الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الثاني
كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ
بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّاعَاتِ وَثَوَابِهَا
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَهْلَ كُلِّ طَاعَةٍ فِي الدُّنْيَا يُدْعَوْنَ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ بابها
…
6-
كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ
2-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّاعَاتِ وَثَوَابِهَا
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَهْلَ كُلِّ طَاعَةٍ فِي الدُّنْيَا يُدْعَوْنَ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ بَابِهَا1
308 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ؛ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ بن شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ2 الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى من
1 ترجمة الباب مع الحديث مذكور في هامش الأصل بخط دقيق، وفي آخره
كلمة "صح".
2 في الأصل "من باب" وهو خطأ.
دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ:"نعم، وأرجو أن تكون منهم"1. [3: 78]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي في "شرح السنة""1635" من طريق أبي إسحاق الهاشمي، عن أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد، وهو في "الموطأ" 2/24، 25 في الجهاد: باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها والنفقة في الغزو، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "1897" في الصوم: باب الريان للصائمين، والترمذي "3674" في المناقب: باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما، والنسائي4/168، 169 في الصوم: باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصائم، و6/47، 48 في الجهاد: باب فضل النفقة في سبيل الله تعالى.
وأخرجه البخاري "3666" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً"، والنسائي 5/9 في الزكاة: باب وجوب الزكاة، والبيهقي في "السنن" 9/171، من طريق شعيب، ومسلم "1027" في الزكاة: باب من جمع الصدقة وأعمال البر، والنسائي 6/22، 23 في الجهاد: باب فضل من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل، من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/7 من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، به، مختصراً.
وأخرجه أحمد 2/366 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف في باب فضل الصوم من طريق معمر، وفي مناقب الصحابة من طريق يونس، كلاهما عن الزهري، به، وفي باب
فضل النفقة في سبيل الله من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، ويخرج من كل طريق في موضعه.
قال الحافظ ابن حجر: واختلف في المراد بقوله: "في سبيل الله"، فقيل: أراد الجهاد، وقيل: ما هو أعم منه، والمراد بالزوجين إنفاق شيئين = من أي صنف من أصناف المال من نوع واحد. والزوج يطلق على الواحد وعلى الاثنين، وهو هنا على الواحد جزماً.
وقوله: "يدعى من تلك الأبواب كلها": إنما يُدعى من جميع الأبواب على سبيل التكريم له، وإلا فدخوله إنما يكون من باب واحد،
ولعله باب العمل الذي يكون أغلب. انظر "الفتح" 4/112 و6/49 و7/28، 29.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِجَازَةِ إِطْلَاقِ اسْمِ الْقُنُوتِ على الطاعات
309 -
أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ درَّاج، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كُلُّ حَرْفٍ1 فِي الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فيه القنوت فهو الطاعة"2. [3: 66]
1 في "الإحسان": كل حزب، والتصويب من "التقاسيم والأنواع" 3/لوحة 325.
2 إسناده ضعيف لضعف دراج في روايته عن أبي الهيثم، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/325، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: 116] ، من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/75 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/320، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد أحمد وأبي يعلى ابن
لهيعة، وهو ضعيف.
وقال ابن كثير: في هذا الإسناد ضعف لا يعتمد عليه، ورفعُ هذا الحديث منكر، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه. والله أعلم. وزاد السيوطي في "الدر المنثور" 1/110 نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذر، والنحاس في "ناسخه"، وأبي نصر السجزي في "الإبانة"،
والضياء في "المختارة".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَعُوُّدِ نَفْسِهِ أَعْمَالَ الْخَيْرِ فِي أَسْبَابِهِ
310 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ، مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدين"1.
1 إسناده حسن، وأخرجه ابن ماجة "221" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، والطبراني في "الكبير" 19/ "904"، وابن عدي في "الكامل" 3/1005، من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد، إلا أنه ورد عند ابن عدي: روح بن جناح، بدل أخيه مروان بن جناح.
وأخرجه الطبراني 19/ "904" أيضاً من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وسليمان بن أحمد الواسطي، عن الوليد بن مسلم،
به.
قال البوصيري في "زوائد ابن ماجة" ورقة 16: رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق هشام بن عمار، فذكره بإسناده ومتنه سواء، والجملة الثانية في "الصحيح" من حديث معاوية من طريق الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عنه..
وقوله " الخير عادة والشر لجاجة" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين""2215"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/252، وفي "تاريخ أصبهان" 1/345، وابن أبي عاصم في كتاب "الصمت""100"، وأبو الشيخ في "الأمثال""20"، والقضاعي في "مسند الشهاب"" 22"، من طرق عن الوليد بن مسلم، به.
وقوله: "الخير عادة" قال المناوي: لعود النفس إليه وحرصها عليه من أجل الفطرة. قال الغزالي: من لم يكن في أصل الفطرة جواداً مثلاً،
فيتعود ذلك بالتكلف، ومن لم يخلق متواضعاً يتكلفه إلى أن يتعوده، وكذلك سائر الصفات يعالج بضدها إلى أن يحصل الغرض.. وأكثر
ما تستعمل العرب العادة في الخير وفيما يسر وينفع؛ "والشر لجاجة": لما فيه من العوج وضيق النفس والكرب، واللجاج أكثر ما تستعمل في المراجعة في الشيء المضمر بشؤم الطبع بغير تدبر عاقبة، ويسمى فاعله لجوجاً، كأنه أخذ من لجة البحر وهي أخطر ما فيه، فزجرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عادة الشر بتسميتها لجاجة، وميزها عن تعود الخير بالاسم للفرق.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُومَ فِي أَدَاءِ الشُّكْرِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِإتْيَانِ الطَّاعَاتِ بِأَعْضَائِهِ دُونَ الذِّكْرِ بِاللِّسَانِ وَحْدَهُ
311 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:"أَفَلَا أكون عبدا شكورا"1. [5: 47]
1 إسناده صحيح، إبراهيم بن بشار – وهو الرمادي- أبو إسحاق البصري حافظ روى له أبو داود والنسائي، وهو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق "4746"/ والحميدي "759"، وأحمد 4/251، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 4/255 عن وكيع وعبد الرحمن، والبخاري "4836" في التفسير: باب قوله تعالى: {يَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} عن صدقة بن الفضل، ومسلم "2819" "80" في صفات المنافقين وأحكامهم: باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير، والنسائي 3/219 في قيام الليل: باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل، عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور، وابن ماجة "1419" في إقامة الصلاة: باب ما جاء في طول القيام في الصلوات، عن هشام بن عمار، والبيهقي في "السنن" 3/16 عن طريق يوسف بن يعقوب، كلهم عن سفيان، به. وصححه ابن خزيمة برقم "1833".
وأخرجه أحمد 4/255، والبخاري "1130" في التهجد: باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل، و"6471" في الرقاق: باب الصبر عن
محارم الله، والبيهقي في "السنن" 7/39 من طريق مسعر بن كدام، ومسلم "2819""79"، والترمذي "412" في الصلاة: باب ما جاء في
الاجتهاد في الصلاة، وفي "الشمائل""258"، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""931" من طريق أبي عوانة، كلاهما عن زياد بن علاقة، به، وصححه ابن خزيمة برقم "1182".
وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/115، والبُخاري "4837"، ومسلم "2820"، والبيهقي في "السنن" 7/39، وأبي نعيم في "الحلية"
8/289.
وعن أبي هريرة عند ابن خزيمة في "صحيحه""1184"، وأبي نعيم في "الحلية" 7/205.
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ يَتْرُكُ صلى الله عليه وسلم الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ بِحَضْرَةِ الناس
312 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حدثني الليث، عن عقيل، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كانت تقول: ما كان
= وأخرجه أحمد 4/255 عن وكيع وعبد الرحمن، والبخاري "4836" في التفسير: باب قوله تعالى: {يَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} عن صدقة بن الفضل، ومسلم "2819" "80" في صفات المنافقين وأحكامهم: باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير، والنسائي 3/219 في قيام الليل: باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل، عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور، وابن ماجة "1419" في إقامة الصلاة: باب ما جاء في طول القيام في الصلوات، عن هشام بن عمار، والبيهقي في "السنن" 3/16 عن طريق يوسف بن يعقوب، كلهم عن سفيان، به. وصححه ابن خزيمة برقم "1833".
وأخرجه أحمد 4/255، والبخاري "1130" في التهجد: باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل، و"6471" في الرقاق: باب الصبر عن
محارم الله، والبيهقي في "السنن" 7/39 من طريق مسعر بن كدام، ومسلم "2819""79"، والترمذي "412" في الصلاة: باب ما جاء في
الاجتهاد في الصلاة، وفي "الشمائل""258"، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""931" من طريق أبي عوانة، كلاهما عن زياد بن علاقة، به، وصححه ابن خزيمة برقم "1182".
وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/115، والبُخاري "4837"، ومسلم "2820"، والبيهقي في "السنن" 7/39، وأبي نعيم في "الحلية"
8/289.
وعن أبي هريرة عند ابن خزيمة في "صحيحه""1184"، وأبي نعيم في "الحلية" 7/205.
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ سُبْحَةَ الضُّحَى. وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُسَبِّحُهَا وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ كَثِيرًا مِنَ الْعَمَلِ خَشْيَةَ أَنْ يستن به، فيفرض عليهم1.
1 إسناده صحيح، يزيد بن موهب – وهو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب – ثقة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الليث هو ابن سعد، وعُقَيل –بضم العين- هو ابن خالد بن عَقيل –بالفتح- الأيلي.
وأخرجه أحمد 6/223 عن حجاج، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/406، وأحمد 6/169، 170، وأبو عوانة 2/267 من طريق ابن جريج، وعبد الرزاق "4867"، وأحمد
6/33، 34، و168، وأبو عوانة 2/267، والبيهقي في "السنن" 2/49 من طريق معمر، وأحمد 6/86 من طريق شعيب، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد.
وقولها: "ما سبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى وإني لأسبحها" أخرجه ابن أبي شيبة 2/406، وأحمد 6/177و209، 210و215، والبخاري "117" في التهجد: باب من لم يصل الضحى ورآه واسعاً، من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، به.
وأخرجه الدارمي 1/339 من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به، بلفظ " ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى في سفر
ولا حضر".
وسيورده المؤلف بعده من طريق مالك، عن الزهري، به، ويرد تخريجه عنده.
وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها ما يخالف هذا، فسيورد المؤلف برقم "2527"، من طريق عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت لا، إلا أن يجيء من مغيبه، وسيورد برقم "2529" من طريق معاذة أنها سألت عائشة: كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى؟ قالت: أربع ركعات، ويزيد ما شاء.
ففي الرواية الأولى التي أوردها المؤلف هنا نفي رؤيتها لذلك مطلقاً، وفي الثانية تقييد النفي بغير المجيء من مغيبه، وفي الثالثة الإثبات مطلقا.
قال الحافظ في "الفتح" 3/ 56: وقد اختلف العلماء في ذلك: فذهب ابن عبد البر وجماعة إلى ترجيح [الرواية الأولى، وهي] ما اتفق الشيخان عليه، دون ما انفرد به مسلم، وقالوا: إن عدم رؤيتها لذلك لا يستلزم عدم الوقوع، فيقدم من روى عنه من الصحابة الإثبات، وذهب آخرون إلى الجمع بينهما، قال البيهقي: عندي أن المراد بقولها: ما رأيته سبحها أي داوم عليها، وقولها: وإني لأسبحها، أي أُداوم عليها، وفي بقية الحديث إشارة إلى ذلك، حيث قالت: وإن كان ليدع العمل وهو يحب أن يعمله
خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.
وجاء عن ابن عمر الجزم بكونها محدثة، فروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن الحكم بن الأعرج، عن الأعرج، قال: سألت ابن عمر
عن صلاة الضحى؟ فقال: بدعة، ونعمت البدعة، وروى البخاري "1175" عن توبة بن مورق قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما:
أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت فعمر؟ قال: لا، فأبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال لا إخاله. قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد، عن ابن عمر، أنه قال: "إنها مُحْدَثَة،
وإنها لمن أحسن ما أحدثوا". قال الحافظ: وفي الجملة ليس في أحاديث ابن عمر هذه ما يدفع مشروعية صلاة الضحى، لأن نفيه محمول على عدم رؤيته لا على عدم الوقوع في نفس الأمر، أو الذي نفاه صفة مخصوصة، كما في الكلام على حديث عائشة. "الفتح" 3/53.
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ يَتْرُكُ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ الطَّاعَاتِ
313 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بن شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ليدعذكر الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ يَتْرُكُ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ الطَّاعَاتِ
[313]
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ الزهري بن شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ليدع
الْعَمَلَ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ، خَشْيَةَ أن يعمل به الناس، فيفرض عليهم1 [5: 29]
1إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي في "شرح السنة"
"1004" من طريق أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ" 1/166، 167 في صلاة الضحى، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 6/178، والبخاري "1128" في التهجد: باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب، ومسلم "717" في المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى، وأبو داود "1293" في الصلاة: باب صلاة الضحى، وأبو عوانة 2/267، والبيهقي في "السنن" 3/50.
وتقدم قبله من طريق عُقَيل بن خالد الأيلي، عن الزهري، به، فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الشُّكْرِ لِلَّهِ، جَلَّ وَعَلَا، بِأَعْضَائِهِ عَلَى نِعَمِهِ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَتِ النِّعْمَةُ تَعْقِبُ بَلْوَى تَعْتَرِيهِ
314 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثَنَا همَّام بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الْأَبْرَصَ، فقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وجلد حسن2. قال: فأي المال أحب
2 زاد مسلم هنا: ويذهب عني الذي قذرني الناس. قال: فمسحه، فذهب
عنه الذي قذره، وأعطى لوناً حسناً وجلداً حسناً.
إِلَيْكَ قَالَ الْإِبِلُ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَالَ وَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ1 فقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.
قَالَ وَأَتَى الْأَقْرَعَ فقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ شَعْرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعْرًا حَسَنًا قَالَ فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْبَقَرُ قَالَ فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَافِلَةً قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.
قَالَ وَأَتَى الْأَعْمَى فقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ قَالَ فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْغَنَمُ قَالَ فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا وَأُنْتِجَ2 هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الْإِبِلِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الغنم.
1 العشراء بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة مع المد: هي الحامل التي أتى على حملها عشرة أشهر من يوم طرقها الفحل.
2 قال النووي في "شرح مسلم" 18/98: هكذا الرواية "فأنتج" رباعي وهي لغة قليلة الاستعمال، والمشهور "نتج"ثلاثي، وممن حكى اللغتين الأخفش.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/502: وأنتح في مثل هذا شاذ.
والمشهور في اللغة: نتجت الناقة، ونتج الرجل الناقة: أي حمل عليها الفحل. وقد سمع أنتجت الفرس: إذا ولدت فهي نتوج. وهي
لغة قليلة، والفصيح عند أهل اللغة نتجت الناقة بضم النون.
وفي شرح القاموس: نتج "نُتجت الناقة" والفرس "كعُنِيَ" صرح به ثعلب والجوهري نتجاً و "نتاجاً" بالكسر، و "أنتجت" بالضم إذا ولدت، وبعضهم يقول: نتجت، وهو قليل، وعن ابن الأعرابي: نُتِجَتِ الفرس والناقة: ولدت، وأُنْتِجَتْ: دنا ولادها، كلاهما فعل ما لم يسم فاعله وقال: لم أسمع نَتَجت ولا أنتجت على صيغة الفاعل "وقد نتجها أهلها" ينتجها نتجاً وذلك إذا ولي نتاجها.
قَالَ ثُمَّ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ بِيَ الْيَوْمَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي سَفَرِي فقَالَ الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ فقَالَ كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ الْمَالَ فقَالَ إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ 1فقال إن كنت كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.
قَالَ ثُمَّ أَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ هَذَا فقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.
وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وابن سب الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فقَالَ قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ بَصَرِي فَخُذْ مَا شِئْتَ ودع ما شئت فوالله
1 قال العيني: المعنى: ورثت هذا المال عن آبائي وأجدادي، حال كون كل واحد منهم كابراً عن كابر، أي كبير أورث عن كبير.
لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فقَالَ أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وسخط على صاحبيك" 1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، شيبان بن فروخ، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات على شرطهما.
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِإعْطَاءِ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ لِلْمُفْطِرِ إِذَا شَكَرَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا
315 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ2 الْعَابِدُ الطَّاحِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطَّاعِمُ الشاكر بمنزلة الصائم الصابر" 3
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، شيبان بن فروخ، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات على شرطهما.
وأخرجه مسلم "2964""10" في الزهد والرقائق، والبيهقي في "السنن" 7/219، عن شيبان بن فروخ، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3464" في أحاديث الأنبياء: باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل، و "6653" في الأيمان والنذور: باب لا يقول ما شاء الله وشئت، وهل يقول: أنا بالله ثم بك، من طريق عمرو بن عاصم وعبد الله بن رجاء، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
2 كذا في "الإحسان" و"التقاسيم"، ووقع "سعدويه" في "الأنساب"، و "المعجم الصغير" للطبراني 1/111، والطاحي بالطاء المهملة، وفي آخرها الحاء المهملة، نسبة إلى "بني طاحية"، وهي محلة بالبصرة، وطاحية قبيلة من الأزد نزلت المحلة، فنسبت إليها. "الأنساب" 8/168، و"اللباب" 2/267.
3 رجاله ثقات، لكنه منقطع، قال الحافظ في "الفتح" 9/582: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من رواية معتمر بن سليمان، عن معمر، عن سعيد
المقبري، به، لكن في هذه الرواية انقطاع خفي على ابن حبان، فقد رويناه في "مسند" مسدد، عن معتمر، عن معمر، عن رجل من بني غفار، عن المقبري، وكذلك أخرجه عبد الرزاق في "جامعه" عن معمر، وهذا الرجل هو معن بن محمد الغفاري –فيما أظن- لاشتهار الحديث من طريقه.
قلت: ورواية عبد الرزاق هي في "مصنفه" برقم "19573" عن معمر، عن رجل من غفار، أنه سمع سعيداً المقبري، يحدث عن أبي هريرة، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 2/283، والبيهقي في "السنن" 4/306، والبغوي في "شرح السنة""2832".
والتصريح بمعن بن محمد الغفاري ورد فيما أخرجه الترمذي "2487" في صفة القيامة، من طريق محمد بن معن بن محمد الغفاري، والحاكم 4/136، والبيهقي في "السنن" 4/306 من طريق عمر بن علي المقدمي، كلاهما عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب، لكنه وقع عنده: عن أبي سعيد المقبري، وهو خطأ، لأن معن بن محمد إنما يروي عن سعيد المقبري لا عن أبيه، كما في "تحفة الأشراف" 9/499، و"تهذيب الكمال".
تنبيه: وقع في مطبوع ابن ماجة: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا محمد بن معن، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الله الأموي، عن معن بن محمد
…
وهذا خطأ، صوابه: وعن عبد الله بن عبد الله الأموي، -سقطت الواو قبل عن – إذ هو شيخ ثان ليعقوب بن حميد، كما نص عليه في "تحفة الأشراف" 9/337، حديث رقم "12294".
قال الحافظ: وأخرجه ابن خزيمة من رواية عمر بن علي، عن =
= معن بن محمد، عن سعيد المقبري، قال: كنت أنا وحنظلة بن علي الأسلمي بالبقيع مع أبي هريرة، فحدثنا أبو هريرة، وهذا محمول على أن معن بن محمد حمله عن سعيد، ثم حمله عن حنظلة.
قلت: ورواية عمر بن علي هذه التي أخرجها ابن خزيمة هي التي أخرجها الحاكم 4/136.
وقد علَّقه البخاري في الأطعمة: باب 56: فقال: باب الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر، فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه البخاري موصولاً في "التاريخ الكبير" 1/142، 143، وأحمد 2/289، والحاكم في "المستدرك" 4/136 من رواية سليمان بن بلال، عن محمد بن عبد الله بن أبي حُرَّرة - بضم الحاء المهملة وتشديد الراء- عن عمه حكيم بن أبي حُرَّة، عن سَلْمان الأغر، عن أبي هريرة.
واختلف فيه على محمد بن عبد الله بن أبي حرة، فأخرجه أحمد 4/343، وابن ماجة "1765"، والدارمي "2/95، والقضاعي في "مسند الشهاب" "264" من رواية عبد العزيز بن محمد الداوردي، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حرة، عن سنان بن سنة الأسلمي الصحابي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن وقع عند الدارمي: عن سنان بن سنة، عن أبيه، بزيادة "عن أبيه" وهذه زيادة تفرد بها نعيم بن حماد، وخالفه غيره، وحديث سنان هذا شاهد لحديث أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/142 من طريق إسحاق بن العنبري، عن يعلى بن عبيد، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ويتحصل أن الحديث صحيح بطرقه وشاهده.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ شُكْرُ الطَّاعِمِ الَّذِي يَقُومُ بِإِزَاءِ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ هُوَ أَنْ يَطْعَمَ الْمُسْلِمُ ثُمَّ لَا يَعْصِي بَارِيَهُ يُقَوِّيهِ وَيُتِمُّ شُكْرَهُ بِإتْيَانِ طَاعَاتِهِ بِجَوَارِحِهِ لِأَنَّ الصَّائِمَ قُرِنَ بِهِ الصَّبْرُ لِصَبْرِهِ عَنِ الْمَحْظُورَاتِ وَكَذَلِكَ قُرِنَ بِالطَّاعِمِ الشُّكْرُ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ
هَذَا الشُّكْرُ الَّذِي يَقُومُ بِإِزَاءِ ذَلِكَ الصَّبْرِ يُقَارِبُهُ أَوْ يُشَاكِلُهُ وَهُوَ تَرْكُ الْمَحْظُورَاتِ عَلَى ما ذكرناه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الْقِيَامِ فِي أَدَاءِ الْفَرَائِضِ مَعَ إِتْيَانِ النَّوَافِلِ ثُمَّ إعْطَائِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ فِيمَا بَعْدُ
316 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ الْبَلَدِيُّ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ فَقُلْنَ مَا لَكِ مَا فِي قُرَيْشٍ رَجُلٌ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ قَالَتْ مَا لَنَا مِنْهُ شَيْءٌ أَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ وَأَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ قَالَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ يَا عُثْمَانُ أَمَا لَكَ فِي أُسْوَةٍ قَالَ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ أَمَّا أَنْتَ فَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا صَلِّ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ قَالَ فَأَتَتْهُمُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ فَقُلْنَ لَهَا مَهْ قَالَتْ أَصَابَنَا مَا أَصَابَ الناس"1.
1 حسن لغيره، محمد بن الخطاب البلدي الزاهد، ذكره المؤلف في "الثقات" 9/139، فقال: يروي عن المؤمل بن إسماعيل، وأبي نعيم، والكوفيين، حدثنا عنه أبو يعلى، وأهل الموصل. وأبو جابر محمد بن عبد الملك ذكره المؤلف في "الثقات" وقال: أصله من واسط، روى عنه أبو حاتم السجستاني وأهل العراق. وقال أبو حاتم فيما ذكره ابنه في "الجرح والتعديل" 8/5: ليس بقوي. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/394، 395 من طريقين عن أبي إسحاق، عن أبي بردة مرسلاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/301، 302: وقال: رواه أبو يعلى والطبراني بأسانيد، وبعض أسانيد الطبراني رجالها ثقات.
وفي الباب عن عائشة تقدم برقم "9".
ذِكْرُ التَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا
317 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَنَّهُ سَمِعَ
أنس بن مالك يقول: "جاء ثلاث رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ وَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال "أنتم الذي 1
1 كذا الأصل بحذف النون على حد قول الأشهب بن رميلة:
وإن الذي حانت بِفَلْجٍ دِمَاؤُهم
…
هُمُ القَوْمُ كُلُّ القومِ يا أمَّ حاتِم
والحادة "الذين" وهي كذلك في جميع مصادر التخريج.
قُلْتُمْ1 كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فليس مني" 2. [3:11]
1 كذا في الأصل، وصحيح البخاري، وحقه أن يقال "قالوا" حتى يكون في الصلة ما يعود إلى الموصول، وقد وقع مثل هذا في قول علي رضي الله عنه.
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
وفي قول الشاعر:
وأنتِ التي إن شِئتِ أشقيتِ عشيتي
…
وأنتِ التي إن شئتِ أنعمتِ باليا
انظر "الخزانة" 2/23. وفي رواية مسلم وأحمد: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا" قال الحافظ: ويجمع بأنه منع من ذلك عموماً جهراً مع عدم تعيينهم، وخصوصاً فيما بينه وبينهم رفقاً بهم، وستراً لهم.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "صحيح" البخاري "5063" في النكاح: باب الترغيب في النكاح.
وأورده المؤلف برقم "14" من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فانظر تخريجه ثمت.
ذِكْرُ مَا يَقُومُ مَقَامَ الْجِهَادِ النَّفْلُ مِنَ الطَّاعَاتِ لِلْمَرْءِ
318 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلَانَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ3 أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ وَهُوَ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ الشاعر المكي يقول:
3 هذا الحديث ألحق في الهامش بخط دقيق، وطمس فيه شيخ المؤلف مع تاليه، فلم أتبينهما، واستدركهما من "التقاسيم والأنواع" 1/لوحة 99.
سمعت عبد الله بن عمر يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فقَالَ: "أَحَيٌّ والداك"؟ قال نعم قال "ففيهما فجاهد"1.
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن الجعد أخرج له البخاري، ومن فوقه ثقات على شرطهما، وحبيب صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وهو في "الجعديات" برقم "561".
وأخرجه البيهقي في "شرح السنة""2638" من طريق أبي القاسم البغوي، عن علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2254" عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/188 عن محمد بن جعفر، و2/193 و 197 و221 عن عفان وبهز، والبخاري "3004" في الجهاد: باب الجهاد بإذن الأبوين، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق آدم بن أبي إياس، ومسلم "2549" في البر والصلة: باب بر الوالدين من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والبغوي في "شرح السنة""2638" أيضاً من طريق عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن أبي عدي وحجاج بن محمد، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5972" في الأدب: باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين عن مسدد، ومسلم "2549" أيضاً، والنسائي 6/10 في الجهاد: باب الرخصة في التخلف لمن له والدان، عن محمد بن المثنى، والترمذي "1671" في الجهاد: باب فيمن خرج في الغزو وترك أبويه، عن محمد بن بشار، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة وسفيان الثور، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وسيورده المؤلف برقم "420" من طريق سفيان الثوري، عن حبيب، به، فانظره.
وأخرجه الحميدي "585"، وأحمد 2/165 و 193، ومسلم "2549""6"، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق مسعر والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ مُبَاحٌ لَهُ أَنْ يُظْهِرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ التَّوْفِيقِ لِلطَّاعَاتِ إِذَا قَصَدَ بِذَلِكَ التَّأَسِّي فِيهِ دُونَ إِعْطَاءِ النَّفْسِ شَهْوَتَهَا مِنَ الْمَدْحِ عَلَيْهَا
319 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَثَرَ الْوَجَعِ عَلَيْكَ بَيِّنٌ قَالَ "إِنِّي عَلَى مَا تَرَوْنَ قَرَأْتُ البارحة السبع الطول" 1. [5: 47]
1 مؤمل بن إسماعيل وصفه البخاري وغيره بكثرة الخطأ، وقال محمد بن نصر المروزي: المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه، لأنه كان سيِّئ الحفظ، كثير الغلط، وباقي رجاله ثقات.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/274، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ مَعَ قِيَامِهِ فِي النَّوَافِلِ إِعْطَاءَ الْحَظِّ لِنَفْسِهِ وَعِيَالِهِ
320 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خثيمة حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ
عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبَى الدَّرْدَاءِ قَالَ فَجَاءَ سَلْمَانُ يَزُورُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَتِّلَةً2 فقَالَ مَا شَأْنُكِ قَالَتْ إِنَّ أَخَاكَ ليست له
2 من التبتل وهو التهاون في دواعي النكاح، وأسبابه، والزهد فيه والانقطاع عنه، وفي البخاري والترمذي:"متبذلة" أي: لابسة ثياب البذلة وهي المهنة وزناً ومعنى، والمراد أنها تاركة للبس ثياب الزينة، وفي ترجمة سلمان من "الحلية" لأبي نعيم بإسناد آخر إلى أم الدرداء عن أبي الدرداء، أن سلمان دخل عليه، فرأى امرأته رثة الثياب.. ولم يكن ذلك رغبة منها، وإنما كانت تفعله إرضاءً لزوجها أبي الدرداء، يتبين ذلك من قولها لسلمان: إن أخاك ليست له حاجة إلى الدنيا، وفي رواية الدارقطني "في نساء الدنيا".
حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رحب به سليمان وقرب إليه الطعام فقَالَ لَهُ سَلْمَانُ اطْعَمْ قَالَ إِنِّي صَائِمٌ قَالَ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا طَعِمْتَ فَإِنِّي مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ قَالَ فَأَكَلَ مَعَهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ قَامَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَحَبَسَهُ سَلْمَانُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا أَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ صُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ وَائْتِ أَهْلَكَ1 فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ قَالَ قُمِ الْآنَ فَقَامَا فَصَلَّيَا ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ سَلْمَانُ فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ2 مَا قَالَ سَلْمَانُ" 3.
1 من قوله: "صم" إلى هنا زيادة لم ترد في البخاري ولا الترمذي، وهي عند الدارقطني.
2 في البخاري: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان.
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو خيثمة: هو زهير بن حرب بن شداد الحرشي النسائي، وأبو عُميس اسمه عتبة بن عبد الله وهو أخو عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي. وأخرجه البخاري "1968" في الصوم: باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له، و "6139" في الأدب: باب صنع الطعام والتكلف للضيف، والترمذي "2413" في الزهد، عن محمد بن بشار، والبيهقي في "السنن" 4/276 من طريق أحمد بن حازم، كلاهما عن جعفر بن عون، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِتْيَانُ الْمُبَالَغَةِ فِي الطَّاعَاتِ وَكَذَلِكَ اجْتِنَابُ الْمَحْظُورَاتِ
321 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْقَظَ أَهْلَهُ وأَحْيَى اللَّيْلَ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان هو ابن عيينة، وأبو يعفور -بفتح التحتانية وسكون المهملة وضم الفاء- هو الصغير وهو عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وهو كوفي تابعي صغير، وثمت أبو يعفور آخر تابعي كبير، اسمه وقدان العبدي، وتحرف أبو يعفور في "سنن" البيهقي إلى أبي يعقوب، ووقع عنده العبدي وهو خطأ.
وأخرجه أحمد 6/40، 41 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2024" في فضل ليلة القدر: باب العمل في العشر الأواخر من رمضان، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""1829" عن علي بن عبد الله، ومسلم "1174" في الاعتكاف: باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان عن إسحاق بن راهوية وابن أبي عمر، وأبو داود "1376" في الصلاة: باب في قيام شهر رمضان، عن نصر بن علي وداود بن أمية، والنسائي 3/217، 218 في قيام الليل: باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل عن محمد بن عبد الله بن يزيد، وابن = ماجة "1768" في الصيام: باب في فضل العشر الأواخر من شهر رمضان عبد الله بن محمد الزهري، والبيهقي في "السنن" 4/313 من طريق سعدان بن نصر، كلهم عن ابن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أنه وقع عند البيهقي: أبو يعقوب العبدي كما سبق التنبيه إليه.
وأخرجه أحمد 6/66، 67 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ومعنى "وشد المئزر" أي اعتزل النساء، وبذلك جزم عبد الرزاق عن الثوري.
وذكر ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش نحوه، وقال الخطابي: يحتمل أن يريد به الجدَّ في العبادة، كما يقال: شددتُ لهذا الأمر مئزري أي: تشمرت له، ويحتمل أن يراد التشمير والاعتزال معاً، ويحتمل أن يراد الحقيقة والمجاز كمن يقول: طويل النجاد لطويل القامة وهو طويل النجاد حقيقة، فيكون المراد شد مئزره حقيقة لم يحله، واعتزل النساء، وشمر للعبادة، قلت "القائل ابن حجر": وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة عند ابن أبي شيبة والبيهقي: شد مئزره، واعتزل النساء، فعطفه بالواو، فيتقوى الاحتمال الأول.
وَقَدْ ذَكَرَ سُفْيَانُ مَرَّةً فِيهِ وَجَدَّ أَبُو يَعْفُورٍ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نسطاس1. [5: 47]
1 في الأصل "فسطاس" وهو خطأ.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ لُزُومُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى إِتْيَانِ الطَّاعَاتِ
322 -
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ لُزُومُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى إِتْيَانِ الطَّاعَاتِ
[322]
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: "كَانَ عَمَلُهُ صلى الله عليه وسلم ديمة"1.
1 إسناده صحيح، محمود بن خداش وثقه ابن معين والمصنف وأبو الفتح الأزدي، روى له الترمذي وابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، جرير هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس وهو خال إبراهيم.
وأخرجه أحمد في "المسند" 6/43، وفي "الزهد" ص 8، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6466" في الرقاق: باب القصد والمداومة على العمل، وأبو داود "1370" في الصلاة: باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة، عن عثمان بن أبي شيبة، ومسلم "783" في صلاة المسافرين: باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره، عن زهير بن حرب وإسحاق بن راهويه، والنسائي في "السنن الكبرى" في الرقائق عن حسين بن حريث كما في "تحفة الأشراف" 12/245؛ كلهم عن جرير، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف في باب صوم التطوع، من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، به.
وأخرجه أحمد 6/55، والبخاري "1987" في الصوم: باب هل يخص شيئاً من الأيام، من طريق يحيى القطان، وأحمد 6/189، والترمذي في "الشمائل""303" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان، عن منصور، بهذا الإسناد.
والدِّيمة بكسر الدال وسكون الياء: أي دائماً، قال ابنُ الأثير: الديمة: المطر الدائم في سكون، شَبَّهت عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَحَبَّ الطَّاعَاتِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا وَاظَبَ عَلَيْهِ الْمَرْءُ وَإِنْ قَلَّ
323 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يدوم عليه صاحبه"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأحمد بن أبي بكر: هو أبو مصعب الزهري قاضي المدينة، وأحد شيوخ أهلها، راوي "الموطأ" عن مالك، وهو آخر الموطآت التي عرضت على مالك، وفيه مئة حديث زيادة على سائر الموطآت، وهو لم يطبع، والحديث في "الموطأ" برواية يحيى الليثي المتداولة 1/187 في الصلاة: باب جامع الصلاة، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 6/176، والبخاري "6462" في الرقاق: باب القصد والمداومة في العمل.
وأخرجه عبد الرزاق "20566" ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""934" عن معمر، وأحمد 6/46 عن أبي معاوية، و6/51، وفي "الزهد" ص24، 25، والبخاري "43" في الإيمان: باب أحب الدين إلى الله أدومه، ومسلم "785" "221" في صلاة المسافرين: باب أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن أو الذكر بأن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك، والنسائي 8/123 في الإيمان وشرائعه: باب أحب الدين إلى الله عز وجل، والبيهقي في "السنن" 3/17، من طريق يحيى بن سعيد، ومسلم "785""221" أيضاً، وابن ماجة "4238" في الزهد: باب المداومة على العمل، من طريق أبي أسامة، والترمذي "2856" في الأدب، وفي "الشمائل""304" ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""933" من طريق عبدة بن سليمان، والبيهقي 3/17 من طريق أنس بن عياض، كلهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
ولفظ رواية يحيى عند البخاري ومسلم والنسائي "وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه" قال الحافظ في
= رواية المستملي وحده "إلى الله"، وكذا للمصنف "يعني البخاري" ومسلم من طريق أبي سلمة، ولمسلم عن القاسم كلاهما عن عائشة، وقال باقي الرواة عن هشام:"وكان أحب الدين إليه" إي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرح به المصنف في الرقاق في رواية مالك عن هشام [يعني التي أخرجها ابن حبان هنا] ، وليس بين الروايتين تخالف، لأن ما كان أحب إلى الله كان أحبَّ إلى رسوله.
وأخرجه أحمد6/94و 147و 203 و 279، والبخاري "1132" في التهجد: باب من نام عند السحر، والنسائي 3/208 في قيام الليل: باب وقت القيام، والبيهقي في "السُّنن" 3/3من طريق شعبة، والبيهقي 3/17 من طريق سفيان، كلاهما عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/113، والنسائي 3/222، في قيام الليل: باب صلاة القاعد في النافلة وذكر الاختلاف على أبي إسحاق في ذلك، من طريق أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/165، ومسلم "783" "218" في صلاة المسافرين: باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره، من طريق ابن نمير، عن سعد بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، وفيه: قال: وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته.
وسيورده المؤلف برقم "353" من طريق يحيى بن أبي كثير، وبرقم "2571" من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي سلمة، عن عائشة.
ويخرج من كل طريق في موضعه.
وأخرجه أحمد 6/289، والترمذي "2856" في الأدب، وفي "الشمائل" برقم "305" من طريق الأعمش، عن أبي صالح قال: سئلت عائشة وأمُّ سلمة: أي العمل كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالتا: ما ديم عليه وإن قل. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه من حديث أم سلمة: أحمد 6/ 304و 305 و 319و 320 و 321و 322، والنسائي 3/222 في قيام الليل: باب صلاة القاعد في النافلة وذكر الاختلاف على أبي إسحاق في ذلك، وابن ماجة "1225" = في الإقامة: باب في صلاة النافلة قاعداً، و "4237" في الزهد: باب المداومة على العمل من طريق أبي إسحاق، عن أبي سلمة، عن أم سلمة.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الِاجْتِهَادِ فِي أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
324 -
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ1 بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثم لم يرجع من ذلك بشيء"2. [1: 2]
1 في الأصل "محمد" وهو خطأ، وجعفر هذا مترجم في "سير أعلام النبلاء" 14/308.
2 إسناده صحيح، على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 1/224عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "757" في الصوم: باب ما جاء في العمل في أيام العشر، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""1125"، عن هَنَّاد، وابن ماجة "1727" في الصيام: باب صيام العشر، عن علي بن محمد، والبيهقي في "السُّنن" 4/284من طريق أحمد بن عبد الجبار، ثلاثتهم عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده""2631" ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 4/284 عن شعبة، عن الأعمش، قال: سمعتُ مسلم البطين، به، وهذا تصريح من الأعمش بالسماع من البطين.
وأخرجه أحمد1/338 عن محمد بن جعفر، والبخاري "969" في العيدين: باب فضل العمل في أيام التشريق عن محمد بن عرعرة، والدارمي2/25عن سعيد بن الربيع، ثلاثتهم عن شعبة، وأبو داود "2438" في الصوم: باب في صوم العشر، من طريق وكيع، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه أبوداود "2438" أيضاً من طريق وكيع، عن أبي صالح ومجاهد، عن سعيد بن جبير، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي "757"، وابن ماجة "1728"، والبغوي في "شرح السنة""1226".
وعن عبد الله بن عمرو عند الطيالسي "2283".
وعن جابر سيورده المؤلف في باب الوقوف بعرفة والمزدلفة والدفع منهما.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ وَشَهْرَ رَمَضَانَ فِي الْفَضْلِ يَكُونَانِ سِيَّانَ1
325 -
أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ2 عَبْدِ الرحمن بن أبي بكرة
1كذا الأصل، والجادة "سِيين". وقد ذكر تأويل المصنف هذا البغويُّ في "شرح السُّنة": 6/ 225، وصدره بقول: وقال بعضهم، وذكره الحافظ في "الفتح": 4/125 نقلاً عن المصنف، وقد قيل في معنى الحديث غير هذا، فقد قال إسحاق بن راهوية: معناه وإن كان تسعاً وعشرين فهو تمام غير نقصان يريد في الثواب، فعلى قوله: يجوز أن ينقص الشهران معاً في سنة واحدة، وقال أحمد: معنى هذا الحديث لا ينقصان معاً في سنة واحدة، إن نقص أحدهما، تم الآخر، وهذان القولان مشهوران عن السلف، وثمت أقوال أخرى انظرها في "الفتح" 4/125.
2 في الأصل "بن" وهو خطأ.
عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ وذو الحجة"1. [1:1]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهب بن بقية من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، خالد الأول هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي، وخالد الثاني هو الحذاء.
وأخرجه الطيالسي "863" عن حماد بن سلمة، وأحمد 5/38 عن إسماعيل، وأحمد 5/47، 48، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/58 من طريق شعبة، والبخاري "1912" في الصوم: باب شهرا عيد لا ينقصان، ومسلم "1089" "32" في الصيام: باب معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "شهرا عيد لا ينقصان"، والبيهقي في "السنن" 4/250، والبغوي في "شرح السُّنة""1717" من طريق معتمر بن سليمان، ومسلم "1089""31"، وأبو داود "2332" في الصوم: باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، وابن ماجة "1659" في الصيام: باب ما جاء في شهري العيد، من طريق يزيد بن زريع، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة". "1717" من طريق بشر بن المفضل، كلهم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "863" أيضاً، والطحاوي 2/58 من طريق سالم بن عبد الله بن سالم، وأحمد 5/51 من طريق علي بن زيد، والبخاري "1912" أيضاً، ومسلم 1089" "32"، والبيهقي 4/250، والبغوي "1717" من طريق إسحاق بن سويد، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْتِعْمَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَهْلَ الطَّاعَةِ بِطَاعَتِهِ
326 -
أَخْبَرَنَا الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيَّ قال: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْتِعْمَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَهْلَ الطَّاعَةِ بِطَاعَتِهِ
[326]
أَخْبَرَنَا الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيَّ قال:
سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ1 صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ صَلَّى لِلْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدين بغرس يستعملهم في طاعته"2.
1 وممن ذكره في الصحابة خليفة: والبغوي، والبخاري، وابن سعد، وقال أحمد بن محمد بن عيسى في رجال حمص: أدرك الجاهلية، وعاش إلى خلافة عبد الملك، وكان ممن أسلم على يد معاذ، والنبي صلى الله عليه وسلم حي، وكان أعمى.. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ليست له صحبة، وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وقال الحافظ في "الإصابة" 4/142 بعد ذكر ما تقدم: وقول ابن عيسى المتقدم أشبه.
2 بكر بن زرعة الخولاني الشامي، ذكره المؤلف في "الثقات" 4/ 75، وقال: يروي عن أبي عنبة الخولاني، روى عنه الجراح بن مليح البهراني
…
ثم أخرج المؤلف حديثه هذا بالإسناد المذكور هنا، والجراح بن مليح البهراني الحمصي، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن عدي في "الضعفاء" 2/583.
وأخرجه أحمد 4/200، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 61 عن الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "8" في المقدمة، وابن عدي في "الضعفاء" 2/583 من طريق هشام بن عمار، عن الجراح بن مليح، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في "الزوائد": هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى الصَّالِحِينَ فِي زَمَانِهِ دُونَ السَّعْيِ فِيمَا يَكِدُّونَ فِيهِ مِنَ الطَّاعَاتِ
327 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حرملة بنذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى الصَّالِحِينَ فِي زَمَانِهِ دُونَ السَّعْيِ فِيمَا يَكِدُّونَ فِيهِ مِنَ الطَّاعَاتِ
[327]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهَا
أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسام فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِأَصْبُعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نعم إذا كثر الخبث"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن وهب: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم "2880""2" في الفتن: باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20749" عن معمر، والبخاري "3346" في الأنبياء: باب قصة يأجوج ومأجوج، ومسلم "2880""2" من طريق عقيل بن خالد، وأحمد 6/ 428، ومسلم "2880""2" من طريق صالح بن كيسان، وأحمد 6/ 429 من طريق ابن إسحاق، والبخاري "3598" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"7135" في الفتن: باب يأجوج ومأجوج، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4201"، من طريق شعيب، والبخاري "7059" في الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب"، ومسلم "2880""1"، والنسائي في "السنن الكبرى" من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري "7135" أيضاً ومن طريقه البغوي "4201"، من طريق محمد بن أبي عتيق، كلهم عن الزهري، بهذا الإسناد، وسقط من إسناد عبد الرزاق "عن أم حبيبة". = وأخرجه أحمد 6/ 428، والحميدي "308"، وابن أبي شيبة "19061" ومن طريقه مسلم "2880"، وابن ماجة "3953" في الفتن: باب ما يكون في الفتن، وأخرجه الترمذي "2187" في الفتن: باب ما جاء في خروج يأجوج ومأجوج عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبي بكر بن نافع وغير واحد، والبيهقي في "السُّنن" 10/93 من طريق محمد بن سعيد بن غالب وسعدان بن نصر، كلهم عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد جوَّد سفيان هذا الحديث، هكذا روى الحميدي وعلي بن المديني وغير واحد من الحفاظ عن سفيان بن عيينة نحو هذا، وقال الحميدي: قال سفيان بن عيينة: حفظت من الزهري في هذا الحديث أربع نسوة: زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة وهما ربيبتا النبي صلى الله عليه وسلم عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش زَوْجَي النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا روى معمر وغيره هذا الحديث عن الزهري، ولم يذكروا فيه:"عن حبيبة"، وقد روى بعض أصحاب ابن عيينة هذا الحديث عن ابن عيينة، ولم يذكروا فيه:"عن أم حبيبة".
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري "3347" في الأنبياء: باب قصة يأجوج ومأجوج.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ قَدْرَ شِبْرٍ أَوْ ذِرَاعٍ بِالطَّاعَةِ كَانَتِ الْوَسَائِلُ وَالْمَغْفِرَةُ أَقْرَبُ مِنْهُ بِبَاعٍ
328 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمِنْهَالِ ابْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ قَدْرَ شِبْرٍ أَوْ ذِرَاعٍ بِالطَّاعَةِ كَانَتِ الْوَسَائِلُ وَالْمَغْفِرَةُ أَقْرَبُ مِنْهُ بِبَاعٍ
[328]
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمِنْهَالِ ابْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ: "الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي فِي
وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنِ اقْتَرَبَ مني ذراعا اقتربت منه باعا ومن جائني يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ أَسْعَى وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأ أكثر منهم وأطيب" 1. [3: 67]
1 حديث صحيح إسناده قوي، عطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - قد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط، وتابعه سفيان عند أحمد والحميدي، وهو قديم السماع من عطاء، وعطاء بن السائب تابعه أبو إسحاق عند مسلم، وباقي رجاله ثقات.
والقسم الأول منه وهو قوله: "الكبرياء ردائي..:إلى قذفته في النار" أخرجه الطيالسي "2387"، وأبو داود "4090" في اللباس: باب ما جاء في الكبر، عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2387" عن سلام، وابن أبي شيبة 9/89 عن ابن فضيل، والحميدي "1149"، وأحمد 2/248 و376 عن سفيان، وأحمد 2/427 عن ابن علية، و2/442 عن عمار بن محمد، وأبو داود "4090" أيضاً، وابن ماجة "4174" في الزهد: باب البراءة من الكبر والتواضع، من طريق أبي الأحوص، والبغوي في "شرح السُّنة""3592" من طريق إبراهيم بن طهمان، كلهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد.
وتحرف الأغر عند أحمد 2/376 إلى الأعرج.
وأخرجه أحمد 2/414 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن سهيل، عن عطاء بن السائب، به، بزيادة سهيل بين حماد وعطاء.
وأخرجه مسلم "2620" في البر والصلة: باب تحريم الكبر، والبخاري في "الأدب المفرد""552" من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/61 من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
والقسم الثاني أخرجه أحمد 2/316، ومسلم "2675" "3" في الذكر والدعاء: باب الحث على ذكر الله تعالى، والبغوي في "شرح السُّنة""1252" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/482 من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، و3/500 من طريق موسى بن يسار، كلاهما عن أبي هريرة.
وسيرد برقم "376" من طريق سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة، وبرقم "811" و "812" من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ويرد تخريج كل طريق في موضعه.
قال النووي في "شرح مسلم" 17/3: هذا الحديث من أحاديث الصفات، ويستحيل إرادة ظاهره، ومعناه: من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زدت، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة، أي: صبب عليه الرحمة، وسبقته بها، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه.
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْخَيْرِ عَلَى الْأَفْعَالِ الصَّالِحَةِ إِذَا كَانَتْ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ
329 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عن بن شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ الله أرأيتذكر إِطْلَاقِ اسْمِ الْخَيْرِ عَلَى الْأَفْعَالِ الصَّالِحَةِ إِذَا كَانَتْ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ
[329]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عن بن شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ الله أرأيت
أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ1 بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صِلَةٍ وَعَتَاقَةٍ وَصَدَقَةٍ فَهَلْ فِيهَا أَجْرٌ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمْتَ عَلَى ما سلف لك من أجر"2. [3:65]
1 أتحنث بالمثلثة، أي: أتقرب، والحنث في الأصل: الإثم، وكأنه أراد ألقي عني الإثم، ولما أخرج البخاري في الأدب، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، قال في آخره: ويقال أيضاً عن أبي اليمان: أتحنت "يعني بالمثناة" ونقل عن ابن إسحاق: التحنث: التبرر، قال: وتابعه هشام بن عروة عن أبيه، وحديث هشام أورده في العتق بلفظ: كنت أتحنث بها يعني أتبرر بها، قال القاضي عياض: رواه جماعة من الرواة في البخاري بالمثلثة وبالمشاة، وبالمثلثة أصح رواية ومعنى.
2 إسناده صحيح، عمرو بن عثمان روى له أبوداود والنسائي، وثقه غير واحد، وقال أبو حاتم: صدوق، وأبوه عثمان بن سعيد الحمصي ثقة، روى له أبو داود والنسائي أيضاً، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق "19685"، وأحمد 3/402، والبخاري "1436" في الزكاة: باب من تصدق في الشرك ثم أسلم، ومسلم "123" "195" في الإيمان: باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده، والطبراني في "الكبير""3086"، والبيهقي في "السُّنن" 9/123 و10/316، والبغوي "شرح السُّنة""27" من طريق معمر، والبخاري "2220" في البيوع: باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه، و"5992"في الأدب: باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم، وأبو عوانة 1/73 من طريق شعيب، ومسلم "123""194" وأبو عوانة 1/72، والطبراني "3087" من طريق يونس بن يزيد، ومسلم "123""195"، وأبو عوانة 1/72، والطبراني "3089"، من طريق صالح بن كيسان، والطبراني "3088" من طريق عبد الرحمن بن مسافر، كلهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي "554"، وأحمد 3/434، والبخاري "2538" في العتق: باب عتق المشرك، ومسلم "123""195" و"196"، وأبو عوانة 1/73، والطبراني "3076" و"3084"، والبيهقي في "السُّنن" 10/316من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عروة، به.
وأخرج النسائي 8/105، 106 في الإيمان: باب حسن إسلام المرء بسند صحيح من حديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه، كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عز وجل عنها".
قال السندي: وهذا الحديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة إن أسلم تقبل، وإلا ترد، لا مردودة، وعلى هذا فنحو قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ} محمول على من مات على الكفر، والظاهر أنه لا دليل على خلافه، وفضل الله أوسع من هذا وأكثر، فلا استبعاد فيه، وحديث "الإيمان يجبُّ ما قبله" من الخطايا في السيئات لا في الحسنات..
وإذا بقي على كفره، فإنه يجازى على فعل الخير بالدنيا، فقد روى مسلم في "صحيحه" "2808" في صفات المنافقين وأحكامهم: باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة، وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا من حديث أنس بن مالك مرفوعاً:"إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن، فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويُعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَعْمَالَ الَّتِي يَعْمَلُهَا مَنْ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ وَإِنْ كَانَتْ أَعْمَالًا صَالِحَةً لَا تَنْفَعُ فِي الْعُقْبَى مَنْ عَمِلَهَا فِي الدُّنْيَا
330 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ بن عميرذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَعْمَالَ الَّتِي يَعْمَلُهَا مَنْ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ وَإِنْ كَانَتْ أَعْمَالًا صَالِحَةً لَا تَنْفَعُ فِي الْعُقْبَى مَنْ عَمِلَهَا فِي الدُّنْيَا
[330]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ بن جُدْعَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يَقْرِي الضَّيْفَ وَيُحْسِنُ الْجِوَارَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ قَالَ "لَا إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا قَطُّ اللَّهُمَّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح، على شرط مسلم، القواريري: هو عبيد الله بن عمر.
وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع، احتج به مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وروى له الأعمش أحاديث مستقيمة، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 100 من طريق عفان بن مسلم، عن عبد الله الواحد ابن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/ 93، ومسلم "214" في الإيمان: باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل، وأبو عوانة 1/100 من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
وأخرجه الحاكم 2/405 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، عن أبي واقد، عن أبي سلمة، عن عائشة. وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْكَافِرَ وَإِنْ كَثُرَتْ أَعْمَالُ الْخَيْرِ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَنْفَعْهُ مِنْهَا شَيْءٌ فِي الْعُقْبَى
331 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَأَلَتْهُ عَنْ قَوْلِهِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [ابراهيم:48] فأين يكون الناس يومئذ فقال: "علىذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْكَافِرَ وَإِنْ كَثُرَتْ أَعْمَالُ الْخَيْرِ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَنْفَعْهُ مِنْهَا شَيْءٌ فِي الْعُقْبَى
[331]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَأَلَتْهُ عَنْ قَوْلِهِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [ابراهيم:48] فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ فقَالَ: "عَلَى
الصراط"، قالت قلت يا رسول الله بن جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ "لَا يَنْفَعُهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يوم الدين" 1. [3: 73]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن أبي هند روى له مسلم، وعلّق له البخاري، وباقي السند ثقات على شرطهما.
وأخرجه إلى قوله: "على الصراط" أحمد 6/35 عن ابن أبي عدي، و 6/134 من طريق وهيب، و 6/218 عن إسماعيل بن علية، ومسلم "2791" في صفات المنافقين: باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة، وابن ماجة "4279" في الزهد: باب ذكر البعث، من طريق علي بن مسهر، والترمذي "3121" في التفسير: باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام من طريق سفيان، والدرامي 2/328 من طريق خالد الحذاء، والحاكم 2/352 من طريق المحبوب بن الحسن، كلهم عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد، إلا أن مسروقاً لم يذكر عند أحمد 6/134، قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وسيورده المؤلف في باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم، من طريق عبيدة بن حميد، عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه أحمد 6/101 عن عفان بن مسلم، عن القاسم بن الفضل، عن الحسن، عن عائشة.
ذِكْرُ الْقَصْدِ الَّذِي كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي اسْتِعْمَالِهِمُ الْخَيْرَ فِي أَنْسَابِهِمْ
332 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ مُرِّيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ يحدث عنذكر الْقَصْدِ الَّذِي كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي اسْتِعْمَالِهِمُ الْخَيْرَ فِي أَنْسَابِهِمْ
[332]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ مُرِّيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ يُحَدِّثُ عن
عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَكَانَ يَفْعَلُ وَيَفْعَلُ قَالَ "إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ يَعْنِي الذِّكْرَ" قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ طَعَامٍ لَا أَدَعُهُ إِلَّا تَحَرُّجًا قَالَ "لَا تَدَعْ شَيْئًا ضَارَعْتَ النَّصْرَانِيَّةَ فِيهِ" قَالَ قُلْتُ إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي فَيَأْخُذُ صَيْدًا وَلَا أَجِدُ مَا أَذْبَحُ بِهِ إِلَّا الْمَرْوَةَ أَوِ الْعَصَا قَالَ "أَمِرَّ الدَّمَ بما شئت واذكر اسم الله"1. [3: 65]
1 سماك بن حرب حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، فإنها مضطربة، وهو من رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، وشيخه مُرَي- بالتصغير- بن قَطَري- بفتحتين وكسر الراء مخففاً- لم يوثقه غير المؤلف 5/459، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه سماك.
وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" 17/"247" و"250" و"251" عن محمد بن عبدوس بن كامل، عن علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1033" و"1034" عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 4/258 عن محمد بن جعفر، و4/377 عن يحيى بن سعيد، والبيهقي في "السُّنن" 7/279 من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وقسمه الأول إلى قوله: "فأدركه- يعني الذكر" أخرجه أحمد 4/258 عن حسين، عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد أيضاً 4/ 379 من طريق سفيان، عن سماك، به.
وقوله "لا تدع شيئاً ضارعت النصرانية فيه" أخرجه الترمذي "1565" في السير: باب ما جاء في طعام المشركين، من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 5/226و 227، وأبوداود "3784" في الأطعمة: == باب في كراهية التقذر للطعام، والترمذي "1565" أيضاً، وابن ماجة "2830" في الجهاد: باب الأكل في قدور المشركين، والبيهقي 7/279، من طرق من سماك بن حرب، حدثني قبيصة بن هلب، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول -وسأله رجل فقال: إن من الطعام طعاماً أتحرج منه- فقال: "لا يختلجن في نفسك شيء ضارعت فيه النصرانية".
وقسم الصيد الأخير منه أخرجه النسائي 7/225 في الضحايا: باب إباحة الذبح بالعود، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/183، والطبراني في "الكبير " 17/"246"، والبيهقي في "السُّنن" 9/281 من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي
وأخرجه عبد الرزاق "8621" ومن طريقه أحمد 4/258، والطبراني 17/"248"، عن إسرائيل، وابن أبي شيبة 5/389، وأحمد 4/258، وأبو داود "2824" في الأضاحي: باب في الذبيحة بالمروة، والطبراني 17/"245"، والبيهقي 9/281 من طريق حماد بن سلمة، وأحمد 4/256، وابن ماجة "3177" في الذبائح: باب ما يذكى به، والحاكم 4/240 من طريق سفيان، والطبراني 17/"249" من طريق أبي الأحوص، كلهم عن سماك بن حرب، به، وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي.
قال ابن الأثير: المضارعة: المشابهة والمقاربة، وذلك أنه سأله عن طعام النصارى، فكأنه أراد: لا يتحركن في قلبك شك أن ما شابهت فيه النصارى حرام أو خبيث أو مكروه.
وقوله: "أمِرِ الدَّمَ، بفتح الهمزة، وكسر الميم، وبالراء المخففة، من أمار الشيءَ، ومار: إذا حَبَرى، وبكسر الهمزة وسكون الميم، من مرى الضّرع: إذا مسحه ليدر.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ التَّشْمِيرِ فِي الطَّاعَاتِ وَإِنْ جَرَى قَبْلَهَا مِنْهُ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ مِنَ الْمَحْظُورَاتِ
333 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قِيلَ يا رسول الله أعلمذكر مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ التَّشْمِيرِ فِي الطَّاعَاتِ وَإِنْ جَرَى قَبْلَهَا مِنْهُ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ مِنَ الْمَحْظُورَاتِ
[333]
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ
أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ فَمَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ قَالَ صلى الله عليه وسلم "كل ميسر لما خلق"1. [3:30]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، يزيد الرشك: هو يزيد بن أبي يزيد الضبعي.
وأخرجه مسلم "2649" في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 94، من طريق يحيى بن يحيى، وأبو داود "4709" في السُّنة: باب في القدر، عن مسدد، والطبراني في "الكبير" 18/"267" من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. بلفظ "لما خلق له".
وأخرجه أحمد 4/431، والبخاري "6596" في القدر: باب جف القلم على علم الله، وقوله:{وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} ، و"7551" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ، وفي كتابه "خلق أفعال العباد" ص 53، ومسلم "2649"أيضاً، وعبد الله بن أحمد في "السُّنة""691"، وأبو نعيم في "الحلية" 6/294، والآجري في "الشريعة" ص 174، والطبراني في "الكبير" 18/"266"، و"268" و"269" و"270" و"272" و"273" و"274"، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 94، 95 من طرق عن يزيد الرشك، بهذا الإسناد. والرشك كلمة فارسية، معناها: كبير اللحية. وقد فسرت بغير هذا خطأ انظر "تاج العروس": "رشك".
وأخرجه الطيالسي "742"، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 95، من طريق عزرة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدؤلي، عن عمران بن حصين.
وفي الباب عن علي في الحديث الآتي: وعن جابر سيرد برقم "336" و"337"، وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي سيرد برقم "338"، وعن أبي بكر الصديق عند البزار "2136"، وعن عمر عند البزار "2137" والآجري في الشريعة ص 171، وعن ابن عباس عند الطبراني "10899"، والبزار "2139"، وعن ذي اللحية الكلابي عند أحمد 4/67، وغيرهم.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ دُونَ التَّشْمِيرِ فِيمَا يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ
334 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ فقَالَ "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ" فقَال رَجُلٌ أَلَا نَتَّكِلُ فقَالَ "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ" ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 1
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو عبد الرحمن السلمي: اسمه عبد الله بن حبيب.
وأخرجه البخاري "4949" في التفسير: باب {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} عن آدم، و"6217" في الأدب: باب الرجُل ينكت الشيء بيده في الأرض، من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف بعده من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به، ويرد تخريجه هناك.
وأخرجه أحمد 1/82 و312، 133، والبخاري "4947" في التفسير: باب {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} ، ومسلم "2647" في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، والترمذي "2136" في القدر: باب ما جاء في الشقاء والسعادة، وابن ماجة "78" في المقدمة: باب في القدر، من طريق أبي معاوية ووكيع وابن نمير، والبخاري "4945"في القدر، من طريق أبي معاوية ووكيع وابن نمير، والبخاري "4945" في التفسير: باب {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} من طريق سفيان، وباب {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} من طريق عبد الواحد، و"6605" في القدر: باب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} من طريق أبي حمزة، والآجري في "الشريعة" ص 172 من طريق علي بن مسهر، كلهم عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وقد تابع الأعمشَ عليه منصور بن المعتمر، فقد أخرجه عبد الرزاق "20074" ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""72" عن معمر، والبخاري "1362" في الجنائز: باب موعظة المحدث عن القبور وقعود أصحابه حوله، و"4948" في التفسير: باب {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} ، ومسلم "2647" أيضاً، والآجري في "الشريعة" ص 171 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأحمد 1/129 من طريق عبد الرحمن بن زائدة، وأبو داود "4694" في السنة: باب في القدر، من طريق المعتمر، والترمذي "3344" في التفسير: باب ومن سورة والليل إذا يغشى، من طريق زائدة بن قدامة، والبخاري "6217"أيضاً، و"7552" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} من طريق شعبة، والآجري في "الشريعة" ص 171 من طريق أبي الأحوص، كلهم عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن عبيدة، به.
قال البغوي في "شرح السُّنة" 1/133: ذكر الخطابي على هذا الحديث كلاماً معناه: قال: قولهم: "أفلا نتَّكِلُ على كتابنا وندعُ العمل"؟ مطالبة منهم بأمرٍ يوجب تعطيل العبودية، وذلك أن إخبار النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن سابق الكتاب إخبار عن غيب علم الله سبحانه وتعالى فيهم، وهو حجَّة عليهم، فرام القوم أن يتخذوه حجة لأنفسهم في ترك العمل، فأعلمهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن هاهنا أمرين لا يُبْطِلُ أحدهما الآخرَ: باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية، وظاهر هو السِّمةُ اللازمة في حق العبودية، وهو أمارة مخيلة غير مفيدة حقيقة العلم، ويشبه أن يكون- والله أعلم- إنما عوملوا بهذه المعاملة، وتُعُبِّدوا بهذا التَّعبُّد؛ ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم، ورجاؤهم بالظاهر البادي لهم، والخوف والرجاء مَدْرَجَتا العبودية؛ ليستكملوا بذلك صفة الإيمان، وبين لهم أنَّ كلاً ميسرٌ لما خُلِقَ له، وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الآجل، وتلا قوله سبحانه وتعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى.. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} وهذه الأمور في حكم الظَّاهر، ومن وراء ذلك علم الله عز وجل فيهم، وهو الحكيم الخبير لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.
واطلب نظيره من أمرين: من الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب، ومن الأجل المضروب في العمر مع المعالجة بالطب؛ فإنك تجد المغيَّب فيهما علة موجبة، والظاهر البادي سبباً مخيلاً، وقد اصطلح الناس خواصُّهم وعوامُهم على أن الظاهر فيهما لا يُترك بالباطن. هذا معنى كلام الخطابي رحمه الله تعالى.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ
1
335 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فقَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مِنَ النَّارِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ قَالَ "اعْمَلُوا كُلٌّ مُيَسَّرٌ" {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 2.ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ 1
[335]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فقَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مِنَ النَّارِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ قَالَ "اعْمَلُوا كُلٌّ مُيَسَّرٌ" {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 2.
قَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ فَلَمْ أنكره من حديث سليمان.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى الْقَضَاءِ النَّافِذِ دُونَ إِتْيَانِ الْمَأْمُورَاتِ وَالِانْزِجَارِ عَنِ الْمَحْظُوراتِ
336 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَعْمَلُ لِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَمْ لِأَمْرٍ نَأْتَنِفُهُ قَالَ "لِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ" قَالَ فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذًا فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "كُلُّ عامل ميسر لعمله"1. [3: 65]
1 إسناده على شرط مسلم، ويشهد له الحديث السابق.
وأخرجه مسلم "2647" في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
وقوله: نأتنفه، أي نستأنفه من غير أن يكون سبق به سابق قضاء وتقدير، من استأنف الشيء: إذا ابتدأه.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قِلَّةِ الِاغْتِرَارِ بِكَثْرَةِ إِتْيَانِهِ الْمَأْمُورَاتِ وَسَعْيهِ فِي أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ
337 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بِفَمِ الصِّلْحِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ حَدَّثَنَا بن عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ أَمْرِنَا كَأَنَّا نَنْظُرُ إِلَيْهِ أَبِمَا جَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَثَبَتَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَوْ بِمَا يُسْتَأْنَفُ قَالَ "لَا بَلْ بِمَا جَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَثَبَتَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ" قَالَ فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذًا قَالَ "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ"1.
قَالَ سُرَاقَةُ فَلَا أَكُونُ أَبَدًا أَشَدَّ اجْتِهَادًا فِي الْعَمَلِ مِنِّي الْآنَ. [3: 30]
1 إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات، وأخرجه أحمد 3/292، 293 عن يحيى بن آدم وأبي النضر، ومسلم "2648" في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، عن أحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، والبغوي في "شرح السنة""74" من طريق علي بن الجعد، كلهم عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 174 من طريق ابن أبي شيبة، عن علي بن هشام، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه أحمد 3/304، ومن طريقه ابنه عبد الله في "السُّنة""690"، عن هُشَيم، عن علي بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ أَرَادَ بِهِ مُيَسَّرٌ لِمَا قُدِّرَ لَهُ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ
338 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُعَدِّلُ بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ حدثنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ1 السُّلَمِيُّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ فقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي" قَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ قَالَ "عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ"2.
1 كتب في هامش الأصل: "لعله عبد الرحمن بن قراد السلمي"، وهو وهم، فالحديث حديث عبد الرحمن بن قتادة، وقد ذكره في الصحابة البغوي، وابن قانع، وابن شاهين، وابن حبان، وابن سعد، وغيرهم وأخرج حديثه هذا أحمد وابن منيع والطبراني في مسانيدهم، كلهم من طريق الليث، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عن عبد الرحمن بن قتادة.
2 إسناده قوي، الحارث بن مسكين ثقة روى له أبو داود والنسائي، ومن فوقه من رجال الصحيح غير راشد بن سعد، فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم 1/31 من طريق الربيع بن سليم، عن ابن وهب، بهذا الإسناد، ولفظه "على موافقة القدر"، وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 4/186 عن الحسن بن سوار، عن اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، بهذا الإسناد.
قال الهيثمي في "المجمع" 7/186: ورجاله ثقات. وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند مالك في الموطأ 2/898 في أول القدر، وأحمد رقم "311"، وأبي داود "4703" في السُّنة: باب في القدر، والترمذي "3077" في تفسير سورة الأعراف.
وعن حكيم بن حزام عند البزار "2140".
وعن عدَّة من الصحابة، انظر "الشريعة" للآجري ص 170- 176، و"مجمع الزوائد" 7/185-188، و"مسند الشهاب""674" و"716". وانظر تخريج الحديث "333".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى مَا يَأْتِي مِنَ الطَّاعَاتِ دُونَ الِابْتِهَالِ إِلَى الْخَالِقِ جَلَّ وَعَلَا فِي إِصْلَاحِ أَوَاخِرِ أَعْمَالِهِ
339 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا كَالْوِعَاءِ إِذَا طَابَ أَعْلَاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ وَإِذَا خبث أعلاه خبث أسفله"1.
1 إسناده حسن، ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو عتبة الشامي الداراني، من رجال الستة، وأبو عبد رب: هو الدمشقي الزاهد، وقيل: اسمه عبد الجبار، وقيل: عبد الرحمن، وسماه الطبراني عبيدة بن المهاجر، وقيل غير ذلك، روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال: كان من أيسر أهل دمشق، فخرج من ماله كله.
وأخرجه ابن ماجة "4199" في الزهد: باب التوقي على العمل، عن عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. والوليد بن مسلم تابعه صدقة بن خالد كما سيرد عند المؤلف برقم "392".
وأخرجه ابن المبارك في الزهد "596" ومن طريقه أحمد 4/94، والطبراني في "الكبير" 19/"866"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1175"، والرامهرمزي في "الأمثال""59"، عن ابن جابر، بهذا الإسناد، ولفظه: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه.
وقوله: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة" سيورده برقم "690" من طريق الوليد بن مزيد، عن ابن جابر به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَجِبُ أَنْ يَعْتَمِدَ مِنْ عَمَلِهِ عَلَى آخِرِهِ دُونَ أَوَائِلِهِ
340 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ"1. [3: 66]
1 نعيم بن حماد، سيِّئ الحفظ، لكن يشهد له حديث معاوية الذي قبله، وحديث سهل بن سعد الذي سيورده المؤلف في كتاب التاريخ: باب بدء الخلق، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنة، وإنه من أهل النار، وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار، وأنه من أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم"، وحديث أبي هريرة الوارد بعد حديث سهل.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ وُفِّقَ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ مَوْتِهِ كَانَ مِمَّنْ أُرِيدَ بِهِ الْخَيْرُ
341 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ1 عَنْ حُمَيْدٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا يَسْتَعْمِلُهُ قِيلَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ"2.
1 في الأصل "خالد" بدل "جعفر"، وهو خطأ.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي "2142" في القدر: باب ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، والبغوي في "شرح السُّنة""4098" من طريق علي بن حجر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/340 من طريق قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 3/106 و120 و230، والآجري في "الشريعة" ص 185، والحاكم 4/ 339، 340 من طرق عن حميد، به. ونسبه الهيثمي في "المجمع" 7/215 إلى الطبراني في "الأوسط".
وفي الباب عن عمرو بن الحمق في الحديث التالي.
وعن أبي أمامة عند الطبراني "7522" و"7522" و"7900"، قال الهيثمي في "المجمع" 7/215: رواه الطبراني من طرق، وفي إحدى طرقه بقية بن الوليد، وقد صرح بالسماع، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي عنبة عند أحمد 4/200، قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، وفيه بقية، وقد صرح بالسماع في المسند، وبقية رجاله ثقات.= وعن عائشة أورده الهيثمي في "المجمع"7/215، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح غير يونس بن عثمان، وهو ثقة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ فَتْحَ اللَّهِ عَلَى الْمُسْلِمِ الْعَمَلَ الصَّالِحَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ مِنْ عَلَامَةِ إرَادَتِهِ جَلَّ وَعَلَا لَهُ الْخَيْرَ
342 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أبي قَالَ
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خير عَسَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ قَالَ يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يدي موته حتى يرضى عنه"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم وأخرجه أحمد 5/224، والبزار "2155" عن بشر بن آدم، والحاكم 1/340 من طريق يحيى بن أبي طالب، ثلاثتهم عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، ولفظ "المسند":"استعمله" بدل "عسله".
قال الهيثمي في "المجمع" 7/214: ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وانظر ما قبله.
وانظر لزاماً "توضيح المشتبه" 2/رسم "الجُمَعي".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ الَّذِي يُفْتَحُ لِلْمَرْءِ قَبْلَ مَوْتِهِ مِنَ السَّبَبِ الَّذِي يُلْقِي اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِ أَهْلِهِ وَجِيرَانِهِ بِهِ
343 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خير عَسَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حتى يرضى عنه"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح، موسى بن عبد الرحمن المسروقي، روى له النسائي والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قِلَّةِ الْقُنُوطِ إِذَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ الْفُتُورِ فِي الطَّاعَاتِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ
344 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَيْدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَيْنَا مِنْ أَنْفُسِنَا مَا نُحِبُّ فَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى أَهَالِينَا فَخَالَطْنَاهُمْ أَنْكَرْنَا أَنْفُسَنَا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قِلَّةِ الْقُنُوطِ إِذَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ الْفُتُورِ فِي الطَّاعَاتِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ
[344]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَيْدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَيْنَا مِنْ أَنْفُسِنَا مَا نُحِبُّ فَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى أَهَالِينَا فَخَالَطْنَاهُمْ أَنْكَرْنَا أَنْفُسَنَا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي فِي الْحَالِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُظِلَّكُمْ بِأَجْنِحَتِهَا وَلَكِنْ سَاعَةً وساعة"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح، عبيد الله بن فضالة ثقة روي له النسائي، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه البزار "3234" عن زهير بن محمد الرازي، عن رجال الصحيح، غير زهير بن محمد الرازي، وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 3/175 من طريق ثابت البناني، عن أنس.
ويشهد له حديث حنظلة عند مسلم "2750" في التوبة: باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة.
وحديث أبي هريرة عند ابن المبارك في "الزهد""1075"، والطيالسي "2583".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مِنْ تَرْكِ الْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَعَ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى سَعَةِ رَحْمَتِهِ وَإِنْ كَثُرَتْ أَعْمَالُهُ
345 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ"2. [3: 72]
1 إسناده صحيح، عبيد الله بن فضالة ثقة روي له النسائي، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه البزار "3234" عن زهير بن محمد الرازي، عن رجال الصحيح، غير زهير بن محمد الرازي، وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 3/175 من طريق ثابت البناني، عن أنس.
ويشهد له حديث حنظلة عند مسلم "2750" في التوبة: باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة.
وحديث أبي هريرة عند ابن المبارك في "الزهد""1075"، والطيالسي "2583".
2 إسناده جيد على شرط مسلم. وأخرجه الترمذي "3542" في الدعوات: باب خلق الله مئة رحمة، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن = محمد، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/334و 484 من طريق زهير بن محمد التميمي، عن العلاء، به.
وأخرجه البخاري "6469" في الرقاق: باب الرجاء مع الخوف، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4180" من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم "656" من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به، ويخرج هناك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الرَّجَاءِ وَتَرْكِ الْقُنُوطِ مَعَ لُزُومِهِ الْقُنُوطَ وَتَرْكَ الرَّجَاءِ
346 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ ابْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عائشة رضى الله تعالى عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الجنة"1. [3: 30]
1 أحمد بن أبان القرشي، ذكره المؤلف في "الثقات" 8/32، وقال: من ولد خالد بن أسيد من أهل البصرة، يروي عن سفيان بن عيينة، حدثنا عنه ابن قحطبة وغيره. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 6/107 من طريق حماد بن زيد، و6/108 من طريق أبي الزناد، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو صحيح على شرطهما.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/211، 212، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد، وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن سهل بن سعد وأبي هريرة سيورده المؤلف في كتاب التاريخ: باب بدء الخلق.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الثِّقَةِ بِاللَّهِ فِي أَحْوَالِهِ عِنْدَ قِيَامِهِ بِإتْيَانِ الْمَأْمُوراتِ وانْزِعَاجِهِ عَنْ جَمِيعِ الْمَزْجُورَاتِ
347 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أن اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَقُولُ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي1 وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي أَعَذْتُهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يكره الموت وأكره مساءته"2.
1 كتب في الأصل كلمة "كذا" فوق لفظ "آذاني"، ولفظ البخاري من طريق محمد بن عثمان، بهذا الإسناد:"فقد آذنته بالحرب".
2 ساق الإمام الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد من "الميزان"- بعد أن ذكر قول أحمد فيه: له مناكير، وقول أبي حاتم: لا يحتج به، وأخرج ابن عدي عشرة أحاديث من حديثه استنكرها - هذا الحديث من طريق == محمد بن مخلد، عن محمد بن عثمان بن كرامة شيخ البخاري فيه، وقال: هذا حديث غريب جداً لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد، ولا خرجه من عدا البخاري، ولا أظنه في مسند أحمد، وقد اختلف في عطاء، فقيل: هو ابن أبي رباح، والصحيح أنه عطاء بن يسار، ونقل الحافظ في "الفتح" 11/341 كلام الذهبي، وعلق عليه بقوله: قلت: ليس هو في مسند أحمد جزماً، وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود، ومع ذلك، فشريك شيحِ خالد فيه مقال أيضاً، وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص وقدم وأخر، وتفرد فيه بأشياء لم يُتابع عليها،.. ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أنه له أصلاً..
منها عن عائشة أخرجه أحمد في"الزهد"، والبيهقي في الزهد من طريق عبد الواحد بن ميمون، عن عروة، عنها، وذكر ابن حبان وابن عدي، أنه تفرد به، وقد قال البخاري: إنه منكر الحديث، لكن أخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن مجاهد، عن عروة، وقال: لم يروه عن عروة إلا يعقوب وعبد الواحد.
ومنها عن أبي أمامة، أخرجه الطبراني والبيهقي في الزهد بسند ضعيف.
ومنها عن علي عند الإسماعيلي في مسند علي.
وعن أنس أخرجه أبو يعلى، والبزار، والطبراني، وفي سنده ضعيف أيضاً.
وعن حذيفة أخرجه الطبراني مختصراً وسنده حسن غريب.
وعن معاذ بن جبل أخرجه ابن ماجة "3989" وأبو نعيم في "الحلية" 1/5 مختصراً وسنده ضعيف أيضاً.
والحديث الذي أورده المؤلف أخرجه البخاري "6502" في الرقاق: باب التواضع، عن محمد بن عثمان بن كرامة، بهذا الإسناد.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ لَا يُعْرَفُ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا طَرِيقَانِ اثْنَانِ1 هِشَامٌ الْكِنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَكِلَا الطَّرِيقَيْنِ لَا يَصِحُّ وَإِنَّمَا الصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَاهُ. [3: 68]
1 في التعليق السابق تعقب على دعوى ابن حبان هذه كما قال الحافظ.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالتَّشْدِيدِ فِي الْأُمُورِ وَتَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى الطَّاعَاتِ
348 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ فقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ ولكن سددوا"2. [1: 67]
1 في التعليق السابق تعقب على دعوى ابن حبان هذه كما قال الحافظ.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/451 عن حجاج ويونس، ومسلم "2816" "71" في صفات المنافين: باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى، عن قتيبة بن سعيد، ثلاثتهم عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2816""71" أيضاً من طريق عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، به.
وأخرجه الطيالسي "2322"، وأحمد 2/514و 537، والبخاري "6463" في الرقاق: باب القصد والمداومة على العمل، والبيهقي في "السُّنن" 3/18، والبغوي في "شرح السُّنة""4192" من طريق ابن أبي ذئب، وأحمد في "الزهد" ص 475 من طريق أبي معشر، كلاهما عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. = وأخرجه أحمد 2/235و 326 و390و 509و 524، ومسلم "2816""72" و"73" من طريق عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/344و 466و 495، ومسلم "2816""74" و"76"، وابن ماجة "4201" في الزهد: باب التوقي على العمل، وأبو نعيم في "الحلية" 7/129، والبغوي في "شرح السُّنة""4194" والبزار "3448" من طرق عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/262، ومسلم "2816""75"، من طريق إبراهيم بن سعد، والبخاري "5673"في المرضى: باب تمني المريض الموت، والبيهقي في السنن 3/377 من طريق شعيب، كلاهما عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/386و 469 من طريق حماد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/256 من طريق زياد المخزومي، و2/482 من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، و2/488 من طريق أبي مصعب، و2/509 من طريق أبي سلمة، 2/519 من طريق أبي الزياد الطحان، وأبو نعيم في "الحلية" 8/379 من طريق حماد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم"660" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة. فانظره.
وفي الباب عن جابر سيرد برقم "350".
وعن أبي موسى عند البزار "3447" أورده الهيثمي في "المجمع" 10/356، وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير، وفي أسانيدهم أشعث بن سوار، وقد وثق على ضعفه.
وعن شريك بن طارق عند البزار "3446".
وهذا الحديث لا يُعارض قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وانظر أوجه الجمع بينهما في "فتح الباري" 11/295.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ التَّسْدِيدِ وَالْمُقَارَبَةِ فِي الْأَعْمَالِ دُونَ الْإمْعَانِ فِي الطَّاعَاتِ حَتَّى يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ
349 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسماعيل عن بن عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَادًّا وَقَارِبًا1 فَارْجُوهُ وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فَلَا تعدوه"2. [3: 66]
1 أثبت في الأصل فوق هذه الكلمة لفظة: كذا، وهي إشارة إلى تمريض العبارة، وفي "سُّنن" الترمذي:"فإن كان صاحبها سدَّد وقارب"، وهو الوجه.
2 إسناده قوي، وأخرجه الترمذي "2453" في صفة القيامة، عن يوسف بن سلمان أبي عمر البصري، عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/89 من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، تقدم برقم "11"، فانظره مع شرح معناه هناك.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْمُقَارَبَةِ فِي الطَّاعَاتِ إِذِ الْفَوْزُ فِي الْعُقْبَى يَكُونُ بِسَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ لَا بِكَثْرَةِ الْأَعْمَالِ
350 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ الأعمش عن أبي صالحذكر الْأَمْرِ بِالْمُقَارَبَةِ فِي الطَّاعَاتِ إِذِ الْفَوْزُ فِي الْعُقْبَى يَكُونُ بِسَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ لَا بِكَثْرَةِ الْأَعْمَالِ
[350]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يُنْجِي أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ قُلْنَا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ منه برحمته"1. [1: 67]
1 إسناده صحيح، إبراهيم بن الحجاج السامي، ثقة، روى له النسائي، ومن فوقه على شرطهما.
ومن حديث جابر أخرجه أحمد 3/337 من طريق محمد بن طلحة، ومسلم "2817" في صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى، من طريق ابن نمير، والدارمي 2/305، من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
وأخرجه مسلم "2817""77" من طريق معقل، عن أبي الزبير، عن جابر.
ومن حديث أبي هريرة تقدم برقم "348".
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ وَالدُّلْجَةِ فِي الطَّاعَاتِ عِنْدَ الْمُقَارَبَةِ فِيهَا
351 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غلبه فسددوا وقاربواذكر الْأَمْرِ بِالْغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ وَالدُّلْجَةِ فِي الطَّاعَاتِ عِنْدَ الْمُقَارَبَةِ فِيهَا
[351]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فسددوا وقاربوا
وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوَاحِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ" 1. [1: 67]
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ بِإتْيَانِ الطَّاعَاتِ عَلَى الرِّفْقِ مِنْ غَيْرِ تَرْكِ حَظِّ النَّفْسِ فِيهَا
352 -
أَخْبَرَنَا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ "أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ يَعْنِي نَفْسَهُ لَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلَأَصُومَنَّ النَّهَارَ مَا عِشْتُ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أنت الذي تقول ذلك"؟
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، أحمد بن المقدام من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري "39" في العلم: باب الدين يسر، عن عبد السلام بن مطهر، والنسائي 8/121، 122 في الإيمان وشرائعه: باب الدين يسر، عن أبي بكر بن نافع، والبيهقي في "السُّنن" 3/18 من طريق موسى بن بحر، ثلاثتهم عن عمر بن علي، بهذا الإسناد.
قوله: "فسددوا": أي الزموا السداد، وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط.
و"قاربوا": أي لا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة، لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال، فتتركوا العمل فتفرطوا.
وقوله: واستعينوا بالغدوة والرواح وشيءٍ من الدلجة": كأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافراً إلى مقصد، فنبهه على أوقات نشاطه، لأن المسافر إذا سار الليل والنهار جميعاً عجز وانقطع، وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة. انظر "الفتح" 1/94، 95، و11/297، 298.
فَقُلْتُ لَهُ قَدْ قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ صُمْ وَأَفْطِرْ وَنَمْ وَقُمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ" قَالَ قُلْتُ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ "صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ" قَالَ قُلْتُ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ "صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ" قَالَ فَقُلْتُ فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ" قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَلَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم؛ حرملة بن يحيى من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم "1159""181" في الصيام: باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به.. عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "1159""181" أيضاً عن أبي الطاهر، والنسائي 4/211في الصيام: باب صوم يوم وإفطار يوم، عن الربيع بن سليمان، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "7862"، ومن طريقه أحمد 2/187، 188، وأبو داود "2427" في الصوم: باب في صوم الدهر تطوعاً، عن معمر، والبخاري "1976" في الصوم: باب صوم الدهر، من طريق شعيب، و"3418" في أحاديث الأنبياء: باب {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/86، والبغوي في "شرح السُّنة""1808"، من طريق عقيل، والطحاوي 2/85 من طريق محمد بن أبي حفصة، كلهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيورده المؤلف في آخر باب صوم التطوع من طريق شعيب، عن الزهري، به. = وأخرجه أحمد 2/201، والنسائي 4/212، والطحاوي 2/86، من طريق محمد بن إبراهيم، وأحمد 2/200 من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الطيالسي "2255"، والبخاري "1979"في الصوم: باب صوم داود، و"3419" في أحاديث الأنبياء، ومسلم "1159""187"، والترمذي "770" في الصوم: باب ما جاء في سرد الصوم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/87، والبيهقي في "السُّنن" 4/299، والبغوي في "شرح السُّنة""1807" من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس الشاعر السائب بن فروخ، عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه عبد الرزاق "7863"، والبخاري "1977" في الصوم: باب حق الأهل في الصوم، من طريق عطاء، وأحمد 2/195، والبخاري "1153" في التهجد: باب "20"، ومسلم "1159""188"، والنسائي 4/212، والبيهقي 3/16 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن أبي العباس الشاعر، عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أحمد 2/158، والبخاري "1978" في الصوم: باب صوم يوم وإفطار يوم، و"5052" في فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن، والنسائي 4/209، 210 من طريق مغيرة، والنسائي 4/210 من طريق حصين، والطحاوي 2/87 من طريق حصين ومغيرة، كلاهما عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أحمد 2/189 من طريق يزيد أخي مطرف، وأحمد 2/205، والطحاوي 2/86، من طريق هلال بن طلحة، وأحمد 2/216، والطحاوي 2/86من طريق السائب، كلهم عن عبد الله بن عمرو.
وسيورد المؤلف برقم "2590" من طريق عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس الثقفي، عن عبد الله بن عمرو.
وبرقم "3573" في باب الصوم المنهي عنه، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عبد الله بن عمرو.== وبرقم "3643" في: باب صوم التطوع، من طريق أبي قلابة، عن أبي المليح، عن عبد الله.
وبرقم "3636" و"3641" من طريق سعيد بن ميناء، عن عبد الله بن عمرو.
وبرقم "3661" من طريق زياد بن فياض، عن أبي عياض، عن عبد الله.
ويرد تخريج هذه الطرق في مواضعها
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يُرِيدُ بِهِ لَكَ" لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم عَلِمَ ضَعْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَمَّا وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَيْهِ من الطاعات". [1: 95]
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أُمِرَ بِهَذَا الْأَمْرِ
353 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" قَالَتْ وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا دَامَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَامَ عَلَيْهَا1.
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن بن إبراهيم هو الدمشقي، الملقب برحيم من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. وقد صرح الوليد بالسماع من الأوزاعي.
وأخرجه الطبراني 29/50 من طريق العباس بن الوليد، عن الوليد بهاذ الإسناد. وأخرجه أحمد 6/84 من طريق أبي المغيرة، وابن خزيمة في "صحيحه""1283" من طريق عيسى، كلاهما عن الأوزاعي، بهاذ الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/189و 244، والبخاري "1970" في الصوم: باب صوم شعبان، ومسلم 2/811 "782" في الصيام: باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأحمد 6/233 من طريق أبان بن يزيد، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/176 و180، والبخاري "6465" في الرقاق: باب القصد والمداومة على العمل، من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.
وسيورده برقم "2571" من طريق سعيد المقبري، عن أبي سلمة، به، ويخرج هناك.
وسيورده أيضاً برقم "359" و"2586" من طريقين عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. فانظرهما.
وتقدم برقم "323"من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وسيعيده برقم "1578" بالإسناد المذكور هنا.
قال النووي في "شرح مسلم" 6/71: قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله لا يمل حتى تملوا" هو بفتح الميم فيهما، وفي الرواية الأخرى:"لا يسأم حتى تسأموا"، وهما بمعنى، قال العلماء: الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محالٌ في حقِّ الله تعالى، فيجب تأويل الحديث، قال المحققون: معناه: لا يعاملكم معاملة المالِّ، فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم، وقيل: معناه: لا يمل إذا مللتم. قاله ابنُ قتيبة وغيره، وحكاه الخطابي غيره.
قَالَ يَقُولُ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج:23] .
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ الَّتِي لَا يَتَهَيَّأُ لِلْمُخَاطَبِ أَنْ يَعْرِفَ صِحَّةَ مَا خُوطِبَ بِهِ فِي الْقَصْدِ عَلَى الحقيقة إلا بهذه الألفاظ. [1: 95]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ قَبُولِ مَا رُخِّصَ لَهُ بِتَرْكِ التَّحَمُّلِ عَلَى النَّفْسِ مَا لَا تُطِيقُ مِنَ الطَّاعَاتِ
354 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ
عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يحب أن تؤتى عزائمه"1. [3: 68]
1 إسناده صحيح، الحسين بن محمد هو: ابن أيوب الذارع، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/190، ومن فوقه من رجال الصحيح. وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب"..
وأخرجه الطبراني في "الكبير""11880"، وأبو نعيم في "الحلية"8/276 من طريق الحسين بن إسحاق التستري، والبزار "990"، كلاهما عن الحسين بن محمد الذراع، بهذا الإسناد، قال الهيثمي في "المجمع" 3/162: ورجال البزار ثقات، وكذلك رجال الطبراني. وقد تحرف "الحسين" في "زوائد البزار" و"الحلية" إلى "الحسن"، و"الذارع"، وتحرف في "إرواء الغليل" 3/11 إلى الزراع.
وأخرجه عبد الرزاق "20569" عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الشعبي قوله. وفي الباب عن ابن عمر سيورده المصنف برقم "2742" في فصل صلاة السفر، وبرقم "3560" في فضل صوم المسافر.
وعن عائشة عند المؤلف في "الثقات" 2/200.
وعن ابن مسعود عند الطبراني، وأبي نعيم 2/101.
وعن أنس عند الدولابي في "الكنى" 2/42: وانظر "مجمع الزوائد" 3/162.
قال المناوي في "فيض القدير" 2:292- 293" إن أمر الله تعالى في الرخصة والعزيمة واحد، فليس الأمر بالوضوء أولى من التيمم في محله، ولا الإتمام أولى من القصر في محله، فيطلب فعل الرخص في مواضعها، والعزائم كذلك، ونقل عن ابن تيمية قوله: ولهذا الحديث وما أشبهه كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره مشابهة أهل الكتاب فيما عليهم من الآصار والأغلال ويزجر أصحابه عن التبتل والترهب.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ قَبُولَ رُخْصَةِ اللَّهِ لَهُ فِي طَاعَتِهِ دُونَ التَّحَمُّلِ عَلَى النَّفْسِ مَا يَشُقُّ عَلَيْهَا حَمْلُهُ
355 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ1 خَلِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فِي سَفَرٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ يَرْشَحُ عَلَيْهِ الْمَاءُ فقَالَ " مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ" قَالُوا صَائِمٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "ليس من البر
1 من قوله: ما يشق إلى هنا مطموس في "الإحسان" واستدرك من "التقاسيم والأنواع" 3/لوحة 325.
الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ فَعَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللَّهِ الَّتِي رخص لكم فاقبلوها" 1. [3: 68]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/62، من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/176 في الصيام: باب العلة التي من أجلها قيل ذلك، من طريق شعيب، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه أيضاً من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. وقد صرح بالتحديث يحيى بن أبي كثير عندهما، فانتفت شبهة تدليسه.
وقد نقل الحافظ في "تلخيص الحبير" 2/205 عن ابن القطان تحسين هذه الزيادة في هذا الحديث وفي قوله: "فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها ". فقال: إسنادها حسن متصل، وهذا الحديث يرويه عن جابر رجلان، كل منهما اسمه محمد بن عبد الرحمن، ورواه عن كل منهم يحيى بن أبي كثير، أحدهما: ابن ثوبان، والآخر: ابن سعد بن زرارة، فابن ثوبان سمعه من جابر، وابن زرارة رواه بواسطة محمد بن عمرو بن حسن، وهي رواية الصحيحين.
قلت: ومن طريق محمد بن عبد الرحمن بن زرارة، عن محمد بن عمرو بن حسن، عن جابر، دون هذه الزيادة، سيورده المؤلف برقم "3555" في باب صوم المسافر، ومن طريق محمد بن عبد الرحمن عن جابر، سيورده برقم "3556" في باب صوم المسافر أيضاً. فانظره.
وفي الباب عن ابن عمر، سيورده المؤلف في أول باب صوم المسافر.
وعن أبي مالك كعب بن عاصم الأشعري عند أحمد 5/434، والنسائي 4/174-175، وابن ماجة "1664"، والطحاوي 2/63، والبيهقي 4/242 وسنده صحيح.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ التَّرَفُّقُ بِالطَّاعَاتِ وَتَرْكُ الْحَمْلِ عَلَى النَّفْسِ مَا لَا تُطِيقُ
356 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ "مَا صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا كَامِلًا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلَّا أَنْ يكون رمضان"1. [5: 29]
1 إسناده صحيح. وأخرجه مسلم "1156""174" في الصيام: باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، عن أبي الربيع الزهراني، عن حماد، عن أيوب وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "1156""174" أيضا، والنسائي 4/199 في الصيام: باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، عن قتيبة، عن حماد، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، به. لم يذكر في الإسناد هشاماً ولا محمداً.
وأخرجه مسلم "1156""173" من طريق كهمس، عن عبد الله بن شقيق، به.
وسيورده المصنف في أول باب صوم الدهر من طريق سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، به.
وسيورده في باب صوم التطوع برقم "3651" من طريق مالك، عن أبي النصر، عن أبي سلمة، عن عائشة. فانظر تخريجه هناك.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري "1971" في الصيام: باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْقَصْدِ فِي الطَّاعَاتِ دُونَ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى النَّفْسِ مَا لَا تُطِيقُ
357 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ حدثنا عيسى بن جاريةذكر الْأَمْرِ بِالْقَصْدِ فِي الطَّاعَاتِ دُونَ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى النَّفْسِ مَا لَا تُطِيقُ
[357]
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى الموصلي حدثنا أبو الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ فَمَكَثَ مَلِيًّا ثُمَّ أَقْبَلَ فَوَجَدَ الرَّجُلَ عَلَى حَالِهِ يُصَلِّي فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ "أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حتى تملوا"1. [1: 63]
1 إسناده ضعيف، عيسى بن جارية قال ابن معين: ليس بذاك وعنده مناكير، وقال الآجري عن أبي داود: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: ما أعرفه روى مناكير، وقال ابن عدي في "الكامل " 5/1888: أحاديثه غير محفوظة، وقال أبو زرعة: لا بأس به. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي.
وأخرجه ابن ماجة "4241" في الزهد: باب المداومة على العمل، عن عمرو بن رافع، عن يعقوب بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقد وهم البوصيري في "الزوائد" ورقة 269 في تحسين هذا الإسناد، وفي حصر العلة في يعقوب بن عبد الله. على أن المرفوع منه صحيح. وانظر "351" و"353" و"359".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ التَّسْدِيدِ فِي أَسْبَابِهِ مَعَ الِاسْتِبْشَارِ بِمَا يَأْتِي مِنْهَا
358 -
سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ الْحُبَابِ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بن مسلم يقول سمعت محمدا يقول
سمعت أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يضحكون "فقال لو تعلمون ما أعلم لضحكتمذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ التَّسْدِيدِ فِي أَسْبَابِهِ مَعَ الِاسْتِبْشَارِ بِمَا يَأْتِي مِنْهَا
[358]
سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ الْحُبَابِ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَضْحَكُونَ "فقال لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ
قليلا ولبكيتم كثيرا" فأتاه جبريل فقال إن اللَّهَ قَالَ لَكَ لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي قَالَ فرجع إليهم وقال "سددوا وأبشروا" 1. [3:20]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر "113". وسيعيده المؤلف برقم "662" من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الرِّفْقِ فِي الطَّاعَاتِ وَتَرْكِ الْحَمْلِ عَلَى النَّفْسِ مَا لَا تُطِيقُ
359 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مَرَّتْ بِهَا وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ فَقُلْتُ هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ بِاللَّيْلِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَا تَنَامُ بِاللَّيْلِ خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يسأم الله حتى تسأموا" 2.
2 إسناده صحيح، عمرو بن عثمان ثقة، وكذا أبوه، روى لهما أصحاب السُّنن، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين، شعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي مولاهم.
وأخرجه أحمد 6/247 عن أبي اليمان، عن شعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/247 أيضاً من طريق النعمان، عن الزهري، به.
وسيورده المؤلف برقم "2586" من طريق يونس، عن الزهري، به، وتقدم طرفه برقم "323" من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فانظرهما. وانظر "353" و"1578" و"2571".
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "لَا يَسْأَمُ اللَّهُ حَتَّى تَسْأَمُوا" مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ الَّتِي لَا يَتَهَيَّأُ لِلْمُخَاطَبِ أَنْ يَعْرِفَ الْقَصْدَ فيما يخاطب به إلا بهذه الألفاظ. [3:65]
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الِاغْتِرَارِ بِالْفَضَائِلِ الَّتِي رُوِيَتْ لِلْمَرْءِ عَلَى الطَّاعَاتِ
360 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمْرَانُ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ
رَأَيْتُ عُثْمَانَ قَاعِدًا فِي الْمَقَاعِدِ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في مَقْعَدِي هَذَا تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا تَغْتَرُّوا"1. [3:23]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن بن إبراهيم هو الدمشقي الملقب بدحيم، ثقة حافظ متقن روى له البخاري، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجة "285" في الطهارة: باب ثواب الطهور، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/66 عن أبي المغيرة، عن الأوزاعي، به. وسيورده المؤلف برقم "1041" من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ، عن عثمان، وبرقم "1058" و"1060" من طريق الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن حمران، عن عثمان. فانظرهما.
ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ حَظٌّ رَجَاءَ التَّخَلُّصِ فِي الْعُقْبَى بِشَيْءٍ مِنْهَا
361 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ قَالُوا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هشام بن يحيى بن يحيى بن الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَحْدَهُ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا قَالَ فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاةُ قَالَ خَيْرُ مَوْضُوعٍ اسْتَكْثِرْ أَوِ اسْتَقِلَّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ المؤمين أَسْلَمُ قَالَ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ ويده قال الصَّلَاةِ أَفْضَلُ قَالَ طُولُ الْقُنُوتِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله فما الصيام قال فرضذكر الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ حَظٌّ رَجَاءَ التَّخَلُّصِ فِي الْعُقْبَى بِشَيْءٍ مِنْهَا
[361]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ قَالُوا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بن يحيى بن يحيى بن الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَحْدَهُ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا قَالَ فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاةُ قَالَ خَيْرُ مَوْضُوعٍ اسْتَكْثِرْ أَوِ اسْتَقِلَّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ المؤمين أَسْلَمُ قَالَ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ ويده قال الصَّلَاةِ أَفْضَلُ قَالَ طُولُ الْقُنُوتِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله فما الصيام قال فرض
مجزىء وَعِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافٌ كَثِيرَةٌ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ جَهْدُ الْمُقِلِّ يُسَرُّ إِلَى فَقِيرٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ قَالَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ قَالَ آدَمُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ قَالَ نَعَمْ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَكَلَّمَهُ قِبَلًا ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ آدَمُ وَشِيثُ وَأَخْنُوخُ وَهُوَ إِدْرِيسُ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ وَنُوحٌ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ هُودٌ وَشُعَيْبٌ وَصَالِحٌ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كِتَابًا أَنْزَلَهُ اللَّهُ قَالَ مِائَةُ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةُ كُتُبٍ أُنْزِلَ عَلَى شِيثٍ خَمْسُونَ1 صَحِيفَةً وَأُنْزِلَ عَلَى أَخْنُوخَ ثَلَاثُونَ صَحِيفَةً وَأُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشَرُ صَحَائِفَ وَأُنْزِلَ عَلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشَرُ صَحَائِفَ وَأُنْزِلَ التَّوْرَاةُ والإنجيل والزبور والقرآن قال قلت:
1 في "الإحسان" و"التقاسيم": "خمسين" والمثبت من "موارد الظمآن"وغيره.
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَتْ صَحِيفَةُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانَتْ أَمْثَالًا كُلُّهَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُسَلَّطُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلَكِنِّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنِّي لَا أَرُدُّهَا وَلَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يَكُونَ ظَاعِنًا إِلَّا لِثَلَاثٍ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ1 لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ حَافِظًا لِلِسَانِهِ وَمَنْ حَسَبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى قَالَ كَانَتْ عِبَرًا كُلُّهَا عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ هُوَ يَفْرَحُ وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَنْصَبُ عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا ثُمَّ اطْمَأَنَّ إِلَيْهَا وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَدًا ثُمَّ لَا يَعْمَلُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ وَذُخْرٌ لك في السماء قلت:
1 المرمة: متاع البيت.
يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ أَحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ انْظُرْ إِلَى مَنْ تَحْتَكَ وَلَا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ فَوْقَكَ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تُزْدَرَى نِعْمَةُ اللَّهِ عِنْدَكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ لِيَرُدَّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْرِفُ مِنْ نَفْسِكَ وَلَا تَجِدْ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي وَكَفَى بِكَ عَيْبًا أَنْ تَعْرِفَ مِنَ النَّاسِ مَا تَجْهَلُ مِنْ نَفْسِكَ أَوْ تَجِدَ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي فقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الخلق" 1.
1 إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، قال أبو حاتم: كذاب، كما في "الجرح والتعديل" 2/142، 143، وقال الذهبي: متروك، وكذبه أبو زرعة، كما في "ميزان الاعتدال" 1/73 و4/378.
وأخرجه بطوله أبو نعيم في "الحية" 1/166- 168 من طريق جعفر الفريابي وأحمد بن أنس بن مالك، عن =
= إبراهيم بن هشام، بهذا الإسناد. ومن قوله:"أوصيك بتقوى الله.. إلى آخر الحديث، أخرجه الطبراني في "الكبير" "1651" عن أحمد بن أنس بن مالك، عن إبراهيم بن هشام، به وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/216، وقال: رواه الطبراني، وفيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة.
وقوله: "قل الحق وإن كان مراً" أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق""1"، والقضاعي في "مسند الشهاب""651".
وقوله: "أوصيك بتقوى الله فإنه رأس أمرك" أخرجه القضاعي "740"، من طريق جعفر الفريابي، عن إبراهيم بن هشام، به.
وقوله: "لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالتكلف، ولا حسب كحسن الخلق" أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""837" من طريق جعفر الفريابي، عن إبراهيم بن هشام، به.
وأخرجه ابن ماجة "4218" من طريق القاسم بن محمد المصري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قال البوصيري: في إسناده القاسم بن محمد المصري، وهو ضعيف.
وقد روي هذا الحديث بطوله من طريق يحيى بن سعيد القرشي السعدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذكر، أخرجه من طريقه ابن عدي في "الكامل" 7/2699، والبيهقي في "السُّنن" 9/4، وأبو نعيم في "الحلية" 1/168، ويحيى بن سعيد هذا قال ابن حبان في "المجروحين" 3/129: شيخٌ يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال ابن عدي: ويحيى بن سعيد يعرف بهذا الحديث، وهذا حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج
…
وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن محمد عن أبي ذر، والثالث حديث ابن جريج، وهذا أنكر الروايات.
وصدر الحديث الذي فيه ذكر الصلاة والصوم والصدقة وآية الكرسي وعدد الأنبياء أخرجه أحمد 5/178 و 179، والنسائي في الاستعاذة "السُّنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/180، والبزار "160" من طريق المسعودي، عن أبي عمر الشامي، عن عبيد بن الخشخاش =
= بمعجمات وقيل بمهملات- عن أبي ذر. قال الهيثمي في "المجمع" 1/160: فيه المسعودي، وهو ثقة، لكنه اختلط.
وأخرجه من حديث أبي أمامة أحمد 5/265- 266، والطبراني في "الكبير" "7871". قال الهيثمي في "المجمع" 1/159: ومداره على علي بن يزيد، وهو ضعيف.
وقوله "وأحب المساكين.. إلى قوله: قل الحق وإن كان مراً" سيورده المصنف بلفظ "أوصاني خليلي بسبع: أمرني بحب المساكين، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني
…
" برقم "449" من طريق محمد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر. فانظره.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو إدريس الخولاني هذا هو عائد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وُلِدَ عَامَ حُنَيْنٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَاتَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ مِنْ كِنْدَةَ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ وَقُرَّائِهِمْ سَمِعَ أَبَا إدريس الخولاني وهو بن خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَمَوْلِدُهُ يَوْمَ رَاهِطَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَوَلَّاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَأَهْلَ الْحِجَازِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْقَضَاءِ بِهَا حَتَّى وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ فَأَقَرَّهُ عَلَى الْحُكْمِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا أَيَّامَهُ وَعُمِّرَ حَتَّى مَاتَ بدمشق سنة ثلاث وثلاثين ومئة. [1: 2]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الْعِبَادَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ رَجَاءَ النَّجَاةِ فِي الْعُقْبَى بِهَا
362 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ فقَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم" 1. [3: 53]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري "5967" في اللباس: باب إرداف الرجل خلف الرجل، و "6267" في الاستئذان: باب من أجاب بلبيك وسعديك، و "6500" في الرقاق: باب من جاهد نفسه في طاعة الله، ومسلم "30" في الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، والطبراني في "الكبير" 20/ "81" من طريق هدبة بن خالد بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/242 من طريق عفان، والبخاري "6267" من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن همام بن يحيى، به.
وأخرجه البخاري في الإيمان "128" باب: من خص بالعلم قوماً =
= دون قوم كراهية ألا يفهموا، ومسلم في الإيمان "32"، والبغوي في "شرح السُّنة""49"، من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد 5/228، 236، والطبراني في "الكبير" 20/"83" و"84" و"85" و"76" و"87"، من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، عن معاذ.
وأخرجه عبد الرزاق "20546"، وأحمد 5/228، والبخاري "2856" في الجهاد: باب اسم الفرس والحمار، ومسلم "30""49"، والطبراني 20/"254" و"255" و"256" و"257"، والترمذي "2643" في الإيمان: باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، والبغوي "48"، من طرق عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل، ونسبه المزي في "تحفة الأشراف" 8/411 إلى النسائي في كتاب العلم من السُّنن الكبرى.
وأخرجه أحمد 5/229، 230، والبخاري "7373" في التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله، ومسلم، "30""50"، والطبراني 20/"317" و"318" و"319" و"320" من طرق عن أبي حصين والأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن معاذ.
وأخرجه أحمد 5/230، والطبراني في "الكبير" 20/"273" من طريق شعبة، وابن ماجة "4296" في الزهد: باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، من طريق أبي عوانة، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ.
قال الحافظ ابن رجب في شرح البخاري -وهو من محفوظات الظاهرية- ونقله عنه الحافظ في "الفتح" 11/340، تعليقاً على رواية البخاري "قال معاذ: ألا أبشر الناس؟ قال: لا، إني أخاف أن يتكلوا" قال العلماء: يؤخذ من منع معاذ من تبشير الناس لئلا يتكلوا أن أحاديث الرخض لا تشاع شفي عموم الناس لئلا يقصر فهمهم عن المراد به، وقد =
= سمعها معاذ، فلم يزدد إلا اجتهاداً، وخشية لله عز وجل، فأما من لم يبلغ منزلته، فلا يؤمن أن يقصر اتكالاً على ظاهر الخبر.
وقد عارضه ما تواتر من نصوص الكتاب والسنة أن بعض عصاة الموحدين يدخلون النار، فعلى هذا، فيجب الجمع بين الأمرين، وقد سلكوا في ذلك مسالك، أحدهما: قول الزهري: إن هذه الرخصة كانت قبل نزول الفرائض وسيأتي ذلك عنه في حديث عثمان في الوضوء، واستبعده غيره من أن النسخ لا يدخل الخبر وبأن سماع معاذ لهذه كان متأخراً عن أكثر نزول الفرائض، وقيل: لا نسخ، بل هو على عمومه، ولكنه مقيد بشرائط كما ترتب الأحكام على أسبابها المقتضية المتوقفة على انتفاء الموانع، فإذا تكامل ذلك عمل المقتضي عمله، وإلى ذلك أشار وهب بن منبه بقوله المتقدم في كتاب الجنائز في شرح "أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة": ليس من مفتاح إلا وله أسنان.
وقيل: المراد ترك دخول نار الشرك.
وقيل: ترك تعذيب جميع بدن الموحدين، لأن النار لا تحرق مواضع السجود.
وقيل: ليس ذلك لكل من وحد وعبد، بل يختص بمن أخلص، والإخلاص يقتضي تحقيق القلب بمعناها، ولا يتصور حصول التحقيق مع الإصرار على المعصية لامتلاء القلب بمحبة الله تعالى وخشيته فتنبعث الجوارح إلى الطاعة، وتنكف عن المعصية.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ إِصْلَاحِ أَحْوَالِهِ حَتَّى يُؤَدِّيَهُ ذَلِكَ إِلَى مَحَبَّةِ لِقَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
363 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قال الله تباركذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ إِصْلَاحِ أَحْوَالِهِ حَتَّى يُؤَدِّيَهُ ذَلِكَ إِلَى مَحَبَّةِ لِقَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
[363]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "قَالَ الله تبارك
وَتَعَالَى "إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ فإذا كره لقائي كرهت لقاءه"1. [3: 68]
ذِكْرُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِتَعْظِيمِ النَّاسِ عِنْدَهُ بِمَحَبَّةِ خَوَاصِّ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالدِّينِ إِيَّاهُ
364 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فأحبه قال فيقول
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه البغوي في "شرح السُّنة""1448" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ" 1/240 في الجنائز: باب جامع الجنائز، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "7504" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، والنسائي 4/10 في الجنائز: باب فيمن أحب لقاء الله.
وأخرجه أحمد 2/418، والنسائي 4/10 عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/451 عن يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم "3008" من حديث أبي هريرة أيضاً، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه: قال الله تبارك وتعالى.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت، سيورده المؤلف برقم "3009"، وعن عائشة سيورده برقم "3010".
جِبْرِيلُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ رَبَّكُمْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا فَمِثْلُ ذلك" 1. [1: 2]
1إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به مسلم، والقعقاع بن حكيم ثقة من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري "7485" في التوحيد: باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/258 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن أبي صالح، به.
وأخرجه أحمد 2/514، والبخاري "3209" في بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، و" 6040" في الأدب: باب المقة من الله تعالى، من طرق عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة.
وسيورده بعده من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مَحَبَّةِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ الْعَبْدَ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا
365 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه.ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مَحَبَّةِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ الْعَبْدَ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا
[365]
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ.
أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ مَالِكٌ لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ" 1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ وَسَمِعَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ [3: 68]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البغوي في "شرح السُّنة""3470" من طريق أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ" 3/128 باب ما جاء في المتحابين في الله، ومن طريق مالك أخرجه مسلم "2637" في البر والصلة، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده.
وأخرجه الطيالسي "2436"، عن وهيب، وعبد الرزاق "19673" ومن طريقه أحمد 2/267 عن معمر، وأحمد 2/341 من طريق ليث، و2/413 من طريق أبي عوانة، و2/509، ومسلم "2637""158" من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، ومسلم "2637"، والترمذي "3161" في التفسير: باب ومن سورة مريم من طريق عبد العزيز الدراوردي، ومسلم "2637"، وأبو نعيم في "الحلية" 10/306 من طريق العلاء بن المسيب، ومسلم "2637""157" من طريق جرير، وأبو نعيم في "الحلية" 7/141 من طريق سفيان، كلهم عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وزاد الترمذي: فذلك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} . وأخرج هذه الزيادة أيضا ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 5/263.
وتقدم قبله من طريق سهيل بن أبي صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ مَنْ وَصَفْنَا قَبْلُ لِلْمَرْءِ عَلَى الطَّاعَاتِ إِنَّمَا هُوَ تَعْجِيلُ بُشْرَاهُ فِي الدُّنْيَا
366 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:
قَالَ أَبُو ذَرٍّ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الرَّجُلَ يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ وَيُحِبُّهُ النَّاسُ قَالَ "تِلْكَ عَاجِلُ بشرى المؤمن"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح، مسدد من رجال البخاري، وعبد الله بن الصامت من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما.
أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي.
وأخرجه أحمد 5/157 و168 عن وكيع ومحمد بن جعفر، ومسلم "2642" في البر والصلة: باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره، من طريق وكيع ومحمد بن جعفر وعبد الصمد بن عبد الوارث والنضر، وابن ماجة "4225" في الزهد: باب الثناء الحسن،: من طريق محمد بن جعفر، والبغوي في "شرح السُّنة""4139" من طريق علي بن الجعد، و"4140" من طريق وكيع، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
سيرد بعده من طريق حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، به.
وقوله: "تلك عاجل بشرى المؤمن": قال النووي: معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له، فيحببه إلى الخلق، ثم يوضع له القبول في الأرض، هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم.
"شرح مسلم" 16/189.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحْمَدَةَ النَّاسِ لِلْمَرْءِ وَثَنَاءَهُمْ عَلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ بُشْرَاهُ فِي الدُّنْيَا
367 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ يَحْمَدُهُ النَّاسُ قَالَ "ذَلِكَ بُشْرَى المؤمن"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح، أحمد بن المقدام العجلي: خرج له البخاري فقط.
وأخرجه أحمد 5/156 عن بهز، ومسلم "2642" في البر والصلة: باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره، عن يحيى بن يحيى التميمي، وأبي الربيع، وأبي كامل فضيل بن حسين، أربعتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقد تقدم قبله من طريق شعبة، عن أبي عمران الجواني، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُثْنِي عَلَى مَنْ يُحِبُّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَضْعَافِ عَمَلِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
368 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قال حدثنا المقرىء عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا السَّمْحِ عَنْ أبي الهيثمذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُثْنِي عَلَى مَنْ يُحِبُّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَضْعَافِ عَمَلِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
[368]
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قال حدثنا المقرىء عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا السَّمْحِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا أَثْنَى عَلَيْهِ بِسَبْعَةِ أَضْعَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهَا وَإِذَا سَخِطَ عَلَى عَبْدٍ أَثْنَى عَلَيْهِ بِسَبْعَةِ أَضْعَافٍ مِنَ الشَّرِّ لم يعملها"1. [1: 2]
1 إسناده ضعيف لضعف أبي السمح دراج في روايته عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العتواري، والمقرئ: هو عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد 3/38 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وفيه "أصناف" بدل أضعاف".
وأخرجه أحمد 3/40 عن أبي عاصم، عن حيوة بن شريح، به.
وأخرجه أحمد 3/76 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي السمح، بهذا الإسناد، وهذا اللفظ.
قال الهيثمي في "المجمع" 10/272، 273 بعد أن زاد نسبته إلى أبي يعلى: ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
فَصْلٌ
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إعْدَادِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِعِبَادِهِ الْمُطِيعِينَ مَا لَا يَصِفُهُ حِسٌّ مِنْ حَوَاسِّهِمْ
369 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 1 [السجدة: 17] . [3: 78]
1 إسناده صحيح، إبراهيم بن بشار: هو الرمادي أبو إسحاق البصري حافظ روى له أبو داود والترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي "133"، ومن طريقه البخاري "3244" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، وأخرجه البخاري "4779" في التفسير: باب {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} عن علي بن عبد الله، ومسلم "2824" في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، عن سعيد بن عمرو بن الأشعب وزهير بن حرب، والترمذي "3197" في التفسير: =
= باب ومن سورة السجدة، عن ابن أبي عمر، كلهم عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2824""3" من طريق مالك، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/109، ومن طريقه مسلم "2824""4"، وابن ماجة "4328" في الزهد: باب صفة الجنة، عن أبي معاوية، وأحمد 2/466 من طريق سفيان، و 2/495 عن ابن نمير، والبخاري "4780" ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4371" من طريق أبي أسامة، كلهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وعلقه البخاري "4779" أيضاً عن أبي معاوية، عن الأعمش، بالإسناد السابق.
وأخرجه البخاري "7498" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّه} من طريق ابن المبارك، وعبد الرزاق "20874"، ومن طريقه أحمد 2/313، والبغوي في "شر السُّنة""4370" كلاهما عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/313 عن يحيى بن سعيد، والدارمي 2/335، والبغوي في "شرح السُّنة""4372" من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي عند مسلم "2825".
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي نعيم في "الحلية" 2/262.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا وَعَدَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمُؤْمِنِينَ فِي الْعُقْبَى مِنَ الثَّوَابِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا
370 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1، 2] قالذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا وَعَدَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمُؤْمِنِينَ فِي الْعُقْبَى مِنَ الثَّوَابِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا
[370]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1، 2] قال
نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَإِنَّ أَصْحَابَهُ قَدْ أَصَابَتْهُمُ الْكَآبَةُ وَالْحُزْنُ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ مَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ بَعْدَهَا: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} الآية [الفتح: 5]1. [3: 64]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهوية، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه أحمد 3/215 عن محمد بن بكر وعبد الوهاب، ومسلم "1786" في الجهاد والسير: باب صلح الحديبية، عن طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن سيعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/122 و134 و 252، ومسلم "1786"، والبغوي في "شرح السُّنة""4019" من طريق همَّام، وأحمد 3/173، والبخاري "4172" في المغازي: باب غزوة الحديبية، و "4834" في التفسير: باب {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} من طريق شعبة، وأحمد 3/197، والترمذي "3263" في التفسير: باب ومن سورة الفتح، من طريق معمر، ومسلم "1786"، والبيهقي في "السُّنن" 5/217 من طريق شيبان، ومسلم "1786" أيضاً من طريق سليمان بن طرخان التيمي، كلهم عن قتادة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ
371 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بِمَرْوَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدِ بن بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي جديذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ
[371]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بِمَرْوَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سعيد بن بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي جدي
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قَالَ سُفْيَانُ وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ قَدْ خَالَطَهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ قَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسْأَلَتِهِمْ وَنَحَرُوا الْبُدْنَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ هَنِيئًا مَرِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إلى آخر الآية1. [3: 64]
ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي إِذَا اسْتَعْمَلَهَا الْمَرْءُ كَانَ ضَامِنًا بِهَا عَلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
372 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ2 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ الْقَيْسِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو
2 في الأصل سعيد وهو تحريف، وهو مترجم عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/92، ونقل عن أبيه قوله: مصري صدوق.
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ وَمَنْ غَدَا إِلَى مَسْجِدٍ أَوْ رَاحَ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ وَمَنْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُعَزِّزُهُ1 كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ وَمَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَمْ يَغْتَبْ إِنْسَانًا كَانَ ضَامِنًا على الله"2. [1: 2]
1 أي: يوقِّره، ويعظمه، ويُعينه، وينصره، ويؤيده، وفي التنزيل {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [لأعراف:157] وأشد أبو عبيد في "مجاز القرآن" 1/157:
وكم من ماجدٍ لهم كريم
…
ومَن ليثٍ يُعَزِّر في النَّديِّ
2 إسناده حسن، قيس بن رافع القيسي، روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وعبد الرحمن بن جبير هو المصري العامري المؤذن، وفي الأصل زيادة "بن نفير" في نسبه، وهو خطأ من الناسخ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير هو الحضرمي، آخر غيره، وأخرجه الطبراني في "الكبير" سعيد الدارمي، كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 9/166، 167 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، به.
وهو في "المعجم الأوسط" للطبراني، كما في "مجمع البحرين"507.
وأخرجه أحمد 5/241، والطبراني في "الكبير" 20/"55"، والبزار "1649" من طرق عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن عبد الله بن عمرو العاص، به. قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن لهيعة، وحديثه حسن على ضعفه. انظر "المجمع" 5/277و 10/304.
ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ الْمَرْءُ بِهَا الْجِنَانَ مِنْ بَارِئِهِ جَلَّ وَعَلَا
373 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ "يُؤْمِنُ بِاللَّهِ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَعَ الْإِيمَانِ عَمَلًا قَالَ يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ قُلْتُ وَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا لَا شَيْءَ لَهُ قَالَ يَقُولُ مَعْرُوفًا بلسانه قال قلت وإن كَانَ عَيِيًّا لَا يُبْلِغُ عَنْهُ لِسَانُهُ قَالَ فَيُعِينُ مَغْلُوبًا قُلْتُ فَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لَا قُدْرَةَ لَهُ قَالَ فَلْيَصْنَعْ لِأَخْرَقَ قُلْتُ وَإِنْ كان أخرق قال فالتفت إلي وقال مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ فِي صَاحِبِكَ شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ فَلْيَدَعِ النَّاسَ مِنْ أَذَاهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ كَلِمَةُ تَيْسِيرٍ فقَالَ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا يُرِيدُ بِهَا مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا أَخَذَتْ بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة"1.
1 أبو كثير السحيمي، ثقة من رجال مسلم، ووالده لم أتبينه، وفي رواية الحاكم: وكان يجالس أبا ذر، وباقي السند رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحاكم 1/63 من طريق العباس بن الوليد، عن أبيه الوليد، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي، وتحرف عنده السحيمي إلى الزبيدي. =
= وأخرجه الطبراني في "الكبير""1650" من طريق عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذر. وسنده حسن. قال الهيثمي في "المجمع" 3/135: ورجاله ثقات.
وأخرجه البزار "941" عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن العوام بن جويرية، عن الحسن، عن أبي ذر. قال الهيثمي في "المجمع" 3/109: فيه العوام بن جويرية، وفيه ضعف.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق "20298" ومن طريقه أحمد 5/163، ومسلم "84" في الإيمان: باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، وابن مندة في "الإيمان""233" عن معمر، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير، عن عروة، عن أبي مراوح، عن أبي ذر.
وسيورده المؤلف برقم "4588" في باب فضل الجهاد، من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مراوح، عن أبي ذر، ويرد تخريجه هناك، لكن تقدم طرفه من هذا الطريق برقم "152" فانظره.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري "6022" في الأدب: باب كل معروف صدقة، وفي "الأدب المفرد"، ومسلم "1008".
والرَّضخ: العطية القيلة. والأخرق: من ليس في يده صنعة
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُذَيْنَةَ مِنْ ثقات أهل اليمامة". [1: 2]
ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي إِذَا اسْتَعْمَلَهَا الْمَرْءُ أَوْ بَعْضَهَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
374 -
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنذكر الْخِصَالِ الَّتِي إِذَا اسْتَعْمَلَهَا الْمَرْءُ أَوْ بَعْضَهَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
[374]
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ فَقَدْ1 أَعْرَضْتَ المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة قال أوليستا بِوَاحِدَةٍ قَالَ لَا عِتْقُ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعْطِي فِي ثَمَنِهَا وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْقَاطِعِ فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَاكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ وَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خير" 2. [1: 2]
1 في "موارد الظمآن" ومسند أحمد، ومسند الطيالسي، وسنن البيهقي، وشرح السُّنة:"لقد" وهو الجادة.
2 إسناده صحيح، محمد بن عثمان: هو محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي.
وأخرجه الطيالسي "739"، وأحمد 4/299، والبيهقي في "السُّنن" 10/272، 273، والبغوي في "شرح السُّنة""2419" من طرق عن عيسى بن عبد الرحمن، به. قال الهيثمي في "المجمع" 4/240: ورجاله "يعني أحمد" ثقات.
قوله: "لئن أقصرت الخطبة"، أي: جئت بها قصيرة، "لقد أعرضت المسألة"، أي: جئت بها عريضة، أي واسعة، قوله:"وأعتق النسمة"، النسم: الروح، أي: أعتق ذا نسمة، وكل دابة فيها روح، فهي نسمة. والمنحة والوكوف: أي غزيرة اللبن. انظر "شرح السُّنة" 9/355.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَجْرَ السِّرِّ وَأَجْرَ الْعَلَانِيَةِ لِمَنْ عَمِلَ لِلَّهِ طَاعَةً فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ فَاطُّلِعَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ وُجُودِ عِلَّةٍ فِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ
375 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو سِنَانٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَيُسِرُّهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سَرَّهُ قَالَ " له أجران أجر السر وأجر العلانية"1.
1 حبيب بن أبي ثابت مدلس، ولم يصرح بالتحديث، وسعيد بن سنان وثقه أبو داود وأبو حاتم وغيرهما، وقال أحمد: ليس بالقوي في الحديث، وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات.
والحديث في "مسند" أبي داود الطيالسي "2430" من طريقه أخرجه الترمذي "2384" في الزهد: باب عمل السر، وابن ماجة "4226" في الزهد: باب الثناء الحسن. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى الأعمش وغيره عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صالح، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه: عن أبي هريرة.
وأخرجه البغوي في "شرح السُّنة""4141" من طريق سعيد بن بشير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/250 من طريق يوسف بن أسباط، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي ذر، ثم قال: لم يقل أحد: عن أبي صالح، عن أبي ذر غير يوسف عن الثوري، واختلف فيه عن الثوري، فرواه يحيى بن ناجية، فقال: عن أبي مسعود == الأنصاري، ورواه قبيصة عنه، فقال: عن المغيرة بن شعبة، ورواه أبو سنان، عن حبيب، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. والمحفوظ عن الثوري، عن حبيب، عن أبي صالح، مرسلاً.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ إِنَّ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَيُسِرُّهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سَرَّهُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَسُرُّهُ أَنَّ اللَّهَ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ الْعَمَلِ فَعَسَى يُسْتَنُّ بِهِ فِيهِ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كُتِبَ لَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا سَرَّهُ ذَلِكَ لِتَعْظِيمِ النَّاسِ إِيَّاهُ أَوْ مَيْلِهِمْ إِلَيْهِ كَانَ ذَلِكَ ضَرْبًا مِنَ الرِّيَاءِ لَا يَكُونُ لَهُ أَجْرَانِ وَلَا أَجْرٌ واحد. [1: 2]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَغْفِرَةَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا تَكُونُ أَقْرَبُ إِلَى الْمُطِيعِ مِنْ تَقَرُّبِهِ بِالطَّاعَةِ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا
376 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى إِذَا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة وإن هرولة سعيت إليه والله أوسع بالمغفرة"1.
1 حديث صحيح، محمد بن المتوكل هو ابن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني، يُعرف بابن أبي السري، قال الحافظ في "التقريب": صدوق عارف، له أوهام كثيرة. وقد توبع عليه، وباقي رجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين. =
= وأخرجه مسلم "2675""20" في الذكر والدعاء: باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري "7537" في التوحيد: باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، فقال: وقال معتمر: سمعت أبي
…
وقد وصله مسلم كما تقدم عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، به.
وأخرجه أحمد 2/509 عن محمد بن أبي عدي، و2/435، والبخاري "7537" من طريق يحيى بن سعيد القطان، ومسلم "2675""20" من طريق يحيى وابن أبي عدي، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد، عدا قوله:"وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة" ونقل الحافظ عن البرقاني قوله: لم أجد هذه الزيادة في حديث غيره، يعنى محمد بن المتوكل. انظر "الفتح" 13/514.
وتقدم برقم "811" و"812" من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ويرد تخريجه من هذا الطريق هناك.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يُجَازِي الْمُؤْمِنَ عَلَى حَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا كَمَا يُجَازِي عَلَى سَيِّئَاتِهِ فِيهَا
377 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ فَأَمَّا الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا فإذاذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يُجَازِي الْمُؤْمِنَ عَلَى حَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا كَمَا يُجَازِي عَلَى سَيِّئَاتِهِ فِيهَا
[377]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ فَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَطْعَمُ بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا فَإِذَا
أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يعطى بها خيرا" 1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد 3/123، ومسلم "2808" "56" في صفات المنافقين: باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة، من طريق يزيد بن هارون، وأحمد 3/123 و283، والبغوي في "شرح السُّنة""4118" من طريق بهز وعفان، ثلاثتهم عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2011" عن عمران، ومسلم "2808""57" من طريق سليمان بن طرخان التيمي، كلاهما عن قتادة، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْحَسَنَةَ الْوَاحِدَةَ قَدْ يُرْجَى بِهَا لِلْمَرْءِ مَحْوُ جِنَايَاتٍ سَلَفَتْ منه
378 -
أخبرنا بن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْغَزِّيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "تَعَبَّدَ عَابِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَعَبَدَ اللَّهَ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ عَامًا فَأَمْطَرَتِ الْأَرْضُ فَاخْضَرَّتْ فَأَشْرَفَ الرَّاهِبُ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فقَالَ لَوْ نَزَلْتُ فَذَكَرْتُ اللَّهَ لَازْدَدْتُ خَيْرًا فَنَزَلَ وَمَعَهُ رَغِيفٌ أَوْ رَغِيفَانِ فَبَيْنَمَا هُوَ فِي الْأَرْضِ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهَا وَتُكَلِّمُهُ حَتَّى غَشِيَهَا ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَنَزَلَ الْغَدِيرَ يَسْتَحِمُّ فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ الرَّغِيفَيْنِ أَوِ الرَّغِيفَ ثُمَّ مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزينة فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيفذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْحَسَنَةَ الْوَاحِدَةَ قَدْ يُرْجَى بِهَا لِلْمَرْءِ مَحْوُ جِنَايَاتٍ سَلَفَتْ مِنْهُ
[378]
أخبرنا بن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْغَزِّيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "تَعَبَّدَ عَابِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَعَبَدَ اللَّهَ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ عَامًا فَأَمْطَرَتِ الْأَرْضُ فَاخْضَرَّتْ فَأَشْرَفَ الرَّاهِبُ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فقَالَ لَوْ نَزَلْتُ فَذَكَرْتُ اللَّهَ لَازْدَدْتُ خَيْرًا فَنَزَلَ وَمَعَهُ رَغِيفٌ أَوْ رَغِيفَانِ فَبَيْنَمَا هُوَ فِي الْأَرْضِ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهَا وَتُكَلِّمُهُ حَتَّى غَشِيَهَا ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَنَزَلَ الْغَدِيرَ يَسْتَحِمُّ فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ الرَّغِيفَيْنِ أَوِ الرَّغِيفَ ثُمَّ مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزينة فَرَجَحَتِ الزَّنْيَةُ بِحَسَنَاتِهِ ثُمَّ وُضِعَ الرَّغِيفُ
أَوِ الرَّغِيفَانِ مَعَ حَسَنَاتِهِ فَرَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ فَغُفِرَ لَهُ" 1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ عَنْ وَكِيعٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ بِالْعِرَاقِ وَهَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ به أهل فلسطين عن وكيع. [3: 6]
1 إسناده ضعيف، غالب بن وزير لم يوثقه غير المؤلف 9/3، وقال العقيلي في "الضعفاء" 3: 434: عن ابن وهب، حديثه منكر لا أصل له. وانظر "لسان الميزان" 4/416.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص 473 عن ابن حبان، وقال: قال الحافظ ابن حجر في "أطرافه": رواه أحمد في "الزهد"، عن مغيث بن موسى مقطوعاً وهو أشبه، ومغيث تابعي أخذ عن كعب الأحبار وغيره.
ذكر تفضل الله حل وَعَلَا عَلَى الْعَامِلِ حَسَنَةً بِكَتْبِهَا عَشْرًا وَالْعَامِلِ سيئة بواحدة
…
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْعَامِلِ حَسَنَةً بِكَتْبِهَا عَشْرًا وَالْعَامِلِ سَيِّئَةً بِوَاحِدَةٍ
379 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ "إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يعمل فإذا عملها فأنا أكتبي أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا مَا لَمْ يَفْعَلْهَا فَإِذَا فَعَلَهَا فأنا أكتبها مثلها"2.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/315، ومسلم "129" في الإيمان: باب إذا همَّ العبد بحسنة كتبت وإذا همَّ بسيئة لم تكتب، عن محمد بن رافع، وابن مندة في "الإيمان" برقم "376"، والبغوي في "شرح السُّنة""4148" من طريق أحمد بن يوسف السلمي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف برقم "380" و"381"و"382" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وبرقم "383" من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، وبرقم "384" من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَارِكَ السَّيِّئَةِ إِذَا اهْتَمَّ بِهَا يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِفَضْلِهِ حَسَنَةً بِهَا
380 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِذَا عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تكتبوها بمثلها فإن تركها فاكتبوها حسنة"1. [3: 68]
1 إسناده صحيح، إبراهيم بن بشار روى له أبو داود والترمذي، وهو حافظ، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/242 عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "128" في الإيمان: باب إذا هم العبد.. عن ابن أبي شيبة وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، والترمذي "3073" في التفسير: باب ومن سورة الأنعام، عن ابن أبي عمر، كلهم عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان""375" من خمسة طرق عن ابن عيينة، به.
وأخرجه البخاري "7501" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، به. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ تَفْضُلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِكَتْبِهِ حَسَنَةً وَاحِدَةً لِمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا وَكَتْبِهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً إِذَا عَمِلَهَا مَعَ مَحْوِهَا عَنْهُ إِذَا تَابَ
381 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِمِصْرَ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الوقار حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ "إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ سَيِّئَةً فَإِنْ تَابَ مِنْهَا فَامْحُوهَا عَنْهُ وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرَةِ أمثالها إلى سبع مائة ضعف"1. [1: 2]
1 زكريا بن يحيى الوقار ذكره المؤلف في "الثقات" 8/243، وقال: يخطئ ويخالف، وأورده ابن أبي حاتم 3/601 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وضعفه ابن يونس وغيره، وكذبه صالح جزرة، وقال ابن عدي: يضع الحديث.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَارِكَ السَّيِّئَةِ إِنَّمَا يُكْتَبُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً إِذَا تَرَكَهَا لِلَّهِ
382 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يعملها فإنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ تَارِكَ السَّيِّئَةِ إِنَّمَا يُكْتَبُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً إِذَا تَرَكَهَا لِلَّهِ
[382]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلْهَا فإن
عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا مِثْلَهَا فَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فاكتبوها له حسنة فَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ عَشْرَةَ أَمْثَالِهَا إِلَى سبع مائة ضعف" 1. [3: 68]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، الحسن بن محمد بن الصباح ثقة من رجال البخاري، ومن فوقه على شرط الشيخين. وانظر "380".
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ بِكَتْبِهَا لَهُ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا وَبِكَتْبِهِ عَشْرَةَ أَمْثَالِهَا إِذَا عَمِلَهَا
383 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِالْحَسَنَةِ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَإِنْ هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا كتبتها واحدة"2.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة. وأخرجه ابن مندة في "الإيمان""377" من ثلاثة طرق عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "128""204" في الإيمان: باب إذا همَّ العبد.. وابن مندة "377" من طريق يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حُجر، وابن مندة "377" أيضاً من طريق أبي الربيع سليمان بن داود، قالوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بهذا الإسناد. وانظر "379".
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا إِذَا هَمَّ عَبْدِي أَرَادَ بِهِ إِذَا عَزَمَ فَسَمَّى الْعَزْمَ هَمًّا لِأَنَّ الْعَزْمَ نِهَايَةُ الْهَمِّ وَالْعَرَبُ فِي لُغَتِهَا تُطْلِقُ اسْمَ الْبَدَاءَةِ عَلَى النِّهَايَةِ وَاسْمَ النِّهَايَةِ عَلَى الْبَدَاءَةِ لِأَنَّ الْهَمَّ لَا يُكْتَبُ عَلَى الْمَرْءِ لِأَنَّهُ خَاطِرٌ لَا حُكْمَ لَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ يَكْتُبُ لِمَنْ هَمَّ بِالْحَسَنَةِ الْحَسَنَةَ وَإِنْ لَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِ وَلَا عَمِلَهُ لِفَضْلِ الْإِسْلَامِ فَتَوْفِيقُ اللَّهِ الْعَبْدَ لِلْإِسْلَامِ فَضْلٌ تَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِ وَكِتْبَتُهُ مَا هَمَّ بِهِ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَلَمَّا يَعْمَلْهَا فَضْلٌ وَكِتْبَتُهُ مَا هَمَّ بِهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ وَلَمَّا يَعْمَلْهَا لَوْ كَتَبَهَا لَكَانَ عَدْلًا وَفَضْلُهُ قَدْ سَبَقَ عَدْلَهُ كَمَا أَنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَهُ فَمِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ مَا لَمْ يُكْتَبْ عَلَى صِبْيَانِ الْمُسْلِمِينَ مَا يَعْمَلُونَ مِنْ سَيِّئَةٍ قَبْلَ الْبُلُوغِ وَكَتَبَ لَهُمْ مَا يَعْمَلُونَهُ مِنْ حَسَنَةٍ كَذَلِكَ هَذَا ولا فرق. [1: 2]
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يَكْتُبُ لِلْمَرْءِ بِالْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِذَا شَاءَ ذَلِكَ
384 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ وإن هم بسيئة فلم يعملهاذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يَكْتُبُ لِلْمَرْءِ بِالْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِذَا شَاءَ ذَلِكَ
[384]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا
لَمْ أَكْتُبْ عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَلَيْهِ سيئة واحدة" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، هشام هو ابن حسان الفردوسي، ومحمد هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن مندة في "الإيمان""379" من طريق أحمد بن سلمة، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/ 234 و 411 عن محمد بن جعفر، ومسلم "130" في الإيمان: باب إذا هَمَّ العبد بحسنة كتبت، وابن مندة "379" أيضاً عن طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، كلاهما عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد 1/310، والبخاري "6491" في الرقاق: باب من هم بحسنة أو بسيئة، ومسلم "131" في الإيمان: باب إذا هم العبد بحسنة.. وابن مندة في "الإيمان""380".
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْعَامِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَجْرَ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
385 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حدثنا بن الْمُبَارَكِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي2 حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ
أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ؟ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ "بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عن
وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد 1/310، والبخاري "6491" في الرقاق: باب من هم بحسنة أو بسيئة، ومسلم "131" في الإيمان: باب إذا هم العبد بحسنة.. وابن مندة في "الإيمان""380".
2 سقطت لفظة "أبي" من "الإحسان" و"التقاسيم".
الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ قَالَ وَزَادَنِي غَيْرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ خمسين منكم" 1.
1 عتبة بن أبي حكيم مختلف فيه، ووصفه الحافظ في "التقريب" بقوله: صدوق يخطئ كثيراً، وعمرو بن جارية، وأبو أمية الشعباني- واسمه يُحْمِدُ، وقيل: عبد الله بن أخامر- ذكرهما المؤلف في الثقات، وروى عنهما أكثر من واحد..
وأخرجه أبو داود "4341" في الملاحم: باب الأمر والنهي، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 10/92، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/30 من طريق أحمد بن علي الأبار، كلاهما عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3058" في التفسير: باب ومن سورة المائدة، عن سعيد بن يعقوب الطالقاني، والبغوي في "شرح السُّنة""4156" من طريق عيسى بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه ابن ماجة "4014" في الفتن: باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} من طريق صدقة بن خالد، والبيهقي في "السُّنن" 10/91، 92 من طريق محمد بن شعيب، كلاهما عن عتبة بن أبي حكيم، بهذا الإسناد.
ولبعضه ما يشهد له، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد "6508" و"7063" و"7049"، وأبي داود "4342"قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟ قال: قلت: == يارسول الله كيف ذلك؟ قال: إذا مرجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا "وشبك أحد الرواة بين أصابعه يصف ذلك" قال: قلت: ما أصنع عند ذلك يارسول الله؟ قال: "اتق الله عز وجل، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم" وإسناده حسن كما قال الحافظان المنذري والعراقي، وصححه الحاكم 4/435، و525، ووافقه الذهبي، وسيورده المؤلف برقم "5932" في باب ما جاء في الفتن، وبرقم "6708" في باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث، من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت يا عبد الله بن عمرو
…
ولابن نصر في "السُّنة" ص: 9 من طريق عتبة بن غزوان، أخبرني مازن بن صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن من ورائكم أيامَ الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم" ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، وله شاهد عن ابن مسعود أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير""10394" والبزار 1/378 من طريق أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، عن سهل بن عثمان البجلي، - وفي البزار ابن عامر- عن عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، ورجاله ثقات غير سهل بن عثمان أو ابن عامر لم يوثقه غير ابن حبان.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه يشبه أن يكون بن المبارك هو الذي قال وزادني غيره. [1: 2]
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْكَبَائِرَ الْجَلِيلَةَ قَدْ تُغْفَرُ بِالنَّوَافِلِ الْقَلِيلَةِ
386 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " أَنَّ امرأة بغيا رأت كلباذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْكَبَائِرَ الْجَلِيلَةَ قَدْ تُغْفَرُ بِالنَّوَافِلِ الْقَلِيلَةِ
[386]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا
فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ فَنَزَعَتْ لَهُ فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لها" 1. [3: 6]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو خالد هو الأحمر سليمان بن حيان الأزدي، روى له البخاري متابعة، وباقي السند على شرطهما. هشام هو ابن حسان، ومحمد هو ابن سيرين.
وأخرجه مسلم "2245""154" في السلام: باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/507 عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه البخاري "3467" في أحاديث الأنبياء: باب 54، عن سعيد بن تليد، ومسلم "2245""155"، والبيهقي في "السُّنن" 8/14، عن أبي الطاهر، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به.
وسيورد المؤلف برقم "544" من طريق مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش
…
فإذا كلب يلهث
…
إلخ، فانظر تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ تَرْكَ الْمَرْءِ بَعْضَ الْمَحْظُورَاتِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا عِنْدَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ قَدْ يُرْجَى لَهُ بِهِ الْمَغْفِرَةُ لِلْحَوْبَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ
387 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ بن عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرينذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ تَرْكَ الْمَرْءِ بَعْضَ الْمَحْظُورَاتِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا عِنْدَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ قَدْ يُرْجَى لَهُ بِهِ الْمَغْفِرَةُ لِلْحَوْبَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ
[387]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله عن سعيد بن جبير
عن بن عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ
مَرَّةً يَقُولُ كَانَ ذُو الْكِفْلِ1 مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَتَوَرَّعُ مِنْ شَيْءٍ فَهَوِيَ امْرَأَةً فَرَاوَدَهَا عَلَى نَفْسِهَا وَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا فَلَمَّا جَلَسَ مِنْهَا بَكَتْ وَأُرْعِدَتْ فقَالَ لَهَا مَا لَكِ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ لَمْ أَعْمَلْ هَذَا الْعَمَلَ قَطُّ وَمَا عَمِلْتُهُ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ قَالَ فَنَدِمَ ذُو الْكِفْلِ وَقَامَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ شَيْءٌ فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ مِنْ لَيْلَتِهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ وَجَدُوا عَلَى بَابِهِ مَكْتُوبًا إن الله قد غفر لك" 2. [3: 6]
1 عند أحمد والترمذي: "كان الكفل" رجل من بني إسرائيل.
2 رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الله - وهو الرازي مولى بني هاشم- فإنه رجال أصحاب السنن، وهو صدوق، إلا أن الترمذي قال عن هذا الطريق: أخطأ أبو بكر بن عياش فيه عن الأعمش، وهو غير محفوظ.
وأخرجه أحمد 2/23، والترمذي "2496" في صفة القيامة، عن عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، كلاهما عن أسباط بن محمد، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله الرازي، عن سعد مولى طلحة، عن ابن عمر. وسعد مولى طلحة لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا يعرف إلا بحديث واحد، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم 4/254- 255 ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية" 1/266: هو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر، فإن سعداً قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله الرازي، وذكره في التفسير، ثم قال: وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وإسناده غريب.
بَابُ الْإِخْلَاصِ وَأَعْمَالِ السِّرِّ
388 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب رضى الله تعالى عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هاجر إليه"1. [3: 24]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن هاشم الطوسي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات على شرطهما.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/346 من طريق بندار محمد بن بشار، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. قال الحافظ: لم يرد هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من رواية عمر بن الخطاب، ولا من عمر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التيمي، ولا عن محمد إلا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، وعن يحيى بن انتشر، فرواه جمع من الأئمة، فهو غريب في أوله مشهور في آخره. وأخرجه مالك في "الموطأ""برواية الإمام محمد بن الحسن" برقم "983" عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "54" في الإيمان: باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، و"5070" في النكاح: باب من هاجر أو عمل خيراً لتزويج امرأة فله ما نوى، ومسلم "1907" في الإمارة: باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنية" وإنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال، والنسائي 1/58 في الطهارة: باب النية في الوضوء، و6/ 158 في الطلاق: باب الكلام إذا قصد به فيما يحتمل معناه، والبيهقي في "السُّنن" 4/235 و6/331، والبغوي في "شرح السُّنة""1".
وأخرجه الحميدي "28"، وأحمد 1/25، والبخاري "1" باب كيف بدء الوحي، و"2529" في العتق: باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه، ومسلم "1907"، وأبو داود "2301" في الطلاق: باب فيما عني به الطلاق والنيات، وابن الجارود في "المنتقى""64"، والبيهقي في "السُّنن" 1/41و 7/341 من طريق سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه الطيالسي ص 9، والبخاري "3898" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، و "6953" في الحيل: باب ترك الحيل، ومسلم "1907"، والبيهقي في "السُّنن" 1/41 وفي "معرفة السُّنن والآثار" ص 189 من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه أحمد 1/43، ومسلم "1907"، وابن ماجة "4227" في الزهد: باب النية، والبيهقي في "السُّنن" 1/298 و2/14 و 4/112 و 5/39 و7/341، وفي "معرفة السُّنن والآثار" ص 190، والدارقطني 1/50، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/244 من طريق يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه البخاري "6689" في الأيمان والنذور: باب النية في الإيمان، ومسلم "1907"، والترمذي "1647" في فضائل الجهاد: باب
= ما جاء فيمن يقاتل رياء وللدنيا، ومن طريق عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه مسلم "1907"، والنسائي 1/58 في الطهارة: باب النية في الوضوء، والبغوي في "شرح السُّنة""1" و"206" من طريق عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه مسلم "1907"، والنسائي 7/13 في الأيمان والنذور: باب النية في اليمين، من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وسليمان تحرف في مطبوع النسائي إلى سليم.
وأخرجه مسلم "1907"، وابن ماجة "4227" من طريق الليث بن سعد، عن يحيى الأنصاري، به.
وسيورده الطيالسي ص 9 من طريق زهير بن محمد التميمي، ومسلم "1907" من طريق حفص بن غياث، والدارقطني 1/50 من طريق جعفر بن عون، وأبو نعيم في "الحلية" 8/42 من طريق إبراهيم بن أدهم وابن جريج، وفي "أخبار أصبهان" 2/115 من طريق أبي حنيفة، كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وسيورده المؤلف بعده من طريق عيس بن يونس، وفي باب الهجرة من طريق عمر بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
قال عبد الرحمن بن مهدي: ينبغي لمن صنف كتاباً أن يبدأ فيه بهذا الحديث تنبيهاً للطالب على تصحيح النية.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم. انظر "السُّنن" 2/14.
389 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ [389] أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" 1. [3: 66]
1 والد عمر بن سعيد لم نقف له على ترجمة، وقد ذكره في "تهذيب الكمال" في ترجمة عيسى بن يونس السبيعي فيمن روى عنه، ومن فوقه ثقات على شرطهما.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ حِفْظِ الْقَلْبِ وَالتَّعَاهُدِ لِأَعْمَالِ السِّرِّ إِذِ الْأَسْرَارُ عِنْدَ اللَّهِ غَيْرُ مَكْتُومَةٍ
390 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ بن مَسْعُودٍ قَالَ كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِحِجَابِ الْكَعْبَةِ وَفِي الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ فَقَالُوا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ حَدِيثَنَا فقَالَ أَحَدُهُمَا إِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا فقَالَ رَجُلٌ لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا لَيَسْمَعَنَّ إِذَا أَخْفَيْنَا وَقَالَ الْآخَرُ مَا أَرَى إِلَّا أَنَّ اللَّهَ يسمع حديثنا قال بن مَسْعُودٍ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} إلى آخر الآية2 [فصلت:22]
2 إسناده صحيح، أبو عبد الرحيم: هو خالد بن يزيد، وأبو الضحى هو مسلم بن صبيح.
وأخرجه الحميدي "87"، ومن طريقه البخاري "4817" في التفسير: باب {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ، و"7521" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 177، وأخرجه أحمد 1/443، 444، والبخاري "483" أيضاً من طريق يحيى القطان، ومسلم "2775" في صفات المنافقين، والترمذي "3248" في التفسير: باب ومن سورة حم السجدة، عن محمد بن أبي عمر المدني، ثلاثتهم عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي معمر، عن ابن مسعود.
وأخرجه البخاري "4816" في التفسير: باب {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ} من طريق روح بن القاسم، عن منصور، بالإسناد السابق. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ سَمِعَهُ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى فَقَطْ
391 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ وَهْبٍ هُوَ بن ربيعة
عن بن مَسْعُودٍ قَالَ إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ إِذْ جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ قَلِيلٌ فِقْهُهُمْ فَتَحَدَّثُوا الْحَدِيثَ بَيْنَهُمْ فقَالَ أَحَدُهُمْ أَتَرَى اللَّهَ يَسْمَعُ مَا قُلْنَا وَقَالَ الْآخَرُ إِذَا رَفَعْنَا سَمِعَ وَإِذَا خَفَضْنَا لَمْ يَسْمَعْ وَقَالَ الْآخَرُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا خَفَضْنَا فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فأنزل الله: ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ سَمِعَهُ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى فَقَطْ
[391]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ وَهْبٍ هُوَ بن ربيعة
عن بن مَسْعُودٍ قَالَ إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ إِذْ جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ قَلِيلٌ فِقْهُهُمْ فَتَحَدَّثُوا الْحَدِيثَ بَيْنَهُمْ فقَالَ أَحَدُهُمْ أَتَرَى اللَّهَ يَسْمَعُ مَا قُلْنَا وَقَالَ الْآخَرُ إِذَا رَفَعْنَا سَمِعَ وَإِذَا خَفَضْنَا لَمْ يَسْمَعْ وَقَالَ الْآخَرُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا خَفَضْنَا فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ} الآية1 [فصلت:22] . [3: 64]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة، فمن رجال مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات. سفيان هو الثوري.
وأخرجه أحمد 1/408 عن عبد الرزاق و 1/443، 444، ومسلم "2775" في صفات المنافقين، من طريق يحيى القطان، وأحمد 1/442، والترمذي "3249" في التفسير: باب ومن سورة حم السجدة، من طريق وكيع، ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/381 و426، والترمذي "3299" أيضاً من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الواحد بن يزيد، عن ابن مسعود. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ إِصْلَاحِ النِّيَّةِ وإخْلَاصِ الْعَمَلِ فِي كُلِّ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا وَلَا سِيَّمَا فِي نِهَايَاتِهَا
392 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ رَبٍّ قَالَ
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "إِنَّمَا الْعَمَلُ كَالْوِعَاءِ إِذَا طَابَ أَعْلَاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ وإذا خبث أعلاه خبث أسفله"2. [3: 66]
2 إسناده حسن، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/162 من طريق جعفر الفريابي، عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "339" من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، به، فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ التَّفَرُّغِ لِعُبَادَةِ الْمَوْلَى جَلَّ وَعَلَا فِي أَسْبَابِهِ
393 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يقول يا بن آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَكَ شُغْلًا ولم أسد فقرك"1. [3: 68]
1 إسناده حسن، زائدة بن نشيط: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"6/339، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي "2466" في صفة القيامة، عن علي بن خشرم بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أحمد 2/358 عن محمد بن عبد الله، وابن ماجة "4107" في الزهد: باب الهم بالدنيا، من طريق عبد الله بن داود، والحاكم 2/443 من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن عمران بن زائدة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ تَعَهُّدَ قَلْبِهِ وَعَمَلِهِ دُونَ تَعَهُّدِهِ نَفْسَهُ وَمَالَهُ
394 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إن الل هذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ تَعَهُّدَ قَلْبِهِ وَعَمَلِهِ دُونَ تَعَهُّدِهِ نَفْسَهُ وَمَالَهُ
[394]
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إن الل هـ
لا ينظر إلى صوركم وأمواكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" 1. [3: 66]
1 إسناده صحيح، رجاله على شرط مسلم، غير عمرو بن هشام فقد روى له النسائي وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 2/539، وفي "الزهد" ص 59، ومسلم "2564" "34" في البر والصلة: باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4150" عن عمرو الناقد، وابن ماجة "4143" في الزهد: باب القناعة، عن أحمد بن سنان، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/98 من طريق الحارث بن أبي أسامة، أربعتهم عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/284، 285 عن محمد بن بكر البرسناني، وأبو نعيم في "الحلية" 7/124 من طريق سفيان، كلاهما عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2564""33" من طريق أسامة بن زيد، عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ عَمَلَهُ لِمَعْبُودِهِ فِي الدُّنْيَا لَمْ يُثَبْ عَلَيْهِ فِي الْعُقْبَى
395 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خِيَرَةَ2 قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "قال الله تبارك
2 ضبط في الأصل بفتح الخاء وسكون الياء، وضبطه الحافظ في "التقريب" بكسر الخاء وفتح الياء.
وَتَعَالَى أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء هو للذي أشرك به" 1. [3: 68]
1 عبد الرحمن بن عثمان هو البكراوي أبو بحر، ضعفه غير واحد، ومنهم المصنف في "المجروحين" 2/61، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه غير واحد، وباقي رجاله ثقات. العلاء: هو ابن عبد الرحمن.
فقد أخرجه أحمد في "المسند" 2/301، وفي "الزهد" ص 57 عن محمد بن جعفر، و2/301 أيضاً عن روح، و2/435 عن يحيى القطان، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2559" عن ورقاء، ومسلم "2985" في الزهد والرقائق: باب من أشرك في عمله غير الله، من طريق روح بن القاسم، وابن ماجة "4202" في الزهد: باب الرياء والسمعة، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ثلاثتهم عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، بهذا الإسناد، بلفظ "أنا أغنى الشركاء
…
".
وأخرجه البغوي في "شرح السُّنة""4136" من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، و"4137" من طريق أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري سيرد برقم "404".
وعن شداد بن أوس عند الطيالسي "1120".
وعن محمود بن لبيد عند أحمد 5/428 و 429، والبغوي "4135" وسنده قوي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يَنْفَعُهُ إخْلَاصُهُ حَتَّى يُحْبِطَ مَا كَانَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ مِنَ السَّيِّئَةِ وَأَنَّ نِفَاقَهُ لَا تَنْفَعُهُ مَعَهُ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ
396 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كثير قال أخبرنا سفيان عن منصور عن أبي وائلذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يَنْفَعُهُ إخْلَاصُهُ حَتَّى يُحْبِطَ مَا كَانَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ مِنَ السَّيِّئَةِ وَأَنَّ نِفَاقَهُ لَا تَنْفَعُهُ مَعَهُ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ
[396]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُؤَاخِذُ اللَّهُ أَحَدَنَا بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ "مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان هو الثوري، ومنصور هو ابن المعتمر، واسم أبي وائل: شقيق بن سلمة.
وأخرجه أحمد 1/409 عن عبد الرزاق، و1/429 عن يحيى القطان، والبخاري "6921" في استتابة المرتدين: باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة، والبيهقي في "السُّنن" 9/123 من طريق خلاد بن يحيى، ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "19686" ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""28" عن معمر، وأحمد 1/379، 380، ومسلم "120" "189" في الإيمان: باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية، من طريق جرير، كلاهما عن منصور، به.
وأخرجه أحمد 1/429، والبخاري "6921" أيضاً، الدارمي 1/3 من طريق سفيان، وأحمد 1/431و 462 من طريق شعبة، وأحمد 1/379 عن أبي معاوية، وأحمد 1/431، ومسلم "120""190"، وابن ماجة "4242" في الزهد: باب ذكر الذنوب، والبيهقي في "السُّنن" 9/123 من طريق ابن نمير ووكيع، ومسلم "120""191" من طريق علي بن مسهر، كلهم عن الأعمش، عن أبي وائل، به.
وفي الباب عن جابر عند البزار "73" أخرجه عن حميد بن الربيع، عن أسيد بن زيد، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. قال البزار: لم يتابع أسيد عن شريك على هذا، وإنما يرويه الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقال الهيثمي في "المجمع" 1/95: رواه البزار، وفيه أسيد بن زيد، وهو كذاب.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ التَّعَاهُدِ لِسَرَائِرِهِ وَتَرْكِ الْإغْضَاءِ عَنِ الْمُحَقَّرَاتِ
397 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نفير بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي
قَالَ سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ " فقَالَ الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ الناس"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح.
وأخرجه أحمد 4/182 عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2389" في الزهد: باب ما جاء في البر والإثم، عن موسى بن عبد الرحمن الكندي، والبيهقي في "السُّنن" 10/192، والبغوي في "شرح السُّنة""3494" من طريق الحسن بن علي بن عفان، كلاهما عن زيد بن الحباب، به.
وأخرجه أحمد 4/182، ومسلم "2553" "14" في البر والصلة: باب تفسير البر والإثم، والترمذي "3389" أيضاً، من طريق ابن مهدي، ومسلم "2553""15" من طريق عبد الله بن وهب، والبخاري في "الأدب المفرد""295" و"302" من طريق معن، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، به. بلفظ "والإثم ما حاك" بدل "ما حكَّ".
وأخرجه أحمد 4/182، والدارمي 2/322 من طريق عبد القدوس أبي المغيرة الخولاني، عن صفوان بن عمرو، عن يحيى بن جابر القاضي، عن النواس بن سمعان.
وفي الباب عن أبي ثعلبة الخشني مرفوعاً بلفظ: "البر ما سكنت == إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ويطمئن إليه القلب" أخرجه أحمد 4/194، والطبراني في "الكبير" 22/219، وأبو نعيم في "الحلية" 2/30.
وعن وابصة بن معبد عند أحمد 4/227 و 228، والطبراني 22/147- 149.
وقوله "ما حَكَّ" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/139: يقال: ما حَكَّ في نفسي الشيء: إذا لم تكن منشرح الصدر به، وكان في قلبك منه شيء. ورواية "ما حاك في نفسك" أي أثر فيها ورسخ. يقال: الحائك: الراسخ في قلبك الذي يُهمك. انظر "شرح السُّن’" 13/77، 78.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ قَدْ يَنَالُ بِحُسْنِ السَّرِيرَةِ وَصَلَاحِ الْقَلْبِ مَا لَا يَنَالُ بِكَثْرَةِ الْكَدِّ فِي الطَّاعَاتِ
398 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بن يحيى حدثنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لَيَذْكُرَنَّ اللَّهُ قَوْمًا فِي الدُّنْيَا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى"1. [3: 9]
1 إسناده ضعيف، فإن دراجاً ضعيف في رويته عن أبي الهيثم، وأورده السيوطي في "الجامع" وزاد نسبته إلى أبي يعلى.
ذِكْرُ بَعْضِ الْخِصَالِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ الْمَرْءُ بِهَا مَا وَصَفْنَاهُ دُونَ كَثْرَةِ النَّوَافِلِ وَالسَّعْيِ فِي الطَّاعَاتِ
399 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند عن الشعبيذكر بَعْضِ الْخِصَالِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ الْمَرْءُ بِهَا مَا وَصَفْنَاهُ دُونَ كَثْرَةِ النَّوَافِلِ وَالسَّعْيِ فِي الطَّاعَاتِ
[399]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "الْمُسْلِمُ من سلم المسلمون من لسانه ويده"1. [3/ 9]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. وتقدم تخريجه برقم "196"، وسيرد بعده من طريق أبي الخير، عن عبد الله. فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ فَعَلَ مَا وَصَفْنَا كان من خير المسلمين
400 -
أخبرنا بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ قَالَ " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده"2.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الخير: هو مَرْثد بن عبد الله المزني.
وأخرجه مسلم "40" في الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل، وابن مندة في "الإيمان""316" من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/187 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/64، 65 من طريق شعبة، وأحمد 2/191 من طريق المسعودي، كلاهما عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث المكتب، عن أبي كثير الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري "11" في الإيمان: باب أي الإسلام أفضل، ومسلم "42"، وابن مندة "307"، والبغوي في "شرح السُّنة""13"وعن جابر عند ابن أبي شيبة 9/64، والطيالسي "1777"، وأحمد 3/154و 372، ومسلم "41"، والبغوي "15".
وعن فضالة بن عبيد عند أحمد 6/21، وابن مندة "315"، والبغوي "14". وعن عمير بن قتادة عند أبي نعيم في "الحلية" 3/357.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الرِّيَاضَةِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى أَعْمَالِ السِّرِّ
401 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الجوزاء
عن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ كَانَتْ تُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَتَقَدَّمُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لِأَنْ لَا يَرَاهَا وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ فَكَانَ إِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهَا {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} 1
1 إسناده حسن، من أجل عمرو بن مالك -وهو النكري- فإنه صدوق له أوهام، وباقي رجاله على شرط مسلم. أبو الجوزاء: اسمه أوس بن عبد الله الربعي، روى له الجماعة.
وأخرجه الطيالسي "2712"، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 3/98 عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/305 عن سريج، والترمذي "3122" في التفسير: باب ومن سورة الحجر، والنسائي 2/118 في الإمامة: باب المنفرد خلف الصف، عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجة "1046" في الإقامة: باب الخشوع في الصلاة، عن حميد بن مسعدة وأبي بكر بن خلاد، والحاكم 2/353، والبيهقي 3/98 من طريق حفص بن عمر، كلهم عن نوح بن قيس، به.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره 4/450 بعد أن أورده: وهذا الحديث فيه نكارة شديدة، وقد رواه عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} في الصفوف في الصلاة و {الْمُسْتَأْخِرِينَ} فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر، وقد قال الترمذي: هذا أشبه من رواية نوح بن قيس..
وجاء في تفسير الآية عند ابن كثير 4/449، 450 ما نصه: قال ابن عباس رضي الله عنهما: المستقدمون: كل من هلك من لدن آدم عليه السلام، والمستأخرون، من هو حي، ومن سيأتي إلى يوم القيامة، وروي نحوه عن عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، ومحمد بن كعب، والشعبي، وهو اختيار ابن جرير الطبري 14/16، 17. وانظر "زاد الميسر" 4/396- 397.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ تحفظ مِنْ تَحَفُّظِ أَحْوَالِهِ فِي أَوْقَاتِ السِّرِّ
402 -
أَخْبَرَنَا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ أَوِ الطُّهُورِ فِي الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى هذا المسجد والصلاة بعد الصلاةذكر الإخبار عما يجب على المرء أن تحفظ مِنْ تَحَفُّظِ أَحْوَالِهِ فِي أَوْقَاتِ السِّرِّ
[402]
أَخْبَرَنَا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ أَوِ الطُّهُورِ فِي الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ وَالصَّلَاةُ بَعْدَ الصَّلَاةِ
وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي مَعَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ مَعَ الْإِمَامِ ثُمَّ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ الَّتِي بَعْدَهَا إِلَّا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.
فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ وَسُدُّوا الْفُرَجَ فَإِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَائِي وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ.
وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ وَشَرُّ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُؤَخَّرُ وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ.
يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فاحفظن أبصاركن من عورات الرجال" 1.
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، محمد بن عبد الرحيم من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين، أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد. وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن خزيمة "177" و" 357، والحاكم 1/191، 192 من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، عن أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد.
قال ابن خزيمة: هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب، وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد، والمشهور في هذا المتن: عبد الله بن محمد بن عقيل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، لا عن عبد الله بن أبي بكر.
= وأخرجه أحمد 3/3، وابن خزيمة "117" من طريق أبي عامر العقدي، والبيهقي في "السُّنن" 2/16 من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه أخرجه ابن أبي شيبة 1/7، ومن طريقه ابن ماجة "427" في الطهارة، باب ما جاء في إسباغ الوضوء، عن يحيى بن أبي بكير، والدارمي 1/178 عن موسى بن مسعود، كلاهما عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، به.
وأخرجه الدارمي 1/177 عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل، عن سعيد بن المسيب، به.
ويشهد للقسم الأول حديث أبي هريرة، سيورده المؤلف برقم "1038"، وحديث جابر، سيورده برقم "1039".
ويشهد للقسم الثاني حديث أبي هريرة الوارد برقم "2043".
ويشهد للقسم الثالث حديث أنس الوارد برقم "1908" و"2173".
وحديث أبي هريرة الوارد برقم "1891".
وللرابع حديث أبي هريرة عند مسلم "440"، وأبي داود "678"، والترمذي "224"، والنسائي 2/93، ويسرد عند المصنف برقم "2179".
فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مَا يعني بذلك قال ضيق الأزر. [3: 66]
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ ارْتِكَابِ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ عز وجل وَعَلَا مِنْهُ فِي الْخَلَاءِ كَمَا قَدْ لَا يَرْتَكِبُ مِثْلَهُ فِي الْمَلَاءِ
403 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا شعبة عن زياد بن علاقةذكر الزَّجْرِ عَنِ ارْتِكَابِ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ عز وجل وَعَلَا مِنْهُ فِي الْخَلَاءِ كَمَا قَدْ لَا يَرْتَكِبُ مِثْلَهُ فِي الْمَلَاءِ
[403]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَا كَرِهَ اللَّهُ مِنْكَ شَيْئًا فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ"1. [2: 3]
1 إسناده ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وأورده السيوطي في "الجامع الكبير": ونسبه إلى ابن حبان والباوردي، ورمز له بالضعيف.
ذِكْرُ نَفْيِ وُجُودِ الثَّوَابِ عَلَى الْأَعْمَالِ فِي الْعُقْبَى لِمَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ فِي عَمَلِهِ
404 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ
عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الأنصاري2 وكان من
2 في "الإصابة" 4/76: أبو سعد بن فضالة الأنصاري، ويقال: ابن أبي فضالة، ويقال: أبو سعيد بن فضالة بن أبي فضالة ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، وقال ابن السكن: لا يعرف.
وأخرج الترمذي، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم من طريق عبد المجيد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعد بن فضالة وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
قال علي بن المديني: سنده صالح. وقع عند الأكثر بسكون العين، وبه جزم أبو أحمد الحاكم، وقال: له صحبة لا أحفظ له اسماً ولا نسباً، وفي ابن ماجة بالوجهين، وفي الترمذي زيادة الياء، وقال الإمام الذهبي في "التجريد": أبو سعد بن أبي فضالة له حديث متصل في "الكنى" لأبي أحمد، ثم قال: أبو سعيد بن فضالة، ويقال أبو سعد، أخرج له الترمذي في الرياء، كذا، وجعله اثنين مع أن الحديث الذي أخرجه الحاكم أبو أحمد هو الذي أخرجه الترمذي بعينه، ورأيته في الترمذي كما في "الكنى" للحاكم: أبو سعد بسكون العين، وكذا ذكره البغوي في "الكنى" فقال: أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري، سكن المدينة، ثم ساق حديثه بسنده إلى زياد بن ميناء، عن أبي سعيد بن أبي فضالة، وكان من الصحابة، قال: سمعت
…
، وكذا أخرجه ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، عن محمد بن بكر، عن عبد المجيد
…
الصَّحَابَةِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلِهِ لِلَّهِ أَحَدًا فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِهِ فَإِنَّ الله أغنى الشركاء عن الشرك"1. [2:109]
1 إسناده حسن، زياد بن ميناء ذكره المؤلف في "الثقات" 4/258، وروى عنه أكثر من واحد، وقال ابن المديني في حديثه هذا: سنده صالح. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 3/466 و4/215 عن محمد بن بكر البُرساني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3154" في التفسير: باب ومن سورة الكهف، وابن ماجة "4203" في الزهد: باب الرياء والسمعة، والطبراني في "الكبير" 22/"778" من طريق بن بشار وإسحاق بن منصور الكوسج وهارون بن عبد الله الحمال، والدولاني في "الكنى" 1/35 من طريق إسحاق بن بهرام، كلهم عن محمد بن بكر البرساني، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث بن بكر البرساني. وقال علي بن المديني فيما نقله الحافظ في "الإصابة" 4/86: سنده صالح.
وسيورده المؤلف في باب إخباره صلى الله عليه وسلم من البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم.
وفي الباب عن أبي هريرة تقدم برقم "395". فانظره.
ذِكْرُ وَصْفِ إِشْرَاكِ الْمَرْءِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي عَمَلِهِ
405 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدُّورِيُّ1 بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالنَّصْرِ وَالسَّنَاءِ وَالتَّمْكِينِ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نصيب"2. [2: 109]
1 وعلى هامش الأصل: البزوري خ.
2 إسناده حسن. الربيع بن أنس هو البكري صدوق له أوهام، وباقي رجال السند ثقات، واسم أبي العالية: رُفيع بن مهران الرِّباحي، وهو ثقة أخرج حديثه الجماعة.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/134، وفي "الزهد" ص 41، 42 عن عبد الرحمن بن مهدي، وابنه عبد الله في زيادات المسند 5/134 عن عبد الواحد بن غياث، والبغوي في "شرح السُّنة""4144" من طريق حرمي بن حفص، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن مسلم القسملي السراج، بهاذ الإسناد.
وأخرجه أحمد وابنه عبد الله 5/134، والبغوي في "شرح السُّنة""4145"، والحاكم 4/311 و318، من طرق عن سفيان الثوري، عن الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. والربيع سقط من إسناد مطبوع البغوي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" 5/134 من طريق سفيان، عن أيوب، عن أبي العالية، به.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ نَفْيِ الثَّوَابِ فِي الْعُقْبَى عَنْ مَنْ رَاءَى وَسَمَّعَ فِي أَعْمَالِهِ فِي الدُّنْيَا
406 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ
سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا غَيْرَهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَنَوْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ سَمَّعَ يُسَمِّعُ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ راءى يرائي1 الله به"2. [2: 109]
1 قال أهل اللغة إذا كان الشرط ماضياً والجزاء مضارعاً، جاز جزم الجزاء ورفعه وكلاهما حسن، واستشهدوا بقول زهير بن أبي سلمى المزني:
وإن أتاهُ خَلِيلٌ يوم مَسْغَبةٍ
…
يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ
وقال الكوفيون والمبرد: هو على إضمار الفاء، أي: إن أتاه فيقول، وهو عند سيبويه على التقديم والتأخير، أي: يقول.. إن أتاه خليل يوم مسغبة فيكون جواب الشرط على ما ذهب إليه محذوفاً والمذكور دال عليه، انظر:"المقتضب" 2/70، و"الكتاب" 1/510، و"شرح شواهد المغني" 6/291 للبغدادي.
ورواية البخاري ومسلم "من يرائي يرائي الله به" قال الحافظ: وقد ثبتت الياء في آخر كل منهما، أما الأولى فللإشباع، وأما الثانية، فكذلك، أو التقدير: فإنه يرائي به الله.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، الملائي هو أبو نعيم الفضل بن دكين، وجندب هو ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
وأخرجه مسلم "2987" في الزهد والرقائق: باب من أشرك في عمله غير الله، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =
= وأخرجه البخاري "6499" في الرقاق: باب الرياء والسمعة، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4134" عن أبي نعيم الملائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/313 عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والبخاري "6499" أيضاً من طريق يحيى القطان، ومسلم "2987""48" من طريق وكيع، وابن ماجة "4207" في الزهد: باب الرياء والسمعة، من طريق محمد بن عبد الوهاب، كلهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "7152"، ومسلم "2987" أيضاً من طريق سفيان، عن الوليد بن حرب، عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه البخاري "7152" في الأحكام: باب من شاقَّ شق الله عليه، عن إسحاق الواسطي، عن خالد بن عبد الله الطحان، عن الحريري، عن طريف أبي تميمة، عن جندب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من سمَّع سمَّعَ الله به يوم القيامة، ومن شاقَّ شقَّ الله عليه يوم القيامة".
وفي الباب عن ابن عباس سيرد بعده "407".
قوله: "من سمَّع" يعني: من عمل عملاً على غير إخلاص، يقصد أن يراه الناس ويسمعوه.
قوله: "سمَّع الله به" يعني: يجازيه على ذلك بأن يفضحه، فيبدو عليه ما كان يُسره من ذلك.
وقوله: "يرائي الله به" أي يطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجهه.
وقيل: معنى "سمَّع الله به" شَهَرَهُ أو ملأ أسماع الناس بسوء الثناء عليه في ذلك في الدنيا أو في القيامة، بما ينطوي عليه من خبث السريرة.
ورواية البخاري "7152" مُصَرَّحة بوقوع ذلك في الآخرة، ولفظها:"من سَمَّع الله به يوم القيامة".
قال الحافظ: ورد في عدة أحاديث التصريح بوقوع ذلك في الآخرة، فهو المعتمد، فعند أحمد 5/270، والدارمي 2/309 من حديث أبي هند الداري رفعه:"من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة، وسمع به" وللطبراني 18/56 "101" من حديث عوف بن مالك نحوه، وله 20/ 119 "237" من حديث معاذ مرفوعاً:"ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ جُنْدُبٌ
407 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ سَمَّعَ يُسَمِّعُ اللَّهُ بِهِ ومن راءى يرائي الله به"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" برقم "2976" في الزهد والرقائق: باب من أشرك في عمله غير الله.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/301 من طريق جعفر بن محمد الصائغ، عن عمر بن حفص، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن جندب بن عبد الله البجلي تقدم قبله "406".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد 2/162 و195 و 212 و223، 224، وأبي نعيم في "الحلية" 4/123، 124 و5/99، والبغوي في "شرح السُّن’""4138".
وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي "2381".
وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث عند أحمد 5/45.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ رَاءَى فِي عَمَلِهِ يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ أَوَّلِ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
408 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا حيوة بن شريح قال حدثني
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" برقم "2976" في الزهد والرقائق: باب من أشرك في عمله غير الله.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/301 من طريق جعفر بن محمد الصائغ، عن عمر بن حفص، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن جندب بن عبد الله البجلي تقدم قبله "406".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد 2/162 و195 و 212 و223، 224، وأبي نعيم في "الحلية" 4/123، 124 و5/99، والبغوي في "شرح السُّن’""4138".
وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي "2381".
وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث عند أحمد 5/45.
الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ شُفَيًّا الْأَصْبَحِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلَا قُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ بِحَقِّي لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته
فقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَفْعَلُ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وَعَلِمْتُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثَ قَلِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ فقَالَ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رسول لله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى فَمَكَثَ كَذَلِكَ ثُمَّ أَفَاقَ فَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ فقَالَ أَفْعَلُ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ نَشْغَةً شَدِيدَةً ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ وَاشْتَدَّ بِهِ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ فقَالَ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ
فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى للقارىء أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي صلى الله عليه وسلم قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ
لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أن يقال فلان قارىء فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ.
وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لَهُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بل إنما أردت أن يقال فُلَانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ.
وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أردت أن يقال فلان جريء فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتِي فقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تسعر بهم النار يوم القيامة" 1.
1 إسناده صحيح. الوليد بن أبي الوليد، من رجال مسلم، وترجمه ابن أبي حاتم: 9/19، 20 ونقل توثيقه عن أبي زرعة، ووثقه الإمام الذهبي في "الكاشف": 3/243، وذكره المؤلف في "الثقات" 5/494 و7/552، وقد وهم الحافظ في "التقريب" فوصفه بقوله: لين الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي "2382" في الزهد: باب ما جاء في الرياء والسمعة، عن سويد بن نصر، والبغوي في "شرح السُّنة""4143" من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
= وأخرجه مسلم "1905" في الإمارة: باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والنسائي 6/23 في الجهاد: باب من قاتل ليقال فلان جرئ، من طريق خالد بن الحارث، ومسلم "1905" أيضاً من طريق الحجاج بن محمد، والبيهقي في "السُّنن" 9/168 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن ابن جريج، عن يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، عن ناتل أهل الشام "وهو ابن قيس"ن عن أبي هريرة.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ فَأَخْبَرَنِي عُقْبَةُ أَنَّ شُفَيًّا هُوَ الَّذِي دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا الْخَبَرِ.
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ وَحَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ أَنَّهُ كَانَ سَيَّافًا لِمُعَاوِيَةَ قَالَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَحَدَّثَهُ بِهَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فقَالَ مُعَاوِيَةُ قَدْ فُعِلَ بِهَؤُلَاءِ مِثْلُ هَذَا فَكَيْفَ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ بَكَى مُعَاوِيَةُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ هَالِكٌ وَقُلْنَا قَدْ جَاءَنَا هَذَا الرَّجُلُ بِشَرٍّ ثُمَّ أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ فقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15، 16] .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ أَلْفَاظُ الْوَعِيدِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَنِ كُلُّهَا مَقْرُونَةٌ بِشَرْطٍ وَهُوَ إِلَّا أَنْ يَتَفَضَّلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَلَى مُرْتَكِبِ تِلْكَ الْخِصَالِ بِالْعَفْوِ وَغُفْرَانِ تِلْكَ الْخِصَالِ دُونَ
الْعُقُوبَةِ عَلَيْهَا وَكُلُّ مَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَنِ مِنْ أَلْفَاظِ الْوَعْدِ1 مَقْرُونَةٌ بِشَرْطٍ وَهُوَ إِلَّا أَنْ يَرْتَكِبَ عَامِلُهَا مَا يَسْتَوْجِبُ بِهِ الْعُقُوبَةَ عَلَى ذَلِكَ الْفِعْلِ حَتَّى يُعَاقَبَ إِنْ لَمْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ ثُمَّ يُعْطَى ذَلِكَ الثَّوَابَ الَّذِي وُعِدَ بِهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْفِعْلِ. [2: 109]
1 تحرفت في "الإحسان" إلى "الوعيد"، والمثبت من "التقاسيم والأنواع" 2/لوحة 260.
4-
بَابُ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ
409 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبَانَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً قَالَ آمِينَ ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى فقَالَ آمِينَ ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً فقَالَ آمِينَ ثُمَّ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ فقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْتُ آمِينَ قَالَ وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْتُ آمِينَ فقَالَ وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ آمِينَ فَقُلْتُ آمين" 1.
1 حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عمران بن أبان هو الواسطي، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، روى له النسائي، وقال ابن عدي في "الضعفاء" 5/1744: لم أر في حديثه منكراً.
ومالك بن الحسن، قال العقيلي: فيه نظر، وقال الذهبي: منكر الحديث، وقال ابن عدي في "الضعفاء" 6/2378- بعد أن أورد حديثه هذا وأربعة أحاديث أخرى من طريق عمران الواسطي عنه: هذه الأحاديث
= بهذا الإسناد عن مالك بن الحسن هذا لا يرويها عن مالك إلا عمران بن أبان الواسطي، وعمران بن أبان لا يأس به، وأظن أن البلاء فيه من مالك بن الحسن هذا، فإن هذا الإسناد بهذا الحديث لا يتابعه عليها أحد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/291 من طريق عبيد العجلي، عن الحسن بن علي الحلواني بهذا الإسناد، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/166 عن الطبراني وقال: وفيه عمران بن أبان، وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات، وقد أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه من هذا الطريق.
وأخرجه ابن عدي في "الضعفاء" 6/2378 من طريق الحسن بن أبي يحيى بن السكن، عن عمران بن أبان، بهذا الإسناد.
لكن للحديث شواهد يصح بها، منها حديث كعب بن عجرة عند إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي "19"، والطبراني في الكبير 19/ 144، والحاكم 4/153، 154، وفي سنده إسحاق بن كعب بن عجرة ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: مجهول الحال، ومع ذلك فقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/116: رجاله ثقات.
ومنها حديث أبي هريرة عند إسماعيل القاضي "16" وإسناده صحيح، والترمذي "3559" وحسنه.
ومنها حديث أنس بن مالك عند إسماعيل القاضي "15".
وفي الباب عن غير هؤلاء انظر "المجمع" 10/164-167.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ قَدِ اسْتَحَبَّ لَهُ تَرْكُ الِانْتِظَارِ لِنَفْسِهِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمَرْءُ مِمَّنْ يُتَأَسى بِفِعْلِهِ وَذَاكَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ بَادَرَ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ قال
آمِينَ وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ أَبْعَدَهُ اللَّهُ فَلَمَّا قَالَ لَهُ وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ فَلَمْ يُبَادِرْ إِلَى قَوْلِهِ آمِينَ عِنْدَ وُجُودِ حَظِّ النَّفْسِ فِيهِ حَتَّى قَالَ جِبْرِيلُ قُلْ آمِينَ قَالَ قُلْتُ آمِينَ أَرَادَ بِهِ صلى الله عليه وسلم التَّأَسِّي بِهِ فِي تَرْكِ الِانْتِصَارِ لِلنَّفْسِ بِالنَّفْسِ إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا هُوَ نَاصِرُ أَوْلِيَائِهِ فِي الدَّارَيْنِ وَإِنْ كَرِهُوا نُصْرَةَ الْأَنْفُسِ فِي الدُّنْيَا". [3: 20]
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّ مَالَ الِابْنِ يَكُونُ لِلْأَبِ
410 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّاجِرُ بِمَرْوَ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عَطَاءٍ
عن عائشة رضى الله تعالى عَنْهَا أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَاصِمُ أَبَاهُ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ فقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك"1.
1 حديث صحيح، عبد الله بن كيسان هو المروزي أبو مجاهد، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيراً. وباقي رجاله ثقات، وسيرد عند المؤلف برقم "4262". وأخرجه أبو القاسم الحامض في "حديثه" كما في "المنتقى منه" 2/8/1 حدثنا إبراهيم بن راشد، حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، ورجاله ثقات غير الأسود والد عثمان لم نقف له على ترجمة. وقد صحح الحديث عبد الحق الإشبيلي كما في "خلاصة البدر المنير" ورقة 123م2 لابن الملقن.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/179 و204 و214، وأبي داود "2291"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158، وابن ماجة "2292"، وابن الجارود "995"، وسنده حسن.
وآخر من حديث جابر عند ابن ماجة "2291"، والطحاوي 4/158، وفي مشكل الآثار 2/230، وإسناده صحيح على شرط البخاري كما قال البوصيري في مصباح الزجاجة ورقة 141.
وثالث من حديث ابن مسعود، عند الطبراني في "الكبير""10091" و"الأوسط" 1/141/1، والصغير ص2، وسنده حسن في الشواهد.
ورابع من حديث عبد الله بن عمر عند البزار "1260".
وخامس من حديث سمرة عنده أيضاً "1260" والطبراني في "الأوسط" وأبي يعلى كما في "نصب الراية" 3/339ولعائشة رضي الله عنها حديث آخر بلفظ: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولد الرجل من كسبه" سيورده المؤلف في باب النفقة برقم "4255" و"4257"، ويرد تخريجه هناك.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَعْنَاهُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم زَجَرَ عَنْ مُعَامَلَتِهِ أَبَاهُ بِمَا يُعَامِلُ بِهِ الْأَجْنَبِيِّينَ وَأَمَرِ بِبِرِّهِ وَالرِّفْقِ بِهِ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ مَعًا إِلَى أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ مَالُهُ فقَالَ لَهُ أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ لَا أَنَّ مَالَ الِابْنِ يَمْلِكُهُ الْأَبُ1 فِي حَيَاتِهِ عَنْ غَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنَ الِابْنِ به. [3: 42]
1 في حاشية الأصل: في نسخة: "أبوه".
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي يَسُبُّ الْمَرْءُ وَالِدَيْهِ بِهِ
411 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمنذكر الزَّجْرِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي يَسُبُّ الْمَرْءُ وَالِدَيْهِ بِهِ
[411]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " من الْكَبَائِرِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَتَعَرَّضُ لِلنَّاسِ فَيَسُبُّ والديه"1. [2: 109]
1 حديث صحيح، الحسين بن حسن لم أتبينه، ويحيى بن زكريا ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
وأخرجه أحمد 2/164عن وكيع، عن مسعر بن كدام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/216، والبخاري "5973" في الأدب: باب لا يسب الرجل والديه، وأبو داود "5141" في الأدب: باب في بر الوالدين، من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، وأحمد 2/214 من طريق حماد بن سلمة، وأحمد 2/164، ومسلم "90" في الإيمان: باب بيان الكبائر وأكبرها، والبخاري في "الأدب المفرد""27" من طريق سفيان الثوري، ومسلم "90" أيضاً، والترمذي "1902" في البر والصلة: باب ما جاء في عقوق الوالدين، وأبو نعيم في "الحلية" 3/172 من طريق ابن الهاد، كلهم عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وسيرد بعده من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، به. فانظره.
قال النووي: فيه دليل على أن من تسبب في شيء جاز أن ينسب إليه ذلك الشيء، وإنما جعل هذا عقوقاً لكونه يحصل منه ما يتأذى به الوالد تأذياً ليس بالهين، وفيه قطع الذرائع، فيؤخذ منه النهي عن بيع العصير ممن يتخذ الخمر، والسلاح ممن يقطع الطريق، ونحو ذلك، والله أعلم. "شرح مسلم" 2/88.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ وَهَمَ فِيهِ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ
412 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ وَهَمَ فِيهِ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ
[412]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن
شار قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه"1. [2: 109]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "90" في الإيمان: باب بيان الكبائر وأكبرها، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2269"، ومن طريقه أبو عوانة 1/55 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/195، وأبو عوانة 1/55، عن حجاج، والبغوي في "شرح السُّنة""3427" من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به.
وتقدم قبله من طريق مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، به، فانظر تخريجه ثمت.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَرْغَبَ الْمَرْءُ عَنْ آبَائِهِ إِذِ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ ضَرْبٌ مِنَ الْكُفْرِ
413 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَرْغَبَ الْمَرْءُ عَنْ آبَائِهِ إِذِ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ ضَرْبٌ مِنَ الْكُفْرِ
[413]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ انْقَلَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى مَنْزِلِهِ بِمِنًى فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فقَالَ إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا.
قَالَ عُمَرُ إِنِّي قَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ وَأُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أَمْرَهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ وَإِنَّ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ إِذَا أَقَمْتَ فِي النَّاسِ فَيَطِيرُوا بِمَقَالَتِكَ وَلَا يَضَعُوهَا مَوَاضِعَهَا أَمْهِلْ حَتَّى تَقْدُمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ فَتَخْلُصَ بِعُلَمَاءِ النَّاسِ وَأَشْرَافِهِمْ وَتَقُولُ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا وَيَعُونَ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا.
فقَالَ عُمَرُ لَئِنْ قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ سَالِمًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَ تَكَلَّمَنَّ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ.
فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي عَقِبِ ذِي الْحِجَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَدْ سَبَقَنِي فَجَلَسَ إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ الْأَيْمَنِ وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ طَلَعَ عُمَرُ فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ أَمَا إِنَّهُ سَيَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ قَالَ وَمَا عَسَى أَنْ يَقُولَ فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجْلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ لَمْ يَعْقِلْهَا فَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأَ بِهَا وَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ وَأَخَافُ إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ مَا نَجْدُ آيَةَ الرَّجْمِ في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزله اللَّهُ وَالرَّجْمُ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ حَمْلٌ أَوِ اعْتِرَافٌ وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَكَتَبْتُهَا.
أَلَا وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ ورسوله"1.
1 قال ابن التين: والنكتة في إيراد عمر هذه القصة هنا أنه خشي عليهم الغلو، يعني خشي على من لاقوة له في الفهم أن يظن بشخص استحقاقه الخلافة، فيقوم في ذلك مع أن المذكور لا يستحق فيطريه بما ليس فيه، فيدخل في النهي، ويحتمل أن تكون المناسبة أن الذي وقع منه في مدح أبي بكر ليس من الإطراء المنهي عنه، ومن ثم قال: ليس فيكم مثل أبي بكر. ثم ذكر الحافظُ ابنُ حجر مناسبة إيراد عمر قصة الرجم، والزجر عن الرغبة عن الآباء للقصة التي خطب بسببها، وهي قول القائل: لو مات عمر لبايعت فلاناً. انظر كلامه في "الفتح" 12/149.
أَلَا وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ فُلَانًا قَالَ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا فَمَنْ بَايَعَ امْرَأً مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ لَا بَيْعَةَ لَهُ وَلَا لِلَّذِي بَايَعَهُ فَلَا يَغْتَرَّنَّ أَحَدٌ فَيَقُولُ إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً أَلَا وَإِنَّهَا كَانَتْ فَلْتَةً إِلَّا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا1 وَلَيْسَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ2 أَلَا وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا يَوْمَ تَوَفَّى اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.
إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ اجْتَمَعُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَتَخَلَّفَ عَنَّا الْأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ نَنْظُرُ مَا صَنَعُوا فَخَرَجْنَا نَؤُمُّهُمْ فَلَقِيَنَا رَجُلَانِ صَالِحَانِ مِنْهُمْ فَقَالَا أَيْنَ تَذْهَبُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ فَقُلْتُ نُرِيدُ إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ فلا عليكم أن لا تأتوهم اقضوا
1 قال ابن الأثير: أراد بالفلتة الفجأة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة، فعصم الله من ذلك ووقى. والفتلية: كل شيء فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر. وسيذكر المؤلف إنها سميت فتلة، لأن ابتداءها كان من غير ملأ، والشيء الذي يكون من غير ملأ يقال له: الفتلة. انظر تعليق المؤلف عقب الرواية الآتية بعد هذه.
2 قال الخطابي فيما نقله عنه الحافظ: يريد أن السابق منكم الذي لا يلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير، ثم اجتماع الناس عليه، وعدم اختلافهم عليه لما تحققوا من استحقاقه، فلم يحتاجوا في أمره إلى نظر ولا إلى مشاورة أخرى، وليس غيره في ذلك مثله.
أَمَرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَأْتِيَهُمْ فَجِئْنَاهُمْ فَإِذَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَإِذَا رَجُلٌ مُزَّمِّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالُوا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ قُلْتُ مَا لَهُ قَالُوا وَجِعٌ فَلَمَّا جَلَسْنَا قَامَ خَطِيبُهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ وَقَدْ دَفَّتْ إِلَيْنَا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ1 مِنْكُمْ دَافَّةٌ2 وَإِذَا هُمْ قَدْ أَرَادُوا أَنْ يَخْتَصُّوا بِالْأَمْرِ وَيُخْرِجُونَا مِنْ أَصْلِنَا.
قَالَ عُمَرُ فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَقَدْ كُنْتُ زَوَّرْتُ3 مَقَالَةً قَدْ أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ4 وَكَانَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ فَأَخَذَ بِيَدِي وَقَالَ اجْلِسْ فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ فَتَكَلَّمَ فَوَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِمَّا زَوَّرْتُهُ فِي مَقَالَتِي إِلَّا قَالَ مِثْلَهُ فِي بَدِيهَتِهِ أو أفضل،
1 في هامش الأصل ما نصه: صوابه "المهاجرين" وهي كذلك في البخاري.
2 الدافَّة: قوم من الأعراب يردون المصر. "النهاية".
3 زورت: بزاي ثم راء أي: هيأت وحسنت: قال الحافظ: وفي رواية مالك: "روَّيت" براء وواو ثقيلة ثم تحتانية ساكنة من الروية ضد البديهة، ويؤيده قول عمر بعد:"فما ترك كلمة" وفي رواية مالك " ما ترك من كلمة أعجبتني في رويتي إلا قالها في بديهته".
4 الحدُّ كالحِدَّة: ما يعتري الإنسان من الغضب والنزق.
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَمَا ذَكَرْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَلَنْ يَعْرِفَ الْعَرَبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَنَسَبَا وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ وَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا فَلَمْ أَكْرَهُ شَيْئًا مِنْ مَقَالَتِهِ غَيْرَهَا كَانَ وَاللَّهِ لِأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي فِي أَمْرٍ لَا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أَنْ أُؤَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ فقَالَ فَتَى الْأَنْصَارِ أَنَا جُذَيْلُهَا1 الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ2 مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَكَثُرَ اللَّغَطُ وَخَشِيتُ الِاخْتِلَافَ فَقُلْتُ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَبَسَطَهَا فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدٍ فقَالَ قَائِلٌ قَتَلْتُمْ سَعْدًا فَقُلْتُ قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَلَمْ نجد شيئا
1 قال يعقوب: عنى بالجذيل ها هنا الأصل من الشجرة تحتك به الإبل فتشفي به، أي: قد جربتني الأمور، ولي رأي وعلم يشتفى بهما، كما تشتفي هذه الإبل الجربي بهذا الجذل، وصغره على جهة المدح، وقيل: الجذل هنا: العود الذي ينصب للإبل الجربي، وكذلك قال أبو ذؤيب أو ابنه شهاب:
رِجَلٌ برتنا الحربُ حتَّى كأننا
جذال حِكَاكٍ لوَّحتها الدَّواجِنُ
والمعنيان متقاربان. "لسان العرب".
2 العذيق: تصغير عذق: وهي النخلة بحملها، قال يعقوب: الرجيب هنا: إرفاد النخلة من جانب ليمنعها من السقوط، أي: إن لي عشيرة تعضدني وتمنعني وترفدني. "لسان العرب".
هُوَ أَفْضَلَ مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ خَشِيتُ إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونُ فَسَادًا وَاخْتِلَافًا فَبَايَعْنَا أبا بكر جميعا ورضينا به"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بطوله ابن أبي شيبة 14/563- 567 عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عبد الملك بن أبي بكر، والبخاري "6830" في الحدود: باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيرد بعده من طريق مالك، عن الزهري.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/563 عن غندر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وقسم حديث الرجم أخرجه أبو داود "4418" في الحدود: باب في الرجم، عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن هُشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "13329"، ومن طريقه الترمذي "1432" في الحدود: باب ما جاء في تحقيق الرجم، وأحمد 1/47، عن معمر، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/75، 76، والبخاري "6829" في الحدود: باب الاعتراف بالزنا، ومسلم "1691" في الحدود: باب رجم الثيب في الزنى، والبيهقي في "السُّنن" 8/21 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد.
وقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم" سيورده المؤلف في كتاب التاريخ: باب بدء الخلق، برقم "6218".
وقوله: "لا ترغبوا عن آبائكم، فإن من رغب عن أبيه فقد كفر" سيورده المؤلف برقم "1466" من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ قَوْلُ عُمَرَ قَتَلَ اللَّهُ سعدا يريد به في سبيل الله1. [2: 43]
1 لكن رواية مالك التالية، وهي:"وقلت وأنا مغضب: قتل الله سعداً فإنه صاحب فتنة وشر" ترد ما ذهب إليه المؤلف، ولذا إليه المؤلف، ولذا قال الحافظ في شرح الحديث: فيه جواز الدعاء على من يخشى في بقائه فتنة.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الرَّغْبَةِ عَنِ الْآبَاءِ إِذْ رَغْبَةُ الْمَرْءِ عَنْ أَبِيهِ ضَرْبٌ مِنَ الْكُفْرِ
414 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بِنَسَا وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ وَالْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بن أَخِي جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمِّي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يقرىء عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ فَلَمْ أَرَ رَجُلًا يَجِدُ مِنَ الْأَقْشَعْرِيرَةِ مَا يَجِدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجِئْتُ أَلْتَمِسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَوْمًا فَلَمْ أَجِدْهُ فَانْتَظَرْتُهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى رَجَعَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا آنِفًا قَالَ لِعُمَرَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمِنًى فِي آخر حجة حجها عمر بن الخطاب فذكرذكر الزَّجْرِ عَنِ الرَّغْبَةِ عَنِ الْآبَاءِ إِذْ رَغْبَةُ الْمَرْءِ عَنْ أَبِيهِ ضَرْبٌ مِنَ الْكُفْرِ
[414]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بِنَسَا وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ وَالْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بن أَخِي جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمِّي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يقرىء عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ فَلَمْ أَرَ رَجُلًا يَجِدُ مِنَ الْأَقْشَعْرِيرَةِ مَا يَجِدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجِئْتُ أَلْتَمِسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَوْمًا فَلَمْ أَجِدْهُ فَانْتَظَرْتُهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى رَجَعَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا آنِفًا قَالَ لِعُمَرَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمِنًى فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ وَاللَّهِ لَوْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا قَالَ عُمَرُ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ إِنِّي لَقَائِمٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَغْتَصِبُونَ الْأُمَّةَ أَمَرَهُمْ. فقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فقلت يا أمير الؤمنين لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ وَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ فَأَخْشَى إِنْ قُلْتَ فِيهِمُ الْيَوْمَ مَقَالًا أَنْ يَطِيرُوا بِهَا وَلَا يَعُوهَا وَلَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا أَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ وَتَخْلُصَ لِعُلَمَاءِ النَّاسِ وَأَشْرَافِهِمْ فَتَقُولُ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا فَيَعُوا1 مَقَالَتَكَ وَيَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا.
قَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ لَئِنْ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ صَالِحًا لَأُكَلِّمَنَّ بِهَا النَّاسَ في أول مقام أقومه.
قال بن عَبَّاسٍ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عَقِبِ ذِي الْحِجَّةِ وَجَاءَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ هَجَّرْتُ صَكَّةَ الْأَعْمَى2 لِمَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ فَجَلَسَ إِلَى رُكْنٍ جَانِبَ الْمِنْبَرِ الْأَيْمَنِ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ تَمَسُّ
1 في مسند أحمد: فيعون مقالتك ويضعونها.
2 في رواية المسند: فقلت لمالك: وما صكة الأعمى؟ قال: إنه لا يبالي أي ساعة خرج، ولا يعرف الحرَّ والبرد ونحو هذا.
رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ فَلَمْ يَنْشَبْ عُمَرُ أَنْ خَرَجَ فَأَقْبَلَ يَؤُمُّ الْمِنْبَرَ فَقُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَعُمَرُ مُقْبِلٌ وَاللَّهِ لَيَقُولَنَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ الْيَوْمَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ وَقَالَ مَا عَسَى أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ فَلَمَّا جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَلَمَّا أَنْ سَكَتَ قَامَ عُمَرُ فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجْلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعِيَهَا فَلَا أُحِلُّ لَهُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا وَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ وَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَتْرُكَ فَرِيضَةً أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَإِنَّ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوِ الِاعْتِرَافُ.
ثُمَّ إِنَّا قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ أَنْ "لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ".
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال "لا تطروني كما أطري بْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".
ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ فُلَانًا مِنْكُمْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ
لقد بايعت فلانا فلا يغرن امرءاً1 أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فَلْتَةً فَتَمَّتْ فَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ مَعَهُمَا تَخَلَّفُوا عَنَّا وَتَخَلَّفَتِ الْأَنْصَارُ عَنَّا بِأَسْرِهَا وَاجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَيْنَا نَحْنُ فِي مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ اخْرُجْ إلي يا بن الْخَطَّابِ فَقُلْتُ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّا مَشَاغِيلُ عَنْكَ فقَالَ إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْكَ فِيهِ إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَأَدْرِكُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثُوا أَمْرًا فَيَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ فِيهِ حَرْبٌ فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ فَلَقِيَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَمَشَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنْهُمْ لَقِينَا رجلان صالحان فذكرا الذي صنع القوم وقالا أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ فَقُلْتُ نُرِيدُ إِخْوَانَنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَا لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ اقْضُوا أَمَرَكُمْ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فَإِذَا هُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَإِذَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ مُزَّمِّلٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قالوا سعد بن عبادة
1 في رواية "المسند": فلا يغترن امرؤ.
قُلْتُ فَمَا لَهُ قَالُوا هُوَ وَجِعٌ فَلَمَّا جَلَسْنَا تَكَلَّمَ خَطِيبُ الْأَنْصَارِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ وَأَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ مِنَّا وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ قَالَ عُمَرُ وَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَيَحُطُّوا بِنَا1 مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتَهُ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ بَعْضَ الْحِدَّةِ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رِسْلِكَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ كَانَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ وَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلَّا تَكَلَّمَ بِمِثْلِهَا أَوْ أَفْضَلَ فِي بَدِيهَتِهِ حَتَّى سَكَتَ فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْأَنْصَارُ فَمَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَلَنْ تَعْرِفَ الْعَرَبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيُّهُمَا شِئْتُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَلَمْ أَكْرَهْ مِنْ مَقَالَتِهِ غَيْرَهَا كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أحب إلي من أن
1 كذا الأصل: وعلى هامشه: يحطبوننا خ، ورواية البخاري: يحضنونا، أي: يخرجونا، يقال: حضنت الرجل عن هذا الأمر حضناً وحضانة: إذا نحيته عنه، واستبددت به، وانفردت به دونه، كأنه جعله في حضن منه، أي: جانباً، وقوله: أن يختزلونا، أي: يريدون أن يقتطونا ويذهبوا بنا منفردين.
أُؤَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَّا أَنْ تَغَيَّرَ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ مَقَالَتَهُ قَالَ قَائِلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ1 مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَالَ عُمَرُ فكثر اللغظ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ حَتَّى أَشْفَقْتُ الِاخْتِلَافَ قُلْتُ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَبَسَطَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَتَلْتُمْ سَعْدًا قَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِيمَا حَضَرَ مِنْ أَمْرِنَا أَمْرٌ أَقْوَى مِنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ فَخَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بَيْعَةٌ أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونُ فَسَادًا2 فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرٌؤٌ أَنْ يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فَتَمَّتْ فَقَدْ كَانَتْ فَلْتَةً وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا أَلَا وَإِنَّهُ لَيْسَ فِيكُمُ الْيَوْمَ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ مَالِكٌ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ الْأَنْصَارِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَا الْمُهَاجِرِينَ هُمَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَعَمَ مَالِكٌ أَنَّ الزُّهْرِيَّ سمع سعيد بن
1 في رواية "المسند" فقلت لمالك: ما معنى أنا جذيلها المحكاك، وعذيقها المرجَّب، قال: كأنه يقول: أنا داهيتها.
2 في رواية المسند زيادة هنا وهي: "فمن بايع أميراً عن غير مشورة المسلمين، فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه تَغِرَّة أن يقتلا".
الْمُسَيِّبِ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِي قَالَ يَوْمَئِذٍ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يُقَالُ لَهُ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُ عُمَرَ إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا يُرِيدُ أَنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَ ابْتِدَاؤُهَا مِنْ غَيْرِ مَلَأٍ وَالشَّيْءُ الَّذِي يَكُونُ عَنْ غَيْرِ مَلَأٍ يُقَالُ لَهُ الْفَلْتَةُ وَقَدْ يُتَوَقَّعُ فِيمَا لَا يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْمَلَأُ الشَّرُّ فقَالَ وَقَى اللَّهُ شَرَّهَا يُرِيدُ الشَّرَّ الْمُتَوَقَّعَ فِي الْفَلَتَاتِ لَا أَنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَ فِيهَا شر. [1/101]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك مختصراً في "الموطأ" 2/823 في الحدود: باب ما جاء في الرجم، ومن طريقه أخرجه أحمد بطوله 1/55 بنحو منه، وبزيادات لم ترد عند ابن حبان، وذكر الحافظ ابن حجر أن الدارقطني رواه في الغرائب، ورواه ابن إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ الزهري، به. كما في سيرة ابن هشام: 4/657، 660. وانظر الحديث السابق.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَمَّنِ ادَّعَى أَبَا غَيْرَ أَبِيهِ
415 -
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ:
لَمَّا ادُّعِيَ زِيَادٌ2 لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فقلت ما هذا الذي
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك مختصراً في "الموطأ" 2/823 في الحدود: باب ما جاء في الرجم، ومن طريقه أخرجه أحمد بطوله 1/55 بنحو منه، وبزيادات لم ترد عند ابن حبان، وذكر الحافظ ابن حجر أن الدارقطني رواه في الغرائب، ورواه ابن إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ الزهري، به. كما في سيرة ابن هشام: 4/657، 660. وانظر الحديث السابق.
2 هو زياد بن سمية، وهي أمه، كانت أمةً للحارث بن كلدة زوجها لمولى عبيد، فأتت بزياد على فراشه وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف، فلما كان في خلافة عمر سمع أبو سفيان بن حرب كلام زياد عند عمر،
= وكان بليغاً. فأعجبه، فقال: إني لأعرف من وضعه في أمه، ولو شئت لسميته، ولكن أخاف من عمر، فلما ولي معاوية الخلافة، كان زياد على فارس من قبل علي، فأراد مداراته، فأطمعه في أن يلحقه بأبي سفيان، فأصغى زياد إلى ذلك، فجرت في ذلك خطوب إلى أن ادعاه معاوية، وأمره على البصرة، ثم على الكوفة وأكرمه، وسار زياد سيرته المشهورة، وسياسته المذكورة، فكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجين بحديث "الولد للفراش
…
" وإنما خص أبو عثمان أبا بكرة بالإنكار، لأن زياداً كان أخاه من أمه. انظر "الفتح" 12/54.
صَنَعْتُمْ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال "من ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ" فقَالَ أَبُو بَكْرَةَ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"1. [3: 19]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، خالد هو ابن مهران الحذاء، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه أحمد 5/46، ومسلم "63" "114" في الإيمان: باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، عن عمرو الناقد، والبيهقي في "السُّنن" 7/403 من طريق عمرو بن عون، ثلاثتهم عن هُشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/169 عن هشام، وأبو عوانة 1/30 من طريق إسماعيل بن علية، كلاهما عن خالد بن الحذاء، بهذا الإسناد.
وسيرد بعده من طريق خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، به، ويخرج هناك.
وأخرجه الطيالسي "199" عن ثابت أبي زيد وسلام بن سليم، وأحمد 1/174 و179 و5/38، وأبو عوانة 2/30 من طريق إسماعيل بن علية، وأحمد 1/174، والبخاري "4326" و"4327" في المغازي: باب غزوة الطائف، وأبو عوانة 1/29، والدارمي 2/244و 343، والبغوي في "شرح السُّنة""2376"، من طريق شعبة، وأحمد 1/174، وأبو عوانة 1/28 من طريق سفيان، ومسلم "63""115"، وابن ماجة "2610" في الحدود: باب من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، وأبو عوانة 1/29 من طريق أبي معاوية ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو داود "5113" في الأدب: باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه، من طريق زهير، كلهم عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، به.
وأخرجه الطيالسي "885" عن طريق عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي بكرة.
ذِكْرُ تَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْجَنَّةَ عَلَى الْمُنْتَمِي إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فِي الْإِسْلَامِ
416 -
أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ " مَنِ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ" قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرَةَ قَالَ وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم"1. [2: 109]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهب بن بقية من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات على شرطهما، خالد الأول هو ابن عبد الله الواسطي الطحان، وخالد الثاني هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه البخاري "6766، 6767" في الفرائض: باب من ادعى إلى غير أبيه، والبيهقي في "السُّنن" 7/403، من طريق مسدد، عن خالد الواسطي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
وفي الباب عن ابن عباس في الحديث التالي.
وعن علي عند أحمد 1/181 و126، والبخاري "6755"، ومسلم "1370". وعن أبي ذر عند البخاري "3508" في المناقب، ومسلم "61"، والبيهقي 7/403.
وعن أنس بن مالك عند أبي داود "5115" وسنده صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الطيالسي "2274"، وأحمد 2/171 و194، وابن ماجة "6211"، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/98، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن أبي أمامة الباهلي عند الطيالسي "1127"، وأحمد 5/267 وعن عمرو بن خارجة الخشني عند أحمد 4/187 و 238 و239.
وعن جابر أورده الهيثمي 8/149، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عمران القطان، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره.
ذِكْرُ إِيجَابِ لَعْنَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَمَلَائِكَتِهِ عَلَى الْفَاعِلِ الْفِعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُمَا
417 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حدثنا أبو خثيمة قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سعيد بن جبير
عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ والملائكة والناس أجمين"1. [2: 109]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أحمد 1/328 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "2609" في الحدود: باب من ادعى إلى غير أبيه، عن أبي بشر بكر بن خلف، عن ابن أبي الضيف، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، به.
وأخرجه أحمد 1/318 عن أبي النضر، عن عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس.
وتقدم قبله من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة، فانظره.
ذِكْرُ وَصْفِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ لِمَنْ تُوُفِّيَ أَبَوَاهُ فِي حَيَاتِهِ
418 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَأَنَا عِنْدَهُ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَوَيَّ قَدْ هَلَكَا فَهَلْ بَقِيَ لِي بَعْدَ مَوْتِهِمَا مِنْ بِرِّهِمَا شَيْءٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا وَصِلَةُ رَحِمِهِمَا الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا" قَالَ الرَّجُلُ مَا أَكْثَرَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَطْيَبَهُ قَالَ "فَاعْمَلْ به"1. [1: 2]
1 علي بن عبيد مجهول، لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه سوى ابنه أسيد، وباقي رجاله ثقات. حبان: هو ابن موسى، وعبد الله: هو ابن المبارك. وعبد الرحمن بن سليمان: هو ابنُ الغسيل. ومع ذلك فقد صححه الحاكم 4/154، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 3/497، 498 عن يونس بن محمد، وأبو داود "5142" في الأدب: باب في بر الوالدين، وابن ماجة "3664" في الأدب: باب صل من كان أبوك يصل، من طريق عبد الله بن إدريس، والبخاري في "الأدب المفرد""35" عن أبي نعيم، والطبراني في "المعجم الكبير" 19/"592" من طريق أبي نعيم ومحمد بن عبد الواهب الحارثي ويحيى الحماني، والبيهقي في "السُّنن" 4/28 من طريق شبابة بن سوار، كلهم عن عبد الرحمن بن سليمان، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ إِدْخَالَ الْمَرْءِ السُّرُورَ عَلَى وَالِدَيْهِ فِي أَسْبَابِهِ يَقُومُ مَقَامَ جِهَادِ النَّفْلِ
419 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ الْحَافِظُ السَّرَّادُ بِتُسْتُرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا بن جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالُوا حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ جَاءَ رجل فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ فقَالَ "ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح، عطاء بن السائب اختلط بأخرة، إلا أن رواية سفيان الثوري عنه قديمة قبل اختلاطه، وكذا حماد بن سلمة.
وأخرجه الحميدي "584"، وأحمد 2/198، وعبد الرزاق "9285" ومن طريقه أحمد 2/160، ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "2528" في الجهاد: باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان، والبخاري في "الأدب المفرد""19"، والبيهقي في "السُّنن" 9/26 من طريق محمد بن كثير، والبخاري في "الأدب المفرد""13"، عن أبي نعيم، والحاكم 4/152 من طريق أبي نعيم وأبي عاصم وأبي حذيفة، والبغوي في "شرح السنُّة""2639" من طريق أبي أحمد الزبيري، كلهم عن سفيان، به.
وأخرجه أحمد 2/194 عن إسماعيل ابن علية، وأحمد 2/204، والحاكم 4/153 من طريق شعبة، والنسائي 7/143 في البيعة: باب البيعة على الهجرة من طريق حماد بن زيد، وابن ماجة "2782" في الجهاد: باب الرجل يغزو وله أبوان من طريق المحاربي، أربعتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وشعبة وحماد بن زيد سمعا من عطاء قبل الاختلاط.
ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يُؤْثِرَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى الْجِهَادِ النَّفْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
420 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ وَهُوَ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُجَاهِدُ فقَالَ "لَكَ أَبَوَانِ" قَالَ نَعَمْ قَالَ "ففيهما فجاهد"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري "5972" في الأدب: باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين، وأبو داود "2529" في الجهاد: باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان، كلاهما عن محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "9284" عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأورده المؤلف برقم "318" من طريق شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد، وتقدم تخريجه هناك، فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُجَاهَدَةَ الْمَرْءِ فِي بِرِّ وَالِدَيْهِ هُوَ الْمُبَالَغَةُ فِي بِرِّهِمَا
421 -
حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ يا رسول الله أتأذنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مُجَاهَدَةَ الْمَرْءِ فِي بِرِّ وَالِدَيْهِ هُوَ الْمُبَالَغَةُ فِي بِرِّهِمَا
[421]
حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا يعلى بن عطاء عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ
لِي فِي الْجِهَادِ؟ قَالَ "أَلَكَ وَالِدَانِ" قَالَ نعم قال "اذهب فبرهما" فذهب وهو يحمل الركاب1. [1:2]
1 إسناده حسن في الشواهد، عطاء والد يعلى، هو العامري الطائفي، لم يوثقه غير المؤلف، وقال ابن القطان: مجهول الحال، لم يرو عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان"، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 2/197 عن بهز، عن شعبة، بهذا الإسناد. وهذا الحديث مع العنوان كتب في حاشية الأصل بخط دقيق، وقد أذهب التصوير بعض الكلمات في العنوان، واستدركتها من "التقاسيم" 1/لوحة 100.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ التَّطَوُّعِ
422 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ حدثنا أبو الطاهر بن السرح حدثنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي هَاجَرْتُ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "قَدْ هَجَّرْتَ الشِّرْكَ وَلَكِنَّهُ الْجِهَادُ هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ" قَالَ أَبَوَايَ2 قَالَ "أَذِنَا لَكَ" قَالَ لَا قَالَ "ارْجِعْ فَاسْتَأْذِنْهُمَا فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ وَإِلَّا فبرهما"3. [1: 2]
1 إسناده حسن في الشواهد، عطاء والد يعلى، هو العامري الطائفي، لم يوثقه غير المؤلف، وقال ابن القطان: مجهول الحال، لم يرو عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان"، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 2/197 عن بهز، عن شعبة، بهذا الإسناد. وهذا الحديث مع العنوان كتب في حاشية الأصل بخط دقيق، وقد أذهب التصوير بعض الكلمات في العنوان، واستدركتها من "التقاسيم" 1/لوحة 100.
2 في الأصل: أبوين، والمثبت من "سُنن" أبي داود وغيره.
3 إسناده ضعيف لضعف دراج أبي السمح في روايته عن أبي الهيثم.
وأخرجه أبو داود "2530" في الجهاد: باب في الرجل يغزو وأبواه = كارهان، عن سعيد بن منصور، والحاكم 2/103، 104 ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 9/26 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي، وقال: دراج واه.
وأخرجه أحمد 3/75، 76 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "المجمع" 8/137، 138: إسناده حسن. كذا قال، وقد علمت أن دراجاً في روايته عن أبي الهيثم ضعيف. لكن يشهد له الحديث "420"و"421" و"423"، فيتقوى بها.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى جِهَادِ التَّطَوُّعِ
423 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ1 بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ وَقَدْ أَسْلَمَ وَقَالَ قَدْ تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ "قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا" وَأَبَى أَنْ يخرج معه"2. [5: 28]
1 في الأصل: "شعبة"، وهو خطأ.
2 رجاله ثقات، إلا أن رواية مسعر عن عطاء بعد الاختلاط، لكن رواه شعبة وحماد بن زيد وغيرهما عنه، وهم سمعوا منه قبل الاختلاط فالحديث صحيح، انظر "419".
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الْمُبَالَغَةِ لِلْمَرْءِ فِي بِرِّ وَالِدِهِ رَجَاءَ اللُّحُوقِ بِالْبَرَرَةِ فِيهِ
424 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ وَأَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فيشتريه فيعتقه"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح. خالد هو الواسطي الطحان.
وأخرجه الطيالسي "2405" عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/230 و376 و 445، ومسلم "1510" في العتق: باب فضل عتق الوالد، وأبو داود "5137" في الأدب: باب في بر الوالدين، والبخاري في "الأدب المفرد""10"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/109، والبيهقي في "السُّنن" 10/189 من طرق عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/539، ومن طريقه مسلم "1510"، وابن ماجة "3659" في الأدب: باب بر الوالدين، والبغوي في "شرح السنُّة""2425"، وأخرجه الترمذي "1906" في البر: باب ما جاء في حق الوالدين، عن أحمد بن محمد بن موسى، والبيهقي في "السُّنن" 10/189 من طريق عبد الرحيم بن منيب، ثلاثتهم عن جرير بن عبد المجيد، عن سهيل بن أبي صالح، به.
قوله: "فيعتقه": لم يرد به أنَّ إنشاء الإعتاق شرط، بل أراد به أن الشراء يخلصه عن الرق.
ذِكْرُ رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَّانِ لِلْمَرْءِ بِالْمُبَالَغَةِ فِي بِرِّ الْوَالِدِ
425 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أبو خثيمة قال حدثناذكر رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَّانِ لِلْمَرْءِ بِالْمُبَالَغَةِ فِي بِرِّ الْوَالِدِ
[425]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خثيمة قال حدثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ
أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ فقَالَ إِنَّ أَبِي لَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى تَزَوَّجْتُ وَإِنَّهُ الْآنَ يَأْمُرُنِي بِطَلَاقِهَا قَالَ مَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تَعُقَّ وَالِدَكَ وَلَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُطَلِّقَ امْرَأَتَكَ غَيْرَ أَنَّكَ إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُ "الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَحَافِظْ عَلَى ذَلِكَ إِنْ شِئْتَ أَوْ دَعْ" قَالَ فَأَحْسِبُ عَطَاءً قَالَ فَطَلَّقَهَا"1. [1: 2]
1 حديث صحيح، أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وإسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مقسم الأسدي مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية، وسماعه من عطاء، وإن كان بعد الاختلاط: فقد تابعه شعبة وسفيان وحماد بن زيد في روايته عنه، وهم ممن سمع منه قبل الاختلاط.
فقد أخرجه أحمد 5/196، وابن ماجة "2089" في الطلاق: باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأتهن عن محمد بن بشار، والحاكم 4/152 من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن شعبة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد، وفيه "أن رجلاً أمره أبوه أو أمه أو كلاهما أن يطلق.." شك شعبة.
وأخرجه من غير قصة الطلاق: الطيالسي "981"، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""3422" عن شعبة، عن عطاء، به.
وأخرجه الحميدي "395"، ومن طريقه الحاكم 4/152، وأخرجه الترمذي "1900" في البر: باب ما جاء في الفضل في رضا الوالدين، من طريق سفيان، عن عطاء بن السائب، به، وعندهما: وربما قال سفيان: إن أمي، وربما قال: إن أمي أو أبي.
وأخرجه أحمد 6/445، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/158
من طريق سفيان الثوري، عن عطاء، به. وفيه أن أمّه أمرته بطلاق زوجته.
وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة""3421" من طريق حماد بن زيد، عن عطاء، به، وفيه أن أمَّه أمرته بطلاق زوجته.
وأخرجه من غير قصة الطلاق ابن أبي شيبة 8/540 عن محمد بن فضيل، وأحمد 6/451، وابن ماجة "3663" في الأدب: باب بر الوالدين، من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن عطاء، به.
وأخرجه أحمد 5/197، 198 عن حسين بن محمد، عن شريك، عن عطاء، به.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ طَلَاقِ الْمَرْءِ امْرَأَتَهُ بِأَمْرِ أَبِيهِ إِذَا لَمْ يُفْسِدْ ذَلِكَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَلَا كَانَ فِيهِ قَطِيعَةُ رَحِمٍ
426 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ وعمر بن علي عن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
تَزَوَّجَ أَبِي امْرَأَةً وَكَرِهَهَا عُمَرُ فَأَمَرَهُ بِطَلَاقِهَا فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ "أطع أباك"1.
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن، فقد روى له الأربعة، وهو صدوق. المقدمي: هو محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم، وعمر بن علي: هو ابن عطاء بن مقدم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه أحمد 2/20، وأبو داود "5138" في الأدب: باب في بر الوالدين، عن مسدد، وابن ماجة "2088" في الطلاق: باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأته، عن محمد بن بشار، ثلاثتهم عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1822"، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 7/322 عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. = وأخرجه أحمد 2/42 و53 و157، والترمذي "1189" في الطلاق: باب ما جاء في الرجل يسأله أبوه أن يطلق زوجته، والحاكم 2/197 و4/152، 153، من طريق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. وصححه الحاكم والذهبي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمر بن عُمَرَ بِطَلَاقِهَا طَاعَةً لِأَبِيهِ
427 -
أَخْبَرَنَا الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا علي بن الجعد أنبأنا بن أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُهَا فَأَمَرَنِي بِطَلَاقِهَا فَأَبَيْتُ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "يَا عَبْدَ اللَّهِ طلقها"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح، وهو في "مسند ابن الجعد""2859"، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ بِرِّ الْمَرْءِ وَالِدَهُ وَإِنْ كَانَ مُشْرِكًا فِيمَا لَا يَكُونُ فِيهِ سَخَطُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
428 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بن سَلُولَ وَهُوَ فِي ظِلِّ أَجَمَةٍ "فقَالَ قَدْ غبر علينا بن أَبِي كَبْشَةَ" فقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الله والذيذكر اسْتِحْبَابِ بِرِّ الْمَرْءِ وَالِدَهُ وَإِنْ كَانَ مُشْرِكًا فِيمَا لَا يَكُونُ فِيهِ سَخَطُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
[428]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بن سَلُولَ وَهُوَ فِي ظِلِّ أَجَمَةٍ "فقَالَ قَدْ غبر علينا بن أَبِي كَبْشَةَ" فقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالَّذِي
أَكْرَمَكَ وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَئِنْ شِئْتَ لَآتِيَنَّكَ بِرَأْسِهِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " لَا وَلَكِنْ بِرَّ أَبَاكَ وَأَحْسِنْ صحبته"1.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ أَبُو كَبْشَةَ هَذَا وَالِدُ أُمِّ أُمِّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَحْسَنَ دِينَ النَّصَارَى فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ وَأَظْهَرَهُ فَعَاتَبَتْهُ قُرَيْشٌ حَيْثُ جَاءَ بِدِينٍ غَيْرِ دِينِهِمْ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَيِّرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَنْسِبُهُ إِلَيْهِ يَعْنُونَ بِهِ أَنَّهُ جَاءَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينِهِمْ كَمَا جَاءَ أَبُو كَبْشَةَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينَهِمْ2.
1 شبيب بن سعيد هو الحبطي أبو سعيد التميمي، قال ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 4/1346: حدث عنه ابن وهب بالمناكير وحدث شبيب عن يونس، عن الزهري، نسخة الزهري أحاديث مستقيمة
…
ثم قال: وأرجو أن لا يتعمد الكذب.
وأخرجه البزار "2708" عن محمد بن بشار وأبي موسى، عن عمرو بن خليفة، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو إلا عمرو بن خليفة، وهو ثقة. قال الهيثمي في "المجمع" 9/318: ورجاله ثقات.
2 قال الحافظ في "الفتح" 1/40: أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، وعادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض، قال أبو الحسن النسابة الجرجاني: هو جد وهب جد النبي صلى الله عليه وسلم لأمه، وهذا فيه نظر: لأن وهباً جد النبي صلى الله عليه وسلم اسم أمه عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال ولم يقل أحد من أهل النسب: إن الأوقص يكنى أبا كبشة، وقيل: هو جد عبد المطلب لأمه، وفيه نظر أيضاً، لأن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد الخزرجي، ولم يقل أحد من أهل النسب: إن عمرو بن زيد يكنى أبا كبشة، ولكن ذكر ابن حبيب في "المجتبى" جماعة من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أبيه، ومن قبل أمه، كل واحد منهم يكنى أبا كبشة، وقيل: هو أبوه من الرضاعة، واسمه الحارث بن عبد العزى، قاله أبو الفتح الأزدي وابن ماكولا، وذكر يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن أبيه، عن رجال من قومه، أنه أسلم، وكانت له بنت تسمى كبشة يكنى بها، وقال ابن قتيبة، والخطابي، هو رجل من خزاعة، خالف قريشاً في عبادة الأوثان، فعبد الشعرى، فنسبوه إليه للإشراك في مطلق المخالفة، وكذا قاله الزبير، واسمه: وجز بن عامر بن غالب.
ذِكْرُ رَجَاءِ تَمَكُّنِ الْمَرْءِ مِنْ رِضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِرِضَاءِ وَالِدِهِ عَنْهُ
429 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ1 يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " رِضَاءُ اللَّهِ فِي رِضَاءِ الْوَالِدِ وَسَخَطُ اللَّهِ في سخط الوالد"2. [1: 2]
1 تحرفت "عن" في الأصل إلى "ابن".
2 يعلى ابن عطاء هو العامري، ويقال: الليثي الطائفي، ثقة من رجال مسلم، ووالده عطاء ذكره المصنف في الثقات، وروى عن أوس بن أبي أوس، وابن عمرو بن العاص، وابن عباس، وغيرهم، قال ابن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير أبنه يعلى. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة""3424" من طريق الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "1899" في البر والصلة: باب ما جاء من الفضل في رضا الوالدين، عن أبي حفص عمر بن علي، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد.= وأخرجه أبو الشيخ في "الفوائد" ورقة 81/2، وابن عساكر في "تاريخه" 4/76/1، من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، والحاكم 4/151، 152 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي مع أنه قال في "الميزان" في عطاء والد يعلى: لا يعرف.
وأخرجه الترمذي "1899" أيضاً من طريق محمد بن جعفر، والبخاري في "الأدب المفرد""2" من طريق آدم، والبغوي في "شرح السنُّة""3423" من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن شعبة، به، موقوفاً على عبد الله بن عمرو، لم يرفعه، قال الترمذي: وهذا أصح، وقال: هكذا روى أصحاب شعبة، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً، ولا نعلم أحداً رفعه غير خالد بن الحارث، عن شعبة. كذا قال الترمذي، ويرد عليه أنه تابع خالداً على رفعه عبدُ الرحمن بن مهدي عند الحاكم وأبو إسحاق الفزاري عند أبي الشيخ وابن عساكر، كما تقدم، فهؤلاء الثلاثة ثقات أثبات محتج بهم في الصحيحين قد اتفقوا على رواية الحديث عن شعبة مرفوعاً.
وفي الباب عن ابن عمر عند البزار "1865". قال الهيثمي 8/136: فيه عصمة بن محمد، وهو متروك.
ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَصِلَ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ رَجَاءَ الْمُبَالَغَةِ فِي بِرِّهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ
430 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ عن عبد الله بن دينار
عن بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يصل الرجل أهل ود أبيه"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن أبي الوليد فمن رجال مسلم، ووثقه أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل" 9/20، وذكره المصنف في "الثقات"، وقد توبع عليه كما يأتي في الحديث الذي بعده. وحبان: هو ابن موسى. وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الترمذي "1903" في البر والصلة: باب ما جاء في إكرام صديق الوالد، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/97، والبخاري في "الأدب المفرد""41" عن عبد الله بن يزيد، عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2552" في البر والصلة: باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما، عن طريق سعيد بن أيوب، عن الوليد بن أبي الوليد، بهذا الإسناد.
وسيرد بعده من طريق ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، به. فانظره.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ
431 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عبد الله بن دينار
عن بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد 2/88، وأبو داود "5143" في الأدب: باب في بر الوالدين، عن أحمد بن منيع، كلاهما عن أبي النصر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/91 عن أبي نوح، و2/111 عن إسحاق بن عيسى، ومسلم "2552" "13" في البر والصلة: باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما، والبغوي في "شرح السنُّة""3445" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، كلهم عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه مسلم "2552""12" من طريق ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يزيد ابن الهاد، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق حيوة بن شريح، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عبد الله بن دينار. فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بِرَّ الْمَرْءِ بِإخْوَانِ أَبِيهِ وَصِلَتَهُ إِيَّاهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ وَصْلِهِ رَحِمَهُ فِي قَبْرِهِ
432 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فقَالَ أَتَدْرِي لِمَ أَتَيْتُكَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ" وَإِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَبِي عُمَرَ وَبَيْنَ أَبِيكَ إِخَاءٌ وَوُدٌّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ ذاك"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، ونسبه ابن حجر في "المطالب العالية""2518" إلى أبي يعلى.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِيثَارِ الْمَرْءِ أُمَّهُ بِالْبِرِّ عَلَى أَبِيهِ
433 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ قال "أمك"،ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِيثَارِ الْمَرْءِ أُمَّهُ بِالْبِرِّ عَلَى أَبِيهِ
[433]
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ قال "أمك"،
قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ "أُمُّكَ" قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ "أَبُوكَ"1.
قَالَ فَيَرَوْنَ أَنَّ لِلْأُمِّ ثلثي البر.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين غير إبراهيم بن بشار الرمادي، وهو حافظ روى له أبو داود والترمذي، وقد توبع. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.
وأخرجه ابن ماجة "3658" في الأدب: باب بر الوالدين، عن أبي بكر محمد بن ميمون المكي، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/541، ومن طريقه مسلم "2548" "3" في البر والصلة: باب بر الوالدين وأنهما أحق به، وابن ماجة "2706" في الوصايا: باب النهي عن الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت، وأخرجه أحمد 2/391 عن أسود بن عامر، والبغوي في "شرح السنُّة""3416" عن طريق عبد الغفار بن الحكم، ثلاثتهم عن شريك، عن عمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2548""2" من طريق ابن فضيل، عن أبيه، عن عمارة، به.
وأخرجه أحمد 2/327، 328، ومسلم "2548""3" و"4"، والبخاري في "الأدب المفرد""5"، والبيهقي في "السُّنن" 8/2، من طرق عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""6" من طريق يحيى بن أيوب، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: أتى رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تأمرني؟ قال: "بر أمك"، ثم عاد، فقال:"بر أمك"، ثم عاد، فقال:"بر أمك"، ثم عاد الرابعة، فقال:"بر أباك".
وسيرد بعده من طريق جرير، عن عمارة بن القعقاع، به.
وفي الباب عن معاوية بن حيدة القشيري عند أحمد 5/3 و5، والبخاري في "الأدب المفرد""3"، وأبي داود "5139" في الأدب: باب في بر الوالدين، والترمذي "1897" في البر: باب ما جاء في بر الوالدين، والبيهقي في "السُّنن" 4/179 و8/2، والبغوي في "شرج السُّنة""3417". وصححه الحاكم 3/642 و4/150، ووافقه الذهبي قلت: وقد وقع تكرار الأم ثلاثاً عند جميع من أخرجه إلا في رواية المؤلف وابن ماجة "3658" وأحمد 2/391، ومقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر.
ذِكْرُ إيثَارِ الْمَرْءِ الْمُبَالَغَةَ فِي بِرِّ وَالِدَتِهِ عَلَى بِرِّ وَالِدِهِ مَا لَمْ تُطَالِبُهُ بِإِثْمٍ
434 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحْبَتِي قَالَ "أُمُّكَ" فقَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ "أُمُّكَ" قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ "أُمُّكَ" قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ "أبوك"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري "5971" في الأدب: باب من أحق الناس بحسن الصحبة، ومسلم "2548" في البر والصلة: باب بر الوالدين وأنهما أحق به، عن قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب، عن جرير، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق سفيان، عن عمارة بن القعقاع، به، فانظره.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ بِرِّ الْمَرْءِ خَالَتَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَالِدَانِ
435 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ
عن بن عُمَرَ قَالَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا فَهَلْ لِي مِنْ توبة فقال لهذكر اسْتِحْبَابِ بِرِّ الْمَرْءِ خَالَتَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَالِدَانِ
[435]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ
عَنِ بن عُمَرَ قَالَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ فقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَلَكَ وَالِدَانِ" قَالَ لَا قَالَ "فَلَكَ خَالَةٌ" قَالَ نعم قال "فبرها إذا"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.
وأبو بكر بن حفص هو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص، واسمه عبد الله، مشهور بكنيته، روى له الجماعة.
وأخرجه أحمد 2/13، 14، والترمذي "1905" في البر والصلة: باب ما جاء في بر الخالة، عن أبي كريب، والحاكم 4/155 من طريق سهل بن عثمان العسكري، ثلاثتهم عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقد سقط الحديث من مطبوعة إبراهيم عطوة عوض.
وأخرجه الترمذي "1906" من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن أبي بكر بن حفص، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عمر، وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث أبي معاوية.
5-
بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ وَقَطْعِهَا
ذِكْرُ حَثِّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أُمَّتَهُ عَلَى صِلَةِ الرَّحِمِ
436 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال في مرضه "أرحامكم أرحامكم"1. [5: 48]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولم ينسبه السيوطي في "الجامع الكبير" لغير ابن حبان.
ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِلْوَاصِلِ رَحِمَهُ إِذَا قَرَنَهُ بِسَائِرِ الْعِبَادَاتِ
437 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ
أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فقَالَ يا رسول الله أخبرني بأمر يدخلنيذكر إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِلْوَاصِلِ رَحِمَهُ إِذَا قَرَنَهُ بِسَائِرِ الْعِبَادَاتِ
[437]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ
أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ يُدْخِلُنِي
الْجَنَّةَ وَيُنْجِينِي مِنَ النَّارِ قَالَ فَنَظَرَ إِلَى وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَكَفَّ عَنْ نَاقَتِهِ وَقَالَ "لَقَدْ وُفِّقَ أَوْ هُدِيَ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا1 وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ دَعِ الناقة"2. [1: 2]
1 في المسند والبخاري ومسلم وغيرهم: "تعبد الله لا تشرك به شيئاً".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 5/417 عن يحيى القطان، والبخاري في "الأدب المفرد""49"، والبغوي في "شرح السنُّة""8" من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم "13" في الإيمان: باب الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة، من طريق ابن نمير، ثلاثتهم عن عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "13""14" عن ابن أبي شيبة ويحيى بن يحيى التميمي، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة، به.
وسيورده المؤلف في أول باب فضل الزكاة من طريق شعبة، عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن موسى بن طلحةن به. ويرد تخريجه بهذا الإسناد في موضعه هناك.
وقوله: "وتصل الرحم" قال الحافظ: أي تواسي ذوي القرابة في الخيرات، وقال النووي: معناه أن تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيارة أو طاعة أو غير ذلك. وخص هذه الخصلة من بين خلال الخير نظزاً إلى حال السائل كأنه كان لا يصل رحمه، فأمره به، لأنه المهم بالنسبة إليه، ويؤخذ منه تخصيص بعض الأعمال بالحض عليها، بحسب حال المخاطب، وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها إما لمشقتها عليه، وإما لتسهيله في أمرها.
ذِكْرُ إِثْبَاتِ طِيبِ الْعَيْشِ فِي الْأَمْنِ وَكَثْرَةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ لِلْوَاصِلِ رَحِمَهُ
438 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَقِيلٍ عن بن شهابذكر إِثْبَاتِ طِيبِ الْعَيْشِ فِي الْأَمْنِ وَكَثْرَةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ لِلْوَاصِلِ رَحِمَهُ
[438]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ بن شهاب
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " من أحب أن ينشأ لَهُ فِي أَجَلِهِ وَيُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فليصل رحمه"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين غير كامل بن طلحة الجحدري، فقد وثقه المؤلف وأحمد والدارقطني، وقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.
وأخرجه البخاري "5986" في الأدب: باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، والبيهقي في "السُّنن" 7/27 من طريق يحيى بن بكير، والبخاري في "الأدب المفرد""56"، والبغوي في "شرح السنُّة""3429" من طريق عبد الله بن صالح، ومسلم "2557" في البر والصلة: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها من طريق شعيب بن الليث، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/229و 266 من طريقين عن حزم بن أبي حزم، عن ميمون بن سياه، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/156 من طريق مسلم بن خالد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المقرئ، عن أنس.
وسيورده المؤلف بعده من طريق يونس، عن الزهري، به، فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ طِيبَ الْعَيْشِ فِي الْأَمْنِ وَكَثْرَةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ لِلْوَاصِلِ رَحِمَهُ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ إِذَا قَرَنَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ
439 -
أَخْبَرَنَا بن ناجية بحران حدثنا هشام بن القاسم الحراني حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "من أحب أن يبسطذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ طِيبَ الْعَيْشِ فِي الْأَمْنِ وَكَثْرَةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ لِلْوَاصِلِ رَحِمَهُ إِنَّمَا يَكُونُ ذلك إذا قرنه بتقوى الله
[439]
أخبرنا بن ناجية بحران حدثنا هشام بن القاسم الحراني حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ
لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ فليتق الله وليصل رحمه" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين غير هاشم بن القاسم، فقد روى له ابن ماجة، ووثقه المؤلف، وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي وإلى أبي ببعض حديثه، محله الصدق. وقد توبع.
وأخرجه مسلم "2557" في البر والصلة: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، عن حرملة بن يحيى، وأبو داود "1693" في الزكاة: باب في صلة الرحم، عن أحمد بن صالح ويعقوب بن كعب، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2067" في البيوع: باب من أحب البسط في الرزق، عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني، عن حسان، عن يونس، به.
وتقدم قبله من طريق عقيل، الزهري، به، فانظره.
قال الحافظ: قال العلماء: معنى البسط في الرزق البركة فيه، وفي العمر حصول القوة في الجسد، لأن صلة أقاربه صدقة، والصدقة تربي المال، وتزيد فيه، فينمو بها ويزكوا، أو المعنى أنه يكتب مقيداً بشرط، كأن يقال: إن وصل رحمه فله كذا، وإلا فكذا، أو المعنى بقاء ذكره الجميل بعد الموت. انظر "الفتح" 4/303 و10/416.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا خَبَرَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ
440 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ أَعْجَلَ الطاعةذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا خَبَرَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ
[440]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ
ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لِيَكُونُوا1 فَجَرَةً فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ فَيَحْتَاجُونَ" 2. [1: 2]
1 كذا الأصل: والجادة: "ليكونون" كما في "مكارم الأخلاق" ص: 45 للخرائطي لأن الفعل مرفوع، ويجوز حذف النون تخفيفاً في الشعر والنثر بغير ناصب ولا جازم تشبيهاً لها بالضمة، ومن ذلك قول الشاعر:
أبيت أسري تَدْلُكِي
وجْهَكَ بالعنبرِ والمِسْكِ الذكي
وفي صحيح مسلم 17/207 بشرح النووي قول عمر: يا رسول الله، كيف يسمعوا وأنى يجيبوا، وقد جيفوا؟ قال النووي في شرحه: هكذا هو في عامة النسخ المعتمدة من غير نون، وهي لغة صحيحة، وإن كانت قليلة الاستعمال، وانظر "خزانة الأدب" 3/525 للبغدادي.
2 مسلم هو ابن عبد الرحمن أبي مسلم الجرمي، وثقه المؤلف 9/158، والخطيب 13/100، أما ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، كما في "الجرح والتعديل" 8/188، وباقي رجال الإسناد ثقات، إلا أن فيه عنعنة الحسن وهو البصري.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 45 من طريق ابن علاثة، عن هشام بن حسان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبيه مرفوعاً بلفظ:"إن أعجل الطاعة ثواباً صلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونون فجاراً تنمى أموالهم، ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم".
وأخرجه عبد الرزاق "20231" عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير -قال: لا أعلمه إلا رفعه - قال: ثلاث من كن فيه راى وبالهن قبل موته: من قطع رحماً أمر الله بها أن توصل، ومن حلف على يمين فاجرة ليقطع بها مال امرئ مسلم، ومن دعا دعوة يتكثر بها فإنه لا يزداد إلا قلة، وما من طاعة الله شيء أعجل ثواباً من صلة الرحم، ومن معصية الله شيء أعجل عقوبة من قطيعة الرحم، وإن القوم ليتواصلون وهم فجرة، فتكثر أموالهم، ويكثر عددهم، وإنهم ليتقاطعون، فتقل أموالهم، ويقل عددهم، واليمين الفاجرة تدع الدار بَلاقِع.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/151، 152، وقال: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي، ولم أعرفه، وباقي رجال الإسناد ثقات. وقد ذكر الهيثمي في أوله زيادة سترد عندنا برقم "455" و"456".
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" 1/155/2 من "زوائد المعجمين" من طريق أحمد بن عقال، عن أبي جعفر النفيلي، عن أبي الدهماء البصري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فالحديث صحيح.
ذِكْرُ تَعَوُّذِ الرَّحِمِ بِالْبَارِي جَلَّ وَعَلَا عِنْدَ خَلْقِهِ إِيَّاهَا مِنَ الْقَطِيعَةِ وإخْبَارِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهَا بِوَصْلِ مَنْ وَصَلَهَا وَقَطْعِ مَنْ قَطَعَهَا
441 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحِمَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِينَ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُذكر تَعَوُّذِ الرَّحِمِ بِالْبَارِي جَلَّ وَعَلَا عِنْدَ خَلْقِهِ إِيَّاهَا مِنَ الْقَطِيعَةِ وإخْبَارِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهَا بِوَصْلِ مَنْ وَصَلَهَا وَقَطْعِ مَنْ قَطَعَهَا
[441]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحِمَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِينَ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} 1 [محمد:23] . [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "4832" في التفسير سورة محمد: باب {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} ، و "5987" في الأدب: باب من وصل وصله الله، عن بشر بن محمد، والبيهقي في "السُّنن" 7/26 من طريق عبدان، كلاهما عن عبد الله - وهو ابن المبارك- بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/330، والبخاري "4831" في تفسير سورة محمد، و"7502" في التوحيد: باب قول الله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، وفي "الأدب المفرد""50"، ومسلم "2554" في البر والصلة: باب صلة الرحم، والبغوي في "شرح السنُّة""3431"، والحاكم 4/162، من طرق عن معاوية، به.
ذِكْرُ تَشَكِّي الرَّحِمِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ قَطَعَهَا وَأَسَاءَ إِلَيْهَا
442 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ وَأَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ"2. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "4832" في التفسير سورة محمد: باب {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} ، و "5987" في الأدب: باب من وصل وصله الله، عن بشر بن محمد، والبيهقي في "السُّنن" 7/26 من طريق عبدان، كلاهما عن عبد الله - وهو ابن المبارك- بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/330، والبخاري "4831" في تفسير سورة محمد، و"7502" في التوحيد: باب قول الله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، وفي "الأدب المفرد""50"، ومسلم "2554" في البر والصلة: باب صلة الرحم، والبغوي في "شرح السنُّة""3431"، والحاكم 4/162، من طرق عن معاوية، به.
2 إسناده حسن، وهو حديث صحيح، محمد بن عبد الجبار، نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/15 عن أبيه قوله: شيخ، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ابي شيبة 8/538، وأحمد 2/295 و383 و406
= و455 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5988" في الأدب: باب من وصل وصله الله، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""3434" عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بلفظ:"الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته".
وفي الباب عن أم سلمة عند ابن أبي شيبة 8/538، ونسبه الهيثمي في "المجمع" 8/150 إلى الطبراني، وقال: وفيه موسى بن عبيدة الزبذي، وهو ضعيف.
وعن عائشة عند ابن أبي شيبة 8/536، والبيهقي في "السُّنن" 7/26، والحاكم في "المستدرك" 4/158، 159، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الحاكم 4/159، وصححه ووافقه الذهبي، والبغوي "3435".
قوله: "شجنة من الرحمن" هي بضم الشين وكسرها، ومن قولهم: شجر متشجن: إذا التف بعضه ببعض، ويقال: الحديث ذو شجون: يراد تمسك بعضه ببعض، فقوله:"شجنة" أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، أو المعنى: أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع من رحمة الله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ أَرَادَ أَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنِ اسْمِ الرَّحْمَنِ
443 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَدَّادٍ اللَّيْثِيِّ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ أَرَادَ أَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنِ اسْمِ الرَّحْمَنِ
[443]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَدَّادٍ اللَّيْثِيِّ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وصلها وصلته ومن قطعها بتته"1. [1: 2]
1 ردَّاد الليثي- ويقال: أبو الردَّاد، وهو أصوب كما قال الحافظ في "التقريب"- وإن لن يوثقه غير المؤلف، ولم يرو عنه سوى أبي سلمة، قد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين، فهو صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق "20234"، ومن طريقه أحمد 1/194، وأبو داود "1695" في الزكاة: باب في صلة الرحم، والحاكم 4/157، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/194، والبخاري في "الأدب المفرد""53"، والحاكم 4/158 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/535، 536، والحميدي "65"، وأحمد 1/194، وأبو داود "1694" في الزكاة: باب في صلة الرحم، والترمذي "1907" في البر والصلة: باب ما جاء في قطيعة الرحم، والحاكم 4/158، والبغوي في "شرح السنُّة""3432" من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/158 من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عبد الرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، قال يعني عبد الرحمن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح، وروى معمر هذا الحديث عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، قال محمد "يعني البخاري": وحديث معمر خطأ. كذا قال الترمذي، مع أن أبا سلمة بن عبد الرحمن، قيل: لم يسمع من أبيه عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أحمد في "المسند""1659" و"1687""طبعة المرحوم أحمد شاكر"، والحاكم 4/157 من طريق يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن أباه حدثه، أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال
…
وإسناده صحيح،= وانظر ما علقه العلامة أحمد شاكر على هذا الإسناد في "المسند" رقم "1659".
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/498، والحاكم 4/157 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَشَكِّي الرَّحِمِ الَّذِي وَصَفْنَا قَبْلُ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ لَا فِي الدُّنْيَا
444 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَقُولُ أَيْ رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ إِنِّي قُطِعْتُ قَالَ فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ وأصل من وصلك"1. [1: 2]
1 حديث صحيح، وهو مكرر "442".
ذِكْرُ وَصْفِ الْوَاصِلِ رَحِمَهُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْوَاصِلِ
445 -
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ فِطْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذِكْرُ وَصْفِ الْوَاصِلِ رَحِمَهُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْوَاصِلِ
[445]
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ فِطْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافىء وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري غير فِطْر - وهو ابن خليفة - فقد روى له البخاري مقروناً، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/539، وأحمد 2/193 عن يزيد بن هارون، وأحمد 2/163 عن يعلى بن عبيد، و 2/193 عن وكيع، والبيهقي في "السُّنن" 7/27 من طريق أبي نعيم، كلهم عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5991" في الأدب: باب ليس الواصل بالمكافئ، وفي "الأدب المفرد""68"، وأبو داود "1697" في الزكاة: باب في صلة الرحم، والترمذي "1908" في البر والصلة: باب ما جاء في صلة الرحم، من طريقين عن سفيان، عن الأعمش والحسن بن عمرو وبشير أبي إسماعيل وفطر بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/190 عن عبد الرزاق، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، به.
2 في "الإحسان" و"التقاسيم" 1/لوحة 210، و"موارد الظمآن" "2044":"عن أيوب بن بشير بن سعد"، "بن" محرفة عن "عن"، و"سعد" محرفة عن "سعيد"، والصواب ما أثبته كما صرح بذلك المؤلف في "الثقات" 4/26 في ترجمة أيوب بن بشير المعاوي قال:"وربما يروي عن سعيد الأعشى" وهو ما ورد في رواية الترمذي "1916" من طريق سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد، وصرح به المزي في "تهذيب الكمال" 3/455 "طبعة مؤسسة الرسالة".
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فِي الْأَخَوَاتِ وَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ
446 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ سَعِيدٍ2 الأعشى
2 في "الإحسان" و"التقاسيم" 1/لوحة 210، و"موارد الظمآن" "2044":"عن أيوب بن بشير بن سعد"، "بن" محرفة عن "عن"، و"سعد" محرفة عن "سعيد"، والصواب ما أثبته كما صرح بذلك المؤلف في "الثقات" 4/26 في ترجمة أيوب بن بشير المعاوي قال:"وربما يروي عن سعيد الأعشى" وهو ما ورد في رواية الترمذي "1916" من طريق سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد، وصرح به المزي في "تهذيب الكمال" 3/455 "طبعة مؤسسة الرسالة".
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوِ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فيهن دخل الجنة"1. [1: 2]
1 إسناده ضعيف لاضطرابه، وجهالة سعيد الأعشى، وهو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الأعشى، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان في "الثقات" 6/351، وأيوب بن بشير هو ابن سعد بن النعمان المعاوي له رؤية، من رجال أبي داود والنسائي.
وأخرجه الترمذي "1916" في البر والصلة: باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وهذا الحديث مختلف في إسناده، فروي بالإسناد الذي ساقه المؤلف والترمذي.
وروي من طريق سهيل بن أبي صالح، عن سعيد الأعشى، عن أيوب بن بشير، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه ابن أبي شيبة 8/552، وأحمد 3/42و 97، وأبو داود "5147" و"5148" في الأدب: باب فضل من يعول يتيماً، والبخاري في "الأدب المفرد""79".
وروي من طريق سهيل ابن أبي صالح، عن سعيد الأعشى، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه الترمذي "1912" في البر والصلة: باب ما جاء في النفقة على النبات والأخوات. وقال: "وقد زادوا في هذا الإسناد رجلاً" يقصد أيوب بن بشير، كما تقدم. وانظر "تهذيب الكمال" 3/455 "طبعة مؤسسة الرسالة".
ومتن الحديث صحيح، ففي الباب عن أنس في الحديث التالي.
وعن عائشة سيرد برقم "2939".
وعن ابن عباس سيرد برقم "2945".
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/550، وأحمد 3/303، والبخاري في "الأدب المفرد""78"، وأبي يعلى 2/591، والبزار "1908"،
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/157، وقال رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" بنحوه، وزاد:"ويزوجهن" من طرق، وإسناد أحمد جيد.
وعن أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 8/553، وأحمد 2/335، وصححه الحاكم 4/176.
وعن عقبة بن عامر عند أحمد 4/154، والبخاري في "الأدب المفرد""76"، وابن ماجة "3669" في الأدب: باب بر الوالدين والإحسان إلى البنات.
وعن أم سلمة عند الطيالسي "1614".
ذِكْرُ الْمُدَّةِ الَّتِي بِصُحْبَتِهِ إِيَّاهُنَّ يُعْطَى هَذَا الْأَجْرَ لَهُ بِهَا
447 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ عَالَ ابنتين أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كهاتين وأشار بأصبعه الوسطى والتي تليها"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، إبراهيم بن الحسن العلاف- وهو الباهلي- ثقة. المقدمي: هو محمد بن أبي بكر.
وأخرجه أحمد 3/147، 148 عن يونس، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/551 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الرقاشي، عن أنس.
وأخرج أبو يعلى في "مسنده" 170/1 من طريق شيبان، حدثنا محمد بن زياد البرجمي، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، فاتقى الله فيهن، وأقام عليهن، كان معي في الجنة هكذا" وأومأ بالسباحه والوسطى.
ومحمد بن زياد البرجمي وثقه ابن حبان وابن عدي، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأخرج ابن أبي شيبة 8/552، ومسلم "2631" في البر والصلة: باب فضل الإحسان إلى البنات، والترمذي "1914" في البر والصلة: باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، والبغوي في "شرح السنُّة""1682"، والحاكم في "المستدرك" 4/177 من طريق محمد بن عبد العزيز الراسبي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا" وضم أصبعيه ووقع عند ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم والبغوي: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أنس، قال الترمذي: والصحيح هو عبيد الله بن أبي بكر بن أنس. قلت: أبو بكر بن عبيد الله بن أنس، مجهول، ومع أنه هو الذي وقع عند الحاكم فقد صحح إسناده، ووافقه الذهبي، وأما عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، فثقة أخرج حديثه الجماعة.
وأورده الهيثمي بنحوه في "مجمع الزوائد" 8/157، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، ورجال أحدهما رجال صحيح. ذِكْرُ الْمُدَّةِ الَّتِي بِصُحْبَتِهِ إِيَّاهُنَّ يُعْطَى هَذَا الْأَجْرَ لَهُ بِهَا
[447]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ عَالَ ابنتين أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كهاتين وأشار بأصبعه الوسطى والتي تليها"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، إبراهيم بن الحسن العلاف- وهو الباهلي- ثقة. المقدمي: هو محمد بن أبي بكر.
وأخرجه أحمد 3/147، 148 عن يونس، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/551 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الرقاشي، عن أنس.
وأخرج أبو يعلى في "مسنده" 170/1 من طريق شيبان، حدثنا محمد بن زياد البرجمي، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، فاتقى الله فيهن، وأقام عليهن، كان معي في الجنة هكذا" وأومأ بالسباحه والوسطى.
ومحمد بن زياد البرجمي وثقه ابن حبان وابن عدي، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأخرج ابن أبي شيبة 8/552، ومسلم "2631" في البر والصلة: باب فضل الإحسان إلى البنات، والترمذي "1914" في البر والصلة: باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، والبغوي في "شرح السنُّة""1682"، والحاكم في "المستدرك" 4/177 من طريق محمد بن عبد العزيز الراسبي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا" وضم أصبعيه ووقع عند ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم والبغوي: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أنس، قال الترمذي: والصحيح هو عبيد الله بن أبي بكر بن أنس. قلت: أبو بكر بن عبيد الله بن أنس، مجهول، ومع أنه هو الذي وقع عند الحاكم فقد صحح إسناده، ووافقه الذهبي، وأما عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، فثقة أخرج حديثه الجماعة.
وأورده الهيثمي بنحوه في "مجمع الزوائد" 8/157، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، ورجال أحدهما رجال صحيح.
وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَّافِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ" أَرَادَ بِهِ فِي الدُّخُولِ وَالسَّبْقِ لَا أَنَّ مَرْتَبَةَ مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَمَرْتَبَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سواء. [1: 2]
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِحْسَانَ إِلَى الْأَوْلَادِ قَدْ يُرْتَجَى بِهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَدُخُولُ الْجَنَّةِ
448 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بن مضر عن بن الْهَادِ أَنَّ زِيَادَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بن عَيَّاشٍ حَدَّثَهُ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سمعته يحدث عمر بن عبد العزيزذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْإِحْسَانَ إِلَى الْأَوْلَادِ قَدْ يُرْتَجَى بِهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَدُخُولُ الْجَنَّةِ
[448]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مضر عن بن الْهَادِ أَنَّ زِيَادَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بن عَيَّاشٍ حَدَّثَهُ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتَاهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي حَنَانُهَا فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا الْجَنَّةَ وأعتقها بها من النار"1.
1 إسناده صحيح، إن ثبت سماع عراك بن مالك من عائشة، ففي "المراسيل"ص 162، و"جامع التحصيل" ص 288 عن الإمام أحمد أنه لم يسمع منها، وقال العلائي بعد أن أورد هذا الخبر من "صحيح" مسلم عن عراك، عن عائشة: والظاهر أن ذلك على قاعدته المعروفة، أي: في الاكتفاء بالمعاصرة التي يمكن معها السماع في الرواية بالعنعة دون ملاقاة الراوي لمن عنعن عنه. وفي "سير أعلام النبلاء" 5/63، 64 قال الذهبي في ترجمة عراك بن مالك: وروى عن عائشة، فقيل: لم يسمع منها. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد فهو من رجال مسلم. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة.
وأخرجه أحمد 6/92، ومسلم "2630" في البر والصلة: باب فضل الإحسان إلى البنات، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "3668" في الأدب: باب بر والوالدين والإحسان إلى البنات، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن الحسن، عن صعصعة عم الأحنف، قال: دخلت على عائشة امرأة معها ابنتان
…
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما عَجَبُكِ؟ لقد دخلت به الجنة".
وسيورده المؤلف برقم "2939" من طريق عروة عن عائشة، بلفظ "من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار" ويرد تخريجه هناك.
ذِكْرُ وَصِيَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإِنْ قُطِعَتْ
449 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالْكَرْخِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِخِصَالٍ مِنَ الْخَيْرِ أَوْصَانِي بِأَنْ لَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَأَوْصَانِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَتْ وَأَوْصَانِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَأَوْصَانِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا وَأَوْصَانِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كنز من كنوز الجنة"1.
1 حديث صحيح، إسماعيل بن يزيد صاحب المسند والتفسير، وكان يذكر بالزهد والعبادة، كثير الغرائب والفوائد، وقال أبو حاتم: صدوق. وباقي رجال الإسناد ثقات على شرط مسلم، أبو داود هو الطيالسي. وأخرجه أحمد 5/159، والطبراني في "الصغير" ص 268، من طرق عفان بن مسلم، والبيهقي في "السُّنن" 10/91 من طريق يزيد بن عمر بن جنزة المدائني، كلاهما عن سلام أبي المنذر المقرئ البصري، عن محمد بن واسع، بهذا الإسناد، وهذا سند حسن من أجل سلام، فإنه صدوق يهم كما في "التقريب".
وأخرجه البيهقي 10/91 أيضاً من طريق هشام بن حسان والحسن بن دينار، عن محمد بن واسع، به.
وأخرجه البزار "3309"، والطبراني في "الكبير""1648"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/159، 160 من طريق محمد بن حرب النشائي
= الواسطي، عن يحيى بن أبي زكريا الغساني أبي مروان عن إسماعيل بن أبي خالد، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن الصامت، به.
ويحيى بن أبي زكريا ضعفه أبو داود، وقال ابن معين: لا أعرف حاله، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وأخرج له البخاري في "صحيحه" متابعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/232، والطبراني في "الكبير""1649" من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي- وربما قال إسماعيل: عن بعض أصحابنا - عن أبي ذر. قال الهيثمي في "المجمع" 3/9: رجاله ثقات، إلا أن الشعبي لم أجد له سماعاً من أبي ذكر.
وأخرجه أحمد 5/173 من طريق عمر مولى غفرة، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي ذر. وعمر مولى غفرة ضعيف.
وأورده الهيثمي أيضاً في "المجمع" 8/154، ونسبه إلى الطبراني في "الصغير" و"الكبير" والبزار، وقال: ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام أبي المنذر، وهو ثقة، وأورده أيضاً 10/263 ونسبه إلى أحمد والطبراني في "الأوسط" بنحوه، وقال: وأحد إسنادي أحمد ثقات. وانظر "361" المتقدم.
ذِكْرُ مَعُونَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْوَاصِلَ رَحِمَهُ إِذَا قَطَعَتْهُ
450 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَى رَجُلٌ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لئن كانذكر مَعُونَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْوَاصِلَ رَحِمَهُ إِذَا قَطَعَتْهُ
[450]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَى رَجُلٌ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَئِنْ كان
كَمَا تَقُولُ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظُهَيْرٌ مَا دُمْتَ عَلَى ذلك" 1.
المل: رماد يكون فيه الشطبة2. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب، والعلاء هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.
وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة""3436" من طريق ابن أبي أويس، عن عبد العزير بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/412 من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، 2/484 من طريق زهير بن محمد التميمي، والبخاري في "الأدب المفرد""52" من طريق ابن أبي حازم، كلهم عن العلاء، بهذا الإسناد.
سيرد بعده من طريق شعبة، عن العلاء، به. فانظره.
قوله: "تُسِفُّهم المل" أي تسفي في وجههم المل، من السفوف والمَلّ: الرماد. قال ابن الأثير: أي تجعل وجوههم كلون الرماد. وقال البغوي: قال الزهري: أصل المَلَّة: التربة المحماة تدفن فيها الخبزة.
وقال القُتْبي: المَلُّ: الجمر، ويقال للرماد الحار أيضاً: المَل، فالمَلَّة موضع الخبزة، يقول: إذا لم يشكروك، فإن عطاءك إياهم حرام عليهم، ونار في بطوبهم.
2 في "الإحسان": الشطيبة، والمثبت من "الأنواع والتقاسيم" 1/لوحة 271.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ الدَّرَاوَرْدِيُّ
451 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ليذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ الدَّرَاوَرْدِيُّ
[451]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لي
قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ لَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ الله ظهير ما دمت على ذلك" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، بندار هو محمد بن بشار، ومحمد هو ابن جعفر غندر، وأخرجه مسلم "2558" في البر والصلة: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، عن بندار محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/300 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عبد الرحمن، به، فانظره.
ذِكْرُ الْإبَاحَةِ لِلْمَرْأَةِ وَصْلَ رَحِمِهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا طَمِعَ فِي إِسْلَامِهَا
452 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ تَقُولُ قَدِمَتْ أُمِّي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي هُدْنَةِ قُرَيْشٍ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي أَتَتْ رَاغِبَةً أَفَأَصِلُهَا فقَالَ لَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "نعم صليها"2. [4: 28]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، بندار هو محمد بن بشار، ومحمد هو ابن جعفر غندر، وأخرجه مسلم "2558" في البر والصلة: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، عن بندار محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/300 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به، فانظره.
2 إسناده حسن، محمد بن وهب بن أبي كريمة: روى له النسائي، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات على شرط مسلم. أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد بن سماك الحراني.
= وأخرجه الطيالسي "1643" عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وأحمد 6/347 من طريق عبد الله بن عقيل وابن نمير، والبخاري "2620" في الهبة: باب الهدية للمشركين، من طريق أبي أسامة، و"3183" في الجزية والموادعة: باب 18، من طريق هاشم بن إسماعيل، ومسلم "1003" في الزكاة: باب فضل النفقة والصدقة على الاقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين، من طريق عبد الله بن إدريس وأبي أسامة، وأبو داود "1668" في الزكاة: باب الصدقة على أهل الذمة، من طريق عيسى بن يونس، كلهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/355 من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أسماء، ليس فيه عن عروة.
وأخرجه أحمد 6/344 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسماء.
وسيرد بعده من طريق سفيان، عن هشام بن عروة، به. فانظره.
ذِكْرُ الْإبَاحَةِ لِلْمَرْءِ صِلَةَ قَرَابَتِهِ مِنَ أَهْلِ الشِّرْكِ إِذَا طَمِعَ فِي إِسْلَامِهِمْ
453 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ السَّلْمَسِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أُمٍّ لَهَا مُشْرِكَةٍ قَالَتْ جاءتني راغبة راهبة1 أصلها قال "نعم"2. [4: 36]
1 في "صحيح" مسلم من رواية عبد الله بن إدريس، عن هشام بن عروة، به:"راغبة أو راهبة" على الشك. ونقل النووي عن القاض قوله: الصحيح راغبة بلاشك.
2 مصعب بن ماهان سَيِّئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات، وهو حسن لغيره، يتقوى بما قبله. وأخرجه الشافعي في "مسنده" ص 100، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 4/191، والبغوي في "شرح السنُّة""3425"، وأخرجه أحمد 6/344، والحميدي "318" ومن طريقه البخاري "5978" في الأدب: باب صلة الوالد المشرك، والبيهقي 4/191، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/191 من طريق سعدان، عن سفيان، به.
وقولها: "راغبة" قيل: معناه: راغبة عن الإسلام وكارهة له، وقيل: معناه: طامعة فيما أعطيتها حريصة عليه. وفي رواية أبي داود: "قدمت علي أمي راغبة في عهد قريش وهي راغمة مشركة" فالأول راغبة بالباء، أي طامعة طالبة صلتي، والثانية بالميم معناه: كارهة للإسلام ساخطته.
وفيه جواز صلة القريب المشرك. انظر "شرح مسلم" للنووي 7/89.
ذِكْرُ نَفْيِ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَنِ الْقَاطِعِ رَحِمَهُ
454 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَاطَعٌ"1. لَيْسَ هَذَا في "الموطأ". [2: 109]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم "2556" "19" في البر والصلة: باب صلة الرحم وتحريم قطعها، عن عبد الله بن محمد بن أسماء، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20328" ومن طريقه أحمد 4/84، والبيهقي في "السُّنن" 7/27، والبغوي في "شرح السنُّة""3437" عن معمر، وأحمد 4/80، ومسلم "2556"، وأبو داود "1696" في الزكاة: باب في صلة الرحم، والترمذي "1909" في البر والصلة: باب ما جاء في صلة الرحم، والبيهقي 7/27 من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد 4/83 من طريق سفيان بن حسين، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. قال سفيان بن عيينة: يعني قاطع رحم.
وأخرجه البخاري "5984" في الأدب: باب إثم القاطع، وفي "الأدب المفرد""64" من طريق الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، به.
ذِكْرُ مَا يُتَوَقَّعُ مِنْ تَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ لِلْقَاطِعِ رَحِمَهُ فِي الدُّنْيَا
455 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَطَفَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ من البغي وقطيعة الرحم"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح، وعبد الوارث هو ابن عبيد الله العتكي، ووالد عيينة هو عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني.
وأخرجه ابن ماجة "4211" في الزهد: باب البغي، عن الحسين بن الحسن المروزي، والحاكم 2/356 من طريق عبدان، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي "880" عن عيينة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/36 عن وكيع ويحيى بن القطان، وأحمد 5/38، وأبو داود "4902" في الأدب: باب في النهي عن البغي، والترمذي "2511" في صفة القيامة، وابن ماجة "4211"، والحاكم 2/162 من طريق إسماعيل ابن علية، والبيهقي في "السُّنن" 10/234 من طريق وكيع، ثلاثتهم عن عيينة بن عبد الرحمن، به.
وسيورده المؤلف بعده من طريق شعبة، عن عيينة، به، فانظره.
وأنظر الحديث المتقدم برقم "440" مع تخريجه.
ذِكْرُ تَعْجِيلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْعُقُوبَةَ لِلْقَاطِعِ رَحِمَهُ فِي الدُّنْيَا
456 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ والبغي"1. [2: 109]
1 إسناده صحيح، وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة""3438" من طريق أبي القاسم البغوي، عن علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""67" من طريق آدم، والحاكم في "المستدرك" 4/163 من طريق يونس، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق ابن المبارك، عن عيينة، به، فانظره.
وانظر الحديث المتقدم برقم "440" مع تخريجه.
6-
بَابُ الرَّحْمَةِ
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَرْحَمَ أَطْفَالَ1 الْمُسْلِمِينَ رَجَاءَ رَحْمَةَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهُ
457 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبْصَرَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فقَالَ إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ فقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ لَا يَرْحَمُ لا يرحم"2.
1 سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 1/571.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان هو ابن عيينة.
وأخرجه مسلم "2318" في الفضائل: باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه، وأبو داود "5218" في الأدب: باب في قبلة الرجل ولده، والترمذي "1911" في البر والصلة: باب ما جاء في رحمة الوالد، من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5997" في الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، وفي "الأدب المفرد""91"، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""3446" عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، به.
= وسيورده المؤلف برقم "5578" في باب الحظر والإباحة من طريق معمر، عن الزهري، به. وبرقم "6947" في مناقب الصحابة، من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. فانظره.
وفي الباب عن جرير بن عبد الله سيرد برقم "465".
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/529.
وعن ابن عمر عند البزار "1952" أورده الهيثمي في "المجمع" 8/187، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عطية، وقد وثق على ضعفه،
وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
وعن عمران بن الحصين عند البزار "1953"، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/187، وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفه.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري في "الأدب المفرد""95"، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/186، وقال: رواه أحمد وفيه عطية -أي العوفي- وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن ابن مسعود أورده الهيثمي في "المجمع" 8/187، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِ تَوْقِيرِ الْكَبِيرِ أَوْ رَحْمَةِ الصِّغَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
458 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ بن عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ المنكر"1. [2: 61ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِ تَوْقِيرِ الْكَبِيرِ أَوْ رَحْمَةِ الصِّغَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
[458]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ بن عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ المنكر"1. [2: 61
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ اسْتِعْمَالُ التَّعَطُّفِ عَلَى صِغَارِ أَوْلَادِ آدَمَ
459 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سليمان عن ثابتذكر مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ اسْتِعْمَالُ التَّعَطُّفِ عَلَى صِغَارِ أَوْلَادِ آدَمَ
[459]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ الْأَنْصَارَ وَيُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِهِمْ ويمسح رؤوسهم"1.
5 -
1 إسناده صحيح، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/291 عن إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2696" في الاستئذان: باب ما جاء في التسليم على الصبيان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""329"، وفي "فضائل الصحابة""244"، والبغوي في "شرح السنُّة""3306" من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار "2007" عن محمد بن عبد الملك، عن جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "المجمع" 8/34: ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري "6247" في الاستئذان: باب التسليم على الصبيان، ومسلم "2168" "149 و"15" في السلام: باب استحباب السلام على الصبيان، والترمذي "2696"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""330"، والدارمي 2/276، والبغوي في "شرح السنُّة""3305"، من طريق سيار أبي الحكم، ومسلم "2482" في فضائل الصحابة: باب فضائل أنس، من طريق حماد بن سلمة، وأبوداود "5202" في الأدب: باب في السلام على الصبيان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""331"، من طريق سليمان بن المغيرة، ثلاثتهم عن ثابت البناني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبوداود "5203"، من طريق خالد بن الحارث، والبغوي "3307" من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن حميد الطويل، عن أنس بنحوه.
ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِلْمُتَكَفِّلِ الْأَيْتَامَ إِذَا عَدَلَ فِي أُمُورِهِمْ وَتَجَنَّبَ الْحَيْفَ
460 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بن معروف قال حدثنا بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هكذا وأشار بالسبابة والوسطى"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن أبي حازم: هو عبد العزيز.
وأخرجه البخاري "5304" في الطلاق: باب اللعان، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""3454" عن عمرو بن زرارة، و"6005" في الأدب: باب فضل من يعول يتيماً، وفي "الأدب المفرد""135"، والبيهقي في "السُّنن" 6/283 من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، وأبو داود "5150" في الأدب: باب فيمن ضم اليتيم، عن محمد بن الصباح، والترمذي "1918" في البر: باب ما جاء في رحمة اليتيم وكفالته، عن عبد الله بن عمران، كلهم عن ابن أبي حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/333 عن سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم "2983" في الزهد: باب إلى الأرملة، وابن ماجة "3679" في الأدب: باب حق اليتيم، والبخاري في "الأدب المفرد""137"، والبغوي في "شرح السنُّة""3455".
وعن أبي أمامة عند أحمد 5/250 و265، والبغوي في "شرح السنُّة""3456"، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/160، وضعفه بعلي بن يزيد الألهاني.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا أَرَادَ بِهِ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ لَا أَنَّ كَافِلَ الْيَتِيمِ تَكُونُ مَرْتَبَتُهُ مَعَ مَرْتَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ واحدة. [1: 2]
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِنَّمَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ
461 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَسُولُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِهِ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْسَلَتْ إِلَيْكَ ابْنَتُكَ أَنْ تَأْتِيَهَا فَإِنَّ صَبِيًّا لَهَا فِي الْمَوْتِ فقَالَ " ائْتِهَا فَقُلْ لَهَا إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ قَالَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ رَجَعَ فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا تُقْسِمُ عَلَيْكَ إِلَّا جِئْتَهَا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنَا مَعَهُ رَهْطٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَخَلْنَا فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ فِي صَدْرِهِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ فقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرحماء"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين، غير أبي بكر بن خلاد- وهو محمد - فمن رجال مسلم. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
= وأخرجه أحمد 5/204 و206، والبخاري "1284" في الجنائز: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه"، و"5655" في المرضى: باب عيادة الصبيان، و "6602" في القدر: باب وكان أمر الله قدراً مقدرواً، و "6655" في الأيمان والنذور: باب قول الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} ، و "7377" في التوحيد: باب قول الله تبارك وتعال: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ن و"7448" في التوحيد: باب ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ، ومسلم "923" في الجنائز: باب البكاء على الميت، وأبو داود "3125" في الجنائز: باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، وابن ماجة "1588" في الجنائز: باب ما جاء في البكاء على الميت، والبيهقي في "السُّنن" 4/68، والبغوي في "شرح السّنة""1527"، من طرق عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف من حديث ابن عباس برقم "2914" في الجنائز.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي السُّعَدَاءِ
462 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ أَقُولُ حَدَّثَنِي فقَالَ أَلَيْسَ إِذَا قَرَأْتُهُ عَلَيَّ فَقَدْ حَدَّثْتُكَ بِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ يَقُولُ "إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تنزع إلا من شقي"1. [1: 2]
1 إسناده حسن، أيو عثمان مولى المغيرة بن شعبة، وثقه ابن حبان، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين، منصور هو ابن المعتمر.
وأخرجه أبو داود "4942" في الأدب: باب في الرحمة، عن محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2529"، ومن طريقه الترمذي "1924" في البر والصلة: باب ما جاء في رحمة المسلمين، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/301 عن محمد بن جعفر، و2/461 عن عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري في "الأدب المفرد""374" عن آدم، وأبو داود "4942" أيضاً عن حفص بن عمر، والبيهقي في "السُّنن" 8/161 من طريق يحيى القطان، والبغوي في "شرح السنُّة""3450" من طريق مسلم بن إبراهيم، كلهم عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 2/442 عن عمار بن محمد وهو ابن أخت سفيان الثوري، و2/539 من طريق أبي معاوية، والحاكم 4/248، والقضاعي في "مسند الشهاب""772" من طريق جرير، ثلاثتهم عن منصور، به.
وسيعيد المؤلف برقم "466" من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور، به.
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَرْحَمَ أَطْفَالَ الْمُسْلِمِينَ رَجَاءَ رَحْمَةَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهُ
463 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبْصَرَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فقَالَ إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ فقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يرحم"1. [مضروب عليه]
1 تقدم برقم "457".
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِ تَوْقِيرِ الْكَبِيرِ أَوْ رحمة الصغير مِنَ الْمُسْلِمِينَ
464 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبي بشير عن عكرمة
عن بن عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ المنكر"1. [مضروب عليه]
1 سقط من إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وتقدم برقم "449".
ذِكْرُ نَفْيِ رَحْمَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَمَّنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا
465 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَانَ قَالَ
سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يرحمه الله"2. [2: 109]
1 سقط من إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وتقدم برقم "449".
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله رجال الشيخين غير أحمد بن المقدام فمن رجال البخاري، سليمان هو ابن مهران الأعمش، وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب الجنبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""2495" من طريق الحكم بن عبد الله البخلي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً "2491" و" 2494" من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري "7376" في التوحيد: باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} ، ومسلم "2319" في الفضائل: باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه، والطبراني في "الكبير""2492" و"2493"، والبيهقي في "السُّنن" 8/161 من طرق عن الأعمش، عن زيد بن وهب وأبي ظبيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "2497" من طريق أبي إسحاق، عن أبي ظبيان، به.
وأخرجه أحمد 4/362، والبخاري "6013" في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم، والطبراني "2297" و "2298" و"2299" و"2300" و"2301"، والبغوي في "شرح السنُّة""3449" من طرق عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/528، والحميدي "802"، والطبراني "2238" و"2239" و"2240" و"2241" و"2242" و"2243" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير.
وأخرجه الحميدي "803"، ومسلم "2319"أيضاً، والطبراني "2504"، والبيهقي في "السُّنن" 9/41، والقضاعي في "مسند الشهاب""894" من طريق عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن جرير.
وأخرجه الطيالسي "661"، وأحمد 4/361، والطبراني "2489" من طريق شعبة، والطبراني "2488" من طريق إسرائيل، كلاهما عن إبي إسحاق، عن أبيه، عن جرير.
وأخرجه أحمد 4/366، والطبراني "2485" من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن جرير.
وأخرجه الطبراني "2387" و"2388" و"2389" و"2390" من طرق عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني "2487" من طريق عامر بن سعد البجلي، عن جرير.
وسيرد برقم "467" من طريق زياد بن علاقة، عن جرير.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لا تنزع إلا من الأشقياء
466 -
أخبرنا بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شقي"1. [2: 109]
1 إسناده حسن، رجاله رجال مسلم غير أبي عثمان- وهو التبان - وقد وثقه المؤلف. والد المعتمر: هو سليمان بن طرخان التيمي.
وتقدم برقم "462" من طريق شعبة، عن منصور، به، فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ رَحْمَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الْعُقْبَى عَمَّنْ لَا يَرْحَمُ عِبَادَهُ فِي الدُّنْيَا
467 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يرحمه الله"2.
2 إسناده حسن، محمد بن وهب صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم.
أبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم الحراني.
وأخرجه الطيالسي "662" عن قيس، عن زياد بن علاقة، به.
وتقدم برقم "465" من طريق أبي ظبيان، عن جرير، به، فانظر تخريجه ثمت.
7-
بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْمُلَايَنَةِ لِلنَّاسِ فِي الْقَوْلِ مَعَ بَسْطِ الْوَجْهِ لَهُمْ
468 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قهزاد حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا فَإنْ لَمْ تجد فلاين الناس ووجهك إليهم منبسط"1. [1: 2]
1 حديث صحيح، أبو عامر الخزاز مع كونه من رجال مسلم مختلف فيه، وقد وصفه الحافظ في "التقريب" بكثرة الخطأ، وباقي رجاله ثقات، أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه أحمد 5/173 عن روح، والترمذي "1833" في الأطعمة: باب ما جاء في إكثار ماء المرقة، من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي عامر الخزاز، بهذا الإسناد.
وسيورده برقم "523" من طريق عثمان بن عمر، عن الخزاز، به.
وفي الباب عن أبي جري الهجيمي سيرد برقم "521" و"522".
وعن أبي ذر بمعناه سيرد برقم "474".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا كَانَ هَيِّنًا لَيِّنًا قَرِيبًا سَهْلًا قَدْ يُرْجَى لَهُ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ بِهَا
469 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ
عن بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّمَا يُحَرَّمُ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لين قريب سهل"1. [1: 2]
1 عبد الله بن عمرو الأودي لم يرو له سوى موسى بن عقبة، وحَسَّنَ الترمذي حديثه هذا، وذكره المؤلف في "الثقات"، وباق رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الترمذي "2488" في صفة القيامة، عن هَنّاد، والبغوي في "شرح السنُّة""3505" من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن عبدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "10562" من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، به.
وأخرجه أحمد 1/415 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن موسى بن عقبة، به.
وللحديث شواهد يتقوى بها ويصح.
منها عن معيقيب عند الخرائطي: 23، والطبراني في الكبير: 20/ 352، والأوسط "166" مجمع البحرين، وفي سنده أبو أمية بن يعلى الثقفي، وهو ضعيف كما قال الهيثمي في "المجمع" 4/75.
ومنها عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"، والعقيلي في "الضعفاء" ص: 444، وفي سنده من لا يعرف.
ومنها عن أنس عند الطبراني في الأوسط، وفي سنده الحارث ابن عبيدة وهو ضعيف، وانظر "مجمع الزوائد" 4/75.
وفي "المسند" 4/126، وابن ماجة "43"، والحاكم 1/96 عن العرباض بن سارية في خبر مطول، وفيه
…
"فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد" وإسناده قوي. وقد صححه المؤلف.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
470 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ بِالصُّغْدِ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ
عن بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلَى كل هين لين قريب سهل"1. [1: 2]
1 صحيح بشواهده، وأخرجه الطبراني في "الكبير""10562" عن محمد بن زريق المصري، عن عيسى بن حماد، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، به، فانظره.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ الصَّدَقَةَ لِلْمُدَارِي أَهْلَ زَمَانِهِ مِنْ غَيْرِ ارْتِكَابِ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِيهَا
471 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ ومحمد بن الحسن بن قيبة وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ فِي آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مداراة الناس صدقة"2.
2 إسناده ضعيف، المسيب بن واضح: قال أبو حاتم: صدوق يخطىء كثيراً، فإذا قيل له لم يقبل. وقال ابن عدي في "الكامل" 6/2383- 2385 - بعد أن ساق له عدة أحاديث تستنكر ليس هذا منها -: والمسيب بن واضح له حديث كثير عن شيوخه، وعامة ما خالف فيه الناس هو ما ذكرته لا يتعمده، بل كان يشبه عليه، وهو لا بأس به. وقد قال الدارقطني فيه "ضعيف" في أماكن من "سننه". ويوسف بن أسباط وثقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء بحديثه كما ينبغي، وقال ابن عدي في "الكامل" 7/2616: هو عندي من أهل الصدق، إلا أنه لما عدم كتبه كان يحمل على حفظه فيغلط، ويشتبه عليه، ولا يتعمد الكذب. وقال ابن حبان في "الثقات" 7/638: مستقيم الحديث ربما أخطأ، من خيار أهل زمانه، من عباد أهل الشام وقرائهم. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن عدي 4/2614، وابن السني في "عمل اليوم والليلة""327"، وأبو نعيم في "الحلية" 8/246، والقضاعي في "مسند الشهاب""91" و"92"، من طرق كثيرة عن المسيب بن واضح، بهذا الإسناد. قال ابن عدي: وهذا يعرف بالمسيب بن واضح، عن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد، وقد سرقه منه جماعة ضعفاء، رووه عن يوسف، ولا يرويه غير يوسف عن الثوري.
وأخرجه ابن عدي 2/746، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/9، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/58 من طريق الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، عن يوسف بن أسباط، به، ونقل الخطيب عن أبي بكر المروذي، قال: سألت أحمد بن حنبل عن الاحتياطي، قلت: تعرفه؟ قال: يقال له حسين، أعرفه بالتخليط. وقال ابن عدي: يسرق الحديث، منكر عن الثقات، ثم قال: هذا الحديث حديث المسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط، سرقه منه الاحتياطي وغيره من الضعفاء.
وأخرجه ابن عدي 4/2613 من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر، ثم نقل ابن عدي عن حماد قوله: يوسف بن محمد بن المنكدر متروك الحديث.
وأورده الحافظ في "الفتح" 10/528 ونسبه لابن عدي والطبراني في "الأوسط"، وقال: في سنده يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه،
وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسند أحسن من هذا. وانظر "مجمع الزوائد" 8/17.
وأخرجه ابن عدي 3/904 من طريق أبي الأخيل خالد بن عمرو الحمصي، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وقال: أبو الأخيل روى أحاديث منكرة عن ثقات الناس، وكان جعفر الفريابي يقول: رأيت أبا الأخيل هذا بحمص، ولم أكتب عنه، لأنه كان يكذب.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ الْمُدَارَاةُ الَّتِي تَكُونُ صَدَقَةً لِلْمُدَارِي هِيَ تَخَلُّقُ الْإِنْسَانِ الْأَشْيَاءَ الْمُسْتَحْسَنَةَ مَعَ مَنْ يُدْفَعُ إِلَى عِشْرَتِهِ مَا لَمْ يَشُبْهَا بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ وَالْمُدَاهَنَةُ هِيَ اسْتِعْمَالُ الْمَرْءِ الْخِصَالَ الَّتِي تُسْتَحْسَنُ مِنْهُ فِي الْعِشْرَةِ وَقَدْ يَشُوبُهَا مَا يَكْرَهُ الله جل وعلا1. [1: 2]
1 نقل السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص: 377 كلام ابن حبان هذا.
وقال ابن بطال -كما في الفتح 10/528-: المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة، وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة، فغلظ، لأن المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرمة، والفرق أن المداهنة من الدهان، وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق، وإظهار الرضى بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة: هي الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حتى لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك. وانظر "فتح الباري" 10/427 - 529 في الأدب: باب المداراة مع الناس.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الصَّدَقَةَ لِلْمَرْءِ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ يُكَلِّمُ بِهَا أَخَاهُ الْمُسْلِمَ
472 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ قال حدثنا بن الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خطوة تخطوها إلى المسجد صدقة"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 2/312 عن يحيى بن آدم، وابن خزيمة في "صحيحه""1494" عن الحسين، والبيهقي في "السُّنن" 3/229 من طريق ابن مهدي، والقضاعي في "مسند الشهاب""93" من طريق الحسن بن عيسى، وأحمد 2/374، خمستهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/316، والبخاري "2891" في الجهاد: باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر، و "2989" باب من أخذ بالركاب ونحوه، ومسلم "1009" في الزكاة: باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، والبيهقي في "السُّنن" 4/187، 188، والبغوي في "شرح السنُّة""1645" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.
وأخرجه أحمد 2/350 من طريق ابن لهيعة، وابن خزيمة "1493" من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة.
وسيورده المصنف ضمن حديث مطول، أوله:"كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم" في باب ما يكون له حكم الصدقة، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَلَامَ الطَّيِّبَ لِلْمُسْلِمِ يَقُومُ مَقَامَ الْبَذْلِ لِمَالِهِ عِنْدَ عَدَمِهِ
473 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فبكلمة طيبة"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ "220"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة""322" عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 17/"220"أيضاً عن علي بن عبد العزيز، عن حفص بن عمر الحوضي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1039" عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/256 عن ابن مهدي وابن جعفر، والنسائي 5/75 في الزكاة: باب القليل من الصدقة، من طريق خالد الواسطي، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي "1039"، وابن أبي شيبة 3/110، وأحمد 4/258 و259 و377، والبخاري "1417" في الزكاة: باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، ومسلم "1016" في الزكاة: باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، والطبراني في "الكبير" 17/"207"و"208" و"209" و"210" و"211" و"212" و"213"و"214" من طرق عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معقل، عن عدي.
= وأخرجه الطبراني 17/"215" من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن عبد الله بن معقل، عن عدي.
وأخرجه الطيالسي "1037"، والطبراني 17/ "239" من طريق أبي عوانة، عن عبد الله بن عمير، عن غير واحد حديه عن عدي.
وأخرجه أحمد 4/378، 379، والطبراني 17/" 237" من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/235 وقال: رجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش، وهو ثقة، وكذا قال في "المجمع" 6/208.
وسيورده المؤلف برقم "666" و"2804" من طريق خيثمة، عن عدي، ويرد تخريجه برقم "2804"فانظره.
وفي الباب عن أبي بكر عند البزار "933"، وعن أنس عنده "944"، وعن النعمان بن بشير عنده "935"، وعن عائشة عنده "936"، وعن أبي هريرة عنده "937". وانظر "مجمع الزوائد" 3/105 و106.
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الصَّدَقَةَ لِلْمُسْلِمِ بِتَبَسُّمِهِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ
474 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ"1.
1 عند الله بن الرومي هو ابن محمد اليمامي، نزيل بغداد من رجال مسلم، ومرثد هو ابن عبد الله الزَِّمّاني، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال العجلي: تابعي ثقة. ومرثد والد مالك لم يوثقه غير المؤلف، وقال الذهبي: ليس بمعروف، ما روى عنه سوى ولده مالك. وأخرجه الترمذي مطولاً "1956" في البر: باب ما جاء في صنائع المعروف، عن عباس بن عبد االعظيم العنبري، عن النضر بن محمد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""891" من طريق عبد الله بن رجاء، عن عكرمة بن عمار، به، مطولاً.
وللحديث طريق آخر عند أحمد 5/168 يتقوى، به.
وسيورده المؤلف برقم "529" مطولاً من طريق أبي داود السنحي، عن النضر بن محمد، به.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ أَبُو زُمَيْلٍ هَذَا هُوَ سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنَفِيُّ يَمَانِيٌّ ثِقَةٌ وَالنَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ1 مَرْوَزِيٌّ صَاحِبُ الرَّأْيِ وَكَانَا فِي زَمَنٍ واحد2. [1: 2]
1 في "الإحسان" و"التقاسيم": الجرشي وهو خطأ. ويغلب على الظن أنه من النساخ، فإن المؤلف ترجم لكليهما في كتاب "الثقات" 7/535 فنسب الأول إلى الجرشي، واقتصر في الثاني على نسبته إلى "المروزي"! وما أثبتناه من كونه "قرشياً" بالولاء هو من "التهذيب" وفروعه.
2 وكلاهما من رجال "التهذيب" الأول ثقة من رجال الشيخين، والثاني أخرج حديثه الترمذي والنسائي، وقال الحافظ في "التقريب" صدوق ربما يهم.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَشْبِيهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ بِالنَّخْلَةِ وَالْخَبِيثَةَ بِالْحَنْظَلِ
475 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة عن شعيب بن الحبحابذكر الْإِخْبَارِ عَنْ تَشْبِيهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ بِالنَّخْلَةِ وَالْخَبِيثَةَ بِالْحَنْظَلِ
[475]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِنَاعِ جَزْءٍ فقَالَ: {مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} فقَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [ابراهيم:26] قال هي الحنظلة"1.
1 إسناده حسن. غسان بن الربيع ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/2، وقال: أبو محمد الكوفي سكن الموصل، يروي عن الليث بن سعد وحماد بن سلمة والناس. حدثنا عنه أبو يعلى بالموصل.
وقد تابعه عليه النضر بن شميل عند الطبراني في تفسيره "20678"، وموسى بن إسماعيل عند ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 4/413، وغيرهما.
وأخرجه البزار من طريق أبي زيد سعيد بن الربيع، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أنس أحسبه رفعه، قال: مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة، قال: هي النخلة، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة، قال: هي الشريان: شجر الحنظل، ورواه الطبري "20674" و"20675" و"20676" من ثلاث طرق موقوفاً على أنس.
وأخرجه الترمذي "3119" في التفسير: باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام، عن عبد بن حميد، عن أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحاكم 2/352، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي بعد أن أخرج الرواية المرفوعة: حدثنا قتيبة، حدثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، عن أبيه، عن أنس بن مالك، نحوه بمعناه، ولم يرفعه، ولم يذكر قول أبي العالية، وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة، وروى غير واحدٍ مثل هذا موقوفاً ولا يعلم أحد رفعه غير حماد بن سلمة، وراه معمر، وحماد بن زيد، وغير واحد، ولم يرفعوه، حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا حماد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك نحو حديث عبد الله بن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب ولم يرفعه.
قَالَ شُعَيْبٌ فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا الْعَالِيَةِ فقَالَ كَذَلِكَ كُنَّا نَسْمَعُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ قَوْلُ أَنَسٍ إِنَّهُ أُتِيَ بِقِنَاعِ جَزْءٍ أَرَادَ بِهِ طَبَقَ رُطَبٍ لِأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يسمون الطبق القناع والرطب الجزء"1. [3: 66]
1 قال ابن الأثير في "النهاية""جزأ": وفيه "أنه صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِنَاعِ جَزْءٍ". قال الخطابي: زعم راويه أنه اسم الرطب عند أهل المدينة، فإن كان صحيحاً، فكأنهم سموه بذلك للاجتزاء به عن الطعام، والمحفوظ بقناع جرو بالراء وهو القثاء الصغار، وقد تقدم في جرو.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ التُّقَى وَحُسْنَ الْخُلُقِ
476 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكَرْخِيُّ بِبَلَدِ الْمَوْصِلِ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حدثنا بن إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ قَالَ "تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ" قِيلَ فَمَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ قَالَ "الْأَجْوَفَانِ الفم والفرج"2.
1 قال ابن الأثير في "النهاية""جزأ": وفيه "أنه صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِنَاعِ جَزْءٍ". قال الخطابي: زعم راويه أنه اسم الرطب عند أهل المدينة، فإن كان صحيحاً، فكأنهم سموه بذلك للاجتزاء به عن الطعام، والمحفوظ بقناع جرو بالراء وهو القثاء الصغار، وقد تقدم في جرو.
2 ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وجده يزيد وثقه المؤلف والعجلي، وروى عنه جماعة، وباقي رجاله ثقات، فالسند حسن.
وأخرجه الترمذي "2004" في البر والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق، عن أبي كريب محمد بن العلاء، والحاكم 4/324 من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن ماجة "4246" في الزهد: باب ذكر الذنوب، من طريق هارون بن إسحاق وعبد الله بن سعيد، والبغوي في "شرح السنُّة""3498" من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم، ثلاثتهم عن ابن إدريس قال: سمعت أبي وعمي يذكران عن جدي
…
بهذا الإسناد. وعم ابن إدريس هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو يزيد، ضعفه الحافظ في "التقريب" لكنه متابع بأخيه إدريس.
وأخرجه أحمد 2/291 و 392 من طريق المسعودي، و2/442 عن محمد بن عبيد، والبغوي في "شرح السنُّة""3497" من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن داود بن يزيد عم عبد الله بن إدريس، عن أبيه يزيد جد ابن إدريس، بهذا الإسناد. ولفظ "عن أبيه" سقط من إسناد أحمد 2/291، فوقع فيه: عن داود بن يزيد، عن أبي هريرة.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه بن إِدْرِيسَ هَذَا اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 الزَّعَافِرِيُّ الْأَوْدِيُّ مِنْ ثِقَاتِ الْكُوفَةِ وَمُتْقِنِيهِمْ وَلَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِهِ بِالْكُوفَةِ من لا يشرب2 غيره. [1: 2]
1 في الأصل يزيد بن عميرة وهو خطأ، والتصويب من "الثقات" للمؤلف: 5/542، ومن "التهذيب" وفروعه.
2 انظر المسألة مفصلة في حاشية "نصب الراية" 4/302 - 304.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا
477 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يكنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا
[477]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ
فَاحِشًا وَلَا مُتَفَاحِشًا وَكَانَ يَقُولُ "خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أخلاقا"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو وائل هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""271"، والبغوي في "شرح السنُّة""3666" من طريق محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/514، وأحمد 2/161 و193، ومسلم "2321" في الفضائل: باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، والبيهقي في "السُّنن" 10/192، من طريق أبي معاوية ووكيع، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/189، والطيالسي "2246"، والبخاري "3559" في المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، و" 3759" باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، و"6029" في الأدب: باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، و"6035" في الأدب: باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، والترمذي "1975" في البر والصلة: باب ما جاء في الفحش والتفحش، عن طريق شعبة، عن أبي وائل، بهذا الإسناد.
وسيعيده المؤلف في آخر باب صفته صلى الله عليه وسلم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ مِنْ أَفْضَلِ مَا أُعْطِيَ الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا
478 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا قَالَ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْضَلُ مَا أُعْطِيَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ قال: "حسن الخلق"2. [1: 2]
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين، غير هناد فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/514 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير""470" من طريق ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن الثوري، به.
وأخرجه أيضاً "475" من طريق عبد الله بن إدريس، عن مسعر، به، و "468" من طريق مسدد، عن الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي "1233"، وأحمد 4/278، والطبراني "463" و"464" و"466" و"469" و"475" و"479" و"480" و"481" و"482" من طرق عن زياد بن علاقة، بهذا الإسناد. قال الهيثمي قي "المجمع" 8/24: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وسيورده المؤلف برقم "486" من طريق عثمان بن حكيم، عن زياد بن علاقة، به، فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا مَنْ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا
479 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم قال أخبرنا بن إِدْرِيسَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "أَكْمَلُ المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"1. [1: 2]
1 إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ، فإنه صدوق له أوهام، وباقي رجاله على شرط الشيخين.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 115 عن الفريابي، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/250 عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/515، وفي "الإيمان""17" عن حفص بن غياث، وفي "المصنف" 11/27، وفي "الإيمان""18" عن محمد بن بشر، وأحمد 2/472، ومن طريقه أبو داود 4682"
= في السُّنة: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، عن يحيى بن سعيد، والترمذي "1162" في الرضاع: باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، من طريق عبدة بن سليمان، والبغوي في "شرح السنُّة""3495"، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 248، من طريق يعلى بن عبيد، والحاكم في "المستدرك" 1/3 من طريق عبد الوهاب، والقضاعي في "مسند الشهاب""1291" من طريق حفص بن عياث، كلهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/516 و11/27، 28، وفي "الإيمان""20"، وأحمد 2/527، والدارمي 2/323، والحاكم 1/3 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في "الصحيحين" وهو صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 10/192 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، بالإسناد السابق.
وسيورده المؤلف في باب معاشرة الزوجين بزيادة: "وخياركم خياركم لنسائهم".
وفي الباب عن عائشة عند ابن أبي شيبة 8/515 و11/27، وأحمد 6/47 و99، والترمذي "2612" في الإيمان: باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه، والحاكم في "المستدرك" 1/53، وقال: رواته ثقات على شرط الشيخين، قال الذهبي: فيه انقطاع.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة في "الإيمان""8".
وعن عمرو بن عبسة عند أحمد 4/385.
وعن عبادة بن الصامت عند أحمد 5/318، 319.
ذِكْرُ رَجَاءِ نَوَالِ الْمَرْءِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ لَيْلَهُ الصَّائِمِ نَهَارَهُ
480 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قال حدثنا سليمان بنذكر رَجَاءِ نَوَالِ الْمَرْءِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ لَيْلَهُ الصَّائِمِ نَهَارَهُ
[480]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِخُلُقِهِ درجة الصائم القائم"1.
1 -
1 حديث صحيح، خالد بن مخلد فيه ضعف، وقد توبع، وباقي رجاله على شرطهما، غير المطلب وهو صدوق، إلا أن في سماعه من عائشة خلافاً، قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "المراسيل" ص128: وروايته عن عائشة مرسلة لم يدركها. وقال أبو زرعة: نرجو أن يكون سمع منها.
وأخرجه أحمد 6/94 و90 من طريق عبد الله بن أسامة، و6/133، وأبو داود "4798" في الأدب: باب في حسن الخلق، والبغوي في "شرح السنُّة""3501" من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندري، وأحمد 6/187 من طريق زهير، والحاكم 1م60، والبغوي "3500" من طريق ابن الهاد، كلهم عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد.
وله شاهد حسن من حديث أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" برقم "284"، وصححه الحاكم 1/60 من طريق آخر عنه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/220 من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ابن حجيرة الأكبر، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته، وحسن خلقه". وهذا سند صحيح، لأن عبد الله بن المبارك سماعه من ابن لهيعة قديم قبل أن يسوء حفظه. وهو في "المسند" 2/117، و"مكارم الأخلاق" ص: 9 و60 من طريق ابن الهيعة.
وثالث من حديث أبي أمامة عند البغوي في "شرح السّنة""3499" وفي سنده عفير بن معدان، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات، فهو حسن في الشواهد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ مِنْ أَثْقَلِ مَا يَجِدُ الْمَرْءُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
481 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ وَشُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ وَالْحَوْضِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ"1.
1 إسناد محمد بن كثير صحيح على شرط الشيخين غير عطاء، وهو ثقة، وشعيب بن محرز قال الذهبي: صدوق، والحوضي -وهو عمر بن حفص -ثقة ثبت من رجال البخاري.
وأخرجه أبو داود "4799" في الأدب: باب في حسن الخلق، عن محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/516 عن أبي أسامة، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/446 و448، والبخاري في "الأدب المفرد""270" من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الترمذي "2003" في البر والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق، عن أبي كريب، عن قبيصة بن الليث الكوفي، عن مطرف، وأحمد 6/442 عن أبي عامر العقدي، عن إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، كلاهما عن عطاء، به، ولفظ الترمذي:"ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة".
وأخرجه عبد الرزاق "20157"، وأحمد 6/451، والترمذي "2002"، والبغوي في "شرح السنُّة""3496"، والبزار "1975"، من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم الدرداء، به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ عَطَاءٌ هَذَا هُوَ عَطَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1 وَكَيْخَارَانَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ.
وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ هِيَ الصُّغْرَى وَاسْمُهَا هُجَيْمَةُ2 بِنْتُ حُيَيٍّ الْأَوْصَابِيَّةُ وَالْكُبْرَى خَيْرَةُ3 بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَنْصَارِيَّةُ لَهَا صُحْبَةٌ. [1: 2]
1 كذا ذكره هنا، وقال في "الثقات" 7/252: عطاء بن يعقوب الكيخاراني من أهل اليمن مولى ابن سباع، وهو ما قاله البخاري في "تاريخه" 6/467، وأبو حاتم فيما نقله ابنه في "الجرح والتعديل" 6/338، وقال غيرهم: عطاء بن نافع الكيخاراني، كذلك ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وقال: وليس بعطاء بن يعقوب مولى ابن سباع المدني، فرق بينهما أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ومسلم بن الحجاج وغيرهم، وجعلهما البخاري واحداً، وتابعه على ذلك أبو حاتم الرازي وغيره، وذلك معدود في أوهامه.
2 هو قول الإمامين يحيى بن معين، وأحمد، وقال غيرهما: جهيمة، وهي ثقة فقيهة ماتت سنة إحدى وثمانين، روى لها الجماعة. انظر ترجمتها في "سير أعلام النبلاء" 4/277.
3 في الأصل "كريمة" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه كما في "الاستيعاب" 4/447، و"أسد الغابة" 7/327، و"الإصابة" 4/275. وقال أبو عمر: كانت أم الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن، وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء، وذلك بالشام في خلافة عثمان وكانت حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن زوجها، روى لها جماعة من التابعين، منهم ميمون بن مهران، وصفوان بن عبد الله، وزيد بن أسلم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ أَحَبِّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ وَأَقْرَبِهِمْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْقِيَامَةِ مَنْ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا
482 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بن خالدذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ أَحَبِّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ وَأَقْرَبِهِمْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْقِيَامَةِ مَنْ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا
[482]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ وأقربكم مني أحسانكم أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللَّهِ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي الثرثارون المتفيهقون المتشدقون"1. [1: 2]
1 رجاله ثقات على شرط مسلم، إلا أن مكحولاً لم يسمع من أبي ثعلبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/515 عن حفص بن غياث، وأحمد 4/193 عن محمد بن عدي، وأحمد 4/194، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/97 و5/188، والبغوي في "شرح السنُّة""3395"، من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وأوره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/21: وقال: رواه أحمد، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، وكذا قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/261.
وله شاهد عن جابر عند الترمذي "2018"، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/63 وسنده حسن، وآخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "معجمه الصغير"، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" وسنده حسن أيضاً، وثالث عن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير""10423" فالحديث صحيح بهذه الشواهد.
والثرثار: هو الكثير الكلام، والمتفيهقون: هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء والاتساع، والمتشدقون: المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: أراد بالمتشدق: المستهزئ بالناس يلويشدقه بهم وعليهم.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّعْدِيُّ الْمَرْوَزِيُّ بِمَرْوَ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عبد اللَّهِ الْعَتَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "كَرَمُ الْمَرْءِ دِينُهُ وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ وحسبه خلقه"1.
1 إسناده ضعيف، مسلم بن خالد الزنجي سيِّئ الحفظ.
وأخرجه أحمد 2/365 عن حسين بن محمد، والحاكم 1/123، والبيهقي في "السُّنن" 7/136، من طريق القعنبي، و10/195 من طريق يونس بن محمد المؤدب، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي""1"، والقضاعي في "مسند الشهاب""190" من طريق عبد الله بن رجاء، كلهم عن مسلم الزنجي، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فتعقبه الذهبي بقوله: بل مسلم "يعني الزنجي" ضعيف، وما خَرَّج له.
وأخرجه البزار "3607" عن محمد بن بشار، عن معدي بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"حسب المرء ماله، وكرمه تقواه" أو قال: "الحسب المال، والكرم التقوى".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/251، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" والبزار. ولم يتكلم الهيثمي عليه. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/520، والبيهقي في "السُّنن" 10/195، من قول عمر موقوفاً بلفظ "حسب الرجل دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله".
وفي الباب عن سمرة بن جندب بلفظ "الحسب المال، والكرم التقوى" عند الترمذي "3271" في التفسير: باب ومن سورة الحجرات، وابن ماجة "4219" في الزهد، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي""4"، والبيهقي 7/135، 136، والبغوي في "شرح السنُّة""3545" من طريق سلام بن أبي مطيع، عن قتادة عن الحسن، عن سمرة، ورجاله ثقات، إلا أن سلام بن أبي مطيع قالوا: في روايته ضعف، والحسن مدلس، وقد عنعن، لكن متن الحديث صحيح لشواهده، ولذا حَسَّنهُ الترمذي، وصححه الحاكم 2/163، وأقره الذهبي.
وانظر الحديث الوارد برقم "699" و"700".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ تَحْسِينِ الْخُلُقِ عِنْدَ طُولِ عُمُرِهِ
484 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ حدثني بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا"1. [3: 53]
1 رجاله ثقات رجال مسلم، إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/254، 255، والبزار "1971" من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "المجمع" 8/22: رواه البزار، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس.
وأخرجه أحمد 2/235 و403 من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف برقم "2981" من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، به.
وله شاهد من حديث جابر عند الحاكم 1/339 وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فالحديث صحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ كَانَ فِي الْقِيَامَةِ مِمَّنْ قَرُبَ مَجْلِسُهُ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم
485 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَجْلِسٍ "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا"1. [م3: 53]
1 إسناده حسن، محمد بن عبد الله بن عمرو، وثقه المؤلف، قاسم بن أبي شيبة: هو قاسم بن يحيى بن عطاء الهلالي.
وأخرجه أحمد 2/217، 218 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد، لكن وقع فيه: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه محمد بن عبد الله، سقط لفظ "عن" قبل كلمة محمد، ووقع خطأ مطبعي طريف عجيب، فقد جاء نصُّه هكذا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس خف: ألا أحدثكم
…
فأقحمت كلمة "خف" في متن الحديث، وهي إشارة وضعت في الأصل الخطي، فوق كلمة ألا رمزاً إلى تخفيفها. نبه إلى ذلك العلامة المرحوم أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث في "المسند" برقم "7035".
وأخرجه أحمد 2/185 عن يونس وأبي سلمة الخزاعي، والبخاري في "الأدب المفرد""272" عن عبد الله بن صالح، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 5 من طريق يونس بن محمد، كلهم عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
…
وإسناد أحمد والخرائطي صحيح، وإسناد البخاري فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال الحافظ في "التقريب": صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، لكنه متابع.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/258 وقال: رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه"، وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/21 وقال: رواه أحمد وإسناده جيد، وله في "الصحيح":"وإن من أحبكم إليّ أحسنكم خلقاً" فقط.
قلت: الرواية المختصرة التي ذكرها الهيثمي تقدمت هنا برقم "477" بلفظ: "خياركم أحاسنكم أخلاقاً" فانظر تخريجها ثمت.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى
486 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ عَلَى رؤوسنا الرَّخَمَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ إِذْ جَاءَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي كَذَا أَفْتِنَا فِي كَذَا فقَالَ " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ عَنْكُمُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَأً اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ قَالُوا أَفَنَتَدَاوَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْهَرَمُ قَالُوا فَأَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلى الله يا رسول الله قال: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى
[486]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ عَلَى رؤوسنا الرَّخَمَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ إِذْ جَاءَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي كَذَا أَفْتِنَا فِي كَذَا فقَالَ " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ عَنْكُمُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَأً اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ قَالُوا أَفَنَتَدَاوَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْهَرَمُ قَالُوا فَأَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
"أحب الناس إلى الله أحسنهم خلقا"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح، على شرط مسلم غير صحابيه أسامة بن شريك، وهو صحابي يعد من أهل الكوفة، وهو من بني ثعلبة بن يربوع، لا يعرف عنه راوٍ غير زياد بن علاقة. عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""471" عن محمد بن عمرو بن خالد الخراني، عن أبيه، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1232"، وأحمد 4/278، وابن ماجة "3436" في الطب: باب ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء، والبغوي في "شرح السنُّة""3226"، والطبراني في الكبير "463" و"464" و"465" و"466" و"467" و"469" و"472" و"479" و"480" و"482" و"483" و"484"، وفي الصغير: 1/202 -203، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/197 من طرق عن زياد بن علاقة، بهذا الإسناد، ورواه الحاكم: 4/399- 400، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم عن زياد بن علاقة، ووافقه الإمام الذهبي. وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 213: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وسيعيده المؤلف في أول كتاب الطب من طريق سفيان الثوري، عن زياد بن علاقة، به.
قوله: "اقترض من عرض أخيه"، أي: نال منه وعابه، وقطعه بالغيبة، وأصل القرض: القطع. وقوله: حرج، من باب تعب: ضاق، وحرج الرجل: أثم.
وقال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" 4/13-14، -بعد أن أورد حديث أسامة بن شريك هذا، وحديث جابر عند مسلم "2204":"لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله"، وحديث أبي هريرة المتفق عليه:"ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء" وغيرها -: فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات وإبطال قول من أنكرها
…
ثم قال: وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولابد مع هذا الاعتماد مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً
…
وانظر تمام كلامه فإنه غاية في النفاسة.
8-
بَابُ الْعَفْوِ
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْعَفْوِ وَتَرْكِ الْمُجَازَاةِ عَلَى الشَّرِّ بِالشَّرِّ
487 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ
حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أُصِيبَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ وَمِنْهُمْ سِتَّةٌ فِيهِمْ حَمْزَةُ فَمَثَّلُوا بِهِمْ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126] فقَالَ رَجُلٌ لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "كفوا عن القوم غير أربعة"1. [3: 64]
1 إسناده حسن من أجل الربيع بن أنس، فقد وصفه الحافظ في "التقريب" بأنه صدوق له أوهام، وأخرجه الحاكم 2/358، 359 من طريق محمد بن عبد السلام، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي. وتحرف عنده "عن الفضل" إلى "بن الفضل". وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" 5/135 عن أبي صالح هدية بن عبد الوهاب المروزي، والترمذي "3128" في التفسير: باب ومن سورة النحل، والنسائي في الكبرى في "التحفة" 1/13 عن أبي عمار الحسين بن حريث المروزي، كلاهما عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه عبد الله بن أحمد 5/135 من طريق أبي تميلة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/289 من طريق عبد الله بن عثمان، كلاهما عن عيسى بن عبيد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ لَا يَنْتَقِمَ لِنَفْسِهِ مِنْ أَحَدٍ اعْتَرَضَ عَلَيْهَا أَوْ آذَاهَا
488 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ خَادِمًا قَطُّ وَلَا ضَرَبَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمُهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ انْتَقَمَ لَهُ وَلَا عَرَضَ لَهُ أَمْرَانِ إِلَّا أَخَذَ بِالَّذِي هُوَ أَيْسَرُ حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ الناس منه"1. [5: 47]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو معاوية: هو محمد بن خازم، وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 10/192 من طريق أحمد بن سلمة، عن هناد بن السري، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 6/229، ومسلم "2328" "79" في الفضائل: باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام واختباره من المباح أسهله، والبيهقي في "السُّنن" 10/192، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/31، 32 و281، ومسلم "2327" و"2328"، والترمذي في "الشمائل""341"، والدارمي 2/147، من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 3/95، 96 في باب ما جاء في حسن الخلق، ومن طريقه أخرجه أحمد 6/115، 116 و 181، 182، 262، والبخاري "3560" في المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، و"6126" في الأدب: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا"، وفي كتابه "الأدب المفرد""274"، وأبو داود "4785" في الأدب: باب التجاوز في الأمر، والبيهقي في "السُّنن" 7/41، والبغوي في "شرح السنُّة""3703" عن الزهري، عن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/114 و130و 223و232، والبخاري "6786" في الحدود: باب إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله، و"6853" باب كم التعزير والأدب، وأبو داود "4786" في الأدب، والترمذي في "الشمائل""342" من طرق عن الزهري، عن عروة، به.
9-
بَابُ إِفْشَاءِ السَّلَامِ وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ
489 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ وَأَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطعام تدخلوا الجنان"1.
1 حديث صحيح رجاله ثقات، إلا أن عطاء بن السائب اختلط بأخرة، والراوي عنه هنا- وهو جرير - وفي المصادر الآتية سمع منه بعد اختلاطه.
وأخرجه الدارمي 2م109، وأبو نعيم في "الحلية" 2/287 من طريقين عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""981"، وابن أبي شيبة 8/624، ومن طريقه ابن ماجة "3694" في الأدب: باب إفشاء السلام، من طريق محمد بن فضيل، وأحمد 2/170 عن عبد الوارث وأبي عوانة، والترمذي "1855" في الأطعمة، عن أبي الأحوص، ثلاثتهم عن عطاء، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة سيرد برقم "508".
وعن أبي مالك الأشعري سيرد برقم "509".
وعن علي عند ابن أبي شيبة 8/625، وأحمد 1/156، والترمذي "1985".
وعن عبد الله بن سلام عند ابن أبي شيبة 8/624، وأحمد 5/415، وابن سعد في "الطبقات" 1/235، وابن نصر في "قيام الليل" ص 17، والترمذي "2485" في صفة القيامة، وابن ماجة "1334" في الإقامة: باب ما جاء في قيام الليل، و"3251" في الصيد: باب إطعام الطعام، والدارمي 1/340، والبغوي في "شرح السنُّة""926"، ولفظه:"يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم 3/13 و4/160، ووافقه الذهبي. وهو كما قالوا.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ" لَفْظَةٌ يَشْتَمِلُ اسْتِعْمَالُهَا عَلَى شُعَبٍ كَثِيرَةٍ بِاخْتِلَافِ أَحْوَالِ الْمُخَاطَبِينَ فِيهَا قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لِهَذَا الْوَصْفِ فِيمَا قَبْلُ وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "أَفْشُوا السَّلَامَ" لَفْظَةٌ أُطْلِقَتْ عَلَى الْعُمُومِ لَا يَجِبُ اسْتِعْمَالُهُ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ لِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا اسْتَعْمَلَ ذَلِكَ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ ضَاقَ بِهِ الْأَمْرُ وَخَرَجَ إِلَى مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِ وَتَكَلَّفَ إلْزَامَ الْفَرَائِضِ بِالرَّدِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَإِذَا كَانَ الرَّدُّ هُوَ الْفَرْضُ صَارَ عَلَى الْكِفَايَةِ كَانَ ابْتِدَاءُ السَّلَامِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ تَخْصِيصٌ فَرْضٌ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ عَلَى الْكِفَايَةِ وَقَوْلُهُ "أَطْعِمُوا الطَّعَامَ" أَمْرٌ نُدِبَ إِلَى اسْتِعْمَالِهِ وَحُثَّ عَلَيْهِ قصدا لطلب الثواب. [1: 7]
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ كَلَامُهُ وَبَذَلَ سَلَامَهُ
490 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ عن أبيه شريحذكر إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ كَلَامُهُ وَبَذَلَ سَلَامَهُ
[490]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ عَنْ أبيه شريح
عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُوجِبُ لِيَ الْجَنَّةَ قَالَ "عَلَيْكَ بحسن الكلام وبذل السلام"1.
1 -
1 إسناده قوي، رجاله ثقات غير يزيد بن المقدام، فهو صدوق، وهانئ هو ابن يزيد المذحجي رضي الله عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/519، والبخاري في "الأدب المفرد""811"، وفي "خلق أفعال العباد" ص 49، والطبراني في "الكبير" 22/"470"، من طرق عن يزيد بن المقدام، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 1/23، ووافقه الذهبي، ولفظه "عليك بحسن الكلام وبذل الطعام".
وأخرجه الطيالسي في "الكبير" 22/"467" و"468"، وفي "مكارم الأخلاق""158" من طريق قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح، به.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 23، والطبراني في "الكبير" 22/"469"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1140" من طريق أحمد بن حنبل قال: أعطاني ابن الأشجعي كتباً عن أبيه، فكان فيها عن سفيان، عن المقدام بن شريح، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/29 وعزاه للطبراني، وقال: وفيه أبو عبيدة بن عبيد الله الأشجعي، روى عنه أحمد بن حنبل وغيره، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيورده المؤلف مطولاً برقم "504".
ذِكْرُ إِثْبَاتِ السَّلَامَةِ فِي إِفْشَاءِ السَّلَامِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ
491 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ قِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النهمي عن عبد الرحمن بن عوسجةذكر إِثْبَاتِ السَّلَامَةِ فِي إِفْشَاءِ السَّلَامِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ
[491]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ قِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ
عَنِ الْبَرَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال "أفشوا السلام تسلموا"1. [1: 2]
1 إسناده حسن، قنان بن عبد الله وثقه ابن ابن معين والمؤلف 7/344، وقال النسائي: ليس بالقوي، ونسبته النهمي إلى نهم: بطن من همدان، ضبطها السمعاني بكسر النون، وضبطها الحافظ ابن حجر بفتحها، وتحرفت في "الثقات" إلى التميمي، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 4/286، والبخاري في "الأدب المفرد""787"، وأبو يعلى "1687"، وأبو نعيم في "أخباب أصبهان" 1/277من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، بزيادة:"والأشرة شر".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""979" عن مسدد، عن عبد الواحد، عن قنان، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/29، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات، وقال البوصيري: رواه ابن منيع بإسناد صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624 عن علي بن مسهر، عن الشيباني، وأحمد 4/299 عن يحيى بن آدم، عن سفيان، كلاهما عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام.
ذِكْرُ إِبَاحَةِ الْمُصَافَحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ عِنْدَ السَّلَامِ
492 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ
قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ عَلَى عهد رسول الله قَالَ نَعَمْ2.قَالَ قَتَادَةُ وَكَانَ الْحَسَنُ يُصَافِحُ.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، همام هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه البخاري "6263" في الاستئذان: باب المصافحة، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""3325" عن عمرو بن عاصم، والترمذي "2729" في الاستئذان: باب ما جاء في المصافحة، من طريق ابن المبارك، والبيهقي في "السُّنن" 7/99 من طريق عبد الملك بن إبراهيم، ثلاثتهم عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/619 عن وكيع، عن شعبة، عن قتادة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/619 عن أبي خالد الأحمر، عن حنظلة السدوسي، عن أنس قال: قلنا: يا رسول الله أيصافح بعضنا بعضا؟ قال: "نعم".
ذِكْرُ كِتْبَةِ الْحَسَنَاتِ لِمَنْ سَلَّمَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِتَمَامِهِ
493 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قال حدثنا محمد بن جعفر يعني بن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ التَّيْمِيِّ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ فقَالَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ " فقَالَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرَ فقَالَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فقَالَ عِشْرُونَ حَسَنَةً فَمَرَّ رَجُلٌ آخَرَ فقَالَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فقَالَ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ وَلَمْ يُسَلِّمْ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا أَوْشَكَ مَا نَسِيَ صَاحِبُكُمْ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلسذكر كِتْبَةِ الْحَسَنَاتِ لِمَنْ سَلَّمَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِتَمَامِهِ
[493]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ حدثنا محمد بن جعفر يعني بن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ التَّيْمِيِّ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ فقَالَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ " فقَالَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرَ فقَالَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فقَالَ عِشْرُونَ حَسَنَةً فَمَرَّ رَجُلٌ آخَرَ فقَالَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فقَالَ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ وَلَمْ يُسَلِّمْ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا أَوْشَكَ مَا نَسِيَ صَاحِبُكُمْ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ
فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ قَامَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ من الآخرة" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح، وهو عند البخاري في "الأدب المفرد""986".
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""368" عن زكريا بن يحيى، عن أحمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن يعقوب بن زيد، به.
وسيرد بعد "494" و"495" و"496" من ثلاث طرق عن ابن عجلان، عن المقبري، به، مختصراً.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالسَّلَامِ لِمَنْ أَتَى نَادِي قَوْمٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ واسْتِعْمَالِ مِثْلِهِ عِنْدَ الْقِيَامِ
494 -
أَخْبَرَنَا بن قتيبة حدثنا يزيد بن وهب الرملي حدثنا المفضل بن فضالة عن بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ فَإِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخرة"2. [1: 67]
2 إسناده حسن، ففي ابن عجلان- واسمه محمد- كلام يسير لا ينزل عن رتبة الحسن، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الحميدي "1162" عن سفيان، وأحمد 2/287 عن قران بن تمام، و2/439 عن يحيى بن سعيد، والترمذي "2706" في الاستئذان: باب ما جاء في التسليم عند القيام وعند القعود، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""369" من طريق الليث بن سعد، والبخاري في "الأدب المفرد""1007"، والبغوي في "شرح السنُّة""3328" من طريق أبي عاصم، والبخاري في "الأدب المفرد""1008" من طريق سيمان بن بلال، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/139 من طريق أبي عاصم وأبي غسان وابن جريج والوليد بن مسلم، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""369" أيضاً من طريق جريج، كلهم عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""1007"أيضاً من طريق صفوان بن عيسى، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""370" من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/131 من طريق شعبة، عن بكر بن وائل، عن سعيد المقبري، به، مختصراً.
وذكره السيوطي في "الجامع الكبير والصغير"، وزاد نسبته إلى الحاكم.
وسيرد بعده "495" من طريق بشر بن المفضل، و"496" من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالسَّلَامِ لِلْمَرْءِ عِنْدَ الِانْتِهَاءِ إِلَى نَادِي قَوْمٍ مَعَ اسْتِعْمَالِهِ مِثْلَهُ عِنْدَ رُجُوعِهِ عَنْهُمْ
495 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ وَإِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ فليست الأولى بأحق من الآخرة"1. [1: 78]
1 إسناده حسن، وأخرجه أحمد 2/230، ومن طريقه أبو داود "5208" في الأدب: باب في السلام إذا قام من المجلس، عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "5208" أيضاً عن مسدد، عن بشر بن المفضل، به. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالسَّلَامِ لِمَنْ أَتَى نَادِي قَوْمٍ واسْتِعْمَالِ مِثْلِهِ عِنْدَ قِيَامِهِ مِنْهُ بِالصَّلَاةِ
496 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عن روح بن القاسم عن بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ ثُمَّ إِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ من الآخرة"1.
قال أبو عاصم2 وأخبرناه بن عجلان [1: 95]
1 إسناده حسن، محمد بن عبد الرحيم هو المعروف بصاعقة، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة""371" عن محمد بن عبد الرحيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/139 عن أحمد بن شعيب، عن محمد بن عبد الرحيم، به.
وانظر "493" و"494" و"495".
2 في الأصل: حاتم، تحريف وتصويب من "التقاسيم" 1/598.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِابْتِدَاءِ السَّلَامِ لِلْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ وَالرَّاكِبِ عَلَى الْمَاشِي
497 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عيسى المصري حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "ليسلمذكر الْأَمْرِ بِابْتِدَاءِ السَّلَامِ لِلْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ وَالرَّاكِبِ عَلَى الْمَاشِي
[497]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عيسى المصري حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لِيُسَلِّمِ
الْفَارِسُ عَلَى الْمَاشِي وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ على الكثير" 1. [1: 78]
1 إسناده جيد، أحمد بن عيسى هو ابن حسان المصري يعرف بابن التستري، صدوق من رجال الشيخين، وعمرو بن مالك هو أبو علي الجنبي، وحميد بن هانئ هو الخولاني المصري من رجال مسلم، قال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: لا بأس به ثقة، وقال ابن عبد البر: هو عندهم صالح الحديث لا بأس به، وذكره المؤلف في الثقات 4/149.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""996" عن أصبغ، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/19، والبخاري في "الأدب المفرد""998"، والدارمي 2/276 عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن حيوة بن شريح، عن حميد بن هانئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/19، والترمذي "2705" في الاستئذان: باب ما جاء في تسليم الراكب على الماشي، والبخاري في "الأدب المفرد""999" من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن حميد بن هانئ، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 6/20 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي هانئ حميد، به.
وفي الباب عن جابر في الحديث التاليز
وعن أبي هريرة عند عبد الرزاق "19445"، وأحمد 2/304، والبخاري "6231" في الاستئذان: باب تسليم القليل على الكثير، و"6232" باب تسليم الراكب على الماشي، و"6233" باب يسلم الماشي على القاعد، و"6234" باب يسلم الصغير على الكبير، وفي "الأدب المفرد""993" و"995"، ومسلم "2160" في السلام: باب يسلم الراكب على الماشي والقليل على الكثير، وأبو داود "6198" و"5199" في الأدب، والترمذي "2703" و"2704" في الاستئذان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/83 و301، والبيهقي في "السُّنن" 9/203، والبغوي في "شرح السنُّة""3303".
وعبد الرحمن بن شبل عند عبد الرزاق "19444"، وأحمد 3/444، والبخاري في "الأدب المفرد""992".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَاشِيَيْنِ إِذَا بَدَأَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ بِالسَّلَامِ كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا
498 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ بن جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْمَاشِي عَلَى القاعد والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل"1. [1: 2]
1 رجاله ثقات رجال مسلم، إلا أن أبا الزبير قد عنعن، وهو مدلس، ومحمد بن معمر: هو ابن ربعي القيسي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه البزار "2006" عن محمد بن معمر، بهذا الإسناد. وعن عمرو بن علي، عن أبي عاصم، به. قال الهيثمي في "المجمع" 8/36: ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""983" عن محمد بن سلام، عن مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، به. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ تَضَمُّنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا دُخُولَ الْجَنَّةِ لِلْمُسَلِّمِ عَلَى أَهْلِهِ عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَيْهِمْ إِنْ مَاتَ وَكِفَايَتَهُ وَرِزْقَهُ إِنْ عَاشَ
499 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ بِصَيْدَا قَالَ حدثناذكر تَضَمُّنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا دُخُولَ الْجَنَّةِ لِلْمُسَلِّمِ عَلَى أَهْلِهِ عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَيْهِمْ إِنْ مَاتَ وَكِفَايَتَهُ وَرِزْقَهُ إِنْ عَاشَ
[499]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ بِصَيْدَا قَالَ حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ1 عَلَى اللَّهِ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ"2.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ لَمْ يَطْعَمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى ثَمَانِيَة عشر سَنَةً مِنْ طَيِّبَاتِ الدُّنْيَا شَيْئًا غَيْرَ الْحَسْوِ3 عند إفطاره. [1: 2]
1 أي: مضمون على حد قوله تعالى: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي: مرضية، أو ذو ضمان، قال النووي في "الأذكار": معنى ضامن صاحب الضمان، والضمان: الرعاية للشيء كما يقال: تامر ولابن، أي صاحب تمر ولبن.
2 عثمان بن أبي العاتكة هو الأزدي ضعفوه في رويته عن علي بن يزيد الألهاني، وأما روايته عن غيره فهو مقارب يكتب حديثه للاعتبار، وقد توبع عليه كما يأتي فالحديث صحيح.
وأخرجه أبو داود "2494" في الجهاد: باب فضل الغزو في البحر، عن عبد السلام بن عتيق، والحاكم في "المستدرك" 2/73، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 9/166 من طريق سماك بن عبد الصمد، كلاهما عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي. وفي الباب عن معاذ بن جبل تقدم برقم "372".
وعن أبي هريرة عند أبي نعيم في "الحلية" 9/251.
3 الحَسْو كالحسا: المرق ونحوه، وطعام رقيق يصنع من الدقيق والماء.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ مُبَادَرَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ
500 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لا تُبَادِرُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طريق فاضطروهم إلى أضيقه"1. [2: 3]
501 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَطِيبُ بِالْأَهْوَازِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَا تبدؤوا
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه عبد الرزاق "19457" ومن طريقه أحمد 2/266، والبغوي في "شرح السنُّة""3310" عن معمر، وأحمد 2/225و444، ومسلم "2167" في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والبخاري في "الأدب المفرد""111"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/341، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/140، 142، والبيهقي في "السُّنن" 9/203، من طريق سفيان، وأحمد 2/263 من طريق زهير، ومسلم "2167"، والترمذي "1602" في السير: باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب و"2700" في الاستئذان: باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة، من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبخاري في "الأدب المفرد""1103" من طريق وهيب، ومسلم "2167"، والبيهقي في "السُّنن" 9/203، من طريق جرير بن عبد الحميد، والطحاوي في "شرح الآثار" 4/341 من طريق أبي بكر بن عياش وشريك ويحيى بن أيوب، كلهم عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وسيرد بعده من طريق شعبة، عن سهيل، به فانظره.
أَهْلِ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ" 1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الطيالسي "2424" عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/436 و459، ومسلم "2167" في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وأبو داود "5205" في الأدب: باب في السلام على أهل الذمة، والطحاوي في "شرج معاني الآثار" 4/341 من طرق عن شعبة، به.
وتقدم قبله من طريق أبي عوانة، عن سهيل، به، فانظره.
قال القرطبي في "المفهم" 3/179أ: إنما نُهي عن ذلك لأن الابتداء بالسلام إكرامٌ، والكافر ليس أهلاً لذلك، فالذي يُناسبهم الإعراضُ عنهم وتركُ الالتفات إليهم. وقوله:"وإذا لقيتُم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه" أي: لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيِّق إكراماً لهم واحتراماً، وعلى هذا فتكون هذه الجملة مناسبة للجملة الأولى في المعنى والعطف، وليس معنى ذلك أنّا إذا لقيناهم في طريقٍ أنّا نُلجئهم إلى حرفِه حتى يضيق عليهم، لأن ذلك أذى منّا لهم من غير سبب، وقد نهينا عن أذاهم.
ذِكْرُ إِبَاحَةِ رَدِّ السَّلَامِ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ
502 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن دينار
أنه سمع بْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ إِنَّمَا يَقُولُ أَحَدُهُمُ السَّامُ عَلَيْكَ فَقُلْ وَعَلَيْكَ"2. [4: 3]
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، يحيى بن أيوب من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
= وأخرجه مسلم "2164" في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، عن يحيى بن أيوب المقابري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2164" أيضاً، والترمذي "1603" في السير: باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""378" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/630، 631، وأحمد 2/19، والبخاري "6928" في المرتدين: باب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، ومسلم "2164""9"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""379" و"380"، والبهقي في "السُّنن" 9/203، والبغوي في "شرح السنُّة""3112"، من طريق سفيان، وأبو داود "5206" في الأدب: باب السلام على أهل الذمة، من طريق عبد العزيز بن مسلم القسملي، وأخرجه مالك 3/132 في باب ما جاء في السلام على اليهودي والنصراني، ومن طريقه البخاري "6257" في الاستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام، و"6928" أيضاً، وفي "الأدب المفرد""1106"، والبيهقي 9/203، والبغوي "3311"، ثلاثتهم "سفيان والقسملي ومالك" عن عبد الله بن دينار، به.
وفي الباب عن أنس في الحديث التالي.
وعن عائشة عند ابن أبي شيبة 8/630، والبخاري "2935" في الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، و"6024" في الأدب: باب الرفق في الأمر كله، "6030" باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً، و"6256" في الاستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام، و"6395" في الدعوات: باب الدعاء على المشركين، و"6401" باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"يستجاب لنا في اليهود ولا يستجاب لهم فينا"، وفي "الأدب المفرد""311"، ومسلم "2165" في السلام، وابن ماجة "3698" في الأدب: باب رد السلام على أهل الذمة، والبيهقي في "السُّنن" 9/203، والبغوي في "شرح السنُّة""3313" و"3314"، وسيرد بعض حديث عائشة هذا وهو:"إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله" برقم "547".
وعن أبي عبد الرحمن الجهني عند ابن أبي شيبة 8/630، وأحمد 4/233، وابن ماجة "3699"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/341.
وعن أبي بصرة الغفاري عند ابن أبي شيبة 8/631، وأحمد 6/398، والبخاري في "الأدب المفرد""1102"، والطبراني في "الكبير""2162".
ذِكْرُ وَصَفِ رَدِّ السَّلَامِ لِلْمَرْءِ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا سَلَّمُوا عَلَيْهِ
503 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ يَهُودِيًّا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ فقَالَ "السَّامُ عَلَيْكُمْ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَتَدْرُونَ مَا قَالَ قَالُوا نَعَمْ سَلَّمَ عَلَيْنَا قَالَ لَا إِنَّمَا قَالَ السَّامُ عَلَيْكُمْ أَيْ تُسَامُونَ دِينَكُمْ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكتاب فقولوا وعليك"1. [1: 78]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، فإن يزيد بن زريع سمع من سعيد بن أبي عروبة قديماً قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/630، ومن طريقه ابن ماجة "3697" في الأدب: باب رد السلام على أهل الذمة، عن عبدة بن سليمان ومحمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2163""7" في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وأبو داود "5207" في الأدب: باب في السلام على أهل الذمة، من طريق شعبة، والترمذي "3301" في التفسير: باب ومن سورة
= المجادلة، من طريق شيبان، والبخاري في "الأدب المفرد""1105" من طريق همام، ثلاثتهم عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2069" ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة""385"، وأخرجه البخاري "6926" في المرتدين: باب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم، من طريق ابن المبارك، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""386" من طريق عيسى، و"387" من طريق خالد، كلهم عن شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/99، والبخاري "6258" في الاستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة، عن عثمان بن أبي شيبة، ومسلم "2163""6"، عن يحيى بن يحيى وإسماعيل بن سالم، أربعتهم عن هشيم، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن جده أنس.
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِلْمَرْءِ بِطِيبِ الْكَلَامِ وَإِطْعَامِ الطعام
504 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ بْنِ هَانِئٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ هانئ عن بن هَانِئٍ أَنَّ هَانِئًا لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ قَوْمِهِ فَسَمِعَهُمْ يُكَنُّونَ هَانِئًا أَبَا الْحَكَمِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ قَالَ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَضُوا بِي حَكَمًا فَأَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فقَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَحَسَنٌ فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ قَالَ شُرَيْحٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَمُسْلِمٌ قَالَ فَأَيُّهُمْ أَكْبَرُ قَالَ شُرَيْحٌ قَالَ فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ فَدَعَا لَهُ وَلِوَلَدِهِ فَلَمَّا أَرَادَ الْقَوْمُ الرُّجُوعَ إلىذكر إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِلْمَرْءِ بِطِيبِ الْكَلَامِ وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ
[504]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ بْنِ هَانِئٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ هانئ عن بن هَانِئٍ أَنَّ هَانِئًا لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ قَوْمِهِ فَسَمِعَهُمْ يُكَنُّونَ هَانِئًا أَبَا الْحَكَمِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ قَالَ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَضُوا بِي حَكَمًا فَأَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فقَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَحَسَنٌ فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ قَالَ شُرَيْحٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَمُسْلِمٌ قَالَ فَأَيُّهُمْ أَكْبَرُ قَالَ شُرَيْحٌ قَالَ فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ فَدَعَا لَهُ وَلِوَلَدِهِ فَلَمَّا أَرَادَ الْقَوْمُ الرُّجُوعَ إلى
بِلَادِهِمْ أَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْضًا حَيْثُ أَحَبَّ فِي بِلَادِهِ قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُوجِبُ لِيَ الْجَنَّةَ قَالَ طِيبُ الْكَلَامِ وَبَذْلُ السَّلَامِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ" 1. [1: 2]
1 إسناده جيد، يزيد بن المقدام صدوق، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وباقي رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو بتمامه في "الأدب المفرد" للبخاري "811" من طريق أحمد بن يعقوب، عن يزيد بن المقدام، بهذا الإسناد.
وقوله: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة
…
تقدم برقم "490" من طريق قتيبة بن سعيد، عن يزيد بن المقدام، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءَ السَّلَامِ مِنَ الْإِسْلَامِ
505 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ "تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ"2. [0: 00]
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الخير: هو مَرْثد بن عبد الله اليزني. وأخرجه البخاري في صحيحه "12" في الإيمان: باب إطعام الطعام من الإسلام، و"28": باب إفشاء السلام من الإسلام و"6236" في الاستئذان: باب السلام للمعرفة وغير المعرفة، وفي "الأدب المفرد""1013"، ومسلم "39" في الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام، والنسائي 8/107 في الإيمان: باب أي الإسلام خير، وأحمد 2/169، وأبو داود "5194" في الأدب: باب في إفشاء السلام، وابن ماجة "3253" في الأطعمة: باب إطعام الطعام، وأبو نعيم في الحلية 1/287، والخطيب في "تاريخه" 8/169، والبغوي في "شرح السنُّة""3302"، من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ إِطْعَامَ الطَّعَامِ من الإيمان
506 -
أخبرنا محمد بن أحمد بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي1 جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فليقل خيرا أو ليسكت"2.
1 كذا الأصل، والجادة حذف الياء، وما هنا له وجه في العربية.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشخين غير المنصور بن أبي مزاحم فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/546، والبخاري "6018" في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يؤذ جاره، ومسلم "47" "75" في الإيمان: باب الحث على إكرام الجار والضيف، وابن مندة في "الإيمان""300" من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/463، والبخاري "6136" في الأدب: باب إكرام الضيف، وابن مندة "299" من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "47""76"، وابن مندة "301" من طريق الأعمش، عن أبي صالح، به.
وأخرجه أحمد 2/433 عن يحيى، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.
= وأخرجه ابن مندة "298" من طريق ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وأخرجه البزار بأطول مما هنا "2031" من طريق محمد بن كثير الملائي، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال الهيثمي في "المجمع" 8/75: رواه البزار، وفيه محمد بن كثير، وهو ضعيف جداً. وقال: هو في الصحيح، وفي هذا زيادة.
وأخرجه ابن أبي الدنيا بن رباح، في "مكارم الأخلاق""323" من طريق كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم "516" من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي شريح، سيورده المؤلف في باب الضيافة.
وعن أبي أيوب الأنصاري في كتاب الحظر والإباحة.
وعن ابن عباس عند البزار "1926"، قال الهيثمي 8/176: في بعض رجاله ضعف، وقد وثقوا.
وعن أنس عند البزار "1927"، قال الهيثمي 8/176/ فيه محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف.
وعن زيد بن خالد الجهني عند البزار "1925"، قال الهيثمي 8/176: رواه البزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ وَأَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ السَّمَّانُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو الدوسي.1 [0: 00]
1 هذا أحد الأقوال في اسمه واسم أبيه، وثمة أقوال أخرى، انظرها في "التقريب".
ذِكْرُ رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَانِ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَفْشَى السَّلَامَ مَعَ عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ
507 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أبيهذكر رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَانِ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَفْشَى السَّلَامَ مَعَ عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ
[507]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ وَأَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ تَدْخُلُوا الْجِنَانَ"1. [1:]
1 حديث صحيح بشاهده، وهو مكرر "489".
ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِمَنْ أَفْشَى السَّلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَقَرَنَهُمَا بِسَائِرِ الْعِبَادَاتِ
508 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ2
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَوْ عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ "أَفْشِ السَّلَامَ وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ وَصِلِ الْأَرْحَامَ وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلِ الجنة بسلام"3. [1: 2]
1 حديث صحيح بشاهده، وهو مكرر "489".
2 في "الإحسان" و"التقاسيم": عطاء بن أبي ميمونة وهو تحريف، وأبو ميمونة هذا هو الأبّار تابعي ثقة، وثقه النسائي والعجلي، وقال ابن معين: صالح، مترجم في تاريخ البخاري: 9/74، و"الجرح والتعديل" 9/447، و"التهذيب"12/253.
3 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، وهو ثقة.
أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه أحمد 2/295 عن يزيد بن هارون، و2/323 و493 عن عفان وعبد الصمد، ثلاثتهم عن همام، بهذا الإسناد. ومن طريق يزيد بن هارون عن همام، به، أخرجه الحاكم 4/129 و160 وصححه ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/16 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، خلا أبا ميمونة، وهو ثقة.
ذِكْرُ وَصْفِ الْغُرَفِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَدَامَ عَلَى صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَفْشَى السَّلَامَ
509 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ بن مُعَانِقٍ
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام"1.
1 إسناده قوي، وابن معانق-واسمه عبد الله كما سيذكره المؤلف - ذكره المؤلف في الثقات 5/36، ووثقه العجلي ص؛ 280، وروى عنه غير واحد، وباقي رجاله ثقات.
وأبو مالك الأشعري اسمه الحارث بن الحارث الأشعري، عداده في أهل الشام وفي الصحابة أبو مالك اثنان غير هاذ.
وهو في مصنف عبد الرزاق "20883"، ومن طريقه أخرجه أحمد 5/343، والطبراني في الكبير "3466"، والبيهقي في "السُّنن" 4/300، 301، والبغوي في "شرح السنُّة""927".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/254 رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات.
وروى أحمد 2/173 من طريق ابن لهيعة، والحاكم 1/321 من طريق ابن وهب، كلاهما عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها".
قال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قانتاً والناس نيام"، وصححه، ووافقه الذهبي. وانظر الحديث المتقدم برقم "489".
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه بن مُعَانِقٍ هَذَا اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَانِقٍ الأشعري
10-
بَابُ الْجَارِ
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مُجَانَبَةَ الرَّجُلِ أَذَى جِيرَانِهِ مِنَ الْإِيمَانِ
510 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٍ وَذَكَرَ الصُّوفِيُّ1 آخَرَ مَعَهُمَا
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال "الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَاجَرَ السُّوءَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عبد لا يأمن جاره بوائقه"2.
1 هو لقب أحمد بن الحسن بن عبد الجبار شيخ ابن حبان في هذا الحديث.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 3/154، والحاكم في "المستدرك" 1/11، من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
وقوله: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بوائقه" أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""341" عن أبي نصر التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً "342" عن عمرو الناقد، عن زيد بن الحباب، عن علي بن مسعدة الباهلي، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/547 من طريق محمد بن إسحاق، والحاكم في "المستدرك" 4/165 من طريق سعيد بن أبي أيوب، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس، بلفظ:"ما هو بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه".
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/288 و336 و372، 373، والبخاري "6016" في الأدب: باب إثم من لا يامن جاره بوائقه، ومسلم "46" في الإيمان: باب بيان تحريم إيذاء الجار، ولفظه عند مسلم:"لا يدخل الجنة من يأمن جاره بوائقه".
وعن أبي شريح الكعبي عند البخاري "6016" أيضاً، وأحمد 4/31 و6/385.
وعن ابن مسعود عند أحمد 1/387.
وقوله: "المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من
…
إلخ تقدم من حديث أبي هريرة برقم "180". ومن حديث عبد الله بن عمرو برقم "196".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا عَظَّمَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مِنْ حَقِّ الْجِوَارِ
511 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَتْهُ
أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"1. [3: 20]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أحمد بن سليمان - وهو ابن عبد الملك الرهاوي- فقد روى له النسائي، وهو ثقة حافظ. وأخرجه أحمد 6/238، وابن أبي شيبة 8/545 ومن طريقه مسلم "2624" في البر: باب الوصية بالجار والإحسان إليه، وابن ماجة "3673" في الأدب: باب حق الجوار، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 7/27 من طريق الحسن بن مكرم، عن يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/545 ومن طريقه مسلم "2624"، وابن ماجة "3673" عن غبدة بن سليمان، والبخاري "6014" في الأدب: باب الوصاة بالجار، وفي "الأدب المفرد""101"، والبيهقي في "السُّنن" 6/275، من طريق مالك، ومسلم "2624" من طريق مالك والليث بن سعد، والترمذي "1942" في البر: باب ما جاء في حق الجوار، وابن ماجة "3673" أيضاً من طريق الليث بن سعد، وأبو داود "5151" في الأدب: باب في حق الجوار، من طريق حماد، والبخاري في "الأدب المفرد""106" من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه أحمد 6/52 عن يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن رجل، عن عمرة، به، والرجل هو أبو بكر بن محمد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""321" من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي بكر بن حزم، به.
وأخرجه مسلم "2624" أيضاً من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/91 و125 و187، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""319"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/307 من طريق زبيد، عن مجاهد، عن عائشة.
وفي الباب عن أبي هريرة في الحديث التالي.
وعن ابن عمر عند البخاري "6015" في الأدب: باب الوصاة بالجار، وفي "الأدب المفرد""104"، ومسلم "2625"، والبغوي في "شرح السنُّة""3487".
وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 8/546، وأحمد 2/160، وأبي داود "5152"، والترمذي "1943"، وأبي نعيم في "الحلية" 6/306.
وعن رجل من الأنصار عند أحمد 5/32.
وعن أنس عند البزار "1899"، قال الهيثمي في "المجمع" 8/165: فيه محمد بن ثابت بن أسلم، وهو ضعيف.
وعن جابر عند البزار "1897"، قال الهيثمي في "المجمع" 8/165: فيه الفضل بن مبشر، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عباس في "التاريخ الكبير" 5/223.
ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ الْإِحْسَانَ إِلَى الْجِيرَانِ رَجَاءَ دُخُولِ الْجِنَانِ بِهِ
512 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلَانَ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"1.
1 إسناده حسن، وهو حديث صحيح. داود بن فراهيج مختلف فيه، وثقه يحيى القطان وابن شاهين، والمؤلف 4/216، ونقل ابن عدي بسنده عن يحيى القطان، قال: وثقه شعبة وسفيان وضعَّفه النسائي، وجاء عن يحيى القطان أن شعبة صنفه، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال العجلي: لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى بمقدارنا يرويه بأساً، وضعفه ابن معين في رواية عباس، وقال: ليس به بأس في رواية عثمان بن سعيد، وروى السباحي عن أحمد تضعيفه، وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد: مدني صالح الحديث، وباقي رجاله ثقات على شرط الصحيح. وهو في "الجعديات""1646".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/949 عن عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة""3488" من طريق أبي القاسم البغوي، عن علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/546، 547، والبزار "1898" من طريق غندر محمد بن جعفر، وأحمد 2/514 عن روحن و2/259 عن عبد الواحد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/165، وقال: رواه البزار، وفيه داود بن فراهيج، وهو ثقة، وفيه ضعف.
وأخرجه أحمد 2/ 305 من طريق أبي قطن، و2/445، وابن ماجة "3674" في الأدب: باب حق الجوار، من طريق وكيع، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/306 من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 227: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، به.
وله شاهد في "الصحيحين" وغيرهما من حديث عائشة "وهو الحديث المتقدم" وأبي شريح، ورواه البخاري من حديث عبد الله بن عمر، ورواه الترمذي في "الجامع" من حديث عبد الله بن عمرو.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِإكْثَارِ الْمَاءِ فِي مَرَقَتِهِ وَالْغَرْفِ لِجِيرَانِهِ بَعْدَهُ
513 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إذا طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهَا فَإِنَّهُ أَوْسَعُ لِلْأَهْلِ والجيران"1. [1: 67]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، وأخرجه 5/156 عن بهز، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "139"، وأحمد 5/149، والبخاري في "الأدب المفرد""114"، ومسلم "2625" "142" في البر والصلة: باب الوصية بالجار، من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبي عمران الجوني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/357 من طريق سفيان الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي ذر.
وسيرد بعده "514" من طريق شعبة، و"523" من طريق أبي عامر الخزار، كلاهما عن أبي عمران الجوني، به.
وفي الباب عن جابر عند البزار "1091": أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/165، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ غَرْفَ الْمَرْءِ مِنْ مَرَقَتِهِ لِجِيرَانِهِ إِنَّمَا يَغْرِفُ لَهُمْ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا تَقْتِيرٍ
514 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَاحْسُهُمْ مِنْهَا بمعروف"1. [1: 67]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فهو من رجال مسلم، ومحمد شيخ محمد بن بشار فيه هو ابن جعفر المعروف بغندر، وأبو عمران هو الجوني، واسمه عبد الملك بن حبيب. وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 3/88 من طريق أحمد بن سلمة، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/161 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "450"عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/161 عن حجاج، والبخاري في "الأدب المفرد""113" من طريق ابن المبارك، ومسلم "2625""143" في البر والصلة، من طريق ابن إدريس، والدارمي 2/108 من طريق أبي نعيم، والبغوي في "شرح السنُّة""391" من طريق شبابة بن سوار، كلهم عن شعبة، به. وأخرجه أحمد 5/171 عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي عمران الجوني، به، ففي إسناده هذا زيادة قتادة بين شعبة والجوني. وانظر "513" و"523".
وسيعيده المؤلف برقم "1718" وأوله: أوصاني خليلي بثلاث
…
وبرقم "5944" من طريق شعبة، به.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ مَنْعِ الْمَرْءِ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ الْخَشَبَةَ عَلَى حَائِطِهِ
515 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جاره أن يغرز خشبة على جداره"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن رمح فمن رجال مسلم. وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 6/157، من طريق يونس بن المؤدب، وأبو نعيم في "الحلية" 3/378 من طريق شعيب بن يحيى، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/745 في الأقضية: باب القضاء في المرفق، ومن طريقه أخرجه أحمد 4/463، والبخاري "2463" في المظالم: باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في الجدار، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/269، والبيهقي في "السُّنن" 6/68 و157، والبغوي في "شرح السنُّة""2174".
وأخرجه أحمد 2/396 من طريق أبي أويس، والشافعي 2/193، والحميدي "1076"، وأحمد 2/240، ومسلم "1609"، وأبو داود "3634" في الأقضية: باب أبواب من القضاء، والترمذي "1353" في الأحكام: باب ما جاء في الرجل يضع على حائط جداره خشية، وابن ماجة "2335" في الأحكام: باب الرجل يضع خشبة على جدار جاره، والبيهقي في "السُّنن" 6/68 من طريق سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق ومن طريقه البيهقي 6/68 عن معمر، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/396 من طريق عبد الله بن الفضل وأبي الزناد، والبيهقي في "السُّنن" 6/68 من طريق صالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الأعرج، به.
وأخرجه الحميدي "1077"، وأحمد 2/ 230 و327، والبخاري "5627"في الأشربة: باب الشرب من فم السقاء، والبيهقي في "السُّنن" 6/69 من طريق أيوب، والبيهقي 6/68 من طريق خالد الحذاء، كلاهما عن عكرمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/378 من طريقين عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/447 عن وكيع، عن منصور بن دينار، عن أبي عكرمة المخزومي، عن أبي هريرة. وأداة الكنية في أبي عكرمة وهم فيما قاله الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 507.
وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد 1/255 و317، والبيهقي في "السُّنن" 6/69.
وعن مجمع بن جارية ورجال من الأنصار عند أحمد 3/479، 480، وابن ماجة "2336"، والطبراني في "الكبير" 19/"1087"، والبيهقي 6/69 و157.
قَالَ ابْنُ رُمْحٍ سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرُهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي قَوْلِ اللَّيْثِ هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرَهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ الذي رواه قراد1 عن الليث عن
1 قراد: لقب، واسمه عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، ويقال: الضبي ترجمه المؤلف في "الثقات" 8/375، وهو ثقة له أفراد لا يتابع عليها كما
= قال الدارقطني. وخبر عائشة هذا ذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى" فقال: "أخبرني أبو جعفر محمد بن رشدين سألت أحمد بن صالح، عن حديث قراد، عن الليث، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لي مماليك أضربهم، فقال أحمد: هذا باطل مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء، إنما روى هذا الليث أظنه قال: عن زياد بن العجلان منقطع. قيل لأحمد: روى ذلك الرجل يعني أحمد بن حنبل عن قراد، فقال: لم يكن يعرف حديث الليث-أي: ابن صالح- وإن كان له فضل وعلم.
وقال الدارقطني في "غرائب مالك": حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان قراد، حدثنا الليث بن سعد، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصوني، وأضريهم وأسبهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحسب ما خانوك، وعصوك، وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان فوق ذنوبهم اقتص لهم منك، فجعل الرجل يبكي، فقال: أما تقرأ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} فقال: يا رسول الله: ما أجد خيراً من فراقهم، أشهدك أنهم أحرار.
قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر: ليس هذا حديث مالك، وأخطأ فيه قراد، والصواب عن الليث ما حدثنا به بحر بن نصر من كتابه، حدثنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش، قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، قال الدارقطني: لم يروه عن مالك عن الزهري غير قراد، عن الليث، وليس بمحفوظ، وساقه الدارقطني من عدة طرق غير هذه عن قراد كذلك.
وذكره الإمام الذهبي في "الميزان" 2/581 ونسبه لمعجم أبي سعيد بن الأعرابي من طريق عباس الدوري، عن قراد، به.
والحديث في "مسند أحمد" 6/280، 281، والترمذي "3165" من طريق قراد عبد الرحمن بن غزوان، عن الليث بن سعد، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/319، وزاد نسبته لابن جرير في "تهذيبه" وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان" وذكره ابن كثير في "تفسيره" 5/340، عن الإمام أحمد، وسكت عنه، ولم يبين العلة.
قلت: ولقراد حديث منكر غير هذا عند الترمذي "3624" من حديث أبي موسى الأشعري في قصة سفره صلى الله عليه وسلم إلى الشام مع عمه أبي طالب قبل النبوةن واجتماعه ببحيرا الراهب، وقد فصل القول في خبر سفره مع عمه أبي طالب إلى الشام مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي في السيرة النبوية ص: 27- 28، فراجعه فإنه غاية في النفاسة. وانظر تهذيب التهذيب 6/249، وسير أعلام النبلاء: 9/518 -519، والبداية والنهاية 2/285 لابن كثير
مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قِصَّةُ الْمَمَالِيكِ خَبَرٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ. [2: 3]
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَذَى الْجِيرَانِ إِذْ تَرْكُهُ مِنْ فَعَالِ الْمُؤْمِنِينَ
516 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ ومن كان يؤمن بالله واليومذكر الزَّجْرِ عَنْ أَذَى الْجِيرَانِ إِذْ تَرْكُهُ مِنْ فَعَالِ الْمُؤْمِنِينَ
[516]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خيرا أو ليصمت" 1. [2: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 2/267، وأبو داود "5154" في الأدب: باب في حق الجوار، والترمذي "2500" في صفة القيامة، من طريقين عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2347"، وأحمد 2/267، 269 و463، والبخاري "6475" في الرقاق: باب حفظ اللسان، ومسلم "47" "74" في الإيمان: باب الحث على إكرام الجار والضيف، والبيهقي في "السُّنن" 8/164، والبغوي في "شرح السنُّة""4121" من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "506" من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. فانظر تخريجه ثمت.
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَجْرَ مَوْؤُودَةٍ لَوِ اسْتَحْيَاهَا فِي قَبْرِهَا
517 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الوعلاني عن كعب بن علقمة2
2 هو كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي أبو عبد الحميد المصري، ولجده صحبة رأى عبد الله بن الحارث بن جزء، وروى عن أبي تميم الجيشاني، وسعيد بن المسيِّب، وعبد الرحمن جبير، وعبد الرحمن بن شماسة مرثد بن عبد الله المزني وكثير بن الهيثم وجماعة، وروى عنه حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن الهيعة وآخرون. وثقه المؤلف، وروى له مسلم في "صحيحه"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. قال ابن يونس: مات سنة 127هـ فيما يقال، وقال يحيى بن بكير: مات سنة 130 انظر "التهذيب" وفروعه.
عَنْ دُخَيْنٍ أَبِي الْهَيْثَمِ كَاتِبِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إِنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَأَنَا دَاعٍ الشُّرْطَ لِيَأْخُذُوهُمْ فقَالَ عُقْبَةُ وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ عِظْهُمْ وَهَدِّدْهُمْ قَالَ إِنِّي نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا وَإِنِّي دَاعٍ الشُّرْطَ لِيَأْخُذُوهُمْ فقَالَ عُقْبَةُ وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مؤمن فكأنما استحيى موؤودة في قبرها"1. [1: 2]
1 دُخَيْن كنيتُهُ أبو الهيثم عند المؤلف، وعند الفسوي في تاريخه: 2/505، والدولابي في "الكنى" 2/156، وقد وصفوه بأنه كاتب عقبة، وأنه سمع منه وهو ثقة من رجال التهذيب إلا أنهم كنوه أبا ليلى. وباقي رجاله ثقات، وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه 2/503 من طريق أبي الوليد بهذا الإسناد، وهو في سُنن البيهقي 8/331 من طريق يعقوب بن سفيان، به.
ورواه البخاري في الأدب المفرد "758"، والطيالسي "1005"، وأبو داود "4891"، والنسائي في الكبرى كما في "التحفة" 7/307، والبيهقي في السُّنن 8/331، كلهم من طريق إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم مولى عقبة، عن عقبة، ورواه الحاكم: 4/384، وسمى أبا الهيثم كثيراً، وكذلك سماه في "التهذيب" وفروعه، وصححه، ووافقه الذهبي مع أن الأخير قال في "الميزان" 4/583، و"المغني" 2/813 عن أبي الهيثم هذا: لا يعرف.
ورواه أحمد 4/153، وأبو داود "4892" من طريق إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن دخين كاتب عقبة، عن عقبة. قال المزني في "تهذيب الكمال": أبو الهيثم المصري مولى عقبة بن عامر الجهني اسمه كثير، روى عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر الجهني اسمه كثير، روى عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر حديث:"من رأى عورة فسترها"، وقيل: عن عقبة بن عامر نفسه، وليس بينهما أحد، وأخرجه أحمد 4/147 و158 من طريق ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن مولى لعقبة بن عامر يقال له: أبو كثير، عن عقبة.
وروى الحميدي في مسنده "384" من طريق سفيانن حدثنا ابن جريج، قال: سمعت أبا سعد الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح، قال: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ستر مؤمناً في الدنيا على خزيه، ستره الله يوم القيامة" فقال أبو أيوب: صدقت
…
وأبو سعد الأعمى مجهول، وباقي رجاله ثقات، وهو في "المسند" 4/153 مختصراً.
وللحديث شاهد من حديث مسلمة بن مخلد عند الخطيب في "الرحلة" 121-122 وفيه انقطاع. ووصله الطبراني في الأوسط، وفيه أبو سنان القسملي عيسى بن سنان كما في "المجمع" 1/134 قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وآخر عن شهاب رجل من الصحابة كان ينزل مصر عند الطبراني "7231"، والضياء المقدسي في "المختارة" كما في الجامع الصغير، فيتقوى الحديث بهما ويصح.
وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة"سيرد برقم "534".
وعن ابن عمر سيرد برقم "533"
وعن ابن عباس عند ابن ماجة "2546".
خيرهم لجاره" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح رجاله رجال صحيح غير شراحبيل بن شريك، فقد روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه الترمذي "1944" في البر والصلة: باب ما جاء في حق الجوار، عن أحمد بن محمد، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""329" عن ابن جميل، والحاكم في "المستدرك" 1/164 من طريق عبدان، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد الحاكم "أبو عبد الرحمن الحبلي"، وتحرف عنده شريك إلى مسلم.
وأخرجه أحمد 2/167، و168، والبخاري في "الأدب المفرد""115"، والدارمي 2/215 من طريق عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/167، 168، والدارمي 2/215 أيضاً من طريق ابن لهيعة، عن شرحبيل بن شريك، به.
وسيرد بعده من طريق هاشم بن القاسم، عن ابن المبارك، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خَيْرِ الْأَصْحَابِ وَخَيْرِ الْجِيرَانِ
519 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم حدثنا بن الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عند الله خيرهم لجاره"2.
2 إسناده صحيح. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وهاشم بن القاسم هو ابن مسلم الليثي. وتقدم قبله من طريق حبان بن موسى، عن ابن المبارك، به. فانظره.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ التَّصَبُّرِ عِنْدَ أَذَى الْجِيرَانِ إِيَّاهُ
520 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأحمر عن بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ جَارًا لَهُ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " اصْبِرْ ثُمَّ قَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ اطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ فَفَعَلَ قَالَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ وَيَقُولُونَ مَا لَكَ فَيَقُولُ آذَاهُ جَارُهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَعَنَهُ اللَّهُ فَجَاءَهُ جَارُهُ فقَالَ رُدَّ مَتَاعَكَ لَا وَاللَّهِ لَا أوذيك أبدا"1. [1: 2]
1 إسناده قوي ابن عجلان: هو محمد، وأبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حبان، وأخرجه أبو داود "5153" في الأدب: باب في حق الجوار، من طريق الربيع بن نافع، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""124" عن علي بن المديني، والحاكم 4/165 من طريق أبي بكرة القاضي، كلاهما عن صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبيز
وله شاهد من حديث أبي جحيفة عند البخاري في "الأدب المفرد""125"، والبزار "1903"، وفي إسناده سيِّئ الحفظ ومجهول ومع ذلك فقد صححه الحاكم 4/166، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/170، وقال: رواه الطبراني والبزار.. وفيه أبو عمر المنبهي، تفرد عنه شريك، وبقية رجاله ثقات.
وآخر من حديث عبد الله بن سلام عند ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""325".
11-
فَصْلٌ مِنَ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ
521 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّاحِيُّ الْعَابِدُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ مُوسَى الْهُجَيْمِيِّ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جابر الْهُجَيْمِيِّ
[عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ الهُجَيْمي] 1قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْتَبٌ فِي بُرْدَةٍ لَهُ وَإِنَّ هُدْبَهَا لَعَلَى قَدَمَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ "عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَقِي وَتُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ وَلَا يُحِبُّهَا اللَّهُ وَإِنِ امْرُؤٌ عَيَّرَكَ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ دَعْهُ يَكُونُ وَبَالُهُ عَلَيْهِ وَأَجْرُهُ لَكَ وَلَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا قَالَ فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ دَابَّةً ولا إنسانا 2 ".
1 سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 1/لوحة 342.
2 حديث صحيح، قرة بن موسى الهجيمي أبو الهيثم لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف 5/320، ولم يَروِ عنه قرة بن خالد، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين غير أن صحابيه سليم بن جابر -ويقال: جابر بن سليم أيضاً، ويكنى أبا جري- لم يرويا له ولا أحدهما.
= وأخرجه الطيالسي "1208"، والبخاري في "الأدب المفرد""1182" من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/64 عن عفان، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عن عبيدة أبي خداش الهجيمي، عن أبي تميمة الهجيمي قال: أتيت رسول الله.. فقد سقط من هذا الإسناد صحابيه جابر بن سليم جد أبي تميمة، وعبيدة بن خداش لم يرو عنه إلا يونس بن عبيد بن دينار، ولم يوثقه غير المؤلف.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/206 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، عن يونس بن عبيد، عن عبيدة، عن جابر بن سليم. ليس في إسناده أبو تميمة بين عبيدة وجابر.
وأخرجه أبو داود "4084" في اللباس: باب ما جاء في إسبال الإزار، عن مسدد، عن يحيى القطان، عن أبي غفار المثنى بن سعد الطائي، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم، وهذا سند قوي.
وأخرجه أحمد 5/63 عن هشيم، عن يونس بن عبيد، عن عبد ربه الهجيمي، عن جابر بن سليم.
وأخرجه أحمد 5/64 عن عفان، عن وهيب، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من بلهجيم، قال: قلت: يا رسول الله.. فأوصني، قال: "لا تسبن أحداً، ولا تزهدن في المعروف ولو أن تلقى أخاك وأنت منسبط إليه
…
وإلى قوله "وإن هدبها لعلى قدميه" أخرجه أبو داود "4075" في اللباس: باب في الهدب، عن عبيد الله بن محمد القرشي، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن عبيدة أبي خداش الهجيمي، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر.
وسيرد الحديث بعده من طريق سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، عن جابر بن سليم، فانظره.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ" أَمْرٌ فُرِضَ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ كُلِّهِمْ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ وإفْرَاغُ الْمَرْءِ الدَّلْوَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي مِنْ إِنَائِهِ وَبَسْطُهُ وَجْهَهُ عِنْدَ مُكَالَمَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِعْلَانِ قُصِدَ بِالْأَمْرِ بِهِمَا النَّدْبُ وَالْإِرْشَادُ قَصْدًا لِطَلَبِ الثواب. [1: 9]
522 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيُّ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ فقَالَ "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهُ مِنَ الْمَخِيلَةِ وَلَا يُحِبُّهَا اللَّهُ وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَشْتُمْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّ أَجْرَهُ لَكَ وَوَبَالَهُ عَلَى مَنْ قاله"1.
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقيل بن طلحة فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجة، وهو ثقة، أبو جري هو سليم بن جابر، ويقال: جابر بن سليم. وأخرجه أحمد 5/63 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/63 عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والبغوي في "شرح السنُّة""3504" من طريق علي بن الجعد، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/206 من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن سلام بن مسكين، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق قرة بن موسى الهجيمي، عن جابر بن سليم أبي جري، به. فانظره.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الْأَمْرُ بِتَرْكِ اسْتِحْقَارِ الْمَعْرُوفِ أَمْرٌ قُصِدَ بِهِ الْإِرْشَادُ وَالزَّجْرُ عَنْ إِسْبَالِ الْإِزَارِ زَجْرُ حَتْمٍ لِعِلَّةٍ مَعْلُومَةٍ وَهِيَ الْخُيَلَاءُ فَمَتَى عُدِمَتِ الْخُيَلَاءُ لَمْ يَكُنْ بِإسْبَالِ الْإِزَارِ بَأْسٌ1 وَالزَّجْرُ عَنِ الشَّتِيمَةِ إِذَا شُوتِمَ الْمَرْءُ زَجْرٌ عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَقَبْلَهُ وَبَعْدَهُ وإن لم يشتم. [2: 2]
= الكبير" 2/206 من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن سلام بن مسكين، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق قرة بن موسى الهجيمي، عن جابر بن سليم أبي جري، به. فانظره.
1 في "الإحسان": بأساً، وهو خطأ والتصويب من "التقاسيم والأنواع" 2/لوحة 109.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ طَلَاقَةَ وَجْهِ الْمَرْءِ لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَعْرُوفِ
523 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَطِيبُ بِالْأَهْوَازِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَوْذَةَ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ فَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَاغْرِفْ لجيرانك منها"2. [1: 2]
2 حديث صحيح، عبد الملك بن هوذة ذكره المؤلف في "ثقاته" 8/387، وقال: يروي عن أبيه، روى عنه حاتم بن الليث الجوهري، وصالح بن رستم مع كونه من رجال مسلم مختلف فيه، وباقي رجاله على شرط مسلم. وأخرجه مسلم "2626" في البر والصلة: باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، عن أبي غسان المسمعي، وابن ماجة "3362" في الأطعمة: باب من طبخ فليكثر ماءه، عن محمد بن بشار، والبغوي في "شرح السنُّة""1689" من طريق يزيد بن سنان، ثلاثتهم عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "1833" في الأطعمة: باب ما جاء في إكثار ماء المرقة، من طريق إسرائيل، عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة عن أبي عمران الجوني.
قلت: ومن طريق شعبة تقدم برقم "514"، وتقدم برقم "315" من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، به. وورد تخريج كل في موضعه. وانظر أيضاً "468".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ تَعْقِيبَ الْإِسَاءَةِ بِالْإحْسَانِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ فِي أَسْبَابِهِ
524 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَرًا فقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ "اعْبُدِ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ إِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ اسْتَقِمْ وليحسن خلقك"1.
1 قول ابن حبان في سنده: "المقبري" غلط، نبّه عليه الحافظ العراقي كما في هامش أصل "موارد الظمآن" وليس الراوي لهذا الحديث المقبري، وإنما هو سعيد بن أبي سعيد المهري، يُكنى أبا السميط، يرويه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو في ترجمته. رواه الخطيب في "المتفق والمفترق"، وقد جاء على الصواب عند غير المؤلف ممن خرّجه، وسعيد بن أبي سعيد المهري: ذكره البخاري في "تاريخه" 3/474، وابن أبي حاتم 4/32 فلم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً، وترجم له المصنف في "الثقات" 6/336، فقال: يروي عن أبيه، وإسحاق مولى زائدة، روى عنه أسامة بن زيد، وحرملة بن عمران، وأبوه من رجال "التهذيب"، يعرف بكنية، روى عنه جمع، وخرج له مسلم في "صحيحه"، وذكره المؤلف في "الثقات"، ووثّقه الإمام الذهبي في "الكاشف"، وباقي السند رجاله ثقات فالسند حسن.
وأخرجه الحاكم 1/54 و4/244، والطبراني في "الكبير" 20/58، وفي "الأوسط" ورقة 233، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/202 من طرق عن حرملة بن عمران التجيبي أن أبا السميط سعيد بن أبي سعيد المهري، حدّثه عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وصحّحه الحاكم في الموضعين، ووافقه الذهبي! وقال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المهري إلا حرملة بن عمران.
ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الَّتِي يَسْتَدِلُّ الْمَرْءُ بِهَا عَلَى إِحْسَانِهِ
525 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَيْدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى أَكُونُ مُحْسِنًا قَالَ "إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ أَنْتَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ وَإِذَا قَالُوا إنك مسيء فأنت مسيء"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين غير عبد الله بن فضالة، وهو ثقة.
أبو وائل هو شقيق بن سلمة، وعبد الله هو ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 1/402، وابن ماجة "4223" في الزهد: باب الثناء الحسن، والطبراني في "الكبير""10433"، والبيهقي في "السُّنن" 10/125، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، والبغوي في "شرح السنُّة""3490" من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وصححه البوصيري في "الزوائد" ورقة 268.
واقتصر الهيثمي في "المجمع" 10/217 على نسبته إلى الطبراني، وقال: ورجاله رجال الصحيح. ثم لم ينسبه لأحمد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَسْتَدِلُّ بِهِ الْمَرْءُ عَلَى إِحْسَانِهِ وَمَسَاوِئِهِ
526 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ قَالَ "إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أسأت"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن عبد الأعلى فمن رجال مسلم، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ مَنْ رُجِيَ خَيْرُهُ وَأُمِنَ شَرُّهُ
527 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ فقَالَ رَجُلٌ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يؤمن شره"2. [1: 2]
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""1247" من طريق الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/378، والترمذي "2263" في الفتن، عن قتيبة بن سعيد، والقضاعي في "مسند الشهاب""1246" من طريق ضرار بن صرد، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وضرار بن صرد ضعيف لكنه متابع بقتيبة.
وأخرجه أحمد 2/368 من طريق هيثم بن خارجة، عن حفص بن ميسرة الصنعاني، عن العلاء، به، وهذا إسناد صحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/183 مع أنه ليس من شرطه، وقال: رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وفي الباب عن جابر عند القضاعي في "مسند الشهاب""1248".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّهِمْ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ
528 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ فقَالَ "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ قَالَ فَسَكَتُوا قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فقَالَ رَجُلٌ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا قَالَ خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يرجى خيره ولا يؤمن شره"1. [3: 66]
1 هو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ بَيَانِ الصَّدَقَةِ لِلْمَرْءِ بِإرْشَادِ الضَّالِّ وَهِدَايَةِ غَيْرِ الْبَصِيرِ
529 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ نَوْفَلٍ بِمَرْوَ بِقَرْيَةِ سِنْجَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أبيهذكر بَيَانِ الصَّدَقَةِ لِلْمَرْءِ بِإرْشَادِ الضَّالِّ وَهِدَايَةِ غَيْرِ الْبَصِيرِ
[529]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ نَوْفَلٍ بِمَرْوَ بِقَرْيَةِ سِنْجَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ لَكَ وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالَةِ لَكَ صَدَقَةٌ وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أخيك لك صدقة"1.
1 حديث صحيح، وقد تقدم برقم "474" من طريق عبد الله الرومي، عن النضر بن محمد، به، وتقدم تخريجه هناك. قال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وحذيفة وعائشة وأبي هريرة.
ذِكْرُ إِجَازَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الصِّرَاطِ مَنْ كَانَ وُصْلَةً لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فِي تَفْرِيجِ كُرْبَةٍ
530 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ كَانَ وُصْلَةً لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فِي مَبْلَغِ بِرٍّ أَوْ تَيْسِيرِ عُسْرٍ أَجَازَهُ اللَّهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةَ عِنْدَ دَحْضِ الْأَقْدَامِ"2. لَفْظُ الْخَبَرِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ قاله الشيخ.
2 إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وثقه ابن حبان 8/79، فقال الذهبي في "الميزان": إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان، فلم يُصِب، وأقره ابن حجر في "اللسان" 6/258. وكذبه أبو زرعة وأبو حاتم.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" 1م161 عن داود بن السرح الرميلي، والقضاعي في "مسند الشهاب""530" من طريق محمد بن الفيض الغساني، و"531" من طريق أحمد بن إبراهيم بن هشام، و"532" من طريق جعفر الفريابي، كلهم عن إبراهيم بن هشام الغساني، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/191، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه إبراهيم بن هشام الغساني، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص 824، وزاد نسبته إلى الخرائطي في "مكارم الأخلاق"، وابن عساكر.
وفي الباب عن ابن عمر عند ابن حبان في "الثقات" 8/409، 410، والبيهقي في "السُّنن" 8/167 من طريق العباس بن الوليد بن مرثدن عن أبيه، عن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه هشام، عن نافع، عن ابن عمر. وعبد الوهاب بن هشام بن الغاز، قال أبو حاتم: كان يكذب. ومع ذلك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 8/409، 410، قال ابن حجر في "اللسان" 4/93: وهذه مباينة عظيمة من أبي حاتم "يعني ابن حبان".
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ بِالتَّشَفُّعِ إِلَى مَنْ بِيَدِهِ الْحَلُّ وَالْعَقْدُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ
531 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عن بن أبي بردة عن أبيه1
1 كذا عندنا، وهو ما ورد عند أحمد 4/400و 413، وأبي داود "5131"، وجاء عند أحمد أيضاً والبخاري وغيرهما:"عن جده" بدل "عن أبيه".
وابن أبي بردة هو بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بن أبي موسى الأشعري، وسيذكره المؤلف.
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنِّي أُوتَى فَأُسْأَلُ وَيُطْلَبُ إِلَيَّ الْحَاجَةُ وَأَنْتُمْ عِنْدِي فَاشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ أو ما شاء"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبدة الضبي فمن رجال مسلم، وقد صرح المقدمي بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""620" من طريق عمر بن شبة، عن عمر بن علي المقدمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "5131" في الأدب: باب في الشفاعة، عن مسدد، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/400 عن وكيع، و4/413 عن محمد بن عبيد، كلاهما عن ابن أبي بردة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/409، والبخاري "6027" في الأدب: باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً، وأبو داود "5133"، والنسائي 5/77، 78 في الزكاة: باب الشفاعة في الصدقة، من طرق عن سفيان الثوري، عن ابن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى.
وأخرجه البخاري "1432" في الزكاة: باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب""619" من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري "6028" في الأدب: باب قول الله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} ،
و" 7476" في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة، والترمذي "2672" في العلم: باب ما جاء الدال على الخير كفاعله، والبيهقي في "السُّنن" 8/167، والقضاعي "621" من طريق أبي أسامة، ومسلم "2627" في البر والصلة: باب استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام، من طريق ابن مسهر وابن غياث، كلهم عن بريد، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى.
قال الشيخ بن أَبِي بُرْدَةَ فِي هَذَا الْخَبَرِ أَرَادَ بِهِ بن بن أَبِي بُرْدَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَهُوَ بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أبي موسى الأشعري. [1: 67]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ بَذْلِ الْمَجْهُودِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ
532 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أبو عاصم عن بن جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ "لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْقِيهِ فقَالَ صلى الله عليه وسلم مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وصرح ابن جريج هو وأبو الزبير بالسماع، وأبو عاصم: اسمه الضحاك بن مخلد.
وأخرجه أحمد 3/283، ومسلم "2199" في السلام: باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، والبيهقي في "السُّنن" 9/348 من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مكارم الأخلاق" للخرائطي ص 90.
وأخرجه أحمد 3/334 من طريق الليث بن سعد، و3/393 من طريق ابن الهيعة، كلاهما عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/302، ومسلم "2199""62" و"63" من طريق وكيع وجرير وأبي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر. وفي الحديث استحباب الرقى بما كان معناه مفهوماً مشروعاً كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالى، والرقى الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، والأدعية المنضبطة بقيود الشريعة. وأما الرقى بألفاظ غير عربية مما لا تعرف له ترجمة ولا يمكن الوقوف عليه، فلا يجوز استعماله، كما صرح به الخطابي والبيهقي وغيرهما من أهل العلم، ومثله في عدم الجواز "الحجب" التي يكتبها المرتزقة، وفيها رموز وحروف مقطعة لا يدرى معناها، وهي على الأغلب مما وضعه أعداء الإسلام لتشويه حقيقة الإسلام وحجبه عن الجهلة من أبنائه. فقد جاء في رواية لمسلم وأحمد 3/202 و315 من طريق أبي سفيان، عن جابر قال: كان لي خال يرقي من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال: فأتاه، فقال: يا رسول الله إنك قد نهيت عن الرقى، وأنا أرقي من العقرب، فقال: من استطاع
…
، وفي رواية أخرى من هذا الوجه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال: فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع
…
ولابن ماجة "3515" فقال لهم: اعرضوا علي، فعرضوها عليه، فقال: لا بأس بهذه، هذه مواثيق، ففي هذه الروايات لم يُبح لهم صلى الله عليه وسلم الرقية إلا بعد أن اطلع على صفتها، ووقف على حقيقتها، وعلم أنها مما توافق الشرع ولا تخالفه.
كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله يوم القيامة" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، ليث: هو ابن سعد، وعُقيل -بضم العين- هو ابن خالد بن عَقيل -بفتح العين - الأيلي.
وأخرجه مسلم "2580" في البر والصلة: باب تحريم الظلم، وأبو داود "4893" في الأدب: باب المؤاخاة، والترمذي "1426" في الحدود: باب ما جاء في الستر على المسلم، والبغوي في "شرح السنُّة""3518"، من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/91 عن حجاج، والبخاري "2442" في المظالم: باب لا يطلم المسلم المسلم ولا يسلمه، و"6951" في الإكراه: باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه، والبيهقي في "السُّنن" 6/94 و8/330 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وقوله "المسلم أخو المسلم
…
" في الباب عن أبي هريرة عند مسلم "2564" في البر والصلة: باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره، والبغوي في "شرح السنُّة" "3549".
ذِكْرُ تَفْرِيجِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْكَرْبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّنْ كَانَ يُفَرِّجُ الْكَرْبَ فِي الدُّنْيَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ
534 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَأَبِي سُورَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "من سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا والآخرة ومن فرج عن مسلمذكر تَفْرِيجِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْكَرْبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّنْ كَانَ يُفَرِّجُ الْكَرْبَ فِي الدُّنْيَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ
[534]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَأَبِي سُورَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ
كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كان العبد في عون أخيه" 1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو سورة هذا الذي قرنه بمحمد بن واسع لم أتبينه.
وأخرجه أحمد 2/252، ومسلم "2699" في الذكر والدعاء: باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وأبو داود "4946" في الأدب: باب في المعونة للمسلم، وابن ماجة "225" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، والبغوي في "شرح السنُّة""127"، من طريق أبي معاوية وجرير وابن نمير، والترمذي "1425" في الحدود: باب ما جاء في الستر على المسلم، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/17 من طريق أبي عوانة، ومسلم "2699" أيضاً، والترمذي "2945" في القراءات، من طريق أبي أسامة، وأبو نعيم في "الحلية" 8/119 من طريق فضيل بن عياض، كلهم عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4946" أيضاً، والترمذي "1425" في الحدود، و"1930" في البر والصلة: باب ما جاء في السترة على المسلم من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح، به، قال الترمذي: وكأن هذا أصح من الحديث الأول. يعني الذي رواه أبو معاوية وأبو عوانة وغير واحد ممن ذكر آنفاً، عن الأعمش، عن أبي صالحن ولم يذكروا فيه: حديث عن أبي صالح.
وأخرجه أحمد 2/500 من طريق حزم، عن محمد بن واسع، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح، به.
وأخرجه أحمد 2/514 من طريق هشام، عن محمد بن المنكدر، عن أبي صالح، به.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ الْإقْبَالُ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَالْقِيَامُ بِأُمُورِهِمْ وَإِنْ كَانَ اسْتِعْمَالُ مِثْلِهِ مَوْجُودًا مِنْهُ فِي غَيْرِهِمْ
535 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن عمرذكر مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ الْإقْبَالُ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَالْقِيَامُ بِأُمُورِهِمْ وَإِنْ كَانَ اسْتِعْمَالُ مِثْلِهِ مَوْجُودًا مِنْهُ فِي غَيْرِهِمْ
[535]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قالت أنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في بن أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى قَالَتْ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقُولُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرْشِدْنِي قَالَتْ وَعِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "يَا فُلَانُ أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بأسا فيقول لا فنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} 1. [5: 4]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عمر الجعفي فهو من رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي "3331" في التفسير: باب ومن سورة عبس، والحاكم 2/514 من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب، وقال: وروى بعضهم هذا الحديث عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أنزل على ابن أم مكتوم، ولم يذكر فيه عن عائشة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة.
قلت: رواه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/207، وصوب الإمام الذهبي كونه مرسلاً. وانظر "الدر المنثور" 6/314.
ذِكْرُ رَجَاءِ الْغُفْرَانِ لِمَنْ نَحَّى الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ
536 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عن سمي عن أبي صالحذكر رَجَاءِ الْغُفْرَانِ لِمَنْ نَحَّى الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ
[536]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ"1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَجَلُّ مِنْ أَنْ يشكر عبيده
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسُمَي: هو مولى أبي بكر عبد الرحمن المخزومي. وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة""384" و"4146" من طريق أحمد بن أبي بكر، عن مالك، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/131 باب ما جاء في العتمة والصبح، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/533، والبخاري "652" في الأذان: باب فضل التهجير إلى الظهر، و"2472" في المظالم: باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به، ومسلم "1914" في الإمارة: باب بيان الشهداء، و4/2021 "1914" أيضاً في البر والصلة: باب ما جاء في إماطة الأذى عن الطريق. وعندهم "فأخره" بدل "فأخذه" وهو الوارد في الروايات التالية.
وأخرجه ابن ماجة "3682" في الأدب: باب إماطة الأذى عن الطريق، من طريق ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "1134"، وأحمد 2/286 و341 و404 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/485 عن عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر العقدي، عن زهير، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيورده برقم "540" من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به، وبرقم "538" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة، وبرقم "539" من طريق عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبي هريرة.
إذ هو البادىء بِالْإحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَالْمُتَفَضِّلُ بِإتْمَامِهَا عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّ رِضَا اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِعَمَلِ الْعَبْدِ عَنْهُ يَكُونُ شُكْرًا مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى ذَلِكَ الفعل. [1: 2]
ذِكْرُ رَجَاءِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ نَحَّى الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ
537 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ"1. [3: 6]
1 هو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي نَحَّى غُصْنَ الشَّوْكِ عَنِ الطَّرِيقِ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا غَيْرَهُ
538 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْكَتَّانِيُّ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ من الخير إلا غصن شوك كانذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي نَحَّى غُصْنَ الشَّوْكِ عَنِ الطَّرِيقِ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا غَيْرَهُ
[538]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْكَتَّانِيُّ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا غُصْنُ شَوْكٍ كَانَ
عَلَى الطَّرِيقِ كَانَ يُؤْذِي النَّاسَ فَعَزَلَهُ فَغُفِرَ له" 1. [3: 6]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن محمد بن الصباح، فمن رجال البخاري أبو معاوية. هو الضرير- واسمه محمد بن خازم- ثقة، من أحفظ الناس لحديث الأعمش، روى له جماعة.
وأخرجه أحمد 2/286 عن حماد بن أسامة، و2/439 عن ابن نمير، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، به. فانظر تخريجه ثمت.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ لِذَلِكَ الْفِعْلِ
539 -
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بحر بن نصر أخبرنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السمح حدثه عن بن حُجَيْرَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "غُفِرَ لِرَجُلٍ أَخَذَ غُصْنَ شَوْكٍ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ذَنْبُهُ ما تقدم من ذنبه وما تأخر"2. [3: 6]
2 إسناده حسن، وعمرو بن الحارث هو ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري، ثقة فقيه، روى له الجماعة، وابن حجيرة: اسمه عبد الرحمن. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ رَجَاءِ الْغُفْرَانِ لِمَنْ أَمَاطَ الْأَذَى عَنِ الْأَشْجَارِ وَالْحِيطَانِ إِذَا تَأَذَّى الْمُسْلِمُونَ بِهِ
540 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بن عَجْلَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صالحذكر رَجَاءِ الْغُفْرَانِ لِمَنْ أَمَاطَ الْأَذَى عَنِ الْأَشْجَارِ وَالْحِيطَانِ إِذَا تَأَذَّى الْمُسْلِمُونَ بِهِ
[540]
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بن عَجْلَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "نَزَعَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ إِمَّا كَانَ فِي شَجَرَةٍ فَقَطَعَهُ فَأَلْقَاهُ وَإِمَّا كَانَ مَوْضُوعًا فَأَمَاطَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ بِهَا فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ"1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَعْنَى قَوْلِهِ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ يُرِيدُ بِهِ سِوَى الإسلام. [1: 2]
1 إسناده حسن على شرط مسلم، غير ابن عجلان - وهو محمد - فقد أخرج له مسلم متابعة، وهو صدوق.
وأخرجه أبو داود "5245" في الأدب: باب في إماطة الأذى عن الطريق، عن عيسى بن حماد، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "537" و"537" من طريق أبي صالح، وبرقم "538" من طريق عروة، وبرقم "539" من طريق ابن حجيرة، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
2 العنوان وشيخ ابن حبان مطموس في "الإحسان"، واستدرك من "التقاسيم والأنواع" 1/لوحة 278.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الْمَرْءِ أَنْ يُمِيطَ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ إِذْ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ
541 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ2 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَمْعَةَ عَنْ أَبِي الْوَازِعِ
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عمل
2 العنوان وشيخ ابن حبان مطموس في "الإحسان"، واستدرك من "التقاسيم والأنواع" 1/لوحة 278.
أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ "نَحِّ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ المسلمين"1.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ هَذَا وَالِدُ عُتْبَةَ الْغُلَامِ2 وَأَبُو الْوَازِعِ اسْمُهُ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو وأبو برزة اسمه نضلة بن عبيد. [1: 2]
1 أبان بن صمعة ثقة، إلا أنه اختلط لَمَّا كبر، وباقي رجاله ثقات على شرط مسلم. وهو في مصنف ابن أبي شيبة 9/28، ومن طريقه أخرجه ابن ماجة "3681" في الأدب: باب إماطة الأذى عن الطريق.
وأخرجه ابن ماجة "3681" أيضاً عن علي بن محمد، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2618""131" في البر والصلة: باب فضل إزالة الأذى عن الطريق، من طريق يحيى بن سعيد، عن أبان بن صمعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً "2618""132" من طريق أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب، عن أبي الوازع، به.
وصححه الضياء في "المختارة".
2 في "تهذيب الكمال"2/12 صدره بصيغة التمريض.
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأَجْرَ لِمَنْ سقى كل ذات كبد حرى
542 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ
أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الضَّالَّةُ تردذكر إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأَجْرَ لِمَنْ سَقَى كل ذات كبد حرى
[542]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شِهَابٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ
أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الضَّالَّةُ ترد
عَلَى حَوْضِي فَهَلْ فِيهَا أَجْرٌ إِنْ سَقَيْتُهَا قَالَ "اسْقِهَا فَإِنَّ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حرى أجر"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، حرملة: هو ابن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، ومحمود بن الربيع صحابي صغير، وجل روايته عن الصحابة.
وأخرجه أحمد 4/175، وابن ماجة "3686" في الأدب: باب فضل صدقة الماء، من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك بن جعشم، عن أبيه، عن عمه سراقة.
وسنده حسن في الشواهد. وعبارة "عن عمه" تحرفت في مطبوع ابن ماجة إلى "عن جده". وجاءت على الصواب في "الزوائد" الورقة 328.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""6598" من طريق الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك بن جعشم، عن عمه سراقة.
وأخرجه الطبراني "6600"، والحاكم 3/619 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه كعب بن مالك، عن سراقة. وقوله:"عن عبد الله" لعل الصواب "عن عبد الرحمن".
وأخرجه عبد الرزاق "19692"، ومن طريقه أحمد 4/175، والطبراني "6587"، والبيهقي في "السُّنن" 4/186 عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن سراقة.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""112" من طريق سفيان، عن الزهري، عن ابن سراقة أو غيره، عن سراقة.
وقوله: "إن في كل كبد حَرّى أجر" قال في "النهاية": الحَرّى: فَعْلى من الحر، وهي تأنيث حَرّان، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حَرِّها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى أنَّ في سقي كل ذي كبد حَرَّى أجراً. وقيل: أراد بالكبد الحَرَّى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبده حَرّى إذا كان فيه حياة، يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان، ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر "في كل كبد حارَّة أجر". وقوله:"أجر" كذا في الأصل و"التقاسيم" 1/لوحة 231، والجادة "أجراً"، وما هنا له وجه في العربية.
وفي الباب عن أبي هريرة سيرد برقم "544".
وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/222، والقضاعي في "مسند الشهاب""114"، وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/131، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
ذِكْرُ رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَانِ لِمَنْ سَقَى ذَوَاتَ الْأَرْبَعِ إِذَا كَانَتْ عَطْشَى
543 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم وزيد عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال "دَنَا رَجُلٌ إِلَى بِئْرٍ فَنَزَلَ فَشَرِبَ مِنْهَا وَعَلَى الْبِئْرِ كَلْبٌ يَلْهَثُ فَرَحِمَهُ فَنَزَعَ إِحْدَى خُفَّيْهِ فَغَرَفَ لَهُ فَسَقَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فأدخله الجنة"1. [1: 2]
1 إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق.
وأخرجه البخاري "173" في الوضوء: باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، بهذا الإسناد.
وسيرد بعده من طريق مالك، عن سمي، عن أبي صالح، به.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِحْسَانَ إِلَى ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ قَدْ يُرْجَى بِهِ تَكْفَيرُ الْخَطَايَا فِي الْعُقْبَى
544 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بمنبجذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْإِحْسَانَ إِلَى ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ قَدْ يُرْجَى بِهِ تَكْفَيرُ الْخَطَايَا فِي الْعُقْبَى
[544]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بمنبج
وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ فقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ بِي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا فقَالَ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"1.
3 -
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البغوي في "شرح السنُّة" من طريق أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/929-930 باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/375 و517، والبخاري "2363" في المساقاة: باب فضل سقي الماء، و"2466" في المظالم: باب الآبار التي على الطريق، و"6009" في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم، وفي "الأدب المفرد""378"، ومسلم "2244" في السلام: باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، وأبو داود "2550" في الجهاد: باب ما يؤمر به من القيام على الدواب البهائم، والبيهقي في "السُّنن" 4/185 و8/14، والقضاعي في "مسند الشهاب""113".
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِ تَعَاهُدِ الْمَرْءِ ذَوَاتَ الْأَرْبَعِ بِالْإحْسَانِ إِلَيْهَا
545 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن المدينيذكر الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِ تَعَاهُدِ الْمَرْءِ ذَوَاتَ الْأَرْبَعِ بِالْإحْسَانِ إِلَيْهَا
[545]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ
قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ
أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيَّ أَنَّ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ سَأَلَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا فَفَعَلَ وَخَتَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فقَالَ مَا فِيهِ فقَالَ فِيهِ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَقَبَّلَهُ وَعَقَدَهُ فِي عِمَامَتِهِ وَأَمَّا الْأَقْرَعُ فقَالَ أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ1 فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِمَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حاجته فمر ببعير مناخ على الباب الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ فقَالَ "أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ" فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ فقال
1 قولهم: "صحيفة المتلمس" يضرب مثلاً للشيء يغر، يكون ظاهره خيراً وباطنه شراً، وذاك أن المتلمس -وهو جرير بن عبد المسيح الضبعي، شاعر جاهلي مشهور-هجا هو وطرفة بن العبد عَمرو بن هند ملك الحيرة، فكتب لهما كتابين إلى عامله في البحرين، أوهمهما أنه كتب لهما بجوائز، وهو إنما كتب إليه بقتلهما، فأما المتلمس ففضَّ الكتاب، وعرف ما فيه، فألقى كتابه في الماء، وقال لطَرَفة: أطعني وألق كتابك، فأبى طرفة، ومضى بكتابه، وأوصل الصحيفة، ففُصد من الأكحلين، فنزف حتى مات، فقال المتلمس:
من مُبْلغُ الشُعراءِ عن أَخَويهمُ
…
بَبَأً فتَصْدُقُهُم بداك الأنفُسُ
أودى الذي عَلِقَ الصحيفةَ منهما
…
ونَجَا حِذار خِبَائِه المُتَلَمِّسُ
انظر "جمهرة الأمثال" للعسكري 1/579-582، و"مجمع الأمثال" للميداني 1/399-401.
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا وَكُلُوهَا سِمَانًا كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيهِ"1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيهِ" أَرَادَ بِهِ عَلَى دَائِمِ الْأَوْقَاتِ وَفِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم "ارْكَبُوهَا صِحَاحًا" كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّاقَةَ الْعَجْفَاءَ الضَّعِيفَةَ يَجِبُ أن ينتكب رُكُوبُهَا إِلَى أَنْ تَصِحَّ وَفِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم "وَكُلُوهَا سِمَانًا" دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النَّاقَةَ الْمَهْزُولَةَ الَّتِي لَا نِقْيَ لَهَا يستحب ترك نحرها إلى أن تسمن. [2: 49]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والنسائي.
وأخرجه أحمد 4/180، 181 عن علي بن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "1629" في الزكاة: باب من يعطى من الصدقة، عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن مسكين، عن محمد بن المهاجر، عن ربيعة بن يزيد، بهذا الإسناد. وهو إسناد قوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""5620" من طريق عمر بن عبد الواحد بن جابر، عن ربيعة بن يزيد، به. وسيعيده المؤلف برقم "3385".
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الْإِحْسَانِ إِلَى ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ رَجَاءَ النَّجَاةِ فِي الْعُقْبَى بِهِ
546 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ بِحَلَبَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ"1.
أَخْبَرْنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ فِي عَقِبِهِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله عن سعيد المقبري عن
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي. وأخرجه البخاري "3318" في بدء الخلق: باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ومسلم "2242" في السلام: باب تحريم قتل الهرة، و4/2022 في البر والصلة: باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2336" في المساقاة: باب فضل سقي الماء، وفي "الأدب المفرد""379"، ومسلم "2242" أيضاً، والدارمي 2/330، 331، والبيهقي في "السُّنن" 5/214 و8/13 من طريق مالك، والبخاري "3482" في أحاديث الأنبياء: باب 54، ومسلم "2242" في السلام، و 4/2022 في البر والصلة، من طريق جويرية بن أسماء، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد.
وخشاش الأرض: هوامُّها وحشراتها، الواحدة: خشاشة. وفي رواية: "من خشيشها" وهي بمعناه، قاله ابنُ الأثير في "النهاية".
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه البخاري "3318" في بدء الخلق: باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، ومسلم "2242" في السلام: باب تحريم قتل الهرة، و4/2044 في البر والصلة: باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/261 من طريق أبي سلمة، و2/457و 467 و479 من طريق محمد بن زياد، و2/501 من طريق موسى بن سيار، والأعرج و2/507 من طريق ابن سيرين، و2/269، ومسلم "2619" 4/2110 في التوبة: باب سعة رحمة الله تعالى، وابن ماجة "4256" في الزهد: باب ذكر التوبة، والبغوي في "شرح السنُّة""4184"، من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وأحمد 2/317، ومسلم "2619" في البر والصلة: باب تحريم تعذيب الهرة وغيرها من الحيوان الذي لا يؤذي، والبيهقي في "السُّنن" 8/14 من طريق همام بن منبه، والبغوي "1670" من طريق عروة، كلهم عن أبي هريرة، به.
12-
بَابُ الرِّفْقِ
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الرِّفْقِ لِلْمَرْءِ فِي الْأُمُورِ إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا يُحِبُّهُ
547 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يحب الرفق في الأمر كله"1.
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن المنذر الحزامي فمن رجال البخاري، معن بن عيسى: هو ابن يحيى الأشجعي، ثقة ثبت مأمون، وهو -فيما قاله أبو حاتم- أثبت أصحاب مالك وأتقنهم.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" 1/154، والقضاعي في "مسند الشهاب""1063" من طريق سلمة بن العيار، وأبي مصعب، وعبد الأعلى بن مسهر، عن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/85، وابن ماجة "3689" في الأدب: باب في الرفق، من طريق محمد بن مصعب والوليد بن مسلم، والدارمي 2/323 عن محمد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "19460" ومن طريقه أحمد 6/199، ومسلم "2165" في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""383"، والبغوي في "شرح السنُّة""3314" عن معمر، وأخرجه البخاري "6024" في الأدب: باب الرفق في الأمر كله، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""382" من طريق صالح بن كيسان، والبخاري "6256" في الاستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""384" من طريق شعيب، والبخاري "6395" في الدعوات: باب الدعاء على المشركين، من طريق معمر، و"6927" في استتبابة المرتدين: باب إذا عَرَّض الذمي أو غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، ومسلم "2165"أيضاً، والترمذي "2710" في الاستئذان: باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""381"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1065" من طريق ابن عيينة، كلهم عن الزهري، بهذا الإسناد.
وانظر التعليق على الحديث المتقدم برقم "502".
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ مَا رَوَى مَالِكٌ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ مَالِكٍ أَرْبَعَةَ أحاديث. [1: 2]
ذِكْرُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى حِرْمَانِ الْخَيْرِ فِيمَنْ عَدِمَ الرِّفْقَ فِي أُمُورِهِ
548 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هلال
عن جرير عم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَنْ يحرم الرفق يحرم الخير"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم يحيى بن سعيد: هو القطان وأخرجه أحمد 4/362 عن يحي القطان بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم "2592""74" في البر والصلة: باب فضل الرفق، عن محمد بن المثنى، عن يحيى القطان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/510، وأحمد 4/366، والبخاري في "الأدب المفرد""463"، ومسلم "2592""75"، وأبو داود "4809" في الأدب: باب في الرفق، وابن ماجة "3687" في الأدب: باب الرفق، والطبراني في "الكبير""2449" و"2450""2451" و"2452" و"2453"، من طرق عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/511، و511، 512، ومسلم "2592""76"، والطبراني في "الكبير""2454" و"2455" من طرق عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن هلال، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُعِينُ عَلَى الرِّفْقِ بِأَنْ يُعْطِي عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ
549 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بعسكر مكرم قال حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الْأُبُلِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يعطي على العنف"1. [1: 2]
1 حديث صحيح، أبو بكر بن عياش ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه ابن ماجة "3688" في الأدب: باب في الرفق، عن إسماعيل بن حفص الأيلي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/306 من طريق الحسين بن علي الأيلي، عن الأعمش، به.
وأخرجه البزار "1964" عن أحمد بن منصور بن سيار، عن عبد الله بن سلمة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "المجمع" 8/18: فيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، وهو ضعيف.
قلت: يتقوى الحديث بطريقيه، ويشهد له حديث عائشة "547" المتقدم، والآتي برقم "552".
وحديثُ عبد الله بن مغفل عند ابن أبي شيبة 8/512، وأحمد 4/78، والبخاري في "الأدب المفرد""472"، وأبي داود "4807" في الأدب: باب في الرفق، والدارمي 2/323.
وحديث علي بن أبي طالب عند أحمد 1/112، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/308، والبزار "1960"، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/336. قال الهيثمي في "المجمع" 8/18: رواه أحمد أبو يعلى والبزار، وأبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات.
وحديث أنس عند الطبراني في "الصغير" 1/81، 82، والبزار "1961" و"1962". قال الهيثمي في "المجمع" 8/18: وأحد إسنادي البزار ثقات.
وحديث ابن عباس في "أخبار أصبهان" 2/254.
وحديث خالد بن معدان عند ابن أبي شيبة 8/512، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/18، 19، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وحديث جرير بن عبد الله عند الطبراني في "الكبير""2273".قال الهيثمي في "المجمع" 8/18: ورجاله ثقات.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الرِّفْقَ مِمَّا يُزَيِّنُ الْأَشْيَاءَ وَضِدَّهُ يُشِينُهَا
550 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذهذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الرِّفْقَ مِمَّا يُزَيِّنُ الْأَشْيَاءَ وَضِدَّهُ يُشِينُهَا
[550]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْدُو إِلَى هَذِهِ
التِّلَاعِ1 وَقَالَ لِي "يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ ولا نزع من شيء إلا شانه"2. [1: 2]
1 في غريب الحديث 4/2: قال الأصمعي: أما التلاع فإنها مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية، واحدتها تلعة، وكان أبو عبيد يقول: التلعة قد تكون ما ارتفع من الأرض، وتكون ما انحدر، وهذا عنده من الأضداد.
2 حديث صحيح، شريك النخعي وإن كان سَيِّئ الحفظ قد تابعه عليه غير واحد، كما سيأتي.
وأخرجه أبو داود "2478" في الجهاد: باب ما جاء في الهجرة وسكنى البدو، و"4808" في الأدب: باب في الرفق، عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/510، ومن طريقه أبو داود "2478" و"4808" أيضاً، وأخرجه أحمد 6/85 و206 و222، من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/112 من طريق إسماعيل، و6/125 و171 ومسلم "2594" "78" و"79" في البر والصلة: باب فضل الرفق، والبخاري في "الأدب المفرد""469" و"475"، والبغوي في "شرح السنُّة""3493"، من طريق شعبة، والبزار "1966" من طريق رقبة بن مصقلة، ثلاثتهم عن المقدام بن شريح، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم بيان السبب الذي قيل من أجله الحديث، وهو أن عائشة ركبت بعيراً، فكان فيه صعوبة، فجعلت تردده، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالرفق.
وقولها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى التلاع" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد""580" عن محمد بن الصباح، عن شريك، به.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِلُزُومِ الرِّفْقِ فِي الْأَشْيَاءِ إِذْ دَوَامُهُ عَلَيْهِ زِينَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
551 -
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ قَالَ حدثناذكر الْأَمْرِ بِلُزُومِ الرِّفْقِ فِي الْأَشْيَاءِ إِذْ دَوَامُهُ عَلَيْهِ زِينَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
[551]
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ قَالَ حَدَّثَنَا
نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَذَشِيُّ الْقُومِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قط إلا شانه" 1 [1: 89]
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن حبيب، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه عبد الرزاق "20145"، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد""601"، والترمذي "1974" في البر والصلة: باب ما جاء في الفحش والتفحش، وابن ماجة "4185" في الزهد: باب الحياء، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""77"، البغوي في "شرح السنُّة""3596" عن معمر، عن ثابت، عن أنس، وعندهم "ما كان الحياء
…
" بدل "الرفق".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""466" عن أحمد بن عبيد الله الغداني، عن كثير بن أبي كثير، عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه البزار "1963" عن سهل بن بحر، عن معلى بن أسد، عن كثير بن حبيب الليثي، عن ثابت، عن أنس،. قال الهيثمي في "المجمع" 8/18: فيه كثير بن حبيب، وثقه ابن أبي حاتم، وفيه لين: وبقية رجاله ثقات.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الرفق في جميع أسبابه
552 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرني حيوة عن بن الْهَادِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ يحبذكر مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الرِّفْقِ في جميع أسبابه
[552]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وهب قال أخبرني حيوة عن بن الْهَادِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ يحب
الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سواه" 1. [3: 68]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن الهاد: هو يزيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ الليثي، وأخرجه مسلم "2593" في البر والصلة: باب فضل الرفق، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""3492"، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة تقدم برقم "549"، فانظره، وذكرت أحاديث الباب ثمت.
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِمَنْ رَفَقَ بِالْمُسْلِمِينَ فِي أُمُورِهِمْ مَعَ دُعَائِهِ عَلَى مَنِ اسْتَعْمَلَ ضِدَّهُ فِيهِمْ
553 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بن يحيى قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ:
أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا "اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمَرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ به"2. [5: 12]
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 6/93 عن هارون بن معروف، ومسلم "1828" في الإمارة: باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية، ومن طريقه البغوي في "شرح السنُّة""2471" عن هارون بن سعيد الأيلي، وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 10/136 من طريق هارون بن سعيد الأيلي، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/257 و258، ومسلم "1828" أيضاً، والبيهقي في "السُّنن" 9/43 من طريق جرير بن حازم، عن حرملة بن عمران، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/62 عن وكيع، عن جعفر بن برقان، عن عبد الله البهي، عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/260 عن محمد بن ربيعة، عن جعفر بن برقان، عن عبد الله المديني، وغيره، عن عائشة.
13-
بَابُ الصُّحْبَةِ وَالْمُجَالَسَةِ
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ لَا يَصْحَبَ إِلَّا الصَّالِحِينَ وَلَا يُنْفِقْ إِلَّا عَلَيْهِمْ
554 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ "لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يأكل طعامك إلا تقي"1. [1: 63]
1 إسناده حسن، الوليد بن قيس هو التجيبي المصري، ذكره المؤلف في "الثقات" 5/491، ووثقه العجلي ص 465، وروى عنه غير واحد، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطيالسي "2213" عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/38، وأبو داود "4832" في الأدب: باب مَنْ يؤمر أن يجالس، والترمذي "2395" في الزهد: باب ما جاء في صحبة المؤمن، والبغوي في "شرح السنُّة""3484" من طرق عن ابن المبارك، به.
وأخرجه الدارمي 2/103، والحاكم في "المستدرك" 4/128 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة ابن شريح. بهذا الإسناد.
وسيعيده المؤلف برقم "555" و"560".
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَصْحَبَ الْمَرْءُ إِلَّا الصَّالِحِينَ وَيُؤْكِلْ1 طَعَامَهُ إِلَّا إِيَّاهُمْ
555 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بن الْمُبَارَكِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ2
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَا تَصْحَبْ إِلَّا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي"3.] 2: 23]
1 في "الإحسان": "ويأكل"، والتصويب من "التقاسيم والأنواع" 2/لوحة 114.
2 في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 114: ابن أبي الوليد.
3 إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَرْءِ الصَّالِحِينَ وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي اللُّحُوقِ بِأَعْمَالِهِمْ يَبْلُغُهُ فِي الْجَنَّةِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ
556 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الصامتذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَرْءِ الصَّالِحِينَ وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي اللُّحُوقِ بِأَعْمَالِهِمْ يَبْلُغُهُ فِي الْجَنَّةِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ
[556]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِمْ قَالَ "إِنَّكَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ فَإِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ من أحببت"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أحمد 5/156 و166، وأبو داود "5126" في الأدب: باب إخبار الرجل بمحبته إياه، والدارمي 2/321، 322، والبخاري في "الأدب المفرد""351" من طريق سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أنس تقدم برقم "8"، وسيرد برقم "563" و"564" و"565".
وعن أبي موسى سيرد برقم "557".
وعن صفوان بن عسال سيرد برقم "562".
وعن ابن مسعود عند الطيالسي "253"، وأحمد 4/405، والبخاري "6168" و"6169" في الأدب: باب علامة الحب في الله، ومسلم "2640" في البر والصلة: باب المرء مع أحب.
وعن علي عند البزار "3596"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/280، ونسبه إلى البزار، وقال: فيه مسلم بن كيسان الملائي، وهو ضعيف.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ خِطَابَ هَذَا الْخَبَرَ قُصِدَ بِهِ التَّخْصِيصُ دُونَ الْعُمُومِ
557 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ خِطَابَ هَذَا الْخَبَرَ قُصِدَ بِهِ التَّخْصِيصُ دُونَ الْعُمُومِ
[557]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ قَالَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحب" 1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أحمد 4/405 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2641" في البر والصلة: باب المرء مع من أحب، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، به.
وأخرجه أحمد 4/395 و405 من طريق سفيان الثوري، و4/398، والبخاري "6170" في الأدب: باب علامة الحب في الله، من طريق ابن عيينة، وأحمد 4/392، ومسلم "2641"، والبغوي في "شرح السنُّة""3478" من طريق محمد بن عبيد، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ التَّبَرُّكُ بِالصَّالِحِينَ وَأَشْبَاهِهِمْ
558 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَازِلًا بِالْجِعْرَانَةِ2 بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ فَأَتَى
2 الجعرانة: بكسر الجيم، وسكون العين المهملة، وتخفيف الراء، وقد تكسر العين وتشدد الراء مع كسر العين، وأما الجيم فمكسورة بلا خلاف، قال المرتضى في شرح القاموس: واقتصر على التخفيف في البارع، ونقله جماعة عن الأصمعي، وهو مضبوط كذلك في "المحكم" وقال الإمام الشافعي فيما نقله عنه صاحب العباب: المحدثون يخطئون في تشديدها، وكذلك قال الخطابي، وقال عياض: الجعرانة أصحاب الحديث يقولونه بكسر العين وتشديد الراء، وبعض أهل الإتقان والأدب يقولونه بتخفيفها، ويخطئون غيره، وكلاهما صواب مسموع، حكى القاضي إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني أن أهل المدينة يقولونه فيها وفي الحديبية بالتثقيل، وأهل العراق يخففونهما، ومذهب الأصمعي في الجعرانة التخفيف، وحكى أنه سمع من العرب من يثقلها.
والجعرانة بين الطائف ومكة على سعبة أميال من مكة، نزلها النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزوة حنين، وأحرم منها بعمرة في ذي القعدة.
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ فقَالَ أَلَا تُنْجِزُ لِي يَا مُحَمَّدُ مَا وَعَدْتَنِي فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَبْشِرْ فقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ لَقَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنَ الْبُشْرَى قَالَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فقَالَ إِنَّ هَذَا قَدْ رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا فَقَالَا قَبْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ1 ثُمَّ قَالَ لَهُمَا اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا أَوْ نُحُورِكُمَا فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا مَا أَمَرَهُمَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَادَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ أَنْ أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا فِي إِنَائِكُمَا فَأَفْضَلَا لها منه طائفة"2. [5: 9]
1 زاد في رواية البخاري ومسلم: "فغسل يديه ووجهه فيه ومجَّ فيه".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو كريب هو محمد بن العلاء، وأبو أسامة هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري "4328" في المغازي: باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان، ومسلم "2497" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي موسى الأشعري، كلاهما عن أبي كريب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري مختصراً برقم "196" في الوضوء: باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة، عن أبي كريب، به.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ التَّبَرُّكِ لِلْمَرْءِ بِعِشْرَةِ مَشَايِخِ أَهْلِ الدِّينِ وَالْعَقْلِ
559 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن الْمُبَارَكِ بِدَرْبِ الرُّومِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عكرمة
عن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال "البركة مع أكابركم"1.
1 إسناده صحيح، عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير القرشي، وثقه النسائي وأبو داود والمؤلف ومسلمة بن القاسم، وقال أبو حاتم صدوق. ومن فوقه من رجال الشيخين وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/165، والقضاعي في "مسند الشهاب""36" من طريق عيسى بن عبد الله بن سليمان، والقضاعي "37" من طريق الخطاب بن عثمان، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وانظر "سير أعلام النبلاء"للذهبي 8/410.
وأخرجه الحاكم 1/62، وأبو نعيم في "الحلية" 8/171، 172 من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم وأقره الذهبي.
وفي الباب عن أبي أمامة عند الطبراني "7895" ولفظه: "اشرب فإن البركة في أكابرنا فمن لم يرحم صغيرنا، ويجل كبيرنا، فليس منا".
وفي سنده علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف، وعن أنس عند البزار والطبراني في الأوسط بلفظ:"الخير في أكابرهم"، قال الهيثمي 8/15: وفي إسناد البزار نعيم بن حماد، وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قال المناوي في شرح الحديث: البركة مع أكابرهم المجربين للأمور، المحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم، أو المراد من له منصب العلم وإن صغر سنه، فيجب إجلالهم حفظاً لحرمة ما منحهم الحق سبحانه، وقال شارح الشهاب: هذا حث على طلب البركة في الأمور، والتبحبح في الحاجات بمراجعة الأكابر، لما خصوا به من سبق الوجود، وتجربة الأمور، وسالف عبادة المعبود، قال تعالى:{قَالَ كَبِيرُهُمْ} وكان في يد المصطفى صلى الله عليه وسلم سواك فأراد أن يعطيه بعض من حضر، فقال جبريل: كبر كبر، فأعطاه الأكبر، وقد يكون الكبير في العلم أو الدين، فيقدم على من هو أسن منه.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه لم يحدث بن الْمُبَارَكِ هَذَا الْحَدِيثَ بِخُرَاسَانَ إِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ بِدَرْبِ الرُّومِ فَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الشَّامِ وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كُتُبِ ابْنِ الْمُبَارَكِ مَرْفُوعًا. [1: 2]
ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يُؤْثِرَ بِطَعَامِهِ وَصَحِبْتِهِ الْأَتْقِيَاءَ وَأَهْلَ الْفَضْلِ
560 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ حَيْوَةَ بْنَ شُرَيْحٍ يَقُولُ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يأكل طعامك إلا تقي"1. [1: 2]
1 إسناده حسن، وقد تقدم برقم "554" و"555".
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ الدِّينِ دُونَ أَضْدَادِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
561 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بردةذكر الْأَمْرِ بِمُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ الدِّينِ دُونَ أَضْدَادِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
[561]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَمَثَلُ جَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً"1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى إِبَاحَةِ المقايسات في الدين. [1: 89]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، بريد هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. وأخرجه البخاري "5534" في الذبائح: باب المسك، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""3483"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1380"، وأخرجه مسلم "2628" في البر والصلة: باب استحباب مجالسة الصالحين، كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2101" في البيوع: باب في العطار وبيع المسك، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن بريد، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف برقم "579" من طريق سفيان بن عيينة، عن يريد، به، ويريد تخريجه هناك.
وأخرجه الطيالسي "515" عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي موسى موقوفاً لم يرفعه.
وأخرجه أحمد 4/408 من طريق عاصم الأحول، عن أبي كبشة، عن أبي موسى.
وفي الباب عن أنس عند أبي داود "4829" في الأدب: باب يؤمر أن يجالس، والقضاعي في "مسند الشهاب""1381"، وهو ضمن حديث طويل أوله:"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن.." سيرد برقم "770" و"771".
كتاب الرقائق
باب الحياء
ذكر الحديث "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
"
…
7-
كِتَابُ الرَّقَائِقِ
1-
بَابُ الْحَيَاءِ
607 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ"1. مَا سَمِعَ الْقَعْنَبِيُّ مِنْ شُعْبَةَ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ قَالَهُ الشيخ.
1 إسناده صحيح، على شرط الشيخين. أبو خليفة: هو الفضل بن الحباب.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" 5/273، والطبراني 17/651، والقضاعي "1156". عن أبي خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4797" في الأدب: باب في الحياء، والطبراني 17/651، والقضاعي "1153" من طرق عن القعنبي عبد الله بن مسلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "621"، وأحمد 4/121 و122، البخاري "3484" في أحاديث الأنبياء، وفي "الأدب المفرد""1316"، وأبو نعيم في "الحلية" 4/370، والبيهقي في "السُّنن" 10/192، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""83" من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/121 و122 و5/273، وأبو نعيم في "الحلية" 4/370 من طريق سفيان الثوري، والبخاري "3483" في أحاديث الأنبياء، وفي "الأدب المفرد""597" ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "3597" من طريق زهير، وابن ماجة "4183" في الزهد: باب الحياء من طريق جرير، وأبو نعيم في "الحلية" 8/124 من طريق فضيل بن عياض، كلهم عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20149" عن معمر، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن أبي مسعود.
وفي الباب عن حذيفة عند أحمد 5/383 و405، وأبي نعيم في "الحلية" 4/371، وفي "أخبار أصبهان" 2/78، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/135، 136، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
قال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/109": معنى قوله: "النبوة الأولى، أن الحياء لم يزل أمره ثابتاً واستعماله واجباً منذ زمان النبوة الأولى، وأنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء، وحث عليه، وأنه لم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد علم صوابه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته لم يجز عليه النسخ والتبديل.
وقوله: "فافعل ما شئت" فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يكون معناه الخبر، وإن كان لفظه الأمر، كأنه يقول: إذا لم يمنعك الحياء فعلت ما شئت أي ما تدعوك إليه نفسك من القبيح، وإلى نحو من هذا ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام رحمة الله عليه.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: معناه الوعيد، كقوله تعالى:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] .
وقال أبو إسحاق المروزي فقيه الشافعية: معناه: أن ينظر، فإذا كان الشيء الذي يريد أن يفعله مما لا يستحي منه فليفعله، يريد أن ما يستحي منه فلا يفعله.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الْحَيَاءِ عِنْدَ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ لَهُ ارْتِكَابَ مَا زُجِرَ عَنْهُ
608 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أبو سلمةذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ الْحَيَاءِ عِنْدَ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ لَهُ ارْتِكَابَ مَا زُجِرَ عَنْهُ
[608]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ في النار"1.
1 إسناده حسن، محمد بن عمرو حسن الحديث، لكن الحديث صحيح، فقد تابعه عليه سعيد بن أبي هلال في الرواية التالية، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" ص 13، وأحمد 2/501، والترمذي "2009" في البر والصلة: باب ما جاء في الحياء، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""75"، وابن وهب في "الجامع""73"، والحاكم في "المستدرك" 1/52، 53 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن ابن عمر في الحديث برقم "610".
وعن أبي بكرة عند البخاري في "الأدب المفرد""1314"، وابن ماجة "4184" في الزهد: باب الحياء، والطبراني في "الصغير" 2/115، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""72"، وأبي نعيم في "الحلية" 3/60، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/237، 238، وصححه الحاكم 1/52 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وعن عمران بن الحصين عند الطبراني في "الصغير" 2/11، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""76"، وأبي نعيم في "الحلية" 3/59، 60.
وعن أبي أمامة عند الحاكم في "المستدرك" 1/52، وصححه ووافقه الذهبي.
والبذاء: الفحش في القول. والجفاء: غلط الطبع، وفي الحديث:"من بدا جفا" أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
609 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ حَمَّادِ بن زيد قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ في النار"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير سليمان بن داود، فمن رجال مسلم.
وتقدم قبله من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْحَيَاءَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيمَانِ إِذِ الْإِيمَانُ شُعَبٌ لِأَجْزَاءٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ
610 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "دَعْهُ فإن الحياء من الإيمان"2.
2 حديث صحيح، ابن أبي السري: هو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني صدوق إلا أن له أوهاما كثيرة، وقد توبع عليه كما يأتي. وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف""20146"، ومن طريقه أخرجه مسلم "36" في الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، وابن منده في "الإيمان""175".
وأخرجه مالك 3/98 في باب ما جاء في الحياء، ومن طريقه أحمد 2/56، والبخاري "24" في الإيمان: باب الحياء من الإيمان، وفي "الأدب المفرد""602"، وأبو داود "4795" في الأدب: باب في الحياء، والنسائي 8/121 في الإيمان: باب الحياء، وابن منده في "الإيمان""176" عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "625"، وأحمد 2/9، ومسلم "36" أيضاً، والترمذي "2615" في الإيمان: باب ما جاء أن الحياء من الإيمان، وابن ماجة "58" في المقدمة، وابن منده "174"، من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري"6118" في الأدب: باب الحياء، وفي "الأدب المفرد""602"، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق""73"، والبغوي في "شرح السُّنة""3594"، وابن منده "176" من طريق عبد العزيز الماجشون، وابن منده "176" من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبراني في "الصغير" 1/263 من طريق قرة بن عبد الرحمن، أربعتهم عن الزهري، به.
وقال البغوي في "شرح السُّنة" 13/173: الحياء محمود وهو من الإيمان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الحياء يمنع الرجل من عدة معاصٍ كالمؤمن يمنعه إيمانه عن المعاصي خوفاً من الله عز وجل، وفي صحيح مسلم "37" عن عمران بن الحصين، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير"، قال: وأما الحياء في التعلم والبحث عن أمر الدين، فمذموم، قالت عائشة فيما رواه مسلم "332": نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وقال مجاهد فيما علقه البخاري 1/202 في العلم: باب الحياء في العلم: لا يتعلم العلم مستحٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ دَعْهُ لَفْظَةُ زَجْرٍ يُرَادُ بها ابتداء أمر مستأنف.
2-
بَابُ التَّوْبَةِ
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ
611 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لَا فَقَتَلَهُ وَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فدل على رجل فقال إنه قتل مائة فَهَلْ لَهُ تَوْبَةٌ قَالَ نَعَمْ مَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ ائْتِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا نَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَنَا تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَأَتَاهُ مَلَكٌ فِي صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا2- بَابُ التَّوْبَةِ
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ
[611]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لَا فَقَتَلَهُ وَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فدل على رجل فقال إنه قتل مائة فَهَلْ لَهُ تَوْبَةٌ قَالَ نَعَمْ مَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ ائْتِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا نَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَنَا تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَأَتَاهُ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فقَالَ قِيسُوا
مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ أَيُّهُمَا كَانَ أَقْرَبَ فَهِيَ لَهُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أراد فقبضته بها ملائكة الرحمة" 1. [0: 00]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي البصري، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس الناجي البصري.
وأخرجه مسلم "2766""46" في التوبة: باب قبول توبة القائل وإن كثر قتله، عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/20 و72، وابن ماجة "2622" في الديات: باب هل لقاتل مؤمن توبة، من طريق يزيد بن هارون وعفان، عن همام بن يحيى، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم "615" من طريق شعبة، عن قتادة، به. ويخرج هناك.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِصِحَّةِ مَا أَسْنَدَ لِلنَّاسِ خبر أبي سعيد الذي ذكرناه
612 -
أخبرنا بن نَاجِيَةَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْتَامٍ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بن مغول عن منصور عن خيثمة
عن بن مَسْعُودٍ قَالَ قِيلَ لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "النَّدَمُ توبة" قال نعم2. [1: 2]
2 رجاله على انقطاعه رجال الصحيح، خيثمة بن عبد الرحمن ذكر أحمد في "العلل" 1م9، وأبو حاتم فيما نقله ابنه في "المراسيل"ص 54، 55 أنه لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئاً، روى عن الأسود، عن عبد الله.
وسيورده المؤلف برقم "614" من طريق يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، بهذا الإسناد.
وله طريق آخر موصول يصح به أخرجه ابن أبي شيبة 9/361 و362، والحميدي "105"، وأحمد "3568" و"4124"، وابن ماجة "4252" في الزهد: باب ذكر التوبة، والبغوي في "شرح السُّنة""1307"، والقضاعي في "مسند الشهاب""13" و"14"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/135 و136 و362، والحاكم في "المستدرك"4/243، والبيهقي في "السنن" 10/154 من طريق سفيان بن عيينة وسفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، وأبو نعيم في "الحلية" 8/312 من طريق عمر بن سعيد، عن عبد الكريم الجزري، وأحمد "4014" و"4016" من طريق خصيف، كلاهما عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد في "المسند""4012"، والطبراني في "الصغير" 1/33 من طريقين، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن الجراح، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود. وهذا إسناد صحيح إن كان محفوظاً، فإن زياد بن الجراح ثقة، وقد رواه جماعة عن عبد الكريم، عن زياد بن أبي مريم، منهم السفيانان، وكذلك رواه خصيف عن زياد بن أبي مريم وخالفهم جماعة، فرووه عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، والراجح أنه عن زياد بن أبي مريم لأن رواة ذلك أكثر وأحفظ، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري 3/373- 375، وتاريخ يحيى بن معين 177، و "تهذيب التهذيب" 3/384- 385، وتعليق العلامة أحمد شاكر على الحديث "3568" في "مسند" أحمد.
وفي الباب عن أنس في الحديث التالي.
وعن عائشة عند أحمد 6/264 ولفظه "فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار" وإسناده صحيح.
وعن وائل بن حجر عند الطبراني 22/41 وفي سنده إسماعيل بن عمرو البجلي.
وعن أبي سعد الأنصاري عند الطبراني أيضاً 22/306،
وأبي نعيم 10/398، وابن مندة في المعرفة 2/145/1، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه من لم أعرفه.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير" 1/69، وانظر "مجمع الزوائد" 10/198-199.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
613 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السهمي حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ يَقُولُ:
قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "الندم توبة"؟ قال نعم1. [1: 2]
614 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ أَخْبَرَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مغول عن منصور عن خيثمة
1 إسناده ضعيف لضعف محفوظ ابن أبي توبة، وباقي رجاله رجال الصحيح
وأخرجه الحاكم 4/243 من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن عثمان بن صالح السهمي، بهذا الإسناد، وصححه فتعقبه الذهبي بقوله: هذا من مناكير يحيى.
وأخرجه البزار "3239" عن عمرو بن مالك، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن حميد إلا يحيى، وعمرو حدث عن ابن وهب بأحاديث ذكر أنه سمعها بالحجاز، وأنكر أصحاب الحديث أن يكون حدث بها إلا بالشام أو بالمصر.
قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسي، وضعفه غير واحد، ووثقه ابن حبان، وقال: يغرب ويخطئ. وباقي رجاله رجال الصحيح.
وهذا الحديث على ضعفه شاهد لحديث ابن مسعود المتقدم.
عن بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الندم توبة"1. [1: 2]
1 المسيب بن واضح، قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيراً، وقال ابن عدي: كان النسائي حسن الرأي فيه، ثم ساق له عدة أحاديث تستنكر، ثم قال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يكتب حديثه، وضعفه الدراقطني. ويوسف بن أسباط: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء بحديثه كم ينبغي. وخيثمة بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود شيئاً. فالإسناد ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/251 من طريق المسيب بن واضح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/405 من طريق حسام بن مصك، عن منصور، به.
وتقدم برقم "612" من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن مالك بن مغول، به. وذكرت في تخريجه هناك طريقاً آخر موصولاً يصح به، فانظره.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ النَّدَمِ وَالتَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ رَجَاءَ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَهُ بِهِ
615 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بشار حدثنا بن أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لَا فَقَتَلَهُ وَجَعَلَ يَسْأَلُ فقَالَ لَهُ رَجُلٌ ائْتِ قرية كذا وكذا فأدركه الموتذكر مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ النَّدَمِ وَالتَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ رَجَاءَ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَهُ بِهِ
[615]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حدثنا بن أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لَا فَقَتَلَهُ وَجَعَلَ يَسْأَلُ فقَالَ لَهُ رَجُلٌ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ
فَمَاتَ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ تَقَرَّبِي وَإِلَى هَذِهِ تباعدي أقرب إلى هذه بشبر فغفر له" 1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "3470" في أحاديث الأنبياء، ومسلم "2766" "48" في التوبة: باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2766""47" عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم "611" من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به، فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ عِنْدَ السَّهْوِ وَالْخَطَأِ
616 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ2 بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ اللَّيْثِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الْإِيمَانِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي آخِيَّتِهِ يَجُولُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْإِيمَانِ فَأَطْعِمُوا طعامكم الأتقياء وولوا معروفكم المؤمنين"3. [3: 28]
2 تحرف في الأصل إلى شعبة.
3 إسناده ضعيف، أبو سليمان الليثي: قال الحافظ في ترجمته في "تعجيل المنفعة" ص 492: قال علي بن المديني: مجهول، وذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه، وذكره ابن حبان في "الثقات" لم يزد على =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكر شيخه والراوي عنه. وقال أبو نعيم في "الحلية" 8/179: أبو سليمان الليثي، قيل: اسمه عمران بن عمران. وعبد الله بن الوليد: هو ابن قيس التجيبي المصري. قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وباقي رجاله ثقات. عبد الله هو ابن المبارك، والحديث عنده في "الزهد""73"، ومن طريقه أخرجه أحمد 3/55، والبغوي في "شرح السُّنة""3485"، وأبو نعيم في "الحلية" 8/179. قال أبو نعيمك هذا لا يعرف إلا من حديث أبي سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى "1106" و"1332" من طريقين عن أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد.
وقد تحرف أبو سليمان الليثي في "1332" إلى التيمي.
وقسمة الأول إلى قوله "ثم يرجع إلى الإيمان "أخرجه أحمد 3/38 عن أبي المقرئ، عن سعيد بن أيوبي أيوب، بهذ الإسناد.
وقسمه الأخير وهو "أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين" أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""713" و"714" من طريق المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد. لكن سقط سعيد من إسناد "713". قال الحافظ في "تعجيل المنفعة": وقال أبو الفضل بن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب: حديث غريب، لا يذكر إلا بهذا الإسناد.
وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/201، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي وعبد الله بن الوليد التميمي- "كذا فيه والصواب التجيبي" - وكلاهما ثقة، كذا قال مع أن الأول مجهول، والثاني لين كما تقدم.
وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" 2/737، وزاد نسبته إلى البيهقي في "الشعب" والضياء المقدسي.
وله شاهد يتقوى به من حديث ابن عمر عند الرامهرمزي في "أمثال الحديث" ص 84 من طريق قتادة بن وسيم -أو رستم - الطائي، حدثنا عبيد آدم العسقلاني، حدثنا أبي، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخيته، يجول ما يجول، ثم يرجع إلى آخيته، وكذلك المؤمن يقترف ما يقترف، ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكم الأبرار، وخصوا بمعروفكم المؤمنين" وقتادة بن وسيم أو رستم مجهول، وباقي رجاله ثقات. ومع ذلك فقد أورده السيوطي في "الجامع الكبير" 2/740 عن الرامهرمزي، وصحح إسناده.
والآخيّة بالمد والتشديد، قال ابن الأثير: حبيل أو عويد يعرض في الحائط، ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه كالعروة، وتشد فيها الدابة، وجمعها الأواخيّ مشدداً والأخايا على غير قياس، ومعنى الحديث: أنه يبعد من ربه بالذنوب، وأصل إيمانه ثابت.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ التَّوْبَةِ فِي أَوْقَاتِهِ وَأَسْبَابِهِ
617 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "اللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَسْتَيْقِظُ عَلَى بَعِيرِهِ أضله بأرض فلاة"1. [3: 67]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "6309" في الدعوات: باب التوبة، ومسلم "2747" "8" في التوبة: باب في الحيض على التوبة، كلاهما عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6309" أيضاً عن إسحاق، ومسلم "2747" عن أحمد الدارمي، كلاهما عن حبان بن هلال، عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/312 من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، به.
"1303" من طريق إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس.
وفي الباب عن ابن مسعود في الحديث التالي.
وعن أبي هريرة سيرد برقم "621".
وعن النعمان بن بشير عند مسلم "2745".
وعن البراء بن عازب عند مسلم "2746".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْبَعِيرِ الضَّالِّ الَّذِي تُمَثَّلُ هَذِهِ الْقِصَّةُ بِهِ
618 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ رَجُلٍ بِأَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ فَأَضَلَّهَا فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ قَالَ أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي فَأَمُوتُ فِيهِ فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ الَّذِي أَضَلَّهَا فِيهِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ عَلَيْهَا زَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ فَاللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ من هذا الرجل"1. [3: 67]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 1/383 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري "6308" في الدعوات: باب التوبة، عن أبي معاوية، به. وعن شعبة وأبي مسلم، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/129 من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6308"، ومسلم "2744" "3" و"4" في التوبة: باب في الحض على التوبة والفرح بها، والترمذي "2498" في صفة القيامة، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129، والبغوي في "شرح السُّنة""1301" و "1302" من طرق عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ الحارث بن سويد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 1/383، والبخاري "6308" تعليقاً، من طريق أبي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يزيد النخعي، عن ابن مسعود.
والدَّوِّيَّة: اسم للمفازة الملساء التي يُسمع فيها الدوي، وهو الصوت.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ لُزُومِ التَّوْبَةِ فِي جَمِيعِ أَسْبَابِهِ
619 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَدِيٍّ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللَّهِ تبارك وتعالى قَالَ "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَّالَمُوا يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا أُبَالِي" فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ وَقَالَ فِي آخِرِهِ وَكَانَ أَبُو إِدْرِيسَ إِذَا حَدَّثَ بهذا الحديث جثا على ركبتيه1. [3: 68]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم غير حميد بن زنجويه، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. أبو مسهر: هو عبد الأعلى بن مسهر الغساني.
وأخرجه مسلم "2577" في البر والصلة، والبخاري في "الأدب المفرد""490"، وأبو نعيم في "الحلية" 5/125، 126، والحاكم في "المستدرك" 4/241، من طرق عن أبي مسهر، بهذا الإسناد. وليس هو من شرط الحاكم، لذا قال الذهبي: هو في مسلم.
وأخرجه مسلم "2577" أيضاً من طريق مروان بن محمد الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز، به. وأخرجه الطيالسي "463"، وأحمد 5/160، ومسلم "2577" أيضاً، من طريق همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، عن أبي ذر.
وأخرجه عبد الرزاق "20272" عَنْ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ذر.
وأخرجه الترمذي "2495" في صفة القيامة، وابن ماجة "4257" في الزهد: باب ذكر التوبة، من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر.
وقد أورد الإمام النووي هذا الحديث في آخر كتابه "الأذكار" بإسناده، وقال: رجال إسناده مني إلى أبي ذر- رضي الله عنه كلهم دمشقيون، ودخل أبو ذر-رضي الله عنه دمشق، فاجتمع في هذا الحديث جمل من الفوائد، منها صحة إسناده ومتنه وعلوه وتسلسله بالدمشقيين رضي الله عنهم، وبارك فيهم. ولشيخ الإسلام شرح جليل لهذا الحديث طبع مفرداً وضمن الرسائل المنيرية.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ عَلَيْهِ إِذَا تَخَلَّى لُزُومُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا ارْتَكَبَ مِنَ الْحَوْبَاتِ وَإِنْ كَانَ بَائِنًا عَنْهَا مُجِدًّا فِي إِتْيَانِ ضِدِّهَا
620 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخَعِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا فقَالَ أَقُولُ يَا أُمَّهْ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا قَالَ فَقَالَتْ دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ قال بن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته منذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ عَلَيْهِ إِذَا تَخَلَّى لُزُومُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا ارْتَكَبَ مِنَ الْحَوْبَاتِ وَإِنْ كَانَ بَائِنًا عَنْهَا مُجِدًّا فِي إِتْيَانِ ضِدِّهَا
[620]
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخَعِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا فقَالَ أَقُولُ يَا أُمَّهْ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا قَالَ فَقَالَتْ دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ قَالَ بن عُمَيْرٍ أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ "يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي" قُلْتُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ قَالَتْ فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَتْ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ قَالَتْ ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ قَالَتْ ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 1 الآية كلها [آل عمران: 190] .
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 186 عن الفريابي، عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وله طريق أخرى عن عطاء عند أبي الشيخ ص 190، 191 وفيه أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حية، ضعفوه لكثرة تدليسهن لكن صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَقَعُ بِمَرْضَاةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ تَوْبَةِ عَبْدِهِ عَمَّا قَارَفَ مِنَ الْمَأْثَمِ
621 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حدثنا بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَجْلَانَ مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ذَكَرُوا الْفَرَحَ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلمذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَقَعُ بِمَرْضَاةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ تَوْبَةِ عَبْدِهِ عَمَّا قَارَفَ مِنَ الْمَأْثَمِ
[621]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حدثنا بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَجْلَانَ مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ذَكَرُوا الْفَرَحَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَذَكَرُوا الضَّالَّةَ يَجِدُهَا الرَّجُلُ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الضَّالَّةِ يَجِدُهَا الرَّجُلُ بِأَرْضِ الفلاة"1. [3: 28]
1 إسناده جيد، عجلان مولى المشمعل، قال النسائي لا بأس به، وذكره المؤلف في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق "20587" ومن طريقه أحمد 2م316، ومسلم "2675" في التوبة: باب في الحض على التوبة، والبغوي في "شرح السُّنة""1300" عن معمر بن منبه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/500 من طريق موسى بن يسار، و2/500 و534، ومسلم "2675""1" من طريق أبي صالح، ومسلم "2675""2"، والترمذي "3538" في الدعوات: باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده، وابن ماجة "4247" في الزهد: باب ذكر التوبة من طريق الأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أنس تقدم برقم "618".
وعن ابن مسعود تقدم برقم "619".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ تَوْبَةَ الْمَرْءِ بَعْدَ مُوَاقَعَتِهِ الذَّنْبَ فِي كُلِّ وَقْتٍ تُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ
622 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "أَنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا فقَالَ أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أَوْ قَالَ عَمِلْتُ عَمَلًا فَاغْفِرْ لِي فقَالَ تبارك وتعالى عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا فعلم أن له ربا يغفرذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ تَوْبَةَ الْمَرْءِ بَعْدَ مُوَاقَعَتِهِ الذَّنْبَ فِي كُلِّ وَقْتٍ تُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ
[622]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "أَنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا فقَالَ أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أَوْ قَالَ عَمِلْتُ عَمَلًا فَاغْفِرْ لِي فقَالَ تبارك وتعالى عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ
الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ أَوْ قَالَ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ قَالَ رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي فقَالَ تبارك وتعالى عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ فقَالَ رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي فقَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فليعمل ما شاء" 1.
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجالُه ثِقاتٌ رجال الشيخين غيرَ الحسن بن محمد بن الصباح فمن رجال البخاري. همام: هو ابن يحيى بن دينار العَوَذَي.
وأخرجه أحمد 2/296 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم 4/242 على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 2/405و 492 عن عفان، والبخاري "7507" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} من طريق عمرو بن عاصم، ومسلم "2758" "30" في التوبة: باب قبول التوبة من الذنوب، والبيهقي في "السُّنن" 10/188 من طريق أبي الوليد الطيالسي، ثلاثتهم عن همام، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم "625" من طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، به.
ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْتَائِبِ الْمُسْتَغْفِرِ لِذَنْبِهِ إِذَا عَقِبَ اسْتِغْفَارَهُ صَلَاةٌ
623 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بن الحكم الفزاريذكر مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْتَائِبِ الْمُسْتَغْفِرِ لِذَنْبِهِ إِذَا عَقِبَ اسْتِغْفَارَهُ صَلَاةٌ
[623]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الحكم الفزاري
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ إِذَا حَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِنْ حَلَفَ صَدَّقْتُهُ وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَّقَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ إِلَّا غفر الله له"1. [00: 00]
1 إسناده حسن من أجل أسماء بن الحكم الفزاري، وباقي رجاله ثقات على شرط البخاري. أبو عوانة: هو وضاح اليشكري.
وأخرجه أبو داود "1521" في الصلاة: باب في الاستغفار، عن مسدد بن مسرهد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2" عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/10 عن أبي كامل، والترمذي "406" في الصلاة: باب ما جاء في الصلاة عند التوبة و"3006" في التفسير: باب ومن سورة آل عمران، عن قتيبة بن سعيد، والمروزي في "مسند أبي بكر""11" من طريق عبد الواحد بن غياث، والبغوي في "شرح السُّنة""1015" من طريق عفان بن مسلم، كلهم عن أبي عوانة، به.
وأخرجه الحميدي "1" عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن عثمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1"، وأحمد 1/8، 9، والمروزي في "مسند أبي بكر""10"، والطبري "7853" في الإقامة: باب ما جاء في أن الصلاة كفارة، والمروزي في "مسند أبي بكر""9"، والطبري "7854" من طريق سفيان الثوري ومسعر بن كدام، ثلاثتهم عن عثمان بن المغيرة، به.
وأخرجه الحميدي "5"، والطبري "7855" من طريق سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عبد الله بن سعيد، عن جده أبي سعيد المقبري، عن علي بن أبي طالب، به.
وحسنه الترمذي وابن عدي، وجود إسناده ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أسماء بن الحكم، قال الترمذي: ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثاً غير هذا.
ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَ التَّائِبِ الْمُسْتَغْفِرِ وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمِ اسْتِغْفَارَهُ صَلَاةٌ
[624] أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ فِي آخَرِينَ قَالَا حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَوْ سَعِيدٍ أَوْ كِلَاهُمَا شَكَّ حَامِدٌ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "يَا عَائِشَةُ إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ"1.
مَا رَوَى وَائِلٌ عَنِ ابْنِهِ إِلَّا ثلاثة أحاديث قاله الشيخ. [00: 00]
1 إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 6/264 من طريق سفيان بن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار".
وهو جزء من حديث الإفك المطول سيورده المؤلف في مناقب الصحابة برقم "7068" تحت عنوان: ذِكْرُ إِنْزَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْآيَ فِي براءة عائشة رضي الله عنها قذفت به. ويرد تخريجه هناك.
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى التَّائِبِ الْمُعَاوِدِ لِذَنْبِهِ بِمَغْفِرَةٍ كُلَّمَا تَابَ وَعَادَ يَغْفِرُ
625 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعلى بن حماد عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ: "أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فقَالَ أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ فقَالَ أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَيَأْخُذُ بِالذُّنُوبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فقَالَ أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ فقَالَ أَذْنَبَ عَبْدِي وَعَلِمَ أَنَّ رَبَّهُ يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ"1.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ "اعْمَلْ مَا شِئْتَ" لَفْظَةُ تَهْدِيدٍ أُعْقِبَتْ بِوَعْدٍ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ "اعْمَلْ مَا شِئْتَ" أَيْ لَا تَعْصِ وَقَوْلُهُ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ يريد إذا تبت.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2758" في التوبة: باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة، عن عبد الأعلى بن حماد بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/492 عن بهز، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "622" من طريق هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة، به، فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَغْفِرُ ذُنُوبَ التَّائِبِ كُلَّمَا أَنَابَ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بِالْإِشْرَاكِ بِهِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ
626 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا بن ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُسَامَةَ بن سلمان قا
حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ" قِيلَ وَمَا يَقَعُ الْحِجَابُ قَالَ "أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ وَهِيَ مشركة"1. [1: 2]
1 إسناده ضعيف، أسامة بن سلمان ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/384، ولم ينقل فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره المؤلف في "الثقات" 4/45، وقال: عداده في أهل الشام، يروي عن أبي ذر وابن مسعود، روى عنه عمر بن نعيم من حديث مكحول، منهم من قال: عن مكحول، عن أسامة بن سلمان، عن أبي ذر، ومنهم من قال: عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سلمان-قلت: الطريق الثاني هذا سيرد في الرواية التالية - وقال الحافظ في "اللسان" 1/324: ذكره الذهبي في "الضعفاء" فقال: تفرد عنه عمر بن نعيم. وباقي رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن ثوبان، فهو حسن الحديث.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/21، قال: قال لنا عاصم بن علي: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، به. وانظر الإسناد الآخر في الرواية التالية.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَكْحُولًا سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ أُسَامَةَ كَمَا سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ سَوَاءً
627 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ محمد حدثنا عمرو بن عثمان حدثناذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ مَكْحُولًا سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ أُسَامَةَ كَمَا سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ سَوَاءً
[627]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا
أبي حدثنا بن ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ
أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ" قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ قَالَ "أن تموت النفس وهي مشركة"1. [1:2]
1 إسناده ضعيف لجهالة عمر بن نعيم وشيخه أسامة بن سلمان، ومع هذا صححه الحاكم 4/257، ووافقه الذهبي.
وأخرجه علي بن الجعد في "مسنده""3527"، وأحمد 5/174، والبزار "3242" من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/174 من طريق عصام بن خالد، والبزار "3241" من طريق أبي داود، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أبي ذر. ليس بينهما أسامة بن سلمان، فهذا الإسناد منقطع.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/198، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وبقية رجالهما ثقات، وأحد إسنادي البزار فيه إبراهيم بن هانئ، وهو ضعيف. قلت: لم يشر إلى انقطاع إسناده.
وذكره السيوطي في "الجامع الكبير" 1/186، وزاد نسبته إلى الضياء المقدسي.
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى التَّائِبِ بِقَبُولِ تَوْبَتِهِ كُلَّمَا أَنَابَ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ حَالَةَ الْمَنِيَّةِ بِهِ
628 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قال حدثنا بن ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ جُبَيْرِ بن نفيرذكر تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى التَّائِبِ بِقَبُولِ تَوْبَتِهِ كُلَّمَا أَنَابَ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ حَالَةَ الْمَنِيَّةِ بِهِ
[628]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حدثنا بن ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ جُبَيْرِ بن نفير
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"1.
[00: 00]
1 إسناده حسن من أجل ابن ثوبان، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي، وباقي رجاله ثقات.
وهو في "مسند" علي بن الجعد "3529"، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السُّنة""1306".
وأخرجه أحمد 2/132، وأبو نعيم في "الحلية" 5/190 من طريق علي بن عياش وعصام بن خالد، وأحمد 2/153 عن أبي داود الطيالسي، والترمذي "3537" في الدعوات: باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده، من طريق علي بن عياش وأبي عامر العقدي، وابن ماجة "4253" في الزهد: باب ذكر التوبة من طريق الوليد بن مسلم، والحاكم 4/257 من طريق عاصم بن علي، كلهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم والذهبي.
ووقع في سُنن ابن ماجة: "عبد الله بن عمرو" وهو وهم إنما هو عبد الله بن عمر، نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 7/328، ونقله عنه البوصيري في "الزوائد" ورقة 270، وابن كثير في تفسيره 2/3 وقوله:"ما لم يغرغر" بغينين معجمتين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة وبراء مكررة، قال ابن الأثير: إي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض، والغرغرة: أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلغ.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت عند الطبري "8858"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1085" وإسناده منقطع.
وعن رجل من الصحابة عند أحمد 3/425، وسنده ضعيف.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَوْبَةَ التَّائِبِ إِنَّمَا تُقْبَلُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا لَا بَعْدَهَا
629 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ بْنِ سِيرِينَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ الله عليه"1. [00: 00]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن رجاء- وهو المكي- فمن رجال مسلم. وهشام هو: ابن حسان.
وأخرجه أحمد 2/427 و495 و506 و507، ومسلم "2703" في الذكر: باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، والبغوي في "شرح السُّنة""1299" من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/275، والطبري "14220" من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وأخرجه أحمد 2/395 من طريق هوذة، عن عوف، عن ابن سيرين، به.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة عند الطبري "14203" و"14209" و"14210"و"14212" و"14219" و"14225".
وفي الباب عن صفوان بن عسال المرادي عند الطبري "14206" و"14207" و"14208" و"14216" و"14218" وأحمد 4/240 وأبي داود الطيالسي "160" وابن ماجة "4070" والترمذي "3536".
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِ التَّائِبِ إِذَا خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِهِمَا بِإدْخَالِ النَّارِ فِي الْقِيَامَةِ مَكَانَهُ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا
630 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا" قَالَ فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَلَفَ
فَلَمْ يُحَدِّثْنِي سَعِيدٌ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ على عون قوله"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عون بن عبد الله فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2767""50" في التوبة: باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتلهن عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام، به.
وأخرجه الطيالسي "499" عن همام، عن سعيد بن أبي بردة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2767""49" عن ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، به، ولفظه:"إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقول: هذا فكاكك من النار".
وأخرجه مسلم "2767""51" من طريق غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى".
قال النووي: ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة: لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره. ومعنى "فكاكك من النار" أنك كنت معرضاً لدخول النار، وهذا فكاكك لأن الله تعالى قدر لها عدداً يملؤها، فإذا دخلها الكافر بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين، وأما رواية "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب
…
" فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم، فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين. "شرح مسلم" 18/85.
3-
بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسْنَ الظَّنِّ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ
631 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ العبادة"1. [00: 00]
1 في "التهذيب": شتير بن نهار، عن أبي هريرة حسن الظن من العبادة، وعنه محمد بن واسع فيما قاله حماد بن سلمة، وقال غيره: عن محمد بن واسع، عن سمير بن نهار، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/201: قال لي محمد بن بشار: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ليس أحد يقول: شتير بن نهار إلا حماد بن سلمة: في تسميته "شتيراً" أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي التابعي الثقة زميل شتير وبلدته، وهو القائل فيه: وكان من أوائل من حدث في هذا المسجد -يعني مسجد البصرة-وترجمه البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره المؤلف في "الثقات" 4/370، فقال: يروي عن أبي هريرة في حسن الظن، روى عنه محمد بن واسع، وقال الذهبي في "الميزان" 2/234: نكرة، وقد انفرد الحافظ في "التقريب" بقوله فيه: صدوق، وباقي رجال السند ثقات. وانظر "توضيح المشتبه""2/الورقة 108/م" و"تبصير المنتبه" 2/775".
وأخرجه أحمد 2/297 و304 و407 و491، وأبو داود "4993" في الأدب: باب في حسن الظن، من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/359، والترمذي "3604" في الدعوات، من طريق صدقة بن موسى، عن محمد بن واسع، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 4/241 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، فإن شتيراً -وهو ابن نهار، كما صرح في "مسند أبي داود"- راوي هذا الحديث لا يعرف، فضلاً عن كونه من رجال مسلم، وقد التبس عليهما بشتير بن شكل، ذاك الذي خرج له مسلم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِالْمَعْبُودِ جَلَّ وَعَلَا قَدْ يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ
632 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ رَجُلَانِ مِنَ النَّارِ فَيُعْرَضَانِ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمَا إلى النار فليلتفت أَحَدُهُمَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا كَانَ هَذَا رَجَائِي قَالَ وَمَا كَانَ رَجَاؤُكَ قَالَ كَانَ رَجَائِي إِذْ1 أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ لَا تُعِيدَنِي فيرحمه الله فيدخله الجنة"2. [00: 00]
1 في الأصل: إذا.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم "192" في الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، وابن مندة في "الإيمان""860"، وأبو نعيم في "الحلية" 2/315 و6/253، والبغوي في "شرح السُّنة""4362" من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني وأبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يخرج قوم من النار-قال أبو عمران: أربعة، وقال ثابت: رجلان-فيعرضون على ربهم
…
".
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي "2599" في صفة جهنم، والبغوي في "شرح السُّنة""4363" من طريق ابن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن ابن أنعم، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وشيخُه ابن أنعم- وهو الإفريقي- ضعيف أيضاً.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الثِّقَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِحُسْنِ الظَّنِّ فِي أَحْوَالِهِ بِهِ
633 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ قَالَ حَدَّثَنَا حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك وتعالى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فليظن بي ما شاء"1. [3: 68]
1 إسناده صحيح، حيان أبو النضر وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح، ولم ترد له ترجمة في "التعجيل" مع أنه من شرطه.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""909" ومن طريقه الدارمي 2/305، والطبراني في "الكبير" 22/"210، والدولابي في "الكنى" 2/137، 138، وأخرجه أحمد 3/491 عن الوليد بن مسلم، و4/106، والطبراني 22/"210" من طريق أبي المغيرة، ثلاثتهم عن هشام بن الغاز، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 3/491 عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ العزيز، عن حيان أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/491، والطبراني 22/"211" من طريق الوليد بن مسلم، عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن حيان أبي النضر، به.
وسيرد بعده من طريق صدقة بن خالد، عن هشام بن الغاز، به، وبرقم "641" من طريق يزيد بن عبيدة، عن حيان أبي النضر، به.
وفي الباب عن جابر سيرد برقم "636" و"637" و"638".
وعن أبي هريرة سيرد برقم "639".
وعن أنس عند أحمد 3/210و277، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/319، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ مُجَانَبَةِ سُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ عز وجل وَإِنْ كَثُرَتْ حَيَاتُهُ فِي الدُّنْيَا
634 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ قَالَ حَدَّثَنِي حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ قَالَ
سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ يَقُولُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شاء"1. [3: 68]
1 حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ مَا أَمَّلَ وَرَجَا مِنَ اللَّهِ عز وجل
635 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ بِجُرْجَانَ وَإِسْحَاقُ بنذكر إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ مَا أَمَّلَ وَرَجَا مِنَ اللَّهِ عز وجل
[635]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ بِجُرْجَانَ وَإِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قَالَا حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن الغاز قال حدثنا حيان بن أبو النضر قال
سمعت واثلة بن الأسقع يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي ما شاء"1. [00: 00]
1 حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله.
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمُسْلِمِ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِمَعْبُودِهِ مَعَ قِلَّةِ التَّقْصِيرِ فِي الطَّاعَاتِ
636 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ2 عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ "لَا يَمُوتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن"3. [1: 94]
2 سقط من الأصل، واستدرك من مصادر التخريج.
3 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو سفيان: هو طلحة بن نافع الواسطي، روى له البخاري مقروناً، واحتج به الباقون، وحديثه عن جابر صحيفة، وروى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أحمد 3/293 عن يحيى بن آدم، و2/330 عن عبد الرزاق، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1779"، ومسلم "2877" "81" في الجنة وصفة نعيمها: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، وأبو داود "3113" في الجنائز: باب ما يستحب من حسن الظن بالله تعالى عند الموت، وابن ماجة "4167" في الزهد: باب التوكل واليقين، وأبو نعيم في "الحلية" 5/78، والبيهقي في "السُّنن" 3/378، والبغوي في "شرح السُّنة""1455" من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه أحمد 3/325 و334 و390، ومسلم "2877""82"، والبيهقي في "السُّنن" 3/378 من طريق أبي الزبير، عن جابر. وانظر "637" و"638".
ذِكْرُ الْحَثِّ عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ
637 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَمُوتَ إِلَّا وظنه بالله حسن فليفعل"1.
1 إسناده حسن، جعفر بن مهران السباك، ذكره المؤلف في "الثقات" 8/160، 161، وروى عنه جمع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/121 من طريق سعد بن زنبور، عن الفضيل بن عياض، بهذا الإسناد. وانظر "636" و"638".
ذِكْرُ حَثِّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِمَعْبُودِهِمْ جَلَّ وَعَلَا
638 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقولذكر حَثِّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِمَعْبُودِهِمْ جَلَّ وَعَلَا
[638]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وهو يحسن الظن بالله جل وعلا"1. [5: 4]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" "2877" في الجنة وصفة نعيمها: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُعْطِي مَنْ ظَنَّ مَا ظَنَّ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ
639 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَذَكَرَ بن سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُمْ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَقُولُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فله"2.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أحمد 2/391 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/445 و539، ومسلم "2675" "19" في الذكر والدعاء: باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله، والترمذي "2388" في الزهد: باب ما جاء في حسن الظن بالله تعالى، من طريق جعفر بن برقان، عن يزيد الأصم، عن أبي هريرة، بلفظ "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إذا دعاني".
وأخرجه أحمد 2/315، والبغوي في "شرح السُّنة""1252" من طريق همام، والبخاري "7505" في التوحيد: باب {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة.
وسيورده المؤلف برقم "811" و"812" من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، به، فانظره.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَبُو يُونُسَ هَذَا اسْمُهُ سليم بن جبير تابعي1. [0: 00]
1 وهو ثقة من رجال مسلم.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسْنَ الظَّنِّ الَّذِي وَصَفْنَاهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَقْرُونًا بِالْخَوْفِ مِنْهُ جَلَّ وَعَلَا
640 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ: "وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أخفته يوم القيامة"2. [1: 2]
2 إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وله شاهد مرسل بسند صحيح عند ابن المبارك في "الزهد" برقم "157" من طريق عوف عن الحسن
…
ورواه موصولاً يحيى بن صاعد في زوائد الزهد "158" من طريق محمد بن يحيى بن ميمون، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء بإسناد ابن حبان، ومحمد بن يحيى بن ميمون مجهول، لكنه متابع عند ابن حبان، ولم تقع للشيخ الألباني هذه المتابعة، فضعف المسند في "صحيحته""742" لجهالة محمد بن يحيى، وقواه بمرسل الحسن البصري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/308 مرسلاً عن الحسن، ومسنداً عن أبي هريرة، وقال: رواهما البزار "3232" و"3233" عن شيخه محمد بن يحيى بن ميمون، ولم أعرفه، وبقية رجال المرسل رجال الصحيح، وكذلك رجال المسند غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ أَحْسَنَ بِالْمَعْبُودِ كَانَ لَهُ عِنْدَ ظَنِّهِ وَمَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ
641 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ قَالَ خَرَجْتُ عَائِدًا لِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ
فَلَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ وَهُوَ يُرِيدُ عِيَادَتَهُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى وَاثِلَةَ بَسَطَ يَدَهُ وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ وَاثِلَةُ حَتَّى جَلَسَ فَأَخَذَ يَزِيدُ بِكَفَّيْ وَاثِلَةَ فَجَعَلَهُمَا عَلَى وَجْهِهِ فقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللَّهِ قَالَ ظَنِّي بِاللَّهِ وَاللَّهِ حَسَنٌ قَالَ فَأَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ خَيْرًا وإن ظن شرا"1. [1: 95]
1 إسناده صحيح، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/"209" من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، عن محمد بن مهاجر، بهذا الإسناد. دون ذكر قصة عيادة يزيد بن الأسود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/"215"، وفي "الأوسط""104" كما في "مجمع البحرين"، من طريق عمرو بن واقد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ واثلة بن الأسقع.
وتقدم برقم "633" و"634" و"635" من طريق هشام بن الغاز، عن حيان أبي النضر، به. فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِأَنْوَاعِ النِّعَمِ عَلَى مَنْ يَسْتَوْجِبُ مِنْهُ أَنْوَاعَ النِّقَمِ
642 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بن مسرهدذكر الْإِخْبَارِ عَنْ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِأَنْوَاعِ النِّعَمِ عَلَى مَنْ يَسْتَوْجِبُ مِنْهُ أَنْوَاعَ النِّقَمِ
[642]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ
عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللَّهِ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وهو في ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي المقرئ، ثقة ثبت.
وأخرجه البخاري "6099" في الأدب: باب الصبر في الأذى، عن مسدد بن مُسَرْهَد، والنسائي في النعوت في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 6/424 عن عمرو بن علي، كلاهما عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به، بزيادة سفيان بين القطان والأعمش.
وأخرجه أحمد 4/395 و401 و405، والبخاري "7378" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} ، ومسلم "2804" في صفات المنافقين: باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل، والنسائي في التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة" 6/424، من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
قال الحافظ في "الفتح" 13/361: من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى: الصبور، ومعناه الذي لا يعامل العصاة بالعقوبة، وهو قريب من معنى الحليم، والحليم أبلغ في السلامة من العقوبة. والمراد بالأذى أذى رسله وصالحي عباده، لاستحالة تعلق أذى المخلوقين به، لكونه صفة نقص، وهو منزه عن كل نقص، ولا يؤخر النقمة قهراً بل تفضلاً، وتكذيب الرسل في نفي الصحابة والولد عن الله أذى لهم، فأضيف الأذى لله تعالى للمبالغة في الإنكار عليهم والاستعظام لمقالتهم، ومنه قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} فإن معناه: يؤذون أولياء الله وأولياء رسوله، فأقيم المضاف مقام المضاف إليه.
باب الخوف والتقوى
ذكر الحديث"وها أنا رسول الله والله ما أدري ما يصنع بي
"
…
4-
بَابُ الْخَوْفِ وَالتَّقْوَى
643 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ1 أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ2
أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ لَمَّا قُبِرَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ3 طِبْتَ أَبَا السَّائِبِ فِي الْجَنَّةِ فَسَمِعَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: " مَنْ هَذِهِ" فَقَالَتْ أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ: "وَمَا يُدْرِيكِ" قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَجَلْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ مَا رَأَيْنَاهُ إِلَّا خَيْرًا وَهَا أَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي"4.
1 هو عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري عالم الديار المصرية ومحدثها؛ ومفتيها مع الليث بن سعد. قال ابن وهب: سمعت من ثلاث مئة وسبعين شيخاً، فما رأيت أحداً أحفظ من عمرو بن الحارث.
2 جملة "أن أبا النضر حدثه" سقطت من "الإحسان" وأثبتها من "الأنواع والتقاسيم" 3/لوحة 60 نسخة فيض الله.
3 هي أم خارجة بن زيد، الراوي عنها كما ورد مصرحاً بذلك عند أحمد 6/436.
4 إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 6/436 عن يونس بن محمد، عن لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النضر، عن خارجة بن زيد، عن أمه أم العلاء، بهذا الإسناد. =
قَالَ عَمْرٌو وَسَمِعَهُ أَبُو النَّضْرِ مِنْ1 خَارِجَةَ بن زيد عن أبيه2. [3: 15]
= وأخرجه عبد الرزاق "20422" ومن طريقه أحمد 6/436، والطبراني في "الكبير" 25/"337" عن معمر، وأخرجه أحمد 6/436، والبخاري "3929" في مناقب الأنصار: باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، والطبراني 25/"338" من طريق إبراهيم بن سعد، والبخاري "1243" في الجنائز: باب الدخول على الميت بعد الموت، و "7003" في التعبير: باب رؤيا النساء، من طريق عقيل، و"2687" في النساء، من طريق شعيب، و"7018" في التعبير: باب العين الجارية في المنام، وابن سعد في "الطبقات" 3/398 من طريق معمر، والطبراني 25/"339" من طريق عمرو بن دينار، كلهم عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن أمه أم العلاء، به.
وفي الباب عن زيد بن ثابت ذكره المؤلف إثر هذا الحديث.
وعن ابن عباس. انظر "مجمع الزوائد" 9/302.
1 في "الإحسان": بن، وهو خطأ، والتصويب من "الأنواع والتقاسيم".
2 وأخرجه الطبراني في "الكبير""4879" من طريق ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن خارجة بن زيد، عن أبيه
…
وفي "المسند" 6/436: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر، عن خارجة بن زيد، عن أمه.
وأبو النضر هذا: هو سالم ابن أبي أمية التيمي المدني، وفي "الفتح" 7/265 تعليقاً على قوله "أم العلاء": هي والدة خارجة بن زيد بن ثابت الراوي عنها، وقد روى سالم أبو النضر هذا الحديث عن خارجة بن زيد عن أمه نحوه ولم يسم هذه، فكأن اسمها كنيتها، وهي بنت الحارث بن ثابت بن خارجة الأنصارية الخزرجية، وفي "الإصابة" 4/478: وقد جاء الحديث من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سالم أبي النضر، عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أمه
…
أخرجه أحمد الطبراني، وهذا ظاهر في أن أم العلاء هي والدة خارجة المذكور، فلا يلزم من كونه أبهمها في رواية الزهري أن تكون أخرى، فقد يبهم الإنسان نفسه فضلاً عن أمه.
644 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ
سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أُنْذِرُكُمُ النَّارَ أُنْذِرُكُمُ النَّارَ أُنْذِرُكُمُ النَّارَ" حَتَّى لَوْ كَانَ فِي مَقَامِي هَذَا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ سَمِعَهُ أَهْلُ السُّوقِ حَتَّى وَقَعَتْ خَمِيصَةٌ كَانَتْ عَلَى عاتقه على رجليه1. [3: 79]
1 إسناده حسن من أجل سماك- وهو ابن حرب الذهلي البكري الكوفي - وأخرجه أحمد في "المسند" 4/268 و272، والدارمي 2/330 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 29 من طريق أبي الأحوص، عن سماك، به.
وسيعيده المؤلف برقم "667".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الِانْتِسَابَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَنْتَفِعُ الْمُنْتَسِبُ إِلَيْهِمْ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ
645 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقَدْامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "يَأْخُذُ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فَيُنَادَى أَلَا إنذكر الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الِانْتِسَابَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَنْتَفِعُ الْمُنْتَسِبُ إِلَيْهِمْ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ
[645]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقَدْامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "يَأْخُذُ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فَيُنَادَى أَلَا إِنَّ
الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ قَالَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَبِي قَالَ فَيُحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ" 1.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ قَالَ وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ.
3 -
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. أحمد بن المقدام من شرط البخاري، ومن فوقه على شرطهما. وقد أورده المؤلف برقم "252".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَوْلَادَ فَاطِمَةَ لَا يَضُرُّهُمُ ارْتِكَابُ الْحَوْبَاتِ فِي الدنيا رضى الله تعالى عَنْهَا وَعَنْ بَعْلِهَا وَعَنْ وَلَدِهَا وَقَدْ فَعَلَ
646 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا فقَالَ "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا" وَلِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مِثْلَ ذَلِكَ وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ "يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إلا أن لك رحما سأبلها ببلالها"2.
2 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير حكيم بن سيف الرقي، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو صدوق. وأخرجه الترمذي "3185" في التفسير: باب ومن سورة الشعراء، من طريق زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/333 من طريق مسعر، و360 من طريق زائدة، و361 من طريق شيبان، و519 من طريق أبي عوانة، ومسلم "204" في الإيمان: باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ، والنسائي 6/248 في الوصايا: باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين، من طريق جرير، والترمذي "3184" أيضاً من طريق شعيب بن صفوان، كلهم عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 6/248 من طريق معاوية بن إسحاق، عن موسى بن طلحة، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقوله: "إلا أن لك رحماً سأبلها ببلالها" وافق المصنفَ عليها الترمذي، ورواية الجميع:"غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها" ومعنى أبلُّها ببلالها، أي: أصلها، يقال: بلَّ الرحم: إذا وصلها، وفي الحديث الحسن:"بلُّوا أرحامكم ولو بالسَّلام" أي: صلوها وندوها، وقد أطلقوا على الإعطاء: الندى، وقالوا في البخيل: ما تندى كفه بخير، فشبهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بالماء الذي يطفئ ببردة الحرارة. وقال الطيبي: شبه الرحم بالأرض التي إذا وقع عليها الماء وسقاها حق سقيها أزهرت ورئيت فيها النضارة،
فأثمرت المحبة والصفاء، وإذا تركت بغير سقي حتى يبست وبطلت منفعتها فلا تثمر إلا البغضاء والجفاء.
وأخرجه البخاري "2743" في الوصايا: باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب، و" 4771" في التفسير: باب وأنذر عشيرتك الأقربين، ومسلم "206""351"، والنسائي 6/248، 249، والبيهقي في "السُّنن" 6/280، والبغوي في "شرح السُّنة""3744" من طريق شعيب ويونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: "يا معشر قريش- أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً". وأخرجه أحمد 2/350 من طريق ابن لهيعة، و2/398، والبخاري "3527" في المناقب: باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، ومسلم "206" "352" من طريق أبي الزناد، كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عائشة عند مسلم "205"، والترمذي "3184"، والنسائي 6/250، والبيهقي في "السُّنن" 6/280، 281، والبغوي في "شرح السُّنة" "3743".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ هَذَا مَنْسُوخٌ إِنَّ1 فِيهِ أَنَّهُ لَا يَشْفَعُ لِأَحَدٍ واخْتِيَارُ الشَّفَاعَةِ كَانَتْ بالمدينة بعده. [5: 45]
1 كذا الأصل، ولعل الصواب: إذ.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ أَوْلِيَاءَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم هُمُ الْمُتَّقُونَ دُونَ أَقْرِبَائِهِ إِذَا كَانُوا فَجَرَّةً
647 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رُهَيْمٍ بَغْدَادِيٌّ ثِقَةٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي رَاشِدُ2 بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِيهِ مُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي
1 كذا الأصل، ولعل الصواب: إذ.
2 تحرف في الأصل إلى "واسع".
وَقَبْرِي" فَبَكَى مُعَاذٌ خَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الْمَدِينَةِ فقَالَ: "إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي هَؤُلَاءِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِي وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا حَيْثُ كَانُوا اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ فَسَادَ مَا أَصْلَحْتَ وَايْمُ اللَّهِ لَيَكْفَؤُونَ أُمَّتِي عَنْ دِينِهَا كَمَا يُكْفَأُ الإناء في البطحاء" 1. [3: 66]
1 إسناده قوي، عاصم بن حميد السكوني ذكره المؤلف في "الثقات"، وقال الدارقطني: ثقة، وأبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه أحمد 5/235، والطبراني في "الكبير" 20/"241" عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، كلاهما عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/235، والطبراني في "الكبير" 20/"242"، والبيهقي في "السُّنن" 10/86 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/22، وقال: رواه أحمد بإسنادين، ورجال الإسنادين رجال الصحيح غير راشد بن سعد وعاصم بن حميد، وهما ثقتان. وأورده الهيثمي أيضاً 10/231، 232، واقتصر في نسبته على الطبراني، وقال: إسناده جيد.
وأخرج البخاري "5990" في الأدب؛ ومسلم "215" في الإيمان، وأحمد 4/203 من حديث عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، جهاراً غير سر- يقول:"إن آل أبي - قال عمرو "هو عمرو بن عباس شيخ البخاري في هذا الحديث" في كتاب محمد بن جعفر "هو شيخ عمرو" بياض - ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالحو المؤمنين" قال البخاري: زاد عنبسة بن عبد الواحد، عن بيان بن قيس؛ عن عمرو بن العاص: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، "ولكن لهم رحم أبلها ببلالها" وعنبسة: هو ابن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية- وهو سعيد بن العاص بن أمية وهو موثق عندهم، وماله في البخاري سوى هذا
الموضع المعلق، وقد وصله البخاري في كتاب البر والصلة، فقال: حدثنا محمد بن عبد الواحد بن عنسبة، حدثنا جدي.. فذكره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ مِمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِ كَانَ هُوَ الْكَرِيمُ دُونَ النَّسِيبِ الَّذِي يُقَارِفُ مَا حُظِرَ عَلَيْهِ
648 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ: "أَتْقَاهُمْ" قَالُوا لَسْنَا عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ قَالَ: "فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَنِي خِيَارُكُمْ1 خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذا فقهوا"2. [3: 65]
1 لفظ البخاري ومسلم وأحمد "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام" وفي رواية لهم "خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام".
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، فإن محمد بن سنان- وهو الباهلي- من رجال البخاري، ومن فوقه على شرطهما.
وأخرجه البخاري "3374" في أحاديث الأنبياء: باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} من طريق المعتمر بن سليمان،
و" 3383"باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} ، و "4689" في التفسير: باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} من طريق أبي أسامة وعبيدة بن سليمان، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3353" في الأنبياء: باب {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} عن علي بن عبد الله المديني، و"3490" في المناقب: باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى..} عن محمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بشار، كلاهما عن يحيى القطان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال البخاري عقب "3353": قال أبو أسامة ومعتمر: عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الحافظ ابن حجر: يعني أنهما خالفا يحيى القطان في الإسناد، فلم يقولا فيه: عن سعيد، عن أبيه.
وجاء في هامش أصل "الإحسان" تعليقاً على هذا الحديث، وهو لغير المصنف، ما نصه: أخرجه البخاري من طريق جماعة ليس فيهم يحيى القطان، فقال: عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فأدخلوا بين سعيد وأبي هريرة أبا سعيد.
وأخرجه عبد الرزاق "20641" عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً. ليس فيه أبو هريرة.
وتقدم الحديث برقم "92" من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. فانظره.
ومعادن العرب: قال ابنُ الأثير في "النهاية" 3/192: أي أصولها التي ينسبون إليها. قال الحافظ: ويحتمل أن يريد بقوله: "خياركم" جمع خير، ويحتمل أن يريد أفعل للتفضيل تقول في الواحد: خير، وأخير، والأفضل من جمع بين الشرف في الجاهلية والشرف في الإسلام وأضاف إليهما التفقه في الدين، وكان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة من جهة ملائمة الطبع ومنافرته خصوصاً بالانتساب إلى الآباء المتصفين بذلك، ثم الشرف في الإسلام بالخصال المحمودة شرعاً. انظر "الفتح" 6، 414-415.
ذِكْرُ رَجَاءِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ خَوْفِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى حَالَةِ الرَّجَاءِ
649 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بن عبد الغافرذكر رَجَاءِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ خَوْفِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى حَالَةِ الرَّجَاءِ
[649]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ النَّاسِ رَجُلٌ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا1 فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ جَمَعَ بَنِيهِ فقَالَ أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ قَالُوا خَيْرَ أَبٍ فقَالَ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا ابْتَأَرَ عِنْدَ اللَّهِ خير قَطُّ وَإِنَّ رَبَّهُ يُعَذِّبُهُ فَإِذَا أَنَا مِتُّ فأحرقوني ثم اسحوقني ثُمَّ اذْرُونِي فِي رِيحٍ عَاصِفٍ قَالَ اللَّهُ كُنْ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ قَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ مَخَافَتُكَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ يَلْقَاهُ غَيْرَ أَنْ غُفِرَ له"2.
1 أي: أكثر له منهما، وبارك له فيهما. والرَّغْسُ: السِّعَة في النعمة، والبركة والنماء. قاله ابن الأثير في "النهاية".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري "3478" في الأنبياء: باب 54، ومسلم "2757" "28" في التوبة: باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، عن محمد بن المثنى، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري عقب "3478" و"6481" عن معاذ، عن شعبة، عن قتادة، به، ووصله مسلم "2757""27" عن عبيد الله بن معاذ، عن معاذ، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/132 من طريق مطر الوراق، عن عقبة بن عبد الغافر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/13 و17 من طريق معاوية بن هشام، عن شيبان أبي معاوية، عن فراس بن يحيى الهمداني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد. وسيرد بعده من طريق سليمان التيمي، عن قتادة، به، فانظره.
وقوله: "ما ابتأر خيراً" أي: ما قدم. وسيرد شرحها في الرواية التالية.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ خَوْفَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِذَا غَلَبَ عَلَى الْمَرْءِ قَدْ يُرْجَى لَهُ النَّجَاةُ فِي الْقِيَامَةِ
650 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَبْتَئِرْ1 عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا قَطُّ قَالَ لِبَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ يَا بَنِيَّ أَيَّ أَبٍ كنت لكم قالوا خير أب قال
1 قال البخاري: فَسَّرها قتادة: لم يدخر. قال الحافظ ابن حجر: كذا وقع هنا: "يبتئر" بفتح أوله، وسكون الموحدة، وفتح المثناة، بعدها تحتانية مهموزة، ثم راء مهملة، وتفسير قتادة صحيح، وأصله من البئيرة بمعنى الذخيرة والخبيئة، قال أهل اللغة: بأرت الشيء وابتأرته أبأره وأبتئره إذا خبأته، ووقع في رواية ابن السكن "لم يأتبر" بتقديم الهمزة على الموحدة، حكاه عياض، وهما صحيحان بمعنى، والأول أشهر، ومعناه: لم يقدم خيراً، كما جاء مفسراً في الحديث، ووقع في التوحيد [برقم 7508] وفي رواية أبي ذر:"لم يبتئر" أو "لم يبتئر" بالشك في الزاي أو الراء، وفي رواية الجرجاني بنون بدل الموحدة والزاي، قال: وكلاهما غير صحيح، وفي بعض الروايات في غير البخاري "ينتهز" بالهاء بدل الهمزة وبالزاي، و "يمتئر" بالميم بدل الموحدة وبالراء أيضاً. قال: وكلاهما صحيح أيضاً كالأولين. انظر "فتح الباري" 11/314.
فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْرَقُونِي واسْحَقُونِي فَإِذَا كَانَ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ فَذُرُّونِي قَالَ فَمَاتَ فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فقَالَ لَهُ كُنْ فَكَانَ كَأَسْرَعِ مِنْ طَرْفَةِ الْعَيْنِ فقَالَ اللَّهُ يَا عَبْدِي مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ فقَالَ مَخَافَتُكَ أَيْ رَبِّ قَالَ فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ غُفِرَ لَهُ" 1.
قَالَ الْمُعْتَمِرُ قَالَ أَبِي فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ هَكَذَا حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ وَزَادَ فِيهِ "وَذُرُّونِي فِي الْبَحْرِ". [3: 6]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، صالح بن حاتم بن وردان روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/318، وقال ابنُ قانع: صالح، واحتج به مسلم، ومن فوقه على شرطهما.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار""559" من طريق صالح بن حاتم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6481" في الرقاق: باب الخوف من الله، و"7508" في التوحيد: باب {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، ومسلم "2757" "28" في التوبة: باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به، فانظره.
وفي الباب عن حذيفة في الحديث التالي.
وعن أبي هريرة عند مالك في "الموطأ" 1/240 في الجنائز: باب جامع الجنائز، والبخاري "3481" في أحاديث الأنبياء، و"7506" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، ومسلم "2757" في التوبة: باب في سعة رحمة الله تعالى، والبغوي في "شرح السُّنة""4183" و"4184".
وعن معاوية بن حيدة القشيري عند الدارمي 2/330.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ كَانَ يَنْبِشُ الْقُبُورَ فِي الدُّنْيَا
651 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُوُفِّيَ رَجُلٌ كَانَ نَبَّاشًا فقَالَ لِوَلَدِهِ احْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي فَذُرُّونِي فِي الرِّيحِ فَسُئِلَ مَا صَنَعْتَ قَالَ مَخَافَتُكَ يَا رب قال فغفر له"1. [3: 6]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري "3479" في أحاديث الأنبياء، عن مسدد بن مسرهد وموسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6480" في الرقاق: باب الخوف من الله، والنسائي 4/113 في الجنائز: باب أرواح المؤمنين، من طريق جرير، وأنو نعيم في "الحلية" 8/124 من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن منصور، عن ربعي بن حراش، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من حديث أبي سعيد الخدري.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ مُجَانَبَةِ الْغَفْلَةِ وَلُزُومِ الِانْتِبَاهِ لِوِرْدِ هَوْلِ الْمَطْلَعِ
652 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الأعمش عن أبي صالحذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ مُجَانَبَةِ الْغَفْلَةِ وَلُزُومِ الِانْتِبَاهِ لِوِرْدِ هَوْلِ الْمَطْلَعِ
[652]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم:39] قال: "في الدنيا"1. [3: 6]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد 3/9، ومسلم "2849" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والطبري في "التفسير" 16/87 من طريق أبي معاوية ومحمد بن خازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/9 عن محمد بن عبيد، والبخاري "4730" في التفسير: باب {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4366" من طريق حفص بن غياث، والترمذي "3156" في التفسير: باب ومن سورة مريم، من طريق أبي المغيرة، والطبري 16/88 من طريق أسباط بن محمد، كلهم عن الأعمش، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْخِصَالِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ تَفَقُّدُهَا مِنْ نَفْسِهِ حَذَرَ إِيجَابِ النَّارِ لَهُ بِارْتِكَابِ بَعْضِهَا
653 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ2 بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ أَخُو مُطَرِّفٍ قَالَ وَحَدَّثَنِي رَجُلَانِ آخَرَانِ أَنَّ مُطَرِّفًا حَدَّثَهُمْ
أَنَّ عِيَاضَ بْنَ حِمَارٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا إِنَّ كُلَّ مَا أَنْحَلْتُهُ3 عَبْدِي حَلَالٌ وَإِنِّي خلقت عبادي
2 تحرف في الأصل إلى جعفر.
3 أنحلته: أعطيته، وقال النووي في شرح مسلم 8/197: وفي الكلام حذف، أي: قال الله تعالى كل مال أعطيته عبداً من عبادي، فهو له حلال، والمراد إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والبحيرة والحامي
وغير ذلك، وأنها لم تصر حراماً بتحريمهم، وكل مال ملكه العبد، فهو له حلال حتى يتعلق به حق.
حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ1 وَإِنَّهُ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ2 عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ فَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سلطان وَإِنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ غَيْرَ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ وَأُنْزِلَ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ3 تَقْرَؤُهُ يَقْظَانَ وَنَائِمًا وَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَمَرَنِي أَنْ أُخْبِرَ4 قُرَيْشًا فَقُلْتُ إِذًا يَثْلَغُوا رأسي5 فيتركوه خبزة قال
1 أي: مسلمين، وهذا من أبين الأدلة على أن الخلق جميعاً مفطورون على الإسلام، كما قال الحق تبارك وتعالى:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وقد اتفق أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الإسلام. وانظر "زاد الميسر" 6/300، 302 وتعليقاً عليه.
2 أي استخَفَّتْهم، فجالوا معهم في الضلال. يقال: جال واجتال: إذا ذهب وجاء، ومنه الجَوَلان في الحرب، واجتال الشيء إذا ذهب به وساقه.
والجائل: الزائل عن مكانه. وروى بالحاء المهملة. قاله ابن الأثير في "النهاية".
3 أي: هو محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه الذهاب، بل ينقى على مر الأزمان.
4 وفي رواية للطبراني "995""إن الله أمرني أن آتي قريشاً" وفيه أيضاً "997": "وأمرني أن آتيهم فأبين لهم الذي جعلهم عليه" وله رواية لثالثة "992": "وإن الله أوحى إليّ أن أغزو قريشاً" ولمسلم والطيالسي والمصنف: "وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً".
5 الثلغ: الشدخ، وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ.
فَاسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ وَاغْزُهُمْ يَسْتَغْزُوكَ1 وَأَنْفِقْ يُنْفَقْ عَلَيْكَ وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً أَمْثَالَهُمْ2 وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ وَقَالَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ إِمَامٌ مُقْسِطٌ مُصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رقيق القلب لكل ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَرَجُلٌ عَفِيفٌ فَقِيرٌ مُصَّدِّقٌ3 وقال أَصْحَابُ النَّارِ خَمْسَةٌ رَجُلٌ جَائِرٌ4 لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ5 وَرَجُلٌ لَا يُمْسِي وَلَا يُصْبِحُ إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ وَالضَّعِيفُ6 الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْغُونَ7 أَهْلًا وَلَا مَالًا" فقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ8 أَمِنَ الْمَوَالِي هُوَ أَوْ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ: "هُوَ التَّابِعَةُ9 يَكُونُ للرجل فيصيب من حرمته
1 في مسلم وأحمد والمصنف: "واغزهم نُغْرِكَ" أي: نعينك، وعند الطيالسي:"واغْزُهُمْ كما يغزونك".
2 في مسلم: "نبعث خمسة مثله"، وفي المصنف:"وابعث جيشاً نمددك بخمسة أمثالهم" وفي الطيالسي: "نبعث خمسة أمثاله".
3 في مسلم: "عفيف متعفف ذو عيال".
4 في مسلم وأحمد: "خائن".
5 زاد مسلم وغيره: إلا خانه.
6 في مسلم وغيره، زيادة:"لا زَبْرَ له" أي: لا عقل له يزبره.
7 في مسلم: لا يتبعون، وفي المسند والطيالسي والمصنف وإحدى نسخ مسلم: لا يتبغون.
8 هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، والقائل له قتادة، كما بينت رواية مسلم.
9 هو المولى، والهاء للمبالغة، وفي رواية أحمد 2/266: هو التابعة يكون للرجل يصيب من خدمه سفاحاً غير نكاح.
سِفَاحًا غَيْرَ نِكَاحٍ وَالشِّنْظِيرُ الْفَاحِشُ وَذَكَرَ الْبُخْلَ والكذب1. [3: 68]
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجا الصحيح غير العلاء بن زياد، فقد روى له النسائي وابن ماجة، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/"992" عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 17/"992" أيضاً على علي بن عبد العزيز وأبي مسلم الكشي ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، ثلاثتهم عن حفص بن عمر الحوضي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/266، والطبراني 17/ "993" من طريقين عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "1088"، والطيالسي "1079"، وأحمد 4/162 و266، ومسلم "2865" "63" و"64" في الجنة وصفة نعيمها: باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، والطبراني في "الكبير" 17/"987" و"994"، والبيهقي في "السُّنن" 9/60 من طرق عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 17/"995" من طريق أبي قلابة، عن أبي العلاء مطرف، عن عياض، به.
وأخرجه أيضاً 17/"997" من طريق ثور بن يزيد، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن عياض، به.
وسيرد بعده من طريق الحسن، عن مطرف، به. فانظره.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ
654 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَوْفٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الْأَثْرَمِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مطرف بن عبد اللهذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ
[654]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَوْفٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الْأَثْرَمِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ "إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا وَإِنَّهُ قَالَ لِي إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْحَلْتُ عِبَادِي فَهُوَ لَهُمْ حَلَالٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ أَتَتْهُمْ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا وَإِنَّ اللَّهَ أَتَى أَهْلَ الْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَنِي فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَإِنَّهُ قَالَ لِي قَدْ أَنْزَلْتُ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ فَاقْرَأْهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُخْبِرَ قُرَيْشًا وَإِنِّي قُلْتُ أَيْ رَبِّ إذا يثغلوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً وَإِنَّهُ قَالَ لِي اسْتَخْرِجْهُمْ كما استخرجوك واغزهم يستغزونك وأنفق عَلَيْكَ وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةَ أَمْثَالِهِ وَقَاتِلْ بمن أطاعك من عصاك"1. [3: 68]
1 إسناده حسن، المعلى بن مهدي روى عنه جمع، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/335، فقال: سألت أبي عنه، فقال: شيخ موصلى أدركته، ولم أسمع منه، يحدث أحياناً بالحديث المنكر. وذكره المؤلف في "الثقات" 9/182، 183، وقال الإمام الذهبي: صدوق في نفسه.
وحكيم بن الأثرم كذا ورد في الأصل زيادة "بن" بين حكيم والأثرم، والصواب أنه حكيم الأثرم كما ورد في تهذيب الكمال وفروعه، ونقل المزي عن محمد بن يحيى الذهلي قال: قلت لعلي ابن المديني: حكيم الأثرم من هو؟ قال: أعيانا هذا، وفي رواية قال: لا أدري من أين هو. ونقل مغلطاي عن ثقات ابن خلفون قول ابن المديني: حكيم الأثرم لا أدري ابن من هو، وهو ثقة. أما ابن حبان فقد سمى أباه حكيماً، فقال في "الثقات" 6/215: حكيم الأثرم يروي عن الحسن وأبي تميمة الهجيمي، عداده في أهل البصرة، روى عنه حماد بن سلمة وعوف الأعرابي. وقال الذهبي في "الكاشف": فيه لين. وباقي رجاله ثقات. أبو شهاب هو موسى بن نافع الحنَّاط، والحسن هو البصري.
وأخرجه أحمد 4/266، والطبراني في "الكبير" 17/"996" من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عياض، به. فانظره.
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ مُجَانَبَةِ أَفْعَالٍ يُتَوَقَّعُ لِمُرْتَكِبِهَا الْعُقُوبَةُ فِي الْعُقْبَى بِهَا
655 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَخْبَرَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَقُولُ "هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْ رُؤْيَا" فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ: "إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ فَتُدَهْدِهَهُ الصَّخْرَةُ1 هَا هُنَا فَيَقُومُ إِلَى الْحَجَرِ فَيَأْخُذُهُ فما يرجع إليه أحسبه قال
1 في البخاري، والمسند الطبراني، فيتدهده الحجر هاهنا. وقال الحافظ: وفي رواية الكشميهني: فيتدأدأ بهمزتين بدل الهاءين، وفي رواية النسفي، وكذا هو في رواية جرير بن حازم: فيتدهدأ بهاء ثم همزة، وكل بمعنى، والمراد أنه دفعه من علو إلى أسفل، وتدهده: إذا انحط، والهمزة تبدل من الهاء كثيراً، وتدأدأ: تدحرج، وهو بمعناه.
حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَا لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ1 مِنْ حَدِيدٍ فَإِذَا هُوَ يَأْتِيَ أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ وَمِنْخَرَهُ إِلَى قَفَاهُ2 وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ الْجَانِبُ الْأَوَّلُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ ما هذان قالا انطلق انطلق فانطلقت معها فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْل بِنَاءِ التَّنُّورِ3 قَالَ عَوْفٌ أحسب أنه قال فإذا فيه لغظ وَأَصْوَاتٌ فَاطَّلَعْنَا فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا بِنَهْرٍ لَهِيبٍ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ تَضَوْضَوْا4 قَالَ قُلْتُ مَا هَؤُلَاءِ قَالَا لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْنَا
1 الكَلُّوب: بفتح الكاف وضم اللام المشددة، وجاء الضم في الكاف، ويقال: الكلاب، والجمع كلاليب، وهو حديدة معوجة الرأس ينشل بها الشيء أو يُعَلَّق.
2 أي يُشَقِّقُه ويُقَطِّعُهُ. والشدقُ جانب الفم، جمعه أشداق.
3 في البخاري زيادة: أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته ناراً، وفي "المسند" تتوقد تحته نار.
4 أي ضَجُّوا واستغاثوا وصاحوا، وفي البخاري وغيره: ضوضوا: قال الحافظ: بغير همزة للأكثر، وحكي الهمز، أي: رفعوا أصواتهم مختلطة، ومنهم من سهل الهمزة. انظر "فتح الباري" 12/442.
عَلَى نَهَرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ يَسْبَحُ وَإِذَا عِنْدَ شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي جَمَعَ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ1 لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا قَالَ قُلْتُ مَا هَؤُلَاءِ قَالَا لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ2 كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآهُ فَإِذَا هُوَ عِنْدَ نَارٍ يَحُشُّهَا3 وَيَسْعَى حَوْلَهَا قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا قَالَا لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ4 الرَّوْضَةِ رَجُلٌ قَائِمٌ طَوِيلٌ لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طولا في السماء ورأى حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ وَأَحْسَنَهُ قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلَاءِ قَالَا لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا وَأَتَيْنَا دَوْحَةً عَظِيمَةً لَمْ أَرَ دَوْحَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلَا أَحْسَنَ قَالَا لِي ارْقَ فِيهَا قَالَ فَارْتَقَيْنَا فيها فانتهينا إلى
1 بفتح أوله، وسكون الفاء، وفتح الغين، بعدها راء، أي: يفتحه.
2 المرآة، بفتح الميم وسكون الراء، وهمزة ممدودة بعدها هاء تأنيث، أي كريه المنظر، وأصلها المرأية تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفاً، ووزنها مفعلة بفتح الميم، قال ابن الأثير: يقال: فلان كريه المرآة، أي قبيح المنظر، ويقال: امرأة حسنة المرآة والمرأى، أي حسنة المنظر، وفلان حسن في مرآة العين، أي: في المنظر.
3 يحشها بفتح الياء وضم الحاء وتشديد الشين، أي: يحركها لتتقد، يقال: حشيت النار أحشها حشاً: إذا أوقدتها، وجمعت الحطب إليها، وحكى في "المطالع" بضم أوله من الإحشاش.
4 أي وسطها يقال: قعدت بين ظهري القوم وظهرانيهم.
مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ فَأَتَيْنَا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فقلنا ما منها رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَ قَالَا لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ فَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ1 فِي الْبَيَاضِ فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا وَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ وَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَ قَالَا لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَ فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ2 الْبَيْضَاءِ قَالَ قَالَا لِي هَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَ قُلْتُ لَهُمَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي أَدْخُلْهُ قَالَ قَالَا لِي أَمَّا الْآنَ فَلَا وَأَنْتَ دَاخِلُهُ قَالَ فَإِنِّي رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ قَالَ قَالَا لِي أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ.
أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ.
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ وَمِنْخَرُهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ فَتَبْلُغُ الْآفَاقَ.
1 المحض: اللبن الخالص غير مشوب بشيء، حلواً كان أو حامضاً، وقد بين وجه التشبيه بقوله "في البياض"، قال الطيبي: كأنهم سموا اللبن بالصفة، ثم استعمل في كل صاف، قال: ويحتمل أن يراد بالماء المذكور عفو الله عنهم، كما في الحديث:"أغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد". "الفتح" 12/444.
2 هي السحابة البيضاء.
وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي.
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَيَلْتَقِمُ الْحِجَارَةَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا.
وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ.
وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ. قَالَ فقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ.
وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم" 1. [3: 3]
1 إسناده صحيح، عيسى بن أحمد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 5/8، 9 عن محمد بن جعفر، والبخاري "7047" في التعبير: باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح. من طريق إسماعيل ابن علية، والطبراني في "الكبير""6984" من طريق هوذة بن خليفة، و"6985" من طريق شعبة، أربعتهم عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد5/14، والبخاري "1386" في الجنائز، والطبراني في "الكبير""6986" و"6990"، والبغوي في "شرح السُّنة""2053" من طرق عن أبي رجاء العطاردي، به. وأخرجه مختصراً: البخاري "1143" في التهجد، و"2085" في البيوع، و"2791" في الجهاد، و"3236" في بدء الخلق، و"3354" في الأنبياء، و"4674" في التفسير، و"6096" في الأدب، ومسلم "2275" في الرؤيا، والترمذي "2295" في الرؤيا، والطبراني "6987" و"6988" و"6989"، والبيهقي في "السُّنن" 2/187، و5/275 من طريق أبي رجاء العطاردي، به.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَجْعَلَ لِنَفْسِهِ مَحَجَّتَيْنِ يَرْكَبُهُمَا إِحْدَاهُمَا الرَّجَاءُ وَالْأُخْرَى الْخَوْفُ
656 -
أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أحد"1. [3: 9]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه مسلم "2755" في التوبة: باب في سعة رحمة الله، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/397، ومسلم "2755" أيضاً من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به. وتقدم برقم "345" من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، به. فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَإِنْ كَانَ الْمَرْءُ مُجْتَهِدًا فِي إِتْيَانِهَا
657 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ فُضَيْلِ بن عياض عن هشام عن محمدذكر الْإِخْبَارِ عَنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَإِنْ كَانَ الْمَرْءُ مُجْتَهِدًا فِي إِتْيَانِهَا
[657]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يُؤَاخِذُنِي اللَّهُ وَابْنَ مَرْيَمَ بِمَا جَنَتْ هَاتَانِ يَعْنِي الْإِبْهَامَ وَالَّتِي تَلِيهَا لَعَذَّبَنَا ثُمَّ لَمْ يَظْلِمْنَا شَيْئًا"1. [3: 10]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن إسحاق: هو الحافظ الإمام الثقة شيخ خراسان أبو العباس السراج، وباقي رجال السند ثقات على شرطهما غير عبد الله بن عمر- وهو ابن محمد بن أبان- فمن رجال مسلم. محمد هو ابن سيرين. هشام هو ابن حسان.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/132 عن إبراهيم بن محمد بن يحيى، عن محمد بن إسحاق الثقفي، بهذا الإسناد. ومن ثلاث طرق عن عبد الله بن عمر بن أبان، به.
وسيعيده المؤلف برقم "659" من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي، عن حسين الجعفري، به.
وأخرجه البزار "3448" عن أبي بكر، عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. بزيادة في أوله، وهي:"لن ينجي أحداً عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل، ولو يؤاخذني أنا وعيسى مما جنى هذين لأوبقنا" وأشار بالسبابة والوسطى. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/356، وقال: هو في الصحيح من غير قوله: ولو يؤاخذني
…
رواه البزار والطبراني في "الأوسط" إلا أنه قال: "ولو يؤاخذني بما جنى هؤلاء لأوبقني"، وشيخ البزار أبو بكر لم أعرفه، وكأنه وراق ابن أبي الدنيا، فإنه روى عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وشيخ الطبراني إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيصراني لم أجد من ترجمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وهو ثقة.
قلت: وقوله: "لن ينجي أحداً عمله
…
" تقدم برقم "348"، وسيرد برقم "660" من حديث أبي هريرة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قِلَّةِ الْأَمْنِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ نَعُوذُ بِهِ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ مُشَمِّرًا فِي أَسْبَابِ الطَّاعَاتِ جَهَدَهُ
658 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ أَوْ غَيْمٍ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ فَسُئِلَ فقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي"1. [3: 65]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "899" في الاستسقاء: باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر، والبيهقي في "السُّنن" 3/361 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3206" في بدء الخلق: باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} ومسلم "899""15"، والترمذي "3257" في التفسير: باب ومن سورة الأحقاف، وابن ماجة "3891" من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، به.
وأخرجه أحمد 6/66، والبخاري "4829" في التفسير: باب {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، ومسلم "899""16"، وأبو داود "5098" في الأدب: باب ما يقول إذا هاجت الريح، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عائشة.
وفي الباب عن أنس سيرد برقم "664".
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَلَى الْمَرْءِ الرُّجُوعَ بِاللَّوْمِ عَلَى نَفْسِهِ فِيمَا قَصَّرَ فِي الطَّاعَاتِ وَإِنْ كَانَ سَعْيُهُ فِيهَا كَثِيرًا
659 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عياض عن هشام بن حسان عن بْنِ سِيرِينَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ يُؤَاخِذُنِي وَعِيسَى بِذُنُوبِنَا لَعَذَّبَنَا وَلَا يَظْلِمُنَا شيئا قال وأشار بالسبابة والتي تليه ا"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح، محمد بن المسيب: هو الحافظ البارع الجوال الزاهد القدوة أبو عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري الإسفنجي المتوفى سنة 315 وترجم في تذكرة الحافظ 3/789، 890، وموسى بن عبد الرحمن روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهو مكرر "657".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى مَوْجُودِ الطَّاعَاتِ دُونَ التَّسَلُّقِ بِالِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ فِي الْأَحْوَالِ
660 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُنْجِيهِ عمله ولكن سددوا وقاربوا" قالوا ولا أنتذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى مَوْجُودِ الطَّاعَاتِ دُونَ التَّسَلُّقِ بِالِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ فِي الْأَحْوَالِ
[660]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُنْجِيهِ عَمَلُهُ وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا" قَالُوا وَلَا أَنْتَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "وَلَا أَنَا إِلَّا أن يتغمدني بمغفرة وفضل"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مصنف" عبد الرزاق "20562"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/319، والبغوي في "شرح السُّنة""4193".
وأورده المؤلف برقم "348" من طريق بسر بن سعيد، عن أبي هريرة، فانظر تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ اسْتِحْقَارِهِ الْيَسِيرَ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالْقَلِيلَ مِنَ الْجِنَايَاتِ
661 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ والنار مثل ذلك"2.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه أحمد 1/442 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/387 عن ابن نمير، و1/442، والبخاري "6488" في الرقاق: باب الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، والبغوي في "شرح السُّنة""4174" من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 1/413 و442، والبخاري "6488" أيضاً، والبيهقي في "السُّنن" 3/368 من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ النَّظَرِ فِي الْعَوَاقِبِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ دُونَ الاعتماد على يومه
662 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بن المسيبذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ النَّظَرِ فِي الْعَوَاقِبِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ دُونَ الِاعْتِمَادِ على يومه
[662]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرا"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح، يزيد بن موهب روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/453 عن حجاج بن محمد، والبخاري "6485" في الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً" عن يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "113" و"358" من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وورد تخريجه من طرقه برقم "113".
وفي الباب عن أنس سيورده المؤلف برقم "5773" في باب المزاح والضحك.
وعن عائشة عند أحمد 6/81 و164، والبخاري "6631" في الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي ذر عند أحمد 5/173، وابن ماجة "4190" في الزهد: باب الحزن والبكاء، والترمذي "2313" في الزهد: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً
…
" والبيهقي 7/52، والبغوي في "شرح السُّنة" "4172".
وعن أبي الدرداء موقوفاً عند ابن أبي شيبة 13/312.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ عِنْدَمَا جَرَى مِنْهُ مِنْ مُقَارَفَةِ الْمَأْثَمِ حِينَ يُزَيِّنُ الشَّيْطَانُ لَهُ ارْتِكَابَ مِثْلِهَا
663 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ المعافى بن أبي حنظلة العابدذكر الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ عِنْدَمَا جَرَى مِنْهُ مِنْ مُقَارَفَةِ الْمَأْثَمِ حِينَ يُزَيِّنُ الشَّيْطَانُ لَهُ ارْتِكَابَ مِثْلِهَا
[663]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى بْنِ أَبِي حَنْظَلَةَ الْعَابِدُ
بِصَيْدَاءَ فِي آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَدَّى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ لَا تَعُودَنَّ تَدَّانُ فقَالَ الزُّهْرِيُّ كَيْفَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ"1. لَفْظُ الْخَبَرِ لِعُمَرَ بن سعيد سنان.
1 إسناده صحيح، هشام بن خالد الأزرق: صدوق، روى له أبو داود وابن ماجه، ومن فوقه من رجال الصحيح.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال""9"، وأبو نعيم في "الحلية" 6/127 من طريقين عن هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد، بلفظ "لا يلسع"
وأخرجه أحمد 2/379، والبخاري "6133" في الأدب، ومسلم "2998" في الزهد والرقائق، كلاهما في باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأبو داود "4862" في الأدب: باب في الحذر من الناس، والبيهقي في "السُّنن" 10/129، وفي "الآداب""582"، والبغوي في "شرح السُّنة""3507" عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجة "3982" في الفتن: باب العزلة عن محمد بن الحارث المصري، والدارمي 2/319 عن عبد الله بن صالح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 6/320 من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر الطيالسي "1813". وفسر الطيالسي الحديث بقوله: أي لا يعاقب على ذنبه في الدنيا فيعاقبه عليه في الآخرة.
وقوله: "لا يلدغ" قال الخطابي: هذا يُروى على وجهين:
أحدهما: بضم الغين، على مذهب الخبر، ومعناه أن المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيخدع مرة بعد أخرى وهو لا يفطن بذلك ولا يشعر به. وقيل: إنه أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا.
والوجه الآخر؛ أن تكون الرواية بكسر الغين على مذهب النهي، يقول: لا يخدعن المؤمن، ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر، وليكن متيقظاً حذراً، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة معاً. والله أعلم.
ذِكْرُ مَا يُعْرَفُ فِي وَجْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ هُبُوبِ الرِّيَاحِ قَبْلَ الْمَطَرِ
664 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ عرف ذلك في وجهه"1. [5: 12]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري "1034" في الاستسقاء: باب إذا هبت الريح، والبيهقي في "السُّنن" 3/360 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عائشة تقدم برقم "658".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَهَجَّدَ بِاللَّيْلِ وَخَلَا بِالطَّاعَاتِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ حَالَةُ الْخَوْفِ عَلَيْهِ غَالِبَةً لِئَلَّا يُعْجَبَ بِهَا وَإِنْ كَانَ فَاضِلًا فِي نَفْسِهِ تَقِيًّا فِي دِينِهِ
665 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عن مطرف بن عبد الله بن الشخيرذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَهَجَّدَ بِاللَّيْلِ وَخَلَا بِالطَّاعَاتِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ حَالَةُ الْخَوْفِ عَلَيْهِ غَالِبَةً لِئَلَّا يُعْجَبَ بِهَا وَإِنْ كَانَ فَاضِلًا فِي نَفْسِهِ تَقِيًّا فِي دِينِهِ
[665]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي وبصدره أزيز كأزيز المرجل1. [5: 47]
1 إسناده صحيح، حوثرة بن أشرس: روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة فيما ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/283، وقال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 109: روى عنه عبد الله بن أحمد، ومسلم بن الحجاج خارج "الصحيح" وأبو يعلى وغيرهم. وذكره المؤلف في "الثقات" 8/215، وقد تابعه غير واحد من الثقات كما يأتي، وباقي رجاله ثقات على شرط الصحيح.
وأخرجه أحمد 4م25 عن عبد الرحمن بن مهدي، و4/26 عن عفان، و4/25، وأبو داود "904" في الصلاة: باب البكاء في الصلاة، والحاكم 1م264، والبيهقي في "السُّنن" 2/251 من طريق يزيد بن هارون، والنسائي 3/13 في السهو: باب البكاء في الصلاة، والترمذي في "الشمائل""315"، والبيهقي في "السُّنن" 2/251، والبغوي في "شرح السُّنة""729" من طريق ابن المبارك، وابن خزيمة في "صحيحه""900" من طريق عبد الصمد، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيورده المؤلف برقم "753" من طريق يزيد بن هارون، عن حماد، بهذا الإسناد.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَوَاجَدَ عِنْدَ وَعْظٍ كَانَ لَهُ ذَلِكَ
666 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ " ثُمَّ أَعْرَضَ وأشاح ثم قال "اتقوا النار" ثم أعرضذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَوَاجَدَ عِنْدَ وَعْظٍ كَانَ لَهُ ذَلِكَ
[666]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ " ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ثُمَّ قَالَ "اتَّقُوا النَّارَ" ثُمَّ أَعْرَضَ
وأشاح حتى رؤينا أَنَّهُ يَرَاهَا ثُمَّ قَالَ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيْبَةٍ" 1.
667 -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ
سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُنْذِرُكُمُ النَّارَ أُنْذِرُكُمُ النَّارَ أُنْذِرُكُمُ النَّارَ" حَتَّى لَوْ كَانَ فِي مَقَامِي هَذَا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ سَمِعَهُ أَهْلُ السُّوقِ حَتَّى وَقَعَتْ خَمِيصَةٌ كَانَتْ على عاتقه على رجليه2.
1 كتب في الأصل عقب الحديث مكان الرقم عبارة: "نُقل إلى الجامع"، وسيورده المؤلف مع عنوانه في باب صلاة الجمعة برقم "2804"، وأورد تخريجه هناك، فانظره.
2 إسناده حسن، وهو مكرر "644".
باب الفقر والزهد والقناعة
مدخل
…
5-
بَابُ الْفَقْرِ وَالزُّهْدِ وَالْقَنَاعَةِ
668 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ سَهْمٍ قَالَ نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ مَطْعُونٌ فَأَتَاهُ مُعَاوِيَةُ يَعُودُهُ فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ فقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا يُبْكِيكَ أَيْ خَالِ أَوَجَعٌ أَمْ عَلَى الدُّنْيَا فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا فقَالَ عَلَى كُلٍّ لَا وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ قَالَ "إِنَّكَ لَعَلَّكَ أَنْ تُدْرِكَ أَمْوَالًا تُقَسَّمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سبيل الله" فأدركت وجمعت 1. [1: 63]
1 إسناده ضعيف، أبو هاشم: هو أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا سفيان العبشمي، أخو أبي حذيفة بن عتبة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير العبدري لأمه، وخال معاوية بن أبي سفيان، اختلف اسمه، فقيل مهشم، وقيل: خالد، وبه جزم النسائي، وقيل اسمه كنيته، وقيل: هشيم، وقيل: هشام، وقيل شيبة، قال ابن السكن: أسلم يوم فتح مكة ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان، وقال الحاكم: زمن معاوية، وقال ابن مندة: روى عنه أبو هريرة، وسمرة بن سهم، وأبو وائل، وقال ابن مندة: الصحيح أن أبا وائل روى عن سمرة عنه، وفي "التهذيب" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لوحة 1653: روى حديثه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي، عن سمرة بن سهم رجل من قومه، عنه، وقيل: عن أبي وائل، عن أبي هاشم ليس بينهما أحد.
وسمرة بن سهم: قال ابن المديني: مجهول لا أعلم روى عنه غير أبي وائل، وقال الإمام الذهبي في "الميزان" 2/234: تابعي لا يعرف، فلا حجة فيمن ليس بمعروف العدالة ولا انتفت عنه الجهالة. وذكره المؤلف في "الثقات" 8/340. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي 8/218، 219 في الزينة: باب اتخاذ الخادم والمركب، عن محمد بن قدامة، وابن ماجة "4103" في الزهد: باب الزهد في الدنيا، عن محمد بن الصباح، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/443 عن أبي معاوية، و3/444، والترمذي "2327"في الزهد، من طريق سفيان، كلاهما عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، عن أبي هاشم، ليس بينهما سمرة بن سهم. وهو ما أخرجه الحاكم 3/638 من طريق سفيان، عن منصور، بالإسناد المذكور، ولم يصححه لا هو ولا الذهبي، وذكره الحافظ في "الإصابة" 4/201 في ترجمة أبي هاشم، ونسبه للترمذي وغيره، وصحح إسناده.
قال الترمذي: وقد روى زائدة وعبيدة بن حميد، عن منصور، عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال: دخل معاوية على أبي هاشم، فذكره نحوه.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِذَا أَحَبَّ عَبْدَهُ حَمَاهُ الدُّنْيَا
669 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الزُّرَقِيُّ بِطَرَسُوسَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عن محمود بن لبيدذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِذَا أَحَبَّ عَبْدَهُ حَمَاهُ الدُّنْيَا
[669]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الزُّرَقِيُّ بِطَرَسُوسَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ
عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يحمي سقيمه الماء"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "الزهد" ص 17 عن أبي موسى محمد بن المثنى، والحاكم 4/207 من طريق عبد العزيز بن معاوية البصري، و4/309 من طريق علي بن الحسين الهلالي، ثلاثتهم عن محمد بن جهضم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي "2036" في الطب: باب ما جاء في الحمية، من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن غريب.
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 17 من طريق سليمان بن بلال، والترمذي عقب "2036" من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمد بن لبيد، عن النبي مرسلاً. لم يذكر فيه قتادة بن النعمان.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مَنْ صَارَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الزَّائِلَةِ
670 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص يحدث عنذكر الْإِخْبَارِ عَنْ مَنْ صَارَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الزَّائِلَةِ
[670]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا فصبر عليه"1. [3: 66]
1 حديث صحيح، عبد الرحمن بن سلمة الجمحي "وكان في الأصل: الحجري، وهو تحريف": ترجم له البخاري في "تاريخه" 5/290، وابن أبي حاتم 5/240، 241، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، روى عنه سعيد بن عبد العزيز، وخالد بن محمد الثقفي، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه يعقوب الفسوي في "تاريخه" 2/523، وأبو نعيم في "الحلية" 6/129 من طريق يحيى بن صالح الدمياطي، عن سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/168و 172، وفي "الزهد" ص 14، ومسلم "1054" في الزكاة: باب في الكفاف القناعة، والترمذي "2348" في الزهد: باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، والبيهقي في "السُّنن" 4/196، والبغوي في "شرح السُّنة""4043" من طريق شرحبيل بن شريك، وأحمد 2/173، وابن ماجة "4138" في الزهد: باب القناعة، من طريق عبيد الله بن أبي جعفر وأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني، ثلاثتهم عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو. وعندهم "وقنعه الله بما آتاه".
وفي الباب عن فضالة بن عبيد سيرد برقم "705".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّنْ طَيَّبَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَيْشَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
671 -
أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ وَابْنُ سَلْمٍ وَابْنُ قُتَيْبَةَ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عن أم الدرداءذكر الْإِخْبَارِ عَمَّنْ طَيَّبَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَيْشَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
[671]
أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ وَابْنُ سَلْمٍ وَابْنُ قُتَيْبَةَ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يومه فكأنما حيزت له الدنيا"1. [3: 66]
1 سنده ضعيف جداً، عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/194، فقال: روى عن أبيه وعن حمزة، روى عنه محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل، سمعت أبي يقول: قدمت الرملة، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه، فقيل: هو شيخ يكذب، فلم أخرج إليه، ولم أسمع منه. وقال الإمام الذهبي في "الميزان" و"المغني": متهم بالكذب، ومع ذلك فقد ذكره المؤلف في "الثقات" 8/357.
وأبوه هانئ بن عبد الرحمن ذكره المؤلف في "الثقات" 7/583، 584 وقال: ربما أغرب. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/249 من طريق عبد الله بن هانئ، بهذا الإسناد. ونسبه الهيثمي في "المجمع" 10/289 إلى الطبراني، وقال: ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
ويشهد له حديث عبيد الله بن محصن عند الترمذي "2346" في الزهد، وابن ماجة "4141" في الزهد، والخطيب في "تاريخه" 3/463 من طريق سلمة بن عبيد الله بن محصن، عن أبيه عبيد الله بن محصن. وسلمة مجهول.
وحديث عمر فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/289، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف.
وحديث ابن عمر ذكره الهيثمي أيضاً 10/289، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه علي بن عابس، وهو ضعيف. قلت: ومع ضعفه يكتب حديثه ويعتبر به كما قال الدارقطني، وحديثه هذا من هذا القبيل، فإنه شاهد لحديث عبيد الله بن محصن، فيتقوى به، ويحسن.
و"آمناً في سربه" أي: في نفسه، وقيل: في أهله.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْأَشْيَاءِ مِنَ الْفُضُولِ الَّتِي تُذَكِّرُ الدُّنْيَا وَتُرَغِّبُ النَّاسَ فِيهَا
672 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَزْرَةَ هو بن سَعْدٍ الْأَعْوَرُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ لَنَا قِرَامٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ فَعُلِّقَتْ عَلَى بَابِي فَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ فقَالَ: "انْزِعِيهِ فَإِنَّهُ يُذَكِّرُنِي الدُّنْيَا"1. [1: 95]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، عزرة جاء في مسلم والنسائي والترمذي غير منسوب، ونسبه صاحب "التحفة" 11/405، فقال: هو ابن عبد الرحمن الخزاعي، وفي "التهذيب": عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي الأعور، وفي "ثقات" المؤلف 7/299، 300: عزرة بن دينار الأعور يروي عن المكيين، روى عنه سليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وقرة بن خالد، وقد قيل: إنه عزرة بن سعد الأعور.
وأخرجه الترمذي "2468" في صفة القيامة، عن هناد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2107""88" في اللباس والزينة: باب تحريم تصوير صورة الحيوان، من طريق إسماعيل بن علية، والنسائي 8/213 في الزينة: باب التصاوير، من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وفي رواية مسلم: كان لنا ستر فيه تمثال طائر، وكان الداخل إذا دخله استقبله، فقال لي رسول الله:"حولي هذا، فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا" وفي أخرى "إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين" قالت عائشة: فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفاً، فلم يعب ذلك علي. ولغيره: أتسترين الجدار بستر فيه تصاوير؟! ولابن سعد 8/469: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، من سفر، فاشتريت له نمطاً فيه صورة، فسترت به على سهوة بيتي، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت كراهية الشر في وجهه، ثم جبذه، فقال:"أتسترون الجدار"، ولأحمد 6/247، وفيه: فطرحته، فقطعته مرفقتين، فقد رأيته متكئاً على إحداهما وفيها صورة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ مِنْ مُجَانَبَةِ الْفُضُولِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ
673 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ أَبِي هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ وَالثَّالِثُ للضيف والرابع للشيطان"1. [3: 52]
1 إسناده صحيح، يزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، ثقة، روى له أصحاب السُّنن، ومن فوقه من رجال الصحيح، أبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخولاني، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه أبو داود "4141" في اللباس: باب في الفرش، عن يزيد بن موهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2084" في اللباس: باب كراهية ما زاد على الحاجة من الفراش واللباس، عن أبي الطاهر بن السرح، والنسائي 6/135 في النكاح: باب الفرش، عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/293 و324 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن أبي هانئ، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""762"، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""3127" عن حيوة، عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: قال رسول الله لجابر
…
قال البغوي: هكذا رواه ابن المبارك مرسلاً.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الْفُضُولِ فِي قُوَّتِهِ رَجَاءَ النَّجَاةِ فِي الْعُقْبَى مِمَّا يُعَاقِبُ عَلَيْهِ أَكَلَةُ السُّحْتِ
674 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من وعاء ملأ بن آدم وعاء شرا من بطن حسب بن آدَمَ أَكَلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحاكم 4/121 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/"645" من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""603"، وأحمد 4/132، والترمذي "2380" في الزهد: باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل، والطبراني في "الكبير" 20/"644"، والبغوي في "شرح السُّنة""4048"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1340" و"1341" من طريق أبي سلمة الحمصي سليمان بن سليم وحبيب بن صالح، عن يحيى بن جابر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجة "3349" في الأطعمة: باب الاقتصاد في الأكل وكراهة الشبع، عن هشام بن عبد الملك، عن محمد بن حرب، عن أمه، عن أمها، عن المقدام.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَصْحَابَ الْجَدِّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا يُحْبَسُونَ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ مُدَّةً
675 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْمَسَاكِينُ وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ وَإِذَا أَصْحَابُ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ وَنَظَرْتُ إِلَى النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ من يدخلها النساء"1.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه مسلم "2736" في الذكر والدعاء: باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20611" ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""4064" عن معمر، وأحمد 5/205، والبخاري "5196" في النكاح، و" 6547" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، من طريق ابن علية، وأحمد في "المسند" 5/209 عن يحيى القطان، وفي "الزهد" ص 32 من طريق حماد بن سلمة، ومسلم "2736" أيضاً من طريق حماد ومعاذ العنبري وجرير ويزيد بن زريع، والطبراني في "الكبير""421" من طريق أبي جعفر الرازي، والخطيب في "تاريخه" 5/149 من طريق أبي عبد الله الأنصاري، كلهم عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عمران بن الحصين وابن عباس عند البخاري "3241" و"5198" و"6449" و"6546"، والترمذي "2602" و"2603". ورواه مسلم "2737" عن ابن عباس.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَرَنَ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ سَعِيدَ بْنَ زيد وأنا أهابه. [3: 78]
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى فُقَرَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ الصَّابِرِينَ عَلَى مَا أُوتُوا بِإدْخَالِهِمُ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِمُدَدٍ مَعْلُومَةٍ
676 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأغنياء بنصف يوم خمس مائة سنة"1. [3: 9]
1 إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/246 ومن طريقه ابن ماجة "4122" في الزهد: باب منزلة الفقراء، عن محمد بن بشر، وأحمد 2/296 و451 عن يزيد، و2/343 عن حماد بن سلمة، والترمذي "2353" في الزهد: باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وأبو نعيم في "الحلية" 7/91 و8/250 من طريق سفيان الثوري "2354" من طريق المحاربي، وأبو نعيم في "الحلية" 8/212 من طريق محمد بن السماك، كلهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/513، وأبو نعيم في "الحلية" 8/307 من طريق أبي صالح، وأحمد 2/519 من طريق شتير بن نهار، وأبو نعيم في "الحلية" 7/99، 100 من طريق أبي حازم، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو في الحديث التالي.
وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/63 و96، وأبي داود "3666"، والترمذي "2352"، وابن ماجة "4123"، والبغوي في "شرج السُّنة" 14/191، 192.
وعن أنس عند الترمذي "2352".
وعن جابر عند الترمذي "2355".
وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/244، وابن ماجة "4124".
ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ بِإدْخَالِهِمُ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِمُدَدٍ مَعْلُومَةٍ
677 -
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَلْقَةُ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَسَطَ الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ نِصْفَ النَّهَارِ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ فَجَلَسَ مَعَهُمْ فَلَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ إِلَيْهِمْ قُمْتُ إِلَيْهِ فَأَدْرَكْتُ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ: "بَشِّرْ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَنَّهُمْ لَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بأربعين عاما"1. [3: 9]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الدارمي 2/339 عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد وانظر ما بعده.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ فِي هَذَا الْخَبَرِ لَمْ يُرِدْ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَفْيًا عَمَّا وَرَاءَهُ
678 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الْأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسَبْعِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ خريفا"1. [3: 9]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن يزيد هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح، وأبو هانئ: هو حميد بن هانئ. وانظر ما قبله.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَالِكَ مِنْ حُطَامِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الشَّيْءَ الْكَثِيرَ قَدْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لَهُ فَقِيرٌ كَمَا أَنَّ مَنْ مُنِعَ مِنْ حُطَامِهَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لَهُ غَنِيٌّ
679 -
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّيلِيُّ بِأَنْطَاكِيَّةَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ"2.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1208) من طريق يحي بن بكير، عن مالك، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الحميدي "1063"، وأحمد 2/243، ومسلم "1051" في الزكاة: باب ليس الغنى عن كثرة العرض، وابن ماجة "4137" في الزهد: باب القناعة، من طريق سفيان بن عيينة، والقضاعي في "مسند الشهاب""1211" من طريق ابن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/389، 390، والبخاري "6446" في الرقاق: باب الغنى غنى النفس، والترمذي "2373" في الزهد: باب ما جاء أن الغنى عنى النفس، والقضاعي في "مسند الشهاب""1207" من طريق أبي حصين، والقضاعي "1210" من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/443 و539 و540، وفي "الزهد" ص 25، وأبو نعيم في "الحلية" 4/99 من طريق جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/315، والبغوي في "شرح السُّنة""4040" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/261 و438 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
والعَرَض بفتحتين: متاع الدنيا وحطامها. وغنى النفس: أن لا يكون لها استشراف إلى ما في أيدي الناس.
وفي الباب عن أنس عند البزار "3617"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/237، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى، ورجال الطبراني رجال الصحيح. ولم ينسبه للبزار.
ذِكْرُ وَصْفِ الْغِنَى الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ
680 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ من عند مروان نصف النهار قالذكر وَصْفِ الْغِنَى الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ
[680]
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ نِصْفَ النَّهَارِ قَالَ
قُلْتُ مَا بَعَثَ إِلَيْهِ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ فقَالَ سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الأمر ولزوم الجماع فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا نِيَّتَهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة"1.
1 إسناده صحيح، أبو داود: سليمان بن داود الطيالسي. وأورده المؤلف برقم "67"، وتقدم تخريجه هناك، وأزيد هنا على ما سيق.
وأخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" برقم "24" من طريق يونس بن حبيب، عن أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 42، وابن أبي عاصم في "السُّنة""94"، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/71 من طريق يحيى القطان، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/232 من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "المعجم الكبير""4891" من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "4924" من طريق يحيى بن عباد، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، مختصراً، و"4925" من طريق محمد بن وهب، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، به.
وفي الباب عن ابن مسعود، وجبير بن مطعم، وأبي الدرداء، وأنس، وقد تقدمت، وعن النعمان بن بشير عند الرامهرمزي "11"، والحاكم 1/88. وعن أبي سعيد الخدري عند الرامهرمزي "5"، وأبي نعيم في "الحلية" 5/105
وعن ابن عمر عند الخطيب في الكفاية ص 190.
وعن معاذ عند أبي نعيم في "الحلية" 9/308.
وعن بشير بن سعد عند الطبراني في الكبير "1225".
وعن ابن عباس عند الرامهرمزي "9".
وعن أبي هريرة عند الخطيب في تاريخه 4/337، وغيرهم انظر "المجمع" 1/138.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بَعْضَ الْفُقَرَاءِ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ قَدْ يَكُونُونَ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضِ الْأَغْنِيَاءِ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ
681 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَرِّ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ: "انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَيْنَيْكَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ جَالِسٌ يُحَدِّثُ قَوْمًا فَقُلْتُ هَذَا قَالَ: "انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَيْنَيْكَ" قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا رُوَيْجِلٌ مِسْكِينٌ فِي ثَوْبٍ لَهُ خَلْقٍ قُلْتُ هَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَرَارِ الأرض مثل هذا" 1. [3: 9]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد في "المسند" 5/157، وفي "الزهد" ص 36 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/115 من طريق الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذر.
وأخرجه البزار "3630" من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي ذر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/265، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط" بأسانيد، ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار والطبراني رجال الصحيح. وأورده أيضاً 10/258، وقال: رواه أحمد بأسانيد، ورجالها رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ
682 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّفَّةِ مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ رِدَاءٌ إِلَّا إِزَارٌ أَوْ كِسَاءٌ مُتَوَشِّحًا به قد عقده خلفه"1. [3: 9]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو حازم هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري "442" في الصلاة: باب نوم الرجال في المسجد، والبيهقي في "السُّنن" 2/241، والبغوي في "شرح السُّنة""4081" من طريق محمد بن فضيل، وأحمد في "الزهد" ص 13 عن وكيع، كلاهما عن الفضيل بن غزوان، بهذا الإسناد.
والصفة موضع مظلل من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل الصفة من فقراء المهاجرين وهم كما وصفهم أبو هريرة-رضي الله عنه وهو منهم في الصحيح "6452":"أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال، ولا أحد، إذا أتته صلى الله عليه وسلم، صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية، أرسل إليهم، وأصاب منها، وأشركهم فيها" وفي حديث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
طلحة بن عمرو عند أحمد وابن حبان والحاكم: كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بالمدينة عريف نزل عليه، فإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة، وفي مرسل يزيد بن عبد الله بن قسيط عند ابن سعد: كان أهل الصفة ناساً فقراء لا منازل لهم، فكانوا ينامون في المسجد لا مأوى لهم غيره
…
وكانوا في غضون ذلك ما بين طالب للقرآن والسُّنة كأبي هريرة رضي الله عنه فإنه قصر نفسه على ذلك، وكان معهم من يقضي نهاره بذكر الله وعبادته وتلاوة القرآن، فإذا غزا رسول الله غزوا، وإذا أقام أقاموا معه حتى فتح الله على رسوله، وعلى المؤمنين، فغادروا الصفة، وصاروا إلى ما صار إليه غيرهم ممن كان ذا أهل ومال وطلب للمعاش واتخاذ المسكن.
وعلق الحافظ ابن حجر في "الفتح" على قول أبي هريرة "رأيت سبعين من أهل الصفة" فقال: وهذا يشعر بأنهم كانوا أكثر من سبعين، وهؤلاء هم الذين رآهم أبو هريرة غير السبعين الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم، في عزوة بئر معونة، وكانوا من أهل الصفة أيضاً، لكنهم استشهدوا قبل إسلام أبي هريرة، وقد اعتنى بجمع أصحاب الصفة ابن الأعرابي والسلمي والحاكم وأبو نعيم، وعند كل منهم ما ليس عند الآخر، وفي بعض ما ذكروه اعتراض ومناقشة.
ذِكْرُ مَا كَانَ طَعَامُ الْقَوْمِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْأَغْلَبِ فِي أَحْوَالِهِمْ عِنْدَ ابْتِدَاءِ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ بِهِمْ
683 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ1 بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ قَالَ
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا كان طعامنا على عهد
1 وقع في الأصل: "أبو الفضل"، وهو سهو من الناسخ.
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا الأسودان التمر والماء"1. [5: 47]
1 داود بن فراهيج، مختلف فيه، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 2/298 و405 و458، والبزار "3677" من أربع طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيعيده برقم "5776".
وأخرجه الترمذي "3357" في التفسير: باب ومن سورة التكاثر من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: لما نزلت هذه الآية {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال الناس: يا رسول الله، عن أي النعيم نسأل؟ وإنما هما الأسودان، والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا. قال:"إن ذلك سيكون".
وأخرجه أحمد 2م354، 355 من طريق الحسن البصري، عن أبي هريرة. والحسن لم يسمع أبا هريرة.
وأخرجه مالك 3/116 في جامع ما جاء الطعام والشراب عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك بن خثيم قال: كنت جالساً فنزلوا عنده. قال حميد: فقال أبو هريرة: أذهب إلى أمي، فقل: إنَّ أبنك يقرئك السلام، ويقول: أطعمينا شيئاً. قال: فوضَعَتْ له ثلاثة أقراص في صفحة، وشيئاً من زيت وملح، ثم وضعتها على رأسي، وحملتها إليهم، فلما وضعتها بين أيديهم كبَّر أبو هريرة، وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين الماء والتمر.
وفي الباب عن عائشة سيرد برقم "729".
وعن قرة عند أحمد في "المسند" 4/19، وفي "الزهد" ص 10، والبزار "3680"، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/321، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط" و "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم، وهو ثقة.
والأسودان: التمر والماء، أما التمر فأسود، وهو الغالب على تمر المدينة، فأضيف الماء إليه، ونُعت بِنَعْتِهِ إتباعاً، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان، فيسميان معاً باسم الأشهر منهما، كالقمرين والعمرين.
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ فِي أَصْحَابِهِ مَا وَصَفْنَاهُ
684 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَمِّي حدثنا أبي عن بن إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّا كُنَّا نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ فَقَدْ كَذَبَكُمْ فَلَمَّا افْتَتَحَ صلى الله عليه وسلم قُرَيْظَةَ أصبنا شيئا من التمر والودك"1. [5: 47]
1 إسناده قوي، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وعبد الله بن سعد بن إبراهيم، هو ابن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وعمه هو يعقوب بن إبراهيم.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص277 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، خَبِّريني عن عيشكم عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: تسألونا عن عيشنا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من هذه الحبة السمراء ثلاثة أيام ليس بينهن جوع، ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا التمر، حتى فتح الله علينا قريظة والنضير.
وانظر حديث عائشة أيضاً الآتي برقم "729".
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَسَنَةَ لِلْمُسْلِمِ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ عَلَى مَا أُوتِيَ مِنْ فَقْرِهِ بِمَا مُنِعَ مِنْ حُطَامِ هَذِهِ الزَّائِلَةِ
685 -
أَخْبَرَنَا بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بنذكر كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَسَنَةَ لِلْمُسْلِمِ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ عَلَى مَا أُوتِيَ مِنْ فَقْرِهِ بِمَا منع من حطام هذه الزائلة
[685]
أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن
وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَرَى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى" قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "فَتَرَى قِلَّةَ الْمَالِ هُوَ الْفَقْرُ" قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلْبِ وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْبِ" ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فقَالَ: "هَلْ تَعْرِفُ فُلَانًا" قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "فَكَيْفَ تَرَاهُ وَتَرَاهُ؟ " قُلْتُ إِذَا سَأَلَ أُعْطِيَ وَإِذَا حَضَرَ أُدْخِلَ ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فقَالَ: "هَلْ تَعْرِفُ فُلَانًا" قُلْتُ لَا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَمَا زَالَ يُحَلِّيهِ وَيَنْعَتُهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ فَقُلْتُ قَدْ عَرَفْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "فَكَيْفَ تَرَاهُ أَوْ تَرَاهُ" قُلْتُ رَجُلٌ مِسْكِينٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فقَالَ: " هُوَ خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ مِنَ الْآخَرِ" قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا يُعْطَى مِنْ بَعْضِ مَا يُعْطَى الْآخَرُ فقَالَ: "إِذَا أُعْطِيَ خَيْرًا فَهُوَ أَهْلُهُ وَإِنْ صُرِفَ عَنْهُ فقد أعطي حسنة"1. [3: 9]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد مضى بأخصر مما هنا برقم "681" من طريق آخر عن أبي ذر. وطلاع الأرض: ملؤها.
ورواه بأخصر مما هنا النسائي في الكبرى في الرقائق كما في "التحفة" 9/157 من طريق عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن حجاج بن محمد، عن اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ بهذا الإسناد.
ذِكْرُ بَعْضِ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا فُضِّلَ بَعْضُ الْفُقَرَاءِ عَلَى بَعْضِ الْأَغْنِيَاءِ
686 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا وَبِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ اللَّهُمَّ مَنْ أَنْفَقَ فَأَعْقِبْهُ خَلَفًا وَمَنْ أَمْسَكَ فَأَعْقِبْهُ تلفا"1. [3: 9]
1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، خليد العصري: هو خليد بن عبد الله.
وأخرجه الطيالسي "979"، والحاكم 2/444، 445، وأبو نعيم في "الحلية" 2/233 من طريق هشام الدستوائي، وأحمد في "المسند" 5/97، وفي "الزهد" ص 26 من طريق همام، والقضاعي في "مسند الشهاب""810" من طريق سلام بن مسكين، ثلاثتهم عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/122، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وسيعيده المؤلف برقم "3330".
وفي الباب عن أبي هريرة سيورده المؤلف برقم "3334".
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار "3424"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/336، وقال: رواه البزار، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو ضعيف جداً.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ الدُّنْيَا سِجْنًا لِمَنْ أَطَاعَهُ وَمَخْرَفًا لِمَنْ عَصَاهُ
687 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قالذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ الدُّنْيَا سِجْنًا لِمَنْ أَطَاعَهُ وَمَخْرَفًا لِمَنْ عَصَاهُ
[687]
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا سجن المؤمن وجنة الكافر"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه""2956" في الزهد الرقائق، والترمذي "2324" في الزهد: باب ما جاء أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي في "شرح السُّنة""4105" من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/323 و485، وفي "الزهد" ص 37 من طريق زهير، وفي "المسند" 2/389 من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، وابن ماجة "4113" في الزهد: باب مثل الدنيا، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو نعيم في "الحلية" 6/350 من طريق مالك، والبغوي في "شرح السُّنة""4104" من طريق روح بن القاسم، خمستهم عن العلاء، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند أحمد "6855"، وأبي نعيم في "الحلية" 8/177 و185، والبغوي في "شرح السُّنة""4106"، والحاكم في "المستدرك" 4/315. أورده الهيثمي في "المجمع" 10/288، 289 وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة، وهو ثقة.
وعن ابن عمر عند البزاز "3654"، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/340، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/401، والقضاعي في "مسند الشهاب""145"، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/289، وقال: رواه البزار بسندين أحدهما ضعيف، والآخر فيه جماعة لم أعرفهم.
وعن سلمان الفارسي عند الطبراني في "الكبير""6183"، والحاكم 3/603. أورده الهيثمي في "المجمع" 10/289، وقال: رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق، وهو متروك. وكذلك رواه البزار. وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: الوراق تركه الدارقطني وغيره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الدُّنْيَا إِنَّمَا جُعِلَتْ سِجْنًا لِلْمُسْلِمِينَ لِيَسْتَوْفُوا بِتَرْكِ مَا يَشْتَهُونَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْجِنَانِ فِي الْعُقْبَى
688 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وجنة الكافر"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَسْبَابَ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ يَجْرِي عَلَيْهَا التَّغَيُّرُ وَالِانْتِقَالُ فِي الْحَالِ بَعْدَ الْحَالِ
689 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قوله: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} قَالَ: "مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا وَيُفَرِّجَ كربا ويرفع قوما ويضع آخرين"2. [3: 66]
2 وزير بن صبيح، روى عنه غير واحد، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره المؤلف في الثقات، وقال: ربما أخطأ، وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان يعد من الأبدال، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجة "202" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابن أبي عاصم رقم "301"، وابن عساكر في تاريخ دمشق 2/2 و15/126/1، من طريق هشام بن عمار بهذا الإسناد. وقال البوصيري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في "مصباح الزجاجة" ورقة 14: هذا إسناد حسن لتقاصر الوزير عن درجة الحفظ والإتقان
…
ثم نقل ما تقدم، وقال: روى البخاري هذا الحديث 8/620 تعليقاً في تفسير سورة الرحمن
…
قال الحافظ ابن حجر: وصله المصنف في التاريخ، وابن حبان في الصحيح، وابن ماجة، وابن أبي عاصم، والطبراني عن أبي الدرداء مرفوعاً، وأخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفاً، ونسبه البوصيري إلى أبي يعلى حديثاً ابن أبان الكوفي، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء موقوفاً
…
وللمرفوع شاهد آخر، عن ابن عمر، أخرجه البزار "2268" وفي سنده محمد بن عبد الرحمن البيلماني، قال في "التقريب" ضعيف واتهمه ابن عدي والمؤلف، وآخر عن عبد الله بن منيب، أخرجه البزار "2266"، وابن جرير في تفسيره 27/79، وفي سنده عمرو بن بكر السكسكي وهو متروك.
وأخرجه ابن عساكر 17/286/2 من طريق الوليد بن شجاع، وهشام بن عمار، قالا حدثنا الوزير بن صبيح، وأخرجه البزار برقم "2267" من طريق عبد الله بن أحمد، عن صفوان بن صالح، عن الوزير بن صبيح به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ الْمِحَنُ وَالْبَلَايَا فِي أَكْثَرِ الْأَوْقَاتِ
690 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا بن جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ يَقُولُ
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ"1. [3: 66]
1 إسناده قوي، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي الداراني، روى له الستة، وأبو عبد رب مختلف في اسمه، وهو دمشقي زاهد، ذكره المؤلف في "الثقات"، وروى عن غير واحد، وروى عنه جمع.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""596"، ومن طريقه أحمد 4/94، والطبراني 9/86، والقضاعي في "مسند الشهاب""1175"، والرامهرمزي في "الأمثال""59"، وأخرجه ابن ماجة "4035" في الفتن: باب شدة الزمان، وابن أبي عاصم في "الزهد""146" من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن ابن جابر، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 4/190: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وسيعيده المؤلف برقم "2899" من طريق بشر بن بكر، عن ابن جابر، به.
وتقدمت تتمة الحديث وهي قوله: "وإنما مثل أحدكم مثل الوعاء
…
" برقم "339" من طريق الوليد بن مسلم، وبرقم "392" من طريق صدقة بن جابر، كلاهما عن ابن جابر، بهذا الإسناد، فانظرهما.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قِلَّةِ الِاغْتِرَارِ بِمَنْ أُوتِيَ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةَ الزَّائِلَةَ
691 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قال حدثنا بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَمَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ "سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يوم القيامة"1. [3: 6]
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمر بن أبي عمر العدني، واسمه مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، فمن رجال مسلم، وغير هند فمن رواة البخاري، وهي هند بنت الحارث الفراسية، ويقال: القرشية.
وأخرجه أحمد 6/297، والبخاري "115" في العلم، و"1126" في التهجد، و"5844" في اللباس، و "6218" في الأدب، و"7069" في الفتن، والترمذي "2196" في الفتن من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
ورواه مالك في "الموطأ" 2/913 باب ما يكره للنساء لبسه من الثياب، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الزُهْرِيِّ، مرسلاً.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ اغْتِرَارِ الْمَرْءِ بِمَا أُوتِيَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ النِّسَاءِ وَالنِّعَمِ
692 -
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ1 اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ2 قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ وَأَصْحَابُ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ وَنَظَرْتُ إِلَى النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ"3.
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَرَنَ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ المعتمر معتمر بن سليمان. [2: 55]
1 وقع في "الأصل": عبد الله، والصواب ما أثبتُه.
2 تحرفت في الأصل إلى التميمي.
3 هو مكرر "675".
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ تَعْزُفَ نَفْسُهُ عَمَّا يُؤَدِّي إِلَى اللَّذَّاتِ مِنْ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الْغَرَّارَةِ وَإِنْ أُبِيحَ لَهُ ارْتِكَابُهَا حَذَرَ الْوُقُوعِ فِي الْمَحْذُورِ مِنْهَا
693 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ قال
سمع بن عمر صوت زمارة راعي قَالَ فَجَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَعَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ وَجَعَلَ يَقُولُ يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ فَأَقُولُ نَعَمْ فَلَمَّا قُلْتُ لَا رَاجَعَ الطَّرِيقَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يفعله"1. [5: 47]
1 رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سليمان بن موسى - وهو الأشدق- فقد روى له مسلم في المقدمة والأربعة، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري: عنده مناكير، وفي "التقريب": صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل.
وأخرجه أحمد 2/8 و38، وأبو داود"4924 " في الأدب: باب كراهية الغناء والزمر، عن أحمد بن عبيد الله الغدائي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4925" عن محمود بن خالد بن يزيد السلمي، عن أبيه، عن مطعم بن المقدام، عن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4926" عن أحمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن أبي المليح، عن ميمون، عن نافع، به، وهذا إسناد صحيح، أبو المليح: هو الحسن بن عمرو الفزاري الرقي، وميمون هو ابن مهران.
ذكر الإخبار عما يجب على المؤمن من حِفْظِ نَفْسِهِ عَمَّا لَا يُقَرِّبُهُ إِلَى بَارِئِهِ جَلَّ وَعَلَا دُونَ نَوَالِهِ شَيْئًا مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ
694 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَانِيُّ1 قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا إِنَّ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قبلكم وهما مهلكاكم"2. [3: 66]
1 الرياني بتخفيف الياء: نسبة إلى ريان وهي إحدى قرى نسا، ومحمد هذا مترجم في "الاستدراك" لابن نقطة ورقة 203، وقال: توفي سنة 313.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/245، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وإسناده حسن
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير""10069"، والبزار "3613"، وفي سنده يحيى بن المنذر، وهو ضعيف.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَذُودَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْغَرَّارَةِ الزَّائِلَةِ بِبَذْلِ مَا يَمْلِكُ مِنْهَا لِغَيْرِهِ
695 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خالد حدثنا همام عن قتاد
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْ بِقِنَاعٍ فِيهِ رُطَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بها إلى بعضذكر مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَذُودَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْغَرَّارَةِ الزَّائِلَةِ بِبَذْلِ مَا يَمْلِكُ مِنْهَا لِغَيْرِهِ
[695]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خالد حدثنا همام عن قتاد
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْ بِقِنَاعٍ فِيهِ رُطَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ
أَزْوَاجِهِ ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى أَزْوَاجِهِ ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا وَإِنَّهُ لَيَشْتَهِيهِ فَعَلَ ذلك غير مرة وإنه ليشتهيه1. [5: 47]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه 3/125 و269 من طريقين عن همام، بهذا الإسناد.
والقناع: الطبق الذي يؤكل عليه. "النهاية".
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ رِعَايَةُ عِيَالِهِ بِذَبِّهِمْ عَنِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي يُخَافُ عَلَيْهِمْ مُتَعَقَّبُهَا
696 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الْأَدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُعَيْسٍ عن نافع
عن بن عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي غَزَاةٍ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ وَإِذَا قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ كَانَ أَوَّلُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَرَجَ لِغَزْوِ تَبُوكَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ فَبَسَطَتْ فِي بَيْتِهَا بِسَاطًا وَعَلَّقَتْ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا وَصَبَغَتْ مِقْنَعَتَهَا بِزَعْفَرَانٍ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا صلى الله عليه وسلم وَرَأَى مَا أَحْدَثَتْ رَجَعَ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى بِلَالٍ فَقَالَتْ يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَبِي فَسَلْهُ مَا يَرُدُّهُ عَنْ بَابِي فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي رَأَيْتُهَا أَحْدَثَتْ ثَمَّ شَيْئًا" فَأَخْبَرَهَا فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَرَفَعَتِ الْبِسَاطَ وَأَلْقَتْ مَا عَلَيْهَا وَلَبِسَتْ أطمارهاذكر مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ رِعَايَةُ عِيَالِهِ بِذَبِّهِمْ عَنِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي يُخَافُ عَلَيْهِمْ مُتَعَقَّبُهَا
[696]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الْأَدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُعَيْسٍ عَنْ نافع
عن بن عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي غَزَاةٍ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ وَإِذَا قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ كَانَ أَوَّلُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَرَجَ لِغَزْوِ تَبُوكَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ فَبَسَطَتْ فِي بَيْتِهَا بِسَاطًا وَعَلَّقَتْ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا وَصَبَغَتْ مِقْنَعَتَهَا بِزَعْفَرَانٍ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا صلى الله عليه وسلم وَرَأَى مَا أَحْدَثَتْ رَجَعَ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى بِلَالٍ فَقَالَتْ يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَبِي فَسَلْهُ مَا يَرُدُّهُ عَنْ بَابِي فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي رَأَيْتُهَا أَحْدَثَتْ ثَمَّ شَيْئًا" فَأَخْبَرَهَا فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَرَفَعَتِ الْبِسَاطَ وَأَلْقَتْ مَا عَلَيْهَا وَلَبِسَتْ أطمارها
فَأَتَاهُ بِلَالٌ فَأَخْبَرَهُ فَأَتَاهُ فَاعْتَنَقَهَا وَقَالَ: "هَكَذَا كوني فداك أبي وأمي"1. [5: 8]
1 إسناده ضعيف، إبراهيم بن قعيس هو إبراهيم بن إسماعيل قعيس، ويقال له: إبراهيم قعيس، مولى بني هاشم، ضعفه أبو حاتم، وذكره البخاري فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/21، 22، وقال: كنيته أبو إسماعيل، يروي عن نافع وأبي وائل، روى عنه العلاء بن المسيب وسليمان التيمي.
وأخرجه أحمد 2/21، وأبو داود "4149" و"4150" في اللباس: باب في اتخاذ الستور، من طريقين عن فضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة، فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل عليها، قال: وقلما كان يدخل إلا بدأ بها، قال: فجاء علي فرآها مهتمة، فقال: مالك؟ فقالت: جاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدخل علي، فأتاه علي، فقال: يا رسول الله، إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها، قال:"وما أنا والدنيا، وما أنا والرقم؟! " قال: فذهب إلى فاطمة، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: فقل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تأمرني به؟ فقال: "قل لها ترسل به إلى بني فلان". لفظ أحمد، وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ
698 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الأعمش عن مجاهد
عن بن عُمَرَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي أَوْ قَالَ بِمَنْكِبَيَّ فقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سبيل" قال فكان بن عمر يقول إذا أصبحت فلا تنتظرذكر الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ
[698]
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عن مجاهد
عن بن عُمَرَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي أَوْ قَالَ بِمَنْكِبَيَّ فقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سبيل" قال فكان بن عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرُ
الْمَسَاءَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرُ الصَّبَّاحَ وَخُذْ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك1.
1 محمد عبد الرحمن الطُّفَاوي من شيوخ الإمام أحمد، وثقه ابن المديني، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه يهم أحياناً، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وأورد له ابن عدي عدة أحاديث، وقال: إنه لا بأس به، وله في البخاري ثلاثة أحاديث ليس فيها شيء مما استنكره ابن عدي، هذا أحدها، وذكر الحافظ في "المقدمة" ص 441 أن له متابعاً عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" من طريق مالك بن سعير، عن الأعمش. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري "6416" في الرقاق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "كن في الدنيا كأنك غريب
…
" والبيهقي في "السُّنن" 3/369، من طريق علي بن عبد الله المديني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش، قال: حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر
…
قال الحافظ: أنكر العقيلي هذه اللفظة وهي "حدثني مجاهد" وقال: إنما رواه الأعمش بصيغة: "عن مجاهد"، كذلك رواه أصحاب الأعمش عنه، وكذا أصحاب الطفاوي عنه، وتفرد ابن المديني بالتصريح، قال: ولم يسمعه الأعمش من مجاهد، وإنما سمعه من ليث بن أبي سليم عنه، فدلسه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق الحسن بن قزعة
…
عن الأعمش، عن مجاهد بالعنعنة، وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" ص148، 149 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، عن الطفاوي بالعنعنة أيضاً، وقال: قد مكثت مدة أظن أن الأعمش دلسه عن مجاهد، وإنما سمعه من ليث حتى رأيت على بن المديني رواه عن الطفاوي فصرح بالتحديث يشير إلى رواية البخاري المتقدمة، وأخرجه الطبراني في "الكبير""13470" من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر
…
وأخرجه أحمد 2/24، والترمذي "2333" من طريق سفيان الثوري، وأحمد 3/41 عن أبي معاوية، والترمذي "2333" أيضاً، وابن ماجة "4114" من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن ليث، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1093 من طريق حماد بن شعيب، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، به. قال الحافظ: وليث، وأبو يحيى ضعيفان، والعمدة على طريق الأعمش، وللحديث طريق أخرى يتقوى بها عند أحمد 2/132، والنسائي في الرقائق: من الكبرى كما في "تحفة الأشراف" 5/481، وأبي نعيم 6/115 من طريق الأوزاعي، أخبرني عبدة بن أبي لبابة، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً بلفظ:"اعبد الله كأنك تراه، وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي لبابة رأى ابن عمر ولقيه في الشام كما في "التهذيب" و"المراسيل" شص 136.
وَقَالَ إِسْحَاقُ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ مَا سَأَلَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ. [3: 66]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَحْسَابِ أَهْلِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ
699 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أحساب أهل الدنيا المال"1. [3: 66]
1 سويد بن نصر بن سويد المروزي ثقة روى له الترمذي والنسائي، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم، إلا أن علي بن الحسين بن واقد صدوق يهم، وأبوه الحسين ثقة له أوهام، فالسند حسن.
وأخرجه أحمد 5/361 عن علي بن الحسين بن شقيق، والنسائي 6/64 في النكاح: باب الحسب من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، كلاهما عن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 2/163، ووافقه الذهبي.
وسيرد بعده من طريق زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد، به، فانظره.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم أَحْسَابُ أَهْلِ الدُّنْيَا الْمَالُ أَرَادَ بِهِ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ عِنْدَهُمْ
700 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ لهذا المال"1. [3: 66]
1 إسناده على شرط مسلم، إلا أن الحسين بن واقد ثقة له أوهام، فالسند حسن، وأخرجه أحمد 5/353، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/318، والحاكم في "المستدرك" 2/163 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وتقدم قبله من طريق عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ الحسين بن واقد، به، فانظره.
وأوردت أحاديث الباب في التعليق على الحديث المتقدم برقم "483" من حديث أبي هريرة "كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه" فانظره.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَؤُولُ مُتَعَقِّبُ أَمْوَالِ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ أَحْسَابُهُمْ إِلَيْهِ
701 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بشارذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا يَؤُولُ مُتَعَقِّبُ أَمْوَالِ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ أَحْسَابُهُمْ إِلَيْهِ
[701]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَهُوَ غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر:1] قَالَ: "يَقُولُ بن آدَمَ مَا لِي مَا لِي وَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تصدقت فأمضيت"1.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير صحابيه أبي مطرف عبد الله بن الشخير، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2958" في الزهد والرقائق، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/24، وفي "الزهد" ص 17، ومسلم "2958" عن ابن المثنى، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد""497"، وأحمد "4/24، والترمذي "2342" في الزهد، و"3354" في التفسير: باب ومن سورة التكاثر، والنسائي 6/238 في الوصايا: باب الكراهية في تأخير الوصية، والبيهقي في "السُّنن" 4/61، وأبو نعيم في "الحلية" 6/281، والبغوي في "شرح السُّنة" "4055"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1217" عن طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي "1148"، وأحمد 4/24، ومسلم "2958"، وأبو نعيم في الحلية 6/281، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/359 من طريق هشام الدستوائي، وأحمد 4/26، ومسلم "2958" من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد في "المسند" 4/26، وفي "الزهد" ص 40، ومسلم "2958" من طريق همام، وأبو نعيم في "الحلية" 6/281 من طريق أبان بن يزيد، كلهم عن قتادة، به. وصححه الحاكم 2/533، 534 و4/322، 323. وسيعيده المؤلف برقم "3327" في باب صدقة التطوع من طريق الدستوائي، عن قتادة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/386، وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه.
وفي الباب عن أبي هريرة سيورده المؤلف برقم "3328".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُتَعَقَّبَ طَعَامِ بن آدَمَ فِي الدُّنْيَا مَثَلًا لَهَا
702 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بِسْطَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ1
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إن مطعم بن آدَمَ ضُرِبَ لِلدُّنْيَا مَثَلًا بِمَا خَرَجَ مِنِ بن آدَمَ وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ فَانْظُرْ مَا يَصِيرُ إليه"2. [3: 66]
1 تحرف في "الإحسان" إلى "يحيى" والتصويب من "التقاسيم والأنواع" 3/لوحة 300.
2 حديث صحيح، أبو حذيفة: اسمه موسى بن مسعود النهدي وهو مع كونه من شيوخ البخاري في صحيحه سيئ الحفظ، لكن تابعه إسماعيل بن علية وغيره عند ابن أبي الدنيا في الجوع 4/2/9 وباقي رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني "531"، والبيهقي في الزهد الكبير "414"، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5/136 وأبو نعيم في "الحلية" 1/254، من طريق أبي حذيفة بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" برقم "493" و"494" و" 495" من طرق عن يونس بن عبيد، به. وله شاهد عن الضحاك بن سفيان الكلابي عند أحمد 3/452 وفي سنده علي بن زيد وهو ضعيف.
وآخر من حديث سلمان عند ابن المبارك في "الزهد""491" والطبراني "6119" وابن أبي الدنيا في الجوع من طريق سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان -وهذا إسناد صحيح، فالحديث يصح به، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/288، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ هَذِهِ الأشياء لا بد لَهُ أَنْ يَتَّضِعَ لِأَنَّهَا قَذِرَةٌ خُلِقَتْ لِلْفَنَاءِ
703 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ حُمَيْدٍ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَضْبَاءُ لَا تُسْبَقُ كُلَّمَا سَابَقُوهَا سَبَقَتْ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فسبقها فَسَبَقَهَا فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَى ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْقَذِرَةِ إِلَّا وَضَعَهَا الله"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي خالد الأحمر- وهو سليمان بن حيان الأزدي- فقد روى له البخاري ثلاثة أحاديث كلها مما توبع عليه، واحتج به مسلم.
وأخرجه البخاري "6501" في الرقائق: باب التواضع، عن محمد بن سلام، عن مروان بن معاوية الفزاري وأبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/103 من طريق ابن أبي عدي، والبخاري "2871" في الجهاد: باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي إسحاق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الفزاري، و"2872" و"6501" أيضاً، وأبو داود "4803" في الأدب: باب في كراهية الرفعة في الأمور، من طريق زهير بن معاوية، والنسائي 6/227 في الخيل: باب السبق من طريق خالد، و6/228 باب الجنب، من طريق شعبة، والبيهقي في "السُّنن" 10/16، 17 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، و10/25 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 153 ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة""2652" من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وأبو الشيخ أيضاً ص 153 من طريق سهل بن يوسف، كلهم عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وعندهم "الدنيا" بدل "القذرة".
وأخرجه أحمد 3/253، وأبو داود "4802"، والبغوي في "شرح السُّنة""2651" من طريق حماد، والقضاعي في "مسند الشهاب""1009" من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن ثابت، عن أنس.
وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه البزار "3694" عن أحمد بن الربيع، عن معن بن عيسى، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم العضباء، لا تسبق، فجاء أعرابي
…
إلخ. قال البزار: لا نعلم رفعه إلا مالك، ولا عنه إلا معن. قال معن: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يوماً نشيطاً، فحدثنا به عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/254، 255، وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير شيخ البزار أحمد بن الربيع، فإني لم أعرفه.
والقَعُود من الإبل: ما أمكن أن يُركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يثني، فيدخل في السنة السادسة، ثم هو جمل. "النهاية".
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُقْنِعَ نَفْسَهُ عَنْ فُضُولِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ بِتَذَكُّرِهَا عَاقِبَةَ الْخَيْرِ وَأَهْلِهِ
704 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي الْمَاضِي بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيهذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُقْنِعَ نَفْسَهُ عَنْ فُضُولِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ بِتَذَكُّرِهَا عَاقِبَةَ الْخَيْرِ وَأَهْلِهِ
[704]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سفيان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي الْمَاضِي بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيرٌ مُشَبَّكٌ بِالْبَرْدِيِّ عَلَيْهِ كِسَاءٌ أَسْوَدُ قَدْ حَشَوْنَاهُ بِالْبَرْدِيِّ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَلَيْهِ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمٌ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُمَا اسْتَوَى جَالِسًا فَنَظَرَا فَإِذَا أَثَرُ السَّرِيرِ فِي جَنْبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَبَكَيَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُؤْذِيكَ خُشُونَةُ مَا نَرَى مِنْ سَرِيرِكَ وَفِرَاشِكَ وَهَذَا كِسْرَى وَقَيْصَرُ عَلَى فُرُشِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ فقَالَ: "لَا تَقُولَا هَذَا فَإِنَّ فِرَاشَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِي النَّارِ وَإِنَّ فِرَاشِي وَسَرِيرِي هذا عاقبته إلى الجنة"1. [5: 47]
1 الماضي بن محمد: هو ابن مسعود الغافقي، ثم التيمي، أبو مسعود المصري، كاتب المصاحف، ذكره المؤلف في الثقات، وقال مسلمة: كان ثقة، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال ابن يونس: توفي سنة ثلاث وثمانين ومئة، فيما قيل، وكان يضعف، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، وفي "التقريب": ضعيف. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
والبردي: نبات مائي يتخذون من أعواده بيوتاً، ويشيدون منها الزوارق، يفتلون من أليافه الحبال، وينسحبون منها النعال، ويستخرجون منه بعد ذلك ورقاً.
وله شاهد من حديث أنس عند أحمد 3/139، 140.
وآخر بنحوه من حديث ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، في حديث إيلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الطويل
…
وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من أزواجه أن لا يدخل عليهن شهراً، أو اعتزل عنهن في غرفة، فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو مضطجع على حصير، فجلس، فأدني صلى الله عليه وسلم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إزاره وليس عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جنبه، صلى الله عليه وسلم، فنظر عمر ببصره في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجد فيها سوى قبضة من الشعير نحو الصاع، ومثلها قرظاً "وهو ورق السلم يدبغ به" في ناحية الغرفة، وإهاب معلق، فابتدرت عيناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ " فقال: يا نبي الله ما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أو في شك أنت يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لهم في الدنيا ولنا في الآخرة، أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا". انظر الحديث بطوله ورواياته في "المسند" 1/33- 34، والبخاري "2468" في المظالم، و"5191" في النكاح، ومسلم "1479" في الطلاق، والترمذي "3315"، والنسائي 4/137- 138 في الصوم، و "جامع الأصول" 2/400-410 الطبعة الدمشقية.
ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الِاقْتِنَاعِ لِلْمَرْءِ بِمَا أُوتِيَ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ
705 -
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَابِدُ الطَّاحِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ قال أخبرنا المقرىء قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ
سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَانَ عيشه كفافا وقنعه الله به"1. [1: 2]
1 إسناده صحيح، المقرئ: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، وأبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخولاني، وأبو علي الجنبي: هو عمرو بن مالك.
وأخرجه أحمد 6/19، والترمذي "2349" في الزهد: باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، والطبراني في "الكبير" 18/"786"، والحاكم في "المستدرك" 1/34، 35 من طريق المقرئ بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حسن صحيح. وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي مع أن أبا علي الجنبي لم يخرج له مسلم، وهو من رجال أصحاب السُّنن، وهو ثقة.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""553" ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب""616" عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/787، والقضاعي "617" من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ الخولاني، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص تقدم برقم "670".
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالتَّخَلِّي عَنِ الدُّنْيَا وَالِاقْتِنَاعِ مِنْهَا بِمَا يُقِيمُ أَوَدَ الْمُسَافِرِ فِي رِحْلَتِهِ
706 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن موهب الرملي حدثنا بن وَهْبٍ عَنْ أَبِي هَانِئٍ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّ سَلْمَانَ الْخَيْرَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ عَرَفُوا مِنْهُ بَعْضَ الْجَزَعِ قَالُوا مَا يُجْزِعُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ كَانَتْ لَكَ سَابِقَةٌ فِي الْخَيْرِ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَغَازِيَ حَسَنَةً وَفُتُوحًا عِظَامًا قَالَ يُجْزِعُنِي أَنَّ حَبِيبَنَا صلى الله عليه وسلم حِينَ فَارَقَنَا عَهِدَ إِلَيْنَا قَالَ: "لِيَكْفِ الْيَوْمَ مِنْكُمْ كَزَادِ الرَّاكِبِ" فَهَذَا الَّذِي أَجْزَعَنِي فَجُمِعَ مَالُ سَلْمَانَ فَكَانَ قِيمَتُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ دينارا"1.
1 إسناده صحيح، عامر بن عبد الله ترجمه المؤلف في "الثقات" 5/187، فقال: عامر بن عبد الله بن قيس التميمي العنبري، كنيته أبو عبد الله، من عباد أهل البصرة وزهادهم، رأى جماعة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، روى =
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ عَامِرٌ هَذَا هُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَسَلْمَانُ الْخَيْرُ هُوَ سَلْمَانُ الفارسي1. [1: 63]
= عنه الحسن وابن سيرين، وأهل البصرة. وهو مترجم في "السيرة" 4/15، 19. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""182" من طريق أحمد بن صالح، وأبو نعيم في "الحلية" 1/197 من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: كذا قال عامر بن عبد الله: "ديناراً" واتفق الباقون على "بضعة عشر درهماً". قلت: رواية الطبراني: خمسة عشر درهماً.
وأخرجه ابن ماجة "4104" في الزهد: باب الزهد في الدنيا، والطبراني في "الكبير""6069"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/197 من طريق عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: دخلت على سلمان، فرأيت بيته رثاً، فقلت له: لم تبكي؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن يكون زادك في الدنيا كزاد الراكب. وإسناده على شرط مسلم، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/254، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن يحيى بن الجعد، وهو ثقة.
وأخرجه عبد الرزاق "20632"، وأحمد 5/438، وأبو نعيم في "الحلية" 1/196 من طريق الحسن البصري، عن سلمان.
وأخرجه الطبراني "6160"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/196 و2/237، والقضاعي في "مسند الشهاب""728"، من طريق مورق العجلي، وأبو نعيم 1/196، والقضاعي "718" من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما أن سعد بن أبي وقاص وابن مسعود دخلا على سلمان
…
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 190، وأبو نعيم في "الحلية" 1/195 من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه، أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان يعوده، فبكى سلمان..وصححه الحاكم 4/317.
1 انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 1/505-508.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قِلَّةِ التَّلَهُّفِ عِنْدَ فَوْتِهِ الْبُغْيَةَ فِي غَدْوِهِ
707 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ فَنَزَلَتْ عليه {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} فَأَخَذْتُهَا مِنْ فِيهِ وَإِنَّ فَاهُ رَطْبٌ بِهَا فَمَا أَدْرِي بِأَيِّهَا خَتَمَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُوِنٍَ} [المرسلات: 50] أَوْ {إِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48] فَسَبَقَتْنَا حَيَّةٌ فَدَخَلَتْ فِي جُحْرٍ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وقيتم شرها كما وقيت شركم"1. [3: 66]
1 إسناده حسن، عاصم: هو ابن أبي النجود حسن الحديث، وسفيان: هو ابن عيينة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه أحمد 1/377، وعبد الرزاق "8389" ومن طريقه الطبراني في "الكبير""10154"، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/453 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني "10153" من طريق الأعمش، عن أبي رزين، عن زر، به.
وأخرجه أحمد 1/462 من طريق الأعمش، عن أبي رزين، عن ابن مسعود.
وسيرد بعده من طريق الأسود، عن ابن مسعود. فانظره.
قوله: "وإنَّ فاه رطب بها" أي: لم يجف ريقه بها.
708 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَدِيٍّ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنِ الْأَسْوَدِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} فَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْتُلُوهَا" فَابْتَدَرْنَاهَا فَذَهَبَتْ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "لَقَدْ وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا"1. [4: 5]
1 إسناده صحيح، وهو في "صحيح" البخاري "1830" في جزاء الصيد: باب ما يقتل المحرم من الدواب، و "4934" في التفسير: باب {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} .
وأخرجه مسلم "2234" في السلام: باب قتل الحيات وغيرها، عن عمر بن حفص بن غياث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2235" عن أبي كريب، والنسائي 5/208 في الحج: باب قتل الحية في الحرم، من طريق يحيى بن آدم، والطبراني في "الكبير""10149" من طريق سهل بن عثمان، ثلاثتهم عن حفص بن غياث، بهذا الإسناد. ومن طريق أبي كريب عن حفص، به، أخرجه الحاكم 1/453 بلفظ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ محرماً أن يقتل حية في الحرم بمنى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري "4931" في التفسير: باب سورة المرسلات، ومسلم "2234" من طريق أبي معاوية، والطبراني "10148" من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري "4931" أيضاً، عن أبي معاوية عن الأعمش، به. وخالف جريراً وأبا معاوية وحفصاً وزيداً: إسرائيل في الإسناد التالي.
فأخرجه أحمد 1/422، والبخاري "3317" في بدء الخلق: باب إذا وقع الذباب
…
، و4931" من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. ومن طريقه أيضاً عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
فإسرائيل يقول: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة. وحفص بن غياث وأبو معاوية وجرير يقولون: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، كما تقدم.
قال البخاري "4931": وتابعه أسود بن عامر، عن إسرائيل، يعني تابع يحيى بن آدم عن إسرائيل في الطريق السابق، ووصله عن أسود أحمد 1/428.
وأخرجه أحمد 1/458 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبراني في "الكبير""10155" من طريق عبد الأعلى، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، به. وعن ابن إسحاق، بهذا الإسناد علقه البخاري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"4931".
وأخرجه الطبراني "10156" من طريق جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، به.
وأخرجه الطبراني "10150" من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه البخاري "4930" من طريق إسرائيل، والطبراني في "الكبير""10159" من طريق ورقاء، و"10160" من طريق شيبان، ثلاثتهم عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه الطبراني "10158" من طريق يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وعن يحيى بن حماد بهذا الإسناد علقه البخاري "4931".
وأخرجه الطبراني "10151" من طريق حفص بن غياث، و"10152" من طريق المسعودي، كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه أحمد 1/385، والنسائي 5/209 في الحج: باب قتل الحيات، والطبراني "10157"، وأبو نعيم في "الحلية" 4/207 من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن مجاهد، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْإِمْعَانَ فِي الدُّنْيَا يَضُرُّ فِي الْعُقْبَى كَمَا أَنَّ الْإِمْعَانَ فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ يَضُرُّ فِي فُضُولِ الدُّنْيَا
709 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يفنى"1. [3: 66]
1 إسناده ضعيف لانقطاعه، المطلب وهو ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي-لم يدرك أبا موسى الأشعري-. قال أبو حاتم في روايته عن عائشة: مرسلة، ولم يدركها، وقال في روايته عن جابر: يشبه أنه أدركه، وقال في روايته عن غيره من الصحابة: مرسلة.
وأخرجه البغوي في "شرح السُّنة""438"، والقضاعي في "مسند الشهاب""418" من طريق محمد بن خلاد الإسكندري، عن يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/412، والحاكم في "المستدرك" 4/308، والبيهقي في "السُّنن" 3/370 من طريق الداوردي، والبغوي في "شرح السُّنة""4038"، والحاكم 4/319 من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، فردَّه الذهبي بقوله: فيه انقطاع.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/249، وزاد نسبته إلى البزار والطبراني، وقال: رجالهم ثقات، وكون رجاله ثقات لا يعني صحة الحديث، فإنه لا بد من شرط آخر، وهو اتصال السند، وهو هنا مفقود.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ اتِّخَاذِ الضَّيَاعِ إِذِ اتِّخَاذُهَا يُرَغِّبُ فِي الدُّنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا
710 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"1.
1 المغيرة بن سعد بن الأخرم لم يوثقه غير المؤلف والعجلي، وأبوه سعد بن الأخرم مختلف في صحبته، وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، ثم هو لا يعرف، ولم يرو عنه غير ابنه المغيرة، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم 4/322، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي "379"، وأحمد في "المسند" 1/377 و426، وفي "الزهد" ص 37، والترمذي "2328" في الزهد، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" الورقة "150"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/116، والبغوي في "شرح السُّنة""4035"، ويحيى بن آدم في "الجرح والتعديل""1254"، والخطيب في "تاريخ بعداد" 1/18 من طريق شمر بن عطية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/439، وابن الجعد "1466"، من طريق شعبة، عن أبي التياح، عن ابن الأخرم رجل من طيئ، عن ابن مسعود، وأحمد 1/439 أيضاً، والطيالسي "380" من طريق شعبة، عن أبي حمزة، عن رجل من طيئ، عن أبيه، عن ابن مسعود قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر في الأهل والمال. وقد أفاض الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 478، 479 في تحقيق إسناده، ونقله عنه بحروفه أحمد شاكر في تحقيق "مسند أحمد""4181" وعلَّق عليه، فراجعه، فهو نفيس.
وأخرجه علي بن الجعد في "مسنده""1355" من طريق أبي حمزة، سمعت رجلاً من طيئ، يحدث عن أبيه، عن عبد الله مرفوعاً.
قال شعبة: قلت لأبي التياح: ما التبقر؟ قال: الكثرة.
وفي الباب عن ابن عمر عند المحاملي في "الأمالي" 69/2، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف لسوء حفظه.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَبِالْمَدِينَةِ وَمَا بِالْمَدِينَةِ وَبِرَاذَانَ وما براذان1. [2: 23]
1 راذان: قرية بنواحي المدينة، قاله ياقوت، وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 479 معنى الحديث: أن ابن مسعود حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن التوسع، وعن اتخاذ الضيع، ثم لما فرغ الحديث استدل على نفسه، وأشار إلى أنه اتخذ ضيعتين، إحداهما بالمدينة، والأخرى براذان، واتخذ أهلين: أهلاً بالكوفة، وأهلاً براذان، وراذان برداء مهملة وذال معجمة خفيفة: مكان خارج الكوفة، وقال الطيبي كما في شرح المشكاة 5/ 29: المعنى: لا تتوغلوا في اتخاذ الضيعة، فتلهوا بها عن ذكر الله.
والضيعة: العقار والأرض المغلة.
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَ الْمَرْءِ فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا
711 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ بن عجلان عن الأعرجذكر الْأَمْرِ بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَ الْمَرْءِ فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا
[711]
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الليث بن سعد عن بن عَجْلَانَ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْخَلْقِ أَوِ الرِّزْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ مِمَّنْ فضل هو عليه"1. [1: 78]
1 إسناده حسن من أجل ابن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق، وباقي رجاله على شرط الشيخين.
وسيورده المؤلف برقم "714" من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، به، ويخرج هناك.
وسيورده أيضاً بعده "712" من طريق همام بن منبه، و" 713" من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/257.
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ دُونَ مَنْ فَوْقَهُ فِيهِمَا
712 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حدثنا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ هو عليه"2. [1: 78]
2 حديث صحيح، ابن أبي السرح: صدوق له أوهام، وقد توبع، ومن فوقه ثقات على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق "714"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/314، ومسلم "2963" في الزهد، والبغوي في "شرح السُّنة""4099".
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَنْظُرَ الْمَرْءُ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا
713 -
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ وَانْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَرُدُّوا نِعْمَةَ الله"1. [2: 43]
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/254 و482، وفي "الزهد" ص 25، ومسلم "2963""9" في الزهد، والترمذي "2513" في صفة القيامة، وابن ماجة "4142" في الزهد: باب القناعة، والبغوي في "شرح السُّنة""4101" من طرق عن معاوية ووكيع، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وعندهم: "لا تزدروا" بدل "لا تردوا" وهو من الازدراء: وهو الاحتقار والانتقاص والعيب. وانظر ما بعده.
ذِكْرُ وَصْفِ الْفَوْقِ الَّذِي فِي خَبَرِ أَبِي صَالِحٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
714 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرٍ الْبَزَّارُ قَالَ حدثنا بن أبي عمرو الْعَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا رأىذكر وَصْفِ الْفَوْقِ الَّذِي فِي خَبَرِ أَبِي صَالِحٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
[714]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرٍ الْبَزَّارُ قَالَ حدثنا بن أبي عمرو الْعَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَى
أَحَدُكُمْ مَنْ فَوْقَهُ فِي الْمَالِ وَالْحَسَبِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْمَالِ وَالْحَسَبِ" 1. [2: 43]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير ابن أبي عمر -وهو محمد بن يحيى العدني- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 2/243، والبغوي في "شرح السُّنة""4100" من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6490" في الرقاق: باب لينظر إلى من هو أسفل منه، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2963""8" في الزهد والرقائق، عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به.
وانظر "711" و"712" و"713".
قال الحافظ في "الفتح" 11/323: وقد وقع في نسخة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه، قال: خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً، من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه، ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به"، وأما من نظر في دنياه إلى من هو فوقه، فأسف على ما فاته فإنه لا يكتب شاكراً ولا صابراً.
ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ مِمَّا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ مِمَّا فِي عُنُقِهِ
715 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بن عَجْلَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتِ اشْتَدَّ وَجَعُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعندهذكر مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ مِمَّا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ مِمَّا فِي عُنُقِهِ
[715]
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ بن عَجْلَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتِ اشْتَدَّ وَجَعُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعنده
سَبْعَةُ دَنَانِيرَ أَوْ تِسْعَةٌ فقَالَ: "يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ" فَقُلْتُ هِيَ عِنْدِي قَالَ: "تَصَدَّقِي بِهَا" قَالَتْ فَشُغِلْتُ بِهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ" فَقُلْتُ هِيَ عِنْدِي فقَالَ: "ائْتِنِي بِهَا" قَالَتْ فَجِئْتُ بِهَا فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ ثُمَّ قَالَ: "مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ أَنْ لَوْ لقي الله وهذه عنده"1. [5: 48]
1 إسناده حسن، ابن عجلان صدوق، روى له مسلم متابعة، وباقي رجاله على شرط الصحيح.
وأخرجه أحمد 6/49 و182 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/239، 240، وقال: رواه أحمد بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ ذَمِّهِ نَفْسَهُ عَنْ شَهَوَاتِهَا وَاحْتِمَالِهِ الْمَكَارِهَ فِي مَرْضَاةِ الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا
716 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٌ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وحفت النار بالشهوات"2. [3: 10]
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/153 عن حسن بن موسى، و3/254 عن غسان بن الربيع، و3/284، والبغوي في "شرح السُّنة""4114" من طريق عفان، ومسلم "2822" في الجنة وصفة نعيمها، عن القعنبي، والترمذي "2559" في صفة الجنة: باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره، من طريق عمرو بن عاصم، والدارمي 2/339 من طريق سليمان بن حرب، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيورده برقم "718" من طريق أبي نصر التمار، عن حماد، به.
وفي الباب عن أبي هريرة سيورده برقم "719".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الشَّدِيدَ الَّذِي غَلَبَ نَفْسَهُ عِنْدَ الشَّهَوَاتِ وَالْوَسَاوِسِ لَا مَنْ غَلَبَ النَّاسَ بِلِسَانِهِ
717 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد من غلب إنما الشديد من غلب نفسه"1. [3: 66]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. هَنَّاد من جاله، ومن فوقه على شرطهما. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم.
وأخرجه الطيالسي "2525"، والبغوي في "شرح السُّنة""3582" من طريق مسدد، كلاهما عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 3/98، 99 باب جاء في الغضب، ومن طريقه أحمد 2/236، والبخاري "6114" في الأدب: باب الحذر من الغضب، ومسلم "2609" في البر: باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، والبغوي في "شرح السُّنة""3581"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1212"، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق "20287" ومن طريقه أحمد 2/268، ومسلم "2609""108"، والبيهقي في "السُّنن" 10/235 عن معمر، ومسلم "2609""108" من طريق شعيب والزبيدي، ثلاثتهم عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الِاحْتِرَازِ مِنَ النَّارِ مُجَانَبَةَ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا
718 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بالشهوات"1. [3: 79]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""568" من طريق عبد الله بن محمد البغوي، عن أبي نصر التمار، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم "716" من طريق هدبة بن خالد القيسي، عن حماد، به. فانظره.
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
719 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره"2.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه مسلم "2823" في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، عن زهير بن حرب، عن شبابة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/260 عن علي بن حفص، عن ورقاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6487"في الرقاق: باب حجبت النار بالشهوات، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبي الزناد، به. وفيه "حجبت" بدل "حفت".
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""567" من طريق مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/380 عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن يحيى بن النضر، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود "4744" في السُّنة: باب في خلق الجنة والنار، والترمذي "2560" في صفة الجنة: باب ما جاء حُفّت الجنة بالمكاره وحفت النارُ بالشهوات، والنسائي 7/3 في الأيمان والنذور: باب الحلف بعزة الله تعالى، والبغوي في "شرح السُّنة""4115" من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مطولاً.
وفي الباب عن أنس تقدم برقم "716" و"718".
6-
بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّوَكُّلِ
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ لِلْمَرْءِ اسْتِعْمَالَ التَّوَرُّعِ فِي أَسْبَابِهِ دُونَ التَّعَلُّقِ بِالتَّأَوِيلِ وَإِنْ كَانَ لَهُ ذَلِكَ
720 -
أَخْبَرَنَا بن قتيبة حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا فَوَجَدَ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةَ ذَهَبٍ فقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ خُذْ ذَهَبَكَ عَنِّي إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ أَرْضًا وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ ذَهَبًا وَقَالَ الَّذِي بَاعَ الْأَرْضَ إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا قَالَ فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ فقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ أَلَكُمَا وَلَدٌ فقَالَ أَحَدُهُمَا غُلَامٌ وقَالَ الْآخَرُ جَارِيَةٌ فقَالَ أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَتَصَدَّقَا"1. [1: 6]
1 حديث صحيح، ابن أبي السرح متابع، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/316، والبخاري "3472" في أحاديث الأنبياء، ومسلم "1721" في الأقضية: باب استحباب إصلاح الحاكم بين المتخاصمين، والبغوي في "شرح السُّنة""2412" من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "2511" في اللفظة: باب من أصاب ركازاً، من طريق سليمان بن حيان، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ حَالَةِ مَنْ يَتَوَرَّعُ عن الشبهات في الدنيا
721 -
أخبرنا محمد بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يزيد بن زريع حدثنا بن عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيَّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ وَرُبَّمَا قَالَ مُتَشَابِهَةٌ وَسَأَضْرِبُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ مَثَلًا إِنَّ اللَّهَ حَمَى حِمًى وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمَهُ وَإِنَّهُ مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ يُخَالِطَ الْحِمَى وَرُبَّمَا قَالَ مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ يَرْتَعَ وَإِنَّ مَنْ خَالَطَ الرِّيبَةَ يُوشِكُ أن يجسر"1. [3: 28]
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه النسائي 8/327 في الأشربة: باب الحث على ترك الشبهات، عن حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2051" في البيوع: باب الحلال بين والحرام بين وبينهما شبهات، وأبو داود "3329" في البيوع: باب في اجتناب الشبهات، والنسائي 7/241 في البيوع: باب اجتناب الشبهات، وأبو نعيم في "الحلية" 4/270 و326، وابن المستوفى في "تاريخ إربل" 1/147 و204 من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/270، والبخاري "52" في الإيمان: باب فضل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من استبرأ لدينه، ومسلم "1599" في المساقاة: باب أخذ الحلال وترك الشبهات، وأبو داود "3330"، وابن ماجة "3984" في الفتن: باب الوقوف عند الشبهات، والدارمي 2/245، والبيهقي في "السُّنن" 5/64، وأبو نعيم في "الحلية" 4/336، والبغوي في "شرح السُّنة""2031" من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأحمد 4/269 و271، والترمذي "1205" في البيوع: باب ما جاء في ترك الشبهات، من طريق مجالد، وأحمد 4/271، والبخاري "2051" في البيوع: باب الحلال بين والحرام بين، ومسلم "1599"، والبيهقي في "السُّنن" 5/264 من طريق أبي فروة الهمداني عروة بن الحارث، وأحمد 4/267 من طريق عاصم، ومسلم "1599" من طريق عون بن عبد الله ومطرق وعبد الرحمن بن سعيد، كلهم عن الشعبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/267 من طريق خيثمة، وأبو نعيم في "الحلية" 5/105 من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن النعمان بن بشير، به.
وفي الباب عن جابر عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/70.
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَمَّا يُرِيبُ الْمَرْءَ مِنْ أَسْبَابِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ
722 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ قَالَ
قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُحَدِّثْكَ بِهِ أَحَدٌ قَالَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يريبك" قال " الخير طمأنينة والشر ريبة".ذِكْرُ الزَّجْرِ عَمَّا يُرِيبُ الْمَرْءَ مِنْ أَسْبَابِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ
[722]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ قَالَ
قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُحَدِّثْكَ بِهِ أَحَدٌ قَالَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ" قَالَ " الْخَيْرُ طُمَأْنِينَةٌ وَالشَّرُّ رِيبَةٌ".
وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَأَخَذْتُ تَمْرَةً فَأَلْقَيْتُهَا فِي فِي فَأَخَذَهَا بِلُعَابِهَا حَتَّى أَعَادَهَا فِي التَّمْرِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ مِنْ هَذَا الصَّبِيِّ فقَالَ: "إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا يَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ"
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: "اللَّهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنَا فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنَا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ إِنَّهُ لا يذل من واليت تباركت وتعاليت"1. [2: 23]
1 حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل وإن كان سيِّئ الحفظ فقد تابعه غير واحد، وباقي رجاله ثقات. أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان.
وأخرجه بتمامه أحمد 1/200 عن يحيى القطان ومحمد بن جعفر، عن شعبة، به.
وأخرجه بتمامه عبد الرزاق "4984" ومن طريقه الطبراني في "الكبير""2711" من طريق الحسن بن عمارة، والطبراني "2708"، وأبو نعيم في "الحلية" 8/264 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن بريد بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
والقسم الأول وهو قوله: "دع ما يريبك إلى ما يريبك فإن الصدق طمأنينة والشر ريبة" أخرجه الطيالسي "1178"، والترمذي "2518" في صفة القيامة، والحاكم في "المستدرك" 2/13و4/99 من طريق شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقوله "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" دون تتمته أخرجه النسائي 8/327 في الأشربة: باب الحث على ترك الشبهات، والدارمي 2/245، والبغوي في "شرح السُّنة""2032"، من طريق شعبة، به.
وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الصغير" 1/102، وأبي الشيخ في "الأمثال""40"، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/243، وفي "الحلية" 6/352، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/220 و387 و6/386، والقضاعي في "مسند الشهاب""645".
وقوله "الصدق طمأنينة والشر ريبة" أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""275" من طريق شعبة، به. بلفظ "والكذب" بدل "والشر".
والقسمان الثاني والثالث سيردان برقم "945" من طريق غندر، عن شعبة، به، ويرد تخريجه هناك.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ لَا يَعْتَاضَ عَنْ أَسْبَابِ الْآخِرَةِ بِشَيْءٍ مِنْ حُطَامِ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ عِنْدَ حُدُوثِ حَالَةٍ بِهِ
723 -
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا محمد بن يزيد1 الرفاعي حدثنا بن فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو2 عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيًّا فَأَكْرَمَهُ فقَالَ لَهُ ائْتِنَا فَأَتَاهُ فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "سَلْ حَاجَتَكَ" قَالَ نَاقَةٌ نَرْكَبُهَا وَأَعْنُزٌ يَحْلِبُهَا أَهْلِي فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ "إِنَّ مُوسَى عليه السلام لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ فقَالَ مَا هَذَا فقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ إِنَّ يُوسُفَ عليه السلام لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا قَالَ فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قبره قال
1 تحرف في الأصل إلى "زيد".
2 في الأصل "عمر" وهو خطأ.
عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ فقَالَ دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ قَالَتْ حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي قَالَ وَمَا حُكْمُكِ قَالَتْ أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ مَوْضِعِ مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ فَقَالَتْ أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ فَأَنْضَبُوهُ فَقَالَتْ احْتَفِرُوا فَاحْتَفَرُوا فَاسْتَخْرَجُوا عِظَامَ يُوسُفَ فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إِلَى الْأَرْضِ وإذا الطريق مثل ضوء النهار" 1. [3: 6]
1 محمد بن يزيد الرفاعي وإن خرج له مسلم مختلف فيه، وقال في "التقريب": ليس بقوي، وقد توبع، ومن فوقه من رجال الصحيح.
يونس بن عمرو: هو يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وابن فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ.
وهو في "مسند" أبي يعلى ورقة 339/أ.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/571، 572 من طريق أحمد بن عمران الأحمسي، وابن أبي حاتم -فيما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} [الشعراء:52]- من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، كلاهما عن ابن فضيل، بهذا الإسناد. قال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً، والأقرب أنه موقوف.
وأخرجه الحاكم 2/404، 405 من طريق أبي نعيم، عن يونس بن عمرو، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/87، 88، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، والفريابي.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ عِنْدَ الْعُدْمِ1 النَّظَرَ إِلَى مَا ادُّخِرَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ دُونَ التَّلَهُّفِ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ بُغْيَتِهِ
724 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال حدثنا المقرىء قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ حَدَّثَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ يَخِرُّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ لِمَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ وَهُمْ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ حَتَّى يَقُولَ الْأَعْرَابُ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمَجَانِينَ فَإِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ لَأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً"2. قَالَ فَضَالَةُ وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومئذ.
1 في "الإحسان": العدو، وهو خطأ، والتصحيح من "الأنواع والتقاسيم" 3/لوحة 321.
2 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير أبي علي الجنبي- وهو عمرو بن مالك- فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة. والمقرئ هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد.
وأخرجه أحمد 6/18 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2368" في الزهد: باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عباس الدوري، والطبراني في "الكبير" 18/"798" عن هارون بن ملول، وأبو نعيم في "الحلية" 2/17 من طريق بشر بن موسى، ثلاثتهم عن المقرئ، به، قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الطبراني 18/" 799" من طريق ابن وهب، و18/"800" من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن أبي هانئ الخولاني، به.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الِاتِّكَالِ عَلَى تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي أَسْبَابِ دُنْيَاهُ دُونَ التَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْهَا
725 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حدثنا بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَالْيَدُ الْأُخْرَى الْقَبْضُ يرفع ويخفض وعرشه على الماء"1.
1 حديث صحيح، ابن أبي السري متابع، ومن فوقه على شرطهما، وهو في "مصنف" عبد الرزاق، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/313، والبخاري "7419" في التوحيد: باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ، ومسلم "993" "37" في الزكاة: باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، والبغوي في "شرح السُّنة""1656"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 395، 396.
وأخرجه أحمد 2/242و 500، والبخاري "4684" في التفسير: باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ، و" 411" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، ومسلم "993""36"، والترمذي "3045" في التفسير: باب ومن سورة المائدة، وابن ماجة "197" في المقدمة:
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ هَذِهِ أَخْبَارٌ أُطْلِقَتْ مِنْ هَذَا النَّوْعِ تُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ مُشَبِّهَةٌ عَائِذٌ بِاللَّهِ أَنْ يَخْطُرَ ذَلِكَ بِبَالِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَلَكِنْ أَطْلَقَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ لِصِفَاتِهِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ دون تكييف صفات الله جل
= باب فيما أنكرت الجهمية، من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قوله: "ملأى" - وفي رواية مسلم "ملآن" ووجهها بعضهم بإرادة اليمين، فإنها تُذَكَّر وتُؤَنََثُ، وكذلك الكف- والمراد من قوله "ملأى" أو "ملآن" لازمه، وهو أنه سبحانه وتعالى في غاية الغنى، وعنده من الرزق ما لا نهاية له في علم الخلائق.
قوله: "لا يغيضها" بالغين المعجمة والضاد المعجمة، أي: لا ينقصها. و"سحاء" بمهملتين مثقلاً ممدوداً، على وزن فعلاء، صفة لليد، أي دائمة الصب والهطل بالعطاء، ويُروى "سحاً" بالتنوين على المصدر، فكأنها لشدة امتلائها تفيض أبداً.
قال ابن الأثير: واليمينُ ها هنا كنايةٌ عن محل عطائه، ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثرة التي لا يغيضها الاستقاء، ولا ينقصها الامتياح، وخَصَّ اليمين لأنها في الأكثر مظنة العطاء على طريق المجاز والاتساع.
وقوله: "واليد الأخرى القبض"، رواية مسلم "وبيده الأخرى القبض": قال النووي: ضبطوه بوجهين، أحدهما:"الفيض" بالفاء والياء المثناة تحت، والثاني:"القبض" بالقاف والباء الموحدة، وذكره القاضي أنه بالقاف، وهو الموجود لأكثر الرواة، قال: وهو الأشهر والمعروف.
قال: ومعنى القبض: الموت. انظر "شرح صحيح مسلم" 7/81، و"فتح الباري" 13/395.
رَبُّنَا عَنْ أَنْ يُشَبَّهَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ أَوْ يُكَيَّفَ بِشَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ إِذْ لَيْسَ كمثله شيء. [3: 67]
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي جَمِيعِ أَسْبَابِهِ
726 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْأَشْعَثِ بِسَمَرْقَنْدَ وَيَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بِبُخَارَى قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلَتْ أُمَّةٌ الْجَنَّةَ بِقَضِّها وَقَضِيضِهَا كَانُوا لَا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون"1. [3: 6]
1 إسناده ضعيف، لضعف محمد بن عيسى بن حيان المدائني، قال الدارقطني والحاكم: متروك، وقال اللالكائي: ضعيف، وانفرد البرقاني بتوثيقه. انظر "الميزان" 3/678، و"اللسان" 5/333، و"تاريخ بغداد" 2/398.
لكن يشهد له حديث ابن عباس في البخاري "5752" في الطب: باب من لم يرق، ومسلم "220" في الإيمان، وحديث عمران بن حصين عند مسلم "218".
وانظر شرح الحديث في "فتح الباري" 10/211، و11/408- 410.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَسْلِيمِ الْأَشْيَاءِ إِلَى بَارِئِهِ جَلَّ وَعَلَا
727 -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عن وهب بن خالد عن بن الديلمي قال: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَسْلِيمِ الْأَشْيَاءِ إِلَى بَارِئِهِ جَلَّ وَعَلَا
[727]
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عن وهب بن خالد عن بن الديلمي قال:
أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّهُ أَنْ يَذْهَبَ مِنْ قَلْبِي فقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أخطئك لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ.
قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ1. [3: 66]
1 إسناده قوي، وهو موقوف من حديث أبي بن كعب وابن مسعود وحذيفة بن اليمان، ومرفوع من حديث زيد بن ثابت، أبو سنان: هو سعيد بن سنان الشيباني البرجمي، وابن الديلمي: هو أبو بسر عبد الله بن فيروز.
وأخرجه أبو داود "4699" في السُّنة: باب في القدر، عن محمد بن كثير العبدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/182 عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/189 عن قران بن تمام، و 5/185، وابن ماجه "77" في المقدمة: باب في القدر، وابن أبي عاصم في "السُّنة""245"، والبيهقي في "السُّنن" 10/204 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، كلاهما عن أبي سنان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""4940" من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد، عن ابن الديلمي، عن زيد بن ثابت.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 187 من طريق أبي صالح، حدثني معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية: حدثه عن كثير بن مرة، عن ابن الديلمي، عن زيد بن ثابت.
ذكر الإخبار عما يجب على المؤمن من السُّكُونِ تَحْتَ الْحُكْمِ وَقِلَّةِ الِاضْطِرَابِ عِنْدَ وُرُودِ ضِدِّ الْمُرَادِ
728 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَاصِمٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ لَا يَقْضِي اللَّهُ لَهُ شَيْئًا إلا كان خيرا له"1. [3: 66]
1 إسناده جيد، ثعلبة بن عاصم هو أبو بحر مولى لأنس، ويقال: ثعلبة بن الحكم، وقيل: ابن مالك، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره المؤلف في "الثقات" 4/99. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 5/24 عن نوح بن حبيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/117 و184، من طريق القاسم بن شريح، وأبو يعلى في "مسنده" 198/ب، والقضاعي في "مسند الشهاب""596"، والذهبي في "السير" 15/342 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن ثعلبة بن عاصم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/209، 210، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات، وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح، غير أبي بحر ثعلبة، وهو ثقة.
وفي الباب عن صهيب سيرد برقم "2896".
وعن سعد بن أبي وقاص عند الطيالسي "211"، وأحمد 1/173 و177 و182، والبغوي في "شرح السُّنة""1540"، والبيهقي في "السُّنن" 3/375، 376. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/209، وقال: رواه أحمد بأسانيد والطبراني في "الأوسط" والبزار، وأسانيد أحمد رجالها رجال الصحيح، وكذلك بعض أسانيد البزار.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ وَإِنْ كَانَ مُجِدًّا فِي الطَّاعَاتِ إِذَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ الضِّيقِ وَالْمَنْعِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَوِي قَلْبُهُ عِنْدَهَا مَعَ حَالَةِ الْوُسْعِ وَالْإِعْطَاءِ
729 -
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَقَدْ كَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَرَوْنَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ مَا يَسْتَوْقِدُونَ فِيهِ بِنَارٍ مَا هُوَ إِلَّا الْمَاءُ وَالتَّمْرُ وَكَانَ حَوْلَنَا أَهْلُ دُورٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لَهُمْ دَوَاجِنُ فِي حَوَائِطِهِمْ فَكَانَ أَهْلُ كُلِّ دَارٍ يَبْعَثُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِغَزِيرِ شَاتِهِمْ فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ اللبن"1. [5: 27]
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، الوليد بن شجاع من جال مسلم، ومن فوقه على شرطهما.
وأخرجه عبد الرزاق "20625"، وابن أبي شيبة 13/361، وأحمد 6/108، والبخاري "6458" في الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، ومسلم "2972" في الزهد والرقائق، وابن ماجة "4144" في الزهد: باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 274 و2078 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2567" في الهبة، و"6459" في الرقاق، ومسلم "2972" في الزهد والرقائق، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 274 من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن أبي حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 273، 274 من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن عروة، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وأخرجه أحمد 6/182 و237، وابن ماجة "4145" في الزهد: باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم وتخليهم عن الدنيا من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 274، 275 من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن عائشة.
وأخرج البخاري "5383" في الأطعمة: باب من أكل حتى شبع، و"5442" باب الرطب والتمر، ومسلم "2975" في الزهد، من طرق عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة، قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين التمر والماء.
وأخرجه مسلم من طريق آخر بلفظ: وما شبعنا من الأسودين.
وانظر الحديث المتقدم برقم "684".
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ قَطْعِ الْقَلْبِ عَنِ الْخَلَائِقِ بِجَمِيعِ الْعَلَائِقِ فِي أَحْوَالِهِ وَأَسْبَابِهِ
730 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا المقرىء عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمُ اللَّهُ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خماصا وتعود بطانا"1. [3: 66]
1 إسناده جيد، بكر بن عمرو: هو المعافري المصري، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره المؤلف في "الثقات" 6/103، وقال أحمد: يروى له، وقال الدارقطني: يعتبر به، وروى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، واحتج به الباقون سوى ابن ماجة، وباقي رجاله ثقات على شرط الصحيح. أبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن الأسحم الرعيني، وأصله من اليمن، وهاجر زمن عمر، وشهد فتح مصر، ومات قديماً. والمقرئ هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد.
وهو في "مسند" أبي يعلى ورقة 17/2.
وأخرجه أحمد 1/30، والحاكم في "المستدرك" 4/318، وأبو نعيم في "الحلية" 10/69 من طريق المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد""559"، ومن طريقه الترمذي "2344" في الزهد: باب في التوكل على الله، وأبو نعيم في "الحلية" 10/69، والبغوي في "شرح السُّنة""4108"، والقضاعي في "مسند الشهاب""1444" عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب""1445" من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن بكر بن عمرو، بهذا الإسناد.
وابن وهب روى عن ابن لهيعة قديماً قبل احتراق كتبه.
وأخرجه أحمد 1/52، وابن ماجة "4164" في الزهد: باب التوكل واليقين من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، به.
وفي الباب عن ابن عمر عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/297.
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَجِبُ عَلَيْهِ مَعَ تَوَكُّلِ الْقَلْبِ الِاحْتِرَازِ بِالْأَعْضَاءِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ كَرِهَهُ
731 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُرْسِلُ نَاقَتِي وَأَتَوَكَّلُ؟ قال: "اعقلها وتوكل"1.
1 حديث حسن، يعقوب بن عبد الله: هو يعقوب بن عمرو بن عبد الله، ذكره المؤلف في "الثقات" 7/640، وروى عنه اثنان، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/623، والقضاعي في "مسند الشهاب""633" من طريقين عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد، بلفظ، "قيدها وتوكل"، قال الذهبي: سنده جيد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/303، وقال: رواه الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، وهو ثقة. وأورده أيضاً 10/291، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب عن أنس عند الترمذي "2517" في صفة القيامة، و5/762 في آخر كتابه "العلل" الملحق بسننه، والبيهقي في "التوكل" ص 12، وسنده ضعيف، فيه المغيرة بن أبي قرة السدوسي، قال الحافظ: مستور. ونقل الترمذي عن يحيى القطان قوله: وهذا عندي حديث منكر. ثم قال الترمذي: وهذا حديث غريب من حديث أنس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا
قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ يَعْقُوبُ هَذَا هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضمري من أهل الحجاز مشهور مأمون. [3: 65]