الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة
تأليف
الدكتور خلدون الأحدب
أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة
المجلد الثاني
الأحاديث
[174 - 359]
بسم الله الرحمن الرحيم
174 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حَسْنُون النَّرْسِيّ قال: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز -إملاءً- قال: حدَّثنا محمد بن الحسن الخُتُّلي الحَرْبي قال: حدَّثنا محمد بن أبي أُمَامة -يعني الرَّقِّي- قال: حدَّثني أبي، عن جعفر، عن غير واحد: ابن سِيرين وغيره، عن أبي إسحاق الهَمْدَاني، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة -يرفع الحديث إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلّا اللَّه وحده واللَّه أكبر، لا إله [إلَّا]
(1)
اللَّه وحده، لا إله إلّا اللَّه لا شريكَ له، لا إله إلّا اللَّه له الملك وله الحمد، لا إله إلّا اللَّه لا حول ولا قوة إلَّا باللَّه، يعقدهن خمسًا بأصابعه. ثم قال: من قالهنّ في يومٍ أو ليلةٍ أو شهرٍ، ثم مات من ذلك اليوم، أو تلك الليلة، أو ذلك الشهر، غُفِرَ له ذنبه".
(2/ 184) في ترجمة (محمد بن الحسن بن علي الخُتُّلِي الحَرْبي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن الحسن الخُتُّلِي الحَرْبي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (محمد بن أبي أُمامة الرَّقِّي)، و (والده)، لم أتبينهما.
(1)
سقطت من المطبوع، والسياق يوجبها.
و (جعفر) هو (ابن بُرْقَان الكِلَابي الرَّقِّي الجَزَري أبو عبد اللَّه): ثقة يهم في حديث الزُّهْرِيّ، خَرَّج له مسلم والأربعة، وتوفي عام (150 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(5/ 11 - 18)، و"تهذيب التهذيب"(2/ 84 - 86)، و"التقريب"(1/ 129). وقد صَرَّحَ النَّسائي في "عمل اليوم والليلة" ص 150 بأنه (ابن بُرْقَان).
و(ابن سِيرين) هو (محمد بن سِيرين الأنصاري البصري أبو بكر): إمام تابعي ثقة ثَبْتٌ عابد، خَرَّجَ له أصحاب الكتب الستة، وكانت وفاته سنة (110 هـ). انظر ترجمته في:"الطبقات الكبرى"، لابن سعد (7/ 193 - 206)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(4/ 606 - 622)، و"التهذيب"(9/ 214 - 217).
و(أبو إسحاق الهَمَدَاني) هو (عمرو بن عبد اللَّه السَّبِيعي)، قال عنه الحافظ في "التقريب" (2/ 73):"مكثر، ثقة عابد، من الثالثة، اختلط بأَخَرَةٍ، مات سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك". وحديثه مُخَرَّجٌ في الكتب الستة. وانظر للتوسع في ترجمته: "السِّيَر"(5/ 392 - 401)، و"التهذيب"(8/ 63 - 67)، و"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 121 - 122، و"الكواكب النَّيِّرات" لابن الكَيَّال ص 341 - 356.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْتٌ، روى له الستة، وكانت وفاته سنة (101 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(8/ 513 - 517)، و"التهذيب"(3/ 219 - 220)، و"التقريب"(1/ 238).
وشيخ الخطيب (أبو نصر أحمد بن محمد النَّرْسِيّ)، ترجم له في "تاريخه" (4/ 371) وقال:"كان صدوقًا صالحًا".
و(أبو جعفر محمد بن عمرو البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (3/ 132) وقال:"كان ثقةً ثبتًا".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "هذا حديث غريب جدًّا من رواية أبي إسحاق عن أبي صالح السَّمَّان، ومن رواية محمد بن سِيرين عن أبي إسحاق، لم أكتبه إلّا من هذا الوجه".
التخريج:
رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 150 - 151 رقم (29) عن المغيرة بن عبد الرحمن قال: حدَّثنا زيد بن علي قال: حدَّثنا جعفر -يعني ابن بُرْقَان-، عن غير واحد: ابن بشر وغيره، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، به.
أقول: رجال إسناده حديثهم حسن، إلّا أنَّ أبا إسحاق السَّبِيعي قد اختلط بأَخَرَةٍ. و (عبد اللَّه بن بشر الرَّقِّي) الراوي عنه، لم يُذْكَرْ مع الرواة الذين رَوَوْا عنه قبل اختلاطه. انظر "الكواكب النَّيِّرات" ص 341 - 356.
أمَّا قول محقق كتاب النَّسَائي الدكتور فاروق حمَّادة: "تفرَّد به المصنِّف بهذا السِّيَاق. وأخرجه من حديث أبي هريرة الخطيب دون قوله: "يعقدهن خمسًا"، وابن حِبَّان في "صحيحه" مختصرًا. وهو حديث حسن ورجاله ثقات". فإنّه موضع نظر، فإنَّ النَّسَائي لم يتفرّد به بهذا السياق، فقد رواه الخطيب كذلك. وقوله:"يعقدهن خمسًا" مثبت في حديث الخطيب كما تقدم!! فضلًا عن العلَّة التي أشرت إليها في إسناده.
وقد عزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 807) إلى الخطيب وحده، فقصَّر.
* * *
175 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطَّان قال: حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي قال: حدَّثنا محمد بن الحسن بن يعقوب الحَاجِب قال: حدَّثنا عبد الصمد ابن حسّان قال: حدَّثنا محمد بن أَبَان، عن أبي جَنَاب، عن الشَّعْبِيّ، عن زيد بن يُثَيْع،
عن عليِّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحسنُ والحسينُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
(2/ 185) في ترجمة (محمد بن الحسن بن يعقوب يعرف بالحَاجِب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عُدَّ من المتواتر.
ففيه (أبو جَنَاب) وهو (يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي الكوفي -واسم أبي حَيَّة: حي-) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 432 رقم (660) وقال: "ضعيف الحديث".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 642) وقال: "ليس به بأس". وفيه عن أبي نُعَيْم: "كان يدلس".
3 -
"التاريخ الكبير"(8/ 267) وقال: "كان يحيى القطَّان يضعِّفه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 86 رقم (120) وقال: "يُضَعَّفُ حديثه".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 253 رقم (671) وقال: "ضعيف".
6 -
"الجرح والتعديل"(9/ 138 - 139) وفيه عن أبي نُعَيْم: "ثقة كان يُدَلِّس، أحاديثه مناكير". وقال ابن نُمَيْر: "صدوق كان صاحب تدليس، أفسد حديثه بالتدليس، كان يحدِّث بما لم يسمع". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق غير أنَّه كان يُدَلِّس".
7 -
"المجروحين"(3/ 111 - 112) وقال: "كان ممن يُدَلِّس عن الثقات ما سمع من الضعفاء فالْتَزَقَ به المناكير التي يرويها عن المشاهير فَوَهَّاه يحيى بن سعيد القطَّان، وحَمَل عليه أحمد بن حنبل حملًا شديدًا".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 392 رقم (576).
9 -
"التهذيب"(11/ 201 - 203). وفيه عن العِجْلي: "كوفي ضعيف الحديث يُكْتَبُ حديثه وفيه ضعف". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال عثمان الدَّارِمي والفَسَوي: "ضعيف". وقال أبو داود: "ليس بذاك".
10 -
"التقريب"(2/ 346) وقال: "ضعَّفوه لكثرة تدليسه، من السادسة"/ د ت ق.
و (الشَّعْبِي) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام فقيه ثقة مشهور. وستأتي ترجمته في حديث (264).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (33).
* * *
176 -
أخبرنا ابن الفضل القطَّان قال: نبأنا عبد الباقي بن قَانِع قال: نبأنا محمد بن الحسن بن حَيْدَرَة قال: حدَّثنا القاسم بن أبي شَيْبَة قال: حدَّثنا أبو تُمَيْلَة، عن أبي المُنِيب عبيد اللَّه بن عبد اللَّه
(1)
العَتَكي، عن عطاء،
عن جابر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بصوم عاشوراء.
(2/ 185) في ترجمة (محمد بن الحسن بن حَيْدَرة البَزَّاز المعدَّل أبو العبَّاس).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه بن عبيد اللَّه". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (القاسم بن محمد بن أبي شَيْبَة العَبْسي -أخو الحَافِظَيْن: أبي بكر وعثمان-) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (3/ 822) رقم (185) وقال: "كتبت عن القاسم بن محمد بن أبي شَيْبَة ولم أحدِّث عنه بشيء".
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 120) وفيه عن أبي حاتم: "كتبت عنه وتركت حديثه".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 18) وقال: "يخطئ ويخالف".
4 -
"الإِرشاد" للخَلِيلي (2/ 575 - 576) رقم (277) وقال: "ضَعَّفُوه، وتركوا حديثه".
5 -
"الميزان"(3/ 379) وفيه عن محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة قال: "سألت يحيى عن عَمِّي القاسم، فقال لي: عَمُّكَ ضعيف يا ابن أخي".
6 -
"اللسان"(4/ 465 - 466) وفيه عن العِجْليّ: "ضعيف". وقال السَّاجِيّ: "متروك الحديث يحدِّث بمناكير".
وقال ابن حَجَر: "ذكر له ابن عدي في ترجمة شَرِيك القاضي حديثًا وقال: أبطل القاسم في هذا وهو ضعيف". وضعَّفه أيضًا في ترجمة محمد بن سليمان ابن بنت مَطَر.
كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العَتَكي المَرْوَزِيّ أبو المُنِيب) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 383) وقال: "ثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(5/ 395) وقال: "عنده مناكير".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 155 رقم (368) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 121 - 122) وقال: "لا يتابع على حديثه".
5 -
"الجرح والتعديل"(5/ 322) وفيه عن أبي حاتم: "هو صالح الحديث، وأُنْكِرَ على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء".
6 -
"المجروحين"(2/ 64 - 65) وقال: "ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات. يجب مجانبة ما يتفرّد به، والاعتبار بما يوافق الثقات دون الاحتجاج به".
7 -
"الكامل"(4/ 1639) وقال: "يروي عن أنس، وعنده أحاديث مناكير". وقال أيضًا: "روى النَّضْرُ بن شُمَيْل عن عبيد اللَّه العَتَكي عن أنس أحاديث إن شاء اللَّه مستقيمة".
8 -
"التهذيب"(7/ 26 - 27) وفيه عن ابن عدي
(1)
: "هو عندي لا بأس به". وقال النَّسَائي: "ثقة". وقال في موضع آخر: "ضعيف". وقال أبو داود: "ليس به بأس". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالقويّ عندهم". وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: "ثقة يحتجُّ بحديثه". وقال البيهقي: "لا يحتجُّ به".
9 -
"التقريب"(1/ 535) وقال: "صدوق يخطيء، من السادسة"/ د س ق.
كما أنَّ فيه (عبد الباقي بن قَانِع بن مرزوق الأُمَوي البغدادي أبو الحسين) وقد ترجم له في:
(1)
لم أقف على قول ابن عدي هذا في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العَتَكي) في كتابه "الكامل" المطبوع.
1 -
"المُحَلَّى" لابن حَزْم (6/ 168) وقال: "اختلط عقله قبل موته بسنة. وهو بالجملة منكر الحديث، وتركه أصحاب الحديث جملة". وقال في (7/ 38) منه: "أَصْفَقَ
(1)
أصحاب الحديث على تركه. وهو راوي كل بليَّة وكذبة". وقال في (10/ 379) منه: "لا شيء".
أقول: وقد رَدَّ عليه الحافظ ابن حَجَر فيما سيأتي عنه.
2 -
"تاريخ بغداد"(11/ 88 - 89) وفيه عن البَرْقَاني: "في حديثه نُكْرَة". وقال مرَّة: "أمَّا البغداديون فيوثِّقونه، وهو عندنا ضعيف". وتعقَّب الخطيب شيخه البَرْقَاني في تضعيفه له فقال: "لا أدري لأي شيء ضَعّفه البَرْقَاني، وقد كان عبد الباقي من أهل العلم والدِّرَايَةِ والفَهْمِ، ورأيت عامّة شيوخنا يوثِّقونه، وقد كان تغيَّر في آخر عمره". ثم نقل الخطيب، عن أبي الحسن بن الفرات قوله:"حَدَثَ به اختلاطٌ قبل أن يموت بمدة نحو سنتين، فتركنا السماع منه، وسمع قوم في اختلاطه". وقال أبو بكر بن عَبْدَان: "لا يدخل في الصحيح". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "كان يحفظ ويعلم، ولكنّه كان يخطئ ويصرُّ على الخطأ".
3 -
"السِّيَر"(15/ 526 - 527) وقال: "الإمام الحافظ البارع الصدوق إن شاء اللَّه".
4 -
"لسان الميزان"(3/ 383 - 384) وقال: "قال ابن حَزْم: اختلط ابن قَانِع قبل موته بسنة، وهو منكر الحديث، تركه أصحاب الحديث جملة. قلت -القائل ابن حَجَر-: ما أعلم أحدًا تركه، وإنّما صَحَّ أنَّه اختلط فتجنبوه". ثم نقل عن ابن حَزْم كلامًا اتَّهَمَ فيه ابنَ قانِعٍ وجَرَحَهُ فيه جرحًا شديدًا. ولم يردَّ عليه اكتفاءً بما تقدَّم. وفيه عن ابن فَتْحُون في "ذيل الاستيعاب": لم أَرَ أحدًا ممّن يُنْسَبُ إلى
(1)
أي أطبقوا واجتمعوا. انظر "المعجم الوسيط" مادة (صفق) ص 517.
الحفظ أكثر أوهامًا منه
(1)
، ولا أظلم أسانيد، ولا أنكر متونًا، وعلى ذلك فقد روى عن الجلّة ووصفوه بالحفظ، منهم أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ فمن دونه".
و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح القُرَشي مولاهم المكِّي أبو محمد): إمام ثقة فقيه مفتي الحَرَم، مشهور، وكان كثير الإرسال، خَرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة (114 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 78 - 88)، و"التهذيب"(7/ 199 - 203)، و"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 128 - 129، و"التقريب"(2/ 22).
و(أبو تُمَيْلة) هو (يحيى بن واضح الأنصاري)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 359):"ثقة، من كبار التاسعة"/ ع. وقال الذَّهَبِيّ عنه في "الكاشف"(3/ 237): "صدوق". وانظر "التهذيب"(11/ 293 - 294).
وشيخ الخطيب (ابن الفضل القطَّان) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق القطَّان)، وقد ترجم له في "تاريخه" (2/ 249 - 250) وقال:"كتبنا عنه وكان ثقة". وذكر أنَّ وفاته كانت سنة (415 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(17/ 331 - 332) وقال: "وهو مُجْمَعٌ على ثقته".
أمَّا صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن حَيْدَرة البزَّاز المعدَّل)، فقد قال الخطيب عنه:"ثقة".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 340 و 348)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 235 - 236) رقم (2501)، من طريق ابن لَهِيعة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، به.
(1)
أقول: قال الخليلي في "الإرشاد"(2/ 794): "سألت عبد اللَّه بن محمد القاضي الحافظ فقلت: كان ابن عدي أحفظ أم ابن قَانِع؟ فقال: ويحك زِرُّ قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي".
ووقع لفظه عند أحمد في الموضع الأول: "أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيوم عاشوراء أن نصومه وقال: هو يوم كانت اليهود تصومه".
قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزُّبَيْر إلّا ابن لَهِيعة، تفرَّد به معاذ -[يعني ابن فَضَالة]-".
وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 185): "رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لَهِيعة وهو حسن الحديث وفيه كلام".
أقول: بل هو ضعيف. قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 109): "العمل على تضعيف حديثه". وستأتي ترجمته في حديث (196).
واضطراب الهيثمي في الحكم على (عبد اللَّه بن لَهِيعَة) في كتابه "مجمع الزوائد" معروف لدى أهل الفنِّ. وكمثال على ذلك، فإنَّه يقول في (1/ 54) و (9/ 168):"ضعيف". وفي (4/ 20): "فيه ضعف ولكنه حسن الحديث مع ذلك". وفي (4/ 122): "حسن الحديث". وفي (6/ 51): "فيه ضعف وحديثه في حدِّ الحسن". وفي (6/ 128): "حديثه حسن إذا توبع عليه". وفي (9/ 168): "ليِّن". وفي (10/ 206): "مُدَلِّسٌ وفيه ضعف وقد وثِّقَ".
والحديث صحيح. وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة. انظر: "المصنَّف" لعبد الرزاق (4/ 285 - 291)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (3/ 54 - 58)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/ 286 - 287)، و"جامع الأصول"(6/ 305 - 315)، و"مجمع الزوائد"(3/ 184 - 188)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 115 - 116)، و"المطالب العالية"(1/ 292 - 295)، و"فتح الباري"(4/ 245 - 246).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (4/ 344) رقم (2004) -واللفظ له-، ومسلم في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء
(2/ 795) رقم (1130)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عبّاس رضي الله عنهما قال:"قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا. قالوا: هذا يوم صالح. هذا يوم نجَّى اللَّه بني إسرائيل من عدوِّهم فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأَمَرَ بصيامه".
* * *
177 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب قال: أنبأنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي قال: نبأنا محمد بن الحسن بن بُور البَلْخي قال: نبأنا يحيى بن خالد أبو زكريا قال: نبأنا منصور بن عبد الحميد،
عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"لا تزالُ أُمَّتي بخيرٍ ما دامَ فيهم مَنْ رآني، ومَنْ رأى من رآني، ومن رأى من رأى من رآني -ثلاث مرات-".
(2/ 188) في ترجمة (محمد بن الحسن بن بُور البَلْخي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (منصور بن عبد الحميد بن راشد أبو رِيَاح الجَزَري) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 175 - 176) ولم يذكر فيه جَرْحًا أو تعديلًا.
2 -
"المجروحين"(3/ 39) وقال: "أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن الجُنَيْد قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن موسى الخاني عنه عن أبي أُمامة بنسخة شبيهًا بثلاثمائة حديث أكثرها موضوعة لا أصول لها. لا يحلّ الرواية عنه".
3 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم ص 215 رقم (204) وقال: "روى عن أنس وأبي أُمَامة البَاهِليّ أحاديث موضوعة".
4 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم الأصبهاني ص 149 رقم (246) وقال: "حدَّث عن أنس وأبي أُمامة بالأباطيل، لا شيء".
5 -
"اللسان"(6/ 97).
كما أنَّ فيه (يحيى بن خالد أبو زكريا)، ترجم له ابن عدي في "الكامل" (7/ 2703 - 2704) وقال "مجهول". وقال أيضًا:"هو من مجهولي شيوخ بَقيَّة". كما ترجم له في "اللسان"(6/ 251) ونقل قول ابن عدي.
وفيه أيضًا شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد المؤدِّب) وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (84).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن بُور البَلْخي) لم يذكر الخطيب فيه جَرْحًا أو تعديلًا.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه من المصادر.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 887) إليه وحده.
* * *
178 -
أخبرني عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبار السُّكَّرِيّ قال: أنبأنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم قال: حدَّثني محمد بن الحسن الدُّوريّ قال: نبأنا محمد بن عوف قال: نبأنا محمد بن خالد البَصْري أبو بكر قال: نبأنا عمر بن مَنِيع، عن عمرو بن دينار،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَزْمَةٌ على أُمَّتي أَنْ لا يتكلَّموا في القَدَرِ".
(2/ 189) في ترجمة (محمد بن الحسن الدُّوريّ -وقيل: محمد بن الحسين-).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن الدُّوريّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (عمر بن مَنِيع) لم أقف على من ترجم له. والظاهر أنّه مجهول كما يستفاد من كلام ابن الجَوْزي الآتي.
و(محمد بن خالد البَصْري أبو بكر) هو (محمد بن خالد بن خِدَاش بن عَجْلَان المُهَلَّبي الزَّهْرَاني) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (9/ 113) وقال:"حدَّثنا عنه ابن خُزَيْمة، ربما أغرب عن أبيه".
وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"، (9/ 140) وذكر جماعةً رووا عنه، ولم يذكر فيه سوي توثيق ابن حِبَّان له. وقال في "التقريب" (2/ 157):"صدوق يُغْرِبُ، من صغار العاشرة"/ ق.
وشيخ الخطيب عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبار السُّكَّرِيّ أبو محمد) ترجم له في "تاريخه"(10/ 199) وقال: "كتبنا عنه وكان صدوقًا". وفيه عن البَرْقَاني: "شيخ. وحَسَّنَ أمره". توفي عام (417 هـ).
و(محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم) هو (الشِّافِعِي أبو بكر): إمام حجّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (149).
و(محمد بن عوف) هو (الطَّائي الحِمْصي أبو جعفر) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 197): "ثقة حافظ، من الحادية عشرة"/ د عس. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(12/ 613 - 616)، و"التهذيب"(9/ 383 - 384).
و (عمرو بن دينار) هو (المَكِّي الجُمَحِي أبو محمد الأَثْرَم): إمام ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (239).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 147) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وفيه مجاهيل".
وذكره السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 573)، و"الجامع الصغير"(4/ 315) بشرح "فيض القدير"، وعزاه للخطيب وحده.
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 315): "فيه محمد بن خالد البَصْري، قال الذَّهَبِيُّ: قال أبو حاتم: منكر الحديث. وفيه أيضًا محمد بن الحسين الدُّوريّ، قال الذَّهَبِيُّ: اتُّهِمَ بالوضع".
أقول: هذا الذي قاله المُنَاوي موضع نظر. فإنَّ من قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث. إنّما هو (محمد بن خالد أبو الرِّجال
(1)
البَصْري) كما في: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/ 242). وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "ميزانه"(3/ 533) وقال: "والصواب: خالد بن محمد أبو الرَّحَّال، عن أنس، ضعيف". و (أبو الرَّحَّال) هذا متقدِّم على (أبي بكر محمد بن خالد بن خِدَاش البصري المُهَلَّبِي)، فإنّه من الطبقة الخامسة كما يقول الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 422).
(1)
هكذا في "الجرح والتعديل": بالراء المهملة والجيم المعجمة. ووافقه العسكري في "تصحيفات المحدِّثين"(2/ 3 / 1079). وفي "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْني (2/ 1061)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (4/ 30)، و"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (2/ 564):"أبو الرَّحَّال" بالراء المهملة والحاء المهملة مثقلة. وأكَّده الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 422) بقوله: "بفتح الراء، وتشديد المهملة".
وكذلك قول المُنَاوي رحمه الله: "وفيه أيضًا محمد بن الحسين الدُّوري قال الذَّهَبِيُّ: اتُّهم بالوضع" فإنّه وَهَمٌ أيضًا. فإنّ الذي اتَّهمه الذَّهَبِيُّ بالوضع هو (محمد بن الحسن بن الأزهر الدَّعَّاء). وقد اشتبه على المُنَاوي (بالدُّوري) لأنّ الذَّهَبيَّ قال في "ديوان الضعفاء والمتروكين" ص 269: "محمد بن الحسن بن الأزهر عن عبَّاس الدُّوري: متَّهم بالوضع". وانظر "الميزان"(3/ 517 - 518)، و"اللسان"(5/ 128 - 129). والحمد للَّه على توفيقه.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، رواه مطوَّلًا ابن عدي في "الكامل"(4/ 1620) -في ترجمة (عبد الرحمن بن القُطَامي) - من طريق عبد الرحمن بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القُطَامي، عن أبي المهَزِّم، عن أبي هريرة مرفوعًا. وفيه صاحب الترجمة هذا، وهو كذَّاب.
وعن ابن عدي من طريقه، رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 150)، وقال: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو المُهَزِّم
(1)
: ليس بشيء. قال الفَلَّاس: والقُطَامِيّ كان كذَّابًا".
غريب الحديث:
قوله: "عَزْمَة". قال المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 315): "أي أقسمت عليهم أن لا يتنازعوا ويتجادلوا فيه، بل يجزموا بأنّ اللَّه خالق الأشياء كلّها ومقدرها. . . ".
* * *
179 -
أخبرني أبو بكر محمد بن المُظَفَّر بن عليّ بن حَرْب المُقرئ الدِّينوريّ قال: نبأنا أبو أحمد عبيد اللَّه بن محمد بن شَنَبَة القاضي قال: نبأنا
(1)
قال الحافظ في "التقريب"(2/ 478): "أبو المُهَزِّم التَّمِيمي البَصْري، اسمه يزيد، وقيل عبد الرحمن بن سفيان. متروك، من الثالثة"/ د ت ق.
أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضَبَّة البغدادي قال: نبأنا صالح بن زياد السُّوسِيّ أبو شعيب قال: نبأنا حسين بن أحمد
(1)
البَلْخي، عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَنِينُ المريض تَسْبيحٌ، وصيامه تَهليلٌ، وَنَفَسُهُ صَدَقَةٌ، ونومُهُ على الفراش عِبَادةٌ، وتقلّبه مِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبٍ كأنما يقاتل العدو في سبيل اللَّه. يقول اللَّه لملائكته: اكتبوا لعبدي أَحْسَنَ ما كان يعمل في صحته، فإذا قام ثم مشى، كان كمن لا ذَنْبَ له".
(2/ 191) في ترجمة (محمد بن الحسن بن الحسين البغدادي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
باطل.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "أبو شعيب ومن فوقه كلُّهم ثقات معروفون بالثقة، إلّا البَلْخي فإنّه مجهول".
أقول: (حسين بن محمد البَلْخي) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 547) وقال: "عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني؛ لا يُعْرَفُ، والخَبَرُ باطلٌ". وتابعه في "اللسان"(2/ 310).
وقد ترجم له الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العِرَاقي في "ذيل ميزان الاعتدال" ص 194 رقم (298) باسم (الحسين بن أحمد البَلْخي) وساق الحديث
(1)
هكذا في المطبوع: "أحمد". وفي "العلل"(1/ 381) -عن الخطيب من طريقه-: "محمد". وما في "التاريخ" المطبوع يوافق ما في "ذيل ميزان الاعتدال" ص 194. كما أن ما في "الميزان" و"اللسان" يوافق ما في "العلل".
من طريقه المتقدِّم، ونقل قول الخطيب السابق. وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 267 - 268).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن الحسين البغدادي أبو جعفر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 381 - 382) عن الخطيب من طريقه المتَقَدِّم، ثم نقل قوله السابق.
وقد ذكره الشَّوْكَاني رحمه الله في "الفوائد المجموعة" ص 262، ونقل عن الحافظ ابن حَجَر قوله فيه:"ليس بثابت".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 158) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ عنه، ونقل قول الخطيب السابق.
* * *
180 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن النَّخَّاس -المعروف بالقَصِير، ببغداد- قال: نبأنا عمر بن محمد بن الحسن قال: نبأني أبي قال: نبأنا عُتْبَة أبو عمرو، عن عامر الشَّعْبِيّ،
عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فقال: "مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيلةَ". وذكر الحديث.
(2/ 193) في ترجمة (محمد بن الحسن النَّخَّاس القَصِير أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه ضعف. وقد صَحَّ نحوه من طرق أخرى.
ففيه (محمد بن الحسن بن الزُّبَيْر الأَسَدي الكوفي أبو عبد اللَّه، لقبه: التَلّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 511) وقال: "قد أدركته، وليس هو بشيء". وقال مرَّةً: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 403 رقم (1449) وقال: "لا بأس به".
3 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 56) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 50) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 225 - 226) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
6 -
"الكامل"(6/ 2181 - 2183) وقال: "له غير ما ذكرت إفرادات، وحَدَّثَ عنه الثقات من النَّاس، ولم أَرَ بحديثه بأسًا".
7 -
"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 210 - 211 رقم (1267) وقال: "قال عثمان بن أبي شَيْبَة: ثقة صدوق. قلت: هو حجة؟ قال: أمّا حجَّة فلا، وهو ضعيف".
8 -
"التهذيب"(9/ 117 - 118) وفيه عن أبي داود: "صالحٌ يُكْتَبُ حديثه". وقال السَّاجِيّ: "ضعيف". وقال البزَّار والدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة".
9 -
"التقريب"(2/ 154) وقال: "صدوق فيه لِينٌ، من التاسعة، مات سنة مائتين"/ خ س ق.
10 -
"هدي الساري" ص 438 وفيه أنَّ ابن نُمَيْر وثّقه. وقال ابن حَجَر: له في البخاري حديثان تُوبع عليهما. ثم ذكرهما مع متابعتهما.
كما أنَّ فيه (عُتْبَة أبو عمرو) وهو (عُتْبَة بن عمرو المُكْتِب الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 390) وقال: "شيخ لابن إدريس".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 523) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الجرح والتعديل"(6/ 372) وفيه عن ابن مَعِين: "شيخ لعبد اللَّه بن إدريس". وقال أبو حاتم: "لا أعرفه".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 269) وقال: "يروي عن الشَّعْبِيّ وَعِكْرِمَة. . . ".
كما أنّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن النَّخَّاس القَصِير أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو بكر الإسماعيلي) هو (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجُرْجَاني الشَّافِعِي): إمام حجَّة. وستأتي ترجمته في حديث رقم (1514).
وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن غالب) هو (أبو بكر البَرْقَاني): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث رقم (312).
و(عمر بن محمد بن الحسن بن الزُّبَيْر الأَسَدي) قال عنه الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 62): "صدوق ربما وهم"/ خ س. وفي ترجمته من "التهذيب"(7/ 495) نقل عن أبي حاتم قوله فيه: "محلُّه الصدق". وعن النَّسَائي: "صدوق". وعن الدَّارَقُطْنِيّ: "لا بأس به". وقال مرَّةً: "ثقة". وقال مَسْلَمَةُ في "الصِّلَةِ": "صدوق ثقة". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "يُعْتَبَرُ بحديثه ما حَدَّثَ من كتاب أبيه، فإنَّ في روايته التي كان يرويها من حفظه بعض المناكير".
و(عامر بن شَرَاحِيل الشَّعْبِيّ أبو عمرو) إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث رقم (264).
التخريج:
رواه أبو بكر الإِسْمَاعِيلي في "معجمه" ص 61 رقم (101)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وتتمة الحديث فيه: "فقلت: أنا. فنام ونام الناس ونمت، فلم
يستيقظ إلّا بحَرِّ الشمس. فقال: أيها النّاس إنّ هذه الأرواح عارية في أجساد العباد يقبضها إذا شاء، ويرسلها إذا شاء، فاقضوا حوائجكم على رِسْلِكُمْ. فقضينا حوائجنا على رِسْلِنَا، وتوضأنا وتوضأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فصلَّى ركعتي الفجر قبل الصلاة، ثم صلَّى بنا".
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 200) رقم (396) -من كشف الأستار-، عن عمر بن محمد، عن أبيه، عن عُتْبَة بن أبي عمرو، عن الشَّعْبِيّ، عنه، به؛ وقال:"لا نعلمُ رواه عن الشَّعْبِيّ عن أنس إلّا عُتْبَة، ولا حَدَّثَ به إلَّا محمد بن الحسن الأَسَدي".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 322): "رواه البزَّار وفيه عُتْبَة أبو عمرو، روى عن الشَّعْبِيّ وروى عنه محمد بن الحسن الأَسَدي، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: قد تقدَّم أنَّ (عُتْبَة أبو عمرو) هو (عُتْبَة بن عمرو المُكْتِب)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه.
والحديث بنحوه قد ورد من حديث عدد من الصحابة. انظر حديثهم في: "جامع الأصول"(5/ 190 - 200)، و"مجمع الزوائد"(1/ 318 - 324)، و"نصب الراية"(1/ 281 - 283)، و"فتح الباري"(1/ 448 - 449) -في كتاب التيمم، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم. . . -.
ومن ذلك ما رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب الأذان بعد ذهاب الوقت (2/ 66 - 67) رقم (595) -واللفظ له-، ومسلم في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة. . . (1/ 472 - 474) رقم (681)، وغيرهما، عن أبي قَتَادة قال: "سِرْنَا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال بعض القوم: لو
عَرَّسْتَ
(1)
بنا يا رسول اللَّه. قال: أخاف أن تناموا عن الصلاة. قال بلال: أنا أُوقِظُكُمْ. فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس. فقال: يا بِلالُ أينَ ما قلتَ؟ قال: ما أُلقِيَتْ عليَّ نَومةٌ مثلُها قطّ. قال: إنَّ اللَّه قبض أرواحكم حين شاء، وردّها عليكم حين شاء. يا بلال قم فأذِّن بالنَّاس بالصَّلاة. فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس وابيضَّت قام فصلَّى".
غريب الحديث:
قوله: "من يَكْلَؤُنَا" قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 194): "الكِلاءةُ: الحفظ والحراسة".
* * *
181 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال: حدَّثنا أبو بكر محمد بن جعفر العبّاس النَّجَّار قال: حدَّثنا محمد بن الحسن العَسْكَرِي قال: حدَّثنا العبَّاس بن يزيد البَحْرَاني قال: حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة قال: حدَّثنا أيوب، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"وُزِنَ حِبْرُ العُلَمَاءِ بدَمِ الشُّهَدَاءِ فَرَجَحَ عليهم".
(2/ 193) في ترجمة (محمد بن الحسن بن أَزْهَر القَطَايِعِيّ الدَّعَّا
(2)
الأَصَمّ أبو بكر).
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(2/ 67): "التعريس نزول المسافر لغير إقامة، وأصله نزول آخر الليل".
(2)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(5/ 318): "الدَّعَّاء: بفتح الدال والعين المشددة المفتوحتين، هذا لمن يدعو كثيرًا واشتهر بذلك".
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن أَزْهَر القَطَايِعِيّ الدَّعَّا الأَصَمّ العَسْكَرِيّ الأُطْرُوش
(1)
أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 193 - 194) وقال: "كان غير ثقة يروي الموضوعات عن الثقات". كما اتَّهمه الخطيب بوضع الحديث.
2 -
"ديوان الضعفاء والمتروكين" للذَّهَبِيّ ص 269 وقال: "متَّهم بالوضع".
3 -
"لسان الميزان"(5/ 128 - 129) وقال: "قال ابن السَّمْعَاني: كان يضع الحديث". ولم أقف عليه في "الأنساب" المطبوع في مادة "الدَّعَّاء".
وقد قال الخطيب عقب روايته له ولحديث آخر من طريقه -وهو الحديث التالي-: "رجال هذين الحديثين كلُّهم ثقات، غير محمد بن الحسن
(2)
، ونرى الحديثين مما صنعت يداه".
و(أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ أبو بكر البَصْري): إمام فقيه حجَّة عابد. وستأتي ترجمته في حديث (1256).
و(إسماعيل بن عُلَيَّة) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأَسَدي البَصْري أبو بشر، معروف بابن عُلَيَّة): ثقة حافظ. وستأتي ترجمته في حديث رقم (1005).
(1)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(1/ 305): "هذه اللفظة لمن بأذنه أدنى صمم".
(2)
تَصَحَّفَ في "المقاصد الحسنة" ص 377، و"اللآلئ المنثورة" للزَّرْكَشِيّ ص 169، و"الأسرار المرفوعة" ص 208 إلى:"محمد بن جعفر".
التخريج:
رواه مطوَّلًا: الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" من طريق عليّ بن الحسن الصَّنْعَاني، حدَّثنا يحيى بن محمد بن حُبَيْش الإفريقي، حدَّثنا إسحاق بن القاسم، حدَّثني أبي، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن ابن عمر
(1)
مرفوعًا.
وأوله عنده: "يوزن حبر العلماء ودم الشهداء فيرجح ثواب حبر العلماء على ثواب دم الشهداء". كما في حاشية محقِّق "الفردوس"(8/ 485) رقم (8839).
أقول: في إسناده (عبد العزيز بن أبي رَوَّاد)، قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (2/ 136):"روى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدِّث بها توهمًا لا تعمدًا". وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 509): "صدوق عابد ربما وهم". وستأتي ترجمته في حديث (511).
أقول: وفي إسناده أيضًا من لم أعرفه.
وقد ذكر الزَّرْكَشِيُّ في "اللآلئ المنثورة" ص 169، وكذلك السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 377، رواية الدَّيْلَمِيّ هذه، ولم يتكلَّما عليها بشيء! !
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 71) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم نقل قول الخطيب السابق.
وقد رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 71 - 72) من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وحديث النُّعْمَان بن بَشِير، وقال: إنهما لا يصحَّان. وأبان عن عللهما.
(1)
في متن "الفردوس" المطبوع: عن جابر بن عبد اللَّه. وهو خطأ. وقد ورد على الصواب في حاشية محققه.
والحديث ذكره الزَّرْكَشِيّ في "اللآلئ المنثورة" ص 168 - 169 بلفظ: "مِدَادُ العلماء أفضلُ من دم الشهداء"، وقال:"أخرجه الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي في جزئه "رواية الكبار عن الصغار" عن الحسن البَصْري -يعني من قوله-".
ورواه ابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 30 - 31) من طريق إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي يونس القُشَيرِي
(1)
، عن سِمَاك بن حَرْب، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا:"يوزن يوم القيامة مِدَادُ العلماء ودم الشهداء".
أقول: في إسناده (إسماعيل بن أبي زياد -ويقال: ابن زياد- السَّكُوني قاضي المَوْصِل) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 69): "متروك، كذَّبوه". وانظر "التهذيب"(1/ 298 - 301).
والعجب من الزَّركَشِيّ والسَّخَاوِيّ في كتابيهما المتقدِّمَيْنِ يذكران حديث أبي الدَّرْدَاء معزوًا لابن عبد البَرِّ، ويسكتان عنه! !
والحديث ذكره الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 287، وقال:"ورُوي: نُقْطَةٌ من دَوَاةِ عَالِمٍ أحبُّ إلى اللَّه مِنْ عَرَقِ مائة ثوب شهيد. قال في "الذَّيْل": موضوع".
وأمّا قول السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 870) بعد عزوه لحديث ابن عمر إلى الخطيب، بأن الخطيب، ضعَّفه، فهو خطأ. فإنَّه حكم عليه بالوضع لا بالضعف كما تقدَّم.
* * *
(1)
هو (حاتم بن أبي صَغِيرة البَصْري)، ترجم له في "التقريب" (1/ 137) وقال:"ثقة من السادسة". وانظر "تهذيب الكمال"(5/ 194 - 195). وقد تَصَحَّف في "اللآلئ المنثورة" ص 169 إلى "أبي بشر".
182 -
أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكِي قال: أنبأنا محمد بن عبد اللَّه بن خلف بن بُخَيْت الدَّقَّاق قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الأَزْهَر الدَّعَّا الأُطْرُوش قال: نبأنا عبَّاس الدُّوري قال: نبأنا قَبِيصَةُ بن عُقْبَةَ قال: نبأنا سفيان الثَّوري، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: لما أَنْ دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة مُهَاجِرًا من مكّة أشعث أَغْبَر، أكثر
(1)
عليه اليهود المسائل والنبيّ صلى الله عليه وسلم يجيبهم جوابًا مداركًا بإذن اللَّه، وكانت خديجة قد ماتت بمكّة، فلما أن دخل النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة واستوطنها، طلب التزويج، فقال لهم:"أنكحوني". فأتاه جبريل بخرقة من الجنَّة طولها ذراعان في عرض شبر، فيها صورة لم ير الراؤون أحسن منها، فنشرها جبريل وقال له: يا محمد إنَّ اللَّه يقول لك أن تزوّج على هذه الصورة. فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أنا من أين لي مثل هذه الصورة يا جبريل". فقال له جبريل: إن اللَّه يقول لك تزوّج بنت أبي بكر الصِّدِّيق. فمضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبي بكر، فقرع الباب، ثم قال:"يا أبا بكر إنَّ اللَّه أمرني أن أصاهرك". وكان له ثلاث بنات فَعَرَضَهُنَّ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه أمرني أن أتزوّج هذه الجارية". وهي عائشة، فتزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(2/ 193 - 194) في ترجمة (محمد بن الحسن بن أَزْهَر القَطَايِعِيّ الدَّعَّا الأَصَمّ العَسْكَرِيّ الأُطْرُوش أبو بكر).
(1)
في المطبوع: "أكثروا". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 8)، و"تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (1/ 421)، و"ميزان الاعتدال" للذَّهَبِيّ (3/ 517).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن أَزْهَر الدَّعَّا) وهو متَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (181).
وقال الخطيب عقب روايته له وللحديث السابق: "رجال هذين الحديثين كلُّهم ثقات غير محمد بن الحسن، ونرى الحديثين ممَّا صنعت يداه".
و(أبو صالح) هو (ذَكْوان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 7 - 8) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق، وقال:"ما أبعد الذي وضعه عن العلم، فإنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تزوَّج عائشة وهو بمكَّة، ولم يكن لأبي بكر حينئذ ثلاث بنات، ما كان له غير أسماء وعائشة، وإنما جاءته بنت بعد وفاته يقال لها أمّ كلثوم".
ووافقه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 407)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 421).
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 517) في ترجمة (محمد بن الحسن الدَّعَّا): "ورأيت له حديثًا إسناده ثقات سواه، وهو كذب: في فضل عائشة" ثم ذكره من الطريق المتقدِّم.
* * *
183 -
أخبرنا القاضي أبو زُرْعَة رَوْح بن محمد بن أحمد الرَّازِيّ قال: نبأنا أبو زُرْعَة أحمد بن الحسين الرَّازِيّ الحافظ -وكتبه لي بخطِّه-.
وأخبرنا عليّ بن أبي عليّ المعدَّل قال: أنبأنا أبو زُرْعَة الرَّازِيّ قال: نبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن الحسين بن إسماعيل الأَنْبَاريّ -بمِصْر- قال: حدَّثني أبو كامل شُجَاع بن أسْلَم الحَاسِب قال: حدَّثني أبو بكر بن مُقَاتِل -صاحب محمد بن الحسن الفقيه- قال: حدَّثني مالك بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّجُلَ يصومُ ويصلِّي، ويحجُّ ويَعْتَمِرُ، فإذا كانَ يوم القيامةِ أُعطي بِقَدْرِ عَقْلِهِ".
(2/ 200) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد الأَنْبَارِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو بكر بن مُقَاتِل الفقيه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 200) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد الأَنْبَارِيّ) وقال: مجهول.
2 -
"الميزان"(4/ 449) وقال: "له عن مالك خبر وضعه هو أو صاحبه شُجَاع بن أَسْلَم".
3 -
"اللسان"(7/ 16) وأقرَّه. و (3/ 139) في ترجمة (شُجَاع بن أَسْلَم) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "أبو بكر مجهول".
كما أنَّ فيه (شُجَاع بن أَسْلَم الحَاسِب أبو كامل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 200) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد الأَنْبَارِيّ) وقال: مجهول.
2 -
"اللسان"(3/ 139) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "أبو كامل إنّما هو صاحب تصنيف في أبواب الحساب والتدقيق فيه وفي حدوده، ولا أعلم له حديثًا مسندًا غير هذا".
وقال الخطيب عقب روايته له: "لا يثبت هذا الحديث عن مالك. وشُجَاع بن أسلم وأبو بكر بن مُقَاتِل: مجهولان. وقد رواه أبو الفتح بن مسرور البَلْخِيّ عن أبي عبد اللَّه الأَنْبَارِيّ، غير أنّه سمّى أباه (الحسين). وقال: كان من الثقات".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "غرائب مالك" -كما في "لسان الميزان"(3/ 139)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 23) - من طريق الحسين بن يوسف بن يعقوب الفَحَّام، عن شُجَاع بن أَسْلَم الحَاسِب أبي كامل، عن أبي بكر بن مُقَاتِل، به؛ وقال الدَّارَقُطْني:"لا يصحُّ". وأعلَّه بأبي بكر وبأبي كامل بما تقدَّم نقله عنه في ترجمتهما آنفًا.
ورواه الطَّحَاوي في "مشكل الآثار"(2/ 125)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 108)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 251) رقم (3011) -، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "العقل وفضله" ص 38 - 39 رقم (14)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 513) رقم (4316)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 40)، والعُقَيْلي في "الضعفاء الكبير"(4/ 192) -كلاهما في ترجمة (منصور بن سُقَيْر) - من طريق منصور، حدَّثنا موسى بن أَعْيَن، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"إنَّ الرَّجُلَ ليكون من أهل الصلاة والزكاة، والحَجِّ والعُمْرَةِ -حتى ذكر سِهَام الخير-، وما يُجْزَى يوم القيامة إلّا بقَدْرِ عَقْلِهِ".
قال الطبراني: "لم يروه عن عبيد اللَّه بن عمر إلَّا ابن أَعْين. تفرَّد به منصور بن سُقَيْر".
وقال العُقَيلي: "هذا رواه منصور بن سُقَيْر ولا يُتَابَعُ عليه".
وقال البيهقي: "وروي من وجهٍ آخر مُرْسَلًا".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 28): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه منصور بن سُقَيْر. قال ابن مَعِين: ليس بالقويِّ. وسقط من الإِسناد إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوة، وهو متروك".
أقول: ومن هذا الطريق رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 511 - 512) رقم (435)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 79 - 80)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 172)، بلفظ:"إنَّ الرجل ليكون من أهل الجهاد، ومن أهل الصلاة والصيام، وممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما يُجْزَى يوم القيامة أجره إلَّا على قَدْرِ عَقْلِهِ".
قال ابن الجَوْزيّ: "هذا حديث ليس بصحيح". وأعلَّه بـ (منصور بن سُقَيْر)، وبما سيأتي ذكره عن الإمام ابن مَعِين ممّا حكاه عنه ابن أبي حاتم الرَّازي.
وقال ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 40): "هذا خبر مقلوب، تَتَبَّعْتُهُ مرَّةً لأن أجد لهذا الحديث أصلًا أرجع إليه فلم أره إلّا من حديث إسحاق بن أبي فَرْوَة، فكأن موسى بن أَعْيَن سمعه من عبيد اللَّه بن عمرو في المذاكرة عن إسحاق بن أبي فَرْوَة، فحكاه، فسمعه منصور بن سُقَيْر عنه، فسقط عليه إسحاق بن أبي فَرْوَة راوي ابن عمر، فصار عبيد اللَّه بن عمر عن نافع".
وقال ابن أبي حاتم الرَّازِيّ في "العلل"(2/ 129 - 130): "سمعت أبي سُئِلَ عن حديث رواه منصور بن سُقَيْر
(1)
، عن موسى بن أَعْيَن، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرجل ليكون من
(1)
صُحِّفَ في "العلل" إلى: "سفيان". والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 172) وغيره من مصارد ترجمته.
أهل الصوم والصَّلاة والزكاة والحَجِّ، حتى ذكر سِهَامَ الخير، فما يُجْزَى يوم القيامة، إلّا بِقَدْرِ عَقْلِهِ". قال أبي: سمعت ابن أبي الثَّلْج يقول: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن مَعِين فقال: هذا حديث باطل، إنّما رواه موسى بن أَعْيَن، عن صاحبه عبيد اللَّه بن عمرو، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فرفع إسحاق من الوسط، فقيل موسى عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر. قال أبي: وكان موسى وعبيد اللَّه بن عمرو صاحبين يكتب بعضهما عن بعض، وهو حديث باطل في الأصل. قيل لأبي
(1)
: ما كان منصور هذا. قال: ليس بقوي، كان جُنْدِيًّا وفي حديثه اضطراب. . . حدَّثنا ابن أبي الثَّلْج قال: كنَّا نذكر هذا الحديث ليحيى بن مَعِين سنتين أو ثلاثة فيقول: هو باطل. ولا يدفعه بشيء، حتى قدم علينا زكريا بن عدي فحدَّثنا بهذا الحديث عن عبيد اللَّه بن عمرو عن إسحاق بن أبي فَرْوَة. فأتيناه فأخبرناه، فقال: هذا بابن أبي فَرْوَة أشبه منه بعبيد اللَّه بن عمرو".
أقول: (منصور بن صُقَيْر -ويقال: ابن سُقَيْر- الجَزَرِيّ البغدادي أبو النَّضْر) قد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 192) وقال: "في حديثه بعض الوَهَم".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 172) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، كان جُنْدِيًّا وفي حديثه اضطراب".
3 -
"المجروحين"(3/ 39 - 40) وقال: "يروي عن موسى بن أَعْيَن وعبيد اللَّه بن عمرو المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
(1)
حُرِّف في المطبوع إلى "قيل لأبي بكر"، والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 172)، و"التهذيب"(10/ 310).
4 -
"تاريخ بغداد"(13/ 79 - 80) وفيه عن عليّ بن مَعْبَد: "رأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه الحديث".
5 -
"التقريب"(2/ 276) وقال: "ضعيف من صِغَار التاسعة"/ ق.
و (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة): متروك. وستأتي ترجمته في حديث (794).
* * *
184 -
أخبرني أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزَّار -بعُكْبَرَا- قال: نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النَّقَّاش -إملاءً- قال: نبأنا محمد بن عبد الصمد المُقريء -بالمَصِّيصَة-، وأحمد بن حمَّاد بن سفيان القاضي، وأحمد بن محمد بن هشام -بطَبَرِسْتَان-، والحسين بن إدريس الأنصاري -بهَرَاة-، ونصر بن منصور النَّحْوي -بحِمْص-، وإسماعيل بن قِيرَاط -بدمشق-، ومحمد بن الحسن بن قتيبة -بالرَّمْلَة-، وأحمد بن أبي موسى، والفضل بن محمد الأَنْطَاكِيَّان -بأنْطَاكِيَةَ-، ومحمد بن أيوب القَلَّا -بطَبَرِيَّة-، ويحيى بن إبراهيم القاضي -بحِمْص-، قالوا: نبأنا كثير بن عبيد قال: نبأنا بقيَّة، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قَرَأَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دونه إلَّا أُنْثى).
"إلَّا نصر بن منصور قال في حديثه: حدَّثنا كثير قال: نبأنا بقية، والمُعَافَى، عن إسماعيل بن عياش".
(2/ 202) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد المُقرئ النَّقَّاش أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن محمد المقرئ النَّقَّاش أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 201 - 205) وقال: "في أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة". وفيه عن طلحة بن محمد بن جعفر: "كان يكذب في الحديث والغالب عليه القَصص". وقال البَرْقَاني: "كلُّ حديثه منكر". وقال مرة في تفسير النَّقَّاش: "ليس فيه حديث صحيح".
2 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 520) وقال: "صار شيخ المقرئين في عصره على ضعف فيه. أثنى عليه أبو عمرو الدَّانِي ولم يَخْبُرْهُ".
3 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(15/ 573 - 576) وقال في آخر ترجمته: "وهو عندي مُتَّهم".
4 -
"المغني"(2/ 570) وقال: "المُفَسِّر المشهور، اتُّهم بالكذب. وقد أتي في تفسيره بطامّات وفضائح. وهو في القراءات أمثل".
5 -
"اللسان"(5/ 132) وقال: "وهّاه الدَّارَقُطْنِيّ".
كما أنَّ فيه (بقيّة) وهو (ابن الوليد الحِمْصي الكَلَاعي)، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء والمجاهيل، ممّن اتُفِقَ على أنّه لا يحتَجُّ بشيء من حديثه إلَّا بما صرَّح فيه بالسماع. وفي الإسناد هنا قد عنعن ولم يصرِّح. انظر في ترجمته وبيان مَبْلَغِ تدليسه وعظمه:"طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 121 - 125، و"تهذيب الكمال"(4/ 192 - 200)، و"تهذيب التهذيب"(1/ 473 - 478)، و"ميزان الاعتدال"(1/ 331 - 339)، و"التقريب"(1/ 105).
كما أنَّ فيه (إسماعيل بن عيَّاش الحِمْصي) وهو صدوق في حديث أهل الشَّام، مضطرب جدًّا مُخَلِّطٌ في حديث غيرهم. وحديثه هنا عن (هشام بن عُرْوَة) وهو حِجَازِيٌّ. وقد تقدَّمت ترجمة (إسماعيل) في حديث رقم (115).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الدُّرِّ المنثور"(2/ 687) إلى الخطيب وحده.
والآية من سورة النساء ورقمها (117)، ونصها بتمامها:{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} .
قال الإمام ابن الجَوْزي في "زاد المسير"(2/ 202): "والقراءة المشهورة {إِنَاثًا}. . . وقرأ أبو هريرة، والحسن، والجَوْنِيّ: (إلَّا أُنْثَى)، على وزن (فُعْلَى) ".
وقال الإمام أبو جعفر الطَّبَرِيّ في "تفسيره"(9/ 210): والقراءة التي لا نستجيز القراءة بغيرها، قراءة من قرأ:{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} ، بمعنى جمع (أُنثى)، لأنها كذلك في مصاحف المسلمين، ولإجماع الحجَّة على قراءة ذلك كذلك".
* * *
185 -
حدَّثني أحمد بن جعفر القَطِيعيّ قال: حدَّثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري قال: حدَّثني أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد قال: نبأنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو قال: حدَّثني جَدِّي معاوية بن عمرو قال: نبأنا زَائِدَة، عن لَيْث، عن مجاهد،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَأَلْتُ اللَّه أَنْ لا يستجيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ على حَبِيبهِ".
(2/ 202) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد المُقرئ النَّقَّاش أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن المُقرئ النَّقَّاش) وهو مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (184).
وقد نقل الخطيب عقب روايته له عن أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "حَدَّثَ أبو بكر النَّقَّاش بحديث أبي غالب عليّ بن أحمد بن النَّضْر -وذكر الحديث من الطريق المتقدِّم، وقال-: فأنكرت عليه هذا الحديث وقلت له: إنَّ أبا غالب ليس هو ابن بنت معاوية، وإنّما أخوه لأبيه ابن بنت معاوية. ومعاوية بن عمرو: ثقة. وزائدة من الأثبات الأئمة. وهذا حديث كذب موضوع مُرَكَّبٌ، فرجع عنه. وقال: هو في كتابي ولم أسمعه من أبي غالب، وأَرَاني كتابًا له، فيه هذا الحديث، على ظهره: أبو غالب قال نبأنا جَدِّي. قال أبو الحسن: وأحسب أنّه نقله من كتاب عنده أنه صحيح. وكان هذا الحديث مُرَكَّبًا في الكتاب على أبي غالب فتوهم أبو بكر أنّه من حديث أبي غالب واستغربه وكتبه، فلما وقَّفْنَاه عليه رجع عنه".
قال الخطيب متعقِّبًا الدَّارَقُطْنِيّ: "لا أعرف وجه قول أبي الحسن في أبي غالب إنَّه ليس بابن بن معاوية بن عمرو، لأنَّ أبا غالب كان يذكر أن معاوية جَدُّهُ. وأمَّا حديث النَّقَّاش عنه فقد رواه عنه أيضًا أبو عليّ الكَوْكَبِيّ". ثم ساقه الخطيب من طريق أبي عليّ الكَوْكَبِيّ هذا، وهو الحديث التالي رقم (186).
أقول: ترجم الخطيب في "تاريخه"(11/ 316) لـ (أبي غالب علىّ بن أحمد بن النَّضْر الأَزْدِيّ) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: هو ضعيف. . . . وقال أحمد بن
كامل القاضي: لا أعلمه ذُمَّ في الحديث". وقال ابن حَجَر في ترجمته في "اللسان" (4/ 193): وذكره مَسْلَمَة الأَنْدَلُسي وقال: إنَّه ثقة".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 172 - 173) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وقال: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ونقل ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ مع تعقب الخطيب. ثم قال: "قال الخطيب: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل ولا يُحْفَظُ بوجهٍ من الوجوه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
أقول: ولم أقف على كلام الخطيب هذا الأخير في "تاريخ بغداد"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وأقرَّ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 348 - 349)، ابنَ الجَوْزِيِّ في حكمه على الحديث بالوضع. بَيْدَ أَنَّ ابن عَرَّاق قد تعقَّبهما في "تنزيه الشريعة" (2/ 319 - 320) بقوله:"ومن فوق أبي غالب ثقات، والنَّقَّاش مُتَّهم، لكن تابعه أبو عليّ الكَوْكَبِيّ وهو ثقة، فزالت تهمة النَّقَّاش، ولزم العيب أبا غالب، وكان كما قال الدَّارَقُطْنِيّ: ضعيفًا. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: لم يتعقَّبه السُّيُوطيُّ وهو عجب. فإنَّ هذه العبارة في تضعيف أبي غالب لا تقتضي الحكم على حديثه بالوضع". ثم ذكر ما تقدَّم من قول أحمد بن كامل القاضي ومَسْلَمَة الأندلسي فيه، وقال:"فهذا يقتضي أن يكون حديثه حسنًا واللَّه تعالى أعلم".
ولم يرتض أحد مُحَقِّقَي كتاب "تنزيه الشريعة" وهو الشيخ عبد اللَّه بن محمد الصِّدِّيق الغُمَاري كلام ابن عَرَّاق هذا، فقال متعقِّبًا إياه:"كيف هذا والحديث منكر جدًّا، يجزم بوضعه من له إلمام بالصناعة".
أقول: قول ابن عَرَّاق: بأنّ أبا عليّ الكَوْكَبِيّ -الحسين بن القاسم- ثقة.
محلّ نظر. حيث إنَّ الخطيب قد ترجم له في "تاريخه"(8/ 86 - 87) ولم يزد فيه عن قوله: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا". وأظن أَنَّ ابن الجَوْزِيّ قد فهم من ذلك توثيقه له، فقال في "الموضوعات" (3/ 173):"إلَّا أَنَّ الكَوْكَبِيّ لا نعلم فيه إلَّا الثقة"
(1)
.
وقد ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 309) وقال: "أخباري مشهور رأيت في أخباره مناكير كثيرة بأسانيد جِيَاد". وساق له خبرًا حكم ببطلانه وببعده عن الصحة. فمثل هذا لا يقال عنه إنّه ثقة، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
186 -
أخبرنا أبو يَعْلَى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال: أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدَّل قال: نبأنا أبو عليّ الحسين بن القاسم الكَوْكَبِيّ قال: نبأنا أبو غالب عليّ بن أحمد ابن بنت معاوية بن عمرو قال: حدَّثني جَدِّي معاوية بن عمرو، عن زَائِدَة، عن اللَّيْث، عن مجاهد،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سألتُ ربِّي أَنْ لا يُشَفِّعَ حبيبًا يدعو على حَبِيبهِ".
(2/ 203 - 204) في ترجمة (محمد بن الحسن المُقرئ النَّقَّاش أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث المتقدِّم رقم (185).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 173) عن الخطيب من طريقه
(1)
اتصل كلام ابن الجَوْزِيّ هذا بكلامٍ للبَرْقَاني في أبي بكر النَّقَّاش، ولم يفصل بين كلامهما في المطبوع، فيظن الظان أنَّه متصل بكلام البَرْقَاني، وهو ليس كذلك.
المتقدِّم. وذكر ما ملخصه: بأنَّ متابعة أبي عليّ الكَوْكَبِيّ، لأبي بكر النَّقَّاش تنفي عنه اتهامه بوضعه. وأنَّ أبا عليّ الكَوْكَبِيّ لا يُعْلَمُ فيه إلَّا الثقة، فالعيب قد لزم أبا غالب وهو ضعيف كما قال الدَّارَقُطْنِيّ.
أقول: قد تقدَّم تخريج الحديث والكلام عليه في الحديث السابق رقم (185)، وقد بينت فيه أنّ أبا عليّ الكَوْكَبِيّ ليس بثقة، واللَّه أعلم.
* * *
187 -
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرئ قال: نبأنا محمد بن الحسن النَّقَّاش قال: نبأنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخيَّاط قال: نبأنا إدريس بن عيسى المَخْزُومي القطَّان قال: نبأنا زيد بن الحُبَاب قال: نبأنا سفيان الثَّوْرِيّ، عن قَابُوس بن أبي ظَبْيَان، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس
(1)
قال: كنت عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن عليّ، تارةً يُقَبِّلُ هذا وتارةً يُقَبِّلُ هذا، إذ هَبَطَ عليه جبريل عليه السلام بوحي من رب العالمين، فلما سَرَى عنه قال:"أتاني جبريل من ربي فقال لي: يا محمد إنَّ ربك يقرأُ عليك السلام ويقول لك: لست أجمعهما لك، فافد أحدهما بصاحبه". فنظر النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكى، ثم قال:"إنَّ إبراهيم أُمُّهُ: أَمَةٌ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُمُّ الحسين فاطمة، وأبوه ابن عمِّي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمِّي وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبريل تقبض إبراهيم، فديته بإبراهيم". قال: فَقُبِضَ بعد ثلاث. فكان النبيّ
(1)
تَحَرَّفَ في المطبوع إلى: "عن العباس". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 407) -وهو يرويه عن الخطيب-، و"اللآلئ المصنوعة"(1/ 390)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 408). وكلام الخطيب الذي سيذكر في مرتبة الحديث يدل على أنه من (مسند ابن عبَّاس) أيضًا.
صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذا رأى الحسين مُقْبِلًا قَبَّلَهُ، وضمّه إلى صدره، ورَشَفَ ثناياه، وقال:"فديت من فديته بابني إبراهيم".
(2/ 204) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد المُقرئ النَّقَّاش أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن المُقرئ النَّقَّاش أبو بكر) وهو مُتَّهم. وقد تقدمت ترجمته في حديث (184).
قال الإمام أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ فيما نقله الخطيب عنه عقب روايته للحديث: "وحَدَّثَ -يعني النَّقَّاش- بحديثٍ عن يحيى بن محمد بن صَاعِد، فقال فيه: حدَّثنا يحيى بن المَدِيني قال: حدَّثنا إدريس بن عيسى القطَّان، عن شيخ له ثقة -إمَّا إسحاق الأزرق أو زيد بن الحُبَاب - أحد هذين، الشك من أبي الحسن- عن سفيان الثوري، عن قابوس بن أبي ظَبْيَان، عن أبيه، عن ابن عبَّاس، قِصَّةَ إبراهيم والحسن
(1)
والحسين. وهذا حديث باطلٌ كَذِبٌ على كلِّ من رواه، ابن صَاعِد فمن فوقه. وأحسب أنَّه وقع إليه كتاب لرجل غير موثوق به قد وضعه في كتابه، أو وُضِعَ له على أبي محمد بن صَاعِد، فظن أنَّه من صحيح حديثه، فرواه، فدخل عليه الوَهَمُ، وظن أنَّه من سماعه من ابن صَاعِد".
وقال الحافظ الخطيب "دَلَّس النَّقَّاشُ ابنَ صَاعِد، فقال: حدَّثنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخيَّاط. وأقلّ مما شُرِحَ في هذين الحديثين
(2)
، تسقط به عدالة المحدِّث ويترك الاحتجاج به".
(1)
هكذا في المطبوع. وليس للحسن ذكر في الحديث! ! .
(2)
حديث ابن عبَّاس هذا، والحديث السابق عن ابن عمر.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 407) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وقال: "هذا حديث موضوع، قَبَّحَ اللَّه واضعه، فما أفظعه. ولا أرى الآفة فيه إلَّا من أبي بكر النَّقَّاش، فإنّه دَلَّس ابنَ صَاعِد فيه، فقال: يحيى بن محمد بن عبد الملك الخيَّاط، فتدليسه إياه دليل شر". ثم نقل بعض أقوال النُّقَّاد في أبي بكر النَّقَّاش، وذكر ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب.
وأقره السيوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 390)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 408).
وقد نقل الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 132) -في ترجمة أبي بكر النَّقَّاش-، كلام ابن الجَوْزي المتقدِّم مُقِرًّا له.
* * *
188 -
أخبرني أبو القاسم بن أبي عثمان قال: نبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن حفص الكاتب قال: نبأنا يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدُّوري قال: نبأنا أحمد بن عبد الجبَّار التَّمِيمي قال: نبأنا أبو بكر بن عيَّاش، عن حُصَيْن، عن محمد بن جُحَادة، عن الحسن،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلَّا اللَّه طَلَسَتْ ما في صَحِيفَتِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ حتَّى يعودَ إلى مِثْلِهَا".
(2/ 213) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد الكاتب أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أحمد بن عبد الجبَّار العُطَارِديّ التَّمِيميّ الكوفي أبو عمر) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 62) وقال: "كتبت عنه وأمسكت عن التحديث عنه لمَّا تكلَّم النَّاس فيه". وقال أبو حاتم: "ليس بقوي".
2 -
"الكامل"(1/ 194) وقال: "رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه". وقال: "لا يُعْرَفُ له حديث منكر رواه، وإنما ضعفَّوه لأنَّه لم يلق من يحدِّث عنهم".
3 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 86 - 87 رقم (5) وقال: "اخْتَلَفَ فيه شيوخنا، ولم يكن من أصحاب الحديث، وكان سماعه في كتب أبيه عبد الجبَّار بن محمد، وأبوه ثقة".
4 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 157 - 158 رقم (163) وقال: "لا بأس به. وأثنى عليه أبو كُرَيْب".
5 -
"تاريخ بغداد"(4/ 262 - 265) وفيه عن محمد بن عبد اللَّه الحضرمي مُطَيَّن: "كان يكذب. قال لي بعض شيوخنا: إنما طَعَنَ على العُطَارِديّ من طَعَنَ عليه بأن قال: الكتب التي حدَّث منها كانت كتب أبيه، فَادَّعَى سماعها معه". وفيه عن أبي عبيدة السَّرِي بن يحيى -ابن أخي هنَّاد-: "ثقة". وقد رَجَّحَ الخطيب قول من وثَّقه، ورَدَّ على الحضرمي في تكذيبه له، وقال:"هو قول مُجْمَلٌ يحتاج إلى كشف وبيان، فإن كان أراد به وضع الحديث فذلك معدوم في حديث العُطَارِديّ، وإنْ عنى أنّه روى عمّن لم يدركه فذلك أيضًا باطل، لأنّ أبا كُرَيْب شهد له أنَّه سمع معه من يونس بن بُكَيْر، وثبت أيضًا سماعه من أبي بكر بن عيَّاش، فلا يُسْتَنْكَرُ له السماعُ من حفص بن غياث". . . وذكر جماعة.
6 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 112 - 113) وقال: "ضَعَّفَهُ غير واحد".
7 -
"المغني"(1/ 45) وقال: "حديثه مستقيم، وضَعَّفَهُ غير واحد".
8 -
"التقريب"(1/ 19) وقال: "ضعيف وسماعه للسيرة صحيح"/ د.
و (الحسن) هو (ابن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام فقيه ثقة مشهور، وكان يُرْسِلُ وَيُدَلِّسُ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).
و(محمد بن جُحَادَة) هو (الأَوْدِيّ -ويقال: الإِيَامي- الكوفي) ترجم له الذَّهَبِيّ في "ميزانه"(3/ 498) وقال: "من ثقات التابعين، أدرك أنسًا". وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(7/ 404) في طبقة أتباع التابعين، وقال:"ومن زعم أنه سمع من أنس فقد وهم، تلك روايات ينفرد بها يحيى بن عقبة بن أبي العَيْزَار وهو واهٍ". وقال عنه في "التقريب"(2/ 150): "ثقة من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1182) -مخطوط-، و"تهذيب التهذيب"(9/ 92 - 93).
و(حُصَيْن) هو (ابن عبد الرحمن السُّلَمِيّ الكوفي أبو الهُذَيْل) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 182): "ثقة تغيَّر حفظه في الآخر، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين -يعني ومائة-، وله ثلاث وتسعون"/ ع. وقال الإمام الذَّهَبِيّ عنه في "الكاشف"(1/ 175): "ثقة حجَّة". وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال"(6/ 519 - 523)، و"تهذيب التهذيب"(2/ 381 - 383).
و(أبو بكر بن عيَّاش بن سالم الأَسَدي المُقرئ الحَنَّاط الكوفي) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 399) -في الكُنَى- وقال: "مشهور بكنيته، والأصحّ أنّها اسمه. . . ثقة عابد إلَّا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين -يعني ومائة-، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين، وقد قارب المائة، وروايته في مقدمة مسلم"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "ميزان الاعتدال"(4/ 499 - 503)، و"تهذيب التهذيب"(12/ 34 - 37)، و"الكواكب النَّيِّرَات" ص 439 - 444.
و (يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدُّوري أبو عيسى) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(14/ 295) وقال: "كان صدوقًا". وكانت وفاته سنة (333 هـ).
وصاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن محمد الكاتب أبو الفضل) قال فيه ابن أبي عثمان الدَّقَّاق -وقد سأله الخطيب عنه-: "كان فاضلًا صالحًا دَيِّنًا".
وشيخ الخطيب (أبو القاسم بن أبي عثمان) هو (عليّ بن الحسن بن محمد الدَّقَّاق) ترجم له في "تاريخه"(11/ 390) وقال: "كان شيخًا صالحًا صدوقًا دَيِّنًا حَسَنَ المَذْهَبِ". وكانت وفاته سنة (440 هـ).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1808 - 1809) -في ترجمة (عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصِيّ) - من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"من قال لا إله إلَّا اللَّه في ساعة ليل أو نهار، طَلَسَتْ ما في صحيفته من السيئات حتى تصير إلى مثلها من الحسنات".
أقول: في إسناده (عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصيّ الزُّهْريّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم: وستأتي ترجمته في حديث (863).
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 178) من طريق أبي العبَّاس الأَصَمّ، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبَّار، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن حُصَيْن، عن محمد بن جُحَادة، عن الحسن مُرْسَلًا بلفظ:"من قال لا إله إلَّا اللَّه طاشت ما في صحيفته من السيئات حتى يعود إلى مثلها".
قال البيهقي عقبه: "هكذا جاء مُرْسَلًا".
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 809) إلى الخطيب وحده.
غريب الحديث:
قوله "طَلَسَتْ": أي مَحَت. "النهاية"(3/ 132).
* * *
189 -
أخبرنا الصَّيْمَري قال: نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن مَحْمُوْيَه -قدم علينا من البَصْرة- قال: حدَّثنا أبو بكر أحمد بن العبّاس بن مجاهد المُقرئ قال: حدَّثنا محمد بن عليّ السَّرْخَسِيّ قال: حدَّثنا بكر بن خِدَاش قال: حدَّثنا عيسى بن المسيَّب، عن عطيّة،
عن أبي سعيد قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إنَّ أَرْفَعَ النَّاسِ دَرَجَةً عند اللَّهِ: إمامٌ عادلٌ. وأَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا: إمامٌ غيرُ عَادِلٍ".
(2/ 216) في ترجمة (محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن مَحْمُوْيَه أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عطيَّة) وهو (ابن سعد بن جُنَادَة العَوْفي أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن معين"(2/ 406 - 407) وفيه أنَّه سُئل عن حديثه فقال: "صالح".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 222) وقال: "ضعيف الحديث". وقال مرَّةً: "كان هُشَيْم يُضَعِّفُ حديث عطيّة".
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 908) ولم يذكر فيه شيئًا.
4 -
"أحوال الرجال" ص 56 رقم (43) وقال: "مائلٌ".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 193 رقم (505) وقال: "ضعيف".
6 -
"الجرح والتعديل"(6/ 382 - 383) وفيه أنَّ سفيان الثَّوْري كان يُضَعِّفُ حديثه. وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "لَيِّنٌ".
7 -
"المجروحين"(2/ 176 - 177) وقال: "لا يحلُّ الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".
8 -
"الكامل"(5/ 2007) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
9 -
"الكاشف"(2/ 235) وقال: "ضعَّفوه".
10 -
"المغني"(2/ 436) وقال: "تابعي مشهور، مُجْمَعٌ على ضعفه".
11 -
"التقريب"(2/ 24): "صدوق يخطئ كثيرًا، كان شيعيًا مدلِّسًا، من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة -يعني ومائة-"/ بخ د ت ق.
كما أنَّ فيه (عيسى بن المسيَّب البَجَلي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 464) وقال: "ضعيف". وقال مرَّةً: "ليس بشيء".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 347 و 507) وقال: "ليس بالقويّ".
3 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 232) وقال: "فيه ضعف".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 176 رقم (445) وقال: "ضعيف".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 386 - 387).
6 -
"الجرح والتعديل"(6/ 288) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق ليس بالقويِّ".
7 -
"المجروحين"(2/ 119 - 120) وقال: "كان ممن يقلب الأخبار ولا
يعلم، ويخطئ في الآثار ولا يفهم، حتى خرج عن حَدِّ الاحتجاج به".
8 -
"الكامل"(5/ 1892) وقال: "هو صالح فيما يرويه".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 317 رقم (417).
10 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 63) وقال: "صالح الحديث".
11 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 323) وفيه عن أبي داود: "هو قاضي الكوفة ضعيف".
12 -
"لسان الميزان"(4/ 405) وفيه أنَّ الحاكم خَرَّجَ له حديثًا في "مستدركهـ" وقال: إنَّه صحيح، وإنَّ عيسى صدوق لم يُجْرَحْ. كذا قال! !
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسن أبو بكر ابن مَحْمُوْيَه) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه (بكر بن خِدَاش أبو صالح) ترجم له في "الجرح والتعديل"(2/ 385) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حبان في "ثقاته"(8/ 148) وقال: "ربما خالف". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 50) وذكر قول ابن حِبَّان السابق فقط.
وشيخ الخطيب (الصَّيْمَرِيّ)، هو (الحسين بن عليّ بن محمد القاضي أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في "تاريخه" (8/ 78 - 79) وقال:"كان صدوقًا وافر العقل جميل المعاشرة، عارفًا بحقوق أهل العلم". كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(17/ 615 - 616) وقال: "القاضي العلّامة. . . وكان من كبار الفقهاء المُنَاظِرِين، صدوقًا، وافر العقل". توفي عام (436 هـ).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 22 و 55) من طريق فُضَيْل بن مرزوق، عن
عطيّة العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا بلفظ:"إنَّ أحبَّ النَّاس إلى اللَّه عز وجل يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا إمام عادل. وإنَّ أبغض النَّاس إلى اللَّه يوم القيامة وأشدّهم عذابًا إمام جائر".
ومن هذا الطريق رواه التِّرْمِذِيّ في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل (3/ 608) رقم (1329)، ولكن آخره عنده:"وأبغضّ النَّاس إلى اللَّه، وأَبْعَدَهُمْ منه مجلسًا: إمامٌ جائرٌ". وقال: "حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه".
وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد لأنه ليس عند التِّرْمِذِيّ قوله: "وأشدهم عذابًا".
ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 285) رقم (1003) من طريق طلحة بن عبد اللَّه يذكر عن عطيّة العَوْفي عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا بلفظ: "إنّ أرفع النّاس درجةٌ يوم القيامة: الإمام العادل. وإنَّ أوضع النّاس درجةً يوم القيامة: الإمام الذي ليس بعادل".
ورواه مختصرًا بلفظ: "أشدُّ النَّاس عذابًا يوم القيامة: إمامٌ جائرٌ"، أبو يعلى في "مسنده"(2/ 343) رقم (1088)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 356 - 357) رقم (1618)، و"المعجم الصغير"(1/ 237 - 238)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(10/ 114)، من طريق محمد بن جُحَادة، عن عطيَّة
(1)
، عن أبي سعيد، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 236): "رواه أبو يَعْلَى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه عطيّة وهو ضعيف".
وقال في (5/ 197): "رواه الطبراني وفيه عطيّة وهو ضعيف".
(1)
تَصَحَّف في "المعجم الأوسط" المطبوع إلى "عظيمة".
ولم أقف عليه في (مسند أبي سعيد) من "المعجم الكبير" المطبوع، كما أني لم أقف عليه في أطراف أحاديث "المعجم الكبير". وأخشى أن يكون القلم قد سبق في عزوه "للكبير" وهو يريد "الصغير"، فإنّه لم يعزه له مع أنَّه فيه.
* * *
190 -
أخبرنا أبو بكر النُّعْمَاني قال: نبأنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي رُؤْبَة أبو محمد المعدَّل -إملاءً- قال: حدَّثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال: نبأنا أبو منصور قال: نبأنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،
عن جابر قال: جاء رجل يسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلام أَفْضَلُ؟ قال: "أَنْ يَسْلَمَ المسلمونَ من لِسَانِكَ ويَدِكَ".
(2/ 217) في ترجمة (محمد بن الحسن بن عليّ النُّعْمَانِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة شيخ الخطيب (أبو بكر النُّعْمَاني محمد بن الحسن بن عليّ) فإنَّ الخطيب لم يزد فيه عن قوله:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا".
والحديث صحيح من طرق أخرى.
و (أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإِسْكَاف): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (353).
و (الأَعْمَشُ) هو (سليمان بن مِهْران الأَسَدي الكَاهِلي أبو محمد): إمام ثقة حافظ وَرِعٌ، شيخ المقرئين والمحدِّثين، وكان معروفًا بالتدليس، خَرَّجَ له الستة، وكانت وفاته سنة (147 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 226 - 248)، و"التهذيب"(4/ 222 - 226)، و"طبقات المدلِّسين" ص 67، و"التقريب"(1/ 331).
و (سفيان) هو (ابن سعيد بن مَسروق الثَّوْري أبو عبد اللَّه الكوفي): قال. الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 311): "ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجّة. . . وكان ربما دلَّس". أخرج له الستة، وتوفي سنة (161 هـ) وله (64) عامًا. وانظر للتوسع في ترجمته:"تهذيب الكمال"(11/ 154 - 169)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(7/ 229 - 279)، و"التهذيب"(4/ 111 - 115).
و(أبو منصور) هو (الحارث بن منصور الوَاسِطي الزاهد)، ترجم له الإمام الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (1/ 141) وقال:"ثقة". وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 141): "صدوق يهم، من التاسعة"/ د. وانظر: "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (5/ 286 - 287)، و"تهذيب التهذيب"(2/ 158).
و(محمد بن سليمان بن الحارث) هو (محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث البَاغَنْدِيّ أبو بكر)، قال الحافظ الخطيب عنه في ترجمته من "التاريخ" (3/ 213):"ولم يثبت من أمر ابن البَاغَنْدِيّ ما يُعَاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح".
وقال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(4/ 27): "صدوق من بحور الحديث". وستأتي ترجمته في حديث (197).
و(عبد الخالق بن الحسن بن أبي رُؤْبَة المعدَّل أبو محمد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 124) وقال: "كان ثقة". وفيه أنَّ البَرْقَاني قد وثّقه أيضًا. وكانت وفاته سنة (356 هـ).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 372)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 299)، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عنه، به.
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 246 رقم (1777)، من ذات الطريق السابق مطوَّلًا.
كما رواه بأطول مما عند الطَّيَالِسِيّ: ابن أبي شَيْبة كما في "المطالب العالية"(3/ 54) رقم (2859).
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" في الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام، وأيّ أموره أفضل (1/ 65) رقم (41) من طريق ابن جُرَيْج أنّه سمع أبا الزُّبَيْر يقول: سمعت جابرًا يقول: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المسلمونَ من لِسَانِهِ ويَدِهِ".
وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد لأنه ليس عند مسلم قوله: "وجاء رجل يسأل النبيّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإِسلام أفضل". وقد كان ردّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عند الخطيب ومن أخرجه بهذه الزيادة، جوابًا على صفة محددة:"أيُّ الإسلام أفضل"؟ مما حمل معه معنى خاصًّا في الجواب، دالًّا على أحسن خصال الإِسلام، مما ليس في رواية مسلم، واللَّه أعلم.
وقد روى البخاري في الإيمان، باب أيّ الإِسلام أفضل (1/ 54) رقم (11)، ومسلم في الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأيّ أموره أفضل (1/ 66) رقم (42)، وغيرهما، عن أبي موسى الأَشْعَرِيّ قال: قلت يا رسول اللَّه: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: "من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده".
هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري:"قالوا: يا رسول اللَّه: أيُّ الإسلام أفضل. . ".
وحديث: "المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ"، رُوي من طريق ثلاثة عشر صحابيًا، حتى عدّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 36 - 37 من الأحاديث المتواترة. وتابعه على ذلك الزَّبِيدي في "لقط اللآلئ المتناثرة" ص 35، والكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 29 - 30.
وانظر كذلك في رواياته: "جامع الأصول"(1/ 240 - 242)، و"مجمع الزوائد"(1/ 54 - 56).
* * *
191 -
أخبرني أبو المُظَفَّر المَرْوَزِيّ قال: أنبأنا أبو عليّ زَاهِر بن أحمد السَّرْخَسِيّ -بها- قال: نبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن المسيَّب الأَرْغِيَانِيّ قال: نبأنا عبد اللَّه بن عبد الملك بن أبي رُوْمَان الإِسْكَنْدَرَانِيّ قال: نبأنا ابن وَهْب، عن مالك، عن نافع،
عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ، فإنّك لن تجد فَقْدَ شيءٍ تَرَكْتَهُ للَّه عز وجل".
(2/ 220) في ترجمة (محمد بن الحسن بن أحمد المَرْوَزِيّ القَرِينَيْنِيّ
(1)
أبو المظفَّر).
مرتبة الحديث:
باطل من هذا الوجه والشطر الأوَّل منه: "دَعْ ما يَريبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ" صحيح من طرقٍ أخرى.
ففي إسناده (عبد اللَّه بن عبد الملك بن أبي رُوْمَان الإِسْكَنْدَرَانِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 387) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدي) وقال: "كان ضعيفًا".
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 458) وقال: "ضَعَّفَهُ أبو سعيد بن يونس. وقد أتى بخبرٍ باطلٍ". وذكر الشطر الثاني من الحديث: "إنَّك لن تجد فقد شيء. . . "
(1)
هذه النسبة إلى (القَرِينَيْن)، وهي بُلَيْدَة على وادي مَرْوَ. "الأنساب"(10/ 126).
من طريقه. كما ترجم له مرَّةً أخرى في "ميزانه"(2/ 422) باسم (عبد اللَّه بن أبي رُوْمَان المَعَافِريّ) وقال: "ضَعَّفَهُ غير واحد، روي خبرًا كَذِبًا".
3 -
"المغني"(1/ 338) وقال: "ضعفّه غير واحد، له حديث باطل". وقال في (1/ 346): "ضعّفه ابن يونس".
4 -
"اللسان"(3/ 313) و (3/ 286). وقال في الموضع الثاني: "وهَّاه الدَّارَقُطْنِيّ". وقال ابن يونس: "كان من أصحاب ابن وَهْب، وهو ضعيف الحديث روي مناكير". توفي عام (256 هـ).
وقال الخطيب عقب روايته له: "غريب من حديث مالك لا أعلم روي إلَّا من هذا الوجه".
وقال أيضًا في "تاريخه"(2/ 387) بعد أن رواه من طريق محمد بن عبد بن عامر، عن قتيبة، عن مالك، به:"هذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك. وإنما يحفظ عن عبد اللَّه بن أبي رُومان الإِسْكَنْدَرَانِيّ عن ابن وَهْب عن مالك. تفرّد واشتهر به: ابن أبي رُومان، وكان ضعيفًا. والصواب عن مالك من قوله. قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من أبي رُومان فرواه كما ذكرنا".
وشيخ الخطيب (أبو المظفّر المَرْوَزِيّ)، هو صاحب الترجمة (محمد بن الحسن بن أحمد القَرِيْنَيْنيّ)، وقد قال فيه:"كتبت عنه وكان صدوقًا".
و(ابن وَهْب) هو (عبد اللَّه بن وَهْب بن مسلم القُرَشي أبو محمد): إمام ثقة، فقيه حافظ عابد. وستأتي ترجمته في حديث (1521).
التخريج:
رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "الأمثال" ص 26 رقم (40)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 242)، و"الحِلْية"(6/ 352)، والخَلِيلي في
"الإِرشاد"
(1)
(1/ 416) رقم (105)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 115)، والذَّهَبِيُّ في "تذكرة الحفَّاظ"(3/ 814)، من طريق عبد اللَّه بن عبد الملك بن أبي رُومان، عن ابن وَهْب، به.
قال أبو نُعَيْم في "الحِلْية": "غريب من حديث مالك، تفرَّد به ابن أبي رُومان عن ابن وَهْب".
وقال الخَلِيليُّ: "الصحيح فيه عن ابن عمر قوله. وأسنده ابن أبي رُوْمَان".
وقال الذَّهَبِيُّ: "منكر جدًّا. وابن أبي رُومان: ضَعَّفُوه".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 332) عن الخطيب من طريقه عن محمد بن عبد بن عامر، عن قتيبة، عن مالك، به. ونقل قول الخطيب السابق ببطلانه. ثم قال:"قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان محمد بن عبد، يكذب ويضع. قال: وهذا إنما يُروى من قول ابن عمر، ويُروى من قول مالك".
ورواه الطبراني في "الصغير"(1/ 102)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 374) رقم (416)، والخطيب في "تاريخه"(6/ 386)، من حديث ابن عمر مرفوعًا بذكر الشطر الأول منه فقط:"دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ". وسيأتي الكلام عليه في حديث (961).
وهذا الشطر من الحديث: "دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ" صحيح.
فقد رواه أحمد في "المسند"(1/ 200)، والنَّسَائي في الأشربة، باب الحث
(1)
عزا محقق كتاب "الإرشاد" الدكتور محمد سعيد إدريس، الحديث إلى أبي نُعَيْم في "الحلية"(6/ 352) و (8/ 264)، وعزوه له إلى الموطن الثاني خطأ، فإنَّ أبا نُعَيْم إنما أخرجه في الموطن الثاني من حديث الحسن بن عليّ مطولًا، وبسياق مختلف. كما فاته عزوه لأبي الشيخ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"، وأبي نُعَيْم في "تاريخ أصبهان".
على ترك الشبهات (8/ 327 - 328)، والتِّرْمِذِيّ في صفة القيامة باب رقم (60)(4/ 668) رقم الحديث (2518)، وأبو داود الطَّيَالِيِسيّ في "مسنده" ص 163 رقم (1178)، وابن حبان في "صحيحه"(2/ 52) رقم (720)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 245)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 13) و (4/ 99)، والطبراني في "الكبير"(3/ 75 و 77) رقم (2708 و 2711)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(3/ 117 - 118) رقم (4984)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 235)، وأبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(1/ 45)، و"الحِلْية"(8/ 264)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(7/ 16 - 17) رقم (2032)، عن الحسن بن عليّ مرفوعًا.
وبعضهم رواه مطوَّلًا، وبعضهم مقتصرًا على اللفظ المتقدِّم، وبعضهم رواه بزيادة في آخره هي:"فإنَّ الصِّدْقَ طُمأنينةٌ، وإنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ". وروى بعضهم هذه الزيادة بلفظ: "فإنّ الخير طُمأنينة، وإنّ الشرَّ ريبة".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"(4/ 99): "سنده قويٌّ".
وقال الحاكم في "المستدرك"(2/ 13): "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيّ وقال: "صحيح".
وقد رواه النَّسَائي في القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم (8/ 230) عن ابن مسعود مطوَّلًا. وقال:"هذا الحديث جَيِّدٌ جَيِّدٌ".
وللحديث شواهد أخرى انظرها في: "فتح الباري"(4/ 293) -في كتاب البيوع، باب تفسير المشبِّهات-، و"مجمع الزوائد"(1/ 238) و (10/ 294 - 295)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 558) و (3/ 188)، و"المقاصد الحسنة" ص 214، و"جامع العلوم والحكم" لابن رجب ص 93 - 94.
وانظر تفسيره في "جامع العلوم والحِكَم" ص 94 - 96، و"فتح الباري"(4/ 293).
* * *
192 -
أخبرنا أبو يَعْلَى محمد بن الحسن البَصْري -في دار القاضي أبي القاسم التَّنُوخي- قال: نبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم السُّلَمِيّ -بدمَشْق- قال: نبأنا أبو بكر محمد بن جَعْفر بن سهل الخَرائِطي قال: نبأنا عمر بن شَبَّة قال: نبأنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عَجْلان، عن سعيد،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"إذا ضَرَبَ أحدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الوَجْهَ. ولا يقولنَّ قَبَّحَ اللَّهُ وجْهَكَ ووجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فإنَّ اللَّه خَلَقَ آدَمَ على صورتِهِ".
(2/ 220 - 221) في ترجمة (محمد بن الحسن بن الفضل الصُّوفي البَصْري أبو يَعْلَى).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى، وأصله في "الصحيحين".
و (سعيد) هو (ابن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِي المَدَني أبو سعد)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 297):"ثقة، من الثالثة، تغيَّر قبل موته بأربع سنين. . . مات في حدود العشرين -يعني ومئة-، وقيل قبلها وقيل بعدها"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(10/ 466 - 473)، و"تهذيب التهذيب"(4/ 38 - 40).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 251 و 434)، وعنه ولده عبد اللَّه في "السُّنَّة" ص 169 رقم (907)، والدَّارَقُطْنِيّ في كتاب "الصِّفَات" ص 55 - 57 رقم (44 و 46)، وابن خُزَيْمَة في كتاب "التوحيد" ص 36، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 17)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 229 - 230)، واللَّالِكَائي
في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(3/ 423) رقم (715)، وأبو بكر الآجُرِّي في "الشريعة" ص 314، من طرق، عن يحيى بن سعيد القطَّان، عن محمد بن عَجْلان، به.
وليس عند ابن أبي عاصم قوله: "ووجه من أشبه وجهك".
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(13/ 152) رقم (7414): "إسناده صحيح".
وقال الشيخ الألباني في تعليقه على كتاب "السُّنَّة": "إسناده حسن صحيح، ورجاله ثقات على الكلام الذي في ابن عَجْلان".
والحديث رواه مسلم في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه (4/ 2017) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا قاتل أحدُكم أخاه، فليجتنب الوجه، فإنّ اللَّه خَلَقَ آدم على صورته".
ورواه البخاري في العِتْق، باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه (5/ 182) رقم (2559) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا قاتل أحدُكم فليجتنب الوجه".
وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري في كتاب الإِستئذان، باب بدء السلام (11/ 2) رقم (6227)، ومسلم في كتاب الجنّة، باب يدخل الجنّة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير (4/ 2183) رقم (2841)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا:"خلق اللَّه آدم على صورته".
وسيأتي من حديث ابن عمر برقم (283).
معنى الحديث:
قال ابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 37 - 38: "تَوَهَّمَ بعض من لم يتحرَّ العلم أنّ قوله: "على صورته" يريد صورة الرحمن، عزّ ربّنا وجلّ عن أن يكون هذا معنى الخبر، بل معنى قوله: خلق اللَّه آدم على صورته: الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم. أراد صلى الله عليه وسلم: أن اللَّه خلق آدم على صورة
هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب، والذي قَبَّحَ وجهه، فزجر صلى الله عليه وسلم أن يقول: ووجه من أشبه وجهك، لأن وجه آدم شبيه وجه بنيه، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم: قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ من أشبه وجهك، كان مقبِّحًا وجه آدم -صلوات اللَّه وسلامه عليه-، الذي وجوه بَنِيه شبيهة بوجه أبيهم".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 3) -في أول كتاب الاستئذان-: "اختلف إلى ماذا يعود الضمير؟ فقيل: إلى آدم، أي: خلقه على صورته التي استمر عليها إلى أن أُهْبِطَ، وإلى أن مات، دفعًا لتوهم من يظن أنّه لمّا كان في الجنّة كان على صفة أخرى، أو ابتدأ خلقه كما وجد، ولم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حالة إلى حالة. . . وقيل: الضمير للَّه، وتمسك قائل ذلك بما ورد في بعض طرقه: "على صورة الرحمن" والمراد بالصورة: الصفة، والمعنى: أن اللَّه خلقه على صفةٍ مِنَ العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك، وإن كانت صفات اللَّه تعالى لا يشبهها شيء".
وقال الحافظ أيضًا رحمه الله في "الفتح"(5/ 183) -في العِتْق، باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه-:"وقال حَرْب الكَرْماني في كتاب "السُّنَّة": سمعت إسحاق بن رَاهُوْيَه يقول: صَحَّ أنَّ اللَّه خَلَقَ آدم على صورة الرحمن. وقال إسحاق الكَوْسَج: سمعت أحمد، يقول: هو حديث صحيح. وقال الطبراني في كتاب "السُّنَّة": حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي: إنَّ رجلًا قال: خلق اللَّه آدم على صورته -أي صورة رجل- فقال: كذب، هو قول الجَهْمِيَّة".
وقال الآجُرِّيّ في كتاب "الشريعة" ص 315: "هذه من السُّنَّة التي يجب على المسلمين الإيمان بها، ولا يقال فيها: كَيْفَ؟ وَلِمَ؟ بل تُسْتَقْبَلُ بالتسليم والتصديق، وترك النظر، كما قال من تقدَّم من أئمة المسلمين".
ورحم اللَّه الإِمام الذَّهَبِيّ حيث يقول في كتابه "سِيَر أعلام النبلاء"
(14/ 374 - 376) في ترجمته للإمام ابن خُزَيْمَة: "وكتابه في "التوحيد" مجلد كبير، وقد تأوَّلَ في ذلك حديث الصُّورة، فَلْيُعْذَرْ من تَأَوَّلَ بعض الصفات. وأمَّا السَّلَف، فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكَفُّوا، وفَوَّضوا عِلْمَ ذلك إلى اللَّه ورسوله، ولو أَنَّ كُلَّ من أخطأ في اجتهاده -مع صحة إيمانه، وتوخِّيه لاتِّباع الحقّ- أهدرناه، وبَدَّعْنَاه، لقَلَّ من يَسْلَمُ من الأئمَّة معنا. رحم اللَّه الجميعَ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ".
* * *
193 -
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن النَّاقِد قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: نبأنا جعفر بن محمد الفِرْيَابي: نبأنا إسحاق بن رَاهُوْيَه قال: نبأنا أبو جعفر
(1)
الحَنَفي قال: نبأنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لَبِيد،
عن عثمان بن عفَّان، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
(2/ 221) في ترجمة (محمد بن الحسن بن عيسى أبو طاهر المعروف بابن شَرَارة النَّاقِد).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن إن شاء اللَّه. والحديث متواتر.
وفي إسناده (أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القَطِيْعيّ أبو بكر) وقد ترجم له في:
(1)
هكذا في المطبوع: "أبو جعفر". وفي "التاريخ الكبير"(6/ 126)، و"الجرح والتعديل"(6/ 62)، و"التقريب"(1/ 515)، وغيرها:"أبو بكر". وفي "التهذيب"(6/ 370): "أبو يحيى"!! وهو تصحيف. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
1 -
"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 104 رقم (14) وقال: "ثقة زاهد، قديمًا سمعت أنّه مجاب الدعوة".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 73 - 74) وفيه عن أبي الحسن بن الفُرَات: "كان ابن مالك القَطِيْعيّ مستورًا صاحب سنّة كثير السماع. . . إلَّا أنّه خلَّط في آخر عمره، وكُفَّ بعده، وخَرَّفَ حتى كان لا يعرف شيئًا مما يُقْرَأُ عليه". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "كان مستورًا صاحب سنّة، ولم يكن في الحديث بذاك، وله في بعض المسند أصول فيها نظر، وذكر أنّه كتبها بعد الغَرَق". وقال البَرْقَاني: "وكان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فقُرئ لابن ذلك السلطان على عبد اللَّه بن أحمد "المسند"، وحضر ابن مالك سماعه، ثم غرقت قطعة من كتبه بعد ذلك فنسخها من كتاب ذكروا أنّه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وإلّا فهو ثقة". وقال أيضًا: "كنت شديد التنقير على حال ابن مالك، حتى ثبت عندي أنّه صدوق لا يُشَكُّ في سماعه. . . ولمَّا اجتمعتُ مع الحاكم بن عبد اللَّه بن البَيِّع بنَيْسَابُور، ذكرت ابن مالك وليَّنته، فَأَنْكَرَ عليَّ، وقال: ذاك شيخي. وحَسَّنَ حاله أو كما قال".
وقال الخطيب: "كان كثير الحديث، روي عن عبد اللَّه بن أحمد: "المسند" و. . . وكان بعض كتبه غرق فاستحدث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه النَّاس. إلَّا أَنَّا لم نر أحدًا امتنع من الرواية عنه، ولا ترك الاحتجاج به".
3 -
"السِّيَر"(16/ 210 - 213) وقال: "الشيخ العالم المحدِّث، مُسْنِدُ الوقت".
4 -
"المغني"(1/ 35) وقال: "صدوق مقبول. . . . ".
5 -
"الميزان"(1/ 87 - 88) وقال: "صدوق في نَفْسِهِ، مقبول، تغيَّر قليلًا". وفيه عن الحاكم: "ثقة مأمون".
6 -
"اللسان"(1/ 145 - 146) وقال: "كان سماعُ أبي عليّ المُذْهِب
(1)
منه المسند الإمام أحمد قبل اختلاطه. أفاده شيخنا أبو الفضل بن الحسن". وكانت وفاته سنة (368 هـ) وله (95) سنة.
و(أبو جعفر الحَنَفِي) هو (عبد الكبير بن عبد المجيد الحَنَفِي البَصْري أبو بكر) قال الحافظ عنه في "التقريب"(1/ 151): "ثقة من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين"/ ع. وانظر في ترجمته موسعًا: "الجرح والتعديل"(6/ 62 - 63)، و"السِّيَر"(9/ 489 - 490)، و"تهذيب التهذيب"(6/ 371 - 371).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 70)، والبزّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 38) رقم (384)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(1/ 163) رقم (70) -من "المقصد العلي"-، والطبراني في "جزء طرق حديث من كذب عليَّ متعمدًا" ص 38 رقم (7)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 165 - 166)، وابن الجَوْزي في مقدمة "الموضوعات"(1/ 59)، من طريق أبي بكر الحَنَفِي، عن عبد الحميد بن جعفر، به.
ولفظه عند أحمد: "من تعمَّد عليَّ كذبًا فليتبوأ بيتًا في النَّار".
ولفظه عند أبي يَعْلَى: "من بنى له مسجدًا بنى اللَّه له مثله في الجنّة، ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النَّار".
قال البزَّار عقب روايته له: "ولا نعلم سمع محمود بن لَبِيد عن عثمان وإنْ كان قديمًا".
أقول: لا دليل على عدم سماع محمود بن لَبِيد من عثمان. وقد ذكر في
(1)
هو (الحسن بن عليّ بن محمد التميمي البغدادي): الإمام العلّامة مسند العراق. وستأتي ترجمته في الحديث رقم (696).
"التهذيب"(10/ 65) روايته عن عثمان، ولم يذكر عن أحد عدم سماعه من عثمان رضي الله عنهما. وقد قال الحافظ في ترجمته في "التقريب" (2/ 233):"صحابي صغير، وجلّ روايته عن الصحابة، مات سنة ست وتسعين. . . ".
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(1/ 379) رقم (507): "إسناده صحيح".
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 65)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 14، والبزّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 37 - 38) رقم (383)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 164) رقم (71) -من "المقصد العلي"-، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 166)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 17)، والطبراني في "جزئه" المتقدِّم رقم (6)، وابن الجَوْزي في مقدمة "الموضوعات"(1/ 58 - 59)، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن عثمان قال:"ما يمنعني أن أحدِّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكنِّي أشهد لسمعته يقول: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 143): "فيه عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد وهو ضعيف وقد وثِّق".
أقول: إسناده حسن، رجاله رجال مسلم، و (عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد ذَكْوان المَدَني): صدوق تغيَّر حفظه، وضعَّف بعضهم روايته عن أبيه. وستأتي ترجمته في حديث (856).
وعزا مُلَّا علي القاري في "الأسرار المرفوعة" ص 15 هذه الرواية إلى الدَّارَقُطْنِيّ والحاكم في "المَدْخَل" أيضًا.
وله طريق آخر عند الطبراني في "جزئه" المتقدِّم رقم (7)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 329) رقم (562)، وابن الجَوْزي في مقدمة "الموضوعات"(1/ 59)؛ وفيه (محمد بن حُمَيْد الرَّازي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (455).
والحديث متواتر. انظر في طرق الحديث والكلام عليه: "جزء" الطبراني السابق، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 55 - 92)، و"الأسرار المرفوعة" لمُلّا علي القَاري ص 12 - 28، و"الأزهار المتناثرة" للسيوطي ص 23 - 27، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزِّبِيدي ص 261 - 282، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 20 - 24. وسيأتي تخريجه عن عدد من الصحابة.
وقوله: "فَلْيَتَبَوَّأْ": أي فليتخذ لنفسه منزلًا. وقد تقدّم في حديث (146) شرح ذلك.
* * *
194 -
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الدَّاودي قال: أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال: نبأنا محمد بن مَخْلَد قال: نبأنا محمد بن الحسين البُنْدَار أبو جعفر قال: نبأنا أبو الربيع قال: نبأنا عبَّاد بن العَوَّام قال: نبأنا الحجَّاج، عن حُصَيْن، عن الشَّعْبي، عن الحارث،
عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إلَّا بِوَليٍّ، ولا نِكَاحَ إلَّا بشهودٍ".
(2/ 224) في ترجمة (محمد بن الحسين البُنْدَار أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث شواهد يصحّ بمجموعها.
ففيه (الحارث) وهو (ابن عبد اللَّه الأعور الهَمْدَانيّ)، والجمهور على توهين أمره كما قال الذَّهَبِيّ في ترجمته من "الميزان"(1/ 437). وستأتي ترجمته في حديث (937).
كما أنّ فيه (حُصَيْن) وهو (ابن عبد الرحمن الحارثي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 120) وقال: "هو صاحبنا الكوفي".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 84) وقال: "ليس يعرف، ما روى عنه
غير حجّاج بن أَرْطَاة وإسماعيل بن أبي خالد، روى عنه حديثًا واحدًا. أحاديثه أحاديث مناكير، كلُّ شيء روى عنه حجَّاج منكر".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 8) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 211).
5 -
"الميزان"(1/ 552) وقال: "صدوق إن شاء اللَّه. قال أحمد: روي مناكير".
6 -
"المغني"(1/ 177) وقال: "مُقِلٌّ، ما علمتُ أحدًا وهّاه إلَّا أحمد بن حنبل".
7 -
"التقريب"(1/ 182) وقال: "روي عن الشَّعْبِيِّ، مقبول، من السادسة، مات سنة تسع وثلاثين -يعني ومائة-"/ تمييز.
كما أنَّ فيه (الحجّاج) وهو (ابن أَرْطَاة النَّخَعِي الكوفي أبو أَرْطَاة)، قال: الحافظ عنه في "التقريب"(1/ 152): "صدوق كثير الخطأ والتدليس". وستأتي ترجمته موسعًا في حديث (1013).
كما أنّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسين البُنْدَار أبو جعفر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1532) -في ترجمة (عبد اللَّه بن أبي جعفر الرَّازي) - من طريق شَبِيب بن الفضل، عن عبد اللَّه الرَّازي، عن قيس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"لا نِكَاحَ إلَّا بوليٍّ".
وقال: "هذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير عبد اللَّه بن أبي جعفر".
وقال عن (عبد اللَّه بن أبي جعفر الرَّازي): "بعض حديثه ممّا لا يُتَابَعُ عليه".
وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 127) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق ثقة". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق". وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 335) وقال: "يُعْتَبَرُ حديثه من غير روايته عن أبيه". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 70): "وُثِّقَ وفيه شيء". وفي "التهذيب"(5/ 177) عن محمد بن حُمَيْد: "كان فاسقًا". وقال السَّاجيّ: "فيه ضعف". وقال الحافظ في "التقريب"(1/ 407): "صدوق يخطئ".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 197) -في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه الكِنْدِيّ) - من طريق أحمد هذا، عن إبراهيم بن الجرَّاح، عن أبي يوسف، عن أبي حَنِيفة، عن خُصَيْف، عن جابر بن عَقِيل، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا بلفظ:"لا نكاح إلَّا بوليٍّ وشاهدين. فمن نَكَحَ بغير وليٍّ وشاهدين فنكاحه باطلٌ، فنكاحه باطلٌ، والسلطانٌ وليُّ من لا وليَّ له".
وقال ابن عدي: باطل. وقال: "حَدَّثَ بأحاديث مناكير لأبي حَنِيفة".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 7) من طريق حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرة، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"لا نكاح إلَّا بوليٍّ وشاهدين". و (حسين) هذا، مُتَّهم، وسيأتي الحديث مع ترجمة (حسين) برقم (1132).
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 111) من طريق أبي خالد الأحمر، وعبيد بن زيّاد الفَرَّاء، عن حجَّاج، عن حُصَيْن، عن الشَّعْبِيّ، عن الحارث، عن عليٍّ موقوفًا عليه من قوله.
وقال الخطيب عقب روايته له: "رواه مُعَلّى بن منصور، عن عبّاد بن العَوَّام موقوفًا من قول عليّ. وكذلك رواه أبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون عن حجّاج موقوفًا".
وفي "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 172 - 173) رقم (338): "وسُئل عن حديث الحارث عن عليّ: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلَّا بوليٍّ" فقال -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: كذا قال سَيَّار بن نصر: شُعَيْب بن الفَضْل المَرْوَزِيّ، عن عبد اللَّه بن أبي جعفر الرَّازِيّ، عن قيس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ. والصواب عن أبي بُرْدَة عن أبي موسى".
أقول: حديث "لا نكاح إلَّا بوليٍّ" وَرَدَ من حديث جماعة من الصحابة. وقد صحَّحه ابن المَدِينيّ، والتِّرْمِذِيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن حِبَّان، والحاكم. قال الإمام أحمد رحمه الله -كما في "الكامل" لابن عدي (4/ 115) في ترجمة (سليمان بن موسى الأَسَدِي) -:"أحاديث: "أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ"، و"لا نكاح إلَّا بوليٍّ"، أحاديث يشدُّ بعضها بعضًا وأنا أذْهَبُ إليها".
وانظر في شواهد الحديث وطرقه والكلام عليه: "نصب الراية"(3/ 183 - 190)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 156)، و"جامع الأصول"(11/ 457 - 459)، و"مجمع الزوائد"(4/ 285 - 287)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 104 - 113)، و"إرواء الغليل"(6/ 235 - 243)، و"نيل الأوطار"(6/ 126 - 128).
أمّا الشهادة في النِّكاح، فإنّ أحاديث الباب يقوّي بعضها بعضًا كما قال الشَّوْكَاني في "نيل الأوطار"(6/ 136).
وانظر الأحاديث الواردة في ذلك والكلام عليها في المصادر المتقدِّمة، مع "نصب الراية"(3/ 167 - 168)، و"نيل الأوطار"(6/ 134 - 136). وانظر أيضًا حديث (562).
قال الإمام التِّرْمِذِيّ رحمه الله في "سننه"(3/ 403) رقم (1104) في كتاب النِّكاح، باب ما جاء لا نِكَاحَ إلَّا بِبَيِّنَة: "والعملُ على هذا عند أهل العِلْمِ من
أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التابعين وغيرِهِمْ. قالوا: لا نكاح إلَّا بشهودٍ. لم يختلفوا في ذلك مَنْ مَضَى منهم، إلَّا قومًا من المتأخرين من أهل العِلْم. وإنما اختلفَ أهلُ العِلْمِ في هذا إذا شَهِدَ واحدٌ بعدَ واحدٍ، فقال أكثرُ أهل العِلْمِ من أهل الكوفة وغيرِهِمْ: لا يجوزُ النِّكَاحُ حتى يَشْهَدَ الشَّاهِدَانِ معًا عند عُقْدَةِ النِّكَاحِ. وقد رأى بعض أهل المدينة إذا أُشْهِدَ واحدٌ بعدَ واحدٍ، فإنّه جائزٌ، إذا أعلنوا ذلك. وهو قول مالك بنِ أنسٍ وغيرِهِ. هكذا قال إسحاقُ فيما حَكَى عن أهل المدينة. وقال بعض أهل العِلْمِ: يجوزُ شهادةُ رجلٍ وامرأتينِ في النِّكَاحِ. وهو قولُ أحمدَ وإسحاقَ".
وسيأتي تخريجه من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها برقم (1840).
* * *
195 -
أخبرنا أبو نُعَيْم قال: نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: نبأنا محمد بن الحسين أبو الشيخ الأَبْهَري الأَصْبَهَاني -ببغداد- قال: نبأنا محمد بن موسى الحَرَشِي قال: نبأنا سهيل بن عبد اللَّه، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قِلَابَة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَرْضَ بقضاءِ اللَّهِ ويُؤْمِنْ بِقَدَرِ اللَّهِ، فليلتمس إلهًا غيرَ اللَّهِ عز وجل".
(2/ 227) في ترجمة (محمد بن الحسين بن إبراهيم الأَصْبَهَانِيّ أبو الشيخ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (سهيل بن أبي حَزْم: مِهْرَان أو عبد اللَّه، القُطَعِيّ البَصْري أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 106) وقال: "ليس بالقويِّ عندهم".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 114 رقم (154) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الثقات" للعِجْلي ص 210 رقم (636) وقال: "ثقة".
4 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 624).
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 130 رقم (299) وقال: "ليس بالقويِّ".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 154) وروى له حديثًا وقال: "لا يُتَابَعُ عليه".
7 -
"الجرح والتعديل"(4/ 247 - 248) وفيه عن أحمد بن حنبل: "روى عن ثابتٍ أحاديث منكرة". وقال ابن مَعِين: "صالح". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
8 -
"المجروحين"(1/ 353) وقال: "ينفرد عن الثقات بما لا يُشْبِهُ حديث الأثبات". وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف".
9 -
"الكامل"(3/ 1287 - 1288) وقال: "مقدار ما يروي من الحديث إفرادات ينفرد بها عن من يرويه عنه".
10 -
"الكاشف"(1/ 327) وقال: "ليس بالقويِّ".
11 -
"التقريب"(1/ 338) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ 4.
و(أبو قِلَابَةَ) هو (عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الجَرْمِيّ): ثقة كثير الإرسال وستأتي ترجمته في حديث (1637).
كما أنَّ فيه (محمد بن موسى بن نُفَيْع الحَرَشِيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 84) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 108).
3 -
"الكاشف"(3/ 89) وقال: "صويلح. وهّاه أبو داود وقوّاه غيره".
4 -
"التهذيب"(9/ 482) وفيه عن الآجُرِّيّ قال: "سألت أبا داود عنه فوهّاه وضعّفه". وقال النَّسَائي: "صالح، أرجو أن يكون صدوقًا". وقال مَسْلَمَة: "صالح".
5 -
"التقريب"(2/ 211) وقال: "لَيِّنٌ، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين -يعني ومائتين-"/ ت س.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 48 - 49)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين عن زوائد المعجمين"(5/ 392) رقم (3264) -، وعنه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 228)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن خالد إلّا سهيل، تفرَّد به محمد بن موسى".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 207): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وفيه سُهَيْل بن أبي حَزْم وثّقه ابن مَعِين وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(1/ 518) رقم (196) من طريق عليّ بن يزداد الجُرْجَاني، عن عصام بن الليث السَّدُوسي، عن أنس مرفوعًا:"قال اللَّه تعالى: من لم يرض بقضائي وقَدَرِي فليلتمس ربًّا غيري".
قال الإمام السَّمْعَانِيّ في "الأنساب"(2/ 107): "عصام بن الليث البدوي الليثي، ذكره في "تاريخ نَيْسَابُور". قال الحاكم أبو عبد اللَّه الحافظ: حدَّثنا أبو الحسن محمد بن الحسين الجُرْجَاني، حدَّثنا علي بن داود الجُرْجَاني وكان قد أتى عليه مائة وخمس وعشرون سنة، سمعت عصام بن اللبث البدوي من بني فَزَارة
في البادية يقول: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول اللَّه عز وجل: مَنْ لَمْ يرض بقضائي وقَدَرِي فليلتمس ربًّا غيري". أخبرناه أبو القاسم الشَّحَّاميّ بنَيْسَابُور، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ إجازةً، أخبرنا الحاكم أبو عبد عبد اللَّه الحافظ - الحديث. وهو مُظْلِمٌ لا أصل له".
أقول: إسناده تالف، ففيه (عليّ بن يزداد الجُرْجَاني الصَّائِغ الجَوْهَرِيّ أبو الحسن) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 163) وقال:"شيخٌ لابن عدي، مُتَّهَمٌ. روى عن الثقات أَوَابِدَ". وأقرَّه في "اللسان"(4/ 267). كما ترجم له السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 309 - 310 مِنْ قَبْلُ، وقال:"روى عن قومٍ لا يُعْرَفُونَ، وعن قومٍ معروفينَ ما لا يَحْتَمِلُونَ".
وللحديث شاهدٌ ضعيفٌ جدًّا من حديث أبي هند الدَّارِيّ مرفوعًا بلفظ: قال اللَّه تبارك وتعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليلتمسن ربًّا سوائي".
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 320 - 321) رقم (807)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 327) من طريق سعيد بن زياد، عن أبي زياد بن فائد
(1)
، عن أبيه فائد بن زيّاد، عن جَدِّه زيّاد بن أبي هند، عن أبي هند الدَّارِيّ.
قال ابن حِبَّان بعد أن ذكر أنّ (سعيدًا) هذا قد حَدَّثَ بِنُسْخَةٍ بهذا الإسناد: "فلا أدري البلية فيها منه أو من أبيه أو من جدِّه. لأنَّ أباه وجدّه لا يُعْرَف لهما رواية إلَّا من حديث سعيد. والشيخ إذا لم يرو عنه ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به. . . . ".
(1)
في "المجروحين": "قائد" بالقاف. وصرَّحَ الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 212) أنه بالفاء.
وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 207) بعد أن عزاه للطبراني: "فيه سعيد بن زياد بن هند وهو متروك".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 212): "وفائد: بالفاء. هو وولده ضعيفان. وقد جاء عنهما عدّة أحاديث مناكير".
* * *
196 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطَّار قال: نبأنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق -إملاءً- قال: نبأنا أبو حُصَيْن محمد بن الحسين القاضي الكوفي قال: نبأنا عبد الحميد بن صالح قال: نبأنا ابن مُبَارَك، عن عبد اللَّه بن عُقْبَة قال: حدَّثني أبو قَبِيل، عن أبي عُشَّانَةَ المَعَافِرِيّ،
عن عقبة بن عامر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إلى المَسْجِدِ كَتَبَ اللَّهُ لهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ. والقاعدُ في المَسْجِدِ ينتظرُ -يعني الصَّلَاةَ- كالقَانِتِ، ويُكْتَبُ مِنَ المُصَلِّينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلى بَيْتِهِ".
(2/ 229) في ترجمة (محمد بن الحسين بن حَبيب الوادِعي القاضي أبو حُصَيْن).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.
و (أبو عُشَّانَةَ المَعَافِرِيّ) هو (حَيّ بن يُؤْمِن)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 208):"ثقة، مشهور بكنيته، من الثالثة، مات سنة ثماني عشرة -يعني ومائة-"/ بخ د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(7/ 485 - 487)، و"التهذيب"(3/ 71 - 72).
و (أبو قَبِيل) هو (حُيَيّ بن هاني بن نَاضِر المَعَافِرِيّ) قال الحافظ الذَّهَبِيّ عنه في "الكاشف"(1/ 199): "وثّقه جماعة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث".
وقال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 209): "صدوق يَهِم، من الثالثة"/ بخ قد ت س. وانظر: "تهذيب الكمال"(7/ 490 - 493)، و"التهذيب" (3/ 72 - 73). والظاهر من مجموع كلام الأئمة فيه: أنّه ثقة يَهِم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(عبد اللَّه بن عقبة) هو (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عقبة الحَضْرَميّ المِصْريّ) قال الإِمام المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(15/ 490) في ترجمة (عبد اللَّه بن لَهِيعة) عند ذكره لمن روى عنه: "عبد اللَّه بن المبارك وربما نَسَبَهُ إلى جَدِّه".
وقد اختلف النُّقَّاد كثيرًا في أمر قبول حديث (عبد اللَّه بن لَهِيعة) وردِّه. والذي يظهر من مجموع أقوال الأئمة فيه، مع ما استقر عليه العمل عند جمهور أهل العلم بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشأن حديثه: أنَّه ضعيف إلَّا إذا روى العَبَادِلَةُ عنه: عبد اللَّه بن المبارك، وعبد اللَّه بن وَهْب القرشي، وعبد اللَّه بن يزيد المُقرِئ، فإن روايتهم عنه أحسن وأجود من غيرهم، لما تميزوا به من الثقة والتحري لمروياته والأخذ عنه قبل زيادة سوء حفظه، بحيث كان منهم من ينقل من أصوله الخطية بجانب السماع منه. وبعض الأئمة صحَّح رواية العَبَادِلَةِ عنه.
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد الأَزْدِي -كما في "تهذيب التهذيب"(5/ 377 - 378) -: "إذا روى العَبَادِلَةُ عن ابن لَهِيعة فهو صحيح: ابن المُبَارك، وابن وَهْب، والمُقرِئ". قال الحافظ ابن حَجَر عقبه: "وذكر السَّاجِيّ وغيره: مثله".
قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 11): "كان أصحابنا يقولون: إنَّ سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل: العَبَادِلَةِ، فسماعهم صحيح".
وقال الذَّهَبِيُّ في "ديوان الضعفاء" ص 175: "ضعَّفوه، ولكن حديث ابن المبارك، وابن وَهْب، والمُقرئ، عنه أحسن وأجود، وبعض الأئمة صحَّح رواية هؤلاء عنه واحتجَّ بها".
وقال في "السِّيَر"(8/ 12 - 13): "بعض الحفَّاظ يروي حديثه، ويذكره في الشواهد والاعتبارات، والزُّهْد والمَلاحِم، لا في الأصول. وبعضهم يُبَالغُ في وَهْنِهِ، ولا ينبغي إهدارُه، وتُتَجَنَّبُ تلك المناكير، فإنه عَدْلٌ في نَفْسِهِ".
وقال في "تذكرة الحفَّاظ"(1/ 238): "لم يكن على سعة علمه بالمتقن. حدَّث عنه ابن المبارك، وابن وَهْب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وطائفة، قبل أن يكثر الوَهَمُ في حديثه، وقبل احتراق كتبه، فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصحِّحه، ولا يرتقي إلى هذا".
وقال في "الكاشف"(2/ 109): "العمل على تضعيف حديثه".
وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 444): "صدوق، من السابعة، خَلَطَ بعد احتراق كتبه. ورواية ابن المبارك وابن وَهْب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون، مات سنة أربع وسبعين -يعني ومائة-، وقد نَافَ على الثمانين"/ م د ت ق.
وقد قال ابن عدي في "الكامل"(4/ 1472) مِنْ قَبْلُ: "حديثه حسن كأنّه يستبان عمّن روى عنه، وهو ممّن يُكْتَبُ حديثه".
وانظر للتوسع في ترجمته: "المجروحين"(2/ 11 - 14)، و"الكامل"(4/ 1462 - 1472)، و"تهذيب الكمال"(15/ 487 - 503)، و"ميزان الاعتدال"(2/ 475 - 483)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(8/ 10 - 28)، و"تهذيب التهذيب"(5/ 373 - 379).
أقول: وحديثه هنا من رواية عبد اللَّه بن المُبَارك عنه، وقد تقدَّم أن بعض الأئمة قد صحَّحها. ويضاف إلى هذا، أنه قد توبع على روايته كما سيأتي في التخريج.
و(ابن مُبَارك) هو (عبد اللَّه بن المبارك بن واضح الحَنْظَلِيّ المَرْوَزِيّ
أبو عبد اللَّه)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (8/ 336 - 371) وحَلَّاه في أولها بقوله:"الإمام شيخ الإسلام عَالِمُ زَمَانه، وأمير الأتقياء في وقته. . . الحافظ، الغازي، أحد الأعلام".
وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 445): "ثقة ثَبْتٌ، فقيه عَالِمٌ، جَوَاد مجاهد، جُمِعَتْ فيه خِصَالُ الخير، من الثامنة"/ ع. وكانت وفاته سنة (181 هـ) وله (63) سنة. وانظر في ترجمته أيضًا: "تهذيب الكمال"(2/ 730 - 732) -مخطوط-، و"التهذيب"(5/ 382 - 387).
و(عبد الحميد بن صالح) هو (البُرْجُمِيّ الكوفي أبو صالح)، قال الحافظ عنه في "التقريب" (1/ 468):"صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاثين -يعني ومائتين-"/ س. وانظر "التهذيب"(6/ 117).
وصاحب الترجمة (محمد بن الحسين بن حبيب الوَادِعي القاضي أبو حُصَيْن): نقل الخطيب عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ثقة". وقال إبراهيم بن إسحاق الصَّوَّاف: "صدوق معروف بالطلب ثقة". وكانت وفاته سنة (296 هـ).
و(عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه الدَّقَّاق أبو عمرو، المعروف بابن السَّمَّاك) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 302 - 303) وقال: "ثقة". وفيه عن الدَّارَقُطِنيّ -وهو من تلامذته-: "كان من الثقات". وقال عمر بن أحمد الواعظ: "ثقة مأمون". وقال ابن الفضل القطَّان: "كان ثقة صدوقًا صالحًا". وكانت وفاته عام (344 هـ).
وشيخ الخطيب: (عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطَّار أبو القاسم) ترجم له في "تاريخه"(10/ 467 - 468) وقال: "كتبنا عنه وكان صدوقًا". وكانت وفاته عام (415 هـ).
التخريج:
رواه عبد اللَّه بن المبارك في كتاب "الزهد" ص 139 رقم (410) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 157)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 286) رقم (1747)، والطبراني في "الكبير"(17/ 305) رقم (842)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(2/ 358 - 359) رقم (474)، من طرق، عن ابن لَهِيعة، عن أبي قَبِيل، به.
ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 374) رقم (1492)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 211)، والطبراني في "الكبير"(17/ 301) رقم (831)، و"الأوسط"(1/ 150) رقم (187)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 63)، من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي عُشَّانَةَ، عنه، به.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 207): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وبعض طرقه صحيح. وابن خُزَيْمَة في "صحيحه" ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه" مُفَرَّقًا في موضعين".
وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 29): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط". وفي بعض طرقه ابن لَهِيعة، وبعضها صحيح، وصحَّحه الحاكم".
ولفظ أوَّله عند بعضهم: "إذا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ ثُمَّ أتى المَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلاةَ كَتَبَ له كاتِبَاهُ -أو كاتِبُهُ- بِكُلَّ خَطْوَةٍ. . . . ".
* * *
197 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال: نبأنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الأُشْنَاني -ببغداد من كتابه إملاءً- قال: نبأنا عبَّاد بن أحمد بن عبد الرحمن العَرْزَمي.
[و] أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن محمد الأَنْمَاطي قال: أنبأنا محمد بن المُظَفَّر قال: أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدي قال: حدَّثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص قال: نبأنا فَضَالة بن الفضل التَّمِيمي قال: نبأنا أبو داود الحَفَرِي، عن الثَّوْري، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن الأسود،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فكأنما قَتَلَ كافرًا".
(2/ 234) في ترجمة (محمد بن الحسين بن حفص الخَثْعَمِي الأُشْنَانِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده من الطريق الأول ضعيف جدًّا.
ففيه (عبّاد بن أحمد بن عبد الرحمن العَرْزَمِيّ) وقد ترجم له في "الميزان"(2/ 365) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك". وزاد ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 228): "وأَخْرَجَ البخاري عنه في الضعفاء شيئًا".
و (أبو بكر الإسماعيلي) هو (أحمد بن إبراهيم الجُرْجَاني الشَّافِعِي): إمام حافظ حجّة. وستأتي ترجمته في حديث (1514).
وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن غالب) هو (أبو بكر البَرْقَاني): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (321).
وصاحب الترجمة (أبو جعفر محمد بن الحسين الأُشْنَاني) قال الخطيب عنه:
"ثقة حجّة". ونَقَلَ عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ثقة مأمون". وكانت وفاته عام (315 هـ).
والطريق الثاني رجال إسناده حديثهم حسن، عدا شيخ الخطيب (أحمد بن عبد اللَّه بن محمد الأَنْمَاطِيّ) فإنّه ترجم له في "تاريخه" (4/ 238 - 239) ولم يزد عن قوله فيه:"كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا. وذُكِرَ لي أنه كان يَتَرفَّضُ". وكانت وفاته عام (439 هـ).
و(محمد بن المُظَفَّر بن موسى البَزَّاز أبو الحسين) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 262 - 264) وقال: "كان حافظًا فهمًا، صادقًا مكثرًا". وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس: "ثقة أمين مأمون حسن الحفظ". وقال العَتِيقي: "كان ثقةً مأمونًا حسن الحفظ". وتوفي عام (379 هـ) عن (93) عامًا.
و(محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث البَاغَنْدِيّ أبو بكر) قد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 209 - 213) وقال: "كان فهمًا حافظًا عارفًا". وفيه عن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفَوَارس: "كان مُدَلَّسًا". وقال أبو بكر بن عَبْدان: "كان يُخَلِّطُ ويُدَلِّسُ". وقال الدَّارَقُطْنَيّ: "كان كثير التدليس يُحَدَّثُ بما لم يَسْمَعْ، وربما سَرَقَ". وقال محمد بن أبي خَيْثَمَة: "ثقة كثير الحديث". وقال البَرْقَاني: "لا أتهمه في قصد الكذب. ولكنّه خبيث التدليس ومُصَحَّفٌ أيضًا -أو قال: كثير التصحيف-". وقال ابن مُظَاهِر
(1)
: "هذا رجل
(1)
هو (عبد اللَّه بن مُظَاهِر الأصبهاني أبو محمد)، نَعَته الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (14/ 563) بقوله:"الحافظ البارع، أحد الأذكياء، الأفراد. . . بلغنا أنه حفظ المسند جميعَه، ثم شرع في حفظ أقوال الصحابة". وتوفي عام (304 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في "تاريخ أصبهان"(2/ 72 - 73)، و"تاريخ بغداد"(10/ 179).
لا يكذب، ولكن يحمله الشَّرَهُ على أن يقول: حدَّثنا. ووجدت في كتبه مواضع: ذكره فلان، وفي كتابي: عن فلان. ثم يقول: أخبرنا".
وعقّب الخطيب على تلك الأقوال بقوله: "لم يَثْبُتْ مِنْ أَمْرِ ابن البَاغَنْدِيّ ما يُعَابُ به سوى التدليس، ورأيت كافّة شيوخنا يحتجون بحديثه ويُخْرِجُونَهُ في الصحيح".
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 26 - 27) وقال: "هو صدوق من بحور الحديث".
3 -
"المغني"(2/ 629) وقال: "فيه لِيْنٌ".
4 -
"السِّيَر"(14/ 383 - 388) وقال: "الإمام الحافظ الكبير". وقال: "ولد سنة بضع عشرة ومائتين". وكانت وفاته سنة (312 هـ).
5 -
"طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 108 رقم (100)، حيث عدَّه من أهل الطبقة الثالثة. وهؤلاء كما قال الحافظ في أول كتابه ص 23:"مَنْ أكثر مِنَ التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلّا بما صَرَّحُوا فيه بالسماع، ومنهم من ردّ حديثهم مطلقًا، ومنهم مَنْ قَبِلَهُمْ، كأبي الزُّبَيْر المَكِّيّ".
أقول: قد صرَّح (أبو بكر البَاغَنْدِيّ) في روايته هنا بالتحديث، فانتفت شبهة التدليس.
و(فَضَالَةُ بن الفضل بن فَضَالة التَّمِيمي الكوفي الطُّهَوِيّ أبو الفضل) ترجم له الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(2/ 327) وقال: "ثقة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 109): "صدوق ربما أخطأ، من صغار العاشرة، مات سنة خمسين ومائتين"/ ت. وفي ترجمته له في "التهذيب"(8/ 268) نقل عن أبي حاتم قوله فيه: "صدوق". وعن النَّسَائي: "ثقة". وأَنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ". ولم يذكر سوى ذلك.
و (أبو داود الحَفَرِيّ)
(1)
هو (عمر بن سعد بن عبيد) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 56): "ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاثين ومائتين"/ م 4. وانظر ترجمته في "التهذيب" (7/ 452 - 453).
و(الثَّوْرِيّ) هو (سفيان بن سعيد أبو عبد اللَّه الكوفي): إمام ثقة حجَّة عابد فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(الأَعْمَشُ) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة حافظ شيخ المقرئين والمحدِّثين، وكان يدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد بن قيس النَّخَعِيّ): إمام فقيه ثقة إلّا أنّه يُرْسِلُ كثيرًا. وستأتي ترجمته في حديث (231). وهو ابن أخت الأسود بن يزيد.
و(الأسود) هو (ابن يزيد بن قَيْس النَّخَعِيّ أبو عمرو -ويقال أبو عبد الرحمن- الكوفي): إمام قدوة، ثقة مكثر، فقيه. وكان مُخَضْرَمًا أَدْرَكَ الجاهلية والإسلام، وكان يُضرب بعبادته المثل. خَرَّجَ له الستة، وكانت وفاته سنة (74) أو (75) للهجرة. انظر في ترجمته:"تهذيب الكمال"(3/ 233 - 235)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(4/ 50 - 53)، و"التهذيب"(1/ 342 - 343)، و"التقريب"(1/ 77).
وقال الخطيب عقب روايته له: "هكذا روى فَضَالَة بن الفضل عن أبي داود مرفوعًا. ورواه سَلْم بن جُنَادة عن أبي داود موقوفًا لم يذكر فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم".
وقد رَجَّحَ الإمام الدَّارَقُطْنَيُّ وَقْفَ الحديث على ابن مسعود كما سيأتي عنه وقال: إنَّه الأشبه بالصواب.
(1)
هذه النسبة إلى محلَّة بالكوفة يقال لها (الحَفَر) بفتح الحاء والفاء. "الأنساب"(4/ 173).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (5/ 353) رقم (1985)، من طريق يزيد بن هارون، عن شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.
قال البزَّار: "لا نعلم روي أبو إسحاق عن القاسم عن أبيه عن عبد اللَّه إلّا هذا الحديث".
أقول: في إسناده (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود) وقد اخْتُلِفَ في سماعه من أبيه. ومَنْ أَثْبَتَ له السماع، أثبته في أحاديث يسيرة ذكروها، ليس منها حديثنا هذا. انظر في ذلك:"تهذيب التهذيب" لابن حَجَر (6/ 215 - 216). وقد نَقَلَ فيه عن الحاكم قوله: "اتفق مشايخ أهل الحديث أنّه لم يسمع من أبيه". وتعقّبه بقوله: "وهو نَقْلٌ غير مستقيم".
وفيه (أبو إسحاق السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 73): "مكثر، ثقة عابد، من الثالثة، اختلط بأَخَرَةٍ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
أمّا قول محقق "مسند أبي يَعْلَى" الأستاذ حسين الأسد عن إسناد البزَّار هذا: "ضعيف لضعف شَرِيك" كما في تعليقه عليه (9/ 221)، فهو موضع نظر. فإنَّ مَرَدَّ الضعف هو عدم سماع عبد الرحمن له من أبيه كما تقدَّم، وأمّا (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ) فإنّه صدوق اختلط فكثر الخطأ في حديثه؛ لكن رواية المتقدِّمين عنه كيزيد بن هارون -وهو هنا من روايته عنه- وإسحاق الأزرق ليس فيها تخليط كما قال ابن حِبَّان في "الثقات"(6/ 444). وستأتي ترجمته في حديث (672).
ورواه أحمد بن حنبل في "مسنده"(1/ 394 - 395 و 421)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 130) رقم (10109)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"
(9/ 221) رقم (5320)، وأبو داود الطَّيَالسي في "مسنده" ص 42 رقم (315)، والطَّحَاوي في "مُشْكِلِ الآثار"(4/ 91)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 150) -في ترجمة (أبي الأَعْيَن العَبْدِي) -، من طريق داود بن الفُرَات، عن محمد بن زيد، عن أبي الأَعْيَن العَبْدِي، عن أبي الأَحْوَص الجُشَمِيّ، عن ابن مسعود مرفوعًا.
وعند أحمد والطبراني والطَّحَاوي وابن حِبَّان في آخره زيادة قوله: "قد حَلَّ دَمُهُ".
أقول: إسناده ضعيف. ففيه (أبو الأَعْيَن العَبْدِيّ) ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 150) وقال: "كان ممن يأتي بأشياء مقلوبة وأوهام معمولة، كأنّه تعمدها، لا يجوز الاحتجاج به. وهو الذي روى عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام قال: من قَتَلَ حَيَّةً. . . " وقال: "إنَّه روى عن أبي الأحوص في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد ما لشيء منها أصل يُرْجَعُ إليه". كما ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 305، و"اللسان"(7/ 11) ونقل تضعيف ابن مَعِين وتجهيل أبي حاتم له.
ورواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (5/ 234) رقم (1847)، عن إبراهيم بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عَبْدَة بن أبي لُبَابَة، عن زِرّ، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ:"من قتل حَيَّةً أو عقربًا، فقد قتل كافرًا -أو فكأنما قَتَلَ كافرًا-".
قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 16): "رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار بنحوه. والطبراني في "الكبير" مرفوعًا وموقوفًا. قال البزَّار في حديثه، وهو مرفوع: "مَنْ قَتَلَ حيَّةً أو عقربًا". وهو في موقوف الطبراني. ورجال البزَّار رجال الصحيح".
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنفه"(5/ 405) من طريق داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي الأَعْيَن العَبْدِيّ، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه
(1)
موقوفًا عليه من قوله.
ورواه عقبه عن أبي داود الحَفَري، عن عمر بن سعيد، عن سفيان، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللَّه (1) موقوفًا أيضًا.
قال الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(5/ 74 - 75) رقم (720) وقد سُئِلَ عن حديث زِرّ عن عبد اللَّه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من قَتَلَ حَيَّةَ أو عقربًا فقد قَتَلَ كافرًا". فقال: "رواه جرير، عن منصور، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن زِرّ، عن عبد اللَّه قوله. وقال إسرائيل: عن منصور، عن حبيب، عن عَبْدَة بن أبي لُبَابَة، عن زِرّ، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا. وقيل: عن إسرائيل، عن منصور، عن عَبْدَة. لم يذكر حَبِيبًا. والأشبه قول من قال: عن حَبِيب. والموقوف أشبهُ بالصواب".
* * *
198 -
أخبرنا الأَنْمَاطي قال: أنبأنا ابن المُظَفَّر قال: حدَّثناه أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص قال: نبأنا فَضَالَة بن الفَضْل قال: نبأنا أبو داود قال: نبأنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن الأسود،
عن عبد اللَّه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ حَيَّةً قَتَلَ كافرًا".
(2/ 234) في ترجمة (محمد بن الحسين بن حفص الخَثْعَمِيّ الأُشْنَانِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا شيخ الخطيب (أحمد بن عبد اللَّه بن محمد
(1)
تَصَحَّفَ في "المصنف" إلى "عبيد اللَّه".
الأَنماطي)، فإنّه لم يزد فيه عن قوله:"كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا. وَذُكِرَ لي أنّه كان يَتَرَفَّضُ".
وقد تقدَّم الكلام على رجال الإِسناد كلهم في الحديث السابق رقم (197).
وقد قال الإمام الدَّارَقُطْنِيّ فيما تقدَّم عنه في الحديث السابق: إنَّ الأشبه بالصواب كونه موقوفًا على ابن مسعود من قوله.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (197).
* * *
199 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العَتِيقي قال: نبأنا أبو عمر محمد ابن العبّاس بن حَيُّويَه قال: نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن حفص الكاتب -إملاءً بعد ابن صَاعِد سنة ست عشرة وثلاثمائة- قال: نبأنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: نبأنا عمرو بن جَرِير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس.
عن جَرِير قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه ليستحيي أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ أو أَمَتَهُ إذا أَسَنَّا في الإسلام".
(2/ 235) في ترجمة (محمد بن الحسين بن حفص الكاتب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عمرو بن جَرِير البَجَلِي الكوفي أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 264 - 265) وقال: "عن إسماعيل بن أبي خالد، عنده مناكير".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 224) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن إسماعيل بن أبي خالد. . . كان يكذب".
3 -
"الكامل" لابن عدي (5/ 1798) وَذَكَرَ له بعض مناكيره، وقال:"ولعمرو بن جَرِير غير ما ذكرت من الحديث مناكير الإسنادِ والمَتْنِ".
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 307 رقم (398).
5 -
"الميزان"(3/ 250 - 251) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك الحديث".
6 -
"اللسان"(4/ 358) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ في "العدل": "وكان ضعيفا".
كما أنَّ فيه (أحمد بن عبيد بن ناصح، ويعرف بابي عَصِيدة النَّحْويّ أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 43) وقال: "ربما خالف"
2 -
"الكامل"(1/ 192) وقال: "كان بسُرَّ مَنْ رَأى، يُحَدِّثُ عن الأصمعي ومحمد بن مصعب ما لا يحدِّث به غيره"
(1)
. وقال أيضًا: "وأبو عَصِيدة عندي مع هذا كلِّه من أهل الصدق"
(2)
.
3 -
"تاريخ بغداد"(4/ 258 - 260) وفيه عن أبي أحمد الحاكم النَّيْسَابُوريّ: "لا يُتَابَعُ في جُلِّ حديثه".
4 -
"الميزان"(1/ 118) وقال: "صويلح الحديث". وقال في (2/ 662) في ترجمة (عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي): "أحمد بن عبيد: ليس بعمدة".
(1)
ذكر الخطيب في "تاريخه"(4/ 260) عبارة ابن عدي بلفظ: "كان بسُرَّ مَنْ رأى يحدِّث عن الأصمعي ومحمد بن مصعب بمناكير".
(2)
في "الميزان"(1/ 118) زيادة قوله: "ويحدِّث بمناكير" متصلًا بكلام ابن عدي هذا.
5 -
"التقريب"(1/ 21) وقال: "لَيِّنُ الحديث، وهو من الحادية عشرة، مات بعد السبعين -يعني ومائتين-"/ د.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسين بن حفص الكاتب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(جَرِير) هو (ابن عبد اللَّه بن جابر البَجَلي): من أعيان الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين. وتقدَّمت ترجمته في حديث رقم (2).
و(قيس) هو (ابن أبي حازم البَجَلي الكوفي أبو عبد اللَّه): ثقة مُخَضْرَمٌ، من قدماء التابعين، ويقال إنَّ له رؤية ولم يثبت. وستأتي ترجمته في حديث (406).
و(إسماعيل بن أبي خالد الأَحْمَسي البَجَلي الكوفي) قال الحافظ عنه في "التقريب"(1/ 68): "ثقةٌ ثَبْثٌ، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 69 - 76)، و"التهذيب"(1/ 291 - 292).
و(محمد بن العبّاس بن محمد بن حَيُّوْيَه الخَزَّاز أبو محمد): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (483).
وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن أحمد العَتِيقي المُجَهِّز أبو الحسن) ترجم له في "تاريخه"(4/ 379) وقال: "كتبت عنه وكان صدوقًا". وفيه أنّ أبا القاسم الأزهري قد وثّقه. كما ترجم له ابن مَاكُولا في "الإكمال"(7/ 150)، وقال:"كان ثقةً متقنًا يفهم ما عنده". كما ترجم له السَّمْعَانيّ في "الأنساب"(10/ 203)، والذَّهَبِيّ في "السِّيَر" (17/ 602 - 603) وقال:"الإمام المحدِّث الثقة". وكانت وفاته عام (441 هـ).
التخريج:
لم يروه من حديث جَرِير غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الكنز"(15/ 672) رقم (42673) إلى الخطيب وحده.
وللحديث شاهد من حديث أنس مرفوعًا بلفظ: "قال اللَّه: إني لأستحيي من عَبْدِي وأَمَتِي، يشيب رأس أَمَي وعَبْدِي في الإسلام، ثم أعذبهما في النَّار بعد ذلك، ولأنا أعظم عفوًا من أن أستر على عَبْدِي ثم أفضحه، ولا أزال أغفر لعَبْدِي ما استغفرني".
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 168) -في ترجمة (أيوب بن ذَكْوَان) -، من طريق سُوَيْد بن عبد العزيز، عن نوح بن ذَكْوَان، عن أخيه أيوب بن ذَكْوَان، عن الحسن، عن أنس، به. وقال: هذا منكر باطل لا أصل له.
وعن ابن حِبَّان رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 177 - 178)، ثم ساقه عن ابن حِبَّان من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن مالك بن دينار، عن أنس مرفوعًا بنحوه، مع زيادة ليست في الرواية الأولى. ونقل قول ابن حِبَّان السابق في بطلانه، ثم أبان عمّا في الطريقين من العلل.
وتعقّبه السيوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 133 - 137) مطوَّلًا، وساق له عددًا من المتابعات والشواهد.
وتابعه في تعقّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 204 - 205) ولخّص تعقيبه.
وقال الشَّوْكَانيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 480 بعد أن نقل قول ابن حِبَّان في الحكم ببطلان الحديث: "وله طرق أوردها صاحب "اللآلئ"".
وتعقَّبه محقق "الفوائد المجموعة" العلّامة الشيخ عبد الرحمن المُعَلِّمِي
اليَمَاني وقال: "كلّها هباء". ثم أبان عن علل كل طريق ساقه السيوطي. وهذه الطرق لا يخلو طريق منها من كَذَّابٍ أو متروك!!.
وقال رحمه الله في خاتمة تعقيبه: "ويكفي في هذا الباب قول اللَّه تبارك وتعالى: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [سورة الأحزاب: الآية 53] ".
* * *
200 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَري قال: نبأنا محمد بن المُظَفَّر قال: نبأنا أبو الفضل محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عمّار الهَرَوي المعروف بابن أبي سعد -قدم علينا للحجّ سنة سبع عشرة وثلاثمائة- قال: نبأنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأنصاري قال: حدَّثني أبي قال: نبأنا غسان بن سليمان، عن سفيان، عن إسحاق -يعني ابن أبي فَرْوَة-، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حُنَيْن، عن أبيه، عن ابن عبَّاس،
عن عليَّ أنَّه قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى مَرَّةً في ثوبٍ واحدٍ كان صَفِيقًا
(1)
مُتَّزِرًا به، ومَرَّةً كان واسعًا فصلّى مُلْحِفًا.
(2/ 236) في ترجمة (محمد بن أبي الحسين بن محمد الهَرَوي أبو الفضل يعرف بابن أبي سعد).
ومرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة الأُمَوي المَدَني أبو سليمان) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (794).
(1)
هكذا في المطبوع: "صَفِيقًا". وفي المصادر التي خرّجته: "ضَيَّقًا". قال في "اللسان"(10/ 204) مادة (صفق): "وثوب صفيق: متين بيِّن الصفاقة". وفي "المعجم الوسيط" ص 517: "صَفُقَ الثوب صفاقة: كَثُفَ نسجه".
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 311)، وابن سعد في "الطبقات"(3/ 30)، من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حُنَيْن، عن ابن عبّاس، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"إذا كان إزَارك واسعًا فَتَوَشَّحْ به، وإذا كان ضَيِّقًا فاتَّزِرْ به".
وليس عندهما ذكر (عبد اللَّه بن حُنَيْن) بين ولده (إبراهيم) وبين (ابن عبّاس).
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 352) رقم (1371)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 109) رقم (460)، من ذات الطريق السابق مرفوعًا.
ولفظه عند عبد الرزاق: "إذا كان الثوب واسعًا فَصَلِّ فيه متوشِّحًا، وإذا كان صغيرًا فَصَلِّ فيه مُتَّزِرًا".
ولفظه عند البزَّار: "إذا كان إزَارك صغيرًا أو ضَيِّقًا فاتزر به، وإذا كان واسعًا فاشتمل به -يعني في الصلاة-".
وعند البزَّار ذِكْرُ (عبد اللَّه بن حُنَيْن) بين ولده (إبراهيم) وبين (ابن عبّاس)، كما هي رواية الخطيب.
وقال البزّار: "إسحاق بن عبد اللَّه هذا ليس بالقويِّ، ولا نعلمُ رُوي هذا الكلام عن ابن عبّاس عن عليٍّ، إلّا في هذا الوجه بهذا الإسناد".
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 51): "ورواه البزَّار وفيه إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة وهو ضعيف".
وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 273) رقم (2201) ونسبه إلى ابن أبي شَيْبَة وقال: "إسحاق: متروك".
وعزاه في "كنز العمال"(15/ 464 - 464) رقم (41840) إلى أبي الحسن ابن ثَرْثَال
(1)
في "جزئه"، والدَّيْلَمِيّ، وابن النَّجَّار، وقال:"سنده ضعيف".
والحديث مروي عن غير واحدٍ من الصحابة. انظر: "جامع الأصول"(5/ 454 - 456)، و"مجمع الزوائد"(2/ 50 - 51)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 238 - 239)، و"التمهيد" لابن عبد البَرّ (6/ 373 - 375).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الصَّلاة، باب إذا كان الثوب ضَيِّقًا (1/ 472) رقم (361)، وغيره، عن جابر بن عبد اللَّه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له عندما رآه مشتملًا بثوبٍ واحد ضَيِّقٍ:"إنْ كان واسعًا فالتحف به، وإن كان ضيِّقًا فاتزر به".
غريب الحديث:
قوله: "مُلْتَحِقًا" قال ابن الأثير في "جامع الأصول"(5/ 456): "التحف بالثوب: إذا تغطى به كاللِّحاف يشمل الإنسان".
* * *
201 -
أخبرنا عبد اللَّه بن عليّ بن محمد القُرَشي قال: أنبأنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن بن مُطَرِّف الجَرَّاحِيّ قال: نبأنا محمد بن الحسين بن سعيد بن أَبّان الهَمَذَاني قال: نبأنا أحمد بن محمد -يعني ابن رِشْدين-.
وأخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ قال: نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: نبأنا ابن رِشْدِين قال: نبأنا حُمَيْد بن عليّ البَجَلي قال: نبأنا ابن لَهِيعة، عن أبي عُشَّانَة،
(1)
هو الشيخ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ الثقةُ أحمد بن عبد العزيز التَّيْمي البغدادي نزيل مِصْر، وكانت وفاته عام (408 هـ). انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(4/ 257 - 258)، و"السِّيَر"(17/ 220).
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا استَقَرَّ أَهْلُ الجَنَّةِ في الجَنَّةِ، قالت الجَنَّةُ: يا ربِّ أليس وعَدْتَني أَنْ تُزَيِّنَنِي بِرُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِكَ؟ قال: أَلَمْ أُزَيِّنْكِ بالحَسَنِ والحُسَيْنِ. قال: فَمَاستِ الجَنَّةُ ميْسًا كما تَمِيسُ العَرُوسُ".
(2/ 238 - 239) في ترجمة (محمد بن الحسين بن سعيد الهَمَذَاني أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أحمد بن محمد بن حجّاج بن رِشْدِين بن سعد المِصْريُّ أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 75) وقال: "سمعت منه بمِضْر ولم أُحَدِّثْ عنه لمّا تكلّموا فيه".
2 -
"الكامل"(1/ 201) وفيه أنَّ أحمد بن صالح المِصْري كَذَّبه. وقال ابن عدي: "صاحب حديث كثير، حدَّث عنه الحفَّاظ بحديث مِصْر
(1)
، أنكرت عليه أشياء مما رواه. وهو ممن يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه".
3 -
"الميزان"(1/ 133 - 134) وقال: "قال ابن عدي: كذَّبوه، وأُنكرت عليه أشياء". وذكر الحديث في ترجمته وقال: إنَّه من أباطيله.
4 -
"مجمع الزوائد"(10/ 26) وقال: "ضعيف".
5 -
"هدي الساري" لابن حَجَر ص 424 وقال: "ضعيف".
6 -
"اللسان"(1/ 257 - 258) وفيه عن مَسْلَمَة في "الصِّلَة": "حدَّثنا عنه غير واحدٍ وكان ثقةً عالمًا بالحديث".
(1)
صُحِّفَت العبارة في "الكامل" المطبوع إلى: "صاحب حديث، كثير الحديث من الحفظ بحديث مصر"! ! والتصويب من "اللسان"(1/ 258).
أقول: لا يُعْتَدُّ بتوثيق مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسي لأنَّه ضعيف؛ بل نُسِبَ إلى الكذب. انظر ترجمته في: "الميزان"(4/ 112)، و"السِّيَر"(16/ 110)، و"اللسان"(6/ 35 - 36).
ومما تقدَّم يُعْلَمُ أنَّ من حَسَّنَ حديث (أحمد بن محمد بن حَجَّاج) من المعاصرين هو محلُّ نظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه (حُمَيْد بن عليّ البَجَلي الكوفي) وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 613) وقال: "حُمَيْد بن عليّ الكوفي، عن ابن لَهِيعة. قال ابن مَعِين: ليس حديثه بشيء" وذكره الذَّهَبِيَّ أيضًا في "الميزان"(1/ 133 - 134) في ترجمة (أحمد بن محمد بن حجّاج بن رشْدِين بن سعد) وقال: "واهٍ".
وفيه أيضًا: (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدمت ترجمته في حديث (196).
و(أبو عُشَّانَة) هو (حَيّ بن يُؤْمِن المَعَافِرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "ولفظ الجَرَّاحي وحديثه أتمّ. وروي عن ابن لَهِيعة عن أبي عُشَّانَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا. وبعض النَّاس رواه عن ابن لَهِيعة عن أبي عُشَّانَة قال: بلغني، فذكر هذا الحديث من غير أَنْ يرفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 225) رقم (339) من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وليس عنده قوله في آخره: "فَمَاسَت الجنّة. . . " وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن لَهِيعة إلّا حُمَيْد بن عليّ.
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 184): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه حُمَيْد بن عليّ وهو ضعيف".
أقول: قصور كلام الهيثمي على إسناده بَيِّنٌ كما يُعْلَمُ مما تقدَّم.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 405) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وساق له شواهد من حديث ابن عبَّاس وعائشة. وقال في (1/ 406) منه:"هذا الحديث من كُلِّ الوجوه لا يصلحُّ". ثم أبان عن علله من الوجوه التي رواها.
وأقرَّه في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 388 - 389)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 407).
وقال ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 239) -في ترجمة (الحسن بن جابر الكِسَائي) - بعد أن رواه من حديث عائشة مرفوعًا: "ليس له أصل يُرْجَعُ إليه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 496) في ترجمة (الحسن بن جابر) هذا بعد أن ذكر الحديث من طريقه: "وهذا كذب".
وقد ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 386 - 387.
* * *
202 -
أخبرني أبو المُظَفَّر هنَّاد بن إبراهيم بن محمد بن نصر النَّسَفِيّ قال: سمعت أبا محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الجوزَجَانِيّ -بها- يقول: سمعت أبا عمر محمد بن الحسين بن عِمْران البغدادي يقول: سمعت محمد بن عبد اللَّه بن حُلَيْس يقول: سمعت أبا عثمان بكر بن محمد المازِني يقول: سمعت سِيبُوْيَه يقول: سمعت الخليل بن أحمد العَرُوضي يقول: سمعت ذَرًّا الهَمْدَاني يقول: سمعت الحارث العُكْلّي يقول:
سمعت عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:
"أَهْلُ المَعْرُوفِ في الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ في الآخِرَةِ، وأَهْلُ المُنْكَرِ في الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخِرَةِ".
(2/ 244 - 245) في ترجمة (محمد بن الحسين بن عِمْران البغدادي أبو عمر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ولمَتْنِه شواهد كثيرة يصحُّ بمجموعها.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحسين بن عِمْران البغدادي أبو عمر) قال الخطيب عنه: "ومحمد بن الحسين هذا هو الذي يسمِّي نفسه (لاحقًا)، وكان يضع الحديث". وقال أبو سعد الإِدْرِيسي: "لعلّه لم يخلف مثله من الكذَّابين". وستأتي ترجمته في حديث (1276) باسم (لاحِق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد المَقْدِسي).
وقوله في الإسناد: "سمعت الحارث العُكْلِي يقول سمعت عليّ بن أبي طالب" يبدو أنّه مما صنعته يد محمد بن الحسين بن عِمْران البغدادي، المعروف بالوضع. فإنّ (الحارث بن يزيد العُكْلي التَّيْمي الكوفي) ليس له رواية عن عليّ ولا غيره من الصحابة، إنما يروي عن إبراهيم النَّخَعي وطبقته، وهو ثقة من عِلْية أصحاب إبراهيم. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(5/ 308 - 309).
والحديث قد رواه الخطيب كما سيأتي من طريق أيوب بن محمد، عن أبي عثمان المَازِني، عن سِيُبوْيَه، عن الخليل، عن ذرّ، عن الحارث، عن عليٍّ مرفوعًا. وليس فيه أنّه (العُكْلي). والظاهر أنّه (الأعور)، وهو المعروف بالرواية عن عليٍّ.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 321) مطوَّلًا، مقتصرًا على الشطر الأول منه، من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن حِبَّان بن عليّ، عن سعد بن طريف، عن الأَصْبَغ بن نُبَاتَة، عن عليّ مرفوعًا، وفيه:"يا عليُّ إنّ أهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "الأَصْبَغُ: واهٍ. وحِبَّان: ضعّفوه".
أقول: (الأَصْبَغُ بن نُبَاتَة التَّمِيمي الحَنْظَلي أبو القاسم): متروك. وقد كذَّبه أبو بكر بن عيَّاش وابن حِبَّان. وكان يقول بالرَّجْعَةِ. وستأتي ترجمته في حديث (2163).
ورواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 326) من طريق عبد اللَّه الوَاسِطي، عن أيوب بن محمد، عن أبي عثمان المَازِني، عن سِيبُوْيَه، عن الخليل بن أحمد، عن ذرّ، عن الحارث، عن عليّ مرفوعًا به.
ومن هذا الطريق رواه الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 594 - 595).
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 16) عن الخطيب من الطريقين المتقدِّمين. وأَعَلَّ الطريق الأول بـ (محمد بن الحسين بن عِمْران البغدادي)، وأَعَلَّ الطريق الثاني بـ:(أيوب بن محمد)، وقال:"مجهول الحال".
أقول: (أيوب بن محمد أبو هاشم خطيب وَاسِط) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 97) وقال: "روى عنه السَّقَّا خبرًا هو آفته".
ولِمَتْنِهِ شواهد كثيرة هو صحيح بمجموعها.
فمن حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الصغير"(2/ 262 - 263)،
وأبو نُعَيْم في "الحِلْية"، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 199) رقم (300).
ومن حديث أنس رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 124).
ومن حديث ابن عبَّاس: رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 32 رقم (18)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصْبَهَان"(2/ 46)، والطبراني في "الكبير"(11/ 71) رقم (11078)، و (11/ 90 - 191) رقم (11460).
ومن حديث ابن عمر: رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 102) رقم (3295) -من كشف الأستار- وابن عدي في "الكامل"(5/ 2002).
ومن حديث أبي الدَّرْدَاء: رواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 420)، وسيأتي برقم (1570).
ومن حديث قَبِيصة بن بُرْمَة الأَسَدِيّ: رواه البخاري في "الأدب المفرد" ص 88 - 89 رقم (221)، والطبراني في "الكبير"(18/ 375 - 376) رقم (960)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 102) رقم (3294) -من كشف الأستار-.
ومن حديث سلمان: رواه البخاري في "الأدب المفرد" ص 89 رقم (223)، والطبراني في "الكبير"(6/ 301 - 302) رقم (6112)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 517) رقم (11181) -ط بيروت-.
ومن حديث أبي موسى: رواه الطبراني في "الصغير"(1/ 73 - 74)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2568).
وانظر: "مجمع الزوائد"(7/ 262 - 263)، و"العلل" لابن أبي حاتم (2/ 105 و 292) رقم (1808) و (2380)، و"العلل المتناهية"(12/ 15 - 18)، و"فيض القدير"(2/ 440)، و"كشف الخفاء"(1/ 262)، و"صحيح الجامع الصغير" للألباني (2/ 188) رقم (2027) وقال:"صحيح".
* * *
203 -
أخبرني عليّ بن المُحَسِّن قال: نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن عليّ بن الشَّبِيه العَلَوي -بإفادة أبي عبد اللَّه بن بُكَيْر- قال: نبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن البقَّال الزَّيْدي قال: نبأنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن عبد الصمد الأَزَمِيّ قال: حدَّثني بَحْرُ بن يحيى الأَزَمِيّ قال: نبأنا عبد الكريم بن رَوْح قال: نبأنا عبد العزيز بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن أبيه،
عن جَدِّه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ نزول اللَّه تعالى إلى الشيء إقبالُهُ عليه مِنْ غير نزولٍ".
(2/ 246) في ترجمة (محمد بن الحسين بن عليّ العَلَوي أبو الحسين، معروف بابن الشَّبِيه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر أبو إسحاق ابن البقَّال) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 458 - 459)، وفيه عن أبي القاسم التَّنُوخي:"أحد المتكلِّمين من الشيعة، وله كتب مصنَّفة على مذهب الزَّيْدِيَّة، جمع حديثًا كثيرًا". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك، سمعت منه أجزاء فيها أحاديث رَدِيَّة". وكانت وفاته عام (363 هـ) عن (91) سنة. كما ترجم له في "الميزان"(2/ 623)، و"اللسان"(4/ 25)، وليس فيهما زيادة عمّا عند الخطيب.
كما أنّ في إسناده (عبد الكريم بن رَوْح بن عَنْبَسَة البزَّاز البَصْرِي أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 61 - 62) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول. ويقال: إنّه متروك الحديث".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 423) وقال: "يُخطئ ويُخالف".
3 -
"سنن الدَّارَقُطْنِيّ"(3/ 32) وقال: "ضعيف".
4 -
"التقريب"(1/ 515) وقال: "ضعيف، من العاشرة، مات سنة خمس عشرة ومائتين"/ ق.
كما أنّ في إسناده (بَحرُ بن يحيى الأَزَمِيّ) وقد ترجم له ابن ماكُولا في "الإكمال"(1/ 139 - 140) وقال: "حدَّث عن عبد الكريم بن رَوْح البَصْري، حَدَّثَ عنه الحسن بن عليّ الأَزَمِيّ". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
كما ترجم له ابن ناصر الدِّين الدِّمَشْقيّ في "توضيح المشتبه"(1/ 175) وزاد على ما ذكره ابن ماكُولا قوله: "وأَزَم بالتحريك: ناحيةٌ من نواحي سِيراف"
(1)
.
وفيه كذلك صاحب الترجمة (محمد بن الحسين بن عليّ العَلَوي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد صرَّح الإمام الذَّهَبِيُّ فيما سيأتي عنه أنَّ إسناد هذا الحديث مُظْلِمٌ، ومَتْنُهُ مُخْتَلَقٌ.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 123 - 124) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث موضوع لا أصل له. فأمّا عبد العزيز بن إسحاق فقال أبو الفتح ابن أبي الفَوَارس: كان له مذهب خبيث. وأمّا بَحْر فهو ابن
(1)
و (سِيراف) من بلاد فارس على طرف البحر. انظر "الأنساب"(7/ 218)، و"مراصد الاطلاع"(2/ 765).
كَنِيز
(1)
السَّقَّا، قال يحيى بن مَعِين: ليس بشيء، لا يُكْتَبُ حديثه، كلُّ النَّاس أحبّ إليَّ منه. وقال النَّسَائيّ والدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وأمّا (عبد الكريم بن رَوْح) فَذَكَرَ أبو حاتم الرَّازي: أنّه متروك الحديث".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 27)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة" (1/ 138) وقال:"فيه عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البقّال، وبحر بن كَنِيز السَّقَّا، وعبد الكريم بن رَوْح. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الموضوعات": هُمْ ظُلُمَاتٌ متروكونَ".
أقول: قول ابن الجَوْزي، ومتابعة ابن عَرَّاق له بأنّ (بَحْرًا) في الإسناد هو (ابن كَنِيز السَّقَّاء): وَهَمٌ بَيِّن. حيث إنَّ الحافظ الخطيب رحمه الله قد صَرَّحَ في الإسناد بأنه (ابن يحيى الأَزَمِيّ)! ! وهو غير (ابن كَنِيز السَّقَّاء البَاهِليّ أبو الفضل) الذي نَقَلَ ابن الجَوْزِي تضعيف الأئمة له. و (ابن كَنِيز السَّقَّاء) مُتَقَدِّمٌ روى عن الحسن والزُّهْرِيّ، وكانت وفاته سنة (ستين ومائة) كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 128)
(2)
. وأمَّا (الأَزَمِيّ) فإنّه متأخر، حَدَّثَ عن عبد الكريم بن رَوْح البَصْري، ووفاته عام (215 هـ) كما في "التقريب"(1/ 515)، وحَدَّثَ عنه الحسن بن عليّ الأَزَمِيّ، ووفاته سنة (318 هـ) كما في "الأنساب"(1/ 204). وقد تقدَّم أنَّ ابن مَاكُولا ترجم له ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
ورواه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 623) في ترجمة (عبد العزيز بن إسحاق بن البقّال) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"إسنادٌ مُظْلِمٌ، ومَتْنُهُ مُخْتَلَقٌ". وأقرّه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 25).
* * *
(1)
تَصَحَّفَ في "الموضوعات" إلى: "كبير". كما تَصَحَّفَ في "تنزيه الشريعة"(1/ 138) إلى "كثير". والتصويب من "المُؤتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 1953)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 162).
(2)
وستأتي ترجمته في حديث (364).
204 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب قال: نبأنا أبو عمر محمد بن الحسين البِسْطَامي قال: نبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجَارُود قال: نبأنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقي، وعثمان بن خُرَّزاذ الأَنْطَاكي، وعبّاس بن محمد الدُّوري، قالوا: نبأنا عفّان بن مُسْلِم قال: نبأنا شُعْبَة، عن أبي التَّيَّاح،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه تعالى: يا ابن آدم أنا بُدُّكَ اللازم، فاعمل لِبُدِّك، كلُّ النَّاس لك منهم بُدٌّ، وليس لك مِنّي بُدٌّ".
(2/ 247) في ترجمة (محمد بن الحسين بن محمد البِسْطَامي أبو عمر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث موضوع المَتْن، مُرَكَّبٌ على هذا الإسناد، وكلّ رجاله مشهورون معروفون بالصِّدق إلّا ابن الجَارود فإنّه كذَّابٌ ولم يُكْتَبْ إلّا مِنْ حديثه".
وقد ترجم لـ (أحمد بن عبد الرحمن بن الجَارود الرَّقِّي)، الذَّهَبِيّ في "ميزانه"(1/ 116) ونقل قول الخطيب، وساق له حديثًا وقال إنه من بَلايَاه.
كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 213) وذكر من بلاياه حديث أنس هذا، وقال:"قال ابن طاهر: كان يَضَعُ الحديث ويركِّبه على الأسانيد المعروفة. وقال أبو نُعَيْم: حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود الرَّقِّي في كتابه، وفي القلب منه".
و (أبو التَّيَّاح) هو (يزيد بن حُمَيْد الضُّبَعيّ) قال أحمد بن حنبل عنه: "ثَبْتٌ ثقة ثقة". وستأتي ترجمته في حديث (1070).
التخريج:
رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 136) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 321)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 286).
* * *
205 -
حدَّثني أبو بكر بن الخَفَّاف -بلفظه- قال: نبأنا عبد اللَّه بن محمد الصَّائِغ قال: نبأنا بِشْر بن موسى بن صالح قال: نبأنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المُقْرئ، عن عبد الرحمن المَسْعُودي، عن عاصم، عن أبي وائل،
عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الرَّفيع، عن اللوح المحفوظ، عن اللَّه تعالى: أنّه أظهر في اللوح، أن يخير الرفيع، وأن يخبر الرَّفيع إسرافيل، وأن يخبر إسرافيل ميكائيل، وأن يخبر ميكائيل جبريل، وأن يخبر جبريل محمَّدًا صلى الله عليه وسلم وعليهم: أنّه من صلَّى عليك في اليوم والليلة مائة مرَّة، صلَّيت عليه ألفي صلاة. ويُفْضى له ألف حاجة، أيسرها أن يعتقه من النّار.
(2/ 250) في ترجمة (محمد بن الحسين بن إبراهيم الورّاق أبو بكر، يعرف بابن الخَفَّاف).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه شيخ الخطيب صاحب الترجمة (محمد بن الحسين بن إبراهيم الورَّاق أبو بكر، المعروف بابن الخَفَّاف) وقد قال عنه في ترجمته له: "حدَّثنا عن جماعةٍ كثيرةٍ لا تُعْرَفُ، ذكر أنّه كتب عنهم في السفر. وكان غير ثقةٍ، لا شكّ أنّه كان
يُرَكَّبُ الأحاديث ويضعها على من يرويها عنه، ويختلق أسماء وأنسابًا عجيبةً لقوم حدَّث عنهم، وعندي عنه من تلك الأباطيل أشياء. وكنت عرضت بعضها على هِبَة اللَّه بن الحسن الطبري فَخَرَّقَ كتابي بها. وجعل يعجب مني كيف أسمع منه". وكانت وفاته عام (418 هـ).
وترجمته في "الميزان"(3/ 524)، و"اللسان"(5/ 142) أيضًا.
كما أنّ فيه (عبد اللَّه بن محمد الصَّائِغ) وقد ترجم له في "الميزان"(2/ 497) وقال: "أحد الكذَّابين، مذكورٌ في "تاريخ الخطيب". ثم ذكر الحديث من الطريق المتقدِّم، وقال: "موضوع المَتْنِ والإسناد". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (3/ 349 - 350).
أقول: سيأتي عن الخطيب قوله: إنّه يرى بأنَّ ابن الخَفَّاف اخْتَلَقَ اسم عبد اللَّه بن محمد الصَّائِغ ورَكَّبَ الحديث عليه.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث باطل بهذا الإسناد، والرِّجَالُ المذكورون في إسناده كلّهم معروفون سوى الصَّائِغ. ونرى أنّ ابن الخَفَّاف اخْتَلَقَ اسمه ورَكَّبَ الحديث عليه. ونُسْخَةُ بِشْر بن موسى عن أبي عبد الرحمن المُقريء معروفة، وليس هذا فيها. وقد روي عن المُقرئ من طريق مُظْلِمٍ، حدَّثنيه أبو صالح أحمد بن عبد الملك النَّيْسَابُوري قال: أخبرني أبو سعيد الحسن بن علي بن سهلان القُرْقُوبيّ -بأصبهان- قال: نبأنا عبد اللَّه بن محمد بن محمد بن فُورَك القَبَّاب قال: نبأنا أبي قال: نبأنا أبو مَسَرَّة عَزَّاز بن عبد اللَّه بن عَزَّاز البَصْري قال: نبأنا عليّ بن محمد بن الحسن الجُنْدَيْسَابُوريّ قال: نبأنا القاسم بن دَهْثَم قال: نبأنا أبو عبد الرحمن المُقرئ قال: نبأنا المَسْعُودي، عن عاصم، عن زِرّ، عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الرَّفيع عن اللوح المحفوظ عن اللَّه عز وجل.
ثم ساق الحديث مثل ما تقدَّم أو نحوه. ومن ها هنا أخذه ابن الخَفَّاف، لَزَقَهُ على الصَّائِغ الذي ذَكَرَ أنّه حَدَّثَهُ به بن بِشْر بن موسى عن المُقرئ، واللَّه أعلم".
و (عاصم) هو (ابن بَهَدلة. وهو ابن أبي النَّجُود الأَسَدِي المُقرئ الكوفي): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (592).
و (أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِي الكوفي): ثقةٌ مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1177).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 302) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم. ونقل قولي الخطيب السابقين.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 282)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 331 - 332).
* * *
206 -
أخبرنا هلال بن محمد الحفَّار قال: نبأنا محمد بن حُمَيْد بن سهيل المُخَرِّمي.
ثم أخبرنا أبو القاسيم الأَزْهَرِيّ قال: نبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال: حدَّثني عمر بن أحمد بن القَصَبَانِيّ، ومحمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل، قالا: نبأنا أبو حامد النَّيْسَابُوريّ أحمد بن زكريا قال: حدَّثني محمد بن إسحاق البَكْري قال: نبأنا يحيى بن يحيى قال: قرأتُ على مالك بن أنس، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يأكل الثُّوم ولا الكُرَّاث ولا البَصَل، مِنْ أجل أنَّ الملائكة تأتيه، وأنّه يُكَلِّمُ جبريل.
(2/ 265) في ترجمة (محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخَرِّمي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ نحوه من طرق أخرى.
ففيه (محمد بن إسحاق البِكْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 265) -في ترجمة (محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخَرِّمي) - ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ضعيف".
2 -
"لسان الميزان"(5/ 68 - 69) ونقل تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ له، ثم ذكر الحديث من طريقه.
كما أن فيه صاحب الترجمة (محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل
(1)
المُخَرِّمي أبو بكر) وقد نقل الخطيب في ترجمته له عن أبي نُعَيْم قوله فيه: "ثقة". وقال محمد بن العبّاس بن الفُرَات: "كان عنده أحاديث غرائب، كَتَبَ مع الحُفَّاظ القدماء إلّا أنّه كان منه تخليطٌ في أشياء قبل أَنْ يموت. ولا أحسبه تَعَمَّدَ ذلك، لأنّه كان جميل الأمر، إلّا أن الإنسان تلحقه الغَفْلَة". وقال البَرْقَاني: "ضعيف". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "فيه تساهل شديد".
وقد ترجم له في "الميزان"(3/ 531)، و"المغني"(2/ 573)، و"اللسان"(5/ 149 - 150)، وليس فيها زيادة عما عند الخطيب.
وقال الخطيب عقب روايته له: "قال الأَزْهَرِيُّ قال لنا عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: تفرّد به محمد بن إسحاق البَكْري بهذا الإِسناد، وهو ضعيف؛ وهذا وَهَمٌ. وفي "الموطأ" عن الزُّهْرِيّ عن سليمان بن يَسَار: مرسل، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم معنى هذا".
(1)
هكذا في المطبوع: "سهيل". وفي "الميزان" و"المغني" و"اللسان": "سهل".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(6/ 332 - 333) عن عمر بن أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن حُمَيْد، قالا: حدَّثنا أحمد بن زكريا بن يحيى النَّيْسَابُورِيّ، به
وقال: "غريب من جديث مالك لم يحدِّث به عنه إلّا يحيى بن يحيى".
والحديث ذكره الإمام ابن عبد البرّ في "التمهيد"(6/ 418) عن مالك، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يَسَار مرسلًا، وقال:"رواه عبد اللَّه بن يوسف والقَعْنَبِيّ وطائفة عن مالك في "الموطأ" هكذا؛ ورواه محمد بن إسحاق البَكْري، عن يحيى بن يحيى النَّيْسَابُوري، عن مالك أنّه قرأ عليه، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك". ثم ذكر الحديث، مع كلام الدَّارَقُطْنِيّ عليه، ممّا سبق نقله عن الحافظ الخطيب رحمه الله.
وللحديث شواهد عِدَّة بمعناه، انظرها في: جامع الأصول" (7/ 440 - 441 و 446 - 447)، و"فتح الباري" (2/ 342) -في صفة الصلاة، باب ما جاء في الثُّوم النِّيئ والبَصَل والكُرَّاث-.
ومن ذلك ما رواه البخاري في صفة الصلاة، باب ما جاء في الثُّوم النِّيئ والكُرَّاث (2/ 339) رقم (855) -واللفظ له-، ومسلم في المساجد، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كُرَّاثًا (1/ 394 - 395) رقم (564)، وغيرهما، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا:"من أكل ثُومًا أو بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا -أو قال: فَلْيَعْتَزِلُ مَسْجِدَنَا-، ولْيَقْعُدْ في بَيْتِهِ. وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بِقِدْرٍ فيه خَضِرَاتٌ من بُقُولٍ فوجد لها ريحًا، فسأل، فأُخْبِرَ بِمَا فيها من البُقُولِ، فقال: قَرَّبُوهَا -إلى بعض أصحابه كان معه- فلمّا رآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا، قال: كُلْ فإنّي أُنَاجِي مَنْ لا تُنَاجِي".
قال الحافظ في "الفتح"(2/ 342): و"قوله: "كُلْ فَإنّي أُنَاجي من
لا تُنَاجي": أي الملائكة. وفي حديث أبي أيوب عند ابن خُزَيْمَة وابن حِبَّان من وجه آخر: "أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعامٍ من خُضْرَة فيه بصل أو كُرَّاث فلم يَرَ فيه أَثَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكل فقال له: ما منعك؟ قال: لم أَرَ أَثَرَ يديك. قال: أستحي من ملائكة اللَّه، وليس بِمُحَرَّمٍ". ولهما -يعني ابن خُزَيْمة وابن حِبَّان- من حديث أم أيوب قالت: نَزَلَ علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّفْنَا له طعامًا فيه بعضُ البُقُولِ فذكر الحديث نحوه، وقال فيه:"كُلُوا، فإنّي لست كأحدٍ منكم، إنَّي أخافُ أن أُوذِيَ صَاحِبي"".
أقول: حديث أبي أيوب وأمّ أيوب، سيأتيان برقم (1756). وأصل حديث أبي أيوب عند مسلم في "صحيحه"(3/ 1623) رقم (2053).
* * *
207 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقرئ قال: أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن الحارث القاضي قال: نبأنا أبو عليّ محمد بن حاتم بن السَّرَف بن نوح الأَزْدِيّ -قَدِمَ علينا سنة ثمان وثلثمائة- قال نبأنا موسى بن نصر قال: نبأنا بشّار بن قِيرَاط، عن أبي حَنِيفة، عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد، عن يحيى بن يَعْمَر،
عن ابن عمر قال: كُنَّا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ أَقْبِلَ شاب جميل، حسن اللغة، طيِّب الرِّيح، عليه ثياب بياض، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، السلام عليكم، فردّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أدنو منك؟ قال: "ادْن". فذكر حديث القَدَر بطوله
(1)
.
(2/ 269 - 270) في ترجمة (محمد بن حاتم بن السَّرَف الأَزْدِيّ أبو عليّ).
(1)
أقول: هو الحديث المشهور في سؤال جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وهو الحديث الثاني من الأحاديث الأربعين النووية.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (بشّار بن قِيرَاط النَّيْسَابُوريّ البَلْخي أبو نُعَيْم) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 452) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 417 - 418) وفيه عن أبي حاتم: "مضطرب الحديث يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
3 -
"المجروحين"(1/ 191) وفيه عن أبي زُرْعَة الرَّازِيّ: "يكذب".
4 -
"الكامل"(2/ 456) وقال: "روى أحاديث غير محفوظة، وله أحاديث مناكير عمّن يحدِّث عنه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
5 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 925) وقال: "سمع الثَّوْري وأبا حَنِيفة، وغيرهما. وكان يَتَفَقَّهُ على رأي أبي حَنِيفة. رَضِيَهُ الحَنَفِيُّونَ بخُرَاسَان، ولا يتفق عليه حفّاظ خُرَاسَان".
6 -
"الضعفاء" لابن الجَوْزي (1/ 140).
7 -
"اللسان"(2/ 17).
كما أنّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن حاتم بن السَّرَف الأَزْدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 52 - 53) من طريق سفيان، عن عَلْقَمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بُرَيْدَة، عن ابن يُعْمَر، عنه، به.
ورواه في (2/ 107) منه، من طريق حمَّاد بن سَلَمة، عن عليّ بن زيد، عن يحيى بن يَعْمَر، عنه، به.
ورواه في نفس الموضع، من طريق حمّاد بن سَلَمة، عن إسحاق بن سُوَيْد، عن يحيى بن يَعْمَر، عنه، به.
ورواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في كتاب العلم -كما في "التحفة الأشراف" للمِزِّيّ (5/ 444) رقم (7120) - من طريقين:
الأول: عن شَرِيك، عن عطاء بن السَّائِب، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدة بن الحُصَيب، عن ابن عمر، به.
والثاني: عن داود بن أبي هند، عن عطاء الخُرَاسَاني، عن يحيى بن يَعْمَر، عن ابن عمر، به.
ومن الطريق الثاني هذا، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(5/ 207 - 208).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 430 - 431) رقم (3581) من طريق المُطَّلِب بن زيّاد الثَّقَفيّ، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن عطاء، عن ابن عمر، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 57 و 75) رقم (125 و 172) من طريق شَرِيك، عن حسين الكِنْدي، عن ابن بُرَيْدة، عن ابن يَعْمَر، عن ابن عمر، به. وقال محققه الشيخ الألباني:"إسناده ضعيف".
قال النَّسَائي: "المحفوظُ حديث عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمَر، عن ابن عمر، عن عمر".
وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث عطاء وداود، ولم يذكر عمر".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 40 - 41): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله موثوقون".
أقول: والحديث رواه مسلم في الإيمان، باب وصف جبريل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان (1/ 36 - 38) رقم (8)، والتِّرْمِذِيُّ في الإِيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبيّ صلى الله عليه وسلم الإيمان والإسلام (5/ 6 - 8) رقم (2610)، وأبو داود في السُّنَّة، باب في القَدَرِ (5/ 69 - 73) رقم (4695)، والنَّسَائي في الإيمان، باب نَعْتِ الإسلام (8/ 97)، وابن ماجه في المقدّمة، باب في الإيمان (1/ 24 - 25) رقم (63)، وغيرهم، من طريق كَهْمَس بن الحسن التَّمِيميّ، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمَر، عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب مرفوعًا.
قال التِّرْمِذِيُّ: وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. والصحيح هو: ابن عُمَرَ عن عُمَرَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(1/ 314) رقم (374) على رواية الإمام أحمد للحديث من طريق سفيان عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد عن سليمان بن بُرَيْدَة عن ابن يَعْمَر عن ابن عمر به. قال: "إسناده صحيح. وقد سبق بمعناه في (184 و 367 و 368) من طريق عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، رواه عنه عثمان بن غياث وكَهْمَس، من رواية عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب. وهذا الحديث من رواية سليمان بن بُرَيْدَة، وهو أخو عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، هما توأم وكلاهما ثقة. قال أحمد عن وكيع: يقولون: إنَّ سليمان كان أصحّ حديثًا من أخيه وأوثق، وقال ابن عُيَيْنَة: حديث سليمان بن بُرَيْدَة أحبّ إليهم من حديث عبد اللَّه. وفات هذا الحديث الحافظ الهيثمي فلم ينسبه إلى المسند، بل ذكره مختصرًا بعض الشيء من حديث ابن عمر ونسبه للطبراني -ثم ذكر موضعه من "المجمع" وما قاله فيه- وقال: فقد اختلف الأَخَوَان: سليمان وعبد اللَّه، الذي حضر سؤالات جبريل هو ابن عمر؟ أَمْ عمر فروى عنه ابنه عبد اللَّه بن عمر؟ ولا يُحْتَمَلُ أن يكونا حضراه معًا وأنّ ابن عمر كان يحكيه مرَّة عن نفسه ومرَّة عن أبيه، لأنّ مخرج الحديث
واحد، وأنَّ يحيى بن يَعْمَر سأل ابن عمر عن القَدَرِ فحدَّثه الحديث. فلا يُعْقَلُ أن يسأله مرتين فيحدِّثه إيّاه مرتين! والراجح عندي رواية عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، أنَّ عمر هو الذي حَضَرَ وَحَدَّثَ ابنه، فإنّها زيادة ثقة مقبولة، ويكون الوهم في حذف عمر في هذا الإسناد من سليمان بن بُرَيْدَة أو من عَلْقَمَة بن مَرْثَد".
أقول: وقد تقدّم عن الإمام النَّسَائي أنَّ المحفوظَ حديث عبد اللَّه بن بُرَيْدَة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر عن أبيه عمر بن الخطَّاب به.
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها مع الكلام على معنى الحديث في:"جامع بيان العلوم والحكم" لابن رجب الحنبلي ص 20 - 37، و"فتح الباري"(1/ 114 - 125) -في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان. . . .
وانظر في شواهده أيضًا: "مجمع الزوائد"(1/ 38 - 41).
* * *
208 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني قال: أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال: نبأنا القاضي أحمد بن عبد اللَّه بن نصر بن يحيى قال: نبأنا محمد بن حمّاد الطِّهْرَاني قال: أنبأنا عبد الرزاق -قراءة عليه وأنا حاضر-، عن سفيان الثَّوْري، عن أبي مَعْشَر، عن المَقْبُري،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"دَعْوَةُ المظلومِ مُسْتَجَابَةٌ وإنْ كانت مِنْ فَاجِرٍ، فَجُورُهُ على نَفْسِهِ".
(2/ 271 - 272) في ترجمة (محمد بن حمّاد الرَّازِيّ الطِّهْرَانيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
حسن لغيره.
ورجال الخطيب كلّهم ثقات عدا (أبا مَعْشَر) وهو (نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدِيّ) فإنَّه ضعيف. وسأتي ترجمته في حديث (789). لكن للحديث شواهد يعتضد بها.
و(المَقْبُرِيُّ) هو (سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُري المَدَني أبو سعد): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (192).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 367)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 306 رقم (2330)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 275)، والطبراني في كتاب "الدعاء"(3/ 1415) رقم (1318)، وفي "المعجم الأوسط"(2/ 105 - 106) رقم (1204)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 208) رقم (229)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2517)، عن أبي مَعْشَر
(1)
، عن سعيد المَقْبُري، عنه، به.
ولفظ الطبراني في "الأوسط": "لا تردّ دعوةُ المظلوم وإنْ كانَ فَاجِرًا، فَجُوْرُهُ على نَفْسِهِ".
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 151): "رواه أحمد والبزَّار بنحوه وإسناده حسن".
أقول: فاته رحمه الله عزوه للطبراني في "الأوسط".
(1)
تَصَحَّفَ في "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة، إلى "أبي مسعر".
وقد حَسَّنَ إسناده الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 187) فقال: "رواه أحمد بإسناد حسن".
وتابعه على ذلك الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 360) -في الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء- فبعد أن عزاه إلى أحمد قال:"وإسناده حسن".
أقول: تحسين المُنْذِري والهيثمي وابن حَجَر لإسناده موضع نظر، فإنَّ فيه (أبو مَعْشَر)، والحافظ ابن حَجَر نفسه يقول عنه في "التقريب" (2/ 298):"ضعيف. . أَسَنَّ واخْتَلَطَ". إلّا أنْ يَكُونُوا قد حَسَّنُوا إسناده لشواهده، واللَّه أعلم.
وقد نقل المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 527) عن العامري البغدادي أنّه قال: "صحيحٌ غريبٌ". وهو بعيدٌ مدفوعٌ بما تقدَّم.
والشطر الأول من الحديث: "دعوة المظلوم مستجابة"، له شواهد عدّة، انظرها في:"الدعاء" للطبراني (3/ 1413 - 1416)، و"الترغيب"(3/ 186 - 188)، و"مجمع الزوائد"(10/ 151 - 152).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء (3/ 357) رقم (1496)، ومسلم في الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين. . . . (1/ 50) رقم (19)، وغيرهما، من حديث ابن عبّاس مرفوعًا، وفيه:"واتَّقِ دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينه وبين اللَّه حِجَابٌ".
ومن شواهده أيضًا ما رواه أحمد في "المسند"(3/ 153) -واللفظ له-، والدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 73)، والطبراني في "الدعاء"(3/ 1416) رقم (1321)، وابن مَعِين في "تاريخه"(4/ 458)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(2/ 97) رقم (625) من طريق يحيى بن أيوب، عن أبي عبد اللَّه الأَسَدي
(1)
،
(1)
كما في "المسند" لأحمد. وعند سائر من أخرجه ممن ذكرت (عن أبي عبد الغفار)، وذكر بعضهم اسمه. وكلاهما واحدٌ كما بينته عند كلامي على إسناده.
عن أنس مرفوعًا: "اتَّقُوا دعوة المظلوم وإنْ كان كافرًا، فإنّه ليس دونها حِجَابٌ".
قال المُنْذِريُّ في "الترغيب"(3/ 188): "رواه أحمد، ورواته إلى أبي عبد اللَّه محتج بهم في الصحيح، وأبو عبد اللَّه لم أقف فيه على جرح أو تعديل".
أقول: (أبو عبد اللَّه الأَسَدي) هو (أبو عبد الغفّار عبد الرحمن بن عيسى الأَزْدِي).
قال الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 326 - في الكُنَى-: "أبو عبد اللَّه الأَسدي، عن أنس رضي الله عنه بحديث: اتق دعوة المظلوم. . . وعنه يحيى بن أيوب الغَافِقي المِصْري. هو عبد الرحمن بن عيسى، تقدَّم في الأسماء".
أقول: نسي ابن حَجَر رحمه الله فلم يترجم له في الأسماء. وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 406) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول". وبمثل قوله قال الذَّهَبِيّ في "الميزان"(548/ 4). وقد ترجم له الدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 73)، والذَّهَبِيّ في "المُقْتَنَى في سرد الكُنَى"(1/ 376). والحمد للَّه على توفيقه.
ولم يعزه محقق "الدعاء" للطبراني لأي مصدر من المصادر التي خرّجته، واكتفى بتضعيف إسناده!!
* * *
209 -
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال: نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمَّاد بن إسحاق قال: حدَّثني أخي محمد بن حمّاد قال: نبأنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت قال: نبأنا عبد اللَّه بن موسى بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن جدِّه عبد اللَّه بن الحسن، عن أبيه، عن الحسن بن عليّ،
عن عليّ بن أبي طالب قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في صلاته.
(2/ 272) في ترجمة (محمد بن حمَّاد بن إسحاق الأَزْدِيّ القاضي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث شواهد بعضها صحيح.
قال الإمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 325) بعد أن ساقه عن الدَّارَقُطْنِيّ -عليّ بن عمر- من طريقه هذا: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: إسناده علويٌّ لا بأس به
(1)
.
وقال شيخنا أبو الحجّاج المِزِّيّ: هذا إسناد لا يقوم به حجّة، وسليمان هذا لا أعرفه".
ويمثل ما ذكره الزَّيْلَعِيُّ عن الدَّارَقُطْنِيّ والمِزِّيِّ، ذكر ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(2/ 801) عنهما.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الدِّراية"(1/ 130) رقم (149): "أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وفيه من لا يُعْرَفْ".
وقال في "التلخيص الحَبِير"(1/ 234): "رواه الدَّارَقُطْنِيّ من وجهين عن عليّ من طريق أهل البيت، وهو بَيْنَ ضعيفٍ ومجهولٍ".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيّ علي بن عمر الحافظ في "سننه"(1/ 302) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ثم رواه عقبه من طريق عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن
(1)
قول الدَّارَقُطْنِيّ هذا ليس في "سننه" عقب روايته للحديث.
أبي طالب قال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليّ قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَجْهَرُ ببسم اللَّه الرحمن الرحيم".
أقول: إسناده تالف، ففيه (عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالبه. قال الدَّارَقُطْنِيُّ عنه في "سننه" (2/ 263):"متروك الحديث". وقال ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 121): "يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحلّ الاحتجاج به". وستأتي ترجمته في حديث (608).
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في سننه
(1)
(1/ 202 - 303) من طريق عمرو بن شَمِر، عن جابر، عن أبي الطُّفَيْل، عن عليّ وعمَّار رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَجْهَرُ في المكتوبات ببسم اللَّه الرحمن الرحيم".
قال الحافظ في "التلخيص الحبير"(1/ 234): "وفي لفظٍ له مثله، ولم يقل في المكتوبات. وفيه عمرو بن شَمِر، وهو متروك. وجابر: اتَّهموه بالكذب أيضًا. وله طريقٌ أُخْرَى عن عليّ أخرجها الحاكم في "المستدرك"
(2)
، لكن فيها عبد الرحمن بن سعد المؤذِّن. وقد ضَعّفه ابن مَعِين. قال البيهقي: إسناده ضعيف إلّا أنَّه أمثل من طريق جابر الجُعْفِي".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"نصب الراية"(1/ 323 - 327)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 232 - 235)، و"مجمع الزوائد"(2/ 108 - 109)، و"المستدرك" للحاكم (1/ 232 - 234)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 302 - 313)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 44 و 46 - 50)، و"السنن الصغرى" له. أيضًا (1/ 251 - 254).
ومن تلك الشواهد ما رواه أبو داود في الحروف والقراءات (4/ 294) رقم
(1)
والطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد"(2/ 109).
(2)
لم أهتد إلى موضعه في "المستدرك" المطبوع.
(4001)
، وأحمد في "المسند"(6/ 302) -واللفظ له-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 44)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 232) و (2/ 231 - 232)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 312 - 313)، والطَّحَاويّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 199)، من طريق ابن جُرَيْج، عن عبد اللَّه بن مُلَيْكَة، عن أُمِّ سَلَمَة أنّها سُئلت عن قراءة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالت:"كانَ يُقَطِّعُ قراءته آيةً آيةً: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الحمد للَّه ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدِّين".
ولفظه عند الإمام الطَّحَاوي: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي في بيتها، فيقرأُ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه رب العالمين. . . "
قال الحاكم في الموضع الأول: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "إسناده صحيح وكلّهم ثقات".
وقال النووي في "المجموع"(3/ 333): "صحيح".
وفي "تفسير ابن كثير"(1/ 17): "وفي صحيح ابن خُزَيْمَة عن أُمِّ سَلَمَة رضي الله عنها أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في أَوَّلِ الفاتحة في الصلاة وعَدَّهَا آية".
وفي حاشية محقق "جامع الأصول"(2/ 463) الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: "أخرجه أبو عمرو الدَّاني في "المكتفى في الوقف والابتداء" الورقة 5 وجه ثاني. وقال: ولهذا الحديث طرق كثيرة. وقال الجَزَرِيّ في "النشر" (1/ 226): وهو حديث حسن، وسنده صحيح".
ورحم اللَّه الإمام ابن خُزَيْمَة، حيث يقول في "صحيحه" (1/ 251):"الجَهْرُ ببسم اللَّه الرحمن الرحيم والمخافتة به جميعًا مُبَاحٌ، ليس واحدٌ منهما محظورًا وهذا من اختلاف المُبَاحِ".
* * *
210 -
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطَّان قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الغَزِّي -المعروف بابن بُويَان- قال: نبأنا محمد بن عليّ الورَّاق -ويعرف بحَمْدَان- قال: نبأنا السَّمْتِي محمد بن حسَّان قال: أنبأنا سيف بن محمد ابن أخت سفيان، عن سفيان، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن حَبَّةَ بن جُوَيْن،
عن عليّ بن أبي طالب قال: بينما أنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في حَيْرٍ لأبي طالب، أشرف علينا أبو طالب. فبصُر به النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"يا عمّ ألا تنزل فتصلِّي معنا"؟ قال: ابن أخي إنّي لأعلم أنّك على حق ولكني أكره أن أسجد فتعلوني اسْتي، ولكن انزل يا جعفر فَصِلْ جَنَاحَ ابن عَمِّكَ. فنزل جعفر فصلّي عن يَسَارِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاته، التفت إلى جعفر فقال:"أما إنَّ اللَّه قد وصَلَكَ بجناحين تطير بهما إلى الجنّة كما وصَلْتَ بجناح ابن عَمِّك".
(2/ 274) في ترجمة (محمد بن حسّان بن خالد السَّمْتِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثَّوْري) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (144).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث عن سفيان الثَّوْري، ابن أخته سيف بن محمد. ولا نعلم رواه عنه إلّا السَّمْتِيّ".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1270 - 1271) -في ترجمة (سيف بن محمد) -، وأبو القاسم اللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(8/ 1420)
رقم (2733)، من طريق البَغَوي، عن محمد بن حسّان السَّمْتِي، عن سيف بن محمد، به.
وقال ابن عدي: "هذا باطلٌ عن الثَّوْري بهذا الإسناد، وليس يرويه غير سيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 270 - 271) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلّه بـ (سيف بن محمد)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه، ثم قال:"وأمَّا السَّمْتِيُّ: فضعّفه الرَّازِيّ والدَّارَقُطْنِيّ".
أقول: (محمد بن حسَّان بن خالد السَّمْتِيّ) نقل الخطيب في ترجمته عن ابن مَعِين قوله فيه: "ليس به بأس". وعن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة"، ومرَّةً:"ليس بالقويِّ". وقد أشار محقق "العلل" إلى ذلك. وستأتي ترجمته في حديث (1456).
والحديث ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 419) -في الفصل الثالث- وعزاه للخطيب، ونقل قول ابن عدي ببطلانه.
كما ذكره الذُّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 257) -في ترجمة (سيف بن محمد) - عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، ثم نقل قوله ببطلانه.
غريب الحديث:
قوله في "حَيْر
(1)
لأبي طالب": "الحائر: مجتمع الماء. . . والحائر: حوض يُسَيَّبُ إليه مَسِيل الماء من الأمطار، يسمى هذا الاسم بالماء. . . وبالبصرة حائر الحجّاج معروف: يابسٌ لا ماء فيه، وأكثر النَّاس يسميه الحَيْر، كما يقولون لعائشة
(1)
في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"، و"الميزان":"حيز" بالحاء المهملة والياء والزاي، وفي "الكامل":"خير" بالخاء المعجمة والياء والراء المهملة. وكلاهما تصحيف.
عَيْشَةُ، يستحسنون التخفيف وطرح الألف. . . والجمع: حِيَرانُ وحُورَانٌ. . . " "لسان العرب" مادة (حير)(4/ 223).
* * *
211 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الكاتب قال: أنبأنا أبو القاسم عبد اللَّه بن الحسن بن سليمان المُقْرِئ قال: نبأنا محمد بن هارون المُقْرِيء -المعروف بالسَّوَّاق
(1)
- قال: نبأنا يحيى بن أيوب قال: نبأنا محمد بن الحجَّاج، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن رِبْعي بن حِرَاش،
عن حُذَيْفة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أطعمني جبريل الهَرِيسةَ لِتَشُدَّ ظهري لقيام الليل".
(2/ 279) في ترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطيّ أبو إبراهيم)
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطيّ أبو إبراهيم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 395) وقال: "كان يحدِّث بحديث يطعمني جبريل هريسة. . . ليس بثقة".
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 214 رقم (798) وقال: "كذَّاب".
3 -
"التاريخ الكبير"(1/ 14) وقال: "منكر الحديث".
(1)
هذه النسبة إلى بيع السَّوِيق -وهو طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير، سمي بذلك لانسياقه في الحلق-. انظر "الأنساب"(7/ 181)، و"المعجم الوسيط" مادة (ساق) ص 465.
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 44 - 45).
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 234) وفيه عن أبي حاتم: "كذَّاب ذاهب الحديث".
6 -
"المجروحين"(2/ 295 - 296) وقال: كان ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات لا تحلّ الرواية عنه، ولا الاحتجاج به".
7 -
"الكامل"(6/ 2155 - 2156) وقال: "ولمحمد بن الحجّاج غير ما ذكرت من الحديث أحاديث موضوعة، لا أصل لها، وهو ضعيف بلا شك، وأنّ أحاديثه تشبه الوضع ولا تشبه حديث الثقات".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 338 رقم (459) وقال: "يكذب".
9 -
"تاريخ بغداد"(2/ 279 - 282) وفيه عن أبي داود: "ليس بثقة".
10 -
"اللسان"(5/ 116 - 117).
التخريج:
رواه تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(2/ 896) رقم (1581)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2155)، والعُقَيِلي في "الضعفاء الكبير"(4/ 45)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 295 - 296) -ثلاثتهم في ترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ) - من طرق، عن محمد بن حجَّاج اللَّخْمِي، عن عبد الملك بن عُمَيْر، به.
قال تمّام: لم يرو هذا الحديث إلّا محمد بن الحجَّاج، وقد اخْتُلِفَ عليه فيه. ورواه الثقة عنه فقال: عن عبد الملك، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: مرسل. وهو أشبه به".
وقال ابن عدي: " هذا الحديث موضوع ممّا وضعه محمد بن الحجَّاج".
وقال العُقَيْلي: "هذا حديث باطل لا يتابع عليه إلّا من هو مثله أو دونه".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 17) عن الخطيب من طريقه.
وقد رواه ابن الجَوْزي من حديث معاذ، وابن عبّاس، وجابر بن سَمُرة، وأبي هريرة، ويَعْلَى بن مُرَّة.
وقال في (3/ 18) منه: "هذا الحديث وضعه محمد بن الحجَّاج، وكلُّ الطرق تدور عليه إلّا طريق ابن عبَّاس، فإنّ فيها (نَهْشَل)، قال ابن راهُويه: كان كذَّابًا. وقال النَّسَائي: متروك الحديث؛ وفيها (سلّام) قال يحيى: ليس بشيء. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال البخاري والنَّسَائي والدَّارَقُطْنِيّ: متروك الحديث. وقال ابن عدي: من حديثه حديث الهَرِيسة. قلت -القائل ابن الجَوْزي-: فنحن نظن أنَّ أحدهما سرقه من محمد بن الحجَّاج ورَكَّبَ له إسنادًا".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 234 - 237) بأنَّ له شواهد كثيرة، ولخَّص تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 253).
أقول: ولا يسلم له تعقبه فإنَّ كلَّ الشواهد التي أتى بها لا تخلو طرقها من كذّابٍ أو متروك.
ورحم اللَّه الإمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة حيث يقول في كتابه "المنار المُنِيف" ص 64 عند ذكره لدلائل معرفة الحديث الموضوع دون النظر في سنده: "ومنها: أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطُّرُقِيَّة أشبه وأليق. كحديث: الهَرِيسة تشدُّ الظهر".
* * *
212 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عليّ الإيَادي ومحمد بن أحمد بن أبي طاهر الدَّقَّاق، قالا: نبأنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي قال: نبأنا أبو محمد
جعفر بن محمد بن شاكر الصَّايغ قال: نبأنا داود بن مِهْران قال: نبأنا محمد بن حجَّاج -من أهل وَاسِط-، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن ابن أبي ليلى، ورِبْعِي بن حِرَاش،
عن حُذَيْفَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لجبريل: "أَطْعِمْنِي هَرِيسةً أشدُّ بها ظهري لقيام الليل".
(2/ 279) في ترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ أبو إبراهيم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن الحجَّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ). وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (219).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (211).
* * *
213 -
أخبرني الأَزْهَرِي قال: أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال: نبأنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضَّبِّيّ قال: نبأنا أبو الحسين الوَاسِطِيّ عليّ بن إبراهيم بن عبد المجيد قال: نبأنا منصور بن المُهَاجِر أبو الحسن البُزُوري قال: نبأنا محمد بن الحجَّاج اللَّخْمِيّ، عن عبد الملك بن عُمَيْر اللَّخْمِيّ،
عن يَعْلَى بن مُرَّة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أمرني جبريل بأكل الهَرِيسة أشدُّ ظهري، وأتقوى بها على الصلاة".
(2/ 279 - 280) في ترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ أبو إبراهيم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ) وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (211).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 18) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث وضعه محمد بن الحجّاج".
وعزاه في "تنزيه الشريعة"(2/ 253) إلى العُقَيْلي. ولم أقف عليه في "الضعفاء" المطبوع للعُقَيْلي في مظانه، واللَّه أعلم.
وقد تقدَّم الكلام عليه وتخريجه من حديث حذيقة برقم (211).
* * *
214 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد الواعظ قال: نبأنا أبو الحسين أحمد بن عيسى بن محمد بن عليّ بن الأشعث المُقْرِيء -المعروف بابن جِنِّيَّة - قال: نبأنا الحسن بن عليّ بن الوليد الفارسي قال: نبأنا محمد بن حسّان السَّمْتِيّ قال: نبأنا محمد بن الحجَّاج -يعني اللَّخْمِيّ-، عن مُجَالِد، عن الشَّعْبِيّ،
عن ابن عبَّاس قال: قَدِمَ وفد عبد القيس على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يعرف قُس بن سَاعِدَة الإيَاديّ"؟ قال: كلّنا يا رسول اللَّه نعرفه. قال: "فما فَعَلَ"؟ قالوا: هَلَكَ. قال: "ما أنساهُ بعُكَاظٍ في الشهر الحَرَام على جَمَلٍ له أحمر وهو يُخْطُبُ النَّاس وهو يقول: أيها النّاس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاشَ ماتَ، ومن ماتَ فاتَ، وكُلُّ ما هو آتٍ آت، إنَّ في السماء لَخَبَرا، وَإنَّ في الأرض لَعِبَرَا، مِهَادٌ موضوعٌ، وسقفٌ مرفوعٌ، ونُجُومٌ تَمُور، وبحارٌ لا تَغُور، أَقْسَمَ قُسٌّ
قَسَمًا، لئن كان في الأمر رضا، لتعودن سخطًا، إنَّ للَّه دينًا هو أحبُّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى النَّاس يذهبون فلا يرجعون؟ أَرَضُوا فأقاموا أم تُرِكُوا فَنَامُوا"؟ .
ثم قال: "أيكم يروي شِعْرهُ"؟ فأنشدوه:
في الذَّاهبين الأوَّلينَ
…
من القرونِ لنا بَصائِرْ
لمّا رأيتُ مواردًا
…
للموت ليس لها مَصَادِرْ
ورأيتُ قومي نحوها
…
تمضي الأصاغر والأكابرْ
لا يرجع الماضي إليَّ
…
ولا من الباقين غابرْ
أيقنتُ أنِّي لا مَحَالَةً
…
حيثُ صارَ القومُ صائرْ
(2/ 281) في ترجمة (محمد بن الحجَّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ أبو إبراهيم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وللخبر طرق تالفة وضعيفة، والضعيف منها كالمتعاضد على إثبات أصل القِصَّة.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الحجَّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ) كذَّبَهُ ابن مَعِين وأبو حاتم وغيرهما. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (211).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 88 - 89) رقم (1256)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 286 - 287) رقم (2759) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 104)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2155 - 2156) -في ترجمة (محمد بن الحجّاج اللَّخْمِيّ) -، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 213 - 214)، من طريق محمد بن حسّان السَّمْتِيّ، عن محمد بن الحجّاج، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوى مِنْ وجهٍ من الوجوه، إلّا من هذا الوجه. ومحمد بن الحجَّاج قد حَدَّثَ بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها، ولمّا لم نجد هذا عند غيره لم نجد بُدًّا من إخراجه".
أقول: هذا الذي قاله البزَّار موضع نظر كما سيأتي.
وقال البيهقي: "هذا يتفرَّد به محمد بن الحجَّاج اللَّخْمِيّ عن مُجَالِد. ومحمد بن الحجَّاج: متروك".
وقال ابن عدي: "هذا الحديث لم يحدِّث به عن مُجَالِد بهذا الإسناد غير محمد بن الحجَّاج".
وقال: هذا مما يُتَّهم محمد بن الحجَّاج بوضعه.
وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 419): "رواه الطبراني والبزَّار، وفيه محمد بن الحجَّاج وهو كذَّاب".
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 102 - 104)، و"الزهد الكبير" ص 284 - 268 رقم (682)، بنحوه، وبزيادة في آخره، من طريق أبي بكر أحمد بن سعيد بن فَرْضَخ الإِخْمِيمِي، عن القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي، عن أبي عبيد اللَّه سعيد بن عبد الرحمن المَخْزُومي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي حمزة الثُّمَالي، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
أقول: في إسناده (القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي الإِخْمِيمِي) قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "مُتَّهَمٌ بوضع الحديث". وقال ابن عدي: "كان بعض شيوخ مِصْرَ يضعِّفه. . . ولم أر له حديثًا منكرًا فأذكره، وهو عندي لا بأس به". انظر في ترجمته: "الكامل"(6/ 2062)، و"الميزان"(3/ 372 - 373)، و"اللسان"(4/ 461).
كما أنَّ في إسناده (أحمد بن سعيد بن فَرْضَخ الإِخْمِيمِي المِصْري) ترجم له
الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 178 - 179) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "روى عن القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي. . . أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة، كلّها كذب، ولا تحلّ روايتها، والحَمْلُ فيها على ابن فَرْضَخ فهو المُتَّهَمُ بها، فإنه كان يُرَكِّبُ الأسانيد ويضع عليها أحاديث".
ورواه أبو نُعَيْم في "دلائل النبوة"(1/ 127 - 129) رقم (55)، من طريق محبوب بن الحسن، عن ابن السَّائِب، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس مرفوعًا بنحوه وبزيادة أيضًا.
أقول: وهذا إسناد تالف أيضًا كسابقه، فإنّ فيه (محمد بن السَّائِب الكَلْبِيّ) وهو كذَّاب ساقط، كذّبه ابن مَعِين، وزائدة، وسليمان التَّيْمِيّ، وغيرهم. وستأتي ترجمته في حديث (2054).
وفيه (أبو صالح باذَام -ويقال - باذان- الكَلْبِي مولى أُمِّ هانئ) وهو ضعيف. قال ابن حِبَّان: يتحدث عن ابن عبَّاس ولم يسمع منه". وستأتي ترجمته في حديث (2054) مطوَّلًا جدًّا.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 105 - 113)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 544 - 548) -مخطوط-، من طريق عيسى بن محمد بن سعيد القُرَشي، حدَّثنا عليّ بن سليمان، عن سليمان بن عليّ، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
قال ابن عساكر: "هذا حديث غريب".
وقال السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 192): "آثار الوضع على هذا الخبر لائحة".
وللحديث شواهد من حديث: أنس، وعُبَادة بن الصَّامت، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقَّاص، وابن مسعود، وأبي ذَرٍّ. انظرها في: "هواتف
الجَنَّان"
(1)
لأبي بكر الخَرَائطي ص 185 - 186 - ضمن كتاب "نوادر الرسائل " بتحقيق الأستاذ إبراهيم صالح-، و"دلائل النبوة" للبيهقي (2/ 101 - 102)، و"الزهد" لأحمد بن حنبل ص 491 - 492 رقم (2072)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (2/ 230 - 237)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 214)، و"الإصابة" لابن حَجَر (3/ 279 - 280)، و"الطبقات الكبرى" لابن سعد (1/ 315)، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (1/ 183 - 193)، و"تنزيه الشريعة المرفوعة" لابن عَرَّاق (1/ 241 - 243).
قال أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ -كما في "تاريخ بغداد"(2/ 281) -: "موضوع لا أصل له".
وقال البيهقي في "الدلائل"(2/ 113) عقب روايته له من الطريق الأخير عن ابن عبّاس: وقد روي مِنْ وَجْهٍ آخر عن الحسن البَصْري منقطعًا. وروي مختصرًا من حديث سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة. وإذا رُوي حديثٌ مِنْ أوجهٍ وإنْ كان بعضها ضعيفًا، دلَّ على أنَّ للحديث أصلًا، واللَّه أعلم".
وقال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 214): "وهذا الحديث من جميع جهاته باطل".
وقال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 236): "أصله مشهور، وهذه الطرق على ضعفها كالمتعاضدة على إثبات أصل القِصَّة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 279) -في ترجمة (قُس بن سَاعِدَة الإيَادي) -: "وطرقه كلّها ضعيفة".
وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 242 - 243): "قال السُّيُوطيُّ ثم وقفت عليه من حديث سعد بن أبي وقّاص أخرجه الإمام محمد بن داود الظاهري في كتاب "الزَّهْرة" له، فقال: حدَّثنا أحمد بن عبيد النَّحوي، حدَّثنا
(1)
مشهور في كتب أهل العلم باسم "هواتف الجان".
عليّ بن محمد المَدَايني، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن أخي الزُّهْرِيّ، عن الزُّهْرِيّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن سعد فذكره. وهو أمثل طرق الحديث، فإنّ ابن أخي الزُّهْرِيّ ومن فوقه من رجال "الصحيحين"، وعلىّ المَدَايني: ثقة. وأحمد بن عبيد قال فيه ابن عدي: صدوق له مناكير. فلو وقف الحافظ ابن حَجَر على هذه الطريق الحكم للحديث بالحسن لما تقدَّم من الطرق، خصوصًا الطريق الذي في زيادات الزهد لابن حنبل، فإنّه مرسل قوي الإسناد، فإذا ضمّ إلى هذه الطريق الموصولة التي ليس فيها واهٍ ولا مُتَّهم، حُكِمَ بحسنه بلا توقف".
أقول: (أحمد بن عبيد بن ناصح النَّحْوي أبو جعفر) ليِّنُ الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"(1/ 21). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).
* * *
215 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد المؤدِّب قال: أنبأنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم قال: نبأنا محمد بن حفص بن أبي الجَعْد -المعروف بابن سَنْدَى البزَّاز- قال: نبأنا عمرو بن عليّ قال: نبأنا أبو داود قال: نبأنا زَمْعَة، عن عمرو بن دينار،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ السُّحورُ التَّمْرُ".
(2/ 286) في ترجمة (محمد بن حفص بن أبي الجَعْد البزَّاز، يعرف بمَنْدَل بن سَنْدَل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وروي من طريق حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ففيه (زَمْعَة) وهو (ابن صالح الجَنَدي أبو وَهْب) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 174 - 175) وقال: "ضعيف". ومرَّةً: "صويلح الحديث". ومرَّةً: "صويلح". ومرَّةً: "لم يكن بالقويِّ".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 451) وقال: "يخالف في حديثه، تركهـ ابن مهدي أخيرًا".
3 -
"أحوال الرجال" ص 146 رقم (255) وقال: "متماسك".
4 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 290 رقم (421) وقال: "أنا لا أُخْرِجُ حديث زَمْعَة".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 112 رقم (232) وقال: "ليس بالقويِّ، مَكِّي، كثير الغلط عن الزُّهْرِيّ".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 94).
7 -
"الجرح والتعديل"(3/ 624) وفيه عن أحمد: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّنٌ واهي الحديث، حديثه عن الزُّهْرِيّ -كأنه يقول مناكير-".
8 -
"المجروحين"(1/ 312) وقال: "كان رجلًا صالحًا يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، حتى غلب في حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير".
9 -
"الكامل"(3/ 1084 - 1087) وقال: "ربما يهم في بعض ما يرويه، وأرجو أنَّ حديثه صالح لا بأس به".
10 -
"تهذيب الكمال"(9/ 386 - 389) وقال: "روي له مُسْلِمٌ مقرونًا".
11 -
"التقريب"(1/ 263) وقال: "ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون، من السادسة"/ م مد ت س ق.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن حفص بن أبي الجَعْد البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أبو داود) هو (الطَّيَالِسِي، سليمان بن داود بن الجَارُود): ثقة حافظ. وستأتي ترجمته في حديث (229).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 465) رقم (978) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 350)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1084) -في ترجمة (زَمْعَة بن صالح المَكِّي) -، من طرق، عن زَمْعَة، عن عمرو بن دينار، عنه، به.
ولفظ أبي نُعَيْم: "نِعْمَ السَّحُورُ للمؤمنِ التَّمْرُ".
قال البزَّار: "لا نعلمه عن جابر إلّا بهذا الإسناد".
وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث عمرو، تفرّد به عنه زَمْعَة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 151): "رواه البزَّار، ورجاله رجال الصحيح".
وللحديث شواهد: فقد رواه أبو داود في "سننه" في كتاب الصوم، باب مِنْ سمّى السحور الغداء (2/ 758) رقم (2345)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 197) رقم (3466)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 236 - 237) من طريق محمد بن موسى الفِطْري، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"نِعْمَ سَحُورُ المؤمن التَّمْرُ".
أقول: إسناده حسن من أجل (محمد بن موسى الفِطْري المَدِني) فإنّه صدوق. انظر: "التهذيب"(49/ 480)، و"التقريب"(2/ 211)، و"الكاشف"(3/ 89).
وأمّا قول الشيخ الألباني حفظه المولى في "الصحيحة"(2/ 100): "عزا الحديث المنذري في "الترغيب" (2/ 94)
(1)
، وتبعه عليه الخطيب التِّبريزيّ في "المِشْكَاة"
(1)
يقابل (2/ 139) من طبعتنا التي اعتمدت الإحالة إليها.
(1998)
إلى أبي داود، وذلك وَهَمٌ لا أدري من أين جاءهما! ". فإنه وَهَمٌ من الشيخ، فإنّ أبا داود قد رواه في "سننه" كما قدَّمت، وعزو المنذري والتِّبْريزيّ صحيح.
كما أنّ تصحيح الشيخ لإسناده بعد عزوه له لابن حِبَّان والبيهقي فقط، موضع نظر، لما قدَّمت من وجود (محمد بن موسى) فيه، فإنّه صدوق.
وقد رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 890) في ترجمة (خالد بن يزيد العُمَرِيّ) من طريق زكريا بن الحكم، عن خالد بن يزيد العُمَرِي، عن ابن أبي ذِئْب، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"نِعْمَ السَّحُورُ التَّمْرُ، ونِعْمَ الإدَامُ الخَلُّ". وقال: "يرحم اللَّه المُسَحِّرين".
أقول: (خالد بن يزيد العُمَرِيّ): مُتَّهم .. وستأتي ترجمته في حديث (505).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 189) رقم (6689) من طريق يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلي، عن أبيه، عن السَّائِب بن يزيد مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
أقول: إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النَّوْفَلِيّ الهاشمي. وستأتي ترجمته في حديث (1531).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 282 - 283) رقم (778) من طريق ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ حَفْنَةً مِنْ تَمْرٍ فقال:"نِعْمَ سَحُورُ المُسْلِمِ".
أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري) وهو ضعيف، صالح في الشواهد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
ورواه الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم"(1/ 217 - 218) مرسلًا، من طريق إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن شعيب، عن سعيد بن
عبد اللَّه بن أبي هند قال: "أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبضةً من تَمْرٍ فقال: نِعْمَ سَحُورُ المُسْلِمِ التَّمْرُ".
أقول: في إسناده (إبراهيم بن شعيب) لم يذكر الخطيب في "التلخيص" جرحًا فيه أو تعديلًا، وقال:"حدّث عن سعيد بن عبد اللَّه بن أبي هند. روى عنه إسماعيل بن عيّاش".
وقد ترجم في "التلخيص"(1/ 220) عقبه لـ (إبراهيم بن شُعَيْث -بالثاء المنقوطة بثلاث- المَدِيني) وقال: "حديثه في المِصْريين. حدّث عن عبد اللَّه بن سعيد. روى عنه عبد اللَّه بن وهب ومحمد بن عمر الواقدي. وقد صَحَّفَ البخاري في اسم أبيه لمّا ذكره في "التاريخ" فقاله بالباء المعجمة بواحدة". ثم نقل عن ابن مَعِين قوله فيه: "ليس هو بشيء".
و (إبراهيم بن شُعَيْث) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 105) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وَوَهِمَ الشيخ الألباني في "الصحيحة"(1/ 100) فظن أَنَّ (إبراهيم بن شعيب) في إسناد الخطيب هو (إبراهيم بن شُعَيْث -المَدِيني-) المُتَرْجَم له في "الجرح والتعديل"، فعزاه له، وقال:"لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا". ومرد هذا الوَهَم إلى كونه صَحَّفَ (إبراهيم بن شعيب) في إسناد الخطيب، إلى (إبراهيم بن شُعَيْث) عند سياقته له في" الصحيحة"(2/ 100).
* * *
216 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَاني -بالنَّهْرَوَان من أصل كتابه- قال: نبأنا أبو بكر محمد بن إسحاق القَطِيْعي -إملاءً- قال: حدَّثني أبو أحمد محمد بن حامد بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل السُّلَمِيّ -قدم علينا حاجًّا- قال: نبأنا محمد بن يزيد بن عبد اللَّه السُّلَمِيّ قال: نبأنا سليمان بن قيس، عن أبي المُعَلّى بن المُهَاجِر، عن أَبَان،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سيأتي من بعدي رَجُلٌ يُقَالُ له: النُّعْمَانُ بن ثابت، ويُكْنَى أبا حَنِيفة، لَيُحْيَيَنَّ دينُ اللَّهِ وسُنَّتي على يَدَيْهِ".
(2/ 288 - 289) في ترجمة (محمد بن حامد بن محمد السُّلَمِيّ الخُرَاسَانِيّ أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أَبَان) وهو (ابن أبي عيّاش البَصْري العَبْدِيّ أبو إسماعيل): متروك. وستأتي ترجمته في حديث (531).
وفيه (محمد بن يزيد بن عبد اللَّه السُّلَمِيّ المُسْتَمْلِيّ الطَّرَسُوسِيّ أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 115) وقال: "ربما أخطأ".
2 -
"الكامل"(6/ 2284 - 2285) وقال: "يسرق الحديث ويزيد فيه ويضع". وقال أيضًا: "له غير ما ذكرت ممّا سرق من حديث الثقات".
3 -
"تاريخ بغداد"(2/ 289) في ترجمة (محمد بن حامد السُّلَمِي) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الميزان"(664) وذكر الحديث في ترجمته.
5 -
"اللسان"(5/ 429 - 430).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن حامد بن محمد السُّلَمِي الخُرَاسَاني أبو أحمد) قال عنه الخطيب: ورد بغداد حاجًّا وحَدَّثَ بها عن محمد بن يزيد السُّلَمِي النَّيْسَابُوري وغيره أحاديث منكرة". ونقله عنه في "الميزان" (3/ 506)، و"اللسان" (5/ 112).
وقال الحافظ الخطيب عقبه: "لم أكتب هذا الحديث إلَّا من هذا الوجه، وهو باطل موضوع. ومحمد بن يزيد متروك الحديث. وسليمان بن قيس وأبو المعلّى: مجهولان. وأَبَان بن أبي عياش: رُمِي بالكذب".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 49)، وأبو المُؤَيَّد الخُوَارِزْمِيّ في أوَّل "جامع المسانيد"(1/ 15)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. ثم نقل ابن الجوزي كلام الخطيب السابق.
وذكره ابن عدي في "الكامل"(1/ 182) -في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه الهَرَوي الجُوْبَارِيّ) - فقال: "وَحَدَّثَ أحمد الجُوْبَارِيّ هذا، عن أبي يحيى المُعَلِّم، عن حُمَيْد، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "يكون في أُمَّتي رجل يقال له النُّعْمَان بن ثابت يُكْنَى أبا حَنِيفة يُجَدِّدُ اللَّه سُنَّتي على يديه".
أقول: (أحمد بن عبد اللَّه الهروي الجُوْبَارِيّ -ويقال: الجُوَيْبَارِيّ - أبو علي-) ترجم له في:
1 -
"أحوال الرجال" ص 206 رقم (380) وقال: "كان يضع الحديث، ما أدري حسب إيمانِهِ"
(1)
.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 59 رقم (69) وقال: "كذَّاب، ليس بثقة".
3 -
"المجروحين"(1/ 142) وقال: "دجّال من الدَّجَاجِلَةِ، يروي عن ابن عُيَيْنَة ووكيع وأبي ضَمْرَة وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث، ويضع عليهم ما لم يُحَدِّثُوا، وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث ما حدَّثوا بشيء منها، كان يضعها عليهم، لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا على سبيل الجَرْحِ فيه".
(1)
هكذا العبارة في "أحوال الرجال".
4 -
"الكامل"(1/ 181 - 182) وقال: "حَدَّثَ عن جَرِير والفضل بن موسى وغيرهما بأحاديث وضعها عليهم، وكان يضع الحديث لابن كَرَّام
(1)
على ما يريده". وقال: "له مما وضعه أحاديث كثيرة لم أخرجها هاهنا".
5 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 875 - 876) وقال: "كذّاب، يروي عن الأئمة أحاديثَ موضوعةً".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِي ص 114 رقم (37) وقال: "كذّاب".
7 -
"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 139 رقم (56) وقال: "كذّابٌ، دَجَّالٌ، خبيثٌ، وضّاعٌ للحديث، لا يُكْتَبُ حديثُهُ ولا يُرْوَى".
8 -
"المَدْخَلُ إلى الصحيح" للحاكم (1/ 120) رقم (15) وقال: "كذّاب خبيث قد وضع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضائل الأعمال وغيرها، لا تحلّ كِتْبَةُ حديثه ولا روايته بوجه".
9 -
"الأباطيل والمناكير" لأبي عبد اللَّه الجُورْقَاني (1/ 18) وقال: "كان خبيثًا دجَّالًا من الدَّجَاجِلَة كذَّابًا. . .".
10 -
"الضعفاء والمتروكين" لابن الجَوْزي (1/ 78 - 79).
11 -
"الميزان"(1/ 106 - 108) وقال: "ممن يُضْرَبُ المَثَلُ بِكَذِبِهِ".
12 -
"اللسان"(1/ 193 - 194) وفيه عن أبي سعيد النَّقَّاش: "لا نَعْرِفُ أحدًا أَكْثَرَ وَضْعًا منه".
ورواه سليمان بن عيسى عن أنس مرفوعًا بلفظ: "يكون في أُمَّتي رجل يقال
(1)
هو (محمد بن كَرَّام السِّجِسْتَاني)، إمام الكَرَّامية، من فرق الابتداع في الإسلام، توفي سنة (255 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (11/ 523 - 524)، و"لسان الميزان" لابن حَجَر (5/ 353 - 356).
له النُّعْمَان بن ثابت يُكْنَى أبا حَنِيفة يُحيي اللَّه على يديه ديني وسُنَّتي".
ذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 49) وقال: "المُتَّهم بوضعه سليمان. . . ".
أقول: (سليمان بن عيسى بن نَجِيح السِّجْزِيّ أبو يحيى) الراوي عن أنس، والمتّهم بوضع الحديث، ترجم له في:
1 -
"أحوال الرجال" ص 207 رقم (374) وقال: "كان كذَّابًا مُصَرِّحًا".
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 134) وفيه عن أبي حاتم: "روى أحاديث موضوعةً، وكان كذّابًا".
3 -
"المجروحين"(1/ 220 - 221) في ترجمة (الجارود بن يزيد العامري) وقال: "يؤلِّف في الروايات".
4 -
"الكامل"(3/ 1136 - 1138) وقال: "يضع الحديث". وقال: "ليس له حديث صالح، وأحاديثه كلّها موضوعة أو عامّتها موضوعة، وهو في درجة الذي يضع الحديث".
5 -
"الميزان"(2/ 218 - 219) وقال: "هالك".
6 -
"اللسان"(3/ 99 - 100) وفيه عن الحاكم: "الغالب على أحاديثه المناكير والموضوعات".
وقد أقرَّ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 457 - 458): ابن الجَوْزِيِّ في حكمه على الحديث بالوضع. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 30).
* * *
217 -
حدَّثني محمد بن عليّ الصُّورِيّ قال: أنبأنا عبد الرحمن بن عمر التُّجِيْبِيّ قال: أنبأنا أبو رجاء محمد بن حامد بن محمد بن الحارث التَّمِيميّ
البغدادي -بمكّة سنة أربعين وثلثمائة- قال: نبأنا محمد بن الجَهْم السِّمَّرِيّ الكاتب.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفيّ -بنَيْسَابُور- قال: نبأنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ قال: نبأنا محمد بن الجهم قال: نبأنا يحيى بن زياد الفَرَّاء قال: حدثني أبو إسحاق الشَّيْبَانيّ -زاد التَّمِيميّ: وليس بصاحب هُشَيْم، وهو إبراهيم بن الزِّبْرِقَان، ثم اتفقا- قال: حدَّثني أبو رَوْق، عن محمد بن جُحَادة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}
(1)
[سورة هود: الآية 46].
(2/ 289) في ترجمة (محمد بن حامد بن محمد التَّمِيميّ أبو رجاء).
مرتبة الحديث:
في طريقه الأول صاحب الترجمة (محمد بن حامد التَّمِيمي أبو رجاء) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
ولكن ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 506) وقال: "روى حديثين عن الحسن بن عَرَفَة موضوعين عن علي بن قُدَامة عن مَيْسَرة ابن عبد ربه، فالآفة مَيْسَرة. . . وما أرى هذا الشيخ ممن يعتمد عليه. وقد وثّقه أبو عمرو الدَّاني واللَّه أعلم". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 112) ولم يزد شيئًا.
وبقية رجال الطريق الأول حديثهم حسن عدا (جُحَادة) فإنّه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما سيأتي.
(1)
ورد قوله تعالى هذا في معرض الرد على نوح عليه السلام، ونص الآيات في ذلك:{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [سورة هود: 45 - 46].
و (عبد الرحمن بن عمر التُّجِيبيّ) هو (أبو محمد المِصْري البزَّار المعروف بابن النحّاس)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (17/ 313 - 314) وقال:"الشيخ الإمام الفقيه، المحدِّث الصدوق، مُسْنِدُ الدِّيَار المِصْرِية". وكانت وفاته عام (416 هـ).
أمَّا الطريق الثاني، فرجاله حديثهم حسن عدا والد (محمد بن جُحَادَة الإِيامي الكوفي):(جُحَادة)، فإنه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. فقد ذكره في "ثقاته" (4/ 119 - 120) وقال: يروي عن عائشة. . . روى عنه ابنه محمد بن جُحَادة".
كما ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 252) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد وجدت العلّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه تعالى يقول في تخريج أحاديث "تفسير الطبري"(15/ 350): "في رواية محمد بن جُحَادة الإِيامي، عن أبيه، كلام ليس هذا موضع تحقيقه"! ! . ولم أقف فيما رجعت إليه على من تكلّم على روايته عن أبيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(أبو رَوْق) هو (عطيّه بن الحارث الهَمْدَاني الكوفي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 24): "صاحب التفسير، صدوق، من الخامسة"/ د س ق. وانظر: "تهذيب الكمال"(2/ 939 - 940) -مخطوط-، و"تهذيب التهذيب"(7/ 224).
و(أبو إسحاق الشَّيْبَاني إبراهيم بن الزِّبْرِقَان التَّمِيمِيّ الكوفي) قد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 9) وقال: "ليس به بأس".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 286 - 287) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 52 رقم (22) وقال: "كان ثقةً، راويةً لتفسير القرآن، حسن الحديث، وكان صاحب سنّة وصاحب تفسير".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 100) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال ابن مَعِين: "ثقة ثقة".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 62).
6 -
"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 33 رقم (45) وقال: "ليس به بأس".
7 -
"موضِّح أوهام الجَمْعِ والتفريق" للخطيب البغدادي (1/ 384 - 385) وقال: "كان ثقة".
8 -
"اللسان"(1/ 58) وقال: "قال البزَّار وأبو داود والنَّسائي: ليس به بأس".
و(محمد بن الجَهْم بن هارون الكاتب السِّمَّريَ النَّحْويَ أبو عبد اللَّه) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 161) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ثقة صدوق". وعن عبد اللَّه بن أحمد: "صدوق ما أعلم إلّا خيرًا".
وترجم له ابن حجر في "اللسان"(5/ 110) وقال: "ما علمت فيه جرحًا"، ولم يذكر توثيق من تقدَّم له. ولا أعلم سبب إدخاله له في "اللسان"! وليس له ترجمة في "الميزان" المطبوع.
و(يحيى بن زياد بن عبد اللَّه الأَسَدي الفَرَّاء أبو زكريا النَّحْوي): إمام علّامة مُفَسِّر نَحْوي ثقة صاحب تصانيف، روى له البخاري تعليقًا، وتوفي عام (207 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(14/ 149 - 155)، و"السِّيَر"(10/ 118 - 121)، و"التهذيب"(11/ 212 - 213)، و"التقريب" (2/ 348) وقال: صدوق".
و(محمد بن يعقوب بن يوسف الأَصَمّ أبو العبَّاس): إمام ثقة مأمون، كان مُسْنِدَ عَصْرِهِ. توفي عام (346 هـ). انظر ترجمته في:"المُنْتَظَم" (6/ 386 -
387)، و"الأنساب"(1/ 294 - 297)، و"تذكرة الحفَّاظ"(3/ 860 - 864)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(15/ 452 - 460).
التخريج:
رواه أبو زكريا الفَرَّاء في "معاني القرآن"(2/ 17 - 18)، وعنه الخطيب في "التاريخ" هنا، وفي "موضِّح أوهام الجَمْعِ والتفريق"(1/ 384)، كما رواه في (1/ 385) عن غيره، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 286 - 287) و (2/ 252)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 241)، من طريق إبراهيم بن الزِّبْرِقان، عن أبي رَوْق، عن محمد بن جُحَادة، عن أبيه، عنها، به.
ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء. لكن الذَّهَبِيَّ في "تلخيص المستدرك" قال: "إسناده مظلم".
أقول: قول الذَّهَبِيِّ هذا كان -واللَّه أعلم- لوجود (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة) في إسناده، وهو ممن اخْتُلِفَ فيه اختلافًا عريضًا، حيث كذَّبه جماعة من الأئمة ووثَّقه آخرون، والظاهر أنّه ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1412).
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 97 - 98) رقم (3439) - من طريق عطية بن الحارث، عن حُمَيد الأَزْرَق، عن مسروق، عنها، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 155): "ورواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه حُمَيْد بن الأزرق ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وعزاه السيوطي في "الدُّرِّ المنثور"(4/ 439) إلى البخاري في "التاريخ"، وابن مَرْدُوْيَه، والخطيب فقط.
أقول: قد تقدَّم أنَّ في إسناده (جُحَادَة)، والد (محمد بن جُحَادة الإيامي)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان.
وللحديث شاهد من حديث أُمِّ سَلَمَة، قال عنه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (15/ 348):"غير صحيح السند".
وحول هذا الشاهد كلام طويل للعلَّامة الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث "تفسير الطبري"(15/ 348 - 350) فانظره. وقد توقف الشيخ رحمه الله في تصحيحه.
وقد قال الإمام أبو جعفر الطبري في "تفسيره"(15/ 346 - 351): "وأمّا قوله: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، فإنّ القَرَأة اختلفت في قراءته. فقرأته عامّة قَرَأَة الأمصار: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، بتنوين {عمل}، ورفع {غير}. . . ورُوي عن جماعة من السَّلَف أنّهم قرأوا ذلك: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، على وجه الخبر عن الفعل الماضي، و {غير} منصوبة. وممن رُوي عنه أنّه قَرَأ ذلك كذلك، ابن عباس. . . قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا، ما عليه قَرَأة الأمصار. . . ".
وقال ابن الجَوْزي في "زاد المسير"(4/ 48): "قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة: {إِنَّهُ عَمَلٌ} رفع منون. {غَيْرُ صَالِحٍ} برفع الراء. . . وقرأ الكِسَائي: {عَمِلَ} بكسر الميم وفتح اللام {غَيْرُ صَالِحٍ} بفتح الراء يشير إلى أنّه مشرك".
* * *
218 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أنبأنا محمد بن مَخْلَد العطَّار قال: نبأنا محمد بن حمزة بن زياد الطُّوسِي قال: نبأنا أبي قال: نبأنا قيس بن الربيع، عن عبيد المُكْتِب، عن مجاهد،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جهنَّمُ تحيطُ بالدُّنْيَا، والجَنَّةُ مِنْ ورائها، فلذلكَ صارَ الصِّراطُ على جهنَّمَ طريقًا إلى الجَنَّةِ".
(2/ 291) في ترجمة (محمد بن حمزة بن زياد الطُّوسِيّ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
منكر جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن حمزة بن زياد الطُّوسِيّ أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 291) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الميزان"(3/ 529) وقال: "قال ابن مَنْدَه: حدَّث بمناكير. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: روى عن أبيه، وأبوه فغير عُمْدَة". وقد قال في ترجمة أبيه (1/ 608): "محمدٌ واهٍ".
3 -
"اللسان"(5/ 148) ولم يزد عمّا في "الميزان".
وفيه (حمزة بن زياد بن سعد الطُّوسِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(1/ 607 - 608) وقال: "تركه أحمد. وقال ابن مَعِين: ليس به بأس. قال مُهَنَّا: سألت أحمد عن حمزة الطُّوسِي، فقال: لا يكتب عن الخبيث". وتقدّم قول الذَّهَبِيّ عنه في ترجمة ولده (محمد): "غير عُمْدَة".
2 -
"اللسان"(2/ 359) ولم يزد عما في "الميزان".
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومي المَكِّي): إمام حُجَّة. وستأتي ترجمته في حديث (399).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 93) من طريق محمد بن حمزة الطُّوسِي، عن أبيه، به.
ورواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 607 - 608) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث منكر جدًّا جدًّا".
وذكره الدِّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 114) رقم (2600) عن ابن عمر.
* * *
219 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني قال: أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: نبأنا عليّ بن الحسن
(1)
بن المُثَنَّى الجُهَني التُّسْتَرِي قال: نبأنا محمد بن الحارث الخزَّاز البغدادي قال: نبأنا سيّار بن حاتم قال: نبأنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ إبراهيم عليه السلام ليلة أُسري بي. فقال: يا محمد أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مني السَّلَامَ وأَخْبِرْهُم أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الماءِ وأنَّها قِيعانٌ، وغِرَاسُهَا قول: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّه، ولا إله إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ، ولَا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ".
(2/ 292) في ترجمة (محمد بن الحارث بن إسماعيل الخرَّاز).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وله شواهد من دون قوله: "سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلَّا اللَّه واللَّه أكبر"، يحسن بها.
(1)
في "المعجم الصغير"(1/ 196): "الحسين".
ففيه (عبد الرحمن بن إسحاق الوَاسِطي أبو شَيْبَة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن معين"(2/ 344) وقال: "ضعيف".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 320 رقم (189) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(5/ 259) وقال: "فيه نظر". وفيه عن أحمد: "هو منكر الحديث".
4 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 631) رقم (178).
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 157 رقم (375) وقال: "ضعيف".
6 -
"الجرح والتعديل"(5/ 213) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يَحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقوي".
7 -
"المجروحين"(2/ 54 - 55) وقال: "كان ممّن يقلب الأخبار والأسانيد، وينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره".
8 -
"الكامل" لابن عدي (4/ 1612 - 1614) وقال: "في بعض ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه، وتكلّم السَّلَفُ فيه وفيمن كان خيرًا منه".
9 -
"التهذيب"(6/ 136 - 137) وفيه عن ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، وأبي داود:"ضعيف". وقال ابن خُزَيْمَة: "لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال العِجْلي: "ضعيف جائز الحديث يُكْتَبُ حديثه".
10 -
"التقريب"(1/ 472) وقال: "ضعيف من السابعة"/ د ت.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن الحارث بن إسماعيل الخزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه شيخ الطبراني (علي بن الحسن بن المُثَنَّي التُّسْتَرِيّ) لم أقف على من ترجم له.
وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 196)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 333) رقم (4545) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وقال:"لم يروه عن القاسم إلّا عبد الرحمن، ولا عنه إلَّا عبد الواحد، ولم يروه عن عبد الواحد مرفوعًا إلَّا سيّار بن حاتم".
ورواه التِّرْمِذِيّ في الدعوات باب رقم (59)(5/ 510) رقم الحديث (3462) من طريق سيّار، عن عبد الواحد بن زياد، به. دون قوله:"ولا حول ولا قوة إلَّا باللَّه".
ولذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 91) رواه الترمذي باختصار: لا حول ولا قوة إلّا باللَّه. رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه: عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف".
أمَّا قول التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود". وموافقة محقق "جامع الأصول" الشيخ الفاضل عبد القادر الأرناؤوط له على تحسينه فيما علَّقه على "جامع الأصول"(4/ 379) رقم (2428)، فإنّه موضع نظر، لما علمت من حال (عبد الرحمن بن إسحاق الوَاسِطِي الكوفي) أحد رجال إسناده.
لكن للحديث -عدا قوله: "سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلَّا اللَّه واللَّه أكبر"- شواهد يتقوى بها، فقد روى أحمد في "المسند"(5/ 418)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 94 - 95) رقم (818)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 157)
رقم (3898)، وأبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده"(1/ 446 - 447) رقم (625) -والمعروفة باسم "الغَيْلانِيَّات"-، من طريق أبي صخر، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة أُسري به مَرَّ على إبراهيم، فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد. فقال له إبراهيم: مر أمتك فليكثروا من غِرَاس الجنّة فإنّ تربتها طيِّبة وأرضها واسعة. قال: وما غِرَاس الجنّة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه".
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 97): "رواه أحمد والطبراني. . . ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطّاب وهو ثقة لم يتكلَّم فيه أحد ووثّقه ابن حِبَّان".
وقد تعقَّب محقق "الفوائد" لأبي بكر الشَّافِعي، الإمام الهيثمي في قوله: ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن عبد الرحمن. . "، فقال: "أبو صخر حُمْيَد بن زيّاد الخَرّاط ليس من رجال الصحيح وإنما روى له البخاري في (الأدب المفرد). انظر "التقريب"(1/ 202) ".
أقول: وهذا وَهَمٌ من المحقق الفاضل. وكلام الهيثمي صحيح مستقيم، فـ (أبو صخر حُمَيْد بن زيّاد الخرّاط) من رجال مسلم في "صحيحه" كما رمز له المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(7/ 366)، وابن حَجَر في "التهذيب"(3/ 41)، والذَّهَبِيّ في "الكاشف"(1/ 192). وسبب الوَهَم أَنَّ رَمْز العزو لمسلم قد سقط من مطبوعة "التقريب" بتحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، وهو مثبت في الطبعة التي حققها الأستاذ محمد عوَّامة ص 181 رقم (1546).
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 445): "رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدُّنْيَا، وابن حِبَّان في صحيحه".
وله شاهد من حديث ابن عمر أيضًا، لكن دون ذكر إبراهيم فيه. رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 364) رقم (13354) من طريق عقبة بن عليّ، عن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"أكثروا مِنْ غرْسِ الجنَّة، فإنَّه عَذْبٌ ماؤها، طيِّبٌ ترابها، فأكثروا من غِرَاسها: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه".
وعزاه المُنْذِري في "الترغيب"(2/ 445) إلى ابن أبي الدُّنْيَا في "الذكر" أيضًا.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 98): "رواه الطبراني وفيه عقبة بن عليّ وهو ضعيف".
أقول: وفيه (عبد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ) وهو ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (895).
غريب الحديث:
قوله: "قِيعان" قال في "النهاية"(4/ 132 - 133): "القاع: المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض، يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته. . . ويجمع على: قِيمة وقِيعان".
* * *
220 -
أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِيّ قال: نبأنا جَدِّي قال: نبأنا أبو بكر محمد بن حَمُّوْيَه بن حديد بن هارون بن إدريس بن عبد اللَّه الفَرْغَاني -في سنة إحدى عشرة وثلثمائة، قدم علينا حاجًّا- قال: نبأنا أبو جعفر الورَّاق أحمد بن محمد بن الأزهر قال: نبأنا إبراهيم بن سليمان الزيَّات، عن عبد الحكم،
عن أنس بن مالك قال: كنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسمع ضجّةً
فتغيَّر لونه، فقيل: ما هذه؟ قال: "حَجَرٌ وَقَعَ في جهنَّم مُذْ سبعين سنة، الآن صار في قَعْرِهَا".
(2/ 293) في ترجمة (محمد بن حَمُّوْيَه بن حديد الفَرْغَاني أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صحَّ من حديث أبي هريرة.
ففيه (عبد الحكم) وهو (ابن عبد اللَّه القَسْمَلِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 129) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 35 - 36) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث. قلت -القائل ابن أبي حاتم-: يُكْتَبُ حديثه؟ قال: زَحْفًا".
3 -
"المجروحين"(2/ 143 - 144) وقال: "كان ممن يروي عن أنس ممّا ليس من حديثه، ولا أعلم له معه مشافهة، لا يحلُّ كتابة حديثه إلّا على جهة التعجب".
4 -
"الكامل"(5/ 1971 - 1972) وقال: "عامة أحاديثه ممَّا لا يُتَابَعُ عليه، وبعض متون ما يرويه مشاهير إلّا أنّه بالإسناد الذي يذكره عبد الحكم لعله لا يروي ذاك".
5 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 173) رقم (134) وقال: "روى عن أنس أحاديث موضوعة".
6 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 106 رقم (134) وقال: "روى عن أنس نسخةً منكرةً لا شيء".
7 -
"المغني"(1/ 367) وقال: "ضعَّفه غير واحد".
8 -
"التقريب"(1/ 466) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ تمييز.
كما أنَّ في إسناده (إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات البَلْخي أبو إسحاق) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 65) و (8/ 67 - 68) وقال في الموضع الثاني: "مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات. وهو الذي يروي عن عبد الحكم عن أنس بصحيفته، لم ندخله في أتباع التابعين لأن عبد الحكم لا شيء، وأدخلناه في هذه الطبقة -يعني طبقة أتباع أتباع التابعين- لأنّ أقل ما يصح بينه وبين النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثلاث أَنفس، وهو أقرب من الضعفاء ممن أستخير اللَّه فيه".
2 -
"الكامل"(1/ 264) وقال: "ليس بالقويِّ". وذكر بعض حديثه وقال: "وسائر أحاديث إبراهيم بن سليمان غير منكرة".
3 -
"اللسان"(1/ 65) وفيه عن الحاكم: "شيخ محلُّه الصدق".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن حموْيَه بن حديد الفَرْغاني أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث أنس فيما وقفت عليه.
والحديث رواه مسلم في كتاب الجنَّة، باب في شدّة حَرِّ نار جهنم وبُعْدِ قَعْرها. . . (4/ 2184 - 2185) رقم (2844)، وأحمد في "المسند"(2/ 371)، عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ سَمِعَ وجْبَةً
(1)
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: تَدْرُونَ ما هذا؟ قال قلنا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ.
(1)
الوَجْبَةُ: صوت سقوط الشيء. "النهاية"(5/ 154).
قال: "هذا حَجَرٌ رُمِيَ به في النَّار مُنْذُ سبعينَ خَرِيفًا، فهو يَهْوِي في النَّارِ الآنَ، حتى انتهى إلى قَعْرِهَا".
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخُدْري رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد ضعيف. وسيأتي برقم (580).
وانظر الأحاديث الواردة في الباب في: "جامع الأصول"(10/ 515). و"مجمع الزوائد"(10/ 389 - 390)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 470 - 473).
* * *
221 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطَّان، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المُسْتَمْلِي، حدَّثنا أبو أحمد بن فارس، حدَّثنا البُخَاري قال: وروى إبراهيم بن حمزة، عن الدَّرَاوَرْدِيّ، عن محمد بن أبي الزِّنَاد، عن أبي الزِّنَاد، عن الأعرج
(1)
،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"اتَّقُوا المَجْذُومَ".
(2/ 306 - 307) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد المَدَني أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
صحيح بمجموع طرقه.
ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن، عدا (أبا أحمد بن فارس) وهو (محمد بن سليمان بن فارس الدَّلَّال النَّيْسَابُوري)، فقد ذكره الذَّهَبِيّ في "المقتني في
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عن محمد بن أبي الزِّنَاد عن الأعرج عن أبيه عن أبي هريرة". والتصويب من "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 155) فإنه يرويه عنه. كما يدل عليه سياق كلام الخطيب الآتي عنه.
سرد الكُنَى" (1/ 62) رقم (129)، و"تذكرة الحفاظ" (3/ 787)، و"سِيَر أعلام النبلاء" (14/ 388)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وكانت وفاته سنة (312 هـ).
و(الدَّرَاوَرْدي) هو (عبد العزيز بن محمد بن عبيد الجُهَني أبو محمد): صدوق. وستأتي ترجمته في الحديث التالي رقم (222).
وفي إسناد الحديث خطأ في موضعين كما قال الخطيب عقب روايته له. ونصُّ كلامه في ذلك: وفي موضعين من هذا الحديث خطأ:
[الأول]: رواية الدَّرَاوَرْدِيّ عن أبي الزِّناد.
والثاني: رواية محمد بن عبد الرحمن عن جَدِّه أبي الزِّنَاد. وقد ذكر أنَّ محمدًا لم يروه عن جَدِّه، وأنَّ الوَاقِدِيّ انفرد بالرواية عن محمد.
وقد روى حديث الدَّرَاوَرْدِيّ هذا غير البخاري عن إبراهيم بن حمزة على الصواب، أخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرناه أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القطَّان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا عَدْوَى، ولا هَامَةَ، ولا صَفَرَ. واتَّقُوا المَجْذُوم كما يُتَّقَى الأسد" انتهى.
ثم رواه الخطيب من طريق يحيى بن محمد الجَارِي
(1)
، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو مثله سواء.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "الحارثي". والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 218)، و"التقريب" (2/ 357) فإنّه قال:"الجَارِي: بجيمٍ ورَاءٍ خفيفة".
ثم رواه من طريق أبي يعلى المَوْصِلي، حدثنا عبد العزيز بن سلّام، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بنحوه.
ثم قال: "على أنَّ البخاري قد قال: حديث إبراهيم بن حمزة، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزِّنَاد لم يزد على هذا القدر. فاتفق عليّ بن المَدِيني، ويحيى بن محمد الجاري، وعبد الرحمن بن سلّام الجُمَحِي، وإسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن حمزة، على أنَّ الحديث عند الدَّرَاوَرْديّ عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، وهو المعروف بـ (الدِّيباج) عن أبي الزِّناد، وهو الصحيح".
التخريج:
رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 155) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الإمام عبد اللَّه بن وَهْب الفِهْري في "جامعه" ص (106) مرسلًا، عن عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه قال: حدَّثني رجال أهل رِضَا وقَنَاعة من أبناء الصحابة وأولية النَّاس أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا عَدْوَى ولا هَامَةَ ولا صَفَرَ، واتَّقُوا المَجْذُوم كما يُتَّقَى الأَسَدُ".
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 443) عن وكيع قال: حدَّثنا النَّهَّاس، عن شيخ بمكَّة، عن أبي هريرة مرفوعًا:"فرّ من المجذوم فرارك من الأسد".
أقول: إسناده ضعيف لجهالة من حَدَّثَ عن أبي هريرة، ولضعف (النَّهَّاس بن قَهْم القَيْسي الكوفي). انظر ترجمته في:"التهذيب"(10/ 478 - 479)، و"التقريب"(2/ 307).
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2354 - 2355) -في ترجمة (المغيرة بن عبد الرحمن الأَسَدي) -، من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر، عن
المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"اتَّقُوا المَجْذُوم كما يُتَّقَى الأسَدُ".
أقول: رجاله ثقات، و (المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه الحِزامي المَدَني الأَسَدي) قال الحافظ عنه في "التقريب" (2/ 269 - 270):"ثقة له غرائب، من السابعة"/ ع. وقال ابن عدي في آخر ترجمته له: عن أبي الزِّناد عنه شيء كثير يوافقه الثقات عليه عن أبي الزِّناد، ومنه ما لا يوافق عليه".
أقول: وقد توبع أيضًا من جماعة كما تقدَّم.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(2/ 307) من طريق إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث ابن وَهْب المتقدِّم. وإسناده حسن كما سيأتي بيانه في الحديث التالي برقم (222).
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 218) من طريق يحيى بن محمد الجَارِي، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، به، بلفظ حديث ابن وَهْب أيضًا.
وقد تقدَّم أنَّ إسماعيل بن إسحاق ويحيى بن محمد الجَارِي قد توبعا عليه عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، به.
ورواه البخاري تعليقًا في "صحيحه" في كتاب الطبّ، باب الجذام (10/ 158) رقم (5707) فقال:"قال عفّان: حدَّثنا سَلِيم بن حَيَّان، حدَّثني سعيد بن مِينَاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ ولا هَامَةَ ولا صَفَرَ. وفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 158): "عفَّان هو (ابن مُسْلِم الصفَّار) وهو من شيوخ البخاري، لكن أكثر ما يخرج عنه بواسطة، وهو من المعلَّقات التي لم يصلها في موضع آخر، وقد جزم أبو نُعَيْم أنّه أخرجه عنه
بلا رواية. . . وقد وصله أبو نُعَيْم من طريق أبي داود الطَّيَالسي وأبي قتيبة مسلم ابن قتيبة كلاهما عن سَلِيم بن حَيَّان، شيخ عفَّان فيه. . . وقد وصله ابن خُزَيْمَة أيضًا".
أقول: فالسند صحيح.
وقد رواه البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 197) من طريق البخاري المعلَّق وقال: "هذا حديث صحيح".
وقال الحافظ رحمه الله في "الفتح"(10/ 159): قوله: "وفِرَّ من المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ"، لم أقف عليه من حديث أبي هريرة إلَّا من هذا الوجه، ومن وجه آخر عند أبي نُعَيْم في الطب، لكنّه معلول
(1)
. وأخرج ابن خُزَيْمَة في كتاب "التوكل" له شاهدًا من حديث عائشة، ولفظه:"لا عَدْوى، وإذا رأيت المجذوم ففرّ منه كما تفرّ من الأسد". وأخرج مسلم
(2)
من حديث عمرو بن الشَّريدِ الثَّقَفِي عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنَّا قد بايعناك فارجع"".
وممَّا تقدَّم يعلم أنَّ قول الإِمام البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 155): "وقال لنا عليّ: حدَّثنا عبد العزيز قال: حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزِّناد، ولم يصحّ الحديث"، موضع نظر. ويردُّهُ أنَّه هو رحمه الله قد أخرجه في "صحيحه" من طريق آخر عن أبي هريرة بنحوه معلَّقًا بصيغة الجزم عن شيخه عفَّان بن مسلم، مما يفيد صحته.
(1)
أقول: قد تقدَّم أن الإِمام أحمد قد رواه من طريق النَّهَّاس عن شيخ بمكة عن أبي هريرة مرفوعًا. فهذا وجه ثالث، إلَّا إذا كان طريق أبي نُعَيْم هو طريق الإِمام أحمد نفسه.
(2)
في "صحيحه"، في كتاب السلام، باب اجتناب المجذوم ونحوه (4/ 1752) رقم (2231).
وكذلك قول الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(8/ 149): "هذا خبر منكر" عقب ذكره له من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الأَسَدي المتقدِّم. فإنّه موضع نظر أيضًا، ولا دليل له على نكارته، بل هو حديث صحيح بطرقه وشواهده، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وانظر في الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوى"، وبين قوله:"وفِرّ من المجذوم كما تفرّ من الأسد": "فتح الباري"(10/ 159 - 163)، و"شرح السُّنَّة" للبَغَوي (12/ 171 - 172).
* * *
222 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرناه أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القطَّان، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا إبراهيم بن حمزة، حدَّثنا عبد العزيز ابن محمد، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا عَدْوَى، ولا هَامَةً، ولا صَفَرَ. واتَّقُوا المَجْذُومِ كما يُتَّقَى الأَسَدُ".
(2/ 307) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد المَدَني أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن، والحديث صحيح بمجموع طرقه.
و (الأعرج) هو (عبد الرحمن بن هُرْمز المَدَني): إمام حافظ حجَّة مُقْرِئ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (53).
و (أبو الزِّنَاد) هو (عبد اللَّه بن ذَكْوان القُرَشي المَدَني أبو عبد الرحمن): إمام ثقة فقيه حافظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (53).
و (محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان الأُمَوي المَدَني -يلقب بـ (الدِّيباج) -) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 179): "صدوق، من السابعة"/ ق. وانظر: "التهذيب"(9/ 268 - 269).
و(عبد العزيز بن محمد) هو (الدَّرَاوَرْدِيّ)، قال الحافظ عنه في "التقريب" (1/ 512):"صدوق، كان يُحَدِّثُ من كتب غيره فيخطئ، قال النَّسَائي: حديثه عن عبيد اللَّه العُمَري منكر، من الثامنة"/ ع. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 399) وقال: "صدوق، غيره أقوى منه". وانظر في ترجمته أيضًا: "سِيَر أعلام النبلاء"(6/ 353 - 355) ونعته بقوله: "الإِمام العالم المحدِّث. . . "، و"التهذيب"(6/ 353 - 355)، و"هدي الساري" ص 419.
و(إبراهيم بن حمزة بن محمد الزُّبَيْري المَدَني) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 34): "صدوق، من العاشرة"/ خ د س. وانظر في ترجمته: "تهذيب الكمال"(2/ 76 - 78)، و"تهذيب التهذيب"(1/ 116 - 117).
و(إسماعيل بن إسحاق بن حماد القاضي أبو إسحاق) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 158) وقال: "ثقة صدوق". كما ترجم له الخطيب في "تاريخه"(6/ 284 - 290) وقال: "كان إسماعيل فاضلًا عالمًا، متقنًا فقيهًا على مذهب مالك بن أنس، شرح مذهبه ولخّصه، واحتجّ له، وصنَّف المسند وكتبًا عِدَّة في علوم القرآن". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(3/ 339 - 341) ونَعَتَهُ بقوله: "الإِمام العلَّامة الحافظ شيخ الإسلام". وكانت وفاته سنة (282 هـ).
و(أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان أبو سهل) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 45 - 46) وقال: "صدوق. . . وكان يميل إلى التشيع". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة". وقال البَرْقَانِي: "صدوق". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(15/ 521 - 522) وقال: "الإِمام المحدِّث الثقة مسند العراق". توفي عام (350 هـ).
وشيخ الخطيب (الحسن بن أبي بكر) هو (الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم البزَّاز): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (521).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (221).
غريب الحديث:
قوله: "لا عَدْوى": يقال: أعداه المريض إذا أصابه منه بمقارنته ومجاورته أو مؤاكلته ومباشرته. فَتُتَّقَى مخالطته حذرًا أَنْ يَعْدُو ما به إلى الصحيح، ويصيبه ما أصابه. فقوله:"لا عدوي": يريد أنَّ شيئًا لا يُعْدِي شيئًا بطبعه، إنَّما هو بتقدير اللَّه عز وجل، وسابق قضائه. انظر:"شرح السُّنَّة"(12/ 169)، و"جامع الأصول"(7/ 631).
قوله: "ولا هَامَةَ" قال البغوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 170 - 171): "إنَّ العرب كانت تقول: إنَّ عظام الموتي تصير هَامَةً، فتطير، فيقولون: لا يُدْفَنُ ميتٌ إلَّا ويخرج من قبره هَامَةٌ، وكانوا يسمون ذلك الصدى، ومن ذلك تطير العامَّة بصوت الهَامَةِ، فأبطل الشرع ذلك".
وقال ابن الأثير في "جامع الأصول"(7/ 637): "الهَامُ: جمع هَامَة، وهو طائر، كانت العرب تزعم أنَّ عظام الميِّت تصير هَامَةً فتطير، وكانوا يقولون: إنَّ القتيل تخرج من هَامَتِه -أي: رأسه- هَامَةٌ، فلا تزال تقول: اسْقُوني، اسْقُوني، حتى يُقْتَل قاتِلُهُ".
قوله: "ولا صَفَرَ" قال البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 171): "إنَّ العرب كانت تقول: الصَّفَرُ حَيَّةٌ تكون في البطن تصيب الإنسان والماشية، تؤذيه إذا جاع، وهي أعدى من الجَرَب عند العرب، فأبطل الشرع أنَّها تُعْدي. وقيل في الصفر: إنه
تأخيرهم تحريمَ المُحَرَّم إلى صَفَر. وقيل: إنَّ أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصَفَر، فأبطل النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك".
وانظر في التوفيق بين قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوى"، وقوله "اتَّقُوا المَجْذُوم كما يُتَّقَى الأَسَدُ":"فتح الباري"(10/ 159 - 163) -في كتاب الطب، باب الجُذَام-، و"شرح السُّنَّة" للبَغَوي (12/ 171 - 172).
* * *
223 -
أخبرنا محمد بن إسماعيل الدَّاوُدي، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن الطَّبَري، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل بن خالد الطَّبَري، حدَّثنا يوسف بن سعيد أبو المُثَنَّى، عن أبي عِصْمَة، عن مُقَاتِل بن حَيَّان، عن قَبِيْصَة بن ذُؤَيْب،
عن معاذ بن جَبَل، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أيُّما امرأَةٍ زَوَّجَتْ نَفْسَهَا مِنْ غَير وَلِيٍّ فهي زانيةٌ".
(2/ 312) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن حُرَّة الطَّبَرِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو عِصْمَة) وهو (نوح بن أبي مريم المَرْوَزِيّ -ويُعرف بالجامع، لجمعه العلوم-) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 111) وقال: "ذاهب الحديث جدًّا". كما ذكره في (7/ 396) منه -في ترجمة (مُعَلّى بن هلال الكوفي) -، وفيه عن ابن المبارك أنَّه قال لوكيع:"عندنا شيخ وهو أبو عِصْمة نوح بن أبي مريم يضع كما يضع مُعَلّى".
2 -
"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 203 رقم (375) وقال: "سَقَطَ حديثُهُ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 236 رقم (621) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 304 - 305).
5 -
"الجرح والتعديل"(8/ 484) وفيه عن أحمد بن حنبل: "يروي أحاديث مناكير، لم يكن في الحديث بذاك، كان شديدًا على الجَهْمِيَّة والردّ عليهم، تعلَّم منه نُعَيْم بن حمَّاد الردَّ على الجَهْمِيَّة". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(3/ 48 - 49) وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
7 -
"الكامل"(7/ 2505 - 2508) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه. . . وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 376 رقم (539).
9 -
"المدخل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 217 - 218) وقال: "رُزِقَ من كلِّ شيء حظًّا إلَّا الصدق، فإنَّه حرمه، نعوذ باللَّه من الخذلان".
10 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 151 رقم (249) وقال: "كان جامعًا في الخطأ والكذب، لا شيء".
11 -
"الميزان"(4/ 279 - 280) وفيه: قال مُسْلِمٌ وغيره: متروك الحديث". وقال الحاكم: "وضع أبو عِصْمَة حديث فضائل القرآن الطويل".
12 -
"الكاشف"(9/ 186 - 187) وقال: "فقيه واسع العلم، تركوه".
13 -
"التهذيب"(10/ 486 - 489) وفيه: "كذَّبه ابن عُيَيْنَة".
14 -
"التقريب"(2/ 309) وقال: "كذَّبوه في الحديث. وقال ابن المبارك: كان يضع، من السابعة، مات سنة ثلاث وسبعين -يعني ومائة-"/ت فق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن حُرَّة الطَّبَرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 132) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"وهذا لا يصحّ". وأعلَّه بأبي عِصْمة نوح بن أبي مريم المَرْوَزي، وذكر بعض أقوال النقَّاد فيه.
وعزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 369) إلى الخطيب وحده.
* * *
224 -
أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا محمد بن يوسف الهَرَوي قال: حدَّثني محمد بن عبد الرحيم
(1)
البغدادي -بمِصْر-، حدَّثنا موسى بن سهل أبو هارون الرَّازِيّ، حدَّثنا إسحاق بن الأزرق، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني، عن أبي الأَحْوَص الجُشَمِيّ،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ مولودٍ إلَّا وفي سُرَّته مِنْ تربته التي تولد، فإذا رُدَّ إلى أرذل عمره رُدَّ إلى تربته التي خُلِقَ منها حتى يُدْفَنَ فيها، وإنِّي وأبا بكر وعمر خُلِقْنَا مِنْ تربةٍ واحدةٍ وفيها نُدْفَنُ".
(2/ 313) في ترجمة (محمد بن عبد الرحيم البغدادي).
مرتبة الحديث:
في إسناده نكرات.
والشطر الأوَّل من الحديث: "ما مِنْ مولودٍ إلَّا وفي سُرَّته" إلى قوله: "حتى
(1)
صُحِّف في المطبوع إلى: "عبد الرحمن". والتصويب من "الإكمال"(1/ 361)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 132)، و"تاريخ بغداد"(13/ 41).
يُدْفَنَ فيها" -من غير هذا الطريق- صحيح بشواهده بنحوه.
أمَّا الشطر الثاني: "وإني وأبا بكر وعمر خُلِقْنَا. . . " فإنَّه موضوع.
ففيه (موسى بن سهل بن هارون الرَّازِيّ الرَّاسِبِيّ) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه"(4/ 206) وقال: "عن إسحاق الأزرق بخبر باطلٍ عن الثَّوْري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه مرفوعًا: "خلقت أنا وأبو بكر وعمر من تربة واحدة، وفيها ندفن". رواه عنه نَكِرَةٌ مثله".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 120).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد الرحيم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد تقدَّم عن الذَّهَبِيّ قوله فيه بأنَّه "نكرة" مثل الذي روى عنه.
و(أبو إسحاق الشَّيْبَاني) هو (سليمان بن أبي سليمان الكوفي): ثقة حجَّة عند جميعهم كما قال ابن عبد البَرّ، وستأتي ترجمته في حديث (575).
و(أبو الأَحْوَص الجُشَمِيّ) هو (عوف بن مالك بن نَضْلَة): ثقة مشهور بكنيته. وستأتي ترجمته في حديث (305).
وقال الخطيب عقب روايته له: "غريب من حديث الثَّوْري عن الشَّيْبَاني، لا أعلم يُرْوى إلَّا من هذا الوجه. وقيل: إنَّ محمد بن مُهَاجِر، المعروف بأخي حَنِيف، رواه عن إسحاق بن الأزرق".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 193) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيّ: موسى بن سهل: ضعيف".
وهذا من أوهام ابن الجَوْزي كما قال محقق "العلل"، فإنَّ الذي قال
الدَّارَقُطْنِيّ فيه ضعيف، هو (موسى بن سهل الوَشّاء) كما في "الضعفاء" لابن الجَوْزي (3/ 146)، و"تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (13/ 48). والذي هاهنا هو: أبو هارون الرَّازِيّ.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 328) من طريق أحمد بن سعيد الإخْمِيمِيّ قال: حدَّثنا محمد بن زكريا النَّيْسَابُورِيّ قال: حدَّثنا أحمد بن صالح قال: حدَّثنا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي اليَسَع، عن أبي الأحوص، عنه، به، بنحوه.
وقال: "هذا حديث لا يصحّ، محمد وأحمد مطعون فيهما، وفيه مجاهيل منهم أبو اليَسَع".
وتعقّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 309 - 311)، ولخَّص تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 373) فقال:"تُعُقِّبَ بأنَّ له طريقًا آخر في "تاريخي الخطيب وابن عساكر". وأورده ابن الجَوْزي في "الواهيات"
(1)
، وأعلَّه بموسى بن سهل. . . وجاء من حديث أبي هريرة أخرجه أبو عبد اللَّه بن باكُوْيَه الشيرازي في "جزئه"، ومن طريقه ابن عساكر. وأخرجه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"
(2)
، والصابوني في "المائتين" بلفظ:"ما من مولود إلَّا وقد ذرّ عليه من تراب حفرته". . . فالظَّاهر أنَّ هذا القَدْرَ من الحديث -يعني قوله: (وإنّي وأبا بكر وعمر خُلِقْنَا من تربةٍ واحدةٍ وفيها نُدْفَنُ) - مُدْرَجٌ في الأول. وله شواهد من حديث ابن عمر: أنَّ حبشيًا دُفِنَ في المدينة فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "دُفِنَ بالطِّينَةِ التي خُلِقَ منها"، أخرجه الطبراني في "الكبير"
(3)
. ومن حديث أبي سعيد نحوه،
(1)
يعني "العلل المتناهية".
(2)
(2/ 280).
(3)
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 42) بعد أن عزاه له: "فيه عبد اللَّه بن عيسى الخزّاز وهو ضعيف".
أخرجه البزَّار والحاكم. ومن حديث أنس أخرجه الدَّيْلَمِيّ
(1)
. وعن ابن عبَّاس وأبي هريرة موقوفًا عليهما، أخرجهما عبد الرزاق في "المصنَّف"
(2)
. وعن ابن مسعود موقوفًا، أخرجه الحَكِيم التِّرْمِذِيّ في "النوادر"
(3)
. وعن عطاء الخُرَاسَانِي، أخرجه عبد بن حُمَيْد. وعن هلال بن يِسَاف
(4)
، أخرجه الدِّيْنُورِيّ
(5)
في "المُجَالَسة"." انتهى.
وقد ذكر الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 28) رقم (6087) الشطر الأوَّل من حديث ابن مسعود.
أقول: حديث أبي سعيد الخُدْري الذي أشار إليه ابن عَرَّاق، رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 396) رقم (842) -من كشف الأستار- من طريق عبد اللَّه بن جعفر بن نَجِيح، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أُنَيْس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرًا، فسأل عنه، فقالوا: حبشيًا قدم فمات. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلَّا اللَّه، قد سيق مِنْ أرضه وسمائه إلى التربة التي خُلِقَ منها".
(1)
في "الفردوس"(4/ 28 - 29) رقم (6088).
(2)
(3/ 515 - 516) رقم (6531) و (6533).
(3)
يعني "نوادر الأصول" ص 71. لكن ذكره عن ابن مسعود مرفوعًا، لا موقوفًا كما قال ابن عَرَّاق.
(4)
وهو تابعي ثقة كثير الحديث. انظر ترجمته في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 297)، و"تهذيب التهذيب"(11/ 86 - 87).
(5)
هو (أحمد بن مروان بن محمد المالكي أبو بكر -ت 398 هـ-): فقيه محدِّثٌ. قال الذَّهَبِيّ عنه في "الميزان"(1/ 156): "اتَّهمه الدَّارَقُطْنِيّ، ومَشَّاه غيره". وانظر في ترجمته إن شئت: "الدِّيباج المُذْهَب" لابن فَرْحون (1/ 152 - 153)، و"السِّيَر"(15/ 427 - 429)، و"اللسان"(1/ 309 - 310).
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 42) بعد أن عزاه له: "فيه عبد اللَّه والد عليّ بن المَدِيني وهو ضعيف".
أقول: ستأتي ترجمته في حديث (1328).
لكن رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 367) من طريق عثمان بن سعيد الدَّارِمي، عن يحيى بن صالح الوُحَاظِي، عن عبد العزيز بن محمد، عن أُنَيْس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري، به.
وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه. وأُنَيْس بن أبي يحيى الأَسْلَمي هو عَمُّ إبراهيم بن أبي يحيى، وأُنَيْس: ثقة معتمد. ولهذا الحديث شواهد وأكثرها صحيحة".
ثم ساق بإسناده بعض تلك الشواهد. وأقرَّه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
أقول: إسناد الحاكم حسن من أجل (عبد العزيز بن محمد الدَّرَاورْدِيّ)، فإنَّ الذَّهَبِيَّ نفسه رحمه الله يقول عنه في "المغني" (2/ 399):"صدوق، غَيْرُهُ أقوى منه". وقد تقدمت ترجمته في حديث (222).
وكذلك والد (أُنَيْس) وهو (سَمْعَان أبو يحيى الأَسْلَمِي)، فقد ترجم له في "التهذيب" (4/ 238) ونقل عن النَّسَائي قوله فيه:"ليس به بأس". وأنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات". ولم يزد. وقال عنه الحافظ في "التقريب"(1/ 333): "لا بأس به، من الثالثة"/ 4.
أقول: وللحديث شاهد -لم يذكره الحاكم ولا السيوطي- ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 42) من حديث أبي الدَّرْدَاء، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط"، وفيه الأحوص بن حَكِيم وثَّقه العِجْلي وضعَّفه الجمهور".
* * *
225 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عليّ الإِيَادي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم فقال: حدَّثنِي أبو قَبِيصة محمد بن عبد الرحمن، حدَّثنا عاصم بن عليّ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبَان، عن أبيه، عن مَكْحُول، عن عمر بن نُعَيْم، عن أسامة بن سَلْمَان،
أنَّ أبا ذَرٍّ حدثه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ لَيْغْفِرُ لِعَبْدِهِ ما لَمْ يَقَع الحِجَابُ". قالوا: يا رسول اللَّه وما الحِجَابُ؟ قال: "أَنْ تَموتَ النَّفْسُ وهي مُشْرِكَةٌ".
(2/ 314 - 315) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن محمد الضَّبِّيّ، أبو قَبِيصة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبَان العَنْسِيّ الدِّمَشْقِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 345 - 346) وقال: "ليس به بأس".
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 146 رقم (498) وقال: "ضعيف، وأبوه ثقة".
3 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 400 رقم (532) وقال: "ضعيف الحديث، كان هاهنا ببغداد".
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 289 رقم (937) وقال: "لا بأس به".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 159 رقم (382) وقال: "ليس بالقويّ".
6 -
"الجرح والتعديل"(5/ 219) وفيه عن ابن مَعِين: "صالح الحديث". وقال: أحمد: "أحاديثه مناكير". وقال أبو حاتم: "ثقة". وقال أبو زُرْعَة: "لا بأس به".
7 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 92).
8 -
"الكامل"(4/ 1591 - 1593) وقال: "كان رجلًا صالحًا، ويُكْتَبُ حديثه على ضعفه".
9 -
"تاريخ بغداد"(10/ 222 - 225) وقال: "كان ابن ثَوْبان ممن يُذْكَرُ بالزُّهد والعبادة، والصِّدْق في الرواية". وفيه عن أبي داود: "كان فيه سلامة، كان مُجَاب الدَّعوة، وليس به بأس". وفيه أنَّ عليّ بن المَدِيني كان حسن الرأي فيه. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "في حديثه لِيْنٌ". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "رجل صدق لا بأس به". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "حديث الشَّاميين ضعيف إلَّا نَفَرًا" فاستثناه منهم.
10 -
"الكاشف"(2/ 141) وقال: "قال دُحَيْم وغيره: ثقة رُمي بالقَدَر. وليّنه بعضهم".
11 -
"المغني"(2/ 377) وقال: "صدوق رُمي بالقَدَر. وقال أحمد: لم يكن بالقويّ".
12 -
"التهذيب"(6/ 150 - 152) وفيه عن صالح جَزَرَة: "صدوق إلَّا أنَّ مذهبه القَدَر، وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مَكْحُول".
13 -
"التقريب"(1/ 474) وقال: صدوق يخطئ، ورُمي بالقَدَر، وتغيّر بأَخَرَةٍ، من السابعة، مات سنة خمسين وستين -يعني ومائة-، وهو ابن تسعين سنة"/ بخ 4.
وفيه (أسامة بن سلمان النَّخَعِيّ الشَّامِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 21) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 284) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 45).
4 -
"اللسان"(1/ 342) وقال: "ذكره الذَّهَبِيُّ في "الضعفاء" فقال: تفرَّد عنه عمر بن نُعَيْم".
5 -
"تعجيل المنفعة" ص 23 وقال: ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". قلت -القائل ابن حَجَر-: لم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم فيه جرحًا. ولم يذكروا له راويًا غير عمر".
كما أنَّ فيه (عمر بن نُعَيْم العَنْسِيّ الشَّامِيّ) لم يوثقه غير ابن حِبَّان أيضًا. وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 202) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 137) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان.
4 -
"تعجيل المنفعة" ص 200.
و(مَكْحُول) هو (الشَّامِيّ أبو عبد اللَّه): عَالِمُ أهل الشَّام، ثقة فقيه مشهور، كثير الإرسال. وستأتي ترجمته في حديث (1381).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 174)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 21)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 12) رقم (625) و (626)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 257)، وعلي بن الجَعْد في "مسنده"(2/ 1173) رقم (3527)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 78 - 79) رقم (3241) و (3242) -من كشف
الأستار-، والبيهقي في "البعث والنشور" ص 66 رقم (21) و (22)، من طرق، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوي عن أبي ذرّ إلَّا بهذا الإسناد".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيّ.
أقول: تصحيح الحاكم لإسناده، وموافقة الذَّهَبِيّ له في ذلك، موضع نظر، لما تقدَّم عند الكلام على رجاله.
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 198): "رواه أحمد والبزَّار، وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبَان، وقد وثّقه جماعة وضعَّفه آخرون، وبقية رجالهما ثقات. وأحد إسنادي البزَّار فيه إبراهيم بن هانئ وهو ضعيف".
* * *
226 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطَّان، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن أبو عبد اللَّه الطَّبَري، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا الفُرَات بن خالد، حدَّثنا طَلْحَة بن عمرو، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"خِيَارُكُم أَحْسَنُكمْ أَخْلَاقًا".
(2/ 316) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن الطَّبَرِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (طَلْحة بن عمرو بن عثمان الحَضْرمي المَكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 278) وقال: "ليس بشيء، ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 350 - 351) وقال: "هو ليِّن عندهم".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 143 رقم (331) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 224 - 225).
5 -
"الجرح والتعديل"(4/ 478) وفيه عن أحمد: "لا شيء متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ، ليِّن الحديث عندهم". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".
6 -
"المجروحين"(1/ 382) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحلّ كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلَّا على جهة التعجب".
7 -
"الكامل"(4/ 1426 - 1427) وقال: "عامّة ما يُرْوَى عنه لا يتابعونه عليه".
8 -
"الكاشف"(2/ 40) وقال: "ضعَّفوه".
9 -
"التهذيب"(5/ 24023) وفيه عن أبي داود: "ضعيف".
10 -
"التقريب"(1/ 379) وقال: "متروك، من السابعة، مات سنة اثنتين وخمسين -يعني ومائة-"/ ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد الرحمن الطَّبَري أبو عبد اللَّه) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح المَكِّي أبو محمد): إمام ثقة فقيه مفتي الحَرَم، مشهور. وسبقت ترجمته في حديث (176).
التخريج:
رواه الخَرَائطي في "مكارم الأخلاق" ص 4 رقم (25)، من طريق أبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن، عن طَلْحة بن عمرو، به.
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 234) رقم (7988) -ط بيروت- مطوَّلًا، من طريق زَمْعَة بن صالح، عن سَلَمَة بن وَهْرَام، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
وفيه (زَمْعَة بن صالح الجَنَدي اليماني أبو وَهْب) وهو ضعيف. وقد تقدمت ترجمته في حديث (215).
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (10/ 456) رقم (6035) وغير موضع، وفي كتابه "الأدب المفرد" ص 105 رقم (272)، ومسلم في الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم (4/ 1810) رقم (2321)، وأحمد في "المسند"(2/ 161) وغير موضع، والتِّرْمِذِيّ في البِرِّ، باب ما جاء في الفحش والتفحش (4/ 349) رقم (1975)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 349) رقم (477) و (8/ 119 - 120) رقم (6408)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا به.
وانظر شواهده في "فتح الباري"(10/ 458 - 459) -في كتاب الأدب، باب حسن الخلق. . . . -.
* * *
227 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن البَصْري -بها-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد اللَّه بن مروان البغدادي -إملاءً-، حدَّثنا أبو محمد بن زيدان قال: حدَّثني إبراهيم بن قتيبة، عن هانيء بن سعيد، عن الإِفْرِيقي
(1)
، عن عبد اللَّه بن يزيد،
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لرجلٍ من
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الإبريقي" بالباء. والتصويب من "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (9/ 75)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
الأنصار: "كيف تقول إذا أردت المَنَامَ"؟ قال أقول: اللَّهُمَّ بك وضَعْتُ جَنْبِي فاغْفِر ذُنُوبي. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "غَفَرَ اللَّهُ لَكَ".
(2/ 320 - 321) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ورد بإسناد حسن أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع دعا بهذا الدُّعَاء.
ففيه (الإِفْريقيُّ) وهو (عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 347 - 348) وقال: "ليس به بأس وفيه ضعف".
2 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 156 رقم (220) وقال: "كان أصحابنا يضعِّفونه، وأنكر أصحابنا أحاديث كان يحدِّثُ بها لا تعرف".
3 -
"أحوال الرجال" ص 153 رقم (270) وقال: "غير محمودٍ في الحديث، وكان صادقًا حسنًا".
4 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَويّ (2/ 433) وقال: لا بأس به، وفي حديثه ضعف".
5 -
"السنن" للتِّرْمِذِيّ (1/ 384) رقم (199) وقال: "ضعيف عند أهل الحديث. . . ورأيت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- يُقَوِّي أمره، ويقول: هو مُقَارِبُ الحديث".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 158 رقم (378) وقال: "ضعيف".
7 -
"الجرح والتعديل"(5/ 234 - 235) وفيه أنَّ يحيى القطَّان ضعَّفه. وقال أحمد: "ليس بشيء". قال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "مليح الحديث ليس مثل غيره في الضعف". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقوي".
8 -
"المجروحين"(2/ 50 - 51) وقال: "كان يروي الموضوعات عن الثقات ويأتي عن الأثبات ما ليس من أحاديثهم".
9 -
"الكامل"(4/ 1590 - 1591) وقال: "عامّة حديثه وما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 274 رقم (337) وقال: "ليس بالقويِّ".
11 -
"الكاشف"(2/ 146) وقال: "ضَعَّفوه".
12 -
"التهذيب"(6/ 173 - 176) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "ضعيف الحديث وهو ثقة صدوق رجل صالح".
13 -
"التقريب"(1/ 480) وقال: "ضعيف في حِفْظِهِ، من السابعة، مات سنة ست وخمسين -يعني ومائة-، وقيل بعدها، وقيل جاز المائة ولم يصح، وكان رجلًا صالحًا"/ بخ د ت ق.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنفه"(9/ 75) و (10/ 249) عن جعفر بن عَوْن، عن عبد الرحمن بن زياد الإِفْرِيقي، عن عبد اللَّه بن يزيد، عنه، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي (10/ 123) وقال: "فيه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم وهو ضعيف".
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدان (مسند عبد اللَّه بن عمرو) من الأصل الخطي المطبوع عنه.
وقد روى أحمد في "المسند"(2/ 173 - 174)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 455 رقم (770)، وعنه تلميذه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" ص 333 رقم (714)، والطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 911) رقم (258)، من طريق حُيَيّ بن عبد اللَّه، عن أبي عبد الرحمن الحُبَلِيّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع للنوم يقول: باسمك ربِّي وضعتُ جَنْبِي فاغفر لي ذنبي".
أقول: إسناد النَّسَائي حسن.
قال في "المجمع"(10/ 123) بعد أن عزاه لأحمد: "إسناده حسن".
أقول: بل هو ضعيف، فإنَّ فيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة)، والعمل على تضعيف حديثه كما قال الذهبي -وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196) -، يرويه عن حُيَيّ بن عبد اللَّه المَعَافِرِيّ لكن تابعه عبد اللَّه بن وَهْب عند النَّسَائي والطبراني.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(99 / آ) -كما في حاشية محقق كتاب "الدُّعاء"(2/ 911) -: "هذا حديث حسن ورجاله من شيخ الطبراني إلى منتهاه مِصْريون وقد دَخَلَهَا الطبراني وَسَكَنَهَا الصحابي".
أمَّا قول محقق كتاب "الدُّعَاء"(2/ 911) الدكتور محمد سعيد البُخَاري: "وأخرجه ابن أبي شَيْبَة عن جعفر بن عَوْن عن حُيَيّ بن عبد اللَّه، به مثله (10/ 249) المصنَّف". فإنَّه سهو، والذي في هذا الموطن عن جعفر بن عون هو الحديث الذي تَمَّ تخريجه قبل.
ورواه أبو داود في الأدب، باب ما يقال عند النوم (5/ 302) رقم (5054) من حديث أبي الأَزْهَر -ويقال: أبو زهير- الأَنْمَاري رضي الله عنه، مطوّلًا.
وحَسَّنَ النووي في "الأذكار" ص 170 رقم (229) إسناده.
* * *
228 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، أخبرنا محمد بن الحسين الأَزْدِيّ، حدَّثني نُعْمَان بن أبي الدِّلْهَاث
(1)
وجماعة، قالوا: حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه
(2)
بن المُنَادي.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه، أخبرنا الحسين بن عليّ التَّمِيميّ، حدَّثنا أبو عَوَانَة يعقوب بن إسحاق، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد أبو جعفر، حدَّثنا أبو أسامة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دَخَلَ على مريض يعودُهُ، فأُلْقِيَت له وِسَادَة، فلم يجلس عليها. "لفظ عبد الغفار".
(2/ 327) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد المُنَادي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
غريب. وقد أنكره أبو داود.
وفي طريقه الأول، شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب المُكْتِب أبو طاهر) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (84).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الدلهاب" بالباء الموحدة. والتصويب من "تاريخ بغداد"(13/ 423)، و"الأنساب" (5/ 334). وقال الخطيب عنه:"ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
وفيه (محمد بن الحسين الأَزْدِيّ المَوْصِلي أبو الفتح) وهو ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (282).
أمَّا طريقه الثاني فرجال إسناده كلُّهم ثقات.
فشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن غالب الفقيه) هو (البَرْقَاني): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (312).
و(الحسين بن عليّ التَّمِيمي) هو (الحسين بن عليّ بن محمد التَّمِيمي النَّيْسَابُورِيّ المعروف بِحُسَيْنَك، ويقال له أيضًا: ابن مُنَيْنَة)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (8/ 74 - 75) وفيه عن البَرْقَاني:"كان ثقةً جليلًا حُجَّةً". وترجم له: الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 407 - 408) وقال: "الإِمام الحافظ الأنبل القدوة". وكانت وفاته سنة (375 هـ).
و(أبو عوانة يعقوب بن إسحاق) هو (الإِسْفَرَايِيني) صاحب "المسند": وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 417 - 422) وقال: "الإِمام الحافظ الكبير الجوّال". وفيه عن الحاكم: "أبو عَوَانَة من علماء الحديث وأثباتهم". كما ترجم له في "تذكرة الحفَّاظ"(3/ 779 - 780) وقال: "الحافظ الثقة الكبير". وكانت وفاته عام (316 هـ).
وصاحب الترجمة (محمد بن أبي داود عبيد اللَّه بن يزيد أبو جعفر ابن المُنَادي) قد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 3) وقال: "صدوق ثقة". وقال أبو حاتم: "صدوق".
2 -
"تاريخ بغداد"(2/ 326 - 329) وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد ومحمد بن عَبْدُوس: "ثقة".
3 -
"السِّيَر"(12/ 555 - 556) وقال: "الإِمام المحدِّث الثقة".
4 -
"التقريب"(2/ 188) وقال: "صدوق، من صغار العاشرة، مات سنة اثنتين وسبعين -يعني ومائتين-، وله مائة سنة وسنةٌ"/ خ.
و(أبو أسامة) هو (حمّاد بن أسامة القُرَشي الكوفي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (1/ 186) وقال:"حجَّة عالم أخباري". وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 195): "ثقة ثَبْتٌ ربما دلَّس. وكان بأَخَرةٍ يُحَدِّثُ من كُتُبِ غيره، من كبار التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين"/ ع. وانظر ترجمته مفضلة في: "تهذيب الكمال"(7/ 217 - 224)، و"التهذيب"(3/ 2 - 3).
و(عبيد اللَّه بن عمر) هو (العُمَري): ثقةٌ ثَبْتٌ. وستأتي ترجمته في حديث (395).
و(نافع) هو (أبو عبد اللَّه المَدَني، مولى ابن عمر)، قال الحافظ عنه في "التقريب" (2/ 296):"ثقة ثبت فقيه، مشهور، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومائة، أو بعد ذلك"/ ع. وانظر في ترجمته موسعًا: "السِّيَر"(5/ 95 - 101)، و"التهذيب"(10/ 412 - 415).
وقد روى الخطيب -قبل روايته للحديث- بإسناده عن أبي عبيد الآجُرِّيّ أنَّه قال: "سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يُنْكِرُ حديث أبي داود ابن المُنَادِي عن أبي أسامة عن عبيد اللَّه بن عمر. وحدَّثنا عنه بحديث كثير".
وقال الخطيب عقب روايته له: "هو غريب من حديث عبيد اللَّه بن عمر بن حفص، لم يروه عنه إلَّا أبو أسامة. وتفرّد بروايته عن أبي أسامة: ابن المُنَادي. وقد تابعه محمد بن عبد اللَّه
(1)
بن المبارك
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "عبيد اللَّه". والتصويب من "تاريخ بغداد"(2/ 328)، و"التهذيب"(9/ 327)، ويدل عليه أيضًا كلامه الذي بعده.
المُخَرِّميّ
(1)
إن كان الناقل
(2)
ضبط الحديث".
ثم رواه الخطيب من طريق المُخَرِّميّ، وقال:"وقد كان محمد بن عبيد اللَّه بن المُنَادي يسكن (المُخَرِّم)، فأخشى أن يكون هذا الحديث عنه روي، وأسقط ناقله حرف الياء من (عبيد)، واللَّه أعلم".
التخريج:
لم أقف عليه في كل ما رجعت إليه. بيد أني وجدت الحافظ ابن حَجَر يذكره في "التهذيب"(9/ 327) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه أبو جعفر ابن المُنَادي) من الطريق المتقدِّم، وينقل نَكَارَةَ أبي داود له، ثم أتبعه بكلام الخطيب السابق، واللَّه أعلم.
أقول: ومما يرد على هذا الحديث، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الأدب، باب ما جاء في كراهية ردِّ الطِّيب (5/ 108) رقم (2790)، كما رواه في كتاب "الشمائل المحمدية" ص 182 رقم (209)، وعنه البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 88) برقم (3173)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 336) رقم (13279)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 99)، عن عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا:"ثلاث لا تُرَدُّ: الوسائدُ، والدُّهْنُ، واللبَنُ"
وإسناده حسن.
* * *
(1)
أقول: (محمد بن عبد اللَّه بن المبارك المُخَرِّمي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (12/ 265 - 268) وقال:"الإِمام العلَّامة الحافظ الثَّبْت". وقال عنه الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 179): "ثقة حافظ، من الحادية عشرة"/ خ د س.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الناقد". والتصويب من "تهذيب التهذيب"(9/ 327).
229 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا عمر بن نوح البَجَلي، حدَّثنا أحمد بن عبد العزيز بن حمّاد أبو بكر المِصْري، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا أبو أسامة، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على مريض يعوده، فوضعت له وِسَادَة فلم يجلس عليها حتى قام.
(2/ 328) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد المُنَادي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
غريب. وقد أنكره أبو داود.
و (عمر بن نوح البَجَلي أبو القاسم) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 255 - 256) ونقل عن شيخه البَرْقَاني قوله فيه: "صاحب كتاب، مثبت جدًا". وقال أيضًا: "ذاك في قياس أبي عليّ بن الصَّوَّاف في الفضل والثقة".
و (أحمد بن عبد العزيز بن حمّاد المِصْري) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 256) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وبقية رجال الإسناد ثقات، وقد سبقت ترجمتهم في الحديث السابق رقم (228).
التخريج:
تقدَّم في الحديث السابق رقم (228).
* * *
230 -
أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي، حدَّثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن
(1)
عبد اللَّه بن حاتم التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا جدِّي محمد بن عبيد اللَّه بن
(1)
سقط لفظ "ابن" من المطبوع. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في الكلام على مرتبة الحديث.
مرزوق بن دينار الخلّال، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، أخبرني ثابت،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما عَرَجَ بي جبريل رأيت في السماء خيلًا موقفةً مُسْرَجَةً ملجمةً، لا ترُوثُ ولا تبولُ ولا تعرق، رؤوسها من الياقوت الأحمر، وحوافرها من الزمرد الأخضر، وأبدانها من العقيان الأصفر، ذوات أجنحة. فقلت: لمن هذه؟ فقال جبريل: هي لمحبِّي أبي بكر وعمر، يزورون اللَّه عليها يوم القيامة".
(2/ 329 - 330) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن مرزوق الخَصِيب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عمر بن محمد بن عبد اللَّه بن حاتم البزَّاز أبو القاسم، ابن التِّرْمِذِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 254 - 255) وفيه عن ابن أبي الفَوَارس: "فيه نظر". توفي سنة (364 هـ).
2 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 221 - 222) وقال: إنَّه روى حديثًا باطلًا.
3 -
"اللسان"(4/ 327 - 328) وقال: "وقد اتَّهَمَهُ ابن الجَوْزي بالوضع في عدّة أحاديث باطلة تفرّد بها".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن مرزوق الخَصِيب الخلَّال القاضي أبو بكر) وقد ترجم له في
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 329 - 330) وقال: "ولابن مرزوق هذا عن عفَّان
أحاديث كثيرة مستقيمة غير حديث واحد منكر". وساق حديث أنس المتقدِّم. وذكر أنَّ وفاته كانت عام (295 هـ).
2 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 322) واتَّهَمَهُ.
3 -
"الميزان"(3/ 638) وقال: "لا يعي ما يحدِّث به. روى عن عفّان حديثًا كَذِبًا، يقال: أُدْخِلَ عليه". ثم ساق حديث أنس هذا.
4 -
"اللسان"(5/ 274 - 275) ولم يزد عمّا في "الميزان".
و(عفَّان) هو (ابن مُسْلِم بن عبد اللَّه البَاهِلي الصفَّار أبو عثمان): ثقة، وكان ثَبْتًا في أحكام الجرح والتعديل. وستأتي ترجمته في حديث (1029).
و(ثابت) هو (ابن أُسْلَم البُنَاني البَصْري أبو محمد): ثقة عابد. وستأتي ترجمته في حديث (420).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 322)، والذَّهَبِيّ في "ميزانه"(3/ 638) -في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن مرزوق) -، من طريق محمد بن عمر الخِرَقي، عن أبي القاسم عمر بن محمد التِّرْمِذِيّ، به.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 242 - 243)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(14/ 69) -مخطوط-، من طريق أبي بكر بن أبي مَعْمَر الصفَّار، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيد اللَّه الخلّال، به.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع بلا شك، وما يتعدى أبا القاسم التِّرْمِذِيّ أو جدّه، وقد يدخل مثل هذا في حديث المُغَفَّلين من أهل الحديث".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 304 - 305).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 347) وقال: "قال الأُسْيُوطِيُّ ما
حاصله: إنَّ قضية كلام الخطيب والذَّهَبِيّ في "الميزان" انحصار التُّهمة به في ابن مرزوق".
أقول: وهو كذلك، فإنَّ رواية الخطيب الثانية عن أبي بكر بن أبي مَعْمَر الصفَّار، عن أبي بكر محمد بن عبيد اللَّه الخلّال، تؤكد انحصار التُّهمة في أبي بكر محمد بن عبيد اللَّه بن مرزوق الخَصِيب الخلّال.
* * *
231 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم -بمكَّة-، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه البغدادي، حدَّثنا موسى بن عثمان العُثْمَاني، حدَّثنا جَرِير، عن مُغِيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن
(1)
عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُؤتى بالرَّجُل من أُمَّتي يوم القيامة وماله من حسنة ترجى له الجنة، فيقول الرَّبُّ تعالى: أدخلوه الجنّة فإنَّه كان يَرْحَمُ عِيَالَهُ".
(2/ 330) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه البغدادي).
مرتبة الحديث:
في إسناده (موسى بن عثمان العُثْمَاني) لم أقف له على ترجمة في كلِّ ما رجعت إليه.
كما أنّ في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن عبيد اللَّه البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه (المُغِيرة) وهو (ابن مِقْسَم الضَّبِّيّ الكوفي الأعمى أبو هشام)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 270): "ثقة متقن، إلَّا أنَّه كان يدلِّس ولا سيما
(1)
سقط لفظ "عن" من المطبوع.
عن إبراهيم، من السادسة"/ ع. وانظر في ترجمته:"تهذيب الكمال"(3/ 1363 - 1364) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 269 - 271)، و"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ص 112 رقم (107). وقد عنعن هنا ولم يصرِّح بالسماع، فضلًا عن أنَّ روايته هنا عن إبراهيم النَّخَعِي، وهو معروف بالتدليس عنه كما تقدَّم.
و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِي أبو شِبْل): تابعي كبير، إمام ثقة ثَبْت فقيه عابد مُقرئ. مات بعد عام (60) للهجرة، وحديثُهُ مُخَرَّجٌ في الكتب الستة. انظر في ترجمته:"سِيَر أعلام النبلاء"(4/ 53 - 61)، و"تهذيب التهذيب"(7/ 276 - 278)، و"التقريب"(2/ 31).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد بن قيس النَّخَعِي أبو عِمْران): إمام حافظ فقيه ثقة، إلَّا أنَّه يُرْسِلُ كثيرًا. توفي عام (96 هـ)، وروى له الستة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 233 - 240)، و"السِّيَر"(4/ 520 - 529)، و"التهذيب"(1/ 177 - 179)، و"التقريب"(1/ 46).
و(جَرِير) هو (ابن عبد الحميد بن قُرْط الضَّبِّيّ الرَّازِيّ أبو عبد اللَّه): إمام حافظ ثقة صحيح الكتاب. توفي عام (188 هـ)، وروى له الستة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 540 - 551)، و"السِّيَر"(9/ 9 - 18)، و"التهذيب"(2/ 75 - 77)، و"التقريب"(1/ 127).
وشيخ الخطيب (أبو نُعَيْم) هو (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد المِهْراني الأصبهاني): إمام ثقة، وستأتي ترجمته في حديث (1302).
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 986) إلى ابن لال، والخطيب، وابن عساكر.
ولم أقف عليه في مصدرٍ آخر ممَّا رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
232 -
أخبرنا أبو طالب محمد بن عبيد اللَّه بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الخُتُّلِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن أَسِيْد الأصبهاني قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن سَلَام، حدَّثنا داود بن إبراهيم الوَاسِطي -قاضي قَزْوين-، حدَّثنا محمد بن جابر، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قرأ معاذ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَهَمَزَ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقرأ يا معاذ ولا تهمز".
(2/ 339) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن أحمد الرَّزَّاز أبو طالب).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (داود بن إبراهيم الوَاسِطي أبو سليمان قاضي قَزْوين) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 407). وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، كان يكذب".
2 -
"التدوين في أخبار قَزْوين" للرافعي (3/ 1 - 2) وقال: "له أحاديث يتفرّد بها".
3 -
"اللسان"(2/ 414) ونقل قول أبي حاتم المتقدِّم.
وشيخ الخطيب (أبو طالب محمد بن عبيد اللَّه بن أحمد الرَّزَّاز) صاحب الترجمة، قال الخطيب فيه:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا".
و (عَلْقَمة) هو (ابن قيس النَّخَعِيّ): إمام ثقة. تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (231).
و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام ثقة. تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (231).
و (الأَعْمَشُ) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة مقرئ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 134) إليه وحده.
* * *
233 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشار النَّيْسَابُورِيّ -بالبَصْرة-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مَحْمُوْيَه العَسْكَري، حدَّثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأَنْطَاكِي، حدَّثنا موسى بن داود، حدَّثنا محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: خَرَجْنَا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم على إبلٍ أكلت نَوَاءً، فبينما نحن بمسيرنا إذا نحن براكبٍ مُقْبِلٍ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إخال الرجل يريدكم". قال فوقف ووقفنا، فإذا بأعرابي على قُعُودٍ له. قال فقلنا: من أين أقبل الرجل؟ قال: أقبلت من أهلي ومالي أريد محمَّدًا. قال فقلنا: هذا رسول اللَّه. فقال: يا رسول اللَّه اعرض عليّ الإسلام. قال: "تشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وأنّي رسول اللَّه". قال: أقررت. قال: "وتؤمن بالجنّة والنّار والبعث والحساب". قال: أقررت. قال: فجعل لا يَعْرِض شيئًا من شرائع الإسلام إلَّا قال: أقررت. قال فبينما نحن كذلك إذ وقعت يد بعيره في سِكَّةٍ، فإذا البعير لجنبه، وإذا الرجل لرأسه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أدركوا صاحبكم". قال: فابتدرناه فسبق إليه عمَّار بن ياسر، وحُذَيفة بن اليَمَان، فإذا الرجل قد مات. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اغسلوا صاحبكم". قال: فغسلناه ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معرض عنه، وكَفَّنَّاه، وصلَّى عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم، ودفناه، فلما فرغنا، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هذا الذي تعب
قليلًا ونعم طويلًا، هذا من الذين آمنوا ولم يَلْبِسُوا إيمانهم بظُلْم". قال فقلنا: يا رسول اللَّه رأيناك أعرضت عنه ونحن نغسله؟ قال: "إنّي أحسب أن صاحبكم مات جائعًا، إنّي رأيت زوجتيه من الحُور العِين وهما يدسَّان في فيه من ثمار الجنّة".
(2/ 340 - 341) في ترجمة (محمد بن عبد الملك الأنصاري الضرير المَدَني أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وأصل الخبر قد ورد من طرق عدَّة يحسن بمجموعها.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد الملك الأنصاري الضرير) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 528) وقال: "كذَّاب".
2 -
التاريخ الكبير" (1/ 164) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 214 رقم (331) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 315 رقم (553) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 103).
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 504) وفيه عن أحمد: "كان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب". وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث جدًّا، كذَّاب، كان يضع الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "مَدِيني ضعيف الحديث".
7 -
"المجروحين"(2/ 269 - 270) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحلّ ذكره في الكتب إلَّا على جهة القدح فيه، ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار".
8 -
"الكامل"(6/ 2166 - 2170) وقال: "كلّ أحاديثه ممّا لا يتابعه الثقات عليه، وهو ضعيف جدًّا".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 337 رقم (457).
10 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 199) رقم (177) وقال: "مَدِيني سكن الشَّام، روى عن نافع ومحمد بن المُنْكَدِر والزُّهْرِيّ وهشام بن عُرْوَة الموضوعات".
11 -
"تاريخ بغداد"(2/ 340 - 342).
12 -
"اللسان"(5/ 265 - 266) وقال: "قال مسلم والنَّسَائي والشَّافِعِي: منكر الحديث. . . وذكره العُقَيْلي والفَسْوي وابن الجَارود في الضعفاء".
التخريج:
روه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 231 - 232) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، والحَمْلُ فيه على محمد بن عبد الملك". ثم نقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 418 - 421)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 366)، ولخَّصَ تعقيبه، فقال:"تعقِّب بأنَّ الحديث وَرَدَ من حديث جَرِير بن عبد اللَّه، أخرجه أحمد في "مسنده"، والبيهقي في "الشُّعَب". ومن حديث ابن عبَّاس، أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره". ومن حديث ابن مسعود، أخرجه ابن عساكر، ومن مرسل بكر بن سَوَادة، أخرجه ابن أبي حاتم مختصرًا. ومن مرسل إبراهيم التَّيْمِي، أخرجه عبد بن حُمَيْد في "تفسيره" مختصرًا".
أقول: حديث جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلي، رواه أحمد في "المسند"
(4/ 359)، من طريق أبي جَنَابَ، عن زَاذَان، عن جَرِير، به.
وفيه (أبو جَنَاب يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبِي)، قال الحافظ عنه في "التقريب" (2/ 346):"ضعَّفوه لكثرة تدليسه". وقد عنعن في روايته عن زاذان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (175).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 362 - 363) رقم (2329)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 254 - 255) رقم (4009)، من طريق أبي حمزة الثُّمَالي، عن أبي اليَقْظَان، عن زَاذَان، عن جَرِير، به.
أقول: فيه (أبو حمزة الثُّمالي ثابت بن أبي صفية الأَزْدِيّ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (956).
كما أنَّ فيه (أبو اليَقْظَان عثمان بن عُمَيْر الكوفي البَجَلي) وهو ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (444).
قال الهيثمي في المجمع (1/ 42) بعد أن ذكر الحديث معزوًا لأحمد والطبراني: "في إسناده أبو جَنَاب وهو مدلِّس وقد عنعنه، واللَّه أعلم".
ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، عن أبيه، حدَّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدَّثنا مِهْرَان بن أبي عمر، حدَّثنا عليّ بن عبد الأعلى
(1)
، عن أبيه، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس بنحوه مختصرًا. كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 159) -في تفسير الآية 82 من سورة الأنعام-.
ومن هذا الطريق رواه الحَكِيم التِّرْمِذِيّ في "نوادر الأصول" -كما في "اللآلئ"(2/ 419 - 420) -.
(1)
تَصَحَّفَ في "تفسير ابن كثير" إلى "عبد اللَّه". والتصويب من "تهذيب الكمال"(3/ 1380) -مخطوط-، و"اللآلئ"(2/ 419).
أقول في إسناده (مِهْران بن أبي عمر العطَّار الرَّازِيّ) قال الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 279): "صدوق له أوهام، سيء الحفظ". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 158): "فيه لِيْنٌ، ووثَّقه أبو حاتم". وستأتي ترجمته في حديث (1686).
كما أنَّ فيه (عبد الأعلى بن عامر الثَّعْلَبِيّ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (721).
و(عليّ بن عبد الأعلى الثَّعْلَبِيّ الكوفي الأَحْوَل) قال الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 40): "صدوق ربما وهم".
ورواه البيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(8/ 253 - 254) رقم (4008)، من طريق زياد بن مِخْرَاق، عن ابن عمر مختصرًا وبسياق فيه اختلاف.
أقول: زياد بن مِخْرَاق المُزَني روي عن ابن عمر ولم يذكر سماعًا منه كما قال المِزِّيُّ في ترجمته من "تهذيب الكمال"(9/ 509). وتابعه ابن حَجَر في "التهذيب"(3/ 383).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق محمد بن عامر بن مِرْدَاس السَّمَرْقَنْدِيّ، عن عصام بن يوسف
(1)
بن قُدَامة البَاهِلي -بِبَلْخ-، عن منصور، عن عَلْقَمَة، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحو حديث جابر مع اختلاف في سياق آخره. كما في "اللآلئ"(2/ 420 - 421).
أقول: في إسناده (عصام بن يوسف بن ميمون بن قُدَامَة البَلْخِي) قال عنه ابن عدي في "الكامل"(5/ 2008): "وروي عن الثَّوْري وعن غيره أحاديث لا يتابع
(1)
صُحِّفَ في "اللآلئ"(2/ 420) إلى: "يونس". والتصويب من "الثقات" لابن حبَّان (8/ 521)، و"الكامل" لابن عدي (5/ 2008).
عليها". وقال ابن حِبَّان في "الثقات" (8/ 521): "كان صاحب حديث، ثَبْتًا في الرواية ربما أخطأ". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (4/ 168) وقال:"قال ابن سعد كان عندهم ضعيفًا في الحديث. وقال الخَليلي هو صدوق".
* * *
234 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش القطَّان، حدَّثنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقي، حدَّثنا وَهْب بن جَرِير، حدَّثنا شُعْبَة، عن الحَكَم، عن
(1)
مجاهد قال:
قال عبد اللَّه بن عمرو
(2)
: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ادَّعى إلى غير أبيه لم يَرَحْ رائحةَ الجنَّةِ، وإنَّ ريحها من قَدْرِ سبعين عامًا، أو مسيرة سبعين عامًا".
(2/ 347)، في ترجمة (محمد بن عبد الملك بن مروان الدَّقِيقي الوَاسِطي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح. والحديث دون قوله: "وإن ريحها. . . "، له شواهد عدّة بعضها في "الصحيحين".
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومي المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام في القراءة والتفسير، حجَّة. وستأتي ترجمته في حديث (399).
و (الحَكَم) هو (ابن عتيبة الكِنْدي الكوفي أبو محمد): تابعي صغير، ثقة ثبت فقيه، وربما دلّس. وستأتي ترجمته في حديث (261).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى (بن). والتصويب من "المسند" للإمام أحمد (2/ 171 و 194).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى (عمر). والتصويب من "المسند"(2/ 171 و 194).
و (شُعْبَة) هو (ابن الحجَّاج بن الوَرْد العَتَكي الوَاسِطي أبو بِسْطَام): إمام حافظ ثقة متقن، أمير المؤمنين في الحديث. وستأتي ترجمته في حديث (261).
و(وَهْب بن جَرِير بن حازم الأَزْدِي البَصْري أبو عبد اللَّه): ثقة، أخرج له الستة، توفي عام (206 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب التهذيب"(11/ 161 - 162)، و"التقريب"(2/ 338).
وما ورد في "التهذيب" في ترجمته عن أحمد: "ما روي وَهْب قطّ عن شُعْبَة" موضع نظر. وقد ردَّه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(10/ 96) فقال عن كلمة الإِمام أحمد هذه: "لا نظنها صحيحة. . . فهذا النفي ينقضه ثبوت رواية وَهْب عن شُعْبَة في "المسند"، منها هذا الموضع. وأيضًا فإنَّ البخاري ترجمه في "الكبير" (4/ 1/ 169) فأثبت سماعه منه، قال: "سمع شُعْبَة وأباه".".
وصاحب الترجمة (محمد بن الملك الدَّقيقي الوَاسِطي) نقل الخطيب في ترجمته عن محمد بن عبد اللَّه الحضرمي والدَّارَقُطْنِيّ قولهما فيه: "ثقة". وعن أبي حاتم: "صدوق". وعن أبي داود: "لم يكن بمحكم العقل". وترجم له في "التقريب"(2/ 186) وقال: "صدوق من الحادية عشرة"/ د ق، و"التهذيب" (9/ 317 - 318) وقال:"ذكره ابن حِبَّان في الثقات".
و(الحسين بن يحيى بن عيَّاش القطَّان) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 148) وفيه أنَّ يوسف القَوَّاس ذكره في جملة شيوخه الثقات. وكانت وفاته سنة (334 هـ).
وشيخ الخطيب (أبو عمر بن مهدي) هو (عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي)، ترجم له في "تاريخه" (11/ 13 - 14) وقال:"كان ثقة أمينًا". وكانت وفاته عام (410 هـ).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 171) عن وَهْب
(1)
بن جَرِير، حدَّثنا شُعْبَة، به.
كما رواه في (2/ 194) منه، عن محمد بن جعفر، حدَّثنا شُعْبَة، به.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 537) عن غُنْدَر، عن شُعْبَة، به مرفوعًا دون قوله:"وإنَّ ريحها من قدر سبعين عامًا، أو مسيرة سبعين عامًا".
والحديث رواه ابن ماجه في الحدود، باب من ادعى إلى غير أبيه. . . (2/ 870) رقم (2611) من طريق محمد بن الصبَّاح، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بلفظ:"من ادَّعى إلى غير أبيه لم يَرَحْ رائحة الجنَّة، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام".
وقال البُوْصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 118): "هذا إسناد صحيح رجاله وثقات. . . رواه الإِمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد اللَّه بن عمرو أيضًا. ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مسنده" من طريق الحكم، عن مجاهد، به، إلَّا أنَّه قال: "من ادعى غير مواليه. وقال: سبعين عامًا"، وفي آخره زيادة. وله شاهد في "الصحيحين"، من حديث سعد بن أبي وقَّاص، وأبي بَكْرَة
(2)
".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 98) بعد أن ذكر حديث عبد اللَّه بن عمرو بلفظ "المسند": "رواه ابن ماجه إلَّا أنَّه قال: من مسيرة خمسمائة عام. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
(1)
تَصَحَّفَ في "المسند" إلى "وهيب". والتصويب من "التهذيب"(161/ 11)، وغيره.
(2)
تَصَحَّفَ في "مصباح الزجاجة" إلى "أبي بكر". والتصويب من "صحيح البخاري"(12/ 54)، وغيره.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 74): رواه أحمد وابن ماجه إلَّا أنَّه قال. . . ورجالهما رجال الصحيح".
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(10/ 96): "إسناده صحيح".
والحديث دون قوله: "وإنَّ ريحها من قدر سبعين عامًا، أو مسيرة سبعين عامًا". له شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(10/ 738) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(1/ 97 - 98)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 73 - 74)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 231).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الفرائض، باب من ادَّعى إلى غير أبيه (12/ 54) رقم (6766 و 6767)، ومسلم في الإيمان، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/ 80) رقم (63)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنفه"(8/ 537)، وغيرهم، عن سعد بن أبي وقَّاص وأبي بَكْرَة مرفوعًا بلفظ:"من ادَّعَى أَبًا في الإسلام غيرَ أبيه وهو يَعْلَمُ أنَّه غيرُ أبيه، فالجنَّةُ عليه حَرَامٌ".
غريب الحديث:
قوله: "لم يَرَح رائحة الجنَّة": "أي لم يَشُم ريحها. يقال: رَاحَ يَريحُ، ورَاحَ يَرَاحُ، وأَرَاحَ يُريحُ: إذا وجَد رائحة الشيء". "النهاية"(2/ 272).
* * *
235 -
أخبرني محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أحمد بن سليمان
(1)
بن أيوب العَبَّادَانِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد الملك أبو جعفر الدَّقِيقي الوَاسِطي -إملاءً سنة خمس وستين ومائتين ببغداد في قَطِيعة بني
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "سلمان". والتصويب من "تاريخ بغداد"(4/ 178)، و"الميزان"(1/ 101)، و"اللسان"(1/ 182).
جدار
(1)
-، حدَّثنا خليل بن عمر بن إبراهيم، حدَّثني أبي: عمر بن إبراهيم العَبْدي، حدَّثني قَتَادة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّ لابن آدم واديين مِنْ مَالٍ لابْتَغَى إليهما واديًا ثالثًا، ولا يملأُ جَوْفَ ابنِ آدمَ إلَّا الترابُ، ثم يتوبُ اللَّهُ على مَنْ تَابَ". قال قائلٌ: يا رسول اللَّه! الغِنَى كَثْرَةُ العَرَضِ؟ قال: "بل الغِنَى غِنَى النَّفْسِ".
(2/ 347) في ترجمة (محمد بن عبد الملك بن مروان الدَّقيقي الوَاسِطي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عمر بن إبراهيم العَبْدي البَصْري أبو حفص) قال الإِمام أحمد عنه: "يروي عن قتادة أحاديث مناكير يخالف". وقال ابن عدي: ويروي عن قَتَادة أشياء لا يُوافَقُ عليها، وحديثه خاصة عن قَتَادة مضطرب". وقال ابن حَجَر:"صدوق، في حديثه عن قَتَادة ضعف". وستأتي ترجمته في حديث (1448).
كما أنَّ فيه (أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّادَانِيّ أبو بكر) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 178 - 179) وقال: "رأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجّة، فإنّ أحاديثه كلّها مستقيمة، خلا حديث واحد خلَّط في إسناده". وفيه عن عمر بن يوسف القطّان النَّيْسَابُورِيّ: "صدوق، غير أنَّه سمع وهو صغير". وترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 101 - 102)، وابن حَجَر في "اللسان"(1/ 182)، ونقلا ما ذكره الخطيب.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "حدار" بالحاء المهملة. والتصويب من "مراصد الاطلاع"(3/ 1109).
وباقي رجال إسناده حديثهم حسن.
التخريج:
هذا الحديث مُؤَلَّفٌ من حديثين، الأول:"لو أن لابن آدم واديين من مال. . . ". والثاني: "الغنى كثرة العَرَض. . . ".
أمَّا الأول: فقد رواه البخاري في الرِّقَاق، باب ما يُتَّقَى من فتنة المال. . (11/ 253) رقم (6436)، ومسلم في الزكاة، باب لو أنَّ لابن آدم واديين لابتغى ثالثًا (2/ 725) رقم (1048)، وأحمد في "المسند"(3/ 122 و 243 و 247 و 272 و 341)، والتِّرْمِذِيّ في الزُّهد، باب ما جاء لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثًا (4/ 569) رقم (2337)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 97) رقم (3224) و (3225)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 318 - 319)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 266 رقم (1983)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(10/ 436) رقم (19642)، وأبو يَعْلَى في "مسنده" رقم (2849) و (2858) و (2951) ومواضع أخرى، وغيرهم، من حديث أنس بن مالك مرفوعًا.
وله شواهد عن عدد من الصحابة. انظر: "جامع الأصول"(3/ 628 - 630)، و"مجمع الزوائد"(10/ 243 - 244)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 541 - 542)، و"مصباح الزجاجة"(4/ 243 - 244).
أمَّا الحديث الثاني: قال قائل: يا رسول اللَّه! الغِنَى كثرة العَرَض؟ قال: بل الغنى غنى النَّفْس".
فقد رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(5/ 404) رقم (3079) عن محمد بن يحيى، حدَّثنا الخليل بن عمر العَبْدي، حدَّثني أبي، عن قَتَادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الغِنَى عن كثرة العَرَضِ، ولكن الغِنَى غِنَى النَّفْسِ".
أقول: فيه (عمر بن إبراهيم العَبْدي) وقد تقدَّم القول فيه.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 205) رقم (4973) -، وعنه الضياء المقدسي في "المختارة (6/ 101 - 102) رقم (2087)، من طريق هُشَيْم، عن حُمَيد، عن أنس مرفوعًا، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 237): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يَعْلَى، ورجال الطبراني رجال الصحيح".
ورواه الضياء في "المختارة"(6/ 100 - 101) رقم (2085 و 2086)، عن غير الطبراني، ومن الطريق المتقدِّم ذاته؛ وقال:"وقد رُوي عن قَتَادة عن أنس".
وللحديث شواهد انظرها في: "جامع الأصول"(10/ 140)، و"مجمع الزوائد"(10/ 237)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 589)، و"المطالب العالية"(3/ 169)، و"المقاصد الحسنة" ص 297.
ومن تلك الشواهد: ما رواه البخاري في الرِّقَاق، باب الغِنَى غِنَى النَّفْس (11/ 271) رقم (6446)، ومسلم في الزكاة، باب ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض (2/ 726) رقم (1051)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث أنس عند أبي يَعْلَى.
غريب الحديث:
قوله: "العَرَض": هو ما يُنْتَفَعُ به من متاع الدنيا وحُطامها. انظر "النهاية"(3/ 214)، و"فتح الباري"(11/ 272).
* * *
236 -
أخبرني أبو الفضل بن المهدي، حدَّثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سَمْعُون الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سَلَام، حدَّثنا ابن زَنْجُوْيَه،
حدَّثنا عثمان بن صالح، حدَّثنا ابن لهيعة، عن أبي النَّضْر، عن أبي سَلَمَة،
عن عائشة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لو كانَ الحَيَاءُ رجلًا لكان رَجُلًا صالحًا".
(2/ 355) في ترجمة (محمد بن عبد العزيز بن العبَّاس الهاشمي أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (ابن لَهِيعة) وهو (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عقبة الحَضْرَمي المِصْري): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف): اخْتُلِفَ في اسمه، وقيل: اسمه كُنْيَته، وهو أحد التابعين الثقات المكثرين. وستأتي ترجمته في حديث (1401).
و(ابن زَنْجُويه) هو (حُمَيْد بن مَخْلَد بن قتيبة الأَزْدِيّ النَّسَائي): صاحب كتاب "الأموال"، إمام ثقة ثَبْت، توفي سنة (248 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 392 - 395)، و"السِّيَر"(12/ 19 - 22)، و"التقريب"(1/ 203).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 240) من طريق عبد اللَّه بن لَهِيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن يحيى بن النَّضْر، عن أبي سَلَمَة، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"يا عائشة لو كان الحياء رجلًا كان رجلًا صالحًا، ولو كان البذاء رجلًا لكان رجل سوء".
قال الطبراني: "لم يروه عن أبي سَلَمَة إلَّا يحيى بن النَّضْر، ولا عنه إلَّا أبو الأسود، تفرَّد به ابن لَهِيعَة".
ورواه في "المعجم الأوسط"(1/ 222) رقم (333) عن أحمد بن رِشْدِين قال: حدَّثنا أحمد بن صالح قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن وَهْب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أيوب. بن موسى، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"يا عائشة لو كان الفُحْش رجلًا كان رجل سُوء، ولو كان الحَيَاءُ رجلًا لكان رجل صدق".
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن موسى إلَّا عمرو بن الحارث، تفرَّد به ابن وَهْب".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 27) بعد أن ذكره بلفظ: "يا عائشة لو كان الحياء رجلًا كان رجلًا صالحًا": "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه ابن لَهِيعَة وهو لَيِّنٌ، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: تقدَّم أنَّ رواية الطبراني في (مُعْجَمَيْه) هي رواية مطوَّلة، فضلًا عن أنَّه ليس في إسناده في "المعجم الأوسط": ابن لَهِيعَة. ولعل الطبراني قد رواه في "الأوسط" في غير هذا الموضع مختصرًا من طريق ابن لَهِيعَة، فإنَّ الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب" (3/ 399) بعد أن ذكره عنها بلفظ:"يا عائشة لو كان الحياء رجلًا كان رجلًا صالحًا، ولو كان الفحش رجلًا لكان رجل سوء. قال: "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وأبو الشيخ أيضًا، وفي إسنادهما: ابن لَهِيعة، وبقية رواة الطبراني محتج بهم في الصحيح".
وفي إسناد الطبراني في "المعجم الأوسط"، شيخه (أحمد بن رِشدِين) وهو (أحمد بن محمد بن حجَّاج بن رِشْدِين بن سعد المِصْري أبو جعفر): وقد كذِّب. وقال ابن عدي: "يكتب حديثه مع ضعفه"، ووثَّقه مَسْلَمَة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (201). وبقية رجال إسناده كلُّهم ثقات.
ثم وجدته في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 243 - 244) رقم (2997) - يرويه بسند ومتن "المعجم الصغير" المتقدِّم. فالحمد للَّه على توقيفه.
ورواه مطوَّلًا، البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 256)، وفي "شُعَب الإيمان"(6/ 139) رقم (7722) -ط بيروت-، والخطيب في "موضِّح أوهام الجَمْعِ والتفريق"(1/ 319) من طريق أبي غِرَارَة
(1)
محمد بن عبد الرحمن التَّيْمِي، عن أبيه، عن القاسم، عن عائشة مرفوعًا.
أقول: في إسناده (أبو غِرَارَة محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر التَّيْمي المَكِّي) وهو ضعيف. انظر: "الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 336 رقم (454)، و"التهذيب"(9/ 291 - 292)، و"التقريب"(2/ 182).
* * *
237 -
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا الخُزَاعي -في قَطِيعة الربيع-، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عليّ الأَسَدي البَرْذَعِي
(2)
، حدَّثنا الحسين بن مأمون، حدَّثنا بشر بن عمرو بن سَام، حدَّثني أبي قال: حدَّثني سليمان التَّيْمِيّ، عن قَتَادة،
(1)
تَصَحَّفَ في "الأسماء والصفات"، و"التقريب"(2/ 182)، و"التهذيب"(9/ 291)، إلى "غرازة" بالزاي. والصواب أنه بالمهملتين في الموضعين كما في "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 1789)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 15)، وغيرهما.
(2)
هكذا في المطبوع بالذال المعجمة. وهو موافق لما في "الإكمال" لابن مَاكُولا (2/ 460)، و"الأنساب"(2/ 144). وقد ورد عند الخليلي في "الإرشاد"(2/ 783)، وعند الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(16/ 233)، بالدال المهملة. وكلاهما صحيح، إلَّا أنَّ الأكثر على الإعجام. وقد استوفيت الكلام على ذلك في حديث (1893) فانظره إن شئت.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وعَيْنٌ بَاتَتْ في سبيل اللَّهِ عز وجل".
(2/ 360) في ترجمة (محمد بن عبد الواحد بن محمد الخُزاعِي اللبَّان أبو حاتم).
مرتبة الحديث:
في إسناده (بِشْر بن عمرو بن سَام الكَابُلي) ووالده (عمرو)، لم أقف على من ترجم لهما في كُلِّ ما رجعت إليه.
و(الحسين بن مأمون) هو (البَرْدَعي)، ترجم له الخَلِيلي في "الإرشاد" (2/ 783) رقم (672) وقال:"ثقة حافظ، كبير المَحَلِّ، سمع بشر بن عمرو بن سَام الكَابُلي بمكَّة نسخة يتفرَّد بها. . . ". ولم أقف على من ترجم له غير الخَلِيلي، وكذلك قال محقق "الإرشاد".
و(أبو الحسن محمد بن أحمد بن عليّ الأَسَدي البَرْدَعي، يعرف بابن حَرَارة)، ترجم له الخَلِيلي في "الإرشاد" (2/ 783) رقم (671) وقال:"حافظ مذكور، ارتحل إلى العراق وإلى مِصْر والشَّام. . . وفي أماليه غرائب وكلام يستفيده كلّ من رآه، حدَّث عنه كهولنا وشيوخنا، ومات بقَزْوين سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة". كما ترجم له ابن مَاكُولا في "الإكمال"(2/ 460)، والذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (16/ 233 - 234) وقال:"الإِمام الحافظ الرَّحَّال".
وشيخ الخطيب (أحمد بن عبد الواحد بن محمد الوكيل أبو يَعْلَى، ويعرف بابن زَوْج الحُرَّة) ترجم له في "تاريخه"(4/ 270) وقال: "كتبت عنه وكان صدوقًا". وكانت وفاته عام (438 هـ).
وصاحب الترجمة (محمد بن عبد الواحد الخُزَاعي أبو حاتم) قال الخطيب عنه: "صدوق".
و (سليمان بن طَرْخان التَّيْمِي البَصْري): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (689).
و(قَتَادة) هو (ابن دِعَامة السَّدُوسي البَصْري أبو الخطَّاب): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1303).
والحديث صحيح بطرقه وشواهده.
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 307 - 308) رقم (4346)، وعنه الضياء المَقْدِسي في "المختارة"(6/ 187) رقم (2198)، عن عمرو بن الضحّاك بن مَخْلَد، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شَبِيب بن بِشْر، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا: عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلأُ المسلمينَ في سبيلِ اللَّهِ، وعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ".
وقال محقق "المسند": "إسناده حسن، شَبِيب بن بِشْر، نعم في حفظه كلام، ولكنه لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن".
أقول: ترجم الحافظ في "التقريب"(1/ 346) لـ (شَبِيب بن بِشْر البَجَلِي أبو بشر) وقال: "صدوق يخطئ، من الخامسة"/ ت ق. وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 4): "وثّقه ابن مَعِين، وقال أبو حاتم: لَيِّن". وانظر "تهذيب الكمال"(12/ 359 - 360).
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 288) بعد أن ذكره بلفظ أبي يَعْلَى المتقدِّم
(1)
: "رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" بنحوه إلَّا أنَّه قال: لا تريان النار، ورجال أبي يعلى ثقات".
(1)
أقول: في نص الحديث في "المجمع" تحريف وسَقْط، ففيه:"عين باتت ثكلى في سبيل اللَّه. . . "! !
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 249): رواه أبو يعلى، ورواته ثقات، والطبراني في "الأوسط" إلَّا أنَّه قال: عينان لا تريان النَّار".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 231 - 232)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 21) رقم (2635) -، وابن عدي في "الكامل"(3/ 10878) -في ترجمة (زَافِر بن سليمان القُوهُسْتَانِيّ) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْية"(7/ 119)، من طريق زَافِر بن سليمان، عن إسرائيل، عن شَبِيب بن بِشْر
(1)
، عن أنس، به.
إلَّا أنَّه عند أبي نُعَيْم جعل (سفيان الثَّوْري) بين (زَافِر) و (إسرائيل). وقال: "غريب من حديث الثَّوري، لم نكتبه إلَّا من حديث زَافِر".
وأوَّله عندهم: "عينان لا تريان النَّار".
أقول: في إسناده (زَافِر بن سليمان الإِيادي القُهُسْتَانِيّ أبو سليمان) وهو صدوق كثير الأوهام كما قال الحافظ ابن حَجَر. وستأتي ترجمته في حديث (455).
وللحديث شواهد عن عدد من الصحابة، انظر:"الأسماء والكُنَى"(1/ 171)، و"جامع الأصول"(9/ 487 - 488)، و"مجمع الزوائد"(5/ 287 - 288)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 248 - 251) و (4/ 228 - 230)، و"المطالب العالية"(2/ 177).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في فضائل الجهاد، باب ما جاء في
(1)
صُحِّفَ في "التاريخ الكبير" إلى "بشير"، والتصويب من "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (12/ 359 - 360). وأمَّا ما في "التقريب" (1/ 346) -بتحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف رحمه الله من قوله:"شبيب بن بشر أو ابن بشير" فهو تحريف عن (أبو بشر) كما في طبعة "التقريب" التي حققها الأستاذ محمد عوّامة ص 263.
فضل الحرس في سبيل اللَّه (4/ 175) رقم (1639) من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب. وقال التِّرْمِذِيّ: "حسن غريب". وقال: "وفي الباب عن عثمان وأبي رَيْحَانَة".
* * *
238 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا إبراهيم الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن عبَّاد بن موسى، عن هشام بن الكَلْبي، عن فَرْوَة
(1)
بن سعيد بن عُفَيِّف بن مَعْدِي كَرِب، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: كنَّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاء وَفْدٌ من أهل اليمن، فقالوا: يا رسول اللَّه لقد أحيانا اللَّه ببيتين من شعر امرئ القَيْس. قال: وما ذاك؟ قالوا: أقبلنا نريدك، حتى إذا كَّنا بموضع كذا وكذا أخطأنا الماء، فمكثنا لا نَقْدِر عليه، فانتهينا إلى موضع طَلْحٍ وسَمُر
(2)
، فانطلق كلٌّ مِنَّا إلى أصل شجرة ليموت في ظلها، فبينما نحن في آخر رَمَقٍ إذا راكبٌ قد أقبل معتم، فلما رآه بعضنا تمثل:
ولما رَأَتْ أنَّ الشَّريعة هَمُّها
…
وأنَّ البياضَ مِنْ فرائصها دَامي
(3)
تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عند ضارجٍ
…
يُفِئُ عليها الظلّ عَرْمَضُهَا طَامي
فقال الراكب: من يقول هذا الشِّعْر؟ فقال بعضنا: امرؤ القَيْس. قال: هذه
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "قرن". والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (18/ 99 و 100)، و"الإكمال"(6/ 225)، و"الإصابة"(2/ 488)، وغيرها.
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "وممر". والتصويب من "تاريخ دمشق"(3/ 92) -مخطوط-، و"البداية والنهاية"(2/ 219)، و"السَّمُرُ" ضَرْبٌ من شجر الطَّلْح، كما في "المعجم الوسيط" مادة (سمر) ص 448. و"الطَّلْحُ": شجر عِظَامٌ من شجر العِضَاه ترعاه الإبل، كما في المصدر السابق مادة (طلح) ص 561.
(3)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "كامي". والتصويب من "تاريخ دمشق"(3/ 92) -مخطوط-، و"معجم البلدان"(3/ 350)، و"البداية والنهاية"(2/ 219).
واللَّهُ ضارج أمامكم. وقد رأى ما بنا من الجهد، فرجعنا إليها فإذا بيننا وبينها نحو من خمسين ذِرَاعًا، فإذا هي كما وصف امرؤ القَيْس، عليها العروض يُفئ عليها الظلّ.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذاكَ مشهورٌ في الدُّنْيَا، خَامِلٌ في الآخرة، مذكورٌ في الدُّنيا، مَنْسِيٌّ في الآخرة، يجيءُ يومَ القيامةِ معه لواءُ الشُّعَرَاءِ، يَقُودُهُم إلى النَّار".
(2/ 373 - 374) في ترجمة (محمد بن عبَّاد بن موسى العُكْلِيّ، يلقب سَنْدُولًا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (هشام بن محمد بن السائب الكَلْبي أبو المنذر) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (408).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبَّاد بن موسى العُكْلِيّ البغدادي أبو جعفر -يلقب بـ (سَنْدُولا) -) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 406 رقم (561)، وفيه خَبَرٌ يُفْهَمُ منه تضعيف ابن مَعِين له.
2 -
"الثقات" لابن حبَّان (9/ 114) وقال: "يخطئ أحيانًا".
3 -
"تاريخ بغداد"(2/ 373 - 374) وفيه عن ابن الجُنَيْد قال: "سألتُ يحيى بن مَعِين عن محمد بن عبَّاد بن موسى فلم يحمده. قلت: إنما
(1)
أكتب عنه
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "أيما". والتصويب من "تهذيب التهذيب"(9/ 246).
سَمَر وعربية، فَرخَّص لي فيه"
(1)
. وقال أبو العبَّاس ابن عُقْدة: "في أمره نظر".
4 -
"التهذيب"(9/ 245 - 246) وقال: "وذكره ابن عدي في شيوخ البخاري ولم يتابعه أحد على ذلك".
5 -
"التقريب"(2/ 147) وقال: "صدوق يخطئ، من العاشرة، وقيل إن البخاري روى عنه"/ تمييز.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 99 و 100) رقم (179) و (180) من طريقين:
الأول: من طريق محمد بن معاوية بن الفُرَات، عن هشام بن محمد بن السائب الكَلْبي، عن فَرْوة بن سعيد بن عُفَيِّف بن مَعْدِى كَرِب، عن أبيه، عن جَدِّه.
والثاني: من طريق عوف بن المنذر أبو غسان المُرَادي، عن هشام بن محمد بن السائب الكَلْبي، عن سعيد بن فَرْوة
(2)
، به. لكنه لم يذكر إلَّا القسم المرفوع من الخبر، مع الإشارة لقصة البيتين من الشعر في الطريق الثاني.
وعن الطبراني من طريقه الثاني، رواه أبو نُعَيْم الأصبهاني في "المنتخب من كتاب الشعراء" ص 33.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 119): "رواه الطبراني في "الكبير" من طريق سعيد
(3)
بن فَرْوة بن عُفَيِّف عن أبيه عن جَدِّه، ولم أر من ترجمهم".
(1)
هذا النص لا يوجد في "سؤالات ابن الجُنَيد لابن مَعِين". وانظر ص 217 - 218 منه، وتعليق محققه الدكتور أحمد محمد نور سيف.
(2)
أقول: ورد اسمه في بعض الطرق: "فَرْوة بن سعيد"، وفي بعضها الآخر:"سعيد بن فَرْوة".
(3)
تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى "سعد"، والتصويب من "المعجم الكبير"(18/ 99 و 100)، وغيره.
ورواه ابن عساكر -بتمامه
(1)
الذي عند الخطيب- في "تاريخ دمشق"(3/ 92 و 94 - 95) -مخطوط- من طرق -أحدها عن الخطيب-، عن هشام بن محمد بن السائب الكَلْبي، عن فَرْوة بن سعيد، به.
ورواه البَغَوي وأبو زُرْعَة أحمد بن الحسين الرَّازِيّ في كتاب "الشعراء"، من طريق هشام بن محمد السائب الكَلْبي، عن سعيد بن فَرْوة، به.
وفي رواية أبي زُرْعَة: عن فَرْوة بن سعيد بن عُفَيِّف بن مَعْدِي كَرِب، عن أبيه، عن جَدِّه. كما في "الإصابة"(2/ 487 - 488).
وقصّة امرئ القَيْس هذه، ذكرها ابن قُتَيْبَة في "عيون الأخبار"(1/ 143 - 144)، و"الشعر والشعراء" ص 74 - 75، قال العلّامة الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (12/ 96 - 97) بعد أن ذكر نقل ابن قُتَيْبَة لها في كتابيه:"ونقلها صاحب "الأغاني" -وهو غير ثقة- في قِصَّةٍ أخرى من وجه آخر، ونقلها ياقوت في "معجم البُلْدَان" (5/ 421 - 422) وقال: "هذا من أشهر الأخبار"! ! وتعقبته في تعليقي على "الشعراء"، بأنَّها غير معروفة عند المحدِّثين، وهم الحُجَّةُ فيما ينسب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الأخبار".
ثم ذكر وقوفه عليها عند ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 219)، وعند الهيثمي وابن حَجَر من طريق الكَلْبي، وقال:"هذا إسناد مظلم، لا تقوم به حجَّة. بل لا تقوم له قائمة. وإنَّما هي -كلَّها- روايات ضِعَاف متهافتة، يضعِّف بعضها بعضًا".
أقول: (عُفَيِّف بن مَعْدِي كَرِب الكِنْدي) راوي الحديث، ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" (2/ 487) وقال: "عُفَيِّف: بالتصغير، ابن مَعْدِي كَرِب الكْنْدي. . . فَرَّقَ البَغَويّ بينه وبين الأول -أي عُفَيِّف الكِنْدي- وكذا ابن
(1)
وقد ورد عنده في موضع واحد (3/ 94) مختصرًا بذكر المرفوع منه فحسب.
أبي حاتم، إلَّا أنَّه لم يذكر في هذا أنَّه صحابي، بل قال: روى عن عمر، وأشار إلى ذلك ابن عبد البَرِّ. وفرَّق بينهما أيضًا ابن مَاكُولا، فضبط هذا بالتصغير".
وقال ابن مَاكُولا في "الإكمال"(6/ 225): وأمَّا (عُفَيِّف)، مثل الذي قبله -أي بالتصغير- إلَّا أنَّ ياءه مشددة، فهو عفيِّفَ بن مَعْدِ يَكْرِب. سكن البادية، وروى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا، رواه عنه ابنه فَرْوة، ذكره البَغَوي في "المعجم" عن إبراهيم بن هانئ، عن عوف بن المنذر، عن هشام بن محمد، عن سعيد بن فَرْوة بن عُفَيِّف بن مَعْدِ يَكرِب، عن أبيه، عن جَدِّه. ورواه محمد بن عبَّاد بن موسى سَنْدُولا، عن هشام بن محمد، عن فَرْوة بن سعيد بن عُفَيِّف، عن أبيه، عن جَدِّه، واللَّه أعلم بالصواب".
وسيأتي في حديث رقم (1422) تخريج قوله صلى الله عليه وسلم: "امرؤ القَيْس قائدُ الشُّعَرَاءِ إلى النَّار". وبيان أنَّه ضعيف.
* * *
239 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأَزْرَق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان، حدَّثنا موسى بن هارون، حدَّثنا محمد بن عبَّاد المَكِّي، حدَّثنا سفيان،
عن عمرو قال: ذكروا القَدَرِيَّة عند ابن عبَّاس بعدما ذَهَبَ بَصَرُهُ. قال: هل في البيت أحد منهم؟ فأروني آخذ برأسه.
وقال ابن عبَّاس: إنَّه منظوم بالتوحيد أنَّه حين جاءه جبريل في الصورة التي لم يره فيها ولا يعرفه، فسأله عن الإيمان، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هو كذا وكذا، والإيمان بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ".
قال وقال غيره: آخذ برأسه فأتصببه.
(2/ 374 - 375) في ترجمة (محمد بن عبَّاد بن الزِّبْرِقَان المَكِّي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الجديث:
رجال إسناده حديثهم حسن؛ بيد أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبَّاد الزِّبْرِقَان المَكِّي) فإنَّه "صدوق يهم" كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 174). وقد قال الإِمام أحمد عنه: "حديثه حديث أهل الصدق وأرجو أنَّه لا يكون به بأس". وقال مرَّةً: "يقع في قلبي أنَّه صدوق". وقال ابن مَعِين: "لا بأس به". وقال صالح جَزَرة: "لا بأس به". وقال ابن قَانِع: "كان ثقة". انظر: "تاريخ بغداد"(2/ 374 - 376)، و"التهذيب"(9/ 244 - 245).
وقد ذكر الخطيب عقب روايته له عن أبي عِمْران موسى بن هارون قوله: "لا نعلم في الأرض أحدًا روى حديث ابن عبَّاس عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غير محمد بن عبَّاد".
كما روى الخطيب في ترجمة (محمد بن عبّاد)(2/ 376) عن عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني عن أبيه قوله: "ذكروا عند ابن عبَّاس القَدَرِيَّة فقال ابن عبَّاس: لو أنَّ هاهنا منهم أحد لفعلت به. قال: هذا سمعته من سفيان. فقلت -القائل: ولده عبد اللَّه-: ففيه كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للذي سأله فقال: "أنْ يؤمن بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ"، أو شيء مرفوع، قال: لا، وأنكره".
و(عمرو) هو (ابن دينار المَكِّي الجُمَحِيّ مولاهم أبو محمد الأَثْرَم): إمام حافظ ثقة ثَبْت، خرَّج له الستة، وكانت وفاته عام (126 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 300 - 307)، و"التهذيب"(8/ 28 - 30)، و"التقريب (2/ 69).
و(سفيان) هو (ابن عُيَيْنَة بن أبي عِمْران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المَكِّي): إمام حجَّة ثقة حافظ فقيه، وقد تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ، وكان ربما دلَّس لكن عن الثقات، وهو أثبت النَّاس في عمرو بن دينار المَكِّي، خرَّج له الستة،
وتوفي عام (198 هـ) وله (91) سنة. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(11/ 177 - 196)، و"السِّيَر"(8/ 400 - 418)، و"التهذيب"(4/ 117 - 122)، و"التقريب"(1/ 312)، و"الكواكب النَّيِّرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" ص 220 - 235.
و(موسى بن هارون) هو (الحمّال البغدادي أبو عِمْران): إمام حافظ حجَّة ناقد. توفي عام (294 هـ). انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(13/ 50 - 51)، و"السِّيَر"(12/ 116 - 119)، و"التقريب"(2/ 289).
و(أبو سهل أحمد بن محمد القطَّان): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وشيخ الخطيب (محمد بن الحسين الأَزْرَق القطَّان أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
التخريج:
لم أقف عليه بتمام هذا السياق عند غير الخطيب فيما رجعت إليه.
وقد ذكره الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 244 - 245) في ترجمة (محمد بن عبّاد بن الزِّبْرِقَان المَكِّي) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل ما تقدَّم عن موسى بن هارون الحمّال وعليّ بن المَدِيني.
وقد روى أحمد في "مسنده"(1/ 318 - 319) عن ابن عبَّاس مُطَوَّلًا، حديث سؤال جبريل عليه السلام للنبيِّ صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والسَّاعة، رواه من طريق عبد الحميد، عن شَهْر بن حَوْشَب، عنه مرفوعًا، وجاء فيه:"وتؤمن بالقَدَرِ كلِّه خَيْرِهِ وَشَرِّهِ".
ورواه مطوَّلًا بنحوه، البزَّار في "مسنده"(1/ 21 - 22) رقم (24) -من
كشف الأستار- عن أحمد بن معلّى الأَدَمِي، حدَّثنا جابر بن إسحاق، حدَّثنا سلَّام أبو المنذر، عن عاصم، عن أبي ظَبْيَان، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 39): "رواه أحمد والبزَّار بنحوه. . . وفي إسناد أحمد: شَهْر بن حَوْشَب".
أقول: قد اضطرب قول الإِمام الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد" في (شَهْر بن حَوْشَب الأشعري الشَّامي) فهو يقول عنه في (1/ 27): "اختلف في الاحتجاج بها. وقال في (1/ 54): "وقد وثِّق على ضعف فيه". وفي (1/ 184): "ضعيف وقد وثِّق". وفي (3/ 125): "ثقة فيه كلام". وفي (4/ 51): "فيه كلام وحديثه حسن". وفي (4/ 294): "حديثه حسن وفيه ضعف". وفي (5/ 147): "ضعيف يُكْتَبُ حديثه". وفي (5/ 261): "ضعيف". وفي (6/ 228): "ثقة وفيه كلام لا يضر". وغير ذلك مما يقف عليه من تتبع كلامه.
ولكشف حاله أذكر من ترجم له من الأئمة وأقوالهم فيه، فقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ ابن مَعِين"(2/ 260) وقال: "ثقة". وقال مرَّةً: "ثَبْت".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 258 - 259) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 137 رقم (310) وقال: "ليس بالقويِّ".
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 382 - 383) وفيه أنَّ شُعْبَة ترك حديثه. وكان يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي لا يحدِّث عنه. وقال أحمد: "ما أحسن حديثه، ووثَّقه". وقال أبو حاتم: "ليس بدون أبي الزُّبَيْر، لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال أبو زُرْعَة: "لا بأس به، ولم يلق عمرو بن عَبَسَة".
5 -
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 77 - 78.
6 -
"المجروحين"(1/ 361 - 362) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات المُعْضَلات وعن الأثبات المقلوبات".
7 -
"الكامل"(4/ 1354 - 1358) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث، وهو ممن لا يُحْتَجُّ بحديثه ولا يُتَدَيَّنُ به".
8 -
"التهذيب"(4/ 369 - 372) وقد طوَّل في ترجمته وذكر أقوالًا كثيرة فيه من غير ما تقدَّم، وهي بين معدِّل له وجارح.
9 -
"التقريب"(1/ 355) وقال: "صدوق كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة -يعني ومائة-" بخ م 4.
أمَّا إسناد البزَّار فإنَّه حسن إذا كان شيخه (أحمد بن مُعَلّى الأَدَمِي) هو (الأَسَدِيّ الدِّمَشْقِيّ) المترجم له في "تهذيب الكمال"(1/ 485 - 487)، و"التهذيب"(1/ 80 - 81)، و"التقريب" (1/ 26) وقال عنه فيه:"صدوق من الثانية عشرة".
وقد قال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(3/ 463) -في تفسير سورة لُقْمَان آية رقم (34) - بعد أن ذكر رواية أحمد بطولها من طريق شَهْر
(1)
بن حَوْشب: "حديث غريب ولم يخرِّجوه".
وقد روى أحمد في "المسند"(1/ 330) من طريق الأوزاعي، عن بعض إخوانه، عن محمد بن عبيد المَكِّي، عن عبد اللَّه بن عبَّاس قال: قيل لابن عبَّاس: إنَّ رجلًا قدم علينا يكذب بالقَدَرِ، فقال: دلّوني عليه، وهو يومئذٍ قد عَمِيَ، قالوا: وما تصنعُ به يا أبا عبَّاس؟ قال: والذي نفسي بيده، لئن استمكنت منه لأَعُضَّنَّ أَنْفَهُ حتى أقطعَه! ولئن وقعت رقَبْتُهُ في يدي لأَدُقَّنَّها! فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: كأني بنساء بني فِهْرٍ يَطُفْنَ بالخَزْرَج تَصْطَفِقُ أَلْيَاتُهُنَّ مشركاتٍ، هذا أوَّلُ شِرْكِ هذه الأُمَّة، والذي نفسي بيده لينتهينَّ بهم سوءُ رأيهم حتى يُخْرِجُوا
(1)
تَصَحَّفَ في "تفسير ابن كثير" إلى "بهز". والتصويب من "المسند" لأحمد (1/ 318)، و"مجمع الزوائد"(1/ 39).
اللَّه مِن أن يكونَ قَدَّرَ خيرًا، كما أخرجوه مِنْ أَنْ يكونَ قَدَّرَ شَرًّا".
ثم روى عقبه من طريق الأوزاعي، حدَّثني العلاء بن الحجَّاج، عن محمد بن عبيد المَكِّي، عن ابن عبَّاس بهذا الحديث. قلت: أدرك محمدٌ ابن عبَّاس؟ قال: نعم.
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 204): "رواه أحمد من طريقين وفيهما محمد
(1)
بن عبيد المَكِّي وثَّقه ابن حبَّان وضعَّفه أبو حاتم. وفي إحداهما رجل لم يسمّ، وسمَّاه في الأخرى: العلاء بن الحجَّاج ضعَّفه الأَزْدِيّ".
وحديث الإيمان بالقدر خيره وشرِّه. حديث صحيح ثابت مشهور، رواه مسلم في الإيمان، باب وصف جبريل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان (1/ 36 - 38) رقم (8)، وغيره، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وانظر في طرقه والكلام عليه: "جامع العلوم والحِكَم" لابن رجب ص 20 وما بعد، و"فتح الباري"(1/ 115 - 116) -في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان. . -.
* * *
240 -
حدَّثنا يحيى بن عليّ الدَّسْكَري -بحُلْوان-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن المُقرئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو الطيِّب محمد بن عبد الصمد الدَّقَّاق البغدادي، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه أبو جعفر المُكْتِب، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيْم
(2)
، عن عبد الرحمن بن بَهْمَان قال:
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "أحمد". والتصويب من "المسند"(1/ 330)، و"التاريخ الكبير"(1/ 171)، و"الجرح والتعديل"(8/ 10).
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "خيثم". والتصويب من "الجرح والتعديل"(5/ 111)، و"التقريب"(1/ 432).
سمعت جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الحُدَيْبِيَة وهو آخذٌ بيد عليّ يقول: "هذا أميرُ البَرَرَةِ، وقاتلُ الفَجَرَةِ، منصورٌ من نصره، مخذولٌ من خذله. يمّد بها صوته. أنا مدينةُ العِلْمِ وعليٌّ بابُهَا، فمن أرادَ البَيْتَ فليأتِ البابَ".
(2/ 377) في ترجمة (محمد بن عبد الصمد الدَّقَّاق أبو الطيِّب).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والشطر الأول من الحديث: "هذا أمير البررة" إلى قوله "مخذول من خذله": موضوع. أمَّا الشطر الثاني: "أنا مدينة العلم. . . " فله شواهد عِدَّةٌ، وهو حديث ضعيف، وذهب بعض الأئمة إلى أنه موضوع.
فيه (أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد المُؤَدِّب المُكْتِب الهُشَيْمي أبو جعفر) وهو كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (547).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد الصمد الدَّقَّاق أبو الطيِّب) لم يزد الخطيب عن قوله فيه: ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".
و(سفيان) هو (الثَّوْري) كما صرِّح به عند الحاكم في "المستدرك"(3/ 129).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 195) -في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد المؤدِّب المُكْتِب) - من طريق أحمد هذا، عن عبد الرزاق، به
(1)
. وقال: "هذا حديث منكر موضوع لا أعلم رواه عن عبد الرزاق إلَّا أحمد بن عبد اللَّه المُؤَدِّب هذا". وقال عن أحمد هذا: "كان بِسُرَّ مَنْ رَأى يضع الحديث".
(1)
وقع تصحيف في الإسناد في غير موضع من "الكامل" المطبوع، فليصحح.
ورواه الحاكم في "المستدرك" مفرَّقًا. حيث روى في (1/ 129) الشطر الأول منه: "هذا أمير البررة" إلى قوله: "ثم مَدَّ بها صوته"، من طريق النُّعْمَان بن هارون البَلَدي، عن أحمد بن عبد اللَّه، به
(1)
. وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل واللَّهُ موضوع، وأحمد: كذَّاب. فما أجهلكَ على سَعَة معرفتك".
وروى في (1/ 127) منه، من الطريق السابق ذاته، الشطر الثاني:"أنا مدينةُ العِلْمِ. . . ". وصحَّح إسناده، وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله:"العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثاله من البواطيل، وأحمد هذا: دَجَّال كذَّاب".
وروى الشطر الثاني فحسب، الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم"(1/ 161 - 162)، وأبو الحسن شاذان الفضلي في "خصائص عليّ" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 335) -، من طريق محمد بن إبراهيم الأَنْمَاطي، عن الحسين بن عبيد اللَّه التَّمِيمي، عن حُبَيْب
(2)
بن النُّعْمَان، عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا بلفظ: "أنا مدينةُ الحِكْمَةِ
(3)
وعليٌّ بابُها، فمن أراد المدينةَ فليأتِ إلى بَابِهَا".
قال الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 161): "حُبَيْب بن النُّعْمَان. . . أعرابي ليس بالمعروف. . . روى عنه الحسين بن عبيد اللَّه التَّمِيمي، وهو أيضًا في عداد المجهولين".
ورواه ابن الجَوْزي بتمامه في "الموضوعات"(1/ 353) عن ابن عدي من
(1)
وقع تصحيف في الإسناد من "المستدرك" المطبوع، فليصحح.
(2)
صُحِّفَ في "اللآلئ"(1/ 35) إلى: "خبيب" بالخاء. والتصويب من "تلخيص المتشابه"(1/ 161).
(3)
لفظه في "تلخيص المتشابه": "أنا مدينة الحكم، أو الحكمة. . . ".
طريقه المتقدِّم، وقال:"وقد رواه أحمد بن طاهر بن حَرْمَلَة بن يحيى المِصْري، عن عبد الرزاق مثله سواء، إلَّا أنَّه قال: "فمن أراد الحكم فليأت الباب". هذا حديث لا يصحُّ من جميع الوجوه".
وقال: "أمَّا حديث جابر ففي طريقه الأول: أحمد بن عبد اللَّه المُكْتِب، قال ابن عدي: كان يضع الحديث. وفي طريقه الثاني: أحمد بن طاهر بن حَرْمَلَة، قال ابن عدي: كان أكذب النَّاس"
(1)
.
أقول: والشطر الثاني من الحديث: "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها فمن أراد البيت فليأت الباب"، قد اختلف الأئمة في الحكم عليه اختلافًا عريضًا؛ فبعضهم حكم بصحته، والبعض حكم بحسنه، والبعض بضعفه، وآخرون بوضعه. وقد فصَّلْتُ القولَ في ذلك في حديث رقم (612)، وقَدَّمْتُ قول من قال بضعفه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
241 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن عَبْدَك القزَّاز، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادة، حدَّثنا عن عليّ بن زيد
(2)
، عن أُمِّ محمّد،
عن عائشة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"يُرْسَلُ على الكافر حَيَّتَان، واحدة مِنْ قِبَلِ رأسه، والأخرى مِنْ قِبَلِ رجليه، يقرضانه قرضًا، فكلّما فرغتا عادتا، إلى يوم القيامة".
(2/ 384) في ترجمة (محمد بن عَبْدَك بن سالم القزَّاز).
(1)
وانظر ترجمته في "اللسان"(1/ 189). وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كذَّاب". وقال أحمد بن الحسن المَدائني: "كان أكذب البَرِيَّة".
(2)
هكذا في المطبوع. وفي "المسند" لأحمد (6/ 152): "عن رَوْح، حدَّثنا حمَّاد، عن عليّ بن زيد". وهو الصواب، حيث لا رواية لـ (رَوْح) عن (عليّ) إلَّا بواسطة. فإن لم يكن هناك سقط في المطبوع، ففي الإسناد جهالة من حدَّث عنه (رَوْح).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمِيّ البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 252) وقال: "كان أعمى، وكان كثير الحديث وفيه ضعف، ولا يحتجّ به".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 417) وقال: "ليس بشيء في الحديث". وقال: مرَّة: "ليس بحجّة".
3 -
"أحوال الرجال" ص 114 رقم (185) وقال: "ضعيف، وفيه مَيْلٌ عن القصد، لا يحتجّ بحديثه".
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 346 رقم (1186) وقال: "يُكْتَبُ حديثه، وليس بالقويِّ، وكان يتشيع". وقال مرَّةً: "لا بأس به".
5 -
"السنن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 46) رقم (2678)، وقال:"صدوق إلَّا أنَّه ربما يَرْفَعُ الشيء الذي يُوقِفُهُ غَيْرُهُ".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 229 - 231) وفيه عن حمَّاد بن زيد: "كان يقلب الأحاديث".
7 -
"الجرح والتعديل"(6/ 186 - 187) وفيه: "كان يحيى بن سعيد يتَّقي الحديث عن عليّ بن زيد". وقال أحمد: "ليس هو بالقويِّ، روى عنه النَّاس". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال: أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ".
8 -
"المجروحين"(2/ 103 - 104) وقال: "كان شيخًا جليلًا، وكان يهم في الأخبار، ويخطئ في الآثار، حتى كثر ذلك في أخباره، وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير، فاستحق ترك الاحتجاجّ به".
9 -
الكامل (5/ 1840 - 1845) وقال: "كان يُغالي في التشيع في جملة أهل البصرة، ومع ضعَّفه يُكْتَبُ حديثه".
10 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 77) وقال: "ضعيف".
11 -
"المغني"(2/ 447) وقال: "صالح الحديث".
12 -
"الكاشف"(2/ 248) وقال: "أحد الحفَّاظ، وليس بالثَّبْت. . . قال الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يزال عندي فيه لِيْنٌ".
13 -
"التهذيب"(7/ 322 - 324) وفيه عن أحمد: "ليس بشيء". وقال مرَّة: "ضعيف الحديث". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة صالح الحديث وإلى اللين ما هو". وقال النَّسَائي: "ضعيف". وقال ابن خُزَيْمَة: "لا أحتج به لسوء حفظه". وقال ابن حَجَر: "ومُسْلِمٌ إنَّما روى له مقرونًا بغيره".
14 -
"التقريب"(2/ 37) وقال: "ضعيف، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين -يعني ومائة-، وقيل قبلها"/ بخ م 4.
وفيه (أُمُّ محمّد) وهي (أُمَيَّة بنت عبد اللَّه، ويقال: أمينة، وآمنة)، وكانت زوجة لـ (زيد بن جُدْعَان). و (عليّ بن زيد بن جُدْعَان) هو ربيبها، فهي امرأة أبيه وليست أمّه. وقد نبَّه الحافظ المِزِّيّ في "تهذيب الكمال" (3/ 1678) -مخطوط- إلى أنَّه قد وقع في بعض النسخ المتأخرة من "سنن التِّرْمِذِيّ": عن عليّ بن زيد بن جُدْعان عن أُمِّه، وهو غلط. وقد ترجم لها المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(3/ 1678) -مخطوط-، والذَّهَبِيّ في "الكاشف"(3/ 421)، وابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 402)، و"التقريب"(2/ 590 و 624)، ولم يذكروا فيها جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 152) عن رَوْح، حدَّثنا حمَّاد، عن عليّ بن زيد، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 55): "رواه أحمد وإسناده حسن".
أقول: بل ضعيف لما تقدّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 1001) إلى أحمد والخطيب فحسب.
* * *
242 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن يوسف بن حمدان الهَمْدَاني، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر بن مِرْدَاس السُّغْدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ -قدم علينا-، حدَّثنا عصام بن يوسف، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن يحيى بن سعيد،
عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرفُع يديه إذا افتتح الصَّلاة، وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الرُّكُوعِ.
(2/ 386) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ التَّمِيميّ السَّمَرْقَنْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغدِيّ
(1)
أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 351 رقم (485) وقال: "طوَّف في البُلْدَان، يكذب ويضع".
(1)
ويقال أيضًا: "الصَّغْدِيّ" بالصاد المهملة. وهما صُغْدَان: صُغْدْ بُخَارى، وصُغْد سَمَرْقَنْد. وهي قُرَى متصلة خلال الأشجار والبساتين، من سَمَرْقَنْد إلى قريب من بُخَارى، يضرب بحسنها المثل. انظر:"الأنساب"(7/ 86) و (8/ 70 - 71)، و"مراصد الاطلاع"(2/ 842).
2 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من المشايخ" ص 84 - 85 رقم (32) قال السَّهْمِيّ: "سمعت أبا الحسين يعقوب بن موسى الفقيه ببغداد يقول: لقيت جماعة يحدِّثون عن محمد بن عبد السَّمَرْقَنْدِيّ أحاديث موضوعة قد حَدَّثَ بها في بُلْدَان شتى. . . ".
3 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 983 - 984) وقال: "روى عن شيوخ ثقات مناكيرَ لا يُتَابَعُ عليها. روى عن عصام البَلْخي وقُتَيْبة. وقال الحفَّاظ: لم يدرك عصامًا. . . وروى الموضوعات عن الثقات، سكتوا عنه. وروى عنه جماعةٌ من العلماء والكبار، لا أدري كيف ذلك! . . . . وأطبق الحفَّاظ على أنّ حديثه متروك. وَرَدَ قَزْوين سنة ثلاثمائة. . ".
4 -
"تاريخ بغداد"(2/ 386 - 390) وقال: "قدم بغداد وحدَّث بها وبغيرها. . . أحاديث منكرة وباطلة". وفيه عن أبي سعيد بن يونس: "لم يكن بالمحمود في الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "لم يكن مرضيًا في الحديث". وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإِدْرِيسي: "يحدِّث بالمناكير على الثقات، يتّهم بالكذب، وكأنَّه كان يسرق الحديث والإفرادات يحدِّث بالمناكير بها ويُتَابع الضعفاء والكذَّابين في رواياتهم عن الثقات بالأباطيل".
5 -
"التدوين في أخبار قَزْوين" للرَّافعي (1/ 310 - 311) وقال: "تكلّموا فيه. فقال أبو بكر الجِعَابِيّ: يجب أَنْ لا يُرْوَى الحديث عن مِثْلِهِ".
6 -
"المغني"(2/ 610) وقال: "كان يضع الحديث".
7 -
"الميزان"(3/ 633 - 634) وقال: "معروف بوضع الحديث".
8 -
"اللسان"(5/ 271 - 272) وقال: "قال الحاكم في "تاريخه": كان يقدم نَيْسَابُور وسائر المدن فيحدِّث عن عصام وقُتَيْبَة وصالح بن محمد التِّرْمِذِيّ وأقرانهم بأحاديث معضلات. . . وعجائبه لا يحتملها هذا الموضع".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته محمد بن عبد بن عامر عن عصام. ورواه مسلم بن أبي مسلم الحَرَمِيّ عن وكيع عن الثَّوْري. وقد روى عبد الوهاب الثقفي عن حُمَيْد عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل هذا. ورواه خالد بن عبد اللَّه الواسطي وعبد اللَّه بن المبارك ويحيى بن سعيد القطَّان ومعاذ بن معاذ العَنْبَري ويزيد بن هارون عن حُمَيْد عن أنس موقوفًا. وأمَّا حديث يحيى بن سعيد عن أنس فقريب من حديث الثَّوْري، تفرَّد بروايته مسلم الحَرَمي عن وكيع عنه. ويرى أنَّ محمد بن عبد سرقه فألزقه على عصام بن يوسف، واللَّه أعلم. وقد حدَّث به شُعْبَة بن الحجّاج عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يَسَار عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا".
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(6/ 434 - 425) رقم (3793) عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا عبد الوهاب الثَّقَفِيّ، عن حُمَيْد، عن أنس قال:"رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع".
أقول: رجاله رجال الصحيح، غير أنَّ حُمَيْدًا الطويل قد عَنْعَنْ وهو مدلِّسٌ كثير التدليس عن أنس. انظر "تعريف أهل التقديس" ص 86.
وتغيُّر (عبد الوهاب الثقفي) بأَخَرَةٍ -وهو ثقة- لا يضر، لأنَّه عند تغيُّره قد حُجِبَ، وقد خرَّج له مسلم في "صحيحه" من رواية أبي بكر بن أبي شَيْبَة عنه. انظر "الكواكب النَّيِّرَات" ص 314 - 319.
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 102): بعد أن عزاه لأبي يَعْلَى: "رواه ابن ماجه
(1)
-خلا قوله: وإذا رفع رأسه من الركوع-، ورجاله رجال الصحيح".
(1)
في إقامة الصَّلاة والسُّنَّة فيها، باب رفع اليدين إذا ركع. . . (1/ 281) رقم (866) عن محمد بن بشّار، حدَّثنا عبد الوهاب، به.
ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 235)، وعنه أبو يَعْلَى في "مسنده"(6/ 399) رقم (3752) عن عبد الوهاب الثَّقَفِي، عن حُمَيْد، عنه، بلفظ:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع والسجود".
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 290) من طريق عبد الوهاب، عن حُمَيْد، عن أنس بلفظ:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "لم يروه عن حُمَيْد مرفوعًا غير عبد الوهاب، والصواب من فعل أنس".
أقول: من فعل أنس رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفِهِ"(1/ 235) عن معاذ بن معاذ، عن حُمَيْد، عن أنس أنَّه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 107) بعد أن ذكر حديث ابن ماجه: "هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيحين، إلَّا أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ أعلَّه بالوقف. . . رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه" عن محمد بن يحيى الزِّمَاني
(1)
عن عبد الوهاب به. ورواه ابن حِبَّان في صحيحه عن عبد اللَّه بن قَحْطَبَة
(2)
والحسن
(3)
بن سفيان عن محمد بن بشَّار عن عبد الوهاب به".
(1)
صُحِّفَ في "مصباح الزجاجة" إلى "الزعاني". والتصويب من "تهذيب التهذيب"(9/ 520).
(2)
صُحِّفَ في "مصباح الزجاجة" إلى "قحطية". والتصويب من مقدمة صحيح ابن حِبَّان (1/ 14) ط مؤسسة الرسالة.
(3)
صُحِّفَ في "مصباح الزجاجة" إلى "الحسين". والتصويب من "تذكرة الحفَّاظ"(3/ 920)، و"السِّيَر"(16/ 93).
وقال الإِمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 413 - 414) بعد أن ذكر رواية ابن ماجه، نقلًا عن الإِمام ابن دَقِيق العيد في كتابه "الإِمام":"وقد رواه البيهقي في "الخلافيات" من جهة ابن خُزَيْمَة عن محمد بن يحيى بن فيَّاض عن عبد الوهاب الثَّقفي به، وزاد فيه: "وإذا رفع رأسه من الركوع". ورواه البخاري في كتابه المفرد -في رفع اليدين- حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن حَوْشب، حدَّثنا عبد الوهاب به: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند الركوع. انتهى. قال الطَّحَاوي: وهم يضعِّفون هذا، ويقولون: تفرَّد برفعه عبد الوهاب والحفَّاظ يُوقِفُونَهُ على أنس". انتهى كلام الزَّيْلَعِيّ.
وللحديث شواهد كثيرة جدًّا، انظرها في:"نصب الراية"(1/ 407 - 418)، و"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق"(2/ 767 - 779)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 218 - 220)، و"جامع الأصول"(5/ 299 - 311)، و"مجمع الزوائد"(2/ 101 - 103). وانظر تعليق العلّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على "سنن التِّرْمِذِيّ"(2/ 41 - 43).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في صفة الصَّلاة، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء (2/ 218) رقم (735) وغير موضع، ومسلم في الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام. . . (1/ 292) رقم (390)، وغيرهما، عن ابن عمر رضي الله عنه قال:"إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حَذْوَ منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبَّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا ولك الحَمْدُ. وكان لا يفعل ذلك في السجود".
* * *
243 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطَّان، أخبرنا أحمد بن عمر بن العبَّاس القَزْويني -قدم علينا-، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر، حدَّثنا قُتَيْبَة، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ "دَعْ ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبُكَ، فإنَّك لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شيءٍ تَرَكْتَهُ للَّه عز وجل".
(2/ 387) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والشطر الأول منه: "دع ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ" صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (242).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا الحديث باطل عن قُتَيْبَة عن مالك، وإنَّما يحفظ عن عبد اللَّه بن أبي رُومَان الإِسْكَنْدَرَاني، عن ابن وَهْب، عن مالك، تفرَّد واشتهر به ابن أبي رُومان وكان ضعيفًا. والصواب عن مالك من قوله، قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من أبي رُومان فرواه كما ذكرنا".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث رقم (191).
وسيأتي أيضًا برقم (961).
* * *
244 -
أخبرنا أبو منصور عبد اللَّه بن عيسى بن إبراهيم المُحْتَسِب -بِهَمْدَان-، حدَّثنا أبو الطيِّب أحمد بن محمد بن العبَّاس بن هشام النَّهَاوَنْدِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر بن مِرْداس السَّمَرْقَنْدِيّ، حدَّثنا عصام بن يوسف، حدَّثنا شُعْبَة، عن حُمَيْد الطويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سورة ياسين
تُدْعَى في التوراة المُعَمَّة". قيل يا رسول اللَّه: وما المُعَمَّة؟ قال: "تعمّ صاحبها بخيري الدُّنيا والآخرة، وتُكابد عنه بلون الدُّنيا، وترفع عنه أهاويل الآخرة، وتُدْعَى القاضية الدَّافعة، تدفع عن صاحبها كلّ سوء، ونقضي له كلّ حاجة، ومن قرأها عدلت له عشرين حَجَّة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل اللَّه، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف نور، وألف يقين، وألف بركة، وألف رحمة، ونزحت منه كلّ غِلٍّ وداء".
(2/ 387) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ) وهو كذَّاب، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (242).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث بهذا الإسناد باطل. . . وإنَّما يُحْفَظُ من حديث محمد بن عبد الرحمن الجُدْعَاني
(1)
، عن سليمان بن مِرْقَاع
(2)
، عن هلال، عن الصَّلْت، عن أبي بكر الصِّدِّيق، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. أخبرنيه أبو بكر عبد اللَّه بن منصور الصايغ
(3)
، حدَّثنا ابن أبي أُوَيْس
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الجذعاني" بالذال المعجمة. والتصويب من "شُعَب الإيمان"(5/ 401)، و"الميزان"(3/ 619)، وغيرهما.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "مرفاع" بالفاء. والتصويب من "فضائل القرآن" لابن الضُّرَيْس ص 167، و"الشُّعَب"(5/ 401)، وغيرهما.
(3)
وقع سقط في المطبوع هنا وتحريف، فإنّ (الصايغ) ليس شيخًا للخطيب، وهو إنّما يرويه عن عبد اللَّه بن محمد الكاتب، أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن نصر بن منصور الصائغ، حدَّثنا ابن أبي أويس، كما في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 247)، حيث إنّه يرويه عن الخطيب. وانظر ترجمة (أبي جعفر محمد بن نصر الصائغ) في "تاريخ بغداد"(3/ 318 - 319).
قال: حدَّثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدْعَاني، ثم ذكر الإسناد، والذي ذكرته والمتن الذي أورده محمد بن عبد، سواء، غير أنَّ في الألفاظ خلافًا يسيرًا، ولا أعلم يُرْوَى هذا الحديث إلَّا من طريق الجُدْعَاني، وفي إسناده غير واحد من المجهولين، وقد سَرَقَ مَتْنَهُ محمد بن عبد، وَوَضَعَ الإسناد الذي قدَّمناه".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 246) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له". وأعلَّ حديث أنس، بمحمد بن عبد بن عامر.
وقد تعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 234)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 289) ولخَّص تعقيبه فقال:"تُعُقِّبَ بأنَّ حديث أبي بكر أخرجه البيهقي في "الشُّعَب"، وقال تفرَّد به الجُدْعَاني عن سليمان، وهو منكر. انتهى. والجُدْعَاني: لم يُتَّهم بكذبٍ، بل وثِّق، فقال فيه أحمد وأبو زُرْعَة: لا بأس به. فغاية حديثه أن يكون ضعيفًا".
أقول: حديث أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، رواه ابن الضُّرَيْس في "فضائل القرآن" ص 167 رقم (217) و (218)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 400 - 402) رقم (2237)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 143) -في ترجمة (سليمان بن مِرْقَاع) -، والشَّجَري في "أماليه"(1/ 118)، من طريق إسماعيل بن أبي أُوَيْس، عن محمد بن عبد الرحمن الجُدْعَاني، عن سليمان بن مِرْقَاع، عن
(1)
هلال، عن الصَّلْت، عن أبي بكر الصِّدِّيق، به.
قال البيهقي: "تفرَّد به محمد بن عبد الرحمن هذا عن سليمان، وهو منكر".
(1)
تَصَحَّفَ في "فضائل القرآن" ص 167 إلى "بن".
وقال العُقَيْلي: منكر، ولا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به.
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 620) في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر التَّيْمِيّ الجُدْعَاني): "أتي بخبر باطل، أنا أتهمه به في "يس"، من قرأها عدلت له عشرين حَجَّة. . . وسليمان أيضًا ضعيف".
وقال العلّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 301: "وشيخه -يعني محمد بن عبد الرحمن الجُدْعَاني- في هذا الخبر سليمان بن مِرْقَاع، وهو هالك".
وانظر ترجمة (سليمان) هذا في: "الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 143)، و"الميزان"(2/ 222)، و"اللسان"(3/ 105).
ورواه من حديث أبي بكر، ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 247) عن الخطيب من ذات الطريق، وأعلّه بـ (الجُدْعَاني)، ونقل عن النَّسَائي قوله فيه:"متروك الحديث".
وسيأتي الحديث برقم (922) من حديث عليّ بن أبي طالب، وفي إسناده كذَّاب.
* * *
245 -
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أحمد بن عمر بن العبَّاس القَزْوِينيّ، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر السَّمَرْقَنْدِيّ -بقَزْوين-، حدَّثنا عصام بن يوسف، عن سليمان التَّيْمِيّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تفشوا في الكلام -يعني القَدَر- فإنَّه سرّ اللَّه
(1)
، ولا تُجَادلوا أهل البِدَعِ، فإنَّ الشيطان يريد بكم الغي، واللَّه يريد بكم الخير".
(1)
في "تنزيه الشريعة"(1/ 320) -معزوًا للخطيب-: "لا تفشوا الكلام في القدر، فإنه سر اللَّه".
(2/ 388) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (242).
قال الحافظ الخطيب عقبه: هذا الحديث لا أصل له عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعه محمد بن عبد إسنادًا ومتنًا، وله أحاديث كثيرة تشابه ما ذكرناه، وكلّها تدل على سوء حاله وسقوط رواياته.
وشيخ الخطيب: (ابن الفضل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق القطَّان أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه من المصادر.
وقد ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشَّريعة"(1/ 320) -في القسم الثالث، وهو زيادات السُّيُوطِيّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب وحده، ونقل قول الخطيب السابق مختصرًا.
* * *
246 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا محمد بن يوسف بن حَمْدَان الهَمْدَاني، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر، أخبرنا عبد بن حُمَيْد الكِسِّيّ
(1)
، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن قَتَادَة،
(1)
قال السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب"(10/ 429): "هذه النسبة إلى بلدةٍ بما وراء النهر، يقال لها: كِسّ. . . وقد ذكر الحفّاظ في تواريخهم أن اسم هذه البلدة كِسّ، بكسر الكاف والسين غير المنقوطة، والنسبة إليها: كِسِّيّ. غير أن المشهور كَشّ، بفتح الكاف والشين المنقوطة".
عن أنس قال: لما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الغَار، أخذ أبو بكر بِغَرْزِهِ، فنظر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى وجهه، فقال:"يا أبا بكر ألا أبشرك"؟ . قال: بلى? ! فداك أبي وأُمِّي. قال: إنَّ اللَّه يتجلّى يوم القيامة للخلائق عامّة، ويتجلَّى لك يا أبا بكر خاصَّة".
(2/ 388) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ) وهو وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (242).
قال الحافظ الخطيب عقبه: هذا الحديث لا أصل له عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعه محمد بن عبد إسنادًا ومتنًا، وله أحاديث كثيرة تشابه ما ذكرناه، وكلُّها تدل على سوء حاله وسقوط رواياته.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 304 - 305) عن أنس من ثلاثة طرق:
الأول: عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (محمد بن عبد بن عامر)، ونقل قول الخطيب السابق.
الثاني: من طريق بنوس بن أحمد بن بنوس، عن أبي خَلِيفة الجُمَحي، عن هارون، عن حُمَيْد، عنه، به.
وقال: فيه (بنوس) وهو مجهول لا يعرف.
أقول: ترجم الذَّهَبِيُّ لـ (بنوس) هذا في "ميزانه"(1/ 353) وقال:
"بنوس بن أحمد الواسطي. وضع عن أبي خَلِيفة الجُمَحي حديثًا".
وذكر ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 64) في ترجمته عقب قول الذَّهَبِيّ المتقدم، حديثه هذا، ناقلًا عن ابن الجَوْزي قوله السابق في تجهيله. ثم قال:"والحديث له طرق كلّها واهية. ورأيت في نسخة الموضوعات بخطِّ أبي القاسم ولد المصنِّف ينوس بياء مثناة من تحت في أوله".
الثالث: من طريق عمر بن محمد بن عيسى الجَوْهَري، عن إبراهيم بن مهدي، عن السَّكَن بن سعيد القاضي ومحمد بن سعيد بن مِهْران، عن عمرو بن عَوْن، عن يزيد بن هارون التُّسْتَرِيّ، عن قَتَادة، عنه، به.
وقال: فيه مجاهيل وأحدهم سرقه من محمد بن عبد.
قال ابن عَرَّاق (1/ 371): "أعلَّهُ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الموضوعات" بإبراهيم بن مهدي، واللَّه أعلم".
وللحديث شواهد من حديث جابر، وأبي هريرة، وعائشة، والحسن بن عليّ.
أمَّا حديث جابر: فقد ورد من طرق عنه، وكلُّها تالفة، وسيأتي تخريجه والكلام عليه برقم (1686).
وحديث أبي هريرة: رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 143) -في ترجمة (أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليَمَامي) - من طريق أحمد هذا، عن أبيه، عن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.
وعن ابن حبَّان من طريقه هذا رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 306 - 307).
وقال في (1/ 308) منه: "نرى أنَّ أحمد بن محمد بن عمر اليَمَامي سرقه وغير إسناده. قال أبو حاتم الرَّازِي وابن صَاعِد: كان اليمامي كذَّابًا. وقال
الدَّارَقُطْنِيّ: متروك الحديث. وقال ابن حبَّان: حَدَّثَ بأحاديث مناكير وبِنُسَخٍ عجايب".
أقول: قد تقدَّمت ترجمة (أحمد) هذا في حديث رقم (2).
وحديث عائشة: رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 307) من طريق أبي عبد اللَّه بن بَطَّة، عن أبي محمد الحسن بن عليّ بن زيد، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمّد الحَرَّاني، حدَّثنا أبو قَتَادة عبد اللَّه بن واقد، حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه.
أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن وَاقِد الحَرَّاني أبو قَتَادة) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1056).
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 372): "تُعُقِّبَ بأنَّ ابن واقِد مختلف فيه. قال فيه أحمد: لا بأس به. فهذا الطريق على شرط الحسن"! ! .
وقد علَّق عليه محققا الكتاب الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف والشيخ عبد اللَّه محمد الصِّدِّيق الغُمَاري بقولهما: "هذا بعيد جدًّا، وابن بَطَّة يأتي بطامَّات كِبَار
(1)
، فالحديث موضوع جَزْمًا".
وأمَّا حديث الحسن بن عليّ: فقد رواه مطوَّلًا أبو الحسين بن بِشْران في "فوائده"، من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه، حدَّثنا محمد بن بِشْر، حدَّثنا عطاء بن المبارك، حدَّثنا أبو عبدة، عن الحسن بن عليّ مرفوعًا. كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 288).
(1)
أقول: (عبيد اللَّه بن محمد بن بَطَّة العُكْبَرِيّ أبو عبد اللَّه)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (16/ 529 - 533) وقال:"الإِمام القدوة العابد الفقيه المحدِّث، شيخ العراق". وقال: "لابن بَطَّة مع فضله أوهام وغلط". وانظر كذلك: "تاريخ بغداد"(10/ 371 - 375)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 15)، و"لسان الميزان"(4/ 112 - 115).
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 372): "وفي سنده من يُنْظَر فيه واللَّهُ أعلم".
والحديث ممَّا لم يوافق السُّيُوطِيُّ فيه ابن الجَوْزي في الحكم عليه بالوضع، وذلك لشواهده وطرقه الكثيرة. انظر "اللآلئ المصنوعة" له (1/ 286 - 288).
وقد تابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 371 - 372).
أقول: لا قيمة لتلك الشواهد وطرقها، فهي لا تخلو من كذَّابٍ أو متروكٍ.
وممَّا يُعْجَب منه أنَّ أبا نُعَيْم الأَصْبَهَانِي يقول في "الحِلْيَة"(5/ 12) عقب روايته له من حديث جابر: "هذا حديث ثابت رواته أعلام"!! مع وجود (محمد بن خالد الخُتُّلِيّ) في إسناده وهو صاحب مناكير وقد كُذِّب. وقد علَّق العلّامة اليَمَاني رحمه الله على قوله هذا في حاشيته على "الفوائد المجموعة" ص 330 بقوله: أراد أنَّه ثابت في كتابه ونحو ذلك. فأمَّا الثبوت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فلا".
* * *
247 -
أخبرنا أحمد بن عليّ المُحْتَسِب، أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهَمْدَاني، حدَّثنا أبو نصر محمد بن هارون النَّهْرَوانِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر السَّمَرْقَنْدِيّ، حدَّثنا قُتَيْبَة بن سعيد، حدَّثنا عبد اللَّه بن لَهِيعَة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال: القرآن مخلوقٌ فقد كَفَرَ".
(2/ 389) في ترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد بن عامر السُّغْدِيّ) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (242).
و (أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ): ثقة مدلِّس. وستأتي ترجمته في حديث (309).
التخريج:
رواه السَّهْمِيُّ في "سؤالاته للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من المشايخ" ص 84 - 85 في خبر ذكره من طريق جعفر بن الحجّاج المَوْصلي، عن محمد بن عبد بن عامر، به.
ورواه ابن الجَوْزي: في "الموضوعات"(1/ 107) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (محمد بن عبد بن عامر).
وفي الباب عن أنس، وأبي هريرة، وابن مسعود، وأبي الدَّرْدَاء، وعليّ، ولا يثبت منها شيء.
قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 109): وقد روي في هذا الباب أحاديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليس فيها شيء يثبت عنه".
وقال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 304: إنَّه "من جميع طرقه باطل. . . وروي عن معاذ، وابن مسعود، وجابر، مرفوعًا، ولا يصحّ شيء من ذلك، أسانيده مُظْلِمَةٌ لا ينبغي أَنْ يحتجَ بشيء منها، ولا أَنْ يُسْتَشْهَدَ بها".
وقال الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة" ص 313: "وَذَكَرَ له -يعني السُّيُوطِيّ في "اللآلئ" (1/ 4 - 10) - شواهد، وأطال في غير طائل. فالحديث موضوع، تَجَارأ على وضعه من لا يستحي من اللَّه تعالى".
* * *
248 -
أخبرني عبيد اللَّه بن أبي الفتح، أخبرناه أبو القاسم سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب
(1)
الشاهد، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بن أيوب". والتصويب من "تاريخ بغداد"(9/ 63).
محمد بن عبد الوهاب الحارثي، حدَّثنا أبو شِهَاب، عن عَوْف الأَعْرَابي، عن أبي نَضْرَة
(1)
،
عن أبي سعيد قال: جَمَعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين الظُّهْرِ والعَصْرِ، وبين المَغْرِبِ والعِشَاءِ، فَأَخَّرَ المَغْرِبَ وعَجَّلَ العِشَاءَ، وصَلَّاهُمَا جميعًا.
(2/ 390) في ترجمة (محمد بن عبد الوهاب بن الزُّبَيْر الحارثي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
و(أبو نَضْرَة) هو (المُنْذِر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدِيّ الكُوفي): إمام ثقة كثير الحديث، مشهور بكُنيته. روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وكانت وفاته سنة (108 هـ) أو (109 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 529 - 532)، و"التهذيب"(10/ 302 - 303)، و"التقريب"(2/ 275).
و(عَوْف الأعرابي) هو (عَوْف بن أبي جَمِيلة العَبْدِي البَصْري): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (30).
و(أبو شِهَاب) هو (عبد رَبِّه بن نافع الكِنَانِي الحَنَّاط) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 137): "صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 471): "صدوق يهم، من الثامنة، مات سنة إحدى -أو اثنتين- وسبعين -يعني ومائة-"/ خ م د س ق. وانظر ترجمته مفصّلًا في: "الجرح والتعديل"(6/ 42)، و"تهذيب الكمال"(2/ 771) -مخطوط-، و"التهذيب"(6/ 128 - 130).
و(أبو شِهَاب) هذا هو (الأصغر). وهناك (أبو شِهَاب الحَنَّاط الأكبر) واسمه (موسى بن نافع الأَسَدي) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 289) وقال: "صدوق، من السادسة"/ خ م س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أبي نصر". والتصويب من "السِّيَر"(4/ 529)، وغيره.
(3/ 1397 - 1394) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 374 - 375).
وصاحب الترجمة (محمد بن عبد الوهاب الحارثي) ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 83) وقال: "ربما أخطأ". ووثَّقه البزَّار في "مسنده" -كما في "كشف الأستار"(1/ 331) - وقال: "ثقة مشهور بالعِبَادة". كما أنَّ الخطيب في ترجمته له نقل عن الإِمام صالح جَزَرَة قوله فيه: "ثقة".
والغريب أنَّ الحافظ ابن حَجَر ترجم له في "اللسان"
(1)
، ولم يذكر فيه سوى توثيق ابن حِبَّان له وقوله:"ربما أخطأ"! ! وكانت وفاته عام (229 هـ).
و(عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي أبو القاسم): إمام حافظ ثقة حجَّة. وستأتي ترجمته في حديث (263).
و(أبو القاسم سليمان بن محمد بن أحمد الشاهد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(9/ 63 - 64) وقال: "كان ثقة، يشهد عند الحُكَّام عدلًا مقبولًا". وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس: "كان من أهل بيت الشهادة والسَّتْرِ والثقة، وكان في الحديث ثقة جميل الأمر". وكانت وفاته عام (378 هـ).
وشيخ الخطيب (عبيد اللَّه بن أبي الفتح) هو (عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الأَزْهَرِيّ الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (676).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال ابن مَنِيع سمعت إبراهيم بن أُرْمَةَ
(2)
الأَصْبَهَانِي -وذكر هذا الحديث- قال: ما بالعراق حديث أغرب أو أحسن منه".
(1)
وقد صُحِّفَ فيه "الحارثي" إلى "الجاري".
(2)
قال الحافظ ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(1/ 13): "وبالضم وراء: إبراهيم بن أُرْمَةَ الأَصْبَهَاني الحافظ. وقد تمدُّ الضمة، فيقال: أُورْمَة فلا يلبس، ويجوز حينئذٍ فتح الراء وتسكينها".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 190) رقم (934) - عن موسى بن هارون، عن محمد بن عبد الوهاب الحارثي، به؛ وقال: لم يروه عن أبي نَضْرَة إلَّا عوف، تفرَّد به ابن عبد الوهاب.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 159): بعد أن عزاه له: "ورواه البزَّار مختصرًا: "كان يجمع بين الصلاتين في السفر". وقال: لا نعلمه عن أبي سعيد إلَّا من هذا الوجه، ومحمد بن عبد الوهاب: ثقة مشهور بالعِبَادة. قلت -القائل الهيثمي-: وبقية رجاله ثقات".
ورواية البزَّار هي في "مسنده"(1/ 330 - 331) رقم (686) -من كشف الأستار- عن إبراهيم بن هانئ، حدَّثنا محمد بن عبد الوهاب، به، مختصرًا. وقال ما نقله الهيثمي عنه.
وانظر الأحاديث الواردة في الجمع بين الصلاتين في السَّفَرِ في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 456 - 458)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 388 - 394)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (3/ 159 - 166)، و"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق"(2/ 1117 - 1182)، و"نصب الراية"(2/ 192 - 193)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 48 - 50)، و"جامع الأصول"(5/ 709 - 718)، و"مجمع الزوائد"(2/ 158 - 160)، و"نيل الأوطار"(3/ 226 - 229)، و"إرواء الغَلِيل"(3/ 28 - 38).
* * *
249 -
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر الخصَّاص، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلَّاد، حدَّثنا أحمد بن عليّ الخزَّاز، حدَّثنا محمد بن عبد المجيد
التَّمِيمي، حدَّثنا عُبَيْد اللَّه بن عمرو
(1)
، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن محمد بن قيس النَّخَعِي،
عن أبي الحَكَم البَجَلي قال: دخلت على أبي هريرة، وهو يَحْتَجِمُ، فقال: أتحتجم يا أبا الحَكَم؟ قلتُ: ما، احتجمتُ قطّ. قال: أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أنَّ جبريل عليه السلام أخبره: أنَّ الحِجَامَةَ أنفع ما تَدَاوى به النَّاسُ.
(2/ 392) في ترجمة (محمد بن عبد المجيد التَّمِيمي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "إنْ كان في شيءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، ففي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ".
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد المجيد التَّمِيمي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 392) وفيه عن محمد بن غالب تَمْتَام: "كان آيةً منكرًا". وقال الخطيب: "إنَّه ضعيف".
2 -
"الميزان"(3/ 630) وقال: "ضعَّفه محمد بن غالب تَمْتَام". ثم ذكر بعض مناكيره. ولم ينقل تضعيف الخطيب.
3 -
"اللسان"(5/ 264 - 265) ولم يزد عمّا في "الميزان".
كما أنَّ فيه (محمد بن قيس النَّخَعِي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 213) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 62) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "عبيد بن عمر". والتصويب من "تاريخ بغداد"(2/ 392) عند ذكر الخطيب لشيوخ (محمد بن عبد المجيد)، ومن "مجمع البحرين"(7/ 127).
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 375 - 376) وقال: "يُخطئ ويُخالف".
4 -
"اللسان"(5/ 349).
كما أنَّ فيه (أبو الحَكَم البَجَلي)، ترجم له في "التقريب" (2/ 413) -في الكُنَى- وقال:"مستور، من الثالثة، وقيل هو الذي قبله -يعني عبد الرحمن بن أبي نُعْم أبو الحكم البَجَلي-".
وقال في "التهذيب"(12/ 77): "أبو الحَكَم البَجَلي: عن أبي سعيد وأبي هريرة. وعنه الفضل بن عيسى الرَّقَاشي ومحمد بن قيس النَّخَعي وميمون بن حمزة الأعور ويزيد الرَّقَاشي، قيل: إنَّه غير عبد الرحمن بن أبي نُعْم". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(عبد الرحمن بن أبي نُعْم البَجَلي أبو الحَكَم)، ترجم له في "التهذيب"(6/ 286)، و"التقريب" (1/ 500) وقال:"صدوق، من الثالثة، مات قبل المائة"/ ع.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 126 - 127) رقم (4172) -، من طريق عبد اللَّه بن جعفر، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن زيد، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 91): بعد أن عزاه له: "وفيه محمد بن قيس النَّخَعِي، ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 213) عن عمرو بن عثمان، حدَّثنا عبيد اللَّه، عن زيد، عن محمَّدٍ سمع أبا الحكم سمع أبا هريرة قال: أخبرني
أبو القاسم أنَّ جبريل أخبره أنَّ الحِجَامَةَ لمن أنفع ما تداوى به النَّاس.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(10/ 15) رقم (28142) إلى الخطيب وحده!
ورواه أبو داود في الطب، باب في الحِجَامَة (4/ 194) رقم (3857)، وابن ماجه في الطبّ، باب الحِجَامَة (2/ 115) رقم (3476)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إنْ كان في شيء ممَّا تداويتم به خيرٌ، فالحِجَامَةُ". وليس عندهما ذكر جبريل عليه السلام.
أقول: وإسناده حسن.
وقد روى البخاري في الطب، باب الدواء بالعسل (10/ 139) رقم (5683) -واللفظ له-، ومسلم في السلام، باب لكل داء دواء. . . (4/ 1729 - 1730) رقم (2205)، وغيرهما، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "إنْ كان في شيءٍ مِنْ أَدْويَتِكُمْ -أو: يكون في شيء من أدويتكم- خَيْرٌ، ففي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أو شَرْبَةِ عَسَلٍ، أو لَذْعَةٍ
(1)
بنارٍ توافقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أن أَكْتَوِيَ".
وانظر الأحاديث الواردة في الباب في: "جامع الأصول"(7/ 540 - 546)، و"مجمع الزوائد"(5/ 90 - 92)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 311 - 316)، و"زاد المَعَاد" لابن القَيِّم (3/ 50 و 52 - 53).
* * *
250 -
حدَّثنا محمد بن عيسى بن أبي موسى العطَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 141): "اللذع هو الخفيف من حرق النار. وأمَّا اللدغ -بالدال المهملة والغين المعجمة- فهو ضرب أو عضّ ذات السُّمّ".
عمرو بن أبي أُمَيَّة، حدَّثنا قيس، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع
(1)
الضَّبِّيّ،
عن سَلْمَان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّما سُمِّيَتِ الجُمُعَةُ لأنَّ آدمَ جُمِعَ فيها خَلْقُهُ".
(2/ 397) في ترجمة (محمد بن عيسى بن أبي موسى الأبواهي العطَّار الأَبْرش أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث طرق وشواهد تفيد ثبوت معناه، واللَّه أعلم.
ففيه (عبد اللَّه بن عمرو بن أبي أُمَيَّة البصري أبو عمرو)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 120) وفيه عن أبي حاتم:"هذا شيخ أدركته بالبصرة، خرج إلى الكوفة في بدو قدومنا البَصْرة فلم نكتب عنه ولا أخبر أمره".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 3): "قال الذَّهَبِيُّ: فيه جهالة". ولم أقف على كلام الذَّهَبِيُّ في "الميزان" و"المغني" و"ديوان الضعفاء"، فلعله في غيرها من كتبه واللَّه أعلم.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عيسى العطَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه أيضًا (قَرْثَع الضَّبِّيّ الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 390 رقم (1382) وقال: "تابعي ثقة".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "مرقع". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
2 -
"سنن النَّسَائي"(3/ 104)، و"صحيح ابن خُزَيْمَة" (3/ 118) وقالا: إنَّه كان من القُرَّاء الأولين.
3 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 211) وقال: "من أهل الكوفة، يروي عن سلمان، روى عنه عَلْقَمَة بن قيس، روى أحاديث يسيرة خالف فيها الأثبات ولم تظهر عدالته فيسلك به مسلك العدول حتى يحتجّ بما انفرد، ولكنّه عندي يستحق مجانبة ما انفرد من الروايات لمخالفته الأثبات".
4 -
"الكاشف"(2/ 343) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 387) وذكر قول ابن حِبَّان السابق.
6 -
"التهذيب"(8/ 367 - 368) وفيه عن أبي عليّ الحافظ: "من زهَّاد التابعين. . لم يسند تمام العشرة". وقال الخطيب: "كان مُخَضْرَمًا أدرك الجاهلية والإسلام، وقُتِلَ في خلافة عثمان شهيدًا". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وفات ابن حَجَر رحمه الله ذكر توثيق العِجْلي له، فالحمد للَّه على توفيقه.
7 -
"التقريب"(2/ 124) وقال: صدوق، من الثانية، مُخَضْرَمٌ، قُتِلَ في زمن عثمان. قاله الخطيب"/ د تم س ق.
و(قيس) الراوي عن الأَعْمَش، لم أعرفه.
و(عَلْقَمة) هو (ابن قيس النَّخَعِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
وقد قال المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 363) بعد عزوه للخطيب وحده: إسناده ضعيف.
التخريج:
سيأتي تخريجه موسعًا في حديث (1764).
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 353) -في أول كتاب الجمعة-: "اختلف في تسمية اليوم - (يعني الجمعة) - بذلك مع الاتفاق على أنَّه كان يُسَمّى في الجاهلية: العَرُوبة. . . وقيل: لأنَّ خَلْقَ آدم جُمِعَ فيه، وَرَدَ ذلك من حديث سلمان أخرجه أحمد وابن خُزَيْمَة وغيرهما في أثناء حديث. وله شاهد عن أبي هريرة ذكره ابن أبي حاتم موقوفًا بإسناد قويٍّ، وأحمد مرفوعًا بإسناد ضعيف. وهذا أصحّ الأقوال".
* * *
251 -
أخبرنا عليّ بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن عيسى المَدَائِني، حدَّثنا الحسن بن قُتَيْبَة، حدَّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة وأبي الأَحْوص،
عن ابن مسعود قال: مَرَّ بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: "خذ معك إِدَوَاة ماء". قال ثم انطلق وأنا معه، قال حتى خَطَّ عليَّ خَطًّا ثم قال لي:"لا تخرج من هذا الخَطّ". ثم مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسمعت لَغَطًا شديدًا، قال: فخفت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، واللَّهُ أحفظُ لرسوله منّي، فإذا هم وفد الجنّ. قال: فلمَّا انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمعت لَغَطًا شديدًا، قال: فأتاني فقلت: يا رسول اللَّه سمعت لغَطًا شديدًا، فقال: "هذا وَفْدُ نَصِيبِين
(1)
من الجِنِّ أتوني، فلمَّا انصرفت تبعوني يسألوني الرِّزْقَ"، فأمرهم بالعِظامِ والرَّوْثِ. ثم قال: برز ثم جاء وقال: "ناولني ثلاثة أحجار"، فناولته حَجَرَيْنِ ورَوْثَة. قال: فرمى بالرَّوْثَةِ، قال: "هذا رِكْسٌ أو رَجَسٌ". قال فلمَّا
(1)
"مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جَادَّة القوافل مِنْ مَوْصِل إلى الشَّام". "مراصد الاطلاع"(3/ 1374).
أفرغت عليه من الإِدَوَاة، فإذا هو نبيذ. فقلت: يا رسول اللَّه أخطأت بالنبيذ. فقال: "ثمرةٌ حُلْوةٌ وماءٌ عَذْبٌ".
(2/ 398 - 399) في ترجمة (محمد بن عيسى بن حَيَّان المَدَائِني أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقال الإِمام الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يصحُّ.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عيسى بن حَيَّان المَدَائِنِي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 143).
2 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 350 - 351 رقم (484).
3 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 78) وقال: ضعيف.
4 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 136 رقم (171) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"تاريخ بغداد"(2/ 398 - 399) وفيه عن أبي أحمد محمد الحاكم: "حدَّث عن مشايخه بما لم يُتَابَعُ عليه. سمعت من يحكي أنَّه كان مُغَفَّلًا، لم يكن يدري ما الحديث". وقال البَرْقَاني: "ثقة". وقال مَرَّةً: "لا بأس به". وقال هبة اللَّه ابن الحسن اللَّالِكَائِيّ: "ضعيف": وقال مَرَّةً: "صالح ليس يُدْفَع عن السماع. لكن كان الغالب عليه إقراء القرآن".
6 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 678) وفيه عن الحاكم: "متروك".
كما أنَّ فيه (الحسن بن قُتَيْبَة الخُزَاعي المَدَائِنِي الخيَّاط أبو عليّ) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (953).
و(أبو عُبَيْدة) هو (ابن عبد اللَّه بن مسعود) مشهور بكنيته، والأشهر أَنْ
لا اسم له غيرها. وهو ثقة، إلَّا أنَّه لم يصح سماعه من أبيه. وستأتي ترجمته في حديث (2127).
و(أبو الأَحْوص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): ثقة، وستأتي ترجمته في حديث (305).
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث الحسن بن قُتَيْبَة المَدَائِنِي عن يونس بن أبي إسحاق، ولم يكتبه إلَّا من حديث ابن حَيَّان عنه".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 78) مختصرًا، عن عمر بن أحمد الدَّقَّاق، عن محمد عيسى بن حَيَّان، به. ولفظه:"مرَّ بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: خذ معك إِدَوَاة من ماء، ثم انْطَلَقَ وأنا معه. فذكر حديثه ليلة الجنّ، فلما أفرغت عليه من الإِدَوَاة فإذا هو نبيذ، فقلت: يا رسول اللَّه أخطأت بالنبيذ، فقال: "ثمرةٌ حُلْوَةٌ وماءٌ عَذْبٌ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "تفرَّد به الحسن بن قُتَيْبَة، عن يونس، عن أبي إسحاق. والحسن بن قُتَيْبَة ومحمد بن عيسى: ضعيفان".
قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 518) -في ترجمة (الحسن بن قُتَيْبَة الخُزَاعي) - بعد ذكره لحديث الدَّارَقُطْنِيّ هذا: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يصحُّ هذا".
وروى أبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 66) رقم (84) -واللفظ له-، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ (1/ 147) رقم (88)، وابن ماجه في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 135) رقم (384)، من طريق أبي فَزَارة العَبْسِيّ، عن أبي زيد، عن ابن مسعود:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له ليلة الجنِّ: "ما في إِدَوَاتِك؟ قال: نبيذ. قال: تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وماءٌ طَهُورٌ".
وزاد التِّرْمِذِيّ: "فتوضأ منه".
وهذا الحديث مداره على (أبي زيد)، وهو مجهول عند أهل الحديث كما قاله التِّرْمِذِيُّ وغيره. قال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/ 158) في ترجمته:"ليس يُدْرَى من هو، ولا يُعْرَفُ أبوه ولا بلده. والإنسان إذا كان بهذا النَّعْتِ ثم لم يرو إلَّا خَبَرًا واحدًا خالف فيه الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس والنظر والرأي، يستحق مجانبته فيها ولا يحتجُّ به".
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 17): "سمعت أبا زُرْعَة يقول: حديث أبي فَزَارة ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول".
وقد ضَعَّفَ الإِمام الطَّحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 94 - 96) أسانيد حديث ابن مسعود في هذا كلّها.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(1/ 354) -في الوضوء، باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ. .-:"هذا الحديث أطبق علماء السَّلَف على تضعيفه".
وانظر "تهذيب التهذيب"(2/ 102 - 103) -في ترجمة (أبي زيد المَخْزُومِيّ) - أقوال أئمة النقد في ردِّهم لهذا الحديث.
وانظر أيضًا: "نصب الراية"(1/ 138 - 147) لمزيد تحقيق حول هذا الحديث ورواياته المختلفة.
ويردُّ هذا الحديث، ما رواه مسلم في الصَّلاة، باب الجهر بالقراءة في الصُّبْحِ (1/ 332) رقم (450)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف (5/ 382) رقم (3258)، وأبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 67)، رقم (85)، عن عَلْقَمَة قال:"قلتُ لعبد اللَّه بن مسعود: من كان منكم مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجِنِّ؟ فقال: ما كان معه مِنَّا أَحَدٌ".
قال الإِمام النَّووي في "شرحه على صحيح مسلم"(4/ 169 - 170) تعليقًا
على ذلك: "هذا صريح في إبطال الحديث المروي في "سنن أبي داود" وغيره، المذكور فيه الوضوء بالنبيذ، وحضور ابن مسعود معه صلى الله عليه وسلم ليلة الجِنِّ. فإنَّ هذا الحديث صحيح، وحديث النبيذ ضعيف باتفاق المحدِّثين، ومَدارُهُ على أبي
(1)
زيد مولى عمرو بن حُرَيْث، وهو مجهول".
وقد قال الإِمام البيهقي مِنْ قَبْلُ في "دلائل النبوة"(2/ 230): "والأحاديث الصِّحَاح تدل على أنَّ عبد اللَّه بن مسعود لم يكن مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجنّ، وإنَّما كان معه حين انطلق به وبغيره ويريهم آثار الجنِّ وآثار نيرانهم".
وخبر خَطِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خَطًا وأمره لابن مسعود بأن لا يخرج منه، وإتيانه النبيّ صلى الله عليه وسلم بحَجَرَيْن وروْثَة وردِّه للروثة وقوله: إنَّه رِكْسٌ. قد ورد عن ابن مسعود من طرق عِدَّة وبألفاظ مختلفة، انظرها في:"المسند" لأحمد (1/ 458 - 459)، ورقم (3788 و 4149 و 4269 و 4353) من "المسند" طبعة الشيخ أحمد شاكر، و"المعجم الكبير" للطبراني (10/ 73 - 82)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (2/ 230 - 232)، و"السنن الكبرى"(1/ 108 - 110)، و"نصب الراية"(1/ 139) وما بعد، وغيرها. وقد تقدَّم عدم ثبوت حضور ابن مسعود ليلة الجن.
وخبر إتيان ابن مسعود بحَجَرَيْن ورَوْثَة إلى آخر الحديث، قد ورد عن ابن مسعود من غير ذكره لحضوره ليلة الجن، حيث يروي البخاري في الوضوء، باب لا يستنجى بروث (1/ 256) رقم (156)، وغيره، عن عبد اللَّه بن مسعود قال:"أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الغَائِطَ، فأمرني أَنْ آتِيَهُ بثلاثةِ أَحْجَارٍ، فوجدتُ حَجَرَيْن، والتمستُّ الثالثَ فلم أجده، فأخذتُ رَوْثَةً فأتيتُهُ بها، فأخذ الحَجَرَيْنِ وألقى بالرَّوْثَةِ وقال: هذا رِكْسٌ".
(1)
سقط لفظ "أبي" من المطبوع.
وقد روى البخاري في مناقب الأنصار، باب ذكر الجنّ (7/ 171) رقم (3860)، وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه "أنَّه كان يَحْمِلُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً لوضوئِهِ وحاجتِهِ، فبينما هو يَتْبَعُهُ بها، فقال: مَنْ هذا؟ فقال: أنا أبو هريرةَ. فقال: ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بها، ولا تَأْتِنِي بعَظْمٍ ولا برَوْثَةٍ. فأتيتُهُ بأحْجَارٍ أَحْمِلُهَا في طَرَفِ ثوبي حتى وَضَعْتُ إلى جَنْبِه، ثم انصرفتُ، حتى إذا فَرَغَ مَشَيْتُ معه فقلتُ: ما بالُ العَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قال: "هما مِنْ طَعَامِ الجنِّ، وإنَّه أتاني وَفْدُ جِنِّ نَصِيبينَ -ونِعْمَ الجِنُّ- فسألوني الزَّادَ، فدعوتُ اللَّه لهم أَنْ لا يَمُرُّوا بعَظْمٍ ولا برَوْثَةٍ إلَّا وجدوا عليها طَعَامًا".
* * *
252 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، حدَّثنا عمر بن عبد اللَّه زَاذَان القَزْويني
(1)
، أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الكَيْسَاني، حدَّثنا محمد بن عيسى بن موسى الأَصْبَهاني -ببغداد-.
وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَاني، حدَّثنا محمد بن عليّ الصَّايغ المَكِّي قال: حدَّثنا محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري، حدَّثنا محمد بن سَلَمَة، عن خُصَيْف، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يأتي على النَّاس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، سفَّاكين للدِّماء، لا يرعون عن قبيح، إنْ بايعتهم أَرْبُوك، وإن ائتمنتهم خانوك، صَبِيُّهم عَارِمٌ، وشابُّهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن مُنْكَر، السُّنَّةُ فيهم بِدْعَة، والبِدْعَةُ فيهم سُنَّة، وذو الأمر منهم غاوٍ، فعند ذلك يسلِّط اللَّه عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجابُ لهم". "هذا لفظ حديث الكَيْسَانِيّ، والآخر بنحوه".
(2/ 399 - 400) في ترجمة (محمد بن عيسى بن موسى الأصبهاني).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "القروي". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 264)، و"التدوين في أخبار قَزْوين" للرافعي (3/ 451).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (محمد بن معاوية بن أَعْيَن النَّيْسَابُورِيّ أبو عليّ) وهو متروك، وكذَّبه أحمد وابن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ. وستأتي ترجمته في حديث (372).
وصاحب الترجمة (محمد بن عيسى بن موسى الأصبهاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(خُصَيْف) هو (ابن عبد الرحمن الجَزَريّ أبو عَوْن): صدوق سيء الحِفْظِ، مُكْثِرٌ عن التابعين، وقد اختلط بأَخَرَةٍ. وستأتي ترجمته في حديث (720).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (399).
التخريج:
رواه الطَّبَرَاني في "الكبير"(11/ 99) رقم (11169)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 247 - 248) رقم (4369) -، و"الصغير"(2/ 39)، وعنه الشَّجَرِيّ في "أماليه"(2/ 257)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وعنده في روايته زيادات.
قال الطَّبَرَاني عقب روايته له في "الصغير": "لم يروه عن خُصَيْف إلَّا محمد بن سَلَمَة تفرَّدَ به محمد بن معاوية، ولا يُرْوَى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإسناد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 287): "رواه الطَّبَرَاني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن معاوية النَّيْسَابُورِيّ، وهو متروك".
وقال في (7/ 326) منه: "رواه الطَّبَرَاني، وفيه محمد بن معاوية النَّيْسَابُورِيّ وهو متروك".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 190) من طريق القاسم بن عبّاد، عن محمد بن معاوية، به، وقال:"هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهو معروف محمد بن معاوية، قال أحمد والدَّارَقُطْنِيُّ: هو كذَّاب. وقال النَّسَائي: متروك الحديث".
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 385 - 386)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 347) وَلَخَّصَ تعقيبه بقوله:"تُعُقِّبَ بأنَّ الحافظ أبا موسى المَدِيني رواه في كتاب "دولة الأشرار" من طريق أبي قَتَادة الحَرَّاني، عن سفيان الثَّوْري، عن عبد اللَّه بن عُمَيْر، عن أبي المَلِيح، عن عمر بن الخَطَّاب بنحوه وزيادة ألفاظ، ثم قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ويُرْوَى من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر".
أقول: في إسناده (أبو قَتَادة الحَرَّاني عبد اللَّه بن واقِد) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1056) فتعقب السُّيُوطيّ لا محلَّ له.
وأمَّا قوله: "ويُرْوَى من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر"، فإنَّه لم يذكر من أخرجه، ولا الطريق الذي روي منه!!
والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 983) إلى الخطيب وحده من حديث ابن عبَّاس!!
* * *
253 -
قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البَلْخي، حدَّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثَرْثَال
(1)
التَّيْمَلِيّ
(2)
، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عيسى بن هارون الرَّشَّاش -رشَّاش
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "ترثال"، والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 457)، و"الأنساب"(3/ 114)، و"السِّيَر"(17/ 220).
(2)
هذه النسبة إلى "تيم اللَّه بن ثعلبة، وهي قبيلة مشهورة". "الأنساب"(3/ 114).
الجِسْر
(1)
ببغداد، وكان ثقة-، حدَّثنا عبد الأعلى بن حَمَّاد النَّرَسي -أيَّام المَوْسِم- قال: حدَّثنا الحَمَّادان جميعًا: حَمَّاد بن سَلَمَة، وحَمَّاد بن زيد، عن ثابت،
عن أنس قلت: يا رسول اللَّه، ما أفضل الأعمال؟ قال:"الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا". قلت: فخير ما أُعطي الإنسان؟ قال: "حُسْنُ الخُلُقِ. ألا وإنَّ حُسْنَ الخُلُق من أخلاق اللَّه عز وجل".
(2/ 401 - 402) في ترجمة (محمد بن عيسى بن هارون الجَسَّار
(2)
أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طرق أخرى أنَّ أفضل الأعمال الصَّلاة لوقتها، وأنَّ خير ما أُعطي الإِنسان حُسْن الخُلُق.
ففيه انقطاع أولًا من جهة أوله. فقوله: "قرأت في كتاب. . " يأخذ حكم الرواية بالوِجَادة، وهي من باب المنقطع والمرسل كما قال الإِمام ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص 158.
وفيه ثانيًا: (محمد بن عيسى بن هارون الجَسَّار أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 401 - 402) وفيه عن عبد العزيز بن أحمد ثَرْثَال التَّيْمَلِيّ: "ثقة".
(1)
في المطبوع: "رشاش الخمر". وهو تحريف فاحش. والتصويب من "الأنساب"(3/ 253). وانظر التعليق الآتي.
(2)
صُحِّف في المطبوع إلى: "الحسار" بالحاء المهملة. والتصويب من "تاريخ بغداد"(4/ 279)، و"الأنساب" (3/ 253) وفيه: أنَّ (الجَسَّار) نسبة إلى الجِسْر الذي على الدِّجْلَة وحفظه وحَلِّه وشَدِّه.
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 279 - 280) باسم (أحمد بن عيسى. . . .) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وأشار إلى تَقَدُّمِهِ باسم (محمد).
3 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 523) في ترجمة (الحسن بن مقداد البغدادي) واتَّهمه بالوضع.
4 -
"لسان الميزان"(7/ 26) -في الكُنَى-، ودفع فيه اتِّهام الذَّهَبِيّ له بالوضع كما سيأتي وقال:"هو عَامِّيٌّ".
و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري أبو محمد): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (420).
و(حمّاد بن زيد الجَهْضَمِيّ البَصْرِيّ أبو إسماعيل): حافظ ثقة ثَبْث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (163).
و(حمّاد بن سَلَمَة بن دينار البصري أبو سَلَمَة): إمام ثقة قدوة عابد، أثبت النَّاس في (ثابت)، خرَّج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (167 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 253 - 269)، و"السِّيَر"(7/ 444 - 456)، و"التقريب"(1/ 197).
و(عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسي البَصْرِيّ أبو يحيى): حافظ ثقة ثَبْت، خَرَّجَ له الشَّيْخَان، وتوفي عام (236 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(11/ 28 - 29)، و"الكاشف"(2/ 130)، والتهذيب" (6/ 93 - 94)، و"التقريب" (1/ 464).
و(عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن ثَرْثَال التَّيْمَليّ أبو القاسم)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (10/ 457) وقال:"كان ثقة". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 220) وقال: "الشيخ المُعَمَّر المُسْنِد". وكانت وفاته عام (408 هـ)، ومولده (317 هـ).
و(أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البَلْخي) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 422 - 423 و 516 - 517)، وقال: "الإِمام الحافظ المحدِّث
الرَّحَّال". وفيه عن أبي إسحاق الحبَّال: "كان حافظًا مكثرًا". كما ترجم له في "تذكرة الحُفَّاظ" (3/ 1005). وكانت وفاته (378 هـ). وقال الحافظ الذَّهَبِيّ في "السِّيَر" (16/ 517): "أظنه نيَّف على السبعين".
التخريج:
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 279 - 280) عن محمد بن عَلَّان الشُّرُوطِيّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد الخلَّال، حدَّثنا أحمد بن عيسى الجَسَّار -شيخ من جَسَّاري الجِسْر، ولم يكن عنده غير هذا الحديث-، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسي، حدَّثنا الحمَّادان: حمَّاد بن سَلَمَة، وحمَّاد بن زيد، عن ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك، أنَّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "الصَّلاة لوقتها، وبرُّ الوالدين، والجهاد في سبيل اللَّه". قال السائل: ولو استزدته لزادني.
قال الخطيب عقبه: "غريب بهذا الإسناد جدًا، لم أسمعه إلَّا مِنَ الشُّرُوطِيّ".
ثم وجدت الحافظ الذَّهَبِيَّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 523) في ترجمة (الحسن بن مِقْدَاد البغدادي) يقول: "سمع منه السُّوسَنْجردي هذا الحديث من حفظه سنة ست وسبعين وثلثمائة، قال: حدَّثنا أبو جعفر الجَسَّار، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد. . . ". وذكر الحديث بتمام لفظه من طريق الخطيب الأول عن عبد العزيز التَّيْمَلِيّ، عن أبي جعفر، به؛ ثم قال:"فأحسب هذا -يعني الحسن بن مِقْداد- وضعه، وإلَّا فالجَسَّار".
وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 257 - 258) فقال: "وهذا الرجل -يعني الحسن بن مِقْداد- لم أجد من ضعّفه فضلًا عن أن يتهمه بالوضع، ولم ينفرد به عن الجَسَّار، بل توبع عليه كما سأذكره في ترجمة أبي جعفر الجَسَّار في الكُنَى إن شاء اللَّه".
وذكره الحافظ في "اللسان"(7/ 26 - 27) -في الكُنَى-، وذكر الحديث عن الخطيب من طريقه الأول والثاني، وقال: "فتبين من هذا أنَّ الحسن بن مِقْداد
لم ينفرد به. وأنه -يعني أبو جعفر الجَسَّار- هو عَامِّيٌّ ليست فيه أهلية أن يضع إسنادًا ولا حديثًا، (وكان حفظ هذا الإسناد في صباه فصار به ما يسمعه من الحديث
(1)
. . . الحديث وأنه حسن علمه)
(2)
. وإلَّا فقد حدَّث عنه الخلَّال بحديث آخر لكنه بالإسناد الأول بعينه، وبأول الحديث الأول أيضًا، وهو يؤيد ما ظننته، واللَّه أعلم".
أقول: وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 286) مختصرًا، من طريق عبد الرحمن بن الحسن الشَّعِيري، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة وحمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال:"سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصَّلاة لوقتها".
و(الشَّعِيري) هذا لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل، ولم أقف على من ترجم له. وسيأتي الحديث برقم (1544).
أقول: الشطر الأول من الحديث المتعلِّق بأنَّ أفضل الأعمال، الصلاة لوقتها: صحيح. وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة، انظر حديث رقم (1544) فقد تكلَّمت عليه هناك.
وقوله في الحديث: "قلت فخير ما أُعطي الإنسان؟ قال: حُسْنُ الخُلُق"، فإنَّه قد ورد من حديث أسامة بن شَرِيك، رواه مطوَّلًا عنه: أحمد في "المسند"(4/ 278)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 118 رقم (292)، وابن ماجه في أول كتاب الطب (2/ 1137) رقم (3436)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 352 - 353) رقم (486)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 198 - 199).
(1)
بياض في المطبوع.
(2)
أقول: هكذا النص في المطبوع وفيه تحريف وسقط. وقد رجعت إلى النسخة الخطية من "اللسان" التي في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، وهي برقم (381)، فوجدت النص فيها (3/ 288/ آ) كما هو في المطبوع، مع وجود بياض في الموطن المشار إليه كذلك! !
وقد جاء في حديثه أنَّ الأعراب جاؤوا فسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن أسئلةٍ، وفيه:"قالوا ما خير ما أُعطي النَّاس يا رسول اللَّه؟ قال: خُلُقٌ حَسَنٌ".
قال الحاكم عقب روايته له من طرق كثيرة عن أسامة: "هذا حديث أسانيده صحيحة كلّها على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيّ.
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 49): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
وقوله في الحديث: "حُسْنُ الخُلُق من أخلاق اللَّه عز وجل". فإنَّه ورد من حديث عمَّار بن ياسر مرفوعًا بلفظ: "حُسْنُ الخُلُق، خُلُقُ اللَّهِ الأَعْظَمُ". قال الهيثمي بعد أن ذكره في "المجمع"(8/ 20): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك".
أقول: وقد كذَّبه الخطيب. وستأتي ترجمته في حديث (2029).
والحديث رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 175) من طريق (عمرو بن الحصين) أيضًا.
* * *
254 -
أخبرنا أبو الوليد الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن أبي بكر الورَّاق -ببُخَارَى-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن يزداد، حدَّثنا أبو عيسى محمد بن عيسى المَرْوَزِيّ -ببغداد-، حدَّثنا عبد العزيز بن حاتم المُعَدَّل، حدَّثنا خلف بن يحيى، حدَّثنا إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سُلَيْم، عن
(1)
سليمان بن يَسَار،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لكلِّ شيءٍ دِعَامَةً، ودِعَامَةُ هذا الدِّينِ الفِقْهُ، ولَفَقِيهٌ واحدٌ أَشدُّ على الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ".
(2/ 402) في ترجمة (محمد بن عيسى المَرْوَزِيّ أبو عيسى).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "بن". والتصويب من "العلل" لابن الجَوْزي (1/ 127)، وغيره.
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (خَلَف بن يحيى الخُرَاسَاني قاضي الرَّيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 372) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، كان كذَّابًا لا يُشْتَغَلُ به ولا بحديثه".
2 -
"اللسان"(2/ 405 - 406) ونقل تكذيب أبي حاتم له فقط.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن عيسى المَرْوَزِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وشيخ الخطيب (أبو الوليد الدَّرْبَنْدِيّ) هو (الحسن بن محمد بن عليّ البَلْخِي): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1398).
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 345) رقم (1587)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 369) -في ترجمة (أشعث بن سعيد السَّمَّان أبو الربيع) -، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقِّه"(1/ 25)، من طريق شَيْبَان، عن أبي الربيع السَّمَّان، عن أبي الزِّنَاد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، به.
قال البيهقي: "تفرَّد به أبو الربيع عن أبي الزِّنَاد".
أقول: إسناده تالف، ففيه (أبو الربيع السَّمَّان أشعث بن سعيد البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 40) وقال: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 430) وقال: "ليس بالحافظ عندهم".
3 -
"أحوال الرجال" ص 93 رقم (136) وقال: "واهي الحديث".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 56 رقم (59) وقال: "ليس بشيء".
5 -
"الجرح والتعديل"(2/ 272) وفيه عن أحمد: "حديثه مضطرب ليس بذاك". وقال الفَلّاس: "متروك الحديث، وكان لا يحفظ". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، سيء الحفظ، يروي المناكير عن الثقات". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 172 - 173) وقال: "يروي عن الأئمة الثقات الأحاديث الموضوعة، وبخاصة عن هشام بن عُرْوَة، وكأنّه وَلِعَ بقلب الأخبار عليه".
7 -
"الكامل"(1/ 367 - 370) وقال: في أحاديثه ما ليس بمحفوظ، وهو مع ضعَّفه يُكْتَبُ حديثه، وأنكر ما حُدِّثَ عنه ما ذكرته". وفيه عن هُشَيْم:"كان يكذب".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 153 رقم (113) وقال: "متروك".
9 -
"التهذيب"(1/ 351 - 352) وفيه عن ابن عبد البَرّ: "اتفقوا على ضعفه لسوء حفظه". وقال أبو داود: "ضعيف".
10 -
"التقريب"(1/ 79) وقال: "متروك، من السادسة"/ ت ق:
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 127) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلّه بـ (خَلَف بن يحيى). ثم رواه عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم وأعلَّه بـ (أبي الربيع السَّمَّان).
ورواه مطوَّلًا الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 79)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 196) رقم (201) -، والبيهقي في "شُعَبِ الإيمان"(4/ 340 - 343) رقم (1584)، والآجُرِّيّ في "أخلاق العلماء" ص 22 رقم (24)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"
(1/ 150 - 151) رقم (206)، من طريق يزيد بن هارون، عن يزيد بن عِيَاض، عن صفوان بن سُلَيْم، عن سليمان بن يَسَار، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وعندهم: "عماد" بدلًا من "دعامة".
وعند الطبراني: "عطاء بن يَسَار" بدلًا من "سليمان بن يَسَار".
وعلَّقه ابن عبد البَرّ في "جامع بيان العِلْم وفضله"(1/ 26) عن يزيد بن هارون، عن يزيد بن عِيَاض، به، مرفوعًا.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(2/ 192 - 193)، والخطيب في "الفقيه والمتفقِّه"(1/ 25 - 26) و"الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 110) -ط مكتبة المعارف-، من طريق يزيد بن عِيَاض، عن صفوان، عن سليمان
(1)
، عن أبي هريرة موقوفًا عليه من قوله.
أقول: في إسناده عندهم: (يزيد بن عياض بن جُعْدُبَة اللَّيْثي المَدَني أبو الحَكَم) وهو كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (820).
* * *
255 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن يوسف بن دُوْسْت البزَّاز، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد المِصْري، حدَّثنا أبو زيد عبد الرحمن ابن حاتم المُرَادِي -بمِصْر-، حدَّثنا هارون بن عبد اللَّه الزُّهْرِيّ -كان قاضي مِصْر- قال: كَتَبَ الوَاقِدِيُّ رُقْعَةً إلى المأمون، يذكر فيها غَلَبَةَ الدَّيْن وغمّه بذلك، فَوَقَّعَ المأمون على ظَهْرِهَا: فيك خِلَّتَانِ السَّخَاء والحَيَاء، فأما السَّخَاء، فهو الذي أطلق ما ملكت، وأمَّا الحَيَاء فهو الذي منعك من اطلاعنا ما أنت عليه، وقد أمرنا بكذا وكذا، فإنْ كنّا أصبنا إرادتك في بسط يدك، فإنّ خزائن اللَّه مفتوحة، وأنت كنت حدَّثتني وأنت على قضاء الرَّشيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للزُّبَيْر: "يا زُبَيْرُ
(1)
"في الجامع لأخلاق الراوي": "عن عطاء".
إنَّ باب الرِّزْقِ مفتوح بباب العَرْشِ، ينزل اللَّهُ على العِبَادِ أَرْزَاقَهُمْ على قَدْرِ نَفَقَاتِهِمْ، فَمَنْ قَلَّلَ قُلِّلَ له، ومَنْ كَثَّرَ كُثِّرَ له".
(3/ 19) في ترجمة (محمد بن عمر بن وَاقِد الوَاقِدِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن عمر الوَاقِدِيّ) وهو متروك، وكذَّبه أحمد وابن راهُويَه وابن المَدِيني. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (145).
التخريج:
لم أقف عليه من حديث أنس في كُلِّ ما رجعت إليه.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 73)، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عروة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال لي الزُّبَيْر: مررت برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجذب عِمَامَتي فالتفت إليه فقال لي: "يا زُبَيْرُ إنَّ باب الرزق مفتوح من لَدُن العَرْش إلى قرار بطن الأرض يرزق اللَّه كلّ عبدٍ على قَدْر همته ونهمته".
ومن هذا الطريق رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1501 - 1502) -في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزُّبَيْر) -، لكن عنده زيادة قوله في آخره:"يا زبير إنَّ اللَّه يحبُّ السخاء ولو بفلقة تمرة، ويحبُّ الشجاعة ولو بقتل الحيَّةِ والعَقْرَبِ".
قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد لم أكتبه إلّا عن عليّ الرَّازِيّ، ولعبد اللَّه بن محمد بن عروة غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه عامتها ممَّا لا يتابعه الثقات عليها، ولم أجد من المتقدِّمين فيه كلامًا، ولم أجد بُدًّا من ذكره لما رأيت من أحاديثه أنَّها غير محفوظة لما شرطت في أول الكتاب".
وعن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 179)، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عُرْوَة)، وذكر قول ابن عدي وابن حِبَّان في جَرْحِهِ.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 91)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 129).
أقول: (عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر) ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 300) وقال: "عن هشام بن عُرْوَة لا يُتَابَعُ على كثير من حديثه". وقال: "له غير حديث عن هشام بن عُرْوَة لا يُتَابَعُ عليه، مناكير".
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 158) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، ضعيف الحديث جدًّا".
3 -
"المجروحين"(2/ 10 - 11) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ويأتي عن هشام بن عُرْوَة ما لم يحدِّث به هشام قطّ، لا يحلّ كتابة حديثه ولا الرواية عنه".
4 -
"الكامل"(4/ 1501 - 1502) وقال: "أحاديثه عامّتها ممَّا لا يتابعه الثقات عليه".
5 -
"لسان الميزان"(3/ 331 - 332).
* * *
256 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن محمد بن عبد اللَّه ابن زياد القطَّان، حدَّثنا إسحاق بن الحسن، حدَّثنا أبو عبد اللَّه المُعَيْطِيّ، حدَّثنا ابن عُيَيْنَة، عن عبد الملك بن نَوْفَل بن مُسَاحِق،
عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: حَمَى البَقِيعَ وليس بالبَقِيع نُخَيْلَة.
(3/ 22) في ترجمة (محمد بن عمر المُعَيْطِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
مرسل.
(نوفل بن مُسَاحِق بن عبد اللَّه بن مَخْرَمة العامري القُرَشي المَدَني): تابعي ثقة، مات بعد التسعين. انظر ترجمته في:"التهذيب"(10/ 491 - 492)، و"التقريب"(2/ 309).
وابنه (عبد الملك)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فقد ترجم له في "ثِقَاته" (7/ 107) وقال:"يروي عن الحِجَازيين، روى عنه ابن عُيَيَنْة". وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 434) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 524): "مقبول، من الثالثة"/ د س ت.
و(أبو سهل بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان) هو (أحمد بن محمد): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (222).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف عليه من مرسل (نوفل بن مُسَاحِق العَامِري) في كلّ ما رجعت إليه.
وقد روى البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 201) عن ابن عمر: "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حَمَى البقيع للخيل". وقال عقبه: وروينا ذلك أيضًا عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ".
وانظر الأحاديث الواردة في حَرَمِ المدينة وحِمَاهَا في: "جامع الأصول"(9/ 304 - 313)، و"مجمع الزوائد"(2/ 302 - 303)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 196 - 201).
* * *
257 -
أخبرني عبد اللَّه بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن الفتح الصَّيْرَفيّ، حدَّثنا محمد بن عمر بن حفص أبو بكر القَبَليّ، حدَّثنا محمد بن عبد العزيز بن المُبارك قال: حدَّثتنا حكامة بنت أخي مالك بن دينار، عن أبيها، عن مالك بن دِينار،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "زَوَّجَ اللَّهُ التواني بالكسل فولد بينهما الفَاقَة".
(3/ 24) في ترجمه (محمد بن عمر بن حفص الثَّغْرِيّ القَبَلِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (حكامة بنت عثمان بن دينار) وقد ترجم لها في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 200) في ترجمة أبيها (عثمان بن دينار) وقال: "تروي عنه حكامة ابنته أحاديث بواطيل ليس لها أصل". وقال: "أحاديث حكامة تشبه حديث القُصَّاص ليس لها أصول".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 194) في ترجمة أبيها أيضًا، وقال:"روت عنه ابنته حكامة بنت عثمان بن دينار، وحكامة: لا شيء".
3 -
"لسان الميزان"(2/ 331) ونقل ابن حَجَر فيه ما تقدَّم عن العُقَيْلي وابن حِبَّان.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عمر بن حفص الثَّغْرِيّ القَبَلِيّ أبو بكر) وقد نقل الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ضعيف جدًّا".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"
(1)
(5/ 321) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ فيه فحسب.
(1)
تَصَحَّفَ فيه "القَبَلِيّ" إلى: "العقيلي". والتصويب من "تاريخ بغداد"(3/ 24)، و"الأنساب"(10/ 53)، و"الميزان"(3/ 669).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(3/ 142) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يُرْوَى نحوه عن عمرو بن العاصّ". ثم رواه عن عمرو بن العاصّ من قوله بلفظ: "نكح العجز التواني فولد بينهما العدامة".
وأعلَّ حديث أنس بـ (حكامة) و (أبي بكر القَبَلِيّ).
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 326 - 337)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 287).
* * *
258 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة- قال: حدَّثني أبي: عمر بن معاوية، حدَّثني أبي: معاوية قال: حدَّثني أبي: يحيى
(1)
قال: حدَّثني أبي: معاوية بن إسحاق، حدَّثني أبي: إسحاق بن طَلْحة قال:
حدَّثني أبي: طَلْحة بن عبيد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
(3/ 24 - 25) في ترجمة (محمد بن عمر بن معاوية الطَّلْحِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
في إسناده (عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طَلْحَة بن عبيد اللَّه)، و (والده)، و (جدّه)، لم أقف على من ترجم لهم.
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن عمر بن معاوية الطَّلْحِيّ
(1)
سقط من المطبوع قوله: "حدَّثني أبي: معاوية قال: حدَّثني أبي: يحيى". والاستدراك من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 61)، حيث إنَّه يرويه عن الخطيب من طريقه هذا، كما أنَّ سياق الإسناد يقتضيه، واللَّه أعلم.
أبو الحسن) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(إسحاق بن طلحة بن عبيد اللَّه) لم يوقه غير ابن حِبَّان، فقد ذكره في "ثِقَاته" (4/ 22) وقال:"يروي عن ابن عبَّاس، روى عنه ابنه معاوية بن إسحاق". وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 393) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 85): "مقبول، من الثالثة"/ ت ق.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
والحديث متواتر.
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 7) رقم (631)، وعنه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1133)، عن الفضل بن سُكَيْن بن سُخَيْت، حدَّثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طَلْحَة بن عبد اللَّه، حدَّثني أبي، عن جدِّي قال: حدَّثني موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد اللَّه مرفوعًا.
وفي إسناد أبي يَعْلَى، شيخه (الفضل بن سُكَيْن. ويعرف بالفضل بن السَّكّن، والفضل بن شيت) -وثلاثتهم واحد كما قال ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 441) - وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 416 رقم (597) وقال: "كذَّاب، ما سمع من عبد الرزاق شيئًا، كان يتصدق. قالوا: إنَّه يحدِّث. قال: لعن اللَّه من يكتب عنه من صغير أو كبير، إلَّا أن يكون لا يعرفه".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 449) وقال: "لا يضبط الحديث، وهو مع ذلك مجهول".
3 -
"ميزان الاعتدال" للذَّهَبِيّ (3/ 352) وقال: "شيخ لأبي يعلى، كذَّبه يحيى بن مَعِين". وترجم له الذَّهَبِيّ في ذات الموضع السابق باسم (الفضل بن السَّكَن الكوفي) وقال: "لا يُعْرَفُ. وضعّفه الدَّارَقُطْنِيُّ".
وقد تابع (الفضلَ بن سُكَيْن): يحيى بن عثمان بن صالح كما سيأتي.
وقال محقق "مسند أبي يَعْلَى": "وأيوب بن سليمان، وسليمان بن عيسى لم أجد لهما ترجمة".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 72 - 73) رقم (204)، وفي "جزء طرق حديث من كذب عليَّ" ص 49 رقم (24)، عن يحيى بن عثمان بن صالح، حدَّثنا سليمان بن أيوب، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 143): رواه أبو يَعْلَى والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن، وفيه الفضل بن سُكَيْن
(1)
، كذَّبه يحيى بن مَعِين".
أقول: اضطرب الهيثمي في حكمه على هذا الإسناد، فبينما يحسنه هنا، تراه يقول عن ذات الإسناد في (8/ 181) منه -وهو عند الطبراني في "الكبير" (1/ 74) رقم (211) -:"وفيه من لم أعرفه". ويقول في (9/ 148) منه عن ذات الإسناد -وهو عند الطبراني في "الكبير"(1/ 71) رقم (197) -: "وفيه من لم أعرفهم، وسليمان بن أيوب الطَّلْحي وثِّق وضُعِّف"! !
و(سليمان بن أيوب) هذا، ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 321) وقال:"صدوق يخطئ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 762) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
والحديث متواتر. وقد تقدَّم في حديث (146) ذكر مصادر طرقه والكلام عليه. وسيأتي تخريجه من حديث جماعة من الصحابة. انظر حديث (1166) و (1259) و (1285) و (2539)، وغيرها.
* * *
(1)
صُحِّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "دكين". والتصويب من مصادر ترجمته، ومن "مسند أبي يعلى".
259 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة- قال: حدَّثني أبي: عمر بن معاوية، حدَّثني أبي: معاوية قال: حدَّثني أبي: يحيى
(1)
قال: حدَّثني أبي: معاوية بن إسحاق، حدَّثني أبي: إسحاق بن طَلْحة قال:
حدَّثني أبي: طَلْحة بن عبيد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أعمالَ العِبَادِ لتُعْرَضُ على اللَّه في يوم اثنين وخميس، فَيَغْفِرُ اللَّهُ لكلِّ عَبْدٍ لا يشركُ باللَّه، إلَّا عَبْدًا بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ".
(3/ 24 - 25) في ترجمة (محمد بن عمر بن معاوية الطَّلْحِي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
في إسناده (عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه)، و (والده)، و (جدّه)، لم أقف على من ترجم لهم.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عمر بن معاوية الطَّلْحي أبو الحسن) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه) لم يوثِّقه غير ابن حبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (258).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
(1)
سقط من المطبوع قوله: "حدَّثني أبي: معاوية قال: حدَّثني أبي: يحيى". والاستدراك من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 61)، حيث إنَّه يرويه عن الخطيب من طريقة هذا، كما أنَّ سياق الإسناد يقتضيه، واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 762) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدم.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 226) إلى الخطيب وابن عساكر فقط.
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(6/ 648 - 649) و (6/ 322 - 323)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 458 - 459) و (2/ 124 - 125)، و"مجمع الزوائد"(8/ 65 - 66).
ومن هذه الشواهد، ما رواه مالك في "الموطأ"(2/ 909)، ومسلم في البر والصلة، باب النهي عن الشحناء والتهاجر (4/ 1987 - 1988) رقم (2565) -واللفظ له- عن أبي هريرة مرفوعًا: "تُعْرَضُ الأعمال في كُلِّ يوم خميسٍ واثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عز وجل في ذلك اليوم لكلِّ امْرئٍ لا يُشْرِكُ باللَّه شيئًا، إلَّا امْرأً كانت بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ، فيقال: ارْكُوا
(1)
هذين حتى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هذين حتى يَصْطَلِحَا".
* * *
260 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر: حدَّثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة- قال: حدَّثني أبي: عمر بن معاوية، حدَّثني أبي: معاوية قال: حدَّثني أبي: يحيى
(2)
قال: حدَّثني أبي: معاوية بن إسحاق، حدَّثني أبي إسحاق بن طَلْحة قال:
(1)
أي أخِّرُوا. يقال: رَكَاه يَرْكُوه رَكْوًا إذا أخَّره. انظر "النهاية"(2/ 261).
(2)
سقط من المطبوع قوله: "حدَّثني أبي: معاوية قال: حدَّثني أبي: يحيى". والاستدراك من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 61)، حيث إنَّه يرويه عن الخطيب من طريقه هذا، كما أنَّ سياق الإسناد يقتضيه، واللَّه أعلم.
حدَّثني أبي: طَلْحة بن عبيد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أَثْقَلَ الصَّلاة على المُنَافقينَ، صلاتا العِشَاءِ والفَجْرِ، ولو علموا ما فيهما لأَتَوْهُمَا ولو حَبْوًا".
(3/ 24 - 25) في ترجمة (محمد بن عمر بن معاوية الطَّلْحي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
في إسناده (عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه) و (والده)، و (جَدِّه)، لم أقف على من ترجم لهم.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عمر بن معاوية الطَّلْحي أبو الحسن) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(إسحاق بن طَلْحة بن عبيد اللَّه) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (258).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 762) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 219) إلى الخطيب وابن عساكر فقط.
والحديث رواه مطوَّلًا البخاري في صلاة الجَمَاعة، باب فضل العِشَاء في الجماعة (2/ 141) رقم (657) وغير موضع، ومسلم في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة (1/ 451 - 453) رقم (651) -واللفظ له-، عن أبي هريرة مرفوعًا، وأوله:"إنَّ أَثْقَلَ صلاةٍ على المُنَافِقِينَ صلاةُ العِشَاءِ وصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فيهما لأَتَوْهُمَا ولو حَبْوًا".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 122) رقم (10082) من حديث ابن مسعود، مرفوعًا بلفظ:"ما صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العِشَاء والفَجْر، ولو يعلمون ما فيهما من الفضل لأتوهما ولو حَبْوًا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 40): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح".
* * *
261 -
حدَّثنا أبو الفرج أحمد بن عمر المُعَدَّل -إملاءً-، حدَّثني أبي، حدَّثنا محمد بن أحمد الكاتب، حدَّثنا سفيان بن زياد، حدَّثنا بَدَل بن المُحَبَّر، حدَّثنا شُعْبَة، أخبرني الحَكَم، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،
عن جَدِّه
(1)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ إذا أَصْبَحَ، وإذا أَمْسَى، لَمْ يَجِيءْ أَحَدٌ بعَمَلٍ أفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ، إلَّا مَنْ عَمِلَ أفضلَ مِنْ ذلك".
(3/ 25 - 26) في ترجمة (محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد أبو جعفر، معروف بابن المَسْلَمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن عمر المعدَّل أبو الفرج) ترجم له في "تاريخه"(5/ 67 - 68) وقال: "ثقة". وكانت وفاته سنة (415 هـ).
و (شُعْبَة) هو (ابن الحجَّاج بن الوَرْد العَتَكِي الوَاسِطي البَصْرِي أبو بِسْطَام): إمام حافظ ثقة متقن، أمير المؤمنين في الحديث، خَرَّجَ له الستة، وتوفي عام
(1)
سقط من المطبوع قوله: "عن جدّه". والاستدراك من "عمل اليوم والليلة" لابن السُّنِّيّ ص 38، و"الجامع الكبير"(1/ 807).
(160 هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(12/ 479 - 495)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(7/ 202 - 228)، و"التهذيب"(4/ 338 - 346)، و"التقريب"(1/ 351).
و(الحَكَم) هو (ابن عُتَيْبَة الكِنْدِيّ أبو محمد): تابعي صغير، ثقة ثَبْتٌ فقيه، ربما دَلَّس، خرَّج له الستة، وتوفي عام (113 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 114 - 120)، و"التهذيب"(2/ 432 - 434)، و"طبقات المدلِّسين" ص 58، و"التقريب"(1/ 192).
التخريج:
رواه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 38 - 39 رقم (75)، من طريق عبيد اللَّه بن معاذ، عن أبيه، عن شُعْبَة، به.
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 185)، من طريق داود بن أبي هند، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"من قال لا إله إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، مِائَتَيْ مَرَّةٍ في يَوْمٍ، لم يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كان قَبْلَهُ، ولَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إلَّا بأفضلَ مِنْ عَمَلِهِ".
قال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 449): "رواه أحمد بإسناد جيِّد، والطبراني".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 86): "رواه أحمد والطبراني إلَّا أنَّه قال: كل يوم. ورجال أحمد ثقات، وفي رجال الطبراني من لم أعرفه".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(11/ 26) رقم (6740): "إسناده صحيح".
ولم أُخَرِّج الحديث من "المعجم الكبير" للطبراني، لعدم وجود (مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) في المطبوع منه، وذلك لفقدانه من النسخة المخطوطة التي طبع عنها.
* * *
262 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، حدَّثنا أبو القاسم عليّ بن الحسين العَرْزَمِيّ
(1)
المُقرئ -بالكوفة-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن عمر بن الحسين بن الخطَّاب البغدادي، حدَّثنا جعفر بن عليّ القاضي البغدادي، حدَّثنا أحمد بن محمد الحِمَّاني، حدَّثنا محمد بن سِمَاعَة القاضي، حدَّثنا أبو يوسف،
عن أبي حَنِيفة قال: حَجَجْتُ مع أبي سنة ست وتسعين، فرأيت رجلًا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له: عبد اللَّه بن جَزْء الزُّبَيْدِيّ، فسمعته يقول: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ تَفَقَّهُ في دِينِ اللَّهِ، رَزَقَهُ اللَّهُ من حيث لم يحتسبْ، وكَفَاهُ همّه".
(3/ 32) في ترجمة (محمد بن عمر بن الحسين الزَّنْدَوَرْدِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أحمد بن محمد بن الصَّلْت بن المُغَلِّس الحِمَّاني أبو العبَّاس -ويقال أحمد بن الصَّلْت. ويدلِّسُه بعضهم فيقول: أحمد بن عطيّة-) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 153) وقال: "يروي عن العراقيين، كان يضع الحديث عليهم".
2 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 123 - 124 رقم (59) وقال: "يضع الحديث".
3 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 96 رقم (34) وقال: "متروك يضع الحديث".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "العدرمي". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 401).
4 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 121) رقم (19) وقال: "روى عن القَعْنَبِيّ ومُسَدَّد وإسماعيل بن أبي أُوَيْس وبِشْر بن الوليد أحاديث وضَعَها، وقد وضع المتون أيضًا مع كَذِبِهِ في لُقِيّ هؤلاء، حدَّثونا عنه ببعضها".
5 -
"تاريخ بغداد"(4/ 207 - 210) وقال: "حدَّثَ عن ثابت بن محمد الزاهد وأبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن. . . أحاديث أكثرها باطلة، هو وضَعَهَا". وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس: "كان يضع". وقال ابن قَانِع: "ليس بثقة".
وترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 104) ثانيةً.
6 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 140 - 141) وقال: "كذَّاب وضَّاع". وفيه عن ابن عدي: "ما رأيت في الكذَّابين أقلّ حَيَاءً منه".
7 -
"لسان الميزان"(1/ 269 - 272).
التخريج:
رواه الحاكم في "تاريخ نَيْسَابور" -كما في "الميزان"(1/ 141)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 271) - من طريق أحمد بن الصَّلت الحِمَّاني، حدَّثنا محمد بن سِمَاعة، به.
قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 141): "هذا كذب، فابن جَزْء مات بمِصْر ولأبي حَنِيفة ست سنين".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 128) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والحِمَّاني كان يضع الحديث كذلك قال الدَّارَقُطْنِيّ. وأبو حَنِيفة لم يسمع مِنْ أحدٍ من الصحابة إنما رأى أنس بن مالك".
ورواه ابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم"(1/ 45) فقال: "وأُخْبِرْنَا أيضًا عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد الصَّيْدَلاني المَكِّي قال: حدَّثنا أبو جعفر بن عمرو بن
موسى العُقَيْلي وأبو عليّ عبد اللَّه بن جعفر الرَّازِيّ ومحمد بن سِمَاعة، عن أبي يوسف قال: سمعت أبا حَنِيفة رحمه الله يقول: "حججتُ مع أبي سنة ثلاث وتسعين ولي ست عشرة سنة. . ." وذكر الحديث.
قال العلّامة عبد الرحمن اليَمَاني رحمه الله في "التنكيل لما ورد في تأنيب الكَوْثَري من الأباطيل"(1/ 181 - 182) بعد أن ذكر حديث ابن عبد البَرّ من طريقه المتقدِّم: "يُنْظَرُ في المُخْبِرِ لابن عبد البَرّ من هو؟ وفي الصَّيْدلاني، فإنِّي لم أجد من وثَّقه. ومع هذا في بقية السند تحريف. . . فإنَّ الصَّيْدلاني لم يُدْرِكْ ابن سِمَاعة، والعُقَيْلي لم يدرك أبا يوسف ولا ابن سِمَاعة، وعبد اللَّه بن جعفر هذا قد جاء كما يأتي هذا الخبر عنه عن أبيه عن ابن سِمَاعة. فصواب هذه العبارة كما يعلم من "الجواهر المضيئة في تراجم الحنفية" للقُرَشي: ". . . العُقَيْلي حدَّثنا أبو عليّ عبد اللَّه بن جعفر الرَّازِيّ ثنا (أو: عن) محمد بن سِمَاعة .. . . ". . . ".
ورواه أبو المُؤيَّد محمد بن محمود الخُوارِزْمِيّ في "جامع المسانيد". (1/ 24)، وابن حَجَر في "لسان الميزان"(1/ 270 - 271)، من طريق الحسن بن عليّ الدِّمَشْقِيّ أبو عليّ، حدَّثنا عبد العزيز بن حسن الطَّبَرِيّ، حدَّثنا أبو بكر مُكْرَم بن أحمد بن مُكْرَم البغدادي، حدَّثنا محمد بن أحمد بن سِمَاعة، حدَّثنا بِشْر بن الوليد القاضي، حدَّثنا أبو يوسف القاضي، به.
وعزاه في "تنزيه الشريعة"(1/ 271) إلى ابن النَّجَّار.
قال الحافظ ابن حَجَر: "وهو باطِلٌ أيضًا".
أقول: فيه (الحسن بن عليّ الدِّمَشْقِي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (1/ 510) وقال:"حدَّث بنَيْسَابُور واتُّهم. قال ابن عساكر: حدَّث بأحاديث لا تُشْبِهُ حديث أهل الصِّدق".
والحديث ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(1/ 271 - 272) -في الفصل الثالث، وهو المتضمن لزيادات السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي-.
كما ذكره العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 6) وقال: "رواه الخطيب في (التاريخ) من حديث عبد اللَّه بن جَزْء الزُّبَيْدِيّ بإسناد ضعيف"!!
قال الإِمام الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(3/ 387) في ترجمة الصحابي (عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء): "وزعم من لا معرفة له، أنَّ الإِمام أبا حنيفة لقيه، وسمع منه، وهذا جاء من رواية رجل مُتَّهَمٍ بالكذب. ولعل أبا حَنِيفة أخذ عن عبد اللَّه بن الحارث الزُّبَيْدِيّ الكوفي أحد التابعين، فهذا محتمل. وأمَّا الصحابي، فلم يره أبدًا. ويزعم الواضع أنَّ الإِمام ارتحل به أبوه، ودار على سبعة من الصحابة المتأخِّرين، وشافههم، وإنما المحفوظ أنه رأى أنس بن مالك لمَّا قَدِمَ عليهم الكوفة".
* * *
263 -
أخبرنا محمد بن عمر بن زكَّار قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد الورَّاق، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني أبو محمد، حدَّثنا ضِمَام بن إسماعيل، عن موسى بن وَرْدان،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أكثروا مِنْ شهادةِ أَنْ لا إله إلَّا اللَّه، قَبْلَ أَنْ يَحَالَ بينكم وبينها، ولَقِّنُوهَا مَوْتَاكُم".
(3/ 38) في ترجمة (محمد بن عمر بن زكَّار أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
وفيه (سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 340): "صدوق في نفسه، إلَّا أنَّه عمي فصار يَتَلقَّنُ ما ليس من حديثه، وأَفْحَشَ فيه ابن مَعِين القول". وستأتي ترجمته في حديث (947).
لكنه لم يتفرَّد به، فقد تابعه (يحيى بن يزيد بن ضِمَاد المُرَادي المِصْري أبو الشَّريك) عند ابن عبد البَرّ في "التمهيد"(6/ 52 - 53)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 413) -مخطوط-.
و (يحيى) هذا ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 262)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/ 198) ونقل عن أبيه قوله فيه:"شيخ".
كما تابعه كذلك: (عبد الواحد بن يحيى بن خالد الهاشمي المِصْري) عند ابن عدي في "الكامل"(4/ 1424)، ولم أقف على ترجمة (عبد الواحد) هذا.
و(عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي أبو القاسم): ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 111 - 117) وقال: "كان ثقة ثَبْتًا مكثرًا فهمًا عارفًا". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 440 - 457) وقال: "الحافظ الإِمام الحُجَّة المُعَمَّر مُسْنِدُ العَصْرِ"، وفي "ميزان الاعتدال" (2/ 492 - 493) وقال:"الحافظ الصدوق، مسند عصره، تكلَّم فيه ابن عدي بكلام فيه تحامل، ثم في أثناء الترجمة أنصف ورجع عن الحَطِّ عليه". وكانت وفاته سنة (317 هـ).
وصاحب الترجمة (محمد بن عمر بن زكَّار بن أحمد أبو الحسن)، قال الخطيب عنه:"كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان صدوقًا". وكانت وفاته عام (428 هـ).
و(عبد اللَّه بن أحمد الورَّاق المعروف بابن العطَّار) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(9/ 394) وقال: "كان صدوقًا".
و(ضِمَام بن إسماعيل بن مالك المُرَادي المِصْري): صدوق، قال الذَّهبِيُّ في ترجمته من "الميزان" (2/ 329):"صالح الحديث، ليَّنَه بعضهم بلا حجَّة. . . وقد أورده ابن عدي في "كامله" وسَرَدَ له أحاديث حسنة". وهذا تحسين من الذَّهَبِيّ للحديث، حيث إنَّ ابن عدي أورد حديث أبي هريرة هذا في ترجمته. وستأتي ترجمته في حديث (582).
و(موسى بن وَرْدان العامري): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (582).
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(11/ 8) رقم (6147)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1434) -في ترجمة (ضِمَام بن إسماعيل) -، وابن عبد البَرّ في "التمهيد"(6/ 52 - 53)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 413) -مخطوط-، من طريق ضِمَام بن إسماعيل، عن موسى بن وَرْدَان، عنه، به.
قال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 416): "رواه أبو يَعْلَى بإسناد جيِّد قوي".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 82): "رواه أبو يَعْلَى ورجاله رجال الصحيح غير ضِمَام بن إسماعيل وهو ثقة".
أقول: فيه (موسى بن وَرْدَان العَامِري) ليس من رجال "الصحيحين" أو أحدهما. انظر "التهذيب"(10/ 376).
والحديث رواه مختصرًا: مسلم في "صحيحه" في الجنائز، باب تلقين الموتي: لا إله إلَّا اللَّه (2/ 631) رقم (917) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ".
* * *
264 -
أخبرني أبو عليّ محمد بن عمر -في المسجد المعلّق بباب الشعير باب درج الديزج-، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا محمد بن بكَّار، حدَّثنا عَنْبَسَةَ بن عبد الواحد، عن واصل، عن أُمَيّ، عن الشَّعْبِيّ،
عن كعب بن عُجْرَة قال: قلت يا رسول اللَّه: الشَّفاعة؟ قال: "الشَّفَاعَةُ في أهل الكبائر من أُمَّتِي".
(3/ 40) في ترجمة (محمد بن عمر بن عبد العزيز الهَمْدَاني أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.
قال الخطيب عقب روايته له: "قال عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: هذا حديث غريب من حديث الشَّعْبِيّ عن كعب بن عُجْرَة، تفرَّد به أُمَيّ بن ربيعة الصَّيْرَفي عنه، وتفرَّد به واصل بن حَيَّان عن أُمَيّ، ولا يعلم حَدَّثَ به عنه غير عَنْبَسة بن عبد الواحد".
وصاحب الترجمة (محمد بن عمر بن عبد العزيز الهَمْدَاني أبو عليّ) قال الخطيب عنه: صدوق. وكانت وفاته عام (439 هـ).
و(عليّ بن عمر الحافظ) هو (عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي الدَّارَقُطْنِيّ أبو الحسن)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (16/ 449 - 461) ونَعَتَهُ بقوله:"الإِمام الحافظ المُجَوِّد، شيخ الإسلام، عَلَمُ الجَهَابِذَةِ". وكانت وفاته عام (385 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في: "تاريخ بغداد"(12/ 34 - 40)، و"طبقات الشافعية الكبرى" للسُّبْكِيّ (3/ 462 - 466)، و"تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 991 - 995).
و(واصل) هو (ابن حَيَّان الأَحْدَب الأَسَدي الكوفي) كما قال الدَّارَقُطْنِيّ فيما تقدَّم عنه. وهو ثقة ثَبْتٌ، خرَّج له الستَّة، وتوفي عام (120 هـ). انظر ترجمته في:"التهذيب"(11/ 103)، و"التقريب"(2/ 328).
لكن ساقه ابن كثير في "الفتن والمَلاحم" ص 411 عن البيهقي من طريق عَنْبَسة بن عبد الواحد، عن واصل، به، وصرَّح فيه بأنَّه (واصل مولى أبي عُيَيْنَة)، وهو "ثقة حجَّة" كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (3/ 205). وقال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 329):"صدوق عابد، من السادسة"/ بخ م د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(11/ 105 - 106). ولا يضرُّ هذا الاختلاف، فكلاهما ثقة.
و (أُمَيّ) هو (ابن ربيعة الصَّيْرَفي أبو عبد الرحمن) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 83): "ثقة، من السابعة"/ قد. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(4/ 328 - 329) و"التهذيب"(1/ 369 - 370).
و (الشَّعْبِيّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه مشهور، خرَّج له الستة، مات بعد المائة وله نحو الثمانين. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 28 - 40)، و"السِّيَر"(4/ 294 - 319)، و"التهذيب"(5/ 65 - 69)، و"التقريب"(1/ 387).
التخريج:
رواه أبو بكر الآجُرِّيّ في كتاب "الشريعة" ص 338، عن أبي العبَّاس حامد بن شُعَيْب البَلْخي، حدَّثنا محمد بكَّار، به.
والحديث صحيح روي عن جماعة من الصحابة.
وقد سبق الكلام عليه في حديث رقم (122).
* * *
265 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا محمد بن عثمان بن كَرَامَة، حدَّثنا أبو أُسامة، عن جَرِير بن حازم، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأكُل الرُّطَبَ مع الخِرْبِزِ -يعني البِطِّيخ- يَجْمَعُ بينهما.
(3/ 41) في ترجمة (محمد بن عثمان بن كَرَامة العِجْلي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
و (أبو أسامة) هو (حمَّاد بن أُسامة القُرَشي الكوفي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (228).
و (حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عبيدة): ثقة مدلِّس، خرَّج له الستة، وتوفي عام (142 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 355 - 365)، و"التهذيب"(3/ 38 - 40)، و"التقريب"(1/ 202).
و(جَرِير بن حازم بن زيد الأَزْدِي البَصْرِيّ أبو النَّضْر) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 127): "ثقة، لكن في حديثه عن قَتَادة ضعف، وله أوهام إذا حَدَّثَ من حفظه، وهو من السادسة، مات سنة سبعين -يعني ومائة- بعد ما اختلط، لكن لم يحدِّث في حال اختلاطه"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(4/ 524 - 531)، و"التهذيب"(2/ 69 - 72).
وبقية رجال الإسناد كلّهم ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 142 و 143)، وعنه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 333) رقم (5224)، والتِّرْمِذِيّ في "الشمائل المحمدية" ص 169 رقم (190)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في الوليمة -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (1/ 179) رقم (608) -، وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(2/ 656) رقم (987)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 215 و 217، من طريق جَرِير بن حازم، عن حُمَيْد، عنه، به.
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 573) -في الأطعمة، باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة- بعد أن عزاه للنَّسَائي: إسناده صحيح.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 121)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 79 - 80) رقم (4077) -، وأبو الشيخ بن حَيَّان في "أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 216، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2611) -في ترجمة (يوسف بن عطيّة الصَّفار) -، عن يوسف هذا، عن مَطَر الورَّاق، عن قَتَادة، عن أنس قال: "كان
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل الرُّطب بيمينه، والبِطِّيخ في يساره، فيأكل الرُّطب بالبِطِّيخ، وكان أحبّ الفاكهة إليه".
قال الحاكم: "هذا حديث تفرَّد به يوسف بن عطيّة ولم يحتجَّا به". وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" عن يوسف هذا: "وهو واه".
قال ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 573) بعد أن ذكره معزوًا للطبراني في "الأوسط"، وإلى أبي نُعَيْم في "الطب":"وسنده ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 38): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه يوسف بن عطيّة الصَّفار، وهو متروك".
وله شاهد من حديث السيدة عائشة، رواه أبو داود في الأطعمة، باب في الجمع بين لَوْنَيْنِ في الأكل (4/ 176) رقم (3836)، والتِّرْمِذِيّ في "سننه" في الأطعمة، باب ما جاء في أكل البِطِّيخ بالرُّطَب (4/ 280) رقم (1843)، وفي "الشمائل المحمدية" ص 168 و 169 رقم (189 و 191)، والحُمَيْدي في مسنده (1/ 124) رقم (255)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 333) رقم (5223)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 215 و 216 - 217، وأبو نُعَيْم في "الحِلْية"(7/ 367)، وفي "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 103)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 281) -عن أبي داود من طريقه-، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في الوليمة -كما في "تحفة الأشراف"(12/ 148) رقم (16908) -، وأبو بكر بن أبي داود السِّجِسْتَانِيّ في "مسند عائشة" ص 57 رقم (21).
ولفظ أبي داود: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل البِطِّيخ بالرُّطَبِ، فيقول: نَكْسِرُ حَرَّ هذا بِبَرْدِ هذا، وبَرْدَ هذا بحَرِّ هذا".
ورواية من رواه من غير أبي داود والبيهقي، رووه مختصرًا، دون قوله:"نَكْسِرُ حَرَّ هذا. . . ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 573) بعد أن عزاه للنَّسَائي: إسناده صحيح.
وقال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب".
وقال ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "زاد المَعَاد"(4/ 287) بعد أن ذكره: "وفي البِطِّيخ عدَّة أحاديث لا يصحُّ منها شيء غير هذا الحديث الواحد". يعني حديث السيدة عائشة هذا.
وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(2/ 361) بعد أن عزاه للنَّسَائي: "وإسناده صحيح".
وللحديث شاهد أيضًا من حديث سهل بن سعد، رواه ابن ماجه في الأطعمة، باب القِثَّاء والرُّطَب يُجْمَعَان (2/ 1104) رقم (3326)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 215، من طريق يعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكُل البِطِّيخَ بالرُّطَبِ".
قال البوصيري في "مِصْباح الزجاجة"(4/ 24): "هذا إسناد فيه يعقوب بن الوليد وهو ضعيف، واتَّهَمُوه".
* * *
266 -
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أخبرنا محمد بن جعفر بن العبَّاس النَّجَّار، حدَّثنا محمد بن عثمان بن خالد العَسْكَري، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا عَبِيدة بن حُمَيْد، عن سُهَيْل
(1)
بن أبي صالح، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن عمرو بن سُلَيْم،
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "سهل". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".
(3/ 47) في ترجمة (محمد بن عثمان العَسْكَري النَّجَّار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
شاذٌّ من هذا الطريق. والمحفوظُ الصحيحُ روايته من حديث أبي قَتَادة الأنصاري رضي الله عنه.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "وهكذا روى هذا الحديث خَارِجَة بن مصعب عن سهيل، وهو وَهَمٌ، خالف سهيل النَّاس في روايته، وقد رواه مالك بن أنس، وزياد بن سعد، وربيعة بن عثمان، وعثمان بن أبي سليمان، وعمر بن عبد اللَّه بن عُرْوَة، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن عمرو بن سُلَيْم، عن أبي قَتَادة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب".
أقول: (سُهَيْل بن أبي صالح ذَكْوان السَّمَّان المَدَني أبو يزيد) ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 243) وقال: "العلاء وسهيل حديثهم قريب من السواء، وليس حديثهم بالحجّة".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 104 - 105) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 155 - 156) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "صويلح، وفيه لِيْن".
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 246 - 247) وفيه عن أحمد: "ما أصلح حديثه". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يحتجُّ به".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 417 - 418) وقال: "كان يُخْطئ".
6 -
"الكامل"(3/ 1285 - 1287) وقال: "سهيل عندي مقبول الأخبار ثَبْتٌ لا بأس به".
7 -
"المغني"(1/ 289) وقال: "ثقة، تغيَّر حفظه. وقال ابن مَعِين: ليس بالقوي".
8 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 243 - 244) وقال: "أحد العلماء الثقات، وغيره أقوى منه".
9 -
"التهذيب"(4/ 263 - 264) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال الحاكم: "أحد أركان الحديث، وقد أكثر مسلم الرواية عنه في الأصول والشواهد، إلَّا أنَّ غالبها في الشواهد، وقد روى عنه مالك، وهو الحكم في شيوخ أهل المدينة الناقد لهم".
10 -
"التقريب"(1/ 238) وقال: "صدوق، تغيَّر بأخَرَةٍ، روى له البخاري مقرونًا وتعليقًا، من السادسة، مات في خلافة المنصور"/ ع.
وفي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن عثمان العَسْكَري النَّجَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 371)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 95)، من طريق سُهَيْل بن أبي صالح، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، به.
وحديث أبي قَتَادَةَ الأنصاري رضي الله عنه، المحفوظُ: رواه البخاري في الصلاة، باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين (1/ 537) رقم (444)، وفي التهجد، باب ما جاء في التطوع مثني مثني (3/ 48) رقم (1167)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب تحية المسجد بركعتين. . . (1/ 495) رقم (714)، ومالك في "الموطأ"(1/ 162)، وأحمد في "المسند"(5/ 295 و 296 و 303 و 305)، وأبو داود في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند دخول
المسجد (1/ 318 - 319) رقم (467 و 468)، والتِّرْمِذِي في الصلاة، باب ما جاء إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين (2/ 129) رقم (316)، والنَّسَائي في المساجد، باب الأمر بالصلاة قبل الجلوس في المسجد (2/ 53)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب من دخل المسجد فلا يجلس حتى يركع (1/ 324) رقم (1013)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 428) رقم (1673)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 339)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 162) رقم (1825 و 1826)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 90 - 91) رقم (2490)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 168)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 203) رقم (421)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 53) والطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 272) رقم (3280)، رووه من طرق، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن عمرو بن سُلَيْم، عن أبي قَتَادة الأنصاري، به.
قال التِّرْمِذِيُّ في "سننه"(1/ 130) عقب روايته له: "روي سُهَيْل بن أبي صالح هذا الحديث عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن عمرو بن سُلَيْم الزُّرَقِيّ، عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وهذا حديث غير محفوظ، والصحيح حديث أبي قَتَادَةَ".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(6/ 145): "وقال سُهَيْل بن أبي صالح، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن عمرو بن سُلَيْم، عن جابر بن عبد اللَّه. وَهِمَ في ذكره جابرًا".
وقال ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 5377): "ورواه سُهَيْل بن أبي صالح، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر فقال: عن جابر، بَدَل أبي قَتَادة. وخَطَّأَهُ التِّرْمِذِيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ وغيرهما".
* * *
267 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيعي، حدَّثنا عليّ بن عمر الخُتُّلي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن عبد الجليل بن نضر بن محمد الهَرَوي -في
سوق يحيى-، حدَّثنا محمد بن إسحاق الحَنْظَلي، حدَّثنا النَّضْر بن إسماعيل -بمكَّة-، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه التَّيْمِي، حدَّثنا زَنْفَل العَرَفِيّ، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة،
عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلَّى الصبح: "مرحبًا بالنهار الجديد، والكاتب والشهيد، اكتبا بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أشهد أَنْ لا إله إلَّا اللَّه، وأشهد أَنَّ محمدًا رسول اللَّه، وأشهد أنَّ الدِّينَ كما وصف، والكتاب كما أنزل، أشهد أنَّ السَّاعة آتية لا رَيْبَ فيها، وأنَّ اللَّه يبعثُ من في القبور".
(3/ 48) في ترجمة (محمد بن عثمان بن عبد الجليل الهَرَوي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (زَنْفَل بن عبد اللَّه العَرَفِيّ المَكِّيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ لابن مَعِين"(2/ 175) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"سنن التِّرْمِذِي"(5/ 535) رقم (3516) وقال: "ضعيف عند أهل الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 110 رقم (223) وقال: "ليس بثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 97).
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 618) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 311) وقال: "من أهل عَرَفَات، كان يسكن مكَّة. . . روى عنه الحُمَيْدي، كان قليل الحديث، وفي قلته مناكير، لا يحتجُّ به".
7 -
"الكامل" لابن عدي (3/ 1090 - 1091) وقال: "لا يُتَابَعُ على ما يرويه". وفيه عن الحُمَيْدي: "كان يلعب به الصِّبْيَان، ذكر نحو الخَبَل".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 220 رقم (241).
9 -
"الكاشف"(1/ 254) وقال: "ضعيف".
10 -
"التهذيب"(3/ 340 - 341) وفيه عن السَّاجي والدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف". وقال الدُّولابي والأَزْدِي: "ليس بثقة". وقال أبو داود: "ضعيف يجيء عنه مناكير".
11 -
"التقريب"(1/ 263) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ت.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عثمان الهَرَوي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (ابن أبي مُلَيْكَة) هو (عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة التَّيْمِيّ المَدَني أبو بكر): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1609).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1090 - 1091) -في ترجمة (زَنْفَل بن عبد اللَّه العَرَفِيّ) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 603) -مخطوط-، من طريق زَنْفَل هذا، عن ابن أبي مُلَيْكَة، به.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 163) رقم (6507) عن أبي بكر الصِّدِّيق.
وعزاه في "كنز العُمّال"(2/ 632) رقم (4947) إلى ابن عساكر، والسِّلَفِيّ في "انتخاب حديث الفرَّاء". وفاته عزوه إلى ابن عدي.
* * *
268 -
أخبرني عبيد اللَّه بن أبي الفتح، حدَّثنا أبو الحسين محمد بن أبي عمرو بن السَّمَّاك، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا شُرَيْح بن
يونس أبو الحارث، حدَّثنا فَرَج بن فَضَالة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: لقد رأيتني أُغَلِّفُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالغَالِيَةِ وهو مُحْرِمٌ.
(3/ 49) في ترجمة (محمد بن عثمان بن أحمد الدَّقَّاق أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففيه (الفَرَج بن فَضَالة الحِمْصي) وهو ضعيف كما سيأتي، وقد خالف الثقاتَ الذين رووه عن هشام بن عُرْوَة وغيره من أهل الثقة من حديث السيدة عائشة أنَّها فعلت ذلك عند إرادته صلى الله عليه وسلم الإحرام وعند حِلِّه حين أَحَلَّ.
و(الفَرَج بن فَضَالة بن النُّعْمَان الحِمْصِي التَّنُوخِي أبو فَضَالَة) قد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 327) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيد لابن مَعِين" ص 461 رقم (761) وقال: "ضعيف الحديث".
3 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 191 رقم (696) وقال: "ليس به بأس".
4 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 162 رقم (134) وقال: "هو وسط، وليس بالقويِّ".
5 -
"التاريخ الكبير"(7/ 134) وقال: "منكر الحديث".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 198 رقم (515) وقال: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 462) وفيه عن عبد الرحمن بن مهدي:
"حديثه عن يحيى بن سعيد أحاديث منكرة مقلوبة". وروى العُقَيْلِيُّ منه حديثًا وقال: "لا يُتَابَعُ عليه".
8 -
"الجرح والتعديل"(7/ 85 - 86) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق، يُكْتَبُ حديثه ولا يحتجُّ به، حديثه عن يحيى بن سعيد فيه إنكار، وهو في غيره أحسن حالًا، وروايته عن ثابت لا تصحّ".
9 -
"المجروحين"(2/ 206 - 207) وقال: "يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحلّ الاحتجاج به".
10 -
"الكامل"(6/ 2054 - 2055) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
11 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 49 و 144) وقال: "ضعيف".
12 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 456) وقال: "ضعّفوه، ومنهم من يُقَوِّيه".
13 -
"تاريخ بغداد"(12/ 393 - 397) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ضعيف لا أحدِّث عنه". وقال معاوية بن صالح: "ثقة". وفيه عن أحمد: "إذا حَدَّثَ عن الشَّاميين فليس به بأس، ولكن حديثه عن يحيى بن سعيد مضطرب". وقال مسلم بن الحجّاج: "منكر الحديث". وقال زكريا السَّاجِيّ: "ضعيف الحديث". وقال ابن مَعِين: "صالح".
14 -
"المغني"(2/ 509) وقال: "ضعَّفوه، وقَوَّى أحمد أمره".
15 -
"التهذيب"(8/ 260 - 262) وقال: "ولا يغتر أحد بالحكاية المروية في توثيقه عن ابن مهدي، فإنَّها من رواية سليمان بن أحمد وهو الوَاسِطي، وهو كذَّاب".
16 -
"التقريب"(2/ 108) وقال: "ضعيف من الثامنة، مات سنة سبع وسبعين -يعني ومائة-"/ د ت ق.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2055) -في ترجمة (فَرَج بن فَضَالة) -، من طريق فَرَج هذا، عن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، به؛ وقال:"ولم يذكر أحد روى هذا الحديث عن هشام، (والغَالِيَة فيه)، غير فَرَج بن فَضَالة".
والحديث رواه الثقاتُ عن هشام بن عُرْوَة وغيره من أهل الثقة، من حديث السيدة عائشة أنَّها قالت:"كنت أُطَيِّبُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين يُحْرِمُ، ولِحِلِّهِ قبل أَنْ يطوفَ بالبيت".
انظر: "صحيح البخاري" رقم (1539 و 1754 و 5922 و 5928 و 5930)، و"صحيح مسلم" رقم (1189)، و"سنن أبي داود، رقم (1745)، و"سنن التِّرْمِذِيّ" رقم (917)، و"سنن النَّسَائي" (5/ 136 - 139)، و"سنن ابن ماجه" رقم (2926)، و"مسند أحمد" (6/ 39 و 98 و 181 و 186 و 192 و 200 و 214 و 216 و 238 و 244)، و"مسند عائشة" لأبي بكر عبد اللَّه بن أبي داود السِّجِسْتَانِيّ ص 59 رقم 24، و"سنن الدَّارِمي" (2/ 32 - 33)، و"مسند الحُمَيْدي" (1/ 104 - 106)، و"شرح معاني الآثار" (2/ 130 - 131)، و "السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 33 - 36 و 136 - 137).
وقد أفاض الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 370) -في اللباس، باب ما يستحب من الطيب- بشأن سماع هشام بن عُرْوَة هذا الحديث من أبيه دون واسطة، وسماعه له عن أخيه عثمان عن أبيه.
غريب الحديث:
قولها: "أُغَلِّفُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالغَالِيَة" قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 379): "وفي حديث عائشة: "كنتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالغَالِيَة": أي أَلْطَخُها به وأُكْثِر. يقال: غَلَفَ بها لحيته غَلْفًا، وغَلَّفَها تغليفًا. والغَالِيَةُ: ضَرْبٌ مُرَكَّبٌ من الطِّيب".
* * *
269 -
حدَّثنا عبد العزيز بن عليّ، حدَّثنا محمد بن عثمان أبو بكر الآمِدِي، حدَّثني أبو الدُّنْيَا -رأيته بين المَسْجِدَيْن مكَّة والمَدِينة- قال:
سمعت مولاي عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "طُوبى لمن رآني، ومَنْ رَأى مَنْ رآني، وَمَنْ رأى مَنْ رأى مَنْ رآني".
(3/ 49) في ترجمة (محمد بن عثمان الآمِدِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وَمَتْنُهُ مروي من حديث جماعة من الصحابة، وهو حسن بمجموع طرقه.
ففيه (أبو الدُّنْيَا) وهو (الأَشَجّ، عثمان بن خطّاب البَلَوي المَغْرِبي أبو عمرو) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(3/ 33): "حَدَّثَ بقلّة حَيَاءٍ بعد الثلثمائة عن عليّ بن أبي طالب، فافتضح بذلك، وكذّبه فيه النُّقَّاد". وستأتي ترجمته في حديث (1708).
وصاحب الترجمة (محمد بن عثمان الآمِدِي أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث عليّ رضي الله عنه فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 568) إليه وحده.
وله شواهد عدَّة من حديث: عبد اللَّه بن بُسْر، وأبي سعيد الخُدْري، وأنس، وابن عمر، وأبي أُمَامة، وأبي هريرة، وواثِلَة بن الأَسْقَع، يحسن بمجموعها.
أمَّا حديث (عبد اللَّه بن بُسْر) رضي الله عنه:
فقد رواه الحاكم في "المُسْتَدْرَك"(4/ 86) من طريق جَمِيع بن ثُوَب، حدَّثنا عبد اللَّه بن بُسْر مرفوعًا به. وبزيادة قوله في آخره:"وآمن بي".
قال الحاكم: "هذا حديث قد روي بأسانيد قريبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه مما علونا في أسانيد منها. وأقرب هذه الروايات إلى الصحّة ما ذكرنا".
وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المُسْتَدْرَك" بقوله: "جَمِيع -وهو الراوي عن عبد اللَّه بن بُسْر-: واهٍ".
أقول: (جَمِيع بن ثُوَب الرَّحْبِيّ الشَّامِيّ الحِمْصِيّ): منكر الحديث -وستأتي ترجمته في حديث (2101) -، إلَّا أنَّه لم يتفرَّد به، فقد توبع عليه. أخرجه الضياء المَقْدِسي في "المختارة" ورقة (113/ 2) -كما في حاشية محقق "السِّيَر"(20/ 432) - من طريق أبي يَعْلَى والطبراني بإسناديهما عن بقيّة بن الوليد الحِمْصي، وقال الطبراني عنه: حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِي، عن عبد اللَّه بن بُسْر، به.
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِي) فإنَّ ابن حِبَّان قد ذكره في "ثقاته"(5/ 377) وقال: "لا يحتجُّ بحديثه ما كان من رواية إسماعيل بن عيَّاش وبقيَّة بن الوليد ويحيى بن سعيد العطَّار وذويهم، بل يعتبر من حديثه ما رواه الثقات عنه".
وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 151)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 316)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 300) وقال: "قال عثمان الدَّارِمي عن دُحَيْم: ما أعلمه إلَّا ثقة". وقال عنه في "التقريب"(2/ 184): "صدوق، من الخامسة"/ بخ د س ق.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 20) بعد أن ذكر حديث عبد اللَّه بن بُسْر بلفظ: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، طوبى لهم وحسن مآب": "رواه الطبراني وفيه (بقيَّة) وقد صرَّح بالسماع فزالت الدُّلْسَةُ، وبقية رجاله ثقات".
أقول: قد تقدَّم أنَّ فيه (محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِي) وقد قال فيه ابن حِبَّان فيما سبق عنه: لا يحتجُّ بحديثه ما كان من رواية بقيَّة بن الوليد. وهو هنا عنه.
ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 630 - 631) رقم (1486)، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن محمد بن زياد، عن عبد اللَّه بن بُسْر مرفوعًا بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لهم وحسن مآب". وفيه عنعنة (بقيَّة).
وحديث (أبي سعيد الخُدْري) رضي الله عنه:
رواه عَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 108) رقم (998)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 631) رقم (1487)، من طريق إبراهيم أبي إسحاق، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا به.
أقول: فيه (إبراهيم بن الفضل المَخْزُومِيّ المَدَني أبو إسحاق) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 41) وقال: "متروك، من الثامنة"/ ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(1/ 150 - 151).
ورواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(3/ 71)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 177) رقم (7186) وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 519 - 520) رقم (1374)، والآجُرِّيّ في "الشريعة" ص 271، والخطيب في "تاريخه"(4/ 90 - 91)، من طريق درَّاج أبي السَّمْح، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا، وفيه:"طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يَرَني". وسيأتي برقم (493).
وفيه (درَّاج بن سَمْعَان أبو السَّمْح السَّهْمِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 235): "صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضَعْفٌ". وستأتي ترجمته في حديث (493).
وحديث (أنس بن مالك) رضي الله عنه:
سيأتي تخريجه برقم (386)، وقد ورد من طرق عدَّة عن أنس، كلُّها تالفة،
سوى ما رواه أحمد في "المسند"(3/ 155)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(6/ 119) رقم (3391)، من طريق ثابت عن أنس مرفوعًا بلفظ:"طوبي لمن آمن بي ورآني مرَّة، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرار".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 67): رواه أحمد وأبو يَعْلَى وإسناده حسن، وإسناد أحمد فيه جِسْر وهو ضعيف.
وحديث (عبد اللَّه بن عمر) رضي الله عنهما:
رواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 252 - 253 رقم (1845) عن العُمَرِي، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي ثلاثًا".
أقول: في إسناده (العُمَرِيّ) وهو (عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب المَدَني): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (895).
ورواه عَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 23) رقم (767)، وابن عندي في "الكامل"(4/ 1427)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 383) -كلاهما في ترجمة (طَلْحَة بن عمرو الحَضْرَمِي) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 302 - 303)، من طريق طَلْحَة بن عمرو الحَضْرَمِي، عن نافع، عن ابن عمر، به.
وفي إسناده (طَلْحَة بن عمرو بن عثمان الحَضْرَمِي المَكِّي) ضعَّفه بعضهم، وتركه آخرون. وتقدَّمت ترجمته في حديث (226).
وحديث (أبي أُمَامَة) رضي الله عنه:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 248 و 257 و 264)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 27)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 310 - 311) رقم (8009)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 178) رقم (7189)، من طريق همّام بن
يحيى، عن قَتَادة، عن أيمن، عن أبي أُمَامة مرفوعًا بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن لم يَرَني وآمن بي -سبع مرات-".
قال البخاري: "ولم يذكر قَتَادة سماعه من أيمن، ولا أيمن من أبي أُمَامة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 67): "رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة".
وحديث (أبي هريرة) رضي الله عنه:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 178) رقم (7188)، من طريق همَّام بن يحيى، عن قَتَادة، عن أيمن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث أبي أُمَامة السابق.
قال ابن حِبَّان: "سَمِعَ هذا الخَبَرَ أيمنُ عن أبي هريرة، وأبي أُمَامة معًا، وأيمنُ هذا هو أيمن بن مالكٍ الأشعري".
أقول: (أيمن بن مالك الأشعري) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فقد ذكره في "ثقاته" (4/ 48) وقال:"يروي عن أبي أُمَامة وأبي هريرة، روى عنه قَتَادة". وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 27)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 319)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
وحديث (واثِلَة بن الأَسْقَع) رضي الله عنه:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2327) -في ترجمة (معروف بن عبد اللَّه الخيَّاط) -، من طريق عمر بن حفص الدِّمَشْقِيّ، عن معروف، عن واثلة مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
وفيه (معروف الخيَّاط) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (723).
وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من حديث واثلة أيضًا كما في "كنز العُمَّال"(11/ 530) رقم (23473).
* * *
270 -
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني، حدَّثنا محمد بن صالح بن الفيض بن فيَّاض، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عبد العظيم بن عبد اللَّه الحسني، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى، عن أبيه عليّ، عن أبيه موسى، عن آبائه،
عن عليّ قال: بعثني النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى اليَمَن، فقال لي وهو يُوصيني:"يا عليُّ ما خَابَ من استخار، ولا نَدِمَ من استشار. يا عليُّ عليك بالدُّلْجَةِ، فإنَّ الأرض تُطوى بالليل ما لا تُطوى بالنَّهَار. يا عليُّ اغْدُ بسم اللَّه، فإنَّ اللَّه بارك لأُمَّتِي في بُكُورِهَا".
(3/ 54) في ترجمة (محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر بن الرضا).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صحَّ من طرقٍ أخرى أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم بالدُّلْجَةِ، وأنَّ اللَّه تعالى بارك لهذه الأُمَّة في بُكُورِهَا.
ففيه (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني أبو المُفَضَّل) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات السَّهْمِي للدَّارَقُطْنِيّ" ص 274 - 275 رقم (401). وفيه اتهام الدَّارَقُطْنِيّ له بتركيب الأسانيد.
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 466 - 468) وقال: "كان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ، فكتب النَّاس عنه بانتخاب الدَّارَقُطْنِيّ، ثم بان كذبه، فمزَّقوا حديثه، وأبطلوا روايته، وكان بَعْد يَضَعُ الأحاديث للرَّافِضَةِ، ويُمْلِي في مسجد الشرقية". وفيه عن حمزة الدَّقَّاق: "كان يضع الحديث". وفيه: أنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ كذَّبه وأسقط حديثه. وقال الأَزْهَرِيُّ: "كان دجَّالًا كذَّابًا ما رأينا له أصلًا قطّ". وقال
الأَزْهَرِيُّ أيضًا: "ظاهر أمره أنَّه كان يسرق الحديث". وقال العَتِيقيُّ: "كان كثير التخليط". وكانت وفاته عام (387 هـ).
3 -
"لسان الميزان"(5/ 231 - 232) وفيه عن أبي ذَرّ الهَرَوي: "قعد للرَّافِضَة، وأملى عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة، وكانوا يتهمونه بالقَلْبِ والوَضْعِ".
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 969) إليه وحده.
والجزء الأول من الحديث: "ما خَابَ من استخار، ولا نَدِمَ من استشار"، رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 78) من حديث أنس بن مالك. وفي إسناده (عبد السلام بن عبد القدوس الكَلَاعِيّ الشَّامِيّ) وهو ضعيف جدًّا، واتَّهمه ابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (567).
كما أنَّ فيه والده: (عبد القدوس بن حَبِيب الكَلَاعِيّ الشَّامِيّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن المُبَارك وغيره. وستأتي ترجمته في حديث (415).
والجزء الثاني من الحديث: "عليك بالدُّلْجَة. . . " صحيح، وسيأتي تخريجه في حديث (1291).
أمَّا الجزء الأخير منه: "فإنَّ اللَّه بارك لأُمَّتِي في بُكُورِهَا" فهو صحيح أيضًا، وسيأتي تخريجه في حديث (1488).
غريب الحديث:
قوله: "الدُّلْجَة": سَيْرُ الليل. "النهاية"(2/ 129).
* * *
271 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز
(1)
، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، حدَّثنا محمد بن عليّ بن مُحْرِز -بخبرٍ غريبٍ-، حدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيْري، حدَّثنا سفيان، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الفَجْرُ فَجْرَانِ، فَجْرٌ يَحْرُمُ فيه الطَّعام وتَحِلُّ فيه الصَّلاةُ، وفَجْرٌ تَحْرُمُ فيه الصَّلاةُ ويَحِلُّ فيه الطَّعَامُ".
(3/ 58) في ترجمة (محمد بن عليّ بن مُحْرِز أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد بن محمد الرَّزَّاز أبو الحسن) فإنَّه صدوق في بعض أصوله شيء كما قال الذَّهَبِيُّ. وستأتي ترجمته في حديث (639).
و (أبو أحمد الزُّبَيْرِيّ) هو (محمد بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الأَسَدِيّ أبو أحمد) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 176): "ثقة ثَبْتٌ إلَّا أنَّه قد يُخْطئ في حديث الثَّوْري". وحديثه هنا عنه. وستأتي ترجمته في حديث (1057).
وصحَّحه ابن خُزَيْمَة والحاكم، ورَجَّحَ البيهقي وَقْفَهُ.
التخريج:
رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 184 - 185) رقم (356) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يرفعه في الدُّنْيَا غير أبي أحمد الزُّبَيْري".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الوزان". و"التصويب من تاريخ بغداد"(6/ 168) و (11/ 330)، و"المغني"(2/ 443).
وعن ابن خُزَيْمَة من طريقه المتقدِّم، رواه الحاكم في "المُسْتَدْرَك"(1/ 191 و 425).
وقال في الموضع الأول: "صحيح على شَرْطِ الشيخين في عدالة الرواة ولم يخرِّجاه. وأظن أنِّي قد رأيته من حديث عبد اللَّه بن الوليد عن الثَّوْري موقوفًا، واللَّه أعلم".
وأقرَّه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المُسْتَدْرَك"، وقال:"وَوَقَفَهُ بعضهم عن سفيان. وشاهده صحيح". يريد حديث جابر بن عبد اللَّه الذي أخرجه الحاكم عقب حديث ابن عبَّاس.
وقال الحاكم في الموطن الثاني: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 165 - 166)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 377)، من طريق أبي أحمد الزُّبَيْري، عن سفيان الثَّوْرِي، به.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "لم يرفعه غير أبي أحمد الزُّبَيْري عن الثَّوْرِي، وَوَقَفَهُ الفِرْيَابي وغيره عن الثَّوْري، وَوَقَفَهُ أصحاب ابن جُرَيْجٍ عنه أيضًا".
وقال البيهقي: "هكذا رواه أبو أحمد مُسْنَدًا، ورواه غيره موقوفًا، والموقوف أصحُّ".
وقال الخطيب عقب روايته له: "وهكذا رواه عمرو بن محمد النَّاقِد عن أبي أحمد الزُّبَيْرِي، ولم يرفعه عن الثَّوْرِي غيره واللَّه أعلم".
معنى الحديث:
قال الإِمام ابن خُزَيْمَة عقب روايته للحديث: "قوله: (فَجْرٌ يَحْرُمُ فيه الطَّعَامُ) يريد: على الصائم. و (يَحِلُّ فيه الصَّلاةُ) يريد: صلاة الصُّبْح. و (فَجْرٌ يحرم فيه
الصلاة) يريد: صلاة الصّبْح. إذا طلع الفجرُ الأول لم يحلَّ أن يصلِّي في ذلك الوقت صلاة الصبح، لأنّ الفَجْرَ يكون بالليل، ولم يرد أنّه لا يجوز أن يتطوع بالصلاة بعد طلوع الفَجْرِ الأول. وقوله (ويَحِلُّ فيه الطَّعَامُ) لمن يريد الصِّيَام".
* * *
272 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، أخبرنا محمد ابن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سَلَامَة -بحِمْص-، قالا: حدَّثنا محمد بن عليّ بن داود، حدَّثنا سعيد بن داود الزَّنْبَريّ
(1)
، حدَّثنا مالك، عن ثَوْر بن زيد الدَّيْلَمِيّ، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ نَفَقَةٍ بعد صِلَةِ الرَّحِمِ أَعْظَمُ عند اللَّه مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ".
(3/ 59) في ترجمة (محمد بن عليّ بن داود أبو بكر الحافظ، يعرف بابن أخت غزال).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (سعيد بن داود بن أبي زَنْبَر الزَّنْبَرِيّ المَدَني أبو عثمان) وهو ضعيفٌ حَدَّثَ بمناكير عن مالك. وستأتي ترجمته في حديث (1334).
قال الخطيب عقب روايته له: "غريب لم أكتبه من حديث مالك إلَّا بهذا الإسناد".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الزبيري". والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 18)، و"التهذيب"(4/ 24)، وغيرهما.
التخريج:
رواه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس"، من طريق إبراهيم الحَرْبي، عن سعيد بن داود، به. -كما في "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 31)، ونقله عنه محقق كتاب "الفردوس" (4/ 44) رقم (6140) - ولفظه عنده:"ما من نَفَقَةٍ بعد صِلَةِ الرَّحِمِ أفضلُ وأعظمُ أجرًا من إهْرَاقِ الدَّمِ أيامَ النَّحْرِ".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 32) رقم (10948) من طريق الحسن بن يحيى الخُشَنِيّ، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن لَيْث، عن طاوس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"ما عَمِلَ ابنُ آدَمَ في هذا اليَوْمِ أَفْضَلَ مِنْ دَمٍ يُهرَاقُ، إلَّا أَنْ يكون رَحِمًا مقطوعةً تُوصَلُ".
وإسناده ضعيف. ففيه (الحسن بن يحيى الخُشَنِيّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 172): "صدوق، كثير الغلط، من الثامنة"/ مد ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(6/ 339 - 342)، و"التهذيب"(2/ 326 - 327).
وفيه (إسماعيل بن عيّاش الحِمْصي) وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، مُخَلِّطٌ في غيرهم. وروايته هنا عن غير أهل بلده. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (115).
وفيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 18): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه الحسن بن يحيى الخُشَني
(1)
وهو ضعيف، وقد وثَّقه جماعة".
(1)
حُرِّفَ في "المجمع" إلى: "يحيى بن الحسن الخشني". والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (11/ 32)، و"تهذيب الكمال"(6/ 339)، وغيرهما.
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 154): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده يحيى بن الحسن الخُشَنِي، لا يحضرني حاله".
وعدم معرفة المُنْذِري لحاله أنَّه صُحِّفَ عليه، وصوابه:(الحسن بن يحيى الخُشَنِيّ).
* * *
273 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا حمدان ابن عليّ، حدَّثنا هانئ بن يحيى، حدَّثنا الحسين بن عَجْلان، حدَّثنا لَيْث، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،
عن جَدِّه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في مَكَّةَ:"لا تُبَاعُ ولا تُكْرَى بُيُوتُهَا".
(3/ 61) في ترجمة (محمد بن عليّ بن عبد اللَّه الورَّاق أبو جعفر، يعرف بحمدان).
مرتبة الحديث:
في إسناده (هانئ بن يحيى) والظاهر أنَّه (السُّلَمي)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (9/ 247) وقال:"يُخْطئ". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 187) ونقل قول ابن حِبَّان فحسب.
و (لَيْث) الظَّاهر أنَّه (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
و (الحسين بن عَجْلان) لم أقف على من ترجم له.
و (أبو عمر بن مهدي) هو (عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي أبو عمر): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (234).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 53)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 58)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 35)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 285)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(1/ 73) -كلاهما في ترجمة (إسماعيل بن مُهَاجِر) -، من طريق إسماعيل بن مُهَاجِر، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن باباه، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا بلفظ: "مَكَّةُ مُنَاخٌ
(1)
لا تُبَاعُ رِبَاعُهَا
(2)
، ولا تُؤاجرُ بُيُوتُهَا".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "إسماعيل: ضعَّفوه".
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "إسماعيل بن إبراهيم بن مُهَاجِر: ضعيف. ولم يروه غيره".
وقال البيهقي: "إسماعيل بن إبراهيم بن مُهَاجِر: ضعيف. وأبوه: غير قوي. واخْتُلِفَ عليه، فروي عنه هكذا، وروي عنه عن أبيه عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا ببعضه".
ورواه محمد بن الحسن الشَّيْبَاني في كتاب "الآثار" ص 76 رقم (372)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 53)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 57)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 35)، من طريق أبي حَنِيفة النُّعْمَان، عن عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن أبي نَجِيح، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا بلفظ:"مَكَّةُ حَرَامٌ، وحَرَامٌ بَيْعُ رِبَاعِهَا، وحَرَامٌ أَجْرُ بُيُوتِهَا".
(1)
المُنَاخُ: "الموضع الذي تُنَاخ فيه الإبل". "لسان العرب"، مادة (نوخ)(3/ 65).
(2)
أي دورها. انظر "القاموس المحيط" مادة (ربع) ص 927.
هذا لفظهم جميعًا عدا محمد بن الحسن، فإنَّ لفظه عنده:"إنَّ اللَّه حَرَّمَ مَكَّةَ، فَحَرَامٌ بَيْعُ رِبَاعِهَا وأَكْلُ ثَمَنِهَا".
وسكت عنه الحاكم وجعله شاهدًا لحديث ابن مُهَاجِر المتقدِّم. وقال الذَّهَبِيُّ: "عبيد اللَّه: ليِّن".
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "كذا رواه أبو حَنِيفة مرفوعًا، ووهم أيضًا في قوله:(عبيد اللَّه بن أبي يزيد)، وإنما هو ابن أبي زياد القَدَّاح
(1)
، والصحيح أنَّه موقوف".
وقال البيهقي نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيِّ: "كذا رُوي مرفوعًا، وَرَفْعُهُ وَهَمٌ. والصحيح أنه موقوف".
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 57)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 35)، من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن أبي نَجِيح، عن عبد اللَّه بن عمرو -موقوفًا عليه- أنَّه قال:"إنَّ الذي يأكلُ كِرَاءَ بيوت مكَّة إنَّما يأكلُ في بَطْنِهِ نارًا".
أقول: (عبيد اللَّه بن أبي زياد القَدَّاح) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 533) وقال: "ليس بالقويِّ، من الخامسة"/ د ت س. وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 198): "فيه لِينٌ". وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 14 - 15).
وانظر مزيدًا من الكلام على هذا الحديث وشواهده وفقهه: "نصب الراية"(4/ 265 - 269)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (6/ 34 - 35)، و"فتح الباري"(3/ 450 - 451) -في الحجِّ، باب توريث دور مكَّة وبيعها وشرائها-،
(1)
أقول: روى الدَّارَقُطْنِيُّ حديث أبي حَنِيفة من طريقين، الأول: عن القاسم بن الحكم عن أبي حنيفة به. والثاني: عن محمد بن الحسن الشيباني عن أبي حنيفة عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد به. هكذا (ابن أبي يزيد)، ولذا وهمه. أقول: والذي في "الآثار" لمحمد بن الحسن، المطبوع: ابن أبي زياد!
و"معالم السنن" للخَطَّابي (2/ 438)، و"المغني" لابن قُدَامة (4/ 288 - 291)، و"إعلاء السنن" للتهانوي (17/ 439 - 445).
* * *
274 -
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المُعَدَّل -إملاءً-، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عليّ الكاتب، حدَّثنا محمد بن خلف
(1)
وكيع، حدَّثنا محمد بن عليّ بن حمزة، حدَّثني عبد الصمد بن موسى، حدَّثني عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم، حدَّثني عبد الصمد بن عليّ، عن أبيه،
عن عبد اللَّه بن عبَّاس قال: "إذا أسف اللَّه على خَلْقٍ من خَلْقِهِ، فلم يُعَجِّل لهم النِّقْمَةَ بمِثْلِ ما أَهْلَكَ به الأمم من الريح وغيرها، خَلَقَ لهم خَلْقًا يعذبهم لا يعرفون اللَّه عز وجل".
(3/ 63) في ترجمة (محمد بن عليّ بن حمزة العَلَوي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس الهاشمي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 84) وقال: "عن أبيه عن جَدِّه، حديثه غير محفوظ ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
2 -
"تاريخ دمشق" لابن عساكر (10/ 335 - 343) -مخطوط-.
3 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 620) وقال: وما عبد الصمد بحجَّة، ولعل الحُفَّاظ إنما سكتوا عنه مُدَارَاةً للدَّوْلَةِ"!
(1)
صُحِّف في المطبوع إلى: "خالد". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في حديث رقم (666).
4 -
"لسان الميزان"(4/ 21 - 22) وتَعَقَّبَ ابن حَجَر: الذَّهَبِيَّ في قوله السابق في "الميزان": "ولعل الحفَّاظ. . . "، بأنّ العُقَيْلي قد أورده في الضعفاء فلم يسكتوا عنه.
كما أنَّ فيه (عبد الصمد بن موسى الهاشمي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 41) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 621) وقال: "قال الخطيب قد ضعَّفوه". وقال: "يروي مناكير عن جَدِّه محمد بن إبراهيم الإِمام. . . وقول الخطيب فيه ما هو في "تاريخه"".
3 -
"لسان الميزان"(3/ 23).
التخريج:
لم أجده في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
275 -
أخبرنا عليّ بن أحمد البزَّاز، حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمد بن عليّ بن إسحاق البغدادي، حدَّثنا موسى بن محمد القُرَشي، حدَّثنا الحسن بن شِبْل، عن أَصْرَم بن حَوْشَب، عن نَهْشَل بن سعيد، عن الضحَّاك بن مُزَاحِم،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ للمعلِّمين ثلاثًا، وأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ، وبَارِكْ لهم في كَسْبِهِمْ".
(3/ 63 - 64) في ترجمة (محمد بن عليّ بن محمد بن إسحاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أَصْرَم بن حَوْشَب الهَمَذَاني أبو هشام) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (984).
كما أنَّ فيه (نَهْشَل بن سعيد بن وَرْدَان البَصْري) وهو متروك. وقال إسحاق ابن رَاهُوْيَه: كان كذَّابًا. وستأتي ترجمته في حديث (510).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن محمد بن إسحاق) قال الخطيب عنه: "شيخ مجهول، حدَّث عن موسى بن محمد القُرَشي أحاديث مُنْكَرَة".
كما أنَّ الضحَّاك بن مُزَاحِم الهِلالي، لم يسمع من ابن عبَّاس. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85 - 88.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 220 - 221) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (أَصْرَم) و (نَهْشَل) و (محمد بن عليّ).
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 198)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 252).
وللحديث طريق آخر، رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 339)، من طريق أبي الطيِّب محمد بن الفَرُّخَان، عن أبيه، عن الحسن بن عَرَفَة، عن أبي معاوية الضرير، عن محمد بن خازم، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ للمعلِّمينَ وأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ، وأَظِلَّهُمْ تحت ظِلِّكَ، فإنهم يعلِّمون كِتَابَكَ المُنَزَّل".
قال الخطيب: "ومحمد بن الفَرُّخَان غير ثقة".
وعن الخطيب رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 221)، ونقل قوله في (أبي الطيِّب محمد بن الفَرُّخَان).
وقال السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 199): "أبو الطيِّب: يَضَع". وستأتي ترجمته في حديث (331).
وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 252): "قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه": افتراه ابن الفَرُّخَان، وألصقه بالحسن بن عَرَفَة بسند صحيح. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: لم يتعقّبه السُّيُوطِيّ مع أنَّه أورده في كتابه "تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظلّ العرش" باللفظ الثاني، وقال بعد أن نقل عن الخطيب أنَّه قال: محمد بن الفَرُّخَان غير ثقة. قلت -القائل السُّيُوطِيّ-: له شواهد. قال جامعه: وتابع نَهْشَلًا عن الضحَّاك، سعيد بن سِنَان، أخرجه ابن فَنْجُوْيَه في كتاب "المعلِّمين"، غير أنَّ في سنده من لم أعرفه. وسعيد متّهم أيضًا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم".
وقال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة": "رواه الخطيب عن ابن عبَّاس، وهو موضوع".
* * *
276 -
أخبرني محمد بن الحسين القطَّان، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا محمد بن عليّ فُسْتُقَة، حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح، حدَّثنا يونس بن بُكَيْر، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن محمد بن عليّ، عن أبيه،
عن جَدّه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الشَاهِدُ يَرَى ما لا يَرَى الغَائِبُ".
(3/ 64) في ترجمة (محمد بن عليّ بن الفضل أبو العبَّاس، يلقب: فُسْتُقَة).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده.
وفيه (عبد الباقي بن قَانِع الأُمَوي البغدادي أبو الحسين): صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ، لكنّه توبع كما سيأتي. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و (محمد بن إسحاق) قد صَرَّحَ بالتحديث عند البخاري في "تاريخه الكبير"(1/ 177) فزالت الدُّلْسَة.
و(محمد بن عليّ بن أبي طالب) هو (محمد بن الحَنَفِيَّة): إمام ثقة من كُبَرَاء التابعين. وستأتي ترجمته في حديث (1667).
التخريج:
رواه مطوَّلًا: البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 177)، والبزَّار في "مسنده" -المسمى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 237) رقم (634)، وأبو الشيخ بن حَيّان الأصبهاني في "الأمثال" ص 92 - 93 رقم (156)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 93) و (3/ 177 - 178)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 462) -مخطوط-، من طريق يونس بن بُكَيْر، عن محمد بن إسحاق، به.
قال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلمه يُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من وجهٍ متصلٍ عنه إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال أبو نُعَيْم: "هذا غريب لا يُعْرَفُ مُسْنَدًا بهذا السِّيَاق إلَّا من حديث محمد بن إسحاق".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 329): "رواه البزَّار، وفيه ابن إسحاق وهو مدلِّس، ولكنه ثقة، وقد أخرجه الضياء في أحاديثه المختارة على الصحيح".
أقول: قد صَرَّحَ ابن إسحاق عند البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 177) بالتحديث عن إبراهيم بن محمد بن عليّ.
ورواه مطوَّلًا أيضًا: أحمد في "المسند"(1/ 83)، والبخاري في "التاريخ
الكبير" (1/ 177)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة" (7/ 92)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 356) رقم (739)، من طريق سفيان، عن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن عليّ بن أبي طالب، به.
ومن هذا الوجه رواه العَسْكَرِيُّ في "الأمثال"، كما في "المقاصد الحسنة" ص 248.
وإسناده ضعيف، لانقطاعه بين (محمد بن عمر بن عليّ) وبين جَدِّه (عليّ بن أبي طالب). قال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 194) في ترجمة (محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب):"صدوق، من السادسة، وروايته عن جَدِّه مرسلة". لكنَّ أبا نُعَيْم قال عقب روايته له من هذا الطريق: "رواه عصام بن يزيد جَبَّر
(1)
، فوصله"
وله شاهدٌ من حديث أنس، رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 85) رقم (59)، من طريق عبد اللَّه بن يوسف، عن ابن لَهِيعَة، عن يزيد بن أبي حَبِيب وعُقَيْل، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا به.
وإسناده ضعيف، لضعف (عبد اللَّه بن لَهِيعَة المِصْرِي). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
وله شاهد آخر من حديث ابن عبَّاس، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "الأمثال" ص 92 رقم (155)، من طريق هُشَيْم، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.
ومن هذا الطريق رواه العَسْكَرِي في "الأمثال" أيضًا كما في "المقاصد الحسنة" ص 248.
(1)
هذا لقب (عصام بن يزيد الأَصْبَهَاني) صاحب الثَّوْرِيّ. انظر "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 161).
أقول: رجال إسناده ثقات. و (أبو بِشْر) هو (جعفر بن أبي وحْشِيَّة): ثقة من أثبت النَّاس في سعيد بن جُبَيْر، وستأتي ترجمته في حديث (482).
وقال الشيخ أحمد بن محمد الغُمَاري في "فتح الوهّاب بتخريج أحاديث الشِّهَاب"(1/ 94) رقم (60): "سنده صحيح".
* * *
277 -
أخبرنا إبراهيم بن مخلَد بن جعفر، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا محمد بن عليّ بن عَتَّاب أبو بكر، حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد التَّمِيمي قال: سمعتُ حمَّاد بن سَلَمَة يُحدِّثُ عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن محمد بن عليّ،
عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في سبعة أثواب.
(3/ 65) في ترجمة (محمد بن عليّ بن عتَّاب القَمَّاط الإيَادي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب) فإنَّه صدوق سيء الحفظ، وقد تفرَّد بروايته. وستأتي ترجمته في حديث (884).
والصحيح المشهور، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم:"كُفِّنَ في ثلاثة أثواب بيضٍ سَحُولِيَّةٍ من كُرْسُفٍ، ليس فيها قَمِيص ولا عِمَامَة". رواه الشيخان، وغيرهما. وقد تقدَّم في حديث (116).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 94 و 102)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 262)، والبزَّار في "مسنده" -المسمى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 245) رقم (646)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 285)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 3)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1448) -كلاهما في ترجمة
(عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل) -، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، به.
قال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلم أحدًا تابع ابن عَقِيل على روايته هذه، ولا نعلم أحدًا رواه عن ابن عَقِيل بهذا الإسناد إلَّا حمّاد بن سَلَمَة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 23): "رواه أحمد وإسناده حسن! والبزَّار".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 108): "روى ابن أبي شَيْبَة وأحمد والبزار عن عليّ: "كُفِّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في سبعة أثواب"، وهو من رواية عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن ابن الحَنَفِيَّة، عن عليّ. وابن عَقِيل: سيء الحِفْظِ، يَصْلُحُ حديثه للمتابعات، فأمَّا إذا انفرد فيحسن، وأمَّا إذا خالف فلا يُقْبَل. وقد خالف هو رواية نَفْسِهِ، فروى عن جابر أنَّه صلى الله عليه وسلم "كُفِّنَ في ثوب نَمِرَة
(1)
". قلت -القائل ابن حَجَر-: وروى الحاكم من حديث أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ما يُعَضِّدُ رواية ابن عَقيل، عن ابن الحَنَفِيَّة، عن عليّ، واللَّه أعلم".
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(2/ 100 و 132) رقم (728 و 801): "إسناده صحيح"! !
وذكره ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 415) من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، تفرَّد به ابن عَقِيل وقد ضعَّفه يحيى. وقال ابن حِبَّان: رديءُ الحِفْظِ، يحدِّث على التَّوهم فيجيء بالخَبَرِ على غير سَنَنِه، فوجب مُجَانَبة أخباره".
* * *
(1)
هي الشَّمْلَةُ المُخَطَّطة من صوف. انظر: "النهاية"(5/ 118)، و"هدي الساري" ص 194 ط بولاق.
278 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن عليّ القَرَوِي
(1)
-ببغداد-، حدَّثنا حفص بن عمر المِهْرِقَاني، حدَّثنا القاسم بن الحَكَم العُرَنِي
(2)
، عن عبد اللَّه بن عمرو بن مُرَّة، عن محمد بن سُوقَة، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن أبيه قال: أَخَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العِشَاء الآخِرَة هُنَيْهَةً، فخرج علينا فقال:"ما تنتظرون"؟ قالوا: الصلاة. قال: "أمَّا إنّكم لن تزالوا فيها ما انتظرتموها". ثم رفع بصره إلى السماء فقال: "النُّجُومُ أَمَانٌ لأهل السماء، فإذا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أنى أهل السماء ما يُوعدون، وأصحابي أَمَانٌ لأُمَّتي فإذا ذَهَبَ أصحابي، أتى أُمَّتي ما يُوعدون، أَقِم يا بلال".
(3/ 67 - 68) في ترجمة (محمد بن عليّ بن عبد اللَّه القَرَوِي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (محمد بن عليّ القَرَوِيّ) فإنّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وعدا (القاسم بن الحَكَم بن كَثِير العُرَني الكُوفي أبو أحمد) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 116): "صدوق فيه لين، من التاسعة"/ بخ ت. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 335): "وثَّقوه، وقال أبو حاتم لا يحتجُّ به". وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(8/ 311 - 312).
وقد صحَّ نحوه من حديث أبي موسى الأشعري.
(1)
هكذا في المطبوع: "القَرَوي". وفي "المعجم الصغير"(2/ 72)، و"مجمع البحرين" (2/ 46):"القَزْويني".
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "العربي". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 109)، و"التقريب"(2/ 116)، وغيرهما.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 457)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 360 - 361) رقم (846)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 46 - 47) رقم (686) -، و"المعجم الصغير"(2/ 72 - 73)، من طريق القاسم بن الحَكَم العُرَني، عن عبد اللَّه بن عمرو بن مرَّة، به.
وَسَكَتَ عنه الحاكم والذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
وقال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن ابن سُوقَة إلَّا عبد اللَّه بن عمرو بن مُرَّة، تفرّد به القاسم بن الحَكَم"
(1)
.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 312): "رواه الطبراني في "الثلاثة" ورجاله ثقات"!
والحديث رواه مسلم في فضائل الصحابة، باب بيان أنّ بقاء النبيّ صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه. . . (4/ 1961) رقم (2531)، وأحمد في "المسند"(4/ 398 - 399)، عن أبي موسى الأشعري قال:"صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا: لو جَلَسْنَا حتى نُصَلِّي معه العِشَاءَ. قال: فجلسنا فَخَرَجَ علينا، فقال: ما زِلْتُمْ هاهنا. قلنا: يا رسول اللَّه صَلَّيْنَا معكَ المَغْرِبَ ثم قلنا نجلسُ حتى نُصَلِّي معك العِشَاءَ. قال: أَحْسَنْتُمْ أو أَصَبْتُمْ. قال: فَرفَعَ رَأْسَهُ إلى السماء، وكان كثيرًا ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ إلى السماء، فقال: النُّجُومُ أَمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذَهَبَتِ النّجُومُ أَتَى السَّماء ما تُوعَدُ. وأنا أَمَنَةٌ لأصحابي فإذا ذَهَبْتُ أتى أصحابي ما يُوعَدُونَ. وأصحابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ".
(1)
في "المعجم الصغير": "تفرّد به ربيعة"! ! والتصويب من "تاريخ بغداد"(3/ 68)، و"مجمع البحرين"(2/ 47).
ورواه ابن المبارك في "الزُّهْد" ص 200 رقم (569) عن محمد بن سُوقَة، عن عليّ بن أبي طَلْحَة مرفوعًا بنحوه.
أقول: حديث ابن المبارك منقطع، فـ (عليّ بن أبي طَلْحة) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 39):"أَرْسَلَ عن ابن عبَّاس ولم يره، من السادسة، صدوق قد يُخطئ، مات سنة ثلاث وأربعين -يعني ومائة-"/ م د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 339 - 341).
وفي "مجمع الزوائد" للهيثمي (10/ 17 - 18): "عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "النجوم أمان لأهل السماء، وأصحابي أمان لأمتي". رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده جيِّد، إلَّا أنَّ عليّ بن طَلْحَة لم يَسْمَعْ من ابن عبَّاس".
* * *
279 -
أخبرنا ابن أبي جعفر القَطِيْعِيّ، حدَّثنا أبو عليّ محمد بن يحيى العَطَشِيّ، حدَّثنا أبو حرب
(1)
محمد بن عليّ بن الحسن المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن سليمان أبو عبد اللَّه ابن أبي مذعور، حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان قال: سمعت حُمَيْدًا ذَكَرَ عن،
أنس بن مالك قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سلم قال: "سَلَامٌ عليكم".
(3/ 68 - 69) في ترجمة (محمد بن عليّ بن الحسن المُقْرِئ أبو بكر).
(1)
هكذا في المطبوع: "أبو حرب". بينما كنّاه الخطيب في أول ترجمته له في "تاريخه"(3/ 68) عند سياقه لاسمه ونسبه: بـ "أبي بكر".
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن سليمان أبو عبد اللَّه ابن أبي مذعور) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 572) باسم (محمد بن سليمان) فقط، وقال:"عن مُعْتَمِر بن سليمان. قال ابن مَنْدَه: مجهول".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 187) ولم يزد عمّا في "الميزان".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن الحسن المُقْرئ أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (ابن أبي جعفر القَطِيْعِيّ) هو (أحمد بن محمد بن منصور العَتِيقي أبو الحسن): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1262).
و (حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عُبَيْدة): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (265).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف عليه في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
280 -
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطَّاهِرِيّ، أخبرنا أبو الحسين عيسى بن حامد بن بِشْر القاضي، حدَّثنا محمد بن عليّ بن العبَّاس النَّسَائيّ، حدَّثنا هارون بن عبد اللَّه الحَمَّال، حدَّثنا أبي، عن شُعْبَة، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ ما يُقْضَى بين النَّاس يومَ القِيَامَةِ في الدِّمَاءِ".
(3/ 69) في ترجمة (محمد بن عليّ بن العبَّاس النَّسَائي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
شاذّ من هذا الطريق. والمحفوظُ الصحيح روايته من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه.
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث غريبٌ جدًّا من رواية شُعْبَة، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إنْ كان محفوظًا. تفرّد بروايته النَّسَائي، عن هارون بن عبد اللَّه، عن أبيه. ورواه غيره عن الأَعْمَش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وذاكَ المحفوظُ الصحيحُ. ولم نكتب لعبد اللَّه بن مروان والد هارون حديثًا غير هذا".
أقول: خالف (محمد بن عليّ بن العبَّاس النَّسَائي) -وهو ثقة كما قال محمد بن أحمد الصَّفار ونقله عنه الخطيب في ترجمته- جماعةً من الثقات منهم عند مُسْلِمٍ وحده في "صحيحه"(3/ 1304): (معاذ بن معاذ العَنْبَرِيّ) و (خالد بن الحارث) و (محمد بن جعفر) و (محمد بن إبراهيم بن أبي عدي)، رووه جميعًا عن شُعْبَة، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا به. وانظر كذلك:"تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (7/ 37 - 38).
و(عبد اللَّه بن مروان الحَمَّال البغدادي -والد هارون-) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 151) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث أبي هريره فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 340) إليه وحده.
والحديث رواه البخاري في أول كتاب الدِّيَات (12/ 187) رقم (6864)، وفي الرِّقَاق، باب القِصَاص يومَ القيامة (11/ 395) رقم (6533)، ومسلم في
القَسَامَة، باب المجازاة في الدِّمَاء في الآخرة. . . (3/ 1304) رقم (1678)، والتِّرْمِذِيّ في الدِّيَات، باب الحكم في الدِّماء (4/ 17) رقم (1396)، والنَّسَائي في تحريم الدَّم، باب تعظيم الدَّم (7/ 83)، وأحمد في "المسند"(1/ 388 و 442)، وابن ماجه في الدِّيَات، باب التغليظ في قتل مسلم ظلمًا (2/ 873) رقم (2615)، وغيرهم، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.
* * *
281 -
أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخِرَقِيّ، حدَّثني أبو بكر محمد بن عليّ الصبَّاغ القَنْطَرِيّ، حدَّثنا ابن مَنِيع، حدَّثنا عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبِيّ، عن عبد الواحد بن راشد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا بَلَغَ العَبْدُ أربعينَ سنَةٌ أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنَ البَلايا الثلاث: الجنونُ، والجُذَامُ، والبَرَصُ، فإذا بَلَغَ خمسين سَنَةً خَفَّفَ عنه الحِسَابَ، فإذا بَلَغَ ستينَ سنَةً رَزَقَهُ اللَّه الإنَابَةَ إليه لما يُحِبُّ، فإذا بَلَغَ سبعينَ سَنَةً أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فإذا بَلَغَ ثمانينَ سَنَةً أَثْبَتَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ ومَحَا سَيِّئَاتِهِ، فإذا بَلَغَ تسعينَ سَنَةً غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، وشَفِعَ في أَهْل بَيْتِهِ، وناداهُ مُنَادٍ مِنَ السَّماءِ: هذا أَسِيرُ اللَّه في أَرْضِهِ".
(3/ 70 - 71) في ترجمة (محمد بن عليّ الصبَّاغ القَنْطَرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وله طرق وشواهد معلَّة. وقد اختلف النُّقَّاد فيه: بين مُقَوٍّ له، وَمُضَعِّفٍ، وحاكمٍ عليه بالوَضْعِ. والراجح قول من قال بضعفه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ففيه (عبد الواحد بن راشد) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 672) وقال: "ليس بعمدة". وأَقَرَّهُ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 79).
والعجيب أنَّ ابن حَجَر رحمه الله يقول في "القول المسدَّد" ص 64: "عبد الواحد لم أر فيه جرحًا"! !
وأعجب منه قول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(8/ 24) معقِّبًا: وسياق كلام الذَّهَبِيُّ لا يدلُّ على أن أحدة من المتقدِّمين جرحه، وإنَّما هي كلمة منه، أعني من الذَّهَبِيّ، لا تقدِّم ولا تؤخِّر، خشي أن يكون الحديث ضعيفًا، فرمى الرجل بأنَّه "ليس بعمدة" دون دليل ولا تعليل. والعجب من ابن حَجَر أَنْ لا يعقِّب عليه، في حين أنَّه خالفه فيما قاله في "القول المسدَّد"."! ! ! .
قال العلّامة عبد الرحمن المعلِّمي اليماني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشوكاني ص 481: "أرى البلاء في هذا الخبر من (عبد الواحد بن راشد)، فإنَّه مجهول جدًّا".
وفيه صاحب الترجمة (أبو بكر محمد بن عليّ الصبَّاغ القَنْطَريّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن مَنِيع) هو (أحمد بن مَنِيع بن عبد الرحمن البَغَويّ الأصَمّ البغدادي أبو جعفر): إمام حافظ ثقة، خرَّج له الستة، وكانت وفاته عام (244 هـ) وله (84) سنة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(11/ 483 - 484)، و"التهذيب"(1/ 84 - 85)، و"التقريب"(1/ 27).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
للحديث عن أنس رضي الله عنه طرق:
الأول: طريق الخطيب هذا، عن أحمد بن مَنِيع، عن عبّاد المُهَلَّبِيّ، عن عبد الواحد بن راشد، عنه، به.
رواه أحمد بن منيع في "مسنده" -كما في "القول المسدد" ص 64 - ، وعنه رواه الخطيب، وعن الخطيب رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 179 - 180)، وقال في (1/ 181) منه:"فيه عبّاد بن عبّاد. قال ابن حِبَّان: غلب عليه التقشّف، وكان يحدِّثُ بالتوهم فيأتي بالمناكير فاستحق الترك".
وتعقبَّه الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدد" ص 64 فقال: "عبّاد: من الثقات، وثّقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين، والعِجْلي، وآخرون، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وخبط ابن الجَوْزيّ في الكلام على هذا الحديث: فنقل عن ابن حِبَّان أنَّه قال في عَبَّاد بن عَبَّاد هذا: إنَّه غلب عليه التقشّف، فكان يحدِّثُ بالتوهم فيأتي بالمنكر، فاستحق الترك. وهذا الكلام إنَّما قاله ابن حِبَّان في عبّاد بن عبّاد الفارسي الخَوَّاص، يُكْنَى أبا عتبة، ولا يقال: إنّ ابن الجَوْزيّ لو لم يطّلع على أنَّه الخَوَّاص ما نقل كلام ابن حِبَّان فيه؛ لأنَّ في سياقِهِ هُوَ الحديثُ من طريق أحمد بن منبع: خبرنا عبّاد بن عبّاد المُهَلَّبِيّ، وهكذا هو في "مسنده" أحمد بن مَنِيع، فانتفى أن يكون الفارسيّ، إذ المُهَلَّبِيّ: ثقة من رجال الصحيح، بخلاف الفارسيّ".
الطريق الثاني: عن يوسف
(1)
بن أبي ذَرَّة
(2)
، عن جعفر بن عمرو بن أُمَيَّة الضَّمْرِيّ، عن أنس، به.
(1)
تَصَحَّفَ في "كشف الأستار"(4/ 225) إلى: "يونس". والتصويب من المصادر المذكورة في التعليق التالي. وقارن بما قاله محققه في (4/ 226).
(2)
تَصَحَّف في "المسند" لأحمد (3/ 217)، و"ذيل تاريخ بغداد"(1/ 132)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزيّ (1/ 179)، و"تفسير ابن كثير" (3/ 217) إلى:"أبي بردة"، وتَصَحَّفَ في "الزهد الكبير" ص 2668 إلى:"أبي ذر"، وفي "تعجيل المنفعة" ص 300 إلى:"درة". والتصويب من "التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 378)، و"المجروحين"(3/ 131)، و"المُشْتَبِه" للذَّهَبِيّ (1/ 286)، و"تبصير المُنْتَبِه" لابن حَجَر (2/ 560)، وغيرها.
رواه أحمد في "المسند"(3/ 217 - 218)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 241 - 242) رقم (4246)، والبزّار في "مسنده"(4/ 225 - 226) رقم (3587) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "الزهد الكبير" ص 268، رقم (636)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 131 - 132) -في ترجمة (يوسف بن أبي ذَرَّة) -، وابن النَّجَّار في "ذَيْل تاريخ بغداد"(1/ 132 - 133) -مختصرًا-، والشَّجَرِيّ في "أماليه"(2/ 242 - 243)، وابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 179).
وفي إسناده (يوسف بن أبي ذَرَّة)، قال ابن حِبَّان عنه في ترجمته من "المجروحين" (3/ 131):"منكر الحديث جدًّا، ممن يروي المناكير التي لا أصول لها من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، على قلّة روايته، لا يجوز الاحتجاج به بحال". ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه: "لا شيء". وتُرْجِمَ له في: "الميزان"(4/ 464 - 465)، و"اللسان"(6/ 320 - 321)، و"تعجيل المنفعة" ص 300.
وقد حَسَّنَ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(8/ 23) هذا الطريق! ! ورجَّحَ توثيق (يوسف بن أبي ذَرَّة)! ! وقال في سبب ترجيحه هذا: "لأنَّ البخاري والنَّسَائي لم يذكراه في الضعفاء، بل ترجمه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 387) وأشار إلى حديثه هذا، قال: "يوسف بن أبي ذَرَّة الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن أُمَيَّة الضَّمْرِيّ، عن أنس بن مالك، رواه عنه أنس بن عِيَاض أبو ضَمْرَة"، وهذا الصنيع من البخاري والنَّسَائي توثيق واضح كافٍ عندي، أرجحه على قول يحيى بن مَعِين وابن حِبَّان"! ! .
أقول: كلام الشيخ رحمه الله هذا موضع نظر شديد كما لا يخفى، وهذا من تساهله في التصحيح والتحسين المعروف به لدى أهل الفنِّ من المعاصرين، على عظيم فضله، وواسع عِلْمِهِ، ودقيق تحقيقاته، رحمه الله وأجزل له المثوبة.
وقد تابع (يوسف بن أبي ذَرَّة) في روايته له عن (جعفر): (محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان)، عند أبي يَعْلَى في "مسنده"(7/ 242 - 243) رقم (4248)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 225 - 226) رقم (3587) -من كشف الأستار-.
و(محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان الأُمَوي المَدَني، يلقب بالدِّيباج): مُخْتَلَفٌ فيه؛ ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 268 - 269) وقال: "قال النَّسَائي: ثقة. وقال في موضع آخر: ليس بالقويِّ. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: في حديثه عن أبي الزِّنَاد بعض المناكير. . . وقال ابن سعد: كان كثير الحديث عالمًا. وقال البخاري: عنده عجائب. وقال العِجْلي: مَدَني تابعي ثقة. وقال ابن الجَارود: لا يكاد يُتَابَعُ على حديثه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 79): "صدوق". وقال الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(2/ 56): "وثّقه النَّسَائي مَرَّةً. ومَرَّةً قال: ليس بالقويِّ".
فضلًا عن أن متابعته هذه قد رواها أبو يعلى عنه من طريق (أبي عبيدة بن فُضَيْل بن عِيَاض)، وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (4/ 549) وقال:"فيه لين. قال ابن الجَوْزِيّ: ضعيف". وقال ابن حَجَر في "اللسان"(7/ 79): "وقد وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ فلا يلتفت إلى تضعيف ابن الجَوْزي بلا سبب. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وأخرج حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم، ولم يذكره أحد ممن صنَّفَ في الضعفاء".
الطريق الثالث: عن يحيى بن أيوب، حدَّثنا يحيى بن سُلَيْم قال: حدَّثني رجلان من أهل حَرَّان من أهل العلم -وكانا عندي ثقة-، عن زُفَر بن محمد، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان، عن أنس، به.
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 243 - 244) رقم (4249).
أقول: إسناده ضعيف. ففيه انقطاع بين (محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان) وبين (أنس).
كما اخْتُلِفَ فيه على (محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان الملقب بالدِّيباج) كثيرًا. قال العلَّامة عبد الرحمن اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 484: "اخْتُلِفَ عليه اختلافًا كثيرًا، فقيل: عن عثمان، وقيل: عن عبد اللَّه بن أبي بكر الصِّدِّيق، وقيل: عن عبد اللَّه بن عمر، وقيل عن أنس. وفي أسانيدها إلى الدِّيباج بلايا، وكلّها مع ذلك منقطعة، لأنَّه لم يدرك أحدًا من الصحابة. وقيل: عن الدِّيباج، عن عمرو بن جعفر، عن أنس قوله، في سندها الفَرَجُ بن فَضَالَة عن محمد بن عامر، وقد بَيَّنَ ابن الجُوْزِيّ وهنهما، وفوق ذلك كلِّه فالدِّيباج نفسه فيه نظر".
وفيه مُبْهَمَان أيضًا.
و(يحيى بن سُلَيْم الطائفي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 349): "صدوق سيء الحفظ". وستأتي ترجمته في حديث (1497).
الطريق الرابع: عن خالد الزَّيَّاتي
(1)
، عن داود بن سليمان، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَعْمَر بن حَزْم الأنصاري، عن أنس، به مطوَّلًا.
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(6/ 351 - 352) رقم (3678)، والحَكِيم التِّرْمِذِيّ في "نوادره" ص 177 - وقد ساق ابن حَجَر إسناد الحكيم في "معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة للذنوب" ص 90 - .
وخالد الزَّيَّاتي، وشيخه، مجهولان كما قال الحافظ ابن حَجَر في "معرفة الخصال المُكَفِّرة للذنوب المقدمة والمؤخرة" ص 91. وقال العِرَاقي في "أماليه" -كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 141) -:"ضعيف"، وسمّاه (خلف بن ياسين
(1)
في "مسند أبي يعلى": "الزيات".
الزَّيَّات)! وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 205): "ضعيف جدًّا"، وسمّاه (ياسين الزَّيَّات)!
الطريق الخامس: عن أبي قَتَادة العُذَرِيّ، حدَّثنا ابن أخي الزُّهْرِيّ، عن عمِّه، عن أنس، به.
رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 226) رقم (3588) -من كشف الأستار-، وقال:"لا نعلم رواه إلَّا أبو قَتَادة، عن ابن أخي الزُّهْرِيّ".
قال ابن حَجَر في "معرفة الخصال المُكَفِّرة للذنوب" ص 93 عن أبي قَتَادة هذا: "اسمه (عبد اللَّه بن واقد الحَرَّاني) ضعَّفه يحيى بن مَعِين. وقال البخاري: تركوه. وأثنى عليه أحمد. وقال البزّار: كان يغلط ولا يرجع"،
و(ابن أخي الزُّهْرِيّ) هو (محمد بن عبد اللَّه بن مسلم بن عبيد اللَّه بن شهاب الزُّهْرِيّ) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 180): "صدوق له أوهام، من السادسة"/ ع.
وفيه شيخ البزَّار (عبد اللَّه بن شبيب الرَّبَعِيّ الأَخْبَارِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 342):"واه. قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث". وانظر ترجمته في "لسان الميزان"(1/ 299 - 300).
الطريق السادس: عن الحجَّاج بن يوسف بن قُتَيْبَة، حدَّثنا الصبَّاح بن عاصم الأَصْبَهَاني، عن أنس، به.
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 346).
قال ابن حَجَر في "معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة للذنوب" ص 94: "رواته مُوَثَّقُون إلَّا الصبَّاح، فلا أعرف فيه جرحًا أو تعديلًا".
وقال في "اللسان"(3/ 179): "صبّاح بن عاصم الأَصْبَهَانِيّ، لا يُعْرَفُ وأتى بخَبَرٍ مُنْكَرٍ".
الطريق السابع: عن بكر بن سهل، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن رُمْح بن المُهَاجِر التَّجِيبيّ أبو سعيد، أنبأنا ابن وَهْب، عن حفص بن مَيْسَرة، عن زيد بن أَسْلَم، عن أنس، به.
رواه البيهقي في "الزهد الكبير" ص 267 - 268.
قال ابن حَجَر في "القول المسدَّد" ص 63 عن طريق البيهقي هذا: إنَّه أقوى طرق هذا الحديث.
وقال في "معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة للذنوب" ص 90: "هذا أمثل طرق هذا الحديث، فإنّ رجاله ثقات، وبكر بن سهل وإنْ كان النَّسَائي تكلَّم فيه فقد توبع عليه. قال إسماعيل بن الفضل الإخْشِيد في "فوائده": حدَّثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، حدَّثنا أبو بكر الهَرَوي، حدَّثنا أبو عَرُوبَة الحَرَّاني، حدَّثنا مَخْلَد بن مالك، حدَّثنا الصَّنْعَاني -هو حفص بن مَيْسَرة-. . . فذكر نحوه. وهكذا رواه ابن عساكر في المجلس التاسع والسبعين من "أماليه" من هذا الوجه"
(1)
.
وقد صَحَّحَ محقق "الزهد الكبير" إسناده، متابعةً لابن حَجَر.
وما قاله الحافظ ابن حَجَر متعقَّب بأنّ (بكر بن سهل الدِّمْيَاطيّ أبو محمد): ضعيف، واتَّهمه الذَّهَبِيُّ بالوضع. انظر:"الميزان"(1/ 345 - 346)، و"اللسان"(2/ 51 - 52)، و"المغني" (1/ 113) وقال:"متوسط، ضَعَّفَهُ النَّسَائي".
أمَّا المتابعة فقد توسّع العلّامة اليَمَاني رحمه الله في نقدها في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 4 - 484، فانظره ففيه نَقْدٌ عَالٍ.
وقد ذَكَرَ أنَّ (أبا الطاهر بن عبد الرحيم) لم يقف له على ترجمة. لكن قد يَرِدُ
(1)
وقال ابن عساكر: "إنه حديث حسن" كما في "اللسان"(2/ 52).
عليه، أنّ الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد" ص 64 قد قال بعد أن نقل عن أبي زُرْعَة الرَّازِيّ توثيقه لـ (مَخْلَد بن مالك)، وأنَّه لا يعلم لأحدٍ فيه جرحًا:"وباقي الإسناد ثقات".
الطريق الثامن: عن ثابت بن سعد بن ثابت الأُمْلُوكيّ، عن أبيه، عن عَمِّه عُبَادَة بن الأُمْلُوكيّ، عن أنس، به.
ذكره أبو الحجَّاج المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(3/ 354) في ترجمة (ثابت بن سعد الأُمْلُوكيّ).
و(ثابت) هذا قال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 115): "مجهول، من الثامنة"/ تمييز.
وقال العلّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 486 بعد أن ذكر هذا الطريق: "مجهولون".
الطريق التاسع: عن أبي سفيان الغَنَوي، حدَّثنا مَعْقِل بن مالك، عن عبد الرحمن بن سليمان، عن عبيد اللَّه بن أنس، عن أنس مرفوعًا مختصرًا بلفظ:"إذا بلغ العبد ثمانين سنة فإنَّه أسير اللَّه في الأرض، تُكْتَبُ له الحسنات وتُمْحَى عنه السيئات".
رواه ابن قُتَيْبَة في "غريب الحديث"
(1)
-كما في "معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة للذنوب" ص 91 - .
وفي إسناده (عبد الرحمن بن سليمان) قال ابن حَجَر عنه في "معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة" ص 92: "مجهول".
(1)
لم أقف عليه في "غريب الحديث" لابن قُتَيْبَة المطبوع.
وفيه (عبيد اللَّه بن أنس) أيضًا، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ديوان الضعفاء" ص 204 وقال:"شيخ لعبد الرحمن بن سليم (كذا): مجهولان".
الطريق العاشر: عن أبي النَّضْر -هاشم بن القاسم-، حدَّثنا الفَرَج -بن فَضَالة-، حدَّثنا محمد بن عامر، عن محمد بن عبيد اللَّه، عن عمرو بن جعفر، عن أنس موقوفًا عليه من قوله.
رواه أحمد في "المسند"(2/ 89)، وعنه ابن الجَوْزيّ في "الموضوعات"(1/ 180).
قال ابن الجَوْزيّ في "الموضوعات"(1/ 181): "حديث أنس الموقوف، ففيه (الفرج) وهو (ابن فَضَالَة)
(1)
، قال يحيى والنَّسَائي: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حِبَّان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحلّ الاحتجاج به. وأمَّا (محمد بن عامر) فقال ابن حِبَّان: يقلب الأخبار ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. وأمَّا (محمد بن عبيد اللَّه) فهو (العَرْزَميّ) قال أحمد: ترك الناس حديثه".
وقال الحافظ العِرَاقي في "جزئه" الذي ذكر فيه الأحاديث التي رواها أحمد في مسنده، وقيل إنها موضوعة، ص 40 - وهذا الجزء ذكره ابن حَجَر في مفتتح كتابه "القول المسدَّد في الذَّبِّ عن مسند الإِمام أحمد"-:"قد خَلَطَ الفَرَجُ ابن فَضَالَة فَحَدَّث به هكذا، وقلب إسناده مرَّةً أخرى، فجعله من حديث ابن عمر مرفوعًا أيضًا، رواه أحمد أيضًا".
وبنحو قول العِرَاقي قال تلميذه ابن حَجَر في "معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة للذنوب" ص 86 مع زيادة بيان.
(1)
وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).
الطريق الحادي عشر: عن عمرو بن زياد البَاهِليّ، حدَّثنا محمد بن جَهْضَم الجَهْضَميّ، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس، به مطوّلًا.
رواه ابن عساكر في المجلس العشرين بعد الثلاثمائة من "أماليه" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 146) -.
وفيه (عمرو بن زياد البَاهِلي الثَّوْبَاني) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 484): "قال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: يضع الحديث، له في فضل فاطمة". وانظر: "الميزان"(3/ 260 - 261)، و"اللسان"(4/ 364 - 365).
و(محمد بن جَهْضَم) قال العلّامة اليَمَاني عنه في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 486: "لا أحسبه الذي في "التهذيب"، فإن كان إياه فأبوه مجهول، وإلَّا فمجهولان معًا، أو لا وجود لهما".
الطريق الثاني عشر: عن إبراهيم بن الأشعث، حدَّثنا جعفر بن سليمان، عن كَثِير بن شِنْظِير المَازِني، عن أنس، به.
رواه ابن عساكر في المجلس العشرين بعد الثلاثمائة من "أماليه" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 146 - 147) -.
قال العلّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 486: فيه من لم أعرفه، وفيه إبراهيم بن الأشعث خادم الفُضَيْل بن عِيَاض، زاهد يتكلَّف الرواية فيأتي بالأباطيل. وفي السند غيره.
أقول: وللحديث شواهد من حديث أبي بكر الصِّدِّيق، وعثمان بن عفَّان، وشدَّاد بن أَوْس، وأبي هريرة، وابن عبَّاس، وابن عمر، وعليّ. ولم يخل شاهد منها من عِلَّةٍ أو عللٍ.
وانظر هذه الشواهد والكلام عليها في: "الموضوعات" لابن الجَوْزِيّ
(1/ 179 - 181)، و"القول المسدَّد في الذَّبِّ عن مسند الإِمام أحمد" لابن حَجَر ص 62 - 65، و"معرفة الخِصَال المُكَفِّرَة للذنوب المقدمة والمؤخرة" لابن حَجَر ص 76 - 100 - وهو أوسع المصادر في ذلك-، و"مجمع الزوائد" للهيثمي (10/ 204 - 206)، و"اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (1/ 138 - 145)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَاني ص 481 - 483، وحاشية العلّامَة عبد الرحمن المُعَلِّمِيّ اليَمَاني عليه ص 482 - 486 - وفيه نَقْدٌ عَالٍ للحديث وطرقه-، وتعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على "المسند" لأحمد (8/ 21 - 25).
والحديث ممَّا اختلف النُّقَّاد في الحكم عليه بين مُقَوٍّ له، ومُضَعِّفٍ، وحَاكِمٍ عليه بالوَضْعِ.
فممّن قوَّاه -كما يستفاد من المصادر المتقدِّمة-: ابن حَجَر، والسُّيُوطِيّ، والشَّوْكَانِيّ وقال في "الفوائد المجموعة" ص 4:"أقلُّ أحوال الحديث أَنْ يكونَ حسنًا لغيره"، وأحمد شاكر.
وممّن ضعَّفه: البيهقي -كما في كتابه "الزهد "الكبير" ص 268، حيث يقول: "وقد روي من أوجهٍ أخر عن أنس رضي الله عنه، وروي عن عثمان، وكلّ ذلك ضعيف، واللَّه أعلم"-، والذَّهَبِيّ -حيث يقول في كتابه "سِيَر أعلام النبلاء" (15/ 405): "هو خبر منكر"-، وابن كثير -حيث يقول في "تفسيره" (3/ 217): "هذا حديث غريب جدًّا، وفيه نَكَارَةٌ شديدةٌ"-، والمُعَلِّمِيّ اليَمَانيّ -في تعليقه على "الفوائد المجموعة"، ص 482 - 486 - .
وممّن حَكَمَ عليه بالوَضْعِ: ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 179 - 181)، وأقرَّه الحافظ العِرَاقي في "جزئه" المذكور آنفًا ص 38 - 40 - وهذا الجزء ذكره ابن حَجَر في مفتتح كتابه "القول المسدَّد"-. كما ذكره ابن طاهر المَقْدِسِيّ في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 193 رقم (681).
والذي يظهر لي من أقوال النُّقَّاد المذكورين جميعًا، أَنَّ قَوْلَ مَنْ قَالَ بِضَعْفِهِ هو الرَّاجِحُ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورحم اللَّه العلَّامة عبد الرحمن المُعَلِّمي اليَمَاني إذ يقول في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَاني ص 482: "اعلم أنَّ هذا الخبر يتضمن معذرةً وفضيلةً للمسنين، وإنْ كانوا مُفَرِّطِينَ أو مُسْرِفِينَ على أنفسهم، فمن ثم أولع به النَّاس، يحتاج إليه الرجل ليعتذر عن نَفْسِهِ، أو عمّن يتقرَّب إليه، فإما أن يُقَوِّيه، وإمَّا أن يُرَكِّبَ له إسنادًا جديدًا، أو يُلَقِّنَهُ من يَقْبَلُ التلقين، أو يُدخلَه على غير ضابطٍ من الصادقين، أو يُدَلِّسه عن الكذَّابين، أو على الأقل يرويه عنهم، ساكتًا عن بيان حاله".
هذا وقد قال الحافظ العِرَاقي في "جزئه" المذكور آنفًا ص 40: "وممّا يُسْتَدَلُّ به على وضع الحديث مخالفة الواقع، وقد أخبرني من أثق به أنَّه رأى رجلًا خَصَلَ له جُذَامٌ بعد الستين، فضلًا عن الأربعين".
وقد ردَّ عليه تلميذه ابن حَجَر في "القول المسدَّد" ص 64 - 65 فقال: "قوله -يعني العِرَاقي-: إنَّه موضوع قطعًا، ثم استدل على ذلك بأمرٍ ظني عجيب، وكيف يتأتى القطع بالحكم على أمرٍ مستنده ظني، وهو إخبار رجل يوثق به، أنَّه رأى من حصل له ذلك بعد الستين، أفما يجوز أن يكون ذلك حصل له قبل الأربعين وهو لا يشعر، ثم دبّ فيه قليلًا قليلًا إلى أن ظهر فيه بعد الستين، ومع هذا الاحتمال كيف يتأتى القطع بالوضع. على أنَّ للحديث عندي مَخْرَجًا لا يرد عليه شيء من هذا على تقدير الصحة، وذلك أنَّه وإن كان لفظه عامًّا فهو مخصوص ببعض النَّاس دون بعض، لأنَّ عمومه يتناول النَّاس كلّهم، وهو مخصوص قطعًا بالمسلمين، لأنَّ الكفار لا يحميهم اللَّه، ولا يتجاوز عن سيئاتهم، ولا يغفر ذنوبهم، ولا يشفِّعهم. وإذا تعيَّن أنّ لفظه العامّ محمول على أمر خاص، فيجوز أن
يكون ذلك أيضًا خاصًا بعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلًا بغير الفاسق، ويحمل على أهل الخير والصلاح، فلا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمنّ اللَّه تعالى عليه بما ذكر في الخبر، ومن ادَّعى خلاف ذلك فعليه البيان، واللَّهُ المستعان. ثم وجدت في "تفسير ابن مَرْدُويَه" بإسنادٍ صحيح إلى ابن عبَّاس، ما يدلُّ على التَّأويل الذي ذكرته، وقد ذكرته في أواخر الجزء الذي جمعته في (الخِصَال المُكَفِّرَة) ".
* * *
282 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد المؤدِّب، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ، حدَّثنا محمد بن عليّ بن سُهَيْل الحُصَيْب، حدَّثنا أبو همَّام الوليد ابن شُجَاع، حدَّثنا مصعب بن سَلَّام، عن شُعْبَة بن الحَجَّاج
(1)
، عن ابن عَقِيل،
عن جابر قال: لمّا طَلَّقَ حفص بن المغيرة امرأته، قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَتِّعْهَا ولو بِصَاعٍ".
(3/ 71 - 72) في ترجمة (محمد بن عليّ بن سُهَيْل العَطْار الحُصَيْب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (ابن عَقِيل) وهو (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب): فيه مَقَالٌ، وحَسَّن الذَّهَبِيّ حديثه. وستأتي ترجمته في حديث (884).
كما أنَّ فيه (مصعب بن سَلّام التَّمِيمي الكوفي) وهو صدوق له أوهام. وستأتي ترجمته في حديث (539).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن سُهَيْل العَطَّار الحُصَيْب) قال
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "شعبة عن الحجاج". والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 257).
الخطيب نقلًا عن أبي الفتح الأَزْدِيّ قوله فيه: "لم يكن هذا الشيخ مرضيًا، سرقه. هو عند عليّ بن أحمد بن النَّضْر، وأصله عن شُعْبَة باطل، إنَّما هو عن الحسن بن عُمَارة".
وترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"
(1)
(5/ 295) وقال: "ساق له -يعني الخطيب- حديثًا قلب إسناده. قال الأَزْدِيّ عقبه: لم يكن هذا الشيخ مرضيًا سرق هذا الحديث".
وفيه كذلك (محمد بن الحسين الأَزْدِيّ المَوْصِلي أبو الفتح) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(2/ 243 - 244) وقال: "في حديثه غرائب ومناكير، وكان حافظًا صنَّف كُتُبًا في علوم الحديث. وسألت محمد بن جعفر بن عَلَّان عنه، فذكره بالحفظ وحسن المعرفة وأثنى عليه". وفيه عن عبد الغفَّار الأُرْمَوي: "رأيت أهل المَوْصِل يوهنون أبا الفتح الأَزْدِيّ جدًّا ولا يعدونه شيئًا". وفيه عن محمد بن صَدَقَة المَوْصِلي: أنّ أبا الفتح الأَزْدِيّ قدم بغداد على الأمير ابن بُوْيَه، فوضع له حديثًا:"أنّ جبريل كان ينزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم في صورته". فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة. وقال الخطيب: "سألت أبا بكر البَرْقَاني عن أبي الفتح الأَزْدِيّ، فأشار إليَّ أنَّه كان ضعيفًا، وقال: رأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسًا ويتجنبونه". وكانت وفاته سنة (374 هـ).
2 -
"المغني في الضعفاء"(2/ 571) وقال: "تَكَلَّم في الجرح والتعديل، وله مناكير، ضعَّفه أبو بكر البَرْقَاني. وقال ابن الجَوْزِيّ: كانوا يضعِّفونه".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 523) وقال: "جَمَعَ وصَنَّفَ. وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء، عليه فيه مؤاخذات". ونقل بعض ما تقدَّم في "تاريخ بغداد".
(1)
تَصَحَّفَ اسمه فيه إلى: "محمد بن عليّ بن سهل العطار الخطيب".
4 -
"لسان الميزان"(5/ 139) ولم يزد عمّا في "الميزان".
وفي إسناده أيضًا شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب المُكْتِب أبو طاهر) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (84).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 257) من طريق عليّ بن عبد الصمد، حدَّثنا أبو همَّام الوليد بن شُجَاع، به.
ولفظه عنده: "لمَّا طَلَّقَ حفص بن المغيرة امرأته فاطمة، فأتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لزوجها: مَتِّعْهَا. قال: لا أجد ما أمتِّعها، قال: فإنَّه لا بد من المَتَاع. قال: مَتِّعْهَا ولو نِصْفَ صَاعٍ من تَمْرٍ".
والحديث بلفظ الخطيب، ذكره في "كنز العُمَّال"(9/ 652) رقم (27828) وعزاه إليه فقط.
* * *
283 -
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني، حدَّثنا أبو سهل محمد بن عليّ بن سَخْتُوْيَه المَرْوَزِي -قراءة عليه في ميدان الأشنان سنة تسع عشرة- قال: حدَّثنا محمد بن الليث أبو نصر البَلْخي السِّمْسَار -بمَرُو-، حدَّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأُسَامي الكَلْبي -قدم علينا-، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمرو أبو وَهْب الحروني، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يقولنَّ أَحَدُكُمْ لأخيه قَبَّحَ اللَّه وَجْهَكَ، وَوَجْهَ مَنْ يُشْبِهُ وَجْهُهُ وَجْهَكَ، فإنَّ اللَّه خَلَقَ آدمَ على صورتِهِ".
(3/ 74) في ترجمة (محمد بن عليّ سَخْتُوْيَه المَرْوَزِيّ أبو سهل).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة.
ففيه (عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد الأُسَامي الكَلْبي أبو محمد) قال صالح جَزَرة: "هو أكذب الخَلْق". وستأتي ترجمته في حديث (1467).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن سَخْتُوْيَه المَرْوَزِيّ أبو سهل) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 229) رقم (518)، والدَّارَقُطْنِيّ في "الصِّفَات" ص 56 رقم (45)، واللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(3/ 423 - 424) رقم (716)، من طريق جَرِير بن عبد الحميد، عن الأَعْمَش، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ فإنَّ اللَّه عز وجل خَلَقَ آدم على صورته".
ولفظ ابن أبي عاصم: "لا تُقَبِّحُوا الوجوه. . . ".
ومن هذا الطريق رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 430) رقم (13580)، وعبد اللَّه بن أحمد في "السُّنَّة" ص 170 رقم (912)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 228 - 229) رقم (517)، وابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 38، وأبو بكر الآجُرِّيّ في "الشَّريعة" ص 315، بلفظ:"لا تُقَبِّحُوا الوَجْه، فإنَّ ابن آدم خُلِقَ على صورة الرحمن تعالى".
ولفظ ابن أبي عاصم: "لا تُقَبِّحوا الوجوه. . . ".
ولفظ عبد اللَّه بن أحمد: "لا تُقَبِّحُوا الوَجْه فإنَّ اللَّه خَلَقَ آدم على صورة الرحمن".
وبلفظ عبد اللَّه بن أحمد هذا، رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 18) من طريق حَبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عمر مرفوعًا.
وإسناده ضعيف، ورجاله ثقات، إلَّا أنَّ الإِمام ابن خُزَيْمَة قد علَّله في كتابه "التوحيد" ص 38 بثلاث علل:
الأولى: أنَّ الثَّوْري قد خالف الأَعْمَش في إسناده، فَأَرْسَلَ الثَّوْرِيُّ ولم يقل عن ابن عمر
(1)
.
الثانية: أنَّ الأَعْمَش مدلِّس، ولم يذكر أنَّه سمعه من عطاء.
الثالثة: أنَّ حَبِيب بن أبي ثابت أيضًا مدلِّس، ولم يذكر أنَّه سمعه من عطاء.
أقول: قال العُقَيْلِيّ في "الضعفاء"(1/ 263) في ترجمة (حَبِيب بن أبي ثابت): "له عن عطاء غير حديث لا يُتَابَعُ عليه". ونقل عن يحيى بن سعيد القطّان قوله: "حَبِيب بن أبي ثابت عن عطاء ليست بمحفوظة".
وأمَّا قول محقق كتاب "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(3/ 434) الدكتور أحمد سعد حمدان: "سنده ضعيف، فيه عطاء بن السائب، اختلط بأَخَرَةٍ ولا يُدْرَى متى أخذ عنه حَبِيب"، فإنَّه وَهَمٌ. فإنّ (عطاء) في السند إنَّما هو:(ابن أبي رَبَاح) كما صرَّح به البيهقي فيما تقدَّم عنه. و (عطاء بن أبي رَبَاح): إمام ثقة مشهور، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176). إضافة إلى أنَّ (حَبِيب بن أبي ثابت) ليس له رواية عن (عطاء بن السائب)، كما أنَّه ليس لـ (عطاء بن
(1)
ومن طريق الثَّوْري عن حَبِيب بن أبي ثابت عن عطاء مرسلًا بلفظ: "لا يُقَبَّحُ الوَجْهُ، فإنّ ابن آدم خُلِقَ على صورة الرحمن"، رواه ابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 38.
السائب) رواية عن ابن عمر. انظر: "تهذيب الكمال"(5/ 358 - 359) و (2/ 934 - مخطوط-)، و"تهذيب التهذيب"(2/ 178 - 180) و (7/ 203 - 207).
والحديث صحيح من حديث أبي هريرة، وقد تقدَّم تخريجه والكلام على معناه مطوَّلًا برقم (192).
* * *
284 -
أخبرني محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال: حدَّثني أبو عيسى التُّخَارِيّ البزّاز، حدَّثنا أبو يحيى جعفر بن هاشم، حدَّثنا العبَّاس بن بكَّار، حدَّثنا محمد بن الجَعْد القُرَشي، عن الزُّهْرِيّ، وعليّ بن زيد بن جُدْعان، عن سعيد بن المسيَّب،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَاءَهُ أَجَلُهُ وهو يَطْلُبُ العِلْمَ لِيُحيي به الإسلام، لم يفضله النَّبِيُّونَ إلَّا بدرجةٍ".
(3/ 78) في ترجمة (محمد بن عليّ بن الحسين البزَّاز التُّخَاري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّيّ
(1)
البَصْري) وهو مُتَّهم بالكذب. وستأتي ترجمته في حديث (1150).
كما أنَّ فيه (محمد بن الجَعْد القُرَشي) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 223) ونقل عن أبيه قوله فيه: "شيخ بَصْرِيٌّ ليس بمشهور". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 502 - 503) وسمّاه (محمد بن أبي الجَعْد)
(1)
وقد صرَّح الخطيب في "الفقيه والمتفقِّه"(2/ 85) بأنّه: "الضَّبِّيّ".
وقال: "عن الزُّهْرِيّ، وعنه عيسى
(1)
بن بكَّار. قال الأَزْدِيّ: متروك، ثم ساق له حديث عيسى، عنه، عن الزُّهْرِيّ وابن جُدْعَان، عن ابن المسيَّب، عن ابن عبَّاس". وذكر الحديث.
وتابعه ابن حَجَر في "لسان الميزان"(5/ 103).
وفيه (عليّ بن زيد بن جُدْعان التَّيمي البَصْري) وهو ضعيف، إلَّا أنَّ الزُّهْرِيَّ تابعه في ذات الإسناد. وقد تقدَّمت ترجمة (عليّ بن زيد) في حديث (241).
وصاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن الحسين البزَّاز التُّخَاري) نقل الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "شيخ كتبنا عنه بباب الطَّاق". ومثله في "الأنساب" للسَّمْعَاني (3/ 27).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 184 - 185) رقم (185) -، وابن عبد البَرّ في "جامع بيان العِلْم وفضله"(1/ 95)، والخطيب في "الفقيه والمتفقِّه"(2/ 85)، والشَّجَرِي في "أماليه"(1/ 56)، من طريق العبَّاس بن بكَّار، عن محمد بن الجَعْد القُرَشي، به.
ولفظ الطبراني: "من جاءهُ أجلُهُ وهو يطلبُ العِلْمَ، لقيَ اللَّهَ ولم يكن بينَهُ وبينَ النَّبِيِّينَ إلَّا درجةُ النُّبُوَّةِ".
ولفظ الخطيب والشَّجَري: "من جَاءَهُ أَجَلُهُ وهو يَطْلُبُ العِلْمَ، لَقِيني ولم يكن
(2)
بَيْنَهُ وبينَ النَّبِيِّينَ إلَّا دَرَجَةُ النُّبُوَّةِ".
(1)
كذا في "الميزان" و"اللسان". وفي "تاريخ بغداد"(3/ 78) و"الفقيه والمتفقِّه"(2/ 85)، و"جامع بيان العِلْم" (1/ 95):"العبَّاس". وهو الصَّواب.
(2)
تَصَحَّفَ عند الشَّجَرِيِّ إلى: "اليقيني لم يكن"!
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 123) بعد أن عزاه للطبراني: "فيه محمد بن الجَعْد، وهو متروك". وفاته أن يعلّه بـ (العبَّاس بن بكَّار).
وعزاه له المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 96)، ولم يتكلَّم عليه بشيء. لكن صدَّره بلفظ:"وروي".
ورواه الدَّارِمي في "سننه"(1/ 100) من طريق محمد بن إسماعيل، عن عمرو بن كثير، عن الحسن مُرْسَلًا، بلفظ حديث الخطيب في "تاريخه".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 769) إلى ابن عساكر عن الحسن مُرْسَلًا، وإلى ابن النَّجَّار عن الحسن عن أنس.
قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(1/ 9): "أخرجه الدَّارِمي وابن السُّنِّيّ في "رياضة المتعلمين" من حديث الحسن، فقيل: هو ابن عليّ، وقيل: هو ابن يَسَار البَصْرِيّ مُرْسَلًا".
* * *
285 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن عليّ الدِّينَوَرِيّ -بَرْهَان، الشيخ الصالح-، حدَّثنا عمير بن مِرْدَاس، حدَّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم السُّلَمِيّ البَصْرِيّ، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن يزيد، عن سِنَان بن سعد،
عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نَفْسِي بيده، لا تقومُ السَّاعَةُ على رَجُلٍ يقول: لا إله إلَّا اللَّه، ويأمر بالمعروفِ وينهى عن المُنْكَرِ".
(3/ 82) في ترجمة (محمد بن عليّ بن الحسن الدِّينَوَرِيّ أبو بكر، يعرف ببَرْهَان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم السَّاعَةُ على رَجُلٍ يقول لا إله إلَّا اللَّه". صحيح من طرق أخرى. أمَّا تتمة الحديث: "ويأمر بالمعروف وينهى عن المُنْكَر" فهي حسنة بمجموع الطرق.
ففيه (سِنَان بن سعد -ويقال: سعد بن سِنَان- الكِنْدِيّ المِصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 163 - 164) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"أحوال الرجال" ص 154 رقم (272) وقال: "أحاديثه واهية لا تُشْبِهُ أحاديث النَّاس عن أنس".
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 179 رقم (522) وقال: "تابعي ثقة".
4 -
"العلل الكبير" التِّرْمِذِيّ (1/ 321) وفيه عن البخاري: "الصحيح عندي سِنَان بن سعد، وهو صالح مُقَارَبُ الحديث، وسعد بن سِنَان خطأ، إنَّما قاله الليث".
5 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(3/ 29) رقم (646) -في كتاب الزكاة، باب ما جاء في المعتدي في الصدقة- وقال:"قد تكلَّم أحمد بن حنبل في سعد بن سِنَان".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 125 رقم (279) وقال: "ليس بثقة".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 118 - 119) وفيه عن أحمد بن حنبل: "في أحاديث يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سِنَان، عن أنس. قال: روى خمسة عشر حديثًا منكرة كلّها، ما أعرف منها واحدًا". وقال أحمد أيضًا: "تركت حديثه ويقال: سِنَان بن سعد، وحديثه غير محفوظ، حديثه مضطرب". وقال كذلك: "يُشْبِهُ حديثُهُ حديثَ الحَسَنِ، لا يُشْبِهُ حديثَ أنسٍ".
8 -
"الجرح والتعديل"(4/ 251) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة".
9 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 336) وقال: بعد أن ذكر الاختلاف في اسمه: "وأرجو أن يكون الصحيح: سِنَان بن سعد، وقد اعتبرت حديثه فرأيت ما روي عن سِنَان بن سعد يُشْبِه أحاديث الثقات، وما روي عن سعد بن سِنَان، وسعيد بن سِنَان، فيه المناكير، كأنهما اثنان، فاللَّه أعلم".
10 -
"الكامل" لابن عدي (3/ 1191 - 1193) وقال بعد أن ساق له عددًا من حديثه -أحدها حديثنا هذا-: "وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها، والاختلاف فيها، يَحْمِلُ بعضُها بعضًا، وليس هذه الأحاديث ممَّا يجب أن تتركَ أصلًا كما ذكره ابن حَنْبَل. . . ".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 234 رقم (267).
12 -
"المُغْنِي" للذَّهَبِيّ (1/ 254) وقال: "ضعَّفوه، ولم يُتْرَكْ".
13 -
"المجرِّد في أسماء رجال سنن ابن ماجه" للذَّهَبِيّ ص 117 رقم (894) وقال: "ليس بحجّة".
14 -
"الكاشف"(1/ 278) وقال: "ليس بحجَّة، وعن ابن مَعِين: ثقة".
15 -
"التهذيب"(3/ 471 - 472) وفيه عن أبي داود قال قلت لأحمد بن صالح: سِنَان بن سعد سَمِعَ أنسًا؟ فَغَضِبَ مِنْ إجلاله له.
16 -
"التقريب"(1/ 287) وقال: "صدوق له أفراد من الخامسة"/ بخ د ت ق.
أقول: الناظر في مجموع أقوال الأئمة المتقدِّمة في (سِنَان بن سعد) يرى أنَّ ما استظهره الذَّهَبِيُّ من ضعَّفه هو الرَّاجحُ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ) وهو ضعيف، وتقدَّمتْ ترجمته في حديث (196). وقد توبع كما سيأتي.
وفيه أيضًا: (عُمَير بن مِرْداس الزُّرَيْقِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (8/ 509) وقال:"يُغْرِبُ".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 381) ونقل قول ابن حِبَّان السابق ولم يزد.
و(عبد الرحمن بن إبراهيم السُّلَمِيّ البَصْرِيّ) لم أقف له على ترجمة. وقد توبع كما سيأتي.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الحاكم في "المُسْتَدْرَك"(4/ 495)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1193) -في ترجمة (سعد بن سِنَان) -، من طريق عمرو بن الحارث وابن لَهِيعَة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ إلَّا أنَّه قال: "سِنَان لم يرو له مسلم".
أقول: إقرار الذَّهَبِيِّ للحاكم على تصحيحه، مخالفٌ لما تقدَّم عنه من تضعيفه لـ (سعد بن سِنَان).
و(عمرو بن الحارث) الذي تابع (عبد اللَّه بن لَهِيعَة) هو (الأنصاري المِصْرِيّ): ثقة حافظ. وستأتي ترجمته في حديث (549).
ورواية (ابن لَهِيعة) هنا مقبولة عند بعضهم، ومن دون متابعة (عمرو بن الحارث الأنصاري المِصْرِيّ)، لأنّها من رواية عبد اللَّه بن وَهْب عنه. والعَبَادِلَةُ:
ابن المُبَارك، وابن المُقرئ، وابن وَهْب، إذا رووا عن ابن لَهِيعة فهو صحيح كما قال الحافظ عبد الغني الأَزْدِيّ، وأبو زكريا السَّاجِيّ، وغيرهما. وقد تقدَّم بيان ذلك في ترجمته في حديث (196).
والعِلَّةُ في الإسناد إنّما هو (سعد بن سِنَان الكِنْدِيّ المِصْرِيّ)، وقد تقدَّم بيان حاله آنفًا في مرتبة الحديث.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ حديث أنس، وإسناده ضعيف، وسيأتي برقم (1228)، وهو به يرتقي إلى الحسن.
وأوَّل الحديث: "والذي نَفْسي بيده لا تقوم السَّاعة على رَجُلٍ يقول: لا إله إلَّا اللَّه". صحيح من حديث أنس من غير الطريق المتقدِّم.
فقد رواه أحمد في "المسند"(3/ 268)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 299) رقم (6809)، من طريق ثابت، عن أنس مرفوعًا به. وإسنادهما صحيح.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 12) بعد أن عزاه لأحمد: "ورجاله رجال الصحيح".
ورواه مسلم في صحيحها في الإيمان، باب ذهاب الإيمان آخر الزمان (1/ 131) رقم (148)، والتِّرْمِذِيّ في الفتن، باب رقم (35)(4/ 492) رقم الحديث (2207)، وأحمد في "المسند"(3/ 107 و 201)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 299) رقم (6810)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 402) رقم (20847)، وأبو عَوَانة في "صحيحه"(1/ 101)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(6/ 234) رقم (3526)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(15/ 88 - 89) رقم (4283)، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"لا تقومُ السَّاعَةُ حتى لا يُقَالَ في الأرض: اللَّهُ، اللَّهُ".
ولفظ عبد الرزاق: "لا تقومُ السَّاعَةُ على أحدٍ يقول: اللَّهُ، اللَّهُ".
وهو بهذا اللَّفظِ عند مسلم وأبي عَوَانة أيضًا في ذات الموطن السابق.
* * *
286 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عليّ بن إبراهيم بن حُمِّي، وجعفر بن محمد ابن بنت حاتم، قالا: حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه -يعني ابن عمر-، عن أبيه، وعن عبيد اللَّه، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتحَ الصَّلاةَ بدأَ ببسم اللَّه الرحمن الرحيم.
(3/ 84) في ترجمة (محمد بن عليّ بن إبراهيم بن حُمِّي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
وفيه (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب المَدَني العُمَرِيّ أبو القاسم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 218) وقال: "ضعيف".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 250) وقال: "ليس يسوى حديثه شيئًا، مَزَّقْنَا حديثه، سمعت منه ثم تركناه".
3 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 218) وقال: "سكتوا عنه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 133 رقم (225) وقال: "منكر الحديث جدًّا".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 156 رقم (373) وقال: "متروك الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 338 - 339) وفيه عن البخاري: "ليس ممّن يُرْوَى عنه".
7 -
"الجرح والتعديل"(5/ 253) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، أضعف من أخيه القاسم، كان يكذب". وقال أبو زُرْعَة: "متروك الحديث".
8 -
"المجروحين"(2/ 53 - 54) وقال: "كان ممّن يروي عن عَمِّه ما ليس من حديثه، وذاك أنَّه كان يهم فيقلب الإسناد ويلزق المتن بالمتن، يفحش ذلك في روايته فاستحق الترك".
9 -
"الكامل"(4/ 1587 - 1590) وقال: "ضعيف". وقال أيضًا: "عامَّة ما يرويه مناكير إمَّا إسنادًا وإمَّا مَتْنًا.
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 271 رقم (332) وقال: "متروك".
11 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 102 رقم (121) وقال: "حَدَّثَ عن أبيه وعمِّه سُهَيْل وهشام بالمناكير".
12 -
"تاريخ بغداد"(10/ 231 - 235) وفيه عن أحمد بن حنبل: "حَرَّقْتُ حديثه منذ دَهْرٍ، ليس بشيء، حديثه أحاديث مناكير، كان كذَّابًا". وقال أبو داود: "لا يكتب حديثه".
13 -
"التقريب"(1/ 487 - 488) وقال: "متروك، من التاسعة، مات سنة ست وثمانين -يعني ومائة-"/ ق.
وأبوه (عبد اللَّه بن عمر بن حفص العُمَري): ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (895). لكن قد تابعه في ذات الإسناد أخوه (عبيد اللَّه بن عمر بن حفص العُمَرِي) وهو ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (395).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 446) رقم (804)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 305)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 48)، من طريق عَتِيق بن
يعقوب الزُّبَيْري، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه وعمِّه، عن نافع، عنه، به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبيد اللَّه إلَّا ابن أخيه عبد الرحمن، تفرَّد به عَتِيق بن يعقوب".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 109) بعد أن عزاه للطبراني: "فيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ وهو ضعيف جدًّا".
* * *
287 -
أخبرنا هلال الحفَّار قال: قُرِئَ على أبي بكر محمد بن عليّ بن رِزْق الخَلَّال -وأنا أسمع، في رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة-.
وحدَّثنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، قالا: حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شَرِيك بن الفضل بن خالد البزَّاز، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن عبد اللَّه بن يونس اليَرْبُوعي، حدَّثنا سلَّام بن سُلَيْم المَدَائِنِي، حدَّثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن أبي أُمَامَة،
عن أُبَيّ بن كعب قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أُبَيُّ إنَّ جبريل أمرني أَنْ أَقْرَأَ عليكَ القرآن، وهو يَقْرَأُ عليكَ السَّلَام". "وذكر الحديث بطوله".
(3/ 85) في ترجمة (محمد بن عليّ بن رِزْق الخَلّال أبو بكر).
مرتبة الحديث:
باطل. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لأُبَيّ: "إنَّ اللَّه أمرني أَنْ أَقْرَأَ عليك القرآن".
ففيه (سلَّام بن سُلَيْم -ويقال: سَلْم- الطويل التَّمِيمي المَدَائِنِي أبو سليمان) وهو متروك، وقد كذَّبه عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش. وستأتي ترجمته في حديث (374).
كما أنَّ فيه (هارون بن كثير) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 94) وفيه عن أبي حاتم: "سمع زيد بن أَسْلَم، روى عنه سلَّام بن سَلْم المَدَائِنِي، مجهول".
2 -
"الكامل"(7/ 2588) وقال: "شيخ ليس بمعروف. روى عن زيد بن أَسْلَم عن أبيه عن أبي أُمَامة البَاهِلِي عن أُبَيّ بن كعب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فضائل القرآن سورة سورة، حَدَّثَ بذلك عن سلَّام الطويل بطوله".
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 286) وقال: "هارون بن كثير عن زيد بن أَسْلَم، مجهول، وزيد عن أبيه، نكرة، عن أبي أُمَامَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "خياركم شبابكم، وشراركم شيوخكم. . . " قال أبو حاتم: هذا باطل، لا أعرف من الإسناد سوى أبي أُمَامة".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 181).
وصاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن رِزْق الخَلّال أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2588) -في ترجمة (هارون بن كثير) -، عن إبراهيم بن شَرِيك الآمِدِي، عن أحمد بن يونس، عن هارون، به. ولم يسق لفظه، وقال:"ورواه عن هارون بن كثير، القاسم بن الحكم الغَزِّي بطوله سورة سورة، ورواه عن هارون، يوسف بن عطيّة الكوفي -لا البَصْري- بعضه. وهارون غير معروف، ولم يحدِّث به عن زيد عن أَسْلَم غيره. وهذا الحديث غير محفوظ عن زيد".
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 239 - 240) من طريق
أبي بكر بن أبي داود السِّجِسْتَانيّ، عن محمد بن عاصم، عن شَبَابة بن سَوَّار، عن مَخْلَد
(1)
بن عبد الواحد، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان وعطاء بن أبي ميمونة، عن زِرّ بن حُبَيْش، عن أُبَيّ بن كعب قال:"إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَرَضَ عليّ القرآن في السَّنَةِ التي مات فيها مرتين، وقال: إنَّ جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن، وهو يقرئك السلام. . . " ثم ساق ابن الجَوْزِيّ تتمة الحديث وفيه ذكر فضائل سُوَرِ القرآن.
قال ابن الجَوْزِي عقبه: "وقد فرَّق هذا الحديث أبو إسحاق الثَّعْلَبِيّ في "تفسيره"، فذكر عند كل سورة منه ما يخصّها، وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك، ولا أعجبُ منهما، لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من أبي بكر بن أبي داود كيف فرَّقه على كتابه الذي صنَّفه في فضائل القرآن، وهو يعلم أنَّه حديث مُحَالٌ. . . وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك".
وأعَلَّ حديث ابن أبي داود بـ (مَخْلَد بن عبد الواحد)، ونقل عن ابن حِبَّان
(2)
قوله فيه: "منكر الحديث جدًّا، ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات". كما ذكر أنَّ فيه (عليّ بن زيد) وقد قال يحيى بن مَعِين وأحمد بن حنبل فيه: "ليس بشيء". ثم قال ابن الجَوْزِيّ: "وبعد هذا، فنفس الحديث يدل على أنَّه مصنوع، فإنَّه قد استنفد السُّوَرَ، وذكر في كلِّ واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيكٍ في نهاية البُرودة لا يناسب كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
ثم روى ابن الجَوْزي بإسناده في (1/ 241) من "الموضوعات"، عن عبد اللَّه
(1)
صُحِّفَ في "الموضوعات" إلى: "محمد"، والتصويب من "المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 43)، و"اللآلئ"(1/ 227)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 285).
(2)
في كتابه "المجروحين"(3/ 43).
ابن المبارك أنَّه قال في حديث أُبَيّ بن كعب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة كذا فله كذا"، قال:"أظن الزنادقة وضعته".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 226 - 228)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 285).
قال الحافظ ابن حَجَر في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" ص 3: "حديث أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة، أخرجه الثَّعْلَبِيُّ من طرق عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه، كلُّها ساقطة، وأخرجه ابن مَرْدُوْيَه من طريقين، وأخرجه الواحديّ في "الوسيط". وله قصَّة ذكرها الخطيب ثم ابن الصلاح عمَّن اعترف بوضعه، ولهذا روي عن أبي عِصْمَة أنَّه وضعه".
وانظر كلام الأئمة حول وضع حديث أُبَيٍّ هذا في فضائل السور: "علوم الحديث" لابن الصلاح ص 90 - 91، و"إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق" للنووي (1/ 264 - 265)، و"المَنَار المُنِيف" لابن القَيِّم ص 113، و"شرح العِرَاقي لألفيته"(1/ 268 - 272)، و"نكت ابن حَجَر على مقدِّمة ابن الصلاح"(2/ 862 - 863)، و"فتح المُغِيث" للسَّخَاوِيّ (1/ 241 - 243)، و"تدريب الراوي" للسُّيُوطِيّ (1/ 288 - 290)، و"توضيح الأفكار" للصَّنْعَانِيّ (2/ 81 - 83)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 296.
أمَّا قوله صلى الله عليه وسلم لأُبَيّ: "إنَّ اللَّه أمرني أَنْ أَقْرَأَ عليك القرآنَ"، فهو حديث صحيح.
رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب أُبَيّ بن كَعْب (5/ 665) رقم (3793)، عن أُبَيّ بن كَعْب مرفوعًا مطوَّلًا، وأوله:"إنَّ اللَّه أمرني أَنْ أَقْرَأَ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}. . . ". وقال: هذا حديث حسن صحيح".
ثم ذكر أنَّه روي عن أُبَيّ بلفظ: "إنَّ اللَّه أَمَرَني أَنْ أَقْرَأَ عليكَ القُرْآنَ".
أقول: بهذا اللَّفظِ مطوَّلًا، رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 224)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 73 رقم (539)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 187)، من حديث أُبَيّ بن كعب.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه البخاري في التفسير، باب سورة {لَمْ يَكُنْ} (8/ 725) رقم (4960) -واللفظ له-، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحُذَّاق فيه. . . (1/ 550) رقم (399)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب أُبَيّ بن كعب (5/ 665) رقم (3892)، والنَّسَائي في كتاب "فضائل القرآن" ص 66 رقم 24، وفي كتابه "فضائل الصحابة" ص 133 - 134 رقم (134 و 135)، وأحمد في "المسند"(3/ 130 و 137 و 185) ومواضع أخرى، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 233 - 234) رقم (20411)، وابن سعد في "الطبقات"(3/ 499 - 500)، عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأُبَيٍّ: "إنَّ اللَّه أَمَرَني أَنْ أَقْرَأَ عَليكَ القُرْآنَ". قال أُبَيٌّ: اللَّهُ سَمَّاني لك؟ قال: "اللَّهُ سَمَّاكَ لي"، فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكي".
* * *
288 -
أخبرنا الطَّاهِرِيُّ، ومحمد بن الفَرَج، قالا: حدَّثنا أبو بكر محمد ابن عليّ بن عيسى الخرَّاز -المعروف بالمَالِكيّ-، حدَّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللَّه البَصْرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدَّثنا مسلم بن خالد، عن زيد بن أَسْلَم، عن سُمَيّ، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دَخَلَ أحدُكُمْ على أخيهِ فَأَطْعَمَهُ مِنْ طَعَامِهِ، فَلْيَأْكُلْ ولا يَسْأَلْهُ عنه، وإنْ سَقَاهُ مِنْ شَرَابِهِ فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلَا يَسْأَلْ عَنْهُ".
(3/ 87 - 88) في ترجمة (محمد بن عليّ بن عيسى الخَرَّاز، المعروف بالمَالِكيّ).
مرتبة الحديث:
حسن لغيره.
ففي إسناده (مسلم بن خالد المَخْزُومي الزَّنْجِي) وفيه مَقَالٌ، وذلك لكثرة غلطه. وستأتي ترجمته في حديث (874). وقد توبع كما سيأتي.
و(سُمَيّ) هو (القُرَشي المْخْزُومي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام): ثقة، قَتَلَهُ الخَوَارج، وكان جميلًا، خرَّج له الستة، وكانت وفاته عام (135 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 141 - 143)، و"التهذيب"(4/ 238 - 239)، و"التقريب"(1/ 333).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(الطَّاهِرِيُّ) هو (عليّ بن عبد العزيز بن الحسن أبو الحسن): ثقة صالح. وستأتي ترجمته في حديث (1458).
و(محمد بن الفَرَج بن عليّ البزَّاز أبو بكر) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 160) وقال: "كان صدوقًا ثقة". توفي عام (417 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات، عدا (عبد اللَّه بن رجاء بن عمر الغُدَانِيّ البَصْرِيّ) فإنَّه صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (737).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 399)، والحاكم في "المُسْتَدْرَك"(4/ 126)، وأبو يَعْلَى في "المسند"(11/ 239) رقم (6358)، والطبراني في "المعجم
الأوسط" (3/ 219) رقم (2461)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2311) -في ترجمة (مسلم بن خالد الزَّنْجِيّ) - من طريق مسلم بن خالد الزَّنْجِيّ، عن زيد بن أَسْلَم، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وهذا منهما موضع نظر، لما عَلِمْتَ من أنَّ (مسلم بن خالد) كثير الغلط، والجمهور على ضعفه بسبب ذلك.
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن زيد إلَّا مسلم".
وقال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد ليس يرويه عن زيد بن أَسْلَم عن سُمَيّ، غير الزَّنْجِيّ بن خالد. وقد روي عن زيد بن أَسْلَم عن أبيه عن أبي هريرة، من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم عن أبيه".
أقول: (عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم العَدَوِي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (67).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 180): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى، وفيه مسلم بن خالد الزَّنْجِيّ وثَّقه ابن مَعِين وغيره، وضعَّفه أحمد وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح". وفاته أن يعزوه للطبراني في "الأوسط".
وقال الحاكم أيضًا عقب روايته له: "وله شاهد صحيح على شَرْطِ مسلم وحده، حدَّثناه أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا بِشْر بن موسى الحُمَيْدي، حدَّثنا سفيان، عن ابن عَجْلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه روايةً -يعني مرفوعًا- قال: "إذا دخلت على أخيك المسلم فأطعمك طعامًا فَكُلْ ولا تسأله، وإذا سقاك شرابًا فاشربه ولا تسأله". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: قول الحاكم: بأنّ الشاهد هذا على شَرْطِ مسلم، وموافقة الذَّهَبِيُّ له،
فيه تساهل؛ لأنَّ مُسْلِمًا إنَّما خَرَّجَ لـ (محمد بن عَجْلانِ) متابعةً. قال ابن حَجَر في ترجمته في "التهذيب"(9/ 342): "إنَّما أَخْرَجَ له مُسْلِمٌ في المتابعات، ولم يحتج به".
و(محمد بن عَجْلان المَدَني القُرَشي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 190): "صدوق، إلَّا أنَّه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة".
فهذا الطريق يعتبر معضِّدًا للطريق الأول، ويرتقي به إلى مرتبة الحسن، واللَّه أعلم.
وقال العلّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 337 - 338) معلِّقًا على حديث أبي هريرة بلفظ الخطيب: "قال عبد الحق: أسنده جمع وأوقفه آخرون، والوقف أصحّ".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 584) -في الأطعمة، باب الرجل يُدْعَى إلى طعام فيقول: وهذا معي- عقب ذكره لحديث أبي هريرة بلفظ الخطيب، وعزوه له لأحمد والحاكم والطبراني فقط:"فيه مَقَالٌ، لكن أَخْرَجَ له الحاكم شاهدًا من رواية ابن عَجْلان عن سعيد المَقْبُرِيّ عن أبي هريرة روايةً بنحوه. وأخرجه ابن أبي شَيْبَة من هذا الوجه موقوفًا".
وقد روى ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 102) عن وكيع، عن سفيان، عن عمر الأنصاري قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "إذا دخلت على رجل لا تتهمه في بطنه، فَكُلْ من طعامه واشرب من شرابه".
ورواه البخاري في "صحيحه"(9/ 583) في الأطعمة، باب الرجل يُدْعَى إلى طعام فيقول: وهذا معي، عن أنس من قوله معلَّقًا.
وقد بيَّن ابن حَجَر في "الفتح"(9/ 584) أنَّ عدم سؤال الطَّاعِمِ أو الشَّارِبِ
عن المطعوم أو المشروب لمن قدمهما له، عندما لا يكون مُتَّهَمًا. وقال:"وعلى هذا القيد يُحْمَلُ مُطْلَقُ حديث أبي هريرة".
ورواه أبو الحسن عليّ بن الجَعْد في "مسنده" -المشهور باسم "الجَعْدِيَّات" - (2/ 1063) رقم (3071)، عن مسلم بن خالد الزَّنْجي، أخبرني زيد بن أَسْلَم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا دخل أحدُكُمْ على أخيه المُسْلِمِ فأطعمه فليأكل من طعامه ولا يسأَلْهُ عنه، وإنْ سَقَاهُ شرابًا فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ ولا يَسْأَلْهُ عنه، فإنْ خَشِي منه، فَلْيَكْسِرْهُ بالماء".
ورواه الطَّحَاوِيُّ في "شرح معاني الآثار"(4/ 222) -في كتاب الأشربة، باب ما يحرم من النبيذ-، من طريق مسلم بن خالد، حدَّثني زيد بن أسلم، عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إذا دخل أحدُكُم على أخيه المُسْلِمِ فأطعمه طعامًا، فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه، فإنْ أسقانا
(1)
شرابًا فليشرب منه ولا يسأل عنه، فإنْ خَشِي منه، فَلْيَكْسِرْهُ بشيء".
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(9/ 227) رقم (17023) عن ابن عُيَيْنَة، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفًا عليه بلفظ:"إذا أطعمك أخوك المسلم طعامًا فَكُلْ، وإذا سقاك شرابًا فاشرب، ولا تسأل، فإنْ رَابَكَ فاشججه بالماء".
وبنحوه رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 102) عن ابن عُيَيْنَة، عن محمد بن عَجْلَان، عن سعيد بن أبي سَعِيد، عن أبي هريرة موقوفًا عليه.
قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(8/ 159) بعد أن ساقه عن عليّ بن الجَعْد بلفظه المتقدِّم: "هذا حديث مُنْكَرٌ"
(2)
.
* * *
(1)
هكذا في المطبوع: "أسقانا"!
(2)
لم يقم مخرِّج أحاديث كتاب "سِيَر أعلام النبلاء"، بتخريجه والتعليق عليه!
289 -
حدَّثني عبد العزيز بن عليّ، ومحمد بن إسماعيل بن عمر البَجَلي، قالا: حدَّثنا محمد بن عليّ بن عبد اللَّه السُّلَمِيّ الحِبْرِيّ، حدَّثنا محمد بن جعفر القَتَّات، حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم بن عبد الرحمن،
عن أبي أُمَامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَقُومُ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ إِلَّا لِبَنِي هاشم".
(3/ 88) في ترجمة (محمد بن عليّ بن عبد اللَّه السُّلَمِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (جعفر بن الزُّبَيْر الحَنَفِيّ -أو البَاهِلِيّ- الدِّمَشْقِيّ) وهو مُتَّهَم. قال شُعْبَةُ: "وَضَعَ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أربعمائة حديث". وستأتي ترجمته في حديث (327).
و (القاسم بن عبد الرحمن) هو (الدِّمَشْقِيّ أبو عبد الرحمن): صدوق يُرْسِلُ كثيرًا. وستأتي ترجمته في حديث (327).
و (إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (737).
التخريج:
لم يروه بهذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه إليه وحده، السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 937).
وقد رواه الطبراني في "الكبير"(8/ 289) رقم (7946)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 341)، من طريق جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم بن عبد الرحمن،
عن أبي أُمَامة مرفوعًا بلفظ: "يقوم الرجل للرجل إلَّا بني هاشم فإنّهم لا يقومون لأحد". وسيأتي برقم (610).
* * *
290 -
أخبرنا محمد بن طَلْحة بن محمد، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بَابُوْيَه العَمِّيّ -إملاءً-، حدَّثني أبي، حدَّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النَّوْفَلِيّ، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن آبائه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَدَّ غَدًا مِنْ أَجَلِهِ فقد أَسَاءَ صُحْبَةَ الموتِ".
(3/ 89) في ترجمة (محمد بن عليّ بن الحسين العَمِّيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
قال الخطيب عقب روايته له: "مَنْ دون جعفر بن محمد كلّهم مجهولون".
وقال في صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن الحسين العَمِّيّ أبو جعفر): "كان من شيوخ الشيعة، ومشهوري الرَّافِضَةِ".
و (جعفر بن محمد) هو (جعفر الصادق. وهو ابن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب): إمام ثقة، وستأتي ترجمته في حديث (418).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 801) إليه وحده، ونقل قوله المتقدِّم.
وباللفظ المتقدِّم، رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 356) رقم
(10566)
-ط بيروت-، من طريق أبي إبراهيم التَّمِيميّ قال: سمعت راشدًا أبا الجودي، حدَّثنا أنس بن مالك مرفوعًا.
قال البيهقي: "هذا إسناد مجهول، وروي من وجه آخر ضعيف".
ثم ساقه من طريق يحيى بن يَمَان، عن أبي الحواري، عن هارون بن موسى، عن أنس مرفوعًا به.
أقول: فيه (أبو الحَوَاري -زيد بن الحَوَاري العَمِّي البَصَري-) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (374).
* * *
291 -
أخبرنا ابن الفتح، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عليّ بن يحيى البزَّاز -العَرِيف- حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا لُوَيْن محمد بن سليمان، حدَّثنا ابن زكريا، عن محمد بن عَوْن الخُرَاسَاني، عن محمد بن زيد، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُهْلِكَاتِ ثلاثٌ: إعجابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ، وشُحٌّ مُطَاعٌ، وهَوىٌ مُضِلّ، فاتَّقُوا اللَّه".
(3/ 89 - 90) في ترجمة (محمد بن عليّ بن يحيى البزَّاز أبو بكر، يعرف بالعَرِيف).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وَمَتْنُهُ دون قوله: "فاتَّقوا اللَّه"، مروي من حديث جماعةٍ من الصحابة، وهو حسن بمجموع طرقه عنهم.
ففيه (محمد بن عَوْن الخُرَاسَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 533) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 197) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 217 رقم (558) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(7/ 47) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، روى عن نافعٍ حديثًا ليس له أصل". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث ليس بقوي".
6 -
"الكامل"(6/ 2248) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
7 -
"الكاشف"(3/ 76) وقال: "ضعَّفوه".
8 -
"التقريب"(2/ 197) وقال: "متروك، من السادسة، مات بعد الأربعين -يعني ومائة-"/ ق.
و(ابن زكريا) هو (إسماعيل بن زكريا بن مُرَّة الخُلْقَاني الأَسَدي الكوفي أبو زياد): صدوق، روى له الستة، وتوفي عام (194 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 92 - 96)، و"تهذيب التهذيب"(1/ 297 - 298)، و"التقريب" (1/ 69) وقال:"صدوق يخطئ قليلًا"، و"الكاشف" (1/ 73) وقال:"صدوق. اختلف قول ابن مَعِين فيه".
و(ابن الفتح) هو (محمد بن عليّ بن الفَتْح الحَرْبي أبو طالب، المعروف بابن العُشَاري): ثقة صالح. وستأتي ترجمته في حديث (1177).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 60) رقم (82) -من كشف الأستار-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 273)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2248) -كلاهما في ترجمة (محمد بن عَوْن الخُرَاسَاني) -، من طريق لُوَيْن محمد بن سليمان، عن إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن عَوْن الخُرَاسَاني، به. دون قوله:"فاتَّقوا اللَّه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 91) بعد أن عزاه للبزَّار: فيه محمد بن عَوْن الخُرَاسَاني وهو ضعيف جدًّا.
ومن طريق محمد بن عون الخُرَاسَاني، عن محمد بن زيد، به، رواه العَسْكَرِيُّ كما في "المقاصد الحسنة" ص 435، ولم يعزه إلّا إليه! !
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 219) من طريق عيسى بن ميمون، حدَّثنا محمد بن كعب، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
وفي إسناده (عيسى بن ميمون القُرَشي المَدَني، مولى القاسم بن محمد) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 319): "ضعَّفوه". وانظر ترجمته في: "ميزان الاعتدال"(2/ 325 - 326)، و"التقريب"(2/ 102).
والحديث له شواهد عِدَّة، انظرها في:"مجمع الزوائد"(1/ 90 - 91)، و (3/ 381)، و"الترغيب والترهيب" للمُنْذِري (1/ 286) و (3/ 381)، و"المقاصد الحسنة" ص 435، و"الترغيب والترهيب" لأبي القاسم الأصبهاني (1/ 174)، و"مسند الشِّهَاب"(1/ 214 - 215)، و"الصحيحة"(4/ 412 - 416).
ومن هذه الشواهد: ما رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 60) رقم (81) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 343)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 31 - 33) رقم (731)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 214) رقم (238)، والعُقَيلي في "الضعفاء"(3/ 447) -في ترجمة (الفضل بن بكر العَبْدي) -، من طريق أيوب بن عُتْبَة، عن الفضل بن بكر العَبْدي، عن قَتَادة، عن أنس مرفوعًا به. وروايتهم مطوَّلة عدا البزَّار.
وفيه (أيوب بن عُتْبَة اليَمَامي القاضي أبو يحيى) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1178).
وفيه (الفضل بن بكر العَبْدي) قال العُقَيْلي في ترجمته من "الضعفاء"(3/ 447): "عن قَتَادَةَ ولا يُتَابَعُ عليه من وجه يثبت".
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 349) وقال: "لا يُعَرَفُ، وحديثه منكر". وساق له حديثه هذا.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 59 - 60) رقم (80) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 268 - 269)، من طريق زَائِدَة بن أبي الرُّقَاد، عن زياد النُّمَيْري، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 91) بعد أن عزاه للبزَّار والطبراني في "الأوسط" ببعضه: "وفيه زَائِدة بن أبي الرُّقَاد، وزياد النُّمَيْري، وكلاهما مختلف في الاحتجاج به".
وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(1/ 15): "أخرجه البزَّار والطبراني وأبو نُعَيْم والبيهقي في "الشُّعَبِ" من حديث أنس بإسناد ضعيف".
وله طرق أخرى عن أنس. قال العُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 447)، عقب روايته له عن أنس من الطريق الأول:"وقد روي عن أنس من غير هذا الوجه، وعن غير أنس بأسانيد فيها لين".
قال الإمام المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 286) عقب ذكره لحديث أنس مطوّلًا: "وهو مروي عن جماعة من الصحابة، وأسانيده وإنْ كان لا يسلم شيء منها من مَقَال، فهو بمجموعها حسن إن شاء اللَّه تعالى".
* * *
292 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الحافظ النَّيْسَابُوري
(1)
، حدَّثنا
(1)
هكذا بداية الإسناد في المطبوع: "أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الحافظ النَّيْسَابُوري". وهو محل توقف. لأنَّ الخطيب لم يرو عن (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الحاكم النَّيْسَابُوري الحافظ) إلَّا بواسطة. انظر "تاريخ بغداد"(5/ 473).
أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين
(1)
العَلَوي -ببغداد-، حدَّثني أبي: أبو إسماعيل عليّ بن الحسين، حدَّثني أبي: الحسين بن الحسن قال: حدَّثني جَدِّي محمد بن القاسم، عن أبيه، عن زيد بن الحسن، عن أبيه،
عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سَمَّيْتُم الوَلَدَ مُحَمَّدًا
(2)
فَأَكْرِمُوهُ، وأَوْسِعُوا له في المَجْلِسِ، ولا تُقَبِّحُوا له وَجْهًا".
(3/ 90 - 91) في ترجمة (محمد بن أبي إسماعيل عليّ بن الحسين العَلَوي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن أبي إسماعيل علي بن الحسين العَلَوي)، فقد نقل الخطيب عن أبي سعد عبد الرحمن الإِدْرِيسِيّ قوله فيه:"كان يجازف في الرواية في آخر عمره".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 299) ونقل ذلك أيضًا.
و(عليّ بن الحسين بن الحسن العَلَوي)، و (الحسين بن الحسن بن القاسم العَلَوي)، و (محمد بن القاسم بن الحسن العَلَوي)، و (القاسم بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب)، لم أقف على من ترجم لهم.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الحسن". والتصويب من "تاريخ بغداد"(3/ 90)، ومن "اللسان"(5/ 299)، ومن سياق الإسناد.
(2)
في المطبوع "محمد"، وهو خطأ.
التخريج:
ورواه الحاكم النَّيْسَابُوريُّ في "تاريخه" كما في "الجامع الكبير"(1/ 65).
ورواه ابن بُكَيرْ في "جزئه" في فضل من اسمه أحمد ومحمد، من طريق أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، حدَّثنا عليّ بن موسى الرضى، عن آبائه مرفوعًا به. ذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 103) وقال:"الطَّائِيُّ له عن أهل البيت نسخة باطلة".
وله شاهد رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 412 - 413) رقم (1988) -من كشف الأستار- عن أبي رافع مرفوعًا بلفظ: "إذا سَمَّيْتُمْ مُحَمَّدًا فَلَا تَضْرِبُوه ولا تَحْرِمُوه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 48): "رواه البزَّار عن شيخه غسان بن عبيد، وثّقه ابن حِبَّان وغيره، وفيه ضَعْفٌ".
وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 891) -في ترجمة (خالد بن يزيد العُمَرِيّ) -، مطوّلًا، ولفظه:"من ولد له ثلاثة فلم يسمّ أحدهم مُحَمَّدًا فهو من الجَفَاء، وإذا سَمَّيتُمُوه مُحَمَّدًا فلا تسبُّوه ولا تجبهوه ولا تعنِّفوه ولا تَضْرِبُوه، وشَرِّفوه وعَظِّموه، وأكرموه وبرُّوا قَسَمَه"
(1)
.
قال ابن عدي عقبه: هذا حديث منكر.
أقول: فيه (خالد بن يزيد العُمَرِيّ) وهو كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (505).
وعن ابن عدي رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 155)، وأعلّه بخالد المذكور.
(1)
صُحِّفَ المَتْنُ في "الكامل" المطبوع في غير موضع، والتصويب من "الموضوعات"(1/ 155)، و"اللآلئ"(1/ 102).
قال الشَّوْكَانيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 328 بعد أن ذكره بنحو لفظ حديث ابن عمر: "وفي معناه أحاديث أُخر لا تصحّ".
وانظر: "اللآلئ المصنوعة"(1/ 102 - 103)، و"مجمع الزوائد"(8/ 48)، و"الفِرْدوس"(1/ 340) رقم (1354)، و"فيض القدير" للمُنَاوي (1/ 385).
* * *
293 -
قال الخطيب: قَرَأَ عليَّ محمد بن عليّ الوَاسِطي -من لفظه- فقال: حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن عثمان المُزَني الحافظ -وهو آخذ بيدي-، نبأنا أبو يعلى أحمد بن عليّ المَوْصِلِي -وهو آخذ بيدي-، نبأنا أبو الربيع الزَّهْرَاني -وهو آخذ بيدي- قال: حدَّثني مالك -وهو آخذ بيدي- قال: حدَّثني نافع -وهو آخذ بيدي- قال:
حدَّثني ابن عبَّاس -وهو آخذ بيدي- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -وهو آخذ بيدي-: "مَنْ أَخَدَ بِيَدِ مَكْرُوبٍ، أَخَذَ اللَّهُ بِيَدِهِ".
(3/ 96) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي أبو العلاء).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا الطريق غريب جدًّا، وأراه باطلًا".
وقال أيضًا في (3/ 98) منه: "موضوع، لا أصل له".
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي المُقرئ أبو العلاء) وهو ضعيف مُخَلِّطٌ. قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(3/ 654): "روى
حديثًا مسلسلًا بأخذ اليد فاتُّهِمَ بوضعه، فأنكرتُ عليه
(1)
، فامتنع بعدُ من روايته، ورجع عنه. وذكر الخطيب أشياء توجب وهنه".
وقال ابن عَرَّاق في مقدمة كتابه "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 111) عند ذكره لـ (محمد بن عليّ الواسطي): "روي حديثًا مسلسلًا بأخذ اليد اتُّهِمَ بوضعه".
وقال ابن حَجَر في ترجمته من "اللسان"(5/ 297): "وفي الجملة فأبو العلاء لا يعتمدُ على حِفْظِهِ، وأمَّا كونه مُتَّهَمًا، فلا، واللَّه أعلم". وستأتي ترجمته في حديث (430).
وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 93 - 94) في ترجمة (أحمد بن الحسين الشَّافِعِيّ الصُّوفِيّ): "مُتَّهَمٌ. روى عن ابن المُقرئ حديثًا كذبًا، قال: حدَّثنا أبو يعلى. . . " وساق الحديث من الطريق المتقدِّم.
و(أبو الربيع الزَّهْرَاني) هو (سليمان بن داود العَتَكي البَصْري): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (406).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 143) -في الفصل الثالث المتضمن لزيادات السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب وحده
(2)
. ونقل عن الذَّهَبِيِّ قوله: بأنَّه كَذِبٌ.
كما ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 84. ونقل قول الذَّهَبيّ.
* * *
(1)
انظر "تاريخ بغداد"(3/ 96 - 98) في تفصيل ما جرى بين الحافظ الخطيب وشيخه محمد بن علي الوَاسِطي بشأن هذا الحديث.
(2)
لكن جعله سهوًا من حديث ابن عمر، والصواب أنَّه من حديث ابن عبَّاس، فليصحح.
294 -
حدَّثني القاضي أبو العلاء الوَاسِطي -وهو آخذ بيدي- قال: حدَّثني أبو الطيِّب أحمد بن عليّ بن محمد الجَعْفَري -وهو آخذ بيدي- قال: حدَّثني أبو الحسين أحمد بن الحسين الفقيه الشَّافِعِي الصُّوفِيّ -وهو آخذ بيدي-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عاصم المعروف بابن المُقرئ بأَصْبَهَان -وهو آخذ بيدي-، حدَّثنا أبو يعلى المَوْصِلِي -وهو آخذ بيدي-، حدَّثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني -وهو آخذ بيدي- قال: حدَّثني مالك -وهو آخذ بيدي- قال: حدَّثني نافع -وهو آخذ بيدي- قال:
حدَّثني ابن عبَّاس -وهو آخذ بيدي- قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -وهو آخذ بيدي-: "مَنْ أَخَذَ بِيَدِ مَكْرُوبٍ أَخَذَ اللَّهُ بِيَدِهِ".
(3/ 97) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي أبو العلاء).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد تقدَّم الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (293).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (293).
* * *
295 -
أنبأنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي -من كتابه، في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة-، نبأنا عبد اللَّه بن موسى السَّلَامي الشَّاعر -بفائدة ابن بُكَيْر- قال: حدَّثني أبو عليّ مُفَضَّل بن الفضل الشَّاعر قال: حدَّثني خالد بن يزيد الشَّاعر، حدَّثني أبو تمَّام حَبِيب بن أَوْس الشَّاعر، حدَّثني صهيب بن أبي الصَهْبَاء الشَّاعر، حدَّثني الفَرَزْدَقُ الشَّاعر، حدَّثني عبد الرحمن بن حسَّان بن ثابت الشَّاعر قال:
حدَّثني أبي: حسّان بن ثابت الشَّاعر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُهْجُ المُشْرِكِينَ، وجِبْرِيلُ معك". وقال لي: "إنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً".
(3/ 98) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي أبو العلاء).
مرتبة الحديث:
إسناده موضوع. ومَتْنُ الحديث صحيح من غير هذا الطريق.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي أبو العلاء) وهو ضعيف مُخَلِّطٌ. وقد ذكر الخطيب عقب روايته للحديث، بأنَّه تحقق من عدم سماع أبي العلاء الوَاسِطي لهذا الحديث من (عبد اللَّه بن موسى السَّلَامي)، وأنه نهى (أبا العلاء) عن روايته له. ونقل عنه أنَّه قال له بعد نهيه له:"ما رأيتُ هذا السَّلَامي ولا أعرفه"!
قال الذَّهَبِيُّ في ترجمة (أبي العلاء الوَاسِطي) في "الميزان"(3/ 654) مشيرًا إلى هذا الحديث: "وساق له الخطيب حديثًا آخر اتُّهِمَ في إسناده".
وستأتي ترجمة (أبي العلاء) هذا في حديث (430). وانظر في بيان حاله أيضًا الحديث المتقدِّم رقم (293).
كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن موسى السَّلَامي الشَّاعر) قال الخطيب عنه في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي أبو العلاء) في "تاريخ بغداد"(3/ 98): صاحب عجائب وطرائف".
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 508) وقال: صاحب عجائب وأوابد. غمزه الخطيب. روى حديثًا ماله أصل. سلسله بالشُّعَراء منهم الفَرَزْدَق، عن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت عن أبيه، لكنَّ المَتْنَ جَيِّدٌ".
وأعاد ترجمته في (2/ 509) منه، وقال: "حَدَّثَ بنَيْسَابُور عن يحيى بن
صَاعِد وطبقته بمناكير وأوابد". ونقل عن الخطيب قوله فيه: "في رواياته غرائب ومناكير وعجائب". ونقل عن الحاكم النَّيْسَابُوري قوله فيه: "صحيح السماعات إلّا أنَّه كَتَبَ عمّن دَبَّ ودَرَجَ من المجهولين، وكان أبو عبد اللَّه بن مَنْدَه سيء الرأي فيه. ما أراه كان يتعمد الكذب في نقله. قال غُنْجَار: مات سنة 374".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(3/ 368).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الفتح الكبير"(1/ 419) إليه وحده.
وقوله صلى الله عليه وسلم لحسَّان بن ثابت: "اهْجُ المشركين وجبريلُ معك"، صحيح. رواه البخاري في الأدب، باب هجاء المشركين (10/ 546) رقم (6153)، وغير موضع، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل حسّان بن ثابت رضي الله عنه (4/ 1933) رقم (2486)، من حديث البَرَاء بن عازب.
وقد صَحَّ أيضًا من غير حديث البَرَاء. انظر: "جامع الأصول"(5/ 167 - 168 و 169 - 170)، و"جزء أحاديث الشِّعْر" للحافظ عبد الغني المَقْدِسي ص (39 - 42 و 64 - 66) رقم (2 و 3 و 4 و 21).
وأمَّا قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ الشِّعْرَ حِكْمَةً"، فهو صحيح أيضًا، وعَدَّهُ جماعة من المتواتر. وسيأتي برقم (569).
* * *
296 -
نبأنا أبو بكر محمد بن عليّ المُطَرِّز، نبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ، نبأنا أبو عليّ محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدِّمَشْقِيّ -بِدِمَشْق-، نبأنا الوليد بن مروان، نبأنا جُنَادة -يعني ابن مروان-، نبأنا الحارث بن النُّعْمَان اللِّيْثِي -ابن أخت سعيد بن جُبَيْر- قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لو اَقْسَمْتُ لبررتُ: إنَّ أحبَّ عبادِ اللَّهِ إلي اللَّهِ لرُعَاُة الشَّمْسِ والقَمَرِ -يعني المُؤَذِّنِين-، وإنَّهم لَيُعْرَفُونَ يومَ القيامةِ بطولِ أَعْنَاقِهِمْ".
(3/ 99) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد المُطَرِّز أبو بكر، يُلَقَّب حريقا)
(1)
.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "المُؤَذِّنِين أَطْوَلُ النَّاس أَعْنَاقًا يوم القيامة".
ففيه (الحارث بن النُّعْمَان بن سالم اللَّيْثِي الكوفي - ابن أخت سعيد بن جُبَيْر) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 60 رقم (61) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 78 رقم (117) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 214).
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 91) وفيه عن أبي حاتم "ليس بقوي الحديث".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 135).
(1)
هكذا في المطبوع بالقاف. وفي "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 200): (حريفا) بالفاء.
6 -
"التهذيب"(2/ 159 - 160) وفيه عن الأَزْدِيّ: "منكر الحديث". وفيه أنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الضعفاء". ولم أقف عليه.
7 -
"التقريب"(1/ 164) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه (جُنَادة بن مروان الحِمْصيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 516) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد اللَّه بن بُسْر: "أنَّه رأى في شارب النبيّ صلى الله عليه وسلم بياضًا بحيال شفتيه".".
2 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 424) وقال: "اتَّهَمَهُ ابن حِبَّان".
3 -
"لسان الميزان"(2/ 139 - 140) وقال بعد أن ذكر ما تقدَّم عن أبي حاتم والذَّهَبِيِّ: "أراد أبو حاتم بقوله: كذب، أخطأ. وقد ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"
(1)
، وأخرج له هو والحاكم في الصحيح. وأمَّا قول ابن الجَوْزِيّ عن أبي حاتم أنَّه قال: أخشى أن يكون كذب في الحديث. فاختصاره مفض إلى ردِّ حديث الرجل جميعه، وليس كذلك إن شاء اللَّه تعالى".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 7 - 8) رقم (620) - من طريق جُنَادة بن مروان الأَزْدِيّ الحِمْصِيّ، عن الحارث بن النُّعْمَان، عنه، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 326 - 327) بعد أن عزاه له: "فيه جُنَادَة بن مروان، قال الذَّهَبِيّ: اتَّهَمَهُ أبو حاتم".
(1)
لم أقف عليه في "الثقات" المطبوع، واللَّه أعلم.
وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "المُؤذِّنُونَ أطولُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يومَ القِيَامَةِ". وسيأتي في حديث (1567).
* * *
297 -
أخبرني أبو نصر محمد بن عليّ الرَّزَّاز، نبأنا عبيد اللَّه بن محمد بن إسحاق البزَّاز، نبأنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، نبأنا يحيى بن عبد الحميد، نبأنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهَادِ، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ، عن سعيد بن الصَّلْت، عن عبد اللَّه بن أُنَيْس،
عن سُهَيْل بن البيضاء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ماتَ يَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلّا اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".
(3/ 104) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الرَّزَّاز أبو نصر).
مرتبة الحديث:
شَاذٌّ من هذا الطريق، وللحديث شواهد صحيحة مشهورة.
ففيه (عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدَّرَاوَرْدِيّ) -وهو صدوق، تقدَّمت ترجمته في حديث (222) -، قد خالف (بُكْر بن مُضَر) و (حَيْوَة بن شُرَيْح) و (الليث بن سعد) و (يحيى بن أيوب المِصْرِيّ) و (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ)، الذين رووه جميعًا -كما سيأتي- عن يزيد بن الهَاد، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ، عن سعيد بن الصَّلْت، عن سُهَيْل بن البيضاء به مرفوعًا، دون ذكر عبد اللَّه بن أُنَيْس) بين (سعيد بن الصَّلْت) و (سُهَيْل بن البيضاء).
وكلُّ الذين خالفهم أوثق منه، عدا (يحيى بن أيوب) و (ابن لَهِيعة).
وقد قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "روى هذا الحديث مصعب بن عبد اللَّه الزُّبَيْرِي عن عبد العزيز، فلم يذكر عبد اللَّه بن أُنَيْس في إسناده، بل قال: عن سعيد بن الصَّلْت عن سُهَيْل بن البيضاء".
وفيه (يحيى بن عبد الحميد) وهو (الحِمَّاني)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 739):"حافظ، منكر الحديث". وقال ابن حَجَر في "تقريب"(2/ 352): "حافظ، إلّا أنهم اتَّهموه بسرقة الحديث، من صغار التاسعة". وَرَمَز إلى رواية مسلم عنه.
أقول: مُسْلِمٌ رحمه الله إنما ذكره في "صحيحه"(1/ 494) رقم (713) -في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما يقول إذا دخل المسجد- في حديث عبد الملك بن سعيد في القول عند دخول المسجد، ولم يخرِّج له. انظر "التهذيب"(11/ 248). وانظر ترجمته مطوَّلًا في "ميزان الاعتدال"(4/ 392 - 393)، و"التهذيب"(11/ 243 - 249).
و(سعيد بن الصَّلْت مولى آل مَخْرَمَة، أبو يعقوب) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 483 - 484) وقال: "عن سُهَيْل بن البيضاء، مرسل. وسمع ابن عبَّاس". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 34) وقال: "مِصْرِيٌّ، روى عن سُهَيْل بن بيضاء، مرسل. وروي عن ابن عبَّاس -يعني متصلًا-. روى عنه محمد بن إبراهيم التَّيْمِي، وبَكْر بن سَوَادة، سمعت أبي يقول ذلك". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 285).
و(محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِيّ أبو عبد اللَّه): ثقة له أفراد، وقد أرسل عن جماعة من الصحابة، منهم: جابر وسعد وأبي سعيد، وخَرَّجَ له الستة، وكانت وفاته سنة (120 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 1156 - 1157) -مخطوط-، و"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 151، و"التهذيب"(9/ 5 - 7)، و"التقريب"(2/ 140).
و (يزيد بن عبد اللَّه بن أُسَامة بن الهَادِ اللَّيْثي المَدَني أبو عبد اللَّه): إمام حافظ حجَّة، من صغار التابعين. روى له الستة، وكانت وفاته عام (139 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 1536) -مخطوط-، و"سِيَر أعلام النبلاء"(6/ 188 - 189)، و"التهذيب"(11/ 339 - 340)، و"التقريب"(2/ 367).
و(عبد اللَّه بن أُنَيْس) هو (الجُهَنِيّ المَدَني أبو يحيى): صحابي، وكان حَلِيف بني سَلَمَة من الأنصار، شَهِدَ العَقَبَةَ وأُحُدًا، ومات بالشام في خلافة معاوية سنة (54 هـ) رضي الله عنه. انظر ترجمته في:"الإصابة"(2/ 278 - 279)، و"التهذيب"(5/ 149 - 151)، و"التقريب"(1/ 402).
و(سُهَيْل بن البيضاء الفِهْرِيّ): صحابي من المهاجرين، و (بيضاء) أُمّه، وهو لَقَبٌ لها، واسمها (دَعْد). واسم أبيه:(وَهْب بن ربيعة). وقد أسلم قديمًا وهاجر إلى الحبشة، وشهد بَدْرًا وأُحُدًا، ومات بالمدينة سنة تسع، وصلَّى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المسجد. قال أنس بن مالك: كان أسنّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصِّدِّيق، وسُهَيْل بن بيضاء. انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(1/ 384 - 385)، و"الإصابة"(1/ 91 - 92)، و"تعجيل المنفعة" ص 115.
وصاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الرَّزَّاز أبو نصر) قال الخطيب عنه: صدوق. وكانت وفاته سنة (444 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 451) مطوّلًا، عن قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا
بكر
(1)
بن مُضَر، عن ابن الهَادِ، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصَّلْت، عن سُهَيْل بن البيضاء مرفوعًا. وفيه:"من شهد أَنْ لا إله إلَّا اللَّه حَرَّمَهُ اللَّهُ على النَّار وأوجب له الجنَّة".
ورواه عقبه من طريق ابن وَهْب قال حَيْوَة: حدَّثني ابن الهَادِ، عن محمد، عن سعيد بن الصَّلْت، عن سُهَيْل، فذكر معناه.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا في (3/ 467) منه.
ورواه مطوّلًا في (3/ 466 - 467) منه، عن يعقوب -يعني ابن إبراهيم بن سعد الزُّهْرِيّ- عن أبيه، عن يزيد بن الهَادِ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن سُهَيْل مرفوعًا.
ورواه مطوَّلًا أيضًا الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 257 و 258) رقم (6033 و 6034) من طريق الليث بن سعد، ويحيى بن أيوب، وابن لَهِيعة، وحَيْوَة بن شُرَيْح، عن يزيد بن الهَادِ، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصَّلْت، عن سُهَيْل بن البيضاء مرفوعًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 15 - 16) بعد أن عزاه لهما: "ومداره على سعيد بن الصَّلْت. قال ابن أبي حاتم
(2)
: قد روي عن سُهَيْل بن بيضاء مُرسَلًا. وابن عبَّاس متصلًا".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"الإيمان" لابن مَنْدَه (1/ 212 - 224)، و"جامع الأصول"(9/ 363 - 367)، و"مجمع الزوائد"(1/ 14) وما بعد.
(1)
في "المسند": "أبو بكر". والتصويب من "تهذيب الكمال"(4/ 227 - 228).
(2)
قد تقدَّم أن قائل هذا هو (أبو حاتم) وليس ابنه.
ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في "صحيحه" في أول الجنائز (3/ 110) رقم (1237)، وغير موضع -واللفظ له-، ومسلم في الإيمان، باب من مات لا يشرك باللَّه شيئًا. . . (1/ 94) رقم (94)، عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني آتٍ من رَبِّي فأخبرني -أو قال: بَشَّرَني-: أنه مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّه شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ. فقلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قال: وإِنْ زَنَى وإِنْ سَرَقَ".
* * *
298 -
أخبرني أبو طاهر محمد بن عليّ الأَنْبَاري، أنبأنا القاضي أبو الحسن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن حمَّاد المَوْصِلِي، حدَّثنا الحسن بن هشام بن عمرو، حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدثنا عبَّاس بن بكَّار.
وأنبأنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالِي، حدَّثنا أحمد بن نصر الذَّارِع
(1)
-بالنَّهْرَوان-، حدَّثنا صَدَقَة بن موسى، حدَّثنا العبَّاس بن بكَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن عَمِّه ثُمَامَة بن عبد اللَّه،
عن أنس بن مالك قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد قد أطاف به أصحابه، إذ دخل عليّ بن أبي طالب، فوقف وسلَّم، ونظر إلى مكان يجلس فيه، فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه أيهم يُوَسِّع له، وكان أبو بكر جالسًا عن يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتزحزح له عن مجلسه وقال: ههنا يا أبا الحسن. فجلس بين النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر. قال أنس بن مالك: فرأيت السرور في وَجْهِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ثم أَقْبَلَ على أبي بكر فقال: "يا أبا بكر، إنما يعرف الفَضْلَ لأهل الفَضْلِ ذوو الفَضْلِ". -واللفظ لحديث الغَلَابي-.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الدارع" بالدال المهملة. والتصويب من "تبصير المنتبه"(2/ 577).
(3/ 105) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد أبو طاهر، يعرف بابن الأَنْبَارِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي طريقه الأول: (محمد بن زكريا الغَلَابي) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 154) وقال: "كان صاحب حكايات وأخبار، يُعْتَبَرُ حديثه إذا روى عن الثقات، لأنَّه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير".
2 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 148 رقم (206) وقال: "يضع الحديث".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 350 رقم (483) وقال: "يضع الحديث".
4 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 418) وقال بعد أن ساق له حديثه في خُطْبَة النبيِّ صلى الله عليه وسلم على تزويج فاطمة من عليّ: "هذا حديث موضوعٌ وضَعَهُ محمد بن زكريا".
5 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 550) وقال: "هو ضعيف. . وقال ابن مَنْدَه: تُكُلِّمَ فيه". وقال الذَّهَبِيُّ بعد أن ذكر له حديثًا من طريقه: "فهذا كَذِبٌ من الغَلَابي"!
6 -
"الكشف الحثيث" لبُرْهَان الدِّين الحَلَبِيّ ص 371 - 372 رقم (663) وقال: قال الدَّارَقُطْنِيّ ويحيى: يضع الحديث".
7 -
"لسان الميزان"(5/ 168 - 169) وساق له ابن حَجَر حديثًا رواه عنه الحاكم في "تاريخه" وقال: "رواته ثقات إلّا محمد بن زكريا وهو الغَلَابي المذكور فهو آفته".
وصاحب الترجمة (محمد بن عليّ أبو طاهر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفي طريقه الثاني: (أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارِع أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(5/ 184) وقال: "في حديثه نُكْرَة تدل على أنَّه ليس بثقة". وذكره الخطيب في "تاريخه"(8/ 495) أيضًا في ترجمة (زُفَر بن وَهْب الأصبهاني) وقال: "ليس بحجة". كما ذكره في ترجمة (عبد اللَّه بن حمَّاد القَطِيْعي)(9/ 445) وقال: "غير ثقة". وساق له حديثًا من طريقه، واتَّهَمَهُ بوضعه. كما ذكره كذلك في (12/ 122) منه في ترجمة (عليّ بن يحيى البزَّاز) وقال:"غير ثقة".
2 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 200) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كذَّاب باطل دَجَّال".
3 -
"الميزان"(1/ 161 - 162) وقال: "أتى بمناكير تدل على أنَّه ليس بثقة. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: دَجَّال".
4 -
"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (2/ 577) وقال: "ليس بثقة".
وفي طريقَيْه: (العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّي البَصْري) وهو مُتَّهَمٌ أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (1153).
التخريج:
رواه العَسْكَرِيُّ في "الأمثال"، والخِلَعِيُّ في تاسع "فوائده"، من طريق محمد بن زكريا الغَلَابي، حدَّثنا العبَّاس بن بكَّار، به. كما في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوِيّ ص 108.
ورواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 380 - 381) عن الخطيب من طريقَيْه المتقدِّمين، وقال:"هذا حديث موضوع". وأعلّه بـ (الغَلَابِيّ) و (الذَّارِع)، وقال:"الظاهرُ أنَّ الغَلَابِيَّ وَضَعَهُ، وأنَّ الذَّارِعَ سَرَقَهُ".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 164)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 359).
ورواه الخطيب في "تاريخه"(7/ 222 - 223) من طريق جعفر بن عليّ الحافظ، حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عائشة، أخبرنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، به.
وفي إسناده إلى جانب (الغَلَابي): (جعفر بن عليّ الدَّقَّاق الدُّوري) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1047).
وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخُدْري، رواه الدُّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشيه محقق "الفردوس"(5/ 304) رقم (8260) - من طريق محمد بن زُرَيْق، حدَّثنا حسين بن الفضل، حدَّثنا مأمون بن سعيد بن يوسف، حدَّثنا سليمان، عن سليم، عن أبي سعيد رَفَعَهُ:"يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لذوي الفضل أهل الفضل".
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 359): "في سنده مجاهيل".
وله شاهد من حديث السيدة عائشة، رواه مطوَّلًا: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 161 - 162، من طريق الفَيْض بن وَثِيق، عن زكريا بن منظور، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.
أقول: فيه (الفَيْض بن وَثِيق الثَّقَفِيّ البَصْرِيّ): كذَّبه ابن مَعِين. وقال الذَّهَبِيُّ: "هو مُقارب الحال إن شاء اللَّه". وستأتي ترجمته في حديث (694).
كما أنَّ فيه (زكريا بن منظور القُرَظِيّ المَدَني) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1305).
وله شاهد مرسل، رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 665) رقم (1133) عن الحسن، عن محمد بن مهدي الزَّهْرَانِيّ، عن أبيه، عن هشام، عن الحسن مُرْسَلًا.
وفي إسناده (الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوي) وهو كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (356).
* * *
299 -
حدَّثنا أبو بكر محمد بن عليّ بن محمد الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس المُخَلِّص، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو الفضل بن أبي عَوْن -سنة ست وعشرين ومائتين-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن عبد اللَّه بن محمد ابن عَقِيل قال:
جِئْنَا إلى جابر بن عبد اللَّه وهو يتَوَضَّأ، قال قلنا: أَرِنَا وضوءَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فَتَوَضَّأ. قال: فلم أر شيئًا أنكره، إلَّا أنَّه لمّا بَلَغَ المِرْفَقَيْنِ أَدَارَ بيده عليهما.
(3/ 107) في ترجمة (محمد بن عليّ بن محمد الحَرْبي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل) لم أقف على من ترجم له.
وسيأتي أنَّ الذين رووه إنما رووه من طريق القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن
محمد بن عَقِيل، عن جدِّه عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن جابر.
و(القاسم) ضعيف كما سيأتي.
وفيه (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشمي): وفيه مَقَال. قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 108): "وابن عَقِيل سيء الحفظ، يصلح حديثه للمتابعات، فأمّا إذا انفرد فيحسن، وأمَّا إذا خالف فلا يُقْبَل". وستأتي ترجمته في حديث (884).
وصاحب الترجمة (محمد بن عليّ الحَرْبي أبو بكر) قال الخطيب عنه: "كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا".
و(أبو الفضل بن أبي عَوْن) هو (محرِز بن عَوْن بن أبي عَوْن الهِلَالي البغدادي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 231):"صدوق، من العاشرة"/ م. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تاريخ بغداد"(13/ 262 - 264)، و"تهذيب الكمال"(3/ 1308 - 1309) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 57 - 58).
و(محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس المُخَلِّص أبو طاهر): ثقة صالح مُعَمَّر، ولد عام (305 هـ)، وتوفي عام (393 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(2/ 322 - 323)، و"السِّيرَ"(16/ 478 - 480).
و(عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز) هو (البَغَوي أبو القاسم): إمام حافظ ثقة حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (263).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 83)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 56)، من طريق عبّاد بن يعقوب، حدَّثنا القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن
محمد بن عَقِيل، عن جدِّه، عن جابر بن عبد اللَّه قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا تَوَضَّأَ أَدَارَ المَاءَ على مِرْفَقَيْهِ".
قال الدَّارَقُطنِيُّ: "ابن عَقِيل ليس بقوي".
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 56) من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي قال: حدَّثني سُوَيد بن سعيد، حدَّثنا القاسم بن محمد العَقِيْلِيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن جابر قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدير الماء على المِرْفَقِ".
قال ابن الجَوْزي في "التحقيق"(1/ 371) بعد أن ساقه عن الدَّارَقُطْنِيّ من طريقه المتقدِّم: "هذا الحديث ضعيف. قال أحمد: القاسم بن محمد: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: متروك الحديث".
وقال النووي في "المجموع شرح المُهَذِّب"(1/ 385): "رواه البيهقي وإسناده ضعيف".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 57) بعد أن عزاه للدَّارَقُطْنِيِّ والبيهقي: "والقاسم: متروك عند أبي حاتم. وقال أبو زُرْعَة: منكر الحديث. وكذا ضعَّفه أحمد وابن مَعِين، وانفرد ابن حِبَّان بذكره في "الثقات"، ولم يلتفت إليه في ذلك. وقد صرَّح بضعف هذا الحديث: ابن الجَوْزيّ، والمُنْذِريّ، وابن الصَّلاح، والنَّوَويّ، وغيرهم. ويُغني عنه ما رواه مسلم -[1/ 216 رقم (246)]- من حديث أبي هريرة: "أنَّه تَوَضَّأَ حتى أَشْرَعَ في العَضُدِ".".
* * *
300 -
أخبرني أبو الحسين بن الحارث، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الورَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدَّثنا يحيى بن سعيد القَطَّان، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن الأَحْنَف بن قيس،
عن جَارِية بن قُدَامَة، أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: قُلْ لي شيئًا ينفعني، وأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِله. قال:"لا تَغْضَبْ". قال فقال ذلك مرارًا، كُلُّ ذلك يقولُ له:"لا تَغْضَبْ".
(3/ 108) في ترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الثاني أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (محمد بن عمر بن عليّ بن خلف بن محمد بن زُنْبُور الورَّاق أبو بكر) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 35 - 36) وقال: "كان ضعيفًا جدًّا". ونقل عن الأَزْهَرِيِّ قوله فيه: ضعيف في روايته عن ابن مَنِيع. وذكر أنَّ سماعه من الدُّوريّ صحيح". وقال العَتِيقيُّ: "فيه تساهل". وكانت وفاته سنة (396 هـ). وترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان" (5/ 325) وليس فيه زيادة عما في "تاريخ بغداد".
و(أبو الحسين بن الحارث) هو صاحب الترجمة (محمد بن عليّ بن أحمد الثاني) قال الخطيب عنه: صدوق.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
الحديث روي من طرق عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن الأَحْنَف بن قيس، عن جَارِية بن قُدَامَة، به. وقد اخْتُلِفَ فيه على هشام.
1 -
فرواه أحمد في "المسند"(3/ 484)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن عَمٍّ له يقال له جَارِية: أنَّ رجلًا. . . وذكر الحديث.
2 -
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 34)، والطبراني في "الكبير"(2/ 293) رقم (2094) و (2096)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 615)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن جَارِية قال: قلتُ يا رسول اللَّه. . . وذكر الحديث. وسكت عليه الحاكم، والذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
2 -
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 334 - 335)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(7/ 56)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 479) رقم (5660)، والطبراني في "الكبير"(2/ 295) رقم (2106)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن ابن عَمٍّ له يقال له جَارِية أنّه سأل رسول اللَّه. . . وذكر الحديث.
4 -
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 335)، والطبراني في "الكبير"(2/ 295) رقم (2105)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن جَارِية، عن ابن عَمٍّ له سأل النبي صلى الله عليه وسلم. . . وذكر الحديث.
5 -
ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(12/ 226) رقم (6838)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن جَارِية قال: أخبرني عَمُّ أبي، أنَّه قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. . . وذكر الحديث.
6 -
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 479) رقم (5661)، والطبراني في "الكبير"(2/ 293) رقم (2095)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن جَارِيَة أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم. . . وذكر الحديث.
7 -
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 34)، والطبراني في "الكبير"(2/ 293) رقم (2097)، من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن جَارِيَة قال: حدَّثني عَمٌّ لي. . . وذكر الحديث.
8 -
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 372) من طريق هشام، عن أبيه، عن الأَحْنَف، عن عَمٌّ له أنَّه أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . وذكر الحديث.
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 370)، والطبراني في "الكبير"(2/ 294) رقم (2100)، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، عن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، عن الأَحْنَف، عن ابن عَمٍّ له قال: قلت يا رسول اللَّه. . . وذكر الحديث.
قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 218) في ترجمة (جَارِيَة بن قُدَامَة): "روى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن الأَحْنَف عن جَارِيَة بن قُدَامَة قال: قلت يا رسول اللَّه أوصني وأقلل. قال: "لا تغضب". وهو بعُلُوٍّ في "المعرفة" لابن مَنْدَه. وفيه اختلاف على هشام، رواه أكثر أصحابه عنه، كما تقدَّم، وصحَّحه ابن حِبَّان من طريقه. ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغَسَّاني وسعيد بن يحيى اللَّخْمِي عن هشام، فزاد فيه: عن جَارِيَة عن عَمِّه. ورواه ابن أبي شَيْبَة عن عَبْدَة بن سليمان عن هشام على عكس ذلك. قال: عن الأَحْنَف عن عَمٍّ له عن جَارِيَة. ووقع في رواية لأبي يَعْلَى: عن جَارِيَة بن قُدَامَة عن عَمِّ أبيه. . . فذكر الحديث. والأول أولى. فقد رواه الطبراني من طريق ابن أبي الزِّنَاد عن أبيه عن عُرْوَة، ومن طريق محمد بن كُرَيْب عن أبيه شهدتُ الأَحْنَفَ يحدِّث عن عَمِّه، وعمُّه جَارِيَة بن قُدَامَة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 69) بعد أن عزاه أحمد والطبراني وأبي يعلى: رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 446) بعد أن عزاه لأحمد: "ورواته رواة الصحيح".
وعزاه للطبراني في "الكبير" و"الأوسط".
وقال الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 292): "جَارِيَة بن قُدَامَة السَّعْدِي التَّمِيمي عمّ الأَحْنَف بن قيس، وليس بعمِّه أخو أبيه، ولكنّه كان يدعوه عمّه على سبيل الإعظام".
وللحديث شواهد عِدَّة، من حديث جماعة من الصحابة، انظرها في:"جامع الأصول"(8/ 442)، و"مجمع الزوائد"(8/ 69 - 70)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 445 - 446)، و"المطالب العالية"(2/ 403 - 404)، و"تخريج العِرَاقي لأحاديث إحياء علوم الدين"(3/ 165).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الأدب، باب الحذر من الغضب (10/ 519) رقم (6116)، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: "لا تَغْضَبْ". فردد مرارًا، قال:"لا تَغْضَبْ".
* * *
301 -
أخبرني أبو الوليد الدَّرْبَنْدِيّ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ -ببُخَارَى-، حدَّثنا خَلَف بن محمد، حدَّثنا أبو بكر محمد بن حُرَيْث الأنصاري، حدَّثنا محمد بن العبَّاس البغدادي -ببُخَارَى-، حدَّثنا سليمان بن عبد الجبَّار، حدَّثنا نَايِل بن نَجِيح.
وأنبأنا عليّ بن يحيى بن جعفر الإمام -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا هارون بن سفيان المُسْتَمْلِيّ، حدَّثنا نَايِل بن نَجِيح، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِيّ، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً".
(3/ 111) في ترجمة (محمد بن العبَّاس البغدادي أبو العبَّاس).
مرتبة الجديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (نَائِل بن نَجِيح الحَنَفِي -أو الثَّقَفِي- البَصْري أبو سَهْل) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 138) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 313 - 314) وقال: لا أصل لحديثه.
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 512) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول".
4 -
"المجروحين"(3/ 61) وقال: "شيخ يروي عن الثَّوْرِيّ المقلوبات، وعن غيره من الثقات المُلْزَقَات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
5 -
"الكامل"(7/ 2520) وقال: "أحاديثه مظلمة جدًّا، وخاصة إذا روى عن الثَّوْرِيِّ".
6 -
"تاريخ بغداد"(13/ 434 - 435) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "غير ثقة".
7 -
"الكاشف"(3/ 174) وقال: "ضعيف".
8 -
"التهذيب"(10/ 415 - 416) وفيه عن أبي حاتم: "ثقة"! . وعن ابن عدي: "حدَّثنا عبد الحكم بن نافع حدَّثنا يزيد بن سِنَان حدَّثنا نَائِل بن نَجِيح -خال عيسى بن أَبَان- ثقة، كان أصحابنا يكتبون عنه".
أقول: تقدَّم أنَّ أبا حاتم قال عنه كما في "الجرح والتعديل" لابنه: "مجهول". وما نقله ابن حَجَر عن ابن عدي، موجود في "الكامل" له، المطبوع -طبعًا سقيمًا- (7/ 2520) في ترجمة (نائل)، لكن ليس فيه قوله:"ثقة".
9 -
"التقريب"(2/ 297) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ ق.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن العبَّاس البغدادي أبو العبَّاس) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أبو الوليد الدَّرْبَنْدِيّ) هو (الحسن بن محمد بن عليّ البَلخِيّ): حافظ صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1398).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 520)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 314) -كلاهما في ترجمة (نَائِل بن نَجِيح) -، من طريق نَائِل هذا، عن سفيان الثَّوْرِيّ، به.
قال ابن عدي: "وهذا عن الثَّوْرِيّ بهذا الإسناد لا أَعْلَمُ رواه عنه غير نَائِلٍ هذا".
وقال العُقَيْلِيُّ: "ليس لهذا الحديث من حديث ابن المُنْكَدِر أصل".
وذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 61) في ترجمة (نَائِل) وقال: "وهذا صحيح من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولكنَّه ليس من حديث ابن المُنْكَدِر، ولا من حديث جابر".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 471) من حديث جابر إلى الضياء المَقْدِسِي والخطيب فحسب.
والحديث له شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(6/ 361 - 363)، و"مجمع الزوائد"(3/ 150 - 151)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 137 - 139)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 199)، و"نظم المُتَنَاثِر" ص 87.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الصوم، باب بركة السَّحُور من غير إيجاب (4/ 139) رقم (1923)، ومسلم في الصيام، باب فضل السَّحُور وتأكيد استحبابه (2/ 770) رقم (1095)، وغيرهما، عن أنس بن مالك مرفوعًا به.
* * *
302 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا الحسين بن أحمد بن دينار المُعَدَّل، أنبأنا محمد بن العبَّاس بن سُهَيْل البزَّار، حدَّثنا أبو هشام الرِّفَاعي، حدَّثنا أبو أُسَامة، عن بُرَيْد، عن أبي بُرْدَة،
عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قَلْبُ المُؤْمِنِ حُلْوٌ يُحِبُّ الحَلَاوَةَ".
(3/ 113) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن سُهَيْل الخَصِيب الضَّرِير).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن العبَّاس بن سُهَيْل الخَصِيب الضَّرِير البزَّار)، قال الخطيب عنه:"غير ثقة". واتَّهمه بالوضع. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 590) وقال: "يضع الحديث، قاله أبو بكر الخطيب".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته لهذا الحديث، ولحديثٍ آخَرَ من طريق صاحب الترجمة أيضًا:"الرجال المذكورون في إسناد هذين الحديثين المذكورين كلّهم ثقات، غير ابن سُهَيْل، وهو الذي وضعهما، ورَكَّبَهُما على الإسنادين اللذين أوردهما".
أقول: في إسناده (أبو هشام الرِّفَاعي) وهو (محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العِجْلِي الكوفي): ليس بالقويِّ. وستأتي ترجمته في حديث (658).
و(أبو أُسَامة) هو (حمَّاد بن أُسَامة القُرَشِيّ الكوفي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (228).
و(بُرَيْد) هو (ابن عبد اللَّه بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأَشْعَرِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 96):"ثقة يُخطئ قليلًا، من السادسة"/ ع. وقال الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(1/ 98): "صدوق". وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(4/ 50 - 52)، و"التهذيب"(1/ 431 - 432).
و(أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأَشْعَرِيّ): ثقة، اخْتُلِفَ في اسمه. وستأتي ترجمته في حديث (1417).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 19) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق بوضعه.
وتعقبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 238) بأنَّ البيهقي أخرجه في "شُعَب الإيمان" -[10/ 479 - 480 رقم (5534)]- من طريق الحسن بن الجَرَّاح الأَزْدِيّ، حدَّثنا سهل بن أبي سهل، حدَّثنا عن محمد بن زياد الأَلْهَاني
(1)
عن أبي أُمَامَة مرفوعًا به. وقال البيهقي: متن الحديث منكر، وفي إسناده من هو مجهول، واللَّه أعلم".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 253).
ومثل هذا التعقب لا قيمة له، بعد قول البيهقي المتقدِّم.
وذكره الشَّوْكَانيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 177.
* * *
303 -
حدَّثني عبد العزيز بن عليّ، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن سُهَيْل، نبأنا أبو بكر بن زَنْجُوْيَه، عن عبد اللَّه بن بَكْر السَّهْمي، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو اغْتَسَل اللوطِيُّ بماءِ البِحَار لم يجيء يومَ القيامة إلَّا جُنُبًا".
(3/ 113 - 114) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن سُهَيْل الخَصِيب الضَّرِير).
(1)
تحرَّف في "اللآلئ المصنوعة" إلى: "محمد بن زياد عن الأَلْهَاني".
مرتبة الحديث:
موضوع.
وفي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن العبَّاس بن سُهَيْل الخَصِيب الضَّرِير) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (302).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له وللحديث المتقدِّم رقم (302): "الرجال المذكورون في إسناد هذين الحديثين المذكورين كلهم ثقات غير ابن سُهَيْل، وهو الذي وضعهما ورَكَّبَهُمَا على الإسنادين اللذين أوردهما".
و (حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عُبَيْدَة): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (265).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 111 - 112) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق بوضعه.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 198)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 220).
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 373) رقم (5136) عن أنس.
وذكره السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 342 وقال: "أسنده الدَّيْلَمِيّ عن أنس، به مرفوعًا. وهو عنده أيضًا من حديث أبي هريرة رفعه بلفظ: "المُتَلَوِّطُ لو اغتسلَ بكلِّ قَطْرَةٍ تنزلُ من السماء على وَجْهِ الأرض إلى أن تقومَ السَّاعة لما طهَّره اللَّهُ من نجاسته، أو يتوب". وكلُّ ما في معناه باطل".
* * *
304 -
أنبأنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن حَرْب البزَّاز، حدَّثنا سعيد بن عمرو
الحِمْصِيّ، حدَّثنا بقيّة، عن مُتَوكِّل
(1)
بن يحيى القِنَّسْرينيّ، عن حُمَيْد بن العلاء،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَضَى لأخيهِ المُسْلِمِ حَاجَةً كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَدَم اللَّهَ عُمْرَهُ".
(3/ 114 - 115) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن حَرْب البَزَّاز).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (المتوكِّل بن يحيى القِنَّسْرِينيّ)
(2)
وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 43) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"العلل المتناهية"(2/ 21) وقال: "مجهول".
3 -
"اللسان"(5/ 13 - 14) وفيه عن الأَزْدِيّ: "حديثه ليس بالقائم".
وفيه (حُمَيْد بن العلاء)، ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (2/ 366) وقال:"عن أنس رضي الله عنه، وعنه المتوكِّل بن يحيى من رواية بقيّة عنه، لا يصحُّ حديثه؛ قاله الأَزْدِيّ".
وفيه (بقيّة) وهو (ابن الوليد الحِمْصِيّ) وهو ثقة كثير التدليس عن الضعفاء. وقد عَنْعَنَهُ هنا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
وصاحب الترجمة (محمد بن العبَّاس بن حَرْب البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "بقيَّة بن متوكِّل". والتصويب من "تاريخ أصبهان"(2/ 325)، و"العلل" لابن الجَوْزِيّ (2/ 19)، وغيرهما.
(2)
في "التاريخ الكبير"(8/ 43)، و"اللسان" (5/ 13):"القشيري". وما هو مثبت يوافق ما في "الأنساب" للسَّمْعَاني (10/ 241). وقال: "هذه النسبة إلى بلدة عند حَلَب يقال لها قِنَّسْرِين".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 325)، وابن أبي الدُّنيا في "قضاء الحوائج" ص 37 رقم (25)، والخَرَائِطي في "مكارم الأخلاق" ص 19 رقم (105)، من طريق بقيَّة، عن المتوكِّل بن يحيى، به.
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "العلل"(2/ 19 - 20) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وقال: "فيه المتوكِّل بن يحيى، وهو مجهول".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 43) عن المتوكِّل، عن حُمَيْد، عنه، به.
قال الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 679) في ترجمة (محمد بن عيسى الدِّهْقَان): "موضوع".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 333 - 334).
وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 208): "أخرجه البخاري في "التاريخ"، والطبراني والخَرَائِطي كلاهما في "مَكَارم الأخلاق" من حديث أنس بسند ضعيف".
وله طريق آخر عن أنس، سيأتي برقم (703)، وهو تَالِفٌ أيضًا.
وله طريق ثالث، رواه الطبراني في "مسند الشاميين" ص 412، عن أحمد بن يحيى الحَضْرَمي، حدَّثنا محمد بن أيوب بن عافية، حدَّثنا جَدِّي، حدَّثني معاوية بن صالح، حدَّثني حُمَيْد بن عُقْبَة، عن أنس مرفوعًا. ذكره محقق "العلل" لابن الجَوْزِيّ (2/ 20)، وقال:"فيه الحَضْرَمِيّ ليَّنَهُ ابن يونس كما في "اللسان". وأمَّا محمد بن أيوب فلم أجد من وثَّقه، ولم يوثِّق حُمَيْدًا غير ابن حِبَّان".
* * *
305 -
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المُؤَدِّب، حدَّثني أبو الحسن عليّ بن الحسن بن المُثَنَّى العَنْبَرِيّ -بأَسْتَرَابَاذ-، أنبأنا أبو بكر محمد بن العبَّاس بن الفضيل البغدادي -بحَلَب-، حدَّثنا عبد الصمد الطَّيَالِسِيّ.
وأنبأنا إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن الحُبَاب بن الدَّلَّال، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا عليّ بن عبد الصمد، حدَّثنا مَسْرُوق بن المَرْزُبَان، حدَّثنا حَفْص بن غِيَاث، حدَّثنا الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَعَ كُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ".
"واللفظ لحديث محمد بن العبَّاس".
(3/ 116) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن الفُضَيْل البزَّاز أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث قد صَحَّ موقوفًا على ابن مسعود رضي الله عنه.
ففيه (مَسْرُوق بن المَرْزُبَان الكِنْدِي الكوفي أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 397) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، يُكْتَبُ حديثه".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 206).
3 -
"الميزان"(4/ 98) وقال: "صدوق معروف".
4 -
"الكاشف"(3/ 120 - 121) وقال: "وثِّقَ. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي".
5 -
"التهذيب"(10/ 112) وفيه عن صالح بن محمد: "صدوق".
6 -
"التقريب"(2/ 243) وقال: "صدوق له أوهام، من العاشرة"/ ق.
وفيه تدليس الأَعْمَش -سليمان بن مِهْرَان-. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
وفيه (أبو إسحاق) وهو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة مشهور بالتدليس، وقد اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ الكوفي): تابعي ثقة، مشهور بكنيته، قتل في ولاية الحجَّاج بن يوسف على العراق. خرَّج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 1065 - 1066) -خط-، و"التهذيب"(8/ 169)، و"التقريب"(2/ 90).
التخريج:
رواه ابن المُبَارَك في (الزُّهْد) ص 89 رقم (263)، وعنه القُضَاعِيّ في "مسند الشِّهَاب"(2/ 21) رقم (530)، مطوَّلًا، عن عِكْرِمَة بن عمَّار، عن يحيى بن أبي كثير أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا امْتَلأَتْ دَارٌ حَبْرَةً
(1)
، إلَّا امْتَلأَتْ عَبْرَةً
(2)
، وما كانت فَرْحَةٌ إلَّا تَبِعَتْهَا تَرْحَةٌ".
وهذا إسناد ضعيف لإرساله أولًا، ولوجود (عِكْرِمَة بن عَمَّار العِجْلِيّ اليَمَامي) فيه ثانيًا، فإنَّه:"صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 30). وستأتي ترجمته في حديث (521).
(1)
الحَبْرَةُ: "بالفتح، النِّعْمَةُ وَسَعَة العَيْش، وكذلك الحُبُور". "النهاية"(1/ 327).
(2)
العَبْرَةُ: بالفتح، الدَّمْعُ. انظر "النهاية"(3/ 171)، و"المعجم الوسيط" مادة (عبر) ص 580.
ورواه ابن المُبَارَك في "الزُّهْد" ص 347 رقم (976)، ووكيع بن الجَرَّاح في "الزُّهْد"(3/ 819) رقم (506)، وعنه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 303)، من طريق أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه من قوله
(1)
، بلفظ الحديث المرفوع عند الخطيب. وإسناده صحيح.
ورواه وكيع بن الجَرَّاح في "الزُّهْد"(3/ 821) رقم (507)، وعنه أحمد بن حَنْبَل في "الزُّهْد" ص 237 - 238 رقم (899)، عن إسرائيل، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه من قوله بلفظ:"مع كُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ، وما مُلِئَ بَيْتٌ حَبْرَةً إلَّا مُلِئَ مثلها عَبْرَةً".
لكن عند أحمد زيادة ذكر (أبي إسحاق) بين إسرائيل وأبي الأَحْوَص.
والحديث ذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الصغير"(5/ 524) بشرح "فيض القدير" وعزاه للخطيب فقط، ورمز لضعفه. وقال الشارح المُنَاوي:"فيه: (حفص بن غِيَاث) أورده الذَّهَبِيُّ في "الضعفاء"، وقال: مجهول".
وهذا وَهَمٌ من الإمام المُنَاوي، فإنَّ (حفص بن غِيَاث) الذي في إسناد الخطيب هو (النَّخَعِيّ الكوفي القاضي أبو عمر)، وهو ثقة معروف خَرَّجَ له الستة. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(7/ 56 - 70)، و"التهذيب"(3/ 415 - 418)، و"التقريب"(1/ 189). وليس هو الذي أورده الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 568)، و"ديوان الضعفاء" ص 68 وقال عنه:"شيخ بصري، له عن ميمون بن مِهْرَان. مجهول". وزاد ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 330) فقال: "روى عنه الوليد بن محمد بن النُّعْمَان".
وقد تابعه على وهمه هذا محقق "الزُّهْد" لوكيع بن الجَرَّاح.
(1)
وَصُحِّفَ عند ابن أبي شَيْبَة لفظ "تَرْحَة" إلى "طرحة".
غريب الحديث:
قوله: "تَرْحَة": "التَّرَحُ ضِدّ الفَرَحِ، وهو الهَلاك والانقطاعُ أيضًا. والتَّرْحَهُ المَرَّةُ الواحدةُ". "النهاية"(1/ 186).
* * *
306 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، حدَّثنا أبو الحسين محمد بن العبَّاس الفقيه، حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا أبي، وعمِّي أبو بكر، عن أبي عُبَيْدَة الحدَّاد، عن ابن عَوْن، عن ابن سِيرين، والحسن، قالا: لا عِشْنَا إلى زَمَنٍ لا يُعْشَقُ فيه.
قال أبو هريرة: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "المُؤْمِنُ مَأْلَفَةٌ، ولا خَيْرَ فيمنْ لا يَأْلفُ ولا يُؤْلَفُ".
(3/ 117) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن الوليد أبو الحسين، المعروف بابن النَّحْوي الفقيه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح بمجموع طرقه.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن العبَّاس، المعروف بابن النَحْوي)، فإنَّ الخطيب قال عنه:"في رواياته نُكْرَة".
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 590) ونقل عن الخطيب قوله فيه: "في رواياته نظر". وذكر حديثه هذا.
كما أنَّ فيه (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة العَبْسِيّ) وقد اخْتُلِفَ فيه جدًّا بين موثِّقٍ ومُضَعِّفٍ ومُكَذِّبٍ، وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1412).
و (الأَزْهَرِيُّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفَتْح أحمد بن عثمان الصِّيْرَفِيّ): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (686).
و(أبو عُبَيْدَة الحدَّاد) هو (عبد الواحد بن واصل السَّدُوسِيّ البَصْري)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 526):"ثقة تَكَلَّمَ فيه الأَزْدِيّ بغير حُجَّةٍ، من التاسعة"/ خ د ت س. وانظر ترجمته مفصلًا في "التهذيب"(6/ 440)
و(ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْري): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1336).
و(ابن سِيرين) هو (محمد بن سِيرين الأنصاري البَصْري أبو بكر): إمام ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري): إمام ثقة، إلَّا أنَّه لم يسمع من أبي هريرة كما قال عليّ بن المَدِيني ويونس بن عُبَيْد وأبو حاتم وأبو زُرْعَة الرَّازيَّان وغيرهم. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38 - 39، و"نصب الراية" للزَّيْلَعِيّ (1/ 90 - 91)، و"التهذيب" لابن حَجَر (2/ 267 - 270). وقد تُوبِعَ من (ابن سِيرين) في ذات الإسناد. وقد تقدَّمت ترجمة (الحسن) في حديث (86).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 400)، وكذا ولده عبد اللَّه، والبزَّار في "مسنده"(4/ 227 - 228) رقم (3591) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 236 - 237)، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، حدَّثنا أبو صخر، عن أبي حازم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وهذا إسناد حسن.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 87) و (10/ 273): "رواه أحمد والبزَّار، ورجاله رجال الصحيح".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 288 - 289) من طريق خالد بن وضَّاح، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (خالد بن وضَّاح) فإني لم أقف له على ترجمة، لكنَّه قد تُوبِعَ من (أبي صخر حُمَيْد بن زيَّاد الخَرَّاط) كما تقدَّم، وهو "صدوق يَهِم" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 202). وستأتي ترجمته في حديث (1428).
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 23) من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، حدَّثني أبو صَخْر، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وقال:"صحيح على شَرْطِ الشيخين، ولا أَعْلَمُ له عِلَّةً، ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "علّته انقطاعه، فإنَّ أبا حازم هو المَدِيني، لا الأَشْجَعِي. ولم يَلْقَ أبو صَخْرٍ، الأَشْجَعِيَّ، ولا المَدِيني لَقِيَ أبا هريرة".
وللحديث شاهد من حديث سهل بن سعد مرفوعًا، سيأتي برقم (1742)، وإسناده ضعيف.
وله شواهد أخرى، انظرها في:"مجمع الزوائد"(8/ 87)، و (10/ 273 - 274)، و"المقاصد الحسنة" ص 440، و"العلل المتناهية" لابن الجَوْزِيّ (2/ 257 - 258) -وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ تصحيحه له عن ابن مسعود من قوله-، و"الفوائد" لتمَّام الرَّازِيّ (1/ 545) رقم (941).
* * *
307 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن العبَّاس بن أبي ذُهْل العُصْمِيّ الهَرَوِيّ، حدَّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن
يونس، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن منصور، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا داود بن عبد الجبَّار، حدَّثنا أبو شَرَاعَة قال: كُنَّا عند ابن عبَّاس في البيت فقال: هل فيكم غريب؟ قالوا: لا. قال: إذا خرجت الرَّايات السود فاستوصوا بالفُرْسِ خَيْرًا، فإنَّ دَوْلَتَنَا معهم.
فقال أبو هريرة: ألَّا أحدِّثك ما سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: وإنك هاهنا؟ هات.
قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السودُ من قبل المَشْرِقِ، فإنَّ أَوَّلها فِتْنَة، وأوسطها هَرْج، وآخرها ضَلَالة".
(3/ 120) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن أحمد الضَّبِّيّ أبو عبد اللَّه، ويعرف بالعُصْمِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (داود بن عبد الجبَّار الكوفي المؤذِّن أبو سليمان) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 153) وقال: "ليس بثقة". وقال: "كان ينزل باب الطَّاق، وقد رأيته، وكان يكذب".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 240 - 241) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 100 رقم (190) وقال: "ليس بثقة متروك".
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 418) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".
5 -
"المجروحين"(1/ 290) وقال: "منكر الحديث جدًّا، مُظلِمُ الرواية بمرَّة".
6 -
"الكامل"(3/ 952 - 953) وقال: "يتبين على رواياته الضَّعْفُ".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنيّ ص 203 رقم (209).
8 -
"تاريخ بغداد"(8/ 355 - 357) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال يعقوب الفَسَوي: "منكر الحديث لا ينبغي أَنْ يُكْتَبَ حديثه". وقال: أبو داود: "غير ثقة". وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "لا بأس به". وقال الخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 120) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن أحمد الضَّبِّيّ): "داود بن عبد الجبَّار: متروك".
9 -
"المغني"(1/ 219) وقال: "تَرَكُوه".
وفيه (أبو شَرَاعَة) وقد جَزَمَ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 10) في ترجمة (داود بن عبد الجبَّار الكوفي)، بأنَّ اسمه (سَلَمَة بن مجنون). ومِنْ قَبْلِهِ رَجَّحَ ابن عدي في "الكامل"(3/ 953) في ترجمة (داود بن عبد الجبَّار)، أنَّ (أبا شَرَاعَة) اسمه:(سَلَمَة بن مجنون). وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 120) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن أحمد الضَّبِّيّ) وقال: "أبو شَرَاعَة: مجهول".
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 536) -في الكُنَى- وقال: "لا يُعَرَفُ. ولكن روى عنه داود بن عبد الجبَّار أَحَدُ الهَلْكَى. له في الرَّايَاتِ السود".
3 -
"لسان الميزان"(7/ 62 - 63) وقال: وأَعْرِفُ في آخر دَولَةِ بني أُمَيَّة شخصًا يقال له أبو شَرَاعَة لكنه كان من المَجَاذِيب ذكره في "الأغاني" لأبي الفَرَج الأصبهاني، فما أدري أهو ذا أم غيره، فإن لم يكن هذا، فهو لا شيء"
(1)
.
(1)
وقع في أول النصّ تحريف. صوبته من "تنزيه الشريعة"(2/ 12) حيث نقله عنه.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 38) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: قال الخطيب: أبو شَرَاعَة مجهول، وداود متروك. وقال يحيى بن مَعِين: كان داود يكذب. وقد روى ضدَّ هذا". فساق بإسناده عنه من حديث عبيدة عن عبد اللَّه مرفوعًا: "إذا أقبلت الرَّايَات السود من خُرَاسَان فأتوها فإنَّ فيها خَلِيفة المَهْدِيّ". وقال: "هذا حديث لا أصل له".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 436)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 12).
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 43) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ.
والخبر دون المرفوع منه، رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 952) بنحوه، من طريق أبي ربيع الزَّهْرَاني، عن داود بن عبد الجبَّار، حدَّثنا سَلَمَة بن المجنون، عن أبي هريرة.
ثم روى في (3/ 952 - 953) منه، من طريق سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا داود بن عبد الجبَّار، عن أبي شَرَاعَة، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا أقبلت الرَّايَاتُ السودُ مِنْ قِبَلِ المشرق لا يردّها شيء حتى تنصب بإِيلِيَاء".
* * *
308 -
سمعت محمد بن العبَّاس بن الحسين القاصّ أبو بكر يقول: حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد المُفِيد، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن زيد، حدَّثنا حَاجِب بن سليمان، حدَّثنا وكيع بن الجَرَّاح، حدَّثنا سفيان بن سعيد الثَّوْرِيّ قال: حدَّثني سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: كُنَّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "يَطْلُعُ
عليكم رَجُلٌ لم يَخْلُق اللَّه بعدي أحدًا هو خَيْرٌ منه ولا أفضل، وله شفاعة مثل شفاعة النبيين". فما بَرِحْنَا حتى طلع أبو بكر الصِّدِّيق.
(3/ 123 - 124) في ترجمة (محمد بن العبَّاس بن الحسين القاصّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
"ففي إسناده (محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المُفِيد أبو بكر) وهو مُتَّهَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1609).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن العبَّاس بن الحسين القاصّ أبو بكر) قال الخطيب عنه: "كان شيخًا فقيرًا يقصّ في جامع المنصور وفي الطرقات والأسواق". ولم يُتَرْجَمْ له في "لسان الميزان".
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
309 -
أنبأنا أحمد بن عبد اللَّه المَحَامِلِيّ قال: وجَدْتُ في كتاب جَدِّي الحسين بن إسماعيل بِخَطِّ يَدِهِ، حدَّثنا محمد بن عمرو بن الحكم أبو عبد اللَّه الهَرَوِيّ -يعرف بابن عَمْرُوْيَه-، حدَّثنا غسَّان بن سليمان، حدَّثنا إبراهيم بن طَهْمَان، عن أبي الزُّبَيْر، عن مُظَاهِر، عن محمد بن سعيد،
عن أبي هريرة أنَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لَيُدْخِلُ بالسَّهمِ الوَاحِدِ ثَلَاثَةً الجَنَّةَ: صَانِعًا مُحْتَسِبًا به، والمُعِينَ به، والرَّامِيَ به في سبيل اللَّه".
(3/ 128) في ترجمة (محمد بن عمرو بن الحَكَم الهَرَوِيّ أبو عبد اللَّه، يُعَرَفُ بابن عَمْرُوْيَه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث طرق وشواهد يحسن بمجموعها.
ففيه (مُظَاهِر بن أَسْلَم -ويقال: ابن محمد بن أسلم- المَخْزُومِيّ المَدَنِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 296 - 297 رقم (96) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 73) وقال: "كان أبو عاصم -أي النَّبِيل- يُضَعِّفه".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 439) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث، مع أنَّه رجل لا يُعْرَف".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 528).
5 -
"الكامل"(6/ 2441 - 2442) ونقل تضعيف أبي عاصم النَّبِيل له.
6 -
"الكاشف"(3/ 134) وقال: "ضَعَّفُوه".
7 -
"التهذيب"(10/ 183) وفيه عن أبي داود: "رجل مجهول وحديثه في طلاق الأَمَةِ منكر". وقال النَّسَائي: "ضعيف".
8 -
"التقريب"(2/ 255) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ د ت ق.
و(محمد بن سعيد) لم أتبينه، ويغلب على ظني أنَّ صوابه:(سعيد بن أبي سعيد -المَقْبُرِيّ-) فإنَّ (مُظَاهِرًا) يروي عنه وعن (القاسم بن محمد بن
أبي بكر) فحسب، كما في "تهذيب الكمال"(3/ 1337) -مخطوط-، و"تهذيب التهذيب" (10/ 183) وغيرهما. و (سعيد المَقْبُرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (192).
و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مُسْلِم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ): حافظ ثقة واسع العلم، إلّا أنّه يُدَلِّسُ. خَرَّج له الستة، وكانت وفاته (126 هـ). انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(5/ 380 - 386)، و"التهذيب"(9/ 440 - 443)، و"الكاشف"(3/ 84)، و"المغني"(2/ 632 - 633)، و"التقريب"(2/ 207).
والحديث مروي عن طريق الوِجَادة، وهو طريق ضعيف من طرق التحمل. قال الإِمام ابن الصَّلاح في "علوم الحديث" ص 158:"وهو من باب المُنْقَطِعِ والمُرْسَلِ". وقال الحافظ العِرَاقي في "شرحه لألفيته"(2/ 113 - 114): "كلُّ ما ذُكِرَ من الرواية بالوِجَادة مُنْقَطعٌ، سواء وثق بأنَّه خطّ من وجَدَهُ عنه أم لا. ولكن الأول وهو: إذا ما وثق بأنَّه خطّه أخذ شَوْبًا من الاتصال لقوله: "وجدت بخطِّ فلان".
التخريج:
له أربعة طرق عن أبي هريرة.
الأول: عن سُوَيْد بن عبد العزيز، عن محمد بن عَجْلَان، عن سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوّلًا.
رواه الحاكم في "المُسْتَدْرَك"(2/ 95)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 44 - 45) رقم (2673) -.
قال الحاكم: "صحيحٌ على شَرْطِ مُسْلِمٍ". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "سُوَيْدٌ: متروك".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 269): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سُوَيْد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك. وضعَّفه الجمهور. ووثَّقَهُ دُحَيْم، وبقيَّة رجاله ثقات".
وقال في (3/ 111 - 112) منه: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سُوَيْد بن عبد العزيز، وهو ضعيف".
وستأتي ترجمة (سُوَيْد) في حديث (1113).
الطريق الثاني: عن مالك بن سليمان، عن إبراهيم بن طَهْمَان، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
رواه أبو يعقوب إسحاق القَرَّاب في "فضائل الرَّمي" ص 39 - 40 رقم (1).
وفيه (مالك بن سليمان بن مُرَّة النَّهْشَلِيّ الهَرَويّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 173) وقال: "في حديثه نظر".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 165) وقال: "كان مرجئًا ممن جَمَعَ وصَنَّفَ، يُخطئ كثيرًا، وامْتُحِنَ بأصحاب سوء كانوا يَقْلِبُون عليه حديثه. ويقرؤون عليه، فإن اعتبر المُعْتَبِرُ حديثه الذي يرويه عن الثقات ويروي عنه الأثبات ممَّا بيَّنَ السماع فيه لم يجدها إلّا ما يشبه حديث النَّاس، على أنَّه من جملة الضعفاء، أدخل إن شاء اللَّه
(1)
، وهو ممّن أستخير اللَّه عز وجل فيه".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 427) وقال: "قال العُقَيْلي: فيه نظر، وكذا قال السُّلَيْمَانِيّ. وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيّ".
(1)
هكذا في المطبوع: "أدخل إن شاء اللَّه"؟ ولم ينقل الحافظ ابن حَجَر هذه الجملة في "اللسان"(5/ 4) عند ذكره لكلام ابن حِبَّان.
4 -
"المغني"(2/ 538) وقال: "صدوق". وَنَقَلَ تضعيف العُقَيْلِيّ والدَّارَقُطنِيّ له.
5 -
"لسان الميزان"(5/ 4) وفيه عن السَّاجِيِّ: "بَصْرِيٌّ يروي مناكير".
الطريق الثالث: عن عمر بن الصُّبْح، عن مُقَاتِل بن حَيَّان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا.
رواه أبو يعقوب إسحاق القَرَّاب في "فضائل الرَّمي" ص 52 رقم (12).
وفيه (عمر بن صُبْح بن عمر التَّمِيميّ الخُرَاسَانيّ أبو نُعَيْم) وهو متروك، وكذَّبَهُ إسحاق وابن حِبَّان والأَزْدِيّ. وستأتي ترجمته في حديث (2177).
الطريق الرابع: عن عَنْبَسَة بن مِهْران، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(6/ 367). وسيأتي برقم (955).
وفيه (عَنْبَسَة بن مِهْران البَصْري) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (955).
وللحديث شواهد عِدَّة يحسن بمجموعها إن شاء اللَّه، انظر هذه الشواهد في:"فضائل الرَّمي في سبيل اللَّه تعالى" للإمام أبي يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القَرَّاب ص 42 - 44 رقم (2 و 3)، و"جامع الأصول"(5/ 41 - 42 و 43)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 276 - 277)، و"نصب الراية"(4/ 273).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل اللَّه تعالى (4/ 174) رقم (1637)، وأبو داود في الجهاد، باب في الرمي (3/ 28 - 29) رقم (2513)، والنَّسَائي في الخيل، باب تأديب الرجل فرسه (6/ 222 - 223)، وابن ماجه في الجهاد، باب الرمي في سبيل اللَّه
(2/ 940) رقم (2811)، وأحمد في "المسند"(4/ 144 و 146 و 148)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(10/ 409 - 410) رقم (19522)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2/ 206 - 207) رقم (2450)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(5/ 349 - 350)، وأبو عَوَانة في "مسنده"(5/ 103 و 104)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 95)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 13)، وغيرهم، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا:"إنَّ اللَّه عز وجل يُدْخِلُ بالسَّهْم الواحِدِ ثلاثةَ نَفَرٍ الجنَّةَ: صانِعَهُ يحتَسِبُ في صنعتهِ الخيرَ، والرَّاميَ به، ومُنَبِّلَهُ. وارْمُوا وارْكَبُوا، وأن ترمُوا أحبُّ إليَّ من أن تركبوا. ليس من اللَّهْوِ إلّا ثلاث: تأديبُ الرجل فرسَهُ، وملاعَبَتُهُ أهلَهُ، ورَمْيُهُ بقَوْسِهِ ونَبْلِهِ، ومن تركَ الرَّمْيَ بعد ما عَلِمَهُ رغبةً عنه، فإنها نعمةٌ تركها". أو قال: "كفرها". واللفظ لأبي داود.
قال التِّرْمِذِيّ: "وفي الباب عن كَعْبِ بن مُرَّة، وعمرو بن عَبَسَة، وعبد اللَّه ابن عمرو. وهذا حديث حسن صحيح".
وفي نسخة الترمذِي بشرح "تحفة الأحوذي"(5/ 267): "هذا حديث حسن".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجَاهُ". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: لكن الحافظ العِرَاقي قد قال في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(2/ 285): "فيه اضطراب".
وقد بيَّن الحافظ ابن حَجَر وجه هذا الاضطراب في "التهذيب"(3/ 91 - 93) في ترجمة (خالد بن زيد الجُهَني). وانظر في بيانه أيضًا "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (7/ 306 و 308) رقم (9922 و 9929).
أقول: إلى جانب علّة الاضطراب في إسناده، فإنَّ فيه (عبد اللَّه بن زيد الأَزْرَق)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (1913).
كما أن فيه عند بعضهم (خالد بن زيد -وقيل: يزيد-)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (1/ 203) وقال:"فيه اضطراب". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 213): "عن عقبة: في الرمي، مقبول، من الثالثة"/ د س. وانظر "التهذيب"(3/ 91 - 93) أيضًا.
وقد رواه النَّسَائي في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل اللَّه تعالى (6/ 28)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده"، ص 135 رقم (1006)، عن عقبة بن عامر مرفوعًا مختصرًا بلفظ:"إنَّ اللَّه عز وجل يُدْخِلُ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الجَنَّةَ بالسَّهْمِ الوَاحِدِ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ في صُنْعِهِ الخَيْرَ، والرَّامِيَ به، ومُنَبِّلَهُ".
وهو مُعَلٌّ بما أُعِلِّت به الرواية المطوَّلة السابقة.
* * *
310 -
حدَّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِليّ -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن عمرو بن حَنَان، حدَّثنا بقيَّة قال: حدَّثنا الفَرَجُ بن فَضَالة، حدَّثني سليمان بن سُلَيْم، عن يحيى بن جابر،
عن المِقْدَاد بن الأسود قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لَقَلْبُ ابنِ آدمَ أسرعُ انقلابًا مِنَ القِدْرِ إذا اسْتَجْمَتْ غَلَيَانًا".
(3/ 128 - 129) في ترجمة (محمد بن عمرو بن حَنَان الكَلْبي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (الفرج بن فَضَالة بن النُّعْمَان الحِمْصِيّ التَّنُوخِيّ أبو فَضَالَة) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (268). وقد توبع كما سيأتي.
و (بقيّة) هو (ابن الوليد الحِمْصِيّ الكَلَاعيّ): ثقة مدلِّس، وقد صَرَّحَ بالتحديث هنا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
التخريج:
له ثلاثة طرق عن المِقْدَاد رضي الله عنه.
الأول: عن عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه، عن المِقْدَاد، به مرفوعًا.
رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 289)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 252 - 253) رقم (598)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 175)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 150) -مخطوط-.
قال الحاكم: "هذا حديث على شرط البخاري ولم يخرِّجه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: فيه (معاوية بن صالح بن حُدَيْر الحَضْرَمِيّ الحِمْصِيّ) لم يخرِّج له البخاري، إنما روى له مسلم والأربعة. انظر "التهذيب"(10/ 209).
الثاني: عن الفرج بن فضالة، حدَّثنا سليمان بن سُلَيْم قال: قال المِقْدَاد بن الأسود، ورفعه.
رواه أحمد في "المسند"(6/ 4)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 255 - 256) رقم (603).
وفيه انقطاع بين (سليمان بن سُلَيْم) و (المقْدَاد). فضلًا عن وجود (الفرج بن فَضَالة) وهو ضعيف كما تقدَّم.
الثالث: عن بقيَّة بن الوليد، حدَّثنا عبد اللَّه بن سالم، عن أبي سَلَمَة سليمان بن سُلَيْم، عن ابن جُبَيْر، عن أبيه، عن المِقْدَاد، به مرفوعًا.
رواه ابن أبي عاصم في كتاب "السُّنَّة"(1/ 102) رقم (126)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 253) رقم (599)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(2/ 267) رقم (1332).
وهذا إسناد صحيح. وقد صَرَّح (بقيَّة بن الوليد الحِمْصِيّ) بالتحديث.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 211): "رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات". وفاته أن يعزوه للإمام أحمد في "مسنده".
* * *
311 -
حُدِّثْتُ عن أبي الحسن الدَّارَقُطنِي قال: حدَّثنا أبو العبَّاس بن عُقْدَة، حدَّثنا محمد بن عمرو بن سليمان النَّيْسَابُورِي -ببغداد-، حدَّثنا أَسْبَاط بن اليَسَع الذُّهْلِي، حدَّثنا الوليد بن محمد أبو سعيد السُّلَمي.
وأنبأنا الحسن بن محمد الخلَّال، أنبأنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن الحسين الرَّازي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل بن داود الفارسي -بِبُخَارى-، حدَّثنا أبو أحمد عيسى بن ميمون البخاري، أنبأنا الوليد بن محمد البَصْري، حدَّثنا شُعْبَة قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن سعيد، عن الضَّحَّاك بن مُزَاحِم،
عن ابن عبَّاس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ بنعمتكَ تَتِمُّ الصَّالحاتُ". وإذا أتاهُ أَمْرٌ يَكْرَهُهُ قال: الحمدُ للَّه على كُلِّ حَالٍ".
(3/ 131) في ترجمة (محمد بن عمرو بن سليمان البزَّاز أبو بكر النَّيْسَابُورِيّ، يعرف بابن عَمْرُويَه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث حسن بشواهده.
ففيه (الوليد بن محمد السُّلَمِي البَصْري أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 15 - 16) وفيه عن أبي حاتم: "ما بحديثه بأس، محلّه الصدق". وقال أبو زُرْعَة: "سألت عنه بالبَصْرة فلم أجد أحدًا يعرفه".
2 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 385 رقم (559).
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 346 - 347) وقال: "وثِّق، وقال الدَّارَقُطنِيُّ: ضعيف".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 226) ولم يزد عمَّا في "الميزان".
وفيه علَّة ثانية، وهي الانقطاع بين (الضحَّاك بن مُزَاحِم الهِلَالي الخُرَسَاني) وبين (ابن عبَّاس)، فإنَّه لم يسمع منه. وقيل: لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة. انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85 - 87، و"التهذيب"(4/ 453 - 454).
وفي طريقه الأول، جهالة الذي حدَّث الخطيب عن الدَّارَقُطْنِيّ.
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عبَّاس غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وله شاهد من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، رواه ابن ماجه في الأدب، باب فضل الحامدين (2/ 1250) رقم (3803)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 499)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 183 رقم (378)، والطبراني في "الدعاء"(3/ 1595 - 1596) رقم (1769)، وفي "المعجم الأوسط"(2/ 177 - أ) -كما في حاشية كتاب "الدُّعاء". ولم يعزه محققه في تخريجه له إلا إليه وحده! -، من طريق الوليد بن مسلم، حدَّثنا زهير بن محمد، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أُمِّه: صفيّة بنت شَيْبَة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رأى الأمر يسرّه قال: "الحمد اللَّه
الذي بنعمته تتم الصالحات"، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: "الحمد للَّه على كلِّ حال".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال النووي في "الأذكار" ص 499 رقم (837) بعد أن عزاه لابن ماجه وابن السُّنِّيّ: إسناده جيِّد.
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 131): "هذا إسناد صحيح".
وكذا حَسَّنَ إسناده محقق كتاب "الدُّعاء"(3/ 1595) الدكتور محمد سعيد البخاري.
أقول: في هذا الذي تقدَّم عنهم نظر. فإنَّ في إسناده عندهم (زهير بن محمد التَّمِيمي الخُرَاسَاني أبو المنذر) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 264): سكن الشَّام ثم الحجاز، رواية أهل الشَّام عنه غير مستقيمة، فَضُعِّفَ بسبها. قال البخاري عن أحمد: كان زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر. وقال أبو حاتم: حدَّث بالشام من حفظه، فكثر غلطه، من السابعة"
(1)
/ ع.
وحديثه هنا من رواية أهل الشَّام عنه، فإنَّ راويه عنه هو (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِي) عالم الشَّام
(2)
.
وله شاهد ثانٍ من حديث أبي هريرة، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 157)
(1)
انظر ترجمة (زهير) مفصَّلًا، وكلام النقاد حول رواية أهل الشام عنه:"تهذيب الكمال"(9/ 414 - 418)، و"ميزان الاعتدال"(2/ 84 - 85)، و"تهذيب التهذيب"(3/ 348 - 350).
(2)
انظر ترجمته في: "سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 211 - 220)، و"التهذيب"(11/ 151 - 155).
من طريق الفضل الرَّقَاشي، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. وقال:"غريب من حديث محمد والفضل الرَّقَاشي، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".
أقول: إسناده ضعيف لضعف (الفضل بن عيسى بن أَبَان الرَّقَاشي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 111): "منكر الحديث، ورُمي بالقَدَر، من السادسة"/ ق. وانظر تفصيل القول فيه في "التهذيب"(8/ 283 - 274).
وله شاهد ثالث من حديث الأَعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن بعض أشياخه مرفوعًا به.
قال في "كنز العُمَّال"(2/ 671) رقم (5028): رواه ابن أبي شَيْبَة وهو صحيح!!
ورواه الطبراني في "الدُّعاء"(3/ 1596) رقم (1770) من طريق أبي نُعَيْم، حدَّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت مرفوعًا به. وقال محققه:"رجال إسناده ثقات. ولكنه منقطع". ولم يخرِّجه.
فالحديث حسن إن شاء اللَّه بمجموع هذه الشواهد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
312 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا القاسم الآبَنْدُوني يقول: حدَّثنا محمد بن عِمْران بن موسى بن إسماعيل أبو بكر الخَزَّاز الكوفي السُّوسي الهَمْدَاني -ببغداد-، حدَّثنا عليّ بن إبراهيم بن عبد المجيد الوَاسِطي، حدَّثنا وَهْب بن جَرِير، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق،
عن البَرَاء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو كنتُ متخذًا خليلًا لاتخذتُ أبا بَكْرٍ خليلًا".
(3/ 134) في ترجمة (محمد بن عِمْرَان بن موسى الهَمْدَاني أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، إلَّا أنَّ عليّ بن إبراهيم الوَاسِطي تفرَّد بروايته عن وَهْب بن جَرِير عن شُعْبَة عن أبي إسحاق عن البراء. والمحفوظُ الصحيحُ: عن أبي إسحاق عن أبي الأَحْوَص عن عبد اللَّه بن مسعود. كما أنَّه قد صحَّ من حديث غيره أيضًا.
قال الخطيب عقبه نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به عليّ بن إبراهيم عن وهب بن جَرِير عن شُعْبَة. والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي الأَحْوَص عن عبد اللَّه".
فقد رواه الثقات من مثل: عفَّان بن مسلم الصَّفَّار، ومحمد بن جعفر غُنْدَر، وأبي داود الطَّيَالِسِي -كما سيأتي-، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن أبي الأَحْوص عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.
كما رواه جماعة من الثقات -كما سيأتي-، كلهم عن أبي الأَحْوص، عن ابن مسعود مرفوعًا به.
و(أبو إسحاق) هو (السبيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ، وشُعْبَةُ قديم السماع منه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(أبو القاسم الآبَنْدُوني) هو (عبد اللَّه بن إبراهيم الجُرْجَاني) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(9/ 407 - 408) وقال: "ثقة ثَبْتٌ". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 261 - 263) وقال: "الإمام الحافظ القُدوة الرباني". وكانت وفاته عام (368 هـ).
و (أحمد بن محمد بن غالب) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البَرْقَانِيّ أبو بكر) من أشهر شيوخ الحافظ الخطيب، وقد ترجم له في "تاريخه" (4/ 373 - 376) " وقال:"كان ثقةً وَرِعًا متقنًا فهمًا، لم يُرَ في شيوخنا أثبت منه". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 464 - 468) وقال: "الإمام العلَّامة الفقيه الحافظ الثَّبْتُ، شيخ الفقهاء والمحدِّثين". وكانت وفاته عام (425 هـ).
التخريج:
لم يروه من حديث البَرَاء بن عازب غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد ذكره في "الجامع الكبير"(1/ 669)، و"كنز العُمَّال"(11/ 554) رقم (32600)، عن البراء مرفوعًا، ولم يعزياه لأحد!
والحديث قد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن مسعود، وغيره.
وله عن ابن مسعود طرق، منها:
1 -
عن محمد بن جعفر، عن شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا به.
رواه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه (4/ 1855)، وأحمد في "المسند"(1/ 437)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 167) رقم (159).
2 -
عن عفَّان بن مسلم الصَّفَّار ومحمد بن جعفر، عن شُعْبَة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا به.
رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 99) رقم (69).
3 -
أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 39 رقم (399) عن شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا به مطوَّلًا.
4 -
عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا به.
رواه مسلم في الموضع السابق (4/ 1856)، وأحمد في "المسند"(1/ 377 و 389)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 165 - 166) رقم (155 و 157)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 62) رقم (113)، وابن ماجه في المقدمة (1/ 36) رقم (93)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 576) رقم (1226).
وروي من طرقٍ مختلفة عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا به. انظر:"صحيح مسلم"(4/ 1855 - 1856)، و"سنن التِّرمِذِيّ" في المناقب، مناقب أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه (5/ 606) رقم (3655)، و"فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل رقم (156 و 158 و 160)، و"المسند" لأبي داود الطَّيَالِسِيّ ص 42 رقم (314).
والحديث رواه أيضًا البخاري في فضائل الصحابة، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذًا خليلًا"(7/ 17) رقم (3656)، وغيره، عن عبد اللَّه بن عبَّاس مرفوعًا.
ورواه البخاري رقم (3654)، ومسلم رقم (2382)، وغيرهما، من حديث أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا مطوّلًا. وقد ورد من حديث غيرهم أيضًا، انظر:"جامع الأصول"(8/ 585 و 588 - 590)، و"مجمع الزوائد"(9/ 44 - 45)، و"فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل رقم (67 و 71 و 73).
* * *
313 -
حدَّثنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا محمد بن عَنْبَسَة بن لَقيط الضَّبِّيّ -قدم علينا للحجّ-، حدَّثنا سُوَيد بن نصر، حدَّثنا ابن المبارك، عن إبراهيم بن محمد، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رجلًا مَرَّ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلَّم، فردَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم ناداه:"أي فلان، إنما حملني على الردِّ عليك مخافة أن تَذْهَبَ إلى قومك فتقول: إنِّي سلَّمتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يردّ عليّ، فإذا رأيتني على هذه الحال فلا تسلِّم عليّ، فإنَّك إنْ سلَّمت عليَّ لم أردّ عليك".
(3/ 139) في ترجمة (محمد بن عَنْبَسَة بن لَقيط الضَّبِّيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (محمد بن عَنْبَسَة الضَّبِّيّ) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وعدا (عبد الباقي بن قَانِع بن مرزوق الأُموي البغدادي) فإنَّه صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و(إبراهيم بن محمد) هو (الفَزَاري أبو إسحاق): إمام ثقة حافظ، خرَّج له الستة، توفي عام (185 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 167 - 170)، و"التهذيب"(1/ 151 - 153)، و"التقريب"(1/ 41).
و(سُوَيد بن نصر) هو (المَرْوَزي أبو الفضل، ويعرف بالشاه): راوية ابن المبارك، ثقة، توفي عام (240 هـ) وله (90) سنة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 272 - 274)، و"التهذيب"(4/ 280)، و"التقريب"(1/ 34).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"
(1)
-كما في "ميزان الاعتدال"(4/ 506) -،
(1)
لم أقف عليه في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار".
وأبو العبَّاس محمد بن إسحاق السَّرَّاج في "مسنده" -كما في "لسان الميزان"(7/ 17) -، من طريق سعيد بن سَلَمَة بن أبي الحُسَام، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر، به.
قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 506) في ترجمة (أبي بكر العُمَرِي): "لا يُدْرَى من ذا، وله خبر منكر في "مسند البزَّار" من رواية سعيد بن سَلَمَة بن أبي الحُسَام، عن أبي بكر هذا، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ رجلًا سلَّمَ على نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي فردَّ، وقال: "خشيت أن يقول لم يردّ عليّ". فهذا يخالفه ما روى الضحَّاك بن عثمان -وهو صدوق-، عن نافع، عن ابن عمر أنَّه ما ردَّ عليه، كما أخرجه مسلم.
وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(7/ 17 - 18) فقال: "هذا الرجل ثقة مشهور، وهو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر، فقد جزم بذلك عبد الحق في "الأحكام"، وتعقَّبه ابن القَطَّان، ومنه أخذ الذَّهَبِيّ. وما قاله عبد الحق هو الصواب. فقد جاء مُصَرَّحًا في الحديث المذكور بعينه من الطريق التي أخرجها البزَّار، أخرجه أبو العبَّاس محمد بن إسحاق السَّرَّاج في "مسنده" عن أبي حاتم الرَّازي، عن عبد اللَّه بن رجاء، عن سعيد بن سَلَمَة، حدَّثني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر فذكره. ولا معارضة بين الحديث المذكور، وبين الحديث الذي في "صحيح مسلم"، لاحتمال أن يكونا واقعتين، ولو تعذر الجمع، لكان تعليله بـ (سعيد بن أبي الحُسَام)، أولى، فإنَّ فيه مَقَالًا
(1)
. وأبو بكر بن عمر المذكور، أخرج له الشيخان وغيرهما
(2)
، وليس
(1)
قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 297): "صدوق صحيح الكتاب يخطئ من حفظه، من السابعة"/ خت م د س.
(2)
وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 33 - 34)، وفي "التقريب"(2/ 399)، وقال:"ثقة، من كبار السابعة، وروايته عن جدِّ أبيه منقطعة"/ خ م ت س ق.
من شرط هذا الكتاب، ولولا أنَّ كلام الذَّهَبِيّ يوهم أنَّه غيره لم أذكره".
وحديث مسلم المشار إليه في كلامهما، هو ما رواه في "صحيحه" في كتاب الحيض، باب التيمم (1/ 281) رقم (370) عن ابن عمر:"أنَّ رجلًا مَرَّ ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبول، فَسَلَّمَ، فلم يَرُدَّ عليه".
* * *
314 -
أنبأنا إبراهيم بن مَخْلَد، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا محمد بن عَنْبَس القزَّاز أبو عبد اللَّه -إملاءً سنة ست وثمانين ومائتين-، أنبأنا عبيد اللَّه القَواريري، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، حدَّثنا عبد العزيز بن صهيب،
عن أنس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جَبَل:"يا مُعَاذُ بَشِّرِ النَّاسَ أنَّه مَنْ قال لا إله إلّا اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".
(3/ 140) في ترجمة (محمد بن عَنْبَس بن إسماعيل القزاز أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلّهم ثقات عدا شيخ الخطيب فإنَّه صدوق، وعدا صاحب الترجمة (محمد بن عَنْبَس القزَّاز) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكنه قد توبع من ثلاثة من الثقات كما سيأتي.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه ابن مَنْدَه في كتاب "الإيمان"(1/ 236 - 237) رقم (96 و 97) من ثلاثة طرق:
الأول: عن محمد بن إسحاق الصَّاغَانِيّ، أنبأنا عبيد اللَّه بن عمر القَواريري، أنبأنا حمَّاد بن زيد، به.
الثاني: عن إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا سليمان بن حَرْب، أنبأنا حمَّاد بن زيد، به.
الثالث: عن يوسف بن يعقوب، حدَّثنا عَارِم -يعني محمد بن الفضل السَّدُوسي-، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، به.
أقول: وهذه الطرق الثلاثة صحيحة.
وهذا الحديثُ ليس بمخالفٍ لما رواه البخاري في العلم، باب من خَصَّ في العَلْمِ قومًا دون قومٍ كراهية أن لا يفهموا (1/ 226) رقم (128)، ومسلم في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة مطلقًا (1/ 61) رقم (32)، وغيرهما، عن قَتَادَة عن أنس بن مالك: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفُهُ على الرَّحْلِ، قال:"يا مُعَاذ بنَ جَبَلٍ، قال: لبَّيك يا رسول اللَّه وسَعْدَيْكَ. قال: "يا معاذُ". قال: لبَّيك يا رسول اللَّه وسَعْدَيْكَ (ثلاثًا). قال: "ما مِنْ أحدٍ يَشْهَدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وأنَّ محمَّدًا رسول اللَّه صدقًا من قلبه إلَّا حرَّمه اللَّه على النَّار". قال: يا رسول اللَّه أفلا أخبرُ به النَّاسَ فيستبشروا؟ قال: "إذًا يَتَّكِلُوا". وأخبر بها معاذٌ عند موته تَأثُّمًا
(1)
.
ورواه البخاري عقبه رقم (129) عن أنس قال: ذُكِرَ لي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: "مَنْ لقي اللَّه لا يشركُ به شيئًا دخل الجنَّة". قال: "ألا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قال: "لا، إنِّي أخافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".
وفي روايةٍ عن أبي نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 34): "لا، دعهم فليتنافسوا في الأعمال، فإنِّي أخاف أن يَتَّكِلُوا". وقال عقبه: "صحيح ثابت".
(1)
أي خشية الوقوع في الإثم. والمراد بالإثم: الحاصل من كتمان العلم. "فتح الباري"(1/ 227)، وانظر منه (1/ 228) أيضًا.
أقول: ليس بمخالفٍ، لأنَّ الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(1/ 227) -في العلم، باب من خَصَّ بالعِلْم قومًا. دون قوم كراهية أن لا يفهموا- قد قال:"روي البزَّار بإسنادٍ حسن من حديث أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه في هذه القصَّة "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لمعاذ في التبشير، فلقيه عمر، فقال: لا تعجل، ثم دخل فقال: يا نبي اللَّه أنت أفضل رأيًا، إنَّ النَّاس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها. قال: فردّه". وهذا معدود من موافقات عمر، وفيه جواز الاجتهاد بحضرته صلى الله عليه وسلم".
وقال أيضًا: "دَلَّ صنيع معاذ على أنَّه عرف أنَّ النهي عن التبشير كان على التنزيه لا على التحريم، وإلّا لما كان يخبر به أصلًا. أو عرف أنَّ النَّهي مقيد بالاتكال فأخبر به من لا يخشى عليه ذلك، وإذا زال القيد زال المقيد"
(1)
.
ولم يشر الحافظ ابن حَجَر إلى رواية أنس التي عند ابن مَنْدَه والخطيب.
ويؤيد هذا الذي ذكره ابن حَجَر من التوفيق، ما رواه مسلم في الإيمان، باب الدليل على أنَّ من مات على التوحيد دخل الجَنَّة قَطعًا (1/ 59 - 60) رقم (31)، عن أبي هريرة مرفوعًا: "اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هاتينِ، فمن لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هذا الحائِطِ
(2)
يشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بها قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ".
قال أبو هريرة: فكانَ أوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ، فقال: ما هاتانِ النَّعْلَانِ يا أبا هُرَيْرَةَ! فقلتُ: هاتانِ نَعْلا رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثني بهما؛ مَنْ لَقِيتُ يشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بها قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بالجَنَّةِ. فَضَرَبَ عُمَرُ بيدهِ بين ثَدْيَيَّ، فَخَرَرْتُ لِاسْتِي. فقال: ارْجِعْ يا أبا هريرةَ، فَرَجَعْتُ إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه
(1)
وانظر لمزيد تفصيل في الموضوع، مع بسط في فقه الحديث:"فتح الباري"(1/ 226 - 228) و (11/ 337 - 340).
(2)
الحائط: البستان.
وسلَّم فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً، وَرَكِبَني عُمَرُ
(1)
، فإذا هو على أثَرِي. فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما لك يا أبا هريرةَ"؟ قلتُ: لَقِيتُ عُمَرَ فأخبرتُهُ بالذي بعثتني به، فَضَرَبَ بين ثَدْيَيَّ، ضَرْبَةً خَرَرْتُ لِاسْتِي، قال: ارْجِعْ. فقال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عُمَرُ ما حَمَلَكَ على ما فَعَلْت"؟ قال: "يا رسول اللَّه بأبي أنت وأُمِّي، أَبَعَثْتَ أبا هريرةَ بنَعْلَيْكَ، مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ أَنْ لا إله إلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بها قَلْبُهُ، بَشَّرَهُ بالجَنَّةِ؟ قال: "نعم". قال: فلا تَفْعَلْ، فإنِّي أخشى أن يَتَّكِلَ النَّاسُ عليها، فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ. قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فَخَلِّهِمْ".
* * *
315 -
حدَّثنا محمد بن عمر بن بُكَيرْ المُقْرئ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الرَّبِيعي، حدَّثنا محمد بن العلاء السِّمْسَار الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا مِهْرَان -يعني ابن عمر-، حدَّثنا عيسى بن يزيد، عن أبي إسحاق،
عن البَرَاء، أنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:"ما اسمك"؟ قال: نُعْم. قال: "أنت عبد اللَّه".
(3/ 140) في ترجمة (محمد بن العلاء السِّمْسَار).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 156): "حافظ ضعيف، وكان ابن مَعِين حسن الرأي فيه". وستأتي ترجمته في حديث (455).
كما أنَّ فيه (مِهْران بن أبي عمر العطَّار الرَّازي) وهو كما قال ابن حَجَر في
(1)
معناه تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة.
"التقريب"(2/ 279): "صدوق له أوهام، سيء الحفظ". وستأتي ترجمته في حديث (1686).
كما أنَّ فيه (عيسى بن يزيد الأَزْرَق المَرْوَزِيّ أبو معاذ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 402) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 237 - 238).
3 -
"الكاشف"(2/ 319) وقال: "وثِّق".
4 -
"التقريب"(2/ 103) وقال: "مقبول، من السابعة"/ س ق.
كما أنَّ فيه أيضًا (محمد بن إبراهيم بن محمد الشَّاهد أبو بكر، المعروف بالرَّبِيعي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (1/ 414 - 415) ونقل عن محمد بن أبي الفَوَارس قوله فيه:"فيه نظر". توفي عام (364 هـ).
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 20) وذكر قول ابن أبي الفَوَارس ولم يزد عليه.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن العلاء السِّمْسَار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. .
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
وشيخ الخطيب (محمد بن عمر بن بُكَيرْ النَّجَّار المُقرئ أبو بكر): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (665).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 10) رقم (1173)، و"المعجم
الأوسط" (2/ 403) رقم (1696)، عن أحمد بن شعيب النَّسَائي، حدَّثنا سُوَيْد بن نصر، أخبرنا عبد الكبير بن دينار، عن أبي إسحاق، عنه، به.
أقول: رجال إسناده كلُّهم ثقات إلَّا أنَّ (عبد الكبير بن دينار) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فقد ذكره في "ثقاته" (7/ 139) وقال:"كنيته أبو عبد الرحيم الصائغ، مات بعد سنة ست وتسعين ومائة".
و (أبو إسحاق السَّبِيعي): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ، ولم أقف على معرفة إن كان سماع (عبد الكبير) منه قبل اختلاطه أو بعده.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 53): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات". ولم يعزه للكبير.
وعزاه في "الجامع الكبير"(2/ 302) إلى أبي نُعَيْم وحده في "الحِلْيَة". ولم أقف عليه في فهارس أطرافه.
* * *
316 -
حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن محمد بن إسماعيل البزَّاز
(1)
، حدَّثنا أبو محمد عبيد اللَّه بن محمد بن عابد
(2)
الخلَّال، حدَّثنا أبي: محمد بن عابد (2)، حدَّثنا عليّ بن داود القَنْطَرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح، حدَّثنا يحيى بن أيوب، عن ابن جُرَيْج، عن محمد بن كعب القُرَظِيّ،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَبْعَثُ اللَّهُ الأنبياء على الدَّوابِّ، ويبعث صالحًا على ناقته، كما يوافي بالمؤمنين من أصحاب المَحْشَر، ويبعث بابْنَيْ فاطمة: الحسن والحسين على ناقتين، وعليّ بن أبي طالب
(1)
تَصَحَّفَ في "تاريخ بغداد"(7/ 425) في ترجمته إلى: "البزَّار" بالراء المهملة. والتصويب من "الإكمال"(3/ 289)، و"الأنساب"(4/ 208).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "عائذ". والتصويب من "تاريخ بغداد"(10/ 363)، و"ميزان الاعتدال" (3/ 588) وقال:"محمد بن عابد -بموحدة-"، و"اللسان"(5/ 212).
على ناقتي، وأنا على البُرَاق، ويبعث بلالًا على ناقة ينادي بالأذان، وشاهده حقًّا حقًّا، حتى إذا بلغ: أشهد أنَّ محمَّدًا رسول اللَّه، شهدتها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين، فَقُبِلَت ممن قُبِلَت منه".
(3/ 140 - 141) في ترجمة (محمد بن عابد بن الحسين الخلَّال).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عابد بن الحسين الخلَّال) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 588) وقال: "عن عليّ بن داود القَنْطَرِيّ بخبر باطل: أُبْعَثُ على البُرَاق، وعليٌّ على ناقتي". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(5/ 212).
وفيه شيخ الخطيب (الحسن بن محمد بن إسماعيل المُتَوَكِّلِي الحَمَّامي البزَّاز أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(7/ 425 - 436) وقال: "كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان سماعه صحيحًا، إلّا أنَّه كان رافضيًا خبيث المَذْهَب، وكان له مجلس في داره بالكَرْخ يحضره الشِّيعة، ويقرأ عليهم مثالب الصحابة، والطعن على السَّلَفِ". وتوفي عام (439 هـ).
2 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 521) ولَخَّصَ كلامَ الخطيب السابق. ومثله في "اللسان"(2/ 254).
وفيه (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِيّ أبو صالح، كاتب الليث بن سعد) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 423): "صدوق كثير الغلط، ثَبْتٌ في كتابه، وكانت فيه غَفْلَة".
وقال ابن خُزَيْمَة -كما في "المجروحين"(2/ 40) في ترجمة (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِيّ) -: "كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد اللَّه بن صالح، ويكتب في قِرْطاسِ بخطٍّ يشبه خطَّ عبد اللَّه بن صالح ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عبد اللَّه فيحدِّثُ به فيتوهم أنَّه خطّه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره". وستأتي ترجمته في حديث (687).
وفيه عنعنة (ابن جُرَيْج -عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُموي المَكَّي أبو خالد-)، وهو إمام حافظ ثقة، لكنَّه كان مُدَلِّسًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (123).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج: رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 126 - 127) بنحوه، من طريق عبد اللَّه بن صالح، حدَّثنا يحيى بن أيوب، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 35) رقم (2629) مختصرًا بنحوه، عن يحيى بن عثمان بن صالح، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح، به.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن ابن جُرَيْج إلّا يحيى بن أيوب، تفرد به أبو صالح، ولا يُرْوَى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 333): رواه الطبراني في "الصغير" و"الكبير". . . . وفيها أبو صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثِّق. ويحيى بن عثمان بن صالح المِصْرِيّ
(1)
كذلك، وبقية رجالهما رجال الصحيح".
(1)
تَصَحَّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "عثمان بن يحيى بن صالح المِصْرِيّ". والتصويب من "المعجم الكبير"(3/ 35)، ومن مصادر ترجمته.
أقول: (يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْمِيّ المِصْرِيّ) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 231) وقال: "حافظ أخباري، له ما يُنْكَر". وقال عنه في ترجمته في "الميزان"(4/ 396): "هو صدوق إن شاء اللَّه. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وقد تكلَّموا فيه".
وقال الحافظ عنه في ترجمته من "التقريب"(2/ 354): "صدوق، رمي بالتشيع، وليَّنه بعضهم، لكونه حدَّث من غير أصله، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وثمانين -يعني ومائتين-"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "سِيَر أعلام النبلاء"(13/ 354 - 355)، و"التهذيب"(11/ 257).
ورواه الحاكم في "المُسْتَدْرَك"(3/ 152 - 153) مختصرًا، من طريق أبي مسلم قائد الأَعْمَش، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"تُبْعَثُ الأنبياءُ يوم القيامة على الدَّوابِّ ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، ويُبْعَثُ صالح على ناقته، وأُبْعَثُ على البُرَاق خطوها عند أقصى طرفها، وتُبْعَثُ فاطمة أمامي".
قال الحاكم: "صحيح على شَرْطِ مسلم ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "أبو مسلم لم يخرِّجوا له. قال البخاري: فيه نظر. وقال غيره: متروك".
أقول: (أبو مسلم قائد الأَعْمَش اسمه (عبيد اللَّه بن سعيد بن مسلم الجُعْفِي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 383) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 121) وقال: "في حديثه عن الأَعْمَش وَهَمٌ كثير". وفيه عن البخاري: "في حديثه نظر".
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 317) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 147) وقال: "يخطئ".
5 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 239) في ترجمة (الحسن بن الحسين الكوفي) وقال: "كثير الخطأ، فاحش الوَهَم، ينفرد عن الأَعْمَش وغيره بما لا يُتَابَع عليه".
6 -
"التهذيب"(6/ 16) وفيه عن أبي داود: "عنده أحاديث موضوعة".
7 -
"التقريب"(1/ 533) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ خت.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 460 - 461) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 246)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (عبد اللَّه بن صالح)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وتعقبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 446)، ولَخَّصَ تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 380 - 381) فقال:"تُعُقِّبَ بأنَّ له طريقًا آخر أخرجه الحاكم في "المُسْتَدْرَك" -وذكر ما تقدَّم من تصحيح الحاكم له وتعقّب الذَّهَبِيّ، وقال-: وجاء من حديث بُرَيَدة وعليّ أخرجهما ابن عساكر. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وإسنادهما ضعيف، وعبد اللَّه بن صالح وثَّقَهُ جماعة وهو من رجال البخاري
(1)
. ولهذا لم يرض الذَّهَبيّ في "تلخيصه" في إعلال الحديث به، بل قال: إسناده مظلم، وما أدري من وضعه، تَعَلَّقَ فيه ابن الجَوْزي على كاتب الليث".
* * *
317 -
حدَّثنا محمد بن الحسين القَطَّان، وعليّ بن أحمد الرَّزَّاز، قالا: حدَّثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا عمر بن موسى،
(1)
انظر في ذلك: "تهذيب الكمال"(15/ 99)، و"التهذيب"(5/ 260 - 261).
وأنبأنا الرَّزَّاز، أنبأنا أحمد بن سلمان، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان قال: كَتَبَ إليَّ محمد بن غالب التَّمْتَام قال: حدَّثني عمر بن موسى، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن حجَّاج -يعني ابن أَرْطَاة-، عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن سَخْبَرَة،
عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُفْرٌ باللَّهِ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لا يُعَرَفُ، وكُفْرٌ باللَّهِ انْتِفَاءُ نَسَبٍ وإنْ دَقَّ".
(3/ 144) في ترجمة (محمد بن غالب بن حَرْب الضَّبِّيّ التَّمَّار أبو جعفر، المعروف بالتَّمْتَام).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والمحفوظُ وقْفُهُ على أبي بكر رضي الله عنه مِنْ قَوْلِهِ. وله شاهدٌ حَسَنٌ من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا.
ففيه (عمر بن موسى بن سليمان الحَادِي الكُدَيْمِي السَّامي أبو حفص) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 445 - 446) وقال: "ربما أخطأ، مات سنة أربعين ومائتين".
2 -
"الكامل"(5/ 1710) وقال: "بَصْرِيٌّ، عَمُّ الكُدَيْمي
(1)
، ضعيف، يسرق الحديث، ويخالف في الأسانيد". وقال:"الضعف بيِّنٌ في رواياته".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 226) وقال: "ضَعَّفه ابن نُقْطَة وغيره".
(1)
وهو (محمد بن يونس بن موسى أبو العبَّاس السَّامي البَصْري القُرَشي) وهو متروك، اتَّهمه أبو داود وابن حِبَّان وابن عدي والدَّارَقُطْنِيّ بالكذب. وستأتي ترجمته في حديث (446).
4 -
"لسان الميزان"(4/ 334) ولم يزد عمَّا في "الميزان" إلّا بذكر توثيق ابن حِبَّان له. وفاتهما ما تقدَّم عن ابن عدي وهو مهم.
كما أنَّ فيه (حجَّاج بن أَرْطَاة النَّخَعِي الكوفي) وهو ضعيف مدلِّس، وقد عَنْعَنَ في روايته هنا أيضًا ولم يصرِّح بالسماع. وستأتي ترجمته في حديث (1013).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (عبد اللَّه بن سَخْبَرة) وبين (أبي بكر الصِّدِّيق). قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 68) في ترجمة (عبد اللَّه بن سَخْبَرة الأَزْدِيّ) نقلًا عن أبيه: "روى عن أبي بكر مرسل".
وقال ابن سعد في "طبقاته"(6/ 103) في ترجمته أيضًا: "روى من حديث إسرائيل عن أبي مَعْمَر أنَّه سمع أبا بكر الصِّدِّيق يقول: "كُفْرٌ باللَّه ادِّعاء نسب لا يعرف". وليس ذلك عندي يثبت".
وشيخ الخطيب (الرَّزَّاز) هو (عليّ بن أحمد بن محمد أبو الحسن) قال الخطيب عنه: "إلى الصدق ما هو". وستأتي ترجمته في حديث (639).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "وهكذا روى هذا الحديث عبد اللَّه بن أيوب بن زَاذَان القِرَبي عن عمر بن موسى، وهو غريب جدًّا. تفرَّد برَفْعِهِ حجَّاج بن أَرْطَاة عن الأَعْمَش. وتفرَّد به عمر بن موسى، عن حمَّاد بن سَلَمة، عن حجَّاج. ورواه شُعْبَة عن الأَعْمَش فَوَقَفَهُ كذلك. أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد الزَّيْنَبِي، حدَّثنا خالد -يعني ابن الحارث-، حدَّثنا شُعْبَة، عن سليمان قال: سمعت عبد اللَّه بن مُرَّة يُحَدِّث عن أبي مَعْمَر، عن أبي بكر قال: كُفْرٌ باللَّه تبروٌ مِنَ نَسَبٍ وإنْ دَقَّ، وكُفْرٌ باللَّه ادِّعَاءُ نَسَبٍ لا يُعْرَفُ".
التخريج:
رواه الدارمي في "سننه"(2/ 343 - 344)، وأبو بكر المَرْوَزي في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق" ص 131 - 132 رقم (90)، من طريق السَّرِيّ بن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر مرفوعًا به.
وفي إسناده (السَّرِيّ بن إسماعيل الهَمْدَاني الكوفي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 285): "متروك الحديث، من السادسة"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(10/ 227 - 231)، و"التهذيب"(3/ 459 - 460).
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 390 - 391) رقم (2839)، من طريق يونس بن أَرْقَم، حدَّثنا السَّرِيّ بن إسماعيل، عن بَيَان، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصِّدِّيق مرفوعًا به.
ورواه البزار في "مسنده" -المسمى بـ (البحر الزَّخَّار) - (1/ 139) رقم (70) مختصرًا، من طريق جعفر الأحمر، عن السَّرِيّ بن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر مرفوعًا بلفظ:"كُفْرٌ باللَّه تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وإنْ دَقَّ".
وقال عقبه: "هذا الكلام لا نعلمه يُرْوَي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلّا عن أبي بكر عنه
(1)
. ورواه عن أبي بكر: قيس بن أبي حازم بهذا الإسناد. ورواه أبو مَعْمَر - (يعني عبد اللَّه بن سَخْبَرَة) - عن أبي بكر. واختلفوا في رفع حديث أبي مَعْمَر، فرواه جماعة عن الأَعْمَش عن عبد اللَّه بن مُرَّة عن أبي مَعْمَر
(1)
أقول: تَعَقَّبَ الهيثميُّ في "كشف الأستار"(1/ 70) قولَ البزَّار هذا فقال: "قوله لا نعلم إلَّا عن أبي بكر، فقد رواه عن سعد وأبي بُكْرَة". وحديثهما رواه البخاري في الفرائض، باب من ادَّعى إلى غير أبيه (12/ 54) رقم (6766) و (6767)، ومسلم في الإيمان، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/ 80) رقم (63)، وغيرهما. ولفظه:"مَنِ ادَّعَى إلى غير أبيه وهو يَعْلَمُ أنَّه غَيْرُ أبيه فالجَنَّةُ عليه حَرَامٌ".
عن أبي بكر موقوفًا. وأسنده بعضهم، والذي أسنده فليس بالحُجَّة في الحديث. والسَّرِيّ بن إسماعيل ليس بالقويِّ، وقد تحدث عنه الزُّهْرِيّ وجماعة كثيرة، واحتملوا حديثه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 97): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه الحجَّاج بن أَرْطَاة وهو ضعيف
(1)
، ورواه البزَّار وفيه السَّرِيّ بن إسماعيل وهو متروك".
قال الإمام الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(1/ 254 - 255): "يرويه السَّرِيّ بن إسماعيل، وبَيَان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، واختلف عنهم، فرواه جعفر الأحمر، عن السَّرِيّ بن إسماعيل، عن بَيَان، عن قيس، عن أبي بكر مرفوعًا. ورُوي عن يونس بن أرقم، عن السَّرِيّ بن إسماعيل، عن بَيَان، عن قيس مرفوعًا أيضًا. واختلف عن يونس بن أرقم، فقيل: عنه، عن بَيَان ولم يذكر بينهما السَّرِيّ بن إسماعيل. وقال عبد الحميد بن صَبِيح: عن يونس بن أرقم، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي بكر ورفعه، وتابعه أبو مالك الجَنْبِيّ عن إسماعيل. ورواه العلاء بن سالم عن إسماعيل فوقفه. وكذلك رواه عيسى بن المسيَّب، عن قيس، عن أبي بكر، والموقوف أشبه بالصواب، واللَّه أعلم".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في المجمع البحرين في زوائد المعجمين" (1/ 149) رقم (132) -، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1710) في ترجمة (عمر بن موسى السَّامي) من طريق عمر بن موسى هذا، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن الحجَّاج، عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن سَخْبَرَة، عن أبي بكر مرفوعًا به.
قال ابن عدي: "هذا حديث موقوف، لم يرفعه إلَّا عمر بن موسى هذا".
(1)
أقول: رواية الطبراني في "الأوسط" والتي فيها (الحجَّاج بن أَرْطَاة) ستأتي قريبًا.
قال الإمام الدَّارَقُطنِيُّ في "العلل"(1/ 262 - 263): "حَدَّثَ به عمر بن موسى الحَادِي البَصْري عمّ الكُدَيْمي، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن الحجَّاج بن أَرْطَاة، عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن أبي مَعْمَر عبد اللَّه بن سَخْبَرَة، عن أبي بكر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يسنده غيره. ورواه أبو معاوية الضرير وهُشَيْم وعبد اللَّه بن نُمَيْر والثَّوْري وغيرهم، عن الأَعْمَش بهذا الإسناد موقوفًا. وكذلك رواه طلحة بن مُصَرِّف، عن أبي مُعْمَر موقوفًا. ورواه شُعْبَهُ، عن منصور، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن أبي بكر موقوفًا، ولم يذكر أبا مُعْمَر. والصواب قول من رواه عن الأَعْمَش موقوفًا".
وقال البزَّار في "مسنده"(1/ 169) بعد أن أشار إلى طريق عمر بن موسى، عن حمَّاد، عن الحجَّاج، عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن أبي مُعْمَر عبد اللَّه بن سَخْبَرَة، عن أبي بكر مرفوعًا:"وأمَّا الثقاتُ الحُفَّاظُ فيوقفونه". وقال: "لم يصحّ عندنا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"!
ورواه عبد الرزاق في "مُصَنَّفِهِ"(9/ 51) رقم (16315)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 343)، من طريق سفيان الثَّوْري، عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن أبي مُعْمَر، عن أبي بكر الصِّدِّيق موقوفًا عليه من قوله.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مُصَنَّفِهِ"(8/ 538) عن ابن نُمَيْر، عن الأَعْمَش، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن أبي مُعْمَر، عن أبي بكر مرفوعًا به.
ورواه عبد الرزاق في "مُصَنَّفِهِ"(9/ 51) رقم (16316) عن مُعْمَر، عن الأَعْمَش، بمثل الإسناد الذي قبله موقوفًا.
ولحديث أبي بكر المرفوع، شاهد من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، رواه أحمد في "المسند"(2/ 215)، وابن مَاجَه في الفرائض، باب من أنكر ولده
(2/ 916) رقم (2744)، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 108)، من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا.
ولفظ أحمد: "كُفْرٌ تبرؤٌ مِنْ نَسَبٍ وإنْ دَقَّ، أو ادِّعَاءٌ إلى نَسَبٍ لا يُعَرَفُ".
ولفظ ابن مَاجَه والطبراني: "كُفْرٌ بامْرِئٍ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لا يَعْرِفُهُ، أو جَحْدُهُ وإنْ دَقَّ".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن مَاجَه"(3/ 150): "هذا إسناد صحيح. وهو في بعض النسخ دون بعض، ولم يذكره المِزِّيّ في "الأطراف"، وأظنه من زيادات أبي الحسن علي بن إبراهيم القَطَّان"
(1)
.
أقول: الحديث موجود في النسخة المطبوعة من "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" للمِزِّيّ (6/ 341 - 342) رقم (8817) مَعْزُوًّا إلى ابن ماجه. لكن الحافظ ابن حَجَر في "النكت الظراف على الأطراف"(6/ 342) قد قال: "ثبت في بعض النسخ، وأغفله المِزِّيّ".
كما رجعت إلى "زيادات أبي الحسن القطَّان على سنن ابن ماجه" فلم أجده فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 97): "رواه أحمد والطبراني في "الصغير" و"الأوسط". . . وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه".
معنى الحديث:
"كانوا في الجاهلية لا يستنكرون أن يَتَبَنَّى الرجل ولد غيره، ويصير الولد يُنْسَبُ إلى الذي تَبَنَّاهُ، حتى نزل قوله تعالى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5]، و {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] فنسب كُلًّا منهم إلى أبيه الحقيقي.
(1)
وهو راوي السنن عن ابن ماجه، انظر "السِّيَر"(15/ 463).
لكن بقي بعضهم مشهورًا بمن تبناه، فيُذْكَرُ به لقصد التعريف، لا لقصد النسب الحقيقي، كالمِقْدَاد بن الأسود، ليس (الأسود) أباه، بل تبناه، واسم أبيه الحقيقي عمر بن ثعلبة. . . وليس المراد بالكفر حقيقته التي يخلَّد صاحبها في النَّار. ومناسبة إطلاق الكفر هنا أنه كذب على اللَّه، كأنه يقول: خلقني اللَّه من ماء فلان ولم يخلقني من ماء فلان، والواقع خلافه". "فيض القدير" للمُنَاوي (5/ 7) بتقديم وتأخير.
وقوله في الحديث: "وإنْ دَقَّ": أي صغر وحقر. انظر: "النهاية". (2/ 127).
* * *
318 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا محمد بن جعفر الوَرَكَاني قال: حدَّثنا حمَّاد بن يحيى الأَبَحّ، عن ابن عَوْن، عن محمد بن سِيرين،
عن عِمْران بن حُصَيْن، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"شَيَّبَتْنِي هُودٌ وأخواتُهَا".
(3/ 145) في ترجمة (محمد بن غالب بن حَرْب الضَّبِّيّ التَّمَّار أبو جعفر، المعروف بالتَّمْتَام).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنَّ (محمد بن غالب تَمْتَام) قد أخطأ فيه كما سيأتي. والحديث صحيح من طرق أخرى.
و (ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْرِيّ أبو عَوْن): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1336).
قال الخطيب البغدادي في "تاريخه"(3/ 145): "وسُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عن محمد بن غالب تَمْتَام فقال: ثقة مأمون، إلَّا أنَّه كان يخطئ. وكان وَهِمَ في أحاديث، منها: أنَّه حَدَّثَ عن محمد بن جعفر الوَرَكاني، عن حمَّاد بن يحيى الأبحّ، عن ابن عَوْن، عن ابن سِيرين، عن عِمْرَان بن حُصَيْن، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "شيبتني هود وأخواتها". فَأَنْكَرَ هذا الحديثَ عليه موسى بن هارون وغيره، فجاء بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطا للنَّاس في الحَدَاثَة، فلو تركته لم يضرك. فقال تَمْتَام: لا أرجع عمَّا في أصل كتابي. . . قال أبو الحسن - (يعني الدَّارَقُطْنِيّ) - والصواب: أنَّ الوَرَكَاني حَدَّثَ بهذا الإسناد عن عِمْرَان بن حُصَين أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة لمَخْلُوقٍ في معصية الخالق"
(1)
. وحَدَّثَ على أَثَرِه عن حمَّاد بن يحيى الأبحّ عن يزيد الرَّقَاشي عن أنس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "شيَّبتني هُودٌ". فيشبه أن يكون التَّمْتَام كتب إسناد الأول ومَتْنَ الأخير، وقرأه على الوَرَكَاني فلم يتنبه إليه. وأمّا لزوم تَمْتَام كتابه فلا يُنْكَرُ، ولا يُنْكَرُ طلبه وحرصه على الكتابة".
أقول: حديث أنس المشار إليه في كلام الدَّارَقُطْنِيّ، رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 664) في ترجمة (حمَّاد بن يحيى الأبحّ أبو بكر)، من طريق حمَّاد هذا، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 436) مطوَّلًا من طريق أبي صخر، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا.
(1)
أخرجه أحمد في "المسند"(4/ 426 و 432 و 436)، و (5/ 66)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 443) -وصحَّحه، ووافقه الذَّهَبِيّ-، وغيرهما. وانظر:"مجمع الزوائد"(5/ 226).
وفي إسناده (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (416).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث عِمْرَان بن الحُصَيْن فيما وقفت عليه.
وقد صَحَّ من حديث أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، رواه التِّرمِذِيّ في "سننه" في التفسير، باب: ومن سورة الواقعة (5/ 402) رقم (3297)، وفي "الشمائل" ص 55 رقم (40)، وأبو بكر المَرْوَزي في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق" ص 68 - 69 رقم (30)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 435)، والحاكم في "المُسْتَدْرَك"(2/ 476)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 350)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 357 - 358)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 372) رقم (1475)، من طريق شَيْبَان، عن أبي إسحاق، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس قال: قال أبو بكر: يا رسول اللَّه قد شِبْتَ! قال: "شَيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرْسَلاتُ، وعَمَّ يتساءَلونَ، وإذا الشمسُ كُوِّرَت".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا جديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عبَّاس، إلَّا من هذا الوجه".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه أبو بكر المَرْوَزي في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق" ص 69 رقم (31)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(1/ 102 - 103) رقم (107 و 108)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 553 - 554)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 436)، من طريق أبي الأَحْوَص، عن أبي إسحاق، عن عِكْرِمَة، عن أبي بكر، به.
وإسناده قويٌ إلَّا أنَّه مُنْقَطعٌ بين عِكْرِمَة وأبي بكر.
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 67) رقم (758)، من الطريق السابق، لكنه ذكر (ابن عبَّاس) بين (عكرمة) و (أبي بكر).
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 76) رقم (3402) -، من طريق أبي معاوية، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن أبي بكر، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 37): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح. . . ورواه أبو يَعْلَى، إلَّا أنَّ عِكْرِمَة لم يدرك أبا بكر".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 286 - 287) رقم (790) من حديث عُقْبَة بن عامر مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 37) بعد أَنْ عزاه له: "رجاله رجال الصحيح".
وللحديث شواهد أخرى انظرها في: "مجمع الزوائد"(7/ 37)، و"المقاصد الحسنة" ص 255 - 256.
* * *
319 -
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن يحيى العَطَّار -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني -إملاءً-، حدَّثنا أبو يزيد القَرَاطِيْسي، حدَّثنا أَسَد بن موسى، حدَّثنا محمد بن الفضل بن عطيَّة، حدَّثنا عمرو بن دينار،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا أصحابي، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّهُمْ".
(3/ 149) في ترجمة (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 534) وقال: "ليس بشيء". ومرَّةً: "ضعيف".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 106 رقم (334) وقال: "كذَّاب".
3 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 71) وقال: "ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب". و (2/ 309) وقال "ليس بشيء".
4 -
"التاريخ الكبير"(1/ 208) ولم يذكر فيه شيئًا.
5 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 217 رقم (337) وقال: "سكتوا عنه".
6 -
"أحوال الرجال" ص 202 رقم (372) وقال: "كان كَذَّابًا".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 220 رقم (569) وقال: "متروك الحديث".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 120 - 121).
9 -
"الجرح والتعديل"(8/ 56 - 57) وفيه عن يحيى بن الضُّرَيْس أنَّه قال لعمرو بن عيسى وقد حَدَّثَ عن محمد بن الفضل: "ألم أنهك عن هذا الكذَّاب". وقال إسحاق بن سليمان وقد سُئِلَ عن حديثٍ من حديث محمد بن الفضل: "تسألوني عن حديث الكذَّابين". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث كذَّاب". وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث، تُرِكَ حديثه". وقال أبو زُرْعَة الرَّازي: "ضعيف".
10 -
"المجروحين"(2/ 278 - 279) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحلّ كتابة حديثه إلّا على سبيل الاعتبار، كان أبو بكر بن أبي شَيْبَة شديد الحَمْلِ عليه".
11 -
"الكامل"(6/ 2170 - 2174) وقال: "عامّة حديثه ما لا يتابعه الثقات عليه".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 349 - 350 رقم (482) وقال: "ضعيف".
13 -
"تاريخ بغداد"(3/ 147 - 152) وفيه عن مُسْلِمٍ: "متروك الحديث". وقال صالح جَزَرَة: "كان يضع الحديث". وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "متروك الحديث"، ومرَّةً:"كذَّاب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك الحديث". وقال ابن الغَلَابي: "ليس بثقة".
14 -
"المغني"(2/ 624) وقال: "مشهور، تركوه، وبعضهم كَذَّبَهُ".
15 -
"التقريب"(2/ 200) وقال: "كذَّبوه، من الثامنة، مات سنة ثمانين ومائة"/ ت ق.
و(أبو يزيد القَرَاطِيْسي) هو (يوسف بن يزيد بن كامل الأُمَوي المِصْريّ) مولى أمير مِصْر عبد العزيز بن مروان، ثقة مكثر مُجَوِّدٌ، توفي عام (287) للهجرة، ويقال: إنَّه عاش مائة سنة. انظر ترجمته في: "السِّير"(13/ 455 - 456)، و"التهذيب"(11/ 429)، و"التقريب"(2/ 383).
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(4/ 133) رقم (2184)، من طريق محمد بن الفضل، عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"إنَّ النَّاس يَكْثُرونَ وأصحابي يَقِلُّونَ، فلا تَسُبُّوهُمْ، لَعَنَ اللَّه مَنْ سَبَّهُمْ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 21): "رواه أبو يَعْلَى، وفيه محمد بن الفضل بن عطيَّة وهو متروك".
ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 154)، وأبو محمد الخَلَّال في "أماليه" ص 68 رقم (73)، من طريق أبي الربيع السَّمَّان، حدَّثنا عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"إنَّ النَّاس يكثرونَ وأصحابي يَقِلُّونَ، فلا تَسُبُّوهُمْ، فمن سَبَّ أحدًا منهم، فعليه لَعْنَةُ اللَّه والملائكة والنَّاس أجمعين، لا يَقْبَلُ اللَّه منه صَرْفًا ولا عَدْلًا".
وليس عند الخَلَّال قوله: "والملائكة والنَّاس. . . . ".
أقول: في إسناده (أبو الربيع السَّمَّان أشعث بن سعيد البصريّ) وهو متروك، وكذَّبه هُشَيْم بن بَشِير، وتقدَّمت ترجمته في حديث (254).
وله شاهد من حديث ابن عمر معلولٌ أيضًا، سيأتي برقم (321).
وقد روى البخاري في فضائل الصحابة، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا خليلًا (7/ 21) رقم (3673)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب تحريم سَبِّ الصحابة رضي الله عنهم (4/ 1967 - 1968) رقم (2541)، وغيرهما، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا:"لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ".
* * *
320 -
أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، حدَّثنا محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد، حدَّثنا عبد اللَّه بن عَوْن، حدَّثنا محمد بن الفضل بن عطيَّة، حدَّثني أبي.
وأنبأناه أبو منصور محمد بن أحمد بن شُعَيْب الرُّوْيَاني -واللفظ له-،
حدَّثنا محمد بن العبَّاس الخزَّاز، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان الأَزْدِيّ، حدَّثنا عبّاد بن يعقوب أبو سعيد الأَسَدِيّ، حدَّثنا محمد بن الفضل، عن أبيه، عن عمرو بن دينار،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ النَّاسَ يكثرونَ، وأصحابي يَقِلُّون، فلا تَسُبُّوهُمْ فَمَنْ سَبَّهُمْ فعليه لَعْنَةُ اللَّه".
(3/ 149) في ترجمة (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ) وقد كذَّبوه. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (319).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (319).
* * *
321 -
أنبأنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا محمد ابن العبَّاس بن الفضل -بالمَوْصِل-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنَّى، حدَّثنا محمد بن القاسم الأَسَدِيّ، حدَّثني محمد بن الفضل الخُرَاسَانيّ، عن عمرو بن دينار،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ النَّاسَ يكثرونَ وأصحابي يَقِلُّونَ، ولا تَسُبُّوا أصحابي، لَعَنَ اللَّه مَنْ سَبَّ أصحابي".
(3/ 149 - 150) في ترجمة (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ) وقد كذَّبوه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (319).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 434) رقم (13588)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 29 - 30) رقم (3979)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 264) -في ترجمة (عبد اللَّه بن سيف) -، والسَّهْمِي في "تاريخ جُرْجَان" ص 252، 253 - 254، مختصرًا، من طريق عبد اللَّه بن سيف الخُوَارِزْمِيّ، حدَّثنا مالك بن مِغْوَل، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا بلفظ:"لعنَ اللَّه مَنْ سَبَّ أصحابي".
قال العُقَيْلِيُّ: "حديثه غير محفوظ، وهو مجهول بالنَّقْلِ، وفي النهي عن سَبِّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحاديث ثابتة الأسانيد، مِنْ غير هذا الوجه. وأمَّا اللعن فالرواية فيه ليِّنة. وهذا يُرْوَى عن عطاء مرسل".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 21) بعد أن عزاه للطبراني في "الكبير" و"الأوسط": "وفي إسنادي الطبراني، عبد اللَّه بن سيف الخُوَارِزْميّ وهو ضعيف".
أقول: (عبد اللَّه بن سيف الخُوَارِزْميّ الأَزْدِيّ) ترجم له ابن عدي في "الكامل"(4/ 1560) وقال: "وقد رأيت لعبد اللَّه بن سيف هذا غير حديث منكر".
وتقدَّم قول العُقَيْلِيِّ فيه: "حديثه غير محفوظ، وهو مجهول بالنقل".
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 293 - 294) رقم (2778) -من كشف
الأستار-، مختصرًا أيضًا، من طريق سيف بن عمر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"مَنْ سَبَّ أصحابي فعليه لَعْنَةُ اللَّه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 21): "في إسناد البزَّار، سيف بن عمر وهو متروك".
وقد تقدَّم في حديث رقم (319) رواية محمد بن الفضل المَرْوَزي له، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا به.
* * *
322 -
حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ القُرَشِيّ، أخبرنا محمد بن الحسن اليَقْطِينيّ قال: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن الفضل البغدادي -بحَلَب-، حدَّثنا أحمد بن عيسى الخَشَّاب، حدَّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجَزَريّ، عن سفيان الثَّوْريّ، عن إبراهيم بن أَدْهَم، عن محمد بن زياد،
عن أبي هريرة قال: دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي جالسًا. قلت: ما أصابك يا رسول اللَّه؟ قال: الجوع. فبكيت، قال:"لا تبك يا أبا هريرة فإنَّ شِدَّة الجوع لا تُصيبُ الجائعَ إذا احْتَسَبَ في الدَّار الدُّنْيَا".
(3/ 154 - 155) في ترجمة (محمد بن الفضل بن العبَّاس أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجَزَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 35) وقال: "شيخ يروي عن الثَّوْرِي، روى عنه أحمد بن عيسى الخَشَّاب، يأتي عن سفيان بالأوابد، وفي الأخبار بالزوائد، حتى لا يشك مَنْ كَتَبَ الحديث أنَّه كان يعملها".
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 453) وقال: "عن سفيان الثَّوْري والأوزاعي، وعنه أحمد بن عيسى الخَشَّاب بمناكير وعجائب. اتَّهَمَهُ ابن حِبَّان بالوضع والتركيب".
كما أنَّ فيه (أحمد بن عيسى الخَشَّاب التِّنِّيسِيّ): ليس بالقوي، واتَّهَمَهُ ابن طاهر ومَسْلَمَة بالكذب. وستأتي ترجمته في حديث (435).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن الفضل بن العبَّاس البغدادي أبو جعفر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد ترجم في "الميزان"(4/ 9) لـ (محمد بن الفضل بن العبَّاس) دون أن ينسبه أو يذكر كنيته، وقال:"لا أعرفه. قال ابن النَّجَّار: ضعَّفه أبو بكر بن أبي الدُّنْيَا". وتعقَّبه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 342) وقال: إنَّ الذي ضعَّفه هو (ابن طَرْخَان)، وليس (ابن أبي الدُّنْيَا). وقد ضَعَّفَهُ جِدًّا. كما ذكر ابن حَجَر: أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قد ضعَّفه أيضًا. ولا يبعدُ أن يكون المُتَرْجَمُ له عند الذَّهبِيّ وابن حَجَر هو صاحب الترجمة، واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه ابن مَنْدَه في "مسند إبراهيم بن أَدْهَم" ص 22 رقم (8)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 109) و (8/ 42)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 314) رقم (10427) -ط بيروت-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 35) -في ترجمة (عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجَزَرِيّ) -، من طريق أحمد بن عيسى الخَشَّاب، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجَزَري، به.
ولفظه عند ابن مَنْدَه وأبي نُعَيْم والبيهقي: "لا تبك، فإنَّ شِدَّة يوم القيامة لا تصب الجائع إذا احتسب في دار الدُّنْيَا".
قال أبو نُعَيْم في الموضع الأول: "غريب من حديث الثوري وإبراهيم، لم نكتبه إلَّا من حديث ابن عيسى عن الجَزَري متصلًا مسندًا".
وقال في الموضع الثاني: "هذا حديث تفرَّد به إبراهيم بن أَدْهَم عن محمد بن زياد، وتفرَّد فيه الجَزَري عن الثوري".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 42 - 43)، وابن مَنْدَه في "مسند إبراهيم بن أَدْهَم" ص 23 - 24 رقم (11)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 314) رقم (10436)، من طريق أحمد بن عبد اللَّه، حدَّثنا شَقِيق البَّلْخِي، عن إبراهيم بن أَدْهَم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال أبو نُعَيْم: "حديث شَقِيق عن إبراهيم لم نكتبه إلَّا من حديث أحمد بن عبد اللَّه، ويُعْرَفُ بالجُوبَاري، أَحَدُ مَنْ يضع الحديث".
وقال البيهقي: "أحمد بن عبد اللَّه الشيباني هو: الجُوَيْبَاري. وهو ممن يضع الحديث. وروي ذلك من وجه آخر ضعيف عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أَدْهَم".
أقول: (أحمد بن عبد اللَّه الهَرَوِيّ الجُوْبارِيّ -ويقال له: الجُوَيْبَارِيّ- أبو عليّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (1/ 107):"ممّن يُضْرَبُ المَثَلُ بكذبه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (216).
ورواه ابن مَنْدَه في "مسند إبراهيم بن أَدْهَم" ص 23 رقم (10) من طريق محمد بن صالح الهَرَوي، حدَّثنا معاذ بن عيسى الهَرَوي، حدَّثنا سفيان، حدَّثنا إبراهيم بن أَدْهَم، به.
و(محمد بن صالح الهَرَوي) و (معاذ بن عيسى الهَرَوي) لم أقف على من ترجم لهما.
كما رواه في ص 24 رقم (12) منه، من طريق أحمد بن محمد بن خالد، حدَّثنا موسى بن عمر الخُرَاسَاني، عن سفيان، عن إبراهيم بن أَدْهَم، به، بنحوه.
و (موسى بن عمر الخُرَاسَاني) لم أقف على من ترجم له.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 880) إلى ابن عساكر.
كما عزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 199) رقم (18626) إلى ابن النَّجَّار.
* * *
323 -
حدَّثنا أحمد بن الحسين بن عليّ بن عمر أبو منصور، حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن الفضل البزَّاز -جارنا في الحربية سنة عشر وثلثمائة-، حدَّثنا محمد بن عليّ، حدَّثنا محمد بن سعيد بن الأَصْبَهَاني.
وأنبأنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشَّاهد -بالبَصْرة-، أنبأنا أبو رَوْق الهِزَّاني، حدَّثنا الكُدَيْمي محمد بن يونس، حدَّثنا محمد بن سعيد الأَصْبَهَاني -كوفي-، حدَّثنا عبد السلام بن حَرْب المُلائي، حدَّثنا الأَعْمَش،
عن أنس قال: بعثني النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى يهودي يبيع البَزَّ، فقال:"قل له يعطينا ثوبين حتى يجيئنا شيء فنقضيه"، فجعل يتشاغل عني ويُبَايع النَّاس، ثم التفت إليَّ فقال لي: واللَّه ما لمحمدٍ زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ فمن أين يَقْضِيني؟ فجئتُ فأخبرتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"كَذَبَ عدو اللَّه، لو أعطاني لقضيته، وكنتُ خيرًا له منهم". ثم قال: "لأَنْ يَلْبَسَ الرَّجُلُ ثوبًا معلمًا -يعني مرقوعًا-، خيرٌ له من أَنْ يأكل في أمانته". "لفظ الحَرْبِيّ".
(3/ 155) في ترجمة (محمد بن الفضل البزَّاز الحَرْبي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه انقطاع بين (الأَعْمَش: سليمان بن مِهْران) وبين (أنس بن مالك)، فإنَّه
لم يسمع منه. قال ابن مَعِين في "تاريخه"(2/ 234): "كُلُّ ما روى الأَعْمَش عن أنس، فهو مرسل. وقد رأى الأَعْمَش أنسًا". وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 72، عن عليّ بن المَدِيني:"الأَعْمَش لم يسمع من أنس بن مالك، إنما رآه بمكَّة يصلِّي خَلْفَ المَقَام. فأمّا طرق الأَعْمَش عن أنس، فإنما يرويها عن زيد الرَّقَاشي عن أنس". وقد تقدَّمت ترجمة الأَعْمَش في حديث (190).
وفي طريقه الثاني: (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِي)، وهو متروك، وقد كذَّبه جماعة من الأئمة منهم: أبو داود وابن عدي وابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ. وستأتي ترجمته في حديث (379).
وصاحب الترجمة (محمد بن الفضل البزَّاز الحَرْبي) لم يذكر الخطيب فيه جَرْحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(محمد بن عليّ) هو (ابن عبد اللَّه بن مِهْرَان الورَّاق أبو جعفر) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 61 - 62) وقال: "ثقة".
و(أبو رَوْق الهِزَّاني) هو (أحمد بن محمد بن بكر البَصْرِيّ): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1572).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 243 - 244) عن محمد بن يزيد، حدَّثنا أبو سَلَمَة صاحب الطعام قال: أخبرني جابر بن يزيد -وليس الجُعْفي-، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى حليق النصراني لِيَبْعَثَ إليه بأثواب إلى المَيْسَرَة، فأتيته فقلت: بعثني إليك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لتبعث إليه بأثواب إلى المَيْسَرَة. فقال: وما المَيْسَرَةُ، ومتى المَيْسَرَةُ، واللَّه ما لمحمدٍ شائقة ولا راعية
(1)
. فرجعت فأتيت النبيَّ
(1)
هكذا في "المسند" المطبوع: "ما لمحمد شائقة ولا راعية". وفي "مجمع الزوائد"(4/ 125): "ما لمحمد ثاغية ولا راعية". والصواب -واللَّه أعلم-: "ما لمحمد ثاغية =
صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فلما رآني، قال:"كذب عدو اللَّه، أنا خير من يبايع، لأن يلبس أحدكم ثوبًا مِنْ رِقَاعٍ شتى خيرٌ له مِنْ أَنْ يأخذ بأمانته -أو في أمانته- ما ليس عنده".
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 103) رقم (1305) -من كشف الأستار- مختصرًا، عن أبي بكر القُدْسي، حدَّثنا أَسِيْد بن زيد، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم الأَحْول، عن أنس قال: أَرْسَلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى يهودي يستقرضه إلى الميسرة، فقال: هل له ميسرة، وليس له زرع ولا ضرع؟ ! فبلغ ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"كَذَبَ عَدُوُّ اللَّه، إنِّي لأَوْفَاهم".
قال البزَّار: "لا نعلم زواه عن عاصم عن أنس إلَّا أبو بكر".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 285) رقم (1499) مختصرًا أيضًا، من طريق أَسِيْد
(1)
بن زيد المتقدِّم بلفظ: "بعثَ بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى يهودي أستسلف له إلى الميسرة. فقال: أيُّ ميسرةٍ له؟ هو الذي لا أصلَ له ولا فَرْعَ، فرجعت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرتُهُ. فقال: "كَذَبَ عَدُوُّ اللَّه. أما لو أعطانا لأدَّيْنَا إليه".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلَّا أبو بكر، تفرَّد به أَسِيْد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 126) بعد أن عزاه لأحمد والطبراني في "الأوسط" والبزَّار: "فيه: راوٍ يقال له جابر بن يزيد قال: وليس بالجُعْفِيّ، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات"! !
= ولا راغية". ففي "لسان العرب" -مادة (ثغا) (14/ 113): "والثاغيةُ: الشاة. وما له ثاغٍ ولا راغٍ ولا ثاغيةٌ ولا راغيةٌ، الثَّاغية: الشاة. والرَّاغية: النَّاقة. أي ما له شاة ولا بعير".
(1)
ضُبط في "المعجم الأوسط" بضم أوله وفتح ثانيه وسكون الياء، وهو خطأ. انظر:"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (1/ 15 - 18)، و"تهذيب الكمال"(3/ 238).
أقول: (جابر بن يزيد) هذا، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 498 - 499) وقال: "جابر بن يزيد أبو الجَهْم. روى عن ربيع بن أنس، وربما أدخل بينهما سفيان الزَّيَّات. روى عنه أبو سَلَمَة عثمان صاحب الطعام، وليس بالبُرِّي ولا البَتِّي
(1)
، وسليمان بن سليمان الرِّفَاعي الذي يروي عنه نصر بن عليّ. . . سُئِلَ أبو زُرْعَة عنه قال: لا أعرفه".
كما ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 189. ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. فالظاهر أنَّه مجهول، واللَّه أعلم.
كما أنَّ في إسناد أحمد (أبو سَلَمَة صاحب الطعام) ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 322، وذكر أنَّ ابن أبي حاتم قد ذكره في ترجمة الراوي عنه وهو (جابر بن يزيد)، كما أنَّ أبا أحمد الحاكم قد ذكره في "الكُنَى" له، ولم يذكر حاله.
أمَّا إسناد البزَّار والطبراني، فإنه ضعيف، ففيه (أَسِيْد بن زيد بن نَجِيح الجَمَّال القُرَشي) وهو ضعيف، وتركه بعضهم. وستأتي ترجمته في حديث (991).
ورواه مختصرًا الدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(2/ 150)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 327)، من طريق سعيد بن أبي هانئ، عن أبيه، عن سفيان، عن أبي عُمَارة، عن النضر بن أنس، عن أنس مرفوعًا:"لأن يلبس العبد المؤمن والمرأة المؤمنة ألوان شتى، خير له من أن يأخذ في أمانته ما ليس عنده".
وقد ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 143) من الطريق المتقدِّم، وسأل أباه عنه، فقال له:"روى هذا الحديث يحيى بن يَمَان عن الثوري عن أبي عَمَّار عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وأبو عَمَّار هذا يشبه أن يكون زياد بن ميمون، وزياد بن ميمون متروك الحديث".
(1)
وكلٌّ منهما يُكْنَى أبا سَلَمَة كما قال ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 322.
أقول: في إسناده عندهم (سعيد بن أبي هانئ -واسمه إسماعيل بن خليفة-)، ترجم له أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان" (2/ 414) وقال:"لم يسمع من أبيه، وذَكَرَ عنه وِجَادَة". ومثله في "تاريخ أَصْبَهَان" لأبي نُعَيْم (1/ 326)، ولم يَذْكُرا فيه جَرْحًا أو تعديلًا.
والحديث رواه التِّرْمِذِيّ في البيوع، باب في الرخصة في الشراء إلى أجل (3/ 509) رقم (1213) -واللفظ له-، والنَّسَائي في البيوع، باب البيع إلى الأجل المعلوم (7/ 294)، وأحمد في "المسند"(6/ 147)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 347)، من طريق عُمَارة بن أبي حفصة، أخبرنا عِكْرِمة، عن عائشة قالت: كان على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثَوْبَانِ قِطْرِيَّان
(1)
غَلِيظَانِ، فكان إذا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلا عليه، فَقَدِمَ بَزٌّ من الشَّام لفلانٍ اليهوديِّ، فقلت: لو بعثتَ إليه فاشتريتَ منه ثوبين إلى المَيْسَرَةِ. فَأَرْسَلَ إليه فقال: قد علمتُ ما يريدُ، إنَّما يريدُ أن يَذْهَبَ بمَالي -أو بدَرَاهِمِي-. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كَذَبَ. قد عَلِمَ أنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ للَّه وَآدَاهُمْ للأمَانَةِ".
قال التِّرْمِذِيّ: "حديث عائشة حديث حسن غريب صحيح". وهو كما قال. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
324 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن فارس المَعْبَدِيّ -ببغداد-، حدَّثني أبي: فارس بن حمدان بن عبد الرحمن قال: حدَّثني جدِّي، عن شَرِيك، عن لَيْث، عن مجاهد، عن طاوس،
عن ابن عبَّاس قال: قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول اللَّه للنَّارِ جواز - قال: "نعم". قلت: وما هو؟ قال: "حُبُّ عليّ بن أبي طالب".
(1)
الثوب القِطْرِيّ: "هو ضَرْبٌ من البُرود فيه حُمْرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة". "النهاية"(4/ 80).
(3/ 161) في ترجمة (محمد بن فارس بن حمدان العَطَشِيّ المَعْبَدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن فارس بن حمدان العَطَشِيّ المَعْبَدِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 161 - 162) وفيه عن أبي نُعَيْم: "كان رافضيًا غاليًا في الرَّفْض، وكان أيضًا ضعيفًا في الحديث". وقال أبو الحسن محمد بن العبَّاس بن الفُرات: "كان غير ثقة ولا محمود المذهب". وكذلك قال محمد بن أبي الفَوَارس.
2 -
"الميزان"(4/ 3) وقال: "شيخ البَرْقَاني. رافضي بغيض". ثم أشار إلى حديثه هذا وبطلانه.
3 -
"لسان الميزان"(5/ 338 - 339).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: هذا الحديث باطل، ولم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد. . . رواه المَعْبَدِيّ عن أبيه عن جدِّه. وليس يعرف في أهل العلم واحد منهما.
وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 339) لـ (فارس بن حمدان المعْبَدِيّ)، وذكر الحديث من طريقه، وقال:"رواه أبو نُعَيْم الحافظ عن محمد بن فارس المعْبَدِيّ عن أبيه. وهذا موضوع". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 424 - 425).
وفيه (شَرِيك) وهو (ابن عبد اللَّه النَّخَعي الكوفي): صدوق يخطئ كثيرًا. وستأتي ترجمته في حديث (672).
كما أن فيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِيّ): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المخزومي المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (399).
و (طاوس) هو (ابن كَيْسَان اليَمَاني الحِمْيَري أبو عبد الرحمن): ثقة فقيه قدوة، وستأتي ترجمته في حديث (1745).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 399) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، واكتفى بنقل قولي أبي نُعَيْم وابن الفُرَات المتقدِّمين في صاحب الترجمة.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 380 - 381)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 367).
* * *
325 -
أنبأنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا محمد بن فارس قال: حدَّثني خطَّاب بن عبد الدائم الأُرْسُوفي -بها
(1)
-، حدَّثنا يحيى بن المُبَارَك، عن شَرِيك، عن منصور، عن لَيْث، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "شفعت في هؤلاء النَّفَر، في أبي، وعمِّي أبي طالب، وأخي من الرضاعة -يعني ابن السَّعْدِيَّة- ليكونوا من بعد البعث هباءً".
(1)
يعني في مدينة (أُرْسُوف). قال السَّمْعَانيُّ في "الأنساب"(1/ 185): "وهي مدينة على ساحل بحر الشَّام، وبها كان جماعة من العلماء والمُرَابطين".
(3/ 161) في ترجمة (محمد بن فارس بن حمدان العَطَشِيّ المَعْبَدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن فارس بن حمدان العَطَشِيّ المَعْبَدِيّ)، وهو غير ثقة ولا محمود المذهب. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (324).
كما أنَّ فيه (خطَّاب بن عبد الدائم الأُرْسُوفي) وسيأتي عن الخطيب قوله فيه: "ضعيفٌ، يُعْرَفُ برواية المناكير".
وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 655) وقال: "روى عنه محمد بن فارس خبرًا باطلًا: شفعت في أبي وعمِّي ليكونا هباء. رواه عن يحيى بن المُبَارك الصَّنْعَاني وثلاثتهم ضعفاء". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 400).
وفيه أيضًا (يحيى بن المُبَارَك الصَّنْعَانيّ الدِّمَشْقِيّ) وهو تَالِفٌ كما قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 404). وستأتي ترجمته في حديث (1459).
وفيه كذلك (ليث بن أبي سُلَيم بن زُنَيْم القُرشِيّ) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
و(شَرِيك) هو (ابن عبد اللَّه النَّخَعي الكوفي): صدوق يخطئ كثيرًا. وستأتي ترجمته في حديث (672).
قال الخطيب عقب روايته له: هذا الحديث باطل، ولم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد. . . رواه خطَّاب بن عبد الدائم، وهو ضعيف يُعْرَفُ برواية المناكير، عن يحيى بن المُبَارَك الشَّامي الصَّنْعَاني، وهو مجهول، وقال فيه: عن منصور، عن ليث. ومنصور بن المُعْتَمِر لا يروي عن ليث بن أبي سُلَيْم، واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه الجُورْقَانِيّ في "الأباطيل والمناكير"(1/ 236 - 237) رقم (217) قال: أخبرنا أبو عليّ الحدَّاد فيما كَتَبَ إليَّ قال: حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ قال: حدَّثنا أبو بكر محمد بن فارس بن حَمْدَان المَعْبَدِيّ، به.
قال الجُورْقَانِيُّ: "هذا حديث باطل، لا أصل له. وليث بن أبي سُلَيْم: ضعيف الحديث. ومنصور بن المُعْتَمِر: لم يسمع من لَيْثٍ شيئًا، ولا يروي عنه شيئًا لضعفه. ويحيى بن المُبَارَك هذا: شاميٌّ صنعانيٌّ، وهو مجهول. وخطَّاب بن عبد الدائم هذا: ضعيف يُعْرَفُ برواية المناكير عن يحيى بن المُبَارَك الشَّامي".
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 284 - 285) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع بلا شك". وأعلَّه بنحو ما تقدَّم عن الخطيب والجُورْقَاني، وقال:"وفي "الصحيحين"
(1)
أنَّ أبا طالب ذُكِرَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "هو في ضَحْضَاحٍ
(2)
مِنْ نَارٍ".".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 268 - 269).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 322).
وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 620) رقم (1091)، من طريق الوليد بن سَلَمَة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن
(1)
انظر: "صحيح البخاري" رقم (3883) من حديث العبَّاس، ورقم (3885) من حديث أبي سعيد الخُدْري. وانظر "صحيح مسلم" رقم (209) من حديث العبَّاس، ورقم (210) من حديث أبي سعيد الخُدْري.
(2)
قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 75): "الضحضاح في الأصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنَّار". وقال في "جامع الأصول"(9/ 238): "وقد شبه في القلَّة ما يكون فيه أبو طالب من النَّار القليلة".
عمر مرفوعًا بلفظ: "إذا كان يوم القيامة شَفَعْتُ لأَبِي وأُمِّي وعَمِّي أبي طالب وأخٍ لي في الجاهلية".
قال تمَّام الرَّازي: "الوليد بن سَلَمَة منكر الحديث".
أقول: بل هو كذَّاب. كذَّبه دُحَيْم والحاكم وابن مُسْهِر وابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (194)، ولذا قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 322) بعد ذكره لحديث ابن عمر هذا وقول تمَّام في الوليد: "بل كذَّابٌ كما قال غير واحد من الحُفَّاظ، وأظن هذا من أباطيله، مع أنَّه لو ثَبَتَ، حُمِلَ على الشفاعة في تخفيف العذاب كما صحَّ في أبي طالب
(1)
واللَّه أعلم".
وحديث ابن عبَّاس ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 323، وعزاه للخطيب ناقلًا قوله ببطلانه.
* * *
326 -
حدَّثنا محمد بن فارس الغُوْرِيّ -إملاءً في شوال من سنة ثمان وأربعمائة-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد المِصريّ، حدَّثنا محمد بن عمرو بن نافع أبو جعفر المُعَدَّل، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح قال: حدَّثني نافع بن يزيد، عن زُهْرَة بن مَعْبَد، عن سعيد بن المسيَّب،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه اختار أصحابي على العالَمِين سوى النبيين والمُرْسَلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلّهم خير، واختار أُمَّتي على سائر الأمم".
(1)
يشير ابن عَرَّاق إلى الحديث الذي رواه مسلم في الإيمان، باب أهون أهل النَّار عذابًا (1/ 196) رقم (362) عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"أهون أهل النَّارِ عذابًا أبو طالبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلي منهما دِمَاغُهُ".
(3/ 162) في ترجمة (محمد بن فارس بن محمد أبو الفرج، المعروف بابن الغُوْري).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الإمام أبو زُرْعَة الرَّازي في "الضعفاء" له (2/ 418) متحدِّثًا عن خالد بن نَجِيح المِصْرِيّ، وإملائه على الذين سمعوا من عبد اللَّه بن لَهِيعة ما لم يسمعوا منه:"وقد بُلي به أبو صالح -يعني عبد اللَّه بن صالح المِصْري، الذي في إسناد الخطيب- أيضًا في حديث زُهْرَة بن مَعْبَد عن سعيد بن المسيَّب عن جابر ليس له أصل، وإنَّما هو عن خالد بن نَجِيح".
ونقل الإِمام المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(15/ 105) في ترجمة (عبد اللَّه بن صالح المِصْري) عن الحاكم أبي عبد اللَّه بسنده إلى أحمد بن محمد بن سليمان التُّسْتَرِي أنَّه قال: "سألت أبا زُرْعَة الرَّازي عن حديث زُهْرَة بن مَعْبَد عن سعيد بن المسيَّب عن جابر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في "الفضائل" فقال: هذا حديث: باطل، كان خالد بن نَجِيح المِصْري وضعه ودلَّسَهُ في كتاب الليث، وكان خالد بن نَجِيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويُدَلِّس لهم، وله غير هذا. قلت لأبي زُرْعَة، فمن رواه عن ابن أبي مريم؟ قال: هذا كذَّاب. قال التُّسْتَرِي: وقد كان محمد بن الحارث العَسْكَري حدَّثني به عن كاتب الليث وابن أبي مريم. قال الحاكم أبو عبد اللَّه: فأقول رضي اللَّه عن أبي زُرْعَة لقد شَفَى في عِلَّة هذا الحديث وبيَّن ما خفي علينا، فكل ما أُتيَ أبو صالح كان من أجل هذا الحديث، فإذا وضعه غيرُهُ وكَتَبَهُ في كتاب الليث، كان المُذْنِبُ فيه غير أبي صالح".
وقال النَّسَائي كما في "تهذيب الكمال"(15/ 104): "لقد حدَّث أبو صالح عن نافع بن يزيد عن زُهْرَة بن مَعْبَد عن سعيد بن المسيَّب عن جابر بن عبد اللَّه أنَّ
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه اختار أصحابي على جميع العَالَمِين"، حديث بطوله موضوع".
وخالد بن نَجِيح المِصْرِي الذي كان البلاء في الحديث من قِبَلِهِ، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 355) ونقل عن أبيه قوله فيه:"كذَّاب، يَفْتَعِلُ الأحاديث ويضعها في كُتُبِ ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أُنْكِرَتْ على أبي صالح يتوهم أنَّه مِنْ فِعْلِهِ".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث غريب من حديث ابن المسيَّب عن جابر، ومن حديث زُهْرَة بن مَعْبَد عن سعيد، تفرَّد بروايته نافع بن يزيد عنه. وقد تَابَعَ عبد اللَّه بن صالح على روايته، سعيد بن أبي مريم فرواه عن نافع هكذا". ثم نقل عن أبي زُرْعَةَ قوله الأول.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 288 - 289) رقم (2763) -من كشف الأستار-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 41) -في ترجمة (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِي) -، من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن نافع بن يزيد، به.
إلَّا أنَّ عند البزَّار زيادة في آخره هي: "واختار أمتي أربع قرون، القرن الأول والثاني والثالث والرابع".
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوى عن جابرٍ إلَّا بهذا الإسناد، ولم يشارك عبد اللَّه بن صالح في روايته هذه عن نافع بن يزيد، أحد نعلمه".
أقول: كلام الإمام البزَّار مُتَعَقَّبٌ بما تقدَّم من متابعة سعيد بن أبي مريم له.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 16): "رواه البزَّار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف".
أقول: في قول الهيثمي هذا قصور لما تقدَّم، والحديث موضوع. وقد نقل محقق "كشف الأستار" الشيخ الأعظمي رحمه المولى تعالى كلام الهيثمي المتقدِّم دون تعقيب، كما هو شأنه دائمًا إلَّا في القليل النادر! والحمد للَّه على توفيقه وفضله.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 158) إلى أبي نُعَيْم في "فضائل الصحابة"، والخطيب، وابن عساكر، فقط.
* * *
327 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي، حدَّثنا أحمد بن الخليل، حدَّثنا يونس بن محمد، حدَّثنا محمد بن الفُرَات.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر أيضًا، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأَصْبَهَاني، حدَّثنا محمد بن صالح، وموسى بن هارون، قالا: حدَّثنا جُبَارَة، حدَّثنا محمد بن الفُرَات، حدَّثنا سعيد بن لُقْمَان، عن عبد الرحمن الأنصاري،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأَكْلُ في السُّوقِ دَنَاءَةٌ".
(3/ 163) في ترجمة (محمد بن الفُرَات التَّمِيمي الكوفي أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وللحديث طرق عدَّة معلولة، وهو ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الفُرَات التَّمِيمي الكوفي أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 533) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 208) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 221 رقم (571) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 123 - 124) وروى له حديثين وقال: "لا يُتَابَعُ عليهما". وفيه: "رَمَاهُ أحمدُ".
5 -
"الجرح والتعديل"(8/ 59 - 60) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، ذاهب الحديث، يروي عن أبي إسحاق أحاديث منكرة". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(2/ 181 - 182) وقال: "كان ممّن يروي المعضلات عن الأثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته عَلِمَ أنها موضوعة. لا يحلُّ الاحتجاج به".
7 -
"الكامل" لابن عدي (6/ 2148 - 2150) وقال: "الضعف بيِّن على ما يرويه عمَّن روى عنه". وفيه عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة: "شيخ كذَّاب".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 347 رقم (476).
9 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 142 رقم (221) وقال: "متروك".
10 -
"المُحَلى" لابن حَزْم (7/ 484) وقال: "ضعيف باتفاق، مُطَّرَحٌ".
11 -
"تاريخ بغداد"(3/ 163 - 164) وفيه عن ابن عمَّار: "كذَّاب". وقال علي بن المَدِيني: "روى عن حبيب بن أبي ثابت مناكير، وضعَّفه". وقال أبو داود: "روى عن مُحَارِب بن دِثَار أحاديث موضوعة". وقال محمد بن الحسين أبو الفتح الأَزْدِيّ: "متروك الحديث".
12 -
"الكاشف"(3/ 78) وقال: "كذَّبه أحمد".
13 -
"التهذيب"(9/ 396 - 397) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقوي". وقال السَّاجي: "منكر الحديث". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بشيء".
14 -
"التقريب"(2/ 199) وقال: "كذَّبوه، من الثامنة"/ ق.
كما أنَّ فيه (جُبَارَة) وهو (ابن المُغَلِّس الحِمَّاني الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 415) وقال: "يُضَعَّفُ".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 185) وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد: "عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جُبَارَة الكوفي فقال في بعضها: هي موضوعة أو هي كذب".
3 -
"التاريخ الصغير"(2/ 345) وقال: "حديثه مضطرب".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 72 رقم (103) وقال: "ضعيف".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 206 - 207).
6 -
"الجرح والتعديل"(2/ 550) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال مرَّة: "هو على يَدَيْ عَدْلٍ". وقال ابن نُمَيْر: "ما هو عندي ممّن يكذب. . . كان يُوضع له الحديث فيحدِّث به، وما كان عندي ممّن يتعمد الكذب".
7 -
"المجروحين"(1/ 221 - 222) وقال: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحِمَّاني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شابها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها، فخرج بها عن حدِّ التعديل إلى الجرح".
8 -
"الكامل"(2/ 602 - 603) وقال: "في بعض حديثه ما لا يتابعه أحد عليه، غير أنه كان لا يتعمد الكذب، إنما كانت غفلة فيه، وحديثه مضطرب كما ذكره البخاري". وفيه عن ابن نُمَيْر: "صدوق".
9 -
"الكاشف"(1/ 123) وقال: "ضعيف".
10 -
"التقريب"(1/ 124) وقال: "ضعيف، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين -يعني ومائتين-"/ ق.
وفيه أيضًا (سعيد بن لُقْمَان) ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(2/ 156) وقال: "عن بعض التابعين. قال الأَزْدِيُّ: لا يحتج بحديثه. روى عنه محمد بن الفُرات". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 41) ولم يزد عمّا في "الميزان".
التخريج:
رواه عبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(3/ 207) رقم (1442)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2150) -في ترجمة (محمد بن الفُرَات) -، و (2/ 512) -في ترجمة (بقيَّة بن الوليد) -، والخطيب في "تاريخه"(7/ 283)، والذَّهَبِيّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(16/ 542)، من طريق محمد بن الفُرَات، عن سعيد بن لُقْمَان، به.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 125) من طريق أبي بشر الهيثم بن سهل، حدَّثنا مالك بن سُعَيْر، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وفيه (أبو بشر الهيثم بن سهل التُّسْتَرِيّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (14/ 60 - 61) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"كان ضعيفًا". وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: إنَّ إسماعيل القاضي ضرب الهيثم بن سهل على تحديثه عن حمَّاد بن زيد وأنكر عليه. وترجم له الذَّهَبِيّ في "المغني"(2/ 716) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: ضعيف". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 207) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "كتب النَّاس عنه وهو جائز الحديث". وفيه: "ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة، ولقيه ابن الأعرابي سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وهو ابن عشرين ومائة سنة".
وله شاهد من حديث أبي أُمَامة البَاهِلِيّ، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 297 - 298) رقم (7977)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 191)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1670)، -كلاهما في ترجمة (عمر بن موسى الوَجِيهي) -، من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، عن بقيَّة بن الوليد، عن عمر بن موسى، عن القاسم، عن أبي أُمَامَة مرفوعًا به.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 512) -في ترجمة (بقيَّة بن الوليد) -، من طريق سُوَيد بن سعيد، حدَّثنا بقيَّة، عن جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم، عن أبي أُمَامَة مرفوعًا به.
أقول: إسناده من الطريقين تالف.
ففي طريقه الأول: (عمر بن موسى بن وَجِيه الوَجِيهيّ التَّيْمِيّ الحِمْصِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 434 - 435) وقال: "ليس بثقة". وقال أخرى: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 197) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"أحوال الرجال" ص 173 رقم (310) وقال: "سمعتهم يذمّون حديثه، يحدِّث عنه بقيّة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 189 رقم (487) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 190 - 191).
6 -
"الجرح والتعديل"(6/ 133) وفيه تكذيب عُفَيْر بن مَعْدَان وإسماعيل بن عيّاش له. وقال أبو حاتم: "متروك الحديث، ذاهب الحديث، يضع الحديث".
7 -
"المجروحين"(2/ 86) وقال: "كان ممّن يروي المناكير عن المشاهير، فلما كثر في روايته عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى خرج عن حَدِّ العدالة إلى الجرح فاستحق الترك".
8 -
"الكامل"(5/ 1669 - 1677) وقال: "هو بَيِّن الأمر في الضعفاء، وهو في عِدَاد من يضع الحديث متنًا وإسنادًا".
9 -
"لسان الميزان"(4/ 332 - 334) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب ليس بشيء". وقال يعقوب: "يُعْرَفُ ويُنْكَرُ"
(1)
. وقال أبو داود: "ليس بشيء، يروي عن قَتَادَة وسِمَاك مناكير".
وقد صرَّح بقيَّة بن الوليد -وهو مدلِّس مشهور- بالتحديث عند الطبراني.
وفي طريقه الثاني: (جعفر بن الزُّبَيْر الحَنَفيّ -أو البَاهِليّ- الدِّمَشْقِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 86) وقال: "ضعيف".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 408 رقم (570) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 156 رقم (219) وقال: "كان جعفر لا يكتب حديثه، ضعيفًا لا يسوي شيئًا".
4 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 51 رقم (46) وقال: "متروك الحديث، تركوه".
5 -
"أحوال الرجال" ص 111 رقم (177) وقال: "نَبَذُوا حديثَهُ".
(1)
بياء الغيبة مبنيًا للمجهول. والمعنى: أنه يأتي مرّةً بالأحاديث المعروفة، ومرّةً بالأحاديث المنكرة.
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 74 رقم (110) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 182 - 183) وفيه عن شُعْبَة بن الحجَّاج: "وَضَعَ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أربعمائة حديث". وفيه عن شُعْبَة أيضًا: "إنَّه يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وفيه عن أحمد بن حنبل أنَّه أمر بالضرب على حديثه. وفيه أنَّ يحيى بن سعيد القطَّان قد ضعَّفه جدًّا.
8 -
"الجرح والتعديل"(2/ 479) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث، كثير الوَهَم". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث، كان ينزل البصرة، وكان ذاهب الحديث، لا أرى أَنْ أُحَدِّث عنه، وهو متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء".
9 -
"المجروحين"(1/ 212) وقال: "يروي عن القاسم مولى معاوية وغيره أشياء كأنها موضوعة، وكان ممّن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيهًا بالوضع". وقال: "روى جعفر بن الزُّبَيْر عن القاسم عن أبي أُمَامَة نسخة موضوعة أكثر من مائة".
10 -
"الكامل"(2/ 558 - 560) وقال عن أحاديثه: "عامَّتُها لا يتابع عليه، والضعف على حديثه بَيِّنٌ".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 169 رقم (143) وقال: "متروك".
12 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 70 رقم (39) وقال: "لا يكتب حديثه ولا يُسَاوي شيئًا. روى عن القاسم عن أبي أُمَامَة غير حديث لا أَصْلَ له".
13 -
"المغني"(1/ 132) وقال: "متَّهم. تركه أحمد بن حنبل وغيره".
14 -
"الكاشف"(1/ 129) وقال: "عابد، ساقط الحديث".
15 -
"التقريب"(1/ 130) وقال: "متروك الحديث، وكان صالحًا في نفسه، من السابعة، مات بعد الأربعين -يعني ومائة-"/ ق.
و (القاسم) في طريقيه هو (ابن عبد الرحمن الدِّمَشْقِي أبو عبد الرحمن) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 337): "صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 118): "صدوق يُرْسِلُ كثيرًا، من الثالثة"/ بخ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "ميزان الاعتدال" (3/ 373 - 374)، و"التهذيب" (8/ 322 - 324).
والحديث رواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(3/ 36 - 38) من الطرق الأربعة المتقدِّمة، وقال:"لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 256) بقوله: "اقتصر العِرَاقِيُّ في تخريج "الإحياء" على تضعيفه، واللَّه أعلم".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 259).
قال العِرَاقِيُّ في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(2/ 18): "أخرجه الطبراني من حديث أبي أُمَامَة، وهو ضعيف! ورواه ابن عدي في "الكامل" من حديثه وحديث أبي هريرة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 24 - 25) بعد أن ذكره من حديث أبي أُمَامَة: "رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف". أقول: بل هو مُتَّهم كما تقدَّم.
وقال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 80 بعد أن عزاه للطبراني وابن عدي عن أبي أُمَامة: "وسنده ضعيف"!
قال العُقَيْلِيُّ في "الضعفاء"(3/ 191): "ولا يَثْبُتُ في هذا الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيء".
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 542): "روي في ذلك آثار، ولا يثبت منها شيء".
ويعارض هذا الحديث
(1)
، ما رواه التِّرْمِذِيُّ في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (4/ 200) رقم (1880)، وابن مَاجَه في الأطعمة، باب الأكل قائمًا (2/ 1098) رقم (3301)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 359 - 360) رقم (5301)، من طريق سَلْم بن جُنَادة الكوفي، حدَّثنا حفص بن غياث، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:"كُنَّا نأكلُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نَمْشي، ونَشْرَبُ ونحن قِيَامٌ"
(2)
.
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث صحيح غريب". وهو كما قال.
* * *
328 -
حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن يحيى بن جعفر الإمام، وأبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه البَرَاثيّ جميعًا -بأَصْبَهَان-، قالا: حدَّثنا عبد اللَّه بن الحسن بن بُنْدَار المَدِينيّ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصَّائِغ، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل البغدادي، عن الحَفَرِيّ، عن عاصم بن النُّعْمَان، عن سفيان، عن الأسود بن قَيْس، عن عمرو بن شَقِيق،
عن عليّ -مثل حديثٍ قبله
(3)
- أنَّه خطب فقال: إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا في الإِمَارَةِ عَهْدًا، ولكنَّه رَأْيٌ رَأَيْنَاهُ، فاسْتُخْلِفَ أبو بَكْرٍ فَقَامَ واسْتَقَامَ. وذكر الحديث.
(1)
أشار إلى ذلك السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 80.
(2)
أقول: عزا محقق "جامع الأصول"(5/ 71) رقم (3080) الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، حديث ابن عمر هذا، إلى ابن ماجه رقم (3301) في الأطعمة، باب الأكل قائمًا، على أنَّه من حديث عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جدِّه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقال:"إسناده حسن"! وهو سهو منه، فإنَّ ابن ماجه في الموطن الذي أحال إليه، إنَّما يرويه من حديث عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر كما تقدَّم. ولم يرو ابن ماجه في الباب المذكور غير حديث ابن عمر هذا.
(3)
قال مصحح "تاريخ بغداد": "كذا في الأصل ولم يتقدم له حديث".
(3/ 165) في ترجمة (محمد بن الفُضَيْل الخُرَاسَاني البغدادي).
مرتبة الحديث:
ضعيف لاضطرابه.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "كذا روياه لنا -يعني أبو الحسن عليّ بن يحيى الإمام وأبو الفرج عبد الواحد البَرَاثي-، فقالا: عن عمرو بن شقيق، وإنَّما هو عمرو بن سفيان
(1)
. وقالا: عاصم بن النُّعْمَان، وإنَّما هو عصام بن النُّعْمَان
(2)
بن أبي خالد ابن أخي إسماعيل بن أبي خالد. رواه عن سفيان الثَّوْري هكذا. وخالفه أبو عاصم الضحَّاك بن مَخْلَد، فرواه عن الثَّوري عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو بن سفيان عن أبيه، ورواه عبد الصمد بن حسَّان فلم يقم إسناده وقال: عن سفيان عن رجل عن الأسود بن قيس عن عليّ. ورواه أبو يحيى الحِمَّاني وعبد الرزاق وقَبِيصة عن الثَّوْري عن الأسود بن قيس عن شيخ غير مسمّى عن عليٍّ، وكذلك رواه شَرِيك عن الأسود بن قيس. ورواه عَبْثَرُ بن القاسم عن الثَّوْري عن سوَّار عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عليّ. وكان الثَّوْري يضطرب فيه ولا يُثْبِتُ إسناده".
وهذا الذي قاله الخطيب من الاختلاف فيه على الأسود بن قيس، إنَّما لَخَّصَهُ عن الإمام الدَّارَقُطْنِيِّ في "علله"(4/ 83 - 88) حيث توسَّع رحمه الله في بيان أوجه الاختلاف هذه، وممّا ذكره الدَّارَقُطْنِيُّ ولم يذكره الخطيب، قوله في (4/ 85)
(1)
هو (الثقفي)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 71) وقال:"مقبول، من الرابعة"/ خد عس. وقال في "التهذيب"(8/ 40): "ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"". وذكر أنَّ أبا جعفر النَّحَّاس ذكر له حديثًا عن ابن عبَّاس في كتابه "معاني القرآن" وقال: "هي رواية ضعيفة لأجل راويها عمرو بن سفيان".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "وقالا: عصام بن النعمان، وإنما هو عاصم بن النعمان". والتصويب من "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 374)، و"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 84).
منه: "ورواه يحيى بن يَمَان عن الثَّوْري عن الأسود بن قيس عن سفيان بن عمرو أو عمرو بن سفيان".
وقوله في (4/ 86) منه: "ورواه مروان الفَزَاري عن مُسَاوِر شيخ له عن عمرو بن سفيان مُرْسَلًا عن عليّ".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ في (4/ 86) منه: "والثَّوْري رحمه الله كان يضطرب فيه، ولم يُثْبِتْ إسناده".
ومِنْ قَبْلِ الدَّارَقُطْنِيّ ذكره ابن أبي حاتم الرَّازِيّ في "علله"(2/ 374 - 375) من حديث أبي عاصم النَّبِيل عن الثَّوْري عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو بن سفيان عن أبيه عن عليّ. وعن أبي داود الحَفَرِيّ
(1)
عن عصام بن النُّعْمَان عن سفيان عن الأسود بن قيس عن عمرو بن عثمان قال: خَطَبَ عليّ وعن قَبِيصة عن سفيان عن الأسود بن قيس عن رجل عن عليّ. وقد سأل ابن أبي حاتم أبا زُرْعَة الرَّازِيّ عنه فقال: "ما أدري أبو عاصم صنع شيئًا فيما زاد في إسناد ابن عمرو بن سفيان".
و(عصام بن النُّعْمَان بن أبي خالد) لم أقف على من ترجم له.
وصاحب الترجمة (محمد بن الفُضَيْل الخُرَاسَاني البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. إلّا أنِّي وجدت ابن حِبَّان يترجم في "الثقات" (9/ 103 - 104) لـ (محمد بن الفُضَيْل البغدادي) ويقول:"شيخ مستقيم الحديث، يروي عن وكيع". أقول: ولا يبعد أن يكون هو، حيث إنَّ (محمد بن الفُضَيْل الخُرَاساني البغدادي) يروي عن أبي داود الحَفَري، والذي
(1)
تَصَحَّفَ في "العلل" إلى "الجعدي". والتصويب من "الأنساب"(4/ 173)، و"التهذيب"(7/ 452)، وغيرهما.
ترجم له ابن حِبَّان يروي عن وكيع بن الجَرَّاح، وكلاهما من طبقة واحدة. انظر "التقريب"(2/ 56) و (2/ 331).
و(الحَفَرِيّ) هو (عمر بن سعد بن عبيد أبو داود): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (197).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 114)، والدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(4/ 87 - 88)، من طريق عبد الرزاق، أنبأنا سفيان الثَّوْري، عن الأسود بن قيس، عن رَجُلٍ، عن عليّ أنَّه قال يوم الجَمَل:"إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا عهدًا نأخذ به في إمَارة، ولكنَّه شيء رأيناه مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِنَا، ثم استُخْلِفَ أبو بكر، رحمة اللَّه على أبي بكر، فأقام واستقام، ثم استُخْلِفَ عمر، رحمة اللَّه على عمر، فأقام واستقام، حتى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ"
(1)
.
وفي رواية الدَّارَقُطْنِيّ زيادة قوله في آخره: "ثم إنَّ أقوامًا طلبوا الدُّنْيَا، يغفر اللَّه لمن يشاء -أو قال من يشاء- ويعذِّبُ من شاء".
ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 575) من طريق الضَّحَّاك بن مَخْلَد، عن شقيق، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه، عن عليّ بنحو رواية الدَّارَقُطْنِيّ السابقة. ولم يتكلَّم محققه الشيخ الألباني عليه بشيء ولم يخرِّجه.
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(4/ 86)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(7/ 223)، من طريق شُعَيْب بن أيوب، حدَّثنا أبو داود الحَفَرِيّ، عن عصام بن
(1)
الجِرَان: باطن العُنُق. أي قرَّ قَرَارُهُ واسْتَقَام، كما أنَّ البعير إذا بَرَكَ واستراحَ مَدَّ عُنُقَه على الأرض. "النهاية"(1/ 263).
النُّعْمَان
(1)
عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان، عن عليّ بنحو رواية الدَّارَقُطْنِيّ السابقة.
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(4/ 86 - 87) من طريق أبي عاصم، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو بن سفيان، عن أبيه، عن عليّ بنحو رواية أحمد السابقة.
ورواه عقبه في (4/ 87) منه، من طريق أبي يحيى الحِمَّاني، حدَّثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن رجل، عن عليّ بنحو روايته الأُولى.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 175): "رواه أحمد وفيه رجل لم يُسَمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقد حسَّنَ المباركفوري في "تحفة الأَحْوَذِي"(6/ 478) إسناد الحديث بعد أن عزاه إلى أحمد والبيهقي. وفي تحسينه لإسناده نظر، لما تقدَّم من اضطرابه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
329 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثني أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بَحْر الفقيه، حدَّثنا أبو الأَصْبَغ سهل بن سوَّار الغَافِقِيّ، ومحمد بن فيروز البغدادي -بتِنِّيس-، قالا: حدَّثنا أبو غَزِيَّة محمد بن يحيى الزُّهْرِيّ.
وحدَّثنا
(2)
أبو القاسم عليّ بن محمد بن عيسى البزَّاز، أنبأنا أبو الحسن
(1)
سقط اسم (عصام بن النُّعْمَان) من "دلائل" البيهقي المطبوع.
(2)
في المطبوع: "حدَّثنا"، متصلًا بالإسناد الذي قبله، وهو خطأ. فإنَّه استئناف لطريق جديد. و (أبو القاسم عليّ بن محمد بن عيسى البزَّاز) شيخٌ للخطيب ترجم له في "تاريخه" (12/ 97) وقال:"ثقة".
عليّ بن محمد بن أحمد المِصْريّ، حدَّثنا محمد بن فيروز أبو جعفر، حدَّثنا عاصم -يعني ابن عليّ-، حدَّثنا ابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، عن طلحة بن عبد اللَّه بن عوف، عن عبد الرحمن بن أَزْهَر،
عن جُبَيْر بن مُطْعِم، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّة الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ".
"قال الزُّهْرِيُّ: وما يريد إلَّا نُبْل الرَّأي".
(3/ 166) في ترجمة (محمد بن فيروز أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
صحيح.
ورجال طريقه الأول فيه من لم أعرفه.
أمَّا طريقه الثاني فإسناده صحيح ورجاله كلُّهم ثقات.
و(الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (676).
و(ابن أبي ذِئْب) هو (محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القُرَشي العَامِري): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(4/ 81 و 83)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 54) رقم (6232)، والطَّحَاوِيّ في "مُشْكِل الآثار"(4/ 203)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 72)، وابن أبي شَيْبَةَ في "مصنَّفه"(12/ 168)، وأبو داود الطَّيَالِسي في "مسنده" ص 128 رقم (951)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 653) رقم (1508)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 115) رقم
(1490)
، والبزَّار في "مسنده"(3/ 296 - 297) رقم (2785) -من كشف الأستار-، وأبو يَعْلى في "مسنده"(13/ 397) رقم (7400)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 64)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 386)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 61 - 62) رقم (3850)، من طريق ابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: طلحة بن عبد اللَّه بن عَوْف القُرَشي، لم يخرِّج له مسلم، إنَّما خرَّج له البخاري، فهو على شَرْطِهِ. انظر:"تهذيب الكمال"(13/ 408).
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 26): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى والبزَّار والطبراني، ورجال أحمد وأبي يَعْلَى رجال الصحيح".
وللحديث شواهد، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (12/ 168 - 169)، و"الجامع" لمَعْمَرْ بن راشد -وهو ملحق بآخر "المصنَّف" لعبد الرزاق (11/ 54 - 55) رقم (19893) -، و"السُّنَّة" لأبي عاصم (2/ 635)، و"مجمع الزوائد"(10/ 25 - 26).
* * *
330 -
حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن موسى بن الحسين المُسْتَمْلِي -بجُرْجان-، حدَّثنا عليّ بن محمد بن مَهْرُوْيَه القَزْوِيني، حدَّثنا يوسف بن حَمْدَان القَزْوينِي، حدَّثنا محمد بن فَرُّوخ البغدادي، حدَّثنا إبراهيم بن نصر النَّيْسَابُوري، حدَّثنا ابن أبي حَيَّة، عن ابن لَهِيعة، عن أبي قَبِيل،
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يحبُّ مَنْ يحبُّ التَّمْرَ".
(3/ 166) في ترجمة (محمد بن فَرُّوخ البغدادي).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففي إسناده (ابن لَهِيعة) وهو (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عُقْبَة الحَضْرَمِيّ المِصْرِيّ): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
كما أنَّ فيه (ابن أبي حَيَّة) وهو (إبراهيم بن أبي حَيَّة: -واسم أبي حَيَّة اليَسَع بن أسعد- المَكِّي أبو إسماعيل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 73 رقم (159) وقال: "شيخ ثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 283) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 71) وذكر له حديثين وقال: "لا يُتَابَعُ عليهما".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 95 - 96) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". و (2/ 149).
5 -
"المجروحين"(1/ 103 - 104) وقال: "يروي عن جعفر بن محمد وهشام بن عُرْوة مناكير وأوابد تسبق إلى القلب أنَّه المتعمد لها".
6 -
"الكامل"(1/ 238 - 239) وقال: "ضعف إبراهيم بن أبي حَيَّة بَيِّنٌ على أحاديثه ورواياته". وفيه عن النَّسَائي: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 105 رقم (17).
8 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 57 رقم (3) وقال: "عُرِفَ في روايته عن هشام بن عُرْوة وجعفر بن محمد المناكير".
9 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 29) وفيه عن ابن المَدِيني: "ليس بشيء". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن فَرُّوخ البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه
جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيّ في "ميزانه"(4/ 5) وساق حديثه هذا، ولم يذكر فيه شيئًا. كما ترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان" (5/ 341) وقال بعد أن ساق حديثه المتقدِّم:"وهذا منكر، وفي الإسناد ضعيفان أيضًا". يشير إلى (ابن لَهِيعة) و (ابن أبي حَيَّة).
و(أبو قَبِيل) هو (حُيَيّ بن هانئ بن ناصر المَعَافِرِيّ المِصْرِيّ): ثقة يهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 137 - 138) رقم (161) من طريق يحيى بن خالد بن حَيَّان، عن إبراهيم بن أبي حَيَّة، عن ابن لَهِيعة، به. وقال:"لا يُرْوَى هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمرو إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به يحيى بن خالد بن حَيَّان".
أقول: لم يتفرَّد به يحيى بن خالد بن حَيَّان، فقد تابعه إبراهيم بن نَصْر النَّيْسَابُورِي عند الخطيب كما تقدَّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 40): "رواه الطبراني في "الكبير"
(1)
و"الأوسط"، وفيه إبراهيم بن أبي حَيَّة وهو متروك".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1469) -في ترجمة (عبد اللَّه بن لَهِيعة) -، من طريق مُجَّاعَة بن ثابت، عن ابن لَهِيعة، به. وقال:"لا يرويه عن أبي قَبِيل غير ابن لَهِيعة، وعن ابن لَهِيعة غير مُجَّاعَة بن ثابت. وهذا الحديث أُتي فيه من مُجَّاعَة لا من ابن لَهِيعة".
أقول: ما قاله ابن عدي متعقَّب برواية ابن أبي حَيَّة له عن ابن لَهِيعة أيضًا.
(1)
أقول: (مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ويستتبع هذا أنَّ قوله: "وهذا الحديث أُتي فيه من مُجَّاعَة لا من ابن لَهِيعة" موضع نظر أيضًا.
والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 44 - 45) في ترجمة (مُجَّاعَة بن ثابت)، عنه، عن ابن لَهِيعة، به.
و (مُجَّاعَة بن ثابت -وهو مُجَّاعة بن أبي مُجَّاعَة الخُرَاسَاني-) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 44 - 45) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الكامل" لابن عدي (4/ 1469) -في ترجمة (عبد اللَّه بن لَهِيعة) - واتَّهمه.
3 -
"تاريخ بغداد"(13/ 261 - 262) وفيه عن أحمد: "لم يكن به بأس إلَّا أنَّه كان في الجُنْد". وقال ابن مَعِين: "كذَّاب ليس بشيء".
4 -
"المغني"(2/ 541) وقال: "ليس بثقة. . . اتَّهمه ابن عدي".
وقد فات الإمام الحافظ ابن حَجَر أن يترجم له في "لسان الميزان".
* * *
331 -
حدَّثنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن أيوب بن المُعَافَى بن العبَّاس المُعَدَّل العُكْبَرِيّ -بها-، وأبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق -المعروف بالسَّوْطي، ببغداد-، قالا: حدَّثنا أبو الطيِّب محمد الفَرُّخَان بن رُوْزَبَه الدُّوري.
وحدَّثني ابن إبراهيم النِّسَفي
(1)
-بلفظه-، حدَّثنا أبو محمد الحسن بن
(1)
هكذا في المطبوع: "وحدَّثني ابن إبراهيم النَّسَفي". وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 12) -وقد رواه عن الخطيب من طريقه هذا-: "حدَّثني هنَّاد بن إبراهيم النَّسَفي". وسيأتي في سياق الإسناد نفسه، ما يؤكد ذلك.
محمد بن موسى القَافْلَانِيّ -بِتَكْرِيت-، نبأنا محمد بن الفَرُّخَان بن رُوْزَبَه الدُّوري، حدَّثنا زيد بن محمد الطحَّان الكوفي، حدَّثنا زيد بن أحزم الطائي، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب العُكْلِيّ، حدَّثنا زيد بن محمد بن ثَوْبَان، حدَّثنا زيد بن ثَوْر بن يزيد -وفي حديث هنَّاد: حدَّثنا زيد بن الحُبَاب العُكْلِيّ، حدَّثنا زيد بن ثَوْر بن زيد، حدَّثنا زيد بن محمد بن ثَوْبان-، حدَّثنا زيد بن أُسَامة بن زيد، عن جَدِّه زيد بن حارثة،
عن زيد بن أَرْقَم قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابي وهو شادٌّ عليه رُدْنَهُ -أو قال عباءه-، فقال: أيكم محمد؟ فقالوا: صاحب الوجه الأزهر. فقال: إن يكن نبيًّا فما معي؟ قال: "إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة"؟ -وقال أبو العلاء: "فهل أنت مؤمن"؟ - قال: نعم. قال: "إنك مررت بوادي آل فلان -أو قال: شِعْبِ آل فلان- وإنَّك بصرت فيه بوَكْر حَمَامَة فيه فَرْخَان لها، وإنَّك أخذت الفَرْخَيْن مِنْ وَكْرِهَا، وإنَّ الحمامة أتت إلى وَكْرِها فلم تر فَرْخَيْهَا فصفقت في البادية، فلم تر غيرك، فرفرفت عليك، ففتحت لها رُدْنَك -أو قال عباءك-، فانقضت فيه، فها هي ناشرة جناحيها، مقبلة على فَرْخَيْهَا". ففتح الأعرابي رُدْنَهُ -أو قال عباءه-، فكان كما قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فعجب أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها وإقبالها على فَرْخَيْهَا. فقال:"أتعجبون منها وإقبالها على فَرْخَيْهَا! فاللَّه أشدُّ فَرَحًا وأشدُّ إقبالًا على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفَرْخَيْهَا". ثم قال: "الفروخ في أسر اللَّه ما لم تُطَيَّر، فإذا طُيِّرت وفرَّت، فانصب لها فخَّك أو حيلتك". "سياق الحديث لأبي العلاء. وقال: قال أبو الحسين -يعني ابن أيوب- قال ابن صَاعِد: هذا زيد بن ثَوْر بن يزيد المَكِّي، وهو قليل الحديث، قليل الشهرة".
(3/ 167 - 168) في ترجمة (محمد بن الفَرُّخَان بن رُوْزَبَه الدُّورِيّ أبو الطيِّب).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن الفَرُّخَان الدُّوريّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 167 - 168) وقال: "قَدِمَ بغداد وحدَّث بها عن أبيه وعن أبي خَلِيفة الفضل بن الحُبَاب وغيرهما أحاديث منكرة". واتَّهمه بالوضع كما سيأتي. وقال الخطيب أيضًا في "تاريخ بغداد"(12/ 399) في ترجمة أبيه: "محمد بن الفَرُّخَان غير ثقة".
2 -
"الأنساب" للسَّمْعَاني (9/ 264) وذكر مثل قول الخطيب الأول.
3 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزِي (3/ 13) واتَّهمه بالوضع.
4 -
"الميزان"(4/ 4 - 5) وقال: "له خبر كذب في "موضوعات" ابن الجَوْزِي". وأشار إلى الحديث المتقدِّم وقال: "فهذا وضع للإسناد".
5 -
"اللسان"(5/ 340 - 341) وفيه عن ابن النَّجَّار في "تاريخه": "كان متَّهمًا بوضع الحديث".
قال الحافط الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث منكر جدًّا، عجيب الإسناد، لم أكتبه إلَّا من هذا الوجه، وما أُبْعِدُ أنْ يكون من وضع ابن الفَرُّخَان. والحكاية فيه عن ابن صَاعِد مستحيلة. وقد ذكر لي بعض أصحابنا: أنَّه رأى لمحمد بن الفَرُّخَان أحاديث كثيرة منكرة بأسانيد واضحة عن شيوخ ثقات".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 12 - 13) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا الحديث موضوع لا يُشك فيه. والعجب من جرأة واضعه وقِلَّةِ حيائه، أتراه ما علم أنَّ من عرف الحديث لا يخفى عليه كذبه في إسناده عن
زيد، ومن فعل هذا فما أبقى من الحياء شيئًا، وليس المُتَّهَمُ به إلَّا ابن الفَرُّخَان". ثم نقل كلام الخطيب السابق إلى قوله:"وما أُبْعِدُ أن يكونَ من وضعِ ابن الفَرُّخان".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 273 - 274).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 325).
* * *
332 -
أنبأنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا أبو بكر محمد بن العبَّاس بن نَجِيح، حدَّثنا محمد بن القاسم النَّحْوِي أبو عبد اللَّه، حدَّثنا أبو عاصم، عن أبي الهِنْدي،
عن أنس قال: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بطائر، فقال:"اللهم آتني بأَحَبِّ خَلْقِكَ إليك يأكلُ معي" فجاء عليّ، فحجبته مرتين، فجاء في الثالثة، فأذنت له. فقال:"يا عليّ ما حَبَسَكَ"؟ قال: هذه ثلاث مرات قد جئتها فَحَجَبَنِي أنس. قال: "لِمَ يا أنس"؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول اللَّه فأحببت أن يكون رجلًا مِنْ قومي. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الرَّجُلُ بحبُّ قومه".
(3/ 171) في ترجمة (محمد بن القاسم بن خلَّاد الضَّرير أبو عبد اللَّه، ويعرف بأبي العَيْنَاء).
مرتبة الحديث:
ضعيف.
وفي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن القاسم الضَّرير النَّحْوي أبو العَيْنَاء) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 170 - 179) وقال: "لم يُسْنِدْ من الحديث
إلَّا القليل، والغالب على رواياته الأخبار والحكايات". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"ليس بقوي في الحديث".
2 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(13/ 308 - 309) ونعته بقوله: "العلَّامة الأَخْبَاري". ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق فيه. وكانت وفاته سنة (283 هـ) وقد جاوز التسعين.
3 -
"لسان الميزان"(5/ 344 - 346) وفيه عن الحاكم بإسناده إلى أبي العَيْنَاء أنَّه قال: "أنا والجَاحِظ وضَعْنَا حديث فَدَك"
(1)
. وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كان حسن الشعر، جيِّد العارضة، مليح الكتابة والترسل، خبيث اللسان، كثير التعريض بذم".
وفي إسناده أيضَا (أبو الهِنْدي) وسيأتي عن الخطيب قوله: "مجهول واسمه لا يُعْرَفُ". وقد ترجم له في "الميزان"(4/ 583) وقال: "عن أنس بحديث الطَّيْر، وعنه أبو عاصم، لا يُعْرَفُ".
و(أبو عاصم) هو (الضحَّاك بن مَخْلَد بن الضحَّاك الشَّيْبَاني النَّبِيل): إمام ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1685).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "غريب بإسناده، لم نكتبه إلَّا مِنْ حديث أبي العَيْنَاء محمد بن القاسم عن أبي عاصم. وأبو الهِنْدِيّ مجهول، واسمه لا يُعْرَفُ".
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(4/ 356) -في ترجمة (عمرو بن بَحْر الجاحظ) - بعد أن ذكر ما تقدم عن (أبي العَيْنَاء): "ما علمتُ ما أراد بحديث فَدَك" انتهى. و (فَدك) كما في "مراصد الاطلاع"(3/ 1020): "قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان. وقيل: ثلاثة. أفاءها اللَّه تعالى على رسوله عليه السلام صُلْحًا، فيها عين فوّارة ونخل".
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 246) -مخطوط-، وابن الجَوْزِيّ في "العلل المتناهية"(1/ 227)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
ومن طريق أبي الهِنْدِيِّ، عن أنس، به، أخرجه ابن شَاذَان في "جزء من مشيخته"(ق 102)، وابن المَغَازلي عليّ بن محمد الواسطي في "مناقب عليّ بن أبي طالب"(166)، كما في حاشية محقق "خصائص عليّ" للنَّسَائي ص 30.
أقول: لحديث أنس طرق كثيرة جدًّا، ذكر ابن الجَوْزِيّ منها ستة عشر طريقًا في كتابه "العلل المتناهية"(1/ 225 - 233) ووهَّاها جميعًا.
كما ذكر محقق "خصائص عليّ" للنَّسَائي، الشيخ أحمد ميرين البلوشي، له ثلاثين طريقًا، أتى عليها وذَكَرَ من أخرجها، وأَبَانَ عمَّا فيها من العلل على سبيل الاختصار. انظر منه ص 29 - 33.
قال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(7/ 353) بعد أن ذكر بعض طرق حديث أنس: "فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك وكُلٌّ منها فيه ضعف ومَقَال". ثم ذكر أنَّ شيخه الحافظ الذَّهَبِيّ قد أَلَّف جزءًا في طرق هذا الحديث وقال: إنَّ عدد من رواه عن أنس: "بضعة وتسعون نَفْسًا، أقربها غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مُخْتَلَقَةٌ مُفْتَعَلَةٌ، وغالبها طرق واهية".
وقد قال الإمام الحاكم في "المستدرك"(3/ 131) مِنْ قَبْلُ: "رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نَفْسًا".
وقد رَدَّ عليه الذَّهَبِيُّ -كما نقله عنه ابن كثير في "البداية والنهاية"(7/ 351) -: "فَصِلْهُمْ بثقةٍ يصحُّ الإسناد إليه".
وقد ورد من غير حديث أنس، حيث ورد من حديث سَفِينة، وابن عبَّاس،
وعليّ، وأبي سعيد، ويَعْلَى بن مُرَّة، وغيرهم. وقد أُعِلَّت كلّها. انظرها وطرقها والكلام عليها في:"مجمع الزوائد"(9/ 126)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (12/ 242 و 249) -مخطوط-، و"البداية والنهاية" لابن كثير (7/ 353 - 354)، وحاشية محقق "خصائص عليّ" للنَّسائي ص 33 - 34.
وهذا الحديث قد اختلفت أنظار النُّقَّاد من أئمة الحديث في قبوله وردِّه، وجمهورهم على تضعيفه.
فممن قال بقبوله مُصَحِّحًا أو مُحَسِّنًا:
1 -
الإمام ابن شَاهِين -عمر بن أحمد بن عثمان أبو حفص (ت 385) -، وذلك فيما نقله عنه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 243 - 244) -مخطوط-، حيث رواه ابن شاهين من طريق عبد القدوس بن محمد، عن عَمِّه صالح بن عبد الكبير، عن عبد اللَّه بن زياد أبي العلاء، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيَّب، عن أنس. وقال:"تفرَّد بهذا الحديث عبد القدوس بن محمد عن عَمِّه لا أعلم حَدَّثَ به غيره، وهو حديث حسن غريب".
وهذا التحسين موضع نظر، ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمِي البَصْري) وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 37). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
كما أنَّ فيه (صالح بن عبد الكبير بن شعيب بن الحَبْحَاب البصري) وهو مجهول كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 361).
وفيه أيضًا (عبد اللَّه بن زياد أبو العلاء) قال البخاري عنه في "التاريخ الكبير"(5/ 95): "منكر الحديث". وانظر: "اللسان"(3/ 287).
2 -
الإمام الحاكم النَّيْسَابُوري -محمد بن عبد اللَّه (ت 405 هـ) -، حيث
يقول في كتابه "المستدرك"(3/ 131) عقب روايته له من حديث أنس: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه. وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نَفْسًا. ثم صحَّت الرواية عن عليٍّ، وأبي سعيد الخُدْرِي، وسَفِينة".
وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" فقال: "ابن عِياضَ -أحد رجال السند-: لا أعرفه. ولقد كنت زمانًا طويلًا أظن أنَّ حديث الطَّيْر لم يجسر الحاكم أن يودعه في "مستدركهـ"، فلما عَلَّقت هذا الكتاب -يعني تلخيص المستدرك- رأيت الهول من الموضوعات التي فيه، فإذا حديث الطَّيْر بالنسبة إليها سماء"
(1)
.
3 -
الإمام العَلائي -صلاح الدين بن خليل بن كَيْكَلَدِيّ (ت 761 هـ) -، حيث يقول في كتابه:"النقد الصحيح لما اعْتُرِضَ عليه من أحاديث المصابيح" ص 49 - 51: "له طرق كثيرة غالبها واه، وفي بعضها ما يُعْتَبَرُ به". ثم ذكر أَمْثَلَ طرقه عنده وقال: "والحق أنَّه ربما ينتهي إلى درجة الحَسَنِ، أو يكون ضعيفًا يُحْتَمَلُ ضَعْفُهُ، وأمَّا أن ينتهي إلى كونه موضوعًا في جميع طرقه فلا. ولم يذكره ابن الجَوْزي في كتاب الموضوعات".
4 -
الحافظ ابن حَجَر العَسْقَلَاني -أحمد بن عليّ (ت 852 هـ) - كما يُوميء إليه كلامه في "الأجوبة عن أحاديث وقعت في (مصابيح السُّنَّة) وَوُصِفَتْ بالوضع". وهي ملحقة في آخر كتاب "مِشْكَاة المصابيح"(3/ 1788) -. وسيأتي عنه تصريحه بأنه "منكر".
(1)
أقول: ذكر الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 168 - 169) في ترجمة (الحاكم)، أنَّ الحاكم سُئِلَ عن حديث الطَّيْر هذا فقال:"لا يصحُّ، ولو صَحَّ لما كان أحد أفضلَ من عليٍّ بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم". قال الذَّهَبِيُّ: "هذه حكاية قوية. فما باله أخرج حديث الطَّيْر في "المستدرك"؟ فكأنَّه اختلف اجتهادُهُ".
وممن قال بردِّه مُضَعِّفًا أو حاكمًا عليه بالوضع:
1 -
الإمام البزَّار -أبو بكر أحمد بن عمرو (ت 292 هـ) -. ففي "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي (3/ 194) نقلًا عنه أنَّه قال: "رُوي عن أنسٍ من وجوه، وكلُّ من رواه عن أنس فليس بالقوي".
2 -
الإمام أبو بكر بن أبي داود -عبد اللَّه بن سليمان بن الأَشْعَث (ت 316 هـ) -، وقد بالغ للغاية في ردِّ الحديث وإنكاره. كما في "سِيَرِ أعلام النبلاء"(13/ 232).
3 -
الإمام العُقَيْلِيّ -أبو جعفر محمد بن عمرو (ت 322 هـ) -، حيث يقول في كتابه "الضعفاء الكبير" (1/ 46) -في ترجمة (إبراهيم بن ثابت القصَّار البصري) - بعد أن رواه من حديث أنس:"وهذا الباب، الرواية فيها لِيْنٌ وضَعْفٌ، لا نعلم فيه شيء ثابت. وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري".
4 -
الإمام الباقِلَّانِي -أبو بكر محمد بن الطَّيِّب (ت 403 هـ) -. قال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(7/ 354): "وقفت على مجلدٍ كبيرٍ في ردِّه وتضعيفه سندًا ومتْنًا للقاضي أبي بكر البَاقِلَّاني المتكلِّم".
5 -
الحافظ أبو يَعْلَى الخَلِيلي -الخليل بن عبد اللَّه (ت 446 هـ) -، حيث يقول في كتابه "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (1/ 204 - 205):"فأمّا الموضوعات فَمِثْلُ: صخر بن محمد الحاجِبِي عن الليث عن الزُّهْرِيّ عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديث الطير لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه".
وقال في (1/ 420) منه: "حديث الطير، وضعه كذَّاب على مالكٍ يقال له: صخر الحَاجِبِي من أهل مرو، وهو مشهور بذلك. . . . وما روي في حديث الطير ثقة، رواه الضعفاء مثل: إسماعيل بن سلمان الأزرق وأشباهه، ويردّه جميع أئمة الحديث".
6 -
الإمام محمد بن طاهر المَقْدِسي (ت 507 هـ). قال ابن الجَوْزِيّ في "العلل المتناهية"(1/ 233) نقلًا عنه: "كُلُّ طرقه باطلة معلولة".
7 -
الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السَّلَامِيّ (ت 550 هـ). قال ابن الجَوْزِيّ في "المنتظم"(7/ 275) نقلًا عنه: "حديث موضوع إنما جاء من سُقَّاط أهل الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن أنس وغيره"
(1)
.
8 -
الإمام أبو الفرج ابن الجَوْزِيّ -عبد الرحمن بن عليّ (ت 597 هـ) - حيث يقول في كتابه "العلل المتناهية"(1/ 225): "هذا حديث لا يصحّ". وقال في (1/ 233) منه: "وقد ذكره ابن مَرْدُويَه من نحو عشرين طريقًا، كلّها مظلم، وفيها مطعن".
9 -
الإمام ابن تيمية -أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ) - حيث يقول في كتابه "منهاج السُّنَّة النبوية"(4/ 99): "لم يروه أحد من أصحاب الصحاح، ولا صحَّحه أئمة الحديث، ولكن هو ممّا رواه بعض النَّاس كما رووا أمثاله في فضل غير عليّ. . -و- حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النَّقْل".
10 -
الإمام الذَّهَبِيّ -محمد بن أحمد (ت 748 هـ) -، حيث يقول في كتابه "سِيَر أعلام النبلاء" (13/ 233):"وحديث الطير، على ضعفه، فله طرق جَمَّة، وقد أفردتها في جُزْء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه". وقال في "تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 1042 - 1043): "وأمَّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدًّا قد أفردتها بمصنَّف، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل".
11 -
الإمام السُّبْكِيّ -تاج الدين عبد الوهاب (ت 751 هـ) -، حيث
(1)
هذا القول لمحمد بن ناصر السَّلَامِي، عزاه ابن الجوزي نفسه رحمه الله في "العلل المتناهية"(1/ 233 - 234) إلى ابن طاهر. ولعله صُحِّفَ عن (ابن ناصر)، واللَّه أعلم.
يقول في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"(4/ 169): "وإدخاله -يعني الحاكم- حديث الطير في "المُسْتَدْرَك" مُسْتَدْرَكٌ. . . وأمَّا الحُكْمُ على حديث الطير بالوضع فغير جيِّد".
12 -
الإمام ابن كثير -إسماعيل بن عمر (ت 774 هـ) -، حيث يقول في كتابه "البداية والنهاية" (7/ 351):"وهذا الحديث قد صَنَّفَ النَّاس فيه، وله طرق متعددة وفي كلٍّ منها نظر". وقال في (7/ 354) منه: "وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر، وإن كثرت طرقه، واللَّه أعلم". وقال في (7/ 354) منه أيضًا: "وقد جَمَعَ النَّاس في هذا الحديث مصنَّفات مفردة منهم: أبو بكر بن مَرْدُويَه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد اللَّه الذَّهَبيّ. ورأيت فيه مجلَّدًا في جَمْعِ طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المُفَسِّر صاحب التاريخ".
13 -
الإمام الفيروزآبادي -مجد الدين محمد بن يعقوب (ت 817 هـ) -، فقد نقل الشَّوْكَانِيُّ عنه في "الفوائد المجموعة" ص 382 قوله في "المختصر":"له طرق كثيرة، كلّها ضعيفة".
14 -
الحافظ ابن حَجَر العَسْقَلَاني -أحمد بن عليّ (ت 852 هـ) -، حيث يقول في "لسان الميزان" (3/ 336):"هو خبر منكر".
* * *
333 -
حدَّثنا أبو بكر البَرْقاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن حاتم السِّمْنَاني -على باب الفريابي ببغداد إملاءً حِفْظًا- قال: حدَّثنا الخليل بن خالد بن خُلَيْد الثَّقَفِي السِّمْنَاني، حدَّثنا عيسى بن جعفر -قاضي الرَّيّ-، حدَّثنا ابن أبي حازم قال: كنت عند جعفر بن محمد إذ جاء آذنه فقال: سفيان الثَّوْري بالباب، قال: ائذن له. فدخل، فقال جعفر:
يا سفيان إنَّك رجل يطلبك السُّلْطَانُ، وأنا أتَّقي السلطان
(1)
، قم فاخرج غير مطرود. فقال سفيان: حَدِّثْنِي حتى أَسْمَعَ وأقوم. فقال جعفر: حدَّثني أبي،
عن جَدِّي، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَنْعَمَ اللَّه عليه نِعْمَةً فليحمدِ اللَّه، ومن استبطأ الرِّزْقَ فليستغفرِ اللَّه، ومن حَزَبَهُ أمرٌ فليقل: لا حول ولا قوَّة إلَّا باللَّه".
فلما قام سفيان قال جعفر: خذها يا سفيان ثلاث وأي ثلاث.
(3/ 179 - 180) في ترجمة (محمد بن القاسم بن حاتم السِّمْنَاني أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والمحفوظ أنَّه من قول جعفر الصَّادق.
فهو منقطع سواء قلنا بأنَّ المراد بـ (جَدِّه): الجدَّ الأعلى لـ (جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب)، وهو:(عليّ بن أبي طالب) رضي الله عنه. أو قلنا بأن المراد به، جَدُّه الأدنى، وهو:(عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب)، فعلى الأول فإنَّ والد (جعفر):(محمد بن عليّ بن الحسين) لم يسمع مِنْ (عليّ بن أبي طالب). انظر: "التهذيب"(9/ 350 - 352). وعلى الثاني فإن (عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب): تابعي ثقة، وروايته عن (عليّ بن أبي طالب) مرسلة. انظر:"التهذيب"(7/ 304 - 307).
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن القاسم بن حاتم السِّمْنَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
أقول: كان أبو جعفر المنصور الخليفة العبَّاسي، يُعَادي جَعفرًا الصَّادق ويقول:"إنَّ جعفر بن محمد يُلْحِدُ في سُلْطَاني، قتلني اللَّه إن لم أقتله". انظر "سِيَر أعلام النبلاء"(6/ 266).
و (الخليل بن خالد الثَّقَفي السِّمْنَاني) لم أقف له على ترجمة فيما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(أبو حازم) هو (عبد العزيز بن أبي حازم سَلَمَة بن دينار المُحَارِبي المَدَني) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 508): "صدوق فقيه، من الثامنة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(6/ 333 - 334).
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَبِ الإيمان"(2/ 550 - 551) رقم (642) من طريق سعيد بن داود، عن أبي حازم وابن الدَّرَاوَرْدِيّ، به.
وفي إسناده (سعيد بن داود الزَّنْبَرِيّ المَدَني) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1334).
وقد نَقَلَ المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 90) عن البيهقي قوله: "تَفَرَّدَ به الزَّنْبَرِيّ
(1)
عنه، والمحفوظُ أنَّه مِنْ قول جعفر. وقد رُوي من وجهٍ آخر ضعيف". وأظنه يشير إلى طريق الخطيب هذا.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 193) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، عن مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب من قوله.
قال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(6/ 261) بعد أن ذكره عن جعفر الصَّادق مِنْ قَوْلِهِ من الطريق المتقدِّم: "حكاية حسنة إنْ لم يكن ابن غزوان وضعها فإنَّه كذَّاب".
(1)
صُحِّفَ في "فيض القدير" إلى: "الزبيدي". والتصويب من "تهذيب الكمال"(10/ 417)، وغيره.
ورواه البيهقي في "شُعَبِ الإيمان"(2/ 549 - 550) رقم (641) موقوفًا على جعفر الصَّادق من قوله، من غير طريق أبي نُعَيْم، وقال محققه: إنَّه لم يعرف بعض رجال إسناده.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 757) إلى البيهقي في "شُعَبِ الإيمان"، وابن النَّجَّار، والرَّافِعِي، عن عليّ مرفوعًا.
* * *
334 -
حدَّثنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن هاشم بن سعيد البزَّاز البغدادي -إملاءً-، حدَّثنا أبي: القاسم بن هاشم، حدَّثنا يونس بن عطاء، حدَّثنا سفيان
(1)
الثَّوْري، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن زياد بن الحارث الصُّدَائي قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ طَلَبَ العِلْمَ تَكَفَّلَ اللَّه بِرِزْقِهِ".
(3/ 180) في ترجمة (محمد بن القاسم بن هاشم السِّمْسَار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (يونس بن عطاء بن عثمان الصُّدَائي المَكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 141) وقال: "يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
2 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 166 رقم (286) وقال: "روى عن حُمَيْد الطويل أحاديث موضوعة".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى (سليمان). والتصويب من "الجامع لأخلاق الراوي"(1/ 38)، و"الأمالي" للشجري (1/ 60)، وغيرهما.
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 482) وذكر قول ابن حِبَّان السابق. وساق الحديث من الطريق المتقدِّم، وقال:"لا أعرف لِجَدِّ الثَّوْرِيِّ ذِكْرًا إلَّا في هذا الخبر".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 333) وفيه عن الحاكم وأبي سعيد النقَّاش: "روى عن حُمْيد الطويل الموضوعات".
وقال ابن حَجَر: "الضمير في قوله: "عن جدِّه" ليونس، لا للثَّوْريِّ، فإنَّ يونس المذكور هو: ابن عطاء بن عثمان بن ربيعة بن زياد بن الحارث الصُّدَائي".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "غريب من حديث الثَّوْري عن أبيه عن جَدِّه، لا أعلم رواه إلَّا يونس بن عطاء، غير أنَّ أحمد بن يحيى بن زكريا المِصْرِيّ قد حَدَّثَ به عن إسحاق بن إبراهيم بن موسى عن أبي زُفَر سعيد بن يزيد -قَرَابَة حجَّاج الأعور- عن أبي نَاشِرَة
(1)
عن الثَّوْري. ولعل أبا نَاشِرَة (1) هو يونس بن عطاء فاللَّه أعلم".
أقول: ترجم الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 811) و"الميزان"(4/ 579) لـ (أبي نَاشِرَة) وقال: "لا يُعْرَفُ". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(7/ 113).
و(زياد بن الحارث الصُّدَائي): له صُحْبَةٌ، قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَذَّنَ له في سَفَرِهِ، وكان ممن نزل مِصْرَ. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 445 - 449)، و"الإصابة"(1/ 557).
التخريج:
رواه الشجري في "أماليه"(1/ 60)، والخطيب البغدادي في "الجامع
(1)
تَصَحَّفَ في "تاريخ بغداد" إلى: "ناشزة" بالزاي. والتصويب من "المغني"(2/ 811)، و"الميزان"(4/ 579)، و"اللسان"(7/ 113).
لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 38)، من طريق يونس بن عطاء، عن سفيان الثَّوري، به.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 799) إلى الدَّيْلَمِيّ وابن عساكر والخطيب فحسب.
* * *
335 -
أنبأنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن القاسم بن محمد الأَزْدِيَ -ابن بنت كعب-، حدَّثنا عليّ بن الحسن الأنصاري -من ولد أبي أيوب-، حدَّثنا وكيع بن الجرَّاح، عن سفيان بن سعيد، عن أبي إسحاق، عن الحارث،
عن
(1)
عليّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَرْبَعَةٌ مِنْ كَنْزِ الجَنَّةِ: إخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وكِتْمَانُ المُصيبةِ، وصِلَةُ الرَّحِمِ، وقولُ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ".
(3/ 186) في ترجمة (محمد بن القاسم بن محمد الأَزْدِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (الحارث) وهو (ابن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأعور): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (937).
و (أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
قال الخطيب عقبه نقلًا عن شيخه البَرْقَاني: "قال لنا أبو الحسن: لم نكتبه
(1)
تَحَرَّفَ في المطبوع إلى: "عن الحارث بن عليّ". والتصويب من "اللآلئ المصنوعة"(2/ 396)، و"كنز العُمَّال"(15/ 859).
بهذا الإسناد إلَّا عن هذا الشيخ". يعني صاحب الترجمة (محمد بن القاسم الأَزْدِي)، وهو ثقة كما قال الخطيب.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 396)، و"كنز العُمَّال"(15/ 859) رقم (43420)، إليه وحده.
وقال العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 472) بعد أن عزاه للخطيب: "وأشار إلى تفرده باستحسان"!
وهذا موضع نظر لما تقدَّمَ، والمُنَاوي نفسه رحمه الله يقول في كتابه "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 140):"-رواه- الخطيب عن عليّ أمير المؤمنين، بإسناد ضعيف".
* * *
336 -
أخبرني عبد العزيز بن عليّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد المؤدِّب -بدَيْر العَاقُول في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث السِّجِسْتَاني، حدَّثنا سَلَمَة بن شَبِيب أبو عبد الرحمن النَّيْسَابُوري، عن الجارود بن يزيد، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَتَرِعُونَ عن ذِكْرِ الفَاجِرِ؟ اذْكُرُوه حتى يَعْرِفَهُ النَّاسُ".
(3/ 188) في ترجمة (محمد بن القاسم بن الحسن المؤدِّب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
منكر.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (105).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (105).
* * *
337 -
أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، وأبو القاسم الأَزْهَرِيّ، قالا: حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع الأَنْطَاكيّ، حدَّثنا عبد العزيز بن سليمان الحَرْمَلِيّ، حدَّثنا محمد بن قيس البغدادي، حدَّثنا محمد بن عبيد، حدَّثنا مِسْعَر، عن أشعث بن أبي الشَّعْثاء
(1)
، عن رجاء بن حَيْوَةَ،
عن معاذ بن جَبَل قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أصابتكم فتنةُ الضَّرَّاء فصبرتم، وإنَّ أَخْوَفَ ما أخافُ عليكم فتنةَ السَّرَّاءِ، مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، إذا تَسَوَّرْنَ الذَّهَبَ، وَلَبِسْنَ رَيْطَ الشَّامِ وعَصْبَ اليَمَنِ، وأَتْعَبْنَ الغَنِيَّ، وكَلَّفْنَ الفقيرَ ما لا يَجِدُ".
(3/ 190) في ترجمة (محمد بن قيس البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جِدًّا.
فهو منقطعٌ أولًا بين (رجاء بن حَيْوَة) وبين (معاذ بن جَبَل)، فإنَّه لم يدركه كما قال الإمام المِزِّيّ في "تهذيب الكمال" (9/ 152) في ترجمة (رجاء). وقال ابن حَجَر في "التهذيب" (3/ 265) في ترجمته أيضًا:"أَرْسَلَ عن معاذ بن جَبَل".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عن أشعث عن أبي البقاء". والتصويب من "تهذيب الكمال"(3/ 271).
وفيه ثانيًا (عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع القَارِي الأَنْطَاكي أبو محمد): ليس بحُجَّة، ومنهم من يتهمه، وستأتي ترجمته في حديث (1503).
وفيه ثالثًا صاحب الترجمة (محمد بن قيس البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(مِسْعَر) هو (ابن كِدَام بن ظُهَيْر الهِلالي الكوفي أبو سَلَمَة): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ، خَرَّجَ له الستة، وتوفي عام (153 هـ) أو (155 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(7/ 163 - 173)، و"التهذيب"(10/ 113 - 115)، و"التقريب"(2/ 243).
و(محمد بن عبيد) هو (الطَّنَافِسِيّ أبو عبد اللَّه الكوفي الأَحْدَب)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 188):"ثقة يحفظ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع ومائتين"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "الميزان"(3/ 639)، و"تهذيب الكمال"(3/ 1238) -مخطوط-، و"التهذيب"(9/ 327 - 329).
و(أبو القاسم الأَزْهَري) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (676).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 113)، و"الكنز"(16/ 283) رقم (44482)، إليه وحده.
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 528) -بعد أن أشار إلى ضعفه من جهة وجود (عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع) في إسناده فحسب-: "وتقوية بعضهم له بكلامٍ لبعض الصحابة، ذلك إذ لا يصلح لتقوية المرفوع إلَّا مرفوعًا مثله".
وقال في "التيسير"(1/ 159): "-رواه- الخطيب عن معاذ بن جَبَل، وإسناده ضعيف".
غريب الحديث:
قوله: "أصابتكم فتنة الضَّرَّاء فصبرتم": "أي اختُبِرْتُم بالفقر والشِّدَّة والعَدَم فصبرتم". "فيض القدير"(1/ 528).
قوله: "رَيْط الشَّام" جمع رَيْطَة، وهو "كلُّ مُلَاءةٍ ليست بِلِفْقَيْن. وقيل: كلّ ثوب رقيق لَيِّن". "النهاية" (2/ 289).
قوله: "تَسَوَّرْنَ الذَّهَبَ": "أي لبسن الأساور من ذهب". "فيض القدير"(1/ 528).
قوله: "عَصْب اليمن": العَصْبُ: "برود يمنية يُعْصَبُ غزلها: أي يُجمع ويشدّ ثم يصبغُ وينسج فيأتي مَوْشِيًّا لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه صِبْغ. . . وقيل: هي برود مخطَّطة". "النهاية"(3/ 245).
* * *
338 -
حدَّثني أبو القاسم الأَزْهَري، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم البزَّاز، حدَّثنا محمد بن الحسين بن حميد، حدَّثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكِنْدِي، حدَّثنا موسى بن زياد، حدَّثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن عمرو بن قيس، عن عطيَّة،
عن أبي سعيد الخُدْرِي، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [سورة الحِجْر: الآية 75] قال: "للمُتَفَرِّسِينَ".
(3/ 191) في ترجمة (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 536) وقال: "شيعي، ولم يكن به بأس".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 217) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 68 - 69) وفيه عن أحمد: "خَرَّقْنَا حديثه ولم نرضه". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، وكان يحيى بن مَعِين يُحْسِنُ القول فيه".
4 -
"المجروحين"(2/ 287) وقال: "كان ممّن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها معمولة أو مقلوبة، لا يُحتجُّ به بحال".
5 -
"الكامل"(6/ 2257 - 2258) وقال: "الضعف على حديثه ورواياته بَيِّن".
6 -
"تاريخ بغداد"(3/ 191 - 193) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "كتبنا عنه عن لَيْث عجائب، وخططت على حديثه". وضعَّفه جدًّا. وقال العِجْلي: "ضعيف الحديث".
7 -
"التقريب"(2/ 203) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ تمييز.
كما أنَّ فيه (عطيَّة) وهو (ابن سعد العَوْفي أبو الحسن): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
و(أبو القاسم الأَزْهَري) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (676).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "كذا قال في هذا الحديث: عن محمد بن كثير عن سفيان عن عمرو بن قيس، والأول المحفوظ
(1)
. وهو غريب
(1)
يشير الخطيب إلى الحديث الذي رواه في "تاريخه"(3/ 191) قبل حديثه هذا، وهو ما رواه =
من حديث عطية العَوْفي عن أبي سعيد، لا نعلم رواه عنه غير عمرو بن قيس المُلَائي. وتفرّد به محمد بن كثير عن عمرو، وهو وَهَمٌ، والصواب: ما رواه سفيان عن عمرو بن قيس المُلَائي قال: كان يقال: اتقوا فِرَاسة المؤمن. وساق الحديث كذلك".
التخريج:
لم أقف عليه مرفوعًا في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 31) -مصورة دار المعرفة في بيروت 1409 هـ-، من طرقٍ عن مجاهد بن جَبْر من قوله.
وقد عزاه السيوطي في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 90) إلى ابن المنذر أيضًا عن مجاهد بن جَبْر من قوله.
كما عزاه عقبه إلى أبي نُعَيْم في "الحِلْيَة" عن جعفر الصَّادق من قوله أيضًا.
وأما عزوه له في (5/ 90 - 91) منه، إلى البخاري في "تاريخه"، والتِّرْمِذِيّ، وابن جَرِير، وابن أبي حاتم، وابن السُّنِّيّ، وأبي نُعَيْم معًا في "الطب"، وابن مَرْدُويَه، والخطيب، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بلفظ:"اتقوا فِرَاسة المؤمن، فإنّه ينظُر بنور اللَّه". ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: المُتَفَرِّسِينَ".
فهذا العزو إلى من ذكرهم -ممن وقفت عليه- موضع نظر من جهة ذكر
= من طريق موسى بن داود، حدَّثنا محمد بن كثير، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد مرفوعًا:"اتَّقوا فِراسة المؤمن فإنَّه ينظرُ بنور اللَّه عز وجل". وهذا الحديث قد رواه التِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة الحِجْر (5/ 298) رقم (3127)، من طريق عمرو بن قيس عن عطية عنه به، وقال:"غريب إنما نعرفه من هذا الوجه". وإسناده ضعيف لضَعْفِ (عطية العَوْفي). وسيأتي من حديث أبي أُمَامة برقم (687)، وهو ضعيف أيضًا.
قوله: "المتَفَرِّسِين" على أنَّه من المرفوع من الحديث متصلًا بما قبله، فالبخاري في "تاريخه"(7/ 354) لم يذكر هذه اللفظة أصلًا.
والتِّرْمِذِيّ إنما قال في "سننه"(8/ 556) بشرح "تحفة الأَحْوَذي" بعد ذكره لحديث: "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المؤمن. . . ": "وقد رُوي عن بعض أهل العِلْمِ في تفسير هذه الآية: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: للمُتَفَرِّسِينَ".
وكذلك ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 31 - 32) فإنه لم يذكر ذلك مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
والخطيب كما تقدَّم إنما رواه مرفوعًا منفصلًا عن الحديث الذي قبله.
غريب الحديث:
قوله: "للمُتَفَرِّسين" الفِرَاسَةُ بالكسر: اسمٌ من التَّفَرُّس. قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 428) عند تفسيره لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المؤمن. . . ". "يقال بمعنيين؛ أحدهما: ما دلَّ ظاهر هذا الحديث عليه، وهو ما يوقعه اللَّه تعالى في قلوب أوليائه، فيعلمون أحوال بعض النَّاس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحَدْس. والثاني: نوع يُتَعَلَّمُ بالدلائل والتجارب والخَلْق والأخلاق، فَتُعْرَفُ به أحوال النَّاس. وللنَّاس فيه تصانيف قديمة وحديثة".
وانظر: "فيض القدير" للمُنَاوي (1/ 142 - 144) في تفسير الحديث مطوَّلًا.
* * *
339 -
حدَّثنا عبيد اللَّه بن أبي الفتح، وعليّ بن أبي عليّ، قالا: حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر الثَّعْلَبي -قال عليّ: أبو القاسم. ثم اتفقا، قالا: - حدَّثنا محمد بن منصور الطُّوسِيّ، حدَّثنا محمد بن كثير الكوفي، حدَّثنا الأَعْمَش، عن عدي بن ثابت، عن زِرّ، عن عبد اللَّه،
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَقُلْ عليٌّ خَيْرُ النَّاس فقد كَفَرَ".
(3/ 192) في ترجمة (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي) قال ابن حِبَّان عنه: "لا يُحتجُّ به بحال". وضعَّفه عليّ بن المَدِيني جدًّا. وقال أحمد: "خَرَّقْنَا حديثه ولم نرضه". وقال ابن مَعِين: "شيعي، ولم يكن به بأس"، واتَّهمه ابن الجَوْزي بوضع هذا الحديث كما سيأتي عنه. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (338).
كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن جعفر الثَّعْلَبي) وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(2/ 404) وقال: "شيخ لأبي جعفر بن المظفَّر، ليس بثقة. انفرد بخبر: "من لم يقل عليٌّ خير البشر فقد كفر". فرواه بإسناد انفرد به، وهذا باطل، رواه عن محمد بن منصور الطُّوسِيّ عن محمد بن كثير الكوفي أحد الضعفاء". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(3/ 268).
و(زِرّ) هو (ابن حُبَيْش الأسدي): تابعي ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1481).
و(عبد اللَّه) هو (ابن مسعود): الصحابي الجليل رضي الله عنه.
التخريج:
رواه الجُورْقَانِيّ في "الأباطيل والمناكير"(1/ 167 - 168)، وابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 347)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقال الجُورْقَانِيّ: "هذا حديث باطل". ثم نقل بعض أقوال العلماء في (محمد بن كثير القُرَشِي).
وقال ابن الجَوْزِيّ في (1/ 349) منه: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (محمد بن كثير الكوفي) وقال: "هو المُتَّهم بوضعه، فإنَّه كان شيعيًا". ونقل بعض أقوال العلماء فيه.
والحديث رواه ابن الجوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 347 - 349) من حديث: ابن مسعود، وجابر، وأبي سعيد الخُدْرِي أيضًا، وقال:"لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأبان عن عللها كلّها.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 327 - 328)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 353 - 354) وذكره من حديث غير من تقدَّم أيضًا.
كما ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 347 - 348.
وسيأتي برقم (1116) من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.
* * *
340 -
حدَّثنا عليّ بن حمزة المؤذِّن -بالبَصْرة- قال: حدَّثنا أحمد بن عليّ الكَرَابِيسِيّ، حدَّثنا حامد بن محمد، حدَّثنا محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِيّ، حدَّثني عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ، عن إبراهيم بن نَجْدَة،
عن عمَّار بن نَشِيط قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اختضبوا، فإنَّ اللَّه وملائكته وأنبياءه ورُسله وكلّ ما ذَرَأَ وَبَرَأَ حتى الحِيتان في بِحَارها والطير في أوكارها، يصلُّون على صاحب الخِضَاب حتى ينصل خضابه".
(3/ 194) في ترجمة (محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 70) وفيه عن عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد: "حَدَّثَ بحديثين منكرين، وهو منكر الحديث، أكره أن أُحَدِّثَ عنه".
2 -
"الكامل"(6/ 2259 - 2260) وقال: "روى عن الليث وغيره بواطيل". وقال: "هو منكر الحديث عن كلِّ من يروي عنه، والبلاء منه ليس ممّن يروي هو عنه. . . وسمعت عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي ذكره يومًا فأساء الثناء عليه".
3 -
"تاريخ بغداد"(3/ 194) وفيه أنَّ أبا الحسن إدريس بن عبد الكريم قد سأل ابن مَعين عنه، فقال:"إذا مررتَ به فارجمه". وقال أبو الفتح الأَزْدِيّ: "متروك الحديث".
4 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 20) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بثقة". وقال ابن عدي: "روى بواطيل، والبلاء منه".
5 -
"التقريب"(2/ 203) وقال: "متروك، من التاسعة"/ تمييز.
وفيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
و(عمار بن نَشِيط) ليس بصحابي كما قال الشيخ عبد اللَّه الغُمَاري في تعليقه على "تنزيه الشريعة"(2/ 280). ولم أقف له على ترجمة في "الإصابة" لابن حَجَر، كما أنِّي لم أقف على من ترجم له في كل ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(2/ 280) -في الفصل الثالث، وهو ما اشتمل على زيادات السيوطي ممّا لم يذكره ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"- وعزاه للخطيب وحده وقال:"فيه محمد بن كثير بن مروان الفِهْرَيّ".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 195 وقال: "موضوع".
* * *
341 -
أخبرني محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا محمد بن الليث، حدَّثنا يحيى بن طلحة قال: حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض، عن هشام، عن محمد بن سِيرين،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأَشَجِّ عبد القيس: "إِنَّ فيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّه: الحِلْمُ والأَنَاةُ".
(3/ 196) في ترجمة (محمد بن الليث بن محمد الجَوْهَري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (يحيى بن طلحة بن أبي كثير اليَرْبُوعي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 253 رقم (672) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 160) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 264) وقال: "كان يُغْرِبُ عن أبي نُعَيْم".
4 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 387) وقال: "صويلح الحديث وقد وثِّق". وقال: "أفحش عليّ بن الجُنَيْد فقال: كَذَبَ وزَوَّرَ".
5 -
"التهذيب"(11/ 233 - 234) وقال: "كذَّبه عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد، وخطَّأه الصَّغَاني".
6 -
"التقريب"(2/ 350) وقال: "ليِّن الحديث، من العاشرة"/ ت.
و(هشام) هو (ابن حسَّان الأَزْدِيّ القُرْدُوسِيّ البَصْري): ثقة من أثبت النَّاس في ابن سِيرِين. وستأتي ترجمته في حديث (753).
وبقية رجال الإِسناد كلُّهم ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 422 - 423) رقم (3924) -، عن محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، عن يحيى بن طلحة اليَرْبُوعي، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 388): "رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير نُعَيْم بن يعقوب وهو ثقة. ورواه في "الأوسط" من طريق حسنة الإِسناد"!
ولا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لأن جزءًا كبيرًا من "مسند ابن عمر" مفقود من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
والحديث له شواهد عِدَّة من حديث عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(11/ 691)، و"مجمع الزوائد"(9/ 387 - 390)، و"فتح الباري"(8/ 85) و (10/ 459)، و"الجامع الكبير"(1/ 252).
ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في الإيمان، باب الأمر بالإيمان باللَّه تعالى
ورسوله. . . . (1/ 48)، وغيره، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ حديث ابن عمر.
كما رواه عقبه رقم (18) مطوَّلًا، من حديث أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بمثل لفظ ما قبله.
و (أشجّ عبد القيس) هو (المنذر بن عائذ بن المنذر بن الحارث العَصَرِيّ العَبْدِيّ) رضي الله عنه. انظر ترجمته في: "الاستيعاب" لابن عبد البَرّ (3/ 461)، و"الإصابة"(1/ 51) و (3/ 460)، و"التهذيب"(10/ 301).
غريب الحديث:
قوله: "الحِلْمُ والأَنَاة". قال النَّوَوي في "شرح صحيح مسلم"(1/ 189): "أمَّا الحِلْمُ: فهو العَقْلُ. وأمَّا الأَنَاةُ: فهي التثبت وترك العجلة".
* * *
342 -
أنبأنا أبو نُعَيْم الحافظ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلَّاد، حدَّثنا أحمد بن كثير بن الصَّلْت، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن محمد بن عمر الوَاقِدِي، حدَّثنا موسى بن داود، عن أبي بلال، عن خُزَيْمَة بن خازم، عن الفضل بن الربيع، عن المَهْدِيّ، عن المنصور، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن ابن عبَّاس قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا كانَ الصيفُ خَرَجَ من البيت ليلة الجُمُعَةِ، وإذا كانَ الشتاءُ نزل ودخل البيت ليلة الجُمُعَةِ.
(3/ 196 - 197) في ترجمة (محمد بن محمد بن عمر بن وَاقِد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ففيه مجاهيل، ومن ليس معروفًا بالرواية من الخُلَفَاء.
ففيه (موسى بن داود) و (أبو بلال)، وهما مجهولان كما قال ابن الجَوْزِيّ في "العلل المتناهية"(3/ 208).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن عمر بن واقد الوَاقِدِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(المهْدِيّ) هو (محمد بن أبي جعفر المنصور عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس): الخليفة أمير المؤمنين. انظر ترجمته في: "السِّيَر"(7/ 400 - 403).
و(المنصور) هو (عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس أبو جعفر): الخليفة أمير المؤمنين. انظر ترجمته في "السِّيَر"(7/ 83 - 89).
و(خُزَيْمَة بن خازم النَّهْشَلِيّ القائد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 341) وقال: "كان له تقدَّم ومنزلة عند الخلفاء". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(الفضل بن الربيع بن يونس) ترجم له الخطيب أيضًا في "تاريخه"(12/ 343 - 344) وقال: "كان صاحب هارون الرشيد ومحمد الأمين. . . وقد أسند الحديث عن المنصور والمهديّ أميري المؤمنين". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أحمد بن كثير بن الصَّلْت) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 357) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال الخطيب عقبه: "غريب جدًّا من حديث المَهْدِيّ عن آبائه، وعجيب من رواية الفضل بن الربيع بن يونس الحَاجِب عن المَهْدِيِّ، وعزيزٌ من حديث خُزَيْمَة ابن خازم القائد عن الفضل، ولم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 44 - 45) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 434) من طريق جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، عن زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيها، عن جَدِّها ابن عبَّاس مرفوعًا به. وسيأتي برقم (2213).
وفيه (جعفر بن عبد الواحد الهاشمي) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1025).
كما رواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 414) من طريق محمد بن الحسن بن سهل، عن عبد اللَّه بن عامر التَّمِيمي، عن الربيع بن يونس، عن أبي جعفر المنصور، به. بزيادة قوله في آخره:"وإذا لبس ثوبًا جديدًا حمد اللَّه وصلَّى ركعتين، وكَسَا الخَلْقَ". وسيأتي برقم (1289).
وفيه (محمد بن سهل بن الحسن -هذا صوابه- العطَّار أبو عبد اللَّه) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (784).
وهو بهذه الزيادة، عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن ابن عبَّاس كما في "الجامع الكبير"(2/ 453).
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "العلل المتناهية"(3/ 208) عن الخطيب من طريقه الأول، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". ثم نقل قول الخطيب السابق وتعقَّبه بقوله: "هذا الترتيب لا يحتاج إليه، فيقول غريب وعجيب، فإنَّ أبا بلال وموسى بن داود مجهولان".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 281) رقم (3068) -، وابن عدي في "الكامل"(5/ 671) -في ترجمة (عمر بن موسى بن وجيه الوَجِيهي) - من طريق عثمان الطرائفي، عن عمر بن موسى، عن قَتَادة، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.
وفيه (عمر بن موسى الوَجِيهيّ الحِمْصِيّ) وهو مُتَّهَمٌ أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).
وعن ابن عدي من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزِيّ في "العلل المتناهية"(2/ 207 - 208)، وقال: لا يصحُّ. وأَعلَّه بالوَجِيهي.
* * *
343 -
حدَّثنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأَصْبَهَاني -إملاءً-، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق المُعَمَّرِي، حدَّثنا محمد بن محمد بن عمر الوَاقِدِي، حدَّثنا أبي، عن الفضل بن الربيع، عن أبي جعفر المنصور، عن مبارك بن فَضَالة، عن الحسن،
عن أبي بَكْرَةَ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْسَحْ يَدَكَ بثوبِ مَنْ لا تَكْسُوهُ".
(3/ 197) في ترجمة (محمد بن محمد بن عمر بن واقد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وَمَتْنُهُ مرويٌّ من طرق أخرى يحسن بمجموعها.
ففيه (محمد بن عمر بن واقد الأَسْلَمِيّ الوَاقِدِيّ) وهو متروك، وقد كذَّبه أحمد وإسحاق بن رَاهُوْيَه وابن المَدِيني. وتقدَّمت ترجمته في حديث (145).
كما أنَّ فيه (مُبَارَك بن فَضَالَة البَصْرِيّ أبو فَضَالَة) وقد ترجم له في:
1 -
"المغني"(2/ 540) وقال: "ضَعَّفَه أحمد والنَّسَائي. وقال أبو زُرْعَة: يُدَلِّس. وقال أبو داود وأبو حاتم: إذا قال: حدَّثنا، فهو ثقة".
2 -
"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" لابن حَجَر ص 104 وقال: "مشهور بالتدليس، وصفه به الدَّارَقُطْنِيّ وغيره. وقد أكثر عن
الحسن البصري". وقد عَدَّه ابن حَجَر من أهل الطبقة الثالثة من طبقات المُدَلِّسين، وهم: "من أكثر من التدليس فلم يحتجّ الأئمة مِنْ أحاديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسَّمَاعِ، ومنهم مَنْ ردَّ حديثهم مطلقًا، ومنهم مَنْ قَبِلَهُمْ".
وقد عنعن المُبَارَكُ هنا ولم يصرِّح بالسماع من الحسن البصري.
3 -
"التهذيب"(10/ 28 - 31) وفيه عن ابن مَهْدِي: "كُنَّا نَتَّبِع من حديث مُبَارَك ما قال فيه: حدَّثنا الحَسَنُ".
4 -
"التقريب"(2/ 227) وقال: "صدوق، يُدَلِّسُ ويُسَوِّي، من السادسة"/ خت د ت ق.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن عمر بن وَاقِد الوَاقِدي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البصري أبو سعيد): إمام فقيه ثقة مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).
و(أبو جعفر المنصور) هو (عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس): الخليفة أمير المؤمنين. انظر ترجمته في "السِّيَر"(7/ 83 - 89).
والحديث مروي من طرق أخرى يحسن بمجموعها.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(2/ 44)، وعنه الخطيب في "تاريخه"(12/ 343)، عن محمد بن المُظَفَّر، عن إسماعيل بن إسحاق، عن محمد بن محمد بن عمر الوَاقِدِي، عن أبيه، به.
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "العلل المتناهية"(2/ 259) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يثبت. الوَاقِدِيُّ قد كَذَّبه أحمد بن حنبل وضَعَّفَ مُبَارَك بن فَضَالَة".
وهذا الذي قاله ابن الجَوْزي من عدم ثبوته موضع نظر كما سيأتي.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" عن أبي بَكْرَة بلفظ: "نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يمسح الرجل بثوب مَنْ لا يَكْسُو". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 30) بعد أن ذكره معزوًا إليه: "فيه راوٍ لم يُسَمَّ".
و(مسند أبي بَكْرَة) غير موجود في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(5/ 44)، وأبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 117 رقم (871)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 272)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 233)، من طريق شُعْبَة، عن عبد رَبِّه بن سعيد قال: سمعت مولى لآل أبي موسى الأشعري يكنى أبا عبد اللَّه قال: سمعت سعيد بن أبي الحسن البصري يُحَدِّثُ عن أبي بَكْرَة أنَّه دُعي إلى شهادة مرَّةً، فجاء إلى البيت فقام له رَجَلٌ من مجلسه فقال:"نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قام الرجل للرجل مِنْ مجلسه أَنْ يجلس فيه، وعن أَنْ يمسح الرجلُ بثوب من لا يملك".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في إسناده (أبو عبد اللَّه مولى أبي موسى الأَشْعَري) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 401) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الكاشف"(3/ 313) ولم يذكر فيه شيئًا.
3 -
"التهذيب"(12/ 151) ولم يذكر فيه شيئًا.
4 -
"فتح الباري"(11/ 63) -في الاستئذان، باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس. . . - وقال:"بصري لا يُعْرَفُ".
5 -
"تقريب التهذيب"(2/ 446) وقال: "مجهول، من السادسة"/ د.
وبقية رجال الإسناد ثقات.
وممَّا تقدَّم يُعْلَمُ أنَّ تصحيح الحاكم لإِسناده وموافقة الذَّهَبِيِّ له، موضع نظر.
لكن للحديث شاهد من حديث الحَكَم بن عُمَيْر، رواه الطبراني في "الكبير"(3/ 246) رقم (3191) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِيّ، حدَّثنا أحمد بن النُّعْمَان الفرَّاء، حدَّثنا يحيى بن يَعْلَى، عن موسى بن أبي حَبِيب، عن الحَكَم بن عُمَيْر قال: كُنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في طعامٍ، فتناول
(1)
رجل من القوم، خادم أهل البيت مِنْدِيلًا فتناوله
(2)
ثوبه فمسح به، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تَتَمَنْدَل بثوب مَنْ لم تَكْسُو".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 30): بعد أن عزاه له: "وفيه راوٍ لم يسمَّ".
أقول: ليس فيه راوٍ لم يسمّ. لكن فيه (موسى بن أبي حبيب الحِمْصِيّ) قال أبو حاتم فيه: "ضعيف الحديث" كما في "الجرح والتعديل"(8/ 140). وانظر "اللسان"(6/ 115).
كما أنَّ فيه (يحيى بن يَعْلَى الأسلمي القَطَوَاني) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 361): "شيعي ضعيف من التاسعة"/ بخ ت. وانظر "التهذيب"(11/ 304).
و(الحَكَم بن عُمَيْر الثُّمَالِيّ): صحابي على الراجح. انظر: "الطبقات
(1)
هكذا في "المعجم الكبير" المطبوع. وفي "مجمع الزوائد"(5/ 30): "فسأل". وقال مصححه: "في الأصل: فتناول".
(2)
في "مجمع الزوائد"(5/ 30): "فناوله".
الكبرى" لابن سعد (7/ 415)، و"الجرح" (3/ 125)، و"الإِصابة" (1/ 347)، و"اللسان" (2/ 337).
فحديث أبي بَكْرَة من طريق أبي عبد اللَّه عن سعيد بن أبي الحسن البَصْري المتقدِّم، يحسن بهذا الشاهد، ويؤكده طريق الطبراني السابق عن أبي بَكْرَة، والذي يقول عنه الهيثمي:"فيه راو لم يسمّ"، وهذا على فرض أنه غير طريق أبي عبد اللَّه عن سعيد البصري الذي صحَّحه الحاكم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وممّا تقدَّمَ يُعْلَمُ بأنَّ قول الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير"(6/ 78) رقم (6289) عن حديث أبي بَكْرَة: "ضعيف جدًّا". موضع نظر.
والحديثُ قد عزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الصغير"(6/ 422) بشرح "فيض القدير" إلى ابن حِبَّان والطبراني فحسب. ولم أقف عليه في مظانِّه من "صحيح ابن حِبَّان" مع شدة البحث عنه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد رمز السُّيُوطِيُّ إلى ضعفه، وهو موضع نظر لما تقدَّم.
معنى الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 421): "يعني إذا كانت -اليد- ملوثة بنحو طعام فلا تمسحها بثوب إنسان لم تكسه أنت ذلك الثوب الذي تمسح فيه. والمراد منه: النهي عن التصرف في مال الغير، والتحكم على من لا ولاية له عليه. قال الطِّيبي: ولعل المراد بالثوب: الإِزَار والمِنْدِيل".
* * *
344 -
حدَّثني محمد بن يوسف النَّيْسَابُوري، حدَّثنا يحيى بن عليّ الصَّوَّاف -بمِصْر مِنْ لَفْظِهِ-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عليّ النَّقَّاش، حدَّثنا
لُقْمَان بن مُدْرِك الرَّسْعَني، حدَّثنا أبو عثمان محمد بن محمد بن إدريس الشَّافِعِي -إملاءً برأس العَيْن-، حدَّثنا محمد بن إدريس الشَّافِعِي قال: سمعت محمد بن عليّ بن شَافِع -عَمِّي- يُحَدِّثُ عن عبد اللَّه بن عليّ بن السَّائِب، عن عمرو بن أُحَيْحَة بن الجُلَاح،
عن خُزَيْمَة بن ثابت قال: سألَ رجلٌ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن إتْيَانِ النِّسَاءِ في أَدْبَارِهِنَّ، فلمَّا ولَّى دَعَاهُ -أو أَمَرَ فَدُعِيَ له-، فقال:"كيف قُلْتَ؟ في أيِّ الخُرْزَتَيْنِ، أو الخُرْبَتَيْنِ، أَمْنْ دُبُرِهَا في قُبُلِهَا، أَمْ مِنْ دُبُرِهَا في دُبُرِهَا؟ ". قال: "إنَّ اللَّه لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ، لا تأتوا النِّسَاءَ في أَدْبَارِهِنَّ".
(3/ 197) في ترجمة (محمد بن محمد بن إدريس الشَّافِعِي).
مرتبة الحديث:
في إسناده من لم أقف له على ترجمة، والحديث روي من طرق عِدَّة، وهو صحيح. صحَّحه الشافعي وابن حِبَّان وابن حَزْمٍ وغيرهم، وضعَّفه البخاري والنَّسَائي والبزَّار وغيرهم.
و(عمرو بن أُحَيْحَة بن الجُلَاح الأنصاري المَدَني) قد ترجم له في:
1 -
"مسند الشَّافِعِي"(2/ 29) وفيه أنَّ عَمَّ الشَّافِعِي محمد بن عليّ بن شَافِع قد أثنى عليه خيرًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 220) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسَمِعَ من خُزَيْمَة بن ثابت، روى عنه عبد اللَّه بن عليّ بن السَّائب".
3 -
"الكاشف"(2/ 280) وقال: "صحابي".
4 -
"الإِصابة" لابن حَجَر (2/ 522) ومال إلى أنَّه صحابي.
5 -
"التهذيب" لابن حَجَر (8/ 3) ومال إلى أنَّه صحابي.
6 -
"التلخيص الحَبِير" لابن حَجَر (3/ 179) وقال: "مجهول الحال".
7 -
"التقريب" لابن حَجَر (2/ 65) وقال: "مقبول، من الثالثة، ووهم من زعم أنَّ له صحبة"/ س.
ومما تقدَّم يظهر اختلاف رأي الحافظ ابن حَجَر فيه. والظاهر من كلام الحافظ نفسه في "الإصابة"، و"التهذيب"، أنَّه صحابي، فإنْ لم يكن، فهو من التابعين الذين لم يُذْكَرْ فيهم جرح، بل تقدَّم أنَّ محمد بن علي بن شَافِع قد أثنى عليه.
و(عبد اللَّه بن عليّ بن السَّائب القُرَشي المُطَّلِبِيّ) قد ترجم له في:
1 -
"مسند الشَّافِعِيّ"(2/ 29) وقال: "ثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(5/ 149) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 114) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 34) وقد ذكره في طبقة التابعين.
5 -
"الكاشف"(2/ 99) وقال: "لم يُضَعَّفْ".
6 -
"التهذيب"(5/ 325) ولم يذكر فيه شيئًا.
7 -
"التقريب"(1/ 434) وقال: "مستور، من الثالثة"/ د س.
أقول: قد فات جميع من ترجم له ممن تقدَّم، ذِكْرُ توثيق الشَّافِعِي رحمه الله له.
و(محمد بن عليّ بن شَافَع المُطَّلِبيّ المَكِّي -عمّ الإمام الشَّافِعِيّ-) قال عنه الإمام الشَّافِعِي في "مسنده"(2/ 29): "ثقة". وترجم له ابن حَجَر في
"التهذيب"(9/ 353 - 354)، و"التقريب"(192)، ونقل توثيق الشافعي له.
و(محمد بن إدريس بن العبَّاس الشَّافِعِي المُطَّلِبِيّ أبو عبد اللَّه)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(10/ 5 - 99) ترجمةً حَافِلَةً، ونعته في أولها بقوله:"الإمام عالم العصر، ناصر الحديث، ففيه المِلَّة". وانظر في حاشية "السِّيَر" ذكر مصادر ترجمته الكثيرة.
وصاحب الترجمة (محمد بن محمد بن إدريس الشَّافِعِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وترجم له البيهقي في "مناقب الشَّافِعِي" (2/ 306 - 308) وفيه: أنَّه أكبر أولاد الإمام الشَّافِعِيّ، وكان قاضي مدينة حَلَب بالشَّام.
و(يحيى بن عليّ الصَّوَّاف) و (أبو بكر محمد بن عليّ النَّقَّاش) و (لُقْمَان ابن مُدْرِك الرَّسْعَنِيّ)، لم أقف على من ترجم لهم.
وشيخ الخطيب (محمد بن يوسف بن أحمد القَطَّان الأَعْرَج النَّيْسَابُوري أبو عبد الرحمن)، ترجم له في "تاريخه" (3/ 411) وقال:"كتبت عنه شيئًا يسيرًا. . . وكان صدوقًا له معرفة بالحديث، وقد دَرَسَ شيئًا من فقه الشافعي، وله مذهب مستقيم وطريقة جميلة". وكانت وفاته سنة (422 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 423) وقال: "الحافظ البارع الجَوَّال".
التخريج:
رواه الشَّافِعِيّ في "مسنده"(2/ 29) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وفي لفظه عمَّا ذكره الخطيب بعض الزيادة، ولفظ الشَّافِعِيّ في "مسنده" أَتَمّ.
ولفظه عنده: "عن خُزَيْمَة بن ثابت أنَّ رجلًا سَأَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن إِتْيَانِ النِّسَاءِ في أدْبَارِهِنَّ أو عن إتيان الرجل امرأتَهُ في دُبُرِهَا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "حلالٌ". فلما ولَّى الرجلُ دَعَاهُ -أو أَمَرَ به فَدُعِيَ- فقال: "كيف
قُلْتَ؟ في أيِّ الخَرْقَيْنِ، أو في أيِّ الخُرْزَتَيْنِ، أو في أيِّ الخَصْفَتَيْنِ، أَمْ مِنْ دُبُرِهَا في قُبُلِهَا فَنَعَمْ. أَمْ مِنْ دُبُرِهَا في دُبُرِهَا فلا. فإنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيي مِنَ الحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ في أَدْبَارِهِنَّ".
قال الرَّبيعُ راويه عن الشَّافِعِيّ: "قلت للشَّافِعِيّ فما تقول؟ قال: عَمِّي ثقةٌ، وعبد اللَّه بن عليّ ثقة. وقال أخبرني محمد -يعني عمّه محمد بن عليّ بن شَافِع-: عن الأنصاري -يعني عمرو بن أُحَيْحَة- المُحَدِّث بها أنّه أثنى عليه خيرًا. وخزيمةُ ممن لا يَشُكُّ عالِمٌ في ثقته. فلستُ أُرَخِّصُ فيه بل أنهى عنه".
وعن الشَّافِعِي من طريقه هذا، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 196).
ورواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 43)، والنَّسَائي في "عِشْرَة النِّسَاء" ص 124 - 125 رقم (107)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 105) رقم (3744)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 196)، من طريق إبراهيم بن محمد الشَّافِعِي، عن جَدِّه محمد بن عليّ، عن عبد اللَّه بن عليِّ بن السَّائب، عن عمرو بن أُحَيْحَة بن الجُلَاح، عن خُزَيْمَة، به مختصرًا.
ورواه مختصرًا، ابن ماجه في "السنن" في النكاح، باب النهي عن إتيان النِّسَاء في أدبارهن (1/ 619) رقم (1924)، وأحمد في "المسند"(5/ 213)، والطبراني في "الكبير"(4/ 103) رقم (3735)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 197)، من طريق حجَّاج بن أَرْطَاة، عن عمرو بن شُعَيْب، عن عبد اللَّه بن هَرَمِيّ، عن خُزَيْمَة بن ثابت مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ في أَعْجَازِهِنَّ".
وعند ابن ماجه: "أَدْبَارِهِنّ" بدلًا من: "أَعْجَازِهِنّ". وعنده أنَّه قال: "إنَّ اللَّه لا يستحيي من الحق" ثلاث مرات.
وبلفظ "أَدْبَارِهِنَّ" رواه الطبراني في "الكبير"(4/ 102) رقم (3734) من ذات الطريق.
وحجَّاج بن أرْطَاة -فضلًا عن كونه مُدَلِّسًا مشهورًا، وقد عَنْعَنَ هنا ولم يُصَرِّحْ بالسماع- قد خالفه في إسناده هذا: عليّ بن الحكم، فقال: عن عمرو بن شُعَيْب، عن هَرَمِيّ بن عبد اللَّه، عنه، به.
رواه عنه النَّسَائي في "عِشْرَة النِّسَاء" ص 121 - 122 رقم (102). وقوله هو الصواب، فقد قال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 197):"غلط حجاج بن أَرْطَاة في اسم الرجل فَقَلَبَ اسمه اسم أبيه".
وقال ابن حَجَر في "التهذيب"(11/ 29): "ونصَّ البخاري على أنَّ قول من قال فيه عبد اللَّه بن هَرَمِيّ غير صحيح، وأنَّ الصواب: هَرَمِيّ بن عبد اللَّه".
وقد تَابَعَ عمرو بن شُعَيْب جماعة، كلّهم قالوا: عن هَرَمِيّ بن عبد اللَّه، عنه، به. أخرجه أحمد في "المسند"(5/ 214 و 215)، والنَّسَائي في "عِشْرَة النِّسَاء" رقم (97 و 98 و 99 و 100 و 101)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفِه"(4/ 253)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 200) رقم (4186)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 261) و (2/ 145)، والطبراني في "الكبير" رقم (3733 و 3738 و 3739 و 3742 و 3743)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 197)، بعضهم بلفظ:"أَدْبَارِهِنّ"، والبعض الآخر بلفظ:"أَعْجَازِهِنّ".
أقول: في إسناده عندهم: (هَرَمِيّ بن عبد اللَّه الخَطْمِيّ)، ذكره ابن حِبَّان في "ثقاته" (5/ 516). وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 316 - 317):"مستور، من الثانية، وقد قيل إنّه وُلِدَ في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأَرْسَلَ عنه"/ س. وقال عنه في "التلخيص الحَبِير"(3/ 180): "لا يُعْرَفُ حاله". وانظر "التهذيب" له (11/ 28 - 29) حيث ذكر جماعةً ممن رووا عنه.
لكن (هَرَمِيّ بن عبد اللَّه) قد تابعه (عُمَارة بن خُزَيْمَة بن ثابت) فيما أخرجه النَّسَائي في "عِشْرَة النِّسَاء" ص 119 رقم (96)، وأحمد في "المسند"(5/ 213)، وابن الجَارُود في "المُنْتَقَى" ص 243 رقم (728)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 43)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 197)، من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهَادِ، عن عُمَارَة بن خُزَيْمَة بن ثابت، عن أبيه، به.
أقول: ورجال هذا الطريق ثقات، بَيْدَ أنَّ البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 197) يروي بإسناده عن الشَّافِعِي أنَّه قال:"غلط سفيان في حديث ابن الهَادِ". قال البيهقي عقبه: "مَدَارُ هذا الحديث على هَرَمِيّ بن عبد اللَّه، وليس لعُمَارَة بن خُزَيْمَة فيه أصل إلَّا من حديث ابن عُيَيْنَة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأً، واللَّه أعلم".
وحديث خُزَيْمَةَ هذا اختلفت فيه أقوال النُّقَّادِ من أئمة الحديث.
فقد قال الإمام ابن المُلَقِّن في "خلاصة البدر المنير"(2/ 200 - 201) رقم (1990): "رواه الشَّافِعِي والبيهقي من رواية خُزَيْمَة بن ثابت بإسناد صحيح، وصحَّحه الشَّافِعِي. ورواه بنحوه أحمد والنَّسَائي وابن ماجه، وصحَّحه ابن حِبَّان".
وقال ابن حَزْم في "المُحَلَّى"(10/ 70): هذا خبر صحيح تقوم الحُجَّة به.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 290): "رواه ابن ماجه، واللفظ له، والنَّسَائي بأسانيد، أحدهما جيِّد".
وممّن قال بتضعيفه البخاري، والنَّسَائي، والبزَّار، وأبو عليّ الحسين بن عليّ النَّيْسَابُورِيُّ، والذَّهَبِيّ، وابن حَجَر، والبُوصِيريّ.
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 180): "قال البزَّار: لا أعلم في الباب حديثًا صحيحًا لا في الحظر ولا في الإطلاق، وكلّ ما روي فيه
عن خُزَيْمَة بن ثابت من طريق فيه، فغير صحيح. وكذا روى الحاكم عن الحافظ أبي علي النَّيْسَابُوري، ومثله عن النَّسَائي، وقاله قبلهما البخاري".
وقال في (2/ 179) منه بعد أن ذكره من طريق الشَّافِعِي المتقدِّم: "وفي هذا الإسناد عمرو بن أُحَيْحَة وهو مجهول الحال، واختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا، وقد أَطْنَبَ النَّسَائي
(1)
في تخريج طرقه، وذِكْرِ الاختلاف فيه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 280) في ترجمة (عمرو بن أُحَيْحَة): "له حديث عن خُزَيْمَة لم يصحّ".
وقال ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 522): "مضطرب".
وقال في "التهذيب"(11/ 28): "في إسناده اضطرابٌ كثيرٌ".
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 110 - 111) عن حديث ابن ماجه المتقدِّم: "هذا إسناد ضعيف، حجَّاج بن أَرْطَاة مدلِّس، وقد رواه بالعنعنة، والحديث منكر لا يصحّ كما صرَّحَ بذلك البخاري والبزَّار والنَّسَائي وغير واحد. . . ورواه التِّرْمِذِيّ من حديث طَلْق بن عليّ، وابن عبَّاس، وعليّ بن أبي طالب، قال -يعني التِّرْمِذِيُّ-: وفي الباب عن خُزَيْمَة، وابن عبَّاس، وأبي هريرة".
أقول: ولو سُلِّم أمر اضطرابه جَدَلًا، فإنَّ للحديث من الشواهد ما يَدْفَعُ القول بضعفه. انظر هذه الشواهد في:"عِشْرَة النِّسَاء" للنَّسَائي ص 127 - 138، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 194 - 199)، و"جامع الأصول"(3/ 551)، و"مجمع الزوائد"(4/ 298 - 299)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 289 - 291)، و"زاد المَعَاد" لابن القَيِّم (4/ 257 - 261) -وقد أطال رحمه الله النَّفَسَ في بيان أوجه تحريم إتيان المرأة من دُبُرِهَا، انظر منه (4/ 261 - 265) -، و"خلاصة البدر المنير" لابن المُلَقِّن (2/ 200 - 201)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 180 - 188).
(1)
وذلك في كتابه "عِشْرَة النِّسَاء" ص 119 - 126.
غريب الحديث:
قوله: "في أيِّ الخُرْزَتَيْنِ أو الخُرْبَتَيْن" وفي "مسند الشافعي": "أو الخَصْفَتَيْنِ": قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 179): "الخُرْبَتَيْنِ تثنية خُرْبَة -بضم المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة-. والخُرْزَتَيْنِ: تثنية خُرْزَة -بوزن الأول، لكن بزاي بدل الموحدة-. والخَصْفَتَيْنِ: تثنية خصفة -بفتحات والخاء المعجمة أيضًا، والصاد مهملة بعدها فاء-. وقال الخَطَّابي: كل ثقب مستديرة خُرْبَة، والجمع خُرَبٌ -بضمة ثم فتح-، وقال الأزهري: أراد بالخُرْبَتَيْن: المَسْلَكَيْن. وقال ابن داود: خرب الفاس: ثقبه الذي فيه النصاب، والخُرْزَتَيْنِ: تثنية خُرْزَة، وهي الثُّقْب الذي يثقبه الخرَّاز ليخرز، كَنَّى به عن المأتى، والخَصْفَتَيْن: تثنية خَصَفَة، من قولك: خصفت الجِلْدَ إذا خرزته مطابقًا".
قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 18): "والثلاثة بمعنى واحد، وكلُّها قد رُوِيَت".
* * *
345 -
حدَّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ.
وأخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، حدَّثنا محمد -قال القَوَّاس: ابن أبي عَوْن. وقال ابن مهدي: ابن أبي مذعور. ثم اتفقا، قالا: - حدَّثنا عمر بن يونس، حدَّثنا عيسى بن عَوْن بن حفص بن فَرَافِصَة الحَنَفِيّ، حدَّثنا عبد الملك بن زُرَارَة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أَنْعَمَ اللَّه على عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أهْلٍ ومَالٍ وَوَلَدٍ، فيقولُ: ما شَاءَ اللَّه لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَيَرَى فيه آفَةً دونَ الموتِ، وكأنَّه يستقبلُ نِعْمَةً".
(3/ 198 - 199) في ترجمة (محمد بن أبي عَوْن -واسم أبي عَوْن: محمد بن عَوْن- أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الملك بن زُرَارَة)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (2/ 655) وقال:"عن أنس بن مالك، قال الأَزْدِيُّ: لا يصحُّ حديثه". ومثله في "اللسان"(4/ 63) ولم يزد.
كما أنَّ فيه (عيسى بن عَوْن بن حفص بن فَرَافِصَة الحَنَفِيّ) ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(3/ 319) وقال: "عن عبد الملك بن زُرَارَة. قال الأَزْدِيّ لا يصحُّ حديثه". ومثله في "اللسان"(4/ 403).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 212)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 358 - 359) رقم (4589) -، وأبو يَعْلَى في "مسنده"
(1)
-كما في "البداية والنهاية" لابن كثير (2/ 119)، و"التفسير" له (3/ 88) -، وأبو بكر بن السُّنِّيِّ في "عمل اليوم والليلة" ص 173 رقم (357)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الشُّكْر" ص 64 رقم (1)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 226)، وفي "شُعَب الإيمان"(8/ 323 - 324) رقم (4060) و (8/ 430 - 431) رقم (4207)، من طريق عمر بن يونس، عن عيسى بن عَوْن، به.
(1)
يعني (الكبير)، فإنه غير موجود في (الصغير) المطبوع. ويؤكده أنَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 140) لم يعزه له. كما أنَّ الحافظ ابن حَجَر ذكره في "المطالب العالية"(3/ 350) رقم (3673) وعزاه إلى أبي يعلى، وهذا يفيد أنّه في (الكبير).
وليس عندهم زيادة قوله: "وكأنه يستقبل نعمة".
وعند الطبراني في آخره زيادة قوله: "وقرأ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [سورة الكهف: الآية 39] ".
وعند أبي يَعْلَى كما في "المطالب العالية"(3/ 350): "وكان يتأوَّل هذه الآية". وذكر الآية السابقة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 140): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه عبد الملك بن زُرَارَة وهو ضعيف".
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 119): "في صحته نظر".
* * *
346 -
حدَّثنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا العبَاس بن بشر الرُّخَّجِيّ
(1)
، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أبي عَوْن، حدَّثَنا نُعَيْم
(2)
، عن سفيان، عن أبي حَصِين، عن يحيى بن وثَّاب، عن مَسْرُوق،
عن عبد اللَّه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعطى الوَلَدَ الخَالَةَ.
(3/ 199) في ترجمة (محمد بن أبي عَوْن -واسم أبي عَوْن: محمد بن عَوْن- أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، عدا (نُعَيْم) وهو (ابن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعي أبو عبد اللَّه)، فإنَّه صدوق كثير الخطأ، وقد وَصَلَ أحاديث يُوقِفُهَا النَّاس.
(1)
هذه النسبة إلى (الرُّخَّجِيَّة)، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد، وراء باب الأزج. "الأنساب"(6/ 96).
(2)
هكذا في المطبوع هنا: "نُعَيْم". وفي (12/ 155) من "تاريخ بغداد": "أبو نُعَيْم"، وقد ساق ذات الحديث ومن نفس الطريق. وانظر حديث (1838) فيما علَّقته حول ذلك.
وقد تفرَّد بِرَفْعِهِ ابن أبي عَوْن، ورواه غيره موقوفًا كما سيأتي عن الخطيب.
وقد ترجم لـ (نُعَيْم) في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 398 - 399 رقم (528) وقال: "ثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 100) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 451 رقم (1695) وقال: "ثقة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 234 رقم (617) وقال: "ضعيف".
5 -
"الجرح والتعديل"(8/ 463 - 464) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق".
6 -
"الكامل"(7/ 2482 - 2485) وقال: "قد أثنى عليه قوم وضعَّفه قوم، وكان ممن يتصلَّب في السُّنَّة، ومات في محنة القرآن في الحَبْس، وعامَّة، ما أُنْكِرَ عليه هو هذا -أي الذي ذكره من الأحاديث في ترجمته-، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا".
7 -
"تاريخ بغداد"(13/ 306 - 314) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سُّنَّة". وقال صالح جَزَرَة: "عنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة".
8 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 267 - 280) وقال: "أحد الأئمة الأعلام على لِينٍ في حديثه. . . خرَّج له البخاري مقرونًا بغيره. . وثَّقَه أحمد". وفيه عن الأَزْدِيّ: "كان نُعَيْم ممن يضع الحديث في تقوية السُّنَّة وحكايات مزوَّرة في ثلب النُّعْمَان -يعني أبي حَنِيفة- كلّها كذب". وقال ابن يونس: "كان يفهم الحديث وروى أحاديث مناكير عن الثقات".
9 -
"المغني"(2/ 700) وفيه عن ابن مَعِين: "يُشَبَّهُ له فيروي ما لا أصل له". وقال أبو زُرْعَة الدِّمَشْقِي: "وصل أحاديث يُوقِفُهَا النَّاس. . . ".
10 -
"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (10/ 595 - 612). وقال في (10/ 609) منه: "لا يجوز لأحدٍ أن يحتجَّ به. وقد صَنَّفَ كتاب "الفِتَن" فأتي فيه بعجائب ومناكير".
11 -
"التهذيب"(10/ 458 - 463) وفيه عن أبي داود: "عند نُعَيْم نحو عشرين حديثًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل". وقال مَسْلَمَةُ بن قاسم: "كان صدوقًا، وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في المَلاحِم انفرد بها. . . ". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "إمام في السُّنَّة، كثير الوَهَم". وقال أبو أحمد الحاكم: "ربما يخالف في بعض حديثه".
وقد ذكر ابن حَجَر في "التهذيب" ما تقدَّم عن الأَزْدِيّ من اتهامه لـ (نُعَيْم) بوضع الحديث في تقوية السُّنَّة. . . وقال: "قد تقدَّم نحو ذلك عن الدُّولابي، واتَّهمه ابن عدي في ذلك، وحاشى الدُّولابي أَنْ يُتَّهم، وإنَّما الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه، فإنَّه مجهول مُتَّهم، وكذلك من نقل عنه الأَزْدِيّ بقوله: قالوا. فلا حُجَّة في شيء من ذلك لعدم معرفة قائله. وأمَّا نُعَيْم فقد ثبتت عدالته وصدقه، ولكن في حديثه أوهام معروفة".
12 -
"التقريب"(2/ 305) وقال: "صدوق يخطئ كثيرًا، فقيه عارف بالفرائض من العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين -يعني ومائتين- على الصحيح، وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه. وقال: باقي حديثه مستقيم"/ خ مق د ت ق.
و(مسروق) هو (ابن الأَجْدَع الهَمْدَاني الوَادِعِي أبو عائشة): إمام قدوة ثقة فقيه عابد مُخَضْرَمٌ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (62 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 63 - 69)، و"التهذيب"(10/ 109 - 111)، و"التقريب"(2/ 242).
و (يحيى بن وثَّاب) هو (الأَسَدي الكوفي المُقْرئ): إمام ثقة فقيه عابد، خرَّج له الشيخان، وتوفي عام (103 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 379 - 382)، و"التهذيب"(11/ 294 - 295)، و"التقريب"(2/ 359).
و(سفيان) هو (ابن عُيَيْنَة الهِلَالي أبو محمد الكوفي): إمام ثقة حافظ فقيه حُجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (239).
و(أبو حَصِين) هو (عثمان بن عاصم بن حُصَين الأَسَدي): ثقة ثَبْتٌ. وستأتي ترجمته في حديث (528).
وصاحب الترجمة (محمد بن أبي عَوْن -واسم أبي عَوْن: محمد بن عَوْن- أبو بكر البغدادي) قال الخطيب في ترجمته نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: ثقة. وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 48) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(العبَّاس بن بِشْر الرُّخَّجِيّ أبو الفضل) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 154 - 155) وقال: "ثقة". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "لا بأس به". وقال مرَّةً: "ثقة". توفي عام (320 هـ).
و(عمر بن أحمد الواعظ، ابن شَاهِين أبو حفص): إمام حافظ ثقة، صنَّفَ كتاب "الثقات" وغيره، وتوفي عام (385 هـ). انظر ترجمته في:"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 243 رقم (344)، و"تاريخ بغداد"(11/ 265 - 268)، و"السِّيَر"(16/ 431 - 435)، و"اللسان"(4/ 283 - 285).
و(أبو بكر البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "تفرَّد برفعه ابن أبي عَوْن. ورواه غيره موقوفًا".
التخريج:
لم أقف عليه في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى البخاري -في خبر طويل- في المغازي، باب عمرة القضاء (7/ 499) رقم (4251) وغير موضع، عن البراء بن عازب مرفوعًا:"الخَالَةُ بمنزلة الأُمِّ".
ورواه التِّرْمِذِيّ في البر والصلة، باب ما جاء في بِرِّ الخالة (4/ 313) رقم (1904) عنه مختصرًا باللفظ المتقدِّم وقال:"وفي الحديث قِصَّة طويلة، وهذا حديث صحيح".
وحديث البراء هذا مروي عن: عليّ، وأبي مسعود البَدْري، وأبي هريرة، وغيرهم. انظر حديثهم في:"نصب الراية"(3/ 267 - 268)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 11 - 12).
* * *
347 -
أنبأنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين المَحَامِلِيّ قال: وجدت في كتاب جَدِّي الحسين بن إسماعيل بخطِّ يده: حدَّثنا محمد بن محمد بن مرزوق البَاهِلِي.
وأنبأنا أبو القاسم الأَزْهَرِي، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، حدَّثنا محمد بن محمد بن مرزوق البَصْري، حدَّثنا هانئ بن يحيى بن هاشم بن سليمان المُجَاشِعِيّ، حدَّثنا صالح المُرِّيّ، عن عبّاد المِنْقَرِيّ، عن ميمون بن سِيَاه،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآية 22 و 23] قال: "واللَّه ما نَسَخَهَا منذ أَنْزَلَهَا، يَزُورونَ رَبَّهُمْ فَيُطْعَمُونَ ويُسْقَوْنَ ويُطَيَّبُونَ ويُحَلَّوْنَ وتُرْفَعُ
الحُجُبُ بينه وبينهم يَنْظُرُونَ إليه ويَنْظُرُ إليهم، وذلك قوله:{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [سورة مريم: الآية 62] ".
(3/ 199 - 200) في ترجمة (محمد بن محمد بن مرزوق البَاهِلِي البَصْري أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (ميمون بن سِيَاه البَصْري أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 598) وقال: ضعيف.
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 339) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 189).
4 -
"الجرح والتعديل"(8/ 233) وفيه عن أبي حاتم: "ثقة".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 418 - 419) وقال: "يخطئ".
6 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 6) وقال: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، فأمّا فيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر من غير احتجاج به لم أر بذلك بأسًا. كان يحيى بن مَعِين سيء الرأي فيه".
7 -
"الكامل"(6/ 2408 - 2409) وقال: "هو أحد من كان يُعَدُّ في زُهَّاد البَصْرة، ولعل ليس له من الحديث غير ما ذكرت من المُسْنَدِ، والزُّهَّادُ لا يضبطون الأحاديث كما يجب، وأرجو أنَّه لا بأس به".
8 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 275 رقم (489) وقال: "محتج به في الصحيح".
9 -
"الكاشف"(3/ 170) وقال: "وَرِعٌ تقي صدوق، وقد ضعَّفه ابن مَعِين".
10 -
"المغني"(2/ 690) وقال: "ضعَّفه ابن مَعِين، ووثَّقه أبو حاتم والبخاري".
11 -
"التهذيب"(10/ 388 - 389) وفيه عن أبي داود: "ليس بذاك". وقال يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "ضعيف".
12 -
"التقريب"(2/ 291) وقال: "صدوق عابد يخطئ، من الرابعة"/ خ س.
كما أنَّ فيه (عبّاد بن مَيْسَرَة المِنْقَرِيّ البَصْري المُعَلِّم) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ لابن مَعِين"(2/ 293) وقال: ليس حديثه بالقوي، ولكنَّه يُكْتَبُ.
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 38 - 39) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 173 رقم (431) وقال: "ليس بالقويِّ".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 133) وفيه عن أحمد بن محمد بن هانئ قال: "سمعت أبا عبد اللَّه -يعني أحمد بن حنبل- وذكر عبّاد بن مَيْسَرَة، قال: فكأن أبا عبد اللَّه ضَعَّفَ عبّاد بن مَيْسَرَة".
5 -
"الجرح والتعديل"(6/ 86 - 87) وفيه عن أبي بكر الأَثْرَم: "ضَعَّفَ أبو عبد اللَّه -يعني أحمد بن حنبل- عبّاد بن مَيْسَرَة". وقال ابن مَعِين: "ليس به بأس".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 161).
7 -
"الكامل"(4/ 1647 - 1648) وقال: "هو ممن يُكْتَبُ حديثه".
8 -
"تهذيب الكمال"(14/ 167 - 169) وفيه عن أبي داود: "ليس بالقويِّ".
9 -
"المغني"(1/ 327) وقال: "ضَعَّفه أحمد وابن مَعِين".
10 -
"التقريب"(1/ 394) وقال: "ليِّن الحديث، عابد، من السابعة"/ س د فق.
وفيه كذلك (صالح بن بَشِير بن وَادِع المُرِّيّ أبو بِشْر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 262) وقال: "ليس به بأس".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 66 رقم (163) وقال: "قاصٌّ ليس بشيء".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 56 رقم (20) وقال: "ليس بشيء، ضعيف ضعيف".
4 -
"التاريخ الكبير"(4/ 273) وقال: "منكر الحديث".
5 -
"أحوال الرجال" ص 120 رقم (197) وقال: "كان قاصًّا، واهي الحديث".
6 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 127) وقال: "ثقة".
7 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(4/ 443) رقم (2133) -في كتاب القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القَدَر- وقال:"صالح المُرِّيّ له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 136 رقم (316) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 199) وروى له حديثين وقال: "لا يتابع عليهما". ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه: "ضعيف".
10 -
"الجرح والتعديل"(4/ 395 - 396) وفيه عن أحمد: "كان صاحب قصص يقصّ، ليس هو صاحب آثَارٍ وحديثٍ، ولا يَعْرِفُ الحديث". وقال عمرو بن علي الفَلَّاس: "منكر الحديث جدًا، يُحَدِّث عن قوم ثقات أحاديث مناكير، وهو رجل صالح". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، يكتب حديثه، وكان من المُتَعَبِّدِين، ولم يكن في الحديث بذاك القوي".
11 -
"المجروحين"(1/ 371 - 373) وقال: "غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ، فكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات واستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدِّينِ مائلًا عن طريق الاعوجاج، كان يحيى بن مَعِين شديد الحَمْلِ عليه".
12 -
"الكامل"(4/ 1378 - 1381) وقال: "عامَّة أحاديثه التي ذَكَرْتُ والتي لم أذكر منكرات، يُنْكِرُها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتي عليه من قلَّة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي مع هذا لا يتعمَّد الكذب بل يغلط بيِّنًا".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 245 رقم (287) وقال: "رجل صالح، قلَّ ما يُوَافَقُ فيما يرويه عن الحسن والجُريري".
14 -
"سؤالات السُّلَمِيِّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 204 رقم (170) وقال: "رجل صالح زاهد، إلَّا أنَّه ضعيف الحديث".
15 -
"تاريخ بغداد"(9/ 305 - 310) وفيه عن أبي داود وقد سأله الآجُرِّيّ: "تكتب حديث صالح المُرِّيّ؟ فقال: لا".
16 -
"الكاشف"(2/ 17) وقال: "ضعَّفوه".
17 -
"التقريب"(1/ 358) وقال: "ضعيف، من السابعة، مات سنة اثنتين وسبعين -يعني ومائة-، وقيل بعدها"/ ت.
وباقي رجال الطريق الثاني ثقات.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ عليّ بن عمر في كتاب "الرؤية" ص 169 - 170 رقم (55)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(3/ 260) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديثٌ لا يصحُّ. وفيه (ميمون بن سِيَاه) قال ابن حِبَّان: يتفرَّدُ بالمناكير عن المشاهير، لا يحتج به إذا انفرد. وفيه (صالح المُرِّيّ) قال النَّسَائي: متروك الحديث".
وأقرَّهُ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 460) ولم يتعقَّبه.
لكن الإمام ابن تيمية في "مجموع الفتاوي"(6/ 425 - 426) قد تعقَّب ابن الجَوْزِيّ في حكمه على الحديث بالوضع، فقال بعد أَنْ ذكر عنه ما تقدَّم: "أمَّا ميمون بن سِيَاه، فقد أخرج له البخاري والنَّسائي، وقال فيه أبو حاتم الرَّازي: ثقة. وحسبك بهؤلاء
(1)
الثلاثة، وعن ابن مَعيِن قال فيه: ضعيف. لكن هذا الكلام يقوله ابن مَعيِن في غير واحد من الثقات. وأمَّا ابن حِبَّان ففيه ابتداع في الجرح".
وقد تابعه على تعقيبه هذا وارتضاه، ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 384 - 385) حيث نقله عنه.
أقول: تعقب ابن تيمية لابن الجَوْزِيّ في حكمه على الحديث بالوضع،
(1)
تَصَحَّفَ في "مجموع الفتاوى" إلى: "وحسبك بهذه الأمور الثلاثة"، والتصويب من "تنزيه الشريعة"(2/ 384).
متجهٌ، لكنَّه انحصر في نقد ما ذكره ابن الجَوْزِي من بعض أقوال النُّقَّاد في راويه عن أنس:(ميمون بن سِيَاه)، وكلامه في ذلك يَسْلَمُ له إلى حَدٍّ ما مقارنة بما ذكرتُه من مجموع أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه. لكنَّه لم يعرض إلى وجود (عبّاد بن مَيْسَرَة المِنْقَرِيّ) و (صالح بن بشير المُرِّيّ) في إسناده، وهما ضعيفان على ما تقدَّم تفصيله، وخاصة (صالح)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
348 -
حدَّثنا محمد بن الفَرَج البزَّاز، حدَّثنا عبد العزيز بن جعفر الخِرَقِيّ، حدَّثنا علي بن الحسن القَافْلَائِيّ، حدَّثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدَّثنا أبي، عن ثُمَامَة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس المُخْبِرُ كالمُعايِنِ".
(3/ 200) في ترجمة (محمد بن محمد بن مرزوق البَاهِلِيّ البَصْري أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.
و (ثُمَامَة) هو (ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك): ثقة، وكان يقول:"صحبت جَدِّي ثلاثين سنة". عُزِلَ عن قضاء البصرة سنة (110) للهجرة، ومات بعد ذلك بمدة، وحديثه مُخَرَّجٌ في الكتب الستة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 405 - 408). و"السِّيَر"(5/ 204 - 205)، و"الكاشف"(1/ 119)، و"التهذيب"(2/ 28 - 29)، و"التقريب"(1/ 120).
و (محمد بن عبد اللَّه بن المُثَنَّى بن عبد اللَّه بن أنس بن مالك الأنصاري أبو عبد اللَّه): ثقة، مُحَدِّثٌ، وكان قاضيًا على البصرة، خَرَّجَ له الستة وتوفي عام
(215)
للهجرة. انظر ترجمته في: "السِّيَر"(9/ 532 - 538)، و"التهذيب"(9/ 274 - 276)، و"التقريب"(2/ 180).
وأبوه (عبد اللَّه بن المُثَنَّي) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 208) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِيّ ص 276 رقم (877) وقال: "ثقة".
3 -
"السنن" للتِّرْمِذِي (5/ 46) رقم (2678) وقال: "ثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 304) وقال: "لا يتابع على أكثر حديثه". وفيه عن أبي سَلَمَة -يعني التَّبُوذَكِيّ موسى بن إسماعيل-: "لم يكن في القريتين بعظيم، وكان ضعيفًا منكر الحديث".
5 -
"الجرح والتعديل"(5/ 177) وفيه عن ابن مَعِين وأبي حاتم وأبي زُرْعَة: "صالح". وقال أبو حاتم أيضًا: "شيخ".
6 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 233، رقم (377) وقال:"ثقة حجَّة".
7 -
"الكاشف"(2/ 110) وقال: "قال أبو حاتم: صالح. وقال أبو داود: لا أُخَرِّجُ حديثه".
8 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 499 - 500) وفيه عن زكريا السَّاجِيّ: "فيه ضعف لم يكن صاحب حديث". وقال الأَزْدِيّ: "روى مناكير". وقال ابن مَعِين في رواية: "ليس بشيء". وقال النَّسَائي: "ليس بالقوي".
9 -
"التهذيب"(5/ 387 - 388) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه قال فيه مرَّةً: "ضعيف". وفيه أن ابن حِبَّان ذكره في "الثقات"
(1)
وقال: "ربما أخطأ".
(1)
لم أقف عليه في فهارس كتاب "الثقات" المطبوع.
10 -
"هدي الساري" لابن حَجَر ص 416 وقال: "لم أر البخاري احتج به إلَّا في روايته عن عمَّه ثُمَامة فعنده عنه أحاديث، وأخرج له من روايته عن ثابت عن أنس حديثًا توبع فيه عنده، وهو في فضائل القرآن. وأخرج له أيضًا في اللباس عن مسلم بن إبراهيم عنه عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر في النهي عن القَزَع
(1)
، بمتابعة نافع وغيره عن ابن عمر. وروى له التِّرْمِذِيّ وابن ماجه".
11 -
"التقريب"(2/ 445) وقال: "صدوق كثير الغلط، من السادسة"/ خ ت ق.
أقول: وقد حَسَّنْتُ حديثه هنا، لأنَّه من روايته عن عَمِّه ثُمَامَة، وقد احتجَّ البخاري في روايته عنه.
وصاحب الترجمة (محمد بن محمد بن مرزوق البَاهِلِيّ البَصْري -وقد ينسب إلى جَدِّه-) قال الخطيب عنه: "ثقة"، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل" (8/ 89 - 90) ونقل عن أبي حاتم قوله فيه:"صدوق". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(9/ 125 - 126) وقال: "ربما أخطأ، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين". كما ترجم له ابن عدي في "الكامل"(6/ 2297) وقال: هو لَيِّنٌ، وأبوه محمد بن مرزوق ثقة". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 205):"صدوق له أوهام، من الحادية عشرة"/ م ت ق.
و(عليّ بن الحسن بن سليمان القَافْلَانِيّ القَطِيعِيّ أبو الحسن) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 377) وقال: "ثقة". وكانت وفاته سنة (306) للهجرة.
و(عبد العزيز بن جعفر الخِرَقِيّ أبو القاسم) ترجم له الخطيب في "تاريخه"
(1)
"جَمْعُ قَزَعة، وهي القطعة من السحاب. وسمي شعر الرأس إذا حُلِقَ بعضه وترك بعضه قَزَعًا، تشبيهًا بالسحاب المتفرق". "فتح الباري"(10/ 364).
(10/ 462 - 463)، وفيه عن محمد بن عُمَيْر بن بُكَيْر:"شيخ ثقة". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "ثقة حسن الحديث". وقال العَتيِقي: "ثقة أمين". وتوفي عام (375 هـ).
وشيخ الخطيب (محمد بن الفَرَج بن عليّ البزَّاز أبو بكر) قال الخطيب عنه: "كان صدوقًا ثقة". وتقدَّمت ترجمته في حديث (288).
التخريج:
رواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 249 - 250) رقم (283) -، والضياء المقدسي في "المختارة"(5/ 202) رقم (1827) و (1828)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2293) -في ترجمة (محمد بن محمد بن مرزوق) -، من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن أبيه، عن ثُمَامَة، عن أنس، به.
ولفظ الطبراني والضياء في الموضع الثاني: "ليس الخبر كالمعاينة".
قال الطبراني: "لا يُرْوَى عن أنس إلَّا بهذا الإسناد"، وهو متعقب بما سيأتي.
وقال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد لم يروه عن الأنصاري غير ابن مرزوق هذا".
وقد ذكر ابن عدي حديثًا آخر لـ (محمد بن محمد بن مرزوق) مع حديث أنس هذا وقال: "لم أر لابن مرزوق هذا أنكر من هذين الحديثين".
وقال الخطيب عقب روايته له: "لا أعلم رواه عن الأنصاري إلَّا ابن مرزوق. وحدَّث به الحسن بن سفيان النَّسَوي عن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة عن ابن مرزوق". ثم ساق إسناده من هذا الطريق، وهو الحديث التالي.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 153) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "ورجاله ثقات".
وعزاه السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 352 إلى أبي يَعْلَى الخليلي في "الإرشاد"
(1)
، من طريق ثُمَامَة عن أنس مرفوعًا.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 203) - في ترجمة (أحمد بن محمد بن حَرْب المُلْحَمِيّ) -، وعنه السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 73، عن أحمد بن محمد بن حَرْب هذا، عن عليّ بن الجَعْد، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"ليس الخَبَرُ كالمعاينة".
وفيه (أحمد بن محمد بن حرب المُلْحَمِيّ أبو الحسن): كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (1293).
ورواه الخطيب في "تاريخه"(3/ 359 - 360) عن الحسين بن محمد المؤدِّب، حدَّثني أبو بكر محمد بن هارون البغدادي -إملاءً من حفظه بِسَمَرْقَنْد في سنة تسعين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن عليّ بن العلاء الجُوْزَجَانِيّ، حدَّثنا أبو الأشعث، عن حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به.
وقال الخطيب عقبه: "غريب من حديث ثابت عن أنس، ومن حديث حمَّاد بن زيد عن ثابت، لا أعلم رواه إلَّا محمد بن هارون هذا بإسناده، وأراه غلط فيه، وأرجو أن لا يكون تعمَّده".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1580) -في ترجمة (عبد اللَّه بن يحيى السَّرْخَسِيّ) - عنه، عن محمد بن مُشْكَان، حدَّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدَّثنا هشام، عن قَتَادة، عن أنس، عن ابن عبّاس مرفوعًا بلفظ:"ليس الخبر كالمعاينة". وقال: "هذا خطأ، وأحسن الظن أنَّه أخطأ وشُبِّهَ عليه إنْ لم يكن تعمَّدَ، وإنَّما رواه عبد الصمد عن هشام بإسناده: "من بَدَّلَ دينه فاقتلوه".".
وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(3/ 399) رقم (5216) عن أنس بلفظ: "ليس المعاين كالمخبر".
(1)
أقول: لم أقف عليه في كتاب "الإرشاد" المطبوع.
كما ذكره في (3/ 400) رقم (5218) منه، عن أنس بلفظ:"ليس الخبر كالمعاينة، ليس الدنيا كالآخرة".
وله شواهد من حديث ابن عبَّاس، وأبي هريرة، وابن عمر، وجابر.
أمَّا حديث ابن عبَّاس: فله عنه طرق:
الأول: عن هُشَيْم بن بَشِير، عن أبي بِشْر بن أبي وَحْشِيَّة، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"ليس الخَبَرُ كالمُعَايَنَةِ".
رواه أحمد في "المسند"(1/ 215)، والقُضَاعي في"مسند الشِّهاب"(2/ 201) رقم (747)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2596) -في ترجمة (هُشَيْم) -، والخطيب في" تاريخه"(6/ 56).
وإسناده صحيح.
و(هُشَيْم بن بَشِير بن القاسم الواسطي السُّلَمِي أبو معاوية) قال الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 320): "ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(8/ 255 - 261)، و"التهذيب"(11/ 59 - 64). وقد توبع هُشَيْمٌ كما سيأتي.
ومن ذات الطريق السابق رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(1/ 271) -واللفظ له-، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 32) رقم (6180)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 321)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 45 - 46) رقم (25)، وأبو الشيخ ابن حَيَّان في "الأمثال" ص 5، بلفظ:"ليسَ الخَبَرُ كالمُعَايَنَةِ، إنَّ اللَّه عز وجل أُخْبَرَ موسى بما صَنَعَ قومه في العِجْلِ، فلم يُلْقِي الأَلْوَاحَ، فلمَّا عَايَنَ ما صنعوا أَلْقَى الألواحَ فَانْكَسَرتْ".
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
الثاني: عن أبي عَوَانة وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِي، عن أبي بِشْر بن أبي وَحْشِيَّة، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا مطَوّلًا بنحو الرواية السابقة.
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 33) رقم (6181)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 54) رقم (12451)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 111) رقم (200) -من كشف الأستار-، وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 258) -.
وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 153): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"
(1)
، ورجاله رجال الصحيح، وصححه ابن حِبَّان".
الثالث: عن مالك، عن شُعْبَة، عن أبي بِشْر، عن سعيد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا مختصرًا.
رواه الخطيب في" تاريخه"(8/ 12) وفي إسناده إلى مالك: (محمد بن إسحاق القاضي المعروف بابن دارا) وهو غير ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1135).
الرابع: عن أبي عَوَانَة، عن أبي بِشْر، عن سعيد، عن ابن عبَّاس مختصرًا.
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2596) -في ترجمة (هُشَيْم بن بَشِير) -، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 505.
الخامس: عن سُرِيْج بن يونس، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا مطوّلًا.
(1)
وقع في "مجمع الزوائد" أنَّه من حديث ابن عمر، والصواب أنَّه من حديث ابن عبّاس.
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2596) -في ترجمة (هُشَيْم) -.
قال ابن عدي: "ويقال: إنَّ هذا لم يسمعه هُشَيْم من أبي بِشْر، إنما سمعه من أبي عوَانَة عن أبي بِشْر فَدَلَّسه".
قال الإمام السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 352: "وقول ابن عدي أنَّ هُشَيْمًا لم يسمعه من أبي بِشْر وإنما سمعه من أبي عَوَانَةَ عنه فدلَّسه، لا يمنع صحته لا سيما وقد رواه الطبراني، عن أنس. . . ".
ومِنْ قَبْلُ قال الإمام ابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 33): "ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنَّ هذا الخبر تفرَّد به هُشَيْم". ثم ساقه من الطريق الثاني المتقدِّم.
أقول: ما ذكره ابن عدي إنما ذكره عن غيره، وقد ذكره بصيغة التمريض أيضًا.
والحديث عزاه السُّيُوطِيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(3/ 564) إلى عبد بن حُمَيْد، وابن مَرْدُويَه، عن ابن عبَّاس مطوَّلًا.
كما عزاه السَّخَاوِيُّ في "المقاصد" ص 351 - 352 إلى ابن مَنِيع، والعسكري، من طريق أبي بِشْر، عن سعيد، عن ابن عبَّاس مطوَّلًا.
كما عزاه إلى الدَّارَقُطْنِيِّ في "الأفراد" من طريق غُنْدَر، عن شُعْبَة، وقال:"وقد صحح هذا الحديث ابن حِبَّان والحاكم وغيرهما".
وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(3/ 399) رقم (5213) عن ابن عبَّاس مطوَّلًا.
وأمَّا حديث أبي هريرة:
فقد رواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 28) من طريق أحمد بن أبي طيبة
الجُرْجَاني، حدَّثنا مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وإسناده ضعيف جِدًّا. وسيأتي برقم (1141).
وأمَّا حديث ابن عمر:
فقد رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2493) -في ترجمة (النضر بن طاهر البصري) -، من طريق النضر هذا، عن هُشَيْم، أخبرنا يونس، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عمر مرفوعًا به.
وإسناده تالف من أجل (النضر بن طاهر البصريّ القَيْسي) فإنَّ مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1590).
وأمَّا حديث جابر:
فقد أورده الدَّارَقُطْنِيُّ في "الأفراد" من طريق ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، وقال:"إنَّه باطل، لا يصح عن عمرو، ولا عن ابن عُيَيْنَة، ولعلَّه شُبِّهَ على محمد بن مَاهَان يعني إذ رواه عن أبي مسلم المُسْتَمْلِي وإبراهيم بن بشار كلاهما عن ابن عُيَيْنَة". كذا في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 352.
وأمَّا قول الحافظ ابن عبد البَرّ في "التمهيد"(4/ 334) بعد أن ذكر الحديث: "رواه ابن عبَّاس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يروه غيره واللَّه أعلم". فيرده ما تقدَّم من روايته من حديث أنس وأبي هريرة وابن عمر وجابر، ولم أر من ذكر ذلك عن ابن عبد البَرِّ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
349 -
أنبأنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا أبو عمرو بن حَمْدَان، حدَّثنا الحسن بن سفيان النَّسَوي -سنة تسع وتسعين
ومائة
(1)
-، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، حدَّثنا محمد بن مرزوق البَاهِلِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدثَّني أبي، عن ثُمَامَة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس المُعَايِنُ كالمُخْبِرِ".
(3/ 200) في ترجمة (محمد بن محمد بن مرزوق البَاهِلِيّ البَصْريّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.
و(محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة بن محمد السُّلَمِيّ النَّيْسَابُوريّ أبو بكر) صاحب "الصحيح"، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيّ في "السير" (14/ 365 - 382) ونَعَتَهُ بقوله:"الحافظ الحُجَّة الفقيه، شيخ الإسلام، إمام الأئمة. . . صاحب التصانيف". ولد عام (223 هـ) وتوفي عام (311 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في: "الجرح والتعديل"(7/ 196) و"تذكرة الحُفَّاظ"(2/ 720 - 731)، و"طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (2/ 441 - 446).
و(الحسن بن سفيان بن عامر النَّسَوِيّ أبو العبَّاس) صاحب "المسند الكبير"، ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيرَ" (14/ 157 - 162) ونَعَتَهُ بقوله:"الإمام الحافظ الثبت". توفي عام (303 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في: "الجرح والتعديل"(3/ 16)، و"طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (2/ 424 - 426)، و"الميزان"(1/ 492 - 493)، و"اللسان"(2/ 211)
(1)
هكذا في المطبوع، وهو محال؛ فإنَّ ولادة (الحسن بن سفيان النَّسَوي) كانت سنة بضع وثمانين ومائتين كما في "السِّيَر"(14/ 157). والمعروف رواية ابن خُزَيْمَة عنه لا العكس، لكن الخطيب قد نصَّ قبل سوقه لهذا الطريق رواية الحسن بن سفيان له عن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة.
و (أبو عمرو بن حَمْدَان) هو (محمد بن أحمد بن حَمْدَان الحَيْرِيّ)، وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (3/ 457) وقال:"محدِّثُ نَيْسَابُور، زاهد ثقة، رحل إلى الحسن بن سفيان وإلى أبي يعلى. قال ابن طاهر: كان يتشيع. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: ما كان الرجل وللَّه الحمد غاليًا في ذلك. وقد أثنى عليه غير واحد". توفي عام (376 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في "السِّيِر"(16/ 356 - 359) ونَعَتَهُ بقوله: "الإمام المحدِّث الثقة، النَّحْوي البارع، الزاهد العابد، مُسْنِدُ خُرَاسَان".
وشيخ الخطيب (محمد بن أبي نصر محمد بن عليّ النَّيْسابُوري أبو عبيد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (3/ 233 - 234) وقال:"كان ثقة". وكانت وفاته عام (430 هـ).
وباقي رجال الإسناد سبق الكلام عليهم في الحديث السابق (348).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (348).
* * *
350 -
حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ القُرَشِيّ، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليَقْطِينيّ، حدَّثنا عليّ بن عبد الحميد الغَضَائِرِيّ، حدَّثنا محمد بن محمد بن أبي الَورْد قال: حدَّثنا سعيد بن منصور، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن حُمَيْد الأَعْرَج، عن عبد اللَّه بن الحارث،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَوْحَى اللَّه تعالى إلى نبيٍّ مِنَ الأنبياءِ أَنْ قُلْ لفلانٍ العابِدِ: أَمَّا زُهْدُكَ في الدُّنْيَا فَتَعَجَّلْتَ رَاحَةَ نَفْسِكَ، وأمَّا انْقِطَاعُكَ إليَّ فَتَعَزَّزْتَ بي، فماذا عَمِلْتَ فيما لي عليكَ؟ قال: يا ربِّ وماذَا لكَ عليَّ؟ قال: هَلْ عَادَيْتَ فيَّ عَدُوًّا، أو هَلْ وَالَيْتَ فِيَّ وَلِيًّا؟ ".
ـ
(3/ 202) في ترجمة (محمد بن محمد أبو الحسن، المعروف بحَبَشِيّ
(1)
بن أبي الوَرْد الزاهد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جِدًّا.
ففيه (حُمَيْد الأعرج الكوفي القاصّ المُلَائي) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1996).
كما أنَّ فيه (خَلَف بن خَلِيفة بن صَاعِد الأَشْجَعِيّ الكوفي أبو أحمد) وهو صدوق اختلط بأَخَرةٍ، وكذَّبه ابن عُيَيْنَة في كونه رأى عمرو بن حَرَيْث، وقد خَرَّج له مسلم متابعة. وستأتي ترجمته في حديث (1468).
وأمَّا قول المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 71): "فيه عليّ بن عبد الحميد قال الَّذهَبِيّ: مجهول"، فإنَّه وَهَمٌ؛ لأنَّ الذي في الإسناد هو (عليّ بن عبد الحميد الغَضَائِري) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 29 - 30) وقال:"ثقة". وكانت وفاته سنة (313 هـ). والذي جهَّله الذَّهَبِيّ، هو (عليّ بن عبد الحميد، جَارٌ لقَبِيصة بالكوفة) فإنَّه ذكره في "ميزان الاعتدال"(3/ 143) وقال: "لا يكاد يعرفه". وقد ترجم له من قبل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 195) ونقل عن أبي حاتم قوله فيه: "مجهول". و (الغَضَائِرِيُّ): مشهور معروف روي عنه جماعة كثيرة ذكر بعضهم الخطيب في ترجمته.
وفات المُنَاوي أن يعلَّه بـ (حُمَيْد الأعرج).
(1)
هكذا في "تاريخ بغداد" المطبوع: "حَبَشي". وفيه أيضًا: "إنما سمي حَبَشِيًّا لسُمْرتِهِ". وهو في "الإكمال" لابن ماكُولا (2/ 353)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 194):"حَبَش".
و (عبد اللَّه بن الحارث) هو (الزُّبَيْدِيُّ النَّجْرَانِيُّ الكوفي المُكْتِب): ثقة خَرَّج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(14/ 403 - 403)، و"التهذيب"(5/ 182 - 183)، و"التقريب"(1/ 408).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "حِلْيَة الأولياء"(10/ 316 - 317) من طريق عليّ بن عبد الحميد
(1)
، عن محمد بن محمد بن أبي الوَرْدِ، به.
* * *
351 -
حدَّثنا طلحة بن عليّ بن الصقر الكَتَّاني، حدَّثنا أحمد بن يوسف ابن خَلَّاد، حدَّثنا محمد بن محمد بن صِدِّيق أبو حامد البَلْخِي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بَرَّة، حدَّثنا مُؤَمَّل بن إسماعيل، عن سفيان الثَّوْري، عن سِمَاك، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا تُبَّعًا فإنَّه قد أَسْلَمَ".
(3/ 205) في ترجمة (محمد بن محمد بن الصِّدِّيق البَلْخِي أبو حامد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بَزَّة المُقْرئ المَكِّي أبو الحسن البَزِّيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 127) وقال: "منكر الحديث ويوصل الأحاديث".
(1)
في "الحلية": "عليّ بن عبد الحميد الجُرْجَاني".
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 7) وقال: "مؤذِّن مسجد الحَرَام، روى عن مؤمَّل بن إسماعيل ومحمد بن يزيد بن خُنَيْس، سمع منه أبي". وقال ابن أبي حاتم: "قلت لأبي: ابن أبي بَزَّة ضعيف الحديث؟ قال: نعم، ولست أحدِّث عنه".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 37).
4 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 144 - 145) وقال: "إمام في القراءة ثبت فيها. . . ليِّن الحديث".
5 -
"معرفة القُرَّاء الكِبَار" للذَّهَبِيّ (1/ 173 - 178) وقال: "قارئ مكَّة، ومؤذِّن المسجد الحَرَام، ومولى بني مخزوم". وذكر أنَّ وفاته كانت سنة (250 هـ).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن الصِّدِّيق البَلْخِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(سِمَاك) هو (ابن حَرْب بن أوس الذُّهْلِيّ): ثقة تغير بأَخَرَةٍ، ورواية سفيان الثَّوري عنه قديمة قبل اختلاطه. وستأتي ترجمته في حديث (1312).
و(عِكْرِمَة) هو (أبو عبد اللَّه القُرَشي مولى ابن عبَّاس): حافظ ثقة ثَبْتٌ عالم بالتفسير. وستأتي ترجمته في حديث (1685).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 247 - 248) رقم (1441)، و"المعجم الكبير"(11/ 269) رقم (11790)، من طريق أحمد بن محمد بن أبي بَزَّة، عن مُؤَمَّل بن إسماعيل، به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلَّا مُؤَمَّل، تفرَّد به ابن أبي بَزَّة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 76): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أحمد بن أبي بَرَّة
(1)
المَكِّي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول: فات الهيثمي أن يعزوه للطبراني في "الكبير"، كما أنَّ (أحمد بن أبي بَزَّة) معروف وقد تقدَّم الكلام عليه.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 501 - 502) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"رواه غيره عن عِكْرِمَة فلم يرفعه".
ثم رواه عقبه عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه. من قوله بلفظ: "لا يشتبهن عليكم أمر تُبَّع فإنَّه كان مُسْلِمًا". رواه من طريق يونس بن بُكَيْر، عن زكريا بن يحيى المَدَني، حدَّثنا عِكْرِمَة، عنه، به.
وله شاهد من حديث سَهْل بن سعد السَّاعِدِي، رواه أحمد في "المسند"(5/ 340)، والطبراني في "الكبير"(6/ 250) رقم (6013)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 426) رقم (3929) -، وابن عساكر في" تاريخ دمشق"(3/ 501) -مخطوط-، من طريق عبد اللَّه بن لَهِيعة، عن أبي زُرْعَة عمرو بن جابر، عن سهل بن سعد مرفوعًا به.
أقول: إسناده تالف، ففيه (أبو زُرْعَة عمرو بن جابر الحَضْرَمي المِصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" لأحمد (2/ 180) وقال: بلغني أنَّه كان يكذب ويروي عن جابر بن عبد اللَّه أحاديث مناكير.
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "بَرَّة" بالراء المهملة. والتصويب من "المعجم الأوسط" و"الكبير"، ومصادر ترجمته.
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 319) ولم يذكر فيه جرحا أو تعديلًا.
3 -
"أحوال الرجال" ص 154 رقم (271) وقال: "غير ثقة، على حُمْقٍ وجَهْلٍ ينسب إليه لزيفه".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 184 رقم (471) وقال: "ليس بثقة".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 263) وفيه عن ابن لَهِيعة وقد سئل عنه فقال: "شيخ مِنَّا أحمق، كان يزعم أنَّ عليًّا في السحاب".
6 -
"الجرح والتعديل"(7/ 223 - 224) وفيه عن أبي حاتم: "عنده نحو عشرين حديثًا، هو صالح الحديث".
7 -
"المجروحين"(2/ 68) وقال: "كان سَحَابيًا يزعم أنَّ عليًّا في السحاب كأنَّه جالس الكوفيين فأخذ هذا عنهم، ومع ذلك ينفرد عن جابر بأشياء ليست من حديثه، لا يحلّ الاحتجاج بخبره ولا الرواية عنه إلَّا على وجه التعجب"
8 -
"الكامل"(5/ 1765 - 1766) وقال: "في بعض ما يرويه مناكير وبعضها مشاهير، إلَّا أنَّه في جملة الضعفاء، وفي جملة من كان يقول: إنَّ عليًّا عليه السلام في السحاب، وكان النَّاس يرمونه من الوجهين جميعًا من قوله في عليٍّ، ومن ضَعْفِهِ في رواياته".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنيّ ص 302 رقم (386) وقال: "متروك".
10 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 250) وقال: "هالك".
11 -
"التهذيب"(8/ 11) وفيه عن الأزْدِيّ: "كذَّاب". وقال ابن حَجَر: "وذكره البَرْقِيّ فيمن ضُعِّفَ بسبب التشيع وهو ثقة. وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات، وصحَّحَ التِّرْمِذِيّ حديثه".
12 -
"التقريب"(2/ 66) وقال: "ضعيف، شيعي، من الرابعة"/ ت ق.
أقول: بل أقل أحواله أن يكون متروكًا، إنْ لم يكن هالكًا كما قال الذَّهَبِيّ رحمه الله.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 76): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عمرو بن جابر وهو كذَّاب".
أقول: قد فات الهيثمي أن يعزوه لأحمد مع أنَّه على شرطه.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(8/ 571) -في التفسير، باب سورة حم الدخان-:"روى أحمد من حديث سهل بن سعد رفعه: "لا تَسُبُّوا تُبَّعًا فإنَّه كان قد أَسْلَمَ". وأخرجه الطبراني من حديث ابن عبَّاس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل. وأمّا ما رواه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن ابن أبي ذِئْب عن المَقْبُرِيّ عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا أدري تُبَّعًا كان لَعِينًا أم لا"، وأخرجه ابن أبي حاتم والدَّارَقُطْنيّ وقال: تفرَّد به عبد الرازق، فالجمع بينه وبين ما قبله أنّه صلى الله عليه وسلم أُعْلِمَ بحاله بعد أن كان لا يعلمها، فلذلك نهى عن سَبِّه، خشية أَنْ يُبَادِرَ إلى سَبِّه مَنْ سَمِعَ الكلام الأول". انتهى.
أمّا (تُبَّعُ) الذي ورد النهي عن سَبِّه، فقد قال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 180):"تُبَّع: مَلِكٌ في الزمان الأوّل، قيل اسمه أسعد أبو كَرِب، والتَّبَابِعَةُ: ملوك اليمن. قيل: كان لا يُسَمَّى تُبَّعًا حتى يَمْلِكَ حَضْرَ مَوْت وسَبَأ وحِمْيَر".
وانظر في الكلام عن (تُبَّع) هذا وترجمته: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (3/ 500 - 512) -مخطوط-، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حَزْم ص 439، و"فتح الباري"(8/ 570)، و"فيض القدير"(6/ 400)، و"الأعلام" للزِّرِكْلِي (2/ 175).
* * *
352 -
أخبرنا عليّ بن يعقوب القاضي، حدَّثنا عليّ بن عمر بن محمد
السُّكَّرِيّ، حدَّثنا محمد بن محمد بن يحيى الأَزْدِيّ المُقْرئ، حدَّثنا محمد بن مَعْمَر البَحْرَاني
(1)
، حدَّثنا حُميْد بن حمَّاد بن خُوَار، حدَّثنا مِسْعَر بن كِدَام، عن عبد اللَّه بن دينار،
عن ابن عمر قال: قيل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ النَّاس أحسنُ صوتًا بالقرآن؟ قال: "مَنْ إذا قَرَأَ رأيتَ أنَّه يَخْشَى اللَّه عز وجل".
(3/ 208) في ترجمة (محمد بن محمد بن يحيى الأَزْدِيّ المُقْرِئ أبو بكر، يعرف بابن وزير الرشيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع طرقه.
ففيه (حميْد بن حَّماد بن خوَار -ويقال: ابن أبي الخُوَار- التَّمِيمِيّ أبو الجَهْم) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 357 - 358) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 220) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ يُكْتَبُ حديثه وليس بالمشهور". وقال أبو زُرْعَة: "شيخ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 196 - 197) وقال: "ربما أخطأ".
4 -
"الكامل"(2/ 693 - 694) وقال: "يحدِّثُ عن الثقات بالمناكير". وقال: "هو قليل الحديث، وبعض أحاديثه على قلتها لا يتابع عليها".
5 -
"تهذيب الكمال"(7/ 352 - 354) وفيه عن أبي داود: "ضعيف". وقال الدَّارَقُطْنيّ: "يُعْتَبَرُ به".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "النجراني" بالنون والجيم المعجمة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 105)، ومن المصادر التي روته والمذكورة في التخريج.
6 -
"الكاشف"(1/ 191 - 192) وقال: "ضَعَّفَهُ أبو داود وقوَّاه ابن حِبَّان".
7 -
"التهذيب"(3/ 37 - 38) وقال: "أَرَّخَ ابن قَانِع وفاته سنة (215 هـ) وقال: وهو ضعيف".
8 -
"التقريب"(1/ 201) وقال: "لَيِّنُ الحديث، من التاسعة"/ د.
وفيه انقطاع بين (مِسْعَر بن كِدَام) وبين (عبد اللَّه بن دينار)؛ قال الإمام البزَّار في "مسنده" كما في "كشف الأستار"(3/ 98): "ومِسْعَرُ لم يحدِّث عن عبد اللَّه بن دينار بشيء".
وفيه كذلك صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن يحيى الأَزْدِيّ المُقْرئ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته ابن خُوَار، وخالفه إسماعيل بن عمرو
(1)
، عن مِسْعَر، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وللحديث طرق وشواهد يرتقي بمجموعها إلى الحسن إن شاء اللَّه تعالى.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 98) رقم (2326) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 50) رقم (2095)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 693) -في ترجمة (حُمَيْد بن حمَّاد بن أبي الخُوَار) -، من طريق محمد بن مَعْمَر، عن حُمَيْد بن حمَّاد بن أبي الخُوَار، به.
(1)
تَصَحَّفَ في "تاريخ بغداد"(3/ 208) إلى: "عمر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(2/ 190)، و"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 100)، وغيرهما.
قال البزَّار: "لم يُتَابَع حُمَيْد على روايته هذه، إنما يرويه مِسْعَر عن عبد الكريم عن مجاهد مُرْسَلًا، ومِسْعَر لم يحدِّث عن عبد اللَّه بن دينار بشيء، ولم نسمع هذا إلَّا من محمد بن مَعْمَر، أخرجه إلينا من كتابه".
وقال ابن عدي: "وهذا عن مِسْعَر عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر، لم يروه إلَّا حُمَيْد بن حمَّاد هذا".
ثم رواه من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا ومن حديث طاوس مُرْسَلًا، وقال:"الروايتان جميعًا غير محفوظتين، والصحيح مرسل عن طاوس. . . رواه أبو أسامة ومحمد بن بشر وشعيب بن إسحاق وغيرهم عن مِسْعَر مُرْسَلًا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 170): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه حُمَيْد بن حمَّاد بن خُوَار
(1)
، وثَّقه ابن حِبَّان وقال: ربما أخطأ. وبقية رجال البزَّار
(2)
رجال الصحيح"! !
ورواه محمد بن نصر المَرْوَزي في "قيام الليل" ص 59 - من مختصره- عن محمد بن يحيى، حدَّثنا عمر بن عمر، أخبرنا مرزوق أبو بكر، عن الأحول، عن طاوس، عن ابن عمر، به.
ولفظ المرفوع عنده: "والذي إذا سمعت قراءته رأيت أنَّه يخشى اللَّه".
أقول: رجال إسناده ثقات عدا (عمر بن عمر) فإنِّي لم أعرفه، وأخشى أن يكون قد صُحِّف عن (عثمان بن عمر)، وهو (عثمان بن عمر بن فارس العَبْدِي): ثقة معروف، فإنَّ (محمد بن يحيى بن عبد اللَّه الذُّهْلِي) يروي عنه، و (عثمان بن
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "حوار" بالحاء المهملة، والتصويب من مصادر ترجمته المتقدمة.
(2)
في النص المطبوع هنا خلل، فهو يعزوه إلى الطبراني في "الأوسط" وحده، ثم يقول:"وبقية رجال البزَّار رجال الصحيح"! ! ولم يتنبه محقق "كشف الأستار" الشيخ الأعظمي لذلك عندما نقله في حاشيته عليه.
عمر) يروي عن (مرزوق أبي بكر البَاهِلِي البَصْري) أيضًا. انظر "تهذيب الكمال"(3/ 1286 و 1315) -مخطوط-.
والحديث عزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 24) إلى الخطيب وأبي نصر السِّجْزِيّ في "الإبانة" عن ابن عمر، وفاته أن يعزوه للبزَّار والطبراني وهما أولى بالعزو إليهما.
وحديث ابن عبَّاس الذي أشار إليه الخطيب فيما تقدَّم عنه، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 19)، و"تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 90)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 109 - 110) رقم (1958)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 693) -في ترجمة (حميْد بن حمّاد بن أبي الخُوَار) -، من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي، حدَّثنا مِسْعَر بن كِدَام، عن عبد الكريم المُعَلِّم، عن طاوس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.
أقول: في إسناده (إسماعيل بن عمرو بن نَجِيح البَجَلي الكوفي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (2).
كما أنَّ فيه (عبد الكريم بن أبي المُخَارِق المُعَلِّم أبو أمية البَصْري) وهو ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (1427).
وقد تقدَّم عن ابن عدي قوله: أنّه غير محفوظ، وأنَّ المحفوظ إرساله عن طاوس.
وقال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 19): "غريب من حديث مِسْعَر، لم يروه عنه مرفوعًا موصولًا إلّا إسماعيل، ورواه ابن لَهِيعة عن عمرو بن دينار عن طاوس نحوه".
أقول: من طريق ابن لَهِيعة هذا عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبَّاس مرفوعًا، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 7) رقم (10852)، وعنه
أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 19)، لكن لفظه:"إنَّ أحسن النَّاس قراءةً مَنْ إذا قَرَأَ يتحزَّن".
وفي إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 464 - 465) عن أبي أسامة، عن مِسْعَر، عن عبد الكريم، عن طاوس مرسلًا به.
ورواه في (2/ 522) منه، عن وكيع، عن مِسْعَر، عن عبد الكريم، عن طاوس مرسلًا به.
ورواه الدَّارِمي في "سننه"(2/ 471 - 472)، والبيهقي في "الشُّعَبِ"(5/ 110 - 111) رقم (1959)، من طريق جعفر بن عون، أخبرنا مِسْعَر، عن عبد الكريم بن أبي المُخَارِق، عن طاوس مرسلًا به.
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 488) عن ابن جُرَيْج قال: حدَّثني عبد الكريم، عن طاوس مرسلًا به.
وله شاهد من حديث جابر، رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب حسن الصوت بالقرآن (1/ 425) رقم (1339)، من طريق عبد اللَّه بن جعفر المَدَني، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمَّع، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"إنَّ مِنْ أَحْسَنِ الناس صوتًا بالقرآن، الذي إذا سمعتموه يَقْرَأُ، حسبتموه يخشى اللَّهَ".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 158): "هذا إسناد ضعيف، لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمَّع، وعبد اللَّه بن جعفر".
وله شاهد آخر من حديث السيدة عائشة، رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 58) من طريق يحيى بن عثمان المِصْري، عن ابن لَهِيعة، عن يزيد بن يزيد،
عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"إنَّ أحسن النَّاس قراءةً الذي إذا قَرَأَ، رُئيت أنَّه يخشى اللَّه".
وفي إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
فالحديث حسن بمجموع هذه الطرق والشواهد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
353 -
أنبأنا عبد اللَّه بن عليّ القُرَشي، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن مُطَرِّف القاضي، حدَّثنا محمد بن محمد بن عمرو بن محمد بن حبيب بن سليمان بن المنذر بن الجارُود، حدَّثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارِب، حدَّثنا أبو عَوَانة، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ابني هذا سَيِّدٌ، وسَيُصْلِحُ اللَّه به بين فئتين مِنَ المسلمين عظيمتين" -يعني الحسن بن عليّ بن أبي طالب-.
(3/ 215) في ترجمة (محمد بن محمد بن عمرو الجَارُودي البَصْري أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عليّ بن الحسن بن عليّ بن مُطَرِّف الجَرَّاحِيّ القاضي أبو الحسن)، وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1269).
و (أبو عَوَانَة) هو (وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِي الواسطي البزَّاز): حافظ ثقة ثَبْتٌ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (175 هـ) أو (176 هـ). انظر ترجمته في:
"السِّيَر"(8/ 193 - 198)، و"طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (1/ 348 - 350)، و"التهذيب"(11/ 116 - 120)، و"التقريب"(2/ 331).
و(أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإسْكَاف)، قال الذَّهَبِيّ عنه في "الكاشف" (2/ 40):"قال جماعة: ليس به بأس. وقال شُعْبَة: حديثه عن جابر صحيفة. خَرَّج له البخاري مقرونًا بغيره".
وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 380): "صدوق، من الرابعة"/ ع.
وفي ترجمته من "التهذيب"(5/ 27): عن "ابن عُيَيْنَة: حديث أبي سفيان عن جابر إنما هي صحيفة. وكذا قال وكيع عن شُعْبَة. . . وفي "العلل الكبير" لعليّ بن المَدِيني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلَّا أربعة أحاديث. . . وقال أبو حاتم عن شُعْبَة: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلَّا أربعة أحاديث. قلت -القائل ابن حَجَر-: لم يُخَرِّجْ البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التي عناها شيخه عليّ بن المَدِيني، منها حديثان في الأشربة قرنه بأبي صالح، وفي الفضائل حديث اهتز العرش كذلك، والرابع في تفسير سورة الجمعة قرنه بسالم بن أبي الجَعْد".
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة حافظ، لكنَّه يدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 24) رقم (2597)، و"المعجم الأوسط"(2/ 481 - 482) رقم (1831)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 230) رقم (2635) -من كشف الأستار-، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 519) -مخطوط-، من طريق عبد الرحمن بن مَغْراء، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا عن الأَعْمَش إلَّا عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأُمَوي".
وقال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَي عن جابر إلَّا بهذا الإسناد". وهو موضع نظرٍ لما سيأتي.
أقول: فيه (عبد الرحمن بن مَغْراء الدَّوْسِي الكوفي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 499): "صدوق، تُكُلِّم في حديثه عن الأَعْمَش، من كبار التاسعة"/ بخ 4. وستأتي ترجمته في حديث (433).
وحديثه هنا عن الأَعْمَش، لكن تابعة (أبو عَوَانَة) -وهو ثقة-، عند الخطيب، كما تابعه (يحيى بن سعيد الأمَوي) -وهو ثقة يغرب عن الأَعْمَش-، عند البيهقي والخطيب وابن عساكر.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 178): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" والبزَّار، وفيه عبد الرحمن بن مَغْراء، وثَّقه غير واحدٍ وفيه ضَعْفٌ. وبقية رجال البزَّار رجال الصحيح".
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 443 - 444)، والخطيب البغدادي في "تاريخه"(8/ 26 - 27)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 518 - 519) -مخطوط-، من طريق يحيى بن مَعِين، عن يحيى بن سعيد الأُمَوي، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا به.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 219) إلى اين مَعيِن في "فوائده"، والضياء المقدسي في "المُخْتَارة".
والحديث أخرجه البخاري في الفضائل، باب مناقب الحسن والحسين (7/ 94) رقم (3746)، وغير موضع، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين (5/ 658) برقم (3772)، والنَّسائي في الجمعة، باب مخاطبة الإمام
رعيته وهو على المنبر (2/ 107)، وأبو داود في السُّنَّة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة (5/ 48) رقم (4662)، وأحمد في "المسند"(5/ 37 - 38 و 44 و 47 و 49 و 51)، وفي "فضائل الصحابة"(2/ 768 و 785) رقم (1354 و 1400)، والطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 21 - 23) رقم (2588 و 2590 و 2592 و 2593)، ومعْمَر بن راشد في "جامعه" -المطبوع في آخر "مصنَّف عبد الرزاق"(11/ 452) -، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 442 و 443)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 35)، وابن عساكر في" تاريخ دمشق"(4/ 519 - 522) -مخطوط-، عن أبي بَكْرَة مرفوعًا به.
وقد عَدَّه الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 125 من الأحاديث المتواترة، وقال:"عن أبي بَكْرَة، وأبي سعيد، وجابر، وغيرهم. . . وفي" شرح مسلم" لأبي عبد اللَّه الأُبِّي نقلًا عن القُرْطُبِيّ: تواترت الآثار الصحيحة بأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ. . . . ".
* * *
354 -
أنبأنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدثَّنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المُقْرئ البغدادي -بالبَصْرة-، حدَّثنا أبو شَعَيْب الحَرَّاني قال: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهَادِ، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمِي، عن سعيد بن الصَّلْت، عن عبد اللَّه بن أُنَيْس،
عن سهيل بن البيضاء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ يّشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه وحْدَهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".
(3/ 221) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرِئ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
شاذٌّ من هذا الطريق. وللحديث شواهد صحيحة مشهورة.
وقد سبق الكلام على الإسناد في حديث (297).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (297).
* * *
355 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مَكِّي بن يوسف الجُرْجَاني، حدَّثنا عليّ بن محمد الصَّائِغ -بجُرْجَان-، حدَّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث الكِسَائي، حدَّثنا مالك بن أنس، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: جاء عليٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعه نَاقَة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما هذه النَّاقَة"؟ قال: حَمَلَني عليها عثمان. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا عليّ اتَّقِ الدُّنْيَا، فإنَّ من كَثُرَ شيئه، كَثُرَ شغله، ومَنْ كَثُرَ شغله، اشتد حرصه، ومن اشتد حرصه، كَثُرَ همّه ونسي ربَّه، فما ظنُّك يا عليّ بمن نسي ربَّه".
(3/ 222) في ترجمة (محمد بن محمد بن مَكِّي القاضي الجُرْجَاني أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه الصَّائِغ الجُرْجَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ جُرْجَان" ص 315 - 316 ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"تاريخ بغداد"(3/ 222) -في ترجمة (محمد بن محمد بن مَكِّي القاضي) - وقال: "ضعيف جدًّا.
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 153) ونقل تضعيف الخطيب فحسب.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن مكِّي القاضي الجُرْجَاني أبو أحمد) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ جُرْجَان" ص 427 ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"تاريخ أَصْبَهان"(2/ 288 - 289) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تاريخ بغداد"(3/ 222 - 223) ونقل عن أبي نُعَيْم قوله: "تكلَّموا فيه وضعَّفوه".
4 -
"لسان الميزان"(5/ 363 - 364). وكانت وفاته سنة (373 هـ) أو (374 هـ).
وفيه أيضًا (زكريا بن يحيى بن الحارث الكِسَائي الخُراسَاني أبو يعلى) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 22) -في ترجمة (محمد بن محمد بن مَكَّي القاضي) - وقال: "مجهول".
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 79 - 80) وقال: "عن مالك، خُرَاساني، ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنيّ". ثم ساق الحديث من طريقه، وقال:"هذا باطل لا يحتمله مالك رحمه الله". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 189 - 190).
وقال ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 354) -في ترجمة (عليّ بن محمد الصَّائِغ) - متعقِّبًا قول الخطيب: "مجهول": "ليس بمجهول، بل معروفٌ بالضَّعْفِ الشديد".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث منكر بإسناده، تفرَّد بروايته الصَّائِغ وهو ضعيف جدًّا، عن الكِسَائي وهو مجهول. قال لي أبو نُعَيْم: سمعت عن محمد بن محمد بن مَكِّي بأَصْبَهاَن بعض كتاب "الصحيح"، وسمعت منه بقيته ببغداد، وقد تكلَّموا فيه وضَعَّفُوه" ـ
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 289) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الدَّارَقُطْنيّ في "الرواة عن مالك"، وفي "الغرائب"، عن عبد اللَّه بن إسحاق بن يعقوب الجُرْجَاني، عن عليّ بن يَزْداد
(1)
الجُرْجَاني، عن زكريا، به.
قال ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 254) بعد أنْ ذكره: "وكلُّ مَنْ دُونَ مالكٍ ضعفاء ومجهولون".
وعزاه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 255) إلى الخطيب في "الرواة عن مالك"، من طريق محمد بن محمد بن مَكِّي بن يوسف الجُرْجَاني، وعبد اللَّه بن يوسف الأسَدي، عن عليّ بن محمد الصَّائِغ، به.
ورواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 274 مختصرًا، من طريق عليّ بن داود الجُرْجَاني الصَّائِغ، حدَّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث النَّسَوي، حَدَّثنا مالك بن أنس، عن حُمَيْد الطويل، عن أنس، به، دون قوله:"يا عليّ اتق الدُّنْيَا. . . . ".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 131) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق ولم يزد. .
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 313) وقال: "قال الدَّارَقُطْنيّ في "غرائب مالك": باطل".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 285).
* * *
(1)
تَصَحَّفَ في "لسان الميزان"(4/ 254) إلى: "مزداد". والتصويب من "تاريخ جُرْجَان" ص 309.
356 -
حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الطِّرَازِيّ -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبي.
وأنبأنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر -ببغداد-، أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطِّرَازِيّ، حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا، حدَّثنا خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان،
حدَّثنا مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "النظرُ إلى الوَجْه الحَسَنِ يَجْلُو البصرَ، والنظرُ إلى الوجهِ القبيح يُورثُ الكَلَحَ".
(3/ 225) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرِئ الطِّرَازِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان)، وهو ساقطٌ عَدَمٌ كما قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 651). وستأتي ترجمته في حديث (966).
كما أنَّ فيه (أبو سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوي البصري) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 241) وقال: "يروي عن شيوخ لم يرهم، ويضع على من رآهم الحديث". وقال: "تتبعت عليه ما حدَّث به، فلقيته قد حدَّث عن الثقات بالأشياء الموضوعات ما تزيد على ألف حديث، سوى المقلوبات".
2 -
"الكامل"(2/ 750 - 754) وقال: "يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قوم آخرين، ويحدِّث عن قوم لا يُعْرَفُونَ، وهو متَّهم فيهم أنَّ اللَّه لم يخلقهم. حدَّث عن خِرَاش عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأربع وعشرين
حديثًا". ثم ذكر بعض مَنْ حدَّث عنهم وقال: "هؤلاء لا يعرفون، وحدَّث عنهم عن الثقات بالبواطيل، ويضع على أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحدَّث عن من لم يرهم". وقال في آخر ترجمته:"وللعَدَوي على أهل البيت أحاديث قد وضعها غير ما ذكرت، وعامّة ما حدَّث به العَدَوي إلَّا القليل، موضوعات، وكنَّا نتَّهمه بل نتيقنه أنَّه هو الذي وضعها على أهل البيت وغيرهم".
3 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 200 رقم (254) وقال: "كَتَبَ وسَمِعَ ولكنَّه وَضَعَ أسانيد ومتونًا". وانظر ص 211 - 212 رقم (284) منه.
4 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 128 - 129) وقال: "حَدَّثَ عن مَعْدَان عن أبي الربيع الزَّهْرَاني وغيره من الثقات بأحاديث موضوعة. رأيت له في نسخة واحدةٍ ليحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة بضعة عشر حديثًا يشهد القلب عليها أنَّها كلَّها موضوعة".
5 -
"تاريخ بغداد"(7/ 381 - 384) وفيه عن أبي محمد الحسين بن عليّ الصَّيْمَرِيّ: "كذَّابٌ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يقول على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُلْ".
6 -
"المغني"(1/ 164) وقال: "كان يضع الحديث".
7 -
"اللسان"(2/ 228 - 231) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "فيه نظر وقال: حَبَسَهُ إسماعيل القاضي إنكارًا عليه". وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "كان أبو خَلِيفَة
(1)
يصدِّقه في روايته ويوثِّقه. قلت -القائل ابن حَجَر-: لم يُسْمَعْ مِنْ أحدٍ من الأئمة ذلك". وكانت وفاته سنة (319 هـ).
(1)
هو (الفضل بن الحُبَاب الجُمَحِيّ البصري الأعمى)، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيّ في "السِّيَر" (14/ 7 - 11) ونعته بقوله:"الإِمام العلَّامة، المحدِّث الأديب الأخْبَارِيّ، شيخ الوقت. . . وكان ثقةً صادقًا مأمونًا، أديبًا فصيحًا مُفَوَّهًا، رُحِلَ إليه من الآفاق. وعاش مئة عامٍ سوي أشهر". وكانت وفاته سنة (305) للهجرة.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرئ الطِّرَازِيّ أبو بكر) قال الخطيب عنه: "روى مناكير وأباطيل". وقال: "وقد رأيتُ للطِّرَازِيّ أشياء مستنكرة غير ما أوردته تدل على وَهْي حاله وذهاب حديثه".
وذكر الخطيب في ترجمته بعض أحاديث زادها في نسخة خِرَاش عن أنس، زعم أنَّ أبا سعيد العَدَوي حَدَّثَ بها عن خِرَاش عن أنس، وليس في نسخة خِرَاش عن أنس ما ذكره.
وترجم له الذَّهَبِيّ في "المغني"(2/ 628) وقال: "قال الخطيب: ذاهب الحديث".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له ما محصله: أنَّ أبا بكر محمد الطِّرَازِيّ قد أخطأ في روايته لهذا الحديث عن أبي سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوِيّ، عن خِرَاش، عن أنس، به. وأنَّ المحفوظ روايته عن أبي سعيد العَدَويّ، عن بِشْر بن معاذ، عن بِشْر بن المُفَضَّل، عن أبيه، عن أبي الجَوزاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا. ثم ساقه من هذا الطريق، وهو الحديث التالي.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 162 - 163) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث موضوع لا نشك أنَّ أبا سعيد هو الذي وضعه".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 114).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 179).
والحديث ذكره السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 446، وقال:"رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة" بسندٍ ضعيفٍ عن جابر بالشطر الأول فقط، وبسند آخر أشدّ
ضعفًا من الأول بالشطر الثاني. وللدَّيْلَمِيِّ عن عائشة مرفوعًا: "النظر إلى الوجه الحسن والخضرة والماء يُحيى القلب ويجلي عن البصر الغشاوة". وعن ابن عبَّاس مرفوعًا: "النظر إلى الوجه القبيح يُورث الكَلَح". وقد مضى في المثلثة -يعني في حرف الثاء، ص 169، عند حديث "ثلاث يجلين البصر. . . "- له شواهد".
وسيأتي الكلام عليه في حديث (587). وقد فات السَّخَاوي هنا أن يذكر حديث أنس المتقدِّم.
وما سَبَقَ عن السَّخَاوي يظهر بأنَّه يقول بضعفه، ولا يَذْهَبُ إلى الحُكْمِ عليه بالوضع.
وقد وافقه على تضعيفه مُلّا عليّ القاري في "الأسرار المرفوعة" ص 252، لكنَّ موافقته له في الشَّطْرِ الأول منه:"النظر إلى الوجه الحسن يَجْلُو البصر" آكد، فإنَّه قال:"رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"، عن جابر، ، كلُّ شَطْرٍ منه بسند، ولكن كلاهما ضعيف، والثاني أشدّ ضعفًا. ويُقَوِّي الأول، حديث: "النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في النظر" رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"
(1)
عن جابر. . . فهو ضعيف ليس بموضوع".
لكنَّ الذَّهَبِيَّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 627) -في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الحارث) - ذكر حديث جابر الذي عند أبي نُعَيْم وقال: "باطل".
وقد ذكره مِنْ قَبْلُ الصَّغَانِيّ في "الموضوعات" له ص 13 رقم (65).
وقال الإِمامُ ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "المَنَار المنيف" ص 61 - 62، عند كلامه على معرفة الحديث الموضوع بضابطٍ مِنْ غير أَنْ يُنْظَرَ في سنده: "أن يكون كلامُه لا يُشْبِهُ كلام الأنبياء، فضلًا عن كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى. . . بل
(1)
(3/ 201 - 202).
لا يُشْبِهُ كلام الصحابة، كحديث:"ثلاثة تزيد في البصر: النظر إلى الخضرة، والماء الجاري، والوجه الحسن". وهذا الكلام ممَّا يُجَلُّ عنه أبو هريرة وابن عبَّاس، بل سعيد بن المسيَّب والحسن، بل أحمد ومالك رحمهم الله. وحديث:"النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر". وهذا ونحوه من وضع بعض الزنادقة".
غريب الحديث:
قوله: "الكلح". قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 196): "الكُلُوحُ: العُبُوس. يقال: كَلَحَ الرَّجُلُ، وأَكْلَحَهُ الهَمُّ".
* * *
357 -
أنبأنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو الطيِّب الحسن بن عبد الواحد العابد -بالكوفة-، حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ.
وحدَّثناه أبو طالب يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ -بحُلْوان-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن القاسم العَبْدِي -إملاءً-، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا البَصْري، حدَّثنا بِشْر بن معاذ، حدَّثنا بِشْر بن المُفَضَّل، عن أبيه، عن أبي الجَوْزَاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "النظر إلى الوَجْهِ والحَسَنِ يَجْلُو البصرَ، والنظرُ إلى الوَجْهِ القبيحِ يُورثُ الكَلَحَ".
(3/ 226) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرِئ الطِّرَازِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوِيّ البَصْرِيّ أبو سعيد) وهو وضَّاعٌ مشهور. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (356).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقرئ الطِّرَازِيّ)، وقد روى مناكير وأباطيل كما قال الخطيب. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق أيضًا (356).
و (أبو الجَوْزَاء) هو (أوس بن عبد اللَّه الرَّبَعِيّ): ثقة يرسل كثيرًا، خَرَّجَ له الستة، وتوفي عام (83 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 392 - 393)، و"التهذيب"(1/ 383 - 384)، و"التقريب"(1/ 86).
ووالد (بِشْر بن المُفَضَّل) هو (المُفَضَّل بن لاحِق البصري أبو بِشْر): ثقة. انظر ترجمته في: "التهذيب"(10/ 276)، و"التقريب"(2/ 272).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث ابن عبَّاس فيما وقفت عليه.
وقد تقدَّم في الحديث السابق (356) الكلام عليه.
* * *
358 -
حدَّثنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر، حدَّثنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد الطِّرَازِيّ، حدَّثنا أبو سعيد العَدَوِيّ، حدَّثنا خِرَاش،
حدَّثنا مولاي أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التمسوا الخَيْرَ عند الحسان الوجوه".
(3/ 226) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرئ الطِّرَازِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث مرويٌّ عن جماعة من الصحابة من طرق معلولة، وهو ضعيف.
ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان): ساقط عَدَمٌ كما قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 651). وستأتي ترجمته في حديث (966).
كما أنَّ فيه (أبو سعيد العَدَوِيّ) وهو (الحسن بن عليّ بن زكريا البصري): وضَّاعٌ مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (356).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرئ الطِّرَازِيّ) وهو ذاهب الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (356).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 161) من طريقين:
الأول: عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
والثاني: عن سليمان بن سَلَمَة، حدَّثنا عبد العظيم بن حَبِيب الفِهْرِي، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا به.
وقال في (2/ 164) منه عن الطريق الثاني: "-فيه- سليمان بن سَلَمَة اتَّهمه ابن حِبَّان
(1)
بوضع الحديث".
أقول: (سليمان بن سَلَمَة الخَبَائري الحِمْصِي أبو أيوب): متروك، وكذَّبه عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (169).
وهو مروي من حديث أبي هريرة، وعائشة، وابن عبَّاس، وعبد اللَّه بن
(1)
في "المجروحين"(3/ 33) في ترجمة (مؤمَّل بن سعيد الرَّحَبِي) وقال: "كان يروي الموضوعات عن الأثبات". وفي ترجمة (سعيد بن يونس الأَزْدِيّ)(1/ 326) وذكر حديثًا من طريق سليمان بن سَلَمَة، عن سعيد بن يونس الأَزْدِيّ، وقال:"فلست أدري، وضعه سعيد بن موسى أو سليمان بن سَلَمَة. . . وسليمان بن سَلَمَة ليس بشيء، فليس يخلو الخبر من أن يكون ممَّا عمله أحدهما".
عمرو بن العاص، وجابر، وابن عمر، وأبي بَكْرَة، والحجَّاج بن يزيد عن أبيه، ويزيد بن خُصَيْفَة عن أبيه عن جَدِّه، وعبد اللَّه بن جَرَاد، وغيرهم.
أمَّا حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
فإنَّه مروي عنه من طرق:
الأول: عن يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيّ، عن عِمْرَان بن أبي أنس، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
رواه أبو الشيخ ابن حَيَّان الأَصْبَهَانِيّ في "الأمثال" ص 44 رقم (69)، وابن أبي الدُّنيا في "قضاء الحوائج" ص 58 رقم (53)، وابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(2/ 161).
وفيه (يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيّ الهَاشِمِيّ)، قال عنه الذَّهَبِيُّ في "المغني" (2/ 351):"مُجْمَعٌ على ضَعْفِهِ". وستأتي ترجمته في حديث (1531).
وقال ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(2/ 164): فيه عبد اللَّه بن إبراهيم بن أبي عمرو الغِفَارِي -وهو أحد رجال إسناده- قال الدَّارَقُطْنِيّ: حديثه منكر. ونسبه ابن حِبَّان إلى أنَّه يضع الحديث. وستأتي ترجمته في حديث (583).
الثاني: عن طلحة بن عمرو الحَضْرَمِي، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 246 - 247)، وأبو الشيخ ابن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 45 رقم (70)، والطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 213) رقم (2941) -.
وفيه: (طَلْحة بن عمرو بن عثمان الحَضْرَمي المَكِّي): ضَعَّفه بعضهم وتركهـ آخرون. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (226).
الثالث: عن محمد بن الأَزْهَر البَلْخِيّ قال: حدَّثنا زيد بن الحُبَاب قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
رواه العُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 321) -في ترجمة (عبد الرحمن بن إبراهيم القاصّ البصري) - وقال: "ليس له طريق يثبت".
وعنه رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 161). وقال في (2/ 164) منه: "فيه العلاء بن عبد الرحمن، قال يحيى: ليس حديثه بحجَّة. وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم، قال يحيى: ليس بشيء. وفيه محمد بن الأَزْهَر، قال أحمد بن حنبل: لا تكتبوا عنه، فإنَّه يحدِّث عن الكذَّابين".
وأمَّا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
فإنَّه مروي عنها من طرق:
الأول: عن محمد بن إسماعيل الصَّائِغ، عن الحسن بن عليّ، عن يزيد بن هارون، عن شيخ من قُرَيْش، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا. وفيه زيادة قوله في آخره:"وتَسَمُّوا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
رواه العُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 121) -في ترجمة (سليمان بن أَرْقَم) - وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 162).
قال العُقَيْلي عقبه: "وقال الحسن: فقيل ليزيد بن هارون: من هذا الشيخ؟ أو سمِّه. فقال: لا تسألوا عن أشياء إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُمْ. قال الصَّائِغ: هو سليمان بن أَرْقَم".
ثم رواه العُقَيْلي عقبه من طريق عامر بن سيَّار قال: حدَّثنا سليمان بن أَرْقَم، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، عن عائشة، به.
أقول: فيه (سليمان بن أَرْقَم البَصْري) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (562).
الثاني: عن عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيْكِيّ، عن امرأته جَبْرَة بنت محمد بن ثابت بن سِبَاع، عن أبيها، عن عائشة مرفوعًا به.
رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 51 و 157)، و"التاريخ الصغير"(2/ 162)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 162).
قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 164): فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيْكِيّ، قال أحمد: منكر الحديث. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال النَّسَائي: متروك الحديث.
قال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 81: "والمُلَيْكِيّ: صدوق، لكنَّه ينفرد بما لا يُتَابَعُ عليه ممَّا لا يحتمل، حتى قيل فيه: إنَّه متروك". واعتبر السَّخَاوي هذا الطريق أحسن طرق الحديث كلّها.
وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 474): "ضعيف، من السابعة"/ ت ق.
كما أنَّ في إسناده (جَبْرَة بنت محمد بن ثابت بن سِبَاع)، قال عنها ابن حَجَر في "اللسان" (2/ 412):"لا تعرف". وقال الذَّهَبِيُّ في "المُشْتَبِه في الرجال"(1/ 132): "مشهورة". وتابعه ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(1/ 236) فقال مثل قوله. وترجم لها ابن مَاكُولَا في "الإكمال"(2/ 29) ولم يذكر فيها جرحًا أو تعديلًا.
الثالث: عن إسماعيل بن عيَّاش، عن جَبْرَة بنت محمد بن ثابت بن سِبَاع الخُزَاعي، عن أبيها، عن عائشة مرفوعًا به.
رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 726) رقم (1346)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 51 و 157)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(8/ 199) رقم (4759)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 144) رقم (3263)، وأبو الشيخ ابن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 43 - 44 رقم (67)، وابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 57 رقم (51)، والشَّجَرِيّ في "أماليه"(2/ 154).
وعند أبي يَعْلَى وابن أبي الدُّنْيَا: "عن جَبْرَة عن أُمِّهَا". وأُمُّهَا: مجهولة لا تعرف.
قال العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(4/ 105): "وجَبْرَة وأُمُّهَا لا أعرف حالهما".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 195) بعد أن عزاه لأبي يعلى: "وفيه من لم أعرفهم".
أقول: فيه إلى جانب جهالة (جَبْرَة)، إسماعيل بن عيَّاش الحِمْصِي، وهو كما قال الذَّهَبِيّ في "المغني" (1/ 85):"صدوق في حديث أهل الشَّام، مضطرب جدًّا في حديث أهل الحِجَاز". و (جَبْرَة): حِجَازية. قال ابن حِبَّان في "الثقات"(5/ 369) في ترجمة أبيها (محمد بن ثابت بن سِبَاع): "عداده في أهل المدينة". وقد تقدَّمت ترجمة (إسماعيل) في حديث (115).
الرابع: عن خالد بن عبد الرحمن المَخْزُومي، عن جَبْرَة، عن أبيها، عن عائشة مرفوعًا به.
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 145) رقم (3264)، وقال:"ورواه أيضًا عبد اللَّه بن عبد العزيز عن جَبْرَة".
قال العلَّامة عبد الرحمن المُعَلِّمِي اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِي ص 69: "خالد وعبد اللَّه: تالفان. وخالد من شيوخ
إسماعيل بن عيَّاش، وإسماعيل يدلِّس كما في "طبقات المدلِّسين"، فأخشى أن يكون إنَّما سمعه من خالد عن جَبْرَة فدلَّسه، وهو مع ذلك سيء الحفظ جدًّا في غير أحاديث الشاميين. وجَبْرَة غير شامية، وفي خبر المُلَيْكِيّ أنَّ جَبْرَة امرأته، وقد جاء أنَّها امرأة ابنه محمد. . . وأبوها ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، -[5/ 369]-، وذلك لا يكفي في معرفة حاله".
أقول: ترجم ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 148) لأبيها (محمد بن ثابت بن سِبَاع الخُزَاعِي) وقال: "صدوق، من الثالثة"/ ت. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 23): "وُثِّق". ولم يذكر ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 83) في ترجمته سوي توثيق ابن حِبَّان له.
الخامس: عن عثمان بن عبد الرحمن، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا به.
رواه أبو الشيخ ابن حَيَّان الأَصْبَهَاني في: "الأمثال" ص 44 رقم (68).
وفيه (عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقَّاص الزُّهْرِيّ الوَقَّاصِيّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وستأتي ترجمته في حديث (863).
السادس: عن الحكم بن عبد اللَّه الأَيْلِي، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن عائشة مرفوعًا به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 622) -في ترجمة (الحكم بن عبد اللَّه الأَيْلِي) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 162).
أقول: (الحكم بن عبد اللَّه بن سعد الأَيْلِي) منهم. وستأتي ترجمته في حديث (875).
وأمَّا حديث عبد اللَّه بن عبَّاس رضي الله عنه:
فله خمسة طرق فيما وقفت عليه. وسيأتي في حديث (359) تخريجه منها.
وأمَّا حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه:
فقد رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2226) -في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عبيد بن عُمَير المَكِّي) - من طريق محمد بن عبد اللَّه المَكِّي هذا، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا به.
قال ابن عدي: "وهذا يستغرب بهذا الإسناد عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جدِّه".
و(محمد بن عبد اللَّه بن عبيد بن عُمَير المَكِّي) ذكر ابن عدي في ترجمته عن ابن مَعِين قوله فيه: "ليس بثقة ضعيف". وقال أيضًا: "ليس حديثه بشيء". وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال النَّسَائي: "متروك الحديث". وانظر ترجمته أيضًا في "لسان الميزان"(5/ 216 - 217).
وأمَّا حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه:
فقد روي عنه من ثلاثة طرق فيما وقفت عليه.
الأول: عن سليمان بن كرَّاز، عن عمر بن صُهْبَان، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا به.
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 398) رقم (948) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 156)، و"تاريخ أَصْبَهان"(1/ 151)، وتمَّام الرَّازي في "فوائده"(2/ 838) رقم (1479)، والطبراني في "المعجم الأوسط"، والخرائطي في "اعتلال القلوب" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 79) -، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 138 - 139)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1138) -كلاهما في ترجمة (سليمان بن كَرَّاز الطُّفَاوي) -.
قال البزَّار: "عمر بن صُهْبَان ليِّن الحديث، وقد روى عنه جماعة".
وقال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة": "غريب من حديث جابر، لم نكتبه إلَّا من حديث سليمان".
وقال العُقَيْلي: إنَّه لا يثبت في هذا الباب شيء.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 194): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط" وفيه عمر بن صُهْبَان وهو متروك".
أقول: ترجم الذَّهَبِيّ في "المغني"(2/ 469) لـ (عمر بن صُهْبَان الأَسْلَمِي المَدَني أبو جعفر) وقال: "تركوه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 58): "ضعيف، من الثامنة"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 464 - 465).
وفيه (سليمان بن كرَّاز الطُّفَاوي البَصْري) وهو ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (863).
الثاني: عن خلف بن يحيى -قاضي الرَّيّ-، عن مصعب بن سَلَّام، عن العبَّاس بن عبد اللَّه القُرَشِي، عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا به.
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهان"(2/ 214).
كما رواه في (1/ 309) منه، من ذات الطريق، بزيادة قوله في آخره:"فإن قضاها قضاها بوجه طَلْقٍ، وإن ردَّها ردَّها بوجه طَلْقٍ".
وفيه (خَلَف بن يحيى الخُرَاسَاني -قاضي الرَّي-) وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (254).
الثالث: عن محمد بن خُلَيْد بن عمرو الحَنَفي الكِرْمَاني، عن مالك، عن الثَّوْري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا به.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ كما في "لسان الميزان"(5/ 159)، ونقل عنه قوله:"لا يصحّ عن مالك، ومحمد بن خُلَيْد وغيره يرويه عن أبي هريرة بدل جابر".
أقول: (محمد بن خُلَيْد الكِرْمَاني): ضعيف جدًّا. وقال العُقَيْلي: "يضع الحديث". وستأتي ترجمته في حديث (863).
كما أنَّ فيه (طَلْحة بن عمرو الحَضْرَمي) وقد ضعَّفه بعضهم، وتركه آخرون. وتقدَّمت ترجمته في حديث (226).
وأمَّا حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه:
فسيأتي تخريجه في حديث (1706).
وأمَّا حديث أبي بَكْرَة رضي الله عنه:
فقد رواه تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 506) رقم (862)، عن أبي عليّ محمد بن هارون بن شعيب، حدَّثنا أحمد بن خُلَيْد الكِنْدِي -بحَلَب-، حدَّثنا أبو يعقوب الأَفْطَس، حدَّثنا المُبَارَك بن فَضَالَة، عن الحسن، عن أبي بَكْرَة مرفوعًا به.
وفيه شيخ تمَّام الرَّازِيّ: (محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدِّمَشْقِيّ أبو عليّ) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (569).
كما أنَّ فيه (مُبَارَك بن فَضَالَة البصري) وهو صدوق يُدَلِّس ويُسَوِّي، وقد عنعن هنا ولم يُصَرِّح بالسماع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (343).
وأمَّا حديث الحجَّاج بن يزيد عن أبيه:
فقد رواه أبو الشيخ ابن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 45 - 46 رقم (72)، وأحمد بن مَنِيع في "مسنده" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 80)، و"المطالب العالية"(1/ 423) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"
(2/ 161 - 162) من طريق عبَّاد بن عبَّاد، عن هشام بن زياد، عن الحجَّاج بن يزيد، عن أبيه مرفوعًا به.
قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 164): "فيه هشام بن زيَّاد، ضعَّفه أحمد ويحيى. وقال النَّسَائي: هو متروك الحديث. وفيه عبَّاد بن عبَّاد، قال ابن حِبَّان: يأتي بالمناكير فاستحق الترك".
أقول: وفيه أيضًا: (حجَّاج بن يزيد)، وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (1/ 165) وقال:"عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا". وذكر الحديث المتقدِّم، وقال:"قال أبو الفتح الأَزْدِيّ: ضعيف".
قال ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 180) متعقِّبًا قول الذَّهَبِيُّ السابق: "ويزيد والد الحجَّاج، ذكره ابن قَانِع في الصحابة بهذا الحديث. والراوي عن الحجَّاج: هشام بن زياد أبو المِقْدَام وهو ضعيف".
وأمَّا حديث يزيد بن خُصَيْفَة عن أبيه عن جَدِّه.
فقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 396) رقم (983) من طريق محمد بن إسحاق المُسَيَّبي حدَّثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن يزيد بن خُصَيْفة، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 195): "رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِي عن أبيه، وكلاهما ضعيف".
و(يحيى بن يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِي المَدَني)، ووالده (يزيد)، ستأتي ترجمتهما في حديث (1531).
و(يزيد بن خُصَيْفة) هو (يزيد بن عبد اللَّه بن خُصَيْفة بن عبد اللَّه بن يزيد الكِنْدِي المَدَني)، قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 367):"وقد ينسب لجَدِّه، ثقة، من الخامسة"/ ع.
وأمَّا حديث عبد اللَّه بن جَرَاد:
فقد رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 435) رقم (10876) -ط بيروت- مطوَّلًا، من طريق يعلي بن الأَشْدَق، عنه مرفوعًا.
وقال البيهقي: إسناده ضعيف.
أقول: بل هو تالف، فـ (يعلي بن الأشدق): مُتَّهم مُغَفَّل. وستأتي ترجمته في حديث (927).
و(عبد اللَّه بن جَرَاد) ترجم له ابن عساكر في: "تاريخ دمشق"(9/ 49 - 51) -مخطوط- وقال: "يقال له صحبة". وانظر في ترجمته أيضًا: "الإصابة"(1/ 288).
وقد رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 10) مِنْ مُرْسَلِ أبي مصعب الأنصاري، ومن مُرْسَلِ عطاء، ومِنْ مُرْسَلِ الزُّهْرِيّ.
وعزاه في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 81) إلى ابن النَّجَّار في "تاريخه" من حديث عليّ بن أبي طالب.
والحديث ممَّا اختلف قول النُّقَّاد في قبوله وردِّه.
فممّن قَبِلَهُ:
1 -
الحافظ السُّيُوطِيُّ، حيث يقول في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 81):"وهذا الحديث في معتقدي حسن صحيح، وقد جمعت طرقه في جزء، واللَّه أعلم".
2 -
المُسْنِد ابن هِمَّات الدِّمَشْقِيّ -شمس الدين أبي عبد اللَّه محمد بن حسن (ت 1175 هـ) -، حيث يقول في كتابه "التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث خاتمة سِفْر السعادة" ص 107 - 109: "أخرجه جَمْعٌ عن جماعة من
الصحابة رضي الله عنهم، بأسانيد ضعيفة، وبعضها في ذلك أشدّ من بعض كما قاله الحافظ السَّخَاوي. وأورده ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"، وردَّ عليه الحافظ ابن حَجَر، وكذا تعقَّبه السُّيُوطِيّ". ثم قال:"فالحديث بمجموعه لا ينزل عن درجة الحسن ولا بد. قال الحافظ العِرَاقي في طرقه: كلّها ضعيفة. لكنَّها تَقْوى بتعدد الطرق".
3 -
الإِمام مُلَّا على القَاري، حيث يقول في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" ص 313: فالحديث أقل مراتبه أن يكون حسنًا أو ضعيفًا، وأمَّا كونه موضوعًا فلا وكلّا".
4 -
الشيخ أحمد بن الصِّدِّيق الغُمَاري، ففي حاشية "تنزية الشريعة" (2/ 134) للشيخ عبد اللَّه الصِّدِّيق الغُمَاري قوله:"ولشقيقي أبي الفيض -أحمد بن الصِّدِّيق الغُمَاري- جزء: "بلوغ الطالب ما يرجوه من طرق حديث "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" مفيد للغاية".
وقد قال في "جزئه" هذا كما نقله عنه محقق "مسند الشهاب"(1/ 386): "وتكلمت عليه بما تقرر من القواعد، وذكرت ماله من المتابعات والشواهد وحكمت بحسنه لغيره".
أمَّا من ردَّه مضعِّفًا:
1 -
الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 105) فإنَّه قال: "له طرق كلّها ضعيفة".
2 -
الحافظ ابن حَجَر كما في "المقاصد الحسنة" ص 81.
3 -
الحافظ السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 81 حيث يقول: "وطرقه كلُّها ضعيفة، وبعضها أشدّ في ذلك من بعض".
4 -
العلّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 540 - 541) حيث يقول:
قال الحافظ العِرَاقي: وطرقه كلُّها ضعيفة. وبه يعرف أنَّ المصنِّف -يعني السُّيُوطِيُّ- كما أنَّه لم يصب في قوله في "اللآلئ": هذا الحديث في نقدي حسن صحيح. لم يصب ابن الجَوْزيّ حيث حَكَمَ عليه بوضعه، ولا ابن القَيِّم كشيخه ابن تيمية حيث قال: هذا الحديث باطل لم يصحّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. بل ذاك تفريط وهذا إفراط، والقول العَدْلُ ما أفاده زَيْنُ الحُفَّاظ العِرَاقي".
أمَّا من ردَّه حاكمًا عليه بالوضع:
1 -
الإِمام العُقَيْلي -محمد بن عمرو-، فقد قال في كتابه "الضعفاء الكبير" (2/ 139): ليس في هذا الباب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيء يثبت.
2 -
الإِمام أبو الفضل محمد بن طاهر المَقْدِسي، حيث ذكره في كتابه "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 101 رقم (116).
3 -
الإِمام أبو الفرج بن الجَوْزيّ، حيث يقول في كتابه "الموضوعات" (2/ 162):"هذا حديث لا يصحُّ من جميع جهاته".
4 -
الإِمام ابن تيمية، كما ذكره عنه المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 541).
5 -
الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة، فقد قال في كتابه "روضة المحبِّين" ص 141 - 142:"فهذا وإنْ كان قد روي بإسناد، إلَّا أنَّه باطلٌ لم يصحّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
وقال في "المَنَار المنيف" ص 63: "وكلُّ حديث فيه ذِكْرُ حِسَانِ الوجوه، أو الثناء عليهم، أو الأمر بالنظر إليهم، أو التماس الحوائج منهم، أو أنَّ النَّار لا تمسُّهم، فكذبٌ مُخْتَلَقٌ، وإِفْكٌ مُفْتَرَى".
6 -
الشيخ ناصر الدين الألباني في "ضعيف الجامع الصغير"(1/ 349) رقم (1246) وقال: "موضوع".
قال العلّامة عبد الرحمن المُعَلِّمي اليماني في حاشيته على "الفوائد المجموعة" ص 70: "وإنَّما أولع النَّاس بهذا الخبر لاحتياجهم إلى التوسل به إلى حاجاتهم، تكون لأحدهم الحاجة إلى رجل جميل الوجه في الجملة فيروي هذا الخبر ويسأله حاجته، وفي ذلك عدة بواعث للمسؤول على قضاء الحاجة، فمن ثم عني به الكذَّابون، ونشط غيرهم لروايته عنهم".
معنى الحديث:
ذكر الحافظ الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 11) أنَّه قيل لابن عبَّاس وقد روى هذا الحديث: "كم من رجل قبيح الوجه قَضَّاء للحوائج؟ قال: إنَّما يعني حسن الوجه عند طلب الحاجة".
وقد روى ابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 58 رقم (55) عن طَلْق بن غَنَّام قال: "سألت حفص بن غياث عن تفسير حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الحوائج من حسان الوجوه"؟ فقال: إنَّه ليس من صباحة الوجوه، ولكنه حسن الوجه إذا سئل المعروف".
وانظر في معناه أيضًا "فيض القدير" للمُنَاوي (1/ 540).
* * *
359 -
حدَّثنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر، حدَّثنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد الطِّرَازِيّ، حدَّثنا أبو سعيد العَدَوِيّ، حدَّثنا خِرَاش بن عبد اللَّه،
حدَّثنا مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ امرئٍ ولا خُلُقَهُ فأطعمهُ النَّارَ".
(3/ 226) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقرئ الطِّرَازِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وللحديث طرق عدة معلولة، وهو ضعيف، ومتنه منكر.
ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان) وهو ساقطٌ عَدَمٌ كما قال الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 651). وستأتي ترجمته في حديث (966).
كما أنَّ فيه (أبو سعيد العَدَوي) وهو (الحسن بن عليّ بن زكريا البصري): وَضَّاعٌ مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (356).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرِئ الطِّرَازِيّ) وهو ذاهب الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (356).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 164 - 165) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يثبت"، وأعلَّه بأبي سعيد العَدَوي، وخِرَاش بن عبد اللَّه.
ورواه السِّلَفِي مسلسلًا بالاتكاء، أورده الحافظ شمس الدين الجَزَرِي في كتابه "أحاسن المِنَن"، عنه أنَّه قال: قرأت على أبي الفتح الغَزْنَوي -بأَصْبَهَان- وهو متكئ قال: قرأتُ على أبي الحسين عليّ بن محمد بن نصر وهو متكئ قال: قرأتُ على أبي القاسم حمزة بن يوسف وهو متكئ قال: قرأتُ عليّ أبي العلاء محمد بن جعفر الكوفي وهو متكئ قال: قرأت على عاصم بن عليّ وهو متكئ قال: قرأتُ على الليث بن سعد وهو متكئ قال: قرأت على بكر بن الفُرَات وهو متكئ قال: قرأتُ على أنس بن مالك وهو متكئ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ رجلٍ ولا خُلُقَهُ، فَتَطْعَمَهُ النَّارُ".
قال السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 119) بعد أن ذكره عنه:
"ورجاله ثقات". ونقل عن شمس الدين الجَزَري قوله: "حديث غريب التسلسل".
أقول: قول السُّيُوطِيُّ عن الإسناد المتقدِّم بأنَّ رجاله ثقات، موضع نظر. حيث إنَّ العلَّامة محمد عبد الباقي الأيوبي قد روي هذا الحديث في كتابه "المناهل السلسلة" ص 82 - 83 من طريق أبي الفتح الغَزْنَوي، به، كإسناد السِّلَفِيّ تمامًا، ثم قال:"قال محمد عابد السِّنْدِي وغيره: أخرجه الكَتَّاني وغيره من أهل المسلسلات، وفي رجال إسناده مجاهيل".
ورواه أبو إسحاق المُسْتَمْلِيّ في "معجم شيوخه" قال: حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن يزداد الأَصْبَهَاني، حدَّثنا عامر بن محمد بن المُعْتَمِر الجُشَمِيّ -وكان من شهود ابن أبي الشوارب بسُرَّمَنْ رَأى، بصري-، حدَّثنا محمد بن بِشْر بن المُزَلِّق، عن أبيه، عن جَدِّه، عن ثابت البُنَانِيّ، عن أنس مرفوعًا:"مَنْ حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَهُ، وحَسَّنَ خُلُقَهُ، ورَزَقَهُ الإِسلام، أدخله الجنَّة".
قال السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 119) بعد أن ذكره: "أخرجه ابن النَّجَّار في "تاريخه" من هذا الطريق".
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 201) عقب ذكره لهذا الحديث باللفظ المتقدِّم: "هذه الزيادة -يعني قوله: "ورزقه الإسلام- التي في هذه الرواية تبين المراد، وترفع الإشكال، واللَّه أعلم".
أقول: في إسناده والد (محمد بن بِشْر بن المُزَلِّق) وهو (بشر بن بكر بن الحكم التَّمِيمي المُزَلِّق)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (1/ 314) وقال:"عن حمَّاد بن سَلَمَة. قال الأَزْدِيّ: منكر الحديث. ولا يعرف". ومثله في "اللسان"(2/ 20).
كما أنَّ فيه جَدُّ (محمد بن بِشْر بن المُزَلِّق) وهو (بكر بن الحَكَم التَّمِيمي
المُزَلِّق أبو بشر) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 105): "صدوق فيه لِين، من السابعة"/ بخ. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(4/ 204)، "والتهذيب"(1/ 480).
والحديث مروي عن عبد اللَّه بن عمر، وأبي هريرة، والحسن بن عليّ، وعائشة.
أمَّا حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه:
فقد رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 751) -في ترجمة (الحسن بن عليّ العَدَوي) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 164)، من طريق الحسن بن عليّ العَدَوي هذا، عن لؤلؤ بن عبد اللَّه أبو بكر وكامل بن طلحة، عن الليث بن سعد، عن نافع عن ابن عمر
(1)
مرفوعًا به.
قال ابن عدي: "هذا الحديث باطل بهذا الإسناد، وعندنا نسخة الليث عن نافع عن ابن عمر، عن غير واحد عن الليث، وما فيه شيء من هذا".
وقال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 165): "مِنْ عَمَلِ العَدَوي، وقد ذكرنا آنفا أنَّه كان يضع الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 164) من طريق عمرو بن فيروز الثَّوْري، عن عاصم بن عليّ، عن ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.
قال ابن الجَوْزي في (1/ 165) منه: "-فيه- عاصم بن عليّ، وقال يحيى: ليس بشيء".
(1)
في "الكامل" المطبوع: "عن ابن عمر عن عمر". بزيادة ذكر (عمر)، ولا يصح، فإنَّ كلام ابن عدي عقبه يدل على أنه من حديث (ابن عمر) من دون ذكر أبيه. ويؤكده أنَّ ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 164) قد رواه عن ابن عدي من طريقه هذا، من دون ذكر (عمر) أيضًا.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 118 - 119) بقوله: "وأمَّا عاصم فهو أبو الحسين الوَاسِطي، روى عنه البخاري في "الصحيح"، فكيف يعاب الحديث به".
وزاد ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 201) عليه بقوله: "وكان يحضر مجلسه أكثر من مائة ألف إنسان، ووثَّقه النَّاس: أحمد وأبو حاتم وابن عدي وغيرهم، فكيف يعلّ الحديث به. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: قال الذَّهَبِيّ في "تلخيص الموضوعات": وُضِعَ على عاصم بن عليّ. وقال في "الميزان" - (3/ 284) -: لعل آفته عمرو بن فيروز
(1)
. يعني راويه عن عاصم بن عليّ، واللَّه أعلم".
أقول: (عاصم بن عليّ بن عاصم الواسطي التَّيْمِيّ أبو الحسين) ترجم له الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(2/ 46) وقال: "ثقة مكثر، لكنَّه ضعَّفه ابن مَعِين، وأورد له ابن عدي أحاديث منكرة".
أقول: عدد هذه الأحاديث المنكرة التي أوردها له ابن عدي في "كامله"(5/ 1875 - 1876) ثلاثة أحاديث، وقال:"لا أعرف له شيئًا منكرًا عن رواياته إلَّا هذه الأحاديث التي ذكرتها. وقد حَدَّثَنَا عنه جماعة فلم أر بحديثه بأسًا إلَّا فيما ذكرت، وقد ضعَّفه ابن مَعِين، وَصَدَّقَهُ أحمد بن حنبل وصدَّقَ أباه وأخاه".
وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 384): "صدوق ربما وهم، من التاسعة"/ خ ت ق.
أقول: فمثله أقلّ أحواله أنَّه صدوق. وأوهامه معدودة، قليلة جدًّا على ما
(1)
وقد تَابَعَ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 373) في ترجمة (عمرو بن فيروز)، الذَّهَبِيَّ على ذلك.
تقدَّم. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "تهذيب الكمال"(13/ 508 - 517)، و"التهذيب"(5/ 49 - 51)، و"المغني"(1/ 321).
أمَّا حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
فقد رواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 237 - 238) رقم (2984) -، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 249) رقم (8038) -ط بيروت-، وابن عدي في "الكامل"(3/ 949 - 950) -في ترجمة (داود بن فَرَاهِيج) -، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 164)، من طريق هشام بن عمَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن يزيد البَكْري، حدَّثنا أبو غسان المَدَني، عن داود بن فَرَاهِيج، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
ورواه ابن عدي عقبه من طريق سَوَّار بن عُمَارة، عن محمد بن مُطَرِّف، عن داود بن فَرَاهِيج، عنه، به.
قال ابن عدي: "وهذا الحديث بهذا الإسناد، في إسناده بعض النُّكْرَة، ولا أعلم يرويه عن داود غير أبي غسان".
وقال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 165): "داود بن فَرَاهِيج ضعَّفه شُعْبَة ويحيى".
وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 157): "أخرجه ابن عدي، والطبراني في "مكارم الأخلاق"، وفي "الأوسط"، والبيهقي في "شُعَب الإيمان" من حديث أبي هريرة. قال ابن عدي: في إسناده بعض النُّكْرَة".
وذكره المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 407) وعزاه إلى الطبراني في "الأوسط" فقط، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 21): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد اللَّه بن يزيد
(1)
البكري وهو ضعيف".
أقول: (داود بن فَرَاهِيج المَدَني مولي قيس بن الحارث) الذي أَعَلَّ ابن الجَوْزي الحديث به، قد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 153) وقال: "ضعيف الحديث".
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 108 رقم (318) وقال: "ليس به بأس".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 230) وقال: "سمع أبا هريرة". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 100 رقم (191) وقال: "ضعيف".
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 422) وفيه عن يحيى القَطَّان: "كان شُعْبَة يُضَعِّف حديث دواد بن فَرَاهيج". وقال أبو حاتم: "صدوق".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 216).
7 -
"الكامل"(3/ 949 - 950) وقال: "لا أرى بمقدار ما يرويه بأسًا". وفيه عن عليّ بن المَدِيني أنَّه قال: "سألت يحيى بن سعيد عن دواد بن فَرَاهِيج فقال: ثقة. فقلت: ومن وثَّقه؟ قال: سفيان وشُعْبَة".
8 -
"الثقات" لابن شاهين ص 82 رقم (348).
9 -
"المغني"(1/ 220) وقال: "حسن الأمر، وليَّنه بعضهم".
(1)
صُحِّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "سد". والتصويب من "الجرح والتعديل"(5/ 201). وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، ذاهب الحديث". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 379) وذكر قول أبي حاتم هذا.
10 -
"لسان الميزان"(2/ 424 - 425) وفيه عن النَّسَائي في كتابه "التمييز": "ليس بالقوي". وقال السَّاجي: "كان أحمد يضعِّفه". وقال ابن الجَارُود: "ضعيف الحديث". وقال العِجْلِي: "لا بأس به".
وقد تعقَّب السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 119) ابن الجَوْزِيِّ في إعلاله له بـ (داود بن فَرَاهِيج)، ونقل بعض أقوال من وثَّقوه، وقال:"وروى له ابن حِبَّان في صحيحه".
ولحديث أبي هريرة طريق آخر أخرجه أبو الشيخ من طريق محمد بن زياد الشاعر البغدادي، حدَّثنا شَرْقِيّ بن قُطَامِيّ، حدَّثنا أبو المُهَزِّم
(1)
، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من حسَّن اللَّه خَلْقَهُ وخُلُقَهُ كان من أهل الجنَّة".
ذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 120) ولم يتكلَّم عليه.
أقول: في إسناده (أبو المُهَزِّم التَّمِيمي البَصْري) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 478) وقال: "متروك، من الثالثة"/ د ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "التهذيب"(12/ 249 - 250).
كما أنَّ فيه (شَرْقِي بن قُطَامي الكوفي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (661).
وأمَّا حديث الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
قد رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(12/ 287 - 288) من طريق عِصْمَة بن سليمان، عن أحمد بن الحصين، عن رجل من أهل خُرَاسَان، عن محمد بن عبد اللَّه العُقَيْلي، عن الحسن بن عليّ مرفوعًا به.
أقول: في إسناده من لم أعرفه، فضلًا عن جهالة الرجل من أهل خُرَاسان. وسيأتي برقم (1873).
(1)
صُحِّفَ في "اللآلئ" المطبوع إلى: "حدَّثنا شرقي بن قطاي حدَّثنا أبو المهر"!
وأمَّا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
فقد رواه الشِّيرازي في "الألقاب" عن أبي بكر أحمد بن عليّ الفقيه قال: حدَّثنا هراشة بن أحمد بن عليّ بن إسماعيل النَّاقد، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن الصبَّاح الجَرْجَرَائي، حدَّثنا عبد الرزاق، عن مُعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
(1)
مرفوعًا بلفظ: "ما حَسَّن اللَّه وجه امرئ مسلم فيريد عذابه".
ذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 119 - 120) ولم يتكلَّم عليه بشيء. وكذا ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 201).
قال العلَّامة عبد الرحمن المُعَلِّمي اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 219: "هراشة، والراوي عنه، لم أجد لهما ترجمة، والتبعة على أحدهما".
والحديث قال عنه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 201) بعد أن أشار إلى طرقه المتقدِّمة: فالحديث إمَّا ضعيف أو حسن".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 441): "وطرقه كلُّها ضعيفه، لكن تقوى بتعددها وتكثرها".
وقال الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة" ص 219: "الحديث إذا لم يكن حسنًا، فهو ضعيف وليس بموضوع".
وعَلَّقَ العلَّامة اليماني على قوله هذا: "المَدَارُ على المعنى". إشارة منه رحمه الله إلى نَكَارَة المَتْنِ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
بعون اللَّه، تمَّ المجلد الثاني.
(1)
سقط اسم (عائشة) من "اللآلئ" المطبوع. والاستدراك من "تنزيه الشريعة"(1/ 201).