاجُّ، بَدْرُ الدِّيْنِ، الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ، وَيُعْرَفُ بِـ"مَلِكْشَاه" كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (304)، وَأَعَادَهُ ثَانِيَةً ص (385)، مَعَ جَمَاعَةٍ انْقَطَعَ خَبَرُهُمْ فِي هَذَا العَام، بِاسْمِ قَلكشاه بنِ أَبي الحَسَنِ وَيَظْهَرُ أَنَّهُ رحمه الله لَمْ يُدْرِكُ أَنَّهُ هُوَ، وَلَمْ يُعَلِّقْ عَلَيْهِ مُحَقِّقُهُ؟!

ص: 154

مِنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَأَحمَدَ بْنِ طَاوُوسَ، وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَفَقَّهَ، وَحَدَّثَ، وَوَلِيَ الحُكْمَ بِـ"زُرَعَ" نِيَابَةً عَنِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا، حَسَنَ الأخْلَاقِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ رَجُلًا، خَيِّرًا، فَقِيْهًا، حُفَظَةً للنَّوَادِرِ وَالأخْبَارِ، وَلِيَ قَضَاءَ "زُرَعَ" مُدَّةً وَأَعَادَ بِمَدْرَسَتِهَا.

تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ تَاسِعَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ سَنَّةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ بـ"سَفْحِ قَاسِيُونَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌443 - عَبدُ الله بْنُ إِبراهيم

(1)

بنِ مَحْمُودِ بْنِ رَفِيْعَا الجَزَرِيُّ، المُقْرِيءُ الفَرَضِيُّ، نَزِيْلُ "المَوْصِلِ" أَبُو مُحَمَّدِ، وَيُلَقَّبُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ.

قَرَأَ بِالسَّبع عَلَى عَلِيُّ بْنُ مُفْلح البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ "المَوْصِلِ"، وَأَخَذَ الحُرُوْفَ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الحَاجِبِ، وَأَبِي عَبْدِ اللّهِ الفَاسِيِّ، والسَّدِيْدِ عِيْسَى بْنِ أَبِي الحَزْمِ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ جَمَاعَةٍ. وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ فِي القِرَاءَاتِ. وَنَظَمَ فِي القِرَاءَاتِ وَغَيْرِهَا، وَفِي الفَرَائِضِ قَصِيْدَةً مَعْرُوْفَةً لَامِيَّةً، وَكَانَ شَيْخَ القُرَّاءِ بِـ"المَوْصِلِ"، قَرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ خَرُوْفٍ المَوْصِلِيُّ الحَنْبَلِيُّ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ "الأحْكَامَ" لِلْشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ

(1)

443 - ابْنُ رَفِيْعَا الجَزَرِيُّ (؟ - 679 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 81)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 24)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 313)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 421). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 89)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (322)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 403)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 363)(7/ 629).

ص: 155

ابْنِ تَيْمِيَّةَ عَنْهُ، وَأَجَازَ لِشَيْخِنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي الجَيْشِ غَيْرَ مَرَّةٍ.

وَتُوُفِّيَ فِي سَادِسِ جمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"المَوْصِلِ" رحمه الله.

‌444 - عبْد الساتر بْنُ عبْدِ الحميدِ

(1)

بنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَاضِي المَقْدِسِيُّ الفَقِيْهُ، تَقِى الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ.

سَمِعَ مِنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَالشَّيْخُ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ وَغَيْرِهِمْ. وَتَفَقَّهَ عَلَى التَّقِيِّ بْنِ العِزِّ، وَمَهَرَ فِي المَذْهَبِ، وَعُنِيَ بِالسُّنَّةِ، وَجَمَعَ فِيْهَا، وَنَاظَر الخُصُوْمَ وَكَفَّرَهُمْ، وَكَانَ صَاحِبَ جُرْأَةٍ، وَتَحَرُّقٍ عَلَى الأشعَرِيَّةِ، فَرَمَوْهُ بِالتَّجْسِيْمِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَرَأَيْتُ لَهُ مُصَنَّفًا فِي الصِّفَاتِ، فَلَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا، قالَ: وَكَانَ مُنَابِذًا لِلْحَنَابلَةِ، وَفِيْهِ شَرَاسَةُ أَخْلَاقٍ، مَعَ صَلَاحٍ وَدَينٍ يَابِسٍ

(2)

.

(1)

444 - تَقِيُّ الدِّيْنِ عَبْدِ السَّاتِرِ المَقْدِسِيُّ (؟ - 679 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُختَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابلَةِ لاِبْنِ نَصرِ اللهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَقْصَدِ الأرْشدِ (2/ 164)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 313)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 421). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 90) وَالعِبَرُ (5/ 323)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (323)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 414)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 363). وَالِدُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ (ت: 639 هـ) تَقَدَّمَ فِي اسْتِدْرَاكِنَا عَلَى المُؤَلِّفِ، وَذَكَرْنَا هُنَاكَ مَجْمُوْعَةً مِنْ إِخْوَانِهِ فَلْيُرَاجِعْ مَنْ شَاءَ ذلِكَ هُنَاكَ.

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَقَلَّ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ؛ لأنَّهُ كَانَ فِيهِ زَعَارَةٌ، وَكَانَ فِيهِ غلُوٌّ فِي السُّنَةِ، وَمُنَابةٌ لِلْمُتكَلِّمِينَ، وَمُبَالَغَةٌ فِي اتبَاعِ النُّصُوْصِ، رَأَيْتُ لَهُ مُصَنَّفًا فِي الصِّفَاتِ، وَلَمْ أَرَ يَصِحُّ عَنْهُ مَا كَانَ يُلَطِّخُ بِهِ مِنَ التَّجْسِيْمِ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ كَانَ أَتْقَى للّهِ، وَأَخْوَفَ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ عَلَى اللهِ ذلِكَ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْمَعَ فِيْهِ قَوْلُ الخُصُوْمِ، وَكانَ الوَاقِعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَيْخِنَا =

ص: 156

تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ شَعْبَانَ سنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ عَنْ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةٍ رحمه الله.

قُلْتُ: حَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الخَبَّازِ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الشَّقْرَاوِيِّ المُتَقَدِّم ذِكْرُهُ (أَنَا) مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْل (أَنَا) عَبْدُ السَّاتِرِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالَا:(ثَنَا) الحُسَيْنُ بْنُ الزَّبِيْدِيِّ (أَنَا) أَبُو الوَقْتِ (أَنَا) الدَّاوُدِيُّ (أَنَا) الحَمَوِيُّ (أَنَا) الفَرَبْرِيُّ (ثنا) البُخَارِيُّ قَالَ: (ثَنَا) المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيْمَ (ثَنَا) يَزِيْدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ ابْنِ الأكْوعَ قَالَ

(1)

: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالحِجَابِ".

‌445 - وَفِي حَادِي عِشْرِيْنَ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ أَيْضًا، تُوُفِّيَ الفَقِيْهُ شَمسُ الدِّينِ أبُو عبد الله محمَّدُ بنُ دَاوُد

(2)

بْنِ إِلْيَاسَ البَعْلِيُّ الحَنْبَلِيُّ،

وَدُفِنَ بِظَاهِرِ

= العَلَامَةِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَصْحَابِهِ، وَهُوَ فَكَانَ حَنْبَلِيًّا، خَشِنَا، مُتَحَرِّقًا عَلَى الأشْعَرِيَّةِ، وبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ المُتَكَلِّمِيْنَ قَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنَّ اللهَ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ؟ فَقَالَ: لَا وَاللهِ مَا قُلْتُهُ، لكِنَ اللهَ قَالَهُ، وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بلَّغَ، وَأَنَا صَدَّقتُ، وَأَنْتَ كَذَّبْتَ فَأَفْحَمَ الرَّجُلَ

ثُمَّ قَالَ: "وَكَانَ كَثيْرَ الدَّعَاوَى قَلِيْلَ العِلْمِ، قَدْ رُمِيَ -فِي الجُمْلَةِ- بِبَلَايَا وَمَصَائِبَ نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الخِذْلَانِ وَاسْتَحْكَمَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ "الصَّالِحِيَّةِ" عَدَاوَةٌ، وَحَبَسُوْهُ مَرَّةً وَحَطُوا عَلَيْهِ".

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ (2/ 36)، فِي (مَوَاقِيْتِ الصَّلَاةِ)، بَابُ "وَقْتِ المَغْرِبِ"، وَمُسْلِمٌ رَقم (636)، فِي (المَسَاجِدِ)"بَابُ بَيَانِ أَنَ أَوَّلَ وَقْتِ المَغْرِبِ عِنْدَ غُرُوْبِ الشَّمْسِ"، وَأَبُو دَاوُدَ رَقم (417)، فِي (الصَّلَاةِ)"بَابُ وَقْتِ المَغْرِبِ"، وَالتِّرْمِذِيُّ رقم (164)، فِي (الصَّلَاةِ)"بَابُ مَا جَاءَ فِي وَقْتِ المَغْرِبِ" مِنْ حَدِيْثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوع رضي الله عنه. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَج الأحْمَد".

(2)

445 - ابْنُ إلْيَاسَ البَعْلِيُّ (598 - 679 هـ): =

ص: 157

"بَعْلَبَكَّ" وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ.

وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَابْنِ المَنِّيِّ، وَطَائِفَةٍ، وَخَدَمَ الشَّيْخَ الفَقِيْهَ اليُوْنيْنيَّ مُدَّةً

(1)

. قَالَ القُطْبُ ابْنُ اليُوْنِيْنِيِّ: سَمِعَ مِنْ حَنْبَلٍ، وَالكِنْدِيِّ، وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَرَحَلَ إِلَى البِلَادِ لِلْسَّمَاعِ، وَخَدَمَ وَالِدِي مُدَّةً، وَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ، واشْتَغَلَ عَلَيْهِ، وَحَفِظَ "المُقْنِعَ" وَعَرَفَ الفَرَائِضَ. وَكَانَ ذَا دِيَانَةٍ وَافِرَةٍ، وَصِدْقٍ، وَأَمَانَةٍ، وَتَحَرٍّ فِي شَهَادَتِهِ وَأَقْوَالِهِ وَحَدَّثَ بِمَسْمُوعَاتِهِ

(2)

.

= أخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللّهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 314)، وَمُختَصَرِهِ "الدُّر المُنَضَّدِ"(1/ 421)، وَلَمْ يَذْكُرهُ ابْنُ مُفْلحٍ في "المَقْصَدِ الأرْشَدِ". وَيُرَاجَعُ: ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 59)، وَالمُقتَفَى لِلْبرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 91)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (327)، وَالعِبَرُ (5/ 324)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوخِ لِلذَّهَبِيِّ (2/ 187)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (228)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 191)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 63)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 620)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 364)(7/ 635)، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيِّ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ"، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمعَ مِنْهُ سَنَةَ (670 هـ) وَزَادَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي نَسَبِهِ بَعْدَ "إِلْيَاس":"ابن يُوسُفَ".

(1)

في "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": "خَادِمُ الشَّيخِ الفَقِيْهِ

صَحِبَ الشَّيْخَ الكَبِيْرَ عَبْدَ اللّهِ، ثُمَّ خَدَمَ الشَّيْخَ الفَقِيْهَ، وَكَانَ مَلِيْحَ الخَطِّ، كَتَبَ الأجْزَاءَ وَالطِّبَاقَ، وَتَفَقَّهَ، وَكَانَ فِيْهِ خَيْرٌ، وَعَدَالَةٌ، وَدِيْنٌ، وَوَرَعٌ، وَمُرُوءَةٌ. ثُمَّ قَالَ:"وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتَهُ" وَقَالَ الحَافظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ"، "وَكَانَ مِنْ كِبَارِ عَدُوْلِ بَلَد وَفُقَهَائِهِمْ".

(2)

مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ: "سُنَنِ ابْنِ مَاجه" مِنَ المُوَفَّقِ. وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (518).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنة (679 هـ):

753 -

أَمَةُ اللّهِ بِنْتُ النَّاصحِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ نَجْمِ الحَنْبَليِّ. قَال الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: امْرَأَةٌ جَلِيْلَةٌ، كَاتِبَةٌ، فَاضِلَةٌ، شَيْخَةُ رِبَاطِ يَلْدَقَ، سَمِعْتُ مِنْ أَبِيْهَا، كَتَبَ عَنْهَا ابْنُ =

ص: 158

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الخَبَّازِ، وَالبِرْزَالِيُّ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 91)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (321)، وَالوَافِي بالوَفَيَاتِ (9/ 387)، وَفِيهِ:"أَمَةُ الكَرِيْمِ".

754 -

وَرَافِعُ بْنُ أَبِي العِزِّ بْنِ رَافِعٍ، الفَقِيْهُ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ الشُرَيْجِيُّ الحَنْبَلِيُّ، المُقْرِيءُ، الضَّرِيْرُ، كَذَا قَالَ الحافظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (1/ وَرَقَة: 93)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإسْلَامِ (321)، قَالَ البِرْزَالِيُّ:"وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ" وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ أبِي الفَتْحِ".

755 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ حَمْزَةَ المَقْدِسِيَّةُ، مِنْ (آلِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ) أُختُ القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمزَةَ (ت: 715 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا سَيَأتِي. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 91) وَقَدْ عَانَيْتُ مَشَقَّةً عَظِيْمَةً فِي قِرَاءَةِ النُسْخَةِ وَاسْتَخْلَصْتُ منْهَا مَا أَظُّنُّهُ كَذلِكَ، وَمَنْ أَرَادَ التَأَكُّدَ فَلْيُرَاجِعْ النُسخَةُ فَلَعَلِّي أَخْطَأْتُ فِي القِرَاءَةِ؛ لِرَدَاءَةِ التَّصْوِيْرِ، وَاحْتِرَاقِ مِدَادِ النُّسْخَةِ، قَالَ الحَافِظُ:"وَفِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ الثَّالِثُ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ تُوُفيَتْ أُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ أَحمَدَ ابنِ عمَرَ بنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ بِـ"القُدْسِ الشَّرِيْفِ" وَدُفِنَتْ هُنَاكَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً صالِحةً، أَقَامَتْ بِـ"القُدْسِ" مُدَّةً عِنْدَ زَوْجِهَا الحَاجِّ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَعْلِيُّ، وَلِيَ مِنْهَا إِجَازَةٌ". لَمْ أَعْثُرْ عَلَى أَخْبَارِ زَوْجِهَا.

756 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمْدِ بْنِ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صُدَيْقٍ، أَبُو عَبْدِ اللّهِ الحَرَّانِيُّ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (327)، وَذَكَرَهُ المُؤَلِّف وَالِدَهُ حَمَدَ بْنَ أَحمَدَ (ت: 634 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ الإسْلَامِ (327).

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةَ (680 هـ) أَحَدًا، وَفِيهَا:

757 -

أحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُثْمَانَ، بَدْرُ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ، المُؤَدِّبُ، أَبُو عَبْد اللهِ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي"تَارِيْخِ الإسْلَامِ"، وَقَالَ: سَمِعَ مِنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابْنِ اللَّتَّيِّ، وَجَعْفَرٍ، وَحَدَّثَ

وَأَمُّهُ زَيْنَبَ بِنْتُ مَكِّيِّ. أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ

ص: 159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (4/ 101)، وَتَارِيْخ الإِسْلَام (339)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 66)، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ (ت: 688 هـ) بَعْدَهُ كَمَا تَرَى. سَيَأتِي اسْتِدْرَاكُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

758 -

وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ النَّاصِحُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَعْدِ، العَدْلُ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو إِسْحَاقَ، المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، كَانَ جَيِّدَ الكِتَابَةِ، خَبِيرًا بِالشُرُوْطِ. أَخْبَارُهُ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (346).

759 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الشَّيخ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُثْمَانَ اليُوْنينِيُّ، قُتِلَ شَهِيْدًا يَوْمَ "حِمْصَ". أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ مِرْآةِ الزمَانَ (4/ 111)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (353)، وَجَدُّهُ عَبْدُ اللهِ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

760 -

وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ يُوْسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ مِقدامٍ، كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَقْدِسِي، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ.

يَقُولُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ العُثيمِيْنَ -عَفَا اللهُ عَنْهُ-: عَبْدُ الرَّحِيْمِ هَذَا عَالِمٌ، مُحَدِّثٌ، مَشْهُوْرٌ، وَإِهمَالُ المُؤَلِّفِ لَهُ خَلَلٌ ظَاهِرٌ، فَهوَ يَعْرِفُهُ جَيِّدًا، وَإِنْ كَانَ يَجْهَلُهُ فَلَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ؛ لِشُهْرَتِهِ بَيْنَ العُلَمَاءِ، وَتَمَيُّزِهِ، فَهُوَ مِنْ أُسْرَةٍ مِنْ أَشْهَرِ الأُسَرِ العِلْمِيَّةِ فِي بِلَادِ الشامِ (آلِ قُدَامَةَ). وَقَدْ اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ عَلَى المُؤَلِّفِ فِي هَامِشِ نُسخَةِ (أ) عَنْ تَارِيخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" (2/ وَرَقَة: 146)، وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 111)، ومُعْجمِ الحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ 36) وَمَشْيَخَةِ بَدْرِ الدِّينِ بنِ جَمَاعَةَ (1/ 321)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 96)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ للذهَبِيِّ (354)، وَتَذْكِرَةِ الحُفاظِ (4/ 1465)، وَالعِبَرِ (5/ 328)، وَالإشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (371)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (33418)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 110)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 366). وَالِدُهُ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ (ت: 622 هـ). وَعَمُّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ (ت: 638 هـ). وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ (ت:؟)، وَأَخُوهُ يَحْيَى (ت: 660 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ.

761 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأحدِ بْنِ شُقَيْرٍ الحَرَّانِيُّ أُسْرَتُهُ أُسْرَةٌ عِلْمِيَّةٌ، مِنْهَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَبْدِ الأحَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأحَدِ (ت: 708 هـ) وَأَخُوْهُ عَبْدُ الأحَدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأحَدِ (ت: 709 هـ)

وَغَيْرُهُمَا. أَخْبَارُ مُحَمَّدٍ فِي: تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (368).

762 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي الفَرَجِ الأزَجِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ أَبِي الدِّيْنَةِ" أَو "ابْن أَبِي الدِّينِيِّ" ذَكَرَهُ الفَاسِيُّ فِي مُنْتَخَبِ المُخْتَار (208)، وَقَالَ:"البَغْدَادِيُّ، الأزَجِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللّهِ، وَأَبُو سَعْدٍ الحَنْبَلِيُّ" المَنْعُوْتُ بِـ"الشِّهَابِ". وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ "كَانَ شَيْخَ دَارِ السُّنَّةِ بِـ"المُسْتَنْصَرِيَّةَ"

" وَنَقَلَ عَنْ "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ"، وَهُوَ فِي مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقَة/ 134) قَالَ: " .. وَيُدْعَى أَحْمَدَ أَيْضًا، أَخُو شَيْخِنَا عَبْدِ الوَهَّابِ

" وَآخِرُ تَرْجَمَتِهِ مَقْطُوعٌ لِخَرْمٍ أَصَابَ النُّسْخَةَ، ثُم ذَكَرَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ أَخَاهُ (عَبْدَ الوَهَّابِ) نَذْكُرُهُ بَعْدَ قَلِيْلٍ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. أَخْبَارُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 96) وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (371)، وَالعِبَرِ (5/ 332)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (217)، وَتَذْكِرَةِ الحُفاظِ (4/ 247)، وَالمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (208)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (5/ 228)، وَالتَّوْضِيْحِ (4/ 24، 83، 338)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 369).

وابْنُ أَبي الدِّيْنَةِ هَذَا مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ فَوَالِدُهُ:

763 -

يعْقُوب بْن أَبِي الفَرَجِ ذَكَرَهُ ابْنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي التَّوْضِيْحِ (4/ 24، 82، 338)، ثُمَّ ذَكَرَ ابْنَيْهِ مُحَمَّدًا وَعَبْدَ الوَهَّابِ عَنِ الحَافِظِ ابْنِ نُقْطَةَ فِي تَكمِلَةِ الإِكمَالِ (2/ 625)، وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ.

764 -

كمَا يُسْتَدَرْكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله أخُو المَذْكُوْرِ هُنَا: عَبْدُ الوَهَّابِ بْنِ يَعْقُوْبَ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ وَرَقَة 67)، وَرَفَعَ نَسَبَهُ ثُمَّ سَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثا -عَلَى عَادَتِهِ- ثُمَّ قَالَ:"سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ عِدَّةَ أَجْزَاءٍ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخِ "بَغْدَادَ" مِنْهَا "أَمَالِي الخَلَّالِ" وَ"جُزْءُ ابنِ عَرَفَةَ" مِنِ ابْنِ كُلَيْب، وَ"جُزْءُ الأنْصَارِي" بِسَمَاعِهِ مِنِ ابْنِ بُوْشٍ، وَذَاكِرٍ، وَالجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ حَدِيْثِ عِيْسَى بْنِ مُوْسَى، سَمِعَهُ أَيْضًا مِنْهُمَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ دَخَلَ "مِصْرَ" وَ"الشَامَ" وَ"اليَمَنِ" وَغَيْرِ

ص: 161

‌446 - عبْدُ الجَبَّار بْن عَبْدِ الخالِقِ

(1)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

بنِ

= ذلِكَ، وَأَنَّ مَوْلدَهُ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ وَذَكَرَ العُلَمَاءُ أَنَّ أَخَاهُ مُحَمَّدًا وُلِدَ سَنَةَ (689 هـ) فَلَعَلَّ عَبْدَ الوَهَّابِ هُوَ الأَكبَرُ

ويُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله مِنْ هَذَا البَيتِ (آلِ الدِّيْنَةِ) أوْ (آلِ الدِّيْنِيِّ):

765 -

عَبْدُ الرَّحمَن بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الفَتْحِ، أَبُو القَاسِمِ بْنُ أَبِي الدِّيْنَةِ.

766 -

وَأَخُوهُ: عَبْدُ اللّهِ بْن عَلِي بن أَبِي الفَتْحِ، أَبُو الفَتْحِ بْنُ أَبِي الدِّيْنَةِ، ذَكَرَهُمَا الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ 252، 2/ 25)، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَيْهِمَا وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ عَمِّهِمَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ (ت: 651 هـ).

(تَنْبِيْهٌ): وَاسْتَدْرَكَ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنةِ: عَبْدُ العَزِيْزِ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ الحَسَنِ، مَجْدِ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ الحَنْبَلِيُّ كَذَا قَالَ؟! نَقلًا عَنْ تَارِيخِ ابْنِ رَسُوْلٍ نُزْهَةِ العُيُونِ، وَالصَّحِيْحُ: أَنَّهُ المِصْرِيُّ الخَلِيْلِيُّ، وَتَحَرَّفَتِ (الخَلِيْلِيُّ) إِلَى (الحَنْبَلِيِّ) وَهُوَ مَشْهُوْرٌ، لَهُ أَخْبَارٌ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (355)، وَالعِبَرِ (5/ 329)، وَذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 11)، وَ"الوَافِي بِالوَفَيَاتِ"(18/ 473)، وَ"المُنْتَخَبِ المُخْتَارِ" ابنُ الجلِيلي، فَهوَ عُرْضَةٌ لِلْتَّحْرِيفِ، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى مَذْهَبِهِ مِمَّا شَجَعَ ابْنُ حُمَيْدٍ لِقَبُوْلِ ذلِكَ التَّحْرِيْفِ؛ لِعَدَمِ وُجُودِ مَا يُعَارِضُهُ، وَلَمْ أَجِدْ فِي شُيُوخِهِ، وَلَا مَحَلِّ إِقَامَتِهِ مَا يُقَوِّي هَذِهِ النَسْبَةِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(1)

446 - جَلَالُ الدِّينِ بنُ عَكْبَرَ (619 - 681 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 82)، والمَقصَدِ الأرْشَدِ (2/ 165)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 315)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 423). وَيُرَاجَعُ: الحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (463)، وَلَهُ فِي الكِتَابِ أَخْبَارٌ مُفَرقة فِي الصَّفَحَاتِ (322، 376، 421، 458، 364)، وَمَجْمَعُ الآدَابُ (5/ 19)، وَالمُشْتَبَهُ للذَّهَبِي (2/ 467)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (77)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 47)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 72)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 78)، وَالتَّوْضِيْحُ (6/ 314) وَالتَّبْصِيْرُ =

ص: 162

عَبْدِ البَاقِي عَكْبَرٍ الزَّاهِدِ بْنِ عَبْدِ الخَالِقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي بْنِ أَحمَدَ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ سَالِمِ بْنِ تَمِيْمِ بْنِ أَبي نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ابنِ الخَطَّابِ، هكَذَا رَأَيْتُ نَسَبَهُ، وَفِيْهِ نَظَرٌ، وَاللّهُ أَعْلَمُ، البَغْدَادِيُّ، العَكْبَرِيُّ، الفَقِيْهُ، المُفَسِّرُ الأُصُوليُّ، الوَاعِظُ، جَلَالُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحمَّدٍ.

وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ". وَنَسَبَهُ الذَّهَبِيُّ فِي "المُشْتَبَهِ": عَبْدُ الجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الخَالِقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي بْنِ عَكْبَرِ بْنِ مُهَلْهِلِ بْنِ عَكْبَرَ العَكْبِرِيُّ -بِفَتْحِ العَيْنِ- البَغْدَادِيُّ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، وَشَيْخُ الوُعَّاظِ فِي زَمَانِهِ، صَنَّفَ "التَّفْسِيْرَ" وَكِتَابَ "إِيْقَاظِ الوُعَّاظِ" وَكِتَابَ "المُقَدِّمَةِ فِي أُصُولِ الفِقْهِ"

(1)

. وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَالقَاضِي أَبِي صَالحٍ الجِيْلِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ المَارِسْتَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّهْلِ الوَاسِطِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ القَادِسيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَاشْتَغَلَ بِالفِقْهِ وَالأُصُولِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالوَعْظِ، وَبَرَعَ

= (3/ 1017)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ للسُّيُوْطِي (16) وَطبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ لِلْدَّاوُدِيِّ (1/ 258)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 374)(7/ 652) وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّة (1/ 166).

وَمنْ ذَوِي قَرَابَتِهِ:

- ابْنُ أخِيْهِ: إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الخَالِقِ، نَجْمُ الدِّيْنِ بْنُ عَكْبَرٍ (ت: 724 هـ).

- وَنَسِيْبُهُ: أحمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَكْبَرٍ، نَصِيْرُ الدِّيْنِ (ت: 735 هـ) نَذْكُرُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

تَفْسِيْرُهُ اسْمُهُ "مِشْكَاةُ البَيَانِ فِي تَفْسِيْرِ القُرْآنِ". وَذَكَرَ لَهُ حَاجِي خَلِيْفَة فِي كَشْفِ الظُّنُونِ (1/ 936)"رِيَاضُ الجَنَّةِ فِي قَوَارِعِ القُرْآنِ"، وَذَكَرَ ابْن نَاصِرِ الدِّيْنِ لَهُ "المُخْتَارُ فِي فَضَائِلِ المُخْتَار".

ص: 163

فِي ذلِكَ، وَلَهُ النَّظْمُ وَالنَّثرُ، وَالتَّصَانِيْفُ الكَثيْرَةِ، مِنْهَا:"تَفْسِيْرُ القُرْآنِ" فِي ثَمَانِ مُجلَّدَاتٍ، وَدَرَّسَ بِـ"المُسْتَنْصَرِيَّةِ".

قَالَ شَيْخُنَا بِالإجَازَةِ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤمِنِ بْنُ عَبْدِ الحَقِّ، فِي حَقِّهِ: شَيْخُ الوُعَّاظِ بِـ"بَغْدَادَ" وَمُتَقَدِّمُهُمْ، كَانَ في صِبَاهُ خَيَّاطًا، وَاشْتَغَلَ بِالطِّبِّ مُدَّةً، ثُمَّ رُتِّبَ فَقِيْهًا بِـ"المُسْتَنْصِرِيَّةِ"

(1)

وَاشْتَغَلَ بِالفِقْهِ وَالتَّفْسِيْرِ، وَطَالَعَ، وَكَانَ يَجْلِسُ لِلْوَعْظِ بِمَجْلِسِ الفَاعُوْسِ

(2)

بِـ"دَرْبِ الجُبِّ"، ثُمَّ اخْتِيْرَ فِي أَوَاخِرِ زَمَنِ الخَلِيْفَةِ لِلْوعْظِ بِـ"بَابِ بَدْرِ" تَحْتَ مَنْظَرَةِ الخَلِيْفَةِ

(3)

، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذلِكَ إِلَى وَاقِعَةِ "بَغْدَادَ"، وَاسْتُؤسِرَ فَاشْتَرَاهُ بَدْرُ الدِّيْنِ صَاحِبِ "المَوْصِلِ"

(4)

، فَحَمَلَهُ إِلَى "المَوْصِلِ" فَوَعَظَ بِهَا، ثُمَّ حَدَّرَهُ إِلَى "بَغْدَادَ" فَرُتِّبَ مُدَرِّسًا لِلْحَنَابِلةِ بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصرِيَّةِ"، وَلَمْ يَزَلْ يَعْقِدُ مَجْلِسَ

(1)

جَاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (376)، فِي حَوَادِثِ سَنَةِ (659 هـ): وَفِيْهَا رُتِّبَ الشَّيْخُ جَلَالُ الدِّيْنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ عَكْبَرَ الوَاعِظُ مُدَرِّسُ طَائِفَةِ الحَنَابِلَةِ بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ" نَقْلًا عَنِ الإِعَادَةِ بِهَا، وَحَضَرَ دَرْسَهُ الصَّاحِبُ عَلَاءُ الدِّيْنِ، وَالأكَابِرُ، وَالعُلَمَاءُ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ".

(2)

فِي (ط): "القَاعُوْس". تقدم تصحيحه ص (141).

(3)

جاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعةِ (322)، فِي حَوَادِثِ سَنَةِ (653 هـ)"وَفِيْهَا أَمَرَ الخَلِيْفَةُ بِتَعْيِيْنِ وَاعِظٍ يَجْلِسُ بِـ"بَابِ بَدْر" فَأُحْضِرَ العَدْلُ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مَحْمُودِ النَّعَّالُ، فَجَلَسَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَلَمْ يُسْتَصْلَحْ، فَأحْضِرَ فِي الجُمُعَةِ الأُخْرَى غَيْرُهُ، وَتَكَرَّرَ ذلِكَ إِلَى أَن أُحْضِرَ جَلَالُ الدِّيْنِ بْنُ عَكْبَرِ فَجَلَسَ فَحَصَلَ لَهُ قَبُولٌ، فَأُمِرَ بِالجُلُوسِ دَائِمًا. وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَرَ: وَبَقِيَ عَلَى ذلِكَ إِلَى وَاقِعَةِ "بَغْدَادَ" ثُمَّ جَلَسَ فِي جَامِعِ الخَلِيْفَةِ، وَاسْتَمَرَّ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ لَهُ القَبُولُ عِنْدَ العَالَمِ".

(4)

هُوَ بَدْرُ الدِّيْنِ لُؤلُؤ (ت: 656 هـ) ذَيْلُ الرَّوْضَتَيْنِ (203)، وَسِيَرُ أَعْلَامِ النُّبلَاءِ (23/ 356).

ص: 164

الوَعْظِ فِي الجُمُعَاتِ بِجَامِعِ الخَلِيْفَةِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَلَهُ تَفْسِيْرُ الكِتَابِ الكَرِيْمِ، وَمَسَائِلُ خِلَافٍ

(1)

، وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثًا تَكَلَّمَ عَلَيْهَا

(2)

، وَلَهُ مَسْمُوْعَاتٌ كَثيْرَةٌ وَمُجَازَاتٌ.

قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: نَسِيْبُهُ نُصِيْرُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ابنِ عَكْبَرٍ

(3)

. وَرَوَى عَنْهُ بِالإجَازَةِ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخِنَا، مِنْهُمْ: صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤمِنِ -المَذْكُوْرِ- فِي "مَشْيَخَتِهِ"

(4)

وَقَالَ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ سَابعَ عِشْرِيْنَ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ فِي دُوَيْرَةٍ لَهُ مُجَاوِرِ "مَسْجِدِ ابْنِ بُوْرِنْدَازٍ"، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌447 - عَبْدُ اللّهِ بْن أبي بكرِ

(5)

بنِ أَبِي البَدْرِ مُحَمَّدٍ، الحَرْبِيُّ البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ،

(1)

سَمَاهُ ابْنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ: "عَذِيْقَةَ الحَدِيْقَةِ" فِي عِلْمِ الخِلافِ.

(2)

اسْمُهُ فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ" -عَنِ ابْنِ الفُوَطِيِّ-: "مَرَاتِعُ المُرْتَعِين فِي مَرَابعِ الأرْبَعِيْنَ فِي أَخْبَارِ سَيِّدِ المُرْسَلِيْنَ".

(3)

الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ يَعْرِفُ نَسِيْبَهُ هَذَا، وَمَعَ هَذَا لَمْ يُتَرجِمْ لَهُ؟! (ت: 735 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(4)

وَمِنْهُمْ أَبُو العَلَاءِ الفَرَضِيُّ، وَابْنُ الفُوَطِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"قَرَأْتُ بِخَطِّ الفُوَطِيِّ، تُوُفِّيَ رَئِيْسُ الأصْحَابِ، شَيْخُنَا جَلَالُ الدِّيْنِ الحَنَبْلِيُّ مُدَرِّسُ "المُسْتَنْصَرِيَّةِ" فِي شَعْبَانَ، وَكَانَ وَحِيْدَ دَهْرِهِ فِي عِلْمِ الوَعْظِ، وَمَعْرِفَةِ التَّفْسِيْرِ

".

(5)

447 - ابنُ أبِي البَدرِ "كُتَيْلَةَ"(605 - 681 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَقْصَدِ الأرشَدِ (2/ 25)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 416)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّر المُنَضَّدِ" (1/ 423). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَامِ (86)، وَالعِبَرُ (5/ 335)، وَالإِشَارَةُ إِلَى =

ص: 165

الفَقِيْرُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، بَقِيَّةُ شُيُوْخِ العِرَاقِ، وَيُعْرَفُ بِـ"كُتَيْلَةِ" وَوَجَدْتُ فِي طَبَقَتِهِ سَمَاعَ أَبِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي البَدْرِ

(1)

مِنْ دُرَّةِ بِنْتِ الحَلَّاوِيِّ

(2)

وَأَنَّهُ يُعْرَفُ بِـ"كُتَيْلَةَ". وُلِدَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ بـ"دِمَشْقَ" مِنَ الحَافِظِ الضِّيَاءِ المَقْدِسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الإسْعَرْدِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، وَتَفَقَّهَ فِي المَذْهَبِ بِـ"بَغْدَادَ" عَلَى القَاضِي أَبِي صَالِحٍ. وَارْتَحَلَ، وَتَفَقَّهَ بِـ"حَرَّانَ" عَلَى الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَابْنِ تَمِيْمٍ صَاحِبِ "المُخْتَصَرِ" وَبِـ"دِمَشْقَ" عَلَى الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَغيْرِهِ، وَبِـ"مِصْرَ" عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَمْدَانَ، وَنَقَلَ عَنْهُمْ فَوَائِدَ، وَشَرَحَ كِتَابَ "الخِرَقِيِّ" وَسَمَّاهُ "المُهِمُّ" وَلَهُ تَصَانِيْفُ أُخَرُ، مِنْهَا: مُجَلَّدٌ فِي أُصُولِ الدِّيْنِ، سَمَّاهُ "العُدَّةِ لِلْشِّدَّةِ"

(3)

وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي السَّمَاعِ

(4)

، وَحَدَّثَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ الفُوْطِيِّ، وَغَيْرُهُ.

= وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (372)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 197)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 87)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 357)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 373)(7/ 651).

(1)

أَبُوْهُ هَذَا لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ. وَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ المَذْكُوْرُ "ابنَ كُتَيْلَةَ".

(2)

لَمْ أَقِفْ علَى أَخْبَارِهَا.

(3)

ذَكَرَهُ المَرْدَاوِيُّ فِي تَصْحِيْحِ الفُرُوعِ (4/ 658).

(4)

نَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَنِ ابنِ الفُوَطِيِّ قَوْلَهُ: "وَلَهُ مِنَ الكُتُبِ: "المُسْهِمَةُ" فِي الفِقْهِ ثَمَانُ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَابُ "التَحْذِيْرِ مِنَ المَعَاصِي" ثَلَاثُ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَابُ "العُدَّةِ فِي أُصُوْلِ الدِّيْنِ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَابُ "الإسْعَافِ فِيْمَا وَقَعَ فِي السَّمَاعِ مِنَ الخِلَافِ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَاب "العَربِ" مُجَلَّدٌ. أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: لَعَلَّ كِتَابَ "المُسْهمَة

" هوَ كِتَابُ "المُهِمِّ

" اعْتَرَاهُ شَيْءٌ مِنَ التَّحْرِيْفِ وَلَعَل كِتَابَ "الفَوْزِ" المَذْكُوْرِ فِي "الوَافِي بِالوَفَيَاتِ" هُوَ كِتَابِ "العَرَبَ" السَّالِف الذِّكْرِ لَحِقَهُ شَيْءٌ مِنَ التَّحْرِيْفِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 166

وَكَانَ قُدْوَةً زَاهِدًا عَابِدًا، ذَا أَحْوَالٍ وكَرَامَاتٍ، وَكَانَ أَرْبَابُ الدَّوْلَةِ وَغَيْرُهُمْ يُعَظِّمُونَهُ، وَيَحْتَرِمُونَهُ، وَلَهُ أَتْبَاعٌ وَأَصحَابٌ، وَصَحِبَ الشَّيْخَ أَحْمَدَ المُهَنْدِس وَغَيْرَهُ مِنَ الصَّالِحِيْنَ، وَحَكى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ الدُّبَاهِيِّ الزَّاهِدُ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: حَدَّثنا ابْنُ الدُّبَاهِيِّ عَنِ الشَّيْخِ: أَنَّهُ -مَعَ جَلَالَتِهِ- كَانَ فِي بَعْضِ الأوْقَاتِ يَتَرنَّمُ وَيُغَنِّي لِنَفْسِهِ، وَأَنَّهُ كَانَ فِيْهِ كَيْسٌ وَظُرْفٌ وَبَشَاشَةٌ، وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ عَلَى سَطْح بِـ"بَغْدَادَ" يَوْمَ "عَرَفَةَ"، وَأَنَا مُسْتَلْقٍ علَى ظَهْرِي، قالَ: فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا وَأنَا وَاقِفٌ بِـ"عَرَفَةَ" مَعَ الرَّكْبُ سُوَيْعَةٌ، ثُمَّ لَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَأَنَا عَلَى حَالَتِي الأوْلَى مُسْتَلْقٍ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّكْبُ جَاءَنِي إِنْسَانٌ صَارِخًا، فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، أَنَا قدْ حَلَفْتُ بِالطَّلَاقِ: أَنِّي رَأَيتُكَ بِـ"عَرَفَةَ" العَامَ، وَقَالَ لِي وَاحِدٌ وَجَمَاعَةٌ: أَنْتَ وَاهِمٌ، الشَّيْخُ مَا حَجَّ فِي هَذَا العَامِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: امْضِ، لَمْ يَقَعْ عَلَيْكَ طَلَاقٌ

(1)

.

(1)

هذَا كُلُّهُ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ، وَتَسْوِيْلِهِ، وَهِيَ مِنْ خُرَافَاتِ الصُّوفِيَّةِ الَّتِي لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهَا، يُرَوِّجُهَا ضِعَافُ النُّفُوسِ مِنْ جَهَلَةِ أَتْبَاعِ الأوْلِيَاءِ، بِزَعْمِهِمْ أَنَّهَا كَشْفٌ وَوِلَايَةٌ

وَهِيَ لَا تُقْبَلُ عنْدَ أَهْلِ الإيْمَانِ وَالفِطْرِ السَّليْمَةِ، وَالعُقُولِ المُسْتَقِيْمَةِ.

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (681 هـ):

767 -

إسْمَاعِيْلُ بْنُ إسْمَاعِيْلَ بْنِ جُوْسلِيْنْ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عِمَادُ الدِّيْنِ البَعْلِيُّ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ مِنْ خِيَارِ مَنْ حَدَّثَ فِي زَمَانِهِ؛ لِعِلْمِهِ، وَدِيِنهِ، وثِقَتِهِ، وَوَرَعِهِ، وَكَانَ خَبِيْرًا بِكِتَابَةِ الحُكْمِ وَالوَثَائِقِ، دَمِثَ الأخْلَاقِ، كَثيْرَ التِّلَاوَةِ، حَسَنَ الزَّهَادَةِ، حَنْبَلِيَّ المَذْهَبِ

وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتَهُ". اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) "عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ"، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" (1/ وَرَقَة: =

ص: 167

تُوُفِّيَ رحمه الله يَوْمَ الجُمُعَةِ مُنْتَصَفَ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وثَمَانِيْنَ

= 212)، وَانْفَرَدَ بِذِكْرِهِ ابْنُ مُفْلِحِ فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 256)، مِنْ بَيْنِ المُؤَلِّفِيْنَ فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ. وَيُرَاجَعُ ذَيْلُ مِرْآةُ الزَّمَانِ (4/ 167)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 109)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِىِّ (1/ 172)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (70)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (371)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 464)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 356)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (218)، وَذُكِرَ مَعَهُ أَخَوَاهُ لأمِّهِ "إِبْرَاهِيْمُ"، وَ"أَحْمَدُ" ابْنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ المَعَرِّيِّ، وَذُكِرَ فِيهِ أَيْضًا أَخَاهُمَا مُحَمَّدٌ، وَقَدْ لَا يَكُوْنُ هَذَا شَقِيْقَتُهُمَا، فَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُوْنَ أَخَا المَذْكُوْرِ. وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ ابْنِهِ مُحَمَّدٌ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 672 هـ) فِي مَوْضِعِهِ فَقَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَ أَبِيْهِ.

768 -

وَعَبَّاسُ بْنُ عُمَرَ بنِ عَبْدَانَ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ البَعْلِيُّ، المُقْرِيءُ انْفَرَدَ بِذِكْرِهِ ابْنُ مُفْلِحِ فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 277)، مِنْ بَيْنِ المُؤَلفِيْنَ فِي الطبَقَاتِ. وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 113)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (103)، وَتَذْكِرَةِ الحُفاظِ (4/ 1492)، وَالعِبَرِ (5/ 337)، وَهُوَ فِي ذَيْلِ التَّقْييْدِ (2/ 162)، كُلُّهُمْ ذَكَرَهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (682 هـ).

قَالَ الحَافظُ البِرْزَالِيُّ؛ "وَفِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ رَابعَ ذِي الحِجَّةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ عَفِيْفُ الدِّيْنِ

" وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "أَبُو الفَضْلِ البَعْلَبَكِّيُّ، الحَنْبَلِيُّ المُقْرِيءُ، الرَّجُلُ الصَّالِحُ، كَانَ إِمَامَ مَسْجِدٍ بِـ"العُقَيْبَةِ" وَقَدْ سَمعَ مِنَ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَالبَهَاء عَبْدِ الرَّحْمَنِ

وَقَرَأَ شَيْئًا مِنَ الفِقْهِ عَلى الشَّيْخِ المُوَفَّقِ أَيْضًا

وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَرَأَ "العُمْدَةَ" عَلَى الشَّيْخِ المُوَفَّقِ". وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الأدَابِ" فِيْمَنْ يُلَقَّبُ (عَفِيْفَ الدِّيْنِ)؟!.

769 -

وَيَحْيَى بْنُ إبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الخَالِدِيُّ، المَخْزُوْمِيُّ، خَازِنُ الكُتُبِ بِـ"المُسْتَنْصِرِيَّةِ"، ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ في مُعْجَمِ الألْقَابِ (5/ 112)، وَابْنُهُ عَبْدُ العَزِيْزِ عِزُ الدِّيْنِ في مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 388)، وَابْنُهُ الآخَر مُظْهِرُ الدِّيْنِ عَبْدُ الحَقِّ

فِي مُعْجَمِ الألْقَابِ (4/ 310) أَيْضًا.

ص: 168

وَستِّمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ" رحمه الله، وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ.

‌448 - يُوسُفُ بْن جَامِعِ

(1)

بنِ أَبِي البَرَكَاتِ البَغْدَادِيُّ، القُفْصِيُّ، الضَّرِيْرُ المُقْرِيءُ، النَّحْوِيُّ، الفَرَضِيُّ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو إِسْحَاقَ.

وُلِدَ سَابِعَ رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتَمَائَةَ بِـ"القُفْصِ" مِنْ قُرَى "دُجَيْلٍ"

(2)

، مِنْ أَعْمَالِ "بَغْدادَ" وَقَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالمٍ صَاحِبِ البَطَائِحِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ اليُوْسُفِيِّ

(3)

، صَاحِبِ أِبي طَالِبٍ العُكْبُرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ عُمَرَ بْن عَبْدِ العزِيْزِ بْنِ النَّاقِدِ، وَأخْتِهِ تَاجِ

(1)

448 - ابْنُ جَامِعٍ القُفْصِيُّ (606 - 682 هـ):

أَخبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللّهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 130)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 317)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 424). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَامِ (133)، وَمعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 683)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (218)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (2/ 394)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَارِ (234)، وَالتَّوْضِيْحُ (7/ 244)، وَبُغْيَةُ الوُعَاهِ (2/ 355)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ لابنِ القَاضِي (3/ 355)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 375)(7/ 675). وَلَمْ يَذْكُرْهُ الصَّفَدِيُّ فِي "نَكتِ الهِمْيَانِ".

(2)

مُعْجَمُ البُلْدِانِ (4/ 434) قَالَ: "بالضَّمِّ، ثُمَّ السُّكُوْنِ، وَآخِرُهُ صَادٌ مُهْمَلَةٌ".

(3)

كَذَا فِي الأصُوْلِ "عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن اَليُوْسُفِيُّ" وَفِي التَّوْضِيح لابْنِ نَاصِرِ الدِّيْنِ (1/ 454)، "عَلِيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبي بَكْرِ، أَبُو الحَسَنِ البُرْسُفِيُّ المُقْرِيءُ، أَخَذَ عَنْ أَبِي طَالِبٍ سُلَيْمَانَ ابْنِ العُكْبَرِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ يُوْسُفُ بْنُ جَامِعِ بْنِ أَبِي البَرَكَاتِ القُفْصِيُّ وَغَيْرِهِ". فَهَلْ مَا وَرَدَ هُنَا مُغَيَّرٌ عَنْ هَذَا؟! وَأَنَّ مَا وَرَدَ هُنَا أَصْلُهُ: وَعَلَى أَبِي الحَسَنِ البُرْسُفِيِّ، صَاحِبِ أَبِي طَالِب

" فَحُرِّفَ، لَعَلَّهُ كَذلِكَ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 169

النِّسَاءِ عَجِيْبَةَ، وَأَجَازَ لَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مِنِيْنا، وَرَيْحَانُ بْنُ تيكان، وَأَبُو مَنْصُوْرِ ابنُ عُفَيْجَةَ

(1)

، وَالشَّرَفُ الخَالِصِيُّ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بْنُ القُبَّيْطِيِّ، وَزكَرِيَّا العَلْثِيُّ، وَطائِفَةٌ، وَبَرَعَ فِي العَرَبِيَّةِ وَالقِرَاءَةِ وَالفَرَائِضِ، وَغَيْرِ ذلِكَ، وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ فِي هَذِهِ العُلُومِ، وَصَنَّفَ فِيْهَا التَّصَانِيْفَ.

قَالَ شَيْخُنَا بِالإجَازَةِ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤمِنِ فِي "مَشْيَخَتِهِ" شَيْخٌ عَالِمٌ بِالقِرَاءَةِ وَالعَرَبِيَّةِ مِنْ مَشَايِخِ القُرَّاءِ، وَصَنَّفَ فِي القِرَاءاتِ وَغَيْرِهَا، وَلَهُ قَصِيْدَةٌ فِي التَّجْوِيْدِ مَشْرُوْحَةٌ

(2)

، وَشَرَحَ كِتَابَ "التَّلْقِيْنِ" لأبِي البَقَاءِ العُكْبُرِيِّ فِي النَّحْوِ

(3)

وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ غَيْرُ ذلِكَ.

قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الجَعْبَرِيُّ: جَمَّاعَةٌ لِعُلُومِ القُرْآنِ. قَرَأْتُ عَلَيْهِ "المِصْبَاحَ" فِي القِرَاءَاتِ، وَرُوَاةِ "التَّذْكِرَةِ" وَ"وَقْفَ ابْنِ الأنْبَارِيِّ"

(4)

، وَ"اللُّبَابُ" عَنْ مُؤَلِّفِهِ أَبي البَقَاءِ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى "الشَّامِ"، فَقَرَأَ عَلَى العَلَمِ اللُّوْرقِيِّ

(5)

شَرْحَ

(1)

فِي (ط): "عقبجة". وَ (عُفَيْجَةُ) بِضَمِّ العَيْنِ المُهْمَلَةِ، وَالفَاءُ المَفْتُوْحَةُ وَبَعْدَهَا يَاءٌ آخِرُ الحُرُوْفِ سَاكِنَةٌ، وَجِيْمٌ مَفْتُوْحَةٌ، وَتَاءُ تَأنِيْثِ. كَذَا قَيَّدَهُ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ فِي "التَّكْمِلَة"(3/ 235، 387). وَأَبُو مَنْصُوْرِ هَذَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ المُبَارَكِ بنِ كَرَمِ بنِ غَالِبٍ البَنْدَنِيْجِيُّ الأزَجِيُّ (ت: 625 هـ) حَنْبَلِيِّ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

في (ط): "وَشُرُوحِهِ".

(3)

كِتَابٌ لَطِيْفٌ جِدًّا فِي وُرَيْقَاتٍ (مَطْبُوعٌ) وَشَرَحَهُ أَيْضًا سَرِيُّ الدِّيْنِ ابنُ هَانِي السَّبْتِيُّ، لَديَّ مِنهُ نُسْخَةٌ جَيِّدَةٌ مُصَوَّرةٌ.

(4)

اسْمُهُ: "إِيْضَاحُ الوَقْفِ وَالابْتِدَاءِ" مَطْبُوعٌ.

(5)

فِي (ط): "المايوقي" وَتَقَدَّمَ التَّعْرِيْفُ بِهِ.

ص: 170

"المُفَصَّلِ" وَ"الجَزُوْلِيَّةِ"

(1)

وَ"الشَّاطبِيَّةِ"

(2)

، وَصَنَّفَ "الشَّافِي" فِي العَشَرَةِ، وَأُرْجُوزَةً وَغَيْرَهُمَا

(3)

.

وَقَالَ أَبُو العَلَاءِ الفَرَضِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": كَانَ شَيْخًا، فَقِيْهًا، عَالِمًا، إِمَامًا، فَاضِلًا، مُقْرِئًا، عَارِفًا بِرِوَايَاتِ السَّبْعَةِ وَالشَّوَاذِّ وَعِلَلِهَا، جَامِعًا لِلْعُلُومِ، وَلَهُ فِي ذلِكَ تَصَانِيْفُ كَثيْرَةٌ.

وَقَالَ الشَّرِيْفُ عِزُّ الدِّيْنِ الحَافِظُ

(4)

: مُتَفَنِّنٌ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِاللُّغَةِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَوُجُوْهِ القِرَاءَاتِ، وَطُرُقِ القُرَّاءِ، وَلَهُ فِي ذلِكَ تَصَانِيْفُ تَدُلُّ علَى فَضْلِهِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ مُقْرِيءَ "بَغْدَادَ" عَارِفًا بِاللُّغَةِ وَالنَّحْوِ، بَصِيْرًا بِعِلَلِ القِرَاءَاتِ، مُتَصَدِّيًا لإِقْرَائِهَا، وَدَخَلَ "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ"، وَسَمِعَ مِنْ شُيُوْخِهَا، وَقَالَ فِي "الطَّبَقاتِ"

(5)

كَانَ عَارِفًا بِاللُّغَةِ وَالنَّحْوِ، جَمَّ الفَضَائِلِ،

(1)

في (ط): "لخَروليَّة" خَطَأُ طِبَاعَةٍ، وَ"شَرْحُ الجُزْولِيَّة" لِعَلَمِ الدِّيْنِ اللَّوْرَقِيُّ الأنْدَلُسِيِّ (ت: 661 هـ) مَشْهُوْرٌ لَهُ نُسَخٌ جَيِّدَةٌ، وَاسْمُهُ "المَبَاحِثُ الكَامِلِيَّةِ .. " وَرَأَيْتُ عَلَى نُسْخَةٍ قَدِيْمَةٍ مِنْهُ المَبَاحِثِ الكُلِيَّةِ

وَهُوَ أَوْلَى، وَأَلْيَقُ بِالسَّجْعَةِ، وَلَا أَعْلَمُ الآنَ -سَنَةَ (1423) - أَنَّهُ طُبعَ. وَلَهُ شَرْحٌ آخَرُ صَغِيْرٌ، وَأَمْثِلَةُ الجُزُوْلِيَّةِ.

(2)

اسْمُهُ "الفَرِيْدُ فِي شَرْحِ القَصِيْدِ" وَقَفْتُ عَلَى نُسَخٍ مِنْهُ جَيدَة، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّهُ طُبعَ.

(3)

قَالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي "غَايَةِ النِّهَايَةِ": "رَأَيْتُ كِتَابَهُ "الشَّافِي" يَدُلُّ عَلَى عِلْمه الكَثِيْر، فِي هَذَا العِلْمِ، مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ: "التَّأْيِيْدُ فِي القِرَاءَاتِ" و"النِّهَايَةِ فِي القِرَاءَاتِ"، ذَكَرَهُمَا ابْنُ الجَزَرِيُّ فِي "غَايَةِ النِّهايَةِ".

(4)

هُوَ الحُسَيْنِيُّ "صَاحِبُ صِلَةِ التَّكْمِلَةِ".

(5)

يَعْنِي "مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكُبَارِ" تَقَدَّمَ فِي مَصَادِرِ التَّرْجَمَةِ.

ص: 171

وَكَانَ لَا يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ فِي الإِقْرَاءِ، أَخَذَ عَنْهُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوْسَى الجَزَرِيُّ، وَسَمِعَ مِنْه أَبُو العَلَاءِ الفَرَضِيُّ، وَأَحْمَدَ بْنُ القَلَانِسِيُّ، وَحَدَّثَنِي البِرْزَالِيُّ: أَنَّهُ قَدِمَ "دِمَشْقَ" فِي الكُهُولَةِ، وَقَرَأَ خَتْمَةَ السَّبْعةِ فِي نَحْوِ ثَمَانيَةِ أَيَّامٍ عَلَى العَلَمِ القَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ

(1)

، وَإِنَّمَا قَصَدَ اتِّصَالَ طَرِيْقَ "التَّيْسِيْرِ"

(2)

لَهُ، وإلَّا فَشُيُوْخُهُ أَسْنَدُ مِنَ العَلَمِ.

قُلْتُ: أَجَازَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوْخِنَا، كَالعَلَمِ البِرْزَالِيِّ، وَعَبْدِ المُؤمِنِ ابْنِ عَبْدِ الحَقِّ

(3)

، وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ تَاسِعَ عِشْرِيْنَ -أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ سَلْخَ صَفَرٍ- سَنَةَ اثْنَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَغْدَادَ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ يَوْمَ السَّبْتِ، وَدُفِنَ بِـ"بَابِ حَرْبٍ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌449 - عْبد الرَّحمنِ بْن مُحمَّد

(4)

بنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، الجَمَّاعِيْلِيُّ

(1)

يَعْنِي اللُّوْرَقِيُّ المُتَقَدِّم ذِكْرُهُ.

(2)

التَّيْسِيْرُ فِي القِرَاءَاتِ السَّبْعِ لأبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ. مَطْبُوعٌ.

(3)

مِنْ شُيُوْخِ المُؤَلِّفِ بالإجَازَةِ، تُرَاجَعُ "المُقَدِّمَةُ".

(4)

449 - شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ أبِي عُمَرَ (597 - 682 هـ):

القَاضِي العَدْلُ، صَاحِبُ "الشَّرْحِ الكَبِيْرِ ابْن أَخِي المُوَفَّقِ".

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذيْلِ علَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللّهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَقْصَدِ الأرْشدِ (2/ 107)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 317)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 424). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ ابْنِ فَضْلِ اللّهِ وَرَقَة (115)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ 30)، وَالمُقْتَفَى (1/ 110)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (1/ 375)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ =

ص: 172

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (138)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1492)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (372)، وَالعِبَرُ (5/ 338)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (372)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِينَ (218)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 197)، وَالوَافِي بِالوَفَياتِ (18/ 240)، وَفَوَات الوَفَيَات (2/ 291)(24018)، وتَالِي وَفَيَات الأعْيَان (106)، والنُّجُومُ الزَّاهِرَةُ (7/ 358)، وَتَارِيخُ ابنِ الفُرَاتِ (7/ 286)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (2/ 302)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 404)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 95)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 74)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 81)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةِ (157)، وَقُضَاةُ دِمَشْقَ (273)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 376)، وَالمَدْخَلُ لابْنِ بَدرَان (414، 435). وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ بَيْتِ (آلِ قُدَامَةَ) الشَّهِيْرِ، وَالِدُهُ أَبُو عُمَرَ (ت: 607 هـ) وَعَمَّيْهُ المُوَفَّقُ (ت: 620 هـ)، وَعُبَيْدُ اللهِ (ت: 575 هـ)، وَذَكَرْنَا مَنْ عَرَفْنَا مِنْ إِخْوَانِهِ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَبِيْهِ. وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي مُوسَى. وَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّهُ كَانَ رَبْعَ القَامَةِ، وَلَيْسَ بِالقَصيْرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، وَاسِعَ الوَجْهِ، مُشْرِبًا بِحُمْرَةٍ، وَاسِعَ الجَبِيْنِ، أَزجَّ الحَاجِبَيْنِ، أَبْلَجَ، أَقْنَى الأنْفِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، سَهْلَ الخَدَّيْنِ، أَشْهَلَ العَيْنَيْنِ، رَقِيْقَ البَشَرَةِ، مُتَقَارِبَ الخُطَى".

(زَوَاجُهُ وَأوْلَادُهُ): قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "تَسَرَّى أَوَّلًا بِجَارِيَةٍ، وَلَمْ تُقِمْ عِنْدَهُ، ثُمَّ بِأُخْرَى اسْمُهَا "خَطْلُو" فَوَلَدَتْ لَهُ "أَحْمَدَ" فِي سَنَةِ خَمْسِ وَعِشْرِيْنَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَحَفِظَ "المُقْنِعَ" وَعَاشَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةٌ، ثُمَّ وَلَدَتْ "مُحَمَّدًا" فَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَلَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، مِنْهُنَّ "فَاطِمَةُ" الَّتِي مَاتَتْ سَنَةَ خَمسٍ وَثَمَانِيْنَ. ثُمَّ تزَوَّجَ "خَاتُوْنَ" بِنْتَ السَّدِيْدِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ بَرَكَاتِ الإِرْبِلِي فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِيْنَ، فَوَلَدَتْ لَهُ الشَّرَفَ عَبْدَ اللهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ، وَالعِزَّ مُحَمَّدًا سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ، وَالقَاضِي نَجْمَ الدِّيْنِ أَحْمَدَ سَنَةَ إِحدَى وَخَمْسِيْنَ ثُمَّ "سِتَّ العَرَبِ" الَّتِي تُوُفِّيَتْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، عَنْ نَحْوِ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً، وَخَلَّفَتِ الفَخْرَ عَبْدِ اللهِ بْنَ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ شَرَفِ الدِّيْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبي عَمْرٍو (كَذَا؟) تُوُفِّيَ الشَّمْسُ أَبُو هَذَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ،

ص: 173

الأصْلِ الصَّالِحِيُّ، الفَقِيْهُ، الإمَامُ، الزَّاهِدُ الخَطِيْبُ، قَاضِي القُضَاةِ، شَيْخُ الإسْلَامِ، شَمْسُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الفَرَجِ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ.

وُلِدَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبع وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"الدَّيْرِ" بِـ"سفَحْ قَاسيُونَ"، وَسَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَعَمِّهِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَبِإِفَادَتِهِمَا مِنْ عُمَرَ ابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَحَنْبَلٍ، وَأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي القَاسِم بْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنِ مُلَاعِبٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَأَجَازَ لَهُ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَجَمَاعَةٌ

(1)

، ثُمَّ سَمَّعَ بنَفْسِهِ

(2)

مِنْ أَصْحَابِ السِّلَفِيِّ، وَقَرَأَ لِلنَّاسِ عَلَى ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابنِ اللَّتِّيِّ وَجَمَاعَة (1). وَعُنِيَ بالحَدِيْثِ وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الأجْزاءَ وَالطِّبَاقَ. وَتَفَقَّهَ عَلَى عَمِّهِ شَيْخِ الإِسْلَامِ مُوَفَّق الدِّيْن، وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابَ "المُقْنِعِ" وَشَرْحِهِ عَلَيْهِ، وَأَذِنَ لَهُ فِي إِقْرَائِهِ، وَإِصْلَاحِ مَا يَرَى أَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى إِصْلَاحٍ فِيْهِ. ثُمَّ شَرَحَهُ بَعْدَهُ فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ

(3)

، وَاسْتَمَدَّ فِيهِ مِنَ "المُغْنِي" لِعَمِّهِ، وَأَخَذَ

= قَبلَ أَخِيْهِ العِزِّ بِيَسِيْرٍ. ثُمَّ تزَوَّجَ الشَّيْخُ بِـ"حَبِيْبَةَ" بِنْتَ التَّقِيِّ أَحْمَدَ بْنِ العِزِّ، فَوَلَدَتْ لَهُ "عَلِيًّا" فَعَاشَ سِتَّ سِنِيْنَ وَمَاتَ، ثُمَّ وَلَدَتْ "عَلِيًّا" وَ"عُمَرَ" وَ"زَيْنَبَ" وَ"خَدِيْجَةَ" فتوُفِّيَ "عُمَرُ" سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، وَقُتِلَ الفَقِيْهُ "عَلِيٌّ" سَنَةَ سَبْعِمَائَةَ بِأَرْضِ "مَارْدِيْنَ" شَهِيْدًا".

(1)

سَاقِطٌ مِن (أ).

(2)

في (ط): "سمع نفسه".

(3)

اسْمُهُ "الشَّافِي

" وَرُبَّمَا فِي بَعْضِ نُسَخِهِ الخَطِّيَّةِ "تَسْهِيْلَ المُطْلَب فِي تَحْصِيْلِ المَذْهَبِ" قَالَ ابْنُ عَبْدِ القَوِيِّ -وَهُوَ تِلْمِيْذُ مُؤَلِّفِهِ-:

لَقَدْ يَسَّرَ المَطْلُوْبَ فِي شَرْحِ مُقْنِعٍ .. وَقَرَّبَ لِلْطُلَّابِ كُلَّ مُبَعَّدِ

وَأَغْنَى عَنِ المُغْنِي بِتَسْهِيْلِ مَطْلَبٍ

لِمَنْ يَبْتَغِي تَحْصِيْلَ مَذْهَبِ أَحْمَدِ =

ص: 174

الأُصُولَ عَنِ السَّيْفِ الآمِدِيِّ، وَدَرَّسَ وَأَفْتَى، وَأَقْرَأَ العِلْمَ زَمَانًا طَوِيْلًا، وَانْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ المَذْهَبِ فِي عَصْرِهِ، بَلْ رِئَاسَةُ العِلْمِ فِي زَمَانِهِ. وَكَانَ مُعَظَّمًا عِنْدَ الخَاصِّ وَالعَامِّ، عَظِيْمَ الهَيْبَةِ لَدَى المُلُوْكِ وَغَيْرِهِمْ، كَثِيْرَ الفَضَائِلِ وَالمَحَاسِنِ، مَتِيْنَ الدِّيَانَةِ وَالوَرَعِ، وَقَدْ جَمَعَ المُحَدِّثُ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الخَبَّازِ تَرْجَمَتَهُ وَأَخْبَارَهُ في مِائَةٍ وَخَمْسِيْنَ جُزْءًا، وَبَالَغَ، وَبَقِيَ كُلَّمَا أَثْنَى عَلَيْهِ بِنَعْتٍ مِنَ الفِقْهِ، أَوِ الزُّهْدِ، أَوِ التَّوَاضُعِ سَرَدَ مَا وَرَدَ فِي ذلِكَ بِأَسَانِيْدِهِ الطَّوِيْلَةِ الثَّقِيْلَةِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى ذِكْرِ شُيُوْخِهِ، فَتَرْجَمَهُمْ، ثُمَّ إِلَى ذِكْرِ الإمَامِ أَحْمَدَ، فَأَوْرَدَ سِيْرَتَهُ وَمِحْنَتَهُ كُلَّهَا، كَمَا أَوْرَدَهَا ابْنُ الجَوْزِيِّ، ثُمَّ أَوْرَدَ السِّيْرَةَ النَّبَوِيَّةَ، لِكَوْنِهِ مِنْ أُمَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ، وَمَا رَأَيْتُ سِيْرَةَ عَالِمٍ أَطْوَلَ مِنْهَا أَبَدًا.

وَقَال الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ"، فِي تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ:

= وَقَدْ طُبعَ قَدِيْمًا فِي مَطْبَعَةِ المَنَارِ بِـ"مِصْرَ" سَنَةَ (1341 هـ) بِهَامِشِ "المُغْنِي" وَطُبعَ مُفْرَدًا، وَصُوِّرَ عِدَّةُ مَرَّاتٍ، كُلُّهَا بِعُنْوَانِ "الشَّرْحِ الكَبِيْرِ" وَهُوَ مَشْهُوْرٌ بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ العُلَمَاءِ مُنْذُ طَبْعِهِ إِلَى اليَوْمِ. وَقَدْ جَمَعْتُ أَغْلَبَ نُسَخِهِ، وَصَوَّرْتُهَا وَأَوْدَعْتُهَا فِي مَكْتَبَةِ مَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِي وَإِحْيَاءِ التُّرَاثِ الإسْلَامِي بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى؛ لِيَتَسَنَّى لِمَنْ أَرَادَ إِعَادَةَ تَحْقِيْقِهِ الوُقُوفَ عَلَيْهَا. وَحَصَلَ ذلِكَ فَجَمَعَهَا هِيَ وَغَيْرَهَا

الدُّكْتُور عَبْدُ اللّهِ بنُ عَبْدِ المُحْسِنِ التُّركِي، وَالدُّكْتُور عَبدُ الفَتَاح الحلو رحمه الله وَنَشَرَاهُ فِي دَارِ هَجْرٍ بِـ"القَاهِرَة" سَنَةَ (1414 هـ) وَجَعَلَاهُ مَعَ أَصْلِهِ "المُقْنِعُ" وَمَعَهُمَا "الاِنْصَافُ" لِلْمَرْدَاوِيِّ، بِإِشَارَةٍ مِنْ شَيْخِنَا ابْنِ العَمِّ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ العُثَيْمِيْن -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَلَمْ يُرَاعِيَا المَنْهَجِ الصَّحِيْحِ فِي تَحْقِيقِ النُّصُوْصِ؟! نَظْرًا لِضَخَامَةِ العَمَلِ وَسُرْعَةِ إنْجَازِهِ؟!

ص: 175

شَيْخُ الحَنَابِلةِ، بَلْ شَيْخُ الإِسْلَامِ، وَفَقِيْهُ "الشَّامِ"، وَقُدْوَةُ العُبَّادِ، وَفَرِيْدُ وَقْتِهِ، مَنْ اجْتَمَعَتِ الألْسُنُ عَلَى مَدْحِهِ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ، حَدَّثَ نَحْوًا مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَتَبَ عَنْهُ أَبُو الفَتْحِ بْنُ الحَاجِبُ. وَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْهُ الحَافِظَ مُحَمَّدَ ابْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ -يَعْنِي الضِّيَاءَ- فَقَالَ: إِمَامٌ، عالِمٌ، خَيِّرٌ، دَيِّنٌ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَكَانَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ -يَعْنِي النَّوَوِيَّ- يَقُوْلُ: هَذَا أَجَلُّ شُيُوْخِي. وَأَوَّلُ مَا وَلِيَ مَشْيَخَةَ "دَارِ الحَدِيْثِ" سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، حَدَّثَ عَنْهُ بِهَا فِي حَيَاتِهِ.

قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ فِي كِتَابِ "الرُّخْصَةِ فِي القِيَامِ" لَهُ. وَقَالَ: (أَنَا) الشَّيخُ، الإمَامُ العَالِمُ، المُتَّفِقُ علَى إِمَامَتِهِ وَفَضْلِهِ وَجَلَالَتِهِ، الفَقِيْهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ العَالِمِ، العَامِلِ، الزَّاهِدِ أَبِي عَمُرَ المَقْدِسِيِّ، رضي الله عنه.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا الشَّيْخُ زَينُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَسْنَدُ. وَذَكَرَهُ فِي "تَارِيْخِهِ الكَبِيْرِ"، وَأَطَالَ تَرْجَمَتَهُ، وَذَكَرَ فَضَائِلَهُ، وَعِبَادَتَهُ، وَأَوْرَادَهُ، وَكَرَمَهُ، وَنَفْعَهُ العَامَّ، وَأَنَّهُ حَجَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَكَانَ آخِرُهَا: قَدْ رَأَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم في المَنَامِ يَطْلُبُهُ، فَحَجَّ ذلِكَ العَامِ. وَحَضَرَ الفُتُوْحَاتِ، وَأَنَّهُ كَانَ رَقِيْقَ القَلْبِ، سَرِيْعَ الدَّمْعَةِ، كرِيْمَ النَّفْسِ، كَثيْرَ الذِّكْرِ للهِ، وَالقِيَام بِاللَّيْل، مُحَافظًا على صَلَاةِ الضُّحَى، وَيُصَلِّي بَيْنَ العِشَاءَيْنِ مَا تَيَسَّرَ، وَيُؤثِرُ بِمَا يَأتِيْهِ مِنْ صِلَةِ المُلُوْكِ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ مُتَوَاضِعًا عِنْدَ العَامَّةِ، مُتَرَفِّعًا عِنْدَ المُلُوْكِ، وَكَانَ مَجْلِسُهُ عَامِرًا بِالفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ وَأَهْلِ الدِّيْنِ، وَأَوْقَعَ اللّهُ

ص: 176

مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوْبِ الخَلْق، وَلَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مَنْ يُصَلِّي أَحْسَنَ مِنْهُ، وَلَا أَتَمَّ خُشُوْعًا. وَكَانَ كَثيْرَ الدُّعَاءِ وَالاِبتِهَالِ، لَاسِيَّمَا فِي الأمَاكِنِ المَرْجُوِّ فِيْهَا الإجَابَةِ، وَبَعْدَ قِرَاءَةِ آيَاتِ الحِرْسِ بِالجَامِعِ بَعْدَ العِشَاءِ، كَثيرَ الاِهْتِمَامِ بِأُمُوْرِ النَّاسِ، لَا يَكَادُ يَعْلَمُ بِمَرِيْضٍ إِلَّا افْتَقَدَهُ، وَلَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ أهْلِ الجَبَلِ إِلَّا شَيَّعَهُ.

وَذَكَرَ فَخْرُ الدِّيْنِ البَعْلَبَكِّيُّ

(1)

أَنَّهُ مُنْذُ عَرَفَهُ مَا رَآهُ غَضِبَ، وَعَرَفهُ نَحْوَ خَمْسِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ وَلِيَ القَضَاءَ مُدَّةً تَزِيْدُ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

(2)

سنَةً، عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ، وَلَمْ يَتَنَاوَل مَعْلُوْمًا، ثُمَّ عَزَلَ نَفْسَهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَبَقِيَ قَضَاءُ الحَنَابِلَةِ شَاغِرًا مُدَّةً، حَتَّى وَلِيَ وَلَدُهُ نَجْمُ الدِّيْنِ فِي آخِرِ حَيَاةِ الشَّيْخِ

(3)

. وَكَانَ الشَّيْخُ نَزَلَ فِي وِلَايَتِهِ لِلْحُكْمِ عَلَى بَهِيْمَةِ إِلَى البَلَدِ.

وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو شَامَةَ فِي "ذَيْلِهِ"

(4)

وِلايَةَ الشَّيْخِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَستِّيْنَ، قَالَ: جَاءَ

(1)

عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ يُوْسُفُ (ت: 688 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

في (أ): "اثْنَي عَشر".

(3)

قَالَ البِرْزَالِيُّ: "وَفِي العَشْرِ الأُوَّلِ مِنْ صَفَرٍ بَاشَرَ القَاضِي نَجْمُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ الشَّيخِ

".

(4)

ذَيْلُ الرَّوْضَتَيْنِ (235). وَفِيْهِ: وَ"فِي سَادِسِ جُمَادَى الأُوْلَى جَاءَ مِنْ "مِصْرَ" مِنَ السُّلْطَانِ الظَّاهِرِ بِيْبَرْس الصَّالِحِي ثَلَاثَةُ تَقَالِيْدَ لِلقَضَاءِ، شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَاءٍ الحَنَفِيِّ، وَالزَّيْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بنِ الزَّوَاوِيِّ المَالِكِيِّ، وَشَمْسِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ الحَنْبَلِيِّ

". وَيُرَاجَعُ: البِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 245).

أَمَّا (ابنُ عَطَاءٍ) فَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَطَاءِ بنِ جُبَيْرِ أَبُو مُحَمَّدٍ الأذْرَعِيُّ الحَنَفِيُّ، شَمْسُ الدِّيْنِ (ت: 673 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (13/ 268)، وَقُضَاةِ دِمَشقَ (187)، وَالفَوَائِدِ البَهِيَّةِ (106).

وَأَمَّا (الزَّوَاوِيُّ) فَهُوَ عَبْدُ السَّلَامِ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الزَّوَاوِيُّ المَالِكِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ، =

ص: 177

مِنْ "مِصْرَ" ثَلَاثَةُ عُهُوْدٍ بِقَضَاءِ القُضَاةِ لِثَلَاثَةٍ مِنَ القُضَاةِ؛ ابْنُ عَطَاءٍ، وَالزَّوَاوِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. فَلَمْ يَقْبَلِ المَالِكيُّ وَالحَنْبَلِيُّ، وَقَبِلَ الحَنَفِيُّ، ثُمَّ وَرَدَ الأمْرُ بِإِلزَامِهِمَا بِذلِكَ، وَقِيْلَ: إِنْ لَمْ يَقْبَلَاهَا وَإِلَّا يُؤْخَذُ مَا بِأَيْدِيْهِمَا مِنَ الأوْقَافِ، فَفَعَلَا، وَامْتَنَعَا مِنْ أَخْذِ جَامَكِيةٍ، وَقَالَا: نَحْنُ فِي كِفَايَةٍ، فَأُعْفِيَا مِنْهَا.

وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اللَّوْرِيِّ

(1)

المَالِكِيِّ -وَكَانَ شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، وَمِنْ أَهْل العِلْمِ وَالدِّيْنِ وَالحَدِيْثِ- أَنَّهُ قَالَ: كَانَ شَيْخُنَا شَيْخُ الإسْلَامِ

(2)

شَمسُ الدِّيْنِ قُدْوَةَ الأَنَامِ، حَسَنَةَ الأيَّامِ، مِمَّنْ تَفْتَخِرُ بِهِ "دِمَشْقَ" عَلَى سَائِرِ البُلْدَانِ، بَلْ يَزْهُ بِهِ عَصْرُهُ عَلَى مُتَقَدِّمِ العُصُوْرِ وَالأزْمَانِ؛ لِمَا جَمَعَ اللّهُ لَهُ مِن المَنَاقِبِ وَالفَضَائِلِ وَالمَكَارِم

(3)

الَّتِي أَوجَبَتْ لِلأَوَاخِرِ الافْتِخَارِ عَلَى الأوَائِلِ.

مِنْهَا: التَّوَاضُعُ مَعَ عَظَمَتِهِ فِي الصُّدُورِ، وَتَرْكُ التَّنَازعُ فِيْمَا يُفْضِي إِلَى

= أَبُو مُحَمَّدٍ (ت: 683 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (13/ 300)، وَقُضَاةِ دِمَشْقَ (189).

(1)

فِي (ط): "اللَّوْزي" وَهُوَ اللَّوْرِيُّ بِرَاءٍ مُهْمَلَةٍ، وَهُوَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يَحْيَى اللَّوْرِيُّ الرُّعَيْنيُّ، الأنْدَلُسِيُّ، المَالِكِيُّ، المُحَدِّثُ (ت: 687 هـ)، مَنسُوْبٌ إِلَى "لَوْرَةَ" بِقُرْبِ "أَشْبِيْلِيَّةَ". قَدِمَ "الشَّامَ" وَسَكَنَهَا. عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءَ المَالِكِيَّةِ بِـ"دِمَشْقَ" فَامْتَنَعَ. وَلِيَ مَشْيَخَةَ المَالِكِيَّةِ بَعْدَ الشَّيْخِ جَمَال الدِّيْنِ بنِ الشَّرِيْشِيِّ وَأَلقَى لَهُمُ الدَّرْسَ، وَشُكِرَتْ دُرُوْسَهُ وَفتَاوِيْهِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلبِرْزالِيِّ (1/ وَرَقَة: 140)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (293)، وَمِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 204)، وَالتَّوضِيْحِ (7/ 370)، وَقُضَاةِ دِمَشْقَ (244)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 400).

(2)

في (أ): "وَكَانَ شَيْخُ الإِسْلَامِ شَيْخُنَا

" وَالمُثبَتُ يُؤَيِّدُهُ مَا جَاءَ فِي "تَارِيخِ الإسْلَامِ

".

(3)

ساقط من (ط).

ص: 178

التَّشَاجُرِ وَالنُّفُوْرِ، وَالاِقْتِصَادُ فِي كُلِّ مَا يَتَعَطَاهُ مِنْ جَمِيع الأُمُوْرِ، لَا عَجْرَفَةَ فِي كَلَامِهِ وَلَا تَقَعُّرَ

(1)

، وَلَا تَعَظُّمَ فِي مِشْيَتِهِ وَلَا تَبَخْتُرَ، وَلَا شَطَطَ

(2)

فِي مَلْبَسِهِ وَلَا تَكَثُّرَ، وَمَعَ هَذَا فَكَانَتْ لَهُ صُدُوْرُ المَجَالِسِ وَالمَحَافِلِ، وَإِلَى قَوْلهِ المُنْتَهَى فِي الفَصْلِ بَيْنَ العَشَائِرِ وَالقَبَائِلِ، مَعَ مَا أَمَدَّهُ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ سَعَةِ العِلْمِ، وَفَطَرَهُ عَلَيْهِ مِنَ الرَّأْفَةِ وَالحِلْمِ

(3)

، وَكَانَ لَا يُوَفِّرُ جَانِبَهُ عَمَّنْ قَصَدَهُ، قَرِيْبًا كَانَ أَوْ أَجْنَبِيًّا [، وَلَا يَدَّخِرُ شَفَاعَتَهُ، عَمَّنْ اعْتَمَدَهُ، مُسْلِمًا كَانَ]

(4)

أَوْ ذِمِيًّا، يَنْتَابُ بَابَهُ الأُمَرَاءُ وَالمُلُوكُ، فَيُسَاوِي فِي إِقْبَالِهِ عَلَيْهِمْ بَيْنَ المَالِكِ وَالمَمْلُوْكِ

(5)

. وَلِيَ الشَّيْخُ قَضَاءَ القُضَاةِ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ. وَكَانَ الشَّيْخُ رحمه الله رَحْمَةً عَلَى المُسْلِمِيْنَ، وَلَوْلَاهُ لَرَاحَتْ أَمْلَاكُ النَّاسِ لمَّا تَعَرَّضَ إِلَيْهَا السُّلْطَانُ، فَقَامَ فِيْهَا قِيَامَ المُؤمِنِيْنَ وَأَثْبَتَهَا لَهُمْ، وَعَادَاهُ جَمَاعَةُ الحُكَّامِ، وَعَمِلُوا فِي حَقِّهِ المَجْهُوْدَ، وَتَحَدَّثُوا فِيْهِ بِمَا لَا يَلِيْقُ، وَنَصَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ بِحُسْنِ نِيَّتِهِ، وَيَكْفِيْهِ هَذَا عِنْدَ اللهِ.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ الشَّيْخُ شَيْخَ الوَقْتِ، وَبَرَكَةِ العَصْرِ، وَلِيَ الحُكْمَ وَالخَطَابَةَ، وَالمَشْيَخَةَ، وَالتَّدْرِيْسَ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَمُرَادُهُ خَطَابَةُ

(1)

فيه "تَارِيْخِ الإسْلَامِ": "وَلَا تَبعة وَلَا تُعظُّم فِي نَفْسِهِ وَلَا تَجَبُّر.

(2)

فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ": "وَلَا شَطَط فِي تَلبُّسه وَلَا تَكَبُّر".

(3)

بَعْدَهَا فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ": "أَلْحَقَ الأصَاغِرِ بِالأكَابِرِ فِي رِوَايَةِ الحَدِيْثِ إِلَى أَنْ كَانَ لا يوقر

".

(4)

سَاقِطٌ مِن "تَارِيْخِ الإسْلام" تَحْقِيْق الدُّكْتُور عُمَر عَبْد السَّلام تَدمُري.

(5)

في (ط): "المُلُوك" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.

ص: 179

"الجَبَلِ" وَمَشْيَخَةِ "دَارِ الحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّةِ" بِهِ.

وَقَالَ اليُوْنيْنِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" شَيْخُ الإسْلَامِ، عِلْمًا، وَزهدًا، وَوَرِعًا، وَدِيَانَةً، وَأَمَانةً، كَبِيْرَ القَدْرِ، جَمُّ الفَضَائِلِ، انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرِّئَاسَةُ فِي الفِقْهِ عَلى مَذْهَبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَشَرَحَ كِتَابَ "المُقْنِعِ" لِعَمِّهِ الشَّيْخُ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَإِنْ كَانَ مُعْظَمُ الشَّرْحِ مَأْخُوْذٌ مِنْ كَلَامِ عَمِّهِ، وَكَانَتْ لَهُ اليَدُ الطُوْلَى فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ، وَالأُصُوْلِ، وَالنَّحْوِ وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ، مَعَ العِبَادَةِ الكَثِيْرَةِ، وَالتَّوَاضُعُ وَاللُّطْفِ بِكَرَمِ الأخْلَاقِ، وَلِيْنِ الجَانِب، وَالإِحْسَانِ إِلَى القَرِيْبِ وَالبَعِيْدِ، وَالاِحْتِمَالِ، وَوَليَ قَضَاءَ القُضَاةِ مُكْرَهًا، وَبَاشَرَ ذلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ عَزَلَ نَفْسَهُ، وَامْتَنَعَ مِنَ الحُكْمِ، وَبَقِيَ مُتَوَافِرًا علَى العِبَادَةِ وَالتَّدْرِيْسِ، وَإِشْغَالِ الطَّلَبَةِ وَالتَّصْنِيْفِ، وَكَانَ أَوْحَدَ زَمَانِهِ فِي تَعَدُّدِ الفَضَائِلِ، وَالتَّفَرُّدِ بِالمَحَامِدِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيْرٌ فِي خُلُقِهِ، وَرِيَاضَتِهِ، وَمَا هُوَ عَلَيْهِ، وَانْتَفَعَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ عَلَى قَدَمِ السَّلَفِ الصَّالحِ فِي مُعْظَمِ أَحْوَالِهِ.

اشْتَغَلَ عَلَى الشَّيْخِ رحمه الله خَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ العِلْمَ تَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ تَيْمِيَّةِ، وَالشَّيْخُ مَجْدُ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَرَّانِيُّ، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ مِثْلَهُ. وَحَدَّثَ بِالكَثيْرِ

(1)

وَخَرَّجَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ بنُ اللَبَّانِ "مَشْيَخَةً" فِي أَحَدَ عَشَرَ جُزْءًا، وَخَرَّجَ لَهُ الحَافِظُ الحَارثِيُّ أُخْرَى

(2)

وَحَدَّثَ بِهِمَا.

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيخِ الإِسْلَامِ": "حَدَّثَ بِـ"المُسْنَدِ" عَن حَنْبَلِ الكِنَانِيِّ (كَذَا؟!) وَ"التِّرْمِذِيِّ" عَنِ ابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَبِـ"الدَّارِمِيِّ" عنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ

".

(2)

في دَارِ الكُتُبِ الظَّاهِرِيَّةِ بِـ"دِمَشْقَ" قِطْعَةٌ مِنْ مَشْيَخَتِهِ تَخْرِيْج الحَارِثِيِّ المَذْكُوْرِ. =

ص: 180

وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثيرٌ مِنَ الأئِمَّةِ وَالحُفَّاظِ، منْهُمْ: الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ ابنِ تَيْمِيَّةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَارثِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بْنُ العَطَّارِ، والمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ. وَحَدَّثنا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ دَاوُدُ بْنُ الَعَطَّارِ أَخُو أَبِي الحَسَنِ، وَأَبُو عَبْدِ اللّهِ ابنُ الخَبَّازِ، وَأَحْمَدُ بنُ عبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْريُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ سَلْخَ رَبِيع الآخَرِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ عِنْدَ وَالِدِهِ بِـ"سَفْحِ قَاسِيُونَ" وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، حَضَرَهَا أُمَمٌ لَا يُحْصُوْنَ وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا مِنْ دَهْرٍ طَوِيْلٍ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَرَأَيْتُ وَفَاةَ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ أَبِي عُمَرَ بخَطِّ شَيْخِنَا شَيْخِ الإسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، فَمِنْ ذلِكَ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا الإِمَامُ، سَيِّدُ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي زَمَانِهِ، وَقَطْبُ فَلَكِ الأَنَام فِي أَوَانِهِ، وَحِيْدُ الزَّمَانِ حَقًّا حَقًّا، وَفَرِيْدُ العَصْرِ صدْقًا صِدْقًا، الجَامِعُ لأنْوَاعِ المَحَاسِنِ، وَالمُعَافِي البَرِيءُ عَنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ وَالمَسَاوِي، القَارِنُ بَيْنَ خُلَّتَيْ العِلمِ وَالحِلْمِ، وَالحَسَبِ وَالنَّسَبِ، وَالعَقلِ وَالفَضْلِ، وَالخَلْقِ والخُلُقِ، ذِي الأخْلَاقِ الزَّكِيَّهِ، وَالأعْمَالِ المَرْضيَّةِ، مَعَ سَلَامَةِ الصَّدْرِ، وَالطَّبع، وَاللُّطْفِ، وَالرِّفْقِ، وَحُسنِ النِّيَّةِ، وَطِيْبِ الطَّوِيَّةِ، حَتَّى إِنْ كَانَ المُتَعَنِّتُ لَيَطْلُبُ لَهُ عِيْبًا فَيُعْوِزَهُ -إِلَى أَنْ قَالَ- وَبَكَتْ

= وَأَمَّا مَشْيَخَتُهُ تَخْرِيْجُ عَلِيِّ بْنِ بَلْبَانَ فَاسْمُهَا "الفَوَائِدُ الحِسَانُ فِي الأحَادِيْثِ المُوَافَقَاتِ وَالأبْدَالِ وَالعَوَالِي الحِسَانِ" لَهَا نُسْخَةٌ جَيِّدَة فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ أَيْضًا مَسْمُوعَةٌ عَلَى المُخَرِّجَةِ لَهُ سَنَةَ (681 هـ) الجُزْءُ السَّادِسُ مَجْمُوع (56)(ق: 230 - 242). اطَّلَعْتُ علَى القِطْعَةِ المَذْكُوْرَ منَ "المَشْيَخَةِ" تَخْرِيْجِ الحَارثِيِّ، وَلَمْ أَطَّلِعْ عَلَى "الفَوَائِدِ" هَذِهِ.

ص: 181

عَلَيْهِ العُيُوْنُ بِأَسْرِهَا، وَعَمَّ مُصَاُبهُ جَمِيع الطَّوَائِفِ، وَسَائِرَ الفِرَقِ، فَأَيُّ دَمْعٍ مَا سُجِمَ؟! وَأَيُّ أَصْلٍ مَا جُذِمَ؟! وَأَيُّ رُكْنٍ مَا هُدِمَ؟! وَأَيُّ فَضْلٍ مَا عُدِمَ؟! يَا لَهُ مِنْ خَطْبٍ مَا أَعْظَمَهُ! وَأَجَلٍ مَا أَقْدَرَهُ، وَمُصَابٍ مَا أَفْخَمَهُ! وَأَكْثَرَ ذِكْرَهُ. وَبِالجُمْلَةِ فَقَدْ كَانَ الشَّيْخُ أَوْحَدَ العَصْرِ فِي أَنْوَاعِ الفَضَائِلِ، بَلْ هَذَا حُكْمٌ مُسَلَّمٌ منْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ، وَكَانَ مُصَاُبهُ أَجَلَّ مِنْ أَنْ تُحِيْطَ بِهِ العِبَارَةُ، فَرَحِمَهُ اللّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ، [وَأَسْكَنَهُ بَحْبُوْحَةَ جَنَّتِهِ، وَنَفَعَنَا بِمَحَبَّتِهِ، إِنَّهُ جَوَّادٌ كَرِيْمٌ، انْتَهَى]

(1)

.

وَقَدْ رَثَاهُ نَحْوَ ثَلَاثِيْنَ شَاعِرًا، مِنْهُم الشِّهَابُ مَحْمُوْدٌ، وَكَانَ مِنْ تَلَامِذَتِهِ، فَقَالَ

(2)

:

(1)

ساقط من (أ).

(2)

مَحْمُوْدُ بنُ سَلْمَانَ الحَلَبِيُّ (ت: 725 هـ) حَنْبَلِيٌّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضعِهِ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَهِيَ نَيِّفٌ وَسِتُّونَ بَيْتًا، وَرَثَاهُ الأدِيْبُ البَارِعُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ الصَّائِغِ بِقَصِيْدَةِ أَوَّلهَا:

الحَالُ مِنْ شَكْوَى المُصِيْبَةِ أَعْظَمِ

حَيْثُ الرُّوَى خَصْمٌ بَعِيْدٌ يَخْصِمُ

وَهِيَ سِتَةٌ وَخَمْسُونَ بَيْتًا، وَرَثَاهُ المَوْلَى عَلَاءُ الدِّيْنِ بْنُ غَانِمٍ بِقَصِيْدَةٍ حَسَنَةٌ، وَرَثَاهُ الشَّيْخُ مُحمَّدٌ الأُرْمَوِيُّ بِقَصِيْدَةٍ، قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، وَرَثَاهُ البُرْهَان بنُ عَبْدِ الحَافِظِ بِقَصِيْدَةٍ، قَرَأتُهَا عَلَيْهِ أَيْضًا، وَرَثَاهُ مَجْدُ الدِّيْنِ بْنُ المهْتَارِ بِقَصيْدَةٍ، وَرَثَاهُ نَجْمُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فُلَيْتَةَ التَّمِيْمِيُّ الحَنَفِيُّ بِقَصِيْدَةِ. وَقَالَ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفَتْحِ رحمه الله مَرِضَ شَيْخُنَا سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا بِالبَطْنِ فَهُوَ شَهِيْدٌ".

وَأَمَّا المَشْهُوْرُ مِنْ أَوْلَادِهِ: فَأَحْمَدُ (ت: 689 هـ) وَعَلِيٌّ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا وَقَالَ عَنْ عَلِيٍّ: "قُتِلَ شَهِيْدًا بِيَدِ التَّتَارِ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنَ "أَلبِيْرَةِ" =

ص: 182

مَا لِلْوُجُوْدِ، وَقَدْ عَلَاهُ ظَلَامُ

أَعَرَاهُ خَطْبٌ أَمْ عَدَاهُ مَرَامُ

أَمْ قَدْ أُصِيْبَ بِشَمْسِهِ فَقْدًا وَقَدْ

لَبِسَتْ عَلَيْهِ حِدَادَهَا الأيَّامُ

لَمْ أَدْرِ هَلْ نَبَذَ الظَّلَامُ نُجُوْمَهُ

أَمْ حَلَّ لِلْفَلَكِ الأثِيْرِ نِظَامُ

أترَى دَرَى صَرْفُ الرَّدَى لَمَّا رَمَى

أَنَّ المُصَابَ بِسَهْمِهِ الإِسْلَامُ

أَوْ أَنَّهٌ مَا خَصَّ بِالسَّهْمِ الَّذِي

أَصْمَى بِهِ دُوْنَ العِرَاقِ الشَّامُ

= خِلَافَ مَا ذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي النَّصِّ السَّابِقِ، عَلَى أَنَّ الحَافِظَ الذَّهَبِيَّ نَفْسَهُ ذَكَرَهُ فِي تَارِيْخِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (699) مُوَافِقًا لِمَا جَاءَ فِي كَلَامِ المُؤَلِّفِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: بِـ"دِيَارِ بَكْرٍ" وَ"مَا ردين" مِنْ دِيَارِ بَكْرٍ، وَ"ألْبِيْرَةَ" عَلَى الفُرَاتِ لَيْسَتْ عَنْهَا بِبَعِيْدَةٍ. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: بِأَرْضِ "دِيَارِ بَكْرٍ" قَبْلَ "حمْلِيْن" عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ "أَلْبِيْرَةَ".

وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدٌ (ت: 699 هـ) وَعَبْدُ اللهِ (ت: 708 هـ) وَرُقَيَّةَ (ت: 739 هـ) وَزَيْنَبُ (ت:؟).

- وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 186)، مُحَمَّدُ بْنَ مَحْمُودِ بْنِ مَنْصوْرٍ الخَيَّاطَ (ت: 712 هـ) وَقَالَ: "تزَوَّجَ بِنْتَ شَمْسِ الدِّيْنِ إِمَامِ الحَنَابِلَةِ، وَهِيَ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ غَيْرُ رُقَيَّةَ" الَّتِي قَالَ عَنْهَا ابْنُ رَافعٍ فِي وَفَيَاتِهِ (1/ 273) لَمْ تتَزَوَّجْ قَطُّ، وَلَيْسَتْ "سِتَّ العَرَبِ" السَّالفَةِ الذِّكْرِ فَلَعَلَّهَا هِيَ "زَينَبُ".

أَمَّا آخِرُ زَوْجَاتِهِ -كَمَا نَصَّ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ- فَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ حَبِيْبَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ وَهِيَ عَالِمَةٌ، فَاضِلَةٌ، لَهَا ذِكْرٌ وَأَخْبَار (ت: 703 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

فَائِدَةٌ: ذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الشَّيْخِ أَبي عُمَرَ (ت: 689 هـ) وَقَالَ: "سِبْطُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ" وَلَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 183

سَهْمٍ تَقَصَّدَ وَاحِدًا فَعَدَا وَفِي

كُلِّ القُلُوْبِ لِوقْعَةِ آلَامُ

مَا خِلْتُ أَنَّ يَدَ المَنُوْنِ لَهَا علَى

شَمْسِ المَعَارِفِ وَالهُدَى إِقْدَامُ

مَنْ كَانَ يُسْتَسْقَى بِغُرَّةِ وَجْهِهِ

إِنْ عَادَ وَجْهُ الغَيْث وَهْوَ جَهَامُ

وَتُنِِيْرُ لِلْسَّارِيْ أَسِرَّةُ فَضْلِهِ

فَكَأَنَّمَا هِيَ لِلْهُدَى أَعْلَامُ

كَانَتْ تَطِيْبُ لَنَا الحَيَاةُ بِأُنْسِهِ

وَبِقُرْبِهِ فَعَلَى الحَيَاةِ سَلَامُ

كَانَتْ لَيَالِيْنَا بِنُوْر بَقَائِهِ

فِيْنَا تُضِيْءُ كَأَنهَا أَيَّامُ

مَنْ لِلْعُلُومِ وَقَدْ عَلَتْ وَغَلَتْ بِهِ

أَضْحَتْ تَسَامَى بَعْدَهُ وَتُسَامُ

مَنْ لِلْحَدِيْثِ وَكَانَ حَافظَ سِرْبِهِ

مِنْ أَنْ يُضَمَّ إِلَى الصَّحَاحِ سُقَامُ

وَلَهُ إِذَا ذُكِرَ العُلُوْمُ مَرَاتِبٌ

تَسْمُو فتَقْصِرُ دُونَهَا الأوْهَامُ

يَرْوِي فَيَرْوَى كُل ذِي ظَمَأٍ لَهُ

يَحْمِي الحَدِيْثَ تَعَلُّقٌ وَهِيَامُ

مَنْ للْقَضَايَا المُشْكِلَاتِ إِذَا نَبَتْ

عَنْهَا العُقُوْلُ وَحَارِتِ الأفْهَامُ

هَلْ لِلْفَتَاوَى مَنْ إِذَا وَافَى بِهَا

قُضِيَ القَضَاءُ وَجَفَّتِ الأقْلَامُ

مَنْ لِلْمَنَابِرِ وَهْوَ فَارِسُهَا الَّذِي

تَحْيَى القُلُوْبُ بِهِ وَهُنَّ رِمَامُ

وَلَهُ إِذَا أَمَّ الدُّرُوْسَ مَوَاقِفٌ

مَشْهُوْدَة مَا نَالَهُنَّ إِمَامُ

وَلَدَيْهِ فِي عِلْمِ الكَلَامِ جَوَاهِرٌ

غُرَرٌ يَحِيْرُ بِحُسْنِهَا النُّظَّامُ

مَنْ لِلْزَّمَانِ وَكانَ طُوْلَ حَيَاتِهِ

لِلَّيْلِ يُحْيِيْ وَالهَجِيْرُ يُصَامُ

وَذُو الحَوَائِجِ مَا أَتَوْهُ لِحَادِثٍ

إِلَّا وَنَالُوا عِنْدَهُ مَا رَامُوا

وَهِيَ طَوِيْلَةٌ.

وَمِمَّا أَفْتَى بِهِ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ، -وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ-:

ص: 184

فِي رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أَرْضَ قَرْيَةٍ فِي زَمَنِ الأمْنِ، ثُمَّ وَقَعَ فِيْهَا الخَوْفُ مِنَ الإِفْرَنْجِ، وَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ زَرْعُ أَكْثَرِ أَرَاضِيْهَا بِسَبَبِ الخَوْفِ، أَنَّهُ يَجُوْزُ لَهُ الفَسْخُ بِذلِكَ. وَوَافَقَهُ عَبْدُ الرحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الشَّافِعِيُّ، وهُوَ أَبُو شَامَةَ، وَكَذلِكَ عَلِيُّ الشَّافِعِيٌّ. - وَلَا أَعْرِفُ مَنْ هُوَ.

وأَفْتَى أيْضًا فِي وَقْفٍ عَلَى جَمَاعَةٍ مُقَرَّبِيْنَ فِي قَرْيَةٍ، حَصَلَ لَهُمْ حَاصِلٌ مِنْ فِعْلِ القَرْيَةِ، فَطَلَبُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَا اسْتَحَقُّوْهُ عَنِ المَاضِي -وَهُوَ سَنَةَ خَمْسٍ مَثَلًا- فَهَلْ يَصْرِفُ إِلَيْهِمْ النَّاظِرُ بِحِسَابِ سَنَةِ خَمْسٍ الهِلَالِيَّةِ، أَوْ بِحِسَابِ سَنَةِ المُغْلِ؟ مَعَ أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ المُتَقَدِّمِّيْنَ جَمَاعَةٌ، وَشَارَكُوْهُمْ فِي حِسَابِ سَنَةِ المُغْلِ، فَإِنْ أَخَذَ أُوْلئكَ عَلَى حِسَابِ السَّنَةِ الهِلَالِيَّةِ لَمْ يَبْقَ لِلْمُتَأَخِّرِيْنَ إِلَّا شَيْءٌ يَسِيْرٌ.

أَجَابَ هُوَ، وَأَبُو شَامَةَ، وَابْنُ رَزِيْنٍ الشَّافِعِيُّ، وَسُلَيْمَانَ الحَنَفِيُّ: لَا يُحْسَبُ إِلَّا بِسَنَةِ المُغْلِ دُوْنَ الهِلَالِيَّةِ.

‌450 - عَبْدُ الحليمِ بْنُ عَبد السَّلام

(1)

بنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبي القَاسمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

(1)

450 - شِهَابُ الدِّيْنِ بْنُ تَيْمِيَّة (617 - 682 هـ):

وَالِدُ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ، الإمَامِ المُجَاهِدِ المَشْهُوْرِ. أَخْبَارُهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابْنِ نَصرِ اللهِ (وَرَقَة: 83)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 166)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 324)، وَمُخْتصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَّضَّدِ" (1/ 425). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 185)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِي (1/ وَرَقَة 116)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (104)، وَالعِبَرُ (5/ 338)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (372)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (284)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 197)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 69)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ =

ص: 185

الخَضِرِ بْنِ تَيْمِيّةَّ الحَرَّانِيُّ، نَزِيْلُ "دِمَشْقَ" الشَّيْخُ، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو المَحَاسِنِ، وَأَبُو أَحْمَدَ بْنِ الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ أَبِي البَرَكَاتِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ

(1)

، وهُوَ وَالِدُ شَيْخِ الإسْلَامِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبي العَبَّاسِ.

وُلِدَ سَنَةَ سَبع وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"حَرَّانَ". وَسَمِعَ مِنْ وَالِدِهِ وَغَيْرِهِ، وَرَحَلَ فِي صِغَرِهِ إِلَى "حَلَبَ" وَسَمِعَ بِهَا مِنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ وَابْنِ رَوَاحَةَ، وَيُوْسُفَ ابْنِ خَلِيْلٍ، وَيَعِيْشَ النَّحْوِيِّ، وَقَرَأَ العِلْمَ عَلَى وَالِدِهِ وَتَفَنَّنَ فِي الفَضَائِلِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَرَأَ المَذْهَبَ حَتَّى أَتْقَنَهُ عَلَى وَالِدِهُ، وَدَرَّسَ وَأَفْتَى وَصَنَّفَ، وَصَارَ شَيْخَ البَلَدِ بَعْدَ أَبِيْهِ، وَخَطِيْبَهُ وَحَاكِمَهُ، وَكَانَ إِمَامًا مُحَقِّقًا لِمَا يَنْقُلُهُ، كَثيْرَ الفَوَائِدِ، جَيِّدَ المُشَارَكَةِ فِي العُلُومِ، لَهُ يَدٌّ طُوْلَى فِي الفَرَائِضِ، وَالحِسَابِ

= (13/ 303)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 358)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (2/ 212)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 394)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 85)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (1/ 74)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (426)، وَتَارِيْخُ الخُلفَاءِ (484)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 376)، (7/ 656).

مِنْ أَبْنَائِهِ: شَيْخُ الإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَحْمَدُ الإِمَامُ المَشْهُورُ (ت: 728 هـ)، وَأَخُوهُ: شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ (ت: 728 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَأَخُوهُمَا: زَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَن (ت: 747 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ اِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى. وَأخُوْهُمْ: عَبْدُ القَادِرِ لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (383).

وَزَوْجَتُهُ -وَالِدَةُ شَيْخِ الإسْلَامِ-: سِتُّ النَّعَمِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَلِي بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدُوْسِ الحَرَّانِيِّ (ت: 716 هـ) نَذْكُرُهَا فِي موْضِعِهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَلَا أَدْرِي هَلْ هِيَ أُمُّ أَخَوتِهِ أَيْضًا؟ وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ رحمه الله أَبُو القَاسِمِ خَالِدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، بَدْر الديْنِ الحَرَّانِي (ت: 717 هـ) وَقَالَ: أَخُو الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ لأمِّهِ.

(1)

تُوُفِّي سَنَةَ (652 هـ). تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 186

وَالهَيْئَةِ، وَكَانَ دَيِّنًا متَوَاضِعًا، حَسَنَ الأخْلَاقِ، جَوَادًا، منْ حَسَنَاتِ العَصْرِ، تَفَقَّهَ عَلَيْهِ وَلَدَاهُ أَبُو العَبَّاسِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ وَلَدُهُ، وَكَانَ قَدُوْمُهُ إِلَى "دِمَشْقَ" بِأَهْلِهِ وَأَقَاربِهِ مُهَاجِرًا سَنَةَ سَبع وَسِتِّيْنَ، قَالَ: وَكَانَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ مِنْ أَنْجَمِ الهُدى، وَإِنَّمَا اخْتَفَى بَيْنَ نُوْرِ القَمَرِ وَضَوْءِ الشَّمْسِ، يُشِيْرُ إِلَى أَبِيْهِ وَابنِهِ

(1)

فَإِنَّ فَضَائِلَهُ وَعُلُوْمَهُ انْغَمَرَتْ بَيْنَ فَضَائِلِهِمَا وعُلُوْمِهِمَا.

وَقَالَ البَرْزَالِيُّ كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الحَنَابِلَةِ، عِنْدَهُ فَضَائِلُ وَفُنُوْنٌ، وَبَاشَرَ بِـ"دِمَشْقَ" مَشْيَخَةَ "دَارِ الحَدِيْثِ السُّكَّرِيَّةِ" بِـ"القَصَّاعِيْنِ"

(2)

وَبِهَا كَانَ يَسْكُنُ.

(1)

اقُولُ -وعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: لَا شَكَّ فِي عِلْمِهِ وَفَضْلِهِ، وَقَدِ احْتَفَلَتِ المَصَادِرِ بِذِكْرِهِ وَذِكْرِ مَنَاقِبِهِ، وَلَعَلَّهُ يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ إِنَّمَا اكْتَسَبَ هَذِهِ الشُّهْرَةِ؛ لِمَكَانَةِ أَبِيْهِ وَابِنهِ رحمهم الله جَمِيْعًا، ومَعَ أَنَّ المُؤَلِّفَ ابْنَ رَجَبِ هُنَا يَقُوْلُ:"لَهُ تَعَالِيقٌ وَفَوَائِدٌ" وَقَالَ: "صَنَّفَ فِي عُلُومٍ عَدِيْدَةِ" لَمْ أَجِدْ أَحَدًا ذَكَرَ لَهُ مُؤَلَّفًا بِعَيِنِهِ إِلَّا مَا قِيْلَ أَنَّهُ شَارَكَ أبَاهُ فِي "مُسَوَّدَةِ أُصُوْلِ الفِقْهِ" فَزَادَ فِيْهَا، ثُمَّ زَادَ فِيْهَا ابْنُهُ أَبُو العَبَّاسِ تَقِيُّ الدِّيْنِ شَيْخُ الإِسْلَامِ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعالَى.

(2)

فِي (ط): "بِالقَضَاعِيِّين" وَالقَصَّاعِيْنُ

مِنْ أَحْيَاءِ "دِمَشْقَ". وَدَارُ الحَدِيْثُ السُّكَّرِيَّةِ مَنْسُوْبَةٌ إِلَى وَاقِفِهَا شَرَفِ الدِّيْنِ بنِ السَّكَّرِيِّ (ت: 671 هـ) كَمَا فِي تَارِيْخِ الإسْلامِ (69). وَيُرَاجَعُ: الدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (2/ 60).

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَة (682 هـ).

770 -

ابْراهِيْمُ بْنُ تُرُوْس بْنِ عبْدِ اللّهِ، بُرْهان الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، التَّاجِرُ بِـ"قَيْسَارِيَّة الفُرْسِ" كَذَا قَالَ الحَافظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإسْلَامِ (96).

771 -

وَأحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِي المَعْرُوْفُ بِـ"ابْنِ القَشِّ" البَغْدَادِيُّ، نَجْمُ الدِّيْنِ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "قَرَأْتُ بِخَطِّ الفُوَطِيِّ أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ صَحِبَ الشَّيْخَ عُثْمَانَ القَصِيْرِ =

ص: 187

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (كَذَا؟)[القَصْرِ]، وَتَابَ عَلَى يدِهِ وَتَفَقَهَ لأحْمَدَ

". أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيخِ الإِسْلَامِ (96)، وَ (عثُمَانُ القَصْرِ) حَنْبَلِيٌّ، اسْمُهُ عُثْمانُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ (ت: 636 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

772 -

وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الهَيْجَاءِ الزَّرَّادُ، الحَرِيْرِيُّ، الصَّالِحيُّ، ذَكَرهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (96)، وَقَالَ:"وَالِدُ شَيْخِنَا أَبي عَبْدِ اللّه" وَذَكَرَ الحَافِظُ وَلَدَهُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدًا فِي مُعْجَمِهِ (2/ 169)، وَقَالَ: "

الزَّرَّادُ، الحَرِيْرِيُّ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ

" (ت: 726 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

773 -

وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ أبِي عَبْدِ اللّهِ بْنَ حَمَّادٍ العَسْقَلَانِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، أَبُو الفِدَاءِ. ذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلحٍ فِي المَقْصَدِ الأرْشَد (1/ 264)، وَجَعَلَ وَفَاتَهُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة (681 هـ). وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي: ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 183)، وَالمُقْتَفَى للْبِرْزَاليِّ (1/ وَرَقَة 115)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (99)، وَالمُخْتَارِ مِنْ تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِيِّ (313)، وَتذْكِرَةِ الحفَّاظِ (4/ 1492)، وَالعِبَرِ (5/ 337)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 465)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 375).

774 -

وَصَفِيَّة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيْسَى بْنِ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيِّ. زَوْجَةُ الشَّيْخِ تَقِيَّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمَ الوَاسِطِيُّ (ت: 692 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهَا فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (643 هـ) أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِي (1/ وَرَقَة 110) وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (102).

775 -

وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ اسْعَدَ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ وَرْخِزٍ المَعْرُوْفُ بِـ"الكَوَّازِ". ذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلِحِ فِي المَقْصدِ الأرْشَد (2/ 120)، وَعَنْهُ فِي المَنْهَجِ الأحمَدِ (4/ 323)، وَمُخْتَصَرِه "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 425). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَام (114).

776 -

وَابْنهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مَكّيِّ بْن وَرْخِزٍ (ت بَعد: 720 هـ) ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِىِّ فِي مَجْمَعِ الآدَاب (1/ 233)، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ

وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ.

777 -

وَعَبْدُ الهَادِي بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي بْنِ يُوْسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، وَالِدُهُ: =

ص: 188

وَكَانَ لَهُ كُرْسِيٌّ بِالجَامِعِ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ أَيَّامَ الجُمَعِ مِنْ حِفْظِهِ، ولَمَّا تُوُفِّيَ خَلَفَهُ فِيْهَا وَلَدُهُ أَبُو العبَّاسِ، وَلَهُ تَعَالِيْقُ وَفَوَائِدُ، وَصنَّفَ فِي عُلُومٍ عَدِيْدٍ.

تُوُفِّيَ رحمه الله لَيْلَةَ الأحَدِ، سَلْخَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَينِ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائةَ، وَدُفِنَ بِـ"دِمَشْقَ" منَ الغَدِ بِـ"سَفْحِ قَاسِيُونَ".

‌451 - مُظَفَّرُ بنُ أبي بكر بْن مُظَفَّر

(1)

بْنِ علِيٍّ الجَوْسَقِيُّ، ثُم البَغْدَادِيُّ،

= عَبْدُ الحَمِيْدِ (ت: 658 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُهُ: أَحْمَدُ (ت: 752 هـ)، وَابْنُهُ الآخَرُ: مُحَمَّدٌ (ت: 749 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ عَلَى المُؤَلِّفِ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُ عَبْدِ الهَادِي فِي: تَارِيْخِ الإسْلَامِ (115) قَالَ: "مَاتَ شَابًّا".

778 -

وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ المَقْدَسِيِّ، بَدْرُ الدِّينِ وَالِدُهُ عُمَرُ بنُ أحْمَدَ أَخُو حَمْزَةَ بنِ أَحْمَدَ (ت: 632 هـ) وَالِدُ القَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ وإخْوَانِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ القَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ (ت: 715 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُ عَلِيٍّ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 112)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (116)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (436)، وَذَكَرَ إِخْوَتَهُ، (عَبْدِ اللهِ)، وَ (مُحَمَّدًا)، وَ (حَسَنًا). قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيِّ:"كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، سَمِعَ مِنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابنِ اللَّتِّي، وَجَعْفَرٍ الهَمَدَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ". وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ رَجُلًا جَيدًا، دَيِّنًا، مَعْرُوْفًا بِالأمَانَةِ".

779 -

وَيَعْقُوبُ بْنُ فَضْلِ بْنِ طَرْخَانَ، الشَّرِيْفُ، الجَعْفَرِيُّ، الفَقِيْهُ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، حَنْبَلِيًّا، مُتَّبِعًا لِلَآثَارِ". وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: "

الجَعْفَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ" أَخْبَارُهُ فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 124) قَالَ: "وَأَهْمَلَهُ الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ بنُ رَجَبٍ مِنَ الطبَقَاتِ"، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 323)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 425)، وَهُوَ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 112)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (133).

(1)

451 - مُظَفرٌ الجَوْسَقِيٌّ (613 - 683 هـ): =

ص: 189

الفَقِيْهُ، الأُصُوليُّ، النَّظَّارِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو المَيَامِنِ، وَيُعْرَفُ بِـ"الحَاجِّ".

وُلِدَ فِي مُسْتَهَلِّ رَجَبٍ سَنةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ وَسَمِعَ مِنْ أَبي الفَضْلِ مُحَمَّدِ ابْنِ محَمَّدِ بْنِ الحَسِ السَّبَّاكِ. وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَالخِلَافِ، وَالأُصُولِ، وَنَاظَرَ، وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ بِـ"المَدْرَسَةِ البَشِيْرِيَّةِ" لِطَائِفَةِ الحَنَابِلَةِ، وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الفُقَهَاءِ، وَأَئِمَّةِ المَذْهَبِ.

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ الفُوَطِيِّ: سَمِعْتُ شَيْخَنَا الإِمَامُ أَبَا حَامِدٍ مُحَمَّدِ بْنِ المِطَرِّزِيِّ -لمَّا قَدِمَ مِنْ "بَغْدَادَ" إِلَى "مَرَاغَةَ"، وَقَدْ سُئِلَ عَمَّنْ بَقِيَ بِـ"بَغْدَادَ" مِنَ الأئِمَّةِ؟ - فَقَالَ: لَمْ أَعْرِفُ بِهَا فَاضِلًا، فَقِيْهًا، عالِمًا بِالأصُوْل وَالفُرُوعِ غَيْرَ تَقِيِّ الدِّيْنِ الجَوْسَقِيِّ، قَالَ: وَكَفَاكَ شَهَادَةً مِثْلَ هَذَا الكَامِلِ لِهَذَا الفَاضِلُ. وَحَدَّثَ. وَسَمِعَ مِنْهُ القَلَانِسِيُّ، وَالفَرَضِيُّ، وَأَجَازَ لِشَيْخِنَا عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ.

وَتُوُفِّي فِي آخِرِ نَهَارِ السَّبْتِ رَابعَ عِشْرِيْنَ رَبِيْعٍ الأوَّلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَستِّمَائَةَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ بِـ"البَشِيْرِيَّةِ"، وَدُفِنَ بِحَضْرَةِ قَبْرِ الإمَامِ أَحْمَدَ إِلَى جَانِبِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ رَحِمهُمُ اللهُ تَعَالَى.

‌452 - مُحَمدُ بن عبدِ الولي

(1)

بْنِ جُبَارَةَ بْنِ عبْدِ الوَليِّ المَقْدِسِيُّ،

الفَقِيهُ،

= أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 85)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (3/ 33)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 325)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 426). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَامِ (172)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 345)، وَالشَّذَرَاتُ (7/ 671).

(1)

452 - ابنُ جُبَارَة المَقْدِسِيُّ (635 - 683 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابْنِ نَصْرِ اللهِ وَرَقَة (85)، =

ص: 190

تَقِيُّ الدِّيْنِ. سَمِعَ بِـ"دِمَشْقَ" مِنْ أِبي القَاسمِ بْنِ صَصْرَى وَغَيْرِهِ، وَبِـ"بَغْدَادَ"

= وَالمَقصَدِ الأرْشَدِ (2/ 454)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 325)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 426). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَامِ (160، 166)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (416)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 384)، (7/ 671) وَلَدُهُ أَحْمَدُ تُوُفِّيَ سَنَةَ (728 هـ) وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَوَالِدُهُمَا عَبْدُ الوَليِّ. لَهُ ذِكْرٌ وَأَخْبَارٌ. يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (683 هـ):

780 -

رَشِيْدٌ الحَبشَيُّ مَوْلَى الصَّاحِبِ جَمَالِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحْيي الدِّيْنِ يُوْسُفَ ابن الجَوْزِيِّ، وَمَوْلَاهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ هذا (ت: 656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُ رَشِيْدِ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (142).

781 -

وَسِنْجَرٌ الضِّيَائيُّ، الصُّوْفِيُّ، البغدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَاريْخِ الإِسْلَامِ (143)، وَقَالَ:"عَارِفٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ، رَوَى عَنْ عَجِيْبَةَ البَاقِدَارِيَّةِ، رَوَى عَنْهُ الفَرَضِيُّ وَقَالَ: يُعْرَفُ بـ"الشَّيْخِ عَبْدِ اللّهِ" أَعْتَقَهُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عبْدِ العَزِيْزِ بْنِ دُلَفٍ".

أَقُولُ -وَعَلَى اللّهِ أَعتَمِدُ-: مَوْلاهُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (640 هـ) وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَباهُ عَبْدَ العَزِيْزِ (ت: 637 هـ) فِي مَوْضِعِهِ وَكانَ وَالِدُهُ هَذَا مِنْ كِبَارِ الحَنَابِلةِ.

782 -

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأزْهَرِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّرِيْفِينِيُّ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدُهُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 641 هـ) أَخْبَارُهُ هُوَ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 119) وَتَارِيخ الإسْلَام (159).

783 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

المَرْدَاوِيُّ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظ البِرْزَالِي فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 119).

784 -

وَمَكَيُّ بْنُ عبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنَّامٍ، أَبُو الحَرَمِ الحِرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 117) وَالذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (172)، وَقَالَا: وَهُوَ زَوْجُ سِتِّ الدَّارِ بِنْتُ الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ (ت: 686 هـ). سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 191

مِنْ أَبِي الحَسَنِ القَطِيْعِيِّ وَطَبَقَتِهِ، وَكَانَ فَاضِلًا، مُتْقِنًا، صَالِحًا، وَهُوَ وَالِدُ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ جُبَارَةَ الآتِي ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، وَدُفِنَ بِهِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌453 - عُبَيدُ اللّه بنُ محَمّدِ

(1)

بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، الفَقِيْهُ، شَمْسُ الدِّيْنِ.

(1)

453 - عُبيدُ اللهِ بنُ قُدَامَةَ (635 - 684 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 85)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 73)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 326)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 427). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 269)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (189)، وَالعِبَرُ (5/ 348)، والشَّذَرَاتُ (5/ 348)(7/ 673)، وَالِدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحمَدَ المَذْكُورُ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (501)، وَجَدُّهُ: أحْمَدُ بْنُ عُبدِ اللهِ (ت: 613 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَأَبُو جَدِّهِ: عُبيدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 575 هـ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا وَهوَ أَخُو المُوَفَّقِ وَأَبِي عُمَرَ. وَأَخُو المُتَرْجَمِ: هُنَا أَحُمَدُ بْنُ أَحَمَد (ت: 687 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

785 -

وَاخْتُهُمَا: زَيْنَبُ (ت:؟) ذَكَرَهَا الفَاسِي فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 371)، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهَا. وَأَبْنَاؤُهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 695 هـ)، وَأحْمَدُ (ت: 700 هـ)، وَمُحَمَّدٌ (ت: 701 هـ)، وَابْنتهُ: فَاطِمَةُ (ت: 750 هـ). وَابْنتهُ هِوَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عُبدِ اللهِ (ت: 732 هـ). وَزَوْجَتُهُ: أُمُّ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ بنْتُ عَبْدِ البَاقِي بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ البَاقِي بْن عَلِيِّ بْنِ حَفَّاظٍ الصَّالِحِيِّ (ت: 706 هـ) عَالِمَةٌ، فَاضِلَةٌ، نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَاخْتُهُ لأُمِّهِ: صَفِيَّةُ بِنْتُ أَحمَدَ ابْنِ أَحمَدَ بْنِ قُدَامَةَ (ت: 741 هـ) وَالِدُهَا ابْنُ عَمِّهِ، نَذْكُرُهَا فِي الاسْتِدْرَاكِ أَيْضًا.

ص: 192

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ مِنْ كَرِيْمَةَ القُرَشِيَّةِ، وَغَيْرِهَا، وَتَفَقَّهَ، وَبَرَع فِي المَذْهَبِ، وَأَفْتَى وَدَرَّسَ.

قَالَ اليُوْنيْنيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ مِنَ الفُضَلَاءِ، الصُّلَحَاءِ الأخْيَارِ، سَمِعَ الكَثيْرَ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَشَرَعَ فِي تَأْلِيْفِ كِتَابٍ فِي الحَدِيثِ مُرَتَّبًا عَلَى أَبْوَابِ الفِقْهِ، وَلَوْ تَمَّ لَكَانَ نَافِعًا. وَرَأَى بَعْضُ الصُّلَحَاءِ فِي جَبَلِ "الصَّالِحِيَّةِ" النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المَنَامِ، وَقَدْ جَاءَ إِلَى "الجَبَلِ" فَقَالَ لَهُ الرَّائِي: يَا رَسُوْلَ اللّهِ، فِيْمَ جِئْتَ إِلَى هُنَا؟ فَقَالَ: جِئْنَا يَقْتَبِسُ عُبَيْدِ اللّهِ مِنْ نُوْرِنَا. وَكَانَ شَيْخُنَا شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُمَرَ- يُحِبُّهُ كَثيْرًا، وَيُفَضِّلُهُ عَلَى سَائِرِ أَهْلِهِ، وَكَانَ أَهْلًا لِذلِكَ، وَلَقَدْ كَانَ مِنْ حَسَنَاتِ المَقَادِسَةِ، كَثيْرَ الكَرَمِ وَالخِدمَةِ وَالتَّوَاضُع، وَالسَّعْيِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ الإخْوَانِ وَالأصْحَابِ.

تُوُفِّيَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ ثَامِنَ عَشَرَ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَع وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، بِقَرْيَةِ "جَمَّاعِيْلَ" مِنْ عَمَلِ "نَابُلُسَ" وَدُفِنَ بِهَا، رَحِمَهُ اللّهُ تَعَالَى.

454 -

وَفِي جُمَادى الأوْلَى مِنَ السَّنَةِ المَذْكُوْرَةِ تُوُفِّيَ: إسْماعيل بنُ إبراهيمَ

(1)

، بْنِ عَلِيٍّ الفَرَّاءُ، الصَّالِحِيُّ بِـ"السَّفْحِ". وَكَانَ صَالِحًا، زَاهِدًا،

(1)

454 - الفَرَّاءُ الصَّالِحِيُّ (؟ -684 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 85)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 101)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 326)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 427). وَيُرَاجَعُ: ذَيلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 262)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 66)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (481)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 386)(7/ 674).

ص: 193

وَرِعًا، ذَا كَرَامَاتٍ ظَاهِرَةٍ، وَأَخْلَاقٍ طَاهِرَةٍ، وَمُعامَلَاتٍ بَاطِنَةٍ، صَحِبَ الشَّيْخَ الفَقِيْهَ اليُوْنيْنِيَّ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ يَعْرَفُ الاِسْمَ الأعْظَمَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌455 - عَبدُ الرَّحْمَن بن عُمرَ

(1)

، بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثمَانَ البَصْرِيُّ، الفَقِيْهُ، الضَّرِيْرُ، الإِمَامُ، نُوْرُ الدِّيْنِ أَبُو طَالِبٍ،

نَزِيْلُ "بَغْدَادَ".

وُلِدَ يَوْمَ الاِثْنَينِ ثَانِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الأوَّلِ سَنَةَ أَرْبَع وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِنَاحِيَةِ "عَبْدَلِيَانِ"

(2)

مِنْ قُرَى "البَصْرَةَ".

وَحَفِظَ القُرآنَ بِـ"البَصْرَةِ" سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِيْنَ عَلَى الشَّيْخِ حَسَنِ بْنِ دُوَيْرَةَ

(3)

المَذْكُوْرِ وَقَدِمَ "بَغْدَادَ" وَسَكَنَ بِـ"مَدْرَسَةِ أَبي حَكِيْمٍ"

(4)

وَحَفِظَ بِهَا كِتَابَ "الهدَايَةِ" لأبِي الخَطَّابِ، وَجُعِلَ فَقِيْهًا بِـ"المُسْتَنْصَرِيَّةِ" وَلَازَمَ الاِشْتِغالَ حَتَّى أُذِنَ لَهُ فِي الفَتْوَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ بِـ"بَغْدَادَ" مِنْ أَبِي بَكْرٍ

(1)

455 - نُوْرُ الدِّيْنِ البَصْرِيُّ (624 - 684 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 85)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 101)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 327)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 427). وَيُرَاجَعُ: تَارِيخُ الإسْلَامِ (188)، وَنَكْتُ الهِمْيَان (189)، وَالمُنتخَبُ المُخْتَارُ (86)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 91)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ لِلسُّيُوطِيِّ (51)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ لِلْدَاوُدِيِّ (246)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 386)، (7/ 674)، وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّة:(169).

(2)

فِي "المَنْهَجِ الأحْمَدِ": "عَبْدَلِيَّات"؟! وَلَمْ يَذْكُرْهَا يَاقُوْتٌ فِي "مُعْجَمِ البُلْدَانِ".

(3)

تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ (651 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِيهِ عبْدُ المُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدِ (ت: 649 هـ).

(4)

إِبْرَاهِيْمَ بن دِيْنَارِ النَّهْرَوَانِي (ت: 556 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّف فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 194

الخَازِنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي السَّهْلِ، وَالصاحِبِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الجَوْزِيِّ، وَغَيرِهِمْ. وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ "أَحْكَامُهُ"، وَكِتَاُبهُ "المُحَرَّرَ" فِي الفِقْهِ. وَكَانَ بَارِعًا فِي الفِقْهِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ فِي الحَدِيْثِ وَالتَّفْسِيْرِ. وَلَمَّا تُوُفِّيَ شَيْخُهُ ابْنُ دُوَيْرَةَ بِـ"البَصْرَةَ" وَلِيَ التَّدْرِيْسَ بِمَدْرَسَةِ شَيْخِهِ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ بـ"بَغْدَادَ" خُلْعَةٌ، وَأُلْبِسَ الطُّرْحَةَ السَّوْدَاءَ فِي خِلَافَةِ المُسْتَعْصِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنَ

(1)

وَخَمْسِيْنَ. وَذَكَرَ ابْنُ السَّاعِي: أَنَّهُ لَمْ يَلْبَسِ الطُّرْحَةَ أَعْمَى بَعْدَ أَبِي طَالِبِ بْنِ الحَنْبَلِيِّ

(2)

سِوَى الشَّيْخِ نُوْرِ الدِّيْنِ هَذا. ثُمَّ بَعْدَ وَاقِعَةِ "بَغْدَادَ" طُلِبَ إِلَيْهَا لَيُوَلَّى تَدْرِيْسَ الحَنَابِلَةِ بِـ"المُسْتَنْصَرِيَّةِ"، فَلَمْ يَتَّفِقْ. وَتَقَدَّمَ الشَّيْخُ جَلَالُ الدِّيْنِ ابْنُ عَكْبُرَ -الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ- فَرُتِّبَ الشَّيْخُ نُورُ الدِّيْنِ مُدَرِّسًا بِـ"البَشِيْرِيَّةِ"، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ عَكْبَرٍ المَذْكُورُ نُقِلَ إِلَى تَدْرِيسِ "المُسْتَنْصَرِيَّةِ" فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ.

وَلَهُ تَصانِيْفٌ عَدِيْدَةٌ، مِنْهَا: كِتَابُ "جَامِعُ العُلُوْمِ فِي تَفْسِيْرِ كِتَابِ اللهِ الحَيِّ القَيُّوْمِ"

(3)

كِتَابُ "الحَاوِيْ" فِي الفِقْهِ فِي مُجَلَّدَيْنِ

(4)

"الكَافِي" فِي شَرْحِ الخِرَقِيِّ

(1)

في (ط): "اثْنَيْن".

(2)

لَمْ أَعْرِف أَبَا طَالِبٍ هَذَا؟

(3)

مِنْهُ نُسْخَة بِدَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ (التَّيْمُورِيَّة)(قِطْعَةٌ مِنْهُ) رقم (203)، وَحَقَّقَهُ أَحَدُ طَلَبَةُ العِلْمِ بِالجَامِعَةِ الإسْلَامِيَّةِ.

(4)

مِنْهُ نُسْخَةٌ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِـ"دِمَشْقَ" رَقَم (2260) عَدَدُ أَوْرَاقِهَا (303)، فِيْهَا نَقْصٌ وَاضْطِرَابٌ فِي تَرْتِيْبِ أَوْرَاقِهَا وَعَرَضْتُهَا عَلَى الأخِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ سُلطَان العُلَمَاءِ لِتَسْجِيْلِهَا (رِسَالَة دُكْتُورَاه) فِي جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى فَقَامَ بِتَرْتِيْبِ النُّسْخَةِ وَتَرْقِيْمِهَا =

ص: 195

"الوَاضِحُ" فِي شَرْحِ الخِرَقِيِّ

(1)

"الشَّافي" فِي المَذْهَبِ "مُشْكِلُ كِتَابِ الشَّهَادَاتِ"

(2)

طَرِيْقَةِ فِي الخِلَافِ يَحْتَوِي عَلَى عِشْرِيْنَ مَسْأَلَةً.

تَفَقَّهَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤمِنِ بْنُ عَبْدِ الحَقِّ، وسَمِعَ مِنْهُ. وَكَانَ يَكْتُبُ عَنْهُ فِي الفَتَاوَى، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَكَتَبَ عَنْ نَفْسِهِ، وَقَالَ عَنْهُ: كَانَ شَيْخُنَا مِنَ العُلَمَاءِ المُجْتَهِدِيْنَ، وَالفُقَهَاءِ المُنْفَرِدِيْنَ. وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شيُوْخِنَا بِالإجَازَةِ، وَكانَتْ لَهُ فِطْنَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَبَادِرَةٌ عَجِيْبَةٌ.

أَنْبَأَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَالِدِيُّ

(3)

-وَكَانَ مُلَازِمًا لِلْشَّيْخِ نُورِ الدِّيْنِ حَتَّى زَوَّجُهُ ابْنَتُهُ- قَالَ: عُقِدَ مَرَّةً مَجْلِسٌ بِـ"المُسْتَنْصرِيَّةِ" لِلْمَظَالِمِ، وَحَضَرَ فِيْهِ الأعْيَانُ، فَاتَّفَقَ جُلُوْسُ الشَّيْخِ إِلَى جَانِبِ بَهَاءِ الدِّيْنِ بْنِ الفَخْرِ

= وَتَبْيِيْنِ مَوَاضِعِ النَّقْصِ فِيْهَا، وَحَالَتْ ظُرُوفٌ دُونَ تَسْجِيْلِهَا، فَلَهُ الفَضلُ فِي تَرْتِيْبِ النُّسْخَةِ، وَقَدِ انْتَشَرَ تَرْتِيْبُهُ هَذَا مُصَوَّرًا بَيْنَ طُلَّابِ العِلْمِ الآنَ.

(1)

مِنْهُ نُسْخَة فِي مَكْتَبَةِ جستَرْبِيْتِي فِي مُجَلَّدَيْنِ الأوَّل رقم (3286)، وَجُزْؤُهُ الثَّانِي مِنَ النُّسْخَةِ نَفْسِهَا فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِـ"دِمَشْقَ" رَقَمْ (16893)، وَيُوْجَدُ الجُزْءُ الثَّانِي مِنْهُ فِي مَكْتَبَةِ جِسْتَربِيْتِي رَقم (3289)، وَنُسْخَةٌ أُخْرَى بِمَكْتَبَةِ الأوْقَافِ بِـ"حَلَبَ" رَقم (19950) وَطُبعَ بِتَحْقِيْقِ الدُّكْتُور عَبْدِ المَلِكِ بْنِ دُهَيْشٍ سَنَةَ (1421 هـ) بِدَارِ خضر للطِّبَاعَةِ بِـ"لُبْنَانَ" وَقَدْ طَالَعْتُ المَخْطُوْطَ سَنَةَ (1405 هـ) أَنَا وَزَمِيْلِي الدُّكْتُورُ سُلَيْمَان بْن وَائِل التُّوَيْجرِي، لِيَكُوْنَ مِنْ بَيْنِ مَطْبُوعَاتِ مَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِيِّ بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى، لكِنْ رَأَيْنَا مُؤَلِّفَهُ يَعْتَمِدُ اعْتِمَادًا كَبِيْرًا عَلَى "المُغْنِي" لاِبْنِ قُدَامَةَ مِمَّا زَهَّدَنَا فِيْهِ، لِعَدَمِ الفَائِدَةِ الظَّاهِرَةِ مِنْ نَشْرِهِ.

(2)

فِي بَعْضِ المَصَادِرِ "مُشْكِل كِتَابِ الشِّهَابِ". وَهُوَ الأقْرَبُ لِلصَّوَابِ.

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي البَدْرِ بْنِ شُجَاعِ الخَالِدِيُّ، البَغْدَادِيُّ (ت: 740 هـ) حَنْبَلِيٌّ، لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى.

ص: 196

عيْسَى

(1)

، كَاتِبِ دِيْوَانِ الإِنْشَاءِ، وَتكَلَّمَ الجَمَاعَةُ فَبَرَزَ الشَّيْخُ نُوْرُ الدِّيْنِ

(1)

عَليُّ بنِ الإِرْبَلِيُّ (ت: 692 هـ) الوَزِيْرُ الأدِيْبُ، سَبَقَ لَهُ ذِكْر فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ ابْنِ الخَشَّابِ. وَيُرَاجَعُ: الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (21/ 378)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (3/ 57)، وَتَذْكِرَةُ النَّبيْهِ (1/ 161)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 117) وَغَيْرِهَا.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَة (684 هـ):

786 -

إِسْمَاعِيْلُ بْنُ الجَمَالِ أَبِي حَمْزَةَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ، نَجْمُ الدِّيْنِ أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَاليِّ (1/ ورقة: 122)، وتَارِيْخِ الإسْلَامِ لِلذَّهَبِيِّ (178)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة (218) وَذَكَرَ أَخَاهُ: مُحَمَّدًا (ت: 699 هـ)، وَوَالِدُهُمَا: أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، جَمَالُ الدِّيْن (ت: 633 هـ) وَأَخُو المَذْكُوْرِ: حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 632 هـ) وَالِدُ القَاضِي المَشْهُوْرِ تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ (ت: 715 هـ) وَإِخْوَانِهِ.

787 -

وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ الإِمَامِ نَاصِحِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بن نَجْم، زَيْنُ الدِّينِ، المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ الحَنْبَلِيِّ" مِنَ الأُسْرَةِ المَشْهورَةِ بِبِلَادِ الشَّامِ، وَالِدُهُ: النَّاصِحِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 634 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّف فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ فِي: المَقصدِ الأرْشَدِ (2/ 43) عَنِ البِرْزَالِيِّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 134). وَيُرَاجِعُ: تَارِيخُ الإسْلَامِ (186)، وَالعِبَرُ (5/ 347) وَالشَّذَرَاتُ (5/ 347)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (397)، وَذَكَرَ وَلَدَيْهِ (عَلِيٌّ) وَ (حَسَنٌ)، وَلَمْ أَقِف عَلَى أَخْبَارِهِمَا.

788 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أبِي القَاسِمِ الحَوَّارِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيح الإسْلَامِ (188) وَقَالَ:"خَلَفَ أَبَاهُ فِي المَشْيَخَةِ"؟! وَذَكَرَ المَؤَلِّفُ وَالِدَهُ: أَبَا القَاسِمِ (ت: 663 هـ) وَقَالَ فِي تَرْجَمَتِهِ أَيْضًا: "وَقَامَ مَقَامَهُ بَعْدَهُ وَلَدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ

"؟! وَمِنَ المُؤَكَّدِ أَنَ عَبْدَ اللّهِ هَذَا غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَن؛ لأنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ ذَكَرَ وَفَاةَ عَبْدِ اللهِ سَنَةَ (730 هـ) وَوَفَاتُهُ فِي ذِي القَعْدَةَ، وَوَفَاةُ عَبْدِ الرَّحْمَن فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي شَوَّالٍ فَأيُّهُمَا

ص: 197

عَلَيْهِمْ بِالبَحْثِ، وَرُجِعَ إِلَى قَوْلهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الفَخْرِ عِيْسَى: مِنْ أَيْنَ الشَّيْخُ؟ قَالَ: مِنَ البَصْرَةِ، قَالَ: وَالمَذْهَبُ؟ قَالَ: حَنْبَلِيٌّ، قَالَ: عَجَبًا بَصْرِيُّ حَنْبَلِيٌّ؟! فَقَالَ الشَّيْخُ: هُنَا أَعجَبُ مِنْ هَذَا: كُرْدِيٌّ رَافِضِيٌّ. فَخَجِلَ ابنُ الفَخْرِ عِيسَى، وَسَكَتَ، وَكَانَ كُرْدِيًّا رَافِضِيًّا، وَالرَّفضُ فِي الأكْرَادِ مَعْدُوْمٌ أَوْ نَادِرٌ.

تُوُفِّيَ الشَّيْخُ نُوْرُ الدِّيْنِ لَيْلَةَ السَّبْتِ لَيْلَةَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ فِي دَكَّةِ القُبُوْرِ، بَينَ يَدَيْ قَبْرِ الإمَامِ أَحْمَدَ، رضي الله عنه.

وَمِنْ فَوَائِدِهِ: أَنَّهُ اخْتَارَ أَنَّ المَاءَ لَا يَنْجَسُ إلَّا بِالتَّغَيُّرِ، وَإِنْ كَانَ قَلِيْلًا، وِفَاقًا لِلإمَامِ. وَأَنَّ التَّرْتِيبَ يَجِبُ فِي التَّيَمُّمِ إِذَا تَيَمَّمَ بِضَرْبَتَيْنِ، وَلَا يَجِبُ إِذَا تَيَمَّمَ بِوَاحِدَةٍ. وَأَنَّ الرِّيْقَ يَطَهِّرُ أَفوَاهَ الحَيَوَانَاتِ وَالوِلدَانِ. وَأَنَّ بَنِي هَاشِمٍ يَجُوزُ لهُم أَخْذُ الزَّكَاةِ إِذَا مُنِعُوا حَقَّهُمْ مِنَ الخُمُسِ. وَحَكَى فِي جَوَازِ التَّيَمُّمِ لِصَلَاةِ العِيْدِ إِذا خِيْفَ فَوَاتُهَا رِوَايَتَيْنِ.

= الَّذِي خَلَفَ أَبَاهُ؟!.

789 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ إيازٍ، الأمِيْرُ الكَبِيرُ، نَاصِرُ الدِّيْنِ، ابْنُ الأمِيْرِ افْتِخَارِ الدِّينِ الحَرَّانِيُّ الحَنبَلِيُّ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإسْلَامِ (196). وَيُرَاجِعُ: مِرآةُ الجِنَانِ (4/ 201)، وَالعِبَر (5/ 349)، وَنهَايَة الأرب (31/ 128)، وَتَارِيخُ ابُنِ الفُرَاتِ (18/ 34).

790 -

وَيُوْسُفُ بْنُ إبراهِيمَ بْنِ يُوْسُفَ، أَبُو المُظَفَّرِ بْنُ الزَّرَّادِ الدِّمَشْقِيُّ، سِبْطُ عَبْدِ الكَرِيْمِ ابْنِ نَجمِ بْنِ الحَنْبَلِيِّ (ت: 619 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَؤضِعِه. أَخْبَارُ يُوْسُفَ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 122)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (208).

ص: 198

‌456 - عَبْدُ الرَّحيمِ بنُ مُحمَّدٍ

(1)

بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسِ بنِ رَاضِي بنِ الزَّجَّاجِ

(1)

456 - عَفِيْفُ الدِّيْنِ العَلْثيُّ (612 - 685 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 85)، وَالمَقْصدِ الأرْشَدِ (2/ 187)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 328)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 428)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 126)، ومَجْمَعُ الآدَابِ (1/ 447)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (223)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (375)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (286)، وَالعِبَرُ (5/ 353)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 293)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 112)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَارِ (91)، وَالنُّجُوْمُ الزَاهِرَةُ (7/ 370)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 391)(7/ 684)، وَذَكَرَهُ ابْنُ رُشَيْدٍ فِي رِحْلَتهِ "مَلْءِ العَيْبَةِ

" (5/ 26).

791 -

وَأخُوهُ: أحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بنِ فَارِسٍ (ت:؟) ذَكَرَهُ ابْنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي التَّوْضِيحِ (6/ 619) وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّف. وَابْنُ أَخِيْهِ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 693 هـ)، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَعَمُّ أَبِيْهِ: عَلِيُّ بْنُ فَارِسٍ (ت:؟) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ. وَسِبْطُهُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ الرَّفَّاءُ، (ت: 740 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

792 -

وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفُ سِبْطُهُ أَيْضًا: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ، كَمَالُ الدِّينِ (ت:؟) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، وَذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِي فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 212)، وَقَالَ:"سَمِعَ عَلَى شَيْخِنَا العَدْلِ، عِمَادِ الدِّيْنِ أَبِي البَرَكَاتِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الطَّبَّالِ كِتَابَ "فَضَائِلَ القُرْآن" لأبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلَّامٍ، وَعَلَى غَيْرِه مِنَ المَشَايِخِ". جَاءَ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ": وَكَانَ شَيْخًا جَلِيْلًا، عَالِمًا، عَارِفًا، نَبِيْلًا، مِنْ أَجَل المَشَايِخِ الَّذِيْنَ أَدْرَكْتُهُمْ، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ بَقِيَّةَ السَّلَفِ، وَأُنْمُوْذَجَ الخَلَفِ؛ سَمْتًا، وَزُهْدًا، وَفَضْلًا، وَوَرَعًا، وَأَدَبًا، سَمِعَ "صَحِيَحَ البُخَارِيِّ" عَلَى العَدْلِ زَيْنِ الدِّيْنِ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ القَطِيْعِيِّ

" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ.

ص: 199

العَلْثِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، الأثَرِيُّ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، أَحَدُ مَشَايِخِ "العِرَاقِ".

وُلِدَ فِي رَبِيع الأوَّلَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"المَأْمُوْنِيَّةِ" بِـ"بَغْدَادَ". وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ السَّلَامِ بنِ يُوْسُفَ العَبَرْتِيِّ، مِنْ أَصْحَابِ ابنِ نَاصِرٍ، وَالفَتْحِ بنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَأَحْمَدَ بنِ صِرْمَا، وَعَلِيِّ بنِ بُورِنْدَاز

(1)

، وَالقَطِيْعِيِّ، وَابْنِ رُوْزَبَةَ، وَابنِ اللَّتِّي

(2)

، والكَاشْغَرِيِّ

(3)

، وابنِ الخَازِنِ، وَنَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ القَاضِي

(4)

، وَابْنِ القُبَّيْطِيِّ، وَابْنِ السَّبَاكِ، وَالمُبَارَكِ بنِ قَيَبَا

(5)

، وَأَحْمَدَ بنِ الشَّاذِلِيَ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ"مَاردِيْن" مِنَ النَّشْتَبْرِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ "دِمَشْقَ" أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالافْتِخَارُ الهَاشِمِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ أتَمَّ عِنَايَةٍ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ الكَثِيْرَ، وَالعَالِي وَالنَّازِلَ، وَسَمِعَ النَّاسُ بِقِرَاءَتِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ.

قَالَ أَبُو العَلَاءِ الفَرَضِيُّ

(6)

: كَانَ شَيْخُنَا عَالِمًا، فَقِيْهًا، مُحَدِّثًا، مُكْثِرًا

(1)

فِي "مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ": "وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ النَّفِيْسِ بنِ بُوْرِنْدَاز فِي سَنَةِ (619 هـ) حَدِيْثَ ابْنِ الإِسْكَافِ".

(2)

فِي "مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ": "وَمِنْ أَبِي المُنَجَّى عَبْدُ اللهِ بْنِ اللَّتِّيِّ "مُسْنَدَ الدَّارِمِيِّ".

(3)

في "مُنْتَخَبِ المُخْتَار": "وَسَمِعَ "جُزْء البَانِيَاسِيِّ" مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُثْمَانَ الكَاشْغَرِيِّ".

(4)

فِي "مُنتخَبِ المُخْتَارِ": "

وَأَبِي صَالحٍ "الأرْبَعِيْنَ"(كَذَا؟) قَالَ: وَمِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ الخَيِّرِ "ذَمَّ الغيبَةِ" لإِبْرَاهِيمَ الحَرْبِيِّ، وَذَكَرَ فِي شُيُوخِهِ أَبَا العبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ صِرْمَا، وَأَبَا البَقَاءِ العُكْبَرِيَّ.

(5)

في (ط): "بيبا".

(6)

النَّصُّ عَنْ أَبِي العَلَاءِ الفَرَضِيِّ فِي "مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ"، قَالَ: "سَمِعَ مِنْهُ أَبُو العَلَاءِ مَحْمُوْدٌ =

ص: 200

مُفِيْدًا، زَاهِدًا، عَابِدًا، مِنْ بَيْتِ الحَدِيْثِ، مُتَّبِعًا

(1)

للِسُّنَّةِ، شَدِيْدًا عَلَى المُبْتَدِعَةِ، مُلَازِمًا لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ وَالعِبَادَةِ.

وَقَالَ مُحِبُّ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ خَطِيْبُ غَرْنَاطَةَ

(2)

-وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ-

= الفَرَضِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" وَقَالَ: مِنْ أَهْلِ "المَأْمُوْنِيَّةِ" شَرْقِيِّ "بَغْدَادَ" كَانَ شَيْخًا، عَالِمًا

" وَنَقِلَ في مَوْضِعِ آخَرَ عَنْهُ. قَوْلُهُ فِيهِ: "وَخَرَجَ مِنْ "بَغْدَادَ" مُتَوَجهًا إِلَى "الشَّامِ" عَلَى عَزْمِ "الحِجَازِ" فِي سَنَةِ (84)، وَوَصَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" وَكُنْتُ فِي صُحْبَتِهِ فَسَمِعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُنَا الدِّمَشْقِيُّونَ، وَتَوَجَّهَ إِلَى "الحِجَازِ" فَحَجَّ، وَمَاتَ رَاجِعًا إِلَى "الشَّامِ" بِمَنْزِلَةٍ يُقَالُ لَهَا:"ذَاتُ حَجَّ" عَلَى يَوْمَيْنِ مِنْ "تَبُوْكَ"

".

(1)

في (ط)"تَابِعًا".

(2)

هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُشَيْدِ الفِهْرِيُّ السَّبْتِيُّ (ت: 621 هـ) ذَكَرَهُ فِي رِحْلَتِهِ المَشْهُوْرَةِ بِـ"مَلْءِ العَيْبَةِ

" كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ فِي تَخْرِيجِ التَّرْجَمَةِ، لَقِيَهُ ابْنُ رُشَيْدِ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ وَذلِكَ فِي "دِمَشْقَ" وَكَانَا وَصَلَا إِلَى "دِمَشْقَ" فِي طَرِيْقِهِمَا إِلَى الحَجِّ وَالزِّيَارَةِ، قَالَ: "وَلَقِيْنَا هُنَالِكَ الشَّيْخَيْنِ الفَاضِلَيْنِ الإمَامَ، الفَقِيْهَ، النَّحْوِيَّ، الفَاضِلَ، عَفِيْفَ الدِّيْنِ عَبْدَ الرَّحِيْمِ

وَابْنَ أَخِيهِ أبَا القَاسِمِ عَبْدَ الحَمِيْدِ بْنَ مُحَمَّدِ

قَدِمَا مِنْ "بَغْدَادَ" حَاجَّيْنِ

وَذَكَرَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ أَسْأَرَتْهُمْ دَخْلَةُ التَّتَرِ بِـ"بَغْدَادَ" غَيْرُهُ يَعْنِي مِمَّنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، ثُمَّ اجْتَمَعَ بِهِمَا فِي "وَادِي الأزْرَقَ" وَ"تَبُوكَ" وَقَرَأَ عَليْهِ هُنَاكَ يَسِيْرًا مِنْ كِتَابِ "البُخَارِيِّ" وَأَخْبَرَنِي بِجَمِيْعِهِ إِذْنًا مُعَيِّنًا

" ثُمَّ فِي المَدِيْنَةِ، قَالَ (ص 26): وَمِمَّنْ لَقِيْنَاهُ بِـ"طَيْبَةَ" زَادَهَا اللهُ طِيْبًا الشَّيْخَان الفَاضِلَانِ الشَّيْخُ، الإمَامُ، العَالمُ، بَقِيةُ السَّلَفِ، مُفْتِي المُسْلِمِيْنَ، عَفِيْفُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسِ بْنِ رَاضِي العَلْثِيُّ، شُهِرَ بِـ"ابْنِ الزَّجَّاحِ" البَغْدَادِيُّ وَابْنُ أَخِيْهِ الشَّيْخُ الجَلِيْلُ أَبُوَ القَاسِمِ عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدٍ المَذْكُوْرِ، وَهُمَا المُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُمَا بِـ"وَادِي الأزْرَقِ" ثُمَّ بِـ"تَبُوكَ"

"ثُمَّ ذَكَرَ مَا قَرَأَ عَلَيْهِمَا مِنَ الأجْزَاءِ =

ص: 201

فَقِيْهٌ، نَحْوِيٌّ، لُغَوِيٌ، مُفْتٍ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَثِيْرًا.

قَالَ شَيْخُنَا -بِالإجَازَةِ- صفِيٌّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ: كَانَ شَيْخًا جَلِيْلًا، عَالِمًا، عَارِفًا، مِنْ أَجَلِّ شُيُوْخِ الحَدِيْثِ، مُلْتَزِمًا بِالسُّنَّةِ، زَاهِدًا، ذَا فَضْلٍ وَوَرَعٍ، وَأَدَبٍ، وَعَلْمٍ.

وَقَالَ البِرْزَالِي

(1)

عَنْهُ: مُحَدِّثُ "بَغْدَادَ" فِي وَقْتِهِ؛ مَوْصُوْفٌ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَنَصرِهَا، وَالذَّبِّ عَنْهَا.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَلَه أَتْبَاعٌ وَأَصْحَابٌ، يَقُوْمُوْنَ فِي الأمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ. حَدَّثَ بِالكَثيْرِ بِـ"بَغْدَادَ" وَبِـ"دِمَشْقَ". سَمِعَ مِنْهُ بِـ"دِمَشْقَ" الكِبَارُ، كَالشَّيْخِ عَلِيِّ بنِ النَّفِيْس المَوْصِلِيِّ، وَمَحْمُوْدٍ الأُرْمَوِيِّ، وَالمِزِّيِّ، وَالبِرْزَالِيِّ، وَالشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بنِ تَيْمِيَّةِ، وَغَيْرِهِمْ. وَبِـ"بَغْدَادَ" خَلْقٌ؛ مِنْهُم: إِبْرَاهِيْمُ الجَعْبَرِيُّ، وَالفَرَضِيُّ، وَابنُ الفُوَطِيِّ

(2)

، وَشَيْخُنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا عَنْهُ بِـ"بَغْدَادَ" العَفِيْفُ مُحَمَّدُ بنُ السَّابِقِ

(3)

شَيْخُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ، وَبِـ"دِمَشْقَ" مُحَمَّدُ بنُ الخَبَّازِ.

= وَلَقِيَهُمَا مَرَّة ثَالِثَة؟.

(1)

جَاءَ فِي المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِيِّ: "وَفِي يَوْمِ الجُمُعَةِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ المُحَرَّمِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الإمَامُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ

وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ"(صَلَاةَ الغَائِبِ)

وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَرِعًا، مُحَدِّثَ "بَغْدَادَ" فِي وَقْتِهِ، سَمِعَ مِنَ الفَتْحِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ

وَسَمِعَ لِنَفْسِهِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخِ "العِرَاقِ" وَلَهُ إِجَازَاتٌ، كُنَّا سَمِعْنَا عَلَيْهِ لَمَّا قَدِمَ "دِمَشْقَ" حَاجًّا، وَكَانَ مَوْصُوْفًا بِاتِّبَاعِ السَّنَّةِ

".

(2)

في (ط): "الغوطي" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.

(3)

ابْنُ السَّابِقِ هَذَا مِنْ شُيُوْخِ المُؤَلِّفِ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ، وَمِنْ شُيُوْخِ أَبِيْهِ المُقْرِئِ =

ص: 202

وَتُوُفِّيَ بِطَرِيْقِ "مَكَّةَ" الشَّامِيِّ، بِـ"ذَاتِ حَجٍّ"

(1)

عِنْدَ عَوْدِهِ مِنَ الحَجِّ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَقْتَ الصَّلَاةِ، سَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ، سَنَةَ خَمسٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ.

وَحُكِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ لَمَّا مَرَّ عَلَى الوَادِي المَذْكُوْرِ مُتَوَجِّهًا إِلَى "مَكَّةَ" -شَرَّفَهَا اللّهُ تَعَالَى- مِنْ "دِمَشْقَ" رَأَى قُبُوْرَ جَمَاعَةٍ مَاتُوا هُنَاكَ مِنْ قَبْلُ، فَقَرَأَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَقَالَ: طُوْبَى لِمَنْ دُفِنَ مَعَكُمْ، فتوُفِّيَ لَمَّا عَادَ، وَدُفِنَ مَعَهُمْ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌457 - خَليْلُ بْنُ أبِي بَكْرِ

(2)

بنِ صِدِّيْقٍ المَرَاغِيُّ، المُقْرِئُ، الفَقِيْهُ، الأُصُوْليُّ،

= شِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَجَبٍ كَمَا فِي مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ (المُنْتَقَى) رقم (130)، وَلَمْ يَعْرِفْهُ المَرْحُوْمُ الدُّكْتُورُ نَاجِي مَعْرُوْف -عَلَى جَلَالَةِ قَدْرِهِ وَمَنْزِلَتِهِ فِي العِلْمِ- فَلَمْ يُعَرِّفْ بِهِ فِي تَارِيْخِ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ (1/ 369) مَعَ رُجُوْعِهِ إِلَى كُتُبٍ كَثيْرَة مَخْطُوْطَةٍ وَمَطْبُوْعَةٍ -فَسُبْحَانَ مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ- فَعَرَّفَ بِأَخِيْهِ الجَلَالِ أَحْمَدَ عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" ثُمَّ قَالَ:"وَذَكَرَ ابْنُ رَجَبٍ أَنَّهُ العَفِيْفُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّابِقِ، وَلَيْسَ أَحْمَدَ، ذَكَرَهُ بِصدَدِ تَرْجَمَتِهِ لِعَفِيْفِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّجَّاجِ العَلْثِيِّ أَحَدُ مَشَايِخَ "العِرَاق" وَقَالَ: قَالَ الذَّهَبِيُّ: حَدَّثَنَا عَنْهُ بِـ"بَغْدَادَ" العَفِيْفُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّابِقِ شَيْخُ المُسْتَنْصَرِيَّة

" أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: هَذَا فِهْمٌ خَاطِيءٌ لِعِبَارَةِ الحَافِظِ ابْنُ رَجَبٍ، فالَّذِي قَالَ: حَدَّثنَا عَنْهُ بِـ"بَغْدَادَ" هُوَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ نَفْسُهُ فَنَصُّ الذَّهَبِيِّ يَنْتَهِي بِقَوْلهِ: "وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ" وَبَقِيَّةُ الكَلَامِ لابْنِ رَجَبٍ، لَا للذَّهَبِيِّ كَمَا فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ".

(1)

في (ط): "بِذَاتِ عرْقِ" غَيَّرَهَا النَّاشِرُ وَلَمْ يُشِرْ، وَأَيْنَ "ذَاتِ عِرْقٍ" مِنْ "تَبُوكَ"؟! وَ"ذَاتُ عِرْقٍ": مَوْضِعٌ قَرِيْبٌ مِنْ "مَكَّةَ" -شَرَّفَهَا اللهُ-، وَهُوَ مِيْقَاتُ أَهْلِ "العِرَاقِ"، مَعْرُوْفٌ مَشْهُوْرٌ. غَيْرُ مَقْصُوْدٍ هُنَا.

(2)

457 - ابْنُ صِدِّيْقٍ المَرَاغِيُّ: (بَعْدَ 590 - 685 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْل عَلَى طبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصرِ اللهِ (وَرَقَة: 85)، =

ص: 203

القَاضِي، صَفِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو الصَّفَاء، نَزِيْلُ "مِصْرَ".

وُلِدَ بِـ"مَرَاغَةَ"

(1)

سَنَةَ بِضْع وتسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَقَدِمَ "دِمَشْقَ" وَلَهُ نَحْوَ عِشْرِيْنَ سَنَةٍ، فَقَرَأَ بِهَا القُرآنَ بِالعَشَرَةِ عَلَى ابْنِ بَاسُوَيْهِ

(2)

. وَهُوَ آخِرُ مَنْ

= وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 374)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 330)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (4291). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 283)، وَمُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (10/ وَرَقَة: 197)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ ورَقَة: 128)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (216)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 682)، وَالعِبَرُ (5/ 352)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَان (375)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (286)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 75)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 238)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (13/ 396)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 275) وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 523)، وَالمُقَفَى الكَبِيْرُ (3/ 770)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 370)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (1/ 504)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (1/ 256)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 390) (7/ 681). وابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيْل (ت: 749 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

مَرَاغَةُ فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (5/ 109) قَالَ: "بَلْدَةٌ، مَشْهُوْرَةٌ عَظِيْمَةٌ، مِنْ أَعْظَمِ وَأَشْهَر بِلَادِ "أَذْرَبِيْجَانَ"

".

(2)

في (ط): "يَاسونه" وَهِيَ لَفْظَةٌ مُعَرَّضَةٌ لِلْتَحْرِيفِ، فَفِي "المُقَفَّى الكَبِيْرِ" تَحَرَّفَتْ إِلَى "مَاسَويه" وَكَذلِكَ فِي "ذَيْلِ الرَّوْضتَيْنِ". وَفِي "الشَّذَراتِ" تَحَرَّفَتْ إِلَى:"بَاشويه" وَضَبَطَهَا الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ فِي "التَّكمِلَةِ لِوَفَيَاتِ النَّقَلَةِ"(3/ 395) بِقَوْلهِ: "بِالبَاءِ بِوَاحِدَةٍ، وَبَعْدَ الألِفِ سِيْنٌ مُهْمَلَةٌ مَضمُوْمَةٌ، وَبَعْدَ الوَاوِ السَّاكِنَةِ يَاءٌ آخِرُ الحُرُوفِ مَفْتُوحَةٌ، وبَعْدَهَا تَاءُ تأْنِيْثٍ" وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ المُبَارَكِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ (ت: 632 هـ) وَ (بَاسُوَيْهِ) لَقَبٌ لِـ (أَحْمَدَ) كَمَا قَالَ المُنْذِرِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (21/ 398)، وَغَايَةِ النِّهَايَةِ (1/ 562)، والنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (6/ 292)، وَالدَّارِسِ =

ص: 204

بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ. وَسَمِعَ بِهَا مِنْ ابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ بَعْضَ "مَشْيَخَتِهِ"، وَلَمْ يَظْهَرْ ذلِكَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفُتُوْحِ البَكْرِيِّ، وابْنِ مُلَاعِبٍ، وَالعَطَّارِ، والشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَمُوْسَى بنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَالشَّيْخِ العِمَادِ، وَابنِ أَبِي لُقْمَةَ، وَابنِ البُنِّيِّ، والقَزْوِيْنيِّ، وَابنِ صَصْرَى، وَالزَّبِيْدِيِّ، وَابنِ الصَّبَّاحِ، وَغَيْرِهِمْ. وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَبَرَعَ وَأَفْتَى. وَقَرَأَ أُصُوْلَ الفِقْهِ عَلَى السَّيْفِ الآمِدِيِّ وَلَازَمَهُ، وَأَقَامَ بِـ"دِمَشْقَ" مُدَّةً، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيّةِ"، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَنَابَ فِي القَضَاءِ بِـ"القَاهِرَةِ"، فَحُمِدَتْ طَرَائِقُهُ، وَشُكِرَتْ خَلَائِقُهُ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ مَجْمُوع الفَضَائِلِ، كَثيْرَ المَنَاقِبِ، مَتِيْنَ الدِّيَانَةِ، عَارِفًا بِالقُرآنِ بَعْضَ المَعْرِفَةِ، صحِيْحَ الأخْذِ، بَصِيْرًا

(1)

بِالمَذْهَبِ، عَالِمًا بِالخِلَافِ وَالطِّبِّ. قَرَأَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ بَدْرُ الدِّيْنِ بنُ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجَعْبَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ البَصْرِيِّيْنَ. وَسَمِعَ مِنْهُ ابنُ الظَّاهِرِيِّ، وَابنُهُ أَبُو عَمْرٍو

(2)

، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الحَارِثيُّ، وَالحَافِظُ المِزِّيُّ، وَأَبُو حَيَّانَ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُنَيِّرٍ، وَخَلْق سِوَاهُمْ. وَخَرَّجَ لَهُ الحَارِثِيُّ "مَشْيَخَةً"

(3)

، سَمِعَهَا

= (1/ 421)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 149).

(1)

في (ط): "بَصِيْرٌ".

(2)

في (ط): "عُمَرَ".

(3)

ذَكَرَهَا الكَتَّانِيُّ فِي فِهْرَسِ الفَهَارِس (644) قَالَ: ""مَشْيَخَةُ المَرَاغِي" وَهُوَ الصَّفِيُّ خَلِيْلٌ المَرَاغِيُّ الزَّاهِدُ، تَخْرِيْجُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَسْعُوْدُ بْن الحَسَنِ الحَارِثيِّ، بِهِ الحَافِظِ السُّوَيْدَاوِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ الفَارِقِيِّ، عَنْ المُخَرَّجَةِ لَهُ". أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: وَالحَارثيُّ المَذْكُورُ إِنَّمَا هُوَ مَسْعُودُ بْنُ أَحْمَدَ حَنْبَلِيٌّ (ت: 711 هـ) ذَكَرَهُ =

ص: 205

مِنْهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ نُبَاتَةَ. وَقَالَ اليُوْنِيْنِيُّ: كَانَ فَاضِلًا، عَارِفًا بالمَذْهَبِ.

تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ سَابِعِ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"القَاهِرَةِ"، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقَابِرِ "بَابِ النَّصْرِ"، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌458 - وَفِي رَجَبٍ

(1)

مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ مُوَفِّق الدِّيْنِ أَبُو الحَسَن

(2)

عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ يُوْسُفَ بنِ الصيَّادِ المُقْرِئُ

الفَقِيْهُ الحَنْبَلِيُّ، المُعَدَّلُ بِـ"بَغْدَادَ"، بِبَعْضِ أَعْمَالِهَا، وَكَانَ أَحَدَ المُعِيْدِيْنَ بِـ"المُسْتَنْصِرِيَّةِ". حَدَّثَ عَنِ

= المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(1)

في "المَقْصَدِ الأرْشَدِ" وَغَيْرِهِ، "وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ".

(2)

458 - ابْنُ الصَّيَّادِ البغدَادِيُّ (؟ - 685 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 221)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 330)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 429). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (5/ 633)، وتَارِيْخُ الإسْلَامِ (227)، وَفِيهِ:"المَعَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ"؟! وَنَكْتُ الهِمْيَان (211)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 391)(7/ 682)، وَتَارِيخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (1/ 234)، وَفِي "تَارِيخِ الإِسلَامِ": وَأَجَازَ لِلْبِرْزَالِيِّ، وَذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 126)، وَلَمْ تَظْهَرْ تَرْجَمَتُهُ جَلِيَّةً لِرِدَاءَةِ تَصْوِيْرِ النُّسْخَةِ.

قَالَ ابْنُ الفُوَطِيِّ: "كَانَ مِنْ عَدُوْلِ أَقْضَى القُضَاةِ نِظَامِ الدِّينِ البَنْدَنِيْجِيِّ، كَانَ مِنْ أَعْيَانِ العُدُوْلِ بِـ"مَدِيْنَةِ السَّلَامِ" رَأَيْتُهُ فِي حَضْرَةِ قَاضي القُضَاةِ عِزِّ الدِّينِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودِ الزَّنْجَانِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَقَدْ أَضَرَّ، وَكَانَ شَيْخًا بَهِيًّا، سَمِعَ "الأرْبَعِيْنَ الطَّائِيَّةِ" عَلَى ابْنِ اللَّتِّيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْ مُصَنِّفِهَا، قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْهَا عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ، وَتَلَفَّظَ لِيْ بِالإجَازَةِ، وَكَتَبَ عَنْهُ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو العَلَاءِ الفَرَضيُّ البُخَارِيُّ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَسِتمَائَةَ، تُوُفَيَ بِنَاحِيَةِ "الزادمان" فِي شَهْرٍ رَجَب سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَسِتَمَائَةٍ".

ص: 206

ابنِ اللَّتِّيِّ، وَأَجَازَ لِجَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخِنَا

(1)

.

‌459 - وأَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ شَيْبَان

(2)

بن تَغْلِبَ

(3)

، المُؤَدِّبُ، الصَّالِحِيُّ،

(1)

فِي "تَارِيخِ الإِسْلَامِ" وَغَيْرِهِ: سَمِعَ "الأرْبَعِيْنَ الطَائِيَّة" منِ ابْنِ اللَّتِّي بِـ"بَغْدَادَ". أَقُولُ -وَعَلَى الله أَعْتَمِدُ-: "وَالأرْبَعُوْنَ الطَّائِيَّةُ" مِنْ جَمْعِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الهَمَذَانِيِّ الطَّائِيِّ (ت: 555 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبلَاءِ (20/ 360) وَغَيْرهُ.

(2)

في (ط): "سنان".

(3)

459 - أَبُو العَبَّاسِ بْنُ شَيْبَانَ (596 - 685 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 82)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 329)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (429). وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 282)، مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِي (1/ ورَقَة: 102)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 125) وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (209)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (374)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (286)، وَالعِبَرُ (5/ 351)، وَالمَعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (219)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 187)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 417)، وَالبِدَايَةُ والنِّهَايَةُ (13/ 308)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 316)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 733) وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (1/ 295)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 49)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 370)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 390)(7/ 681) وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (176) وَذَكَرَ أَخَاهُ مُحَمَّدًا.

قَالَ الدُّكْتُورُ عُمر عَبْدُ السَّلَام تَدْمُرِي فِي هَامِشِ تَرْجَمَتِهِ فِي "تَارِيخِ الإِسْلَامِ" بَعْدِ إِحَالَتِهِ عَلَى "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": "وَقَدِ اخْتَلَطتْ تَرجَمَتُهُ بِتَرْجَمَةِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الصَّيَّادِ

" كَذَا قَالَ؟! وَالصَّحِيْحُ أَنَّهَا لَمْ تَخْتَلِطْ بِهَا، وَأَكْثَرُ مَا فِيهِ أَنَّ نَاشِرَ "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" لَمْ يُعْطِ تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ شَيْبَانَ رَقْمًا، وَقَالَ فِي أَوَّلِ تَرْجَمَةِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ بْنِ الصَّيَّادِ: وَفِي رَجَبٍ مِنْ هَذه السَّنَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ مُوفَّقُ الدِّينِ

ثُمَّ قَالَ: وَأَبُو العَبَّاسِ

فَأَيْنَ الاخْتِلَاطُ؟ اقْتَضَبَ المُؤَلِّفُ أَخْبَارُهُ، وَفَصَّلَهَا =

ص: 207

الكَاتِبُ، أَحَدُ المُسْنِدِيْنَ فِي صَفَرٍ بِـ"قَاسِيُوْنَ". رَوَئ عَنْ حَنْبَلٍ، وَابنِ طَبَرْزَدٍ، وَالكِنْدِيِّ، وَالطَّبَقَةِ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، وَكَذلِكَ كَانَ أَبُوْهُ.

‌460 - وَفِي آخِرِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ أَبُو الفَضْلِ محَمَّد بنُ محَمّدِ بن عَلِيٍّ بن الدَّبَّابِ

(1)

= الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيخِ الإسْلَامِ" فَقَالَ "المُعَمَّرُ، المُسْنِدُ، بَدْرُ الدِّينِ، أَبُو العَبَّاسِ، الشَّيْبَانِيُّ، الصَّالِحِيُّ، العَطَّارُ، ثُمَّ الخَيَّاطُ، وَلُدَ سَنَةَ سِتٍّ وتسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَسَمِعَ مِنْ حنْبَلٍ جَمِيْعَ "المُسْنَدِ" وَمِنْ عُمَرَ بْنِ طَبَرْزَدٍ فَأَكْثَرَ، وَمنْ أَبي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ كَثيْرَةٍ، وَأَجَازَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَأَبُو الفَخْرِ أَسْعَدُ بْنُ سَعِيْدِ، وَالمُفْتِي خَلْفُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَّاءُ، وَدَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَاشَاذَه، وَزَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَعَبْدُ الرحيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ حَمُّويه الرَّاوِي "مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ الكَبِيرِ" حُضُوْرًا عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ العَنْبَرِيِّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ أَبِي المُطَهَّرِ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَأَبُو زُرعةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ اللَّفتُوَانِيُّ، وَعَفِيْفَةُ الفَارِقَانِيَّةُ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.

رَوَى عَنْهُ الدِّمْيَاطيُّ، وَالقَاضِي نَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ الجِيْلِيُّ (كَذَا)[الحَنْبَلِيُّ] وَجَمَاعَةٌ مِنَ القُدَمَاءِ، وَابْنُ الخَبَّازِ، وَابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَابْنُ المُهَنْدِسُ وَخَلْقٌ كَثيرٌ، وَحَدَّثَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَة. وَكَانَ شَيْخًا، حَسَنًا، مُتَوَاضِعًا، مُنْقَادًا، صَحِيْحَ السَّمَاعِ، مَطْبُوْعًا، لَهُ شِعْرٌ، خَتَمُوا عَلَيْهِ "مُسْنَدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ" بِـ"دِمَشْقَ" قَبْلَ مَوْتهِ بِتِسْعَةِ أَيَّامٍ، تُوُفَيَ فِي السَّادِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صَفَرٍ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ بَعْدَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ [وَدُفِنَ] بِجَبَلِ "قَاسِيُونَ"، وَعَاشَ تِسْعًا وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

وَوَالِدُهُ: شَيْبَانُ بْنُ تَغْلِبَ (ت: 620 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ ابنُ أَحْمَدَ بْنِ شَيْبَانَ (ت: 743 هـ). وَابْنُهُ الآخَرُ: عَلِيُّ بْنُ أَحمَدَ (ت: 731 هـ) ذَكَرَهُ ابْنُ الجزَرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

(1)

في (ط): "الزَّيَّات" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ. وَفِي كُتُبِ المُؤْتَلِفِ وَالمُخْتلف، وَكُتُبِ مُشْتَبَهِ النِّسبَةِ وَغَيْرَهَا:"أَنَّ جَدَّهُمْ لُقِّبَ "الدَّبَّابَ" لأنَّهُ كَانَ يَمْشِي عَلَى التُّؤَدَةِ وَالسُّكُوْنِ".

ص: 208

البَابَصْريُّ

(1)

البَغْدَادِيُّ، الوَاعِظُ، أَحَدُ شُيُوخِ "بَغْدَادَ" المُسْنِدِيْنَ.

(1)

460 - ابْنُ الدَّبَّابِ البَابَصْرِيُّ: (603 - 685 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 507)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 331)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 430). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإسْلَامِ (247)، وَالعِبَرُ (5/ 355)، وَالمُشْتَبَهُ (1/ 282) وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (1/ 178)، وَالتَّوْضِيْحُ (4/ 16)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَار (205)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 393) (7/ 681). تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ عَلِيُّ بنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدٍ (ت: 619 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَقَدْ اقْتَضَبَ المُؤَلِّفُ هُنَا أَخْبَارَهُ، وَفَصَّلَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ" فَقَالَ:"الإمَامُ العَدْلُ، الوَاعِظُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ، البَابَصْرِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، وَيُعَرَفُ أَيْضًا بِـ"ابْنِ الرَّزَّازِ" وَلكِنَّهُ بِـ"ابْنِ الدَّبَّاب" أَشْهَرُ، سُمِّيَ جَدُّهُ بِذلِكَ؛ لِكَوْنِهِ كَانَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ وَسُكُونٍ.

وُلِدَ جَمَالُ الدِّينِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمَائَةَ فِي صَفَرٍ، وَسَمِعَ الكَثيرَ، وَأَجَازَ لَهُ خَلْق، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَسَمِعَ "المِهْرَوَانِيَّات الخَمْسَةَ" مِنْ أَحْمَد بنِ صَرْمَا، وَسَمعَ "جُزْءَ ابنِ الطَّلَّايَةِ" مِنَ الشَّيْخَيْنِ ابْنِ أَبِي الجُوْدِ، وَعَبْدِ السَّلَام بنِ المُبَارَكِ الرَّدْغُوْليِّ، وَسَمعَ السَّادِسَ وَالسَّابِعَ مِنْ "أَمَالِي ابْنِ نَاصِرٍ" عَلَى عُمَرَ بْنِ أَبي السَّعَادَاتِ، وَسَمعَ "مُدَارَةَ النَّاسِ" لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، عَلَى ثَابِتِ بْنِ مُشَرَّفٍ، وَسَمعَ "الغُنْيَةَ" عَلَى ابْنُ مُطِيعٍ البَاجِسْرَائِيِّ، وَسَمِعَ كِتَابَ "التَّفَكُّرِ وَالاعْتِبَارِ" مِنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بنِ السَّقَاءِ، قَالَ:(أَنَا) المُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الكِنْدِيُّ، وَسَمعَ منَ الفَتْحِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الثَّانِي مِنْ "أَمَالِي الوَزِيْرِ"، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ المُكَرَّمِ "صِفَةُ المُنَافِقِ"، وَ"أَمَالِي طِرَادٍ" وَسَمِعَ مِنَ النَّفِيْسِ الزَّعِيْمِيِّ "الزُّهْدَ" لاْبْنِ فُضَيْلٍ، بِسَمَاعِهِ مِنْ ابْنِ غَبَرَةَ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ صَرْمَا أَيْضًا "جُزْءَ أَبِي بَكْرٍ الصَّيْدَلَانِيِّ"، وَالتَّاسِعَ مِنْ "فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ" للدَّارَقُطْنِيِّ، وَالثَّالِثَ مِنَ "الحَرْبِيَّاتِ"، وَالأوَّلَ مِنْ "صَحِيْحِ الدَّارَقُطْنِيِّ" وَ"جُزْءَ ابْنِ شَاهِينَ"، وَالثَّالِثُ مِنَ "البِرِّ وَالصِلَةِ" وَثَلَاثةَ "مَجَالِسَ الخَالِدِيِّ" بِسَمَاعِهِ لِلْجَمِيْعِ مِنَ الأرْمَوِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ =

ص: 209

حَدَّثَ عَنِ ابنِ صَرْمَا، والمُبَارَكِ بنِ أَبِي الجُوْدِ، وَالفَتْحِ بنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْق كثِيْرٌ، مِنْهُم الفَرَضِيُّ. قَالَ: وَكَانَ عَالِمًا، زَاهِدًا، عَارِفًا، ثِقَةً، عَدْلًا، مُسْنِدًا، مِنْ بَيْتِ الحَدِيْثِ، وَالزُّهْدِ. وَعَظَ فِي شَبَابِهِ، ثُمَّ تَرَكَ.

‌461 - وَفِي جُمَادَى الأُوْلَى مِنَ السَّنَةِ تُوُفِّيَ القَاضي جَلَالُ الدِّيْن

(1)

أَبُو إِسْحَاقَ

= أَبِي الفَتْحِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ الدَّلَّالِ "جُزْءَ ابْنِ هَزَارَمُرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ" قَالَ أَبُو العَلَاءِ الفَرَضِيُّ -فِي حَقِّ شَيْخِهِ ابْنِ الدَّبَّابِ-: ثِقَةٌ، فَاضِلٌ، صَحِيْحُ السَّمَاعِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، هُوَ وَجَمَالُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ القَلَانِسِيُّ المُحَدِّثُ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّزاقِ بْنُ الفُوَطِيِّ وَجَمَاعَةٌ، وَقَدْ وَعَظَ فِي شَيْبَتِهِ كَذَا؟ [شَبِيْبَتِهِ] وَأَجَازَ لِطَائِفَةِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ بِـ"دِمَشْقَ" مِنْهُمْ: عَلَمُ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ. وَتُوُفَيَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ "الشُّوْنِيْزِيِّ" رحمه الله.

(1)

461 - جَلَال الدِّيْنِ قَاضِي سَامُرَّاءَ (؟ - 685 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 259)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 330)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 4290). وَيُرَاجَعُ: تَارِيخُ الإسْلَامِ (212) وَالشَّذَرَات (5/ 391)(7/ 683). وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (685 هـ):

793 -

إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ رِكَابٍ الأنْصَارِيُّ، الخَبَّازُ، مِنْ أَهْلِ "الصَّالِحِيَّةِ"، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (211)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (154)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ ابْنُهُ: نَجْمَ الدِّينِ إِسْمَاعِيل، المُحَدِّثَ المَشْهُوْرَ (ت: 703 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَحَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 756 هـ) مُتَرْجَمٌ فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 381)، وَالمَنْهَجِ الأحَمَدِ (5/ 104). وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 528)، وَالسُّحُبِ الوَابِلةِ (2/ 887) وَغَيْرِهَا. وَحَفِيْدَتُهُ: زَيْنَبُ أَمَةُ العَزِيْزِ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ =

ص: 210

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (ت: 749 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى.

794 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، أَبُو العَبَّاسِ المَقْدِسِيُّ، نَزِيْلُ "القَاهِرَة" وَيُعْرَفُ بِـ"المَرَاوِحِيِّ". أَخْبَارهُ فِي: تَارِيخِ الإسْلَامِ (211)، وَذَكَرَ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 21) عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَد بن عَبْدِ الحَمِيدِ بْن عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الهَادِيّ، وَذَكَرَ وَفَاتهُ سَنَةَ (689 هـ) كَمَا سَيَأْتِي، فَهَلْ هُوَ وَالِدُهُ؟!.

795 -

وَأَبُو بكرِ بْنُ حَيَاةَ بْنِ أَبِي بكرِ بْنِ الشَّيْخِ حَيَاةَ بْنِ حَسَنن الحَرَّانِيُّ، نَزِيْلُ "رَأْسِ العَيْنِ"، تَقَدَّمَ ذِكْرُ جَدِّهِ: أَبِي بَكْرٍ (ت:؟) وَأَبو جَدِّهِ: حَيَاةُ (ت: 581 هـ). أَخْبَارُ أَبِي بَكْر فِي: تَارِيخِ الإسْلَامِ (253)، وَتَالِي وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (65).

796 -

وَأَبُو البرَكَاتِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي البرَكَاتِ الحَرْبِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، عُرِفَ بِـ"ابْنِ الإسْكَافِ" قَيِّمُ ضَرِيْحِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإسْلَامِ (253)، وَقَدْ كَرَّرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبيُّ سَهْوًا بِاسْمِ (عَبْدِ المَجِيْدِ) فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ وَلَمْ يَتَنبَّهَ لِذلِكَ مُحَقِّقُهُ وَالدَّلِيْلُ عَلَى سَهْوِهِ رحمه الله أَنَّهُ لَمْ يُحِلْ فِي أَحَدِ المَوْضِعَيْنِ إِلَى الآخِرِ كَعَادَتِهِ.

797 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ أحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ نِعْمَةَ، أُمُّ أَحْمَدَ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا أَحْمَدَ (ت: 668 هـ) وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهَا عَبْدِ الدَّائِمِ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَةَ 129)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (215)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 225) وَفِيهِ "أُمُّ مُحَمَّدٍ". وَزَوْجُهَا: حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الآمِدِيُّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (277)، وَابْنَتَهَا مِنْهُ: فَاطِمَةُ (ت: 698 هـ) مِنْ شُيُوخِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ، نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

798 -

وَعَبْدُ الدَّائِمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، أَخُو خَدِيْجَةَ السَّابِقَةِ الذكْر، وَلَهُمَا إِخْوَةٌ ذَكَرْنَاهُمْ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَبِيهِمْ أَحْمَد (ت: 668 هـ). قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "الزَّاهِدُ، تَاجُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المُقْدِسِيُّ، عَبْدٌ، صَالِحٌ، زَاهِدٌ، مُتَعَمدٌ، مُقْبِلٌ عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظٌ =

ص: 211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لِوَقْتِهِ

" وَابْنتهُ: فَاطِمَةُ (ت: 734 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ مِرآةِ الزَّمَانِ (4/ 286)، وَالعِبَر (5/ 353)، وَتَارِيخِ الإسْلَامِ (222).

799 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أحْمَدَ بْنِ أبِي الفَرَجِ القَطِيْعِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الدَّقَاقُ، أَبُو الفَرَجِ المَعْرُوفُ بِـ"القَصَّارِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (223)، وَقَالَ:"حَدَّثَ عَنِ ابْنِ رُوْزبَةَ، وَنَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، مَاتَ فِي شَعْبَانَ".

800 -

وَعَبْدُ المُغِيْثِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المُعِيدِ بْنِ المُحَدِّثِ عَبْدِ المُغِيْثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ زُهَيْرٍ الحَرْبِيُّ، أَبُو العِزَ، البَغْدَادِيُّ، العَدْلُ. أَخْبَارُهُ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 452) لَقَّبَهُ (عَفِيْفَ الدِّيْنِ) وَقَالَ: "كَانَ مِنْ أَوْلَادِ المَشَايِخِ وَالعُلَمَاءِ، وَأَكَابِرِ الشُّهُوْدِ وَالمُعَدَّلِيْنَ بِمَدِيْنَةِ السَّلَامٍ

وَسَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ"، وَكَتَبَ لِي الإِجَازَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ

وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلدِهِ فَذَكَرَ أنَّهُ فِي شَوَّالَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَة وَسِتَمَائَةَ، وَأَنْشَدَنِي فِي المُفَاوَضَةِ فِي مَعْنًى اتَّفَقَ:

يَقُوْلُ لِي الفَقِيْهُ بِغَيْرِ عِلْمِ

دعَ المَالَ الحَرَامَ وَكُنْ قَنُوْعًا

إِذَا مَا لَمْ أَجِدْ مَالًا حَلَالًا

وَلَمْ آكُلْ حَرَامًا مِتُّ جُوْعًا

وَذَكَرَهُ فِي مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (129)، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَفَصَّلَ أَخْبَارَهُ، وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ، وَوَفَاتَهُ يَوْمَ الأحَدِ سَابِعِ شَهْرِ رَجَبِ فِي السَّنَةِ المَذْكُورَةِ بِـ"دَرْبِ النَهْرِ" شَرْقِيَّ "بَغْدَادَ".

أقُولُ -وَعَلَى الله أَعْتَمِدُ-: وَالِدُهُ مُحَمَّدٌ (ت: 624 هـ) وَجَدُّهُ عَبْدُ المُعِيْدِ (ت: 595 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَبَا جَدِّهِ عَبْدَ المُغِيثِ بْنَ زُهَيْرِ بْنِ زُهَيْرٍ الحَرْبِيِّ العَلَّامَةَ (ت: 583 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ.

801 -

وَعَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ عَلِي بْنِ أحْمَدَ، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ، الهَكَّارِيُّ، الفَارِقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ وَقالَ: شَيْخٌ صَالِحٌ، زَاهِدٌ، مُتَعَفِّفٌ، مُعَمَّرٌ. وَوَفَاتُهُ بِـ"القَاهِرَةِ" فِي رَمَضَانَ مِنْ هَذَا العَامِ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 172)، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (684 هـ)؟! وَتَارِيخِ الإسْلَامِ (225)، والعِبَرِ (5/ 353)، وَالإعْلَامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (286)، والشَّذَرَاتِ (5/ 392).

ص: 212

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إِلى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ سُلَيْمَانَ العُثيمِينَ -عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: ذَكَرَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 36) عَبْدَ الوَاحِدِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَحمَدَ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَنْبَلِيَّ، شَمْسَ الدِّيْنِ القُرَشِيَّ. قَالَ: "كَانَ صَالِحًا، فَاضِلًا، لَهُ نَظْمٌ

ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَيَّانَ: سَمِعْنَا مِنْهُ بِـ"الحُكْرِ" وَكَانَتْ إِقَامَتُهُ فِيهِ، وَمَاتَ

" وَلَمْ يَذكُرْ سَنَةَ وَفَاتِهِ، فَإِنْ كَانَ هُوَ المُتَرْجَمَ هُنَا وَتَحَقَّقَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ (685، أَوْ 684 هـ) فَإِنَّ ذِكْرَهُ فِي الدُّرَرِ .. " مُخِلٌّ بِشَرْطِ الكِتَابِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُ فَنَتَوَقَّفُ حَتَى تتَّضِحَ مَعَالِمُ تَرْجَمَتِهِ، وَمَا أَظُنُّهُ إِلَّا هُوَ، لكِنَ الحَافِظَ ابْنَ حَجَرِ رحمه الله لَمَا رَأَى أَنَّ أَبَا حَيَّانَ سَمِعَ مِنْهُ، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو حَيَّانَ رحمه الله سَنَةَ (745 هـ) غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَ شَيْخَهُ هَذَا تَجَاوَزَ السَّبْعِمَائَةَ بِقَلِيْلٍ فَذَكَرَهُ. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

802 -

وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ خَوْلَانَ البَعْلَبَكِيُّ، رَجُلٌ خَيِّرٌ، أَخُو عَبْدِ الوَلي. حَدَّثَ عَنِ البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ. كَذَا فِي تَارِيخِ الإسْلَامِ (227).

803 -

فَاطِمَةُ بِنْتُ الشَيخ شَمْسِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيِّ، زَوْجَةُ العِمَادِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ المَاسِحِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ وَقَالَ:"كَانَتْ دَيِّنَةً، عَابِدَةً، صَالحَةً، رَوَتْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الهَمَذَانِيُّ، وَتُوُفِّيَتْ فِي شَعْبَانَ". وَزَوْجُهَا العِمَادُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 699 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

804 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ نَصْرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ. قَالَ البِرْزَالِيُّ:"المَعْرُوْفُ أَبُوهُ بِالسَّرَّاجِ" وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ سَنَةَ (622 هـ) وَقَالَ: "وَهُوَ جَدُّ بُرْهَان الدِّينِ بْنِ قَاضِي الحِصْنِ الحَنَفِيُّ لأُمِّهِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 125)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (236) وَجَدُّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 630 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَبُرْهَانُ الدِّيْنِ بْنُ قَاضِي الحِصْنِ -وَهُوَ "حِصْنُ الأَكْرَادِ"- إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَلِى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوْسُفَ، يُعْرَفُ بِـ"ابْنِ عْبدِ الحَقِّ" (ت: 744 هـ) قَالَ: التَّمِيْمِيُّ فِي الطبَقَاتِ السَّنِيَّةِ (1/ 211) وَعَبْدُ الحَقِّ هَذَا هُوَ ابْنُ خَلَفٍ

ص: 213

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الوَاسِطِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 641 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ؟! فَلَعَلَّهُ جَدُّ أَبِيْهِ لأُمِّهِ.

805 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبي مَنْصُوْرٍ بنِ أَبِي الفَتْحِ الصَّيْرَفِيُّ، الحَرَّانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ الرَّئِيسُ، فَخْرُ الدِّينِ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: يَحْيَى (ت: 678) فِي مَوْضِعِهِ، يُعْرَفُ بِـ"ابْنِ الحُبَيْشِيِّ"، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ الحَنَابِلَةِ فِي زَمَنِهِ. أَخْبَارُ مُحَمَّدٍ: فِي ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 306)، وَالمُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِي (1/ ورَقَة: 129)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (148) وَمُعْجَمِ الشُيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (2/ 300) وَفِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ "ابْنُ الصُّوْفِي" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ. وَابْنُهُ: نَصْرُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (ت: 743 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى.

لَمْ يَذْكر المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةٍ (686 هـ) أحَدًا وَفِيْهَا:

806 -

سِتُّ الدَّارِ بِنْتُ العَلَامَةِ مَجْدِ الدِّينِ أَبِي البَرَكَاتِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ تَيْمِيَّةَ عَمَّةُ شَيْخِ الإسْلَامِ، الإِمَامِ المُجَاهِدِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ تَيْمِيَّةَ المَشْهُوْرِ. حَدَّثَتْ عَنْ ابْنِ رُوْزبَةَ، وَعَبْدِ اللَّطِيفِ ابْنِ يُوسُفَ. وَرَوَى عَنْهَا ابْنُ أَخِيْهَا شَيْخُ الإِسْلَامِ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَابْنُ مُسْلَّمٍ وَجَمَاعَةٌ. تُوُفيَتْ بِـ"دِمَشْقَ" فِي رَبِيْعٍ الأوَّلِ. أَخْبَارُهَا فِي: المَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 433)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 331)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدَّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 430) وَالمُقْتفَى للبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 132)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (263). وَزَوْجُهَا: مَكَيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ غَنَّامِ الحَرَّانِيُّ (ت: 683 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

807 -

وَعبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ عَلِى بْنِ الصَّيْقَلِ، عِزُّ الدِّينِ، أَبُو العِزِّ الحَرَّانِيُّ، مُسْنِدُ الدِّيَارِ المِصْرِيَةِ بَعْدَ أَخِيْهِ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت: 672 هـ)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُمَا عَبْدَ المُنْعِمِ (ت: 601 هـ). وَعَدَمِ ذِكْرِ المُؤَلِّفِ لَهُ إِخْلَالٌ ظَاهِر لَا يُعْذَرُ المُؤَلِّفُ رحمه الله وَعَفَا عَنْهُ- فيهِ، كَمَا قُلْنَا فِي تَرْجَمَةِ أَخِيهِ النَّجِيبِ عَبْدِ اللَّطِيفِ. اسْتَدْرَكهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (207)، عَن "حُسْنِ المُحَاضَرَةِ" وَذَكَرَهُ الحَافِظُ السُّيُوطِيُّ فِي حُسْنِ المُحَاضَرَةِ (3841) مِمَّنْ كَانَ بِـ"مِصْرَ" مِنَ المُحَدِّثِيْنَ الَّذِيْنَ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَةَ الحِفْظِ، وَالمُنْفَرِدِيْنَ بِعُلُوِّ الإسْنَادِ. أَخْبَارُهُ أَيْضًا فِي: =

ص: 214

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ وَرَقَة 46)، وَرِحْلَةِ ابْنِ رُشَيْدٍ "مَلْءِ العَيْبَةِ

" (3/ 435 - 460) (تَرْجَمَةٌ حَافِلَةٌ)، وَالمُقْتفى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 134)، وَمِرْآةِ الزَّمَانِ (8/ 535) فِي تَرْجَمَةِ أَبِيهِ، وَذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 328)، وَتَالِي وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (113)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 523)، وَالمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (108)، وَدُرَّةِ الأسْلَاكِ (ورقة: 89)، وَتَذْكِرَةِ النَّبِيْهِ (1/ 113)، وَتَارِيخِ ابْنِ الفُرَاتِ (8/ 58، 59)، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ (7/ 373)، ولَهُ تَرْجَمَةٌ فِي "المِنْهَل الصَّافِي". يُرَاجَعُ: الدَّلِيل الشَّافِي (1/ 415).

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رُشَيْدٍ فِي رِحْلَتِهِ (مَلْءِ العَيْبَهِ): وَمِمَنْ لَقَيْنَاهُ بِـ"مِصْرَ" الشَّيْخُ المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ، المُعَمَّرُ، الثِّقَةُ، الفَاضِلُ، رِحْلَةُ الدِّيَارِ "المِصْرِيَّة" عِزُّ الدِّينِ، أَبُو العِزَ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ عَلِي بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ هِبَةِ اللهِ الحَرَّانِيُّ -أبْقَاه اللهُ تَعَالَى- -موَلدُهُ- فِيْمَا كَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَكَانَ مَوْلدُهُ بِـ"بَغْدَادَ"، سَمِعَ الكَثيْرَ وَأُجِيْزَ لَهُ، وَعُمِّرَ حَتَى انْفرَدَ بِعَالِي الإِسْنَادِ، وَأَلْحَقَ الأحْفَادَ بِالأجْدَادِ، وَكَانَ سَمْحًا بِالقِرَاءَةِ عَلَيْهِ، حَسَنَ اللِّقَاءِ، كَثيرَ البِرِّ، دَائِمَ البَشر لِمَن يَلْقَاهُ، وَانْفَرَدَ بِالدُّنْيَا بِإِجَازَةِ حَمَّادِ بْنِ هِبَةِ اللهِ الحَرَّانِيِّ، وَأَبِي الفَرَجِ بْنِ كُلَيْبٍ، وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعَهُ وَأَجَازَ لَهُ، وَتَفَرَّدَ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّة بِسَمَاعَاتِ مِنْهَا "مَشْيَخَةُ قَاضِي المَارِسْتَانَ" أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْد البَاقِي [مِنْ مَصَادِري وَللهِ المِنَةِ]، وَ"مَشْيَخَةُ ابْنِ حَسْنُوْنَ" وَغَيْرُهُمُا. وَمِنْ سَمَاعِهِ:"صَحِيْحُ البُخَارِيِّ" عَلَى الإِمَامِ أَبي المَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ هِبَةِ اللهِ الخَازِنِ المَعْرُوْفِ بِـ"ابْنِ البيِّعِ" سَمِعَ عَلَيْهِ سَنَةَ سِتِّمَائَةَ، بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَأَجَازَ لَهُ الإمَامُ الحَافِظُ أَبُو الفَرَجِ بْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ القُبِّيْطِيُّ، وَشَيْخُ الشُيُوْخ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّاب بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مَحْمُوْدِ بْنِ الأخْضَرِ

قَالَ: رَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَتزَاحَمُوا فِي السَّمَاعِ عَلَيْهِ، وَمِنْ جُلَّةِ السَّامِعِيْنَ عَلَيْهِ مِنْ شُيُوْخِنَا الإِمَامُ، الأوْحَدُ، العَالِمُ، الكَبِيْرُ، تَقِيُّ

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الدِّينِ أَبُو الفَتْحِ بْنُ دَقِيْقِ العِيْدِ، وَالإمَامُ، المُحَدِّثُ، جَمَالُ الدِّينِ بنُ الظَّاهِرِيِّ، وَخَرَّجَ لَهُ جَمَالُ الدِّينِ بْنُ الظَّاهِرِيِّ "مَشْيَخَةَ" حَافِلَةً فِي أَرْبَعَةِ أَجْزَاءِ كِبَارٍ قَرَأْتُ جَمِيْعَهَا عَلَيْهِ بِإِرْشَادِ شَيْخِنَا جَمَالِ الدِّينِ إِلَى ذلِكَ، فَإِنِّي لَمَّا لَقِيْتُهُ سَأَلنِي: مَنْ لَقَيْتَ؟ وَمَا سَمِعْتَ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ أَنِّي لَقِيْتُ الشَّيْخَ عِزَّ الدِّينِ، وَذَكَرْتُ لَهُ مَا سَمِعْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا نَصَحَكَ الأصَاغِرُ! عِنْدَهُ مَا هُوَ أَعْلَى مِنْ هَذَا، ثُمَّ دَفَعَ إِليَّ "المَشْيَخَةَ" ائَتِي خَرَّجَهَا بِخَطَهِ وَأَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَهَا عَلَيْهِ

".

808 -

وَعَبْدُ القُدُوْسِ بْنُ إبْرَاهِيمَ بنِ يَحْيَى الشَّقْرَاوِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 132)، وَالحَافظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (272)، وَقَالَا: أَخُو نَجْمِ الدِّينِ.

أَقُولُ -وعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: أَخَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 678 هـ)، وَمُوْسَى ابن إِبْرَاهِيْم (ت: 702 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَأَخَوَاهُمَا يَحْيَى (ت:؟) وَعَطِيَّةُ (ت:؟) لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِمَا. وَابْنُهُ: عَبْدُ المُحْسِنِ (ت: 719 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى. وَابْنُهُ الآخَر: عِيْسَى بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (459).

809 -

وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مَاضِي، مَجْدُ الدِّينِ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ نَزِيلُ "بَغْدَادَ" ذَكَرَهُ البُرْهَانُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 287)، وَالعُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 332)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 430). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 131، 132)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (275)، اسْتَدْرَكْتُ وَالِدَهُ عَبْدَ الحَمِيدِ (ت: 639 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَذَكَرْتُ فِي تَرْجَمَتِهِ مَنْ عَرَفْتُ مِنْ أَوْلَادِهِ، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ: عَبْدِ السَّاتِرِ (ت: 679 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَاسْتَدْرَكْتُ أَخَاهُمَا عَبْدَ الرَّحِيمِ (ت: 677 هـ).

810 -

وَمُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْنِ مِعْضَادٍ، الصَّرْصَرِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، رَوَى عَنِ ابْنِ اللَّتَيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّبَّاكِ وَغَيْرِهِمَا، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ

ص: 216

إِسْمَاعِيْلُ بنُ جُمْعَةَ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَاضِي "سَامُرَّاء". وَكَانَ فَاضِلًا، أَدِيْبًا، لَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ. سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ طَلْحَةَ بنِ غَانِمٍ العَلْثِيِّ "فَضَائِلَ القُدْسِ" لابنِ الجَوْزِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنْهُ، وَأَجَازَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَشْيَاخِنَا.

‌462 - أَحْمَدُ بن أَحْمَدَ

(1)

بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ،

= (279) وَقَالَ: "وَكَانَ حَنْبَلِيًّا، مُقْرِئًا، فَاضِلًا، ضَرِيْرًا". وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 632) وَلَمْ يَذْكُرْهُ الصَّفَدِيُّ فِي "نَكْتِ الهِيْمَانِ"؟! وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي شُيُوْخِهِ، ابْنَ القُبَّيْطِيِّ، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيعٍ الآخِرِ.

(1)

449 - شَرَفُ الدِّينِ بْنُ قُدَامَةَ (614 - 687 هـ):

مِنْ (آلِ عُبَيْدِ اللهِ) بْنِ قُدَامَةَ أَخِي المُوَفَّقِ وَأَبِي عُمَرَ. أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 76)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 332)، وَمُختَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 430)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 137)، وَتَارِيْخُ الإِسَلَامِ (289)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (376)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 118)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 111)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 230)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 377)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (1/ 228)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 38)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (479)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 399) (7/ 698). ابْنتُهُ: صَفِيَّةُ (ت: 741 هـ) أَخُوْهَا لأُمِّهَا: عُبَيْدِ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 684 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَزَوْجُهَا: عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، مِنْ آلِ سَعْدِ بْنِ مُفْلح (ت: 749 هـ) نَذْكُرُهُمَا مَعًا فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَوَالِدُهُ: شَرَفُ الدِّيْنِ أَيْضًا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ (ت: 613 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَجَدُّةُ: عُبَيْدُ اللهِ (ت: 575 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. وَأَخُوْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (501). وَابْنُ عَمِّهِ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بنُ عُبَيْدِ اللهِ (ت: 684 هـ) ذَكَرَهُ المؤُلِّفُ فِي مَوْضِعهِ.

ص: 217

الصَّالِحِيُّ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، الفَرَضِيُّ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ.

وُلِدَ فِي رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ -وَهُوَ جَدُّهُ لأُمِّهِ، وَعَمُّ أَبِيْهِ- وَمِنَ البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنِ أَبِي لُقْمَةَ، وَمِنِ ابنِ اللَّتِّيِّ، وَابْنِ صصْرَى، وَالحُسَيْنِ بنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَحَضَرَ عَلَى مُوْسَى بنِ عَبْدِ القَادِرِ. وَأَجَازَ لَهُ ابنُ الحَرَسْتَانِيِّ وَجَمَاعَةٌ، وَتَفَقَّهَ عَلَى التَّقِيِّ ابنِ العَزِّ

(1)

.

وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا، زَاهِدًا، عَابِدًا، ذَا عِفَّةٍ، وَقَنَاعَةٍ باليَسِيْرِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالفَرَائِضِ وَالجَبْرِ والمُقَابَلَةِ، وَلَهُ حَلْقَةٌ بـ"الجَامِعِ المُظَفَّريِّ" يَشْتَغِلُ بِهَا احْتِسَابًا بِغَيْرِ مَعْلُوْمٍ، وَانْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ، حَدَّثَ، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَة

(2)

.

(1)

هُوَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِى (ت: 643 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ الخَبَّازِ، وَالمِزِّيُّ، وَابْنُ مُسْلَّمٍ، وَالبِرْزَالِيُّ، قَالَ فِي المُقْتَفَى "سَمِعْنَا عَلَيْهَ، وَكَانَ مُنَوِّرَ الوَجْهِ، كَثيْرَ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، عَلَيْهِ مَهَابَةُ الدِّيْنِ وَالعِلْمِ".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ (687 هـ):

811 -

آسِية بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، أُمُّ عَبْدِ اللهِ، المُقْرِئَةُ، أُخْتُ خَدِيْجَةُ (ت: 685 هـ) السَّالِفَةِ الذِّكْرِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهَا الشَّيْخِ أَحْمَدَ (ت: 668 هـ). أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَةَ 141)، وَتَارِيخِ الإسْلَامِ (297).

812 -

وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي بكْرِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي بْنِ عَلِى بْنِ حَفاظٍ، أَبُو العَبَّاسِ الصَّحْرَاوِيُّ، المُقِيْمُ بِـ"زُرَعَ". أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَةَ 144)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (292).

813 -

وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بنِ الشَّيْخِ الكَبِيْرِ عَبْدِ اللهِ اليُوْنِيْنِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَقَدْ صَحِبَ جَدَّهُ الشَّيْخَ مُحَمَّدًا، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنِ ابْنِ رُوْزبَةَ، وَابْنِ بَهْرُوزَ، وَالأنْجَبِ الحَمَّامِيِّ"، وَيُرَاجَعُ المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 144)، وَجَدُّهُ مُحَمَّد =

ص: 218

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (ت: 658 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

814 -

وَسُلَيْمَانُ بْنُ المُظَفَّرِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بْنِ نَجْمِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِي الحَنْبَلِيُّ، مِنْ (آلِ ابْنِ الحَنْبَلِيِّ) الأُسْرَةُ الدِّمَشْقِيَّةُ، الأنْصَارِيَّةُ، الشِّيْرَازِيَّةُ الأصْلِ. وَالِدُهُ المُظَفَّرُ (ت: 667 هـ) وَجَدُّهُ: عَبْدُ الكَرِيْمِ (ت: 619 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ نَجْمٌ (ت: 586) وَجَدُّ جَدِّهِ: عَبْدُ الوَهَّابِ (ت: 536 هـ) ثُمَّ أَبُو جَدِّ جَدِّهِ: عَبْدُ الوَاحِدِ (ت: 486) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ جَمِيْعًا فِي مَوَاضِعِهِمْ، وَسُلَيْمَانُ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 138) وَقَالَ:"مَاتَ شَابًّا، وَكَانَ مِنَ الشُّهُوْدِ، وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخَيْنِ جَمَالِ الدِّينِ ابْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَجَمَالِ الدِّينِ ابْنِ البَغْدَادِيِّ "جُزْءَ الأنْصَارِيِّ" فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَمِعَ غَيْرَ ذلِكَ". وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (329).

815 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَدْرَانَ يُعْرَفُ بـ"ابْنِ الكَوَّازِ" البَصْرِيُّ عِمَادُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ المَلِكِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ"(2/ 93) وَقَالَ عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ المَلِكِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بْدْرَانَ بنِ الكَوَّازِ البَصْرِيُّ، القَاضِي، المُدَرِّسُ، مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالرِّئَاسَةِ وَالتَّقَدُّمِ، وَلِيَ تَدْرِيْسَ الطَّائِفَةِ الأحْمَدِيَّةِ بِـ"المَدْرَسَةِ البَشِيْرِيَّةِ" وَأَلْقَى الدُّرُوسَ، وَحَضَرَهُ الأئِمَّةُ وَالعُلَمَاءُ، وَالأَكَابِرُ وَالرُّؤَسَاءُ، سَمِعَ مَجْدَ الدِّيْنِ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ أَحْمَدَ المُقْرِيءَ، الخَطِيْبَ، وَشَهِدَ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ عِزِّ الدِّينِ أَحْمَدَ الزِّنْجَانِيِّ فِي شَهْرِ رَبِيْعِ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَوَلِيَ القَضَاءَ، وَنُقِل مِنْ تَدْرِيْسِ "البَشِيْرِيَّةِ" إِلى تَدْرِيْسِ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ" فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَنُقِلَ شَمْسِ الدِّيْنِ الأصْبَهَانِيُّ إِلَى تَدْرِيْسِ "البَشِيْرِيَّةِ"، وَقَدْ كَانَ مُدَرِّسُ "المُسْتَنْصَرِيَّة" شَرَفُ الدِّيْنِ الجِيْلِيُّ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى بَلَدِهِ فَلَمَّا عَادَ رَجَعَ كُلُّ مِنْهُمَا إِلَى مَنْصِبِهِ فَعَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [إِلَى]"البَشِيْرِيَّةِ" وَشَمْسُ الدِّيْنِ الأصْبَهَانِيُّ إِلَى إِعَادَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ: عَبْدِ الرَّزاقِ بن أَسْعَدَ بْنِ الكَوَّازِ (ت: 682 هـ).

ص: 219

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَابْنهِ: عَبْدِ العَزِيْزِ.

816 -

وَذَكَرَ ابْنُ الفُوطِيِّ في مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 78) عِزِّ الدِّيْنِ أَبَا الرِّضَا أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الكَوَّازُ البَصْرِيُّ وَقَالَ: "مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالعَدَالَةِ، وَالفِقْهِ، وَالأدَبِ، شَهِدَ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ عِزِّ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُوْدٍ الزنْجَانِى فِي العِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بـ"تِكْرِيْتَ" وَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ بِهَا فَعُزِلَ

وَوَلِيَ عِزُّ الدِّيْنِ المَذْكُوْرُ القَضَاءَ بِـ"النِّيْلِ" وَتَكَلَّمُوا فِيْهِ فَعُزِلَ فِي صَفَرَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ

" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ.

817 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ إسْمَاعِيْلَ الفَيَّالِي، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 137) وَقَالَ: "وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَثَقُلَ سَمْعُهُ فِي آخِرهِ عُمُرِهِ، وَرَوى عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُلَاعِبٍ، وَسَمِعَ مِنَ الشِّهَابِ بْنِ رَاجِحٍ، وَلَمْ يَحْصُلْ لِي مِنهُ سَمَاعٌ؛ للصَّمَمِ الَّذِي كَانَ بِهِ، وَأَشَارَ الإِمَامُ سَعْدُ الدِّينِ الحَارِثِيُّ أَنَا نَدْخُلُ مَعَهُ إِلَى مَشْهَدِ الحُسَيْنِ رضي الله عنه، وَيُلَقِّنُهُ حَدِيْثًا وَاحِدًا فَلَمْ يَتَّفِق ذلِكَ

" وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي يَوْمِ الخَمِيْس رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّم بِـ"القَاهِرَةِ" ودُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ النَّصْرِ".

818 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفُوَطِيِّ البَغْدَادِيُّ، النَّجَّارُ، الكَاتِبُ، قَوَامُ الدِّينِ، أَبُو الفَضْلِ، ذَكَرَهُ قَرِيْبُهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، بْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 529)، وَقَالَ:"كَانَ شَابًّا، ذَكِيًّا، اشْتغَلَ عَلَى وَالِدِهِ شَيْخِنَا مُوَفَّقِ الدِّينِ، وَدَرَسَ عَلَيْهِ كِتَابَ "الألْفِيَّةَ" لابْنِ مُعْطٍ، وَكَانَ رَفِيْقِي فِي حَفْظِ "المَقَامَاتِ الحَرِيْرِيَّةِ" وَفِي سَمَاعِ الأحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى شَيْخِنَا الصَّاحِبِ الشَّهِيْدِ مُحْيِي الدِّينِ يُوْسُفَ بْنِ الجَوْزِيِّ، أسْتَاذِ الدَّارِ، وَسَلِمَ بِـ"بَغْدَادَ" فِي الوَاقِعَةِ، وَتَعَلَّمَ صَنْعَةَ النِّجَارَةِ وَمَهَرَ فِيهَا. وَنُسِبَ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يُكَاتِبُ مُلُوكَ "الشَّامِ" وَأَرَادُوا تَصْدِيْعَهُ فَهَرَبَ إِلَى "دِمَشْقَ" سَنَةَ سَبع وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَكَانَ مَوْلدُهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ

".

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: وَالِدُهُ: عَبْدُ القَاهِرِ (ت: 656 هـ) فِي حَادِثَةِ "بَغْدَادَ"

ص: 220

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ خَامِسَ المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبع وَثَمَانِيْنَ وَسُتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ، عِنْدَ جَدِّهِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، بِالرَّوْضَةِ بِـ"الجَبَلِ"، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌463 - عبْدُ الرَّحْمنِ بن يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّد

(1)

بنِ نَصْرٍ البَعْلِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، فَخْرُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ.

= ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنُ أَخِيْهِ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِى بنِ عَبْدِ القَاهِرِ (ت: 750 هـ) مِنْ شُيُوخِ المُؤَلِّفِ بْنُ رَجَبٍ، وَهُوَ أَيْضًا مِنْ شُيُوخِ أَبِيهِ المُقْرِيءُ شِهَابِ الدِّينِ بنَ رَجَبٍ، كَمَا فِي مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ المُنْتَقَى، رَقم (122) وَسَيَأْتِي فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى.

(1)

463 - فَخْرُ الدِّينِ البَعْلِيُّ (611 - 688 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 115)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 334)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 431). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِي (1/ وَرَقَة: 150) وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 208)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (3/ 50)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (330)، وَالعِبَرُ (5/ 358)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (337)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْيَانِ (287)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (142)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (1/ 434)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 211)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 316)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (95)، وَمُسْتَفَادُ الرِّحِلَةِ والاغتَرَابِ (437)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 104)، وَالمِنْهَل الصَّافِي (7/ 235)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَة (7/ 382)، وَالدَّارِسُ (1/ 87، 118)، وَالقَلائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 369)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 404) (7/ 706). وَاشْتُهِرَ بِالعِلْمِ أَبْنَاؤُهُ: أَحْمَدُ (ت: 732 هـ) وَعَبْدُ القَادِرِ (ت: 675 هـ) وَمُحَمَّدٌ (ت: 699 هـ) ذَكَرَ المُؤَلِّفُ رحمه الله مُحَمَّدًا فِي مَوْضِعِهِ، وَسَبَقَ اسْتِدْرَاكُ عَبْدِ القَادِرِ، وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَحْمَدَ فِي مَوْضعِهِ. وَمِنْ أَحْفَادِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَن ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 732 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ وَغَيرهِم.

ص: 221

وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةِ بِـ"بَعْلَبَكَّ". وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى خَالِهِ صَدْرِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ نَصْرٍ قَاضِيْ "بَعْلَبَكَّ"

(1)

. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ أَبِي المَجْدِ القَزْوِيْنِيِّ، والبَهَاءِ المَقْدِسِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَالنَّاصِحِ بنِ الحَنْبَلِيِّ، وَمَكْرَمِ بنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَغَيْرِهِمْ. وَتَفَقَّهَ عَلَى تَقِيِّ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ العِزِّ

(2)

، وَأَبِي سُلَيْمَانَ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ الحَافِظِ، وَشَمْسِ الدِّيْنِ عُمَرَ بنِ المُنَجَّى، وَحَفِظَ "عُلُوْمَ الحَدِيْثِ" وَعَرَضَهُ مِنْ حِفْظِهِ عَلَى مُؤَلِّفِهِ الحَافِظِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بنِ الصَّلَاحِ. وَقَرَأَ الأُصُوْلَ، وَشَيْئًا مِنَ الخِلَافِ عَلَى السَّيْفِ الآمِدِيِّ، وَالقَاضِي نَجْمِ الدِّيْنِ ابنِ رَاجِحٍ اللَّذَيْنِ انْتَقَلَا إِلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ. وقَرَأَ النَّحْوَ عَلَى أَبِي عَمْرِو بنِ الحَاجِبِ، ثُمَّ عَلَى مَجْدِ الدِّيْنِ بنِ الإِرْبِلِيِّ الحَنْبَلِيِّ. وَصَحِبَ الشَّيْخَ الفَقِيْهَ اليُوْنَيْنِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ البَطَائِحِيَّ، وَالنَّوَوِيَّ، وَغَيْرَهُم. وَكَانَ الشَّيْخُ الفَقِيْهُ يُحِبُّهُ، وَيُقَدِّمُهُ عَلَى أَوْلَادِهِ، حَتَّى جَعَلَهُ إِمَامًا لِـ"مَسْجِدِ الحَنَابِلَةِ" إِلَى أَنْ انْتَقَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" وَدَرَّسَ بِـ"دِمَشْقَ" بِـ"الجَوْزِيَّةِ" نِيَابَةً عَنِ القَاضِي نَجْمِ الدِّيْنِ بنِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبي عُمَرَ، وَبِـ"الصَّدْرِيَّةِ" وَ"المِسْمَارِيَّةِ" نِيَابَةً عَنْ بَنِي المُنَجَّى. وَبَاشَرَ حَلْقَةَ الجَامِعِ، وَوَلِيَ "مَشْيَخَةَ الحَدِيْثِ" بِـ"مَشْهَدِ عُرْوَةَ"

(3)

، وَبِـ"دَارِ الحَدِيْثِ النُّوْرِيَّةِ" وَبـ"الصَّدْرِيَّةِ" وَتَخَرَّجَ بِهِ

(1)

لم أَقِفُ عَلَى تَرْجَمَتِهِ.

(2)

في (ط): "ابن العزواني سُلَيْمَان بن عَبْدِ الرَّحْمَن" وَهُوَ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَحمَدُ بْنُ عِزِّ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عبْدِ الغَنِيِّ (ت: 643 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(3)

فِي "تَارِيخِ الإسلَامِ": "مَسْجِدُ عُرْوَة". وَيُرَاجِعُ: ذَيْل ثِمَارِ المَقَاصِدِ (239).

ص: 222

جَمَاعَةٌ مِنَ الفُقَهَاءِ

(1)

. وَكَانَ دَائِمَ البِشْرِ

(2)

يُحِبُّ الخُمُوْلَ وَيُؤْثِرُهُ، وَيُلَازِمُ قِيَامَ اللَّيْلِ مِنَ الثُّلُثِ الآخِرِ، وَيَتْلُو بَيْنَ العِشَائَيْنِ، وَيَصُوْمُ الأيَّامَ البِيْضَ، وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، وَعَشْرَ ذِي الحِجَّةَ وَالمُحَرَّمَ. وَلَا يُخِلُّ بِذلِكَ. ذَكَرَ ذلِكَ كُلُّهُ وَلَدُهُ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ. قَالَ: وَلَقَدْ أَخْبَرَ بِأَشَيَاءٍ، فَوَقَعَتْ كَمَا قَالَ لِخَلَائِقٍ. وَذلِكَ مَشْهُوْرٌ عِنْدَ مَنْ يَعْرِفُهُ. وَلَقَدْ قَالَ لِي فِي صِحَّتِهِ وَعَافِيَتِهِ: أَنَا أَعِيْشُ عُمْرَ الإمَامِ أَحْمَدَ، لكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنِيْ وَبَيْنَهُ، فَكَانَ كَمَا قَالَ. وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، تنزَّهْتُ عَنِ الأوْقَافِ؛ إِذْ كَانَ يُمْكِنُنِي، وَكَانَ لِي شَيْءٌ، فَلَمَّا احْتَجْتُ تناوَلْتُ مِنْهَا.

وَقَالَ ابنُ اليُوْنِيْنِيِّ: كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، زَاهِدًا، فَاضِلًا، عَابِدًا، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ وَالِدِيْ، اشْتَغَلَ عَلَيْهِ، وَقَدَّمَهُ يُصَلِّي بِهِ فِي "مَسْجِدِ الحَنَابِلَةِ"، رَافَقْتُهُ فِي طَرِيْقِ "مَكَّةَ" فَرَأَيْتُهُ قَلِيْلَ المِثْلِ فِي دِيَانَتِهِ وَتَعَبُّدِهِ، وَحُسْنِ أَوْصَافِهِ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الشُّيُوْخِ عِلْمًا، وَعَمَلًا، وَصَلَاحًا، وَتَوَاضُعًا، وَسَلَامَةَ صَدْرٍ،

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَكَانَ عَدِيْمَ المَثيْلِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، سَأَلْتُ أَبَا الحَجَّاجِ الكَلْبِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ أَحَدُ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، وَأَحَدُ مَنْ كَانَ يُظَنُّ بِهِ أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يَعْصِي اللهَ تَعَالَى، سَمِعْنَا مِنْهُ طَرَفًا صَالِحًا مِنْ مَسْمُوْعَاتِهِ". وَأَبُو الحَجَّاجِ الكَلْبِيُّ هُوَ الحَافِظُ المِزِّيُّ.

(2)

فِي "تَارِيخِ الإسْلَامِ": وَقَالَ: "وَلَدُهُ المُفْتِي شَمْسُ الدِّينِ، كَانَ دَائِمَ البِشْرِ

" ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: حَكَى لِي حَفِيْدُهُ فَخْرُ الدِّيْنِ أَنَّهُ قَدِمَ "دِمَشْقَ" وَمَعَهُ مَبْلَغ مِنَ الدَّرَاهِمِ، فَأَكَلَ مِنْهُ مُدَّةً سِنِيْنَ، وَأَنْفَقَ عَلَى أَوْلَادِهِ حَتَّى كَبُرُوا، ثُمَّ تَرَدَّدَ إِلَى الجِهَاتِ، وَكَانَ إمَامَ "مَسْجِدِ ابْن عُمَيْرِ" الَّذِي بِإِزَاءِ "دَرْبِ طَلْحَةَ" دَاخِلَ "بَابِ تُوْمَا" وَيَسْكُنُ المَسْجِدَ. أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: "مَسْجِدُ ابْنِ عُمَيْرِ" فِي ثِمَارِ المَقَاصِدِ (80، 130) عَنِ ابْنِ شدَّادِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ شدَّادٍ فِي الأعلاقِ الخَطِيْرَة (مَدِيْنَةُ دِمَشْقَ)(112، 157).

ص: 223

وَحُسْنَ سَمْتٍ، وَصَفَاءَ قَلْبٍ، وَتلَاوَةَ قُرْآنٍ وَذِكْرٍ. وَكَانَ أَحَدَ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوًا مِمَّا قَالَ وَالِدُهُ، وَقَالَ: حَدَّثَ بِالكَثِيْرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأئِمَّةِ وَالحُفَّاظِ

(1)

.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ مِنْ خِيَارِ المُسْلِمِيْنَ، وَكِبَارِ الصَّالِحِيْنَ.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ سَابِعِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ". وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِالقُرْبِ مِنْ قَبْرِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ بِرَوْضَةِ "الجَبَلِ"، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌464 - مُحَمَّد بنُ عَبْد الرَّحِيْمِ

(2)

بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

ذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ مِنْهُمْ: ابْنُ الخَبَّازِ، وَابْنُ العَطَارِ، وَابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَقَدْ أَجَازَ لِي شَيْخُ الإِسْلَامِ مَرْوِيَاتَهُ".

(2)

464 - شَمْسُ الدِّينِ ابْنُ الكَمَالِ (607 - 688 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 455)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 333)، وَمُختَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 431)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 149)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (344)، وَالعِبَرُ (5/ 459)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخ لِلْذَّهَبِيِّ (2/ 214)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (239)، وَالمَعِينُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِينَ (220)، والإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (287)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (377)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 247)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 128)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 117)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 155)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 382) القَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (135، 157)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (2/ 23)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 405) (7/ 709). تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ: عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 612 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَعَمُّهُ: الحَافِظُ الضِّيَاءُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 643 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَخُوهُ: أَحْمَدُ، كَمَال الدِّينِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (181). =

ص: 224

السَّعْدِيُّ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةِ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الكَمَالِ، وَهُوَ ابنُ أَخِي الحَافِظِ الضِّيَاءِ.

وُلِدَ فِي لَيْلَةِ الخَمِيْسِ حَادِي عَشَرَ ذِي الحِجِّةِ سَنَةَ سَبعٍ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"قَاسِيُوْنَ"، وَحَضَرَ عَلى ابنِ الحَرَسْتَانِيِّ، والكِنْدِيِّ. وَسَمِعَ مِنِ ابنِ مُلَاعِبٍ، وَابْنِ أَبِي لُقْمَةَ، والشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَابْنِ البُنِّيِّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، وَمُوْسَى بنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَابْنِ صَبَاح، وَابنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابنِ اللَّتِّيِّ، وَخَلْقٍ كَثيْرٍ. وَقِيْلَ: إِئَهُ سَمِعَ بِـ"بَغْدَادَ" مِنَ المُهَذَّبِ ابنِ قُنَيْدَةَ

(1)

، وَتَحَقَّقَ ذلِكَ. وَلَازَمَ عَمَّهُ الحَافِظَ الضِّيَاءَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ. وَكَتَبَ الكَثيْرَ بِخَطِّهِ. وَخَرَّجَ وَانْتَخَبَ، وَقَرَأَ عَلَى الشُّيُوْخِ، وَعُنِيَ بالحَدِيْثِ، وَتَمَّمَ تَصْنِيْفَ "الأحْكَامِ"

(2)

الَّذِي جَمَعَهُ عَمُّهُ الحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ، وَخَرَّجَ غَيْرَ ذلِكَ مِنَ الأجْزَاءِ وَالتَّخَارِيْجِ، مِنْهَا كِتَابُ "فَضْلِ العِيْدَيْنِ". وَكَانَ يُدَرِّسُ الفِقْهَ بِمَدْرَسَةِ عَمِّهِ الشَّيْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، وَشَيْخَ الحَدِيْثِ أَيْضًا بِهَا وَبِـ"دَارِ

= وَابْنُهُ: أَحمَدَ (ت: 693 هـ). وَزَوْجَةُ أَحمَد: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ البَهَاءِ (ت: 691 هـ).

وَبِنْتُهُ أَسْمَاءُ (ت: 723 هـ) نَذْكُرُهُمْ فِي مَواضِعِهِمْ مِنِ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

في (ط): "ابن منده" تَحْرِيفٌ ظَاهِر. وَابْنُ قُنَيْدَة مُحَدِّثُ مَشْهُورٌ، هُوَ المُهَذَّبُ بْنِ عَلِي بْنِ أَبِي نَصْرٍ بن عَبْدِ اللهِ (ت: 626 هـ) بَغْدَادِيُّ، مِنْ أَهْلِ "بَابِ الأزجَ" مِن مَحَالِّ الحَنَابِلَةِ بِـ"بَغْدَادَ" فَهَلْ هُوَ مِنْهُمْ؟ وَ (قُنَيْدَةُ) "بضَمِّ أَوَّلِهِ، وَفَتْحِ النُّونِ، وَسُكُونِ المُثَنَّاةِ تَحْت، تَلِيْهَا دَالٌ مُهْمَلَةٌ مَفْتُوْحَةٌ، ثُمَّ هَاءٌ، كَذَا قَيَّدَهُ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي التَّوْضيحِ (7/ 254). وَأَخْبَارُ المُهَذَّبِ فِي: سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبلَاءِ (22/ 313) وَغَيْرِهِ.

(2)

تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ الحَافِظِ الضِّيَاءِ.

ص: 225

الحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّةِ" بالسَّفْحِ، وَكَانَ لِلطَّلَبَةَ عَلَيْهِ مَوَاعِيْدُ يُعَلِّمُهُمْ فِيْهَا قِرَاءَةَ الحَدِيْثِ وَيُفِيْدُهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ الغَلَطَ. انْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ إِمَامًا، فَقِيْهًا، مُحَدِّثًا زَاهِدًا عَابِدًا، كَثيْرَ الخَيْرِ، لَهُ قَدَمٌ رَاسِخٌ فِي التَّقْوى، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ.

وَقَالَ اليُوْنِيْنِيُّ: كَانَ صَالِحًا زَاهِدًا، عَابِدًا، مُتَقَلِّلًا مِنَ الدُّنْيَا. وَعِنْدَهُ فَضِيْلَةٌ. وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الشُّيُوْخِ عِلْمًا، وَعَمَلًا، وَصَلَاحًا، وَعِبَادَةً. وَحَكَى لِي عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَحْضُرُ مَكَانًا فِي "جَبَلِ الصَّالِحِيَّةِ" لِبَعْضِ شَأْنِهِ، فَوَجَدَ جَرَّةً مَمْلُوْءَةً دَنَانِيْرَ، وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ مَعَهُ تُعِيْنُهُ فِي الحَفْرِ، فَاسْتَرْجَعَ وَطَمَّ المَكَانَ كَمَا كَانَ أَوَّلًا، وَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: هَذِهِ فِتْنَةٌ، وَلَعَلَّ لَهَا مُسْتَحِقِّيْنَ لَا نعْرِفُهُمْ، وَعَاهَدَهَا عَلَى أَنَّهَا لَا تُشْعِرُ بِذلِكَ أَحَدًا، وَلَا تتَعَرَّضُ إِلَيْهِ، وَكَانَتْ صَالِحَةً مِثْلَهُ، فترَكَا ذلِكَ تَوَرُّعًا، مَعَ فَقْرِهِمَا وَحَاجَتِهِمَا، وَهَذَا غَايَةُ الوَرَعِ وَالزُّهْدِ، رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى. حَدَّثَ رحمه الله بالكَثيْرِ نَحوًا مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَة، وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ كَثيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأكَابِرِ. وَحَدَّثنا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: ابنُ الخَبَّازِ، وَعَبْدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ قَيِّمِ الضِّيَائِيَّةِ، وَأَحْمَدُ الحَرِيْرِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ ابنُ الحَمَوِيِّ، وَعُمَرُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَالِمٍ المَقْدِسِيُّ.

وَتُوُفِّيَ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ مِنْ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ تَاسِعَ جُمَادَى الأوْلَى سَنةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، بِمَنْزِلهِ بِمَدْرَسَةِ عَمِّهِ

(1)

بِالجَبَلِ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ

(1)

في (ط): "عَمِّهُ أَبِي عُمَر" وَفِي (أ)"أَبي عُمَرَ" ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا بِالقَلَمِ، وَكَتَبَ فَوْقَهَا =

ص: 226

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تَصحِيْحُ اللَّفْظَةِ "عَمَّهُ" فَيَظْهَرُ أَنَ نَاشِرَ الكِتَابِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فَأَحَالَ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (688 هـ):

819 -

أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَلِى بْنِ سُرُوْرٍ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، المَعْرُوفُ وَالِدُهُ بِـ"العِمَادِ" إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 614 هـ) أَخُو الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِي (ت: 600 هـ)، وَأَخُو المُتَرْجَم هُنَا: مُحَمَّدٌ قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ المَشْهُورُ بِـ"ابْنِ العِمَادِ"(ت: 676 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. وَأُخْتُهُ: خَدِيْجَةُ أَشَرْنَا إِلَيْهَا فِي تَرْجَمَةِ أَبِيهَا. وَحَفِيْدُهُ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَد (ت: 748 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخَبْارُ أَحْمَدَ فِي: المَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 379). يُرَاجِعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 154)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (2/ 10)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (321)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (377)، وَالعِبَرُ (5/ 357)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 207)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 218)، وَنَكْتُ الهِمْيَانِ (92)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 372)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (1/ 193)، وَالدَّارِسُ (2/ 205)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 403).

820 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزاقِ بنِ هِبَةِ اللهِ المَغَارِيُّ، نِسْبَةً إِلَى "مَغَارَةِ الدَّمِ" الصَّالِحِيُّ، العَطارُ، الشَّيْخُ، الصَّالِحُ، المُسْنِدُ، جَمَالُ الدِّينِ، أَبُو العَبَّاسِ، أَخُو الشَّيْخِ عِيْسَى المُحَدِّثُ المَشْهُوْرُ (ت: 704 هـ)، وَكَانَ أَحْمَدُ هَذَا إِمَامُ "مَغَارَةِ الدَّمِ" مَشْهُوْرٌ بِالعِلْمِ وَالصَّلَاحِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبَرْزَالِي (1/ وَرَقَة: 152)، وَتَارِيخِ الإسْلَامِ (323)، والعِبَرِ (5/ 357). وَالمِنْهَلِ الصَّافِي (2/ 150)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (1/ 82)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 404). ذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ أَخَاهُ: عِيْسَى فِي مُعْجَمُ الشُّيُوخِ (2/ 88)، وَقَالَ:"الحَنْبَلِيُّ". وَنَسْتَدْرِكُ أَخَاهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى.

821 -

وَأحْمَدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يُوسُفَ بْنِ الجَوْزِيِّ، قَوَامُ الدِّينِ، أَبُو الفَضَائِلِ ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 475)، وَقَالَ: مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، وَالرِّئَاسَةِ، وَالرِّسَالَةِ، وَالتَّقَدُّمِ، عَاشُوا سُعَدَاءَ، وَمَاتُوا شُهَدَاءَ

عَادَ إِلَى مَدَينَةِ =

ص: 227

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= السَّلَامِ

، وَوَعَظَ فِي مَدْرَسَةِ جَدِّهِ بِـ"دَرْبِ دِيْنَارٍ" وَحَضَرْتُ مَجْلِسَهُ أَوَّلَ وُرُوْدِي "العِرَاقَ" سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ، وَرَتَّبَ مُعِيْدًا لِلطائِفَةِ الأحْمَدِيَّةِ بِـ"المَدْرَسَة المُسْتَنْصَرِيَّةِ "

وَلَهُ كَلَامٌ حَسَنٌ، وَشِعْرٌ مَلِيْح، كَتَبْتُ مِنْهُ فِي كِتَابِ "نَظْمِ الدُّرَرِ النَّاصِعَةِ" وَشَهِدَ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ

سَنَةَ

". وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. وَجَاءَ فِي مُنْتَخب المُخْتَار (101): عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَبَقِيَّةُ نَسَبِهِ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِيهِ [لَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ؟!] القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، البَكْرِيُّ، البَغْدَادِيُّ، المَنْعُوْتِ بِـ"الغُرَابِ". العَدْلُ، قَوَامُ الدِّينِ، ابنُ جَمالِ الدِّينِ

" وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.

يقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانِ العُثيمِينَ -عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: مَا أَظُنُ لَفْظَةُ (عَبْدِ العَزِيزِ) إِلَّا زَائِدَةً، وَأَنَّ المُتَرْجَمَ هُوَ نَفْسُهُ أَحْمَدُ المَذْكُورُ هُنَا؛ لأنَّ اللَّقَبَ هُوَ اللَّقَبُ، وَ (جَمَالُ الدِّينِ) هُوَ لَقَبُ وَالِدِهِ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أَوْ لَعَلَّهَا فِي الأصْلِ: "أَبُو عَبْدِ العَزِيزِ

" مَثَلًا، وَقَدْ يَكُوْنُ يُسَمَّى بِهِمَا مَعًا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِي "المُنْتَخَبِ" أَبَاهُ لَا فِي (أَحْمَدَ) وَلَا فِي (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) فَلَعَلَّهُ كَانَ مَوْجُودًا فِي الأصْلِ، وَأَسْقَطَهُ المُنْتَخِبُ، وَكَانَ عَلَى المُنْتَخِبِ أَنْ يُغَيرَ العِبَارَةَ إِنْ كَانَ الأمْرَ كَذلِكَ.

822 -

وَإسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ طَلْحَةَ، أَبُو الفِدَاءِ، المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ وَيُعْرَفُ بِـ"ابْنِ الحَنْبَلِيِّ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 146)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (325)، وَقَالَ: "شَيْخٌ، صَالحٌ، مِنْ بَيْتِ حَدِيثٍ

كَتَبَ عَنْهُ البِرْزَالِيُّ". وَذَكَرَهُ ابنُ مُفْلح فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 269).

823 -

وَبَهْجَةُ بِنْتُ رَضَوَانَ بْنِ صُبح الدِّمَشْقِيّهً، وَالِدَةُ الشَّيْخَيْنِ؛ وَجِيهِ الدِّينِ، وَزَيْنِ الدِّينِ ابْنَيْ ابْنِ المُنَجِّى، سَمِعَتِ "المَائَةَ الفَرَاوِيَّةُ" مِنْ زَوْجِهَا عِزِّ الدِّينِ عُثْمَانَ بْنِ المُنَجِّى، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (326)، وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي "المُقْتَفَى".

يَقُوْلُ الفَقِيْرُ الَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِينَ -عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: جَاءَ فِي "تَارِيخِ الإِسْلَامِ" تَحْقِيْق الدُّكْتُوْر عُمَر عَبْد السَّلامِ تَدمري: "ابني أَبِي المُنَجِّى

ص: 228

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَ"المَائة القُرَاوِيَّة" وَالصَّحِيْحُ هُوَ المُثْبَتُ. وَزَوْجُهَا: عِزُّ الدِّينِ عُثْمَانُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجِّى ابْنِ بَرَكَاتٍ، أَبُو عُمَرَ (ت: 641 هـ)، وَوَلَدُهَا: وَجِيْهُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ (ت: 701 هـ)، وَوَلَدُهَا الآخَرُ: زَيْنُ الدِّينِ مُنَجِّى بْنُ عُثْمَانَ (ت: 695 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ.

824 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ مَكَيُّ بْنُ عَلِى بْنِ كَامِلى الحَرَّانِيُّ، أُمُّ أَحْمَدَ. قَالَ البِرْزَالِيُّ:"الصَّالِحِيَّةُ الحَنْبَلِيَّةُ" مُحَدَّثَةٌ مَشْهُوْرَةٌ جِدًّا، رَوَتِ الكَثيرَ، وَطَالَ عُمُرُهَا، وَكَانَتْ أَسْنَدَ مَنْ بَقِيَ مِنَ النِّسَاءِ [فِي زَمَنِهَا] فِي الدُّنْيَا كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ. وَرَوَى عَنْهَا كِبَارُ الحُفاظِ كَالدِّمْيَاطِيِّ، وَالمِزِّيِّ، وَالبِرْزَالِيِّ، وَابْنِ الحَاجِبِ، وَسَعْدِ الدِّينِ الحَارِثِيِّ

وَهِيَ أُخْتُ الفَخْرِ عَلِي بْنِ البُخَارِيِّ المُحَدِّثِ مِنَ الرِّضَاعَةِ، قَالَ البِرْزَالِيُّ:"وَكَانَتْ أَكْبَرُ مِنْه". أَخْبَارُهَا فِي: مُعْجَمِ الدِّمْيَاطيِّ (1/ وَرَقَة: 206)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 153)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (327)، وَالعِبَرِ (5/ 358)، وَالإشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (377)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (15/ 67)، وَذَيْلِ التَقْيِيْدِ (2/ 371)، وَالشَّذَرَات (5/ 404). وَزَوْجُهَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ المَقْدِسِيُّ، (ت:؟) وَابْنُهَا مِنْهُ: أَحمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ (ت: 680 هـ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا، وَبِنْتَهَا مِنْهُ: عَائِشَةُ (ت: 693 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

825 -

وَسِتُّ الفُقَهَاءِ بِنْتُ الزَّيْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ المَقْدِسِيَّةُ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 152)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامٍ (328)، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكِ وَالِدِهَا: أَحمَدَ (ت: 641 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أخَاهَا: عَبدَ الرَّحْمَنِ (ت: 689 هـ) وسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكِ أُخْتِهَا: زَيْنَبُ (ت:؟) وَابْنَةِ أَخِيْهَا: زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَهَا ذِكْرٌ وَأَخْبَارٌ.

826 -

وَعبْدُ العَزْيْزِ بْنُ نَصْرِ بْن أَبِي الفَرَجِ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ، ابْنُ الحَافِظِ أَبِي الفُتُوْحِ بْنِ الحُصْرِيِّ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ نَصْرًا (ت: 619 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَعَبْدُ العَزِيْزِ

ص: 229

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هَذَا لَهُ رِوَايَةٌ وَاسِعَةٌ، وَأَخْبَارٌ كَثيْرَة. مِنْهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِي (1/ وَرَقَة: 152)، وَتَارِيخ الإِسْلَامِ (332)، وَالمُنْتَخَب المُخْتَار (114)، وَفِيهِ (الحَضْرَمِيُّ)، تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" فِي (عَزِّ الدِّينِ؟!).

827 -

وَأَخُوْهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ بنِ أَبِي الفَرَجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، ابْنِ الحَافِظِ أَبِي الفُتُوْحِ النَّهَاوَنْدِيُّ المَحْتِدِ البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالمَوْلدِ، الصُّوفِيُّ المَعْرُوفُ بِـ"ابْنِ الحُصَرِيِّ" كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 87) وَقَالَ: "قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ بنِ نَصْرِ بِـ"مَسْجِدِ الدِّكَارَةِ" بِـ"القَرْيَةِ" مِنْ دَارِ الخِلَافَةِ، أَخْبَرَكَ الشَّيخَان أَبُو الفَتْحِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَجَا بْنِ شَاتِيْل، وَأَبُو السَّعَادَاتِ نَصْرُ اللهِ -وَيُدْعَى المُبَارَكَ- بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ المُبَارَكِ بْنِ زُرَيْقٍ القَزَّازُ، قِرَاءَة عَلَيْهِمَا وَأَنْتَ حَاضِرٌ

وَسَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ عِدَّةَ أَجزَاءٍ عَنِ ابْنِ شَاتِيْلٍ حُضُوْرًا مِنْهَا: "جُزْءُ الحَسَنِ ابْنِ عَرَفَةَ"، حَضَرَ فِيْهِ عِنْدَ ابْنِ شَاتِيْلٍ فِي جُمَادَى الأوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَقَالَ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَصْدَرٍ آخَرَ. وَأُخْتَاهُمَا: سِتُّ الأهْلِ (ت: 689 هـ). سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

828 -

وَعَلِى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ عُثْمَانَ بنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجِّى، مِنْ (آلِ المُنَجِّى) الأُسْرَةُ الدِّمَشْقِيَّةُ، المَعَرِّيَّةُ الأصْلِ، التَّنُوْخِيَّة الأُرُوْمَةِ. وَالِدُهُ: أَسْعَدُ (ت: 657 هـ). وَجَدُّهُ: عُثْمَانُ (ت: 641 هـ). وَأَبُو جَدِّهِ أَسْعَدُ وَيُسَمَّى مُحَمَّدًا أَيْضًا (ت: 606 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. وَعَلِيٌّ هَذا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 153)، وَوَصَفَهُ بِـ"الصَّدْرِ، الفَاضِلِ، عَلَاءِ الدِّينِ" وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا، صَالِحًا، مُبَارَكًا، أَمِيْنًا". وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (336): "الرَّئِيْسُ عَلَاءُ الدِّينِ

تُوُفِّيَ وَلَمْ يَبْلُغُ أَرْبَعِيْنَ سَنَة، وَكَانَ فِيهِ حِشْمَةٌ، وَعَقْلٌ، وَتَوَاضُعٌ، وَدِيْنٌ، وَكَانَ صَدِيْقًا لأبِي"، ذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 336)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المنَضَدِ" (1/ 432).

ص: 230

الغَدِ عِنْدَ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ بِـ"الرَّوْضَةِ"، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌465 - أحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن

(1)

بنِ مُحَمَّد

(2)

بنِ أحْمَدَ بنِ مُحَمَّد بنِ قُدَامَةَ

= وَابْنُ مُفلحٍ فِي تَرْجَمَةِ وَلَدِهِ صَدْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 754 هـ)(2/ 479).

829 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ عَطَاءِ اللهِ، الفَقِيهُ، شَمْسُ الدِّيْنِ المِرْدَاوِيُّ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الرَّجُلُ الصَّالِحُ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 154) وَالذَّهَبِى فِي تَارِيخِ الإسْلَامِ (330).

830 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ المُبَارَكِ بْنِ يَحْيَى بنِ المُبَارَكِ بنِ المُخَرِّمِيِّ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ المُبَارَكِ بْنِ يَحْيَى (ت: 664 هـ) عَلَى أَنَّهُ مَجْهُولُ الوَفَاةِ، وَإِنَّ وَفَاتَهُ بَعْدَ سَنَةَ (687 هـ) وَتَحَقَّقْتُ أَنَّ وَفَاتَهُ فِي رَمَضَانِ مِنْ هذِهِ السَّنَةِ كَمَا فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ لِلذَّهَبِيّ (348) تَحْقِيْقِ الدُّكتور عُمَر عَبْد السَّلام تَدمُري وَفِيهِ (المحرمي) هكَذَا دُوْنَ تَقْيِيدٍ وَلَا ضبْطٍ وَلَمْ يُخَرِّجْ المُحَقِّقُ تَرْجَمَتَهُ؟! وَهُوَ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ لابْنِ الفُوَطِيِّ (4/ 244).

(1)

في (ط): "أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد" وَأَحْمَدُ الثَّانِيَة زَائِدَة؟!

(2)

465 - نَجْمُ الدِّينِ بْنُ قُدَامَةَ (651 - 689 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 127)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 336)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 432). وَيُرَاجَعُ: نِهَايَةُ الأرَبِ (31/ 171)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 160)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (356)، وَالعِبَرُ (5/ 360)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (288)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (378)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 46)، وَالبِدَايَةُ وَالنَّهَايَةُ (13/ 319)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 64، 129)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 88)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (1/ 310)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 52)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 385) وَقُضاةُ دِمَشْقَ (273)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (1/ 49، 2/ 33)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (496)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 407)(7/ 712)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ =

ص: 231

المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، [نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ بنُ]

(1)

قَاضِي القُضَاةِ، شَيْخِ الإسْلَامِ، شَمْسِ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بن الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ

(2)

.

وُلِدَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ وَلَمْ يَبْلُغْ أَوَانَ الرِّوَايَةِ. وَتَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِهِ، وَوَلِيَ القَضَاءَ فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ بِإِشَارَتهِ.

قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ خَطِيْبَ "الجَبَلِ"، وَقَاضِيَ القُضَاةِ، وَمُدَرِّسَ أَكْثَرِ المَدَارِسِ، وَشَيْخَ الحَنَابِلَةِ، وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا، سَرِيْعَ الحِفْظِ، جَيِّدَ الفَهْمِ، كَثِيْرَ المَكَارِمِ، شَهْمًا، شُجَاعًا، وَلِيَ القَضَاءَ وَلَمْ يَبْلُغْ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً، فَقَامَ بِهِ أَتَمَّ قِيَامٍ.

وَقَالَ اليُوْنِيْنِيُّ: كَانَتْ لَهُ الخَطَابَةُ بِـ"الجَامِعِ المُظَفِّرِيِّ"، وَالإمَامَةِ بِحَلْقَةِ الحَنَابِلَةِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" وَنَظَرَ أَوْقَافَ الحَنَابلَةِ. وَكَانَ مَشْكُوْرَ السِّيْرَةِ فِي وِلايَتِهِ، وَعِنْدَهُ مَعْرِفَةٌ بِالأحْكَامِ، وَفِقْهُ نَفْسٍ

(3)

، وَفَضِيْلَةٌ، وَمُشَارَكَةٌ فِي كَثيْرٍ مِنَ العُلُوْمِ مِنْ غَيْرِ اسْتِقْلَالٍ، وَكَانَ يَرْكَبُ الخَيْلَ، ويَلْبَسُ السِّلَاحِ، وَيَحْضُرُ الغَزَوَاتِ، وَحَجَّ مِرَارًا.

= الدِّمَشْقِيَّةِ (181). وَزَوْجَتُهُ سِتُّ العَرَبِ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 710 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى. وأَبْنَاؤُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 698 هـ)، وَعَلِيُّ بنُ أحْمَدَ (ت: 627 هـ) وَأحْمَد بْنُ أَحْمَدَ (ت:؟) نَسْتَدْرِكُهُمْ عَلَى المُؤَلِّفِ فِي مَوَاضِعِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

سَاقِطٌ من (ط).

(2)

أَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ، الفَقِيْهُ المَشْهُورُ (ت: 682 هـ)، وَجَدُّهُ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 607 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

(3)

في (أ) و (ط): "نفيس".

ص: 232

وَقَالَ غَيْرُهُ: وَدَرَّسَ بِـ"دَارِ الحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّةِ" بِـ"السَّفْحِ"، وَشَهِدَ فَتْحَ "طَرَابُلُسَ" مَعَ السُّلْطَانِ المَلِكِ المَنْصُوْرِ. وَكَانَ شَابًّا، مَلِيْحًا، مَهْيْبًا، تَامَّ الشَّكْلَ، بِدِيْنًا، لَيْسَ لَهُ مِنَ اللِّحْيَةِ إلَّا شُعَيْرَاتٍ يَسِيْرَةٍ، وَكَانَ مَلِيْحَ السِّيْرَةِ، ذَكِيًّا، مَلِيْحَ الدُّرُوْسِ، لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى الحِفْظِ، وَمُشَارَكَةٌ جَيِّدَةٌ فِي العُلُوْمِ، وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، فَمِنْهُ

(1)

:

آيَاتُ كُتْبِ الغَرَامُ أَدْرُسُهَا

وَعَبْرَتِي لَا أُطِيْقُ أَحْبِسُهَا

لَبِسْتُ ثَوْبَ الضَّنَى عَلَى جَسَدِي

وَحُلَّةُ الصَّبْرِ لَسْتُ أَلْبَسُهَا

وَشَادِنٍ مَا رَمَى بِمُقْلَتِهِ

إِلَّا سَبَى العَالَمِيْنَ نَرْجِسُهَا

فَوَجْهُهُ جَنَّةٌ مُزَخْرَفَةٌ

لكِنْ بِنَبْلِ الجُفُوْنِ يَحْرُسُهَا

وَرِيْقُهُ خَمْرَةٌ مُعَتَّقَةٌ

دَارَتْ عَلَيْنَا مِنْ فِيْهِ أَكْؤُسُهَا

يَا قَمَرًا أَصْبَحَتْ مَلَاحَتُهُ

لَا يَعْتَرِيْهَا عَيْبٌ يُدَنِّسُهَا

صِلْ هَائِمًا إِنْ جَرَتْ مَدَامِعُهُ

تَلْحَقُهَا زَفْرَةٌ تُيَبِّسُهَا

تُوُفِّيَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ثَانِي عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، بِمَنْزِلِهِ بِـ"قَاسِيُوْنَ". وَصُلِّيَ عَلَيْهِ ضَحْوَةَ يَوْمِ الأرْبِعَاءِ خَارِجَ جَامِعِ "الجَبَلِ"، وَحَضَرَهُ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ وَالأُمَرَاءُ، وَالقُضَاةُ، وَالأعْيَانُ، وَدُفِنَ عِنْدَ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ، رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى، وَكَانَ عُمُرُهُ ثَمَانٍ

(2)

وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً.

(1)

الأَبْيَات فِي "تَارِيخِ الإِسْلَامِ" وَغَيْرِهِ.

(2)

في (ط): "ثمانية".

ص: 233

‌466 - عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ أحْمَدَ

(1)

بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الله بنِ سَعْدِ ابن مُفْلِحِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ بنُ الزِّيْنِ.

وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّمَائَةِ بِـ"قَاسِيُوْنَ". وَسَمِعَ بِـ"دِمَشْقَ" مِنَ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنِ مَنْدَوَيْهِ، حُضُوْرًا وَسَمَاعًا مِنِ ابْنِ البَنَّاءِ، وَابْنِ الجُلَاجُلِيِّ، وَابْنِ مُلَاعِبٍ، والشَّيْخِ مُوَفَقِ الدِّيْنِ، وَجَمَاعَةٍ. وَبِـ"بَغْدَادَ" مِنَ الفَتْحِ بنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَالدَّاهِرِيِّ، وَالعَلْثِيِّ، وَالسَّهْرَوَرْدِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَابْنِ بُوْرِانْدَازٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ"حَلَبَ" و"حَرَّانَ" و"المَوْصِلَ"،

(1)

466 - ابْنُ عَبْدِ المَلِكِ المَقْدِسِيُّ (606 - 689 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 80)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 339)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 432). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 164)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثِ الزَّمَانِ (1/ 33)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (372)، وَالعِبَرُ (5/ 362)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (288) وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (378)، والمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (220)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 355)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (136)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (8/ 108)، وَالمُنْتَخَبُ المُخْتَارُ (87)، وَالنُّجوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 386)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (391)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 408) (7/ 713). وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة (358). وَأُخْتُهُ: سِتُّ الفُقَهَاءَ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ (ت: 688 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهَا. وَإِخْوَتُة: "مُحَمَّدٌ"، وَ"عَبْدُ الرَّحِيْمِ"، وَ"يُوْسُفُ"، لَهُمْ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (358، 374، 500، 635).

ص: 234

وَعُنِيَ بالسَّماعِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَأَثْبَتَ لِنَفْسِهِ، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَسْعَدَ بنِ رَوْحٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ الفَاخِرِ، وَزِاهِرٍ الثَّقَفِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.

قَالَ الذَّهبِيُّ: كَانَ فَقِيْهًا، زَاهِدًا، ثِقَةً، نَبِيْلًا

(1)

. وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ مِنْ أُولِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَالصِّدْقِ وَالوَرَعِ. وَحَدَّثَ بالكَثيْرِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ ابنُ نَفِيْسٍ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ جَمَاعَة.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ تَاسِعَ عِشْرِيْنَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتَمَائَةَ، بِـ"السَّفْحِ"، وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِالقُرْبِ مِنْ قَبْرِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، رحمه الله.

467 -

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ -أَعْنِي سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ

(2)

- تُوُفِّيَ مِنْ أَصْحَابِنَا:

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ"، وَكَانَ فَقِيهًا، عَالِمًا، صَالِحًا، ثِقَةً، نَبِيلًا، عَابِدًا، مَهِيْبًا، مُتَيَقِّظًا، وَاسِعَ الرِّوَايَةِ، عَالِيَ الإسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِبَعْضِ مَرْوِيَّاتِهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ كَثيرٌ مِنْهُمْ: ابْنُ الخَبَّازِ، وَأَبُو الحَسَنِ المَوْصِلِيُّ، وَابْنُ العَطَّارِ، وَابْنُ مُسَلَّمٍ، وَابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَابْنُ المُهَنْدِسُ، وَابْنُ أَبِي الفَتحِ. وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَاتُهُ. وَقَالَ فِي "مُعْجَمِهِ المُخْتَص":"وَكَانَ حَمِيْدَ الطَّرِيْقَةِ، صَحِيْحَ الروَايَةِ، كَبِيرَ القَدْرِ وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتَهُ" وَقَالَ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ": "وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَةِ، عَالِيَ الإسْنَادِ، أَجَازَ لَنَا مَرْوِيَاتُهُ".

(2)

لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ تَحْدِيْدَ مَوْلدِهِ، وَلَا ذَكَرَ تَحْدِيدَ يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَفِي "المُقْتَفَى" لِلْبِرْزالِيِّ: وفِي يَوْمِ الأحَدِ الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ تُوُفِّي الشَّيْخُ، الجَلِيْلُ، الفَاضِلُ، العَدْلُ، شَمْسُ الدِّينِ، أَبُو الفَضَائِلِ

ثُمَّ قَالَ: وَمَوْلدُهُ فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَبيْعِ الآخِره سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"رَأْسِ العَيْنِ" كَانَ فِيهِ فَضْلٌ، وَيَنْظِمُ الشِّعْرَ، وَبَاشَرَ نَظَرَ دِيْوَانِ الصَّدَقَاتِ، وَكَانَ يَشْهَدُ تَحْتَ السَّاعَاتِ".

ص: 235

شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو الفضائِل مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّازِقِ

(1)

بنِ رِزْقِ اللهِ الرَّسْعَنِيُّ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ

(2)

، وَكَانَ ابْنُهُ هَذَا فَقِيْهًا، شَاعِرًا، أَدِيْبًا، مُعَدَّلًا. حَدَّثَ عَنِ ابنِ رُوْزَبَةَ، وَابنِ القُبَّيْطِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَذَكَرَ أَبُوْهُ فِي "تَفْسِيْرِهِ" غَيْرَ مَرَّةٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُهُ عَنْ غَوَامِضٍ فِي التَّفْسِيْرِ، وَيَتَكَلَّمُ فِيْهِ بِكَلَامٍ جَيِّدٍ. غَرِقِ بِـ"نَهْرِ الشَّرِيْعَةِ"

(3)

مِنَ "الغَوْرِ" فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ. وَكَانَ أَحَدَ الشُّهُوْدِ بِـ"دِمَشْقَ"،

(1)

467 - شَمْسُ الدِّين بْنُ المُحَدِّثِ (621 - 689 هـ):

أَخْبَارُه فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 456)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 338)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضدِ" (1/ 432). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 159)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثِ الزَّمَان (1/ 25)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (387)، وَالعِبَرُ (5/ 364)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 251)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (3/ 399)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة 102)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 134)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 158)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 760)، وَالنُّوْرُ السَّافِر (112)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 410)(7/ 716).

(2)

ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: عَبْدَ الرَّازِقِ (ت: 661 هـ). أَمَّا أَخُوْهُ: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 695 هـ) فَحَنَفِيُّ المَذْهَبِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي حَاشِيَةِ تَرْجَمَةِ أَبِيهِ، وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكِ أُخْتهِ: سِتٌّ الفُقَهَاءِ أَمَةِ الرَّحْمَنِ (ت: 695 هـ) وَوَلَدُهُ: نَصِيْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ (ت: 692 هـ) فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى.

(3)

نَهْرُ الشَّرِيْعَةِ هُوَ القِسْمُ الشَّمَالِيُّ مِنْ نَهْرِ الأرْدُنَ. قَالَ القُطْبُ اليُونِيْنِيُّ: "اجْتَمَعْتُ بِهِ هُنَاكَ بـ"القَاهِرَةِ" غَيْرَ مَرَّةِ، وَكَانَ يترَدَّدُ إِلَى شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ السَّلْعُوْس وَيَمْدَحُهُ قَبْلَ إِفْضاءِ الوِزَارَةِ إِلَيْهِ، وَلَمَّا طَالَ مَقَامهُ بِـ"القَاهِرَةِ" وَشُنِّعَ بِمَوْتهِ، وَاشْتُهِرَ ذَلِكَ بِـ"دِمَشْقَ" أَرَادَ السَّفَرَ، فَسُرِقَ حَمَارُهُ وَمَا عَلَيْهِ فِي الطَّرِيْقِ، فرَجَعَ إِلَى "القَاهِرَةِ" شَاكِيًا فَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ مَقْصُوْدٌ، فَخَرَجَ مُتَوَجِّهًا إِلَى "دِمَشْقَ" فَأَتَى يَسْقِي فَرَسَهُ مِنَ "الشَّرِيْعَةِ" فَغَرِقَ وَلَمْ يَظْهَرْ لَهُ خَبَرٌ، وَوَصَلَ فَرَسُهُ وَقُمَاشُهُ إِلَى "دِمَشْقَ".

ص: 236

وَيَؤُمُّ بِـ"مَسْجِدِ الرَّمَّاحِيْنَ"

(1)

. وَمِنْ شَعْرِهِ:

وَلَوْ أَنَّ إِنْسَانًا يُبَلِّغُ لَوْعَتِي

وَوُجْدِي وَأَشْجَانِي إِلَى ذلِكَ الرَّشَا

لأسْكَنْتُهُ عَيْنِيْ وَلَمْ أَرْضَهَا لَهُ

وَلَوْلَا لَهِيْبُ القَلْبِ أَسْكَنتهُ الحَشَا

وَلَهُ:

أآيِسُ مِنْ بِرٍّ وَجُوْدُكَ وَاصلٌ

إِلَى كُلِّ مَخْلُوْقٍ وَأَنْتَ كَرِيْمُ

وَأَجْزَعُ مِنْ ذَنْبٍ وَعَفْوُكَ شَامِلٌ

لِكُلِّ الوَرَى طُرًّا وَأَنْتَ رَحِيْمُ

وَأُجْهَدُ فِي تَدْبِيْرِ حَالِي جَهَالَةً

وَأَنْتَ بِتَدْبِيْرِ الأَنَامِ حَكِيْمُ

وَأَشْكُو إِلَى نَعْمَاكَ ذُلِّي وَحَاجَتِي

وَأَنْتَ بِحَالِي يَا عَزِيْزُ عَلِيْمُ

468 -

وَتُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَيْضًا: شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ الله

(2)

مُحَمَّدُ بنُ

(1)

هُنَاكَ مَسْجِدَان كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُسَمَّى "مَسْجِدَ الرَّمَّاحِيْنَ" ذَكَرَهُمَا ابْنُ عَبْدِ الهَادِي فِي ثِمَارِ المَقَاصِدِ (62، 63) قَالَ: "الرَّابِعُ وَالعُشْرُونَ مَسْجِدُ الطرَائِفِيِّيْنَ؛ يُعْرَفُ الآنَ بِـ"الرَّمَّاحِيِّينَ" فِي سُوْقِ السَّرَّاجِيْنَ سَفل، لَهُ إِمَامٌ وَمُؤَذنٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ شَدَّادٍ". يُرَاجِعُ: الأعلاق الخَطِيْرَةِ لاِبْنِ شَدَّادٍ (مَدِيْنَةِ دِمَشْقَ)(95)، وَالثَّانِي ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الهَادِي أَيْضًا فِي ثِمَارِ المَقَاصِدِ (63) قَالَ:"الثَّلَاثُونَ" مَسْجِدُ الجَلَّادِيْنَ يُعْرَفُ بِـ"مَسْجدِ الرَّمًاحِينَ" كَبِيرٌ، سَفل، لَهُ إِمَامٌ، وَمُؤَذِّنٌ، وَوَقْفٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ شَدَّادِ أَيْضًا، يُرَاجِعُ الأعلَاقِ الخَطِيْرَةِ (مَدِيْنَةِ دِمَشْقَ)(96)، وَذَكَرَ المُحَقَقُ فِي هَامِشِ ثِمَارِ المَقَاصِدِ عَنْ (413) نَقْلًا عَنِ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ فِي سَنَةِ (736 هـ) فِي نُصْفِ رَمَضَانَ جُعِلَ مَسْجِدُ الرَّمَّاحِيْنَ لِلْشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ أَخِي الإِمَامِ تَقِيِّ الدِّينِ، وَجُعِلَ فِيهِ إِمَامًا

".

(2)

455 - شَمْسُ الدِّينِ بْنُ هُبَيْرَةَ (607 - 689 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 540)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 339)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" =

ص: 237

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1/ 433). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 158)، وَتَارِيْخُ الإسْلَامِ (390)، وَالمُقفَّى الكَبِيْر لِلْمَقْرِيْزِيِّ (7/ 442)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 410)(7/ 716). ابْنُ هُبَيْرَةَ هَذَا مِنْ بَيْتِ عِلْمٍ مَشْهُورِ، وَالِدُهُ يَحْيَى لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ، وَجَدُّهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 609 هـ) تَقَدَّمَ فِي اسْتِدْرَاكِنَا، وَأَبُو جَدِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (ت: 561) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ عَمِّهِ مَكَى بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 567 هـ)، وَجَدُّ جَدِّهِ الإِمَامُ الوَزِيْرُ المَشْهُوْرُ، العَالِمُ، العَادِلُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ، عَوْنُ الدِّيْنِ (ت: 560 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ البِرْزَالِيُّ: "وَفِي يَوْمِ الخَمِيْسِ رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الصَّدْرُ، شَمْسُ الدِّينِ

وَمَوْلدُهُ فِي لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ ثَامِنَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبع وَسِتِّمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ"

قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِـ"بَلْبِيْسَ" أَرْبَعَةَ أَجْزَاءِ

وَهُوَ مِنْ بَيْتٍ مَشْهُوْرٍ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ (689 هـ):

831 -

أحْمَد بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَيَّاشٍ الصَّالِحِيُّ، أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 161)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (356). مِنْ أُسْرَة عِلْمِيَّةِ دِمَشْقِيَّةٍ حَنْبَلِية مَشْهُوْرَةِ، وَعَمُّهُ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 695 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

832 -

وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِعْمَةِ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ، مُؤَذِّنُ "المَدْرَسَةِ النُّوْرِيةِ" كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (359)، وَقَالَ: "أَخُو المُوَفَّقِ الشَّاهِدِ

رَوَى عَنِ ابْنِ المُقَيَّرِ

وَكَانَ شَيْخًا، ظَرِيْفًا، بِزِيِّ الفُقَهَاءِ". وَفِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 159) "وَهُوَ أَخُو المُوَفَّقِ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدِ القَصِيْرِ الحَنْبَلِيِّ".

أقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: أَخُوهُ مُحَمَّدٌ الشَّاهِدُ (ت: 699 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

833 -

وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مِنْهَالٍ، الخَطِيْبُ الزَّاهِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ اليُوْنِيْنِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِى فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (1/ 349)، وَقَالَ: شَيْخٌ =

ص: 238

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= خَيِّرٌ، مُتَعَبِّدٌ يَخْطُبُ بِقَرْيَةِ "عَمَشْكَا".

834 -

وَحَسَّانُ بْنُ سُلْطَانَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مِنْهَالِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ عِيْسَى، الفَقِيْهُ، عِمَادُ الدِّينِ اليُوْنِيْنِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 157)، وَتَارِيخُ الإسْلَامِ (367).

835 -

وَسِتُّ الأهْلِ بِنْتُ الحَافِظِ أَبي الفُتُوْحِ نَصْرِ بْنِ أَبِي الفَرَجِ بْنِ عَلِيِّ الحُصْرِيِّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْهَا أَبُو العَلَاءِ الفَرَضِيُّ، تُوُفّيَتْ بِـ"القَاهِرَةِ". أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 156)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (368)، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا: أَبَا الفُتُوْحِ نَصْرًا: (ت: 618 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَاسْتَدْرَكْنَا أَخَوَيْهَا:(مُحَمَّدًا) وَ (عبْدَ العَزِيْزِ) فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (688 هـ).

836 -

وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ عَبْدِ القَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ محَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، رَضِيُّ الدِّينِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 159)، وَقَالَ:" .. وَلَمْ يُحَدِّثْ وَهُوَ أَخُو عَبْدِ المَلِكِ".

أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: أَخُوْهُ: عَبْدِ المَلِكِ (ت: 720 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَوَالِدُهُ: عَبْدُ القَاهِرِ (ت: 671 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ، وَجَدُّهُ: عَبْدُ الغَنِى (ت: 639 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ: الإمَامُ فَخْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ (ت: 622 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

837 -

وَعبْدُ اللهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي. فِي المَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 21).

838 -

وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، جَدُّهُ: عَبْدُ اللهِ، شَرَفُ الدِّينِ (ت: 643 هـ) وَوَالِدُهُ لَمْ أَجِدْ لَهُ ذِكْرًا، أَمَا هُوَ فَذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 157)، وَقَالَ: "وَكَانَ شَابًّا حَسَنًا، سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبدِ الدَّائِمِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ صَدِيْقًا لِلْقَاضِي نَجْمِ الدِّينِ الحَنْبَلِيِّ

وَمَاتَ القَاضِي بَعْدَهُ بِأَرْبَعةِ أَيَّامٍ". وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في تَارِيْخِ الإسْلَامِ (732)، وَقَالَ: "فَخْرُ الدِّيْنِ سِبْطُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ، سَمعَ الكَثيْرَ، وَتَفَفهَ، وَمَاتَ شَابًّا". أقولُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: القَاضِي نَجْمُ الدِّيْنِ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ، هُوَ القَاضِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ =

ص: 239

عَوْنِ الدِّيْنِ يَحْيَى بنِ شَمْسِ الدِّيْنِ عَلِيِّ بنِ عَزِّ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ الوَزِيْرِ عَوْنِ الدِّيْنِ يَحْيَى ابنِ هُبَيْرَةَ، نَزِيْلُ "بَلْبِيْسَ" بِهَا، وَكَانَ نَاظِرًا عَلَى دِيْوَانِهَا. حَدَّثَ عَنِ الدَّاهِرِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ. سَمِعَ مِنْهُ الحَارِثِيُّ، وَالمِزِّيُّ، وَالقُطْبُ عَبْدُ الكَرِيْمِ، وَالبِرْزَالِيُّ، والفَرَضِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ فَاضِلًا، وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ.

= ابْنُ أَبِي عُمَرَ (ت: 682 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" فِي "فَخْرِ الدِّيْنِ"؟!.

839 -

وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ اللهِ الصُّوَّرِيُّ الخَابُوْرِيُّ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الضَّرِيْرُ، الأُطْرُوْشُ

كذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 160)، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ وَرَقَة: 98)، وَقَالَ:"الصُّوَّرِيُّ: بِفَتْحِ الوَاوِ وَتَثْدِيْدِهَا، نِسْبَةً إِلَى بَلَدٍ عَلَى شَطِّ "الخَابُوْرِ" مِنْ عَمَلِ "قَرْقِيْسيَا" أَنْشَدَنَا بِـ"حَلَبَ" لِبَعْضِهِمْ:

سَرَى طَيْفُ مَنْ أَهْواهُ سَيْرًا فَأَحْيَانِي

وَأَدْهَشَ عَقْلِي ثُمَّ سِرِّي وَجِثْمَانِي

وَمِنْ عَجَبِ الأشْيَاءِ طَيُّ مُبَرْقَعٍ

يَمِيْسُ بِأَعْطَافٍ وَيرْنُو بِأَجْفَانِ

فَمَسْكِنُهُ بَيْنَ التَّرَائِبِ وَالحَشَا

فَوَا عَجَبًا مِنْ رَوْضَةٍ وَسْطَ نِيْرَانِ

لَقَدْ صَارَ قَلْبِي قَابِلًا كُلَّ صُوْرَة

وَدَيْرًا لِرُهْبَانٍ وَمَرْعًى لِغَزْلَانِ

وَبَيْتًا لأوْثَانٍ وَلُعْبَةَ طَائِفٍ

وَأَلْوَاحَ تَوْرَاةٍ وَمُصْحَفَ قُرْآنِ

سَمَعَ عَلِيٌّ هَذَا بِقِرَاءَةِ الشَّيْخِ الحَافِظِ أَبِي الحَجَّاجِ يُوْسُفَ بْنِ خَلِيْلٍ كَثيْرًا. وَكَتَبْتُ عَنْهُ هَذِهِ الأبْيَاتِ لِغَرَابَةِ نِسْبَتِهِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ فِي تَكْمِلَةِ إِكْمَالِ الإِكْمَالِ (244)، وَاسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي الأوْرَاقِ المُرْفَقَةِ بِنُسْخَةِ (أ)، عَنْ "مُشْتَبَهِ النسْبَةِ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِى، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ فِي "المُشْتَبَهِ" كَمَا فِي تَبْصِيْرِ المُنْتَبَهِ (3/ 850)، وَتَوْضِيْحِ المُشْتَبَهِ (5/ 443)، وَنَقَلَهَا الشَّيْخُ بَامَخْرَمَةَ فِي كِتَابِهِ النِّسْبَةِ إِلَى المَوَاضِعِ (وَرَقَة: 252).

ص: 240

‌469 - عَلِيُّ بنُ أحْمَدَ

(1)

بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ، المَقْدِسِيُّ الصَّالِحِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ،

مُسْنِدُ الوَقْتِ، فَخْرُ الدِّيْنِ

(1)

469 - ابْنُ البُخَارِيِّ المَقْدِسِيُّ: (595 - 690 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأرْشَدِ (2/ 210)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 340)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 433). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (2/ 85)، وَمَجْمَعُ الآدَابِ (3/ 69)، ومُعْجَمُ ابنِ جَمَاعَةَ (1/ 433)، والمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 171) وَتَرْجَمَتُهُ فِيهِ حَافِلَةٌ، وَتَارِيخُ حَوَادِثِ الزَّمَانِ (1/ 69)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (422)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 13)، وَالمُعْجَمُ المُخْتصُّ (159)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (220)، وَالعِبَرُ (5/ 368)، وَالإشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (378)، وَالإعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (288)، وَدُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 192)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 324)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 144)، وَدُرَّةُ الأسْلَاكِ (1/ وَرَقَة 107)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 520)، وَذَيل التَّقْيِيْدِ (2/ 178)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 2/ 776)، والنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 32)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 449)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (387)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (3/ 215)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 414) (7/ 723). وَالِدُهُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ"البُخَارِيِّ"(ت: 623 هـ) وَعَمُّهُ الحَافِظُ المَشْهُورُ: ضِيَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 643 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَأَخُوْهُمَا: عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت:؟) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَخَوَاهُ هُوَ: (أَبُو بَكْرٍ) وَ (مُحَمَّدٌ) لَهُمَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة (240، 500) وَاشْتُهِرَ لاِبْنِ البُخَارِيِّ مِنَ الوَلَدِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي (ت: 726 هـ). وَحَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَلِي (ت: 727 هـ). وَحَفِيْدَتَيْهِ: سِتُّ العَرَبِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِي (ت: 767 هـ) وَأُخْتُهَا فَاطِمَةُ (ت: 740 هـ).

ص: 241

أَبُو الحَسَنِ بنُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ البُخَارِيِّ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ، وَعَمِّهِ الحَافِظِ الضِّيَاءِ.

وُلِدَ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، أَوْ أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ. سَمِعَ بِـ"دِمَشْقَ" مِنِ ابنِ طِبَرْزَدٍ، وَحَنْبَل، وَأَبي المَحَاسِنِ بنِ كَامِلٍ، وَأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنِ الزَّنِفِ

(1)

، والخَضِرِ بنِ كَامِلٍ، وَابْنِ مُلَاعِبٍ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ طَاوُوسٍ وَأَبِي الفَضْلِ بنِ سَيِّدِهِمْ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ المُنَجَّى، وَأَخِيْهِ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَأَخِيْهِ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ"القُدْسِ" مِنْ أَبي عَلِيٍّ الإِوَقِيِّ، وَبِـ"مِصْرَ" مِنْ أَبِي البَرَكَاتِ بنِ الحُبَابِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الرَّدَادِ، وَبـ"الإسْكَنْدَرِيَّة" مِنْ جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَظَافِرِ بنِ شَحْمٍ

(2)

، وَابنِ رَوَاجٍ، وَبِـ"حَلَبَ" مِنِ ابْنِ خَلِيْلٍ الحَافِظِ، وَبِـ"حِمْصَ" مِنْ أَبِيْهِ الشَّمْسِ البُخَارِيِّ الفَقِيْهِ، وَبِـ"بَغْدَادَ" مِنْ عَبْدِ السَّلَامِ الدَّاهِرِيِّ، وَعُمَرَ ابنِ كَرَمٍ. وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَسَمِعَ كَثيْرًا مِنَ الكُتُبِ الكِبَارِ وَالأجْزَاءِ، وَاستَجَازَ لَهُ عَمُّهُ الحَافِظُ الضِّيَاءُ مِنْ خَلْقٍ، مِنْهُمْ:

(1)

في (ط): "الدَّنِف" وَفِي "تَارِيْخُ الإِسْلَامِ" "

وَأَبِي المَعَالِي مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبِ بنِ الزَّنِفِ" وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ المُتَرْجَم ابْنُ البُخَارِيِّ فِي مَشْيَخَتِهِ (1/ 451) (الشَّيْخُ الثَّامِنُ) قَالَ: سُئِلَ شَيْخُنَا ابْنُ الزَّنفِ عَنْ مَوْلدِهِ فَقَالَ: فِي لَيْلَةِ الأثْنَيْنِ السَّابِعِ وَالعِشْرِيْنِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ بِـ"دِمَشْقَ" وَتُوُفَيَ بِهَا يَوْمَ الأرْبِعَاءِ العِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِمَقَابِرِ "بَابِ الصَّغِيْرِ". أَخْبَارُهُ فِي: التكْمِلَةِ (2/ 184)، وَسِيَر أَعْلَامِ النبلَاءِ (21/ 506).

(2)

في (ط): "ابن سحم".

ص: 242

أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَالكَرَّانِيُّ، وَعَفِيْفَةُ الفَارِقَانِيَّةُ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ، وَأَسْعَدُ العِجْلِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَالمُبَارَكُ بنُ المَعْطُوْشِ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ السِّبْطِ وَغَيْرُهُمْ، وَتَفَرَّدَ فِي الدُّنْيَا بِالرِّوَايَةِ العَالِيَةِ. وَتَفَقَّهُ عَلَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "المُقْنِعُ"، وَأَذِنَ لَهُ فِي إِقْرَائِهِ، وَقَرَأَ "مُقَدِّمَةً في النَّحْوِ"، وَصَارَ مُحَدِّثُ الإسلَامِ وَرَاوِيَتُهُ، رَوَى الحَدِيْثَ فَوْقَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَسَمِعَ مِنْهُ الأئِمَّةُ الحُفَّاظُ المُتَقَدِّمُوْنَ، وَقَدْ مَاتُوا قَبْلَهُ بِدَهْرٍ، وَخَرَّجَ لَهُ عَمُّهُ الحَافِظ ضِيَاءُ الدِّيْنِ "جُزْءًا" مِنْ عَوَالِيْهِ، وَحَدَّثَ كَثيْرًا، سَمِعْنَا مِنْ أَصْحَابِهِ.

وَدَكَرَهُ

(1)

عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ"، فَقَالَ: تَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِهِ، وَعَلَى الشَّيْخُ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، قَالَ: وَهُوَ فَاضِلٌ، كَرِيْمُ النَّفْسِ، كَيِّسُ الأخْلَاقِ، حَسَنُ الوَجْهِ، قَاضٍ للحَاجَةِ، كَثيْرُ التَّعَصُّبِ

(2)

، مَحْمُوْدُ السِّيْرَةِ، سَأَلْتُ عَمُّهُ الشَّيْخُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ عَنْهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَصَفَهُ بِالخُلُقِ الجَمِيْلِ، وَالمُرُوْءَةِ التَّامَّةِ.

وَقَالَ الفَرَضِيُّ فِي "مُعْجَمَهِ": كَانَ شَيْخًا، عَالِمًا، فَقِيْهًا، زاهِدًا، عَابِدًا، مُسْنِدًا، مُكْثِرًا، وَقُوْرًا، صَبُوْرًا عَلَى قِرَاءَة الحَدِيْثِ، مُكْرِمًا لِلطَّلَبَةِ، مُلَازِمًا لِبَيْتِهِ، مُوَاظِبًا عَلَى العِبَادَةِ، أَلْحَقَ الأحْفَادَ بِالأجْدَادِ، وَحَدَّثَ نَحْوًا مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَتَفَرَّدَ بالرِّوَايَةِ عَنْ شُيُوْخٍ كَثيْرَةٍ.

(1)

في (ط): "وذكر".

(2)

يَعْنِي لِلْسُّنَّةِ.

ص: 243

وَقَالَ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ

(1)

فِي "تَارِيْخِهِ": انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرِّئَاسَةُ فِي الرِّوَايَةِ، وَقَصَدَهُ المُحَدِّثُوْنَ مِنَ الأقْطَارِ.

وَقَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ

(2)

: كَانَ يَحْفَظُ كَثيْرًا مِنَ الأحَادِيْثِ وَأَلْفَاظِهَا المُشْكِلَةِ، وَكَثيْرًا مِنَ الحِكَايَاتِ وَالنَّوَادِرِ، وَيَرُدُّ عَلَى مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ مَوَاضِعَ، يَدُلُّ رَدُّهُ عَلَى فَضْلٍ وَمُطَالَعَةٍ وَمَعْرِفَةٍ، سَأَلْتُ ابنَ عَبْدِ القَوِيِّ عَنْهُ وَعَنِ ابنِ

(1)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سِبَاع الفَزَارِيُّ، تَاجُ الدِّينِ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ (ت: 690 هـ) المَعْرُوفُ بِـ"الفِرْكَاحِ". أَخْبَارُهُ فِي: طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةَ لِلإِسْنَوِيِّ (2/ 287)، وَمِرْآةِ الجنَانِ (4/ 218)، وَفَوَاتِ الوَفَيَاتِ (2/ 263)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 96)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبرَى (8/ 163)، وَتَارِيخِ الخُلَفَاءِ (487)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 413). قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"جَمَعَ تَارِيخًا مُفِيْدًا، وَصَنَّفَ التَصَانِيْفَ" وَلُقِّبَ الفِرْكَاحَ؛ لأَنَّهُ كَانَ مُفَرْكَحَ السَّاقَيْنِ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي "نُزْهَةِ الألْبَابِ".

(2)

قَالَ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى: "

الشَّيخُ، الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، المُسْنَدُ، الكَبِيْرُ، بَقَيَةُ المَشَايِخ

فَخْرُ الدِّينِ

وَذَكَرَ بَعْضَ شُيُوْخِهِ وَالبُلْدَانَ الَّتِي سَمعَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ:"وَخَرَّجَ لَهُ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ "مَشْيَخَةً" عَنْهُمْ سَمَعَهَا عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ

قَرَأْتُ عَلَيْهِ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" وَ"جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ" وَكِتَابَ "عَمَلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ" لابْنِ السُّنِّيِّ، وَ"مَشْيَخَتَهُ" تَخْرِيْجُ ابْنِ الظَّاهِرِي، وَ"الخُطَبَ النَّبَاتِيَّةَ"، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ "جَامِعَ الخَطِيْبِ". وَ"المَقَامَاتِ الحَرِيْرِيَّةَ" وَ"الزُّهْدَ" لاِبْنِ المُبَارَكِ ""وَمَشْيَخَتَهُ" تَخْرِيجَ ابن بَلَبَانَ وَ"الجَعْدِيَّاتِ" وَ"الغَيْلَانِيَّاتِ" وَ"الدُّعَاءَ" لِلْطَّبَرَانِى، وَ"مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ" وَنَحْوَ الثُّلُثِ الأوَّلِ مِنْ "سُنَنِ البَيْهَقِيِّ" وَ"الشَّمَائِلَ" لِلْتِّرْمِذِيِّ، وَ"فَوَائد تَمَّامٍ

وَالوَقْفَ وَالاِبْتِدَاءِ" لاِبْنِ الأنْبَارِيِّ. وَمِنَ الأجْزَاءِ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَةِ غَيْرِي مَا يَزِيدُ عَلَى خَمْسِمَائَةِ جُزْءٍ

" وَفِي التَّرْجَمَةِ فَوَائِدُ لَمْ أَسْتَطِعُ قِرَاءَتها لِردَاءَةِ التَّصوِيرِ.

ص: 244

عَبْدِ الدَّائِمِ، فَرَجَّحَ فَضِيْلَتَهُ عَلَى فَضِيْلَةِ ابنِ عَبْدِ الدَّائِمِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ فَقِيْهًا، عَارِفًا بِالمَذْهَبِ، فَصِيْحًا، صَادِقَ اللَّهْجَةِ، يَرُدُّ عَلَى الطَّلَبَةِ، مَعَ الوَرَعِ وَالتَّقْوَى، وَالسَّكِيْنةِ وَالجَلَالَةِ. وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ فَقِيْهًا، إِمَامًا، فَاضِلًا، أَدِيْبًا، زَاهِدًا، صَالِحًا، خَيِّرًا، عَدْلًا، مَأْمُوْنًا، وَقَالَ: سَأْلُتُ المِزِّيَّ عَنْهُ فَقَالَ: أَحَدُ المَشَايخِ الأكَابِرِ، وَالأعْيَانِ الأمَاثِلِ، مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ، قَالَ: وَلَا يُعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا حَصَلَ لَهُ مِن الحَظْوَةِ فِي الرِّوَايَةِ فِي هَذِهِ الأزْمَانِ مِثْلَ مَا حَصَلَ لَهُ.

قَالَ شيْخُنَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ: يَنْشَرِحُ صَدْرِي إِذَا أَدْخَلْتُ ابنَ البُخَارِيِّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَدِيْثٍ. وَكَانَ الشَّيْخُ فَخْرُ الدِّيْنِ فِي أَوَّلِ أَمْرِه يَتَعَاطَى السَّفَرَ للتِّجَارَةِ، فَلَمَّا أَسَنَّ لَزِمَ بَيْتَهُ مُتَوَفِّرًا عَلَى العِبَادَةِ والرِّوَايَةِ، وَلَمْ يَتَدَنَّسْ مِنَ الأوْقَافِ بِشَيْءٍ، بَلْ هُوَ وَقَفَ عَلَى مَدْرَسَةِ عَمِّهِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ مِنْ مَالِهِ، حَدَّثَ مِنْ بَعْدِ العِشْرِيْنَ وَالسِّتِّمَائَةِ

(1)

، وَسَمِعَ مِنْهُ الحُفَّاظُ وَالمُتَقَدِّمُوْنَ؛ عُمَرُ بنُ الحَاجبِ -وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةِ- وَالحَافِظُ زكِيُّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ، وَالرَّشِيْدُ العَطَّارُ حَافِظُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، وَتكاثَرَ عَلَيْهِ الطلَبَةُ مِنْ نَحْوِ الخَمْسِيْنَ وَالسِّتِّمَائَةِ، وَازْدَحَمُوا بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ، حَتَى كَانَ يَكُوْنُ لَهُمْ فِي اليَوْمِ الوَاحِدِ

(1)

فِي "تَارِيْخِ الإسْلَامِ": "وَرَوَى الحَدِيْثَ سَبْعِيْنَ سَنَةً، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الحَاجِبِ سَمعَ مِنْهُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَمعَ مِنْهُ الحَافِظَانِ زكِيُّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ، وَرَشِيْدُ الدينِ القُرَشِيُّ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلَاثِيْنَ بِـ"القَاهِرَةِ"، وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَمْسُ الدِّينِ بنُ الكَمَالِ ابْنُ عَمِّهِ كَثِيْرًا منَ الأجْزَاءِ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ".

ص: 245

عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ مَوَاعِيْدَ. وَحَدَّثَ بِبِلَادٍ كَثيْرَةٍ، بـ"دِمَشْقَ"، وَ"مِصْرَ"، وَ"بَغْدَادَ"، وَ"المَوْصِلِ" وَ"تَدْمُرَ" وَ"الرَّحْبةِ" وَ"الحَدِيْثَةِ" وَ"زُرَعَ". وَحَدَّثَ بالغَزَوَاتِ أَيَّامَ المَلِكِ الظَّاهِرِ، وَخَرَّجَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ

(1)

عَلِيِّ بنُ بَلْبَانَ "مَشْيَخَةً" حَدَّثَ بِهَا، سَمِعْنَاهَا مِنْ أَبِي عَبْد الله مُحَمَّدِ بنِ الخَبَّازِ عَنْهُ. وَفِي آخِرِ عُمُرِهِ: خَرَّجَ لَهُ الحَافِظُ ابنُ الظَّاهِرِيِّ "مَشْيَخَة" بِـ"مِصْرَ"، وَأَرْسَلَهَا مَعَ البَرِيْدِ، فَنُوْدِيَ

(2)

لَهِا بِـ"دِمَشْقَ" وَنَوَّهَ

(3)

بِدِكْرِها المُحَدِّثُوْنَ وَالفُقَهَاءِ، وَسَارَعُوا إِلَى سَمَاعِهَا، وَجُمِعَ لَها

(1)

(كَذَا؟) وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِي بْن بَلَبَان المَقْدِسِي (ت: 684 هـ).

(2)

في (ط): "فَفودي" وَمَشْيَخَتُهُ هَذِهِ مَشْهُورَةٌ جِدًّا، رَوَى طَائِفَةٌ مِنْ عَالِي أَحَادِيْثِهَا التُّجِيْبِيُّ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ بْن مَنْصُورٍ المَقْدِسِيِّ عَنِ ابْنِ البُخَارِيِّ، ذَكَرَ ذلِكَ فِي بَرْنَامِجِهِ (243 - 244)، وَنَقَلَ عَنْهَا وَاقْتَبَسَ مِنْهَا ابْنُ فَهْدٍ المَكِّيِّ، عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي مُعْجَمِهِ (82، 92، 119، 136، 138

) كَمَا اقْتَبَسَ مِنْهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" وَابْنُ جَمَاعَةٍ فِي "مَشْيَخَتِهِ"، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ وَغَيرهِمْ مِمَنْ لَوْ ذَكَرْنَاهُمْ لَطَالَ بِنَا الحَدِيْثُ جِدًّا. وَمَشْيَخَتُهُ هَذِهِ هِي المَشْهُورَةِ بَيْنَ العُلَمَاءِ، الَّتِي خَرَّجَهَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الظَّاهِرِيُّ، جَمَالُ الدِّينِ، أَبُو العَبَّاسِ (ت: 696 هـ) ذَكَرَهَا الكَتَّانِى فِي فِهَرْسِ الفَهَارِسِ (2/ 617، 633)، قَالَ:"وَمَشْيَخَتُهُ هَذِهِ فِي مُجَلَّدٍ ضَخْمٍ، رَأَيْتُهَا بِـ"المَشْرِقِ"، وَهِيَ وحْدَهَا تَدُلُّ علَى حِفْظِهِ، وَوَاسِعَ رِوَايَتِهِ". نشرَهَا مُصَوَّرَةً عَلَى مَخْطُوطَتِهَا الأخُ الفَاضِلُ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ العَجْمِي، حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى، وَحَقَّقَهَا الأخُ الفَاضِلُ الدُّكْتُورُ عَوَضُ بْنُ عِتْقِي الحَازِمِيُّ ضِمْنَ رِسَالَتِهِ لِنَيْلِ دَرَجَةِ الدُّكْتُورَاه بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى سَنَةَ (1412 هـ) ثُمَّ نَشَرَهَا فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ فِي دَارِ عَالَمِ الفَوائِدِ سَنَة (1419 هـ).

(3)

في (ط): "ففوه".

ص: 246

صِبْيَانٌ كَثيْرٌ، وَانْتُدِبَ لِقِرَاءَتِهَا الشَّيْخُ شَرَفُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ

(1)

، فَقَرَأَهَا فِي ثَلَاثَةِ مَجَالِسَ، اجْتَمعَ لَهَ فِي المَجْلِسِ الأخِيْرِ أَلْفُ نَفْسٍ أوْ أَكْثَرُ، وَلَمْ يُعْهَدْ فِي هَذِهِ الأزْمَانِ مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَ بِهَا مِرَارًا عَدِيْدَة، وَرَحَلَ إِلَيْهِ الحُفَّاظُ وَالطلَبَةُ مِنَ الأقْطَارِ، وَتَكَاثَرَتْ عَلَيْهِ الإجَازَاتُ مِنْ أَطْرَافِ البِلَادِ، وَلَزِمَهُ المُحَدِّثُوْنَ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: لَا يُدْرَى مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ المَوْصِلِيُّ وَالمِزِّيُّ مِنَ الكُتُبِ وَالأجْزَاءِ. فَأَمَّا البَرْزِالَيُّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَقِرَاءَةِ غَيْرِي ثَلَاثَةً وَعِشْرِيْنَ مُجَلَّدًا، وَأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمَائَةَ جُزْءًا. وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ مِنَ الحُفَّاظِ وَالأكَابِرِ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ دَقِيْقِ العِيْدِ، وَالحَارِثِيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ، والشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ ابنُ الكَمَالِ

(2)

قَرَأَ عَلَيْهِ عِدَّةَ أَجْزَاءَ، وَمَاتَ قَبَلَهُ، والشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بنُ تَيْمِيَّةَ، وَابْنُ جَمَاعَةٍ. وَرَحَلَ إِلَيْهِ أَبُو الفَتْحِ ابنُ سَيِّدِ النَّاسِ

(3)

، فَوَجَدَهُ مَاتَ قَبْلَ وُصُوْلهِ بِيَوْمَيْنِ، فَتَأَلَّمَ لِذلِكَ.

(1)

في "تَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ": "وَأَوَّلُ مَنْ قَرَأَهَا الإِمَامُ العَلَّامَةُ شَرَفُ الدِّينِ الفَزَارِيُّ وَاجْتَمَعَ لِسَمَاعِهَا خَلْقٌ

" وَشَرَفُ الدِّينِ الفَزَارِيُّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سِبَاعٍ (ت: 705 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 94)، وَالنُّجُوْم الزَّاِهرَةِ (8/ 17)، وَالشَّذَرَات (6/ 12).

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ (ت: 688 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كمَا تَقَدَّمَ.

(3)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَقَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ أَبُو الفَتْحِ بْنُ سَيِّدِ النَّاسِ اليَعْمُرِيُّ فَدَخَلَ "دِمَشْقَ" مُسَلِّمًا عَلَى قَاضِي القُضَاةِ شِهَابِ الدِّيْنِ، وَقَالَ: قَدِمْتُ لِلْسَّمَاعِ مِنِ ابْنِ البُخَارِيِّ، فَقَالَ: أَوَّلَ أَمْسٍ دَفَنَاهُ، فتَأَلَّمَ لِمَوْتِهِ

". وَأَبُو الفَتْحِ بْنُ سَيِّدِ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ مُحَمَّدٍ

اليَعْمُرِيُّ الفَقِيْهُ، الشَّافِعِيُّ، المِصْرِيُّ، الأنْدَلُسِيُّ الأصْلِ، الإِشْبِيْلِيُّ

ص: 247

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَهُوَ آخِرُ مَن كَانَ فِي الدُّنْيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ ثِقَاتٍ. قُلْتُ: يُرِيْدُ بِالسَّمَاعِ المُتَّصِلِ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ للدُّنْيَا بَقَاءٌ فَلْيَتَأَخَّرَنَّ أَصْحَاُبهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى إِلَى بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ -يُرِيْدُ لِكَثْرَتِهِمْ- وَكَذَا وَقَعَ، فَإِنَّا نَحْنُ الآنَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ. وَمِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةٌ أَحْيَاءُ. وَآخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ: صَلَاحُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّيْخِ أَبي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ

(1)

، أَقَامَ بِمَدْرَسَةِ جَدِّهِ أَبِي عُمَرَ.

تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، فَمِنْهُ، أَيْ: لابنِ البُخَارِيِّ:

تَكَرَّرَتِ السُّنُوْنُ عَلَيَّ حَتَّى

بَلِيْتُ وَصِرْتُ مِنْ سِقْطِ المَتَاعِ

وَقَلَّ النَّفْعُ عِنْدِي غَيْرَ أَنِّي

أُعَلِّلُ لِلرِّوايَةِ وَالسَّمَاعِ

فَإِنْ يَكُ خَالِصًا فَلَهُ جَزَاءٌ

وَإِنْ يَكُ مَانِعًا فَإِلَى ضَيَاعِ

وَلَهُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

إِلَيْكَ اعْتِذَارِي مِنْ صَلَاتِيَ قَاعِدًا

وَعَجْزِيَ عَنْ سَعْيِ إِلَى الجُمُعَاتِ

وَتَرْكِيْ صَلَاةَ الفَرْضِ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ

تَجَمَّعَ فِيْهِ النَّاسُ لِلصَّلَوَاتِ

فَيَارَبِّ لَا تَمْقُتْ صَلَاتِي وَنَجِّنِي

مِنَ النَّارِ وَاصْفَحْ لِي عَنِ الهَفَوَاتِ

= (ت: 734 هـ). أَخْبَارُهُ فِي المُعْجَمِ المُخْتَصِّ (260)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى (9/ 268)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 208).

(1)

توُفِّيَ صَلَاحُ الدِّينِ بْنُ أَبِي عُمَرَ سَنَةَ (780 هـ) وَفِي السَّنَةِ نَفْسِهَا تُوُفِّيَ مِن تَلَامِيذِهِ مُحَمَّدُ ابنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ العُرْضِيِّ، وَبَعْدَ السَّبْعِيْنَ تُوُفِّيَ مِنْ تَلَامِيذِهِ عُمَرُ بْنُ حَسَنِ ابْنِ مَزْيَدِ بْنِ أُمَيْلَةَ (ت: 778 هـ).

ص: 248

وَلَهُ أَيْضًا رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

أَتتكَ مُقَدِّمَاتُ المَوْتِ تَسْعَى

وَقَلْبُكَ غَافِلٌ عَنْهَا وَسَاهِي

فَجِدَّ فَقَدْ دَنَتْ مِنْكَ المَنَايَا

وَدع عَنْكَ التَّشَاغُلَ بِالمَلَاهِي

فَلَا تَأْمَنْ لِمَكْرِ اللهِ وَاحْذَرْ

وَكُنْ مُتَقَاصِرًا عِنْدَ التَّنَاهِي

فَكَمْ مِمَّنْ يُسَاقُ إِلَى جَحِيْمٍ

صَحَائِفُهُ مُسَوَّدَةٌ كَمَا هِي

وَلَيْسَ كَمَنْ يُسَاقُ إِلَى نَعِيْمٍ .. . وَجَنَاتٍ مُزَخْرَفَةٍ زَوَاهِي

فَلَا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنِّ سُوْءٍ

فَحُسْنُ الظَّنِّ جِدٌّ غَيْرُ وَاهِي

وَلَهُ:

أَتَاكَ المَوْتُ يَا وَلَدَ البُخَارِيْ

فَقَدِّمْ صَالِحًا وَاسْمَحْ وَدَارِي

وَأَيْقِنْ أَنَّ يَوْمَ البَعْثِ يَأْتِي

فَيُؤخَذَ بِالصِّغَارِ وَبِالكِبَارِ

كَأَنَّكَ فَوْقَ نَعْشِكَ مُسْتَقِرٌّ

وَتَحْمِلُكَ الرِّجَالُ إِلَى الصَّحَارِي

وَتُنْزَلُ مُفْرَدًا فِي قَعْرِ لَحْدٍ

وَيُحْثَى التُّرْبُ فَوْقَكَ بِالمَدَارِي

فَلَا وَالله مَا يَنْفَعْكَ شَيْءٌ

تَخَلَّفَ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ عَقَارِ

بَلَى إِنْ كُنْتَ تترُكُهُ حَبِيْسًا

عَلَى الفُقَرَاءِ أَطْرَافَ النَّهَارِ

لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَعْفُوْ وَيَغْفِرْ

(1)

لِمَا أَسْلَفْتَ يَا وَلَدَ البُخَارِي

سَمِعْنَا الكَثِيْرَ مِنْ خَلْقٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.

وَتُوُفِّيَ رضي الله عنه ضُحَى يَوْمِ الأرْبِعَاءِ ثَانِي شَهْرِ رَبِيع الآخِرِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَقْتَ الظُّهْرِ بِـ"الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ"،

(1)

الأصْل: "أَنْ يَعْفُوَ وَيَغْفِرَ" لكِنَّهُ جَزَمَهَا لإقَامَةِ الوَزْنِ.

ص: 249

وَدُفِنَ عِنْدَ وَالِدِهِ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ"، وَكَانَتْ لَهُ جِنَازَةٌ مَشْهُوْدَةٌ، شَهِدَهَا القُضَاةُ، والأُمَرَاءُ، وَالأعْيَانُ، وَخَلْق كَثِيْرٌ، رَحِمَهُ اللهُ تعَالَى

(1)

.

(1)

وَفِيهِ يَقُولُ الشَّيْخُ عَلَاءُ الدِّينِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُظَفَّرٍ الكِنْدِيُّ الوَدَاعِيُّ:

أَلَا قُلْ لِطُلَّابِ الحَدِيثِ دَعُوا السُّرَى

وَأَلْقُوا عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيَّمِ

أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ البُخَارِيِّ قَدْ قَضَى

وَأَجْرَى عَلَيْهِ دَمْعَهُ كُلُّ مُسْلِمٍ

كَذَا قَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ فِي "تَذْكِرَةِ النَّبِيْهِ" وَالشَّيْخُ عَلَاءُ الدِّيْنِ المَذْكُوْرُ (ت: 716 هـ) لَهُ أَخْبَارٌ فِي: فَوَاتِ الوَفَيَاتِ (2/ 173)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةُ (3/ 204). وَغَيْرِهِمَا.

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (690 هـ).

840 -

عَبْدُ الوَليُّ بْنُ أبِي مُحَمَّدِ بْنِ خَوْلَانَ بْنِ عَبدِ البَاقِي البَعْلَبَكِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (421)، وَقَالَ:"عَدْلٌ، مُتَمَيِّزٌ، صَالحٌ، خَيِّرٌ، كَثِيرُ المَكَارِمِ .. حَدَّثَ عَنِ البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرهِ". وَيُرَاجَعُ المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 177) وَفِي "تَارِيخِ الإسْلَامِ" تحقيق عُمر عَبد السَّلام تدمري قَالَ: "قَالَ وَالِدُهُ شَيْخُنَا أَمِيْنُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ

" كَذَا؟! وَالصَّوَابُ: "قَالَ: وَلَدُهُ" وَوَلَدُهُ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيِّ فِي مُعْجَمِ الشُيُوخِ (2/ 227)، فَقَالَ: "مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَالِيِّ بْنِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ خَوْلَانَ

أَمِيْنُ الدِّيْنِ" (ت: 701 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

841 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المُؤمنِ بْنِ أبِي الفَتْحِ، شَمْسُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ، المَقْدِسِيُّ، ابْنُ عَمِّهِ شَيْخِنَا التَّقِيِّ أَحْمَدَ، كَذَا فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (436)، وَالصَّحِيْحُ أَنَ أَحْمَدَ المَذْكُورَ هُوَ ابْنُ أَخِيْهِ لَا ابْنُ عَمِّهِ؟! فَهُوَ أَحْمَدَ: بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ تَقِيُّ الدِّينِ كَذَا رَفَعَ نَسَبَهُ الحَافِظُ نَفْسُهُ فِي مُعْجَمِ شيُوخِهِ (1/ 61)، وَذَيْلِ تَارِيخِ الإسْلَامِ (15)، وَوَالِدُ أَحْمَدَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ (ت: 657 هـ). أَخُو مُحَمَّدٍ المَذْكُورِ هُنَا، وَأَخُوْهُمَا عَبْدُ اللهِ (ت: 657 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "سَمِعَ مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَهُوَ =

ص: 250

‌470 - إبْراهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ أَحْمَدَ بنِ المَعَرِّيِّ

(1)

، البَعْلِيُّ

(2)

، الفَقِيْهُ،

= آخِرُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ،

وَتَفَقَّهَ، وَكَتَبَ الخَط المَنْسُوْبَ، وَنَسَخَ بِخَطَهِ الكُتُبُ، وَرَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ"

وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الشُّيُوْخِ المُسْنِدِيْنَ فِي زَمَانِهِ، أَكْثَرَ عَنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ العَطَّارِ، وَابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ وَجَمَاعَةٌ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 180) وَالعِبَرِ (5/ 370)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 168)، وَالمُقَفى الكَبِيْرِ (6/ 148)، وَمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (189)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (8/ 33)، وَالشَّذَرَات (5/ 417). وَلَهُ ذِكرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (541، 570). وَتُوُفِّيَ الكِنْدِيُّ سَنَةَ (613 هـ).

(1)

كُرِّرَتْ اللَّفْظَةُ مَرَّتَيْنِ فِي (ط).

(2)

470 - ابْنُ المَعرِّي البَعْلِيُّ (609 - 691 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 86)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 343)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 435). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 191)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (111)، وَالعِبَرُ (5/ 371)، وَمَشْيَخَةُ عَبْدِ القَادِرِ اليُونِيْنِي (ورَقَة: 32)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 430)، وَالدِّيبَاجُ لِلْخُتَّلِي (126)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 418)(7/ 729)، وَفِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (218)، ذَكَرَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ جُوْسَلِيْنَ البَعْلِيَّ (ت: 681 هـ) وَذَكَرَ مَعَهُ أَخَوَيْهِ لأُمِّهِ إِبْرَاهِيْمَ البَعْلِيَّ هَذَا، وَأَخَاهُ "أَحْمَدَ"، كَمَا ذَكَرَ أَخَاهُمَا "مُحَمَّدًا"، وَلَا أَدْرِي هَلْ مُحَمَّدٌ شَقِيْقُهَا فَيَكُوْنُ أَخًا لإبْرَاهِيْمَ أَيْضًا؟ وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ (إِسْمَاعِيْلَ) فِي مَوْضِعِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ ابْنَهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 672 هـ) وَيُلَاحَظُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ أَبِيهِ. وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ مَوْلدَهُ فَقَالَ: "وَمَوْلدُهُ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ تَاسِعَ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَعْلَبَك" وَكَانَ قَدْ قَرَأَ "المُقْنِعَ" وَتَفَقَّهَ، وَقَالَ

: لَا أَعْلَمُ أَنَي فَعَلْتُ كَبِيْرَةً قَطٌ. قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي "بَعْلَبَك""جُزْءَ البَانِيَاسِيِّ". وَ

غَيْرُ ذلِكَ". وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: قَرأْتُ تَرْجَمَتَهُ بِخَطِّ شَيْخِنَا أَمِيْنُ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ خَوْلَان: زكِيُّ الدِّينِ، أَبُو إسْحَاقَ، =

ص: 251

الزَّاهِدُ، العَابِدُ، زكِي الدِّيْنِ، أَبُو إِسْحَاقَ. حَضَرَ عَلَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ. وَسَمِعَ مِنَ البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرِهِ. وَتَفَقَّهَ وَحَفِظَ "المُقْنِعَ". وَكَانَ صَالِحًا، عَالِمًا، عَابِدًا، زَاهِدًا، وَرِعًا، اجْتَمَعَتِ الألْسُنُ عَلَى مَدْحِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ. ذَكَرَهُ ابنُ اليُوْنِيْنِيِّ. وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ البَشَرِ. تُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبْتِ سَابِعِ شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِىسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ"بَعْلَبَكَّ". وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ. وَدُفِنَ بِمقَابِرِ "بَابِ سَطْحَا"

(1)

، وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

= مِنْ أَعْيَانِ العُدُوْلِ وَالعُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ صَحِبَ الفَقِيهَ اليُونِيْنِيَّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "المُقْنِعَ" وَصَحِبَ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بْنَ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ اليُونِيْنِى، وَالشَّيْخِ عُثْمَانَ. وَسَمِعَ الكَثيرَ عَلَى الشَّيْخِ البَهَاءِ، وَابْنِ رَوَاحَةَ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ قَط. وَلَا اشْتَغَلَ بِشَيءٍ مِنَ المَكَاسِبِ، وَكَانَ قَنُوْعًا يَقُوْمُ اللَّيْلَ وَيَصُوْمُ كَثِيرًا

صَحِبْتُهُ قَرِيْبًا مِنْ عَشْرِ سِنِيْنَ كِلَانَا فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ

".

(1)

في (ط): "بَاب بطحا" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، وَبَعْدَهَا فِي المُقْتَفَى:"بِتُرْبَةٍ لَهُمْ".

وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (691 هـ):

842 -

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَحْفُوظِ بْنِ هِلَالٍ الرَّسْعَنِيُّ، سَيْفُ الدِّيْنِ، رَوَى عَنِ الفَخْرِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، وَالمُوَفِّقِ الطَّالَبَانِيِّ، وَالمَجْدِ القَزْوِيْنِي. أَخْبَارُهُ فِي: حَوَادِثِ الزَّمَانِ (1/ 123) وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 180)، وَالعِبَرِ (5/ 368)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (123)، وَالإشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (379)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 414)، مِنْ ذَوِي قَرَابَةِ هِلَالِ ابْنِ مَحْفُوْظِ بْنِ هِلَالي الرَّسْعَنِيِّ (ت: 610 هـ) الَّذِي ذَكَرَه المُؤَلِّفُ الحَافِظُ ابْنُ رَجَب فِي مَوْضِعِهِ؛ وَلَيْسَ المَذْكُوْرُ هُنَا أَخَاهُ؛ لِبُعْدِ مَا بَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا.

843 -

وَأَخُو المَذْكُورِ هُنَا، عَلَى التَّحْقِيق هِلَالُ بنُ مَحْفُوظِ بْنِ هِلَالٍ بَدرُ الدِّينِ الرَّسْعَنِيُّ (ت: بَعْدَ سَنَةِ 689 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (393)، وَقَالَ: "أَخُو =

ص: 252

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سَيْفِ الدِّينِ، شَيْخٌ، مُبَارَكٌ، مُقِيْمٌ، بِـ"مُوتَةَ" فِي مَشْهَدِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ. رَوَى هُنَاكَ عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مِنيْنَا، وَأَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ، سَمِعَ مِنِ ابْنِ المُهَنْدِسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ (689 هـ) وَلَا أعْلَمُ وَفَاتَهُ، وَقَوْلُهُ هُنَا: أَخُو سَيْفَ الدِّينِ يَدُلُّ علَى مَعْرِفَتِهِ بِهِ عَنْ قُرْبٍ، وَقَدْ قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَةِ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ):"وَكَانَ جَارَنَا بِدَرْبِ الأَكْفَانِييْنَ"، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْراكُ يُوْسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 676 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَهُوَ ابْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ المَذْكُورِ هُنَا، تُوُفِّيَ قَبْلَهُ كَمَا تَرَى، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

844 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَطَّافٍ المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 181)، وَتَاريْخِ الإِسْلَامِ (123).

845 -

وَعَبْدُ المُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ بْنَ نَصْرِ بْنِ مَنْصُوْرِ بنِ هِبَةِ اللهِ، نَجْمُ الدِّينِ بْنُ الصَّيْقَلِ الحَرَّانِيُّ، العَدْلُ، نَزِيلُ "الإسْكَنْدَرِيَّةِ" مَوْلدُهُ بِـ"حَرَّانَ" سَنَةَ (608 هـ) وَصَفَهُ البِرْزَالِيُّ بِأنَّهُ "كَانَ مِنَ العُدُوْلِ الأخْيَارِ، وَقَالَ: "قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِـ"الإسْكَنْدَرِيَّة" عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 188)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (124)، وَاسْتَدْرَكَهُ ابنُ حَمِيْدٍ النَّجْدِيُّ عَلَى المُؤَلِّفِ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ. وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلِ فِي تَارِيْخِهِ: "نُزْهَةِ العُيُوْنِ

" (2/ وَرَقَة: 154). وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ: النَّجِيْبِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت: 672 هـ) وَذَكَرْنَا مَنْ عَرَفْنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ هُنَاكَ. وَأَمَّا جَدُّهُ: عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَلِي (ت: 601 هـ) فَذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا تَقَدَّمَ.

846 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بنِ البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ المَقْدِسِيِّ، أُمُّ مُحمَّدٍ، امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ، عَابِدَةٌ، سَخِيَّةٌ، جَلِيْلَةٌ، مِنْ خِيَارِ نِسَاءِ "دَيْرِ الصَّالِحِيَّةِ" وَهِيَ زَوْجَةُ الكَمَالِ أَحْمَدَ بْنِ الكَمَالِ، أُمُّ أَوْلَادِهِ، سَمِعَتْ مِنْ جَدِّهَا، وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ

سَمِعَ منْهَا الطَّلَبَةُ وَالرَّحَّالَةُ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (130)، وَوَالِدُهَا: مُحَمَّدٌ (ت: 643 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَجَدُّهَا: الحَافِظُ البَهَاءُ (ت: 624 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَزَوْجُهَا: أَحْمَدُ الكَمَالُ بْنُ مُحَمَّدِ الكَمَالِ (ت: 693 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ =

ص: 253

‌471 - إِبْرَاهِيْمُ بنُ علِيِّ

(1)

بنِ أَحْمَدَ بنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيُّ، الصَّالِحِيُّ،

الفَقِيْهُ،

= مِنَ الاسْتِدْرَاكِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى، وَوَالِدُهُ مُحَمَّدٌ الكَمَالُ (ت: 688 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَأُخْتُهَا آمِنَةُ (ت: 693 هـ) وسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا.

(1)

471 - تَقِيُّ الدِّينِ الوَاسِطِيُّ (602 - 692 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 231)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 344)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (4351) وَيُرَاجَعُ: المُقتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 200)، وَتَارِيْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (1/ 169)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (148)، وَالعِبَرُ (5/ 375)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (3/ 148)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1477)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلامِ (289)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (380)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (220)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (59)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 143)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 66)، وَتَالِي وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (10)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَارِ (11)، ذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 433)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 169)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 333)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 117)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 162)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 122)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 23)، وَالدَّارِسُ (2/ 83)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (241)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 429)(7/ 733). وَبَيْتُهُ بَيْتُ عِلْمٍ، وَفِقْهٍ، وَرِوَايَةٍ، فَكَانَ وَالِدُهُ: علِيُّ بْنُ أَحمَدَ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيُّ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ (ت: 653 هـ) مَوْلِدُهُ سَنَةَ (576 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَخُوهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (ت: 699 هـ). نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأَخُوهُ أَيْضًا: أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ (ت:؟)، لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ، عَرَفتُهُ مِنْ خِلَالِ تَرْجَمَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ، وَحَفِيْدَيْهِ الآتِيْنَ فِي هَذَا التَّعْلِيْقِ. وَأُخْتُهُ: صَفِيَّةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ (ت: 692 هـ) زَوْجُهَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُؤْمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ وَثَّابٍ الصُّوْرِيُّ (ت: 659 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَبِنْتُهَا مِنْهُ: هَدِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ (ت: 719 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأُخْتُهُ: زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ أُمُّ مُحَمَّدٍ (ت: 695 هـ) وَهِيَ وَالِدَةُ الشَّيخِ =

ص: 254

الزَّاهِدُ، العَابِدُ، شَيْخُ الإسْلَامِ، بَرَكةُ الشَّامِ، قُطْبُ الوَقْتِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو إِسْحَقَ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ بِـ "دِمَشْقَ" مِنِ ابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنِ البَنَّاءِ، وَابْنِ مُلَاعِبٍ، وَابْنِ الجُلَاجُلِيِّ، وَالشَّمْسِ العَطَّارِ السُّلَمِيِّ، وَمُوْسَى بنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَابْنِ أَبِي لُقْمَةَ، وجَمَاعَةٍ آخَرِيْنَ، وَرَحَلَ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ وَالعِلْمِ. وَسَمِعَ بِـ "بَغْدَادَ" مِنَ الشَّيْخِ أَبِي الفَتْحِ بنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَابْنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَالدَّاهِرِيِّ، وَعُمَرَ بنِ كَرَمٍ، وَعَلِيِّ بنِ بُوْرِنْدَاز، والسَّهْرَوَرْدِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرِ بنِ عُفَيْجَةَ، وَأَبِي نَصْرٍ النَّرْسِيِّ،

= شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الهَيجَاءِ الزَّرَّادِ (ت: 726 هـ). وَزَوْجَتُهُ: صَفِيَّةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوَفَّقِ الدِّينِ بْنِ قُدَامَةَ (ت: 682 هـ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي اسْتِدْرَاكِنَا. وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 700 هـ). وَابنُهُ الآخَرُ: عُمَرُ بْنُ إِبْراهِيْمَ (ت:؟). وَبِنْتُهُ: زَيْنَبُ بِنْتُ إِبْرَاهيمَ (ت: 702 هـ) زَوْجَةُ العَدْلِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحمَدَ بْنِ عُمَر المَقْدِسِيُّ، وَالِدُهُ خَطِيْبُ "زَمَلْكَا" (ت: 738 هـ) وَهِيَ أُمُّ أَوْلَادِهِ. وَبِنْتُهُ أَيْضًا: سِتُّ الفُقَهَاءِ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 726 هـ) أُمُّ فَاطِمَةَ، زَوْجَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدُّبَاهِيِّ، ثُمَّ زَوْجَةِ المُحَدِّثِ المَشْهورِ عِيْسَى المَغَارِي (ت: 704 هـ). وَبِنْتُهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ إِبْراهِيْمَ (ت: 705 هـ) زَوْجَةُ شِهَابِ الدِّيْنِ بنِ الشَّرَفِ حَسَنِ (ت: 717 هـ)، وَفَارَقَهَا وَلَمْ تَتَزَوَّجْ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ ابْنَ رَجَبٍ زَوْجَهَا فِي مَوْضِعِهِ. وَبِنْتُهُ: آمِنَةُ (ت: 740 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَسِبْطُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ (ت: 749 هـ). وَابْنُ أَخِيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المُلَقَّبُ "خَارُ اللهِ"(ت: 704 هـ). وَحَفِيْدُ أَخِيْهِ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحمَدَ (ت:؟). وَحَفِيدُ أَخِيْهِ أَيْضًا: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 721 هـ).

ص: 255

وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَخَلْقٍ

(1)

. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ عَلْوَانَ بِـ "حَلَبَ"، وَمِن أَحْمَدَ بنِ سَلَامَةَ النَّجَّارِ بِـ "حَرَّانَ"، وَمَحْمُوْدِ بنِ أَبِي العِزِّ بنِ الشَّطِيْطِيِّ بِـ "المَوْصِلِ"، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ كَثِيْرًا مِنَ الكُتُبِ الكِبَارِ وَالأجْزَاءِ. وَعُنِيَ بالحَدِيْثِ. وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ. وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ جَماعَةٍ مِنَ الأصْبَهَانِيِّينَ وَالبَغْدَادِيِّيْنَ، كَأَسْعَدَ بنِ رَوْحٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ مَعْمَرٍ، وَزَاهِرٍ الثَّقَفِيِّ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَابْنِ سُكَيْنَةَ، وَابْنِ الأخْضَرِ، وَغَيْرِهمْ

(2)

. وَتَفَقَّهَ فِي المَذْهَبِ، وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ بِـ "المَدْرَسَةِ الصَّاحِبِيَّةِ" بِـ "قَاسِيُوْنَ" نَحْوًا مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةٍ، وَبِـ "مَدْرَسَةِ الشَّيْخِ أَبي عُمَرَ". وَوَلِيَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ مَشْيَخَةَ "دَارِ الحَدِيْثِ الظَّاهِرِيَّةِ". وَحَدَّثَ بِهَا مُدَّةً. وَكَانَ مِنْ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ عِلْمًا وَعَمَلًا.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَرَأْتُ بِخَطِّ العَلَّامَةِ كَمَالِ الدِّيْنِ بنِ الزِّمِلْكَانِيِّ

(3)

فِي

(1)

قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: ". . . وَمِنْ "بَغْدَادَ" ابنُ طَبَرْزَدِ، وَابْنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ وَأَبُو البَقَاءِ العُكْبُرِيُّ وَغَيْرِهِمْ

وَقُرِئَ عَلَيْهِ قِطْعَةٌ مِنَ الأَجزَاءِ العَالِيَةِ، وَشَرَعَ فِي [قِرَاءَةِ]"النِّسَائِي"، فَقُرِئَ عَلَيْهِ المُجَلَّدُ الأَوَّلُ مِنَ الكِتَابِ وَخُتِمَ يَوْمَ الخَمِيْسِ، وَكَانَ وَفَاتُهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ رحمه الله وَإِيَانَا. قَرَأْتُ عَلَيْهِ "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" بِكَمَالِهِ وَغَيْرَ ذلِكَ مِنَ الأَجزَاءِ العَالِيَةِ" وَذَكَرَ التَّقِيُّ الفَاسِيُّ فِي "ذَيْلِ التَّقْيِيدِ" أَنَّهُ سَمِعَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ القُبَّيْطِيِّ السِّتَةَ الأَجْزَاءِ الأَوَّلَ مِنْ "سُنَنِ النَّسَائِيِّ"، رِوَايَةَ ابْنِ السُّنِّي، وَآخِرُهَا "بَابُ الجُلُوْسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ" مِنْ هَذَا البَابِ آخِرِ "السُّنَنِ" عَلَى أَبِي مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى السَّرَّاجِ بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ".

(2)

نَقَلَهُ عَنْهُ أَيضًا فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ" وَهُوَ نَفْسُهُ كَلَامُ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ فِي "المُقْتَفَى".

(3)

هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الزَّمَلْكَانِيُّ، كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو المَعَالِي (ت: 727 هـ) أَخْبَارُهُ فِي: المُعْجَمِ المُخْتَصِّ (246)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى (9/ 190)، =

ص: 256

حَقِّهِ: كَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ، لَهُ وَقْعٌ فِي القُلُوْبِ، وَجَلَالَةٌ، مُلَازِمٌ للتَّعَبُّدِ لَيْلًا وَنَهَارًا، قَائِمٌ بِمَا يَعْجَزُ عَنْهُ غَيْرُهُ، مُبَالِغٌ فِي إِنْكَارِ المُنْكَرِ، بَائِعٌ نَفْسَهُ فِيْهِ، لَا يُبَالِي عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، يَعُوْدُ المَرضَى، وَيُشَيِّعُ الجَنَائِزَ، وَيُعَظِّمُ الشَّعَائِرَ وَالحُرُمَاتِ، وَعِنْدَهُ عِلْمٌ جَيِّدٌ، وَفِقْهٌ حَسَنٌ. وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى عَقِيْدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِ، مُثَابِرًا عَلَى السَّعْيِ فِي هِدَايَةِ مَنْ يَرَى فِيْهِ زَيْغًا عَنْهَا. وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

وقَالَ البِرْزَالِيُّ

(1)

: تَفَرَّدَ بعُلُو الإسْنَادِ، وَكَثْرَة الرِّوَايَةِ وَالعِبَادَةِ، وَلَمْ يُخْلَق مِثْلُهُ. قُلْتُ: حَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ

(2)

.

= وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 214)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 74).

(1)

لَمْ يَرِدِ النَّصُّ فِي "المُقْتَفَى"، فَلَعَلَّهُ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ" أَوْ فِي "وَفَيَاتِهِ"؟!.

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "سَأَلْتُ أَبَا الحَجَّاجِ الحَافِظَ المِزِّيَّ عَنْهُ فَقَالَ: أَحَدُ المَشَايِخِ المَشْهُورِيْنَ بِالعِلْمِ وَالعَمَلِ وَالاجْتِهَادِ، وَمَنْ انْتَهَى إِلَيْهِ فِي آخِرِ عُمُرِهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنْ أَقْطَارِ البِلَادِ، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ بِـ "الشَّامِ" وَ"العِرَاقِ". قُلْتُ [القَائِلُ الذَّهَبِيُّ]: سَمِعَ مِنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ، وَقُطْبُ الدِّينِ الحَلَبِيُّ، وَالمِزِّيُّ، وَابْنُهُ، وَالشِّهَابُ بْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَابْنُ المُهَنْدِسِ، وَشَيْخُنَا [شَيْخَ الإِسْلَامِ] بْنُ تَيْمِيَّةَ وَإِخْوَتِهِ، وَالفَخْرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ البَعْلَبَكِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللهِ، وَبَدْرُ الدِّينِ بْنُ غَانِمٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ

وَكَانَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ الفَارُوثِيُّ مَعَ جَلَالَتِهِ وَسِنِّهِ يَمْضِي إِلَيْهِ، وَيَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ رَحِمَهُمَا اللهُ".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفيَاتِ سَنَةِ (692 هـ):

847 -

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى التَّنُوْخِيِّ، الدِّمَشْقِيُّ المَعَرِّيُّ =

ص: 257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأَصْلِ، الفَقِيْهُ، الرَّئِيْسُ، شَمْسُ الدِّينِ، مُدَرِّسُ "المِسْمَارِيَّةِ" مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ، شَهِيرَةٍ، وَالِدُهُ: وَجِيْهُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عُثمَانَ (ت: 701 هـ) وَجَدُّهُ: عُثْمَانُ بْنُ أَسْعَدَ (ت: 641 هـ)، وَأَبُو جَدِّهِ: أَسْعَدُ بْنُ المُنَجَّى (ت: 606 هـ) وَوَلَدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 745 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ، وَحَفِيْدُهُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمَّد (ت: 778 هـ). ذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ فِي "السُّحبِ الوَابِلَةِ". تُوُفِّيَ المُسْتَدْرَكُ هُنَا (أَحْمَدُ بْنُ محَمَّدٍ) قَبْلَ أَبِيهِ كَمَا تَرَى، أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 205)، وَتَارِيخ الإِسْلَامِ لِلْذَّهَبِيِّ (145).

848 -

وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّاهِر بْنِ أَبِي الفَضْلِ، تَقِيُّ الدِّينِ المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، رَوَى عَنِ المُوَفَّقِ، وَالقَزْوِيْنِيِّ، وَالزَّبِيْدِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَرَوَى عَنْهُ المِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ وَجَمَاعَةٌ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (146)، وَهُوَ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 202)، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ. وَيُرَاجَعُ العِبَرُ (5/ 374).

849 -

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جَمِيْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَطَّافٍ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، البَقَّالُ، حَدَّثَ عَنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَابْنِ صَبَاحٍ، وَابْنِ المُقَيَّرِ فِي جَمَاعَةٍ. وَمِنْ مَرْوِيَّاتِهِ:"صَحِيْحُ البُخَارِيِّ"، بِكَمَالِهِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 204)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (150)، قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"قَرَأْتُ عَلَيْهِ "جُزْءَ بَيْبِي". . . وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ الدِّمْيَاطِيِّ. وَلَمْ يَرِدْ فِي نُسْخَتِي مِنْ "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِيِّ".

850 -

وَخَلِيْفَةُ بنُ بَدْرِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَقِيْلٍ المَنْبِجِيُّ، صَارِمُ الدِّينِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (152)، قَالَ:"وَالِدُ المَوْلَى صَارِمِ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدٍ. أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وَلَدُهُ: مَحْمُودٌ (ت: 767 هـ) ذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأَحمَد (5/ 90)، وَمُخْتَصَرهُ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 518). وَإِبْرَاهِيْمُ (ت: 730 هـ) سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. =

ص: 258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 851 - وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيِّ، أُخْتُ الفَقِيْهِ إِبْرَاهِيْمَ الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَهِيَ زَوْجَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُؤْمِنٍ (ت: 659 هـ) الَّذِي سَبَقَ اسْتِدْراكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَوَالِدَةُ بِنْتَيْهِ: عَائِشَةَ (ت:؟) وَهَدِيَّة (ت: 719 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 206)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي العِبَرِ (5/ 376)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (154).

852 -

وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَجَّدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدِ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الصَّحْرَاوِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 195)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (157)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (352)، وَفِيهِ "النَّجْدِيُّ" وَ"الختلى" بَدَلُ "البَجَّدِيُّ الحَنْبَلِيُّ" وَفِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ تَحْقِيْق الدُّكْتُور عُمَر عَبْد السَّلام تَدمُري:"البَحَّدِي"؟!. أَقُوْلُ - وَعَلى اللهِ أَعْتَمِدُ -: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى (بِجَدَ) أَوْ (بَجَّدَ) بِالتَّخْفِيْفِ وَالتَّشْدِيْدِ وَكَسْرِ البَاءِ وَفَتْحِهَا. مِنْ قُرَى "الزَّبَدَانِيِّ".

وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت:؟) فِي مَوْضِعِهِ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ (ت: 722 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ. وَأُسْرَتُهُمْ أُسْرَةُ عِلْمٍ وَرِوَايَةٍ وَفَضْلٍ.

853 -

عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ إِبْرَاهيْمَ بنِ نَصْرِ بْنِ سَعِيْدٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الصَّالِحِيُّ، الدَّقُوْقِيُّ، حَدَّثَ عَنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"وَهُوَ ابنُ أُخْتِ شَيْخِنَا عِزِّ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الفَرَّاءِ، وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ. وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "أَخُو شَيْخِنَا أَحْمَدَ ابْنَا أُخْتِ شَيْخِنَا العِزِّ بنِ الفَرَّاءِ". وَأَرَّخَ البِرْزَالِيُّ وَفَاتَهُ فِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ ثَانِي عَشَرَ شَوَّالٍ.

أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: خَالُهُ: عِزُّ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلُ (ت: 700 هـ) حَنْبَلِيٌّ لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأُسْرَتُهُ أُسْرَةُ عِلْمٍ، وَرِوَايَةٍ، وَفَضْلٍ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 175)، وَأَخُوْهُ: أَحْمَدُ لَمْ يَرِدْ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ المَطْبُوع؟! وَعَرَفْتُ لِلْعِزِّ الفَرَّاءِ أُخْتَيْنِ؛ إِحْدَاهُمَا: فَاطِمَةُ =

ص: 259

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (ت: 717 هـ)، وَلَيْسَتِ وَالِدَةَ المَذْكُوْرِ هُنَا؛ لأَنَّ زَوْجَهَا ابْنُ عَمِّهَا، إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَبِي الحَسَنِ بْن عَمْرٍو

الفَرَّاء (ت: 699 هـ) حَنْبَلِيٌّ نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَالأُخْرَى: صَفِيَّةُ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 309)، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهَا وَالِدَةُ شَيْخَيْهِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَأَحْمَدَ، فَهَلْ هِيَ كَذلِكَ؟! أَوْ وَالِدَتُهُمَا أُخْتٌ لَهُ ثَالِثَةٌ اسْمُهَا (هَدِيَّةُ) لَهَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة:(626)، وَلَمْ أَقِفُ عَلَى أَخْبَارِهَا، فَلَعَلَّهَا أَمُّهُمَا وَلَيْسَت هَذِهِ. وَعَبْد العَزِيْزِ بنُ نَصْرٍ، لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (378)، ونَسَبَهُ الفَرَّاءَ أَيْضًا. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 204)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (159).

854 -

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَيْفُ الدِّينِ بْنُ الرَّضِيِّ المَقْدِسِيُّ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي وَفيَاتِ سَنَةِ (635 هـ) وَيَظْهَرُ أَنَّهُ لَمْ يُرْزَقُ وَلَدًا ذَكَرًا؛ لِذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَوَرِثَهُ أُخْتُهُ وَبَنَاتُهُ".

أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: أُخْتُهُ: خَدِيْجَةُ (ت: 701 هـ)، وَأُخْتُهَا الأُخْرَى زَيْنَبُ (ت:؟)، وَزَوْجَتُهُ: أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ المَقْدِسِيَّةِ (ت: 707 هـ)، وَمن بَنَاتِهِ: سِتُّ العَرَبِ (ت: 734 هـ) وَأَخُوْهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 656 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُ عَلِيٍّ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 204)، وَالعِبَرِ (5/ 376)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (161)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (380)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 197)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 421)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (432)، وَذَكَرَ أَخَوَيْهِ:"إِبْرَاهِيْمَ"، وَ"عِيْسَى"، وَابْنَ عَمِّهِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ. وسِبْطَهُ: مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيْمَ الأَذْرَاعِيَّ الحَنَفِيَّ (ت: 764 هـ).

855 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّازِقِ بْنِ رِزْقِ اللهِ، نَصِيْرُ الدِّيْنِ الرَّسْعَنِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ جَارَنَا، وَكَانَ شَابًّا، مَلِيحًا، سَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ =

ص: 260

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طَبَرْزَدٍ، وَقُتِلَ شَهِيْدًا بِـ "حَوْرَانَ" فِي ذِي الحِجَّةِ، وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةَ". ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: مُحَمَّدًا (ت: 689 هـ)، وَجَدَّهُ: عَبدَ الرَّازِقِ (ت: 661 هـ) فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

856 -

وَلَاقِي اللهِ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 201) قَالَ: "وَفِي يَوْمِ الجُمُعَةِ، رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ تُوُفِّيَ الفَقِيْهُ لَاقِي اللهِ

بِـ "القَاهِرَةِ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ

وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الفُقَهَاءِ الحَنَابِلَةِ لِـ "دِيَارِ مِصْرَ" رحمه الله، سَمِعَ مَعَ سَعْدٍ الحَارِثِيِّ كَثِيْرًا".

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ ابْنُ رَجَبٍ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (693 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

857 -

آمِنَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيِّ، جَاءَ ذِكْرُهَا فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ تَحْقِيْق عُمَرَ عَبْد السَّلام تدمُري مَرَّتَيْنِ، إِحْدَاهُمَا فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (690 هـ) ص (401) وَالثَّانِيَةُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (693 هـ) ص (177)، وَهَذَا الأَخِيْرُ هُوَ الصَّحِيْحُ، وَلَمْ يَتَنَبَّهْ لِذلِكَ مُحَقِّقُهُ، وَلَمْ يُخَرِّجِ التَّرْجَمَةَ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ، وَلَا عَلَّقَ عَلَيْهَا بِشَيءٍ؟! وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّكْرَارَ مِنَ المُؤَلِّفِ نَفْسِهِ؛ بِدَليْلِ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مَا لَمْ يَذْكُرْهُ فِي المَوْضِعِ الآخَرِ. تَقَدَّمَ ذِكْرُ أُخْتِهَا (فَاطِمَةَ) فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (691 هـ) قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ في المُقْتَفَى (1/ 212): "وَفِي عَشِيَّةِ الأَحَدِ ثَامِنَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوُفِّيَتْ أُمُّ مُحَمَّدٍ آمِنَةُ بِنْتُ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ بَهَاءِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَقْدِسِيِّ

858 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحَسَنِ بْنِ الأَشْقَرِ، عِمَادُ الدِّيْنِ الحَرِيْمِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، خَطِيْبُ "جَامِعِ الحَرِيْمِ" غَرْبِيِّ "بَغْدَادَ" وَجَدُّهُ هِبَةُ اللهِ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 634 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا تَقَدَّمَ، أَخْبَارُهُ فِي: مَجْمَعِ الآدَابِ (2/ 19)، المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 212)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (171)، وَمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (31) وَفِيهِ وَفَاتُهُ سَنَةَ (684 هـ)؟!

859 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ، مُوَفِّقُ =

ص: 261

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الدِّينِ، خَازِنُ الكُتُبِ الضِّيَائِيَّةِ، وَقَارِئُ الحَدِيْثِ بِهَا، وَلَهُ مِيْعَادٌ بِـ "الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ"، عَقِيْبَ الجُمَعِ يَقْرَأُ فِيهِ الحَدِيْثَ. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"مَاتَ شَابًّا وَلَمْ يَبْلُغِ الثَّلَاثِيْنَ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 217)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (171)، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ"، فِي (مُوَفَّقِ الدِّينِ)؛ لأَنَّهُ لَمْ يَشْتَهِرْ، فَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ مَاتَ شَابًّا. وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: مُحَمَّدًا (ت: 688 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَجَدُّهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ (ت: 612 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَجَدُّهُ هَذَا أَخُ الحَافِظِ الضِّيَاءِ الإِمَامِ المَشْهُوْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الواحِدِ (ت: 643 هـ)، وَزَوْجَةُ أَحْمَدَ المَذْكُوْرِ هُنَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ البَهَاءِ (ت: 691 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا، وبِنْتُهُ: أَسْمَاءُ (ت: 723 هـ) سَيَأْتِي ذِكْرُهَا فِي اسْتِدْرَاكِنَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

860 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ، مِنْ (آلِ قُدَامَةَ) وَمِنْ (آلِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ) أَخِي الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَأَخِيهِ أَبِي عُمَرَ، وَهِيَ زَوْجَةُ عِزِّ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ شَمْسِ الدِّينِ الحَنْبَلِيِّ (ت: 699 هـ) - سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ - أُمُّ وَلَدِهِ نَجْمِ الدِّيْنِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 210)، وَقَالَ: سَمِعَتْ شَيْخَنَا ابْنَ خَطِيبِ "مَرْدَا".

861 -

وَعَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ، أُمُّ عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيَّةُ، أُمُّهَا: زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيٍّ، وَزَوْجُهَا: شَيْخُنَا نَصْرُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 210)، وَقَالَ:"سَمِعْنَا عَلَيْهَا جُزْءَ الشَّحَارِي" بِسَمَاعِهَا مِنَ المَجْدِ القَزْوِيْنِيِّ، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (185)، أُمُّهَا: زَيْنَبُ (ت: 688 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا، وَزَوْجُهَا: نَصْرُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ (ت: 695 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

862 -

وعَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ بنِ رَاضِي العَلْثِيُّ، الزَّجَّاجُ، مَكِيْنُ الدِّينِ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ وَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِأَنَّهُ:"كَانَ رَجُلًا، صَالِحًا، دَائِمَ الذِّكْرِ، كَثِيرَ التِّلَاوَةِ، مُلَازِمًا لِقِيَامِ اللَّيلِ، مَلِيحَ المُحَاضَرَةِ، شَدِيدًا فِي إِنْكَارِ المُنْكَرِ، مِنْ أَعْيَانِ عُدُوْلِ "بَغْدَادَ" وَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ العِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى =

ص: 262

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الآخِرَةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "بَغْدَادَ" بِـ "المَأْمُوْنِيَّة" قَالَ: "وَقَدِمَ عَلَيْنَا "دِمَشْقَ" حَاجًّا فِي أَوَائِلِ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ" وَذَكَرَ مَسمُوْعَاتِهِ عَلَيْهِ، وَسَبَقَ فِي تَرْجَمَةِ عَمِّهِ (عَبْدِ الرَّحِيْمِ ت: 685 هـ) أَنَّهُمَا قَدِمَا "دِمَشْقَ" وَحَجًّا، وَعَادَا مَعًا، وأَنَّ عَمَّهُ تُوُفِّيَ فِي عَوْدِهِ مِنَ الحَجِّ قُرْبَ "تَبُوكَ" وَلِقِيَهُمَا ابْنُ رُشَيْدٍ السِّبْتِيُّ، خَطِيْبُ "غَرْناطةَ" فِي "المَدِيْنَةِ" عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ. وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ وَفَاتَهُ فَقَالَ فِي وفَيَاتِ سَنَةِ (693 هـ): "وَفِي أَوَائِلِ هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ فِي أَوَاخِرِ الَّتِي قَبْلَهَا الشَّيْخُ، الجَلِيْلُ، العَدْلُ، مَكِيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ أَحْمَدَ

".

وَفِي تَعْلِيقَةٍ عَلَى هَامِشِ الوَرَقَةِ فِي آخِرِ التَّرْجَمَةِ: "ثُمَّ تَحَقَّقْتُ أَنَّ ابْنَ الزَّجَّاجِ هَذَا تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ سَابِعَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَينِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ حَرْبٍ"، وَوَالِدُهُ أَحْمَدُ (ت:؟) ذَكَرَهُ ابنُ نَاصرِ الدِّينِ في التَّوْضِيْحِ (6/ 619)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ عَمَّهُ عَبْدَ الرَّحِيْمِ (ت: 685 هـ) فِي مَوضِعِهِ. وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ ابْنِ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ (ت:؟). أَخْبَارُهُ هُوَ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 122)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 345)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 436)، وَمَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 479)، وَالمُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 207)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (187). وَلَهُ ذِكْرٌ مَعَ عَمِّهِ فِي رِحْلَةِ ابْنِ رُشَيْدٍ "مَلْءِ العَيْبَةِ. . ." (5/ 26، 253).

863 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، منْ (آلِ ابنِ الحَنْبَلِيِّ) الأُسْرَةُ الدِّمَشْقِيَّةُ، الأَنْصَارِيَّةُ، الشِّيْرَازِيَّةُ الأَصْلِ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ والِدَهُ: أَبَا الوَفَاءِ عَبْدَ المَلِكِ (ت: 586 هـ) وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ، وَأَبَا جَدِّهِ: عَبْدَ الوَهَّابِ (ت: 536 هـ) وَجَدَّ جَدِّهِ: عَبْدَ الوَاحِدِ (ت: 486). أَخْبَارُ مُحَمَّدٍ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 217)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (198).

864 -

وَنَسَبُ بِنْتُ يُوْسُفَ بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بْنِ الأَطَالِسِيِّ، البَغْدَادِيَّةُ، الحَنْبَلِيَّةُ، أُمُّ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ 211)، وَقَالَ: "كَانَتِ امْرَأَةً، صَالِحَةً، رَوَتْ =

ص: 263

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لَنَا بِالإِجَازَةِ عَنِ ابْنِ القَطِيعِيِّ، وَالأَنْجَبِ الحَمَّامِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَالكَاشغَرِيِّ وَغَيْرِهِمْ. قَرَأْتُ عَلَيْهَا "جُزْءًا" خَرَّجَهُ لَهَا الإِمَامُ سَعْدُ الدِّينِ الحَارِثيُّ"، وَذَكَرَ وَفَاتَهَا فِي الرَّابِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيعٍ الآخِرِ بِـ "القَاهِرَةِ". يُرَاجَع: تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (202).

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (694 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

865 -

أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 225)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخُ الإِسْلَام (212)، وَالِدُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 661 هـ) وَجَدُّهُ: مُحَمَّدٌ (ت: 613 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ: الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهمْ. وَأُمُّهُ: عَائِشَةُ بِنْتُ المَجْدِ عِيْسَى بْنِ المُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةَ (ت: 697 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، تُوُفِّيَتْ بَعْدَ وَلَدِهَا كَمَا تَرَى. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَكَانَتْ أُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ المَجْدِ تَبْكِي عَلَيْهِ، وَتَدْعُو لَهُ". وَزَوْجَتُهُ: سِتُّ العَرَبِ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ العِزِّ (ت: 722 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

866 -

وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، الفَقِيْهُ، المُعَمَّرُ، الصَّالِحُ، عِزُّ الدِّينِ، الحُمَيْدِيُّ، الكُرْدِيُّ، الرَّسْعَنِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ البُرْهَانُ بنُ مُفْلِح فِي المَقْصَدِ الأَرشْد (3/ 151). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (1/ وَرقَةَ 199)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (236)، وَالعِبَرُ (5/ 385)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 428).

867 -

وَسِتُّ العَبِيْدِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَافِي، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 222)، وَذَكَرَ أَنَّهَا دُفِنَتْ بِتُرْبَةِ جَدِّهَا لأُمِّهَا نَاصِحِ الدِّيْنِ بْنِ الحَنْبَلِيِّ، وَيظْهَرُ أَنَّ وَالِدَهَا (مُحَمَّدًا) المَدعُو سَعْدًا (ت: 656 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَجَدُّهَا: (عَبْدُ الكَافِي)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ نَجْمِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ (ت: 586 هـ)، أَمَّا جَدُّهَا لأُمِّهَا نَاصِحُ الدِّينِ فَهُوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَجْمٍ (ت: =

ص: 264

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 634 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ وَالِدِهَا.

868 -

وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ بْنِ خَلَفٍ الدِّمَشْقِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 219)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (217)، وَحَوادِثِ الزَّمَان (1/ 261)، وَجَدُّهُ عَبْدُ الحَقِّ بْنُ خَلَفَ (ت: 641 هـ) مِنْ مَشَاهِيْرِ المُحَدِّثِيْنَ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَلَمْ أَقِفُ عَلَى أَخْبَار وَالِدِهِ، وَأَخُوْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ (ت: 700 هـ)، وَأُخْتُهُ: أَسْمَاءَ (ت: 703 هـ) وَلَدَا مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ، سَيَأْتِي ذِكْرُهُمَا فِي استِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

869 -

وَعَامِرُ بْنُ يَحْيَى بنِ وَثَابٍ، مِنَ المُقِيْمِيْنَ بِمِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ، مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ الفَقِيْهِ مُحَمَّدٍ اليُوْنِيْنِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ الحَدِيْثَ، وَأَضَرَّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 225).

870 -

وَعَبْدُ الوَلِيِّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ اليُونِيْنِيُّ الحَنْبَلِيُّ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "شَيْخٌ، صَالِحٌ، زَاهِدٌ، فَقِيهٌ، حَنْبَلِيٌّ، مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ إِبْرَاهِيْمَ البَطَائِحِيِّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 224)، وَتَارِيْخِ الإِسْلامِ (220).

871 -

وَمَحْفُوظُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَلِيْفَةَ البَغْدَادِيُّ، القَطُفْتِيُّ، التَّاجِرُ، الحَنْبَلِي المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ الحَامِضِ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 228)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (230)، وَالعِبَرِ (5/ 384).

872 -

وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْرِ بْنِ مَحْمُوْدِ بْنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي عَطَّافٍ الصَّالِحِيُّ القَصَّاعُ المَقْدِسِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (1/ 219)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (227) وَحوَادِثِ الزَّمَان (1/ 161)، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ قَرِيْبِهِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 692 هـ).

873 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَرِّيِّ بْنِ رَبِيْعَةِ الجِيْتِيُّ المَقْدِسِيُّ ثُمَّ الصَّالِحِيُّ الحَنْبَلِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ حَلِيْمَةَ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 223)، وَقَالَ:"وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الأَخَوَيْنِ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ ابْنَيْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَرِّيِّ الجِيْتِيِّ"، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (227).

ص: 265

وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ نَهَارِ يَوْمِ الجُمُعَةِ رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بُكْرَةَ السَّبْتِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ. وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً بِكَثْرَةِ الخَلْقِ، وَحَضَرَهَا القُضَاةُ، وَالأُمَرَاءُ، والصَّاحِبُ بنُ السَّلْعُوْسِ، وَالأَعْيَانُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌472 - أَحْمَدُ بنُ حَمْدَانَ

(1)

بنِ شَبِيْبِ بنِ حَمْدَانَ بنِ شَبِيْبِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مَحْمُوْدِ

= أَقُوْلُ - وَعلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: ابْنَا عَمِّهِ المَذْكُورَانِ: أَحْمَدُ (ت: 707 هـ) وَمُحَمَّدٌ (ت: 725 هـ) لَمْ يذْكُرْهُمَا المُؤَلِّفُ رحمه الله نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

472 - نَجْمُ الدِّينِ بنُ حَمْدَانَ (603 - 695 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 87)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 99)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 345)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 436). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ (1/ وَرقَة 99)، وَالمُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 231)، وَحَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 323)، وتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (240)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (290)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (322)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 40)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (16)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 360)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 215)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقة: 130)، وَتَارِيْخُ ابنِ الفُرَاتِ (8/ 215)، وَلَحْظُ الأَلْحَاظِ (91)، وَالمُقَفَّى الكَبِيْرُ (1/ 384)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 310)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 272)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 45)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (480)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 480) (7/ 748). وَابْنَتُهُ: سِتُّ النَّعَمِ (ت: 721 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 266

ابنِ شَبِيْبِ بنِ غِيَاثِ بنِ سَابِقِ بنِ وَثَّابٍ النُّمَيْرِيُّ

(1)

الحَرَّانِيُّ، الفَقِيْهُ، الأُصُوْلِيُّ، القَاضِي، نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الثَّنَاءِ، نَزِيْلُ "القَاهِرَةِ"، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَرَّانَ". وَسَمِعَ الكَثِيْرَ بِـ "حَرَّانَ" مِنَ الحَافِظِ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ

(2)

. وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَمِنَ الخَطِيْبِ أَبي عَبْدِ اللهِ بنِ تَيْمِيَّةَ، وابْنِ رُوْزَبَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ "حَلَبَ" مِنَ الحَافِظِ ابن خَلِيْلٍ، وَغَيْرِهِ، وَبِـ "دِمَشْقَ": مِنِ ابْنِ غَسَّانَ، وَابْنِ صَبَّاحِ، وَبِـ "القُدْسِ": مِن الإِوَقِيِّ

(3)

، وَغيْرِهِمْ. وَطَلَبَ بِنَفْسِهِ، وَقَرَأَ عَلَى الشُّيُوْخِ. وَتَفَقَّهَ عَلى النَّاصِحَيْنَ الحَرَّانِيَّيْنِ: ابنِ أَبِي الفَهْمِ، وَابْنِ جُمَيْعٍ. وَأَخَذَ عَنِ الخَطِيْبِ فَخْرِ الدِّيْنِ، وَجَالَسَ ابنَ عَمِّهِ الشَّيْخَ مَجْدَ الدِّيْنِ، وبَحَثَ مَعَهُ كَثِيْرًا، وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ مَعْرِفَةُ المَذْهَبِ، وَدَقَائِقُهُ وَغَوَامِضُهُ. وَكَانَ عَارِفًا بالأَصْلَيْنِ، وَالخِلَافِ، وَالأدَبِ، وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ كَثِيْرَةً؛ مِنْهَا "الرِّعَايَةُ الصُّغْرى" فِي الفِقْهِ

(4)

، وَ"الرِّعَايَةُ الكُبْرَى"

(5)

وَفِيْها نُقُوْلٌ كَثِيْرَةٌ جِدًّا، لكِنَّهَا غَيْرُ مُحَرَّرَةٍ،

(1)

في (ط): "النَّمَرِي".

(2)

تُوُفِي سَنَةَ (612 هـ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

(3)

في (ط): "الأوتي" وَهُوَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِوَقِيُّ الصُّوْفِيُّ وَهُوَ بِكَسْرِ الهَمْزَةِ، وَفَتْحِ الوَاوِ، ثُمَّ قَافٌ مَكْسُوْرَةٌ، يَلِيْهَا يَاءُ النَّسَبِ، كَمَا فِي التَّوْضِيحِ (1/ 286).

(4)

حَقَّقَ أَحَدُ طَلَبَةِ الدِّرَاسَاتِ العُلْيَا بِجَامِعَةِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ سُعُودُ بِالرِّيَاضِ (جُزءًا مِنْهُ) وَوَعَدَ بِإِكْمَالِهِ، وَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى هَذَا العَام (1422 هـ)؟!

(5)

فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ حَسبَ نُسْخَةٍ فِي جستربيتِي الإِيْرلَنْدِيَّة، الَّتِي تَحْتَفِظُ بالجُزءِ الثَّانِي رقم (3541) فِي (278 وَرَقة) مَنْسُوخَةٌ سَنَةَ (706 هـ) حَقَّقَ بَعْضُ طَلَبَةِ الدِّرَاسَاتِ العُلْيَا =

ص: 267

وَكِتَابِيْ "الوَافِي" فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ، وَ"مُقَدِّمَةُ أُصُوْلِ الدِّيْنِ"، وَ"قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي السُّنَّة"

(1)

وَكِتَابُ "صِفَةِ المُفْتي والمُسْتَفْتِي"

(2)

. وَوَلِيَ نِيَابَةَ القَضَاءِ

= فِي الجَامِعَةِ الإِسْلَامِيَةِ (جُزْء منْهُ). قَالَ الدُّكْتُورُ عبْد اللهِ عَبْدُ المُحْسِن التُّرْكِي فِي كِتَابِهِ "المَذْهَبُ الحَنْبَلِيِّ"(297): "وَلَم يَتَيَسَّر لِي الاطْلاعِ عَلَى مَخْطُوْطَةِ الكِتَابِ لِوَصْفِ مَنْهَجِهِ المُفَصَّل

" وَهَذَا غَرِيْبٌ جِدًّا، فَالكِتَابُ مَصَوَّرٌ فِي جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى، وَالجَامِعَةُ الإِسْلَامِيَةِ، وَجَامِعَةُ الإِمَامِ

وَغَيْرِهَا دَاخِل المَمْلَكَةِ، فَكَيْفَ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَه؟! وِاطِّلَاعهُ عَلَيْهِ ضَرُورِيٌّ، وَهُوَ يؤَلِّفُ مِثْلَ هَذَا الكِتَابِ المُهِمِّ. فَلَعَلَّهُ يَفْعَلُ فِي طَبْعَتِهِ الثَّانِيَةِ.

(1)

وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلَيْهِ قَصِيْدَتَيْنِ مِنْ شِعْرِهِ، إِحْدَاهُمَا عَلَى حَرْفِ الرَّاءِ سَمَّاهَا:"غَايَةُ المُرَادِ فِي السُّنَّةِ وَالاعْتِقَادِ" وَالثَّانِيَةُ عَلَى حَرْفِ البَاءِ المُوَحدَّةِ سَمَّاهَا: "القَصِيْدَةَ المُفِيْدَةَ فِي السُّنَّةِ وَالعَقِيْدَةِ". وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِمَا فِي كِتَابِهِ "المُعْتَمَدُ" المَخْطُوْطُ فِي الظَّاهِرِيَّةِ مَجْمُوعُ رَقم (2694)، كَمَا أَشَارَ إِلَى الأُوْلَى فِي كِتَابِهِ "شَرْحُ الرِّعَايَةِ" المَخْطُوطُ فِي الظَّاهِرِيَّةِ فِي المَجْمُوْعِ المُتَقَدِّمُ.

(2)

كِتَابُ مَشْهُورٌ نُشِرَ فِي المَكْتَبِ الإِسْلَامِيِّ بِـ "دِمَشْقَ" سَنَةَ (1380 هـ). وَنُشِرَ ثَانِيَةً، وَقَدْ أَفَادَ مِنْ كِتَابِ "أَدَبِ المُفْتِي. . ." لابْنِ الصَّلَاحِ إِفَادَةً ظَاهِرَةً؟! يُرَاجَعُ الكِتَابَانِ.

(فَائِدَةٌ) لاِبْنِ حَمْدَانَ مُؤَلَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ غَيْرُ مَا ذَكَرَ المُؤَلِّفُ مِنْهَا: قِطَعٌ مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ بِخَطِّهِ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ، يَظْهَرُ أَنَّهَا شَوَارِدُ مِنْ مُسَوَّدَاتٍ لَمْ يَنْتَهِ تَصْنِيْفُهَا تَفَرَّقَتْ، ثُمَّ ضُمَّتْ فِي مَجْمُوعِ رَقم (2694). وَمِنْ مُؤَلَفَاتِهِ بِعَامَّة:"الإِيْجَازُ" فِي الفِقْهِ، وَ"الإِفَادَاتُ بِأَحْكَامِ العِبَادَاتِ" و"تَرَاجِمُ شُيُوْخِ حَرَّانَ" - نَقَلَ عَنْهُ المُؤَلِّفُ - وَ"التَّقْرِيْبُ مُخْتَصَرُ المُغْنِي" وَ"الجَامِعُ المُنَضَّدِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ" وَ"الحَاوِي" وَ"زُبْدَةُ الرِّعَايَةِ" وَ"زُبْدَةُ الهِدَايَةِ، وَ"شَرْحُ الخِرَقِيِّ" وَ"غَايَةُ الدِّرَايَة" وَ"الغَايَةُ القُصْوَى" شَرْحُ الرِّعَايَةِ، وَ"الكِفَايَةُ" وَ"المُرْتَضَى" وَ"المُقْنع" فِي أُصُولِ الفِقْهِ، وَ"المُعْتَمَدُ" وَ"نِهَايَةُ المَرَامِ" وَلَوْ تَكَلَّمْتُ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ مِنْهَا وَمَكَانَ وُجُودِهِ لَطَالَ بِنَا الحَدِيْثُ، وخَرَجْتُ عَنِ القَصْدِ.

ص: 268

بِـ "القَاهِرَةِ" وَأَظُنُّهُ وَلِيَ قَضاءَ "المَحَلَّةِ" أَيْضًا. وَتَفَقَّهَ بِهِ وَتَخَرَّجَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. وَعُمَّرَ، وَأَسَنَّ، وَأَضَرَّ. وَرَوَى عَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالحَارِثِيُّ، وَابْنُهُ، وَالمِزِّيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ اليَعْمُرِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الفَارِقيُّ الشَّاهِدُ بِـ "القَاهِرَةِ". وَتُوُفِّي يَوْمَ الخَمِيْسِ سَادِسَ صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "القَاهِرَةِ".

473 -

وَتُوُفِّيَ أَخُوْهُ تَقِيُّ الدِّيْنِ شَبِيْبٍ،

(1)

الأدِيْبُ، البَارِعُ، الشَّاعِرُ، المُفَلَّقُ،

(1)

473 - تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ شَبِيْبٍ (621 - 695 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (1/ وَرَقَة: 87) وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 439)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 346)، وَمخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 436). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الدُّمْيَاطِيِّ (1/ وَرَقة: 224)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقة: 236)، وَعُقُودُ الجُمَانِ لِلْزَّرْكَشِي (وَرَقة: 132). وَحَوَادِثُ الزَّمَان (1/ 301)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (257)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (16/ 107)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (2/ 98)، وتَارِيخُ ابنِ الجَزَرِيِّ (1/ 30). وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 16)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (6/ 215)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 342)، وحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (1/ 260)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 428)(7/ 749).

قَالَ الدُّكْتُور عُمَر عَبْد السَّلَام تَدمُري فِي هَامِشِ تَرْجَمَتِهِ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" - عَنْ أَخِيْهِ العَالِمِ المَشْهُوْرِ أَحْمَدَ -: "وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ أَخٌ لِشَبِيْبٍ، صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ أَعْلَاهُ"؟! كَذَا قَالَ، وَهِيَ غَفْلَةٌ ظَاهِرَةٌ، فَكَيْفَ يَسْتَظْهِرُ وَقَدْ قَالَ المُؤَلِّفُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ:"أَخُو الشَّيْخِ نَجْمِ الدِّينِ"؟! بِالقَطْعِ، وَهَبْ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ أَلَيْسَ فِي سِلْسِلَةِ نَسَبِهِمَا مَا يُؤَكِّدُ ذلِكَ؟ فَلَا يَحْسُنُ الاسْتِظْهَارُ هُنَا، وَاللهُ المُسْتَعَانُ. وَالِدُهُمَا حَمْدَانُ بْنُ شَبِيْبٍ (ت 649 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكهُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 269

الطَّبِيْبُ الكَحَّالُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ مِنَ السَّنَّةِ أَيْضًا وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. سَمِعَ مِنِ ابنِ رُوْزَبَةَ، وَطَائِفَةٍ، وَقَدْ عَارَضَ "بَانَتْ سُعَادُ" بقَصِيْدَةٍ عَظِيْمَةٍ يَقُوْلُ فِيْها

(1)

:

(1)

أَقُوْلُ - وَعلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: أَوَّلُ القَصِيْدَةِ: كَمَا ذَكَرَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ:

أَلَمَّ وَهْنًا وَسِتْرُ اللَّيْلِ مَسْدُوْلُ

وَالصُّبْحُ فِي قَبْضَةِ الظَّلْمَاءِ مَكْبُوْلُ

وَالزُّهْرُ كَالزَّهْرِ حُفَّتْ مِنْ مَجَرَّتَهَا

بِجَدْوَلٍ وَجُنَاحُ النَّشْرِ مَشْكُوْلُ

وَاللَّيْلُ مِثْلُ عَرُوْسِ الرِّيحِ أَنْجُمُهُ

قَلَائِدُ وَلَهَا الإِكْلِيْلُ إِكْلِيْلُ

وَذَكَرَ أَبْيَاتًا كَثِيْرَةً ثُمَّ قَالَ:

أَبَادَ بِي وَخْدُهَا البَيدَا فَقَرَّبَهَا

طَرْفِي وَقَرَّبَهَا وَجْنَاءَ شِمْلِيْلُ

إِلَى النَّبِيِّ رَسُوْلِ اللهِ إِنَّ لَهُ

مَجْدًا تَسَامَى فَلَا عَرْضٌ وَلَا طُوْلُ

مَجْدٌ كَبَا الوَهْمُ

مُطَهَّرٌ شَرَّفَ اللهُ العِبَادَ بِهِ

وَسَادَ فَخْرًا بِهِ الأَمْلَاكَ جِبْرِيْلُ

هَادٍ إِلَى اللهِ مُعْطٍ فِيهِ مُنْتَقِمٌ

لِرَبِّهِ فَهْوَ مَرْهُوْبٌ وَمَأْمُوْلُ

طُوْبَى لِطَيْبَةَ

مُفَرِّقًا بِالنَّدَى فِي السِّلْمِ مَا جَمَعَتْ

يَوْمَ الوَغَى البِيْضُ وَالجُرْدُ العَطَابِيْلُ

رَأَى بِلَا كَيْفَ يَقْضَانًا بِمُقْلَتِهِ

رَبَّ العِبَادِ وَمَا فِي ذَاكَ تَأْوِيْلُ

أَتَى بِفَضْلِ بَيَانٍ لَا يَبِيْدُ لَهُ

خَلْقٌ وَمَا فِي كَلَامِ اللهِ تَبْدِيْلُ

وَذَكَرَ لَهُ الصَّفَدِيُّ فِي "الوَافِي بِالوَفَيَاتِ" وَابْنُ شَاكِرٍ فِي "فَوَاتِ الوَفَيَاتِ" وَابْنُ الجَزَرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" نَمَاذِجَ مِنْ مُسْتَحْسَنِ شِعْرِهِ. قَالَ الصَّفَدِيُّ: "وَقَالَ الشَّيْخُ أَثِيْرُ الدِّيْنِ أَبُو حَيَّانَ: عَرَضَ عَلَيَّ "دِيْوَانَهُ" فَاسْتَحْسَنْتُ مِنْهُ مَا قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، فَمِنْ ذلِكَ قَصِيْدَتُهُ يَمْدَحُ بِهَا رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

هَذَا مَقَامُ مُحَمَّدٍ وَالمِنْبَرِ

فَاسْتَجْلِ أَنْوَارَ الهِدَايَةِ وَانْظُرِ =

ص: 270

مَجْدٌ كَبَا الوَهْمَ عَنْ إِدْرَاكِ غَايَتِهِ

وَرَدَّ عَقْلُ البَرَايَا وَهُوَ مَعْقُوْلُ

طُوْبَى لِطَيْبَةَ بَلْ طُوْبَى لِكُلِّ فَتًى

لَهُ بِطِيْبِ ثَرَاهَا الجَعْدِ تَقْبِيْلُ

‌474 - المُنَجَّى بنُ عُثْمَانَ

(1)

بنِ أَسْعَدَ بنِ المَنجَّى بنِ بَرَكَاتِ بنِ المُؤَمِّلِ التَّنُوْخِيُّ، المَعَرّيُّ الأصْلِ، الدِّمَشْقيُّ،

الفَقِيْهُ، الأُصُوْلِيُّ، المُفَسِّرُ، النَّحْوِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ

= وَالْثِمْ ثَرَى ذَاكَ الجَنَابِ مُعَفِّرًا

فِي مِسْكِ تُرْبَتِهِ خُدُوْدَكَ وَافْخَرِ

وَاحْلِلْ عَلَى حَرَمِ النُّبُوَّةِ وَاسْتَجِرْ

بِحِمَاهُ مِنْ جَوْرِ الزَّمَانِ المُنْكَرِ

وَاغْنَمْ بِطَيْبَةَ طِيْبَ وَقْتٍ سَاعَةً

مِنْهُ كَدَهْرٍ فِي التَّنَعُّمِ وَاشْكُرِ

فَهُنَاكَ مِنْ نُوْرِ الإِلَهِ سَرِيْرَةٌ

كَشَفَتْ غِطَاءَ الحَقِّ لِلْمُتَبَصِّرِ

وَجَلَتْ دُجَى ظُلَمِ الظَّلَالِ فَأَشْرَفَتْ

أُفْقُ الهِدَايَةِ بِالصَّبَاحِ المُسْفِرِ

نُوْرٌ تَجَشَّمَ فَارْتَقَى مُتَجَاوِزًا

شَرَفًا عَلَى الفَلَكِ الأَثِيْرِ الأَكْبَرِ

(1)

474 - أَبُو البَرَكَاتِ بْنُ المُنَجَّى (631 - 695 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (1/ وَرَقة: 78)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 41)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 347)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 439). وَيُرَاجَعُ: المُنْتَقَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقة: 241)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 310)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (278)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 151)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (222)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (382)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (290)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (5/ 449)، وَتَالِي وَفَيَاتِ الأَعْيَان (155)، وَتَارِيخُ ابْنِ الوَرْدِيِّ (2/ 345)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 345)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 190)، ودُرَّةُ الأَسْلَاك (1/ 129)، والدَّلِيْلُ الشَّافي (2/ 743)، وَالدَّارِسُ (2/ 73)، وَطَبَقَاتِ المُفَسِّرِيْنَ لِلْدَّاوُدِي (2/ 743)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 333)(7/ 657)، وَالمَدْخَلُ لاِبْنِ بَدْرَانَ (419). وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَلَدَيْهِ مُحَمَّدًا (ت: 624 هـ) وَعَلِيًّا (ت: 750 هـ) فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

ص: 271

أَبُو البَرَكَاتِ بنُ عِزِّ الدِّيْنِ أَبِي عُمَرَ، بنِ القَاضِي وَجِيْهِ الدِّيْنِ أَبِي المَعَالِي، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ

(1)

.

وُلِدَ فِي عَاشِرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَحَضَرَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ المُقَيَّرِ، وَجَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَسَالِمِ بنِ صَصْرَى. وَسَمِعَ مِنَ السَّخَاوِيِّ، وَابْنِ مُسْلِمَةَ، والقُرْطُبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَصْحَابِ جَدِّهِ، وَأَصْحَابِ الشَّيْخِ موَفَّقِ الدِّيْنِ، وَقَرَأَ الأُصُوْلَ عَلَى كَمَالِ الدِّيْنِ التِّفْلِيْسِيِّ

(2)

، وَغَيْرِهِ. وَقَرَأَ النَّحْوَ علَى ابنِ مَالِكٍ، وَبَرَعَ فِي ذلِكَ كُلِّهِ، وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَنَاظَرَ، وَصَنَّفَ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ المَذْهَبِ بِـ "الشَّامِ" فِي وَقْتِهِ.

وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ "شَرْحُ المُقْنِع" فِي أَرْبَعِ مجَلَّدَاتٍ

(3)

و"تَفْسِيْرُ القُرْآنِ الكَرِيْمِ" وَهُوَ كَبِيْرٌ، لَكِنَّهُ لَمْ يُبَيِّضْهُ، وَأَلْقَاهُ جَمِيْعُهُ دُرُوْسًا، وَشَرَعَ فِي "شَرْحِ المَحْصُوْلِ" وَلَمْ يُكْمِلْهُ. وَاخْتَصَرَ نِصْفَهُ. وَلَهُ تَعَالِيْقُ كَثِيْرَةٌ، وَمُسَوَّدَاتٌ فِي الفِقْهِ، وَالأُصُوْلِ وَغَيْرِ ذلِكَ لَمْ تُبَيَّضْ.

وَكَانَ لَهُ فِي الجَامِعِ حَلْقَةٌ لِلاشْتِغَالِ وَالفَتْوَى نَحْوَ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً، مُتَبَرِّعًا،

(1)

أَبُوْهُ: عُثْمَانُ (ت: 641 هـ) وَجَدُّهُ: أَسْعَدُ (ت: 606 هـ). وَابْنُهُ: مُحَمَّدٌ (ت: 724 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

عُمَرُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ عُمَرَ، أَبُو حَفْصٍ التَّفْلِيْسِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت: 672 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (103)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى (5/ 130)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (22/ 442)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 337).

(3)

اسْمُهُ "المُمْتِعُ" طُبِعَ بِتَحْقِيْقِ الدُّكْتُور عَبْدِ المَلِكِ بْنِ دُهَيْشٍ سَنَةَ (1418 هـ) عَنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ النُّسَخِ لَا يَكْتَمِلُ بِهَا الكِتَاب؟!.

ص: 272

لَا يَتَنَاوَلُ عَلَى ذلِكَ مَعْلُوْمًا. وَكَانَتْ لَهُ أَوْرَادٌ صَالِحَةٌ مِنْ صَلَاةٍ وَذِكْرٍ، وَلَهُ إِيْثَارٌ كَثِيْرٌ وَبِرٌّ، يُفْطِرُ عِنْدَهُ الفُقَرَاءُ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي، وَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلِّهِ. وَكَانَ حَسَنَ الأَخْلَاقِ. ذَكَرَ ذلِكَ بِمَعْنَاهُ الذَّهَبِيُّ، وَقَالَ: كَانَ مَعْرُوْفًا بِالذَّكَاءِ، وَصِحَّةِ الذِّهْنِ، وَجَوْدَةِ المُنَاظَرَةِ، وَطُوْلِ النَّفَسِ فِي البَحْثِ

(1)

.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ عَالِمًا بِفُنُوْنٍ شَتَّى مِنَ الفِقْهِ، وَالأصْلَيْنِ، وَالنَّحْوِ. وَلَهُ يَدٌ فِي التَّفْسِيْرِ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ مَذْهَبِهِ، وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ، وَشَرَحَ "المُقْنِعَ" فِي الفِقْهِ، و"تَعَالِيْقَ فِي التَّفْسِيْرِ"، وَاجْتَمَعَ لَهُ العِلْمُ، وَالدِّيْنُ، وَالمَالُ، وَالجَاهُ، وَحُسْنُ الهَيْئَةِ، وَكَانَ صَحِيْحَ الذِّهْنِ، جَيِّدَ المُنَاظَرَةِ، صَبُوْرًا فِيْهَا، وَلَهُ بِرٌّ وَصَدَقَةٌ، وَكَانَ مُلَازِمًا لِلإقْرَاءِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" مِنْ غَيْرِ مَعْلُوْمٍ. وَسُئِلَ الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّيْنِ بنُ مَالِكٍ أَنْ يَشْرَحَ "أَلْفِيَّتَهُ" فِي النَّحْوِ، فَقَالَ: ابنُ المُنَجَّى يَشْرَحُهَا لَكُمْ.

قُلْتُ: دَرَّسَ الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ بـ "الحَنْبَلِيَّةِ" وَ"الصَّدْرِيَّةِ". وَأَخَذَ عَنْهُ الفِقْهَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بنُ تَيْمِيَّةَ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ الفَخْرِ البَعْلِيُّ، وَالشَّيْخُ تَقِيُّ الزَّرِيْرَانِيُّ. وَحَدَّثَ، وَسَمِعَ مِنْهُ ابنُ العَطَّارِ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ،

(1)

زَادَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": "وَكَانَ مَعَ ذلِكَ حَسَنَ الأَخْلَاقِ، لَطِيْفًا مَعَ المُشْتَغِلِيْنَ، مَلِيْحَ المُجَالَسَةِ، سَمِعَ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" عَلَى العَلَمِ السَّخَاوِيِّ وَمَنْ حَضَرَ مَعَهُ عَلَى مَا بُيِّنَ فِي نُسْخَةِ ابْنِ عَسَاكِرٍ. (قُلْتُ): أَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَقَصَدْتُهُ لأَسْمَعَ مِنْهُ فَقَالَ لِي: تَعَالَ وَقْتًا آخَرَ، فَاشْتَغَلْتُ، وَلَمْ يُقَدَّرْ لِيَ السَّمَاعَ مِنْهُ، وَكَانَ مَلِيْحَ الشَّكْلِ، حَسَنَ البَزَّةِ، كَثِيْرَ التَّطَهُّرِ وَالنَّظَافَةِ، وَكَانَ غَالِبُ أَوْقَاتِهِ فِي الجَامِعِ، وَفِي بَيْتِ المَأْذَنَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ لِلاِشْتِغَالِ إِلَى العَمُوْدِ الثَّانِي الغَرْبِيِّ الَّذِي تَحْتَ النَّسْرِ".

ص: 273

وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ بنِ الحَمَوِيِّ وَغَيْرِهِ.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الخَمِيْسِ رَابِعَ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَتُوُفِّيَتْ زَوْجَتُهُ أُمُّ مُحَمَّدٍ سِتُّ البَهَاءِ بِنْتُ الصَّدْرِ الخُجَنْدِيِّ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ خَامِسَ الشَّهْرِ

(1)

، وَصُلِّيَ عَلَيْهِمَا عَقِيْبَ صَلَاةَ الجُمُعَةِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ"، وَدُفنَا بِتُرْبَةِ بَيْتِ المُنَجَّى بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.

‌475 - الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ

(2)

بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ

(1)

فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" تَحْقِيْقِ الدُّكتُوْر عُمَر عَبْد السَّلام تدمُري: "تُوُفِّيَتْ زَوْجَتهُ بِاللَّيْلِ، لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، وَهِيَ أُمُّ أَوْلَادِهِ حَفِظَهُمُ اللهُ نسب إِلَيْهَا بِنْتُ صَدْرِ الدِّينِ. . ." كَذَا؟! وَلَفْظَةُ (نسب إلَيهَا) تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ لِـ "سِتِّ البَهَاءِ".

(2)

475 - شَرَفُ الدِّينِ بْنُ قُدَامَةَ (638 - 695 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقة: 78)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 323)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 349)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ". وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ حَوَادِثِ الزَّمَانِ (1/ 313)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقة: 2450)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (252)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (382)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (290)، وتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 189)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقة: 129)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (12/ 93)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 345)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 817)، وَالمنْهَلُ الصَّافِي (5/ 89)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 264)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 77)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (1/ 158)، وَالدَّارِسُ (1/ 264)، وَقُضَاةُ دِمَشْقَ (274)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (5/ 432) (7/ 751). وَالِدُهُ عَبْدُ اللهِ (ت: 643 هـ) أَخُو الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 682 هـ) وَأَخُوْهُ هُوَ عِزُّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ (ت: 666 هـ) الخَطِيْبُ، وَاشْتُهِرَ لِلْحَسَنِ المَذْكورِ هُنَا: مُحَمَّدٌ (ت:؟)، وَ"أَحْمَد"، =

ص: 274

الصَّالِحِيُّ، قاضِي القُضَاةِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ بنُ الخَطِيْبِ شَرَفِ الدِّيْنِ بن أَبي بَكْرِ بنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ.

وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ.

وَسَمِعَ مِنِ ابنِ القُمَيْرَةَ، وَلكِنْ لَمْ يَظْهَرْ سَمَاعُهُ مِنْهُ فِي حَيَاتِهِ، وَمِنَ المُرْسِيِّ، وَابْنِ

(1)

مُسَلِمَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ عَلَى الكَفَرْطَابِيِّ

(2)

. وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ. وَشَارَكَ فِي الفَضَائِلِ. وَوَلِيَ القَضَاءَ بَعْدَ نَجْمِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ. وَاسْتَمَرَّ إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ

(3)

.

= وَ"عُمَرَ".

(1)

في (ط): "المُرْسِي بن مسلمة" سَقَطَتْ الوَاوُ فَأَصْبَحَ كَأَنَّهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَهُمَا رَجُلَانِ، فالمُرْسِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الفَضْلِ، شَرَفُ الدِّيْنِ الأَنْدَلُسِيُّ السُّلَمِيُّ (ت: 655 هـ) عَالِمٌ مَشْهُورٌ، مُفَسِّرٌ، نَحْوِيٌّ مُجِيْدٌ. أَخْبَارُهُ في: سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 312)، وَطَبَقَات الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى (8/ 69). وابْنُ مُسْلِمَةَ: هُوَ ابْنُ رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ البَغْدَادِيُّ، مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٌ مَشْهُوْرَةٌ، اسْمُهُ: المُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (ت: 645 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: الكَامِلِ فِي التَّارِيخ (12/ 227)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (23/ 229).

(2)

في (أ): "الفرطاني" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، وَهُوَ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، أَبُو الفَضْلِ، الأُسْتَاذُ (ت: 656 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: العِبَرِ (5/ 231)، وَسِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (23/ 324).

(3)

قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 158)، وَفِي يَوْمِ الخَمِيْسِ الثَّامِنِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى ذَكَرَ الدَّرْسَ القَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ الحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ. . ." وَقَالَ بَعْدَ ذلِكَ: وَوَلِيَ قَضَاءَ الحَنَابِلَةِ بِـ "دِمَشْقَ" قَاضِي القُضَاةِ شَرَفُ الدِّيْنِ الحَسَنُ بْنُ الخَطِيْبِ عَبْدِ الله بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ فِي يَوْمِ الأَحَدِ، مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الآخِرَةِ، وَقُرِئَ تَقْلِيْدُهُ فِي ثَانِي الشَّهْرِ، وَلَبِسَ الخِلْعَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ تَاسِعَهُ، وَدَخَلَ البَلَدَ، وَحَكَمَ =

ص: 275

قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ قَاضِيًا بِـ "الشَّامِ" عَلَى مَذْهَبِ الإمَامِ أَحْمَدَ، وَمُدَرِّسًا بِـ "دَارِ الحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّة" بِـ "سَفْحِ قَاسِيُوْنَ" وَمَدْرَسَةِ جَدِّهِ. وَكَانَ مَلِيْحَ الشَّكْلِ، حَسَنَ المُنَاظَرَةِ، كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، عِنْدَهُ فِقْهٌ وَنَحْوٌ وَلُغَةٌ. رَوَى لَنَا عَنِ ابنِ مُسْلِمَةَ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ المَذْهَبِ، بَقِيَ فِي القَضَاءِ سِتَّ سِنِيْنَ

(1)

.

وَمَاتَ فِي لَيْلَةِ الخَمِيْسِ ثَانِي عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ ضُحَى يَوْمِ الخَمِيْسِ بِمَقْبَرَةِ جَدِّهِ بِـ "سَفْحِ قَاسِيُوْنَ" وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ، وَالقُضَاةُ والأكَابِرُ، وَعُمِلَ عَزَاؤُهُ بُكْرَةَ الجُمُعَةِ

(2)

بِـ "الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ". وَحَضَرَهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، ذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ. وَهُوَ وَالِدُ الشَّيْخِ شَرَفِ الدِّيْنِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ المَعْرُوْفِ بِـ "ابنِ قَاضِي الجَبَل"

(3)

.

= عِوَضًا عَنِ ابْنِ عَمِّهِ قَاضِي القُضَاةِ نَجْمِ الدِّينِ". وَابْنُ عَمِّهِ نَجْمُ الدِّيْنِ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ عبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 689 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(1)

وَلِيَ بَعْدَهُ القَضَاءَ القَاضِي المَشْهُوْرُ تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ (ت: 715 هـ) الآتِي فِي مَوْضِعهِ.

(2)

في (ط): "الجُمع".

(3)

تُوُفِّيَ ابْن قَاضِي الجَبَلِ سَنَةَ (771 هـ). أَخْبَارُهُ في: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 92)، وَالمَنْهَجِ الأَحمَدِ (5/ 135)، والسُّحُبِ الوَابِلَةِ (1/ 131)

وَغَيرهَا.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (695 هـ):

874 -

إِسْحَقُ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلَوِيِّ بْنِ المُعَلَّى السِّنْجَارِيُّ الحَنْبَلِيُّ. قَالَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 230)، وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (248)، "الحَنَفِيُّ"؟! وَلَقَّبَهُ: مُعِيْنُ الدِّينِ، وَكنَّاهُ أَبَا الطَّاهِرِ، وَقَالَا: قَاضِي "المَقْسِ" قَالَ البِرْزَالِيُّ: "ظَاهِر "القَاهِرَةِ" وَمَوْلِدُهُ بِـ "سِنْجَارَ" سَنَةَ أَرْبَعَ =

ص: 276

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ"، وَقَالَ: "وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةٌ" لِذَا اخْتَرْتُ مَا قَالَ البِرْزَالِيُّ. وَلَمْ يَذْكُرْه ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" فِي مُعِينُ الدِّينِ، وَ (سِنْجَارُ) فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (3/ 297) "مَدِيْنَةٌ مَشْهُوْرَةٌ مِنْ نَواحِي الجَزِيْرَةِ" بَيْنَها وَبَيْنَ "المَوْصِلِ" ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.

875 -

وَأَمَةُ الآخِرِ بِنْتُ النَّاصِحِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَجْمِ بْنِ الحَنْبَلِيِّ، الفَقِيْهِ المَشْهُورِ (ت: 634 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي موْضِعِهِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 245) قَالَ: "وَلَمْ أَجِدْ لَهَا سَمَاعًا، وَقَدْ سَمِعْنَا مِنْ أُخْتِهَا أَمَةِ الكَرِيْمِ" وَفِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ: "وَهِيَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَخَوَاتِهَا

وَاسْمُهَا فرْدٌ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: مِنْ أَخَوَاتِهَا: أَمَةُ الكَرِيْمِ هَذِهِ الَّتِي ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ، وَأُخْتُهُمَا: أَمَةُ اللَّطِيْفِ (ت: 654 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهَا، وَوَالِدُهَا النَّاصِحُ مَشْهُوْرٌ.

876 -

وَأَمِيْنةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ بْنِ خَلَفٍ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (249)، وَقَالَ:"وَخَدَمَتْ جَدَّهَا، وَسَمِعَتْ مِنْهُ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: جَدُّهَا: عَبْدُ الحَقِّ بنُ خَلَفٍ (ت: 641 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَذَكَرْنَا إِخْوَانِهَا فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ جَدِّهَا فَلْيُرَاجِعْ مَنْ شَاءَ ذلِكَ.

877 -

وَأَيُّوبُ بْنُ الوَزَّانِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 237)، قَالَ:"وَوَصَلَ الخَبَرُ فِي ثَانِي عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى بِوَفَاةِ نَجْمِ الدِّينِ أَيُّوبَ بْنِ الوَزَّانِ صِهْرِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ العِمَادِ الحَنْبَلِيِّ" وَشَمْسُ الدِّينِ بْنِ العِمَادِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 676 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

878 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ العِمَادِ، وَالِدُهَا شَمْسُ الدِّينِ بْنُ العِمَادِ السَّالِفُ الذِّكْرِ فِي التَّرْجَمَةِ السَّابِقَةِ، أُمُّ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 240)، وَوَصَفَهَا بِـ "الشَّيخَةِ الصَّالِحَةِ، وَقَالَ: وَالِدَةُ مُوَفَّقِ الدِّينِ بْنِ رَاجِحٍ

قَرَأْتُ عَلَيْهَا أَرْبَعَةَ مَجَالِسَ مِن "أَمَالِي أَبِي القَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ" بِرِوَايَتِهَا مِنِ ابن الكَاشْغَرِيِّ حُضُوْرًا بِـ "بَغْدَادَ" =

ص: 277

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَنِ ابْنِ البَطِّيِّ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وَلَدُهَا مُوَفَّقُ الدِّينِ بْنُ رَاجِحٍ: عَبدُ اللهِ بْنُ عَبْدُ الرَّحمَنِ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، كَمَا سَيَأتِي اسْتِدْرَاكُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. تُوُفِّيَ قَبْلَهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ، وَتُوُفِّيَتْ هِيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، رَحِمَهُمَا اللهُ. وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (253)، وَقَالَ:"وَهِيَ أُخْتُ شَيْخَتِنَا زَيْنَبَ".

879 -

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله: أُخْتُهَا زَيْنَبُ ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ 155)، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهَا، وَقَالَ: يَسْأَلُ ابنهَا عَنْ وَفَاتِهَا وَذَكَرَ مَوْلِدُهَا سَنَةَ (632 هـ) بِـ "بَغْدَادَ" وَقَالَ أَيْضًا: "وَهِيَ ابْنَةُ قَاضِي "مِصْرَ" وَزَوْجَةُ قَاضِيْهَا عِزِّ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوَضٍ، وَأُمُّ قَاضِيْهَا". وزَوْجُهَا: عُمَرُ (ت: 696 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنُهَا: القَاضِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ (ت: 738 هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

880 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الوَاسِطِيِّ، أُخْتُ الإِمَامِ تَقِيِّ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ (ت: 692 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَهِيَ وَالِدَةُ المُسْنِدِ، المُعَمَّرِ، أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ الزَّرَّادِ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ 253)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (253) أَيْضًا، وَهِيَ فِي المُقْتَفَى (1/ 230)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 228)، وَذَكَرْنَا بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِهَا فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَبِيْهَا. وَابْنُهَا: مُحمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الهَيْجاءِ الزَّرَّادُ (ت: 726 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

881 -

وَسِتُّ الفُقَهَاءِ، وَتُدْعَى أَمَةَ الرَّحْمَنِ بِنْتُ الإِمَامِ عَبْدِ الرَّازِقِ بْنِ رِزْقِ اللهِ الرَّسْعَنِي، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا: عَبْدَ الرَّازِقِ (ت: 661 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 241)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (254).

882 -

وَعَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ بنِ عَبْدُوْسٍ الحَرَّانِيِّ، خَالَةُ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ تَيْمِيَّةَ رحمه الله حَضَرَ جِنَازَتَهَا، وَدَفْنَهَا بِسَفْحِ قَاسِيُوْنَ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ =

ص: 278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 244)، وَأَثْنَى عَلَيْهَا، وَقَالَ: "وَهِيَ وَالِدَةُ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ الحُبَيْشِيِّ الحَرَّانِيِّ التَّاجِرِ، وَسَيَأْتِي أَخُوْهَا عَلِيٌّ (ت: 699 هـ) فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

883 -

وَعَبْدُ البَاقِي بْنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ السَّلَام بْنِ تَيْمِيَّةَ، شَرَفُ الدِّينِ، وَالِدُهُ: عَبْدُ اللَّطيْفِ هُوَ ابْنُ عَمِّ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّينِ، سَيَأْتِي وَالِدُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا عَلَى وَفَيَاتِ سَنَةِ (699 هـ) وَنَذْكُرُ مَعَهُ جَدَّهُ: عَبْدَ العَزِيْزِ (ت:؟) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى؛ لأَنَّ ابْنَهُ هَذَا مَاتَ قَبْلَهُ. وَأَمَّا عَبْدُ البَاقِي فَقَدْ مَاتَ شَابًّا. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "سَمِعَ مَعَنَا كَثِيْرًا، وَكانَ شَابًّا، حَسَنًا" وَأَخُوهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ (ت: 736 هـ) يَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. أَخْبَارُ عَبْدِ البَاقِي فِي المُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (1/ ورقة: 231).

884 -

عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 235)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (159)، وَالمُخْتَارِ مِنْ تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِيِّ (378) قَالَ البِرْزَالِيُّ:"وَكَانَ فَقِيْهًا فَاضِلًا، صَالِحًا، سَمِعَ كَثِيْرًا مَعَ سَعْدِ الدِّيْنِ الحَارِثِيِّ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ سِبْطُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ ابْنِ الشَّيْخِ العِمَادِ المَقْدِسِيِّ، قَاضِي القُضَاةِ بِالدِّيَارِ "المِصْرِيَّةِ". قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "تَفَقَّهَ، وَبَرَعَ، وَتَمَيَّزَ، وَلَوْ عَاشَ لَسَادَ الطَّائِفَةَ، وَكَانَ فِيهِ صَلَاحٌ وَمُرُوْءَةٌ، وَتُوُفِّيَ شَابًّا".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ - تَقَدَّمَ فِي الاِسْتِدْرَاكِ عَلَى هَذِهِ السَّنَةِ ذِكْرُ وَالِدَتِهِ: خَدِيْجَةَ بِنْتِ القَاضِي ابْنِ العِمَادِ، وَعَبْدُ اللهِ المَذْكُوْرُ هُنَا مِنْ (آلِ رَاجِحٍ) أُسْرَةٌ عِلْمِيَّةٌ، مَقْدِسِيَّةٌ، مَشْهُوْرَةٌ.

885 -

وعَبْدُ اللهِ بْنُ عُبيْدُ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ مِنْ (آلِ عُبَيْدِ اللهِ)(آلِ قُدَامَةَ) المَقَادِسَةِ، وَالِدُهُ: عُبَيْدُ اللهِ (ت: 684 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَذَكَرْنَا فِي هَامِشِ تَرْجَمَتِهِ بَعْضُ مَنْ عَرَفْنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ. وَعَبْدُ اللهِ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 243) وَقَالَ: "كَانَ شَابًّا، حَسَنَ الهَيْئَةِ، مَلِيْحَ الصُّوْرَةِ

=

ص: 279

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَهُوَ الثَّالِثُ مِنْ إِخْوَتِهِ.

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: لَمْ أَعْرِفْ مِنْ إِخْوَتِهِ أَحَدًا، وَعَرَفْتُ أُخْتَهُ: فَاطِمَةَ (ت: 732 هـ) نَذْكُرُهَا فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

886 -

وَعَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ بَدْرِ بْنِ حَفَّاظٍ بنَ بَرَكَاتٍ، أَبُو الحَسَنِ الصَّالِحِيُّ، الصَّحْرَاوِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 244) وَقَالَ: "قَرَأْتُ عَلَيْهِ "جُزْءَ الحَفَّارِ" وَغَيْرَهُ" وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (265).

887 -

وعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ سَلَامَةَ المَقْدِسِيُّ، ابْنُ السَّرَّاجِ، نَقِيْبُ القَاضِي الحَنْبَلِيُّ، شَرَفُ الدِّينِ بْنُ الشَّرَفِ أَيْضًا. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقة: 248) وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (266).

888 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، المَعْرُوفُ أَبُوْهُ بِـ "التَّقِيِّ بنِ النَّاصِحِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (270).

889 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الحَرَمِ القَلَانِسِيُّ، شَمْسُ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، أَخْبَارُهُ فِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 347)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 347)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقة: 243)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (247). قَالَ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ وَالذَّهَبِيُّ: وَتُوُفِّيَ أَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الحَرَمِ قَبْلَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ يَوْمَ مَاتَ الشَّيْخُ نَجْمُ الدِّينِ بْنُ حَمْدَانَ، وَكَانَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ قَدْ ذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ نَجْمِ الدِّينِ بنِ حِمْدَانَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الخَمِيْسِ سَادِسَ صَفَرٍ. . .". وَابْنُ المُسْتَدْرَكِ هُنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: بَعْدَ 760 هـ) مَشْهُوْرٌ جِدًّا وَلَا يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ؛ لأَنَّهُ خَارِجٌ عَنْ شَرْطِهِ. فَهُوَ بَعْدَهُ.

890 -

وَنَصْرُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشِ بْن حَامِدِ بْن مَحْمُوْد بْنِ خُلَيْفٍ، أَبُو الفُتُوحِ السَّكَاكِيْنِيُّ، الصَّالِحِيُّ. اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) (وَرَقة: 210) عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُونِ". . . (2/ وَرَقة: 516) =

ص: 280

‌476 - عَبْدُ السَّلَامِ بنُ مُحَمَّدِ

(1)

بنِ مَزْرُوْعِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَزَّازٍ المُضَرِيُّ،

= وَهُوَ مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ مَشْهُوْرَةٍ فِي بِلَادِ الشَّامِ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ: مُحَمَّد بْنُ عَيَّاشِ حَامِد بْن مَحْمُوْدٍ (ت: 642 هـ)، أَمَّا هُوَ فَذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 65)، وَالعُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأَحمَد (4/ 350)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 439)، وَذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 246)، وسَقَطَتِ الوَرَقة مِنْ نُسْخَتِي مِنَ الكِتَابِ - فِيْمَا يَظْهَر - وَبَقِيَ فِي آخِرِ الوَرَقَةِ الَّتِي قَبْلَهَا قَوْلُهُ:"وَفِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ سَلْخِ شَوَّالٍ. . ." وَلَا شَكَّ أَنَّهُ المَقْصُوْدُ. وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ حَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 314)، مُعْجَمُ الذَّهَبِيِّ (2/ 352)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (288)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (382)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 296)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 434)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (624)، وَذَكَرَ ابْنَاهُ:"إِبْرَاهِيمَ"، وَ"أَحْمَدَ"، وَذَكَرَهُ مَرَّةً ثَانِيَة (623) وَذَكَرَ سِبْطَتَهُ: أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَمْزَةَ. وَابْنَةُ أَخِيْهِ: زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ. وَابْنَتُهُ هُوَ: فَاطِمَةُ (ت: 750 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

891 -

وَهَارُوْنُ بْنُ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقة: 242)، وَقَالَ:"وَكَانَ مِنْ أَصْهَارِ الشَّيْخِ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنِ عَبْدِ القَوِيِّ، وَكَانَ يَشْهَدُ بِـ "الصَّالِحِيَّةِ" لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (625) وَزَادَ فِي نَسَبِهِ بَعْدَ (رَاجِحٍ)، "ابْنِ مَاضِي". وَشَمْسُ الدِّيْنِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ القَوِيِّ المِرْدَاوِيُّ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(1)

476 - ابْنُ مَزْرُوعٍ البَصْرِيُّ (625 - 696 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصرِ اللهِ (وَرَقة: 87)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 190)، وَالمنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 350)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 439). وَيُرَاجَعُ: بَرْنَامِجُ الوَادِي آشي (146)، وَمُعْجَمُ الذَّهَبِيُّ (1/ 393)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (145)، وَمَشْيَخَةُ اليُونِيْنِيِّ (الشَّيْخُ الثَّلَاثُونَ)، وَرِحلةُ ابنُ رَشِيْدٍ "مَلْءُ العَيْبَةِ. . ."(5/ 41)، مَجْمَعُ الآدَابِ (1/ 448)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثِ الزَّمَانِ =

ص: 281

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1/ 361)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 263)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (301)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1481) وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (291)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 435)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 64)، وَالبِدَايَةُ والنِّهَايَةُ (13/ 350)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقة: 134)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 198)، وَالعِقْدُ الثَّمِيْنُ (5/ 429)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَار (93)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (7/ 77)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 831)، وَالتُّحْفَةُ اللَّطِيْفَةُ (3/ 236)، وَبُغْيَةُ الوُعَاة (2/ 95)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 435) (7/ 760). وَابْنُهُ: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ. وَحَفِيْدُهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بْن يَحْيَى (ت: 752 هـ)، فِي التُّحْفَةِ اللَّطِيْفَةِ (3/ 45). وَقَالَ:"سِبْطُ الجَمَالِ المَطَرِيُّ، اشْتَغَلَ حَنْبَلِيًّا، وَبَرَعَ فِي العُلُومِ وَأَتْقَنهَا، وَكَانَ يَحْفَظُ أُصُوْلًا، مُتَعَدِّدَةً فِي فُنُوْنٍ كَثِيْرَةٍ، وَفَاقَ عَلَى أَقْرَانِهِ وَأَبْنَاءِ جِنْسِهِ، ثُمَّ حَفِظَ "المِنْهَاجِ " لِلشَّافِعِيَّةِ، مِنْ غَيْرِ إعْرَاضٍ عَنْ مَذْهَبِهِ الحَنْبَلِيِّ، بَلْ لِيَجْمَعَ بَيْنَ المَذْهَبَيْنِ". وَحَفِيْدَتَاهُ: رُقَيَّةُ (ت: 815 هـ)، وَفَاطِمَةُ (ت: 798 هـ).

892 -

وَأَخُوْهُ - فِيْمَا يَظْهَرُ - عَبْدُ المُحْسِنِ بْنُ مَزْرُوْعٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، رَضِيُّ الدِّينِ البَصْرِيُّ ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 329، 2/ 101) فِي سِيَاقِ سَنَدٍ وَوَصَفَهُ بِـ "شَيْخِنَا" وَالسَّمَاعُ فِيْهِمَا عَلَى مُحْيِي الدِّينِ يُوْسُفَ بْنِ الجَوْزِيِّ سَنَةَ (650 هـ)، و (653 هـ) بِقِرَاءَتِهِ، وَلَمْ أجِدْهُ فِي مَصْدَرٍ آخَرَ.

وفي (ط): "المِصْرِيِّ" وَإِنَّمَا هُوَ "المُضَرِي" نِسْبَةٌ إِلَى "مُضَرَ" القَبِيْلَةِ، بَلْ الشَّعَبِ العَدْنَانِيِّ المَشْهُوْرِ؛ لأَنَّ "مُضَرَ" قَبَائِلُ كَثِيْرَةٌ، مِنْهَا (قُرَيْشٌ)، وَ (هُذَيْلٌ)، و (قَيْسٌ)، وَ (تَمِيْمٌ)

وَالعَدنَانِيُّونَ أَرْبَعَةٌ. (أَنْمَارُ) وَ (إِيَادُ) وَ (رَبِيْعَةُ) وَ (مُضَرُ)، وَالعَفِيْفُ يُنْسَبُ إِلَى " مُضَرَ " كَمَا يُنْسَبُ إِلَى " البَصْرَةَ " فَهِيَ مَحَلُّ وِلَادَتِهِ كَمَا ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَغَيْرُهُ.

فَوَائِدُ مِنْ حَيَاةِ ابْنِ مَزْرُوْعٍ: قَالَ السُّيُوطِيُّ: "النَّحَوِيُّ ابنُ النَّحَوِيِّ. . ." وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ. وَلَمْ أقِفْ عَلَى أَخْبَارِ أَبِيْهِ فِي مَصْدَرِ آخَرَ. وَوَصَفَهُ ابْنُ الفُوْطِيِّ بِأَنَّهُ: "كَانَ عَالِمًا، فَاضِلًا، كَامِلًا" وَقَالَ: "سَمِعَ الحَدِيْثَ بِـ "بَغْدَادَ" وَتَوَجَّهَ إِلَى "الحِجَازِ"، وَأَقَامَ بِـ "مَكَّةَ"

ص: 282

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شَرَّفَهَا اللهُ، وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ، وَأَقَامَ مُجَاوِرًا فِي حَضَرَةِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِمَ "بَغْدَادَ" سَنَةَ إِحْدَى وتِسْعِيْنَ، وَنَزَلَ بِـ "دَارِ الأُمَرَاءِ" الَّتِي أَنْشَأَهَا كَمَالُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُوْدٍ بِشَاطِيءِ "دِجْلَةَ" وَتَرَدَّدْتُ إِلَى خِدْمَتِهِ، وَقَصَدَهُ النَّاسُ لِلْسَّمَاعِ عَلَيْهِ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ "مُسْنَدُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ" وَعَلى الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ مَعَالِي الرُّصافِيِّ. . .".

وَقَالَ ابْنُ رُشَيْدٍ فِي رِحْلَتِهِ "مَلْءِ العَيْبَةِ .. "(5/ 41): "وَمِمَّنْ لَقِيْتُهُ بِـ "المَدِيْنَةِ" - شَرَّفَهَا اللهُ - الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الفَاضِلُ، الثِّقَةُ، المَرْضِيُّ، النَّحْوِيُّ، عَفِيْفُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ

سَمِعْتُ عَلَيْهِ، وَأَجَازَ لِي، وَلِمَنْ ذُكِرَ مَعِي فِي الاِسْتِدْعَاءِ وَلِبَنِيَّ أَبِي القَاسِمِ، وَعائِشَةَ، وَأَمَةَ اللهِ، ولإِخْوَتِي، وَكَتَبَ خَطَّهُ بِذلِكَ

وَمِنْ مَسْمُوعَاتِهِ الجُزْءُ الأَوَّلُ وَالثَّانِي مِنْ "حَدِيثِ أِبي عَلِيٍّ الحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، بْنِ شَاذَانَ"، عَنْ شُيُوْخِهِ. وَسَمِعْتُ أَنَا عَلَيْهِ الجُزْءَ الأَوَّلَ مِنْ هَذَيْنِ الجُزْءَيْنِ فِي لَيْلَةٍ يُسْفَرُ صَبَاحُهَا عَنِ السَّادِسِ وَالعِشْرِيْنَ لِذِي قَعْدَةٍ عَامَ أَرْبَعَةٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ عِنْدَ حَدِّ الجِدَارِ الجَوْفِيِّ مِنْ مَسْجِدِ المُصْطَفَى صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ. . .".

وَفِي "مَشْيَخَةِ عَبْدِ القَادِرِ اليُونِيْنِيِّ" تَخْرِيْجِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن سَعْدٍ (الشَّيْخُ الثَّلَاثُونَ) ذَكَرَهُ وَسَاقَ سَنَدًا وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا، ثُمَّ قَالَ: أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ عَفِيْفُ الدِّيْنِ المَذْكُوْرِ، وَأَنَا حَاضِرٌ فِي آخِرِ الخَامِسَةِ فِي يَوْمِ الخَمِيْسِ الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "الرَّوْضَةِ الشَّرِيْفَةِ" تِجَاهَ "الحُجْرَةِ المُعَظَّمَةِ" لِنَفْسِهِ، وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَرُفَقَائِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ بِـ "البَصْرَةِ" يُعَاتِبُهُ عَلَى مَقَامِهِ بِمَدِيْنَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

إِلَيْكَ رَعَاكَ اللهُ لَا زِلْتَ مُنْعَمًا

وَمِنْ غِيَرِ الدَّهْرِ الخُؤُونِ مُسَلَّمَا

كَتَبْتُ وَلَوْلَا حُبُّ سَاكِنِ طَيْبَةٍ

لَوَافَاكَ شَخْصِي دُوْنَ خَطِّي مُسَلِّمَا

وَلكِنَّنِي أَصْبَحْتُ رَهْنَ صَبَابَةٍ

بِجِيْرَةِ سَلْعٍ وَالعَقِيْقِ مُتَيَّمَا

وَلِي بِالنَّقَا لَا زِلْتُ جَارَ أُهَيْلِهِ

قَدِيْمُ هَوى فِي حَبَّةِ القَلْبِ خَيَّمَا

وَبَيْنَ ثَنِيَّاتِ الوَدَاعِ إِلَى قُبَا

لِقَلْبِيَ أَسْرَارٌ أَبَتْ أَنْ تَكَتَّمَا

ص: 283

البَصْرِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ الحَافِظُ، نَزِيْلُ "المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" عَفِيْفُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ.

وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بـ "البَصْرَةَ". وَرَحَلَ إِلَى "بَغْدَادَ"، وَسَمِعَ بِهَا مِنِ ابنِ قُمَيْرَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ الزُّغْبِيِّ، وَعَلَيِّ بنِ مَعَالِي الرَّصَافِيِّ، وَالمُبَارَكِ الخَوَّاص، وَعَلِيِّ بنِ الخِيَمِيِّ، وَفَضْلِ اللهِ الجِيْلِيِّ. وَعُنِيَ بالأثَرِ. وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ. وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ كَمَالِ الدِّيْنِ بنِ وَضَّاحٍ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "المُحَرَّرَ" فِي الفِقْهِ. ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى "المَدِيْنَةِ"، وَاسْتَوْطَنَهَا نَحْوًا مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا، وَحَجَّ مِنْهَا أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً عَلَى الوَلاءِ، وَدَرَّسَ بِهَا الفِقْهَ بِـ "المَدْرَسَةِ

=

الأَبْيَاتُ. وَأَوْرَدَهَا ابْنُ الجَزَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ (1/ 362)، وَأَوْرَدَ بَعْضَهَا ابْنُ حَبِيْبٍ فِي دُرَّةِ الأَسْلَاكِ (وَرَقة: 134)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 199) وَغَيْرِهِمَا. وَأَنْشَدَ لَهُ ابْنُ الجَزِرِيِّ وَغَيْرِهِ:

طَلَبْتُ سِوَاكًا مِنْكَ يَا غَايَةَ المُنَى

وَمَا لِيَ قَصْدٌ فِي السِّوَاكِ سِوَاكَا

كَذَاكَ أَرَاكٌ قَدْ أَرَدْتُ تَفَاؤُلًا

لَعَلِّيَ مِنْ بَعْدِ البِعَادِ أَرَاكَا

وَقَالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ: "وَكَانَ

رَجُلًا، فَاضِلًا، عَاقِلًا، خَيِّرًا، حَسَنَ الهَيْئَةِ، كَثيْرَ المُدَارَةِ لِصَاحِبِ "المَدِيْنَةِ" وَالأَشْرَافِ، وَهُوَ عِنْدَ الأَمِيْرِ عِزِّ الدِّينِ شِيْحَةَ بِمَنْزِلَةِ الأَبِ أَوِ الوَزِيْرِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ وِزَارَتَهُ مِرَارًا فَأَبَى، وَكَانَ يُرْسِلُهُ فِي مُهَمَّاتِهِ إِلَى "مِصْرَ" وَ"الشَّامَ". وَ"العِرَاقَ" فَيَقْضِي اللهُ عَلَى يَدَيْهِ جَمِيْعَ مَا يَخْتَارُ الأَمِيْرُ، وَكَانَ عَفِيْفُ الدِّيْنِ قَدْ أَثْرَى، وَصَارَ لَهُ نَخِيْلٌ كَثِيْرٌ بِـ "المَدِيْنَةِ" وَدَخْلٌ جَيِّدٌ، فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ فِي شَيءٍ وَكَذلِكَ لَمَّا تُوُفِّيَ أَحْسَنَ إِلَى أَوْلَادِهِ وَأَجْرَاهُمْ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالِدُهُمْ مِنَ الإِكْرَامِ وَالاِحْتِرَامِ، وَعَرَضَ عَلَى وَلَدِهِ الكَبِيْرِ شَمْسِ الدِّيْنِ الوِزَارَةَ فَأَبَى أَيْضًا، كَذَا حَكَى لِي لَمَّا قَدِمَ إِلَى "دِمَشْقَ". . ." وَأَمِيْرُ المَدِيْنَةِ شِيْخَةُ ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 194). وَغَيْرِهِ.

ص: 284

الشِّهَابِيَّةِ" لِلْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ. وَحَدَّثَ بالكَثِيْرِ بِـ "الحِجَازِ"، وَبِـ "بَغْدَادَ" وَبِـ "مِصْرَ" وَ"دِمَشْقَ". وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخِنَا بِـ "بَغْدَادَ" وَبِـ "الحِجَازِ" عَلِيُّ بنُ جَابِرِ الهَاشِمِيُّ، وَعَتِيْقٌ العُمَرِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُسَلَّمٍ، وَبِـ "دِمَشْقَ" البِرْزَالِيُّ، وَابنُ الخَبَّازِ شَيْخُنَا وَغَيْرُهُ، وَبِـ "القَاهِرَةِ" الحَارِثِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.

ذَكَرَهُ الفَرَضِيُّ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ" فَقَالَ: إِمَامٌ، فَاضِلٌ، عَالِمٌ، فَقِيْهٌ، زَاهِدٌ، عَابِدٌ، عَارِفٌ بِفُنُوْنِ العِلْمِ وَالأدَبِ.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: شَيْخٌ، عَالِمٌ، مُتَدَيِّنٌ، عَارِفٌ بِفَنِّ الأدَبِ. جَاوَرَ بِـ "المَدِيْنَةِ" مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَدَرَّسَ بِهَا، وَأَفْتَى عَلَى مَذْهَبِ الإمَامِ أَحْمَدَ. وَقَالَ أَيْضًا: الشَّيْخُ، الإمَامُ، الحَافِظُ، السَّيِّدُ، القُدْوَةُ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ. كَانَ رَجُلًا فَاضِلًا، عَاقِلًا، خَيرًا، حَسَنَ الهَيْئَةِ، سَمِعَ، وَحَدَّثَ. وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" وَبِـ "رَابِغَ" وَ"خُلَيْصَ".

قَالَ: وَتُوُفِّيَ بِـ "المَدِيْنَةِ" يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ بَعْدَ الصُّبْحِ، سَابِعَ عِشْرِيْنَ صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِـ "البَقِيْعِ". وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ فِي ثَالِثِ عِشْرِيْنَ صَفَرٍ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِع "دِمَشْقَ" صَلَاةَ الغَائِبِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.

‌477 - وَفِي صَفَرٍ أَيْضًا مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ: تُوُفِّيَ قَاضِي القُضَاةِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ: عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو حَفْصٍ

(1)

عُمَرَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَوَضٍ المَقْدِسِيُّ

(1)

477 - عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَوَضٍ (631 - 696 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 86)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 301)، وَالمنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 351)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُضَّدِ" =

ص: 285

بِـ "القَاهِرَةِ". وَدُفِنَ بِتُرْبَةِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَلَهُ سِتٌّ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. حَضَرَ عَلَى بنِ اللَّتِّيِّ. وَسَمِعَ مِنْ جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَابْنِ رَوَاجٍ، وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى. وَكَانَ مَحْمُوْدَ القَضَايَا

(1)

، مَشْكُوْرَ السِّيْرَةِ، مُتَثَبِّتًا فِي الأَحْكَامِ، مَلَيْحَ الشَّكْلِ. قَرَأْتُ

= (1/ 439). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 256)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثُ الزَّمَان (1/ 380)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (2/ 72)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (305). وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1481)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (383)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (291)، وَالعِبَرُ (5/ 387)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (22/ 503)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 632)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 350)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 242) وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 830)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 111)، والمِنْهَلُ الصَّافِي (8/ 290)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 498)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (4801، 2/ 191)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (3/ 194)، وبَدَائِعُ الزُّهُوْرِ (1/ 1/ 397)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 436)(7/ 761)، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"انْتَقَلَ إِلَى "القَاهِرَةِ". . . وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ العِمَادِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَتَزَوَّجَ بِابْنَةِ الشَّيْخِ زَيْنَبَ وَالِدَةِ قَاضِي الحَنَابِلَةِ اليَوْمَ، سَمِعْتُ مِنْهُمَا مَعًا، وَكَانَ مَشْكُورَ السِّيْرَةِ، مَحْمُودَ الأَحكَامِ، مُتَثَبِّتًا فِي القَضَايَا، مِمَّا يَرْكَنُ إِلَى إثْبَاتِهِ؛ لِدِيْنِهِ، وَثَبَاتِهِ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، سَمِيْنًا، تَامَّ الشَّكْلِ، كَامِلَ العَقْلِ". وَذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 255) زَوْجَتَهُ المَذْكُوْرَةَ، وَذَكَرَ مَوْلِدَهَا سَنَةَ (632 هـ) وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهَا، وَكَتَبَ يُسْأَلُ ابْنُهَا عَنْ وَفَاتِهَا، وَابْنُهَا القَاضِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَر (ت: 738 هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ ابْنَهُ الآخَرَ مُحَمَّدًا، نَذْكُرُهُ فِي الاِسْتِدْرَاكِ عَلى وَفيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

وَلِيَ القَضَاءَ بِـ "مِصْرَ" بَعْدَ القَاضِي بْنِ العِمَادِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ وَوَلِيَ بَعْدَهُ شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ الغَنِّيِّ الحَرَّانِيُّ (ت 709 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 286

بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ: إِمَامٌ، جَامِعٌ لِلفَضَائِلِ، مَحْمُوْدُ القَضَايَا، مُتَثَبِّتٌ. كَانَ ابنُ جَمَاعَةَ يَعْتَمِدُ عَلَى إِثبَاتَاتِهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ الذَّهَبِيُّ بِـ "القَاهِرَةِ".

‌478 - وَفِي ذِيْ الحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ: تُوُفِّيَ الفَقِيْهِ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ: شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ

(1)

مُحَمَّدُ بنُ حَازِمِ بنِ حَامِدٍ بنِ حَسَنٍ المَقْدِسيُّ

بِـ "نَابُلُسَ"،

(1)

478 - ابْنُ حَازِمٍ المَقْدِسِيُّ (625 - 696 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقة: 86)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 351)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 439). وَيُرَاجَعُ المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ 266)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 182)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1481)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (383)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (291)، وَأعْيَانُ العَصْرِ (4/ 395)، وَذَيْلُ التَقْيِيْدِ (1/ 113)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (5/ 436)، (7/ 761). قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"كَانَ شَيْخًا، زَاهِدًا، وَقُوْرًا، عَالِمًا، فَقِيْهَا، حَنْبَلِيًّا، نَوْرانِيَّ الوَجْهِ، ظَاهِرَ الجَلَالَةِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، رَوَى "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الخَبَّازِ فِي "مُعْجَمِهِ" سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ رِفَاقِنَا. . .". ابْنُهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 737 هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ نَذْكُرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

يُسْتَدْرَكُ عَلى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (696 هـ):

893 -

وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُوَسَى بْنِ رَافِعٍ بْنِ مِنْهَالِ البَعْلَبَكِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 259)، وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "الأَرْبَعِيْنَ" السَّلَفِيَّةِ بِـ "بَعْلَبَك". . . وَكَانَ فَقِيْهَ قَرْيَةٍ "نَبْحَا". وَهُوَ مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ بَعْضِ ذَوِي قَرَابَتِهِ.

894 -

خَلِيْفَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأَحَدِ بْنِ شُقَيْرٍ، شِهَابُ الدِّيْنِ الحَرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 156)، وَقَالَ: "وَكَانَ شَابًّا، حَسَنًا، رَئِيْسًا، لَدَيْهِ فَضْلٌ، وَجَوْدَةُ كِتَابَةٍ، وَحُسْنُ مُعاشَرَةٍ، سَمِعَ كَثيْرًا، وَلَمْ يُحَدِّثْ. وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (297)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 346). وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَبِيهِ عبْدِ اللهِ، =

ص: 287

فِي رُجُوْعِهِ مِنْ زِيَارَةِ "المَسْجِدِ الأَقْصَى"، وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. وَكَانَ كَثِيْرَ الذِّكْرِ، حَسَنَ السَّمْتِ، فَقِيْهًا، فَاضِلًا، عَابِدًا. سَمِعَ مِنِ ابنِ صَصْرَى، وَالنَّاصِحِ ابنِ الحَنْبَلِيِّ، وَابنِ الزَّبِيْدِيِّ، وابْنِ غَسَّانَ، وَالضِّيَاءِ الحَافِظِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ، حَدَّثَ بِالكَثيْرِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌479 - أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ نِعْمَةَ، المَقْدِسِيُّ،

= وَعَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الاِسْتِدرَاكِ عَلَى وَفَيَاتِ سَنَة (707 هـ).

895 -

ومُحَمَّدُ بْنُ بلْغَزَا بْنِ بلْغَزَا بْنِ دَارَةَ بْنِ رُسْتُمْ، الشَّيخُ، قَمَرُ الدِّيْنِ البَعْلَبَكِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي مَشْيَخَةِ عَبْدِ القَادِرِ اليُونِيْنِيِّ (الشَّيْخُ الثَّامِنَ عَشَرَ)، وَهُوَ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 251)، تَارِيخُ الإِسْلَامِ (308)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (2/ 179)، قَالَ البِرْزَالِيُّ:"سَمِعْتُ عَلَيْهِ الرَّابِعَ مِنَ "المَحَامِليَّاتِ" وَالثَّالِثَ مِنْ "أَمَالِي يَحْيَى بْنِ مَنْدَه" وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ فِي مُنْتَصَفِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "بعْلَبَكَّ".

896 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ القَاضِي عِزَّ الدِّينِ عُمَرَ بْنِ عَوَضٍ. ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 254)، وَقَالَ:"تُوُفِّيَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الحِجَازِ مَعَ الرَّكْبِ المِصْرِيِّ [بِمَنْزلَةٍ] تُعْرَفُ بِـ "الحَوْزَةِ" فِي طَرِيْقِ "المِصْرِيِّيْنَ"، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ السَّلْعُوْسِ وَعظُمَ فِي أَيَّامِهِ".

(1)

479 - شِهَابُ الدِّينِ العَابِرُ (628 - 697 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 88)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 126)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 353)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 440). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 271)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثِ الزَّمَانِ (1/ 410) بَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (103)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (316)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (1/ 60)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (37)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (291)، والإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (383)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 48)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ =

ص: 288

النَّابُلُسِيُّ، العَابِدُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ بنِ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ. وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ

(1)

.

وُلِدَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ ثَالِثَ عَشَرَ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "نَابُلُسَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنْ عَمِّهِ تَقِيِّ الدِّيْنِ يُوْسُفَ، وَمِنَ الصَّاحِبِ مُحْيي الدِّيْنِ بنِ الجَوْزِيِّ، وَحَضَرَ فِي الرَّابِعَةِ عَلَى سُلَيْمَانِ الإسْعِرْدِيِّ، وَسَمِعَ مِنَ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ

(2)

، وَابْنِ رَوَاجٍ، وَالسَّاوِيِّ، وَسِبْطِ السِّلَفِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَرَحَلَ إِلَى "مِصْرَ" وَ"دِمَشْقَ" و"الإسْكَنْدَرِيَّةِ" وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ عَلَى القُوْصِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ مَحْمُوْدُ بنُ مَنْدَه

(3)

، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَدِيْنِيُّ، وَالسَّهْرَوَرْدِيُّ، وَابْنُ رُوْزَبَةَ. وَتَفَقَّهَ فِي المَذْهَبِ، وَبَرَعَ فِي مَعْرِفَةِ تَعْبِيْرِ الرُّؤْيَا، وَانْفَرَدَ بِذلِكَ بِحَيْثُ لَمْ يُشَارَكْ فِيْهِ، وَلَمْ يُدْرَكْ شَأوُهُ. وَكَانَ النَّاسُ يَتَحَيَّرُوْنَ مِنْهُ إِذَا عَبَّرَ الرُّؤْيَا، لِمَا يُخْبِرُ الرَّائي بِأُمُوْرٍ جَرَتْ لَهُ، وَرُبَّمَا أَخْبَرَهُ بِاسْمِهِ وَبَلَدِهِ وَمَنْزِلِهِ، وَيَكُوْنُ مِنْ بَلَدٍ نَاءٍ. وَلَهُ فِي ذلِكَ حِكَايَاتٌ كَثِيْرَةٌ غَرِيْبَةٌ مَشْهُوْرَةٌ، وَهِيَ مِنْ أَعْجَبِ العَجَبِ

(4)

.

= (1/ 258)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (1/ 87)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (13/ 353)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 210)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 85) وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 113)، وَالمُقْتَفَى الكَبِيْرُ (1/ 479)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 437)(7/ 764).

(1)

ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 656 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، كَمَا ذَكَرَ ابْنَهُ أَبَا بَكْرِ بَنِ أَحْمَدَ (ت: 699 هـ) أَيْضًا كَمَا سَيَأْتِي.

(2)

في (ط): "الحميري".

(3)

مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مَنْدَةَ (632 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

(4)

مِثْلُ هَذَا لَا يَنْبَغِي إِشَاعَتُهُ، لِمَا فِيْهِ مِنِ ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيْبِ، وَالسَّيْطَرَةِ عَلَى عُقُوْلِ العَوَامِّ، =

ص: 289

وَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ لَهُ رِئِيًّا مِنَ الجِنِّ، وَكَانَ - مَعَ ذلِكَ - كَثيْرَ العِبَادَةِ وَالأوْرَادِ وَالصَّلَاةِ. لكِنْ يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ يَتَعَبَّدُ عَلَى وُجُوْهٍ غَيْرِ مَشْرُوْعَةٍ، كَالصَّلَاةِ فِي وَقْتِ النَّهْيِ. وَذَكَرَ عَنْهُ بَعْضُ أَقَارِبِهِ: أَنَّهُ رَأَى عِنْدَهُ شَيْئًا مِنْ آثَارِ الجِنِّ. وَقَدْ رَأَيْتُ لأبِي العَبَّاسِ القَرَافِيِّ المَالِكِيِّ

(1)

صَاحِبِ "القَوَاعِدِ" كَلَامًا حَسَنًا فِي التَّعْبِيْرِ، فَرَأَيْتِ أَنْ أَذْكُرَهُ هَهُنَا. قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ تَفْسِيْرَ المَنَامَاتِ قَدِ اتَّسَعَتْ تَقْيِيْدَاتُهُ، وَتَشَعَّبَتْ تَخْصِيْصاتُهُ، وَتَنَوَّعَتْ تَفْرِيْعَاتُهُ، بِحَيْثُ صَارَ لَا يَقْدِرُ الإنْسَانُ يَعْتَمِدُ عَلَى مُجَرَّدِ المَنْقُوْلَاتِ؛ لِكَثْرَةِ التَّخْصِيْصَاتِ بِأَحْوَالِ الرَّائِيْنَ، بِخِلَافِ تَفْسِيْرِ القُرْآنَ الكَرِيْمِ، وَالتَّحَدُّثِ فِي الفِقْهِ، وَالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الحَصْرِ. وَعِلْمُ المَنَامَاتِ مُنْتَشِرٌ انْتِشَارًا شَدِيْدًا، لَا يَدْخُلُ تَحْتَ ضَبْطٍ. لَا جَرَمَ إِنِ احْتَاجَ النَّاظِر فِيْهِ - مَعَ ضَوَابِطِهِ وَقَوَانِيْنِهِ - إِلَى قُوَّةٍ مِنْ قُوَى النَّفْسِ المُعِيْنَةِ عَلَى الفِرَاسَةِ وَالاطِّلَاعِ عَلَى المُغَيَّبَاتِ، بِحَيْثُ إِذَا تَوَجَّهَ الحَزْرُ إِلَى شَيْءٍ لَا يَكَادُ يُخْطِئُ، بِسَبَبِ مَا يَخْلُقُهُ اللهُ تَعَالَى فِي تِلْكَ النَّفْسِ مِنَ القُوَّةِ المُعِيْنَةِ عَلَى تَقْرِيْبِ الغَيْبِ أَوْ تَحْقِيْقِهِ، فِمَنَ النَّاسِ مَنْ هُوَ كَذلِكَ، وَقَدْ يَكُوْنُ ذلِكَ عَامًّا فِي جَمِيْعِ الأَنْوَاعِ،

= وَتَوْهِيْمِهِمْ، وَرُبَّمَا اسْتَغَلَّهُ ضِعَافُ النُّفُوسِ فَابْتَزُّوا بِهِ النَّاسَ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ؛ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي التَّرْوِيْجُ لِمِثْلِ ذلِكَ وَلَا الإِشَادَةُ بِهِ، وَفِي وَقْتِنَا هَذَا كَثُرَ المُرَوِّجُونَ بَلْ المُرْجِفُوْنَ بِمِثْلِ ذلِكَ فِي الفَضَائِيَّاتِ، وَكَثُرَ المُتَحَدِّثُونَ بِهَا بِعِلْمٍ وَبِغَيْرِ عِلْمٍ وَهُوَ الأَكْثَرُ.

(1)

أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، الفَقِيْهُ، الأُصُولِيُّ القَرَافِيُّ، الصِّنْهَاجِيُّ الأَصْلِ المَالِكِيُّ (ت: 684 هـ). أَخْبَارُهُ فِي الدِّيْبَاجِ المُذْهَبُ (62)، وَالمِنْهَلِ الصَّافِي (1/ 215)، وَغَيْرِهِمَا.

ص: 290

وَقَدْ يَهَبُهُ اللهُ تَعَالَى ذلِكَ بِاعْتِبَارِ المَنَامَاتِ فَقَط، أَوْ بِحَسَبِ عِلْمِ الرَّمْلِ فَقَط، فَلَا يُفْتَحُ لَهُ صِحَّةُ القَوْلِ وَالنُّطْقِ فِي غَيْرِهِ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ قُوَّةُ نَفْسٍ فِي هَذَا النَّوْعِ، صَالِحَةٌ فِي ذلِكَ لِعِلْمِ الرُّؤْيَا لَا يَكَادُ يُصِيْبُ إلَّا عَلَى النُّدُوْرِ، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ التَّوَجُّهُ لِعِلْمِ التَّعْبِيْرِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةُ نَفْسٍ هُوَ الَّذِي يُنْتَفَعُ بِتَعْبِيْرِهِ. وَقَدْ رَأَيْتِ مَنْ لَهُ قُوَّةُ نَفْسٍ مَعَ القَوَاعِدِ، فَكَانَ يَتَحَدَّثُ بالعَجَائِبِ وَالغَرَائِبَ فِي المَنَامِ اللَّطِيْفِ، وَيَخْرُجُ مِنْهُ الأشْيَاءُ الكَثِيْرَةُ، وَالأَحْوَالُ المُتَبَايِنَةُ، وَيُخْبِرُ فِيْهِ عَنِ المَاضِيَاتِ، وَالحَاضِرَاتِ، وَالمُسْتَقْبَلَاتِ، وَيَنْتَهِي فِي المَنَامِ اليَسِيْرِ إِلَى نَحْوِ مَائَةٍ مَنَ الأَحْكَامِ بِالعَجَائِبِ وَالغَرَائِبِ، حَتَّى يَقُوْلَ مَنْ لَا يَعْلَمُ أَحْوَالَ قِوَى النُّفُوْسِ: إِنَّ هَذَا مِنَ الجَانِّ وَالمُكَاشَفَةِ، وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، بَلْ هُوَ قُوَّةُ نَفْسٍ، تَجِدُ بِسَبَبِهَا تِلْكَ الأحْوَالِ عِنْدَ تَوَجُّهِهِ لِلْمَنَامِ. وَرَأَيْتَ أَنَا جَمَاعَةً مِنْ هَذَا النَّوع وَاخْتَبَرْتُهُمْ. انْتَهَى كَلَامُهُ. وَأَظُنُّهُ يُشِيْرُ إِلَى الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّيْنِ المَذْكُوْرِ، فَإِنَّهُ كَانَ مُعَاصِرَهُ. وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي هَذَا العِلْمِ، سَمَّاهُ "البَدْرَ المُنِيْرِ"

(1)

.

قَالَ الذَّهَبِيُّ؛ كَانَ إِمَامًا، فَاضِلًا. وَلَهُ مُصَنَّفٌ نَفِيْسٌ فِي "الأحْكَامِ". وَأَقَامَ مُدَّةً بِـ "القَاهِرَةِ"، وَمُدَّةً بِـ "دِمَشْقَ" وَبِهَا مَاتَ. وَوَلِيَ بِهَا مُدَّةَ شُهُوْرٍ مَشْيَخَةَ "دَارِ الحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّةِ" بِـ "سَفْحِ قَاسِيُوْنَ"، وأَسْمَعَ بِهَا الحَدِيْثَ، ثُمَّ صُرِفَ عَنْهَا. وَذُكِرَ مُدَّةً لِقَضَاءِ الحَنَابِلَةِ. وَحَدَّثَ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ" وَغَيْرِهَا.

وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ مِنَ الحُفَّاظِ وَغَيْرِهِمْ، كَالمِزِّيِّ، وَالبَرْزَالِيِّ، وَالذَّهَبِيِّ،

(1)

في (ط): "النُّور. . ." وَلَا يَزَال مَخْطُوطًا، مِنْهُ نُسْخَةِ فِي مَكْتَبَةِ المُتحف طُوبقبوسرأي فِي تُرْكِيَا.

ص: 291

وَشَيْخِنَا ابنِ القَيِّم. وَ (ثَنَا) عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

تُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ تَاسِعَ وَعِشْرِيْنَ ذِيْ القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَدُفِنَ مِنْ يوْمِهِ بِمَقَابِرِ "بَابِ الصَّغِيْرِ" بِتُرْبَةِ ابنِ أَبِي الطَّيِّبِ. وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ حَافِلَةً. وَخَرَجَ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ للصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَالقُضَاةُ، وَالأكَابِرُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌480 - عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي القَاسِمِ

(1)

بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ البَابَصْرِيُّ، الفَقِيْهُ، الأَدِيْبُ، الصُّوْفِيُّ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ.

نَزِيْلُ "دِمَشْقَ".

وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةِ بـ "بَغْدَادَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الفَضْلِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأجَلِّ "مَشْيَخَةَ البَاقَرْحِيِّ

(2)

" سَمَاعُهُ مِنْ ذَاكِرِ

(1)

480 - عِزُّ الدِّينِ البَابْصَرِيُّ (634 - 697 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 88)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَد (2/ 170)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 352)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 440). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 273)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 102)، وَتَارِيخُ حَوَادِثِ الزَّمَانِ (1/ 404)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (1/ 399)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (330)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 538)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 208)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 139). وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ".

(2)

في (ط): "البَاقَرجِي" وَفِي "المُقْتَفَى" لِلحَافِظِ البِرْزَالِيِّ: "عَنِ ابْنِ الأَجَلِّ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمائَةَ بِسَمَاعِهِ عَنْ ذَاكِرِ بْنِ كَامِلٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ" وَ"البَاقَرْحِيُّ" هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَخْلَدٍ البَغْدَادِيُّ البَاقَرْحِيُّ (ت: 481 هـ) مَنْسُوْبٌ إِلَى "بَاقَرْحَا" قَرْيَةٌ مِنْ نَوَاحِي "بَغْدَادَ" قَالَ يَاقُوْتُ فِي مُعْجَمِ البُلْدَان (1/ 389): "بِفَتْحِ القَافِ، وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَالحَاءِ المُهْمَلَةِ. . ." وَذَكَرَ مُحَمَّدًا هَذَا. وَيُرَاجَعُ: الأَنْسَابُ (2/ 48)، وَاللُّبَابُ (1/ 112). وَلَا أَعْلَمُ لِـ "مَشْيَخَتِهِ" الآنَ وُجُوْدًا.

ص: 292

ابنِ كَامِلٍ، وَلَمْ يَظْهَرْ هَذَا إلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ. وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي المَفَاخِرِ الخَيَّاطِ، وبِـ "دِمَشْقَ" مِنَ ابنِ الصَّيْرَفِيِّ

(1)

الفَقِيْهِ، وَغَيْرِهِ. وَأَجَازَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَبِي الجَيْشِ، وَالدَّاعِي الرَّشِيْدِيُّ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: سَكَنَ "دِمَشْقَ" وَأَقَامَ بِـ "الخَانِقَاهُ". وَكَانَ فَقِيْهًا، عَالِمًا، صَالِحًا. وَقَالَ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ عَارِفًا بِالفِقْهِ، بَصِيْرًا بالأدَبِ وَالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ. ضَعُفَ بَصَرُهُ، وَطَلَبَ مِنَ الجَمَاعَةِ أَنْ يَسْمَعُوا مِنْهُ شَيْئًا لِتَنَالُهُ بَرَكَةُ الحَدِيْثِ

(2)

.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": كَانَ لَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ

(3)

، وَمَعْرِفَةٌ بِالتَّارِيْخِ

(4)

، وَكَتَبَ لِنَفْسِهِ اسْتِجَازَاتٍ مَنْظُوْمَةً، وَأَجَابَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّيُوْخِ نَظْمًا، مِنْهُمْ ابنُ وَضَّاحٍ، وأَبُو اليُمْنِ بنُ عَسَاكِرٍ، وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا، مِنْ أَعْيَانِ الحَنَابِلَةِ، وَانْقَطَعَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ بِـ "الخَانِقَاةِ السُّمَيْسَاطِيَّةِ"، وَبِهَا مَاتَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمِعَ مِنْهُ صَدِيْقُهُ شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ الفَخْرِ البَعْلِيُّ

(5)

، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

(1)

في (ط): "مِنَ الصَيْرَفِي بن الفقيه".

(2)

في "تَارِيخِ الإِسْلَامِ""أَنْ يَسْمَعُوا عَلَيْهِ فَسَمِعَ مِنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ الصَّيْرَفِيِّ وَصَدِيْقُهُ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الفَخْرِ وَأَوْلَادُهُ، وَأَنَا، فرَوَى لَنَا جُزْءًا نَازِلَ الإِسْنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَبِي المَفَاخِرِ، عَنْ مَحْمُوْدِ بْنِ مُقْبِلٍ بنِ المَنِّيِّ. . .".

(3)

أَوْرَدَ ابْنُ الجَزَرِيِّ وَغَيرُهُ نَمَاذِجَ مِنْ مُسْتَحْسَنِ شِعْرِهِ تَجِدْهَا هُنَاكَ.

(4)

ذَكَرَ ابْنُ الجَزَرِيِّ أَنَّهُ جَمَعَ "وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ" مِنْ تَارِيخِ ابنِ خَلَكَانِ قَالَ: وَزَادَ عَلَيْهَا أَسْمَاءَ أَكَابِرَ لَمْ يذْكُرُهُمْ ابْنِ خَلِّكَانَ، وَوَقَفَهَا، وَجَعَلَ مَقَرَّهَا بِخَانِقَاهُ السُّمَيْسَاطِيِّ وَكَذلِكَ جَمِيعَ كُتُبِهِ".

(5)

المُتَوَفَّى سَنَةَ (699 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. =

ص: 293

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله عَلَى وَفَيَاتِ سَنَةِ (697 هـ):

897 -

زَيْنَبُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ حَبِيْبٍ الخَبَّازِ، أُمُّ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيَّةِ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: عَجُوْزٌ، صَالِحَةٌ، تَخْدِمُ النَّاسَ، وَتَلُوذُ بِالمِرْدَاوِيِّيْنَ، رَوَتْ عَنِ ابْنِ اللَّتِيِّ" كَذَا فِي المُقتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 272)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (323).

898 -

وَعَائِشَةُ بِنْتُ المَجْدِ عِيْسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ المُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةَ. مُحَدِّثَةٌ مَشْهُوْرَةٌ، صالِحَةٌ، وَالِدُهَا: المَجْدُ عِيْسَى (ت: 615 هـ) وَجَدُّهَا الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بن قُدَامَةَ (ت: 620 هـ) صَاحِبُ "المُغْنِي" وَهِيَ أُخْتُ السَّيْفِ بنِ المَجْدِ، أَحْمَدِ بْنِ عِيْسَى (ت: 643 هـ)، وَزَوْجُهَا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغنِيِّ (ت: 661 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنُهَا مِنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ (ت: 694 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ لأَنَّهُ تُوُفِّيَ قَبْلَهَا. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَكَانَتْ أُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ المَجْدِ تَبْكِي عَلَيْهِ وَتَدْعُو لَهُ"، وَلعَائِشَةَ ذِكْرٌ وَأَخْبَارٌ كَثِيْرَةٌ، مِنْهَا فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 290)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 352)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 440). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 272)، وَاسْتَدْرَكَهَا ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) (وَرَقَة: 212)، عَنْ تَارِيْخِ ابنِ رَسُوْلٍ، وذَكَرَهَا ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةُ العُيُونِ. . ." (2/ وَرَقَة: 156)، وَتَارِيْخُ حَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 402)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (383)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (327)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 229)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (2/ 92)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشيِ (170)، وَمَشْيَخَةُ عَبْدِ القَادِرِ اليُونِيْنِيِّ (الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالعِشْرُونَ)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةِ (8/ 113)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 438).

899 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَرِّيْدَةَ، كَمَالُ الدِّينِ، أَبُو الفَرَجِ، البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المُقْرِئُ، البَزَّازُ، المُكَبِّرُ وَالِدُهُ بِـ "جَامِعِ القَصْرِ" المَعْرُوفُ هُوَ بِـ "ابْنِ الفُوَيْرِهِ" إِمَامٌ، مُحَدِّثٌ، مَشْهُوْرٌ. وَإِهْمَالُ ابْنِ رَجَبٍ لَهُ خَلَلٌ ظَاهِرٌ، لَا عُذْرَ لَهُ فِيْهِ، وَهُوَ شَيْخُ "دَارُ الحَدِيْثِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ"؟!. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ

ص: 294

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإِسْلَامِ": "انْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ" وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا طَوِيْلًا، وَكُنْتُ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ وَتِسْعِيْنَ وَسَنَةِ خَمْسٍ أَتَلَهَّفُ عَلَى لُقِيِّهِ وَأَتَحَسَّرُ، وَلَا يُمْكِنُنِي الرِّحْلَةِ إِلَيْهِ؛ لِمَكَانِ الوَالِدِ، ثُمَّ الوَالِدَةِ. وَنَقَلَ عَنِ ابْنِ الفَرَضِيِّ قَوْلَهُ فِيهِ: "شَيْخٌ، جَلِيْلٌ، ثِقَةٌ، مُسْنَدٌ، مُكْثِرٌ" وَكَثُرَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ فِي كُتُبِ التَّرَاجِمِ، وَوَصَفُوْهُ بِكُلِّ جَمِيْلٍ، وَأَنَّهُ كَانَ مُحَدِّثًا، ثِقَةً، مُعَمَّرًا، عَالِيَ الإِسْنَادِ، وَأَنَّهُ صَحِيْحَ السَّمَاعِ. قَالَ ابْنُ الفُوَطِيِّ: "كَانَ شَيْخًا مُعَمَّرًا، عَالِيَ الرِّوَايَةِ، وَلَهُ حَانُوْتٌ بِـ "خَانِ الخَلِيْفَةِ" كَانَ طُلَّابُ العِلْمِ يَتَرَدَّدُوْنَ إِلَيْهِ يَقْرَؤُوْنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ شَيْخًا بِـ "دَارِ الحَدِيْثِ"، بِـ "المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ" بَعْدَ وَفَاةِ شَيْخِنَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدِّيْنَةِ فِي رَجَبَ سَنَةَ (680 هـ)، وَالإِجَازَةُ الَّتِي بِيَدِهِ تَارِيْخُهَا سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَفِيْهَا ذِكْرُ عَمِّي

وَكَانَ يُطِيْلُ الجُلُوْسَ مَعَ الطُلَّابِ، وَلَا يَضْجَرُ، وَنَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ وَهُوَ صَحِيْحُ الحَوَاسِّ، وَكَانَ يُنْفِذُ لِي، وَيُتْحِفُنِي. . ." وَذَكَرَ الحَافِظَانِ الذَّهَبِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ بَعْضَ الَّذِيْنَ أَجَازُوا لَهُ، وَبَعْضَ شُيُوْخِهِ، وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ، جَمَعَهُمْ جَمَالُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَلَانِسِيُّ فِي مَشْيَخَةٍ اسْمُهَا: "نَشْرُ نَفَحَاتِ التَّلْطِيْفِ مِنْ مَرْوِيَّاتِ ابْنَ عَبْدِ اللَّطِيْفِ". ذَكَرَهَا العَاقُوْلِيُّ فِي مَشْيَخَتِهِ المَعْرُوفَةِ بِـ "الدِّرَايَةِ إِلَى مَعْرِفَةِ الرِّوَايَةِ" فَقَدْ ذَكرَ فِي شَيْخِهِ (الثَّالِثِ) عِزُّ الدِّينِ الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ النِّيَارِ الأَسَدِي الشَّافِعِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَذَكَرَ مِنْ شُيُوْخِهِ (ابْنَ الفُوَيْرِهِ) المَذْكُوْرَ هُنَا، وَقَالَ: "صَاحِبُ المَشْيَخَةِ المَوْسُومَةِ بِـ "نَشْرِ نَفَحَاتِ. . ." ثُمَّ ذَكَرَ شَيْخَهُ (الرَّابِعَ) عِمَادَ الدِّيْنِ حَيْدَرَةَ العَبَّاسِيِّ، وَذَكَرَ فِي شُيُوْخِهِ (ابْنَ الفُوَيْرِهِ) أَيْضًا، وَقَالَ:"أَجَازَ لَهُ إِجَازَةً عَامَّةً فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ" وَذَكَرَ العَاقُوْلِيُّ مَسْمُوْعَاتَهُ عَلَيْهِ فَذَكَرَ مِنْهَا: "مَشْيَخَةَ" ابْنِ الفُوَيْرِهِ هَذِهِ، فَقَالَ: وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ - تَغَمَّدَهُ اللهُ تَعَالَى بِرَحْمَتِهِ - مَشْيَخَةَ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ كَمَالِ الدِّيْنِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ البَزَّازِ المَوْسُوْمَةِ بِـ "نَشْرِ نَفَحَاتِ التَّلْطِيْفِ مِنْ مَرْوِيَاتِ ابْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ" تَخْرِيجُ جَمَالِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ القَلَانِسِيِّ، وَفَاتَنِي مِنْهُ مِنْ أَوَّلِ رِوَايَةِ الشَّيْخِ التَّاسِعِ إِلَى آخِرِ المَجْلِسِ الأَوَّلِ، =

ص: 295

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَالبَلَاغُ عَلَيْهِ عَلَى نُسْخَةِ الأَصْلِ الَّتِي بِخَطِّ المُخَرِّجِ، وَصُوْرَةُ البَلَاغِ: بَلَغَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الخَلِيْلِ قِرَاءَةً بِمَنْزِلَ المُسْمِعِ، وَذلِكَ بِحَقِّ سَمَاعِهِ لِلْمَجْلِسِ الأَوَّلِ وَالسَّادِسِ، وَهُمَا سُبُعَا المَشْيَخَةِ تَقْرِيْبًا عَلَى صَاحِبِهَا الشَّيْخِ كَمَالِ الدِّينِ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ] عَبْدِ اللَّطِيْفِ، وَإِجَازَتِهِ مِنْهُ لِلْبَاقِي وَصَحَّ ذلِكَ، وَثَبَتَ فِي مَجَالِسَ سِتَةٍ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ. وَأَجَازَ الشَّيْخُ، العَلَّامَةُ، عِمَادُ الدِّينِ حَيْدَرَةُ لَنَا رِوَايَةَ بَاقِي الكِتَابِ. . ." وَحَيْدَرَةُ العَبَّاسِيُّ خَطِيْبُ جَامِعِ الخَلِيْفَةِ بِـ "بَغْدَادَ" (ت: 767 هـ).

وَ (ابْنُ الفُوَيْرِهِ) هَذَا اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ الأَصْلِ: (وَرَقَة: 212) نَقْلًا عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ. . ." (2/ وَرَقَة: 157)، كَما ذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 92)، وَلَمْ يَذْكُرْهُ العُلَيْمِيُّ تَبَعًا لِلْمُؤَلِّفِ. وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (4/ 173)، المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 275)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (1/ 365)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (328)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (223)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (383)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (291)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّءِ الكِبَارِ (2/ 695)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 229)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 159)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 438)، وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (1/ 342)، وَذَكَرَ مُؤَلِّفُهُ المَرْحُومُ الدُّكْتُور نَاجِي مَعْرُوْف، وَالدُّكْتُوْرُ عُمَر عَبْدُ السَّلَامِ تَدْمُرِيِّ مُحَقِّقُ "تَارِيْخُ الإِسْلَامِ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَغَيْرِهِمَا فِي مَصَادِرِ تَرْجَمَتِهِ "ذَيْلُ طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ"؟! وَنَقَلَ الدُّكْتُورُ نَاجِي فِي تَرْجَمَتِهِ عَنِ ابْنِ رَجَبٍ؟! وَابْنُ رَجَبٍ لَمْ يَذْكُرْهُ كَمَا تَرَى، وَإِنَّمَا ذُكِرَ فِي "المُلْحَقِ" وَالمُلْحَقُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ رَجَبٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ عَنْ "تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ" كَمَا قَدَّمْنَا. وَ"الفُوَيْرِهُ" تَصْغِيْرُ فَارِهٍ؛ يَنْعَتُونَهُ بِالفُرُوْهَةِ؛ لاِشْتِغَالِهِ وَفِهْمِهِ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ. وَ (الوَرِّيْدَةُ) بِفَتْحِ الوَاوِ، ثُمَّ رَاءٌ مُشَدَّدَةٌ مَكْسُوْرَةٌ، ثُمَّ يَاءٌ مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ، ثُمَّ دَالٌ مُهْمَلَةٌ، وَتَاءٌ. وَأَخْبَارُهُ كَثِيْرَةٌ جِدًّا، وَمَا ذَكَرْنَا فِيهِ كِفَايَةٌ، وَرُبَّمَا فِيْهِ إِطَالَةٌ؛ دَفَعَنِي إِلَيْهَا إِهْمَالُ ابْنُ رَجَبٍ لَهُ مَعَ =

ص: 296

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شُهْرَتِهِ وَتَمَيُّزِهِ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.

900 -

وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الحَسَنِ المَقْدِسِيُّ، سَمِعَ مِنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَجَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَالجَمَالِ أَبِي حَمْزَةَ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيخِ الإِسْلَامِ (333)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ مُحَمَّدٍ (ت: 643 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

901 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ، شَمْسُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخُو القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ (ت: 715 هـ) قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَتَفَقَّهَ وَدَرَّسَ، وَأَتْقَنَ المَذْهَبَ، وَقَرَأَ الحَدِيْثَ بِـ "دَارِ الحَدِيثِ الأَشْرَفِيَّةِ" الَّتِي بِالسَّفْحِ مُدَّةً، وَكَتَبَ الخَطَّ المَنْسُوْبَ، وَكَانَ صَالِحًا، خَيِّرًا، أَمَّارًا بِالمَعْرُوْفِ، دَاعِيَةً إِلَى السُّنَّةِ وَالأَثَرِ، مُحِطًّا عَلَى المُبْتَدِعَةِ وَالمُخَالِفِيْنَ، نَابَ فِي القَضَاءِ عَنْ أَخِيهِ مُدَيْدَةَ قَبْلَ مَوْتِهِ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 403)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 356)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 441). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ حَوَادِثِ الزَّمَان (1/ 421)، وَالمُقْتفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 295)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (136)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (2/ 185)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (227)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (336)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 26)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 418)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (120)، والدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 616)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (2/ 299)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (400)، وَرُبَّمَا ذُكِرَ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (698 أَوْ 699) قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَتُوُفِّيَ الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، القَاضِي، شَمْسُ الدِّينِ

يَوْمَ الخَمِيْسِ الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صَفَرٍ، ودُفِنَ ظُهْرَ الخَمِيْسِ بِـ "الجَبَلِ" بِـ "تُرْبَةِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ. . .". قَالَ: وَمَوْلِدُهُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِسَفْحِ قَاسِيُوْنَ، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (517)، وَذَكَرَ ابْنَهُ: أَحْمَدَ (199)، وَلَهُ أُخْتٌ ابْنُهَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (395). فَزَوْجُهَا إِذًا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ بْن أَحْمَدَ (ت: 716 هـ). وَابْنُهُ هو: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ

ص: 297

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأحَدِ سَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنْ الغَدِ ضُحًى بِـ "مَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ"، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌481 - أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ

(1)

بنِ الأنْجَبِ بنِ الكَسَّارِ، الوَاسِطِيُّ الأصْلِ، البَغْدَادِيُّ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، صَدْرُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ.

وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ بِـ "بَغْدَادَ" مِنِ ابنِ القَطِيْعِيِّ

(2)

، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَابْنِ القُبَّيْطِيِّ، وَابْنِ قُمَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَأَكْثَرَ عَنِ المُتَأَخِّرِيْنَ بَعْدَهُمْ. وَسَمِعَ - بِوَاسِطَةٍ - مِنَ الشَّرِيْفِ الدَّاعِي الرَّشِيْدِيِّ، وَقَرَأَ كَثيْرًا مِنَ الكُتُبِ وَالأجْزَاءِ، وَعُنِيَ بالحَدِيْثِ، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِهِ.

قَالَ شَيْخُنَا بالإجَازَةِ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ: تَفَرَّدَ فِي زَمَانِهِ بِمَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ وَأَسْمَاءِ الرُّواةِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيْرًا، وَحَصَّلَ أُصُوْلًا

= الدِّمَشْقِيَّةِ (455). وَوَالِدُهُ: حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ (ت: 632 هـ) وَإِخْوَانُهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ القَاضِي تَقِيُّ الدِّينِ (ت: 715 هـ) وَدَاوُدُ بْنُ حَمْزَةَ، أَبُو عُمَرَ نَاصِرِ الدِّينِ (ت: 701 هـ) وَأَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ (ت؟) فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (173)، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ حَمْزَةَ (ت؟) وَالِدُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ (ت: 716 هـ) وَلَهُمْ أَوْلَادٌ وأَحْفَادٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ.

(1)

481 - ابنُ الكَسَّارِ البَغْدَادِيُّ (626 - 698 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 88)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 175)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 354)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدَّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 441). وَيُرَاجَعُ: المُعْجَمُ المُخْتَصُّ (35)، ومُنْتَخَبُ المُخْتَارِ (37)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 378)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 441)(7/ 771)، وَتَارِيخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (1/ 376)، وَابْنُهُ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 744 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "سَمِعَ الأَوَّلَ مِنَ "الخِلَعِيَّاتِ" مِنَ القَطِيْعِيِّ.

ص: 298

كَثِيْرَةً، وَكَانَ ضِنِّيْنًا بِالفَوَائِدِ، سَمِعْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ "الفَرَجِ بَعْدَ الشِّدَّةِ" لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، عَنِ ابنِ قُمَيْرَةَ، بِقِرَاءَةِ أَبِي العَلَاءِ الفَرَضِيِّ.

وقَالَ الذَّهَبِيُّ: قَالَ لَنَا الفَرَضِيُّ: كَانَ فَقِيْهًا، مُحَدِّثًا، حَافِظًا، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِشَيْءٍ مِنَ الشُّيُوْخِ وَالعِلَلِ وَغَيْرِ ذلِكَ

(1)

.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ تُكُلِّمَ فِيْهِ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ، وَلَهُ عَمَلٌ كَثِيْرٌ فِي الحَدِيْثِ، وَشُهْرَةٌ بِطَلَبِهِ.

قُلْتُ: كَانَ قَارِئًا بِـ "دَارِ الحَدِيْثِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ" أَوْ مُعِيْدًا بِهَا. وَكَانَ حَافِظًا، ذَا مَعْرِفَةٍ بِالحَدِيْثِ وَفِقْهِهِ وَمَعَانِيْهِ. وَبَلَغَنِي: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ "سَامُرَّا " أُشْكَلَ عَلَيْهِ الجَمْعَ بَيْنَ حَدِيْثَيْنِ، وَهُمَا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم

(2)

: "مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ"، وَقَوْلُهُ فِي الَّذِي رَآى ذَا المَالَ الَّذِي يُنْفِقُهُ فِي المَعَاصِي

(3)

:

(1)

بَعْدَهُ فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ": قُلْتُ: كَتَبَ إِلَيَّ بِمَرْوِيَّاتِهِ مِنْ بَغْدَادَ سَنَةَ (697 هـ) وَتُوُفِّيَ بَعْدَهُ بِعَامٍ أَوْ عَامَيْنِ" وَنَقَلَ ذلِكَ عَنْهُ فِي "مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ" أَيْضًا.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ (13/ 391) فِي (التَّوحِيْدِ)، بَابُ قَوْلِهِ تَعالَى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} ، وَمُسْلِمٌ رقَمْ (128، 129)، فِي (الإِيْمَانِ)"بَابُ إِذَا هَمَّ العَبْدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ"، وَالتِّرْمِذِيُّ رَقم (3075) فِي (التَّفْسِيْرِ)، "بَابُ مِنْ سُورَةِ الأَنْعَامِ" مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَجِ الأَحمَد".

(3)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ رقم (2326) فِي (الزُّهْدِ)"بَابُ مَا جَاءَ مَثَلُ الدُّنْيَا مِثْل أَرْبَعَةِ نَفَرٍ"، وَأَحمَدُ فِي المُسْنَدِ (4/ 230، 231)، وَابْنُ مَاجَه رَقم (4228) فِي (الزُّهْدِ)، "بَابُ النِّيَّةِ"، مِنْ حَدِيْثِ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ رضي الله عنه، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ، وَهُوَ كَمَا قَالَ. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ".

ص: 299

"لَوْ أَنَّ لِي مِثْلُ مَا لِفُلَانٍ لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هُمَا فِي الوِزْرِ سَوَاءٌ" فَقَدِمَ "بَغْدَادَ" فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ بجَوَابٍ شَافٍ، حَتَّى دُلَّ عَلَى ابْنِ الكَسَّارِ، فَقَالَ لَهُ عَلَى الفَوْرِ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّ المَعْفُوَّ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ الهَمُّ المُجَرَّدُ. فَأَمَّا إِذَا اقْتَرَنَ بِهِ القَوْلُ أَوِ العَمَلُ: لَمْ يَكُنْ مَعْفُوًّا عَنْهُ. وَذَكَرَ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم

(1)

: "إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهَا أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمَ بِهِ، أَوْ تَعْمَلْ".

وَكَانَ رحمه الله زَرِيَّ اللِّبَاسِ، وَسِخَ الثِّيَابِ، عَلَى نَحْوِ طَرِيْقَةِ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ الخَشَّابِ النَّحْوِيِّ، كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. وَكَانَ بَعْضُ الشُّيُوْخِ الأكَابِرِ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ، وَيَنْسِبُهُ إِلَى التَّهَاوُنِ فِي الصَّلَاةِ. وَكَانَ الدَّقُوْقِي يَقُوْلُ: إِنَّهُم كَانُوا يَحْسُدُوْنَهُ؛ لأنَّهُ كَانَ يَبْرُزُ عَلَيْهِمْ فِي الكَلَامِ فِي المَجَالِسِ. وَاللهُ أَعْلَمُ بِحَقِيْقَةِ أَمْرِهِ. سَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ شُيُوخِنَا وَغَيْرِهِمْ. وَحَدَّثنا عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ الفُوَطِيِّ بِـ "بَغْدَادَ"، وَقَدْ سَبَقَتْ الرِّوَايَةُ عَنْهُ فِي تَرْجَمَةِ ابنِ هُبَيْرَةَ الوَزِيْرُ.

وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ (11/ 478) فِي (الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ)، "بَابُ إِذَا حَنَثَ نَاسِيًا فِي الأَيْمَانِ"، وَفِي (العِتْقِ)"بَابُ الخَطإِ وَالنِّسْيَانِ فِي العِتْقِ وَالطَّلَاقِ"، وَمُسْلِمٌ رَقم (127) فِي (الأَيْمَانِ)، "بَابُ تَجَاوُزِ اللهِ تَعَالَى عَنْ حَدِيْثِ النَّفْسِ وَالخَوَاطِرِ"، وَالتِّرْمِذِيُّ رَقم (1183) فِي (الطَّلَاقِ)، "بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يُحَدِّثُ بِطَلَاقِ امْرَأَةٍ"، وَأَبُو دَاوُدَ رَقم (2209)، فِي (الطَّلَاقِ)، "بَابُ الوَسْوَسَةِ فِي الطَّلَاقِ". وَالنَّسَائِيُّ فِي المُجْتَبَى (6/ 156، 157) فِي (الطَّلَاقِ)، "بَابُ مَنْ طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ"، وَابْنُ مَاجَه رَقم (2540) فِي (الطَّلَاقِ)، "بَابُ مَنْ طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَتكَلَّمُ" مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَجِ الأَحْمَد".

ص: 300

حَرْبٍ"، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

482 -

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الفَقِيْهُ كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو غَالِبٍ

(1)

هِبَةُ اللهِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ [هِبَةِ اللهِ بنِ]

(2)

عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السَّامُرِّيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ، الأزَجِيُّ بِـ "بَغْدَادَ". وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ جَدِّهِ

(3)

.

وُلِدَ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ مِنْ مَحَاسِنٍ الخَزَائِنِيُّ

(4)

، وَابْنِ

(1)

482 - كَمالُ الدِّينِ السَّامُرِّيُّ (616 - 698 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْل عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 89)، وَالمَقصدِ الأَرْشَدِ (3/ 76)، وَالمَنْهَجِ الأَحمَدِ (4/ 356)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 441). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (4/ 269)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (2/ 357)، وَذَيْلُ التَّقْيِيدِ (2/ 298).

(2)

سَاقِطٌ من (ط).

(3)

ذَكَرَ المُؤَلِّفُ جَدَّهُ هِبَةَ اللهِ بْنَ أَبِي الفَتْحِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِبَةِ اللهِ (ت: 598 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

902 -

وَوَالِدُهُ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللهِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ عَبْدِ اللهِ ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ وَرَقَة: 110)، وَقَالَ:"السَّامُرِّيُّ المَحْتَدِ، البَغْدَادِيُّ المَوْلِدِ، قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ هِبَةِ اللهِ بِـ "بَابِ الأَزَجِ" شَرْقِيِّ "بَغْدَادَ" عَنِ الجِهَةِ الكَاتِبَةِ العَالِمَةِ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ الفَرَجِ الإِبَرِيِّ. . ." ثُمَّ سَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ:"وَكَانَ مَوْلِدُهُ قَبْلَ السَّبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ". وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَصْدَرٍ آخَرَ، وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

(4)

وَفِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ": "وَسَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الأَحَدِ بْنُ نُجَيْحٍ. . ." كَذَا مَضْبُوطَةٌ بِالشَّكْلِ، وَصَوابُهَا:"بُخَيْخٌ" بِالخَاءَيْنِ، قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ فِي التَّوْضِيحِ (1/ 369)، وَ (بُخَيْخٌ) بِالخَاءَيْنِ. قُلْتُ: مُعْجَمَتَيْنِ، وَأَوَّلُهُ مُوَحَّدَةٌ مَضْمُوْمَةٌ، مَعَ فَتْحِ المُعْجَمَةِ الأُوْلَى، وَالثَّانِيَةِ قَيَّدَهَا بَعْضُهُمْ بِالسُّكُونِ. قَالَ: جَدُّ أَصْحَابِنَا الفُقَهَاءِ مِنْ أَعْيَانِ الحَرَّانِّيِيْنَ. =

ص: 301

القُبَّيْطِيِّ. وَحَدَّثَ. وَسَمِعَ مِنْهُ ابنُ سَامَةَ

(1)

، والفَرَضِيُّ، وَقَالَ فِي "مُعْجَمِهِ": كَانَ شَيْخًا، عَالِمًا، فَقِيْهًا، زَاهِدًا، عَابِدًا، جَلِيْلًا، ثِقَةً، مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ.

483 -

وَفِي ذِيْ الحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ أَيْضًا تُوُفِّيَ الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَافِظُ بنُ بَدْرَانَ

(2)

بنِ شِبْلِ بنِ طَرْخَانَ، المَقْدِسِيُّ، النَّابُلُسِيُّ بِهَا. وَدُفِنَ بِزَاوِيَتِهِ بِـ "طُوْرِ عَسْكَرٍ"

(3)

وَلَهُ نَحْوَ تِسْعِيْنَ سَنَةً.

= وَحَرَّفَ المُحَقِّقُ المَذْكُورُ فِي التَّرْجَمَةِ نَفْسِهَا بَعْدَ أَسْطُرٍ قَالَ: (أَنَا) أَبُو بَكْرِ بْنُ البَزاغُونِي وَصَوابُهَا: "ابْنُ الزَّاغُونِيِّ".

(1)

في (ط): "شامة". وَصَوَابُهَا بِالسِّيْنِ كَمَا هُوَ مُثْبَتٌ، قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ فِي التَّوْضِيحِ (5/ 265):(سَامَةَ) بِمُهْمَلَةٍ. وَالمَقْصُوْدُ هُنَا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَامَةَ بْنِ كَوْكَبٍ السَّوَادِيُّ، الحَكَمِيُّ الطَّائِيُّ (ت: 708 هـ) حَنْبَلِيٌّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ سَامَةَ بْنِ كَوْكبٍ (ت: 669 هـ). أَمَّا ابْنُهُ الآخَرُ: أَحْمَدُ بْنُ سَامَةَ (ت: 703 هـ) فَحَنَفِيُّ المَذْهَبِ.

(2)

483 - عَبْدُ الحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ فِي حُدُودِ (608 - 698 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 125)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 357)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 442)، وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (2/ 90)، المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 287) وَالعِبَرُ (5/ 388)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (223)، وَالإِشَارَةُ إلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (384)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (292)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (352)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 347)، وَالوَافِي بِالوفَيَاتِ (18/ 57)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 18)، وَذَيْلُ التَّقيِيْدِ (2/ 116)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 388)(7/ 772)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (351)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ: بَدْرَانِ بْنِ شِبْلٍ (ت: 640 هـ).

(3)

طُوْرُ عَسْكَرٍ لَعَلَّهُ المَعْرُوْفُ بِـ "عَسْكَرِ الزَّيْتُوْنِ" بِنَوَاحِي "نَابُلُسَ" بِـ "فِلَسْطِيْنَ". يُرَاجَعُ: =

ص: 302

سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَالبَهَاءِ، وَمُوْسَى بنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ طَاوُوسٍ، وَأَجَازَ لَهُ ابنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنُ مُلَاعِبٍ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ فَقِيْهٌ، عَابِدٌ، بَنَى بِـ "نَابُلُسَ" مَدْرَسَةً وَطَهَارَةً. وَكَانَ مُوَاظِبًا عَلَى التِّلَاوَةِ وَالانْقِطَاعِ. قَالَ: وَرَحَلْتُ إِلَيْهِ

(1)

.

= مُعْجَمُ البُلْدَان (4/ 123).

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": "وَكَانَ كَثِيْرَ التِّلَاوَةِ وَالأَوْرَادِ، لَازِمًا لِبَيْتِهِ الَّذِي بِجَنْبِ مَسْجِدِهِ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ تَعَاطَى الكِيْمِيَاءَ مُدَّةً، وَلَمْ تَصِحُّ لَهُ. قَرَأْتُ عَلَيهِ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، وَرَحَلَ إِلَيْهِ قَبْلِي ابْنُ العَطَّارِ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَسَمِعْنَا مِنْهُ، وَزَارَ "القُدْسَ" وَسَمِعَ مِنْهُ ابْنُ مُسَلَّمٍ، وَابْنُ نِعْمَةَ وَجَمَاعَةٍ

وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وِسِتِّمَائَةَ.

وَفِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ": ". . . قَالَ: وُلِدْتُ بِحمينا [كَذَا؟] سَنَةَ عَشْرٍ" وَصَوَابُ العِبَارَةِ: "تَخْمِيْنًا" أَيْ: ظَنًّا، وَالتَّحْرِيْفُ فِي طَبْعَةِ "المُعْجَمِ" كَثِيرٌ جِدًّا، وَفِي "المُقْتَفَى" لِلْبِرْزَالِيِّ:"قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِـ "نَابُلُسَ" أَكْثَرُ مِنْ عَشَرَةِ أَجْزَاءِ".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (698 هـ):

903 -

عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ بنِ مِنْهَالِ بْنِ عِيسَى، حُسَامُ الدِّينِ اليُونِيْنِيُّ الحَنْبَلِيُّ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، فَقِيْهُ قَرْيَةِ "عَمِشْكَا" وَخَطِيْبُهَا. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 167)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 357)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 441)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 282)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (353)، وَمعْجَمِ شُيُوْخِ الذَّهَبِيِّ (1/ 349)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 84).

904 -

وَعَلِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ عَليِّ السُّلَمِيُّ المَفْعَلِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ سَمعَ ابْنَ الزَّبِيْدِيِّ، وَجَمَاعَةً، وَحَدَّثَ، وَهُوَ قَرِيْبُ: عِيْسَى بْنِ بَرَكَةَ الآتِي فِي السَّنَةِ التَّالِيَةِ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ. أَخْبَارُ عَلِيٍّ فِي تَارِيْخِ الإسْلَامِ (355). =

ص: 303

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 905 - وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَقَاءٍ، الشَّيْخُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، المُقْرِئُ، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المُلَقِّنُ بِجَامِعِ "الصَّالِحِيَّةِ". أَخْبَارُهُ فِي: بَرْنَامِجِ الوَادِي آشي (161)، المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 283)، وَالعِبَرِ (5/ 388)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (355)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (384)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 48)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 504)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 214)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (8/ 189)، وَالشَّذرَاتِ (5/ 442). وَفِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيُّ":"وَلَقَّنَ حِلَقًا (؟) " كَذَا مَضْبُوطَةٌ بِالشَّكْلِ وَصَوَابُهَا (خَلْقًا). أَيْ: لَقَّنَ كَثِيْرًا.

906 -

وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَابِدٍ مُرِّي بنِ مَاضِي المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ

أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيخِ الإِسْلَامِ (356).

907 -

فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الآمِدِيِّ، أُمِّ مُحَمَّدٍ، زَوْجَةُ أَبِي الحَسَنِ بنِ بَقَاءٍ. أَخْبَارهَا فِي: مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (2/ 105)، وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (173)، وَدُرَّةِ الحِجَالِ (3/ 265)، وَزَوْجُهَا المَذْكُورُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَقَاءِ البَغْدَادِيُّ الَّذِي تَقَدَّمَ قَبْلَ قَلِيْلٍ.

908 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عُمَرَ، سَعْدُ الدِّينِ، خَطِيْبُ الجَبَلِ، حَفِيدُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ (ت: 682 هـ) وَوَالِدُهُ: القَاضِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 689 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ: الشَّيخُ أَبُو عُمَرَ (ت: 607 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ حَوَادِثُ الزَّمَانِ (1/ 457)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 287)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (361)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (498)، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"شَابٌّ ذَكِيٌّ، سَرِيعُ الحِفْظِ، مِنْ أَبْنَاءِ العِشْرِيْنَ، خَطَبَ مُدَّةً، تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ فَوَلِيَ الخَطَابَةَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ".

ص: 304

قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بـ "دِمَشْقَ" و"نَابُلُسَ". وَقَرَأْتُ "سُنَنَ ابنِ مَاجَه" بِـ "دِمَشْقَ" عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّابُلُسِيِّ، الفَقِيْهِ، الفَرَضيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنْهُ.

‌484 - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ

(1)

بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ، البَعْلِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ

الفَقِيْهُ، المُنَاظِرُ، المُتَفَنِّنُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّيْخِ فَخْرِ الدِّيْنِ

= أَقُولُ - وَعَلى اللهِ أَعْتَمِدُ -: أَخُوهُ يَظْهَرُ أَنَّهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 727 هـ) فَقَدْ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 84) أَنَّهُ: "وَلِي الخَطَابَةَ بِالجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ". وَلَمْ يَقُلْ بَعْدَ أَخِيْهِ؟!

909 -

وَيُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 278)، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي الثَّانِي مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، قَالَ:"وَكَانَ يَشْهَدُ تَحْتَ السَّاعَاتِ، وَعِنْدَهُ فَضِيْلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ، وَفِيهِ إِقْدَامٌ وَشَهَامَةٌ، وَدَخَلَ بِلَادَ الرُّوْمِ وَغَيْرَهَا، وَسَمِعَ مِنْ خَطِيْبِ مَرْدَا وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُحَدِّثْ".

(1)

471 - ابنُ الفَخْرِ البَعْلِيُّ (644 - 699 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (4/ 457)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 362)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 445). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 25)، والمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (238)، وَالعِبَرُ (5/ 403)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (386)، وَالإِعْلَامُ بوَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (293)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 238)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 488)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِس (2/ 92)، وَشذَرَاتُ الذَّهَبِ (5/ 452)(7/ 788)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (530).

ص: 305

أَبِي مُحَمَّدٍ. وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَبِيْهِ

(1)

.

وُلِدَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ خَطِيْبِ "مَرْدَا"، وَشَيْخِ شُيُوْخِ "حَمَاةَ"

(2)

، وابنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالفَقِيْهِ اليُوْنِيْنِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَتَفَقَّهَ، فَبَرَعَ، وَأَفْتَى وَنَاظَرَ، وَحَفِظَ عِدَّةَ كُتُبٍ، وَدَرَّسَ بِـ "المِسْمَارِيَّةِ"، وَحَلْقَةِ الجَامِعِ

(3)

، وَكَانَ مُوْصُوْفًا بالذَّكَاءِ المُفْرِطِ، وَالتَّقَدُّمِ فِي الفِقْهِ، وَأُصُوْلِهِ،

(1)

تَقدَّمَ ذِكْرُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (688 هـ) وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ: عَبْدِ القَادِرِ (ت: 675 هـ) وَسيَأْتِي استِدْرَاكُ أَخِيهِ: أَحْمَدَ (ت: 732 هـ) وَابْنُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ (ت: 732 هـ). وَابْنُه الآخَر: عَبْدُ القَادِرِ بْنُ مُحَمَّد (ت: 741 هـ) وَابْنُهُ الثَّالِثُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 744 هـ) نَذْكُرُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

في "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ""شَيْخُ الشُّيُوْخِ، شَرَفُ الدِّينِ الأَنْصَارِيُّ" وَزَادَ فِي شُيُوْخِهِ: "الرَّضِيَّ بنَ البُرْهَانِ، وَالنَّجْمَ البَادَرَائِيَّ وَجَمَاعةً، وَتَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِهِ، وَعَلى الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ قُدَامَةَ، وَجَمَالِ الدَّينِ بْنِ البُغَيْدَادِيِّ، وَنَجْمِ الدِّينِ بْنِ حَمْدَانَ، وَقَرَأَ الأُصُولَ عَلَى مَجْدِ الدِّينِ الرَّوْذَرَاوَرِيِّ، وَبُرْهَانِ الدِّينِ المَرَاغِيِّ، وَقَرَأَ الأَدَبَ علَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ بْنِ مَالِكٍ، وَالشَّيْخِ أَحمَدَ المِصْرِيِّ، وَقَرَأَ المَعَانِيَ علَى بَدْرِ الدِّينِ بْنِ مَالِكٍ، وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ ابْنَ تِسْعٍ، وَحَفِظَ "المُقْنعَ"، وَ"مُنْتَهى السُّوْلِ" لِلآمِدِيِّ، وَمُقَدِّمَتَيْ أَبِي البَقَاءِ، ثُمَّ قرَأَ مُعْظَمَ "الشَّافِيَةِ" لابْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ المُنَاظِرِيْنَ. وَالأَئِمَّةِ المُدَرِّسِيْنَ، وَكَانَ عَارِفًا بِالمَذْهَبِ وَأُصُوْلِهِ، وبِالنَّحْوِ وَشَوَاهِدِهِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالحَدِيْثِ وَالأَسْمَاءِ وَغَيْرِ ذلِكَ، وَعِنَايَةٌ بِالرِّوَايَةِ، وَأَسْمَعَ أَوْلَادَهُ الحَدِيْثَ. وَتُوُفِّيَ - إِلَى رَحْمَةِ اللهِ - وَهُمْ صِغَارٌ، فَلَطَفَ اللهُ بِهِمْ، وَحَفِظُوا القُرْآنَ وَالعِلْمَ، وَنَشَأُوا فِي صِيَانَةٍ وَخَيْرٍ

وَقَدْ رَوَى اليَسِيْرَ، وَفَاتَنِي السَّمَاعَ مِنْهُ".

(3)

في (ط): "بالجامع".

ص: 306

وَالعَرَبِيَّةِ، وَالحَدِيْثِ، وَغَيْرِ ذلِكَ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ. وَقَالَ أَيْضًا عَنْهُ: طَلَبَ الحَدِيْثَ، وَقَرَأَ، وَعَلَّقَ، وَلَمْ يَتَفَرَّغْ لَهُ، كَانَ مَشْغُوْلًا بِأُصُوْلِ المَذْهَبِ وَفُرُوْعِهِ، حَضَرْتُ بُحُوْثَهُ مَعَ شَيْخِنَا ابنِ تَيْمِيَّةَ، وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَةً. - انْتَهَى -. وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ "الكَافِي" فِي الفِقْهِ.

قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الحَنَابِلَةِ فِي الفِقْهِ، وَالأُصُوْلِ، وَالنَّحْوِ، وَالحَدِيْثِ، وَالأدَبِ، وَلَهُ ذِهْنٌ جَيِّدٌ وَبَحْثٌ فَصِيْحٌ، وَدَرَّسَ وَأَعَادَ، وَأَفْتَى، وَرَوَى الحَدِيْثَ.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأحَدِ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ تَاسِعَ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ بِـ "الجَامِعِ الأُمَوِيِّ" وَقْتَ الظُّهْرِ، وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ "بَابِ تُوْمَا" قَبْلَ "مَقْبَرَةِ الشَّيْخِ رَسْلَانَ" وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ جَمْعٌ كَثِيْرٌ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌485 - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ القَوِيِّ

(1)

بنِ بَدْرَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ، المَرْدَاوِيُّ،

(1)

472 - شَمْسُ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ القَوِيِّ (630 - 699 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 89)، والمَقْصَدِ الأَرْشَدَ (459)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدَ (4/ 357)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 442). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 5)، وَبَرْنَامِجُ الوَادي آشي (123)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (241)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (446)، والعِبَرُ (5/ 403)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (385)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 446)، وَالوَافي بِالوَفَيَاتِ (3/ 278)، وَأعْيَانُ العَصْرِ (4/ 516)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 222)، وَطَبَقَاتُ النُّحَاةِ

لابنِ قَاضِي =

ص: 307

الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، النَّحْوِيُّ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "مِرْدَا". وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ خَطِيْبِ "مِرْدَا"، وَعُثْمَانَ بنِ خَطِيْب "القَرَافَةِ" وَابنِ عَبْدِ الهَادِي، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ خَلِيْلٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَطَلَبَ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ، وَبَرَعَ فِي العَرَبِيَّةِ وَاللُّغَةِ

(1)

، وَاشْتَغَلَ وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى وَصَنَّفَ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ حَسَنَ الدِّيَانَةِ، دَمِثَ الأخْلَاقِ، كَثِيْرَ الإفَادَةِ، مُطَّرِحًا للتَّكَلُّفِ، وَلِيَ تَدْرِيْسَ "الصَّاحِبِيَّةِ" مُدَّةً. وَكَانَ يَحْضُرُ "دَارَ الحَدِيْثِ" وَيَشْتَغِلُ بِهَا، وَبِـ "الجَبَلِ". وَلَهُ حَكَايَاتٌ وَنَوَادِرُ، وَكَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الشُّيُوْخِ. قَالَ: وَجَلَسْتُ عِنْدَهُ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ كَلَامَهُ، وَلِيْ مِنْهُ إِجَازَةٌ.

= شهْبَة (1/ 170)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 192)، وَبُغْيَةُ الوُعَاةِ (1/ 161)، وَالدَّارِسُ (2/ 65)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (1/ 242)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 452)(7/ 789)، وَالمَدْخَلُ لابْنِ بَدْرَان. ابْنُهُ: أَحْمَدُ (ت: 749 هـ)، وابْنَتُهُ: زَيْنَبُ (ت: 726 هـ) نَسْتَدْرِكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وابْنَتُهُ: أُمُّ الخَيْرِ (ت: 706 هـ) زَوْجُهَا: عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوْنُسَ بْنِ سَامَةَ الصَّالِحِيُّ (ت: 706 هـ) أَيْضًا. وَأُخْتُهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ القَوِيِّ (ت: 728 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

قالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "أَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنِ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّينِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ". يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانُ العُثَيْميْن - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: اخْتَصَرَ ابن عَبْدِ القَوِيِّ "شَرْحَ عُمْدَةِ الحَافِظِ" لِشَيْخِهِ ابْنِ مَالِكٍ، وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ رَقم (1753)، وَصَوَّرْتُهُ سَنَةَ (1398 هـ) وَطَالَعْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَا يَسْتَحِقُّ الإِشَادَةَ بِهِ، لَا سِيَّمَا مَعَ وُجُودِ أَصْلِهِ وَنَشْرِهِ.

ص: 308

قُلْتُ: دَرَّسَ بِـ "المَدْرَسَةِ الصَّاحِبِيَّةِ" بَعْدَ ابنِ الوَاسِطِيِّ

(1)

. وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الفُضَلَاءِ. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ العَرَبِيَّةِ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابنِ تَيْمِيَّةَ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ، مِنْهَا فِي الفِقْهِ "القَصِيْدَةُ الطَّوِيْلَةُ الدَّالِيَّةِ"

(2)

، وَكِتَابُ "مَجْمَعُ البَحْرَيْنِ" لَمْ يُتِمَّهُ، وَكِتَابِ "الفُرُوْقِ"

(3)

وَعَمِلَ "طَبَقَاتِ" للأَصْحَابِ. وَحَدَّثَ. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الخَبَّازِ فِي "مَشْيَخَتِهِ".

وَتُوُفِّيَ فِي ثَانِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الأوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌486 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَلِيِّ

(4)

بنِ جُبَارَةَ بنِ عَبْدِ الوَلِيِّ المَقْدِسِيُّ،

ثُمَّ

(1)

قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 201)، وَفِي يَوْمِ الخَمِيْسِ تَاسِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة (692 هـ) ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ عَبْدِ القَوِيِّ المِرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ بِـ "المَدْرَسَةِ الصَّاحِبِيَّةِ" بِسَفْحِ بِـ "قَاسِيُونَ". عِوَضًا عَنِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ الوَاسِطِيِّ".

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": "فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ، وَيَظْهَرُ أَنَّهَا هِيَ المَعْرُوفَة بِـ "عِقْدُ الفَرَائِد .. " قَالَ ابْنُ بَدْرَانَ: "تَبْلُغُ خَمْسَة آلَافِ بَيْتٍ فَهَلْ هِيَ كُبْرَى وَصُغْرَى؟! وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ "مَنْظُوْمَةَ الآدَابِ" لَهُ عَلَى حَرْفِ الدَّالِ أَيْضًا، وَأَنَّهُمَا مَنْظُومَتَانِ كُبْرَى وَصُغْرَى، فَلَعَلَّ هَذَا كَذلِكَ.

(3)

يَظْهَرُ أَنَّهُ نَظْمٌ كَمَا هِيَ أَغْلَبُ مُؤَلَّفَاتِهِ، وَأَشْهَرُ كَتَابٍ فِي الفُرُوقِ في المَذْهَبِ هُوَ كِتَابُ "الفُرُوْق" لِلسَّامُرِّيِّ (ت: 616 هـ) تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَتِهِ فَهَلْ هُوَ نَظْمٌ لَهُ؟ يَظْهَرُ ذلِكَ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(4)

473 - ابنُ جُبَارَةَ المَقْدِسِيُّ (؟ - 699 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي مُخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 41)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 359)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" =

ص: 309

الصَّالِحِيُّ، تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ. قَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، مُفْتٍ، مُدَرِّسٌ، صَالِحٌ عَارِفٌ بالمَذْهَبِ، مُتَبَحِّرٌ فِي الفَرَائِضِ، وَالجَبْرِ وَالمُقَابَلَةِ، كَبِيْرُ السِّنِّ

(1)

.

تُوُفِّيَ فِي العَشْرِ الأوْسَطِ مِنْ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِجَبَلِ "قَاسِيُوْنَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

487 -

وَمِمَّنْ عُدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ أَصْحَابِنَا: الفَقِيْهُ سَيْفُ الدِّيْنِ

= (1/ 444). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ ورَقَة 9)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (2/ 695)، الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 302)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (7/ 97)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 386)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (424)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 449)(7/ 783)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّة (398).

- وَالِدُهُ: بَهَاءُ الدِّيْنِ عَبْدُ الوَالِيِّ (ت:؟) وَأَخُوْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَلِيِّ (ت: 701 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَخُوهُ الآخَرُ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَلِي (ت: 730 هـ) سَيَأْتِي فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَابْنُهُ: أَبُو بكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ (ت: 735 هـ) سَيَأْتِي فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَابْنُ أَخِيْهِ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 728 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَابْنُ أَخِيْهِ أَيْضًا: مَحْمُودُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الوَلِيِّ بَهَاءُ الدِّيْنِ (ت: 744 هـ) نَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِيْهِ ثُمَّ نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَحَفِيْدُ أَخِيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ (ت: 758 هـ) بَعْدَ الفَتْرَةِ الَّتِي أَرَّخَ لَهَا ابْنُ رَجَبٍ؛ لِذَا لَمْ أَسْتَدْرِكْهُ.

(1)

وَقَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَكَانَ فَاضِلًا، عَاقِلًا، دَيِّنًا، عَارِفًا، بَصِيْرًا، بِدُنْيَاهُ وَآخِرَته، حَسَنُ الهَيْئَةِ، كَثِيْر المَوَدَّة، وَافِر الدِّيَانَةِ. رَوَى عَنِ الفَقِيهِ مُحَمَّدُ اليُونِيْنِيِّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ، وَحَدَّثَ بِـ "الحِجَازِ".

ص: 310

أَبُو بَكْرِ بنِ الشِّهَابِ

(1)

أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ النَّابُلُسِيُّ، لَمَّا انْجَفَلَ مِنَ التَّتَارِ بِأَهْلِهِ عِنْدَ دُخُوْلِهمُ "الشَّامَ".

وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ أَوْ بَعْدَهَا. رَوَى عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"

(2)

وَقَالَ

(3)

: كَانَ فِقِيْهًا، مُنَاظِرًا، صَالِحًا، يَتَوَسْوَسُ فِي المَاءِ. سَمِعَ بِـ "مِصْرَ" مِنْ جَمَاعَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ حَمْدَانَ. وَسَمِعَ بِـ "دِمَشْقَ" بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ. وَسَمِعَ مَعَنَا كَثِيْرًا. وَكَانَ مَطْبُوْعًا. وَقَالَ أَيْضًا عَنْهُ: كَتَبَ الطِّبَاقَ، وَدَارَ عَلَى الشُّيُوْخِ. وَكَانَ عَارِفًا بِالمَذْهَبِ، مُنَاظِرًا، ذَكِيًّا، حَسَنَ المُذَاكَرَةِ.

(1)

487 - ابْنُ الشِّهَابِ النَّابُلُسِيِّ (فِي حُدُودِ 670 - 699 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 151)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 359)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 444). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (1/ 281)، (2/ 402)، فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ فِي حَرْفِ السِّيْنِ (السَّيْفُ أَبُو بَكْرٍ) وَفِي المَوْضِعُ الثَّانِي (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ) وَهُوَ هُو، وَلَمْ يَتَنَبَّهَ لِذلِكَ مُحَقِّقَهُ، مَعَ أَنَّ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ قَالَ فِي المَوْضِعُ الثَّانِي:"مَضَتِ الرِّوَايَةُ عنْهُ"؟! وَفِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ "الغَابِرِ"؟! بَدَل "العَابِرِ"، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصِ (303)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 449)، (7/ 784).

(2)

لَمْ يَرِدْ بِهَذَا النَّصِ فِي "مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ" المَطْبُوْعِ؟! وَفِيهِ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ: "فَاضِلٌ، خَيِّرٌ، عَارِفٌ بِمَذْهَبِهِ. . ." وَلَمْ يَرِدْ فِي المَوْضِعِ الثَّانِي ثَنَاءٌ عَلَيْهِ، وَفِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ":"وَكَانَ عَارِفًا بِالمَذْهَبِ، مُنَاظِرًا، ذَكِيًّا، حَسَنَ المُذَاكَرَةِ. . .".

(3)

هَذَا أَوَّلُ نَصِّ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ".

ص: 311

488 -

وَقُتِلَ فِيْهَا الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ

(1)

بنُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ

(1)

488 - أَبُو الحَسَنِ المَقْدِسِيُّ (؟ - 699 هـ).

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لِابْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 234)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 360)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 444). وَيُرَاجَع: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 31)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (426)، وَالدَّارِسُ (2/ 109)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (258)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 334).

يُستَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةَ (699 هـ) أعْدَادًا كَبِيْرَةً مِنَ العُلَمَاءِ، وَذلِكَ أَنَّ التَتَارَ دَخَلُوا فِي هَذَا العَامِ "الصَّالِحِيَّةَ" مَقَرَّ الحَنَابِلَةِ وَغَيْرِهَا مِن بِلَادِ الشَّامِ بِقِيَادَةِ (قَازَان) فَقَتَلُوا، وَنَهَبُوا، وَأَسَرُوا، وَسَبَوُا النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةِ، بِشَكْلِ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيْلٌ فِي الفَظَاعَةِ وَشِدَّةِ الكَارِثَةِ فِي بِلَادِ الشَّامِ، وَقَدْ تَحَدَّثَ كَثِيْرٌ مِنَ المُؤَرِّخِيْنَ عَنْ هَذِهِ الكَارِثَةِ مِمَّنْ عَاصَرَهَا وَشَاهَدَهَا؛ لِذلِكَ كَثُرَ القَتْلَى مِنْ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ خَاصَّةً، وَنُهِبَتْ مَكْتَبَاتُهُمْ، وَهُدِمَتْ مَسَاجِدُهُمْ، وَبَقِيَتْ الجَنَائِزُ فِي المَحَالِّ وَالمَسَاجِدِ وَالطُّرُقَاتِ أَيَّامًا، وَوَجَدُوا مِنَ التَّعْذِيْبِ، وَالإِهَانَةِ، وَالقَتْلِ بِطُرُقٍ شَنِيْعَةٍ جِدًّا مَا لَمْ يَجِدْهُ غَيْرُهُمْ. يُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 7) فَمَا بَعْدَهَا، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (81) حَوَادِثُ سَنَةِ (699 هـ) وَتَارِيْخُ السَّلَاطِيْنِ المَمَالِيْك (68)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَة (14/ 7)، وَنِهَايَةُ الأَرِبِ (31/ 394)، وَالسُّلُوْكُ (1/ 3/ 891)، وَذَيْلُ مِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ وَرَقَة 313، 314)، وَغَيْرِهَا. وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ مِمَّنْ لَمْ يَذْكُرُهُمْ المُؤَلِّفُ رحمه الله:

910 -

آمِنَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْموْدِ بْنِ عَبْدِ المُنْعِمِ المَرَاتِبِيِّ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة 33)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا: مُحَمَّدًا (ت: 644 هـ) وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهَا، مَحْمُوْدٍ (ت: 716 هـ) فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأُخْتِهَا: خَدِيْجَةَ سَيَأْتِي ذِكْرُهَا فِي وفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

911 -

وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ المَاسِحُ، عِمَادُ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ البُرْهَانُ بْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 215)، وَالبِرْزالِيُّ فِي المُقْتفَى (2/ =

ص: 312

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَرَقَة: 21)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (391)، وَالعِبَرِ (5/ 395)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 126)، وَالمَقْرِيْزِيُّ فِي المُقَفَّى الكَبِيْرِ (1/ 39)، وَابْنُ العِمَادِ فِي الشذَّرَاتِ (5/ 445)، وَوَالِدُهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 638 هـ) كَانَ حَنْبَلِيًّا كَأَهْلِهِ وَأَسْلَافِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ شَافِعِيًّا. وَجَدُّهُ: مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ (ت: 618 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَزَوْجَتُهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 685 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا، وَابْنَتُهُ: زَيْنَبُ (ت: 729 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكِهَا فِي مَوْضِعِهَا. وَابْنُهُ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 700 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

912 -

وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ عَمْرِو بْنِ مُوْسَى بْنِ عَمِيْرَةَ، أَبُو إِسْحَقَ المِرْدَاوِيُّ، الصَّالِحِيُّ الفَرَّاءُ، ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو .. (ت: 700 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَزَوْجَتُهُ ابْنَةُ عَمِّهِ: صَفِيَّةُ أُخْتُ إِسْمَاعِيْلِ هَذَا (ت: 699 هـ) نَذْكُرُهَا هُنَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. أَخْبَارُ إِبْرَاهِيمَ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 14) وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (392)، وَالعِبَرِ (5/ 395).

913 -

وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بنِ طَرْخَانَ بنِ تَمِيْمِ بنِ فِتْيَانَ الكِنَانِيُّ العَسْقَلانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 3)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (392)، وَاسْتَدْرَكَ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةَ (أ) ابْنُهُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يَحْيَى العَسْقَلَانِيُّ عَنِ "الدُّرَرِّ الكَامِنَةِ"، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"(1/ 102)، وَقَالَ: ". . . الحَنْبَلِيُّ، شِهَابُ الدِّينِ، وُلِدَ سَنَةَ

وَسَمِعَ مِنَ النَّجِيْبِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِمَكْتَبِ المَلِكِ المَنْصُورِ بِـ "القَاهِرَةِ" وَمَاتَ سَنَةَ. . ." وَلَمْ يَذْكُرْ مَوْلِدَهُ، وَلَا ذَكَرَ وَفَاتَهُ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ أَيْضًا فِي السُّحْبِ الوَابِلَةِ (1/ 94) رَقم (41). ومستولدة إبراهيم زينب (731 هـ) سيأتي استدراكها إن شاء الله تعالى.

يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِينَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: لَا يَصِحُّ اسْتِدْرَاكُهُ عَلَى ابْنِ رَجَبٍ، وَلَا التَّذْيِيْلِ بِهِ عَلَيْهِ حَتَّى تَتَبَيَّنَ سَنَةَ وَفَاتِهِ ثُمَّ يُحْكَمَ =

ص: 313

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَلَيْهِ بَعْدَ ذلِك.

914 -

وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بنِ مَنْصُوْرٍ الهَمَذَانِيُّ الأَصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ، الطَّبِيْبُ، الفَاضِلُ، طَبِيْبُ مَارِسْتَانَ الجَبَلِ، المَعْرُوفُ بِـ "الحَنْبَلِيِّ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 26)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (386)، وَالعِبَرِ (5/ 444). قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَلِيَ مُشَارَفَةَ الجَامِعِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِـ "بَغْدَادَ" بَعْدَ أَخِيْهِ لأُمِّهِ الشَّمْسِ الحَنْبَلِيِّ" وَقَوْلُهُ: بِـ "بَغْدَادَ" لَا مَعْنَى لَهَا؟! هُنَا فَلَا صِلَةَ لَهُ وَلَا لأَخِيهِ بِـ "جَامِعِ بَغْدَادَ"، وَفِي "معْجَمِ الشُّيُوخِ" بِـ "جَامِعِ دِمَشْقَ". وَهُوَ الصَّحِيْحُ.

915 -

وَأَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَطَّافٍ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 112). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 15)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (379)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 45)، وَفِيْهِ "الأَنْصَارِيُّ البُخَارِيُّ" مَضْبُوطَةٌ بِالشَّكْلِ وَصوَابُهَا:"النَّجَّارِيِّ" نِسْبَةً إِلَى "بَنِي النَّجَّارِ" وَبَنُو النَّجَّارِ حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ مَعْرُوْفٌ مَشْهُوْرٌ، وَقَالَ:"ابْنُ المُفْتِي أَبِي الرَّبِيعِ"، وَالعِبَرُ (5/ 393)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (386)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1487)، وَالمُقَفَّى الكَبِيْرُ (1/ 393)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 443). وَالِدُهُ: الفَقِيْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 627 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

916 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 31)، قَالَ:"وَفِي لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ سَابِعَ ذِي الحِجَّةِ مَاتَ الشِّهَابُ أَحمَدُ بْنُ النَّاصِحِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. . ." وَوَالِدُهُ: النَّاصِحُ (ت:؟) لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (371).

917 -

وَأَحمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بْنِ عَوَضِ بنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ، تَقِيُّ الدِّينِ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، أَخُو القَاضِي عِزِّ الدِّينِ عُمَرَ، وَالشَّرَفِ مُحَمَّدِ بْنِ رُقَيَّةَ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (380)، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 24)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ: القَاضِيَ عِزَّ الدِّيْنِ عُمَرَ (ت: 696 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ: =

ص: 314

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مُحَمَّدٍ (ت: 738 هـ) فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَهُوَ مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ شَهِيْرَةٍ.

918 -

وَأَيُّوْبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ يُوْسُفَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، ذَكَرَهُ البُرْهَانُ بْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 285)، عَنِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (394)، قَالَ:"نَجْمُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجَمَّاعِيْلِيُّ، المَقْدِسِيُّ، خَطِيْبُ "جَمَّاعِيْلَ" وَالِدُ صَاحِبِنَا تَقِيِّ الدِّينِ عَبْدِ اللهِ الجَمَّاعِيلِيِّ المُقْرِئِ

وَكَانَ فَقِيْهًا، مُبَارَكًا، لَهُ مُدَّةٌ يَخْطُبُ بِـ "القَرْيَةِ". رَأَيْتُهُ وَقَدْ جَاءَ يُسَلِّمُ عَلَى شَيْخِنَا ابْنِ تَيْمِيَّة.

يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِينَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: المَذْكُوْرُ هُنَا مِنْ (آل عَبْدِ المَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ)، وَهُمْ أَبْنَاءِ عَمِّ (آلِ قُدَامَةَ) أُسْرَةِ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَأَبِي عُمَرَ وَعُبَيْدِ اللهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي اسْتِدْرَاكَاتِنَا كَثِيرٌ مِنْهُمْ. وَجَدُّهُ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ (ت: 638 هـ) تَقَدَّمَ استِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ وَيُرَاجَعُ مَا كَتَبْنَاهُ هُنَاكَ. وَابْنُهُ: تَقِيُّ الدِّينِ عَبْدُ اللهِ (ت: 735 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

919 -

وَحَازِمُ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ حَازِمٍ الجَمَّاعِيْلِيُّ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (1/ وَرَقَة 2)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (397)، وَقَالَا: خَتْنُ القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ عَلَى ابْنَتِهِ الكُبْرَى، وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ (ت: 745 هـ). وَابْنَتُهُ: خَدِيْجَةُ (ت: 723 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَحَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ (ت:؟). وَأَخُوهُ: عِيسَى سَيَأْتِي فِي اسْتِدْرَاكِ سَنَةِ (700 هـ).

920 -

وَحَبِيْبَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الكَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أُخْتُ الحَافِظِ الضِّيَاءِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (397)، وَقَالَ: "وَهِيَ زَوْجَةُ الشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ النَّاصِحِ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَهُ بِيَسِيْرٍ. وَالشِّهَابُ بْنُ النَّاصِحِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ الَّذِي تَقَدَّمَ فِي الاِسْتِدْرَاكِ علَى وَفيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ.

921 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُكْرِ بْنِ عَلَّانَ المَقْدِسِيِّ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 13)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (403)، وَقَالَا: =

ص: 315

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هِيَ زَوْجَةُ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي.

922 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُوْدِ بْنِ عَبْدِ المُنْعِمِ المَرَاتِبِيِّ الحَنْبَلِيِّ، أمُّ مُحَمَّدٍ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 15)، والحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (403)، وَقَالَا:"وَهِيَ بِنْتُ حَبِيْبَةَ بِنْتِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ"، وَالِدُهَا: مُحَمَّدٍ (ت: 644 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأُمُّهَا: حَبِيْبَةُ (ت: 674 هـ) وَقَدْ ذُكِرَ لأَبِي عُمَرَ؛ حَبِيْبَةَ الكُبْرَى، وَحَبِيْبَةُ الصُّغْرَى، وَلَا شَكَّ أَنَّ المَقْصُوْدَ هُنَا الصُّغْرَى؛ لأَنَّنَا نعْلَمُ أَنَّ الكُبْرَى مَاتَتْ فِي حَيَاةِ أَبِيْهَا أَي: قَبْلَ سَنَةِ (607 هـ) وَيُرَاجَعُ فِي أَخْبَارِ خَدِيْجَةَ: العِبَرُ (5/ 397)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (385)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخ للذَّهَبِيِّ (1/ 233)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (172)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 193)، وَسَبَقَ اسْتِدْرَاكُ أُمِّهَا فِي مَوْضِعِهَا. وَأُخْتُهَا آمِنَةُ المَذْكُوْرَة فِي أَوَّلِ الاِسْتِدْرَاكِ هُنَا.

923 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَلْدَقٍ الحَرَّانِيُّ، وَهِيَ بِنْتُ خَدِيْجَةَ بِنْتِ المَرَاتِبِيِّ المَذْكُورَةِ قَبْلَهَا ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 18)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (405)، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهَا إِسْمَاعِيْلَ (ت: 672 هـ).

924 -

وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ رِطْلَيْنِ البَغْدَادِيُّ، أَبُو مَنْصُورٍ الحَنْبَلِيُّ، جَمَالُ الدِّينِ، ذكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 19)، وَالذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (408)، وَقَالَ:"وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ المَدَارِسِ، وَفِيهِ دِيَانَةٌ، وَمُرُوْءَةٌ، وَلَهُ بَيْتٌ بِـ "الجَوْزِيَّةِ".

925 -

وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَمْرٍو الفَرَّاءِ، أُخْتُ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 700 هـ) الآتِي فِي اسْتِدْرَاكِنَا، وَزَوْجَةُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَبِي الحَسَنِ السَّابِقِ فِي اسْتِدْرَاكِنَا عَلَى وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا أَيْضًا. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: تُوُفِّيَتْ بِـ "الجَبَلِ" .. شَهِيْدَةً بِالبَرْدِ، وَالجُوْعِ". أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 14)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (413)، وَالعِبَرِ (5/ 399)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1487)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (385)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 309)، وَبَرْنَامِج الوَادِي آشِي (173)، وَمِرْآةِ الجِنَانِ =

ص: 316

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (4/ 231)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 379)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (8/ 193)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 449).

926 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشَّيْخِ العَالِمِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ المُقَيَّرِ البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، الزَّاهِدُ، المُجَاهِدُ. أَخْبَارُهُ فِي: المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 458)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 443)، المُقْتفَى (2/ وَرَقَة: 6)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (417)، وَالعِبَرِ (5/ 406)، وَالمُعْجَمِ المُخْتَصِّ (282)، وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (148)، والمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (81)، وَذَيْلِ التَّقْيِيدِ (2/ 83)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 454)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ (ت: 643 هـ).

927 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ صَوْمَعٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّيْرقَانُوْنِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، سِبْطُ الزَّيْنِ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 13)، وَتَارِيْخِ الإسْلَامِ (418)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوخِ (1/ 373)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1487)، وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (148)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 35)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 90).

928 -

وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بْنُ عَبْدِ العزِيْزِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، ابْنُ عَمِّ شَيْخِ الإسْلَامِ تَقِيِّ الدِّينِ، وَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِأَنَّهُ "مِنَ العُدُوْلِ، الأُمَنَاءِ، المُحْتَرِزِيْنَ، المَشْكُوْرِيْنَ وَوَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّهُ "كَانَ خَيِّرًا، عَدْلًا، مَشْكُوْرًا، وَأَنَّهُ خَطَبَ بِـ "حَرَّانَ" سَنَوَاتٍ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 169)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 361)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 445). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 25)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (422)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 163)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (19/ 118)، وَالمنْهَلُ الصَّافِي (7/ 358)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 428)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَة (1/ 196)، وَأَحَالَ الدُّكْتُور عُمَر عَبْدُ السَّلَامِ تَدْمُرِيُّ فِي هَامِشِ تَرْجَمَتِهِ فِي"تَارِيخِ الإِسْلَامِ" إِلَى "طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ"(8/ 312)، وَالمَذْكُوْرُ فِي "طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ" غَيْرُهُ وَإِنْ كَانَ يَتَّفِقُ مَعَهُ فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيْهِ وَاسْمِ جَدِّهِ، لَكِنَّهُ يُخَالِفُهُ فِي لَقَبِهِ، فَهَذَا نَجْمُ الدِّيْنِ، وَذَاكَ عِزُّ الدِّيْنِ، وَتُوُفِّيَ هَذَا سَنَةَ (699 هـ) وَتُوُفِّيَ ذَاكَ سَنَةَ (695 هـ) وَهَذَا نُمَيْرِيُّ حَرَّانِيٌّ، وَذَاكَ سُلَمِيٌّ =

ص: 317

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مِصْرِيٌّ، أَبُوهُ الإِمَامِ، شَيْخ الشَّافِعِيَّة المَشْهُورُ بِـ "العِزِّ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، سُلْطَان العُلمَاءِ"(ت: 660 هـ) فَلْيُصَحِّح.

929 -

وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله: وَالِدُهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ السَّلَامِ عِزُّ الدِّيْنِ (ت:؟) ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 233) وَقَالَ: "مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالأَدَبِ. وَكَانَ عِزُّ الدِّيْنِ فَصِيْحَ اللِّسَانِ، جَمِيْلَ الأَخْلَاقِ. سَمِعَ الأَحَادِيْثَ النَّبَوِيَّةَ، وَاشْتَغَلَ بِالفَضَائِلِ الأَدَبِيَّةِ" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. وَاشْتُهِرَ مِنْ أَوْلَادِ عبْدِ اللَّطِيْفِ بْنِ تَيْمِيَّةَ: عَبْدُ البَاقِي (ت: 695 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ، وعَبْدُ العَزِيْزِ (ت: 736 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَأَخُوْهُ: عَبْدُ السَّلَامِ (ت: 723 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ. وَجَدُّهُ عَبْدُ السَّلَامِ الإِمَامُ مَجْدُ الدِّيْنِ مَشْهُوْرٌ (ت: 652 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

930 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 23): "وَكَانَ فَقِيْهًا، كَتَبَ الكَثِيْرَ، وَسَمِعَ، وَكَتَبَ الطِّبَاقَ، وَصَارَ نَقِيْبَ القَاضِي الحَنْبَلِيِّ. . ." كَمَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (415)، وَالصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (2/ 656). وَذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 12) وَجَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (689 هـ) وَوَالِدُهُ: أَحْمَدَ (ت: 700 هـ) وَسَيَأْتِي: أَخُوْهُ مُحَمَّدٌ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ. إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

931 -

وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، جَمَالُ الدِّينِ العَلَّاف، عَمُّ القَاضِي تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمَان. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 16)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (423)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 430)، جَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (697 هـ). وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ (ت: 744 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

932 -

وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ قِالَ ابْنُ مُفْلِحٍ، "كَانَ كَثِيْرَ التِّلَاوَةِ، إِمَامَ زَمَانِهِ

نَسَخَ عِدَّةَ أجْزَاءٍ بِخَطِّهِ، ثُمَّ رَحَلَ إِلى "بَغْدَادَ" وَسَمِعَ مِنَ الكَاشْغَرِيِّ، وَتَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ أَجْزَاءِ". قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيِّ: "كَانَ عَبْدًا، صَالِحًا، مُقْعَدًا فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا حَضَرَ التَّتَارُ =

ص: 318

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إِلَى "الجَبَلِ" أُخْرِجَ وَوُضِعَ فِي الجَامِعِ فَعَذَّبُوْهُ عَذَابًا شَدِيْدًا حَتَّى مَاتَ". وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَابْتُلِيَ قَبْلَ المَوْتِ بِالتَّتَارِ، وَعَذَّبُوْهُ وَحَمَّوا لَهُ سِيْخًا وَوَضَعُوهُ علَى فَرْجِهِ، وَمَاتَ شَهِيدًا فِي العَذَابِ". أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 214)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 359)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(1/ 443)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 13)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (425)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 11)، وَالمُعْجَمِ المُخْتَصِّ (157)، وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (425)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 254)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 176)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (8/ 192)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 451). وَالِدُهُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ (ت: 668 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

933 -

وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوْسٍ الحَرَّانِيُّ، الحَلَّاوِيُّ، خَالُ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ تَيْمِيَّةَ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (2/ وَرَقَة: 13) وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (426).

934 -

وَعُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، أَخُو عَلِيٍّ السَّالِفِ الذِّكْرِ، ذَكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَقَالَا: عَذَّبَهُ التَّتَارُ أَشَدَّ عَذَابٍ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى البَلَدِ وَهُوَ فِي حَالَةٍ نَحِسَةٍ

وَرُزِءَ فِي الأَهْلِ وَالمَالِ فَتُوُفِّيَ بِـ "دَرْبِ الفِلَى". . . وَدُفِنَ بِـ "الكِشْكِ" مِنْ أَجْلِ التَّتَارِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 13)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (429)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 70)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (385)، وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (70)، وَذَيْلِ التَّقْيِيدِ (2/ 232)، وَدُرَّةِ الحِجَالِ (3/ 195).

935 -

وَعِيْسَى بْنُ بَرَكَةَ بْنِ وَالِي السُّلَمِيُّ المَفْعَلِيُّ، وَجَدُوْهُ مَيْتًا فِي بَيْتِ مِنْ بُيُوْتِ المَدْرَسَةِ بِـ "الجَبَلِ". أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 282)، وَالمَنْهَجِ الأَحمَدِ (4/ 461)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 361). وَيُرَاجَعُ: المُنْتَقَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 15)، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ (431)، وَالعِبَرُ (5/ 402)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1487)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (385)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 84)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 260)، وَدُرَّةُ =

ص: 319

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحِجَالِ (3/ 186)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 451).

936 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ مِنْ (آلِ قُدَامَةَ). وَالِدُهَا: أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 687 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 22)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ لِلْذَّهَبِيِّ (432)، وَهِيَ أُخْتُ الإِمَامِ شَمْسِ الدِّيْنِ عُبَيْدِ اللهِ لِأُمِّهِ.

937 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرَّضِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَارِ المَقْدِسِيُّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ. أَخْبَارُهَا فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 22)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (433). وَالِدُهَا: عَبْدُ اللهِ (ت: 656 هـ). وَجَدُّهَا: الرَّضِيُّ مُحَمَّدٌ (ت: 635 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدرَاكُهُمَا وَزَوْجُهَا شِهَابُ الدِّينِ بْنِ أَبِي رَاجِحٍ؟!.

938 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ نَصْرِ اللهِ بْنِ فِتْيَانَ بْنِ كَامِلٍ البَعْلَبَكِّيِّ، وَهِيَ أُمُّ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الغَنيِّ (ت: 710 هـ). أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 30)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (433). ابْنُهَا: أَحْمَدُ (ت: 710 هـ). وَوَالِدُهُ (زَوْجُهَا) حَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (ت: 659 هـ) ذَكرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

939 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَخِيهِ (عَبْدُ اللهِ) فِي الاِستِدْرَاكِ فِي هَذَا العَامِ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 367). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 4)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (44)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 429).

940 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بنِ أَبِي عُمَرَ، سَيْفُ الدِّينِ بْنُ الجَمَالِ أَبِي حَمْزَةَ، عَمُّ القَاضِي تَقِيِّ الدِّينِ سُلَيْمَانَ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (633 هـ). وَأَخُوهُ: حَمْزَةُ وَالِدُ القَاضِي المَذْكُوْرِ فِي وَفَيَاتِ (632 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 28)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (439).

941 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ دِرْبَاسِ بْنِ بَاسَاك بْنِ دِرْبَاسِ، نَاصِرُ الدِّينِ الجَاكِيُّ الكُرْدِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 28)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (441)، =

ص: 320

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 189).

942 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، ابْنُ القَاضِي شَمْسُ الدِّينِ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَد (2/ 458)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 31)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (445)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 212)، وَالعِبَرِ (5/ 452)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (8/ 193)، وَالقَلَائِدِ الجَوْهَرِيَّةِ (2/ 569)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 452). ابْنُهُ: عَبْدُ الرَّحمَنِ (ت: 749 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

943 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَسْكَرِ بْنِ شَدَّادٍ الزُّرَعِيُّ، شَمْسُ الدِّينِ، وَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِـ "الفَقِيْهِ، الزَّاهِدِ" ووَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِقَوْلِهِ: "كَانَ رَجُلًا، صَالِحًا، فَقِيْهًا، عَاقِلًا". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 26)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (448). وَأَخُوْهُ: أَحْمَدُ (ت: 702 هـ) وَابْنُ أَخِيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 703 هـ) وَجَدُّهُ عَسْكَرُ لَهُمْ ذِكْرٌ وَأَخْبَارٌ.

944 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيُّ، أَخُو الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 692 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَسَبَقَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِمَا: عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 653 هـ) وَمُحَمَّدٌ هَذَا اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ)(وَرَقة: 211) عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ نُزْهَةِ العُيُوْنِ

(2/ وَرَقَة 487). وَأَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 20)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (448)، وَالعِبَرِ (5/ 404)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 234)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (224)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (486)، وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (135)، وَمَشْيَخَةِ عَبد القَادِرِ اليُونِيْنِيُّ (الشَّيْخُ الحَادِي وَالعِشْرُونَ)، وَالوَافِي بالوَفَيَاتِ (4/ 193)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 175)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَة (8/ 193)، وَشَذَرَاتِ الذَّهَبِ (5/ 453).

945 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 3)، قَالَ:"وَفِي شَهْرِ المُحَرَّمِ تُوُفِّيَ بِـ "بِرْكَةِ زِيْرِي" شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ البَدْرِ عَلِيٍّ

رَاجِعًا مِنَ الحَجِّ، وَدُفِنَ هُنَاكَ.

ص: 321

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 946 - وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَامِدٍ مَرِّيِّ بْنِ مَاضِي المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 12)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (449) جُرِحَ وَأُوْذِيَ أَيَّام التَّتَارِ حَتَّى مَاتَ.

947 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ الظَّهِيْرِ يَحْيَى بْنِ مَحْمُوْدِ الأَصْبَهَانِيُّ، شَمْسُ الدِّينِ الحَنْبَلِيُّ. أَوِ الحُنَيْبِلِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 4)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (411) بِاسْمِ شَمْسِ الدِّينِ، وَقَالَا: مُشْرِفُ جَامِعِ "دِمَشْقَ" وَهُوَ أَخُو نَجْمِ الدِّينِ، وَشِهَابُ الدِّينِ ابْنَيْ الحَنْبَلِيِّ لأُمِّهِمَا.

948 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَلْحَةَ المَقْدِسِيُّ، الشَّاهِدُ، مُوَفَّقُ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 22) وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (457)، وَالعِبَرِ (5/ 405)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 304)، وَابْنُ العِمَادِ فِي الشَّذَرَات (5/ 454).

949 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ خَطَّابِ بْنِ حَسَّانِ، بْنِ حَسَنِ، شَمْسُ الدِّينِ التَّلِّيُّ، الصَّالِحِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 14)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (454)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 305)، وَالعِبَرِ (5/ 405)، وَالشَّذَرَاتِ، وَسَقَطَتِ "ابْنِ حَسَّان" مِن "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" تَحْقيق الدُّكتُور عُمَر عَبد السَّلام تدمُري. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: وَقَاسَى البَلَاءَ مِنَ التَّتَارِ، ثُمَّ دَخَلَ البَلَدَ فَمَاتَ".

950 -

وَمَرْيَمُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ أبِي بكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ ورقة: 13)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ لِلذَّهَبِيِّ (455)، وَأَعْيَانَ العَصْرِ (5/ 415).

951 -

وَمَرْيَمُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ عَلِيٍّ، أُخْتُ الزَّاهِدِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 712 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 26)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (454)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (5/ 415). وَأَخُوْهَا: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 700 هـ) نَذْكُرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 322

عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

بنِ أَبِي عُمَرَ المَقْدِسِيُّ، قَتَلَهُ التَّتَرَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ "ألْبِيْرَةَ"

(2)

. قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ رَجُلًا حَسَنًا، دَرَّسَ بِحَلْقَةِ الحَنَابِلَةِ، بِـ "جَامِعِ دِمَشْقَ" وَبِـ "مَدْرَسَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ"، وأَمَّ بِـ "الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ" وَقُتِلَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الحَنَابِلَةِ، رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى.

489 -

وَكَانَ بِـ "بَغْدَادَ" فِي حُدُوْدِ السَّبْعِمَائَةَ جَمَاعَةٌ لَا أَتَحَقَّقُ وَفَاتِهِمْ، فَمِنْهُمْ: دَاوُدُ بنُ عَبْدِ الله بن كوشيار الجِيْلِيُّ

(3)

الفَقِيْهُ

(4)

، المُنَاظِرُ، الأُصُوْلِيُّ،

= 952 - مُوَفَّقُ الدِّينِ اليَسَرِيُّ البَغْدَادِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 44)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 19)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ تَحْقيق الدُّكتور عُمر عبد السَّلام تدمُري (458)، وَفِيهِ "البَيْسَرِي"؟! وَإِنَّمَا هُوَ "اليَسَرِيُّ" كَمَا فِي التَّوْضِيْحِ لابنِ نَاصِرِ الدِّيْنِ (1/ 505).

953 -

وَنَاصِرٌ الصَّالِحِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَلِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 25)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (458) وَقَالَ:"كَانَ لَهُ حَلْقَةٌ كَبِيْرَةٌ بِالتَّلْقِيْن بِجَامِعِ الجَبَلِ".

954 -

وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ المَرْدَاوِيِّ؛ المَقْدِسِيِّ، وَهِيَ زَوْجَةُ أَحْمَدَ المِرْدَاوِيُّ، أُمُّ أَوْلَادُهُ "عَبْدِ الحَمِيْدِ"، وَ"عَبْدُ الرَّحْمَنِ" وَ"مُحَمَّدُ" وَ"عَائِشَة". أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (2/ وَرَقَة: 9)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (461)، وَالعِبَرِ (5/ 407)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 362)، وَمِرْآةِ الجِنَانِ (4/ 232)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 454). وَلَمْ أَعْرِفْ زَوْجَهَا الآنَ. وَوالِدَها عبْد الحميد (ت: 710 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ.

(1)

في (ط): "ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ".

(2)

تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا.

(3)

في (ط) وَ"المَقْصَدِ الأَرْشَدِ": "الحَنْبَلِيُّ"؟! وَلا مَعْنَى لِوَصْفِهِ بِ "الحَنْبَلِيِّ" وَكُلُّ مَنْ فِي الكِتَابِ حَنَابِلَةٌ؛ لِذلِكَ فَـ "الجِيْلِيُّ" هُوَ المُخْتَارُ.

(4)

489 - ابْنُ كُوْشيار الجِيْلِيُّ (؟ - بَعْد 690 هـ): =

ص: 323

شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو أَحْمَدَ. كَانَ فَقِيْهًا بَارِعًا، عَارِفًا بالفِقْهِ وَالأَصْلَيْنِ، دَرَّسَ بِـ "بَغْدَادَ" بِـ "المَدْرَسَةِ المُسْتَعْصِمِيَّةِ"

(1)

، ثُمَّ دَرَّسَ [بـ]"المُسْتَنْصِرِيَّةِ" بَعْدَ وَفَاةِ الشَّيْخِ نُوْرِ الدِّيْنِ البَصْرِيِّ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ

(2)

، وَصَنَّفَ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ كِتَابًا سَمَّاهُ "الحَاوِي" وَفِي أَصُوْلِ الدِّيْنِ كِتَابًا سَمَّاهُ "تَحْرِيْرَ الدَّلَائِلِ".

وَتُوُفِّيَ - فِيْمَا يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّي - بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، رحمه الله.

490 -

وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنْ سَلْمَانَ

(3)

بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُجَلِّخُ، الحَرْبِيُّ

= أخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 382)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 306)، وَمُخْتَصَرُهُ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 417). وَيُرَاجَعُ: الشَّذَرَاتُ (5/ 5/ 447)(7/ 781)، وَتَارِيخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (1/ 173، 174).

(1)

هكَذَا فِي الأُصُوْلِ "المُسْتَعْصِمِيَّة" وَمِثْلُهُ فِي "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ"، وَ"المَنْهَجِ الأَحْمَدِ"، وَرَجَّحَ الأُسْتَاذُ المَرْحُوْمُ نَاجِي مَعْرُوفٌ إِنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مُحَرَّفَةٌ عَنِ "العِصْمَتِيَّةِ" الَّتِي أَنْشَأَتْهَا عَلَى المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ السَّيِّدَةُ شَمْسُ الضُّحَى المَعْرُوْفَةُ بِـ "أُمِّ رَابِعَةَ" حَفِيْدَةُ المُسْتَعْصِمِ، وَقَدْ رُتِّبَ بِهَا شَرَفُ الدِّيْنِ دَاوُدُ الجِيْلِيُّ مُدَرِّسًا لِلْحَنَابلَةِ.

(فَائِدَةٌ) قَدْ يُقَالُ: إِنَّ "المُسْتَعْصِمِيَّةَ" أَوْلَى نِسْبَةً إِلَى المُسْتَعْصِمِ؛ لَكِنَّ "العِصْمَتِيَّةَ" هُوَ الصَّحِيْحُ، نِسْبَةً إِلَى بَانِيَتِهَا "ذَاتِ العِصْمَةِ" شَاه لُبْنَى بِنْتُ عَبْدُ الخَالِقِ بْنِ مَلكشَاه بْنِ أَيُّوْبَ .. (ت: 678 هـ). يُرَاجَعُ الحَوَادِثُ الجَامِعَةِ (408، 446)، وَهِيَ وَالِدَةُ رَابِعَةَ المَذكُوْرَة. وَاللهُ أَعْلَمُ.

(2)

هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ البَصْرِيُّ العَبْدَليَانِيُّ (ت: 684 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(3)

477 - ابْنُ المُجَلِّخ الضَّرِيْرُ (؟ - 700 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقة: 89)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 89)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 363)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" =

ص: 324

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (10/ 446). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (5/ 439)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَة (2/ 436)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 457)، (7/ 798) وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ (236)، وَفِي أَغْلَبِ المصَادِر "سليمان" وَكَذلِكَ هِيَ فِي (ط)، وَفِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ":"سُلَيمان" وَ"المُجلج" وَ"الحَرَّانِيُّ" وَكُلُّهُ تَحْرِيْفٌ، وَيَظْهَرُ أَنَّ الحَافِظَ ابْنَ حَجرٍ نَقَلَ تَرْجَمَتَهُ عَنِ ابْنِ رَجَبٍ لكِنَّهُ قَالَ:"وَمَاتَ فِي أَوَّلِ القَرْنِ". وَفِي "مَجْمَعِ الآدَابِ": "كَانَ شَيْخًا صَالِحًا، عَالِمًا، مُفِيدًا، أَحَدُ الفُقَهَاءِ الأَحْمَدِيَّة بِـ "المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ" سَمِعَ الحَدِيْثَ، وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَكَانَ مُفِيْدًا كَلَقَبِهِ، وَكَانَ مُتَوَدِّدًا، لَمْ يَتَّفِقْ لِيْ أَنْ أَكْتُبَ عَنْهُ، وَاسْتَفَادَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا".

955 -

وَفِي مَجْمَعِ الآدَابِ أَيْضًا (4/ 402) مَجْدُ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ الأَزَجِيُّ المُقْرِئُ، سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ مُفِيْدِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَلْمَانَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ المُجَلِّخِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ" وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ، وَهُوَ - بِلَا شَكَّ - مِنَ الحَنَابِلَةِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْهِ.

لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (700 هـ) أَحَدًا وَفِيهَا:

956 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ. اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ)(وَرَقة: 213). وَذكَرَهُ البُرْهَانُ بْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشدِ (1/ 139). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 33)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (467)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 206)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (387)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلَام (293)، وَالعِبَرُ (5/ 409)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 57)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (105) وَمَشْيَخَةُ عَبْدِ القَادِرِ اليُونِيْنِي (الشَّيْخُ الرَّابِعُ) وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 33)، وَأعْيَانُ العَصْرِ (1/ 253)، وَذَيلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 326)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (80/ 198)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 418)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 455). وَابْنُهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 698 هـ)، وَابْنُهُ الآخَرُ: مُحَمَّدٌ (ت: 699 هـ) وَوَالِدُهُ: عَبْدُ الحَمِيْدِ (ت: 658 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ، وَبَيْتُهُمْ فِي العِلْمِ مَشْهُورٌ جِدًّا. وَهُمْ مِنْ (آلِ قُدَامَةَ).

ص: 325

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 957 - وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (492)، وَالِدُهُ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 684 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

958 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحٍ. أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأرْشَدِ (1/ 176)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (4/ 362)، ومُختَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 446). ويُرَاجَعُ: المُقتَفَى (2/ ورَقَة: 33)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (468)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 92)، وَالعِبَرُ (5/ 409)، وَالإِعْلَامُ بِوفَيَاتِ الأعْلَامِ (293)، وَالإِشَارَةُ إِلَى وَفَيَاتِ الأعْيَانِ (387)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (113)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 326)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 402)، وَذَيْلُ التَّقِييدِ (1/ 383)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (2/ 84)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 73)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 197)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 455). وَفِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ":". . . بن سَعِيدٍ"؟! ووَالِدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ (ت: 650 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأُخْتُهُ: خَدِيجَةُ (ت: 701 هـ) يَأتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

959 -

وإِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بنِ مُوسَى بْنِ عَمِيْرَةَ بْنِ الفَرَّاءِ، المَرْدَاوِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ. اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) (وَرَقة: 213)، عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ نُزْهَةُ العُيُوْنِ (1/ وَرَقَة: 221). وَأَخْبَارُهُ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 266)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 41)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 175)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامِ (470)، وَالعِبَرُ (5/ 410)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 206)، وَمَشْيَخَةُ عَبْد القَادِرِ اليُونِيْنِيُّ (الشيخُ السَّابِعُ)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 467)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 196)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 421)، وَالشَّذَرَاتُ (5/ 455)، وَلَهُ ذِكْرٌ في مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (219). وَأُخْتُهُ: صَفِيَّةُ (ت: 699 هـ) زَوْجُهَا ابْنُ عَمِّهَا: إِبْراهيْمَ بن أَبِي الحَسَنِ (ت: 699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا. =

ص: 326

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَأُخْتُهُ أَيْضًا: فَاطِمَةُ (ت: 717 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ (ت:؟) وَابْنُهُ الآخَرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 724 هـ) نَذْكُرُهُمَا مَعًا فِي الاِسْتِدْرَاكِ فِي سَنَةِ وَفَاةِ الثَّانِي مِنْهُمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

960 -

وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ العَسْقَلَانِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الفَامِيُّ اللَّبَّان، مِنْ أَهْلِ "الصَّالِحِيَّةِ". أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 41).

961 -

وَسِتُّ الأُمَنَاءِ بِنْتُ صَدْرِ الدِّينِ أَسْعَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنَ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى، أُمُّ عِزِّ الدِّيْنِ، وَالِدَةُ الخَطِيْبِ مُعِينِ الدِّينِ بْنِ المُغَيْزِلِ وَإِخْوَتِهِ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 37)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (477)، وَأعْيَانِ العَصْرِ (2/ 401). وَالِدُهَا أَسْعَدُ (ت: 657 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

962 -

وَعَبْدُ الرَّحِيمُ بْنُ أَبِي القَاسِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ وَرْخِزٍ، الشَّيْخُ، عِزُّ الدِّينِ، أَبُو أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 221)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (481).

963 -

وَعَبْدُ اللطِيْفِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ عَبْد الأَحَدِ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ نَصْرِ بنِ حَمَّادِ بنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيُّ، العَطَّارُ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ العُنَّيْقَةَ".

964 -

وَأَخُوْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بْن عَبْدِ الرَّحمَنِ

ذَكَرَهُمَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 43، 37)، وَالحَافظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (482). أَخْبَارُهُ فِي: مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (1/ 420) وَبَرْنَامِجِ الوَادِي آشِي (154)، والشَّذَرَاتِ (5/ 457). وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِمَا أَحْمَدُ (ت: 674 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

965 -

وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بن حَازِمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الجَمَّاعِيْلِيُّ، المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، أَخُو حَازِمٍ المُتَقَدِّمِ فِي اسْتِدْرَاكِ سَنَةِ (699 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 47)، وَتَارِيخِ الإِسْلَامِ (485).

966 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْن عَلِيِّ الوَاسِطِيِّ، ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ القُدْوَةِ تَقِيِّ الدِّينِ (ت: =

ص: 327

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 692 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 33)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (487). وَابْنَتُهُ: سِتُّ الوَفَاءِ، سَمِعْتُ مِنْ جَدِّهَا الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَقَ بْن الوَاسِطِيِّ، وَحَدَّثَتْ، مَاتَتْ سَنَةَ (759 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابْنَ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنةِ (2/ 224)، وَلَمْ يَذْكُرُهَا ابْنُ حُمَيْدٍ فِي "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" وَفَاتَنِي اسْتِدْرَاكُهَا عَلَيْهِ.

967 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مَنْصُورٍ، صَدْرُ الدِّينِ، الحَرَّانِيُّ، المُغَسِّلُ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَهُوَ ابْنُ عَمِّ صاحِبِنَا الفَقِيْهِ عُبَادَةَ. . ." ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 46)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (478 هـ). وعُبَادَةُ المَذْكُورُ: هُوَ عُبَادَةُ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ مَنْصوْرٍ الحَرَّانِيُّ (ت: 739 هـ) ذَكرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

968 -

وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مَنْصُورٍ، مُحْيي الدِّينِ الزُّرَعِيُّ الحَنْبَلِيُّ، خَطِيْبُ "زُرْعَ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْحَافِظِ الْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة 36)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ لِلذَّهَبِيِّ (493).

969 -

وَيُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ، أَبُو عَلِيٍّ الغُسُوْلِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ عَالِيَةَ". قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: المُسْنَدُ المُعَمَّرُ، بَقِيَّةُ الرُّوَاةِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 36)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (493)، والعِبَرِ (5/ 412)، وَدُوَلِ الإِسْلَامِ (2062)، وَالإِشَارَةِ إِلَى وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (387)، وَالإِعْلَامِ بِوَفَيَاتِ الأعْلَامِ (293)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (224) وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 382)، بَرْنَامِج الوَادِي آشِي (164)، وَمَشْيَخَةِ عَبْدِ القَادِر اليُونِيْنِيُّ (الشَّيْخُ الثَّانِي والعِشْرُونَ)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (2/ 797)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (29/ 92)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (5/ 605)، وَالنُّجُوْم الزَّاهِرَةُ (8/ 197) وَالشَّذَرَات (5/ 458)، وَدُرَّة الحِجَالِ (2/ 497).

* كَتَبَ النَّاشِرُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ حَامِد الفَقِّي رحمه الله قَبْلَ التَّرْجَمَةِ الآتِيَةِ: وَفَيَاتِ المَائَة الثَّامِنَةَ مِنْ سَنَةِ (701 - 751 هـ) وَهَذِهِ العِبَارةِ غَيْرُ مَوْجُودَةٌ فِي الأُصُولِ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُوْلَ: أَوَائِلَ المَائَةِ الثَّامِنَةِ.

ص: 328

الضَّرِيْرُ، الفَقِيْهُ، مُفِيْدُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، مُعِيْدُ الحَنَابِلَةِ بِـ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ". سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ بنِ تَيْمِيَّةِ، وَغَيْرِهِ مَنَ المُتَأَخِّرِيْنَ، وَرَوَى كِتَابَ "الخِرَقِيِّ" عَنْ فَضْلِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الجِيْلِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَكَابِرِ الشُّيُوْخِ وَأَعْيَانِهِمْ، عَالِمًا بالفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، والعَرَبِيَّةِ، قَرَأَ عَلَيْهِ الفِقْهِ جَمَاعَةٌ، وَسَمِعَ مِنْهُ ابنُ الدَّقُوْقِيِّ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخِنَا. وَبَقِيَ إِلَى قَرِيْبِ السَّبْعِمَائَةِ. وَبَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِمَائَةَ، رحمه الله.

‌491 - عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ

(1)

بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى بنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ

(1)

491 - شَرَفُ الدِّينِ اليُونِيْنِيُّ (621 - 701 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 259)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 366)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (1/ 450). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (2/ 55)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (17)، وَمعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 40)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (168)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (18)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1500)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 20)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 201)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 171)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 476)، وَطَبَقَاتُ الحُفَّاظِ (516)، والشَّذَرَاتُ (6/ 3) (8/ 8). وَفِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ:"عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحُسَيْنِ"؟! وَالِدُهُ: الفَقِيْهُ اليُوْنِيْنِيُّ المَشْهُوْرُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحمَدَ (ت: 658 هـ)، وَأَخُوْهُ: الشَّيْخُ المُؤَرِّخُ قُطْبُ الدِّيْنِ مُوْسَى (ت: 726 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. وَبَنَاتُهُ: أَمَةُ العَزِيْزِ (ت: 745 هـ)، وَفَاطِمَةُ (ت: 730 هـ)، وَكُبَّا (ت: 733 هـ) وَهِيَ أَصْغَرُ أَوْلَادِهِ سَيأْتِي ذِكْرُهُنَّ فِي مَوَاضِعِهِنَّ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَسِبْطُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَعْلِيُّ (ت: 741 هـ) وَسِبْطُهُ الآخَرُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ البَعْلِيُّ (ت: 749 هـ). سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكهُمَا.

ص: 329

ابْنِ مُحَمَّدٍ اليُوْنِيْنِيُّ، البَعْلِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، شَرَفُ الدِّينِ، أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الشَّيْخِ الفَقِيْهِ أَبِي

(1)

عَبْدِ اللهِ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ.

وُلِدَ فِي حَادِي عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "بَعْلَبَكَّ". وَحَضَرَ بِهَا عِدَّةَ أَجْزَاءٍ عَلَى البَهَاءِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَقْدِسِيِّ، وسَمِعَ بِهَا مِنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَبِي المَضَاءِ الإِرْبِلِيِّ، وَابْنِ رَوَاحَةَ، وَوَالِدِهِ الشَّيْخِ الفَقِيْهِ، وَغَيْرِهِمْ، وَتَرَدَّدَ إِلَى "دِمَشْقَ" وَسَمِعَ بِهَا مِنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَابْنِ الصَّلَاحِ، وَجَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَمُكْرَمِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَابْنِ الشِّيْرَازِيِّ

(2)

، وَغَيْرِهِمْ.

وَارْتَحَلَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ إِلَى "مِصْرَ" لِطَلَبِ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ، فَسَمِعَ بِهَا مِنِ ابْنِ الجُمَّيْزِيِّ، وَابْنِ رَوَاجٍ، وَالسَّاوِيِّ

(3)

، وَغَيْرِهِمْ وَلَازَمَ الحَافِظَ عَبْدَ العَظِيْمِ المُنْذِرِيَّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَعُنِيَ بِعِلْمِ الحَدِيثِ، وَارْتَحَلَ إِلَى "مِصْرَ" خَمْسَ مَرَّاتٍ، وَاسْتَنْسَخ

(4)

"صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" وَاعْتَنَى بِأَمْرِهِ كَثِيْرًا. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: حَدَّثَنِي أَنَّهُ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ قَابَلَهُ، وَأَسْمَعَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً

(5)

وَقَرَأ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيرًا، وَتَفَقَّهَ، وَأَفْتَى وَدَرَّسَ، وَعُنِيَ بِاللُّغَةِ،

(1)

في (أ): "أَبُو".

(2)

فِي (أ): "وَمن الشِّيْرَازِيِّ".

(3)

في (ط): "السَّارى" وَإِنَّمَا هُوَ يُوْسُفُ السَّاوِيُّ.

(4)

في (ط): "واستسنخ" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.

(5)

جاءَ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) بِخَطِّ ابْنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ: أَقُوْلُ: قَدْ صَارَتِ اليُونِينِيَّةِ أُمَّ نُسَخِ "الصَّحِيْحِ" فِي جَمِيْعِ أَقْطَارِ الأَرْضِ، وَنُقِلَ مِنْهَا طِبْقَ الأَصْلِ، حَتَّى الشَّكْلِ وَالنَّقْطِ بِالسَّوَادِ وَالحُمْرَةِ، وَجَمِيعِ الرِّوَايَاتِ بِرُمُوْزِهَا فِي الهَوَامِشِ، وَمَا كَانَ فِيْهَا مِنْ بَيَانِ مُشْكِلٍ، أَوْ =

ص: 330

وَحَصَّلَ أَطْرَافًا مِنَ العُلُومِ.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ شَيْخًا، جَلِيْلًا، حَسَنَ الوَجْهِ، بَهِيَّ المَنْظَرِ، لَهُ سَمْتٌ حَسَنٌ، وَعَلَيْهِ سَكِيْنَةٌ، وَلَدَيْهِ فَضْلٌ كَثِيرٌ، يَحْفَظُ كَثِيْرًا مِنَ الأَحَادِيثِ بِلَفْظِهَا، وَيَفْهَمُ مَعَانِيْهَا، وَيَعْرِفُ كَثِيرًا مِنَ اللُّغَةِ، وَكَانَ فَصِيْحَ العِبَارَةِ، حَسَنَ الكَلَامِ، وَكَانَ لَهُ قَبُوْلٌ مِنَ النَّاسِ، وَهُوَ كَثِيْرُ التَّوَدُّدِ إِلَيهِمْ، قَاضٍ لِلْحُقُوقِ

(1)

.

= ضَبْطٍ وَتَنْبِيْهٍ، وَاعْتَنَى بِتَحْرِيْرِ النَّقْلِ مِنْهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الأَكَابِرِ كَالشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ البَصْرِيِّ، ثُمَّ المَكِّيُّ، وَهِيَ المَرْجِعُ الآنَ فِي "مَكَّةَ" وَتِلْمِيْذِهِ الشَّيْخِ عَلِيِّ بنِ سَعِيدٍ الصُّوْفِيِّ، وَتلْمِيْذِهِ الشَّيْخِ المُنُوْفِيِّ، ثُمَّ صَارَ النَّقْلُ الآنَ مِنَ البَصْرِيَّةِ؛ لأَنَّهَا عَيْنُ اليُوْنِيْنِيَّةِ، وَكَذَا الصُّوْفِيَّةُ". وَتَرْجَمَ ابْنُ حُمَيْدٍ فِي السُّحُبِ الوَابِلَةِ (3/ 992) لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المَجِيْدِ بْنِ أَبِي الفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ البَعْلِيُّ، بَدْرُ الدِّيْنِ، (ت: 752 هـ) وَنَقَلَ عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" أَنَّهُ كَانَ حَسَنَ الخَطِّ وَاللَّفْظِ

وَقَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ: وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ لأَبِي الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيِّ نُسْخَتَهُ مِنْ "صَحِيْحِ البُخَاريِّ" الَّتِي اعْتَنَى الحَافِظُ بِتَصحِيْحِهَا وَضَبْطِهَا، وَاشْتُهِرَتْ فِي الآفَاقِ بِـ "اليُوْنِيْنِيَّة" وَعَلَيْهَا الاعْتِمَادُ إِلَى اليَوْمِ كَمَا ذَكَرَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ البَصْرِيُّ، ثُمَّ المَكِّيُّ فِي آخِرِ نُسْخَتِهِ الَّتِي نَقَلَهَا مِنْهَا". وَيُرَاجَعُ الحَدِيْثُ عَنِ النُّسْخَةِ اليُوْنِيْنِيَّة فِي هَامِشِ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ".

(1)

بَعْدَهَا فِي "المُقْتَفَى" لِلْبِرْزَالِيِّ: "وَيُعَظِّمُ النَّاسَ، وَيُحْسِنُ إِلَى مَنْ وَرَدَ بَلَدَهُ

دَخَلْتُ إِلَى "بعْلَبَكَّ" أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فِيْهَا "مُسْنَدُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ" رضي الله عنه، وَ"الثَّقَفِيَّاتِ" العَشَرَةَ وَ"مَشْيَخَتَهُ" تَخْرِيْجُ الشَّيخِ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ، وَهِيَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُزْءًا وَ"سُنَنَ الشَّافِعِيِّ" رِوَايَةُ الطَّحَاوِيِّ، عَنِ المُزَنِيِّ، وَنَحْوًا مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءًا، وَكَانَ يَقْدِمُ "دِمَشْقَ" وَفِي كُلِّ نَوْبَةٍ نَسْمَعُ مِنْهُ، وَنَسْتَفِيْدُ مِنْهُ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ وَفَاتِهِ مَرَّتَيْنِ فِي صَفَرٍ وَشَعْبانَ، وَأَسْمَعْتُ ابْنِي عَلَيْهِ فِيْهِمَا نَحْوًا مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِيْنَ جُزْءًا".

ص: 331

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ إِمَامًا، مُحَدِّثًا، مُتْقِنًا، مُفِيْدًا، فَقِيْهًا، مُفْتِيًا، خَبِيْرًا بِاللُّغَةِ وَالغَرِيْبِ، غَزِيْرَ الفَوَائِدِ، كَثِيْرَ التَّحَرِّي فِيْمَا يُوْرِدُهُ، مُكَرَّمًا بَيْنَ المُلُوْكِ وَالأَئِمَّةِ، مَهِيبًا، كَثِيرَ التَّوَاضُعِ، حَسَنَ البِشْرِ، حُلْوَ المُجَالَسَةِ، يُعْطِي كُلَّ ذِي فَضِيْلَةٍ حَقَّهُ. وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ ذَا عِنَايَةٍ بِالغَرِيْبِ، وَالأَسْمَاءِ وَضَبْطِهَا، مُدِيمًا لِلمُطَالَعَةِ، كَثِيرَ المَحَاسنِ، مُنَوَّرَ الشَّيبَةِ، عَظِيْمَ الهَيْبَةِ. وَقَالَ فِي آخِرِ "طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ"

(1)

انْتَفَعْتُ بِهِ، وَتَخَرَّجْتُ بِهِ، وَكَانَ عَارِفًا بِقَوَانِيْنِ الرِّوَايَةِ، حَسَنَ الدِّرَايَةِ، جَيِّدَ المُشَارَكَةِ فِي الأَلْفَاظِ وَالرِّجَالِ، صاحِبَ رِحْلَةٍ، وَأُصُولٍ، وَكُتُبٍ، وَأَجْزَاءٍ، وَمَحَاسِنٍ - انتَهَى -. حَدَّثَ بِالكَثِيرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ مِنَ الحُفَّاظِ وَالأَئِمَّةِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ البِرْزَالِيُّ وَالذَّهَبِيُّ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"بَعْلَبَكَّ" وَسَمِعْنَا مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ خَرَّجَ لَهُ ابْنُ أَبِي الفَتْحِ البَعْلِيُّ النَّحْوِيُّ "مَشْيَخَةً" فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُزْءًا، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ "عَوَالِيَ". وَحَدَّثَ بِالجَمِيعِ.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الخَمِيْسِ حَادِي عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "بَعْلَبَكَّ" وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِـ "بَابِ سَطْحًا" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ يَوْمَ الجُمُعَةِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" صَلَاةَ الغَائِبِ، وَأَسِفَ النَّاسُ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَوْتُهُ بِشَهَادَةٍ رحمه الله، فَإِنَّهُ دَخَلَ إِلَيْهِ - يَوْمَ الجُمُعَةِ خَامِسَ رَمَضَانَ وَهُوَ فِي خِزَانَةِ الكُتُبِ بِمَسْجِدِ الحَنَابِلَةِ - شَخْصٌ، فَضَرَبَهُ بِعَصًى علَى رَأْسِهِ مَرَّاتٍ، وجَرَحَهُ فِي رَأْسِهِ بِسِكِّينٍ، فَاتَّقَى بِيَدِهِ، فَجَرَحَهُ فِيْهَا، وَأُمْسِكَ الضَّارِبُ، وَضُرِبَ ضَرْبًا عَظِيمًا، وَحُبِسَ، وَأَظْهَرَ الاخْتِلَالَ، وَحُمِلَ الشَّيْخُ إِلَى دَارِهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ،

(1)

هُوَ نَفْسُهُ "تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ" أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي تَخْرِيْجِ التَّرْجَمَةِ.

ص: 332

وَيُنْشِدُهُمْ عَلَى عَادَتِهِ، وَأَتَمَّ صِيَامَهُ يَوْمَهُ، ثُمَّ حَصَلَ لَهُ بَعْدَ ذلِكَ حُمًى، وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ يَوْمَ الخَمِيْسِ المَذْكُورِ فِي السَّاعَةِ الثَّامِنَةِ مِنْهُ، وَغَبَطَهُ النَّاسُ بِمَوْتِهِ شَهِيدًا، فِي رَمَضَانَ، لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، عَقِبَ رُجُوعِهِ مِنْ "دِمَشْقَ" وَإِفَادَتِهِ النَّاسَ، وَإِسْمَاعِهِ الحَدِيْثَ، رضي الله عنه.

492 -

وَمَاتَ قَبْلَهُ فِي شَعْبَانَ مِنَ السَّنَةِ المَذْكُورَةِ: الشَّيْخُ وَجِيهُ الدِّينِ، صَدْرُ الرُّؤَسَاءِ، أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ

(1)

بنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى التَّنُوخِيُّ، أَخُو الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّينِ المُنَجَّى

(2)

بنِ عُثْمَانَ المُتَقَدِّمِ ذِكْرِهِ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. حَضَرَ عَلَى ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَمُكْرَمٍ، وَابْنِ المُقَيَّرِ، وَسَمِعَ مِنْ جَعْفَرٍ

(1)

492 - وَجِيْهُ الدِّينِ بْنِ المُنَجَّى (630 - 701 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 464)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 364)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 449). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 54)، وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي مُعْجَمِهِ، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (17)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (17)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 229)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 91)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (130)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 242)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقَة 79) والدُّرَرُ الكَامِنَةِ (4/ 157)، وَالدَّارِسُ (2/ 117)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 3)(7/ 7).

(2)

فِي (ط) و (أ) و (جـ): "ابْنُ المُنَجَّى" وَإِنَّمَا هُوَ "المُنَجَّى" كَمَا هُوَ مُثْبِتٌ، وَقَدْ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ تَرْجَمَتُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (695 هـ) كَمَا ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: عُثْمَانَ (ت: 641 هـ) وَجَدَّهُ: أَسْعَدَ (ت: 606 هـ) فِي مَوَاضِعِهِمْ. ابْنُهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ (ت: 692 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكهُ. وابْنُهُ الآخَرُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ (ت: 725 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 333

الهَمَذَانِيِّ، وَالسَّخَاوِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ شَيْخًا، عَالِمًا، فَاضِلًا، كَثِيرَ المَعْرُوْفِ وَالصَّدَقَاتِ، وَالبِرِّ وَالتَّوَاضُعِ لِلْفُقَرَاءِ، مُوَسَّعًا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، وَلَهُ هَيْبَةٌ، وَسَطْوَةٌ، وَجَلَالَةٌ، وَحُرْمَةٌ وَافِرَةٌ، عِنْدَهُ عِبَادَةٌ وَخُشُوْعٌ، وَبَنَى بِـ "دِمَشْقَ" دَارَ قُرْآنٍ مَعْرُوفَةً بِهِ، وَدَرَّسَ فِي أَوَّلِ عُمُرِهِ بِـ "المِسْمَارِيَّةِ" وَ"الصَّدْرِيَّةِ" ثُمَّ تَرَكَهُمَا لِوَلَدِهِ، وَمَاتَ فِي حَيَاتِهِ، وَوَلِيَ نَظَر الجَامِعِ، وَأَحْسَنَ فِيهِ السِّيْرَةَ، وَحَدَّثَ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ.

493 -

وَفِي شَعْبَانَ أَيْضًا مِنَ السَّنَةِ تُوُفِّيَ بِـ "بَعْلَبَكَّ" الفَقِيهُ، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، أَمِيْنُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَلِيِّ

(1)

بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ

(1)

480 - ابْنُ خَوْلَانَ البَعْلِيُّ (644 - 701 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 460)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 365). وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 449). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 55)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 227)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ لَهُ (242)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 73)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 154)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 3) (8/ 8). تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَبِيْهِ عَبْدِ الوَلِيِّ (ت: 690 هـ). وَابْنُهُ: أَبُو بَكْرٍ (ت: 736 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (701 هـ):

970 -

أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدٍ الدَّقُوقِيُّ، الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 50)، وَقَالَ: وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ الشَّيْخِ عِزِّ الدِّينِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الفَرَّاءِ. وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 102)، وَعِزُّ الدِّينِ الفَرَّاءِ (ت: 700 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

971 -

أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ المُؤْمِنُ بنِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ وَثَّابٍ الصُّوْرِيُّ، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَبِيهِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 657 هـ) وَعَمَّيْهِ: عَبْدِ اللهِ (ت: 659 هـ) وَمُحَمَّدٍ =

ص: 334

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (ت: 690 هـ). أَمَّا هُوَ فَاسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي الأَوْرَاقِ المُرْفَقَة بِنُسْخَةِ (أ) عَنِ الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ فِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ". وَيُرَاجَعُ: المَقْصَدُ الأَرْشَدُ (1/ 245) فِي تَرْجَمَةِ حَفِيْدِهِ: عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحمَدَ (ت: 772 هـ)، وَالمَنْهَجُ الأحمَدُ (4/ 364)، وَمُخْتَصَرُهُ "الدُّرُّ المُنَضَّدُ" (2/ 449). وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (2/ وَرَقَة: 53)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (17)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإسْلَامِ، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 61)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (104)، وَمَشْيَخَةُ عَبْدِ القَادِرِ اليُوْنِيْنِيُّ (الشَّيْخُ الخَامِسُ)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 46)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 256)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَة (1/ 168)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (1/ 29)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 3)(8/ 7)، حَضَرَ عَلَى المُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةَ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِهِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ المُقَاتِلِيِّ، وَخَرَّجَ لَهُ "مَشْيَخَةً" حَدَّثَ بِهَا. وَابْنُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ (ت: 714 هـ)، وَابْنُهُ الآخَرُ: عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 720 هـ) نَذْكُرُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا مِنَ الاسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَحَفِيْدُهُ: عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 772 هـ) لَا يَدْخُلُ فِي فَتْرَةِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ؛ لِذَا لَمْ أَسْتَدْرِكُهُ.

972 -

وَأَحمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ حَازِمِ بْنِ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عيْسَى، أَبُو نَاصِرٍ الجَمَّاعِيلِيُّ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 53)، وَقَالَ:"أَخُو حَازِمٍ وَعِيسَى". وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 186).

أَقُولُ: - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ - أَخَوَاهُ حَازِمٌ (ت: 699 هـ)، وَعِيسَى (ت: 700 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا.

973 -

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرِ اللهِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ رَسْلَانَ بْنِ فِتْيَانَ بْنِ كَامِلِ البَعْلَبَكِيُّ الأَنْصَارِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 58)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 197).

974 -

وَخَدِيْجَةُ بنْتُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الهَيْجَاءِ الزَّرَّادِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى =

ص: 335

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2/ وَرَقَة: 53)، قَالَ:"المَعْرُوفُ أَبُوْهَا بِـ "الحَرِيْرِيِّ".

975 -

وَخَدِيجَةُ بِنْتُ الرَّضِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ المَقْدِسِيِّ. وَالِدُهَا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 635 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 52)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (13).

976 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الكَاتِبِ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 49). ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا: مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ (ت: 650 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

977 -

وَدَاوُدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، نَاصِرُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخُو القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ (ت: 715 هـ) لأَبِيهِ الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَدَاوُدُ هَذَا اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) نَقْلًا عَنِ "الدُّرَرِّ الكَامِنَةِ" وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 187). وَوَالِدُهُ: حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 632 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ، كَمَا سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ: أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ (ت: 633 هـ) وَإِخْوَتُهُ؛ القَاضِي تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ (ت: 715 هـ) وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ (ت: 679 هـ) وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ (ت:؟). وَهَذَا الأَخِيْرُ هُوَ وَالِدُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمزَةَ (ت: 716 هـ)، وَأَحْمَدَ (ت:؟). أَخْبَارُ دَاوُد فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 47)، وَبَرْنَامِج الوَادِي آشِي (167)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلذَّهَبِيِّ (1/ 238)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 528)، قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"وَخَرَّجَ لَهُ مُحِبُّ الدِّينِ عَبْدُ اللهِ "مَشْيَخَةً". وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ (ت: 749 هـ) نَسْتَدْرِكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَمِنْ أَحْفَادِهِ: أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنَ عُمَر بن مُحَمَّد

لَهُمَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (246).

978 -

وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجَارِيُّ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِي، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 55)، وَقَالَ: "الحَنْبَلِيُّ

=

ص: 336

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَكَانَ رَجُلًا حَسَنًا، سَمِعَ مِنِ ابْنِ قُمَيْرَةَ، وَابْنِ المُقَيَّرِ، وَحَدَّثَ وَكَانَ وَالِدُهُ مِنَ الصَّالِحِيْنَ".

979 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بنُ عُمَرَ المَقْدِسِيُّ، فَقِيهٌ، وَخَطِيْبٌ "زَمَلْكَا". ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ وَرَقَة: 55)، وَقَالَ:"كَانَ حَسَنَ المُعَامَلَةِ سَلِيْمَ الخَاطِرِ، صَبُوْرًا علَى المُجَاهَدَةِ، طَاهِرَ اللِّسَانِ، كَرِيْمَ النَّفْسِ. . ." وَاسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) الوَرَقَة (214) عَنِ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 285، 286)، الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 55) وَقَالَ: "وَجَمَعَ حِكَايَاتٍ حَسَنَةَ لِلْشَّيْخِ عَبْدُ اللهِ اليُونِيْنِيِّ وَأَصْحَابِهِ بِالأَسَانِيْدِ عَلَى قَاعِدَةِ المُحَدِّثِيْنَ" وَفِي تَارِيْخِ الإِسْلَامِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ اليُوْنِيْنِيِّ المُلَقَّبِ "أَسَدَ الشَّامِ"(ت: 617 هـ) أَنَّ خَطِيْبَ "زَمَلْكَا" هَذَا أَلَّفَ كِتَابًا في مَنَاقِبِهِ وَ"زِمَلْكَا" وَيُقَالُ: "زَمَلْكَانُ" فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (3/ 150)، قَالَ:"وَأَمَّا أَهْلُ الشَّامِ فإِنَّهُمْ يَقُوْلُونَ: "زَمَلُكَا" بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَثَانِيهِ، وَضَمِّ لَامِهِ، وَالقَصْرِ، لَا يُلْحِقُوْنَ النُّونَ: قَرْيَةٌ بِغُوْطَةِ دِمَشْقَ وَيُرَاجَعُ: الأَنْسَابُ لِلْسَّمْعَانِيِّ (6/ 300).

980 -

وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، عَلَاءُ الدِّينِ، بْنُ سَيْفِ الدِّينِ بْنِ فَخْرِ الدِّينِ مِنْ (آلِ تَيْمِيَّةَ) الأُسْرَةِ العِلْمِيَّةِ الشَّهِيْرَةِ أُسْرَةِ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّينِ رحمه الله، وَعَلَاءُ الدِّيْنِ هَذَا سَكَنَ "مِصْرَ" وَمَاتَ فِيهَا. وَوَالِدُهُ: عبْدُ الغَنِّي (ت: 639 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي نُسْخَةِ (أ) عَنِ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 134)، وَهُوَ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 52)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ لِلْذَّهَبِيِّ (14)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 32)، وَالمَعِيْنَ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (225)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (16)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (21/ 251)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 197)، وَحُسْنِ المُحَاضَرَةِ (2/ 387)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 2).

981 -

وابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ، مَاتَ قَبْلَهُ بِقَلِيْلٍ فَتَأَلَّمَ أَبُوهُ عَلَيْهِ. وَابْنُهُ الآخَرُ: =

ص: 337

خوْلَانَ، البَعْلِيُّ، التَّاجِرُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ الفَقِيهِ، وَمِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَجَمَاعَةٍ، وَقَرَأَ، وَنَظَرَ فِي عُلُوْمِ الحَدِيْثِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بِـ "بَعْلَبَكَّ" وَ"المَدِيْنَةِ" وَ"تَبُوْكَ" وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَعُلَمَائِهِمْ، وَأَلَّفَ كِتَابًا سَمَّاهُ "العُدَّةَ القَوِيَّةَ فِي اللُّغَةِ التُّرْكِيَّةِ" جَوَّدَهُ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" وَقَالَ: كَانَ مُقْرِئًا، فَقِيْهًا، مُحَدِّثًا، مُتْقِنًا، صَالِحًا، عَدْلًا، مُلَازِمًا لِلْتَّحْصِيْلِ، كُلٌّ يُثْنِي عَلَيْهِ بِبَلَدِهِ.

‌494 - عَلِيُّ بْنُ عبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

بْنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ نِعْمَةَ بْنِ سُلْطَانِ بْنِ سُرُورِ

= عَبْدُ المُحْسِنِ (ت: 730 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلَدٌ اسْمُهُ: يُوْسُفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفَضْلِ (ت: 719 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

982 -

وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ، مِنْ (آلِ عُبَيْدِ اللهِ) أَخُو الشَّيْخِ المُوَفَّقِ وَأَخِيْهِ أَبِي عُمَرَ (آلِ قُدَامةَ) وَالِدُهُ مُحَمَّدٌ (ت: 684 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 53)، ولَقَبُهُ: عِزُّ الدِّيْنِ، وَقَالَ:"وَكَانَ شَابًّا".

983 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيُّ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى. ذَكَرَهُ الحَافظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 55). وَجَدُّهُ: أَسْعَدُ بْنُ عُثْمَانَ (ت: 657 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنُهُ: مَحْمُوْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 732 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ علَى المُؤَلِّفِ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

494 - فَخْرُ الدِّينِ النَّابُلُسِيُّ (630 - 702 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 235)، وَالمَّنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 366)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 450). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (3/ 83)، المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 60)، وَمُعْجَمُ =

ص: 338

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الشُّيُوْخِ (2/ 31)، وَذَيلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (23)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 129)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 5)(8/ 11)، وَفِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ":"عُثْمَانُ، وَقِيْلَ: عَلِيُّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. . .". قَالَ العُلَيْمِيِ: "وَقَدْ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ فِي "طَبَقَاتِهِ" وَسَمَّاهُ "عَلِيًّا" وَتَبِعَهُ قَاضِي القُضَاةِ بُرْهَانُ الدِّينِ بْنُ مُفْلِحٍ فِي "طَبَقَاتِهِ" وَالصَّوَابُ مَا قَدَّمْنَاهُ هُنَا، وَهُوَ تَسْمِيَته "عُثْمَانَ" بِدَلِيْلِ مَا قَرَأتُهُ بِخَطِّ وَلَدِ وَلَدِهِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدَّيْنِ بْنِ عَبْدِ القَادِرِ، فَإِنَّهُ كَتَبَ بِخَطِّهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ بْنِ عُثْمَانَ" وَذَكَرَ تَمَامَ النَّسَبِ كَمَا هُنَا، وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ طَبَقَاتِ سَمَاعِ الحَدِيْثِ كَذلِكَ، ثُمَّ كَتَبْتُ إِلَى "نَابُلُسَ" إِلَى بَعْضِ ذُرِّيَتِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الحَنَابِلَةِ فَكَتَبَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ فَخْرُ الدِّينِ هَذَا، وَذَكَرَ اسْمُهُ "عُثْمَان" وَأَرَّخَ وَفَاتَهُ كَمَا هُنَا، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ ثَانِيًا أَسْأَلُهُ عَنْ تَحْقِيْقِ اسْمِهِ هَلْ هُوَ "عُثْمَانُ" أَوْ "عَلِيٌّ"؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ إِنَّهُ "عُثْمَانَ" وَأَنَّ المُسَمَّى بِـ "عَلِيٍّ" هُوَ الفَخْرُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ المُعَبِّرِ، وَأَخُو الشَّيْخِ فَخْرِ الدِّينِ عُثْمَانَ المُشَارِ إِلَيْهِ فَظَهَرَ مِنْ ذلِكَ أَنَّ تَسْمِيَةَ الفَخْرِ عُثْمَانَ بعَلِيٍّ وَهْمٌ، وَلَعَلَّ الخَلَلَ مِنَ النَّاسِخِ؛ فَإنَّ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّينِ بْنِ رَجَبٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ".

يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ سُلَيمَانُ العُثَيْمِيْنَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: سَمَّاهُ عَلِيًّا ابْنُ الفُوَطِيِّ (ت: 723 هـ) وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ (ت: 738 هـ) وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ (ت: 748 هـ) وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ عَاصَرَهُ وَعَرَفَهُ، وَهُوَ شَيْخُ الذَّهَبِيُّ كَمَا تَرَى فَلَيْسَ الخَلَلُ مِنَ النَّاسِخِ إِذًا، لَكِنْ قَدْ يَكُوْنُ الاِسْمَانِ يُطْلِقَانِ عَلَيْهِ مَعًا، وَكَثِيْرٌ مِنَ العُلَمَاءِ يُعْرَفُ بِاسْمَيْنِ مَعًا. أَبُوهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، جَمَالُ الدِّينِ، أَبُو الفَرَجِ (ت: 656 هـ). وأَخُوهُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَعْرُوفُ بِـ "الشِّهَابِ العَابِرِ"(ت: 697 هـ). وَابْنُهُ: عَبْدُ القَادِرِ (ت:؟) وَأَحْفَادُهُ: أَحْمَدُ (ت: 800 هـ)، وَمُحَمَّدُ (ت: 798 هـ) ابْنَا عَبْدِ القَادِرِ. وَمِنْ أَحْفَادِهِ: عَبْدُ القَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 884 هـ) وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ (ت: 886 هـ) ذَكَرَهُمَا ابنُ حَمِيْدٍ فِي "السُّحُبِ الوَابِلَةِ". وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 339

ابْنِ رَافِعِ بْنِ حَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ المَقْدِسِيُّ النَّابُلُسِيُّ، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، فَخْرُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ، ابْنُ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّينِ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ.

وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "نَابُلُسَ". وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ رَوَاجٍ بِـ "مِصْرَ" وَمِنْ سِبْطِ السِّلَفِيِّ بِـ "الاِسْكَنْدَرِيَّةِ"، وَمِنْ خَطِيْبِ "مَرْدَا" وَمُحْيِيْ الدِّينِ بنِ الجَوْزِيِّ لَمَّا قَدِمَ إِلَى "الشَّامِ" رَسُوْلًا، وَتَفَقَّهَ بِالمَذْهَبِ وَأَفْتَى، وَكَانَ مُفْتِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ.

قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ شَيْخًا، صَالِحًا، عَالِمًا، كَثِيرَ التَّوَاضُعِ، مُحْسِنًا إِلَى النَّاسِ أَقَامَ يُفْتِي بِـ "نَابُلُسَ" مُدَّةَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ عَارِفًا بِالمَذْهَبِ، ثِقَةً، صَالِحًا، وَرِعًا، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بـ "نَابُلسَ".

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَحَدِ مُسْتَهَلَّ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمَائَةَ بِمَدِيْنَةِ "نَابُلُسَ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ عِنْدَ وَالِدِهِ بِمَقْبَرَةِ "الزَّاهِرِيَّةِ"، وَاجْتَمَعَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ فِي جِنَازَتِهِ، وَحَضَرَ أَهْلُ القُرَى مِنَ البَرِّ، رحمه الله.

‌495 - مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيْمَ

(1)

بْنِ يَحْيَى بنِ عُلْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، الشَّقْرَاوِيُّ،

(1)

495 - نَجْمُ الدِّينِ الشَّقْرَاوِيُّ (624 - 702 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 5)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 369)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 451). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 66)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 344)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (284)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 141)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (444)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 7)، (8/ 14)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (614). وَالِدُهُ: إِبْرَاهِيمُ (ت: 647 هـ) كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ. وَإِخْوَانُهُ: إِسْحَقُ (ت: 678 هـ) =

ص: 340

الصَّالِحِيُّ، الفَقِيهُ، المُحَدِّثُ، النَّحْوِيُّ، العَدْلُ، نَجْمُ الدِّينِ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ وَالحَافِظَيْنِ: إِدسْمَاعِيْلَ بْنِ ظَفَرٍ، وَالضِّيَاءِ المَقْدِسِيِّ، وَخَطِيْبِ "مَرْدَا" وَيُوسُفَ سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَقَرَأَ الكَثِيْرَ عَلَى ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَمَنْ بَعْدَهُ، كَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَطَبَقَتِهِ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ عَلَى الحَافِظِ الضِّيَاءِ وَمَنْ بَعْدَهُ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ مَا لَا يُوْصَفُ.

وَتَفَقَّهَ، وَأَفْتَى، وَقَرَأَ العَرَبِيَّةَ وَاللُّغَةَ وَالأَدَبَ، وَوَلِيَ مَشْيَخَةَ "دَارَ الحَدِيْثِ العَالَمِيَّةِ" بِـ "السَّفحِ"، وَ"دَار الحَدِيْثِ العِزِّيَّة

(1)

" بِـ "الشَّرَفِ الأَعْلَى". قَرَأْتُ بِخَطِّ

= ذَكَرَه المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَعَطِيَّةُ (ت:؟). وَيَحْيَى (ت:؟). وَعَبْدُ القدُوسِ (ت: 686 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَوْلَادُهُ: يَحْيَى (ت:؟)، وَمُحَمَّدٌ (ت:؟)، وَإِبْرَاهِيْمُ (ت:؟). وَبِنْتُهُ: رُقَيَّةَ (ت: 715 هـ). وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّمَدِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت: 718 هـ) وَقَالَ: كَانَ تَزَوَّجَ بِنْتَ الشَّيْخِ مُوْسَى الشَّقْرَاوِيِّ، وَبِنْتُهُ هَذِهِ - بِكُلِّ تَأْكِيْدٍ - غَيْرُ رُقَيَّةَ؛ لأَنَّ الحَافِظَ البِرْزَالِيَّ قَالَ فِي تَرْجَمَتِهَا: وَكَانَتِ امْرَأَةً جَيِّدَةً، وَلَمْ يُوْلَدُ لَهَا، وَإِسْحَقُ بْنُ مَنْصُوْرٌ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ: مَنْصُوْرُ بنُ إِسْحَقِ بْن مَنْصُوْرٍ ذُكِرَ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (614) بَعْدَ ذِكْرِ مُوْسَى الشَّقْرَاوِيِّ وَأَوْلَادِهِ، قَالَ: وَسِبْطُهُ: مَنْصُوْرُ. . ." إِذًا فَأُمُّهُ غَيْرُ رُقَيَّةَ. وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى (ت: 754 هـ).

(1)

في (ط): "المَعَزِّيَّة" وَمَا أَثْبَتُّهُ هُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللهُ؛ فَالمَدْرَسَةُ هِيَ العِزِّيَّةُ البَرَّانِيَّةُ الَّتِي أَنْشَأَهَا الأَمِيْرُ عِزُّ الدِّينِ أَيْبَكُ المَعْرُوفُ بِـ "صَاحِبِ صَرْخَدَ" كَمَا فِي الدَّارِسِ لْلنُّعَيْمِيِّ (1/ 550).

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (702 هـ):

984 -

إِبْرَاهيْمُ بْنُ عُبَيْدَانَ البَعْلَبَكِيُّ الحَنْبَلِيُّ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 71) فِي ذِكْرِ مَنِ اسْتُشْهِدَ فِي وَقْعَةٍ كُسِرَ فِيْهَا التَّتَارِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَقَالَ: "وَمِنَ الفُقَهَاءِ =

ص: 341

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إِبرَاهِيْمُ. . ." وَيَغْلِبُ علَى ظَنِّي أَنَّهُ أَخٌ لِلْشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عُبَيْدَانَ البَعْلِيُّ (ت: 734 هـ). وَأَخُوْهُمَا: مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ (ت: 741 هـ) ذَكَرَ المُؤَلِّفُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي مَوْضِعِهِ، وَنَسْتَدْرِكُ مُحَمَّدًا فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

985 -

وَأَحمَدُ بْنُ عَسْكَرِ بْنِ شَدَّادٍ الزُّرَعِيُّ، كَمَالُ الدِّينِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 67)، وَوَصَفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ الفَاضِلِ" وَقَالَ:"وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَفَقِيهًا نَبِيْلًا، مُتَقَشِّفًا، مُتَعَفِّفًا، مُقِلًّا مِنَ الدُّنْيَا". وَذَكَرَهُ الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (1/ 292)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 204)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 217). قَالَ الصَّفَدِيُّ:"وَحَدَّثَ، وَحَجَّ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَكَانَ يُسَافِرُ إِلَى "القُدْسِ" مَاشِيًا كُلَّ سَنَةٍ

وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ القُضَاةُ وَالعُلَمَاءُ. وَسَبَقَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ (مُحَمَّدِ بْنِ عَسْكَرٍ

) (ت: 699 هـ).

986 -

وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحمَدَ بن

أَبِي الفَضْلِ بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 62) وَقَالَ: "رَوَى لَنَا عَنْ خَطِيْبِ "مَرْدَا" وَغَيْرِهِ، وَكَانَ فَقِيْهًا، وَيَشْهَدُ تَحْتَ السَّاعَاتِ". يُرَاجَعُ: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 468).

987 -

وَأَبُو بَكْرِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَضِرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ مُفَرَّجٍ الحَرَّانِيُّ، سِبْطُ الشَّيْخِ الصَّالِحِ أَحْمَدَ بْنِ سَلَامَةَ النَّجَّارِ الحَرَّانِيِّ المُحَدِّثُ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 63). وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 502)، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَامَةَ النَّجَّارُ الحَرَّانِيُّ (ت: 678 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

988 -

وَخَاتُونُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أُمُّ مُحَمَّدٍ، عَتِيْقَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ المَقْدِسِيُّ وَزَوْجَتُهُ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 63).

989 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ زَيْنِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْن أَبِي بَكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ وَالِدُهَا زَوْجُ خَاتُونَ السَّالِفَةِ الذِّكْرِ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 66). وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِ وَالِدِهَا. وَأُخْتُهَا: زَيْنَبُ، ذَكَرَهَا البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 61). وَقَالَ: "رَوَتْ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ خَلِيْلٍ وَغَيْرِهِ، وَكَانَتْ صَالِحَةً، لَمْ =

ص: 342

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نَتَزَوَّج قَطُّ، وَكَانَتْ أَصْغَرَ أخَوَاتِهَا".

990 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيُّ. وَالِدُهَا: تَقِيُّ الدِّينِ الإِمَامِ المَشْهُورُ (ت: 692 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 73)، قَالَ:"وَهِيَ زَوْجَةُ العَدْلِ جَمَالِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ العِزِّ عُمَرَ". وَزَوْجُهَا أَحْمَدُ (ت: 703 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

991 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصَّيْرَفِيُّ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو العِزِّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 63)، وَقَال:"مِنْ بَيْتِ حَدِيْثٍ وَرِوَايَةٍ وَسَمِعَ هُوَ كَثِيرًا عَلَى جَدِّهِ، وَعَلَى ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. . .". وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 493)، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ جَدَّهُ يَحْيَى (ت: 678 هـ) وَاسْتَدْرَكْنَا أَبَاهُ مُحَمَّدًا (ت: 685 هـ). وَسَيَأْتِي أَخُوْهُ نَصْرُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 743 هـ). فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

992 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بْنِ أَبِي الفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْن زَيْدٍ الحَنْبَلِيُّ البَعْلِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 63)، وَقَالَ:"وَكَانَ فَاضِلًا صَالِحًا مُبَجَّلًا. . ." وَكَانَ يَكْتُبُ الشُّرُوْطَ وَالإِسْجَالَاتِ كِتَابَةً مَلِيْحَةً. . .". وَيُرَاجَعُ: أَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 454)، والدُّرَرُ الكَامِنَةِ (4/ 146). وَذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ فِي السُّحْبِ الوَابِلَةِ (3/ 990) وَجَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (752 هـ) وَنَقَلَ عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" فَحَسْبُ؟! وهَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ؛ وَإِلَّا كَيْفَ يَذكُرُهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ (ت: 739 هـ)؟! وَيَظْهَرْ أَنَّ الصِّفْرَ كَانَ كَبِيْرًا فَظَنَّهُ خَمْسَةً.

993 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّارِمِ قيماز بنِ عَبْدِ اللهِ، عَتِيْقُ بِشْرٍ الطَّحَّانِ الدِّمَشْقِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 73)، وَقَالَ:"وَكَانَ أَبُوهُ طَحَّانًا، ذَا ثَرْوَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَكَذَا كَانَ مُعْتِقُهُ بِشْرُ طَحَّانًا، كَثِيْر المَالِ، مِنَ الحَنَابِلَةِ" وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْل تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (31)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 263)، وَهُوَ فِي مِرْآةِ الجِنَانِ (4/ 238)، وَالبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 27)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (40/ 260)، =

ص: 343

الذَّهَبِيِّ: كَانَ فَقِيْهًا، إِمَامًا، مُفْتِيًا، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَاللُّغَةِ وَالعَرَبِيَّةِ، كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ وَالنَّوَادِرِ. وَقَال غَيْرُهُ: كَانَ ذَا حَظٍّ مِنَ الأَدَبِ، وَالنَّظْمِ، يَنْقُلُ كَثِيرًا مِنَ اللُّغَةِ، وَعِنْدَهُ جُمْلَةً مِنَ التَّارِيْخِ، حَسَنَ المُجَالَسَةِ، مُفِيْدَ المُذَاكَرَةِ، حَدَّثَ وَرَوَى عَنْهُ الذَّهَبِيُّ وَجَمَاعَةٌ.

تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رحمه الله.

‌496 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ

(1)

بنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعَالِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِ الكَرِيْمِ

= وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 208)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (8/ 206) والشَّذَرَاتِ (6/ 7).

994 -

قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 72): وَكَذلِكَ وَصَلَ الخَبَرُ بِوَفَاةِ كمَالِ الدِّينِ بْنِ عَوَضٍ الحَنْبَلِيِّ الصُّوْفِيِّ بِـ "حَمَاةَ". . ." كَذَا قَالَ، وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمُهُ، وَلَا عَرَّفَ بِهِ بِأَكْثَرِ مِنْ ذلِكَ.

(1)

496 - ابنُ مَعَالِي الرَّقِيُّ (647 - 703 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 217)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 370)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 451). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 74)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 127)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (23)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (33)، وَكُرِّرَ ص (40) وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (5/ 313)، وأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 51)، وَمِرْآةُ الجنَانِ (4/ 238)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (1/ 260)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (وَرَقَة: 84)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةِ (1/ 15)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 34)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 6)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 472)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 7)(8/ 15)، وَ (الرَّقِّيُّ) مَنْسُوْبٌ إِلَى "الرَّقَّةِ" بَلْدَةٌ عَلَى طَرَفِ الفُرَاتِ، مَشْهُورَةٌ مِنْ بِلَادِ الجَزِيْرَةِ. =

ص: 344

الرَّقِيُّ، الزَّاهِدُ، العَالِمُ، القُدْوَةُ الرَّبَّانِيُّ، أَبُو إِسْحَقَ.

وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبعِينَ وَسِتِّمَائَةَ - تَقْرِيْبًا - بِـ "الرَّقَّةِ". وَقَرَأَ بِـ "بَغْدَادَ" بِالرِّوَايَاتِ العَشْرِ عَلَى يُوسُفَ بْنِ جَامِعٍ القُفْصِيِّ المُقَدَّمِ ذِكْرُهُ. وَسَمِعَ بِهَا الحَدِيْثَ بَعْدَ السِّتِّينَ مِنَ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي الجَيْشِ، وَصَحِبَهُ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَعُنِيَ بِتَفْسِيْرِ القُرْآنِ، وَبِالفِقْهِ، وَتَقَدَّمَ فِي عِلْمِ الطِّبِّ، وَشَارَكَ فِي عُلُوْمِ الإِسْلَامِ، فَبَرَعَ فِي التَّذْكِيْرِ، وَلَهُ المَواعِظُ المُحَرِّكَةُ إِلَى اللهِ، وَالنَّظْمُ العَذبُ، وَالعِنَايَةُ بِالآثَارِ النَّبَوِيَّةِ، وَالتَّصَانِيْفُ النَّافِعَةُ، وَحُسْنُ التَّرْبِيَّةِ، مَعَ الزُّهْدِ وَالقَنَاعَةِ بِاليَسِيرِ في المَطْعَمِ وَالمَلْبَسِ. وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ إِمَامًا، زَاهِدًا، عَارِفًا، قُدْوَةً، سَيِّدَ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَهُ التَّصَانِيفُ الكَثِيْرَةُ فِي الوَعْظِ وَالطَّرِيْقِ إِلَى اللهِ تَعَالَى

(1)

، وَالآثَارُ وَالخُطَبُ، وَلَهُ النَّظْمُ الرَّائِقُ، يَسْتَحِقُّ أَنْ

= الأَنْسَابُ (6/ 151)، وَمُعْجَمُ البُلْدَانِ (3/ 67). قَالَ يَاقُوْتٌ:"بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَثَانِيْهِ وَتَشْدِيْدِهِ".

- وَحَمْوُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ الأَنْصَارِيُّ الخَيَّاطُ (ت: 719 هـ).

(1)

بَعْدَهَا فِي (ط): "مِنْهَا "أَحَاسِنُ المَحَاسِنِ" فِي الوَعْظِ، اخْتَصَرَهُ مِنْ "صَفْوَةِ الصَّفْوَةِ"، قَالَهُ فِي "كَشْفِ الظُّنُونِ" وَقَالَ نَاشِرُهُ الشَّيْخُ حَامِدٌ الفَقِي فِي الهَامِشِ: مَا بَيْنَ المُربَّعَتَيْنِ فِي نُسْخَةِ الشَّيخِ مُحَمَّدِ نَصِيْف، وَلَيْسَتْ فِي مَخْطُوطَةِ الثَّقَافَةِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا مَزِيْدَةٌ منْ بَعْضِ النُّسَّاخِ.

يَقُولُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعالَى عَبْدُ الرَّحمَنِ بن سُلَيْمَانَ العُثَيْمِينَ - عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -: اسْتِظْهَارُ الشَّيْخِ حَامِدٍ رحمه الله فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ، فَالأَمْرُ لَا يَحْتَاجُ إِلى اسْتِظْهَارِ فَأَينَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ مِنْ "كَشْفِ الظُّنُونِ" وَصَاحِبِ كَشْفِ الظُّنُونِ؟! وَالتَّعْلِيْقَةُ هَذِهِ عَلَّقَهَا ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) بِخَطِّهِ، وَنَقَلَهَا نَاسِخُ نُسْخَةِ الشَّيْخِ مُحمَّد نَصِيف رحمه الله وَنُسْخَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّد نَصِيف يَظْهَرُ أَنَّهَا هِيَ المَوْجُوْدَةُ الآنَ =

ص: 345

تُطْوَى إِلَى لُقْيَاهِ مَرَاحِلُ، وَكَانَ كَلِمَةَ إِجْمَاعٍ، وَكَانَ رُبَّمَا حَضَرَ السَّمَاعَ، وَتَواجَدَ، وَلَهُ اعْتِقَادٌ فِي سُلَيْمَانَ الكَلَّابِ يَعْنِي رَجُلًا كَانَ يُخَالِطُ الكِلَابَ، وَلَا يُصَلِّي وَكَانَ يَغْلَطُ فِيهِ، وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي عُلُوْمٍ كَثِيْرَةٍ، وَلَقَدْ كَتَبَ شَيْخُنَا كَمَالُ الدِّينِ - يَعْنِي ابْنَ الزَّمَلْكَانِيِّ - فِي شَأْنِهِ وَبَالَغَ، وَأَحْسَنَ تَرْجَمَتَهُ.

وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ رَجُلًا صالِحًا، عَالِمًا، كَثِيرَ الخَيْرِ، قَاصِدًا لِلنَّفْعِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا، صابِرًا عَلَى مُرِّ العَيْشِ، عَظِيْمَ السُّكُوْنِ، مُلَازِمًا لِلْخُشُوعِ وَالانْقِطَاعِ، قَائِمًا بِعِيَالِهِ، وَكَانَ عَارِفًا بِالتَّفْسِيرِ، وَالحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ، وَالأَصْلَيْنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَرَزَقَهُ الله حُسْنَ العِبَارَةِ، وَسُرْعَةَ الجَوَابِ، وَلَهُ خُطَبٌ حَسَنَةٌ، وَأَشْعَارٌ فِي الزُّهْدِ، وَمَوَاعِظُ، وَمَجْمُوْعَاتٌ

(1)

.

قُلْتُ: صَنَّفَ كَثِيْرًا فِي الرَّقَائِقِ وَالمَوَاعِظِ، وَاخْتَصَرَ جُمْلَةً مِنْ كُتُبِ الزُّهْدِ، وَصَنَّفَ "تَفْسِيْرًا لِلْقُرآنِ" وَلَا أَعْلَمُ هَلْ كَمَّلَهُ أَمْ لَا؟ وَحَدَّثَ.

سَمِعَ مِنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، وَكَانَ يَسْكُنُ بِأَهْلِهِ فِي أَسْفَلِ المَأْذَنَةِ الشَّرْقِيَّةِ بِالجَامِعِ، وَهُنَاكَ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ خَامِسَ عَشَرَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِمَائَةَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ عَقِبَ الجُمُعَةِ بِالجَامِعِ، وَحُمِلَ عَلَى الأَعْنَاقِ

= فِي مَكْتَبَةِ الحَرَمِ المَكِّيِّ الشَّرِيْفِ، وَقَدْ اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا، وَلَمْ أَعْتَمِدْ عَلَيْهَا لِوُجُوْدِ أَصْلِهَا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلمُ. وَيُرَاجَعُ كَشْفُ الظُّنُوْنِ (1/ 456)، وَنُسَخُ الكِتَابُ كَثِيْرَةٌ جِدًّا، وَ"صِفَةُ الصَّفْوَةِ" لابنِ الجَوْزِيِّ مَشْهُوْرٌ.

(1)

بَعْدَهَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ "رَوَى لَنَا عَنِ الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي الجَيْشِ، سَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ جَمَاعةٍ بِـ "بَغْدَادَ" سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسِتِّمَائَةَ. . .".

ص: 346

وَالرُّؤُوْسِ إِلَى سفْحِ "قَاسِيُوْنَ"، فَدُفِنَ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، وَتَأَسَفَ المُسْلِمُوْنَ عَلَيْهِ رضي الله عنه.

‌497 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

بْنِ سَالِمِ بْنِ رِكَابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رِكَابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ كَامِلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ البَارِي بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي

- وَقِيْلَ: بَاقِي بْنِ وَفَاءِ، وَيُقَالُ: فَايِدِ - بْنِ عُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ، العُبَادِيُّ، الصَّالِحِيُّ، المُحَدِّثُ، المُكْثِرُ، المُؤَدِّبُ، نَجْمُ الدِّينِ، أَبُو الفِدَاءِ، وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَمِعَ مِنَ الحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، وَعَبْدِ الحَقِّ بْنِ خَلَفٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، وَالمُرْسِيِّ. ثُمَّ طَلَبَ بِنَفْسِهِ، وَجَدَّ وَاجْتَهَدَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَإِلَى أَنْ مَاتَ. وَسَمِعَ وَكَتَبَ مَا لَا يُوْصَفُ كَثْرَةً مِنَ الرَّقَائِقِ وَغيْرِهَا، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مَشْيَخَةً" فِي مَائَةِ جُزْءٍ عَنْ أَكْثَرِ مِنْ

(1)

497 - ابْنُ الخَبَّازِ الحَافِظُ (629 - 703 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 255)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 371)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 451). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 76)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 171)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (45)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (23)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (72)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1504)، وَبَرْنَامَجُ الوَادِي آشِي (114)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 56)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 492)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةِ (1/ 386)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (2/ 382) وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 121)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 238)، وَالقَلَائِدُ الجَوهَرِيَّةُ (472)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 8)(8/ 15)، وَفِهْرسُ الفَهَارِسِ (627). ابنَةُ: مُحَمَّدٌ (ت: 756 هـ) وابنَتُهُ: زَيْنَبُ أَمَةُ العَزِيْزِ (ت: 749 هـ) وَأُخْتُهَا: عائِشَة (ت:؟) وَعَمَّتُهُ: نَفِيْسَةُ (ت: 749 هـ). وَوَالِدُهُ: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 685 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 347

أَلْفَيْ شَيْخٍ؛ فَإِنَّهُ كَتَبَ العَالِيَ وَالنَّازِلَ، وَعَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ، وَخَرَّجَ "سِيْرَةً" لاِبْنِ أَبِي عُمَرَ فِي مَائَةٍ وَخَمْسِيْنَ جُزْءًا، وَخَرَّجَ أَجْزَاءَ كَثِيرَةً لِنَفْسِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ كُلَيْبٍ، وَالخُشُوْعِيِّ، وَابْنِ الجَوْزِيِّ، وَحَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَمِمَّنْ بَعْدَهُمْ، وَبَالَغَ حَتَّى كَتَبَ عَمَّنْ دُونَهُ أَكْثَرَ مِنْ سِتِّمَائَةَ جُزْءٍ، وَحَدَّثَ بِهَا أَيَّامَ الجُمَعِ عَلَى كُرْسِيِّهِ بِالجَامِعِ، وَخَرَّجَ أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةً فِي المَلَاحِمِ وَالفِتَنِ، وَخَرَّجَ لاِبنِ عَبْدِ الدَّائِمِ "مَشْيَخَةً"

(1)

وَلِغَيْرِهِ مِنَ الشُّيُوْخِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالمُتْقِنِ فِيْمَا يَجْمَعُهُ، وَخَطُّهُ رَدِيءٌ سَقِيْمٌ

(2)

، وَكَانَ مُتَوَدِّدًا، حَسَنَ الأَخْلَاقِ

(1)

تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي تَرْجَمَتِهِ.

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَعَمِلَ مَحْضَرًا أَنَّهُ أَهْلٌ لِلْمَكْتَبِ، أَخَذَ فِيْهِ خُطُوْطَ خَلْقٍ كَثِيرٍ، أَكْثَرِ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ، وَأَثْبَتَهُ علَى جَمَاعَةٍ حُكَّامٍ، فَبَقِيَ بِذلِكَ مَضْحَكَةً وَأُعْجُوبَةً

وَخَرَّجَ، وَحَصَّلَ الأَجْزَاءَ، وَتَعِبَ، وَمَعَ عَمَلِهِ الكَثِيرِ فَلَمْ يُنْجِبْ، وَلَا كَانَ يُتْقِنُ شَيْئًا، وَلَا يَدْرِي نَحْوًا، وَلَا يَكْتُبُ جَيِّدًا، بَلْ لَهُ دُرْبَةً فِي الجُمْلَةِ، وَلَهُ خَطَأٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ شَيْخًا حَسَنًا، مُتَوَاضِعًا، دَمِثَ الأَخْلَاقِ، سَلِيْمَ البَاطِنِ، يُعِيْرُ بِسُهُولَةٍ، وَيُفِيْدُ الطَّلَبَةَ، فَاللهِ تَعَالَى يَسْمَحُ لَهُ. سَمِعْنَا مِنْهُ كَثِيْرًا، وَسَمِعَ مِنْهُ المِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَعَلَاءُ الدِّيْنِ الخَرَّاطُ، وَقَاضِي "حَلَبَ" شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ النَّقِيْبُ، وَالمُقَاتِلِيُّ، وَابْنُ مُظَفَّرٍ، وَابنُ المُحِبِّ، وَابْنُ حَبِيْبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِمَكْتَبِ ابنِ عَبْدٍ دَاخِلَ "بَابِ تُوْمَا" وَقَدْ خَرَّجَ لابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ وَلِجَمَاعَةٍ

وَرَأَيْتُ لاِبْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَبْيَاتًا يَمْدَحُهُ بِهَا، مِنْهَا:

وَزَيْنَبُ كَانَتْ أَسْعَدَ اللهُ جَدَّهَا

تَزُوْرُ وَتُهْدِي لِي فَمَا بَالُهَا غَضْبَى

عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ مَا ذرَّ شَارِقٌ

وَلَا زِلْتَ مَعَ طُولِ المَدَى صَالِحَ العُقْبَى

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (703 هـ):

995 -

أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيُّ. =

ص: 348

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 77) وَقَالَ: "كَانَ عَدْلًا، مَعْرُوْفًا، وَكَاتِبًا، عَارِفًا بِالشُّرُوْطِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحِسَابِ وَأَمْرِ الصَّحْرَاءِ. رَوَى لَنَا عَنْ خَطِيْبِ مَرْدَا، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ بِالجَبَلِ عَلَى مَشَايِخِ الحَنَابِلَةِ. . .".

996 -

وَأَسْمَاءُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ بْنِ خَلَفٍ الحَنْبَلِيِّ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 79). وَقَالَ: "رَوَتْ لَنَا عَنْ خَطِيْبِ مَرْدَا، وَسَأَلْتُهَا عَنْ مَوْلِدِهَا فَذَكَرَتْ أَنَّهَا رَضِيْعَةُ جَمَالِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بْنِ العِزِّ عُمَرَ، وَذَكَرَتْ أَنَّهُ وُلِدَ لِوَالِدِهَا ثَلَاثُ بَنَاتٍ سَمَّاهُنَّ، أَسْمَاءَ وَهِيَ الثَّالِثَةُ مِنْهُنَّ، وَلَمْ تُدْرِكِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهَا. وَوَالِدُهَا مُحَمَّد (ت:؟)، لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ. وَجَدُّهَا عَبْدُ الحَقِّ (ت: 641 هـ). ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

997 -

وَحَبِيْبَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَمُّ عَلِيٍّ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 78) وَقَالَ: "كَانَتْ امْرَأَةً صَالِحَةً، لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا أَصْلًا، وَأُوْذِيَتْ فِي زَمَنِ التَّتَارِ، وَبَقِيَتْ عُرْيَانَةً، وَصَبَرَتْ، وَاحْتَسَبَتْ، وَهِيَ زَوْجَةُ الشَّيْخِ شَمْسُ الدِّيْنِ بنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ. . .". أَخْبَارُهَا فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (1/ 218)، وَوَالِدُهَا أَحْمَدُ (ت: 643 هـ) وَجَدُّهَا مُحَمَّدٌ (ت: 613 هـ) وَأَبُو جَدِّهَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ كَمَا ذَكَرَ المُؤَلِّفُ زَوْجُهَا الإِمَامُ شَمْسُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 682 هـ).

998 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُمَرَ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 77) وَقَالَ: "زَوْجَةُ الشَّيخِ مُحَمَّدٍ الأُرْمَوِيِّ

سَمِعْتُ مِنْ خَطِيْبِ مَرْدَا، وَأَجَازَتْ لَنَا". وَالِدُهَا: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 666 هـ) وَجَدُّهَا: عَبْدُ اللهِ (ت: 643 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ.

999 -

وَسِتُّ الأَهْلِ بِنْتُ عَلْوَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَلْوَان بْنِ كَامِلٍ البَعْلَبَكِيَّةِ الحَنْبَلِيَّةِ. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 75)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (34)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخ لَهُ (1/ 283)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (226)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (15/ 116)، وَأَعْيَان العَصْرِ (2/ 402)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 219)، وَالشَّذَرَات (6/ 8)، قَالَ =

ص: 349

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَكَانَ أَبُوْهَا مِنَ الصَّالِحِيْنَ الكِبَارِ".

1000 -

وَلُؤْلُؤُ بْنُ سِنْقُرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الحَرَّانِيُّ النَّشَّارُ، عَتِيْقُ (آل تَيْمِيَّةَ). أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 84)، وَعَنْهُ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 359)، وَهُوَ عَتِيْقُ شِهَابِ الدِّينِ عَبْدِ الحَلِيْمِ (ت: 682 هـ) وَالِدُ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الإِمَامِ.

1001 -

عَبْدُ الحَافِظِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ غَازِي بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عَلِيٍّ، عِزُّ الدِّيْنِ القُرَشِيُّ. ذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأَحمَدِ (4/ 371)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 452). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (1/ 212)، وَالمُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 81)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (132)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 17)، والدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 318). وَهُوَ مُتَرْجَمُ فِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ"، وَ"لِسَانِ المِيْزَانِ"، وَفِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" جَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (702 هـ). وابْنُهُ: مُحَمَّدٌ (ت: 745 هـ)، وَابْنَتُهُ: سِتُّ العَرَبِ (ت: 731 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1002 -

وَعبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الوَاسِعِ الهَرَوِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ العَجَمِيِّ" وَيُعْرَفُ بِـ "عُبَيْدٍ" ذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 78)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ عَمِّهِ - فِيمَا يَظْهَرُ - أَبُو بَكْرِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الوَاسِعِ (ت: 673 هـ).

1003 -

وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة 84) وَقَالَ:"كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا. مَولِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ تَقْرِيْبًا، رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ" وَوَالِدُهُ: مُحَمَّدٌ (ت: 658 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

1004 -

وَمُحَمَّدُ بن أَحمَدَ بْنِ عَسْكَرِ بْنِ شَدَّادٍ الزُّرَعِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيِّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 84)، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ أَبِيهِ: أَحْمَدَ (ت: 702). وَعَمِّه: مُحَمَّدُ بْنُ عَسْكَرٍ (ت: 699 هـ) وَجَدُّهُ عَسْكَرٌ (ت:؟).

1005 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَمْزَةَ الهَمَذَانِيُّ الأَصْلِ، عُرِفَ بِـ "ابنِ الحَنْبَلِيِّ" شِهَابُ =

ص: 350

مُتَوَاضِعًا، وَحَصَّلَ كُتُبًا وَأُصُوْلًا جَيِّدَةً. سَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ مِنَ الحُفَّاظِ وَغَيْرِهِمْ، كَالمِزِّيِّ، وَالذَّهَبِيِّ (ثَنَا) عَنْهُ وَلَدُهُ مِسْنِدُ وَقْتِهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.

تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ حَادِي عَشَرَ صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِسَفحِ "قَاسِيُوْنَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌498 - عَلِيُّ بْنُ مَسْعُوْدِ

(1)

بْنِ نَفِيسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ، الصُّوْفِيُّ المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الزَّاهِدُ،

أَبُو الحَسَنِ نَزِيْلُ "دِمَشْقَ". وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ

= الدِّيْنِ، نَاظِرُ دِيْوَانِ السُّكَّرِ

كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 77).

وَلَعَلَّ مِنَ الحَنَابِلَةِ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ:

- وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَازَرٍ الصَّالِحِيُّ، شَمْسُ الدِّينِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ (2/ وَرَقَة: 89)، وَذَكَرَ أَخَاهُ أَحْمَدَ (ت: 707 هـ) كمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

485 - ابْنُ نَفِيسٍ المَوْصِلِيُّ (634 - 704 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 270)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 372)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 453). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ 85)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 56)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (43)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (176)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1500)، وَمِنْ ذُيُولِ العِبَرِ (26)، وَبَرْنَامَجُ الوَادِي آشِي (160)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 545)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (23/ 194)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 239)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 223)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةِ (3/ 203)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 442)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (3/ 231)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 10)(8/ 20). خَرَّجَ لابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ "مَشْيَخَةً" بِالإِجَازَةِ منْهَا نُسخَةٌ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّة بِـ "دِمَشْقَ" فِي المَجْمُوع (16/ 1)(ق 1 - 15).

ص: 351

وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ بِـ "حَلَبَ" مِنِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ بِهَا مِنْ يُوسُفَ بنِ خَلِيْلٍ الحَافِظِ، لكِنَّهُ لَمْ يَظْفَرْ بِذلِكَ. وَسَمِعَ بِـ "مِصْرَ" مِنَ الكَمَالِ الضَّرِيْرِ، وَالرَّشِيْدِ العَطَّارِ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ البُوْصِيْرِيِّ، وَابْنِ يَاسِينَ وَبِـ "دِمَشْقَ": مِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالكَرْمَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الخُشُوْعِيِّ، وَأَكْثَرَ عَنْ أَصْحَابِ حَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَطَبَقَتِهِمَا، وَقَرَأَ كُتُبًا مُطَوَّلَةً مِرَارًا. وَعُنِيَ بِالحَدِيثِ عِنَايَةً تَامَّةً، وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ مُفَسَّرَةً حَسَنَةً، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَكَانَ يَجُوْعُ وَيَشْتَرِي الأَجْزَاءَ، وَيَتَعَفَّفُ وَيَقْنَعُ بِكَسْرَةٍ، فَيَسُوْءُ خُلُقُهُ، مَعَ التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ، وَكَانَ فَقِيْهًا عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ، يَنْقُلُ مِنْهُ، وَوَقَفَ كُتُبَهُ وَأَجْزَاءَهُ. وَحَدَّثَ وَسَمِعَ مِنْهُ الذَّهَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.

وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "المَارِسْتَانِ الصَّغِيرِ" بِـ "دِمَشْقَ"، وَحُمِلَ إِلَى سَفْحِ "قَاسِيُونَ" فَدُفِنَ بِهِ مُقَابِلَ زَاوِيَةِ ابْنِ قِوَامٍ، وَشَيَّعَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌499 - مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ المَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ

(1)

486 - مُحَمَّدُ بْنُ التِّيْتِيِّ (637 - 704 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 379)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 373)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 453). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (2/ وَرَقَة: 87)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 171)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 227)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 386)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 11)(7/ 21).

ص: 352

ابْنِ الحُسَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، الآمِدِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، الكَبِيرُ، الأَدِيْبُ، شَمْسُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، ابْنِ الصَّاحِبِ الكَبِيرِ شَرَفِ الدِّينِ بْنِ أَبِي الفِدَاءِ بْنِ التَّيْتِيِّ وُلِدَ بِـ "مِصْرَ" بُكْرَةَ الأَحَدِ ثَالِثَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ بِـ "مِصْرَ" مِنِ ابْنِ الجُمَّيْزِيِّ، وَابْنِ المُقَيَّرِ، وَبِـ "دِمَشْقَ" مِنْ جَمَاعَةٍ، وَبِـ "مَارِدَيْنَ" مِنْ عَبْدِ الخَالِقِ النَّشْتَبَرِيِّ وَنَشَأَ بِـ "مَارِدِيْنَ".

‌500 - وَكَانَ وَالِدُهُ الصَّاحِبُ شَرَفُ الدِّينِ

(1)

مِنَ العُلَمَاءِ الفُضَلَاءِ، جَمَعَ "تَارِيْخًا" لِمَدِيْنَةِ "آمِدَ" وَلَهُ نَظْمٌ وَنَثْرٌ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ وَرَوَاهُ، وَكَانَ مُحَدِّثًا، فَاضِلًا، مُتْقِنًا، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَكَانَ وَزِيْرًا لِلْمَلِكِ السَّعِيْدِ الأَرْتَقِيِّ، صاحِبِ "مَارْدِيْنَ" وَصَارَ ابْنُهُ شَمْسُ الدِّينِ هَذَا مَعَ ابْنِ المَلِكِ المُظَفَرِ بْنِ السَّعِيدِ نَائِبًا لِمَمْلَكَتِهِ، وَمُدَبِّرًا لِلْدَّوْلَةِ، إِلَى أَنْ ذَهَبَ رَسُوْلًا مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ أَحْمَدَ مَلِكِ التَّتَرِ إِلَى المَلِكِ المَنْصُوْرِ قَلَاوُوْنَ صَاحِبَ "مِصْرَ" فَحَبَسَهُ سِتَّ سِنِيْنَ، حَتَّى وَلِيَ ابْنُهُ المَلِكُ الأَشْرَفُ، فَأَخْرَجَهُ وَأَنْعَمَ

(1)

487 - إِسْمَاعِيْلُ بنُ التِّيْتِيِّ (؟ - 673 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 90)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 379)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 373)، وَمُخْتَصَرِهِ الدُّرِّ المُنَضَّدِ (2/ 453) كُلُّهُمْ فِي تَرْجَمَةِ وَلَدِهِ المَذْكُورِ تَبَعًا لِلْمُؤَلِّفِ، وَلَمْ يَفْرِدُوْهُ بِالتَّرْجَمَةِ، وَتَرْجمَ لَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة 153)، وَالبِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (1/ 48)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1468)، وَتَارِيْخِ الإِسْلَامِ (125)، وَالصَّفَدِي فِي الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 88)، وَابْنُ الصَّابُوْنِيِّ فِي تَكْمِلَةِ إِكْمَالِ الإِكْمَالِ (41) وَابنِ نَاصِرِ الدِّينِ فِي التَّوْضِيْحِ (2/ 67) وَ (التِّيْتِيُّ) بِتَاءَيْنِ بَينَهُمَا يَاءٌ آخِرُ الحُرُوْفِ.

ص: 353

عَلَيْهِ، وَوَلَّاهُ نِيَابَتَهُ بِدَارِ العَدْلِ فَبَاشَرَهَا مُدَّةً. وَكَانَ عَالِمًا، فَاضِلًا، أَدِيْبًا، مُنْشِئًا، ذَا مَعْرِفَةٍ بِالحَدِيْثِ، وَالتَّارِيخِ، وَالسِّيَرِ، وَالنَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، وَافِرَ العَقْلِ، مَلِيْحَ العِبَارَةِ، حَسَنَ الخَطِّ، وَالنَّظْمِ، وَالنَّثْرِ، جَمِيْلَ الهَيْئَةِ، لَهُ خِبْرَةٌ تَامَّةٌ بِسِيَرِ المُلُوْكِ وَالمُتَقَدِّمِيْنَ وَدُوَلِهِمْ، لَا تُمَلُّ مُجَالَسَتُهُ.

قَالَ الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ: سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ علَى الحَدِيْثِ بِعِلْمٍ، وَمَعْرِفَةِ بِالأَسَانِيْدِ، وَكَانَ يَحْفَظُ فَوَائِدَ حَسَنَةً مِنَ الحَدِيْثِ وَاللُّغَةِ وَالنَّحْوِ.

وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ: أَنَّهُ نُسِبَ إِلَى نَقْصٍ فِي دِينِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. حَدَّثَ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمُ: الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَصَفِيُّ الدِّينِ عَبْدُ المُؤْمِنِ المَذْكُوْرِ.

وَتُوُفِّيَ بِـ "مِصْرَ" لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ ثَامِنَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ بِالقَرَافَةِ، وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ: أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ، فَكُسِرَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَبَقِيَ أَيَّامًا ثُمَّ مَاتَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَسَامَحَهُ.

‌501 - أحْمَدُ بْن عَلِيِّ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي البَدْرِ القَلَانِسِيُّ البَاجِسْرِيُّ

؛ ثُمَّ

(1)

501 - ابْنُ أَبِي البَدْرِ القَلَانِسِيُّ (640 - 704 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 9)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 145)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 374)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 453). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ 77)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (30)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (52)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 243)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 293)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 375)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 60)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 229)، =

ص: 354

البَغْدَادِيُّ، جَمَالُ الدِّينِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَدِّثُ "بَغْدَادَ" وَمُفِيْدُهَا

(1)

.

= وَالشَّذَرَاتُ (6/ 10)(8/ 19)، وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (1/ 378).

(القَلَانِسِيُّ) نِسْبَةً إِلَى "القَلَانِسِ"، جَمْعُ "قَلَنْسُوَة"، شَيءٌ يُلْبَسُ عَلَى الرَّأْسِ كَالعِمَامَةِ وَنَحْوِهَا. وَ (البَاجِسْرَائِيُّ) نِسْبَةً إِلَى (بَاجَسْرَا) بِفَتْحِ الجِيْمِ وَكَسْرِهَا: بَلْدَةٌ شَرْقِيُّ "بَغْدَادَ" قَرِيْبَةٌ مِنْ "بَعْقُوبَا" علَى عَشَرَةِ فَرَاسِخَ مِنْ "بَغْدَادَ". تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا.

(1)

ذَكَرَ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" أَنَّهُ كَتَبَ إِجَازَةً لِعِمَادِ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ يُونُسَ

المَرَاغِيِّ المُقْرِئِ، لَهُ، وَلأَبِيهِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ (700 هـ) عَنْ "تَارِيْخِ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (704 هـ):

1006 -

عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بنِ الرَّضِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ المَقْدِسِيُّ مِنْ أَحْفَادِ الرَّضِيِّ (ت: 635 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 86)، وَقَالَ:"وَكَانَ رَجُلًا مُبَارَكًا، سَمِعَ مِنْ خَطِيْبِ مِرْدَا وَغَيْرِهِ، وَدَخلَ بِلَادَ العَجَمِ، بِسَبَبِ الأَسْرَى، وَمَاتَ عَقِيْبَ وُصُوْلِهِ مِنْ هُنَاكَ، سَمِعْنَا عَلَى أَخِيْهِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى أَخِيْهِ لأُمِّهِ أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا".

1007 -

وَعِيسَى بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ كَتَائِبِ المَغَارِيُّ، شَرَفُ الدِّينِ، وَضِيَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الرَّوْحِ العَطَّارُ. مَنْسُوْبٌ إِلَى "مَغَارَةِ الدَّمِ" مِنْ أَحْيَاءِ الصَّالِحِيَّةِ، شَيْخُ المَغَارَةِ وَمُحَدِّثُهَا، وَهُوَ حَمْوُ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيمَ الوَاسِطِيِّ (ت: 692 هـ) الإِمَامُ الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَعِيْسَى هَذَا مُحَدِّثٌ مَشْهُوْرٌ بِالرِّوَايَةِ وَالفَضْلِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 86)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (2/ 88)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (54)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 726)، وَذَيْلِ التَّقْيِيدِ (2/ 263)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 289)، والشَّذَرَات (6/ 11)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (460). وَابْنُ أَخِيْهِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 749 هـ)، نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعَالَى. وَبِنْتُ أَخِيهِ: زَيْنَبُ =

ص: 355

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بِنْتُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، لَهَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (463)، وَهِيَ زَوْجَةُ أَحْمَدَ بن المُحِبِّ عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيِّ أُمِّ أَوْلَادِهِ "عَبْدُ الرَّحْمَنِ" وَ"إِبْرَاهِيْمَ" وَ"زَيْنَبَ".

1008 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيُّ يُعْرَفُ بِـ "مَحْمُوْدٍ" وَيُلَقَّبُ: "خَارُ اللهِ" بِالخَاءِ المُعْجَمَةِ الفَوْقِيَّةِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي التَّقِيِّ إِبْرَاهِيمَ (ت: 692 هـ). وَالِدُهُ: أَحمَدَ (ت:؟) لَمْ أَقِفُ عَلَى أَخْبَارِهِ. وَجَدُّهُ: عَلِيٌّ (ت: 653 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَابْنُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 735 هـ) سَيأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. أَخْبَارُ مُحَمَّدٍ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 88)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (2/ 150) قَالَ:"وَلَهُ أَخٌ بِاسْمِهِ مَاتَ صَبِيًّا". وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (28)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 59).

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (705 هـ) أحَدًا، وَذَكَرَ العُلَيْمِيُّ فِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ"، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" فِيْهَا رَجُلَيْنِ نَذْكُرُ هُنَا أَحَدَهُمَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَقَدْ وَهِمَ فِي وَفَاتِهِ. وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيْهَا:

1009 -

حَرَمِيَّةُ بِنْتُ نَاصِرِ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُنْتَقَى (2/ وَرَقَة: 95).

1010 -

زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهيمَ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ رَحْمَةَ الإِسْعَرْدِيِّ، أمُّ الفَضْلِ، وَأُمُّ مُحَمَّدٍ، مُحَدِّثَةٌ، فَاضِلَةٌ. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورَقَة: 102): وَكَانَتْ قَدِ انْفَرَدَتْ بِرِوَايَةِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ عَنِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ سَمَاعًا. أَخْبَارُهَا فِي: ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (51)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (33)، وَذَكَرَ المُؤَلَفُ وَالِدَهَا: سُلَيْمَانَ (ت: 639 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

1011 -

فَاطِمَةُ بِنْتُ إبْرَاهيمَ بْنِ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ أُمُّ عَبْدِ اللهِ. وَالِدُهَا التَّقِيُّ الوَاسِطِيُّ الإِمَامُ المَشهُوْرُ (ت: 692 هـ). قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 98):

ص: 356

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "رَوَتْ لَنَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَحَضَرَتْ عَلَى خَطِيْبِ مَرْدَا، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ عُمُرِهَا، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ زَوْجَةَ شِهَابِ الدِّينِ بْنِ الشَّرَفِ حَسَنٍ، وَفَارَقَهَا، وَلَمْ تتَزَوَّجْ بَعْدَهُ. . ." وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 102). وَزَوْجُهَا: شِهَابُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيَ (ت: 710 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1012 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُرُورٍ المَقْدِسِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 80)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 139)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 393)، وَوَالِدُهُ: أَحْمَدُ (ت: 688 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَجَدُّهُ: العِمَادُ إِبْرَاهِيْمُ (ت: 614 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1013 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوْفِيُّ، الشَّهِيْرُ بِـ "ابْنِ القَزَّازِ" ذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 375)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 454). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيَ (2/ 102)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 166)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (195)، وَبَرْنَامَجُ الوَادِي آشِي (126)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 242)، والعِقْدُ الثَّمِيْنِ (4/ 287)، وَذَيلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 40)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةِ (3/ 374)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (2/ 262)، وَالتُّحْفَةُ اللَّطِيْفَةُ (3/ 465)، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ المُحَدِّثِ سِرَاجِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ شُحَانَةَ الحَرَّانِيِّ (ت: 643 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

- وَيُذْكَرُ هُنَا: عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ مَنْصُوْرِ بْنِ مَنْصُوْرٍ بنِ إِبْرَاهِيمَ الحَرَّانِيُّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ ابنُهُ: عُبَادَة (ت: 739 هـ) وَمَحَلُّهُ هُنَا.

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (706 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

1014 -

أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، كَمَالُ الدِّينِ، أَخُو قَاضِي القُضَاةِ شَرَفِ الدِّينِ الحَنْبَلِيِّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 112)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "الدُّرَر الكَامِنَة"(1/ 355)، وَأَخُوْهُ: القَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت:

ص: 357

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 709 هـ) وَأَخُوْهُمَا: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى شَمْسُ الدِّيْنِ (ت: 734 هـ).

1015 -

وأُمُّ الخَيْرِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ القَوِيِّ بْنِ بَدْرَانَ شَمْسِ الدِّينِ، المَقْدِسِيِّ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 108)، وَقَالَ: "وَكَانَ مَوْتُهَا بَعْدَ زَوْجِهَا: عُثْمَانَ الغَزَّالِ

بُجُمُعَةٍ" وسَيَأْتِي ذِكْرُ زَوْجِهَا فِي هَذَا الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ. وَوَالِدُهَا: الإِمَامُ العَلَّامَةُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّد بن عَبْدِ القَوِيِّ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1016 -

وأَيُّوبُ بنُ ضِرْغَامَ بْنِ حَسَنِ خَطِيْبُ "مَنْشِيَّةِ نَهْيَا" نَجْم الدِّينِ أَبُو الصَّبْرِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 12). وَيُرَاجِعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةِ (1/ 463). وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ قَرِيْبِهِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ المَنْشَاوِيِّ (ت: 720 هـ) في مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَيَظْهَرُ أَنَّهُ ابْنُ عَمِّهِ.

1017 -

وَأَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ البُرْدِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 114)، وَقَالَ:"كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالأَمَانَةِ، حَسَنَ السَّمْتِ، مُلَازِمًا لِلصَّلَاةِ بِـ "مَسْجِدِ الحَنَابِلَةِ". سَمِعَ "جُزْءَ البِطَاقَةِ" مِنْ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَرَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ الفَقِيهِ: مُحَمَّدٍ اليُونِيْنِيِّ، وَوَلَدِهِ: شَرَفِ الدِّينِ

وَ (البُرْدِيُّ) نِسْبَةً إِلَى عَمَلِ الأَبْرُدِ". وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 463).

1018 -

وَأَبُو القَاسِمِ بْنُ يَحْيَى بْنِ زِيَادٍ الحَرَّانِيُّ، خَطِيْبُ "بَيْتِ لِهْيَا" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 103)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 346).

1019 -

وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُوْدٍ المَرْدَاوِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 109)، وَوَصَفَ وَالِدَهُ بِـ "الفَقِيهِ"، وَقَالَ:"وَهُوَ وَلَدُ شَيْخَتِنَا: هَدِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ".

أَقُولُ - وَعلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وَالِدَتُهُ: هَدِيَّةُ (ت: 699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا. وَأَخُوْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 748 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ

ص: 358

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شَاءَ اللهُ تَعَالَى. ولَا أَدْرِي هَلْ هَدِيَّةُ وَالِدَتُهُ أَيْضًا؟

1020 -

وَعَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الفَتْحِ، خَطِيْبُ "مَرْدَا" وَابْنُ خَطِيبِهَا، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 113)، وَوَالِدُهُ: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المَشْهُوْرُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (ت: 656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1021 -

عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ يُونُسَ بْنِ سَامَةَ الصَّالِحِيُّ المُؤَذِّنُ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" المَعْرُوفُ بِـ "الغَزَّالِ" وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ الخَيْرِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ القَوِيِّ الَّتِي سَبَقَ ذِكْرُهَا فِي هَذَا الاِسْتِدْرَاكِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة 108).

1022 -

وَعَلِيُّ بْنُ المُظَفَّرِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرِ الحَنْبَلِيُّ، الغَزَّالُ الكِنَانِيُّ، عَلَاءُ الدِّينِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 109)، وَوَصفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الفَقِيهِ، الإِمَامُ، الصَّالِحِ

وَقَالَ: "وَصَحِبَ مُدَّةً الشَّيْخَ شَمْسَ الدِّينِ بْن أَبِي الفَتْحِ، وَكَانَا مَعًا يُصَلِّيَانِ الجُمُعَةِ عِنْدَ مِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ. . .". وَيُرَاجَعُ: مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (87)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلذَّهَبِيِّ (2/ 58)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (177)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 738)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1503)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (22/ 119)، وفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (3/ 98)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 517)، وَلِسَانُ المِيْزَانِ (4/ 263)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 130)، وَذَيْلُ التَقْيِيْدِ (2/ 224)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 235)، وَالدَّلِيلُ الشَّافِي (1/ 485)، وَالدَّارِسُ (1/ 114)، وَالشَّذَرَاتُ (8/ 71).

أَقُوْلُ: - وَعَلى اللهِ أَعْتَمِدُ -: "وَشَمْسُ الدِّيْنِ بنُ أَبِي الفَتْحِ، هُوَ مُحَمَّدُ بنِ أَبِي الفَتْحِ بنِ أَبِي الفَضْلِ البَعْلِيُّ (ت: 709 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا سَيَأْتِي.

1023 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُثْمَانَ بْنُ سَعْدِ المَقْدِسِيُّ الصَّالِحِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ الفَصِيْحِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 109)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 140).

1024 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكرِ بْنُ مُحَمدِ الصَّالِحِيُّ، الخَيَّاطُ، المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ أُمِّ كَنَزُو"

ص: 359

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 106)، وَقَالَ: وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ شَيْخِنَا: مُحَمَّدُ بْنِ يُوسُفَ بْنِ خَطَّابٍ التَّلِّيِّ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ المَذكُوْرُ حَنْبَلِيٌّ (ت: 699 هـ) سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضعِهِ.

1025 -

محمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ السَّيِّدِ بْنِ مَحَاسِنِ الصَّرْصَرِيُّ، ظَهِيْرُ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (73)، وَقَالَ:"صَدرٌ مُعَظَّمٌ فِي دَوْلَةِ "أَبْغَا" وَمَنْ بَعْدَهُ، وَافِرُ الجَلَالَةِ مُحْتَرَمُ الجَنَابِ

وَقَالَ: وَكَانَ ذَا مُرُوءَةٍ، وَجُوْدٍ، وَمَكَارِمَ، وَأَمْوَالٍ، وَجَاهٍ عَرِيْضٍ، يَزُوْرُ الصَّالِحِيْنَ، وَيَذِلُّ لَهُمْ، وَبَيْتُهُ بَيْتٌ كَبِيْرٌ، قَدِيْمٌ، وَلَهُ مُطَالَعَةٌ فِي العِلْمِ وَمُشَارَكَةٌ، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَيْهِ حُكَّامُ البَلَدِ، قَالَ: وَأيَادِيْهُ كَثيْرَةٌ، كَانَ يُفَطِّرُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضانَ مَائَةً مِنْ فَقِيْرٍ وَفَقِيْرَةٍ. . .". وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 41).

1026 -

وَمِنْ ذَوي قَرَابَتِهِ: عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ المُحسِّنِ بنِ مَحَاسِنِ جَمَالُ الدِّيْن أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرْصَرِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ"(4/ 181) وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ، وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَك عَلَى المُؤَلِّفِ. وَحَسَنُ بنُ مَحَاسِنٍ بَهَاءُ الدِّيْنِ الصَّرْصَرِيُّ (ت: 677 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكه فِي مَوْضِعِهِ.

1027 -

وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 103)، وَقَالَ:"رَوَى عنْ إِبْرَاهِيمَ بن خَلِيْلٍ حُضُوْرًا، وَابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَفِيهَا مَاتَ وَالِدُهُ".

أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ سَنَةَ (656 هـ). وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 124).

1028 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مَكَارِمٍ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، الشَّاهِدُ بِحَصِيْرَةِ الشُّبَاكِ، تَحْتَ =

ص: 360

وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَعُنِي بِالحَدِيْثِ وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ حُدُوْدِ السِّتِّينَ، وَإِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ أَبِي الدِّيْنَةِ، وَالشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَابْنِ وَرْخِزٍ، وَالطَّبَقَةِ، وَقَرأَ الكَثِيْرَ بنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَخَطُّهُ جَيِّدٌ، مُتْقِنٌ، وَخَرَّجَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الشُّيُوْخِ، وَالظَّاهِرُ: أَنَّهُ كَانَ قَارِئَ الحَدِيثِ بِـ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ". وَسَمِعْتُ بَعْضَ شُيُوْخِنَا القُدَمَاءِ بِـ "بَغْدَادَ" يَحْكِي أَنَّهُ وُلِيَ حِسْبَةَ "بَغْدَادَ"، وَحَدَّثَ بالقَلِيْلِ، سَمِعَ مِنْهُ بَعْضُ شُيُوْخِنَا، وَغَيْرِهِمْ وَأَجَازَ لِجَمَاعَةٍ مِنْهُمُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِمِائَةَ، وَدُفِنَ بِـ "بَابِ حَرْبٍ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌502 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(1)

بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبي القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ،

المُقْرِئُ

= السَّاعَاتِ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 114).

وَلَعَلَّ مِنَ الحَنَابِلَةِ أَيْضًا فِي وَفَيَاتِ هَذَا العَامِ:

- يَحْيَى بْنُ عُمَر بْنَ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الكَرَجِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 113)، فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ دُفِنَ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، وَأَنَّهُ مَاتَ بِبُسْتَانِهِ "بِالسَّهْمِ" وَهُوَ مِنْ مَحَالَ "الصَّالِحِيَّةِ" مقَر الحَنَابِلَةِ بِـ "دِمَشْقَ" وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(1)

502 - رَشِيْدُ الدِّينِ بْنُ أَبِي القَاسِمِ (623 - 707 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 91)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 424)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 376)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 455). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِي (2/ وَرَقَة: 120)، وَمُعْجَمُ الشُيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (2/ 204)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (80)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (39)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَارِ (183)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (46)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 150)، وَمِرْآةُ =

ص: 361

المُحَدِّثُ، الصُّوْفِيُّ، الكَاتِبُ، رَشِيْدُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ.

وُلِدَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ ثَالِثَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ.

وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنِ ابْنِ رُوْزَبَةَ، وَالسَّهْرَوَرْدِيِّ، وَابْنِ الخَازِنِ، وَابْنِ بَهْرُوزٍ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَالحَسَنِ بْنِ مُرْتَضَى العَلَوِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ كَرَمٍ، وَغَيْرِهِمْ.

وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ وَسَمِعَ الكُتُبَ الكِبَارَ وَالأَجْزَاءَ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الأَجْزَاءَ وَالطِّبَاقَ، وَكَثِيْرًا مِنَ الكُتُبِ المُطَوَّلَةِ، وَخَطُّهُ فِي غَايَةِ الحُسْنِ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "سُبَاعِيَّاتٍ" ضَعِيْفَةً مِنْ طَرِيْقِ "خِرَاشٍ" وَنَحْوِهِ، وَكَانَ عَالِمًا، صَالِحًا، مِنْ مَحَاسِنِ البَغْدَادِيِّينَ وَأَعْيَانِهِمْ، ذَا لُطْفٍ وَسُهُوْلَةٍ، وَحُسْنِ أَخْلَاقٍ، وَمِنْ

= الجِنَانِ (4/ 243)، وَالتُّحْفَةُ اللَّطِيْفَةُ (3/ 606)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 15)(8/ 29)، وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصِرِيَّة (1/ 346). وَوَالِدُهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ (ت: 656 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. أَخُوْهُ: عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ (ت: 724 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله:

1029 -

ابْنُهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ (ت قَبْلَ 707 هـ) أَي: قَبْلَ وَفَاةِ والِدِهِ؛ فَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 505)، وَلَقَّبَهُ "قَوَامَ الدِّينِ" وَكَنَّاهُ: أَبَا القَاسِمِ، وَقَالَ:"نَشَأَ نُشُوْءَ الصَّالِحِينَ، وَحَفِظَ القُرْآنَ الكَرِيْمَ، وَكَانَ يَقْرَأُ مَعَ وَالِدِهِ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ عَلَى وَالِدِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ، وَكَتَبَ عَلَى وَالِدِهِ، وَنَسَخَ الكَثِيْرَ مِنْ كُتُبِ الحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ، وَرُتِّبَ فَقِيْهًا بِـ "المُسْتَنْصَرِيَّةِ" فَلَمَّا أَدْرَكَ الآدَابَ، وَفَاقَ الأَتْرَابَ، وَطَابَ ذِكْرُهُ بَيْنَ الأَصْحَابِ، تُوُفِّيَ وَهُوَ فِي سِنِّ الشَّبَابِ، وَفُجِعَ بِهِ والِدهُ وَكُلُّ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهُ، وَكَانَ وَالِدُهُ يُوَاظِبُ زِيَارَتَهُ، وَالتَّرَحُّمَ عَلَيْهِ، إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ عِنْدَهُ بِـ "بَابِ حَرْبٍ" وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصِرِيَّة (1/ 284).

ص: 362

أَجِلَّاءِ العُدُوْلِ، وَلِيَ مَشْيَخَةَ "رِبَاطِ الأُرْجُوَانِيَّةِ" بِـ "دَرْبِ زَاخِي

(1)

" بِـ "بَغْدَادَ" وَمَشْيَخَةَ "دَارَ الحَدِيْثِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ"، وَلَبِسَ خِرْقَةَ التَّصَوُّفِ

(2)

مِنَ السَّهْرَوَرْدِيِّ، وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِ "بَغْدَادَ" وَالرَّحَّالِيْنَ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، سَمِعْنَا مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ بِـ "بَغْدَادَ" وَ"دِمَشْقَ".

وَتُوُفِّيَ فِي تَاسِعِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ

(3)

وَدُفِنَ بِـ "مَقْبَرَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" بِـ "بَابِ حَرْبٍ" رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.

‌503 - عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ

(4)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

بْنِ

(1)

في (ط): "رَاخي". وَهُوَ مِنْ دُرُوْبِ "بَغْدَادَ" مُطِلٌّ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ فِي مَوْقِعِ الشَّارِعِ المُسَمَّى اليَّوْمَ بِـ "المُتَنَبِّي" قَالَهُ الدُّكْتُور بَشَّار عَوَّاد مَعْرُوف فِي هَامِشِ "الحَوَادِثِ الجَامِعِة" وَأَهْلُ بَغْدَادَ أَدْرَى بِدُرُوْبِهَا.

(2)

لبسُ الخِرْقَةِ مِنْ بِدَعِ الصُّوْفِيَةِ.

(3)

وَقِيلَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ، وَقَدْ بَالَغَ البِرْزالِيُّ رحمه الله فِي تَحْدِيْدِ يَوْمِ وَفَاتِهِ فَقَالَ:"وَفِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ قُبَيْلَ الظُّهْرِ تَاسِعِ جُمَادَى الآخِرَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الإِمَامُ. . ." وَقَالَ: "وَمَوْلِدُهُ بِـ "بَغْدَادَ" لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ".

(4)

503 - أَبُو الحَسَنِ الفُندُقِيُّ (635 تَقْرِيْبًا -707 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 91)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 235)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 377)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 456)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 122) وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (2/ 30)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 128)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 5) (8/ 29). وفي (ط):"الفُنَيْدِقِيُّ". وَ (الفُنْدُقِيُّ) مَنْسُوْبٌ إِلَى "الفُنْدُقِ" مِنْ قُرَى "نَابُلُسَ" تَقَعُ فِي جُنُوبِ غَرْبِ "نَابُلُسَ" =

ص: 363

أَحْمَدَ بْنِ بُكَيْرِ الفُنْدُقِيُّ، الفَقِيْهُ، نُوْرُ الدِّينِ، أَبُو الحَسَنِ.

وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ - أَوْ خَمْسٍ - وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيِّ، وَجَدِّهِ لأُمِّهِ خَطِيْبُ "مَرْدَا" وعَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، وَبِـ "مِصْرَ" مِنَ الرَّشِيْدِ العَطَّارِ، وَجَمَاعَةٍ، وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ، وَأَفْتَى، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كُتُبًا كَثِيْرَةً، وَدَرَّسَ، مَعَ دِيْنٍ، وتَوَاضُعٍ، وَصِدْقٍ، وَسَكَنَ بِـ "نَابُلُسَ"، مُدَّةً، ثُمَّ قَدِمَ "دِمَشْقَ" وَأَضَرَّ بِأَخَرَةٍ. وَسَمِعَ مِنْهُ الذَّهَبِيُّ، وَرَوَى عَنْهُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(1)

.

= عَلَى بُعْدِ (17) كِيْلًا، بَيْنَهَا وَبَيْنَ "حَيْفَا"، كَذَا فِي مُعْجَمِ بُلْدَانِ فِلَسْطِيْنَ (588) لِلأُسْتَاذِ مُحَمَّد مُحَمَّد شَرَاب، وَلَمْ يَذْكُرْهَا يَاقُوْتُ فِي "مُعْجَمِ البُلْدَانِ"؟! فَلَعَلَّهَا لَمْ تُعْرَفْ إِلَّا بَعْدَهُ. وَجَدُّه لأمِّهِ خَطِيْبُ مَرْدَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" "شَيْخٌ، عَالِمٌ، مُفْتٍ، عَارِفٌ بِالمَذْهَبِ

وَكَانَ ذَا دِيْنٍ، وَتَوَاضُعٍ. . .".

وَقَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "كَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا، صَالِحًا، عَفِيْفًا، مِنْ أَعْيانِ الفُقَهَاءِ

سَافَرَ بِهِ أَبُوْهُ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَكَنَ "بَلْبِيْسَ" سِنِيْنَ، ثُمَّ قَدِمَ "دِمَشْقَ" سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، ثُمَّ دَخَلَ "القَاهِرَةَ" مَرَّةً أُخْرَى. . .".

يُسْتَدْرَكَ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (707 هـ):

1030 -

وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرِّيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الجِيْتِيُّ، الصَّالِحِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 124)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 32)، وَالمُعْجَمِ المُخْتَصِّ (11)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 101)، وَفِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ" "بن قِرى" وَفِي الدُّرَرِ "الجبتي" وَنَصَّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ عَلَى حَنْبَلِيَّتِهِ. وَأَخُوْهُ: مُحَمَّدٌ (ت: 725 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ.

1031 -

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَازَرٍ اللَّحَّامُ، الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 121) وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ =

ص: 364

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1/ 182)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيهِ: مُحَمَّدٍ (ت: 703 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

1032 -

وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بكْرٍ المَقْدِسِيِّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 119)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (186)، قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "زَوْجَةُ السَّيْفِ بْنِ الرَّضِيِّ

أُصِيْبَتْ بِعِدَّةِ بَنَاتٍ، وَصَبَرَتْ وَاحْتَسَبَتْ"، وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "أُمُّ بَنَاتِ السَّيْفِ بْنِ الرَّضِيِّ" وَالسَّيْفُ بْنُ الرَّضِيِّ هُوَ: عَلِيُّ بْنِ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 692 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

1033 -

وَبَهَاءُ الدِّينِ بْنُ عَوَضٍ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 120)، بِلَقَبِهِ، وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمُهُ، قَالَ:"وَتُوُفِّيَ بَهَاءُ الدِّينِ بنُ عَوَضٍ المِصْرِيُّ بِـ "المَارِسْتَانَ الصَّغِيرِ" يَوْمَ الاثْنَيْنِ سَلْخَ جُمَادَى الأُوْلَى، وَدُفِنَ بِـ "بَاب الصَّغِيرِ" وَكَانَ شَابًّا، فَاضِلًا، مُشْتَغِلًا بِالعِلْمِ، وَرَدَ عَلَيْنَا "دِمَشْقَ" وَأَقَامَ مُدَّةً، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى "حَمَاةَ" فَأَقَامَ عِنْدَ قَاضِيْهَا نَحْوًا مِنْ سَنَتَيْنِ، وَاغْتَبَطَ بِهِ، وَلَازَمَهُ، ثُمَّ وَرَدَ "دِمَشْقَ" مَرِيْضًا فَأَقَامَ بـ "البِيمارِستان" أَيَّامًا يَسِيرَةً، وَمَاتَ". وَ (آلُ عَوَضٍ) أُسْرَةٌ مَقْدِسِيَّةُ الأَصْلِ، اشْتُهِرُوا بِـ "مِصْرَ" وَتَوَلَّى كَثِيرٌ مِنْهُمْ القَضَاءَ بِهَا.

1034 -

وأَبُو الحَسَنِ بْنُ حَسَنِ بْنِ غَيْلَانَ البَعْلِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المْقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 121)، وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا، صَالِحًا، مُجْتَهِدًا فِي العِبَادَةِ

رَوَى الحَدِيْثَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ مِنَ الفَقِيهِ مُحَمَّدٍ اليُونِيْنِيِّ، وَمِنْ خَطِيْبِ مَرْدَا وَغَيْرهِم".

1035 -

وَحُسَيْنُ الحُرَيْشِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 123)، قَالَ: وَفِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ تَاسِعَ عَشَرَ شَعْبَانَ مَاتَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ

المُلَقِّنُ بِـ "رُوَاقِ الحَنَابِلَةِ". . .".

1036 -

وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، عِمَادُ الدِّينِ، ذَكَرَهُ العُلَيْمِي فِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 378)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 456)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 128)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 351)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ =

ص: 365

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (133)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 427).

1037 -

وَأَخُوهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، مُحِبُّ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 118)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 399). تُوفِّيَ فِي هَذهِ السَّنَةِ.

1038 -

وعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيُّ، مِنْ (آلِ عَبدِ القَادِرِ). أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيُّ (2/ وَرَقَة: 128)، وَاسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"، وَذَكَرَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 409)، وَآبَاؤُهُ كُلُّهمْ عُلَمَاءُ إِلَى جَدِّهِ الأَعْلَى الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ. وَوَالِدُهُ: مُحَمَّد بْنُ نَصْرٍ (ت: 656 هـ)، وَجَدُّهُ: القَاضِي نَصْرٌ (ت: 633 هـ). وَأَبُو جَدِّهِ: عَبْدِ الوَهَّابِ (ت: 603 هـ)، وَجَدُّ جَدِّهِ: الشَّيخِ عبْدِ القَادِرِ (ت: 561 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ جَمِيعًا فِي مَوَاضِعِهِمْ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 339)، فَقَالَ:"أَبُو سَعْدِ بْنِ أَبِي نَصْرِ العِرَاقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الفَقِيْهُ، الصُّوْفِيُّ. . ." وَسَاقَ عَنْهُ سَنَدًا، ثُمَّ أَنْشَدَ لِجَدِّهِ أَبِي صَالحٍ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بَيْتَيْنِ هُمَا:

أَنَا فِي القَبْرِ مُفْرَدٌ وَرَهِيْنُ

غَارِمٌ مُفْلِسٌ عَلَيَّ دُيُوْنُ

قَدْ أَنَخْتُ الرِّكَابَ بَابَ كَرِيْمٍ

عِتْقُ مِثْلِي عَلَى الكِرَامِ يَهُوْنُ

1039 -

وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ الأَعْنَاكِيُّ، الجَعْفَرِيُّ، أَبُو الحَسَنِ، مُوَفَّقُ الدِّينِ الفَرَّاءُ، الصَّالِحِيُّ، ابْنُ أُخْتِ القَاضِي عِزُّ الدِّينِ بْنِ عَوَضٍ، ذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 377)، وَمُخْتَصَرِه "الدُّرِّ المُنَضَدِ" (2/ 456). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 123).

1040 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ القَاضِي تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمَانَ بْنَ حَمْزَةَ المَقْدِسِيِّ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في ذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ (82)، وَقَالَ: "أُمُّ عَبْدِ اللهِ

لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ

أَحْضَرْتُ ابْنِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهَا".

ص: 366

وَتُوُفِّيَ بِجَبَلِ "نَابُلُسَ" فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌504 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بن سَامَة

(1)

بْنِ كَوْكَبِ

(2)

بْنِ العِزِّ - أَوْ ابْنِ أَبِي العِزِّ - ابْنِ حُمَيْد الطَّائِيُّ، السِّنْبِسِيُّ

(3)

السَّوَادِيُّ الحَكَمِيُّ

- و"حَكَمَةُ" - بِالفَتْحِ - قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى السَّوَادِ - المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، شَمْسُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ.

وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَسِتِّمَائَةَ. وَحَضَرَ بِـ "دِمَشْقَ" عَلَى

(1)

وفي (ط): "شَامَةَ"، وَفِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ":"بالمُهْمَلَةِ مُخَفَّفًا". وَتَقَدَّمَ مِثْلُ ذلِكَ.

(2)

504 - شَمْسُ الدِّيْنِ بِنُ سَامَةَ (662 - 708 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: 91)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 461)، والمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 378)، ومُختَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 456). ويُرَاجَعُ: المُقْتَفَى للبِرْزَالِيِّ (2/ ورقة: 137)، ومن ذُيُوْلِ العِبَرِ (43)، ومُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 209)، وَالمُعجَمُ المُخْتَصُّ (101)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (84)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (3/ 238)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 489)، وَمِرآةُ الجِنَانِ (4/ 245)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 117)، وَالدَّلِيلُ الشَّافِي (2/ 633)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (1/ 357)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 17) (8/ 33). سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ: سَامَةَ بنِ كَوْكَبٍ (ت 669 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورقة: 77) فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (703 هـ): عَمَّهُ: أَحْمَدَ بنَ سَامَةَ بنِ كَوْكَبِ بنِ عَزِّ بن حُمَيْدٍ الطَّائِيَّ وَقَالَ: (الحَنَفِيُّ)، وَهُوَ - بِلَا شَكَّ - عَمُّ المَذْكُوْرِ هُنَا. وَفِي "المُعْجَمِ المُخْتَصَّ" للحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (18، 19): قَالَ: "وَكَانَ حَنَفِيًّا، مُتَوَاضِعًا" وَذَكَرَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي سِنِّ الكُهُوْلَةِ، وَعَنْهُ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 144). وَعَنْهُ أَيْضًا فِي الطَّبَقَاتِ السَّنِيَّةِ للتَّمِيْمِيِّ (1/ 353).

(3)

في (ط): "السِّنتبسي" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى "سِنْبِسَ": قَبِيْلَةٌ مِنْ "طَيِّئٍ" كَمَا فِي جَمْهَرَةِ أَنْسَابِ العَرَبِ (402)، والاشتِقَاقِ (390). وَ"السَّوَادِيُّ": مَنْسُوْبٌ إِلَى سَوَادِ العِرَاقِ.

ص: 367

ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ المَقْدِسِيِّ، وَطَلَبَ بِنَفْسِهِ، وَسَمِعَ مِن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الخَيْرِ

(1)

، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بْنِ الدُّرْجِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ الصَّيْرَفِيِّ الفَقِيْهِ، وَابْنِ البُخَارِيِّ، وَخَلْقٍ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَرَحَلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ إِلَى "مِصْرَ"، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ العِزِّ الحَرَّانِيِّ، وَابْنِ خَطِيْبِ المِزَّةِ، وَغَازِي الحَلَّاوِيِّ، وَابْنِ الأَنْمَاطِيِّ، وَابْنِ القَسْطَلَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَسَمِعَ بِـ "الإِسْكَنْدَرِيَّةِ" مِنِ ابْنِ طَرْخَانَ، وَجَمَاعَةٍ، وَرَحَلَ إلى "بَغْدَادَ" وسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الفَضْلِ بْنِ الدَّبَّابِ

(2)

وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ البَزَّاز، وَابْنِ المَالِحَانِيِّ، وَالرَّشِيدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، وَابْنِ الطَّبَّالِ، وَغَيْرِهِمْ وَسَمِعَ بِـ "أَصْبَهَانَ" وَ"البَصْرَةِ" وَ"حَلَبَ" وَ"وَاسِطَ"

(3)

، وَعُنِيَ بِهَذَا الفَنِّ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَكَتَبَ العَالِيَ وَالنَّازِلَ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ.

قال الحَافِظُ عَبْدُ الكَرِيْمِ الحَلَبِيُّ: كَانَ إِمَامًا، عَالِمًا، فَاضِلًا، حَسَنَ القِرَاءَةِ، فَصِيْحًا، ضَابِطًا، مُتْقِنًا، كَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ، وَطَافَ البِلَادَ، وَقَرَأَ الكَثِيرَ، وَسَمِعَ مِنْ صِغَرِهِ إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ.

وقَالَ البِرْزَالِيُّ

(4)

: سَافَرَ إِلَى "حَلَبَ" مَرَّتَيْنِ لِلسَّمَاعِ، وَعَلَتْ هِمَّتُهُ،

(1)

في "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ": "يَحْيَى بنِ أَبِي الخَيْرِ".

(2)

في (ط): "الزَّيات" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، وَهُوَ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ (ت: 685 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَقَدْ تَحَرَّفَتْ هَذِه اللَّفْظَةِ فِي تَرْجَمَتِهِ هُنَاكَ أَيْضًا.

(3)

وَزَادَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" أَنَّهُ رَحَلَ إِلَى "الثُّغُوْرِ" وَ"أَصْبَهَانَ".

(4)

كَلَامُ البِرْزَالِيِّ هَذَا غَيْرُ مَوْجُوْدٍ فِي "المُقْتَفَى" فَلَعَلَّهُ من "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ". =

ص: 368

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةَ (708 هـ):

1041 -

إسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمْزَةَ بنِ المُبَارَكِ بنِ حَمْزَةِ، عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ الطَّبَّالُ، البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ، شَيْخُ الحَدِيْثِ بـ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ" مُحَدِّثٌ مَشْهُوْرٌ. تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ الأَعْلَى: إِسْمَاعِيْلِ بنِ حَمْزَةَ (ت: 607 هـ) وَذَكَرْتُ مَنْ عَرَفْتُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ هُنَاكَ. أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ تَارِيْخِ الإسْلامِ (82)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (45)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (1485)، وَمُعجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 177)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 165)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (1/ 502)، وَالمنْهَلِ الصَّافِي (2/ 412)، وَالدَّلِيلِ الشَّافِي (1/ 126)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 469)، وَمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (41)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 16).

1042 -

وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الأَحَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَامَةَ بنِ خَلِيْفَةَ بنِ شُقَيْرٍ الحَرَّانِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، أَمِيْنُ الدِّيْنِ، نَزِيْلُ "دِمَشْقَ". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى للبِرْزَالِيِّ (2/ ورقة: 134)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 323)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 236)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (2/ 690)، وَتَالِي وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ (124)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 265). وَابْنُهُ: سَلَامَةُ (ت: 727 هـ)، وَابْنُهُ الآخَر: عُمَرُ (ت: 744 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1043 -

عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ، شَرَفُ الدِّيْنِ بنِ قُدَامَةَ. وَالِدُهُ القَاضِي، الشَّيخُ، شَمْسُ الدِّيْنِ المَشْهُوْرُ (ت: 682 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَعَبْدُ اللهِ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورقة: 133) وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 324)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (90)، وَاسْتَدْرَكَهُ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسُخَةِ (أ) عَن "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ (2/ 409). وأبْنُاؤُهُ: مُحَمَّدٌ (708 هـ)، وَحَسَنٌ (ت: 728 هـ)، وَأَحْمَدُ (ت: 743 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1044 -

وعَلِيُّ بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ، أَبُو الحَسَنِ، الفَرَاوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، القَوَّاسُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 131)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ =

ص: 369

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الشُّيُوْخِ (2/ 20)، وَلَهُ ذِكْرٌ "دُونَ تَرْجَمَةٍ" فِي ذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ (89)، وَفِي المُقْتَفى:"القَوَّاسُ الحَنْبَلِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "الغَرَوِيِّ"؟! وَلَمْ أَتَبَيَّنُ أَيُّهُمَا أَصَحُّ.

1045 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ حَسَنٍ المَرْدَاوِيُّ، المَقْدِسِيُّ، يُكَنَى أَبَا سُلَيْمَانَ، وَيُعْرَفُ بِـ "الحُسَامِ الوَكِيْلِ" قَالَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورَقَة: 131) قَالَ: "ومَوْلِدُهُ

بِـ "مَرْدَا" حَدَّثَ عَنْ خَطِيْبِهَا، وَهُوَ خَالُ وَالِدِهِ. . ." وَوَالِدُهُ: أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ (ت: 670 هـ)، سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ عَنِ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ أَيْضًا، وَخَطِيْبُ مَرْدَا "مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1046 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، صَلَاحَ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 132)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 202)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (90)"دُونَ تَرْجَمَةٍ"، تَقَدَّمَ ذِكْرُ وَالِدِهِ فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَقَالَ البِرْزَالِيُّ:"وَكَانَ أُصِيْبَ بِوَلَدِهِ صَلَاحِ الدِّيْنِ، مَاتَ قَبْلَهُ. . ." وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ وَفَاةَ وَلَدِهِ صَلَاحِ الدِّيْنِ فِي آخِرِ لَيْلَةِ الجُمُعَةِ رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ، وَوَفَاتُهُ هُوَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ التَّاسِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ.

1047 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بنِ بَدْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعِيْشَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجَزَرِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، النَّسَّاخُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 130) وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (2/ 300)، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 53). قَالَ البِرْزَالِيُّ: "وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، سَمِعْنَا عَلَيْهِ

حَضرَ عَلَى جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرٍ وَهُوَ فِي ثَانِي سَنَةٍ مِنْ عُمُرِهِ، فِي ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَكَانَ جَدُّهُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ طَبَرْزَدٍ. جَدُّهُ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرٍ سَبَقَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (675 هـ)، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 20)، وَأَخُوهُ: أَحْمَدَ (ت: 728 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا سَيَأْتِي. وَابْنَتُهُ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (ت: 743 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 370

فَسَافَرَ إِلَى "العِرَاقِ" وَدَخَلَ "أَصْبَهَانَ" وَغَيْرَهَا مِنَ البِلَادِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَدَيْهِ فَضْلٌ، وَقِرَاءَةٌ حَسَنَةٌ فَصِيْحَةٌ، صَحِيْحَةٌ مُعرَبَةٌ، وَخَالَطَ الفُقَرَاءَ، وَصَارَتْ لَهُ أَوْرَادُ كَثِيرَةٌ، وَكَثْرَةُ تِلَاوَةٍ، وَاسْتَوْطَنَ دِيَارَ "مِصْرَ" وَتَزَوَّجَ وَوُلِدَ لَهُ بِهَا، وَصَارَتْ لَهُ بِهَا حَظْوَةٌ وَشُهْرَةٌ بِالحَدِيْثِ وَقِرَاءَتِهِ. وَكَانَ يَسْكُنُ "مِصْرَ"، وَيَتَرَدَّدُ إِلَى "القَاهِرَةِ" لِوَظَائِفِهِ وَمَوَاعِيدِهِ، وَكَانَ مُلَازِمًا لِلْتِّلَاوَةِ فِي مَشْيِهِ، مُوَاظِبًا علَى قِيَامِ اللَّيْلِ، كَثِيرَ القِرَاءَةِ لِلحَدِيْثِ وَالكِتَابَةِ وَالنَّسْخِ، مَعْمُوْرَ الأَوْقَاتِ بِالطَّاعَاتِ، وَنَسَخَ "الصَّحِيْحَيْنِ" بِخَطِّهِ، وَقَابَلَهُمَا وَقَرَأَهُمَا، وَبِيْعَا فِي تَرْكَتِهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ؛ رَغْبَةً فِيْهِ، وَفِي تَصْحِيْحِه، وَاعْتِقَادًا فِي فَضِيْلَتِهِ وَدِيَانَتِهِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي"مُعْجَمِهِ": أَحَدُ الرَّحَّالِيْنَ، وَالحُفَّاظِ، وَالمُكْثِرِيْنَ، دَخَلَ إِلَى "أَصْبَهَانَ" طَمَعًا أَنْ يَجِدَ بِهَا رُوَاةً، فَلَمْ يَلْقَ شُيُوْخًا وَلَا طَلَبَةً، فَرَجَعَ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كُتُبًا كِبَارًا، وَسَمِعَهَا مِرَارًا، وَكَانَ ثِقَةً، صَحِيْحَ النَّقْلِ، عَارِفًا بِالأَسْمَاءِ، مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالعِبَادَةِ، مُفِيْدًا لِلطَّلَبَةِ بِـ "مِصْرَ". وَكَانَ كَثيرَ التِّلَاوَةِ وَالصَّلَاةِ، عَلى طَرِيْقَةِ السَّلَفِ فِي لُبْسِهِ وَتَوَاضُعِهِ، وَتَرْكِ التَّكَلُّفِ. وَوَصَفَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بِالفَضِيْلَةِ، وَالفَصَاحَةِ، وَسُرْعَةِ القِرَاءَةِ.

وَحَدَّثَ وَسَمِعَ مِنْهُ البِرْزالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَعبْدُ الكَرِيْمِ الحَلَبِيُّ؛ وَذَكَرُوهُ فِي مَعَاجِمِهِمْ، وَابْنُ المُهَنْدِسِ، وَغَيْرُهُمْ.

تُوُفِّيَ فِي آخِرِ نَهَارِ الثُّلَاثَاءِ رَابِعِ عَشْرِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "مِصْرَ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ بِـ "جَامِعِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ"، وَدُفِنَ بِـ "القَرَافَةِ" بِالقُرْبِ مِنَ الشَّافِعِيِّ. رضي الله عنه.

ص: 371

‌505 - مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفَتْحِ بْنِ أَبِي الفَضْلِ

(1)

البَعْلِيُّ

(2)

، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ بِـ "بَعْلَبَكَّ". وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الفَقِيْهِ مُحَمَّدٍ اليُونِيْنِيِّ، وَبِـ "دِمَشْقَ" مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، وَابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعُمَرَ الكَرْمَانِيِّ، وَابْنِ مُهَيْرٍ البَغْدَادِيِّ صَاحِبِ ابْنِ بُوْشٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الخُشُوْعِيِّ، وَابْنِ طَبَرْزَدٍ، وَطَبَقَتِهِ. وَعُنِيَ بِالحَدِيثِ، وَطَلَبَ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَتَفَقَّهَ علَى ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ، حَتَّى بَرَعَ، وَأَفْتَى، وَقَرَأَ العَرَبِيَّةَ وَاللُّغَةَ علَى ابْنِ مَالِكٍ، وَلَازَمَهُ حَتَّى بَرَعَ فِي ذلِكَ. وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ مِنْهَا: كِتَابُ "شَرْحِ الجُرْجَانِيَّةِ"

(3)

(1)

في (ط): "المفضل".

(2)

492 - ابْنُ أَبِي الفَتْحِ البَعْلِيُّ (645 - 709 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 91)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 485)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 379)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 457). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَةَ: 184)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 424)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (272)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (47)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1501)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 316)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشي (134)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ، (وَرَقَة: 92)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 21)، وَطَبَقَاتُ النُّحَاةِ لاِبْنِ قَاضِي شُهْبَةَ (1/ 227)، وَالسَّلُوْكُ (2/ 1/ 84)، وَبُغْيَةُ الوُعَاةِ (2/ 86)، وَالدَّارِسُ (2/ 86)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 20) (8/ 38). وَوَلَدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 749 هـ) وَابْنُهُ الآخَرُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمدٍ (ت: 748 هـ) نَذكُرُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا مِنَ الاسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(3)

اسْمُهُ: "الفَاخِرُ فِي شَرْحِ جُمَلِ عَبْدِ القَاهِرِ" لَهُ نُسَخٌ كَثِيْرَةٌ جَيِّدَةٌ، وَقَفْتُ علَى كَثِيْرٍ مِنْهَا، =

ص: 372

فِي مُجَلَّدَتَيْنِ وَ"شَرْحَ الأَلْفِيَّةِ" لاِبْنِ مَالِكٍ

(1)

، وَكتَابُ "المُطْلِعِ عَلَى أَبْوَابِ المُقْنِعِ"

(2)

فِي شَرْحِ غَرِيْبِ أَلْفَاظِهِ وَلُغَاتِهِ، وَابْتَدَأَ فِي "شَرْحِ الرِّعَايَةِ" فِي الفِقْهِ، لاِبْنِ حَمْدَانَ، وَلَهُ تَعَالِيْقُ كَثِيْرَةٌ فِي الفِقْهِ وَالنَّحْوِ، وَتَخَارِيْجٌ كَثيْرَةٌ فِي الحَدِيْثِ، يَرْوِي فِيْهَا الحَدِيْثَ بِأَسَانِيْدِهِ، وَتَكَلَّمَ عَلَى المُتُوْنِ مِنْ جِهَةِ الإِعْرَابِ وَالفِقْهِ، وَغَيْرِ ذلِكَ وَخَرَّجَ لِغَيْرِهِ أَيْضًا

(3)

. وَأَمَّ بِمِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" مُدَّةً طَوِيلَةً،

= وَهُوَ فِي غَايَةِ الجَوْدَةِ وَالفَائِدَةِ، حَقَّقَهُ صَدِيْقُنَا الدُّكْتور عَبْدِ الحَلِيْمِ عَبْدِ البَاسِطِ مُحَمَّد المَرْصَفِيُّ، وَقَدَّمَ الجُزْءَ الأَوَّل مِنْهُ فِي أُطْرُوحَةٍ عِلْمِيَّةٍ لِنَيْلِ دَرَجَةِ الدُّكْتُورَاه فِي كُلِيَّةِ دَارِ العُلُوْمِ بِالقَاهِرَةِ سَنَةَ (1405 هـ) وَفَاتَهُ الاِطِّلَاع علَى نُسَخٍ جَيِّدَةٍ مِنْهُ (ط) سنة 1423 هـ بالكويت.

(1)

اطَّلَعْتُ علَى قِطْعَةٍ صَغِيْرَةٍ مِنْهُ تَدُلُّ علَى عِلْمٍ جَمٍّ، وَقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ، وَتَمَكُّنٍ ظَاهِرِ فِي عِلْمِ النَّحْوِ وَآرَاءِ النَّحْوِيِّين، مَعَ إِيْرَادِ الشَّوَاهِدِ

وَهُوَ مَوْجُوْدٌ فِي مَجْمُوعٍ فِي مَكْتَبَةِ رَاغِبِ بَاشَا فِي تُرْكِيَا.

(2)

هُوَ أَشْهَرُ كُتُبِهِ؛ لأَنَّهُ طُبِعَ وَاشْتُهِرَ، وَعُرِفَ مُؤَلِّفُهُ بِهِ، نُشِرَ فِي المَكْتَبِ الإِسْلَامِيِّ بِـ "دِمَشْقَ" سَنَةَ (1385 هـ)، وَلِلْكِتَابِ نُسَخٌ خَطَيَّةٌ جَيِّدَةٌ مِنْهَا نُسْخَةٌ فِي جَامِعَةِ برنستُون فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَّةِ الأَمْرِيْكِيَّةِ رَقم (537)، وَأُخْرَى فِي مَكْتَبَةِ جَسْتَربيتي بِـ "إِيْرلَنْدَةَ الشَّمَالِيَةِ" رَقم (3235) وَغَيْرِهِمَا، وَاخْتَصَرَهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّرِيْرَانِيُّ (ت: 742 هـ) وَسُجِّلَ سَنَةَ (1413 هـ) رِسَالَتَيْنِ لِنَيْلِ دَرَجَةِ المَاجِسْتِيْر فِي جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى بِمَكَّةَ المُكَرَّمَة.

وَمِنْ مُؤَلِّفَاتِ ابْنِ أَبِي الفَتْحِ: "المُثَّلَثُ ذُو المَعْنَى الوَاحِدِ" وَ"الغَرَائِبُ وَالفَرَائِدُ فِيْمَا علَى فَعَلَ وَأَفْعَلَ مِنَ الزَّوَائِدِ" وَاخْتَصَرَ "رَوْضَةَ النَّاظِرِ" اخْتِصَارًا جَيِّدًا، وَ"لَهُ رِسَالَةٌ فِي اسْمِ الفَاعِلِ" وَ"رِسَالَةٌ فِي صَلَاةِ التَّسْبِيحِ" وَاخْتَصَرَ "المَجْرُوحِيْنَ" لاِبْنِ حِبَّانَ، وَ"الضُّعَفَاءَ" لاِبْنِ الجَوْزِيِّ وَلَهُ "رِسَالَة فِي لَيْلَةِ القَدْرِ"، وَاخْتَصَرَ "المُقْنعَ" ذَكَرْتُ أَغْلَبهَا فِي هَامِشِ "المَقْصدِ الأَرْشَدِ"، فَلْيُرَاجِعُ مَنْ أَرَادَ ذلِكَ هُنَاكَ.

(3)

مِنْ ذلِكَ تَخْرِيْجُهُ "مَشْيَخَةً" لِشَيْخِهِ شَرَفِ الدِّيْنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ اليُوْنِيْنِيِّ =

ص: 373

وَدَرَّسَ بِهِ بِحَلْقَةِ الصَّالِحِ بْنِ صَاحِبِ "حِمْصَ". وَدَرَّسَ بِـ "الصَّدْرِيَّةِ" فَأَظُنُّهُ درَّسَ الحَدِيْثَ بِهَا، وَأَعَادَ بِـ "المَدْرَسَةِ

(1)

الحَنْبَلِيَّةِ" وَغَيْرِهَا مِن المَدَارِسِ، وَدَرَّسَ بِـ "الحَنْبَلِيَّةِ" وَقْتًا، وَأَفْتَى زَمَنًا طَوِيْلًا، وَتَصَدَّى لِلِاشْتِغَالِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَانْتَفَعُوا بِهِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ إِمَامًا فِي المَذْهَبِ، وَالعَرَبِيَّةِ وَالحَدِيْثِ، غَزِيْرَ الفَوَائِدِ، مُتْقِنًا، صَنَّفَ كُتُبًا كَثِيْرَةً مُفِيْدَةً، وَكَانَ ثِقَةً، صَالِحًا، مُتَوَاضِعًا، عَلَى طَرِيْقَةِ السَّلَفِ، مُطَّرِحًا

(2)

لِلتَّكَلُّفِ فِي أُمُوْرِهِ، حَسَنَ البِشْرِ، حَدَّثَنَا بِـ "دمَشْقَ" وَ"بَعْلَبَكَّ" وَ"طَرَابُلسَ".

وَتُوُفِّيَ بِـ "القَاهِرَةِ" فِي ثَامِنَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ. وَذلِكَ بَعْدَ دُخُولِهِ إِيَّاهَا بِدُوْنِ شَهْرٍ، وَكَانَ زَارَ "القُدْسَ" وَسَارَ إِلَى "مِصْرَ" لِيُسْمِعَ ابْنَهُ، وَيَطْلُبَ لَهُ مَدْرَسَةً، أَوْ زِيَادَةَ رِزْقٍ. وَذَكَرَ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّهُ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبْتِ وَقْتَ العِشَاءِ بِـ "المَدْرَسَةِ المَنْصُوْرِيَّةِ". بِمَارِسْتَانِهَا، وَدُفِنَ عِندَ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ بِـ "القَرَافَةِ"

(3)

، وَحَصَلَ التَّأَسُّفُ عَلَيْهِ رحمه الله.

506 -

وَفِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ رَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ: تُوُفِّيَ قَاضِي قُضَاةِ الحَنَابِلَةِ بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ" الشَّيْخُ شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ الغَنِيِّ بْنِ يَحْيَى

(4)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

= (ت: 701 هـ) قِطْعَةٌ مِنْهَا فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ.

(1)

في (ط): "بمدرسة. . .".

(2)

في (ط): "مُطَّرِحٌ".

(3)

قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِـ "جَامِعِ دِمَشْقَ" يَوْمَ الجمُعَةِ رَابِعَ عَشَرَ شَهْرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ" يَعْنِي صَلَاةَ الغَائِبِ.

(4)

506 - حَفِيْدُ قَاضِي حَرَّانَ (645 - 709 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 91)، =

ص: 374

قَاضِي "حَرَّانَ" عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَبي بَكْرٍ الحَرَّانِيِّ، وَدُفِنَ مِنْ بُكْرَةَ الغَدِ بِـ "القَرَافَةِ". وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي رَمَضانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمَائَةَ.

رَوَى "جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" عَنْ شَيْخِ الشُّيُوْخِ الأَنْصَارِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ الطَّلَبَةُ. وَوَلِيَ نَظَرَ "الخِزَانَةِ السُّلْطَانِيَّةِ" مُدَّةً، ثُمَّ أُضِيْفَ إِلَيْهِ القَضَاءُ

(1)

، وَتَدْرِيْسِ "الصَّالِحِيَّةِ"، وَكَانَ مَشْكُورَ السِّيْرَةِ، كَثِيرَ المَكَارِمِ، حَسَنَ الخَلْقِ وَالخُلْقِ، مُزْجَى البِضَاعَةِ مِنَ العِلْمِ

(2)

.

= وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 381)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 458). وَيُرَاجَعُ المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 140)، والدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 389)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (8/ 278)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (100)، وَالبِدَايَةُ وَالنَّهَايَةُ (14/ 15)، وَرَفْعُ الإِصْرِ (365)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 421). ذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَبَا جَدِّهِ: عَبْدَ اللهِ بْنَ نَصْرٍ (ت: 624 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيهِ: أَحْمَد (ت: 706 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَحَفِيْدُهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد (ت: 733 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَبَيْتُهُمْ مَشْهُوْرٌ بالعِلْمِ، سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ.

(1)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَلِيَ بَعْدَ شَيْخِنَا عِزِّ الدِّيْنِ بْنِ عَوَضٍ".

(2)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَكَانَ مُتَوَسِّطًا فِي المَذْهَبِ" وَفِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (1/ وَرَقَة: 157)، "وَبَلَغَنَا يَوْمَ السَّبْتِ سَادِسَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ تَوْلِيَةَ القَاضِي شَرَفِ الدِّيْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ ابْنِ القَاضِي بَدْرِ الدِّيْنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بْنِ القَاضِي جَلَالِ الدِّيْنِ أَبِي بَكْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ الحَرَّانِيِّ قَضَاءَ الحَنَابِلَةِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ عَوَضًا عَنِ القَاضِي عِزِّ الدِّيْنِ بْنِ عَوَضٍ".

أَقُولُ - وَعلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وُصِفَ وَالِدَهُ بِـ "القَاضِي" وَلَمْ أَقِفِ الآنَ عَلَى أَخْبَارِهِ، وَتَوْليَتَهُ عَوَضًا عَنِ القَاضِي عِزِّ الدِّيْنِ بْنِ عَوَضٍ (ت: 696 هـ) وَفِي "حُسْنِ المُحَاضَرَةِ" =

ص: 375

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لِلْسُّيُوطِيِّ أَنَّ ابنَ عَوَضٍ وَلِيَ القَضَاءَ حَتَّى وَفَاتِهِ.

يسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (709 هـ):

1048 -

وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ الحَمَّامِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "الزَّانْكِيِّ" المُجَاوِرُ بِـ "مَكَّةَ المُكَرَّمَة"مِنْ ذَوِي قَرَابَةِ الأَنْجَبِ بْنِ أَبِي السَّعَادَاتِ الحَمَّامِيِّ فَهُوَ ابْنُ عَمِّ وَالِدِه.

أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (90/ 93)، مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (48)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 117)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَة (1/ 152)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 19)، وَتَرْجَمَ لَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" مَرَّتَيْنِ؟! وَفِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ، جَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (708 هـ).

1049 -

أَبُو بكْرِ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عُمَر بْنِ أَحمَدَ بنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، مِنْ (آلِ قُدَامَةَ)، اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (216) عَنِ الدُّرَرِ الكَامِنَةِ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 481) عَنِ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 140).

1050 -

وَعَبْدُ الأَحَدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأَحَدِ بنِ شُقَيْرٍ الحَرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 345)، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 421)، وَقَالَ:" ذَكَرَه البِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَابْنُ رَافِعٍ فِي مَعاجِمِهِمْ".

1051 -

وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الحَنْبَلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورَقَة: 138).

1052 -

وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَفَاءٍ الحَنْبَلِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "التَّرَاكُشِيِّ" كَذَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 128)، وَهَذِهِ النِّسْبَةِ بِحَاجَةٍ إِلَى تَوْثِيْقٍ فَهِي فِي الدُّرَرِّ الكَامِنَةِ، وَطَبْعَتُهُ كَثِيْرَةُ التَّحْرِيْفِ جِدًّا، وَهُوَ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 150)، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي السَّابِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ وَوَصَفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ"، الفَاضِلِ، عَلَاءِ الدِّيْنِ، وَقَالَ: "وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا نَبِيْهًا

مِنْ أَعْيَانِ فُقَهَاءِ الحَنَابِلَةِ بِـ "القَاهِرَةِ" وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى نِسْبَتِهِ تَعَذَّرَ قِرَاءَةُ اللَّفْظَةِ؟!.

ص: 376

‌507 - أَحْمَدُ بْنُ حَسَنِ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ

بْنِ عَلِيِّ

1053 - وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الخَيَّاطِ بِـ "الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ يَوْمَ الجُمُعَةِ

كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورَقَة: 149) وَلَمْ تَتَّضِحِ الصُّورَةُ فِي الكِتَابِ لاِحْتِرَاقِ المِدَادِ، وَقِدَمَ النُّسْخَةِ، وَمَا أَصَابَهَا مِنْ رُطُوبَةٍ، مَعَ رَدَاءَةِ التَّصْوِيْرِ.

(1)

507 - شِهَابُ الدِّيْنِ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ (656 - 710 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 91)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 100)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 381)، وَمُخْتَصرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 458). وَيُرَاجَعُ: مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (52) المُقْتَفَى لِلْحَافِظِ البِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 156) والبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 50)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 128)، وَقُضَاةُ دِمَشْقَ (277)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 21)(8/ 40)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (172، 173) كَرَّرَهُ سَهْوًا. وَالِدُهُ: شَرَفُ الدِّيْنِ حَسَنٌ (ت: 659 هـ)، وَجَدُّهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 629 هـ). وَأَبُو جَدِّهِ: الحَافِظُ الكَبِيْرُ عَبْدُ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمْ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. وَزَوْجَتُهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الشَّيْخِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الوَاسِطِيِّ (ت: 717 هـ). وَأُمُّهُ: فَاطِمَةُ أَيْضًا بِنْتُ نَصْرِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بْنِ رَسْلَانِ (ت: 699 هـ). وَابْنُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 744 هـ) نَذْكُرُهُ فِي اسْتِدْرَاكِنَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (710 هـ):

1054 -

أحْمَدُ بْنُ ابْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ، نَجْمُ الدِّيْنِ بْنِ عِمَادِ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، سِبْطُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (217) عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 85). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزالِيِّ (2/ وَرَقَة: 167)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 26)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (166)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 223)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 157)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (166). وَالِدُهُ: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 699 هـ) تقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. وَجَدُّهُ: أَحْمَدُ (ت: 638 هـ) الَّذِي تَحَوَّلَ =

ص: 377

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شَافِعِيًّا وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (166). وَأَبُو جَدِّهِ: الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجحٍ (ت: 618 هـ). ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1055 -

وَأَحمَدُ بنُ حَبِيْبٍ الحَنْبَلِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ الحَافِظُ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْلِ تَارِيْخ الإِسْلَامِ (119)، وَلَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ وَقَالَ:"كَهْلًا".

1056 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو العَبَّاسِ المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ الدَّمَشْقِيُّ، المُقْرِئُ، الحَنْبَلِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 159)، وَمَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 728 هـ)، وَغَايَةِ النِّهَايَةِ (1/ 143)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 345).

1057 -

حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 158)، وَالِدُهُ القَاضِي المَشْهُوْرُ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ العِمَادِ (ت: 676 هـ). وَجَدُّهُ: العِمَادُ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 614 هـ) أَخُو الشَّيْخِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِي (ت: 600 هـ) وَأَخَوَا المُتَرْجِمِ هُنَا: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 711 هـ) وَأَحْمَدُ (ت: 712 هـ) وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَلَهُمْ أَخَوَاتٌ، وَالعِلْمُ فِي بَيْتِهِمْ كَثِيرٌ.

1058 -

وَسِتُّ العَرَبِ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 167)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 287). وَوَالِدُهَا: الخَطِيْبُ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (ت: 666 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَهِيَ زَوْجَةُ القَاضِي نَجْمِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ (ت: 689 هـ)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"أُصِيْبَتْ بِأَسْرِ بِنْتَيْهَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا اللهُ تَعَالَى".

1059 -

وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ مُحَمَّدِ المَرْدَاوِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، صِهْرُ الشَّيْخِ شَمْسُ الدِّيْنِ بِنِ الكَمَالِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 126)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الفَقِيْهِ، الصَّالِحِ

وَقَالَ: كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، رَوَى عَنْ خَطِيْبِ مَرْدَا، وَابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. . ." وَهُوَ وَالِدُ هَدِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الحَمِيْدِ (ت: 699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا.

1060 -

وَعَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ سُرُورِ، أَخُو حَسَنٍ المَذْكُوْرِ =

ص: 378

ابْنِ سُرُورٍ المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الفَقِيْهُ، قَاضِي القُضَاةِ، شهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ بْنِ الشَّيْخِ شَرَفِ الدِّيْنِ بْنِ الحَافِظِ أَبِي مُوْسَى بنِ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبي مُحَمَّدٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ آبَائِهِ.

وُلِدَ فِي ثَانِي عَشَرَ صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "سَفْحِ قَاسِيُوْنَ". وَسَمِعَ

= هُنَا قَبْلَهُ بِقَلِيْلٍ. أَخْبَارُهُ فِي: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 498) وَقَالَ: "دَرَّسَ بِـ "المَنْصُوْرِيَّةِ" وَكَانَ فَاضِلًا فِي مَذْهَبِهِ".

1061 -

وَعَبْدُ اللهِ بنِ أَبِي السَّعَادَاتِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي السَّعَادَاتِ بْنِ مُحَمَّدِ الأَنْبَارِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، البَابَصْرِيُّ، المُقْرِئُ. أَخْبَارُهُ فِي: مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 344)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (111)، وَذَيْلِ العِبَرِ (55)، وَمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (68)، وَذَيْلِ التَقْيِيْدِ (2/ 71)، وَالدَّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 260) وَالشَّذَرَاتِ (6/ 23).

1062 -

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الفَخْرِ بنِ عَمْرٍو، أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيُّ، سِبْطُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، ذكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 155)، وَالذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 157)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ جَدَّهُ لأُمِّهِ شَمْسَ الدِّيْنِ بْنَ سَعْدٍ (ت: 650 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَتَقَدَّمَ فِي هَامِشِ تَرْجَمَتِهِ أَنَّ لَهُ بِنْتًا اسْمُهَا: خَدِيجَةُ (ت: 701 هـ) فَلَعَلَّهَا وَالِدَتُهُ.

1063 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الحَرَّانِيُّ الوِطَائِيُّ، الضَّرِيْرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْن حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 219) وَقَالَ: حَفِظَ "التَّيْسِيرَ" وَعُنِيَ بِالقِرَاءَاتِ. . .". وَيُرَاجَعُ: مَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكُبَارِ (2/ 751) وَقَالَ: "وَمَاتَ قَبْلَ الكُهُولَةِ

وَكَانَ فَقِيْهًا عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ أَحمَدَ" وَهُوَ فِي غَايَةِ النِّهَايَةِ (2/ 222).

1064 -

وَمَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ

أَبُو نَعْمُوْنَ الحَرَّانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، غَرْسُ الدِّيْنِ، نَائِبُ الإِمَامِ بِمِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 154)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 331).

ص: 379

مِنِ ابْنِ عَبدِ الدَّائِمِ وَغَيْرِهِ، وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ، وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ بِـ "المَدْرَسَةِ الصَّاحِبِيَّةِ" وبِحَلَقَةِ الحَنَابِلَةِ بِالجَامِعِ، وَأَمَّ بِمِحْرَابِ الحَنَابِلَةِ بِالجَامِعِ أَيْضًا. وَوَلِيَ القَضَاءَ بِـ "الشَّامِ" نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ فِي دَوْلَةِ المُظَفَّرِ الششنكير. ثُمَّ عُزِلَ لَمَّا عَادَ المَلِكُ النَّاصِرُ إِلَى المُلِكِ، وَأُعِيْدَ القَاضِي تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمَان.

قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مِنْ أَعْيَانِ الحَنَابِلَةِ وَفُضَلَائِهِمْ، وَكَانَ فَقِيْهًا، حَسَنَ العِبَارَةِ، وَقَرَأَ الحَدِيْثَ، وَرَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ.

وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ تَاسِعَ عِشْرِيْنَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَة عَشْرٍ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بِسَفْحِ "قَاسِيُوْنَ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌508 - أَحْمَدُ بْن إِبْرَاهِيمَ

(1)

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عُمَرَ الوَاسِطِيُّ الحِزَامِيُّ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، العَارِفُ، عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ، ابْنُ شَيْخِ الحَزَّامِيِّيْنَ

(2)

.

(1)

508 - ابْنُ شَيْخِ الحَزَّامِيِّيْنَ (657 - 711 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 91)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 73)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 384)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 461). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (2/ 172)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 91)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (91)، وَتَذْكِرَةُ الحَفَّاظِ (4/ 1495)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (6/ 221)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 152)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 96)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (1/ 210)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 35)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 479)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 24)(8/ 45). وَفِي "أَعْيَانِ العَصْرِ"، وَ"المِنْهَل الصَّافِي"، وغَيْرِهِمَا:"الشَّافِعِيُّ"؟!.

(2)

"الحِزَّامِيِّيْنَ" مِنْ أَحْيَاءِ "وَاسِطَ". مُعْجَمِ البُلْدَانِ (2/ 252).

ص: 380

وُلِدَ فِي حَادِي عَشَرَ - أَوْ ثَانِي عَشَرَ - ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِشَرْقِيِّ "وَاسِطَ"، وَكَانَ أَبُوْهُ شَيْخَ الطَّائِفَةِ الأَحْمَدِيَّةِ

(1)

، وَنَشَأَ الشَّيْخُ عِمَادُ الدِّيْنِ بَيْنَهُمْ، وَأَلْهَمَهُ اللهُ مِنْ صِغَرِهِ طَلَبَ الحَقِّ وَمَحَبَّتِهِ، وَالنُّفُوْرَ عَنِ البِدَعِ وَأَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ بِالفُقَهَاءِ بِـ "وَاسِطَ" كَالشَّيْخِ عِزِّ الدِّيْنِ الفَارُوثِيِّ

(2)

وَغَيْرِهِ، وَقَرَأَ شَيْئًا مِنَ الفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ. ثُمَّ دَخَلَ "بَغْدَادَ" وَصَحِبَ بِهَا طَوَائِفَ مِنَ الفُقَهَاءِ، وَحَجَّ، وَاجْتَمَعَ بِـ "مَكَّةَ" بِجَمَاعَةٍ مِنْهُمْ، وَأَقَامَ بِـ "القَاهِرَةِ" مُدَّةً بِبَعْضِ خَوَانِقِهَا

(3)

، وَخَالَطَ طَوَائِفَ الفُقَهَاءِ، وَلَمْ يَسْكُنْ قَلْبُهُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الطَّوَائِفِ المُحْدِثَةِ، وَاجْتَمَعَ بِـ "الإِسْكَنْدَرِيَّةِ" بِـ "الطَّائِفَةِ الشَّاذِلِيَّةِ"، فَوَجَدَ عِنْدَهُمْ مَا يَطْلُبُهُ مِنْ لَوَائِحِ المَعْرِفَةِ، وَالمَحَبَّةِ وَالسُّلُوْكِ، فَأَخَذَ ذلِكَ عَنْهُمْ، وَانْتَفَعَ بِهِمْ، وَاقْتَفَى طَرِيْقَتَهُمْ وَهَدْيَهُمْ. ثُمَّ قَدِمَ "دِمَشْقَ"، فَرَأَى الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بْنَ تَيْمِيَّةَ وَصَاحَبَهُ، فَدَلَّهُ عَلَى مُطَالَعَةِ السِّيْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، فَأَقْبَلَ عَلَى "سِيْرَةِ ابْنِ إِسْحَقَ"، "تَهْذِيْبِ ابْنِ هِشَامٍ"، فَلَخَّصَهَا وَاخْتَصَرَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى مُطَالَعَةِ كُتُبِ الحَدِيْثِ وَالسُّنَّةِ وَالآثَارِ، وَتَخَلَّى مِنْ جَمِيعِ طَرَائِقِهِ وَأَحْوَالِهِ،

(1)

مِنْ طَوَائِفِ الصُّوْفِيَّةِ مَشْهُوْرَةٌ.

(2)

فِي (ط): "الفَارُوتِي"، والفَارُوثِي بِالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ، نِسْبَة إِلَى "فَارُوث" مِنْ قَرى "وَاسِطَ" مُعْجَمِ البُلْدَانِ (4/ 259). وَهُوَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 694 هـ).

(3)

جَمْعُ خَانِقَاهُ، وَالخَانِقَاهُ "بُقْعَةٌ يَسْكُنُهَا أَهْل الصَّلَاةِ وَالخَيْرِ، وَالصُّوفِيَّةُ، وَالنُّونُ مَفْتُوحَةٌ، مُعَرَّبٌ؛ (فَانه كَاه)، قَالَ المَقْرِيْزِيُّ: وَقَدْ حَدَثَتْ فِي الإِسْلَامِ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِمَائَةَ، وَجُعِلَتْ لِمُخْتَلَى الصُّوْفِيَّةِ فِيْهَا لِعِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى، فإِذَا عَرَفْتَ ذلِكَ فَالأَنْسَبُ ذِكْرُهُ فِي الهَاءِ؛ لأَنَّهَا أَصْلِيَّةٌ"، تَاجُ العَرُوس (25/ 270).

ص: 381

وَأَذْوَاقِهِ وَسُلُوْكِهِ، وَاقْتَفَى آثَارَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَهَدْيَهُ، وَطَرَائِقَه المَأْثُورَةَ عَنْهُ فِي كُتُبِ السُّنَنِ وَالآثَارِ، وَاعْتَنَى بِأَمْرِ السُّنَّةِ أَصُولًا وَفُرُوعًا، وَشَرَعَ فِي الرَّدِّ عَلَى طَوَائِفِ المُبْتَدِعَةِ الَّذِينَ خَالَطَهُمْ وَعَرَفَهُمْ مِنَ الاتِّحَادِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، وَبَيَّنَ عَوْرَاتَهُمْ، وَكَشَفَ أَسْتَارَهُمْ، وَانْتُقِلَ إِلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي "الكَافِي" علَى الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّينِ الحَرَّانِيِّ الآتي

(1)

ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلَّدٍ سَمَّاهُ "البُلْغَةَ" وَأَلَّفَ تَآلِيْفَ

(2)

كَثِيْرَةً فِي الطَّرِيْقَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالسُّلُوْكِ الأَثَرِيِّ، وَالفَقْرِ المُحَمَّدِيِّ؛ وَهِيَ مِنْ أَنْفَعِ كُتُبِ الصُّوفِيَّةِ

(3)

لِلْمُرِيْدِينَ، انْتَفَعَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ مُتَصَوِّفَةِ أَهْلِ الحَدِيثِ وَمُتَعَبِّدِيْهِمْ

(4)

. وَكَانَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بْنُ تَيْمِيَّةَ يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّهُ، وَيَقُوْلُ عَنْهُ: هُوَ جُنَيْدُ

(5)

وَقْتِهِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا مِنْ "مِصْرَ" أَوَّلُهُ:"إِلَى شَيْخِنَا، الإِمَامِ، العَارِفِ، القُدْوَةِ السَّالِكِ".

قَالَ البِرْزَالِيُّ عَنْهُ فِي "مُعْجَمِهِ": رَجُلٌ صَالِحٌ، عَارِفٌ، صَاحِبُ نُسُكٍ وَعِبَادَةٍ، وَانْقِطَاعٍ وَعُزُوْفٍ عَنِ الدُّنْيَا، وَلَهُ كَلَامٌ مَتِيْنٌ فِي التَّصَوُّفِ الصَّحِيْحِ، وَهُوَ دَاعِيَةٌ

(1)

إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 729 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

فِي (ط): "تَآلف" خَطأ طِبَاعَة.

(3)

تَصَوُّفُ أَهْلِ الحَدِيْثِ هُوَ الزُّهدُ بِعَيْنِهِ؛ فَهُمْ - فِي الغَالِبِ - أَبْعَدُ النَّاسِ عَنِ البِدَعِ؛ لأَنَّ مُسْتَمْسِكَ أَهْلِ البِدَعِ، أَحَادِيْثُ مَكْذُوبَةٌ، وأَمَّا تَأْصِيْلُ عِبَادَاتٍ لَمْ تَرِدْ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ.

(4)

في (أ): "متعبديها".

(5)

الجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجُنَيْدِ البَغْدَادِيُّ أَبُو القَاسِمِ الصُّوفِيُّ (ت: 297 هـ) مَشْهُوْرٌ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ بَغْدَادَ (7/ 241)، وَطَبَقَاتِ الحنَابِلَةِ (1/ 343) خَرَّجْتُ تَرْجَمَتَهُ هُنَاك.

ص: 382

إِلَى طَرِيْقِ اللهِ تَعَالَى، وَقَلَمُهُ أَبْسَطُ مِنْ عِبَارَتِهِ، وَاخْتَصَرَ "السِّيْرَةَ النَّبَوِيَّةِ"، وَكَانَ يَتَقَوَّتُ مِنَ النَّسْخِ، وَلَا يَكْتُبُ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يُدْفَعُ بِهِ الضَّرُوْرَةَ، وَكَانَ مُحِبًّا لأَهْلِ الحَدِيْثِ، مُعَظِّمًا لَهُمْ، وَأَوْقَاتُهُ مَحْفُوْظَةٌ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ سَيِّدًا، عَارِفًا، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، مُنْقَطِعًا إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَكَانَ يَنْسَخُ بِالأُجْرَةِ وَيَتَقَوَّتُ، وَلَا يَكَادُ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا إِلَّا فِي النَّادِرِ، صَنَّفَ أَجْزَاءً عَدِيْدَةً فِي السُّلُوكِ وَالسَّيْرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَفِي الرَّدِ علَى الاِتِّحَادِيَّةِ وَالمُبْتَدِعَةِ، وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى السُّنَةِ، وَمَذْهَبُهُ مَذْهَبُ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي الصِّفَاتِ، يُمِرُّهَا كَمَا جَاءَتْ، وَقَدْ انْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ صَحِبُوْهُ، وَلَا أَعْلَمُ خَلَفَ بِـ "دِمَشْقَ" فِي طَرِيْقَتِهِ مِثْلَهُ.

قُلْتُ: وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ: "شَرْحُ مَنَازِلِ السَّائِرِيْنَ" وَلَمْ يُتِمَّهُ

(1)

، وَلَهُ نَظمٌ حَسَنٌ فِي السُّلُوْكِ. كَتَبَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ وَالبِرْزَالِيُّ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ لَهُ مُشَارَكَةٌ جَيِّدَةٌ فِي العُلُوْمِ، وَعِبَارَةٌ حَسَنَةٌ قَوِيَّةٌ، وَفِهْمٌ جَيِّدٌ، وَخَطُّ حَسَنٌ فِي غَايَةِ الحُسْنِ، وَكَانَ مَعْمُوْرَ الأَوْقَاتِ بِالأَوْرَادِ وَالعِبَادَاتِ، وَالتَّصْنِيْفِ، وَالمُطَالَعَةِ، وَالذِّكْرِ، وَالفِكْرِ، مَصْرُوْفَ العِنَايَةِ إِلَى المُرَاقَبَةِ وَالمَحَبَّهِ، وَالأُنْسِ بِاللهِ، وَقَطْعِ الشَّوَاغِلِ وَالعَوَائِقِ عَنْهُ، حَثيْثَ السَّيْرِ إِلَى وَادِي الفَنَاءِ بِاللهِ، وَالبَقَاءِ بِهِ، كَثِيْرَ اللَّهْجِ بِالأَذْوَاقِ وَالتَّجَلِّيَاتِ، وَالأَنْوَارِ القَلْبِيَّةِ، مُنْزَوِيًا

(1)

"مَنَازِلُ السَّائِرِيْنَ" مِنْ تَأْلِيْفِ شَيْخِ الإِسْلَامِ الأَنْصَارِيِّ (ت: 481 هـ)، تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَتِهِ. وَأَلَفَ رِسَالةً وَجَّهَهَا إِلَى أَصْحَابِ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيِّ يُحُثُّهُمْ فِيْهَا إِلَى مُنَاصَرَتِهِ، وَالثَّبَاتِ عَلَى نُصْرَةِ السُّنَّةِ وَأَهْلِهَا، سَمَّاهَا "التَّذْكِرَةَ وَالاعْتِبَارَ وَالاِنْتِصَارَ لِلأَبْرَارِ" ذَكَرَهَا ابْنُ عَبْدِ الهَادِي فِي "العُقُودِ الدُّرِّيَّةِ" ص (291 - 321) وَلَهَا طَبَعَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ.

ص: 383

عَنِ النَّاسِ، لَا يَجْتَمِعُ إِلَّا بِمَنْ يُحِبُّهُ، وَيَحْصُلُ لَهُ بِاجْتِمَاعِهِ بِهِ مَنْفَعَةٌ دِيْنِيَّةٌ. وَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذلِكَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ آخِرَ نَهَارَ السَّبْتِ، سَادِسَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ

(1)

وَسبْعِمَائَةَ بِـ "المَارِسْتَانَ الصَّغِيرِ" بـ "دِمَشْقَ" وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ بِالجَامِعِ، وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُونَ"، قُبَالَةَ "زَاوِيَةِ السُّيُوْفِيِّ"، رضي الله عنه.

‌509 - مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ

(2)

بْنِ أَبِي نَصْرِ بْنِ الدُّبَاهِيِّ البَغْدَادِيُّ، الزَّاهِدُ شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي العَبَّاسِ.

وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ - أَوْ سَبْعٍ - وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "بَغْدَادَ". وَصَحِبَ الشَّيْخَ يَحْيَى الصَّرْصَرِيَّ

(3)

- وَكَانَ خَال وَالِدَتِهِ - والشَّيخَ عَبْدَ اللهِ كُتَيْلَةَ

(4)

مُدَّةً. وَسَافَرَ مَعَهُ، وَأَجَازَ لَهُ النَّشْتَبْرِيُّ

(5)

مِنْ "مَارْدِيْنَ" وَجَاوَرَ بِـ "مَكَّةَ" عَشْرَ سِنِيْنَ، وَدَخَلَ

(1)

في (ط): "عشر".

(2)

509 - ابْنُ الدُّبَاهِيِّ الزَّاهِدُ (636 - 711 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 92)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 357)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 382)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 461). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 172)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (127)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (60)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 168)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 143)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 250)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 465)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 27)(8/ 50).

وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 193) الشَّيْخَ الصَّالِحَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ البَعْلَبَكِيَّ وَقَالَ: "خَادِمُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ الدُّبَاهِيِّ"، وَتُوُفَيَ سَنَةَ (712 هـ).

(3)

تُوُفِّيَ سَنَةَ (656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(4)

هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبِي البَدْرِ الحَرْبِيُّ (ت: 681 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(5)

فِي (ط): "التستري" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، وَإِنَّمَا المَقْصُوْدُ عَبْدُ الخَالِقِ بْنُ الأَنْجَبِ النَّشْتَبْرِيُّ =

ص: 384

"الرُّومَ" وَ"الجَزِيْرَةَ"، وَ"مِصْرَ" وَ"الشَّامَ"، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ "دِمَشْقَ" وَتوُفِّيَ بِهَا

(1)

.

قَالَ الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّينِ بْنُ الزِّمَلْكَانِيِّ عَنْهُ: شَيخٌ، صَالِحٌ عَارِفٌ، زَاهِدٌ، كَثِيرُ الرَّغْبَةِ فِي العِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَالحِرْصِ عَلَى الخَيْرِ، وَالاِجْتِهَادِ فِي العِبَادَةِ، تَخَلَّى عَنِ الدُّنْيَا، وَخَرَجَ عَنْهَا

(2)

وَلَازَمَ العِبَادَةَ، وَالعَمَلَ الدَّائِمِ وَالجِدَّ، وَاسْتَغْرَقَ أَوْقَاتَهُ فِي الخَيْرِ، وَكَانَ لَدَيْهِ فَضْلٌ، وَعِنْدَهُ مُشَارَكَاتٌ جَيِّدَةٌ فِي عُلُوْمٍ، وَلَهُ عِبَارَةٌ حَسَنَةٌ فِيْمَا يَكْتُبُهُ، وَطَلَبَ الفَوَائِدَ الدِّيْنِيَّةِ، مُتَقَشِّفٌ وَرِعٌ، صُلْبٌ فِي الدِّيْنِ، مُجَانِبٌ لِمَنْ يَخْشَى عَلَى دِيْنِهِ مِنْهُ، مُحِبُّ للصَّالِحِيْنَ وَأَهْلِ الخَيْرِ، مُنْقَطِعٌ عَنِ النَّاسِ مَهِيبٌ. يَقُومُ اللَّيْلَ وَيُكْثِرُ الصَّوْمَ، وَيُطِيْلُ الصَّلَاةَ بِخُشُوعٍ، وَإِخْبَاتٍ، وَاسْتِغْرَاقٍ، وَيَتْلُو القُرْآنَ العَظِيْمَ، لَا يُرَى خَالِيًا مِنْ أَفْعَالِ الخَيْرِ وَأَعْمَالِ البِرِّ، وَيَتَصَدَّقُ فِي السِّرِّ، وَيَنْصَحُ الإِخْوَانَ، وَيَسْعَى فِي مَصَالِحِهِمْ، وَيُحْسِنُ القِيَامَ علَى عِيَالِهِ، وَيُلَازِمُ الجَمَاعَاتِ فِي الجَامِعِ، وَلَا يَغْشَى السَّلَاطِيْنَ، وَلَا الوُلَاةَ، وَلَا أَهْلَ الدُّنْيَا، إِلَّا عِنْدَ ضَرُوْرَةٍ دِيْنِيَّةٍ، وَكَانَ يُخْشِنُ مَأْكَلَهُ وَمَلْبَسَهُ، وَيُحِبُّ طَرِيْقَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَإِذَا رَآهُ إِنْسَانٌ عَرَفَ الجِدَّ فِي وَجْهِهِ، يَقُوْمُ فِيْمَا يَظْهَرُ لَهُ مِنَ الحَقِّ، وَيَأْمُرُ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَمَّا يَقْدِرُ عَلَى النَّهْيِ عَنْهُ مِنَ المُنْكَرِ، وَلَمْ يَزَلْ كَذلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ.

= الشَّافِعِيُّ (ت: 649 هـ) وَسَيَأْتِي بَعْدَ أَسْطُرٍ عَلَى الصَّحِيْحِ دُوْنَ تَحْرِيْفٍ.

(1)

في (أ): "وبِهَا تُوُفِّيَ".

(2)

جَاءَ فِي "ذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ: "مِنْ كِبَارِ التُّجَّارِ كَأَبِيْهِ، ثُمَّ زَهِدَ وَلَبِسَ عَبَاءَةً، وَجَاوَرَ مُدَّةً، وَتَصَوَّفَ. . .".

ص: 385

قَالَ البِرْزَالِيُّ: أَحَدُ المَشَايِخِ العَارِفِيْنَ الصَّالِحِيْنَ، وَلَهُ كَلَامٌ حَسَنٌ، وَجَمْعٌ وَتَأْلِيْفٌ، وَهُوَ حَسَنُ الجُمْلَةِ، عَدِيْمُ التَّكْلِيْفِ، وَافِرُ الإِخْلَاصِ، مُتَّبِعٌ لِلْسُنَّةِ، حَسَنُ المُشَارَكَةِ فِي العِلْمِ، سَيِّدٌ مِنَ السَّادَاتِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ إِمَامًا، فَقِيْهَ النَّفْسِ، عَارِفًا بِمُعَامَلَاتِ القُلُوْبِ، صَحِبَ خَلْقًا مِنَ المَشَايِخِ، وَأَخَذَ عَنْهُمْ أَخْلَاقَ القَوْمِ وَطَرِيْقَهُمْ، وَكَانَ حَسَنَ المُجَالَسَةِ، مُتَّبِعًا لِلْسُّنَّةِ، مُحَذِّرًا مِنَ البِدْعَةِ، كَثِيْرَ الطَّلَبِ، تَرَكَ أَبَاهُ وَنِعْمَتَهُ وَتَجَرَّدَ، وَدَخَلَ "الرُّوْمَ" وَ"الجَزِيْرَةَ" وَ"الشَّامَ" وَ"مِصْرَ" وَ"الحِجَازَ"، يَصْحَبُ بَقَايَا الصُّوْفِيَّةِ، وَيَقْتَفِي آثَارَهُمْ، وَحَفِظَ كَثِيرًا عَنْهُمْ، وَعَنْ مَشَايِخِ الطَّرِيْقِ، وَأَنْفَقَ كَثِيْرًا مِنَ الأَمْوَالِ مِنْ مِيْرَاثِهِ عَلَى الفُقَرَاءِ، وَقَرَأَ الفِقْهَ فِي شَبِيْبَتِهِ عَلَى مَذْهَبِ أَحمَدَ، وَجَاوَرَ بِالحَرَمَيْنِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةَ، وَتأَهَّلَ وَوُلِدَ لَهُ، فَلَمَّا لَمَعَتْ لَهُ أَنْوَارُ شَيْخِنَا - يَعْنِي: ابْنِ تَيْمِيَّةَ - وَظَفَرَ بِأَضْعَافِ تَطَلُّبِهِ: ارْتَحَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" بِأَهْلِهِ، وَاسْتَوْطَنَهَا، عَلَّقَتُ عَنْهُ أَشْيَاءَ، وَسَمِعْتُ مِنْ تَأْلِيْفِهِ خُطْبَةً بِلِيغَةً، وَصَحِبْتُهُ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ جُزْءًا بِإِجَازَتِهِ مِنَ النَّشْتَبَرِيِّ.

قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ البِرْزَالِيِّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَذَكَرَاهُ فِي مُعْجَمَيهَا.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: ابْتُلِيَ بِضِيْقِ النَّفْسِ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ، ثُمَّ بِالاِسْتِسْقَاءِ. وَانْتَقَلَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ يَوْمَ الخَمِيْسِ، رَابِعَ عَشَرَ شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ إِحْدَى عشْرَةَ

(1)

وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ بِـ "قَاسِيُونَ" قَبْلَ الشَّيخِ عِمَادِ الدِّيْنِ الوَاسِطِيِّ بِيَوْمَيْنِ. وَأَنْشَدَنِي لِبَعْضِهِمْ

(2)

:

(1)

فِي (ط): "عشر".

(2)

في (ط): "بعضهم".

ص: 386

الدَّهْرُ سَاوَمَنِي عُمْرِي فَقُلْتُ لَهُ

لَا بِعْتُ عُمْرِيَ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا

ثُمَّ اشْتَرَاهُ تَفَارِيْقًا بِلَا ثَمَنٍ

تبَّتْ يَدَا صفْقَةٍ قَدْ خَابَ شَارِيْهَا

وَذَكَرَ البِرْزَالِيُّ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ آخِرَ نَهَارِ الخَمِيْسِ المَذْكُوْرِ عِنْدَ الغُرُوبِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ ضُحَى نَهَارِ الجُمُعَةِ بِالجَامِعِ، وَدُفِنَ غَرْبِيُّ تُرْبَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، رضي الله عنهما.

‌510 - مَسْعُودُ بْنُ أَحْمَدَ

(1)

بْنِ زَيْدِ بْنِ عيَّاشٍ الحَارِثِيُّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، قَاضِي القُضَاةِ، سَعْدُ الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وُلِدَ سَنَةَ اثْنَيْنِ

(2)

- أَوْ ثَلَاثٍ - وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَسَمِعَ بِـ "مِصْرَ" مِنَ الرَّضِيِّ بْنِ البُرْهَانِ، وَالنَّجِيْبِ الحَرَّانِيِّ، وَابْنِ عَلَّاقٍ

(3)

، وَجَمَاعَةٍ مِنْ

(1)

510 - مَسْعُودٌ الحَارِثِيُّ (652 - 711 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 92)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 29)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (4/ 385)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 461). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 182)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 339)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (281)، وَمن ذُيُوْلِ العِبَرَ (63) وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (229)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (129)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1495)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 27، 40)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (وَرَقَة: 96)، وَقَالَ:"مِنْ مَشَايِخِ وَالِدِي فِي الحَدِيْثِ"، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 64)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 347)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 221)، وَطَبَقَاتُ الحُفَّاظِ (515)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (3/ 347)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 28)(8/ 53)، وَابْنُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 732 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ حَفِيْدِهِ: أَحْمَدَ فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى؛ وَذلِكَ لِجَهْلِ سَنَةِ وَفَاتِهِ.

(2)

في (ط): "اثنين".

(3)

في (ط): "عَلافِ". وَابْنُ عَلَّاقٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ (ت: 672 هـ) حَنْبَلِيٌّ تَقَدَّمَ =

ص: 387

أَصْحَابِ البُوْصِيْرِيِّ وَطَبَقَتِهِ، وَبِـ "الإِسْكَنْدَرِيَّةِ" مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنِ الفُرَاتِ، وَبِـ "دِمَشْقَ "منْ أَحمَدَ بْنِ أَبِي الخَيْرِ، وَأَبِي زكَرِيَا بنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَخَلْقٍ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ. وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ، وَخَرَّجَ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوْخِ مَعَاجِمَ، مِنْهُمْ: الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ أَبي عُمَرَ

(1)

، وَالأَبرَقُوهِيُّ

(2)

وَغَيْرُهُمَا، وَتَفَقَّهَ علَى ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ، وَبَرَعَ وَأَفْتَى.

وَصَنَّفَ "شَرْحَ بَعْضِ سُنَنِ أَبي دَاوُدَ"، وخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "آمَالِيَ" وَتَكَلَّمَ فِيْهَا عَلَى الحَدِيْثِ وَرِجَالِهِ وَعَلى التَّرَاجِمِ، فَأَحْسَنَ وَشَفَى، وَشَرَحَ قِطْعَةً مِنْ كِتَابِ "المُقْنِعِ"

(3)

فِي الفِقْهِ مِنَ "العارِيَّةِ" إِلَى آخِرِ "الوَصَايَا" وَكَلَامُهُ فِي الحَدِيْثِ أَجْوَدُ مِنْ كَلَامِهِ فِي الفِقْهِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَجْوَدَ فُنُوْنِهِ.

وَكَانَ يَكْتُبُ خَطًّا حَسَنًا، حُلْوًا مُتْقِنًا، وَخَطُّهُ مَعْرُوْفٌ، وَحَجَّ غَيْرَ مَرَّةٍ. وَدَرَّسَ بِعِدَّةِ أَمَاكِنَ، كَـ "المَنْصُوْرِيَّةِ" وَ"جَامِعِ الحَاكِمِ"

(4)

، وَوَلِيَ القَضَاءَ

= اسْتِدْرَاكُهُ عَلَى المُؤَلِّفِ رَحِمَهِ اللهُ تَعَالَى فِي مَوْضِعِهِ.

(1)

تُوْجَدُ قِطْعَةٌ مِنْ تَخَرْيِجْهِ هَذَا فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" مَجْمُوعُ رَقْم (3/ 1 - 19) الجُزْءُ السَّادِسُ و (115/ 106 - 37) فِيْهَا الأَجْزَاء الثَّامِنُ وَالتَّاسِعُ.

(2)

نُسْخَتُهُ فِي الأَزْهَرِيَّةِ، نَاقِصَةُ الطَّرفَيْنِ، وَهِيَ مِنْ مَصَادِرِي؛ لاِعْتِمَادِ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ عَلَيْهِ، وَخَرَّجَ "مَشْيَخَةً" لِخَلِيْلِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدٍ صَفِيِّ الدِّيْنِ المَرَاغِيِّ (ت: 685 هـ) حَنْبَلِيٌّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. لَا أَعْلَمُ لَهَا وُجُوْدًا.

(3)

في دَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ بِـ "القَاهِرَةِ"(6 - فِقْهُ حَنْبَلِي) قِطْعَةٌ مِنْهُ بِخَطٍّ مَلِيْحٍ.

(4)

فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَاليِّ: "وَلِيَ مَشْيَخَةَ الحَدِيثِ بِـ "الجَامِعِ الحَاكِمِيِّ". وَتَدْرْيْسَ الفِقْهِ بِـ "جَامِعِ ابْنِ طُولُوْنَ"، ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، وَدَرَّسَ بِالمَدْرَسَةِ "الصَّالِحِيَّةِ" =

ص: 388

سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا، وَكَانَ سُنِيًّا أَثَرِيًّا، مُتَمَسِّكًا بِالحَدِيْثِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"

(1)

كَانَ فَقِيْهًا مُنَاظِرًا، مُفْتِيًا، عَالِمًا بِالحَدِيْثِ وَفُنُوْنِهِ، حَسَنَ الكَلَامِ عَلَيْهِ وَعَلَى الأَسْمَاءِ، ذَا حَظٍّ مِنْ عَرَبِيَّةٍ وَأُصُوْلٍ، خَرَّجَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ، وَأَقْرَأَ المَذْهَبَ، وَدَرَّسَ، وَرأَسَ الحَنَابِلَةِ. وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ الخَبَّازِ - وَهُوَ أَسَنُّ مِنْهُ - وَأَبُو الحَجَّاجِ المِزِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ البِرْزَالِيُّ.

وَذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ أَيْضًا فِي "طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ"، وَقَالَ: كَانَ عَارِفًا بِمَذْهَبِهِ، ثِقَةً، مُتْقِنًا، صَيِّنًا

(2)

، مَلِيْحَ الشَّكْلِ، فَصِيْحَ العِبَارَةِ، وَافِرِ التَّجَمُّلِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيْثًا

(3)

مِنْ "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ".

وَقَال فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ"

(4)

، كَانَ عَارِفًا بِمَذْهَبِهِ، بَصِيْرًا بِكَثِيْرٍ مِن الحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَرِجَالِهِ، مَلِيْحَ التَّخْرِيْجِ

(5)

، مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الفَنِّ.

= وَ"النَّاصِرِيَّةِ". . .".

(1)

لَمْ يَرِدْ هَذَا النَّصُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ المَطْبُوْعِ؟! وَفِي "ذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ"، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَخَرَّجَ، وَصَنَّفَ، وَتَمَيَّزَ وَأَفَادَ، وَدَرَّسَ بِـ "النَّاصِرِيَّةِ" وَبِـ "الصَّالِحِيَّةِ" وَبِـ "جَامِعِ ابْنِ طُوْلُونَ" وَحَكَمَ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا، وَقَدْ كَانَ قَدِمَ "دِمَشْقَ" عَلَى مَشْيَخَةِ "دَارِ الحَدِيْثِ النُّوْرِيَّة" ثُمَّ ضَجِرَ، وَرَجَعَ، وَحَدَّثَ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ"، وَكَانَ رَئِيْسًا، فَصِيحًا، عَذْبَ الإِيْرَادِ، قَوِيَّ المَعْرِفَةِ بِالمُتُوْنِ، والرِّجَالِ، والفِقْهِ، دَيِّنًا، صَيِّنًا، وَافِرَ الحُرْمَةِ، فَاخِرَ البَزَّةِ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنَ التُّجَّارِ".

(2)

في (ط): "صَيِّتًا" تَصْحِيْفٌ.

(3)

في (ط): "حَدِيث".

(4)

في (ط): "المُخْتَصَرِ" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ.

(5)

هَذِهِ اللَّفْظَةُ سَاقِطَةٌ مِنْ (ط)، وَهِيَ فِي:"المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" وَالنَّصُّ فِيْهِ حَرْفِيًّا.

ص: 389

قُلْتُ: حَدَّثَ بِالكَثِيْرِ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِنَا، وَغَيْرِهِمْ.

وَتُوُفِّيَ فِي سَحَرِ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ رَابِعَ عِشْرِي

(1)

ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحَدَى

(1)

فِي (ط): "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ": "عَشر"، وَفِي "المُقتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ"، وَفِي "سَحَرِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ الرَّابِعَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الإِمَامُ، وَالحَافِظُ، عُمْدَةُ المُحَدِّثِينَ، قَاضِي القُضَاةِ

وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، نَشَأَ فِي العِلْمِ وَالصِّيَانَةِ، وَاشْتَغَلَ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ، وَطَلَبَ بِنَفْسِهِ، وَقَرَأَ الكَثِيْرَ

وَلَمْ يَزَلْ عَلَى طَرِيْقَةٍ حَسَنَةٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَياتِ سَنَةِ (711 هـ):

1065 -

إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ ابْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ)(وَرَقَة: 217)، كَمَا أَوْرَدَهُ فِي الأَوْرَاقِ المُلْحَقَةِ فِي آخِرِ النُّسْخَةِ كِلَاهُمَا عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 181)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 56)، وَقَالَ:"وَالِدُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ"، وَابْنُهُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ لَمْ أَعْرِفْهُ؟!.

1066 -

وَأَسْمَاءُ بِنْتُ العَدْلِ [

] عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ [عَلِيِّ بنِ صَدَقَةَ] الحَرَّانِيِّ

أُمُّ الخَيْرِ، وَهِيَ بِنْتُ أُخْتِ الشَّيْخِ وَجِيْهِ الدِّيْنِ وَالشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ ابْنَيْ المُنَجَّى. وَكَانَتْ زَوْجَةَ ابْنِ عَمِّهَا عِزِّ الدِّيْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الواحِدِ بْنِ صَدَقَةَ. . ." كَذَا فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 170).

1067 -

وَسِتُّ الفُقَهَاء بِنْتُ عِمَادُ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ [المَقْدِسِيُّ] وَهِيَ زَوْجَةُ البَدْرِ عَلِيَّ بْنِ عُمَر [

] بْنُ عَمِّهَا، وَأَوْلَادُهُ مِنْهَا، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 173) وَزَوْجُهَا لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (436).

1068 -

عَائشِةُ بِنْتُ رِزْقِ اللهِ بْنِ عَوَضٍ، أُمُّ أَحْمَدَ المَقْدِسِيَّةُ، البِلَادِيَّةُ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 180)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 90) =

ص: 390

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَقَالَ: "مُسْنِدَةٌ، مُعَمَرَةٌ، رَوَتْ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَهِيَ وَالِدَةُ شَيْخَتِنَا فَاطِمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عوَضٍ"، وَابْنَتُهَا فَاطِمَةُ (ت: 728 هـ) نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَقَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيِّ: "أُمُّ وَلَدَيْهِ فَاطِمَةُ، وَالتَّقِيُّ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ مَعَهَا علَى ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ".

1069 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكرِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيُّ، ذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 175)، والصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 24)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 434).

1070 -

وَعُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ بْنِ أَبي بَكْرٍ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ. كَذَا فِي المُقْتَفَى لِلْحَافِظِ البِرْزالِيِّ (2/ وَرَقَة: 178). وَهُوَ مِنْ (آلِ قَاضِي حَرَّان) عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ (ت: 624 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1071 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ إبْرَاهِيْمَ بنِ مَحْمُوْدِ بْنِ جَوهَرٍ البَطَائِحِيُّ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ بَرَكَاتِ بْنِ القُرَيْشَةِ (ت: 740 هـ) حَنْبَلِيُّ سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَلَهُ أَخَوَانِ هُمَا: عَبْدُ القَادِرِ (ت: 749 هـ)، وَمُحَمَّدٌ (ت: 723 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا أَيْضًا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَلَا أَدْرِي هَلْ هُمَا مِنْ أَبْنَائِهَا أَيْضًا. أَخْبَارُهَا فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 187)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (2/ 103)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِينَ (228)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (1495)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (4/ 26)، وَمِرْآةِ الجِنَانِ (4/ 250)، وَذَيْلِ التَّقيِيْدِ (60)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 301)، وَالشَّذَرَات (6/ 28).

1072 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أيُّوبَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الزُّرَعِيُّ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ 171)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (4/ 434)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَة (4/ 14).

1073 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ ظَافِرِ بْنِ أَبِي سَعْدِ المِصْرِيُّ الأَصْلِ، الحَنْبَلِيُّ. =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أَخْبارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ 169)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (4/ 683)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 241).

وَلَمْ يَذْكُرْ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (712 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

1074 -

إبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ عَلِيٍّ البَعْلَبَكِيُّ، الفَقِيْهُ، أَبُو إِسْحَقَ، شَيْخُ "بَعْلَبَكَّ" اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي أَوْرَاقٍ مَرْفَقَةٍ بِنُسْخَةِ (أ) عَنِ الدُّرَرِّ الكَامِنَةِ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" (1/ 7). أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ 185)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 124)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (68)، وَذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ (134)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (5/ 311)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (1/ 47)، وَالمِنْهَلِ الصَّافِي (1/ 39)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (1/ 6)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 29)، وَأُخْتُهُ: مَرْيَمُ بِنْتُ أَحْمَدَ (ت: 699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا.

1075 -

وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُرُورٍ، عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ. ذَكَرَهُ الحَافظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 191). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (2/ 25)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (135)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 83)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (70)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 319)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 313)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (2/ 67)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةِ (1/ 241)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (1/ 389)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 30). وَالِدُهُ: قَاضِي مِصْرَ المَشْهُوْرُ بِـ "ابْنِ العِمَادِ"(ت: 676 هـ) وَجَدُّهُ: العِمَادُ إِبْرَاهِيْمُ (ت: 614 هـ) أَخُو الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت: 600 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. وَإِخْوَتُهُ: إِبْرَاهِيْمَ (ت: 711 هـ) وَحَسَنٌ (ت: 710 هـ) وَخَدِيْجَةُ (ت: 695 هـ)، وَزَيْنَبُ (ت:؟) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمْ فِي مَوَاضِعِهمْ.

1076 -

وَعَبْدُ الأَحَدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ فَخْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، شَرَفُ الدِّيْنِ الحَرَّانِيُّ. مِنْ أُسْرَةِ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الإِمَامِ المَشْهُورِ، وَعَبْدُ الأَحَدِ هَذَا مِنْ "آلِ عَبْدِ الغَنِيِّ" خَطِيْبِ حَرَّانَ (ت: 639 هـ)، وَابْنُ خَطِيْبِهَا الإِمَامُ المُفَسَّرُ فَخْرُ الدِّيْنِ (ت: 622 هـ)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَوَالِدُهُ: أَبُو القَاسِمِ =

ص: 392

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (ت: 676 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ أَيْضًا. وَعَبْدُ الأَحَدِ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 192)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الصَّالِحِ، المُسْنَدِ، الأَصِيْلِ، بَقِيَّةِ السَّلَفِ، شَرَفِ الدِّينِ، أَبِي البَرَكَاتِ. . ." اسْتَدرَكَهُ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (218) عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُونِ. . ."(2/ 164)، وَهُوَ هُنَاكَ "عَبْدُ الوَاحِدِ"؟!. وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 346)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (70)، وَبَرْنَامَجُ الوادِي آشِي (150)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 5)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 9)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 114)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 422)، وَدُرَّةُ الحُجَالِ (3/ 147)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 30).

1077 -

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي الفَتْحِ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ، المَرْدَاوِيُّ، المَقْدِسِيُّ، ابْنُ خَطِيْبِ مَرْدَا. ذَكَرَهُ الحافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 188)، وَقَالَ:"سَمِعْتُ مِنْهُ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"مَرْدَا" وَهُوَ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 381)، وَفِيْهِ "خَطِيْبُ يَلْدَا" ضَبَطَ "يَلْدَ" بِالشَّكْلِ، ثُمَّ قَالَ: وَلِيَ خَطَابَةَ "يَلْدَانَ"؟! وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 43)، والدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 341). وَوَالِدُهُ: خَطيْبُ "مَرْدَا" (ت: 656 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَتَقَدَّمَ اسْتِدرَاكُ أَخِيْهِ عَبْدِ العَزِيْزِ (ت: 706 هـ) فِي مَوْضِعِهِ.

1078 -

وَعَلِيُّ بْنُ مَنْكَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الحَسَنِ الحَلَبِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الذَّهَبِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 60)، وَقَالَ:"وَكَانَ خَيِّرًا، صَالِحًا، مُنْقَطِعًا بِمَدْرَسَةِ أَبِي عُمَرَ" وَعَنْهُ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 210).

وَلَمْ يَذْكرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (713 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

1079 -

إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُسْلِمٍ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، أَبُو الفِدَاءِ، المَعْرُوفُ أَبُوهُ بِـ "عَبْدَانَ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتفَى (2/ وَرَقَة: 201)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الصَّالِحِ" وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "جُزْءَ الأَصَمِّ"، سَمَاعًا مِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، بِإِجازَتِهِ مِنْ خَطِيْبِ "المَوْصِلِ" وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ أَيُّوبَ الفُقَّاعِي الحِمَّانِيِّ. . ." وَفَصَّلَ أَخْبَارَهُ.

ص: 393

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1080 - وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ الدَّشْتِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ، الأَنْمِيُّ، الكُرْدِيُّ، خَالُهُ الشَّيْخُ الزَّاهِدُ مَحْمُوْدُ الدَّشْتِيُّ (ت: 665) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. وَأَحْمَدُ هَذَا اسْتَدْرَكَهُ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَتَلَاشَى طَرَفُ الوَرَقَةِ فَلَمْ يَظْهَرْ مَصْدَرُهُ، وَهُوَ إِمَّا مِنَ "الدُرَرِ الكَامِنَةِ"، وَإِمَّا مِنْ "تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ"، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 312)، وَابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ:"نُزْهَةُ العُيُوْنِ. . ."، (1/ ورَقَة: 227). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 202)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 101)، وَذَيْلُ العِبَرِ (75)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (140)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (8/ 82)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 350)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 393)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (2/ 157)، والدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 83)، والشَّذَرَاتُ (6/ 32).

1081 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مَنْصُورٍ المَقْدِسِيُّ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ. وَالِدُهُ: ابْنُ عَمِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ. أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَةَ: 199)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 146)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 414).

1082 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الحَافِظِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ ماضِي، بَدْرُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ. تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ جَدِّهِ: عَبْدِ الحَمِيْدِ (ت: 639 هـ)، وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ عَمَّهُ: عَبْدَ السَّاتِرِ (ت: 679 هـ) كَمَا تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَعْمَامِهِ؛ عِيْسَى (ت: 686 هـ) وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ (ت: 677 هـ) وَعَبْدِ اللهِ (ت: 655 هـ). وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ إِبْرَاهِيْمَ (ت: 718 هـ)، أَمَّا هُوَ فَذَكَرَهُ الحافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 203). وَقَالَ: وَوَالِدُهُ مِنْ أَوْلَادِ المَشَايِخِ. رَوَى لَنَا عَنْ خَطِيْبِ مَرْدَا، وَسَمِعَ مِنْهُ الطَّلَبَةُ وَالرَّحَّالُوْنَ". وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ تُوفِّيَ بَعْدَهُ (753 هـ). المَشْيَخَةُ البَاسِمَةُ (84).

1083 -

مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عُمَرَ بْنِ عَوضِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ التَّاجِ"، مِنْ (آلِ عَوَضٍ) المَقَادِسَةِ قُضَاةِ "مِصْرَ". ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 206)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 11). قَالَ الحَافِظُ

ص: 394

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البِرْزَالِيُّ: "كَانَ شَيْخًا، مُبَارَكًا، حَسَنَ السَّمْتِ، مِنْ مَشَايِخِ "الصَّالِحِيَّةِ" المَعْرُوفِيْنَ، وَعِنْدَهُ فِقْهٌ، وَاشْتِغَالٌ بِالعِلْمِ، وَيَحْفَظُ كَثِيْرًا منَ الأَحَادِيْثَ وَالرَّقَائِقِ، وَكَانَ مُثَابِرًا عَلَى فِعْلِ الخَيْرَاتِ. . ." وَذَكَرَ مَنَاقِبَهُ وَشُيُوْخَهُ. وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "الفَقِيْهُ، العَالِمُ، الصَالِحُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ

". وَالِدُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 620 هـ) يَظهَر أَنَّهُ لَمْ يَشْتَهر بِالعِلْمِ. وَأُخْتُهُ: خَدِيْجَةُ (ت: 720 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1084 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عبْدِ اللهِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَلْدَقٍ الحَرَّانِي، أَبُو يُوسُفَ الخَيَّاطُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ، فِي المُقْتَفَى (2/ 200)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخُ الصَّالِحُ، فَخْرُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ

وَيُكْنَى أَبَا يُوْسُفَ".

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (714 هـ) أَحَدًا، وَفِيهَا:

1085 -

إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مَحمُوْدٍ، مُتَوَلِّي وَقْفِ مَدْرَسَةِ أَبِي صَالِحٍ المُخْتَصِّ بِالحَنَابِلَةِ، ظَاهِرِ البَاب الشَّرْقِيِّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 213).

1086 -

وَأَحمَدُ الحَرَّانِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "المَنْجَنِيْقِيّ الفَقِيْرُ الحَرِيْرِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 209)، وَقَالَ: "وَذَكَرَهُ أَنَّهُ سِبْطُ الشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ سَلَامَةَ النَّجَّارِ الحَرَّانِيِّ". أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ (ت: 646 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1087 -

وَأَحمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي بكْرِ بْنِ حَيَاةَ الحَرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 210)، وَقَالَ:"أَخُو عُمَرَ". وَسَيَأْتِي ابنُ أَخِيْهِ: قَيْسُ بن عُمَرَ فِي هَذَا الاِسْتِدْرَاكِ.

1088 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، البَجَّدِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَةَ: 221)، وَقَالَ: "رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ وَعُمَرَ

وَسَمِعَ مَعَنَا كَثِيْرًا".

1089 -

وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدِ البُرْدِيُّ، شُجَاعُ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 219)، وَقَالَ: كَتَبَ بهِ إِلَيَّ أَحْمَدُ الدِّيْرِيُّ، وَذَكَرَ أَنَّهُ حَدَّثَ، قَالَ: وَهُوَ أَخُو شَيْخِنَا نَجْمُ الدِّيْنِ أَيُّوبَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِمَائَةَ، =

ص: 395

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى. تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ نَجْمِ الدِّينِ فِي مَوْضِعِهِ.

1090 -

وَحُرَيْزُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ حُمَيْدٍ الحَوَّارِيُّ الحَنْبَلِيُّ، شَرَفُ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 210)، وَوَصَفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ، الصَّالِحِ"، وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مَعْمُوْرَ الأَوْقَاتِ بِالخَيْرِ، وَافِرَ المُرُوَءَةِ، مُحَبِّبًا إِلَى الغُرَبَاءِ وَالضُّعَفَاءِ

وَكَانَ يَشْهَدُ تَحْتَ السَّاعَاتِ".

1091 -

حُسَيْنُ بْنُ مُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الحَنْبَلِيُّ، الأَسْوَدُ، عَتِيْقُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ العِمَادِ الحَنْبَلِيِّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 209)، وَقَالَ:"وَكَانَ سَمِعَ كَثِيْرًا عَلَى النَّجِيْبِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ الحَرَّانِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَمِنْ مَسْمُوْعَاتِهِ: "ثُمَانِيَّاتُ النَّجِيْبِ المَذْكُورِ"، وَابْنُ العِمَادِ (ت: 676 هـ) مَشْهُوْرٌ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1092 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ الصُّوْرِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 218)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 354)، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِه أَحْمَدَ (ت: 701 هـ) وَجَدِّهِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 657 هـ) وَكَثيْرٍ مِنْ ذَوِي قَرَابَتِهِ. وَأُسرَتُهُمْ مَشْهُورَةٌ بِالعِلْمِ، وَأَخُوْهُ: عُمَرُ (ت: 720 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ. وَابْنُ أَخِيهِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ (ت: 772 هـ).

1093 -

وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الخَضِرِ، زَيْنُ الدِّيْنِ الآمِدِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، العَابِرُ. صَنَّفَ "التَّبْصِيْرَ فِي التَّعْبِيْرِ"، وَتَعَالِيْقَ فِي الفِقْهِ، وَكَانَ يَتَّجِرُ فِي الكُتُبِ، وَأَضَرَّ فَلَمْ يَكُنْ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَة (3/ 90)، وَذَكَرَ عَنْهُ أَشْيَاءً غَرِيْبَةً، وَالصَّفَدِيُّ فِي نَكْتِ الهِمْيَانِ (206)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 262)، وَحَدَّدَ الأُسْتَاذُ الزِّرِكْلِي فِي الأَعْلَامِ (4/ 257) تَارِيْخَ وَفَاتِهِ.

1094 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ البَغْدَادِيَّةُ، كَانَتْ تَدْرِي الفِقْهَ جَيِّدًا، وَكَانَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ يُثْنِي عَلَيْهَا، وَيَتَعَجَّبُ مِنْ حِرْصِهَا وَذَكَائِهَا. أَخْبَارُهَا فِي: أَعْيَانِ العَصْرِ (4/ 28)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 307)، وَحُسْنِ المُحَاضَرَةِ (1/ 290)،

ص: 396

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَالشَّذَرَاتِ (6/ 24).

1095 -

وَقَيْسُ بْنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَيَاةَ الحَرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 219)، وَقَالَ:"وَكَانَ شَابًّا، حَجَّ، وَتزَوَّجَ، وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ جَمْعٌ كَبِيْرٌ بِسَبِبِ وَالِدِهِ".

1096 -

وَذَكَرَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ قَيْسُ بْنِ حَيَاةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ سُلْطَان بنِ رِحَّالٍ الحَرَّانِيُّ، الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 344)، ذَكَرَ مَوْلِدَهُ سَنَةَ (685 هـ) وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ فَلَعَلَّهُ مِنَ الحَنَابِلَةِ أَيْضًا؛ لأَنَّهُ مِنَ الأُسْرَةِ نَفْسِهَا.

1097 -

مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْسِ الدِّيْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَنْصُوْرٍ، المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 209)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 167)، وَقَالَ: "أَخُو الحَافِظِ مَجْدِ الدِّيْنِ

وَكَانَ أَقْطَعَ اليَدِ مِنْ أَلَمٍ لَحِقَهُ". وَفِي "المُقتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ": ذَكَرَ مَسْمُوعَاتَهُ وَقَالَ: "وَذلِكَ كُلُّهُ بِإِفَادَةِ أَخِيْهِ لأَبِيهِ الإِمَامِ المُحَدِّثِ، مُحِبِّ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ". وَأَخُوهُ: عَبْدُ اللهِ مُحِبُّ الدِّينِ لَا مَجْدَ الدِّيْنِ؟! (ت: 658 هـ)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَالمَذْكُورُ هُنَا أَيْضًا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 439).

1098 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلِيْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمَّامٍ الحَرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 213)، وَقَالَ:"كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، إِمَامَ مَسْجِدِ دَرْبِ الدَّعْوَةِ بِـ "دِمَشْقَ".

1099 -

والشَّرِيْفُ مُحَمَّدُ بْنِ الشَّرِيْفِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 216)، وَقَالَ: الوَكِيْلُ بِبَابِ الحُكْمِ الحَنْبَلِيِّ

وَكَانَ مُحَمَّدٌ المَذْكُوْرُ رَجُلًا جَيِّدًا، مُلَازِمًا لِقِرَاءَةِ آيَاتِ الحِرْسِ بَعْدَ العِشَاءِ مَعَ الحَنَابِلَةِ".

1100 -

مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ عَبْدِ الوَاسِعِ الهَرَوِيُّ الصَّالِحِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "مَحْمُوْدٍ الأَعْسَرِ" قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"سَمِعَ مِنَ الضِّيَاءِ، وَالمُرْسِيِّ، وَقِيلَ: إِنَّهُ حَضَرَ علَى ابْنِ اللَّتِّيِّ وَلَمْ أَرَ ذلِكَ" وَأَوْضَحَ ذلِكَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فَقَالَ: "وَكَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ سَمِعَ مِنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، فَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ". أَخْبَارُهُ فِي:

ص: 397

عشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "القَاهِرَةِ"، وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِـ "القَرَافَةِ" رحمه الله.

"وَالحَارِثِيُّ": نِسْبَةٌ إِلَى "الحَارِثِيَّةِ" قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى "بَغْدَادَ" غَرْبِيِّهَا، كَانَ أَبُوْهُ مِنْهَا، وَكَانَ تَاجِرًا بِـ "خَطِّ حَنَشٍ"، وُلِدَ الشَّيْخُ بِقَرْيَةٍ قَرِيْبَةٍ مِنْ مَقْبَرَةِ مَعْرُوفٍ الكَرْخِيِّ غَرْبِيِّ "بَغْدَادَ".

‌511 - سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ

(1)

بْنِ أَحمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ

بْنِ

= المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 219)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 257)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 232).

1101 -

مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُسَلَّمِ بْنِ عَبْدُوسٍ الحَرَّانِيُّ، الحنْبَلِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ المُعَصَّرَاتِيِّ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 213)، وَقَالَ:"وَكَانَ رَجُلًا، صَالِحًا، مَشْكُورَ السِّيْرَةِ، إِمَامَ مَسْجِدٍ بِـ "الرَّمَّاحِيْنِ" وَكَانَ لَهُ حَانُوْتٌ بِـ "سُوْقِ النَّحَّاسِيْنَ" وَكَانَ عِنْدَهُ مَعْرِفَةٌ بِتَعْبِيْرِ الرُّؤْيَا، يَقْصُدُهُ الكَامِلُ المَلِكُ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مَعَنَا مِنْ جَمَاعَةٍ، وَقَبْلَنَا أَيْضًا، وَلَمْ يحَدِّثْ".

(1)

511 - القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ (628 - 715 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 93)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 412)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (40/ 386)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 463). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 236)، وَمُعْجَمُ الذَّهَبِيِّ (1/ 268)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (104)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (85)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسلَامِ (151)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (15/ 370)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (2/ 433)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (2/ 83). وَتَالِي وَفَيَاتِ الأَعْيَان (89)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (وَرَقَة:(102)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 71)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 75)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 7)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 241)، وَالدَّارِسُ (2/ 35)، وَقُضَاةُ دِمَشْق (275)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 35)(8/ 66)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (3/ 308). وَالِدُهُ: حَمْزَةُ بْنُ أَحمَدَ (ت: 632 هـ)، وَجَدُّهُ: أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 633 هـ)، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا، وَوَلَدُهُ: القَاضِي مُحَمَّدُ =

ص: 398

قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، قَاضِي القُضَاةِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ

(1)

.

وُلِدَ فِي مُنْتَصِفِ رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَحَضَرَ عَلَى ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ "صَحِيْحَ البُخَارِيَّ"، وَعَلَى الفَخْرِ الإِرْبِلِيِّ، وَابْنِ المُقَيَّرِ وَجَمَاعَةٍ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَجَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ، وَكَرِيْمَةَ القُرَشِيَّةِ، وَابْنِ الجُمَّيْزِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ ظَفَرٍ، وَالحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، وَابْنِ قُمَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَأَكْثَرَ عَنِ الحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، حَتَّى قَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ نَحْوَ أَلْفِ جُزْءٍ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ علَى ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ وَغَيْرِهِ كَثيْرًا مِن الكُتُبِ الكِبَارِ وَالأَجْزَاءِ

(2)

، وأجاز لَهُ خَلْقٌ مِنَ

= ابْنُ سُلَيْمَانَ (ت: 733 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَالِدَتُهُ: خَدِيْجَةُ بِنْتُ الشِّهَابِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ (ت: 677 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا، وَأَبْنَاؤُهُ: أَحْمَدَ (ت: 733 هـ) سَيَأتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ وَ (حَسَنٌ) وَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ) لَهُمَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (272)، وَابْنَتَاهُ: فَاطِمَةُ (ت: 708 هـ) وَزَيْنَبُ (ت: 739 هـ). وَسِبْطُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيُّ (ت: 705 هـ) كَمَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 37). وَسِبْطُهُ الآخَرُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ (ت: 734 هـ).

(1)

وَأَبُو الرَّبِيعِ أَيْضًا، كَمَا فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ"، وَوَصَفَهُ فِي "ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ" بِـ "الشَّيْخِ، الإِمَامِ، الفَقِيْهِ، المُفْتِي، شَيْخِ المَذْهَبِ، مُسْنِدِ الشَّامِ، بَقِيَّةِ الأَعْلَامِ".

(2)

قَالَ الفَاسِيُّ فِي "ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ"، حَضَرَ فِي الثَّالِثَةِ عَلَى الحُسَيْنِ بْنِ الزَّبِيْدِيِّ، "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ"، وَ"مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ"، وَ"جُزْءَ أَبِي الجَهْمِ"، وَ"الأَرْبَعِيْنَ للطَّائِيِّ"، وَعَلَى الفَخْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الإِرْبِلِيِّ "جُزْءَ الحَفَّارِ"، وَالأَوَّلَ مِنَ "القَنَاعَةِ" لاِبْنِ أَبِي الدُّنْيَا

وَسَمِعَ مِنَ الحَافِظِ ضيَاءِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيِّ، "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ". . . وَمِنْ مَسْمُوَعَاتِهِ عَلَيْهِ تأْلِيْفُهُ فِي الأَحْكَامِ المُسَمَّى بِـ "المُخْتَارَةِ" وَسَمِعَ مِنْ =

ص: 399

"البَغْدَادِيِّيْنَ" كَالسَّهْرَوَرْدِيِّ وَالقَطِيْعِيِّ، وَابْنِ رُوْزَبَةَ، وَعُمَرَ بْنِ كَرَمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ بَاتَكِيْنَ، وَزكَرِيَّا العَلْثِيِّ، وَالأَنْجَبِ الحَمَّامِيِّ. وَمِنَ "المِصْرِيِيْنَ" كَابْنِ العِمَادِ، وَعِيسَى بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنَ بَاقَا، وَمِنَ "الأصْبَهَانِيِّيْنَ" كَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زُهَيْرٍ شُعْرَانَةَ، وَثَابِتِ بْنِ مُحَمَّدِ الخُجَنْدِيِّ، وَمَحْمُودِ بْنِ مَنْدَه، وَطَائِفَةٍ. وَجَمَاعَةٍ مِنَ الشَّامِيِّيْنَ وَغَيْرِهِمْ. وَلَازَمَ الشَّيْخَ شَمْسَ الدِّيْنِ بْنَ أَبِي عُمَرَ، وَأَخَذَ عَنْهُ الفِقْهَ، وَالفَرَائِضَ، وَغَيْرَ ذلِكَ.

قَالَ البِرْزَالِيُّ: شُيُوْخُهُ بِالسَّمَاعِ نَحْوَ مَائَةَ شَيْخٍ، وَبِالإِجَازَةِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِمَائَةٍ، وَخُرِّجَتْ لَهُ المَشْيَخَاتُ

(1)

، وَالعَوَالِي وَالمُصَافَحَاتُ، وَالمُوَافَقَاتُ، وَلَمْ يَزَلْ يُقْرَأُ عَلَيْهِ إِلَى قُبَيْلِ وَفَاتِهِ بِيَوْمٍ. قَالَ:

(2)

وَكَانَ شَيْخًا، جَلِيْلًا،

= أَبِي المُنَجَّى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّتِّيِّ "مُسْنَدَ الدَّارِمِيِّ"، وَ"المُنْتَخَبَ مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ"، وَ"جُزْءَ أَبِي الجَهْمِ"، وَ"جُزْءَ بَيْبِي" وَ"أَرْبَعِيْنَ الطَّائِيِّ"، وَالآجُرِيِّ وَ"أَخْبَارَ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَدْهَمَ" وَ"جُزْءَ ابْنِ مَخْلَدٍ".

(1)

اعْتَنَى بِهِ المُحَدِّثُوْنَ فَجَمَعَ شُيُوْخَهُ الفَخْرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَعْلِيُّ (ت: 732 هـ) فِي مُجَلَّدَيْنِ (سَبْعَةَ عَشَرَ جُزْءًا) وَخَرَّجَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غَنَائِمٍ المَشْهُوْرُ بِـ "شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ المُهَنْدِسِ"(ت: 733 هـ)"المَائَةَ العَوَالِيَ" مَوْجُوْدٌ فِي المَكْتَبَةِ التَّيْمُوْرِيَّةِ (دَارُ الكُتُبِ المَصْرِيَّةِ) رقم (443) كَمَا فِي فِهْرِسِ التَّيْمُوْرِيَّةِ (2/ 232). وَجَمَعَ لَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ (ت: 748 هـ) جُزْءًا فِيْهِ مُصَافَحَاتٌ وَمُوَافَقَاتٌ اسْمُهُ "المُعْجَمُ العَلِيُّ لِلقَاضِي الحَنْبَلِيِّ" وَجَمَعَ سِيْرَتَهُ الحَافِظُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْزَالِيُّ عَلَمُ الدِّيْنِ (ت: 739 هـ) قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "فِيْهَا مَحَاسِنُ".

(2)

زَادَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي صِفَاتِهِ أَنَّهُ: "كَانَ ضَخْمًا، تَامَّ الشَّكْلِ، أَبْيَضَ، أَزْرَقَ =

ص: 400

فَقِيْهًا، كَبِيْرًا، بَهِيَّ المَنْظَرِ، وَضِيءَ الشَّيْبَةِ، حَسَنَ الشَّكْلِ، مُوَاظِبًا عَلَى حُضُوْرِ الجَمَاعَاتِ، وَعَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ وَالتِّلَاوَةِ وَالصِّيَامِ، لَهُ أَوْرَادٌ وَعِبَادَةٌ، وَكَانَ عَارِفًا بِالفِقْهِ، خُصُوْصًا كِتَابَ "المُقْنِعِ" قَرَأَهُ وَأَقْرَأَهُ مَرَّاتٍ كَثِيْرَةً، وَكَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ بِـ "الجَامِعِ المُظَفَّرِي"، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَدَرَّسَ "الكَافِي" جَمِيْعَهُ، وَكَانَ يَذْكُرُ الدَّرْسَ ذِكْرًا حَسَنًا مُتْقِنًا، وَيَحْفَظُهُ مِنْ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ وَنَحْوِهَا، وَكَانَ قَوِيَ النَّفْسِ، لَيِّنَ الجَانِبِ، حَسَنَ الخُلُقِ، مُتَوَدِّدًا إِلَى النَّاسِ، حَرِيْصًا عَلَى قَضَاءِ الحَوَائِجِ، وَعَلَى النَّفْعِ المُتَعَدِّي.

وَحَدَّثَ بِـ "ثُلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ" سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَحَدَّثَ بِجَمِيْعِ "الصَّحِيْحِ" سَنَةَ سِتِّيْنَ [وَسِتِّمَائَةَ وَدَرَّسَهَا بِالمَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ]

(1)

، وَوَلِيَ القَضَاءَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ فَقِيْهًا، إِمَامًا، مُحَدِّثًا، أَفْتَى نَيِّفًا وَخَمْسِيْنَ سَنَةً،

= العَيْنَيْنِ، أَشْقَرَ، مُنَوِّرَ الشَّيْبَةِ، حَلِيْمَ النَّفْسِ، مُنْبَسِطًا لِقَضاءِ الحَوَائِجِ، لَيِّنَ العَرِيْكَةِ .. " وَهَذِهِ العِبَارَاتُ عَنِ الحَافِظِ الذَّهَبِيُّ عَنِ البِرْزَالِيَّ، وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ، أَيْضًا: "عَلَى تَعْمِيْمَتِهِ تَرْكُ تَكَلُّفٍ، وَلَا يُجِيْدُ تَكْوِيْرَهَا، وَكَانَ رَفِيْعَ البَزَّةِ، فِيْهِ دِيْنٌ مَتِيْنٌ، وَتَمَسُّكٌ بِمَذْهَبِ السَّلَفِ، لَهُ تَهَجُّدٌ لَا يَقْطَعُهُ. . ." وَبَالَغَ فِي ذِكْرِ مَنَاقِبِهِ نَقْلًا عَنِ الحَافِظِ عَلَمِ الدِّيْنِ البِرْزَالِيِّ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ مِنْ "مُعْجَمِهِ" أَوْ مِنْ سِيْرَتِهِ فَلَمْ يَرِدْ فِي المُقْتَفَى أَغْلَبِ هَذِهِ النُّعُوتِ وَالثقُوْلِ. وَذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" أَنَّ الشَّيْخَ عَلَمَ الدِّيْنِ أَفْرَدَ لَهُ سِيْرَةً فِي جُزْءٍ فِيْهَا مَحَاسِنُ.

(1)

مَا بَيْنَ القَوْسَيْنِ سَاقِطٌ مِنَ الأُصُولِ كُلِّهَا، مَوْجُودٌ فِي مَصْدَرِهِ تَارِيْخِ البِرْزَالِيّ "المُقْتَفَى" فَلَعَلَّهُ سَقَطَ بِانْتِقَالِ النَّظَرِ مِنَ النَّاسِخِ أَوْ مِنَ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ نَفْسِهِ رحمه الله.

ص: 401

وَدَرَّسَ بِـ "الجَوْزِيَّةِ" وَغَيْرِهَا، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الفُقَهَاءِ، وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَتَفَرَّدَ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ كَيِّسًا مُتَوَاضِعًا، حَسَنَ الأَخْلَاقِ، وَافِرَ الجَلَالَةِ، ذَا تَعَبُّدٍ وَتَهَجُّدٍ وَإِيْثَارٍ. وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ صَاحِبَ لَيْلٍ وَمَعْرُوْفٍ، وَلَيْنِ كَلِمَةٍ، وَجَبْرِ لِلأَرْمَلَةِ وَالضَّعِيْفِ، وَلَمْ يَخْلِفْ مِثْلَهُ. وَقَالَ أَيْضًا: وَلَكِنَّهُ يَجْرِي فِي أَحْكَامِهِ مَا اللهُ بِهِ أَعْلَمُ، وَالآفَةُ مِنْ سِبْطِهِ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ. وَلَوْلَا دُخُوْلِهِ فِي القَضَاءِ لَعُدَّ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ

(1)

، وَهُوَ مَعَ هَذَا مُسْلِمٌ، ذُو حَظٍّ مِنْ عِبَادَةٍ، وَتَوَاضُعٍ وَلِيْنٍ، وَفُتُوَّةِ.

قُلْتُ: وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا الحَافِظُ أَبَا سَعِيْدٍ العَلَائِيِّ

(2)

بِـ "بَيْتِ المَقْدِسِ" يَقُوْلُ رحمه الله: شَيْخُنَا القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَمْ أُصَلِّ الفَرِيْضةَ قَطٌّ مُنْفَرِدًا إِلَّا مَرَّتَيْنِ، وَكَأَنِّي لَمْ أُصَلِّهِمَا قَطُّ.

حَدَّثَ بِالكَثيْرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ الأَبِيْوَرْدِيُّ

(3)

، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ". وَتُوُفِّيَ

(1)

كَذَا فِي الأُصُولِ، وَلَمْ أَجِدْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي نُصُوْصِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَأَوْسَع تَرْجَمَة لَهُ فِي "ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ"، وَفِيْهِ: وَلَوْلَا القَضَاءُ لَكَانَ كَلِمَةَ إِجْمَاعٍ، فَاللهُ - تَعَالَى - يَرْضَى عَنْهُ وَيُسَامِحُهُ. . .".

(2)

أَبُو سَعِيْدٍ المَذْكُوْرُ هُنَا هُوَ: الإِمَامُ المَشْهُوْرُ، صَلَاحُ الدِّيْنِ خَلِيْلُ بْن كَيْكَلْدَى العَلَائِيُّ، المَقْدِسِيُّ، الشَّافِعِيُّ (ت: 760 هـ) منْ شُيُوْخِ المُؤَلِّفِ ابْنِ رَجَبٍ وَشُيُوْخِ وَالِدِهِ شِهَابِ الدِّيْنِ. يُرَاجَعُ: مُعْجَمِهِ (المُنْتَقَى) رقم (206)، وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 179)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَة (10/ 337)، وَالشَّذَرَات (6/ 190)، وَفِي تَرْجَمَتِهِ سَمِعَ كَثيْرًا مِنَ التَّقِيِّ سُلَيْمَانَ

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الكَوْفَنِيُّ الأَبِيْوَرْدِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَتْحِ الدِّمَشْقِيُّ =

ص: 402

قَبْلَهُ بِدَهْرٍ

(1)

وَابْنُ الخَبَّازِ وَتُوُفِّيَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ وَحُدِّثَ عَنْهُ منْ بَعْدِ السِّتِّيْنَ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَئِمَّةٌ وَحُفَّاظٌ، وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كثِيْرٌ، حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ.

وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ حَادِي عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ بِمَنْزِلهِ بِالدَّيْرِ فَجْأَةً، وَكَانَ قَدْ حَكَمَ يَوْمَ الأَحَدِ بِالمَدِيْنَةِ، وَطَلَعَ إِلَى الجَبَلِ إِلَى آخِرِ النَّهَارِ، فَعَرَضَ لَهُ تَغَيُّرٌ يَسِيْرٌ، وَتَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ، وَمَاتَ عَقِبَ الصَّلَاةِ،

= الشَّافِعِيُّ. الشَّيْخُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، الوَرِعُ (ت: 667 هـ). الكَوْفَنِيُّ نِسْبَة إِلَى "كَوْفن" مِنْ قُرَى "أَبِيْوَرْد". أَخْبَارُهُ فِي: تَذْكِرَةِ الحُفاظِ (4/ 1475)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (1/ 200)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى (10/ 203).

(1)

يُلاحَظُ: وَفَاة الأَبِيْوَرْدِيِّ سَنَةَ (667 هـ).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (715 هـ).

1102 -

أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بنِ سَيْفِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ مُنَازِلِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ الحنْبَلِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ التَّايِهِ" كَذَا قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 238)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الصَّالِحِ، المُقْرِئِ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، أَبُو العَبَّاسِ"، وَقَالَ:"وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، أَقْرَأَ النَّاسِ مُدَّةً بِـ "مَدْرَسَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ"، وَبَاشَرَ الإِمَامَةِ بِـ "السَّامِرِيَّةِ" بِـ "دمَشْقَ" فِي آخِرِ عُمُرِهِ مُدَّةً، وَكَانَ عَلَيْهِ جَلَالَةٌ وَدِيَانَةٌ، وَعِنْدَهُ فَضْلٌ وَمَعْرِفَةٌ، رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ كَثيْرًا بِـ "الصَّالِحِيَّةِ" وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 79).

1103 -

وَحُسَيْنُ بْنُ سِرْحَانَ بْنِ نَعْسَانَ الحِبْرَاصِيُّ، الدَّلُوْزِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 233)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الفَقِيْهِ" وَقَالَ: "كَانَ فَقِيْهًا، صَالِحًا، مُبَارَكًا".

1104 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ العَلَاءِ بْنِ الحَرَّانِيِّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 230) وَوَصَفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ، الفَاضِلُ، نَاصِرُ الدِّيْنِ" وَقَالَ: "وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا، مُوَاظِبًا عَلَى الاِشْتِغَالِ. . .".

ص: 403

وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِتُرْبَةِ جَدِّهِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، وَحَضَرَه خَلْقٌ كَثِيْرٌ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.

‌512 - سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَوِيِّ

(1)

بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بْنِ سَعِيْدٍ، الطُّوْفِيُّ الصَّرْصَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ الأُصُوْلِيُّ، المُتَفَنِّنُ، نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو الرَّبِيْعِ.

وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِقَرْيَةِ "طُوْفَى" مِنْ أَعْمَالِ "صَرْصَرَ" وَحَفِظَ بِهَا "مُخْتَصَرَ الخِرَقِيِّ" فِي الفِقْهِ، وَ"اللُّمَعِ" فِي النَّحْوِ لاِبْنِ جِنِّي، وَتَرَدَّدَ إِلَى "صَرْصَرَ" وَقَرَأَ الفِقْهَ بِهَا علَى الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّرْصَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ

(2)

النَّحْوِيُّ، وَيُعْرَفُ بِـ "ابْنِ البُوْقِيِّ" وَكَانَ فَاضِلًا صَالِحًا، ثُمَّ دَخَلَ "بَغْدَادَ" سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ فَحَفِظَ "المُحَرَّرَ" فِي الفِقْهِ، وَبَحَثَهُ عَلَى الشَّيْخِ

(1)

1103 - الطُّوفِيُّ الحَنْبَلِيُّ (بَعْدَ 670 - 716 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لِابنِ نَصْرِ اللهِ وَرَقَة (93)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 426)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 5)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 464). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 247)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (88)، وَالتَّعْلِيْقَةُ فِي أَخْبَارِ الشُّعَرَاءِ لاِبْنِ جَمَاعةً (وَرَقَة: 128)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ لِلصَّفَدِيِّ (2/ 442)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 255)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 249)، وَالأُنْسُ الجَلِيْلُ (2/ 257)، وَبُغْيَةُ الوُعَاةِ (1/ 559)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 528)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 39) (8/ 70). وَكَرَّرَهُ الصَّلَاحُ الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 130) فِي (عَبْدِ القَوِيِّ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ) وَهُوَ هُوَ قَالَ:"القَرَافِيُّ الحَنْبَلِيُّ الطُّوْفِيُّ، نَجْمُ الدِّيْنِ، الرَّافِضِيُّ، لَهُ مُصَنَّفٌ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ، وَنَظْمٌ كَثِيرٌ وَعُزِّرَ بِـ "القَاهِرَةِ" عَلَى الرَّفْضِ

وَذَكَرَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (716 هـ).

(2)

شَيْخُهُ هَذَا فَقِيْهٌ حَنْبَلِيٌّ كَمَا تَرَى، وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ.

ص: 404

تَقِيِّ الدِّيْنِ الزَّرِيْرَانِيِّ

(1)

، وَقَرَأَ العَرَبِيَّةَ وَالتَّصْرِيْفَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الحُسَيْنِ المَوْصِلِيُّ، وَالأُصُوْلَ عَلَى النَّصْرِ الفَارُوثِيِّ

(2)

وَغَيْرِهِ، وَقَرَأَ الفَرَائِضَ وَشَيْئًا مِنَ المَنْطِقِ، وَجَالَسَ فُضَلَاءَ "بَغْدَادَ" فِي أَنْوَاعِ الفُنُوْنِ، وَعَلَّقَ عَنْهُمْ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنَ الرَّشِيْدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنِ الطَّبَّالِ، وَالمُفِيْدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ الحَرْبِيِّ

(3)

، وَالمُحَدِّثُ أَبِي بَكْرٍ القَلَانِسِيِّ

(4)

وَغَيْرِهِمْ. ثُمَّ سَافَرَ إِلَى "دِمَشْقَ" سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِمَائَةَ، فَسَمِعَ بِهَا الحَدِيْثَ مِنَ القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ وَغَيْرِهِ، وَلَقِيَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بْنَ تَيْمِيَّةَ، وَالمِزِّيَّ، وَالشَّيْخَ مَجْدَ الدِّيْنِ الحَرَّانِيَّ

(5)

، وَجَالَسَهُمْ، وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ أَبِي الفَتْحِ البَعْلِيِّ

(6)

بَعْضَ "أَلْفِيَّةِ ابْنِ مَالِكٍ"، ثُمَّ سَافَرَ إِلَى "دِيَارِ مِصْرَ" سَنَةَ خَمْسِ وَسَبْعِمَائَةَ، فَسَمِعَ بِهَا مِنَ الحَافِظِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ، وَالقَاضِي سَعْدِ الدِّيْنِ

(1)

فِي (ط): "الزَّريراتي" بِالتَّاءِ المُثَنَّاة حَيْثُ مَا وُجِدَتْ؟!

(2)

في (ط): "الفَارُوقِي" وَإِنَّمَا هُوَ الفَارُوثِي بِالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ نِسْبَةً إِلَى "فَارُثَ" تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا وَالنَّصْرُ

كَذَا فِي الأُصُولِ، وَصِحَّتَهَا "النَّصِيْرُ" فَالمَذْكُوْرُ هُنَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بنِ أَبِي الرِّضَى الفَارِسِيُّ الفَارُوثِيُّ نَصِيْرُ الدِّيْنِ، الشَّافِعِيُّ، الأُصُوْلِيِّ، الفَقِيْهُ (ت: 706 هـ).

أَخْبَارُهُ فِي: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 386)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 13).

(3)

في (ط): "سُلَيْمَانَ" وَ"الحَرَّانِي" وَصَوَابُهُ هُوَ المُثْبِتُ، وَهُوَ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ المُجَلِّخِ" (ت: في حُدُودِ 700 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَهُوَ مَشْهُوْرٌ.

(4)

أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو بَكْرٍ القَلَانِسِيُّ، جَمَالُ الدِّيْنِ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ أَبِي البَدْرِ البَاجِسْرَائِيُّ" (ت: 704 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(5)

إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ (ت: 729 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي موْضِعِهِ.

(6)

هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفَتْحِ (ت: 709 هـ) قَرَأَ النَّحْوَ عَلَى ابْنِ مَالِكٍ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 405

الحَارِثِيِّ، وَقَرَأَ علَى أَبِي حَيَّانَ النَّحْوِيِّ مُخْتَصَرَهُ لِـ "كِتَابِ سِيْبَوِيْهِ"

(1)

وَجَالَسَهُ، ثُمَّ سَافَرَ إِلَى "الصَّعِيْدِ" وَلَقِيَ بِهَا جَمَاعَةٌ، وَحَجَّ، وَجَاوَرَ بِالحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ

(2)

، وَسَمِعَ بِهَا

(3)

، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ كَثِيْرًا مِنَ الكُتُبِ وَالأَجْزَاءِ، وَأَقَامَ بِـ "القَاهِرَةِ" مُدَّةً، وَوَلِيَ بِهَا الإِعَادَةَ بِالمَدْرَسَتَيْنِ "المَنْصُورِيَّةِ" وَ"النَّاصِرِيَّةِ"، فِي وِلَايَةِ الحَارِثِيِّ. وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ كَثِيْرَةً، وَيُقَالُ: إِنَّ لَهُ بِـ "قُوْصَ" خِزَانَةَ كُتُبٍ مِنْ تَصَانِيْفِهِ؛ فَإِنَّهُ أَقَامَ بِهَا مُدَّةً، وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ:"بُغْيَةُ السَّائِلِ فِي أُمَّهَاتِ المَسَائِلِ" فِي أُصُولِ الدِّيْنِ، وَ"قَصِيدَةٌ فِي العَقِيْدَةِ" وَ"شَرْحُهَا""مُخْتَصَرُ الرَّوْضَةِ"

(4)

(1)

اسْمُهُ "التَّجْرِيْدُ لأَحْكَامِ سِيْبَوَيْهِ"، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي إِجَازَتِهِ لِلصَّفَدِيِّ، وَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ مُؤَلَّفَاتِه الكَامِلَةِ، وَلَمْ نَعْثُرْ عَلَى نُصُوْصٍ مِنْهُ فِي كُتُبِ أَبِي حَيَّانَ، أَوْ فِي الكُتُبِ الأُخْرَى، هَذَا نَصُّ الدُّكْتُورَة خَدِيْجَة الحَدِيْثِيِّ فِي كِتَابِهَا "أَبُو حَيَّانَ النَّحْوِيُّ"(173)، وَنَصُّ المُؤَلِّفِ هُنَا أكْثَرُ وُضُوْحًا فِي أَنَّ المُؤَلِّفَ أَتمَّهُ، وَفِيْهِ دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ مِنْ أَقْدَمِ مُؤَلَّفَاتِهِ إِذْ أَلَّفَهُ قَبْلَ سَنَةِ (716 هـ) سَنَةَ وَفَاةِ الطُّوْفِيِّ وَرُبَّمَا قَبْلَ ذلِكَ بِكَثِيْرٍ؛ إِذْ أَنَّ الطُّوفِيَّ تَرَكَ "مِصْرَ" سَنَةَ (714 هـ) وَتُوُفِّيَ أَبُو حَيَّانَ رحمه الله سَنَةَ (745 هـ). وَذَكَرَ الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (5/ 337) أَنَّ الطُّوْفِيَّ مَدَحَ أَبَا حَيَّانَ بِقَصِيْدَتَيْنِ أَوَّلُ الأُوْلَى:

أَتُرَاهُ بَعْدَ هِجْرَانٍ يَصِلْ

وَيُرَى فِي ثَوْبِ وَصْلٍ مُبْتَذِلْ

قَمَرٌ جَارَ عَلَى أَحْلَامِنَا

إِذْ تَوَلَّاهَا بِقَدِّ مُعْتَدِلْ

وَأَوَّلُ الثَّانِيَةِ:

أُعْذُرُوْهُ فَكَرِيْمٌ مَنْ عَذَرْ

قَمَرَتْهُ ذَاتُ وَجْهٍ كَالقَمَرْ

(2)

حَجُّهُ سَنَةَ (714، 715 هـ) كَمَا ذَكَرَ المُؤَلِّفُ هُنَا.

(3)

في (ط): "بِهَا".

(4)

المَقْصُودُ بِـ "الرَّوْضَةِ""رَوْضَةِ النَّاظِرِ. . ." لِلإِمَامِ العَلَّامَةِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ بْنِ قُدَامَةَ عَبْدِ اللهِ =

ص: 406

فِي أُصُولِ الفِقْهِ وَ"شَرَحَهُ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ""مُخْتَصَرُ الحَاصِلِ"

(1)

فِي أُصُولِ الفِقْهِ "القَوَاعِدُ الكُبْرى" وَ"القَوَاعِدُ الصُّغْرَى" وَ"الإِكْسِيرُ فِي قَوَاعِدِ التَّفْسِيْرِ"

(2)

"الرِّيَاضُ النَّوَاظِرُ فِي الأَشْبَاهِ وَالنَّظَائِرِ""بُغْيَةُ الوَاصِلِ إِلَى مَعْرِفَةِ الفَواصِلِ""مُصَنَّفٌ فِي الجَدَلِ" وَآخَرُ صَغِيْرٌ "دَرْءُ القَوْلِ القَبِيْحِ فِي التَّحْسِيْنِ وَالتَّقْبِيْحِ""مُخْتَصَرُ المَحْصُوْلِ""دَفْعُ التَّعَارُضِ عَمَّا يُوْهِمُ التَّنَاقُضِ" فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ "مِعْرَاجُ الوُصُولِ إِلَى عِلْمِ الأُصُولِ" فِي أُصُولِ الفِقْهِ "الرِّسَالَةُ العَلَوِيَّةُ فِي القَوَاعِدِ العَرَبِيَّةِ""غَفْلَةُ المُجْتَازِ فِي عِلْمِ الحَقِيْقَةِ وَالمَجَازِ""البَاهِرُ فِي أَحْكَامِ البَاطِنِ وَالظَّاهِرِ" رَدٌّ علَى الاتِّحَادِيَّةِ "مُخْتَصَرُ العَالَمِيْنَ

(3)

" جُزْءَانِ،

= ابنِ أَحْمَدَ (ت: 620 هـ) تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَتِهِ، وَمُخْتَصَرُهُ هَذَا هُوَ المَشْهُوْرُ بِـ "البُلْبُلِ"؟! وَلَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ؟! إِلَّا أَنْ يُرِيْدَ أَنَّهُ بُلْبُلٌ مِنْ هَذِهِ الرَّوْضَةِ، وَشَرْحُهُ مَشْهُوْرٌ حَقَّقَهُ كَامِلًا، الدُّكْتُور عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ التُّرْكِيُّ سَنَةَ (1410 هـ)، وَحَقَّقَ الجُزْءَ الأَوَّلَ مِنْهُ صَدِيْقُنَا الدُّكْتُورُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ آل إِبْرَاهِيْمَ فِي رِسَالَتِهِ لِنَيْلِ دَرَجَةِ الدُّكْتورَاهْ فِي جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةَ، وَطُبِعَ سَنَة (1409 هـ) وَحَقَّقَ جُزْءًا مِنْهُ الدُّكْتُور بَابا آدو فِي الجَامِعَةِ نَفْسِهَا سَنَةَ (1408 هـ).

(1)

"الحَاصِلُ" مُخْتَصَرُ "المَحْصُوْلِ" لِفَخْرِ الدِّيْنِ الرَّازِيِّ (ت: 606 هـ)، اخْتَصَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنِ الأُرْمَوِيِّ (ت: 656 هـ)، كَمَا اخْتَصَرَ الطُّوْفِيُّ "المَحْصُوْلَ" نَفْسَهُ.

(2)

طُبِعَ سَنَةَ (1397 هـ) فِي مَكْتَبَةِ الآدَابِ بِـ "القَاهِرَةِ".

(3)

في (أ) و (ط): المعالين" ومِنْهُ نُسْخَةٌ فِي مَرْكَزِ المَلِكِ فَيْصَلِ بِـ "الرِّيَاضِ" فِي مَجْمُوعِ رَقمه: (2789 - 10)، ذَكَرَهُ صَدِيْقُنَا - الفَاضِلُ علَى اسْمِهِ - الدُّكْتُور مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الفَاضِل، أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْهِ، فِي مُقَدِّمَةِ "الصَّعْقَة الغَضْبِيَّةِ" (148 هـ).

ص: 407

فِيهِ: أَنَّ الفَاتِحَةَ مُتَضَمِّنَةٌ لِجَمِيْعِ القُرْآنِ "الذَّرِيْعَةُ إِلَى مَعْرِفَةِ أَسْرَارِ الشَّرِيْعَةِ"

(1)

"الرَّحِيْقُ السَّلْسَلُ فِي الأَدَبِ المُسَلْسَلِ"

(2)

"تُحْفَةُ أَهْلِ الأَدَبِ فِي مَعْرِفَةِ لِسَانِ العَرَبِ""الانْتِصَارَاتُ الإِسْلَامِيَّةُ فِي دَفْعِ شُبَهِ النَّصْرَانِيَّةِ"

(3)

"تَعَالِيْقٌ" عَلَى الرَّدِّ علَى جَمَاعَةٍ مِنَ النَّصَارَى "تَعَالِيْقٌ" عَلَى الأَنَاجِيْلِ وَتَنَاقُضُهَا، شَرْحَ نِصْفَ "مُخْتَصَرِ الخِرَقِيِّ" فِي الفِقْهِ "مُقَدِّمَةٌ فِي عِلْمِ الفَرَائِضِ "شَرْحُ مُخْتَصَرِ التِّبْرِيْزِيِّ" "شَرْحُ مَقَامَاتِ الحَرِيْرِيِّ" مُجَلَّدَيْنِ "مَوَائِدُ الحَيْسِ فِي شِعْرِ امْرِئِ القَيْسِ"

(4)

"شَرْحُ أَرْبَعِيْنَ النَّوَوِيِّ"

(5)

وَاخْتَصَرَ كَثيْرًا مِنْ كُتُبِ الأُصُوْلِ، وَمِنْ كُتُبِ الحَدِيْثِ أَيْضًا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِيهِ يَدٌ، فَفِي كَلَامِهِ تَخْبِيْطٌ كَثِيْرٌ

(6)

.

(1)

مِنْهُ نُسْخَة فِي مَكْتَبَةِ شَهِيد علي رقم (2315).

(2)

طبَعَ فِي مَطْبَعَةِ دَارِ البَيَان بِـ "مِصْرَ" سَنَةَ (1983 م).

(3)

يُوْجَدُ مِنْهُ نُسْخَةٌ فِي مَجْمُوْعٍ فِي مَكْتَبَةِ كُوبَرلي بِتُرْكِيَا رقم: (795)، وَالأُخْرَى فِي السُلَيْمَانِيَة بِتُرْكِيَا أَيْضًا رَقم (2315). وَطُبِعَ فِي القَاهِرَةِ.

(4)

حَقَّقَهُ صَدِيْقُنَا الفَاضِل الدُّكْتُور مُصْطَفَى عُلَيَان - حَفِظَهُ اللهُ - وَنُشِرَ فِي دَارِ البَشِيْرِ بِعَمَّان بِـ "الأُرْدن" سَنَة (1414 هـ).

(5)

لَهُ نُسَخٌ خَطِيَّةٌ، اثْنَتَانِ مِنْهَا فِي دَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ، وَالثَّالِثَة بِمَكْتَبَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، جَمَعَهَا صَدِيْقُنَا الدُّكْتُور إِبْرَاهِيْم بْن عَبْد اللهِ آل إِبْرَاهِيْمَ، وَوعَد بِنَشْرِهِ، وَهُوَ إِلَى الآن سَنَةَ (1423 هـ) لَمْ يَفْعَلْ؟!.

(6)

المُؤَلِّفُ ابْنُ رَجَبٍ رحمه الله أَدْرِى مِنْ غَيْرِهِ بِالكِتَابِ؛ لأَنَّهُ شَرَحَ "الأَرْبَعِيْنَ" أَيْضًا، وَزْادَ عَلَيْهَا عَشَرَةَ أَحَادِيْث فِي كِتَابٍ اسْمُهُ:"جَامِعُ العُلُوْمِ وَالحِكَمِ. . ." وَهُوَ مَشْهُوْرٌ، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ وَقَفَ علَى أَكْثَر نُصُوصِهِ. وَاطَّلَعْتُ لَهُ عَلَى "شَرْحِ حَدِيْثِ أُمِّ زَرْعٍ" ضِمْنَ مَجْمُوعٍ فِي مَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِيِّ، وَلَمْ أُوْلِهِ الاهتِمَامَ اللَّازِم؛ لِعَدَمِ عِنَايَتِي آنِذَاكَ بِالطُّوفِيِّ، وَلَا =

ص: 408

وَلَهُ نَظْمٌ كَثِيْرٌ رَائِقٌ

(1)

، وَقَصَائِدٌ فِي مَدْحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

، وَقَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي مَدْحِ الإِمَامِ أَحْمَدَ

(3)

وَكَانَ مَعَ ذلِكَ كُلِّهِ شِيْعِيًّا مُنْحَرِفًا فِي الاِعْتِقَادِ عَنِ السُّنَّةِ، حَتَّى إِنَّهُ قَالَ فِي نَفْسِهِ:

حَنْبَلِيٌّ رَافِضِيٌّ أَشْعَرِيُّ

[ظَاهِرِيُّ] هَذِهِ إِحْدَى

(4)

العَبِرِ

وَوُجِدَ لَهُ فِي الرَّفْضِ قَصَائِد

(5)

، وَهُوَ يَلُوْحُ فِي كَثِيْرٍ مِنْ تَصَانِيْفِهِ، حَتَّى إِنَّهُ

= بِمُؤَلَّفَاتِهِ؛ لِمَا يُؤْثَرُ عَنْهُ مِنَ التَّرَدُّدِ فِي عَقِيْدَتِهِ، وَالتَّذْبْذُبِ فِي فِكْرِهِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَعَفَا عَنَّا وَعَنْهُ.

(1)

ذَكَرَ ابْنُ جَمَاعَةَ فِي كِتَابِهِ: "التَّعْلِيقَةِ فِي أَخْبَارِ الشُّعَرَاءِ" أَنَّ لَهُ دِيْوَانَ شِعْرٍ، فَقَال:"وَلَهُ دِيْوَانُ شِعْرٍ فِيْهِ الجَيِّدُ وَالرَّدِيءُ" وَاسْتَنْشَدَهُ مَجْمُوْعَةً مِنْ أَشْعَارِهِ بِحَضْرَةِ شَيْخِهِمَا أَبِي حَيَّانَ.

(2)

لَعَلَّهَا القَصِيْدَةُ الَّتِي أَوَّلُهَا:

إِنْ سَاعَدَتْكَ سَوَابِقَ الأَقْدَارِ

فَأَنِخْ مُطِيَّكَ فِي حِمَى المُخْتَارِ

(3)

لَعَلَّهَا هِيَ الَّتِي ذَكَرَ مِنْهَا العُلَيْمِيُّ فِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ" وَ"الأُنْسِ الجَلِيْلِ":

أَلَذُّ مِنَ الصَّوْتِ الرَّخِيْمِ إِذَا شَدَا

وَأَحْسَنُ مِنْ وَجْهِ الحَبِيْبِ إِذَا بَدَا

ثَنَاءٌ عَلَى الحَبْرِ الهُمَامِ ابْنِ حَنْبَلٍ

إِمَامِ التُّقَى مُحْيِي الشَّرِيْعَةِ أَحْمَدَا

(4)

في (ط): "أحد". وَالبَيْت هكَذَا فِي النُّسَخِ، وَلَا يَسْتَقِيْمُ وَزْنُهُ إِلَّا بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ.

(5)

قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 80) فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ شَبِيْبٍ: أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ مِنْ حِفْظِهِ لِلْنَّجْمِ سُلَيْمَانَ بْنِ [عَبْدِ القَوِيِّ] بْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الطُوْفِيِّ الشِّيْعِيِّ الَّذِي صُفِعَ علَى البِدْعَةِ:

لَا بِحَقِّ الوَصِيِّ أَبِي الحَسَنَيْـ

ــنِ لَا أَشْتَفِي من سِوَاهُ قَلْبِي وَعَيْنِي

كَيْفَ أُصْغِي إِلَى سِوَاهُ وَجُبِّيْـ

ـهِ سَفِيْرٌ بَيْنَ الإِلَهِ وَبَيْنِي

وَإِذَا مِتُّ كَانَ رَبِّي سَؤُوْلًا

لِيَ عَنْهُ وَسَائِرُ الثَّقَلَيْنِ

فَإِلَى اللهِ أَشْتَكِي مِنْ أُنَاسٍ

خَذَلُوا بِانْطِمَاسِ قَلْبٍ وَعَيْنِ =

ص: 409

صَنَّفَ كِتَابًا سَمَّاهُ "العَذَابَ الوَاصِبَ علَى أَرْوَاحِ النَّوَاصِبِ"، وَمِنْ دَسَائِسِهِ الخَبِيْثَةِ:

= لَا بِنَصٍّ مِنَ الكِتَابِ أَتَاهُمْ

لَا وَلَا سُنَّةٍ وَلَا غَيْرِ ذَيْنِ

بَلْ كَمَا قِيْلَ قَالَ عَمِّيَ عَن جَدِّ

ي سَمَاعًا عَنْ طَنْطَنٍ عَنْ طُنَيْنِ

عَنْ حِبَالِ الهَوَى عَنِ ابْنِ غُبَارِ الـ

ــسَّمَاءِ عَنْ غَفْلَقٍ عَنْ أُمِّ المَنِيْنِ

عَنْ أَبِي غَافِلٍ عَنِ ابْنِ غَلِيْطٍ

عَنْ أَبِي السَّهْوِ عَنْ أَبِي الذِّهْنَيْنِ

عَنْ أَبِي قُرَّةٍ عَنِ الحَارِثِ الأَعْـ

ــوَرِ عَنْ وَاحِدٍ بِلَا عَيْنَيْنِ

عَنْ عَجُوْزٍ فِي قَوْمِهَا تَغْزِلُ المَـ

ــنَّ وَتَأْبَى عَجْزًا عَنِ المَنَوَيْنِ

حَجَّتِ البَيْتَ قَبْلَ نُوْحٍ إِلَى ذَا الـ

ــعَامِ فِي كُلِّ حَجَّةٍ حَجَّتَيْنِ

وَلَهَا سُبْحَةٌ إِذَا هِيَ عُدَّتْ

فَوْقَ أَلْفٍ تَمْشِي بِعُكَّازَيْنِ

اسْمُهَا قَوْدَةٌ وَكَانَ أَبُوْهَا

قَائِدًا فِي جُيُوْشِ ذِي القَرْنَيْنِ

يَا لِهذَا نَقْلًا إِذَا ذُكِرَ الإِسْـ

ــنَادُ فَاعْضُضْ عَلَيْهِ بِالنَّاجِذَيْنِ

أُخِّرَ المُرْتَضَى عَلَى مَا حَوَاهُ

مِنْ مَزَايَا وَقُدِّمَ الشَّيْخَيْنِ

إِنَّنِي إِنْ قَبِلْتُ هَذَا لَمَجْنُـ

ــوْنٌ وَحَقِّي أُدْعَى أَبَا العَقْلَيْنِ

فَأَجَبْتُهُ:

مُتْ بِدَاءِ الشَّحْنَاءِ يَا قَلْعَةَ الْـ

ــبَيْنِ وَمِنْ كَذْبِهِمْ مَلَا جَوْلَقَيْنِ

فَالَّذِي قَدَّمَ العَتِيْقَ جِهَارًا

يَا أَبَا الجَهْلِ سَيِّدُ الثَّقَلَيْنِ

وَعَلِيُّ وَالسَّابِقُوْنَ جَمِيْعًا

بَايَعُوْهُ لِفَضْلِ دِيْنٍ وَزَيْنِ

فَأَطَاعُوْهُ حِيْنَ وُلِّي فَوَلَّى

عُمَرَ الخَيْرِ قَاهِرَ الدَّوْلَتَيْنِ

فَهُمَا بَعْدَ أَحْمَدٍ أَفْضَلَ الخَلْـ

ــقِ بِنَصِّ الإِمَامِ ذِي السِّبْطَيْنِ

إِنَّنِي إِنْ رَدَدْتَ هَذَا لَتَيْسٌ

مَا يُسَاوِي عَقْلِي سِوَى بَعْرَتَيْنِ

وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَر بْنِ شَبِيْبٍ هَذَا (ت: 724 هـ) حَنْبَلِيٌّ، سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَلَوْ وُجِّهَ الخِطَابَ فِي البَيْتِ الأَخِيْرِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ لَا لِنَفْسِهِ لَكَانَ أَجْوَدَ.

ص: 410

أَنَّهُ قَالَ فِي "شَرْحِ الأَرْبَعِيْنَ" لِلْنَّوَوِيِّ: اعْلَمْ أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ الخِلَافِ الوَاقِعِ بَيْنَ العُلَمَاءِ تَعَارُضُ الرِّوَايَاتِ وَالنُّصُوْصِ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَزْعُمُ أَنَّ السَّبَبُ فِي ذلِكَ: عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، وَذلِكَ أَنَّ الصَّحَابَةَ اسْتَأْذَنُوْهُ فِي تَدْوِيْنِ السُّنَّةِ مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ فَمَنَعَهُمْ مِنْ ذلِكَ، وَقَالَ: لَا أَكْتُبُ مَعَ القُرْآنِ غَيْرَهُ، مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اكْتُبُوا لأَبِي شَاهٍ خُطْبَةَ الوَدَاعِ" وَقَال: "قَيِّدُوا العِلْمَ بِالكِتَابَةِ"، قَالُوا: فَلَوْ تَرَكَ الصَّحَابَةَ يُدَوِّنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَانْضَبَطَتِ السُّنَّةُ، وَلَمْ يَبْقَ بَيْنَ آخِرِ الأُمَّةِ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ حَدِيْثٍ إِلَّا الصَّحَابِيُّ الَّذِي دَوَّنَ رِوَايَتَهُ، لأَنَّ تِلْكَ الدَّوَاوِيْنَ كَانَتْ تَتَوَاتَرُ عَنْهُم إِلَيْنَا، كَمَا تَوَاتَرَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَنَحوِهِمَا.

فَانْظُر إِلَى هَذَا الكَلَامِ الخَبِيْثِ المُتَضَمِّنِ أَنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ رضي الله عنه هُوَ الَّذِي أَضَلَّ الأُمَّةَ، قَصْدًا مِنْهُ وَتَعَمُّدًا، وَلَقَدْ كَذَبَ فِي ذلِكَ وَفَجَرَ. ثُمَّ إِنَّ تَدْوِيْنَ السُّنَّةِ أَكْثَرُ مَا يُفِيْدُ صِحَّتَهَا وَتَوَاتُرُهَا، وَقَدْ صَحَّتْ - بِحَمدِ اللهِ تَعَالَى - وَحَصَلَ العِلْمُ بِكَثِيرٍ مِنَ الأَحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ المُتَّفَقِ عَلَيْهَا - أَوْ أَكْثَرِهَا - لأَهْلِ الحَدِيْثِ العَارِفِيْنَ بِهِ، مِنْ طُرُقٍ كَثِيْرَةٍ، دُوْنَ مَنْ أَعْمَى اللهُ بَصِيْرَتَهُ، لِاشْتِغَالِهِ عَنْهَا بِشُبَهِ أَهْلِ البِدَعِ وَالضَّلَالِ، وَالاِخْتِلَافُ لَمْ يَقَعْ لِعَدَمِ تَوَاتُرِهَا، بَلْ وَقَعَ مِنْ تَفَاوُتِ فَهْمِ مَعَانِيْهَا، وَهَذَا مَوْجُوْدٌ، سَوَاءٌ دُوِّنَتْ وَتَوَاتَرَتْ أَمْ لَا، وَفِي كَلَامِهِ إِشَارَةٌ إلَى أَنَّ حَقَّهَا اخْتَلَطَ بِبَاطِلِهَا، وَلَمْ يَتَمَيَّزْ، وَهَذَا جَهْلٌ عَظِيْمٌ

(1)

.

(1)

المُؤَلِّفُ هُنَا يَتَّهِمُهُ فِي الانْحِرَافِ فِي الاعْتِقَادِ، وَمَيْلِهِ إِلَى الرَّفْضِ وَنَقَلَ ذلِكَ عَنْ تَاج =

ص: 411

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الدِّيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَكْتُوْمٍ القَيْسِيِّ (ت: 749 هـ) وَهُوَ إِمَامٌ، عَالِمٌ بِالتَّرَاجِمِ وَالأَخْبَارِ، نَحْوِيٌّ، مُفَسِّرٌ، مِنْ أَشْهَرِ تَلَامِيْذِ أَبِي حَيَّانَ، ثِقَةٌ فِي نَقْلِهِ، كَمَا أَنَّ ابْنَ رَجَبٍ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ فِي نَقْلِهِ، وَقَاضِي الحَنَابِلَةِ فِي "مِصْرَ" سَعْدُ الدِّيْنِ مَسْعُوْدٌ الحَارِثِيُّ (ت: 711 هـ) مِنْ ثِقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ وَفُضَلَائِهِمْ وَقُضَاةِ العَدْلِ، أَقَامَ عَلَيْهِ البيِّنَةِ، فتَقَدَّمَ إِلَى بَعْضِ نُوَّابِهِ بِضَرْبِهِ وَتَعْزِيْرِه وَإِشْهَارِهِ، وَطِيْفَ بِهِ، وَنُودِيَ عَلَيْهِ بِذلِكَ

وَنَائِبُهُ المَذْكُوْرُ هُوَ ابْنُ الحَبَّالِ، وَقَدْ حَاوَلَ كَثِيْرٌ مِنْ فُضَلَاءِ المُعَاصِرِيْنَ الَّذِيْنَ كَتَبُوا عَنْهُ نَفْيَ هَذِهِ الشُّبْهَةِ، وَتَبْرِئَتَهُ مِنْهَا؛ وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُمْكِنُ قُبُوْلُهُ؛ لأَنهُ يُؤَدِّي إِلَى اتِّهَامِ ابْنِ مَكْتُوْمٍ، وَابْنِ رَجَبٍ وَالقَاضِي الحَارِثِيِّ، وَالمَطَرِيِّ المَذْكُوْرِ فِي كَلامِ ابنِ رَجَبٍ

وَغَيْرِهِمْ بِالتَّجَنِّي عَلَيْهِ وَالتَّشْكِيْكِ بِأَحْكَامِهِمْ عَلى الرِّجَالِ عُمُوْمًا، وَعَدَمِ إِنْصَافِهِمْ فِي هَذِهِ الأَحْكَامِ، ثُمَّ أَنَّ ضَرْبَهُ وَتعْزِيْرَهُ وَإِشْهَارَهُ أَمْرٌ لَا يَخْفَى، وَلَا يُمْكِنُ سَتْرُهُ فَهَلْ قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ سَعْدُ الدِّيْنِ الحَارِثِي كَانَ مُتَجَنِّيًا عَلَيْهِ، مُتَسَرِّعًا فِي حُكْمِهِ؟! مَعَ أَنَّهُ عَلَى مَذْهَبِهِ؟! وَهَذَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ يَقُوْلُ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي "ذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ": العِرَاقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الرَّافِضِيُّ

وَعُزِّرَ بِالرَّفْضِ بِـ "القَاهِرَةِ" عَلَى حِمَارٍ لِكَوْنِهِ نَالَ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي شِعْرِهِ" ثُمَّ يَقُوْلُ: "وَقِيْلَ: تَابَ فِي الأَخَرَةِ مِنَ الرَّفْضِ. . ." وَتَرْجَمَهُ الحَافِظُ البِرزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى تَرْجَمَةً مُقْتَضَبَةً وَقَالَ: "وَاتُّهِمَ بِـ "القَاهِرَةِ" بِالرَّفْضِ، وَعَزَّرَهُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ الحَارِثِيِّ وَأَشْهَرَهُ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ مِنْ ذلِكَ. وَالحَافِظَانِ الذَّهَبِيُّ وَالبِرْزَالِيُّ مِنْ مُعَاصِرِيْهِ وَهُوَ فِي دَرَجَةِ شُيُوْخِهِمَا. وَمِمَّا يُرَجِّحُ صِحَّةَ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ أَنَّ الحَافِظَيْنِ المَذْكُوْرَيْنِ لَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ، وَلَمْ يَرْحَلَا إِلَيْهِ، وَلَا طَلَبَا مِنْهُ الإِجَازَةَ مَعَ أَنَّهُمَا سَمِعَا، وَرَحَلَا، وَطَلَبَا الإِجَازَةِ مِمَّنْ هُوَ أَقلَّ مِنْهُ شَأْنًا؟!

والَّذِي يَعْنِيْنَا هُنَا نَقْلُ الحَقَائِقِ كَمَا هِيَ، فَمَادَامَ مُتَّهِمًا لَا يَصِحُّ تَبْرِأَتَهُ، إِلَّا إِذا ثَبَتَ أَنَّهُ تَابَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَبَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوْحٌ؛ وَذلِكَ أَنَّ تَعْزِيْرَهُ وَإِشْهَارَهُ رُبَّمَا يَكُونَانِ رَادِعَيْنِ لَهُ، جَعَلَاهُ يُفَكِّرُ جِدِّيًّا فِي التَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ مَا حَصَلَ إِنْ

ص: 412

وَقَدْ كَانَ الطُّوفِيُّ أَقَامَ بِـ "المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" مُدَّةً يَصْحَبُ شَيْخَ

(1)

الرَّافِضَةَ، السَّكَاكِيْنِيَّ

(2)

المُعْتَزِلِيَّ، وَيَجْتَمِعَانِ عَلَى ضَلَالَتِهِمَا، وَقَدْ هَتَكَهُ اللهُ، وَعَجَّلَ

= شَاءَ اللهُ. مَعَ أَنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْهُ بَعْدَ ذلِكَ مَا يُنَاقِضُ هَذَا؟! وَاللهُ المُسْتَعَانُ. أمَّا أَنَّهُ يُوْجَدُ فِي مُؤَلَّفَاتِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ، فَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا يَدُلُّ علَى تَرَدُّدِهِ فِي اعْتِقَادِهِ، وَتَذَبْذُبِهِ فِي انْتِمَائِهِ، وَسُرعَة تَأَثُّرِهِ بِمَا يَسْمَعُ؛ لِذَا تَجِدُ لَهُ الشَّيءَ وَنَقِيْضَهُ حَتَّى صَدَقَ عَلَيْهِ:

حَنْبَلِيٌّ رَافِضِيٌّ أَشْعَرِيٌّ

ظَاهِرِيُّ هَذِهِ إِحْدَى الكِبَر

(1)

ساقط من (ط).

(2)

هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ الهَمَذَانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، احْتَرَفَ فِي صِغَرِهِ صِنَاعَةَ السَّكَاكِيْنَ عِنْدَ شَيْخٍ رَافِضِيِّ فَأَفْسَدَ عَقِيْدَتَهُ، وَقَدْ طَلَبَ الحَدِيْثَ وَتَلَا بِالسَّبْعِ. وَوَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّهُ شَيْخُ الشِّيْعَةِ وَفَاضِلُهُمْ، وَقَالَ:"كَانَ لَا يَغْلُو، وَلَا يَسُبُّ مُعَيَّنًا، وَلَدَيْهِ فَضَائِلُ" وَأَقَامَ بِـ "المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" عِنْدَ أَمِيْرِهَا مَنْصُورِ بْنِ جَمَّازٍ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَلَمْ يُحْفَظُ لَهُ سَبٌّ فِي الصَّحَابَةِ. قَالَ الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: وَهُوَ مِمَّنْ يَتَسَنَّنُ بِهِ الشِّيْعِيُّ، وَيَتَشَيَّعُ بِهِ السُّنِّيُّ. وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ حُلْوَ المُجَالَسَةِ، ذَكِيًّا، عَالِمًا، فِيْهِ اعْتِزَالٌ

وَيُقَالُ: إِنَّهُ رَجَعَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَنَسَخَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" وَتُوُفِّيَ سَنَةَ (721 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (117)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (237)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (4/ 355)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 265)، وَالبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 100)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 410)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 55) وَيُلَاحِظُ أَنَّ شَيْخَهُ هَذَا مِثْلُهُ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَهْلِ السُنَّةِ وَالرَّافِضَةِ، فَلَا هُوَ سَنِّيٌّ خَالِصٌ وَلَا رَافِضِيٌّ خَالِصٌ، وَكَانَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ يَقُوْلُ عَنْهُ:"وَيَنْطَوِي عَلَى دِيْنٍ، وَإِسْلَامٍ، وَتَعَبُّدٍ، عَلَى بِدْعَتِهِ، سَمِعْنَا مِنهُ، وَكَانَ صَدِيْقًا لأَبِي". قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "حَدَّثَنِي قَاضِي القُضَاةِ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنِ مَسَلَّمٍ الحَنْبَلِيُّ قَالَ: كُنْتُ بِالجَامِعِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَقَدْ أُحْضِرَتْ جِنَازَتُهُ =

ص: 413

الاِنْتِقَامَ مِنْهُ بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ" قَالَ تَاجُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مَكْتُومٍ القَيْسِيُّ

(1)

فِي حَقِّ الطُّوْفِيِّ: قَدِمَ عَلَيْنَا - يَعْنِي "الدِّيَارَ المِصْرِيَّةَ" - فِي زِيِّ أهْلِ الفَقْرِ، وَأَقَامَ عَلَى ذلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ تَقَدَّمَ عِنْدَ الحَنَابِلَةِ، وَتَوَلَّى الإِعَادَةَ فِي بَعْضِ مَدَارِسِهِمْ، وَصَارَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَهُمْ، وَكَانَ يُشَارِكُ فِي عُلُوْمٍ، وَيَرْجِعُ إِلَى ذَكَاءٍ، وَتَحْقِيْقٍ، وَسُكُوْنِ نَفْسٍ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَلِيْلَ النَّقْلِ وَالحِفْظِ، وَخُصُوْصًا لِلنَّحوِ عَلَى مُشَارَكَةٍ فِيْهِ، وَاشْتُهِرَ عَنْهُ الرَّفْضُ، وَالوُقُوعِ فِي أَبي بَكْرٍ وَابْنَتِهِ عَائِشَةَ رضي الله عنهما، وَفِي غَيْرِهِمَا مِنْ جُمْلَةِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم، وَظَهَرَ لَهُ فِي هَذَا المَعْنَى أَشْعَارٌ بِخَطِّهِ، نَقَلَهَا عَنْهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ يَصْحَبُهُ وَيُظْهِرُ مُوَافَقَةً لَهُ، مِنْهَا قَوْلُهُ فِي قَصِيْدَةٍ:

كَمْ بَيْنَ مَنْ شُكَّ فِي خِلَافَتِهِ

وَبَيْنَ مَنْ قِيْلَ إِنَّهُ اللهُ

فَرُفِعَ أَمْرُ ذلِكَ إِلَى قَاضِي قُضَاةِ الحَنَابِلَةِ سَعْدِ الدِّيْنِ الحَارِثِيِّ، وَقَامَتْ عَلَيْهِ بِذلِكَ البَيِّنَةُ، فَتَقَدَّمَ إِلَى بَعْضِ نُوَّابِهِ

(2)

بِضَرْبِهِ، وَتَعْزِيْرُهُ

(3)

وَإِشْهَارِهِ، وَطِيْفَ بِهِ، وَنُوْدِيَ عَلَيْهِ بِذلِكَ، وَصُرِفَ عَنْ جَمِيعِ مَا كَانَ بِيَدِهِ مِنَ المَدَارِسِ، وَحُبِسَ أَيَّامًا، ثُمَّ أُطْلِقَ، فَخَرَجَ مِنْ حِيْنِهِ مُسَافِرًا، فَبَلَغَ إِلَى "قُوْصَ" مِنْ "صَعِيْدِ

= فَقُمْتُ وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَشَيْتُ مَعَ الجِنَازَةِ إِلَى قَرِيْبٍ "المَدْرَسَةُ الرُّكْنِيَّةِ" فَأَخْبِرْتُ أَنَّهَا جِنَازَتُهُ، فَرَجَعْتُ مِنْ هُنَاكَ، وَلَمْ أَشْهَدْ دَفنَهُ؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ رَافِضِيًّا، دَاعِيةَ إِلَى الرَّفْضِ، أَقَامَ بِعِدَّةِ قُرًى فَرَفَضَ أَهْلَهَا، وَأُخْرِجَ مِنَ "الصَّالِحِيَّةِ" لِهَذَا السَّبَبِ".

(1)

تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ ابْنِ الخَشَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ (ت: 569 هـ) اسْتِطْرَادًا.

(2)

ذَكَرَ الصَّفَدِيُّ أَنَّهُ ابنُ الحَبَّالِ، فَلَعَلَّهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ (ت: 717 هـ).

(3)

في (ط): "تعزيزه".

ص: 414

مِصْرَ"، وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَّ حَجَّ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَجَاوَرَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. ثُمَّ حَجَّ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى "الشَّامِ" إِلَى "الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ"، فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ فِي بَلَدِ "الخَلِيْلِ" عليه السلام فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ.

قُلْتُ: وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ شُيُوْخِنَا عمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ آخَرٍ: أَنَّهُ أَظْهَرَ لَهُ التَّوْبَةَ وَهُوَ مَحْبُوْسٌ، وَهَذَا مِنْ تَقِيَّتِهِ وَنِفَاقِهِ

(1)

؛ فَإِنَّهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ لَمَّا جَاوَرَ بِـ "المَدِيْنَةِ" كَانَ يَجْتَمِعُ هُوَ وَالسَّكَاكِيْنِيُّ شَيْخُ الرَّافِضَةِ، وَيَصْحَبُهُ، وَنَظَمَ فِي ذلِكَ مَا يَتَضَمَّنُ السَّبَّ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رضي الله عنه. وَقَدْ ذَكَرَ ذلِكَ عَنْهُ شَيْخُنَا المَطَرِيُّ

(2)

، حَافِظُ المَدِيْنَةِ وَمُؤَرِّخُهَا، وَكَانَ قَدْ صَحِبَهُ بِـ"المَدِيْنَةِ"، وَكَانَ الطُّوفِيُّ بَعْدَ سَجْنِهِ قَدْ نُفِيَ إِلَى "الشَّامِ"، فَلَمْ يُمْكِنْهُ الدُّخُولُ إِلَيْهَا

(3)

؛

(1)

قَدْ يُقَالُ: هَذَا لَا يَصِحُّ مِنَ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ رحمه الله فَإِذَا صَحَّ أَنَّهُ أَظْهَرَ التَّوْبَةَ فَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ، لَكِنَّ الحَافِظَ ابْنَ رَجَبٍ يَقْصُدُ أَنَّهُ بَعْدَ إِظْهَارِ تَوْبَتِهِ ظَهَرَ مِنْهُ مَا يُنَاقِضُهَا؟!

(2)

هُوَ شَيْخُهُ وَشَيْخُ أَبِيْهِ أَيْضًا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ عِيْسَى، عَفِيْفُ الدِّيْنِ بْنِ جَمَالِ الدِّيْنِ المِطَرِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، السَّعْدِيُّ، العُبَادِيُّ (ت: 765 هـ)، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَابنُ مُؤَذِّنِهِ، أَصْلُهُ مِنَ "المَطَرِيَّةِ" بِـ "مِصْرَ" رَحَلَ إِلَى "مَكَّةَ" وَ"دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ" وَ"بَغْدَادَ" مُحَدِّثٌ، رَوَى الكَثِيْرَ، وَخَرَّجَ لَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ "جُزْءًا" مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ، سَمِعَهُ عَلَيْهِ شِهَابُ الدِّيْنِ بْنُ رَجَبٍ بِقِرَاءَةِ وَلَدِهِ أَبِي الفَرَجِ عَلَيْهِ. يُرَاجَعُ: مُعْجَمِهِ (المُنْتَقَى) الشَّيْخُ رَقم (230).

(3)

لَيْسَ هَذَا سَبَبًا كَافِيًا فِي عَدَمِ دُخُوْلِهِ "الشَّامَ" فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ جُمَاعَةٍ أَنَّ لَهُ قَصِيْدَةً يَهْجُو بِهَا "مِصْرَ وَأَهْلِهَا" أَيْضًا، وَلَمْ تَمْنَعُهُ مِنَ الإِقَامَةِ بِـ "مِصْرَ" إِلَّا أَنْ تَكُوْنَ قَصِيْدَتُهُ فِي هِجَاءِ "الشَّامِ" أَشَدَّ إِيْلَامًا مِنْهَا، وَهَذَا مَا يَظْهَرُ مِنْ أَبْيَاتِهَا. وَقَصِيْدَتُهُ فِي هِجَاءِ "مِصْرَ" أَشَارَ إِلَيْهَا ابْنُ جُمَاعَةٍ فِي "التَعْلِيْقَةِ" وَلَمْ يَذْكُرْهَا؛ رُبَّمَا لأَنَّهَا فِي هِجَاءِ قَوْمِهِ، فَهُوَ مِصْرِيٌّ، =

ص: 415

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَقَصِيْدَتُهُ فِي هِجَاءِ "الشَّامِ" مَشْهُورَةٌ أَوْرَدَهَا ابْنُ جُمَاعَةَ فِي "التَّعْلِيْقَةِ" وَذَكَرَ بَعْضَ أَبْيَاتِهَا الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (2/ 447)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "الدُّرَرِ الكَامِنَة"، وغَيْرِهِمَا أَوَّلُهَا:

جُدْ لِلْمَشُوْقِ وَلَوْ بِطَيْفِ سَلَامِ

إنْ لَمْ تَكُنْ سَمْحًا بِطِيْبِ كَلَامِ

وَمَأْخَذُ هَذَا المَعْنَى مِنْ قَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ:

لَا خَيْلَ عنْدَكَ تُهْدِيْهَا وَلَا مَالُ

فَلْيُسْعِفِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ تُسْعِفِ الحَالُ

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (716 هـ):

1105 -

أَحْمَد بْنُ سَلْمَانِ بْنِ سَالِمِ بْنِ بَدْرَانَ الأَرْزُوْنِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ المُطَوَّعِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 240) وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الصَّالِحِ" وَذَكَرَ وَالِدَهُ: سَلْمَانَ (ت بَعْدَ: 665 هـ) وَقَالَ: "وَكَانَا مِنَ الصُّلَحَاءِ الأَخْيَارِ". وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ 46).

1106 -

وَحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، بَدرُ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 244)، وَقَالَ: ابْنُ شَيْخِنَا بَدْرِ الدِّيْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ

وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، دَيِّنًا، مَشْكُوْرَ السِّيْرَةِ وَسَمِعَ منْ أَصْحَابِ ابْنِ طَبَرْزَدٍ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ نَقِيْبًا عِنْدَ ابْنِ عَمِّهِ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ، وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ، وَلَهُ مِنْهَا أَوْلَادٌ" وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّماعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (273، 394)، وَذَكَرَ أَخَاهُ عُمَرَ (453) وَلأَبِيْهِمَا ذِكْرٌ فِيْهِ أَيْضًا (436).

1107 -

وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ. وَالِدُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمْزَةَ أَخُو القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَان بْنِ حَمْزَةَ (ت: 715 هـ) السَّابِقِ الذِّكْرِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (394)، وَذَكَرَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ (361)، ذَكَرَ حَمْزَةَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 439)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 217). وَابْنُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ =

ص: 416

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَبْدِ اللهِ (ت:؟) لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (395). وَذَكَرَ خَالَيْهِ عَبْدَ اللهِ المَغَارِي، وَأَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْنِ حَمْزَة المَقْدِسِيُّ، وَحَفِيْدُهُ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ (ت:؟) لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ أَيْضًا (282). وَذَكَرَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحمَنِ وَأَبْنَاءَ خَالَتِهِ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَحْمَدَ بَنِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الإِعْزَازِيِّ.

1108 -

وَرُقَيَّةَ بِنْتُ مُوْسَى بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يَحْيَى الشَّقْرَاوِيِّ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 235)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 343) وَفِيهِ:"الشَّعْرَاوِي" تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ، قَالَ البِرْزَالِيُّ: كَانَتِ امْرَأَةً جَيِّدَةً لَمْ يُوْلَدْ لَهَا، سَمِعَتْ "جزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" عَلَى ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَغَيْرَ ذلِكَ. وَحَدَّثَتْ، سَمِعْنَا مِنْهَا" ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا: مُوْسَى (ت: 702 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَذَكَرْنَا هُنَاكَ مَنْ عَرَفْنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا.

1109 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ البَاقِي بْنِ عَلِي بْنِ عَبْدِ البَاقِي بْنِ عَلِي بْنِ حفَّاظٍ أُمُّ عَبْد اللهِ وَأُمُّ مُحَمَّدٍ، الصَّالِحِيَّةُ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 242) وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 251)، وَكَنَّاهَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ: وَالِدَةُ صَاحِبِنَا النَّجْمِ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ البِرْزَالِيُّ:"وَكَانَتِ امْرَأَةً خَيِّرَةً، أُصِيْبَتْ بِجَمَاعَةٍ مِنَ الأَوْلَادِ، وَهِيَ زَوْجَةُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ المَقْدِسِيِّ أُمُّ أَوْلَادِهِ، رَوَتْ لَنَا بِالسَّمَاعِ عَنْ أَبِي العِزِّ بْنِ صُدَيْقٍ الحَرَّانِيِّ، بِالإِجَازَةِ عَنْ سِبْطِ السِّلَفِيِّ".

يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ: لَعَلَّ زَوْجُهَا عُبَيْدَ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ (ت: 684 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَهَذَا لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ (ت: 695 هـ) تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ، لَكِنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ صَاحِبًا لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ، بَلْ هُوَ فِي دَرَجَةِ كِبَارِ شُيُوْخِهِ، لكِنَّ الحَافِظَ البِرْزَالِيَّ قَالَ:"كَانَ شَابًّا، حَسَنَ الهَيْئَةِ. . ." مِمَّا يَدُلُّ علَى أَنَّهُ مَاتَ كَهْلًا فَهوَ يَصْلُحُ أَنْ يَكونَ صَاحِبًا لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ إِذًا، وَقَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"وَهُوَ ثَالِثُ إِخْوَتِهِ" فَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً أَشِقَّاءَ، فَلَا يَصِحُّ أَنْ تُكَنَّى أُمُّهُمْ =

ص: 417

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أُمَّ عَبْدِ اللهِ إِذًا؟! وَالأَمْرُ يَحْتَاجُ إِلَى مَزِيْدِ بَحْثٍ وَنَظَرٍ.

1110 -

وَسِتُّ الوُزَرَاءِ بِنْتُ عُمَرَ بنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى التَّنُوْخِيِّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ، اسْتَدْرَكَهَا ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (220) عَن تَارِيخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهَا ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيخِهِ "نُزْهَةُ العُيُوْنِ. . .". وَذَكَرَهَا أَيْضًا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 247)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (166)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 292)، وَمنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (88)، وَصَلَاحُ الدِّيْنِ الصَّفَدِيُّ فِي الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (15/ 117)، والفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 376، 396) وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 223)، وَابْنُ تَغري بَرْدِي فِي المِنْهَل الصَّافِي (5/ 396)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (1/ 312)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (9/ 237)، وَابْنُ العِمَادِ فِي الشَّذَرَاتِ (7/ 73). وَوَالِدُهَا: عُمَرُ بْنُ أَسْعَدَ (ت: 641 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1111 -

وَعَبْدُ البَاقِي بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي الحَجَّاوِيُّ المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 242) وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيخِ، الفَقِيهِ، الإِمَامِ، نَجِيْبُ الدِّيْنِ" وَقَالَ: "وَكَانَ فَقِيْهًا، صَالِحًا، مِنْ أَعْيَانِ الحَنَابِلَةِ، وَكانَ إِمَامًا بِـ "المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" رَوَى عَنِ النَّجِيْبِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ الحَرَّانِيِّ. . ." وَيَظْهَرُ أَنَّ ابْنَ أَخِيْهِ شَيْخُ الحَنَابِلَةِ بِـ "مِصْرَ" عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ البَاقِي، مُوَفَّقِ الدِّيْنِ الحَجَّاوِيُّ قَاضِي القُضَاةِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ - كَمَا يَقُوْلُوْنَ - الَّذِي انْتَشَرَ مَذْهبُ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِـ "مِصْرَ". فِي وِلَايَتِهِ (ت: 761 هـ). أَخْبَارُهُ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 58)، وَالجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (74) وَغَيْرِهِمَا.

1112 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَازَرٍ اللَّحَّامُ، الصَّالِحِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 249) وَقَالَ: "رَوَى لَنَا عَنْ عُمَرَ الكِرْمَانِيِّ، وَكَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ أَحْمَدَ أَكْبَرُ مِنْهُ بِثَلَاثِيْنَ سَنَةً. سَمِعْنَا مِنْهُ عنِ ابْنِ اللَّتِيِّ، وَأَبُوْهُمَا: عَبْدُ الرَّحِيْمِ كَانَ يَبِيْعُ اللَّحْمِ بِسُوْقِ الصَّالِحِيَّةِ، وَحَدَّثَ بِإِجَازَةِ الأَصْبَهَانِي".

1113 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ =

ص: 418

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ، رَشِيْدُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدِ، ابْنُ عَمِّ القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَان (ت: 715 هـ). وَوَالِدُهُ: سَيْفُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ (ت: 698 هـ) ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ جَمالِ الدِّيْنِ أَبِي حَمْزَةَ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ (ت: 632 هـ) وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ البِرزَالِيُّ: "رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ مِنْ غَيْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مِنْ أَهْلِ القُرآنِ. . .". أَخْبَارُهُ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 252)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْذَّهَبِيِّ (1/ 374).

1114 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي بْنِ حَمْدٍ المَقْدِسِيُّ المُطَعِّمُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 253)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 384). قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَحَدَّثَ

وَهُوَ ابْنُ أَخِي شَيْخِنَا عِيْسَى المُطَعِّمِ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ عَمِّهِ عِيسَى (ت: 719 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَنَذْكُرُ مَنْ عَرَفْنَا منْ أَهْلِ بَيْتِهِ هُنَاكَ؛ لأَنَّهُ الأَشْهَرُ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

1115 -

وَفَاطِمَةُ سِتُّ النَّعَمِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوْسٍ الحَرَّانِيِّ، وَالِدَةُ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيِّ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 252) وَصَفَهَا بِـ "المَرْأَةِ الكَبِيْرَةِ، الصَّالِحَةِ" وَقَالَ: "وَلَدَتْ تِسْعَةَ أَوْلَادٍ مِنَ الذُّكُوْرِ، وَلَمْ تُرْزَقْ بِنْتًا، وَكَانَتْ صَالِحَةً، خَيِّرَةً، مُبَارَكَةً، مِنْ بَيْتِ عِلْمٍ وَصَلَاحٍ". اسْتَدْركهَا ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ)(2/ ورقة: 226) عَنْ "تَارِيْخِ ابنِ الوَرْدِيِّ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعتَمِدُ -: أُسْرَتُهَا (آلُ عَبْدُوْسٍ) الحَرَّانِيِّين، تَقدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 699 هـ) وَأُخْتِهَا عَائِشَةَ (ت: 961 هـ) فِي مَوْضِعَيْهِمَا وَتزَوَّجَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَوْجِ مِنْهُمْ والِدُ شَيْخِ الإِسْلَامِ، وَوَالِدُ أَخِيْهِ لأُمِّهِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَرَّانِيِّ (ت: 718 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَلوَالِدَةِ ابْنِ تَيْمِيَّة أَخْبَارٌ فِي المُقْتَفَى لِلبِرْزَالِيِّ (2/ ورقة: 252)، والبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 79)، =

ص: 419

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَتَارِيخُ ابْنِ الوَرْدِيِّ.

1116 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الخَيَّاطُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الأَجَلِّ" وَقَالَ:"رَوَى لَنَا أَحَادِيْثَ مِنْ "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ" عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، حَسَنَ الخُلُقِ، لَيِّنَ الجَانِبِ، فِيْهِ مَزْحٌ وَدُعَابَةٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ الشَّيْخِ أَمِيْنِ الدِّيْنِ بْنِ شُقَيْرٍ الحَرَّانِيِّ، وَأَمِيْنُ الدِّيْنِ المَذْكُور عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الأَحَدِ (ت: 708 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

1117 -

وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ التَّغْلِبِيُّ الزُّرَعِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 244)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 327)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 89)، وَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِـ "الشَّيْخِ، الصَّالِحِ، الفَقِيْهِ، شَرَفِ الدِّيْنِ، أَبِي الثَّنَاءِ" وَقَالَ: "وَكَانَ رَجُلًا مُبَارَكًا، كَثِيْرَ التِّلَاوَةِ وَالخَيْرِ. . ." رَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ غَيْرِهِ". وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَانْقَطَعَ فِي الآخِرِ عِنْدَ ابْنِهِ الشَّمْسِ بِـ "الصَّدْرِيَّةِ" لَمَّا أَضَرَّ" وَابْنُهُ: شَمْسُ الدِّيْنِ لَم أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ. وَ"المَدْرَسَةُ الصَّدْرِيَّةُ" مِنْ مَدَارِسِ الحَنَابِلَةِ بِـ "دِمَشْقَ" وَاقِفُهَا صَدْرُ الدِّيْنِ بْنُ مُنَّجَى (ت: 657 هـ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَفِي الدُرَرِّ الكَامِنَةِ:"مَحْمُوْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَحمَدَ بْنِ هِرْمَاسِ بْنِ نَجَا بْنِ مُشَرَّفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَرَقَةَ الثَّعْلَبِي" وقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ وابْنُ رَافِعٍ".

1118 -

وَمَحْمُودُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المُنْعِم المَرَاتِبِيُّ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: مُحَمَّدًا (ت: 644 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَمَحْمُوْدٌ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 248) وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الصَّالِحِ، أَبِي الثَّنَاءِ" وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا خَيِّرًا. . ." وَذَكَرَ بَعْضَ شُيُوْخِهِ وَمُجِيْزِيْهِ، وَقَالَ: "وَهُوَ ابْنُ حَبِيْبَةُ بِنْتُ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيِّ.

أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وَالِدَتُهُ: حَبِيْبَةُ (ت: 674 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكِهَا فِي مَوْضِعِهَا، كَمَا تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أُخْتَيْهِ (زَيْنَبَ)، وَ (آمِنَةَ) كِلْتَيْهُمَا فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (699 هـ).

ص: 420

لأَنَّهُ كَانَ قَدْ هَجَا أَهْلَهَا وَسَبَّهُمْ، فَخَشِيَ مِنْهُمْ، فَسَارَ إِلَى "دِمْيَاطَ"، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى "الصَّعِيدِ".

‌513 - أَبُو القَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدِ

(1)

بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَرَّانِيُّ، الفَقِيْهُ، التَّاجِرُ بَدْرُ الدِّيْنِ، أَخُو الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ لأُمِّهِ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ تَقْرِيْبًا - أَوْ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ - بِـ "حَرَّانَ".

وَسَمِعَ بِـ "دِمَشْقَ" مِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَابْنِ أَبِي اليُسْرِ، وَابْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ، وَتَفَقَّهَ، وَلَازَمَ الاِشْتِغَالَ عَلَى شُيُوْخِ المَذْهَبِ مُدَّةً، وَأَفْتَى، وَأَمَّ بِـ "المَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ"، بِـ "مَسجِدِ الرَّمَّاحِيْنَ"، وَدَرَّسَ بِـ "المَدْرَسَةِ الحَنْبَلِيَّةِ" نِيَابَةً عَنْ أَخِيهِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ مُدَّةً.

قَالَ البِرْزَالِيُّ:

(2)

كَانَ فَقِيْهًا، مُبَارَكًا، كَثِيرَ الخَيْرِ، قَلِيْلَ الشرِّ، حَسَنَ

(1)

513 - أَبُو القَاسِمِ الحَرَّانِيُّ (665 - 717 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 93)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 163)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 7)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 465). وَيُرَاجَعُ: المُقتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 127)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (2/ 426)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 82)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِس (2/ 62، 74)، وَفِيْهِ: أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنُ خَالِدٍ، وَالشَّذَرَاتُ (7/ 83).

(2)

أَوَّلُ نَصِّ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ في المُقْتَفَى: "وَفِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ الثَّامِنُ مِنْ جمَادى الآخِرَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ، الفَقِيهُ، الإِمَامُ، العَالِمُ، الفَاضِلُ، بَدْرُ الدِّينِ، أَبو القَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الحَرَّانِيُّ، وَدُفِنَ فِي آخِرِ هَذَا اليَوْمِ بِمَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ عِنْدَ وَالِدَتِهِ، وَحَضَرَهُ جَمْعٌ كَبِيْرٌ، وَمَوْلِدُهُ - تَقْرِيْبًا - فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ أَوْ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ =

ص: 421

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بِـ "حَرَّانَ" وَتَفَقَّهَ، وَلَازَمَ الاِشْتِغَالَ عَلَى شُيُوْخِ مَذْهَبِهِ مُدَّةً، سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَابْنِ أَبِي اليُسْرِ، وَابْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَالقَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيِّ، وَالقَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ الحَنَفِيِّ، وَجَمَاعَةٍ كَبِيْرَةٍ، وَكَانَ إِمَامًا بِـ "المَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ" وَفَقِيْهًا بِالمَدَارِسِ، وَدَرَّسَ بِـ "المَدْرَسَةِ الحَنْبَلِيَّةِ" نِيَابَةً عَنْ أَخِيْهِ لأُمِّهِ الشَّيخِ، الإِمَامِ، شَيْخِ الإِسْلَامِ، تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ - نَفَعَ اللهُ تَعَالَى بِهِ - وبَاشَرَ إِمَامَةَ المَسْجِدِ الكَبِيْرِ بِـ "الرَّمَّاحِيْنَ" المَعْرُوفِ بِالحَنَابِلَةِ، وَأَفْتَى، وَكَانَ فَقِيْهًا، مُبَارَكَا. . .".

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (717 هـ):

1119 -

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ ضِرْغَامٍ المِنْشَاوِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المِصْرِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 164)، وَوَصَفَهُ بِـ "العَدْلِ، شِهَابِ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ

بْنُ شَيْخِنَا كَمَالِ الدِّيْنِ. . ." وَوَالِدُهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ (ت: 720 هـ) تُوُفِّيَ بَعْدَهُ، سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى عَنِ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ أَيْضًا. وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 181).

1120 -

وَسَارَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحِ بْنِ هِبَةِ بْنِ نُمَيْرٍ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 270) وَقَالَ: "بِنْتُ شَيْخِنَا الشَّيْخِ، الفَقِيْهِ، الصَّالِحِ، المُسْنِدِ، العَدْلِ، شَمْسِ الدِّيْنِ، أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ. . .".

أَقُوْلُ - وَعَلى اللهِ أَعْتَمِدُ -: هِيَ مِنْ (آلِ سَعْدِ) بْنِ نُمَيْرٍ أُسْرَةٌ عِلْمِيَّة حَنْبَلِيَّةٌ مَشْهُوْرَةٌ. وَالِدُهَا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 689 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَلَوْ تَحَدَّثْنَا عَنْ أُسْرَتِهَا لَطَالَ بِنَا الحَدِيْثِ. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ:"سَمِعْتُ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَرَوَتْ لَنَا عَنْهُ، قَرَأْتُ عَلَيْهَا بِطَرِيْقِ "الحِجَازِ" فِي "اللُّجُوْنِ" مِنْ عَمَلِ "الكَرْكِ" وَفِي "الحِجْرِ" وهِيَ زَوْجَةُ الأَمِيْرِ جَمَالِ الدِّيْنِ آقُوْشَ الجَلْيَانِيِّ البَرِيْدِيِّ، وَلَهَا تَرْجَمَةٌ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ =

ص: 422

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2/ 216). وَابْنَتُهَا مِنْهُ: صَفِيَّةُ (ت: 738 هـ) فِي الوَفَيَاتِ لاِبنِ رَافِعٍ (1/ 222).

1121 -

وَسِتُّ الأَهلِ بِنْتُ نَجْمِ بْنِ يُوْسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَجْمِ بْنِ الحَنْبَلِيِّ مِنْ (آلِ الحَنْبَلِيِّ) الأُسْرَةِ العِلْمِيَّةِ الكَبِيْرَةِ المَشْهُوْرَةِ فِي بِلَادِ الشَّامِ، تَحَدَّثْتُ عَنْهَا مِرَارًا، وَهِيَ بنْتُ نَجْمِ بْنِ يُوْسفَ بْنِ أَحمَدَ بْنِ نَجْمِ بْنِ عَبْد الوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ علِيِّ الشِّيْرَازِيِّ، وَآبَاؤُهَا هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ عُلَمَاءُ حَتَّى جَدُّهَا الأَعْلَى عَبْد الوَاحِدِ (ت: 486 هـ).

1122 -

وَوَالِدُهَا نَجْمُ بْنُ يُوسُفَ ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (2/ وَرَقَة: 174) وَقَالَ: "أَبُو العَلَاءِ، وَأَبُو الثُّرَيَاء بْنِ أَبِي الحَجَّاجِ. . .". وَانْخَرَمَ آخِرُ التَّرْجَمَةِ الَّتِي فِيْها مَوْلِدُهُ ووَفَاتُهُ فِيْمَا يَظْهَرُ، وَذَكَرَهُ ابْنُ الشَّعَّارِ فِي عُقُوْدِ الجُمَانِ (9/ ورَقَة: 87) فَقَالَ: "مِنْ أَهْلِ "دِمَشْقَ" مِنْ بَيْتٍ مَشْهُوْرٍ بِهَا، شَاهَدْتُهُ بِـ "إِرْبِلَ" شَابًّا، جَمِيْلًا، وَسِيْمًا، يَتَعَلَّقُ بِخِدْمَةِ المَلِكَةِ رَبِيْعَةِ خَاتُوْنَ بِنْتَ أَيُّوبَ بنِ شَادِي، وَيَتَصَرَّفُ لَهَا فِي أَمْلَاكِهَا المُخْتَصَّةِ بِهَا بِـ "إِرْبِلَ" وَلَهُ شِعْرٌ يَسِيْرٌ، فيْهِ ضَعْفٌ". وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله.

وَسِتُّ الأَهْلِ هَذِهِ ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقتَفَى (2/ وَرَقَة: 257)، وَقَالَ:"وَهِيَ زَوْجَةُ الشَّيْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ بْنِ عَبْدِ الكَافِي، أُمُّ أَوْلَادِهِ، وَكَانَتْ امْرَأَةً كَبِيْرَةً، مِنْ بَيتِ عِلْمٍ وَصَلَاحٍ".

1123 -

وَشِبْلُ بْنُ سَعْدِ الحَوَّارِيُّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 260) وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الفَقِيهِ، الصَّالِحِ، الفَاضِلِ، أَبُو أَحْمَدَ". وَقَالَ: "وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مُبَارَكًا، كَثِيرَ الفَضِيْلَةِ، وَالدِّيَانَةِ، وَالعِفَّةِ، وَالنَّزَاهَةِ، مِنْ خِيَارِ المُسْلِمِيْنَ".

1124 -

وَعبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَامِدِ بْنِ إِدْرِيْسَ بْنِ حُمَيْدِ المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ القِيْرَاطِ" زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 264)، وَقَالَ:"رَوَى لَنَا جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخِ "الصَّالِحِيَّةِ" مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ طَبَرْزَدَ وَغَيْرِهِمْ، =

ص: 423

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَكَانَ يَحْضُرُ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيِّ وَيَشْهَدُ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ".

1125 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ عَمْرِو بْنِ مُوسَى بْنِ عَمِيْرَةَ الفَرَّاءِ المَعْرُوفِ بِـ "ابْنِ المُنَادِي" أَيْضًا، أخْتُ الشَّيْخِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ (ت: 700 هـ) وَصَفِيَّةُ (ت: 699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضعَيْهِمَا. أَخْبَارُ فَاطمَة فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 260) فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ للذَّهَبِيِّ (2/ 108)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (169)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَة (3/ 304). قَالَ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ:"وَكَانَتْ امْرَأَةً صَالِحَةً، خَيِّرَةً، مُبَارَكَةً، أُقْعِدَتْ آخِرَ عُمُرِهَا، وَهِيَ زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا الشَّيْخِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي الحَسَنِ بنِ عَمْرٍو الفَرَّاءِ سَمِعْنَا مِنْهَا، وَمِنْ زَوْجِهَا المَذْكُوْرِ، وَمِنْ أَخَوَيْهَا الشَّيْخِ عِزِّ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَصَفِيَّةَ، رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى، وَكَانَ أَبُوْهَا دَلَّالًا بِـ "الخَوَّاصِيِّيْنَ". . .".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ -: زَوْجُهَا إِبْرَاهِيْمُ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ، وَأَخُوْهَا: إِسْمَاعِيْلُ، وَأُخْتُهَا: صَفِيَّةُ، تُوُفُّوا جَمِيْعًا سَنَةَ (699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُم، وَاللهُ أَعْلَمُ.

1126 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَزَّازِ بْنِ نَائِلٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَرْدَاوِيُّ، المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 266)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 148)، وَالعُلَيْمِيُّ فِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 8)، وَوَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِـ "الشَّيْخِ، الفَقِيْهِ، الصَّالِحِ، أَبِي عَبْدِ اللهِ"، وَقَالَ:"كَانَ شَيْخًا صَالِحًا، سَمِعَ مِنْ خَطِيبِ مَرْدَا، وَابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَرَوَى لَنَا عَنْهُمَا". وَابْنُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ت: 742 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ. وَحَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 788 هـ) ذَكَرَهُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 427)

وَغَيْرهِ.

1127 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنِ حَاتِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البَعْلَبَكِّيُّ الحَبَّالُ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي المُعْجَمِ المُخْتَص (240)، وَعَنْهُ فِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 8)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 466)، وَفِيْهَا:"ابن عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَلِيِّ"، وَهُوَ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 270)، وَوَصفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ، المُقْرِئِ، شَمْسِ الدِّيْنِ. . ." وَقَالَ: =

ص: 424

الخُلُقِ، مُنْقَطِعًا عَنِ النَّاسِ، وَكَانَ يَتَّجِرُ وَيَتَكَسَّبُ، وَخَلَّفَ لأَوْلَادِهِ تَرِكَةً، وَرَوَى "جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" مَرَّاتٍ عَدِيْدَةً.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ فَقِيْهًا، عَالِمًا، إِمَامًا بِـ "الجَوْزِيَّةِ"، وَلَهُ رَأْسُ مَالٍ يَتَّجِرُ فِيْهِ. وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي زكَرِّيَا بْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَابْنِ المُنَجَّى، وَغَيْرِهِمَا بِـ "دِمَشْقَ" سَمِعْنَا مِنْهُ "جزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" غَيْرَ مَرَّةٍ، وَدَرَّسَ بِـ "الحَنْبَلِيَّةِ" ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ، وَكَانَ خَيِّرًا مُتَوَاضِعًا.

قَالَ البِرْزَالِيُّ: وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ثَامِنَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِمَقَابِرِ الصُّوفِيَّةِ عِنْدَ وَالِدَتِهِ، وحَضَرَ جَمْعٌ كَثِيرٌ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

= "كَانَ أَقَامَ مُدَّةً بِـ "دِمَشْقَ" وَ"طَرَابُلُسَ" وَتَوَجَّهَ إِلَى "القَاهِرَةِ" لِشُغُلٍ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ هُنَاكَ، وَكَانَ كَهْلًا، سَمعَ مِنِ ابْنِ عَلَّانَ بِـ "بَعْلَبَكَّ" وَسَمِعَ مَعَنَا مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوْخِ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"بَعْلَبَكَّ"، وَكَانَ فِيْهِ مُرُوْءَةٌ وَقَضَاءُ حَاجَةٍ، وَلَهُ أَشْغَالٌ، وَفِيْهِ خَيْرٌ". وَأَخُوْهُ: إِبْرَاهِيْمُ (ت: 744 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

- قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَكَانَ وَالِدُهُ (عَبْدُ الرَّحِيْمِ) مِنْ شُيُوْخِنَا، وَهُوَ حَيٌّ الآنَ، جَاوَزَ الثَّمَانِيْنَ، وَهُوَ مِنْ أَعْيَانِ العُدُوْلِ فِي بَلَدِهِ" وَلَقَّبَهُ "نَجْمَ الدِّيْنِ" وَكَنَاهُ أَبَا مُحَمَّدٍ، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، العَدْلِ"، وَهُوَ مِمَّنْ يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ، وَلَمْ أَقِفْ علَى أَخْبَارِهِ الآنَ.

1128 -

مُحَمَّدُ بْنُ مُوْسَى بْنِ خَلَفَ بْنِ رَاجِحٍ بْنِ بِلَالٍ المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وَالِدُهُ مُوْسَى (ت: 643 هـ)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضعِهِ. وَمُحَمَّدُ هَذا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 263)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَة (5/ 39)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (170)، وَلَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ.

ص: 425

‌514 - عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحمَدَ

(1)

بْنِ تَمَّامِ بْنِ حَسَّانَ التَّلِّيُّ

(2)

، الصَّالِحِيُّ، الأَدِيْبُ الزَّاهِدُ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنِ ابْنِ قُمَيْرَةَ، وَالمُرْسِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَاليَلْدَانِيِّ

(3)

وَخَطِيْبَ مَرْدَا، وَجَمَاعةٍ. وَقَرَأَ النَّحْوَ وَالأَدَبَ عَلَى الشَّيْخِ جَمَال الدِّيْنِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَلَى وَلَدِهِ

(4)

بَدْرِ الدِّيْنِ، وَصَحِبَهُ، وَلَازَمَهُ مُدَّةً، وَأَقَامَ بِـ "الحِجَازِ" مُدَّةً، وَاجْتَمَعَ بِالشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الحَوْرَانِيِّ الزَّاهِدِ وَغَيْرِهِ، وَسَافَرَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"، وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، وَلَهُ نَظْمٌ كَثِيرٌ، حَسَنٌ، رَائِقٌ.

(1)

514 - ابْنُ تَمَّامٍ التَّلِّيُّ (635 - 718 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 94)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 22)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 8)، وَمُخْتَصَرِهِ:"الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 466)، وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 279)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 317)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (2/ 641)، وَالوَافِي بالوَفَيَاتِ (17/ 35)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (2/ 161)، وَالِبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 90)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقَة: 109)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 90)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 346)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 381)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 474)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 48)(8/ 88)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (3/ 68)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ مُحَمَّدًا (ت: 741 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَابْنُ أُخْتِهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ (ت: 728 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

في (ط): "المَكي". تَحْرِيْفٌ ظَاهِرٌ.

(3)

في (ط): "البلداني".

(4)

في (ط): "والده".

ص: 426

قَالَ البِرْزَالِيُّ:

(1)

كَانَ شَيْخًا فَاضِلًا، بَارِعًا فِي الأَدَبِ، حَسَنَ الصُّحْبَةِ، مَلِيْحَ المُحَاضَرَةِ، صَحِبَ الفُقَرَاءَ وَالفُضَلَاءَ، وَتَخَلَّقَ بِالأَخْلَاقِ الجَمِيْلَةِ، وَخَرَّجَ لَهُ فَخْرُ الدِّيْنِ ابْنِ البَعْلَبَكِيِّ "مَشْيَخَةً" قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ

(2)

، وَكَتَبْنَا عَنْهُ مِنْ نَظْمِهِ، وَكَانَ زَاهِدًا مُتَقَلِّلًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ أَثَاثٌ، وَلَا طَاسَةٌ، وَلَا فِرَاشٌ، وَلَا سِرَاجٌ، وَلَا زُبْدِيَّةَ

(3)

، بَلْ كَانَ بَيْتُهُ خَالِيًا مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، حَدَّثَنِي بِذلِكَ أَخُوْهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدٌ.

وَقَالَ لِي القَاضِي شِهَابُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدٌ الكَاتِبُ

(4)

: صَحِبْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثَنَاءً جَمِيْلًا، وَعَظَّمَهُ وَبَجَّلَهُ، وَوَصَفَهُ بِالزُّهْدِ

(1)

أَثْنَى عَلَيْهِ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى كَثِيْرًا وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الإِمَامِ الفَاضِلِ، الزَّاهِدِ، الأَدِيْبِ، البَارِعِ، تَقِيِّ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَذَكَرَ نَمَاذج مِنْ مُسْتَحْسِنِ شِعْرِهِ ثُمَّ قَالَ: "قَرَأْتُ عَلَيْهِ جُزْءًا يَشْتَمِلُ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ مَائَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ بَيْتًا، كَتَبَهُ إِلَى الوَلِي بَدْر الدِّينِ وَلَدُ الشَّيْخِ عَلَاءِ الدِّيْنِ بْنِ غَانِمٍ، وَهُوَ فِي مَدْحِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَفِيْهِ قَصِيْدَةٌ فِي وَقْعَةِ "شَقْحَبَ". . ." وَأَثْنَى عَلَيْهِ الصَّلَاحُ الصَّفَدِيُّ فِي كِتَابَيْهِ "أَعْيَانِ العَصْرِ"، وَ"الوَافِي بِالوَفَيَاتِ"، وَأَوْرَدَ نَمَاذِجَ كَثِيْرَةً مِنْ شِعْرِهِ، وَنَقَلَ عَنِ الشِّهَابِ مَحْمُوْدٍ السَّالِفِ الذِّكْرِ كَثِيْرًا مِنْ أَخْبَارِهِ. قَالَ الصَّفَدِيُّ: "أَخْبَرَنِي القَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ أَبو بَكْرِ بْنِ القَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ شَيْخِنَا أَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُوْدٍ، قَالَ: كَانَ جَدِّي - يَعْنِي القَاضِيَ شِهَابَ الدِّيْنِ مَحْمُوْدًا - قَدْ أَذِنَ لِغُلَامِهِ الَّذِي نَفَقَتُهُ مَعَهُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَ مِنْهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ مِنَ الدَّرَاهِمِ يُعْطِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ. قَالَ: فَمَا كَانَ يَأْخُذُ إِلَّا مَا هُوَ مَضْرُوْرٌ إِلَيْهِ - انْتَهَى".

(2)

وَانْتَقَى لَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ "مَشْيَخَةً" وَالحَافِظُ البِرْزَالِيُّ أُخْرَى.

(3)

قَالَ تَعَالَى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ. . .} .

(4)

مَحْمُودُ بْنُ سَلْمَانَ بنِ فَهْدِ الحَلَبِيُّ (ت: 725 هـ) حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 427

وَالفَرَاغِ مِنَ الدُّنْيَا، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا ذَكَرَ أَخُوْهُ.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبْتِ ثَالِثَ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقَابِرِ المَرْدَاوِيِّيْنَ بِالقُرْبِ مِنْ تُرْبَةِ الشَّيْحِ أَبِي عُمَرَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. أَنْشَدَنَا أَبُو العَبَّاسِ المَقْدِسِيُّ. أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ تَمَّامٍ لِنَفْسِهِ:

أُشَاهِدُ مِنْ مَحَاسِنِكُمْ مَنَارًا

يَكَادُ البَدْرُ يُشْبِهُهُ شَقِيْقَا

وَأَصْحَبُ مِنْ جَمَالِكُمْ خَيَالًا

فَأَنَّى سِرْتُ يُرْشِدُنِي الطَّرِيْقَا

أَرَى نَجْمَ الزَّمَانِ بِكُمْ سَعِيْدًا

وَمَعْنَى حُسْنِكُمْ مَعْنًى دَقِيْقًا

وَبَدْرُ التِّمِّ يُزْهِي مِنْ سَنَاكُمْ

وَشَمْسُ جَمَالِكُمْ بَرْزَتْ شُرُوْقَا

وَرَوْضُ عَبِيْرِ أَرْضِكُمْ نَهَارًا

جَرَى ذَهَبُ الأَصِيْلِ بِهِ خَلُوْقَا

حَدِيْثِي وَالغَرَامُ بِكُمْ قَدِيْمٌ

وَشَوْقِي يُزْعِجُ القَلْبَ المَشُوْقَا

وَأَنْفَاسِي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكُمْ

سَلُوا عَنْهَا النَّسِيْمَ أَوِ البُرُوْقَا

وَلِيَ صِدْقُ المَوَدَّةِ فِي حِمَاكُمْ

سَقَى اللهُ الحِمَى وَرَعَى الصَّدِيْقَا

وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا عَنِ ابْنِ تَمَّامٍ لِنَفْسِهِ

(1)

:

أُكَرِّرُ فِيْكُمْ أَبَدًا حَدِيْثِي

فَيَحْلُو وَالحَدِيْثُ بِكُمْ شُجُوْنُ

(1)

أَنْشَدَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 280) قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بْنُ تَمَامٍ مَدْرَجًا بِخَطِّهِ يَشْمَلُ عِدَّةَ قَصَائِدَ مِنْهَا:

أَسُكَّانَ المَعَاهِدِ مِنْ فُؤَادِي

لَكُمْ فِي كُلِّ جَارِحَةٍ سُكُوْنِ

أُكَرِّرُ فِيْكُمْ أَبَدًا حَدِيْثِي

. . . . . . . . . الأبيات

وَأَنْشَدَ لَهُ غَيْرَهَا.

ص: 428

وَأَنْظِمُهُ عُقُوْدًا مِنْ دُمُوْعِي

فَتَنْثُرَهُ المَحَاجِرُ وَالجُفُوْنُ

وَأَبْتَكِرُ المَعَانِي فِي هَوَاكُمْ

وَفِيْكُمْ كُلُّ قَافِيَةٍ تَهُوْنُ

وَأَعْتَنِقُ النَّسِيْمَ لأَنَّ فِيْهِ

شَمَائِلَ مِنْ مَعَاطِفِكُمْ تَبِيْنُ

وَأَسْأَلُ عَنْكُمُ النَّكْبَاءَ سِرًّا

وَسِرُّ هَوَاكُمُ عِنْدِي مَصُوْنُ

وَكَمْ لِي فِي مَحَبَّتِكُمْ غَرَامٌ

وَكَمْ لِي فِي الغَرَامِ بِكُمْ فُنُوْنُ

515 -

وَفِي ثَالِثِ ذِيْ القَعْدَةِ

(1)

سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ أَيْضًا: تُوُفِّيَ الفَقِيْهُ الفَاضِلُ: بُرْهَانُ الدِّيْنِ أَبو إِسْحَقَ

(2)

إِبْرَاهِيْمُ بْن الشَّيْخِ عِمَادِ الدِّيْنِ عَبْدِ الحَافِظِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَاضِي "القُدُسَ" الحَنْبَلِيُّ، وَدُفِنَ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنِ. حَضَرَ عَلَى خطِيْبِ مَرْدَا بِـ "نَابُلُسَ"، وَأَقَامَ بِـ "دِمَشْقَ"، وَتَفَقَّهَ بِهَا، وَسَمِعَ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيْرًا. وَكَانَ عَدْلًا، وَفَقِيْهًا فِي المَدَارِسِ، منْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالعَفَافِ وَالفَضِيْلَةِ، وَكَانَ كَثِيْرَ السُّكُوْتِ، قَلِيْلَ الكَلَامِ، وَلَهُ قَصيْدَةٌ حَسَنَةٌ رَثَى بِهَا الشَّيْخَ شَمْسَ الدِّيْنِ

(1)

في (ط): "العقدة" تَحْرِيْفُ طِبَاعَةٍ.

(2)

502 - ابْنُ عَبْدِ الحَافِظِ: (؟ -718 هـ):

أَخبَارهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 231)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 10)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِ المُنَضَّدِ" (2/ 466). وَيُرَاجَعُ: المُقْتَفَى لِلْبِرزَالِيُّ (2/ وَرَقَةَ: 289)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 138)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (55)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 34)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 48)(8/ 87)، أَخُوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الحَافِظِ الَّذِي تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (712 هـ) وَذَكَرْنَا هُنَاكَ فَوائِدَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.

ص: 429

ابْنَ أَبِي عُمَرَ، ذَكَرَ ذلِكَ البِرْزَالِيُّ

(1)

.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ فَقِيْهًا، إِمَامًا، عَارِفًا بِالفِقْهِ

(2)

وَالعَرَبِيَّةِ، وَفِيْهِ دِيْنٌ وَتَوَاضُعٌ، وَصَلَاحٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مِنْهُ قَصِيْدَتَهُ الَّتِي رَثَى بِهَا الشَّيْخَ شَمْسَ الدِّيْنِ، ثُمَّ رَوَى عَنْهُ حَديْثًا.

‌516 - مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ المَحْمُودِ

(3)

بْنِ زُبَاطِرٍ الحَرَّانِيُّ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ،

نَزِيْلُ "دِمَشْقَ".

وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَرَّانَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنْ عِيْسَى الخَيَّاطِ، وَالشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، وَسَمِعَ بِـ "دِمَشْقَ" مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي، وَاليَلْدَانِيِّ

(4)

، وَابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَخَطِيْبَ "مَرْدَا" وَعُنِيَ بِسَمَاعِ الحَدِيْثِ إِلَى آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ يَرُدُّ عَلَى القَارِيء وَقْتَ القِرَاءَةِ أَشْيَاءَ مُفِيْدَةً، وَلَدَيْهِ فِقْهٌ وَفَضَائِلُ، وَأَمَّ بِمَسْجِدِ الوَزِيْرِ

(5)

ظَاهِرِ "دِمَشْقَ".

(1)

وَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الفَقِيْهِ، الإِمَامِ، العَالِمِ، الفَاضِلِ، الصَّالِحِ، بُرْهَانِ الدِّيْنِ، أَبُوَ إِسْحَقَ".

(2)

زَادَ: "وَيَشْهَدُ بِـ "العُقَيْبَةَ".

(3)

516 - ابْنُ زُباطِرٍ الحَرَّانِيُّ (637 - فِي حُدُودِ سَنَةِ 718 هـ):

أَخْبَارُه فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لِابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 484)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 10)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 467). وَيُرَاجَعُ "مُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 258)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 225)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 50) (8/ 91). وَابْنُهُ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ (ت: 764 هـ). الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 221).

(4)

في (ط): "البلداني". وَسَبَقَ تَصْحِيْحُهُ مِرَارًا.

(5)

مَسْجِدُ الوَزِيْرِ فِي ثِمَارِ المَقَاصِدِ (75)، وَذَكَرَ مَسْجِدًا آخَرَ ص (99) فِي الاِسْمِ نَفْسِهِ.

ص: 430

قَالَ الذَّهَبِيُّ

(1)

: كَانَ فَقِيْهًا زَاهِدًا، نَاسِكًا، سَلَفِيٌّ الجُمْلَة، عَارِفًا

(1)

فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": "وَارْتَحَلَ إِلَى "مِصْرَ" لِزِيَارَةِ بَعْضِ الإِخْوَانِ فِي اللهِ فَأُسِرَ مِنَ "العَرِيْشِ" وَبِيْعَ بِـ "قُبْرُصَ" فَبَقِيَ بِالأَسْرِ نَحْوًا مِنْ عَشْرِ سِنِيْنَ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ مَلْطُوفٌ بِهِ، وَأَخَذَهُ نَصْرَانِيٌّ عَاقِلٌ، فَكَانَ يَحْتَرِمُهُ، وَلَا يُكَلِّفُهُ تَعَبًا".

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (718 هـ):

1129 -

أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْن سَالِمِ بنِ عَبْدَانَ الحَوَارِنِيُّ الأَصْلِ، الصَّالِحِيُّ، الفَامِيُّ، الخَبَّازُ المَعْرُوفُ بِـ "الدُّشَيْشَةِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 279)، والحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 45)، وَفِيْهِ "السَّمَّاك". والحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في الدُّرَرِ الكَامِنَة (1/ 147).

1130 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ بَدَّالٍ الزُّرَعِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ وَقَالَ:"وَلَهُ هِمَّةٌ وَافِرَةٌ، وَكَانَ وَلِيَ وَكَالَةَ بَيْتِ المَالِ بِـ "زُرَعَ" مُدَّةً، وَلَهُ جَمَاعَةٌ أَوْلَادٍ، وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ. . ." وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ ابْنِهِ عَامِرٍ فِي السَّنَةِ التَّالِيَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1131 -

وَأَبُو بَكْرٍ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ نِعْمَةِ بْنِ أَحْمَدَ بْن بُكَيْرٍ زَيْنُ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَبَاهُ: أَحْمَدَ (ت: 668 هـ) فِي مَوْضِعِهِ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَةِ (221) عَنْ تارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ. . ." (1/ وَرَقَة: 229)، وَذَكَرَهُ البُرْهَانُ بْنِ مُفْلِحٍ فِي المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 157)، وَلَمْ يَذْكُرْهُ العُلَيْمِيُّ فِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ"، وَذَكَرَهُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 288)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 402) وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (98)، وَالإِعْلَامِ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (302)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (189) وَهُوَ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 438) وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (2/ 813)، وَالنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (9/ 242)، وَالسُّلُوْكِ (2/ 1/ 188)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 48)، وَدُرَّةِ الحِجَالِ (1/ 221). وَابْنُهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (ت: 732 هـ) نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ =

ص: 431

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "وَخَرَجْتُ لَهُ "مَشْيَخَةً" عَنْ نَحْوِ عِشْرِيْنَ شَيْخًا".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: مَشْيَخَتُهُ هَذِهِ حَقَّقَهَا الأَخ إِبْرَاهِيم صَالِح وَنَشَرَهَا فِي دَارِ البَشَائِرِ سَنَةَ (1417 هـ). وَخَرَّجَ لَهُ الحَافِظَانِ الذَّهَبِيُّ وَالعَلَائِيُّ مَشْيَخَتَيْنِ أَيْضًا.

1132 -

وَسِتُّ العَرَبِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بِقَاءٍ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَةَ: 275) وَقَالَ: "رَوَتْ لَنَا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَهُوَ جَدُّ أُمِّهَا لِلأُمِّ

سَمِعْنَا مِنْهَا، وَمِنْ وَالِدِهَا، وَأَوْلَادِهَا الثَّلَاثَة "أَحمَدُ"، و"عَبْدُ الرَّحْمَنِ" وَ"زَيْنَبُ" أَوْلَادُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ البَجَّدِيِّ.

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهَا (ت: 698 هـ)، وَزَوْجُهَا: مُحَمَّدٌ (ت: 722 هـ) مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ، وَأَخُوْهَا عَبْدُ الرَّحمَنِ (ت: 738 هـ) وَابْنَتُهَا: زَيْنَبُ (ت: 722 هـ) نَذْكُرُهُمَا فِي مَوْضِعِهِمَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَابْنُهَا: أَحْمَدُ (ت: 714 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

1133 -

عَائشِةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَد بْنِ عُثمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَدِيْرٍ الطَّائِيُّ، ابْنَةُ القَوَّاسِ. زَوْجُ عَلَاءِ الدِّيْنِ بْنِ المُنَجَّى. ذَكَرَهَا البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 290)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 338) يَظْهَرُ أَنَّ زَوْجَهَا عَلَاءُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بْنُ المُنَجَّى بن عُثْمَانَ (ت: 750 هـ). الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1134 -

وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بِشْرٍ، عِزُّ الدِّيْنِ الحَرَّانِيُّ التَّاجِرُ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 284)، وَقَالَ:"ابْنُ أُخْتِ الشَّيْخِ أَمِيْنِ الدِّيْنِ بْنِ شُقَيْرٍ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ ظُهْرَ الثُّلَاثَاءِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" وَحَضَر الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ بْنُ تَيْمِيَّةَ مِنَ "المِزَّةِ" إِلَى "سُوْقِ الخَيْلِ" فَصلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى "المِزَّة" وَكَانَ إِذْ ذَاكَ مُقِيْمًا بِهَا

وَأُصِيْبَتْ بِهِ وَالِدَتُهُ، وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، فِيْهِ خَيْرٌ وَدِيْنٌ، وَعَاشَ خَمْسًا وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةَ، وَكَانَ أَخُوْهُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَحْمَدَ، مَاتَ قَبْلَهُ بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ بِـ "القَاهِرَة" رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.

1135 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرِ الحرَّانِي. جَدُّهُ الأعْلَى

ص: 432

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَبْدُ اللهِ بْنِ نَصْرٍ (ت: 624 هـ) قَاضِي حَرَّانَ مَشْهُوْرٌ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، لَهُ كَثِيْرٌ مِنَ الحَفَدَةِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مِنْهُمْ: وَالِدُ المَذْكُورِ هُنَا عَبْد الغَنِيِّ (ت: 709 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَأَخُوهُ: عُمَر (ت: 732 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَعَمُّهُ: أَحْمَدُ (ت: 706 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا، وَمُحَمَّدُ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 277)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الأَمِيْنِ، شَمْسِ الدِّيْنِ" وَقَالَ التَّاجِرُ بِـ "سُوْقِ البَطَائِنِ". . . وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، دَيِّنًا، أَمِيْنًا، وَخَلَّفَ أَوْلادًا مِنْهُمْ العَدْلُ بَدْرَ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ.

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ -: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ بنُ مُحَمَّدٍ بَدْرُ الدِّيْنِ البَطَائِنِيُّ (ت: 756 هـ). وَوَالِدُهُ: مُحَمَّدٌ المُسْتَدْرَكُ هُنَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 138).

1136 -

وَمَحْمُوْدُ الكِيْلَانِيُّ الحَنْبلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 284)، وَقَالَ: نَائِبُ إِمَامِ الحَنَابِلَةِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ".

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (719 هـ) أَحَدًا.

وَذُكِرَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ الزُّرَعِيُّ، وَحَرَمِيُّ بْنُ كَوْكَبٍ، فَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ الزُّرَعِيُّ فَالصَّحِيْحُ أَنَّهْ تُوُفِّيَ سَنَةَ (729 هـ) عَلَى مَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

وَأَمَّا حَرَمِيُّ بْنُ كَوْكَبٍ الدَّارِمِيُّ الحَنْبَلِيُّ الَّذِى ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْن حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 88) فِي وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ فَحَصَلَ فِي نِسْبَتِهِ تَحْرِيْفٌ ظَاِهرٌ، فَلَا هُوَ دَارِمِيٌّ وَلَا حَنْبَلِيٌّ؟! إِنَّمَا هُوَ دَارِيٌّ خَلِيْلِيٌّ مَنْسُوْبٌ إِلَى الصَّحَابِي المَشْهُوْرِ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَقَدْ انْتَشَرَ وَلَدُهُ فِي الخَلِيْلِ وَالدَّارِمِيُّ فِي نِسْبَةِ الصَّحَابِيِّ - مِنْ ثَمَّ فِي نِسْبَةِ المذْكُورِ هُنَا - مَنْسُوبٌ إِلَى عَبْدِ الدَّارِ مِنْ قُرَيْشٍ. وَالخَلِيْلِيُّ - لَا الحَنْبَلِيُّ - مَنْسُوْبٌ إِلَى البَلَدِ المَعْرُوفِ فِي "فِلَسْطِيْنَ"، أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعِيْدَ لَهَا الأَمْنَ وَيُخَلِّصَهَا مِنْ أَسْرِهَا.

1137 -

حَمْزَةُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحْمُوْدِ بْنِ مَسْعُوْدٍ المَجْدَلِيُّ تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 296)، وَوَصَفَهُ بِـ "الأَدِيْبُ، الفَاضِلُ،

ص: 433

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الصَّدْرُ". وَقَالَ: "لَازَمَ الشَّيْخَ شَمْسَ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيَّ، وَكَتَبَ عَنْهُ مَسْمُوعَاتِهِ، وَصَاهَرَهُ وَذَكَرَ أَنَّهُ دُفِنَ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ. وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 164).

1138 -

وَعَامِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَذَّالٍ الزُّرَعِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 209)، وَقَالَ:"وَكَانَ شَاهِدًا، وَيَكْتُبُ الشَّرُوْطَ، وَسَمِعَ هُوَ وَأَبُوهُ مِنَ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيِّ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ "زُرَعَ" وَبَيْنَ وَفَاتِهِ وَوَفَاةِ وَالِدِهِ دُوْنَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ". وَقَدْ تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَبِيْهِ فِي العَامِ السَّابِقِ.

1139 -

وَعَائشِةُ بِنْتُ مُسَلَّمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَزْرُوْعٍ الزَّيْنِيُّ، الصَّالِحِيُّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ، بِنْتُ الشَّيْخِ الصَّالِحِ أَبِي مُحَمَّدٍ مُسَلِّمٍ، وَأُخْتُ القَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ مُسَلَّمٍ (ت: 726 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، ذَكَرَهَا البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 312)، وَقَالَ:"وَكَانَتْ امْرَأَةً صَالِحَةً، مُبَارَكَةً، فَقِيْرَةً، سَمِعَتْ مِنْ عَبْدِ الدَّائِمِ قِطْعَةً مِنْ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَرَوَتْ عَنْهُ.

1140 -

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ العَنَابُوْسِيُّ، النَّابُلُسِيُّ، المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتفَى (2/ وَرَقَة: 294)، وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَثِيْرًا، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 443).

1141 -

وَعَبْدُ العَالِي بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْن عَبْدِ العَالِي السَّوَادِيُّ، الخُزَيْمِيُّ، البُشْرَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ، أَمِيْنُ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 310)، وَوَصَفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ" وَقَالَ:"كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، لَهُ هِمَّةٌ، وَفِيْهِ كَفَاءَةٌ وَنَهْضَةٌ، وَكَانَ يَلُوْذُ بِشَرَفِ الدِّيْنِ بْنِ المُنَجَّى مُدَرِّسُ "المِسْمارِيَّةَ" وَخَلَّفَ عَشْرَةَ أَوْلَادٍ، وَلَمْ يَبْلُغِ الأَرْبَعِيْنَ منَ العُمِرِ.

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: شَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ المُنَجَّى: مُحَمَّدُ بْنُ المُنَجَّى بْن عُثْمَانَ بن أَسْعَدَ (ت: 724 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1142 -

وَعَبْدُ المُحْسِنِ بْنُ عبْدِ القُدُّوْسِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو أَحْمَدَ الشَّقْرَاوِيُّ العَكِّيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وَالِدُهُ عَبْدُ القُدُّوْسِ (ت: 686 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ

ص: 434

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فِي مَوْضِعِهِ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ عَمَّيْهِ: إِسْحَقَ (ت: 678 هـ) وَمُوْسَى (ت: 702 هـ) يُرَاجَعُ هَامِشِ تَرْجَمَتَيْهِمَا فَفِيْهِمَا ذِكْرُ أَهْلِ بَيْتِهِمَا، وَعَبْدُ المُحْسِنِ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 316)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 26). قَالَ البِرْزَالِيُّ:"سَمِعَ قِطْعَةً مِنْ أَوَّلِ "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" عَلَى الفَقِيْهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الهَادِي

قَالَ: وَحَدَّثَ، سَمِعَ مِنْهُ النَّاسُ، وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، فِيْهِ مَعْرِفَةٌ وَنَهْضَةٌ. . .".

1143 -

وَعُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَيَاةٍ الحَرَّانِيُّ، تَقَدَّمَ ذِكْرٌ كَثيْرٍ مِن عُلَمَاءِ هَذَا البَيْتِ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ آخَرِيْنَ، وَعُمَرُ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 304) وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ" وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا تَاجِرًا، مِنْ بَيْتِ المَشْيَخَةِ، لَهُ حُرْمَةٌ وَمَكَانَةٌ عِنْدَ الدَّوْلَةِ. . ." وَسَيَأْتِي فِي هَذَا الاِسْتِدْرَاكِ قَرِيْبُهُ يُوْسُفُ بْنُ قَيْسٍ.

1144 -

وَعِيْسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَعَالِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَطَّافِ بْن مُبَارَكِ بْن عَلِيِّ بنِ أَبِي الجَيْشِ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، المُطَعِّمُ فِي الأَشْجَارِ، وَالدَّلَّالُ فِي العَقَارِ، مُحَدِّثٌ، مَشْهُوْرٌ، مُعَمَّرٌ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَتِّمَائَةَ، عَدَّدَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى شُيُوْخَهُ وَمُجِيْزَيْهِ وَقَالَ:"وَهوَ مِنْ بَيْتِ صَلَاحٍ" وَكَانتْ لَهُ إِجَازَاتٌ مِنْ "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ" وَ"بَغْدَادَ" سَنَةَ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَسَمِعَ مِنْهُ ابْنُ الخَبَّازِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ، وَقَصَدَهُ النَّاسُ. وَصَفَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ بِـ "الشَّيْخِ الصَّالِحِ، المُسْنِدِ، المُعَمِّرِ، بَقِيَّةِ المَشَايِخِ، شَرَفِ الدِّيْنِ"، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ وَقَالَ:"وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَارَ إِلَى "بَغْدَادَ" وَطعَّمَ فِي بُسْتَانِ الخَلِيْفَةِ المُسْتَعْصِمِ

سَمِعْتُ مِنْهُ أَنَا، وَالمِزِّيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالمُحِبُّ، وَالوَانِيُّ، وَأَوْلَادُنَا". أَخْبَارُهُ فِي: المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 318)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 85)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (232)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (108)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (191)، وَالبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 95)، وَالدُّرَرِ الكامِنَةِ (3/ 282)، وَمِرْآةِ الزَّمَانِ (4/ 258)، وَالشَّذَرَاتِ

ص: 435

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (6/ 95)، وَوُصِفَ بِأَنَّهُ كَانَ عَامِيًّا بَطِيءَ الفِهْمِ، لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ، لَكِنَّهُ تَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ، وَعَلَا إِسْنَادُهُ، وَجَمَعَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ "مَشْيَخَتَهُ" ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي المُعْجَمِ المُفَهْرَسِ وَرَقَة (89)، وَالمَجْمَعِ المُؤَسِّسِ (1/ 155)، وَالكَتَّانِيُّ فِي فِهْرِسِ الفَهَارِسِ (2/ 643)، وَقَفْتُ علَى ثَلَاثِ نُسَخٍ مِنْها وَنَسَخْتُ مِنْهَا بِخَطِّي سَنَةَ (1406 هـ) بِمِصْرَ: ذَكَرَ فِيْهَا مِنْ شُيُوْخِهِ والِدَهُ. وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ ابْنِ أَخِيْهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى (ت: 716 هـ). وَابْنُ أَخِيْهِ أَيْضًا: مَعَالِي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (587)، وَابْنُهُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْن عِيْسَى لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ (554)، وابْنَتَيْهِ "خَدِيْجَةُ" وَ"زَيْنَبُ" فِي المُعْجَمِ المَذْكُوْرِ (291، 314)، وَأَخُوْهُ: يَحْيَى فِي المُعْجَمِ المَذْكُوْرِ (631)، وَمِنْ هَذَا البَيْتِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي (498)، وَابْنُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ

(557)

وَغَيْرُهُمْ.

1145 -

ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بكرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 313)، وَقَالَ:"مِنْ شَبَابِ الصَّالِحِيَّةِ" ذَكَرَهُ وَلَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ، وَيَظْهَرُ أَنَّ وَالِدَهُ: أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 736 هـ) نَسْتَدْرِكهُ علَى المُؤَلِّفِ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1146 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَوَضِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ، شَرَفُ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ (آلِ عَوَضٍ) قُضَاةِ "مِصْرَ" يُعْرَفُ بِـ "ابْنِ رُقَيَّةَ" أُمُّهُ: رُقَيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ المَقْدِسِيِّ، أُخْتُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَخُوْهُ: عِزُ الدِّيْنِ عُمَرُ (ت: 696 هـ) قَاضِي "مِصْرَ" أَخُوْهُ لأَبِيْهِ. أَخْبَارُ مُحَمَّدٍ فِي: المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة: 298)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (2/ 203) وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 98)، وَفِيْهِ وَفَاتُهُ سَنَةَ (738 هـ)؟!.

1147 -

وَمُوْسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكرِ بْنِ سَالِمِ بْنِ سَلْمَانَ المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 305)، وَوَصفَهُ بِـ "الشَّيخِ الفَقِيْهِ، الصَّالِحِ =

ص: 436

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أَبِي عَبْدِ اللهِ"، وَقَالَ: "وَكَانَ فَقِيْهًا، صَالِحًا، حَسَنَ الهَيْئَةِ، مَلِيْحَ الشَّيْبَةِ، قَدِمَ "دِمَشْقَ" وَحَفِظَ "المُقْنِعِ" وَ"أَلْفِيَة ابْنِ مُعْطِي" وَحَصَّلَ الأَجْزَاءَ. . .". وَيُرَاجِعُ: أَعْيَانُ العَصْرِ (5/ 487)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 153).

1148 -

وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ بنُ وَثَّابِ الصُّوْريِّ، الصَّالِحِيِّ مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ أَشَرْنَا إِلَيْهَا فِي تَرْجَمَةِ وَالِدِهَا عَبْدِ اللهِ (ت: 659 هـ) وَأَخُوْهَا: مُحَمَّدُ (ت: 670 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ، وَأُخْتُهَا عَائِشَةُ (ت: 726 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأُمُّهَا: صَفِيَّةُ أُخْتُ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الوَاسِطِيِّ (ت: 692 هـ) وَهَدِيَّةُ هَذِهِ ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 315)، وَوَصَفَهَا بِـ "الشَّيْخَةِ، الصَّالِحِيَّةِ، أُمِّ مُحَمَّدٍ" وَقَالَ: "قَرَأْتُ عَلَيْهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ" وَذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 361)، وَقَالَ:"سَمِعْنَا مِنْهَا مَشْيَخَةَ ابْنِ أَبي الفَخَارِ" وَابْنُ أَبِي الفَخَارِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ (ت: 641 هـ) هَاشِمِيٌّ بَغْدَادِيٌّ مُحَدِّثٌ.

1149 -

وَيُوْسُفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ الفَخْرِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ بَدْرُ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ. مِنْ (آلِ تَيْمِيَّة) الحَرَّنِيِّيْن، أُسْرَةِ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ رحمه الله. وَالِدُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنَ، وَجَدُّهُ: عَلِيٌّ، تُوُفِّيَا مَعًا سَنَة (701 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ: عَبْدُ الغَنِيِّ (ت: 639 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ وَجَدُّ جَدِّهِ: الفَخْرُ مُحَمَّدٌ الإِمَامُ العَالمُ المُفَسِّرُ (ت: 622 هـ)، وَيُوْسُفُ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 316)، وَلَمْ يَنْعَتْهُ بِصِفَاتِ المَدْحِ كَعَادَتِهِ بَلْ قَالَ: وَفِي سَلْخِ شَوَّالٍ تُوُفِّيَ بَدْرُ الدِّينِ يُوْسُفُ

بِـ "القَاهِرَةِ" وَقَالَ: "وَكَانَ فَقِيْهًا، مُشْتَغِلًا".

1150 -

وَيُوْسُفَ بْنُ قَيْسِ بْنِ أَبِي بَكْرِ

الحَرَّانِيُّ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 302) بِـ "الشَّيْخِ، الصَّالِحِ، العَابِدِ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو قَيْسٍ" وَقَالَ: "وَكَانَ شَيْخًا، صَالِحًا، مُنْقَطِعًا عَنِ النَّاسِ، مُعَظَّمًا عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِهِ، انْتَهَتْ إِلَيْهِ المَشْيَخَةِ. وَذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (2/ 390)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ

ص: 437

بِمَذْهَبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَحَدَّثَ، سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ الذَّهَبِيُّ، وَصَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الحَقِّ، وَسَافَرَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ إِلَى "مِصْرَ" لِزِيَارَةِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، فَأُسِرَ مِنْ "سَبْخَةِ بَرْدَوِيْلَ"، وَبَقِيَ مُدَّةً فِي الأَسْرِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الفِرِنْجَ لَمَّا رَأَوْ دِيَانَتَهُ وَاجْتِهَادَهُ أَكْرَمُوهُ وَاحْتَرَمُوهُ، وَبَقِيَ عِنْدَهُمْ مُدَّةً، وَانْقَطَعَ خَبَرُهُ قَبْلَ العِشْرِيْنَ، وَيُقَالُ: إِنَّ وَفَاتَهُ كَانَتْ بِـ "قُبْرُصَ" سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌517 - أَحْمَدُ بْنُ حَامِدٍ،

(1)

المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ عَصِيَّةَ"

(2)

البَغْدَادِيُّ، القَاضِي جَمالُ الدِّيْنِ.

= (5/ 243)، وَقَالَ:"رَوَى عَنْهُ الذَّهَبِيُّ، وَابْنُ رَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا. . .".

(1)

517 - ابنُ عَصِيَّةَ البَغْدَادِيُّ (؟ - فِي حُدُوْدِ 720 هـ):

أَخْبَارُه فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 146)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 11)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 467). وَيُرَاجَعُ: الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 126)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 53)(8/ 97).

(2)

فِي "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ": "عِصْمَة" وَفِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ": "عُصْبَة" وَالصَّوَابُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - أَنَّهَا "عَصِيَّةُ" كَمَا هُوَ مُثْبِتٌ مَعَ أَنِّي لَمْ أَقِفْ عَلَيْهَا مَضْبُوْطَةً فِي نِسْبَةِ المُتَرْجِمِ فِي أَيٍّ مِنَ النُّسَخِ، لكِنْ رَأَيْتُ فِي تَكْمِلَةِ الإِكْمَالِ لاِبْنِ نُقْطَةَ (4/ 174). قَوْلُهُ: "أَمَّا عَصِيَّةُ بِفَتْحِ العَيْنِ المُهْمَلَةِ، وَكَسْرِ الصَّادِ المُهْمَلَةِ

وَذَكَرَ مِنْهمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَامِدٍ، وَأَبَا جَعْفَرٍ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا نَصْرٍ الحَرْبِيُّونَ، وَقَالَ: سَمِعُوا مِنْ أَبي الفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجَوْزِيِّ الوَاعِظِ وَغَيْرِهِ، كَمَا ذَكَرَ أَبَا الرِّضَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي الفَتْحِ المُبَارَكَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَصِيَّةَ الحَرْبِيَّ

وَقَالَ: لَا تُعْجِبُنِي طَرِيْقَتُهُ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ لَمْ أَجِدْ لَهَا أَصْلًا، مِنْهَا: أَن أَبَاهُ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ الطُيُوْرِيِّ

وَكَانَ يَقُولُ: هُوَ عُصَيَّةٌ بِالضَّمِّ، وَلَا يُتَابِعُهُ عَلَى ذلِكَ أَحَدٌ ألبَتَّةَ، رَأَيْتُهُ - بِفَتْحِ العَيْنِ وَكَسرِ الصَّادِ - بِخَطِّ مُحَمَّدِ =

ص: 438

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابْنِ طَبَرْزَدِ الأَكْبَرَ، وَبِخَطِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرِيْرٍ القُرَشِيِّ فِي مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ كَذلِكَ، وَهكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ جَمِيْعِ مَنْ أَدْرَكْتُهُ مِنْ ثِقَاتِ الطَّلَبَةِ المُتَقَدِّمِيْنَ، المُعْتَبَرِ ضَبْطُهُمْ، وَمَنْ قَالَهُ فَقَدْ صَحَّفَ" وَذَكَر الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ (3/ 554)، الخِلَافَ فِي الضَّبْطِ، وَقَالَ - عَنِ الفَتْحِ -: "وَهوَ الصَّوَابُ" وَنَقَلَ هَذَا ابْنَ نَاصِرٍ فِي التَّوْضِيْحِ (6/ 290).

وَذَكَرَ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ" شُيُوْخَهُ الإِخْوَةَ الثَّلَاثَةَ: عَبْدَ اللهِ بْنَ شُكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ، أَبَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ البَغْدَادِيَّ الحَرْبِيَّ المَعْرُوفَ بِـ "ابْنِ عَصِيَّةَ" المُعْجَمِ (2/ وَرَقَة: 246)، وَأَخَاهُ أَحْمَدَ بنَ شُكْرٍ. المُعْجَمِ (1/ ورقة: 102)، وَأَخَاهُمَا الحُسَيْنَ. المُعْجَم (1/ ورقة: 188) قَالَ فِي تَرْجَمَتِهِ: "قَرَأْتُ عَلَى الثَّلَاثَةِ بِـ "الحَرْبِيَّةِ" غَرْبِيِّ "بَغْدَادَ" وَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ - فِيْمَا أَظُنُّ - أَحْفَادُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 601 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ نُقْطَةَ، وَالشَّيْخُ المَذْكُوْرُ هُنَا - بِلَا شَكَّ - مِنْ هَذِهِ الأُسْرَةِ لِوُجُوْدِ "حَامِدٍ" وَ"عَصِيَّة" وَ"البَغْدَادِيِّ" فِي أَنْسَابِهِمْ جَمِيْعًا؛ لِذَا فَإِنَّ الضَّبْطَ المَذْكُوْرَ يَجْرِي عَلَيْهِ تَمَامًا.

وَلَم يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (720 هـ) أحَدًا، وَفِيْهَا:

1151 -

إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى التَّنُوْخِيُّ، مِنْ (آلِ المُنَجَّى) الأُسْرَةِ المَعَرِّيَّةِ الأَصْلِ، التَّنُوخِيَّةِ، الدِّمَشْقِيَّةِ، الحَنْبَلِيَّةِ، المَشْهُوْرَةِ، آبَاؤُهُ كُلُّهُمْ مِنَ المَشَاهِيْرِ، وَالِدُهُ مُحَمَّدٌ (ت: 701 هـ)، وَجَدُّهُ عُثْمَان (ت: 641 هـ) وَأَبُو جَدِّهِ أَسْعَدُ (ت: 606 هـ) ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ، وَإِبْرَاهِيْمُ هَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 327)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الأَصِيْلِ، كَمَالِ الدِّيْنِ، أَبي إِسْحَقَ" وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مَشْكُوْرَ السِّيْرَةِ

وَهُوَ مِنْ بَيْتٍ مَعْرُوفٍ".

1152 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَوَضٍ المَقْدِسِيَّةُ، مِنْ (آلِ عَوَضٍ) الحَنَابِلَةِ قُضَاةِ "مِصرَ" ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ 323)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 228)، وَالِدُهَا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ تَاجُ الدِّيْنِ (ت: 640 هـ) تَقْرِيْبًا، لَعَلَّهُ =

ص: 439

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لَمْ يَشْتَهِرْ بِعِلْمٍ. وَأَخُوْهَا: مُحَمَّدٌ (ت: 713 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ. وَصَفَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِـ "المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ، أُمِّ أَحْمَدَ" وَقَالَ: "وَمَوْلِدُهَا - تَقْرِيْبًا - سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَمَاتَ أَبُوْهَا وَعُمُرُهَا أَقَلُّ مِنْ سَنَةٍ، وَأَجَازَهَا الشَّيْخُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ عَبْدُ الخَالِقِ النَّشْتَبَرِيُّ مِنْ "مَارِدِيْنَ" وَيُوْسُفُ بْنُ خَلِيْلٍ مِنْ "حَلَبَ" وَابْنُ مَسْلَمَةَ، وَابْنُ عَلَّانَ بِـ "دِمَشْقَ" وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمْ، وَحَدَّثَتْ، وَكَانَتْ صَالِحَةً، خَيِّرَةً، تزَوَّجَتْ بِابْنِ عَمِّهَا الشَّرَفِ المُحْتَسِبِ، ثُمَّ تزَوَّجَتْ بِنَاصِرِ الدِّيْنِ بْنِ السَّلَّارِ، وَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ شِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ، وَابْنُ عَمِّهَا: الشَّرَفُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (ت: 719 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

1153 -

وَسُلَيْمَانُ بْن أَسَدِ بْنِ مُبَارَك بنِ الأَثِيْرِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنَ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 339)، وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ حُسَيْن (ت: 735 هـ).

1154 -

وَأَبُو الطَّاهِرِ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ، إِمَامُ الحَنَابِلَةِ بِالمَسْجِدِ الأَقْصَى. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 338)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الصَّالِحِ" وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الحَدِيْثَ، وَأَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ وَلَدِهِ يَسْمَعُ الحَدِيْثَ مِنَ الشُّيُوْخِ، وَأَنَّهُ دَخَلَ "بَغْدَادَ" وَسَمِعَ مِنْ يَحْيَى الصَّرْصَرِيُّ وَجَمَاعَةٍ، ثُمَّ عَادَ.

1155 -

وَعَائِشَةُ بنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيْلِ بْنِ حَمَدْ بنِ أَبِي عَطَّافٍ، الصَّالِحِيَّةُ، أُمُّ أَبِي بَكْرٍ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 127)، وَقَالَ: وَكَانَ أَبُوْهَا سَافَرَ إِلَى "اليَمَنِ" وَهِيَ صَغِيْرَةٌ بِنْتُ أَربَعِيْنَ يَوْمًا أَوْ نَحْوِهَا، وَلَمْ يَرْجِعْ، وَمَاتَ هُنَاكَ وَهِيَ زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا: إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحمَدَ بْنِ جَمِيْلٍ، وَهِيَ أَصْغَرُ مِنْ أُخْتِهَا (فَاطمَةَ) وَكَانَ أَبُوْهَا مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ طَبَرْزَدَ، وَأخْتُهَا: فَاطِمَة (ت: 730 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1156 -

وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ ضِرْغَامِ بنِ صِمْصَامِ بنِ فَضَائِلِ الكَنَّانِي المَنْشَاوِي الحَنْبلِيُّ. ذَكَرَهُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 224)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْلِ تَارِيخِ الإِسْلَامِ (224)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 388)، وَالمَعِيْنُ فِي

ص: 440

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (232)، وَمِنْ ذُيُولِ العِبرِ (113)، وَهُوَ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 357)، وَالسُّلُوْكِ (2/ 1/ 213)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 53)، وَاسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) وَرَقَة (212) نَقْلًا عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيخِهِ "نُزْهَةُ العُيُوْنِ. . ." (2/ ورقة: 166)، وَصَفَه الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ بِـ "العَدْلِ، كَمَالِ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ" وَقَالَ: "وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِقَرْيَةِ "المَنْشِيَّةِ" وَهِيَ مَنْشِيَّةُ قَناطرِ الأَهْرَامِ وَكَانَ عَدْلًا بِـ "القَاهِرَةِ" وَخَطِيْبًا بِـ "المَنْشيَّةِ" المَذْكُورَةِ. . .". وَسَبَقَ اسْتِدْرَاكُ ابْنِهِ أَحْمَدَ (ت: 717 هـ).

1157 -

وَعَبْدُ اللَّطيْفِ بْنُ أَبِي القَاسِمِ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ الإِمَامِ، المُفَسِّرِ، الفَقِيْهِ، فَخْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، الحَرَّانِيُّ، بَدْرُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 234)، قَالَ:"وَمَوْلِدُهُ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَرَّانَ" وَرَوَى بِالإِجَازَةِ عَنِ الأَغَرِّ بْنِ العُلَيْقِ وَابنِ القُمَيْرَةِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَإِيَاسٍ عَتِيْقِ القَاضِي الحُجَّةِ ابْنِ الشَّهْرَزُوْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَمِمَّنْ أَجَازَ لَهُ مُحْيِي الدِّيْنِ بْنُ الجَوْزِيِّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ بْنُ تَيْمِيَّةِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الرَّسْعَنِيُّ، وَكَمَالُ الدِّيْنِ بْنُ العَدِيْمِ، وَتَاجُ الدِّيْنِ بْنُ السَّاعِي المُؤَرِّخُ. وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا

وَهُوَ مِنْ بَيْتِ عِلْمٍ وَدِيْنٍ" وَسَبَقَ الإِشَارَةُ إِلَى آبَائِهِ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ عَمِّهِ يُوْسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ت: 719 هـ).

1158 -

وَعَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَبْدِ القَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ

بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ عَمِّ سَابِقِهِ أَيْضًا، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 239)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (1/ 421)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 29).

1159 -

وَعَلَمُ بنُ مَحْمُودِ بْنِ عُمَرَ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، عَلَمُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة 237)، وَقَالَ:"كَانَ رَجُلًا مُبَارَكًا، مُوَاظِبًا علَى تِلَاوَةِ القُرْآنِ، كَثِيْرَ السُّكُوْنِ، مُتَوَاضِعًا، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ، وَأَسْمَعَ أَوْلَادَهُ، وَنَابَ فِي الخَطَابَةِ بِـ "بَيْتِ لِهْيَا" عَنْ صِهْرِهِ فَخْرِ الدِّيْنِ العُجْلُوْنِيِّ، وَحَفِظَ "العُمْدَةَ" فِي الفِقْهِ

ص: 441

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لِلشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَ"العُمْدَةَ" فِي الأَحْكَامِ لِلْحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وعَرَضَهُمَا علَى الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيِّ. وَمَوْلِدُهُ - تَقْرِيْبًا - سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَرَّانَ" وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ الصَّالِحِ".

أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ ابْنَيْهِ: مُحَمَّدٍ (ت: 739 هـ) أَحْمَدَ (ت: 742 هـ) فِي مَوْضِعَيْهِمَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1160 -

عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ، أَبُو حَفْصٍ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 225)، وَقَالَ: "كَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، حَسَنَ الهَيْئَةِ، مَلِيْحَ الشَّيْبَةِ، مَشْكُوْرَ السِّيرَةِ

وَرَافَقَتْهُ فِي طَرِيْقِ "القُدْسِ" قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي"القُدْسِ" وَ"الخَلِيْلِ" عليه السلام. . ." تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَبِيْهِ أَحْمَدَ (ت: 701 هـ) وَجَدِّهِ عبْدِ الرَّحمَنِ (ت: 657 هـ) وَأَخُوْهُ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ (ت: 714 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَابْنُهُ: عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحمَدَ (ت: 772 هـ) خَارِجٌ عَنْ فَتْرَةِ ابْنِ رَجَبٍ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.

1161 -

وَمُوْسَى بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ جَعْفَرِ البَعْلَبَكِّيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 324)، وَقَالَ:"صَحِبَ الشَّيْخَ الفَقِيْهَ (مُحَمَّدَ اليُوْنِيْنِيَّ) وَقَرَأَ عَلَيْهِ أكْثَر الخِرَقِيِّ. . .".

1162 -

يَعْقُوْبُ بْنُ أَبِي القَاسِمِ بْنِ يُوْسُفَ الحَوَّارِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 324) وَقَالَ: ابْنُ الشَّيْخِ الكَبِيْرِ أَبِي القَاسِمِ العَوْفِيُّ الحَوَّارِيُّ".

أَقُوْلُ - وَعلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: أَبَا القَاسِمِ (ت: 663 هـ) فِي موْضِعِهِ، كَمَا ذَكَرَ المُؤَلِّفُ أَخَاهُ: عَبْدَ اللهِ (ت: 730 هـ) فِي تَرْجَمَةِ أبِيْهِمَا.

1163 -

وَيَمَانُ بْنُ مَسْعُوْدِ بْنِ يَمَانٍ، أَبُو اليَمَنِ - بِفَتْحَتَيْنِ - الزِّيْتَاوِيُّ، النَّابُلُسِيُّ، المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 322)، وَاسْتَدْرَكَهُ ابنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي الأَوْرَاقِ المُرْفَقَةِ بِنُسْخَةِ (أ) نَقْلًا عَنْ "مُشْتَبَه النِّسْبَةِ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ، وَهُوَ فِي التَّوْضِيْحِ لاِبْنِ نَاصِرِ الدِّيْنِ (9/ 254)، وَالتَّبْصِيْرِ لِلْحَافِظِ بْنِ حَجَرٍ (4/ 1499)، =

ص: 442

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 218)، والسُّحُبِ الوَابِلَة (3/ 1160) ظَنًّا مِنْه أَنَّهُ تُوُفِّيَ بَعْدَ (752 هـ)؟!

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (721 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

1164 -

سِتُّ النَّعَمِ بِنْتُ أَحْمَدَ بْن شَبِيْبٍ الحَرَّانِيِّ، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهَا أَحْمَدَ (ت: 695 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 223).

1165 -

وَسَعْدُ الدِّيْنِ بْنُ عَبْدِ الأَحَدِ بْنِ سَعْدِ اللهِ

بنِ بُخَيْخٍ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 227)، وَفِيْهِ:"ابْنُ نُجَيْحٍ"؟! ذَكَرَ المُؤَلِّفُ ابْنَيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ (ت: 723 هـ). وَعُمَرُ بْنُ سَعْدٍ (ت 749 هـ) فِي مَوْضِعَيْهِما. وَابْنَاهُ: أَبُو بَكْرٍ (ت: 749 هـ)، وَعَبْدُ الأَحَدِ (ت: 735 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُ أَبِي بَكْرٍ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَأَمَّا عَبْدُ الأَحَدِ فَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ شَافِعِيُّ المَذْهَبِ. وَابْنَاهُ عَبْدُ المَلِكِ (ت:؟) وَعَبْدُ اللهِ (ت:؟) لَهُمَا ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (395، 407)، وَهُمْ مِنْ أُسْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ، حَرَّانِيَّةٍ، مَشْهُوْرَةٌ، تَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ وَسَيَأْتِي بَعْضُهُمْ أَيْضًا.

قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي التَّوْضِيحِ - بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ عَنِ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَالِدَهُمْ سَعْدَ اللهِ -: قُلْتُ: سَعْدُ الدِّيْنِ هَذَا هُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَعْدُ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأَحَدِ بْنِ سَعْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ القَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُخَيْخٍ الحَرَّانِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ بَعْضُ مَشَايِخِنَا، وَأَوْلَادُهُ: مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ الأَحَدِ وَعَبْدُ المَلِكِ، بَنُو سَعْدِ اللهِ لَهُمْ ذِكْرٌ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ مِنْ بَنِي بُخَيْخٍ - فِيْمَا أعْلَمُ - أُمُّ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ اللهِ، حَدَّثَتْ بِكِتَابِ "الرَدِّ علَى الجَهْمِيَّةِ" لِعُثمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيْهَا وَعَمِّهَا أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ الصُّوْرِيِّ". فَأَثْبَتَ ابْنُ نَاصِرٍ أَبَا بَكْر، وَحَذَفَ عَبْدَ اللهِ، فَلَعَلَّ أَبَا بَكْرٍ هُوَ نَفْسُهُ عَبْدُ اللهِ. وَأَمَّا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ فَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهَا بَعْدُ. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

1166 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَرْدَاوِيُّ المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (238)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ

ص: 443

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (238)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 369)، وَنَقَلَ عَنْ "مُعْجَمِ الحَافِظِ البِرْزَالِيِّ"، وَذَكَرَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ أَنَّهُ تَلَقَّنَ بِمَدْرَسَةِ أَبِي عُمَرَ

وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِ الشَّيْخِ الضِّيَاءِ بِالسَّمَاعِ.

1167 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ مُوْسَى بْنِ مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدٍ السُّلَمِيَّةُ، أُمُّ عُثْمَانَ الزُّرَعِيَّةُ، المَفْعَلِيَّةُ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 306).

1168 -

وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المَكَارِمِ المَرْدَاوِيُّ، أَبُو أَيُّوبَ، وَأَبُو يعْقُوْبَ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 138)، وَقَالَ: "كَانَ فَقِيْهًا، صَالِحًا، مَاتَ

بِقَرْيَةِ "مَرْدَا". . .". أَقُوْلُ: أَغْلَبُ أَهْلِ "مَرْدَا" مِنَ الحَنَابِلَةِ.

1169 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيُّ، المعْرُوفُ بِـ "ابْنِ الطَّحَّانِ" وَبِـ "ابْنِ خَارِ اللهِ" بِالخَاءِ المُعْجَمَةِ، وَوَالِدُهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ هُوَ المَعْروفُ بِـ "خَارِ اللهِ"(ت: 704 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي الشَّيْخِ الإِمَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلٍ الوَاسِطِيِّ (ت: 692 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضعِهِ. وَمُحَمَّدٌ المَذْكُوْرُ هُنَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 281)، وَفِيْهِ "ابْنُ فَضْلِ اللهِ

جَارُ اللهِ" وَالصَّوَابُ هُوَ المُثْبَتُ إِنْ شَاءَ اللهُ وَ"فَضْلٌ" جَاءَتْ كَما فِي نَسَبِ عَمِّ أَبِيْهِ تَقِيِّ الدِّيْنِ وَغَيْرِهِ، وَ"خَارُ اللهِ" - بِالخَاءِ المُعْجَمَةِ - مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِيْنَ ذَكَرْتُهُمْ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ عَمِّ أَبِيْهِ الشيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ (ت: 692 هـ)؛ لأنَّه هُوَ المَشْهُوْرُ.

1170 -

وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ، السَّعْدِيُّ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، سَعْدُ الدِّيْنِ، أَبُو زَكَرِيَّا، ذَكَرَ المُؤَلِّفُ وَالِدَهُ: مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ (ت: 650 هـ) فِي مَوْضِعِهِ. وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ: أَحْمَدَ. وَابْنُ المَذْكُوْرِ هُنَا: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (ت: 759 هـ) خَارِج عَنْ فَتْرَةِ المُؤَلِّفِ ابْنِ رَجَبٍ. وَأَمَّا المُسْتَدْرَكُ هُنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ فَذَكَرَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ)(وَرَقَة: 222) عَنْ تَارِيْخِ ابْنِ رَسُوْلٍ كَمَا اسْتَدْرَكَهُ فِي الأَوْرَاقِ المُرْفَقَةِ بِالنُّسْخَةِ، عَنِ الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ

ص: 444

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" وَذَكَرَهُ ابْنُ رَسُوْلٍ فِي تَارِيْخِهِ "نُزْهَةِ العُيُوْنِ. . ."(2/ وَرَقَة: 593)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 201)، وَهُوَ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (217)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 372)، وَالمُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِينَ (233)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (121) وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 206)، وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (2/ 781)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 56).

وَلَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (722 هـ) أَحَدًا، وَفِيْهَا:

1171 -

زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ شُكْرٍ، أُمُّ عَلِيٍّ المَقْدِسِيَّةُ، ثُمَّ الصَّالِحِيَّةُ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 248)، وَقَالَ:"حَدَّثَتْ بِـ "مِصْرَ" وَغَيْرِهَا، وَجَاوَرَتْ بِـ "المَدِيْنَةِ" مُدَّةً، وَكَانَ مِنَ النِّسَاءِ العَوَابِدِ". وَذَكَرَهَا فِي المُعِيْنِ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (234)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (243)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 210)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 56).

1172 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَجَّدِيِّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَة (2/ 214)، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ والِدِهَا فِي الاِسْتِدْرَاكِ عَلَى وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ. إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1173 -

وَسِتُّ العَرَبِ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ العِزِّ المَقْدِسِيَّةُ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (1/ 287)، قَالَ: زَوجَةُ الشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ العِزِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ، امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ، رَوَتْ لَنَا "جُزْءَ ابن عَرَفَةَ" عَنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ".

أَقُولُ - وَعَلى اللهِ أَعْتَمِدُ -: زَوْجُهَا: أَحْمَدُ (ت: 694 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

1174 -

وَعَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ الحَرَّانِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ العُنَّيْقَةِ". أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 85)، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيَّةِ (363)، وَذَكَرَ أَخَاهُ: عَلِيًّا، وَفِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ المَعْرُوْفُ بِـ "الغَنفَقَة" وَفِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ "الحَنَفِيَّة".

1175 -

وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيٍّ البِجَّدِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، مُحَدِّثٌ مَشْهورٌ ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (239) وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ،

ص: 445

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الصَّالِحِ الخَيِّرِ، المُقْرِئِ، أَبِي عَبْدِ اللهِ". وَيُرَاجِعُ مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (124)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 145)، وَالوَافِي بِالوفَيَاتِ (2/ 146)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 413) وَالشَّذَّرَاتُ (6/ 57).

يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: (آلُ البَجَّدِيِّ) مِنَ الأُسَرِ العِلْمِيَّةِ الحَنْبَلِيَّةِ وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى "بَجَّدَ" مِنْ قُرى "الزَّبَدَانِيِّ" كَمَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوخِ" وَتَحَرَّفَتْ فِي كَثِيْرٍ مِن المَصَادِرِ إِلَى (النَّجدِي) وَمِنَ الغَرِيْبِ أَنَّهَا تَحَرَّفَتْ فِي "مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ" فِي كُلِّ مَوْضِعٍ وَرَدَ فِيْهِ وَهِيَ كَثِيْرةٌ إِلَى "النَّجْدِي"، وَوَجْهُ الغَرَابَةِ أَنَّ الَّذِي جَمَعَ هَذِهِ السَّمَاعَاتِ مِنْهُمْ عَالِمَانِ فَاضِلَانِ مِنْ أَهْلِ "دِمَشْقَ" هُما: صَدِيْقُنَا وَحَبِيْبُنَا يَاسِيْن مُحَمَّد السَّوَاس، وَالأَخ الفَاضِل مَأْمُون الصَّاغرجي. وَكُنْتُ أَسْتَبْعِدُ أَنْ يُخْطِآ فِيهِ وَهُمَا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدِّيَارِ. وَالمَوْاضِع الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا هِيَ هَذِهِ: إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ (151)، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (196)، وَإِسْمَاعِيْلُ بْن مُحَمَّد بْنِ أَحمَدَ (221)، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (352)، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (367)، وَعَلَاءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (422)، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ (528)، (وَلَعَلَّهُ هُوَ سَابِقُهُ)، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ (528) أيْضًا، وَكُلُّ هَؤُلاءِ (بَجَّدِيُّوْنَ) لَا (نَجْدِيُّوْنَ) كَمَا هُوَ مَرْسُوْمٌ فِي المُعْجَمِ المَذْكُوْرِ. وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُمْ؛ لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ مِنْ أُسْرَةِ المُسْتَدْرَك هُنَا، حَنَابِلَةٌ بِكُلِّ تَأْكِيْدٍ، وَلَمْ أَسْتَدْرِكْ مِنْهُم إِلَّا مَنْ لَهُ أَخْبَارٌ فِي المَصَادِرِ مِنْ كُتُبِ الرِّجَالِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(فَائِدَةٌ): ضَبَطَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي "التَّوْضِيحِ"(9/ 39) هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَقَالَ: "قَالَ: وَ (البِجَّدِيُّ) بِمُوَحَّدَةٍ مَكْسُوْرَةٍ. قُلْتُ: مَعَ فَتْحِ الجِيْمِ مُشَدَّدَةً

وَقَدْ ضَبَطَهُ الفَرَضِيُّ (البَجَّدِي) بِفَتْحَتَينِ. قُلْتُ: مَعَ التَّشْدِيْدِ. وَالأَوَّلُ المَعْرُوفُ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: الفَرْقُ بَيْنَ القَوْلَيْنِ كَسْرُ البَاءِ وَفَتْحُهَا. وَقَرَأْتُ فِي بَعْضِ المَصَادِرِ (لَا يَحْضُرنِي الآنَ) أَنَّهَا تُرْوَى بِالتَّخْفِيْفِ وَالفَتْحِ أَيْضًا. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 446

قَالَ الطُّوْفِيُّ: حَضَرْتُ دَرْسَهُ، وَكَانَ بَارِعًا فِي الفِقْهِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالفَرَائِضِ، وَأَمَّا مَعْرِفَةُ القَضَاءِ وَالأَحْكَامِ، فَكَانَ أَوْحَدَ عَصْرِهِ فِي ذلِكَ.

قُلْتُ: كَانَ ذَا هَيْبَةٍ، وَحُسْنِ شَيْبَةٍ، وَلِيَ القَضَاءَ بِالجَانِبِ الشَّرْقِيِّ بِـ "بَغْدَادَ" وَدَرَّسَ لِلْحَنَابِلَةِ بِـ "البَشِيْرِيَّةِ"، ثُمَّ عُزِلَ، وَنَالَتْهُ مِحْنَةٌ، ثُمَّ أُعِيْدَ إِلَى التَّدْرِيْسِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَظُنُّهُ تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌518 - عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ أَحْمَدَ

(1)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي المَعَالِي،

(1)

518 - ابْنُ الفُوَطيِّ المُؤَرِّخُ (442 - 723 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 119)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 12)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 469). وَيُرَاجَعُ: دُوَلُ الإسْلَامِ (2/ 230)، المُعْجَمُ المُخْتَصُّ (144)، وَذَيْلُ تَارِيْخُ الإِسْلَامِ (255)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (128)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1495)، والوَافِي بِالوَفَيَاتِ (18/ 412)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (3/ 62)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (2/ 319)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 106)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 474)، وَلِسَانُ المِيْزَانِ (4/ 10)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 260)، وَالسُّلُوْكُ (2/ 252)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 60)(8/ 109)، وَمُقَدِّمَةُ تَلْخِيْصِ "مَجْمَع الآدَابِ""مُؤَرِّخ العِرَاقِ ابْنِ الفُوَطِيِّ".

يَظْهَرُ أَنَّ وَالِدَهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ - أَوْ عَلَى الأَقَلِّ - لَهُ مَكَانَةٌ اجْتِمَاعِيَّةٌ مَرْمُوْقَةٌ جَاءَ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَضَّاحٍ كَمَالِ الدِّيْنِ (ت: 672 هـ) فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ"(4/ 205)، قَالَ: "وَكَانَ صدِيْقَ وَالِدِي

وَتَرَدَّدْتُ إِلَيْهِ فِي خِدْمَةِ وَالِدِي رَحِمَهُمَا اللهُ" وَفِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الشُّجَاعِ بنِ نُبَاتَةِ (مُحِبِّ الدِّيْنِ) فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (5/ 29): "وَكَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِوالِدِي، وَجَدِّي لأُمِّي عَفِيْفِ الدِّيْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ الظَّهِيْرِي. . .". وَعَمُّهُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، جَاءَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ =

ص: 447

مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المَعَالِي الفَضْلِ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ

= البزَاز كَمَالِ الدِّيْنِ (ت: 696 هـ) قَالَ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 174): "وَالإِجَازَةُ الَّتِي بِيَدِهِ تَارِيْخُهَا سَنَة خَمْسٍ وَتِسعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَفِيْهَا ذِكْرُ عَمِّي"، وَجَدُّهُ لأُمِّهِ أَبُو القَاسِمِ الظَّهِيْرِيُّ، ذَكَرَهُ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 238، 5/ 29). وَأَخُو جَدِّهِ لأُمِّهِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، كَمَالُ الدِّيْنِ (ت: 615 هـ) لَهُ ذِكْرٌ وَأَخْبَارٌ، ذَكَرَهُ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 228)، وَقَالَ:"عَمُّ وَالِدَتِي".

كَمَا ذَكَرَ خَالَ وَالِدَتِهِ فِي المَجْمَعِ أَيْضًا (5/ 623). وَأَمَّا أَوْلَادُهُ فَقَدْ أَلْمَحَ إِلَيْهِمْ فِي المَجْمَعِ (4/ 488)، فِي تَرْجَمَةِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ المَقْدِسِيِّ قَالَ:"كَتَبْتُ عَنْهُ، وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ، وَكَتَبَ لِي الإِجَازَةَ، وَلأَوْلَادِي. وَفِي "أَعْيَانِ العَصْرِ"، وَخَلَّفَ وَلَدَيْنِ، وَفِي "ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ"، وَخَلَّفَ وَلَدَيْنِ، أَحَدُهُمَا طَبِيْبٌ، وَالآخَرُ تَقِيٌّ رحمه الله عَلَيْهِمْ أجْمَعِيْنَ.

يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ سُلَيْمَانِ العُثَيْمِيْنَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: أَعْرِفُ الآنَ لَهُ وَلَدَيْنِ وَبِنْتًا، هُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (ت: 750 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ تَقِيٌّ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ. وَالآخَرُ: لَعَلَّهُ هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (3/ 386)، قَالَ: فِي تَرْجَمَةِ سنجَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرُّومِي "قُطْبُ الدِّيْنِ"، وَاتَّصَلَ إِلَيْهِ الوَلَدُ أَبُو سَهْلٍ، وَصاهَرَهُ علَى ابْنَتِهِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ" وَلَعَلَّهُ هُوَ الَّذِي قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ طَبِيْبٌ. . . إلخ.

وَأَمَّا ابْنَتُهُ فَعَرَفْتُهَا مِنْ خِلَالِ ذِكْرِ المُتَرْجِمِ هُنَا زَوْجَهَا عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الخَرَاسَانِيَّ (ت: 708 هـ) وَذَكَرَ سِبْطَهُ مِنْهَا عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 485) قَالَ: "أَبُو المَجْدِ سِبْطِي، وُلِدَ سَنَةَ (678 هـ).

وتَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ القَادِرِ بْنِ الفُوَطِيِّ (ت: 656 هـ) أَنَّهُ خَالُ وَالِدِهِ، وَأَنَّ المُتَرْجَمَ هُنَا أَخَذَ نِسْبَتَهُ "الفُوَطِيِّ" مِنْهُ. وَتَقَدَّمَ هُنَاكَ ضَبْطُ هَذِهِ النِّسْبَةِ.

ص: 448

عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيُّ، المَرْوَزِيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ، الإخْبَارِيُّ، المُؤَرِّخُ، الكَاتِبُ الأَدِيْبُ، كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ بُنِ الصَّابُوْنِيِّ، وَيُعْرَفُ بِـ "ابْنِ الفُوطِيِّ"، وَهوَ جَدُّ أَبِيهِ لأُمِّهِ.

وُلِدَ فِي سَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِدَارِ الخِلَافَةِ مِنْ "بَغْدَادَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الصَّاحِبِ مُحْيِي الدِّيْنِ بْنِ الجَوْزِيِّ، ثُمَّ أُسِرَ فِي وَقْعَةِ "بَغْدَادَ"

(1)

وَخَلَّصَهُ النَّصِيْرُ الطُّوْسِيُّ الفَيْلَسُوفُ، وَزِيْرُ المَلَاحِدَةِ، فَلَازَمَهُ، وَأَخَذَ عَنْهُ عُلُوْمَ الأَوَائِلِ، وَبَرَعَ فِي الفَلْسَفَةِ وَغَيْرِهَا، وَأَمَرَهُ بِكِتَابِهِ الزِّيْجِ وَغَيْرِهِ مِنْ عِلْمِ النُّجُوْمِ، وَاشْتَغَلَ عَلَى غَيْرِهِ فِي اللُّغَةِ وَالأَدَبِ حَتى بَرَعَ، وَمَهَرَ فِي التَّارِيْخِ وَالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَأَقَامَ بِـ "مَرَاغَةَ" مُدَّةً، وَوَلِيَ بِهَا خَزْنَ كُتُبِ الرَّصَدِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَظَفِرَ بِهَا بِكُتُبٍ نَفِيْسَةٍ، وَحَصَّلَ مِنَ التَّوَارِيْخِ مَا لَا مَزِيْدَ عَلَيْهِ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ المُبَارَكِ بْنِ المُسْتَعْصِمِ بِاللهِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى "بَغْدَادَ"

(2)

وَوَلِيَ خَزْنَ كُتُبِ "المُسْتَنصَرِيَّةِ"، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِالبِلَادِ أَكْثَرُ مِنْ كُتُبِ هَاتَينِ الخِزَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَاشَرَهُمَا. وَسَمِعَ بِـ "بَغْدَادَ" الكَثِيْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدِّيْنَةِ

(3)

وَطَبَقَتِهِ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ المَلِيْحَ، وَصَنَّفَ فِي الأَخْبَارِ،

(1)

فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" أَنَّهُ أُسِرَ

مُرَاهِقًا، وهَذَا أَفَادَهُ مِنْ تَارِيْخِ وِلَادَتِهِ.

(2)

عَوْدَتُهُ إِلَى "بَغْدَادَ" سَنَةَ (679 هـ) صَرَّحَ بِذلِكَ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 209)(2/ 544)، (3/ 53)، (4/ 60، 116، 430) فِي رَجَبٍ (600) فِي رَمَضَانِ (5/ 33)، (480، 587).

(3)

في (ط): "الرينية". وَسَبَقَ تَصْحِيْحُ ذلِكَ.

ص: 449

وَالتَّارِيخِ، وَالأَنْسَابِ شَيْئًا كَثِيْرًا، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي "طبَقَاتِ الحُفَّاظِ"، وَقَالَ: لَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، وَالبَاعُ الأَطْوَلُ فِي تَرْصِيْعِ تَرَاجِمِ النَّاسِ، وَلَهُ ذَكَاءٌ مُفْرِطٌ، وَخَطٌّ مَنْسُوْبٌ رَشِيْقٌ، وَفَضَائِلُ كَثِيْرَةٌ.

سَمِعَ الكَثِيْرَ، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَأْنِ، وَجَمَعَ وَأَفَادَ، فَلَعَلَّ الحَدِيْثَ أَنْ يُكَفِّرَ بِهِ عَنْهُ، وَكَتَبَ مِنَ التَّوَارِيخِ مَا لَا يُوْصَفُ، وَمُصَنَّفَاتُهُ وَقْرُ بَعِيْرٍ، عَمِلَ تَارِيْخًا كَبِيْرًا لَمْ يُبَيِّضْهُ، ثُمَّ عَمِلَ آخَرَ دُوْنَهُ فِي خَمْسِيْنَ مُجَلَّدًا

(1)

، سَمَّاهُ "مَجْمَعَ الآدَابِ فِي مُعْجَمِ الأَلْقَابِ". وَأَلَّفَ كِتَابَ "دُرَرِ الأَصْدَافِ فِي غُرَرِ الأَوْصَافِ" وَهُوَ كَبِيْرٌ جِدًّا، وَذَكَرَ: أَنَّهُ جَمَعَهُ مِنْ أَلْفِ مُصَنَّفٍ مِنَ التَّوَارِيْخِ وَالدَّوَاوِيْنَ، وَالأَنْسَابِ وَالمَجَامِيعِ، عِشْرُونَ مُجَلَّدًا، بَيَّضَ مِنْهَا خَمْسَةٌ، وَكِتَابُ "المُؤْتَلِفِ وَالمُخْتَلِفِ" رَتَّبَهُ مُجَدْوَلًا، وَلَهُ كِتَابُ "التَّارِيْخِ عَلَى الحَوَادِثِ" وَكِتَابُ "حَوَادِثِ المَائَةِ السَّابِعَةِ" وَإِلَى أَنْ مَاتَ، وَكِتَابُ "نَظْمِ الدُّرَرِ النَّاصِعَةِ فِي شُعَرَاءِ المَائَةِ السَّابِعَةِ" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ

(2)

.

وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ أَيْضًا فِي"المُعْجَمِ المُخْتَصِّ": أَنَّ ابْنَ الفُوَطِيِّ خَرَّجَ

(1)

فِي "أَعْيَانِ العَصْرِ"، المُجَلَّدُ عِشْرُونَ كرَّاسًا، وَقَدْ طُبِعَ قِطَعٌ مِنْ كِتَابِ "مَجْمَعُ الآدَابِ" فِي وَزَارَةُ الثَّقَافَةِ بِـ "دِمَشْقَ" سَنَةَ (1965 م) بِتَحْقِيْقِ العَلَّامَة الدُّكْتُور مُصْطَفَى جَوَاد رحمه الله بِعُنْوَانِ:"تَلْخِيْصُ مَجْمَع الآدَابِ. . ."، كَمَا نُشِرَتْ قِطْعَةٌ أُخْرَى فِي الهِنْدِ، وَطُبِعَ فِي وَزَارَةِ الثَّقَافَةِ فِي إِيْرَانَ سَنَةَ (1416 هـ) بِتَحْقِيْقِ مُحَمَّدُ كَاظِم جَمَعَ فِيْهِ بَيْنَ القِطْعَتَيْنِ المَطْبُوْعَةِ بِـ "دِمَشْقَ" والمَطْبُوْعَةِ فِي الهِنْدِ فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ.

(2)

ذَكَرَ الأُسْتَاذُ مُحَمَّدُ كَاظِم مُحَقِّق "مَجْمَعَ الآدَابِ" عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الطَّبَاطَبَائِي أَنَّهُ كَتَبَ عَلَى هَامِشِ نُسْخَتِهِ المَطبُوْعَةِ الَّتِي أَهْدَاهَا إِلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ كِتَابًا بِهَذَا المَعْنَى فِي الرَّضَوِيَّةِ، فَإِذَا ثَبَتَ هَذَا، وَأَنَّهُ كِتَاب ابْن الفُوْطِيِّ فَإِنَّهُ فَتْحٌ عَظِيْمٌ فِي العِلْمِ وَالأَدَبِ.

ص: 450

"مُعْجَمًا لِشُيُوخِهِ" وَبَلغُوا نَحْوَ خَمْسِمَائَةَ شَيْخٍ بِالسَّمَاعِ وَالإِجَازَةِ

(1)

.

وَذَكَرَ غَيْرُهُ: أَنَّهُ جَمَعَ الوَفَيَاتِ مِنْ سَنَةِ سِتِّمَائَةَ، سَمَّاهُ "الحَوَادِثُ الجَامِعَةُ وَالتَّجَارُبُ النَّافِعَةُ الوَاقِعَةُ فِي المَائَةِ السَّابِعَةِ"

(2)

وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الذَّهَبِيُّ. قَالَ: "وَذَيَّلَ علَى تَارِيخِ السَّاعِي"

(3)

شَيْخِهِ نَحْوًا مِنْ ثَمَانِيْنَ

(1)

يَظْهَرُ أَنَّهَا غَيْرُ "دَفْتَرِ الإِجَازَاتِ" فَإِنَّ هَذَا هُوَ ثَبَتُ مَرْوِيَّاتِهِ وَهُوَ غَيْرُ المَشْيَخَةِ بِكُلِّ تَأْكِيْدِ قَالَ فِي (3/ 197) فِي تَرْجَمَةِ مَحْمُوْدِ بْنِ مُحَمَّدِ الهَمَذَانِيِّ، فَخْرُ الدِّيْنِ، وَكَتَبَ لِي مِنْ فَوَائِدِهِ فِي دَفْتَرِ الإِجازَاتِ، وَقَالَ (4/ 281)، فِي تَرْجَمَةِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عُثْمَانَ كَهْفِ الدِّيْنِ قَالَ:"ذَكَرْتُهُ فِي المَشْيَخَةِ".

(2)

طَبَعَ الأُسْتَاذُ الدُّكْتُور مُصْطَفَى جَواد كِتَابًا بِاسْمِ "الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ" وَنَسَبَهُ إِلَيْهِ سَنَةَ (1351 هـ) وَبَعْدَ نَشْرِهِ عَدَلَ عَنْ صِحَّةِ نِسْبَتِهِ إِلَى ابْنِ الفُوَطِيِّ وَكَتَبَ مَقَالًا فِي ذلِكَ وَرَجَّحَ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ تَأْلِيْفِ مُحِبِّ الدِّيْنِ أَبِي العَبَّاسِ أَحمَدَ بْنِ يُوْسُفَ بنِ أَبِي بَكْرٍ العَلَوِيِّ الكَرَجِيِّ، ثُمَّ البَغْدَادِيِّ المُقرِئُ (ت: 721 هـ)، وَذَكَرَ أَنَّ لَهُ تَارِيخًا علَى السِّنِيْنَ، وَلَمْ يَأْتِ بِدَلِيْلٍ ظَاهِرٍ يَجْعَلُ القَارِيء يَطْمَئِنُ إِلَى هَذَا المُرشَّحِ الجَدِيْدِ، وَأَعَادَ الأُسْتَاذ الدُّكْتُور بَشَّار عَوَّاد مَعْرُوْف وَالدُّكْتُورُ عِمَاد عبْد السَّلَامِ رَؤُوف تَحْقِيْقَهُ وَنُشِرَ فِي دَارِ الغَرْبِ الإِسْلَامِي سَنَةَ (1997 م) بِعُنوَانِ كِتَاب الحوادِث لِمُؤَلِّفٍ مِن القَرْنِ الثَّامِنِ الهِجْرِيِّ، وعَرَضا فِي مُقَدِّمَتِهِ مَا قَيْلَ فِي نِسْبَتِهِ وَمَا كُتِبَ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَا:"وَقَدْ حَاوَلْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَجِدَ دَلِيْلًا عَلَى تَرْجِيْحِ نِسْبَةِ الكِتَاب إِلَى أَحَدِ المُؤَرِّخَيْنِ وَلكِنَّنا لَمْ نَجِدْ مِنَ الأَدِلَّةِ مَا يُعِيْنُنَا عَلَى ذلِكَ، وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَيْسَ أَمَامنَا إِلَّا التَّسْلِيْمَ بِجَهَالَةِ مُؤَلِّفِ الكِتَابِ فِي الوَقْتِ الحَاضِرِ، وَمِن ثَمَّ جَهَالَةَ اسْمِ الكِتَابِ أَيْضًا عَلَى أَنَّنَا تَجَوَّزْنَا فَأَطْلَقْنَا عَلَيْهِ اسْم "كِتَابِ الحَوَادِثِ".

(3)

ابْنُ السَّاعِي: عَلِيُّ بْنُ أَنْجَبَ (674 هـ) وَاسْمُ تَارِيخِهِ، "الجَامِعُ المُخْتَصَرِ" طُبِعَ الجُزْء التَّاسِع مِنْهُ

وَهُوَ المَوْجُوْدُ مِنَ الكِتَابِ الآنَ.

ص: 451

مجَلَّدَةً، عَمِلَهُ لِلصَّاحِبِ عَطَاءِ المُلْكِ، وَلَهُ "تَلْقِيْحُ الأَفْهَامِ في تَنْقِيْحِ الأَوْهَامِ" وَلَهُ وَفَيَاتُ أُخَرُ، وَأَشْيَاءُ كَثِيْرَةُ فِي الأَنْسَابِ وَغَيْرِهَا، وَنَظْمٌ كَثِيْرٌ حَسَنٌ، وَخَطُّهُ فِي غَايَةِ الحُسْنِ، وَقَدْ تُكُلِّمَ فِي عَقِيْدَتِهِ، وَفِي عَدَالَتِهِ.

وَسَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ شُيُوْخِنَا بِـ "بَغْدَادَ" مِنْ ذلِكَ

(1)

، وَقَدْ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ طَرَفًا مِنْ ذلِكَ، وَأَنَّهُ كَانَ يَتَرَخَّصُ فِي إِثْبَاتِ مَا يُرَصِّعُهُ، وَيُبَالِغُ فِي تَقْرِيْظِ المَغُوْلِ وَأَعْوَانِهِمْ. قَالَ: وَهُوَ فِي الجُمْلَةِ إِخْبَارِيٌّ، عَلَّامَةٌ، مَا هُوَ بِدُوْنِ أَبِي الفَرَجِ الأَصْبَهَانِيِّ. وَكَانَ ظَرِيْفًا، مُتَوَاضِعًا، حَسَنَ الأَخْلَاقِ، فَاللهُ يُسَامِحُهُ.

وَقُلْتُ: حَدَّثَ، سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، رَوَى لَنَا عَنْهُ وَلَدُهُ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدٌ وَغَيْرُهُ بِـ "بَغْدَادَ" وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ مَحْمُودُ بْنُ خَلِيْفَةَ

(2)

، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ

(3)

. وَأَصَابَهُ فَالِجٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَوْقَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ نَهَارِ الاثْنَيْنِ غُرَّةَ المُحَرَّمِ - وَقِيْلَ: ثَالِثَ المُحَرَّمِ، وَقِيْلَ: فِي ثَانِي عَشَرَةَ - سَنَةَ

(1)

نَصُّ كَلَامِ الذَّهَبِيُّ فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ": وَ"مَعَ سَعَةِ مَعْرِفَتِهِ لَمْ يَكُنْ بِالثَّبْتِ فِي مَا يُتَرْجِمُهُ، وَلَا يَتَوَرَّعُ فِي مَدْحِ الفُجَّارِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالعَدْلِ فِي دِيْنِهِ، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي عُلَمَاءِ التَّتَارِ، يَأْخُذُ جَوَائِزَهُمْ، وَيُجَاوِزُ فِي إِطْرَائِهمْ

وَتَكَّلَمَ فِيْهِ ابْنُ خَلَفٍ، وَابْنُ مُنْتَابٍ، ثُمَّ صَلَّحَهُ ابْنُ مُنْتَابٍ". وَكَانَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ قَالَ: "وَأَجازَ لَنَا غَيرَ مَرَّةٍ

وَقَدْ كَاتَبَ إِلى "دِمَشْقَ" يَلْتَمِسُ مِنِّي تَرْجَمَةِ بَعْضِ العُلَمَاءِ.

(2)

هُوَ مَحْمُوْدُ بْنُ خَلِيْفَةَ المَنْبِجِيُّ (ت: 767 هـ).

(3)

مِنْ طَلَبَتِهِ فِي "بَغْدَادَ" أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ الشَّيْبَانِيُّ البَغْدَادِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ الكَتَّانِيِّ" كَمَالُ الدِّيْن ذَكَرَهُ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (4/ 116) وَقَالَ: ". . . ثُمَّ لَازَمَنِي لَيْلًا وَنَهَارًا. . ." وَذَكَرَ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المَحْمُوْدِ (ت: 726 هـ) أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ.

ص: 452

ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "بَغْدَادَ" وَدُفِنَ بِـ "الشَّوْنِيْزِيَّةِ"، سَامَحَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌519 - مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ

(1)

بْنِ عَبْدِ الأَحَدِ بْنِ سَعْدِ الله بْنِ عَبْدِ القَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الأَحَدِ بْنِ سَعْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ القَاهِرِ بنِ عَبْدِ الأَحَدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُخَيْخٍ

(2)

الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ،

الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، شَرَفُ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ الدِّيْنِ.

سَمِعَ مِنَ الفَخْرِ بْنِ البُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَتَفَقَّهَ، وَأَفْتَى، وَصَحِبَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، وَلَازَمَهُ، وَكَانَ صَحِيْحَ الذِّهْنِ، جَيِّدَ المُشَارَكَةِ فِي العُلُوْمِ، مِنْ خَيَارِ النَّاسِ وَعُقَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ.

تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "وَادِي بَنِي سَالِمٍ" فِي رُجُوعِهِ مِن الحَجِّ، وَحُمِلَ إِلَى "المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ،

(1)

519 - شَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ بُخَيْخٍ (؟ - 723 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 416)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 14)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 470). وَيُرَاجَعُ: المُعْجَمُ المُخْتَصُّ (230)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 94)، وَالرَّدُّ الوَافِرِ (45)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 64)، وَالتُّحْفَةُ اللَّطِيْفَةُ (2/ 572)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 16) (8/ 111). تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدهِ: سَعْدَ الدِّيْنِ (ت: 721 هـ)، وَذَكَرْنَا هُنَاكَ أَوْلَادَ إِخْوَانُ المَذْكُوْرِ هُنَا.

(2)

في (ط): "نُجَيْح" وَكذلِكَ هُوَ فِي "المَنْهَجِ الأَحْمَد"، وَفي "الدُّرَرِ":"النُّخيخ" وَفِي التَّوْضِيْحِ لابْن نَاصِرِ الدِّيْنِ (1/ 369)، وَبُخَيْخٌ بِخَاءَيْنِ. قُلْتُ:"مُعْجَمَتَيْنِ، وَأَوَّلُهُ مُوَحَدَةٌ مَضْمُومَةٌ، مَعَ فَتْحِ المُعْجَمَةِ الأُوْلَى وَالثَّانِيَةُ قَيَّدَهَا بَعْضُهُمْ بِالسُّكُونِ. قَالَ جَدُّ أَصْحَابِنَا الفُقَهَاءُ، مِنْ أَعْيَانِ الحَرَّانِيين، أَبُوْهُمْ: سَعْدُ الدِّيْنِ بْنُ بُخَيْخٍ، حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ خَلِيْلٍ، وَلَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ".

ص: 453

وَدُفِنَ بِـ "البَقِيعِ"، وَكَانَ كَهْلًا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌520 - وَفِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ عَاشِرِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ أَيْضًا: تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبَدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الجِيْلِيُّ

(1)

(1)

520 - شَمْسُ الدِّيْنِ الجِيْلِيُّ (؟ - 723 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَنْهَجِ الأحْمَدِ (5/ 14)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 470). وَيُرَاجَعُ: الشَّذَرَات (6/ 61)(8/ 111).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (723 هـ):

1176 -

أَسْمَاءُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ. وَالِدُهَا: الإِمَامُ المَشْهُورُ المَعْرُوْفُ بِـ "شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ الكَمَالِ"(ت: 688 هـ) ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 188)، والحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ (1/ 385)، وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّ المُحَدِّثَةِ المَشْهُورَةِ: زَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ (ت: 740 هـ)، فَهَذِهِ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَتلْكَ بِنْتُ أَحْمَدَ، وَهُمَا ابْنَا عَبْدِ الرَّحِيْمِ

1177 -

أَبُو بكْرِ بْنُ أَيُوْبَ بْنِ سَعْدٍ الزُّرَعِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ"، وَالِدُ الإِمَامِ العَلَّامَةِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ القَيِّمِ. أَخْبَارُهُ فِي: المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 14)، وَمخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 470)، وَالبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 94)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 442).

1178 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ حَازِمِ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيَّةُ، ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 226)، وَقَالَ: "وَهِيَ زَوْجَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلَاحِ الرَّاجِحِيِّ؟! (كَذَا؟). وَوَالِدُهَا حَازِمُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ (ت: 699 هـ). تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

1179 -

وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ تَيْمِيَّةَ، مَجْدُ الدِّيْنِ ابْن عَمِّ شَيْخِ الإِسْلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الإِمَامُ المَشْهُورِ. وَالِدهُ عَبْدُ العَزِيْزِ (ت:؟)، ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (1/ 233) وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. وَالمُسْتَدْرَكُ هُنَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ =

ص: 454

نَزِيْلُ "بَغْدَادَ" المُدَرِّسُ لِلْحَنَابِلَةِ بِـ "البَشِيْرِيَّةِ" بِهَا. وَكَانَ فَقِيهًا فَاضِلًا، لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الفِقْهِ، سَمَّاهُ "الكِفَايَةَ" لَمْ يُتِمَّهُ، وَذَكَرَ فِيْهِ: أَنَّ أَحْمَدَ نَصَّ عَلَى أَنَّ مَنْ وَصَّى بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ المَفْرُوضَةِ عَنْهُ نُفِّذَتْ وَصِيَّتُهُ.

‌521 - مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ

(1)

بنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَدَّادِ الآمِدِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ،

الخَطِيْبُ، الإِمَامُ، الصَّدْرُ، الرَّئِيْسُ، الفَقِيْهُ، بَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، خَطِيْبُ "دِمَشْقَ" وَ"حَلَبَ". سَمِعَ الحَدِيْثَ، وَتَفَقَّهَ بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"، وَحَفِظَ "المُحَرَّرَ""وَشَرْحَهُ" علَى ابْنِ حَمْدَانَ، وَلَازَمَهُ مُدَّةً مِنَ السِّنِيْنَ حَتى قَرَأَهُ عَلَيْهِ، وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَكَانَ ابْنُ حَمْدَانَ يَشْكُرُهُ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ كَثِيْرًا، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالكِتَابَةِ،

= فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (1/ 392)، وَالوَادِي آشِي فِي بَرْنَامِجهِ (91)، وَسَبَقَ اسْتِدْرَاكُ أَخِيْهِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ (ت: 699 هـ).

1180 -

وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَّافٍ الرَّسْعَنِيُّ، النَّشَّابُ، الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ الفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 214)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 186)، وَقَالَ:"جَدُّهُ لأُمِّهِ الشَّيْخُ عُثْمَانُ بْنُ عَليٍّ الصَّرْصَرِيُّ (ت: 641 هـ) وَقَالَ أَيْضًا: "قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ المُحِبِّ فِي وَصْفِهِ: زَاهدٌ، عَابِدٌ، وَرِعٌ، قُدْوَةٌ، مِنْ بَقَايَا السَّلَفِ".

(1)

521 - ابْنُ الحَدَّادِ الآمِدِيُّ (؟ - 724 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 465)، وَالمنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 15)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 471). وَيُرَاجَعُ: الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 89)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 561)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 115)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 164)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 65)(8/ 117)، وَأَعْلَامُ النُّبَلَاءِ (تَارِيْخُ حَلَبَ)(4/ 509)، وَفِيْهِ:"الأَمَوِي" وَذَكَرَ مُؤَلِّفُهُ أَنَّ اسْمَهُ مَنْقُوْشٌ عَلَى بَابِ مِنْبَرِ الجَامِعِ الكَبِيْرِ بِـ "حَلَبَ".

ص: 455

وَاتَّصَلَ بِالأَمِيْرِ قَرَاسُنْقُر المَنْصُورِيِّ بِـ "حَلَبَ"، فَوَلَّاهُ نَظَرَ الأَوْقَافِ، وَخَطَابَةَ جَامِعِ "حَلَبَ"، ثُمَّ لَمَّا صَارَ قَرَاسُنْقُرُ نَائِبًا بِـ "دِمَشْقَ" وَلَّاهُ خَطَابَةَ جَامِعِهَا فِي آخِرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ، وَصَرَفَ عَنْهُ جَلَالَ الدِّيْنِ القَزْوِيْنِيُّ، فَاسْتَمَرَّ يُبَاشِرُ الخَطَابَةَ وَالإِمَامَةَ بِالجَامِعِ إِلَى ثَانِي عَشَرَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ عَشْرٍ، فَأُعِيْدَ القَزْوِيْنِيُّ بِمَرْسُوْمِ السُّلْطَانِ، وَوَلَّى ابْنُ الحَدَّادِ حِيْنَئِذٍ نَظَرَ المَارِسْتَانِ، ثُمَّ وَلِيَ حِسْبَةَ "دِمَشْقَ"

(1)

وَنَظَرَ الجَامِعِ، وَاسْتَمَرَّ فِي نَظَرِهِ إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ، وَعُيِّنَ لِقَضَاءِ الحَنَابلَةِ فِي وَقْتٍ.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ سَابِعَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ البَابِ الصَّغِيْرِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌522 - مُحَمَّدُ بْن المُنَجَّى

(2)

بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى التَّنُوخِيُّ،

(1)

فِي "أَعْيَانِ العَصْرِ" عِوَضًا عَنْ فَخْرِ الدِّيْنِ البُصْرَوِيِّ

ثُمَّ إِنَّهُ عُزِلَ بِـ "ابْنِ مُبَشَّرٍ، ثُمَّ أُعِيْدَ إِلَيْهَا فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسَبْعِمَائَةَ".

(2)

522 - شَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ المُنَجَّى (575 - 724 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 95)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 507)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 15)، وَمُختَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 471). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 289)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (135)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (5/ 280)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 116)، وَتَالِي وَفَيَاتِ الأَعْيَان (155)، وَالرَّدُّ الوَافِرُ (60)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 35)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (2/ 119)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 569)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 65) (8/ 118). وَالِدُهُ: المُنَجَّى (ت: 695 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (724 هـ): =

ص: 456

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1181 - إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الخَالِقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرِ عَبْدِ البَاقِي البَغْدَادِيُّ أَبُو إِسْحَقَ، نَجْمُ الدِّيْنِ، المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ عَكْبَرٍ" عَمُّهُ عَبْدُ الجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الخَالِقِ (ت: 681 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَإِبْرَاهِيْمُ هذَا ذَكَرَهُ التَّقِيُّ الفَاسِيُّ فِي مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (16).

1182 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَبِيْبٍ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 80) وَقَالَ: "الفَقِيْهُ، الصَّدُوْقُ، شِهَابُ الدِّيْنِ البَالِسِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، سِبْطُ الشَّيْخِ عَبْدِ الحَمِيْدِ السَّخَاوِيِّ الحَنْبَلِيِّ، وَيُرَاجَعُ هَامِشِ تَرْجَمَةِ الطُّوْفِي الحَنْبَلِي (ت: 716 هـ) فَلَهُ هُنَاكَ قِطْعَةٌ شِعْرِيَّةٍ فِي الرَّدِ علَيْهِ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ المَذْكُوْرِ لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ بَعْدُ؟!

1183 -

وَالحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ بْن عُثْمَانِ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ اليُوْنِيْنِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَعْلِيُّ، الرَّامِيُّ، سَمِعَ مِنَ الفَقِيْهِ اليُوْنِيْنِيُّ وَغَيْرهُ. وَذَكَرَهُ الحَافِظَانِ البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ رَافع فِي مُعْجَمَيْهَا. أَخْبَارُهُ فِي: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 144).

1184 -

وَعبْدُ الرَّحْمَن بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ مُوْسَى بن عَمِيْرَةَ الصَّالِحِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ الفَرَّاءِ" عَفِيْفُ الدِّين، أَبُو مُحَمَّدٍ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 358)، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 433)، وَالفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 80)، تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ: إِسْمَاعِيْلَ (ت: 700 هـ) وَذَكَرْنَا مَنْ عَرَفْنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ هُنَاكَ.

1185 -

وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ. ذَكَرَهُ التَّقِيُّ الفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 100) قَالَ: "سَمِعَ علَى أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ بَعْضَ "صَحِيْح مُسْلِمٍ"، وَحَدَّثَ. وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتُهُ. وَابْنُهُ: إِسْمَاعِيْل (ت: 728 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَحَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ (ت: 741 هـ) نَسْتَدْرِكُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1186 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَامةَ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الفَقِيْرُ المَعْرُوْفُ بِـ "عُبَيْدِ الجَمَلِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 367)، =

ص: 457

الدِّمَشْقِيُّ، الشَّيْخُ شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ أَبِي البَرَكَاتِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ آبَائِهِ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَأَسْمَعَهُ وَالِدُهُ الكَثِيْرَ مِنَ المُسَلَّمِ بْنِ عَلَّانَ، وَابْنِ أَبي عُمَرَ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ طَبَقَتِهِمَا، وَسَمِعَ "المُسْنَدَ" وَالكُتُبَ الكِبَارَ، وَتَفَقَّهَ، وَأَفتَى، وَدَرَّسَ بِـ "المِسْمَارِيَّةِ". وَكَانَ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِ

= وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 443).

1187 -

وَعَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، زَيْنُ الدِّيْنِ البَغْدَادِيُّ، أَخُو رَشِيْدِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، العَالِمِ الحَنْبَلِيِّ المَشْهُورِ (ت: 707 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَكَانَ وَالِدُهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي القَاسِمِ (ت: 656 هـ) مِنْ أَهْلِ العِلْمِ. وَعَلِيٌّ هَذَا اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي الأَوْرَاقِ المُرْفَقَةِ بِنُسْخَةِ (أ) عَنِ الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ، وَذَكَرَهُ الحَافِظُ فِي الدُّرَرِ (3/ 146)، وَهُوَ مُتَرْجِمٌ فِي ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ، وَالمُنْتَخَبِ المُخْتَارِ (149)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 196).

1188 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي البَرَكَاتِ بنِ أَبِي الفَضْلِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، تَقِيُّ الدِّيْنِ البَعْلِي، وَيُعْرَفُ بِـ "ابْنِ القُرَيْشَةِ" ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 18)، وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيْمَ (ت: 740 هـ) وَعَبْدِ القَادِرِ (ت: 749 هـ)، سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا. وَأَمُّ إِبْرَاهِيْمَ فَاطِمَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ جَوْهَرٍ (ت: 714 هـ) سَبَقَ اسْتدْرَاكُهَا، وَلَا أَدْرِي هَلْ هِيَ أُمُّ أَخَوَيْهِ أَيْضًا؟

1189 -

وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَوَضٍ، أَبو عَبْدِ اللهِ الحَارِثِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. كَذَا قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 46)، وَقَالَ:"وُلِدَ بِـ "بَغْدَادَ" وَقَدِمَ "الدِّيَارَ المِصْرِيَّةَ" وَرَافَقَ مَسْعُوْدًا الحَارِثِيَّ فِي السَّمَاعِ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ" وَحَدَّثَ، وَكَانَ صَالِحًا".

ص: 458

الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةِ، وَمُلَازِمِيهِ حَضَرًا وَسَفَرًا، وَمَشْهُورًا بِالدِّيَانَةِ وَالتَّقْوَى، ذَا خِصَالٍ جَمِيْلَةٍ، وَعِلْمٍ، وَشَجَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"، وَقَالَ: كَانَ فَقِيْهًا، إِمَامًا، حَسَنَ الفَهْمِ، صَالِحًا، مُتَوَاضِعًا، كَيِّسَ الجُمْلَةِ.

تُوُفِّيَ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى فِي رَابِعِ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَشَيَّعَهُ الخَلْقُ الكَثِيْرُ، وَدُفِنَ بِسَفْحِ "قَاسِيُونَ" رحمه الله.

‌523 - مَحْمُودُ بْنُ سَلْمَان

(1)

بْنِ فَهْدٍ الحَلَبِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو الثَّنَاءِ،

كَاتِبُ السِّرِّ، وَعَلَّامَةُ الأَدَبِ.

(1)

523 - شِهَابُ الدِّيْنِ مَحْمُودٌ (644 - 725 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (ورَقَة: 96)، المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 546)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 16)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 472). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 329)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (14)، وذَيْلُ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ: وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 233)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (5/ 372)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (4/ 82)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 120)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (وَرَقَة: 121)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 150)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 92)، الدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 724)، وَالنُّجُوْمُ الزَاهِرَةُ (9/ 264)، وَالدَّارِسُ (2/ 236)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 69)(8/ 124)، والبَدْرُ الطَّالِعُ (2/ 295)، وإِعلَامُ النُّبَلَاءِ (4/ 552). وَلَهُ أَوْلَادٌ وَأَحْفَادٌ منْهُم: مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ (ت: 727 هـ) وَأَبُو بكْرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ (ت: 744 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَأَبُو بكْرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ (ت: 754 هـ)، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ (ت: 774 هـ) وَأَخُوْهُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ أَيْضًا (ت: 777 هـ) وَمَحْمُوْدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ (ت: 780 هـ)، وَزَاهِدَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَحْمُوْدٍ (ت: 780 هـ)، وإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَحْمُوْدٍ (ت:؟)

وَغَيْرُهُمْ.

ص: 459

وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَلَبَ" وَانْتَقَلَ مَعَ وَالِدِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الرَّضي بنِ البُرْهَانِ، وَابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَيَحْيَى بْنِ النَّاصِحِ بْنِ الحَنْبَلِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَتَعَلَّمَ الخَطَّ المَنْسُوْبَ، وَنَسَخَ بِالأُجْرَةِ بِخَطِّهِ الأَنِيْقِ كَثِيْرًا. وَاشْتَغَلَ بِالفِقهِ علَى الشَّيخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنِ الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ بْنِ مَالِكٍ، وَتَأَدَّبَ بِالمَجْدِ ابْنِ الظَّهِيْرِ وَغَيْرِهِ، وَفُتِحَ لَهُ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ، ثُمَّ تَرَقَّتْ حَالُهُ، وَاحْتِيْجَ إِلَيْهِ، وَطُلِبَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"، وَاشْتُهِرَ اسمُهُ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَصَارَ المُشَارَ إِلَيْهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ فِي الدِّيَارِ الشَّامِيَّةِ وَالمِصْرِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ التَّقَالِيْدَ الكِبَارَ بِلَا مُسَوَّدَةٍ.

وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الإِنْشَاءِ وَغَيْرِهِ

(1)

، وَدَوَّنَ الفُضَلَاءُ نَظْمَهُ وَنَثْرَهُ، وَيُقَالُ:

(1)

لَمْ يَذْكُرِ المُؤَلِّفُ رحمه الله شَيْئًا مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ. وَمِنْ أَشْهَرِهَا: "حُسْنُ التَّوَسُّل فِي صِنَاعَةِ التَّرَسُّلِ" طُبِعَ فِي "بَغْدَادَ" سَنَةَ (1980 م) بِتَحْقِيقِ أَكْرَم عُثْمَان يُوْسُفِ، ولَهُ:"أَهْنَى المَنَائِحِ فِي أَسْنَى المَدَائِحِ" وَ"مَنَازِلُ الأَحْبَابِ وَمَنَازِهُ الأَلْبَابِ"، وَذَيَّلَ عَلَى كِتَابِ "الكَامِلِ" فِي التَّارِيْخِ لابنِ الأثِيْرِ، كَمَا ذَيلَ عَلَى "ذَيْلِ مِرْآةِ الزَّمَانِ" للقُطبِ اليُوْنِيْنِيِّ، وَلَهُ "مَقَامَةُ العُشَّاقِ" وَشَعْرٌ كَثيْرٌ يَدْخُلُ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ، وَلَو جُمِعَ المَوْجُوْدُ مِن شِعْرِهِ الآنَ فِي المَصَادِرِ لَجَاءَ فِي مُجَلَّدٍ. وَلَا أَعْلَمَ أَنَّهُ جُمِعَ. وَلَهُ كَلَامٌ مَنْثوْرٌ كَثِيْرٌ جِدًّا، قَالَ صَلَاح الدِّين الصَّفَدِيُّ:"وَأَمَّا نَثْرُهُ فَيَجيءُ فِي ثلاثِيْن مُجَلَّدًا". وَكَانَ أَخِيْرًا بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ" يُنْشِئُ هُوَ، وَيَكْتُبُ وَلَدُهُ القَاضِي جَمَالُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ فَيَجِيْءُ المَنْشُوْرُ أَوِ التَّوْقِيع فَائِقًا فِي خَطِّهِ وَلَفْظِهِ. وَعَلَى الجُمْلَةِ فَلَمْ أَرَ مَنْ يَصْدُقُ عَلَيْهِ اسمُ الكَاتِب غَيْرَهُ؛ لأَنَّهُ كَانَ نَاظِمًا، نَاثِرًا، عَارِفًا بِأَيَّامِ النَّاسِ وَتَرَاجِمِهِمْ، وَمَعْرِفَةِ خُطُوْطِ الكُتَّابِ، ولَهُ الرِّوَايَاتُ العَالِيَةُ بِأُمَّهَاتِ كُتُبِ الأَدَبِ وَغَيْرِهِ، وَرَأَى الأشْيَاخَ =

ص: 460

إِنَّهُ لَمْ يَكنْ بَعْدَ القَاضِي مِثْلُهُ، وَلَهُ مِنَ الخَصَائِصِ مَا لَيْسَ لِلْفَاضِلِ مِنْ كَثْرَةِ القَصَائِدِ المُطَوَّلَةِ الحَسَنَةِ الأَنِيْقَةِ، وَبَقِيَ فِي دِيْوَانِ الإِنْشَاءِ نَحْوًا مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ"، وَوَلِيَ كِتَابَةَ السِّرِّ بِـ "دِمَشْقَ" نَحْوًا مِنْ ثَمَانِ سِنِيْنَ قَبْلَ وَفَاتِهِ.

وَحَدَّثَ، وَرَوى عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"، وَقَالَ: كَانَ دَيِّنًا، مُتَعَبِّدًا، مُؤْثِرًا لِلاِنْقِطَاعِ وَالسُّكُونِ، حَسَنَ المُحَاوَرَةِ، كَثِيْرَ الفَضَائِلِ.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبْتِ ثَانِي عِشْرِيْنَ شَعْبَانَ سَنَةَ خمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" بِدَارِهِ، وَهِيَ دَارُ القَاضِي الفَاضِلِ بِالقُرْبِ مِنْ "بَابِ النَّاطِفَانِيِّين"

(1)

،

= وَأَخَذَ عَنْهُمْ. وَعُيِّنَ فِي وَقْتٍ بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّة" لِقَضاءِ الحَنَابلَةِ.

وَأَمَّا ابنُهُ القَاضِي جَمَالُ الدِّيْنِ فَقَالَ عَنْهُ الصَّفَدِيُّ: "كَتَبَ المَنْسُوْبَ

كَتَبَ بِخُطِّهِ المَلِيْحِ نُسْخَةَ "جَامِع الأُصُوْلِ" لَمْ يَرَ أَحَدٌ أَظْرَفَ مِنْهَا، وَكَتَبَ "السِّيْرَةَ" لابنِ هِشَامٍ بِخُطِّهِ أَيْضًا مِن أَحْسَنِ مَا يَكُوْنُ. . .".

(1)

الأَعْلَاقُ الخَطِيْرَةُ (مَدِيْنَة دِمَشْقَ)(78).

يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (725 هـ):

1190 -

إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُنِيْرٍ البِقَاعِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ الصَّيَّاحِ"، الشَّيْخُ، الصَّالِحُ الزَّاهِدُ.

أَخْبَارُهُ فِي: أَعْيَانِ العَصْرِ (1/ 61)، وَالبِدَايَةِ والنِّهَايَةِ (14/ 119)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 73).

1191 -

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِ الجَبَّارِ. جَدُّهُ عَبْدُ الرَّحْمَن المَعْرُوفُ بِـ "الرَّضِيِّ"(ت: 635 هـ) وَوَالِدُهُ عَبْدُ اللهِ (ت: 656 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا وَأُسْرَتُهُمْ أُسْرَةُ عِلْمٍ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 49). وَالوَادِي آشِيُّ فِي بَرْنَامَجِهِ (107).

1192 -

وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ، أَبُو العَبَّاسِ، شِهَابُ الدِّيْنِ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي غَايَةِ النِّهَايَةِ (1/ 107) وَقَالَ: "صَالِحٌ، خَيِّرٌ، ثِقَةٌ

وَكَانَ =

ص: 461

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يُقْرِيءُ بِـ "جَامِعِ دِمَشْقَ".

1193 -

وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ نَصرِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ الصَّالِحِيَّةُ. رَوَتْ عَنِ الكِرْمَانِيِّ. وَالِدُهَا: نَصْرُ اللهِ (ت: 699 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَخْبَارُهَا فِي: مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ للحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (1/ 233)، وَذَيْلِ التَّقْيِيْدِ للفَاسِيِّ (2/ 365) قَالَ:"وَكَانَتْ تُعْرَفُ بِالدَّايَةِ".

1194 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاجِحٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، الشَّاهِدُ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 354)، وَالفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 72) وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 430).

1195 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُوْسَى بْنِ أَحْمَدَ الجُزُرِيُّ، الشَّيْخُ، الصَّالِحُ. أَخْبَارُهُ فِي: أَعْيَانِ العَصْرِ (2/ 724)، وَالبِدَايَةِ والنِّهَايَةِ (14/ 21)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 307)، وَالدَّارِسِ (2/ 306).

1196 -

وفَاطِمَةُ بِنْتُ الكَمَالِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيِّ، أُخْتُ الحَافِظَةِ المُسْنِدَةِ المَشْهُوْرَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ الكَمَالِ (ت: 740 هـ)، وَفَاطِمَةُ هَذِهِ ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 305) وَفِيْهِ:"فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوْسَى المَقْدِسِيِّ، أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ الكَمَالِ، أُخْتُ زَيْنَبَ؟! وَذَكَرَ وَفَاتِهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ، هكَذَا جَاءَ فِي "الدُّرَرِ". وَفِي تَرْجَمَةِ (زَيْنَبَ) فِي الدُّرَرِ (2/ 309) ذَكَرَ أَنَّهَا بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ

عَلَى الصَّحِيْحِ.

1197 -

وَلُقْمَانُ بْنُ عِيْسَى، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ الصُّمَيْدِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَقَدِمَ مَعَ عَمِّهِ البِلَادَ، فَاشْتَغَلَ، وَحَصَّلَ، وَسَمِعَ مِنَ الفَخْرِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ" كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 123).

1198 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَرِّي بْنِ رَبِيْعَةَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجِيْتِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الطَّحَّانُ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 139)، وَالفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 94)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 384) وَأَخُوْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مَرِّي (ت: 707 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

ص: 462

وَشَيَّعَهُ أَعْيَانُ الدَّوْلَةِ، وَحَضَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ بِـ "سُوقِ الخَيْلِ" نَائِبُ السَّلْطَنَةِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالقُرْبِ مِنَ "اليَغْمُوْرِيَّةِ" رَحِمَهُ الله تَعَالَى.

‌524 - يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المَحْمُوْدِ

(1)

بنِ عَبْدِ السَّلَامِ بنِ البَتِّيِّ البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، الفَقِيْهُ، الأَدِيْبُ، النَّحْوِيُّ،

المُتَفَنِّنُ، جَمَالُ الدِّيْنِ. قَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ حَلَاوَةَ، وَعَلِيِّ بنِ حُصَيْنٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ الفُوَطِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَقَرَأَ بنَفْسِهِ عَلَى ابنِ الطَّبَّالِ، وَأَخَذَ عنِ الشَّيْخِ عِزِّ الدِّيْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ

= 1199 - وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ المُنَجَّى، شَرَفُ الدِّيْنِ بْنِ الوَجِيْهِ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (4/ 317)، وَوَالِدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ، وَجِيْهُ الدِّيْنِ (ت: 701 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1200 -

وَنَعْمُوْنَ بْنُ مَحمُوْدِ بْنِ نَعْمُوْنَ بْنِ عَزِيْزٍ الحَرَّانِيُّ، نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ وَيُلَقَّبُ أَيْضًا "غَرْسَ الدِّيْنِ" المُؤَذِّنُ بِالجَامِعِ الأَمَوِيِّ. ذَكَرَهُ الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (5/ 523)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 169) وَفِيْهِ:"ابْنُ مُحَمَّدٍ" وَفِي الهَامِشِ "ابْنُ مَحْمُوْدٍ" كَما هُوَ "أَعْيَانِ العَصْرِ".

(1)

524 - جَمَالُ الدِّيْنِ بنُ البَتِّيِّ (؟ - 726 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيل عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْر اللهِ (ورَقَة: 96) والمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 140)، وَكَرَّرَهُ ص (142)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 17)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 472). وَيُرَاجَعُ: مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (148)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (5/ 658)، وَغَايةُ النِّهَايَةِ (2/ 397)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 240)، وَبُغْيَةُ الوُعَاةِ (2/ 358)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 74)(8/ 132)، وَصفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِـ "مُفْتِي العِرَاقَ". . . أَحَدُ الأَذْكِيَاءِ

تَخَرَّجَ بِه الفُضَلَاءُ فِي فُنُونٍ"، وَوَصَفَهُ الصَّفَدِيُّ بِـ "الشَّيْخِ، الإِمَامِ، العَالِمِ، كانَ مِنْ فُضَلَاءِ "العِراقَ" بِـ "بَغْدَادَ". . . وَكَانَ إِلَيْهِ المَرْجِعُ في القِرَاءَاتِ وَالعَرَبِيَّةِ".

ص: 463

ابنِ جُمْعَةَ

(1)

بنِ القَوَّاسِ المَوْصِلِيِّ شَارِحِ "أَلْفِيَّةِ ابنِ مُعْطِي" الأَدَبَ، وَالعَرَبِيَّةَ، وَالمَنْطِقَ، وَغَيْرِ ذلِكَ، وَاسْتَفَادَ فِي الفِقْهِ مِنَ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بنِ الزَّرِيْرَانِيِّ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مُعِيْدًا عِنْدَهُ بِـ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ".

وَقَالَ الطُّوْفِيُّ: اسْتَفَدْتُ مِنْهُ كَثِيْرًا، وَكَانَ نَحْوِيَّ العِرَاقِ وَمُقْرِئَهُ، عَالِمًا بِالقُرْآنِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَالأَدَبِ، وَلَهُ حَظٌّ مِنَ الفِقْهِ، وَالأُصُوْلِ، وَالفَرَائِضِ، وَالمَنْطِقِ.

قُلْتُ: وَدَرَّسَ لِلْحَنَابِلَةِ بِـ "البَشِيْرِيَّةِ" غَرْبِيِّ "بَغْدَادَ" وَنَالَتْهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ مِحْنَةٌ، وَاعْتُقِلَ بِسَبَبِ مَوَافَقَتِهِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بنِ تَيْمِيَّةَ فِي مَسْأَلَةِ الزِّيَارَةِ

(2)

. وَكَاتَبَهُ عَلَيْهَا مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ عُلَمَاءِ "بَغْدَادَ" وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وأَقْرَأَ العِلْمَ مُدَّةً، وَلَا يُعْرَفُ أَنَّهُ حَدَّثَ.

وَتُوُفِّيَ فِي حَادِيْ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الإِمَامِ أَحْمدَ رضي الله عنه، وَكَانَ كَهْلًا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

525 -

وَفِي هَذَا الشَّهْرِ لَيْلَةِ الخَمِيْسِ ثَالثَ عَشَرَةُ توُفِّيَ المُؤَرِّخُ قُطْبُ الدِّيْنِ

(1)

في (ط): "ابن جماعة"، وإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ جُمْعَةَ بْنِ زَيْدٍ القَوَّاسُ المَوْصِلِيُّ النَّحْوِيُّ (ت: 696 هـ) أَخْبَارُهُ فِي بُغْيَةِ الوُعَاةِ (1/ 307). وَطُبِعَ شَرْحُهُ لأَلْفِيَّةِ ابْنِ مُعْطِي في مَكْتَبَةِ الخُرَيْجِيِّ في الرِّيَاضِ سَنةَ (1405 هـ) فِي مُجَلَّدَيْنِ كَبِيرَيْنِ، وَأَلَّفَ أَيْضًا شَرْحًا علَى "الكَافِيَةِ" لابْنِ الحَاجِب مَا زَالَ مَخْطُوْطًا

وَغَيْرَهُمَا.

(2)

جَاءَ في "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ": ". . . عَالِمُ "بَغْدَادَ" وَجَاءَ جَوَابُهُ بِمُوَافَقَةِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ علَى شَدِّ الرِّحَالِ، وَذَكَرَ فِي جَوَابِهِ: أَنَّ أَبا مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيَّ الشَّافعِيَّ، وَابْنَ عَقِيْلٍ الحَنْبَلِيَّ، وَالقَاضِي عِيَاضًا المَالِكِيَّ أَنَّهُ لَا يَجُوْزُ القَصْرُ فِي هَذَا السَّفَرِ".

ص: 464

الدِّيْنِ مُوْسَى

(1)

بنِ الشَّيْخِ الفَقِيْهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ بِـ "بَعْلَبَكَّ" وَدُفِنَ عِنْدَ أَخِيْهِ بِـ "بَابِ سَطْحَا". وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي ثَامِنِ صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "دِمَشْق". وَسَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَبِـ "دِمَشْقَ" مِنْ ابنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ شَيْخِ شُيُوْخِ "حَمَاةَ" وَبِـ "مِصْرَ" مِنَ الرَّشِيْدِ العَطَّارِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ صَارِمٍ، وَجَمَاعَةٍ. وأَجَازَ لَهُ ابنُ رَوَاجٍ، والنَّشْتَبْرِيُّ

(2)

.

(1)

525 - قُطْبُ الدِّيْنِ اليُونِيْنِيُّ (640 - 726 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 96)، وَ المَقْصَدِ الأَرْشَدِ (3/ 9)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 17)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 472). وَيُرَاجَعُ: مُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 348)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (285)، وَمنْ ذُيُولِ العِبَرِ (145)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (5/ 486)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 126)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (وَرَقَة: 124)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 162)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 135)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (2/ 752)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 73) (8/ 131). وَالِدُهُ تَقِيُّ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (ت: 658 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَوَالِدَتُهُ: زَيْنُ العَرَبِ بِنْتُ نَصْرِ اللهِ أَخِي القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ يَحْيَى بْنِ سِنِّي الدَّوْلَةِ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ في المُقْتَفَى (2/ وَرَقَة: 216)، وَأَمَّا أَخُوْهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ (ت: 701 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، فَأُمُّهُ تُرْكُمَانِيَّةٌ، وَلَهُمَا إِخْوَانٌ وَأَخَوَاتٌ ذَكَرْنَاهُمْ فِي هَامِشِ تَرْجَمَةِ أَبِيْهِمْ. وَابْنُهُ هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى (ت: 765 هـ) وَعَتِيْقُهُ: حُسَامُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحمَّدٍ الرُّومِيُّ (ت: 720 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى (2/ ورَقَة: 322) وَفَصَّلَ أَخْبَارُهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَصفَهُ بـ "الشَّيْخِ الصَّالِحِ

المُؤَذِنُ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" وَقالَ: "وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا، مُوَاظِبًا علَى التِّلَاوَةِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ. . .".

(2)

في (ط): "التَّشْتَبري".

ص: 465

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ عَالِمًا فَاضِلًا، مَلِيْحَ المُحَاضَرَةِ، كَرِيْمَ النَّفْسِ، مُعَظَّمًا، جلِيْلًا. حَدَّثَنَا بِـ "دِمَشْقَ" وَ"بَعْلَبكَّ" وَجَمَعَ تَارِيْخًا حَسَنًا، ذَيَّلَ بِهِ عَلَى "مِرْآةِ الزَّمَانِ"

(1)

وَاخْتَصَرَ "المِرْآةَ"

(2)

. قَالَ: وَانْتَفَعْتُ بِتَارِيْخِهِ، وَنَقَلْتُ مِنْهُ فَوَائِدَ جَمَّةً، وَقَدْ حَسُنَتْ في آخِرِ عُمُرِهِ حَالَتُهُ، وَأَكْثَرَ مِنَ العُزْلَةِ وَالعِبَادَةِ، وَكَانَ مُقْتَصِدًا فِي لِبَاسِهِ وَزِيَّةِ، صَدُوْقًا فِي نَفْسِهِ، مَلَيْحَ الشَّيْبَةِ، كَثِيْرَ الهَيْبَةِ، وَافِرَ الحُرْمَةِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌526 - مُحَمَّدُ بنُ مُسَلَّم

(3)

بنِ مالِكِ بنِ مَزْرُوْعِ بنِ جَعْفَرٍ الزَّيْنِيُّ، الصَّالِحِيُّ،

(1)

"مِرْآةُ الزَّمَانِ فِي تَارِيخِ الأَعْيَانِ"، مِنْ تَأْلِيْفِ أَبِي المُظَفَّرِ يُوْسُفَ بْن قَزَاوَغْلِي المَعْرُوفُ بِـ "سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِيِّ (ت: 654 هـ) وَالذَّيْلُ علَيهِ هَذَا طُبِعَ فِي الهِنْد "حَيْدَر آبَاد" سَنَةَ (1380 هـ) بَعْضُ أَجزَائِهِ، ثُم أُعِيْدَ طَبْعُهُ فِي "القَاهِرَةِ" سَنَةَ (1413 هـ).

(2)

مُخْتَصَرُ المِرْآةِ مَا زَالَ مَخْطُوْطًا، وَنُسِبَ إِلَى القُطْبِ اليُونِيْنِيِّ كِتَابٌ حَافِلٌ فِي مَنَاقبِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلَانِيِّ اسْمُهُ:"الشَّرَفُ البَاهِرِ. . ." فِي دَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ كَذَا فِي فَهَارِسِهَا، وَلَمْ أَطَّلِع عَلَيْهِ بَعْدُ، وَلَا أَسْتَطِيْعُ الجَزْمَ بِصِحَّةِ نِسْبَتِهِ إِلَيْهِ حَتَّى أَقِفَ عَلَيْهِ. وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" ذَكَرَهَا الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي المَجْمَعِ المُؤَسِّسِ (1/ 471).

(3)

526 - ابْنُ مُسَلَّمٍ الزَّيْنِيُّ (662 - 726 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 96) وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 509)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 18)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 473). وَيُرَاجَعُ: المُعْجَمُ المُخْتَصُّ (264)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 282)، وَمِنْ ذُيُولِ العِبَرِ (148)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (236)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1505). وَبَرنَامِجُ الوَادِي آشِي (137)، وَتارِيْخُ ابنِ الجَزَرِيِّ (2/ 162)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (5/ 19)، وَأَعْيانُ العَصْرِ (5/ 263)، والبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 126)، وَتَارِيْخُ ابنِ =

ص: 466

الفَقِيْهُ، الصَّالِحُ، الزَّاهِدُ، قَاضِي القُضاءِ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ.

وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وسِتِّمَائَةَ. وَتُوُفِّيَ أَبُوْهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ - وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ

(1)

- فَنَشَأَ يَتِيْمًا فَقِيْرًا

(2)

، وَكَانَ قَدْ حَضَرَ عَلَى ابنِ عَبْدِ الدَّائمِ،

= الوَردِي (2/ 280)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 164)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (2/ وَرَقَة: 246) وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 276). وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 266)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (5/ 27)، وَبُغْيَةُ الوُعاةِ (1/ 245)، وَالدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (2/ 38)، وَالقَلَائِدُ الجَوْهَرِيَّةُ (2/ 489)، وَقُضَاةُ "دِمَشْقَ"(278)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 72) (8/ 130). وَأُخْتُهُ: عَائِشَةُ (ت: 717 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهَا. وَأُخْتُهُ أَيْضًا: زَيْنَبُ (ت: 730 هـ) زَوْجَةُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المَرْدَاوِيِّ (ت: 729 هـ) الآتِي اسْتِدْرَاكُهُ، أُمُّ وَلَدِهِ مُحمَّدٍ المُؤذِّنِ. سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا أَيْضًا.

(1)

وَذَكَرُوا أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَلَّاحًا بِـ "سُوقِ الخَيْلِ".

(2)

لَمَّا مَاتَ أَبُوهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ سِوَى مَكْتَبٍ بِـ "الصَّالِحِيَّةِ" فِيْهِ خَمْسَةُ دَرَاهِمٍ فِي الشَّهْرِ كَما يَقُوْلُ السُّيُوْطِيُّ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ مَرْتَزِقًا مِنَ الخِيَاطَةِ".

وَنَقَلَ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" عَنِ الحَافظِ البِرْزَالِيِّ قَوْلَهُ عَنْ أَبِيْهِ: "وَتَرَكَ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ وَأُمَّهُمْ، وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا، فَنَزَلَ الوَلَدُ فِي المَكْتَبِ، وَكَانَ يَحْصُلُ لَهُ فِي المَكْتَبِ سِتُّوْنَ دِرْهَمًا، كَانَتْ قُوْتَ الأَرْبَعَةِ، وَكَبُرَ الوَلَدُ، وَنَشَأَ نَشْأَةً مُبَارَكَةً، وَاشْتَغَلَ بِالعِلْمِ وَسَمَاعِ الحَدِيْثِ، وَلَمْ يَزَلْ مُتَقَلِّلًا مِنَ الدُّنْيا، قَلِيْلَ الجِهَاتِ، وَجَلَسَ لِلاشْتِغَالِ وَالإِفَادَةِ".

وَقَال الذَّهَبِيُّ: "وَلَمْ يَزَلْ مُتَقَنِّعًا، رَاضِيًا بِالقُوْتِ، لَهُ نَحْوَ عِشْرِيْنَ دِرْهَمًا فِي الضِّيَائيَّةِ، مَعَ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنَ الخِيَاطَةِ، وَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ النُّسَّاكِ عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ لَطِيْفَةٌ، لَا طَلَبَ تَدْرِيْسًا وَلا فُتْيَا، وَلَا زَاحَمَ عَلَى الدُّنْيَا

وَبَقِي مدَّة عَلَى خِزَانَةِ الضِّيَائِيَّةِ".

وَذَكَرَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ تَوَاضُعِهِ وَعَدْلِهِ: "أَنَّهُ لَمَّا قَبِلَ الوِلَايَةَ بَاشَرَ الحُكْمَ مُبَاشَرَةً جَيِّدَةً، وَعَمَرَ الأَوْقَافَ، وَأَوْصَلَ الجِهَاتِ إلَى المُسْتَحِقِّيْنَ، وَحَصَلَ =

ص: 467

وَعُمَرَ الكَرْمَانِيِّ. ثُمَّ سَمِعَ مِنِ ابنِ البُخَارِيِّ وَطَبَقَتِهِ، وَأَكْثَرَ عَنِ ابنِ الكَمَالِ. وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ وَأَفْتَى، وبَرَعَ فِي العَرَبِيَّةِ، وَتَصدَّى للاشْتِغَالِ وَالإفَادَةِ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، مَعَ الدِّيَانَةِ وَالوَرَعِ، وَالزُّهْدِ، وَالاقْتِنَاعِ بِاليَسِيْر.

ثُمَّ بَعْدَ مَوْتِ القَاضِي تقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ وَرَدَ تَقْلِيْدُهُ لِلْقَضَاءِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ عِوَضَهُ، فَتَوَقَّفَ فِي القَبُوْلِ، ثُمَّ اسْتَخَارَ اللهَ وَقَبِلَ

(1)

،

= بِوَلَايَتِهِ خَيْرٌ كَثِيْرٌ، وَلَا تَغَيَّرَ لُبْسُهُ وَلَا هَيْئَتُهُ، وَلَا اتَّخَذَ مَرْكُوْبًا، بَلْ يَدْخُلُ غَالِبًا مِنَ "الصَّالِحِيَّةِ" إِلَى البَلَدِ مَاشِيًا، وَلَا أَضَافَ إِلَى نَفْسِهِ وِلَايَةَ مَدْرَسَةٍ، وَلَا نَظَرَ بِمَعْلُوْمٍ" وَأَكَّدَ ذلِكَ الصَّفَدِيُّ فَقَالَ:"وَكَانَ يَنْزِلُ مِنَ "الصَّالِحِيَّةِ" إِلَى "الجَوزِيَّةِ" مَاشِيًا، وَرُبَّمَا رَكِبَ حِمَارَ مُكَارٍ، وَكَانَ مِئْزَرَهُ سَجَّادَتُهُ، وَدَوَاةُ الحُكْمِ زُجَاجَةً، وَاتَّخَذَ فُرْجِيَّةً مُقْتَصِدَةً مِنْ صُوْفٍ، وَكَبَّرَ العِمَامَةِ قَلِيْلًا، وَنَهَضَ بِأَعْبَاءِ الحُكْمِ بِعِلْمٍ وَقُوَّةٍ

وَشَهِدَ لَهُ أَهْلُ العِلْمِ وَالدِّيْنِ أَنَّهُ مِنْ قُضَاةِ العَدْلِ".

وَذَكَرَ البِرْزَالِيُّ أَيْضًا أَنَّهُ حَضَرَ عِدَّةَ غَزَوَاتٍ مِنْها: "طَرَابُلُسَ" وَ"عَكَّا" وَ"قَلْعَةُ الرُّومِ". . ." وَقِيْلَ فِي وَصْفِهِ أَنَّهُ أَبْيَضُ، تَامُّ القَامَةِ، رَقِيْقٌ، مُعْتَدِلٌ، سَاكِنٌ، حَسَنُ السَّمْتِ، خَفِيْفُ اللِّحْيَةِ، قَلِيْلُ الشَّيْبِ حَيِيُّ العَيْنِ، ذُو حِلْمٍ وَأَناءَةٍ، وَدِيْنٍ وَوَرَعٍ".

(1)

قَالَ البِرْزَالِيُّ: "بَعْدَ وَفَاةِ قَاضِي القُضَاةِ تَقِي الدِّيْنِ رحمه الله بِنِصْفِ شَهْرٍ، وَبَعْدَ أَيَّامٍ يَسِيْرَة اسْتَنَابَ فِي الحُكْمِ الشَّيْخَ، الإِمَامَ، شَرَفَ الدِّيْنِ عَبْدَ اللهِ بنَ الشَّيْخِ شَرَفِ الدِّيْنِ الحَسَنِ بنِ الحَافِظِ جَمَالِ الدِّيْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيَّ". وَقَالَ الصَّفَدِيُّ: "فَلَمَّا تُوُفِّيَ القَاضِي سُلَيْمَان عُيِّنَ للقَضَاءِ، وَأُثْنِيَ علَيْهِ عِنْدَ السُّلْطَانِ بالعِلْمِ وَالنُّسْكِ وَالسَّكِيْنَةِ، فَوَلَّاهُ القَضَاءَ، فَتَوَقَّفَ فَطَلَعَ إِليْهِ الشَّيْخُ تقِيُّ الدِّيْنِ بنُ تَيْمِيَّةَ إِلَى بَيْتِهِ وَقَوَّى عَزْمَهُ وَلَامَهُ، فَأَجَابَ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَرْكَبَ بَغْلَةً. . .".

ص: 468

بَعْدَ أَنْ شَرَطَ أَنْ لَا يَلْبَسَ خُلْعَةَ حَرِيْرٍ، وَلَا يَرْكَبَ فِي المَوَاكِبِ، وَلَا يَقْتَنِي مَرْكُوْبًا، فَأُجِيْبَ إِلى ذلِكَ، وَلَمَّا لَبِسَ الخُلْعَةَ بِدَارِ السَّعَادَةِ خَرَجَ مَاشِيًا إِلَى الجَامِعِ، وَمَعَهُ الصَّاحِبُ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الأَعْيَانِ مُشَاةٌ، فَقُرِئ تَقْلِيْدُهُ، ثُمَّ خَلَعَهَا، وَتَوَجَّهَ إِلَى "الصَّالِحِيَّةِ".

قَالَ الذَّهَبِيُّ في "مُعْجَمِهِ المُخْتَصِّ" بَرَعَ فِي المَذْهَبِ وَالعَرَبِيَّةِ. وَأَقْرَأَ النَّاسَ مُدَّةً، عَلَى وَرَعٍ وَعَفَافٍ، وَمَحَاسِنَ جَمَّةٍ، ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ بَعْدَ تَمَنُّعٍ، وَشُكِرَ وَحُمِدَ. وَلَمْ يُغيِّرْ زِيِّهِ، وَلَا اقْتَنَى دَابَّةً، وَلَا أَخَذَ مَدْرَسَةً، وَاجْتَهَدَ فِي الخَيْرِ وَفِي عِمَارَةِ أَوْقَافِ الحَنَابِلَةِ. اهـ. وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ العَدْلِ، مُصَمِّمًا عَلَى الحَقِّ، لَا يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ

(1)

، وَهُوَ الَّذِي حَكَمَ عَلَى ابنِ تَيْمِيَّةَ بِمَنْعِهِ منَ الفُتْيَا بِمَسَائِلِ الطَّلَاقِ وغَيْرِهَا مِمَّا يُخَالِفُ المَذْهَبَ

(2)

.

(1)

قَالَ الصَّفَدِيُّ: "كَانَ مِنْ قُضَاةِ العَدْلِ فِي أَحْكَامِهِ، مِنْ أَئِمَّةِ الهُدَى فِي نَقْضِهِ وَإِبْرَامِه، مُطَّرِحَ التَّكَلُّفِ فِي أَحْوَالِهِ، مُتَوَخِّيَ الصِّدْقَ وَالحَقَّ فِي أَقْوَالِهِ، عَمَّرَ الأَوْقَافَ وَضَبَطَهَا، وَحَاسَبَ العُمَّالَ وَأَمْسَكَ القَوَاعِدَ وَرَبَطَهَا، وَحَرَّرَ الاسْجَالَاتِ، وَتَوَقَّفَ فِي العَدَالَاتِ، وَلَازَمَ الوَرَعَ وَالتَّحَرِّيَ، وَمنَعَ الظَّلَمَةَ مِنَ التَّعَدِّي وَالتَّجَرِّي، وَبَاشَرَ أُمُوْرَ الحُكْمِ بِقُوَّةٍ وَصَلَابَةٍ فِي الدِّيْنِ، وَكَفَّ يَدَ الظَّلَمَةِ وَالمُتَعَدِّيْنَ، فَهُوَ كَمَا قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ:

قَاضٍ إِذَا اشْتَبَهَ الأَمْرَانِ عَنَّ لَه

رَأْيٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ المَاءِ وَاللَّبَنِ

القَائِلُ الصِّدْقَ فِيْهِ مَا يَضُرُّ بِهِ

وَالوَاحِدُ الحَالَتَيْنِ السِّرِّ وَالعَلَنِ

وَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ إِلَى أَنْ حَجَّ. . .".

(2)

يَجِبُ أَنْ لَا يُفْهَمَ مِنْ ذلِكَ أَنَّهُ يُعَارِضُ شَيْخَ الإِسْلَامِ رَحِمَهُمَا اللهُ، وَإِنَّمَا يُخَالِفُهُ فِي مَسْأَلَةِ (الطَّلَاقِ) وَشِبْهِهَا؛ لِذَا حَكَمَ عَلَيْهِ. فَقَدْ نَقَلَ الصَّفَدِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ انْتَصَرَ لاِبْنِ تَيْمِيَّة =

ص: 469

وَقَدْ حَدَّثَ، وسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، وَخَرَّجَ لَهُ المُحَدِّثُوْنَ تَخَارِيْجَ عِدَّةً

(1)

. وَحَجَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ حَجَّ رَابِعَة

(2)

فَتَمَرَّضَ فِي طَرِيْقِهِ بَعْدَ رَحِيْلِهِمْ مِنَ

= فَحَصَلَ لَهُ أَذًى، فتَأَلَّمَ وَكَظَمَ" وَعِبَارَةُ الذَّهَبيِّ:"وَقَدْ أُوْذِيَ بِالكَلَامِ؛ لِكَوْنِهِ ذَبَّ عَنِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، فتَأَلَّمَ وَكَظَمَ".

(1)

مِنْهَا: "مَشْيَخَتُهُ" الَّتِي خَرَّجَهَا ابنُ الفَخْرِ فِي مُجَلَّدَةٍ عَنْ نَحْوِ أَرْبَعِمَائَةَ شَيْخٍ، سَمِعَهَا مِنْهُ خَلْقٌ، وَخَرَّجَ لَهُ ابْنُ سَعْدٍ "الأَرْبَعِيْنَ المُتَبَايِنَةِ الأَسَانِيْدِ"، وَخَرَّجَ لَهُ المِزِّي "تُسَاعِيَّاتٍ" وَخَرَّجَ الذَّهَبِيُّ "جُزْءًا" قَالَ البِرْزَالِيُّ:"وَانْتَهَى إِلَيْنَا مَائَتَانِ وَعَشَرَةٌ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُمْ، وَسَمِعَ بِـ "مَكَّةَ" وَ"المَدِيْنَةِ"، وَ"القُدْسِ" وَ"نَابُلُسَ" وَ"بَعْلَبَكَّ". . .". وَقَال الحَافظُ الذَّهَبِيُّ رحمه الله عَنْ "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ بِالسَّمَاعِ وَالإِجَازَةِ": "وَهُمْ نَحْوَ أَرْبَعِمَائَةِ شَيْخٍ، مِنْهُمْ بِالسَّمَاعِ مائَةٌ وَتُسْعُونَ شَيْخًا، سَمِعَهَا مِنْهُ خَلْقٌ. . ." وَقَالَ: "وَخَرَّجْتُ أَنَا لَهُ جُزْءًا" وَخَرَّجَ لَهُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ المُهَنْدِسِ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثًا، عَنْ أَرْبَعِيْنَ شَيْخًا، عَنْ أَرْبَعِيْنَ صَحَابيًّا".

(2)

حَجُّهُ الأَخِيْرِ بِنِيَّةِ المُجَاوَرَةِ كَمَا قَالَ الصَّفَدِيُّ، وَذَكَرَ ابْن طُوْلُوْنَ فِي "قُضَاةِ دِمَشْقَ" أَنَّهُ: كَانَ تَمَنَّى مَوْتَهُ هُنَاكَ لَمَّا مَاتَ رَفِيْقُهُ - فِي بَعْضِ الحَالَاتِ - شَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ بُخَيْخٍ، وَدُفِنَ بِـ "البَقِيْعِ" شرَقِيَّ عَقِيْلٍ رضي الله عنه، وَغَبَطَهُ بِذلِكَ، فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّةَ ذلِكَ اليَوْمِ، يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ رَابِعَ عِشْرِيْنَ الشَّهْرَ، تُوُفِّيَ وَصُلِّيَ عَلَيْه فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِـ "الرَّوْضَةِ" ثُمَّ دُفِنَ بِـ "البَقِيْعِ" إِلَى جَانِبِ قَبْرِ شَرَفِ الدِّيْنِ [بنِ] بُخَيْخِ المَذْكُوْرِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى".

وَشَرَفُ الدِّيْنِ بْنُ بُخَيْخٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ اللهِ (ت: 723 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ، وَوَصَلَ خَبَرُ وَفَاةِ القَاضِي إِلَى "دِمَشْقَ" يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ سَادِسَ المُحَرَّمِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ صَلَاةَ الغَائِبِ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ ابْنُ الوَرْدِيِّ: =

ص: 470

"العُلَا"

(1)

، فَوَرَدَ "المَدِيْنَةَ النَّبَوِيَّةِ" يَوْمَ الاثْنَيْنِ ثَالِثَ عِشْرِيْ ذِيْ القَعْدَةِ

= بَاشَرَ العَدْلَ وَالسَّكِيْنَه

وَالسِّيْرَةَ البَرَّةَ الأَمِيْنَهْ

وَمَنْ يَعِشْ مِثْلَ عَيْشِ هَذَا

يَسْتَأْهِلِ المَوْتَ بِالمَدِيْنَه

وَبَعْدَ وَفَاتِهِ وَلِيَ قَضَاءَ الحَنَابِلَةِ بَعْدَهُ الشَّيْخُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ القَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَان (ت: 731 هـ) كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَتِهِ.

(1)

العُلَا: مَدِيْنَةٌ مَشْهُورَةٌ شَمَالَ المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ، علَى سَاكِنِهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا تزَالُ عَلَى تَسْمِيَتِهَا.

يُستَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَياتِ سَنَةِ (726 هـ):

1201 -

إبْرَاهِيْمُ بْنُ شَرَفِ بْنِ مَنْصُوْرٍ بنَ مَحْمُوْدٍ الزُّرَعِيُّ خَطِيْبُ "زُرَع" ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيخِهِ (2/ 140)، وَقَال:"ابْنُ أَخِي القَاضِي نَاصِرِ الدِّيْنِ قَاضِي "طَرَابُلُسَ".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: عَمُّهُ القَاضِي نَاصِرِ الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ بْنُ مَنْصُوْرِ بْنِ شَرَفٍ الزُّرَعِيُّ (ت: 728 هـ).

1202 -

وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن أَبِي عُمَرَ، تَقِيُّ الدِّيْنِ بْنُ العِزِّ، اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ (أ) (وَرَقة: 223) عَنِ "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ"، وَذكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ (1/ 90). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 145)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ لِلحَافِظِ الذَّهَبِيِّ (1/ 28)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (147)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 291)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 71). وَهُوَ وَالِدُ القَاضِي صَلَاحِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (ت: 780 هـ). ووَالِدُهُ: إِبْراهِيْمَ بْنُ عَبْدِ اللهِ (ت: 666 هـ)، وَجَدُّهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي عُمَرَ (ت: 643 هـ) أَخُو الشَّيْخِ القَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 682 هـ) الإِمَامِ المَشْهُوْرِ، ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي مَوَاضِعِهِمْ. وَإِخْوَانُهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 731 هـ) لَمْ يَذْكُرُهُ المُؤَلِّفُ نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 732 هـ)، وَمُحَمَّدٌ (ت: 748 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا وَأُخْتَاهُمْ: حَبِيْبَةُ (ت: 745 هـ)، وفَاطِمَةُ (ت: 747 هـ) نَسْتَدْرِكُهُمَا فِي مَوْضِعَيْهِمَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1203 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ نَصْرِ بْنِ بَرْدَسٍ. ذَكَرَهَا ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيخِهِ (2/ 167)، =

ص: 471

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَقَالَ: "وَكَانَتْ امْرَأَةً صَالِحَةً، وَهِيَ زَوْجَةُ بَدْرِ الدِّيْنِ بْنِ العَطَّارِ أُمُّ ابنَتَيْهِ: (حَسَنَةَ) وَ (رَحْمَةَ).".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: (آلُ بَرْدَسٍ) أُسْرَةٌ عِلْمِيَّةٌ بَعْلِيَّةٌ حَنْبَلِيَّةٌ. يُرَاجَعُ: السُّحب الوَابِلَة (287، 724، 790، 888). وَفِي هَوَامِشِهَا تَخْرِيْجِ التَّرَاجِمِ.

1204 -

وَزَيْنَبُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِ القَوِيِّ بْنِ بَدْرَانَ المَقْدِسِيِّ، أُمُّ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَهَا ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 144)، وَوَالِدِهَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ القَوِيِّ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1205 -

وَسِتُّ الفُقَهَاءِ بنْتُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيٍّ الوَاسِطِيِّ، وَتُسَمَّى أَمَةَ الرَّحِيْمِ، ذَكَرهَا الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ (2/ 399)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (15/ 117)، وَالتَّقِيُّ الفَاسِيُّ فِي ذَيْل التَّقْيِيْدِ (2/ 375)، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 221)، وابْنُ العِمَادِ فِي الشَّذَرَاتِ (6/ 71)، وَوَالِدُهَا الإِمَامُ المَشْهُوْرُ تَقِيُّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ (ت: 692 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَابْنَتُهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُسَلَّمٍ الدُّبَاهِيِّ (ت: 740 هـ) ذَكَرَهَا التَّقِيُّ الفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 387) قَالَ: "وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ الفُقَهَاءِ. . ." وَوَالِدُهَا: (عَبْدُ الرَّحْمَن) لَهُ ذِكْرٌ فِي مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقيَّةِ (367).

1206 -

وَعَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُؤْمِنِ بْنِ أَبِي الفَتْحِ الصُّوْرِيِّ، ذَكَرَهَا ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيخِهِ (2/ 167)، وَالحَافظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 341). وَالِدُهَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُؤْمِنٍ، وَيُقَالُ: عَبْدُ المُؤْمِنِ (ت: 659 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ وَذَكَرْنَا هُنَاكَ بَعْضَ أَهْلِ بَيْتِهِ.

1207 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي بكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ. ذَكَرَهَا الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 113) وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (3/ 303).

1208 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الهَيْجَاءِ الزَّرَّادُ الحَنْبَلِيُّ، عَالِمٌ، مُحَدِّثٌ، مُسْنِدٌ، رَوَى الكُتُبَ الكِبَارَ. أَخْبارُهُ فِي: المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 19)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِ المُنَضَّدِ"(2/ 473). =

ص: 472

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَيُرَاجَعُ: ذَيْلُ تَاريْخِ الإِسْلَامِ (304)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 169)، وَتَاريْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 159)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (148)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (236)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 251)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 147)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشي (94)، وَالدُّرَرُ الكامِنَةُ (3/ 381)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 72)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (2/ 256). وَأُمُّهُ أُخْتُ الإِمَامِ العَلَّامَةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْن عَلِيٍّ الوَاسِطِيِّ (ت: 692 هـ).

1209 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ، مُحِبُّ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 152)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 198)، وَالفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (1/ 133)، وَوَالِدُهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 658 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

- وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ، المَعْرُوفُ وَالِدُهُ بِـ "ابْنِ البُخَارِيِّ" (ت: 690 هـ)، وَجَدُّهُ: أَحْمَدُ "البُخَارِيُّ"(ت: 623 هـ). أَخْبَارُ مُحَمَّدٍ فِي: تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِيِّ (2/ 161)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 233)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 94)، وَالدُّررِ الكَامِنةِ (4/ 174). وَفِي المَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 19)، وَمُخْتَصَرُهُ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 473) قَالَ:"الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ، سِبْطُ ابنِ البُخَارِي، وَخَرَّجَ مُحَقِّقُ "المَنهَجِ الأَحْمَدِ" فِي الهَامِشِ تَرْجَمَةَ "مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْن عَلِيِّ بْنِ البُخَارِيِّ" السَّالِفِ الذِّكْرِ؟! وَالمُؤَلِّفُ العُلَيْمِيُّ نَفْسُهُ يَقُوْلُ: "وَيَأْتِي ذِكْرُ والِدَتِهِ سِتُّ العِزِّ بِنْتِ مُحمَّدِ بْنِ الفَخْرِ عَلِيِّ بْنِ البُخَارِيِّ" وَمَا دَامَ الأَمْرُ كَذلِكَ فَلَيْسَ المَذْكُور سِبْطُ ابْنِ البُخَارِيِّ، إِنَّمَا هُوَ سِبْطُ ابْنِ ابْنِ البُخَاريِّ، لَا سِبْطُ ابْنِ البُخَارِيِّ نَفْسِهِ. وَأَحَالَ مُحَقِّقُ المَنْهَجِ الأَحْمَدِ إِلَى تَرْجَمَةِ أُمِّهِ (رقم: 1348)؟! صَوَابُهُ (رقم: 1351)، وَهِيَ (سِتُّ العَرَبِ) لَا "سِتُّ العَزِّ"؟! كَمَا أَثْبَتَ، وَهِيَ حَفِيْدَةُ ابْنُ البُخَارِي لَابْنَتُهُ؟! وَتُوُفِّيَتِ سَنَةَ (767 هـ)؛ لِذلِكَ لَا يَصِحُّ أَنْ تَكُوْنَ أُمَّهُ، وَهِيَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَهُ بِمَا يَزِيْدُ علَى أَرْبَعِيْنَ عَامًا؟! وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهَا مُعَمَّرَةٌ، وَلَمْ يذْكُر عَنْ مَنْ يُدَّعَى أَنَّهُ ابْنُهَا أَنَّهُ تُوُفِّيَ صَغيْرًا، أَوْ

ص: 473

سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِائَةَ وَهُوَ ضَعِيْفٌ، فَصَلَّى فِي المَسْجِدِ، ثم سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ بِالأَشْوَاقِ إِلَى ذلِكَ فِي مَرَضِهِ، ثُمَّ مَاتَ عَشِيَّةَ ذلكَ اليَوْمِ.

وَقِيْلَ: مِنْ أَوَاخِرِ اللَّيْلةِ المُقْبِلَةِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِـ "الرَّوْضَةِ" وَدُفِنَ بـ "البَقِيْعِ" شَرْقِيَّ قَبْرِ عَقِيْلٍ رضي الله عنه، وَتَأَسَّفَ أَهْلُ الخَيْرِ لِفَقْدِهِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌527 - مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ

(1)

بنِ أَبي القَاسِمِ بنِ أَبِي العز بن

(2)

الوَرَّاقُ، المَوْصِلِيُّ،

= كَهْلًا علَى الأَقَلِّ؟! وَقدْ أَكَّدَ العُلَيْميُّ أَنَّهَا أُمُّهُ فَقَالَ فِي تَرْجَمَتِهَا: "وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ وَلَدِهَا شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ"، وَهَذَا كُلُّهُ خَطَأٌ لَا يَخْفَى، لَمْ يَدْرِكْهُ المُحَقِّقُ عَفَا اللهُ عَنَّا وَعَنْهُ، وَلمْ يَذْكُر وَجْهَ الصَّوَاب فِيْهِ. وَابْنَتُهُ آس خَاتُوْن فَاطِمَة (ت: 740 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1211 -

وَمَلِيْحَةُ بِنْتُ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيِّ، ابْنَةَ عَمِّ شَيْخِ الإِسَلَامِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الإِمَامِ المَشْهُورِ. ذَكَرَهَا ابْنُ الجَزَرِيِّ (2/ 145)، وَقَال:"وَهِي زَوْجَةُ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ الحَلَّاوِي، أُمُّ وَلَدِهِ بَدْرِ الدِّيْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَلَهَا مِنْهُ عِدَّةُ أَوْلَادٍ. . .".

(1)

527 - ابْنُ خَرُوْفٍ المَوْصِلِيُّ (640 - 727 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 97) وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 478)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 20)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرَرِ المُنَضَّدِ"(2/ 474)، وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابنِ الجَزَرِيِّ (2/ 213)، وَذَيْلُ تَارِيخِ الإِسْلَامِ (311)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوخِ (2/ 225)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (247)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (236)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (307)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكُبَّارِ (2/ 726)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 240)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 661)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (2/ 270)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 77)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 78)(8/ 139).

(2)

في (ط) و (أ): "ابن أبي العشرين" وَأَشَارَ فِي هَامِش (أ) إِلَى قِرَاءَةِ نُسْخَةٍ أُخْرَى "العِزِّ بن".

ص: 474

المُقْرِئُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ النَّحْوِيُّ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَيُعْرَفُ بِـ "ابنِ خَرُوْفٍ".

وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "المَوْصِلِ"، أوْ قَبْلَهَا. وَقَرَأَ بِهَا القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجَزَرِيِّ

(1)

الزَّاهِدِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَقَصَدَ الإمَامَ أَبَا عَبْدِ اللهِ شُعْلَةَ لِيَقْرَأَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ مَرِيْضًا مَرَضَ المَوْتِ، ثُمَّ رَحَلَ ابنُ خَرُوْفٍ إِلَى "بَغْدَادَ" بَعْدَ السِّتِّيْنَ، وَقَرَأَ بِهَا القِرَاءَاتِ بِكُتُبٍ كَثِيْرَةٍ فِي السَّبْعِ وَالعَشْرِ، عَلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي الجَيْشِ، وَلَازَمَهُ مُدَّةً طَوِيْلَةً. وَقَرَأَ القِرَاءَاتِ أَيْضًا عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ الوُجُوْهِيِّ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْهُمَا، وَمِنْ ابنِ وَضَّاحٍ. وَذَكَرَ البِرْزَالِيُّ: أَنَّهُ عَرَضَ عَلَيْهِ "المُقْنَعَ" فِي الفِقْهِ للشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ.

وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ: أَنَّهُ حَفِظَ "الخِرَقِيَّ" وَعُنِيَ بالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ بِـ "المَوْصِلِ" عَلَى أَبِي العَبَّاسِ الكَوَاشِيِّ المُفَسِّرِ كِتَابَهُ "التَّلْخِيْصَ"

(2)

فِي التَّفْسِيْرِ. وَقَرَأَ بِهَا عَلَى

(1)

في (ط): "الجَزْدِيّ" خَطَأ طِبَاعَةِ، وَالمَقْصُوْدُ هُنا: عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَحْمُوْدِ بْنِ رَفِيْعَا المَوْصِلِيِّ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ الجَزَرِيُّ (ت: 679 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَتِهِ هُنَاكَ: "قَرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ خَرُوْفٍ المَوْصِلِيُّ الحَنْبَلِيُّ وَأَكْثَرَ عَنْهُ".

(2)

اسْمُهُ: "تَلْخِيْصُ تَبْصِرَةِ المُتَذَكِّرِ وَتَذْكِرَةُ المُتَبَصِّرِ". وَالكَوَاشِيُّ أَحْمَدُ بْنُ يُوْسُفَ بْن رَافِعٍ المَوْصِلِيُّ (ت: 680 هـ) أَعْرِفُ لَهُ نُسَخًا كَثيْرَةً مِنْ أَقْدَمِهَا نُسْخَة فِي مَكْتَبة الأَزْهَرِ (رقَم: 239) مَكْتُوبَةٌ سَنَةَ (696 هـ) فِي (408) وَرَقَة تَقْرِيْبًا. أَخْبَارُ الكَوَاشِيِّ فِي مَعْرِفَةِ القُرَّاءُ الكِبَّارِ (2/ 685)، وَغَايَةِ النِّهَايَةِ (1/ 151)، وَالشَّذَرَاتِ (5/ 365)، وَنِسْبَتهُ إِلَى "كَوَاشَةَ" كَمَا قالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ أَوْ إِلَى "الكَوَاشَى" بِالفَتْحِ وَشِيْنُهُ مُعْجَمَةٌ قَلْعَةٌ حَصيْنَةٌ فِي الجِبَالِ الَّتِي شَرْقِي "المَوْصِلِ" لَيْسَ إِلَيْهَا طَرِيْقٌ إِلَّا لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، كَذَا قَالَ يَاقُوْتُ في مُعْجَمِ البُلْدَانِ (4/ 552).

ص: 475

أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ عُمَرَ العَجَمِيِّ "جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ" بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي الفَتْحِ الغَزْنَوِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضًا "مَعَالِمِ التَّنْزِيْلِ" للبَغَوِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْ ابنِ أَبِي المَجْدِ القَزْوِينِيِّ. وَنَظَرَ فِي العَرَبِيَّةِ، وَشَارَكَ فِي الفَضَائِلِ، وَلَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ، تَصَدَّى لِلإِشْغَالِ والإقْرَاءِ فِي بَلَدِهِ مُدَّةً. وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ. وَقَدِمَ "الشَّامَ" سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَوَلِيَ بِهَا مَشْيَخَةَ الإقْرَاءِ بِـ "التُّرْبَةِ الأشْرَفِيَّةِ" بَعْدَ المَجْدِ التُّوْنُسِيِّ

(1)

، وَحَدَّثَ بِهَا.

وَسَمَعَ مِنْهُ الذَّهَبِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ"، وَقَالَ: كَانَ شَيْخًا صَالِحًا، مُتَوَدِّدًا إِلَى النَّاسِ، حَسَنَ المُحَاضَرَةِ، طَيِّبَ المُجَالَسَةِ، مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ؛ لِحُسْنِ خُلُقِهِ، وَشَيْخُوْخَتِهِ وَفَضْلِهِ. وَنَزَلَ بِـ "الحَلَبِيَّةِ" بِالجَامِعِ.

وَسَمِعَ مِنْهُ أَيْضًا أَبُو حَيَّانَ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الحَلَبِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ"

(2)

وَأَظُنُّهُ ذَهَبَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّة" أَيْضًا

(3)

. وَرَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ

(4)

، وَبَهَا تُوُفِّيَ فِي

(1)

فِي (ط): "اليُونِيني"، وَفِي الأُصُوْلِ:"اليُونسي"، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو بَكْرِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ القَاسِمِ، مَجْدُ الدِّيْنِ، المُرْسِيُّ الأَصْلِ، التُّوْنُسِيُّ، النَّحْوِيُّ، المُقْرِئُ، الشَّافِعِيُّ (ت: 718 هـ). يُرَاجَعُ: مَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 741)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 493)، وَبُغْيَةُ الوُعَاةِ (1/ 471).

(2)

في (ط): "معجمه" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.

(3)

جَزَمَ بِذلِكَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ، كَمَا جَزَمَ بِذلِكَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ"، وَابْنُ الجَزَرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" وَغَيْرُهُمُ.

(4)

عَوْدَتُهُ مِنَ الشَّامِ إِلَى وَطَنِهِ فِي المُقْتَفَى (2/ 322) قَالَ: "وَفِي يَوْمِ الاِثْنَيْنِ الرَّابِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَافَرَ مِنْ "دِمَشْقَ" إِلَى "المَوْصِلِ" وَتَوَجَّهَ مَعَهُمْ الشَّيْخُ، الصَّالِحُ، المُقْرِئُ مُحَمَّدُ بْنُ الخَرُوْفِ المَوْصِلِيُّ، وَكَانَ قَدِمَ "دِمَشْقَ" وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، وَسَافَرَ =

ص: 476

ثَامِنِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةِ. وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ المُعَافَى بنِ عِمْرَانَ، رضي الله عنه.

‌528 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ

(1)

بنِ عَبْدِ السَّلَامِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي القَاسِمِ

= إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ" وَرَجَع [وَوَلِيَ] مَشْيَخَةَ الإِقْرَاءِ بِـ "التُّرْبَةِ الأَشْرَفِيَّةِ" بِـ "دِمَشْقَ" وَبَاشَرَ ذلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ إِنَّهُ حَنَّ إِلَى وَطَنهِ فَعَادَ إِلَيْهِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ فِي المَشْيَخَةِ المَذْكُوْرَةِ شِهَابُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ النَّقِيْبِ البَعْلَبَكِّيُّ المُقْرِئُ. . .".

(1)

528 - شَرَفُ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ (666 - 727 هـ):

أخُو شَيْخِ الإِسْلَامِ، الإِمَامِ، المُجَاهِدِ: تَقِيِّ الدِّيْنِ أَبِي العَبَّاِس أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الحَلِيْمِ بْنِ تَيْمِيَّةَ.

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 97) وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 41)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 21)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 474). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 214)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 323)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (121)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (236)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (307)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 235)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (153)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (17/ 140)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (2/ 692)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 277)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 178)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (2/ وَرَقَة: 254)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (2/ 36)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (2/ 317)، وَتَارِيْخُ ابنِ الوَرْدِيِّ (2/ 281)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 7)(8/ 136)، وَلَهُ ابْنٌ اسْمُهُ: مُحَمَّدٌ لَمْ يَشْتَهِرْ بِعِلْمٍ، وَاشْتُهِرَ حَفِيْدُهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ نَاصِرُ الدِّيْنِ (ت: 837 هـ) وَابْنُ حَفِيْدِهِ هَذَا: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ت: 876 هـ) وَبَقِيَ العِلْمُ فِي عَقِبِهِ إِلَى عُصُوْرٍ مُتَأَخِّرَةٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ أُسْرَتُهُمْ أَسْمَاءً جَدِيْدَةً كَـ "آلِ قَاضِي فَصَّةَ" وَ"آلِ أَبِي المَوَاهِبِ" أَوْ "المَوَاهِبِي". وَشَرَفُ الدِّيْنِ هَذَا احْتَفَلَ بِهِ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: "وَكَانَ مِنْ أَكَابِرِ الفُضَلَاءِ قَلَّ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ منَ الفِقْهِ إِلَّا ذَكَرَ فِيْهَا أَقوَالَ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ رضي الله عنهم، وَمَا قَدْ اتَّفَقَ علَيْهِ العُلَمَاءُ المُتَأَخِّرِيْنَ [كَذَا؟]، =

ص: 477

ابنِ الخَضرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الفَقِيْهُ، الإمَامُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، القُدْوَةُ، المُتَفَنِّنُ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخُو الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ.

وُلِدَ فِي حَادِيْ عَشَرَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَرَّانَ". وَقَدِمَ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" رَضِيْعًا، فَحَضَرَ بِهَا عَلَى ابنِ أَبِي اليُسْرِ، وَغَيْرِهِ. ثُمَّ سَمِعَ مِنْ ابنِ عَلَّانَ، وَابْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الخَيْرِ، وَمِنْ ابنِ أَبِي عُمَرَ،

= وكَانَ صَحِيْحَ الذِّهْنِ، قَوِيَّ النَّفْسِ فِي طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى، لَيِّنَ الجَانِبِ لأَصْحابِهِ، كَثِيْرَ التَّوَاضُعِ، وَعَلَى ذِهْنِهِ أَشْيَاءٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ التَّوَارِيْخِ وَأَخْبَارِ المُتَقَدِّمِيْنَ، عَارِفًا بِالأُمُوْرِ، كَثِيْرَ الإِنْصَافِ فِي البَحْثِ، لَا يَخْرُجُ عَنِ الحَقِّ، وَكَانَ فِي غَالِبِ أَوْقَاتِهِ يَخْرُجُ مِنْ بيْتِهِ وَقْتَ السَّحَرِ، وَيَقْصِدُ فِي بعْضِ المَسَاجِدِ المَهْجُوْرَةِ ظَاهِرَ البَلَدِ وَبَعْضَ القَرَايَا إِلَى المَسَاءِ، وَيَعُوْدُ إِلَى بَيْتِهِ عِشَاءَ الآخِرَةِ فَيُفْطِرُ، وَغَالِبُ أَوْقَاتِهِ يَكُوْنُ صَائِمًا، وَلَا يَكَادُ يَفْتُرُ لِسَانُهُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَكَانَ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ يَقْعُدُ فِي "مَسْجِدِ بَاشُوْرَةِ" بَابِ الجَابِيَةِ فَكُنْتُ أُوْصِي بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ "البَاشُوْرَةَ" يُعْلِمُونِي بِمَجِيْئِهِ إِلَى المَسْجِدِ المَذْكُوْرِ فَأَجِيءُ إِلَيْهِ، وَأَبُلُّ شَوْقِي مِنْهُ، وَأَتَحَدَّثُ مَعَهُ غَالِبَ النَّهَارِ، وَآخُذُ عِنْدَهُ أَخْبَارًا كَثِيْرَةً مِنْ أَحْوَالِ البِلَادِ، وَأَحْوالِ البَلَدِ وَالنَّاسِ، فَأَتَعَجَّبُ مِنْ ذلِكَ؛ كَوْنُهُ مُنْقَطِعٌ عَنِ النَّاسِ وَعِنْدَهُ أَخْبَارُهُمْ عَلَى الصِّحَّةِ، وَكَانَ مُعْرِضًا عَنِ المَنَاصِبِ وَالرِّئَاسَةِ، مُتَقَنَّعًا بِاليَسِيْرِ، وَمَعَ ذلِكَ كُنْتُ أَرَاهُ يَتَصَدَّقُ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِيْنِ، وَكَانَ فِيْه النَّفْعُ المُتَعدِّيْ إِلَى أَكْثَرِ النَّاسِ.

سَمِعَ مِنِ [ابْنِ] البُخَارِيِّ، وَالشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَابْنِ أَبِي اليُسْرِ، وَأَكْثَرِ مَشَايخِنَا، وَحَدَّثَ، وَكَانَ فِي النَّحْوِ وَالعَرَبِيَّةِ إِمَامٌ كَبِيْرٌ، اشْتَغَلَ عَلَيْهِ وَلَدِي إِبْرَاهِيْمَ، كُنْتُ آخُذُهُ وَأَرُوْحُ إِلَيْهِ عَشَاءَ الآخِرَةِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: لَوْ أَمْكَنَنِي أَنَّنِي آخُذُ النَّحْوَ فِي لُقْمَةٍ وَاحِدَةٍ أَخَذْتُهَا وَوَضَعْتُهَا فِي فَمِ إِبْرَاهِيْمَ وَغَيْرِهِ مِنَ المُشْتَغِلِينَ، فَكَانَ يُسَهِّلُ لَهُ طَرِيْقَ الشَّرْحِ، وَيَذْكُرُ لَهُ أَسْهَلَ الطُّرُقِ، وَحَصَلَ لَهُ مِنْهُ بَرَكَةٌ عَظِيْمَةٌ مِنَ الخَيْرِ، وَالصَّوْمِ، وَالذِّكْرِ، وَالخُلُقِ الحَسَنِ الجَمِيْلِ، قَدَّسَ اللهُ رُوْحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيْحَهُ".

ص: 478

وَالقَاسِمِ الإِرْبِليِّ، وَخَلْقٍ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ.

وَسَمِعَ "المُسْنَدَ" وَ"الصَّحِيْحَيْنِ" وَكُتُبَ "السُّنَنِ"، وَتَفَقَّهَ فِي المَذْهَبِ حَتَّى بَرَعَ وَأَفْتَى، وَبَرَعَ أَيْضًا فِي الفَرَائِضِ، وَالحِسَابِ، وَعِلْمِ الهَيْئَةِ، وَفِي الأَصْلَيْنِ وَالعَرَبِيَّةِ، وَلَهُ مُشَارَكَةٌ قَوِيَّةٌ فِي الحَدِيْثِ، وَدَرَّسَ بِـ "الحَنْبَلِيَّةِ" مُدَّةً. وَكَانَ صَاحِبَ صِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ، قَانِعًا بِاليَسِيْرِ، شَرِيْفَ النَّفْسِ، شُجَاعًا مِقْدَامًا، مُجَاهِدًا، زَاهِدًا، عَابِدًا، وَرِعًا، يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ لَيْلًا، وَيَأْوِي إِلَيْهِ لَيْلًا، وَلَا يَجْلِسُ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ، بِحَيْثُ يُقْصَدُ فِيْهِ، لكِنَّهُ يَأْوِي إِلَى المَسَاجِدِ المَهْجُوْرَةِ خَارِجِ البَلَدَ، فَيَخْتَلِي فِيْهَا لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، وَكَانَ كَثِيْرَ العِبَادَةِ، وَالتَّأَلُّهُ، وَالمُرَاقَبَةِ، وَالخَوْفِ مِنَ اللهِ تَعَالَى، ذَا كَرَامَاتٍ وَكُشُوْفٍ. وَمِمَّا اشْتُهِرَ عَنْهُ: أَنَّهُ كَثيْرَ الصَّدَقَاتِ، وَالإيْثَارِ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ فِي حَضَرِهِ وَسَفَرِهِ، مَعَ فَقْرِهِ وَقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ، وَكَانَ رَفِيْقُهُ فِي المِحْمَلِ فِي الحَجِّ يُفَتِّشُ رَحْلَهُ فَلَا يَجِدُ فِيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ يَرَاهُ يَتَصَدَّقُ بِذَهَبٍ كَثِيْرٍ جِدًّا. وَهَذَا أَمْرٌ مَشْهُوْرٌ مَعْرُوْفٌ عَنْهُ

(1)

. وَحَجَّ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ. وَكَانَ لَهُ يَدٌ طُوْلَى فِي مَعْرِفَةِ تَرَاجِمِ السَّلَفِ وَوَفَيَاتِهِمْ، وَفِي التَّوَارِيْخِ المُتَقَدِّمَةِ وَالمُتَأَخِّرَةِ. وَحُبِسَ مَعَ أَخِيْهِ بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ" مُدَّةً. وَقَدِ اسْتُدْعِيَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَحْدَهُ إِلَى المُنَاظَرَةِ، فَنَاظَرَ، وَأَفْحَمَ الخُصُوْمَ

(2)

.

(1)

هَذَا الكَلامُ وَأَمْثَالُهُ لَا يَجِدُ عِنْدَنَا مَسَاغًا وَلَا رَوَاجًا، وَفَضائِلُ الشَّيْخِ كَثِيْرَةٌ، وَمَنَاقِبُهُ مُتَعَدِّدَةٌ لَا تَحْتَاجُ إِلَى مِثْلِ هَذِهِ الدَّعَاوَى.

(2)

قَالَ الصَّفَدِيُّ: "رَأَيْتُ كَثيْرًا مِنَ الفُضَلَاءِ يَقُوْلُ: هُوَ أَقْرَبُ مِنْ أَخِيْهِ إِلى طَرِيْقِ العُلَمَاءِ =

ص: 479

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَأَقْعَدَ بِمَبَاحِثِ الفُضَلَاءِ"؟! أَقُوْلُ: هَذَا شَيْءٌ لَا يُعْقَلُ وَلَا يُقْبَلُ.

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَة (727 هـ):

1212 -

سَلَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأَحَدِ بنِ شُقَيْرٍ، نَفِيْسُ الدِّيْنِ، أَبُو الخَيْرِ الحَرَّانِيُّ، ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيُّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 223)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 266)، وَالحَافِظُ ابْنِ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 333)، وَتَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ أَبِيْهِ فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (708 هـ).

1213 -

وَسِنْقَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، الجَوْشَنِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَتِيْق البَدْرِ طَاهِرِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الحَنْبَلِيِّ، ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 204)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكامِنَةِ (2/ 271). وَطَاهِرُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ لَمْ أَقِفْ علَى أَخْبَارِهِ.

1215 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 210)، وَذَكَرَ عَنِ الحَافظِ البِرْزَالِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ خَطِيْبِ مَرْدَا، وَاليَلْدَانِيِّ، وَابْنِ عبْدِ الدَّائِمِ، وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا".

1219 -

وَعَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 216)، وَوَصَفَهُ بِـ "الشَّيْخِ، الصَّالِحِ، العَدْلِ، شِهَابِ الدِّينِ" قَالَ: "وَكَانَ يَشْهَدُ عَلَى "بَابِ زُوَيْلةَ" هُوَ وَأَخُوهُ زَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ المُحْسِنِ، وَوَالِدُهُ الشَّيْخُ عَلَاءُ الدِّيْنِ.".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: تَقَدَّمَ ذِكْرُ وَالِدِهِ: عَلِيٍّ، وَأَخِيْهِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الاِسْتِدْرَاكِ عَلَى وَفَيَاتِ سَنَةِ (701 هـ) تُوُفِّيَا مَعًا فِي هَذِهِ السَّنَةِ، كَمَا تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُ ابْنِ أَخِيْهِ يُوْسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن (ت: 712 هـ) وَسَيَأْتِي اسْتِدْرَاكِ أَخِيْهِ عَبْدِ المُحْسِنِ (ت: 730 هـ). فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

1216 -

وَعَلِيُّ بْنُ أحْمَدَ بْنِ القَاضِي شَمْسِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بنِ قُدَامَةَ المَقْدِسِيُّ. وَالِدُهُ: أَحْمَدُ (ت: 689 هـ)، وَجَدُّهُ: القَاضِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ (ت: 682 هـ)، وَأَبُو جَدِّهِ: الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ (ت: 607 هـ)، ذَكَرَهُمُ المُؤَلِّفُ فِي موَاضِعِهِمْ. أَخْبَارُ عَلِيٍّ فِي: تَارِيْخِ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 223)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (3/ 277)، والدُّررِ =

ص: 480

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الكَامِنَةِ (3/ 84).

1217 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنعَةَ بْنِ مَنِيعِ بْنِ مُطَرِّفِ القَنَوِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، بَقِيَّةُ المُسْنِدِيْنِ. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 201)، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 163)، وَهُوَ الَّذِي نَسَبَهُ "الحَنْبَلِيّ". وَيُرَاجَعُ المُعِيْنُ فِي طبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (236) وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (151)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (2/ 394)، وَالبِدَايةُ وَالنِّهايَةُ (14/ 129)، وَتَارِيْخُ ابْنِ الوَرْدِيِّ (2/ 383، 417)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (3/ 459)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 268)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 77)، وَلَهُ أَخَوَانِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى مُحَمَّدًا، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ. قالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ:"وَرَأَيْتُ اسْمَهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّفَّارِ عَلَى ابْنِ مَنْدَه، لكِنْ تَوَقَّفْنَا فِيْهِ؛ لِكَوْنهِ يُشَارِكُهُ فِي الاسْمِ أَخَوَاهُ".

1218 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الغَنَائِمِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ الرَّقِّيُّ الحَنْبَلِيُّ، الشَّيْخُ بَدْرُ الدِّيْنِ، إِمَامُ "المَدْرَسَةِ الزَّنْجِيْلِيَّةِ" ظَاهِرِ "دِمَشْقَ" ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 224).

1219 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ يُعْرَفُ جَدُّهُ بِـ "ابْنِ البُخَارِيِّ" سَبَقَ اسْتِدْرَاكُ وَالِدِهِ فِي العَامِ السَّابِقِ، وتُوُفِّيَ هَذَا شَابًّا. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 242).

1220 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحُمُودِ بْنِ سَلْمَانَ بْن فَهْدٍ الحَلبِيُّ يُعْرَفُ وَالِدُهُ بِـ "أَبِي الثَّناءِ مَحْمُوْدٍ الكَاتِبِ"(ت: 725 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَمُحَمَّدٌ هَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 236)، وَهُوَ فِي: ذُيُوْلِ العِبَرِ (154)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (5/ 254)، وَتَذكِرَةِ النَّبِيْهِ (2/ 179)، وَدُرَّةِ الأَسْلَاكِ (2/ وَرَقَة: 254)، والمُقْتَفَى الكَبِيْرِ (7/ 139)، وَالسُّلُوكِ (2/ 1/ 290)، والدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 19)، والنُّجُوْمِ الزَّاهِرَةِ (9/ 268)، وَالشَّذَرَاتِ (6/ 80).

1221 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المَنْشَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ نَاصِرُ الدِّينِ، أَبُو عَوَضٍ المِصْرِيُّ، ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخهِ (2/ 217)، وَوَصَفَهُ بِـ "الفَقِيْهِ العَدْلِ" وَقَالَ:"وَكَانَ يَشْهَدُ بَيْنَ القَصْرَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي الشَّيْخِ كَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المُنْشَاوِيِّ".

ص: 481

وَسُئِلَ عَنْهُ الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّيْنِ بنُ الزَّمَلْكَانِيِّ، فَقَالَ: هُوَ بَارِعٌ فِي فُنُوْنٍ عَدِيْدَةٍ مِنَ الفِقْهِ، وَالنَّحْوِ، وَالأُصُوْلِ، مُلَازِمٌ لأَنْوَاعِ الخَيْرِ، وَتَعْلِيْمِ العِلْمِ، حَسَنُ العِبَارَةِ، قَوِيٌّ فِي دِيِنْهِ، جَيِّدُ التَّفَقُهِ، مُسْتَحْضِرٌ لِمَذْهَبِهِ، مَلِيْحُ البَحْثِ، صَحِيْحُ الذِّهْنِ، قَوِيُّ الفَهْمِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

وَذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" فَقَالَ

(1)

: كَانَ بَصِيْرًا بِكَثِيْرٍ مِنْ عِلَلِ الحَدِيْثِ وَرِجَالِهِ، فَصِيْحَ العِبَارَةِ، عَالِمًا بالعَرَبِيَّةِ، نَقَّالًا للفِقْهِ، كَثِيْرَ المُطَالَعَةِ لِفُنُوْنِ العِلْمِ، حَلْوَ المُذَاكَرَةِ، مَعَ الدِّيْنِ وَالتَّقْوَى، وَإِيْثَارِ الانْقِطَاعِ، وَتَرْكِ التَّكَلُّفِ، وَالقَنَاعَةِ بِاليَسِيْرِ، وَالنُّصْحِ لِلْمُسْلِمِيْنَ، رضي الله عنه.

وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ"، فَقَالَ

(2)

: كَانَ إِمَامًا، بَارِعًا، فَقِيْهًا،

= وَكَمَالُ الدِّيْنِ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ ضِرْغَامٍ

(ت: 720 هـ) وَوَالِدُ مُحَمَّدٍ: يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ فَكَيْفَ يَكُونَانِ أَخَوَيْنِ؟! إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ، وَابْنَ عمِّهِ مِنْ بُعْدٍ، وَمِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ (عَبْدُ العَزِيْزِ) خَطَأً أَوْ سَهْوًا، صَوابُهُ (عَبْدُ المُحْسِنِ) فَيَصِحُّ ذلِكَ، وَنُسْخَةُ تَارِيْخِ ابْن الجَزَرِيِّ الخَطِيَّةِ سَقِيْمَةٌ جِدًّا وَلُغَتُهَا فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ رَدِيْئَةٌ، كَثِيْرَةُ اللَّحْنِ، تَمِيْلُ إِلَى العَامِّيَّةِ، وَمُحَقِّقُ الكِتَابِ - مَعَ فَضْلِهِ وَعِلْمِهِ - لَمْ يُوَفِّق فِي تَصْحِيْحِ بَعْضِ نُصُوْصِهِ، وَقَدْ وَقَفْتُ علَى مِثْلِ هَذَا التَّغْيِيْرِ، فَفِي الجُزْءِ الثَّانِي (216) (عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الغَنِي بْنِ أَحمَدَ بْنِ أَبِي القَاسمِ) وَصَوَابُهَا:(بن مُحَمَّدٍ) بَدَل (أَحْمَدَ) وَفِيْهِ أَيْضًا (2/ 236) مُحَمَّدُ بْن

مُحَمَّدُ بْن سَلْمَان. . ." صَوَابُهَا: "بن مَحْمُوْدِ بْنِ سَلْمَانَ. . .". وَغَيْرُ ذلِك كَثِيْرٌ، لَمْ يُنَبِّهُ عَلَيْهِ المُحَقِّقُ.

(1)

بِحُرُوفِهِ تَمَامًا فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ".

(2)

لَمْ يَرِدْ بِهَذِهِ العِبَارةِ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوخِ" المَطْبُوع؟! وَعِبَارَتُهُ هُنَاكَ: "كَانَ عَارِفًا بِجُمَلٍ نَافِعَةٍ مِنَ الحَدِيْثِ وَرِجَالِهِ، وَبِالسِّيْرَةِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، مُحْكِمًا لِلْفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ، حَسَنَ =

ص: 482

عَارِفًا بالمَذْهَبِ وَأُصُوْلِهِ، وَأُصُوْلِ الدِّيَانَاتِ، عَارِفًا بِدَقَائِقِ العَرَبِيَّةِ، وَبِالفَرَائِضِ، وَالحِسَابِ، وَالهَيْئةِ، كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، لَهُ مُشَارَكَةٌ جَيِّدَةٌ فِي الحَدِيْثِ، وَمَشَاهِيْرِ الأَئِمَّةِ وَالحَوَادِثِ، وَيَعْرِفُ قِطْعَةً كَثِيْرَةً مِنَ السِّيْرَةِ. وَكَانَ مُتْقِنًا للمُنَاظَرَةِ وَقَوَاعِدِهَا، وَالخِلَافِ، وَكَانَ حُلْوَ المُحَاضَرَةِ، مُتَوَاضِعًا، كَثِيْرَ العِبَادَةِ والخَيْرِ، ذَا حَظٍّ مِنْ صِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ، وَتَوَجُّهٍ، وَعِرْفَانٍ، وَانْقِطَاعٍ بِالكُلِّيَّةِ عَنِ النَّاسِ، قَانِعًا بِيَسِيْرِ اللِّبَاسِ. اهـ.

تُوُفِّيَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "دِمَشْقَ"، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ الظُّهْرَ بِالجَامِعِ، وَحُمِلَ إِلَى بَابِ القَلْعَةِ فَصُلِّيَ عَلَيْهِ هُنَاكَ مَرَّةً أُخْرَى، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ

(1)

الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ، وَزَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَهُمَا مَحْبُوْسَانِ بِالقَلْعَةِ، وَخَلْقٌ مَعَهُمَا مِنْ دَاخِلِ القَلْعَةِ، وَكَانَ التَّكْبِيْرُ يَبْلُغُهُمْ، وَكَثُرَ البُكَاءُ تِلْكَ السَّاعَةِ، فَكَانَ وَقْتًا مَشْهُوْدًا، ثُمَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ مَرَّةً ثَالِثَةً، وَرَابِعَةً، وَحُمِلَ عَلَى الرُّؤُوْسِ وَالأصَابِعِ إِلَى "مَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ"، فَدُفِنَ بِهَا، وَحَضَرَ جَنَازَتَهُ جَمْعٌ كَثِيْرٌ، وَعَالَمٌ عَظِيْمٌ، وَكَثُرَ الثَّنَاءُ والتَّأَسُّفُ عَلَيْهِ، رحمه الله.

= المُشَارَكَةِ فِي العُلُوْمِ، مُنْقَبِضًا عَنِ النَّاسِ، مُقْتَصِدًا فِي مَأْكَلِهِ وَمَلْبَسِهِ، كَثِيْرَ المَحَاسِنِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، يَنْقِمُ عَلَى أَخِيْهِ أَشْيَاءً وَيَكْرَهُهَا مِنْهُ، فَاللهُ يُصْلِحُهُمَا وَيُؤَيِّدُهُمَا" فَلَعَلَّ المُؤَلِّفُ نَقَلَ عَنِ "المُعْجَمِ" فِي إِخْرَاجِهِ التَّامِّ الَّذِي تُمَثِّلُهُ نُسْخَةُ أَحْمَدَ الثَّالِث، وَهِيَ أَتَمُّ وَأَوْفَى مِنَ المَطْبُوعِ؟! وَهِيَ المُعْتَمَدَةُ عِنْدَ المُؤَلِّفِ وَغَيْرِهِ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ، لا هَذِهِ الَّتِي طُبِعَ عَنْهَا الكِتَابُ.

(1)

كَذَا؟! وَالصَّوَابُ: "أَخواه".

ص: 483

‌529 - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المُحْسِنِ

(1)

بنِ أَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الغَفَّارِ بنِ الخَرَّاطِ،

(1)

516 - عَفِيْفُ الدِّيْنِ الدَّوَالِيْبِيُّ (634 - 728 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلةِ لاِبْن نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 97) وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (2/ 462)، والمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 22)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 475). وَيُرَاجَعُ: مَجْمَعُ الآدَابِ (1/ 474)، وَتَارِيْخُ ابنِ الجَزَرِيِّ (2/ 294)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (2/ 225)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقاتِ المُحَدِّثِيْنَ (237)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (156)، وتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (1497)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 180)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأعْلامِ (307)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (4/ 28)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (4/ 547)، وَالبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 147)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 177)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 184)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (وَرَقَة: 130) وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 165)، وَمُنْتَخَبُ المُخْتَارِ (189)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (4/ 146)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 247)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 88)(8/ 153). وَتَارِيْخُ عُلَمَاءِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ (1/ 354).

1222 -

وَيُسْتَدرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ رحمه الله ابْنُهُ عَبْدُ المُحْسِنِ بنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ المُحْسِن مُحْيِي الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، الوَاعِظُ، المُعَدِّلِ. ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدابِ (5/ 74)، وَقَالَ: "مِنَ العُدُوْلِ الفُضَلَاءِ، وَالفُقَهَاءِ العُلَمَاءِ، والوُعَاظِ الأُمَنَاءِ

سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ شُيُوْخِنَا، وَكَانَ يعْقِدُ مَجْلِسَ الوعْظِ وَالتَّذْكِيرِ، وَيَتَكَلَّم فِي حَقَائِقِ التَّفْسِيْر، وَهُوَ الآنَ يُسْمِعُ الحَدِيْثَ فِي مَسْجِدِ يَانِس". . ." وَلَمْ أَقِفْ عَلَى سَنَةِ وَفَاتِهِ.

- وَابْنُهُ: - حَفِيْدُ المُتَرْجَمِ - عَبْدِ الدَّائِمِ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ذَكَرَهُ العَاقُولِيُّ فِي مُعْجَمِهِ المُسَمَّى "عُنْوَانُ الدِّرَايةِ. . ." (وَرَقَة: 184)، الشَّيْخُ السَّابِعُ وَالأرْبَعُونَ" قَالَ: "أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ، العَدْلُ الوَاعِظُ عَبْدُ الدَّائِمِ

إِجَازَةً عنْ جدِّهِ الشَّيْخِ المُسْنِدِ عَفِيْفِ الدِّيْنِ

ثُمَّ قَالَ: "هُوَ الشَّيْخُ، العَدْلُ، نَجْمُ الدِّيْنِ، عَبْدُ الدَّائِمِ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ الخَرَّاطُ، الدَّوَالِيْبِيُّ الوَاعِظُ. . ." وَلَمْ يَذْكُرْ وَفاتَهُ وذَكَرَهُ الفَاسِيُّ فِي ذَيْلِ التَّقْيِيْدِ (2/ 120)، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 428)، وَلَمْ يَذْكُرَا وَفَاتَهُ =

ص: 484

البَغْدَادِيُّ، القَطِيْعِيُّ، الأَزَجِيُّ، المُحَدِّثُ، الوَاعِظُ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَيُعْرَفُ بِـ "ابنِ الدَّوَالِيْبِيِّ".

قَرَأْتُ بِخَطِّهِ: مَوْلدِي فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَكَانَ قَدِ اخْتَلَفَ قَوْلُهُ فِي ذلِكَ. فَنَقَلَ البِرْزَالِيُّ عَنْهُ: أَنَّ مَوْلِدَهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ فِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِيْنَ فِي ثَالِثَ عَشَرِهِ - أَوَ رَابِعَ عَشَرِهِ - عَلَى الشَّكِّ مِنْهُ. وَذَكَرَ غَيْرُهُ عَنْهُ: أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ قَيَبَا

(1)

، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَيِّرِ، وَالأَعَزِّ بنِ العُلَّيْقِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُقْبِلِ بنِ المَنِّيِّ، وَيَحْيَى بنِ قُمَيْرَةَ، وَأَخِيْهِ أَحْمَدَ، وَعَلِيِّ بنِ مَعَالِي الرُّصَافِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ النَّعَّالِ. وَسَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ البَاذَبِيْنِيِّ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" وَمِنَ الشَّيْخِ مَجْدِ الدِّيْنِ بنِ تَيْمِيَّةِ

= أَيْضًا وَيَظْهَرُ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَدْرَكٍ علَى المُؤَلِّفِ؛ لأَنَّ الغَالِبَ علَى الظَّنِّ أَنَّ وَفَاتَهُ بَعْدَ سَنَةِ (751 هـ) أَمَّا أَبُوْهُ فَمُسْتَدْرَكٌ؛ لأَنَّ الغَالِبَ علَى الظَّنِّ أَنَّ وَفَاتَهُ قَبْلُ. هَذَا اسْتِظْهَارٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَأُسْرَتُهُمْ أُسْرَةُ عِلْمٍ وَرِوَايَةٍ.

- وَاشْتُهِرَ مِنْهُمْ حَفِيْدُ أَخِيْهِ: عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ المُحْسِنِ (ت: 862 هـ) مُحَدِّثٌ لَهُ مَجْمُوعٌ فِي الحَدِيْثِ بِخَطِّهِ فِي الظَّاهِرِيَّةِ رَقم: (1076) وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ أَحْفَادِهِ هُوَ عَلَى رَأْيِ مَنْ رَفَعَ نَسَبَهُ هكَذَا: عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْن عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ رَأْيٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

(1)

فِي "مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ": "سَمِعَ مِنْ أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أَبي البَرَكَاتِ بْنِ قَيَبَا" قَالَ ابْن نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي التَّوْضِيحِ (7/ 259) بِفَتْحِ القَافِ وَالمُثَنَاةِ تَحْتَ، وَالمُوَحَّدَةِ، ثُمَّ أَلِفٌ مَقْصُورَةٌ، وَقَيَّدَهُ بَعْضُ الحُفَّاظِ مِنْ مَشَايخِي (قِيْبَا) بِكَسْرِ القَافِ مَعَ سُكُونِ ثَانِيْهِ. أَبُو البَرَكَاتِ المُبَارَكُ بْنُ أَبِي القَاسِمِ. . ." وَلَعَلَّهُ وَالِدُ المَذْكُورِ هُنَا، وَأَوْرَدَ فِي "مُنْتَخَبِ المُخْتَارِ" مَرْوِيَاتَهُ مِنَ الكُتُبِ، عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ، فِي ذِكْرِهَا إِطَالَةٌ، تَجِدْهَا هُنَاكَ.

ص: 485

"أَحْكَامَهُ" وَنِصْفَ "المُحَرَّرِ"، وَمِنَ الصَّاحِبِ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ الجَوْزِيِّ، وَعَجِيْبَةَ بِنْتِ البَاقِدَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَأَجَازَ لَهُ جَمَاعَةٌ كَثِيْرُوْنَ، وَسَمِعَ "المُسْنَدَ" مِنْ جَمَاعَةٍ، وَوَعَظَ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَشَارَكَ فِي العُلُوْمِ، وَعُمِّرَ، وَصَارَ مُسْنِدَ أَهْلِ العِرَاقِ فِي وَقْتِهِ. وَحَدَّثَ بالكَثِيْرِ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ كَثِيْرًا مِنَ الكُتُبِ العَوَالِي عَلَى شُيُوْخِهِ القُدَمَاءِ، وَلَكِنْ لَمْ يَظْفَرْ أَهْلُ "بَغْدَادَ" بِذلِكَ. وَإِنَّمَا اشْتُهِرَ عِنْدَهُمْ سَمَاعُهُ لِـ "المُسْنَدِ" وَ"صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" وَقَدْ شَارَكَهُ فِي سَمَاعِهِمَا بِمِثْلِ إِسْنَادِهِ كَثِيْرٌ، حَتَّى أَدْرَكْنَا مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ، وَسَمِعْنَا الكِتَابَيْنِ عَلَى مِثْلِهِ. سَمِعَ مِنْهُ الفَرَضِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ"، مَعَ تَقَدُّمِ وَفَاتِهِ

(1)

، فَقَالَ: كَانَ شَيْخًا، عَالِمًا، فَقِيْهًا، فَاضِلًا، وَاعِظًا، زَاهِدًا، عَابِدًا، ثِقَةً، دَيِّنًا. وَقَدِمَ "دِمَشْقَ" حَاجًّا، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: البِرْزَالِيُّ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" فَقَالَ: شَيْخٌ، فَاضِلٌ فِي الوَعْظِ، تَكَلَّمَ عَلَى النَّاسِ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَحَفِظَ "الخِرَقِيَّ" فِي الفِقْهِ، وَ"اللُّمَعِ" لَابنِ جِنِّي

(2)

، وَحَجَّ مَرَّاتٍ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ، كَثِيْرُ القَنَاعَةِ وَالتَّعَفُّفِ، مِمَّنْ يَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَحُرْمَتُهُ وَافِرَةٌ، وَمَكَانَتُهُ مَعْرُوْفَةٌ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَنَزَلَ ظَاهِرَ البَلَدِ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، وَسَمِعْنَا مِنْهُ، وَجَلَسَ لِلْوَعْظِ بِـ "جَامِعِ دِمَشْقَ" فِي أَوَاخِرِ رَمَضَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَحَضَرْنَا مَجْلِسَهُ، وَسَمِعْنَا تَذْكِيْرَهُ، وَتَفَرَّدَ فِي زَمَانِهِ، وَوَلِيَ مَشْيَخَةَ "المُسْتَنْصِرِيَّةِ"، وَهُوَ قَادِرِيٌّ.

(1)

تُوُفِّيَ ابْنُ الفَرَضِيِّ سَنَةَ (700 هـ).

(2)

فِي النَّحْوِ، وَهُوَ مَشْهُوْرٌ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.

ص: 486

كَانَ أَبُوْهُ

(1)

مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ أَبِي صَالِحٍ نَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

وَذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"

(2)

وَقَالَ: كَانَ عَالِمًا، وَاعِظًا، حَسَنَ المُحَاضَرَةِ، صَحِبْنَاهُ فِي طِرِيْقِ الحَجِّ. حَدَّثَ بِـ "بَغْدَادَ"، وَ"دِمَشْقَ"، وَ"المَدِيْنَةِ"، وَ"العُلَا".

وَذَكَرَهُ شَيْخُنَا بِالإِجَازَةِ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ فِي "مُعْجَمِهِ" فَقَالَ: شَيْخٌ، جَلِيْلٌ، كَثِيْرُ المَسْمُوْعَاتِ، سَكَنَ بِرِبَاطِ

(3)

ابنِ الغَزَّالِ بِـ "القَطِيْعَةِ"، مِنْ "بَابِ الأَزَجِّ"، وَلَازَمَ الوَعْظَ بِهِ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَوَعَظَ بِـ "جَامِعِ الخَلِيْفَةِ"، وَرُتِّبَ مُسْمِعًا بِـ "دَارِ الحَدِيْثِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ" بَعْدَ وَفَاةِ ابنِ حُصَيْنِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ.

قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ، كَأَبِي حَفْصٍ القَزْوِيْنِيِّ، وَمَحْمُوْدِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَابْنِ الفَصِيْحِ الكُوْفِيِّ، وَوَالِدِي

(4)

، وَعُمَرَ البَزَّارِ. وَكَانَ يَنْظِمُ الشِّعْرَ.

تُوُفِّيَ يَوْمَ الخَمِيْسِ رَابع عِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَشَيَّعَهُ خَلْقٌ كَثيْرٌ، وَدُفِنَ بِـ "مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ" مِنْ "بَابِ حَرْبٍ" رحمه الله. قَالَ لِي: وَعَظْتُ زَمَنَ المُسْتَعْصِمِ. وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ - كَانَ وَكَانَ -

(5)

(1)

لَمْ أَقِفُ علَى تَرْجَمَتِهِ. وَنَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (ت: 633 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

لَمْ يَرِدْ بِنَصِّهِ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ" المَطْبُوع؟!

(3)

فِي (ط): "براط" خَطَأ طِبَاعَة.

(4)

لَمْ يَرِدْ فِي المُنْتَقَى مِنْ مُعْجَمِ شِهَابِ الدِّيْنِ ابْنِ رَجَبٍ؟!.

(5)

"في أَعْيَانِ العَصْرِ": "كَانَ يُنَظم المَوَاليا وَالكَان وَكان" أَقُوْلُ: وَهُمَا مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ المُحْدِثَةِ فِي العَصْرِ العَبَّاسِي، ازْدَهَرَتْ فِي عُصُوْرِ الانْحِطَاطِ فِي الشِّعْرِ، ثُمَّ اخْتَفَتْ =

ص: 487

عِنْدَ سَمَاعِي مِنْهُ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ":

تَرَى رَبِيْعَ التَّوَاصُلِ يَقْدُمُ وَتَفْنَى شَقْوَتِي

وَيُقْبِلُ الصَّيْفُ وَجَيشو عَلَى الشَّتَاءِ مَنْصُوْرُ

وَابصر مجيمر هجرى على المزابل مكسرة

وَبَيْتُ كَانُوْنَ حُزْنِي أَرْجع ازَّى مَهْجُوْرُ

وَأَخْلَهُ بِنَفسج صَبْرِي عَلَى عَوَاذل سَلْوَتِي

وَيَاسمِين انْتِظَارِي ورى العدى مَنْثُوْر

‌530 - أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ

(1)

بنِ عَبْدِ الوَلِيِّ بنِ جُبَارَةَ المَقْدِسِيُّ المُقْرِئُ،

= فِي بِدَايَةِ عَصْرِ النَّهْضَةِ الحَدِيْثَةِ، وَأَنْشَدَ لَهُ الصَّفَدِيُّ:

كَمْ قَدْ صَفَتْ لِقُلُوْبِ القَوْمِ أَوْقَاتُ

وَكَمْ تَقَضَّتْ لَهُمْ بِاللَّيْلِ لَذَّاتُ

فَاللَّيْلُ دَسْكَرَةُ العُشَّاقِ يَجْمَعُهُمْ

ذِكْرُ الحَبِيْبِ وَصَرْفُ الدَّمْعِ كَاسَاتُ

مَاتُوا فَأَحْيَاهُمُ إِحْيَاءُ لَيْلِهِمُ

وَمِنْ سِوَاهُمْ أُنَاسٌ بِالكِرَى مَاتُوا

لَمَّا تَجَلَّى لَهُمْ وَالسُّحْبُ قَدْ دَمَعَتْ

تَهَتَّكُوا وَصَبَتْ مِنْهُمْ صَبَابَاتُ

وَغَيَّبَتْهُمْ عَنِ الأَكْوَانِ فِي حُجُبٍ

وَأَظْهَرَتْ سِرَّ مَعَنَاهُمْ إِشَارَاتُ

شَافِي القُلُوْبِ هُوَ المَحْبُوْبُ يُسْهَرُهُ

صَبٌّ لَهُ بِقِيَامِ اللَّيْلِ عَادَاتُ

إِذَا صَفَا الوَقْتُ خَافُوا مِنْ تَكَدُّرِهِ

وَلِلْوِصَالِ مِنَ الهِجْرَانِ آفَاتُ

(1)

530 - ابْنُ جُبَارَةَ المَقْدِسِيُّ (647 - 728 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 98)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 177)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 23). وَمخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 475). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 14)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 96)، وَمَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبَارِ (2/ 746)، وَأعْيَانُ العَصْرِ (1/ 342)، وَالوَافِي بِالوَفَيَات (8/ 25)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 142)، وَمُعْجَمُ السُّبْكِيِّ (1/ وَرَقَة: 46)، وَتَارِيْخُ ابنُ الوَرْدِي (2/ 284)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 122)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 389)، والدُرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 276)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (1/ وَرَقَة 130)، وَبُغْيَةُ الوُعاةِ (1/ 363)، وَالأُنْسُ الجَلِيْلُ (2/ 258)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ لِلْدَّاوُدِي (1/ 81)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (1/ 151)، =

ص: 488

الفَقِيْهُ الأُصُوْلِيُّ، النَّحْوِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ بنُ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ. وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ وَالِدِهِ.

وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ - أَوْ ثَمَانٍ - وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، أَظُنُّهُ بِـ "قَاسِيُوْنَ". وَسَمِعَ مِنْ خَطِيْبِ مَرْدَا حُضُوْرًا، وَمِنِ ابنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَجَمَاعَةٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى "مِصْرَ" بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ - كَذَا فِي "الطَّبَقَاتِ" - وَفِي "التَّارِيْخِ": سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ، فَقَرَأَ بِهَا القِرَاءَاتِ عَلَى الشَّيْخِ حَسَنِ الرَّاشِدِيِّ، وَصَحِبَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَقَرَأَ الأُصُوْلَ عَلَى شِهَابِ الدِّيْنِ القَرَافِيِّ المَالِكِيِّ، وَالعَرَبِيَّةَ عَلَى بَهَاءِ الدِّيْنِ بنِ النَّحَّاسِ، وَبَرَعَ فِي ذلِكَ، وَتَفَقَّهَ فِي المَذْهَبِ، لَعَلَّهُ عَلَى ابنِ حَمْدَانَ. وَقَدِمَ "دِمَشْقَ" بَعْدَ التِّسْعِيْنَ، فَأَقْرَأَ بِهَا القِرَاءَاتِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى "حَلَبَ" فَأَقْرَأَ بِهَا أَيْضًا، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ "بَيْتَ المَقْدِسِ"، وَتَصَدَّرَ لإقْرَاءِ القُرْآنِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَصَنَّفَ شَرْحًا كَبِيْرًا للشَّاطِبِيَّةِ

(1)

، وَشَرْحًا آخَرَ للرَّائِيَّةِ

(2)

فِي الرَّسمِ، وَ"شَرْحًا لألْفِيَّةِ ابنِ مُعْطِي

(3)

" ولَا أَدْرِي

= والشَّذَرَاتُ (6/ 87)(8/ 151)، وَوَالِدَهُ: مُحَمَّدًا (ت: 683 هـ). وَعَمُّهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 699 هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا، وَجَدُّهُ عَبْدُ الوَلِيِّ (ت:؟) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ.

(1)

شَرْحُهُ علَى "الشَّاطِبِيَّةِ" مَشْهُوْرٌ جِدًّا مَطْبُوْعٌ.

(2)

الرَّائِيَّة للشَّاطِبِيِّ أَيْضًا، اسْمُهَا:"عَقِيْلَةُ أَتْرَاب القَصَائِدِ" وَهِيَ مَشْهُوْرَةٌ أَيْضًا، كَمَا أَنَّ شَرْحَ المُتَرْجَمِ مَشْهُوْرٌ، وَمِنْ أَهَمِّ نُسَخِهِ النُّسْخَةُ المَحْفوظَةُ فِي المَكْتَبَةِ الظَّاهِريَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" رَقم (306) وَهِيَ نُسْخَةٌ مَكْتُوْبَةٌ فِي حَيَاةِ المُؤَلِّفِ مُقَابَلَةٌ بِنُسْخَتِهِ فِي حَيَاتِهِ أَيْضًا.

(3)

"أَلْفِيَّة ابْنُ مُعْطِي" مَطْبُوْعَةٌ، وَشَرَحَهَا عَدَدٌ غَيْرُ قَلِيْلٍ، مِنْ أَهَمِّ شُرُوْحِهَا وَأَجْوَدِهَا شَرْحُ =

ص: 489

أَكْمَلَهُ أَمْ لَا؟ وَصَنَّفَ تَفْسِيْرًا

(1)

وَأَشْيَاء فِي القِرَاءَاتِ

(2)

.

قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ": هُوَ صَالِحٌ، مُتَعَفِّفٌ، خَشَنُ العَيْشِ، جَمُّ الفَضَائِلِ، مَاهِرٌ بِالفَنِّ

(3)

، قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ بَعْدَ رَفِيْقِهِ مَجْدَ الدِّيْنِ - يَعْنِي التُّوْنِسِيَّ - مِثْلَهُ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمَ شُيُوْخِهِ"

(4)

فَقَالَ: كَانَ إِمَامًا، مُقْرِئًا، بَارِعًا، فَقِيْهًا، مُتْقِنًا، نَحْوِيًّا، نَشَأَ إِلَى اليَوْمِ فِي صَلَاحٍ، وَزُهْدٍ، وَدِيْنٍ. سَمِعْتُ مِنْهُ "مَجْلِسَ البِطَاقَةِ"

(5)

، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ مَشْيَخَةُ "بَيْتِ المَقْدِسِ".

= أحْمَدُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ مَالِكٍ الرُّعَيْنِيِّ الأَنْدَلُسِيِّ (ت: 779 هـ) أَوَّلُ أَلْفِيَّةِ ابْنِ مُعْطِي:

يَقُولُ رَاجِي رَبِّهِ الغَفُورِ

يَحْيَى بْنِ مُعْطِي بْنِ عَبْدِ النُّوْرِ

وَلَا أَعْلَمُ لِشَرْحِ ابْنُ جُبَارَةَ هَذَا وُجُودًا الآنَ، وَتَقَدَّمَ قَبْلَ صَفَحَاتٍ ذِكْرُ شَرْحُهَا ابْنِ جُمُعَةَ المَوْصِلِيِّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابنِ القَوَّاسِ".

(1)

تَفْسِيْرُهُ لَعَلَّهُ المَعْرُوفُ بِـ "فَتْحِ القَدِيْرِ. . ." المَوْجُودُ فِي المَكْتَبةِ الظَّاهِرِيَّةِ، أعْرِفُ جُزْءَهُ الأَوَّل، وَلَا أَدْرِي هَلْ يُوْجَدُ لَهُ بَقِيَّةٌ هُنَاكَ؟! وَلَا أَدْرِي أَيْضًا هَلْ هُوَ نَفْسُهُ "مُخْتَصَرُ الكَشَّافِ" لَهُ؟!.

(2)

مِنْهَا شَرْحٌ عَلَى "النُّونِيَّة" لِلإِمَامِ عَلَمِ الدِّيْنِ علِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ السَّخَاوِيِّ (ت: 643 هـ) مِنْهُ نُسْخَةٌ مُصَوَّرَةٌ فِي مَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِيِّ بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى رَقم: (783).

(3)

بَعْدَهَا فِي "مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ": "عَلَى لِسَانِهِ تَمْتَمَةٌ" وَلَمْ يَرِدْ فِيْهِ قَوْلُهُ: "قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ بَعْدَ رَفِيْقِهِ. . .".

(4)

في (ط): "شُيُوْخَتِهِ" خَطَأُ طِبَاعَة. ولَمْ يَرِدِ النَّصُّ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ المَطْبُوْعِ" بِلَفْظِهِ؟!

وَفِيْهِ: "رَوَى لَنَا "مَجْلِسَ البِطَاقَةِ" وَكَانَ فَقِيْهًا، مُنَاظِرًا، يَدْرِي الأُصُوْلَ وَالقِرَاءَاتِ

وَكَانَ فِيْهِ زُهْدٌ وَتَعَفُّفٌ، وَفَرَاغٌ عَنِ الرِّئَاسَةِ وَاللِّبَاسِ، رَوَيْتُ عَنْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ".

(5)

وَيُسَمَّى "جُزْءَ البِطَاقَةِ" لِحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيِّ (ت: 357 هـ) طُبِعَ فِي الرِّيَاضِ سَنَة 1412 هـ.

ص: 490

وَذَكَرَهُ البِرْزالِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ"

(1)

، وَذَكَرَ: أَنَّهُ حَجَّ، وَجَاوَرَ بِـ "مَكَّةَ"، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، مُبَارَكًا، عَفِيْفًا، مُنْقَطِعًا، يُعَدُّ فِي العُلَمَاءِ الصَّالِحِيْنَ الأَخْيَارَ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِـ "دِمَشْقَ" وَ"القُدْسِ" عِدَّةَ أَجْزَاءٍ.

وَتُوُفِّيَ بِـ "القُدْسِ" سَحَرَ يَوْمِ الأَحَدِ رَابِعَ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، وَدُفِنَ فِي اليَوْمِ المَذْكُوْرِ بِمَقْبَرَةِ "مَامَلا"، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعَ "دِمَشْقَ" صَلَاةَ الغَائِبِ فِي سَادِسَ عَشَرَ الشَّهْرِ

(2)

، وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ: أَنَّهُ مَاتَ فَجْأَةً، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌531 - أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ

(3)

بنِ عَبْدِ السَّلَامِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ الخَضِرِ

(1)

يَظْهَرُ أَنَّهُ فِي الجُزْءِ الثَّالِثِ مِنَ "المُقْتَفَى" وَلَا يَزَالُ فِي عِدَادِ المَفْقُوْدَاتِ.

(2)

خَبَرُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَاةَ الغَائِب فِي "تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِيِّ"(2/ 299).

(3)

531 - شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ (661 - 728 هـ):

الإِمَامُ المُجَاهِدُ، وَالحَبْرُ المُجْتَهِدُ، ذُو الفَضَائِلِ وَالمَنَاقِبِ، مُحْيِي السُّنَّةِ، وَقَامِعُ البِدْعَةِ، لَا تُحْصَى مَنَاقِبُهُ، وَلَا تُحْصَرُ فَضَائِلُهُ، قَلَّ أَنْ يَجُوْدَ الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ، اجْتَمَعَ فِيهِ جَوَانِبُ النُّبُوغِ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنْ عُلُوْمِ الإِسْلَامِ، حَتَّى أَصْبَحَ - بِحَقٍّ مُجَدِّدَ العَصْرِ، فَرَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً، وَجَمَعَنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيْمِ.

أَخْبَارُهُ كَثِيْرَةٌ، قَلَّ أَنْ تَجِدَ كِتَابًا فِي التَّرَاجِمِ وَالرِّجَالِ بَعْدَهُ إِلَّا وَلَهُ فِيْهِ ذِكْرٌ، قَلَّ أَوْ كَثُرَ؛ لِذلِكَ كُنْتُ عَلَى عَزْمٍ فِي بَادِيءِ الأَمْرِ أَنْ لَا أُخَرِّجَ تَرْجَمَتَهُ لِكَثْرَةِ مَصَادِرِهَا، وَسُهُولَةِ وُقُوْفِ طَالِبِ العِلْمِ عَلَيْهَا، لَكِنِّي عَدَلْتُ عَنْ ذلِكَ؛ لأذْكُرَ أَهَمَّ مَصَادِرِ تَرْجَمَتِهِ أُسْوَةً بِغَيْرِهِ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. فَأَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 98)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 132)، والمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 24)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 476). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 307)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 56)، وَالمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (25)، =

ص: 491

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَذَيْلُ تَارِيْخ الإِسْلَامِ (324)، مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (158)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (4/ 1496)، وَالمُعِيْنُ فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ (237)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 237)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (308)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (7/ 15)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 233)، وَبَرْنَامِجُ الوَادِي آشِي (105)، وَفَوَاتُ الوَفَيَاتِ (1/ 74)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 142)، وَدُرَّةُ الأَسْلَاكِ (2/ وَرَقَة: 255)، وَتَذْكِرَةُ النَّبِيْهِ (2/ 185)، وَمِرْآةُ الجِنَانِ (4/ 277)، وتَارِيْخُ ابْن الوَرْدِيِّ (2/ 284)، وَالرَّدُّ الوَافِرِ (121)، وذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (1/ 325)، وَالمُقَفَّى الكَبِيْرُ (1/ 454)، وَالسُّلُوْكُ (2/ 1/ 304)، والدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 144)، وَالنُّجُوْمُ الزَّاهِرَةُ (9/ 271)، وَالمَنْهَلُ الصَّافِي (1/ 336)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ لِلْسُيُوْطِيِّ (53)، وَطَبَقَاتُ الحُفَّاظِ لَهُ (516)، وَطَبَقَاتُ المُفَسِّرِيْنَ لِلْدَّاوُدِي (1/ 45)، وَالدَّارِسُ (1/ 75، 2/ 73)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 80)(8/ 142)، وَدُرَّةُ الحِجَالِ (1/ 30)، وَالبَدْرُ الطَّالِعُ (1/ 63)، وَالرِّسَالَةُ المُسْتَطْرَفَةُ (144) أُلِّفَتْ فِي سِيْرَتِهِ الكُتُبُ، قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا، وَكُتِبَتْ عَنْهُ الرَّسَائِلُ الجَامِعِيَّةُ المُتَعَدِّدَةُ المُتَخَصِّصَةِ، الَّتِي تَنَاوَلَتْ دِرَاسَةَ فِكْرِهِ، وَآثَارِهِ، وَاجْتَهَادَاته، وَجُهُوْدِهِ فِي التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ، وَالفَتَاوَى، وَالعَقِيْدَةِ، وَالسِّياسَةِ الشَّرْعِيَّةِ، وَالمَنَاهِجِ التَّرْبَوِيَّةِ

وَغَيْرِهَا مِمَّا لَوْ ذَكَرْنَا بَعْضَهُ ذِكْرًا مُوْجَزًا لَطَالَ بِنَا الحَدِيْثُ، وَخَرَجْنَا عَنِ القَصْدِ، وَلَا أَظُنُّ أَنَّ عَالِمًا حَظِيَ بِمَا حَظِيَ بِهِ الشَّيْخُ مِنَ الدِّرَاسَاتِ وَالاِهْتِمَامِ الظَّاهِرِ مِنَ العُلمَاءِ وَالبَاحِثِيْنَ المُوَافِقِيْنَ وَالمُخَالِفِيْنَ، وَلَوْ قِيْلَ: إِنَّ المُخَالِفِيْنَ قَدْ أَفَادُوا مِنْ آرَائِهِ وَفِكْرِهِ وَاجْتِهَادَاتِه الصَّائِبَةِ، واسْتِنبَاطِهِ، وَاسْتِدْلَالِهِ الصَّرِيْحَةِ البَيِّنَةِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَسُرْعَةِ اسْتِحْضَارِهِ لِلأَدِلَّةِ، وَرَدِّهِ المُفْحِمِ عَلَى الخُصُوْمِ أَكْثَرَ مِمَّا أَفَادُوا مِنْ مَشَايِخِهِمْ مُجْتَمِعِيْنَ لَمَا كَانَ ذلِكَ مُسْتَبْعَدًا. هَذَا فَضَلًا عَنْ مَا كُتِبَ عَنْهُ مِنَ المَقَالَاتِ فِي المَجَلَّاتِ المُتَخَصِّصَةِ العَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهَا، وَعُقِدَ مَهْرَجَانٌ كَبِيْرٌ حَضَرَهُ عَدَدٌ كَبِيْرٌ مِنْ قَادةِ الفِكْرِ الإِسْلَامِيِّ، وَذلِكَ فِي "دِمَشْقَ" سُمِّيَ "أُسْبُوع الفِقْهِ الإِسْلَامِي وَمَهْرَجَان الإِمَامِ ابنِ تَيْمِيَّةِ" مِنْ (16 - 20

ص: 492

ابنِ مُحَمَّدِ بنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُجْتَهِدُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، الأُصُوْلِيُّ، الزَّاهِدُ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ، شَيْخُ الإِسْلَامِ، وَعَلَمُ الأَعْلَامِ، وَشُهْرَتُهُ تُغْنِي عَنِ الإِطْنَابِ فِي ذِكْرِهِ، وَالإِسْهَابِ فِي أَمْرِهِ.

وُلِدَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ عَاشِرَ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِـ "حَرَّانَ". وَقَدِمَ بِهِ وَالِدُهُ وَبِإِخْوَتِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" عِنْدَ اسْتِيلَاءِ التَّتَرِ عَلَى البِلَادِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَسَمِعَ الشَّيْخُ بِهَا مِنِ ابنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَابْنِ أَبِي اليُسْرِ، وَابْنِ عَبْدٍ، وَالمَجْدِ بنِ عَسَاكِرِ، وَيَحْيَى بنِ الصَّيْرَفِيِّ الفَقِيْهِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الخَيْرِ الحَدَّادِ، وَالقَاسمِ الإرْبِلِيِّ، وَالشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ، وَالمُسَلَّمِ بنِ عِلَّانَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الدُّرْجِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ

(1)

.

= شَوَّال سَنَةَ (1380 هـ) وَطُبِعَتْ أَعْمَالُ هَذَا الأُسْبُوعِ وَالمَهْرَجَان فِي المَجْلِسِ الأَعْلَى لِرِعَايَةِ الفُنُونِ وَالآدَابِ بِـ "القَاهِرَةِ" سَنَةَ (1382 هـ). وَأَخِيْرًا جَمَعَ الأخَوَان الفَاضِلَانِ مُحَمَّدُ عُزَيْر شَمْسُ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد العِمْرَان كِتَابًا شَامِلًا لِسِيْرَةِ الشَّيْخِ جَمَعَا ما جَاءَ فِي مَصَادِرِ تَرجَمَتِهِ المُخْتَلفَةِ، سَمَّيَاهُ "الجَامِعُ لِسِيْرةِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة" خِلَالَ سَبْعَة قُرُوْنٍ وَطُبِعَ فِي "دَارِ عَالَمِ الفَوَائِدِ" بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةِ سَنَةَ (1420 هـ) نَفَعَ اللهُ بِهِ.

وَذَكَرَ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) بَعْضُ مَا أُلِّفَ في سِيْرَتِهِ قَالَ: "وَكَذلِكَ مَرْعِي سَمَّاهَا: "الكَوَاكِبَ الدُّرِيَّةَ فِي مَنَاقِبِ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ"، وَكَذلِكَ العَلَّامَةُ صَفِيُّ الدِّيْنِ أَحمَدَ البُخَارِيُّ، نَزِيْلُ "نَابُلُسَ" سَمَّاهَا "القَوْلَ الجَلِيَّ فِي مَنَاقِبِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ الحَنْبَليِّ" وَقَرَّضَ لَهُ عَلَيْهَا العَلَّامَة مُفْتِي "القُدْسِ" مُحَمَّدٌ التَّافِلَائِيُّ، وَمُحَدِّثُ الشَّامِ مُحَمَّدٌ الكَزْبَرِيِّ الشَّافِعِيُّ. وَالذَّهَبِيُّ لَهُ: "الدُّرُ اليَتْمِيَّة فِي السِّيرَةِ التَّيْمِيَّةِ" ذَكَرَهَا ابْنُ الوَرْدِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ".

(1)

لَا أعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا جَمَعَ أَسْمَاءَ شُيُوْخِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة، وَعَرَّفَ بِهِمْ، وَبَيَّنَ مِقْدَارَ =

ص: 493

وَعُنِيَ بالحَدِيْثِ، وَسَمِعَ "المُسْنَدَ" مَرَّاتٍ، وَالكُتُبَ السِّتَّةَ، وَ"مُعْجَمَ الطَّبَرَانِيِّ" الكَبِيْرِ، وَمَا لَا يُحْصَى مِنَ الكُتُبِ وَالأَجْزَاءِ. وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ جُمْلَةً مِنَ الأَجْزَاءِ، وَأَقْبَلَ عَلَى العُلُوْمِ فِي صِغَرِهِ، فَأَخَذَ الفِقْهَ وَالأُصُوْلَ عَنْ وَالِدِهِ، وَعَنِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ، وَالشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ بنِ المُنَجَّى، وَبَرَعَ فِي ذلِكَ، وَنَاظَرَ، وَقَرَأَ فِي العَرَبِيَّةِ أَيَّامًا عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ

(1)

، ثُمَّ أَخَذَ "كِتَابَ سِيْبَوَيْهِ" فَتَأَمَّلَهُ فَفَهِمَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى تَفْسِيْرِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ، فَبَرَزَ فِيْهِ، وَأَحْكَمَ أُصُوْلَ الفِقْهِ، وَالفَرَائِضَ، وَالحِسَابَ، وَالجَبْرَ والمُقَابَلَةَ، وَغَيْرَ ذلِكَ مِنَ العُلُوْمِ، وَنَظَرَ فِي عِلْمِ الكَلَامِ وَالفَلْسَفَةِ، وَبَرَزَ فِي ذلِكَ عَلَى أَهْلِهِ، وَرَدَّ عَلَى رُؤُسَائِهِمْ وَأَكَابِرِهِمْ، وَمَهَرَ فِي هَذِهِ الفَضَائِلِ، وَتَأَهَّلَ لِلْفَتْوَى وَالتَّدْرِيْسِ، وَلَهُ دُوْنَ العِشْرِيْنَ سَنَةً، وَأَفْتَى مِنْ قَبْلِ العِشْرِيْنَ أَيْضًا، وَأَمَدَّهُ اللهُ بِكَثْرَةِ الكَتْبِ وَسُرْعَةِ الحِفْظِ، وَقُوَّةِ الإدْرَاكِ

(2)

وَالفِهْمِ،

= اسْتِفَادَتِه مِنْهُمْ، وَمَا رَوَى عَنْهُمْ مِنَ الأَحَادِيْثِ، لَا مِنَ القُدَمَاءِ وَلَا مِنَ المُعَاصِرِيْنَ، وَهُوَ مَوْضُوعٌ صَالِحٌ لِلْبَحْثِ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ التَّرْجَمَةِ أَنَّ ابنَ الوَانِيِّ خَرَّجَ لَهُ "أَرْبَعِيْنَ". وَزِدْنَا أَنَّ فَخْرَ الدِّيْنِ البَعْلَبَكِّيَّ خَرَّجَ لَهُ "جُزْءً" فِي عَوَالِي مَرْوِيَّاتِهِ.

(1)

هُوَ الطُّوْفِي (ت: 716 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَالطُّوْفِيُّ مِنْ تَلَامِيذِ شَيْخِ الإِسْلَامِ، جَاءَ فِي "شَرْح مُخْتَصَرِ الرَّوْضَةِ" لَهُ رحمه الله (3/ 214): "وَقَد صَنَّفَ شَيْخُنَا تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله

كِتَابًا بَنَاهُ علَى بُطْلَانِ نِكَاحِ المُحَلِّلِ. . .". أَقُوْلُ: لا مَانِعَ أَنْ يَفِيْدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ الآخَرِ مِنَ العِلْمِ الَّذِي بَرَعَ فِيْهِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ الطُّوْفِيَّ أَكْثَرَ حَاجَةً إِلَى عِلْمِ الإِمَامِ مِنْهُ.

(2)

فِي (ط): "الاراك" وَيَبْدُو أَنَّهَا كَذلِكَ فِي (أ) ثُمَّ صُحِّحَتْ.

ص: 494

وَبُطْءِ النِّسْيَانِ، حَتَّى قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَحْفَظُ شَيْئًا فِيَنْسَاهُ. ثُمَّ تُوُفِّيَ وَالِدُهُ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ، وَكَانَ لَهُ حِيْنَئِذٍ إِحْدَى وَعِشْرِيْن

(1)

سَنَةً، فَقَامَ بِوَظَائِفِهِ بَعْدَهُ، فَدَرَّسَ بِـ "دَارِ الحَدِيْثِ السُّكَّرِيَّةِ"

(2)

فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَحَضَرَ عِنْدَهُ قَاضِي القُضَاةِ بَهَاءُ الدِّيْنِ بنُ الزَّكِيِّ، والشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ، وَزَيْنُ الدِّيْنِ بنُ المُرَحِّلِ، والشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ بنُ المُنَجَّى وَجَمَاعَةٌ، وَذَكَرَ دَرْسًا عَظِيْمًا فِي البَسْمَلَةِ، وَهُوَ مَشْهُوْرٌ بَيْنَ النَّاسِ، وَعَظَّمَهُ الجَمَاعَةُ الحَاضِرُوْنَ، وَأَثْنَوا عَلَيْهِ ثَنَاءً كَثِيْرًا.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَكَانَ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِهِ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بِحَيْثُ إِنَّهُ عَلَّقَ بِخَطِّهِ دَرْسَهُ بِـ "السُّكَّرِيَّةِ". ثُمَّ جَلَسَ عَقِبَ ذلِكَ مَكَانَ وَالِدِهِ بِالجَامِعِ عَلَى مِنْبَرِ أَيَّامِ الجُمَعِ، لِتَفْسِيْرِ القُرْآنِ العَظِيْمِ، وَشرَعَ مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ فَكَانَ يُوْرِدُ مِنْ حِفْظِهِ فِي المَجْلِسِ نَحْوَ كُرَّاسَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ، وَبَقِي يُفَسِّرُ فِي سُوْرَةِ نُوْحٍ، عِدَّةَ سِنِيْنَ أَيَّامَ الجُمَعِ. وَفِي سَنَةَ تِسْعِيْنَ ذَكَرَ عَلَى الكُرْسِيِّ يَوْمَ جُمُعَةٍ شَيْئًا مِنَ الصِّفَاتِ، فَقَامَ بَعْضُ المُخَالِفِيْنَ، وَسَعَوا فِي مَنْعِهِ مِنَ الجُلُوْسِ، فَلَمْ يُمْكِنْهُمْ ذلِكَ.

(1)

كذَا فِي الأُصُولِ وَصَوَابُهَا "وَعِشْرُوْنَ".

(2)

المَدْرَسَة السُّكَّرِيَّةُ تُعْرَفُ بِـ "دَارَ الحَدِيْثِ السُّكَّرِيَّةِ" أَيْضًا. وَاقِفُهَا شَرَفُ الدِّيْنِ بنُ السُّكَّرِيِّ (ت: 671 هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلامِ (69) وَقَالَ: "عَدْلٌ، رَئِيْسٌ، مَشْهُوْرٌ. وَقَفَ دَارَهُ بِـ "القَصَّاعِيْنَ" لأَهْلِ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ، وَهِيَ الَّتِي يَسْكُنُهَا شَيْخُنَا ابنُ تَيْمِيَّةَ".

ص: 495

وَقَالَ قَاضِي القُضَاةِ شِهَابُ الدِّيْنِ الخُوَيِّيُّ

(1)

: أَنَا عَلَى اعْتِقَادِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ، فَعُوْتِبَ فِي ذلِكَ، فَقَالَ: لأَنَّ ذِهْنَهُ صَحِيْحٌ، وَمَوَادَّهُ كَثِيْرَةٌ، فَهُوَ لَا يَقُوْلُ إلَّا الصَّحِيْحَ.

وَقَالَ الشَّيْخُ شَرَفَ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ: أَنَا أَرْجُو بَرَكَتَهُ وَدُعَاءَهُ، وَهُوَ صَاحِبِي وَأَخِي. ذَكَرَ ذلِكَ البِرْزَالِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ". وَشَرَعَ الشَّيْخُ فِي الجَمْعَ والتَّصْنِيْفِ مِنْ دُوْنَ العِشْرِيْنَ، وَلَمْ يَزَلْ فِي عُلُوٍّ وَازْدِيَادٍ مِنَ العِلْمِ والقَدْرِ إِلَى آخِرِ عُمُرِهِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ"

(2)

: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ - وَسَاقَ نَسَبَهُ - الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، شَيْخُنَا وَشَيْخُ الإسْلَامِ، وَفَرِيْدُ العَصْرِ؛ عِلْمًا وَمَعْرِفَةً، وَشَجَاعَةً، وَذَكَاءً، وَتَنْوِيْرًا إِلَهِيًّا، وَكَرَمًا، وَنُصْحًا لِلأُمَّةِ، وأَمْرًا بالمَعْرُوْفِ وَنَهْيًا عَنِ المُنْكَرِ. سَمِعَ الحَدِيْثَ، وَأَكْثَرَ بِنَفْسِهِ مِنْ طَلَبِهِ، وَكَتَبَ، وَخَرَّجَ، وَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ وَالطَّبَقَاتِ، وَحَصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْهُ غَيْرُهُ. بَرَعَ فِي تَفْسِيْرِ القُرْآنِ، وَغَاصَ فِي دَقِيْقِ مَعَانِيْهِ،

(1)

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ الخَلِيْلِ بْنِ سَعَادَةَ بْن جَعْفَرِ بْنِ عِيْسَى الخُوَيِّيُّ (ت: 691 هـ) مَنْسُوبٌ إِلَى "خُوَي" مِنْ أَعْمَالِ "أَذْرَبِيْجَانَ" كَمَا فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (2/ 408)، مِنْ قُضَاةِ "دِمَشْقَ" وَمَشَاهِيْرِ عُلَمَائِهَا، يَغْلِبُ علَيْهِ عِلْمُ النَّحْو. أَخْبَارُهُ فِي: البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (13/ 331)، وَبُغْيَةِ الوُعَاةِ (1/ 23)، وَقُضَاةِ دِمَشْقَ (97). عِنْدِي لَهُ "شَرْحُ الفُصُوْلِ" فِي النَّحْوِ، مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ بِخَطِّهِ، وَلَهُ نُسَخٌ أُخْرَى وَهُوَ فِي غَايَةِ الإِفَادَةِ.

(2)

لَمْ يَرِدْ هَذا فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوخِ" المَطْبُوع؟!، وَلِلْمُعْجَمِ المَذْكُوْرِ نُسْخَةٌ فِي المَتْحَفِ بِتُرْكِيَا (أَحْمَد الثَّالِث) وَصَفَتْ بِأَنَّهَا أَتَمُّ وَأَوْفَى مِنَ المَطْبُوعِ؟! وَهِيَ المُعْتَمَدَةُ عِنْدَ العُلَمَاءِ.

ص: 496

بِطَبْعٍ سَيَّالٍ، وَخَاطِرٍ إِلَى مَوَاقِعِ الإشْكَالِ مَيَّالٍ، وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ أَشْيَاء لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا، وَبَرَعَ فِي الحَدِيْثِ وَحِفْظِهِ، فَقَلَّ مَنْ يَحْفَظُ مَا يَحْفَظُهُ مِنَ الحَدِيْثِ، مَعْزُوًّا إِلَى أُصُوْلِهِ وَصَحَابَتِهِ، مَعَ شِدَّةِ اسْتِحْضَارِهِ لَهُ وَقْتَ إِقَامَةِ الدَّلِيْلِ. وَفَاقَ النَّاسَ فِي مَعْرِفَةِ الفِقْهِ، وَاخْتِلَافِ المَذَاهِبِ، وَفَتَاوَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، بِحَيْثُ إِنَّهُ إِذَا أَفْتَى لَمْ يَلْتَزِمْ بِمَذْهَبٍ، بَلْ يَقُوْمُ بِمَا دَلِيْلُهُ عِنْدَهُ. وَأَتْقَنَ العَرَبِيَّةَ أُصُوْلًا وَفُرُوَعًا، وَتَعْلِيْلًا وَاخْتِلَافًا، وَنَظَرَ فِي العَقْلِيَّاتِ، وَعَرَفَ أَقْوَالَ المُتَكَلِّمِيْنَ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ، وَنَبَّهَ عَلَى خَطَئِهِمْ، وَحَذَّرَ مِنْهُمْ، وَنَصَرَ السُّنَّةِ بِأَوْضَحِ حُجَجٍ وأَبْهَرِ بَرَاهِيْنَ. وَأُوْذِيَ فِي ذَاتِ اللهِ مِنَ المُخَالِفِيْنَ، وَأُخِيْفَ فِي نَصْرِ السُّنَّةِ المَحْضَةِ، حَتَّى أَعْلَى اللهُ مَنَارَهُ، وَجَمَعَ قُلُوْبَ أَهْلِ التَّقْوَى عَلَى مَحَبَّتِهِ وَالدُّعَاءِ لَهُ، وَكَبَتَ أَعْدَاءَهَ، وَهَدَى بِهِ رَجَالًا مِنْ أَهْلِ المِلَلِ وَالنِّحَلِ، وَجَبَلَ قُلُوْبَ المُلُوْكِ وَالأُمَرَاءِ عَلَى الانْقِيَادِ لَهُ غَالِبًا، وَعَلَى طَاعَتِهِ، وَأحْيَى بِهِ "الشَّامَ"، بَلْ وَالإِسْلَامَ، بَعْدَ أَنْ كَادَ يَنْثَلِمَ بِتَثْبِيْتِ أُوْلِي الأَمْرِ لَمَّا أَقْبَلَ حِزْبُ التَّتَرِ وَالبَغْي فِي خُيَلَائِهِمْ، فَظُنَّتْ باللهِ الظُّنُوْنُ، وَزُلْزِلَ المُؤْمِنُوْنَ، وَاشْرَأَبَّ النِّفَاقُ وَأَبْدَى صَفْحَتَهُ. وَمَحَاسِنُهُ كَثِيْرَةٌ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى سِيْرَتِهِ مِثْلِي، فَلَوْ حَلَفْتُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ لَحَلَفْتُ أَنِّي مَا رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ مِثْلَهُ، وَأَنَّهُ مَا رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ.

وَقَدْ قَرَأْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ شَيْخِنَا كَمَالِ الدِّيْنِ بنِ الزِّمَلْكَانِيِّ

(1)

(1)

يَظْهَرُ أَنَّ النَّصَ مَازالَ لِلحَافِظِ الذَّهَبِيِّ فَهُوَ النَّاقِلُ عَنْ خَطِّ الزَّمَلْكَانِيِّ، فَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ لَا مِنْ شُيُوخِ الحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ كَمَا فِي مُعْجَمِ الشُّيُوخِ (2/ 244)، وَوَفَاةُ الزَّمَلْكَانِيِّ =

ص: 497

مَا كَتَبَهُ سَنَةَ بِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ

(1)

تَحْتَ اسْمِ "ابنِ تَيْمِيَّةَ" كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ فَنٍّ مِنَ العِلْمِ ظَنَّ الرَّائِي وَالسَّامِعُ أَنَّهُ لا يَعْرِفُ غَيْرَ ذلِكَ الفَنِّ، وَحَكَمَ أَنَّ أَحَدًا لَا يَعْرِفُهُ مِثْلَهُ. وَكَانَ الفُقَهَاءُ مِنْ سَائِرِ الطَّوَائِفِ إِذَا جَالَسُوْهُ اسْتَفَادُوا مِنْهُ

(2)

فِي مَذْهَبِهِمْ أَشْيَاءً، وَلَا يُعْرَفُ أَنَّهُ نَاظَرَ أَحَدًا فَانْقَطَعَ مِنْهُ، وَلَا تَكَلَّمَ فِي عِلْمٍ مِنَ العُلُوْمِ - سَوَاءً كَانَ مِنْ عُلُوْمِ الشَّرْعِ أَوْ غَيْرِهَا - إِلَّا فَاقَ فِيْهِ أهْلَهُ، وَاجْتَمَعَتْ فِيْهِ شُرُوْطُ الاجْتِهَادِ عَلَى وَجْهِهَا.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ المُخْتَصِّ"

(3)

: كَانَ إِمَامًا مُتَبَحِّرًا فِي عُلُوْمِ الدِّيَانَةِ، صَحِيْحَ الذِّهْنِ، سَرِيْعَ الإِدْرَاكِ، سَيَّالَ الفَهْمِ، كَثِيْرَ المَحَاسِنِ، مَوْصُوْفًا بِفَرْطِ الشَّجَاعَةِ وَالكَرَمِ، فَارِغًا عَنْ شَهَوَاتِ المَأْكَلِ والمَلْبَسِ وَالجِمَاعِ، لَا لَذَّةَ لَهُ فِي غَيْرِ نَشْرِ العِلْمِ وَتَدْوِيْنِهِ، وَالعَمَلِ بِمُقْتَضَاهُ.

قُلْتُ: وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ القُضَاةِ قَبْلَ التِّسْعِيْنَ، وَمَشْيَخَةُ الشُّيُوْخِ فَلَمْ يَقْبَلْ شَيْئًا مِنْ ذلِكَ. قَرَأْتُ ذلِكَ بِخَطِّهِ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: ذَكَرَهُ أَبُو الفَتْحِ اليَعْمُرِيُّ الحَافِظُ - يَعْنِي ابنَ سَيِّدِ النَّاسِ -

(4)

= سَنَةَ (727 هـ) قَبْلَ مَوْلِدِ ابْنِ رَجَبٍ؟!.

(1)

في (أ): "سِتِّين".

(2)

فِي (أ): "وَاسْتَفَادُوا أَشْيَاءَ مِنْه. . .".

(3)

في (ط): "المُخْتَصَرُ" كَمَا هِيَ عَادَةُ النَّاشِرِ رحمه الله وَالنَّصُّ هُنَا بِلَفْظِهِ فِي المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" بِخِلَافِ سَابِقِهِ.

(4)

نَصُّ أَبِي الفَتْحِ اليَعْمُرِيِّ الحَافِظِ المَعْرُوفِ بِـ "ابْنِ سَيِّدِ النَّاسِ" فِي كِتَابِهِ المَذْكُورِ المَطْبُوعِ فِي وَزَارَةُ الأَوْقَافِ فِي المَغْرِبِ سَنَةَ (1410 هـ)(2/ 221) فَمَا بعْدَهَا، وَنَقَلَ ابْنُ =

ص: 498

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) تُتِمَّة كَلامُ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ فَقَالَ: "كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي التَّفْسِيْرِ؛ فَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ الجَمُّ الغَفِيْرِ، وَيَرِدُوْنَ مِنْ بَحْرِ عِلْمِهِ العذْبِ النَّمِيْرِ، وَيَرْتَعُوْنَ مِنْ رَبِيْعِ فَضْلِهِ فِي رَوْضَةٍ وَغَدِيْرٍ، إِلَى أَنْ دَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ دَاءُ الحَسَدِ، وَأَكَبَّ أَهْلُ النَّظَرِ مِنْهُمْ علَى مَا يُنْتَقَدُ عَلَيْهِ فِي حَنْبَلِيَّتِهِ مِنْ أُمُورِ المُعْتَقَدِ، فَحَفِظُوا عَنْهُ فِي ذلِكَ كَلَامًا؛ أَوْسَعُوْهُ بِسَبَبِهِ مَلَامًا، وَفَوَّقُوا لِتَبْدِيْعِهِ سِهَامًا، وَزَعَمُوا أَنَّهُ خَالَفَ طَرِيْقَتَهُمْ، وَفَرَّقَ فَرِيْقَهُمْ، فَنَازَعَهُمْ وَنَازَعُوْهُ، وَقَاطِعَ بَعْضَهُمْ وَقَاطَعُوْهُ، ثُمَّ نَازَعَ طَائِفَةٌ أُخْرَى يَنْتَسِبُونَ مِنَ الفَقْرِ إِلَى طَرِيْقَةٍ، يَزْعمُوْنَ أنَّهُمْ علَى أَدَقِّ بَاطِنٍ منْهَا وَأَجْلَى حَقِيْقَةٍ، فَكَشَفَ تِلْكَ الطَّرَائِقِ، وَذَكَرَ لَهَا - عَلَى مَا زَعَمَ - بَوَائِقَ، فَآضَتْ إِلَى الطَّائِفَةِ الأُوْلَى مِنْ مُنَازَعَتِهِ، وَاسْتَعَانَتْ بِذَوِي الضِّغْنِ عَلَيْهِ مِنْ مُقَاطَعَتِهِ، فَوَصَلُوا بِالأُمرَاءِ أَمْرَهُ، وَأَعْمَلَ كُلُّ مِنْهُمُ فِي كُفْرِهِ فِكْرَهُ، فَرَتَّبُوا مَحَاضِرَ، وَأَلَّبُوا الرُّوَيْبِضَةَ لِلْسَّعْيِ بِهَا بَيْنَ الأَكابِرِ، وَسَعَوَا فِي نَقْلِهِ إِلَى حَضْرَةِ المَمْلَكَةِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ فَنُقِلَ، وَأُوْدِعَ السِّجْنَ سَاعَةَ حُضُوْرِهِ وَاعْتُقِلَ، وَعَقَدُوا لإِرَاقَةِ دَمِهِ مَجَالِسَ، وَحَشَدُوا لِذلِكَ قَوْمًا مِنْ عُمَّارِ الزَّوَايا وَسُكَّانِ المَدَارِسِ، مِنْ مُجَامِلٍ في المُنَازَعَةِ، مُخَاتِلٍ بِالمُخَادَعَةِ، وَمِنْ مُجَاهِرٍ بِالتَّكْفِيْرِ مُبَارِزٍ بالمُقَاطَعَةِ، يَسُوْمُوْنَهُ رَيْبَ المَنُوْنِ:{وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)} وَلَيْسَ المُجَاهِرُ بِكُفْرِهِ بِأَسْوَإِ حَالًا مِنَ المُخَاتِلِ، وَقَدْ دَبَّتْ إِلَيْهِ عَقَارِبُ مَكْرِهِ فَرَدَّ اللهُ كَيْدَ كُلٍّ فِي نَحْرِهِ، وَنَجَّاهُ عَلَى حَدِّ مَنِ اصْطَفَاهُ، وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ، ثُمَّ لَمْ يَخْلُ بَعْدَ ذلِكَ مِنْ فِتْنَةٍ بَعْدَ فِتْنَةٍ، وَلَمْ يَنْتَقِلْ طُوْلَ عُمُرِهِ مِنْ مِحْنَةٍ إِلَّا إِلَى مِحْنَةٍ، إِلَى أَنْ فَوَّضَ أَمْرُهُ لِبَعْضِ القُضَاةِ فَتَقَلَّدَ مَا تَقَلَّدَ مِنْ اعْتِقَالِهِ، وَلَمْ يَزَلْ بِمَحْبَسِهِ ذلِكَ إِلَى حِيْنَ ذَهَابِهِ إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى وَانْتِقَالِهِ، وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُوْرُ، وَهُوَ المُطَّلِعُ علَى خَائِنَةِ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُوْرِ.

وَكَانَ يَوْمُهُ مَشْهُوْدًا، ضَاقَتْ بِجِنَازَتِهِ الطَّرِيْقُ، وَانْتَابَهَا المُسْلِمُوْنَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيْقٍ، يَتَبَرَّكُوْنَ بِمَشْهَدِهِ يَوْمَ يَقُوْمُ الأَشْهَادُ، وَيَتَمَسَّكُوْنَ بِشَرْجَعِهِ حَتَّى كَسَرُوا تِلْكَ

ص: 499

فِي "جَوَابِ سُؤَالَاتِ أَبِي العَبَّاسِ بنِ الدِّمْيَاطِيِّ الحَافِظِ"، فَقَالَ: أَلْفَيْتُهُ مِمَّنْ أَدْرَكَ مِنَ العُلُوْمِ حَظًّا، وكَانَ يَسْتَوْعِبُ السُّنَنَ وَالآثَارَ حِفْظًا، إِنْ تَكَلَّمَ فِي التَّفْسِيْرِ فَهُوَ حَامِلُ رَايَتِهِ، وَإِنْ أَفْتَى فِي الفِقْهِ فَهُوَ مُدْرِكُ غَايَتِهِ، أَوْ ذَاكَرَ بِالحَدِيْثِ فَهُوَ صَاحِبُ عِلْمِهِ، وَذُو رِوَايَتِهِ، أَوْ حَاضَرَ بالنِّحَلِ وَالمِلَلِ لَمْ يُرَ أَوْسَعُ مِنْ نِحْلَتِهِ، وَلَا أَرْفَعُ مِنْ دِرَايَتِهِ، بَرَزَ فِي كُلِّ فَنٍّ عَلَى أَبْنَاءِ جِنْسِهِ، ولَمْ تَرَ عَيْنُ مَنْ رَآهُ مِثْلَهُ، وَلَا رَأَتْ عَيْنَهُ مِثْلَ نَفْسِهِ.

وَقَدْ كَتَبَ الذَّهَبِيُّ

(1)

فِي "تَارِيْخِهِ الكَبِيْرِ" للشَّيْخِ تَرْجَمَةً مُطَوَّلَةً، وَقَالَ فِيْهَا: وَلَهُ خِبْرَةٌ تَامَّةٌ بِالرِّجَالِ، وَجَرْحِهِمْ وَتَعْدِيْلِهِمْ، وَطَبَقَاتِهِمْ، وَمَعْرِفَةٌ بِفُنُوْنِ الحَدِيْثِ، وَبِالعَالِي وَالنَّازِلِ، وَالصَّحِيْحِ وَالسَّقِيْمِ، مَعَ حِفْظِهِ لِمُتُوْنِهِ الَّذِي انْفَرَدَ بِهِ، فَلَا يَبْلُغُ أَحَدٌ فِي العَصْرِ رُتْبَتَهُ، وَلَا يُقَارِبُهُ، وَهُوَ عَجِيْبٌ فِي اسْتِحْضَارِهِ، وَاستِخْرَاجِ الحُجَجِ مِنْهُ، وَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي عَزْوِهِ إِلَى الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَ"المُسْنَدِ"، بِحَيْثُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنْ يُقَالَ:"كُلُّ حَدِيْثٍ لَا يَعْرِفُهُ ابنُ تَيْمِيَّةَ فَلَيْسَ بِحَدِيْثٍ".

= الأَعْوَادِ!! ".

(1)

لَا أَدْرِي مَاذَا يَعْنِي بِـ "تَارِيْخِهِ الكَبِيْرِ" وَالمُتَبَادِر إِلَى الذِّهْنِ أَنَّهُ "تَاريخُ الإِسْلَامِ"، وَتَارِيخُ الإِسْلَامِ يَنْتَهِي سَنَةَ (700 هـ) وَذَيْلُهُ المَطْبُوع فيْهِ تَرْجَمَة حَسَنَةٌ لِشَيْخِ الإِسْلَامِ لَيْسَ فِيْهَا هَذَا النَّقْلُ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ فِي بَقيَّةِ كِتَابِ "سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ" وَالمَطْبُوعُ مِنْهُ لَيْسَ فِيْهِ وَفَيَاتِ سَنَةِ (728 هـ)؟! وَأَوَّلُ النَّصِّ مَوْجُوْدٌ فِي "طَبَقَاتِ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ" لابْنِ عَبْدِ الهَادِي، "وَتُتِمَّةُ المُخْتَصَرِ" لاِبْنِ الوَرْدِيِّ.

ص: 500

وَقَالَ: وَلَمَّا كَانَ مُعْتَقَلًا بِـ "الإسْكَنْدَرِيَّةِ" الْتَمسَ مِنْهُ صَاحِبُ "سَبْتَةَ"

(1)

أَنْ يُجِيْزَ لأَوْلَادِهِ، فَكَتَبَ لَهُمْ فِي ذلِكَ نَحْوًا مِن سِتِّمَائَةَ سَطْرٍ، مِنْهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ بِأَسَانِيْدِهَا، وَالكَلَامُ عَلَى صِحَّتِهَا وَمَعَانِيْهَا، وَبَحَثَ وَعَمِلَ مَا إِذَا نَظَرَ فِيْهِ المُحَدِّثُ خَضَعَ لَهُ مِنْ صِنَاعَةِ الحَدِيْثِ. وَذَكَرَ أَسَانِيْدَهُ فِي عِدَّةِ كُتُبٍ، وَنَبَّهَ عَلَى العَوَالِي، عَمِلَ ذلِكَ كُلَّهُ مِنْ حِفْظِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُوْنَ عِنْدَهُ ثَبَتٌ، أَوْ مَنْ يُرَاجِعُهُ. وَلَقَدْ كَانَ عَجِيْبًا فِي مَعْرِفَةِ عِلْمِ الحَدِيْثِ. فَأَمَّا حِفْظُهُ مُتُوْنَ الصِّحَاحِ وَغَالِبَ مُتُوْنِ السُّنَنِ، وَ"المُسْنَدَ" فَمَا رَأَيْتُ مَنْ يُدَانِيْهِ فِي ذلِكَ أَصْلًا.

قَالَ: وَأَمَّا التَّفْسِيْرُ فَمُسَلَّمٌ إِلَيْهِ، وَلَهُ مِنِ اسْتِحْضَارِ الآيَاتِ مِنَ القُرْآنِ - وَقْتَ إِقَامَةِ الدَّلِيْلِ بِهَا عَلَى المَسْأَلَةِ - قُوَّةٌ عَجِيْبَةٌ. وَإِذَا رَآهُ المُقْرِئُ تَحَيَّرَ فِيْهِ، وَلِفُرْطِ إِمَامَتِهِ فِي التَّفْسِيْرِ، وَعِظَمِ اطِّلَاعِهِ، يُبيِّنُ خَطَأَ كَثِيْرٍ مِنْ أَقْوَالِ المُفَسِّرِيْنَ، وَيُوْهِي أَقْوَالًا عَدِيْدَةً، وَيَنْصُرُ قَوْلًا وَاحِدًا، مُوَافِقًا لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ القُرْآنُ وَالحَدِيْثُ، وَيَكْتُبُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنَ التَّفْسِيْرِ، أَوْ مِنَ الفِقْهِ، أَوْ مِنَ الأَصْلَيْنِ، أَوْ مِنَ الرَّدِّ عَلَى الفَلَاسِفَةِ وَالأَوَائِلِ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعَةِ [كَذَا؟!] كَرَارِيْسَ أَوْ أَزْيَد.

قُلْتُ: وَقَدْ كَتَبَ "الحَمَوِيَّةَ" فِي قَعْدَةٍ وَاحِدَةٍ. وَهِيَ أَزْيَدُ مِنْ ذلِكَ. وَكَتَبَ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ فِي اليَوْمِ مَا يُبَيَّضُ مِنْه مُجَلَّدٌ

(2)

.

وَكَانَ رحمه الله فَرِيْدَ دَهْرِهِ فِي فِهْمِ القُرْآنِ، وَمَعْرِفَةِ حَقَائِقِ الإِيْمَانِ، وَلَهُ يَدٌ طُوْلَى فِي الكَلَامِ عَلَى المَعَارِفِ وَالأَحْوَالِ، وَالتَّمْيِيْزِ بَيْنَ صَحِيْحِ

(1)

مَدِينَةٌ مَشْهُوْرَةٌ شَمَالَ "المَغْرِبِ" لا تَزَالُ عَلَى تَسْمِيَتِهَا.

(2)

المُبَالَغَةُ ظَاهِرَةٌ فِي ذلكَ؟!.

ص: 501

ذلِكَ وَسَقِيْمِهِ، وَمُعْوَجِّهِ وَقَوِيْمِهِ.

وَقَدْ كَتَبَ ابنُ الزِّمَلْكَانِيُّ بِخَطِّهِ عَلَى كِتَابِ "إِبْطَالِ التَّحْلِيْلِ"

(1)

للشَّيْخِ تَرْجَمَةَ الكِتَابِ وَاسْمَ الشَّيْخِ، وَتَرْجَمَ لَهُ تَرْجَمَةً عَظِيْمَةً، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثَنَاءً عَظِيْمًا. وَكَتَبَ أَيْضًا تَحْتَ ذلِكَ

(2)

:

مَاذَا يَقُوْلُ الوَاصِفُوْنَ لَهُ

وَصِفَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الحَصْرِ

هُوَ حُجَّةٌ للهِ قَاهِرَةٌ

هُوَ بَيْنَنَا أُعْجُوْبَةُ الدَّهْرِ

هُوَ آيَةٌ لِلخَلْقِ ظَاهِرَةٌ

أَنْوَارُهَا أَرْبَتْ عَلَى الفَجْرِ

وَلِلشَيْخِ أَثِيْرِ الدِّيْنِ أَبي حَيَّانَ الأَنْدَلُسِيِّ النَّحْوِيِّ - لَمَّا دَخَلَ الشَّيْخُ "مِصْرَ" وَاجْتَمَعَ بِهِ - وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا حَيَّانَ لَمْ يَقُلْ أَبْيَاتًا خَيْرًا مِنْهَا وَلَا أَفْحَلَ

(3)

:

لَمَّا رَأَيْنَا تَقِيَّ الدِّيْنَ لَاحَ لَنَا

دَاعٍ إِلَى اللهِ فَرْدًا مَا لَهُ وَزَرُ

عَلَى مُحَيَّاهُ مِنْ سِيْمَا الأُلَى صَحِبُوا

خَيْرَ البَرِيَّةِ نُوْرٌ دُوْنَهُ القَمَرُ

حَبْرٌ تَسَرْبَلَ مِنْهُ دَهْرَهُ حِبَرًا

بَحْرٌ تَقَاذَفُ مِنْ أَمْوَاجِهِ الدُّرَرُ

قَامَ ابنُ تَيْمِيَّةٍ فِي نَصْرِ شِرْعَتِنَا

مَقَامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إِذْ عَصَتْ مُضَرُ

(1)

طُبِعَ قَدِيْمًا بِاسْمِ: "إِقَامَةِ الدَّلِيْلِ علَى بُطْلَانِ التَّحْلِيْلِ" فِي مَطْبَعَةِ كُرْدِسْتَانَ بِـ "مِصْرَ" سَنةَ (1328 هـ) وَرَأَيْتُ عَلَى نُسْخَةٍ قَدِيْمَةِ الخَطِّ مِنْهُ اسْمُهُ "بَيَانُ الدَّلِيْلِ. . ." وَأُخْرَى يُقَالُ إِنَّهَا بِخَطِّ العَلَّامَة ابنِ القَيِّمِ، لَمْ أَقِفُ عَلَيْهَا، وَكُنْتُ أَتَمَنَّى ذلِكَ.

(2)

الأَبيَاتُ مَشْهُوْرَةٌ وَرَدَتْ فِي أَكْثَرِ مَصَادِرِ تَخْرِيْجِ التَّرْجَمَةِ.

(3)

هكَذَا أَبْيَاتُ أَبِي حَيَّانَ مَوْجُودَةٌ فِي أَكْثَرِ مَصَادِرِ تَخْرِيْجِ التَّرْجَمَةِ، وَلَمْ تَرِدْ فِي دِيْوانِ أَبِي حَيَّانَ إِلَّا فِي المُلْحِقِ، نَقَلَهَا مُحَقِّقُ الدِّيْوَان مِنَ المَصَادِرِ. يُرَاجِعُ مَا كَتَبْتُ عَنْ دِيْوانِ أَبي حَيَّانَ فِي هَامِشِ "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ".

ص: 502

فَأَظْهَرَ الدِّيْنَ إِذْ آثَارُهُ دَرَسَتْ

وَأَخْمَدَ الشِّرْكَ إِذْ طَارَتْ لَهُ شَرَرُ

يَا مَنْ تَحَدَّثَ عَنْ عِلْمِ الكِتَابِ أَصِخْ

هَذَا الإمَامُ الَّذِي قَدْ كَانَ يُنْتَظَرُ

وَحَكَى الذَّهَبِيُّ عَنِ الشَّيْخِ: أَنَّ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ دَقِيْقِ العِيْدِ قَالَ لَهُ - عِنْدَ اجْتِمَاعِهِ بِهِ وَسَمَاعِهِ لِكَلَامِهِ -: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أنَّ الله بَقَى يَخْلُقُ مِثْلَكَ

(1)

.

وَمِمَّا وُجِدَ فِي كِتَاب كَتَبَهُ العَلَّامَةُ قَاضِي القُضَاةِ أَبُو الحَسَنِ السُّبْكِيُّ إِلَى الحَافِظِ أَبي عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيِّ فِي أَمْرِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ المَذْكُوْرِ: أَمَّا قَوْلُ سَيْدِي فِي الشَّيْخِ فَالمَمْلُوْكُ يَتَحَقَّقُ كِبَرَ قَدْرِهِ، وَزَخَارَةَ بَحْرِهِ، وَتَوَسُّعَهُ فِي العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ، وَفُرْطَ ذَكَائِهِ وَاجْتِهَادِهِ، وَبُلُوْغِهِ فِي كُلٍّ مِنْ ذلِكَ المَبْلَغَ الَّذِي يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ. وَالمَمْلُوْكُ يَقُوْلُ ذلِكَ دَائِمًا، وَقَدْرُهُ فِي نَفْسِي أَكْبَرُ مِنْ ذلِكَ وَأَجَلُّ، مَعَ مَا جَمَعَهُ اللهُ لَهُ مِنَ الزَّهَادَةِ وَالوَرَعَ والدِّيَانَةِ، وَنُصْرَةِ الحَقِّ، وَالقِيَامِ فِيْهِ لَا لِغَرَضٍ سِوَاهُ، وَجَرْيِهِ عَلَى سنَنِ السَّلَفِ، وَأَخْذِهِ مِنْ ذلِكَ بِالمَأْخَذِ الأَوْفَى، وَغَرَابَةِ مِثْلِهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، بَلْ مِنْ أَزْمَانٍ.

وَكَانَ الحِافِظُ أَبُو الحَجَّاجِ المِزِّيُّ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِ الشَّيْخِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، حَتَّى كَانَ يَقُوْلُ: لَمْ يُرَ مِثْلُهُ مُنْذُ أَرْبَعِمَائَةِ سَنَةٍ.

وَبَلَغَنِي مِنْ طَرِيْقٍ صَحِيْحٍ عَنِ ابنِ الزِّمَلْكَانِيِّ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الشَّيْخِ، فَقَالَ: لَمْ يُرَ مِنْ خَمْسِمَائَةِ سَنَةٍ، أَوْ أَرْبَعِمَائَةِ سَنَةٍ - الشَّكُّ مِنَ النَّاقِلِ، وَغَالِبُ ظَنِّهِ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ خَمْسِمَائَةٍ - أَحْفَظُ مِنْهُ.

(1)

مَا هَذَا؟! {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أَلَا يَفْهَمُ مِنْهُ سُوْءُ الظَّنِّ بِاللهِ تَعَالَى. فَلَعَلَّ فِي نَقْلِ هَذِهِ العِبَارَةِ عَنِ ابنِ دَقِيْقِ العِيْدِ تَجَوُّزًا. وَفِي كُتُبِ المَنَاقِبِ وَالتَّرَاجِمِ تَجَاوُزَاتٌ فَخُذْ مِنْهَا وَدَعْ

ص: 503

وَكَذلِكَ كَانَ أَخُوْهُ الشَّيْخُ شَرَفُ الدِّيْنِ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِهِ جِدًّا

(1)

، وَكَذلِكَ المَشَايخُ العَارِفُوْنَ، كَالقُدْوَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ قِوَامٍ

(2)

، وَيَحْكِي عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: مَا أَسْلَمْتُ مَعَارِفَنَا إِلَّا عَلَى يَدِ ابنِ تَيْمِيَّةَ.

وَالشَّيْخُ عِمَادُ الدِّيْنِ الوَاسِطِيُّ

(3)

كَانَ يُعَظِّمُهُ جِدًّا، وَتَتَلْمَذَ لَهُ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ أَسَنَّ مِنْهُ. وَكَانَ يَقُوْلُ: قَدْ شَارَفَ مَقَامَ الأَئِمَّةِ الكِبَارِ، وَيُنَاسِبُ قِيَامُهُ فِي بَعْضِ الأُمُوْرِ قِيَامَ الصِّدِّيْقِيْنَ. وَكَتَبَ رِسَالَةً إِلَى خَوَاصِّ أَصْحَابِ الشَّيْخِ يُوْصِيْهِمْ بِتَعْظِيْمِهِ وَاحْتِرَامِهِ

(4)

، وَيُعَرِّفُهُم حُقُوْقَهُ، وَيَذْكُرُ فِيْهَا أَنَّهُ طَافَ أَعْيَانَ بِلَادِ الإِسْلَامِ، وَلَمْ يَرَ فِيْهَا مِثْلَ الشَّيْخِ عِلْمًا، وَعَمَلًا، وَحَالًا، وَخُلُقًا، وَاتِّبَاعًا، وَكَرَمًا، وَحِلْمًا فِي حَقِّ نَفْسِهِ، وَقِيَامًا فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى عِنْدَ انْتِهَاكِ حُرُمَاتِهِ، وَأَقْسَمَ عَلَى ذلِكَ باللهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

(5)

. ثُمَّ قَالَ: أَصْدَقُ النَّاسِ عَقْدًا، وَأَصَحُّهُمْ

(1)

وَتَقَدَّمَ في تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ شَرَفِ الدِّيْنِ عَنِ الصَّفَدِيِّ فِي أعْيَانِ العَصْرِ (2/ 693). قَوْلُهُ: "وَكَانَ أَخُوْهُ العَلَّامَة تَقِيُّ الدِّيْنِ يَحْتَرِمُهُ، وَيَتَأَدَّبُ مَعَهُ وَيَحْذَرُ أَنْ يَخْدَعَهُ (كَذَا؟!). وَنَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوْخِ" عَكْسَ ذلِكَ فَذَكَرَ أَنَّهُ يَنْقِمُ عَلَى أَخِيْهِ أَشْيَاءَ وَيَكْرَهُهَا مِنْهُ. . ."؟!. أَقُوْلُ:

* وَمَنْ ذَا الَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا *

(2)

هُوَ العَالِمُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، الرَّبَّانِيُّ، الشَّيْخُ، مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ قِوَامٍ البَالِسِيُّ (ت: 718 هـ). أَخْبَارُهُ فِي: ذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلامِ (196).

(3)

أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُتَوَفَّى سَنَةَ (711 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(4)

هِيَ الرِّسَالةُ المَعْرُوفَة بِـ "التَّذْكِرَةُ وَالاعتِبَارِ وَالاِنْتِصَارِ لِلأَبْرَارِ" مَطْبُوعَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

(5)

نَصُّ كَلَامِهِ: "وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّ هُنَا مَنْ سَافَرَ إِلَى الأقَالِيْمِ وَعَرَفَ النَّاسَ وَأَذْوَاقَهُمْ، وَأَشْرَفَ علَى غَالِبِ أَحْوَالِهِمْ، فَوَاللهِ، ثُمَ وَاللهِ، ثُمَّ وَاللهِ لَمْ يُرَ تَحْتَ أَدِيمِ =

ص: 504

عِلْمًا وَعَزْمًا، وَأَنْفَذُهُمْ وَأَعْلَاهُمْ فِي انْتِصَارِ الحَقِّ وَقِيَامِهِ هِمَّةً

(1)

، وَأَسْخَاهُمْ كَفًّا، وَأَكْمَلَهُمُ اتِّبَاعًا لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، مَا رَأَيْنَا فِي عَصْرِنَا هَذَا مَنْ يَسْتَجْلي النُّبُوَّةَ المُحَمَّدِيَّةَ وَسُنَنَهَا مِنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ إلَّا هَذَا الرَّجُلُ، بِحَيْثُ يَشْهَدُ القَلْبُ الصَّحِيْحُ أَنَّ هَذَا هُوَ الاتِّبَاعِ حَقِيْقَةً. وَلكِنْ كَانَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِهِ رُبَّمَا أَنْكَرُوا مِنَ الشَّيْخِ كَلَامَهُ فِي بَعْضِ الأَئِمَّةِ الأكَابِرِ الأَعْيَانِ، أَوْ فِي أَهْلِ التَّخَلِّي وَالانْقِطَاعِ وَنَحْو ذلِكَ. وَكَانَ الشَّيْخُ رحمه الله لَا يَقْصُدُ بِذلِكَ إلَّا الخَيْرَ، والانْتِصَارَ لِلْحَقِّ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَطَوَائِفُ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الحَدِيْثِ وَحُفَّاظُهُمْ وَفُقَهَاؤُهُمْ كَانُوا يُحِبُّوْنَ الشَّيْخَ وَيُعَظِّمُوْنَهُ، وَلَمْ يَكُوْنُوا يُحِبُّوْنَ لَهُ التَّوَغُّلَ مَعَ أَهْلِ الكَلَامِ وَلَا الفَلَاسِفَةِ، كَمَا هُوَ طَرِيْقُ أَئِمَّةِ أَهْلِ الحَدِيْثِ المُتَقَدِّمِيْنَ، كَالشَّافعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَقَ وَأَبِي عُبَيْدٍ، وَنَحْوِهِمْ، وَكَذلِكَ كَثِيْرٌ مِنَ العُلَمَاءِ مِنَ الفُقَهَاءِ والمُحَدِّثِيْنَ وَالصَّالِحِيْنَ كَرِهُوا لَهُ التَّفَرُّدَ بِبَعْضِ شُذُوْذِ المَسَائِلِ الَّتِي أَنْكَرَهَا السَّلَفُ عَلَى مَنْ شَذَّ بِهَا

(2)

، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ قُضَاةِ العَدْلِ مِنْ أَصْحَابِنَا مَنَعَهُ

(3)

مِنَ الإفْتَاءِ بِبَعْضِ ذلِكَ.

= السَّمَاءِ مِثْلُ شَيْخِكُمْ عِلْمًا وَعَمَلًا. . .".

(1)

سَاقِطٌ مِنْ (ط).

(2)

مَا دَامَتِ هَذِهِ المَسَائِل يَعْضُدُهَا دَلِيْلٌ مِنْ كِتَابِ الله، وَسُنَّةِ نبيه صلى الله عليه وسلم فَلَا يُعْتَبَرُ الإِفْتَاءُ بِهَا شُذُوْذًا، وَهَذَا شَأْنُ المَسَائِل الَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا شَيْخُ الإِسْلَامِ عَلَى عُلَمَاءِ عَصْرِهِ، وَهِيَ مِمَّا قَالَ بِهِ القُدَمَاءُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ

وَفتَاوَاهُ مُوَافَقَةً لَهُمْ، فَلَا شُذُوْذَ إِذًا أَصْلًا.

(3)

الَّذِي مَنَعَهُ هُوَ القَاضِي الحَنْبَلِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسَلَّمٍ الزَّيْنِيُّ المَعْرُوفُ بِـ "ابْنِ مَزْرُوْعٍ"(ت: 626 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضعِهِ وَيَظْهَرُ أَنَّهُ إِنَّمَا مَنَعَهُ مُوَافَقَةً لِلْمَذْهَبِ الَّذِي الْتَزَمَهُ =

ص: 505

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَغَالِبُ حَطِّهِ عَلَى الفُضَلَاءِ والمُتَزَهِّدَةِ فَبِحْقٍّ، وَفِي بَعْضِهِ هُوَ مُجْتَهِدٌ، وَمَذْهَبُهُ يُوْسِعُهُ العَذْرَ للخَلْقِ، وَلَا يُكَفِّرُ أَحَدًا إلَّا بَعْدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ. قَالَ: وَلَقَدْ نَصَرَ السُّنَّةَ المَحْضَةَ، وَالطَّرِيْقَةَ السَّلَفِيَّةَ، وَاحْتَجَّ لَهَا بِبَرَاهِيْنَ وَمُقَدِّمَاتٍ وأُمُوْرٍ لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا، وَأَطْلَقَ عِبَارَاتٍ أَحْجَمَ عَنْهَا الأَوَّلُوْنَ وَالآخِرُوْنَ وَهَابُوا، وَجَسَرَ هُوَ عَلَيْهَا، حَتَّى قَامَ عَليْهِ خَلْقٌ مِنْ عُلَمَاءِ "مِصْرَ" وَ"الشَّامِ" قِيَامًا لَا مَزِيْدَ عَلَيْهِ، وَبَدَّعُوْهُ وَنَاظَرُوْهُ وَكَابَرُوْهُ، وَهُوَ ثَابِتٌ لَا يُدَاهِنُ ولَا يُحَابِي، بَلْ يَقُوْلُ الحَقَّ المُرَّ الَّذِي أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ، وَحِدَّةُ ذِهْنِهِ، وَسَعَةُ دَائِرَتِهِ فِي السُّنَنِ وَالأقْوَالِ، مَعَ مَا اشْتُهِرَ عَنْهُ مِنَ الوَرَعِ، وَكَمَالِ الفِكْرِ، وَسُرْعَةِ الإدْرَاكِ، وَالخَوْفِ مِنَ اللهِ، وَالتَّعْظِيْمِ لِحُرُمَاتِ اللهِ. فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ حَمَلَاتٌ حَرْبِيَّةٌ، وَوَقَعَاتٌ شَامِيَّةٌ وَمِصْرِيَّةٌ، وَكَمْ مِنْ نَوْبَةٍ قَدْ رَمَوْهُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، فَيُنْجِيْهِ اللهُ؛ فَإِنَّهُ دَائِمُ الابْتِهَالِ، كَثِيْرُ الاسْتِغَاثَةِ، وَالاسْتِعَانَةِ بِهِ، قَوِيُّ التَّوَكُّلِ، ثَابِتُ الجَأْشِ. لَهُ أَوْرَادٌ وَأَذْكَارٌ يُدْمِنُهَا بِكَيْفِيَّةٍ وَجَمْعِيَّةٍ. وَلَهُ مِنَ الطَّرَفِ الآخَرِ مُحِبُّوْنَ مِنَ العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، وَمِنَ الجُنْدِ وَالأُمَرَاءِ، وَمِنَ التُّجَّارِ وَالكُبَرَاءِ، وسَائِرِ العَامَّةِ تُحِبُّهُ؛ لأنَّهُ مُنْتَصِبٌ لِنَفْعِهِمْ لَيْلًا وَنَهَارًا، بِلِسَانِهِ وَقَلَمِهِ.

= القَاضِي، وَكانَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ يَجْتَهِدُ، لَا يَلْتَزِمُ بِالمَذْهَبِ، وَكَانَ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّة هُوَ الَّذِي قَوَّى عَزْمَ ابْنِ مَزْرُوعٍ هَذَا لِلالْتِزَامِ بِالقَضَاءِ، لَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِ، وَطَلَعَ إِلَيْهِ وَقَوَّى عَزْمَهُ. وَفِي الجَانِبِ الثَّانِي فَإِنَّ ابْنَ مَزْرُوعٍ أُوْذِيَ بالكَلَامِ فَكَظَمَ وَصبَرَ بِسَبَبِ مُوَافَقَة ابْنِ تَيْمِيَّةَ، فَهُو وَإِنْ خَالَفَهُ فِي مَسْأَلَةٍ، فَقَدْ وَافَقَهُ فِي مَسَائِلَ، وَهَذَا هُوَ الإنْصَافُ بِعَيْنِهِ.

ص: 506

وأَمَّا شَجَاعَتُهُ: فَبِهَا تُضْرَبُ الأَمْثَالِ، وَبِبَعْضِهَا يَتَشَبَّهَ أَكَابِرُ الأَبْطالِ. وَلَقَدْ أَقَامَهُ اللهُ تَعَالَى فِي نَوْبَةِ غَازَانَ، وَالْتَقَى أَعْبَاءَ الأَمْرِ بِنَفْسِهِ، وَقَامَ وَقَعَدَ وَطَلَعَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَاجْتَمَعَ بالمَلِكِ - يَعْنِي غَازَانَ - مَرَّتَيْنِ، وَبِقَطْلُوْشَاه، وبُولَاي، وَكَانَ قَيْجَقُ يَتَعَجَّبُ مِنْ إِقْدَامِهِ وَجَرَائَتِهِ عَلَى المَغُوْلِ

(1)

. وَلَهُ حِدَّةٌ قَوِيَّةٌ تَعْتَرِيْهِ فِي البَحْثِ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْثُ حَرْبٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُنَبِّهُ مِثْلِي عَلَى نُعُوْتهِ، وَفِيْهِ قِلَّةُ مُدَارَاةٍ، وَعَدَمُ تُؤَدَةٍ غَالِبًا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ. وَلَهُ إِقْدَامٌ وَشَهَامَةٌ، وَقُوَّةُ نَفْسٍ، تُوْقِعُهُ فِي أُمُوْرٍ صَعْبَةٍ، فَيَدْفَعُ اللهُ عَنْهُ.

(1)

قَالَ ابْنُ فَضْلِ اللهِ العُمَرِيُّ: "وَلَمَّا قَدِمَ غَازَانُ "دِمَشْقَ" حَرَجَ إِلَيْهِ ابنُ تَيْمِيَّةَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ صُلَحَاءِ الدَّمَاشِقَةِ، مِنْهُمْ القُدْوَةُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ قِوَامٍ، فَلمَّا دَخَلُوا عَلَى غَازَانَ كَان مِمَّا قَالَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ لِلْتُّرْجُمَانِ: قُل لِلْقَانِ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ مُسْلِمٌ، وَمَعَكَ قَاضٍ، وَإِمَامٌ، وَشَيْخٌ وَمُؤَذِّنُوْنَ - عَلَى مَا بَلَغَنَا - فَغَزَوْتَنَا، وَأَبُوْكَ وَجَدُّكَ هُوْلَاكُو كَانَا كَافِرَيْنِ وَمَا عَمِلَا الَّذِي عَمِلْتَ، وَعَاهَدَا فَوَفَيَا، وَأَنْتَ عَاهَدْتَ فَغَدَرْتَ، وَقُلْتَ فَمَا وَفَيْتَ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا قَاضِي القُضَاةِ أَبُو العَبَاسِ بْنُ صَصْرَى إِنَّهُمْ لَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسَ غَازَانَ قُدِّمَ لَهُمْ طَعَامٌ فأَكَلُوا مِنْهُ إِلَّا ابْنَ تَيْمِيَّةَ، فَقِيْلَ لَهُ لِمَ لَا تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: كَيْفَ آكُلُ مِنْ طَعَامِكُمْ وَكُلُّهُ مِمَّا نَهَبْتُمْ مِنْ أَغْنَامِ النَّاسِ، وَطَبَخْتُمُوْهُ مِمَّا قَطَعْتُمْ مِنْ أَشْجَارِ النَّاسِ؟! ثُمَّ إِنَّ غَازَانَ طَلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءَ فَقالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ إِنَّمَا قَاتَلَ لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، وَجِهَادًا فِي سَبِيْلِكَ فَإِنْ تُؤَيِّدُهُ وَتَنْصُرُهُ، وَإِنْ كَانَ لِلْمُلْكِ وَالدُّنْيَا وَالتَّكَاثُرِ فَإِنْ تَفْعَلَ بِهِ وَتَصْنَعُ، وَيَدْعُو عَلَيهِ، وَغَازَانُ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ، وَنَحْنُ نَجْمَعُ ثِيَابَنَا خَوْفًا أَنْ يُقْتَلَ فَيُطَرْطِشَ بِدَمِهِ، ثُمَّ لَمَّا خَرَجْنَا قُلْنَا لَهُ: كِدْتَ تَهْلِكُنَا مَعَكَ، وَنَحْنُ مَا نَصْحَبُكَ مِنْ هُنَا، فَقَالَ: وَلَا أَنَا أَصْحَبُكُمْ. . .".

ص: 507

وَلَهُ نَظْمٌ قَلِيْلٌ وَسَطٌ

(1)

. وَلَمْ يَتَزَوَّجْ، وَلَا تَسَرَّى، وَلَا لهُ مِنَ المَعْلُوْمِ إِلَّا

(1)

مِمَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلهُ علَى لِسَانِ الفُقَرَاءِ المُتَجَرِّدِين:

وَاللهِ مَا فَقْرُنَا اخْتِيَارُ

وَإِنَّمَا فَقْرُنَا اضْطِرَارُ

جَمَاعَةٌ كُلُّنَا كُسَالَى

وَأَكْلُنَا مَا لَهُ عِيَارُ

تَسْمَعُ مِنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا

حَقِيْقَةً كُلُّهَا فُشَارُ

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "الدُّرَر الكَامِنَةِ": "وَكَانَ مِنْ أَذْكِيَاءِ العَالِمِ، وَلَهُ فِي ذلِكَ أُمُوْرٌ عَظيْمَةٌ مِنْهَا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بكْرٍ السَّكَاكِيْنِيَّ عَمِلَ أَبْيَاتًا علَى لِسانِ ذِمِيٍّ فِي إِنْكَارِ القَدَرِ، وَأَوَّلُهَا:

أَيَا عُلَمَاءَ الدِّينِ ذَمِّيُّ دِيْنِكُمْ

تَحَيَّرَ دُلُّوْهُ بِأَعْظَمِ حُجَّةِ

إِذَا مَا قَضى رَبِّي بِكُفْرِي بِزَعْمِكُمْ

وَلَمْ يَرْضَهُ مِنِّي فَمَا وَجْهُ حَيْلَتِي

فَوَقَفَ عَلَيْهِ ابْنُ تَيْمِيَةَ فثَنى إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأخْرَى وَأَجَابَ فِي مَجْلِسِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُوْمَ بِمَائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ بَيْتًا أَوَّلُهَا:

سُوَالِكَ يَا هذَا سُؤَالَ مُعَانِدٍ

مُخَاصِمِ رَبِّ العَرْشِ بَارِي البَرِيَّةِ

وَفِي "تَذْكِرَةِ النَّبِيْهِ" لابْنِ حَبِيْبٍ: وَمِنْ نَظْمِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ أَبْيَاتًا فِي قَوْلِه صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ. . ." الحَدِيْثُ.

عَلَيْكَ بِخَوْفِ اللهِ فِي السِّرِّ وَالجَهْرِ

وَبِالقَصْدِ لِلإِنْفَاقِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ

وَبِالعَدْلِ إِنْ تَغْضَبْ وَإِنْ تَكُ رَاضِيًا

فَهُنَّ ثَلَاثٌ مُنْجِياتٌ مِنَ الشَرِّ

وَإِيَّاكَ وَالشُّحَّ المُطَاعَ وَلَا تَكُنْ

بِمُتَّبِعِ الأَهْوَا فتَرْجِعَ بِالخُسْرِ

وَعُدَّ مِنَ الإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ إِنَّهُ

خِتَامُ الثَّلَاثِ المُهْلِكَاتِ لَدَى الحَشْرِ

وَفِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ": وَمِنْ إِنْشَادِ الشَّيْخِ رحمه الله لِنَفْسِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ:

أَنَا الفَقِيْرُ إِلَى رَبِّ السَّمَاوَاتِ

أَنَا المُسَيْكِيْنُ فِي جَمِيْعِ [كَذَا؟] حَالَاتِي

أَنَا الظُّلُوْمُ لِنَفْسِي وَهِيَ ظَالِمَتِي

وَالخَيْرُ إِنْ جَاءَنَا مِنْ عِنْدَهُ يَاتِي =

ص: 508

شَيْءٌ قَلِيْلٌ. وأَخُوْهُ يَقُوْمُ بِمَصَالِحِهِ، ولَا يَطْلُبُ مِنْهُم غَدَاءً وَلَا عَشَاءً فِي غَالِبِ الوَقْتِ. وَمَا رَأَيْتُ فِي العَالَمِ أَكْرَمَ مِنْهُ، وَلَا أَفْرَغَ مِنْهُ عَنِ الدِّيْنَارِ والدِّرْهَمِ، لَا يَذْكُرُهُ، ولَا أَظُنُّهُ يَدُوْرُ فِي ذِهْنِهِ. وَفِيْهِ مُرُوْءَةٌ، وَقِيَامٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، وَسَعْيٌ فِي مَصَالِحِهِمْ، وَهُوَ فَقِيْرٌ لَا مَالَ لَهُ، وَمَلْبُوْسُهُ كآحَادِ الفُقَهَاءِ؛ فُرَّجِيَّةٌ، وَدِلْقٌ، وَعِمَامَةٌ تَكُوْنُ قِيْمَةَ ثَلَاثِيْنَ دِرْهَمًا، ومَدَاسٌ ضَعِيْفُ الثَّمنِ، وَشَعْرُهُ مَقْصُوْصٌ، وَهُوَ رَبْعُ القَامَةِ، بَعِيْدُ مَا بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ لِسَانَانِ نَاطِقَانِ، وَيُصَلِّي

= لَا أَسْتَطِيْعُ لِنَفْسِي جَلْبَ مَنْفَعَةٍ

وَلَا عَنِ النَّفْسِ فِي دَفْعِ المَضَرَّاتِ

وَلَيْسَ لِي دُوْنَهُ مَوْلًى يُدَبِّرُنِي

وَلَا شَفِيْعٌ إِلَى رَبِّ البَرِيَّاتِ

إِلَّا بِإِذْنٍ مِنَ الرَّحْمَنِ خَالِقِنَا

إِلَى الشَّفِيْعِ كَمَا قَدْ جَا فِي الآيَاتِ

وَلَستُ أَمْلِكُ شَيْئًا دُوْنَهُ أَبَدًا

وَلَا شَرِيْكُ أَنَا فِي بَعْضِ ذَرَّاتِ

وَلَا ظَهِيْرَ لَهُ كَيْمَا يُعَاوِنُهُ

كَمَا يَكُوْنُ لأَرْبَابِ الوِلَايَاتِ

وَالفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَاتِي لَازِمٌ أَبَدًا

كَمَا الغِنَى أَبَدًا وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي

وَهذِهِ الحَالُ حَالُ الخَلْقِ أَجْمَعِهِ .... وَكُلُّهُمْ عِنْدَهُ عَبْدٌ لَهُ آتِي

فَمَنْ بَغَى مَطْلَبًا منْ دُوْنِ خَالِقِهِ

فَهْوَ الجَهُوْلُ الظَّلُوْمُ المُشْرِكُ العَاتِي

وَالحَمْدُ للهِ مِلْءَ الكَوْنِ أَجْمَعِهِ

مَا كَانَ فِيْهِ وَمَا مِنْ بَعْدِهِ يَاتِي

قَالَ العُلَيْمِيُّ: "وَهَذِهِ الأَبْيَاتُ مُتَضَمِّنَةٌ حُسْنَ اعْتِقَادٍ وَافْتِقَارٍ".

يَقولُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحمَن بْنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِيْن - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: هَذِهِ الأَبْيَاتُ مِنْ حَيْثُ الصِّيَاغَةِ الأَدَبِيَّة الفَنِّيَّةِ فِي غَايةِ الرَّدَاءَةِ، لَوْ سَلِمَ مِنْهَا الشَّيْخُ لَكَانَ أَوْلَى. وَلَعَلَّ نِسْبَتَهَا إِلَى الشَّيْخِ لَا تَصِحُّ، فَالعُلَيْمِيُّ لَمْ يُسْنِدْهَا؟! وَإِذَا صَحَّتْ فَهِيَ شِعْرُ عَالِمٍ لا شِعْرُ شَاعِرٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ابنَ تَيْمِيَّةَ لَا يُعَدُّ فِي الشُّعَرَاءِ، وَمَا نُسِبَ إِلَيْهِ مِنَ الشِّعْرِ إِنَّمَا هُوَ مُشَارَكَةٌ.

ص: 509

بِالنَّاسِ صَلَاةً لَا يَكُوْنُ أَطْوَلَ مِنْ رُكُوْعِهَا وَسُجُوْدِهَا

(1)

، وَرُبَّمَا قَامَ لِمَنْ يَجِيْءُ مِنْ سَفَرٍ أَوْ غَابَ عَنْهُ، وَإِذَا جَاءَ فَرُبَّمَا يَقوْمُوْنَ لَهُ، الكُلُّ عِنْدَهُ سَوَاءٌ، كَأَنَّهُ فَارِغٌ مِنْ هَذِهِ الرُّسُوْمِ، وَلَمْ يَنْحَنِ لأَحَدٍ قَطُّ، وَإِنَّمَا يُسَلِّمُ وَيُصَافِحُ وَيَبْتَسِمُ. وَقَدْ يُعَظِّمُ جَلِيْسَهُ مَرَّةً، وَيُهِيْنُهُ فِي المُحَاوَرَةِ مَرَّاتٍ.

قُلْتُ: وَقَدْ سَافَرَ الشَّيْخُ مَرَّةً عَلَى البَريْدِ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ يَسْتَنْفِرُ السُّلْطَانَ عِنْدَ مَجِيْءِ التَّتَرِ سَنَةً مِنَ السِّنِيْنِ، وَتَلَا عَلَيْهِمْ آيَاتُ الجِهَادِ، وَقَالَ: إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنِ "الشَّامِ" وَنُصْرَةِ أَهْلِهِ، وَالذَّبِّ عَنْهُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُقِيْمُ لَهُمُ مَنْ يَنْصُرُهُمْ غَيْرَكُمْ، وَيَسْتَبْدِلُ بِكُم سِوَاكُمْ، وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى

(2)

: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)} ، وَقَوْلَهُ تَعَالَى:

(3)

{إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا} . وَبَلَغَ ذلِكَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ دَقِيْقَ العِيْدِ - وَكَانَ هُوَ القَاضِي حِيْنَئِذٍ - فَاسْتَحْسَنَ ذلِكَ، وَأَعْجَبَهُ هَذَا الاسْتِنْبَاطَ، وَتَعَجَّبَ مِنْ مُوَاجَهَةِ الشَّيْخِ للسُّلْطَانِ بِمِثْلِ هَذَا الكَلَامِ.

وأَمَّا مِحَنُ الشَّيْخِ فَكَثِيْرَةٌ، وشَرْحُهَا يَطُوْلُ جِدًّا. وَقَدِ اعْتَقَلَهُ مُرَّةً بَعْضُ نُوَّابِ السُّلْطَانِ بِـ "الشَّامِ" قَلِيْلًا، بِسَبَبِ قِيَامِهِ عَلَى نَصْرَانِيٍّ سَبَّ الرَّسُوْلَ

(1)

في (ط): "وَسُجُوْد".

(2)

سُورَةُ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

(3)

سُورةُ التَّوْبَة، الآية:39.

ص: 510

- صلى الله عليه وسلم، وَاعْتُقِلَ مَعَهُ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّيْنِ الفَارِقِيَّ

(1)

، ثُمَّ أَطْلَقَهُمَا مُكَرَّمَيْنَ.

وَلَمَّا صنَّفَ المَسْأَلَةَ "الحَمَوِيَّةَ" فِي الصِّفَاتِ شَنَّعَ بِهَا جَمَاعَةٌ، وَنُوْدِيَ عَلَيْهَا فِي الأَسْوَاقِ عَلَى قَصَبَةٍ، وَأَنْ لَا يُسْتَفْتَى مِنْ جِهَةِ بَعْضِ القُضَاةِ الحَنَفِيَّةِ، ثُمَّ انْتَصَرَ للشَّيْخِ بَعْضُ الوُلَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي البَلَدِ حِيْنَئِذٍ نَائِبٌ، وَضُرِبَ المُنَادِي وَبَعْضُ مَنْ مَعَهُ، وَسَكَنَ الأَمْرُ.

ثُمَّ امْتُحِنَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعُمَائَةَ بِالسُّؤَالِ عَنْ مُعْتَقَدِهِ بِأَمْرِ السُّلْطَانِ، فَجَمَعَ نَائِبُهُ القُضَاةَ والعُلَمَاءَ بِالقَصْرِ، وَأُحْضِرَ الشَّيْخُ، وَسَأَلَهُ عَنْ ذلِكَ، فَبَعَثَ الشَّيْخُ مَنْ أَحْضَرَ منْ دَارِهِ "العَقِيْدَةَ الوَاسِطِيَّةَ" فَقَرَءُوْهَا فِي ثَلَاثِ مَجَالِسَ، وَحَاقَقُوْهُ، وَبَحَثُوا مَعَهُ، وَوَقَعَ الاتِّفَاقُ بَعْدَ ذلِكَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ عَقِيْدَةٌ، سُنِّيَّةٌ، سَلَفِيَّةٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ ذلِكَ طَوْعًا، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَهُ كَرْهًا. وَوَرَدَ بَعْدَ ذلِكَ كِتَابٌ مِنَ السُّلْطَانِ فِيْهِ: إِنَّمَا قَصَدْنَا بَراءَةَ سَاحَةِ الشَّيْخِ، وَتَبَيَّنَ لَنَا أَنَّهُ عَلَى عَقِيْدَةِ السَّلَفِ. ثُمَّ إِنَّ المِصْرِيِّيْنَ دَبَّرُوا الحِيْلَةَ فِي أَمْرِ الشَّيْخِ، وَرَأَوا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ البَحْثُ مَعَهُ، وَلَكِنْ يُعْقَدُ لَهُ مَجْلِسٌ، وَيُدَّعَى عَلَيْهِ، وَتُقَامُ عَلَيْهِ الشَّهَادَاتُ. وَكَانَ القَائِمُوْنَ فِي ذلِكَ مِنْهُم: بِيْبَرْسُ الجَاشِنْكِيْرُ، الَّذِي تَسَلْطَنَ بَعْدَ ذلِكَ، وَنَصْرٌ المَنْبِجِيُّ، وابنُ مَخْلُوْفٍ قَاضِي المَالِكِيَّةِ، فَطُلِبَ الشَّيْخُ عَلَى البَرِيْدِ إِلَى "القَاهِرَةِ"، وَعُقِدَ لَهُ ثَانِيَ يَوْمَ وُصُوْلِهِ - وَهُوَ ثَانِي عِشْرِيْنَ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِمَائَةَ - مَجْلِسٌ بِالقَلْعَةِ، وَادُّعِيَ

(1)

في (ط): "الفَارُوقِي" وَالفَارِقِيُّ: خَطِيْبُ الشَّامِ، شَيْخُ دَارِ الحَدِيْثِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ بن عَبْدِ اللهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الفَارِقِيُّ، الشَّافِعِيُّ (ت: 703 هـ).

ص: 511

عَلَيْهِ عِنْدَ ابنِ مَخْلُوْفٍ قَاضِي المَالِكِيَّةِ، أَنَّهُ يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ تَكلَّمَ بِالقُرْآنِ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ، وأَنَّهُ عَلَى العَرْشِ بِذَاتِهِ، وَأَنَّهُ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالإشَارَةِ الحِسِّيَّةِ. وقَالَ المُدَّعِي: أَطْلُبُ تَعْزِيْرَهُ عَلَى ذلِكَ التَّعْزِيْرَ البَلِيْغَ - يُشِيْرُ إِلَى القَتْلِ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ - فَقَالَ القَاضِي: مَا تَقُوْلُ يَا فَقِيْهُ؟ فَحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقِيْلَ لَهُ: أَسْرِعْ مَا جِئْتَ لِتَخْطُبَ، فَقَالَ: أَأُمْنَعُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ تَعَالَى؟! فَقالَ القَاضِي: أَجِبْ، فَقَدْ حَمَدْتَ اللهَ تَعَالَى. فَسَكَتَ الشَّيْخُ، فَقَالَ: أَجِبْ. فَقالَ الشَّيْخُ لَهُ: مَنْ هُوَ الحَاكِمُ فِيَّ؟ فَأَشَارُوا: القَاضِي هُوَ الحَاكِمُ، فَقَالَ الشَّيْخُ لابنِ مَخْلُوْفٍ: أَنْتَ خَصْمِي، كيْفَ تَحْكُمُ فِيَّ؟! وَغَضِبَ، وَمُرَادُهُ: إِنِّي وَإِيَّاكَ مُتَنَازِعَانِ فِي هَذِهِ المَسَائِلِ، فَكَيْفَ يَحْكُمُ أَحَدُ الخَصْمَيْنِ عَلَى الآخَرِ فِيْهَا؟! فَأُقِيْمَ الشَّيْخُ وَمَعَهُ أَخَوَاهُ، ثُمَّ رَدَّ الشَّيْخُ، وَقَالَ: رَضِيْتُ أَنْ تَحْكُمَ فِيَّ، فَلَمْ يُمَكَّنْ مِنَ الجُلُوْسِ. وَيُقَالُ: إِنَّ أَخَاهُ الشَّيْخُ شَرَفَ الدِّيْنِ ابْتَهَلَ، وَدَعا اللهَ عَلَيْهِمْ فِي حَالِ خُرُوْجِهِمْ، فَمَنَعَهُ الشَّيْخُ، وَقَالَ لَهُ: بَلْ قُلْ: اللَّهُمَّ هَبْ لَهُمْ نُوْرًا يَهْتَدُوْنَ بِهِ إِلَى الحَقِّ.

ثُمَّ حُبِسُوا فِي بُرْجٍ أَيَّامًا، وَنُقِلُوا إِلَى الجُبِّ لَيْلةَ عِيْدِ الفِطْرِ، ثُمَّ بُعِثَ كِتَابٌ سُلْطَانِيٌّ إِلَى "الشَّامِ" بالحَطِّ عَلَى الشَّيْخِ، وَإِلْزَامِ النَّاسِ - خُصُوْصًا أَهْلَ مَذْهَبِهِ - بِالرُّجُوْعِ عَنْ عَقِيْدَتِهِ، وَالتَّهْدِيْدِ بِالعَزْلِ وَالحَبْسِ، وَنُوْدِيَ بِذلِكَ فِي الجَامِعَ وَالأسْوَاقِ، ثُمَّ قُرِئَ الكِتَابُ بِسُدَّةِ الجَامِعِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَحَصَلَ أَذًى كَثيْرٌ لِلْحَنَابِلَةِ بِـ "القَاهِرَةِ"، وَحُبِسَ بَعْضُهُمْ، وَأُخِذَ خُطُوْطُ

ص: 512

بَعْضِهِمْ بِالرُّجُوْعِ. وَكَانَ قَاضِيْهِمْ الحَرَّانِيُّ

(1)

قَلِيْلَ العِلْمِ.

ثُمَّ فِي سَلْخِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ أَحْضَرَ سَلَارُ - نَائِبُ السُّلْطَانِ بِـ "مِصْرَ" - القُضَاةَ وَالفُقَهاءَ، وَتَكَلَّمَ فِي إِخْرَاجِ الشَّيْخِ، فَاتَّفَقُوا عَلى أَنَّهُ يُشْتَرَطُ عَلَيْهِ أُمُوْرٌ، وَيُلْزَمُ بِالرُّجُوْعِ عَنْ بَعْضِ العَقِيْدَةِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ مَنْ يُحْضِرُهُ، وَلَيَتَكلَّمُوا مَعَهُ فِي ذلِكَ، فَلَمْ يُجِبْ إِلَى الحُضُوْرِ، وَتَكَرَّرَ الرَّسُوْلُ إِلَيْهِ فِي ذلِكَ سِتَّ مَرَّاتٍ، وَصَمَّمَ عَلَى عَدَمِ الحُضُوْرِ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ المَجْلِسُ، فَانْصَرَفُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ.

ثُمَّ فِي آخِرِ هَذِهِ السَّنَةِ وَصَلَ كتَابٌ إِلَى نَائِبِ السَّلْطَنَةِ بِـ "دِمَشْقَ" مِنَ الشَّيْخِ، فَأَخْبَرَ بِذلِكَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ، وَلَا أَشْجَعَ مِنْهُ. وَذَكَرَ مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي السِّجْنِ مِنَ التَّوَجُّهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ لَا يَقْبَلُ شَيْئًا مِنَ الكِسْوَةِ السُّلْطَانِيَّةِ، وَلَا مِنَ الأَدْرَارِ السُّلْطَانِيِّ، ولَا تَدَنَّسَ بِشَيْءٍ مِنْ ذلِكَ.

ثُمَّ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ دَخَلَ مُهَنَّا بنُ عِيْسَى أَمِيْرُ العرَبِ

(2)

(1)

القَاضِي الحَرَّانِيُّ: هُوَ عَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ يَحْيَى الحَرَّانِيُّ (ت: 709 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ وَقَالَ: هُنَاكَ: "مُزْجَى البِضَاعَةِ مِنَ العِلْمِ".

(2)

مُهَنَّا بْنُ عِيْسَى، حُسَامُ الدِّيْن الطَّائِيُّ، أَمِيْرُ "آلِ فَضْلٍ" مِنْ طَيِّئٍ، وَهُوَ أَمِيْرُ العَرَبِ، وَصَفَهُ الحافِظُ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّهُ "كَانَ وَقُوْرًا، مُتَوَاضِعًا

حَلِيْمًا، ذَا مُرُوءَةٍ وَسُؤْدَدٍ" وَقَالَ ثَانِيَةً:"فِيْهِ خَيْرٌ وَتَعَبُّدٌ". أَخْبَارهُ فِي: مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (187)، وَدُوَلِ الإِسْلَامِ (2/ 184)، وَالبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (14/ 172)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 139)، وَالسُّلُوْكِ (2/ 2/ 389).

وَفَصَّلَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ فِي المُقْتَفَى خَبَرُ مُهَنَّا فَقَالَ: "وَفِي أَوَائِلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ =

ص: 513

إِلَى "مِصْرَ" وَحَضَرَ بِنَفْسِهِ إِلَى السِّجْنِ، وَأَخْرَجَ الشَّيْخَ مِنْهُ، بَعْدَ أَنِ اسْتَأْذَنَ فِي ذلِكَ، وَعُقِدَ للشَّيْخِ مَجَالِسُ حَضَرَهَا أَكَابِرُ الفُقَهَاءِ، وَانْفَصَلَتْ عَلَى خَيْرٍ.

وَذكَرَ الذَّهَبِيُّ وَالبِرْزَالِيُّ وَغَيْرُهُمَا: أَنَّ الشَّيْخَ كَتَبَ لَهُمْ بِخَطِّهِ مُجْمَلًا مِنَ القَوْلِ وَأَلْفَاظًا فِيْهَا بَعْضُ مَا فِيْهَا، لَمَّا خَافَ وَهُدِّدَ بالقَتْلِ، ثُمَّ أُطْلِقَ وَامْتَنَعَ مِنَ المَجِيءِ إِلَى "دِمَشْقَ". وَأَقَامَ بِـ "القَاهِرَةِ" يُقْرِئُ العِلْمَ، وَيَتَكَلَّمَ

= وَصَلَ الأَمِيْرُ حِسَامُ الدِّيْنِ مُهَنَّا بْنُ عِيْسَى إِلَى "دِمَشْقَ" وَتَوَجَّهَ إِلَى "القَاهِرَةِ" فَوَصَلَهَا فِي تاسِعَ عَشَرَ الشَّهْرِ المَذْكُوْرِ، وَحَضَرَ بِنَفْسِهِ إِلَى السِّجْنِ إِلَى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بنِ تَيْمِيَّةَ فَأَخْرَجَهُ بَعْدَ أَنِ اسْتَأْذَنَ فِي ذلِكَ، فَخَرَجَ يوْمَ الجُمُعَةِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنَ الشَّهْرِ إِلَى دَارِ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ بِالقَلْعَةِ، وَحَضَرَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ وَحَصَلَ بَيْنَهُمْ بَحْثٌ كَثِيْرٌ، وَفَرَّقَتْ صَلَاةُ الجُمُعَةِ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا إِلَى المَغْرِبِ وَلَمْ ينْفَصِلِ الأَمْرُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا بِمَرْسُوْمِ السُّلْطَانِ يَوْمَ الأَحَدِ الخَامِسِ وَالعِشرِيْنَ مِنَ الشَّهْرِ مَجْمُوْعَ النَّهَارِ، وَحَضَرَ جَمَاعَةٌ أَكْثَرُ مِنَ الأَوَّلِيْنَ، حَضَرَ نَجْمُ الدِّيْنِ بنُ الرَّفْعَةِ، وَعَلَاءُ الدِّيْنِ البَّاجِيُّ، وَفَخْرُ الدِّيْنِ بنُ بِنْتِ أَبِي سَعْدِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ النَّمْرَاوِيُّ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ بنُ عَدْلَانَ، وَصِهْرُ المَالِكِيِّ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الفُقَهَاءِ، وَلَمْ تَحْضُرِ القُضَاةُ، وَطُلِبُوا وَاعْتَذَرَ بَعْضُهُمْ بِالمَرَضِ وَبَعْضُهُمْ تَبِعَ أَصْحَابَهُ، وَقَبِلَ عُذْرَهُمْ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ، وَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ بِالحُضُوْرِ بَعْدَ أَنْ رَسَمَ السَّلْطَانُ بِحُضُوْرِهِمْ، وَانْفَصَلَ المَجْلِسُ عَلَى خَيْرٍ، وَبَاتَ الشَّيْخُ عِنْدَ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ، وَكَتَبَ كِتَابًا إِلَى "دِمَشْقَ" بُكْرَةَ الاثْنَيْنِ السَّادِسَ وَالعِشْرِيْنَ مِنَ الشَّهْرِ يَتَضَمَّنُ خُرُوْجَهُ، وَأَنَّهُ أَقَامَ بِدَارِ ابْنِ شُقَيْرٍ بِـ "القَاهِرَةِ" وَأَنَّ الأَمِيْرَ سَيْفَ الدِّيْنِ سَلَارَ رَسَمَ بِتَأَخُّرِهِ عَنِ الأَمِيْرِ مُهَنَّا أَيَّامًا لِيَرَى النَّاسُ فَصْلَهُ وَيَحْصُلُ لَهُمْ الاجْتِمَاعُ بِهِ، وَوَصَلَ مُهَنَّا إِلَى "دِمَشْقَ" يَوْمَ الخَمِيْسِ سَادِسَ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ، وَأَقَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَسَافَرَ، ثُمَّ عُقِدَ لِلْشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ مَجْلِسٌ ثَالِثٌ يَوْمَ الخَمِيْسِ سَادِسَ رَبِيع الآخِرِ بِـ "المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" بِـ "القَاهِرَةِ".

ص: 514

فِي الجَوامِعِ وَالمَجَالِسِ العَامَّةِ، وَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ خَلْقٌ.

ثُمَّ فِي شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ المَذْكُوْرَةِ اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ وكَثِيْرَةٌ مِنَ الصُّوْفِيَّةِ، وَشَكَوا مِنَ الشَّيْخِ إِلَى الحَاكِمِ الشَّافِعِيِّ

(1)

، وَعُقِدَ لَهُ مَجْلِسٌ لِكَلَامِهِ فِي ابنِ عَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ، وَادَّعَى عَلَيْهِ ابنُ عَطَاءٍ

(2)

بِأَشْيَاء، وَلَمْ يَثْبُتْ مِنْهَا شَيْئًا، لكِنَّهُ اعْتَرَفَ أَنَّهُ قَالَ: لَا يُسْتَغَاثُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، اسْتِغَاثَةً بِمَعْنَى العِبَادَةِ، وَلكِنْ يُتَوَسَّلُ بِهِ، فَبَعْضُ الحَاضِرِيْنَ قَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا شَيْءٌ. وَرَأَى الحَاكِمُ ابنُ جَمَاعَةَ: أَنَّ هَذَا إِسَاءَةُ أَدَبٍ، وَعَنَّفَهُ عَلَى ذلِكَ، فَحَضَرَتْ رِسَالَةٌ إِلَى القَاضِي أَنْ يَعْمَلَ مَعَهُ مَا تَقْتَضِيْهِ الشَّرِيْعَةُ فِي ذلِكَ، فَقَالَ القَاضِي: قَدْ قُلْتُ لَهُ مَا يُقَالُ لِمِثْلِهِ. ثُمَّ إِنَّ الدَّوْلَةَ خَيَّرُوْهُ بَيْنَ أَشْيَاء، وَهِيَ الإقامَةُ بِـ "دِمَشْقَ"، أَوْ بِـ "الإِسْكَنْدَرِيَّةِ" بِشُرُوْطٍ، أَوِ الحَبْسُ، فَاخْتَارَ الحَبْسَ، فَدَخَلَ علَيْهِ أَصْحَابُهُ فِي السَّفَرِ إِلَى "دِمَشْقَ" مُلْتَزِمًا مَا شُرِطَ عَلَيْهِ، فَأَجَابَهُمْ، فَأَرْكَبُوْهُ خَيْلَ البَرِيْدِ، ثُمَّ رَدُّوْهُ فِي الغَدِ، وَحَضَرَ عِنْدَ القَاضِي بِحُضُوْرِ جَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: مَا تَرْضى الدَّوْلَةُ إِلَّا بِالحَبْسِ، فَقَالَ القَاضي: وَفِيْهِ مَصْلَحَةٌ لَهُ، وَاسْتَنَابَ التُّوْنِسِيُّ المَالِكِيُّ وَأُذِنَ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِ بِالحَبْسِ، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: مَا ثَبَتَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَأُذِنَ لِنُوْرِ الدِّيْنِ الزَّوَاوِيِّ المَالِكِيِّ، فَتَحَيَّرَ، فَقَالَ الشَّيْخُ: أَنَا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَمَاعَةَ (ت: 733 هـ).

(2)

فِي المُقْتَفَى لِلْبِرْزَالِيِّ (2/ وَرَقَة 126): "وَفِي شَهْرِ شَوَّالٍ شَكَى شَيْخُ الصُّوْفيَّةِ بِـ "القَاهِرَةِ" كَرِيْمُ الدِّيْنِ الآمُلِيُّ وابْنُ عَطَا وَجَمَاعَةٌ نَحْوَ الخَمْسِمَائَةِ مِنَ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بْنِ تَيْمِيَّةَ وَكَلَامِهِ فِي ابْنِ عَرَبِي وَغَيْرِهِ. . .".

ص: 515

أَمْضِي إِلَى الحَبْسِ، وَأَتْبَعُ مَا تَقْتَضِيْهِ المَصْلَحَةُ، فَقَالَ الزَّوَاوِيُّ المَذْكُوْرُ: فَيَكُوْنُ فِي مَوْضِعٍ يَصْلُحُ لِمِثْلِهِ، فَقِيْلَ لَهُ: مَا تَرْضَى الدَّوْلَةُ إلَّا بمُسَمَّى الحَبْسِ، فَأُرْسِلَ إِلى حَبْسِ القَاضِي، وَأَجْلِسُ فِي المَوْضِعِ الَّذِي أُجْلِسَ فِيْهِ القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ بنُ بِنْتِ الأَعَزِّ

(1)

لَمَّا حُبِسَ، وَأُذِنَ أَنْ يَكُوْنَ عِنْدَهُ مَنْ يَخْدِمُهُ. وَكَانَ جَمِيْعُ ذلِكَ بِإِشَارَةِ نَصْرٍ المَنْبِجِيِّ. وَاسْتَمَرَّ الشَّيْخُ فِي الحَبْسِ يُسْتَفْتَى، وَيَقْصُدُهُ النَّاسُ، وَيَزُوْرُوْنَهُ، وَتَأْتِيْهِ الفَتَاوَى المُشْكِلَةُ مِنَ الأُمَرَاءِ وَأَعْيَانِ النَّاسِ. وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَدْخُلُوْنَ عَلَيْهِ أَوَّلًا سِرًّا، ثُمَّ شَرَعُوا يَتَظَاهَرُوْنَ بِالدُّخُوْلِ عَلَيْهِ، فَأَخْرَجُوْهُ فِي سَلْطَنَةِ الجَاشنكير المُلَقَّبِ بِالمُظَفَّرِ إِلَى "الإسْكَنْدَرِيَّة" عَلَى البَرِيْدِ، وَحُبِسَ فِيْهَا فِي بُرْجٍ حَسَنٍ مُضِيْءٍ مُتَّسِعٌ، يَدْخُلُ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ، وَيَمْنَعُ هُوَ مَنْ شَاءَ، وَيَخْرُجُ إِلَى الحَمَّامِ إِذَا شَاءَ. وَكَانَ قَدْ أُخْرِجَ وَحْدَهُ، وَأَرْجَفَ الأَعْدَاءُ بِقَتْلِهِ وَتَفْرِيْقِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَضَاقَتْ بِذلِكَ صُدُوْرُ مُحِبِّيْهِ بِـ "الشَّامِ" وَغَيْرِهِ، وَكَثُرَ الدُّعَاءُ لَهُ. وَبَقِيَ فِي "الإسْكَنْدرِيَّةِ" مُدَّةَ سَلْطَنَةِ المُظَفَّرِ. فَلَمَّا عَادَ المَلِكُ النَّاصِرُ إِلَى السَّلْطَنَةِ وَتَمَكَّنَ، وَأَهْلَكَ المُظَفَّرِ، وَحُمِلَ شَيْخُهُ نَصْرٌ المَنْبِجِيُّ، وَاشْتَدَّتْ مُوْجِدَةُ السُّلْطَانِ عَلَى القُضَاةِ لِمُدَاخَلَتِهِم المُظَفَّرَ، وَعَزَلَ بَعْضَهُمْ: بَادَرَ بِإِحْضَارِ الشَّيْخِ إِلَى "القَاهِرَةِ" مُكَرَّمًا فِي شَوَّالٍ سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِمَائَةَ، وَأَكْرَمَهُ السُّلْطَانُ إِكْرَامًا زَائِدًا، وَقَامَ إِلَيْهِ، وَتَلَقَّاهُ فِي مَجْلِسٍ حَفِلٍ فِيْهِ قُضَاةُ المِصْرِيِّيْنَ وَالشَّامِيِّيْنَ، وَالفُقَهَاءُ وَأَعْيَانُ الدَّوْلَةِ، وَزَادَ فِي إِكْرَامِهِ عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ يُسَارُّهُ وَيَسْتَشِيْرُهُ سُوَيْعَةً،

(1)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ (ت: 695 هـ) وَسَبَبُ سَجْنِهِ فِي طَبَقَاتِ السُّبْكِيِّ (8/ 173).

ص: 516

وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِحُضُوْرِهِمْ ثَنَاءً كَثِيْرًا، وَأَصْلَحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ شَاوَرَهُ فِي أَمْرٍ هَمَّ بِهِ فِي حَقِّ القُضَاةِ، فَصَرَفَهُ عَنْ ذلِكَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ، وَأَنَّ ابنَ مَخْلُوْفٍ كَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْنَا أَفْتَى مِنِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، سَعَيْنَا فِي دَمِهِ، فَلَمَّا قَدَرَ عَلَيْنَا عَفَا عَنَّا. وَاجْتَمَعَ بِالسُّلْطَانِ مَرَّةً ثَانِيَةً بَعْدَ أَشْهُرٍ، وَسَكَنَ الشَّيْخُ بِـ "القَاهِرَةِ"، وَالنَّاسُ يَتَرَدَّدُوْنَ إِلَيْهِ، وَالأُمَرَاءُ وَالجُنْدُ، وَطَائِفَةٌ مِنَ الفُقَهَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَيَتَنَصَّلُ مِمَّا وَقَعَ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَفِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَصَلَ النَّبَأُ أَنَّ الفَقِيْهَ البَكْرِيَّ - أَحَدَ المُبْغِضِيْنَ للشَّيْخِ - اسْتَفْرَدَ بالشَّيْخِ بِـ "مِصْرَ" وَوَثَبَ عَلَيْهِ، وَنَتَشَ بِأَطْوَاقِهِ، وَقَالَ: احْضُرْ مَعِي إِلَى الشَّرْعِ، فَلِيَ عَلَيْكَ دَعْوًى، فَلَمَّا تَكَاثَرَ النَّاسُ انْمَلَصَ، فَطُلِبَ مِنْ جِهَةِ الدَّوْلَةِ، فَهَرَبَ وَاخْتَفَى. وَذَكَرَ غَيْرُهُ أَنَّهُ ثَارَ بِسَبَبِ ذلِكَ فِتْنَةٌ، وَأَرَادَ جَمَاعَةٌ الانْتِصَارَ مِنَ البَكْرِيِّ فَلَمْ يُمَكِّنْهُمُ الشَّيْخُ مِنْ ذلِكَ. وَاتَّفَقَ بَعْدَ مُدَّةٍ أَنَّ البَكْرِيَّ هَمَّ السَّلْطَانُ بِقَتْلِهِ، ثُمَّ رَسَمَ بِقَطْعِ لِسَانِهِ؛ لِكَثْرَةِ فُضُوْلِهِ وَجَرَاءَتِهِ، ثُمَّ شَفَعَ فِيْهِ، فَنُفِيَ إِلَى الصَّعِيْدِ، وَمُنِعَ مِنَ الفَتْوَى بِالكَلَامِ فِي العِلْمِ. وَكَانَ الشَّيْخُ فِي هَذِهِ المُدَّةِ يُقْرِئُ العِلْمِ، وَيَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِي مَجَالِسَ عَامَّةٍ. قَدِمَ إِلَى "الشَّامِ" هُوَ وَإِخْوَتُهُ

(1)

سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بِنِيَّةِ الجِهَادِ، لَمَّا قَدِمَ السَّلْطَانُ لِكَشْفِ التَّتَرِ عَنِ "الشَّامِ". فَخَرَجَ مَعَ الجَيْشِ،

(1)

يُلَاحِظُ فِي أَوَّلِ النَّصِّ "إِخْوَتُهُ" وَفِي آخِرِ النَّصِّ: "أَخَوَاهُ" وَإِخْوَتُهُ الأَشِقَّاءُ - فِيْمَا يَظْهَرُ - عَبْدُ الله، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وعَبْدُ القَادِرِ. لَكِنَّ الَّذِيْنَ تَرَدَّدَ ذِكْرُهُمَا فِي أَخْبَارِهِ هُمَا عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَلَعَلَّهُ يَقْصُدُ بِالعِبَارَةِ الأُوْلَى أَخَوَاهُ وَأَتْبَاعَهُ.

ص: 517

وَفَارَقَهُمْ مِنْ "عَسْقَلَانَ"، وَزَارَ "البَيْتَ المُقَدَّسَ". ثُمَّ دَخَلَ "دِمَشْقَ" بَعْدَ غَيْبَتِهِ عَنْهَا فَوْقَ سَبْعِ سِنيْنَ، وَمَعَهُ أَخَوَاهُ (1) وجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَخَرَجَ خَلْقٌ كَثيْرٌ لِتَلَقِّيْهِ، وَسُرَّ النَّاسُ بِمَقْدَمِهِ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ أَوَّلًا مِنْ إِقْرَاءِ العِلْمِ، وَتَدْرِيْسِهِ بِمَدْرَسَةِ "السُّكَّرِيَّةِ"، وَ"الحَنبَلِيَّةِ"، وَإِفتَاءِ النَّاسِ وَنَفْعِهِمْ.

ثُمَّ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ: وَرَدَ كِتَابٌ مِنَ السُّلْطَانِ بِمَنْعِهِ مِنَ الفَتْوَى فِي مَسْأَلَةِ الحَلِفِ بِالطَّلَاقِ بِالتَّكْفِيْرِ، وَعُقِدَ لَهُ مَجْلِسٌ بـ "دَارِ السَّعَادَةِ" وَمُنِعَ مِنْ ذلِكَ، وَنُوْدِيَ بِهِ فِي البَلَدِ.

ثُمَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ عُقِدَ لَهُ مَجْلِسٌ أَيْضًا كَالمَجْلِسِ الأَوَّلِ، وَقُرِئَ كِتَابُ السُّلْطَانِ بِمَنْعِهِ مِنْ ذلِكَ، وَعُوْتِبَ عَلَى فُتْيَاهُ بَعْدَ المَنْعِ، وَانْفَصَلَ المَجْلِسُ عَلَى تَأْكِيْدِ المَنْعِ. ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ عُقِدَ لَهُ مَجْلِسٌ ثَالِثٌ بِسَبَبِ ذلِكَ، وَعُوْتِبَ، وَحُبِسَ بالقَلْعَةِ، ثُمَّ حُبِسَ لأَجْلِ ذلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، وَمُنِعَ بسَبَبِهِ مِنَ الفُتْيَا مُطْلَقًا، فَأَقَامَ مُدَّةً يُفْتِي بِلِسَانِهِ، وَيَقُوْلُ: لَا يَسَعُنِي كَتْمُ العِلْمِ.

وَفِي آخِرِ الأَمْرِ: دَبَّرُوا عَلَيْهِ الحِيْلَةَ فِي مَسْأَلَةِ المَنْعِ مِنَ السَّفَرِ إِلَى قُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ، وَأَلْزَمُوْهُ مِنْ ذلِكَ التَّنَقُّصُ بِالأَنْبِيَاءِ، وَذلِكَ كُفْرٌ، وأَفْتَى بذلِكَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ، وَهُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ نَفْسًا، رَأَسَهُمُ القَاضِي الإِخْنَائِيَّ المَالِكِيُّ، وَأَفْتَى قُضَاةُ "مِصْرَ" الأرْبَعَةِ بِحَبْسِهِ، فَحُبِسَ بِـ "قَلعةِ دِمَشْقَ" سَنَتَيْنِ وَأَشْهُرًا، وَبِهَا مَاتَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

وَقَدْ بَيَّنَ رحمه الله أَنَّ مَا حُكِمَ عَلَيْهِ بِهِ باطِلٌ بإِجْمَاعِ المُسْلِمِيْن مِنْ وُجُوْهٍ كَثِيْرَةٍ جِدًّا، وَأَفتَى جَمَاعَةٌ بأَنَّهُ يُخْطِئُ فِي ذلِكَ خطَأَ المُجْتَهِدِيْنَ

ص: 518

المَغْفُوْرِ لَهُمْ، وَوَافَقَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ "بَغْدَادَ" وَغَيْرِهِمْ، وَكَذلِكَ ابْنَا أَبِي الوَلِيْدِ شَيْخِ المَالِكِيَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" أَفْتَيَا: أَنَّهُ لَا وَجْهَ للاعْتِرَاضِ عَلَيْهِ فِيْمَا قَالَهُ أَصْلًا، وَأَنَّهُ نَقَلَ خِلَافَ العُلَمَاءِ فِي المَسْأَلَةِ، وَرَجَّحَ أحَدَ القَوْلَيْنِ فِيْهَا.

وَبَقِيَ مُدَّةً فِي القَلْعَةِ يَكْتُبُ العِلْمِ وَيُصَنِّفُهُ، وَيُرْسلُ إِلَى أَصْحَابِهِ الرَّسَائِلَ، وَيَذْكُرُ مَا فَتَحَ اللهُ بِهِ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ المَرَّةِ مِنَ العُلُوْمِ العَظِيْمَةِ، وَالأَحْوَالِ الجَسِيْمَةِ. وَقَالَ: قَدْ فَتَحَ اللهُ عَلَيَّ فِي هَذَا الحِصْنِ فِي هَذِهِ المَرَّةِ مِنْ مَعَانِي القُرْآنِ، وَمِنْ أُصُوْلِ العِلْمِ بِأَشْيَاءٍ، كَانَ كَثيْرٌ مِنَ العُلَمَاءِ يَتَمَنَّوْنَهَا، وَنَدِمْتُ عَلَى تَضْيِيْعِ أَكْثَرِ أَوْقَاتِي فِي غَيْرِ مَعَانِي القُرْآنِ، ثُمَّ إِنَّهُ مُنَعَ مِنَ الكِتَابَةِ، وَلَمْ يُتْرَكُ عِنْدَهُ دَوَاةٌ وَلَا قَلَمٌ وَلَا وَرَقٌ، فَأَقْبَلَ عَلَى التِّلَاوَةِ وَالتَّهَجُّدِ، وَالمُنَاجَاةِ وَالذِّكْرِ.

قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ الله بنُ القَيِّمِ: سَمِعْتُ شَيْخَنَا شَيْخَ الإِسْلَامِ بنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللهُ رَوْحَهُ، وَنَوَّرَ ضَرِيْحَهُ، يَقُوْلُ: إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الآخِرَةِ. قَالَ: وَقَالَ لِيَ مَرَّةً: مَا يَصْنَعُ أَعْدَائِي بِي؟ أَنَا جَنَّتِي وَبُسْتَانِي فِي صدْرِي، أَيْنَ رُحْتُ فَهِيَ مَعِي، لَا تُفَارِقُنِي، أَنَا حَبْسِي خَلْوَةٌ، وَقَتْلِي شَهَادَةٌ، وَإِخْرَاجِي مِنْ بَلَدِي سِيَاحَةٌ. وَكَانَ فِي حَبْسِهِ فِي القَلْعَةِ يَقُوْلُ: لَوْ بَذَلْتُ مِلْءَ هَذِهِ القَلْعَةَ ذَهَبًا مَا عَدَلَ عِنْدِي شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ - أَوْ قَالَ: مَا جَزَيْتُهُمْ عَلَى مَا تَسَبَّبُوا لِي فِيْهِ مِنَ الخَيْرِ -، وَنَحْوَ هَذَا. وَكَانَ يَقُوْلُ - فِي سُجُوْدِهِ، وَهُوَ مَحْبُوْسٌ -: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، مَا شَاءَ اللهُ. وَقَالَ مَرَّةً: المَحْبُوْسُ مَنْ حُبِسَ قَلْبُهُ عَنْ

ص: 519

رَبِّهِ، وَالمَأْسُوْرُ مَنْ أَسَرَهُ هَوَاهُ.

وَلَمَّا دَخَلَ إِلَى القَلْعَةِ، وَصَارَ دَاخِلَ سُوْرِهَا نَظَرَ إِلَيْهِ، وَقَالَ:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)}

(1)

.

قَالَ شَيْخُنَا: وَعَلِمَ اللهُ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَطْيَبَ عَيْشًا مِنْهُ قَطُّ، مَعَ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ الحَبْسِ وَالتَّهْدِيْدِ وَالإِرْجَافِ، وَهُوَ مَعَ ذلِكَ أَطْيَبُ النَّاسِ عَيْشًا، وَأَشْرَحُهُمْ صَدْرًا، وَأَقْوَاهُمْ قَلْبًا، وَأَسَرُّهُمْ نَفْسًا، تَلُوْحُ نَضْرَةُ النَّعِيْمِ عَلَى وَجْهِهِ، وَكُنَّا إِذَا اشْتَدَّ بِنَا الخَوْفُ وَسَاءَتْ بِنَا الظُّنُوْنُ، وَضَاقَتْ بِنَا الأَرْضُ: أتَيْنَاهُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ نَرَاهُ، وَنَسْمَعَ كَلَامَهُ، فَيَذْهَبُ عَنَّا ذلِكَ كُلُّهُ، وَيَنْقَلِبُ انْشِرَاحًا وَقُوَّةً وَيَقِيْنًا وَطُمَأْنِيْنَةً. فَسُبْحَانَ مَنْ أَشْهَدَ عِبَادَهُ جَنَّتَهُ قَبْلَ لِقَائِهِ، وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْوَابَهَا فِي دَارِ العَمَلِ، فَأَتَاهُمْ مِنْ رَوْحِهَا وَنَسِيْمِهَا وَطِيْبِهَا مَا اسْتَفْرَغَ قُوَاهُمْ لِطَلَبِهَا، والمُسَابَقَةِ إِلَيْهَا. اهـ.

وَأَمَّا تَصَانِيْفُهُ رحمه الله فَهِيَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ، وَأَعْرَفُ مِنْ أَنْ تُنْكَرَ، سَارَتْ مَسِيْرَ الشَّمْسِ فِي الأَقْطَارِ، وَامْتَلأَتْ بِهَا البِلَادُ وَالأَمْصَارُ، قَدْ جَاوَزَتْ حَدَّ الكَثْرَةِ، فَلَا يُمْكنُ أَحَدٌ حَصْرَهَا، وَلَا يَتَّسِعُ هَذَا المَكَانُ لِعَدِّ المَعْرُوْفِ مِنْهَا، وَلَا ذِكْرِهَا.

وَلْنَذْكُرْ نَبْذَةً مِنْ أَسمَاءِ أَعْيَانِ المُصَنَّفَاتِ الكِبَارِ

(2)

كِتَابُ "الإيْمَانِ"

(1)

سُورَة الحَديد.

(2)

لَا يُمْكِنُ التَّعْلِيْقُ علَى مُصَنَّفَاتِ الإِمَامِ شَيْخَ الإِسْلَامِ هُنَا؛ لِكَثْرَتِهَا وَتَنَوُّعهَا، وَكَثر نُسَخِهَا، وَطُوْلِ الحَدِيْثِ عَنْهَا، وَضِيْقِ المَقَامِ، وَقَدْ جُمِعَتْ مُؤَلَّفَاتُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي عَصْرِهِ وَنَشَرَهَا =

ص: 520

مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "الاسْتِقَامَةِ" مُجَلَّدَانِ "جَوَابُ الاعْتِرَاضَاتِ المِصْرِيَّة عَلَى الفَتَاوَى الحَمَوِيَّةِ" أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ كِتَابُ "تَلْبِيْسِ الجَهْمِيَّةِ فِي تَأْسِيْسِ بِدَعِهِمْ الكَلَامِيَّةِ" فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ كِبَارٍ، كِتَابُ "المِحْنَةِ المِصْرِيَّةِ" مُجَلَّدَانِ "المَسَائِلُ الإسْكَنْدَارَانِيَّةُ" مُجَلَّدٌ "الفَتَاوَى المِصْرِيَّةُ" سَبْعُ مُجَلَّدَاتٍ. وَكُلُّ هَذِهِ التَّصَانِيْفِ مَاعَدَا كِتَابَ "الإيْمَانِ" كَتَبَهُ وَهُوَ بِـ "مِصْرَ" فِي مُدَّةِ سَبْعِ

= الدُّكْتُورُ صَلَاحَ الدِّيْنِ المُنَجِّدِ بِعُنْوَانِ "أَسْمَاءُ مُؤَلَّفَاتِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ" وَنَسَبَهَا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ القَيِّمِ الإِمَامِ المَشْهُوْرِ (ت: 751 هـ) فِي مَجَلَّةِ المَجْمَعِ العِلْمِيِّ العَربِيِّ بِـ "دِمَشْقَ"(28/ 1953/ 371 - 395) ثُمَّ أَفْردَهَا فِي رِسَالَةٍ خَاصَّةً. وَقَدْ صَحَّحَ جَامِعَا سِيْرَةِ شَيْخِ الإسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ خَطَأً وَقَعَ فِيْهِ الدُّكْتُور المُنَجِّد فِي طَبْعَتِهِ هَذِهِ مِنْ نَاحِيَتَيْنِ؛ الأُوْلَى: أَنَّ مَا نَشَرَهُ تَهْذِيْبٌ لِلرِّسَالَةِ المَذْكُوْرَةِ، وَالأُخْرَى: أَنَّهَا لَيْسَتْ لاِبْنِ القَيِّمِ، وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ جَمْعِ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ المَعْرُوفِ بِـ "ابْنِ رُشَيِّقٍ" المَغْرِبِيِّ المَالِكِيِّ (ت: 749 هـ) مَعَ مَلْحُوظَاتٍ أُخْرَى عَلَى نَشْرَتِهِ لَا تَقِلُّ أَهْمِيَّةً عنْ هَاتَيْنِ؟! تَجِدُ التَّفْصِيْلَ فِي كِتَابِهِمَا، وَقَدْ وُفِّقَا كُلَّ التَّوْفِيْق فِي ذلِكَ، وَالدُّكْتُور المُنَجَّدِ اعْتَمَدَ علَى نُسْخَةٍ بِخَطِّ الشَّيْخِ جَمِيْل العَظْمِ، وَأَهْمَلَ النُّسْخَةَ المَوْجُوْدَةَ فِي الظَّاهِرِيَّةِ الَّتِي بِخَطِّ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ طَاهِرٍ الجَزَائِرِيِّ، كَتَبَهَا سَنةَ (1318 هـ) أَوْ لَمْ يَعْرِفْهَا، وَهِيَ أَوْفَى مِنْهَا، وَالشَّيخُ الجَزَائِرِيُّ رحمه الله لَمْ يَجْزِمْ بِأَنَّهَا لابْنِ القَيِّمِ" وَكُنْتُ أَوَدُّ أَنَّ الأَخَوَيْنِ بَذَلَا مَزِيْدًا مِنَ الجُهْدِ لِلْحُصُولِ علَى أَصْلِ نُسْخَةِ الشَّيْخِ الجَزَائِرِيِّ؛ لأَنَّها قَرِيْبَةُ العَهْدِ، كَمَا كُنْتُ أَتَمَنَّى أنَّهُمَا نَشَرَاهَا نَشْرَةً مُسْتَقِلَّةً مُعَلَّقًا عَلَيْهَا بِتَعْريْفِ مُفَصَّل لِكُلِّ كِتَابٍ وَرِسَالَةٍ وذَكَرَا طَبَعَاتِهَا، وَأَمَاكِنَ وُجُوْدِ المَخْطُوْطِ مِنْهَا، مَعَ اسْتِدْرَاكِ مَا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهُ مِمَّا لمْ يَذْكُرْهُ مُصَنِّفُ الرِّسَالَةِ، وَيُلْحِقَاهَا بِكِتَابِهِمَا "الجَامِعِ. . ." وَهُمَا قَادِرَانِ عَلَى ذلِكَ بِإِذْنِ اللهِ، فَإِنَّ مُجَرَّدَ سَرْدِهَا لَا يَفِي بِالغَرَضِ كَامِلًا، فَلَعَلَّهُمَا أَنْ يَفْعلَا ذلِكَ مُسْتَقْبَلًا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

ص: 521

سِنِيْنَ صَنَّفَهَا فِي السِّجْنِ، وَكَتَبَ مَعَهَا أَكْثَرَ مِنْ مَائَةِ لَفَّةِ وَرَقٍ أَيْضًا، كِتَابُ "دَرْءِ تَعَارُضِ العَقْلِ والنَّقْلِ" أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ كِبَارٍ و"الجَوَابُ عَمَّا أَوْرَدَهُ للشَّيْخِ كَمَالِ الدِّيْنِ بنِ الشَّرِيْشِيِّ عَلَى هَذَا الكِتَابِ" نَحْوَ مُجَلَّدٍ، كِتَابُ "مِنْهَاجِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ فِي نَقْضِ كَلَامِ الشِّيْعَةِ وَالقَدَرِيَّةِ" أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ "الجَوَابِ الصَّحِيْحُ لِمَنْ بَدَّلَ دِيْنَ المَسِيْحِ" مُجَلَّدَانِ "شَرْحُ أَوَّلِ المُحَصَّلِ" للرَّازِيِّ، مُجَلَّدٌ "شَرْحُ بِضْعَةَ عَشَرَ مَسْأَلَةً مِنَ الأَرْبَعِيْنَ" للرَّازِيِّ، مُجَلَّدَانِ "الرَّدُّ عَلَى المَنْطِقِ" مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ "الرَّدُّ عَلَى البَكْرِيِّ فِي مَسْأَلَةِ الاسْتِغَاثَةِ" مُجَلَّدٌ "الرَّدُّ عَلَى أَهْلِ كُسْرُوَان الرَّوَافِضِ" مُجَلَّدَانِ

(1)

"الصَّفَدِيَّةُ"، جَوَابُ مَنْ قَالَ: إِنَّ مُعْجِزَاتِ الأَنْبِيَاءِ قُوًى نَفْسَانِيَّةٌ، مُجَلَّدٌ "الهَلَاوُونِيَّةُ"

(2)

مُجَلَّدٌ "شَرْحُ عَقِيْدَةِ الأَصْبَهَانِيِّ" مُجَلَّدٌ "شَرْحُ العُمْدَةِ" للشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، كَتَبَ مِنْهُ نَحْوَ أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ

(3)

"تَعْلِيْقَةٌ عَلَى المُحَرَّرِ" فِي

(1)

وَلِشَيْخ الإِسْلَامِ رحمه الله رِسَالَةً كَتَبَ بِهَا إِلَى ابْنِ عَمِّه عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بِسَبَبِ فَتح جَبَلِ "كُسْرُوَان" فِي مَكْتَبَةِ كُوْبِرَلِي بِـ "تُرْكِيَا" ضِمْنَ مَجْمُوع رَقمه (1142)(3 ق 186 - 188) وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ العَزِيْزِ هَذَا (ت: 736 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(2)

في (ط): "الهلاونية" وَفِي "أَعْيَانِ العَصْرِ" جَوَابٌ وَرَدَ علَى لِسَانِ مَلِكِ التَّتَارِ".

(3)

فَائِدَةٌ مُهِمَّةٌ: جَاءَ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (ب) مَا يَلِي: "يَقُوْلُ كَاتِبُ هَذِهِ الأَحْرُفِ الفَقِيْرُ عَبْدُ اللهِ الطَّلَبَانِيُّ: بَلْ ثَمَانِ مُجَلَّدَاتٍ اسْتَنْسَخَهَا وَالِدِي، وَكَانَتْ عِنْدَهُ، ثُمَّ اسْتَوْلَيْتُ عَلَيْهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ بِقَرِيْبِ ثَمَانِ سنِيْنَ بعد (كذَا؟) مِنْهَا سَبْعَةٌ وَالثَّامِنُ كَانَ مَوْقُوْفًا بَعْدَ وَالِدِي عَلَى أَوْلَادِهِ، فَكَانَ تَحْتَ يَدِ أَخِي طَلْحَةَ؛ لأَنَّهُ كَانَ الأرْشَدَ، وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ بِـ "دِمَشْقَ" - أَظُنُّ - وَلَا فِي غَيْرِهَا أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ إِلَّا عِنْدَنَا. فَإِنَّ الَّذِي كَتَبَهَا لِوَالِدِي تتَبَّعَهَا مِنْ كَرَارِيْسِ وَأَوْرَاقٍ مُتَفَرِّقَةٍ بِـ "القَاهِرَةِ" بِخَطِّ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ، وَقَدِ انْدَرَسَتْ أَمَاكِنٌ =

ص: 522

الفِقْهِ لِجَدِّهِ، عِدَّةُ مُجَلَّدَاتٍ "الصَّارِمُ المَسْلُوْلُ عَلَى شَاتِمِ الرَّسُوْلِ" مُجَلَّدٌ "بَيَانُ الدَّلِيْلِ عَلَى بُطْلَانِ التَّحْلِيْلِ" مُجَلَّدٌ "اقْتِضَاءُ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ فِي مُخَالَفَةِ أَصْحَابِ الجَحِيْمِ" مُجَلَّدٌ "التَّحْرِيْرُ فِي مَسْأَلَةِ حَقِيْر" مُجَلَّدٌ فِي مَسْأَلَةٍ مِنَ القِسْمَةِ، كَتَبَهَا اعْتِرَاضًا عَلَى الخُوَيِّيِّ فِي حَادِثَةٍ حَكَمَ فِيْهَا "الرَّدُّ الكَبِيْرِ عَلَى مَنْ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ فِي مَسْأَلَةِ الحَلِفِ بالطَّلَاقِ" ثَلَاثُ مُجَلَّدَاتٍ، كِتَابُ "تَحْقِيْقِ الفُرْقَانِ بَيْنَ التَّطْلِيْقِ وَالأَيْمَانِ" مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ "الرَّدُّ عَلَى الأَخْنَائِيِّ فِي مَسْأَلَةِ الزِّيَارَةِ" مُجَلَّدٌ. وَأَمَّا القَوَاعِدُ المُتَوَسِّطَةُ والصِّغَارُ وَأَجْوِبَةُ الفَتَاوَى فلَا يُمْكِنُ الإِحَاطَةُ بِهَا؛ لِكَثْرَتِهَا وَانْتِشَارهَا وَتَفَرُّقِهَا. وَمِنْ أَشهَرِهَا "الفُرْقَانُ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ" مُجَلَّدٌ لَطِيْفٌ، "الفُرْقَانُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبُطْلَانِ" مُجَلَّدٌ لَطِيْفٌ "الفُرْقَانُ بَيْنَ الطَّلَاقِ وَالأيْمَانِ" مُجَلَّدٌ لَطِيْفٌ، "السِّيَاسَةُ الشَّرْعِيَّةُ فِي إِصْلَاحِ الرَّاعِي وَالرَّاعِيَّةِ" مُجَلَّدٌ لَطِيْفٌ "رَفْعُ المَلَامِ عَنِ الأَئِمَّةِ الأَعْلَامِ" مُجَلَّدٌ لَطِيْفٌ

(1)

.

ذِكْرُ نُبْذَةٍ مِنْ مُفْرَدَاتِهِ وَغَرَائِبِهِ:

اخْتَارَ ارْتِفَاعَ الحَدَثِ

(2)

بالمِيَاهِ المُعْتَصَرَةِ؛ كَمَاءِ الوَرْدِ وَنَحْوِهِ.

= كَثِيْرةٌ مِنَ الخَطِّ، فَكَانَ فِي المُجَلَّدَاتِ الأَوَاخِرِ مِنْ نُسْخَتِنَا بَيَاضَاتٌ كَثِيْرَةٌ فِي بَعْضِ الأَمَاكِنِ فِي الصَّفْحَةِ الوَاحِدَةِ عَلَيهِ بَيَاضَات (كَذَا؟) وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ ذلِكَ لِتَحْقِيْقِ الثَّمَانِ مُجَلَّدَاتٍ (كَذَا) [صَوابها: المُجَلَّدَات] وَلِهَذَا الكَلَامُ بَسْطٌ وَإِيْضَاحٍ لَا يَلِيْقُ بِهَذَا الهَامِشِ أَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ فِي غَيْرِهِ".

(1)

عَلَّقَ ابْنُ حُمَيْدٍ النَّجْدِيُّ فِي هَامِشِ نُسْخَة (أ): "بَلْ ثَلَاثُ كَرَارِيْس، بَلْ هُوَ عِنْدي كُرَّاسِيْنَ".

(2)

في (ط): "الحَديث".

ص: 523

وَاخْتَارِ جَوَازَ المَسْحِ عَلَى النَّعْلَيْنِ، وَالقَدَمَيْنِ، وَكُلُّ مَا يَحْتَاجُ فِي نَزْعِهِ مِنَ الرِّجْلِ إِلَى مُعَالَجَةٍ بِاليَدِ أَوْ بِالرِّجْلِ الأُخْرَى

(1)

، فَإِنَّهُ يَجُوْزُ عِنْدَهُ المَسْحَ عَلَيْهِ مَعَ القَدَمَيْنِ.

وَاخْتَارَ أَنَّ المَسْحَ عَلَى الخُفَّيْنِ لَا يَتَوَقَّفُ مَعَ الحَاجَةِ، كَالمُسَافِرِ عَلَى البَرِيْدِ وَنَحْوِهِ، وَفَعَلَ ذلِكَ فِي ذِهَابِهِ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ عَلَى خَيْلِ البَرِيْدِ، وَيَتَوَقَّفَ مَعَ إِمْكَانِ النَّزْعِ وَتَيَسُّرِهِ.

وَاخْتَارَ جَوَازَ المَسْحِ عَلَى اللَّفَائِفِ وَنَحْوِهَا.

وَاخْتَارِ جَوَازَ التَّيَمُّمِ لِخَشْيَةِ فَواتِ الوَقْتِ فِي حَقِّ غَيْرِ المَعْذُوْرِ، كَمَنْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ عَمْدًا حَتَّى تَضَايَقَ وَقْتُهَا، وَكَذَا مَنْ خَشِيَ فَوَاتَ الجُمُعَةِ وَالعِيْدَيْنِ وَهُوَ مُحْدِثٌ، فَأمَّا مَنِ اسْتَيْقَظَ أَوْ ذَكَرَ في آخِرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يَتَطَهَّرَ بِالمَاءِ وَيُصَلِّي؛ لأنَّ الوَقْتَ مُتَّسِعٌ فِي حَقِّهِ.

وَاخْتَارَ أَنَّ المَرْأَةَ إِذَا لَمْ يُمْكِنْهَا الاغْتِسَالُ فِي البَيْتِ، أَوْ شَقَّ عَلَيْهَا النُّزُوْلُ إِلَى الحَمَّامِ وَتَكَرُّرُهُ: أَنَّهَا تَتَيَمَّمُ وَتُصَلِّي.

وَاخْتَارَ أَنَّ لَا حَدَّ لأقَلِّ الحَيْضِ، ولَا لأَكْثَرِهِ، وَلَا لأَقَلِّ الطُّهْرِ بَيْنَ الحَيْضَتَيْنِ، وَلَا لِسِنِّ الإيَاسِ مِنَ الحَيْضِ، وَأَنَّ ذلِكَ رَاجِعٌ إِلَى مَا تَعْرِفُهُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ نَفْسِهَا.

وَاخْتَارَ أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ عَمْدًا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ القَضَاءُ، وَلَا يَشْرَعُ لَهُ، بَلْ يُكْثِرُ مِنَ النَّوَافِلِ. وَأَنَّ القَصْرَ يَجُوْزُ فِي قَصَيْرِ السَّفَرِ وَطَوِيْلِهِ، وَأَنَّ سُجُوْدَ التِّلَاوَةِ لَا يُشْتَرَطُ لَهُ طَهَارَةٌ.

(1)

في (ط): "الأخر".

ص: 524

ذِكْرُ وَفَاته:

مَكَثَ الشَّيْخُ فِي القَلْعَةِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ إِلَى ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ مَرِضَ بِضْعَةً وَعِشْرِيْنَ يَوْمًا، وَمَا يَعْلَمُ أَكْثَرُ النَّاسِ بِمَرَضِهِ، وَلَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا مَوْتُهُ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي سَحَرِ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ عِشْرِيْ ذِيْ القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ. وَذَكَرَهُ مُؤَذِّنُ القَلْعَةِ عَلَى مَنَارَةِ الجَامِعِ، وَتَكَلَّمَ بِهِ الحَرَسُ عَلَى الأَبْرَاجِ، فَتَسَامَعَ النَّاسُ بِذلِكَ، وَبَعْضُهُمْ أُعْلِمَ بِهِ فِي مَنَامِهِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ، وَاجْتَمَعُوا حَوْلَ القَلْعَةِ حَتَّى أَهْلُ "الغُوْطَةِ" وَ"المَرْجِ"، وَلَمْ يَطْبَخْ أَهْلُ الأَسْوَاقِ شَيْئًا، وَلَا فَتَحُوا كَثِيْرًا مِنَ الدَّكَاكِيْنِ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَفْتَحَ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَفُتِحَ بَابُ القَلْعَةِ. وَكَانَ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ غَائِبًا عَنِ البَلَدِ، فَجَاءَ الصَّاحِبُ إِلَى نَائِبِ القَلْعَةِ، فَعَزَّاهُ بِهِ، وَجَلَسَ عِنْدَهُ، وَاجْتَمَعَ عِنْدَ الشَّيْخِ فِي القَلْعَةِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، يَبْكُوْنَ وَيُثْنُوْنَ، وَأَخْبَرَهُمْ أَخُوْهُ زَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

أَنَّهُ خَتَمَ هُوَ وَالشَّيْخُ مُنْذُ دَخَلَا القَلْعَةَ ثَمَانِيْنَ خَتْمَةً، وَشَرَعَا فِي الحَادِيَةِ وَالثَّمَانِيْنَ، فَانْتَهَيَا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى

(2)

: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} فَشَرَعَ حِيْنَئِذٍ الشَّيْخِانِ الصَّالِحَانِ عَبْدُ اللهِ بنُ المُحِبِّ الصَّالِحِيُّ

(3)

، والزُّرَعِيُّ

(4)

الضَّرِيْرُ

(1)

توُفِّيَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَن سَنَة (747 هـ) وَلَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ نَسْتَدْرِكُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

سورَةُ القَمَر.

(3)

عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحمَد بْن عَبْدِ اللهِ (ت: 737 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(4)

لَمْ أَعْرِفِ الزُّرَعِيَّ هَذَا، وَالمَشْهُوْرُ بِـ "الزُّرَعِيِّ الضَّرِيْرِ" مَحْمُودُ بنُ أَحْمَدَ (ت: 716 هـ) وَهَذَا تُوُفِّيَ قَبْلَ شَيْخِ الإِسْلَامِ؟! فَلَعَلَّ المَقْصُوْدُ أَحْمَدُ بنُ بَدْرِ بنِ هِلَالٍ (ت: 729 هـ) =

ص: 525

- وَكَانَ الشَّيْخُ يُحِبُّ قِرَاءَتِهِمَا - فَابْتَدَآ مِنْ سُوْرَةِ الرَّحْمَنِ حَتَّى خَتَمَا القُرْآنَ. وَخَرَجَ الرِّجَالُ، وَدَخَلَ النِّسَاءُ مِنْ أَقَارِبِ الشَّيْخِ، فَشَاهَدُوْهُ، ثُمَّ خَرَجُوا، وَاقْتَصَرُوا عَلَى مَنْ يُغَسِّلُهُ، وَيُسَاعِدُ عَلَى تَغْسِيْلِهِ، وَكَانُوا جَمَاعَةً مِنْ أَكَابِرِ الصَّالِحِيْنَ وَأَهْلِ العِلْمِ، كَالمِزِّيِّ وَغَيْرِهِ، وَلَمُ يُفْرَغْ مِنْ غَسْلِهِ حَتَّى امْتَلأَتِ القَلْعَةُ بِالرِّجَالِ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى الجَامِعِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ بِدَرَكَاتِ القَلْعَةِ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ مُحَمَّدُ بنُ تَمَّامٍ

(1)

وَضَجَّ النَّاسُ حِيْنَئِذٍ بالبُكَاءِ وَالثَّنَاءِ، وَبِالدُّعَاءِ وَالتَّرَحُّمِ. وَأُخْرِجَ الشَّيْخُ إِلَى جَامِعِ "دِمَشْقَ" فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ أَوْ نَحْوِهَا، وَكَانَ قَدِ امْتَلأَ الجَامِعُ وَصَحْنُهُ، وَ"الكِلَاسَةُ" وَ"بَابُ البَرِيْدِ"، وَ"بَابُ السَّاعَاتِ" إِلَى "المَيَادِيْنِ" وَ"الفَوَّارَةِ". وَكَانَ الجَمْعُ أَعْظَمَ مِنْ جَمْعِ الجُمُعَةِ، وَوُضِعَ الشَّيْخُ فِي مَوْضِعِ الجَنَائِزِ، مِمَّا يَلِي المَقْصُوْرَةَ، والجُنْدُ يَحْفَظُوْنَ الجَنَازَةَ مِنَ الزِّحَامِ، وَجَلَسَ النَّاسُ عَلَى غَيْرِ صُفُوْفٍ، بَلْ مَرْصُوْصِيْنَ، لَا يَتَمَكَّنُ أَحَدٌ مِنَ الجُلُوْسِ والسُّجُوْدِ إِلَّا بِكُلْفَةٍ، وَكَثُرَ النَّاسُ كَثْرَةً لَا تُوْصَفُ. فَلَمَّا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ الظُّهْرَ أُقِيْمَتِ الصَّلَاةُ عَلَى السُّدَّةِ، بَخِلِافِ العَادَةِ، وَصَلَّوا الظُّهْرَ، ثُمَّ صَلَّوا عَلَى الشَّيْخِ، وَكَانَ الإمَامُ نَائِبُ الخَطَابَةِ عَلَاءُ الدِّيْنِ بنِ الخَرَّاطِ

(2)

لِغَيْبَةِ القَزْوِيْنِي

(3)

بِـ "الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ"،

= حَنْبَلِيٌّ سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهُ. قَالَ ابنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ "كَانَ كَثِيْرَ التِّلَاوَةِ" وَلا أَعْلَم أَنَّه ضَرِيْرًا.

(1)

ابْنُ تَمَّامٍ مُحَمَّد بن أَحْمَد (ت: 741 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

هُوَ عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَسَّانَ بنِ مَحَاسِنٍ الدِّمَشْقِيُّ، الخَرَّاطُ بِـ "الشَّاغُوْرِ" بِظَاهِرِ "دِمَشْقَ" (ت: 739 هـ) ذَكَرَهُ ابْنُ رَافِعٍ فِي وَفَيَاتِهِ (1/ 256) وَقَالَ: "وَكَانَ مُعِيْدَ "البَادَرَائِيَّةِ" وَنَائِبَ الخَطِيْبِ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ".

(3)

هُوَ الإِمَامُ المَشْهُوْرُ القَاضِي الخَطِيْبُ، جَلَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ =

ص: 526

ثُمَّ سَارُوا بِهِ، وَالنَّاسُ فِي بُكَاءٍ وَدُعَاءٍ وَثَنَاءٍ، وَتَهْلِيْلٍ وَتَأَسُّفٍ، وَالنِّسَاءُ فَوْقَ الأَسْطِحَةِ مِنْ هُنَاكَ إِلَى المَقْبَرَةِ يَدْعِيْنَ وَيَبْكِيْنَ أَيْضًا. وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُوْدًا، لَمْ يُعْهَدْ بِـ "دِمَشْقَ" مِثْلُهُ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْ أَهْلِ البَلَدِ وَحَوَاضِرِهِ إِلَّا القَلِيْلُ مِنَ الضُّعَفَاءِ وَالمُخَدَّرَاتِ، وَصَرَخَ صَارِخٌ: هكَذَا تَكُوْنُ جَنَائِزُ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَبَكَى النَّاسُ بُكَاءً كَثِيْرًا عِنْدَ ذلِكَ. وَأُخْرِجَ مِنْ "بَابِ البَرِيْدِ"، وَاشْتَدَّ الزِّحَامُ، وَأَلْقَى النَّاسُ عَلَى نَعْشِهِ مَنَادِيْلَهُمْ وَعَمَائِمِهمْ، وَصَارَ النَّعْشُ عَلَى الرُّءُوْسِ، يَتَقَدَّمَ تَارَةً، وَيَتَأَخَّرَ أُخْرَى، وَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ أَبْوَابِ الجَامِعِ كُلِّهَا وَهِي مُزْدَحِمَةٌ، ثُمَّ مِنْ أَبْوَابِ المَدِيْنَةِ كُلِّهَا، لكِنْ كَانَ المُعْظَمُ مِنْ "بَابِ الفَرَجِ" وَمِنْهُ خَرَجَتْ الجِنَازَةُ، وَ"بَابِ الفَرَادِيْسِ"، وَ"بَابِ النَّصْرِ"، وَ"بَابِ الجَابِيَةِ"، وَعَظُمَ الأَمْرُ بِـ "سُوْقِ الخَيْلِ". وَتَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ هُنَاكَ أَخُوْهُ زَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَدُفِنَ وَقْتَ العَصْرِ أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيْرٍ إِلَى جَانِبِ أَخِيْهِ شَرَفِ الدِّيْنِ عَبْدِ اللهِ بِـ "مَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ"، وَحُزِرَ الرِّجَالُ بسِتِّيْنَ أَلْفًا وَأَكْثَرَ، إِلَى مَائَتَيْ أَلْفٍ، وَالنِّسَاءُ بِخَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَظَهَرَ بِذَلِكَ قَوْلُ الإمَامِ أَحْمَدَ:"بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ البِدَعِ يَوْمُ الجَنَائِزِ". وَخَتَمَ لَهُ خَتَمَاتٌ كَثيْرَةٌ بِـ "الصَّالِحِيَّةِ" وَ"المَدِيْنَةِ"

(1)

، وَتَرَدَّدَ النَّاسُ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِهِ أَيَّامًا كَثِيْرَةً، لَيْلًا وَنَهَارًا، وَرُئِيَتْ لَهُ مَنَامَاتٌ كَثِيْرَةٌ صَالِحَةٌ، وَرَثَاهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ العُلَمَاءِ وَالشُّعَرَاءِ بِقَصائِدِ كَثِيْرَةٍ مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّى

(2)

،

= العِجْلِيُّ القَزْوِيْنِيُّ الشَّافعِيُّ (ت: 739 هـ).

(1)

المَقْصُوْدُ بِـ "المَدِيْنَةِ" هُنَا "دِمَشْقَ" وَالخَتَمَاتُ وَالتَّرَدُّدُ لِلزِّيَارَةِ لَيْسَا مِنَ العِبَادَةِ المَشْرُوعَة.

(2)

رَثَاهُ مِنَ العُلَمَاءِ ابْنُ فَضْلِ اللهِ العُمَرِيُّ، وَابْنُ غَانمٍ المَقْدِسِيُّ، وَابْنُ الوَرْدِيِّ، وَالصَّفَدِيُّ، =

ص: 527

وَأَقْطَارٍ مُتَبَاعِدَةٍ، وَتَأَسَّفَ المُسْلِمُوْنَ لِفَقْدِهِ، رضي الله عنه وَرَحِمَهُ، وَغَفَرَ لَهُ. وَصُلِّيَ عَلَيْهِ صلَاةَ الغَائِبِ فِي غَالِبِ بِلَادِ الإسْلَامِ القَرِيْبَةِ وَالبَعِيْدَةِ

(1)

، حَتَّى فِي اليَمَنِ وَالصِّيْنِ، وَأَخْبَرَ المُسَافِرُوْنَ: أَنَّهُ نُوْدِيَ بِأَقْصَى "الصِّيْنِ" للصَّلَاةِ عَلَيْهِ يَوْمَ جُمُعَةٍ "الصَّلاةُ عَلَى تُرْجُمَانِ القُرْآنِ".

وَقَدْ أَفْرَدَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ الهَادِي

(2)

لَهُ تَرْجَمَةً فِي مُجَلَّدَةٍ،

= وَالْحَافِظُ البِرْزَاليُّ، والمَقْرِيْزِيُّ، وَالحَافِظُ الذَّهَبِيُّ

وَغَيْرُهُمْ، وَأَشْهَرُهَا قَصِيْدَةَ ابنِ الوَرْدِيِّ، وَذَكَرَ الصَّفَدِيُّ فِي الوَافِي بِالوَفَيَاتِ أَسْمَاءَ مَجْمُوعَةٍ مِمَّنْ رَثَاهُ؛ وَهُمْ: عَلَاءُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ غَانِمٍ، وَالشَّيْخُ قَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَبُرْهَانُ الدِّيْنِ إِبْراهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُ الكَرِيْمِ العَجَمِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّقُوْقِيُّ، وَمُجِيْرُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ الخَيَّاطُ، وَشِهَابُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بْنُ الكُرْشَتْ، وَزَيْنُ الدِّيْنِ عُمَرُ بْنُ الحُسَامِ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن أَبِي القَاسِمِ الحَلَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الصَّالِحِيُّ الإِسْكَافُ، وَصَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ البَغْدَادِي الحَنْبَلِيُّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ بْنُ الأَثِيْرِ الحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خِضِرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوْمِيُّ الحَرِيْرِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ المُتَيَّمِ"، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبد اللهِ بْنِ سَالِمٍ الجَعْبَرِيُّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَلِيْلِ الخُضَرِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ النَّحْوِيُّ المَارَدَانِيُّ، وَالقَاضِي زَيْنُ الدِّيْنِ عُمَرُ بْنُ الوَرْدِيُّ الشَّافِعِيُّ (تَقَدَّمَ) وَغَيْرُهُمْ، وَفِي هَؤُلَاءِ مَنْ رَثَاهُ بِقَصِيْدَتَيْنِ وَثَلَاثٍ.

(1)

الصَّلَاةُ عَلَيْهِ بِمَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ، كَمَا جَاءَ فِي "تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِيِّ".

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الهَادِي (ت: 644 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَكِتابُهُ مَشْهُوْرٌ جِدًّا.

ص: 528

وَكَذلِكَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ البَزَّارُ البَغْدَادِيُّ

(1)

فِي كَرَارِيْسَ. وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا هُنَا عَلَى وَجْهِ الاقْتِصَارِ مَا يَلِيْقُ بِتَرَاجِمِ هَذَا الكِتَابِ.

وَقَدْ حَدَّثَ الشَّيْخُ كَثِيْرًا، وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ مِنَ الحُفَّاظِ وَالأئِمَّةِ مِنَ الحَدِيْثِ، وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ، وَخَرَّجَ لَهُ ابنُ الوَانِيِّ

(2)

"أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثًا" حَدَّثَ بِهَا.

‌532 - أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى

(3)

بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَدْرٍ الجَزَرِيُّ، ثُمَّ الصَّالِحِيُّ، المُقْرِئُ،

(1)

تُوُفِّيَ سَنَةَ (749 هـ)، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

(2)

مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ، أَمِيْنُ الدِّيْنِ الوَانِيُّ، الخِلَاطِيُّ الهَمَذَانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ (ت: 735 هـ). قَالَ الكَتَّانِيُّ فِي فِهْرِسِ الفَهَارِسِ (1/ 275): "وَحَدَّثَ بِهِ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ فَسَمِعَهُ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، فِيْهِ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثًا عَنْ أَكَابِرِ شُيُوْخِهِ وَعَوَالِيْهِمْ سَنَةَ (717 هـ). وَذَكَرَ الكَتَّانِيُّ أَيْضًا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَعْلَبَكِّيَّ الدِّمَشْقِيَّ فَخْرَ الدِّيْن (ت: 732 هـ) [حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ] خَرَّجَ لَهُ جُزْءًا فِي عَوَالِي مَرْوِيَّاتِهِ.

(3)

532 - ابْنُ بَدْرٍ الجَزَرِيُّ (670 - 728 هـ):

أَخْبَارُهُ فِي: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 104)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 209)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 44)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 480). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابنِ الجَزَرِيِّ (2/ 290)، مَعْرِفَةُ القُرَّاءِ الكِبارِ (3/ 1505) وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 354)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ (1/ 148)، وَالشَّذَرَاتُ (6/ 86)(8/ 151)، وَصَفَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ بِـ "الشَّيْخِ، الإِمَامِ، العَالِمِ، المُقْرِئِ النَّحْوِيِّ، الفَقِيهِ" وَقَالَ: "قَالَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّيْنِ بنُ البِرْزَالِيِّ: جَاوَزَ السِّتِّيْنَ مِنْ عُمُرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا مُبَاركًا، عَزِيْزَ النَّفْسِ، مُتَقَنِّعًا، عَفِيْفًا، صَالِحًا، فَاضِلًا، مُتَقَلِّلًا مِنَ الدُّنْيَا، يَأْكُلُ مِنْ كَسْبِ يَدِهِ، وَيُزْجِي وَقْتَهُ باليَسِيْرِ إِلَى أَنْ مَاتَ عَلَى ذلِكَ

وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ جَدِّهِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ الطَّلَبةُ، وَقُرِئَ عَليْهِ قَبْلَ مَوْتهِ بِأَيَّامٍ قَلِيْلَةٍ رَحِمَهُ وَإِيَّانَا".

وَقَالَ الحافِظُ الذَّهَبِيُّ: "الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُجَوَّدُ، شَيْخُ القُرَّاء

النَّسَّاجُ، صَاحِبُنَا، =

ص: 529

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وَرَفِيْقُنَا، قَرَأَ القِرَاءَاتِ عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ البَدَوِيِّ، وَلَزِمَ الشَّيْخَ مَجْدَ الدِّيْنِ مُدَّةً يَبْحَثُ فِي "القَصِيْدَةِ"[الشَّاطِبِيَّةِ] وَمَهَرَ فِي الفَنِّ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ بِـ "سَفْحِ قَاسِيُونَ" وَانْتَفَعُوا بِهِ

حَدَّثَ عَنْ جَدِّهِ بِالأَوَّلِ مِنَ "الأَفْرَادِ" لَابْنِ شَاهِيْنَ أَخَذَ عَنْهُ المُحَدِّثُونَ. . .".

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: جَدُّهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ بْنِ يَعِيْشَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الجَزَرِيُّ المَحْتِدِ، الدِّمَشْقِيُّ الدَّارِ وَالمَوْلِدِ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (1/ وَرَقَة: 20) وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ (ت: 675 هـ). وَأَخُوْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى (ت: 708 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَابْنَةُ أَخِيْهِ عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَدْرٍ (ت: 743 هـ) سَيَأْتِي اسْتِدْرَاكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ رحمه الله فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (728 هـ):

1223 -

إِسْماعِيْلُ بْنُ المُجَاهِدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَمَنِ بْنِ بُحْتُرٍ الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، أَبُو أَحْمَدَ. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيُّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 312) وَقَالَ:"سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَ رَجُلًا جَيِّدًا. . .".

1224 -

وَأَبُو بكْرِ بْنُ شَرَفِ بن مُحْسِنِ بْنِ مَعْنِ بْنِ عَمَّارٍ الصَّالِحِيُّ الحَنْبَلِيُّ، تَقِيُّ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (1/ 474) وَقَالَ: "وَرَافَقَ ابْنَ تَيْمِيَّةَ فِي الاِشْتِغَالِ

وَكَانَ فَاضِلًا، لَهُ تَصَانِيْفُ وَمَعْرِفَةٌ بِأَنْوَاعِ الفَضَائِلِ. . .".

1225 -

وَحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ. ذَكَرَ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 285) وَقَالَ: "سَمِعَ مِنِ [ابْنِ] البُخَارِيِّ، وابْنِ الوَاسِطِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَحَدَّثَ" وَوَالِدُهُ: عَبْدُ اللهِ (ت: 708 هـ) تَقَدَّمَ اسْتِدْرَاكُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَجَدُّهُ: شَيْخُ الإِسْلَامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ (ت: 682 هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1226 -

وَعَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ شُكْرِ بْنِ علَّان المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخِ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 311)، ومِنْ

ص: 530

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ذُيُولِ العِبَرِ (158)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (1/ 356)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1498)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَة (2/ 431)، والشَّذَرَاتِ (6/ 88).

1227 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ حَسَنِ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ القِيْرَطِ" شَرَفُ الدِّيْنِ. أَخْبَارُهُ فِي: تَارِيْخُ ابْنُ الجَزَرِيِّ (2/ 293)، والدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 347)، وَلَمْ يَنُصَّا علَى حَنْبَلِيَّتِهِ، لَكِنْ ذَكَرَ ابْنُ الجَزَرِيِّ شُيُوْخَهُ مِنَ الحَنَابِلَةِ، وَأَنَّهُ كَانَ نَقِيْبَ القَاضِي عِزِّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيِّ، وَأَنَّهُ لَمَّا مَاتَ صُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ الحنَابِلَةِ بِـ "الصَّالِحِيَّةِ"(الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ)، وَدُفِنَ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ.

1228 -

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ القَوِيِّ بْنِ بَدْرَانَ المَرْدَاوِيَّةُ، المَقْدِسِيَّةُ. ذَكَرَهَا ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 287)، وَنَقَلَ عَنِ الحَافِظِ البِرْزَلِيِّ أَنَّهَا بَلَغَتِ التِّسْعيْنَ وَأَنَّهَا مُقِيْمَةٌ بِقَرْيَةِ "مَرْدَا" وَقَدِمَتْ إِلَى "دِمَشْقَ" قَبْلَ مَوْتهَا بِقَلِيْلٍ، وَأَجَازَ لَهَا الشَّيْخُ يَحْيَى الصَّرْصَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَامِدٍ، وَعَلِيُّ بْن مَعَالِي الرُّصَافِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ خَلِيْلٍ، والبَكْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ.

أَقُولُ - وَعَلَى اللهِ أَعَتَمِدُ -: هِيَ أُخْتُ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ القَوِيِّ (ت: 699 هـ) صَاحِبُ "مَنْظُومَةِ الآدَابِ" الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1229 -

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. ذَكَرَهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ (2/ 294). أَبُوْهُ عَبْدُ اللهِ (ت:؟) لَمْ أَقِفُ عَلَى تَرْجَمَتِهِ، فَلَعَلَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَوْ علَى الأَقَلِّ لَمْ يَشْتَهِر، وَاشْتُهِرَ جَدُّهُ: أَحْمَد (ت: 668 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَأُمُّ مُحَمَّدٍ هَذَا أُخْتُ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ بْنِ تَمَّامٍ (ت: 718 هـ) الَّذِي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1230 -

يُوْسُفُ بْنُ المُظَفَّرِ بنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الحَرَّانِيُّ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو المَحَاسِنِ المَعْرُوْفُ بِـ "ابْنِ قَاضِي حَرَّانَ". أَخْبارُهُ فِي تَارِيْخِ ابنُ الجَزَرِيِّ (2/ 302)، وَتَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ (4/ 1498)، وَمُعْجَمِ الشُّيُوْخِ (2/ 396)، والدُّرَرِ الكَامِنَةِ (5/ 253)، وَفِيهِ "ابن قَاضِي حَرَّانَ الحَنَفِيّ" ولَا شَكَّ أَنَّ هَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ، فَقَدْ نَصَّ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَلَى أَنَّهُ حَنْبَلِيٌّ، وَوَصَفَهُ بِالعَدْلِ الكَبِيْرِ، وَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ، =

ص: 531

الفَقِيْهُ، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ.

وُلِدَ فِي حُدُوْدِ السَّبْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَقَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ البَدَوِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ ابنِ طَبَرْزَدٍ، وَالكِنْدِيِّ، وَلَزِمَ المَجْدَ التُّوْنِسِيَّ مُدَّةً، وَأَخَذَ عَنْهُ عِلْمَ القِرَاءَاتِ حَتَّى مَهَرَ فِيْهَا، وَأَقْبَلَ علَى الفِقْهِ، وَصَحِبَ القَاضِيَ ابنَ مُسَلَّمٍ مُدَّةً، وَانْتَفَعَ بِهِ. وكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ دِيْنًا، وَعَقْلًا، وَتَعَفُّفًا، وَمُرُوْءَةً، وَتَعَفُّفًا، وَحَيَاءً. أَقْرَأَ القُرْآنَ، وَحَدَّثَ.

وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وسَبْعِمَائَةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

‌533 - إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ

(1)

بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفَرَّاءِ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ،

= وَجَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (745 هـ) وَتَرْجَمَتُهُ فِي الكُتُبِ الثَّلَاثةِ "تَارِيْخِ ابنِ الجَزَرِي" وَ"مُعْجَمِ الشُّيُوخِ" وَ"الدُّرَرِ الكامِنَةِ" مُضْطَربَةٌ جِدًّا. وَأَبُو جَدِّهِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ نَصْرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَاضِي حَرَّانَ (ت: 624 هـ). ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.

1231 -

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الجُوْدِ بنِ حَسَّانَ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدِ بْنِ قُدَامَةَ المَرْدَاوِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (2/ 360) وَقَالَ:"سَمِعَ مِنْهُ البِرْزَالِيُّ بِـ "مَرْدَا" وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" قَالَ ابْنُ رَافِعٍ: أَجَازَ لِي سَنَةَ (708 هـ) وَكَانَ آخِرَ العَهْدِ بِهِ سَنَةَ (728 هـ) إِذًا فَهُوَ لَيْسَ مِنْ وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى التَّحْقِيْقِ لِذَا أَخَّرْتُهُ.

(1)

533 - مَجْدُ الدِّيْنِ الحَرَّانِي (645 - 729 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَة لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 104)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (1/ 272)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (5/ 44)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (2/ 480). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابْنِ الجَزَرِيِّ (2/ 354)، وَمُعْجَمُ الشُّيُوْخِ (1/ 179)، والمُعْجَمُ المُخْتَصُّ (76)، وَالإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الأَعْلَامِ (308)، وَمِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (157)، وَدُوَلُ الإِسْلَامِ (2/ 238)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (9/ 213)، وَأَعْيَانُ العَصْرِ (1/ 515)، =

ص: 532

الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، مَجْدُ الدِّيْنِ أَبُو الفِدَاءِ، شَيْخُ المَذْهَبِ.

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ - أَوْ سِتٍّ - وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بـ "حَرَّانَ". وَقَدِمَ "دِمَشْقَ" مَعَ أَهْلِهِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ، وَسَمِعَ بِهَا الكَثِيْرَ مِنْ ابنِ أَبِي عُمَرَ، وَابْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَالكَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَابْنِ البُخَارِيِّ، وَالقَاسِمِ الإرْبِلِيِّ، وَأِبي حَامِدِ بنِ الصَّابُونِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ العَامِرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَطَلَبَ بِنَفْسِهِ، وَسَمِعَ "المُسْنَدَ"، وَالكُتُبَ الكِبَارَ، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ ابنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ، وَلَازَمَهُ حَتَّى بَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَالأُصُوْلِ، وَغَيْرِ ذلِكَ. وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ، وَتَصَدَّى لِلاشْتِغَالِ وَالفَتْوَى مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَانْتَفَعَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مَعَ الدِّيَانَةِ وَالتَّقْوَى، وَضَبْطِ اللِّسَانِ، وَالوَرَعِ فِي المَنْطِقِ وَغَيْرِهِ، وَاطِّرَاحِ التَّكَلُّفِ فِي المَلْبَسِ وَغَيْرِهِ.

قَالَ الطُّوْفِيُّ: وَكَانَ مِنْ أَصْلَحِ خَلْقِ اللهِ وَأَدْيَنِهِمْ، كَأَنَّ عَلَى رَأْسِهِ الطَّيْرَ، وَكَانَ عَالِمًا بِالفِقْهِ والحَدِيْثِ، وَأُصُوْلِ الفِقْهِ، وَالفَرَائِضِ، وَالجَبْرِ وَالمُقَابلَةِ.

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ شَيْخَ الحَنَابِلَةِ، وَكَانَ حَافِظًا لأَحَادِيْثِ الأَحْكَامِ. طَلَبَ مُدَّةً.

وَقَالَ غَيْرُهُ: وَكَانَ كَثِيْرَ النَّقْلِ، لَهُ خِبْرَةٌ تامَّةٌ بِالمَذْهَبِ، يُقْرِئُ "المُقْنِعَ" وَ"الكَافِيَ" وَيَعْرِفُهُمَا، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ "المُغْنِيَ" وَ"الكَافِيَ"، وَغَيْرَهُمَا. ويُقَالُ:

= وَتَارِيْخُ ابْنِ الوَرْدِيِّ (2/ 291)، وَالبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (14/ 146)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدُ (1/ 473)، وَالمِنْهَلُ الصَّافِي (2/ 422)، وَالدَّلِيْلُ الشَّافِي (1/ 128)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (1/ 403)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (6/ 89) فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ:"نَجْمُ الدِّينِ" خَطَأٌ ظَاهِرٌ يُصَحِّحُهُ مَا فِي "مُعْجَمِ الشُّيُوخِ" لَهُ. وَزَوْجَتُهُ: السِّتُّ غَرُوْس خاتُوْن بِنْتُ جَمَالِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بْنِ عُبَيْد الحَرَّانِيِّ (ت: 732 هـ) نَسْتَدْرِكُهَا فِي مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ.

ص: 533

إِنَّهُ أَقْرَأَ "المُقْنِعَ" مَائَةَ مَرَّةً. وَكَانَ شَيْخًا، صَالِحًا، مُلَازِمًا للتَّعْلِيْمِ وَالاشْتِغَالِ، وَجَوَابِ الطَّلَبَةِ، بِنَقْلٍ صَحِيْحٍ مُحَقَّقٍ. وَكانَ يُفْتِي، وَيَتَحَرَّى كَثِيْرًا. وَكَانَ عَدِيْمَ التَّكَلُّفِ، وَيَحْمِلُ حَاجَتَهُ بِنَفسِهِ، وَلَيْسَ لَهُ كَلَامٌ فِي غَيْرِ العِلْمِ، وَلَا يُخَالِطُ أَحَدًا، وَأَوْقاتُهُ مَحْفُوْظَةٌ. وَقَالَ: مَا وَقَعَ فِي قَلْبِي التَّرَفُّعَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ؛ فَإِنِّي خَبِيْرٌ بِنَفْسِي، وَلَسْتُ أَعْرِفُ أَحْوَالَ النَّاسِ. وَكَانَ يُلَازِمُ وَظَائِفَهُ، وَيُحَافِظُ عَلَيْها، لَا يَنْقَطِعُ يوْمَ بَطَالَةٍ وَلَا غَيْرَهَا، بِحَيْثُ ذَكَرَ عَنْهُ أنَّهُ كَانَ يَتَصَدَّى يَوْمَ العِيْدِ، فَإِنْ حَضَرَ أَحَدٌ أَقْرَأَهُ. وَأَكْثَرُ الفُقَهَاءِ الَّذِيْنِ تَنَبَّهُوا قَرَأُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ جَمَاعَةً مِنْهُمْ دَرَّسُوا فِي المَدَارِسِ، وَهُوَ مُعِيْدٌ عِنْدَهُمْ، يُلَازِمُ الحُضُوْرَ وَيُكْرِمُهُمْ، وَيُخَاطِبُهُمْ بِالمَشْيَخَةِ، رحمه الله.

قُلْتُ: وَكَانَ سَرِيْعَ الدَّمْعَةِ. وَسَمِعْتُ بَعْضَ شُيُوْخِنَا يَذْكُرُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَذْكُرُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي دَرْسِهِ إِلَّا وَدُمُوْعُهُ جَارِيَةٌ، وَلَاسِيَّمَا إِنْ ذَكَرَ شَيْئًا مِنَ الرَّقَائِقِ، أَوْ أَحَادِيْثِ الوَعِيْدِ، وَنَحْوِ ذلِكَ. وَقَدْ قَرَأَ عَلَيْهِ عَامَّةَ أَكَابِرِ شُيُوْخِنَا وَمَنْ قَبْلَهُمْ، حَتَّى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ بنِ الزَّرِيْرَانِيِّ شَيْخِ العِرَاقِ. وَحَدَّثَ، فَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ الذَّهَبِيُّ، وَغيْرُهُ.

وَتُوُفِّيَ لَيْلَةِ الأَحَدِ تَاسِعَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "المَدْرَسَةِ الجَوْزِيَّةِ" وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ "البَابِ الصَّغِيْرِ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

وَقَدْ رَأَيْتُ جُزْءًا فِيْهُ مَسْأَلَتَانِ - قِيْلَ: إِنَّهُمَا مِنْ كَلَامِهِ - إِحْدَاهُمَا: فِي طَلَاقِ الغَضْبَانِ، وأَنَّهُ لَا يَقَعُ. وَالثَّانِيَةُ: فِي مَسْأَلَةِ الظَّفَرِ

(1)

، وَنَصَرَ جَوَازَ الأَخْذِ

(1)

فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (أ) بِخَطِّ ابْنِ حُمَيْدٍ النَّجْدِيِّ: "أَيْ: إِذَا ظَفَرَ بِمَالٍ لِمَنْ جَحَدَ لَهُ مَالًا =

ص: 534

مُطْلقًا، وَالظَّاهِرُ مِنْ حَالِهِ وَوَرَعِهِ وَشِدَّةِ تَمَسُّكِهِ بِمَذْهَبِهِ: يَشْهَدُ بِعَدَمِ

(1)

صِحَةِ ذلِكَ عَنْهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ.

‌534 - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ

(2)

بنِ مُحَمَّدٍ الخَطَائِرِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ،

= فَالمَذْهَبُ لَا يَجُوْزُ الأَخْذُ؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنُ مَنْ خَانَكَ".

(1)

مُصَحَّحَةٌ علَى الهَامِشِ فِي الأَصْلِ سَاقِطَةٌ مِنْ بَعْضِ الأُصُوْلِ، وَسُقُوْطِهَا يُفْسِدُ المَعْنَى.

(2)

534 - شَمْسُ الدِّيْنِ الخَطَائِرِيُّ (؟ - 719 هـ):

أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لاِبْنِ نَصْرِ اللهِ (وَرَقَة: 105)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَد (2/ 463)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَد (5/ 11)، وَمُخْتَصرُهُ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ"(2/ 46)، كِلَاهُمَا عَنِ المُؤَلِّفِ دُوْنَ زِيَادَةٍ. وَفِي هَذهِ التَّرْجَمَةِ إِشْكَالٌ هُوَ مَا دَامَ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ الحُدُوْدِ فَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ إِذًا، وَكَانَ عَلَى المُؤَلِّفِ أَنْ يَنْقُلَهُ إِلَى مَوْضِعِهِ وَقَدْ فَعَلَ العُلَيْمِيُّ، وَلَيْسَ فِعْلُهُ بِصَوَابٍ؛ لأَنَّنَا نَقُوْلُ لَعَلَّ ذِكْرَهُ هُنَا صَحِيْحٌ وَهُوَ فِي موْضِعِهِ؛ إِنَّمَا الخَطَأُ أَوِ السَّهْوُ فِي سَنَةِ وَفَاتَهُ، فَذَكَرَ سَنةَ تِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ عِشْرِيْنَ، وَإِنَّمَا يُرِيْدُ تِسْعًا وَعِشْرِيْنَ بِدَلِيْلِ إِيْرَادِهِ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَالسَّهْوُ أَوْ الخَطَأُ مِنَ المُؤَلِّفِ ابْنِ رَجَبٍ رحمه الله إِذَا صَحَّ ذلِكَ؛ لأَنَّهُ كَذلِكَ فِي سَائِرِ النُّسَخِ الخَطِيَّةِ المُعْتَمَدَةِ، وَغَيْرِ المُعْتَمَدَةِ -، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَصْدَرٍ آخَرَ. وَأَخْبَارُهُ - كَمَا تَرَى - مُقْتَضِبةً لَيْسَ فِيهَا مَا يُعِيْنُ عَلَى البَحْثِ وَالتَّحَرِّي إِلَّا قَوْلُهُ:"تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ الزَّرِيْرَانِيِّ" فَإِنَّ فِيْهِ مَا يَدُلُّ عَلَى احْتِمَالِ تَأَخُّرِ وَفَاتِهِ. لأَنَّ الزَّرِيْرَانِيَّ تُوُفِّيَ سَنَةَ (729 هـ) وَلَمْ يَكُنْ مُعَمَّرًا.

فَائِدَة: هَكَذَا فِي الأُصُوْلِ: "الخَطَائِرِيُّ" وَأَظُنُّهُ "الحَضَائِرِيَّ" ذَكَرَهُ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي التَّوْضِيحِ (3/ 250) بَعْدَ ذِكْرِ "الحَصَائِرِيُّ" قَالَ: قُلْتُ بِمُهْمَلَتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ. . ." ثُمَّ قَالَ: و"الحَضَائِرِيُّ" بِمُعْجَمَةِ. قُلْتُ: بَدَلَ الصَّادِ المُهْمَلَةِ. قَالَ: شَمْسُ الدِّيْنِ الحَضَائِرِيُّ، الفَقِيْهُ. قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ "بَغْدَادَ". وَقَارِنْ بِقَوْلِ المُؤَلِّفِ هُنَا: قَدِمَ "دِمَشْقَ" وَلَمْ يُعَرِّفْ ابْنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ بِهِ كَعَادَتِهِ؟ وَلَوْ فَعَلَ لَحَسَمَ الأَمْرَ لِذلِكَ يَبْقَى احْتِمَالٌ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ص: 535

الفَقِيْهُ، الفَرَضِيُّ، الكَاتِبُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ. تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْن الزَّرِيْرَانِيُّ، وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَالفَرَائِضِ، وَكَانَ فَاضِلًا، ذَكِيًّا، قَدِمَ "دِمَشْقَ"، وَتَنَقَّلَ فِي الخِدَمِ، وَصَارَ نَاظِرًا عَلَى المَسَاجِدِ.

تُوُفِيَ بِـ "قُبَاقِبَ" إِمَّا سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِمَّا سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

يَقُوْلُ مُحَقِّقُهُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِيْن عَفَا اللهُ عَنْهُ:

تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ تَوْفِيْقِهِ الجُزْءُ الرابع مِنَ الكِتَابِ

يَتْلُوْهُ فِي الجُزْءِ الخامس تَرْجَمَةَ تَقِيِّ الدِّيْنِ الزَّرِيْرَانِيِّ (ت: 729 هـ)

وَكَانَ الفَرَاغُ مِنْ مُرَاجَعَتِهِ وَتَصْحِيْحِهِ وَالتَّعْلِيْقِ عَلَيْهِ فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ

الثَّامِن مِنْ رَجَب سَنَةَ 1424 هـ فِي مَنزِلِي بِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللهُ

وَهَذِهِ التَّجْزِأَة مِنْ عَمَلِ المُحَقِّقِ

عَفَا اللهُ عَنْهُ

ص: 536