المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المجلد الثالث ‌ ‌تابع كتاب الرقائق ‌ ‌باب قراءة القران ‌ ‌مدخل … 7- بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ 732 - - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان - جـ ٣

[الأمير ابن بلبان الفارسي]

فهرس الكتاب

المجلد الثالث

‌تابع كتاب الرقائق

‌باب قراءة القران

‌مدخل

7-

بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ

732 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ

عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه"1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن هشام، فمن رجال مسلم، وهو في "مسند أبي يعلى""1519"، وسيورده المؤلف برقم "759".

وأخرجه البخاري "5060" في فضائل القرآن، والطبراني "1673"، والبغوي في "شرح السنة""1224"، من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي، حدثنا حماد بن زيد بهذا الإسناد، وأبو عمران الجوني: اسمه عبد الملك.

وأخرجه أحمد 4/312، والبخاري "5061" و "7364" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني به.

وأخرجه البخاري "7365"، ومسلم "2667""4"، من طريق عبد الصمد، والدارمي 2/442 عن يزيد بن هارون، كلاهما عن همام، عن أبي عمران الجوني، به.

وأخرجه الدارمي 2/441 من طريق أبي النعمان، حدثنا هارون الأعور، عن أبي عمران، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/528، والدارمي 2/442، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة، عن أبي عمران، به.

وأخرجه مسلم "2667" من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران، ومن طريق أبان عن أبي عمران، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير""1674" و"1675" من طريق هارون النحوي، والحجاج بن الفرافصة، عن أبي عمران، به.

ومعنى الحديث: اقرؤوا القرآن ما اجتمعت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم في فهم معانيه، فتفرقوا لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر، قال القاضي عياض فيما نقله عنه ابن حجر في " الفتح" 9/101: يحتمل أن يكون النهي خاصاً بزمنه صلى الله عليه وسلم لئلا يكون ذلك سبباً لنزول ما يسؤوهم كما في قوله تعالى {لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ويحتمل أن يكون المعنى: اقرؤوا والزموا الائتلاف على ما دل عليه وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف أو عرض عارض شبهة تقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق، فاتركوا القراءة وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة، وأعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم:"فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروه".

وقال المناوي في "فيض القدير" 2/63: اقرؤوا القرآن وداوموا على قراءته ما ائتلفت، أي: ما اجتمعت عليه قلوبكم، أي: ما دامت قلوبكم تألف القرآن. يعني: اقرؤوه على نشاط منكم وخواطركم مجموعة، فإذا اختلفتم فيه بأن مللتم، أو صارت قلوبكم في فكرة شيء سوى قراءتكم، وحصلت القراءة بألسنتكم مع غيبة قلوبكم، فلا تفهمون ما تقرؤون، فقوموا عنه، أي: اتركوه إلى وقت تعودون في محبة قراءته إلى الحالة الأولى، فإنه أعظم من أن يقرأه أحد من غير حضور قلب ونقل عن الزمخشري قوله: ولا يجوز توجيهه بالنهي عن المناظرة والمباحثة فإنه سد لباب الاجتهاد، وإطفاء لنور العلم، وصد عما تواطأت العقود والآثار الصحيحة على ارتضائه والحث عليه، ولم يزل الموثوق بهم من علماء الأمة يستنبطون معاني التنزيل، ويستثيرون دقائقه، ويغوصون على لطائفه، وهو ذو الوجوه، فيعود ذلك تسجيلاً له ببعد الغور؛ واستحكام دليل الإعجاز؛ ومن ثم تكاثرت الأقاويل، واتسم كل من المجتهدين بمذهب في التأويل. وقال المناوي: وبه يعرف أنه لا اتجاه لزعم تخصيص النهي بزمن المصطفى صلى الله عليه وسلم لئلا ينزل ما يسوؤهم.

ص: 5

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِرَاءَةَ الْمَرْءِ بَيْنَ الْقِرَاءَتَيْنِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ جَمِيعًا بِهَا

733 -

أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قِرَاءَةَ الْمَرْءِ بَيْنَ الْقِرَاءَتَيْنِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ جَمِيعًا بِهَا

[733]

أَخْبَرَنَا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ

ص: 6

عَبْدِ الرَّحِيمِ"1"، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ"2" قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي يَخْفِضُ صَوْتَهُ، وَمَرَّ بِعُمَرَ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ. قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعَا عِنْدَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ:"يَا أَبَا بَكْرٍ مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَخْفِضُ مِنْ صَوْتِكَ". قَالَ: قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ، قَالَ:"وَمَرَرْتُ بِكَ يَا عُمَرُ، وَأَنْتَ تَرْفَعُ صَوْتَكَ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُوقِظُ الْوَسْنَانَ، وَأَحْتَسِبُ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ: "ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا"، وَقَالَ، صلى الله عليه وسلم، لِعُمَرَ:"اخْفِضْ مِنْ صوتك شيئاً ""3".

1 زاد في صحيح ابن خزيمة: صاحب السابري، والسابري: نسبة إلى نوع من الثياب يقال لها: السابرية، كما في "الأنساب" 7/3، وقد أشكلت هذه النسبة على الأعظمي محقق صحيح ابن خزيمة، فعلق عليها بقوله: كذا في الأصل.

ومحمد بن عبد الرحيم هذا مترجم في "تذكرة الحفاظ" 2/553، وهو حافظ كبير يلقب بصاعقة.

2 نسبة إلى سَيْلَحين: قرية من سواد بغداد. قال ياقوت: والعامة تقول سالحين وصالحين، وكلاهما خطأ.

3 إسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد الرحيم، فمن رجال البخاري وهو في صحيح ابن خزيمة "1161"، وأخرجه أبو داود "1329" في الصلاة: باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، عن الحسن بن الصباح، والترمذي "447" في الصلاة: باب ما جاء في قراءة الليل، عن محمود بن غيلان، والحاكم 1/310 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، ثلاثتهم عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم وواقعه الذهبي.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإنما أسنده يحيى بن إسحاق عن حماد بن س سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت عن عبد اللَّه بن رباح مرسلاً.

قلت: هذا التعليل غير مؤثر في صحة الحديث، لأن يحيى ثقة وقد وصل الحديث، والوصل من الثقة زيادة يجب قبولها. وله شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة عند أبي داود "1330" وسنده حسن، وآخر من حديث علي رضي الله عنه عند أحمد 1/ 109، ورجاله ثقات.

ص: 7

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِرَاءَةَ الْمَرْءِ الْقُرْآنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ تَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ قِرَاءَتِهِ بِحَيْثُ يُسْمَعُ صَوْتُهُ

734 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا بن وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بالصدقة""1".

1 إسناده حسن، من أجل معاوية بن صالح، وأخرجه النسائي 5/80 في الزكاة: باب المُسِرِّ بالصدقة، عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب بهذا الإسناد. وبحير بن سَعْد تصحف في مطبوعة "سنن النسائي" إلى يحيى بن سعيد، وسعد تصحف إلى سعيد أيضاً في مطبوعة "تهذيب التهذيب" و "التقريب" طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف.

وأخرجه أحمد 4/151 و 158 عن حماد بن خالد، عن معاوية بن صالح، به.

وأخرجه الطبراني في " الكبير" 1/3347 من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية بن صالح به.

وأخرجه أبو داود "1333" في الصلاة: باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، والترمذي "2919" في فضائل القرآن، والطبراني 17/ 334 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، به، وإسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، فالسند قوي.

وأخرجه أحمد 4/201، والطبراني 17/334 من طريقين عن الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى الدمشقي، عن كثير بن مرة، عن عقبة بن عامر، وسنده حسن، وهو في سنن النسائي 3/225، من طريق زيد بن واقد، عن كثير بن مرة عن عقبة بإسقاط سليمان بن موسى، وقد تحرف فيه "زيد" إلى "يزيد".

وفي الباب عن معاذ بن جبل، صححه الحاكم 1/555 ووافقه الذهبي.

ص: 8

‌ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بَعْضَ أُمَّتِهِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ

735 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ عليَّ". قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْكَ؟ قَالَ:"إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41] نظرت إليه فإذا عيناه تهراقان"1""2".

1 في البخاري: تذران، وفي مسلم: فرأيت دموعه تسيل، وفي الترمذي: تهملان.

2 إسناده صحيح، عبد الغفار بن عبد اللَّه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وقد توبع عليه كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات، إبراهيم هو النخعي، وعَبيدة -بفتح العين- هو ابن عمرو السلماني المرادي، وهو في "مسند أبي يعلى""5069".

وأخرجه مسلم "800" في صلاة المسافرين: باب فضل استماع القرآن، والطبراني "8461"، من طريق هناد بن السري ومنجاب بن الحارث التميمي، كلاهما عن علي بن مسهر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/1563، وأحمد 1/380 و 433، والبخاري "4582" في التفسير: باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} و "5049" في فضائل القرآن: باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره، و "5050" باب قول المقرئ للقارئ: حسبك، و "5055" و "5056" باب البكاء عند قراءة القرآن، ومسلم "800" في صلاة المسافرين، وأبو داود "3668" في العلم: باب في القصص، والترمذي "3028" في التفسير: باب ومن سورة النساء، وفي "الشمائل" برقم "316"، والبيهقي 10/231، والبغوي في "شرح السنة""1220"، والطبراني "8460"، و "8461" وأبو يعلى "5228" من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم "800""248" من طريق عمرو بن مرة، والطبراني "8462" من طريق إبراهيم بن مهاجر، كلاهما عن إبراهيم، به.

وأخرجه الطبراني "8463" و "8467" من طريق الأعمش، ومغيرة عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

وأخرجه الطبراني "8464" وأبو نعيم في "الحلية" 7/203 من طريق عمرو بن مرزوق، والطبراني "8465" من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن شعبة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النخعي عن علقمة وأخرجه الحميدي "101" عن سفيان، عن المسعودي، عن القاسم، عن عبد اللَّه بن مسعود.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 564، والطبراني "8459" عن حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُودٍ، به.

وأخرجه أحمد 1/374، والطبراني "8466" من طريق هشيم، عن مغيرة بن مقسم، عن أبي رزين مسعود بن مالك، عن ابن مسعود.

وأخرجه أبو يعلى "5150" من طريق هلال بن يساف، عن أبي حيان عن عبد اللَّه وصححه الحاكم 3/319 ووافقه الذهبي، من حديث عمرو بن حريث، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لابن مسعود: اقرأ..

وصححه الحاكم 3/319 ووافقه الذهبي، من حديث عمرو بن حريث، أن الني صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود: اقرأ..

وانظر "فتح الباري" 9/94 و 99.ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بَعْضَ أُمَّتِهِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ

[735]

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ عليَّ". قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْكَ؟ قَالَ:"إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41] نظرت إليه فإذا عيناه تهراقان"1""2".

1 في البخاري: تذران، وفي مسلم: فرأيت دموعه تسيل، وفي الترمذي: تهملان.

2 إسناده صحيح، عبد الغفار بن عبد اللَّه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وقد توبع عليه كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات، إبراهيم هو النخعي، وعَبيدة -بفتح العين- هو ابن عمرو السلماني المرادي، وهو في "مسند أبي يعلى""5069".

وأخرجه مسلم "800" في صلاة المسافرين: باب فضل استماع القرآن، والطبراني "8461"، من طريق هناد بن السري ومنجاب بن الحارث التميمي، كلاهما عن علي بن مسهر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/1563، وأحمد 1/380 و 433، والبخاري "4582" في التفسير: باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} و "5049" في فضائل القرآن: باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره، و "5050" باب قول المقرئ للقارئ: حسبك، و "5055" و "5056" باب البكاء عند قراءة القرآن، ومسلم "800" في صلاة المسافرين، وأبو داود "3668" في العلم: باب في القصص، والترمذي "3028" في التفسير: باب ومن سورة النساء، وفي "الشمائل" برقم "316"، والبيهقي 10/231، والبغوي في "شرح السنة""1220"، والطبراني "8460"، و "8461" وأبو يعلى "5228" من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم "800""248" من طريق عمرو بن مرة، والطبراني "8462" من طريق إبراهيم بن مهاجر، كلاهما عن إبراهيم، به.

وأخرجه الطبراني "8463" و "8467" من طريق الأعمش، ومغيرة عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

وأخرجه الطبراني "8464" وأبو نعيم في "الحلية" 7/203 من طريق عمرو بن مرزوق، والطبراني "8465" من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن شعبة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النخعي عن علقمة وأخرجه الحميدي "101" عن سفيان، عن المسعودي، عن القاسم، عن عبد اللَّه بن مسعود.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 564، والطبراني "8459" عن حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُودٍ، به.

وأخرجه أحمد 1/374، والطبراني "8466" من طريق هشيم، عن مغيرة بن مقسم، عن أبي رزين مسعود بن مالك، عن ابن مسعود.

وأخرجه أبو يعلى "5150" من طريق هلال بن يساف، عن أبي حيان عن عبد اللَّه وصححه الحاكم 3/319 ووافقه الذهبي، من حديث عمرو بن حريث، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لابن مسعود: اقرأ..

وصححه الحاكم 3/319 ووافقه الذهبي، من حديث عمرو بن حريث، أن الني صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود: اقرأ..

وانظر "فتح الباري" 9/94 و 99.

ص: 9

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِأَخْذِ الْقُرْآنِ عَنْ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ

736 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ بِحَرَّانَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ"1"، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ"2" أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: لَمْ أَزَلْ أحب عبد الله بن

1 في الأصل: مسلمة وهو تحريف، ومحمد بن سلمة هذا حراني ثقة من رجال مسلم.

2 في الأصل: يزيد، وهو تحريف، وهو من رجال "التهذيب" روى له الجماعة.

ص: 10

مَسْعُودٍ مُنْذُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اقرؤوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وأبي بن كعب"(1) .

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني وأخرجه الطيالسي 2/4، وأحمد 2/195، والبخاري "3758" في فضائل الصحابة: باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة، و "3806" باب مناقب معاذ بن جبل، و "3808" باب مناقب أبي بن كعب، و"4999" في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2464" "118" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد اللَّه بن مسعود، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/176، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/537 من طريق عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، عن مسروق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 2/4، وابن أبي شيبة 10/518، وأحمد 2/163 و 175 و 190 و 191، والبخاري "3760" في فضائل الصحابة: باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، ومسلم "2464"، والترمذي "3810" في المناقب: باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود، والطبراني "8410" و "8411" و "8412"، من طريق الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن مسروق، به.

رفي الباب عن عبد اللَّه بن مسعود أخرجه البزار "2703"، والحاكم 5/225، وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/311، وقال: رجاله ثقات.

قال الحافظ ابن حجر في " الفتح" 9/48: الظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن. بل كان الذين يحفظون مثل الذي حفظوه وأزيد منهم جماعة من الصحابة، وقد تقدم في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء، وكانوا سبعين رجلاً.

ص: 11

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا أُبِيحَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ

737 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ آيَةً وَقَرَأْتُهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أقرأتنيذكر الْإِخْبَارِ عَمَّا أُبِيحَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ

[737]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ آيَةً وَقَرَأْتُهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرَأْتَنِي

ص: 11

آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ الرَّجُلُ: أَقْرَأْتَنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ؛ إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَتَيَانِي، فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَنْ يَمِينِي، وَمِيكَائِيلُ عليه السلام عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ. حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، وَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كل شاف كاف""1".

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو خيثمة: هو زهير بن حرب بن شداد النسائي، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/517 عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد مختصراً.

وأخرجه أحمد 5/122 عن يحيى بن سعيد القطان، والنسائي 2/154 في الصلاة: باب جامع ما جاء في القرآن، والطبري في تفسيره رقم "26) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، والطبري "27" من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

وقوله: " اقرأه على سبعة أحرف" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/23: قيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد، بل المراد التسهيل والتيسير، ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعين في العشرات والسبع مئة في المئين، ولا يراد العدد المعين، وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه، وذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة، وقال المنذري: أكثرها غير مختار، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه من صحيحه، وسأذكر ما انتهى إلي من أقوال العلماء في ذلك مع بيان المقبول منها والمردود..... ثم شرع يذكرها، انظر "الفتح" 9/26- 38. والأقرب من هذه الأقوال إلى الصحة قول من يقول: إن المراد به سبع لغات، والسر في إنزاله على سبع لغات تسهيله على الناس لقوله تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} فلو كان تعالى أنزله على حرف واحد لانعكس المقصود، وقد اختلف السلف في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن: هل هي مجموعة في المصحف الذي بأيدي الناس اليوم أو ليس فيها إلا حرف واحد منها، مال أبو بكر بن الباقلاني إلى الأول، وصرح الطبري وجماعة بالثاني، قال أبو شامة: وهو المعتمد، وانظر "مشكل الآثار" 4/181- 194، وتفسير الطبري 1/46- 65.

ص: 12

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ كَانَ مُصِيبًا

738 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ"1"، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ، عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ بِأَضَاةِ بَنِي غِفَارَ فَقَالَ:"يَا محمد، إن الله يأمرك أن تقرىء أُمَّتَكَ هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، أَوْ مَعُونَتَهُ وَمُعَافَاتَهُ، سَلْ لَهُمُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ. فَانْطَلَقَ، ثُمَّ رَجَعَ فقال: إن الله يأمرك أن تقرىء أُمَّتَكَ هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، أَوْ مَعُونَتَهُ وَمُعَافَاتَهُ، سَلْ لَهُمُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّهُمْ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرىء أُمَّتَكَ هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، أَوْ مَعُونَتَهُ وَمُعَافَاتَهُ، سَلْ لَهُمُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يُطِيقُوا ذَاكَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنَّ تَقْرَأَ هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَمَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْهَا فَهُوَ كَمَا قرأ""2".

1:20

1 تحرف في الأصل إلى عيينة.

2 جعفر بن مهران: ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه جماعة، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات "المسند" 5/128 "وزيد في المطبوع: حدثني أبي وهو خطأ"، ومن طريقه الطبراني برقم "535" عن جعفر بن مهران بهذا الإسناد، وأخرجه الطبري برقم "34" من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، به.

وأخرجه أيضاً "46" من طريق أبي معمر عبد اللَّه بن عمرو بن أبي الحجاج، حدثنا عبد الوارث، به.

وأخرجه الطيالسي 2/7، 8، وأحمد 5/ 127 و 128، ومسلم "821" في صلاة المسافرين: باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وأبو داود "1478" في الصلاة: باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، والنسائي 2/152 في الصلاة: باب جامع ما جاء في القرآن، والطبري رقم "35" و "36" و "37" من طرق عن شعبة، عن الحكم، به.

والأضاة بوزن الحصاة: الماء المستنقع من سيل أو غيره، ويقال: هو غدير صغير، وبنو غفار: قبيلة من كنانة، وأضاة بني غفار: موضع قريب من مكة فوق سرف قرب التناضب.

1 إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النجود- فقد روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعه، وهو صدوق حسن الحديث، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/518. وأخرجه أحمد 5/132 عن حسين بن علي الجعفي بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 2/8 عن حماد بن سلمة، والترمذي "2944" في القراءات، من طريق شيبان، كلاهما عن عاصم، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 13

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ

739 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمَيَّةٍ، مِنْهُمُ الْغُلَامُ وَالْجَارِيَةُ، وَالْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْفَانِي، قَالَ: مُرْهُمْ فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف""1".

1:20ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ

[739]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمَيَّةٍ، مِنْهُمُ الْغُلَامُ وَالْجَارِيَةُ، وَالْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْفَانِي، قَالَ: مُرْهُمْ فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف""1".

1:20

ص: 14

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ سَأَلَ بِهَا التَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِهِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِدَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ

740 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد، ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ سَأَلَ بِهَا التَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِهِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِدَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ

[740]

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ،

ص: 14

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَلَمَّا قَضَى"1" الصَّلَاةَ دَخَلَا"2" جَمِيعًا، عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْآخَرُ قِرَاءَةً سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم،:"اقْرَأْ" فقرآ [فَقَالَ:]"3""أَحْسَنْتُمَا" أَوْ قَالَ "أَصَبْتُمَا". قَالَ: فَلَمَّا قَالَ لَهُمَا الَّذِي قَالَ، كَبُرَ"4" عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، مَا غَشِيَنِي، ضَرَبَ فِي صَدْرِي"5" فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَبِّي فَرَقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أُبَيُّ إِنَّ رَبِّي أَرْسَلَ إِلَيَّ: أَنِ اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي مَرَّتَيْنِ، فَرَدَّ عليَّ: أَنِ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُهَا مَسْأَلَتُهُ"6" يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي. ثُمَّ أَخَّرْتُ الثَّانِيَةَ إِلَى يوم يرغب إلي فيه

1 في صحيح مسلم وغيره: قضينا.

2 في صحيح مسلم: دَخلنا.

3 سقطت من الأصل.

4 في مسلم: "فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية "، وفي الطبري: فوقع....

5 في مسلم والطبري زيادة: ففضتُ عرقاً.

6 في مسلم والطبري: رددتُكَها مسألة تسألنيها.

ص: 15

الخلق حتى أبرهم"1"""2".

741 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ:

سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَقْرَأَنِيهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ"3"، ثُمَّ أَمْهَلْتُ"4" حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ"5" بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ" فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"هكذا أنزلت". ثم قال

1 أبرهم، بفتح الهاء بلا ألف: لغة في إبراهيم، وفي الطبري ومسلم وأحمد والبغوي: إبراهيم.

2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، ومحمد بن عُبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/516 ومن طريقه مسلم "820" عن محمد بن بشر، وأحمد 5/127 عن يحيى بن سعيد، وابنه عبد اللَّه 5/128- 129 من طريق خالد بن عبد اللَّه، ومسلم "820" في صلاة المسافرين: باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""1227" من طريق عبد اللَّه بن نمير، والطبري "30" من طريق عبد اللَّه بن نمير، ومحمد ين فضيل، ووكيع؛ كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.

3 في رواية البخاري وغيره: فكدت أساوره، أي: كدت أواثبه وأبطش به، قال النابغة:

فبت كأني ساورتني ضئيلة

من الرقش في أنيابها السم ناقع4 في الموطأ "أمهلته" وفي رواية للبخاري والطبري: فتصبرتُ حتى سلم، ولأحمد: فَنَظِرْتُ حتى سلم، أي: انتظرت.

5 يُقال: لَبَبْتُ الرجل وَلَبَّبْتُهُ: إذا جعلت في عنقه ثوباً أو غيره وجررتَه به. انظر "النهاية".

ص: 16

لِي: "اقْرَأْ". فَقَرَأْتُ، فَقَالَ:" هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تيسر منه""1 ".

1:41

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " الموطأ" 1/ 206 في القرآن: باب ما جاء في القرآن. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/ 453، وأحمد 1/40، والبخاري "2419" في الخصومات: باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، ومسلم "818" في صلاة المسافرين: باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، والنسائي 2/151 في الصلاة: باب جامع ما جاء في القرآن، والبغوي في "شرح السنة""1226".

وأخرجه عبد الرزاق "20369" عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري والمسور بن مخرمة، عن عمر، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 1/40 و 42، 43، ومسلم "818""271" في صلاة المسافرين، والترمذي "2943" في القراءات: باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف، والبغوي في "شرح السنة""1226" 4/ 503.

وأخرجه أحمد 1/24، والنسائي 2/150 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، به.

وأخرجه مسلم "818""271" عن حرملة بن يحيى، والنسائي 2/151، والطبري 1/13 عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، به.

وأخرجه الطيالسي 2/5 عن فليح بن سليمان الخزاعي، وابن أبي شيبة 10/517، 518 من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، والبخاري "4992" في فضائل القرآن: باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، و "7550" في التوحيد: باب {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} من طريق عقيل، و "5041" في فضائل القرآن: باب من لم ير بأساً أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا، من طريق شعيب، و "6936" في المرتدين: باب ما جاء في المتأولين، معلقاً من طريق يونس بن يزيد، كلهم عن الزهري، به.

ص: 17

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى أَحْرُفٍ مَعْلُومَةٍ

742 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامت، قال: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى أَحْرُفٍ مَعْلُومَةٍ

[742]

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامت، قال:

ص: 17

قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سبعة أحرف""1". 1:66

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم وأبو الوليد هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.

وأخرجه الطبري 1/15 عن محمد بن مرزوق، عن أبي الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/114 عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به. وانظر الأحاديث الخمسة قبله.

ص: 18

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ الْقَصْدِ فِي الْخَبَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

743 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ"

حَكِيمًا، عَلِيمًا، غَفُورًا، رَحِيمًا. "1" قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَدْرَجَهُ فِي الْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ إِلَى سَبْعَةِ أحرف فقط.

1 إسناده حسن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه الطبري 1/12، والبزار "2313" من طريق عبدة بق سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/516، وأحمد 2/332 عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/440 عن ابن نمير، والطبري 1/11 من طريق أسباط بن محمد، والبزار "2313" من طريق عيسى بن يونس، كلهم عن محمد بن عمرو، به وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/153، وقال: رواه البزار، وفيه محمد بن عمر وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أحمد 2/300، والطبري "7"، عن أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، بلفظ "أنزل القرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه".

وأورده الهيثمي في " المجمع" 7/151، وقال: رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه.

ص: 18

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ شَنَّعَ بِهِ بَعْضُ الْمُعَطِّلَةِ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ حَيْثُ حُرِمُوا التَّوْفِيقَ لِإِدْرَاكِ مَعْنَاهُ

744 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم"1"، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، عُدَّ فِينَا، ذُو شَأْنٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُمْلِ عليه {غَفُوراً رَحِيماً} فَيَكْتُبُ "عَفُوًّا غَفُورًا"، فَيَقُولُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"اكْتُبْ" وَيُمْلِي عَلَيْهِ {عَلِيماً حَكِيماً} ، فَيَكْتُبُ "سَمِيعًا بَصِيرًا" فَيَقُولُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"اكْتُبْ أَيَّهُمَا شِئْتَ"" 2". قَالَ فَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُبُ مَا شِئْتُ. فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنَّ الْأَرْضَ لَنْ تَقْبَلَهُ". قَالَ"3": فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَأَتَيْتُ تِلْكَ الْأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ

1 في "صحيح" البخاري: كان رجل نصرانياً فأسلم. وفي "صحيح" مسلم: كان منا رجل من بني النجار.

2 من قوله: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُمل، إلى هنا لم يرد في البخاري ولا في مسلم.

3 يعني أنس رضي الله عنه.

ص: 19

أَنَّ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، كَمَا قَالَ، فَوَجَدْتُهُ مَنْبُوذًا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا؟ فَقَالُوا: دَفَنَّاهُ فَلَمْ تَقْبَلْهُ الأرض"1) . 5:33

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم، وأخرجه أحمد 3/120، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" رقم "54" من طريق يزيد بن هارون، وأحمد 3/121، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/240 من طريق عبد اللَّه بن بكر السهمي، كلاهما عن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري "3617" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس.

وأخرجه أحمد 3/245 عن عفان، عن حماد، ومسلم "2781" في صفات المنافقين وأحكامهم، عن محمد بن رافع، عن أبي النضر، عن سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت، عن أنس.

وانظر ما كتبه الإمام الطحاوي في الإجابة عن الإشكال الذي تضمنه هذا الحديث في "مشكل الآثار" 4/241.

ص: 20

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْبَعْضِ الْآخَرِ لِقَصْدِ النَّعْتِ فِي الْخَبَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

745 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ

عَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَعَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: زَاجِرٌ، وَآمِرٌ، وَحَلَالٌ، وَحَرَامٌ، وَمُحْكَمٌ، وَمُتَشَابِهٌ، وَأَمْثَالٌ، فَأَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ، وَاعْمَلُوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا:

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم، وأخرجه أحمد 3/120، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" رقم "54" من طريق يزيد بن هارون، وأحمد 3/121، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/240 من طريق عبد اللَّه بن بكر السهمي، كلاهما عن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري "3617" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس.

وأخرجه أحمد 3/245 عن عفان، عن حماد، ومسلم "2781" في صفات المنافقين وأحكامهم، عن محمد بن رافع، عن أبي النضر، عن سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت، عن أنس.

وانظر ما كتبه الإمام الطحاوي في الإجابة عن الإشكال الذي تضمنه هذا الحديث في "مشكل الآثار" 4/241.

ص: 20

آمنا به كل من عند ربنا"" 1". 3:66

1 رجال ثقات، إلا أنه منقطع، أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يدرك عبد اللَّه بن مسعود، قال الحافظ في " الفتح" 9/29: قال ابن عبد البر: هذا حديث لا يثبت، لأنه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، ولم يلق ابن مسعود. ثم قال: وصححه ابن حبان والحاكم 1/553، وفي تصحيحه نظر، لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود. وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد.

وأخرجه الطبري في التفسير "67" عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الهروي في "ذم الكلام" لوحة 62 ب، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/184 من طريق حيوة بن شريح، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير""8296" من طريق عمار بن مطر، حدثنا ليث بن سعد، عن الزهري، عن سلمة بن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد اللَّه بن مسعود: إن الكتب

وعمار بن مطر قال الذهبي في "الميزان" 3/169: هالك، وثقه بعضهم، ومنهم من وصفه بالحفظ، وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث، وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بمناكير، ووصفه الهيثمي في " المجمع" 7/153 بأنه ضعيف جداً.

وأخرجه أحمد 1/445، وابن أبي داود في "المصاحف" ص18 من طريقين، عن زهير، عن أبي همام، عن عثمان بن حسان، عن فلفلة الجعفي، عن ابن مسعود.

قال الهيثمي في " مجمع الزوائد" 7/152: وفيه عثمان بن حسان ذكره ابن أبي حاتم، فلم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات.

ونسبه المزي في "الأطراف" 7/133 إلى النسائي في "سننه الكبرى" من طريق سفيان، عن أبي همام الوليد بن قيس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة، به. وفي "الجرح والتعديل" 7/148: عثمان بن حسان العامري، ويقال: القاسم بن حسان. وبعثمان اشبه، روى عن فلفلة الجعفي، روى عنه أبو همام الوليد بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 21

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنْ لَا حَرَجَ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَقْرَأَ بِمَا شَاءَ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ

746 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عنذكر الْبَيَانِ بِأَنْ لَا حَرَجَ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَقْرَأَ بِمَا شَاءَ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ

[746]

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ

ص: 21

عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، خِلَافَ مَا قَرَأَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُنَاجِي عَلِيًّا، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ"1". 1:41

1 إسناده حسن عاصم -وهو ابن أبي النجود- روى له البخاري ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري في "التفسير""13" عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/419 و421 والطبري "13" من طريقين عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به.

وأخرجه أحمد 1/421 من طريق عفان، عن عاصم، به.

ص: 22

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الْعَتْبِ عَلَى مَنْ قَرَأَ بِحَرْفٍ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ

747 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَطِيبُ بِالْأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، سُورَةَ الرَّحْمَنِ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ عَشِيَّةً، فَجَلَسَ إِلَيَّ رَهْطٌ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ: اقْرَأْ عليَّ. فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ أَحْرُفًا لَا أَقْرَؤُهَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم. فانطلقنا

1 إسناده حسن عاصم -وهو ابن أبي النجود- روى له البخاري ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري في "التفسير""13" عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/419 و421 والطبري "13" من طريقين عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به.

وأخرجه أحمد 1/421 من طريق عفان، عن عاصم، به.

ص: 22

حَتَّى وَقَفْنَا عَلَى النَّبِيِّ؛ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اخْتَلَفْنَا فِي قِرَاءَتِنَا. فَإِذَا وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِيهِ تَغَيُّرٌ، وَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ حِينَ ذَكَرْتُ الِاخْتِلَافَ، فَقَالَ:"إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ" فَأَمَرَ عَلِيًّا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا عُلِّمَ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ، قَالَ فَانْطَلَقْنَا وَكُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَقْرَأُ حرفا لا يقرأ صاحبه"1". 1: 41

1 إسناده حسن. معمر بن سهل ترجمه ابن حبان في "ثقاته" 9/196، فقال: شيخ متقن يغرب، وعامر بن مدرك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 8/501، وقال: ربما أخطأ، وروى عنه غير واحد، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الحاكم 2/223- 224 عن أبي العباس المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد اللَّه بن موسى، أخبرنا إسرائيل بهذا الإسناد، وصححه هو والذهبي، وهو حسن فقط. وانظر ما قبله.

وأخرجه مختصراً الطيالسي "387"، وابن أبي شيبة 10/529، وأحمد 1/393، و411، 412، والبخاري "2410" في الخصومات: باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود، و "3476" في أحاديث الأنبياء، و "5062" في فضائل القرآن: باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، والبغوي في "شرح السنة""1229"، من طرق عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن ابن مسعود انه سمع رجلاً يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقتُ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:" كلاكما محسن، فاقرآ. أكبر علمي قال: فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم" لفظ البخاري، وقوله: أكبر علمي، الشك من شعبة. كما هو مبين في روايتي أحمد.

ص: 23

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يُرَجِّعَ فِي قِرَاءَتِهِ إِذَا صَحَّتْ نِيَّتُهُ فِيهِ

748 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ معاوية بن قرة

1 إسناده حسن. معمر بن سهل ترجمه ابن حبان في "ثقاته" 9/196، فقال: شيخ متقن يغرب، وعامر بن مدرك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 8/501، وقال: ربما أخطأ، وروى عنه غير واحد، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الحاكم 2/223- 224 عن أبي العباس المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد اللَّه بن موسى، أخبرنا إسرائيل بهذا الإسناد، وصححه هو والذهبي، وهو حسن فقط. وانظر ما قبله.

وأخرجه مختصراً الطيالسي "387"، وابن أبي شيبة 10/529، وأحمد 1/393، و411، 412، والبخاري "2410" في الخصومات: باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود، و "3476" في أحاديث الأنبياء، و "5062" في فضائل القرآن: باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، والبغوي في "شرح السنة""1229"، من طرق عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن ابن مسعود انه سمع رجلاً يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقتُ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:" كلاكما محسن، فاقرآ. أكبر علمي قال: فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم" لفظ البخاري، وقوله: أكبر علمي، الشك من شعبة. كما هو مبين في روايتي أحمد.

ص: 23

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ يَقُولُ: قَرَأَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَامَ الْفَتْحِ فَرَجَّعَ فِي قِرَاءَتِهِ"1".

قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عليَّ، لحكيتُ قراءته. 4:1

1 إسناده صحيح، نوح بن حبيب روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه أحمد 5/54، ومسلم "794" "237" في صلاة المسافرين: باب ذِكْرُ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم فتح مكة، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 2/3، وأحمد 4/85، 86 عن ابن إدريس، و 5/ 56 عن محمد بن جعفر وبهز، والبخاري "4281" في المغازي: باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، و "4835" في التفسير: باب {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} ، عن مسلم بن إبراهيم، و "5034" في فضائل القرآن: باب القراءة على الدابة، عن حجاج بن منهال، و "5047" باب الترجيع، عن آدم بن أبي إياس، و "7540" في التوحيد: باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربِّه، عن أحمد بن أبي سريج، عن شبابة، ومسلم "794""238" عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، و "794""239" عن يحيى بن حبيب الحارثي، عن خالد بن الحارث، وعن عبيد اللَّه بن معاذ، عن أبيه، وأبو داود "1467" في الصلاة: باب استحباب الترتيل في القراءة، عن حفص بن عمر، والترمذي في "الشمائل" برقم 312 من طريق أبي داود الطيالسي، والبيهقي 2/53 من طريق آدم بن أبي إياس، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد. ومن طريق البخاري "5047" أخرجه البغوي في "شرح السنة""1215".

قال الحافظ: الترجيع في الحديث يحتمل أمرين، أحدهما أن ذلك حدث من هزّ الناقة، والآخر أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، وهذا الثاني أشبه بالسياق، وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع، فأخرج الترمذي و

من حديث أم هانئ "كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراش يُرَجِّع القرآن"، والذي يظهر أن في الترجيع قدراً زائداً على الترتيل. وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: معنى الترجيع تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة، انتهى. وفي الحديث إجازة القراءة بالترجيع والألحان الملذذة للقلوب بحسن الصوت. انظر "فتح الباري" 9/92 و 13/515.

ص: 24

ذِكْرُ إِبَاحَةِ تَحْسِينِ الْمَرْءِ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ

749 -

أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَابِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بأصواتكم"" 1". 1:2

1 إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عوسجة روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وباقي السند من رجال الشيخين غير محمد بن عثمان العجلي، فمن رجال البخاري. وأخرجه الدارمي 2/474 في فضائل القرآن: باب التغني بالقرآن عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق "4175" عن سفيان الثوري، عن منصور والأعمش، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 4/296.

وأخرجه عبد الرزاق "4176" عن معمر، عن منصور، به.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 571 و 572 من طرق عن منصور، به.

وأخرجه الطيالسي 2/3، وابنُ أبي شيبة 2/521 و 10/462، وأحمد 4/283 و285 و304، وأبو داود "1468" في الصلاة: باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2/179، 180 في الصلاة: باب تزيين القرآن بالصوت، وابن ماجة "1342" في إقامة الصلاة: باب في حسن الصوت بالقرآن، والحاكم في "المستدرك" 1/ 572- 575، وأبو نعيم في "الحلية" 5/27 والبيهقي في "السنن" 2/53، من طرق عن طلحة بن مصرف، به.

وعلقه البخاري 13/518 في التوحيد: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة".

وأخرجه موصولاً في كتابه "خلق أفعال العباد" ص 49 من طريق جرير، عن منصور، به. وص 48 و 49 من طريق الأعمش وشعبة، عن طلحة، به.

وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي بعده. وعن ابن عباس، قال الهيثمي في "المجمع" 75/170: رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما عبد الله بن خراش، وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ، ووثقه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الحافظ في "الفتح": أخرجه الدارقطني في "الأفراد" بسند حسن. وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار "2329" بسند ضعيف، وعن عائشة عند أبي نعيم في "الحلية" 7/139. وعن ابن مسعود، قال الحافظ: وقع لنا في الأول من "فوائد" عثمان بن السماك، ولكنه موقوف.

ص: 25

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنْ أَلْفَاظِ الْأَضْدَادِ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ لَا زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ""1".

1 أي: أن الزينة للصوت لا للقرآن، فهو على القلب كعرضت الإبل على الحوض وأدخلت القلنسوة في رأسي، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/325:"زينوا القرآن بأصواتكم" قيل: هو مقلوب: أي: زينوا أصواتكم بالقرآن، والمعنى: الهجوا بقراءته وتزينوا به، وليس ذلك على تطريب القول والتحزين، كقوله: ليس منا من لم يتغن بالقرآن، أي: يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب، هكذا قال الهروي والخطابي ومن تقدمهما، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أمر به في قوله تعالى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن، كما يقال: ويل للشعر من رواية السوء، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر، فكأنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأداء، وحث لغيره على التوقي من ذلك، فكذلك قوله:"زينوا القرآن" يدل على ما يزين به من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب.

وقيل: أراد بالقرآن القراءة، فهو مصدر يقرا قراءة وقرآناً، أي: زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم، ويشهد لصحة هذا وأن القلب لا وجه له حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى قراءته، فقال: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، فقال: لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيراً، أي: حسنت قراءته وزينتها.

قلت: ومما يؤيد تأييداً لا شبهة فيه أن الحديث على بابه وليس للقلب وجه فيه ما أخرجه الدارمي 2/474، والحاكم 1/575 من حديث البراء مرفوعاً "زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً" وسنده قوي، وما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/90 وابن نصر في "قيام الليل" ص 58 من طريق سعيد بن زربي، حدثنا حماد عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، قال: كنت رجلاً قد أعطاني اللَّه حسن صوت في القرآن، فكان عبد اللَّه يستقرئني، ويقول: اقرأ فداك أبي وأمي، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"حسن الصوت تزيين للقرآن" وسعيد بن زربي منكر الحديث، وباقي رجاله ثقات.

ص: 26

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ

750 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ"1" الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ""2".

ذِكْرُ إِبَاحَةِ تَحْزِينِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ إِذِ اللَّهُ أَذِنَ فِي ذَلِكَ

751 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ثُمَّ سَمِعْتُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ""3".

1 تحرف في الأصل إلى "مجير".

2 إسناده صحيح. سهل: ثقة من رجال، ومن فوق البخاري على شرطهما وقد أشار الحافظ في "الفتح" 13/519 إلى هذه الرواية، ونسبها لابن حبان، وزاد نسبته الحافظ السيوطي في "الجامع الكبير" 539 لأبي نصر السجزي في "الإبانة" وانظر ما قبله.

3 إسناده صحيح، حامد بن يحيى: ثقة روى له أبو داود، ومن فوقه من رجال الشيخين. وأخرجه الحميدي "949"، والبخاري "5024" في فضائل القرآن: باب من لم يتغن بالقرآن، عن علي بن عبد اللَّه، ومسلم "792" "232" في صلاة المسافرين: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، عن عمرو الناقد وزهير بن حرب، والنسائي 2/180 في الافتتاح: باب تزيين القرآن بالصوت، عن قتيبة، والدارمي 1/350 في الصلاة عن محمد بن أحمد، كلهم عن سفيان، عن الزهري، بهذا الإسناد.

ص: 27

وأخرجه عبد الرزاق "4166" عن معمر، عن الزهري، به، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/271، والبيهقي في "السنن" 2/54.

وأخرجه عبد الرزاق "4167"، والبغوي في "شرح السنة ""1218" من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، عن الزهري، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 2/285.

وأخرجه البخاري "5023" في فضائل القرآن: باب من لم يتغن بالقرآن، و "7482" في التوحيد: باب قول اللَّه تعالى: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} عن يحيى بن بكير، والدارمي 2/472 باب التغني بالقرآن، عن عبد اللَّه بن صالح، كلاهما عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، بلا.

وأخرجه مسلم "792""232" في صلاة المسافرين: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، والدارمي 2/472 عن عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، كلاهما عن يونس، عن الزهري، به.

وأخرجه البخاري "7544" في التوحيد: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة" عن إبراهيم بن حمزة، والنسائي 3/180 عن محمد بن زنبور المكي، كلاهما عن ابن أبي حازم، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْهَادِ، عَنْ محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة، به.

وأخرجه مسلم "792""233" في صلاة المسافرين، والبيهقي في "السنن" 2/54، عن بشر بن الحكم، عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سلمة، به.

وأخرجه مسلم "792""233" عن ابن أخي ابن وهب، وأبو داود "1473" في الصلاة: باب استحباب الترتيل في القراءة، عن سليمان بن داود المهري، كلاهما عن عبد اللَّه بن وهب، عن عمر بن مالك وحيوة بن شريح، عن يزيد بن الهاد، بالإسناد المذكور.

وأخرجه مسلم "792""234" من طريق الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، به.

وفي رواية محمد بن إبراهيم ويحيى بن أبي كثير زيادة: "يجهر به". وجعلها بعضهم تفسيراً لقوله: "يتغنى" انظر" الفتح" 9/69.

وأخرجه عبد الرزاق "4168" عن ابن جريج، و"4169"، وابن أبي شيبة 10/464، عن ابن عيينة، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن أبي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/522 عن وكيع، عَنْ عَبْدُ اللَّه بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن أبي سلمة، مرسلاً أيضاً وانظر الحديث الآتي.

قال الحافظ في " الفتح" 9/72: "والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسناً فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح. قلت: هو عنده برقم "1471" من حديث أبي لبابة، ولفظه: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند ابن أبي شيبة 2/522، و 10/ 464، وأبي داود "1469"، والدارمي 1/349 و 2/471، وعن ابن عباس عند البزار "2332"، وعن عائشة عند البزار "2333"، وعن عبد اللَّه بن الزبير عند البزار "2335"، وانظر "مجمع الزوائد" 7/170.

ص: 28

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ" يُرِيدُ يَتَحَزَّنُ بِهِ وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْغُنْيَةِ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الْغُنْيَةِ لَقَالَ: يَتَغَانَى بِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: يَتَغَنَّى بِهِ"1"، وَلَيْسَ التَّحَزُّنُ بِالْقُرْآنِ نَقَاءَ الْجِرْمِ"2"، وَطِيبَ الصَّوْتِ وَطَاعَةَ اللَّهَوَاتِ بِأَنْوَاعِ النَّغَمِ بِوِفَاقِ الْوِقَاعِ، وَلَكِنَّ التَّحَزُّنَ بِالْقُرْآنِ هُوَ أَنْ يُقَارِنَهُ شَيْئَانِ: الْأَسَفُ وَالتَّلَهُّفُ: الْأَسَفُ عَلَى مَا وَقَعَ مِنَ التَّقْصِيرِ، وَالتَّلَهُّفُ عَلَى مَا يُؤْمَلُ مِنَ التَّوْقِيرِ، فَإِذَا تَأَلَّمَ الْقَلْبُ وَتَوَجَّعَ، وَتَحَزَّنَ الصَّوْتُ وَرَجَّعَ، بدر الجفن

1 هذا قول الشافعي رحمه الله يرد به على سفيان بن عيينة تأويله التغني بالاستغناء نقله عنه الطبري كما في " الفتح" 9/70، والبغوي في "شرح السنة" 4/487.

وفي تفسير "يتغنى" أقوال أحدها: تحسين الصوت، والثاني: الاستغناء والثالث: التحزن، والرابع: التشاغل به تقول العرب: تغنى بالمكان: أقام به، والخامس، المراد به التلذذ والاستجلاء له كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، فأطلق عليه تغنياً من حيث إنه يفعل عنده ما يفعل عند الغناء، والسادس: أن يجعله هجيراه كما يجعل المسافر والفارغ هجيراه الغناء، قال ابن الأعرابي: كانت العرب إذا ركبت الإبل تتغنى، وإذا جلست في أفنيتها وفي أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن- أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هجيراهم القراءة مكان التغني.

2 الجرم، بكسر الجيم: الحلق.

ص: 29

بِالدِّمُوعِ، وَالْقَلْبَ بِاللُّمُوعِ، فَحِينَئِذٍ يَسْتَلِذُّ الْمُتَهَجِّدُ بِالْمُنَاجَاةِ، وَيَفِرُّ مِنَ الْخَلْقِ إِلَى وَكْرِ الْخَلَوَاتِ، رَجَاءَ غُفْرَانِ السَّالِفِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالتَّجَاوُزِ عَنِ الْجِنَايَاتِ والعيوب، فنسأل الله التوفيق له.

ص: 30

‌ذِكْرُ اسْتِمَاعِ اللَّهِ إِلَى الْمُتَحَزِّنِ بِصَوْتِهِ بِالْقُرْآنِ

752 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ

حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِلَّذِي يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ"1. 1: 2

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ: "مَا أَذِنَ اللَّهُ" يُرِيدُ: مَا اسْتَمَعَ اللَّهُ لِشَيْءٍ "كَأَذَنِهِ": كَاسْتِمَاعِهِ: لِلَّذِي يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ"، يُرِيدُ: يَتَحَزَّنُ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى حَسَبِ مَا وَصَفْنَا نَعْتَهُ

1 إسناده حسن، محمد بن عمر وصدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه ابن أبي شيبة 2/522 عن محمد بن بشر، وأحمد 2/450، والدارمي 1/ 349 و 2/473

عن يزيد بن هارون، ومسلم "792""234" في صلاة المسافرين، والبغوي في "شرخ السنة""1217" من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق الزهري عن أبي سلمة، به. فانظره.

ص: 30

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا خَبَرَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا

753 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بن عبد الله بن الشخيرذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا خَبَرَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا

[753]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ

ص: 30

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ (1) . [1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ التَّحَزُّنَ الَّذِي أَذِنَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِيهِ بِالْقُرْآنِ وَاسْتَمَعَ إِلَيْهِ هُوَ التَّحَزُّنُ بِالصَّوْتِ مَعَ بِدَايَتِهِ وَنِهَايَتِهِ، لِأَنَّ بَدَاءَتَهُ هُوَ الْعَزْمُ الصَّحِيحُ عَلَى الِانْقِلَاعِ عَنِ الْمَزْجُورَاتِ، وَنِهَايَتُهُ وُفُورُ التَّشْمِيرِ فِي أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ، فَإِذَا اشْتَمَلَ التَّحَزُّنُ عَلَى الْبِدَايَةِ الَّتِي وَصَفْتُهَا، وَالنِّهَايَةُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، صَارَ الْمُتَحَزِّنُ بِالْقُرْآنِ كَأَنَّهُ قَذَفَ بِنَفْسِهِ فِي مِقْلَاعِ الْقُرْبَةِ إِلَى مَوْلَاهُ، وَلَمْ يَتَعَلَّقْ بِشَيْءٍ دُونَهُ.

‌ذِكْرُ اسْتِمَاعِ اللَّهِ إِلَى مَنْ ذَكَرْنَا نَعْتَهُ أَشَدَّ مِنَ اسْتِمَاعِ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ

754 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنَا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» (2) . [1: 2]

(1) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (665) .

(2)

ميسرة مولى فضالة، دمشقي، روى عن مولاه وأبي الدرداء، وأورده أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وذكره المؤلف في " الثقات "، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 6/19 و20، وابن ماجة (1340) في الإِمامة: باب في حسن الصوت بالقرآن، والطبراني في "الكبير" 18/301 (772) ، والبخاري في "تاريخه =

ص: 31

‌ذِكْرُ مَا يُقْرَأُ بِهِ الْقُرْآنُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

755 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلَاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةٌ: مُؤْمِنٌ، وَمُنَافِقٌ، وَفَاجِرٌ» (2). قَالَ بَشِيرٌ: فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ: مَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ؟، قَالَ: الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ، وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ.

= الكبير" 7/ 124، والبيهقي 10/ 230، من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد. وقال البوصيري في " الزوائد " ورقة 87 عن إسناد ابن ماجة: هذا إسناد حسن لقصور درجة ميسرة مولى فضالة وراشد بن سعيد عن درجة أهل الحفظ والضبط.

وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 1/ 570 - 571 من طريق الوليد بن مسلم، به، إلا أنه أسقط من السند ميسرة، مولى فضالة، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ورده عليه الذهبي بقوله: بل هو منقطع.

(1)

هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وقد تحرف في الأصل إلى المقبري.

(2)

الوليد بن قيس التجيبي، روى عنه غير واحد، ووثقه المؤلف والعجلي، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أحمد 3/ 38 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإِسناد، ومن طريق المقرئ صححه الحاكم 2/ 374 ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4/ 277، وزاد نسبته لابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإِيمان ".

ص: 32

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اقْتِصَارِ الْمَرْءِ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ فِي كُلِّ سَبْعٍ

756 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ (1) بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ (2) بْنِ (3) صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُ بِهِ فِي لَيْلَةٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«اقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، فَقَالَ:«اقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ:«اقْرَأْهُ فِي عَشْرٍ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ:«اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، فَأَبَى (4) .

(1) تحرف في " الإِحسان " إلى الفضل، والتصحيح من " الأنواع والتقاسيم ".

(2)

تحرف في " الإِحسان " إلى سليم، والتصحيح من " الأنواع والتقاسيم " 3/لوحة 235.

(3)

تحرف في " الإِحسان " و" الأنواع والتقاسيم " إلى " عن " وقد جاء على الصواب في " ثقات المؤلف " 5/522، وفي الرواية الآتية في " الإحسان ".

(4)

ابن جريج مدلس، وقد عنعن، لكنه صرح في الرواية الآتية بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، ويحى بن حكيم بن صفوان ذكره المؤلف في " الثقات " وترجمه ابن أبي حاتم 9/134 فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.

وأخرجه عبد الرزاق (5956) عن ابن جريج، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 2/199.

وأخرجه أحمد 2/163، وابن ماجة (1346) في إقامة الصلاة: باب في كم يستحب يختم القرآن، من طريق يحى بن سعيد، عن ابن جريج، به. =

ص: 33

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ أَنْ يَخْتِمَهُ فِي سَبْعٍ لَا فِيمَا هُوَ أَقَلُّ مِنْ هَذَا الْعَدَدِ

757 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:

= وأخرجه مطولاً -ذكر فيه عبد الله أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن له أفضل الصوم، ونهاه عن صوم الدهر- أحمد 2/158، والبخاري (5052) في فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن، ومسلم (1159) (182) في الصيام: باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به، والنسائي 4/210، والبيهقي في " السنن " 2/396، من طرق عن عبد الله بن عمرو.

وأخرجه مختصراً أحمد 2/162، والبخاري (1978) في الصوم: باب صوم يوم وإفطار يوم، و (5054) في فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن، ومسلم (1159)(184) ، والنسائي 4/214، من طرق عن عبد الله بن عمرو.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (5957)، وأبو داود (1388) و (1389) في الصلاة: باب في كم يقرأ القرآن، والترمذي (2926) في القراءات، والدارمي 2/471 باب في ختم القرآن، من طرق عن عبد الله بن عمرو.

وقد اختلفت هذه الروايات في كم يختم القرآن، فمنها ما هو في سبع، كما هي رواية المؤلف والبخاري برقم (5054) وفيها: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك ". ومنها ما هو في خمس كما في رواية الترمذي والدارمي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختمه في خمس " قلت: إني أطيق. قال: "لا". ومنها ما هو في ثلاث كما في رواية البخاري برقم (1978)، وفيها: قال: إني أطيق أكثر، فما زال حتى قال:" في ثلاث ". وفي الحديث الآتي برقم (758) قال عليه الصلاة والسلام: " لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ".

قال النووي: والاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص، فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر، استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني، وكذا من كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار من غير خروج إلى الملل، ولا يقرؤه هذرمة. انظر " فتح الباري " 9/96، 97.

ص: 34

سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُ بِهِ فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ (1) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ:«اقْرَأْهُ فِي عَشْرٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ:«اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: فَأَبَى (2) . [1: 78]

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُخْتَمَ الْقُرْآنُ فِي أَقَلِّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ إِذِ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ يَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى التَّدَبُّرِ وَالتَّفَهُّمِ

758 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ» (3) .

(1) في الأصل: سأله.

(2)

إسناده كسابقه.

(3)

سعيد: هو ابن أبي عروبة، روى له الجماعة، وكان من أثبت الناس في قتادة.

وأخرجه أبو داود (1394) في الصلاة: باب تحزيب القرآن، والدارمي 1/350 في الصلاة: باب في كم يختم القرآن، عن محمد بن المنهال، بهذا الإِسناد، لكن ورد عند الدارمي " شعبة " بدل " قتادة ".

وأخرجه أحمد 2/195، والترمذي (2949) في القراءات، وابن ماجة (1347) في إقامة الصلاة: باب في كم يستحب يختم القرآن، من طرق عن شعبة، عن قتادة، به، ولفظه: " لم يفقه

". =

ص: 35

759 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا عَنْهُ» (1) .

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ أَنْ يُرِيدَ بِقِرَاءَتِهِ اللَّهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ دُونَ تَعْجِيلِ الثَّوَابِ فِي الدُّنْيَا

760 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَذَكَرَ ابْنُ سَلْمٍ، آخَرَ مَعَهُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءِ بْنِ شُرَيْحٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ، فَقَالَ:«الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، وَفِيكُمُ الْأَحْمَرُ، وَفِيكُمُ الْأَسْوَدُ، اقْرَؤُوهُ قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَهُ أَقْوَامٌ يُقَوِّمُونَهُ كَمَا يُقَوَّمُ أَلْسِنَتُهُمْ (2) ، يَتَعَجَّلُ [أَحَدُهُمْ] أَجْرَه ُ (3) وَلَا يَتَأَجَّلُهُ» (4) . [1: 78]

= وأخرجه أحمد 2/164 و189، وأبو داود (1390) في الصلاة: باب في كم يقرأ القرآن، من طريق همام، عن قتادة، به.

وأخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (5958) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" من قرأه فيما دون ثلاث لم يفهمه ".

وأخرجه الدارمي 2/471 باب في ختم القرآن، عن عبد الله بن عمرو قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن لا أقرأ القرآن في أقل من ثلاث. وانظر الحديث المتقدم برقم (756) .

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث رقم (732) .

(2)

صوابه السهم، وسيبينه المؤلف قريباً.

(3)

في الأصل: بتعجيل آخره، وهو تصحيف.

(4)

حديث صحيح، وفاء بن شريح ذكره المؤلف في " الثقات "، وروى عنه اثنان، =

ص: 36

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: كَذَا وَقَعَ السَّمَاعُ، وَإِنَّمَا هُوَ السَّهْمُ

= وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود (831) في الصلاة: باب ما يجزىء الأمي والأعجمي من القراءة، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب بهذا الإسناد إلا أنه بين الراوي الآخر، وهو ابن لهيعة، وهو في " معجم الطبراني "(6024) من طريق أحمد ابن صالح، به.

وأخرجه أحمد 5/338 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، به، ومن طريق أحمد أخرجه الطيالسي 2/2.

وأخرجه ابن المبارك في " الزهد "(813) ، والطبراني (6021) و (6022) من طريق موسى بن عبيدة الربذي، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد. وموسى ضعيف.

وأخرجه أحمد 3/146 و155 من طريق حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر ابن سوادة، عن وفاء الخولاني، عن أنس بن مالك، وله شاهد من حديث جابر يتقوى به عند أبي داود (830) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وهذا سند صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أحمد 3/397 من طريق خلف بن الوليد عن خالد به، وهو في " المسند " أيضاً 3/357 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا أسامة بن زيد الليثي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر وهذا سند حسن من أجل أسامة، ولفظ حديثه:"اقرؤوا القرآن، وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" والقدح: السهم الذي يرمى به، يتعجلونه: يطلبون بقراءته العاجلة من عرض الدنيا والرفعة فيها، ولا يتأجلونه، أي: لا يريدون به الآجلة، وهو جزاء الآخرة، وهذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم لوقوع ما أخبر به، فأكثر قراء زماننا يتنوقون في الأداء، ويجيدون التلاوة، ويلتمسون به المال والرفعة، والله المستعان.

وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " 10/480 من طريق وكيع عن سفيان، عن محمد بن المنكدر مرسلاً.

ص: 37

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَقُولَ الْمَرْءُ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ

761 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَقُولُ (1) أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ هُوَ نَسِيَ، وَلَكِنَّهُ نُسِّيَ» (2) . [2: 43]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِاسْتِذْكَارِ الْقُرْآنِ، وَالتَّعَاهُدِ عَلَيْهِ حَذَرَ نِسْيَانِهِ وَتَفَلُّتِهِ

762 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بِفَمِّ الصِّلْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ،

(1) كذا في " الأنواع والتقاسيم " 2/لوحة 137، و" الإِحسان "، وفي مسلم وأحمد: لا يقل على الجادة، وفي رواية عبد الرزاق وابن أبي عاصم: لا يقولن.

(2)

رجاله رجال الصحيح، غير شيخ ابن حبان وهو ثقة، وسيورده المؤلف بعده من طريق أبي وائل شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود ويخرج هناك. وقوله: كيت وكيت، قال القرطبي: يعبر بهما عن الجمل الكثيرة، والحديث الطويل، ومثلها ذيت وذيت، وفي " الصحاح " يقال: كان من الأمر كيت وكيت بالفتح، وكِيت وكيت بالكسر، أي: كذا وكذا، والتاء فيهما هاء في الأصل، فصارت تاء في الوصل.

وقد ضبطوا " نسي " بالتثقيل والتخفيف كما في " الفتح " 9/80، قال القرطبي: معنى التثقيل: أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره، ومعنى التخفيف: أن الرجل ترك غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى:{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} أي: تركهم في العذاب، أو تركهم من الرحمة.

(3)

في "الإِحسان ": محمد بن سواد، وهو تحريف، صوابه من "الأنواع والتقاسيم" 1/لوحة 94.

ص: 38

(1) إسناده صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500 في الصلوات، عن وكيع، عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/477، وأحمد 1/382، ومسلم (790) (229) في صلاة المسافرين: باب الأمر بتعهد القرآن، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (725) ، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

وأخرجه البيهقي في " السنن " 2/395 من طريق ابن نمير عن الأعمش، به.

وأخرجه عبد الرزاق (5967) ، والطيالسي 2/4، وابن أبي شيبة 10/478، وأحمد 1/417 و423 و429 و438 و463، والبخاري (5032) في فضائل القرآن: باب استذكار القرآن وتعاهده، و (5039) باب نسيان القرآن، ومسلم (790)(228)، والترمذي (2942) في القراءات: باب ومن سورة الحج، والنسائي 2/154، 155 في الافتتاح: باب جامع ما جاء في القرآن، وفي " عمل اليوم والليلة " برقم (726) و (727) و (728) ، والدارمي 2/308 و439، والبيهقي في " السنن " 2/395، والبغوي في " شرح السنة "(1222) ، من طرق عن منصور، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (5969) ومن طريقه أحمد 1/449 عن ابن جريج، ومسلم (790)(230) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(724) ، وابن أبي عاصم في " السنة "(422) من طريق محمد بن جحادة، كلاهما عن عبدة بن أبي لبابة، عن أبي وائل، به.

وأخرجه عبد الرزاق (5968) عن معمر، وأحمد 1/463 عن عفان، عن حماد ابن زيد، كلاهما عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، به.

وأخرجه الحاكم 1/553 من طريق عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود. وصححه، ووافقه الذهبي. =

ص: 39

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَمْ يُسْنِدْ سَعِيدٌ عَنِ الْأَعْمَشِ غَيْرَ هَذَا.

= وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند مسلم (791) في صلاة المسافرين: باب فضائل القرآن وما يتعلق به.

وقوله: " أشد تَفَصِّياً " أي: تفلتاً وتخلصاً، يقال: تَفَصَّيْتُ من الأمر تَفَصِّياً: إذا خرجت منه وتخلصت، وقوله:"من عُقُلها" بضمتين، ويجوز سكون القاف، جمعُ عِقال، بكسر أوله، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير، شبه من يتفلت منه القرآن بالناقة التي تفلتت من عقالها، إذ من شأن الإِبل تطلب التفلُّت ما أمكنها، فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت، فكذلك حافظ القرآن، إن لم يتعاهده تفلَّت، بل هو أشد في ذلك. انظر " الفتح " 9/79-83.

وقال الحافظ في " الفتح " 9/80-81: واختلف في متعلق الذم من قوله: " بئس " على أوجه: الأول: قيل: هو على نسبة الإِنسان إلى نفسه النسيان وهو لا صنع له فيه، فإذا نسبه إلى نفسه، أوهم أنه انفرد بفعله، فكان ينبغي أن يقول: أنسيت، أو نُسِّيت بالتثقيل على البناء للمجهول فيهما، أي: إن الله هو الذي أنساني كما قال: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} وقال: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} ، وبهذا الوجه جزم ابن بطال، فقال: أراد أن يجري على ألسن العباد نسبة الأفعال إلى خالقها، لما في ذلك من الإِقرار له بالعبودية والاستسلام لقدرته، وذلك أولى من نسبة الأفعال إلى مكتسبها مع أن نسبتها إلى مكتسبها جائز بدليل الكتاب والسنة. ثم ذكر الحديث الآتي في " باب نسيان القرآن " قال: وقد أضاف موسى عليه السلام النسيان مرة إلى نفسه، ومرة إلى الشيطان فقال:{فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} ولكل إضافة منها معنى صحيح، فالإِضافة إلى الله بمعنى أنه خالق الأفعال كلها، وإلى النفس لأن الإنسان هو المكتسب لها، وإلى الشيطان بمعنى الوسوسة. اهـ. ووقع له ذهول فيما نسبه لموسى، وإنما هو كلام فتاه. وقال القاضي: ثبت أن النبي نسب النسيان إلى نفسه يعني كما سيأتي في " باب نسيان القرآن " وكذا نسبه يوشع إلى نفسه حيث قال: {نَسِيتُ الْحُوتَ} وموسى إلى نفسه حيث قال: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} وقد سبق قول الصحابة {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا} مساق المدح، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} فالذي يظهر أن ذلك ليس متعلق الذم، وجنح إلى اختيار الوجه الثاني وهو كالأول، لكن سبب الذم ما فيه من الإِشعار بعدم الاعتناء بالقرآن، إذ لا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، فلو تعاهده بتلاوته والقيام به في الصلاة لدام حفظه وتذكره، فإذا قال =

ص: 40

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِاسْتِذْكَارِ الْقُرْآنِ بِالتَّعَاهُدِ عَلَى قِرَاءَتِهِ

763 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَسَنُ (1) بْنُ قَزَعَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا، وَبِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ» (2) . [1: 67]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الِاسْتِطَاعَةَ مَعَ الْفِعْلِ لَا قَبْلَهُ

‌ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُوَاظِبَ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِصَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ

764 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ،

= الإِنسان: نسيت الآية الفلانية فكأنه شهد على نفسه بالتفريط فيكون معلق الذم ترك الاستذكار والتعاهد، لأنه يورث النسيان.... وقال عياض: أولى ما يتأول عليه: ذم الحال لا ذم القول، أي: بئس الحال حال من حفظه، ثم غفل عنه حتى نسيه. وقال النووي: الكراهة فيه للتنزيه.

(1)

تحرف في " الإحسان " إلى حسين وكذلك هو في " الأنواع والتقاسيم " 1/482، إلا أنه رمج.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. =

ص: 41

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَصَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ» (1) . [1: 2]

‌ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُوَاظِبَ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالْمُقَصِّرَ فِيهَا بِالْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ

765 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ،

(1) إسناده صحيح، وأحمد بن أبي بكر: هو أبو مصعب الزهري العوفي قاضي المدينة، وأحد شيوخ أهلها، لازم مالكاً وروى عنه موطأه، وفي روايته للموطأ زيادة نحو مئة حديث على سائر الروايات الأخر، ومن طريقه أخرجه البغوي في " شرح السنة "(1221) . والحديث في " الموطأ " 1/202 برواية يحيى بن يحيى وهي المطبوعة المتداولة، وص 135 برواية القعنبي، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/64 و112، والبخاري (5031) في فضائل القرآن: باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم (789) (226) في صلاة المسافرين: باب الأمر بتعهد القرآن، والنسائي 2/154 في الافتتاح: باب جامع ما جاء في القرآن، والبيهقي في " السنن " 2/395.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500 و10/476، وأحمد 2/17 و23 و30، ومسلم (789)(227) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.

وأخرجه عبد الرزاق (5971) و (6032) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (789)(227)، وابن ماجه (3783) في الأدب: باب ثواب القرآن.

وأخرجه مسلم (789)(227) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به.

وأخرجه عبد الرزاق (5972) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.

والإِبل المُعَقّلة: المشدودة بالعِقال، والتشديد فيه للتكثير، وخصّ الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإِنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة.

ص: 42

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَثَلَ صَاحِبِ الْقُرْآنِ مَثَلُ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا عَقَلَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ» (1) . [3: 28]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ آخِرَ مَنْزِلَةِ الْقَارِئِ فِي الْجَنَّةِ تَكُونُ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ كَانَ يَقْرَؤُهَا فِي الدُّنْيَا

766 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ [وَارْقَ] وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَؤُهَا» (2) . [1: 2]

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

(2)

إسناده حسن، وابن مهدي: هو عبد الرحمن، وعاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، وزر: هو ابن حبيش.

وأخرجه أحمد 2/192، والترمذي (2914) في فضائل القرآن، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/498، وأبو داود (1464) في الصلاة: باب استحباب الترتيل في القراءة، والترمذي (2914) في فضائل القرآن، والبيهقي في " السنن " 2/53، والبغوي في " شرح السنة " (1178) من طرق عن سفيان الثوري به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم 1/552-553 ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/498 عن أبي أسامة، عن زائدة، عن عاصم، به.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/40 وابن ماجة (3780) ، وفي سنده عطية العوفي وهو ضعيف، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/498، وأحمد 2/471، من طريق وكيع، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أو أبي هريرة، قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. قال الهيثمي في " المجمع " 7/162: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. =

ص: 43

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمَاهِرِ بِالْقُرْآنِ بِكَوْنِهِ مَعَ السَّفَرَةِ، وَعَلَى مَنْ يَصْعُبُ عَلَيْهِ قِرَاءَتُهُ بِتَضْعِيفِ الْأَجْرِ لَهُ

767 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ (1) الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ، مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ» (2) . [1: 2]

= وقوله: " وارق " زيادة من أحمد، أمر من الرقي، وفي رواية أبي داود والترمذي:" وارتق " أمر من الارتقاء، ووقع في " المصنف " و" المستدرك ": وارقه.

(1)

لفظة " مثل " لم ترد إلا عند المصنف، والبخاري، قال ابن التين: معناه: كأنه مع السفرة فيما يستحقه من الثواب، قال الحافظ: أراد بذلك تصحيح التركيب وإلا فظاهره أنه لا ربط بين المبتدأ الذي هو مثل والخبر الذي مع السفرة، فكأنه قال: المثل بمعنى الشبيه، فيصير كأنه قال: شبيه الذي، يحفظ كائن مع السفرة، فكيف به، وقال الخطابي: كأنه قال: " صفته وهو حافظ له كأنه مع السفرة "

والرواية بحذف المثل -وهي عند الباقين- على الجادة.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/490 ومن طريقه مسلم (798) في صلاة المسافرين: باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، وأخرجه أحمد 6/192، كلاهما (ابن أبى شيبة وأحمد) عن وكيع، به.

وأخرجه الطيالسي 2/2، 3، وأحمد 6/48 و239، وأبو داود (1454) في الصلاة: باب في ثواب قراءة القرآن، والترمذي (2904) في فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل قارىء القرآن، والدارمي 2/444 في فضائل القرآن: باب فضل من يقرأ القرآن ويشتد عليه، والبغوي (1174) ، من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه أحمد 6/94 و98 و110 و170 و266، والبخاري (4937) في التفسير: باب سورة عبس، ومسلم (798) في صلاة المسافرين، وأبو داود =

ص: 44

‌ذِكْرُ حُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ بِالْقَوْمِ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، مَعَ الْبَيَانِ بِأَنَّ الرَّحْمَةَ تَشْمَلُهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ

768 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَدِيٍّ أَبُو عَمْرٍو بِنَسَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (1) . [1: 2]

= (1454) ، والترمذي (2904)، وابن ماجه (3779) في الأدب: باب ثواب القرآن، والدارمي 2/444، والبغوي (1173) ، والبيهقي في " السنن " 2/395، من طرق عن قتادة، به.

قوله: " وهو ماهر به "، قال النووي:" الماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه "، ووقع في رواية البخاري:" وهو حافظ له ".

وقوله: " مع السفرة ": قال ابنُ التين: معناه كأنه مع السفرة فيما يستحقه من الثواب. والسفرة: هم الملائكة سموا سفرة، لأنهم ينزلون بوحي الله وما يقع به الصلاح بين الناس، كالسفير الذي يصلح بين القوم، يقال: سفرت بين القوم، أي: أصلحت بينهم، ومنه قوله تعالى:{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} ، ويقال: السفرة: الكتبة، واحدهم: سافر.

وقوله: " له أجران " قال ابن التين: اختلف هل له ضعف أجر الذي يقرأ القرآن حافظاً، أو يضاعف له أجره وأجر الأول أعظم؟ قال: وهذا أظهر. ولمن رجح الأول أن يقول: الأجر على قدر المشقة. انظر " فتح الباري " 8/693.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 2/252 و407، ومسلم (2699) في الذكر والدعاء: باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وأبو داود (1455) =

ص: 45

‌ذِكْرُ إِثْبَاتِ نُزُولِ السَّكِينَةِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْمَرْءِ الْقُرْآنَ

769 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَدَابَّتُهُ مُوثَقَةٌ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، تَرَى مِثْلَ الضَّبَابَةِ أَوِ الْغَمَامَةِ قَدْ غَشِيَتْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:«اقْرَأْ يَا فُلَانُ، تِلْكَ السَّكِينَةُ أُنْزِلَتْ عِنْدَ الْقُرْآنِ، أَوْ لِلْقُرْآنِ» (1) . [1: 2]

= في الصلاة: باب في ثواب قراءة القرآن، والترمذي (2945) في القراءات، وابن ماجه (225) في المقدمة: باب فضل العلماء، من طريقين عن الأعمش، به.

وأخرجه أحمد 2/447، ومسلم (2700) من طريقين عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سعيد الخدري، دون قوله:" وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نسبه ".

وجملة " من أبطأ به عمله.. " أخرجها أبو داود (3643) في العلم: باب الحث على طلب العلم، من طريق الأعمش بهذا الإسناد، وأخرجها الدارمي 1/101 عن ابن عباس.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه الطيالسي 2/3، وأحمد 4/281 و284، والبخاري (3614) في المناقب: باب علامات النبوة في الإِسلام، ومسلم (795) (241) في صلاة المسافرين: باب نزول السكينة لقراءة القرآن، والترمذي (2885) في فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل سورة الكهف، من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد 4/293 و298، والبخاري (4839) في التفسير: باب {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ} ، و (5011) في فضائل القرآن: باب فضل الكهف، ومسلم (795)(240) ، والبغوي (1206) من طرق عن أبي إسحاق، به.

قوله: " إن رجلاً كان يقرأ "، قيل: هو أسيد بن حضير، كما في حديثه نفسه عند البخاري برقم (5018) باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، وسيورده المؤلف هنا برقم (779) ، لكن فيه أنه كان يقرأ سورة البقرة، وفي هذا أنه كان يقرأ سورة الكهف. وقد وقع قريب منه لثابت بن قيس بن شماس، لكن في سورة البقرة أيضاً، فيحتمل أن يكون قرأ سورة البقرة وسورة الكهف جميعاً =

ص: 46

‌ذِكْرُ مَثَلِ الْمُؤْمِنِ وَالْفَاجِرِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ

770 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، وَلَا رِيحَ لَهَا» (1) . [1: 2]

= أو من كل منهما. قاله الحافظ في " الفتح " 9/57.

وقوله: " فجعلت تنفر " بنون وفاء ومهملة، وقد وقع في رواية لمسلم:" تنقز " بقاف وزاي، أي تثب، قال النووي: ووقع في بعض نسخ بلادنا في الثالثة: " تنفز " بالفاء والزاي، وحكاه القاضي عياض عن بعضهم وغلّطه. وقد ظن الحافظ ابن حجر أن عياضاً خطَّأ رواية " تنقز " بقاف وزاي، وهو غلط، بل خطأ رواية " تنفز " بفاء وزاي كما ذكر النووي. انظر " شرح صحيح مسلم " 6/82، و" مشارق الأنوار " 2/22، و" فتح الباري " 9/57.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه الطيالسي 2/2، وابن أبي شيبة 10/529، 530، وأحمد 4/403، 404، والبخاري (5020) في فضائل القرآن: باب فضل القرآن على سائر الكلام، و (7560) في التوحيد: باب قراءة الفاجر والمنافق، ومسلم (797) في صلاة المسافرين: باب فضيلة حافظ القرآن، من طريق همام، به.

وأخرجه عبد الرزاق (20933) ، وأحمد 4/408، والبخاري (5059) في فضائل القرآن: باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، و (5427) في الأطعمة: باب ذكر الطعام، ومسلم (797)، وأبو داود (4830) في الأدب: باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي (2865) في الأمثال: باب ما جاء في مثل المؤمن القارىء للقرآن وغير القارىء، والنسائي 8/124، 125 في الإِيمان: =

ص: 47

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمُؤْمِنِ، وَالْفَاجِرِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ

771 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ، أَوِ الْفَاجِرِ، الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ، أَوِ الْفَاجِرِ،

= مثل الذي يقرأ القرآن من مؤمن ومنافق، وفي " فضائل القرآن "(106) و (107)، وابن ماجة (214) في المقدمة: باب فضل من تعلم القرآن وعلّمه، والدارمي 2/442، 443 في فضائل القرآن: باب مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، والبغوي في " شرح السنة " برقم (1175) ، والرامهرمزي في " الأمثال "(87) ؛ من طرق عن قتادة، به.

وأخرجه النسائي في فضائل القرآن في " الكبرى " كما في " التحفة " 6/407 عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن أنس، به.

قال الطيبي رحمه الله: اعلم أن هذا التشبيه والتمثيل في الحقيقة وصف لموصوف اشتمل على معقول صرف لا يبرزه عن مكنونه إلا تصويره بالمحسوس بالمشاهدة، ثم إن كلام الله تعالى المجيد له تأثير في باطن العبد وظاهره، وإن العباد متفاوتون في ذلك، فمنهم من له النصيب الأوفر من ذلك التأثير وهو المؤمن القارىء، ومنهم من لا نصيب له البتة وهو المنافق الحقيقي، ومنهم من تأثر ظاهره دون باطنه وهو المرائي، أو بالعكس وهو المؤمن الذي لم يقرأه، وإبراز هذه المعاني وتصويرها في المحسوسات ما هو مذكور في الحديث، ولم نجد ما يوافقها ويلائمها أقرب ولا أحسن ولا أجمع من ذلك، لأن المشبهات والمشبه بها واردة على التقسيم الحاضر، لأن الناس إما مؤمن أو غير مؤمن، والثاني: إما منافق صرف أو ملحق به، والأول: إما مواظب على القراءة أو غير مواظب عليها، فعلى هذا قس الأثمار المشبه بها.

ص: 48

الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا» (1) . [3: 82]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ يَرْتَفِعُ بِهِ أَقْوَامٌ وَيَتَّضِعُ بِهِ آخَرُونَ عَلَى حَسَبِ نِيَّاتِهِمْ فِي قِرَاءَتِهِمْ

772 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ تَلَقَّى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ وَكَانَ نَافِعٌ عَامِلًا لِعُمَرَ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ، قَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟، قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، قَالَ عُمَرُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟، فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» (2) . [1: 2]

(1) إسناده صحيح، وأخرجه النسائي 8/124 في الإيمان: باب مثل الذي يقرأ القرآن من مؤمن ومنافق، عن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، به.

وأخرجه أحمد 4/397 عن روح، عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه أبو داود (4829) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أبا موسى. وانظر ما قبله.

(2)

ابن أبي السري، وهو محمد بن المتوكل صدوق، إلا أنه سيِّىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات. ومتن الحديث صحيح.

أخرجه أحمد 1/35 من طريق عبد الرزاق، به.

وأخرجه مسلم (817) في صلاة المسافرين: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، وابن ماجة (218) في المقدمة: باب فضل من تعلم القرآن وعلمه، والدارمي 2/443 في فضائل القرآن: باب إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً، والبغوي برقم (1184) ، من طريقين عن الزهري، به.

ص: 49

‌ذِكْرُ مَا أَمَرَ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بِقِرَاءَتِهِ ابْتِدَاءً

773 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ عَيَّاشَ بْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرِئْنِي الْقُرْآنَ، قَالَ:«اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنْ ذَوَاتِ الر» ، قَالَ الرَّجُلُ: كَبُرَ سِنِّي، وَثَقُلَ لِسَانِي، وَغَلُظَ قَلْبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنْ ذَوَاتِ حم» ، فَقَالَ الرَّجُلُ مِثْلَ ذَلِكَ (1) : وَلَكِنْ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةً جَامِعَةً، فَأَقْرَأَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزلزلة: 1] حَتَّى بَلَغَ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8]، قَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَزِيدَ عَلَيْهَا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي بِمَا عَلَيَّ مِنَ الْعَمَلِ أَعْمَلْ مَا أَطَقْتُ الْعَمَلَ، قَالَ:«الصَّلَوَاتُ الْخُمْسُ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكَ، وَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ» (2) .

(1) زاد أحمد وأبو داود والحاكم: " فقال اقرأ ثلاثاً من المسبحات، فقال مثل مقالته، فقال الرجل.... " والمسبحات: السور التي أولها سبَّح وُيسَبِّح، وهي الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى.

(2)

إسناده صحيح، عيسى بن هلال الصدفي، روى عنه غير واحد، وذكره المؤلف =

ص: 50

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِنْ أَفْضَلِ الْقُرْآنِ

774 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ آدَمَ غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ فَنَزَلَ، فَمَشَى رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى جَانِبِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:«أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ الْقُرْآنِ» ؟، قَالَ: فَتَلَا عَلَيْهِ: « {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] » (1) . [1: 2]

= في الثقات، وأورده الفسوي في تاريخه 2/515-516 في ثقات التابعين من أهل مصر، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 2/169، وأبو داود (1399) في الصلاة: باب تحزيب القرآن، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (716) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 258-259 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عباس، بهذا الإِسناد.

وصححه الحاكم 2/532 على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: بل صحيح، أي: أنه ليس على شرطهما، وهو كما قال، فإن عياش بن عباس روى له مسلم فقط، وعيسى بن هلال لم يرو له واحد منهما.

وقوله: من ذوات الر، أي: من السور التي تبدأ بهذه الأحرف الثلاثة التي تقرأ مقطعة (ألف لام را) وفي القرآن منها خمس سور " يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر " وقوله: من ذوات حم، أي: من السور التي تبدأ بهذين الحرفين (حا ميم)، وهي في القرآن سبع سور:" غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف ".

(1)

أحمد بن آدم ذكره المؤلف في " الثقات " 8/30، فقال: أحمد بن آدم الجرجاني، كنيته أبو عبد الله يعرف بغندر يروي عن أبي عاصم، ويزيد بن هارون، والبصريين، مات سنة خمس ومئتين أو قبلها أو بعدها بقليل، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (723) ، من طريق عُبيد الله بن عبد الكريم، عن علي بن عبد الحميد المَعْني، به.

وصححه الحاكم 1/560، ووافقه الذهبي، من طريق الحسين بن حسن بن =

ص: 51

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ الْقُرْآنِ» ، أَرَادَ بِهِ: بِأَفْضَلِ الْقُرْآنِ لَكَ، لَا أَنَّ بَعْضَ الْقُرْآنِ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ، لِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ تَفَاوُتُ التَّفَاضُلِ (1) .

= أيوب، عن أبي حاتم الرازي، عن علي بن عبد الحميد المعني، به.

ويشهد له حديث أبي هريرة عن أبي بن كعب، الوارد بعد هذا الحديث، وحديث أبي سعيد بن المعلى الوارد برقم (777) ، وحديث عبد الله بن جابر عند أحمد 4/177.

(1)

هذا الذي انتهى إليه المؤلف هو مذهب الأشعري، وأبي بكر بن الطيب، وابن أبي زيد، والداوودي، وأبي الحسن القابسي وغير واحد من أهل السنة، وذهب طوائف من السلف والخلف إلى أن بعض كلام الله أفضل من بعض كما نطقت به النصوص النبوية، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن الفاتحة أنه لم ينزل في الكتب الثلاثة مثلها، وأخبر عن سورة الإِخلاص أنها تعدل ثلث القرآن، وعدلها لثلثه يمنع مساواتها لمقدارها في الحروف، وجعل آية الكرسي أعظم آية في القرآن، وقد قال تعالى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} فأخبر أنه يأتي بخير منها أو مثلها، وهذا بيان من الله لكون تلك الآية قد يأتي بمثلها تارة أو خير منها أخرى، فدل ذلك على أن الآيات تتماثل تارة وتتفاضل أخرى.

والقرآن كلام الله، والكلام يشرف بالمتكلم به سواء كان خبراً أو أمراً، فالخبر يشرف بشرف المخبر، وبشرف المخبر عنه، والأمر يشرف بشرف الآمر، وبشرف المأمور به، فالقرآن وإن كان كله مشتركاً، فإن الله تكلم به، لكن منه ما أخبر به عن نفسه، ومنه ما أخبر به عن خلقه، ومنه ما أمرهم به، فمنه ما أمرهم فيه بالإيمان، ونهاهم فيه عن الشرك، ومنه ما أمرهم فيه بكتابة الدين، ونهاهم فيه عن الربا، ومعلوم أن ما أخبر به عن نفسه كـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أعظم مما أخبر به عن خلقه كـ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} وما أمر فيه بالإِيمان وما نهى فيه عن الشرك أعظم مما أمر فيه بكتابة الدين ونهى فيه عن الربا. ولشيخ الإِسلام رحمه الله في ترجيح هذا القول وتقويته كتاب أسماه " جواب أهل العلم والإِيمان أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " وهو مطبوع على حدة، ومدرج في الفتاوى في المجلد (17) من ص 5 إلى ص 206، وقد أفاد فيه وأجاد، وذكر فيه من الحجج الواضحات، والأدلة النيرات ما يثلج الصدر، ويطمئن الفؤاد كدأبه رحمه الله في أكثر ما يتعرض له من مسائل وبحوث.

ص: 52

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَقْسُومَةٌ بَيْنَ الْقَارِئِ وَبَيْنَ رَبِّهِ

775 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، وَعِدَّةٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، مِثْلُ أُمِّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» (1) . [1: 2]

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو اسامة: هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات " المسند " 5/114 عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الله بنُ أحمد أيضاً 5/114 عن محمد بن عبد الله بن نمير وأبي معمر، كلاهما عن أبي أسامة، به.

وصححه ابن خزيمة برقم (500) عن محمد بن معمر بن ربعي القيسي، وبرقم (501) عن حوثرة بن محمد، كلاهما عن أبي أسامة، به.

وصحَّحه الحاكم 1/557 على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي، من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري، عن أبي أسامة، به.

وأخرجه الترمذي (3125) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الحجر، والنسائي 2/139 في الافتتاح: باب تأويل قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، به.

وأخرجه الترمذي أيضاً (3125) عن قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد، عن العلاء ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أُبَي وهو يصلي، فذكر نحوه بمعناه. ثم قال الترمذي: حديث عبد العزيز بن محمد أطول =

ص: 53

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ «مَا فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، مِثْلُ أُمِّ الْقُرْآنِ» ، أَنَّ اللَّهَ لَا يُعْطِي لِقَارِئِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ مِنَ الثَّوَابِ مَا يُعْطِي لِقَارِئِ أُمِّ الْقُرْآنِ، إِذِ اللَّهُ بِفَضْلِهِ فَضَّلَ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ، وَأَعْطَاهَا الْفَضْلَ عَلَى قِرَاءَةِ كَلَامِ اللَّهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى غَيْرَهَا مِنَ الْفَضْلِ عَلَى قِرَاءَةِ كَلَامِهِ، وَهُوَ فَضْلٌ مِنْهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، وَعَدْلٌ مِنْهُ عَلَى غَيْرِهَا.

‌ذِكْرُ كَيْفِيَّةِ قِسْمَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ

776 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَوْدُودٍ أَبُو عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ» .

، قَالَ:، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي أَحْيَانًا أَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي ثُمَّ، قَالَ: يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: قُسِمَتِ الصَّلَاةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِعَبْدِي وَنِصْفُهَا لِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، إِذَا، قَالَ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا، قَالَ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى

= وأتم، وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر. هكذا روى غير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن. وانظر ما بعده.

ص: 54

عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:(مَلِكِ (1) يَوْمِ الدِّينِ) ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، يَقُولُ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، وَمَا بَقِيَ فَلِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَهَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " (2) . [1: 2]

(1) وعلى هامش نسخة " الإحسان ": مالك: خ. وهي قراءة عاصم والكسائي، وقرأ الباقون "ملك" بغير ألف. " حجة القراءات " ص 77.

(2)

ابنِ ثَوبان: واسمُه عبد الرحمن بن ثابت العنسي الدمشقي - فيه ضعف خفيف، فهو ممن يكتب حديثه للمتابعة، وقد توبع عليه.

وأخرجه أحمد 2/241 و457 و478، ومسلم (395) (38) في الصلاة: باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، والترمذي (2953) في تفسير القرآن: باب ومن سورة فاتحة الكتاب، وابن ماجة (3784) في الأدب: باب ثواب القرآن، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، به. وصححه ابن خزيمة (490) بنحوه.

وأخرجه مسلم (395)(41) ، والترمذي (2953) من طريق أبي أويس، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه وأبي السائب مولى هشام بن زهرة وكانا جليسين لأبي هريرة، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه مالك 1/84 في الصلاة: باب القراءة خلف الإِمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة، ومن طريقه: عبد الرزاق (2768) ، وأحمد 2/460، ومسلم (395)(39)، وأبو داود (821) في الصلاة: باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والنسائي 2/135، 136 في الافتتاح: باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب، والبغوي (578) ، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب، عن أبي هريرة، به، وصححه ابن خزيمة (502) .

وأخرجه عبد الرزاق (2767)، ومن طريقه: أحمد 2/285، ومسلم (395)(40) ، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/360، ومن طريقه ابن ماجة (838) في إقامة الصلاة: باب القراءة خلف الإِمام، وأخرجه أحمد 2/250 و487، كلهم من طريق ابن جريج، عن العلاء، عن أبي السائب، عن أبي هريرة، وصححه ابن خزيمة (489) . =

ص: 55

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْمُغِيرَةِ: عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخَوْلَانِيُّ.

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي الَّتِي (1) أُوتِيَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

777 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ:" أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: 24] ؟ " ثُمَّ، قَالَ:" أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الَّذِي أُوتِيتُهُ "(2) . [1: 21]

= والخِداج: النقصان، مصدر خَدَج، وصفها بالمصدر نفسه مبالغة، أو هي على حذف المضاف: أي ذات خداج.

(1)

في " الإِحسان " و" الأنواع والتقاسيم " 1/لوحة 364: الذي.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (4474) في التفسحر: باب ما جاء في فاتحة الكتاب، عن مُسَدَّد، به.

وأخرجه أحمد 4/211، والبخاري (5006) في فضائل القرآن: باب فضل فاتحة الكتاب، عن علي بن عبد الله، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه الطيالسي 2/9، وأحمد 3/450، والبخاري (4647) في التفسير: باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ

} و (4703) باب {وَلَقَدْ =

ص: 56

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ "، أَرَادَ بِهِ فِي الْأَجْرِ، لَا أَنَّ بَعْضَ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ (1) .

وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ الْمُعَلَّى اسْمُهُ: رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَارِئَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يُعْطَى مَا يَسْأَلُ فِي قِرَاءَتِهِ

778 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: لَقَدْ فُتِحَ بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا فُتِحَ قَطُّ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ، فَقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ بِسُورَتَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُعْطَهُمَا نَبِيٌّ كَانَ قَبْلَكَ: فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ مِنْهَا حَرْفًا إِلَّا أُعْطِيتَهُ (2) . [1: 2]

= آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} وأبو داود (1458) في الصلاة: باب فاتحة الكتاب، والنسائي 2/139 في الافتتاح: باب تأويل قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ، وفي " فضائل القرآن "(35)، وابن ماجة (3785) في الأدب: باب ثواب القرآن، والطبراني 22/303، والبيهقي 2/368، والدولابي 1/34، من طرق عن شعبة، به.

(1)

تقدم ص 52 انتقاد هذا الذي انتهى إليه المؤلف، فراجعه.

(2)

إسناده حسن، معاوية بن هشام -وإن خرج له مسلم- فيه كلام ينزل فيه عن رتبة الصحة، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات.

وصححه الحاكم في " المستدرك " 1/558-559 من طريق أحمد بن خازم، عن =

ص: 57

‌ذِكْرُ نُزُولِ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ

779 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَمَا أَنَا أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ إِذْ سَمِعْتُ وَجْبَةً مِنْ خَلْفِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي انْطَلَقَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ "، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا مِثْلُ الْمِصْبَاحِ مُدَلًّى بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ "(1) . [1: 2]

= أبي غرزة، عن عثمان بن أبي شيبة، به، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مسلم (806) في صلاة المسافرين: باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، والنسائي 2/138 في الافتتاح: باب فضل فاتحة الكتاب، وفي " عمل اليوم والليلة " برقم (722) ، والطبراني في " الكبير "(12255) ، والبغوي (1200) ، من طرق عن أبي الأحوص، عن عمار بن رُزَيق، بهذا الإِسناد، وفيه عندهم " أبشر بنورين " بدل " بسورتين ".

(1)

رجاله رجال الصحيح، غير شيخ ابن حبان وهو ثقة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى كان عمره عند وفاة أٍسيد بن حضير أكثر من عشر سنوات، وهو أهل للتحمل.

وأخرجه الطبراني في الكبير (566) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هدبة بن خالد، بهذا الإِسناد، وأخرجه الحاكم 1/554 من طريق عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، ونسبه الحافظ في " الفتح " 9/63 إلى " فضائل القرآن " لأبي عبيد.

وأخرجه أحمد 3/81، ومسلم (796) في صلاة المسافرين: باب نزول السكينة لقراءة القرآن، من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن يزيد بن الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سعيد الخدري، عن أسيد، به. وذكر =

ص: 58

‌ذِكْرُ تَمْثِيلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الْقُرْآنِ بِالسَّنَامِ مِنَ الْبَعِيرِ

780 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَهْمٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "(2) . [1: 2]

= الحافظ أن النسائي أخرجه أيضاً من هذا الطريق.

وعلقه البخاري (5018) في فضائل القرآن: باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، عن الليث، حدثني يزيد بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أسيد بن حضير

وقال: قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عن أسيد بن حضير، قال الحافظ: ووصله أبو عبيد في " فضائل القرآن " عن يحيى بن بكير، عن الليث بالإِسنادين جميعاً.

ومحمد بن إبراهيم التيمي من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بن حضير، فروايته عنه منقطعة لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإِسناد الثاني، قال الإسماعيلي: محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير مرسل وعبد الله بن خباب عن أبي سعيد متصل. وانظر الحديث المتقدم برقم (769) .

ورواية أحمد ومسلم: قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأتَ لأصبحتْ يراها الناس، ما تستتر منهم " ورواية البخاري: " تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم ".

(1)

في الأصل: المزني، وهو تصحيف.

(2)

إسناده ضعيف لضعف خالد بن سعيد، أورده العقيلي في " الضعفاء " 2/6 وقال: لا يتابع على حديثه، ثم أورد له هذا الحديث من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم، عن الأزرق بن علي بهذا الإسناد، ونقله عنه الإمام الذهبي في =

ص: 59

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، أَرَادَ بِهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ دُونَ غَيْرِهِمْ.

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ تَكْفِيَانِ لِمَنْ قَرَأَهُمَا

781 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ فِي الطَّوَافِ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ "(1) . [1: 2]

= " الميزان " 1/631، وابن حجر في " اللسان " 2/376، وزاد الأخير: وذكره ابن حبان في " الثقات "، وهو خالد بن سعيد بن مريم التيمي الذي أخرج له (د ق)، وقال في " تهذيب التهذيب " 3/95: وقال ابن المديني: لا نعرفه، وساق له العقيلي خبرا استنكره، وجهله ابن القطان.

وأخرجه الطبراني في " الكبير "(5864) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل والحسين بن إسحاق التستري، كلاهما عن الأزرق بن علي بهذا الإِسناد إلا أنه تحرف فيه خالد بن سعيد إلى سعيد بن خالد، وأورده الهيثمي في " المجمع " 6/312 عن الطبراني، وقال: وفيه سعيد بن خالد وهو ضعيف، كذا قال، وقد علمت أن الصواب خالد بن سعيد.

(1)

إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي.

وأخرجه أحمد 4/122، والبخاري (5009) في فضائل القرآن: باب فضل سورة البقرة، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (718) ، والبغوي في " شرح السنة "(1199) ، من طرق عن سفيان، به.

وأخرجه البخاري (5051) في فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن، من طريق سفيان أيضاً به، لكن فيه: عن عبد الرحمن بن يزيد أخبره علقمة عن أبي مسعود، ولقيته وهو يطوف بالبيت.

وأخرجه الطيالسي 2/10، وأحمد 4/121، ومسلم (807)(255) في صلاة =

ص: 60

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ آخِرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إِذَا قُرِئَ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ، أَمِنَ أَهْلُ الدَّارِ دُخُولَ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ

782 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ،

= المسافرين: باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، وأبو داود (1397) في الصلاة: باب تحزيب القرآن، والترمذي (2881) في فضائل القرآن: باب ما جاء في آخر سورة البقرة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(719)، وابن ماجة (1369) في إقامة الصلاة: باب ما جاء فيما يرجى أن يكفي من قيام الليل، والدارمي 1/349 في الصلاة: باب مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، و2/450 في فضائل القرآن: باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي، من طرق عن منصور، به.

وأخرجه البخاري (5008) في فضائل القرآن: باب فضل سورة البقرة، ومسلم (808) ، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به.

وأخرجه أحمد 4/121، ومسلم (808)(256) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة " برقم (720) ، وابن ماجة (1368) ، من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن أبي مسعود.

وأخرجه الطيالسي 2/10، والبخاري (5040) في فضائل القرآن: باب من لم ير بأساً أن يقول سورة البقرة، ومسلم (808) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(721) ، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وعبد الرحمن، عن أبي مسعود.

وأخرجه أحمد 4/118 من طريق المسيب بن رافع، عن علقمة، عن أبي مسعود.

وقوله: " كفتاه " قال الحافظ: " أي: أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقاً، سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل: معناه أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإِيمان والأعمال إجمالاً، وقيل: معناه كفتاه كل سوء، وقيل: كفتاه شر الشيطان. وقيل: دفعتا عنه شر الإِنس والجن، وقيل: معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر، قال النووي: وقيل: من الآفات، ويحتمل من الجميع "" فتح الباري " 9/56.

ص: 61

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْآيَتَانِ (1) خُتِمَ بِهِمَا سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا تُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ "(2) . [1: 2]

‌ذِكْرُ فِرَارِ الشَّيْطَانِ مِنَ الْبَيْتِ إِذَا قُرِئَ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ

783 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، صَلُّوا فِيهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ يَسْمَعُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ "(3) . [1: 2]

(1) في الأصل: الآيتين، والمثبت من " موارد الظمآن ".

(2)

إسناده صحيح، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي البصري.

وأخرجه أحمد 4/274، والترمذي (2882) في فضائل القرآن: باب ما جاء في آخر سورة البقرة، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (967) ، والدارمي 2/449، والبغوي في " شرح السنة " برقم (1201) ، من طرق عن حماد بن سلمة، به، وصححه الحاكم 1/562 و2/260، ووافقه الذهبي.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (966) من طريق ريحان بن سعيد، عن عباد بن منصور، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أبي صالح الحارثي، عن النعمان بن بشير.

وأخرجه الطبراني في الكبير (7146) من طريق عبد الله بن أحمد، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن أبي قلابة، عن أبي أساء، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ".

(3)

إسناده حسن، من أجل سُهيل بن أبي صالح، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث. =

ص: 62

‌ذِكْرُ الِاحْتِرَازِ مِنَ الشَّيَاطِينِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُمْ بِقِرَاءَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ

784 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جَرِينٌ فِيهِ تَمْرٌ، وَكَانَ مِمَّا يَتَعَاهَدُهُ فَيَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ، جِنٌّ أَمْ إِنْسٌ؟، فَقَالَ: جِنٌّ، فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي، فَقُلْتُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ: فَمَا الَّذِي يَحْرِزُنَا مِنْكُمْ؟، فَقَالَ:

= وأخرجه أحمد 2/337 عن عبد الصمد، به.

وأخرجه أحمد 2/284 و378 و388، ومسلم (780) في صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، والترمذي (2877) في فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (965) ، والبغوي في " شرح السنة " برقم (1192) ، من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.

ورواية مسلم والنسائي: " إن الشيطان ينفر.. ".

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (963) ، والبغوي في " شرح السنة " برقم (1194) .

وأخرجه موقوفاً على عبد الله بن مسعود: النسائي برقم (964) ، والدارمي 2/447، وصححه الحاكم 2/259، 260، ووافقه الذهبي.

وقوله: " لا تتخذوا بيوتكم مقابر " أي خالية عن الذكر والطاعة، فتكون كالمقابر، وتكونون كالموتى فيها.

ص: 63

هَذِهِ الْآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: فَتَرَكْتُهُ. وَغَدَا أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ الْخَبِيثُ "(1) . [1: 2]

(1) إسناده قوي.

وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " 7/108، 109 من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه الوليد، عن الأوزاعي، به.

وأخرجه البغوي في " شرح السنة "(1197) من طريق أبي أيوب الدمشقي عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (960) من طريق عبد الحميد ابن سعيد، عن مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، به. قال المزني كما في " تحفة الأشراف " 1/38: كذا قال: ابن أبي بن كعب، ولم يسمه.

وأخرجه أبو يعلى في " مسنده الكبير " كما في " النكت الظراف " 1/38، من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، به، لكن قال: عن عبد الله بن أبي بن كعب.

وأخرجه أبو نعيم في " دلائل النبوة " 2/765، من طريق الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، به.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (961) عن أبي داود الحراني، عن معاذ بن هانىء، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، حدثني محمد بن أبي بن كعب قال: كان لجدي

ففي هذه الرواية والروايات التالية زيادة " الحضرمي بن لاحق ".

وأخرجه الطبراني في " الكبير " برقم (514) من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي، عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن محمد بن أبي بن كعب، عن أبيه. وذكر الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/117، 118 رواية الطبراني، وقال: ورجاله ثقات.

وأخرجه الحاكم 1/562 من طريق أبي داود الطيالسي، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب، عن جده أبي بن كعب، وصححه، ووافقه الذهبي، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في " الدلائل " 7/109. =

ص: 64

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اسْمُ ابْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ هُوَ الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.

‌ذِكْرُ الِاعْتِصَامِ مِنَ الدَّجَّالِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ بِقِرَاءَةِ عَشْرِ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ

785 -

أَخْبَرَنَا أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَادَ بَيْنَ السُّورَيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "مَنْ قَرَأَ عَشْرَ

= وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (962) ، عن إبراهيم بن يعقوب، عن الحسن بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن الحضري بن لاحق، عن محمد -قال: وكان أُبي بن كعب جد محمد- قال: كان لأُبي جُرن

وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 1/322، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ في "العظمة".

والجرين: موضع تجفيف التَّمْر، وهو له كالبيدر للحنطة، وُيجمع على جُرُن بضمتين.

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2311) في الوكالة، و (3275) في بدء الخلق، و (5010) في فضائل القرآن، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (958) و (959) ، والبغوي في "شرح السنة" برقم (1196) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " 7/107، 108، ومن حديث أبي أيوب الأنصاري عند الترمذي برقم (2880) ، وأبي نعيم في " دلائل النبوة " 2/766، ومن حديث معاذ بن جبل عند الطبراني 20/51 و101 و161-162، وأبي نعيم 2/767، ومن حديث أبي أسيد الساعدي عند الطبراني 19/263-264، ومن حديث بريدة بن الحصيب عند البيهقي 7/111.

ص: 65

آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ" (1) . [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْآيَ الَّتِي يَعْتَصِمُ الْمَرْءُ بِقِرَاءَتِهَا مِنَ الدَّجَّالِ هِيَ آخِرُ سُورَةِ الْكَهْفِ

786 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ "(2) .

(1) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 6/449 عن روح، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد ولفظه " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال ".

وأخرجه أحمد 5/196 و6/449، ومسلم (809) في صلاة المسافرين: باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، وأبو داود (4323) في الملاحم: باب خروج الدجال، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (951) ، والبغوي في " شرح السنة "(1204) ، من طرق عن قتادة، به، وصححه الحاكم 2/368، ووافقه الذهبي، ولفظ الجميع: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف

".

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 6/446 من طريق محمد بن جعفر، وحجاج عن شعبة، به، وأخرجه مسلم (809) من طريقين عن محمد بن جعفر، عن شعبة، وقال عقبها: وقال همام من أول الكهف كما قال هشام. ينزع في ذلك إلى ترجيح روايتهما على رواية شعبة، وهو الأشبه بالصواب، لا سيما وقد وافقهما سعيد بن أبي عروبة وشيبان بن عبد الرحمن.

وقد أخرجه الترمذي (2886) من طريق محمد بن جعفر به، ولفظه: " من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف

".

وأخرجه النسائي في الكبرى كما في " تحفة الأشراف " 8/233 في فضائل القرآن وفي اليوم والليلة عن عمرو بن علي عن غندر، به، وقال:" من قرأ عشر آيات من الكهف " وقال في اليوم والليلة " العشر الأواخر " وفي فضائل القرآن واليوم =

ص: 66

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْإِكْثَارِ مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ

787 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ (1) : أَحَدَّثَكُمْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ (2) الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً تَسْتَغْفِرُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] ؟ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ وَقَالَ: نَعَمْ (3) . [1: 80]

= والليلة عن أحمد بن سليمان عن عفان، عن همام، به:" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف " وفي اليوم والليلة عن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج بن محمد، عن شعبة نحوه.

(1)

واسمه حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي، روى له الجماعة، وتحرف في الأصل إلى " أمامة ".

(2)

تصحف في الأصل إلى " عياش ".

(3)

إسناده حسن، عباس الجشمي: يقال: اسم أبيه عبد الله، روى عن عثمان وأبي هريرة، وعنه: قتادة، وسعيد الجريري، وذكره المؤلف في الثقات، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (710) عن إسحاق بن إبراهيم، به.

وأخرجه ابن ماجة (3786) في الأدب: باب ثواب القرآن، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، به.

وأخرجه أحمد 2/299 و321، وأبو داود (1400) في الصلاة: باب في عدد الآي، والترمذي (2891) في فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل سورة الملك، من طرق عن شعبة، به.

وصححه الحاكم 1/565 من طريق أحمد بن حنبل، ووافقه الذهبي.

وصححه أيضاً 2/497 من طريق أبي داود الطيالسي، عن عمران القطان، عن قتادة، به. =

ص: 67

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "تَسْتَغْفِرُ

= وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (2890) وفي سنده يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف. وعن أنس، عند الطبراني في " الصغير " 1/176، من طريق سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري، حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي، حدثنا سلام بن مسكين، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك ".

وزاد الهيثمي نسبته إلى الطبراني في " الأوسط " وقال: ورجاله رجال الصحيح، وعن ابن مسعود مرفوعاً " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر " أخرجه أبو الشيخ في " طبقات المحدثين بأصبهان " الورقة 133 وسنده حسن. وأخرجه موقوفاً على ابن مسعود، الطبراني في "الكبير"(10254) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل ابن أبي صالح، عن عرفجة بن عبد الواحد، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال:" كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة، وإنها في كتاب الله، من قرأ بها في كل ليلة، فقد أكثر وأطيب " وذكره الهيثمي في " المجمع " 7/127، وقال: رجاله ثقات.

وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف "(6025) ومن طريقه الطبراني (8651) عن سفيان الثوري عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: يؤتى الرجل في قبره، فتؤتى رجلاه، فتقولان: ليس لكم على ما قبلنا سبيل، قد كان يقرأ علينا سورة الملك، ثم يؤتى جوفه، يقول: ليس لكم علي سبيل، كان قد أوعى في سورة الملك، ثم يؤتى رأسه، فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، كان يقرأ بي سورة الملك. قال ابن مسعود:" فهي المانعة تمنع عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة، فقد أكثر وأطيب ". وهذا سنده حسن، وصححه الحاكم 2/468، ووافقه الذهبي.

وأخرجه عبد الرزاق (6024) ومن طريقه الطبراني (8650) عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال:" مات رجل فجاءته ملائكة العذاب، فجلسوا عند رأسه فقال: لا سبيل لكم إليه قد كان يقرأ سورة الملك، فجلسوا عند رجليه، فقال: لا سبيل لكم إليه، قد كان يقوم علينا بسورة الملك، فجلسوا عند بطنه، فقال: لا سبيل لكم عليه إنه أوعى في سورة الملك فسميت المانعة " مثل هذا لا يقال من قبل الرأي، فيكون له حكم الرفع.

ص: 68

لِصَاحِبِهَا"، أَرَادَ بِهِ ثَوَابَ قِرَاءَتِهَا، فَأَطْلَقَ الِاسْمَ عَلَى مَا تَوَلَّدَ مِنْهُ وَهُوَ الثَّوَابُ، كَمَا يُطْلَقُ اسْمُ السُّورَةِ نَفْسِهَا عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي خَبَرِ أَبِي أُمَامَةَ (1) أَرَادَ بِهِ ثَوَابَ الْقُرْآنِ، وَثَوَابَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، إِذِ الْعَرَبُ تُطْلِقُ فِي لُغَتِهَا اسْمَ مَا تَوَّلَدَ مِنَ الشَّيْءِ عَلَى نَفْسِهِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ.

‌ذِكْرُ اسْتِغْفَارِ ثَوَابِ قِرَاءَةِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ لِمَنْ قَرَأَهُ

788 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" سُورَةٌ فِي الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، تَسْتَغْفِرُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ "(2) . [1: 2]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ

790 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي، قَالَ: " اقْرَأْ {قُلْ

(1) تحرف في الأصل إلى أبي أمامة.

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله.

ص: 69

يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] " (1) .

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَمَرَ بِهَذَا الْفِعْلِ

790 -

أَخْبَرَنَا الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" هَلْ لَكَ فِي رَبِيبَةٍ يَكْفُلُهَا رَبِيبٌ "(2) ؟، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا (2)، قَالَ:" فَمَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ؟ "، قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي، قَالَ:" اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الْكَافِرُونَ: 1] ، [ثُمَّ] نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ "(4) .

(1) رجاله ثقات، وأبو عبد الرحيم: اسمه خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الحراني من رجال مسلم. وأخرجه أحمد 5/456، والترمذي (3403) في الدعوات، من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق السبِيعي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "(802) ، من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عن أبيه، قال: أتى ظئر زيد بن ثابت إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ أن يعلمه..

(2)

في " المسند " و" المستدرك " قال: دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة وقال: إنما أنت ظئري، وانظر " النكت الظراف " 9/64.

(3)

أي: من الرضاعة.

(4)

إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (5055) في الأدب: باب ما يقول عند النوم، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (801) ، وفي " الكبرى " كما في " تحفة الأشراف " 9/63، والدارمي 2/459، والحاكم 2/538، من طرق عن زهير بن معاوية، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6/405، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن الأنباري في " المصاحف "، وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإِيمان ". =

ص: 70

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى قَارِئِ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ بِإِعْطَائِهِ أَجْرَ قِرَاءَةِ ثُلُثِ الْقُرْآنِ

791 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْعَابِدُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "(1) . [1: 2]

= وأخرجه الترمذي (3403) في الدعوات، من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل أن فروة

وهذا إسناد منقطع.

وصححه الحاكم 1/565 من طريق مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل، عن فروة، به، ووافقه الذهبي. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح، وهو في " الموطأ " 1/208 في القرآن: باب ما جاء في {قل هو الله أحد} ، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 3/35، والبخاري (5013) في فضائل القرآن: باب فضل {قل هو الله أحد} ، و (6643) في الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، و (7374) في التوحيد: باب ما جاء فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، وأبو داود (1461) في الصلاة: باب في سورة الصمد، والنسائي 2/171 في الافتتاح: باب الفضل في قراءة {قل هو الله أحد} ، وفي " عمل اليوم والليلة " برقم (698) ، والبغوي في "شرح السنة" برقم (1209) .

قال البخاري: زاد إسماعيل بن جعفر، عن مالك، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أخبرني أخي قتادة بن النعمان أن رجلاً قام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم..، وهو بهذه الرواية عند البخاري (5014) و (7374) . وقتادة بن النعمان أخو أبي سعيد لأمه.

وفي الباب عن ابن مسعود وأبي بن كعب وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، انظر =

ص: 71

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَرَبَ فِي لُغَتِهَا تَنْسِبُ الْفِعْلَ إِلَى الْفِعْلِ نَفْسِهِ كَمَا تَنْسِبُهُ إِلَى الْفَاعِلِ وَالْأَمْرِ سَوَاءٌ

792 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ "(1) . [1: 2]

= " عمل اليوم والليلة " للنسائي من رقم (673) - (705) ، والدارمي 2/460-461.

قوله: " أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ "، قال الحافظ: القارىء هو قتادة بن النعمان، أخرج أحمد من طريق أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: بات قتادة بن النعمان يقرأ من الليل كله قل هو الله أحد، لا يزيد عليها

" الحديث. والذي سمعه لعله أبو سعيد راوي الحديث لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه.

قوله: " يتقالّها ": بتشديد اللام، وأصله يتقاللها، أي يعتقد أنها قليلة.

وقوله: " إنها لتعدل ثلث القرآن " قال الحافظ: حمله بعض العلماء على ظاهره، فقال: هي ثلث باعتبار معاني القرآن، لأنه أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت على القسم الثالث، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بما أخرجه أبو عبيدة من حديث أبي الدرداء قال: جزّأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قل هو الله أحد جزءاً من أجزاء القرآن ". وقال القرطبي في " المفهم ": اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله تعالى يتضمنان جميع أوصاف الكمال لم يوجدا في غيرها من السور، وهما: الأحد، الصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة، الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. انظر " فتح الباري " 9/59-62، و13/357.

(1)

حوثرة بن أشرس ذكره المؤلف في " الثقات " 8/215، وروى عن جماعة، وروى عنه عبد الله بن أحمد، ومسلم بن الحجاج خارج الصحيح، وأبو يعلى وغيرهم، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، ومبارك بن فضالة قد صرح بالتحديث في =

ص: 72

‌ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ لِمُحِبِّي سُورَةِ الْإِخْلَاصِ

793 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، فَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ صَنَعَ هَذَا "؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: أَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ "(1) . [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُبَّ الْمَرْءِ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى قِرَاءَتِهَا يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ

794 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا

= رواية المسند 3/150، والدارمي فانتفت شبهة تدليسه.

وأخرجه أحمد 3/141 و150، والترمذي (2901) في فضائل القرآن: باب ما جاء في سورة الإِخلاص، والدارمي 2/460، 461 في فضائل القرآن: باب في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، والبغوي في " شرح السنة " برقم (1210) ، من طرق عن المبارك بن فضالة، به. وسيرد برقم (794) من طريق عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (7375) في التوحيد: باب ما جاء فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأشار إليه في فضائل القرآن: باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال: فيه عمرةُ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأخرجه مسلم (813) في صلاة المسافرين، والنسائي 2/171 في الافتتاح: الفضل في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، من طرق عن ابن وهب، به.

ص: 73

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَلْزَمُ قِرَاءَةَ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فِي الصَّلَاةِ مَعَ كُلِّ سُورَةٍ، وَهُوَ يَؤُمُّ بِأَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا، قَالَ:" حُبُّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ "(1) . [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَارِئَ لَا يَقْرَأُ شَيْئًا أَبْلَغَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

795 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ

(1) عبد العزيز بن محمد هو الدراوردي: صدوق إلا أن حديثة عن عبيد الله بن عمر منكر فيما قاله النسائي، وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث من كتابه، فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطىء، وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر، وباقي رجاله ثقات.

وقد علقه البخاري (774) في الأذان: باب الجمع بين السورتين في الركعة، فقال: وقال عُبَيْدِ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس.. وأخرجه الترمذي (2901) في فضائل القرآن: باب ما جاء في سورة الإِخلاص، عن البخاري، عن إسماعيل بن أبي أويس، والبيهقي 2/61 في السنن، من طريق محرز بن سلمة، كلاهما عن عبد العزيز أبن محمد الدراوردي بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح من حديث عبيد الله، عن ثابت، وقال: وقد روى مبارك بن فضالة، عن ثابت، فذكر طرفاً وهو الحديث المتقدم برقم (792) عند المؤلف قال الحافظ في " الفتح " 2/257-258: وذكر الطبراني في " الأوسط " أن الدراوردي تفرد عن عبيد الله، وذكر الدارقطني في " العلل " أن حماد بن سلمة خالف عبيد الله في إسناده، فرواه عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة مرسلاً، قال: وهو أشبه بالصواب، وإنما رجحه، لأن حماد بن سلمة تقدم في حديث ثابت، لكن عبيد الله بن عمر حافظ حجة، وقد وافقه مبارك في إسناده، فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان.

ص: 74

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: تَبِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ رَاكِبٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى يَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرِئْنِي مِنْ سُورَةِ هُودٍ وَمِنْ سُورَةِ يُوسُفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) . [1: 2]

(1) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 4/159، والنسائي 2/158 في الافتتاح: باب الفضل في قراءة المعوذتين، و8/254 في الاستعاذة، والبغوي في " شرح السنة "(1213) ، من طرق عن ليث بن سعد، به.

وأخرجه أحمد 4/149 من طريق ليث، به، لكن بزيادة هاشم بين يزيد وأسلم.

وأخرجه أحمد 4/155، والدارمي 2/461، 462، من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، عن حيوة وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وإسناده صحيح، ابن لهيعة متابع.

وصححه الحاكم 2/540، ووافقه الذهبي، من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وأخرجه الطبراني 17/286 من طريق ليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة.

وأخرجه أحمد 4/144 و150 و152، ومسلم (814) (265) في صلاة المسافرين: باب فضل قراءة المعوذتين، والترمذي (2902) في فضائل القرآن: باب ما جاء في المعوذتين، والنسائي 8/254 في الاستعاذة، وفي فضائل القرآن في " الكبرى " كما في تحفة الأشراف 7/315، والدارمي 2/462، والبيهقي في " السنن " 2/394، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن حازم، عن عقبة.

وأخرجه أحمد 4/149، 150 و153، وأبو داود (1462) في الصلاة: باب في المعوذتين، والنسائي 8/252 في الاستعاذة، والبيهقي 2/394، من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية، عن عقبة.

وأخرجه أحمد 4/151، ومسلم (814)(264) ، والنسائي 2/158، من طريقي أبي عوانة وجرير، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن عقبة، بلفظ: =

ص: 75

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَارِئَ لَا يَقْرَأُ شَيْئًا يُشْبِهُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ

796 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَأْ يَا جَابِرُ "، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَقْرَأُ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ؟، قَالَ:" {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، فَقَرَأْتُهُمَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم " اقْرَأْ بِهِمَا، وَلَنْ تَقْرَأَ بِمِثْلِهِمَا (1) . [1: 2]

= " ألم تر آيات أنزلت الليلة لم يُر مثلهن قط؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ".

وأخرجه أحمد 4/201 من طريق الليث، عن حسين بن أبي حكيم، والترمذي (2903) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، كلاهما عن عُلَيّ بن رباح، عن عقبة، بلفظ:" أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة ".

وأخرجه أحمد 4/144 و146 و148 و149 و151، والنسائي 8/251- 254 في الاستعاذة، وفي " عمل اليوم والليلة " برقم (889) ، والدارمي 2/264، والبيهقي 2/394، 395، من طرق عن عقبة، به.

وقد أورد الحافظ ابن كثير في " تفسيره ": تفسير سورتي المعوذتين الطرق الكثيرة لحديث عقبة، وقال: فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث.

(1)

شداد بن سعيد: صدوق يخطىء، فحديثه حسن، والجريري: هو سعيد بن إياس، ثقة روى له الجماعة إلا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وبقية رجاله ثقات، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي. ويشهد له حديث عقبة المتقدم برقم (795) فيتقوى به.

وأخرجه النسائي في الاستعاذة 8/254 عن عمرو بن علي بن بحر، بهذا الإسناد.

ص: 76

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ قِرَاءَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي أَسْبَابِهِ

797 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَا يَكْتُبُ فِي مُصْحَفِهِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فَقُلْتُهَا، وَقَالَ لِي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَقُلْتُهَا " فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1) . [1: 2]

(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وقد تابعه عليه عبدة بن أبي لبابة كما سيرد، فهو صحيح.

وأخرجه أحمد 5/129 عن عفان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (374) ومن طريقه البيهقي 2/394، وأحمد 5/130، والبخاري (4977) في التفسير: باب سورة قل أعوذ برب الناس، من طريق سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، قال: قلت لأُبَيّ: إن أخاك يحكهما من المصحف، فلم ينكر. قيل لسفيان: ابن مسعود! قال: نعم. وليسا في مصحف ابن مسعود، كان يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته، فظن أنهما عوذتان، وأصر على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه. لفظ أحمد.

قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 8/742، 743: قال البزار: ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأهما في الصلاة.

قلت: (القائل ابن حجر) : هو في " صحيح مسلم " عن عقبة بن عامر وزاد فيه ابن حبان من وجه آخر عن عقبة بن عامر " فإن استطعت أن لا تفوتك قراءتهما في صلاة فافعل " وأخرج أحمد 5/79 من طريق أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه المعوذتين، وقال له:" إذا أنت صليت، فاقرأ بهما " وإسناده صحيح، ولسعيد بن منصور من حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ فيهما بالمعوذتين.

وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار، وتبعه عياض وغيره ما حكي عن ابن مسعود، فقال: لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن، وإنما أنكر =

ص: 77

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ، وَهُوَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا

798 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ إِحْدَانَا، فَيَتْلُو الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ» (1) . [4: 1]

= إثباتهما في المصحف، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئاً إلا إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أذن في كتابته فيه، وكأنه لم يبلغه الإِذن في ذلك، قال: فهذا تأويل منه، وليس جحداً لكونهما قرآناً.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأم منصور اسمها صفية بنت شيبة بنت عثمان بن أبي طلحة، روى لها الجماعة. وقد تحرفت في " الأصل " إلى " أبيه " وصححت في الهامش.

وأخرجه عبد الرزاق (1252) ، والحميدي برقم (169) ، وأحمد 6/148 و190 و204، والبخاري (7549) في التوحيد: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة "، وأبو داود (260) في الطهارة: باب في مؤاكلة الحائض ومجامعتها، والنسائي 1/147 في الطهارة: باب في الذي قرأ القرآن ورأسه في حجر امرأته وهي حائض، و1/191 في الحيض: باب الرجل يقرأ القرآن ورأسه في حجر امرأته وهي حائض، وابن ماجة (634) في الطهارة: باب الحائض تتناول الشيء من المسجد، وأبو عوانة 1/313، من طرق، عن سفيان، به.

وأخرجه أحمد 6/117 و135 و158 و258، والبخاري (297) في الحيض: باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض، ومسلم (301) في الحيض: باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، والبيهقي في " السنن " 1/312، والبغوي في " شرح السنة " برقم (319) من طرق علي بن عاصم وزهير بن معاوية وداود بن عبد الرحمن المكي، عن منصور بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه أحمد 6/68، 69 و72، من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وفي الحديث جواز ملامسة الحائض، وأن ذاتها وثيابها على الطهارة، ما لم تلحق شيئاً منها نجاسة، وفيه جواز القراءة بقرب محل النجاسة. انظر " فتح الباري " 1/402.

ص: 78

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِغَيْرِ الْمُتَطَهِّرِ أَنْ يَقْرَأَ كِتَابَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا

799 -

أَخْبَرَنَا أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بْنُ جُمُعَةَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، وَمِسْعَرٍ، وَذَكَرَ أَبُو قُرَيْشٍ آخَرَ مَعَهُمَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مَا خَلَا الْجَنَابَةَ» (1) . [4: 1]

(1) عبد الله بن سَلِمة، بكسر اللام، هو المرادي الكوفي، روى له أصحاب " السنن "، ووثقه المؤلف والعجلي ص 258، ويعقوب بن شيبة، وقال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبدُ الله بن سَلِمَة يحدثنا فكان قد كبر، فكنا نعرف وننكر. وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق تغير حفظه. وانظر تتمة التعليق. وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وأخرجه الحميدي (57) ، والطيالسي 1/59، وأحمد 1/83 و84 و107 و124، وأبو داود (229) في الطهارة: باب في الجنب يقرأ القرآن، والنسائي 1/144 في الطهارة: باب حجب الجنب من قراءة القرآن، وابن ماجة (594) في الطهارة: باب ما جاء في قراءة القران على غير طهارة، والطحاوي 1/87، وابن الجارود في " المنتقى "(94) ، والدارقطني 1/119، والبيهقي في " السنن " 1/88، 89، والبغوي في " شرح السنة "(273) ، وصححه ابن خزيمة برقم (208) ، والحاكم 4/107، ووافقه الذهبي، من طرق عن شعبة بهذا الإِسناد. قال شعبة: هذا الحديث ثلث رأس مالي. وقال: لا أروي أحسن منه عن عمرو بن مرة. وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 1/408: والحق أنه من قبيل الحسن يصلح للحجة.

وأخرجه أبن أبي شيبة 1/101، 102، والترمذي (146) في الطهارة: باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً، والنسائي 1/144، من طرق عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به. قال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الحميدي (57) ، وأبن أبي شيبة 1/102، وأحمد 1/134، =

ص: 79

800 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَشُعْبَةَ، وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ آخَرَ مَعَهُمَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ جُنُبًا» (1) . [5: 31]

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

801 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ:

= والترمذي (146) ، وابن عدي في " الكامل في الضعفاء " 4/1487، من طرق عن محمد بن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، به. قال ابن عدي: وقد روى عبد الله بن سلمة عن علي وعن حذيفة وعن غيرهما غير هذا الحديث، وأرجو أنه لا بأس به.

وقد توبع عبد الله بن سلمة في معنى حديثه هذا عن علي، فأخرج أحمد 1/110 عن عائذ بن حبيب، عن عامر بن السِّمْط، عن أبي الغريف قال: أتى علي رضي الله عنه بوَضُوء، فمضمض.... ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم قرأ شيئاً من القرآن، ثم قال:" هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا ولا آية ". ونسبه الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1/276 إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله موثقون. وأبو الغريف: هو عبيد الله بن خليفة الهمداني، المرادي، وثقه ابنُ حبان، وكان على شرطة علي.

ورواه الدارقطني في " سننه " 1/118، من طريق يزيد بن هارون، حدثنا عامر بن السمط، حدثنا أبو الغريف، عن علي موقوفاً عليه، وقال: هو صحيح عن علي. وكذلك رواه موقوفاً: شريك بن عبد الله القاضي عند ابن أبي شيبة 1/102، والحسن بن حي وخالد بن عبد الله عند البيهقي 1/89 و90، ثلاثتهم عن عامر بن السِّمْط، به.

(1)

هو مكرر ما قبله، ومن طريق مسعر وشعبة أخرجه الحميدي برقم (57) والآخر عنده هو ابن أبي ليلى.

ص: 80

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ،

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى أَحْيَانِهِ»

(1)

. [5: 31]

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

802 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهِيِّ

(2)

، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى أَحْيَانِهِ»

(3)

. [4: 1]

(1)

إسناده قوي إن كان سمعه خالد بن سلمة من عروة، فقد ذكر في "التهذيب" أنه روى عن عروة، إلا أن غير ابن حبان ممن أخرج هذا الحديث ذكروا في السند بينه وبين عروة عبد الله البهي، وذكره المؤلف في السند الآتي بعده، فانظر تخريجه عنده.

(2)

هو عبد الله البهي، وقد تحرف في الأصل إلى الزهري.

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 6/70 و153، ومسلم (372) في الحيض: باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها، وأبو داود (18) في الطهارة.

باب في الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر، والترمذي (3384) في الدعاء: باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، وابن ماجة (302) في الطهارة: باب ذكر الله عز وجل على الخلاء، وأبو عوانة "صحيحه" 1/217، والبيهقي في "السنن" 1/90، والبغوي في "شرح السنة" برقم (274) ، من طرق عن يحيى بن زكريا، به.

وأخرجه أحمد 6/278 من طريق الوليد، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، به وصححه ابن خزيمة برقم (207) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء وعلي بن مسلم، قالا. حدثنا ابن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة، به. =

ص: 81

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُ عَائِشَةَ: يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى أَحْيَانِهِ، أَرَادَتْ بِهِ الذِّكْرَ الَّذِي هُوَ غَيْرُ الْقُرْآنِ، إِذِ الْقُرْآنُ يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى الَّذِي ذَكَرَ، وَقَدْ كَانَ لَا يَقْرَؤُهُ وَهُوَ جُنُبٌ، وَكَانَ يَقْرَؤُهُ فِي سَائِرِ الْأَحْوَالِ

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ طَلَبَةِ الْعِلْمِ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا

803 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَخَالِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ،، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ

عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:«إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ، أَوْ، قَالَ: عَلَى طَهَارَةٍ»

(1)

[4: 1]

= وعلقه البخاري 1/ 407 فىِ الحيض: باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، و 2/114 في الأذان: باب هل يتتبع المؤذن فاه ها هنا وها هنا وهل يلتفت في الأذان؟.

قال البغوي: " والأحسن أن يتطهر لذكر الله تعالى، فإن لم يجد ماء تيمم " واستدل البغوي على ذلك بالحديث التالي.

(1)

إسناده صحيح، وعبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى البصري السامي ثقة روى له الجماعة، وقد سمع من سعيد قبل اختلاطه، والحسن هو البصري، وانما تضر عنعنتة ويعل الحديث بها إذا روى عن الصحابة، أما عن التابعين، فلا تضر، وقد علمت ذلك بالتتبع، وسيد هو ابن أبي عروبة، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم (206) .

وأخرجه أبو داود (17) في الطهارة: باب أيَرُدُّ السلام وهو يبول، عن =

ص: 82

وَكَانَ الْحَسَنُ بِهِ يَأْخُذُ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ» ، أَرَادَ بِهِ صلى الله عليه وسلم الْفَضْلَ، لِأَنَّ الذِّكْرَ عَلَى الطَّهَارَةِ أَفْضَلُ، لَا أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُهُ لِنَفْيِ جَوَازِهِ

= محمد بن المثني، بهذا الإسناد.

وصححه الحاكم 1/167، ووافقه الذهبي، من طريق عبد الأعلى، عن شعبة، عن قتادة، به.

وأخرجه أحمد 4/345 و 5/80، والنسائي 1/37 في الطهارة: باب رد السلام بعد الوضوء، وابن ماجة (350) في الطهارة. باب الرجل يُسَلَّم عليه وهو يبول، والبيهقي في "السنن" 1/90، والطبراني 20/229 (781) ، من طرق عن سعيد به.

وأخرجه الدارمي 2/278 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، به أخرجه ابن أبي شيبة 8/623 مختصراً من طريق الحسن، عن المهاجر، به.

وفي الباب عن ابن عمر عند الطيالسي (1851) ، وابن أبي شيبة 8/623، ومسلم (370) في الحيض: باب التيمم، وأبي داود (16) ، والترمذي (90) ، والنسائي 1/36.

قال الخطابي في "معالم السنن" 1/18: وفي هذا دلالة على أن السلام الذي يحيي به الناس بعضهم بعضاً اسمٌ من أسماء الله عز وجل، وقد روي في ذلك حديث حدثناه محمد بن هاشم، حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، حدثنا بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إن السلام اسم أسماء الله فأفشوه بينكم".

ص: 83

‌8- بَابُ الْأَذْكَارِ

804 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَخَذَ الْقَوْمُ فِي عَقَبَةٍ أَوْ ثَنِيَّةٍ، فَكُلَّمَا عَلَاهَا رَجُلٌ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ يَعْرِضُهَا فِي الْجَبَلِ

(1)

، فَقَالَ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا» ، ثُمَّ، قَالَ:«يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

(2)

. 2: 59

(1)

في " المسند ": الخيل

(2)

إسناده صحيح، وأبو عثمان: هو عبد الله بن مل، وأخرجه أحمد 4/407 من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2704)(45) في الذكر والدعاء: باب استحباب خفض الصوت بالذكر، وأبو داود (1527) في الصلاة: باب في الاستغفار، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (537) ، من طرق عن يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، به.

وأخرجه أحمد 4/402، والبخاري (6610) في القدر: باب لا حول ولا قوة =

ص: 84

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا» ، لَفْظَةُ إِعْلَامٍ عَنْ هَذَا الشَّيْءِ، مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالدُّعَاءِ

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ ذِكْرَ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ غَيْرُ جَائِزَةٍ

805 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ

= إلا بالله، ومسلم (2704)(46) من طرق عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " 10/376، وأحمد 4/403 و 417، 418، والبخاري (4205) في المغازي: باب غزوة خيبر، ومسلم (2704) في الذكر والدعاء، وأبو داود (1528) في الصلاة، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(538)، وابن ماجة (3824) في الأدب: باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلا بالله، من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، به.

وأخرجه البخاري (6384) في الدعوات. باب الدعاء إذا علا عقبة، و (7386) في التوحيد: باب (وكان الله سميعاً بصيراً) ، ومسلم (2704) ، من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن أبي عثمان النهدي، به.

وأخرجه أحمد 4/402، 403، ومسلم (2704)(47) من طريقين عن عثمان ابن غياث، عن أبي عثمان، به.

وأخرجه أحمد 4/418، 419، وأبو داود (1526) في الصلاة، من طريق الجريري، عن أبي عثمان، به.

وأخرجه الترمذي (3461) في الدعوات: باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(552) ، كلاهما من طريق محمد بن بشار، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، حدثنا أبو نعامة السعدي، عن أبي عثمان، به.

وفي الباب عن أبي ذر سيرد برقم (820) ، وعن أبي هريرة عند عبد الرزاق (20547) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " برقم (13) و (358) ، وعن معاذ ابن جبل عند النسائي (357) .

ص: 85

ابْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الْجُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ، فَقَالَ أَبُو الْجُهَيْمِ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئْرِ الْجَمَلِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ، فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ السَّلَامَ

(1)

. 5: 31

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا فَعَلَ صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَاهُ

806 -

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ الْقُرَشِيُّ بِالْبَصْرَةِ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ، فَقَالَ:«إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ، أَوْ، قَالَ: عَلَى طَهَارَةٍ»

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، عمير: هو ابن عبد الله الهلالي أبو عبد الله المدني، من رجال "التهذيب"، وأخرجه النسائي 1/165 في الطهارة: باب التيمم في الحضر، عن الربيع بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (329) في الطهارة: باب التيمم في الحضر، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه شعيب، به.

وأخرجه البخاري (337) في التيمم: باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء، والبيهقي فى "السنن" 1/205 عن يحيي بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد وأخرجه مسلم (369) تعليقاً في الحيض: باب التيمم، فقال: وروى الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 4/169 عن حسن بن موسي، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، به.

(2)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (803) .

ص: 86

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ كَرَاهِيَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ذِكْرَ اللَّهِ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ، كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ الذِّكْرَ عَلَى طَهَارَةٍ أَفْضَلُ، لَا أَنَّ ذِكْرَ الْمَرْءِ رَبَّهُ عَلَى غَيْرِ الطَّهَارَةِ غَيْرُ جَائِزٍ، لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى أَحْيَانِهِ

‌ذِكْرُ أَسَامِي اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا اللَّاتِي يَدْخُلُ مُحْصِيهَا الْجَنَّةَ

807 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً

(1)

، مَنْ أَحْصَاهَا

(2)

دَخَلَ الْجَنَّةَ»

(3)

. [1: 2]

(1)

كذا الأصل واحدة بالتأنيث، وهي رواية للبخاري (6410) في الدعوات، وقال ابن مالك أنث باعتبار معنى التسمية أو الصفة أو الكلمة وعلى هامش الأصل ما نصه: واحداً (خ) وهي الجادة، ورواها كذلك البخاري في التوحيد.

(2)

قال البغوي في "شرح السنة" 5/31: من أحصاها: قيل: أراد عدها أي لا يقتصر على بعضها، لكى يدعو الله بها كلها، ويثني عليه بجميعها:

وقل: معناه عرفها وعقل معانيها، وآمن بها، ويقال: فلان وحصاة وأصاة إذا كان عاقلاً مميزاً.

وفي بعض الروايات [هي للبخاري (6410) ومسلم (2677) ] : "من حفظها دخل الجنة" وقوله (وأحصى كل شيء عدداً) أي: علم عدد كل شيء.

وقل: من أحصاها، أي: أطاقها، كقوله سبحانه (علم أن لن تحصوه) أي. تطيقوه، يقول. من أطاق القيام بحق هذه الأسامي والعمل بمقتضاها، وهو أن يعتبر معانيها، فيلزم نفسه بواجبها، كأنه إذا قال: الرزاق، وثق بالرزق، وإذا قال: الضار النافع؛ علم أن الخير والشر منه، وعلى هذا سائر الأسماء.

(3)

إسناده صحيح، وأخرجه الترمذي (3506) في الدعوات، عن يوسف بن حماد، به. =

ص: 87

‌ذِكْرُ تَفْصِيلِ

(1)

الْأَسَامِي الَّتِي يُدْخِلُ اللَّهُ مُحْصِيهَا الْجَنَّةَ

808 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً

= وأخرجه أحمد 2/427 و 499 من طرق عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه الحاكم 1/17، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 7، من طريق الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ النسوي، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، حدثنا أيوب السختياني وَهِشَامُ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، لكن فيه سرد أسماء الله الحسنى، وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بأن عبد العزيز بن الحصين، ضعيف وهو ما قاله البيهقي أيضاً.

وأخرجه أحمد 2/267، ومسلم (2677) (6) في الذكر والدعاء: باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 4، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، به.

وأخرجه أحمد 2/516 من طريق روح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، به.

وأخرجه أحمد 2/267 و 314، ومسلم (2677)(6) ، والبيهقي فى

" الأسماء والصفات " ص 4، والبغوي (1256) من طريق عبد الرزاق (19656) ، عن

معمر، عن همام، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد 2/503، وابن ماجة (3860) في الدعاء. باب أسماء الله عز وجل، من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وأخرجه الترمذي (3506) في الدعوات، عن يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.

وأورده المؤلف بعده من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة. ويرد تخريجه عنده.

(1)

على هامش الأصل ما نصه: الأسماء (خ) .

ص: 88

وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ؛ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْمُجِيبُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْمُتَعَالِ، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّؤُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْمَانِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْجَامِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ»

(1)

. [1: 2]

(1)

رجاله ثقات صفوان بن صالح والوليد بن مسلم: كلاهما صرح بالتحديث إلا انه أعل بالاضطراب واحتمال ان يكون التعيين مدرجا من بعض الرواة، وبالوقف.

قال الترمذي بعد أن أخرجه فى " سننه "(3507) . وقد روي هذا الحديث من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر =

ص: 89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأسماء إلا في هذا الحديث وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح.

قال الحافظ ابن حجر في "شرح المشكاة" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 3/221: اختلف الحفاظ في أن سرد الأسماء هل هو موقوف على الراوي أو مرفوع، ورجح الأول، وأن تعدادها مدرج من كلام الراوي.

وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/516 طبعة الشعب: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث، مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم، وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي. أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد، وسفيان بن عيينة، وأبي زيد اللغوي.

وقال البيهقي في " الأسماء والصفات " ص 8 ويحتمل أن يكون التفسير وقع من بعض الرواة، وكذلك في حديث الوليد بن مسلم ولهذا الاحتمال ترك البخاري ومسلم إخراج حديث الوليد في الصحيح.

وقال الداوودي. لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عين الأسماء المذكورة في الحديث.

وقال البغوي في "شرح السنة " 5/35. يحتمل أن يكون ذكر هذه الأسامي في بعض الرواة وجميع هذه الأسامي في كتاب الله، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم نصاً أو دلالة ومع كل ما تقدم فقد حسنه الإمام النووي في الأذكار ص 54-55 وصححه الحاكم 1/16، وقال: "هذا حديث خرجناه فى الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقه لطوله، ولم يذكر الأسامي غيره، وليس هذا بعلة، فإني لا أعلم اختلافاً بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان، وبشر بن شعيب، وعلي بن عياش، وأقرانهم، من أصحاب شعيب" يشير إلى أن بشراً وعلياً وأبا اليمان رووه عن شعيب بدون سياق الأسماء وتعقبه الحافظ فى " الفتح " 11/215 بعد نقل كلامه هذا بقوله. "وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه، والاضطراب، وتدليسه، واحتمال الإدراج ثم قال الحافظ 11/216 ورواية الوليد عن شعيب هي أقرب الطرق إلي الصحة قال الإمام البغوي: ولله عز وجل أسماء سوي هذه الأسامي أتي بها الكتاب والسنة منها الرب والمولي والنصير والفاطر والمحيط والجميل والصادق والقديم والوتر والحنان والمنان والشافي والكفيل وذو الطول وذو الفضل وذو العرش وذو =

ص: 90

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ذِكْرَ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِهِ بِحَيْثُ يَسْمَعُ صَوْتَهُ

809 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ، أَوِ الْعَيْشِ، مَا يَكْفِي»

(1)

. [1: 2]

= المعارج، وغيرها، وتخصيص بعضهن بالذكر لكونها أشهر الأسماء.

وأخرجه الترمذي (3507) في الدعوات، والبغوي (1257) ؛ من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزاني، والبيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق جعفر بن محمد الفريابي، كلاهما عن صفوان بن صالح بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 1/16 وسكت عنه الذهبي.

وأخرجه بدون سياق الأسماء البخاري (2736) في الشروط: باب ما يجوز من الاشتراط، و (7392) في التوحيد، إن لله مئة اسم إلا واحدة، من طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، به.

وأحمد 2/258 من طريق محمد، عن أبي الزناد، به.

والحمدي (1130) ، والبخاري (6410) في الدعوات، باب لله مئة اسم غير واحدة، ومسلم (2677)(5) في الذكر والدعاء باب أسماء الله تعالى، والترمذي (3508) في الدعوات، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص4، كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، به دون سرد الأسماء.

وأخرجه ابن ماجة (3861) في الدعاء باب أسماء الله عز وجل، من طريق هشام بن عمار، عن عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد، عن موسي بن عقبة عن الأعرج، عن أبي هريرة، وفيه سرد الأسماء وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الملك بن محمد. انظر الدر المنثور 3/147-149، تفسير قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) .

(1)

إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبى لبيبه، ضعفه ابن معين، =

ص: 91

الشَّكُّ مِنِ ابْنِ وَهْبٍ

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ ذِكْرَ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِهِ بِحَيْثُ يَسْمَعُ النَّاسُ

810 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي فِي نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِي نَفْسِي، اذْكُرْنِي فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ أَذْكُرْكَ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ»

(1)

. [3: 20]

= والدراقطني، ثم هو لم يدرك سعدا فيما قاله أبو حاتم، وأبو زرعة كما فى " المراسيل " ص 184.

وأخرجه أحمد 1/172 عن وكيع، و1/180 عن يحيى بن سعيد، وا/178 عن عثمان بن عمر، كلهم عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإسناد.

وللجملة الأخيرة منه شاهد بلفظ "خير الرزق الكفاف" عند وكيع في الزهد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن....، وأخرجه أحمد في "الزهد" عن زياد بن جبير مرسلاً.

(1)

إسناده حسن على شرط مسلم، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/309، وأحمد 2/405 عن عفان، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن الأغر، عن أبي هريرة، وعطاء بن السائب ثقة إلا أنه اختلط، وحماد بن سلمة سمع منه قل الاختلاط وبعده، والطريق الآتية تقويه.

ص: 92

‌ذِكْرُ ذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي مَلَكُوتِهِ مَنْ ذَكَرَهُ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِبَادِهِ، مَعَ ذِكْرِهِ إِيَّاهُمْ فِي الْمُقَرَّبِينَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ عِنْدَ ذِكْرِهِمْ إِيَّاهُ فِي خَلْقِهِ

811 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي

(1)

، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»

(2)

. [1: 2]

(1)

قَالَ الكرماني 25/118: إن ظن أني أعفو عنه وأغفر له، فله ذلك وإن ظن العقوبة والمؤاخذة فكذلك وفيه إشارة إلي ترجيح جانب الرجاء على الخوف قال الحافظ: وكأنه أخذه من جهة التسوية فإن العاقل إذا سمع ذلك لا يعدل إلي ظن إيقاع الوعيد -وهو جانب الخوف- لأنه لا يختاره لنفسه، بل يعدل إلي ظن وقوع الوعد وهو جانب الرجاء، وهو كما قال أهل التحقيق مقيد بالمحتضر، ويؤيد ذلك حديث "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله عز وجل" وهو عند مسلم (2877) من حديث جابر.

وقال القرطبي فى "المفهم" قيل: معني ظن عبدي بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصدق وعده قال: ويؤيده قوله فى الحديث: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" قال: ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد فى القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر ومن مات على ذلك وُكِلَ إلي ما ظن كما فى بعض طرق الحديث المذكور "فليظن بي عبدي ما شاء" قال: وأما ظن المغفرة مع الإصرار فذلك محض الجهل والعزة.

(2)

إسناده صحيح وأخرجه مسلم (2675) في الذكر والدعاء. باب الحث على ذكر =

ص: 93

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: اللَّهُ أَجَلُّ وَأَعْلَى مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ، إِذْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهَذِهِ أَلْفَاظٌ خَرَجَتْ مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ مِمَّا بَيْنَهُمْ، وَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي نَفْسِهِ بِنُطْقٍ أَوْ عَمَلٍ يَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَكُوتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُ تَفَضُّلًا وَجُودًا، وَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ فِي مَلَأٍ مِنْ عِبَادِهِ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُ، وَقَبُولِ مَا أَتَى عَبْدُهُ مِنْ ذِكْرِهِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا بِقَدْرِ شِبْرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ، كَانَ وُجُودُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ مِنَ الرَّبِّ مِنْهُ لَهُ أَقْرَبَ بِذِرَاعٍ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى مَوْلَاهُ جَلَّ وَعَلَا بِقَدْرِ ذِرَاعٍ مِنَ الطَّاعَاتِ كَانَتِ الْمَغْفِرَةُ مِنْهُ لَهُ أَقْرَبَ بِبَاعٍ، وَمَنْ أَتَى فِي أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ بِالسُّرْعَةِ كَالْمَشْيِ، أَتَتْهُ أَنْوَاعُ الْوَسَائِلِ وَوُجُودُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِالسُّرْعَةِ كَالْهَرْوَلَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ

(1)

.

= الله تعالى، عن قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب، عن جرير، وبه.

وأخرجه أحمد 2/251 و413، والبخاري (7405) في التوحيد: باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} ، ومسلم (2675) (21) في الذكر: باب فضل الذكر، والترمذي (3603) في الدعوات: باب في حسن الظن بالله عز وجل، وابن ماجة (3822) في الأدب: باب فضل العمل، وابن خزيمة في " التوحيد " ص 7، والبغوي في "شرح السنة" برقم (1251) ، من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه أحمد 2/516 و 517، و 524 و 534، 535، ومسلم (2675) في الوية: باب في الحض على التوبة، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 85 من طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة.

وقوله: "إذا تقرب [عبدي] مني شبراً.. الخ"، تقدم برقم (376) من حديث أنس عن أبي هريرة، وقوله:" أنا عند ظن عبدي بي " تقدم من حديث أبي هريرة برقم (639) ، ومن حديث واثلة بن الأسقع برقم (633) و (634) و (635) و (641) .

(1)

انظر "فتح الباري" 13/513 - 514.

ص: 94

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ ذِكْرَ الْعَبْدِ جَلَّ وَعَلَا فِي نَفْسِهِ يَذْكُرُهُ اللَّهُ عز وجل بِهِ بِالْمَغْفِرَةِ فِي مَلَكُوتِهِ

812 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: عَبْدِي عِنْدَ ظَنِّهِ بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَطْيَبُ»

(1)

. [3: 67]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا: إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، يُرِيدُ بِهِ: إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ بِالدَّوَامِ عَلَى الْمَعْرِفَةِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَهُ، وَجَعَلْتُهُ أَهْلًا لَهَا، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، يُرِيدُ بِهِ: فِي مَلَكُوتِي بِقَبُولِ تِلْكَ الْمَعْرِفَةِ مِنْهُ مَعَ غُفْرَانِ مَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، ثُمَّ، قَالَ: وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ، يُرِيدُ بِهِ: وَإِنْ ذَكَرَنِي بِلِسَانِهِ، يُرِيدُ بِهِ الْإِقْرَارَ الَّذِي هُوَ عَلَامَةُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةِ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ لِيَعْلَمُوا إِسْلَامَهُ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُ، يُرِيدُ بِهِ: ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي الْجَنَّةِ، بِمَا أَتَى مِنَ الْإِحْسَانِ فِي الدُّنْيَا الَّذِي هُوَ الْإِيمَانُ إِلَى أَنِ اسْتَوْجَبَ بِهِ التَّمَكُّنَ مِنَ الْجِنَانِ.

‌ذِكْرُ مُبَاهَاةِ نَوْعٍ أَخَرَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مَلَائِكَتَهُ بِذَاكِرِهِ إِذَا قَرَنَ مَعَ الذِّكْرِ التَّفَكُّرَ

813 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 2/480 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد وانظر ما قبله.

ص: 95

نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ، قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:«مَا يُجْلِسُكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ، قَالَ:«آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ:«أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنْ جِبْرِيلُ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ دَوَامَ ذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الْأَوْقَاتِ وَالْأَسْبَابِ

814 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى النَّبِيِّ

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه الطيالسي 1/249، وابن أبي شيبة 10/305، وأحمد 4/92، ومسلم (2701) في الذكر: باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، والترمذي (3379) في الدعاء: باب ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون الله عز وجل ما لهم من الفضل، والنسائي 8/249 في أدب القضاة: باب كيف يستحلف الحاكم، من طرق عن مرحوم بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.

وقوله. " يباهي بكم الملائكة " معناه: يظهر فضلكم لهم، ويُريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم انظر "شرح صحيح مسلم" للنووي.

ص: 96

- صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ:«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ رَجَاءِ سُرْعَةِ الْمَغْفِرَةِ لِذَاكِرِ اللَّهِ إِذَا تَحَرَّكَتْ بِهِ شَفَتَاهُ

815 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جُوصَا أَبُو الْحَسَنِ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ كَرِيمَةَ بِنْتِ الْحَسْحَاسِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ»

(2)

. [1: 2]

(1)

إسناده قوي، معاوية بن صالح صدوق له أوهام، أخرج له مسلم، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، ويزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد ابن عبد الله بن موهب الرملي.

وأخرجه أحمد 4/190 عن عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي شيبة 10/301، والترمذي (3375) في الدعاء: باب ما جاء فضل الذكر، وابن ماجة (3793) فى الأدب: باب فضل الذكر، من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به، وصحيحه الحاكم (1) /495، وأقره الذهبي.

وأخرجه أحمد 4/188 من طريق علي بن عياش، عن حسان بن نوح، عن عمرو بن قيس، به، وهذا سند صحيح وفي الباب عن معاذ، سيرد برقم (818) .

(2)

أيوب بن سويد هو الرملي، أحاديثه من غير رواية ابنه أكثرها مستقيمة وهذا مها، وقد توبع عليه،: وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أحمد 2/540 عن يزيد بن عبد ربه، عن الوليد بن مسلم، وعن علي بن إسحاق، عن عبد الله، كلاهما =

ص: 97

‌ذِكْرُ مَا يُكْرِمُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِهِ فِي الْقِيَامَةِ مَنْ ذَكَرَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا

816 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ» ، فَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:«أَهْلُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ»

(1)

. [1: 2]

= عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: عَنْ إسماعيل بن عبيد الله، بهذا الإِسناد والحسحاس بمهملات، تصحف في "المسند" إلى الخشخاش بمعجمات.

وأخرجه أحمد 2/540، وابن ماجة (3792) في الأدب: باب فصل الذكر، من طريق محمد بن مصعب وأبي المغيرة، والبغوي في "شرح السنة"(1242) من طريق يحيي بن عبد الله، والحاكم 1/496 من طريق بشر بن بكر، كلهم عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أم الدرداء، عن أبي هريرة. وصحيحه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وعلقه البخاري 13/499 في التوحيد -بصيغة الجزم- باب قول الله تعالى (لا تحرك به لسانك) ، ووصله في "خلق أفعال العباد" ص 87 من طريق الحميدي، عن الوليد، عن ابن جابر والأوزاعي، قالا: حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة، عن أبي هريرة، به. وقوله "أنا مع عبدي" قال ابن بطال. أي معه بالحفظ والكلاءة.

(1)

إسناده ضعيف دراج أبو السمح حديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيه ضعف فيما نقله ابن عدي عن الإمام أحمد، وأبو طاهر هو أحمد بن عمرو بن السَّرْح المصري وأخرجه أحمد 3/68 عن سريج، عن ابى وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/76 عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج: به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/76 وقال: "رواه أحمد بإسنادين أحدهما حسن، وأبو يعلى كذلك" كذا قال مع أن كلا السندين ضعيف، الأول فيه دراج، والثاني فيه دراج وابن لهيعة.

ص: 98

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الِاسْتِهْتَارِ

(1)

لِلْمَرْءِ بِذِكْرِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا

817 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ حَتَّى يَقُولُوا: مَجْنُونٌ»

(2)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُدَاوَمَةَ لِلْمَرْءِ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

818 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكَيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ،

(1)

الاستهتار بالشيء: الولوع به، والإفراط فيه، فلا يتحدث بغيره، ولا يفعل غيره.

وفي حديث أبي هريرة عند الترمذي (3596)"سبق المُفَرِّدُون، قالوا: يا رسول الله، وما المفردون؟ قال المُسْتَهتَرون بذكر الله" وانظر الحديث رقم (858) .

(2)

إسناده ضعيف لضعف دراج في روايته عن أبي الهيثم، وأخرجه أحمد 3/68 عن سريج، عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وهو في "المنتخب من مسند عبد بن حميد" 102/1، وتاريخ ابن عساكر 6/29/2 من طريق دراج، به، وصححه الحاكم 1/499 من طريق أبي الطاهر وغيره به. وقد سقط الحديث من تلخيص الذهبي المطبوع، والمرجح أنه لا يوافقه على التصحيح، فإنه يتعقبه في غير ما حديث من الأحاديث التي يرويها بهذا السند، فقول عن دراج: إنه كثير المناكير، وقد ساق له في "ميزان الإعتدال " أحاديث منكرة. وعد هذا منها.

وأخرجه أحمد 3/71، عن حسن بن موسي، عن ابن لهيعة، عن أبي السمح دراج، به.

وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/75-76 وقال. رواه أحمد، وأبو يعلى وفيه دراج، وقد ضعفه جماعة، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.

ص: 99

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟، قَالَ:«أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ نَفْيِ الْمَرْءِ عَنْ دَارِهِ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ لِلشَّيْطَانِ بِذِكْرِهِ رَبَّهُ عِنْدَ دُخُولِهِ وَابْتِدَائِهِ

819 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ

(1)

الوليد -وهو ابن مسلم- مدلس، وقد عنعن، وابن ثوبان: هو محمد بن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، صدوق يخطىء، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن السنى فى عمل " اليوم والليلة " رقم (2) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان بهذا الإسناد، وأخرجه الطبراني في " الكبير " 20/107 (212) من طريق إدريس بن عبد الكريم المقرىء، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت في ثوبان، عن أبيه به، وأخرجه أيضاً 20/93 (181) و108 و (213) من طريق أحمد بن أبي يحيى الحضرمي المصري، حدثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب، حدثنا جدي عافية بن أيوب، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن معاذ، وأخرجه أيضاً 20/106 (208) من طريق محمد بن إبراهيم بن عامر النحوي الصوري، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن جبير بن نفير أن مالك بن يخامر حدثهم أن معاذ بن جبل

قال الهيثمي فى "مجمع الزوائد " 10/74: "رواه الطبراني بأسانيد، وفي هذه الطريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، ضعفه جماعة، ووثقه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله ثقات ورواه البزار من غير طريقه، وإسناده حسن" ويشهد له حديث عبد الله بن بسر المتقدم برقم (814) فيتقوى به ويصح.

ص: 100

بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ اسْتِحْسَانِ

(2)

الْإِكْثَارِ لِلْمَرْءِ مِنَ التَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلَّا بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا، إِذْ هُوَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ

820 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا

(1)

إسناده صحيح، فقد صرح ابن جريج بالتحديث عند المؤلف وغيره، وصرح أبو الزبير بالسماع في رواية لمسلم، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مسلم (2018) في الأشربة. باب آداب الطعام والشراب، وأبو داود (3765) في الأطعمة باب التسمية على الطعام، وابن ماجة (3887) في الدعاء باب مايدعو به إذا دخل بيته، من طرق، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/383، ومسلم (2018) من طريق روح بن عادة عن ابن جريج، به.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "(178) من طريق يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جريج، به

وأخرجه أحمد 3/346 عن موسي بن داود، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، وقوله. "أدركتم المبيت والعشاء" معناه: قال الشيطان ذلك لإِخوانه وأعوانه ورفقته.

(2)

في هامش الاصل: استحباب خ.

ص: 101

رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:«لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

(1)

. [1: 2]

(1)

إبراهيم بن بشار. وهو الرمادي ثقة حافظ إلا أن له أوهاماً، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الحمدي (130) ، وأحمد 5/150، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(14) من طريق ابن المقرىء، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/145 و 157، وابن ماجة (3825) فى الأدب: باب ما جاء فى لا حول ولا قوة إلا بالله، من طريق الأعمش، وأحمد 5/156، والبغوي فى " شرح السنة "(1284) من طريق سفيان، كلاهما عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر.

وأخرجه أحمد 5/157 عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر.

وأخرجه أحمد 5/179 عن يزيد، عن المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر.

وأخرجه الطبراني (1642) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني إسماعيل ابن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبى مريم، عن أبيه، عن جده، عن نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب أنه سمع أبا زينب مولى حازم الطفاوي يقول: سمعت أبا در يقول:

وأخرجه عن أبي ذر أيضاً إسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" 3/261.

وفي الباب عن أبي موسي الأشعري وهو الحديث المتقدم برقم (804) ، وعن أبي هريرة عند النسائي في عمل اليوم والليلة (13) و (358) ، وعبد الرزاق (20547) ، وعن معاذ عند النسائي (357) ، وعن أبي أيوب الأنصاري، وزيد بن ثابت وانظر "المطالب العالية" 3/113 و261، 262 و"مجمع الزوائد" 10/97- 99. قال البغوي: الحول: الحيلة، وقيل: الحول: الحركة، يقول: لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله، وقيل: معناه الدفع والمنع.

وفي "المطالب العالية" 3/262 مما أخرجه أبو يعلى من حديث ابن مسعود قال. كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقلت. لا حول ولا قوة إلا بالله. قال:" هل تدري ما تفسيرها؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال. " لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله هكذا أخبرني به جبريل =

ص: 102

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ كُلَّمَا كَثُرَ تَبَرِّيهِ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلَّا بِبَارِئِهِ كَثُرَ غِرَاسُهُ فِي الْجِنَانِ

821 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟، قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ أَنْ يُكْثِرُوا غِرَاسَ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضُهَا وَاسِعَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِإِبْرَاهِيمَ:«وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

(1)

. [1: 2]

= عليه السلام". وأورده الهيثمي في " المجمع" 10/99، وقال رواه البزار بإسنادين أحدهما منقطع وفيه عبد الله بن خراش، والغالب عليه الضعف، والآخر متصل حسن.

(1)

عبد الله بن عبد الرحمن لم يوثقه غير المؤلف، وباقي رجاله ثقات، والمقرىء: هو عبد الله بن يزيد العدوي أبو عبد الرحمن، وأبو صخر: هو حميد بن زياد المدني.

وأخرجه أحمد 5/418 عن أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد، وحسنه المنذري في " الترغيب والترهيب " 2/445 وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/97 وقال رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وهو ثقة، لم يتكلم فيه أحد، ووثقه ابن حبان وزاد المنذري نسبته الى ابن أبي الدنيا. =

ص: 103

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي يُهْدَى الْقَائِلُ بِهِ وَيُكْفَى وَيُوقَى إِذَا، قَالَهُ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنْ مَنْزِلِهِ

822 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ:«بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: حَسْبُكَ قَدْ كُفِيتَ وَهُدِيتَ وَوُقِيتَ؛ فَيَلْقَى الشَّيْطَانُ شَيْطَانًا آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ * لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ كُفِيَ وَهُدِيَ وَوُقِيَ»

(1)

. [1: 2]

= وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني فى " الكبير "(13354) ، وآخر من

حديث أبي هريرة عند أحمد 2/333، والترمذي (3601) وفي كليهما ضعف فيتقوى

بهما حديث الباب ويصح.

(1)

رجاله ثقات، إلا أن ابن جريج مدلس، وقد عنعن عند الجميع، وقال الحافظ - فيما نقله ابن علان 1/335-:"رجاله رجال الصحيح، ولذا صحيحه ابن حبان، لكن خفيت عليه علته، قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة الراوي عن أنس إلا هذا، ولا أعرف له منه سماعا. قال الدارقطني. ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال. حُدثت عن إسحاق: وعبد المجيد أثبت الناس في إسحاق". وانظر ما يأتي.

وأخرجه أبو داود (5095) في الأدب: باب ما يقول إذا خرج من بيته، عن إبراهيم بن الحسن الخثعمي، والنسائي فى "اليوم والليلة"(89) عن عبد الله بن محمد بن تميم، كلاهما عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3426) فى الدعوات باب ما يقول إذا خرج من بيته، عن سعيد بن يحيي بن سعيد الأموي، عن أبيه، عن ابن جريج، به، وحسنه، وذكر له الحافظ في "أمالي الأذكار" فيما ذكره ابن علان 1/336 شاهداً قوي الإسناد إلا أنه مرسل عن عون بن عبد الله بن عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا خرج الرجل من بيته، فقال بسم الله حسبي الله، توكلت على الله، قال الملك: كفيت وهديت ووقيت" وفى الباب عند ابن ماجة (3886) من حديث أبي هريرة =

ص: 104

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِمَنِ انْتَظَرَ النَّفْخَ فِي الصُّورِ أَنْ يَقُولَ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

823 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْبُخَارِيِّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّوَرِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ؟» ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا نَقُولُ يَوْمَئِذٍ؟، قَالَ:«قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»

(1)

.

= مرفوعاً أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إذا خرج الرجل من باب بيته (أو من باب داره) كان معه ملكان موكلان به، فإذا قال: بسم الله، قالا. هُديت، وإذا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قالا: وقيت، وإذا قال: توكلت على الله، قالا: كفيت، قال: فيلقاه قريناه فيقولان: ماذا تريدان من رجل قد هدي وكفي ووقي". وفي سنده هارون بن هارون بن عبد الله وهو ضعيف ورواه من طريق آخر بنحوه ابن ماجه (3885) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1197) ، والحاكم 1/519، وفي سنده عبد الله بن حسين وهو ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيحين، وهو في "مسند أبي يعلى"(1084) ، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " الأهوال " فيما ذكره ابن كثير في "النهاية" 1/244 من طريق عثمان بن أبي شيبة بهذا الإسناد، وأخرجه الحاكم 4/559 من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي يحيى التيمي (وهو ضعيف لكنه متابع عليه) عن الأعمش، به.

وأخرجه الحميدي (754) ، وأحمد 3/7 و 73، والترمذي (2431) في صفة القيامة: باب ما جاء في شأن الصور، و (3243) في التفسير. باب ومن سورة الزمر، وابن المبارك فى "الزهد"(1597) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/105 و7/130 و 312 من طرق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، وقال الترمذي: حديث حسن، أي لغيره، فإن عطية العوفي، ضعيف، إلا أنه قد توبع عليه كما تقدم.

وأخرجه أحمد 1/326، والحاكم 4/559 من طريق مطرف، وأحمد 4/374 من

طريق خالد بن طهمان، كلاهما عن عطية، عن ابن عباس. =

ص: 105

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ نَحْوِهِ، قَالَ:«قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا» . [1: 104]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْأَشْيَاءَ النَّامِيَةَ الَّتِي لَا رُوحَ فِيهَا تُسَبِّحُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً

824 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَرْنَا عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَامَ، فَقُمْنَا مَعَهُ، فَجَعَلَ لَوْنُهُ يَتَغَيَّرُ حَتَّى رَعَدَ كُمُّ قَمِيصِهِ، فَقُلْنَا: مَا لَكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟، قَالَ:«مَا تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟» قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟، قَالَ:«هَذَانِ رَجُلَانِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا عَذَابًا شَدِيدًا فِي ذَنْبٍ هَيِّنٍ» ، قُلْنَا: مِمَّ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟، قَالَ:«كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَكَانَ الْآخَرُ يُؤْذِي النَّاسَ بِلِسَانِهِ، وَيَمْشِي بَيْنَهُمْ بِالنَّمِيمَةِ» فَدَعَا بِجَرِيدَتَيْنِ مِنْ جَرَائِدِ النَّخْلِ، فَجَعَلَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قُلْنَا: وَهَلْ يَنْفَعُهُمَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:«نَعَمْ، يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا دَامَا رَطْبَتَيْنِ»

(1)

. [5: 9]

= وأخرجه الطبراني (5072) من طريق خالد بن طهمان عن عطية، عن زيد بن أرقم.

وفى الباب عن أنس عند الخطيب في "تاريخه" 5/153، والضياء المقدسي فى "المختارة" ورقة 27/1، وعن جابر عند أبي نعيم في " الحلية " 3/189.

(1)

إسناده صحيح. أبو عروبة -وهو الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني- ثقة =

ص: 106

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حافظ مترجم في "تذكرة الحفاظ" 2/774، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة، قال النسائي: لا بأس به، وقال مسلمة: صدوق، وذكره المؤلف في "الثقات" وهو من رجال "التهذيب"، ومحمد بن سلمة -وهو ابن عبد الله الباهلي الحراني- وثقه النسائي وابن سعد، والعجلي والمؤلف، وأخرج له مسلم في صحيحه اثني عشر حديثاً، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الأموي مولاهم الحراني وثقه ابن معين، وأبو القاسم البغوي، وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به، وذكره المؤلف في الثقات، وقال: حسن الحديث، متقن فيه وهو من رجال مسلم، وزيد بن أبي أنيسة ثقة روى له الجماعة، والمنهال بن عمرو وثقه ابن معين والنسائي والعجلي وقال الدارقطني. صدوق، وأخرج له البخاري في صحيحه، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري نسيب ابن سيرين وختنة روى له الجماعة.

وللبيهقي في "عذاب القبر" ص 87 (123) من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن بكر الحضرمي، حدثنا عند الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد العزيز بن صالح أن الحسناء حدثته عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين، فأخذ سعفة أو جريدة فشقها فجحل أحدهما على أحد القبرين، والثقة الأخرى علي القبر الآخر -قال ابن وهب: أرى سئل عن فعلته- فقال رسول الله: رجل كان لا يتقي من البول، وامرأة كانت تمشي بين الناس بالنميمة، فانتظر بهما العذاب الى يوم القيامة.

وأخرج ابن أبي شيبة 3/376، وأحمد 2/441، والبيهقي في عذاب القبر ص 88 (123) من طريق محمد بن عبيد، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال. مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فوقف عليه، فقال إيتوني بجريدتين، فجعل أحدهما عند رأسه والأخرى عند رجليه، فقيل له: يا رسول الله أينفعه ذلك؟ فقال: "لعله يخفف عنة بعض عذاب القبر ما بقيت فيه ندوة" وهذا سند جيد.

وفى الباب عن ابن عباس عند: ابن أبي شيبة 3/376، 377، وأحمد 1/225، والبخاري (216) و (218) و (1361) و (1378) و (6052) و (6055) ، ومسلم (292) ، وأبي داود (20) ، والترمذي (70) ، والنسائي 1/28- 30 و 4/116، وابن ماجة (347) ، وعن أي بكرة نفيع بن الحارث عند ابن أبي شيبة 3/376، وأحمد 5/35 و 39، وابن ماجة (349) ، والبيهقي في "عذاب القبر" ص88، وعن أبى عند أحمد والطبراني في "الأوسط" والبيهقي في =

ص: 107

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِحَطِّ الْخَطَايَا، وَكَتْبِهِ الْحَسَنَاتِ عَلَى مُسَبِّحِهِ

825 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْتَسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ» ؟ فَسَأَلَهُ نَاسٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: وَكَيْفَ يَكْتَسِبُ أَحَدُنَا

(1)

يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟، قَالَ: «يُسَبِّحُ اللَّهَ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَيَحُطُّ

(2)

عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ»

(3)

. [1: 2]

= عذاب القبر ص 89، وعن أبي أمامة عند أحمد 5/266 وانظر "مجمع الزوائد" 1/207-209.

(1)

في هامش الأصل: أحد خ.

(2)

في جميع روايات مسلم "أو يحط" ورواه الباقون و"يحط" مثل رواية المؤلف، قال البرقاني: رواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان "ويحط" ورواية هؤلاء الثلاثة الأئمة الحفاظ حجة على رواية غيرهم.

قلت: لكن رواية يحيي القطان عند أحمد 1/180 أو يحط، قال أحمد: وقال ابن نمير أيضاً: أو يحط، ويعلى أيضاً أو يحط.

(3)

إسناده صحيح. وأخرجه أحمد 1/185، ومسلم (2698) في الذكر والدعاء. باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (80) من طريق سفيان، وابن أبي شبية 10/294، من طريق مروان بن معاوية، وأحمد 1/174، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(152) من طريق شعبة، وأحمد 1/180، والترمذي (3463) في الدعوات، من طريق يحيى القطان، وأحمد 1/185، والبغوي (1266) ، من طريق يعلى بن عبيد، كلهم عن موسي الجهني، به. قال الترمذي. هذا حديث حسن صحيح.

ص: 108

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِالْأَمْرِ بِغَرْسِ النَّخِيلِ

(1)

فِي الْجِنَانِ لِمَنْ سَبَّحَهُ مُعَظِّمًا لَهُ بِهِ

826 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ بِهِ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ»

(2)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ

827 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ السَّعْدِيُّ بِمَرْوَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ

(1)

في هامش الأصل: النخل خ.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أبا الزبير فمن رجال مسلم وقد عنعن، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/290، والبغوي (126) ، والترمذي (3464) في الدعوات، من طرق عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير، عن جابر.

وأخرجه النساني في "عمل اليوم والليلة"(827) ، والحاكم 1/501 و512، من طريق حماد بن سلمة، عن حجاج الصواف، به. بلفظ " سبحان الله العظيم "، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وأورده الحاكم شاهداً لحديث أبي هريرة عنده 1/512.

وله شاهد موقوف عن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 10/296 و 300، وفيه انقطاع، واخر مرفوع عن معاذ بن سهل عند أحمد 3/440 وسنده ضعيف، فيتقوى بهما الحديث ويصح.

ص: 109

الْعَظِيمِ، غُرِسَ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالتَّسْبِيحِ عَدَدَ خَلْقِ اللَّهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ

828 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُسَبِّحُ، ثُمَّ انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ:«مَا زِلْتِ قَاعِدَةً؟» ، قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:«أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَوْ عُدِلْنَ بِهِنَّ عَدَلَتْهُنَّ، أَوْ لَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَتْهُنَّ؟ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

(2)

[1: 104]

(1)

مؤمل بن إسماعيل: سيِّىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات وأخرجه الترمذي (3465) في الدعوات، عن محمد بن رافع، حدثنا المؤمل، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق حجاج الصواف، عن أبي الزبير، به. فانظر تخريجه ثمت.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 6/325 و 429، 430، والترمذي (3555) في

الدعوات، والنسائي 3/77 في السهو: باب نوع آخر من التسبيح، وفي "عمل اليوم والليلة"(163) و (164) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2726) في الذكر والدعاء. باب التسبيح أول النهار وعند النوم، وابن ماجة (3808) في الأدب. باب فصل التسبيح، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(165) ، من طريق محمود بن غيلان، عن أبي أسامة، كلاهما عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به. =

ص: 110

‌ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِ الْمَرْءِ بِالتَّسْبِيحِ، وَالتَّحْمِيدِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِعَدَدٍ مَعْلُومٍ

829 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبَجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ التَّسْبِيحِ الَّذِي يَكُونُ لِلْمَرْءِ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِهِ رَبِّهِ بِاللَّيْلِ مَعَ النَّهَارِ، وَالنَّهَارِ مَعَ اللَّيْلِ

830 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ

= وأخرجه أحمد 1/353 من طريق يزيد، عن المسعودي، عن محمد بن عبد الرحمن، به.

وسيرد برقم (832) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن.

قوله "ومداد كلماته": المداد بمعنى المدد، أي قدر ما يوازيها في الكثرة والعدد.

(1)

إسناده صحيح، وهو في "شرح السنة"(1262) من رواية أحمد بن أبي بكر، عن مالك، وهو في "الموطأ" 1/209-210 برواية يحيى بن يحيى، باب ما جاء في ذكر الله تعالى. ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة 10/290، وأحمد 2/302 و515، والبخاري (6405) في الدعوات: باب فضل التسبيح، ومسلم (2691) في الذكر: باب فضل التهليل والتسبيح، والترمذي (3466) في الدعوات، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(826) ، وابن ماجة (3812) في الأدب. باب فضل التسبيح.

وسيورده المؤلف برقم (859) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة.

ص: 111

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فَقَالَ:«مَاذَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟» ، قَالَ: أَذْكُرُ رَبِّي، قَالَ:«أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ التَّسْبِيحِ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا، وَيَثْقُلُ مِيزَانُ الْمَرْءِ بِهِ فِي الْقِيَامَةِ

831 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

إسناده حسن، من أجل ابن عجلان وهو محمد، ويحيي بن أيوب: هو الغافقي، وابن أبي مريم هو: سعيد بن الحكم الجمحي المصري.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(166) من طريق إبراهيم بن يعقوب، عن ابن أبي مريم، به.

وأخرجه أحمد 5/249 عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي أمامة. وصححه الحاكم 1/513 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيُّ، وهو كما قالا.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7930) وفي سنده ليث بن أبي سليم وهو سيِّىء الحفظ، وأخرجه أيضاً برقم (8122) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/93، وقال: رواه الطبراني من طريقين، وإسناد أحدهما حسن.

ص: 112

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ التَّسْبِيحِ الَّذِي يُعْطِي اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمَرْءَ بِهِ زِنَةَ السَّمَاوَاتِ ثَوَابًا

832 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَجُوَيْرِيَةُ جَالِسَةٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَجَعَ حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ،

(1)

إسناده صحيح، أبو زرعة هو ابن عمرو، تحرف في مطبوع الترمذي إلى "عن عمرو" وأخرجه ابن أبي شيبة 10/288، 289، وأحمد 2/232، والبخاري (6406) في الدعوات: باب فضل التسبيح، و (6682) في الإيمان والنذور: باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى، و (7563) في التوحيد: باب قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} ومسلم (2694) في الذكر: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والبغوي (1264) ، والترمذي (3467) في الدعوات، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(830)، وابن ماجة (3806) في الأدب: باب فضل التسبيح، والبيهقي "الأسماء والصفات" ص 499 من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الاسناد، وقد تفرد به محمد بن فضيل وشيخه وشيخ شيخه وصحابيه، فهو غريب، ومن الطرائف أن البخاري رحمه الله افتتح كتابه بحديث غريب وهو "إنما الأعمال بالنيات"، وختمه بغريب. وهو هذا الحديث، وفيه رد على من ادعى أن الشيخين ما خرجا إلا لمن روى عنه اثنان فصاعداً. وسيعيده المؤلف برقم (841) .

ص: 113

فَقَالَ: «لَنْ تَزَالِي جَالِسَةً بَعْدِي؟» ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:«لَقَدْ قُلْتُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِهِنَّ لَوَزَنَتْهُنَّ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ»

(1)

. [1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: جُوَيْرِيَةُ هِيَ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الْإِكْثَارِ لِلْمَرْءِ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا رَجَاءَ ثِقَلِ الْمِيزَانِ بِهِ فِي الْقِيَامَةِ

833 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ

(1)

عبد الحميد بن العلاء: لم أقف له على ترجمة، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 1/258 عن أسود بن عامر، ومسلم (2726) (79) في الذكر والدعاء: باب التسبيح أول النهار وعند النوم، عن قتيبة بن سعد، وعمرو الناقد، وابى أبي عمر، وأبو داود (1503) في الصلاة. باب التسبيح بالحصي، عن داود بن أميه، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة"(161) عن ابن المقرىء محمد بن عبد الله بن يزيد، والبغوي في "شرح السنة"(1297) من طريق علي بن المديني، كلهم عن سفيان، بهذا الاسناد. وقد تقدم برقم (828) من طريق شعبة عن محمد بن عبد الرحمن.

(2)

هذا خطأ بَيِّن من المؤلف رحمه الله، فجويرية هذه: هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعة المصطلقية، سبيت يوم غزوة المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في السنة الخامسة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه إعانة في فكاك نفسها، فقال لها: أوخير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك، فأسلمت، وتزوج بها وأطلق لها الأسارى من قومها.

قالت عائشة: فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها. أخرجه أحمد 6/277 بسند قوي. وفي صحيح مسلم (2140) كانت جويرية اسمها برة، فحوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، توفيت سنة (50) ، وقيل سنة (56) انظر ترجمتها في "سير أعلام النبلاء" 2/261 رقم الترجمة (39) .

ص: 114

إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَابْنُ جَابِرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقِيتُهُ بِالْكُوفَةِ فِي مَسْجِدِهَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«بَخٍ بَخٍ وَأَشَارَ بِيَدِهِ بِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ»

(1)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير شيخ ابن حبان وهو ثقة، والوليد - وهو ابن مسلم- قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهه تدليسه، وابن جابر هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو سلام هو: ممطور الحبشي وأبو سلمى. يقال: اسمه حريث، يعد في الشاميين.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(167) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/36، وابن سعد في "الطبقات" 6/58، وابن أبي عاصم في "السنة" 2/363، والطبراني في "الكبير" 22/348 من طرق عن الوليد بن مسلم، به، وصححه الحاكم 1/511، وأقره الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/88، وقال: رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما ثقات.

وأخرجه أحمد 3/443 و 4/237 عن عفان بن مسلم، عن أبان العطار، عن يحيي ابن أبي كثير، عن زيد عن أبي سلام عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال

وأخرجه أحمد 5/366 عن يزيد، عن هشام الدستوائي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلام، أن رجلًا حدثه، أنه سمع النبي.... قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. "المجمع" 10/88.

وأخرجه البزار 4/9 من طريق العباس بن عبد العظيم الباشاني، عن عبيد الله الدمشقي، عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي سلام، عن ثوبان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البزار: واسناده حسن. ونقله الهيثمي، وقال: إلا أن شيخه العباس بن عبد العظيم لم أعرفه، والصحابي الذي لم يسم -يعني في رواية أحمد- هو ثوبان إن شاء الله. ورواه الطبراني في " الأوسط " من حديث سفينة، =

ص: 115

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ الْإِنْسَانِ بِمَا وَصَفْنَا يَكُونُ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَهُ

834 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ بِأَرْغِيَانَ بِقَرْيَةِ سَبَنْجَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ أَحَبِّ الْكَرَمِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

835 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا

= ورجاله رجال الصحيح انظر "المجمع" 10/88، 89، و "تحفة الأشراف" للمزي 9/220.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/295 من حديث أبي الدرداء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/288 عن أبي معاوية، به.

وأخرجه مسلم (2695) في الذكر: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي (3597) في الدعوات: باب في العفو والعافية، عن أبي كريب، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(835) عن أحمد بن حرب، والبغوي (1277) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، كلهم عن أبي معاوية، به.

ص: 116

إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ خَيْرِ الْكَلِمَاتِ لَا يَضُرُّ الْمَرْءُ بِأَيِّهِنَّ بَدَأَ

836 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(2)

، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الْكَلَامِ أَرْبَعٌ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»

(3)

. [1: 104]

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(846) عن محمد بن قدامة، عن جرير، به.

وأخرجه أحمد 5/10 و 21، وسلم (2137) في الأدب: باب كراهية التسمية بالأسماء القبيحة، والطبراني (6791) ، والبغوي (1276) من طرق عن زهير، عن منصور، بهذا الإسناد

وسيورده المصنف برقم (839) من رواية هلال بن يساف، عن سمرة، دون واسطة الربيع بن عميلة، فيكون هلال سمع الحديث من الربيع، ثم سمعه من سمرة، ورواه من الطريقين، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(845) عن مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَارَةَ بن عمير، عن الربيع بن عميلة، به.

وعلقه البخاري 11/566 فى الإيمان والنذور: باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى، أو قرأ أو سَبَّح.. فقال وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضلُ الكلام أربع

(2)

في " الأحسان " بين عن وقال بياض، واستدرك من " الأنواع والتقاسيم " 1 /لوحة 652.

(3)

إسناده صحيح، وأبو حمزة هو: محمد بن ميمون السكري. =

ص: 117

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ عَدَدَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَمَا هُوَ خَالِقُهُ

837 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ فِي يَدِهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ، فَقَالَ:«أَلَا أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا وَأَفْضَلُ؟ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ»

(1)

. [1: 104]

= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(841) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، به.

وأخرجه أحمد 4/36 عن وكيع، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(842) عن علي بن المنذر، عن ابن فضيل، كلاهما (وكيع وابن فضيل) عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه النسائي (840) من طريق ضرار بن مرة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وذكره السيوطي في " الجامع الكبير " 2/518 وزاد نسبتة لابن النجار والديلمي في "مسند الفردوس".

(1)

رجاله رجال الصحيح، وسعيد بن أبي هلال أدرك عائشة بنت سعد فإنها توفيت سنة سبع عشرة ومئة، وهو ولد سنة (70) ونشأ بالمدينة وتوفي سنة 135 أو 33، وقال المؤلف:(149 هـ) ، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 1/547-548 من طريق حرملة بهذا الإسناد، وصححه هو والذهبي، وأخرجه أبو داود (1500) في الصلاة. باب التسبيح بالحصي، والترمذي (3568) في الدعوات: باب في دعاء =

ص: 118

‌ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْعَبْدِ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكَذَلِكَ التَّكْبِيرُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّهْلِيلُ

838 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأَجْرِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:«أَولَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَتَصَدَّقُونَ بِهِ، كُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ»

(1)

. [1: 2]

= النبي صلى الله عليه وسلم وتعوّذه دبر كل صلاة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "التحفة" 3/325، والبغوي (1279) ، من طرق عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن خزيمة، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها وحسنه الترمذي مع أن خزيمة لم يوثقه غير المؤلف.

وقد حسن الحديث أيضًا الحافظ ابن حجر في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان 1/245. وفي الباب عن صفية عند الترمذي (3554) والطبراني 74/24-75، والحاكم 1/547 وفي سنده ضعف.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في " صحيحه " (720) في صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة الضحي، و (1006) في الزكاة: باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، عن عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، بهذا الإسناد.

أخرجه أحمد 5/167 و 168 من طرق: عن مهدي بن ميمون به. =

ص: 119

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا وَصَفْنَا مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ مِنْ أَفْضَلِ الْكَلَامِ لَا حَرَجَ عَلَى الْمَرْءِ

(1)

بِأَيِّهِنَّ بَدَأَ

839 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الْكَلَامِ أَرْبَعٌ، لَا تُبَالِي بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»

(2)

. [1: 2]

= وأخرجه أبو داود (5243) و (5244) في الأدب: باب في إماطة الأذى عن الطريق من طرق عن واصل، به، وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (843) في الأذان. باب صفة الصلاة، و (6329) في الدعوات. باب الدعاء بعد الصلاة، ومسلم (595) في المساجد. باب استحباب الذكر بعد الصلاة والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(146) ،

وعن أبي الدرداء عند النسائي (147) و (148) و (149) و (150) و (151) والدثور: جمع دَثْر وهو المال الكثير ويقع على الواحد والاثنين والجميع. "النهاية".

وانظر " جامع العلوم والحكم " للحافظ ابن رجب الحنبلي ص220 وما بعدها.

(1)

على هامش الأصل: "المؤمن" خ.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه الطيالسي (899) ، وأحمد 5/11، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(847) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل به.

وأخرجه أحمد 5/20، وابن ماجة (3811) في الأدب: باب فصل التسبيح، من طريقين عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، به.

وتقدم برقم (835) من رواية هلال بن يساف، عن الربيع بن عميلة، عن سمرة، وذكر هناك أنه من المزيد في متصل الأسانيد.

ص: 120

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَلِمَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مَعَ التَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلَّا بِاللَّهِ مَعَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ

840 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ» ، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:«التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِتَقْرِينِ التَّعْظِيمِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِلَى التَّسْبِيحِ إِذْ هُوَ مِمَّا يُثْقِلُ الْمِيزَانَ فِي الْقِيَامَةِ

841 -

أَخْبَرَنَا عَزُّوزُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَابِدُ بِطَرَسُوسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،

(1)

إسناده ضعف، دراج في رواية عن أبي الهيثم ضعيف، وأخرجه الطبري 15/255 عن يونس، والحاكم 1/512 من طريق أحمد بن عيسي المصري، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الاسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في "الدر" 4/224 وزاد نسبته لسعيد بن منصور وأبي يعلى وابن أبي حاتم، وابن مردويه.

وأخرجه أحمد 3/75 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، به.

وإسناده ضعيف كسابقه، لكن يشهد له ما أخرجه الطبري 15/255 قال: وجدتُ في كتابي عن الحسن بن الصباح البزار، عن أبي نصر التمار، عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، والله أكبر، من الباقيات الصالحات". اسناده حسن.

وله شواهد أخر انظرها في " الدر المنثور " 4/224-225.

ص: 121

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ عَقْدِ الْمَرْءِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّقْدِيسَ بِالْأَنَامِلِ إِذْ هُنَّ مَسْؤُولَاتٌ وَمُسْتَنْطَقَاتٌ

842 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هَانِئَ بْنَ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا يَسِيرَةَ، وَكَانَتْ إِحْدَى الْمُهَاجِرَاتِ، قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ

(2)

بِالْأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْؤُولَاتٌ وَمُسْتَنْطَقَاتٌ»

(3)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (831)

(2)

في الأصل: واعقدهن، والمثبت من مصادر التخريج.

(3)

هو في " المصنف " لابن أبي شيبة 10/289، وأخرجه أحمد 6/370-371، وابن سعد في الطبقات 8/310، والترمذي (3583) ، والطبراني في "الكبير" 25/73 (181) من طرق عن محمد بن بشر بهذا الإسناد وأخرجه أبو داود (1501) ، والطبراني 25/74 من طريق مسدّد، عن عبد الله بن داود، عن هانىء بن عثمان، به، وهانئ بن عثمان لم يوثقه غير المؤلف، ولا يعرف بغير هذا الحديث، وكذا حميضة بنت ياسر شيخته، فيه، ومع ذلك فقد صححه الذهبي فى المختصر مع أن الحاكم 1/547 سكت عنه، وحسنه النووي فى " الأذكار "، والحافظ ابن حجر في "أمالي الأذكار" فيما ذكره ابن علان 1/247.

ويُسَيْرَة -ويقال. أُسيرة- ذكروها في الصحابة وكنوها أم ياسر، وأوردها ابن سعد "الطبقات" 8/310 فىِ النساء الغرائب من غير الأنصار، وقال المؤلف وابن مندة وأبو نعيم وابن عبد البر: كانت من المهاجرات، وليس لها فى الكتب الستة غير هذا الحديث.

ص: 122

‌ذِكْرُ اسْتِعْمَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْعَمَلَ

(1)

الَّذِي وَصَفْنَاهُ

843 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ

(2)

بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَدِهِ»

(3)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى حَامِدِهِ بِإِعْطَائِهِ مِلْءَ الْمِيزَانِ ثَوَابًا فِي الْقِيَامَةِ

844 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

في هامش الأصل " الفعل " خ

(2)

في الأصل: محمد، وهو خطأ، راجع المقدمة بحث شيوخ المؤلف.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات، ققد تابع شعبة الأعمش في روايته عن عطاء عند

الحاكم والبيهقي، وهو ممن سمع من عطاء قل الاختلاط.

وأخرجه أبو داود (1502) في الصلاة: باب التسبيح بالحصى، والترمذي (3411) في الدعوات، و (3486) باب ما جاء فى عقد التسبيح باليد، والنسائي 3/79 في السهو: باب عقد التسبيح، والحاكم 1/547، والبيهقي 2/253، والبغوي (1268) ، من طرق عن عثام بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/547 من طريق عفان، والبيهقي في "السنن" 2/253 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، عن عطاء، به.

وصححه الذهبي في "المختصر".

وأخرجه مطولاً أحمد في " المسند " 2/160، 161 و 204، 205، وأبو داود (506) في الأدب: باب في التسبيح عند النوم، والترمذي (3410) في الدعوات، والنسائي 3/74 في السهو: باب عدد التسبيح بعد التسليم، من طرق عن عطاء، به.

ص: 123

مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ

(1)

، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ

(2)

شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّدَقَةُ ضِيَاءٌ

(3)

، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا»

(4)

. [1: 2]

(1)

في الأصل: غانم، وهو تحريف

(2)

في مسلم وأحمد: " الطهور شطر الإيمان " وفي الترمذي: "الوضوء".

(3)

في مسلم وأحمد والترمذي: " والصدقة برهان والصبر ضياء "، وفي ابن ماجة:

"والزكاة برهان والصبر ضياء" وقال الحافظ ابن رجب في "شرح الأربعين" ص200. في أكثر نسخ مسلم، والصبر ضياء "، وفي بعضها. " والصيام ضياء".

(4)

إسناده صحيح، وأبو سلام هو: ممطور الحبشي

من تابعي أهل الشام، وأخرجه ابن ماجة (280) في الطهارة: باب الوضوء شطر الإيمان،

عن عبد الرحمن بن ابن ابراهيم دُحيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(169) من طريق عيسي بن مساور،

عن محمد بن شعيب بن شابور بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/342 و 343، ومسلم (223) في الطهارة: باب فضل الوضوء والترمذي (3517) في الدعوات، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(168) ، من طرق عن أبان بن يزيد، عن يحيي بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري لكن سقط زيد من سند أحمد 5/342.

وأخرجه أحمد 5/244 من طريق يحيى بن ميمون العطار، عن يحيى بن أبي كثير، بالإسناد المتقدم.

وانظر في شرح الحديث "جامع العلوم والحكم " ص 200-209.

ص: 124

‌ذِكْرُ وَصْفِ الْحَمْدِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا الَّذِي يُكْتَبُ لِلْحَامِدِ رَبِّهِ بِهِ مِثْلَهُ سَوَاءٌ كَأَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ

845 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصٍ ابْنِ أَخِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَلْقَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» ، فَلَمَّا جَلَسَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«كَيْفَ قُلْتَ؟» فَرَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا، قَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدِ ابْتَدَرَهَا عَشَرَةُ أَمْلَاكٍ كُلُّهُمْ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَكْتُبُوهَا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا، فَرَجَعُوهُ إِلَى ذِي الْعِزَّةِ جَلَّ ذِكْرُهُ، فَقَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا، قَالَ عَبْدِي»

(1)

. [1: 2]

(1)

رجاله ثقات، إلا أن خلف بن خليفة اختلط بآخرة، وقد أخرج له مسلم من رواية قتيبة عنه وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(341) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/158 عن حسين بن محمد، عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه أحمد 3/167، ومسلم (600) في المساجد: باب ما يقال بين تكبيرة

الإِحرام والقراءة، والنسائي 2/132، 133 في الافتتاحِ، من طرق عن حَمَّادُ بْنُ

سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عن أنس أن رجلاً جاء فدخل الصف، وقد

حفزه النفس، فقال:(زاد أحمد "حين قام في الصلاة") الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا

طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَالَ: "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ

بِالْكَلِمَاتِ؟ " فأرمَّ القوم، فقال: " أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأساً"، فقال

رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال صلى الله عليه وسلم " لقد رأيت اثني عشر ملكاً

يبتدرونها أيهم يرفعها". =

ص: 125

قَالَ الشَّيْخُ: مَعْنَى «قَالَ عَبْدِي» فِي الْحَقِيقَةِ: أَنِّي قَبِلْتُهُ.

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ، وَالتَّهْلِيلَ لَهُ مِنْ أَفْضَلِ الذِّكْرِ

846 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ»

(1)

. [1: 2]

= وأخرجه أحمد 3/106 و 188 من طرق عن حميد، عن أنس، وزاد فيه. ثم قال. "إذا جاء أحدكم إلى الصلاة، فليمش على هينته، فليصل ما أدرك، وليقض ما سبقه".

وأخرجه أحمد 3/191 من طريق بهز بن أسد، عن همام، عن قتادة، عن أنس، وفيه: جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فقال: الحمد لله

وفي الباب عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال " من المتكلم آنفا؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعاً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول" أخرجه مالك 1/211 و 212، والبخاري (799) في الأذان: باب 126، وأبو داود (770) و (773) في الصلاة: باب ما تستفتح به الصلاة من الدعاء، والترمذي (404) في الصلاة: باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، والنسائي 2/145 في الافتتاح. باب قول المأموم إذا عطس خلف الامام.

(1)

إسناده حسن، وأخرجه الترمذي (3383) في الدعوات. باب ما جاء أن دعوة =

ص: 126

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا عَلَى مَا هَدَاهُ لِلْإِسْلَامِ إِذَا رَأَى غَيْرَ الْإِسْلَامِ، أَوْ قَبْرَهُ

847 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا مَرَرْتُمْ بِقُبُورِنَا وَقُبُورِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ»

(2)

. [1: 83]

= المسلم مستجابة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة "(831) ، والحاكم 1/503 وصححه ووافقه الذهبي، عن يحيي بن حبيب بن عربي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب، لا يعرف إلا من حديث موسي بن إبراهيم" وهو صدوق يخطىء كما في "التقريب"، فمثله يكون حديثه حسناً.

وأخرجه ابن ماجة (3800) في الأدب: باب فضل الحامدين، وابن أبي الدنيا في "الشكر" ص 37، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 105، وفي "شعب الإيمان" 2/1/128 والخرائطي في " فضيلة الشكر " ص 35، والبغوي (1269) ، والحاكم 1/498، عن طرق عن موسي ابن ابراهيم الأنصاري، به.

وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

(1)

تصحفت في الأصل إلى " البقال ".

(2)

إسناده ضعيف جداً، الحارث بن سريج قال ابن معين. ليس شيء، وقال النسائي. ليس بثقة، وقال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث، وشيخه يحيي بن اليمان كثير الخطأ. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (599) بن طريق أبي بعلى، عن الحارث بن سريج، به ويغني عنه حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار 1/64، 65، والطبراني (326) ، وابن السني (600) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/191، 192، والضياء في "المختارة" 1/333، من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري: عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو؟ قال: "في النار"، فكأن الأعرابي وجد من ذلك، فقال: يا =

ص: 127

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَمَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْخَبَرِ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرَّ بِقَبْرِ غَيْرِ الْمُسْلِمِ، أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا عَلَى هِدَايَتِهِ إِيَّاهُ الْإِسْلَامَ، بِلَفْظِ الْأَمْرِ بِالْإِخْبَارِ إِيَّاهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ يُخَاطَبَ مَنْ قَدْ بَلِيَ بِمَا لَا يَقْبَلُ عَنِ الْمُخَاطِبِ بِمَا يُخَاطِبُهُ بِهِ

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الْحَمْدِ لِلَّهِ عَلَى عِصْمَتِهِ إِيَّاهُ عَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ مَنْ حَادَ عَنْهُ

848 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: كَذَّبَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، تَكْذِيبِي أَنْ يَقُولَ: أَنَّى يُعِيدُنَا كَمَا بَدَأْنَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ أَنْ

(1)

يَقُولَ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وَإِنِّي الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»

(2)

. [3: 68]

= رسول الله فأين أبوك؟ قال. " حيثما مررت بقبر كافر فبشّره بالنار "، قال: فأسلم الأعرابي بعد، فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعباً ما مررت بقبر كافر إلاَّ بشرته بالنار. وهذا سند صحيح.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/117، 118 وقال: رواه البزار، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.

(1)

كذا وقع هنا وفي البخاري بحذف الفاء في جواب "أما"، وفي رواية الأعرج عند البخاري. فأما تكذيبه إياي، فقوله لن يعيدني.

(2)

ابن أبي السري: -وهو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي =

ص: 128

‌ذِكْرُ وَصْفِ التَّهْلِيلِ الَّذِي يُعْطِي اللَّهُ مَنْ هَلَّلَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثَوَابَ عِتْقِ رَقَبَةٍ

849 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ عَمَلًا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ»

(1)

. [1: 2]

= مولاهم أبو عبد الله العسقلاني- صدوق له أوهام كثيرة إلا أنه قد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أحمد 2/317، والبخاري (4975) في التفسير: باب قوله تعالى:

(الله الصمد) من طريق إسحاق بن منصور، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 506، من طريق أحمد بن يوسف السلمي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3193) في بدء الخلق، و (4974) في التفسير، والنسائي 4/112 في الجنائز: باب أرواح المؤمنين، من طرق عن أبي الزناد، بن الأعرج، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد 2/350 بن حسن بن موسي، عن ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة.

(1)

إسناده صحيح، وهو في "الموطأ" 1/209 في القرآن: باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/302 و375، والبخاري (3293) في بدء الخلق: باب صفة إبليس، و (6403) في الدعوات: باب فضل التهليل، ومسلم (2691) في الذكر والدعاء: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي (3468) في الدعوات، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(25) ، وابن =

ص: 129

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا يُعْطِي الْمُهَلِّلَ لَهُ بِمَا وَصَفْنَا ثَوَابَ رَقَبَةٍ لَوْ أَعْتَقَهَا إِذَا أَضَافَ الْحَيَاةَ وَالْمَمَاتَ فِيهِ

(1)

إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا

850 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ نَافِلَةُ

(2)

الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ أَنَّهُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُبَيْدًا الْإِيَامِيَّ

(3)

يُحَدِّثُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ»

(4)

.

[1: 2]

= ماجة (3798) في الأدب: باب فضل لا إله إلا الله، والبغوي (1272) .

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "(26) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن سمي، بهذا الإسناد مع اختلاف في لفظه.

(1)

في هامش الأصل. فيها خ.

(2)

النافلة: ولد الولد.

(3)

في "تهذيب التهذيب" اليامي، ويقال: الإيامي.

(4)

إسناده قوي، شيبان بن أبي شيبة: هو ابن فروخ الحبطي الأُبُلي، صدوق من رجال مسلم وباقي رجاله ثقات من رجال الستة خلا عبد الرحمن بن عوسجة وهو ثقة، لكى لم يخرج له الشيخان.

وأخرجه أحمد 4/285 عن عفان، عن محمد بن طلحة، عن طلحة بن مصرف، بهذا الاسناد.

وأخرجه أحمد 4/285 عن عفان، و 4/304 عن يحيي ومحمد بن جعفر، ثلاثتم عن شعبة، عن طلحة، به وإسناده صحيح.

وأخرجه أحمد 4/286، 287 عن أبي معاوية، عن قَنَان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوسجة، به. وهذا إسناد حسن. =

ص: 130

‌ذِكْرُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي إِذَا، قَالَهَا الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ جَلَّ وَعَلَا عَلَيْهَا

851 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لِيَ الْمُلْكُ وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، وَقَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا،

= ولم يرد في روايات أحمد لفظ " يحيي ويميت " وأخرجه الحاكم 1 /501 من طريق الحسن بن عطية، عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، به ولم يذكر فيه أيضاً لفظ " يحيي ويميت " وصححه الحاكم، وتَعَقُّبُ الذهبيِّ بأن الحسن بن عطية ضعفه الأزدي ليس بشيء، فإنه صدوق كما قال أبو حاتم، وقد توبع عليه.

ولفظ " يحيي ويميت " ثابت من حديث أبي أيوب عند أحمد 5/420 ولفظه بتمامه "من قال حين يصبح. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط الله عنه بها عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر درجات، وكن له كعشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن، فإن قال حين يمسي، فمثل ذلك".

ص: 131

وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الْإِحْرَازِ بِذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي أَسْبَابِهِ دُونَ الِاتِّكَالِ عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ فِيهَا

852 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ»

(2)

. [1: 2]

(1)

إسناده قوي، وأخرجه الترمذي (3430) في الدعوات: باب ما يقول العبد إذا مرض، والنسائي في "عمل اليوم والليلة "(30) و (31) و (348) ، وابن ماجة (3794) في الأدب. باب فضل لا إله إلا الله، وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند"(943) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقد رواه شعبة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سعيد بنحو هذا الحديث بمعناه ولم يرفعه شعبة، حدثنا بذلك بندار، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة بهذا. قلت. ومن طريق بندار هذا أخرجه النسائي أيضاً في "عمل اليوم والليلة"(32) . وشعبة روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط، ولا يضر وقفه، فإنه ليس للرأي فيه مجال، فيكون له حكم الرفع، وقد تابع أبا إسحاق على رفعه أبو جعفر الفراء عند عبد بن حميد (945) بسندٍ رجاله ثقات، فيتقوى الحديث بهذه المتابعة، ويصح.

(2)

إسناده صحيح، وأبو مودود هو: عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي، مولاهم المدني وثقه المؤلف، وابن معين، وأحمد، وأبو داود، وابن المديني، وقول الحافظ في "التقريب": مقبول وهمٌ منه، وربما يكون من الطبع، فإن النسخة المتداولة بتحقيق =

ص: 132

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الذِّكْرِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الْأَحْوَالِ حَذَرَ أَنْ يَكُونَ الْمَوَاضِعُ عَلَيْهِ تِرَةً فِي الْقِيَامَةِ

853 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَمَا مَشَى أَحَدٌ مَمْشًى لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا أَوَى أَحَدٌ إِلَى فِرَاشِهِ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً»

(1)

. [1: 2]

= الأستاذ عبد الوهاب عبد اللطيف يحشو فيها التحريف والسقط، فليحذر طالب العلم من الاعتماد عليها.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 1/72، وأبو داود (5089) في الأدب باب ما يقول إذا أصبح، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/171 والبغوي (1326) ، من طرق عن أبي ضمرة أنس بن عياض، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابو داود (5088) في الأدب، عن عبد الله بن مسلمة، عن أبي مودود عمن سمع أبان بن عثمان، به.

وأخرجه أبو داود الطيالسي ص 14 رقم (79) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان، به، ومن طريق أبي داود أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (660)، والترمذي (3388) في الدعوات: باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح واذا أمسى، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(346)، وابن ماجة (3869) في الأدب: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح واذا أمسى.

وأخرجه أحمد 1/62 و 66، والحاكم 1/514 من طرق عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وسيرد أيضاً برقم (862) .

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة الوليد وهو مدلس، وأخرجه أبو داود (4856) في الأدب: باب كراهية إن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(404) عن قتية بن سعيد، عن الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، به. =

ص: 133

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو داود (5059) في الأدب. باب ما يقول عند النوم، عن حامد بن يحيى، عن أبي عاصم، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(405) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه أحمد 2/432 من طريق يحيى القطان وروح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(406) من طريق يحيى القطان، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، به.

وأورده الهيثمي في " المجمع " 10/80 وقال. رواه أحمد، وابو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل لم يوثقه أحد، ولم يجرحه، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح قلت وأبو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، ذكره المزي في " تهذيب الكمال " في الكنى، وذكره قبل ذلك فيمن اسمه إسحاق غير منسوب لكنه رجح أن الصواب أبو إسحاق، وقال الحافظ ابن حجر. ووقع في بعض النسخ من النسائي: عن أبي إسحاق، والثابت في رواية حمزة الحافظ إسحاق بغير أداة كنية، وكذا عند أحمد وأبي داود والطبراني في الدعاء وإسحاق المذكور ما عرفت من حاله شيئاً. انظر "تهذيب الكمال" 2/501، 502، و"تهذيب التهذيب" 1/258، و"النكت الظراف" 10/425.

وصححه الحاكم 1/550 ووافقه الذهبي، لكن تحرف فيه إسحاق مولى عبد الله بن الحارث إلى إسحاق بن عبد الله بن الحارث.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(407) عن أحمد بن حرب، عن قاسم بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق عن أبي هريرة قال المزي: وهو وهم. يعني بإسقاط المقبري انظر "تحفة الأشراف" 10/426.

وأخرجه أحمد 2/446 و 481 و 484، والترمذي (3380) في الدعاء: باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله، واسماعيل القاضي في " فضل الصلاة على النبي "(54) ، وأبو نعيم في الحلية " 8/130، والبيهقي في " السنن " 3/210، والبغوي في " شرح السنة " (1254) ، من طرق عن سفيان، عن صالح مولي التوأمة عن أبي هريرة. وسفيان ممن سمع من صالح بعد الاختلاط، لكن تابعه عليه ابن أبي ذئب عند أحمد 2/453، وزياد بن سعد عنده أيضاً 2/495، وهما من سمع من صالح قبل الاختلاط، فالسند صحيح. وصححه الحاكم 1/496، فتعقبه الذهبي بقوله: "صالح ضعيف" لكن تقدم ذكر رواية من سمع منه=

ص: 134

‌ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى الْمَوْضِعَ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِيهِ، وَالْمَوْضِعَ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ

854 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»

(1)

. [1: 2]

= قبل الاختلاط.

وتقدم برقم (590) من طريق سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، فانظر تخريجه هناك.

والتِّرةُ: النقص، يقال: وَتَره يَتِرهُ تِرَةً، إذا نقصه، وقيل: التِّرةُ هنا التبعة.

وقال الترمذي: ومعنى قوله: "تره" يعني حسرة وندامة.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6407) في الدعوات باب فضل ذكر الله عز وجل، ومسلم (779) في صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد، عن محمد بن العلاء أبي كريب، بهذا الإسناد، ولفظ البخاري. " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".

قال الحافظ في " الفتح " 11/210. وقد أخرجه مسلم عن أبي كريب -وهو محمد بن العلاء- شيخ البخاري، فيه بسنده المذكور بلفظ "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت" وكذا أخرجه الإسماعيلى وابن حبان في صحيحه جميعاً عن أبي يعلى عن أبي كريب، وكذا أخرجه أبو عوانة

عن أحمد بن عبد الحميد والإسماعيلي أيضاً عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن براد، وعن القاسم بن زكريا، عن يوسف بن موسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وموسي بن عند الرحمن المسروقي، والقاسم بن دينار، كلهم عن أبي أسامة، فتوارد هؤلاء على هذا اللفظ يدل على أنه هو الذي حدث به بريد بن عبد الله شيخ أبي أسامة، وانفراد البخاري باللفظ المذكور دون بقية أصحاب أبي كريب، وأبي أسامة يشير بأنه رواه من حفظه أو تجوز في روايته =

ص: 135

‌ذِكْرُ حُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ بِالْقَوْمِ يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ مَعَ نُزُولِ السَّكِينَةِ عَلَيْهِمْ

855 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ،

= بالمعنى الذي وقع له، وهو أن الذي يوصف بالحياة وبالموت هو الساكن لا السكن، وأن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت، فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة، وغير الذاكر بالبيت الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل وقيل موقع التشبية بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يُواليه، والضر لمن يعاديه، وليس ذلك في الميتِ، والمراد لذكر الله هو الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها، والإكثار منها مثل سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وحسبي الله ونعم الوكيل والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة.

قال الحافظ: ويطلق ذكر الله أيضاً ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه، كتلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسه العلم والتنفل بالصلاة.

ثم الذكر يقع تارة باللسان، ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه وإن إنضاف إلى النطق الذكر بالقلب، فهو أكمل، إن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى، ونفي النقائص عنه ازداد كمالاً، فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالاً، فإن صحيح التوجه، وأخلص لله تعالي في ذلك، فهو أبلغ الكمال.

وقال الفخر الرازي المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد، والذكر بالقلب التفكر في أدلة الذات والصفات، وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع أحكامها، وفي أسرار مخلوقات الله والذكر بالجوارح هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ومن ثم سمى الله الصلاة ذكراً، فقال (فاسعوا إلي ذكر الله) .

ص: 136

إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْقَوْمِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مَعَ سُؤَالِهِمْ إِيَّاهُ الْجَنَّةَ وَتَعَوُّذِهِمْ بِهِ مِنَ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

856 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً فُضُلًا

(2)

عَنْ كُتَّابِ

(3)

النَّاسِ، يَمْشُونَ فِي الطُّرُقِ،

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الأحوص: سلام بن سليم قديم السماع من أبي إسحاق، أخرج الشيخان من روايته عنه، وقد توبع عليه أيضاً.

وأخرجه أحمد 2/447 من طريق إسرائيل، ومسلم (2700) في الذكر. باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، من طريق شعبة، والترمذي (3378) في الدعاء. باب ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون الله عز وجل ما لهم من الفضل، من طريق سفيان، كلهم عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد وتقدم بنحوه برقم (768) من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(2)

قال الإِمام النووي في شرح مسلم 17/14 ضبطوه على أوجه، أحدها -وهو ارجحها وأشهرها في بلادنا- "فُضُلاً" بضم الفاء والضاد والثانية: بضم الفاء، واسكان الضاد، ورجحها بعضهم، وادعى أنها أكثر وأصوب، والثالثة بفتح الفاء واسكان الضاد، قال القاضي عياض: هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم، والرابعة "فُضُل" بضم الفاء والضاد ورفع اللام على أنه خبر مبتدأ محذوف، والخامسة " فضلاء " بالمد جمع فاضل.

قال العلماء: معناه على جميع الروايات أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، وإنما مقصودهم حلق الذكر.

(3)

بضم الكاف، وتشديد التاء المثناة: جمع كاتب، والمراد بهم. الكرام الكاتبون وغيرهم المرتبون مع الناس.

ص: 137

يَلْتَمِسُونَ الذِّكْرَ، فَإِذَا رَأَوْا أَقْوَامًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تبارك وتعالى تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَاتِكُمْ، فَيَحُفُّونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلَا، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، فَيَقُولُ: عِبَادِي مَا يَقُولُونَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، يُسَبِّحُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ تَسْبِيحًا وَتَمْجِيدًا وَتَكْبِيرًا وَتَحْمِيدًا، فَيَقُولُ: مَاذَا يَسْأَلُونَ؟ فَيَقُولُونَ: يَسْأَلُونَكَ يَا رَبِّ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ: هَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ قَدْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ طَلَبًا وَأَشَدَّ حِرْصًا، فَيَقُولُ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ فَيَقُولُونَ: يَتَعَوَّذُونَ بِكَ مِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: فَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ قَدْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ تَعَوُّذًا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»

(1)

. [1: 2]

(1)

محمد بن عبد ربه ذكره المؤلف في "الثقات" 9/107، ووصفه بقوله: يخطىء ويخالف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وأشار الحافظ إلى رواية ابن حبان هذه في " الفتح " 11/211.

وأخرجه أحمد 2/251، والترمذي (3600) في الدعوات باب ما جاء أن لله ملائكة سياحين في الأرض، من طريق أبي معاوية عن الأعمش، به، وقال الترمذي: حسن صحيح: عندهما. " أبي هريرة أو أبي سعيد "، على الشك، وجعل أحمد الشك من الأعمش، وكذا قال ابن أبي الدنيا عن إسحاق بن إسماعيل، عن أبي معاوية، وكذا أخرجه الاسماعيلي من رواية عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أو عن أبي سعيد، وقال: شك سليمان يعني الأعمش.

وسيورده المصنف بعده من طريق جرير، عن الأعمش، به وأخرجه أحمد 2/358 و 382، ومسلم (2689) في الذكر. باب فضل مجالس الذكر، من طرق عن وهيب، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. وأخرجه =

ص: 138

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ جَالَسَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ يُسْعِدُهُ اللَّهُ بِمُجَالَسَتِهِ إِيَّاهُمْ

857 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً فُضُلًا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ، يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، فَيَقُولُ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: يُكَبِّرُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيُسَبِّحُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا لَكَ أَشَدَّ عِبَادَةً وَأَكْثَرَ تَسْبِيحًا وَتَحْمِيدًا وَتَمْجِيدًا، فَيَقُولُ: وَمَا يَسْأَلُونِي؟، قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: فَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا عَلَيْهَا أَشَدَّ حِرْصًا وَأَشَدَّ طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، فَيَقُولُ: وَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا لَكَانُوا مِنْهَا أَشَدَّ فِرَارًا، وَأَشَدَّ هَرَبًا، وَأَشَدَّ خَوْفًا، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ:، فَقَالَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: إِنَّ

= الحاكم 1/495 وقال. حديث صحيح، تفرد بإخراجه مسلم مختصراً، ووافقه الذهبي.

ص: 139

فِيهِمْ فُلَانًا لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: فَهُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ سِبَاقِ

(2)

الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ فِي الْقِيَامَةِ أَهْلَ الطَّاعَاتِ إِلَى الْجَنَّةِ

858 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانَ، فَقَالَ:«سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُفَرِّدُونَ؟، قَالَ:«الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ»

(3)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري (6408) في الدعوات. باب فضل

‌ذكر الله، عن قتيبة بن سعيد، عن جرير بهذا الإسناد

.

وتقدم قبله من طريق الفضيل بن عياض، عن الأعمش، به، فانظره.

(2)

في الأصل: سياق.

(3)

إسناده صحيح، على شرط مسلم، وأخرجه مسلم (2676) في الذكر: باب الحث على ذكر الله، عن امية بن بسطام العيشي، بهذا الاسناد.

وأخرجه أحمد 2/323، والحاكم 1/495، ومن طريقه البيهقي في "شعب الايمان" 1/314 من طريق أبي عامر العقدي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقَة، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يَقُولُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" سبق المفردون " قالوا: يا رسول الله ومَنِ المفرِّدُون؟ قال: "الذين يهترون في ذكر الله عز وجل" وإسناده صحيح على شرط مسلم. =

ص: 140

‌ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا قُدِّمَ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ بِقَوْلِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، بِعَدَدٍ مَعْلُومٍ عِنْدَ الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ

859 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وَإِذَا أَمْسَى مِائَةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ»

(1)

. [1: 2]

= وأخرجه الترمذي (3596) في الدعوات: باب في العفو والعاقبة، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن عمر بن راشد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، ولفظه. "المفردون: المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافاً" وقال: حديث حسن غريب، مع أن عمر بن راشد متفق على ضعفه، وقد خالف علي بن المبارك سنداً ومتناً، وهذا ما دعا البيهقي إلى القول: إن الاسناد الأول أصح.

والمفردون: بفتح الفاء وكسر الراء المشددة، قال النووي: هكذا نقله القاضي عن متقني شيوخهم، وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء. وقال ابنُ الأثير: يقال: فرد برأيه وفرَّد وأفرد واستفرد، بمعنى: انفرد. وقيل: فرَّد الرجلُ إذا تفقه، واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهي وقيل: المفردون: هم الهرمى الذي هلك أقرانهم من الناس، فبقوا يذكرون الله تعالى. ويهترون: يولعون، يقال. أهتر فلان بكذا واستهتر، فهو مهتر به، ومستهتر. أي مولع به لا يتحدث بغيره، ولا يفعل غيره انظر "النهاية"، و "شرح مسلم" 17/4.

(1)

إسناده قوي، وأخرجه الحاكم 1/518 من طريق أبي النصر عمر بن محمد النصري عن حماد بن سلمة، به. وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه أحمد 2/371 من طريق محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، به. وقد تقدم برقم (829) من طريق مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ص: 141

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي إِذَا قَالَهُ الْإِنْسَانُ حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يُوَافِ فِي الْقِيَامَةِ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا وَافَى

860 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ، لَمْ يُوَافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي إِذَا، قَالَهُ الْمَرْءُ عِنْدَ الصَّبَاحِ كَانَ مُؤَدِّيًا لِشُكْرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ

861 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ رَبِيعَةُ الرَّأْيِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(2)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ

(1)

إسناده قوي، وأخرجه أبوداود (5091) في الأدب: باب ماذا يقول إذا أصبح، عن محمد بن المنهال الضرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2692) في الذكر والدعاء: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي (3469) في الدعوات، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(568) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ الأموي، عن عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به.

وتقدم عند المؤلف من طرق أخرى برقم (829) و (859) .

(2)

في "الفتوحات الربانية" 3/107. وفي "الحرز" رواه أبو داود والنسائي عن عبد الله ابن غنام، وابنُ حبان والنسائي عن ابن عباس، وقال الحافظ بعد تخريجه عن =

ص: 142

حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ»

(1)

. [1: 2]

= يحيي بن صالح، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ غنام: حديث حسن أخرجه النسائي في "الكبرى"، والفريابي في " الذكر" وأخرجه أبو داود وسمى ابن غنام كما ذكر الشيخ (يريد النووي) ورواه جماعة عن عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال بسنده، لكن قال: عن عبد الله بن عباس، أخرجه كذلك النسائي والمعمري (حسن بن علي ابن شبيب) ، وابن حبان في " صحيحه " من طرق عن عبد الله بن وهب، ووافق ابن وهب سعيد بن أبي مريم عند الطبراني في "الدعاء" قال أبو نعيم في "المعرفة": من قال فيه ابن عباس، فقد صحف وقال ابن عساكر في "الأطراف": هو خطأ، وقد وافق ابن وهب في رواية له الأكثر، فقال: ابن غنام، أخرجه الطبراني من رواية أحمد بن صالح، عن ابن وهب بهذا وفي "الاصابة " 2/349 في ترجمة عبد الله بن غنام. وله حديث في سنن أبي داود

والنسائي في القول عند الصباح، وقد صحفه بعضهم فقال: ابن عباس، وأخرج النسائي الاختلاف فيه، وجزم أبو نعيم بأن من قال في ابن عباس فقد صحف، وانظر "تحفة الأشراف" و "النكت الظراف" 6/403-404، وابن غنام: هو عبد الله بن غنام بن أوس بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي، له صحبة، يعد في أهل الحجاز.

(1)

عبد الله بن عنبسة وثقه المؤلف، وروى عنه اثنان وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود (5073) في الأدب: باب ماذا يقول إذا أصبح، عن أحمد بن صالح، عن يحيي بن حسان واسماعيل بن أبي أويس، والنسائي في "اليوم والليلة"(7) من طريق عمرو بن منصور، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والبغوي في "شرح السنة"(1328) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن عبد الله بن غنام البياضي، به، وقد تقدم قول الحافظ: حديث حسن.

ص: 143

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي يَحْتَرِزُ الْمَرْءُ بِهِ مِنْ فَاجِئَةِ الْبَلَاءِ حَتَّى يُمْسِيَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ الصَّبَّاحِ، وَحَتَّى يُصْبِحَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ الْمَسَاءِ

862 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ

(1)

بْنُ عِيسَى، يَعْنِي الْبِسْطَامِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ» . [1: 2]

وَقَدْ كَانَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ فَقِيلَ لَهُ: أَيْنَ مَا كُنْتَ تُحَدِّثُنَا بِهِ؟، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حِينَ أَرَادَ بِي مَا أَرَادَ أَنْسَانِيهَا

(2)

.

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَقَرَنَهُ بِرِضَاهُ بِالْإِسْلَامِ وَالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

863 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ التُّجِيبِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(1)

في "الأصل": الحسن، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح، وأبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي مولاهم، وقد تقدم برقم (853) من طريق قتيبة: عن أنس بن عياض، به.

ص: 144

مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»

(1)

.

[1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو هَانِئٍ اسْمُهُ: حُمَيْدُ بْنُ

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي علي الجنبي الهمداني، وهو ثقة روى له أصحاب السنن. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/241، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1529) في الصلاة باب في الاستغفار، من طريق محمد ابن رافع، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(5) من طريق أحمد بن سليمان، كلاهما عن زيد بن الحباب، بهذا الاسناد. وصححه الحاكم 1/518 ووافقه الذهبي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(6) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانيء، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي سعيد.

وأخرجه مطولاً أحمد 3/14 من طريق يحيي بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن خالد ابن أبي عمران، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي سعيد، وهذا سند حسن بما قبله.

وفي الباب عن ثوبان عند الترمذي (3389) في الدعاء باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى. وعن خادم النبي عند أحمد 4/337، وأبي داود (5072) في الأدب: باب ماذا يقول إذا أصبح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(4) ، وابن أبي شيبة 10/240، 241، ومن طريقه ابن ماجة (3870) في الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، والبغوي في "شرح السنة"(1324) من طرق عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، أنه كان في مسجد حمص فمرَّ به رجل فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه فقال: حدثني بحديث سمعتة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرجال قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه" وسنده حسن في الشواهد وصححه الحاكم 1/518 ووافقه الذهبي. لكن وقع عند ابن أبي شيبة وابن ماجة:

عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب: عن أبي سلام، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم كما نبه عليه المزي في تحقة الأشراف 9/220 وفي " التهذيب " ووقع في "المستدرك": سمعت أبا عقيل يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية والصواب: يحدث عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام.

ص: 145

هَانِئٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ

(1)

مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ فِلَسْطِينَ

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي إِذَا قَالَهُ الْمَرْءُ عِنْدَ الْكَرْبِ يُرْتَجَى لَهُ زَوَالُهَا عَنْهُ

864 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَهْلَ بَيْتِهِ، فَقَالَ:«إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»

(2)

. [1: 2]

(1)

تحرف في الأصل إلى "التجيبي" والجَنْبي بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة: نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن.

(2)

إسناده ضعيف، عتاب بن حرب ضعفه غير واحد كما فى "اللسان" 4/127- 128، وشيخه ابو عامر الخزاز كثير الخطأ. وأورده الطبراني في " الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/137، والسيوطي في " الجامع الصغير " قال المناوي: رمز المؤلف -يريد السيوطي- بحسنه مع أن فيه محمد به موسي البربري، قال في " الميزان " عن الدارقطني: غير قوي، وفي " اللسان " ما أحد جمع من العلم ما جمع وكان لا يحفظ إلا حديثين. انتهى، لكن له شواهد.

ومن شواهده حديث أسماء بنت عميس عند ابن أبي شيبة 10/197، وأحمد 6/369، وأبي داود (1525) في الصلاة: باب في الاستغفار، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، كما في "تحفة الاشراف" 11/260، وابن ماجة (3882) في الدعاء باب الدعاء عند الكرب، قالت: علّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُهن عند الكرب" الله، الله ربي لا أشرك به شيئا، وسنده حسن، وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12788) وفي سنده صالح بن عبد الله أبو يحيى وهو ضعيف، فالحديث صحيح بهذه الشواهد.

ص: 146

اسْمُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ: صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ رُوِيَ لَهُ أَرْبَعُونَ حَدِيثًا، مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَعَ التَّحْمِيدِ لِمَنْ أَصَابَتْهُ شِدَّةٌ أَوْ كَرْبٌ

865 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَقَّنَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، وَأَمَرَنِي إِنْ أَصَابَنِي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَقُولُهُنَّ:«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَهُ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

(1)

. [1: 104]

(1)

إسناده قوي، وأخرجه أحمد 1/94 من طريق يونس، عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(630) و (631) ، والحاكم 1/508 وصححه ووافقه الذهبي من طريقين عن ابن عجلان، به.

وأخرجه أحمد 1/91 من طريق أسامة بن زيد، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(629) من طريق أبان بن صالح، كلاهما عن محمد بن كعب، به.

وفي الباب عن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 10/196، والبخاري (6345) في الدعوات. باب الدعاء عند الكرب، ومسلم (2730) في الذكر. باب دعاء الكرب، والترمذي (3435) في الدعوات: باب ما جاء ما يقول عند الكرب، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقُولُ عند الكرب:"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله الا الله رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش الكريم".

ص: 147

‌9- بَابُ الْأَدْعِيَةِ

866 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَسْأَلُ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ»

(1)

.

(1)

قطن بن نسير، وصفه الحافظ في "التقريب" بقوله: صدوق يخطىء، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/138: سئل أبو زرعة عنه، فرأيتة يحمل عليه، ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مما أنكر عليه. وقال ابن عدي حدثنا القواريري، حدثنا جعفر، عن ثابت بحديث. "ليسأل أحدكم من ربه حاجته كلُها

" فقال رجل القواريري: إن شيخنا يحدث به عن جعفر، عن ثابت، عن أنس، فقال القواريري: باطل، قال بن عدي. وهو كما قال. وأخرجه الترمذي (3612) آخر كتاب الدعوات (وقد سقط من مطبوعة إبراهيم عطوة عوض) من طريق أبي داود سليمان ابن الأشعث السجزي، حدثنا قطن البصري بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث غريب وروى غير واحد هذا الحديث عن جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه عن أنس ثم أورده من طريق صالح بن عبد الله، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا أصح من حديث =

ص: 148

867 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ

(1)

، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْجَوَامِعُ مِنَ الدُّعَاءِ

(2)

. [5: 12]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَبُو نَوْفَلٍ: اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي عَقْرَبَ

(3)

مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.

‌ذِكْرُ مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَصْدُ الْمَرْءِ فِي جَوَامِعِ دُعَائِهِ وَبَيَانِ أَحْوَالِهِ لَهُ

868 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا

= قطن، عن جعفر بن سليمان. ورواه البزار في "مسنده" رقم (3135) عن سليمان بن عبد الله الغيلاني، عن سيار بن حاتم، عن جعفر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَ قَالَ: لم يروه عن ثابت سوى جعفر. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد، 10/150 وقال: ورجاله رجال الصحيح، غير سيار بن حاتم وهو وهو ثقة، وسيعيده المصنف برقم (894) و (895) .

(1)

تحرف في الأصل الى سنان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري الحافظ الحجة.

وأخرجه أبوداود الطيالسي (1491) ، وأحمد 6/148 و 189 عن عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود (1482) في الصلاة: باب الدعاء، من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 1/538 ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/199 من طريق الأسود بن شيبان، عن ابن نوفل، عن ابن أبي عدي، عن عائشة. والجوامع من الدعاء: هي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة.

(3)

وقيل: مسلم بن أبي عقرب، وقيل: عمرو بن مسلم وسماه شعبة: معاوية بن =

ص: 149

مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟» ، فَقَالَ: أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ.

أَنَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ»

(1)

. [3: 15]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا جَوَامِعَ الْخَيْرِ وَيَتَعَوَّذَ بِهِ مِنْ جَوَامِعِ الشَّرِّ

869 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، مَا لَا أُحْصِي مِنْ مَرَّةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حمادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلَهُ وَآجِلَهُ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمُ،

= عمرو. انظر " تهذيب التهذيب " 12/260.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو صالح. هو ذكوان السمان الزيات المدني، وأخرجه ابن ماجة (910) في الإقامة: باب ما يقال في التشهد والصلاة، و (3847) في الدعاء: باب الجوامع من الدعاء، عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير، بهذا الإسناد، وقال البوصيري في "الزوائد" ورقة 60/1: إسناده صحيح ورجاله ثقات وأشار إلى رواية ابى حبان هذه.

وأخرجه أحمد 3/474 عن معاوية بن عمرو، وأبو داود (792) في الصلاة: باب في تخفيف الصلاة من طريق حسين بن علي، كلاهما عن زائدة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قوله: ما أحسن دندنتك، أي: مسألتك الخفية، أو كلامك الخفي، والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلام تسمع نغمته ولا يفهم وهو أرفع من الهينمة قليلاً، والضمير في "حولها" للجنة أي حول تحصيلها، أو للنار، أي: حول التعوذ من النار. انظر "النهاية" 2/137.

ص: 150

وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلَهُ وَآجِلَهُ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا»

(1)

.

[1: 104]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دُعَاءَ الْمَرْءِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ أَكْرَمِ الْأَشْيَاءِ عَلَيْهِ

870 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَخِي الْحَسَنِ،

(1)

رجاله ثقات، ويغلب على الظن أن الصواب إثبات جبر بن حبيب في السند بن الجريري وأم كلثوم، لأن البخاري رواه في "الأدب المفرد" من طريق الجريري، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، عن عائشة، ولأن أحمد وابن ماجه روياه من طريق حماد بن سلمة، أخبرني جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، عن عائشة، ولأن الحاكم رواه من طريق شعبة، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، عن عائشة، ولأن كتب الرجال لم تذكر أن الجريري يروي عن أم كلثوم مباشرة، انما بواسطة جبر بن حبيب، لكن لا يستبعد أن يكون الجريري أدرك أم كلثوم، فقد ولدت في سنة 13 هـ، وتوفي الحريري سنة 144 هـ.

وأخرجه أحمد 6/134، وابن أبي شيبة 10/264، ومن طريقه ابن ماجة (3846) في الدعاء: باب الجوامع من الدعاء، كلاهما عن عفان، عن حماد بن سلمة، أخبرني جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، عن عائشة، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (96) عن الصلت بن محمد، عن مهدي بن ميمون، عن الحريري، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، به.

وصححه الحاكم 1/521-522 ووافقه الذهبي من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، عن عائشة.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" ورقة (209) /1 من طريق إبراهيم، عن حماد، عن جبر بن حبيب وسعيد الجريري، عن أم كلثوم، عن عائشة.

ص: 151

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الدُّعَاءِ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ رَجَاءِ النَّجَاةِ مِنَ الْآفَاتِ لِمَنْ دَامَ عَلَى الدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِهِ

871 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زُهَيْرٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

(2)

عَنْ ثَابِتٍ،

(1)

إسناده حسن، عمران القطان: وهو ابن داوَر، ويكنى أبا العوام: صدوق يهم، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(712) عن عمرو بن مرزوق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" 1/253 بترتيب الساعاتي، ومن طريقه أحمد 2/362، والترمذي (3370) في الدعوات باب ما جاء في فضل الدعاء، وابن ماجة (3829) في الدعاء: باب فضل الدعاء، عن عمران القطان، به، وصححه الحاكم 1/490 ووافقه الذهبي.

وأخرجه الترمذي (3370) أيضاً، من طريق ابن مهدي، عن عمران، به.

(2)

هذا وهم من المؤلف رحمه الله، فليس عمر بن محمد هو ابن زيد الثقة كما توهم، وإنَّما هو عمر بن محمد بن صهبان الضعيف كما ورد مصرحاً به عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/232 ومما يقوي أنه عمر بن محمد بن صهبان أنهم ذكروا في ترجمته ثابت بن زيد من شيوخه، ومعلى بن أسد من الرواة عنه بينما لم يذكروا ذلك في ترجمة عمر بن محمد بن زيد، وبسبب هذا الوهم أدرج هذا الحديث في صحيحه، واغتر به الضياء المقدسي، فأورده في الأحادث المختارة 500/1 وقد ذكر الحديث العقيلي في "الضعفاء" 3/188 في ترجمة عمر بن محمد، وقال: عمر بن محمد لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1674 في ترجمته وقال: وعمر بن صهبان عامة أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، والغلبة على حديثه المناكير.

ورواه الحاكم في "المستدرك" 1/493-494 من طريق معلى بن أسد العمي، حدثني عمرو بن محمد الأسلمي، عن ثابت البناني عن أنس.. =

ص: 152

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَعْجِزُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ»

(1)

[1: 2]

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الْمُوَاظَبَةِ عَلَى الدُّعَاءِ وَالْبِرِّ

872 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ

(2)

، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يُرَدُّ الْقَدْرُ إِلَّا بِالدُّعَاءِ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ»

(3)

. [3: 42]

= كذا قال: "عمرو" وهو خطأ صوابه "عمر" وعمر بن محمد بن صهبان أسلمي، وصححه الحاكم فتعقبه الذهبي بقوله: لا أعرف عمراً تعبت عليه.

فالتبس عليه بسب زيادة الواو في أصل الحاكم، وقد ترجمه رحمه الله في "الميزان" 3/207 فقال: عمر بن صهبان الأسلمي المدني، ويقال: عمر بن محمد بن صهبان أبو جعفر الأسلمي.. قال أحمد لم يكن بشىء، وقال يحيي بن معين: لا يساوي فلساً، وقال البخاري: هو منكر الحديث، وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث.

وقال المؤلف في " المجروحين " 2/81: عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي من أهل المدينة خال إبراهيم بن أبي يحيي. . . كان ممن يروي عن الثقات المعضلات التي إذا سمعها مَنِ الحديث صناعتُه لم يشك أنها معمولة.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عمر بن محمد بن صهبان كما تقدم.

(2)

عبد الله بن أبي الجعد: ذكره المؤلف في "الثقات" 5/20، وروى عنه اثنان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

(3)

أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/441-442، وأحمد 5/277 و 280 و 282، وابن ماجة (90) في المقدمة: باب في القدر، و (4022) في الفتن،. والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/169، والطبراني في "الكبير"(1442) =

ص: 153

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْخَبَرِ لَمْ يُرِدْ بِهِ عُمُومَهُ، وَذَاكَ أَنَّ الذَّنْبَ لَا يَحْرِمُ الرِّزْقَ الَّذِي رُزِقَ الْعَبْدُ، بَلْ يُكَدِّرِ عَلَيْهِ صَفَاءَهُ إِذَا فَكَرَّ فِي تَعْقِيبِ الْحَالَةِ فِيهِ.

وَدَوَامُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّعَاءِ يُطَيِّبُ لَهُ وُرُودَ الْقَضَاءِ، فَكَأَنَّهُ رَدَّهُ لِقِلَّةِ حِسِّهِ بِأَلَمِهِ، وَالْبِرُّ يُطَيِّبُ الْعَيْشَ حَتَّى كَأَنَّهُ يُزَادُ فِي عُمْرِهِ بِطِيبِ عَيْشِهِ، وَقِلَّةِ تَعَذُّرِ ذَلِكَ فِي الْأَحْوَالِ

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا دَعَا اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بِنِيَّةٍ صَحِيحَةٍ وَعَمَلٍ مُخْلِصٍ قَدْ يُسْتَجَابُ لَهُ دُعَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ الشَّيْءُ الْمَسْؤُولُ مُعْجِزَةً

873 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ

= وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/60، والبغوي في "شرح السنة"(3418) ، والحاكم 1/493، والقضاعي في "مسنده"(831) من طرق، عن سفيان بهذا الإسناد. وقال البوصيري في "الزوائد" ورقة 8/1: وسألت شيخنا أبا الفضل العراقي رحمه الله عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن.

وفي الباب عن سلمان عند الترمذي (2139) في القدر: باب ما جاء لا يرد القدر إلاَّ الدعاء، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4/169، والشهاب القضاعي (832) و (833)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ولعلَّ تحسينه من أجل شاهده المتقدم، وإلاَّ ففي سنده أبو مودود، وفيه لين كما في "التقريب".

وعن ابن عمر، عند الترمذي (548) في الدعوات: باب فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بلفظ:"إنَّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث.

ص: 154

كَانَ قَبْلَكُمْ لَهُ سَاحِرٌ

(1)

، فَلَمَّا كَبِرَ، قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ لَهُ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ

(2)

رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ وَأَعْجَبَهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ

(3)

ضَرَبَهُ، وَإِذَا رَجَعَ مِنْ عِنْدِ السَّاحِرِ قَعَدَ إِلَى الرَّاهِبِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ، فَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ لَهُ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسْتِ النَّاسَ، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ: الرَّاهِبُ أَفْضَلُ أَمِ السَّاحِرُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى النَّاسُ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ، أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي

(4)

، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، فَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُدَاوِي

(5)

سَائِرَ الْأَدْوَاءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ

(6)

، كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَى الْغُلَامَ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، قَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ، فإِنْ آمَنْتَ

(1)

في مسلم وكان له ساحر

(2)

في الأصل: بياض مكان كلمة "سلك".

(3)

زاد مسلم. مرَّ بالراهب، وقعد إليه، إذا أتى الساحر.

(4)

زاد مسلم بعده " قد بلغ من أمرك ما أري "

(5)

رواية مسلم: يداوي الناس من سائر الأدواء.

(6)

في " الإحسان " الملك، والتصويب من "الأنواع والتقاسيم" 2/لوحة 325.

ص: 155

بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ، فَأَتَى الْمَلِكَ يَمْشِي يَجْلِسُ

(1)

إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ الْمَلِكُ: فُلَانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟، قَالَ: رَبِّي، قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟، قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ وَاحِدٌ

(2)

، فَلَمْ يَزَلْ

(3)

يُعَذِّبْهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ؟، قَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ، فَأَخَذَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبْهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبِي، فَدَعَا بِالْمِنْشَارِ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشُقَّ بِهِ

(4)

حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ، فَقِيلَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبِي، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبِي، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَسَقَطُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟، قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ، فَدَفَعَهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ، فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ

(5)

، فَوَسِّطُوا بِهِ

(1)

في مسلم. فأتى الملك، فجلس إليه.

(2)

في مسلم " الله "

(3)

زاد مسلم: فأخذه.

(4)

في مسلم: فشقَّه.

(5)

القرقور: السفينة. وفي الأصل. قرقر.

ص: 156

الْبَحْرَ، فَلَجِّجُوا بِهِ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ

(1)

، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟، قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ، فَقَالَ لِلْمَلِكِ: وَإِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟، قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِكَ

(2)

، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ ارْمِنِي، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ صَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ، ثُمَّ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ رَمَاهُ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، ثَلَاثًا، فَأُتِيَ الْمَلِكُ، فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ، قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ

(3)

، فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ: يَا أُمَّهِ اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ»

(4)

. [3: 6]

(1)

زاد مسلم: فغرقوا.

(2)

في مسلم: من كنانتي.

(3)

زاد مسلم: فيها.

(4)

إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (3005) في الزهد: باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام، عن هدية بن خالد، بهذا الإسناد. =

ص: 157

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ تُسْتَجَابُ لَهُ لَا مَحَالَةَ، وَإِنْ أَتَى عَلَيْهَا الْبُرْهَةُ مِنَ الدَّهْرِ

874 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ رَوَاحَةَ الْمَنْبِجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ

(1)

الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»

(2)

. [1: 87]

= وانظر " فتح الباري " 8/698، وتفسير ابن كثير 4/494.

وأخرجه عبد الرزاق (9751) ومن طريقه الترمذي (3340) والطبراني (7319) عن معمر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صهيب.

وأخرجه أحمد 6/17، 18، والطبراني في " الكبير "(7320) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/198 من طرق عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد.

(1)

في "الإحسان": سعيد، وهو خطأ، والتصويب من "الأنواع" 1/لوحة 560.

(2)

أبو المدلة لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه غير سعد الطائي، وقال الذهبي في "الميزان" 4/571. لا يكاد يعرف.

وأخرجه أحمد 2/304-305 عن أبي كامل وأبي النضر، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/445، وابن ماجة (1752) في الصيام: باب الصائم لا ترد دعوته، من طريق وكيع، والترمذي (3598) في الدعوات: باب في العفو والعافية، من طريق عبد الله بن نمير، والبغوي في " شرح السنة "(139) من طريق عُبيد الله بن موسي، ثلاثتهم عن سعدان الجهني، عن أبي مجاهد سعد الطائي، به. وقال الترمذي. هذا حديث حسن.

وفي الباب ما يعضده ويقويه عن خزيمة بن ثابت مرفوعاً، بلفظ "اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل علي الغمام، يقول الله جل جلاله. وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين" أخرجه الطبراني في "الكبير"(3718) ، والبخاري في =

ص: 158

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْمُدِلَّةِ اسْمُهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ

(1)

مَدِينِيٌّ، ثِقَةٌ

875 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ

= "تاريخه الكبير" 1/186، والدولابي في "الأسماء والكنى" 2/123 ولا بأس بإسناده في المتابعات كما قال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3/187-188. وأخرج ابن معين في "تاريخه" 4/458 ومن طريقه الدولابي في " الكنى " 2/73، والقضاعي في " مسند الشهاب " (960) من طريق ابن عفير، عن يحيي بن أيوب، عن أبي عبد العفار عبد الرحمن بن عيسي، عن أنس بن مالك مرفوعاً: " إياكم ودعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنَّه ليس لها حجاب دون الله ".

وعن ابن عمر عند الحاكم 1/29 بلفظ " اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار " وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وعن أنس بن مالك عند أحمد 3/153، وأبي يعلى 160/1، ومن طريقهما الضياء في "الأحاديث المختارة" بلفظ:"اتقوا دعوة المظلوم، وان كان كافراً، فإنه ليس دونها حجاب" وسنده حسن في الشواهد.

وعن ابن عباس مرفوعاً بلفظ "واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" أخرجه أحمد 1/233، والبخاري (1496) و (2448) و (4347) ، ومسلم (19) ، وأبو داود (1584) ، والترمذي (625) ، والنسائي 5/2-4 و5/55، وابن ماجة (1783) .

وعن أبي هريرة عند الطيالسي (2330) ، وأحمد 2/367، وابن أبي شيبة 10/275، والخطيب في "تاريخه" 2/271-272 والشهاب " مسنده " (315) بلفظ:"دعوة المظلوم مستجابة"، وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه".

وفي سنده أبو معشر، وهو ضعيف لسوء حفظه، لكن حديثة يصلح للمتابعة، وهذا منه، ولذا حسنه الهيثمي في "المجمع" 10/151، وابن حجر في " الفتح " 3/281 وانظر ما بعده.

(1)

وقال غيره: هو أخو أبي الحباب سعيد بن يسار، حكاه البخاري في تاريخه 9/74 عن خلاد بن يحيي، عن سعدان الجهني، عن سعد الطائي، عن أبي مدلة أخي سعيد بن يسار وقال الليث بن سعد: أبو مرثد، ولا يصح.

ص: 159

مَوْهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ

(1)

سُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ»

(2)

. [1: 87]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ» أَمْرٌ بِاتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، مُرَادُهُ الزَّجْرَ عَمَّا تَوَلَّدَ ذَلِكَ الدُّعَاءُ مِنْهُ، وَهُوَ الظُّلْمُ، فَزَجَرَ عَنِ الشَّيْءِ بِالْأَمْرِ بِمُجَانَبَةِ مَا تَوَلَّدَ مِنْهُ.

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ عِنْدَ إِرَادَةِ الدُّعَاءِ رَفْعُ الْيَدَيْنِ

876 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعُصْفُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا»

(3)

. [3: 67]

(1)

تحرفت في "الإحسان" إلى " عن "، والتصويب من "الأنواع" 1/لوحة 560.

(2)

إسناده صحيح، معروف بن سويد، وثقه المؤلف، وروى عنه جمع، وباقي رجاله ثقات، ويزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الهمداني الرملي. وانظر ما قبله.

(3)

حديث قوي، جعفر بن ميمون فيه خلاف، وحديثه يصلح للمتابعة، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وابو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.

وأخرجة الترمذي (3556) في الدعوات، وحسنه: عن محمد بن بشار وابن ماجه =

ص: 160

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ عِنْدَ الدُّعَاءِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا

877 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ»

(1)

[5: 12]

= (3865) في الدعاء: باب رفع اليدين في الدعاء، عن بكر بن خلف، كلاهما عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1488) في الصلاة: باب الدعاء ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 90، من طريق عيسي بن يونس. والطبراني (6148) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن جعفر بن ميمون، به.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1385) من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس، حدثنا الأنصاري، حدثني أبو المعلى، حدثنا أبو عثمان النهدي، قال سمعت سلمان الفارسي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وسيرد من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي برقم (880) .

وله شاهد عن أنس عند الحاكم 1/497-498، وفي سنده عامر بن يساف، يكتب حديثه للمتابعة، وله طريق أخرى عند البغوي (1386) ، وفيها أبان بن أبي عياش، وهو متروك، فلا يفرح بها.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 3/209 عن سليمان بن داود، و3/216 عن عبد الصمد، و3/259 عن أسود بن عامر، وابنُ أبي شيبة 10/379 ومن طريقه مسلم (895) في الاستسقاء: باب رفع اليدين في الدعاء في الاستسقاء، عن يحيى بن أبي بكير، أربعتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري (1030) في الاستسقاء باب رفع الناس أيديهم مع الامام في الاستسقاء، و (6341) في الدعوات: باب رفع الأيدي في الدعاء. قال الحافظ: وصله أبو نعيم في المستخرج. وانظر "تغليق التعليق" 2/393، 394، و 5/146.

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/370. وفي مشروعية رفع اليدين أحاديث =

ص: 161

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ رَفْعَ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ يَجِبُ أَنْ لَا يُجَاوِزَ بِهِمَا رَأْسَهُ

878 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، وَعُمَرُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ، أَنَّهُ:«رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ يَدْعُو رَافِعًا كَفَّيْهِ قِبَلَ وَجْهِهِ لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ»

(1)

[5: 12]

= كثيرة، أفردها المنذري في جزء سرد منها النووي في "الأزكار" وفي "شرح المهذب" جملة، وعقد لها البخاري أيضاً في " الأدب المفرد "، ص 214-216 باباً ذكر فيه عدة أحاديث. وانظر "الفتح" 11/142-143.

(1)

إسناده صحيح، وابن الهاد هو يزيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ.

وأخرجه أحمد 5/223 عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1168) في الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء، عن محمد بن سلمة المرادي عن ابن وهب، به.

وأخرجه أحمد 5/223، والترمذي (557) في الصلاة: باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3/159 في صلاة الاستسقاء. باب كيف يرفع، عن قتيبة ابن سعيد، عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عمير مولى آبي اللحم "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت يستسقي، وهو مقنع بكفيه يدعو"، وصححه الحاكم 1/535، ووافقه الذهبي، وقد أخطأ أحد رواته في إسناده، إذ جعل الرواية عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عمير مباشرة مع أن الصواب أن يزيد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير كما في رواية المؤلف وأحمد وأبي داود وفيه خطأ آخر، وهو أنه زاد في رواية الترمذي والنسائي بعد عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم، ولم ترد هذه الزيادة عند أحمد.

في " التهذيب " 11/339 في ترجمة يزيد بن الهاد، روي عن عمير مولى آبي =

ص: 162

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بَاطِنَ الْكَفَّيْنِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لِلدَّاعِي قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا دَعَا

879 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ، أَنَّهُ:«رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ، قَائِمًا يَدْعُو يَسْتَسْقِي، رَافِعًا كَفَّيْهِ لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ، مُقْبِلًا بِبَاطِنِ كَفِّهِ إِلَى وَجْهِهِ»

(1)

[5: 12]

‌ذِكْرُ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ لِلرَّافِعِ يَدَيْهِ إِلَى بَارِئِهِ جَلَّ وَعَلَا

880 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْعَبْدِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ»

(2)

. [1: 2]

= اللحم، وله صحبة، والصحيح أن بينهما محمد بن إبراهيم التيمي.

وأحجار الزيت: موضع بالمدينة من الحرة وهو موضع صلاة الاستسقاء، سمي بذلك لسواد أحجاره، كأنها طليت بالزيت.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

(2)

إسناده جيد وأخرجه الطبراني (6130) من طريق العباس بن حمدان الحنفي، عن جميل بن الحسن، به.

وأخرجه أحمد 5/438 عن يزيد بن هارون، عن محمد بن الزبرقان، به وصححه الحاكم 1/497، ووافقه الذهبي، وجود إسناده الحافظ في " الفتح " 11/143. وتقدم برقم (876) من طريق جعفر بن ميمون عن أبي عثمان.

ص: 163

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءَ مَنْ رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ إِذَا لَمْ يَدْعُ بِمَعْصِيَةٍ أَوْ يَسْتَعْجِلِ الْإِجَابَةَ، فَيَتْرُكُ الدُّعَاءَ

881 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟، قَالَ: « [يَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ دَعَوتُ و] قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي، فَيَنْحَسِرُ

(1)

عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَتْرُكُ الدُّعَاءَ»

(2)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ وَصْفِ الْإِشَارَةِ لِلْمَرْءِ بِإِصْبَعِهِ عِنْدَ إِرَادَتِهِ الدُّعَاءَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا

882 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي

(1)

في مسلم: "فيستحسر"، يقال: حسر، واستحسر: إذا أعيا وانقطع عن الشيء، والمراد هنا: انه ينقطع عن الدعاء، ومنه قوله تعالى (لا يستكبرون عن عبادته، ولا يستحسرون)، أي: لا ينقطعون عنها.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، معاوية بن صالح صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه مسلم (2735)(92) في الذكر. باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل، والبخاري في الأدب المفرد برقم (655) والبيهقي في " السنن " 3/353، من طريق ابن وهب بهذا الإسناد.

وأخرجه البغوي في " شرح السنة "(1390) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. وسيعيده المؤلف من طريق ابن وهب برقم (976) .

وسيورده المؤلف أيضاً من طريق مالك برقم (975) ويأتي تخريجه عنده.

ص: 164

شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ

(1)

، أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ رَافِعًا يَدَيْهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:«قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ كَذَا، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ للسّبْحَهِ»

(2)

(3)

[5: 12]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا أَرَادَ الْإِشَارَةَ فِي الدُّعَاءِ يَجِبُ أَنْ يُشِيرَ بِالسَّبَّابَةِ الْيُمْنَى بَعْدَ أَنْ يَحْنِيَهَا قَلِيلًا

883 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:«مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِرًا يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَى مِنْبَرٍ وَلَا غَيْرِهِ، وَلَكِنْ رَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا»

(1)

تحرف في الأصل إلى دويبة.

(2)

في رواية أحمد والنسائي. " السبابة "، ولمسلم " المسبحة ".

(3)

إسناده صحيح، وهو في مصنف ابن أبي شيبة 2/147-148، ومن طريقه أخرجه مسلم (874) في الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة.

وأخرجه أحمد 4/135، والنسائي 3/108 في الجمعة: باب الإشارة فى الخطبة، وفي الكبرى كما في "التحفة" 7/486، والدارمي 1/366 في الصلاة: باب كيف يشير الأمام في الخطبة، من طرق عن سفيان، عن حصين، به.

وأخرجه أحمد 4/136 من طريق زهير، و 4/261 من طريق ابن فضيل، وأبو داود (1104) في الصلاة: باب رفع اليدين على المنبر، من طريق زائدة، والدارمي 1/366 من طريق أبي زبيد، جميعهم عن حصين، به.

ص: 165

وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ مِنْ يَدِهِ الْيُمْنَى يُقَوِّسُهَا

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الْإِشَارَةِ فِي الدُّعَاءِ بِالْأُصْبُعَيْنِ

884 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ رَجُلًا يَدْعُو بِأُصْبُعَيْهِ جَمِيعًا فَنَهَاهُ وَقَالَ بِإِحْدَاهُمَا، بِالْيُمْنَى

(2)

. [2: 24]

(1)

حديث صحيح بشواهده، عبد الرحمن بن معاوية: هو ابن الحويرث الأنصاري الزرقي، سيِّىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات وابن أبي ذباب هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن سعد، وهو في مسند أبي يعلى الورقة 353، وأخرجه أبو داود (1105) في الصلاة: باب رفع اليدين على المنبر، والطبراني في "الكبير"(6023) من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/337 من طريق ربعي بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وصححه الحاكم 1/536، ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/167، واقتصر في نسبتة إلى أحمد، وأعله بعبد الرحمن بن إسحاق ويشهد له حديث عمارة بن رُوَيبة (882) المتقدم، وحديث أبي هريرة (884) الآتي.

(2)

إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح، خلا شيخ ابن حبان، فإنه ثقة، وعبد الله ابن عمر هو ابن محمد بن أبان الأموي الكوفي الملقب بمشكدانة.

وأخرجه الترمذي (3557) في الدعوات، والنسائي 3/38 في السهو: باب النهي عن الإِشارة بأصبعين، عن محمد بن بشار، عن صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رجلاً كأن يدعو بأصبعيه، فقال رسول اللًه صلى الله عليه وسلم:"أحِّد، أحِّد"، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو في، "المستدرك" 1/536.

وهذا الرجل هو سعد كما صرح به أبو هريرة عند ابن أبي شيبة 10/381 من =

ص: 166

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَضْمَرَ فِيهِ أَنَّ الْإِشَارَةَ بِالْأُصْبُعَيْنِ لِيَكُونَ إِلَى الِاثْنَيْنِ، وَالْقَوْمُ عَهْدُهُمْ كَانَ قَرِيبًا بِعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَالْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ، فَمِنْ أَجْلِهِمَا أَمَرَ بِالْإِشَارَةِ بِأُصْبُعٍ وَاحِدٍ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِخَارَةِ إِذَا أَرَادَ الْمَرْءُ أَمْرًا قَبْلَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ

885 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لِلْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي وَأَعِنِّي عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لِلْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، ثُمَّ اقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

(1)

. [1: 104]

= طريق حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سعداً وهو يدعو بأصبعيه، فقال "يا سعد أحِّد أحِّد"..

ومن حديث سعد بن أبي وقاص اخرجه أبو داود (1499) في الصلاة: باب الدعاء، والنسائي 3/38 في السهو: باب النهي عن الإشارة بأصبعين، وصححه الحاكم 1/536 ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

(1)

إسناده حسن، عيسى بن عبد الله بن مالك، وثقه المؤلف، وروي عنه جمع، =

ص: 167

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

886 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ طِلْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا خَيْرًا لِي فِي دِينِي، وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا لِي، فَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ مَا كَانَ، وَرَضِّنِي بِقَدَرِكَ»

(1)

. [1: 104]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْمُفَضَّلِ اسْمُهُ: شِبْلُ بْنُ

= وباقي رجاله ثقات، وأخرجه البزار (3185) 4/56 من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن يعقوب بن إبراهيم بهذا الإِسناد.

وأورده السيوطي في " الجامع الكبير " 1/38، وزاد نسبته الى أبي يعلى، والبيهقي في الشعب، والضياء في المختارة.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/281 وقال: " رواه أبو يعلى، ورجاله موثقون، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه " وما عزاه الهيثمي للبزار.

ويشهد له حديث أبي هريرة وحديث جابر الآتيان.

(1)

الحسين بن إدريس الأنصاري حافظ ثقة مترجم في "تذكرة الحفاظ " 2/695، وحمزة بن طلبة ذكره المؤلف في "الثقات" 8/209 فقال: هو حمزة بن محمد الذي يقال له ابن طلبة من أهل هراة، يروي عن يزيد هارون، وعبد الرزاق، حدَّثنا عنه محمد بن عبد الرحمن السامي وغيره. وشبل بن العلاء، قال ابن عدي في "الكامل" 4/1367: روى أحاديث مناكير، وأحاديثه غير محفوظة، وذكره =

ص: 168

الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مُسْتَقِيمُ الْأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَمْرَ بِدُعَاءِ الِاسْتِخَارَةِ لِمَنْ أَرَادَ أَمْرًا إِنَّمَا أُمِرَ بِذَلِكَ بَعْدَ رُكُوعِ رَكْعَتَيْنِ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ

887 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي دِينِي، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فقدره لي ويسره لي وبارك فيه وإن كان شرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري

= المؤلف فى "الثقات" 6/452، وقالْ روى عنه ابن أبي فديك نسخة مستقيمة، حدَّثنا بها الفضل بن محمد العطار بأنطاكيه، حدثنا أحمد بن الوليد بن برد، عنه، كنيته أبو المفضل، وباقي رجاله ثقات. فهو حسن في الشواهد، وهذا منها، وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" 1/38 وزاد نسبته إلى المخلص في "أماليه" وابن النجار، وفي الباب عن أبي أيوب عند الحاكم 1/314 وقال: ورواته ثقات، ووافقه الذهبي. وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10012) و (10052) ، والأوسط ص 97، والصغير 1/190، وذكره الهيثمي في " المجمع " 10/187: وقال: رواه البزار بأسانيد، والطبراني في الثلاثة، وأكثر أسانيد البزار حسنة، وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"، قال الهيثمي 2/280-281. وفيه من لم أجد له ترجمة.

ص: 169

فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَقَدِّرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وَرَضِّنِي بِهِ»

(1)

. [1: 104]

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (1162) في التهجد: باب ما جاء فى التطوع مثني مثني، والترمذي (480) في الصلاة: باب ما جاء في صلاة الاستخارة، والنسائي 6/80 في النكاح: باب كيف الاستخارة، وفي "عمل اليوم والليلة"(498) ، عن قتية بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/344، والبخاري (6382) في الدعوات: باب الدعاء عند الاستخارة، و (7390) في التوحيد: باب (قل هو القادر) وفي الأدب المفرد (293) وأبو داود (1538) في الصلاة، وابن ماجة (1383) في الاقامة: باب ما جاء في صلاة الاستخارة، والبيهقي في السنن 3/52، وفي "الأسماء والصفات" عن 124، 125، من طُرُق عن عبد الرحمن، به وعبد الرحمن بن أبي الموالي: وثقه ابن معين، وأبو داود، والترمذي والنسائي وغيرهم، وقال الترمذي فى حديثه هذا: صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي، وهو شيخ مدني ثقة، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، وقال البزار: لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، وقال الدارقطني في " الأفراد ". هو غريب تفرد به عبد الرحمن، وهو صحيح وقال أبو أحمد بن عدي في "الكامل" -بعد أن نقل عن الامام أحمد أنه سئل عن عبد الرحمن، فقال: لا بأس به، روى حديثاً منكراً في الاستخارة-. عبد الرحمن مستقيم الحديث، والذي أنكر عليه في الاستخارة رواه غير واحد من الصحابة. قال الحافظ ابن حجر في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان 3/345: وكأنه فهم من قول أحمد إنه منكر تضعيفه وهو المتبادر، لكن اصطلاح أحمد إطلاق هذا اللفظ على الفرد المطلق، ولو كان راوته ثقة، وقد جاء عنه فذلك ي حديث "الأعمال بالنيات"، فقال في رواية محمد بن إبراهيم التيمي: روى حديثاً منكراً، ووصف محمداً مع ذلك بالثقة، وقد نقل ابن الصلاح مثل هذا عن البرزنجي، وأشار ابن عدي أن الحديث جاء له شاهد أو أكثر، وقد سمى الترمذي من الصحابة الذين رووه اثنين، فقال: وفي الباب عن ابن مسعود وأبي أيوب، زاد شيخنا -يعني الحافظ العراقي في شرحه- عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد....

قال الحافظ في "الفتح" 11/187: واختلف في ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة، فقال ابن عبد السلام: يفعل ما اتفق وقال النووي في " الأذكار ". =

ص: 170

‌ذِكْرُ مَا يَقُولُ الْمَرْءُ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ أَوَّلَ مَا يَرَاهُ

888 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَمِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلَالَ، قَالَ:«اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا نُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ»

(1)

. [5: 12]

= يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح به صدره، قال الحافظ: والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة، وإلى ذلك الإشارة بقوله في آخر حديث أبي سعيد. " ولا حول ولا قوة إلا بالله ".

(1)

حديث صحيح لغيره، عبد الرحمن بن عثمان: قال الذهبي: مقل، ضعفه أبو حاتم الرازي، وأما ابن حبان، فذكره في الثقات، وأبوه عثمان بن إبراهيم روى عنه غير واحد، ووثقه المؤلف، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، روى عنه ابنه أحاديث منكرة، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الدارمي 2/3، 4 في الصوم، والطبراني (1330) عن طريق سعيد بن سليمان الواسطي بهذا الإسناد، وسقط من سند الطبراني المطبوع عبد الرحمن بن عثمان.

وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/139، وقال:" رواه الطبراني، وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات ".

وله شاهد من حديث طلحة بن عبيد الله عند أحمد 1/162، والترمذي (3451) في الدعوات: باب ما يقول عند رؤية الهلال، والحاكم 4/285، وأبي يعلى 1/191، وابن السني (635) ، والدارمي 2/4، وابن أبي عاصم في السنة (376) ، والبغوي (1335) ، وسنده ضعيف، لكنه حسن في الشواهد. وآخر من حديث قتادة عند أبي داود (5092) في الأدب: باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال، والبغوي (1336) . وثالث من حديث رافع عند الطبراني، وإسناده حسن ورابع من حديث عبادة بن الصامت عند الطبراني. وخامس من حديث أنس عند الطبراني في الأوسط، فالحديث صحيح، انظر "مجمع الزوائد" =

ص: 171

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الْإِكْثَارِ فِي السُّؤَالِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي دُعَائِهِ، وَتَرْكِ الِاقْتِصَارِ عَلَى الْقَلِيلِ مِنْهُ

889 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ، فَإِنَّهُ يَسْأَلُ رَبَّهُ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دُعَاءَ الْمَرْءِ رَبَّهُ فِي الْأَحْوَالِ مِنَ الْعِبَادَةِ الَّتِي يَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

890 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}

(2)

. [غافر: 60] . [1: 2]

= 10/139، وانظر "مصنف" ابن أبي شيبة 10/401.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو أحمد الزبيري، اسمه: محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الأسدي، وقد تابعه عليه عبد الله بن موسي -وهو من رجال الشيخين- عبد عبد بن حميد في "المنتخب" من المسند ورقة 193/1،

بلفظ: "إذا تمنى أحدكم فليستكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل" وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/150 وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح" وانظر حديث أبي هريرة الآتي برقم (896) .

(2)

إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير يسيع ويقال: أسيع بن معدان =

ص: 172

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي إِذَا دَعَا الْمَرْءُ بِهِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَجَابَهُ

891 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ»

(1)

. [1: 2]

= الحضرمي، وهو ثقة، وأبو خيثمة. هو زهير بن حرب، وجرير هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وذر هو: ابن عبد الله المُرهبي.

وأخرجه أحمد 4/267، والترمذي (3247) في التفسير: باب ومن سورة غافر، والحاكم 1/490، 491، وصححه ووافقه الذهبي، والبغوي في " شرح السنة "(1384) ، من طريق سفيان عن منصور، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (801)، وأبو داود (1479) في الصلاة: باب الدعاء، والبخاري في الأدب المفرد (714) ، من طريق شعبة، عن منصور، به، وصححه الحاكم 1/491، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/200، وأحمد 4/267 و 271 و 276، والترمذي (3372) في الدعوات: باب ما جاء في فضل الدعاء، وابن ماجة (3828) في الدعاء: باب فضل الدعاء، والطبري في " التفسير " 24/78، والنسائي في الكبرى 9/30 كما في " التحفة "، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 8/120، من طرق عن الأعمش، عن ذر، به.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري، وأخرجه أبو داود (1493) في الصلاة: باب الدعاء، عن مسدد بن مسرهد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/350 عن يحيى القطان، به ووقع فيه:"يحيى بن عبد الله بن بريدة" بزيادة "يحيي بن" وهو غلط. =

ص: 173

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دُعَاءَ الْمَرْءِ بِمَا وَصَفْنَا إِنَّمَا هُوَ دُعَاؤُهُ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ لَا يَخِيبُ مَنْ سَأَلَ رَبَّهُ بِهِ892 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السِّكِّينِ الْبَلَدِيُّ بِوَاسِطَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي يَدْعُو، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» ، وَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَأ فِي جَانِب المَسْجِدِ، فَقَال رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«لَقَد أُعِطَي مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِير آل دَاوُد» وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بن قَيسٍ قَالَ فَقُلتُ لَهُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أُخْبِرُهُ؟ فَقَالَ: «أَخْبِرْهُ» ، فَأَخْبَرْتُ أَبَا مُوسى فَقَالَ: لَنْ تَزَالَ لِي صَدِيقاً

(1)

. 1: 2]

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/271، وابن ماجة (3857) في الدعاء. باب اسم الله الأعظم من طريق وكيع، والبغوي (1260) من طريق الحجاج بن نصير، كلاهما عن مالك بن مغول، به.

وأخرجه مطولاً أحمد 5/349 من طريق عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، به.

وأخرجه مطولاً البغوي في " شرح السنة "(1259) من طريق عثمان بن عمر، عن عمرو بن مرزوق، عن مالك بن مغول، به. وصححه الحاكم 1/504، وأقره الذهبي. وسيرد بعده مطولاً من طريق زيد بن الحباب، عن مالك بن مغول، به.

(1)

إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، وأخرجه الترمذي مختصراً (3475) في الدعوات: باب جامع الدعوات عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ جعفر بن محمد =

ص: 174

قَالَ زَيْدُ بن الحباب: فَحَدَّثت بِهِ زُهَير بن مُعَاوِيَة فَقَالَ: سَمِعتُ أَبَا إِسْحَاق السَّبِيعي يُحَدِّث بِهَذَا الحَدِيث عَنْ مَالِك بن مِغْوَل.

‌ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا سَأَلَ الْمَرْءُ رَبَّهُ أَعْطَاهُ مَا سَأَلَ

893 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ ابْنُ أَخِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ سَجَدَ وَتَشَهَّدَ، دَعَا، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيَّامُ

(1)

، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ

= ابن عمران الثعلبي، عن زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد. قال الترمذي بعده. وروى شريك هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن ابن بريدة، عن أبيه، وانما أخذه أبو إسحاق الهمداني عن مالك بن مغول، وانما دلَّسه. قلت: ومن رواية شريك أخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/504، وصححه، ووافقه الذهبى.

(1)

كذا الأصل، وعند غير المصنف " يا قيوم " وكلاهما بمعنى، قال الزجاج: القيُّوم والقيَّام في صفة الله وأسمائه الحسنى: القائم بتدبير خلقه في إنشائهم ورزقهم، وعلمه بأمكنتهم، وقال الخطابي: القيوم: هو القائم الدائم بلا زوال، وزنه فيعُول من القيام، وهو نعت للمبالغة للقيام على الشيء، ويقال. هو القائم على كل شيء بالرعاية، يقال: قمت بالشيء، إذا وليته بالرعاية والمصلحة.

وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 1/302 بتحقيقنا: وفي القيوم ثلاث لغات، وبه قرأ الجمهور. والقيام، وبها قرأ عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن أبي عبلة، والأعمش. والقيم، وبه قرأ أبو رزين وعلقمة.

ص: 175

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ دَعَا بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»

(1)

. [1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: حَفْصٌ هَذَا: هُوَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَخُو إِسْحَاقَ بْنِ أَخِي أَنَسٍ لِأُمِّهِ

(2)

.

(1)

خلف بن خليفة: هو ابن صاعد الأشجعي الكوفي: صدوق إلا أنه اختلط بأخرة، لكنه قد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي 3/52 في السهو: باب الدعاء بعد الذكر، عن قتية بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/158 و245، وأبو داود (1495) في الصلاة: باب الدعاء، والبخاري في الأدب المفرد (705) ، والبغوي في "شرح السنة"(1258) من طرق عن خلف ابن خليفة، به، وصححه الحاكم 1/503-504 ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/272، وأحمد 3/120، وابن ماجة (3858) فى الدعاء: باب اسم الله الأعظم، من طريق وكيع، عن ابي خزيمة عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه أحمد 3/265 من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن عبد العزيز بن مسلم، عن عاصم، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس، وهذا سند حسن في الشواهد.

وأخرجه الترمذي (3544) في الدعوات: باب خلق الله مئة رحمة، من طريق يونس بن محمد، عن سعيد بن زربي، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس.

وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن زربي.

(2)

ومثله في " الثقات " 4/151، وفي " تهذيب التهذيب " 2/421: حفص ابن أخي أنس بن مالك أبو عمر المدني، قيل: هو ابن عبد الله أو عبيد الله بن أبي طلحة، وقيل: ابن عمر بن عبد الله أو عبيد الله بن أبي طلحة، وقيل: محمد بن عبد الله

روى له أحمد في "مسنده" عدة أحاديث من رواية خلف بن خليفة، عنه، عن أنس، قال في بعضها: عن حفص بن عمر، وقال في بعضها: عن حفص ابن أخي أنس، فيترجح أن اسم أبيه عمر.

ص: 176

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ تَفْوِيضِ الْمَرْءِ لِلْأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى بَارِئِهِ مَعَ سُؤَالِهِ إِيَّاهُ الدِّقَّ وَالْجِلَّ مِنْ أَسْبَابِهِ

894 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِيَسْأَلَ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا، حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ»

(1)

. [1: 2]

895 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، قَالَ:[حَدَّثَنَا] قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا، حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ»

(2)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَمَرَ بِهَذَا الْأَمْرِ

896 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعْظِمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّهُ لَا يَتَعَاظَمُ عَلَى اللَّهِ شَيْءٌ»

(3)

. [1: 2]

(1)

هو مكرر الحديث (866) ، فانظر تخريجه هناك.

(2)

هو مكرر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 2/457، 458 من طريق شعبة، ومسلم (2679) في الذكر: باب العزم بالدعاء، والبغوي في "شرح السنة"(1303) ، من طريق إسماعيل بن جعفر، والبخاري في الأدب المفرد (607) من طريق عبد =

ص: 177

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ دُعَاءَ الْمَرْءِ بِأَوْثَقِ عَمَلِهِ قَدْ يُرْجَى لَهُ إِجَابَةُ ذَلِكَ الدُّعَاءِ

897 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَتَمَاشَوْنَ، فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَدَخَلُوا كَهْفَ جَبَلٍ، فَانْحَطَّ عَلَيْهِمْ حَجَرٌ فَسَدَّ عَلَيْهِمُ الطَّرِيقَ، فَقَالُوا: ادْعُوا اللَّهَ بِأَوْثَقِ أَعْمَالِكُمْ.

فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَأَنِّي رُحْتُ يَوْمًا فَحَلَبْتُ لَهُمَا، فَأَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَسْقِيَ وَلَدِي، وَصِبْيَتِي عِنْدَ رِجْلَيَّ يَتَضَاغَوْنَ، فَقُمْتُ قَائِمًا حَتَّى انْفَجَرَ الصُّبْحُ فَسَقَيْتُهُمَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ فَافْرُجْ عَنَّا وَأَرِنَا السَّمَاءَ قَالَ: فَانْفَرَجَ فُرْجَةٌ فَرَأَوَا السَّمَاء.

= العزيز بن أبي حازم ثلاثتهم عن العلاء، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن عائشة موقوفًا عند ابن أبي شيبة 10/274 ولفظه: إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه. وأخرجه البغوي عن عائشة مرفوعاً في "شرح السنة"(1403) وأورده الهيثمي في " المجمع " 10/150 عن عائشة مرفوعاً، وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد موقوفاً عند ابن أبي شيبة 10/274 بلفظ: إذا سألتم الله فارفعوا في المسألة، فإن ما عند الله لستم منفديه.

وانظر الحديث الوارد برقم (977) .

ص: 178

وَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ وَأَنِّي سَأَلْتُهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ لَا حَتَّى تَأْتِيَنِي بِمِئَةِ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَأَتَيْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ يَا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ فَتَرَكْتُهَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ فَافْرُجْ عَنَّا وَأَرِنَا السَّمَاءَ قَالَ: فَزَالَتْ قِطْعَةٌ مِنَ الْحَجَرِ وَرَأَوَا السَّمَاءَ.

وَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَعْمَلْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنَ الأَرُزِّ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أَعْطَيْتُهُ فَلَمْ يَأْخُذْ أَجْرَهُ وَتَسَخَّطَهُ فَأَخَذْتُ الْفَرَقَ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى صَارَ مِنْ ذَلِكَ بَقَرًا وَغَنَمًا فَأَتَانِي بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ يَا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَظْلِمْنِي أَجْرِيَ فَقُلْتُ خُذْ هَذِهِ الْبَقَرَ وَرَاعِيهَا فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَهْزَأْ بِي قُلْتُ مَا أَهْزَأُ بِكَ فَهُوَ لَكَ وَلَوْ شِئْتُ لَمْ أُعْطِهِ إِلاَّ الْفَرَقَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَزَالَ الْحَجَرُ وَخَرَجُوا

(1)

. [3: 6]

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2215) في البيوع: باب إذا اشترى شيئاً لغيره بغير إذنه فرضي، عن يعقوب بن إبراهيم، ومسلم (2743) في الذكر: باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، عن إسحاق بن منصور وعبد بن حميد، ثلاثتهم عن أبي عاصم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2333) في الحرث والزراعة: باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم، عن إبراهيم بن المنذر، ومسلم (274) في الذكر والدعاء، عن محمد ابن إسحاق المسيبى، كلاهما عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن موسي بن عقبة به.

وأخرجه البخاري (3465) في أحاديث الأنبياء: باب حديث الغار و (5974) =

ص: 179

‌ذِكْرُ سُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ أَنْ لَا يُضِلَّهُ بَعْدَ إِذْ مَنَّ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ

898 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْحُسَيْنِ

(1)

يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(2)

، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ

(3)

،

= في الأدب: باب إجابة دعاء من بَرَّ والديه، والبغوي في "شرح السنة "(3420) ، من طريقين عن نافع، به.

وأخرجه أحمد 2/116، والبخاري (2272) في الإِجارة: باب من استأجر أجيراً فترك أجره، ومسلم (2743) في الذكر والدعاء، من طريقين عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عمر، به.

وفي الباب عن أبي هريرة سيرد برقم (971) .

وعن النعمان بن بشير عند أحمد 2/274، والبزار (3178) و (3179) و (3180) ، أورده الهيثمي في " المجمع " 8/142، وقال. رواه أحمد والطبراني في " الأوسط " و " الكبير " والبزار بنحوه من طرق، ورجال أحمد ثقات ثم أورد الهيثمي رواية أخرى عن النعمان بن بشير، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن حجر: وعن النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان، أحدها عند البزار وأحمد، وكلها عند الطبراني.

وعن أنس عند أحمد 3/142، 143، والبزار (1868) ، والطبراني في " الدعاء "(200) ، قال الهيثمي. رواه أحمد مرفوعاً، ورواه أبو يعلى، وكلاهما رجاله رجال الصحيح. " المجمع " 8/140 ولم يعزه إلى البزار.

وعن علي عند البزار (1867) ، أورده الهيثمي، وقال: ورجاله ثقات.

قال الحافظ: و [عن] عقمة بن عامر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن أبي أوفى، بأسانيد ضعيفة، وقد استوعب طرقه ابو عوانة في " صحيحه " والطبراني في الدعاء. انظر "الفتح " 6/510، 511.

ويتضاغون. يصوتون باكين من الجوع. والخاتم: كناية عن البكارة والفرق: إناء يسع ثلاثة آصع.

(1)

في الأصل: أبو الحسين وهو تحريف.

(2)

في الأصل: بريد، وهو تحريف.

(3)

تحرف في الأصل إلي معمر.

ص: 180

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، أَعُوذُ بِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنَّ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الدُّعَاءِ قَبْلَ هِدَايَةِ اللَّهِ إِيَّاهُ لِلْإِسْلَامِ وَبَعْدَهُ

899 -

أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَابِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ خَيْرٌ لِقَوْمِهِ مِنْكَ، كَانَ يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ، فَقَالَ لَهُ: مَا شَاءَ اللَّهُ

(2)

، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ، قَالَ: مَا أَقُولُ؟، قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ

(3)

أَمْرِي» فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي، فَقُلْتَ: «اللَّهُمَّ

(1)

إسناده صحيح. وأخرجه أحمد 1/302 عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد وأخرجه البخاري (7383) في التوحيد باب قول الله تعالى:(وهو العزيز الحكيم) ، مختصراً، ومسلم (2717) في الذكر والدعاء: باب التعوذ من شر ما عمل، عن حجاج بن الشاعر، والنسائي في الكبرى كما في " التحفة " 5/269 عن عثمان بن عبد الله، ثلاثتهم عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المنقري، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

(2)

زاد أحمد وغيره " أن يقول له ".

(3)

في الأصل "رشد"، وما أثبتُّه هو عند الجميع.

ص: 181

قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ

(1)

أَمْرِي، فَمَا أَقُولُ الْآنَ حِينَ أَسْلَمْتُ؟، قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ

(2)

أَمْرِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَخْطَأْتُ، وَمَا عَمَدْتُ (2) ، وَمَا جَهِلْتُ»

(3)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ سُؤَالَ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا الزِّيَادَةَ لَهُ فِي الْهُدَى وَالتَّقْوَى

900 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ

(1)

في الأصل " رشد " وما أثبته هو عند الجميع.

(2)

زاد أحمد وغيره: وما علمت.

(3)

إسناده صحيح، وهو في " المستدرك " 1/510 من طريق أحمد بن حازم، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وصححه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أحمد 4/444 عن حسين، عن شيبان، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/272-213 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن منصور، به.

وأخرجه الترمذي (3483) في الدعوات، والطبراني 18/174، والبخاري في التاريخ 3/1 من طرق عن أبي معاوية، عن شبيب بن شيبة، عن الحسن البصري، عن عمران بن حصين، بنحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وانظر الطبراني 18/103 و 115 و 185-186 و 238.

وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/172، وقال:" رواه أحمد، والبزار، والطبراني بنحوه، ورجالهم رجال الصحيح، غير عون العقيلي، وهو ثقة ".

وقوله: " وما جهلت " معناه: ما علمته جاهلاً بقصدي إليه مع معرفتي وجنايتي على نفسي بدخولي فيه، وعملي إياه. انظر "مشكل الآثار" 3/213-214 للإمام أبي جعفر الطحاوي.

ص: 182

إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا الْهِدَايَةَ لِأَرْشَدِ أُمُورِهِ

901 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وامْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ

(2)

، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي [ذَنْبِي]

(3)

وَخَطَايَايَ وَعَمْدِي»

(4)

، وَقَالَ الْآخَرُ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أُمُورِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي»

(5)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 1/411، و 416 و 437، ومسلم (2721) في الذكر والدعاء: باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي (3489) في الدعوات، والبخاري في "الأدب المفرد"(، 67) ، من طرق عن شعبة، بهذ الإسناد.

وأخرجه مسلم (2721)، وابن ماجة (3832) في الدعاء: باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طرق عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي إسحاق، به.

(2)

كذا الأصل، وفي المسند والمجمع: من قيس.

(3)

سقط من الأصل، واستدرك من مسند أحمد.

(4)

في الرواية الثانية للمسند: " اللهم، اغفر لي ذنبي.: خطئي وعمدي " بلا واو، وهي كذلك في "مجمع الزوائد ".

(5)

إسناده صحيح، وحماد بن سلمة سمع من سعيد الجريري قبل أن يختلط، وأخرجه أحمد 4/21 و217، والطبراني في "الكبير"(8369) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/177، وقال: رواه أحمد، والطبرانى

ورجالهما رجال الصحيح.

ص: 183

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا صَرْفَ قَلْبِهِ إِلَى طَاعَتِهِ

902 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حِبَّانُ

(1)

بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ ابْنِ آدَمَ

(2)

مُلْقًى بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يَصْرِفُهُ

(3)

كَيْفَ يَشَاءُ» ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ»

(4)

. [5: 12]

(1)

تحرف في الأصل إلى " حسان ".

(2)

في أحمد ومسلم وغيرهما: إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين.

(3)

في الاصل: يصرف.

(4)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن يزيد المقرئ أو عبد الرحمن، وأبو هانىء الخولاني: هو حميد بن هانىء الخولاني المصري، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري المصري تابعي ثقة، وهو أحد العشرة الذين ابتعثهم عمر بن عبد العزيز ليفقهوا أهل إفريقة، ويعلموهم أمر دينهم.

وأخرجه أحمد 2/168، ومسلم (2654) في القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء، وأبو بكر الآجري في " تنزيه الشريعة " ص 316، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 147، وابنُ أَبِي عاصم في "السنة" 1/100 من طرقٍ عن عبد الله بن يزيد المقرىء، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/351 من طريق ابن المبارك عن حيوة، به.

وأخرجه أحمد 2/173 من طريق يحيي بن غيلان، عن رشدين، عن أبي هانىء الخولاني، به.

وفي الباب عن النواس بن سمعان عند الآجري ص 317، والبيهقي ص 148، والحاكم 1/525 وصححه، ووافقه الذهبي، وعن أم سلمة وأنس وعائشة عند الآجري ص 317-318.

ص: 184

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ صَلَاةَ الدَّاعِي رَبَّهُ عَلَى صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم فِي دُعَائِهِ تَكُونُ لَهُ صَدَقَةً عِنْدَ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا

903 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«أَيُّمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ، فَلْيَقُلْ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، فَإِنَّهَا زَكَاةٌ»

وَقَالَ: «لَا يَشْبَعُ الْمُؤْمِنُ خَيْرًا حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ»

(1)

. [1: 2]

حَطُّ الْخَطَايَا عَنِ الْمُصَلِّي عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهَا

904 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ

(1)

إسناده ضعيف، لضعف دراج في روايته عن أبي الهيثم، وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(640) من طريق يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، به دون قوله: "لا يشبع المؤمن

".

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/167 دون قوله " لا يشبع

"، وقال: "رواه أبو يعلى، وإسناده حسن ".

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 2/517 بلفظ " صلوا علي فإن الصلاة علي زكاة لكم ".

وأخرج القسم الثاني منه: الترمذي (2686) في العلم: باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، عن عمر بن حفص الشيباني البصري، عن عبد الله بن وهب، به إسناده ضعيف لضعف درّاج كما سبق، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.

ص: 185

بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَسَنَاتِ لِمَنْ صَلَّى عَلَى صَفِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً وَاحِدَةً

905 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبة 2/517، وأحمد 3/102 و261، والبخاري في " الأدب المفرد "(643)، والنسائي 3/50 في السهو: باب الفضل في الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي "عمل اليوم والليلة"(62) و (362) و (363) ، من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد، وفي بعض الروايات زيادة:" ورفعت له عشر درجات ". وصححه الحاكم 1/550، ووافقه الذهبي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(63) من طريق عن يونس، عن بُريد، عن الحسن، عن أنس.

وفي الباب عن أبي هريرة في الروايتين التاليتين، وعن أبي طلحة سيرد برقم (915) ، وعن عبد الله بن عمرو عند مسلم (384) في الصلاة. باب استحباب القول مثل قول المؤذن، والترمذي (3614) في المناقب: باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 2/25 في الأذان: باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، وفي "عمل اليوم والليلة "(45) ، وعن عمير بن نيار الأنصاري عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(64) وعن أبي بردة بن نيار عند النسائي (65) والبزار (3160) وعن عبد الرحمن بن عوف عند ابن أبي شيبة 2/518، وعن عامر بن ربيعة عند البزار (3161) .

ص: 186

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، كُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُصَلِّي عَلَى صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً وَاحِدَةً بِمَغْفِرَتِهِ عَشْرِ مِرَارٍ

906 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى عَنْ

(2)

إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»

(3)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح، وخالد بن عبد الله: هو ابن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي المزني، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم (11) من طريق بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إسحاق، به.

وبهذا اللفظ أخرجه أحمد 2/262 من طريق أبي كامل، عن حماد، عن سهيل عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/160. ورجاله رجال الصحيح. وانظر ما يأتي.

(2)

في الأصل: موسى بن إسماعيل، وهو تحريف.

(3)

صحيح، وأخرجه أحمد 2/372 و375، ومسلم (408) في الصلاة: باب الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، وأبو داود (1530) في الصلاة: باب في الاستغفار، والترمذي (485) في الصلاة: باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 3/50 في السهو: باب الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدارمي 2/317 في الرقاق: باب في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والبخاري فىِ "الأدب المفرد"(645) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد 2/485 من طريق زهير وأبي عامر، واسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " برقم (9) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن العلاء، به.

ص: 187

‌ذِكْرُ رَجَاءِ دُخُولِ الْجِنَانِ الْمُصَلِّي عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذِكْرِهِ مَعَ خَوْفِ دُخُولِ النِّيرَانِ عِنْدَ إِغْضَائِهِ عَنْهُ كُلَّمَا ذَكَرَهُ

907 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ:«آمِينَ آمِينَ آمِينَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ:«إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»

(1)

. [1: 2]

(1)

إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات. أبو معمر هو: إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (646) من طريق محمد بن عبد الله، واسماعيل القاضي (18) من طريق أبي ثابت، كلاهما عن ابن أبي حازم، عن كثير، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وأخرجه البزار (3169) ، وصححه ابن خزيمة (1888) من طريق سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، بالإسناد المذكور. وورد بعده من طريق المقبري، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن كعب بن عجرة، وأنس بن مالك، عند إسماعيل القاضي رقم (15) و (19) ، وعن جابر بن عبد الله عند البخاري في "الأدب المفرد"(644) ، وعن عمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن سمرة، وعبد الله =

ص: 188

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَاهُ

908 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ نَفْيِ الْبُخْلِ عَنِ الْمُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

909 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ بِسَنْجَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ،

= ابن الحارث بن جزء، عند البزار (3164) و (3165) و (3166) و (3167) ، وعن غيرهم. انظر "المجمع" 10/164-167.

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، عبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني، وأخرجه إسماعيل القاضي برقم (16) من طريق مسدد عن بشر بن المفضل بهذا الإسناد، وأخرجه الحاكم 1/549، شاهداً لحديث الحسين بن علي الآتي بعده.

وأخرجه أحمد 2/254، والترمذي (3545) في الدعوات: باب قَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " رَغِمَ أنف رجل " عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن ربعي بن إبراهيم بن علية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقوله. " رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر.. " أخرجه مسلم (2551) في البر والصلة: باب رغم أنف

من طريق سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة.

ص: 189

عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»

(1)

. [1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذَا أَشْبَهُ شَيْءٍ رُوِيَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ الْحُسَيْنُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَيْثُ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ إِلَّا شَهْرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ وُلِدَ لِلَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَابْنُ سِتِّ سِنِينَ وَأَشْهُرٍ إِذَا كَانَتْ لُغَتُهُ الْعَرَبِيَّةَ يَحْفَظُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ صَلَاةَ مَنْ صَلَّى عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمَّتِهِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ

910 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال مسلم ما عدا عبد الله بن علي، وقد روى عنه جمع، ووثقه المؤلف.

وأخرجه الترمذي (3546) في الدعوات، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(56) من طرق عن أبي عامر العقدي، به.

وأخرجه أحمد 1/201، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/66، وفي " عمل اليوم والليلة "(55) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة (384) ، وأبو يعلى (6776) ، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي (32) من طرق عن سليمان بن بلال بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم 1/549، ووافقه الذهبي، وقد تابع سليمان بن بلال إسماعيل بن جعفر عند إسماعيل القاضي (35) ، وتابعه أيضاً علِيه عبد الله بن جعفر بن نجيح.

قال الحافظ: ولا يقصر عن درجة الحسن. "الفتح" 11/168.

وله شاهد من حديث أنس عند النسائي فيما ذكره الفيروزآبادي في الرد على المعترضين ورقة 39/1، وآخر صحيح عن الحسن مرسلاً عند إسماعيل القاضي (38) .

ص: 190

قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» ، قَالُوا: وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟، فَقَالَ:«إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَامَنَا»

(1)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، حسين بن علي هو: الجعفي، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم (1733) .

وأخرجه أحمد 4/8، وابن أبي شيبة 2/516 ومن طريقه ابن ماجة (1085) في الإقامة: باب فضل الجمعة، عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1047) في الصلاة: باب تفريع أبواب الجمعة، عن هارون ابن عبد الله، و (1531) في الصلاة: باب في الاستغفار، عن الحسن بن علي، والنسائي 3/91-92 في السهو باب إكثار الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الجمعة، عن إسحاق بن منصور، والدارمي 1/361، والطبراني في " الكبير "(589) ، من طريق عثمان بن أبي شيبة، والبيهقي 3/248 من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، إسماعيل القاضي (22) من طريق علي بن عبد الله، كلهم عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 1/278، ووافقه الذهبي، وصححه النووي في " الأذكار ".

وله شاهد من حديث أبي الدرداء وأبي أمامة كما في " جلاء الأفهام " ص 39 وفي كليهما ضعف إلا أنهما يصلحان للشواهد

وقوله: أرَمْت على وزن ضَرَبْتَ، أي: بليت، وأصله أرممت، فحذفت إحدي الميمين كأحست في أحسسته.

ص: 191

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ فِي الْقِيَامَةِ يَكُونُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ أَكْثَرَ صَلَاةً عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا

911 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً»

(1)

. [1: 2]

(1)

موسي بن يعقوب الزمعي سيِّىء الحفظ، وعبد الله بن كيسان لم يوثقه غير المؤلف، وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 5/177، والخطيب في " شرف أصحاب الحديث " رقم (63) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 6/2342 من طريق الحسين بن إسماعيل، عن عمرو بن معمر العمري، عن خالد بن مخلد، به.

وقد روي الحديث أيضاً عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عبد الله بن مسعود بلا واسطة، وهو ما أخرجه الترمذي (484) في الصلاة: باب ما جاء في فضل الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن محمد بن بشار، والبخاري في، "تاريخه الكبير" 5/177 من طريق محمد بن المثنى، كلاهما عن محمد بن خالد بن عثمة، عن موسي بن يعقوب، عن عبد الله بن كيسان، عن عبد الله بن شداد، عن ابن مسعود. ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في " شرح السنة "(686) .

وأورده البخاري في " تاريخه الكبير" 5/177 عن ابراهيم بن المنذر، عن عباس بن أبي شملة، عن موسي الزمعي، عن عبد الله بن كيسان، عن عتبة بن عبد الله، عن ابن مسعود.

وذكر البخاري أيضاً متابعاً لموسي الزمعي، فأورده عن محمد بن عبادة، عن يعقوب، عن قاسم بن أبي زياد، عن عبد الله بن كيسان عن سعيد المقبري، عن عتبة بن عبد الله، عن ابن مسعود.

وله شاهد عند البيهقي في سننه 3/249، وفي "حياة الأنبياء"(11) ، عن أبي أمامة، بلفظ: "صلاة أمي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم =

ص: 192

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقِيَامَةِ يَكُونُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، إِذْ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ أَكْثَرَ صَلَاةٍ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ

(1)

.

‌ذِكْرُ الْأَخْبَارِ الْمُفَسِّرَةِ لِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

912 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ لِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟، قَالَ:«قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ؛ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»

(2)

. [1: 12]

= علي صلاة، كان أقربهم مني منزلة"، قال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3/303: رواه البيهقي بإسناد حسن، إلا أن مكحولاً قيل: لم يسمع من أبي أمامة. وقال الحافظ في " الفتح " 11/167: لا بأس بسنده.

(1)

وقال أبو نعيم فيما نقله عنه الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ص 35: وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها؛ لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخاً وذكراً.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجة (904) في إقامة الصلاة: باب الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، من طريق علي بن محمد، عن وكيع، بهذا الإسناد.

أخرجه مسلم (406)(67) في الصلاة: باب الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد

ص: 193

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= التشهد، من طريق زهير بن حرب وأبي كريب، عن وكيع، عن شعبة ومسعر، به. وليس في حديث مسعر:" ألا أهدي لكم هدية ".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/507 من طريق وكيع، عن مسعر، عن الحكم، به.

وأخرجه أحمد 4/241، والبخاري (6357) في الدعوات، ومسلم (406)(66) ، وأبو داود (976) و (977) في الصلاة، والنسائي 3/48 في السهو: باب كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي "عمل اليوم والليلة"(54) ، وابن ماجة (904) ، والدارمي 1/309 في الصلاة، من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (3105) ، وأحمد 4/241 و243، والبخاري (4797) في التفسير: باب (إن الله وملائكته يصلون على النبي) ، ومسلم (406)(68) ، وأبو داود (978) ، والترمذي (483) في الصلاة، والنسائي 3/47، والطبري في "التفسير" 22/43، من طرق عن الحكم، به.

وأخرجه الحميدي (711) و (712) ، وأحمد 4/244، والبخاري (3370) في الأنبياء، وأبو عوانة 2/231، 232، و233، والشافعي 1/92، واسماعيل القاضي (56) و (57) و (58) ، والطبراني في " الكبير " 19/116 و 123 و124 و 125 و 126 و 127 و 128 و 129 و 130 و 131 و 132، والبيهقي في "السنن" 2/147-148، وابن الجارود (206) والطيالسي (1061) ، والطبراني في الصغير ص 193، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/72، وابن أبي شيبة 2/507، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(359) ، والبغوي (681) ، من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (4798) في التفسير، وعن أبي حميد الساعدي عند البخاري (6360) في الدعوات، وعن أبي مسعود الأنصاري عند مسلم (405) في الصلاة، وعن أبي هريرة عند النسائي في " عمل اليوم والليلة "، (47) ، وعن طلحة عند النسائي في السنن 3/48، وعن عقبة بن خارجة عند النسائي 3/49، وفي " عمل اليوم والليلة "(53) ، وعن عقبة بن عمرو عند ابن أبي شيبة 2/507، 508، وعن الحسن عند ابن أبي شيبة 2/508.

ص: 194

‌ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَسَنَاتِ لِمَنْ صَلَّى عَلَى صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً وَاحِدَةً

913 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ»

(1)

. [1: 12]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَلَامَ الْمُسَلِّمِ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَبْلُغُ إِيَّاهُ ذَلِكَ فِي قَبْرِهِ

914 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ»

(2)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (905) .

(2)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، وعبد الله بن السائب هو الشيباني الكندي.

وأخرجه أحمد 1/441، والنسائي 3/43 في السهو، من طريق وكيع، به.

وأخرجه عبد الرزاق (3116) ، وابن أبي شيبة 2/517، وأحمد 1/387 و452، والنسائي 3/43، وفي "عمل اليوم والليلة "(66)، والدارمي 2/317 في الرقاق: باب في فضل الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والبزار 1/295، وأبو يعلى 241/1/2 وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/205، والطبراني في "الكبير"(10528) و (10529) و (10530) ، وإسماعيل القاضي (21) ، والبغوي في "شرح السنة"(687) ، كلهم من طريق سفيان الثوري به. وصححه الحاكم 2/421، ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً ابن القيم في "جلاء الأفهام" ص 24.

ص: 195

‌ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسَلِّمِ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً وَاحِدَةً بِأَمْنِهِ مِنَ النَّارِ عَشْرَ مَرَّاتٍ

(1)

نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

915 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، غُلَامُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادٍ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْحَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مَسْرُورٌ، فَقَالَ:«إِنَّ الْمَلَكَ جَاءَنِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَمَا تَرْضَى أَنْ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي صَلَاةً إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ تَسْلِيمَةً إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا؟ قُلْتُ: بَلَى أَيْ رَبِّ»

(2)

. [1: 2]

(1)

في هامش الأصل: مرارخ.

(2)

إسناده ضعيف. عمر بن موسى الحادي البصري، ويقال: عمر بن سليمان الحادي، قال الذهبي في " الميزان " 3/202 و 226: ضعفه ابن عدي وابن نقطة، ووثقه ابن حبان. وسليمان مولى الحسن ترجمه ابن أبي حاتم 4/152، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وذكره المؤلف في الثقات، وقال النسائي: ليس بمشهور، وباقي رجاله ثقات وأخرجه ابن أبي شيبة 2/516، وأحمد 4/29- 30 كلاهما عن عفان، والنسائى 3/50 في السهو: باب الفضل في الصلاة على النبي، وفي "عمل اليوم والليلة"(60) ، من طريق ابن المبارك، والدارمي 2/317 في الرقاق: باب في فضل الصلاة على النبي، من طريق سليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذ الإسناد. وصححه الحاكم 2/420، ووافقه الذهبي. وللحديث طريقان آخران عند إسماعيل القاضي رقم (1) و (2) ، وشاهدان من حديث أنس وعمر يصح بهما.

وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف عند الحاكم 1/550، وصححه، ووافقه الذهبي.

ص: 196

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ إِلَّا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَقَطْ

916 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(1)

، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَادَتْهُ امْرَأَتِي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي، فَقَالَ:«صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكِ»

(2)

. [4: 1]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَجُوزُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَآلِهِ

917 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَصَدَّقَ إِلَيْهِ أَهْلُ بَيْتٍ بِصَدَقَةٍ صَلَّى عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَتَصَدَّقَ أَبِي إِلَيْهِ بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى»

(3)

. [4: 1]

(1)

تحرف في الأصل إلى شقيق.

(2)

إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين ما عدا نبيح، وهو ابن عبد الله العنزي الكوفي، ووثقه العجلي ص 448، وابن حبان 5/484 وغيرهما. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/519، وأحمد 3/303 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(423) عن عبد الاعلى بن واصل، عن يحيي بن آدم، عن سفيان، به. وسيعيده المؤلف من طريق سفيان مطولاً برقم (984) .

وسيرد برقم (918) من طريق أبي عوانة عن الأسود بن قيس، به. ويأتى تخريجه هناك.

(3)

إسناده صحيح، وهو في مسند أبي داود الطيالسي (819) ، ومن طريقه أخرجه أبو =

ص: 197

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ بِلَفْظِ الصَّلَاةِ إِلَّا لِآلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم

918 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ

919 -

أَخْبَرَنَا الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:

= نعيم في "حلية الأولياء" 5/96.

وأخرجه عبد الرزاق (6957) ، وأحمد 4/353 و 355 و 381 و 388، والبخاري (1497) في الزكاة: باب صلاة الإمام ودعاؤه لصاحب الصدقة، و (4166) في المغازي: باب غزوة الحديبية، و (6332) في الدعوات: باب قوله تعالى: (وصل عليهم) ، و (6359) باب هل يصلى على غير النبي، ومسلم (1078) في الزكاة. باب الدعاء لمن أتى بصدقة، وأبو داود (1590) في الزكاة، والنسائي 5/31 في الزكاة، وأبو نعيم في "الحلية" 5/96، والبيهقي في "السنن" 2/152 و 4/157، من طرق عن شعبة، به.

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 3/198، وإسماعيل القاضي (77)، وأبو داود (1533) في الصلاة: باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، والدارمي 1/24 في المقدمة. باب ما أكرم بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بركة طعامه، والبيهقي في " السنن " 2/153 من طرق عن أبي عوانة بهذا الإسناد. ورواية أحمد والدارمي مطولة. وقد تقدم برقم (916) من طريق سفيان عن الأسود بن قيس، به.

ص: 198

حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِيبُ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي أَرْزُقُهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ»

(1)

. [3: 67]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ رَجَاءَ الْمَرْءِ اسْتِحْبَابَهُ الدُّعَاءِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِنَّمَا هُوَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ سُنَّتِهِ

920 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، وَعَنْ

(2)

أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا

(1)

إسناده حسن، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (497) من طريق هشام بن عمار بهذا الإسناد، وأخرجه مسلم (758) (170) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، والنسائي في "عمل اليوم والليلة "(478) عن إسحاق بن منصور، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 129 من طريق محمد بن يحيى، كلاهما عن أبي المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، به، إلا أنه لم يذكر الاسترزاق.

وأخرجه أحمد 2/504، والدارمي 1/346، وابن أبي عاصم (495) و (496) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 129 من طرق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(477) من طريق سفيان، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد 2/258 من طريق هشام، عن يحيي، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "(479) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، به، مختصراً. وانظر ما بعده.

(2)

في الأصل " عن " بإسقاط الواو قبلها، وهو غلط، فالحديث من طريق أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة جميعاً، عن أبي هريرة، كما هو في مصادر التخريج.

ص: 199

جَلَّ وَعَلَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ؟»

(1)

. 3: 67]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: صِفَاتُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لَا تُكَيَّفُ، وَلَا تُقَاسُ إِلَى صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ، فَكَمَا أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا مُتَكَلِّمٌ مِنْ غَيْرِ آلَةٍ بَأَسْنَانٍ وَلَهَوَاتٍ وَلِسَانٍ وَشَفَةٍ كَالْمَخْلُوقِينَ، جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ مِثْلِ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ، وَلَمْ يَجُزْ

(1)

إسناده صحيح، وهو في " الموطأ " 1/214 في القرآن: باب ما جاء في الدعاء، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/487، والبخاري (1145) في التهجد: باب الدعاء والصلاة في آخر الليل، و (6321) في الدعوات. باب الدعاء نصف الليل، و (7494) في التوحيد. باب قوله تعالى:(يريدون أن يبدلوا كلام الله)، ومسلم (758) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، وأبو داود (1315) في الصلاة: باب أي الليل أفضل، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 127، وابن أبي عاصم في "السنة"(492) ، وأبو القاسم اللالكائي في " شرح السنة " 3/435 و 436، والبيهقي في سننه 3/2، وفي " الأسماء والصفات " ص 449.

وأخرجه أحمد 2/267، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (480) وابن ماجة (1366) في الإقامة: باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل، من طريقين عن الزهري بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/282 و 419، ومسلم (87)(169)، والترمذي (446) فى الصلاة: باب ما جاء في نزول الرب تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 130، من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (758)(171) ، وابن خزيمة في " التوحيد " ص 131 من طريق سعد بن سعيد، عن سعيد ابن مرجانة، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد 2/433، والنسائي "عمل اليوم والليلة"(483) من طريقين عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي (484) ، وابن خزيمة في " التوحيد " ص 130، من طريق عبيد الله، عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. =

ص: 200

أَنْ يُقَاسَ كَلَامُهُ إِلَى كَلَامِنَا، لِأَنَّ كَلَامَ الْمَخْلُوقِينَ لَا يُوجَدُ إِلَّا بِآلَاتٍ، وَاللَّهُ جَلَّ وَعَلَا يَتَكَلَّمُ كَمَا شَاءَ بِلَا آلَةٍ، كَذَلِكَ يَنْزِلُ بِلَا آلَةٍ، وَلَا تَحَرُّكٍ، وَلَا انْتِقَالٍ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، وَكَذَلِكَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ، فَكَمَا لَمْ يَجُزْ أَنْ يُقَالَ: اللَّهُ يُبْصِرُ كَبَصَرِنَا بِالْأَشْفَارِ وَالْحَدَقِ وَالْبَيَاضِ، بَلْ يُبْصِرُ كَيْفَ يَشَاءُ بِلَا آلَةٍ، وَيَسْمَعُ مِنْ غَيْرِ أُذُنَيْنِ، وَسِمَاخَيْنِ، وَالْتِوَاءٍ، وَغَضَارِيفَ فِيهَا، بَلْ يَسْمَعُ كَيْفَ يَشَاءُ بِلَا آلَةٍ، وَكَذَلِكَ يَنْزِلُ كَيْفَ يَشَاءُ بِلَا آلَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَاسَ نُزُولُهُ إِلَى نُزُولِ الْمَخْلُوقِينَ، كَمَا يُكَيَّفُ نُزُولُهُمْ، جَلَّ رَبُّنَا وَتَقَدَّسَ مِنْ أَنْ تُشَبَّهَ صِفَاتُهُ بِشَيْءٍ مِنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ.

‌ذِكْرُ خَبَرٍ وَاحِدٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ يُضَادُّ الْخَبَرَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا

921 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ،

= وأخرجه النسائي أيضاً (485) من طريق سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم حبيبة، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (758)(172) ، والطيالسي (2232) و (2385) ، وابن أبي عاصم (500) و (501) ، وأحمد 2/383 و 3/34 و 43 و 94، وابن خزيمة في " التوحيد " ص 126، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 450.

وعن جبير بن مطعم عند الدارمي 1/347، وأحمد 4/81، والآجري في "الشريعة" ص 312، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 133، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 451، وسنده صحيح.

وعن رفاعة بن عرابة الجهني عند أحمد 4/16، والدارمي 1/347، وابن ماجة (1367) ، وابن خزيمة ص 132، والآجري ص 310، وسنده صحيح أيضاً.

وعن علي بن أبي طالب عند الدارمي 1/348، وأحمد 1/120 وسنده قوي. وعن ابن مسعود عند أحمد 1/388 و 403 و 446، والآجري ص 312، وابن خزيمة ص 134، وسنده صحيح.

ص: 201

قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ،

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَعَنْ

(1)

أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، نَزَلَ رَبُّنَا تبارك وتعالى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ»

(2)

. [3: 67]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي خَبَرِ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، أَنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ حَتَّى يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، وَفِي خَبَرِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَنَّهُ يَنْزِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُهُ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي حَتَّى يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، وَفِي بَعْضِهَا حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَ الْخَبَرَيْنِ تَهَاتُرٌ وَلَا تَضَادٌّ.

‌ذِكْرُ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي إِذَا دَعَا الْمَرْءُ رَبَّهُ بِهَا أُعْطِيَ إِحْدَاهُنَّ

922 -

حَدَّثَنَا ابْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، فَإِنِّي مُعْطِيكَ إِحْدَاهُنَّ،

(1)

في " الإحسان ": " عن " بلا واو، والمثبت من " الأنواع " 3/لوحة 331.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (758)(172) في صلاة المسافرين، من طرق عن جرير، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 202

قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجِيلَ عَافِيَتِكَ، أَوْ صَبْرًا عَلَى بَلِيَّتِكَ، أَوْ خُرُوجًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَى رَحْمَتِكَ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَغْفَرَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا

923 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده ضعيف، عمرو بن أبي سلمة: هو التنيسي الدمشقي، وثقه ابن سعد ويونس، وأثنى عليه أحمد إلا أنه روى عن زهير بن محمد أحاديث بواطيل، وضعفه يحيي بن معين والساجي، وقال العقيلي: في حديثه وهم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وزهير بن محمد: قال الحافظ فى " التقريب ": هو التميمي الخراساني سكن الشام ثم الحجاز، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها وهذا الحديث من رواية أهل الشام عنه.

(2)

إسناده صحيح. واسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- ثبت في أبي إسحاق، فقد قال عيسى بن يونس: سمعت إسرائيل بن يونس يقول: كنت أحفظ حديث ابي إسحاق، كما أحفظ السورة من القرآن. وقد احتج الشيخان بأحاديث من روايته عن أبي إسحاق.

وأخرجه أحمد 1/394 و 397، وأبو داود (241) في الصلاة: باب فى الاستغفار، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(457) ، والطبراني (10317) من طرق عن إسرائيل بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1 /397 من طريق أبي سعيد عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود.

ص: 203

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ بِاسْتِغْفَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِعَدَدٍ لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ عَلَيْهِ

924 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَتُوبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَمْ يَكُنْ بِعَدَدٍ لَمْ يَزِدْهُ عَلَيْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم

925 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال مسلم، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(432) ، من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام، عن معتمر بن سيمان بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي (433) ، والبزار (3246) من طريق محمد بن المثنى، عن عبد الله بن رجاء، عن عمران، عن قتادة، به.

وأخرجه البزار (3245) من طريق عن شعبة، عن قتادة، به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/208، وقال:"رواه أبو يعلى، والبزار، وأحد إسنادي أبي يعلى، رجاله رجال الصحيح". وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(436) من طريق يونس ابن عبد الأعلى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. =

ص: 204

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَمْ يَكُنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَزِيدَ عَلَيْهِ

926 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ

(1)

عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا ذَرِبَ اللِّسَانِ عَلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَنِي لِسَانِي النَّارَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ»

(2)

. [5: 12]

= وأخرجه أحمد 2/282 و 341، والبخاري (6307) في الدعوات: باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(435) ، والبغوي (1285) ، من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه أحمد 2/450، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(434) ، وابن أبي شيبة 10/297، ومن طريقه ابن ماجة (3815) في الأدب: باب الاستغفار، والبغوي (1286) ، من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، به ولفظه:"إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مئة مرة".

وأخرجه من طرق عن أبي هريرة النسائي في " عمل اليوم والليلة "(437) و (439) .

(1)

عبيد الله بن أبي المغيرة، لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه غير أبي إسحاق، وقد اختلف فيه، فقيل: عبيد بن عمرو ابن المغيرة، ويقال. المغيرة بن أبي عبيد البجلي، ويقال: الخارفي ويقال غير ذلك انظر تخريج الحديث في التعليق الآتي و" تحفة الأشراف " 3/50 والتهذيب وفروعه.

(2)

إسناده ضعيف، لجهالة عبيد الله بن أبي المغيرة.

وأخرجه أحمد 5/397، ومن طريقه الحاكم 1/511، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(451) عن عمرو بن علي، كلاهما (أحمد وعمرو) عن عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عند أبي المغيرة، به. (في "المسند" عبيد بن المغيرة) .

وأخرجه أحمد 5/402 من طريق وكيع، والحاكم 2/457 من طريق محمد بن =

ص: 205

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ، فَقَالَ: وَأَتُوبُ.

‌ذِكْرُ وَصْفِ الِاسْتِغْفَارِ الَّذِي كَانَ يَسْتَغْفِرُ صلى الله عليه وسلم بِالْعَدَدِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

927 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رُبَّمَا أَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ

= القاسم الأسدي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق (تحرف فى المستدرك إلى ابن إسحاق) ، عن عبيد بن المغيرة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(450) من طريق أبي الأحوص، و (452) من طريق سفيان، وابن ماجة (3817) فى الأدب: باب الاستغفار، من طريق أبي بكر بن عياش، كلهم عن أبي إسحاق، عن أبي المغيرة، به.

وأخرجه النسائي (453) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم، عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي إسحاق، عن أبي المغيرة عُبيد البجلي نحوه.

وأخرجه الدارمي 2/302 في الرقاق: باب في الاستغفار، من طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن عمرو أبي المغيرة، به.

وأخرجه أحمد 5/396، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(449) من طريق محمد بن جعفر غندر، والحاكم 1/510 من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت الوليد أبا المغيرة، أو المغيرة أبا الوليد يحدث عن حذيفة نحوه، وفيه "لأستغفر في اليوم والليلة أو في اليوم" قال الحاكم: وقد أتى شعبة بالإسناد والمتن بالشك، وحفظه سفيان بن سعيد، فأتى به بلا شك في الإسناد والمتن.

وخالف سعيد بن عامر فرواه عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، كما عند النسائي في " عمل اليوم والليلة "(448) .

ص: 206

التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ الِاقْتِصَارِ عَلَى دُونِ مَا وَصَفْنَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ

928 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ

(2)

بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ

(3)

، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ

(4)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال مسلم، وابن أبي عمر وهو: الحافظ المسند أبو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ المجاور بمكة، صنف "المسند" وعُمِّرَ دهراً، وحج سبعين حجة، وصار شيخ الحرم في زمانه، وكان صالحاً عابداً لا يفتر عن الطواف، روى عنه مسلم والترمذي وابن ماجة، وتوفي في آخر سنة ثلاث وأربعين ومئتين. ترجمه المؤلف في "الثقات" 9/98.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297، وأحمد 2/21، والبخاري في "الأدب المفرد"(618) ، والبغوي (1289) ، من طريق ابن نمير، وأبو داود (1516) في الصلاة: باب في الاستغفار، من طريق أبي أسامة، والترمذي (3434) في الدعوات. باب ما يقول إذا قام من المجلس، من طريق المحاربي، وابن ماجة (3814) في الأدب، من طريق أبي أسامة والمحاربىِ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(458) من طريق أبي بكر الحنفي، كلهم عن مالك بن مغول، عن محمد بن سوقة، به.

وأخرجه أحمد 2/67، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(459) من طريق زهير عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر، به.

وأخرجه النسائي (460) من طريق شعبه، عن يونس بن خباب، عن أبي الفضل، عن ابن عمر، به.

(2)

في الأصل: أبو الوليد، وهو تحريف.

(3)

تحرف في الأصل إلى: إسماعيل بن عبد الله بن المهاجر.

(4)

تحرف في الأصل إلى: الحسن.

ص: 207

اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

. [5: 12]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: كَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَسْتَغْفِرُ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي الْأَحْوَالِ عَلَى حَسَبِ مَا وَصَفْنَاهُ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَلِاسْتِغْفَارِهِ صلى الله عليه وسلم مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بَعَثَهُ مُعَلِّمًا لِخَلْقِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا، فَكَانَ يُعَلِّمُ أُمَّتَهُ الِاسْتِغْفَارَ وَالدَّوَامَ عَلَيْهِ، لِمَا عَلِمَ مِنْ مُقَارَفَتِهَا الْمَآثِمَ فِي الْأَحَايِينِ بِاسْتِعْمَالِ الِاسْتِغْفَارِ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِنَفْسِهِ عَنْ تَقْصِيرِ الطَّاعَاتِ لَا الذُّنُوبِ، لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا عَصَمَهُ مِنْ بَيْنِ خَلْقِهِ، وَاسْتَجَابَ لَهُ دُعَاءَهُ عَلَى شَيْطَانِهِ حَتَّى أَسْلَمَ، وَذَاكَ أَنَّ مِنْ خُلُقِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَى بِطَاعَةٍ لِلَّهِ عز وجل دَاوَمَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَقْطَعْهَا، فَرُبَّمَا شُغِلَ بِطَاعَةٍ عَنْ طَاعَةٍ حَتَّى فَاتَتْهُ إِحْدَاهُمَا، كَمَا شُغِلَ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ بِوَفْدِ تَمِيمٍ، حَيْثُ كَانَ يَقْسِمُ فِيهِمْ وَيَحْمِلُهُمْ حَتَّى فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ، ثُمَّ دَاوَمَ عَلَيْهِمَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِيمَا بَعْدُ، فَكَانَ اسْتِغْفَارُهُ صلى الله عليه وسلم لِتَقْصِيرِ طَاعَةٍ أَنْ أَخَّرَهَا عَنْ وَقْتِهَا مِنَ النَّوَافِلِ لِاشْتِغَالِهِ بِمِثْلِهَا مِنَ الطَّاعَاتِ الَّتِي كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَوْلَى مِنْ تِلْكَ الَّتِي كَانَ يُوَاظِبُ عَلَيْهَا، لَا أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَغْفِرُ مِنْ ذُنُوبٍ يَرْتَكِبُهَا

(1)

رجاله ثقات، إلا أن الوليد بن مسلم مدلس، فقد عنعن، وأخرجه النسائي فى "عمل اليوم والليلة"(454) من طريق محمد بن المثني، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد وله شواهد كثيرة تقدم بعضها.

ص: 208

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِغْفَارِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْمَرْءِ عَمَّا ارْتَكَبَهُ مِنَ الْحَوْبَاتِ

929 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأَغَرُّ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ»

(1)

. [1: 104]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ» يُرِيدُ بِهِ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:«فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ» ، وَكَانَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِتَقْصِيرِهِ فِي الطَّاعَاتِ الَّتِي وَظَّفَهَا عَلَى نَفْسِهِ، لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أَخْلَاقِهِ إِذَا

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، وأبو بردة. هو ابن أبي موسى الأشعري، وقد اختلف في اسمه، فقيل: الحارث، وقيل: عامر، وقيل: اسمه كنيته، روى له الستة.

وأخرجه الطبراني (882) عن محمد بن محمد التمار وعثمان بن عمر الضبي قالا: حدثنا أبو الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/298، ومن طريقه مسلم (2702) (42) في الذكر والدعاء: باب استحباب الاستغفار عن غندر، وأحمد 4/260 عن وهب، والبخاري في "الأدب المفرد"(621) عن حفص، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(446) من طريق عبد الرحمن، و (447) من طريق محمد بن جعفر، والبغوي (1288) من طريق وبن جرير، كلهم عن شعبة بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي (445) ، والطبراني (883) و (884) من طريقين عن عمرو في مرة، به.

وأخرجه الطبراني (887) من طريق حميد بن هلال، عن أبي بردة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/299، والنسائي (444) ، والطبراني (885) و (886) من طريقين عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ رجل من المهاجرين.

ص: 209

عَمِلَ خَيْرًا أَنْ يُثْبِتَهُ فَيَدُومَ عَلَيْهِ، فَرُبَّمَا اشْتَغَلَ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ عَنْ ذَلِكَ الْخَيْرِ الَّذِي كَانَ يُوَاظِبُ عَلَيْهِ بِخَيْرٍ آخَرَ، مِثْلُ اشْتِغَالِهِ بِوَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ وَالْقِسْمَةِ فِيهِمْ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الظُّهْرِ، فَلَمَّا صَلَّى الْعَصْرَ أَعَادَهُمَا، فَكَانَ اسْتِغْفَارُهُ صلى الله عليه وسلم لِلتَّقْصِيرِ فِي خَيْرٍ اشْتَغَلَ عَنْهُ بِخَيْرٍ ثَانٍ عَلَى حَسَبِ مَا وَصَفْنَا

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَعْقِيبِ الِاسْتِغْفَارِ كُلَّ عَثْرَةٍ، وَإِنْ كَانَ الْمَرْءُ مُشَمِّرًا فِي أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ

930 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، [عَنْ أَبِي صَالِحٍ] ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ، فَإِنْ هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَتْ، فَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا، فَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ فِيهِ، فَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} »

(1)

[المطففين: 14] . [3: 65]

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، وأخرجه الترمذي (3334) في التفسير: باب ومن سورة ويل للمطففين، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(418) ، وفى المسى كما في "تحفة الأشراف" 9/443، عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجة (4244) في الزهد: باب ذكر الذنوب، والطبري 30/98، والحاكم 2/517، من طرق عن محمد بن عجلان، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. ونقل المناوي في الفيض عن الذهبي في "المهذب" قوله: إسناده صالح. =

ص: 210

‌ذِكْرُ لَفْظٍ لَمْ يَعْرِفْ مَعْنَاهُ جَمَاعَةٌ لَمْ يُحْكِمُوا صِنَاعَةَ الْعِلْمِ

931 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ»

(1)

. [1: 104]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي» ، يُرِيدُ بِهِ: يَرِدُ عَلَيْهِ الْكَرْبُ مِنْ ضِيقِ الصَّدْرِ مِمَّا كَانَ يَتَفَكَّرُ فِيهِ صلى الله عليه وسلم بِأَمْرِ اشْتِغَالِهِ كَانَ بِطَاعَةٍ عَنْ طَاعَةٍ، أَوِ اهْتِمَامِهِ بِمَا لَمْ يَعْلَمْ مِنَ الْأَحْكَامِ قَبْلَ نُزُولِهَا، كَأَنَّهُ كَانَ يَعُدُّ، صلى الله عليه وسلم، عَدَمَ عِلْمِهِ بِمَكَّةَ بِمَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنَ الْأَحْكَامِ قَبْلَ إِنْزَالِ اللَّهِ إِيَّاهَا بِالْمَدِينَةِ ذَنْبًا، فَكَانَ يُغَانُ عَلَى قَلْبِهِ لِذَلِكَ، حَتَّى كَانَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَا أَنَّهُ كَانَ يُغَانُ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ ذَنْبٍ يُذْنِبُهُ، كَأُمَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

= وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6/325، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإيمان".

والراد كالرَّيْن، شيء يعلو على القلب كالغشاء الرقيق حتى يسود ويظلم، ويقال: ران على قلبه الذنب يرين ريْناً: إذا غشَّي على قلبه.

(1)

إسناده صحيح، على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 4/260، ومسلم (2702) (41) في الذكر والدعاء: باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، وأبو داود (1515) في الصلاة: باب في الاستغفار، والبغوي (1287) ، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "، (442) ، والطبراني (888) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، به.

وأخرجه الطبراني (889) من طريق هشام بن حسان، عنه ثابت البناني، به.

ص: 211

‌ذِكْرُ سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ الَّذِي يَسْتَغْفِرُ الْمَرْءُ رَبَّهُ لِمَا قَارَفَ مِنَ الْمَأْثَمِ

(1)

932 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ بَشِيرِ

(2)

بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، أَصْبَحْتُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»

(3)

. [1: 104]

(1)

تحرف في " الإحسان " إلى " الأمم " وما أثبتناه من "الأنواع والتقاسيم" 1/لوحة 659.

(2)

في " الإِحسان " بسر وهو تحريف، والتصويب من " الأنواع " 1/لوحة 659.

(3)

إسناده صحيح، رجاله رجال البخاري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/296، ومن طريقه أخرجه الطبراني (7174) .

وأخرجه الحاكم 2/458 من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد، وصححه، وأقره الذهبي.

وأخرجه أحمد 4/122 و 124 و 125، والبخاري (6306) في الدعوات: باب أفضل الاستغفار، و (6323) باب ما يقول إذا أصبح، وفي " الأدب المفرد "(617) والنسائي 8/279، 280 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من شر ما صنع، وفي " عمل اليوم والليلة "(19) و (464) و (580) ، والطبراني (7172) و (7173) ، والبغوي (1308) ، من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(465) و (581) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن بريدة، عن نفر صحبوا شداداً، عنه.

وأخرجه الترمذي (3393) في الدعوات، عن الحسين بن حريث عن =

ص: 212

‌ذِكْرُ سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ الَّذِي يَدْخُلُ قَائِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ إِذَا كَانَ عَلَى يَقِينٍ مِنْهُ

933 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، [وَأَنَا] عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَإِن قَالَهَا بَعْدَمَا يُصْبِحُ مُوقِنًا بِهَا ثُمَّ مَاتَ، كَانَ مِنْ أَهْلِ

= عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ كَثِيرِ بن زيد، عن عثمان بن ربيعة، عن شداد، وحسنه. قال الحافظ في "النكت الظراف" 4/145 " خالفه زيد بن الحباب، فقال. عن كثيِر بن زيد، حدثني المغيرة بن سعيد بن نوفل، عن شداد بن أوس به، أخرجه جعفر الفريابي في كتاب "الذكر" له عن أبي بكر وعثمان ابن أبي شيبة، عنه " قلت: والطبراني (7189) .

وسيرد برقم (1035) من طريق ابن بريدة، عن أبيه، ويخرج هناك، فانظره.

وفي الباب عن جابر عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(467) و (468) .

وقوله: "أنا على عهدك ووعدك" قال البغوي في " شرح السنة " 5/94: يريد على ما عاهدتك عليه، وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك، وقد يكون معناه: إني مقيم على ما عهدت إلي من أمرك، ومتمسك به، ومُتَنَجِّزٌ وعدك في المثوبة والأجر عليه، واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه: الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه عز وجل. وقوله. "أبوء بنعمتك" معناه: الاعتراف بالنعمة، وكذلك قوله. " أبوء بذنبي " معناه: الإقرار به، وفيه معنى ليس في الأول، تقول العرب: باء فلان بذنبه: إذا احتمله لا يستطيع دفعه، وأصل البواء: اللزوم، معناه: أقر به، وألزم نفسي، يقال: أباء الإمام فلاناً بفلان: إذا ألزمه دمه، وقتله به، ومنه قوله سبحانه وتعالى:(فباؤوا بغضب) أي: لزمهم ورجعوا به.

ص: 213

الْجَنَّةِ، وَإِنْ، قَالَهَا بَعْدَمَا يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»

(1)

[1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، وَسَمِعَهُ مِنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ.

فَالطَّرِيقَانِ جَمِيعًا مَحْفُوظَانِ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ حِفْظَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهُ بِالْإِسْلَامِ فِي أَحْوَالِهِ

934 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ

(3)

وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ رُؤْبَةَ التَّمِيمِيُّ هُوَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ هَاشِمِ

(4)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ ذَلِكَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْمُرَ لَهُ بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ شِئْتَ أَمَرْتُ لَكَ بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ، وَإِنْ شِئْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَاتٍ هِيَ خَيْرٌ لَكَ؟» ، قَالَ: عَلِّمْنِيهُنَّ، وَمُرْ لِي بِوَسْقٍ، فَإِنِّي ذُو حَاجَةٍ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ احْفَظْنِي

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وأخرجه أحمد 4/122، والنسائي في "عمل اليوم والليلة "(580) ، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

(2)

سيرد عند المصنف برقم (1035) وسيخرج هناك، فانظره.

(3)

سقطت من " الإحسان " لفظة " ابن" واستدركت من " الأنواع والتقاسيم " 1/لوحة 656.

(4)

تحرف في " الإحسان " ابن هشام، والتصويب من " الأنواع ".

ص: 214

بِالْإِسْلَامِ قَاعِدًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ رَاقِدًا، وَلَا تُطِعْ فِيَّ عَدُوًّا حَاسِدًا

(1)

، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي هُوَ بِيَدِكَ كُلِّهِ»

(2)

. [1: 104]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهَاشِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِاكْتِنَازِ سُؤَالِ الْمَرْءِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا الثَّبَاتَ عَلَى الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ عِنْدَ اكْتِنَازِ النَّاسِ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ

935 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ بِصَيْدَا وَلَمْ يَشْرَبِ الْمَاءَ فِي الدُّنْيَا ثَمَانَ

(3)

عَشْرَةَ سَنَةً، وَيَتِّخَذُ كُلَّ لَيْلَةٍ حَسْوًا فَيَحْسُوهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ

(4)

بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ مِشْكَمٍ

(5)

، قَالَ:

(1)

في "الإحسان": حاسد، والتصوب من "الأنواع".

(2)

العلاء بن رؤية، ويقال له: المعلى ترجمه الفسوي في تابعي أهل المدينة من مصر ممن روى عنهم الزهري، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذا شيخه هاشم بن عبد الله مترجم في " الجرح والتعديل " 9/104، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه 1/403 من طريق أصبغ، عن ابن وهب بهذا الإسناد. وللمرفوع منه شاهد من حديث ابن مسعود عند الحاكم 1/525 من طريق عبد الله بن صالح، عن اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الصهباء، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وتعقبه الذهبي، ققال: أبو الصهباء لم يخرج له البخاري.

(3)

في الأصل: ثمانية.

(4)

تحرف في "الإحسان" إلى هاشم، والتصويب من "الأنواع" 1/لوحة 658.

(5)

تحرف في " الإِحسان " إلى مسلم، والتصويب من " الأنواع ".

ص: 215

خَرَجْتُ مَعَ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، فَنَزَلْنَا مَرْجَ الصُّفَّرِ

(1)

، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسُّفْرَةِ

(2)

نَعْبَثْ بِهَا، فَكَانَ الْقَوْمُ يَحْفَظُونَهَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا بَنِي أَخِي، لَا تَحْفَظُوهَا عَنِّي، وَلَكِنِ احْفَظُوا

(3)

مِنِّي مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اكْتَنَزَ النَّاسُ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ، فَاكْتَنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ»

(4)

. [1: 104]

(1)

مرج الصُّفَّر: موضع بضواحي دمشق من جهة الشمال كانت به وقعة للمسلمين مع الروم بعد وقعة أجنادين بعشرين يوماً، وكان ذلك قبل وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأربعة أيام. انظر الطبري 3/391 و 404 و 406 و 410.

(2)

في "المسند" الشفرة.

(3)

في "الإحسان": احفظوها، والمثبت من "الأنواع".

(4)

سويد بن عبد العزيز: لين الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد 4/123 من طريق روح، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: كان شداد بن أوس

، ورجاله ثقات إلا أن حسان بن عطية لم يدرك شدادا.

وأخرجه أحمد 4/125، والترمذي (3407) ، والطبراني في الكبير (7175) و (7176) و (7177) من طرق عن سعيد الجريري، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ الحنظلي أو عن رجل من بني حنظلة، عن شداد بن أوس.

ورواه الطبراني (7178) ، وقال. عن رجل من بني مجاشع.

وأخرجه الطبراني (7179) من طريق الجريري، عن أبي العلاء، عن رجلين من بني حنظلة، عن شداد بن أوس.

وأخرجه النسائي 3/54 في السهو: باب نوع آخر من الدعاء، والطبراني (7176) و (7180) من طريق الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد.

وصححه الحاكم 1/508 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن عكرمة بن عمار، قال: سمعت شداداً أبا عمار، يحدث عن شداد بن أوس

ص: 216

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمَسْأَلَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْحَسَنَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي دُعَائِهِ

936 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الزُّرَقِيُّ بِطَرَسُوسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا قَدْ صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ:«مَا كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُ؟» ، قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبَنِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، لَا تَسْتَطِيعُهُ

(1)

، أَوْ لَا تُطِيقُهُ، قُلِ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

(2)

[1: 104]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا سَمِعَ حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ

(1)

في "الإحسان" لا تستطعه، وهو خطأ، والتصويب من "الأنواع والتقاسيم" 1/لوحة 658.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1053) عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2688) عن عاصم بن النضر، عن خالد بن الحارث، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/261، وأحمد 3/107، والبخاري في " الأدب المفرد "(727) و (728)، ومسلم (2688) في الذكر: باب كراهية الدعاء بتعجيل العقوبة، والترمذي (3487) في الدعوات. باب من جاء في عقد التسبيح، والطبري 2/300، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1053) ، والبغوي (1383) ، من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/288، ومسلم (2688)(24) في الذكر طريق عفان عن حماد، عن ثابت، به.

وسيرد من طرق أخري مع تخريجها في الروايات الآتية بالأرقام: (937) و (938)(939) و (940) .

ص: 217

حَدِيثًا، وَالْأُخَرُ سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ

(1)

.

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ سُؤَالُ الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا الْحَسَنَةَ لَهُ فِي دَارَيْهِ

937 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

(2)

[5: 12]

قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرْتُهُ لِقَتَادَةَ، فَقَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَدْعُو بِهِ.

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الدُّعَاءَ الَّذِي وَصَفْنَاهُ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ مَا يَدْعُو بِهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَحْوَالِهِ

938 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ،

(1)

قَالَ الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" ص 201-202: وقال مؤمل بن إسماعيل: عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت البناني عنه، وقال أبو عبيدة الحداد عن شعبة: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً، والباقي سمعها من ثابت، أو ثبته فيها ثابت. قلت: فعلى هذا، فما دلسه حميد عن أنس صحيح، لأن الواسطة بينهما -وهو ثابت- ثقة.

(2)

إسناده صحيح، وهو في مسند الطيالسي برقم (2036) ، ومن طريقه أخرجه أحمد 3/209 و277، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1054) ، والبغوي في "شرح السنة"(1382) .

وأخرجه أحمد 3/208 عن روح، والبخاري في " الأدب المفرد "(677) عن عمرو بن مرزوق، ومسلم (2690)(27) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، كلهم عن شعبة، به وانظر ما بعده.

ص: 218

قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قَالُوا: زِدْنَا، فَأَعَادَهَا؛ قَالُوا: زِدْنَا، فَأَعَادَهَا؛ فَقَالُوا: زِدْنَا، فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ؟ سَأَلْتُ لَكُمْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَا: «اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ شُعْبَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ إِلَّا خَبَرَ التَّزَعْفُرِ

939 -

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكَرْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَخْبِرْنِي عَنْ دُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» فَلَقِيتُ إِسْمَاعِيلَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَكْثَرُ

(1)

إسناده صحيح، والقسم الثاني أخرجه ابن أبي شيبة 10/248 عن يزيد بن هارون، وأحمد 3/247، والبغوي (1381) عن عفان، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد. وانظر ما مضى.

وقسمه الأول أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(633) عن موسي، عن عمر بن عبد الله الرومي، عن أبيه، عن أنس.

(2)

في الأصل: بكر وهو تحريف.

ص: 219

دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَزِيدَ فِي الدُّعَاءِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ الْإِقْرَارَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا

940 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا:

(2)

أَيُّ دَعْوَةٍ أَكْثَرُ مَا يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟، قَالَ: أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

(3)

. [5: 12]

(1)

صحيح، عبد الله بن أبي يعقوب، وثقه المؤلف، وتابعه عليه غير واحد، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه مسلم (2690)(26) في الذكر والدعاء: باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة..، عن زهير بن حرب، وأبو داود (1519) في الصلاة: باب في الاستغفار، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1056) عن زياد بن أيوب، كلاهما عن إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد، ولفظه أن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: سَأَلَ قَتَادَةُ أنساً: أيُّ دعوة كان يدعو بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. كَمَا في الرواية التالية.

(2)

سقط لفظ "أنس" من الأصل، واستدرك من سن أبي داود.

(3)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6389) في الدعوات: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا آتنا في الدنيا حسنه، وفي " الأدب المفرد "(682) ، وأبو داود (1519) في الصلاة، كلاهما عن مسدد، بهذا الإسناد. لكن قوله: سأل قتادة أنساً.. لم يرد عند البخاري.

وأخرجه البخاري (4522) في التفسير. باب (ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة) عن أبي معمر، عن عبد الوارث، به ولم يرد عنده قوله: سأل قتادة أنساً.

وبلفظ المؤلف أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من طريق زهير بن حرب =

ص: 220

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ مَكْرُوهٌ لَهُ أَنْ يَدْعُو بِضِدِّ مَا وَصَفْنَا مِنَ الدُّعَاءِ

941 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: عَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا قَدْ جَهِدَ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ كُنْتَ دَعَوْتَ اللَّهَ بِشَيْءٍ؟» ، قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«لَا تَسْتَطِيعُهُ، أَوْ لَا تُطِيقُهُ، فَهَلَّا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ؟» قَالَ: فَدَعَا اللَّهُ فَشَفَاهُ

(2)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ سُؤَالِ الْبَارِي تَعَالَى الثَّبَاتَ وَالِاسْتِقَامَةَ عَلَى مَا يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا بِذَلِكَ

942 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ

(3)

بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ

= وزياد بن أيوب، عن إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، كما تقدم فى تخريج الحديث السابق. وانظر الطرق الأخرى في الروايات المتقدمة.

(1)

بزيغ: بفتح الباء الموحدة وكسر الزاي، وقد تحرف في الأصل إلى "زريع".

(2)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (936) من طريق خالد بن الحارث، عن حميد، به.

(3)

وهيب بالتصغير ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري، ثقة، ثبت، روي له الستة، وقد تحرف في "الإحسان" إلي "وهب" والتصويب من "الأنواع" 3/لوحة 251.

ص: 221

لِي قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ:«قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ»

(1)

. [3: 65]

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ التَّمَلُّقِ إِلَى الْبَارِي فِي ثَبَاتِ قَلْبِهِ لَهُ عَلَى مَا يُحِبُّ مِنْ طَاعَتِهِ

943 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

العباس بن الوليد القرشي ترجمه المؤلف في الثقات " 8/510، فقال: عباس بن الوليد بن حماد القرشي أبو الفضل من أهل البصرة يروي عن يحيى بن سعيد والبصريين حدثنا عنه الحسن بن سفيان، والبصريون، وهو ابن أخي عبد الأعلى النرسي. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/214: سئل أبي عنه، فقال: شيخ يكتب حديثه، وكان علي بن المديني يتكلم فيه. وباقي رجاله ثقات، رجال الصحيحين وأخرجه أحمد 3/413، ومسلم (38) في الايمان: باب جامع أوصاف الاسلام من طرق عن هشام بن عروة بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2410) ، وأبو داود الطيالسي (1231) ، وابن ماجة (3972) ، والطبراني (6396) و (6397) ، وأحمد 3/413، والنسائي في الرقائق كما في "التحفة" 4/20 من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ماعز -وبعض الرواة يقول: عبد الرحمن بن ماعز- عن سفيان بن عبد الله

ومحمد بن عبد الرحمن لا يعرف يجرح ولا تعديل، ولم يرو عنه غير الزهري، وباقي رجاله ثقات، والطريق السابقة تشهد له.

وأخرجه أحمد 3/413 و 4/384، 385، والطبراني (6398) ، والنسائي فى التفسير كما في "التحفة" 4/20 من طريقى عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان الثقفي، عن أبيه، وهذا إسناد صحيح. وانظر شرح هذا الحديث في "جامع العُلوم والحكم" ص 191-194.

ص: 222

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيحين ما خلا أبا ثور -واسمه إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الفقيه صاحب الشافعي، وهو ثقه، واسم أبي إدريس عائذ الله في عبد الله الخولاني.

وأخرجه أحمد 4/182، والآجري في الشريعة ص 317 و 386 عن الوليد بن مسلم، والنسائي في النعوت من الكبرى كما في "التحفة" 9/61 من طريق ابن المبارك، وابن ماجة (199) في القمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابن أبي عاصم في السنة (219) ، والبغوي في " شرح السنة "(89) من طريق صدقة بن خالد، والحاكم 1/525 من طريق بشر بن بكر، و 2/289 من طريق ابن شابور، كلهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد، وصرح الوليد بن مسلم بسماعه من عبد الرحمن، فانتفت شبهة تدليسه، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 14/2: إسناده صحيح وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو تقدم برقم (902) .

وعن أنس عند الترمذي (2140) في القدر: باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن، وحسنه، وابن ماجة (2834) ، وابن أبي عاصم (225) ، والآجري ص 317.

وعن عائشة عند أحمد 6/91 و 251، وابن أبي عاصم (224) ، والآجري ص 317.

وعن أم سلمة عند أحمد 6/294 و 302، وابن أبي عاصم (223) ، والآجري ص 316.

وعن سبْرة بن الفاكه عند ابن أبي عاصم (220) .

وعن أبي هريرة عنده (229) .

ص: 223

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ أُطْلِقَتْ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ وَالتَّشْبِيهِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْحُكْمِ عَلَى ظَوَاهِرِهَا

944 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بِنَسَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي.

وَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا

(1)

اسْتَسْقَاكَ فَلَمْ تَسْقِهِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجِدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي.

يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمَنِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا لَوْ أَنَّكَ أَطْعَمْتَهُ لَوَجِدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي»

(2)

.

(1)

في الأصل "فلان".

(2)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (269) .

ص: 224

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْهِدَايَةَ وَالْعَافِيَةَ وَالْوِلَايَةَ فِيمَنْ رُزِقَ إِيَّاهَا

945 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَ

(1)

بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟، قَالَ: أَذْكُرُ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلْتُهَا فِي فِيَّ، فَانْتَزَعَهَا بِلُعَابِهَا، فَطَرَحَهَا فِي التَّمْرِ، وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ:«اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ» ، قَالَ شُعْبَةُ وَأَظُنُّهُ قَالَ:«تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ»

(2)

.

[1: 104]

(1)

تصحف في الأصل إلى "يزيد".

(2)

إسناده صحيح، ومحمد: هو ابن جعفر الهذلي مولاهم البصري الملقب بغندر، وأخرجه أحمد 1/200 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1177) و (1179) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/200 عن يحيى بن سعيد، والدارمي 1/373 في الصلاة: باب الدعاء في القنوت، عن عثمان بن عمر، كلاهما عن شعبة بهذ الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4984) ، والطبراني (2711) من طريق الحسن بن عمارة، عن بُريد، به.

وأخرج القسم الأول أيضاً الطبراني (2710) من طريق عفان، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد 1/200، والطبرانى (2714) ، عن أبي أحمد الزبيري، عن العلاء بن صالح، عن بُريد، به.

وأخرج القسم الثاني الطبراني (2707) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1425) في الصلاة: باب القنوت في الوتر، والترمذي =

ص: 225

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْحَوْرَاءِ رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ السَّعْدِيُّ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ

(1)

اسْمُهُ: أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُمَا جَمِيعًا تَابِعِيَّانِ بَصْرِيَّانِ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْهِدَايَةَ وَالرِّزْقَ

946 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قَالَ: «قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

= (464) في الصلاة: باب ما جاء في القنوت في الوتر، والنسائي 3/248 في قيام الليل: باب الدعاء في الوتر، والدارمي 1/373، والطبراني (2705) ، والبغوي (640) ، من طرق عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق السبيعي، عن بريد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/300، وأحمد 1/200، وابن ماجة (1178) في الإقامة: باب ما جاء في القنوت في الوتر، والدارمي 1/373، والبيهقي في السنن 2/209، والطبراني (2701) و (2702) و (2703) و (2704) و (2706) ، وابن الجارود (273) ، من طرق عن أبي إسحاق، عن بُريد، به.

وأخرجه أحمد 1/199، والطبراني (2712) وابن الجارود (272) ، وابن نصر ص 135 كما في " مختصر قيام الليل " عن وكيع، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بُريد، به.

وأخرجه النسائي 3/248 عن محمد بن سلمة، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله بن سالم، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي عن الحسن بن علي به، وصححه الحاكم 3/172، وانظر الطبراني (2713) .

(1)

تصحف في الأصل إلى الحوراء بالحاء المهملة. وكلاهما ثقة من رجال التهذيب والأول -أعني ربيعة بن شيبان-: هو راوي حديث القنوت.

ص: 226

وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» ، قَالَ: هَؤُلَاءِ لِرَبِّي، فَمَا لِي؟، قَالَ:«قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي»

(1)

. [1: 104]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: كُلُّ مَا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَمَا يُشْبِهُهَا مِنَ الْأَلْفَاظِ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهَا الثَّبَاتُ عَلَى الْهُدَى وَالزِّيَادَةُ فِيهِ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ يُؤْمِنَ الْمُؤْمِنُ بِسُؤَالِ الزِّيَادَةِ وَقَدْ هَدَاهُ اللَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ سُؤَالُ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا الْمَعُونَةَ وَالنَّصْرَ وَالْهِدَايَةَ

947 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنَصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي، وَلَا

(1)

إسناده صحيح، موسى الجهني: هو موسى بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني أبو سلمة الكوفي ثقة عابد من رجال مسلم، وأخرجه أحمد 1/185 عن عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2696) في الذكر والدعاء: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/180 عن يحيي بن سعيد، ومسلم (2696) من طريق على بن مسهر، كلاهما عن موسي الجهني، به.

ص: 227

تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا، لَكَ ذَاكِرًا، لَكَ أَوَّاهًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبِتًا أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي»

(1)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير طليق بن قيس، وهو ثقة، سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث. هو الزبيدي المعروف بالمكتب، وأخرجه أبو داود (1510) في الصلاة: باب ما يقول الرجل إذا سلَّم، عن محمد ابن كثير العبدي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 1/519-520 ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/280، وأحمد 1/227، والترمذي (3551) في الدعوات: باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي في، "عمل اليوم والليلة"(607)، وابن ماجة (3830) في الدعاء: باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبخاري في "الأدب. المفرد"(664) و (665) ، والبغوي في " شرح السنة "(1375) ، من طرق عن سفيان، به، وهو في السنة (384) لابن أبي عاصم من طريق سفيان مختصراً، وانظر الحديث بعده. قال الطيبي: المكر: الخداع، وهو من الله تعالى إيقاع بلائه بأعدائه من حيث لا يشعرون، وقوله:"ولا تمكر على" أي: ولا تمكر لأعدائي، وقوله:" إليك مخبتاً " من الخبت: وهو المطمئن من الأرض قال الله تعالى. (وأخبتوا إلى ربهم) أي: اطمأنوا إلى ذكره أو سكنت نفوسهم إلى أمره، وقال سبحانه {وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} أي: خافت، فالمخبت: هو الواقف بين الخوف والرجاء، وقيل: خاشعاً من الإخبات: وهو الخشوع والتواضع. والأواه: كثير التأوه والبكاء، أي. اجعلني حزيناً متوجعاً على التفريط، ومنه قوله تعالى {لأواه حليم} والحوبة: الزلة والخطيئة، وقوله:" واسلل سخيمة قلبي " أي: غله وحقده وحسده ونحوها مما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساوىء الأخلاق، وسلها: إخراجها، وتنقية القلب منها، من: سل السيف: إذا أخرجه من الغمد "بذل المجهود" 7/365-366.

ص: 228

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ لَمْ يَسْمَعْهُ عَمْرُو

(1)

بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ

948 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو (1ههه) ابْنُ مُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو، فَيَقُولُ:«اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنَصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ لِيَ الْهُدَى، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ اقْبَلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي»

(2)

. [5: 12]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَبُو صَالِحٍ

(3)

مَا حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو يَعْلَى إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ.

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا الْعَافِيَةَ فِي أُمُورِهِ كُلِّهَا

949 -

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ

(4)

بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ

(1)

تحرف في الأصل الى "عمر" بغير واو.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وأخرجه أحمد 1/227، وأبو داود (1511) ، والنسائي (607) ، من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد.

(3)

هو من رجال التهذيب، وورى عنه جمع، وذكره المؤلف في الثقات.

(4)

تحرف في الأصل إلى مسلم، وقد جاء على الصواب في الحديث (927) .

ص: 229

يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ:

سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَافِيَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ»

(1)

.

وَأَخْبَرَنَاهُ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: «عَاقِبَتَنَا» بِالْقَافِ. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُؤَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْعَافِيَةَ، إِذْ هِيَ خَيْرُ مَا يُعْطَى الْمَرْءُ بَعْدَ التَّوْحِيدِ

950 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ السَّهْمِيَّ،

(1)

أيوب بن ميسرة بن حلبس، روى عنه ابنه محمد وغيره، وذكره المؤلف في الثقات، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوانه، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 4/181، والطبراني (1196) عن الهيثم بن خارجة، عن محمد ابن أيوب، به. وأخرجه الطبراني (1197) من طريق هيثم بن خارجة، عن عثمان ابن علاق، عن يزيد بن عبيدة، عن مولى لآل بسر، عن بسر بن أرطاة، وزاد. وقال. من كان ذلك دعاءه مات قبل أن يصيبه البلاء. وأخرجه الطبراني (1198) والحاكم في "المستدرك" 3/591 من طريق محمد بن المبارك الصوري، عن إبراهيم بن أبي شيبان، عن يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر، عن يزيد مولى بسر، عن بسر.

وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/178، وقال " رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد، وأحد أسانيد الطبراني ثقات ".

ص: 230

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْيَوْمَ عَامَ أَوَّلٍ يَقُولُ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَبَكَى، ثُمَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«لَنْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِتَقْرِينِ الْعَفْوِ إِلَى الْعَافِيَةِ عِنْدَ سُؤَالِهِ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ سَأَلَهَا

951 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ

(1)

عبد الملك بن الحارث السهمي، مترجم في " تاريخ البخاري الكبير " 5/409، و" الجرح والتعديل " 5/409، ولا يعرف بجرح ولا تعديل إلا أن المؤلف ذكره في " الثقات " 5/117 وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد في "المسند"(10) عن ابي عبد الرحمن المقرىء عن حيوة بن شريح بهذا الإسناد، وقد التبس أمر عبد الملك هذا على العلامة أحمد شاكر، فظنه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام الثْقة الذي روى له الجماعة.

وأخرجه النسائي في و "عمل اليوم والليلة"(886) عن محمد بن رافع، عن حسين بن علي عن زائدة بن قدامة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن أبي بكر. وإسناده حسن من أجل عاصم.

وأخرجه النسائي (887) عن محمد بن رافع أيضاً بالإسناد المذكور، لكن عن أبي صالح، عن أبي بكر بدون واسطة أبي هريرة.

وأخرجه النسائي (888) عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي بكر وهذا إسناد صحيح.

وسيورده المؤلف مطولاً برقم (952) من طريق أوسط بن عامر البجلي، عن أبي بكر. ويخرج من طريقه هناك.

ص: 231

إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَهْضَمٍ مُوسَى بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَسْأَلُ اللَّهَ؟، قَالَ:«سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ» ، ثُمَّ، قَالَ: مَا أَسْأَلُ اللَّهَ؟ قَالَ: «سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْيَقِينَ بَعْدَ الْمُعَافَاةِ

952 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ

(2)

بْنِ عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ أَوْسَطَ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ،

(1)

رجاله ثقات، إلا أن موسي بن سالم -وهو مولى آل العباس- على صدقه لم يدرك ابن عباس.

وأخرجه الحاكم 1/529 عن طريق مسدد، عن عبد الواحد بن زياد، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعمه:"أكثر الدعاء بالعافية"، وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي، كذا قالا؛ مع أن هلال بن خباب لم يخرج له البخاري، وإنما روى له أصحاب السنن، وهو صدوق إلا أنه تغير بأخرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/206 عن ابن فضيل، وأحمد 1/209، ومن طريقه الطيالسي 1/257، عن حسين بن علي، عن زائدة، والبخاري في "الأدب المفرد"(726) عن فروة، عن عبيدة، والترمذي (3514) في الدعوات، عن أحمد بن منيع، حدثنا عبيدة بن حميد، كلهم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله، قال:"سل الله العافية"، فمكثت أياماً ثم جئت، فقلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله، فقال لى:"يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة"، قال الترمذي: هذا حديث صحيح.

(2)

تحرف في الأصل إلى "سلمان".

ص: 232

قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ يَخْطُبُ النَّاسَ وَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ أَوَّلٍ فَخَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِثْلَ الْيَقِينِ بَعْدَ الْمُعَافَاةِ، وَلَا أَشَدَّ مِنَ الرِّيبَةِ بَعْدَ الْكُفْرِ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ»

(1)

. أَرَادَ بِهِ مُرْتَكِبَهُمَا لَا نَفْسَهُمَا. [1: 104]

(1)

إسناده قوي، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(883) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/8 عن عبد الرحمن بن مهدى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (2) ، والنسائي (881) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(94) من طريق الوليد بن مسلم، والنسائي (880) عن يحيي بن عثمان، عن عمر بن عبد الواحد، كلاهما عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ سليم بن عامر، به.

وأخرجه الحميدي (7) عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وأحمد 1/3 عن محمد بن جعفر، و 1/5 عن هاشم، و 1/7 عن روح، والنسائي (882) عن على بن الحسين، عن أمية بن خالد، وأبو بكر المروزي (92) عن أحمد بن علي، عن علي بن الجعد، و (93) عن أحمد بن علي، عن أبي خيثمة، عن وهب بن جرير، و (95) عن أحمد بن على، عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن غندر، وابن ماجة (3849) في الدعاء، عن أبي بكر وعلي بن محمد، عن عبيد بن سعيد، كلهم عن شعبة، عن يزيد بن خُمير، عن سليم بن عامر، به.

وصححه الحاكم 1/529 من طريق بشر بن بكر، عن سليم بن عامر، به، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في " المجمع ". 10/173: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير أوسط، وهو ثقة.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(724) عن آدم، عن شعبة، عن سويد ابن حجير عن سُليم، به.

وأخرجه النسائي (879) من طريق لقمان بن عامر، عن أوسط، به. =

ص: 233

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَسْتَعْمِلُهُ

(1)

953 -

أَخْبَرَنَا السَّخْتِيَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ

(2)

، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَنَّ جِبْرِيلَ رَقَاهُ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَسَمٍّ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ»

(3)

.

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا التَّفَضُّلَ عَلَيْهِ بِمَغْفِرَةِ أَنْوَاعِ ذُنُوبِهِ

954 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/205 عن يحيى بن أبي كثير، وأحمد 1/3، وأبو بكر المروزي (47) ، والترمذي (3558) في الدعوات، من طريق أبي عامر العقدي، والبغوي في " شرح السنة "(1377) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلهم عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه، عن أبي بكر. وسنده حسن.

وأخرجه أحمد 1/9، ومن طريقه النسائي (885) عن بهز بن أسد، عن سليم بن حبان، عن قتادة عن حميد بن عبد الرحمن، عن عمر، عن أبي بكر.

وأخرجه أحمد 1/8 عن وكيع، و 1/11 عن سفيان، كلاهما عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عن أبي بكر.

وأخرجه النسائي (884) من طريق جبير بن نفير، عن أبي بكر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/205 من طريق يحيى بن جعدة، عن أبي بكر.

وتقدم برقم (950) من طريق أبي هريرة، عن أبي بكر.

(1)

في الأصل: طمس قدر سبع كلمات لم أتبينها.

(2)

تحرف في الأصل إلى "الحارث".

(3)

ابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي، قال الحافظ في =

ص: 234

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جَدِّي، وَهَزْلِي، وَخَطَئِي، وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي»

(1)

. [5: 12]

= "التقريب": صدوق يخطئ. وتغير بأخرة، وباقي رجاله ثقات فالسند محتمل للتحسين، وهو في "المصنف" 8/47، وأخرجه ابن ماجة (3527) من طريق عمرو بن عثمان ابن سعيد بن كثير، عن أبيه، عن ابن ثوبان بهذا الإسناد، قال البوصيري في زوائد ابن ماجة ورقة 220/2: هذا إسناد حسن، ابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، مختلف فيه، ورواه الامام أحمد في " مسنده " أيضاً 5/323 من طريق زيد بن الحباب، عن عبد الرحمن بن ثوبان.

وفي الباب ما يقويه من حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (2186) ، والترمذي (972) ، وابن أبي شيبة 10/317، وعن عائشة عند مسلم (2185) ، وعن أبي هريرة عند ابن ماجة (3524) ، وفيه عاصم بن عبيد الله العمري، وهو ضعيف.

(1)

حديث صحيح، شريك: هو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي سيِّىء الحفظ، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 4/417 من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن ابي شيبة 10/281 من طريق محمد بن عبد الله الأسدي، كلاهما، عن شريك، به.

وأخرجه البخاري (6399) في الدعوات: باب قول النبي: اللهم اغفر لى، وفي "الأدب المفرد"(689) عن محمد بن المثنى، عن عبيد الله بن عبد المجيد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1371) وسيورده المؤلف من طريق شعبة عن أبي إسحاق برقم (957) ، فانظره. ويرى شيخ الاسلام أن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله تعالى، وفي تبليغ رسالاته وأما العصمة في غير ما يتعلق بالتبليغ، فللناس فيه نزاع، والقول الذي عليه جمهور الناس -وهو الموافق للمنقول عن السلف- إثبات العصمة من الاقرار على الخطأ والذنوب مطلقاً. وانظر تمام كلامه في "فتاواه" 2/283 المطبوعة بالقاهرة سنة 1326 هـ.

ص: 235

‌ذِكْرُ مَا أُبِيحَ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِهِ بِلَفْظِ التَّمْثِيلِ

955 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ، عَنْ مَجْزَأَةِ

(1)

بْنِ زَاهِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُطَهَّرُ الثَّوْبُ مِنَ الدَّنَسِ»

(2)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُقَدِّمَ قَبْلَ هَذَا الدُّعَاءِ التَّحْمِيدَ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا

956 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنْ ذُنُوبِي كَمَا يُطَهَّرُ الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ»

(3)

. [5: 12]

(1)

في الأصل: بحراة وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح، رجاله رجال البخاري ما عدا إبراهيم بن يزيد هو ابن عن مَرْدَانَبَة المخزومي، وهو صدوق. وأخرجه النسائي 1/199 في الطهارة: باب الاغتسال بالماء البارد، عن محمد بن يحيي بن محمد، عن محمد بن موسي، عن إبراهيم بن يزيد، بهذا الإسناد. وانظر ما يأتي.

بالماء البارد، عن محمد بن يحيى بن محمد، عن محمد بن موسي، عن إبراهيم بن يزيد، بهذا الإسناد، وانظر ما يأتي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب وأخرجه أبو =

ص: 236

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ الرَّبَّ جَلَّ وَعَلَا الْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي لَفْظِهِ اسْتِقْصَاءٌ

957 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمِسْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ،

= داود الطيالسي (824) عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد 4/354 عن محمد بن جعفر وحجاج وروح، ومسلم (476) (204) في الصلاة: باب ماذا يقول إذا رفع رأسه من الركوع من طريق محمد بن جعفر، والنسائي 1/198 في الطهارة: باب الاغتسال بالثلج، من طريق بشر بن المفضل، والبخاري في " الأدب المفرد "(684) من طريق آدم، جميعهم عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(676) من طريق عبد الله بن محمد، عن أبي عامر، عن إسرائيل، عن مجزأة، به.

ونصفه الأول "اللهم لك الحمد.. من شيء بعد" أخرجه ابن أبي شيبة 2/247، ومن طريقه مسلم (476)(202) ، وأخرجه أحمد 4/381، كلاهما (ابن أبي شيبة وأحمد) عن أبي معاوية عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن، عن ابن أبي أوفى.

وأخرجه أبو داود الطيالسي 1/256، ومسم (476)(203) عن شعبة، عن عبيد بن الحسن، عن ابن أبي أوفى.

وأخرجه أحمد 4/356 عن أبي نعيم، عن مسعر، عن عبيد بن الحسن، عن ابن أبي أوفى.

ونصفه الآخر " اللهم طهرني بالثلج.. " أخرجه ابن أبي شيبة 10/213 من طريق يحيي بن أبي بكير، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد 4/381 عن إسماعيل، عن ليث عن مدرك، عن ابن أبي أوفي.

وأخرجه الترمذي (473) في الدعوات: باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، عن أحمد بن ابراهيم الدورقي، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الحسن ابن عبيد الله، عن عطاء بن السائب، عن ابن أبي أوفى. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

ص: 237

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ، وَعَمْدِي وَجَهْلِي، وَجَدِّي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ بِسُؤَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى فِي دُعَائِهِ

958 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ

(2)

إِنَّهَا لَجِنَانٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى، فَإِذَا

(1)

إسناد صحيح، على شرطهما، وابن أبي موسى: هو أبو بردة يقال: اسمه عامر، ويقال: الحارث، وأخرجه البخاري (639) في الدعوات: باب قول النبي: " اللهم اغفر في ما قدمت وما أخرت "، وفي "الأدب المفرد"(688)، ومسلم (2719) في الذكر والدعاء: باب التعوذ من شر ما عمل، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2719)(70) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، به. وانظر الحديث (954) .

(2)

هي الرُّبَيِّعُ بنت النضر عمة أنس بن مالك بن النضر، وكان ابنها حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي الأنصاري، قد قتل يوم بدر أصابه سهم غرب (أي: لا يعرف راميه أو لا يعرف من أين أتى، أو جاء على غير قصد من راميه) فأتت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أُمَّ حَارِثَةَ إنها لجنان

ص: 238

سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا تَحْسِينَ خُلُقِهِ كَمَا تَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِحُسْنِ صُورَتِهِ

959 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي

(2)

» . [5: 12]

(1)

إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه الترمذي (3174) في التفسير: باب ومن سورة المؤمنين، عن عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عن سعيد بن أبى عروبة، بهذا الإسناد، وقال. هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد 3/210 و 260 والبخاري (2809) في الجهاد. باب من أتاه سهم غرب فقتله، من طريقين عن قتادة، به.

وأخرجه ابن سعد 3/510، 511، وأحمد 3/124 و 215 و 272 و 282 و283، من طريقين عن ثابت، عن أنس. وصححه الحاكم 3/208، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وأخرجه أحمد 3/264، والبخاري (3982) في المغازي، و (6550) و (6567) في الرقاق، من طريقين عن حميد، عن أنس.

تنبيه: جملة: " فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس " لم ترد عند جميع من خرجوا هذا الحديث عن أنس وقد وردت من حديث أبي هريرة عند البخاري (2790) و (7423) وعن عبادة بن الصامت عند الترمذي (2531) وعن معاذ بن جبل عنده أيضاً (2530) .

(2)

حديث صحيح بشاهده، وإسناده حسن، عوسجة بن الرماح، وثقه ابن معين والمؤلف، وقال الدارقطني: شبه المجهول لا يروي عنه غير عاصم لا يحتج به، لكن يعتبر به، وباقي رجاله ثقات. وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. وهو في مسند أبي يعلى 243/1 و249/1، وأخرجه الطيالسي 1/256 عن ثابت أبي =

ص: 239

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا الْمُجَانَبَةَ عَنِ الْأَخْلَاقِ الْمُنْكَرَةِ وَالْأَهْوَاءِ الرَّدِيَّةِ

960 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحْرِزٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ

(1)

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَسْوَاءِ

(2)

، وَالْأَدْوَاءِ»

(3)

. [5: 12]

= زيد، وأحمد 1/403 من طريق محاضر أبي المورع، وابن سعد 1/377 من طريق إسماعيل بن زكريا، كلهم، عن عاصم الأحول، به.

وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/173، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، وهو ثقة.

وله شاهد صحيح من حديث عائشة عند أحمد 6/86 و 155 ذكره الهيثمي " مجمع الزوائد " 10/173، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1)

على هامش الأصل ما نصه: عم زياد بن علاقة: قطبة بن مالك. انتهى.

قال البخاري وابن أبي حاتم: له صحبة، وقال المؤلف: هو من بني ثعلبة في يربوع التميمي. مترجم في " أسد الغابة " 4/408، و"الإصابة" 3/229.

(2)

في المستدرك والطبراني والترمذي: والأعمال.

(3)

إسناده صحيح، محمد بن علي بن محرز: بغدادي نزل مصر، وكان صديقاً للامام أحمد وجاره قال ابن أبي حاتم 8/27: كتب عنه أبي بمصر، وسألته عنه، فقال: كان ثقة، وذكره المؤلف في " الثقات " 9/127، وباقي رجاله ثقات، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه الترمذي (3591) في الدعوات، عن سفيان بن وكيع، عن أحمد بن بشير وأبي أسامة، بهذا الإسناد، وسفيان بن وكيع ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.

وأخرج الطبراني 19/19 من طريق عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن سعد بن سليمان الواسطي، كلاهما =

ص: 240

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ سُؤَالُ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ عِنْدَ الصَّبَاحِ

961 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَيَّاضُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَادَةَ

(1)

بْنِ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي، وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي، وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»

(2)

. [5: 12]

= عن أبي أسامة، به، وصححه الحاكم 1/532 من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن أبي أسامة به، ووافقه الذهبي.

(1)

تحرف في الأصل إلى عباد، وفي "مسند" أحمد إلى عمارة.

(2)

فياض بن زهير ذكره المؤلف في "الثقات" 9/11 وقال: من أهل نسا يروي عن وكيع بن الجراح وجعفر بن عون، حدَّثنا عنه محمد بن أحمد بن أبي عون وغيره منْ شيوخنا، مات بعد سنة خمسين ومئتين. وقد تابعه غير واحد عليه، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/240، وأحمد 2/25، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (5074) في الأدب: باب ما يقول إذا أصبح، عن يحيى بن مسلم، وابن ماجة (3871) في الدعاء: باب ما يدعو الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، عن على بن محمد الطنافسى، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (1200) عن محمد بن سلام، ثلاثتهم عن وكيع، به. وحسنه الحاكم 1/517-518، ووافقه الذهبي. =

ص: 241

قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: الْخَسْفَ

(1)

.

‌ذِكْرُ مَا يَقُولُ الْمَرْءُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ

962 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ:«قُلِ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ» .

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/239، والنسائي 8/282 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من الخسف، وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (566) ، والطبراني في "الكبير"(13296) من طريق الفضل بن دكين، وأبو داود (5074) من طريق ابن نمير، كلاهما عن عبادة بن مسلم الفزاري، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(698) عن الوليد بن صالح، عن عبيد الله ابن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يونس بن خباب، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ ابن عمر.

وقوله: "استر عوراتي" أي. عيوبي وخللي وتقصيري، وقوله:"وآمن روعاتي" أي: فزعاتي التي تخيفني، أي. ارفع عني كل خوف يقلقني ويزعجني.

(1)

في رواية الطبراني: وقال جبير: وهو الخسف، فلا أدري قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قول جبير. قال الحافظ ابن حجر: وكأن وكيعاً لم يحفظ هذا التفسير فقاله من نفسه.

ص: 242

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَبْدِ عِنْدَ الصَّبَاحِ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا خَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ

963 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الشَّعْثَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عاصم الثقفي، وهو ثقة، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/237 عن غندر، وأحمد 1/9 و 10، 11 عن بهز وعفان، و 2/297 عن محمد بن جعفر، والبخاري في " الأدب المفرد "(1202) عن سعيد بن الربيع، والطيالسي 1/251، ومن طريقه الترمذي (3392) في الدعوات باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح واذا أمسى، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(11) عن بندار، عن غندر، و (795) عن عبد الله بن محمد بن تميم، عن حجاج بن محمد، والدارمي 2/292 في الاستئذان. باب ما يقول إذا أصح، عن سعيد بن عامر، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(1203) عن مسدد، وأبو داود (5067) في الأدب: باب ما يقول إذا أصبح عن مسدد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(576) عن زياد بن أيوب، والحاكم 1/513 من طريق عمرو بن عون، كلهم عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، به وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي وقوله. "وشركه" قال النووي في "الأذكار" 3/98 روي على وجهين، أظهرهما وأشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك، أي: ما يدعو إليه ويوسوس به من الإِشراك بالله تعالى، والثاني شركه بفتح الشين والراء: حبائله ومصائده واحدها شَرَكة بفتح الشين والراء وآخره هاء.

ص: 243

خَيْرِ هَذَا الْيَوْمِ، وَمِنْ خَيْرِ مَا فِيهِ، وَخَيْرِ مَا بَعْدَهُ.

وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَسُوءِ الْعُمُرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ» ، وَإِذَا أَمْسَى، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِيهِ:«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يَدْعُو الْمَرْءُ بِهِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا إِذَا أَصْبَحَ

964 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ:

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الشعثاء: اسمه علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي، وهو في مصنف ابن أبي شيبة 10/238، وأخرجه من طريقه مسلم (2723) (76) في الذكر: باب التعوّذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(23) عن أحمد بن سليمان، كلاهما عن حسين ابن على، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/440 عن عبد الرحمن بن مهدي، ومسلم (2723) في الذكر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(573) ، عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبد الله، به.

وأخرجه مسلم (2723)(75) في الذكر، وأبو داود (5071) في الأدب: باب ما يقول إذا أصبح، والترمذي (3390) في الدعوات: باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح واذا أمسى، من طرق عن جرير عن الحسن بن عبد الله، به، وقال الترمذي: حسن.

ص: 244

«اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

965 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ،، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ:«اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده حسن، سهيل بن أبي صالح، صدوق تغير حفظه بأخرة، أخرج له مسلم في الأصول والشواهد وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/244، عن حسن بن موسي، وأحمد 2/354 عن حسن بن موسى، و522 عبد الصمد وعفان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(8) عن الحسن بن أحمد بن حبيب، عن إبراهيم، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيورده المؤلف في الرواية التالية من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح، فانظره.

(2)

إسناده حسن، وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1325) من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(564) عن زكريا بن يحيى، عن عبد الأعلى بن حماد، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1119) عن معلى، وأبو داود (5068) في الأدب، عن موسي بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب، به.

وأخرجه الترمذي (3391) في الدعوات، عن علي بن حجر، عن عبد الله بن جعفر، وابن ماجة (3868) في الدعاء، عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. قال الترمذي: =

ص: 245

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُؤَالِ الْمَرْءِ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا قَضَاءَ دَيْنِهِ وَغِنَاهُ مِنَ الْفَقْرِ

966 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ لَهَا:«قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخَرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ»

(1)

. [1: 104]

= هذا حديث حسن. وصححه الإِمام النووي فى "الأذكار"، والحافظ ابن حجر في "أماليه" كما في "الفتوحات الربانية" 3/86. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح، أبو كريب: محمد بن العلاء، وأبو أسامة: حماد بن أسامة، وأخرجه مسلم (2713) (63) في الذكر: باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، من طريق أبي كريب بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/262، ومن طريقه مسلم (3713)(63)، وابن ماجة (3831) في الدعوات: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأعمش، به.

وأخرجه أحمد 2/381، وأبو داود (5051) في الأدب: باب ما يقول عند النوم، والبخاري في " الأدب المفرد "، (1212) من طريق وهيب، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، به.

وأخرجه مسلم (2713)(61) عن زهير بن حرب، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(790) عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، عن سهيل، عن أبي صالح، به.

وأخرجه أحمد 2/536، وأبو داود (5051)، وابن ماجة (3873) في الدعاء: باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه، من طرق، عن سهيل، عن أبيه، به.

ص: 246

‌ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}

967 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغْوَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْشُدُكَ

(1)

اللَّهَ وَالرَّحِمَ فَقَدْ أَكَلْنَا الْعِلْهِزَ

(2)

- يَعْنِي الْوَبَرَ وَالدَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ، فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}

(3)

. [المؤمنون: 76][3: 64]

(1)

يُقال: نشدتك اللهَ، وأنشُدُكَ الله، وبالله، وناشدتُكَ اللهَ وبالله، أي سألتك وأقسمت عليك.

(2)

تحرف في الأصل إلى العاهر. قال ابن الأثير: العلهز: هو شيء يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأوبار الابل، ثم يشوونه بالنار، ويأكلونه.

(3)

إسناده حسن كما قال الحافظ في "الفتح" 6/510، علي بن الحسين بن واقد: صدوق يهم، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني في الكبير (12038) من طريق عيسى بن القاسم الصيدلاني البغدادي، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/73، وقال:"رواه الطبراني، وفيه علي بن الحسين بن واقد، وثقه النسائي وغيره، وضعفه أبو حاتم".

وأخرجه النسائي في التفسير من "الكبرى" كما في التحفة من طريق محمد بن عقيل، وابنُ أبي حاتم كما في "تفسير" ابن كثير 3/251، 252 من طريق محمد بن حمزة المروزي، كلاهما عن علي بن الحسين، به قال ابن كثير: وأصله في "الصحيحين" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش حين استعصوا، فقال:" اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ".

وأخرجه الطبري في التفسير 18/45 من طريق أبي تميلة يحيي بن واضح، والواحدي في "أسباب النزول" ص 235 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، =

ص: 247

‌ذِكْرُ مَا يَدْعُو الْمَرْءُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالضُّرِّ إِذَا نَزَلَ بِهِ

968 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:«لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ: أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي»

(1)

.

= كلاهما عن الحسين بن واقد، به، وصححه الحاكم 2/394، ووافقه الذهبي.

والحسين تصحف في الطبري الى الحسن.

وأخرجه الطبري 18/45، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/81، من طريق ابن حميد، عن يحيى بن واضح، عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، به.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/13، وزاد نسبته إلى ابن مردويه.

(1)

إسناده صحيح، على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر المدني المعروف بغندر، وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "(910) عن محمد بن بشار، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أحمد 3/281 عن محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي 1/152، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد 3/101، والبخاري (6351) في الدعوات: باب الدعاء بالموت والحياة، عن ابن سلام، ومسلم (2680) (10) في الذكر: باب كراهة تمني الموت لضر نزل به، عن زهير بن حرب، والترمذي (2971) في الجنائز: باب ما جاء في النهي عن التمني للموت، والنسائي 4/3 في الجنائز: باب تمني الموت، وفي "عمل اليوم والليلة"(1057) عن علي بن حجر، كلهم عن إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب به.

وأخرجه أبو داود (3108) في الجنائز: باب في كراهة تمني الموت، عن بن بن هلال، والنسائي 4/3، وابن ماجه (4265) في الزهد: باب ذكر الموت والاستعداد له، عن عمران بن موسي، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صيب، به. =

ص: 248

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أحمد 3/163 و 195 و 208 و 247، والبخاري (5671) فى المرضي: باب تمني المريض للموت، ومسلم (2680)، والنسائي 4/4 في الجنائز: باب الدعاء بالموت، والبيهقي في " السنن " 3/377، والبغوي في "شرح السنة"(1444) ، من طرق عن ثابت، عن أنس.

وأخرجه أبو داود الطيالسي 1/152، ومن طريقه أبو داود (3109) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(1060) عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.

وأخرجه الطيالسي 1/152، وأحمد 3/171 عن محمد بن جعفر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1061) عن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر، ثلاثتهم عن شعبة، عن على بن زيد، عن أنس.

وأخرجه أحمد 3/258 عن عفان، ومسلم (2680) عن حامد بن عمر، كلاهما عن عبد الواحد، عن عاصم الأحول، عن النضر بن أنس، عن أنس.

وفي الباب عن خباب عند البخاري، (5672) و (6349) و (6350) ، ومسلم (2681) ، وعن أبي هريرة عند البخاري (5673) ومسلم (2682) .

قال الحافظ في "الفتح" 10/128: وقوله: " لا يتمنين أحدكم

" الخطاب للصحابة، والمراد هم ومن بعدهم من المسلمين عموماً. وقوله: "من ضر أصابه" حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، فإن وجد الضر الأخروي بأن خشي فتنة في دينه لم يدخل في النهي، ويمكن أن يؤخذ ذلك من رواية ابن حبان. "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا" وقد فعل ذلك جماعة من الصحابة، ففي " الموطأ " 2/824 عن عمر أنه قال. "اللهم كَبِرَت سني، وضعُفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبِضني إليك غير مضيِّع ولا مُفَرِّطٍ.

وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " من وجه آخر عن عمر، وأخرج أحمد 3/494، وغيره من طريق عبس، ويقال: عابس الغفاري أنه قال: يا طاعون خذني، فقال له عليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت" فقال. إني سمعته يقول "بادروا بالموت ستّاً: إمرة السفهاء وكثرة الشرط، وبيع الحكم

الحديث" وأخرج أحمد 6/22 من حديث عوف بن مالك نحوه، وإنه قيل له: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عمر المسلم كان خيراً له"؟ وفيه الجواب نحوه: وأصرح منه في ذلك حديث معاذ الذي أخرجه أبو داود (1522) وصححه الحاكم 3/273-274 في القول في دبر كل صلاة وفيه "وإذا أردت بقوم فتنة توفني إلك غير مفتون". والزيادة التي استشهد بها الحافظ " في الدنيا " من رواية ابن حبان لم ترد عنده هنا، فلعلَّ =

ص: 249

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَاهُ

969 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ وَصْفِ دَعَوَاتِ الْمَكْرُوبِ

970 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»

(2)

.

= المصنف سيورد الحديث فيما بعد، وفي هذه الزيادة. قلت: وأخطأ الحافظ، فجعل جملة " وإذا أردت

" من حديث معاذ في القول في دبر كل صلاة، وهي ليست فيه، وإنَّما هي من حديث آحر لمعاذ عند الترمذي (3235) ولم يرد فيه التقييد بدبر كل صلاة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 3/104 عن ابن أبي عدي، والنسائي 4/3 في الجنائز: باب تمني الموت، عن قتيبة، عن يزيد بن زريع، كلاهما، عن حميد بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، عبد الجليل بن عطيه، صدوق يهم، وجعفر بن ميمون: صدوق يخطيء، وباقي رجاله ثقات. وأبو بكرة: هو نفيع بن الحارث.

وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 10/196، وأحمد 5/42، وأبو داود (5090) في =

ص: 250

‌ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يُرْتَجَى لِلْمَرْءِ بِاسْتِعْمَالِهَا زَوَالُ الْكَرْبِ فِي الدُّنْيَا عَنْهُ

971 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَرْتَادُونَ لِأَهْلِهِمْ، فَأَصَابَتْهُمُ السَّمَاءُ، فَلَجَؤُوا إِلَى جَبَلٍ، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: عَفَا الْأَثَرُ، وَوَقَعَ الْحَجَرُ، وَلَا يَعْلَمُ مَكَانَكُمْ إِلَّا اللَّهُ، ادْعُوا اللَّهَ بِأَوْثَقِ أَعْمَالِكُمْ.

فَقَالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتِ امْرَأَةٌ تُعْجِبُنِي، فَطَلَبْتُهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ لَهَا جُعْلًا، فَلَمَّا قَرَّبَتْ نَفْسَهَا، تَرَكْتُهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ، وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا، فَزَالَ ثُلُثُ الْجَبَلِ.

فَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ، وَكُنْتُ أَحْلُبُ لَهُمَا فِي إِنَائِهِمَا، فَإِذَا أَتَيْتُهَا، وَهُمَا نَائِمَانِ، قُمْتُ قَائِمًا حَتَّى يَسْتَيْقِظَا، فَإِذَا اسْتَيْقَظَا شَرِبَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي

= الأدب: باب ما يقول إذا أصبح، والنسائي في عمل اليوم والليلة (651) ، والبخاري في " الأدب المفرد "(701) ، من طرق عن أبي عامر العقدي بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/137 وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن. وحسنه الحافظ في " أمالي الأذكار " فيما نقله عنه ابن علان 4/8.

ص: 251

فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَزَالَ ثُلُثُ الْحَجَرِ.

فَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا يَوْمًا فَعَمِلَ لِي نِصْفَ النَّهَارِ، فَأَعْطَيْتُهُ أَجْرَهُ فَتَسَخَّطَهُ وَلَمْ يَأْخُذْهُ، فَوَفَّرْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى صَارَ مِنْ كُلِّ الْمَالِ، ثُمَّ جَاءَ يَطْلُبُ أَجْرَهُ فَقُلْتُ: خُذْ هَذَا كُلَّهُ، وَلَوْ شِئْتَ لَمْ أُعْطِهِ إِلَّا أَجْرَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ فَافْرُجْ عَنَّا، قَالَ: فَزَالَ الْحَجَرُ وَخَرَجُوا يَتَمَاشَوْنَ»

(1)

. [1: 12]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ «فَوَفَّرْتُهَا عَلَيْهِ» بِمَعْنَى قَوْلِهِ: فَوَفَّرْتُهَا لَهُ، وَالْعَرَبُ فِي لُغَتِهَا تُوقِعُ «عَلَيْهِ» بِمَعْنَى «لَهُ» .

وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ

(2)

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، لِأَنَّهُ بِهَا نَشَأَ، وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ لِخُرُوجِهِ عَنْهَا فِي يَفَاعَتِهِ

(3)

.

(1)

إسناده حسن، عمران القطان: صدوق يهم، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه البزار (1869) عن محمد بن المثنى وعمرو بن علي قالا: حدثنا أبو داود، حدثنا عمران القطان، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/142، 143، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" بأسانيد، ورجال البزار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح.

وفي الباب عن ابن عمر تقدم برقم (897) ، وذكرت في تخريجه أحاديث الباب، فراجعه.

(2)

الأنصاري مولاهم البصري من رجال التهذيب، روى له الجماعة.

(3)

انظر التعليق النفيس المطول الذي كتبه العلامة أحمد شاكر رحمه الله على سماع الحسن، من أبي هريرة في تعيقه عنى المسند 12/107-122.

ص: 252

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِمَنْ أَصَابَهُ حُزْنٌ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ ذَهَابَهُ عَنْهُ وَإِبْدَالَهُ إِيَّاهُ فَرَحًا

972 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ، إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟، قَالَ:«أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ»

(1)

. [1: 104]

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وأبو سلمة الجهني: هو موسى بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن، ويقال في كنيته أيضاً: أبو عبد الله، وهو ثقة بن رجال مسلم، وعده يعلى بن عبيد في أربعة كانوا بالكوفة بن رؤساء الناس ونبلائهم، وقد ذكر المزي في " تهذيب الكمال " ورقة 694/2 من شيوخه القاسم بن عبد الرحمن، وقد التبس أمره على الذهبي والحسيني وابن حجر والهيثمي، فلم يعرفوه ووصفوه بالجهالة. وما انتهينا اليه من أنه موسى بن عبد الله الثقة هو الذي استَقْرَبَهُ العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(3712) ، وجزم به الأستاذ الشيخ ناصر الألباني في الأحاديث الصحيحة (198) ، والحديث في مسند أبي يعلى ورقة 249/2، وأخرجه أحمد 1/391 و 452، والطبراني في " الكبير "(10352) ، والحارث ابن أبى أسامة في مسنده ص 251 من زوائده من طريق فضيل بن مرزوق بهذا =

ص: 253

‌ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ الدُّعَاءُ عَلَى أَعْدَائِهِ بِمَا فِيهِ تَرْكُ حَظِّ نَفْسِهِ

973 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ»

(1)

. [5: 12]

= الإسناد، ورواه الحاكم 1/509، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، فإنه مختلف في سماعه من أبيه. قلت: هو سالم منه، فقد ثبت سماعه بشهادة غير واحد من الأئمة مثل سفيان الثوري وابن معين والبخاري وأبي حاتم، وروى البخاري في التاريخ الصغير بإسناد لا بأس به، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قال: لما حضر عبد الله الوفاة، قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت، أوصني، قال. ابك من خطيئتك.

وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/136 و 186، 187 وقال. " رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، ورجال أحمد، وأبي يعلى، رجال الصحيح، غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان، وقد تقدم أنه من رجال مسلم، وقد تابع موسى عليه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي -وهو ضعيف- عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله لم يذكر عن أبيه، أخرجه البزار (3122) ، وابن السني (342) من طريقين عنه، وللحديث شاهد حسن عند ابن السني رقم (341) عن حديث أبي موسى الأشعري، ورجاله ثقات ما عدا عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي، راويه عن أبي موسى، فقد ترجمه ابن أبي حاتم 5/62، فلم يذكر به جرحاً ولا تعديلاً، فهو حسن في الشواهد.

(1)

إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن فليح فيه كلام ينزل حديثة إلى رتبة الحسن. وأخرجه الفسوي في تاريخه 1/338، والطبراني (5694) من طرق عن ابراهيم بن المنذر الحزامي بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 6/117، وقال. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/380 و 427، والبخاري (3477) في =

ص: 254

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: يَعْنِي هَذَا الدُّعَاءُ أَنَّهُ، قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ لَمَّا شُجَّ وَجْهُهُ، قَالَ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي» ذَنْبَهُمْ بِي مِنَ الشَّجِّ لِوَجْهِي، لَا أَنَّهُ دُعَاءٌ لِلْكُفَّارِ بِالْمَغْفِرَةِ، وَلَوْ دَعَا لَهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ لَأَسْلَمُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَا مَحَالَةَ

(1)

.

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ سُؤَالُ الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا تَسْهِيلَ الْأُمُورِ عَلَيْهِ إِذَا صَعُبَتْ

974 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ سَهْلًا إِذَا شِئْتَ»

(2)

. [5: 12]

= الأنبياء، بلفظ: قال عبد الله: كأني أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يحكي نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه، فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول:" اللهم، اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ".

(1)

نقل الحافظ كلام ابن حبان هذا في " الفتح " 6/521، ثم علق عليه بقوله: كذا قال، وكأنه بناه على أنه لا يجوز أن يتخلف بعض دعائه على بعض أو عن بعض، وفيه نظر لثبوت " أعطاني اثنين ومنعني واحدة ". قلت: أخرجه مسلم (2890) من حديث سعد رضي الله عنه، وتمامه. "سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهلك أُمَّتِي بِالسَّنَةِ، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالفرق، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فمنعنيها".

(2)

إسناده صحيح، وصححه الحافظ ابن حجر في "أمالي الأذكار" فيما نقله ابن علان 4/25، وأخرجه ابن السني (353) من طريق محمد بن هارون بن المُجدر، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا حماد بن =

ص: 255

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ اسْتِعْجَالِ الْمَرْءِ إِجَابَةَ دُعَائِهِ إِذَا دَعَا

975 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعَجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»

(1)

. [2: 43]

= سلمة، به. وأورده السخاوي في " المقاصد الحسنة " ص 91 وقال: رواه العدني في، "مسنده" من حديث بشر بن السري، وابن حبان في صحيحه من حديث سهل بن حماد أبي عتاب الدلال، والبيهقي، ومن قبله الحاكم، ومن طريقه الديلمي في "مسنده" من حديث عبد الله بن موسى، وابن السني فى عمل اليوم والليلة، والبيهقي في "الدعوات" من طريق أبي داود الطيالسي كلهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، رفعه بهذا، وكذا رواه القعنبي عن حماد بن سلمة، لكنه لم يذكر أنساً، ولفظه:"وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً"، ولا يؤثر في وصله، وكذا أورده الضياء في "المختارة" وصححه غيره.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "الموطأ" 1/213 في القرآن: باب ما جاء في ذكر الله تعالى، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/487، والبخاري (6340) في الدعوات: باب يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، ومسلم (2735) في الذكر: باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل، وأبو داود (1484) في الصلاة: باب الدعاء، والترمذي (3387) في الدعوات: باب ما جاء فيمن يستعجل بدعائه، وابن ماجة (3853) في الدعاء: باب يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، والطحاوي فى " مشكل الآثار " 1/374.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(654) من طريق أبي اليمان، عن شعيب: عن الزهري، به

وأخرجه أحمد 2/396، ومسلم (2730)(91) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه الترمذي (3607) و (3608) في الدعوات، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/374، 375 من طرق عن أبي هريرة.

ص: 256

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اسْتِجَابَةَ دُعَاءِ الدَّاعِي مَا لَمْ يُعَجِّلْ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ إِذَا دَعَا بِمَا لِلَّهِ فِيهِ طَاعَةٌ

976 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ، قَالَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ

(1)

مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ؟، قَالَ:«يَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَمَا أَرَاكَ تَسْتَجِيبُ لِي، فَيَدَعُ الدُّعَاءَ»

(2)

. [2: 43]

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَقُولَ الْمَرْءُ فِي دُعَائِهِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ

977 -

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَا يَقُلْ

(3)

أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ، وَلَكِنْ

(1)

في "الإحسان""لا يزال العبد" والتصحيح من "الأنواع والتقاسيم" 2/لوحة 137.

(2)

إسناده قوي، وسبق برقم (881) وتقدم تخريجه هناك. وانظر ما قبله.

(3)

في الأصل: لا يقول.

ص: 257

لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ»

(1)

. [2: 43]

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْثَارِ الْمَرْءِ السَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ دُونَ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ مِنْهُ

978 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ

(2)

الْمَدِينَةِ، قَالَ:

(1)

إسناده صحيح، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان القرشي، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(583) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أحمد 2/243، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(582) من طريق سفيان، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/213 في القرآن: باب ما جاء في الدعاء، عن أبي الزناد، به، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (6339) في الدعوات: باب ليعزم المسألة، والترمذي (3497) في الدعوات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/199، ومن طريقه ابن ماجة (3854) في الدعاء: باب لا يقول الرجل اللهم اغفر لى إن شئت، عن عبد الله بن إدريس، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، به.

وأخرجه البخاري (7477) في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة، والبغوي في "شرح السنة"(1391) و (1392) ، من طريق عبد الرزاق، عن معمر عن همام، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه مسلم (2678)(9) في الذكر: باب العزم بالدعاء، من طريق أنس بن عياض، عن الحارث، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة به.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند ابن أبي شيبة، 10/198، والبخاري (6338) في الدعوات، و (7464) في التوحيد، وفي "الأدب المفرد"(608) ، ومسلم (2678)(7) في الذكر، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(584) وعن أبي سعيد موقوفاً عند ابن أبي شيبة 10/200.

وانظر الحديث المتقدم برقم (896) .

(2)

تحرف في " الإحسان " إلى قاضي، والتصويب من " الأنواع والتقاسيم " 2/لوحة 260.

ص: 258

قَالَتْ عَائِشَةُ: «قُصَّ فِي الْجُمُعَةِ مَرَّةً، فَإِنْ أَبِيتَ فَمَرَّتَيْنِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَثَلَاثًا، وَلَا أَلْفِيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثِهِمْ فَتَقْطَعَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ إِنِ اسْتَمَعُوا حَدِيثَكَ فَحَدِّثْهُمْ، وَاجْتَنِبِ السَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنِّي عَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ»

(1)

. [2: 110]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ الدُّعَاءُ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ بِالْهِدَايَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ

979 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ،

(1)

ابن أبي السائب: قاص المدينة، لم أقف له على ترجمة، وباقي رجاله ثقات.

واخرجه أحمد 6/217 عن إسماعيل بن إبراهيم عن داود، عن الشعبي، قال: قالت عائشة لابن أبي السائب، قاص أهل المدينة.. وهذا إسناد صحيح، فإن الشعبي روى عن عائشة وسمع منها.

وكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1/191، وقال. " رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى بنحوه ".

وأورده ابن الجوزي في القصاص والمذكرين ص 362 مختصراً.

ويعضده ما رواه البخاري (6337) في الدعوات: باب ما يكره من السجع في الدعاء، من حديث ابن عَبَّاسٍ، قال:"حدِّثِ الناسَ كُلَّ جُمعةٍ مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تملّ الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم، فتملهم. ولكى أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتبه، فإني عهدت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لا يفعلون إلا ذلك الإجتناب".

ص: 259

فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ

980 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ دَوْسًا، فَقَالَ: إِنَّهُمْ

فَذَكَرَ رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، هَلَكَتْ دَوْسٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقَالَ:«اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو عروبة: هو الحافظ الإمام محدث حران الحسين بن محمد بن أبي معشر مردود السلمي الحراني المتوفى سنة 318 هـ، تذكرة الحفاظ 2/774، ومحمد بن معمر هو ابن ربعي القيسي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان هو الثوري. وأخرجه البخاري (4392) في المغازي. باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي، عن أبي نعيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أحمد 2/243 و 448 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2524) في فضائل الصحابه: باب من فضائل غفار وأسلم عن يحيي بن يحيي، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، به.

وأخرجه أحمد 2/502 عن يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة.

(2)

إسناده جيد، مسلم بن بديل روى عنه جمع، ووثقه المؤلف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين وابن عون. هو عبد الله بن عون البصرىِ. وانظر الحديث المتقدم.

ص: 260

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتْرُكَ الِاسْتِغْفَارَ لِقَرَابَتِهِ الْمُشْرِكِينَ أَصْلًا

981 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا، ثُمَّ تَخَطَّى الْقُبُورَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَنَاجَاهُ طَوِيلًا، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَاكِيًا، فَبَكَيْنَا لِبُكَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَدْ أَبْكَيْتَنَا وَأَفْزَعْتَنَا؟ فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:«أَفْزَعَكُمْ بُكَائِي؟» قُلْنَا: نَعَمْ ، فَقَالَ:«إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي رَأَيْتُمُونِي أُنَاجِي قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي الِاسْتِغْفَارَ لَهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَنَزَلَ عَلَيَّ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] ، فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدُ لِلْوَالِدِ مِنَ الرِّقَةِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي، أَلَا وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَتُرَغِّبُ فِي الْآخِرَةِ»

(1)

. [5: 5]

(1)

إسناده ضعيف، ابن جريح: مدلس وقد عنعن، وأيوب بن هانىء: فيه لين، وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 178، والحاكم 2/336 من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: أيوب ضعفه ابن معين وقوله: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور

" أخرجه ابن ماجة (1571) في الجنائز: باب ما جاء في زيارة القبور، والبيهقي 4/76، من =

ص: 261

‌ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الِاقْتِصَارِ عَلَى حَمْدِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِمَا مَنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْهِدَايَةِ، وَتَرْكِ التَّكَلُّفِ فِي سُؤَالِ تِلْكَ الْحَالَةِ لِمَنْ خُذِلَ وَحُرِمَ التَّوْفِيقَ وَالرَّشَادَ

982 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدْ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» ، قَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟، قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ

= طريق ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة في " المصنف " 3/343، ومن طريقه أخرجه مسلم (976) (108) في الجنائز: باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة قبر أمه، وابن ماجة (1572) في الجنائز، والبيهقي في "السنن"، 4/76، وأخرجه ابن داود (3234) في الحنائر: باب في زيارة القبور، عن محمد بن سليمان الأنباري، والنسائي 4/90 عن قتيبة بن سعيد، كلهم عن محمد بن عبيد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أبي هريرة.

وفي الباب عن بريدة عند ابن أبي شيبة 3/343، وأحمد 5/355 و 356، وابن عباس عند الطبراني (12049) . ورخصة زيارة القبور وردت من حديث أنس عند ابن أبي شيبة 3/343، وأحمد 3/250، والبيهقي 4/77، وأبي سعيد الخدري عند البيهقي 4/77، وعلي عند ابن أبي شيبة 3/343.

ص: 262

وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]، وَأُنْزِلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

(1)

[القصص: 56] . [5: 5]

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي إِذَا قَالَهُ الْمَرْءُ عِنْدَ الْوَطْأِ لَمْ يَضُرَّ الشَّيْطَانُ وَلَدَهُ

983 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا

(1)

إسناده صحيح، على شرط مسلم، يونس: هو ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، وأخرجه مسلم (24) في الإيمان: باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في التفسير 11/41، و 20/92 عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عبد الله بن وهب، به.

وأخرجه أحمد 5/433، والبخاري (1360) في الجنائز: باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله، و (3884) في مناقب الأنصار: باب قصة أبي طالب، و (4675) في التفسير. باب (ما كاد للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين)، و (4772) باب (إنك لا تهدي من أحببت) و (6681) في الأيمان والنذور: باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى، ومسلم (24)(40) في الإيمان، والنسائي 4/9 في الجنائز: باب النهي عن الاستغفار للمشركين، والطبري 11/42 و 20/92، والواحدي في "أسباب النزول" ص 187، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، ص 97، 98، من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.

ص: 263

الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ رُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا زَارَ قَوْمًا أَنْ يَدْعُوَ لِلْمَزُورِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ عَنْهُمْ

984 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْتَعِينُهُ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي ، فَقَالَ:«آتِيكُمْ» ، فَقُلْتُ لِلْمَرْأَةِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينَا ، فَإِيَّاكِ أَنْ تُكَلِّمِيهِ أَوْ تُؤْذِيهِ، قَالَ: فَأَتَى صلى الله عليه وسلم، فَذَبَحْتُ لَهُ دَاجِنًا كَانَ لَنَا، قَالَ:«يَا جَابِرُ كَأَنَّكَ عَلِمْتَ حُبَّنَا اللَّحْمَ؟» ، فَلَمَّا

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهمام: هو ابن يحيي بن دينار، ومنصور: هو ابن المعتمر، وكريب هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني.

وأخرجه البخاري (3271) في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، عن موسى ابن اسماعيل، والطبراني في "الكبير"(12195) عن حفص بن عمر الحوضي، كلاهما عن همام، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/394، وأحمد 1/217 و 220 و 243 و 283 و286، والبخاري (141) في الوضوء: باب التسمية على كل حال وعند الوقاع، و (3283) في بدء الخلق، و (5165) في النكاح: باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله، و (6388) في الدعوات، و (7396) في التوحيد: باب السؤال بأسماء الله تعالى، ومسلم (1434) في النكاح: باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع، وأبو داود (2161) في النكاح، والترمذي (1092) في النكاح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(266) ، وفي عشرة النساء في "الكبرى" كما في "التحفة" 5/204، وابن ماجة (1919) في النكاح، والبغوي في "شرح السنة"(1330) من طرق عن منصور، به.

وأخرجه البخاري (3283) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(270) من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، به.

ص: 264

خَرَجَ، قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى وَزَوْجِي، قَالَ: فَفَعَلَ، فَقَالَ لَهَا: أَلَمْ أَقُلْ لَكِ؟ فَقَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْخُلُ بَيْتِي وَيَخْرُجُ وَلَا يُصَلِّي عَلَيْنَا؟!

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَدْعُوَ الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ، وَيُعْقِبَ دُعَاءَهُ بِسُؤَالِ اللَّهِ مَنْعَ ذَلِكَ غَيْرَهُ

985 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَهُوَ جَالِسٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَلَا تَغْفِرْ لِأَحَدٍ مَعَنَا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ، قَالَ:«لَقَدِ احْتَظَرْتَ وَاسِعًا» ، ثُمَّ وَلَّى الْأَعْرَابِيُّ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَّجَ لِيَبُولَ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدَ أَنْ فَقِهَ فِي الْإِسْلَامِ: فَقَامَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُؤَنِّبْنِي، وَلَمْ يَسُبَّنِي، وَقَالَ:«إِنَّمَا بُنِيَ هَذَا الْمَسْجِدُ لِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ، وَإِنَّهُ لَا يُبَالُ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءٍ فَأَفْرَغَهُ عَلَيْهِ»

(2)

. [2: 62]

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين ما عدا نبيح، وهو ابن عبد الله العَنَزي الكوفي وثقه أبو زرعة والعجلي والمؤلف، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة والحاكم، وقد تقدم من طريق سفيان بهذا الإسناد برقم (916) ، ومن طريق أبي عوانة عن الأسود بن قيس به برقم (918) ، وتقدم تخريجه هناك.

(2)

إسناده حسن، رجاله رجال مسلم إلا أن محمد بن عمرو صدوق له أوهام، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/193، ومن طريقه ابن ماجة (529) في الطهارة: باب الأرض =

ص: 265

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يَدْعُوَ الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ بِالْخَيْرِ وَحْدَهُ دُونَ أَنْ يَقْرِنَ بِهِ غَيْرَهُ

986 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو

(1)

، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَجَبْتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ»

(2)

. [2: 86]

= يصيبها البول كيف تغسل، عن علي بن مسهر، وأحمد 2/503 عن يزيد، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيعيده المؤلف برقم (1402) .

وسيورده المؤلف برقم (987) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به، وبرقم (1399) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أبي هريره، به.

واحتظرت: ضيقت ماوسعه الله، وخصصت به نفسك دون غيرك. وفى الحديث الآتي برقم (987) لقد تحجرت واسعاً وهما بمعنى. وفحج: فرق بين رجليه، وباعد بينهما. وسجلاً، بفتح السين وسكون الجيم، قال أبو حاتم السجستاني: هو الدلو ملأى، ولا يقال لها ذلك وهي فارغة، وقال ابن دريد: السجل: دلو واسعة، وفي "الصحاح": الدلو الضخمة. وانظر ما في هذا الحديث من الفوائد في " الفتح " 1/324-325.

(1)

في "الإحسان " عمر بغير واو وهو تحريف، والتصريب من "الأنواع" 2/لوحة 206.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات، وحماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده. وأخرجه أحمد 2/170 و 196 و 221 عن عبد الصمد وعفان، والبخاري في " الأدب المفرد "(626) عن موسي بن إسماعيل وشهاب، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/150 وقال. رواه أحمد، والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن. وانظر الحديث قبله، والحديث بعده.

ص: 266

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ سُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ أَلَّا يَرْحَمَ مَعَهُ غَيْرَهُ

987 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ

(1)

بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلَاةِ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي، وَارْحَمْ مُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا؛ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ:«لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا» يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ

(2)

. [2: 46]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ يَجِبُ أَنْ يَبْدَأَ بِنَفْسِهِ، ثُمَّ بِهِ

988 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا

(1)

في الأصل: أحمد، وهو خطأ، راجع المقدمة بحث شيوخ ابن حبان.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 2/283، والبخاري (6010) في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم، والنسائي 3/14 في السهو: باب الكلام في الصلاة، من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/239، وأبو داود (380) في الطهارة: باب الأرض يصيبها البول، والترمذي (147) في الطهارة: باب ما جاء في البول يصيب الأرض، والنسائي 3/14 في السهو: باب الكلام في الصلاة، بن طريق سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي عن هريرة.

وفي الباب عن واثلة بن الأسقع عند ابن ماجه (530) في الطهارة.

ص: 267

مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ، وَإِنَّهُ، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى، لَوْ صَبَرَ مَعَ صَاحِبِهِ، لَرَأَى الْعَجَبَ الْأَعَاجِيبَ، وَلَكِنَّهُ، قَالَ:{إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي}

(1)

[الكهف: 76]

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ كَثْرَةِ دُعَاءِ الْمَرْءِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ رَجَاءَ الْإِجَابَةِ لَهُمَا بِهِ

989 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ، وَلَكَ بِمِثْلٍ»

(2)

. [1: 2]

(1)

حديث صحيح غسان بن عمر بن عبيد الله العدني انفرد بتوثيقه المؤلف 9/2، ولم يرو عنه غير أبي الربيع الزهراني سليمان بن داود، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود (3984) في الحروف والقراءات من طريق عيسى بن يونس، والطبري في التفسير 15/288 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن حمزة الزيات بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولا مسلم (2380)(172) في الفضائل: باب من فضائل الخضر، من طريقين عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (122) و (3401) و (4725) و (4727) ، ومسلم (2380) من طرق عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، به.

(2)

حديث صحيح، أبو هاشم الرفاعي محمد بن يزيد العجلى: أخرج له مسلم في صحيحه، وقال ابن معين: ما أرى به بأساً، وكذا قال العجلى، وقال البرقاني: ثقة أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح، وقال الحافظ في =

ص: 268

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: كُلُّ مَا يَجِيءُ فِي الرِّوَايَاتِ فَهُوَ: «كُرَيْزٌ»

(1)

، إِلَّا هَذَا فَإِنَّهُ:«كَرِيزٌ» وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ اسْمُهَا: هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْأَوْصَابِيَّةُ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ.

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ دُعَاءِ الْمَرْءِ لِأَخِيهِ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ

990 -

أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ

(2)

، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ

(3)

السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

= "التقريب". ليس بالقوي، وقد توبع عليه، وبقية رجاله ثقات. فأخرجه مسلم (2732) (86) في الذكر: باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، عن أحمد بن عمر ابن حفص الوكيعي، عن محمد بن فضيل بن غزوان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2732)(87) ، والبيهقي في " السنن " 3/353 من طريق إسحاق بن إبراهيم، وأبو داود (1534) في الصلاة: باب الدعاء بظهر الغيب، عن رجاء بن المرجى، كلاهما عن النضر بن شميل، عن موسي بن مروان المعلم، عن طلحة بن عبد الله بن كريز، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/198 عن ابن نمير، عن فضيل بن غزوان، عن طلحة، عن أم الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/197 ومن طريقه مسلم (2732)(2733) عن يزيد بن هارون، والبخاري في "الأدب المفرد"(625) من طريق يحيي بن أبي غنية، والبغوي (1397) من طريق يعلى بن عبيد، كلهم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أم الدرداء وأبي الدرداء، به.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 10/198، وأبي داود (1535) ، والترمذي (1981) ، والبخاري في " الأدب المفرد "(623) .

(1)

أي: بضم الكاف غير طلحة هذا راوي الحديث، فإنه بالفتح، وانظر "المشتبه" 2/551 و" الإكمال " 7/166، 167، و "تبصير المنتبه" 3/1193.

(2)

هو المؤلف، والقائل أخبرنا هو راوي الكتاب عنه، وشيخه محمد بن إسحاق هو أبو العباس السراج الامام الحافظ الثقة، مترجم في "السير" 14/388- 398.

(3)

في الأصل: عبد الله بن أبي بكر والصواب ما أثبتنا.

ص: 269

حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ:«أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، فَإِنِّي صَائِمٌ» فَصَلَّى صَلَاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي خُوَيْصَةً، قَالَ:«مَا هِيَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ» ، قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَدَعَا لِي بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَقَالَ:«اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ» ، قَالَ: فَإِنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ وَلَدًا. [5: 12]

قَالَ: وَأَخْبَرَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ

(1)

أَنَّهَا دَفَنَتْ مِنْ صُلْبِي إِلَى مَقْدِمِ الْحَجَّاجِ

(2)

الْبَصْرَةَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ وَمئَةً

(3)

.

(1)

بالنون تصغير آمنة، وقد تحرف في الأصل إلى آسية.

(2)

تحرف في الأصل إلى الحاج، وكان قدوم الحجاج الى البصرة سنة خمس وسبعين، وعمر أنس حينئذ نيف وثمانون سنة، وقد عاش أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث، ويقال: اثنتين، ويقال: إحدى وتسعين.

(3)

إسناده صحيح، على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 3/108 و 188، والبخاري (1982) في الصوم: لا من زارَ قوماً فلم يفطر عندهم، من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/248، ومسلم (2481) في فضائل الصحابة: باب من فضائل ابن، من طريق عن ثابت، عن أنس.

وأخرجه ابن سعد في " الطبقات "، 7/19 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة قال. سمعت أنس بن مالك....

وأخرجه الطبراني في " الكبير "(710) من طريق هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عن أنس. =

ص: 270

‌ذِكْرُ مَا يَدْعُو الْمَرْءُ بِهِ عِنْدَ وُجُودِ الْجَدْبِ بِالْمُسْلِمِينَ

991 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ الْأَيْلِيُّ، [حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ]

(1)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَحْطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِالْمِنْبَرِ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ، قَالَ:«إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ جِنَانِكُمْ، وَاحْتِبَاسَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدَعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ» ، ثُمَّ، قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ

(2)

يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ» ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْنَا

= وأخرجه الطيالسي 2/140، والبخاري (6334) في الدعوات: باب قوله تعالى: (وصلِّ عليهم) ، و (6344) باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه، و (6378، 6379) باب الدعاء بكثرة المال والولد مع البركه، و (6380، 6381) باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة، ومسلم (2480)، والترمذي (3829) في المناقب: باب مناقب لأنس، من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.

وأخرجه البخاري (6378، 6379) أيضاً من طريق شُعْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ.

(1)

ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، واستدرك من "موارد الظمآن" وغيره.

(2)

كذا في الأصل، وفي " موارد الظمآن "، وسنن أبي داود، وسنن البيهقي:"ملك" بحذف الألف، وهو الأصح، فإن أبا داود رحمه الله قال في آخر الحديث: =

ص: 271

بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابًا، فَرَعَدَتْ وَأَبْرَقَتْ وَأَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ فِي مَسْجِدِهِ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَثَقَ الثِّيَابِ عَلَى النَّاسِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ:«أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»

(1)

.

‌ذِكْرُ مَا يَدْعُو بِهِ الْمَرْءُ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْأَمْطَارِ، وَكَثْرَةِ دَوَامِهَا بِالنَّاسِ

992 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَأَنَّ رَجَاءَهُ الْمِنْبَرُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وَانْقَطَعَتِ

= أهل المدينة يقرؤون (ملك يوم الدين) وإن هذا الحديث حجة لهم.

و"مالك" و "ملك" قراءتان سبعيتان، قرأ بالأولى عاصم والكسائي، وقرأ باقي السبعة بالثانية. حجة القراءات ص 77.

(1)

إسناده حسن، وأخرجه أبو داود (1173) في الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 1/325، والبيهقي في السنن 3/349 من طريق هارون بن سعيد الأيلي، عن خالد بن نزار، عن القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد، وقال أبو داود: إسناده جيد، وصححه الحاكم 1/328 ووافقه الذهبي على شرط الشيخين، وهو وهم =

ص: 272

السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ لِيُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» ، قَالَ أَنَسٌ: وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً وَلَا قَزَعَةً بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ تُرْسٍ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْبَابِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا ثُمَّ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكُفَّهَا عَنَّا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَالْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ، قَالَ: فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجَ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الشَّمْسِ، فَسَأَلْتُ أَنَسًا أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟، قَالَ: لَا أَدْرِي

(1)

. [5: 12]

= منهما، رحمهما الله، فإن خالداً وشيخه القاسم لم يخرج لهما الشيخان شيئاً، وفي خالد كلام يسير لا يرقى حديثة إلى الصحة. وقوله. فلما رأى لثق الثياب: اللثق بالتحريك البلل، وفي شرح معاني الآثار: فلما رأى التواء الثياب على الناس وتسرعهم إلي الكِن، ضحك....

(1)

حديث صحيح، خالد بن مخلد: هو القطواني أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي: صدوق، له أفراد، وشريك بن عبد الله. قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطىء، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه مالك في " الموطأ " 1/198 باب ما جاء في الاستسقاء، ومن طريقه أخرجه البخاري (1016) و (1017) و (1019) في الاستسقاء، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" 2/577، 578، عن شريك، به.

وأخرجه البخاري (1013) و (1014) في الاستسقاء، ومسلم (897) في الاستسقاء: باب الدعاء بالاستسقاء، وأبو داود (1175) في الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء، والنسائي 3/161، 162 في السهو: باب ذكر الدعاء، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 1/322، والبيهقي في "السنن" 3/355، =

ص: 273

‌ذِكْرُ مَا يَقُولُ الْمَرْءُ إِذَا تَفَضَّلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَلَى النَّاسِ بِالْمَطَرِ وَرَآهُ

993 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْمَطَرَ، قَالَ:«اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيًّا»

(1)

. [5: 12]

= والبغوي في " شرح السنة "(1166) من طرق عن شريك، به.

وأخرجه أحمد 3/256، والبخاري (933) في الجمعة، و (1018) و (1033) في الاستسقاء، ومسلم (897)(9) في الاستقساء، والنسائي 3/166، وأبو نعيم الأصبهاني في " دلائل النبوة " 2/576، والبيهقي في " السنن " 3/354، وفي " دلائل النبوة " 6/139، وابن الجارود (256) ، والبغوي في " شرح السنة "(1167) من طرق عن الأوزاعي، عن إسحاق ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ.

وأخرجه أحمد 3/271، والبخاري (932) في الجمعة، و (1015) و (1021) و (1029) في الاستسقاء، و (3582) في المناقب: باب علامات النبوة في الاسلام، و (6093) في الأدب: باب التبسم والضحك، و (6342) في الدعوات: باب الدعاء غير مستقبل القبلة، ومسلم (798)(10) و (11) و (12) في الاستسقاء، وأبو داود (1174) في الصلاة، والنسائي 3/160، 161، والبيهقي في " السنن " 3/356 و 357، وفي " دلائل النبوة " 6/140 و141 و 142، من طرق عن أنس، به.

سلع: جبل معروف بالمدينة، والقَزَعة، تفتح القاف والزاي أي: سحاب تفرق، قال ابن سيده: القزع: قطع من السحاب رقاق، زاد أبو عبيد: وأكثر ما يجيء في الخريف. والظراب، بكسر المعجمة وآخره موحدة جمع ظَرَِبٍ بكسر الراء، وقد تسكن، قال القزاز: هو الجبل المنبسط ليس بالعالي، وقال الجوهري: الرابية الصغيرة. وانظر ما في الحديث من الفوائد في " الفتح " 2/506، 507.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن عبد الرحمن هو: ابن حكيم بن =

ص: 274

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: «هَنِيًّا» أَرَادَ بِهِ: نَافِعًا

994 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُنَيْسٍ الْغَزِّيُّ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ،

= سهم، وأخرجه أحمد 6/90 عن علي بن بحر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(917) عن علي بن خشرم، كلاهما عن عيسى بن يونس، به.

وأخرجه أحمد 6/90، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(918) ، والبيهقي في " السنن " 3/361 من طريق الوليد بن مسلم، وابن ماجة (3890) في الدعاء، من طريق ابن أبي العشرين، كلاهما عن الأوزاعي، عن نافع، عن القاسم بن محمد، به.

وأخرجه النسائي (919) ، والبيهقي 3/361، 362 من طريقين عن الأوزاعي، عن رجل، عن نافع، عن القاسم، به.

وأخرجه النسائي (920) من طريق الأوزاعي، عن محمد بن الوليد، عن نافع، عن القاسم به.

وأخرجه أحمد 6/129، والبخاري (1032) في الاستسقاء: باب ما يقال إذا أمطرت، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(921) ، والبيهقي في " السنن " 3/361 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن القاسم، به. ولفظ البخاري "اللهم صيباً نافعاً" والصيب: هو المطر المنهمر المتدفق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/218، من طريق أبي أسامة، والنسائي (922) من طريق يحيي، كلاهما عن عبيد الله، عن نافع، عن القاسم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه أحمد 6/119 من طريق علي بن إسحاق، عن عبد الله، عن نافع، وعبد الرزاق (19999) ومن طريقه أحمد 6/166، وأبو نعيم في " الحلية " 2/186، و 3/14، عن معمر، عن أيوب، كلاهما عن القاسم بن محمد، به.

وانظر ما بعده.

(1)

ترجمه المؤلف في " الثقات " 9/93، فقال. محمد بن خنيس الغزي يروي عن سفيان بن عيينه، حدَّثنا عنه الحسن بن سفيان وابن قتيبة وذكره ابن ماكولا في =

ص: 275

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْغَيْثَ، قَالَ:«اللَّهُمَّ صَيِّبًا أَوْ سَيِّبًا نَافِعًا»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ سُؤَالِهِمْ رَبَّهُمْ أَنْ يُبَارَكَ لَهُمْ فِي رَيْعِهِمْ دُونَ اتِّكَالِهِمْ مِنْهُ عَلَى الْأَمْطَارِ

995 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَتِ السَّنَةُ

= "الإكمال" 2/341 في خنيس، وتصحف المطبوع من، "الأنساب" 9/146 إلى " حبيش " وباقي رجال الإسناد ثقات.

(1)

أخرجه النسائي 3/164 فىِ الاستسقاء: باب القول عند المطر، وفى اليوم والليلة كما في " التحفة " 11/422 من طريق محمد بن منصور، حدثنا سفيان، بهذا الإسناد وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه أحمد 6/137، 138 عن وكيع، و 6/190 عن عبد الرحمن، وأبو داود (5099) في الأدب: باب ما يقول إذا هاجت الريح، عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(915) عن إبراهيم بن محمد التيمي القاضي، عن يحيي، والبخاري في " الأدب المفرد "(686) عن خلاد بن يحيي، كلهم عن سفيان، عن المقدام بن شريح، به.

وأخرجه أحمد 1/46 عن عبدة، والبيهقي 3/362 من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن مسعر، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/218، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(914) عن قتية بن سعيد، وابن ماجة (3889) في الدعاء، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن يزيد بن المقدام بن شريح، عن أبيه، به.

وسيورده المؤلف برقم (1006) من طريق شريك عن المقدام بن شريح.

ص: 276

بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا، وَأَنْ تُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا»

(1)

. [3: 53]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا التَّآلُفَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِصْلَاحَ ذَاتِ بَيْنِهِمْ

996 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، وَيُعَلِّمُنَا مَا لَمْ يَكُنْ يُعَلِّمُنَا كَمَا يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ

(2)

: «اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطْنَ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَأَزْوَاجِنَا، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِينَ بِهَا،

(1)

إسناده جيد، وخالد هو: ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي. وأخرجه أحمد 2/342 عن عفان، عن حماد بن سلمة و 2/358 عن يحيي بن أبي كثير، عن زهير بن محمد، ومسلم (2904) في الفتن: باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة، عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، والشافعي 1/198 عمن لا يتهم، جميعهم عن سهيل ابن أبي صالح، بهذا الإسناد.

(2)

في سنن أبي داود: وكان يعلمنا كلمات، ولم يكن يعلمناهن ما يعلمنا التشهد، وفي "المستدرك": وكان يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد.

ص: 277

فَأَتْمِمْهَا عَلَيْنَا»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَرْءَ إِذَا كَانَ فِي حَالَةٍ لَيْسَ لَهُ سُؤَالُ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا الْحُلُولَ مِنْ تِلْكَ الْحَالَةِ، لِأَنَّ هَذَا كَلَامٌ مُحَالٌ

997 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً، وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى، فَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ» ، ثُمَّ قَرَأَ:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}

(2)

الْآيَةَ [البقرة: 268] . [1: 95]

998 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ،

(1)

شريك: هو ابن عبد الله القاضي، سيِّىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، ثقة مخضرم روى له الجماعة.

وأخرجه أبو داود (969) في الصلاة: باب التشهد، من طريق تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق بن يوسف، عن شريك بهذا الإسناد، وصحَّحه الحاكم 1/265 على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في " الكبير "(10426) من طريق شريك عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله، وأورده الهيثمي في " المجمع " 10/679، ونسبه للطبراني في الكبير والأوسط، وقال: وإسناد الكبير جيد.

(2)

عطاء بن السائب: اختلط، وأبو الأحوص -وهو سلامة بن سليم- سمع منه بعد الاختلاط، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (2988) في التفسير: باب ومن سورة البقرة، والطبري في التفسير 3/88، والنسائي في التفسير من الكبرى كما في " التحفة " 7/139 عن هناد بن السري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا =

ص: 278

= حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص.

وأخرجه الطبري 3/88 و 89 من طريق ابن علية، وعمرو بن قيس الملائى، وحماد بن سلمة، ثلاثتهم عن عطاء، به، موقوفاً على ابن مسعود.

وأخرجه الطبري أيضاً 3/88 من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عن عبد الله بن مسعود من قوله. وهذا إسناد صحيح، وقد أعل بالوقف، وأجيب بأن له حكم الرفع لأنه لا يعلم بالرأي ولا يدخله القياس.

واللمة: المس.

(1)

إسناده صحيح. وأخرجه الطيالسي 1/257، وأحمد 1/138 عن محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/134 و 154، ومسلم (2725) في الذكر: باب التعوذ من شر ما عمل، وأبو داود (4225) في الخاتم: ما جاء في خاتم الحديد، والنسائي 8/177 في الزينة: باب النهي عن الخاتم في السبابة، و8/219 باب النهي عن الجلوس على المياثر من الأرجوان، من طرق عن عاصم بن كليب، به.

ونصفه الثاني أخرجه الترمذي (1786) في اللباس: باب كراهية التختم فى أصبعين، والنسائي 8/194 في الزينة: باب موضع الخاتم، وابن ماجة (3648) في اللباس: باب التختم في الإِبهام، والبغوي في " شرح السنة "(3149) من طرق عن عاصم، به.

قال الخطابي في "معالم السنن" 4/214-215: قوله. " واذكر، بالهدى هداية الطريق " معناه: أن سالك الطريق والفلاة إنَّما يؤم سمت الطريق، ولا يكاد =

ص: 279

‌10- بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْأَشْيَاءِ الْأَرْبَعِ الَّتِي يُسْتَحَقُّ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْهَا بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

999 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا

= يفارق الجادة، ولا يعدل يمنة ويسرة خوفاً من الضلال، وبذلك يصيب الهداية، وينال السلامة، يقول. إذا سألت الله الهدى، فأخطر بقلبك هداية الطريق، وسل الله الهدى والاستقامة كما تتحراه في هداية الطريق إذا سلكتها. وقوله:"واذكر بالسداد تسديدك السهم" معناه. أن الرامي إذا رمى غرضاً، سدد بالسهم نحو العرض، ولم يعدل عنه يميناً ولا شمالاً ليصيب الرمية فلا يطيش سهمُهُ، ولا يخفق سعيه، يقول. فأخطر المعنى بقلبك حين تسأل الله السداد، ليكون ما تنويه من ذلك على شاكلة ما تستعمله في الرمي والقسي: هي ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت الى قرية على شاطىء البحر قريباً من تنيس، يقال لها القس بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها، والميثرة بكسر الميم: شيء يوضع على سرج الفرس أو رجل البعير كانت النساء يصنعنه لأزواجهنَّ من الحرير الأحمر، ومن الديباج، وكانت من مراكب العجم. وانظر "فتح الباري" 10/292 في اللباس: باب لبس القسي.

ص: 280

الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

1000 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ

(2)

: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ،

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه البغوي (1364) عن طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، عن مالك، وهو في الموطأ " 1/215 في الصلاة: باب ما جاء في الدعاء، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 1/242 و 258 و 298 و 311، ومسلم (590) في المساجد: باب ما يستعاذ منه في الصلاة، وأبو داود (1542) في الصلاة: باب الإستعاذة، والترمذي (3494) في الدعوات، والنسائي 4/102 في الجنائز: باب التعوذ من عذاب القبر، و 8/276-277 في الإستعاذة: باب الإستعاذة من فتنة الممات.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(694) وابن ماجة (3840) في الدعاء: باب ما تعوذ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والطبراني في الكبير (12159) من طريق إبراهيم بن المنذر، عن بكر بن سليم، عن حميد الخراط، عن كريب، عن ابن عباس وقال البوصيري في " مصباح الزجاجة " ورقة 238/1: هذا إسناد حسن حميد بن زياد أبو صخر الخراط وبكر بن سليم الصواف، مختلف فيهما، وأصله في الصحيحين " من حديث عائشة.

(2)

عند ابن أبي شيبة ومسلم: عن أبي سعيد الخدري، عن زيد بن ثابت، قال أبو سعيد. ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن حدثنيه زيد بن ثات، وكذا أورده أحمد والطبراني في مسند زيد بن ثابت.

ص: 281

فَإِذَا فِي الْحَائِطِ أَقْبُرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ يَعْرِفُ هَؤُلَاءِ الْأَقْبُرَ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ:«مَا هُمْ؟» ، قَالَ: مَاتُوا فِي الشِّرْكِ، قَالَ:«لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ، إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا» ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:«تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ يَتَعَوَّذُ مِنْهُ

1001 -

سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانَ بِالرَّقَّةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ

(2)

، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ [خَالِدِ بْنِ] سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، تَقُولُ:«سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» وَلَمْ أَسْمَعْ

(1)

إسناده صحيح، وخالد: هو ابن عبد الله الواسطي، وأبو نضرة اسمه: المنذر بن مالك. وأخرجه أحمد 5/190، والبغوي في "شرح السنة"(1361) من طريق يزيد بن هارون، وابنُ أبي شيبة 10/185، وعن طريقه مسلم (2867) في الجنة: باب عرض مقعد الميت في الجنة والنار، عن ابن علية، كلاهما عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن زيد بن ثابت. وأخرجه الطبراني في " الكبير "(4785) من طريق عفان بن مسلم، عن وهيب بن خَالِدٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عن أبي سعيد، عن زيد بن ثابت.

(2)

هو أنس بن أبي عياض بن ضمرة الليثي المدني، روى له الجماعة، وقد تحرف في الأصل إلى أنس بن عباس.

ص: 282

أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَهَا

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ فِي التَّعَوُّذِ أَنْ يَقْرِنَهَا إِلَى مَا ذَكَرْنَا قَبْلُ

1002 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي [أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي] إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا صَلَّى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعًا أَوِ اثْنَتَيْنِ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الصَّدْرِ وَسُوءِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه عبد الرزاق (6743) ، والحميدي (336) ، وابنُ أبي شيبة 10/193، وأحمد 6/364 و 365، والبخاري (1376) في الجنائز: باب التعوذ من عذاب القبر، و (6364) في الدعوات: باب التعوذ من عذاب القبر، والنسائي في النعوت من "الكبرى" كما في " التحفة " 11/269 من طرق عن موسى بن عقبة، به.

وأم خالد: هي بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية الأموية، وهي مشهورة بكنيتها، واسمها أمة، لها ولأبويها صحبة، وكانا ممن هاجر إلى الحبشة، وقدما بها وهي صغيرة وقصتها عند البخاري (5993) من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد بن سعد، عن أبيه، عن أم خالد، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أبي وعليَّ قميص أصفر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " سَنَه سَنَه " (قال عبد الله بن المبارك: وهي بالحبشية حسنة) فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعها"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي ".

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح خلا محمد بن وهب بن أبي كريمة، وهو صدوق، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن يزيد أو ابن أبى يزيد الحراني، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وسيورده المؤلف برقمي (1018) و (1019) من طريقين آخرين عن أبي هريرة، بنحوه. وفي الباب عن عمر سيأتي برقم (1024) .

ص: 283

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنَ الْفَقْرِ الَّذِي يُطْغِي وَالذُّلِّ الَّذِي يُفْسِدُ الدِّينَ

1003 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفَقْرِ وَالذِّلَّةِ، وَأَنْ تَظْلِمَ أَوْ تُظْلَمَ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ

1004 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ

(2)

، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ

(1)

حديث صحيح، جعفر بن عياض لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف 4/105، ولم يَروِ عنه سوى إسحاق بن عبد الله، وباقي رجاله ثقات، وقد صرح الوليد بالسماع، وأخرجه النسائي 8/261 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من الذلة، وباب الاستعادة من القلة، و8/262 باب الاستعاذة من الفقر، وابن ماجة (3842) في الدعاء: باب ما تعوذ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 1/531، ووافقه الذهبي.

وله طريق آخر يتقوى به، إسناده صحيح، سيأتي برقم (1030) ويخرج هناك.

(2)

في الأصل: عبيدة بن عبد الملك بن حميد، وهو خطأ.

ص: 284

بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الشَّيْطَانِ عِنْدَ نَهِيقِ الْحَمِيرِ

1005 -

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّاحِيُّ الْعَابِدُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، قَالَ:

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/188، والبخاري (6390) في الدعوات: باب التعوذ من فتنة الدنيا، من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/183 و 186، والبخاري (6365) في الدعوات: باب التعوذ من القبر، و (6370) باب التعوذ من البخل، والنسائي 8/256 و 266 و271 في الاستعاذة، وفي " عمل اليوم والليلة "(131) من طرق عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/189، والبخاري (6374) في الدعوات، من طريق حسن بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمر، به.

وأخرجه البخاري (2822) في الجهاد: باب ما يتعوذ من الجبن، عن موسي بن إسماعيل، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(132) عن يحيي بن محمد، عن حبان بن هلال، كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمر، عن عمرو بن ميمون، عن سعد. قال عبد الملك في آخره: فحدثت به مصعباً فصدقه.

وأخرجه الترمذي (3567) في الدعوات: باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه دبر كل صلاة عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن زكريا بن عدي، والنسائي 8/266 في الاستعاذة، عن هلال بن العلاء، عن أبيه، كلاهما عن عبد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، وعمرو بن ميمون، عن سعد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح من هذا الوجه، (وقد زاد في إسناد النسائي: بعد عبيد الله: عن إسرائيل، وهو خطأ، انظر "تهذيب الكمال"، و " تحفة الأشراف " 3/307، 308) .

وسيورده المؤلف برقم (1011) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن عمير: عن مصعب، به.

ص: 285

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَ الدِّيَكَةِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، فَاسْأَلُوا اللَّهَ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ شَرِّ الرِّيَاحِ إِذَا هَبَّتْ

1006 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ،

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيحين، والمقرىء: هو عبد الله بن يزيد العدوي أبو عبد الرحمن، وأخرجه أحمد 2/321، وابن السني في " عمل اليوم الليلة " عن 124، من طريق المقرىء، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(943) عن وهب بن بيان، عن ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/420، والبخاري (3303) في بدء الخلق: باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومسلم (2729) في الذكر والدعاء:

باب استحباب الدعاء عند صياح الديك، وأبو داود (5102) في الأدب: باب ما جاء في الديك والبهائم، والترمذي (3459) في الدعوات: باب ما يقول إذا سمع نهيق الحمار، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(944) ، كلهم عن قتيبة بن سعيد، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ ربيعة، به.

وأخرجه أحمد 2/306 عن هاشم، و 364 عن شعيب بن حرب، والبخاري في " الأدب المفرد "(1236) عن عبد الله بن صالح، والبغوي في " شرح السنة "(1334) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلهم عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، به.

ص: 286

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى فِي السَّمَاءِ غُبَارًا أَوْ رِيحًا تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ، قَالَ:«اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الرِّيَاحِ إِذَا هَبَّتْ

1007 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا مِنْ شَرِّهَا»

(2)

. [1: 104]

(1)

حديث صحيح، إسناده ضعيف، يحيي بن طلحة اليربوعي: لين الحديث، وشريك: هو ابن عبد الله القاضي سيِّىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد 6/222 من طريق حجاج، عن شريك بهذا الإسناد. وله طريق آخر عند الإِمام أحمد 6/190 عن عبد الرحمن -هو ابْنُ مَهْدِيٍّ- عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رأى ناشئاً من أفق من آفاق السماء ترك عمله، وان كان في صلاته، ثم يَقُولُ. " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما فيه "، فإن كشفه الله، حمد الله، وإن مطرت، قال:" اللهم صبياً نافعاً " وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، فيقوى به سند المؤلف، فيصح.

وأخرجه الشافعي 1/201 عمن لا يتهم، عن المقدام، به.

وأورده المؤلف برقم (994) من طريق سفيان، عن مسعر، عن المقدام، به، وبرقم (993) من طريق الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة. وتقدم تخريجهما هناك.

(2)

رجاله ثقات، إلا أن الوليد مدلس وقد عنعن، لكن تابعه عليه يحيي القطان ومحمد بن مصعب غيرهما كما في مصادر التخريج، فالسند صحيح، وثابت الزرقي هو ثابت بن قيس الزرقي. =

ص: 287

‌ذِكْرُ مَا يَقُولُ الْمَرْءُ عِنْدَ اشْتِدَادِ الرِّيَاحِ إِذَا هَبَّتْ

1008 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ:[حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ] ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَقْحًا

(1)

لَا عَقِيمًا»

(2)

.

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/216، ومن طريقه ابن ماجة (3727) في الأدب: باب النهي عن سب الريح، وأحمد 2/250 و 436، 437، والبخاري في "الأدب المفرد"(720) كلهم عن يحيي القطان، وأحمد 2/409 عن محمد بن مصعب، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(932) عن حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب، والحاكم 4/285 من طريق شريك بن بكر، جميعهم عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الشافعي 1/200، وأحمد 2/268 و 518، وأبو داود (5097) في الأدب: باب ما يقول إذا هاجت الريح، والبخاري في "الأدب المفرد"(906) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(931) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(929) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقوله "من روح الله " بفتح الراء وسكون الواو، أي: من رحمته بعباده.

(1)

في "الأدب المفرد". لاقحاً، وفي التزيل (وأرسلنا الرياح لواقح) . قال ابن السكيت: لواقح جمع لاقح، قال الأزهري: ومعنى قوله. (وأرسلنا الرياح لواقح) أي: حوامل، حعل الريح لاقحاً، لأنها تحمل الماء والسحاب، وتقلبه وتصرفه، ثم تمريه فتستدر، أي: تنزله.

(2)

إسناده قوي على شرط البخاري، والمغيرة بن عبد الرحمن هو: ابن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي أبو هاشم المدني.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(718) عن أحمد بن أبي بكر، عن المغيرة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 4/285، ووافقه الذهبي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/135 وقال: ورواه الطبراني في الكبير =

ص: 288

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْكَسَلِ فِي الطَّاعَاتِ وَالْهَرَمِ الْقَاطِعِ عَنْهَا

1009 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»

(1)

. [5: 12]

= والأوسط، ورجاله رجال الصحيح، غير المغيرة بن عبد الرحمن، وهو ثقة.

واستتثناؤه المغيرة بن عبد الرحمن- وهم، فإنه من رجال البخاري، أخرج له حديثاً واحداً في صحيحه (4261) في غزوة مؤتة من روايته عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ أمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ، فعبد الله بن رواحة قال ابنُ عمر: كنت فيهم في تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية. وتابعه عليه عنده (4260) سعيد بن أبي هلال عن نافع.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البخاري (2823) في الجهاد: باب ما يتعوذ من الجبن، و (6367) في الدعوات، وفي " الأدب المفرد "(671)، وأبو داود (1540) في الصلاة: باب في الإستعاذة، كلاهما عن مسدد، عن معتمر، عن أبيه سليمان التيمي، عن أنس. ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في " شرح السنة "(1356) .

وأخرجه أحمد 3/113 و 117، ومسلم (2706) (50) و (51) في الذكر والدعاء: باب التعوذ من العجز والكسل، من طرق عن سليمان التيمي، عن أنس. وأخرجه أحمد 3/122 و 159 و 220 و 226 و 240، والبخاري (6369) في الدعوات، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(1355) ، وفي " الأدب المفرد "(672) ، والنسائي 8/258 و 265 و 274 في الإستعاذة، من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/190، وأحمد 3/208 و 214 و 231، والنسائي =

ص: 289

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

1010 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْعَجْزِ وَالْبُخْلِ، وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ وَصْفِ الْهَرَمِ الَّذِي يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْهُ

1011 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ،

= 8/260 في الاستعادة: باب الاستعاذة من الكسل، من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس.

وأخرجه البخاري (4707) في التفسير. باب {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} ومسلم (2706)(52) في الذكر والدعاء، من طريقين عن هارون الأعور، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس.

وأخرجه البخاري (6371) في الدعوات، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ.

وسيورده المؤلف بعده من طريق حميد، عن أنس.

(1)

إسناده صحيح عن شرط مسلم،

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/191 و 194، وأحمد 3/201 و 205 و 235 و264، والنسائي 8/260 و 271 في الاستعاذة، من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 290

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ:«أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَبَغْيِ الرِّجَالِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُعَوِّذُ الْمَرْءُ بِهِ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ عِنْدَ شَيْءٍ يَخَافُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ

1012 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» ، ثُمَّ يَقُولُ صلى الله عليه وسلم:«كَانَ إِبْرَاهِيمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يُعَوِّذُ بِهِ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ»

(2)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو

1013 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ

(1)

إسناده صحيح، محمد بن وهب بن أبي كريمة أبو المعافى الحراني، قال النسائي. لا بأس به، وانفرد بإخراج حديثه من بين الستة، وأورده المؤلف في الثقات 9/105، وقال: مات بكفر جديا قرية بحران سنة ثلاث وأربعين ومئتين، وباقي رجال الاسناد على شرط الصحيح وأبو عبد الرحيم. اسمه خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد، وهو المشهور. وقد تقدم برقم (1004) .

(2)

إسناده صحيح، وانظر الحديث الذي بعده.

ص: 291

ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» ، وَكَانَ يَقُولُ صلى الله عليه وسلم:«كَانَ أَبُوكُمَا يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ»

(1)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح، على شرط البخاري، وأخرجه في " صحيحه "(3371) في الأنبياء، وأبو داود (4737) في السنة: باب في القرآن، عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1007) عن محمد بن قدامة، عن جرير، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/48 في الطب و 10/315 في الدعاء عن يعلى بن عبيد، وأحمد 1/236 عن يزيد بن هارون، و 1/270 عن عبد الرزاق، والترمذي (2060) في الطب، عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق ويعلى، وعن الحسن بن علي الخلال، عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1006) ، عن محمد بن بشار، عن يزيد وأبي عامر، وابن ماجة (3525) في الطب: باب ما عَوَّذ به النبي صلى الله عليه وسلم وما عُوِّذ به، عن محمد بن سليمان البغدادي، عن وكيع، وعن أبي بكر بن خلاد الباهلي، عن أبي عامر، كلهم عن سفيان، عن منصور، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/49 و 10/395 عن عبيدة بن حميد، عن منصور، به.

وهامَّة: واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل كل ما له سم يقتل، فأما ما لا يقتل سمه، يقال له: السوام، وقل المراد كل نسمة تهم بسوء. وقوله "ومن كل عين لامة"، قال الخطابي: المواد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل، وقال أبو عبيد: أصله بن ألممت إلماماً وإنما قال " لامَّة " لأنه أراد ذات لمم، وقال ابن الأنباري: يعني أنها تأتي في وقت بعد وقت، وقال:" لامَّة "، ليؤاخي لفظ "هامة" لكونه أخفَّ على اللسان.

قال الخطابي: كان الإمام أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق.

ص: 292

‌ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْأَلَ سُؤَالَ رَبِّهِ دُخُولَ الْجَنَّةِ وَتَعَوُّذَهُ بِهِ مِنَ النَّارِ فِي أَيَّامِهِ وَلَيَالِيهِ

1014 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،، قَالَ بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلَا اسْتَجَارَ مُسْلِمٌ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الصَّلَاةِ الَّتِي لَا تَنْفَعُ ، وَمِنَ النَّفْسِ الَّتِي لَا تَشْبَعُ

1015 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح ما خلا بريد بن أبي مريم، وهو ثقة، وأخرجه أحمد 3/141 و 155 و 262، والبغوي في " شرح السنة "(1365) من طرق عن يوب بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/421 عن محمد بن فضيل، عن يونس بن عمرو، عن بُريد، به.

وسيورده المؤلف برقم (1034) من طريق أبي اسحاق، عن بريد، ويرد تخريجه من طريقه هناك.

ص: 293

إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يَتَعَوَّذُ الْمَرْءُ بِهِ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ

1016 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ ،، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرْكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ»

(2)

[5: 12]

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو داود (1549) في الصلاة: باب في الاستعاذة، عن محمد بن المتوكل، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد، ولفظه "اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع".

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/187، 188، وأحمد 3/255 عن حسن بن موسى، وأحمد 3/192 عن بهز وأبي كامل، والطيالسي 1/258، كلهم عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ، به، ولفظه:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَعَمَلٍ لَا يُرْفَعُ، وَقَلَبٍ لَا يَخْشَعُ، ودعاء لا يسمع ".

وأخرجه أحمد 3/283 عن عفان، والنسائي 8/263، 264 في الإستعاذة: باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، عن قتيبة، كلاهما عن خلف بن خليفة، عن حفص بن عمر، عن أنس، به، ولفظه:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع ". وفي الباب عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو ابن العاص، وزيد بن أرقم وعبد الله بن مسعود، انظر مصنف ابن أبي شيبة 10/186-195، والنسائي كتاب الاستعاذة.

(2)

إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه مسلم (2707) في الذكر والدعاء: باب فى التعوذ من سوء القضاء، عن عمرو الناقد، وأبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (972) ، وأحمد 2/246، والبخاري (6616) في =

ص: 294

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ حُدُوثِ الْعَاهَاتِ بِهِ

1017 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا، مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَسَيِّئِ الْأَسْقَامِ»

(1)

. [5: 12]

= القدر: باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، عن مسدد، و (6347) في الدعوات: باب التعوذ من جهد البلاء، وفي " الأدب المفرد "(669) ، عن علي بن عبد الله، و (730) عن محمد بن سلام، والنسائي 8/269 في الاستعاذة من سوء القضاء، عن إسحاق بن إبراهيم، و 270 في الاستعاذة من درك الشقاء، عن قتيبة، وابن أبي عاصم في " السنة "(382) عن الشافعي، والبغوي في " شرح السنة "(1360) من طريق البخاري، كلهم عن سفيان، بهذا الإسناد. قال سفيان. الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة، لا أدري أيتهن هي.

وقد أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة "(383) عن يعقوب، عن سفيان، بهذا الإسناد، ولفظه. "كان يتعوذ من سوء القضاء، ودرك الشقاء، وجهد البلاء".

قال سفيان: وأراه قال: " وشماتة الأعداء "، وهذه الرواية تستلزم أن الخصال أربع على ما يرى سفيان، وهي تنافي الرواية الصحيحة المذكورة عنه أنهن ثلاث، وأن الرابعة من عنده.

قال الحافظ في "الفتح" 11/148: "وأخرجه الجوزقي من طريق عبد الله بن هاشم عن سفيان، فاقتصر على ثلاثة، ثم قال سفيان: وشماتة الأعداء. وأخرجه الإسماعيلي من طريق ابن أبي عمر عن سفيان، وبين أن الخصلة المزيدة هي شماتة الأعداء" وانظر تتمة كلام الحافظ.

وجهد البلاء: يل إنها الحالة التي يمتحن بها الإنسان حتى يختار عليها الموت ويتمناه. ودرك الشقاء: هو بفتح الدال والراء المهملتين، ويجوز سكون الراء، وهو الادراك واللحاق، والشقاء: هو الهلاك. ويطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك. والشماتة: فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبوداود (1554) في الصلاة: باب في =

ص: 295

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ شَرِّ حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ

1018 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، «أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ شَرِّ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»

(1)

. [5: 12]

= الاستعاذة، عن موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة: 10/188 عن الحسن بن موسى، وأحمد 3/192 عن بهز بن أسد وحسن بن موسي، والطيالسي (2007) ، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 8/270 في الإستعاذة عن محمد بن المثني، عن الطيالسي، عن همام، عن قتادة، به. (كذا عند النسائي: عن الطيالسي، همام، والطيالسي رواه في " مسنده " عن حماد) .

والجذام: علة تتآكل منها الأعضاء وتتساقط، وسَيِّىء الأسقام. ما كان سبباً لعيب أو فساد عضو من الأعضاء.

(1)

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. محمد بن زياد هو القرشي الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني، روى له الجماعة، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني نزيل البصرة ثقة مشهور بكنيته.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(657) عن موسي بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/469 عن عبد الرحمن بن مهدي، و 482 عن وكيع، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (1002) المتقدم.

ص: 296

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِنْ شَرِّ الْمَحْيَا الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ التَّعَوُّذُ مِنْهُ الْفِتْنَةُ، وَكَذَلِكَ الْمَمَاتُ

1019 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ التَّعَوُّذِ الَّذِي يُعَاذُ الْإِنْسَانُ مِنْهُ مِنْ نَهْشِ الْهَوَامِّ

1020 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، وَالْحَارِثَ بْنَ يَعْقُوبَ حَدَّثَاهُ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الطيالسي 1/258، وأحمد 2/522 عن عبد الملك بن عمرو، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1377) في الجنائز: باب التعوذ من عذاب القبر، عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم (588)(131) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (6755)، ومسلم (588) في المساجد: باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والنسائي 8/275 و278 في الاستعاذة من عذاب النار، وأبو عوانة 2/235 و 236، من طرق عن يحيي بن أبي كثير، به وصححه ابن خزيمة برقم (721) .

وأخرجه النسائي 8/275 في الاستعاذة من عذاب جهنم، وشر المسيح الدجال، من طريق يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي أسامة، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/190، والبخاري في "الأدب المفرد"(648)، والترمذي (3604) في الدعوات: باب في الاستعاذة، من طريق أبي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وأورده المؤلف من طرق أخرى برقم (1002) و (1018) .

ص: 297

الْأَشَجِّ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ، فَقَالَ:«أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ»

(1)

. [1: 104]

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي يَحْتَرِزُ الْمَرْءُ لِقَوْلِهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ مِنْ لَسْعِ الْحَيَّاتِ

1021 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« [مِنْ أَيِّ شَيْءٍ؟» ، قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] :«أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

(2)

. [1: 2]

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" (2709) في الذكر والدعاء: باب التعوذ من سوء القضاء، عن هارون بن معروف وأبي الطاهر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(587) عن وهب بن بيان، كلهم عن عبد الله بن وهب، به.

وأخرجه النسائي أيضاً (586) عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن عبد الله بن وهب، عن الليث، عن ابن أبي حبيب، عن يعقوب، عن أبي صالح، به.

وأخرجه مسلم (2709) ، والنسائي (585) عن عيسى بن حماد، عن الليث، عن يزيد، عن جعفر، عن يعقوب أنه ذكر له أن أبا صالح أخبره أنه سمع أبا هريرة.

(2)

إسناده حسن، سهيل بن أبي صالح، قال الحافظ في "التقريب": صدوق تغير حفظه بأخره، أخرج حديثه مسلم والأربعة، وروى له البخاري مقرونًا وتعليقًا، =

ص: 298

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِنَّمَا يَحْتَرِزُ بِقَوْلِهِ مَا قُلْنَا مِنْ لَسْعِ الْحَيَّاتِ عِنْدَ الْمَسَاءِ إِذَا، قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا مَرَّةً وَاحِدَةً

1022 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَضُرَّهُ حَيَّةٌ إِلَى الصَّبَاحِ» ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا لُدِغَ إِنْسَانٌ

= وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(93) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر بهذا الإسناد، وما بين الحاصرتين منه، وهو في "الموطأ" 2/952 في الجامع:

باب ما يؤمر به من التعوّذ، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/375، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(589) .

وأخرجه أحمد 2/290، والترمذي (3605) في الدعوات، عن يحيى بن موسى، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(590) عن محمد بن عبد الله بن المبارك، كلهم عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حبان، عن سهيل بن أبي صالح، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(588) عن محمد بن سليمان لوين، عن حماد بن زيد، وأبو داود (3898) في الطب: باب كيف الرقي، عن أحمد بن يونس، عن زهير، كلاهما عن سهل بن أبي صالح، به.

وأخرجه النسائي (592) عن إبراهيم بن يوسف الكوفي، وابن ماجة (3518) في الطب: باب رقية الحية والعقرب، عن إسماعيل بن بهرام، كلاهما عن عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، به. قال البوصيري في " مصباح الزجاجة ": إسناده صحيح، ورجاله ثقات.

وسيورده المؤلف برقم (1022) من طريق جرير بن حازم، عن سهيل، به، وبرقم (1036) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سهيل، به.

وفي الباب عن خولة بنت الحكيم الأنصارية عند ابن أبي شيبة 10/287، ومسلم (2708) في الذكر والدعاء.

ص: 299

مِنْ أَهْلِهِ، قَالَ: أَمَا، قَالَ الْكَلِمَاتِ؟!

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ النِّفَاقِ فِي دِينِهِ ، وَالرِّيَاءِ فِي طَاعَتِهِ

1023 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ الْحَافِظُ بِتُسْتَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ، وَالْقَسْوَةِ وَالْغَفْلَةِ، وَالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ، وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ، وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ، وَالْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ، وَسَيِّيءِ الْأَسْقَامِ»

(2)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ التَّعَوُّذُ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ فَسَادِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا عَلَيْهِ بِسُوءِ عُمْرِهِ

1024 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ

(1)

إسناد صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله، وفاعل " قال " هو أبو هريرة كما سيرد مصرحاً به في الحديث (1036) .

(2)

إسناده صحيح، وأحمد بن منصور: هو الرمادي، ثقة، أخرج له ابن ماجة، وعبد الصمد بن النعمان: صدوق صالح الحديث. مترجم في الجرح والتعديل 6/51-52، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي نسبة إلى نحوة بطن من الأزد لا إلي علم النحو.

وأخرجه الطبراني في "الصغير" 1/114، والحاكم 1/530 من طريقين عن آدم ابن أبي إياس، عن شيبان، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/143 وقال. رواه الطبراني في الصغير، ورجاله رجال الصحيح.

ص: 300

ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَجَّتَيْنِ ، إِحْدَاهُمَا: الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِجَمْعٍ: أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي [أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ] مِنْ سُوءِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الدَّيْنِ الَّذِي لَا وَفَاءَ لَهُ عِنْدَهُ

1025 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

إسناده صحيح، وقد توبع يونس عليه. وأخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة 10/189 عن شبابة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 8/267 في الاستعاذة: باب الإستعاذة من فتنة الدنيا من طريق النضر، و 8/272 باب الاستعاذة من سوء العمر، من طريق أحمد بن خالد، كلاهما عن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/189، وأحمد 1/54، وأبو داود (1539) فى الصلاة: باب في الاستعاذة، وابن ماجة (3844) في الدعاء: باب ما تعوذ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، من طريق وكيع، وأحمد 1/22 عن أبي سعيد وحسين بن موسى، والبخاري في "الأدب المفرد"(670) ، والنسائي 8/255 في الاستعاذة من فتنة الصدر، و 8/266 في الاستعاذة من فتنة الدنيا والحاكم 1/530، من طريق عبيد الله بن موسى، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(134) من طريق يحيى بن آدم، ثلاثتهم عن إِسرائيل، عن أبي إسحاق بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1004) و (1011) ، وعن أبي هريرة برقم (1002) .

وقوله: "وأعوذ بك من فتنة الصدر" قال وكيع: يعني الرجل يموت على فتنة لا يستغفر الله منها.

ص: 301

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ

(1)

، أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يُعْدَلُ الدَّيْنُ بِالْكُفْرِ؟، قَالَ:«نَعَمْ»

(2)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ يَشْتَبِهُ بِالشَّيْءِ إِذَا أَشْبَهَهُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ، وَإِنْ كَانَ مُبَايِنًا لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ

1026 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ التُّجِيبِيُّ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَيَعْتَدِلَانِ؟، قَالَ صلى الله عليه وسلم:«نَعَمْ»

(3)

. [5: 12]

(1)

هو سالم بن غيلان التُّجيبي المصري، قال أحمد وأبو داود والنسائي: لا بأس به، وذكره المؤلف في "الثقات" 6/409، وفي "الميزان" 2/113 عن الدارقطني: أنه متروك. وقد تحرف في الأصل إلى "علان".

(2)

إسناده ضعيف، دراج أبو السمح في روايته عن أبي الهيثم ضعيف. وأخرجه أحمد 3/28، والنسائي 8/264 و 265 في الإستعاذة: باب الاستعاذة من الدين من طريقين عن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 1/532 ووافقه الذهبي!!

(3)

إسناده ضعيف كما تقدم في الحديث قبله، وأخرجه النسائي 8/267 عن أحمد بن عمرو بن السرح بهذا الإسناد.

ص: 302

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا الدَّيْنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

1027 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَظُلْمَنَا، وَهَزْلَنَا وَجِدَّنَا وَعَمْدَنَا، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعِبَادِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْفَقْرِ عَنْهُ إِلَى الْعِبَادِ

1028 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده حسن، حيي بن عبد الله بن شريح المعافري المصري، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، وباقي رجاله ثقات والحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن ثقة من رجال مسلم.

وأخرج القسم الأخير منه النسائي 8/265 و 268 عن أحمد بن عمرو بن السرح به، وصححه الحاكم 1/531، ووافقه الذهبي، وذكر القسم الأول منه الهيثمي في "المجمع" 10/172، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن.

(2)

إسناده قوي، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/190، وأحمد 5/36 و 39، عن =

ص: 303

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْجُوعِ وَالْخِيَانَةِ

1029 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ»

(1)

[5: 12]

= وكيع، وأحمد 5/44 عن روح، والنسائي 3/73، 74 في السهو: باب التعوذ في دبر كل صلاة، من طريق يحيي بن سعد، و 8/262 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من الفقر، من طريق ابن أبي عدي، والترمذي (3503) في الدعوات، من طريق أبي عاصم النبيل، كلهم عن عثمان الشحام، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ولفظ الترمذي:"اللهم إني أعود بك من الهم والكسل وعذاب القبر".

وأخرجه أحمد 5/42، والبخاري في " الأدب المفرد "(701) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن عبد الجليل، عن جعفر بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، به، وهذا سند حسن، وصححه الحاكم 1/533، ووافقه الذهبي.

(1)

إسناده حسن، ابن عجلان: هو محمد بن عجلان المدني فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود (1547) في الصلاة: باب في الاستعاذة، والنسائي 8/263 في الاستعاذة باب الاستعاذة من الجوع، ومن الخيانة، عن محمد بن العلاء، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجة (3354) في الأطعمة: باب التعوذ من الجوع، من طريق أخرى فيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وهو في "شرح السنة"(1370) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ليث، عن رجل عن أبي هريرة.

ص: 304

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ أَنْ يَظْلِمَ أَحَدًا أَوْ يَظْلِمَهُ أَحَدٌ

1030 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْفَاقَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ»

(1)

.

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ التَّعَوُّذُ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْمُنَاقَشَةِ عَلَى جِنَايَاتِهِ فِي الْعُقْبَى، وَالْوُقُوعِ فِي أَمْثَالِهَا فِي الدُّنْيَا

1031 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو ، قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو داود (1544) في الصلاة: باب في الإستعاذة، والبخاري في " الأدب المفرد "(678) ، والبيهقي في " سننه " 7/12، عن طريق موسي بن إسماعيل بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/305 و 325 و 354، والنسائي 8/261 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من الذلة، من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسبق برقم (1003) من طريق الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة، عن جعفر بن عياض، عن أبي هريرة. فانظره.

ص: 305

شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ»

(1)

. [5: 12]

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَا وَصَلَهُ إِلَّا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ

1032 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، قُلْتُ: حَدِّثِينِي بِشَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِ ، قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ»

(2)

. [5: 12]

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو داود (1550) في الصلاة: باب في الاستعاذة، عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2716)(15) في الذكر والدعاء: باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، عن يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم، والنسائي 3/56 في السهو: باب التعوذ في الصلاة، عن إسحاق بن إبراهيم، و8/281 في الاستعاذة من شر ما عمل، عن محمد بن قدامة، ثلاثتهم عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 6/278 عن حسين، عن شيبان، عن منصور، به.

وسيورده المؤلف بعده من طريق حصين عن هلال بن يساف.

(2)

إسناده، وحصين هو: ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، وأخرجه النسائي 8/281 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من شر ما لم يعمل، عن محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/186، ومن طريقه مسلم (2716) في الذكر والدعاء، وابن ماجة (3839) في الدعاء: باب ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن ابن إدريس، وأحمد 6/31، عن محمد بن فضيل، و 6/100 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، والنسائي 8/281 في الاستعاذة، عن هناد، عن أبي الأحوص، كلهم عن حصين، بهذا الإسناد. =

ص: 306

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ سُوءِ الْجِوَارِ فِي الْعُقْبَى بِهِ يَتَعَوَّذُ مِنْهُ

1033 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى التُّسْتَرِيُّ بِعَبَّادَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِي يَتَحَوَّلُ»

(1)

. [5: 12]

= وأخرجه أحمد 6/213، ومسلم (2716)(66) عن عبد الله بن هاشم، كلاهما عن وكيع، عن الأوزاعي، عن عدة بن أبي لبابة، عن هلال بن يساف، به.

وأخرجه النسائي 8/280 في الإستعاذة، من طريقين عن الأوزاعي، عن عبدة، عن هلال، عن عائشة، من غير ذكر فروة بن نوفل بين هلال وعائشة.

وأخرجه أحمد 6/139 من طريق وكيع، و 257 من طريق شريك، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، به. وتقدم قبله من طريق منصور، عن هلال بن يساف، به.

(1)

إسناده حسن، عن أجل ابن عجلان، وأخرجه النسائي 8/274 في الإستعاذة: باب الإستعاذة من جار السوء، من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (117) من طريق سليمان بن حبان، والحاكم 1/532 من طريق أبي خالد الأحمر، ثلاثتهم عن ابن عجلان بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي وتابعَ ابنَ عجلان عبدُ الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري، به، أخرجه أحمد 2/346، والحاكم 1/532، من طريق عفان، عن وهيب، عن عبد الرحمن بن إسحاق وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا وله شاهد صحيح من حديث عقبة بن عامر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إلي أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة". وأخرجه الطبراني في " الكبير "، 17/294 (810) من طريقين عن يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا بشر بن ثابت، حدثنا موسي بن عُلي بن رباح عن أبيه، عن عقبة بن =

ص: 307

‌ذِكْرُ سُؤَالِ النَّارِ رَبَّهَا

(1)

أَنْ يُجِيرَ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ مِنَ النَّارِ

1034 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ إِمْلَاءً بِبُسْتَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ»

(2)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي إِذَا قَالَهُ الْإِنْسَانُ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِقَوْلِهِ ذَلِكَ لَيْلًا كَانَ أَوْ نَهَارًا

1035 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

= عامر، وذكره الهيثمي في " المجمع " في موضعين 7/220 و 10/144 ونسبه للطبراني فقال في الأول: رجاله ثقات، وقال في الثاني: رجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت البزار، وهو ثقة.

وجار البادي: هو الذي يكون في البادية، ومسكنه المضارب والخيام، وهو غير مقيم في موضعه بخلاف جار المقام في المدن.

(1)

في "الإحسان": ربه، والتصويب من "الأنواع والتقاسيم" 1/لوحة 172.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات، وأخرجه النسائي 8/279 في الاستعاذة: باب الاستعاذة من حر النار، عن قتيبة،

بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2572) في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(110)، وابن ماجة (4340) في الزهد: باب صفة الجنة، كلهم عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه أحمد 3/117 عن قران بن تمام، عن يونس، والحاكم 1/535 من طريق إسرائيل، كلاها عن أبي اسحاق، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وتقدم برقم (1014) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن بريد.

ص: 308

عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ ثَعْلَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ»

(1)

. [1: 2]

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْحَدِيثِ أَنَّ الدُّعَاءَ يَدْفَعُ

(2)

الْقَضَاءَ السَّابِقَ

1036 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 5/356، وأبو داود (5070) في الأدب: باب ما يقول إذا أصبح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(466) و (579) ، والبزار (564) ، من طريق زهير بن معاوية، وابن ماجة (3872) في الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح واذا أمسى، من طريق إبراهيم بن عيينة، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(20) ، والحاكم 1/514، 515 من طريق عن عيسي بن يونس، ثلاثتهم عن الوليد بن ثعلبة الطائي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُريدة، عَنْ أَبِيهِ بُريدة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وتد تقدم برقم (932) من طريق حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ. قَالَ النسائي في "عمل اليوم والليلة" عقب ذكر الطريقين:"حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولي بالصواب" فنقل الحافظ هذا القول وقال: كأن الوليد سلك الجادة، لأن جل رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه وكأن من صححه جوز أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين، والله أعلم. "الفتح" 11/99.

(2)

في هامش الأصل: يرفع. "خ".

ص: 309

بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا لُدِغَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، مَا ضَرَّكَ»

قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا لُدِغَ إِنْسَانٌ مِنَّا أَمَرَهُ أَنْ يَقُولَهَا

(1)

. [1: 2]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «مَا ضَرَّكَ» أَرَادَ بِهِ أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ مَا قُلْنَا، لَمْ يَضُرَّكَ أَلَمُ اللَّدْغِ، لَا أَنَّ الْكَلَامَ الَّذِي، قَالَ يَدْفَعُ قَضَاءَ اللَّهِ عَلَيْهِ

(1)

إسناده صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(591) عن محمد بن عثمان العقيلي، عن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (1021) من طريق مالك، وبرقم (1022) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به، وبرقم (1020) من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به، وسبق تخريجها هناك.

ص: 310

8-

‌ كِتَابُ الطَّهَارَةِ

‌ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْإِيمَانِ لِلْمُحَافِظِ عَلَى الْوُضُوءِ

ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، أَنَّ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ»

(1)

. [1: 2]

(1)

حديث صحيح، إسناده حسن، رجاله رجال البخاري عدا ابن ثوبان -واسمه عبد الرحمن- وهو حسن الحديث، وأخرجه أحمد 5/282، والدارمي 1/168، والطبراني في " الكبير "(1444) من طريق الوليد بن مسلم بهذا الإسناد، وأخرجه أحمد 5/280 من طريقين، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، به. وعبد الرحمن بن ميسرة وثقه المؤلف والعجلي وروى عنه جمع، وقد ذكر أبو داود أن شيوخ حريز بن عثمان كلهم ثقات، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 5/276-277 و 282، والطيالسي (996) ، والدارمي 1/168، والطبراني في الصغير 2/88، وابن ماجة (277) ، والحاكم 1/130، والبيهقي 1/457، والخطيب في تاريخه 1/293 من طريقين عن سالم أبن أبي الجعد، عن ثوبان رفعه بلفظ "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير =

ص: 311

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِمَّا ذَكَرْنَا1 فِي كُتُبِنَا أَنَّ الْعَرَبَ تُطْلِقُ الِاسْمَ بِالْكُلِّيَّةِ عَلَى جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ شَيْءٍ يُطْلَقُ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ عَلَى جُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ. فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ" أَطْلَقَ اسْمَ الْإِيمَانِ عَلَى الْمُحَافِظِ عَلَى الْوُضُوءِ، وَالْوُضُوءُ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيمَانِ، كَذَلِكَ اسْمُ الْإِيمَانِ عَلَى الْمُفْرِدِ الْعَمَلَ بِهِ، لِأَنَّهُ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيمَانِ عَلَى حَسَبِ مَا ذَكَرْنَاهُ.

وَخَبَرُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن ثوبان خبر منقطع2، فلذلك تنكبناه.

= أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 1/5- 6 ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، ولم يلقه كما نبه عليه غير واحد من الأئمة، فقول الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وموافقة الذهبي له وهم منهما رحمهما الله. وقد نبه على انقطاعه البغوي في "شرح السنة" 1/327 والبوصيري في "مصباح الزجاجة" الورقة 1/22، ولكنهما أشارا إلى الطريق المتصلة التي أوردها المصنف وقد أورده الإمام عالك في "الموطأ" 1/34 بلاغاً، وقال أبو عمر بن عبد البر في التقصي: هذا يستند ويتصل من حديث ثوبان من طرق صحاح. وفي الباب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عند ابن أبي شيبة 1/6، وابن ماجة "278" وإسناده ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم، وعن أبي أمامة عند ابن ماجة "279" وهو ضعيف أيضاً لجهالة أبي حفص الدمشقي راويه عن أبي أمامة. وقوله: "ولن تحصوا" أي: لن تطيقوا، ومثله قوله تعالى:{عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوه.

1 كذا استظهرتها، فإنها لم تظهر في التصوير.

2 وقال الإمام أحمد: لم يسمع سالم من ثوبان ولم يلقه، بينهما معدان بن أبي طلحة،. وذكر أبو حاتم نحوه.

ص: 312

‌بَابُ فَضْلِ الْوُضُوءِ

‌ذِكْرُ حَطَّ الْخَطَايَا وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ

1038 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءُ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط"1. 2:1

1 إسناده صحيح، على شرط مسلم، وهو في "الموطأ" 1/176 في الصلاة: باب انتظار الصلاة والمشي إليها، برواية يحيى الليثي "ولم يرد فيه من رواية القعنبي طبعة عبد الحفيظ منصور" ومن طريق مالك أخرجه أحمد 2/277 و 303، ومسلم "251" في الطهارة: باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، والنسائي 1/89 في الطهارة: باب الفضل في إسباغ الوضوء، وابن خزيمة في، "صحيحه" برقم "5"، والبيهقي في "السنن" 1/82، والبغوي في "شرح السنة""149".

وأخرجه أحمد 2/235 و 301 و 438، ومسلم "251" في الطهارة، والترمذي "51" و "52" في الطهارة: باب ما جاء في إسباغ الوضوء، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. =

ص: 313

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَعْنَاهُ الرِّبَاطُ مِنَ الذُّنُوبِ، لأن الوضوء يكفر الذنوب.

= وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي الباب عن جابر في الحديث التالي، وعن أبي سعيد الخدري تقدم برقم "402"، وعن علي بن أبي طالب عند البزار "447"، والحاكم 1/132 وصححه على شرط مسلم، وعن أنر عند البزار "263".

والرباط: في الأصل: ربط الخيل وإعدادها للجهاد، أو مرابط العدو وملازمتهم، فشبه هذه الأعمال بتلك ونزلها منزلتها.

ص: 314

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

1039 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا هَوْبَرُ بْنُ مُعَاذٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ1، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ شرحبيل بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيُكَفَّرُ بِهِ الذُّنُوبَ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصلاة، فذلك الرباط"2. 2:1

1 في الأصل: مسلم وهو خطأ.

2 شرحبيل بن سعد: هو الخطمي المدني مولى الأنصار، ضعفه غير واحد، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق اختلط بأخرة، وصحح حديثه ابن خزيمة والمؤلف، فمثله يصلح للشواهد، وهذا الحديث منها، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه البزار "449" عن الحسن بن أحمد، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وقال: لا نعلم يروى هذا عن جابر إلا بهذا الإسناد، وأخرجه أيضاً "450" عن محمد ابن عمر بن الوليد الكندي، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن يوسف الصباغ، عن عامر الشعبي، عن جابر نحوه، غير أنه قال:"فتلك رياض الجنة" بدل "فذلكم الرباط". قال الهيثمي 2/37: "يوسف بن ميمون الصباغ ضعفه جماعة، ووثقه ابن حبان، وأبو أحمد بن عدي، وقال البزار: هو صالح الحديث". وحديث أبي هريرة المتقدم مع غيره مما ورد في التعليق يشهد له ويصح بها.

ص: 314

‌ذكر حط الخطايا بالوضوء وخروج المتوضىء نَقِيًّا مِنْ ذُنُوبِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ وَضُوئِهِ

1040 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ، بِمَنْبِجَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ -أَوِ الْمُؤْمِنُ- فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ، وَمَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نقيا من الذنوب"1. 2:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البغوي في "شرح السنة""150" من طريق أحمد بن أبي بكر، عن مالك، به، وهو في "الموطأ" 1/32 في الطهارة: باب جامع الوضوء، ومن طريق مالك أخرجه: أحمد 2/303، ومسلم "244" في الطهارة: باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، والترمذي "2" في الطهارة: باب ما جاء في فضل الطهور، والدارمي 1/183 في الوضوء: باب فضل الوضوء، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم "4"، والبيهقي في "السنن" 1/81.

ص: 315

‌ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا بَيْنَ الصلاتين للمتوضىء بِوِضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ

1041 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حمرانذكر مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ للمتوضىء بِوِضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ

[1041]

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حمران

ص: 315

بن بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ جَلَسَ عَلَى الْمَقَاعِدِ، فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَآذَنَهُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَمَّا حَدَّثْتُكُمُوهُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من امْرِئٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي الصَّلَاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الأخرى حتى يصليها"1.

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البغوي في "شرح السنة""153" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، عن مالك، بهذا الإسناد، وهو في "الموطأ" 1/51، 52 في الطهارة: باب جامع الوضوء، ومن طريقه أخرجه النسائي 1/91 في الطهارة: باب ثواب من توضأ كما أمر.

وأخرجه عبد الرزاق "141" عن ابن جريج، والطيالسي 1/48 عن حماد بن سلمة، وأحمد 1/57 عن يحيى بن سعيد، مسلم "227" في الطهارة: باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، من طريق جرير، وابن خزيمة في "صحيحه""2"، والبغوي في "شرح السنة""152"، والشافعي كما في "بدائع المنن" 1/28، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/225، من طريق سفيان، كلهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري "160" في الوضوء: باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، ومسلم "227" 61" في الطهارة: باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن عروة، به.

وأخرجه أحمد 1/64 و 68، والبخاري "6433" في الرقاق: باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} من طريق محمد بن إبراهيم القرشي، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن حمران، به.

وتقدم برقم "360" من طريق شقيق بن سلمة، عن حمران، به، فانظره.

وأخرجه أحمد 1/66 و 67، وأبو داود "107" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وابن ماجة "285" من طرق أخرى، عن حمران، به. =

ص: 316

= وسيورده المؤلف برقم "1058" و"1060" من طريق الزهري، عن عطاء، عن حمران، به. ويخرج من طريقه هناك.

1 وقال عروة الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159]" كما في رواية البخاري "160"، ومسلم "227" "6". قال الحافظ في "الفتح" 1/261: ومراد عثمان- رضي الله عنه أن هذه الآية تحرض على التبليغ، وهي وإن نزلت في أهل الكتاب، لكن العبرة بعموم اللفظ، وقد تقدم نحو ذلك لأبي هريرة في كتاب العلم، وإنما كان عثمان يرى ترك تبليغهم ذلك لولا الآية المذكورة، خشية عليهم من الاغترار والله أعلم. وقد روى مالك هذا الحديث عن هشام بن عروة، ولم يقع في روايته تعيين الآية، فقال من قبل نفسه: أراه يريد: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ} والذي ذكره عروة راوي الحديث بالجزم أولى والله أعلم".

ص: 317

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِنَّمَا يغفر ذنوب المتوضىء بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْهُ إِذَا تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ

1042 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةَ السَّلَاسِلِ، فَفَاتَهُمُ الْعَدُوُّ فَرَابَطُوا2 ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَبَا أَيُّوبَ فَاتَنَا الْعَدُوُّ الْعَامَ وَقَدْ، أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ غفر له ذنبه. قال: يا بن أخي،

2 في الأصل: رابطوا، والمثبت من مسند أحمد وغيره.

ص: 317

أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" أَكَذَلِكَ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ1.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْمَسَاجِدُ الْأَرْبَعَةُ: مَسْجِدُ الْحَرَامِ وَمَسْجِدُ الْمَدِينَةِ وَمَسْجِدُ الْأَقْصَى وَمَسْجِدُ قُبَاءٍ.

وَغَزَاةُ السَّلَاسِلِ كَانَتْ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَغَزَاةُ السَّلَاسِلِ كَانَتْ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.

1 سفيان بن عبد الرحمن، وثقه المؤلف 6/401 و405، روى عن جده عاصم بن سفيان، وداود بن أبي عاصم وروى عنه ابنه عبد الله بن سفيان، وأبو الزبير، وعبد الله بن لاحق، وباقي رجاله ثقات، يزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، وأبو الزبير: اسمه محمد بن مسلم بن تدرس.

وأخرجه أحمد 5/423، والنسائي 1/90، 91 في الطهارة: باب ثواب من توضأ كما أمر، وابن ماجة "1396" في الإقامة: باب ما جاء في أن الصلاة كفارة، والدارمي 1/182 في الوضوء: باب فضل الوضوء من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقد وقع عند ابن ماجة: سفيان بن عبد الله بدل سفيان بن عبد الرحمان.

2 في جمادى الآخرة سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي وراء وادي القُرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، وكان أمير هذه الغزوة عمرو بن العاص.

انظر "طبقات ابن سعد" 2/131، والطبري 3/32، وزاد المعاد 3/386-387.

ص: 318

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" أَرَادَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَى الصَّلَاةِ

1043 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شعبة، عن جامع بن شداد، أنهذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم:"غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" أَرَادَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَى الصَّلَاةِ

[1043]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّهُ

ص: 318

سَمِعَ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا، فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كفارة لما بينهن"1. 2:1

1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه الطيالسي "75" عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 1/66 عن هاشم، و 1/69، ومسلم "231" "11" في الطهارة: باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، وابن ماجة "459" في الطهارة وسننها: باب ما جاء في الوضوء على ما أمر الله تعالى، من طريق محمد بن جعفر، والنسائي 1/91 عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، والبغوي في "شرح السنة""154" من طريق علي بن الجعد، أربعتهم عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/7، ومسلم "231""10" من طريق وكيع، عن مسعر، عن جامع بن شداد أبي صخرة، به.

ص: 319

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِنَّمَا يغفر ذنوب المتوضىء الَّتِي ذَكَرْنَاهَا إِذَا كَانَ مُجْتَنِبًا لِلْكَبَائِرِ دُونَ مَنْ لَمْ يَجْتَنِبْهَا

1044 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَدَعَا بِطَهُورٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَرُكُوعَهَا وَخُشُوعَهَا، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يَأْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ"2. 2:1

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في صحيحه "228" في الطهارة: باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، عن عبد بن حميد وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.

قال الإمام النووي: معناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر، فإنها إنما تكفرها التوبة أو الرحمة، وقوله:"وذلك الدهر كلَّه" أي: التكفير بسبب الصلاة مستمر في جميع الأزمان لا يختص بزمان دون زمان، فانتصاب "الدهر" على الظرفية.

ص: 319

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حِلْيَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَبْلُغُهُمْ مَبْلَغَ وُضُوئِهِمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا نَسْأَلُ اللَّهَ الوصول إلى ذلك

ذكر البيان بأن حليلة أَهْلِ الْجَنَّةِ تَبْلُغُهُمْ مَبْلَغَ وُضُوئِهِمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا نَسْأَلُ اللَّهَ الْوُصُولَ إِلَى ذَلِكَ

1045 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"تَبْلُغُ حِلْيَةُ أهل الجنة مبلغ الوضوء"1. 2:1

1 حديث صحيح، عبد الغفار بن عبد الله الزبيري ذكره المؤلف في الثقات 8/421، وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/54، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وروى عنه اثنان وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 2/371 ومن طريقه أبو عوانة 1/244 عن حسين بن محمد المروزي، ومسلم "250" في الطهارة: باب تلغ حلية المؤمن حيث يبلغ الوضوء، والنسائي 1/93 في الطهارة: باب حلية الوضوء، والبيهقي 1/56- 57، والبغوي في "شرح السنة". "219"، من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن خلف بن خليفة، عن سعد بن طارق أبي مالك الأشجعي، بهذا الإسناد. وفي خلف بن خليفة ضعف من قبل حفظه، لكن تابعه عليه عبد الله ابن إدريس عند أبي عوانة، وابن خزيمة "7"، وإسناده صحيح وله طريق أخرى عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/55 حدثنا علي بن مسهر، عن يحيى ابن أيوب البجلي، عن أبي زرعة، قال: دخلت على أبي هريرة، فتوضأ إلى منكبيه، وإلى ركبتيه، فقلت له: ألا تكتفي بما فرض الله عليك من هذا؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مبلغ الحلية مبلغ الوضوء" فأحببت أن يزيدني في حليتي. وهذا سند قوي، رجاله رجال الشيخين عدا يحيى بن أيوب، فإنه ثقة، وقد خالفه عمارة بن القعقاع، فوقفه على أبي هريرة، رواه أحمد 2/232، والبخاري "5953" من طريقين، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة دار مروان

ثم دعا بوضوء، فتوضأ وغسل ذراعيه حتى جاوز المرفقين، فلما غسل رجليه، جاوز الكعبين إلى الساقين فقلت: ما هذا؟ قال: هذا مبلغ الحلية. وأراد بالحلية ها هنا التحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء. انظر "النهاية".

ص: 320

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أُمَّةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم تُعْرَفُ فِي الْقِيَامَةِ بِالتَّحْجِيلِ بِوُضُوئِهِمْ كَانَ فِي الدُّنْيَا

1046 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: "بَلْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ فقال:"أرأيت لو كانت لرجل خيل غير مُحَجَّلَةٌ فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَلَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي، كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بدلوا بعدك. فأقول: فسحقا فسحقا، فسحقا"1.

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "الموطأ" 1/28 في الطهارة: باب جامع الوضوء. ومن طريق مالك أخرجه: مسلم "249" في الطهارة: باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، والنسائي 1/93، 95 في الطهارة: باب حلية الوضوء وابن خزيمة في "صحيحه""6"، والبيهقي في "السنن" 1/82- 83، والبغوي في "شرح السنة""151".

وأخرجه أحمد 2/300 و 408، ومسلم "249" في الطهارة، وابن ماجة "4306" في الزهد: باب ذكر الحوض، وابن خزيمة في "صحيحه""6" من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.=

ص: 321

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الِاسْتِثْنَاءُ يَسْتَحِيلُ فِي الشَّيْءِ الْمَاضِي، وَإِنَّمَا يَجُوزُ الِاسْتِثْنَاءُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الْأَشْيَاءِ

وَحَالُ الْإِنْسَانِ فِي الِاسْتِثْنَاءِ عَلَى ضَرْبَيْنِ، إِذَا اسْتَثْنَى فِي إِيمَانِهِ: فَضَرْبٌ مِنْهُ يُطْلَقُ مُبَاحٌ لَهُ ذَلِكَ، وَضَرْبٌ آخَرُ إِذَا اسْتَثْنَى فِيهِ الْإِنْسَانُ، كَفَرَ.

وَأَمَّا الضَّرْبُ الَّذِي لَا يَجُوزُ ذَلِكَ، فَهُوَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ وَالْمِيزَانِ، وَمَا يُشْبِهُ هَذِهِ الْحَالَةَ؟ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ حَقًّا، وَمُؤْمِنٌ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ حَقًّا، فَمَتَى مَا اسْتَثْنَى فِي هَذَا، كَفَرَ.

وَالضَّرْبُ الثَّانِي: إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ: إِنَّكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَهُمْ فِيهَا خَاشِعُونَ، وَعَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ؟ فَيَقُولُ: أَرْجُو أَكُونَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. أَوْ يُقَالُ لَهُ: أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَيَسْتَثْنِي أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ.

وَالْفَائِدَةُ فِي الْخَبَرِ حَيْثُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "وإنا إن شاء الله بكم

= وقوله: "وأنا فَرَطكم على الحوض" الفرط -بفتح الفاء والراء-: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء. وقوله: "في خيل بُهم دهم" البهم -بضم الباء الموحدة وسكون الهاء: جمع بهيم، وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه، والدهم- بوزنه جمع أدهم، وهو الأسود، وقوله:"غراً محجلين" أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه. ليُذادنَّ: أي ليطردن. سحقاً سحقاً، بضم السين وسكون الحاء، أي: بعداً بعداً.

وسيرد مختصراً برقم "1048" من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.

ص: 322

لَاحِقُونَ" أَنَّهُ، صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ مُؤْمِنُونَ وَمُنَافِقُونَ، فَقَالَ: " إِنَّا -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- بِكُمْ لَاحِقُونَ" وَاسْتَثْنَى الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- يُسْلِمُونَ، فَيَلْحَقُونَ بِكُمْ، عَلَى أَنَّ اللُّغَةَ تُسَوِّغُ إِبَاحَةَ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الشَّيْءِ الْمُسْتَقْبَلِ وَإِنْ لَمْ يَشُكَّ فِي كَوْنِهِ، لِقَوْلِهِ عز وجل:{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} 1 [الفتح:27] .

1 قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم: "وَإِنَّا إِنْ شَاءَ الله بكم لاحقون": في إتيانه بالاستثناء مع أن الموت لا شك فيه أقوال، أظهرها: أنه ليس للشك، وإنما هو للتبرك، وامتثال أمر الله فيه، قال أبو عمر بن عبد البر: الاستثناء قد يكون في الواجب لا شكّاً، كقوله:{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ} ، ولا يضاف الشك إلى الله. والثاني: أنه عادة المتكلم يحسن بها كلامه، والثالث: أنه عائد إلى اللحوق في هذا المكان، والموت بالمدينة، والرابع: أن "إن" بمعنى "إذا"، والخامس: أنه راجع إلى استصحاب الإيمان لمن معه، والسادس: أنه كان معه من يظن بهم النفاق، فعاد الاستثناء إليهم. وحكى ابن عبد البر أنه عائد إلى معنى "مؤمنين" أي: لاحقون في حال إيمان، لأن الفتنة لا يأمنها أحد، ألا ترى قول إبراهيم:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} وقول يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} ، لأن نبينا يقول:"اللهم اقبضني إليك غير مفتون" انظر "شرح مسلم" للنووي 3/138، و "شرح الموطأ" للزرقاني 1/63، وشرح الباجي 1/69.

ص: 323

‌ذِكْرُ وَصْفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْقِيَامَةِ بِآثَارِ وُضُوئِهِمْ كَانَ فِي الدُّنْيَا

1047 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنِ بن مَسْعُودٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ:"غر محجلون بلق من آثار الطهور"2.

2 إسناده حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/6 عن يزيد بن هارون، والطيالسي 1/49، وأحمد 1/403 عن عبد الصمد، وأحمد 1/451، 452 عن يزيد، و 453 عن عفان، وابن ماجة "284" في الطهارة: باب ثواب الطهور، من طريق هشام بن عبد الملك، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وقد وضع في الأصل على العنوان والحديث خط رفيع، وكذا على الحديث الآتي وعنوانه.

ص: 323

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ التَّحْجِيلَ بِالْوُضُوءِ فِي الْقِيَامَةِ إِنَّمَا هُوَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَطْ وَإِنْ كَانَتِ الْأُمَمُ قَبْلَهَا تَتَوَضَّأُ لِصَلَاتِهَا

1048 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:" تَرِدُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوضوء سيما أمتي ليس لأحد غيرها"1.

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/6، ومن طريقه أخرجه ابن ماجة "4282" في الزهد: باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مسلم "247" في الطهارة: باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، من طريق مروان الفزاري، ومحمد بن فضيل، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي، بهذا الإسناد.

ص: 324

‌ذكر البيان بأن التحجيل يكون للمتوضىء فِي الْقِيَامَةِ مَبْلَغُ وَضُوئِهِ فِي الدُّنْيَا

1049 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمٍ بن عبد اللهذكر البيان بأن التحجيل يكون للمتوضىء فِي الْقِيَامَةِ مَبْلَغُ وَضُوئِهِ فِي الدُّنْيَا

[1049]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 324

أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ حَتَّى كَادَ يَبْلُغَ الْمَنْكِبَيْنِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى رَفَعَ إِلَى السَّاقَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ" فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يطيل غرته فليفعل1. 2:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم "246" "35" في الطهارة: باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/400 عن أبي العلاء الحسن بن سوار، والبخاري "136" في الوضوء: باب فضل الوضوء والغر المحجلون من آثار الوضوء، والبيهقي 1/57 عن يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، به. ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة""218".

وأخرجه أحمد 2/523 من طريق فليح بن سليمان، ومسلم "246" من طريق عمارة بن غزية، كلاهما عن نعيم بن عبد الله المُجْمِر، به.

وأخرجه أحمد 2/362 عن معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن ليث، عن كعب، عن أبي هريرة.

وقوله: "فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" مدرج في الحديث، وهو من كلام أبي هريرة رضي الله عنه، وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بينه العلماء المحققون كالحافظ المنذري والحافظ ابن حجر والعيني وغيرهم، وقد ورد التصريح في الشك في ذلك من أحد رواته وهو نعيم المجمر 2/334 و 23 5، ولفظه: قال نعيم: لا أدري قوله: "من استطاع أن يطيل غرته فليفعل" من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة؟ انظر "فتح الباري" 1/236 و "الترغيب والترهيب" 1/149، و"زاد المعاد" 1/196، و "تلخيص الحبير" 1/58.

ص: 325

‌ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ بعد فراغه من وضوئه

1050 -

أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ بعد فراغه من وضوئه

[1050]

أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى،

ص: 325

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، خُدَّامَ أَنْفُسِنَا نَتَنَاوَبُ الرِّعْيَةَ -رِعْيَةَ إِبِلِنَا- فَكُنْتُ عَلَى رِعْيَةِ الْإِبِلِ، فَرُحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَخْطُبُ النَّاسَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ".

قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذِهِ!! فَقَالَ رَجُلٌ: الَّذِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ.

فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قُلْتُ: مَا هُوَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ آنِفًا، قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ:"مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: حِينَ يَفْرُغُ مِنْ وَضُوئِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ لَهُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ"1. 2:1

1 إسناده قوي، رجاله رجال مسلم، أبو عثمان مختلف في اسمه، قال أبو بكر بن منجويه: يشبه أن يكون سعيد بن هانىء الخولاني المصري، وقال المؤلف: يشبه أن يكون حريز بن عثمان، وفال الحافظ في "التقريب" بعد ذكر القولين: وإلا فمجهول، وفي الميزان 4/250: أبو عثمان عن جبير بن نفير لا يدرى من هو؟ وخرج له مسلم متابعة، روى عنه معاوية بن صالح. وقد تابعه عليه كما ذكر المصنف ربيعة بن يزيد، فالحديث صحيح.

وأخرجه أبو داود "169" في الطهارة: باب ما يقول الرجل إذا توضأ، عن أحمد بن سعيد الهمداني، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. ورواه أبو داود أيضاً عَنْ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عقبة بن عامر.

وهذا الحديث رواه معاوية بن صالح عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، كما أورده المؤلف، ورواه عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخولاني، ورواه عن عبد الوهاب بن بخت، عن الليث بن سليم الجهني، ثلاثتهم عن عقبة بن عامر، =

ص: 326

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وبهذه الأسانيد أخرجه أحمد 4/145، 146 من طريق الليث بن سعد عن معاوية بن صالح به، ومن طريق أحمد أخرجه البيهقي 1/78 و 2/280، وأخرجه البيهقي أيضاً 1/78 من طريق عبد الله بن صالح الجهني، عن معاوية بن صالح بالأسانيد المذكورة.

وأخرجه أحمد 4/153، ومسلم "234" "17" في الطهارة: باب الذكر المستحب عقب الوضوء، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، وعن معاوية، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، كلاهما عن عقبة بن عامر.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 3/1، 4، ومن طريقه مسلم "234"، والبيهقي 1/78، وأخرجه النسائي 1/92 في الطهارة: باب القول بعد الفراغ من الوضوء، عن محمد بن علي بن حرب المروزي، و 1/95 باب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين، عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي، ثلاثتهم عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن جبير بن نفير، به.

وأخرجه الترمذي "55" في الطهارة: باب فيما يقال بعد الوضوء من طريق زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب، به، بزيادة "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين".

وأخرجه عبد الرزاق "142" عن إسرائيل، وابن ماجة "470" في الطهارة: باب ما يقال بعد الوضوء من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء البجلي، عن عقبة بن عامر.

وأخرجه أحمد 1/19، وأبو داود "170"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة""84"، والدارمي 1/182 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، وأحمد 1/150، 151 عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، كلاهما عن أبي عقيل زهرة بن معبد، عن ابن عمه، عن عقبة بن عامر. وأخرجه الطيالسي 1/49، 50 عن حماد بن سلمة، عن زياد بن مخراق، عن شهر بن حوشب، عن عقبة بن عامر، به.

قال ابن القيم في "زاد المعاد" 1/195: "كل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه، فكذب مختلق، لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم شيئاً منه، ولا علمه =

ص: 327

قَالَ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: وَحَدَّثَنِيهِ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَبُو عُثْمَانَ هَذَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ، وَإِنَّمَا اعْتِمَادُنَا عَلَى هَذَا الْإِسْنَادِ الْأَخِيرِ، لِأَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الْحَدِيثِ1.

= لأمته، ولا يثبت عنه غير التسمية في أوله، وقوله: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، في آخره". وفي حديث آخر في سنن النسائي في "علم اليوم والليلة" "83" مما يقال بعد الوضوء أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك" وصححه الحاكم 1/564 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

1 هذا من تعنت ابن حبان وتهوره، فإن حريز بن عثمان- وهو حمصي مشهور من صغار التابعين- قد وثقه الأئمة: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وعمرو بن علي الفلاس، ودحيم، وأبو حاتم، وخرج البخاري حديثه في "صحيحه" وأصحاب السنن الأربعة والمسانيد، ولم ينقموا عليه سوى النصب، وقد قال أبو اليمان فيما نقله عنه البخاري: كان حريز يتناول من رجل ثم تركه.

انظر "تهذيب الكمال" 5/568- 581 و "مقدمة الفتح" ص396.

ص: 328

‌ذِكْرُ اسْتِغْفَارِ الْمَلَكِ لِلْبَائِتِ مُتَطَهِّرًا، عِنْدَ اسْتِيقَاظِهِ

1051 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ، حدثنا بن الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَاتَ طَاهِرًا، بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ، فلم يستيقظ إلا قال الملك: ذِكْرُ اسْتِغْفَارِ الْمَلَكِ لِلْبَائِتِ مُتَطَهِّرًا، عِنْدَ اسْتِيقَاظِهِ

[1051]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ، حدثنا بن الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَاتَ طَاهِرًا، بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ:

ص: 328

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا" 1. 2:1

1 رجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن بن ذكران -مع كون البخاري أخرج له حديثاً في صحيحه في الرقائق- ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي، وابن المديني، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم المكي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البزار (288) عن وهب بن يحيى بن زمام القيسي، عن ميمون بن زيد، عن الحسن بن ذكوان، بهذا الإسناد. وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" ص758، وزاد نسبته إلى الدارقطني والبيهقي، وقال: ورواه الحاكم في تاريخه من حديث ابن عمر. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 11/226 وقال: أرجو أنه حسن الإسناد.

قاد الحافظ في "الفتح" 11/109: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس نحوه بسند جيد. ويشهد له أيضاً حديث عمرو بن عبسة عند أحمد 4/113 ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/223 ونسبه إلى أحمد والطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وقال:"وإسناده حسن" والشعار، ككِتاب: ما تحت الدثار من اللباس، وهو يلي شعر الجسد.

ص: 329

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَعْقِدُ عَلَى مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمُسْلِمِ عُقَدًا كَعَقْدِهِ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِهِ عِنْدَ النَّوْمِ

1052 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يحيى، حدثنا بن وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: لَا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا من جهنم".ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَعْقِدُ عَلَى مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمُسْلِمِ عُقَدًا كَعَقْدِهِ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِهِ عِنْدَ النَّوْمِ

[1052]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يحيى، حدثنا بن وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: لَا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا من جهنم".

ص: 329

وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ، وَعَلَيْكُمْ عُقَدٌ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا، فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا، فهو له"1.

1 إسناده صحيح، أبو عُشَّانة: هو حيُّ بن يُؤْمِن روى له أصحاب السنن وهو ثقة، وباقي رجاله على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد 4/201 عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 4/159 عن الحسن بن موسى، والطبراني في "الكبير" 17/305 "843" من طريق عبد الله بن الحكم، كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/224 وقال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وله سندان، رجال أحدهما رجال الصحيح.

وذكره أيضاً 2/264، واقتصر في نسبته على أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.

ص: 330

‌بَابُ فَرْضِ الْوُضُوءِ

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ لِمَنْ أَرَادَ أَدَاءَ فَرْضِهِ

1053 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:"صَفْقَتَانِ فِي صَفْقَةٍ رِبًا، وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء"1. 78:1

1 محمد بن أبي صفوان: هو محمد بن عثمان بن أبي صفوان بن مروان، من رجال "التهذيب" وثقه أبو حاتم، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/114، وأبوه عثمان لم أظفر له بترجمة، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البزار "1278" عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان، بهذا الإسناد. وقال: لم نسمعه إلا من محمد بن عثمان، عن أبيه، وأخرج إلينا محمد كتاباً، ذكر أنه كتاب أبيه، فيه هذا الحديث. وصححه ابن خزيمة برقم "176". وأخرج القسم الأول منه عبد الرزاق في "المصنف""14636"، والطبراني "9609" من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أحمد 1/393 من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، به، وهذا سند حسن، وأخرجه أيضاً 1/398، والبزار "1277"؛ طرق عن شريك، عن سماك، به. =

ص: 331

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/84 وقال: رواه البزار، وأحمد، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد ثقات وفي الباب عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين في بيعة، أخرجه الترمذي "1231" في البيوع: باب ما جاء في النهي عن بيعتين في بيعة، والنسائي 7/296 في البيوع، والبغوي في "شرح السنة" 8/142. وعن ابن عمر أخرجه أحمد 1/72، والبزار "1279". وعن ابن عمرو أخرجه أحمد 2/174، 175، 205، والبغوي في "شرح السنة" 8/144 قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وقد فسَّر بعضُ أهل العلم، قالوا: بيعتين في بيعة، أن يقول: أبيعك هذا الثوب بنقد بعشرة، وبنسيئة بعشرين، ولا يفارقه على أحد البيعين، فإذا فارقه على أحدهما فلا بأس إذا كانت العقدة على أحد منهما.

وأورد القسم الثاني- الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/237، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عثمان بن أبي صفوان، روى عن الثوري، وروى عنه ابنه محمد، ولم أجد من ترجمه. ولهذا القسم شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد 1/225 و 232 و 249، والترمذي "1701" والنسائي 1/89، وقال الترمذي: حسن صحيح. وحديث لقيط بن صَبِرة الذي سيذكره المصنف بعد هذا.

ص: 332

‌ذكر الأمر بتخليل الأصابع للمتوضىء مَعَ الْقَصْدِ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ

1054 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ وَافِدَ بَنِي الْمُنْتَفِقِ1 إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ نُصَادِفْهُ فِي مَنْزِلِهِ، وَصَادَفْنَا عَائِشَةَ، فَأَمَرَتْ لَنَا بِخَزِيرَةٍ فَصُنِعَتْ، وَأَتَتْنَا بِقِنَاعٍ -وَالْقِنَاعُ الطَّبَقُ فِيهِ التَّمْرُ- فَأَكَلْنَا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فقال: "هل

1 في الأصل: المنفق، وهو تحريف.

ص: 332

أَصَبْتُمْ شَيْئًا؟ أَوْ آمُرُ لَكُمْ بِشَيْءٍ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَبَيْنَمَا نَحْنُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ، إِذْ رَفَعَ الرَّاعِي غَنَمَهُ إِلَى الْمُرَاحِ وَمَعَهُ سَخْلَةٌ تَيْعَرُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَا وَلَّدْتَ؟ " قَالَ: بَهْمَةٌ. قَالَ: "اذْبَحْ مَكَانَهَا شَاةً". ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: "لَا تحسِبَنَّ -وَلَمْ يَقُلْ لَا تحسَبَنَّ- أَنَّا مِنْ أَجَلِكَ ذَبَحْنَاهَا، إِنَّ لَنَا غَنَمًا مِائَةً لَا تَزِيدُ، فَمَا وَلَدَتْ بَهْمَةً ذَبَحْنَا مَكَانَهَا شَاةً". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِيَ امْرَأَةً فِي لِسَانِهَا شَيْءٌ، قَالَ:"فَطَلِّقْهَا إِذًا". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مِنْهَا وَلَدًا، وَلَهَا صُحْبَةً. قَالَ:"عِظْهَا، فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ، فَسَتَقْبَلُ، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أَمَتَكَ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ:"أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا"1. 65:3

1 إسناده جيد، وهو حديث صحيح. يحيى بن سليم: هو الطائفي، أخرج حديثه البخاري ومسلم وأصحاب السنن، ووثقه ابن معين، وابن سعد والعجلي، وقال أبو حاتم: محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، وقاك النسائي: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر، وقال الساجي: أخطأ في أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر، وقال يعقوب بن سفيان: كان رجلاً صالحاً، وكتابه لا بأس به، فإذا حدث من كتابه، فحديثه حسن، وإذا حدث حفظاً، فتعرف وتنكر، وقد تجنب المؤلف هنا والشيخان في "صحيحيهما" روايته عن عبيد الله بن عمر، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/30، 31، وأبو داود "142" في الطهارة: باب في الاستنّثار، والبغوي "213"، والبيهقي 7/303 في السنن، وفي "المعرفة" 1/213- 214 من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أحمد 4/211، وأبو داود "143"، والبيهقي في السنن 1/51- 52 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والدارمي 1/179 في الصلاة: باب في تخليل الأصابع، عن أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، قال:=

ص: 333

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخبرني إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ، عن أبيه، وهذا إسناد صحيح، فقد صرح ابن جريج بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" رقم "80"، ومن طريقه الطبراني 19/215 "479" عن ابن جريج، عن إسماعيل بن كثير، به.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/11 و 27، ومن طريقه ابن ماجة "407" في الطهارة وسننها: باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار، و "448" باب تخليل الأصابع، عن يحيى بن سليم، وأبو داود "2366" في الصوم: باب الصائم يصب عليه الماء من العطش، والترمذي "788" في الصوم: باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم، والنسائي 1/66 في الطهارة: باب المبالغة في الاستنشاق، و 1/79 باب الأمر بتخليل الأصابع، وابن الجارود في "المنتقى""80"، والبيهقي 1/76، من طرق عن يحيى بن سليم، به، وصححه ابن خزيمة "150" و "168".

وأخرجه مختصراً الطيالسي 1/52 عن الحسن بن علي أبي جعفر، عن إسماعيل بن كثير، به.

وأخرجه مختصراً أيضاً عبد الرزاق "79"، والنسائي 1/66 و 79، والترمذي "38" في الطهارة: باب ما جاء في تخليل الأصابع، والبيهقي 1/50 و 1/264 من طرق عن سفيان، عن إسماعيل بن كثير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد""166" عن أحمد بن محمد، عن داود بن عبد الرحمن، عن إسماعيل، به.

وصححه الحاكم 1/147- 148، ووافقه الذهبي.

وقوله: ما وَلَّدْتَ: قال الخطابي: هو مشددة اللام على معنى خطاب الشاهد، وأصحاب الحديث يروونه على معنى الخبر يقولون: ما وَلَدَتْ خفيفة اللام ساكنة التاء، أي: ما ولدت الشاة، وهو غلط، يقال: ولَّدت الشاة: إذا حضرت ولادها، فعالجتها حتى يبين الولد.

والبَهْمَة: ولد الشاة أول ما يولد. وقوله: " لا تحسبن

" يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للقيط: "لا تحسبن.. " بكسر السين، ولم يقل: "لا تحسبن.. " بفتحها، وهذه دقة بالغة في حفظ الراوي وتثبته في النقل، قال السيوطي: يحتمل أن الصحابي إنما نبه على ذلك، لأنه كان ينطق بالفتح، =

ص: 334

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فاستغرب الكسر، فضبطه، ويحتمل أنه كان ينطق بالكسر، ورأى الناس ينطقون بالفتح، فنبه أن الذي نطق به رسول صلى الله عليه وسلم الكسر.

وقوله: "لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها" قال الخطابي في "معالم السنن" 1/54: معناه: ترك الاعتداد به على الضيف، والتبرؤ من الرياء.

وقوله: "ولا تضرب ظعينَتَكَ ضربكَ أمتك" فإن الظعينة هي المرأة، وسميت ظعينة لأنها تظعن مع الزوج، وتنتقل بانتقاله، وليس في هذا ما يمنع من ضربهن أو يحرمه على الأزواج عند الحاجة إليه، فقد أباح الله تعالى ذلك في قوله:{فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ} وإنما فيه النهي عن تبريح الضرب كما يضرب المماليك في عادات من يستجيز ضربهم، ويستعمل سوء الملكة فيهم، وتشبيهه بضرب المماليك ليس على إباحة ضرب المماليك، وإنما هو على طريق الذم لأفعالهم، فنهاه عن الاقتداء بهم.

ص: 335

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَمَرَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ

1055 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَتَوَضَّؤُوا وَهُمْ عِجَالٌ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ، وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ، لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ"1. 78:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو يحيى: اسمه مصْدَع أبو يحيى الأعرج المُعَرْقَب، وأخرجه مسلم في صحيحه "241" في الطهارة: باب وجوب غسل الرجلين بكاملهما، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم "241" أيضاً، والبيهقي في السنن 1/69، عن إسحاق بن راهويه، عن جرير بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة برقم "161".

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/26، ومن طريقه مسلم "241"، وابن ماجة "450" =

ص: 335

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في الطهارة: باب غسل العراقيب، عن وكيع، وأحمد 2/193، عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود "97" في الطهارة: باب في إسباغ الوضوء، عن مسدد، عن يحيى، والنسائي 1/77 في الطهارة: باب إيجاب غسل الرجلين، عن محمود بن غيلان، عن وكيع، وعن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، والطبري 6/133 عن ابن بشار،. عن عبد الرحمن، و 6/134 عن أبي كريب، عن وكيع، البيهقي 1/69 من طريق عبد الرحمن، كلاهما "وكيع وعبد الرحمن" عن سفيان الثوري، عن منصور، به.

وأخرجه الطيالسي 3/51، وأحمد 2/201، والطبري 6/133، والطحاوي 1/39، من طريق شعبة، والدارمي 1/179 في الصلاة: باب ويل للأعقاب من النار، من طريق جعفر بن الحارث، والطحاوي 1/38 من طريق زائدة، كلهم عن منصور، به.

وأخرجه أحمد 2/205، والطبري 6/134 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر، عن رجل من أهل مكة، عن عبد الله بن عمرو.

وأخرجه أحمد 2/211 و 226 عن عفان، والبخاري "60" في العلم: باب من رفع صوته بالعلم، عن أبي النعمان عارم بن الفضل، و "96" باب من أعاد الحديث ثلاثاً ليفهم عنه، عن مسدد، و "163" في الوضوء: باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين، عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، ومسلم "241""27" عن شيبان بن فروخ وأبي كامل الجحدري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/39 من طريق سهل بن بكار وأبي داود، والبيهقي في "السنن" 1/68، والبغوي في "شرح السنة""220" من طريق الحجبي ومسدد، كلهم عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو. وصححه ابن خزيمة برقم "166".

وفي الباب عن عائشة سيرد برقم "1059"، وعن أبي هريرة سيرد برقم "1088"، وعن عبد الله بن الحارث عند أحمد 4/190 و 191، والحاكم، والطحاوي 1/38، والدارقطني 1/95، وعن خالد بن الوليد، ويزيد بن أي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة وعمرو بن العاص عند ابن ماجة "455" وعن جابر عند ابن ماجة "454"، والطحاوي 1/38، والطبري "11511" و "11512" و "11513" و "11514" و "11516" و "11517" و "11518"، وعن معيقيب عند أحمد 3/426 و 5/425، والطبري "11519".

ص: 336

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الفرض على المتوضىء فِي وَضُوئِهِ الْمَسْحُ عَلَى الرِجْلَيْنِ دُونَ الْغُسْلِ

1056 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ:

صَلَّى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- الْفَجْرَ، ثُمَّ دَخَلَ الرَّحَبَةَ، فَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَتَاهُ الْغُلَامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ، فَأَخَذَ الْإِنَاءَ بِيَمِينِهِ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَسَارِهِ فَغَسَلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، غَسَلَ كَفَّيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا الْإِنَاءَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ، فَغَرَفَ مِنْهُ مَاءً، فَمَلَأَ فَاهُ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا مُقَدَّمَهُ وَمُؤَخَّرَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَ الْيُمْنَى، فَأَفْرَغَ عَلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى، فَغَسَلَهَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا، فَغَسَلَ الْأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فهذا وضوءه1. 2:5

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير خالد بن علقمة، وعبد خير، فقد روى لهما أصحاب السنن وهما ثقتان. وأخرجه البيهقي في السنن 1/47 و 59 باب صفة غسل اليدين، وباب الاختيار في استيعاب الرأس بالمسح، من طريق عباس بن الفضل الأسفاطي، عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود "112" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1/67 في الطهارة: باب بأي اليدين يستنثر، والبيهقي في "السنن" 1/48 و 58

و74 من طريق الحسين بن علي الجعفي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/35 من طريق الفريابي، وابن خزيمة في "صحيحه""147" من طريق =

ص: 337

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الرحمن بن مهدي، كلهم عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود "111"، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/50، عن مسدد والنسائي 1/68 في الطهارة: باب غسل الوجه، عن قتيبة، والبغوي في "شرح السنة""222" من طريق قتيبة وعبد الواحد بن غياث، والبيهقي 1/68 من طريق يوسف، بن يعقوب، كلهم عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/38، وأحمد 1/125 من طريق شريك، عن خالد بن علقمة، به.

وأخرجه الطيالسي 1/50، ومن طريقه البيهقي 1/50، 51، وأحمد 1/122 عن يحيى بن سعيد، و 139 عن محمد بن جعفر وحجاج، وأبو داود "113" عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، والنسائي 1/68 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، و 1/69 عن عمرو بن علي وحميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع، والطحاوي 1/35، عن ابن مرزوق، عن أبي عامر، كلهم عن شعبة، عن مالك بن عرفطة، عن عبد خير، به. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب خالد بن علقمة، ليس مالك بن عرفطة. ونقل المزي في "تحفة الأشراف" 7/417 عن أبي داود قال: مالك بن عرفطة إنما هو "خالد بن علقمة" أخطأ فيه شعبة. قال أبو داود: قال أبو عوانة يوماً: حدثنا مالك بن عرفطة، عن عبد خير، فقال له عمرو الأعصف: رحمك الله يا أبا عوانة! هذا "خالد بن علقمة"، ولكن شعبة مخطئ فيه، فقال أبو عوانة: هو في كتابي "خالد بن علقمة"، ولكن قال لي شعبة هو "مالك بن عرفطة". قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مالك بن عرفطة. قال أبو داود: وسماعه قديم. قال أبو داود: حدثنا أبو كامل قال: حدثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، وسماعه متأخر، كان بعد ذلك رجع إلى الصواب. وذكر المزي أن كلام أبي داود هذا لم يوجد في كل نسخ السنن، وإنما وجد في رواية أبي الحسن بن العبد، عن أبي داود، ولم يذكره أبو القاسم.

وذكر الترمذي أيضاً أن الصحيح "خالد بن علقمة"، وقال ابن حجر في "التهذيب":"وقال البخاري وأحمد وأبو حاتم وابن حبان في "الثقات" وجماعة: وهم شعبة في تسميته حيث قال: "مالك بن عرفطة"، وعاب بعضهم على أبي عوانة كونه كان يقول خالد بن علقمة مثل الجماعة، ثم رجع عن ذلك حين قيل له: أن شعبة يقول: مالك بن عرفطة، واتبعه، وقال: شعبة أعلم مني. وحكاية أبي داود تدل على أنه رجع عن ذلك ثانياً إلى ما كان يقول أولاً وهو =

ص: 338

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الصواب" وقد رجح المرحوم أحمد شاكر أن الحكاية التي نقلها أبو داود عن أبي عوانة غير صحيحة، وأنها إن صحت فلا تدل على خطأ شعبة، بل تدل على خطأ أبي عوانة، فشعبة يروي عن شيخه، وهو أعرف به، بل هو أعلم الناس في عصرة بالرجال، وأن الظاهر أنهما راويان، وأن أبا عوانة سمع من كل واحد منهما "سنن الترمذي" 1/69، 70.

وأخرجه الترمذي "49" في الطهارة: باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف

كان، عن قتيبة وهناد، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد حير، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/8و 20، والترمذي "48"، والنسائي 1/70.

والبيهقي 1/75، من طريق أبي الأحوص أيضاً، والطحاوي 1/35 من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي حية بن قيس، عن علي. وسيعيده المؤلف برقم "1079".

قال الحافظ في "الفتح" 1/266: وقد تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة وضوئه أنه غسل رجليه، وهو المبين لأمر الله، وقد قال في حديث عمرو بن عبسة الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولاً في فضل الوضوء:"ثم يغسل قدميه كما أمره الله". قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غسل القدمين. رواه سعيد بن منصور، وادعى الطحاوي وابن حزم أن المسح منسوخ، والله أعلم.

ص: 339

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ يَمْسَحُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ رِجْلَيْهِ فِي وَضُوئِهِ

1057 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بن سبرة قال:

صليت مع عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- الظُّهْرَ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ كَانَ يَجْلِسُهُ1 فِي الرَّحَبَةِ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَ مِنْهُ كفا،

1 في "الإحسان": "يحبسه" والتصحيح من "الأنواع والتقاسيم" 4/لوحة 119.

ص: 339

فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ إِنَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ1 2.

1 وهذا صريح من أمير المؤمنين رضي الله عنه في الاكتفاء بالمسح في موضع الغسل إنما هو في وضوء من لم يحدث.

2 إسناده صحيح، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات "المسند" 1/159 من طريق أبي خيثمة، وإسحاق بن إسماعيل، كلاهما عن جرير بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة برقم "16" و "202" من طريق جرير، به.

وأخرجه الطيالسي 1/51، وأحمد 1/78، و123، و 139، و 144، و 153 و 159، والبخاري "5615" و "5616"، في الأشربة: باب الشرب قائماً، وأبو داود "3718" في الأشربة: باب في الشرب قائماً، والنسائي 1/84، 85 في الطهارة: باب صفة الوضوء من غير حدث، والترمذي في "الشمائل""210"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/34، والبيهقي في السنن 1/75، والبغوي في "شرح السنة" برقم "3047"، والطبري "11326" من طرق عن عبد الملك بن ميسرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/116، والبيهقي في السنن 1/116 من طريق سفيان وشريك عن السدي، عن عبد خير، عن علي، وصححه ابن خزيمة برقم "200".

وأخرجه أحمد 1/102 من طريق ربعي بن حراش، عن علي.

والرحبة: في بعض الروايات: "رحبة الكوفة".

ص: 340

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الكعب هو العظم الناتىء عَلَى ظَاهِرِ الْقَدَمِ دُونَ الْعَظْمَيْنِ النَّاتِئَيْنِ عَلَى جَانِبِهِمَا

1058 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- دَعَا بِوَضُوءٍ فتوضأذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْكَعْبَ هو العظم الناتىء عَلَى ظَاهِرِ الْقَدَمِ دُونَ الْعَظْمَيْنِ النَّاتِئَيْنِ عَلَى جَانِبِهِمَا

[1058]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- دَعَا بِوَضُوءٍ فتوضأ

ص: 340

وَغَسَلَ كَفَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" [مَنْ] 1 تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"2. 2:5

1 سقطت من الأصل ولا بد منها.

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، ويونس: هو أبن يزيد الأيلي، وأخرجه في صحيحه "266" في الطهارة: باب صفة الوضوء وكماله، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/80 في الطهارة: باب حد الغسل، والدارقطني في "السنن" 1/83، والبيهقي في "السنن" 1/49 و 68 باب سنة التكرار في المضمضة والاستنشاق، وباب التكرار في غسل الرجلين، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/228، من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وصححه ابن خزيمة برقم "3" و "158".

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف""139" عن معمر، عن الزهري، به، ومن طريقه أخرجه أحمد 1/59، وأبو داود "106" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والبيهقي في "السنن" 1/37، 08 باب المسح بالرأس.

وأخرجه البخاري "1934" في الصيام: باب سواك الرطب واليابس للصائم عن عبدان، والنسائي 1/64 في الطهارة: باب المضمضة والاستنشاق، عن سويد بن نصر، والبيهقي 1/56 باب التكرار في غسل اليدين، من طريق أبي الموجه عن عبدان، كلاهما عن عبد الله، عن معمر، عن الزهري، به، ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "شرح السنة""221".

وأخرجه أحمد 1/59، والبخاري "159" في الوضوء: باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، ومسلم "226" "4" في الطهارة: باب صفة الوضوء وكماله، من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به.

وأخرجه عبد الرزاق "140" عن ابن جريج، عن الزهري، به.

وأخرجه البيهقي 1/48 من طريق الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، وسيرد برقم "1060" من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به، ويخرج من طريقه هناك، وتقدم برقم "1041" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمران، به.

ص: 341

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ، عَنْ تَرْكِ تَعَاهُدِ الْمَرْءِ عَرَاقِيبَهُ وَبُطُونَ قَدَمَيْهِ فِي الْوُضُوءِ

1059 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سعيد، ذِكْرُ الزَّجْرِ، عَنْ تَرْكِ تَعَاهُدِ الْمَرْءِ عَرَاقِيبَهُ وَبُطُونَ قَدَمَيْهِ فِي الْوُضُوءِ

[1059]

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،

ص: 341

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:

تَوَضَّأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ " 1؟ 62:2ض

1 إسناده حسن، وأخرجه أحمد 6/40، والحميدي 1/87، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/215 من طريق سفيان، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/26، ومن طريقه ابن ماجة "452" في الطهارة: باب غسل العراقيب، عن يحيى بن سعيد، وأبي خالد الأحمر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/38 من طريق أبي عاصم، والطبري "11508" و "11509" من طريق يحيى بن سعيد وابن عيينة، كلهم عن ابن عجلان بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 6/81 و 84، ومسلم "240" في الطهارة: باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، والطبري "11505" و "11506" و "11507"، =

ص: 342

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

والطيالسي "1552"، والشافعي 1/31، والطحاوي 1/38، والبيهقي 1/69 في "السنن"، و 1/215 في " المعرفة" من طرق عن سالم الدوسي عن عائشة.

وسالم الدوسي: هو سالم بن عبد الله النصري، وأبو عبد الله مولى شداد، وسالم مولى شداد بن الهاد، وهو سالم مولى النصريين، وسالم سبلان، وسالم مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري، وسالم مولى المهري، وسالم مولى دوس، هذه كلها جاءت في أخباره كما قال النووي في شرح مسلم 1/129، قال أبو حاتم: كان سالم من خيار المسلمين، وكانت عائشة تستعجب بأمانته، تستأجره، من رجال التهذيب. وهو من بلاغات مالك 1/19 في الطهارة: باب العمل في الوضوء، بلفظ "ويل للأعقاب من النار".

وأخرجه الدارقطني 1/95، وابن ماجة "451" من طريقين عن عروة، عن عائشة.

والعرقوب: الوتر الذي خلف الكعبين، فُوَيق العقب.

ص: 343

‌باب سنن الوضوء

‌ذكر وصف إدخال المتوضىء يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ عِنْدَ ابْتِدَاءِ الْوُضُوءِ

1060 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ مولى عثمانباب سنن الوضوء

ذكر وصف إدخال المتوضىء يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ عِنْدَ ابْتِدَاءِ الْوُضُوءِ

[1060]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ مولى عثمان

ص: 343

أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوُضُوءِ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَاسْتَنْثَرَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ مِنْ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ ما تقدم من ذنبه"1. 2:5

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين عدا عمرو بن عثمان وأباه، والأول صدوق، والثاني ثقة.

وأخرجه البخاري "164" في الوضوء: باب المضمضة في الوضوء، والبيهقي 1/48 باب إدخال اليمين في الإناء والغرف بها للمضمضة والاستنشاق، من طريق أبي اليمان، والنسائي 1/65 في الطهارة: باب بأي اليدين يتمضمض، من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة، بهذا الإسناد.

وتقدم من طرق أخرى برقم "1058" و "1041" وسبق تخريجها هناك.

ص: 344

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ إِدْخَالِ الْمَرْءِ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فِي ابْتِدَاءِ الْوُضُوءِ قَبْلَ غَسْلَهُمَا ثَلَاثًا إِذَا كَانَ مُسْتَيْقِظًا مِنْ نَوْمِهِ

1061 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ، قَالَ: حَدَّثَنَا2 ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها

2 بياض في الأصل.

ص: 344

ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ كانت تطوف يده" 1. 43:2

1 إسناده جيد، معاوية بن صالح: صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات، وأبو مريم قال الحافظ في "التقريب": أبو مريم الأنصاري أو الحضرمي خادم المسجد بدمشق أو حمص، قيل: اسمه عبد الرحمن بن ماعز، ويقال: هو مولى أبي هريرة، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود "105" في الطهارة: باب في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها، ومن طريقه البيهقي في السنن 1/46 عن أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة المرادي، والدارقطني 1/50 من طريق بحر بن نصر، ثلاثتهم عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر الروايات الثلاثة التالية.

ص: 345

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِغَسْلِ الْيَدَيْنِ لِلْمُسْتَيْقِظِ ثَلَاثًا قَبْلَ إِدْخَالِهِمَا الْإِنَاءَ

1062 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلَا يَغْمِسَنَّ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يده"2. 95:1

2 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه أحمد 1/242، ومسلم "278" في الطهارة: باب كراهية غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاث مرات، والنسائي 1/6، 7 في الطهارة: باب تأويل قوله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} ، والدارمي 1/196 في الوضوء: باب إذا استيقظ أحدكم من منامه، والبيهقي في السنن 1/45، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/195، والبغوي في "شرح السنة" برقم "208"، وابن الجارود "9" من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة برقم "99".

وأخرجه الترمذي "24" في الطهارة: باب ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسل، وابن ماجة "393" في الطهارة، من طريق الأوزاعي، والنسائي 1/99 في الطهارة: باب الوضوء من النوم، من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/98 عن عبد الرحيم بن سليمان، وأحمد 2/348 و 382 عن محمد بن جعفر، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. وأخرجه أحمد 2/265 و 284، ومسلم "278"؛ عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/98، وأحمد 2 /253و 471، ومسلم "278"، وأبو داود "103" و "104" في الطهارة، والبيهقي في "السنن" 1/46، من طرق عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة.

وأخرجه الطيالسي 1/51 عن شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة.

وأخرجه احمد 1/271، 316، 395، 403، 500، 507، ومسلم "278" من طرق عن أبي هريرة.

وسيورده المؤلف بعده من طريق مالك بن أنس، ثم من طريق خالد الحذاء، ويرد تخريج كلٍ في موضعه.

ص: 345

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِغَسْلِ الْيَدَيْنِ لِلْمُسْتَيْقِظِ مِنْ نَوْمِهِ قَبْلَ ابْتِدَاءِ الْوُضُوءِ

1063 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"إذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلْيَغْسِلْ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يدري أين باتت يده"1. 55:1

1 إسناده صحيح، وهو في "الموطأ" 1/21 في الطهارة: باب وضوء النائم إذا قام إلى الصلاة، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/27، وأحمد 2/465، والبخاري "162" في الوضوء: باب الاستجمار وتراً، والبيهقي في السنن 1/45، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/194، والبغوي في "شرح السنة""207".

ص: 346

‌ذِكْرُ الْعَدَدِ الَّذِي يَغْسِلُ الْمُسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ يَدَيْهِ بِهِ

1064 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بنذكر الْعَدَدِ الَّذِي يَغْسِلُ الْمُسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ يَدَيْهِ بِهِ

[1064]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ

ص: 346

مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثلاث مرات"1. 55:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله: هو ابن المبارك، وخالد الحذاء: هو خالد بن مهران، وأخرجه أحمد 2/455، ومسلم "278" في الطهارة، والبيهقي في السنن 1/46 من طريق بشر بن المفضل، والدارقطني 1/49، وابن خزيمة في "صحيحه"أبرقم "100" من طريق شعبة، كلاهما عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وتقدم برقم "1062" من طريق الزهري، عن أبي سلمة، وبرقم "1063" من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، به.

ص: 347

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَمْرُ مَخَافَةِ النَّجَاسَةِ إِذَا أَصَابَتْ يَدَ الْمَرْءِ عِنْدَ طَوَفَانِهَا مِنْ بَدَنِهِ

1065 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يده منه"2. 55:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله: هو ابن المبارك، وخالد الحذاء: هو خالد بن مهران، وأخرجه أحمد 2/455، ومسلم "278" في الطهارة، والبيهقي في السنن 1/46 من طريق بشر بن المفضل، والدارقطني 1/49، وابن خزيمة في "صحيحه"أبرقم "100" من طريق شعبة، كلاهما عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وتقدم برقم "1062" من طريق الزهري، عن أبي سلمة، وبرقم "1063" من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، به.

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الدارقطني 1/49، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم "100" عن محمد بن الوليد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 347

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَى السِّوَاكِ إِذِ اسْتِعْمَالُهُ مِنَ الْفِطْرَةِ

1066 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قال: حدثناذكر الْأَمْرِ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَى السِّوَاكِ إِذِ اسْتِعْمَالُهُ مِنَ الْفِطْرَةِ

[1066]

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

ص: 347

عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثَرْتُ عليكم في السواك"1. 92:1

1 إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/171، وأحمد 3/143 و 249 عن عبد الصمد وعفان، والبخاري "888" في الجمعة: باب السواك في الجمعة، عن أبي معمر، والنسائي 1/11 في الطهارة: باب الإكثار في السواك، عن حميد بن مسعدة وعمران بن موسى، والدارمي 1/174 في الصلاة: باب في السواك، عن محمد بن عيسى، والبيهقي في "السنن" 1/35 من طريق أبي معمر، كلهم عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وتحرف اسم شعيب في مطبوع "مصنف" ابن أبي شيبة إلى "شعبة".

وأخرجه الدارمي 1/174 عن يحيى بن حبان، عن سعيد بن زيد، عن شعيب ابن الحبحاب، به.

ص: 348

‌ذِكْرُ إِثْبَاتِ رِضَا اللَّهِ عز وجل لِلْمُتَسَوِّكِ

1067 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بن عبد المؤمن المقرىء، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، سَمِعْتُ أَبِي

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ"2. 2:1

2 إسناده جيد، وعبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن أبي عتيق. سئل عنه أحمد، فقال:"لا أعلم إلا خيراً" وروى عنه جمع، وذكره المؤلف في الثقات، وباقي رجاله ثقات، وعلقه البخاري في "صحيحه" 4/158 في الصيام: باب سواك الرطب واليابس للصائم، بصيغة الجزم.=

ص: 348

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أحمد 6/124 عن عفان، والنسائي 1/10 في الطهارة عن حميد بن مسعدة ومحمد بن عبد الأعلى، والبيهقي في السنن 1/34 من طريق محمد بن أبي بكر، كلهم عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/34، من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/27، وأحمد 6/47، و 62، و 238، والبيهقي 1/34 في "السنن"، و 1/187 في "المعرفة"، وأبو نعيم في "الحلية" 7/159، والبغوي في "شرح السنة""199" و "200"، من طرق عن ابن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، عن عائشة، وهذا سند قوي، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد 6/47.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/169، وأحمد 6/146، والدارمي 1/174 في الصلاة: باب السواك مطهرة للفم، من طريقين عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، عن عائشة. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" برقم "135"، والبيهقي في "السنن" 1/34، من طريق ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، عن عائشة.

قال النووي في "شرح المهذب": مطهرة بفتح الميم وكسرها لغتان، ذكرهما ابن السكيت وآخرون، والكسر أشهر، وهو كل آلة يتطهر بها، شبه السواك بها، لأنه ينظف الفم، والطهارة: النظافة، وقال زين العرب في "شرح المصابيح": مطهرة ومرضاة بالفتح، كل منهما مصدر بمعنى الطهارة، والمصدر يجيء بمعنى الفاعل، أي: مطهر للفم ومرض للرب، أو هما باقيان على مصدريتهما أي: سبب للطهارة والرضا.

وله شاهد عند أحمد 1/3 و 10 من حديث أبي بكر وفي سنده انقطاع، وقال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني: هو خطأ، والصواب عن عائشة، وآخر عن ابن عمر عند أحمد 2/108، وفي سنده ابن لهيعة، وثالث عن أنس عند أبي نعيم في "الحلية" وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، ورابع عن أبي أمامة عند ابن ماجة "289" وإسناده ضعيف.

ص: 349

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَبُو عَتِيقٍ هَذَا اسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، لَهُ مِنَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، رُؤْيَةٌ1، وَهَؤُلَاءِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ وَاحِدٍ، لَهُمْ كُلُّهُمْ رُؤْيَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَبُو قُحَافَةَ، وَابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُهُ أَبُو عَتِيقٍ، وَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ فِي هَذِهِ الأمة غيرهم2.

1 انظر ما قاله الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/60.

2 انظر "تدريب الراوي" 2/386، فقد ذكر ثلاثة أحاديث اجتمع في كل واحد منها أربعة صحابة.

ص: 350

‌ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمْرَ أُمَّتِهِ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَى السِّوَاكِ

1068 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كل صلاة"3. 34:3

3 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في "الموطأ" 1/66 في الطهارة: باب ما جاء في السواك، ولم يذكر في رواية يحيى "عند كل صلاة"، وأخرجه البخاري "887" في الجعد: باب السواك يوم الجمعة، من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، ولفظه "لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة". ومن طريق مالك أيضاً أخرجه البيهقي في "السنن" 1/37، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/184.

وأخرجه من طريق أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بلفظ "عند كل صلاة" الشافعي في "الأم" 1/23، وفي "مسنده" 1/27، وأحمد 2/245، و531، ومسلم "252"، وأبو عوانة 1/191، وأبو داود "46"، والنسائي 1/12، والدارمي 1/174، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/44، والبيهقي 1/35، والبغوي "197" وصححه ابن خزيمة "139". =

ص: 350

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عنه: أحمد 2/259 و 287 و 399 و 429، والطحاوي 1/44، والترمذي "22".

وأخرجه من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عنه أحمد 2/433، وابن ماجة "287"، والطحاوي 1/44، وأخرجه البيهقي 1/36 بلفظ "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء" وصححه الحاكم 1/146 على شرطهما ووافقه الذهبي، وأخرجه الطيالسي في "مسنده""2328" بلفظ "عند كل صلاة ومع كل وضوء" وفي سنده أبو معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن، وهو ضعيف.

وأخرجه مالك 1/66 عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عنه بلفظ "مع كل وضوء" ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" 2/460 و 517، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/43، والبيهقي في "السنن" 1/35، وفي "المعرفة" 1/185، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم وأخرجه أحمد 2/400 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة بلفظ "مع الوضوء" وأخرجه أحمد 2/509، والطحاوي 1/43، والبيهقي 1/36 من طريق ابن إسحاق، حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن عطاء مولى أم صُبَيَّةَ، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني عند أحمد 4/114 و 116، والترمذي "23"، وأبي داود "47"، والطحاوي 1/43، والبيهقي 1/37، والبغوي "198". وقال الترمذي: حسن صحيح، وعند عبد الله بن عمر عند الطحاوي 1/43.

وعن علي عند أحمد "968" وابنه عبد الله "607" والطحاوي 1/43 وسنده صحيح، وعن أم صبية عن زينب بنت جحش عند أحمد 6/429، وعن أم صبية عند أحمد 6/325، وابن أبي خيثمة في تاريخه فيما ذكره الحافظ في "التلخيص" وحسنه، وعن العباس بن عبد المطلب عند الحاكم 1/146 وانظر الحديث "1835" في "المسند" وتعليق العلامة أحمد شاكر رحمه الله، وعن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر عند أبي داود "48" والحاكم، وعن رجل من أصحاب النبي عند أحمد 5/410، وهو في "شرح معاني الآثار" 1/43 إلا أنه قال:"أصحاب محمد" وانظر "مجمع الزوائد" 2/96- 97.

وقوله: "لولا أن أشق على أمتي" معناه: أن أُثَقِّل عليهم، ومنه قوله سبحانه {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} أي: لا أحملك من الأمر ما يشتد عليك. قال البغوي في "شرح السنة" 1/393: وفيه دليل على أن أمره صلى الله عليه وسلم على الوجوب، ولولا وجوبه على المأمور، لم يكن لقوله "لأمرتهم به" معنى.

ص: 351

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ أَرَادَ بِهِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ يَتَوَضَّأُ لَهَا

1069 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سليمان بن بلال، عن بن عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ مع الوضوء بالسواك1 عند كل صلاة"2. 34:3

1 لفظ "بالسواك" سقط من الأصل.

2 إسناده حسن، يعقوب بن حميد حسن الحديث، ومن فوقه من رجال الشيخين غير ابن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وهو صدوق. إسماعيل بن عبد الله: هو إسماعيل بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي. وأخرجه البزار "493" عن إدريس بن يحيى الواسطي، عن محمد بن الحسن الواسطي، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال البزار: رواه الحفاظ عن الزهري، بسنده إلى أبي هريرة، ولا نعلم أحداً تابع معاوية على هذه الرواية. ومعاوية لين الحديث.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/97 وقال: "رواه البزار، وفيه معاوية ابن يحيى الصدفي، وهو ضعيف".

ص: 352

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَرَادَ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَ أُمَّتَهُ بِهَذَا الأمر

1070 -

أخبرنا بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عليكمذكر الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَرَادَ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَ أُمَّتَهُ بِهَذَا الْأَمْرِ

[1070]

أخبرنا بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عليكم

ص: 352

بِالسِّوَاكِ، فَإِنَّهُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ عز وجل" 1. 34:4

1 رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن الحافظ قال في "التلخيص" 1/60 بعدما أورده عن ابن حبان: والمحفوظ عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد بلفظ "لولا أن أشق...." رواه النسائي وابن حبان، لكن يشهد له الحديث "1067" فانظره.

ص: 353

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْإِمَامِ أَنْ يَسْتَاكَ بِحَضْرَةِ رَعِيَّتِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يَحْتَشِمُهُمْ فِيهِ

1071 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَمَعِيَ رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي2، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي2، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، فَكِلَاهُمَا سَأَلَا الْعَمَلَ، قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّا لَا -أَوْ لَنْ- نَسْتَعِينَ3 عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، لَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ" فَبَعَثَهُ عَلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ4. 11:4

2 في الأصل: يمينه، يساره، وهو خطأ.

3 عند البخاري ومسلم وأبي داود وأحمد: نستعمل.

4 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه النسائي 1/9، 10 في الطهارة: باب هل يستاك الإمام بحضرة رعيته، عن عمرو بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 4/409، والبخاري "6923" في استتابة المرتدين: باب =

ص: 353

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=حكم المرتد، ومسلم 3/1456- 1457 "1733" "15" في الأمارة: باب النهي عن طلب الإمارة، وأبو داود "1354" في الحدود: باب الحكم فيمن ارتد، من طرق عن يحيى القطان، به. وفيه عندهم زيادة بعد قوله:"ثم أردفه معاذ بن جبل" وهي: فلما قدم عليه قال له: انزل وألقى له وسادة، وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يهودياً، فأسلم، ثم راجع دينه دين السَّوء، فتهود. قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله -ثلاث مرات- وأمر به، فقتل، ثم تذاكرا القيام من الليل، فقال أحدهما "هو معاذ": أما أنا فأنام وأقوم، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي.

ص: 354

‌ذِكْرُ اسْتِنَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ قِيَامِهِ لِمُنَاجَاةِ حَبِيبِهِ جَلَّ وَعَلَا

1072 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ الليل يشوص فاه بالسواك"1. 1:5

1 إسناده صحيح على شرطهما، منصور هو ابن المعتمر، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي، وأبو وائل: شقيق بن سلمة، وأخرجه أحمد 5/402، وابن ماجة "286" في الطهارة وسننها: باب السواك، عن علي بن محمد، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم "136" من طريق يوسف بن موسى، ثلاثتهم عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/402، ومسلم "255" "47" في الطهارة: باب السواك، والنسائي 3/212 في قيام الليل: باب ما يفعل إذا قام من الليل من السواك، والبيهقي في "السنن" 1/38 من طريق عبد الرحمن بت مهدي، عن سفيان بن عيينة، به. وصححه ابن خزيمة أيضاً برقم "136".

وأخرجه أحمد 5/382 عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/169 من طريق زائدة، وأحمد 5/407 عن عبيدة بن حميد، والبخاري "245" في الوضوء: باب السواك، ومسلم "255"، والنسائي 1/8 في الطهارة: باب السواك إذا قام من الليل، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/188، من طريق جرير، ثلاثتهم عن منصور، به. =

ص: 354

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وأخرجه ابن أبي شيبة 1/168، ومن طريقه مسلم "255""46"، والبيهقي في "السنن" 1/38، عن هشيم، وأحمد 5/407، والطيالسي 1/48، والنسائي 3/212، والدارمي 1/175، من طريق شعبة، وأحمد 5/390 من طريق زائدة، والبخاري "1136" في التهجد: باب طول القيام في صلاة الليل، من طريق خالد بن عبد الله، أربعتهم عن حصين، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/168، وأحمد 5/397، ومسلم "255"، وابن ماجة "286"، والبغوي في "شرح السنة""202" من طريق أبي معاوية وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.

وسيرد برقم "1075" من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.

وقوله: "يشوص" أي: يغسل، والشوص: الغسل، ومثله: الموص، ويقال: الشوص: الدلك، والموص: الغسل.

ص: 355

‌ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِنَانِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم

1073 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسْتَنُّ، وَطَرَفُ السواك على لسانه، وهو يقول عأعأ1. 1:5

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أحمد بن عبدة الضبي من رجال مسلم ومن فوقه على شرطهما وهو في "صحيح" ابن خزيمة برقم "141". وأخرجه النسائي 1/8 في الطهارة: باب كيف يستاك، عن أحمد بن عبدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري "244" في الوضوء: باب السواك، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""203" عن أبي النعمان، ومسلم "254" في الطهارة، عن يحيى ابن حبيب الحارثي، وأبو داود "49" في الطهارة، عن مسدد وسليمان بن داود العتكي، والبيهقي 1/35 في "السنن" عن طريق عارم، كلهم عن حماد بن زيد، به.

وقوله: "عأعأ " بتقديم العين على الهمزة، وكذا رواه ابن خزيمة والنسائي عن أحمد بن عبدة، ورواه البخاري "أع أع" بضم الهمزة وسكون العين في رواية أبي ذر، وأشار ابن التين إلى أن غيره رواه بفتح الهمزة، ولأبي داود بهمزة مكسورة ثم =

ص: 355

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=هاء، وللجوزي بخاء معجمة بدل الهاء، قال الحافظ: والرواية الأولى "أي رواية البخاري" أشهر، وإنما اختلف الرواة لتقارب مخارج هذه الأحرف، وكلها ترجع إلى حكاية صوته إذ جعل السواك على طرف لسانه كما عند مسلم، والمراد طرفه الداخل كما عند أحمد. وقوله: يستن، بفتح أوله وسكون السين وفتح التاء، وتشديد النون من السن بالكسر أو الفتح، إما لأن السواك يمر على الأسنان، أو لأنه يسنها، أي: يحددها.

ص: 356

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ الِاسْتِنَانَ عِنْدَ دُخُولِهِ بَيْتَهُ

1074 -

أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا بن مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ بيته يبدأ بالسواك1. 47:5

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "253" "44" في الطهارة: باب السواك، وأحمد 6/188، وأبو عوانة 1/192، وابن خزيمة في "صحيحه""134"، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 6/192 عن وكيع، عن سفيان، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/168، ومن طريقه ابن ماجة "290" في الطهارة: باب السواك، عن شريك، وأحمد 6/110 و 182 و 237 من طريق شريك، عن المقدام بن شريح، به.

وأخرجه أحمد 6/41، 42، ومسلم "253"، وأبو داود "51" في الطهارة: باب الرجل يستاك بسواك غيره، والنسائي 1/13 في الطهارة: باب السواك في كل حين، والبيهقي في "السنن" 1/34، والبغوي في "شرح السنة""201"، من طرق عن مسعر، عن المقدام بن شريح، به.

ص: 356

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَبْدَأَ بِالسِّوَاكِ

1075 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ1، عَنْ مَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ2. 47:5

1 في "الإحسان" يونس، وما أثبت يغلب على الظن أنه الصواب، فإن البخاري رواه كذلك من طريق محمد بن كثير، ومحمد بن كثير لا تعرف له رواية عن يونس، وإنما ذكروا في شيوخه ولده إسرائيل، والقسم الموجود فيه الحديث من "الأنواع والتقاسيم" ليس موجوداً عندنا حتى نتبينه.

2 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه البخاري "889" في الجمعة: باب السواك يوم الجمعة، وأبو داود "55" في الطهارة: باب السواك لمن قام من الليل، والبيهقي في "السنن" 1/38، من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، عن منصور وحصين بهذا الإسناد.

وتقدم برقم "1072" من طريق وكيع، عن سفيان، به، فانظره.

ص: 357

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ جَمْعِ الْمَرْءِ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ فِي وَضُوئِهِ

1076 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مرة، وجمع بين المضمضة والاستنشاق3. 1:4

3 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، وأخرجه الدارمي 1/177 في الصلاة: باب الوضوء مرة مرة، والحاكم 1/150، والبيهقي في السنن 1/50، من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/29، والنسائي 1/73 في الطهارة: باب مسح الأذنين، والبيهقي 1/72 في "السنن"، و 1/220 و 225 في "المعرفة"، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم "171"؛ من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/268، والبخاري "140" في الوضوء: باب غسل الوجه

ص: 357

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=باليدين من غرفة واحدة، والبيهقي 1/53 و72 من طريق سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه عبد الرزاق "126" عن معمر، و "127" عن داود بن قيس، والطيالسي 1/53 من طريق خارجة بن مصعب، وأبو داود "137" في الطهارة: باب الوضوء مرتين.، والبيهقي في "المعرفة" 1/222، وفي "السنن" 1/73، من طريق هشام بن سعد، والبيهقي في "السنن" 1/73 من طريق ورقاء، كلهم عن زيد بن أسلم، به. وصححه الحاكم 1/147 و 150 و 151، ووافقه الذهبي.

وسيورده المؤلف برقم "1078" و "1086" من طريق ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، به، وبرقم "1095" من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، به، ويأتي تخريج كل طريق في موضعه.

وقد ذكر الترمذي الحديث من طريق الضحاك بن شرحبيل عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، ثم قال: وليس هذا بشيء، والصحيح ما روى ابن عجلان، وهشامُ بنُ سعد، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 358

‌ذكر وصف المضمضة والاستنشاق للمتوضىء فِي وَضُوئِهِ

1077 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَ يَدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِنْ ثَلَاثِ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ مَرَّتَيْنِ، إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإناء فغسلذكر وصف المضمضة والاستنشاق للمتوضىء فِي وَضُوئِهِ

[1077]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَ يَدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِنْ ثَلَاثِ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ مَرَّتَيْنِ، إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإناء فغسل

ص: 358

رجليه إلى الكعبين1. 12:5

1 إسناده صحيح على شرطهما، العباس بن الوليد: هو ابن نصر النرسي، وعمرو ابن يحيى: هو الأنصاري المازني المدني، وعبد الله بن زيد هو ابن عاصم المازني، لا عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي أري النداء.

وأخرجه البخاري "186" في الوضوء: باب غسل الرجلين إلى الكعبين، عن موسى، و "192" باب مسح الرأس مرة، عن سليمان بن حرب، ومسلم "235" في الطهارة: باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، عن عبد الرحمن بن بشر العبدي، عن بهز، والبيهقي في "السنن" 1/50 و 80 من طريق سليمان بن حرب، ومعلى بن أسد، كلهم عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/8، وأحمد 4/40، والترمذي "47" في الطهارة: باب فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثاً، والنسائي 1/72 في الطهارة: باب عدد مسح الرأس، والدارقطني 1/81 و 82، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم "156" و "172"، والبيهقي في "السنن" 1/63، من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد، وجاء عند النسائي والدارقطني أنه عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي أري النداء، وإنما هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني.

وأخرجه أحمد 4/39 و 42، والبخاري "191" في الطهارة: باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة، ومسلم "235""18"، وأبو داود "119" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي "28" باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد، والدارمي 1/177 باب الوضوء مرتين مرتين، والبيهقي في "السنن" 1/50، والبغوي في "شرح السنة""224"، من طريق خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى، به.

وأخرجه الطيالسي 1/51 عن خارجة بن مصعب، والبخاري "199" باب الوضوء من التَّور، ومسلم "235" من طريق سليمان بن بلال، والدارقطني 1/82 من طريق محمد بن فليح، ثلاثتهم عن عمرو، به.

وسيورده المؤلف برقم "1084" من طريق مالك بن أنس، عن عمرو بن يحيى، به، وبرقم "1093" من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمرو بن يحيى، به، وبرقم "1085" من طريق حبان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد. ويأتي تخريج كل طريق في موضعه.

ص: 359

‌ذكر إباحة المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة للمتوضىء

1078 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حدثنا بن إدريس، عن بن عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ فَغَرَفَ غَرْفَةً، [فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً] ، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَبَاطِنِ أُذُنَيْهِ وَظَاهِرِهِمَا، وَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً1 فَغَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَغَسَلَ رجله اليسرى2. 12:5

1 تحرفت في الأصل إلى "غرف".

2 إسناده حسن، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي، روى له الستة، وابن عجلان: هو محمد روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو صدوق.

وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه""148" عن عبد الله بن سعيد، بهذا الإسناد. وما بين حاصرتين مستدرك منه ومن النسائي.

وأخرجه النسائي 1/74 في الطهارة: باب مسح الأذنين مع الرأس وما يستدل به على أنهما من الرأس، عن مجاهد بن موسى، والترمذي "36" مختصراً، عن هناد، كلاهما عن ابن إدريس، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/10 عن أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، به. وتقدم برقم "1076" من طريق الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به، وسيرد برقم "1086" من طريق ابن أبي شيبة، عن ابن إدريس.

ص: 360

‌ذِكْرُ وَصْفِ الِاسْتِنْشَاقِ لِلْمُتَوَضِّيءِ إِذَا أَرَادَ الْوُضُوءَ

1079 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى3، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، قال: حدثنا خالد بن علقمة الهمداني

3 سقط هنا من الإسناد: "أخبرنا عبد الله هو ابنُ المبارك" انظر "إتحاف المهرة" 11/523 حديث "14556". وعبد الله بن المبارك المَرْوزِي يروي عن زائدة بن قدامة الثقفي، وعنه حِبَّان بن موسى المَرْوَزِي. انظر "تهذيب الكمال" 16/7 و11 و5/345 و9/275.

ص: 360

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ خَيْرٍ، قَالَ:

دَخَلَ عَلِيٌّ، -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- الرَّحَبَةَ بَعْدَمَا صَلَّى الْفَجْرَ، فَجَلَسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلَامٍ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، فَأَتَاهُ الْغُلَامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ. قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى الْإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ. ثُمَّ أَخَذَ بيده اليمنى الإناء، فأفرغ على يده اليسرى -كُلُّ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى غَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، قَالَ: فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ1 بِيَدِهِ الْيُسْرَى -فَعَلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا طَهُورُ نَبِيِّ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طَهُورِ نَبِيِّ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فهذا طهوره2. 12:5

1 يقال: نثر يَنْثِرُ، وانتثر ينتثر، واستنثَر يستنثِر: إذا استنشق بأنفه الماء الذي في يده، ثم استخرج ما فيه من أذى.

2 إسناده صحيح، وتقدم برقم "1056"، وسبق تخريجه هناك.

ص: 361

‌ذكر استحباب صك الوجه بالماء للمتوضىء عِنْدَ إِرَادَتِهِ غَسْلَ وَجْهِهِ

1080 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ بَيْتِي، وَقَدْ بَالَ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَجِئْنَاهُ بِقَعْبٍ يَأْخُذُ الْمُدَّ حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَلَا أَتَوَضَّأُ لَكَ وضوء رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَمِينِهِ الْمَاءَ فَصَكَّ بِهِ وَجْهَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ وضوئه1. 2:5

1 إسناده قوي، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم بن يقسم الأسدي مولاهم أبو بشر البصري، ثقة حافظ، روى له الستة. وعبيد الله الخولاني: هو عبيد الله بن الأسود، ويقال: ابن الأسد الخولاني ربيب مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثقة أخرج له الشيخان.

وهو في "صحيح" ابن خزيمة برقم "153".

وأخرجه أحمد 1/82 ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/74 عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود "117" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/53، 54، عن عبد العزيز بن يحيى الحراني، عن محمد بن سلمة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/32 و 34 و 35 من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. والقعب، بفتح القاف وسكون العين: القدح الضخم الغليظ الجافي، وقيل: قدح من خشب مقعر.

ص: 362

‌ذكر الاستحباب للمتوضىء تَخْلِيلُ لِحْيَتِهِ فِي وُضُوئِهِ

1081 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبيذكر الاستحباب للمتوضىء تَخْلِيلُ لِحْيَتِهِ فِي وُضُوئِهِ

[1081]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي

ص: 362

شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ1 نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:

رَأَيْتُ عُثْمَانَ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- تَوَضَّأَ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ ثَلَاثًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَهُ2. 2:5

1 في "الإحسان": أبو، وهو تحريف، والتصويب من "التقاسيم والأنواع" 4/لوحة 117.

2 حديث صحيح لغيره، عامر بن شقيق، ضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في الثقات، وقد روى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو في مصنف ابن أبي شيبة 1/13، ومن طريقه أخرجه الدارقطني 1/86 باب ما روي في الحث على المضمضة والاستنشاق والبداءة بهما أول الوضوء.

وأخرجه عبد الرزاق "125" ومن طريقه أخرجه الترمذي "31" في الطهارة: باب ما جاء في تخليل اللحية، وابن ماجة "430" في الطهارة: باب ما جاء في تخليل اللحية، والبيهقي في السنن 1/54، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ونقل في "التهذيب" 5/69 عن العلل الكبير 1/115 للترمذي، قال البخاري: أصحُّ شيء في التخليل عندي حديث عثمان، قلت: إنهم يتكلمون في هذا، فقال: هو حسن.

وأخرجه الدارمي 1/178، 179 في الوضوء: باب في تخليل اللحية، والدارقطني 1/86 و91، والبيهقي في "السنن" 1/63 باب التكرار في مسح الرأس، وابن الجارود "72" من طرق عن إسرائيل، به. وصححه ابن خزيمة برقم "151"، و "152"، ورواه الحاكم 1/149، وقال: هذا إسناد صحيح قد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق، ولا أعلم في عامر بن شقيق طعناً بوجه من الوجوه.

وله شاهد من حديث أنس عند أبي داود "145" والبيهقي 1/54 وسنده حسن، وله طريق أخرى صححها الحاكم 1/149، ووافقه الذهبي. =

ص: 363

‌ذكر استحباب دلك الذراعين للمتوضىء فِي وُضُوئِهِ

1082 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مسرهد، قال: ذكر استحباب دلك الذراعين للمتوضىء فِي وُضُوئِهِ

[1082]

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ:

ص: 363

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذراعيه1. 2:5

= وآخر من حديث عمار بن ياسر عند الترمذي "29"، وابن ماجة "429"؛ والحاكم 1/149.

وثالث من حديث عائشة عند الحاكم 1/150، وقال الهيثمي: ورواه أحمد ورجاله موثقون ورابع من حديث ابن عمر عند ابن ماجة "432". وخامس من حديث أبي أيوب الأنصاري عند ابن ماجة "433" فالحديث صحيح بها. وانظر"نصب الراية" 1/23- 26.

1 إسناده صحيح، حبيب بن زيد روى له الأربعة وهو ثقة، وباقي السند من رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري وعم عباد: هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه.

ص: 364

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دَلْكَ الذِّرَاعَيْنِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ فِي الْوُضُوءِ إِنَّمَا يَجِبُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ الْمَاءُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِهِ يَسِيرًا

1083 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كريب، قال: حدثنا بن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ مَاءً فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه2. 2:5

2 إسناده صحيح، وأخرجه البيهقي في السنن 1/196 من طريق إبراهيم بن موسى الرازي، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 1/196 أيضاً من طريق أبي خالد الأحمر ومعاذ بن معاذ، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود "94" في الطهارة: باب ما يجزئ من الماء في الوضوء، ومن طريقه أخرجه البيهقي 1/196، من طريق غندر محمد بن جعفر، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن جدته، وهي أم عمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم. ونقل البيهقي عن أبي زرعة الرازي قوله: الصحيح عندي حديث غندر.

ص: 364

‌ذِكْرُ وَصْفِ مَسْحِ الرَّأْسِ إِذَا أَرَادَ الْمَرْءُ الْوُضُوءَ

1084 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ1، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ -وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى2-: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بدأ بمقدم رأسه ثم

1 عن مالك سقط من "الإحسان" واستدرك من "التقاسيم والأنواع" 4/لوحة 118.

2 سياق الرواية يوهم أن عبد الله بن زيد هو جد عمرو بن يحيى، وليس كذلك، فعبد الله ابن زيد ليس جداً لعمرو لا حقيقة ولا مجازاً، وعمرو هو ابن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري، وجده أبو حسن هو الذي سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي الرواية التي تقدمت برقم "1077" أن السائل هو عمرو بن أبي حسن، وهو عم أبي عمرو بن يحيى كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري "199" عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، قال: كان عمي يكثر من الوضوء، فقال لعبد الله بن زيد: أخبرني.. فذكره، وقد ذكر الحافظ أنه اختلف رواة "الموطأ" في تعيين السائل، فأكثرهم أبهمه، وبعضهم ذكر أنه أبو حسن جد عمرو بن يحيى، ومنهم من ذكر أنه عمرو بن أبي حسن عم أبي عمرو بن يحيى، ومنهم من ذكر أنه يحيى ابن عمارة والد عمرو بن يحيى، قال: والذي يجمع هذا الاختلاف أن يقال: اجتمع عند عبد الله بن زيد أبو حسن الأنصاري، وابنه عمرو، وابن ابنه يحيى بن عمارة بن أبي حسن، فسألوه عن صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وتولى السؤال منهم عمرو بن أبي حسن، فحيث نسب إليه السؤال كان على الحقيقة، وحيث نسب السؤال إلى أبي حسن فعلى المجاز لكونه كان الأكبر وكان حاضراً، وحيث نسب السؤال إلى يحيى بن عمارة فعلى المجاز أيضاً لكونه ناقل الحديث وقد حضر السؤال. انظر "الفتح" 1/290، 291.

ص: 365

ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يتوضأ1.

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أبو داود "118" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، بهذا الإسناد، وهو في "الموطأ" 1/18 في الطهارة: باب العمل في الوضوء ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق برقم "5"، وأحمد 4/38 و 39، والشافعي 1/28، والبخاري "185" في الوضوء: باب مسح الرأس كله، ومسلم "235" في الطهارة، والترمذي "32" في الطهارة: باب ما جاء في مسح الرأس أنه يبدأ بمقدم الرأس إلى مؤخره، والنسائي 1/71 باب حد الغسل، وباب صفة مسح الرأس، وابن ماجة "434" في الطهارة: باب ما جاء في مسح الرأس، وابن خزيمة في "صحيحه""155" و "157" و "173"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/30، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/212، وفي "السنن" 1/59، والبغوي في "شرح السنة""223". وانظر ما بعده.

وتقدم برقم "1077" من طريق وهيب بن خالد، عن عمرو بن يحيى، به، وسيرد برقم "1093" من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمرو، به.

ص: 366

‌ذكر الاستحباب أن يكون مسح الرأس للمتوضىء بماء جديد غير فضل يده

1085 -

أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيَّ يَذْكُرُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، والأخرى مثلها، ومسح برأسه بماء غير فضلذكر الاستحباب أن يكون مسح الرأس للمتوضىء بماء جديد غير فضل يده

[1085]

أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيَّ يَذْكُرُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَالْأُخْرَى مِثْلَهَا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ

ص: 366

يده، وغسل رجليه حتى أنقاهما1.

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أحمد 4/41، ومسلم "336" في الطهارة: باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود "120" في الطهارة: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي "35" في الطهارة: باب ما جاء أنه يأخذ لرأسه ماءً جديداً، والبيهقي في السنن 1/65، من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة برقم "154"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد 4/39 و 40 عن موسى بن داود، و 4/41 عن الحسن بن موسى، و 4/42 من طريق عبد الله بن المبارك، والدارمي 1/180 باب ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ لرأسه ماء جديداً، عن يحيى بن حسان، كلهم عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، به.

ص: 367

‌ذكر استحباب مسح المتوضىء ظَاهِرَ أُذُنَيْهِ فِي وُضُوئِهِ بِالْإِبْهَامَيْنِ وَبَاطِنَهُمَا بِالسَّبَّابَتَيْنِ

1086 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا بن إدريس، عن بن عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ فَغَرَفَ غَرْفَةً، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ دَاخِلَهُمَا بِالسَّبَّابَتَيْنِ، وَخَالَفَ بِإِبْهَامَيْهِ إِلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ، فَمَسَحَ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً، فَغَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَغَسَلَ رِجْلَهُ اليسرى2.

2 إسناده حسن، من أجل محمد بن عجلان، وهو في مصنف ابن أبي شيبة 1/9 و 18 و21 و31، ومن طريقه أخرجه ابن ماجة "439" في الطهارة وسننها: باب ما جاء في مسح الأذنين، والبيهقي في السنن 1/55 و 73.

وتقدم برقم "1076" من طريق الدراوردي عن زيد بن أسلم، وبرقم "1078" من طريق عبد الله بن سعيد، عن ابن إدريس، به، وسيرد برقم "1095" من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، به، فانظره.

ص: 367

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِتَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ فِي الْوُضُوءِ

1087 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ:"أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إلا أن تكون صائما"1. 95:1

1 إسناده جيد، وهو في مصنف ابن أبي شيبة 1/27، وقد تقدم مطولاً "1054" فانظر تخريجه ثَمَّت.

ص: 368

‌ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَمَرَ بِالتَّخْلِيلِ بين الأصابع

1088 -

أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ:

كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ، وَهُمْ يَتَوَضَّؤُونَ عِنْدَ الْمَطْهَرَةِ2 فَيَقُولُ لَهُمْ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ، صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"وَيْلٌ للأعقاب من النار"3. 95:1

2 رواية الشيخين وغيرهما: "من المطهرة" والمطهرة: كل إناء يتطهر به، وهي بكسر الميم وفتحها، لغتان مشهورتان، من كسر الميم جعلها آلة، ومن فتحها جعلها موضعاً للتطهير.

3 إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد هو ابن جعفر غندر، ومحمد بن زياد هو =

ص: 368

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الجمحي المدني، لا الألهاني الحمصي.

وأخرجه أحمد 4/409 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/26، ومن طريقه أخرجه مسلم "242" "29" في الطهارة: باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، عن وكيع، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 4/430 و 498 عن يحيى وحجاج، والبخاري "165" في الوضوء: باب غسل الأعقاب، عن آدم بن أبي إياس، والنسائي 1/77 في الطهارة: باب إيجاب غسل الرجلين، من طريق يزيد بن زريع وإسماعيل، والدارمي 1/179 عن هاشم بن القاسم، والطحاوي 1/38 من طريق وهب وعلي ابن الجعد، كلهم عن شعبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق "62" ومن طريقه أحمد 4/284 عن معمر، عن محمد بن زياد، به. وأخرجه أحمد 4/406 و 407 عن عفان، و 466، 467 عن عبد الرحمن بن مهدي، و 482 عن وكيع، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، به.

وأخرجه أحمد 4/228 عن هشيم، عن شعيب، عن محمد بن زياد، به. وأخرجه مسلم "242""28"، والبيهقي في "السنن" 1/69 عن عبد الرحمن ابن سلام الجمحي، عن الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.

وأخرجه مختصراً عبد الرزاق "63" ومسلم "242""30"، وأحمد 2/282 و389، والترمذي "41" في الطهارة، وابن خزيمة "162" والطحاوي 1/38 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

ص: 369

‌ذِكْرُ الزَّجْرِ، عَنِ ابْتِدَاءِ الْمَرْءِ فِي وُضُوئِهِ بفيه قبل غسل اليدين

1089 -

أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا جُبَيْرٍ الْكِنْدِيَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، وَقَالَ:"تَوَضَّأْ يَا أَبَا جُبَيْرٍ" فَبَدَأَ بفيه، فقال لهذكر الزَّجْرِ، عَنِ ابْتِدَاءِ الْمَرْءِ فِي وُضُوئِهِ بِفِيهِ قبل غسل اليدين

[1089]

أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا جُبَيْرٍ الْكِنْدِيَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، وَقَالَ:"تَوَضَّأْ يَا أَبَا جُبَيْرٍ" فَبَدَأَ بِفِيهِ، فَقَالَ لَهُ

ص: 369

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَبْدَأْ بِفِيكَ فَإِنَّ الْكَافِرَ يَبْدَأُ بِفِيهِ" ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بِوَضُوءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ برأسه وغسل رجليه1. 43:2

1 إسناده جيد رجاله رجال مسلم، ما عدا صحابيه أبا جبير واسمه: نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وعِداده في أهل الشام. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/36- 37 عن بحر، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي أيضاً 1/37، والدولابي في "الكنى" 1/23، والبيهقي في"السنن" 1/46- 47، من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، بهذا الإسناد.

ص: 370

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالتَّيَامُنِ فِي الْوُضُوءِ وَاللِّبَاسِ اقْتِدَاءً بِالْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِيهِ

1090 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا لَبِسْتُمْ، وَإِذَا تَوَضَّأْتُمْ، فَابْدَؤُوا بِمَيَامِنِكُمْ"2. 78:1

1 إسناده جيد رجاله رجال مسلم، ما عدا صحابيه أبا جبير واسمه: نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وعِداده في أهل الشام. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/36- 37 عن بحر، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي أيضاً 1/37، والدولابي في "الكنى" 1/23، والبيهقي في"السنن" 1/46- 47، من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، بهذا الإسناد.

2 حديث صحيح، عبد الرحمن بن عمرو البجلي، ترجمه المؤلف في "الثقات" 8/380، فقال: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن البجلي من أهل حران، كنيته أبو عثمان، يروي عن زهير بن معاوية وموسى بن أعين، حدثنا عنه أبو عروبة، مات بحران سنة ست وثلاثين ومئتين وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات رجال الستة.

وأخرجه أحمد 2/354، عن الحسن بن موسى، وأحمد بن عبد الملك، وأبو داود=

ص: 370

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

="4141" في اللباس: باب في الانتعال، وابن ماجة "402" في الطهارة: باب التيمن في الوضوء، من طريق أبي جعفر النفيلي، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة برقم "176".

وأخرجه الترمذي "1766" في اللباس: باب ما جاء في القمص، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبغوي في "شرح السنة""3156" من طريق يحيى بن حماد، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، به، ولفظه:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوباً بدأ بميامنه" وإسناده صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/415 عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، موقوفاً على أبي هريرة بلفظ "إذا لبست فابدأ باليمنى، وإذا خلعت فابدأ باليسرى" وفي الباب عن عائشة في الحديث الآتي.

ص: 371

‌ذِكْرُ مَا لِلْمَرْءِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ فِي أَسْبَابِهِ كُلِّهَا

1091 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّ التَّيَامُنَ مَا اسْتَطَاعَ: فِي طُهُورِهِ، وَتَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ1. 47:5

قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ بِوَاسِطَ يقول: "يحب التيامن

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الأشعث: هو سليم بن حنظلة أبو الشعثاء المحاربي الكوفي، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم "179".

وأخرجه النسائي 1/78 في الطهارة: باب بأي الرجلين يبدأ بالغسل، و 8/185 في الزينة: باب التيامن في الترجل، عن محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 2/127، وأحمد 6/94 عن بهز، و 6/130 عن عفان، و 6/147 عن محمد بن جعفر، و 6/202 عن يحيى، والبخاري "168" في الوضوء: باب التيمن في الوضوء والغسل، عن حفص بن عمر، و "426" في الصلاة: باب التيمن في دخول المسجد وغيره، عن سليمان بن حرب، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""216"، والبخاري "5380" في الأطعمة: باب =

ص: 371

-وَذَكَرَ شَأْنَهُ كُلَّهُ ثُمَّ قَالَ-: شَهِدْتُهُ بِالْكُوفَةِ يقول: يحب التيامن ما استطاع.

= التيمن في الأكل وغيره، عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك، و "5854" في اللباس: باب يبدأ بالنعل باليمنى، عن حجاج بن منهال، و "5926" باب الترجيل والتيمن فيه، عن أبي الوليد، ومسلم "268" "67" في الطهارة: باب التيمن في الوضوء وغيره، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، وأبو داود "4140" في اللباس: باب في الانتعال عن حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، والبيهقي في "السنن" 1/216 من طريق بشر بن عمر وأبي عمر الحوضي، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 6/210 عن وكيع، عن أبيه، ومسلم "268""26" عن يحيى بن يحيى التميمي، عن أبي الأحوص، والترمذي "608" في الصلاة: باب ما يستحب من التيمن في الطهور، وابن ماجة "401" في الطهارة: باب التيمن في الوضوء، عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، كلاهما عن أشعث بن سليم، بهذا الإسناد.

ص: 372

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا

1092 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، يُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. 1:4

1 رجاله ثقات، وفي سماع المطلب من عبد الله بن عمر خلاف، وحبان: هو ابن موسى بن سوار المروزي الكشميهني، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأخرجه النسائي 1/62، 63 في الطهارة: باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/372 من طريق روح، و2/8، وابن ماجة "4414" في الطهارة: باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي بهذا الإسناد.

ص: 372

‌ذكر إباحة غسل المتوضىء بَعْضَ أَعْضَائِهِ شَفْعًا وَبَعْضَهَا وِتْرًا فِي وُضُوئِهِ

1093 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ الْخُوَارِزْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَنَا فِي الْبَيْتِ فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَتَيْنَاهُ بِتَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ فِيهِ مَاءٌ، فَتَوَضَّأَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ1. 2:5

1 إسناده صحيح، صالح بن مالك الخوارزمي أبو عبد الله، قال الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/316: كان صدوقاً، وباقي رجاله على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد 4/40 عن هاشم بن القاسم، والبخاري "197" في الوضوء: باب الغسل والوضوء في المِحْضَب والقَدَح والخشب والحجارة، عن أحمد بن يونس، والدارمي 1/177 باب الوضوء مرتين، عن يحيى بن حسان، كلهم عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة، بهذا الإسناد.

وتقدم من طرق أخرى برقم "1077" و "1084" و "1085" واستوفي تخريج كل طريق في موضعه. وقوله: بتور من صفر، أي: إناء من نحاس.

ص: 373

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقْتَصِرَ مِنْ عَدَدِ الْوُضُوءِ عَلَى مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ

1094 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ2 بْنِ يُوسُفَ بْنِ جُوصَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بن الحباب، عن بن ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، عن الأعرج

2 في الأصل: عمر، والتصويب من "تذكرة الحفاظ" 795، و "الوافي" 7/271

ص: 373

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين1. 1:4

1 إسناده حسن، وابن ثويان هو عبد الرحمن بن ثابت مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/11، وأبو داود "136" في الطهارة: باب الوضوء مرتين، والترمذي "43" في الطهارة: باب ما جاء في الوضوء مرتين مرتين، والبيهقي في السنن 1/79 من طرق عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا إسناد صحيح، وصححه الحاكم 1/150 ووافقه الذهبي، وفي الباب ما يشهد له عن عبد الله بن زيد عند البخاري "158"، وأحمد 4/41، وعن ابن عمر عند الحاكم 1/150.

ص: 374

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقْتَصِرَ فِي الْوُضُوءِ عَلَى مَرَّةٍ مَرَّةٍ إِذَا أَسْبَغَ

1095 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِوُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فتوضأ مرة مرة2. 1:4

2 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه أبو داود "138" في الطهارة: باب الوضوء مرة مرة، عن مسدد، والترمذي "42" في الطهارة: باب ما جاء في الوضوء مرة مرة، عن محمد بن بشار، والنسائي 1/62 في الطهارة، عن محمد بن المثنى، وابن ماجة "411" في الطهارة: باب ما جاء في الوضوء مرة مرة، عن أبي بكر بن خلاد الباهلي، كلهم عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق "128"، والبخاري "157" في الوضوء: باب الوضوء مرة مرة، عن محمد بن يوسف، والدارمي 1/177 عن أبي عاصم، و 1/180 عن قبيصة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/29 من طريق أبي عاصم، والبيهقي 1/73 من طريق القاسم بن محمد الجرمي، و 1/80 من طريق عبد الرزاق، والبغوي في "شرح السنة""226" من طريق المؤمل بن إسماعيل كلهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وتقدم برقم "1076" و "1078" و "1086" من طرق أخرى وسبق تخريجها عندها.

ص: 374

‌باب نواقض الوضوء

‌نزول الدم هل ينقض الوضوء

بَابُ نَوَاقِضِ الْوُضُوءِ

1096 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، في غزوة ذات الرقاع، فأصاب رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَافِلًا أَتَى زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَلَمَّا أُخْبِرَ، حَلَفَ لَا يَنْتَهِي حَتَّى يُهْرِيقَ1 فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، صلى الله عليه وسلم، دَمًا، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا، فَقَالَ:"مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ"؟ فَانْتُدِبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَرَجُلٌ من الأنصار قالا:

1 بياض في "الإحسان"، واستدرك من "الأنواع والتقاسيم" 4/لوحة 63.

ص: 375

نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"فكونا بفم الشِّعْبِ"، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ نَزَلُوا إِلَى شِعْبٍ مِنَ الْوَادِي، فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَ أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ؟ قَالَ: اكْفِنِي أَوَّلَهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ، فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، وَأَتَى زَوْجُ الْمَرْأَةِ، فَلَمَّا رَأَى شَخَصَ الرَّجُلِ، عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةَ1 الْقَوْمِ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا يُصَلِّي، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا يُصَلِّي، ثُمَّ عَادَ لَهُ الثَّالِثَةَ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ ثُمَّ رَكَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَقَدْ أُتِيتُ، فَوَثَبَ، فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ نَذِرَ بِهِ، هَرَبَ2، فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ3، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَفَلَا أَهْبَبْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَاكَ!؟ قَالَ: كُنْتُ فِي سورة أقرأها، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيَ، رَكَعْتُ فَآذَنْتُكَ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِهِ، لَقَطَعَ نَفْسِي قبل أن أقطعها أو أنفذها4. 50:4

1 الربيئة: هو الرقيب الذي يشرف على المرقب ينظر العدو من أي وجه يأتي فينذر أصحابه.

2 في صحيح ابن خزيمة: فهرب، ولفظ أبي داود: فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب، وقوله: نذروا به، أي: شعروا به وعلموا بمكانه.

3 في "الإحسان": الرماء، والمثبت من "الأنواع" 4/لوحة 64، ومصادر التخريج.

4 إسناده ضعيف، عقيل بن جابر لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه غير صدقة بن يسار، وباقي رجاله ثقات، وعلق البخاري في صحيحه 1/280 طرفاً منه بصيغة التمريض.=

ص: 376

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه أحمد 3/343، 344، وأبو داود "198" في الطهارة: باب الوضوء من الدم، من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/359 عن يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه الدارقطني 1/223، والبيهقي في "السنن" 1/140 من طريقين عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به. وصححه ابن خزيمة برقم "36".

قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" 1/70: وقد يحتج بهذا الحديث من لا يرى خروج الدم وسيلانه من غير السبيلين ناقضاً للطهارة، ويقول: لو كان ناقضاً للطهارة لكانت صلاة الأنصاري تفسد بسيلان الدم أول ما أصابته الرمية، ولم يكن يجوز له بعد ذلك أن يركع ويسجد وهو محدث وإلى هذا ذهب الشافعي، وقال أكثر الفقهاء: سيلان الدم من غير السبيلين ينقض الوضوء، وهذا أحوط المذهبين وبه أقول، وقول الشافعي قوي في القياس، ومذهبهم أقوى في الاتباع، ولست أدري كيف يصح هذا الاستدلال من الخبر، والدم إذا سال، أصاب بدنه وجلده، وربما أصاب ثيابه ومع إصابة شيء من ذلك وإن كان يسيراً لا تصح الصلاة عند الشافعي إلا أن يقال: إن الدم كان يخرج من الجراحة على سبيل الذرق حتى لا يصيب شيئاً من ظاهر بدنه، ولئن كان كذلك، فهو أمر عجب.

ص: 377

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْقَيْءَ يَنْقُضُ الطَّهَارَةَ سَوَاءً كَانَ مِلْءَ الْفَمِ أَوْ لَمْ يكن

1097 -

أخبرنا محمد بن إسحاق بن حزيمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أبي كثير، أن بن عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ يَعِيشَ بْنَ الْوَلِيدِ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَعْدَانَ بْنَ طَلْحَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَاءَ فَأَفْطَرَ، فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: صَدَقَ أنا صببت له وضوءاً1. 9:5

1 إسناده صحيح، وأبو موسى: هو محمد بن المثنى، وابن عمرو الأوزاعي هو =

ص: 377

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الرحمن، وهو عند ابن خزيمة "1956" بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" 8/234، والحاكم 1/426 من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة""160" من طريق عبد الصمد، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/96 من طريق عبد الوارث، به.

وقد روي الحديث أيضاً من طريق عبد الصمد وأبيه عبد الوارث بهذا الإسناد، لكن بزيادة أبي يعيش وهو الوليد بن هشام بن معاوية الأموي بين ابنه يعيش ومعدان ابن طلحة، وأخرجه بهذه الزيادة: أحمد 6/443، وأبو داود "2381" في الصوم: باب الصام يستقيء عمداً، والترمذي "87" في الطهارة: باب ما جاء في الوضوء من القيء والرعاف، والدارمي 2/14 باب القيء للصائم، والدارقطني 1/158 و 159، وابن الجارود برقم "8"، والطحاوي 2/96، والبيهقي في "السنن" 1/144 و 4/220، وابن خزيمة برقم "1957"، وقال: والصواب ما قال أبو موسى "محمد بن المثنى": إنما هو: يعيش، عن معدان، عن أبي الدرداء.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولمَ يخرجاه لخلاف بين أصحاب عبد الصمد فيه، قال بعضهم: عن يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان، وهذا وهم من قائله، فقد رواه حرب بن شداد وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير على الاستقامة.

قلت: ورواية هشام الدستوائي أخرجها ابن أبي شيبة 3/39، وأحمد 5/195 و 277، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/234، وابن خزيمة برقم "1959"، والحاكم 1/426.

ورواية حرب بن شداد أخرجها ابن خزيمة برقم "1958"، والحاكم 1/426، والبغوي في "شرح السنة""160"، غير أن البغوي خالف ابن خزيمة والحاكم، فجعل الصحيح في الإسناد: عن يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان.

قال الترمذي: وروى معمر هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير، فأخطأ فيه، فقال: عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء، ولم يذكر فيه الأوزاعي، وقال: عن خالد بن معدان، وإنما هو معدان بن أبي طلحة.

قلت: رواية معمر هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف""525" =

ص: 378

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

"7548"، ومن طريقه أخرجها أحمد 6/449.

وقد رد المرحوم أحمد شاكر ادعاء الترمذي خطأ معمر، انظر "سنن" الترمذي 1/146، 147.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/39، وأحمد 5/276، والطيالسي 1/186، والبيهقي في "السنن" 4/220، من طريق شعبة، عن أبي الجودي، عن بلج، عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان، به. وإسناده صحيح.

وكل من ذكرنا رووه بلفظ "قاء فأفطر" إلا الترمذي فلفظه "قاء فتوضأ"، ولفظ عبد الرزاق:"استقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفطر، وأُتي بماءٍ فتوضأ".

وليس في هذا الحديث ما يدل على وجوب الوضوء من القيء، لأن الفعل لا يثبت به الوجوب إلا أن يفعله، ويأمر الناس بفعله، أو ينص على أن هذا الفعل ناقض للوضوء.

ص: 379

‌ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ النَّوْمَ لَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ عَلَى النَّائِمِ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ

1098 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حدثنا بن جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ: لِعَطَاءٍ أَيُّ حِينٍ1 أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُصَلِّيَ لِلْعَتَمَةِ إِمَّا إِمَامًا وَإِمَّا خَلْوًا؟ فَقَالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: اعْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَمَةِ حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله تعالى عَنْهُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الْآنَ تَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يصلوا هكذا"2. 34:3

1 في الأصل: خير، وهو خطأ.

2 إسناده صحيح على شرطهما، عمرو بن علي هو الفلاس، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وسيعيده المؤلف بهذا الإسناد برقم "1532" في باب مواقيت الصلاة.

وأخرجه عبد الرزاق "2112" عن ابن جريج، بهذا الإسناد، ومن طريق عبد =

ص: 379

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الرزاق- أخرجه البخاري "571" في المواقيت: باب النوم قبل العشاء لمن غلب، ومسلم "642" في المساجد: باب وقت العشاء وتأخيرها، والطبراني في "الكبير""11424"، والبيهقي 1/449.

وأخرجه الحميدي "492"، والبخاري "7239" في التمني: باب ما يجوز من اللو، والنسائي 1/266 في المواقيت: باب ما يستحب من تأخير العشاء، من طريق سفيان، عن ابن جريج، به وصححه ابن خزيمة "342".

وأخرجه النسائي 1/265 من طريق حجاج، عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطبراني "11358" من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عن عون ابن معمر، عن إبراهيم الصائغ، عن عماء، عن ابن عباس. وسيورده المؤلف بعده من طريق ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر.

وسيورده برقم "1533" في باب الصلاة، من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس. ويخرج في موضعه.

والعَتمة: أي صلاة العشاء، كان الأعراب يسمونها صلاة العتمة، تسمية بالوقت، والعتمة: ظلمة الليل، وقوله:"خلواً" أي: منفرداً، وفي صحيح مسلم "644" من حديث ابن عمر مرفوعاً:"لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء، فإنها في كتاب الله العشاء، وإنها تعتم بحلاب الإبل".

ص: 380

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ كان في أول الإسلام

1099 -

أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، حدثنا بن جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، حَدَّثَنَا ابْنِ عُمَرَ، إِنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، شُغِلَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَنْ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ، حَتَّى رَقَدْنَا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ، صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ يَنْتَظِرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الصَّلَاةَ غيركم"1. 34:3

1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في "صحيح" ابن خزيمة برقم "348".

وأخرجه مسلم "639""221" في المساجد ومواضع الصلاة: باب وقت العشاء وتأخيرها، عن محمد بن رافع، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم "2115"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/88، والبخاري "570" في =

ص: 380

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=المواقيت: باب النوم قبل العشاء لمن غلب.

وصححه ابن خزيمة أيضاً "347" من طريق محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، به.

وأخرجه أحمد 2/126 عن سريج، عن فليح، عن نافع، به.

وأخرجه عبد الرزاق "2116"، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه""342"، والبزار "376"، عن معمر، عن الزهري،، عن سالم، عن ابن عمر. وسيورده المؤلف برقم "1537" في باب الصلاة، من طريق الحكم بن عتيبة، عن نافع، عن ابن عمر. ويخرج من طريقه هناك.

وفي الباب عن ابن مسعود عند عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" 1/396، وأبي يعلى 250/2، والطيالسي "333"، وأحمد 1/423، والنسائي 2/18، والطبراني في الكبير "10283"، والبزار "375".

ص: 381

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الرُّقَادَ الَّذِي هُوَ النُّعَاسُ لَا يُوجِبُ عَلَى مَنْ وُجِدَ فِيهِ وُضُوءًا وَأَنَّ النَّوْمَ الَّذِي هُوَ زَوَالُ العقل بوجب عَلَى مَنْ وُجِدَ فِيهِ وُضُوءًا

1100 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ:

أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ فَقَالَ لِي: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ لَهُ: ابْتِغَاءُ الْعِلْمِ، قَالَ: فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًى بِمَا يَطْلُبُ، قُلْتُ: حَكَّ فِي نَفْسِي الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ بعد الغائط والبول، وكنت امرأ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا فِي سَفَرٍ1 -أَوْ مُسَافِرِينَ- أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أيام

1 في سنن أبي داود: سفراً، وهو جمع سافر، كما يقال: تاجر وتجر، وراكب وركب.

ص: 381

ولياليهن إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم1. 34:3

1 إسناده حسن، عاصم: هو ابن بهدلة حديثه حسن، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه عبد الرزاق "759"، والشافعي 1/33، وابن أبي شيبة 1/177، 178، والحميدي "881"، وأحمد 4/239 و 240، والنسائي 1/83 في الطهارة: باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافر، وابن ماجة "478" في الطهارة وسننها: باب الوضوء من النوم من طريق ابن أبي شيبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82، والبيهقي في "السنن" 1/276، والطبراني "7353"، وابن خزيمة في "صحيحه""17"، والبغوي في "شرح السنة""161" من طرق عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه عبد الرزاق "792"، والنسائي 1/83، عن سفيان الثوري، عن عاصم، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني "7351".

وأخرجه عبد الرزاق "793" عن معمر، عن عاصم، به، ومن طريقه أخرجه أحمد 4/239، 240، والدارقطني 1/196، 197، والطبراني "7352"، وابن خزيمة في "صحيحه""193".

وأخرجه الطيالسي "1166"، والترمذي "96" في الطهارة: باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم، والنسائي 1/83، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82، والطبراني في "الصغير"1/91، وفي "الكبير""7347" و "7348" و"7349" و "7350" و "7354" و "7355" إلى "7388"، والبغوي "162"، من طريق عن عاصم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ونقل عن البخاري أنه أحسن شيء في هذا الباب.

وأخرجه الطحاوي 1/82 عن نصر بن مرزوق، عن عفان، عن عبد الواحد بن زياد، عن عطية بن الحارث، عن أبي الغريف عبيد الله بن خليفة، عن صفوان، وهذا سند حسن في الشواهد.

وقوله: "لكن من غائط وبول ونوم" قال الخطابي في "معالم السنن" 1/62: كلمة "لكن" موضوعة للاستدراك وذلك لأنه قد تقدمه نفي واستثناء، وهو قوله: كان يأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة،. ثم قال: لكن من بول وغائط ونوم، فاستدركه بلكن ليعلم أن الرخصة إنما جاءت في هذا النوع من الأحداث دون الجنابة، فإن المسافر الماسح على خفه إذا أجنب كان عليه نزع الخف، وغسل الرجل مع سائر البدن، وهذا كما تقول: ما جاءني زيد، لكن عمرو، وما رأيت زيداً، لكن خالداً.

ص: 382

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الرُّقَادُ لَهُ بِدَايَةٌ وَنِهَايَةٌ، فَبِدَايَتُهُ النُّعَاسُ الَّذِي هُوَ أَوَائِلُ النَّوْمِ، وَصِفَتُهُ أَنَّ الْمَرْءَ إِذَا كُلِّمَ فِيهِ يَسْمَعُ، وَإِنْ أَحْدَثَ، عَلِمَ إِلَّا أَنَّهُ يَتَمَايَلُ تَمَايُلًا. وَنِهَايَتُهُ زَوَالُ الْعَقْلِ، وَصِفَتُهُ أَنَّ الْمَرْءَ إِذَا أَحْدَثَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ لَمْ يَعْلَمْ، وَإِنْ تَكَلَّمَ لَمْ يَفْهَمْ. فَالنُّعَاسُ لَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ عَلَى أَحَدٍ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ عَلَى أَيِّ حَالَةٍ كَانَ النَّاعِسُ، وَالنَّوْمُ يُوجِبُ الْوُضُوءَ عَلَى مَنْ وُجِدَ عَلَى أَيِّ حَالَةٍ كَانَ النَّائِمُ. عَلَى أَنَّ اسْمَ النَّوْمِ قَدْ يَقَعُ عَلَى النُّعَاسِ، وَالنُّعَاسُ عَلَى النَّوْمِ، وَمَعْنَاهُمَا مُخْتَلِفَانِ، وَاللَّهُ عز وجل فَرَّقَ بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ:{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة: 255] وَلَمَّا قَرَنَ، صلى الله عليه وسلم، فِي خَبَرِ صَفْوَانَ بَيْنَ النَّوْمِ، وَالْغَائِطِ، وَالْبَوْلِ، فِي إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنْهَا، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ فُرْقَانٌ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَلِيلُ أَحَدِهِمَا أَوْ كَثِيرُهُ أَوْجَبَ عَلَيْهِ الطَّهَارَةَ، سَوَاءً كَانَ الْبَائِلُ قَائِمًا، أَوْ قَاعِدًا، أو راكعا، أو ساجداً، كان كانت كُلُّ مَنْ نَامَ بِزَوَالِ الْعَقْلِ، وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ، سَوَاءً اخْتَلَفَتْ أَحْوَالُهُ، أَوِ اتَّفَقَتْ، لِأَنَّ الْعِلَّةَ فِيهِ زَوَالُ الْعَقْلِ لَا تَغَيُّرُ الْأَحْوَالِ عَلَيْهِ، كَمَا أَنَّ الْعِلَّةَ فِي الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وُجُودُهُمَا لَا تَغَيُّرُ أَحْوَالِ الْبَائِلِ وَالْمُتَغَوِّطِ فِيهِ1.

1 وانظر مذاهب العلماء في النوم الناقض للوضوء في "المغني" 1/172-176.

ص: 383

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْيِ وُضُوءَ الصَّلَاةِ

1101 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن سليمان بن يسار، ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْيِ وُضُوءَ الصَّلَاةِ

[1101]

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ،

ص: 383

عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الرَّجُلِ إِذَا دَنَا مِنْ أَهْلِهِ مَاذَا عَلَيْهِ؟ فَإِنْ عِنْدِي ابْنَتَهُ وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَهُ، قَالَ الْمِقْدَادُ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِذَا وَجَدَ ذَلِكَ، فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ"1. 78:1

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ بِالْجُرُفِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ. وَمَاتَ سليمان بن يسار أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ2، وَقَدْ سَمِعَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ المقداد وهو بن دون عشر سنين.

1 رجاله ثقات إلا أن في السند انقطاعاً سقط منه ابن عباس، لأن سليمان بن يسار لم يسمع من المقداد ولا من علي، وقد أخرجه مسلم "303""19"، وابن خزيمة "22"، والنسائي 1/214، والبيهقي في "معرفة السنن" 1/292، من طريق ابن وهب، عن مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن علي بن أبي طالب أرسل المقداد إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ المذي يخرج من الإنسان كيف يفعل به "؟ فقال رسول الله:"توضأ وانضح فرجك".

وهو في "الموطأ" 1/40 في الطهارة: باب الوضوء من المذي، ومن طريق مالك عن أبي النضر، عن سليمان، عن المقداد أخرجه الشافعي 1/23، وعبد الرزاق "600"، وأحمد 6/5، وأبو داود "207" في الطهارة: باب في المذي، والنسائي 1/97 و215 في الطهارة، وابن ماجة "505"، وابن الجارود "5"، والبيهقي في السنن 1/115، وفي "المعرفة" 1/291، وابن خزيمة برقم "21" وسيعيده المؤلف برقم "1106". ولابن أبي شيبة 1/90 من طريق هشيم، عن منصور، عن الحسن، عن علي، قال: كنت أجد مذياً، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأن ابنته عندي، فاستحييت أن أسأله، فقال:"إن كل فحل يمذي، فإذا كان المني، ففيه الغسل، وإذا كان المذي ففيه الوضوء". وانظر الحديثين بعده.

2 هذه الرواية ذكرها البخاري في "التاريخ الصغير" 1/235، وعدها الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/447 شاذة، ونقل عن ابن سعد في "الطبقات" 5/175 أنه مات سنة سبع ومئة، وقال: وكذا أرخه مصعب بن عبد الله، وابن =

ص: 384

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معين والفلاس، وعلي بن عبد الله التميمي، والبخاري وطائفة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، فيكون مولده على هذا في أواخر أيام عثمان في سنة أربع وثلاثين، أي أنه ولد بعد موت المقداد بسنة، فأنى له أن يسمع منه.

ص: 385

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ" أَرَادَ بِهِ: فَلْيَغْسِلْ ذَكَرَهُ

1102 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ1 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ، فَاغْسِلْ ذكرك، وإذا رأيت الماء، فاغتسل"2. 78:1

1 تحرف في الأصل إلى عقبة.

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه النسائي 1/112 في الطهارة: باب الغسل من المني، من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود الطيالسي 1/44 عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/92 عن حسين بن علي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/46 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن زائدة، به.

وأخرجه أحمد 1/145 عن يزيد، عن شريك، وأبو داود "206" في الطهارة: باب في المذي، عن قتيبة بن سعيد، عن عبيدة بن حميد، كلاهما عن الركين بن الربيع، به.

ومن طريق بشر بن معاذ، عن عبيدة بن حميد، عن الركين، به، سيورده المؤلف برقم "1107".

وأخرجه عبد الرزاق "604"، والطيالسي 1/44، وابن أبي شيبة 1/90، وأحمد 1/80 و 82 و 124 و 140، والبخاري "132" في العلم: باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال، و "178" في الوضوء: باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر، ومسلم "303" في الحيض: باب المذي، والنسائي 1/97 باب ما ينقض الوضوء، و 1/214 باب الوضوء من المذي، والطحاوي =

ص: 385

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَ الْمِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن هَذَا الْحُكْمِ فَسَأَلَهُ وَأَخْبَرَهُ، ثُمَّ أَخْبَرَ الْمِقْدَادُ عَلِيًّا بِذَلِكَ، ثُمَّ سَأَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَمَّا أَخْبَرَهُ بِهِ الْمِقْدَادُ حَتَّى يَكُونَا سُؤَالَيْنِ فِي مَوْضِعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُمَا كَانَا فِي مَوْضِعَيْنِ أَنَّ عِنْدَ سُؤَالِ عَلِيٍّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أَمَرَهُ بِالِاغْتِسَالِ عِنْدَ الْمَنِيِّ، وَلَيْسَ هَذَا فِي خَبَرِ الْمِقْدَادِ.

يَدُلُّكُ هَذَا عَلَى أَنَّهُمَا غير متضادين1.

= في "شرح معاني الآثار" 1/46، والبيهقي في "السنن" 1/115، والبغوي في "شرح السنة""159" من طرق عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية، عن علي. وصححه ابن خزيمة برقم "19".

وأخرجه عبد الرزاق "602" و "603"، وأحمد 1/126، وأبو داود "208" و"209" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن علي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/90، وأحمد 1/87 و109 و111، 112 و 121، والترمذي "114" في الطهارة: باب ما جاء في المني والمذي، وابن ماجة "504"، والطحاوي 1/46 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ علي.

وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه""23"، والطحاوي 1/46، من طريق عبيدة بن حميد، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن علي.

وسيورده برقم "1104" من طريق زائدة، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي.

وبرقم "1105" من طريق إياس بن خليفة، عن رافع بن خديج، عن علي.

وبرقم "1106" من طريق مالك كما تقدم في الحديث "1101".

1 قال الحافظ في "الفتح" 1/379- 380: أطبق أصحاب المسانيد والأطراف على إيراد هذا الحديث في مسند علي، ولو حملوه على أنه لم يحضر، لأوردوه في مسند المقداد، ويؤيده ما في رواية النسائي من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي حصين في هذا الحديث عن علي، قال: فقلت لرجل جالس إلى جانبي: سله فسأله، ورقع في رواية مسلم فقال:"يغسل ذكره ويتوضأ" بلفظ الغائب فيحتمل =

ص: 386

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=أن يكون سؤال المقداد وقع على الإبهام وهو الأظهر، ففي مسلم أيضاً:"فسأله عن المذي الذي يخرج من الإنسان" وفي "الموطأ" نحوه، ووقع في رواية لأبي داود والنسائي وابن خزيمة ذكر سبب ذلك من طريق حصين بن قبيصة عن علي، قال: كنت رجلاً مذاء، فجعلت أغتسل منه في الشتاء حتى تشقق ظهري، فقال النبي: لا تفعل، ولأبي داود وابن خزيمة من حديث سهل بن حنيف أنه وقع له نحو ذلك، وأنه سأل عن ذلك بنفسه، ووقع في رواية للنسائي، أن علياً، قال: أمرت عماراً أن يسأل، وفي رواية لابن حبان والإسماعيلي أن علياً قال: سألت، وجمع ابن جان بين هذا الاختلاف بأن علياً أمر عماراً أن يسأل، ثم أمر المقداد بذلك، ثم سأل بنفسه، وهو جمع جيد إلا بالنسبة لآخره، لكونه مغايراً لقوله: إنه استحى عن السؤال بنفسه لأجل فاطمة، فيتعين حمله على المجاز بأن بعض الرواة أطلق أنه سأل لكونه الآمر بذلك، وبهذا جزء الإسماعيلي ثم النووي، ويؤيد أنه أمر كلاًّ من المقداد وعمار بالسؤال عن ذلك ما رواه عبد الرزاق من طريق عائش بن أنس، قال: تذاكر علي والمقداد وعمار المذي، فقال علي: إنني رجل مذاء، فاسألا عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله أحد الرجلين، وصحح ابن بشكوال أن الذي تولى السؤال عن ذلك هو المقداد، وعلى هذا، فنسبة عمار إلى أنه سأل عن ذلك محمولة على المجاز أيضاً لكونه قصده، لكن تولى المقداد الخطاب دونه. والله أعلم.

ص: 387

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ غَسْلَ الذَّكَرِ للذي لَا يُجْزِئُ بِهِ صَلَاتَهُ1 دُونَ الْوُضُوءِ وَأَنَّ الْوُضُوءَ يُجْزِئُ2 عَنْ نَضْحِ الثَّوْبِ لَهُ

1103 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ

1 في هامش الأصل: "صلاة": خ.

2 كذا في "الأنواع والتقاسيم" و "الإحسان" يجزئ، بالإثبات، وأخشى أن يكون خطأ، صوابه "لا يجزئ"، لأن الحديث المندرج تحت هذا العنوان ينص على الوضوء والنضح معاً.

ص: 387

عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الْمَذْيِ شِدَّةً، فَكُنْتُ أُكْثِرُ الِاغْتِسَالَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"إِنَّمَا يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ". فَقُلْتُ: فَكَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي مِنْهُ؟ قَالَ: "يَكْفِيكَ أَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَنْضَحَ بِهَا مِنْ ثَوْبِكَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ أَصَابَهُ"1. 78:1

1 إسناده قوي، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/91، وأبو داود "210" في الطهارة: باب في المذي، والترمذي "115" في الطهارة: باب في المذي يصيب الثوب، وابن ماجة "506" في الطهارة: باب الوضوء من المذي، والدارمي في الوضوء 1/184، والطحاوي 1/47 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق. وقوله: "ترى" هو بضم التاء بمعنى تظن، وبفتحها بمعنى تبصر.

ص: 388

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمُمْذِي وَالِاغْتِسَالِ عَلَى الْمُمْنِي

1104 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ، فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ وَتَوَضَّأْ، وإذا رأيت المني فاغتسل"2. 65:3

2 إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو في "صحيحه" "269" في الغسل: باب غسل المذي والوضوء منه، عن أبي الوليد الطيالسي، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة""158"، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/46 من طريق عبد الله بن رجاء، والطيالسي 1/44، ثلاثتهم عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/129، والنسائي 1/96 في الطهارة: باب ما ينقض الوضوء وما لا ينقض الوضوء من المذي، وابن خزيمة في "صحيحه""18"، وابن الجارود "6"، من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، به. ولفظه: عن علي قال: كنت رجلاً مذاة، فأمرت رجلاً يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته-، فسأل، فقال:"توضأ واغسل ذكرك"، ولم يرد عند من ذكرنا جملة:"وإذا رأيت المني فاغتسل".

وانظر تخريج الحديث المتقدم برقم "1102" و "1101".

ص: 388

‌ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ الَّذِي ذَكَرْنَا

1105 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ القاسم، عن1 بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ عَمَّارًا2 أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْمَذْيِ، فَقَالَ:"يَغْسِلُ مذاكيره ويتوضأ "3. 65:3

1 سقطت من الأصل.

2 في الأصل: عمار، وهو خطأ.

3 رجاله رجال الشيخين غير إياس بن خليفة، فقد روى له النسائي ولم يُوثِّقهُ غير المؤلِّف 4/34، ولم يَروِ عنه غيرُ عطاء، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقول الحافظ في "التقريب": صدوق فيه ما فيه. وابن أبي نجيح: هو عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي المكي ثقة روى له الستة، وأخرجه النسائي 1/97 في الطهارة: باب ما ينقض الوضوء وما لا ينقض الوضوء من المذي، والطحاوي 1/45 من طريقين عن أمية بن بسطام، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السابق.

وأخرجه بنحوه الحميدي "39"، والنسائي 1/97، والطحاوي //971 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن عائش بن أنس، عن علي.

ص: 389

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُمَا

1106 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ علي بن أبي طالب أمره أن يسألذكر خَبَرٍ ثَالِثٍ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُمَا

[1106]

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ

ص: 389

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الرَّجُلِ إِذَا دَنَا مِنْ أَهْلِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ الْمَذْيُ مَاذَا عَلَيْهِ؟ فَإِنْ عِنْدِي ابْنَتَهُ وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَهُ. قَالَ: الْمِقْدَادُ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ"1. 65:3

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رحمه الله: قَدْ يَتَوَهَّمُ بَعْضُ الْمُسْتَمِعِينَ لِهَذِهِ الْأَخْبَارِ، مِمَّنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ، وَلَا دَارَ فِي الْحَقِيقَةِ عَلَى أَطْرَافِهِ، أَنْ بَيْنَهَا تَضَادًّا أَوْ تَهَاتُرًا، لِأَنَّ فِي خَبَرِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وَفِي خَبَرِ إِيَاسِ بْنِ خَلِيفَةَ أَنَّهُ أَمَرَ عَمَّارًا أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، وَفِي خَبَرِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ أَمَرَ الْمِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ بَيْنَهَا تَهَاتُرٌ، لِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَ عَمَّارًا أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، ثُمَّ أَمَرَ الْمِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَسَأَلَهُ، ثُمَّ سَأَلَ بِنَفْسِهِ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْتُ أَنْ مَتْنَ كُلِّ خَبَرٍ يُخَالِفُ مَتْنَ الْخَبَرِ الْآخَرِ، لِأَنَّ فِي خَبَرِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ "كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ". وَفِي خَبَرِ إِيَاسِ بْنِ خَلِيفَةَ: "أَنَّهُ أَمَرَ عَمَّارًا أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"يَغْسِلُ مَذَاكِيرَهُ وَيَتَوَضَّأُ"، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ "الْمَنِيِّ" الَّذِي فِي خَبَرِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَبَرُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ سُؤَالٌ مُسْتَأْنَفٌ، فَيَسْأَلُ أَنَّهُ لَيْسَ بالسؤالين الأولين اللذين

1 رجاله ثقات إلا أنه منقطع، وأخرجه أبو داود "207" في الطهارة، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، بهذا الإسناد. وهو مكرر الحديث "1101" وانظر الحديثين قبله.

ص: 390

ذَكَرْنَاهُمَا، لِأَنَّ فِي خَبَرِ الْمِقْدَادِ:"أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الرَّجُلِ إِذَا دَنَا مِنْ أَهْلِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ الْمَذْيُ مَاذَا عَلَيْهِ؟ فَإِنْ عِنْدِي ابْنَتَهُ". فَذَلِكَ مَا وَصَفْنَا، عَلَى أَنَّ هَذِهِ أَسْئِلَةٌ مُتَبَايِنَةٌ، فِي مَوَاضِعَ مُخْتَلِفَةٍ، لِعِلَلٍ مَوْجُودَةٍ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهَا تَضَادٌ أَوْ تهاتر.

ص: 391

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْيِ وَالِاغْتِسَالِ مِنَ الْمَنِيِّ

1107 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَذَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَجَعَلْتُ أَغْتَسِلُ فِي الشِّتَاءِ حَتَّى تَشَقَّقَ ظَهْرِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَوْ ذُكِرَ لَهُ، فَقَالَ:"لَا تَفْعَلْ، إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ، فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَتَوَضَّأْ وضوءك للصلاة، وإذا نضحت الماء فاغتسل"1. 49:4

1 إسناده صحيح، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" برقم "20" عن بشر بن معاذ العقدي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/92، وأحمد 1/109، وأبو داود "206" في الطهارة: باب في المذي، والنسائي 1/111 في الطهارة: باب الغسل من المني، من طريق عبيدة بن حميد، به. وتقدم برقم "1102" من طريق زائدة بن قدامة، عن الركين بن الربيع، به، واستوفي هناك تخريجه من طرقه فانظره. وقوله:"فإذا نضحت الماء فاغتسل"، ورد في رواية أبي داود والنسائي:"فإذا فضخت" بالفاء والخاء المعجمة، وفضخ الماء: دفقه، ويريد بالماء المني. انظر "النهاية".

ص: 391

‌ذِكْرُ خَبَرٍ فِيهِ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَجِبُ مِنْ لَمْسِ الْمَرْءِ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ

1108 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عن بن شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، في الإناء الواحد1. 10:5

1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه مسلم "319" "41" في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، والنسائي 1/127 في الطهارة: باب ذكر القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للغسل، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم "319""41"، وأبو عوانة 1/295، والبيهقي في "السنن" 1/193؛ من طرق عن الليث، به.

وأخرجه الشافعي 1/20، وعبد الرزاق "1027"، والحميدي "159"، والطيالسي 1/42، وابن أبي شيبة 1/35، وأحمد 6/37 و 127 و 199، والبخاري "250" في الغسل: باب غسل الرجل مع امرأته، ومسلم "319""41" في الحيض، وأبو داود "238" في الطهارة: باب في مقدار الماء الذي يجزئ في الغسل، والنسائي "128" في الطهارة: باب ذكر الدلالة على أنه لا وقت في ذلك، وابن ماجة "376" في الطهارة: باب الرجل والمرأة يغتسلان من إناء واحد، والدارمي 1/191 و 192، وابن الجارود "57"، والبيهقي في "السنن" 1/187؛ من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.

وأخرجه أحمد 6/230، والبخاري "263"، والبيهقي 1/187، 188، من طريقين عن عروة، به.

وأخرجه عبد الرزاق "1031"، وابن أبي شيبة 1/35، وأحمد 6/191 و 192 و 201، والبخاري "299"، وأبو داود "77"، والنسائي 1/129، والبيهقي 1/189، من طريق سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. وأخرجه الدارقطني 1/52 من طرق عن حارثة، عن عمرة، عن عائشة.

وأخرجه الدارقطني 1/52 أيضاً من طريق أبي الزبير، عن عبيد بن عمير، عن عائشة.=

ص: 392

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه من طرق أخرى عن عائشة: ابن أبي شيبة 1/35، وأحمد 6/30 و 43 و 64 و 103 و 129 و 157 و171، ومسلم "321""43" و "44".

وسيورده المؤلف برقم "1111" من طريق أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، وبرقم "1194" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وبرقمي "1192" و "1195" من طريقين عن معاذة العدوية، عن عائشة، وبرقم "1193" من طريق زائدة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن عائشة، وبرقم "1262" و "1264" من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة. ويرد تخريج كل طريق في موضعه.

ص: 393

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمُلَامَسَةَ مِنْ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ لَا تُوجِبُ الْوُضُوءَ

1109 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي، وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ ابْنَتِهِ، فَكَانَ إِذَا قَامَ، حَمَلَهَا، وَإِذَا سَجَدَ وضعها1. 10:5

1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه مسلم "543""41" في المساجد، وأبو داود "917" في الصلاة: باب العمل في الصلاة، كلاهما عن القعنبي، عن مالك، به، وهو في "الموطأ" 1/170 في قصر الصلاة في السفر: باب جامع الصلاة، ومن طريقه أخرجه أحمد 5/295، 296 و 353، والبخاري "516" في الصلاة: باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة، والنسائي 3/10 في السهو: باب حمل الصبايا في الصلاة، والدارمي 1/316 في الصلاة: باب العمل في الصلاة.

وأخرجه أحمد 5/296 و 297 و304 و 310 و 311، والطيالسي 1/109، والشافعي 1/96، والحميدي "422"، ومسلم "543""42"، والنسائي 3/10، والطبراني في "الكبير" 22/"1066" و "1067" و "1068" و "1069" و "1070" و "1071" من طرق عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.

قال الحافظ في "الفتح": اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث، والذي أحوجهم إلى ذلك أنه عمل كثير، فروى ابن القاسم عن مالك أنه كان في النافلة، =

ص: 393

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو تأويل بعيد فإن ظاهر الأحاديث أنه كان في فريضة وسبقه استبعاد ذلك المارزي وعياض لما ثيت في مسلم: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامه على عاتقه" قال المارزي: إمامته للناس في النافلة ليست بمعهودة. وقال النووي ادعى بعض المالكية أن هذا الحديث منسوخ وبعضهم أنه من الخصائص وبعضهم أنه لضرورة وكل ذلك دعاوى باطلة مردودة لا دليل عليها وليس في الحديث ما يخالف قواعد الشرع لأن الآدمي طاهر وما في جوفه معفو عنه، وثياب الأطفال وأجسادهم محمولة على الطهارة حتى تتبين النجاسة. وقال الفاكهاني: وكأن السر في حمله أمامة في الصلاة دفعاً لما كانت العرب تألفه من كراهة البناتوحملهن فخالفهم في ذلك حتى في الصلاة للمبالغة في ردعهم.

ص: 394

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى نَفْيِ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمُلَامَسَةِ إِذَا كَانَتْ مِنْ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ

1110 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ1 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، جُلُوسٌ2 إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ صَبِيَّةٌ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ، يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ، وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ، حَتَّى قضى صلاته يفعل ذلك بها3.

1 نسبة إلى بني زريق بطن من الأنصار، وقد تحرف في الأصل إلى "الرومي".

2 في الأصل: جلوساً.

3 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري "5996" في الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/303 و 304، في مسلم "543" في المساجد: باب جواز حمل الصبيان في الصلاة، وأبو داود "918" و "920" في الصلاة: باب العمل في =

ص: 394

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الصلاة، والنسائي 2/45 في المساجد: باب إدخال الصبيان المساجد، والدارمي 1/316، وابن الجارود "214"، والطبراني 22/"1071" و "1072" و "1073" و "1074" و "1075" و "1076"، والبيهقي في "السنن" 1/127؛ من طرق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم "543""43" في المساجد، وأبو داود "919" في الصلاة، والطبراني 22/"1077" و "1078" و "1079"، من طرق عن عمرو بن سليم الزُّرَقي، به. وفي إحدى الروايات أن ذلك كان في صلاة الصبح. وانظر ما قبله.

ص: 395

‌ذِكْرُ خَبَرٍ فِيهِ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُلَامَسَةَ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ لَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ عَلَيْهَا

1111 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الطاهر، قال: حدثنا بن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ:

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ إِنْ كُنْتُ لَأَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ إِنَاءٍ واحد، تختلف أيدينا فيه وتلتقي1. 1:4

1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الطاهر هو أحمد بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن السرح المصري، ثقة من رجال مسلم، وأخرجه أبو عوانة 1/284 عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 6/192 عن أفلح بن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري "261" في الغسل: باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها، ومسلم "321" "45" في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحدة وغسل أحدهما بفضل الآخر، والبيهقي في "السنن 11/186، 187، من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو عوانة 1/284 من طريق ابن أبي فديك، كلاهما عن أفلح، به. وأخرجه النسائي 1/201 باب الدليل، على أن لا توقيت في الماء الذي يغتسل فيه، والبيهقي في "السنن" 1/194 من طريق الزهري، عن القاسم، به.

وسيورده المؤلف برقم "1262" و "1264" من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، به. ويرد تخريجه من طريقه هناك. وتقدم برقم "1108" من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، وأوردت في تخريجه طرقه، فانظره. =

ص: 395

1112 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَذَكَرْنَا مَا يَكُونُ مِنْهُ الْوُضُوءُ، فَقَالَ: مَرْوَانُ.

أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يقول:"إذا مس أحدكم ذكره، فليتوضأ"1. 23:1

"تختلف أيدينا": أي يغترف تارة قبلها، وتغترف هي تارة قبله.

وقوله: "وتلتقي" زيادة في رواية ابن حبان بعد قوله: "تختلف أيدينا فيه" وردت آنفاً عند البيهقي وأبي عوانة. قال الحافظ في "الفتح" 1/373: وللإسماعيلي من طريق إسحاق بن سليمان، عن أفلح:"تختلف فيه أيدينا. يعني: حتى تلتقي". وللبيهقي من طريقه: "تختلف أيدينا فيه، يعني وتلتقي" وهذا يشعر بأن قوله: "وتلتقي" مدرج.

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، وقد صححه غير واحد من الأئمة، وهو في "الموطأ" 1/42 في الطهارة: باب الوضوء من مَسِّ الفرج. ومن طريق مالك أخرجه: الشافعي في "المسند" 1/34، وأبو داود "181" في الطهارة: باب الوضوء من مَسِّ الذكر، والنسائي 1/100 في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر، والحازمي في "الاعتبار" ص41، والبيهقي في السنن 1/128، والمعرفة 1/327، والطبراني في "الكبير""496"، والبغوي في "شرح السنة""165".

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/163، والحميدي "352"، والطيالسي "1657"، وأحمد 6/406 و 407، والنسائي 1/100 و 216 في الطهارة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/185، والدارمي 1/185، وابن الجارود "16"، والطبراني 24/"487" و "488" و "489" و "490" و "491" و "492" و "493" و "494" و "495" و "497" و "498" و "499" و "500" و "501" و "502" و "503" و "504" من طرق عن عبد الله بن أبي بكر به.

وأخرجه عبد الرزاق "412" من طريق ابن شهاب عن عبد الله، عن بسرة، عن زيد بن خالد الجهني

، وصححه الحاكم 1/136، وانظر الحديث "1115" و "1116" و "1117" و "1118".=

ص: 396

قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: عَائِذٌ بِاللَّهِ أَنْ نَحْتَجَّ بِخَبَرٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَذَوُوهُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِنَا، لَأَنَّا لَا نَسْتَحِلُّ الِاحْتِجَاجَ بِغَيْرِ الصَّحِيحِ مِنْ سَائِرِ الْأَخْبَارِ، وَإِنْ وَافَقَ ذَلِكَ مَذْهَبَنَا، وَلَا نَعْتَمِدُ مِنَ الْمَذَاهِبِ إِلَّا عَلَى الْمُنْتَزَعِ مِنَ الْآثَارِ، وَإِنْ خَالَفَ ذَلِكَ قَوْلَ أَئِمَّتِنَا.

وَأَمَّا خَبَرُ بُسْرَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، فَإِنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَهُ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بُسْرَةَ، فَلَمْ يُقْنِعْهُ ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ مَرْوَانُ شُرْطِيًّا لَهُ إِلَى بُسْرَةَ فَسَأَلَهَا، ثُمَّ آتَاهُمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمِثْلِ مَا قَالَتْ بُسْرَةُ، فَسَمِعَهُ عُرْوَةُ ثَانِيًا عَنِ الشُّرْطِيِّ، عَنْ بُسْرَةَ، ثُمَّ لَمْ يُقْنِعْهُ ذَلِكَ حَتَّى ذَهَبَ إِلَى بُسْرَةَ فَسَمِعَ مِنْهَا، فَالْخَبَرُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ، مُتَّصِلٌ لَيْسَ بِمُنْقَطِعٍ1، وَصَارَ مَرْوَانُ وَالشُّرْطِيُّ كَأَنَّهُمَا عاريتان يسقطان من الإسناد.

= وبسرة هي بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية بنت أخي ورقة بن نوفل، وأخت عقبة بن معيط لأمه لها سابقة قديمة وهجرة، وكانت من المبايعات، انظر "الإصابة" 4/245- 246.

1 قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/122: وقد جزم ابن خزيمة وغير واحد من الأئمة بأن عروة سمعه من بسرة، وانظر كلام الحاكم أيضاً في "المستدرك" 1/136، وانظر الأحاديث "1113" و "1114" و "1115" و "1116" و "1117".

ص: 397

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُرْوَةَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ بُسْرَةَ نَفْسِهَا

1113 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدِ الله بن مسرح الحراني أبو بدر بسر غامرطا مِنْ دِيَارِ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حدثناذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُرْوَةَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ بُسْرَةَ نَفْسِهَا

[1113]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن مسرح الحراني أبو بدر بسر غامرطا مِنْ دِيَارِ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا

ص: 397

شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ" قَالَ: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عُرْوَةُ، فسأل بسرة، فصدقته1. 23:1

1 أحمد بن خالد أبو بدر، ترجمه الإمام الذهبي في "الميزان"، ونقل عن الدارقطني قوله: ليس بشيء. وأبوه ترجمه المؤلف في "الثقات" 8/226، وقال: مستقيم الحديث جداً. وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الدارقطني //2261، والبيهقي في "السنن" 1/129 و 130، وفي "المعرفة" 1/359، والحاكم في "المستدرك" 1/137، من طرق عن الحكم بن موسى، عن شعيب بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي "83" في الطهارة: باب الوضوء من مسِّ الذكر، والنسائي 1/216 في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر، وابنُ الجارود برقم "17"، والحاكم 1/137، والبيهقي في "السنن" 1/129 و 130، من طرق عن هشام بن عروة، به.

وانظر الطرق الأخرى للحديث بالأرقام "1112" و "1114" و "1115" و "1116" و "1117".

ص: 398

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ بُسْرَةَ كَمَا ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ

1114 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ"ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ بُسْرَةَ كَمَا ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ

[1114]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ"

ص: 398

قال عروة: فسألت بسرة، فصدقته1. 23:1

1 إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح، ابن أبي فديك: هو محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الدِّيلي مولاهم المدني، روى له الجماعة، وأخرجه ابن الجارود "18" عن أحمد بن الأزهر، عن ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة رقم "33" عن محمد بن العلاء ومحمد بن عبد الله بن المبارك، وابن الجارود "17" عن إسحاق بن منصور، ثلاثتهم، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، به. وانظر الحديث "1112".

ص: 399

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِالْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ إِنَّمَا هُوَ الْوُضُوءُ الَّذِي لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ إِلَّا بِهِ

1115 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ"2. 23:1

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَوْ كَانَ الْمُرَادُ مِنْهُ غَسْلَ الْيَدَيْنِ كَمَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ، لَمَّا قَالَ، صلى الله عليه وسلم:"فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ" إِذِ الْإِعَادَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا لِلْوُضُوءِ الَّذِي هُوَ للصلاة.

1 إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح، ابن أبي فديك: هو مُحَمَّدُ بنُ إِسمَاعِيل بن مسلم بن أبي فديك الدِّيلي مولاهم المدني، روى له الجماعة، وأخرجه ابن الجارود "18" عن أحمد بن الأزهر، عن ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة رقم "33" عن محمد بن العلاء ومحمد بن عبد الله بن المبارك، وابن الجارود "17" عن إسحاق بن منصور، ثلاثتهم، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، به. وانظر الحديث "1112".

2 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه أحمد 6/406، 407، والترمذي "82" في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر، والنسائي 1/216 في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر، والبيهقي في "السنن" 1/128 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، به، بلفظ:"من مسَّ ذكره فلا يصل حتى يتوضأ".

قال النسائي: هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث والله أعلم.

وأخرجه الترمذي "84" من طريق أبي الزناد، عن عروة، عن بسرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر الحديثين قبله، والحديث "1117" الآتي.

ص: 399

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الْوُضُوءَ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ إِنَّمَا هُوَ وُضُوءُ الصَّلَاةِ وَإِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي غَسْلَ الْيَدَيْنِ وُضُوءًا

1116 -

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قُرَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ المقرىء، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من مس ذكره، فليتوضأ وضوءه للصلاة"1. 23:1

1 إسناده قوي، وأخرجه ابن ماجة في الطهارة "479" باب الوضوء من مس الذكر، من طريق عبد الله بن إدريس، عن هشام، به. وانظر الطرق الأخرى للحديث في الروايات الأربعة قبله.

ص: 400

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُكْمَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِيمَا ذَكَرْنَا سَوَاءٌ

1117 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ الْيَحْصَبِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ بُسْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ. وَالْمَرْأَةُ مثل ذلك"2. 23:1

2 رجاله ثقات. وأخرجه البيهقي في السنن 1/132 من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ونقل بعده عن أبي أحمد بن عدي قوله في "الكامل" 4/1602: وهذا الحديث بهذه الزيادة في متنه: "والمرأة مثل ذلك" لا يرويه عن الزهري غير ابن نمر هذا.

ثم ساق البيهقي بسنده عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نمر، قال: سألت الزهري عن مس المرأة فرجها، أتتوضأ؟ فقال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم =

ص: 400

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال: "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ" قال: "والمرأة كذلك". قال البيهقي: وظاهر هذا يدل على أن قوله: قال: "والمرأة مثل ذلك" من قول الزهري. ومما يدل عليه أن سائر الرواة رووه عن الزهري بدون هذه الزيادة.

قلت: وممن رواه عن الزهري دون هذه الزيادة معمر، أخرج روايته عبد الرزاق في "المصنف""411"، والنسائي 1/216 في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر.

وأخرجه النسائي 1/216 عن قتيبة، عن الليث، عن الزهري، عن عروة، به.

وأخرجه الدارمي 1/184 في الوضوء، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/72 من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي بكر بن حزم، عن عروة، به.

وأخرجه النسائي 1/100 في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر، من طريق شعيب، عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، به.

ص: 401

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَخْبَارَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مُجْمَلَةً بِأَنَّ الْوُضُوءَ إِنَّمَا يَجِبُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ1 إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِالْإِفْضَاءِ دُونَ سَائِرِ الْمَسِّ أَوْ كَانَ بَيْنَهُمَا حَائِلٌ

1118 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُعَدِّلُ بِالْفُسْطَاطِ، وَعِمْرَانُ بْنُ فَضَالَةَ الشَّعِيرِيُّ بِالْمَوْصِلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَنَافِعِ بْنِ أَبِي نعيم القارىء، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا ستر ولا حجاب، فليتوضأ"2. 23:1

1 في هامش الأصل: الفرج "خ".

2 سنده حسن، يزيد بن عبد الملك النوفلي، ضعيف، لم يحتج به المؤلف، وذكره في =

ص: 401

قال أبو خاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: احْتِجَاجُنَا فِي هَذَا الْخَبَرِ بِنَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ دُونَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ لِأَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ تَبَرَّأْنَا من عهدته في كتاب الضعفاء1.

= كتابه "الضعفاء"، كما قال هنا، وذكره ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 7/2715، وساق له هذا الحديث، لكن أخرج المؤلف حديثه لأنه تابعه عليه نافع بن أبي نعيم القارئ، وهو صدوق، وبه احتج المؤلف كما قال.

وأخرجه الشافعي في "الأم"1/19، وأحمد 2/333، والدارقطني 7/141، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/74، والبيهقي في "السنن" 2/131، 132، وفي "معرفة السنن" 1/330، والحازمي في "الاعتبار" ص41، والبغوي في "شرح السنة""166"، من طرق عن يزيد بن عبد الملك بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الصغير" 1/42 من طريق يزيد ونافع معاً، بهذا الإسناد.

وصححه الحاكم في "المستدرك" 1/138 من طريق نافع بن أبي نعيم، به.

وفي "تلخيص الحبير" 1/126: قال ابن عبد البر: كان هذا الحديث لا يعرف إلا من رواية يزيد حتى رواه أصبغ عن ابن القاسم، عن نافع بن أبي نعيم ويزيد، جميعاً عن المقبري. فصح الحديث.

1 انظر "المجروحين" 3/102-103.

ص: 402

‌ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ بُسْرَةَ أَوْ مُعَارِضٌ لَهُ

1119 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي مَسِّ الرَّجُلِ ذَكَرَهُ بَعْدَمَا يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ:"هَلْ هُوَ إِلَّا مُضْغَةٌ أَوْ بضعة منه"2. 23:1

2 إسناده قوي، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/165، وأبو داود "182" في الطهارة: باب الرخصة في ذلك عن مسدد، والترمذي "85" في الطهارة: باب ما جاء في =

ص: 402

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ترك الوضوء من مس الذكر، والنسائي 1/101 في الطهارة: باب ترك الوضوء من ذلك، كلاهما عن هناد بن السري، والدارقطني 1/149 من طريق أبي روح، وابن الجارود "21" من طريق محمد بن قيس، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75 و 76 من طريق يوسف بن عدي، وحجاج، والبيهقي في "السنن" 1/134 من طريق محمد بن أبي بكر، كلهم عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 1/57، ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار" ص40، والبيهقي في "معرفة السنن" 1/355، وأخرجه أحمد 4/22 من طريق حماد بن خالد، والطحاوي 1/75 و 76 من طريق حجاج وغيره، كلهم عن أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، به.

وأخرجه عبد الرزاق "426"، وأحمد 4/23، وابن ماجة "483" في الطهارة: باب الرخصة في ذلك، والدارقطني 1/148 و 149، والحازمي ص41، وابن الجارود "20"، والطبراني "8233" و "8234"، وصححه عمرو بن علي الفلاس، وابن المديني، والطحاوي والطبراني وابن حزم وغيرهم، من طرق عن محمد بن جابر، عن قيس، به. وانظر ابن خزيمة برقم "34".

ص: 403

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُكْمَ الْمُتَعَمِّدِ وَالنَّاسِي1 فِي هذا سواء

1120 -

أخبرنا بن قتيبة بعسقلان، حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، أَخْبَرَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، قَالَ:

حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أحدنا يكون في الصلاة، فيحتك فيصيب يَدُهُ ذَكَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَهَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ أو مضغة منك"2. 23:1

1 في هامش الأصل: الساهي خ.

2 ابن أبي السري هو: محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي، قال الحافظ في "التقريب": صدوق عارف، له أوهام كثيرة، إلا أنه لم ينفرد به، فقد تابعه عليه غير واحد، كما مر في تخريج الحديث الذي قبله، وباقي رجاله ثقات.

ص: 403

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا مَا رَوَاهُ ثِقَةٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، خَلَا مُلَازِمِ بْنِ عَمْرٍو

1121 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَمَسُّ ذَكَرَهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ:"لَا بأس به إنه لبعض جسدك"1. 23:1

1 إسناده قوي. وانظر "1119".

ص: 404

‌ذِكْرُ الْوَقْتِ الَّذِي وَفَدَ طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

1122 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَنَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَقُولُ:"قَدِّمُوا الْيَمَامِي مِنَ الطِّينِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَحْسَنِكُمْ2 لَهُ مَسًّا"3. 23:1

2 تحرف في الأصل إلى أحكم.

3 إسناده قوي، وأخرجه الطبراني في "الكبير""8242" عن معاذ بن المثنى، عن مسدد؛ بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 1/148، 149، والبيهقي 1/135، من طريق محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/9 وقال:"رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجاله موثقون". ولم يرد في "المسند" في مسند طلق، فلعله في موضع آخر. وأخرجه الطبراني "8254" من طريقين عن أيوب بن عتبة، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأصحابه يبنون المسجد، فلما رأيت عملهم، أخذت أحذق المسحاة، فخلطت بها الطين، فكأنه أعجبه أخذي المسحاة، وعملوا فقال:"دعوا الحنفي والطين، فإنه أضبطكم للطين".=

ص: 404

قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: خَبَرُ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ خَبَرٌ مَنْسُوخٌ، لِأَنَّ طَلْقَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ قُدُومُهُ عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَوَّلَ سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ الْهِجْرَةِ، حَيْثُ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَبْنُونَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بِالْمَدِينَةِ. وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ إِيجَابَ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ، عَلَى حَسَبِ مَا ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ أَسْلَمَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ خَبَرَ أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَ بَعْدَ خَبَرِ طَلْقِ بن علي بسبع سنين1.

= وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص45، من طريق لوين، عن محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، ليس بينهما قيس بن طلق.

1 والأولى أن يعمل بالحديثين بأن يحمل الأمر بالوضوء في حديث بسرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق كما هو مذهب الحنفية، وجاء في صحيح ابن خزيمة 1/22: باب استحباب الوضوء من مس الذكر، وذكر الحديث ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مس الذكر استحباباً ولا أوجبه.

وانظر "نصب الراية" 1/54-70، والاعتبار ص39- 46.

ص: 405

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِرُجُوعِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى بَلَدِهِ بَعْدَ قِدْمَتِهِ تِلْكَ

1123 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا سِتَّةً وَفْدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، خَمْسَةٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بَيْعَةً لَنَا، وَاسْتَوْهَبْنَاهُ2 مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ

2 في هامش الأصل: فاستوهبناه خ.

ص: 405

وَتَمَضْمَضَ، وَصَبَّ لَنَا فِي إِدَاوَةٍ، ثُمَّ قَالَ:"اذْهَبُوا بِهَذَا الْمَاءِ فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ، فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ، ثُمَّ انْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ، وَاتَّخِذُوا مَكَانَهَا مَسْجِدًا". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْبَلَدُ بَعِيدٌ، وَالْمَاءُ يَنْشَفُ، قَالَ:"فَأَمِدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا طِيبًا". فَخَرَجْنَا فَتَشَاحَحْنَا عَلَى حَمْلِ الْإِدَاوَةِ أَيُّنَا يَحْمِلُهَا، فَجَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نَوْبًا لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا يَوْمًا وَلَيْلَةً، فَخَرَجْنَا بِهَا حَتَّى قَدِمْنَا بَلَدَنَا فَعَمِلْنَا الَّذِي أَمَرَنَا، وَرَاهِبُ ذلك القوم رجل من طيء، فَنَادَيْنَا بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: دَعْوَةُ حَقٍّ، ثُمَّ هَرَبَ فَلَمْ يُرَ بَعْد1. 23:1

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله تعالى عَنْهُ: فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ طَلْقَ بْنَ عَلِيٍّ رَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ بَعْدَ الْقِدْمَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا وَقْتَهَا، ثُمَّ لَا يُعْلَمُ لَهُ رُجُوعٌ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَمَنِ ادَّعَى رُجُوعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِسُنَّةٍ مُصَرِّحَةٍ، وَلَا سَبِيلَ لَهُ إِلَى ذَلِكَ.

1 إسناده صحيح، وتقدم مختصراً برقم "1119" وأخرجه الطبراني "8241" من طريق مسدد به، وأخرجه النسائي 2/38-39 من طريق هناد بن السري عن ملازم بن عمرو، به.

ص: 406

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ لَحْمِ الْجَزُورِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ نَفَى عَنْهُ ذَلِكَ

1124 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جعفر بن أبي ثورذكر الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ لَحْمِ الْجَزُورِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ نَفَى عَنْهُ ذَلِكَ

[1124]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ

ص: 406

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَتَوَضَّأْ" قَالَ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، قَالَ:"نَعَمْ". قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "لَا"1. 65:3

1125 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:"أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا نَتَوَضَّأَ مِنْ لحوم الغنم"2. 100:1

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح خلا بشر بن معاذ العقدي وهو صدوق، أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم "31".

وسيعيده المؤلف بهذا الإسناد برقم "1154" و "1156".

وأخرجه أحمد 5/98 عن محمد بن سليمان لوين، و 106 عن عفان، ومسلم "360" في الحيض: باب الوضوء من لحوم الإبل، والبيهقي في "السنن" 1/158 من طريق فضيل بن حسين الجحدري أبي كامل، وابن حزم في " المحلى" 1/242، من طريق مسلم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/70 من طريق حجاج، والطبراني "1866" من طريق مسدد ويحيى الحماني ومحمد بن عيسى الطباع، كلهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني "1867" من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، به.

وسيورده المؤلف برقم "1125" و "1127" من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن جعفر بن أبي ثور، به. وبرقم "1126" من طريق سماك، عن جعفر، به. ويُخَرَّج كل طريق في موضعه.

2 إسناده صحيح كسابقه، وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/46- 47.

وأخرجه أحمد 5/102 من طريق إسحاق بن منصور السلولي، والطبراني =

ص: 407

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

="1865" من طريق محمد بن كثير، كلهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/105 عن هاشم، ومسلم "360" عن القاسم بن زكريا، عن عبيد الله بن موسى، والطبراني "1864" من طريق الحسن بن موسى الأشيب، كلهم عن شيبان، عن أشعث، به.

وسيورده المؤلف برقم "1127" من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.

وبرقم "1157" من طريق بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة وإسرائيل، بهذا الإسناد. ويخرج هناك.

ص: 408

‌ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْحَدِيثِ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَعْلُولٌ

1126 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرِ بْنَ1 عِكْرِمَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَبَاتِ الْغَنَمِ، فَرَخَّصَ فِيهَا، وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَبَاتِ الْإِبِلِ فَنَهَى عَنْهَا، وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ فَقَالَ:"إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تتوضأ "2. 100:1

قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: أَبُو ثَوْرِ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: اسْمُهُ جَعْفَرٌ، وَكُنْيَةُ أَبِيهِ: أَبُو ثَوْرٍ، فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ هُوَ: أَبُو ثور بن عكرمة بن1 جابر بن سمرة، روى، عنه عثمان بن

1 في "الإحسان""عن" وهو خطأ، والتصويب من "الأنواع" 1/لوحة 622.

2 إسناده حسن، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" 5/100 عن أبى بكر بن خلاد، عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 1/57، وأحمد 5/93 عن محمد بن جعفر، والطبراني "1863" من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد 5/86 و 88 و 100، 101، وابن الجارود "25"، والطحاوي=

ص: 408

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ1. فَمَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ تَوَهَّمَ أَنَّهُمَا رَجُلَانِ مَجْهُولَانِ، فَتَفَهَّمُوا رحمكم الله كيلا تغالطوا فيه.

=في "شرح معاني الآثار" 1/70، من طريق سفيان، وأخرجه أحمد 5/100 و 108، ومسلم "360"، والطحاوي 1/70، والطبراني "1859" من طريق زائدة بن قدامة.

وأخرجه أحمد 5/92 و 102، والطحاوي 1/70، والطبراني "1860" من طريق حماد بن سلمة، والطبراني "1861" من طريق زكريا بن أبي زائدة، و "1862" من طريق حسن بن صالح، عن سماك بن حرب، به.

1 انظر "الثقات" 4/105- 106.

ص: 409

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِإِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْجَزُورِ

1127 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَأَنْ نُصَلِّيَ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ2. 1:4

2 إسناده صحيح وتقدم برقم "1125" من طريق ابن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.

ومرابض الغنم: مأواها، واحدها مربض مثال مجلس، وأعطان الإبل: جمع عَطَن محركة، وهو وطن الإبل ومبركها حول الحوض، والمرابض للغنم كالمعاطن للإبل.

قال الخطابي: قد ذهب عامة أصحاب الحديث إلى إيجاب الوضوء من أكل لحوم الإبل قولاً بظاهر الحديث، وإليه ذهب أحمد بن حنبل، وأما عامة الفقهاء فمعنى الوضوء عندهم متأول على الوضوء الذي هو النظافة ونفي الزهومة، كما روي:"توضؤوا من اللبن فإن له دسماً". وسيورده المؤلف برقم "1700" من حديث أبي هريرة، ويرد هناك ذكر سبب النهي عن الصلاة في أعطان الإبل والترخيص في مرابض الغنم.

ص: 409

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْإِبِلِ إِنَّمَا هُوَ الْوُضُوءُ الْمَفْرُوضُ لِلصَّلَاةِ دُونَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ

1128 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، سُئِلَ: أَنُصَلِّي فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "لَا". قِيلَ أَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قِيلَ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قِيلَ أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "لَا"1. 110:1

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عنه: في سؤال السائل عن الوضوء

1 إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله الرازي: وثقه غير واحد من الأئمة، وقال النسائي: لا بأس به، روى له أصحاب السنن. وباقي رجال الإسناد على شرطهما. وهو في مصنف عبد الرزاق برقم "1596" ومن طريقه أخرجه أحمد 4/303، وابن حزم في "المحلى" 1/242.

وأخرجه أحمد 4/288، وابن أبي شيبة 1/46، ومن طريقه ابن ماجة "494" في الطهارة، وأبو داود "184" عن عثمان بن أبي شيبة، والترمذي "81" عن هناد، أربعتهم عن أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى""26"، وابن خزيمة في "صحيحه""32" عن محمد بن يحيى، عن محاضر الهَمْداني، عن الأعمش، به. قال ابن خزيمة: ولم نر خلافاً بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل، لعدالة ناقليه.

وأخرجه الطيالسي "735"، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/159 عن شعبة، عن الأعمش، به. ونقل البيهقي تصحيحه عن أحمد وإسحاق بق راهويه.

ص: 410

مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِهَا، وَتَفْرِيقِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، بَيْنَ الْجَوَابَيْنِ: أَرَى الْبَيَانَ أَنَّهُ أَرَادَ الْوُضُوءَ الْمَفْرُوضَ لِلصَّلَاةِ، دُونَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ غَسْلَ الْيَدَيْنِ مِنَ الْغَمْرِ لَاسْتَوَى فِيهِ لُحُومُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ جَمِيعًا1، وَقَدْ كَانَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ، وَبَقِيَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ مُدَّةً، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ، وَبَقِيَ لُحُومُ الْإِبِلِ مُسْتَثْنًى من جملة ما أبيح بعد الخطر الذي تقدم ذكرنا له2.

1 قال الخطابي: معلوم أن في لحوم الإبل من الحرارة وشدة الزهومة ما ليس في لحوم الغنم، فكان معنى الأمر بالوضوء منه منصرفاً إلى غسل اليد لوجود سببه، دون الوضوء الذي هو من أجل رفع الحدث لعدم سببه. والله أعلم.

2 انظر "المصنف" لابن أبي شيبة 1/47 من كان لا يتوضأ من لحوم الإبل "وشرح معاني الآثار" 1/62- 71.

ص: 411

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّ الْوُضُوءَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ إِذَا أُكِلَتْ غَيْرُ وَاجِبٍ

1129 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَضَرٍ الْخَلْقَانِيُّ بِمَرْوَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، مَرَّ عَلَى قِدْرٍ، فَانْتَشَلَ مِنْهَا عظما، فأكله ثم صلى ولم يتوضأ3. 1:4

3 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري. وأخرجه أحمد 1/254، والبخاري "5405" في الأطعمة: باب النهش وانتشال اللحم، من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، به.

وأخرجه أحمد 1/273 عن حسين، عن جرير، عن أيوب، عن عكرمة، به. =

ص: 411

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وأخرجه الطبراني "11508" من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن العلاء بن عبد العزيز، عن عكرمة، به.

وسيورده المؤلف برقم "1162" من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، به، ويخرج هناك.

وأخرجه أحمد 1/244 عن يونس، والبخاري "5404" عن عبد الله بن عبد الوهاب، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس.

وأخرجه أحمد 1/353 عن يزيد، و 1/363 عن محمد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1، 47، وأحمد 1/241 عن هشيم، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن ابن عباس.

وأخرجه أحمد 1/227، وابن الجارود "22"، وابن خزيمة "39" و"40"، من طريق محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وأحمد 1/258، والطحاوي 1/64، من طريق محمد بن الزبير، كلاهما عن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس.

وأخرجه الحميدي "898"، وأحمد 1/227 و 336، وابن الجارود "22"، وابن خزيمة "39" و "40"، من طرق عن الزهري، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس.

وأخرجه عبد الرزاق "642"، ومن طريقه أحمد 1/366، وخرجه النسائي 1/108 في الطهارة: باب ترك الوضوء مما غيرت النار، من طريق خالد، كلاهما عن ابن جريج، عن محمد بق يوسف، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس. وأخرجه عبد الرزاق "637"، وأحمد 1/226 عن يحيى، كلاهما عن ابن جريج، عن عمر بن عطاء بن أبي الخوار، عق ابن عباس.

وأخرجه أحمد 1/279 عن عفان، و 1/361 عن بهز، وأبو داود "190" في الطهارة، والطحاوي 1/64 من طريق أبي عمر الحوضي، كلهم عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس.

وسيورده المؤلف برقم "1131" و "1133" و "1140" و "1153" من ثلاث طرق عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، وبرقم "1142" و "1143" ر "1144" من طريقين عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس. ويخرج من كل طريق في موضعه =

ص: 412

قال أبو حاتم: قول بن عَبَّاسٍ، فَأَكَلَهُ أَرَادَ بِهِ: اللَّحْمَ الَّذِي عَلَى العظم لا العظم نفسه.

=وقوله في الحديث "فانتشل" أي انتزعه منها، من نشل الشيء ينشله نشلاً: أسرع نزعه، ونشل اللحم ينشُلُه وينشِلُةُ نشلاً: أخرجه من القدر بيده من غير مغرفة.

ص: 413

‌ذِكْرُ خَبَرٍ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّ الْوُضُوءَ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْجَزُورِ غَيْرُ وَاجِبٍ

1130 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرزاق، قال: أخبرنا بن جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قُرِّبَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، خُبْزٌ وَلَحْمٌ فَأَكَلَهُ وَدَعَا بِوَضُوءٍ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ ولم يتوضأ، ثُمَّ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَلَمْ يَجِدُوا، فَقَالَ: أَيْنَ شَاتُكُمُ الْوَالِدُ؟ فَأَمَرَنِي بِهَا. فَاعْتَقَلْتُهَا فَحَلَبْتُ لَهُ، ثُمَّ صَنَعَ لَنَا طَعَامًا فَأَكَلْنَا، ثُمَّ صَلَّى قَبْلَ أن يتوضأ، ثُمَّ دَخَلْتُ مَعَ عُمَرَ، فَوَضَعْتُ جَفْنَةً فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ صَلَّيْنَا قَبْلَ أَنْ نتوضأ1. 1:4

1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في "المصنف" برقم "639"، ومن طريقه أخرجه أحمد 3/322.

وأخرجه أحمد 3/322 عن محمد بن بكر، وأبو داود "191" في الطهارة: باب في ترك الوضوء مما مست النار، من طريق حجاج، والبيهقي في "السنن" 1/156 من طريق ابن وهب، كلهم عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/307، والترمذي "80" في الطهارة: باب ما جاء في ترك =

ص: 413

قال: وحدثنا معمر، عن بن1 المنكدر، عن جابر مثله.

=الوضوء مما غيرت النار، وابن ماجة "489" في الطهارة: باب الرخصة في ذلك، والبيهقي في "السنن" 1/154، من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، به.

وأخرجه أحمد 4/303، وابن أبي شيبة 1/47 من طريق هشيم، عن علي بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وسيأتي من طرق أخرى عن ابن المنكدر برقم "1132"، و "1135" و "1136" و "1137" و "1138" و "1139".

وأخرجه أحمد 3/374 من طريق محمد بن إسحاق، والترمذي "80" في الطهارة: باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار، وابن ماجة "489" في الطهارة: باب الرخصة في ذلك، من طريق سفيان بن عيينة، وأبو داود الطيالسي برقم "167" ومن طريقه الطحاوي 1/65، عن زائدة، كلهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر.

وأخرجه عبد الرزاق "649"، وابن ماجة "489"، والطحاوي 1/67، من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر.

1 سقطت من الأصل. وسيرد من طريق معمر برقم "1132" و "1136".

ص: 414

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّ الْوُضُوءَ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْإِبِلِ غَيْرُ وَاجِبٍ

1131 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ -أَوْ قَالَ: تَعَرَّقَ مِنْ ضِلَعٍ- ثم صلى ولم يتوضأ2. 20:5

2 إسناده صحيح، على شرطهما، أبو خيثمة: هو زهير بق حرب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47 عن ابن علية، بهذا الإسناد.

وسيورده المؤلف برقم "1133" و "1153" من طريقين عن هشام بن عروة، عن وهب ابن كيسان، به. وبرقم "1140" من طريق موسى بن عقبة، عن محمد ابن عمرو بن عطاء، به.

وأخرجه أحمد 1/272 عن حسين، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.

وأخرجه مسلم "359""96" في الحيض، والطحاوي 1/64 من طريقين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ محمد بن عمرو بن عطاء بنحوه.

وأخرجه مسلم "359" من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.

ص: 414

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ نَاسِخٌ لِلْأَمْرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ أَوْ مُضَادُّ لَهُ

1132 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ قَالَ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ لَحْمٍ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصف ولم يتوضؤوا. قَالَ جَابِرٌ: ثُمَّ شَهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. ثُمَّ شَهِدْتُ عُمَرَ أَكَلَ مِنْ جَفْنَةٍ، ثُمَّ قام فصلى ولم يتوضأ1. 1:4

1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه عبد الرزاق "639" و "640" من طريق معمر، بهذا الإسناد، وقد تقدم برقم "1135" من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، به. فانظره.

ص: 415

‌ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ نَاسِخٌ لِلْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ

1133 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرياني2، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بن

2 نسبة إلى ريان من قرى نسا، وتحرفت في الأصل إلى الرماني.

ص: 415

عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ1 عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أكل كتفا فصلى ولم يتوضأ2. 100:1

1 في الأصل: عن، وهو خطأ.

إسناده صحيح، بكر بن خلف وثقه أبو حاتم، والمؤلف، وسلمة بن القاسم، وابن خلفون، وقال ابن معين ة صدوق، وعلق له البخاري، وروى له أبو داود وابن ماجة، وباقي رجاله على شرطهما، وأخرجه أحمد 1/227، ومسلم "354" في الطهارة: باب نسخ الوضوء مما مست النار، وابن الجارود برقم "22"، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم "40"، والبيهقي في "السنن" 1/153، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/281 من طريق وهيب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/64 من طريق حماد، كلاهما عن هشام بن عروة، به.

وسيعيده المؤلف برقم "1153" من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، به.

وقد أورده المؤلف بالأرقام "1131" و "1140" و "1153" من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، به. وبالأرقام "1142" و "1143" و "1144" من طريقين عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، وبرقم "1129" و "1162" من طريق عكرمة، عن ابن عباس.

ص: 416

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صناعة العلم أنه ناسح لِأَمْرِهِ صلى الله عليه وسلم بِالْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ

1134 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ3 الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ4، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "كَانَ آخر الأمرين من

23 تحرف في "الإحسان" إلى سهيل، والتصحيح من "الأنواع والتقاسيم" 1/لوحة 623.

4 تصحف في "الإحسان" إلى "عباس".

ص: 416

رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، تَرَكَ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ"1. 100:1

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذَا خَبَرٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ2، اخْتَصَرَهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ مُتَوَهِّمًا لِنَسْخِ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مُطْلَقًا، وَإِنَّمَا هُوَ نَسْخٌ لِإِيجَابِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، خلا لحم الجزور فقط.

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح خلا موسى بن سهل الرملي وهو ثقة، وعبد الله: هو ابن المبارك، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم "43".

وأخرجه أبو داود "192" في الطهارة: باب ترك الوضوء مما مست النار، عن موسى بن سهل الرملي، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/108 في الطهارة: باب ترك الوضوء مما غيرت النار، وابن الجارود "24"، والطحاوي 1/67، والبيهقي في "السنن" 1/155، 156، والحازمي في "الاعتبار" ص48، وابن حزم في "المحلى" 1/243، من طريق علي بن عياش، به.

2 يقصد به الحديث المتقدم برقم "1130" ويذكر فيه جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل خبزاً ولحماً، ثم توضأ وصلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه، فأكل، ثم صلى العصر ولم يتوضأ. وقد تابع المؤلف في دعوى الاختصار أبا داود، فقد أورد الحديثين، ثم قال عقب الثاني منهما: هذا اختصار من الحديث الأول. يذهب إلى أن الحديث الثاني ليس ناسخاً لطلب الوضوء مما مست النار، ولا دلالة فيه على النسخ، لأنه المراد بآخر الأمرين- عنده- آخرهما في هذه القصة لا مطلقاً.

وأورد ابن حزم في "المحلى" 2/243 هذين الحديثين، ومقولة أبي داود، ثم قال:"القطع بأن ذلك الحديث مختصر من هذا، قولٌ بالظن، والظن أكذب الحديث، بل هما حديثان كما وردا".

ويعضد ما قاله ابن حزم ما أخرجه البخاري "5457" من حديث جابر: سُئل عن الوضوء مما مست النار؟ فقال: لا، قد كنا زمان النبي صلى الله عليه وسلم لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلاً، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ.

ص: 417

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُقْتَضِي لِلَّفْظَةِ الْمُخْتَصَرَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا

1135 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى قَبْلَ أن يتوضأ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم [أَبَا بَكْرٍ] أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرَ أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى قَبْلَ أن يتوضأ1. 100:1

1136 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ قَالَ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ لَحْمٍ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا- ثُمَّ قَامُوا إِلَى العصر ولم يتوضؤوا. قَالَ جَابِرٌ: ثُمَّ شَهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، ثُمَّ شَهِدْتُ عُمَرَ أَكَلَ مِنْ جَفْنَةٍ، ثُمَّ قام فصلى ولم يتوضأ2. 20:5

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر "1130".

2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر "1132".

3 تحرف في "الإحسان" إلى "عمرو" بواو، والتصويب من "الأنواع" 1/لوحة 624.

ص: 418

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الطَّعَامَ الَّذِي لَمْ يَتَوَضَّأْ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَكْلِهِ، كَانَ لَحْمَ شَاةٍ لَا لَحْمَ إِبِلٍ

1137 -

أَخْبَرَنَا عمر3 بن محمد الهمداني، قال: حدثناذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الطَّعَامَ الَّذِي لَمْ يَتَوَضَّأْ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَكْلِهِ، كَانَ لَحْمَ شَاةٍ لَا لَحْمَ إِبِلٍ

[1137]

أَخْبَرَنَا عُمَرُ3 بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

ص: 418

الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَعَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى شَاةٍ، فَأَكَلَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وَأَصْحَابُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَتَوَضَّأَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ عَادَ إِلَى بَقِيَّتِهَا فَأَكَلُوا، فَحَضَرَتِ الْعَصْرُ فَلَمْ يَتَوَضَّأْ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم1. 100:1

1 إسناده قوي، محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي من شيوخ الإمام أحمد، وثقه ابن المديني، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه يهم أحيانا، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وأورد له ابن عدي عدة أحاديث وقال: أنه لا بأس به، وأخرج له البخاري ثلاثة أحاديث، ليس فيها شيء مما استنكره ابن عدي كما في "مقدمة فتح الباري" ص440، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه بنحوه الطيالسي "1670" من طريق زائدة عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر.

ص: 419

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَكْلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَاهُ كَانَ ذَلِكَ مِنْ لَحْمِ شَاةٍ لَا مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ

1138 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَبَسَطَتْ لَهُ عِنْدَ ظِلِّ صَوْرٍ، وَرَشَّتْ بِالْمَاءِ حَوْلَهُ، وَذَبَحَتْ شَاةً فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا مَعَهُ. ثُمَّ قَالَ تَحْتَ الصَّوْرِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ، تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَلَتْ عِنْدَنَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ، فَهَلْ لَكَ فِيهَا؟ قَالَ:"نَعَمْ". فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا مَعَهُ، ثمذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ أَكْلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَاهُ كَانَ ذَلِكَ مِنْ لَحْمِ شَاةٍ لَا مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ

[1138]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَبَسَطَتْ لَهُ عِنْدَ ظِلِّ صَوْرٍ، وَرَشَّتْ بِالْمَاءِ حَوْلَهُ، وَذَبَحَتْ شَاةً فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا مَعَهُ. ثُمَّ قَالَ تَحْتَ الصَّوْرِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ، تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَلَتْ عِنْدَنَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ، فَهَلْ لَكَ فِيهَا؟ قَالَ:"نَعَمْ". فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا مَعَهُ، ثُمَّ

ص: 419

صلى قبل أن يتوضأ1. 1:4

1 إسناده صحيح على شرطهما، والد وهب -وهو جرير بن حازم- في روايته عن قتادة ضعف، وهذا ليس منها، وانظر ما قبله. والصور: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه، ويجمع على صيران. انظر "النهاية".

ص: 420

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّحْمَ الَّذِي أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ كَانَ لَحْمَ شَاةٍ لَا لَحْمَ إِبِلٍ

1139 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَعَتْنَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَذَبَحَتْ شَاةً، وَصَنَعَتْ طَعَامًا، وَرَشَّتْ لَنَا صَوْرًا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّهُورِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ أَتَيْنَا بِفُضُولِ الطَّعَامِ فَأَكَلَهُ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يتوضأ. وَدَخَلْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَدَعَا بِطَعَامٍ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَالَ: أَيْنَ شَاتُكُمُ الَّتِي وَلَدَتْ؟ قَالَتْ: هِيَ ذِهِ، فَدَعَا بِهَا فَحَلَبَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ صنعوا لبأ، فأكل فصلى ولم يتوضأ. وَتَعَشَّيْتُ مَعَ عُمَرَ، فَأُتِيَ بِقَصْعَتَيْنِ، فَوُضِعَتْ وَاحِدَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْأُخْرَى بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ2. 1:4

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الصَّور: مُجْتَمِعُ النخل.

2 إسناده قوي، بشر بن معاذ العَقَدي صدوق، وباقي رجاله رجال الشيخين، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/65 من طريق محمد بن المنهال، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وتقدم الحديث من طرق عن ابن المنكدر بالأرقام "1130" و "1132" و "1135" و "1136" و "1137" و "1138".

ص: 420

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَتِفَ1 الَّذِي لَمْ يَتَوَضَّأْ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَكْلِهِ كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

1140 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ بن عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضأ2. 20:5

1 جرى المؤلف على استعمال "الكتف" في هذا العنوان وما بعده مذكراً، مع أن كتب اللغة نصت على تأنيثها.

2 إسناده حسن، أبو مروان العثماني: هو محمد بن عثمان، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ، وعبد العزيز هو الدراوَرْدي، وأخرجه أحمد 1/253 عن عفان، عن وهيب، و 1/258 عن عبد الله بن المبارك، كلاهما عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد، وكلا الإسنادين صحيح، وقد تقدم برقم "1131" و "1133" من طرق عن ابن عطاء، فانظره.

ص: 421

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي أَكَلَهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

1141 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بن شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شاةذكر خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي أَكَلَهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

[1141]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بن شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شاة

ص: 421

فَيَأْكُلُ مِنْهَا، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَامَ فَطَرَحَ السِّكِّينَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ1. 20:5

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "355" "93" في الحيض: باب نسخ الوضوء مما مست النار، والبيهقي 1/154 من طريق أحمد بن عيسى المصري، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه من طرق عن الزهري به: الشافعي 1/34، وعبد الرزاق في "المصنف" برقم "634" وسقط منه لفظ "جعفر بن" قبل "عمرو بن أمية"، والحميدي "898"، والطيالسي 1/58، وابن أبي شيبة 1/48، وأحمد 4/139 و179 و 5/278 و 288، والبخاري "258" في الوضوء: باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق، و "675" في الأذان: باب إذا دُعي الإمام إلى الصلاة وبيده ما يأكل، و "2923" في الجهاد: باب ما يذكر في السكين، و "5408" في الأطعمة: باب قطع اللحم بالسكين، و "5422" باب شاة مسموطة والكتف والجنب، و "5462" باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه، ومسلم "355" في الحيض: باب نسخ الوضوء مما مست النار، والترمذي "1836" في الأطعمة: باب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرخصة في قطع اللحم بالسكين، والدارمي 1/185 في الوضوء: باب الرخصة في ذلك، وابن الجارود "23"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/66، والبيهقي في "السنن" 1/153 و 157، والحازمي في "الاعتبار" ص48. وسيورده المؤلف برقم "1150" من طريق أخرى عن عمرو بن أمية.

ص: 422

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي أَكَلَهُ، صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى مِنْ غَيْرِ إِحْدَاثِ وُضُوءٍ كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

1142 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسارذكر خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي أَكَلَهُ، صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى مِنْ غَيْرِ إِحْدَاثِ وُضُوءٍ كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

[1142]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

ص: 422

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يتمضمض1. 20:5

1 إسناده حسن، أبو مروان العثماني، تقدم أنه صدوق يخطئ، وباقي رجاله رجال الصحيح، وأخرجه عبد الرزاق "635" ومن طريقه أحمد 1/365 عن معمر، عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه الطيالسي 1/59 عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، به، وخارجة بن مصعب متروك كما في "التقريب".

وأخرجه أحمد 1/356 عن وكيع، عن هشام، عن زيد بن أسلم، به.

وسيورده المؤلف بعده من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، به.

ص: 423

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي أَكَلَهُ الْمُصْطَفَى، صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

1143 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَكَلَ كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ2. 100:1

2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "الموطأ " 1/25 في الطهارة: باب ترك الوضوء مما مسته النار، ومن طريق مالك أخرجه أحمد 1/266، والبخاري "207" في الوضوء: باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق، ومسلم "354" في الطهارة: باب نسخ الوضوء مما مست النار، وأبو داود "187" في الطهارة: باب في ترك الوضوء مما مست النار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/64، والبيهقي في "السنن" 1/153 باب ترك الوضوء مما مسَّت النار، وابن خزيمة في "صحيحه""41"، والبغوي في "شرح السنة""169". وانظر ما سبله.

ص: 423

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي لَمْ يَتَوَضَّأْ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَكْلِهِ، كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

1144 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبيذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْكَتِفَ الَّذِي لَمْ يَتَوَضَّأْ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَكْلِهِ، كَانَ ذَلِكَ كَتِفَ شَاةٍ لَا كَتِفَ إِبِلٍ

[1144]

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي

ص: 423

بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أَكَلَ كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ1. 19:4

1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر ما قبله، وقد أخرجه البغوي في "شرح السنة""169" من طريق أحمد بن أبي بكر –وهو أبو مصعب- عن مالك.

ص: 424

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَكْلَ الَّذِي وَصَفْنَاهُ مِنَ الْمُصْطَفَى، صلى الله عليه وسلم، اللَّحْمَ الَّذِي لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ، كَانَ ذَلِكَ لَحْمَ شَاةٍ لَا لَحْمَ إِبِلٍ

1145 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَبَسَطَتْ لَهُ عِنْدَ صَوْرٍ، وَرَشَّتْ حَوْلَهُ، وَذَبَحَتْ شَاةً فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا، فَأَكَلَ، صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلْنَا مَعَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّى، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ فَضَلَتْ عِنْدَنَا مِنْ شَاتِنَا فَضْلَةٌ، فَهَلْ لَكَ فِي الْعَشَاءِ؟ قَالَ:"نَعَمْ". فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ صَلَّى العصر ولم يتوضأ2. 20:5

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، شيبان بن أبي شيبة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين، وتقدم برقم "1138" من طريق وهب بن جرير عن أبيه جرير، به. فانظره.

ص: 424

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالشَّيْءِ الَّذِي نَسَخَهُ فِعْلُهُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ

1146 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن عُلَيَّةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بنذكر الْأَمْرِ بِالشَّيْءِ الَّذِي نَسَخَهُ فِعْلُهُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ

[1146]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بن عُلَيَّةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ

ص: 424

عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ تَوَضَّأْتُ؟ إِنِّي أَكَلْتُ أَثْوَارَ أَقِطٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"تَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ". 20:5

وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يتوضأ من السكر1.

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 1/50، وأخرجه أحمد 2/427، والنسائي 1/105 في الطهارة: باب الوضوء مما غيرت النار، من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق "667" ومن طريقه أحمد 2/265، والنسائي 1/105، عن معمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق "668" ومن طريقه أحمد 2/271، عن ابن جريج، عن الزهري، به.

وأخرجه من طرق عن الزهري به: الطيالسي 1/58، وأحمد 2/470 و 478، 479، ومسلم "352" في الحيض: باب الوضوء مما مست النار، والنسائي 1/105، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/63- وتحرف فيه لفظ عمر بن عبد العزيز إلى عمرو- والبيهقي في "السنن" 1/155.

وأخرجه أحمد 2/503، والترمذي "79"، وابن ماجة "485"، والطحاوي 1/63 من طريق الزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد 2/529، والنسائي 1/106،، والطحاوي 1/63 من طريق الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي 1/106 من طريق يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي هريرة.

وسيورده المؤلف برقم "1148" من طريق أبي بكر بن حفص، عن الأغر، عن أبي هريرة. وبرقم "1153" من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن زيد بن ثابت، وأبي طلحة، وأم حبيبة، وعائشة. انظر "صحيح" مسلم "351" و "353"، و "مصنف" ابن أبي شيبة 1/50- 52، و"شرح معاني الآثار" 1/62، 63، والنسائي 1/106، 107، و"سنن" البيهقي 1/155.

وأثوار: جمع ثور، وهي قطعة من الأقط، وهو لبن جامد مستحجر.

ص: 425

‌ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ مَا مَسَّتْهُ النَّارُ

1147 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عن بن شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ وَجَدَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّأُ، فَسَأَلَهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّمَا أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ"1.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ: هَكَذَا أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ وَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، وَإِنَّمَا هُوَ إبراهيم بن عبد الله بن قارظ2.

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله.

2 في "التهذيب" وفروعه: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، ويقال: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.

وجاء في هامش الأصل ما نصه: لكن في روايتهما عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، وفي رواية للنسائي: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فالنسائي روى الوجهين، كما فعل ابن حبان.

ص: 426

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ" أَرَادَ بِهِ مَا أَنْضَجَتْهُ النَّارُ

1148 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا عبيد الله بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ" أَرَادَ بِهِ مَا أَنْضَجَتْهُ النَّارُ

[1148]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ

ص: 426

مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"تَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتِ النار"1. 100:1

1 إسناده صحيح، على شرط مسلم. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص الزهري المدني. وأخرجه أحمد 2/458 عن محمد ابن جعفر، وأبو داود "194" في الطهارة: باب التشديد في ذلك، عن مسدد، عن يحيى، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر "1146" و "1147".

ص: 427

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ

1149 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ2 بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قال: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ، فَشُوِيَ لَهُ بَطْنُهَا، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قام يصلي ولم يتوضأ3.

2 في الأصل: الحسن، وهو خطأ، وهو أبو عروبة الحرَّاني.

3 شرحبيل بن سعد المدني مولى الأنصار، مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق اختلط بأخرة، وباقي رجاله ثقات، محمد بن سلمة هو الباهلي الحرّاني، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد بن سماك الأموي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/48 من طريق خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن حنين بن أبي المغيرة، عن أبي رافع.

وأخرجه مسلم "357" في الحيض: باب نسخ الوضوء مما مست النار، والبيهقي 1/154 من طريق أحمد بن عيسى، عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي غطفان، عن أبي رافع.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/66 من طريق ابن خزيمة، عن القعنبي، عن عبد العزيز، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المغيرة بن أبي رافع، عن أبي رافع.

ص: 427

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ

1150 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الخليل بنسا، قالا: حدثنا بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَحْتَزُّ مِنْ عَرْقٍ يَأْكُلُ، فَأَتَى الْمُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ، فَأَلْقَى الْعَرْقَ وَالسِّكِّينَ مِنْ يَدِهِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ1. 19:4

قَالَ إِسْحَاقُ: عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ وَلَمْ يَذْكُرِ الضَّمْرِيَّ، وَقَالَ:"يَحْتَزُّ مِنْ عَرْقٍ فَأَتَاهُ الْإِذْنُ بِالصَّلَاةِ".

وَقَالَ: "من يده وصلى ولم يتوضأ".

1 الفضل بن عمرو، روى عنه اثنان، وأورده المؤلف في الثقات، وذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحا، فالحديث صحيح، وقد تقدم برقم "1141" من طريق أخيه جعفر بن عمرو. والغرق: بسكون الراء: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وجمعه عُراق، وهو جمع نادر. انظر "النهاية".

ص: 428

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَرْكَ الْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ كَتِفِ الشَّاةِ كَانَ بَعْدَ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِمَّا مست النار

1151 -

أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عن أبيهذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ تَرْكَ الْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ كَتِفِ الشَّاةِ كَانَ بَعْدَ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النار

[1151]

أخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ

ص: 428

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ مِنْ ثَوْرِ أَقِطٍ ثُمَّ رَآهُ أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ فَصَلَّى وَلَمْ يتوضأ1. 100:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في صحيح ابن خزيمة "42" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 1/156.

وأخرجه البزار "297" من طريق أحمد بن أبان، عن عبد العزيز بن محمد، به.

وأخرجه الطيالسي 1/58 عن وهيب، وابن ماجة "493" في الطهارة: باب الرخصة في ذلك، من طريق عبد العزيز بن المختار، والطحاوي 1/67 من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلهم عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر "1146".

ص: 429

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ مِنَ الْأَسْوِقَةِ

1152 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حدثنا حماد بن يزيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا عَلَى رَوْحَةٍ2 مِنْ خَيْبَرَ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بِطَعَامٍ فَلَمْ يُوجَدْ إِلَّا سَوِيقٌ، قَالَ: فَأَكَلْنَاهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وصلى ولم يتوضأ3. 19:4

2 بفتح الراء ضد الغدوة، وقد تحرفت في الأصل إلى "دوحة".

3 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البخاري "5390" في الأطعمة: باب السويق، عن سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" من طريق حجاج، والطبراني "6458" من طريق عارم، كلهم عن حماد بن زبد، بهذا الإسناد. وليس لسويد بن النعمان عند البخاري إلا هذا الحديث، وأخرجه من طرق عدة كما سيرد.

وأخرجه عبد الرزاق "691"، والحميدي "437"، والبخاري "5384" في الأطعمة: باب ليس على الأعمى حرج، و "5454" و "5455" باب المضمضة =

ص: 429

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بعد الطعام، والطبراني "6455"، من طريق سفيان بن ت! ة، عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه أحمد 3/462، ومن طريقه الطبراني "6461"، وأخرجه البخاري "4175" في المغازي: باب غزوة الحديبية، كلاهما من طريق شعبة، عن يحيى، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/48، ومن طريقه ابن ماجة "492" في الطهارة: باب الرخصة في ذلك، عن علي بن مسهر، عن يحيى، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/48، وأحمد 3/462، عن ابن نمير، عن يحيى، به.

وأخرجه البخاري "215" في الوضوء: باب الوضوء من غير حدث، من طريق سليمان بن بلال، و "2981" في الجهاد: باب حمل الزاد في الغزو، من طريق عبد الوهاب، كلاهما عن يحيى، به.

وأخرجه الطبراني "6457" من طريق الأوزاعي، و "6459" من طريق الليث،

و"6460" من طريق زهير بن معاوية، و "6462" من طريق بشر بن المفضل، و "6463" من طريق مسدد، كلهم عن يحيى بن سعيد، به.

وسيورده المؤلف برقم "1155" من طريق مالك، عن يحيى بن سعيد، به، ويخرج من طريقه هناك. والسويق: دقيق يتخذ من الشعير أو القمح.

قال الحافظ في "الفتح": وفائدة المضمضة من السويق وإن كان لا دسم له أن تحتبس بقاياه بين الأسنان ونواحي الفم، فيشغله تتبعه عن أحوال الصلاة.

ص: 430

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ إِذَا أَكَلَ لَحْمًا مَسَّتْهُ النَّارُ أَنْ يُصَلِّيَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّ مَاءً بِيَدِهِ وَلَا فَمِهِ

1153 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو بَدْرٍ1 بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ

عَنْ بن عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أكل عرقا

1 تحرف في الأصل إلى: أحمد بن خالد، عن عبد الملك بن زيد، وتقدم على الصواب برقم "1113"، وانظر "ثقات" المؤلف 8/226، و "معجم البلدان""سرغامرطا".

ص: 430

مِنْ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ، وَلَمْ يمس ماء1. 1:4

1 تقدم برقم "1133" من طريق يحيى القطان، عن هشام، به، واستوفي تخريجه هناك.

ص: 431

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَمْرَ بِالْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مَنْسُوخٌ خَلَا لَحْمِ الْإِبِلِ وَحْدَهَا

1154 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ:"إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَتَوَضَّأْ". قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "نَعَمْ تَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ". قَالَ: أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الإبل؟ قال: "لا"2. 20:5

2 إسناده صحيح، وهو في صحيح ابن خزيمة "31"، وهو مكرر "1124" فانظر تخريجه ثَمَّتَ.

ص: 431

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَجِبُ مِنْ أَكْلِ مَا مَسَّتْهُ النَّارُ خَلَا لَحْمِ الْجَزُورِ لِلْأَمْرِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ

1155 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ خرج مع رسول الله، ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَجِبُ مِنْ أَكْلِ مَا مَسَّتْهُ النَّارُ خَلَا لَحْمِ الْجَزُورِ لِلْأَمْرِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ

[1155]

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ،

ص: 431

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ -وَهِيَ مِنْ أَدْنَى خَيْبَرَ- نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالْأَزْوَادِ فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَثُرِّيَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَأَكَلْنَا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ1. 20:5

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "الموطأ" 1/26 في الطهارة: باب ترك الوضوء مما مسته النار. ومن طريق مالك أخرجه البخاري "209" في الوضوء: باب من مضمض من السويق ولم يتوضأ، و "4195" في المغازي: باب غزوة خيبر، والنسائي 1/108، 109 في الطهارة: باب المضمضة من السويق، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/66، والبيهقي في "السنن" 1/160، والحازمي في "الاعتبار" ص51، والطبراني "6456"، والبغوي في "شرح السنة""171". وتقدم برقم "1152" من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، به، وأوردت في تخريجه هناك طرقه. وقوله:"فثُِّريَ " أي: بُلَّ.

ص: 432

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِالْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ هُوَ الْمُسْتَثْنَى مِمَّا أُبِيحَ مِنْ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ

1156 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ:"إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَتَوَضَّأْ". قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "نَعَمْ تَوَضَّأْ من لحوم الإبل". قال: أصلي في مرابضذكر الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِالْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ هُوَ الْمُسْتَثْنَى مِمَّا أُبِيحَ مِنْ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ

[1156]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ:"إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَتَوَضَّأْ". قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "نَعَمْ تَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ". قَالَ: أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ

ص: 432

الْغَنَمِ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الإبل؟ قال: "لا"1. 100:1

1 إسناده صحيح وهو مكرر "1124" و "1154".

ص: 433

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

1157 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ فَقَالَ:"تَوَضَّأْ إِنْ شِئْتَ". وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ فَقَالَ: "صَلِّ إِنْ شِئْتَ". وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ فَقَالَ: "تَوَضَّأْ". وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ في مبات الإبل فقال: "لا تصل"2. 100:1

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن أبي ثور، فقد احتج به مسلم، وروى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" وقال أبو أحمد الحاكم: هو من مشايخ الكوفيين الذين اشتهرت روايتهم عن جابر، وصحح حديثه هذا مسلم وابن خزيمة والمؤلف وابن منده والبيهقي وغير واحد، فقول الحافظ فيه في "التقريب": مقبول. وأخرجه ابن ماجة "495" في الطهارة: باب ما جاء في الوضوء من لحم الإبل، عن بندار محمد بن بشار بهذا الإسناد وانظر "1125".

ص: 433

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِنْ شُرْبِ الْأَلْبَانِ كلها

1158 -

أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ بن شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بإناء فمضمض وقال:"إن له دسما"3. 1:4

3 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "358" في الحيض: باب نسخ الوضوء مما مست النار، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد. =

ص: 433

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وأخرجه مسلم أيضاً "358" عن أحمد بن عيسى، والبيهقي في "السنن" 1/160 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن ابن وهب، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/57، وأحمد 1/223 و 227 و 329، والبخاري "5609" في الأشربة: باب شرب اللبن، ومسلم "358"، وابن ماجة "498" في الطهارة وسننها: باب المضمضة من شرب اللبن، وابن خزيمة في "صحيحه""47"، والبيهقي في "السنن" 1/160، والبغوي في "شرح السنة""170" من طرق عن الأوزاعي، عن الزهري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/373 عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، به.

وسيورده المؤلف بعده "1159" من طريق عقيل، عن الزهري، به، ويخرج عند.، فانظره.

وأخرجه عبد الرزاق "673" عن معمر، وابن أبي شيبة 1/57 عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، مرسلاً.

ص: 434

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ شُرْبَ اللَّبَنِ لَا يُوجِبُ عَلَى شَارِبِهِ وُضُوءًا

1159 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ وَقَالَ:"إِنَّ لَهُ دسما"1 8:5

1 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه البخاري "211" في الوضوء: باب هل يمضمض من اللبن، ومسلم "358" "95" في الحيض: باب نسخ الوضوء مما مست النار، وأبو داود "196" في الطهارة: باب في الوضوء من اللبن، والترمذي "89" في الطهارة: باب المضمضة من اللبن، والنسائي 1/109 في الطهارة: باب المضمضة من اللبن، كلهم عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/337 عن الليث بن سعد، به.

وتقدم قبله برقم "1158" من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهري، به، وسبق تخريجه هناك.

ص: 434

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِنْ أَكْلِ الْفَوَاكِهِ

1160 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ خَالُ النُّفَيْلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ تَمْرًا عَلَى تُرْسٍ، فَمَرَّ بِنَا النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: سلم، فَتَقَدَّمَ فَأَكَلَ مَعَنَا مِنَ التَّمْرِ، وَلَمْ يَمَسَّ ماء1. 1:4

1 حديث صحيح، سعيد بن حفص هو ابن عمرو بن نفيل النفيلي، أبو عمرو الحراني، ذكره المؤلف في "الثقات" 8/269- 270، ووثقه مسلمة بن قاسم، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن أبي عروبة الحراني أنه كان قد كبر، ولزم البيت، وتغير في آخر عمره. وقد توبع عليه، وباقي رجاله على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود "3762" في الأطعمة: باب في طعام الفجاءة، من طريق أحمد بن سعد بن أبي مريم، حدثنا عمي سعيد بن الحكم، حدثنا الليث بن سعد، أخبرني خالد بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، وهذا سند رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 3/397 عن موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغائط، فدعوناه إلى عجوة بين أيدينا على ترس، فأكل منها، ولم يكن توضأ قبل أن يأكل منها.

ص: 435

‌ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنْ حَمْلِ الْمَيِّتِ

1161 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالْوُضُوءِ مِنْ حَمْلِ الْمَيِّتِ

[1161]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا،

ص: 435

فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ" 1. 55:1

1 إسناده صحيح، إبراهيم بن الحجاج السامي ثقة روى له النسائي، ومن فوقه على شرط مسلم، وأخرجه الترمذي "993" في الجنائز: باب ما جاء في الغسل من غسل الميت، وابن ماجة "1463" في الجنائز: باب ما جاء في غسل الميت، والبيهقي في "السنن" 1/301، من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 1/300 من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به.

وأخرجه الطيالسي "2314"، وابن أبي شيبة 3/269، وأحمد 2/433، و 454 و 472، والبغوي "339" من طرق عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة. وصالح مولى التوأمة هو صالح بن نبهان المدني: صدُوق اختلط بأخرة، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، قال ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه القدماء مثل ابن أبي ذئب، وابن جريج، وزياد بن سعد فالسند قوي، وحسنه الترمذي.

وأخرجه أبو داود "3162" في الجنائز، وابن حزم 1/250، والبيهقي 1/301 من طريق سفيان بن عيينة، عن سهيل، عن أبيه، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة، وإسحاق مولى زائدة ثقة.

وأخرجه عبد الرزاق "6110" ومن طريقه أحمد 2/280 عن معمر، عن يحيى ابن أبي كثير، عن رجل يقال له: أبو إسحاق، عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو داود "3161" في الجنائز، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 2/23 في الأشياء الموجبة غسل الجسد كله، عن أحمد بن صالح، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عمرو بن عمير، عن أبي هريرة.

وقد حسن الحديث الترمذي وصححه ابن القطان، وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/137: وفي الجملة هو بكثرة طرقه أسوأ أحواله أن يكون حسناً.

قال البغوي في "شرح السنة" 2/169: واختلف أهل العلم في الغُسْل من غَسْل الميت، فذهب بعضهم إلى وجوبه، وذهب أكثرهم إلى أنه غير واجب، قال ابن عمر وابن عباس: ليس على غاسل الميت غُسل. وروي عن عبد الله بن أبي بكر، عن أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر أنها غسلت أبا بكر حين توفي، فسألت من حضرها من المهاجرين، فقالت: إني صائمة، وهذا يوم شديد البرد، فهل عليَّ من غسل؟ فقالوا: لا. =

ص: 436

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أُضْمِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ "إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا حَائِلٌ". وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ الْوُضُوءُ الَّذِي لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ إِلَّا بِهِ دُونَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ تَقْرِينُهُ صلى الله عليه وسلم الْوُضُوءَ بالاغتسال في شيئين متجانسين.

= وقال النخعي وأحمدُ وإسحاق: يتوضأ غاسل الميت.

وقال مالك والشافعي: يستحب له الغسل ولا يجب.

ويؤيد قول من حمل الأمر في الحديث على الاستحباب ما رواه الخطيب في ترجمة محمد بن عبد الله المخرمي من "تاريخه" 5/424 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقال: قال لي أبي: كتبت حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: كنا نغسل الميت، فمنا من يغتسل، ومنا من لا يغتسل، قال: قلت: لا، قال: في ذلك الجانب شاب يقال له: محمد بن عبد الله يحدث به عن أبي هشام المخزومي، عن وهيب، فاكتب عنه، وإسناده صحيح كما قال الحافظ، وأخرج الحاكم 1/386، والبيهقي 3/398 من حديث ابن عباس مرفوعاً "ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه، فإن ميتكم ليس بنجس، فحسبكم أن تغسلوا أيديكم" وسنده حسن كما قال الحافظ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وقوله: "ومن حمله فليتوضأ" قيل: المراد منه المس. وقيل: ليكن على وضوء حالة ما يحمله، ليتهيأ له الصلاة عليه إذا وضعها.

ص: 437

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ اقْتِصَارِ الْمَرْءِ عَلَى مَسْحِ الْيَدِ بِشَيْءٍ مَعَهُ مِنَ الْغَمَرِ1 دُونَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ مِنْهُ عِنْدَ الْقِيَامِ إِلَى الصَّلَاةِ

1162 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو2 الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَكَلَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، كَتِفًا، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِمِسْحٍ كَانَ تَحْتَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى3. 19:4

1 الغمر بالتحريك: السَّهَكُ وريح اللحم، وما يعلق باليد من دسمه.

2 سقطت من الأصل.

3 سماك- وهو ابن حرب- صدوق إلا أن في روايته عن عكرمة اضطراباً، وباقي =

ص: 437

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47، ومن طريقه أخرجه ابن ماجة "488" في الطهارة وسننها: باب الرخصة في ذلك، وأخرجه أبو داود "189" في الطهارة: باب في ترك الوضوء مما مست النار، عن مسدد، كلاهما عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 1/267 من طريق زهير، والطبراني "11738" من طريق شريك، كلاهما عن سماك، به. والمِسْح بكسر الميم، ثوب من الشعر غليظ.

ومر من رواية عكرمة برقم "1129"، وتقدم تخريجه هناك.

ص: 438

‌ذكر البيان بأن مسح المرء اللحم النيء لَا يُوجِبُ عَلَيْهِ وُضُوءًا

1163 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ1 اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ:"تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ، فَإِنِّي لَا أَرَاكَ تُحْسِنُ تَسْلُخُ". قَالَ: فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَدَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبْطِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"هَكَذَا يَا غُلَامُ فَاسْلُخْ" ثُمَّ انْطَلَقَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ ماء2. 8:5

1 تحرف في الأصل إلى زيد.

2 إسناده قوي، هلال بن ميمون الجهني، ويقال: الهذلي، وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات" 7/572، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود "185" في الطهارة: باب الوضوء من مس اللحم النَّيِّئ وغسله، عن عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجة "3179" في الذبائح: باب السلخ، من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وقوله: فدحس بها، أي: دسها بين الجلد واللحم كما يفعل السلاخ من الدحس: وهو أن تدخل يدك بين جلد الشاة وصفاقها فتسلخها.

ص: 438

‌بَابُ الْغُسْلِ

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْغُسْلَ يَجِبُ مِنَ الْإِنْزَالِ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْتِقَاءُ الْخِتَانَيْنِ مَوْجُودًا

1164 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟ قَالَ:"إذا أنزلت المرأة، فلتغتسل"1. 57:3

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيدة بن سليمان: هو الكلابي أبو محمد الكوفي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وأخرجه النسائي 1/112 في الطهارة: باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/121، ومسلم "311" في الحيض: باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، والبيهقي في "السنن" 1/169 من طرق عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وزاد فيه: قالت: وهل يكون هذا؟ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نعم، فمن أين يكون الشبه، إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه".

وأخرجه من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به: ابنُ أبي شيبة في "المصنف"1/80 في الطهارات، باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، وأحمد في "المسند" 3/121، وابن ماجة في الطهارة "601" باب: في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل.

ص: 439

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ أُمِّ سُلَيْمٍ: الْمَرْأَةُ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، أَرَادَتْ بِهِ الِاحْتِلَامَ

1165 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ1، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ2 قَالَتْ:

جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ قال:"نعم، إذا رأت الماء"3. 57:3

1 "عن أبيه" سقط من الأصل.

2 عن أم سلمة سقطت من الأصل.

3 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في "الموطأ" 1/51 في الطهارة: باب غسل المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/36، والبخاري "282" في الغسل: باب إذا احتلمت المرأة، و "6121" في الأدب: باب ما يستحيا من الحق للتفقه في الدين، والبيهقي في "السنن" 1/167- 168، وفي "المعرفة" 9/411، والبغوي في"شرح السنة""244"، وابن خزيمة في "صحيحه""235".

وأخرجه من طرق عن هشام بن عروة به: عبد الرزاق في "المصنف" برقم "1049"، والحميدي في "المسند" برقم "298"، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/80 باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، وأحمد في "المسند" 2/292 و 6/382 و 306، والبخاري "130" في العلم: باب الحياء في العلم، و "3328" في أحاديث الأنبياء: باب خلق آدم وذريته، و "6091" في الأدب: باب التبسم والضحك، ومسلم "313" في الحيض: باب وجوب =

ص: 440

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الغسل على المرأة بخروج المني منها، والترمذي "122" في الطهارة: باب ما جاء في المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل، والنسائي 1/114 في الطهارة: باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، وابن ماجة "650" في الطهارة: باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، والبيهقي في "السنن" 1/168، وابن الجارود برقم "88" في الجنابة والتطهر لها، والبغوي في "شرح السنة" برقم "245".

وصححه ابن خزيمة برقم "235" باب ذكر إيجاب الغسل على المرأة في الاحتلام إذا أنزلت الماء.

وفي إسناد هذا الحديث من اللطائف رواية تابعي عن مثله عن صحابية عن مثلها، وفيه رواية الابن عن أبيه والبنت عن أمها، وزينب هي بنت أبي سلمة بن عبد الأسد ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم نسبت إلى أمها تشريفاً لكونها زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وقول أم سليم: "إن الله لا يستحيي من الحق" قدمت هذا القول تمهيداً لعذرها في ذكر ما يستحيى منه، والمراد بالحياء هنا معناه اللغوي، إذ الحياء الشرعي خير كله، والحياء لغة: تغير وانكسار، وهو مستحيل في حق الله تعالى، فيحمل هنا على أن المراد أن الله لا يأمر بالحياء في الحق، أو لا يمنع من ذكر الحق.

ص: 441

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ عَلَى الْمُحْتَلِمِ مِنَ النِّسَاءِ

1166 -

أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ زَوْجِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ الْأَنْصَارِيَّةَ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ فِي النَّوْمِ مَا يَرَى الرَّجُلُ، أَتَغْتَسِلُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"تَغْتَسِلُ"، فَقَالَتْ زَوْجُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: "فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: أُفٍّ لَكِ، وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ الْمَرْأَةُ؟ قَالَتْ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: ذِكْرُ إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ عَلَى الْمُحْتَلِمِ مِنَ النِّسَاءِ

[1166]

أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ زَوْجِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ الْأَنْصَارِيَّةَ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ فِي النَّوْمِ مَا يَرَى الرَّجُلُ، أَتَغْتَسِلُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"تَغْتَسِلُ"، فَقَالَتْ زَوْجُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: "فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: أُفٍّ لَكِ، وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ الْمَرْأَةُ؟ قَالَتْ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:

ص: 441

"تربت يمينك فمن أين يكون الشبه؟ "1. 65:1

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في صحيحه "314" في الحيض: باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، وأبو داود "237" في الطهارة: باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، والنسائي 1/112 في الطهارة: باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، والدارمي 1/195 في الوضوء: باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، والبيهقي في "السنن" 1/168، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/420، من طرق، عن الزهري، بهذا الإسناد. ولكنهم عينوا زوج النبي بأنها عائشة.

وقد تابع الزهري في تعيين زوج النبي أنها عائشة، مسافع بن عبد الله، في الرواية التي أخرجها أحمد 6/92، ومسلم "314""33" والبيهقي 1/168 من طريق مصعب بن شيبة، عن مسافع بن عبد الله، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.

قال الحافظ في "الفتح" 1/388: ونقل القاضي عياض عن أهل الحديث أن الصحيح أن القصة وقعت لأم سلمة لا لعائشة، وهذا يقتضي ترجيح رواية هشام، وهو ظاهر صنيع البخاري، لكن نقل ابن عبد البر عن الذهلي أنه صحح الروايتين، وأشار أبو داود إلى تقوية رواية الزهري لأن مُسافع بن عبد الله تابعه عن عروة عن عائشة، وأخرج أيضاً من حديث أنس قال: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له، وعائشة عنده.. فذكر نحوه، قال النووي في "شرح مسلم": يحتمل أن تكون عائشة وأم سلمة جميعاً أنكرتا على أم سليم. وهو جمع حسن لأنه لا يمتنع حضور أم سلمة وعائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد.

وقوله: "تربت يمينك" أي: افتقرت وصارت على التراب، وهي من الألفاظ التي تُطلق عند الزجر، ولا يراد بها ظاهرها.

وانظر ما شرحه الحافظ على قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن أين يكون الشبه، في "الفتح" 7/273.

ص: 442

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الِاغْتِسَالَ إِنَّمَا يَجِبُ عَلَى الْمُحْتَلِمَةِ عِنْدَ الْإِنْزَالِ، دُونَ الِاحْتِلَامِ الَّذِي لَا يُوجَدُ مَعَهُ الْبَلَلُ

1167 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أنها قالت: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الِاغْتِسَالَ إِنَّمَا يَجِبُ عَلَى الْمُحْتَلِمَةِ عِنْدَ الْإِنْزَالِ، دُونَ الِاحْتِلَامِ الَّذِي لَا يُوجَدُ مَعَهُ الْبَلَلُ

[1167]

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

ص: 442

جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ قَالَ:"نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الماء".1. 65:3

1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر الحديث "1165"، وهو في "شرح السنة""245" من طريق أحمد بن أبي بكر، به.

ص: 443

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِسْقَاطِ الِاغْتِسَالِ عَنِ المحتلم الذي لا يجد بللا

1168 -

أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بن شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"الماء من الماء"2. 57:3

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "343" "81" في الحيض: باب إنما الماء من الماء، عن هارون بن سعيد الأيلى، وأبو داود "217" في الطهارة: باب في الإكسال، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/167، باب وجوب الغسل بخروج المني، عن أحمد بن صالح، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/54 عن أحمد بن عبد الرحمن، كلهم عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/29 عن يحيى بن كيلان، عن رشدين، عن عمرو بن الحارث، به.

وأخرجه أحمد 3/36، ومسلم "343"، وابن خزيمة في "صحيحه""2" من طريق شريك بن أبي نمر، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه. وأخرجه ابن خزيمة أيضاً برقم "233" من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده.

وسيورده المؤلف برقم "1171" من طريق أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري بنحوه.

وفي الباب عن أبي أيوب عند أحمد 5/416 و 421، والنسائي 1/115، والدارمي 1/194، والطحاوي 1/54.

ص: 443

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفَرْضَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ كَانَ عِنْدَ الْإِكْسَالِ غَسْلَ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُ ثُمَّ الْوُضُوءَ لِلصَّلَاةِ دُونَ الِاغْتِسَالِ

1169 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ:

حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَأْتِي الْمَرْأَةَ فَلَا يُنْزِلُ؟ قَالَ:"يَغْسِلُ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ منه ويتوضأ ويصلي"1. 57:3

1 إسناده صحيح، على شرطهما، وأخرجه أحمد 5/113، والبخاري "293" في الغسل: باب غسل ما يصيب من فرج المرأة، والبيهقي في "السنن" 1/164 من طريق مسدد، كلاهما "أحمد ومسدد" عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه من طرق عن هشام بن عروة، به: الشافعي 1/35، وعبدُ الرزاق في "المصنف" برقم "957" و "958"، وابن أبي شيبة 1/90، وأحمد في "المسند" 5/113، 114، ومسلم. "346" "84" و "85" في الحيض: باب إنما الماء من الماء، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" 5/114، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/54، والبيهقي في "المعرفة" 1/408، والحازمي في "الاعتبار" ص29.

وفي الباب عن عثمان بن عفان وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، سيورد المؤلف روايتهما بعد هذه الرواية.

قال الحافظ: "وقد ذهب الجمهور إلى أن ما دل عليه حديث الباب من الاكتفاء بالوضوء إذا لم ينزل المجامع منسوخ بما دل عليه حديث أبي هريرة وعائشة" وسيورد المؤلف حديثهما من رقم "1174"- "1186". =

ص: 444

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد قال البخاري بعد إيراده الحديث: "الغُسْلُ أحوط، وذاك الأخِر، وإنما بيَّنّا لاختلافهم" فقال الحافظ ابن حجر: قوله: الغسل أحوط، أي على تقدير أن لا يثبت الناسخ ولا يظهر الترجيح، فالاحتياط للدين الاغتسال. انظر "الفتح" 1/396- 399.

وانظر حديث أبي بن كعب الناسخ، والوارد برقم "1173".

ص: 445

‌ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَى مَنْ أَكْسَلَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ سِوَى الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ

1170 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ أَحَدَنَا إِذَا جَامَعَ الْمَرْأَةَ فَأَكْسَلَ وَلَمْ يُمْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " ليغسل ذكره وأنثييه، وليتوضأ ثم ليصل"1. 32:4

1171 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، يَوْمًا حَتَّى مَرَّ بِدَارِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ فُلَانٌ؟ " فَدَعَاهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ مُسْتَعْجِلًا، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

1 محمد بن عبد ربه، ذكره المؤلف في "الثقات" 9/107، وقال: يخطئ ويخالف، وقد تابعه عليه نعيم بن حماد عند الطحاوي 1/54، وباقي رجاله ثقات، وانظر الحديث الذي قبله.

ص: 445

"لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ عَنْ حَاجَتِكَ"؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أُعْجِلْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا عَجِلَ أَحَدُكُمْ، أَوْ أُقْحِطَ، فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ، إِنَّمَا عليه أن يتوضأ"1. 57:3

1172 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبِسْطَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ، فَلَا يُنْزِلُ، فَقَالَ لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ. ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَسَأَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَالُوا: مثل ذلك.

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن وهب بن أبي كريمة، وهو صدوق.

وأخرجه من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، به: الطيالسي 1/59، وابن أبي شيبة 1/89، وأحمد 3/21، والبخاري "180" في الوضوء: باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر، ومسلم "345" "83" في الحيض: باب إنما الماء من الماء، وابن ماجة "606" في الطهارة: باب الماء من الماء، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/54، والبيهقي في "السنن" 1/165، والحازمي في "الاعتبار" ص29.

وأخرجه عبد الرزاق "963" عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقد سمى مسلمٌ هذا الرجل "عِتْبان " من طريق أخرى عن أبي سعيد الخدري في "صحيحه""343""80" وتقدم مختصراً برقم "1168".

ص: 446

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أَيُّوبَ فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم1. 32:4

1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في، صحيح، ابن خزيمة برقم "224" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 1/164.

وأورده المؤلف برقم "127" عن عمر بن محمد الهمداني، عن محمد بن المثنى، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وتقدم تخريجه هناك.

وهذا الحديث منسوخ بالأحاديث التالية. وانظر "الفتح" 1/397.

ص: 447

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْخَبَرَ يَعْنِي خَبَرَ عُثْمَانَ مَنْسُوخٌ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُبَاحًا

1173 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ رُخْصَةً فِي أول الإسلام، ثم نهي عنها2. 57:3

2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الله هو ابن المبارك، وأخرجه أحمد 5/115 عن علي بن إسحاق، و 116 عن خلف بن الوليد، والترمذي "110" في الطهارة: باب ما جاء أن الماء من الماء، وابن خزيمة في "صحيحه""225" عن أحمد بن منيع، والبيهقي في "السنن" 1/165 من طريق الحسن بن عرفة، والحازمي في "الاعتبار" ص32 من طريق الترمذي، أربعتهم عن عبد الله بن المبارك، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحافظ في "الفتح" 1/397: إسناده صالح لأن يحتج به.

وأخرجه الشافعي 1/35، 36 عن الثقة، وأحمد 5/115، وابن ماجة "609"، وابن الجارود "91"، وابن خزيمة "225" من طريق عثمان بن عمر، والبيهقي في "المعرفة" 1/411، والحازمي في "الاعتبار" ص32 من طريق الشافعي، كلاهما عن يونس بن يزيد، به.=

ص: 447

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وأخرجه أحمد 5/116، والترمذي "111"، وابن خزيمة "225" من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، به.

وأخرجه أحمد 5/116 عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، وعن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، والدارمي 1/194، والطحاوي 1/57، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل، وابن خزيمة "225" من طريق شعيب، ثلاثتهم عن الزهري، به.

قال البيهقي: هذا الحديث لم يسمعه الزهري من سهل، إنما سمعه عن بعض أصحابه، عن سهل. ونقل الحافظ عن الإسماعيلي قوله:"هو صحيح على شرط البخاري" وقال: وكأنه لم يطلع على علته، فقد اختلفوا في كون الزهري سمعه من سهل.

قلت: قد أخرجه أحمد 5/116 عن يحيى بن غيلان، عن رشدين، وأبو داود "214" في الطهارة: باب في الإكسال، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/165، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، وابن خزيمة في "صحيحه""226" عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن ابن وهب، كلاهما "رشدين وابن وهب" عن عمرو بن الحارث، عن الزهري قال: حدثني بعض من أرضى، أن سهل بن سعد أخبره أن أبي بن كعب أخبره.... قال ابن خزيمة: وهذا الرجل الذي لم يسمه عمرو بن الحارث يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار، لأن مبشر "وتحرف في "صحيح" ابن خزيمة إلى ميسرة" بن إسماعيل روى هذا الخبر عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد.

قلت: سيورده المؤلف من طريق مبشر بن إسماعيل برقم "1179"، ويُخرج هناك، وإسناده صحيح، وصححه الدارقطني والبيهقي.

وأخرجه عبد الرزاق "951"، وابن أبي شيبة 1/89، وابن خزيمة في "صحيحه""226"، والطبراني "5696" من طريق معمر، عن الزهري، موقوفاً على سهل بن سعد. وسهل قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. قال البيهقي في "المعرفة" 1/412: والحديث محفوظ عن سهل عن أبي بن كعب.

قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عباس أنه حمل حديث "الماء من الماء" على صورة مخصوصة، وهي ما يقع من المنام من رؤية الجماع، وهو =

ص: 448

قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: رَوَى هَذَا الْخَبَرَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَرْضَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الزُّهْرِيُّ سَمِعَ الْخَبَرَ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ كَمَا قَالَهُ غُنْدَرٌ، وَسَمِعَهُ عَنْ بَعْضِ مَنْ يَرْضَاهُ، عَنْهُ فَرَوَاهُ مَرَّةً عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَأُخْرَى عَنِ الَّذِي رَضِيَهُ عَنْهُ.

وَقَدْ تَتَبَّعْتُ طُرُقَ هَذَا الْخَبَرِ عَلَى أَنْ أَجِدَ أَحَدًا رَوَاهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا إِلَّا أَبَا حَازِمٍ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي مَنْ أَرْضَى، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ هُوَ أَبُو حَازِمٍ رَوَاهُ عَنْهُ1.

= تأويل يجمع بين الحديثين من غير تعارض. انظر "الفتح" 1/397، 398 وانظر الأحاديث الآتية.

1 سيورده المؤلف من طريقه برقم "1179".

ص: 449

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ عَلَى مَنْ فَعَلَ الْفِعْلَ الَّذِي ذَكَرْنَا وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ

1174 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم، قال: و، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ وَمَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا قعدذكر إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ عَلَى مَنْ فَعَلَ الْفِعْلَ الَّذِي ذَكَرْنَا وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ

[1174]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم، قال: و، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ وَمَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِذَا قَعَدَ

ص: 449

بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَ فَعَلَيْهِ الْغُسْلُ" 1.

1 إسناده صحيح على شرطهما، أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني وأخرجه مسلم "348" في الحيض: باب نسخ الماء من الماء، والبيهقي في "السنن" 1/163، وفي "المعرفة" 1/417، من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. قال مسلم: وفي حديث مطر: "وإن لم يُنزل". قال البيهقي: وقد ذكر أبان بن يزيد وهمامُ ين يحيى وابن أبي عروبة عن قتادة الزيادة التي ذكرها مطر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/85، 86، وأحمد 2/393، والبخاري "291" في الغسل: باب إذا التقى الختانان، والدارمي 1/194، والطحاوي 1/56، وابن الجارود "92"، والبيهقي في "السنن" 1/163 كلهم عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن هشام الدستوائي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجة "610"، والبغوي في "شرح السنة""242". ومن طريق البخاري أخرجه البغوي "241".

وأخرجه أحمد 2/234 عن عمرو بن الهيثم، و 2/520، وابن الجارود "92" عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والبخاري "291"، والبيهقي في "السنن" 1/163 عن معاذ بن فضالة، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه الطيالسي 1/59، ومن طريقه أحمد 2/520، والبيهقي في "المعرفة" 1/416، وأخرجه أبو داود "216" في الطهارة: باب في الإكسال، وابن حزم في "المحلى" 2/2، 3 عن مسلم بن إبراهيم، كلاهما "الطيالسي ومسلم بن إبراهيم" عن هشام وشعبة، عن قتادة، به.

وأخرجه أحمد 2/520، ومسلم "348"، والطحاوي 1/56، عن وهب بن جرير، والنسائي 1/110 في الطهارة: باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان، عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، به.

وأخرجه أحمد 2/347، والطحاوي 1/56، وابن حزم 2/3، والبيهقي 1/163، عن عفان بن مسلم، عن همام بن يحيى وأبان بن يزيد العطار قالا: حدثنا قتادة، به.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/163 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/86 عن ابن علية، عن يونس، وأحمد 2/471 عن يحيى، عن أشعث بن عبد الملك، كلاهما عن الحسن البصري، عن =

ص: 450

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=أبي هريرة. لم يذكرا أبا رافع، ومن طريق أشعث أخرجه النسائي 1/111 عن أشعث ابن عبد الملك، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب أشعث، عن الحسن، عن أبي هريرة. يعني مثل رواية أحمد.

وسيعيده المؤلف برقم "1178" و "1182".

ص: 451

‌ذِكْرُ اسْتِعْمَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْفِعْلَ الَّذِي أَبَاحَ تَرْكَهُ

1175 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن كثير القارىء الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة: أنها سُئِلَتْ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ، فَلَا يُنْزِلُ الْمَاءَ، قَالَتْ: فَعَلْتُ ذَلِكَ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فاغتسلنا منه جميعاً1. 57:3

1 إسناده صحيح، محمود بن خالد ثقة روى له أصحاب السنن غير الترمذي، ومن فوقه من رجال الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/36 عن الثقة، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد، لكن قال: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، أو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

قال البيهقي في "المعرفة" 1/414: هكذا رواه الربيع عن الشافعي بالشك، ورواه المزني عن الشافعي، فقال: عن عبد الرحمن بن القاسم. فذكره بلا شك.

وأخرجه ابن الجارود "93"، والطحاوي 1/55، عن سليمان بن شعيب الغزي، عن بشر بن بكر، والبيهقي في "السنن" 1/164 من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وسيورده المؤلف بعده من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به. ويخرج في موضعه. وانظر ما قاله الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/134.

وأخرجه أحمد 6/68 و 110، ومسلم "350"، والطحاوي 1/55، والبيهقي 1/164 من طرق عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله، عن أم كلثوم، عن عائشة قالت: إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله، ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل". وانظر ما بعده.

ص: 451

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْغُسْلَ يَجِبُ عَلَى الْمُجَامِعِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْإِنْزَالُ مَوْجُودًا

1176 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، فَعَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فاغتسلنا1. 57:3

1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث عند أحمد وابن ماجة، فانتفت شبهة تدليسه، وأخرجه ابن ماجة "608" في الطهارة: باب ما جاء في وجوب الغسل إذا التقى الختانان، عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي كما في "مختصر" المزني المطبوع بهامش "الأم" 1/20، 21، وأحمد 6/161، والترمذي "108"في الطهارة، والنسائي في الطهارة في "الكبرى" كما في "التحفة"12/272، أربعتهم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/86 عن ابن علية، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وأخرجه الشافعي 1/36، وأحمد 6/47 و 112 و 135، والترمذي (109) في الطهارة، والطحاوي 1/56، والبيهقي في " المعرفة" 1/413، من طرق عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/85 عن وكيع، عن عبد الله بن أبي زياد، عن عطاء، عن عائشة.

وأخرجه الطحاوي 1/56 من طريق حبان بن واسع، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.

ص: 452

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الْغُسْلِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْإِنْزَالُ مَوْجُودًا

1177 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:"إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، فقد وجب الغسل"1. 43:3

1 عبد العزيز بن النعمان: لم يوثقه غير المؤلف 5/125، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد 6/123 عن عفان، و 6/227 عن أبي كامل الجحدري، و 6/239 عن يزيد، والطحاوي 1/55 من طريق حجاج، كلهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 453

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْإِكْسَالِ

1178 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ وَمَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ". وَفِي حَدِيثِ مَطَرٍ: "وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ"2. 43:3

2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث "1174".

ص: 453

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَرْكَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْإِكْسَالِ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ أُمِرَ بِالِاغْتِسَالِ مِنْهُ بَعْدُ

1179 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مهرانذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ تَرْكَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْإِكْسَالِ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ أُمِرَ بِالِاغْتِسَالِ مِنْهُ بَعْدُ

[1179]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ

ص: 453

الْجَمَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ أَبِي غَسَّانَ1، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:

حَدَّثَنِي أُبَيٌّ، أَنَّ الْفُتْيَا الَّتِي كَانُوا يُفْتُونَ: أَنَّ الْمَاءَ مِنَ الْمَاءِ، كَانَ رُخْصَةً رَخَّصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ، أَوْ بَدْءِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالِاغْتِسَالِ بَعْدُ2. 32:4

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَدَّى نَسْخَ هَذَا الْفِعْلِ عَلَى مَا أَخْبَرَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ عَنْهُ، ثُمَّ نَسِيَهُ، وَأَفْتَى بِالْفِعْلِ الْأَوَّلِ الَّذِي هُوَ مَنْسُوخٌ، عَلَى مَا أَخْبَرَ، عَنْهُ زَيْدُ بْنُ خالد الجهني3.

1 تحرف في "الإحسان" إلى ابن أبي عسال، والتصويب من "الأنواع" 4/لوحة 32.

2 إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود "215" في الطهارة: باب في الإكسال، ومن طريقه الدارقطني 1/126، والبيهقي في "السنن" 1/166، وأخرجه الدارمي 1/194، والطبراني "538"، ثلاثتهم عن أبي جعفر محمد بن مهران الجمال، بهذا الإسناد. وصححه الدارقطني، والبيهقي. وتقدم من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُبَيِّ برقم "1173" واستوفي تخريجه هناك، فارجع إليه.

3 في الحديث المتقدم برقم "1172".

4 تحرف في "الإحسان" إلى "عثمان"، والتصويب من "الأنواع" 4/لوحة 32.

وقد ترجمه المؤلف عند نهاية الحديث، فقال: الحسين هذا: هو الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفز.... وهو وهم منه رحمه الله، والصواب: الحسين ابن عمران الجهني، فهو الذي يعرف بهذا الحديث كما في "الضعفاء" 1/254، ويروي عن الزهري، وعنه أبو حمزة السكري، وكذلك جاء على الصواب في "موارد الظمآن""230"، وفي "الاعتبار" ص34 للحازمي، فإنه رواه من طريق المؤلف، وانظر "تاريخ البخاري" 2/387، و"الجرح والتعديل" 3/59، و"ثقات" المؤلف 6/207، و "تهذيب التهذيب" 2/362، و "ميزان الاعتدال" 1/544.

ص: 454

‌ذِكْرُ الْوَقْتِ الَّذِي نُسِخَ فِيهِ هَذَا الْفِعْلُ

1180 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عمران4، عن الزهري، قال: ذِكْرُ الْوَقْتِ الَّذِي نُسِخَ فِيهِ هَذَا الْفِعْلُ

[1180]

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِمْرَانَ4، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:

ص: 454

سَأَلْتُ عُرْوَةَ عَنِ الَّذِي يُجَامِعُ وَلَا يُنْزِلُ؟ قَالَ: عَلَى النَّاسِ أَنْ يَأْخُذُوا بِالْآخِرِ، وَالْآخِرُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

حَدَّثَتْنِي عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا يَغْتَسِلُ، وَذَلِكَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ اغْتَسَلَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِالْغُسْلِ1. 32:4

قَالَ أَبُو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: الْحُسَيْنُ هَذَا: هُوَ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْمُحْتَفِزِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ سكن مرو، ثقة من الثقات2.

1 الحسين بن عمران، قال البخاري في "تاريخه" 2/387: لا يتابع في حديثه، وقال أبو ضمرة: قال: حدثنا حسين بن عمران عن الزهري مناكير وذكر العقيلي حديثه هذا في "الضعفاء" 1/254، ونقل قول البخاري "لا يُتابع على حديثه" وقال الدارقطني: لا بأس به. وذكره المؤلف في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص34 من طريق المؤلف رحمه الله وقال: "هذا حديث قد حكم أبو حاتم بن حبان بصحته، وأخرجه في "صحيحه"، غير أن الحسين بن عمران قد يأتي عن الزهري بالمناكير، وقد ضعفه غير واحد من أصحاب الحديث، وعلى الجملة، الحديث بهذا السياق فيه ما فيه، ولكنه حسن جيد في الاستشهاد". وقال العقيلي بعد أن تكلم في الحسين بن عمران وأورد الحديث من طريقه: والحديث في الغسل لالتقاء الختانين ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه.

2 تقدم في التعليق "4" في الصفحة السابقة أن هذا وهم من المؤلف، وأن الصواب: الحسين بن عمران الجهني، والحسين بن عثمان هذا مترجم عند ابن أبي حاتم 3/59، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وفي ثقات المؤلف 6/207، ولم ينص على توثيق فيه كما فعل هنا.

ص: 455

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجِمَاعِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ إِمْنَاءٌ

1181 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ، فَلَا يُنْزِلُ، قَالَتْ: فَعَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَاغْتَسَلْنَا مِنْهُ جَمِيعًا1.

1 إسناده صحيح، وهو مكرر "1175".

ص: 456

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِإِيجَابِ الِاغْتِسَالِ، عِنْدَ الْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ إِمْنَاءٌ

1182 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ ثم جهد، فقد وجب الغسل"2. 32:4

2 إسناده صحيح، وقد تقدم برقم "1174" من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، به.

ص: 456

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

1183 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ3 أبي موسى

3 تحرف لفظ "عن" في الأصل إلى "بن".

ص: 456

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ فَقَدْ وجب الغسل"1. 32:4

1 إسناده صحيح، على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله: هو محمد بن عبد الله ابن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، وقد تحرف في "الإحسان" هشام بن حسان إلى هشام بن حسين، والتصويب من "الأنواع" 4/لوحة 33.

وأخرجه مسلم "349" في الحيض: باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين، والبيهقي في "السنن" 1/163، وفي "المعرفة" 1/415، من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة برقم "227".

وأخرجه الشافعي 1/36، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" 1/412، 413، والبغوي في "شرح السنة""343" عن سفيان، وأحمد 6/97 من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/55 من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى، عن عائشة، به.

وأخرجه مالك 1/46 في الطهارة: باب واجب الغسل إذا التقى الختانان، وعبد الرزاق "954" عن ابن جريج، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى، عن عائشة موقوفاً عليها.

وأخرجه مالك 1/66 عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن عائشة، وعمر بن الخطاب؛ وعثمان بن عفان كانوا يقولون: إذا مر الختان الختان فقد وجب الغسل. ومن طريق مالك أخرجه الطحاوي 1/57، والبيهقي في "المعرفة" 1/417، رفي "السنن" 1/166.

ص: 457

‌ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

1184 -

أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ2 بِمَكَّةَ، قَالَ: حدثنا

2 بفتح الجيم والنون: نسبة إلى جَنَد، بلدة من بلاد اليمن مشهورة خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، قال السمعاني في "الأنساب" 3/320: ومنهم أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن عامر بن شراحيل الجندي من أولاد الشعبي، نزل مكة، وحدث بالكثير، وجمع كتاباً في فضائل مكة يروي عن علي بن زياد اللحجي، وأبي حُمَة محمد بن يوسف، روى عنه أبو =

ص: 457

عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحْجِيُّ1، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا جَاوَزَ الختان الختان وجب الغسل"2. 32:4

= حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ وغيرهم، ومات بعد سنة عشر وثلاث مئة.

1 هذه النسبة إلى لحج: مخلاف في اليمن، ينسب إلى لحج بن وائل بن الغوث، وقد تحرف في "الإحسان" إلى "اللجي".

وأورده المؤلف في "ثقاته" 8/470، فقال: علي بن زياد اللحجي من أهل اليمن سمع ابن عيينة، وكان راوياً لأبي قرد، حدثنا عنه المفضل بن محمد الجندي مستقيم الحديث، مات يوم عرفة سنة ثمان وأربعين ومئتين. وقد نقل هذه الترجمة عن كتاب "الثقات" السمعاني في "الأنساب" 11/16.

2 إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، صدوق له أوهام، روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأبو قرة: اسمه موسى بن طارق اليماني.

وأخرجه مالك 1/46 في الطهارة: باب واجب الغسل إذا التقى الختانان، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/60، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد، عن أبي سلمة، عن عائشة موقوفاً عليها، وهذا إسناد صحيح.

وانظر الأحاديث "1176" و "1177" و "1183".

ص: 458

‌ذِكْرُ فِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَفْسَ مَا وَصَفْنَا

1185 -

أَخْبَرَنَا الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عن الرجل يجامع أهله، فلا ينزلذكر فِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَفْسَ مَا وَصَفْنَا

[1185]

أَخْبَرَنَا الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ، فَلَا يُنْزِلُ

ص: 458

الْمَاءَ. قَالَتْ: فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَاغْتَسَلْنَا مِنْهُ جَمِيعًا1. 8:5

1 صحيح، وهو مكرر الحديث "1176"، وذكرت في تخريجه هناك أن الوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند أحمد وابن ماجة.

ص: 459

‌ذِكْرُ إِيجَابِ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجِمَاعِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ إِمْنَاءٌ

1186 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ، فَلَا يُنْزِلُ الْمَاءَ، قَالَتْ: فَعَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَاغْتَسَلْنَا مِنْهُ جميعا2. 8:5

2 إسناده صحيح، وهو مكرر "1175" و "1181".

ص: 459

‌ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا أَرَادَ الِاغْتِسَالَ وَهُوَ فِي فَضَاءٍ أَنْ يَأْمُرَ مَنْ يَسْتُرُ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ حَتَّى لَا يَرَاهُ نَاظِرٌ

1187 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: سَأَلْتُ وَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَجِدَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي عَنْ ذَلِكَ غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى بَعْدَمَا ارتفع النهار، يوم الفتح، فأمر بثوبذكر مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا أَرَادَ الِاغْتِسَالَ وَهُوَ فِي فَضَاءٍ أَنْ يَأْمُرَ مَنْ يَسْتُرُ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ حَتَّى لَا يَرَاهُ نَاظِرٌ

[1187]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بن يحيى، قال: حدثنا بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن بن شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: سَأَلْتُ وَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَجِدَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي عَنْ ذَلِكَ غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ

ص: 459

يَسْتُرُ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ فِيهَا أَطْوَلُ، أَمْ رُكُوعُهُ، أَمْ سُجُودُهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ مُتَقَارِبَةٌ. قَالَتْ: فَلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُهَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ1. 8:5

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، وعبيد الله بن عبد الله بن الحارث، ويقال: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قال أبو حاتم: وهو أصح. وهو في "صحيح مسلم" 1/498 في المسافرين "336""81" عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/346 عن هارون، ومسلم "336""81" أيضاً عن محمد بن سلمة المرادي، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق "4858" وأحمد 6/341 و342 و425، والطبراني في "الكبير" 24/422 "1025" و"1026" و"1027" و"1028" و"1029" ر"1030" و "1031" و "1032" و "1033" و "1034" و"1035" و "1036" و "1037"، والحميدي "332" و "333"، وابن ماجة "1379"، والبيهقي 3/48، من طرق عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ، وصححه ابن خزيمة برقم "1235". وانظر الحميدي "331"، والطيالسي "1620"، وابن أبي شيبة 2/409.

ص: 460

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُغْتَسَلَ جَائِزٌ أَنْ يَسْتُرَهُ، عند اغتساله امرأة يكون لها مُحْرِمٌ

1188 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ2 اللَّهِ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ. قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ"؟ قُلْتُ: أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَرْحَبًا يَا أُمَّ

2 تحرف في "الإحسان" إلى "عبد"، والتصويب من "الأنواع" 4/لوحة.

ص: 460

هَانِئٍ" فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ فَصَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ: فُلَانُ بن هُبَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ" وذلك ضحى1. 8:5

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية القرشي، وأبو مرة: هو يزيد الهاشمي، وفي في "الموطأ" 1/152 في قصر الصلاة في السفر: باب صلاة الضحى. ومن طريق مالك أخرجه: أحمد 6/343 و423 و425، والبخاري "280" في الغسل: باب التستر في الغسل عند الناس، و "357" في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفاً به، و "3171" في الجزية: باب أمان النساء وجوارهن، و"6158" في الأدب: باب ما جاء في زعموا، ومسلم "336" "70" في الحيض: باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، وفي صلاة المسافرين 1/498 "336""82" باب استحباب صلاة الضحى، والترمذي "2735" في الاستئذان: باب ما جاء في مرحباً، والنسائي 1/126 في الطهارة: باب ذكر الاستتار عند الاغتسال، والدارمي 1/339 في الصلاة: باب صلاة الضحى، والبيهقي في "السنن" 1/198، والطبراني 24/418 "1017".

وأخرجه مالك 1/152 مختصراً عن موسى بن ميسرة، عن أبي مرة، به، ومن طريقه أخرجه مطولاً عبد الرزاق "4861"، وأحمد 6/425 مختصراً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/409، وأحمد 1/346 و 343 من طريق سعيد المقبري، عن أبي مرة، به.

وأخرجه مسلم "336""72" في الحيض: باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، والبيهقي في "السنن" 1/198، من طريق الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي مرة، به.

وأخرجه مسلم "336""71" من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي مرة، به.

وأخرجه أحمد 6/342 عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الله بن حسين، عن أبي مرة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/409 عق وكيع، عن شريك، عن عمرو بن مرة،=

ص: 461

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=عن ابن أبي ليلى، عن أم هانىء.

وأخرجه أحمد 6/342، والبخاري "1176" في التهجد: باب صلاة الضحى في السفر، ومسلم 1/497 "336" في المسافرين: باب استحباب صلاة الضحى، وأبو داود "1291" في الصلاة: باب صلاة الضحى، من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أم هانىء، وصححه ابن خزيمة برقم "1233".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/409 عن ابن عيينة، عن يزيد، عن ابن أبي ليلى، عن أم هانىء.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/409 عن وكيع، عن ابن أبي خالد، عن أبي صالح مولى أم هانىء، عن أم هانىء.

وأخرجه أبو داود "2763" في الجهاد: باب في أمان المرأة، وابن ماجة "1323" في الإقامة: باب ما جاء في صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، والبيهقي 3/48، من طريق ابن وهب، أخبرني عياض بن عبد الله، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، عن أم هانىء. وصححه ابن خزيمة برقم "1234". وعند أبي داود وحده: عن كريب، عن ابن عباس، عن أم هانىء.

ص: 462

‌ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ أَبِي مُرَّةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

1189 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن بن طَاوُسٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى مَكَّةَ، قأتيته، فَجَاءَهُ أَبُو ذَرٍّ بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٍ، قَالَتْ: إِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ، قَالَتْ: فَسَتَرَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ سَتَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانَ ركعات وذلك في الضحى1. 8:5

1 إسناده ضعيف، المطلب بن عبد الله بن حنطب: صدوق إلا أنه كثير التدليس والإرسال، ولم يلق أم هانىء، وهو في "صحيح" ابن خزيمة برقم "237"، وفي =

ص: 462

قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَيْثُ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ، سَتَرْتَهُ فَاطِمَةُ ابْنَتُهُ وَأَبُو ذَرٍّ جَمِيعًا بِثَوْبٍ فَأَدَّى أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ الْخَبَرَ بِذِكْرِ فَاطِمَةَ وَحْدَهَا، وَأَدَّى الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْخَبَرَ بِذِكْرِ أَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ، حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَ الْخَبَرَيْنِ تَضَادُّ، وَلَا تَهَاتُرٌ، لِأَنَّ الِاغْتِسَالَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ كَانَ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَلَمَّا أَرَادَ أَبُو ذَرٍّ أَنْ يَغْتَسِلَ سَتَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دون فاطمة1.

= "مصنف" عبد الرزاق برقم "4860" ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 6/341، والطبراني 24/426 "1038"، والبيهقي 1/8، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/269، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. كذا قال مع أن المطلب بن عبد الله لم يخرج له سوى أصحاب السنن والبخاري في جزء القراءة، فليس هو من رجال الصحيح، وقد علمت أنه مدلسٌ، وقد عنعن، ففي السند انقطاع.

1 لا داعي لتكلف هذا التوجيه طالما أن هذه الرواية ضعيفة.

ص: 463

‌ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمُغْتَسِلِ مِنَ الْجَنَابَةِ أَنْ يَكُونَ غَسْلُ فَرْجِهِ بِشِمَالِهِ دُونَ الْيَمِينِ مِنْهُ

1190 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي مَيْمُونَةُ، قَالَتْ: أَدْنَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ. قَالَتْ: فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ كَفَّهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ فَأَفْرَغَ بِهَا عَلَى فَرْجِهِ فَغَسَلَهُ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِشِمَالِهِ الْأَرْضَ فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حفنات ملء كفيه، ثمذكر الِاسْتِحْبَابِ لِلْمُغْتَسِلِ مِنَ الْجَنَابَةِ أَنْ يَكُونَ غَسْلُ فَرْجِهِ بِشِمَالِهِ دُونَ الْيَمِينِ مِنْهُ

[1190]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي مَيْمُونَةُ، قَالَتْ: أَدْنَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ. قَالَتْ: فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ كَفَّهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ فَأَفْرَغَ بِهَا عَلَى فَرْجِهِ فَغَسَلَهُ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِشِمَالِهِ الْأَرْضَ فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ

ص: 463

تَنَحَّى غَيْرَ مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ أتيته بالمنديل فرده1. 2:5

1 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم "241" وأخرجه مسلم في الحيض "317" باب: صفة غسل الجنابة، عن علي بن حجر السعدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق "998"، والحميدي "316"، والطيالسي 1/61، وابن أبي شيبة 1/62، 63 و 69، وأحمد 6/329، 330 و335 و336، والبخاري "249" في الغسل: باب الوضوء قبل الغسل، و "257" باب الغسل مرة واحدة، و "259" باب المضمضة والاستنشاق في الجنابة، و "260" باب مسح اليد بالتراب لتكون أنقى، و "265" باب تفريق الغسل والوضوء، و "266" باب من أفرغ بيمينه على شماله في الغسل، و "274" باب من توضأ في الجنابة، ثم غسل سائر جسده، ولم يعد غسل مواضع الوضوء مرة أخرى، و "276" باب نفض اليدين من الغسل عن الجنابة، و "281" باب التستر في الغسل عند الناس، ومسلم "317" "37" و "38" في الحيض: باب صفة غسل الجنابة، وأبو داود "245" في الطهارة: باب في الغسل من الجنابة، والترمذي "103" في الطهارة: باب ما جاء في الغسل من الجنابة، والنسائي 1/137 في الطهارة: باب غسل الرجلين في غير المكان الذي يغتسل فيه، و 1/200 في الغسل: باب الاستتار عند الاغتسال، و 204 باب إزالة الجنب الأذى عنه قبل إفاضة الماء، وباب مسح اليد بالأرض بعد غسل الفرج، والدارمي 1/191 في الصلاة: باب في الغسل من الجنابة، وابن الجارود "97" و "100"، والبيهقي في "السنن" 1/173 و 174 و 177 و 184 و 183 و 197، والبغوي "248"؛ من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وانظر الطبراني 23/422 "1023" و "1024" و"1025" و "1026" و "1027"

و24/18 "35"، والطيالسي "1628"، والدارمي 1/180، باب: المنديل بعد الوضوء.

قال الترمذي عقب الحديث: وهو الذي اختاره أهل العلم في الغسل من الجنابة، أنه يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفرغ على رأسه ثلاث مرات، ثم يفيض الماء على سائر جسده، ثم يغسل قدميه.

قال الحافظ: وفي الحديث من الفوائد جواز الاستعانة بإحضار ماء الغسل =

ص: 464

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=والوضوء، وفيه خدمة الزوجات لأزواجهن، واستدل بعضهم به على كراهة التنشيف بعد الغسل، ولا حجة فيه لأنها واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال. انظر بقية الأقوال في "الفتح" 1/363.

ص: 465

‌ذكر وصف الاغتسال من الجناية لِلْجُنُبِ إِذَا أَرَادَهُ

1191 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَصَفَتْ عَائِشَةُ غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يُفِيضُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ، ثُمَّ يُمَضْمِضُ وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثم يصب عليه الماء1. 2:5

1 عطاء بن السائب: قد اختلط، وعمر بن عبيد سمع منه بعد الاختلاط إلا أنه قد توبع عليه كما يأتي، فهو صحيح.

وأخرجه النسائي 1/134 في الطهارة: باب إعادة الجنب غسل يديه بعد إزالة الأذى عن جسده، عن إسحاق بن إبراهيم بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 6/143 و 173، والنسائي 1/133 باب ذكر عدد غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء، وباب إزالة الجنب الأذى عن جسده بعد غسل يديه، من طريقين، عن شعبة، عن عطاء، به. وشعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط. فالإسناد صحيح.

وأخرجه الطيالسي 1/60، ومن طريقه البيهقي 1/174، وأحمد 6/96 عن عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن عطاء، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/63، والنسائي 1/132 باب غسل الجنب يديه قبل أن يدخلهما الإناء، عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عطاء، به. وهذا إسناد صحيح أيضاً، زائدة سمع من عطاء قبل الاختلاط.

وأخرجه مسلم "321""43" في الحيض، والبيهقي 1/172، من طريق ابن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.

وسيورده المؤلف من طريق مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، برقم "1196"، ومن طريق أبي عاصم، عن حنظلة، عن القاسم، عن عائشة، برقم "1197".

ص: 465

‌ذكر البيان بأن المرأة وزوجها إذا أراد الِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَجِبُ أَنْ تَبْدَأَ الْمَرْأَةُ فَتُفْرِغُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَغْتَسِلَانِ مَعًا

1192 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى1 الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَتَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا مِنَ الْجَنَابَةِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ جَمِيعًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، الْمَاءُ طَهُورٌ لَا يَجْنُبُ وَلَقَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ، أَبْدَأُهُ فَأُفْرِغُ عَلَى يَدِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَغْمِسَهُمَا في الماء2 3. 1:4

1 تحرف في الأصل إلى موسى بن عمران.

2 على هامش الأصل ما نصه: في الإناء خ.

3 إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير عمران بن موسى وهو ثقة، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم "251". وأخرجه أحمد 6/172 عن محمد بن جعفر، والبيهقي في "السنن" 1/187 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، عن يزيد الرشك، به. ويزيد الرشك: هو يزيد بن أبي يزيد الضبعي، والرشك لقب له، وهو لفظ فارسي معناه: كبير اللحية. انظر "تاج العروس": رشك.

وأخرجه أحمد 6/171 من طريق قتادة، عن معاذة العدوية، به. وسيورده المؤلف برقم "1195" من طريق عاصم الأحول، عن معاذة العدوية، به.

وتقدم من طريق الليث، عن عروة، عن عائشة، برقم "1108" واستوفيت هناك تخريج طرقه فانظره.

ص: 466

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْجُنُبِ أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَ امْرَأَتِهِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ

1193 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ، نَشْرُعُ فِيهِ جميعا1. 50:3

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان- وهو العرزمي- فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قدامة، وعطاء: هو ابن أبي رباح، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/36، وأحمد 6/170، من طريق هشيم، عن عبد الملك، به.

وأخرجه عبد الرزاق "1028" عن ابن جريج، عن عطاء، به، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 6/168، والبيهقي 1/188. وانظر الحديث المتقدم برقم "1108".

ص: 467

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَ امْرَأَتِهِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ

1194 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، نَغْتَرِفُ مِنْهُ جميعا2. 1:4

2 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في "الموطأ" من رواية القعنبي، ولم أجده في القطعة المطبوعة منه بتحقيق الأستاذ عبد الحفيظ منصور.

وأخرجه النسائي 1/128 و 201، من طريق قتيبة، عن مالك، به.

وأخرجه من طرق عن هشام بن عروة، به: عبد الرزاق "1034"، وأحمد 2/192 و193 و230 و 231، والبخاري "273" في الغسل: باب تخليل الشعر، و "5956" في اللباس: باب ما وطئ من التصاوير، و "7339" في الاعتصام بالكتاب والسنة: باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، والبيهقي 1/188 و 193، وصححه ابن خزيمة برقم "239".

وانظر الطرق الأخرى للحديث وتخريجها برقم "1108" و "1192" و "1193" و"1195".

ص: 467

‌ذِكْرُ إِبَاحَةِ اغْتِسَالِ الْجُنُبَيْنِ مَعًا مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَإِنْ كَانَ الْمَاءُ قَلِيلًا

1195 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، يَبْتَدِرُ فيقول:"أبقي لي، أبقي لي"1. 1:4

1 إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو كامل الجحدري: اسمه فضيل بن حسين بن طلحة. وأخرجه مسلم في صحيحه "321""46" في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، والبيهقي في "السنن" 1/188 من طريق أبي خيثمة، عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/20، والحميدي "168"، والطيالسي 1/42، وأحمد 6/103 و 118 و 123 و 161 و171 و 172 و 265، والنسائي 1/130 في الطهارة و 1/202 في الغسل، والبيهقي 1/188، وصححه ابن خزيمة برقم "236" كلهم من طرق عن عاصم الأحول، به. ولفظ رواية النسائي:"كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، يُبادرني وأبادره حتى يقول: "دعي لي" وأقول أنا: "دع لي".

وانظر الطرق الأخرى للحديث فيما تقدم بالأرقام "1108" و "1192" و "1193" و"1194".

ص: 468

‌ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ تَخْلِيلِ الْجُنُبِ أُصُولَ شَعْرِهِ عِنْدَ اغْتِسَالِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ

1196 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مالك، عنذكر اسْتِحْبَابِ تَخْلِيلِ الْجُنُبِ أُصُولَ شَعْرِهِ عِنْدَ اغْتِسَالِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ

[1196]

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ

ص: 468

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ، فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعْرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ بِيَدِهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ1. 2:5

1 إسناده صحيح على شرطهما، وهو في "الموطأ" برواية القعنبي ص53، 54 باب العمل في الغسل من الجنابة "طبعة رواية القعنبي بتحقيق الأستاذ عبد الحفيظ منصور"، وفيه أيضاً 1/44 برواية يحيى بن يحيى.

ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/36، 37، والبخاري "248" في الغسل: باب الوضوء قبل الغسل، والنسائي 1/134 في الطهارة و 1/200 في الغسل والتيمم، والبيهقي في "السنن" 1/175 و 194، وفي "المعرفة" 1/427.

ومن طرق عن هشام بن عروة به، أخرجه: عبد الرزاق "999"، والحميدي "163"، وابن أبي شيبة 1/63، وأحمد 6/101، والبخاري "262" في الغسل: باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها، و "272" باب تخليل الشعر، ومسلم "316" في الحيض: باب صفة غسل الجنابة، وأبو داود "242" في الطهارة: باب في الغسل من الجنابة، والترمذي "104" في الطهارة: باب ما جاء في الغسل من الجنابة، والنسائي 1/135 في الطهارة: باب تخليل الجنب رأسه، والدارمي 1/191 في الوضوء، والبيهقي 1/172 و 173 و 174 و 175 و 176 و 193، وصححه ابن خزيمة يرقم "242". وانظر الطرق الأخرى لهذا الحديث مع تخريجها برقم "1191" و "1197".

ص: 469

‌ذِكْرُ وَصْفِ الْغَرَفَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي وَصَفْنَاهُ لِلْمُغْتَسِلِ مِنْ جَنَابَتِهِ

1197 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حنظلة بن أبيذكر وَصْفِ الْغَرَفَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي وَصَفْنَاهُ لِلْمُغْتَسِلِ مِنْ جَنَابَتِهِ

[1197]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بن أبي

ص: 469

سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَغْتَسِلُ فِي حِلَابٍ1 مِثْلَ هَذِهِ -وَأَشَارَ أَبُو عَاصِمٍ بِكَفَّيْهِ- يَصُبُّ عَلَى شق الأيمن، ثم يأخذ بكفيه فيصب على سائر جسده2. 2:5

1 قال الخطابي: الحلاب: هو إناء يسع قدر حلبة الناقة، ولفظ ابن خزيمة:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يغتسل من حلاب" ولفظ البخاري ومسام والنسائي: "كَانَ النَّبِيُّ

صلى الله عليه وسلم إِذَا اغتسل من الجنابة، دعا بشيء نحو الحلاب"، ولفظ البيهقي: "كان يغتسل في جلاب قدر هذا"، وأرانا أبو عاصم قدر الجلاب فإذا هو كقدر كوز يسع ثمانية أرطال

وقد تحرف في "الإحسان" إلى "حلل" والتصويب من "الأنواع" 4/لوحة 121. وانظر لزاماً "فتح الباري" 1/369- 370.

2 إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه البخاري "258" في الغسل: باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل، ومسلم "318" في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وأبو داود "240" في الطهارة: باب في الغسل من الجنابة، والنسائي 1/206 في الغسل: باب استبراء البشرة من الغسل من الجنابة، والبيهقي في "السنن" 1/184، من طريق محمد بن المثنى، عن أي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 1/184 من طريق محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد، عن أبي عاصم، به.

وصححه ابن خزيمة "245" من طريق أحمد بن سعيد الدارمي، عن أبي عاصم، به. وانظر الطريقين الآخرين للحديث برقم "1191" و "1196".

ص: 470

‌ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ جُنُبًا تَرْكَ حَلِّهَا ضَفْرَةَ رَأْسِهَا عِنْدَ اغْتِسَالِهَا مِنَ الْجَنَابَةِ

1198 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن رافعذكر الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ جُنُبًا تَرْكَ حَلِّهَا ضَفْرَةَ رَأْسِهَا عِنْدَ اغْتِسَالِهَا مِنَ الْجَنَابَةِ

[1198]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو خيثمة، قال: حدثنا بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن رافع

ص: 470

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ1 رَأْسِي، أَفَأَحُلُّهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِي عَلَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ تُفِيضِي عليك الماء، فإذا أنت قد طهرت"2. 3:4

1 قال النووي في "شرح مسلم" 4/11: هو بفتح الضاد وإسكان الفاء، هذا هو المشهور المعروف في رواية الحديث والمستفيض عند المحدثين والفقهاء، وغيرهم، ومعناه: أحْكِمُ فتل شعري، وقال الإمام ابن برّي في الجزء الذي صنفه في لحن الفقهاء: من ذلك قولهم في حديث أم سلمة: "أشد ضفر رأسي" يقولون بفتح الضاد وإسكان الفاء، وصوابه ضم الضاد والفاء جمع ضفيرة كسفينة وسفن، وهذا الذي أنكره رحمه الله تعالى ليس كما زعمه، بل الصواب جواز الأمرين، ولكل منهما معنى صحيح، ولكن يترجح ما قدمناه، لكونه المروي المسموع في الروايات الثابتة المتصلة والله أعلم.

2 إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الشافعي 1/37، وابن أبي شيبة 1/73، واحمد في "المسند" 6/289، ومسلم "330" في الحيض: باب حكم ضفائر المغتسلة، وأبو داود "251" في الطهارة: باب في الوضوء بعد الغسل، والترمذي "105" في الطهارة: باب هل تنقض المرأة شعرها عند الغسل، والنسائي 1/131 في الطهارة: باب ذكر ترك المرأة نقض ضفر رأسها عند اغتسالها من الجنابة، وابن ماجة "603" في الطهارة: باب ما جاء في غسل النساء من الجنابة، وابن الجارود في "المنتقى""98"، وابن خزيمة في "صحيحه""246"، والبيهقي في "المعرفة" 1/428، والبغوي في "شرح السنة""251" كلهم من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأ خرجه الحميدي "294"، والطبراني في "الكبير" 23/"657" عن أيوب بن موسى، به.

وأخرجه أحمد 6/314، 315، ومُسلم "330" عن يزيد بن هارون، وعبد الرزاق "1046" ومن طريقه مسلم "330"، والبيهقي 1/181، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أيوب بن موسى، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/73، وأبو داود "252"، والدارمي 1/263، والبيهقي 1/181 من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أم سلمة. لكن جاء في روايتي الدارمي والبيهقي أن امرأة من الأنصار هي التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 471

‌ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمَرْأَةِ الْحَائِضِ اسْتِعْمَالُ السِّدْرِ فِي اغْتِسَالِهَا وَتَعْقِيبُ الْفِرْصَةِ بَعْدَهُ

1199 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ1، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً2 أَتَتِ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْحَيْضِ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَتَأْخُذُ فِرْصَةً فَتَوَضَّأَ بِهَا وَتَطْهُرَ بِهَا. قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ: "تَطَهَّرِي بِهَا". قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ فَاسْتَتَرَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، بِيَدِهِ وقال:

1 هي بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري نسب منصور إليها لشهرتها، واسم أبيه عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، وهو من رهط زوجته صفية. وشيبة له صحبة، ولها أيضاً، وقتل الحارث بن طلحة بأحد، ولعبد الرحمن رؤية، ووقر التصريح بالسماع في جميع السند عند الحميدي في "مسنده" انظر "فتح الباري" 1/415.

2 قال الحافظ، في "الفتح": زاد في رواية وهيب: من الأنصار، وسماها مسلم في رواية أبي الأحوص، عن إبراهيم بن المهاجر: أسماء بنت شكل بالشين المعجمة والكاف المفتوحتين، ثم اللام، ولم يسم أباها في رواية غندر عن شعبة، عن إبراهيم، وروى الخطيب في "المبهمات" من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة هذا الحديث، فقال: أسماء بنت يزيد بن السكن بالمهملة والنون الأنصارية التي يقال لها خطيبة النساء، وتبعه ابن الجوزي في "التنقيح" والدمياطي، وزاد: أن الذي وقع في مسلم تصحيف، لأنه ليس في الأنصار من يقال له: شكل، وهو رد للرواية الثابتة بغير دليل، وقد يحتمل أن يكون "شكل" لقباً لا اسماً، والمشهور في المسانيد،- الجوامع في هذا الحديث أسماء بنت شكل كما في مسلم، أو أسماء بغير نسب كما في أبي داود، وكذا في "مستخرج أبي نعيم" من الطريق التي أخرجه منها الخطيب، وحكى النووي في "شرح مسلم" الوجهين بغير ترجيح والله أعلم.

ص: 472

"سُبْحَانَ اللَّهِ اطَّهَّرِي بِهَا" قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَذَبْتُ المرأة وقلت: تتبعين بها أثر الدم"1. 50:1

1 إسناده صحيح، على شرط مسلم، وأخرجه الحميدي "167"،،- الشافعي 1/41- 42 عن سفيان بهذا الإسناد، وأخرجه البخاري "314" في الحيض: باب ذلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض، و "7357" في الاعتصام: باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم "332" في الحيض: باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فرصة من مسك، والنسائي 1/131 في الطهارة: باب ذكر العمل في الغسل من الحيض، والبيهقي في "السنن" 1/183، وفي "المعرفة" 1/437، والبغوي في "شرح السنة""252"، من طرق عن سفيان ابن عيينة، به.

وأخرجه أحمد 6/122، والبخاري "315" في الحيض: باب غسل المحيض، ومسلم "332"، والنسائي 7/201 في الغسل: باب العمل في الغسل من الحيض، من طرق عن وهيب، عن منصور، به.

وسيورده المؤلف بعده من طريق الفضيل بن سليمان، عن منصور، به.

وأخرجه الطيالسي 1/60، وابن أبي شيبة 1/79، وأحمد 6/147 و 188، ومسلم "332""61"، وأبو داود "314" و "315" و "316" في الطهارة: باب الاغتسال من الحيض، وابن ماجة "642" في الطهارة: باب في الحائض كيف تغتسل، والدارمي 1/197، 198 في الوضوء، وابن الجارود في "المنتقى""117"، والبيهقي في "السنن" 1/180، والبغوي في "شرح السنة" برقم "253" من طرق عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية، به.

وقوله "فِرصة" بكسر الفاء، وحكى ابن سيده تثليثها، وبإسكان الراء وإهمال الصاد: قطعة من صوف أو قطن أو جلدة عليها صوف حكاه أبو عبيد وغيره.

وحكى أبو داود أن في رواية أبي الأحوص "قرصة " بفتح القاف، ووجهه المنذري، فقال: يعني شيئاً يسيراً مثل القرصة بطرف الأصبعين. انتهى. وقال ابن قتيبة: هي "قرضة" بفتح القاف وبالضاد المعجمة.

قوله: "فتطهري" قال في الرواية التي بعدها: "توضئي" أي تنظفي. قال ابن بطال: لم تفهيم السائلة غرض النبي صلى الله عليه وسلم لأنها لم تكن تعرف أن تَتَبُّع الدم بالفرصة يُسمى تَوَضُّأً إذا اقترن بذكر الدم والأذى، وإنما قيل له ذلك لكونه مما يستحيا من ذكره، ففهمت عائشة غرضه، فبينت للمرأة ما خفي عليها من ذلك.=

ص: 473

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي ذلك تفسير كلام العالم بحضرته لمن خفي عليه إذا عَرَفَ أَنَّ ذلك يعجبه، وفيه الأخذ عن المفضول بحضرة الفاضل، وفيه سؤال المرأة العالمَ عن أحوالها التي يحتشم منها، ولهذا كانت عائشة تقول في نساء الأنصار:"لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" كما أخرجه مسلم في بعض طرق هذا الحديث. انظر "الفتح" 1/416 و 13/331، 332.

ص: 474

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْأَةَ الْحَائِضَ إِنَّمَا أُمِرَتْ بِتَعْقِيبِ الْغُسْلِ بِالْفِرْصَةِ الْمُمَسَّكَةِ دُونَ غَيْرِهَا

1200 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ خَبَّرَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّ امْرَأَةً سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْحَيْضِ كَيْفَ تَغْتَسِلُ مِنْهُ؟ قَالَ:"تَأْخُذِي1 فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَتَتَوَضَّئِينَ بِهَا". قَالَتْ كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّئِينَ بِهَا" قَالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّئِينَ بِهَا" قَالَتْ عَائِشَةُ: فعرفت الذي يريد، فجبذتها إلى فعلمتها2. 50:1

1 كذا الأصل، والجادة: تأخذين، وما هنا له وجه.

2 فضيل بن سليمان هو النميري، قال الحافظ في "التقريب": صدوق له خطأ كثير، ومع ذلك فقد روى له الستة، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه البخاري في الاعتصام "7357، باب: الأحكام التي تعرف بالدلائل، عن محمد بن عقبة، عن الفضيل بن سليمان، به. وهو بمعنى ما قبله.

وقوله: "فرصة ممسكة" أي طيبت بالمسك أو لغيره من الطيب، فتتبع بها المرأة أثر الدم ليقطع عنها رائحة الأذى.

ص: 474

‌بَابُ قَدْرِ مَاءِ الْغُسْلِ

‌ذِكْرُ مَا كَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ مِنْهُ إِذَا كَانَ جُنُبًا

1201 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عن مالك، عن بن شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ، وَهُوَ الْفَرَقُ مِنَ الْجَنَابَةِ1. 8:5

1 إسناده صحيح، على شرطهما، وأخرجه أبو داود "238" في الطهارة، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، به. وهو في "الموطأ" 1/44 في الطهارة: باب العمل في غسل الجنابة، ومن طريق مالك أخرجه مسلم "319" "40" في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة.

وأخرجه الشافعي 1/20، وابن أبي شيبة 1/65 عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، به، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "المعرفة" 1/442.

وأخرجه الطيالسي 1/42، ومسلم "319""41" من طرق عن الزهري، به.

وعبارة "وهو الفَرَق" المبينة لسعة الإناء؛ زيادة وردت في بعض طرق الحديث الذي ترويه عائشة وهو "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد"، وقد تقدم

برقم "1108" ر "1192" و "1193" و "1194" و "1195" من طرق متعددة.

فانظر استيفاء تخريجه ثمت.

قال ابن الأثير: الفرق بالتحريك: مكيال يسع ستة عشر رطلاً، وهي اثنا عشر مداً، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. وقيل: الفرق: خمسة أقساط، والقِسْط: نصف صاع. انتهي. وحددها صاحب "معجم متن اللغة" بـ 4948.5 غراماً أو 1440 مثقالاً شرعياً. قال: وتبلغ بالوزن العشري أربعة أكيال وتسع مئة وثمانية وأربعين معشاراً ونصف المعشار أو أربعة أرباع. فأما الفَرْق بسكون الراء: فمئة وعشرون رطلاً. انظر "النهاية"، و"فتح الباري" 1/364، و "معجم متن اللغة" مادة "فرق".

ص: 475

‌ذِكْرُ قَدْرِ الْمَاءِ الَّذِي كَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عائشة يَغْتَسِلَانِ مِنْهُ

1202 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتَ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ يَسَعُ ثَلَاثَةَ أَمْدَادٍ، أَوْ قريبا من ذلك1. 1: 4

1 إسناده صحيح على شرط مسلم وأخرجه في صحيحه "321""44"في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، عن محمد بن رافع، عن شبابة، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد، والمد: رطلان. وفي الحديث الذي قبله أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء يقال له: الفرق. انظر الحديث المتقدم والآتي.

ص: 476

‌ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَدْرَ الَّذِي وَصَفْنَاهُ لِلِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ لَيْسَ بِقَدْرٍ لَا يَجُوزُ تَعَدِّيهِ فيما هو أول أَوْ أَكْثَرُ مِنْهُ

1203 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَدْرَ الَّذِي وَصَفْنَاهُ لِلِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ لَيْسَ بِقَدْرٍ لَا يَجُوزُ تَعَدِّيهِ فيما هو أول أَوْ أَكْثَرُ مِنْهُ

[1203]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك،

ص: 476

وَيَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيٍّ1. 8: 5

قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: الْمَكُّوكُ: المد.

1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم "325" "50" في الحيض: باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، من طريق محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. وسيورده المؤلف بعده من طريق بندار عن عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه أحمد 2/113 و 116 و 259 و 282 و 290، والنسائي 1/57، 58، و 127 في الطهارة، و 1/179 في المياه، والدارمي 1/175 في الوضوء: باب كم يكفي في الوضوء من الماء، من طرق عن شعبة، به. وذكر رواية شعبة هذه أبو داود بعد الحديث رقم "95".

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/65، ومسلم "325""51" من طريق مسعر عن ابن جبر، عن أنس، ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد.

وقد نقل المؤلف عن أبي خيثمة أن المكوك هنا المد، وهو ما ذكره ابن خزيمة، ورجحه النووي فقال: ولعل المراد بالمكوك هنا المد، كما في الرواية الأخرى. والمكوك طاس يشرب به، أعلاه ضيق ووسطه واسع، وهو مكيال لأهل العراق يختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد، وجمعه مكاكيك ومكاكي.

ص: 477

‌ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْقَدْرَ مِنَ الْمَاءِ لِلِاغْتِسَالِ لَيْسَ بِقَدْرٍ لَا يَجُوزُ تَعَدِّيهِ

1204 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يتوضأ بمكوك، ويغتسل بخمس مكاكي2. 1: 4

2 إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة برقم "116" من طريق بندار محمد بن بشار، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 477

بعونه تعالى وتوفيقه ثمَّ طبع الجزء الثالث من الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان.

ويليه الجزء الرابع وأوله باب أحكام الجنب

ص: 478