الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة
تأليف
الدكتور خلدون الأحدب
أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة
المجلد الثالث
الأحاديث
[360 - 565]
بسم الله الرحمن الرحيم
360 -
حدَّثنا أبو عبيد اللَّه محمد بن أبي نصر، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد الطِّرَازي، حدَّثنا أبو سعيد العَدَوي، حدَّثنا خِرَاش،
حدَّثنا أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما ضَاقَ مجلسٌ بمُتَحَابَّيْنِ".
(3/ 226) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرئ الطِّرَازي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان) وهو ساقطٌ عَدَمٌ كما قال الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 651). وستأتي ترجمته في حديث (966).
كما أنَّ فيه (أبو سعيد العَدَوي) وهو (الحسن بن عليّ بن زكريا البصري): وضَّاعٌ مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (356).
وفيه كذلك صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن أحمد المُقْرئ الطِّرَازي) وهو ذاهب الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (356).
التخريج:
ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 75) رقم (6231) عن أنس.
وقال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 368: أخرجه الدَّيْلَمِيُّ بلا سند عن أنس مرفوعًا.
وقد أخرجه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 331) رقم (8391) -ط بيروت- من قول ذي النون المِصْرِي، ولفظه:"ما بَعُدَ طريقٌ أدَّى إلى صَدِيق، ولا ضاق مكانٌ من صَدِيق حبيب".
وذكره مُلَّا عليّ القاري في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" ص 203 رقم (794)، والشَّوْكَاني في "الفوائد المرفوعة في الأحاديث الموضوعة" ص 255، وعزياه إلى الدَّيْلَمي عن أنس بغير إسناد.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 706) إلى الخطيب وحده.
* * *
361 -
أنبأنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن عليّ الصَّيْمَرِيّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن محمد المعروف بابن الدَّقَّاق القاضي، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول، حدَّثنا أبو كُرَيْب محمد بن العلاء الهَمْدَاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر قال: جَلَدَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وغَرَّبَ، وجَلَدَ أبو بكرٍ وغَرَّبَ، وجَلَدَ عُمَرُ وغَرَّبَ، وجَلَدَ عثمانُ وغَرَّبَ.
(3/ 229) في ترجمة (محمد بن محمد بن جعفر الشافعي أبو بكر، المعروف بابن الدَّقَّاق).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا شيخ الخطيب (الصَّيْمَرِيّ) فإنَّه صدوق، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
وعدا صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن جعفر الشَّافعي المعروف بابن الدَّقَّاق، ويُلَقَّب بخُبَاط)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال:"روى حديثًا مُسْنَدًا واحدًا هو هذا الحديث". ونقل عن شيخه الصَّيْمَرِيّ قوله: "لم يكن عند ابن الدَّقَّاق غير هذا الحديث، وذاك أنَّ كتبه أُحْرِقت، وكان يذكر الحديث مِنْ حِفْظِهِ. وبلغني أنَّه لم يكن عند ابن البُهْلُول عن أبي كُرَيْب غير هذا الحديث". ونقل عن العَتِيقي قوله فيه: "كان فاضلًا عالمًا بعلوم كثيرة، وله كتاب الأصول على مذهب الشافعي، وكانت به دُعَابة". وتوفي عام (392 هـ). ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل.
والحديث قد صَحَّ من طريق آخر من دون ذكر عثمان رضي الله عنه.
التخريج:
رواه التِّرْمِذِيّ في "سننه" في الحدود، باب ما جاء في النفي (4/ 44 - 45) عن أبي كُرَيْب، ويحيى بن أَكْثَم، قالا: حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس، به، بلفظ:"إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ وغَرَّبَ، وإنَّ أبا بكر ضَرَبَ وغَرَّبَ، وإنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وغَرَّبَ". ولم يذكر عثمان بن عفَّان، ولذا اعتبرته من الزوائد.
وعن أبي كُرَيْب، عن عبد اللَّه بن إدريس، به، بلفظ التِّرْمِذِيّ: رواه النَّسَائي في "السنن الكبرى في الرَّجْم -كما في "تحفة الأشراف" (6/ 142 - 143) رقم (7924)، و"نصب الراية" للزَّيْلَعِيّ (3/ 331) -، والحاكم في "المستدرك"
(1)
(4/ 369)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 223).
(1)
أقول: سقط من "المستدرك" المطبوع، اسم (نافع) بين (عبيد اللَّه بن عمر) و (عبد اللَّه بن عمر)، وهو فيه، وقد ذكره الذَّهَبِيّ بينهما في "تلخيص المستدرك".
قال التِّرْمِذِيّ: "حديث ابن عمر حديث غريب -وفي "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (6/ 42): "حسن غريب"-، رواه غير واحد عن عبد اللَّه بن إدريس فرفعوه. وروى بعضهم عن عبد اللَّه بن إدريس هذا الحديث عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر: "أنَّ أبا بكر ضرب وغرَّب، وأنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وغَرَّبَ". حدَّثنا بذلك أبو سعيد الأشجُّ، حدَّثنا عن عبد اللَّه بن إدريس
(1)
. وهكذا رُوي هذا الحديث من غير رواية ابن إدريس عن عبيد اللَّه بن عمر نحو هذا. وهكذا رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر: "أنَّ أبا بكر ضرب وغرَّب، وأنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وغَرَّبَ". ولم يذكروا فيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".
وقال أيضًا: "وفي الباب عن أبي هريرة، وزيد بن خالد، وعُبَادة بن الصَّامِت".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقة الذَّهَبِيّ.
وقال الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(3/ 331): وذكره ابن القَطَّان في كتابه -يعني "بيان الوَهَم والإيهام"- من جهة النَّسَائي، وقال: رجاله ليس فيهم من يُسْأَل عنه، لثقته وشهرته، وقد رواه هكذا عن عبد اللَّه بن عمر، كما رواه ابن العلاء -يعني أبو كُرَيب- عن ابن إدريس، عنه، جماعة ذكرهم الدَّارَقُطْنِيّ، منهم: مَسْرُوق بن المَرْزُبَان، ويحيى بن أَكْثَم، وجَحْدَر بن الحارث. وفيه رواية أخرى عن ابن إدريس، رواها يوسف، ومحمد بن سابق، عن ابن إدريس، عن عبيد اللَّه، عن نافع أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، مُرْسَلًا، لم يذكر ابن عمر. وفي رواية ثالثة عن ابن إدريس، رواها عنه محمد بن عبد اللَّه بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأَشَجّ، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ أبا بكر ضرب وغرَّب، الحديث. لم يقل فيه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ذكر جميع ذلك الدَّارَقُطْنِيّ، وقال: إنَّ هذه
(1)
ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 223) أيضًا.
الرواية الأخيرة هي الصواب. قال ابن القَطَّان: وعندي أنَّ الحديث صحيح، ولا يمتنع أن يكون عند ابن إدريس فيه عن عبيد اللَّه جميع ما ذكر".
أقول: وما قاله ابن القَطَّان هو الصواب، فالحديث وإنْ كان غريبًا، لكنَّه صحيح الإسناد، و (عبد اللَّه بن إدريس الأَوْدِي): ثقة فقيه عابد محتج به في "الصحيحين" -كما في "التقريب"(1/ 401) -. وقد رواه عنه الجماعة مرفوعًا كما ذكرهم الدَّارَقُطْنِيّ نفسه فيما تقدَّم عنه، ويكون هذا من قَبِيل زيادة الثقة، ولا مخالفة بين من رواه عنه مرفوعًا، وبين من رواه عنه موقوفًا، ويكون قد حدَّث به على الوَجْهَيْن، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
أما الزيادة التي عند الخطيب في ذكر عثمان مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، فالذي يظهر لي أنَّ صاحب الترجمة (محمد بن محمد الشَّافعي أبو بكر المعروف بابن الدَّقَّاق) قد وهم في ذكرها، وقد تقدَّم عن شيخ الخطيب: الصَّيْمَرِيّ، قوله: بأنَّ ابن الدَّقَّاق كان يذكر هذا الحديث مِنْ حِفْظِهِ، وليس له سوى هذا الحديث. وهذا يعني أنَّه غير معروف بالرواية، ولم يُذْكَرْ فيه جرح أو تعديل. ويُرَجِّحُ هذا عندي أنَّ البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 223) قد روى هذا الحديث عن أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول، عن أبي كُرَيْب، به، من دون هذه الزيادة، وهو ذات طريق ابن الدَّقَّاق، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
362 -
حدَّثنا محمد بن أبي الفرج بن سُمَيْكَة، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا سُوَيد بن سعيد، حدَّثنا القاسم بن غُصْن، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المَضْمَضَةُ والاسْتِنْشَاقُ سُنَّةٌ، والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأس".
(3/ 234) في ترجمة (محمد بن محمد بن أحمد أبو طاهر بن أبي الفرج، المعروف بابن سُمَيْكَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والشطر الثاني من الحديث: "والأُذُنَان من الرَّأس" صحيح، له شواهد وطرق كثيرة.
ففيه (إسماعيل بن مسلم المَكِّي أبو إسحاق) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 37) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 372) وقال: "تركهـ ابن المُبَارَك وربما روى عنه وتركهـ يحيى وابن مهدي".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 50 رقم (38) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 198 - 199) وفيه عن يحيى القَطَّان: "لم يزل مُخْتَلِطًا كان يحدِّثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب". وقال أحمد: "منكر الحديث". وقال ابن المَدِيني: "لا أكتب حديثه". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث مُخْتَلِّطٌ". وقال أيضًا: "ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
5 -
"المجروحين"(1/ 120 - 121) وقال: "ضعيف. . . كان من فُصَحَاء النَّاس. . . وقد ضَعَّفَه ابن المُبَارَك، وتركه يحيى القَطَّان وابن مهدي".
6 -
"الكامل"(1/ 279 - 282) وقال: "أحاديثه غير محفوظة عن أهل الحِجَاز والكوفة إلَّا أنَّه ممن يُكْتَبُ حديثه".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 134 رقم (77).
8 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 99) وقال: "ضعيف".
9 -
"المغني"(1/ 87) وقال: "ساقط الحديث متروك قاله النَّسَائي".
10 -
"الكاشف"(1/ 78) وقال: "ضَعَّفوه، وتركه النَّسَائي".
11 -
"التهذيب"(1/ 331 - 333) وفيه عن ابن عُيَيْنَة: "كان إسماعيل يخطئ؛ أسأله عن الحديث فما كان يدري شيئًا". وفيه أقوال أخرى.
12 -
"التقريب"(1/ 74) وقال: "ضعيف الحديث، من الخامسة"/ ت ق.
وفيه أيضًا (القاسم بن غُصْن) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 164) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 116) وفيه عن أحمد: "يحدِّث بأحاديث منكرة". وقال أبو زُرْعة: "ليس بقوي". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث".
3 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 212 - 213) وقال: "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويقلب الأسانيد، حتى يرفع المراسيل، ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، فأما إذا وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسًا".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 339). قال ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 464): "فهو ممن يناقض ابن حِبَّان نفسه".
5 -
"الكامل"(6/ 2060) وقال: "له أحاديث صالحة غرائب ومناكير".
6 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 101) وقال: ضعيف.
7 -
"المغني"(2/ 520) وقال: "ضعَّفه أبو حاتم وغيره".
8 -
"لسان الميزان"(4/ 464) وفيه عن وكيع: "لا بأس به". وقال ابن
حَجَر: "ذكره السَّاجِي والعُقَيْلِي وابن شاهين وابن الجارود والفَسَوي والحَرْبي والدُّولابي في الضعفاء".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 101) من طريق سُوَيد بن سعيد، عن القاسم ابن غُصْن، عن إسماعيل بن مسلم، به. وقال:"إسماعيل بن مسلم ضعيف، والقاسم بن غُصْن مثله، خالفه عليّ بن هشام فرواه عن إسماعيل بن مسلم المَكِّي عن عطاء عن أبي هريرة، ولا يصحُّ أيضًا".
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 99) من طريق الربيع بن بدر، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ. "تمضمضوا واستنشِقُوا، والأُذُنَانِ من الرَّأس". وقال: "الربيع بن بدر متروك الحديث".
ورواه في (1/ 100) منه، من طريق جابر الجُعْفِيّ، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"إذا توضأ أحدكم فليتمضمض، وليستنشق، والأُذُنَانِ من الرَّأس".
وفي ذات الموطن، من طريق جابر الجُعفِيّ، عن عطاء، به، سواء، إلَّا أنَّه قال:"وليستنثر".
وفي ذات الموطن أيضًا، من طريق جابر الجُعْفِي، عن عطاء، به، مرفوعًا بلفظ:"المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا يتم الوضوء إلَّا بهما، والأُذُنَانِ من الرَّأس". وقال: "جابر ضعيف، وقد اختلف عنه، فأرسله الحكم بن عبد اللَّه أبو مطيع عن إبراهيم بن طَهْمَان عن جابر عن عطاء، وهو أشبه بالصواب".
أمَّا الشطر الثاني من الحديث: "الأُذُنان من الرأس" فهو صحيح، له شواهد وطرق كثيرة. وسيأتي برقم (960) من حديث ابن عبَّاس، ويرقم (2131) من حديث ابن عمر.
* * *
363 -
حدَّثنا أبو منصور محمد بن محمد بن عليّ الزَّيْنَبِيّ، حدَّثنا عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير -إملاءً- قال: قُرئ على القاضي أبي القاسم بدر بن الهيثم -وأنا أسمع- قيل له: حدَّثكم أبو بكر بن محمد البصري الشَّيْبَاني، حدَّثنا سعيد بن سَلَّام البصري، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوأ مقعده من النَّار".
(3/ 238) في ترجمة (محمد بن محمد بن عليّ الهاشمي الزَّيْنَبِيّ أبو منصور).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى، وهو من الأحاديث المتواترة.
ففيه (سعيد بن سَلَّام العَطَّار البصري أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل (2/ 290) وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد أنَّ أباه قال له: "اضرب على حديث سعيد بن سلَّام". وفيه عن محمد بن عبد اللَّه بن نُمَيْر: "كذَّابٌ يحدِّث عن الثَّوريِّ، كذَّابٌ".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 481 - 482) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 185 رقم (550) وقال: "لا بأس به".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 127 رقم (284) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 108 - 109).
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 31 - 32) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث جدًّا".
7 -
"المجروحين"(1/ 321 - 322) وقال: "منكر الحديث، ينفرد عن الأثبات بما لا أصل له".
8 -
"الكامل"(3/ 1239 - 1240) وقال: "يتبين على حديثه ورواياته الضعف".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 335 رقم (269).
10 -
"تاريخ بغداد"(9/ 80 - 81) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "رميت بأحاديثه، وكانت عنده أحاديث مناكير". وقال أبو داود: "ضعيف". وقال: الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك كان بمكَّة يحدِّث بالبواطيل".
11 -
"المغني"(1/ 260) وقال: "قال أحمد: كذَّاب، وقال غيره: متروك".
12 -
"اللسان"(3/ 31 - 32) وقال: "ذكره الدُّولابي والسَّاجي والعُقَيْلِي وابن الجارود في الضعفاء".
كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن عمر العُمَري) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (895).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 293) رقم (13154)، وفي "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 257) رقم (296) -، من طريق عبيد اللَّه بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 143): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط". . . ورجاله موثَّقون".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(7/ 418) من طريق جعفر بن عون، عن
قُدَامة بن موسى، عن سالم، عن أبيه مرفوعًا به. ورجاله ثقات. وسيأتي برقم (1115).
ورواه ابن الشِّخِّير في "العلم" من طريق جابر بن نوح، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عنه، به. كما في "لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيْدي ص 277.
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 22 و 103 و 144)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 114) رقم (210) -من كشف الأستار-، من طريق عبيد اللَّه بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"إنَّ الذي يكذب عليّ يُبْنَى له بيت في النَّار".
ومن الطريق المتقدِّم هذا، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 293) رقم (13153)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْية" 8/ 138)، بلفظ:"من كذب عليّ متعمِّدًا بنى اللَّه له بيتًا في النَّار".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 143) بعد أنَّ ذكره بلفظ الطبراني وأبي نُعَيْم هذا: "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(6/ 33) رقم (4742): "إسناده صحيح. أبو بكر بن سالم بن عبد اللَّه بن عمر: وثَّقه العِجْلي
(1)
. وترجمه البخاري في "الكُنَى" رقم 82. والحديث رواه الشَّافعي في "الرسالة" (1092) بتحقيقنا عن يحيى بن سليم عن عبيد اللَّه بهذا الإسناد".
والحديث كما تقدَّم متواتر. وانظر في ذلك حديث (146).
* * *
(1)
أقول: أبو بكر بن سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب المَدَني، من رجال الصحيحين. انظر ترجمته في "التهذيب"(12/ 24 - 25).
364 -
أخبرني ابن البَيْضَاوي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عِمْران الكاتب، حدَّثنا عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا محمد بن سليمان بن مَسْمُول
(1)
، حدَّثنا عمر بن محمد بن المُنكَدِر، عن أبيه،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُوضَعُ النَّواصِي إلَّا في حَجٍّ أو في عُمْرَةٍ".
(3/ 239) في ترجمة (محمد بن محمد بن عبد اللَّه البَيْضَاوي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن سليمان بن مَسْمُول المَكِّي المَخْزُومي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 97) وقال: "كان الحُمَيْديّ
(2)
يتكلَّم فيه".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 208 رقم (321) وقال: "منكر".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 212 رقم (542) وقال: "ضعيف".
(1)
صُحِّف في المطبوع إلى: "مشمول" بالشين. ومثله في "الكامل"(6/ 2214)، و"مجمع الزوائد"(3/ 261)، و"التهذيب"(7/ 497). والتصويب من "التاريخ الكبير"(1/ 97)، و"الجرح والتعديل"(7/ 267)، وغيرهما من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
(2)
هو (عبد اللَّه بن الزُّبَيْر بن عيسى القُرَشي المَكِّي أبو بكر)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّير" (10/ 616 - 621) ونعته بقوله:"الإمام الحافظ الفقيه، شيخ الحَرَم. . . صاحب المُسْنَد". وكانت وفاته عام 219 للهجرة. وانظر ترجمته أيضًا في: "تهذيب الكمال"(14/ 512 - 515)، و"التهذيب"(5/ 215 - 216).
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 69 - 70).
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 267) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقوي، ضعيف الحديث، كان الحُمَيْدِيّ يتكلَّم فيه".
6 -
"المجروحين"(2/ 260) وقال: "كان كثير الخطأ فاحش الوَهَم، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
7 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 439).
8 -
"الكامل"(6/ 2213 - 2214) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه في إسناده ولا مَتْنِه".
9 -
"المُحَلَّى" لابن حَزْم (9/ 434) وقال: "هالك".
10 -
"المغني"(2/ 588) وقال: "ضعَّفوه".
11 -
"لسان الميزان"(5/ 185 - 186) وقال: "ذكره ابن شاهين في "الثقات" وزعم أن يحيى بن مَعِين وثَّقه. ذكره العُقَيْلِي والسَّاجي والدُّولابي وابن الجارود في الضعفاء. قال ابن حَزْم: منكر الحديث".
و(ابن البَيْضَاوي) هو صاحب الترجمة (محمد بن محمد بن عبد اللَّه البَيْضَاوي أبو الحسن) قال الخطيب عنه: "كان صدوقًا".
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 31) رقم (1134) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 252 - 253) رقم (1773) -، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 70)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2214) -كلاهما في ترجمة (محمد بن سليمان بن
مَسْمُول) -، من طريق محمد بن سليمان بن مَسْمُول هذا
(1)
، عن عمر بن محمد بن المُنْكَدِر، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه عن جابر إلَّا بهذا الإسناد، وعمر -يعني ابن محمد بن المُنْكِدِر- حدَّث بأحاديث عن كتاب، فوقع في النَّفْسِ منه تهمة
(2)
وإلَّا فأصل الحديث معروف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 261): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن سليمان بن مَسمُول، وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 909) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" عن جابر، ولم يعزه إلى غيره، فقَصَّرَ رحمه الله.
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 70) من طريق بِشْر بن الحكم النَّيْسَابُوري، حدَّثنا سفيان، حدَّثنا رجل يقال له: نافع بن محمد، عن عمر بن محمد بن المُنْكَدِر، عن أبيه قال:"لا توضع النواصي إلَّا في حَجٍّ أو عُمْرَةٍ -يعني الحَلْق-". قال العُقَيْلي: وهذا أولى". يعني من الطريق المتصل السابق.
وقد ذكره ابن الأثير في "جامع الأصول"(3/ 296) رقم (1600) عن محمد بن المُنْكَدِر مُرْسَلًا. ولم يعزه إلى أحد. ولم يتكلَّم محققه عليه بشيءٍ أبدًا، واكتفى بقوله:"منقطع".
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 139)، من طريق عليّ بن إبراهيم بن الهيثم، حدَّثنا حمَّاد بن الحسن، حدَّثنا عمر بن بشر
(1)
تَصَحَّفَ في "مجمع البحرين"(3/ 253)، و"اللسان" (5/ 185) إلى:"مشمول" بالشين المعجمة.
(2)
أقول: (عمر بن المُنْكَدِر التَّيْمِيّ) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 63) وقال: "ثقة من السابعة"/ م د س. وانظر ترجمته في "التهذيب"(7/ 497) أيضًا.
المَكِّي، حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض قال: سمعت عبد الملك بن جرير
(1)
، حدَّثني عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"لا توضع النواصي إلَّا اللَّه في حَجٍّ أو عُمْرَةٍ، فما سوى ذلك فَمُثْلَةٌ".
قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الفُضَيْل، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".
أقول: في إسناده (عليّ بن إبراهيم بن الهيثم بن المُهَلَّب البَلَدِي أبو الحسن) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1723).
غريب الحديث:
قوله: "لا توضع": أي لا تُجَزُّ ولا تُقَصُّ. كما في حاشية مصحح "تاريخ بغداد"(3/ 239). وانظر مادة (وضع) في "لسان العرب"(8/ 396) وما بعد.
قوله: "النواصي": جمع نَاصِية، وهي شعر مُقَدَّم الرأس. انظر "لسان العرب"(15/ 327) مادة (نصا).
* * *
365 -
أنبأنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا محمد بن الحسين السُّلَمي النَّيْسَابُوري، حدَّثنا محمد بن أحمد بن هارون الشَّافِعِي، حدَّثنا محمد بن موسى الفَرْغَاني -ببغداد-، حدَّثنا يعقوب بن الجَرَّاح.
وأنبأنا أبو عثمان سعيد بن العبَّاس بن محمد القُرَشي الهَرَوي، أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حَمْدان الحِيْري، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الصَّابُوني الجُرْجاني الفقيه -إملاءً-، حدَّثنا يعقوب بن الجَرَّاح، حدَّثنا المغيرة بن موسى، عن هشام بن حسَّان القُرْدُوسي، عن ابن سِيرين،
(1)
هكذا في المطبوع "عبد الملك بن جرير". ولم أقف فيما رجعت إليه من المصادر على من يتسمى بذلك، ويروي عن (عطاء)، ويروي عنه (الفضيل بن عياض). ويغلب على ظني وجود تصحيف في الاسم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إلَّا بِوَليٍّ، وخَاطِبٍ، وشَاهِدَيْ عَدْلٍ".
(3/ 244) في ترجمة (محمد بن موسى الفَرْغَاني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إلَّا بِوَليٍّ" ورد من حديث جماعة من الصحابة، وقد صَحَّحَهُ جماعة من الأئمة أمثال: عليِّ بن المَدِينيّ والتِّرْمِذِيّ وابن خُزَيْمَة. وقوله صلى الله عليه وسلم: "وشَاهِدَيْ عَدْلٍ" صحيح بمجموع طرقه وشواهده. وقد سبق الكلام عليه في حديث (194).
ففيه (المغيرة بن موسى البَصْري أبو عثمان) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 319) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 176 - 177).
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 330) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، شيخ مجهول".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 169) وقال: "كان ابن مهدي يكثر الثناء عليه".
5 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 7) وقال: "منكر الحديث، يأتي عن الثقات بما لا يُشْبِهُ حديث الأثبات، فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات".
6 -
"الكامل"(6/ 2356 - 2357) وقال: "المغيرة بن موسى في نفسه ثقة، ولا أعلم له حديثًا منكرًا فأذكره، وهو مستقيم الرواية".
7 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 166) وفيه عن أبي الفضل أحمد بن عليّ السُّلَيْمَانِيّ: "فيه نظر".
8 -
"لسان الميزان"(6/ 79 - 80) وقال: "ذكره العُقَيْلي والدُّولابي وابن الجارود والسَّاجي في الضعفاء، تبعوا البخاري".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن موسى الفَرْغَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2356) -في ترجمة (مغيرة بن موسى البَصْري) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 125 و 143)، من طريق يعقوب بن الجرَّاح، عن مغيرة بن موسى، به.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 152) رقم (4064)، من طريق أبي عامر الخَزَّاز، عن محمد بن سِيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"لا نكاح إلَّا بوليٍّ".
أقول: رجال ابن حِبَّان ثقات عدا (أبا عامر الخَزَّاز -وهو صالح بن رُسْتُم المُزَني-) فإنَّه صدوق كثير الخطأ كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 360). وستأتي ترجمته في حديث (2181).
وبهذا اللفظ المختصر، رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2357) -في ترجمة (مغيرة بن موسى) -، من طريق مغيرة هذا، عن هشام بن حسَّان، عن ابن سِيرين، عنه، به.
وراوه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد
المعجمين" للهيثمي (4/ 165 - 166) رقم (2266) -، من طريق سليمان بن أرقم، عن الزُّهْرِيّ، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لا نكاح إلَّا بوليٍّ وشَاهِدَيْ عَدْلٍ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 286) بعد أن عزاه له: "وفيه سليمان بن أرْقَم وهو متروك".
ومن طريق سليمان بن أرْقَم بلفظ الطبراني، وزيادة قوله:"والسُّلْطَانُ ولِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ له"، رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1101) -في ترجمة (سليمان بن أَرْقَم) -. وسيأتي برقم (526).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 465) -مخطوط-، من طريق إبراهيم بن عبد الحميد، حدَّثنا المسيَّب بن شَرِيك، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"لا نكاح إلَّا بوليٍّ. قيل: يا رسول اللَّه مَنِ الوليُّ؟ قال: رجل من المسلمين".
أقول: في إسناده (المسيَّب بن شَرِيك التَّميمي الشَّقَرِي الكوفي أبو سعيد) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (937).
* * *
366 -
حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن موسى القَطَّان الهَمْدَاني
(1)
مَمُوس
(2)
-ببغداد-، حدَّثنا محمد بن حفص الأَوْصابي الحِمْصي، حدَّثنا سعيد بن موسى الأَزْدِي الحِمْصي، حدَّثنا رَبَاح بن زيد الصَّنْعَاني، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الهمذاني" بالذال المعجمة. والتصويب من "نزهة الألباب في معرفة الألقاب" لابن حَجَر (2/ 196)، و"المعجم الصغير"(2/ 88).
(2)
ضبطه مصحح "تاريخ بغداد" بتشديد الميم الثانية، وهو خطأ، صوابه: فتح الميم الأولى، وضم الثانية من دون تشديد، كما في "نزهة الألباب"(2/ 196).
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَامَ على قراءةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ، ثم مَاتَ، مَاتَ شهيدًا".
(3/ 244 - 245) في ترجمة (محمد بن موسى القَطَّان، يعرف بمَمُوس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سعيد بن موسى الأَزْدِي) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 326) واتَّهمه بالوضع.
2 -
"المغني"(1/ 266) وقال: "اتَّهمه ابن حِبَّان بوضع الحديث، وله عن رَبَاح بن زيد موضوعات".
3 -
"اللسان"(3/ 44 - 45) ولم يزد عن ذكر اتهام ابن حِبَّان له بالوضع.
كما أنَّ فيه (محمد بن حفص الحِمْصي الوَصَّابي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 237) وقال: "أدركته وأردت قصده والسَّمَاع منه، فقال في بعض أهل حمص: ليس بصدوق، ولم يُدْرِك محمد بن حِمْيَر، فتركته، وكتب عنه سعيد بن عمرو البَرْذَعي".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 127) وقال: "يُغْرِب".
3 -
"المغني"(2/ 572) وقال: "قال ابن مَنْدَه: ضعيف".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"
(1)
(2/ 88) من الطريق التي رواها
(1)
وقد صُحِّف فيه (مَمُوس) إلى (عموس).
الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن الزُّهْري إلَّا مَعْمَر، ولا عنه إلَّا رَبَاح، تفرَّد به سعيد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 97): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه سعيد بن موسى الأزْدِي وهو كذَّاب".
وعزاه في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 38) إلى الطبراني وابن مَرْدُوْيَه بسند ضعيف!.
ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في كتاب "الثواب" من طريق سعيد بن موسى الأزْدي -وقد تقدَّم أنَّه مُتَّهم-، بلفظ:"إني فرضت على أُمَّتي قراءةَ يسَ كلَّ ليلةٍ، فمن داوم على قراءتها كلَّ ليلةٍ، ثم ماتَ، ماتَ شهيدًا". ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 297) -في الفصل الثالث، وهو ما اشتمل على الأحاديث التي استدركها السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزِيِّ ممّا لم يذكره من الموضوعات-.
* * *
367 -
أنبأنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن عليّ بن عمر السُّكَّرِيّ، حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا أبو نصر محمد بن منصور بن حَيَّان الهاشمي -قدم حاجًّا-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن قاسم البَلْخِي، حدَّثنا أبو عمر الأُبُلِّي
(1)
، عن كَثِير،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الموتِ أشدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بالسَّيْفِ".
(3/ 252) في ترجمة (محمد بن منصور بن حَيَّان الهاشمي أبو منصور).
(1)
نسبة إلى (الأُبُلَّة)، بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة، وهي أقدم من البصرة. "الأنساب"(1/ 120).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن القاسم بن مُجَمِّع الطَّايْكَانِي
(1)
البَلْخِي أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 311 - 312) وقال: "روى عنه أهل خُرَاسَان أشياء لا يحلُّ ذكرها في الكتب فكيف الاشتغال بروايتها، ويأتي من الأخبار ما تشهد الأُمَّة على بطلانها وعدم الصحة في ثبوتها، ليس يعرفه أصحابنا".
2 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 210) وقال: "حدَّث بِنَيْسَابُور وفي طريق مكَّة بأحاديث موضوعة".
3 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم، ص 145 رقم (234) وقال:"حدَّث بِنَيْسَابُور وفي طريق مكَّة مناكير".
4 -
"الأباطيل والمناكير" للجُورْقَاني (1/ 24) وقال: "كان كذَّابًا خبيثًا". ونقل عن أبي عبد اللَّه الحاكم قوله فيه: "كان من رؤساء المُرْجِئة ممن يضع الحديث على مَذْهَبِهِم". وذكره في (1/ 6) منه، في جُمْلَة الوضَّاعين.
5 -
"المغني"(2/ 625) وقال: "كان يضع الحديث".
6 -
"اللسان"(5/ 343 - 344) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ في كتابه "الغرائب": "ضعيف".
كما أنَّ فيه (كَثير)، الراوي عن أنس، وثمَّة راويان عنه بهذا الاسم، وكلاهما ضعيف، ولم يتعين لي أحدهما.
أولهما (كَثِير بن عبد اللَّه الأُبُلِّي أبو هاشم) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 218) وقال: "منكر الحديث".
(1)
ويقال أيضًا: "الطَّايْقَاني". وهذه النسبة إلى (الطَّايكان)، وهي بُلَيْدَة بنواحي بَلْخ. "الأنساب"(8/ 185).
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 206 رقم (531) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(7/ 154) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث جدًّا، شبه المتروك، بَابَةَ زيَّاد بن ميمون".
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 331 رقم (444).
5 -
"الميزان"(3/ 406) وقال: "ما أرى رواياته بالمنكرة جدًّا".
وثانيهما: (كَثِير بن سُلَيْم الضَّبِّيّ المَدَائِني البَصْري أبو سَلَمة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 123) وقال: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 218 - 219) وقال: "كَثِير أبو هشام، وأراه ابن سُلَيْم الأُبُلِّي، عن أنس، منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسائي ص 207 رقم (534) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(7/ 152) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، لا يروي عن أنس حديثًا له أصل من رواية غيره".
5 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 230 رقم (443).
6 -
"تاريخ بغداد"(12/ 480 - 481) وفيه عن أبي داود: "ضعيف".
7 -
"الكاشف"(3/ 4) وقال: "ضعَّفوه".
8 -
"التهذيب"(8/ 416 - 417) وفيه عن علي بن المَدِيني: "كَثِير صاحب أنس ضعيف، وكان يحدِّث عن أنس أحاديث يسيرة خمسة أو نحوها، فصارت مائة حديث".
9 -
"التقريب"(2/ 132) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ ق.
ولم يُفَرِّق ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 223 - 224) بين (كَثِير بن عبد اللَّه الأُبُلِّي أبو هاشم) وبين (كَثِير بن سُليْم الضَّبِّيّ المَدَائني البَصْري أبو سَلَمَة).
وتابعه على ذلك السَّمْعَاني في "الأنساب"(1/ 120 - 121).
وذكر ابن حَجَر في "التهذيب"(8/ 417) أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ لم يفرِّق بينهما أيضًا. أقول: نسبة ذلك إلى الدَّارَقُطْنِيّ موضع نظر، فإنَّه فرَّق بينهما كما في كتابه "الضعفاء" رقم (443) و (444). وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني" (2/ 530) -في ترجمة (كثِير بن سُلَيْم الضَّبِّيّ) - نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ:"وأحاديثه تتميز من حديث كَثِير بن عبد اللَّه". وقال الذَّهَبِي أيضًا في "المغني"(2/ 530 - 531) -في ترجمة (كَثِير بن عبد اللَّه الأُبُلِّي) -: "وقال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: "ما هو (ابن سُلَيْم) ".
وقد فَرَّق الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 406) بينهما، فقال بعد أن ذَكَرَ عدم تفريق ابن حِبَّان بينهما:"وليس هذا بشيء".
ومِنْ بعده ذَهَبَ الحافظ ابن حَجَر إلى التفريق بينهما. انظر: "التقريب"(2/ 132)، و"التهذيب"(8/ 417)، وفيه يقول:"وفرَّق بينهما غير واحد من الأئمة، وهو الصحيح إن شاء اللَّه".
و(أبو عمرو الأُبُلِّي) لم أعرفه.
وصاحب الترجمة (محمد بن منصور بن حَيَّان الهاشمي أبو منصور) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 220) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم،
وقال: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يُرْوَى عن الحسن". وأعلَّه بـ (محمد بن القاسم) و (كَثِير).
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 416 - 417) بأنَّ له شاهدًا، رواه الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" عن الحسن بن قتيبة، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن زيد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يَسَار مرفوعًا:"معالجة مَلَكِ الموت أشدُّ من ألف ضرية بالسيف".
أقول: الحديث مع إرساله، إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (الحسن بن قتيبة الخُزّاعي المَدَائني الخيَّاط أبو عليّ) وهو متروك الحديث. وقال الذَّهَبِيُّ:"هالك". وستأتي ترجمته في حديث (953).
والعجيب أنَّ ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 365) يقول عن إسناد الحارث هذا: إنَّه جيِّد! ! .
كما ذكر له السُّيُوطيُّ شاهدًا آخر، رواه ابن المبارك في "الزهد" عن حُرَيْث
(1)
ابن السائب الأسدي، حدَّثنا الحسن أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر الموت وغمه وكربه وعاره، فقال:"ثلاثمائة ضربة بالسيف".
أقول: الحديث ضعيف لإرساله.
و(الحُرَيْث بن السائب التَّميمي الأُسَيْديّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 159): "صدوق يخطئ، من السابعة"/ بخ ق ت. وقال الذَّهَبيّ في "الكاشف"(1/ 155): "ثقة. قال أبو حاتم: ما به بأس". وانظر ترجمته مفصَّلًا في "تهذيب الكمال"(5/ 559 - 562).
وقد تابع السُّيُوطيَّ على تعقيبه مُقِرًّا له، ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة
(1)
صُحِّف في "اللآلئ" إلى: (حديث). والتصويب من "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (5/ 559 - 560).
المرفوعة" (2/ 365)، وقال: "له شواهد من مرسل الحسن، والضحَّاك بن حمزة. وعن عليّ بن أبي طالب، أخرجها ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب ذكر الموت".
* * *
368 -
حدَّثني الخلَّال، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن منصور بن محمد النُّوْشَرِيّ القاصّ، حدَّثنا الحسين بن محمد بن عُفَيْر الأنصاري، حدَّثنا أبو همَّام الوليد بن شُجَاع، حدَّثنا أبي، حدَّثنا زياد بن خَيْثَمَة، عن محمد بن جُحَادَة، عن الحسن،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ (يسَ) في ليلةٍ ابتغاءَ وَجْهِ اللَّهِ، غَفَر اللَّهُ له تلك الليلة".
(3/ 253) في ترجمة (محمد بن منصور بن محمد القاصّ أبو الحسن، المعروف بالنُّوْشَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ورجال إسناده حديثهم حسن، بَيْدَ أنَّ فيه انقطاعًا بين (الحسن البصري)(وأبي هريرة)، فإنه لم يسمع منه كما قال عليّ بن المَدِيني، ويونس بن عُبَيْد، وأبو حاتم وأبو زُرْعَة الرازيَّان، وغيرهم. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38 - 39، و"نصب الراية" للزَّيْلعِي (1/ 90 - 91)، و"تهذيب التهذيب"(2/ 267 - 270).
و (محمد بن جُحَادة) هو (الأَوْدي -ويقال: الإيامي- الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (188).
و (زياد بن خَيْثَمة) هو (الجُعْفِيّ الكوفي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"
(1/ 267)"ثقة، من السابعة"/ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (9/ 457 - 458)، و"التهذيب" (3/ 364).
و(شُجَاع بن الوليد بن قيس السَّكُوني أبو بدر) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 347): "صدوق ورع، له أوهام، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين"/ ع. وقال الذَّهَبِيّ عنه في "الكاشف"(2/ 5): "الحافظ الصالح". وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال"(12/ 382 - 388)، و"التهذيب"(4/ 313 - 314).
وولده (الوليد بن شُجَاع أبو همَّام): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (57).
و(الحسين بن محمد بن عُفَيْر الأنصاري أبو عبد اللَّه) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 95 - 96) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ثقة". وكانت وفاته عام (315 هـ).
وصاحب الترجمة (محمد بن منصور القاصّ) قال الخطيب عنه: "لا بأس به".
و(الخَلَّال) هو (الحسن بن محمد بن الحسن أبو محمد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(7/ 425) وقال: "كان ثقة له معرفة وتنبُّه". وترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(7/ 593 - 595) وقال: "الإمام الحافظ المُجَوِّد". وكانت وفاته سنة (439 هـ).
التخريج:
رواه الدَّارِمي في "سننه"(2/ 457)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 400) رقم (2236)، من طريق أبي همَّام الوليد بن شُجَاع، عن أبيه، به
(1)
.
(1)
عزاه محقق "شُعَب الإيمان"(5/ 399) من هذا الطريق إلى ابن حِبَّان (173 رقم 665 - موارد-) وهو سهو، فإنَّ ابن حِبَّان إنما رواه من هذا الطريق عن جُنْدُب، لا عن أبي هريرة.
ورواه مختصرًا: أبو داود الطَّيالِسِي في "مسنده" ص 323 رقم (2467)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 159)، و"تاريخ أصبهان"(1/ 252)، والعُقَيْلِيّ في "الضعفاء"(1/ 203) -في ترجمة (جَسْر بن فَرْقَد) -، والشَّجَري في "أماليه"(1/ 118)، من طريق أبي جعفر جَسْر
(1)
بن فَرْقَد، عن الحسن البَصْري، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس في ليلةٍ التماسَ وجه اللَّه غُفِرَ له".
ولفظ العُقَيِلِيّ: "من قرأ يس في ليلة غُفِرَ له".
قال أبو نُعَيْم في "الحِلْية": "هذا حديث رواه عن الحسن عِدَّة من التابعين، منهم: يونس بن عُبَيْد ومحمد بن جُحَادة".
وقال العُقَيْليّ: "والرواية في هذا المَتْن فيها لِينٌ".
أقول: في إسناده عندهم (أبو جعفر جَسْر بن فَرْقَد القَصَّاب البَصْري) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (642).
ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 149)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 62) رقم (3378) -، من طريق أَغْلَب بن تَمِيم، عن جَسْر أبي جعفر
(2)
، عن غالب القَطَّان، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يسَ في يومٍ أو ليلةٍ ابتغاء وجه اللَّه غُفِرَ له".
قال الطبراني في "الصغير" -ومثله في "الأوسط"-: "لم يُدْخِل أَحَدٌ فيما بين جَسْر بن فَرْقَد والحسن، غالبًا، إلَّا أغلب بن تَمِيم. قال أبو القاسم -يعني
(1)
صُحِّفَ في "الحِلْيَة"(2/ 159) إلى: "خسرو"!
(2)
صُحِّفَ في "المعجم الصغير" إلى: "عن حسن بن أبي جعفر".
الطبراني-: قد قيل إنَّ الحسن لم يَسْمَعْ من أبي هريرة. وقال بعض أهل العلم إنَّه قد سَمِعَ منه"
(1)
.
أقول: إسناده ضعيف، ففيه إلى جانب (جَسْر بن فَرْقَد أبو جعفر)، (أغلب بن تَمِيم بن النُّعمان الكِنْدي المَسْعُودي) وهو منكر الحديث. وستأتي ترجمته في حديث (903).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 97): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه أغلب بن تَمِيم وهو ضعيف".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 257 - 258) من طريق أغلب بن تَمِيم، عن غالب القَطَّان، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس في ليلةٍ ابتغاء وجه اللَّه غُفِرَ له".
وفيه (أغلب بن تَمِيم الكِنْدِي المَسْعُودي) وهو ضعيف كما تقدَّم. وسيأتي حديث الخطيب هذا برقم (1527).
ورواه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 318 رقم (674)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 407) في ترجمة (أغلب بن تَمِيم) -من طريق أغلب هذا، عن أيوب ويونس وهشام، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس في يوم وليلة ابتغاء وجه اللَّه غَفَرَ اللَّه له".
قال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 398 - 399) رقم (2234) من
(1)
أقول: جمهور النُّقَّاد على أنَّه لم يَسْمَعْ منه. وقد ثبت سماعه من أبي هريرة في حديث رواه النَّسَائي في "سننه"(6/ 168) نصُّه: "المُنْتَزِعَات والمُخْتَلِعَات هُنَّ المُنَافِقَاتُ"، حيث يُصَرِّحُ الحسن البَصْري فيه بسماعه له من أبي هريرة رضي الله عنه. وسيأتي الكلام عليه وعلى معناه في حديث (419).
طريق خلف بن الوليد، حدَّثنا المبارك بن فَضَالة، عن أبي العَوَّام، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس كُلَّ ليلةٍ غُفِرَ له".
وفيه عَنْعَنَةُ (المبارك بن فَضَالة)، وهو ممِّن يُدَلِّس ويُسَوِّي -وتقدَّمت ترجمته في حديث (343) -، إضافة إلى انقطاعه بين (الحسن) و (أبي هريرة).
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 399) رقم (2235) من طريق محمد بن حاتم الزَّمِّي
(1)
، حدَّثنا أبو بدر شُجَاع بن الوليد، حدَّثنا زياد بن خَيْثَمَة، عن محمد بن جُحَادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس ابتغاء وجه اللَّه غُفِرَ له".
وإسناده منقطع.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 713) -في ترجمة (الحسن بن دينار) -، من طريق محمد بن السَّمَّاك، حدَّثنا الحسن بن دينار، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ ياسين في ليلةٍ التماس وجه اللَّه غَفَرَ اللَّه له".
قال ابن عدي: هذا حديث عزيز في حديث الحسن عن أبي هريرة، وبخاصة قد رواه عن ابن دينار، محمد بن السَّمَّاك، وابن السَّمَّاك هو محمد بن صَبِيح زاهد الكوفيين عزيز المُسْنَد.
أقول: في إسناده (الحسن بن دينار التَّمِيمي البَصْري) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (999).
ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(11/ 93 - 94) رقم (6224)، عن إسحاق بن
(1)
ضبطه الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 151) بكسر الزاي، مصرِّحًا به، وقد ضبطه نفسه رحمه الله في "تبصير المنتبه"(2/ 660) بالفتح، وهو الموافق لما في "الأنساب" للسمعاني (6/ 302)، ومختصره "اللباب" لابن الأثير (2/ 76). وهذه النسبة إلى (زَم)، وهي بُلَيْدَة على طرف جَيْحُون.
أبي إسرائيل، حدَّثنا حجَّاج بن محمد، عن هشام بن زياد، عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له، ومن قرأ حم التي يذكر فيها الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورًا له".
قال الإِمام ابن كثير في تفسيره" (3/ 570) بعد أن ذكره: "إسناده جيِّد"! !
ولا ينقضي عجبي من حُكْم ابن كثير هذا، حيث إنَّ في إسناد أبي يعلى (هشام بن زياد بن أبي يزيد القُرَشي أبو المِقْدَام)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (11/ 38 - 39) وذكر عن أبي زُرْعَة قوله فيه:"ضعيف الحديث". وعن ابن مَعِين: "ليس بثقة". ومَرَّةً: "ضعيف ليس بشيء". وعن البخاري: "يتكلَّمون فيه". وعن أبي داود: "غير ثقة". وعن التِّرْمِذِيّ: "يُضَعَّفُ". وعن النَّسَائي وعليّ بن الجُنَيْد والأَزْديّ: "متروك الحديث". وقال النَّسَائي مرَّةً: "ضعيف". ومرَّةً: "ليس بثقة". ومرَّةً: "ليس بشيء". وعن أبي حاتم الرَّازي: "ضعيف الحديث ليس بالقوي. . . وعنده عن الحسن أحاديث منكرة". وعن ابن حِبَّان: "يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به". وعن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف، وتَرَكَ ابن المبارك حديثه". وعن ابن سعد: "كان ضعيفًا في الحديث". وعن ابن خُزَيْمة: "لا يحتج بحديثه". وعن العِجْلِيّ: "ضعيف". وعن يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "ضعيف لا يُفْرَحُ بحديثه".
هذه مجموع الأقوال التي ذكرها ابن حَجَر في ترجمته، ليس فيها قولٌ واحدٌ بتوثيقه. وقد قال عنه في "التقريب" (2/ 318):"متروك، من السادسة"/ ت ق.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 247) من طريق محمد بن زكريا، عن عثمان بن الهيثم، عن هشام، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث. أبي يعلى. وقال: هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له". وأعلَّه بـ (محمد بن زكريا)، وقال نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يضع الحديث". ثم قال ابن الجَوْزي: هذا الحديث قد روي مرفوعًا وموقوفًا وليس فيها شيء يثبت".
وقد تعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 234 - 236)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 290)، بأنَّ له طرقًا كثيرة عن أبي هريرة، وأن بعضها كطريق البيهقي -وهو أول طريق ذكرته في التخريج- على شرط الصحيح، وأنَّ ابن حِبَّان خرَّجه في "صحيحه" من حديث جُنْدُب البَجَلي.
أقول: أمَّا أَنْ يكون الحديث موضوعًا كما قال ابن الجَوْزي، فلا، لما قدَّمت. وأمَّا أَنْ يكون طريق البيهقي المذكور على شرط الصحيح، فأنّى له ذلك وهو منقطع، وكذا حديث جُنْدُب كما سيأتي فإنَّه منقطع أيضًا.
وذكره ابن أبي حاتم الرَّازي في "العلل"(2/ 67 - 68) من طريق محمد ابن كثير الصنعاني، عن مَخْلَد بن حسين، عن هشام، عن ابن سِيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس في ليلة غُفِرَ له". وقد سأل أباه أبا حاتم الرَّازي عنه، فقال:"هذا حديث باطل، إنَّما رواه جُبَيْر عن الحسن عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسل".
ورواه الدَّارِمي في "سننه"(2/ 456) من طريق مُعْتَمِر، عن أبيه قال: بلغني عن الحسن قال: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه اللَّه -أو مرضاة اللَّه- غُفِرَ له. وقال: بلغني أنَّها تعدل القرآن كلَّه".
وللحديث شاهد من حديث جُنْدُب البَجَلي، رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 121) رقم (2565)، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، عن الوليد بن شُجَاع، عن أبيه، عن زياد بن خَيْثَمَة، عن محمد بن جُحَادة، عن الحسن، عن جُنْدُب مرفوعًا:"من قرأ يس في ليلةٍ ابتغاء وَجْهِ اللَّه غُفِرَ له".
أقول: رجال إسناده حديثهم حسن إلَّا أنَّ فيه انقطاعًا بين (الحسن البَصْري) و (جُنْدُب). قال ابن أبي حاتم الرَّازي في "المراسيل" ص 42 نقلًا عن أبيه: "لم يصحّ للحسن سماعٌ من جُنْدُبٍ رحمه الله".
وله شاهد من حديث ابن مسعود، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 130)، عن محمد بن عمر بن سَلْم، حدَّثنا الحسن بن عِصْمة، حدَّثنا أحمد بن محمد بن الأصغر، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الأَزْدِي، عن أبي مريم، عن عمرو بن مُرَّة، عن الحارث بن سُوَيْد، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"من قرأ يس في ليلةٍ أصبح مغفورًا له".
وفي إسناده من لم أعرفه، ورمز السيوطي في "الجامع الصغير"(6/ 199) بشرح "فيض القدير" إلى ضعفه.
وله شاهد من حديث أنس، رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1837) -في ترجمة (عليّ بن عاصم الواسطي) -، عن الفضل بن عبد اللَّه بن مَخْلَد، حدَّثنا العلاء بن مَسْلَمَة، حدَّثنا عليّ بن عاصم، عن حُمَيْد، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"من قرأ يس في كُلِّ ليلة ابتغاء وجه اللَّه عز وجل غُفِرَ له".
أقول: إسناده تالف، ففيه (العلاء بن مَسْلَمَة بن عثمان الرَّوَّاس): متروك. ورمَاهُ ابن حِبَّان وابن طاهر بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (1792).
وفي إسناده أيضًا (عليّ بن عاصم بن صهيب الواسطي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (556).
* * *
369 -
حدَّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ -إملاءً-، حدَّثنا ابن وَارَة، حدَّثنا محمد بن سعيد بن سَابِق، حدَّثنا عمرو بن أبي قيس، عن مُطَرِّف، عن أبي إسحاق، عن معاوية بن قُرَّة.
عن بلال قال: حَثَثْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للخروج إلى صلاة الغداة، فوجدته يشرب، قال: ثم ناولني فشرب، ثم خَرَجْنَا فأقيمت الصَّلاةُ.
(3/ 257) في ترجمة (محمد بن مسلم بن عثمان الرَّازي أبو عبد اللَّه، المعروف بابن وَارَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو منقطع بين (معاوية بن قُرَّة المُزَني) وبين (بلال). فوفاة (بلال) كانت سنة (17) أو (18) للهجرة، وقيل سنة (20)، كما في "التقريب"(1/ 110). ووفاة (معاوية بن قُرَّة) كانت سنة (113) للهجرة عن (76) سنة، كما في "التقريب"(2/ 261) و"التهذيب"(10/ 217). فتكون ولادته سنة (37) للهجرة، أي بعد وفاة (بلال) رضي الله عنه بزمن بعيد جدًّا.
وستأتي ترجمة (معاوية) في حديث (1387).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا حديث غريب يستحسن من رواية أبي إسحاق السَّبِيعي عن معاوية بن قُرَّة، وفيه إرسال، لأنَّ معاوية بن قُرَّة لم يلق بلالًا".
و(أبو إسحاق السَّبِيعي) هو (عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(مطَرِّف) هو (ابن طَرِيف الحارثي الكوفي أبو بكر): إمام ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (141) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 1335) -مخطوط-، و"السِّيَر"(6/ 127 - 128)، و"التهذيب"(10/ 172 - 173)، و"التقريب"(2/ 253).
و(ابن وَارَة) هو صاحب الترجمة (محمد بن مُسْلِم بن عثمان الرَّازي أبو عبد اللَّه): إمام حافظ ثقة، مات سنة (270) للهجرة، وروى له النَّسَائي. انظر
ترجمته في: "تاريخ بغداد"(3/ 256 - 260)، و"السِّيَر"(13/ 28 - 32)، و"التهذيب"(9/ 451 - 453)، و"التقريب"(2/ 207).
و (عمرو بن أبي قيس الرَّازي الأَزْرَق) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 77): "صدوق له أوهام، من الثامنة"/ خت 4. وقال عنه الذَّهَبِيّ في "الكاشف" (2/ 293): "وُثِّق وله أوهام". وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(2/ 1047 - 1048) -مخطوط-، و"التهذيب"(8/ 93 - 94).
و (محمد بن سعيد بن سَابِق) هو (الرَّازي أبو عبد اللَّه): ثقة كبير المَحَلّ، روى له النَّسَائي وأبو داود، وتوفي سنة (216 هـ). انظر ترجمته في:"التهذيب"(9/ 187 - 188)، و"التقريب"(2/ 164).
و (الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي أبو عبد اللَّه) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 19 - 23) وقال: "كان فاضلًا صادقًا دَيِّنًا". والذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(15/ 258 - 263) ونَعَتَهُ بقوله: "القاضي الإِمام العلَّامة المحدِّث الثقة مُسْنِدُ الوقت". وكانت وفاته سنة (330 هـ).
وشيخ الخطيب (أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (234).
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(2/ 315) إلى الخطيب وابن عساكر. ونقل كلام الخطيب السابق. ولم أقف عليه عند غيره.
* * *
370 -
حدَّثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي -بنَيْسَابُور-، حدَّثنا حَاجِب بن أحمد الطُّوسي، حدَّثنا عبد الرحيم بن مُنيب، حدَّثنا الفضل بن موسى، حدَّثنا أبو حمزة السُّكَّرِيّ، عن محمد بن زيَّاد، عن نافع،
عن ابن عمر قال: صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على زَانِيَةٍ ماتت في نِفَاسِها هي وابنتها.
(3/ 266) في ترجمة (محمد بن ميمون السُّكَّرِيّ المَرْوَزِيّ أبو حمزة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: الحديث منكر.
ففيه (محمد بن زيَّاد) وهو مجهول كما سيأتي عن الدَّارَقُطْنِيّ.
وفيه (حَاجِب بن أحمد بن يَرْحُم بن سفيان الطُّوسِيّ أبو محمد)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني" (1/ 140) وقال:"شيخ مشهور، لَقِيَه ابن مَنْدَه، ضَعَّفَهُ الحاكم وغيره في اللقاء -يعني في دعواه لُقِيّ الشيوخ-"، و"السِّيَر" (15/ 336 - 337) وقال:"وثَّقه ابن مَنْدَه، واتَّهمه الحاكم، وقال: لم يسمع شيئًا، وهذه كتب عمِّه"، و"الميزان"(1/ 429). كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 146)، وقال:"وقد رأيت ابن طاهر روى حديثًا من طريقه وقال عقبه: رواته أثبات ثقات". وتوفي عام (336 هـ).
و(عبد الرحيم بن مُنيب) هو (المَرْوَزِيّ) كما في "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (15/ 337)، لكنه سمّاه:(عبد الرحمن). وهو عنده في (10/ 245) منه: (عبد الرحيم). ولم أقف على ترجمته.
و(أبو حمزة السُّكَّري) هو صاحب الترجمة (محمد بن ميمون): ثقة، خرَّج له الستة. وستأتي ترجمته في حديث (438).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "حدَّثنا أحمد بن محمد بن غالب -يعني البَرْقَاني- قال: قلت لأبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ: أبو حمزة السُّكَّرِيّ عن محمد بن
زيَّاد؟ قال: هذا الذي يحدِّث عن نافع عن ابن عمر. شيخ أبي حمزة: مجهول، والحديث منكر. قلت: حديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على زانيةٍ وابنتها؟ قال: نعم. قلت: يترك؟ قال: نعم".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 386) رقم (13428) من طريق عليّ بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة، عن محمد بن زيَّاد، به. وعنده:"وولدها" بدلًا من "وابنتها".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 41): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه محمد بن زيَّاد صاحب نافع، ولم أجد من ترجمه".
أقول: تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ: أنَّه مجهول.
وانظر الأحاديث والآثار الواردة في الصَّلاة على الزاني وولد الزنى: "المصنَّف" لعبد الرزاق (3/ 533 - 540)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (3/ 319 و 350)، و"المطالب العالية"(1/ 208)، و"نيل الأوطار"(3/ 51 - 52).
* * *
371 -
حدَّثنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا محمد بن الحسين بن عبد الرحمن، حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح، حدَّثنا محمد بن ميمون الزَّعْفَرَانِيّ، حدَّثنا أبو الوَرْقَاء فَايد بن عبد الرحمن
(1)
،
عن ابن أبي أَوفَى قال: أُتي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بماءٍ فَغَسَلَ يديه ثلاثًا، ثم مَضْمَضَ ثلاثًا، ثم غَسَلَ وَجْهَهُ ثلاثًا، ويديه ثلاثًا، ومَسَحَ برأسه وأُذُنَيْهِ، وغَسَلَ رِجْلَيْهِ.
(1)
حُرِّف في المطبوع إلى: "فايد بن عبد العزيز". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
(3/ 270) في ترجمة (محمد بن ميمون الزَّعْفَرَانِيّ الكوفي أبو النضر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (فَائِد بن عبد الرحمن الكوفي العَطَّار أبو الوَرْقَاء) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 471) وقال: "ضعيف". ومرَّةً: "ليس هو بشيء". ومرَّةً: "ليس بثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 132) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"أحوال الرجال" ص 78 رقم (101) وقال: "ضعيف ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 197 رقم (511) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 460 - 461) وقال: "لا يتابعه إلَّا من هو نحوه".
6 -
"الجرح والتعديل"(7/ 83 - 84) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم وأبو زُرْعَة: "لا يُشْتَغَلُ به". وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه. . . وأحاديثه عن ابن أبي أَوْفَى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلًا، كأنَّه لا يُشْبِهُ حديث ابن أبي أَوْفَى، ولو أنَّ رجلًا حَلَفَ أنَّ عامَّة حديثه كذب لم يحنث".
7 -
"المجروحين"(2/ 203 - 204) وقال: "كان ممّن يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن ابن أبي أَوْفَى بالمعضلات، لا يجوز الاحتجاج به".
8 -
"الكامل"(6/ 2052) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 325 رقم (432).
10 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 184) وقال: "يروي عن ابن أبي أَوْفَى أحاديث موضوعة".
11 -
"الكاشف"(2/ 325) وقال: "تركوه".
12 -
"التهذيب"(8/ 255 - 256) وقال: "ضعَّفه السَّاجي والعُقَيْلِي والدَّارَقُطْنِي".
13 -
"التقريب"(2/ 107) وقال: "متروك، اتهموه، من صغار الخامسة"/ ت ق.
التخريج:
رواه مختصرًا: ابن ماجه في الطهارة، باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا (1/ 144) رقم (416)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2052) -في ترجمة (فائد بن عبد الرحمن العطَّار) -، من طريق عيسى بن يونس، عن فائد بن عبد الرحمن أبو الوَرْقَاء، عنه، به، بلفظ:"رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضَّأ ثلاثًا ثلاثًا ومسح رأسه مرَّةً". وليس عند ابن عدي تكرار لفظ (ثلاثًا).
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 61): "هذا إسناد ضعيف. فائد بن عبد الرحمن قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال: الحاكم: روى عن ابن أبي أَوْفَى أحاديث موضوعة. رواه أبو يعلى المَوْصِلِي في "مسنده"
(1)
، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن فائد بن عبد الرحمن، فذكره، وسياقه أتم. كما أوردته في "زوائد المسانيد العشرة". ورواه النَّسَائي من حديث عليّ بن أبي طالب".
(1)
يعني "الكبير"، فإني لم أجده في "الصغير" المطبوع. ولم أقف عليه في "المطالب العالية" لابن حَجَر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ولم أقف عليه مطوَّلًا. ولذا اعتبرته من الزوائد.
* * *
372 -
حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا خَلَفَ بن عمرو العُكْبَرِيّ، حدَّثنا محمد بن معاوية النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن أبي الخير مَرْثَد بن عبد اللَّه اليَزْنِي،
عن عُقْبَة بن عامر الجُهَنِي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَسْلَمَ على يَدَيْهِ رجلٌ وَجَبَتْ له الجَنَّةُ".
(3/ 271) في ترجمة (محمد بن معاوية بن أَعْيَن النَّيْسَابُورِيّ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
منكر جدًّا. وقال الإِمام أحمد بن حنبل: موضوع وقال ابن مَعِين: ليس له أصل.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن معاوية بن أَعْيَن النَّيْسَابُوري) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 407 رقم (565) وقال: "كان يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". قال إبراهيم بن الجُنَيْد عقب نقله لذلك عنه: "يعني يكذب من غير تعمد، وكان رجلًا صالحًا وجاور وما زال بمكَّة حتى مات".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 245 - 246) وقال: "روى أحاديث لا يُتَابَعُ عليها".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 219 رقم (566) وقال: "ليس بثقة، متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 144) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كذَّاب".
5 -
"الجرح والتعديل"(8/ 103 - 104) وفيه عن أحمد: "رأيت أحاديثه موضوعة" وقال أبو زُرْعَة: "كان شيخًا صالحًا إلَّا أنَّه كُلَّما لُقِّنَ يُلَقَّنُ، وكلَّما قيل إنَّ هذا من حديثك حَدَّثَ به. . . ". وقال أبو حاتم: "روى أحاديث لم يُتَابَعْ عليها، أحاديث منكرة، فتغيَّر حاله عند أهل الحديث".
6 -
"المجروحين"(2/ 298) وقال: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ويأتي عن الثقات بما لا يُتَابَعُ عليه، فاستحق الترك إلَّا عند الاعتبار فيما وافق الثقات، لأنَّه كان صاحب حفظ وإتقان قبل أن يظهر منه ما ظَهَر".
7 -
"الكامل"(6/ 2280 - 2281) وقال: "هو بَيِّن الضَّعْف، يتبين على رواياته".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 344 - 345 رقم (471) وقال: "يكذب".
9 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 234) رقم (64) وقال: "ضعيف جدًّا".
10 -
"تاريخ بغداد"(3/ 270 - 274) وقال: "له روايات منكرة عن الليث بن سعد وأبي عَوَانة و. . . ". وفيه أنَّ ابن المَدِيني ضَعَّفه. وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "فيه ضعف وهو صدوق، وقد روى عنه النَّاسُ". وقال مسلم بن الحجَّاج: "متروك الحديث" وقال أبو داود: "ليس بشيء كتبت عنه"، وقال السَّاجي:"ليس بمتقن في الحديث تكلَّموا فيه". وفيه عن سَلَمَة بن شَبِيب أنَّه سأل الإِمام أحمد عنه فقال: "نعم الرجل يحيى بن يحيى"
(1)
.
(1)
علَّق مصحح "تاريخ بغداد" على ذلك بقوله: "يورِّي الإِمام أحمد ولا يريد التصريح بالطعن".
11 -
"التهذيب"(9/ 464 - 465) وفيه عن حَرْب -يعني ابن إسماعيل الكِرْمَاني، تلميذ الإِمام أحمد بن حنبل- "كان الرجل ثقةً في نفسه إلَّا أنَّه كان يغلط في الأسانيد وقال أبو الطاهر المَدَني:"كذَّاب يضع الحديث". وقال صالح جَزَرَة: "تركوا حديثه وكان رجلًا صالحًا وكلُّ أحاديثه مناكير". وقال أبو أحمد الحاكم: "حدَّث بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها" وقال ابن قَانِع: "ضعيف متروك".
12 -
"التقريب"(2/ 209) وقال: "متروك مع معرفته، لأنَّه كان يَتَلَقَّنُ، وقد أطلق عليه ابن مَعِين الكذب، من العاشرة"/ تمييز.
قال الخطيب في "تاريخه"(3/ 272) نقلًا عن يحيى بن مَعِين: "محمد بن معاوية حدَّث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول، حدَّث بحديث عقبة بن عامر: "من أسلم على يديه رجل" عن ليث بن سعد، وهو في كتابه، وليس هذا بشيء. وزعم أنَّه سمع مع مُعَلَّي، وإنَّما هو -زعموا- في كتاب مُعَلَّى عن رِشْدِين بن سعد، عن يزيد، عن أبي الخير، مرسل قلت -القائل الخطيب-: قد روى هذا الحديث خالد بن عمرو، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن سعيد بن ميمون مولى عليّ بن أبي طالب، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أسلم على يديه رجل" الحديث وخالد بن عمرو ضعيف لا يحتج به، ويقال: إنَّ الحديث لا أصل له من رواية يزيد بن أبي حَبِيب، وإنَّما يُرْوَى عن خالد بن أبي عِمْرَان قوله".
ونقل الخطيب في (3/ 273) من "تاريخه" عن أحمد بن حنبل قوله: "هذا موضوع عندي".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 285 - 286) رقم (786)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 166)
رقم (157) و (5/ 59) رقم (2699) -، و"المعجم الصغير (1/ 157)، من طريق محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري، عن الليث بن سعد، به.
وقال في "الصغير": "لم يروه عن الليث إلَّا محمد بن معاوية، ولا يُرْوَى عن عقبة بن عامر إلَّا بهذا الإسناد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 94): "رواه الطبراني في "الثلاثة"، وفيه محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري وثَّقه أحمد وضعَّفه أكثر النَّاس قال يحيى بن مَعِين: كذَّاب".
وقال في (5/ 334) منه: "رواه الطبراني في "الثلاثة"، وفيه محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري وثَّقه أحمد، وضعَّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات".
أقول: ما ذكره من توثيق أحمد له موضع نظر، فقد تقدَّم عنه تكذيبه له.
و(لمحمد بن معاوية) مُتَابِع، فقد تابعه (سعيد بن كثير بن عُفَيْر) -وهو صدوق كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 304) ورمز إلى تخريج البخاري ومسلم له-، عند الشهاب القُضَاعي في "مسنده"(1/ 288) رقم (327)، حيث يرويه من طريق عبد السلام بن محمد الأُمَوي، حدَّثنا سعيد بن كثير بن عُفَيْر، حدَّثنا الليث بن سعد، به.
لكن هذه المتابعة جاءت من طريق شديد الضَّعف، فإنَّ (عبد السلام بن محمد الأُموي) راويه عن (سعيد بن كثير)، ضعيف جدًّا كما قال الدَّارَقُطْنِيّ في "غرائب مالك"، ونقله عنه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 17) في ترجمته، ونقل عنه قوله أيضًا:"منكر الحديث" وعن الخطيب: "صاحب مناكير".
ورواه ابن الجَوْزيّ في "الموضوعات"(1/ 137 - 138) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال يحيى بن مَعِين: ليس هذا الحديث بشيء، ومحمد بن معاوية حدَّث بأحاديث كثيرة ليس لها أصل، منها هذا الحديث وليس بشيء".
وتعقبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 45)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 153 - 154)، بأنَّ (محمد بن معاوية) قد نقل بعضهم عن الإِمام أحمد توثيقه له!، وأنَّ له مُتَابِعًا جليلًا أخرجه القُضَاعي وذكر المُتَابِعَ السابق.
وهذا التعقيب ليس بشيء لما قدَّمت من تكذيب الإِمام أحمد له. أمَّا المُتَابِع الجليل!! فقد تقدَّم أنَّه من طريق ضعيف جدًّا.
والحديث ذكره الذَّهَبِيّ في "الميزان"(4/ 45) في ترجمة (محمد بن معاوية) من الطريق المتقدِّم، وقال:"وهذا منكر جدًّا، تفرَّد به ابن معاوية".
وذكره مُلَّا عليّ القَاري في "الأسرار المرفوعة" ص 218 رقم (863)، ونقل عن الصَّغَاني قوله:"موضوع". ولم أجده في "الموضوعات" له، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
373 -
أنبأنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا محمد بن عليّ بن الحسن العَنْبِرَي، حدَّثنا أبو القاسم أَصْبَغ بن خالد بن يزيد بن عثمان القَرْقَسَانِيّ
(1)
، حدَّثنا عثمان بن يحيى بن عثمان أبو عمرو القَرْقَسَانِيّ، حدَّثنا محمد بن مصعب، حدَّثنا أبو الأشهب، عن أبي رجاء،
عن عِمْرَان بن حُصَيْن قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ السِّلاح في الفِتْنَةِ.
(1)
بفتح القافين بينهما راء ساكنة، نسبة إلى (قَرْقَيسيا) وهي بلد على الخَابُور، عند مصبِّه، وهي على الفُرَات، جانب منها على الخَابُور، وجانب على الفُرَات، فوق رحبة مالك بن طَوْق، قريبة من الرَّقَّة انظر "الأنساب"(10/ 105)، و"مراصد الاطلاع"(3/ 1080).
(3/ 278) في ترجمة (محمد بن مصعب بن صَدَقَة القَرْقَسَانيّ أبو عبد اللَّه -وقيل: أبو الحسن-).
مرتبة الحديث:
ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مصعب بن صَدَقَة القَرْقَسَانِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 57 رقم (124) وقال: "ليس يدري ما يحدِّث".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 239) وقال: "كان يحيى بن مَعِين سيء الرأي فيه".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 138 - 139).
4 -
"الجرح والتعديل"(8/ 102 - 103) وفيه عن أحمد: "لا بأس به". وقال ابن مَعِين: "لم يكن من أصحاب الحديث كان مغفَّلًا". وقال أبو حاتم: "ليس بقوي". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق في الحديث، ولكنَّه حدَّث بأحاديث منكرة".
5 -
"المجروحين"(2/ 293 - 294) وقال: "كان ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل".
6 -
"الكامل"(6/ 2269) وقال: "وعندي أنَّه ليس بروايته بأس".
7 -
"تاريخ بغداد"(3/ 276 - 281) وقال: "كان كثير الغلط بتحديثه من حفظه، ويُذْكَرُ عنه الخير والصلاح". وفيه عن ابن خِرَاش: "منكر الحديث". وقال النَّسَائي: "ضعيف". وقال صالح جَزَرَة: "ضعيف في الأوزاعي".
8 -
"الكاشف"(3/ 86) وقال: "فيه ضعف".
9 -
"التهذيب"(9/ 458 - 460) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "روى عن الأوزاعي أحاديث منكرة وليس بالقوي عندهم".
10 -
"التقريب"(2/ 208) وقال: "صدوق كثير الغلط، من صغار التاسعة، مات سنة ثمان ومائتين"/ ت ق.
كما أنَّ في إسناده (عثمان بن يحيى بن عيسى القَرْقَسَاني أبو عمرو) ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 425) وقال ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(3/ 227): "ضعيف" وترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 105 - 106) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وكانت وفاته سنة (258) للهجرة.
و(أبو رجاء) هو (عِمْران بن مِلْحان العُطَارِدِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 85): "مُخَضْرَمٌ ثقة مُعَمَّر، مات سنة خمس ومائة، وله مائة وعشرون سنة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(8/ 140 - 141).
و(أبو الأشهب) هو (جعفر بن حَيَّان السَّعْدي العُطَارِدِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 130): "مشهور بكنيته، ثقة، من السادسة"/ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(5/ 22 - 25)، و"التهذيب"(2/ 88).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2269) -في ترجمة (محمد بن مصعب القَرْقَسَاني) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 327)، من طريق محمد بن مصعب، عن أبي الأشهب، به.
قال البيهقي: "رَفْعُهُ وَهَمٌ، والموقوف أصح. ويُروى ذلك عن أبي رجاء من قوله".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 136 - 137) رقم (286)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 117) رقم (3333) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 327)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 139) -في ترجمة (محمد بن مصعب) -، وابن عدي في "الكامل"(2/ 453) -في ترجمة (بَحْر بن كَنِيز السَّقَّاء) -، من طريق بَحْر بن كَنِيز السَّقَّاء، عن عبد اللَّه اللَّقِيْطِيّ، عن أبي رجاء، عنه، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه يرويه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا عِمْران. وَبَحْر بن كَنِيز ليس بالقويِّ، واللَّقِيْطِيّ ليس بمعروف. وقد رواه سَلْم
(1)
بن زَرِير، عن أبي رجاء، عن عِمْران موقوفًا".
وقال العُقَيْلي: "لا يصحُّ إلَّا عن أبي رجاء". أي من قوله.
وقال البيهقي: "وبَحْر السَّقَّاء ضعيف لا يحتج به".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 87) و (7/ 290) بعد أن عزاه للبزَّار وحده: "وفيه بَحْر بن كَنِيز السَّقَّاء وهو متروك".
وقال في (4/ 108) منه بعد أن عزاه للطبراني في "الكبير" وحده: "وفيه بَحْر بن كَنِيز وهو متروك".
وعزاه في "المطالب العالية"(4/ 274) رقم (4424) إلى أحمد بن مَنِيع في "مسنده".
أقول: (بَحْر بن كَنِيز السَّقَّاء البَاهِلِيِّ البَصْريّ أبو الفضل) قد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 488 رقم (886) وقال: "ليس بشيء".
(1)
صُحِّفَ في "كشف الأستار" إلى: "مسلم" والتصويب من "تهذيب الكمال"(11/ 222)، و"تبصير المنتبه"(2/ 642).
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 128) وقال: "ليس عندهم بقوي".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 64 رقم (84) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 154 - 155).
5 -
"الجرح والتعديل"(2/ 418) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف". وقال ابن مَعِين: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال يزيد بن زُرَيْع: "كان لا شيء".
6 -
"المجروحين"(1/ 192 - 194) وقال: "كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى استحق الترك".
7 -
"الكامل"(2/ 482 - 487) وقال: "كلُّ رواياته مضطربة، ويخالف النَّاس في أسانيدها ومتونها، والضَّعْفُ على حديثه بَيِّن". وقال أيضًا: "وهو إلى الضَّعْف منه أقرب إلى غيره".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 162 رقم (130) وقال: "متروك".
9 -
"المغني"(1/ 100) وقال: "تركوه".
10 -
"التقريب"(1/ 93) وقال: "ضعيف"، من السابعة، مات سنة ستين -يعني ومائة-"/ ق.
والحديث ذكره البخاري في "صحيحه"(4/ 322) في البيوع، باب بيع السِّلاح في الفِتْنَة وغيرها، تعليقًا.
وذكره ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(3/ 225 - 227)، ووصله من طريق ابن عدي وغيره، وقال:"ورواه ابن أبي عاصم في كتاب "البيوع" مرفوعًا أيضًا. والصَّواب وقفه. وبَحْر بن كَنِيز متروك، وعثمان بن يحيى ضعيف".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 18) عند كلامه على حديث "نهى عن ثمن الهِرَّة": "وفي الباب حديث عِمْرَان بن حُصَيْن: "نهى عن بيع السِّلاح في
الفِتْنَة" رواه ابن عدي والبزَّار والبيهقي مرفوعًا، وهو ضعيف، والصَّواب وقْفُهُ، وكذلك ذكره البخاري تعليقًا".
* * *
374 -
حدَّثنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا جعفر بن أحمد بن سَام، حدَّثنا محمد بن مصعب الدَّعَّاء قال: سمعتُ الربيع بن بدر، ذَكَرَ عن سَيَّار، عن أبي العَالِية،
أنَّ ابن عبَّاس كان يعلِّمنا الركوع كما علَّمهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم يقوم فيركع لنا فيستوي راكعًا، لو قطرت بين كتفيه قطرة ما تقدَّمت ولا تأخَّرت.
(3/ 279 - 280) في ترجمة (محمد بن مصعب الدَّعَّاء أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ولِمَتْنِه شواهد هي قوية بمجموعها.
فيه (الربيع بن بدر التَّمِيمي السَّعْدِي البصري أبو العلاء، يلقب عُلَيْلَة) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (531).
و (أبو العَالِية) هو (رُفَيْع بن مِهْران الرِّيَاحي البصري): أدرك الجاهلية، وأسلم بعد موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم بسنتين، ثقة كثير الإرسال، خرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة (90) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 214 - 218)، و"التهذيب"(3/ 284 - 286)، و"التقريب"(1/ 252).
و (سَيَّار) هو (ابن سَلَامة الرِّيَاحي البَصْري أبو المِنْهال): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (129 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 308 - 310)، و"التهذيب"(4/ 290 - 291)، و"التقريب"(1/ 343).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 159) رقم (2755) من طريق عُلَيْلَة الربيع بن بدر، حدَّثنا سيَّار بن سَلَامة، به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(4/ 335) رقم (447)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 167) رقم (12781)، من طريق سَلَّام بن سُلَيْم، عن زيد العَمِّيِّ، عن أبي نَضْرَة، عن ابن عبَّاس قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رَكَعَ اسْتَوَى، فلو صُبَّ على ظَهْرِهِ ماءٌ لأَمْسَكَهُ".
وعند أبي يعلى: "إذا سجد" بدل "إذا ركع".
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (زيد بن الحَوَاري العَمِّيِّ البَصْري أبو الحَوَاري) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 240) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 40 رقم (47) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 392) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"أحوال الرجال" ص 197 رقم (361) وقال: "متماسك".
5 -
"سؤالات الآجُرِيّ لأبي داود" ص 286 رقم (411) وقال: "ليس بذاك".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 111 رقم (226) وقال: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 74).
8 -
"الجرح والتعديل"(3/ 560 - 561) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن أنس مرسل". وفيه عن أحمد: "صالح". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يحتج به، وكان شُعْبَة لا يَحْمَدُ حفظه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقوي، واهي الحديث، ضعيف".
9 -
"المجروحين"(1/ 309) وقال: "يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى سبق إلى القلب أنَّه المتعمد لها. . . وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتابة حديثه إلَّا للاعتبار".
10 -
"الكامل"(3/ 1055 - 1058) وقال: "هو في جملة الضعفاء، ويُكْتَبُ حديثه على ضعفه". وقال: "وعامّة ما يرويه ومن يروي عنه ضعفاء".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 227 رقم (342) -في ترجمة ابنه (عبد الرحيم بن زيد العَمِّيّ) - وقال: "صالح".
12 -
"المغني"(1/ 246) وقال: "مقارب الحال. قال ابن عدي: لعل شُعْبَة لم يرو عن أحدٍ أضعف منه".
13 -
"الكاشف"(1/ 265) وقال: "فيه ضعف".
14 -
"التهذيب"(3/ 407 - 409) وفيه عن ابن المَدِيني: "كان ضعيفًا عندنا". وقال العِجْلي: "بَصْري ضعيف الحديث، ليس بشيء". وقال الحسن بن سفيان: "ثقة".
15 -
"التقريب"(1/ 274) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ 4.
كما أنَّ فيه أيضًا (سلَّام بن سُلَيْم -أو سَلْم- الطويل التَّمِيمي المَدَائِنِي أبو سليمان) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 221) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 133) وقال: "تركوه".
3 -
"أحوال الرجال" ص 196 رقم (358) وقال: "غير ثقة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 117 رقم (249) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 158 - 159) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَم". ونقل عن أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن تضعيفه له.
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 260) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، تركوه". وقال أبو زُرْعة: "ضعيف الحديث".
7 -
"المجروحين"(1/ 339 - 440) وقال: "يروي عن الثقات الموضوعات كأنَّه المتعمد لها".
8 -
"الكامل"(3/ 1146 - 1149) وقال: "عامّة ما يرويه عمن يرويه عن الضعفاء والثقات، لا يتابعه أحد عليه".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 233 رقم (265) وقال: "متروك".
10 -
"تاريخ بغداد"(9/ 195 - 197) وفيه عن عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "كذَّاب".
11 -
"المغني"(1/ 270) وقال: "متروك".
12 -
"التهذيب"(4/ 281 - 282) وفيه عن أبي نُعَيْم في "الحِلْيَة" في ترجمة (الشَّعْبِي): "متروك بالاتفاق". وقال محمد بن عبد اللَّه بن عمَّار المَوْصلي: "ليس بحجّة". وقال أبو القاسم البَغَوي: "ضعيف الحديث جدًّا". وقال العِجْلِيّ: "ضعيف".
13 -
"التقريب"(1/ 342) وقال: "متروك، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين -يعني ومائة-"/ ق.
والعجيب أنَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 123) مع ما تقدَّم، يقول:"رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله موثَّقون"! !
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(1/ 240 - 241)، و"مجمع الزوائد"(2/ 123)، و"مصباح الزجاجة"(1/ 108).
ومن هذه الشواهد، ما رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين" (2/ 128 - 129) رقم (830) - عن أبي بَرْزَة الأَسْلَمِيّ قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا ركع لو صُبَّ على ظَهْرِهِ ماءٌ لاسْتَقَرَّ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 123) بعد أن ذكره معزوًا لهما: "ورجاله ثقات".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 241): "إسناده حسن".
أقول: في إسناده (يحيى بن سعيد العطَّار الشامي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (454).
كما ذكر الحافظ ابن حَجَر في ذات الموطن السابق، رواية الطبراني له في "الكبير" من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو، وحَسَّنَ إسناده أيضًا.
* * *
375 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، والمُعَافَى بن زكريا الجَرِيري، قالا
(1)
: حدَّثنا ابن أبي الأَزْهَر.
وأنبأنا الحسن بن عليّ الجَوْهَري، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم، حدَّثنا أبو بكر بن أبي الأَزْهَر، حدَّثنا أبو كُرَيْب محمد بن العلاء قال: حدَّثنا إسماعيل بن صَبِيح، حدَّثنا أبو أُوَيْس، حدَّثنا محمد بن المُنْكَدِر،
حدَّثنا جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعليٍّ: "أمَّا تَرْضَى أَنْ تكونَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ مِنْ مُوسى، إلَّا أنَّه لا نبيّ بعدي، ولو كان لكنته".
(1)
في المطبوع: "قالوا"، والصواب ما أثبت.
(3/ 288 - 289) في ترجمة (محمد بن مَزْيَد بن محمود الخُزَاعِي أبو بكر، المعروف بابن أبي الأَزْهَر).
مرتبة الحديث:
موضوع بزيادة قوله: "ولو كان لكنته". وهو صحيح من دونها من غير هذا الطريق.
والآفة في ذكر هذه الزيادة، صاحب الترجمة (محمد بن مَزْيَد الخُزَاعِي ابن أبي الأَزْهَر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 288 - 291) وقال: "كان غير ثقة يضع الأحاديث على الثقات". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ضعيفًا فيما يرويه، كتبنا عنه أحاديث منكرة". وقال الحسن بن عليّ بن عمرو البَصْري: "ليس بالمرضي". وقال أبو الفتح عبيد اللَّه بن أحمد النَّحْوي: "كذَّابُ أصحاب الحديث". وقال محمد بن عِمْرَان المَرْزُبَانِي: "كذَّبه أصحاب الحديث". وقال أيضًا: "كان كذَّابًا قبيح الكذب ظاهره".
2 -
"المغني"(2/ 632) وقال: "روى حديثًا في فضل عليّ اتُّهِمَ بوضعه".
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 35) وقال: "فيه ضعف، وقد تُرِكَ، واتُهِّمَ في لقائه أبا كُرَيْب ولُوَيْنًا. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وقيل: بل هو مُتَّهم بالكذب".
4 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 406 رقم (733).
5 -
"لسان الميزان"(5/ 377 - 378) وفيه عن مُسَلَمَة بن قاسم: "تَكَلَّمَ فيه أهل الحديث وقالوا: لم يدرك المشايخ الذين حَدَّثَ عنهم".
قال الخطيب عقب روايته له: "قوله: "ولو كان لكنته" زيادة لا نعلم رواها إلَّا ابن أبي الأَزْهَر".
و (أبو أُوَيْس) هو (عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أُوَيْس الأَصْبَحِي المَدَني): صدوق يهم. وستأتي ترجمته في حديث (669).
و (أبو القاسم الأَزْهَرِيُّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الصَّيْرَفي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (676).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 225) عن الخطيب من طريقه الثاني، ونقل قوله المتقدِّم في أمر الزيادة ومزيدها.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 397) -في الفصل الثالث، وهو ما اشتمل على الأحاديث التي زادها السيوطي على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب وحده، ونقل قوله المتقدِّم بكون الزيادة لم يروها إلَّا ابن أبي الأَزْهَر.
والحديث عن جابر، بدون زيادة "ولو كان لكنته"، رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عليّ بن أبي طالب (5/ 640 - 641) رقم (3730)، وأبو بكر الشافعي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلانِيَّات"- (1/ 116) رقم (128).
قال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن سعد، وزيد بن أرقم، وأبي هريرة، وأم سَلَمَة".
والحديث صحيح من دون هذه الزيادة، رواه جماعة من الصحابة، وسيأتي برقم (438).
* * *
376 -
أخبرني عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِي، وأحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَواني، قالا: حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا، حدَّثنا محمد بن مَزْيَد بن
أبي الأَزْهَر البُوسَنْجِي، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُرَيْج، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: بينا نحن بِفِنَاءِ الكَعْبَةِ ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدِّثنا، إذ خرج علينا ممَّا يلي الرُّكن اليَمَاني شيء عظيم كأعظم ما يكون مِنَ الفِيَلة. قال: فَتَفَلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: "لُعِنْتَ" -أو قال: خُزِيت. شَكَّ إسحاق-. قال فقال عليّ بن أبي طالب: ما هذا يا رسول اللَّه؟ قال: "أو ما تعرفه يا عليّ"؟ قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا إبليس". فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه، فأزاله عن موضعه. وقال: يا رسول اللَّه، أقتله؟ قال:"أَوَمَا علمت أنَّه قد أُجِّلَ إلى الوقت المعلوم". قال: فتركه من يده، فوقف ناحية ثم قال: ما لي ولك يا ابن أبي طالب! واللَّهُ ما أَبْغَضَكَ أحد إلَّا وقد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قاله اللَّه تعالى:{وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [سورة الإسراء: الآية 64].
قال ابن عبَّاس: ثم حدَّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لقد عرض لي في الصَّلاة، فأخذتُ بحلقه فخنقته، فإنِّي لأجد بَرْد لسانه على ظهر كفِّي، ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطًا بالسَّارية تنظرون إليه".
(3/ 289) في ترجمة (محمد بن مَزْيَد بن محمود الخُزَاعِي أبو بكر، المعروف بابن أبي الأَزْهَر).
مرتبة الحديث:
الخبر الأوَّل والمتعلِّق بقصَّة عليٍّ رضي الله عنه مع إبليس لعنه اللَّه: موضوع.
أمَّا خبر ابن عبَّاس الثاني: "لقد عرض لي في الصلاة. . . "، فإنَّه لا يصحُّ من هذا الطريق، وهو ثابت من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مَزْيَد الخُزَاعِي ابن أبي الأَزْهَر) وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (375).
قال الحافظ الخطيب عقبه: (إسناد هذا الحديث حسن، ورجاله كلُّهم ثقات
إلَّا ابن أبي الأَزْهَر. والقِصَّة الأولى مُنْكَرَةٌ جدًّا من هذا الطريق، وإنَّما نحفظها بإسناد آخر واه".
ثم ذكره من حديث عليّ -وهو الحديث التالي رقم (377) - وقال: "هكذا رواه القاضي أبو الحسين بن الأُشْنَانِي عن إسحاق بن محمد النَّخَعِي -وهو إسحاق الأحمر- وكان من الغُلَاة، وإليه تُنْسَبُ الطائفة المعروفة بالإِسْحَاقِيَّة، وهي ممن يعتقد في (عليّ) الإِلهية، وأحسب القِصَّة المذكورة في الحديث الأول -يعني حديث ابن عبَّاس- سُرِقَتْ من هاهنا وَرُكِّبَتْ على ذلك الإسناد واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 266) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
كما رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 386) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم أيضًا إلَّا أنَّه لم يذكر آخره: "لقد عرض لي في الصلاة. . . ". وقال: "هذا حديث موضوع". ونقل قول الخطيب السابق وأَيَّدَهُ.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 368)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزية الشريعة"(1/ 360 - 361).
ورواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 197 - 198) في ترجمة (إسحاق ابن محمد النَّخَعِيّ الأحمر) عن الخطيب أيضًا، ونقل قوله المتقدِّم.
أمَّا خبر ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "لقد عرض لي في الصلاة. . . "، فإني لم أقف عليه من حديثه، وقد روي من حديث جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"التفسير" للنَّسَائي (2/ 220 - 21)، و"صحيح ابن حِبَّان"(4/ 41 - 42)، و"جامع الأصول"(5/ 490)، و"مجمع الزوائد"(2/ 87)، و"الدُّرّ المنثور" للسُّيُوطيّ (7/ 186 - 187).
ومن ذلك ما أخرجه النَّسَائي في "التفسير"(2/ 220) رقم (459) -واللفظ له-، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 42) رقم (44)، عن السيدة عائشة: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي فأتاه الشيطانُ، فأخذَهُ -[يعني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]- فَصَرَعَهٌ فَخَنَقَهُ. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"حتى وجدتُ بَرْدَ لِسَانِهِ على يدي، ولولا دعوةُ أخي سليمانَ عليه السلام لأصبحَ مُوثَقًا حتى يراه النَّاسُ".
وإسناد النَّسَائي صحيح على شرط الشيخين.
والحديث رواه البخاري في التفسير، باب (هب لي مُلْكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي. . .)(8/ 546)، ومسلم في المساجد، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة. . . (1/ 384) رقم (541)، وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، بنحوه.
* * *
377 -
أنبأنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن يحيى بن بَكَّار، حدَّثنا إسحاق بن محمد النَّخَعِي، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه الغُدَانِي، حدَّثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه قال:
وقال عليّ بن أبي طالب: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عند الصَّفَا وهو مُقْبِلٌ على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه. فقلت: واللَّه يا عدو اللَّه لأقتلنك ولأريحن الأُمَّة منك. قال: ما هذا جزائي منك! قلت: وما جزاؤك منِّي يا عدو اللَّه؟ قال: واللَّهُ ما أَبْغَضَكَ أحدٌ قطُّ إلَّا شاركت أباه في رَحِمِ أُمِّه.
(3/ 290) في ترجمة (محمد بن مَزْيَد بن محمود الخُزَاعِي أبو بكر، المعروف بابن أبي الأَزْهَر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (إسحاق بن محمد النَّخَعِيّ الأحمر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(6/ 378 - 381) وفيه عن أبي القاسم عبد الواحد الأَسَدي: "الخبيث المذهب رديء الاعتقاد، يقول: إنَّ عليًّا هو اللَّه، جل جلاله وأعزّ". وقال الخطيب: "سألت بعض الشيعة ممن يعرف مذاهبهم ويخبر أحوال شيوخهم عن إسحاق فقال لي مثل ما قاله عبد الواحد بن عليّ سواء".
2 -
"المغني"(1/ 73) وقال: "رَافِضِي كذَّاب مَارِق".
3 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 196 - 198) وقال: "كَذَّاب مَارِق من الغُلَاة". وقال: "ولم يذكره في الضعفاء أئمة الجرح في كتبهم، وأحسنوا، فإنَّ هذا زِنْدِيق. وذكره ابن الجَوْزي وقال: كان كذَّابًا من الغُلَاة في الرَّفْضِ. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: حاشا عُتَاة الرَّفْض من أن يقولوا: علِيٌّ هو اللَّه، فمن وصل إلى هذا فهو كافر لعين من إخوان النصارى، وهذه هي نِحْلَةُ النُّصَيْرِيَّة".
وذَكَر الذَّهَبِيُّ الحديث المتقدِّم وقال: "وهذا لعلَّه مِنْ وضع إسحاق الأحمر، فروايته إثم مكرر، فاستغفر اللَّه العظيم؛ بل روايتي له لِهَتْكِ حالِهِ".
4 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 91 - 92 رقم (123) وقال: "كذَّاب مَارِق". وذكر الحديث المتقدِّم في ترجمته.
5 -
"لسان الميزان"(1/ 370 - 373) وذكر الحافظ ابن حَجَر في ترجمته بعض أخباره ممَّا ليس في "الميزان".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه القاضي أبو الحسين بن الأُشْنَانِي عن إسحاق بن محمد النَّخَعِي وهو إسحاق الأحمر، وكان من الغُلَاة، وإليه تُنْسَبُ الطائفة المعروفة بالإِسْحَاقِيَّة، وهي ممن يعتقد في (عليّ) الإِلهية".
و(أبو وائل) هو (شَقيق بن سَلَمَة الأَسَدي الكوفي): ثقة مُخْضَرَم. وستأتي ترجمته في حديث (1177).
و(عبد اللَّه) هو (ابن مسعود) رضي الله عنه.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 385 - 386)، والذَّهَبِي في "الميزان"(1/ 197) -في ترجمة (إسحاق بن محمد النَّخَعِي الأحمر) -، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع. أمَّا حديث ابن مسعود فإنَّه عَمَلُ إسحاق بن محمد النَّخَعِي وهو الذي يقال له: إسحاق الأحمر". ثم نقل قول الخطيب السابق.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 367 - 368) وقال: "موضوع وضعه إسحاق".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 360).
* * *
378 -
أخبرني الأَزْهَري، حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا الجَرِيري، حدَّثنا محمد بن مَزْيَد بن أبي الأَزْهَر، حدَّثنا عليّ بن مُسْلِم الطُّوسِيّ قال: حدَّثنا سعيد بن عامر، عن قَابُوس بن أبي ظَبْيَان، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن جابر بن عبد اللَّه -قال وأنبأنا مرَّةً أخرى عن أبيه عن جابر- قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يُفْحِجُ بين فَخِذَي الحُسَيْن ويُقَبِّلُ زُبيبته، ويقول:"لعن اللَّه قاتلك". قال جابر: فقلت يا رسول اللَّه ومن قاتله؟ قال: "رجل من أُمَّتي يبغض عِتْرَتي لا تنالُهُ شفاعتي، كأنِّي بنفسه بين أطباق النيران يرسب تارة ويطفو أخرى، وإنَّ جَوْفَهُ ليقول: غِقْ غِقْ"
(1)
.
(3/ 290) في ترجمة (محمد بن مَزْيَد بن محمود الخُزَاعي، أبو بكر، المعروف بابن أبي الأَزْهَر).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عق عق" بالعين المهملة. والتصويب من "النهاية"(3/ 376)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 408).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مَزْيَد الخُزَاعِي ابن أبي الأَزْهَر) وهو كذَّاب. وتقدمت ترجمته في حديث (375).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا الحديث موضوع إسنادًا ومَتْنًا، ولا أُبْعِدُ أَنْ يكون ابن أبي الأَزْهَر وضعه، ورواه عن قَابُوس عن أبيه عن جَدِّه عن جابر، ثم عرف استحالة هذه الرواية، فرواه بَعْدُ ونقص عنه: (عن جَدِّه)، وذلك أنَّ أبا ظَبْيَان رأى سلمان الفارسي وسَمِع منه، وسَمِعَ من عليّ بن أبي طالب أيضًا. واسم أبي ظَبْيَان: حُصَيْن بن جُنْدُب، وجُنْدُب أبوه، لا يُعْرَف أَكَانَ مُسْلِمًا أو كافرًا؟ فضلًا عن أن يكون روى شيئًا. ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فسادٌ آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر عن قَابُوس، وذلك أنَّ سعيدًا بصري، وقابوسًا كوفي، ولم يجتمعا قطّ، بل لم يُدْرِكْ سعيدٌ قابوسًا! وكان قابوس قديمًا روى عنه سفيان الثَّوْري وكُبَراء الكوفيين، ومِنْ آخر مَنْ أدركهـ جَرير بن عبد الحميد، وليس لسعيد بن عامر رواية إلَّا عن البصريين خاصة، واللَّه أعلم".
أقول: هذا نقدٌ عالٍ من الإِمام الحافظ الخطيب رحمه الله يدل على عظيم عِلْمِهِ في الرجال ومعرفة العِلَلِ.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 409) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 391 - 392)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزية الشريعة"(1/ 408).
وذكره الذَّهَبِيّ في "الميزان"(4/ 35)، والحَلَبِيُّ في "الكشف الحثيث" ص 406، كلاهما في ترجمة (ابن أبي الأَزْهَر).
غريب الحديث:
قوله: "غِقْ غِقْ": "حكاية صوت الغَلَيان. وتقول سمعت غَقَّ الماء وَغَقِيقَه إذا جرى فخرج من ضِيقٍ إلى سَعَةٍ، أو من سَعَةٍ إلى ضِيقٍ". "النهاية"(3/ 376).
* * *
379 -
حدَّثنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي قال: حدَّثنا محمد بن يونس بن موسى، حدَّثنا عبد الملك بن قُرَيْب الأَصْمَعِي، حدَّثنا محمد بن مروان -سمعت منه ببغداد-، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عليَّ عند قبري سمعتُهُ. ومن صلَّى عليَّ نَائِيًا، وُكِّلَ بها مَلَكٌ يُبْلِّغُنِي، وكُفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدًا، أو شفيعًا".
(3/ 291 - 292) في ترجمة (محمد بن مروان بن عبد اللَّه السُّدِّيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع بهذا التمام.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مروان بن عبد اللَّه بن إسماعيل السُّدِّيّ الصغير أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 232) وقال: "سكتوا عنه".
2 -
"الضعفاء الصغير" ص 218 رقم (340) وقال: "سكتوا عنه، لا يُكْتَبُ حديثه البتة".
3 -
"أحوال الرجال" ص 58 رقم (50) وقال: "ذاهب".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 219 رقم (565) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 136 - 137) وفيه عن ابن نُمَيْر: "كذَّاب". وقال ابن مَعِين: "ليس بثقة".
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 86) وفيه عن أبي حاتم: "ذاهب الحديث، متروك الحديث، لا يُكْتَبُ حديثه البتة".
7 -
"المجروحين"(2/ 286 - 287) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلَّا على جهة الاعتبار، ولا الاحتجاج به بحالٍ من الأحوال".
8 -
"الكامل"(6/ 2266 - 2267) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ، والضعف على روايته بَيِّنٌ".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 344 رقم (470).
10 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 143 رقم (224) وقال: "صاحب الكَلْبِيّ، ساقط في أكثر رواياته".
11 -
"تاريخ بغداد"(3/ 291 - 293) وفيه عن يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "ضعيف، ليس بثقة". وقال صالح جَزَرَة: "كان ضعيفًا، كان يضع الحديث أيضًا".
12 -
"المغني"(2/ 631) قال: "تركوه، واتُّهم".
13 -
"التهذيب"(9/ 436 - 437) وفيه عن جَرِير بن عبد الحميد: "كذَّاب". وقال الطبري: "لا يحتج بحديثه". وقال السَّاجِي: "لا يُكْتَبُ حديثه".
14 -
"التقريب"(2/ 206) وقال: "مُتَّهَم بالكذب، من الثامنة"/ تمييز.
كما أنَّ فيه (محمد بن يونس بن موسى) وهو (الكُدَيْمي أبو العبَّاس السَّامِي البَصْري): اتَّهمه أبو داود وابن حِبَّان وابن عدي والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم بالكذب. وستأتي ترجمته في حديث (446).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(الأعمش) هو (سليمان بن مِهْران): ثقة، لكنه يدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
وقد روى الخطيب عقب سوقه للحديث عن عبد اللَّه بن إبراهيم بن قتيبة قال: سألتُ ابن نُمَيْر عن هذا الحديث؟ فقال: "دع ذا، محمد بن مروان ليس بشيء".
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 213) رقم (1481)، وأبو طالب العُشَاري -كما في "جلاء الأفهام" لابن القيِّم ص 16 - ، وأبو الحسين بن سَمْعُون -كما في "الصَّارِم المُنْكي" لابن عبد الهادي ص 207 - ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 139) -مخطوط-، من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، عن عبد الملك الأصمعي، به.
وليس عند البيهقي وابن سَمْعُون وابن عساكر قوله: "سمعته، ومن صلَّى عليَّ نائيًا".
وأعلَّه ابن القَيِّم في "جلاء الأفهام" ص 16، وابن عبد الهادي في "الصارم المُنْكِي" ص 207، والسَّخَاوي في "القول البديع" ص 154، بـ (محمد بن يونس الكُدَيْمِيّ)، وقال ابن عبد الهادي عنه:"مُتَّهَم بالكذب وَوَضْعِ الحديث".
وقال ابن عبد الهادي أيضًا في ص 206 منه: "هذا الحديث موضوع على
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولم يحدِّث به أبو هريرة، ولا أبو صالح، ولا الأعمش. ومحمد بن مروان السُّدِّيّ: مُتَّهم بالكذب والوضع".
وقد قال الإِمام ابن تيمية مِنْ قَبْلُ في "مجموع الفتاوى"(27/ 241): "هذا الحديث موضوع على الأعمش بإجماعهم".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 302 - 303) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (محمد بن مروان السُّدِّيّ)، ونقل بعض أقوال العلماء فيه.
ورواه مختصرًا، البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 213 - 214) رقم (1481)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 136 - 137) -في ترجمة (محمد بن مروان السُّدِّيّ) -، من طريق العلاء بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن محمد بن مروان السُّدِّيّ، عن الأعمش، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"مَنْ صَلَّى عليَّ عند قبري سمعته، ومن صلَّى نائيًا أُبْلِغْتُهُ".
قال العُقَيْلِي: "لا أصل له من حديث الأعمش، وليس بمحفوظ، ولا يتابعه إلَّا من هو دونه".
وقال ابن كثير في "تفسيره"(3/ 523) -في تفسير الآية (56) من سورة الأحزاب-: "في إسناده نظر". وأعلَّه بـ (السُّدِّيّ).
أقول: فيه إلى جانب (السُّدِّيّ): (العلاء بن عمرو الحَنَفي الكوفي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(3/ 103): "متروك". وستأتي ترجمته في حديث (1204).
وباللفظ المختصر هذا، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الثواب"، ومن طريقه الدَّيْلَمِيّ، عن عبد الرحمن بن أحمد الأعرج، حدَّثنا الحسن بن الصَّبَّاح، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.
كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 283)، و"القول البديع" للسَّخَاوي ص 154، ونقل عن شيخه الحافظ ابن حَجَر قوله:"سنده جيِّد".
لكن قال الإِمام ابن القَيِّم في "جلاء الأفهام" ص 22 بعد أن عزاه إلى أبي الشيخ في كتاب "الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم" من ذات طريقه المتقدِّم: "وهذا الحديث غريب جدًّا".
أقول: (عبد الرحمن بن أحمد الأعرج) لم أقف على من ترجم له، وباقي رجال إسناد أبي الشيخ حديثهم حسن.
ثم وجدت الحافظ ابن عبد الهادي في "الصَّارم المُنْكِي" ص 206 يقول: "وقد روى بعضهم هذا الحديث من رواية أبي معاوية عن الأعمش، وهو خطأ فاحش، وإنما هو محمد بن مروان، تفرَّد به، وهو متروك الحديث متَّهم بالكذب".
وقد تَعَقَّبَ السُّيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 282 - 283)، ابن الجَوْزيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، بما تقدَّم من طريق أبي الشيخ، وبأن له شواهد عِدَّة من حديث أبي بكر وابن عبَّاس وغيرهما. ثم ذكر هذه الشواهد. وأقرَّه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 335).
أقول: تَعَقُّبُ السيوطيّ مردود من وجهين:
الأول: ما يتعلق بطريق أبي الشيخ، وقد تقدَّم الكلام عنه، وأنَّه خطأ فاحش كما قال ابن عبد الهادي.
الثاني: أنَّ كُلَّ الشواهد التي ذكرها إنَّما تتعلق بالشطر الأول منه: "من صَلَّى عليَّ عند قبري سمعته. ومن صلَّى عليَّ نائيًا، وُكِّلَ بها مَلَكٌ يبلِّغني".
أمَّا الشطر الثاني: "وكُفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدًا أو شفيعًا". فإنَّ الشواهد التي ساقها، لا تتناوله! فضلًا عن أن هذه الشواهد ليس فيها ما يُفيد
ذكر سماع النبيّ صلى الله عليه وسلم لمن يصلِّي عليه، بل فيها أنَّه يبلغه ذلك، إلَّا حديث أبي الشيخ وقد علمت حاله.
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(2/ 527)، وأبو داود في المناسك، باب زيارة القبور (2/ 534) رقم (2041)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 245)، و"شُعَب الإيمان"(4/ 211 - 212) رقم (1479)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 353)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ما من أحد يُسَلِّمُ عَليَّ إلَّا رَدَّ اللَّه عز وجل إليَّ روحي حتى أَرُدَّ عليه السلام".
أقول: وإسناده حسن.
وله شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "إنَّ للَّه ملائكةً سيَّاحِينَ في الأرض يُبَلِّغُونِي عن أُمَّتِي السَّلَام"، رواه النَّسَائي في "سننه" في السهو، باب السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (3/ 43)، وفي "عمل اليوم والليلة" ص 107 رقم (16)، وأحمد في "المسند"(1/ 387 و 441 و 452)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 134) رقم (910)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 421)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 34 رقم (21)، وابن المبارك في "الزُّهْد" ص 364 رقم (1028)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(4/ 212) رقم (1480)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 317)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 215) رقم (3116)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 517) والطبراني في "الكبير"(10/ 270 - 271) رقم (10528 و 10529 و 10530)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 397) رقم (845) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 205)، والخطيب في "تاريخه"(9/ 104)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(3/ 197) رقم (687).
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال ابن القَيِّم في "جلاء الأفهام" ص 27: "إسناده صحيح".
أقول: رجاله رجال الصحيح.
* * *
380 -
حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو بكر محمد بن الحسن ابن عليّ بن إبراهيم الدَّقَّاق الكُوفي، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن الوليد الفارسي، حدَّثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد درخت.
وأنبأنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل -واللفظ له-، حدَّثنا دَعْلَج بن أحمد، حدَّثنا أحمد بن موسى الحَمَّار الكوفي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الرَّازي البغدادي، قالا: حدَّثنا محمد بن مُجِيب، عن وُهَيْب
(1)
المكِّي، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه أيدني بأربعة وزراء". قلنا: من هؤلاء الأربعة الوزراء يا رسول اللَّه؟ قال: "اثنين من أهل السماء، واثنين من أهل الأرض". قلنا: من هؤلاء الاثنين من أهل السماء؟ قال: "جبريل وميكائيل". قلنا: من هؤلاء الاثنين من أهل الأرض، أو من أهل الدنيا؟ قال:"أبو بكر وعمر".
(3/ 298) في ترجمة (محمد بن مُجِيب الثَّقَفِي الصَّائغ الكوفي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مُجِيْب الثَّقَفِي الصَّائغ الكوفي) وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "وهب". والتصويب من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 34)، و"التقريب" (2/ 339). وهو (وُهَيْب بن الوَرْد القُرَشِي المكِّي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب":"ثقة عابد، من كبار التاسعة"/ م د ت س.
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 537) وقال: "كان كذَّابًا عدوًّا للَّه".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 141).
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 96) وفيه عن أبي حاتم: "ذاهب الحديث".
4 -
"الكامل"(6/ 2266) وقال: "ليس له كثير حديث، ويحدِّث عن جعفر بن محمد بأشياء غير محفوظة".
5 -
"تاريخ بغداد"(3/ 297 - 298) وفيه عن أبي العبَّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عُقْدَة: "منكر الحديث".
6 -
"المغني"(3/ 628) وقال: "أحد المتروكين".
7 -
"التهذيب"(9/ 428 - 429) وفيه عن الأَزْدِي: "مجهول".
8 -
"التقريب"(2/ 204) وقال: "متروك، من الثامنة"/ تمييز.
قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته محمد بن مُجيب عن وُهَيْب عن عطاء".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 179) رقم (11422)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 160)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 141) -في ترجمة (محمد بن مُجِيب الصَّائغ) -، من طريق محمد بن مجيب
(1)
هذا، عن عطاء، عنه، به.
قال أبو نُعَيْم: "غريبٌ من حديث وُهَيْب".
(1)
صُحِّفَ في "الحِلْيَة" إلى "حبيب". والتصويب من "المعجم الكبير"، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
وقال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ عليه".
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 167 - 168) رقم (2491) -من كشف الأستار-، من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بنحوه.
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَي عن ابن عبَّاس إلَّا من هذا الوجه، وعبد الرحمن: لَيِّنُ الحديث. وروى عنه جماعة لأنَّه كان من أهل السُّنَّة".
أقول: بل هو مُتَّهم. وقد ترجم لـ (عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل الكوفي أبو زكريا) في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 495) وقال: "قد رأيته وليس بثقة".
2 -
"العدل" لأحمد بن حنبل (1/ 221) وقال: "ليس بشيء خَرَّقْنَا حديثه منذ دَهْرٍ مِنَ الدَّهْرِ".
3 -
"التاريخ الكبير"(5/ 349) وقال: "حديثه ليس بشيء".
4 -
"أحوال الرجال" ص 93 رقم (137) وقال: "ضعيف الأمر جدًّا".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 160 رقم (385) وقال: "ليس بثقة".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (5/ 345 - 346).
7 -
"الجرح والتعديل"(5/ 286) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقوي".
8 -
"المجروحين"(2/ 61) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات المقلوبات وما لا أصل له عن الأثبات".
9 -
"الكامل"(4/ 1598) وقال: "مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 272 رقم (334).
11 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 102 رقم (120) وقال: "روى عن الأعمش وعبيد اللَّه بن عمر المناكير، لا شيء".
12 -
"تاريخ بغداد"(10/ 236 - 237) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال أبو داود: "آية من الآيات في الكذب". وقال: مرَّةً: "كان يضع الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال محمد بن عمَّار المَوْصِلِي: "كان كذَّابًا أفَّاكًا لا يشك فيه أحد".
13 -
"اللسان"(3/ 427 - 428) وفيه عن الحاكم وأبي سعيد النقاش: "روى عن عبيد اللَّه بن عمر، والأعمش، أحاديث موضوعة". وفيه: "ذكره السَّاجي وابن الجَارُود وابن شاهين في الضعفاء".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 51): "رواه الطبراني وفيه محمد بن مُجيب
(1)
الثَّقَفِي وهو كذَّاب. ورواه البزَّار بمعناه وفيه عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل وهو كذَّاب".
* * *
381 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا محمد بن يعقوب بن يوسف النَّيْسَابُوري -في كتابه إليَّ-، حدَّثنا أبو قِلَابة الرَّقَاشي، حدَّثنا محمد بن إبراهيم المَدَني، حدَّثنا محمد بن مِسْعَر -قال أبو قِلَابة: وقد رأيته أنا وكان ابن عُيَيْنَة يعظِّمه شديدًا- قال: حدَّثنا داود العطَّار، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقد باركَ اللَّهُ لرَجلٍ في حَاجةٍ أَكْثَرَ الدُّعَاءَ فيها، أُعْطِيَهَا أو مُنِعَهَا".
(1)
صُحِّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "محبب". والتصويب من مصادر تخريج الحديث. السابقة، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
(3/ 299) في ترجمة (محمد بن مِسْعَر التَّمِيمي البَصْري أبو سفيان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو قِلَابة الرَّقَاشي) وهو (عبد الملك بن محمد البصري)، وقد ترجم له ، في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 391) وقال: "كان يحفظ أكثر حديثه".
2 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 131 رقم (150) وقال: "قيل لنا: إنَّه كان مجاب الدعوة. صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون لا يحتج بما ينفرد به، بلغني عن شيخنا أبي القاسم بن مَنِيع أنَّه قال: عندي عن أبي قِلَابَة عشرة أجزاء، ما منها حديث سلم منه، إمَّا في الإسناد أو في المَتْن، كأنَّه يحدِّث مِنْ حِفْظِهِ، فكثرت الأوهام منه".
3 -
"تاريخ بغداد"(10/ 425 - 427) وفيه عن أبي داود: "رجل صدوق، أمين مأمون". وقال أبو جعفر الطبري: "ما رأيت أحفظ من أبي قِلَابَة". وقال ابن خُزَيْمَة: "حدَّثنا أبو قِلَابَة بالبَصْرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد". وكانت وفاته سنة (276 هـ).
4 -
"المغني"(2/ 408) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: كثير الوَهَم لا يحتج به".
5 -
"الكاشف"(2/ 188) وقال: "صدوق يخطئ".
6 -
"التهذيب"(6/ 419 - 421) وفيه عن ابن الأعرابي: "ما رأيت أحفظ منه، وكان من الثقات". وقال مَسْلَمَة: "كان راويةً للحديث متقنًا ثقةً".
7 -
"التقريب"(1/ 522) وقال: "صدوق يخطئ، تغيَّر حفظه لمَّا سكن بغداد، من الحادية عشرة"/ ق.
كما أنَّ فيه (محمد بن إبراهيم المَدَني) لم أعرفه. ووجدت في "شُعَب الإيمان" للبيهقي (3/ 339) عند سياقه لهذا الحديث من ذات الطريق يقول: "حدَّثنا أبو قِلَابَة، حدَّثنا محمد بن إبراهيم -قال أبو قِلَابَة: كان أبوه يهوديًا فأسلم وحسن إسلامه وقرأ القرآن-".
وقد أعَلَّ المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 279) الحديث بـ (داود العَطَّار) فحسب، فقال:"فيه داود العَطَّار، قال الأَزْدي: يتكلَّمون فيه".
أقول: إعلال المُنَاوي له بـ (داود العَطَّار) خطأٌ، فإنَّ (داود بن عبد الرحمن العَطَّار) هذا، قد ترجم له الذَّهَبِيّ في "الكاشف" (1/ 222) وقال:"ثقة". وقال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 233): "ثقة، لم يثبت أنَّ ابن مَعِين تكلَّم فيه، من: الثامنة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(8/ 413 - 416)، و"التهذيب"(3/ 192).
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(3/ 339) رقم (1095) من طريق أبي قِلَابَة الرَّقَاشِي، عن محمد بن إبراهيم المَدَني، به.
* * *
382 -
حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين المَحَامِلِيّ قال: وجدت في كتاب جدِّي بخطٍّ يده: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن مسعود العَجَمِيّ الطَّرَسُوسِيّ.
وأنبأنا عليّ بن يحيى بن جعفر الإِمام -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن وُهَيْب الغَزِّي
(1)
، حدَّثنا محمد بن
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "العري"، ومثله في "مجمع الزوائد"(2/ 47). والتصويب من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 251) -فإنَّه يرويه عن الخطيب من طريقه هذا-، و"تهذيب الكمال"(3/ 1264) -مخطوط- في ترجمة شيخه (محمد بن المتوكل).
السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ قال: حدَّثنا عبد الرزاق -وفي حديث ابن أبي السَّرِيّ- قال: حدَّثني النُّعمَان بن أبي شَيْبَة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيْع
(1)
،
عن حُذَيْفَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن وليتموها أبا بكرٍ فَزَاهِدٌ في الدُّنْيَا راغبٌ في الآخرة، وفي جِسْمِهِ ضَعْفٌ، وإن وليتموها عُمَر فقوي أمين، لا تأخذُهُ في اللَّه لومةُ لائم، وإنْ وليتموها عليًّا فَهَادٍ مهتدي بقيمكم على صراطٍ مستقيم".
"وفي حديث ابن أبي السَّرِيّ: فَهَادٍ مهتدي يقيمكم على طريقٍ مستقيم".
(3/ 301 - 302) في ترجمة (محمد بن مسعود بن يوسف النَّيْسَابُوري أبو جعفر، يعرف بابن العَجَمِيّ).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففيه (محمد بن أبي السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ) وهو (محمد بن المتوكِّل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العَسْقَلَانِيّ، المعروف بابن أبي السَّرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 397 رقم (518) وقال: "ثقة".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 105) وفيه عن أبي حاتم: "ليِّن الحديث".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 88) وقال: "كان من الحُفَّاظ".
4 -
"الكاشف"(2/ 82) وقال: "وثِّق، وليَّنه أبو حاتم".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "يثيغ" بالغين المعجمة. والتصويب من "التاريخ الكبير"(3/ 408)، و"تهذيب الكمال"(10/ 115)، و"التقريب"(1/ 227) حيث قيَّده الحافظ ابن حَجَر بالحروف.
5 -
"التهذيب"(9/ 424 - 425) وفيه عن ابن عدي: "كثير الغلط". وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "كان كثير الوَهَم، وكان لا بأس به". وقال ابن وضَّاح: "كان كثيرَ الحِفْظِ كثير الغَلَطِ".
6 -
"التقريب"(2/ 204) وقال: "صدوق عارف، له أوهام كثيرة، من العاشرة، مات سنة ثمان وثلاثين -يعني ومائتين-"/ د.
و(عبد اللَّه بن محمد بن وُهَيْب الغَزِّي) لم أقف على من ترجم له. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 47): "لم أعرفه".
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(زيد بن يُثَيْع -ويقال: ابن أُثَيْع- الهَمْدَاني الكوفي): وثَّقه العِجْلِي وابن حِبَّان، ولم يرو عنه إلَّا أبو إسحاق السَّبِيعي. انظر:"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 172، و"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 251)، و"التهذيب"(3/ 427 - 428)، و"التقريب" (1/ 227) وقال:"ثقة مُخْضْرَمٌ، من الثانية"/ ت س، و"الكاشف" (1/ 269) وقال:"وثِّق".
و(النُّعْمَان بن أبي شَيْبَة) هو (الصَّنْعَانِيّ أو الجَنَدِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 304):"ثقة، من السابعة"/ د. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "التهذيب". (10/ 453 - 454).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الطبراني: "روى هذا الحديث جماعة عن عبد الرزاق عن الثَّوْري نفسه، ووهموا، والصواب ما رواه ابن أبي السَّرِيّ ومحمد بن مسعود العَجَمِيّ عن عبد الرزاق عن النُّعْمَان بن أبي شَيْبَة. قلت -القائل الخطيب-: لم يختلف رواته عن عبد الرزاق أنَّه عن زيد بن يُثَيْع عن حُذَيْفَة. ورواه أبو الصَّلْت الهَرَوي عن ابن نُمَيْر عن الثَّوْري عن شَريك عن
أبي إسحاق كذلك، ولم يَذْكُرْ فيه بين الثَّوْري وأبي إسحاق شَرِيكًا غير أبي الصَّلْت عن ابن نُمَيْر. ورواه إبراهيم بن هَرَاسَة عن الثَّوْري فقال: عن زيد بن يُثَيْع عن عليّ. وكذلك رواه فُضَيْل بن مرزوق عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن عليّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ورواه يحيى بن يَمَان عن الثَّوْري فقال: زيد بن يُثَيْع عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَرْسَلَهُ".
وقال الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(3/ 214 - 216): "يرويه زيد بن يُثَيْع واختلف عنه. فرواه أبو إسحاق، واختلف عن أبي إسحاق أيضًا. فقال يونس بن أبي إسحاق وإسرائيل من رواية عبد الحميد بن أبي جعفر الفرَّاء عنه، وفُضَيْل بن مرزوق وجميل الخيَّاط: عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن عليّ
(1)
. وقال الحسن بن قُتَيْبَة: عن يونس بن إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن سلمان الفارسي (1). وقال الثَّوْري: عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن حُذَيْفَة. وقال شَرِيك: عن أبي إسحاق وعثمان أبي اليَقْطَان عن أبي وائل عن حُذَيْفَة. وقال إسرائيل: عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع مُرْسلًا. لم يذكر عليًّا، ولا حُذَيْفَة، والمُرْسَلُ أَشْبَهُ بالصواب".
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"(3/ 70)، وفي "الميزان" (3/ 613) في ترجمة (عبد الرزاق الصَّنْعَاني):"الخَبَرُ مُنْكَرٌ".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 142)، وفي "معرفة علوم الحديث" ص 29 - في النوع التاسع-، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1950) -في ترجمة (عبد الرزاق الصَّنْعَاني) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 251) -عن
(1)
انظر تخريجه من حديثه في حاشية محقق "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 215).
الخطيب-، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 74) -مخطوط-، من طرق، عن عبد الرزاق، عن النُّعْمَان بن أبي شَيْبَة الجَنَدِي، عن سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيْع، عن حُذَيْفَة مرفوعًا به.
قال الحاكم في "المستدرك": "صحيح على شرط الشيخين". ولم يذكره الذَّهَبِيّ في "تلخيص المستدرك".
وقال ابن عدي عقب روايته له من هذا الطريق، ومن طريق عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن الثَّوْري به، ومن طريق عبد الرزاق عن ابن قمازين
(1)
عن الثَّوْري به: "هذا رواه جماعة عن الثَّوْري، وأصل البلاء منهم ليس من عبد الرزاق، فإنَّ في جملة من روى منهم ضعفاء، منهم: يحيى بن العلاء الرَّازي".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 64) من ذات الطريق المتقدِّم مختصرًا، ليس فيه إلَّا ذكر عليّ.
ورواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 28 - 29 - في النوع التاسع- من طريق عبد الرزاق قال: ذَكَر الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيْع، عن حُذَيْفَة مرفوعًا مختصرًا، ليس فيه ذكر عمر. وقال:"هذا إسناد لا يتأمله متأمل إلَّا علم اتصاله. . . وسماع عبد الرزاق من سفيان الثَّوْري واشتهاره به معروف، وكذلك سماع الثَّوْري من أبي إسحاق واشتهاره به معروف، وفيه انقطاع في موضعين، فإنَّ عبد الرزاق لم يسمعه من الثَّوْريِّ، والثَّوْريُّ لم يسمعه من أبي إسحاق".
ورواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 29 - في النوع التاسع-، والخطيب في "تاريخه"(11/ 46 - 47)، من طريق أبي الصَّلت عبد السلام بن
(1)
هكذا في "الكامل" المطبوع. ولم أعرف من هو (ابن قمازين) هذا، وأظن أنَّه قد صُحِّفَ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
صالح الهروي، عن عبد اللَّه بن نُمَيْر، عن سفيان الثَّوْري، عن شَرِيك، عن أبي إسماعيل، عن زيد بن يُثَيْع، عن حُذَيْفَة مرفوعًا بنحوه.
وفيه (أبو الصَّلْت الهَرَوِي عبد السلام بن صالح) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (546).
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 224 - 225) رقم (1570) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 64)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 70)، من طرق، عن أبي اليَقْظَان عثمان بن عُمَيْر، عن أبي وائل شِقِيق بن سَلَمَة، عن حُذَيْفَة مرفوعًا بنحوه. إلَّا أنَّ رواية أبي نُعَيْم مختصرة، ليس فيها إلَّا ذكر عليّ.
قال البزَّار: "لا نعلمه روي عن حُذَيْفَة إلَّا بهذا الإسناد". وهو مردود بما تقدَّم.
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": عثمان أبو اليَقْظَان: ضعَّفوه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 176): "رواه البزَّار، وفيه أبو اليَقْظَان عثمان بن عُمَيْر وهو ضعيف".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 74) -مخطوط- من طريق شريك، عن عمَّار الدُّهْني، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن حُذَيْفَة مرفوعًا بنحوه.
وفيه (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِي) وهو صدوق يخطئ كثيرًا. وستأتي ترجمته في حديث (672).
* * *
383 -
حدَّثنا الحسن بن أبي طالب، وعبيد اللَّه بن أبي الفتح، قالا: حدَّثنا عليّ بن عمر أبو الحسن الحافظ، حدَّثنا الحسن بن إدريس بن محمد بن شَاذَان القَافْلَانِيّ -زاد عبيد اللَّه: من أصله. ثم اتفقا- قال: حدَّثنا محمد بن المُهَاجِر القاضي، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، حدَّثنا مالك بن أَنَس، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك قال: خَدَمْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنينَ ما بَعَثَنِي في حَاجةٍ قَطُّ لم تُهَيأْ إلَّا قال: "لو قَضَى أو قَدَّرَ كانَ".
(3/ 303) في ترجمة (محمد بن مُهَاجِر القاضي أبو عبد اللَّه، المعروف بأخي حَنِيف).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مُهَاجِر الطَّالْقَانِي البغدادي أبو عبد اللَّه المعروف بأخي حَنِيف) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 310 - 311) وقال: "يضع الحديث على الثقات ويقلب الأسانيد على الأثبات، ويزيد في الأخبار الصحاح ألفاظًا زيادة ليست في الحديث يُسَوِّيها على مذهب نَفْسِهِ".
2 -
"الكامل"(6/ 2275) وقال: "حدَّث عن أبي معاوية عن الأعمش بأحاديث منكرة الإسناد": وقال: أحاديثه عن أبي معاوية عن الأعمش غير محفوظة.
3 -
"تاريخ بغداد"(3/ 302 - 303) وفيه عن صالح بن محمد الأسدي -جَزَرة-: "أكذبُ خَلْقِ اللَّه، يحدِّثُ عن قوم ماتوا قبل أن يولد هو بثلاثين سنة، وأعرفه بالكذب منذ خمسين سنة". وقال أبو العبَّاس بن سعيد بن عُقْدَة: "ليس بشيء، ضعيف، ذاهب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ضعيفًا في الحديث". وقال مرَّة: "متروك".
4 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 49) وقال: "وضَّاعٌ".
5 -
"لسان الميزان"(5/ 396 - 397) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس حديثه بالقائم، ثم رأيت أصحابنا يُلَيِّنُونَ أمره ويذكرون من حديثه ما لا يُتَابَعُ عليه". وقال الجُوْزَجَانِيّ: "يضع الحديث".
وقال الحافظ أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ كما نقله عنه الخطيب عقب روايته للحديث: "تفرَّد به محمد بن مُهَاجِر عن ابن عُيَيْنَة، ولم يُتَابَعْ عليه".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 231)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 124 - 125)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 157) رقم (355)، من طريق جعفر بن بُرْقَان، عن عِمْران البَصْري القَصِير
(1)
، عن أنس مرفوعًا به.
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 155) رقم (7135)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 258) رقم (8070) -ط بيروت-، من طريق وكيع، عن عَزْرَة
(2)
بن ثابت، عن ثُمَامة بن عبد اللَّه، عن أنس مرفوعًا به.
وإسناده صحيح.
(1)
صُحِّفَ الإسناد في "الحِلْية" إلى: "عن جعفر بن عمران عن أنس". كما صُحِّفَ (البَصْري) في "السُّنَّة" لابن أبي عاصم إلى: "النضري". والتصويب من "مسند أحمد"(3/ 231)، وغيره.
(2)
تَصَحَّفَ في "الشُّعَب" إلى: "عروة". والتصويب من "تهذيب الكمال"(4/ 405).
ورواه الدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(1/ 163) من طريق جعفر بن بُرْقان، عن ميمون بن مِهْران، عن أنس مرفوعًا به.
و (جعفر) و (ميمون): ثقتان. وقد تقدَّمت ترجمة (جعفر) في حديث (174). وانظر ترجمة (ميمون) في "التقريب"(2/ 292).
ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 13 رقم (71) من طريق أبي المَلِيح الرَّقِّي، حدَّثني فُرات بن سلمان
(1)
، عن أنس مرفوعًا به.
أقول: (فُرَات بن سلمان الحَضْرَمِي الجَزَرِيّ الرَّقِّيّ): صدوق. وهو متأخر، لا تُعْرَفُ له رواية عن أنس. انظر:"الجرح والتعديل"(7/ 80)، و"تعجيل المنفعة" ص 218، و"اللسان"(4/ 431).
وقد رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 124 - 125) من طرق، عن سفيان الثَّوْري، عن جعفر بن بُرْقان. وقال:"اخْتُلِفَ على الثَّوْري فيه من وجوه". وذكرها.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 156 - 157) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به محمد بن مُهَاجِر. وقال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 667) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" عن أنس.
* * *
384 -
حدَّثنا محمد بن طَلْحة بن عليّ الكَتَّاني، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد ابن عليّ المُقْرئ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا محمد بن مُعْمَر بن محمد بن عبد اللَّه بن عمر بن عِمْران السَّامِي
(2)
، حدَّثنا يحيى بن حفص -ابن أخي هلال
(1)
صُحِّفَ في "مكارم الأخلاق" إلى: "سليمان". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 80)، و"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 322).
(2)
هكذا في المطبوع: "السامي" بالسين المهملة. ومثله في "اللسان"(5/ 385) في ترجمته. وعند بقية من ذكره: "الشَّامي" بالشين المعجمة. ولم يترجح لي أحدهما.
الكوفي-، حدَّثنا يعلى بن عبيد، حدَّثنا مِسْعَر، عن موسى بن عُقْبَة، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فتواضع له، إذا كان يوم القيامة ضُرِبَ فيما بينهما وادٍ مِنْ نَارٍ، فقيل للمسلم خض هذا الوادي إلى ذلك الجانب حتى تُحَاسِبَ شَرِيككَ".
(3/ 304) في ترجمة (محمد بن مَعْمَر بن محمد السَّامِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (يحيى بن حفص الكَرْخي
(1)
-ابن أخي هلال الكوفي-) وقد ترجم له في:
1 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 368 - 369) وقال: "لا يُعْرَفُ. روى عن يعلى بن عبيد خبرًا باطلًا". وساق حديث الخطيب هذا، وقال:"هذا حديث آفته يحيى، وإلَّا فالشَّامي، فإنَّه مجهول الحال أيضًا".
2 -
"المغني"(2/ 733) وقال: "عن يعلى بن عبيد، بخبر باطل، لا يعرف هذا".
3 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 456 رقم (832).
4 -
"لسان الميزان"(6/ 249 - 250) وأقرَّ ما في "الميزان".
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن مَعْمَر بن محمد السَّامِي) وقد تقدَّم قول الذَّهَبِيّ فيه. وترجم له في "اللسان"(5/ 385)، والحَلَبِيّ في "الكشف
(1)
وفي "الميزان" و"الكشف الحثيث": "الكَرَجي" بالجيم.
الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 407 رقم (737)، ونقلا قول الذَّهَبِيّ السابق. ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "حديث منكر لم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 249 - 250) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق ولم يزد.
وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 152 - 153)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 188 - 189).
* * *
385 -
حدَّثنا طلحة بن عليّ بن الصقر الكَتَّاني، حدَّثنا أبو الطيِّب أحمد ابن ثابت بن بقيَّة الواسطي، حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة، حدَّثنا موسى الطويل،
حدَّثنا أنس بن مالك قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على الجَوْرَبَيْنِ عليهما النَّعْلَانِ.
(3/ 306) في ترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسي الوَاسِطِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ثَبَتَ من غير هذا الوجه مَسْحُهُ صلى الله عليه وسلم على الجَوْرَبَين والنَّعْلَيْن.
ففيه (موسى بن عبد اللَّه الطويل الفارسي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 243) وقال: "شيخ كان يزعم أنَّه سَمِعَ أنس بن مالك، روى عنه محمد بن مَسْلَمَة الواسطي. روى عن أنس أشياء موضوعة كان
يضعها، أو وُضِعَتْ له، فحدَّث بها. لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب". ثم ذكر حديثًا له وقال:"روى عن أنس نسخةً موضوعةً مثل هذا الحديث أكره ذكرها لشهرتها عند من هذا الشأن صناعته".
2 -
"الكامل"(6/ 2350) وقال: "يحدِّث عن أنس بمناكير، وهو مجهول، يُكْنَى أبا عبد اللَّه، فارسي".
3 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 136 رقم (204) وقال: "روى عن أنس بن مالك المناكير، لا شيء".
4 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 209 - 211) وقال بعد أن ساق له حديثًا يقول فيه: "رأيت عائشة رضي الله عنها بالبصرة على جَمَلٍ أورق في هودج أخضر": "انظر إلى هذا الحيوان المُتَّهَمِ، كيف يقول في حدود سنة مائتين إنَّه رأى عائشة! فمن الذي يصدِّقه! ".
5 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 432 - 433 رقم (793).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِي الواسطي) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل في الضعفاء" لابن عدي (6/ 2294).
2 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 135 رقم (168) وقال: "لا بأس به".
3 -
"تاريخ بغداد"(3/ 305 - 307) وقال: "في حديثه مناكير بأسانيد واضحة". وقال عقب روايته لحديثٍ من طريقه: "هذا الحديث باطل موضوع ورجال إسناده كلّهم ثقات سوي محمد بن مَسْلَمَة". وقال الحسن بن محمد الخَلَّال: "ضعيف جدًّا".
4 -
"المغني"(2/ 634) وقال: "ضعَّفه أبو القاسم اللَّالِكَائِيّ. . . أتي بخبرٍ باطل الحَمْلُ فيه عليه".
5 -
"الميزان"(4/ 41 - 42) وقال: "حديثه من عوالي "الغَيْلانِيَّات"
(1)
. أتي بخبرٍ باطلٍ اتُّهِمَ به".
6 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 407 رقم (735).
التخريج:
رواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 210) -في ترجمة (موسى الطويل) - من طريق عليّ بن محمد المِصِّيصي، أخبرنا طَلْحة بن عليّ، حدَّثنا أبو الطيِّب أحمد بن ثابت، به.
والحديث روي عن أنس موقوفًا عليه.
فقد رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 285) من طريق يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول، عن راشد بن نَجِيح قال:"رأيت أنس بن مالك دَخَلَ الخَلَاء وعليه جَوْرَبَانِ أسفلهما جُلُودٌ وأعلاهما خَزٌّ فَمَسَحَ عليهما".
وفي إسناده (راشد بن نَجِيح الحِمَّاني البَصْري أبو محمد)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 240):"صدوق ربما أخطأ، من الخامسة"/ بخ ق. وترجم له في "التهذيب"(3/ 228) ولم يذكر فيه سوى قول أبي حاتم: "صالح الحديث". وأنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ".
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 190)، والبيهقي في "السنن الكبرى"
(1)
هي (أحد عشر) جزءًا حديثيًا للإمام أبي بكر محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي البزَّاز (ت 354 هـ)، وهي من أعلى الحديث وأحسنه كما قال الكَتَّاني في "الرسالة المستطرفة" ص 93.
(1/ 285) -واللفظ له-، من طريق سفيان الثَّوْري، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد اللَّه بن ضِرَار قال: "رأيتُ أنس بن مالك أتى الخَلَاء فتوضأ ومَسَحَ على قُلَنْسِية
(1)
بيضاء مزرورة، وعلى جَوْرَبَيْنِ أَسْوَدَيْنِ مِرْعِزين
(2)
".
قال البيهقي عقبه: "ورفعه بعض الضعفاء وليس بشيء".
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 188 - 189) من طريق سفيان، عن واصل، عن سعيد بن عبد اللَّه بن ضِرَار مختصرًا بلفظ:"أنَّ أنس بن مالك توضأ ومسح على جوربين مِرْعِزَّى".
أقول: فيه (سعيد بن عبد اللَّه بن ضِرَار الأَسَدي الكوفي) قال عنه أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل"(4/ 36) -: "ليس هو بقوي". وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(4/ 280).
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 200) رقم (779) قال: أخبرنا مُعْمَر، عن قَتَادة، عن أنس بن مالك: أنَّه كان يمسح على الجَوْرَبَيْنِ؟ قال: نعم، يمسحُ عليهما مثل الخُفَّيْنِ.
وإسناده صحيح.
(1)
قال الإِمام النووي في "تحرير ألفاظ التنبيه" ص 283: "بضم القاف وفتح اللام وكسر السين وبالياء". وذكر أنها لغة مشهورة في (القَلَنْسُوَة). و (القَلَنْسُوَة): لباس الرأس.
(2)
قال ابن منظور في "لسان العرب"(5/ 354 - 355) -مادة (رعز) -: "المِرْعِزُّ، والمِرْعِزَّى، والمِرْعزاءُ، والمَرْعِزَّى، والمَرْعِزَاء: معروف، وجعل سيبويه المَرْعِزَّى: صفة عني به الليِّن من الصوف. . . وحكى الأزهري: والمَرْعِزَّى كالصوف يخلص من بين شَعْرِ العَنْزِ. . . وقال الجوهري: المِرْعِزَّى الزغب الذي تحت شعر العَنْزِ. . . ".
وقد تَصَحَّفَت الكلمة في "كنز العمال"(9/ 618) إلى: "من عِزَّا". وعلَّق عليها مصحح الكتاب بقوله: "وعِزَّا من مِرعزين بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر: كفر عِزَّا ناحية من أعمال المَوْصِل. معجم البلدان (6/ 165) "! !
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 188) عن وكيع، عن هشام، عن قَتَادة، عن أنس مختصرًا بلفظ:"إنَّه كان يمسح على الجَوْرَبَيْنِ".
ورواه الدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(1/ 181) عن النَّسَائي، عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس قال: أخبرني سهل بن زياد أبو زياد الطحَّان قال: حدَّثنا الأزرق بن قيس قال: رأيت أنس بن مالك أَحْدَثَ فَغَسَلَ وجهه ويديه، وَمَسَحَ على جَوْرَبَيْنِ مِنْ صوفٍ، فقلت: أتمسحُ عليهما، فقال: إنَّهما خُفَّانِ ولكنَّهما مِنْ صوفٍ".
أقول: إسناده لا بأس به، من أجل (سهل بن زياد الطحَّان أبو زياد) فإنَّه صدوق فيه لين. وستأتي ترجمته في حديث (1220). وباقي رجال الإسناد ثقات.
وذكره ابن حَزْمٍ في "المُحَلَّى"(2/ 85) من طريق الضَّحَّاك بن مَخْلَد، عن سفيان الثَّوْري، عن عاصم الأَحْوَل قال:"رأيت أنس بن مالك مَسَحَ على جَوْرَبَيْهِ".
كما ذكره عقبه من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت البُنَاني، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن أنس بن مالك، قالا جميعًا:"كان أنس بن مالك يمسحُ على الجَوْرَبَيْنِ والخُفَّيْن والعِمَامَةِ".
أقول: ورجال الطريقين ثقات، عدا (عبد اللَّه بن أبي بكر بن أنس) في الطريق الثاني، فقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 17 - 18) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. لكن قد تابعه (ثابت البُنَاني) في ذات الإسناد، وهو ثقة.
وقد ثَبَتَ المَسْحُ على الجَوْرَبَيْنِ والنَّعْلَيْنِ من حديث المغيرة بن شُعْبَة مرفوعًا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه أبو داود في الطهارة، باب المسح على الجَوْرَبَيْنِ (1/ 112 - 113) رقم (159)، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الجَوْرَبَيْنِ والنَّعْلَيْنِ (1/ 167) رقم (99)، والنَّسائي في "السنن
الكبرى" (1/ 38 - 39) رقم (129)، وأحمد في "المسند" (4/ 252)، وابن ماجه في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الجَوْرَبَيْنِ والنَّعْلَيْنِ (1/ 185) رقم (559)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه" (1/ 188)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه" (1/ 99) رقم (198)، وعنه ابن حِبَّان في "صحيحه" (2/ 314) رقم (1335)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 283 - 284)، وغيرهم.
ولفظه: "أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ على الجَوْرَبَيْنِ والنَّعْلَيْنِ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وانظر الكلام حول هذا الحديث: "نصب الراية"(1/ 184 - 186)، و"تهذيب سنن أبي داود" لابن القَيِّم (1/ 121 - 123)، وتعليق العلّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على "سنن التِّرْمِذِيّ"(1/ 167 - 169).
وانظر الأحاديث والآثار الواردة في ذلك: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 188 - 189)، و"المصنَّف" لعبد الرزاق (1/ 199 - 201)، و"الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف" لابن المنذر (1/ 462 - 465)، و"المحلَّى"(2/ 84 - 86)، و"نصب الراية"(1/ 184 - 186).
* * *
386 -
حدَّثنا طَلْحة بن عليّ بن الصقر الكَتَّاني، حدَّثنا أبو الطيِّب أحمد بن ثابت بن بقيَّة الواسطي، حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة، حدَّثنا موسى الطويل،
حدَّثنا مولاي أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"طُوبي لمن رآني، ومن رأى مَنْ رآني، ومَنْ رأى مَنْ رأى مَنْ رآني".
(3/ 306) في ترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِي الواسطي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف، ومتن الحديث حسن بمجموع شواهده.
ففيه (موسى بن عبد اللَّه الطويل) و (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِي)، وكلاهما مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمتهما في الحديث السابق رقم (385).
التخريج:
الحديث روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه من طرق.
الأول: عن محمد بن مَسْلَمَة، عن موسى الطويل، عنه، به.
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 236)، والذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(21/ 142) و"ميزان الاعتدال"(4/ 210) -في ترجمة موسى الطويل-.
الثاني: عن إسحاق بن شاهين، عن موسى الطويل، عنه، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2350) -في ترجمة (موسى الطويل) -، وقال:"هذا الحديث يرويه عن أنس كلُّ طَبْلٍ، وكلُّ مجهول، وكلُّ ضعيف. موسى هذا رواه عن أنس وهو مجهول، ورواه إبراهيم بن هُدْبَة عن أنس وهو أضعف منه، ورواه دينار عن أنس، وكلُّهم ضعفاء".
الثالث: عن دينار بن عبد اللَّه، عنه، به.
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 34)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 977) -في ترجمة (دينار بن عبد اللَّه) -. وليس عند الطبراني قوله:"ومن رأى من رأى من رآني".
أقول: فيه (دينار بن عبد اللَّه أبو مِكْيَس الحَبَشي) وهو كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (1072).
الرابع: عن أبي هُدْبَة الفارسي، عنه، به.
رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(6/ 200).
و(أبو هُدْيَة الفارسي) هو (إبراهيم بن هُدْبَة البَصْري): دَجَّالٌ من الدَّجَاجِلَةِ. وستأتي ترجمته في حديث (909).
الخامس: عن المظفَّر بن عاصم، عن حُمَيْد الطويل، عنه، به.
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 127).
أقول: فيه (المظفَّر بن عاصم بن أبي الأَغَرّ العِجْلي أبو القاسم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(13/ 127 - 128) وقال: "أحد الغرباء قدم بغداد، وروى عن حُمَيْد الطويل وعن مَكْلَبَة بن مَلْكَان، وزَعَم أنَّ مَكْلَبَة من الصحابة". وذكر الخطيب ما يُفيدُ كَذِبَهُ.
2 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 40)، حيث ذكر له حديثًا موضوعًا، وقال:"المُتَّهَمُ به المظفَّر، وكان يزعم أنَّ له مائة وتسعًا وثمانين سنة وأشهر، ويزعم أنَّ مَكْلَبَة من الصحابة، ولا يُعْرَفُ في الصحابة مَنْ اسمه مَكْلَبَة ".
3 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 423 - 424 رقم (770).
4 -
"لسان الميزان"(6/ 53 - 54).
5 -
"تنزيه الشريعة"(2/ 13) وفيه عن الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد": "لست أعرفه، والغالب أنَّه نَكِرةٌ لا يُعْرَف". وتعقَّبه ابن عَرَّاق بقوله: "ليس بمجهول". ثم ذكر من عُرِفَ بالرواية عنه.
وقد روى أحمد في "المسند"(3/ 155)، وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 119)
رقم (3391)، من طريق ثابت البُنَانِي، عن أنس مرفوعًا:"طُوبى لمن آمن بي ورآني مرَّة، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرار".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 67): "رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن، وإسناد أحمد فيه جَسْر
(1)
-يعني ابن فَرْقَد- وهو ضعيف". وستأتي ترجمته في حديث (642).
والحديث مروي عن جماعة من الصحابة، أتيتُ على ذكرهم مع تخريجها عنهم في حديث (269)، وذكرت هناك أنَّ الحديث حسن بمجموع شواهده، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
387 -
أخبرني الأَزْهَرِي من أصل كتابه، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن إبراهيم الجُرْجَانِي الآبَنْدُوْنِي -وسَمِعَ معي منه هذا الحديث أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم البَحْري
(2)
، حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة الواسطي، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن سليمان التَّيْمِي، عن أبي عثمان النَّهْدِي،
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "السَّخَاءُ شجرةٌ في الجنَّة، وأَغْصَانُها في الأرض، فمن تعلَّق بغُصْنٍ منها جَرَّهُ إلى الجنَّة، والبُخْلُ شجرةٌ في النَّار، وأَغْصَانُها في الأرض، فمن تعلَّق بغُصْنٍ منها جَرَّهُ إلى النَّار".
(3/ 306) في ترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِي الوَاسِطي أبو جعفر).
(1)
صُحِّفَ في "المسند" إلى: "حسن".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الحربي". كما صُحِّفَ في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 182) إلى: "البحتري". والتصويب من "تاريخ جُرْجَان" ص 164، و"الأنساب"(4/ 96 - 97)، و"تاريخ بغداد"(4/ 316) -في ترجمة (أحمد بن علي بن إبراهيم الجُرْجَانِي الآبَنْدُوْنِي) -.
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وله شواهد عِدَّة معلولة، جُلُّها مِنْ طُرُقٍ تالِفَةٍ. وقد حَكَمَ الدَّارَقُطْنِيّ وابن الجَوْزيّ بوضعه. وقال البيهقي: ضعيف. وقال الخطيب: منكر.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِيّ الوَاسِطي) وهو ضعيف جدًّا، واتُّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (385).
و(أبو عثمان النَّهْدِي) هو (عبد الرحمن بن مُلّ): إمام حُجَّة ثَبْتٌ مُخَضْرَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (2).
قال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(3/ 307): هذا الحديث منكر، ورجاله كلُّهم ثقات سوى محمد بن مَسْلَمَة.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 182 - 183) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (محمد بن مَسْلَمَة) وقال:"ضَعَّفه اللَّالِكَائي والخَلَّال جدًّا".
والحديث مروي عن الحسين بن عليّ، وجابر، وأبي هريرة، وعائشة، وأنس، وعبد اللَّه بن جَرَاد.
أمَّا حديث الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما:
فقد رواه البيهقي في "شُعَبِ الإيمان"(7/ 434 - 435) رقم (10875) -ط بيروت-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 182)، من طريق سعيد بن مَسْلَمَة، حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا به.
قال البيهقي: إسناده ضعيف.
وقال ابن الجَوْزي: "فيه سعيد بن مَسْلَمَة". وذكر عن يحيى قوله فيه: "ليس بشيء".
أقول: (سعيد بن مَسْلَمَة بن هشام بن عبد الملك القُرَشي الأُمَوي)، ترجم له المِزِّي في "تهذيب الكمال"(11/ 63 - 66)، ونقل عن البخاري قوله فيه:"منكر الحديث، في حديثه نظر". وعن أبي حاتم: "ليس بقوي، ضعيف الحديث، منكر الحديث". وعن النَّسَائي: "ضعيف". وعن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف يعتبر به". وعن ابن عدي: "أرجو أنَّه ممّن لا يترك حديثه، ويحتمل في رواياته فإنَّها متقاربة". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "يخطئ".
أقول: وقد ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 321) أيضًا وقال: "منكر الحديث جدًّا فاحش الخطأ في الأخبار".
وترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 305) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ت ق.
وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 266): "ضعَّفوه".
وأمَّا حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه:
فإنَّه سيأتي برقم (518)، وفي إسناده مُتَّهم.
وأمَّا حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
فقد تقدَّم برقم (63)، وإسناده ضعيف جدًّا.
وقد نقل ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 184) عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله في حديث أبي هريرة: "موضوع".
وأمَّا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
فقد رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 245) -في ترجمة (حسين بن
علوان) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 183 - 184)، من طريق إسماعيل بن عبّاد الأُرْسُوفي، عن الحسين بن علوان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه عن عائشة مرفوعًا به.
قال ابن الجَوْزي: "فيه إسماعيل بن عبَّاد. قال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به. وفيه حسين بن علوان. قال يحيى: هو كذَّاب. وقال النَّسَائي والدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وقال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث على الثقات كذَّبه أحمد ويحيى".
وستأتي ترجمة (حسين بن علوان الكوفي الكَلْبي) في حديث (1162).
وأمَّا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
فقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق أحمد بن زكريا بن محمد بن الأشعث بن قيس بن أبي خالد الكِنْدي، حدَّثنا محمد الطويل، عن أنس مرفوعًا مطوَّلًا بنحوه. كذا في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 94).
قال العلَّامة اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشَّوْكاني ص 79: "كذا وقع في النسخة -يعني "اللآلئ"-، والمعروف في الرواة (أبو أحمد زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث بن قيس الكِنْدي): دجَّال كان يدور بالشَّام بعد سنة (260)، ويحدِّث عن القدماء، له ترجمة في "الميزان" - (2/ 72 - 73) -، و"اللسان" - (2/ 479 - 480) -".
أقول: ترجم ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 314 - 315) لـ (زكريا بن دُوَيْد الكِنْدي) هذا، وقال:"شيخ يضع الحديث على حُمَيْد الطويل، كنيته أبو أحمد، كان يدور بالشَّام ويحدِّثهم بها، ويزعم أنَّ له مائة سنة وخمسة وثلاثين سنة، لا يحلّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القدح فيه".
وأمَّا حديث عبد اللَّه بن جَرَاد:
فقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 50) -مخطوط-، والخطيب البغدادي في "البخلاء" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 94 - 95) -، من طريق يعلي بن الأَشْدَق، عن عبد اللَّه بن جَرَاد مرفوعًا بلفظ:"السخاء شجرة تنبت في الجنَّة، فلا يلج الجنَّة إلَّا سخي، والبخل شجرة تنبت في النَّار، فلا يلج النَّار إلَّا بخيل". واللفظ للخطيب.
ومن الطريق السابق رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 435) رقم (10876) -ط بيروت- بلفظ: "إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه. فواللَّه لا يلج النَّار إلَّا بخيل، ولا يلج الجنَّة شحيح. إنَّ السخاء شجرة في الجنَّة تسمى السخاء. وإنَّ الشح شجرة في النَّار تسمى الشح".
وقال: إسناده ضعيف.
قال العلّامة اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 79، متعقِّبًا قول البيهقي السابق:"بل ساقطة، فإنَّه من رواية يعلى بن الأَشْدَق، وهو كذَّابٌ مُغَفَّلٌ، عن عمِّه عبد اللَّه بن جَرَاد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وعبد اللَّه بن جَرَاد هذا قال فيه البخاري: واه، ذاهب الحديث، ولم يثبت حديثه. وقد قيل: إنَّ في الصحابة عبد اللَّه بن جَرَاد آخر".
وستأتي ترجمة (يعلى بن الأَشْدَق الحَرَّاني) في حديث (927).
و(عبد اللَّه بن جَرَاد) ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 49 - 50) -مخطوط-، وقال:"يقال له صحبة". وانظر في ترجمته أيضًا "الإصابة". (1/ 288).
والحديث قال عنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 184) بعد أن رواه من حديث الحسين وأبي هريرة وأبي سعيد وجابر وعائشة: "هذه الأحاديث من جميع وجوهها لا تصحُّ".
وتعقبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 93 - 95)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 139 - 140)، ولَخَّصَ تعقيبه بقوله: تُعُقِّبَ بأنَّ حديث الحسن وأبي هريرة أخرجهما البيهقي وضعفهما، وسعيد بن مَسْلَمَة قدَّمنا قريبًا أنَّه يحسن حديثه إذا تُوبع، وداود بن الحصين وثَّقه الجمهور، وروى له الستة، وأكثر ما عيب عليه الابتداع، وأنكر ابن المَدِيني وأبو داود أحاديثه عن عِكْرِمَة خاصة. فهذه الطريق على انفرادها جيدة، فكيف والطريق الأولى -يعني حديث الحسين- شاهدة لها. وللحديث طرق أخرى: فأخرجه ابن عساكر من حديث أنس، والبيهقي والخطيب في كتاب "البخلاء" وابن عساكر من حديث عبد اللَّه بن جَرَاد، وقال البيهقي: ضعيف الإسناد".
أقول: أكثر تَعَقَّب السُّيوطيّ لا يسلم له، وذلك من وجهين:
الأول: أنَّ حديث أبي هريرة من طريق (داود بن الحصين)، والتي يقول عنها ابن عَرَّاق: أنَّها على انفرادها جيِّدة. مُتَعَقَّبٌ بأنَّ طريق (داود بن الحصين)، فيه (عبد العزيز بن عِمْرَان الزُّهْري) وهو متروك كما قال النَّسَائي وأبو حاتم وغيرهما، وقد فَصَّلْتُ القول فيه في حديث (63).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبة) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته أيضًا في حديث (63). فكيف يقال عن هذا الطريق بأنَّه جيِّد! !
الثاني: أنَّ حديث أنس وعبد اللَّه بن جَرَاد، قد رُويا من طريقين تالفين كما تقدَّم، فلا يصلحان كشاهدين أبدًا. وأنَّ تضعيف البيهقي لإسناد حديث عبد اللَّه بن جَرَاد فيه تساهل كما بُيِّنَ آنفًا.
وقال الحافظ العِراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 243): أخرجه ابن حِبَّان في "الضعفاء" من حديث عائشة، وابن عدي والدَّارَقُطْنِيّ في "المُسْتَجَاد" من حديث أبي هريرة، وأبو نُعَيْم من حديث جابر، وكلاهما ضعيف،
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات" من حديثهم، ومن حديث الحسين وأبي سعيد".
وقال في (3/ 244) منه عن حديث أبي هريرة: "أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في "المُسْتَجَاد"، وفيه عبد العزيز بن عِمْرَان الزُّهْرِيّ، ضعيف جدًّا".
* * *
388 -
أخبرني أحمد بن محمد العَتِيقي، وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد البَيِّع، قالا: حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا الجَرَيري، حدَّثنا محمد بن حَمْدَان بن الصَّيْدلانِي، حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة الوَاسِطي، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا خالد الحذَّاء، عن أبي قِلَابَة،
عن ابن عبَّاس قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه تعالى فضَّل المُرْسَلِينَ على المُقَرَّبِينَ، فلمَّا بَلَغْتُ السماء السابعة لقيني مَلَكٌ من نورٍ على سرير من نور فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ، فأوحى اللَّه إليه: يُسَلِّمُ عليك صفيي ونبيي فلم تقم إليه! وعزتي وجلالي لتقومن فلا تقعد إلى يوم القيامة".
(3/ 306 - 307) في ترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِي الوَاسِطي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالسي) وهو ضعيف جدًّا، واتُّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (385).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث باطل موضوع، ورجال إسناده كلُّهم ثقات سوى محمد بن مَسْلَمَة".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 292 - 293) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 274 - 275)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 335 - 336).
* * *
389 -
حدَّثنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أبي عيسى المُقْرئ، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المُقْرئ، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن محفوظ المَخَرَّمي -في مجلس ابن عُفَيْر الأنصاري-، حدَّثنا أحمد بن محمد الهَرَوي، حدَّثنا إسحاق بن رَاهُوْيَه، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا وُلِدَ أبو بكر الصِّدِّيق أَقْبَلَ اللَّه تعالى على جَنَّة عَدِنٍ، فقال: وعزتي وجلالي لا يدخلكِ إلَّا من يحبّ هذا المولود -يعني أبا بكر-".
(3/ 309) في ترجمة (محمد بن محفوظ المُخَرِّمي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ عقب روايته له: "باطل بهذا الإسناد، وفي إسناده غير واحدٍ من المجهولين".
وصاحب الترجمة (محمد بن محفوظ المُخَرِّمي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 314 - 315) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
ورواه زاهر بن طاهر الشَّحَّامِيّ
(1)
في "الإلهيات" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 293) - وعنه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 119) -في ترجمة (أحمد بن عِصْمَة النَّيْسَابُوري) -، من طريق أحمد بن عُلَيْل
(2)
المَطِيري الحافظ، عن أحمد بن عِصْمَة، عن إسحاق بن رَاهُوْيَه، به.
وفيه (أحمد بن عِصْمَة النَّيْسَابُوري) قال الذَّهَبِيّ عنه في "الميزان"(1/ 119): "مُتَّهَمٌ هَالِكٌ، روي خبرًا موضوعًا هو آفته". وساق له حديثه المتقدِّم.
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 220 - 221).
ورواه الرَّافِعِي في "تاريخ قَزْوِين" من طريق محمد بن السَّرِيّ بن عثمان، عن أحمد بن عِصْمَة، عن إسحاق بن رَاهُوْيَه، به. كذا في "اللسان"(1/ 221) -في ترجمة (أحمد بن عِصْمَة النَّيْسَابُوري) -.
أقول: في إسناده إلى جانب (أحمد بن عِصْمَة النَّيْسَابُوري) المُتَّهَمِ بالكذب، (محمد بن السَّرِيّ بن عثمان التَّمَّار) وهو ضعيف جدًّا، راوية للموضوعات وستأتي ترجمته في حديث (524).
(1)
ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(20/ 9 - 13) وقال: "الشيخ العالم المحدِّث المُفيد المعمَّر مُسْنِدُ خُرَاسَان. . . روى الكثير، واسْتَمْلَى على جماعة، وخرَّج، وجَمَعَ، وانتقى لنفسه السُّباعيَّات، وأشياء تدلُّ على اعتنائه بالفنِّ، وما هو بالماهر فيه، وهو واهٍ مِنْ قِبَلِ دينه". وتوفي عام (533 هـ).
(2)
صُحِّفَ في "اللآلئ" إلى: "عليك" بالكاف. والتصويب من "الإكمال"(3/ 151)، و"تبصير المنتبه"(3/ 966)، و"الميزان"(1/ 119).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 315)، من طريق مَسَرَّة بن عبد اللَّه الخادم، ومحمد بن السَّرِيّ التَّمَّار، عن أحمد بن عِصْمَة، عن إسحاق بن رَاهُوْيَه، به
(1)
.
قال ابن الجَوْزي: "والتَّمَّار قد أنكروا عليه شيئًا، ولا صحة لهذا الحديث".
أقول: في إسناده كذلك (مَسَرَّة بن عبد اللَّه الخادم أبو شاكر) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (166).
وله شاهد من حديث أبي هريرة، ذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 293 - 294)، وعزاه للخطيب
(2)
من طريق محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي، حدَّثنا هشام بن عمَّار، عن
(3)
صَدَقةَ بن خالد، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشُّعَيْثي
(4)
، حدَّثنا مكحول، عن عوف بن مالك الأشجعي، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"ليلة ولد أبو بكر الصديق تباشرت الملائكة، واطلع اللَّه إلى جَنَّة عَدْنٍ فقال: وعزتي وجلالي لا أُدخلها إلَّا من أحبَّ هذا المولود الذي وُلِدَ الليلة".
أقول: ذكره السُّيُوطيُّ ولم يتكلَّم عليه بشيء، وتعقَّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 344) فقال:"أخرجه الخطيب من طريق الأُشْنَانِي، ولعله مِنْ عَمَلِهِ".
(1)
في "الموضوعات" خلط في الأسانيد، صوبته من "اللآلئ"(1/ 293)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 343).
(2)
أقول: حديث أبي هريرة هذا ليس في "تاريخ بغداد"، فلعله في كتاب آخر من كتب الحافظ الخطيب رحمه الله.
(3)
سقطت كلمة "عن" في "اللآلئ المصنوعة".
(4)
صُحِّفَ في "اللآلئ" إلى "الشعيشي". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 304)، و"التقريب"(2/ 180).
و (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَاني أبو بكر): "كان كذَّابًا يضع الحديث" كما قال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد"(5/ 439). وستأتي ترجمته في حديث (822).
* * *
390 -
حدَّثنا ابن البَادَا -إملاءً- قال: حدَّثني أبو بكر محمد بن مُزَاحِم ابن القاسم الدَّلَّال -من حفظه، في سوق الصَّفَّارين بباب الطاق-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن جَرِير الطبري، حدَّثنا سفيان بن وكيع بن الجَرَّاح، حدَّثنا أزهر بن سعد السَّمَّان، حدَّثنا ابن عون قال:
قال عمرو بن سعيد: قال أبو طالب: كنت مع ابن أخي صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المَجَاز، فعطشت، فقال لي:"يا عَمّ أَعَطْشَانٌ أنت"؟ قلت: نعم. فَرَكَلَ الأرض بِرِجْلِهِ فنبع الماء، فقال:"اشْرَبْ يا عَمّ". قال: فشربتُ. فقال: "أرويت يا عمّ"؟ قلت: نعم.
(3/ 312) في ترجمة (محمد بن مُزَاحِم بن القاسم الدَّلَّال أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو مرسل أولًا، (عمرو بن سعيد القُرَشي -ويقال الثَّقَفي- البَصْري أبو سعيد): تابعي ثقة. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 1034 - 1035) -مخطوط-، و"التهذيب"(8/ 39)، و"التقريب"(2/ 70).
وثانيًا: في إسناده (سفيان بن وكيع بن الجرَّاح الرُّؤاسي الكوفي أبو محمد) وهو ضعيف، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 355). وقال: "يتكلَّمون فيه لأشياء لَقَّنُوه".
2 -
"سؤالات البَرْذَعي لأبي زُرْعَة الرَّازي"(2/ 404) قال البَرْذَعي: "قلت لأبي زُرْعَة: سفيان بن وكيع كان يتَّهم بالكذب؟ قال: الكذب بس! ثم قال لي أبو زُرْعَة: كتبت عنه شيئًا؟ قلت: لا. قال: استرحت".
3 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 95 قال الآجُرِّي: "حضرت أبا داود يُعْرَضُ عليه الحديث من مشايخه فَعُرِضَ عليه حديثٌ عن سفيان بن وكيع، فأبى أن يسمعه".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 132 رقم (304) وقال: "ليس بشيء".
5 -
"الجرح والتعديل"(4/ 231 - 232) وفيه عن أبي زُرْعَة: "لا يُشْتَغَلُ به. قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلًا صالحًا. قيل له: كان يتَّهم بالكذب؟ قال: نعم. وقال أبو حاتم: "ليِّن".
وذكر ابن أبي حاتم خبرًا طويلًا خلاصته أنَّ (سفيان) قد ابتلي بورَّاقٍ له كان يُدْخِلُ عليه ما ليس من حديثه، ونُبِّه إلى ذلك، فأظهر الاستجابة أولًا ثم عاد إلى ما كان عليه فبطل الشيخ.
6 -
"المجروحين"(1/ 359) وقال: "كان شيخًا فاضلًا صدوقًا إلَّا أنَّه ابتلي بورَّاق سوء كان يُدْخِلُ عليه الحديث، وكان يثق به فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك".
7 -
"الكامل"(3/ 1253 - 1254) وقال: "إنَّما بلاؤه أنَّه كان يَتَلَقَّنُ ما لُقِّنَ، ويقال: كان له ورَّاق يلقِّنه من حديث موقوف يرفعه، وحديث مرسل فيوصله، أو يُبَدِّل في الإسناد قومًا بدل قوم".
8 -
"المُجَرِّد في أسماء رجال سنن ابن ماجه" للذَّهَبِيّ ص 212 رقم (1727) وقال: "ليس بحجَّة".
9 -
"الكاشف"(1/ 302) وقال: "ضعيف".
10 -
"التقريب"(1/ 312) وقال: "كان صدوقًا، إلَّا أنَّه ابتلي بورَّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فَنُصِحَ فلم يقبل، فسقط حديثه، من العاشرة"/ ت ق.
وثالثًا: أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن مُزَاحِم الدَّلَّال) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ترجم له.
و(ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن أَرْطَبَان البَصْري): ثقة ثَبْتٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1336).
و(ابن البَادَا) هو (أحمد بن عليّ بن الحسن أبو الحسن)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (4/ 322): وقال: "كان ثقةً فاضلًا، من أهل القرآن والأدب، وينتحل في الفقه مذهب مالك". توفي عام (420 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 152 - 153) عن إسحاق بن يوسف الأزرق، أخبرنا عبد اللَّه بن عَوْن، عن عمرو بن سعيد:"أنَّ أبا طالب قال: كنت بذي المَجَاز ومعي ابن أخي -يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأدركني العطش فشكوت إليه فقلت: يا ابن أخي قد عطشت، وما قلت له ذاك وأنا أرى أنَّ عنده شيئًا إلَّا الجَزَع، قال: فثنى وَرِكَهُ ثم نَزَلَ فقال: يا عَمّ أَعَطِشْتَ؟ قال قلت: نعم، قال: فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا بالماء، فقال: اشْرَبْ يا عَمّ، قال: فشربتُ".
أقول: رجال إسناده ثقات، إلَّا أنَّه مرسل.
* * *
391 -
حدَّثنا محمد بن المُحَسِّن الزَّيَّات -في سوق أصحاب السقط-، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا عبد الجبَّار بن العلاء، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن مِسْعَر، عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني، عن القاسم بن عبد الرحمن،
عن عبد اللَّه بن مسعود، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تضطروا النَّاس بأَيْمَانِهِمْ إلى ما لا يَعْلَمُونَ".
(3/ 313) في ترجمة (محمد بن المُحَسِّن بن قريش الزَّيَّات أبو البركات).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه انقطاع بين (القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود) وبين جَدِّه (عبد اللَّه بن مسعود)؛ قال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(8/ 321) في ترجمة (القاسم): "روى عن أبيه وعن جَدِّه مرسلًا". وهو إمام مجتهد ثقة عابد، وكان قاضيًا على الكوفة، خرَّج له البخاري وأصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (120 هـ) أو قبلها. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 195 - 196)، و"التهذيب"(8/ 321 - 322)، و"التقريب"(2/ 118).
و (أبو إسحاق الشَّيْبَاني) هو (سليمان بن أبي سليمان الكوفي): ثقة حجَّة عند جميعهم كما قال الإِمام ابن عبد البَرّ. وستأتي ترجمته في حديث (575).
و (مِسْعَر) هو (ابن كِدَام بن ظُهَيْر الهِلالي الكوفي أبو سَلَمَة): حافظ ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 216) من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به.
ورواه عبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(8/ 494) رقم (16030) عن سفيان الثَّوْري، عن سليمان الشَّيْبَاني، عن القاسم بن عبد الرحمن مُرْسَلًا.
ورواه أبو داود في "مراسليه" ص 204، من طريق أبي إسحاق الفَزَارِي، عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني، عن القاسم بن عبد الرحمن مُرْسَلًا أيضًا.
* * *
392 -
حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ -في سنة ثمان وأربعمائة-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبيد الحافظ -إملاءً في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة- قال: حدَّثني محمد بن نصر أبو الأخوص -في سنة سبعين ومائتين-، حدَّثنا يعقوب بن القاسم، حدَّثنا عبد الرزاق، عن المُعْتَمِر بن سليمان، عن القاسم بن الفضل الحُدَّانِيّ، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البَخْتَرِيّ،
عن عثمان قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقال له عمَّار وهو يُعَذَّبُ: هكذا الدَّهْرُ أبدًا. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لآل ياسرٍ، مَوْعِدُكُم الجَنَّةُ".
(3/ 314) في ترجمة (محمد بن نصر بن سليمان الأَثْرَم المُخَرِّمِي أبو الأخوص).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.
فهو منقطع أولًا بين (أبي البَخْتَرِيّ سعيد بن فيروز الطائي الكوفي) وبين (عثمان بن عفَّان)، فإنَّه لم يسمع منه. وهو ثقة كثير الإرسال، خرَّج له الستة، وتوفي عام (83 هـ). انظر ترجمته في:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 66 و 68، و"تهذيب الكمال"(11/ 32 - 35)، و"التهذيب"(4/ 72 - 73)، و"التقريب"(1/ 303).
وهو ثانيًا مضطرب، وقد بَيَّن اضطرابه الإِمام الناقد الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(3/ 33 - 34)، فقال بعد أن ذكره مطوَّلًا بزيادة ليست في حديث الخطيب تتعلق بفضل قُرَيْشٍ من قول عثمان رضي الله عنه:"يرويه عمرو بن مُرَّة، واختلف عنه. فرواه الأعمش وشُعْبَة عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجَعْد مختصرًا. ورواه القاسم بن الفضل عن عمرو بن مُرَّة، واختلف عنه. فقال أبو داود الطَّيَالِسِي: عن القاسم بن الفضل عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجَعْد. وخالفهم مُعْتَمِر بن سليمان فرواه عن القاسم بن الفضل عن عمرو بن مُرَّة عن أبي البَخْتَرِي عن سلمان. ووهم فيه، قال ذلك عبد الرزاق عن مُعْتَمِر".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "لا أعلم روى هذا الحديث هكذا عن القاسم بن الفضل غير مُعْتَمِر بن سليمان وعنه عبد الرزاق. ورواه مسلم بن إبراهيم عن القاسم بن الفضل عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجَعْد عن عثمان. وتابع مَسْلَمَة: أبو داود الطَّيَالِسِي وعبد اللَّه بن بكر السَّهْمِي فروياه كذلك عن القاسم. ورواه الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجَعْد عن عثمان، حدَّث به عن الأعمش هكذا: منصور بن أبي الأسود. وهذا القول يشدُّ رواية مسلم بن إبراهيم ومن تابعه. وقيل أيضًا: عن الأعمش عن سالم من غير ذِكْرٍ لعمرو بن مُرَّة. ورُوي عن الأعمش فيه قول آخر. والحديث في الأصل مضطرب، فاللَّه أعلم".
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(1/ 410): "رواه جعثم
(1)
بن سليمان، عن القاسم الحُدَّاني، عن عمرو بن مُرَّة فقال: عن أبي البُخْتَرِي بدل سالم، عن سلمان بدل عثمان. وله إسناد آخر ليِّن، وآخر غريب".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 62) عن عبد الصمد، حدَّثنا القاسم بن
(1)
هكذا في "السِّيَر": "جعثم". والظَّاهر أنَّه تصحيف عن "مُعْتَمِر"، واللَّه أعلم.
الفضل
(1)
، حدَّثنا عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن عثمان بن عفَّان مطوَّلًا بنحوه.
ورواه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 248 - 249) عن مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن الهيثم أبو قَطَن، قالا: أخبرنا القاسم بن الفضل، أخبرنا عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن عثمان بن عفَّان قال: أقبلتُ أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم آخذٌ بيدي نتماشي في البطحاء حتى أتينا على أبي عمَّار وعمَّار وأمّه وهم يُعَذَّبُونَ، فقال ياسر: الدَّهْرُ هكذا، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اصْبِرْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لآل ياسرٍ وقد فَعَلْتَ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 609 - 610) -مخطوط- من طريق أبي قَطَن عمرو بن الهيثم، ومسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، عن القاسم بن الفضل، به، بمثل رواية ابن سعد السابقة.
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 343)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 610) -مخطوط-، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن عثمان قال:"كنت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فمر بعمَّار بن ياسر وأمّه وأبيه يعذَّبون فقال: "اصْبِرُوا آل ياسرٍ فإنَّ مَوْعِدَكُمْ الجَنَّةُ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 609) -مخطوط- من طريق حسين بن عيسى بن زيد، عن الأعمش، عن سالم، عن عثمان، بمثل الرواية السابقة، لم يذكر (عمرو بن مُرَّة) بين (الأعمش) و (سالم).
أقول: الحديث من الطرق المتقدمة جميعًا: منقطع؛ فإنَّ (سالم بن
(1)
صُحِّفَ في "المسند" إلى: "الفضيل". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 116)، و"التقريب"(3/ 119).
أبي الجَعْد -رافع- الغَطَفَانِيّ الأَشْجَعِي الكوفي) لم يسمع من (عثمان بن عفَّان) رضي الله عنه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 70 نقلًا عن أبي زُرْعَة الرَّازي: "سالم بن أبي الجَعْد عن عمر، وعثمان، وعليّ، مرسل". وهو ثقة كثير الإرسال، خرَّج له الستة، وتوفي عام (97) أو (98) للهجرة. وانظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(10/ 130 - 133)، و"التهذيب"(3/ 432 - 433)، و"الكاشف"(1/ 370)، و"التقريب"(1/ 279).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 293) بعد أن عزاه لأحمد مختصرًا: "ورجاله رجال الصحيح".
وقال في (7/ 222) منه بعد أن عزاه لأحمد مطوَّلًا: "ورجاله رجال الصحيح إلَّا أنَّه مُنْقَطِعٌ".
وعزاه في (9/ 393) للطبراني، بمثل لفظ رواية منصور بن أبي الأسود عن الأعمش، وقال:"ورجاله ثقات".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 648): "وأخرج الحارث في "مسنده"، والحاكم أبو أحمد، وابن مَنْدَه، من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجَعْد عن عثمان وهو مُنْقَطِعٌ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 610 - 611) -مخطوط- من طريق عبد الرزاق، عن المُعْتَمِر بن سليمان، عن القاسم بن الفضل، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البُخْتَرِي، عن سلمان -يعني الفارسي- مرفوعًا بمثل رواية الخطيب عن أبي البَخْتَرِيّ عن عثمان.
وقد تقدَّم ما في هذا الطريق من اضطراب.
ورواه عقبه من طريق سليمان بن قَرْم، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن عثمان، بمثل رواية منصور بن أبي الأسود عن الأعمش المتقدِّمة.
و (سليمان بن قَرْم الضَّبِّي): سيء الحفظ. وقال أبو زُرْعَة وغيره: ليس بذاك. وستأتي ترجمته في حديث (423).
وفيه كذلك عنعنة الأعمش وهو مدلِّس، بل إنَّ أبا حاتم الرَّازي يقول -كما في "المراسيل" لابنه ص 73 - : إنَّ الأعمش قد روي عن عبد الرحمن ولم يسمع منه.
أقول: وهذا الطريق لم يشر إليه الدَّارَقُطْنِيّ أو الخطيب أو الذَّهَبِيّ فيما تقدَّم عنهم، فالحمد للَّه على توفيقه.
والحديث رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 388 - 389)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 304 - 305) رقم (1531)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 611) -مخطوط-، من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدَّسْتَوَائِيّ، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بعمَّار بن ياسر وأهله وهم يُعَذَّبون فقال:"أبشروا آل عمَّار وآل ياسر، فإنَّ مَوْعِدَكُمْ الجَنَّةُ".
ولفظ الطبراني: "أبشروا آل ياسر، مَوْعِدَكُمْ الجَنَّةُ".
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 293): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المُقَوِّم وهو ثقة".
* * *
393 -
أخبرني إبراهيم بن مَخْلَد، حدَّثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن نصر الأَدَمِيّ، حدَّثنا نوح بن حَبِيب القُوْمِسِيّ، حدَّثنا عبد الملك بن هشام الذَّمَارِيّ، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [سورة الهمزة: الآية 3].
(3/ 315) في ترجمة (محمد بن نصر بن صهيب الأَدَمِيّ أبو بكر، ويعرف بابن أبي الشُّجاع).
مرتبة الحديث:
في إسناده ضعف. وقد رُوي من طريق آخر حسن.
ففيه (أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي أبو بكر) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(1/ 129): "ليَّنه الدَّارَقُطْنِيُّ وقال: كان متساهلًا. ومشَّاه غيره". وستأتي ترجمته في حديث (500).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن نصر الأَدَمِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على مَنْ ذكره بذلك.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 81) رقم (6298)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 256)، من طريق نوح بن حَبِيب القُوْمِسِيّ، عن عبد الملك بن هشام الذَّمَارِيّ
(1)
، به.
وزاد الحاكم فيه: "بكسر السين"، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" بقوله: "عبد الملك: ضعيف".
أقول: تضعيف الذَّهَبِيِّ لـ (عبد الملك) موضع نظر. وسبب تضعيفه له، ظنه أنَّ (عبد الملك بن هشام -ويقال: عبد الرحمن- الذَّمَارِيّ) هو ذات
(1)
تَصَحَّفَ في "صحيح ابن حِبَّان" إلى: "الرمادي".
(عبد الملك بن عبد الرحمن الشَّامي)، فإنَّه يقول في كتابه "المغني" (2/ 406):"عبد الملك بن عبد الرحمن، شاميٌّ نزل البَصْرَة، عن الأوزاعي، كذَّبه الفَلَّاس. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: هو الذَّمَاري إن شاء اللَّه، صويلح. قال الدَّارَقُطْنِيّ: ليس بقوي".
وهذا وَهَمٌ منه رحمه الله، فـ (الذَّمَاري) غير (الشَّامِيّ)، وهما اثنان من طبقة واحدة، وكلاهما قد روى عنه عمرو بن عليّ الفَلَّاس، وقد وثَّقَ الفَلَّاس (الذَّمَارِيَّ)، وضَعَّفَ (الشَّامِيَّ). وقد أبان عن هذا وجلَّاه الحافظ ابن حَجَر في "تهذيب التهذيب" (6/ 400 - 402) في ترجمة (عبد الملك بن عبد الرحمن -ويقال: ابن هشام، ويقال: ابن محمد- الذَّمَاري أبو هشام). وبيَّن أنَّ الذي ضُعِّفَ هو (الشَّامِيّ). أمَّا (الذَّمَارِيّ) فقد ذكر فيه التالي: "قال فيه أبو حاتم: شيخ. ولم يذكر فيه البخاري في "التاريخ" جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، ووثَّقه عمرو بن عليّ، وقال فيه أحمد بن حنبل فيما حكاه السَّاجي عنه: كان يُصَحِّفُ ولا يحسن يقرأ كتابه، وعلَّق البخاري في أول الجنائز أثرًا ذكره فيه ضمنًا".
وقال ابن حَجَر عن (الذَّمَارِيّ) في "التقريب"(1/ 520): "صدوق، كان يُصَحِّفُ، من التاسعة"/ د س.
وقال عن (الشَّامِيّ) عقبه: "ضعيف من التاسعة أيضًا، ووهم من خلطه بالذي قَبْلَهُ"/ تمييز.
وعزاه في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 624) إلى ابن مَرْدُويَه أيضًا، وقال:"بكسر السين -يعني قوله تعالى: {يحسب} -. وهي في المُصْحَف بالفتح".
قال الصفاقسي في "غيث النفع في القراءات السَّبْع" ص 394: " {يحسب} قرأ الشَّامي وعاصم وحمزة بفتح السين، والباقون بالكسر".
وممَّا يجدر التنبيه عليه، أنَّ أبا داود قد أخرج هذا الحديث في "سننه"(3/ 291) رقم (3995) في كتاب الحروف والقراءات، من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذَّمَاري، عن سفيان، به، لكن بلفظ:"رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ: {أَيَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} ". بزيادة ألف الاستفهام، وهو ممَّا يخالف رواية من رواه ممن تقدَّم. وإثبات هذه الزيادة مختلف فيه بين نسخ "سنن أبي داود" الخطية كما فصَّله العَلَّامة السَّهَارَنْفُورِيّ في كتابه "بذل المجهود في حَلِّ أبي داود"(16/ 324)، ومالَ إلى عدم إثباتها، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
394 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن نصر بن حُمَيْد البزَّاز البغدادي، حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح الأَزْدِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللَّه الفَزَاري، حدَّثنا شَيْبَان النَّحْوي، عن قَتَادَة، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُنْزِلَتْ عليَّ آية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [سورة الأحزاب: الآية 45] قال: شاهدًا على أُمَّتِكَ، ومُبَشِّرًا بالجنَّة، ونذيرًا من النَّار، وداعيًا إلى شهادة أَنْ لا إله إلَّا اللَّه، {بِإِذْنِهِ} بأمره، {وَسِرَاجًا مُنِيرًا} بالقرآن".
(3/ 319) في ترجمة (محمد بن نصر بن حُمَيْد الوَازِع البزَّاز).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللَّه الفَزَاري العَرْزَمِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(5/ 282) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقوي".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 91) وقال: "يُعْتَبَرُ حديثه من غير روايته عن أبيه". وتوفي عام (180 هـ).
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 275 رقم (339) وقال: "أخو إسحاق، وإسحاق متروك أيضًا".
4 -
"اللسان"(3/ 428 - 429) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ". ثم ذكر ما تقدَّم عن أبي حاتم وابن حِبَّان.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن نصر بن حُمَيْد البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 312) رقم (11841) مطوَّلًا، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 92): "رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللَّه
(1)
العَرْزَمِيّ وهو ضعيف".
وعزاه السُّيوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(6/ 624) إلى ابن أبي حاتم، وابن مَرْدُوْيَه، وابن عساكر، من حديث ابن عبَّاس أيضًا.
* * *
395 -
أنبأنا أبو بكر البرقَانِي، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن حمدان النَّيْسَابُوري -بخُوارِزْم-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني -بنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن حَجَّاج المَرُّوذِيّ، حدَّثنا
(1)
تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى: "عبد اللَّه". والتصويب من "المعجم الكبير"(11/ 312)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
محمد بن نوح -وأثنى عليه أحمد بن حنبل خيرًا- قال: حدَّثنا إسحاق بن الأَزْرَق، عن عبيد اللَّه، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ أُمَّةٍ إلَّا بَعْضُهَا في الجنَّةِ وبَعْضُهَا في النَّارِ، إلَّا أُمَّتِي فإنَّها في الجنَّةِ".
(3/ 322) في ترجمة (محمد بن نوح بن ميمون العِجْلي، المعروف والده بالمضروب).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا (عبد اللَّه بن محمد بن حمدان النَّيْسَابُوري أبو محمد) و (أبو بكر أحمد بن محمد الصَّيْدَلانِي)، فإنِّي لم أقف على من تَرْجَمَ لهما في كُلِّ ما رجعت إليه.
و(عبيد اللَّه) هو (ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَرِي أبو عثمان)، وهو حافظ ثقة ثَبْتٌ مُجَوِّدٌ، خرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة بضع وأربعين ومائة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 304 - 307)، و"التهذيب"(7/ 38 - 40)، و"التقريب"(1/ 537).
وقد ورد التصريح بأنَّه (ابن عمر العُمَرِي) عند الطبراني في "الصغير"(1/ 232)، و"الأوسط"(2/ 497)، وعند الخطيب في "تاريخه"(13/ 129).
وقال الحافظ الخطيب قبل روايته له: "وروي -يعني محمد بن نوح العِجْلي- عن إسحاق بن يوسف الأَزْرَق حديثًا غريبًا".
وقال عقب روايته له نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد بهذا الحديث إسحاق الأَزْرَق، ولم يحدِّث به غير محمد بن نوح المضروب، وتفرَّد به عنه أبو بكر المَرُّوْذِيّ".
وسيأتي في التخريج أنَّ الطبراني في "الأوسط" قد رواه عن أحمد بن محمد بن الحجَّاج، عن محمد بن نوح، به. وهو إسناد صحيح.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 232) -وعنه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 376 - 377) -، عن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم، عن أحمد بن محمد بن الحجَّاج، عن محمد بن نوح، به.
ورواه في "المعجم الأوسط"(2/ 497) رقم (1858) عن أحمد بن محمد بن الحجَّاج، عن محمد بن نوح
(1)
، به، من دون واسطة شيخه (عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم).
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن عبيد اللَّه إلَّا إسحاق".
وقال في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن عبيد اللَّه إلَّا إسحاق، ولا عن إسحاق إلَّا محمد، تفرَّد به أحمد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 69): "رواه الطبراني في "الصغير"، و"الأوسط"، وفيه أحمد بن محمد بن الحجَّاج بن رِشْدِين وهو ضعيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 301 - 302) من طريقين كلاهما عن الخطيب في "تاريخه"(9/ 377) و (13/ 129)، عن أحمد بن محمد بن الحجَّاج، عن محمد بن نوح، به. وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن عدي: أحمد بن محمد بن الحجَّاج كذَّبوه، وأُنْكِرَت عليه أشياء".
أقول: إعلالُ ابن الجَوْزِيّ والهَيْثَمِيّ الحديثَ بـ (أحمد بن محمد بن الحجَّاج بن رِشْدِين)، خطأٌ، فإنَّ الذي في الإسناد هو (أحمد بن محمد بن الحجَّاج
(1)
سقط من "المعجم الأوسط" قوله: "محمد بن".
المَرُّوذِيِّ البغدادي أبو بكر): الإِمام الحافظ الثقة
(1)
. وليس هو (أحمد بن محمد بن الحجَّاج بن رِشْدِين المِصْري أبو جعفر): الذي كذَّبه بعضهم وضَعَّفه آخرون، والذي سبقت ترجمته في حديث (201).
ولا أدري كيف خفي هذا على ابن الجَوْزي والهَيْثَمِيّ، مع أنَّ الخطيب قد صرَّح عند سياقه للإسناد بأنَّه (المَرُّوْذِيّ أبو بكر)، والطبراني قد صرَّح في "المعجم الصغير" بأنَّه (البغدادي).
ولم يتعقَّب محقق "العلل المتناهية" كلام ابن الجَوْزِيّ!
وإسناد الطبراني في "الأوسط" صحيح، رجاله كلُّهم ثقات.
أما إسناده في "الصغير"، فإنَّ رجاله كلَّهم ثقات أيضًا عدا شيخه (عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم)، فإنَّ الخطيب قد ترجم له في "تاريخه"(9/ 376 - 377) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
ولا يضير هذا، فإنَّ الطبراني كما تقدَّم، قد رواه عن شيخ شيخه هذا من دون واسطته.
وقد تابع (الطبرانيَّ) و (عبدَ اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم): (المظفَّرُ بن السَّرِيِّ الكاتب أبو الطيِّب) عند الخطيب في "تاريخه"(13/ 128 - 129). وسيأتي برقم (1987).
و(المظفَّر) هذا لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما تابعهم (أحمد بن عبد اللَّه الحذَّاء) عند الذَّهَبِيّ في "سِيرَ أعلام النبلاء"(13/ 176).
(1)
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(4/ 423 - 425)، و"السِّيَر"(13/ 173 - 176).
ولم أقف على ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه الحذَّاء) هذا في كلِّ ما رجعت إليه، لكن مخرِّج أحاديث كتاب "السِّيَر" الشيخ الفاضل شعيب الأرنؤوط قد قال عن إسناد الذهبي هذا:"رجاله ثقات". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
مُشْكِلُ الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 470 - 471): "قال المظهر: هذا مُشْكِلٌ، إذ مفهومه أن لا يعذَّبَ أحدٌ من أُمَّته حتى أهل الكبائر. وقد وَرَدَ أنَّهم يُعَذَّبُونَ، إلَّا أنَّه يُؤولُ بأنَّه أراد بأُمَّتِهِ هنا: من اقتدى به كما ينبغي، واختصاصهم من بين الأمم بعناية اللَّه ورحمته، وأنَّ المصائب في الدُّنْيَا مُكَفِّرة لهم".
* * *
396 -
حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد بن حفص، حدَّثنا محمد بن نوح بن سعيد بن دينار المؤذِّن، حدَّثني أبي، حدَّثنا عبد الصمد بن عليّ، عن أبيه،
عن جَدِّه ابن عبَّاس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم راكبًا إذ التفت فنظر إلى العبَّاس فقال: "يا عبَّاس" قال: لَبَّيْكَ يا رسول اللَّه. فقال: "يا عَمَّ النَّبِيِّ إنَّ اللَّه ابتدأ بي الإسلام، وسيختمه بغُلامٍ مِنْ وَلَدِكَ، وهو الذي يتقدَّمُ لعيسى بن مريم".
(3/ 323 - 324) في ترجمة (محمد بن نوح بن سعيد بن دينار المؤذِّن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن نوح بن سعيد المؤذِّن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 323 - 324) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"المغني"(2/ 640) وقال: "شيخ لابن مَخْلَد العطَّار، بخبرٍ باطلٍ في المهدي". يشير إلى حديثه هذا. وقد وقع فيه "المؤدِّب" بدلًا من "المؤذِّن".
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 57) وقال: "شيخ لابن مَخْلَد العطَّار بخبرٍ باطلٍ في ذِكْرِ المهدي، رواه عن أبيه نوح بن سعيد -مجهول-. . . ". وذكر الحديث، ثم قال:"ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ".
4 -
"لسان الميزان"(5/ 408) وأقرَّ فيه حُكْمَ الذَّهَبِيِّ على الحديث بالوضع.
كما أنَّ فيه (نوح بن سعيد بن دينار المؤذِّن)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان" (6/ 173) ونقل قول الذَّهَبِيّ السابق فيه:"مجهول". وقد صُحِّفَ فيه "سعيد" إلى "سعد".
وفيه أيضًا: (عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس الهاشمي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (274).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 375) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (2/ 378) منه: إسناده لا بأس به! !
أقول: وهذا منتقد بما تقدَّم من بيان علله، وهو موضوع، فكيف يكون إسناده لا بأس به! ولم يتعقبه محقق "العلل" بشيء!
وله شاهد بنحوه من دون آخره: "وهو الذي يتقدَّم لعيسى بن مريم"، رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي في "فوائده" -المشهورة باسم "الغَيْلَانِيَّات" - (1/ 254) رقم (316)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 175، عن محمد بن يونس القُرَشي، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الشَّقَرِي، حدَّثنا
خَلَفَ بن خليفة، عن هاشم، عن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن عليّ قال: لقي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم العبَّاس يوم فتح مكَّة وهو على بغْلَتِه الشَّهْبَاء، فقال:"يا عمّ ألَّا أَحْبُوكَ". قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه تعالى فتحَ هذا الأمر بي ويختمه بولدكَ".
وهو شاهدٌ تالفٌ أيضًا، ففيه (محمد بن يونس القُرَشِي) وهو (الكُدَيْمِي): متروك، وكذَّبه أبو داود وابن حِبَّان وابن عدي والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم، وستأتي ترجمته في حديث (446).
فقول محقق "الغَيْلَانِيَّات": إسناده ضعيف، فيه محمد بن يونس القُرَشِي ضعيف، وفيه إبراهيم بن سعيد الشَّقَري لم أجد من ترجمه". موضع نظر لما بَيَّنْتُ، واللَّه أعلم.
* * *
397 -
حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا محمد بن الحسن بن زياد المُقْرئ، حدَّثنا محمد بن النَّضْر العَسْكَري -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن عيسى بن أبي موسى الأَنْطَاكِي، حدَّثني محمد بن مصعب، عن الهيَّاج بن بِسْطَام، عن إسحاق،
عن أنس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَصْبَحَ لا يَنْوي ظُلْمَ أَحدٍ، أَصْبَحَ وقد غَفَرَ اللَّه له ما جَنَى".
(3/ 325) في ترجمة (محمد بن النَّضْر العَسْكَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (إسحاق) وهو (ابن مُرَّة)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 200)، و"المغني"(1/ 74)، ونقل عن أبي الفتح الأَزْدِيّ قوله فيه:"متروك الحديث".
كما أنَّ فيه (هَيَّاج بن بِسْطام التَّمِيمي البُرْجُمِي الهَرَوي أبو خالد) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 625 - 626) وقال: "ليس بشيء". وقال مُرَّةً: "ضعيف الحديث".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 242) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 37) ذكره في (باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعِّفونهم).
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 243 رقم (642) وقال: "ضعيف".
5 -
"الجرح والتعديل"(9/ 112) وفيه عن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يحتج به".
6 -
"المجروحين"(3/ 96) وقال: "كان مُرْجِئًا داعيةً إلى الإرجاء، وكان يروي المعضلات عن الثقات، ويخالف الأثبات فيما يرويه عن الثقات، فهو ساقط الاحتجاج به، وعند الاعتبار فإن اعتبر به معتبر أرجو أن لا يجرَّح في ذلك".
7 -
"الكامل"(7/ 2592 - 2593) وقال: "له أحاديث وفيما أمليتُ ممَّا لا يتابع عليه".
8 -
"تاريخ بغداد"(14/ 80 - 84) وفيه عن مَكِّي بن إبراهيم: "ما علمنا الهيَّاج إلَّا ثقةً صادقًا عالمًا. . . ". وقال أبو داود: "تركوا حديثه ليس بشيء". وقال صالح بن محمد جَزَرَة: "تركوا حديثه". وقال أيضًا: "منكر الحديث، ليس فيه معنى، لا يُكْتَبُ من حديثه إلَّا حديثين ثلاثة للاختبار، ولم أعلم أنَّه بكلِّ ذلك منكر الحديث حتى قدمت هَرَاة، فرأيت عند الهَرَويين حديثًا كثيرًا مناكير". وتعقَّبه أبو نُعَيْم بقوله: "تلك المناكير التي رواها صالح بن محمد بِهَرَاة من حديث الهيَّاج ليس الذنب فيها للهيَّاج، إنَّما الذنب فيها لابنه خالد، والحَمْلُ عليه فيها". وقال
يحيى بن أحمد بن زياد الهَرَوي: "كلُّ ما أُنْكِرَ على الهيَّاج من جهة ابنه خالد، فإنَّ الهيَّاج في نفسه ثقة". وكانت وفاته عام (177 هـ).
9 -
"التقريب"(2/ 325) وقال: "ضعيف، روى عنه ابنه خالد منكرات شديدة، من السابعة، مات سنة سبع وسبعين -يعني ومائة-"/ ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن النَّضْر العَسْكَري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه القُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 263) رقم (298) من طريق داود بن المُحَبَّر، عن الهيَّاج بن بِسْطَام، عن إسحاق بن مُرَّة، عنه، به.
و(داود بن المُحَبَّر بن قَحْذَم الطائي): متروك، وكذَّبه أحمد وصالح جَزَرة وابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (1264).
(وهيَّاج): ضعيف.
و(إسحاق بن مُرَّة): متروك، كما تقدَّم.
وقد تُوبعَ (هيَّاج بن بِسْطام)، حيث أخرجه الأَزْدِيّ من طريق عُيَيْنَة بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن مُرَّة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"مَنْ أصبحَ وهو لا يَهُمُّ بظُلْمِ أَحدٍ، غُفِرَ له ما اجْتَرَحَهُ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 375 - 376) بعد أن ذكره: "عُيَيْنَة ضعيف جدًّا".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 477) -مخطوط-، من طريق محمد بن هاشم، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن عمَّار بن عبد الملك، عن أبي بِسْطَام، عن أنس بن مالك مرفوعًا بمثل لفظ حديث الأَزْدي.
أقول: فيه (عمَّار بن عبد الملك)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 165) وقال:"عن بقيَّة. أتى بعجائب. قال الأَزْدي: متروك".
ومثله في "اللسان"(4/ 272) وذكر حديثه هذا.
وعزاه العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 344) إلى ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "النِّيَّة" بلفظ: "مَنْ أَصْبَحَ ولم يَهِمّ بظُلْمِ أَحَدٍ، غُفِرَ له ما اجْتَرَمَ". وقال العِرَاقي: "سنده ضعيف".
وعزاه المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 67) إلى الدَّيْلَمِيّ، والمُخَلِّص، والبَغَوي.
* * *
398 -
حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا محمد بن عمر بن محمد القاضي الحافظ، حدَّثني جعفر بن محمد أبو عبد اللَّه الحُسَيْني، حدَّثنا محمد بن نَهَار بن أبي المُحَيَّاة، حدَّثنا محمد بن يزيد الحَنَفي، حدَّثنا محمد بن فُضَيل، عن لَيْث، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المُهَاجرينَ والأنصارَ أن يَصُفُّوا صَفَّيْنِ، ثم أخذ بيد عليّ وبيد العبَّاس، ثم مشى بينهم، ثم ضحك النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال له عليّ: ممَّ ضحكت يا رسول اللَّه؟ قال: "إنَّ جبريلَ أخبرني أنَّ اللَّه تعالى باهى بالمُهَاجرين والأنصار أهل السموات، وباهي بك يا عليُّ وبك يا عبَّاس أهل العَرشِ".
(3/ 328) في ترجمة (محمد بن نَهَار بن عمَّار بن أبي المُحَيَّاة التَّيْمِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ولوائح الوضع ظاهرة عليه.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن نَهَار بن عمَّار التَّيْمِيّ)، وقد نقل الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"ضعيف". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 407 - 408) وذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ هذا، وأفاد أنَّه قاله في كتابه "غرائب مالك".
كما أنَّ في إسناده (ليث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم) وهو ضعيف أيضًا، وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
وفيه كذلك (محمد بن يزيد الحَنَفِي) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 69) وقال: فيه جَهَالة.
وفيه أيضًا (محمد بن عمر بن محمد الجِعَابي القاضي أبو بكر) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 620): "مشهور محقِّق، لكنَّه رقيق الدِّين تالف". وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 778) -مخطوط-: "كان كثير: الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف". وستأتي ترجمته في حديث (410).
و(محمد بن فُضَيْل) هو (ابن غَزْوان الضَّبِّي الكوفي أبو عبد الرحمن)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 79):"ثقة شيعي". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 200 - 201): "صدوق عارف، رمي بالتشيع، من التاسعة"/ ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "الجرح والتعديل"(8/ 57 - 58)، و"تهذيب الكمال"(3/ 1259) -مخطوط-، و"تهذيب التهذيب"(9/ 405 - 406).
و(جعفر بن محمد العَلَوي الحَسَني أبو عبد اللَّه) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(7/ 204 - 205) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (2/ 127) وقال:"قال ابن النَّجَاشي في "شيوخ الشيعة": كان وجهًا في الطالبيين مقدَّمًا ثقة".
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في الحديث التالي رقم (399).
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(2/ 458) إلى ابن عساكر عنه. ولم أقف عليه عند غيره فيما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
399 -
حدَّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا محمد بن الوليد البُسْرِي، حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شُعْبَة، عن حُصَيْن، عن مجاهد،
عن عبد اللَّه بن عمرو
(1)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَغِبَ عن سُنَّتي فَلَيْسَ مِنِّي".
(3/ 330) في ترجمة (محمد بن الوليد بن عبد الحميد القُرَشِي البُسْرِي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
صحيح.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات.
(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومِيّ المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام في القراءة والتفسير والعلم، ثقة حجَّة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (101) للهجرة، وذُكِرَ بَعْدُ. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 449 - 457)، و"التهذيب"(10/ 42 - 44)، و"الكاشف"(3/ 106)، و"التقريب"(2/ 229).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عمر". والتصويب من "الفقيه والمتفقه" للخطيب (1/ 144)، و"شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" لِلَّالِكَائي (1/ 97)، وغيرهما.
و (حُصَين) هو (ابن عبد الرحمن السُّلَمي الكوفي أبو الهُذَيْل): ثقة تغيَّر حِفْظُهُ بأَخَرَةٍ، وشُعْبَةُ ممَّن سَمِعَ منه قديمًا قَبْلَ أَنْ يتغيَّر، كما في "الكواكب النِّيَّرات" ص 136. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (188).
و(شُعْبَة) هو (ابن الحَجَّاج بن الوَرْد العَتَكي الوَاسِطي البَصْري أبو بِسْطَام): إمام حافظ حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (261).
و(محمد بن جعفر) هو (المَدَني البَصْري أبو عبد اللَّه الهُذْلِي، المعروف بغُنْدَر): حافظ مُجَوِّدٌ ثَبْتٌ. خرَّج له الستة، وتوفي عام (193 هـ) أو (194 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 98 - 102)، و"التهذيب"(9/ 96 - 98)، و"التقريب"(2/ 151).
التخريج:
رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(2/ 158)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 136).
ورواه مختصرًا بلفظ حديث الخطيب: ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 31) رقم (62)، واللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(1/ 97) رقم (139)، كلُّهم من طَريق هُشَيْم، حدَّثنا مُغيرة وحُصين، عن مجاهد، عنه، به.
ورواه اللَّالِكَائي عقبه رقم (140)، والخطيب في "الفقيه والمتفقِّه"(1/ 144) من طريق محمد بن الوليد، حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شُعْبَة، به مختصرًا.
وقد صَحَّ من حديث أنس بن مالك أيضًا، رواه مطَوَّلًا: البخاري في النكاح، باب الترغيب في النكاح (9/ 104) رقم (5063)، ومسلم في النكاح، باب استحباب النكاح. . . (2/ 1020) رقم (1401)، والنَّسَائي في النكاح، باب النهي عن التَّبَتُّل (6/ 60)، وأحمد في "المسند"(3/ 241 و 259 و 285).
ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 31) رقم (61)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 228)، عن أنس مختصرًا بلفظ حديث الخطيب.
* * *
400 -
أخبرني أبو طالب مَكِّي بن عبد الرزاق الجَرَيري قال: حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي -إملاءً-.
وحدَّثني أبو طالب يحيى بن عليّ الدَّسْكَريَ -لفظًا-، حدَّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن القاسم بن الغِطْريف -إملاءً- قال: حدَّثنا -وقال إبراهيم: أنبأنا- أبو بكر محمد بن حَمُّوْيَه بن عبَّاد السَّرَّاج، حدَّثنا محمد بن الوليد بن أَبَان البغدادي -زاد إبراهيم: بمكَّة، ثم اتفقا، قالا-: حدَّثنا إبراهيم بن صِرْمة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلتُ على آدم بخْصْلَتَيْنِ: كان شيطاني كافرًا فأعانني اللَّه عليه حتى أسلم، وكُنَّ أزواجي عونًا لي، وكان شيطان آدم كافرًا، وكانت زوجته عونًا له على خطيئته".
"ليس في حديث إبراهيم: له".
(3/ 331) في ترجمة (محمد بن الوليد بن أَبَان أبو عبد اللَّه -وقيل: أبو جعفر مولى بني هاشم-).
مرتبة الحديث:
موضوع. وقد صَحَّ من طرقٍ إثبات عِصْمَتِهِ صلى الله عليه وسلم من القَرِين.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الوليد بن أَبَان القَلانِسِي المُخَرِّمي البغدادي أبو عبد اللَّه -وقيل: أبو جعفر- مولى بني هاشم) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 113) وفيه عن أبي حاتم: "لم يكن يصدق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 136) وقال: "ربما أخطأ وأغرب".
3 -
"الكامل"(6/ 2287 - 2289) وقال: "يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون". وفيه عن أبي عَرُوبة الحسين بن أبي مَعْشَر: "كذَّاب".
4 -
"دلائل النبوة" للبيهقي (5/ 488) وقال: "هو في عِدَاد من يضع الحديث".
5 -
"تاريخ بغداد"(3/ 330 - 331) باسم (محمد بن الوليد بن أَبَان أبو عبد اللَّه -وقيل أبو جعفر- مولى بني هاشم). ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له عقبه باسم (محمد بن الوليد بن أَبَان القَلَانِسِي المُخَرِّمي أبو جعفر)(3/ 331 - 332)، وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"ضعيف".
6 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 59 - 60) وقال: "وقد فرَّق الخطيب بين (مولى بني هاشم) وبين (المُخَرِّمي). فاللَّه أعلم".
7 -
"اللسان"(5/ 417 - 418) وقد أقرَّ فيه الحافظُ ابن حَجَر، الذَّهَبِيَّ على عدم التفريق بينهما. وهو الظَّاهر واللَّه أعلم.
8 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِي ص 410 رقم (745).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن صِرْمة الأنصاري المَدَني أبو إسحاق)، وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 55) وقال: "يحدِّث عن يحيى بأحاديث ليست بمحفوظة. . . وفيها مناكير، وليس ممَّن يضبط الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 106 - 107) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
3 -
"الكامل"(1/ 251 - 252) وقال: "حدَّث عن يحيى بن سعيد
الأنصاري بنُسَخٍ لا يحدِّثُ بها غيره، ولا يتابعه أحدٌ على حديث منها". وقال:"عامَّةُ أحاديثه إمَّا أن تكون مناكير المَتْن أو تنقلب عليه الأسانيد، وبَيِّنٌ على أحاديثه ضعفه".
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 110 رقم (27).
5 -
"تاريخ بغداد"(6/ 103 - 104) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب خبيث يكذب على اللَّه وعلى رسوله".
6 -
"لسان الميزان"(1/ 69) وفيه عن عليّ بن الجُنَيْد: "محلُّه الصدق".
التخريج:
رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(5/ 488) من طريق إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي، أنبأنا أبو بكر محمد بن حَمُّوْيَه بن عبّاد السَّرَّاج، حدَّثنا محمد بن الوليد بن أَبَان أبو جعفر، حدَّثنا إبراهيم بن صِرْمة
(1)
، به.
قال البيهقي: "هذا رواية محمد بن الوليد بن أَبَان وهو في عِدَاد من يضع الحديث".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 175 - 176) عن الخطيب من طريقه الثاني، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأعله بـ (محمد بن الوليد)، ونقل قول ابن عدي والحسين بن أبي مَعْشَر المتقدِّمَيْنِ فيه.
وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفِرْدَوس"(3/ 123) رقم (4333) عن ابن عمر.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الخصائص الكبرى"(2/ 189) إلى أبي نُعَيْم.
(1)
صُحِّفَ في "دلائل النبوة" إلى: "صدقة". كما صُحِّفَ في "اللسان"(5/ 418) إلى: "مرتد". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في مرتبة الحديث.
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 146) رقم (2438) -من كشف الأستار-، من طريق إبراهيم بن صِرْمة، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا:"فُضِّلْتُ على الأنبياء بخَصْلَتَيْنِ: كان شيطاني كافرًا فأعانني اللَّه عليه حتى أسلم. ونسيت الخَصْلَةَ الأخرى".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 269): "رواه البزَّار، وفيه إبراهيم بن صِرْمة وهو ضعيف".
وقد صَحَّ في الحديث عِصْمَتُهُ صلى الله عليه وسلم من القَرين، فقد روى مسلم في "صحيحه" في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان. . . (4/ 2167 - 2168) رقم (2814)، وغيره، عن ابن مسعود مرفوعًا: "ما مِنْكُمْ مِنْ أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ. قالوا: وإيَّاكَ يا رسول اللَّه؟ قال: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانني عليه فَأَسْلَمَ
(1)
فلا يأْمُرُني إلَّا بخيرٍ".
ورواه عقبه رقم (2815) من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"مجمع الزوائد"(8/ 225).
قال القاضي عياض فيما نقله عنه النَّووي في "شرح صحيح مسلم": (17/ 158): "إنَّ الأُمَّة مجتمعة على عِصْمَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الشيطان، في جسمه وخاطره ولسانه".
* * *
(1)
قال النَّووي في "شرح صحيح مسلم"(17/ 157): "برفع الميم وفتحها، وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه أَسْلَمُ أنا من شَرِّه وفتنته. ومن فتح قال: إنَّ القرين أَسْلَمَ وصار مؤمنًا لا يأمرني إلَّا بخير. واختلفوا في الأرجح منهما، فقال الخطَّابي: الصحيح المختار: الرفع. ورجَّحَ القاضي عياض الفتح، وهو المختار، لقوله صلى الله عليه وسلم: "فلا يأمرني إلَّا بخير".
401 -
أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عِمْرَان، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا محمد بن الوليد القَلَانِسِي، حدَّثنا هارون بن مسلم الحِنَّائي، حدَّثنا همَّام بن يحيى، عن قَتَادة، عن يحيى بن أبي كثير،
عن عبد اللَّه بن أبي قَتَادة قال: رآني أبي وأنا أَغْتَسِلُ يومَ الجُمُعَةِ، فقال: يا بني أللجُمُعَةِ أم هو مِنْ جَنَابَةٍ؟ قلتُ: مِنْ جَنَابَةٍ. قال: أَعِدْ غُسْلًا آخَرَ، فإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنِ اغْتَسَلَ يومَ الجُمْعَةِ كانَ في طَهَارةٍ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى".
(3/ 331) في ترجمة (محمد بن الوليد بن أَبَانَ القَلَانِسِي المُخَرِّمي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد روي من طريق آخر حسن.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الوليد بن أَبَان القَلَانِسِي المُخَرِّمي مولى بني هاشم أبو عبد اللَّه -وقيل أبو جعفر-)، وقد اتَّهمه ابن عدي وأبو عَرُوبة الحسين بن أبي مَعْشَر بالكذب. وقال أبو حاتم:"لم يكن يصدق". وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (400).
التخريج:
رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 129 - 130) رقم (1760)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 263) رقم (1218)، من طريق محمد بن عبد الأعلى الصَّنْعَاني، حدَّثنا هارون بن مسلم صاحب الحِنَّاء، حدَّثنا أَبَان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عنه، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 282 - 283)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 212 - 213) رقم (968) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 298 - 299)، و"معرفة السنن والآثار"(2/ 132) رقم (2105)، من طريق سُرَيْج بن يونس، عن هارون بن مسلم، بمثل الإسناد الذي قبله.
قال ابن خُزَيْمَة: "هذا حديث غريب لم يروه غير هارون".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه، وهارون بن مسلم العِجْلي: شيخ قديم للبَصْريين يقال له الحِنَّائي، ثقة، قد روى عنه أحمد بن حنبل وعبد اللَّه بن عمر القَوَاريري". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 174) بعد أن عزاه إلى الطبراني في "المعجم الأوسط": "فيه هارون بن مسلم، قال أبو حاتم: فيه لين، ووثَّقه الحاكم وابن حِبَّان، وبقيَّة رجاله ثقات".
أقول: (هارون بن مسلم بن هُرْمُز العِجْلي صاحب الحِنَّاء أبو الحسين البَصْري) قد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 94) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 237).
3 -
"المستدرك" للحاكم (1/ 282) وقال: "ثقة".
4 -
"المغني"(2/ 705) وقال: "قال أبو حاتم: فيه لين. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: روى عنه سُويْد ونصر بن عليّ، ووثَّقه الحاكم".
5 -
"التقريب"(2/ 313) وقال: "صدوق، من التاسعة"/ تمييز.
فالظاهر أنَّ إسناده حسن.
ثم وجدت المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 497) يقول: "رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده قريب من الحسن".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 752) إلى أبي يعلى، والبَغَوي، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" وأبي الشيخ، والضياء المَقْدِسي.
* * *
402 -
حدَّثنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، حدَّثنا أحمد بن الفضل بن العبَّاس بن خُزَيْمَة، حدَّثنا محمد بن الوليد بن أَبَان العُقَيْلي أبو الحسن المِصْري، حدَّثنا هانئ بن المتوكِّل الإِسْكَنْدَرَاني قال: قلت لِحَيْوَة بن شُرَيح: أراكَ رجلًا صالحًا، وأراكَ مأوى للخير، وأراكَ تنتقل من مكان إلى مكان، ولست أرى عليك أثر غنًى بك! فقال حَيْوَةُ: ولِمَ سألتني عن هذا؟ فقلت: أردتُ أَنْ ينفعني اللَّه بك. فقال: حدَّثني الوليد بن أبي الوليد، عن شُفَيّ بن مَاتِع الأَصْبَحِي،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوحى اللَّه تعالى إلى عيسى عليه السلام: أَنْ يا عيسى انْتَقِلْ مِنْ مكانٍ إلى مكانٍ لئلا تُعْرَفَ فَتُؤْذَى، فوَعِزَّتي وجَلالِي لأُزَوِّجَنَّكَ ألفي حَوْرَاء، ولأُولِمَنَّ عليك أربعمائة عام".
(3/ 332) في ترجمة (محمد بن الوليد بن أَبَان بن حَيَّان العُقَيْلي المِصْري أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففيه (هانئ بن المتوكِّل الإِسْكَنْدَرَانِي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 102) وفيه عن أبي حاتم: "أدركته ولم أسمع منه". وذكر محققه أنَّه في نسخة: "لم أكتب عنه".
2 -
"المجروحين"(3/ 97) وقال: "كان يُدْخَلُ عليه لما كَبِرَ فيجيبُ، فكثر المناكير في روايته، فلا يجوز الاحتجاج به بحال".
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 291) وذكر الحديث في ترجمته، وقال: إنَّه من مناكيره. ووافقه في "اللسان".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 186 - 187) وفيه عن البزَّار قوله في "مسنده": "وأمَّا هانئ فقال ابن القطَّان: لا يُعْرَفُ حاله. كذا قال".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن الوليد بن أَبَان العُقَيْلِي المِصْري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 315) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه: بـ (هانئ بن المتوكِّل الإِسْكَنْدَرَاني) وذكر قول ابن حِبَّان السابق فيه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 336)، و"الاتحافات القدسية" للعلَّامة محمد المَدَني ص 200 رقم (555)، إلى ابن عساكر فحسب.
* * *
403 -
حدَّثنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، حدَّثنا عيسى بن حماد بن بشر الرُّخَجِي حدَّثنا محمد بن وَهْب بن الجرَّاح -المعروف بابن أبي تَرَّاس، سنة إحدى وثلثمائة-، حدَّثنا الحسن بن حمَّاد -سَجَّادَةُ الحَضْرمي-، حدَّثنا عطاء بن مسلم الخَفَّاف عن العلاء بن المُسَيَّب، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ابن عبَّاس قال: قُتِلَ قَتِيلٌ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يُدْرَى من قَتَلَهُ. فقام فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: "يُقْتَلُ قَتِيلٌ وأنا فيكم؟ فوالذي
نَفْسُ محمدٍ بيده لو أنَّ أهل السموات وأهل الأرض اجتمعوا على قَتْلِ مؤمنٍ أخذهم اللَّه، إلَّا أَنْ يشاء ذلك".
(3/ 334) في ترجمة (محمد بن وَهْب بن الجرَّاح، المعروف بابن أبي تَرَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ورد من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لو أنَّ أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمنٍ لأَكبَّهُمُ اللَّه في النَّار". وهو حديث حسن. وسيأتي برقم (1743).
ففي إسناده (عطاء بن مسلم الخَفَّاف الكوفي الحَلَبِي أبو مَخْلَد) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 154 رقم (538) وقال: "ثقة".
2 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل -رواية المَرُّوْذِيّ- ص 152 - 153. وقال: "مضطرب الحديث".
3 -
"التاريخ الكبير"(6/ 476) وقال: "لا أعرفه".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 405) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس، وأحاديثه منكرات".
5 -
"الجرح والتعديل"(6/ 336) وفيه عن أبي حاتم: "كان شيخًا صالحًا يُشَبَّهُ بيوسف بن أَسْبَاط، وكان دَفَنَ كتبه وليس بقوي فلا يثبت حديثه".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 255) وقال: "مات في شهر رمضان سنة تسعين ومائة".
7 -
"المجروحين"(2/ 131) وقال: "كان شيخًا صالحًا دفن كتبه ثم جعل
يحدِّث فكان يأتي بالشيء على التوهم فيخطئ، فكثر المناكير في أخباره، وبطل الاحتجاج به إلَّا فيما وافق الثقات".
8 -
"الكامل"(5/ 2004 - 2005) وقال: "في حديثه بعض ما يُنْكَرُ عليه". وفيه عن الفضل بن موسى ووكيع بن الجَرَّاح: "ثقة".
9 -
"تاريخ بغداد"(12/ 294 - 295) وفيه عن أبي داود: "ضعيف". وقال أبو بكر بن أبي داود: "في حديثه لين". وقال إسحاق بن موسى: حدَّثنا أبو داود قال: "قدم عليهم عطاء بن مسلم الخَفَّاف بغداد فَفَرَّط أصحابنا فيه وكان ثقةً".
10 -
"الكاشف"(2/ 232) وقال: "ليس بذاك، ضعَّفه أبو داود".
11 -
"التهذيب" وفيه عن أبي زُرْعَة: "دفن كتبه ثم روى من حفظه وكان رجلًا صالحًا".
12 -
"التقريب"(2/ 22) وقال: "صدوق يخطئ كثيرًا، من الثامنة"/ تم س ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن وَهْب بن الجرَّاح المعروف بابن أبي تَرَّاس) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 133) رقم (12681)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 2004) -في ترجمة (عطاء بن مسلم الخَفَّاف) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 23)، من طريق عطاء بن مسلم الخَفَّاف، عن العلاء بن المسيَّب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عبَّاس، به.
وليس عندهم ذكر (سعيد بن جُبَيْر) بين (حَبِيب) و (ابن عبَّاس).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 296 - 297): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عطاء بن مسلم
(1)
وثَّقه ابن حِبَّان وضعَّفه جماعة".
* * *
404 -
حدَّثنا عليّ بن طَلْحة المُقْرئ، حدَّثنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن ناجِيَة، حدَّثنا محمد بن وَرْد بن عبد اللَّه، حدَّثنا أبي، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن عمر بن محمد، عن أبي عِقَال،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاضتا
(2)
عيناهُ، ثم قال:"كأنِّي أَنْظُرُ إلى سُوَيْقَتَيّ الحَبَشِيّ يَهْتِكُ البيتَ".
(3/ 335) في ترجمة (محمد بن الوَرْد بن عبد اللَّه التَّمِيمي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وخبر هَدْمِ ذي السُّوَيْقَتَيْنِ للكعبة صحيح من طرق أخرى.
ففيه (أبو عِقَال) وهو (هلال بن زيد بن يَسَار البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 623) وقال: "ما أظنه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 205) وقال: "وفي حديثه مناكير".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 241 رقم (636) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 345).
5 -
"الجرح والتعديل"(9/ 74) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث".
6 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 86 - 87) وقال: "كان ممّن يروي عن
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى: "عطاء بن أبي مسلم". والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (12/ 133)، ومن مصادر ترجمته المتقدِّمة في مرتبة الحديث.
(2)
في "الكامل" لابن عدي (7/ 2587): "فاضت".
أنس بن مالك أشياء موضوعة ما حدَّث بها أنس قطّ، منها رواية الثقات عنه ورواية الضعفاء جميعًا، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ ولا ذكر حديثه إلَّا على جهة الاعتبار".
7 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 506).
أقول: هذا عجيب من ابن حِبَّان، يتَّهمه في كتابه "المجروحين" بالوضع، ثم يذكره في "ثقاته"! !
8 -
"الكامل"(7/ 2577 - 2578) وذكر له عِدَّة أحاديث، منها حديثنا هذا، وقال:"وأبو عِقَال هذا عامّة أحاديثه ما ذكرتُ، وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد غير محفوظة".
9 -
"الميزان"(4/ 313 - 314) و (4/ 553) -في الكُنَى- وقال: "متَّهم بالوضع".
10 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمي بالوضع في الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِي ص 448 رقم (818).
11 -
"التهذيب"(11/ 79 - 80) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال أبو داود: "أحدٌ يَكْتُبُ عن أبي عِقَال"؟ ! . وقال أبو أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالقائم". وقال السَّاجي: "في حديثه مناكير".
12 -
"التقريب"(2/ 323) وقال: "متروك، من الخامسة"/ ق.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن الوَرْد بن عبد اللَّه التَّميمي) لم يذكر الخطيب في جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عمر بن محمد) هو (ابن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب) قال ابن
حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 62): "نزيل عَسْقَلان، ثقة، من السادسة، مات قبل الخمسين ومائة
(1)
"/ خ م د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب" (7/ 495 - 496).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2587) -في ترجمة (هلال بن زيد بن يَسَار أبو عِقَال) -، من طريق أحمد بن مُلَاعب بن حسان، حدَّثنا وَرْد بن عبد اللَّه، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، به. ولفظ آخره عنده:"يهتك أستار الكعبة".
قال ابن عدي: غير محفوظ.
وخبر ذي السُّوَيْقَتَيْنِ صحيح، فقد رواه البخاري في الحجِّ، باب هدم الكعبة (3/ 460) رقم (1596)، ومسلم في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2232) رقم (2909)، والنَّسَائي في الحجِّ، باب بناء الكعبة (5/ 216)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ".
قال ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 461) في تفسير (السُّوَيْقَتَيْنِ): "تثنية سُوَيْقَة، وهي تصغير ساق، أي له ساقان دقيقان".
وانظر الأخبار الواردة في ذي السُّوَيْقَتَيْنِ: "جامع الأصول"(9/ 302 - 303)، و"مجمع الزوائد"(3/ 298)، و"الفتن" لِنُعَيْم بن حمَّاد (2/ 668 - 303)، و"الفتن والمَلَاحم" لابن كثير (1/ 126 - 128).
* * *
(1)
حُرِّفَ في "التقريب" إلى: "ومائتين". والصَّواب ما ذكرته، فإنَّ ابن حَجَر قد عدَّه من أهل الطبقة السادسة. وأصحابها ممن توفي بالمائة الثانية على ما اصطلحه ابن حَجَر في مقدمة "التقريب". وهو يوافق ما في "التهذيب"(7/ 496).
405 -
حدَّثنا أبو القاسم عليّ بن الحسن بن المُنْتَاب الدَّقَّاق، وأبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجَوْهَري، قالا: نبأنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن يزيد بن أبي عِزَّة العطَّار، حدَّثني محمد بن وَصِيف السَّامَرِّي -زاد الجَوْهَري: أبو جعفر. ثم اتفقا، قالا-: حدَّثنا بَكْرَان بن سعيد قال: حدَّثني حفص بن واقد، حدَّثنا أبو سهيل، عن عِمْران العَمِّي،
عن أبي سعيد الإِسْكَنْدَرِيّ
(1)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما سَكَنَ حُبُّ الدُّنْيَا قَلْبَ عبدٍ قطُّ إلَّا الْتَاطَ منها بخِصَالٍ ثلاثٍ: أَمَلٍ لا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ، وفَقْرٍ لا يُدْرَكُ غِنَاهُ، وشُغْلٍ لا يَنْفَكُّ عَنَاهُ".
(3/ 336) في ترجمة (محمد بن وَصِيف السَّامَرِّي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وله شاهد من حديث ابن مسعود حَسَّن إسناده المُنْذِري والعِرَاقي، وهو مَحَلُّ نَظَرٍ كما سيأتي.
ففيه (عِمْرَان العَمِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 429) باسم (عِمْرَان العَمِّي) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 307) باسم (عِمْرَان بن يحيى العَمِّي)، وفيه عن يحيى القطَّان:"لم يكن به بأس، ولكن لم يكن من أهل الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(6/ 303) باسم (عِمْرَان بن قُدَامَة العَمِّي) وذكر
(1)
هكذا في المطبوع (عن أبي سعيد الإِسْكَنْدَرِي). ويرجح لدي أنَّ كلمة (الإِسْكَنْدَرِي) مقحمة، أو أنَّها مُحَرَّفَة عن (الخُدْري). والحديث في "الفردوس"(4/ 68) وغيره (عن أبي سعيد) فحسب.
قول يحيى القطَّان السابق إلَّا أنَّه زاد في آخره قوله: "وكتبت عنه أشياء فرميت بها". وفيه عن أبي حاتم: "ما بحديثه بأس، قليل الحديث".
4 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 123) باسم (عِمْران العَمِّي) وقال: "من زعم أنَّه عِمْران القَطَّان فقد وهم. وكان عِمْران العَمِّي اختلط حتى كان لا يدري ما يحدِّث به، كتب عنه يحيى القطَّان أشياء ثم رمى بها ولم يحدِّث عنه".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 224) باسم (عِمْران العَمِّي) وقال: "يخطئ". وأعاد ترجمته في (7/ 244) منه باسم (عِمْران بن قُدَامَة).
6 -
"المغني"(2/ 479) باسم (عِمْران بن قُدَامَة العَمِّي) وذكر قول يحيى القطَّان وأبي حاتم السابقين.
7 -
"الميزان"(3/ 241) باسم (عِمْران بن أبي قُدَامَة العَمِّي) وذكر قول يحيى القطَّان السابق فحسب. ثم ترجم له في (3/ 244) باسم (عِمْران العَمِّي) وقال: "يقال: هو ابن قُدَامَة. قد مَرَّ".
8 -
"اللسان"(4/ 349) باسم (عِمْران بن أبي قُدَامَة العَمِّي) وقال بعد ذِكْرِ قول يحيى القطَّان الذي نقله الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان": "وهذا إنَّما قاله يحيى القطَّان في عِمْران بن دَاوَر
(1)
القَطَّان. كذا قرأت بخط الحُسَيْنِيّ. والذَّهَبِيُّ يتبع المِزِّيِّ، فإنَّه ذكر في ترجمة (عِمْران القَصِير) فقال: تُكُلِّم فيه، فقال: هو ابن قُدَامة، ويقال: ابن يحيى. وذكر كلام يحيى القَطَّان المذكور. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: روى عنه عبد الصمد العَمِّي وأهل البصرة".
وترجم له في (3/ 352) باسم (عِمْران العَمِّي) وقال: "وأعاده ابن حِبَّان
(1)
تَصَحَّفَ في "اللسان" إلى: "داؤد". والتصويب من "تصحيفات المحدِّثين" للعسكري (2/ 843)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 236)، و"التهذيب"(8/ 130)، و"التقريب"(2/ 83).
فقال: يروي عن أنس. . . يخطئ. وجزم العُقَيْلي بأنَّه (عِمْرَان بن يحيى) ".
أقول: قد فات الحافظ ابن حَجَر رحمه الله أن يذكر أنَّ ابن حِبَّان قد ترجم له في "المجروحين".
أقول: والذي يظهر لي من كلام الأئمة السابق أنَّ (عِمْران العَمِّي) هو عِمْران بن قُدَامَة العَمِّي) وهو (عِمْران بن يحيى العَمِّي)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه (حفص بن واقد العلَّاف اليَرْبُوعي البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(2/ 799 - 800) وساق له ابن عدي عِدَّة أحاديث وقال: "هذه الأحاديث أَنْكَرُ ما رأيت لحفص بن واقد هذا. . . ولم أَرَ لحفص أنكر من هذه الأحاديث، وليس له من الأحاديث إلَّا شيء يسير".
2 -
"المغني"(1/ 182) وقال: "قال أبو أحمد بن عدي: له أحاديث منكرة".
3 -
"اللسان"(2/ 330) وذكر قول ابن عدي ولم يزد.
وفيه صاحب الترجمة أيضًا (محمد بن وَصِيف السَّامَرِّي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو سهل) هو (الخُرَاسَانِي) كما في "مسند الفردوس". انظر حاشية "الفردوس" للدَّيْلَمِيّ (4/ 68) رقم (6212). ولم يتعين لي من هو، فقد ترجم في "اللسان"(7/ 59) لـ (أبي سهل الخُرَاساني) وأفاد أنَّه يروي عن هشام بن عُرْوَة، وأنَّ الأَزْدي ذكره في "الضعفاء" له. وهناك آخر يُكْنَى بـ (أبي سهل الخُرَاساني) أيضًا، واسمه (نصر بن باب)، وهو ضعيف جدًّا، رماه ابن مَعِين وأبو خَيْثَمة بالكذب، وكانت وفاته عام (193 هـ). وستأتي ترجمته في حديث (2031).
التخريج:
رواه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" من طريق أبي بدر العَنْبَرِي، حدَّثنا حفص بن واقد، حدَّثنا أبو سهل الخُرَاساني، به. كما في حاشية "الفردوس" (4/ 68) رقم (6212). وعنده:"إلَّا ابتلاه اللَّه بخصالٍ ثلاثٍ". بدلًا من قوله: "إلَّا التاط منها بخصالٍ ثلاثٍ".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 704 - 705) إلى الدَّيْلَمِيّ فقط.
وله شاهد من حديث ابن مسعود، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 201) رقم (10328)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(8/ 119 - 120)، عن جَبْرُون بن عيسى المُقْرِي -بمِصْر-، حدَّثنا يحيى بن سليمان الحُفْرِي المُقْرِي، حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض، عن الأَعْمَش، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"مَن أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّ الدُّنْيَا التَاطَ منها بثلاثٍ: شَقَاءٍ لا يَنْفَدُ عَنَاهُ، وحِرْصٍ لا يَبْلُغُ غِنَاهُ، وأَمَلٍ لا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ. فالدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الآخرَةُ حتى يأتيه الموتُ فَيَأْخُذَهُ، ومَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حتى يَسْتَوفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ".
قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث فُضَيْل والأعمش وحَبِيب، لم نكتبه إلَّا من حديث جَبْرُون عن يحيى".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 176): "رواه الطبراني بإسناد حسن"
(1)
.
وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 223): "أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود بسند حسن".
(1)
قال المُنْذِري في "الترغيب"(3/ 178) عقب ذكره لحديث أخرجه الطبراني: "ورواته ثقات إلَّا شيخه (جَبْرُون بن عيسى) فإنِّي لم أقف فيه على جرحٍ ولا تعديلٍ"! .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 249): "رواه الطبراني عن شيخه جَبْرُون بن عيسى المَغْرِبي، عن يحيى بن سليمان الحُفْرِي، عن فُضَيْل بن عِيَاض. ولم أعرف (جَبْرُون). وأمَّا (يحيى) فقد ذكر الذَّهَبِيُّ في "الميزان" - (4/ 382 - 383) - في آخر ترجمة (يحيى بن سليمان الجُعْفِي) فقال: فأمَّا سَمِيُّه يحيى بن سليمان الحُفْرِي فما علمتُ به بأسًا، ثم ذكر بعده (يحيى بن سليمان القُرَشِي) - (4/ 383) - قال أبو نُعَيْم: فيه مقال، وذكره ابن الجَوْزي. فإن كانا اثنين، فالحُفْرِي ثقة، والحديث صحيح على شرط الخُطْبَةِ
(1)
، واللَّه أعلم، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: في تحسين من حسَّن إسناده، توقف عندي من أجل (جَبْرُون بن عيسى المغربي)، فإنَّ المُنْذِري يصرِّح في "الترغيب والترهيب" (3/ 178) بأنَّه لم يقف فيه على جرح ولا تعديل. والهيثمي يقول كما تقدَّم عنه: إنَّه لم يعرفه. وإنَّما صحَّحه بناء على شرط له في كتابه "مجمع الزوائد"، هو موضع نظر أيضًا. وقد فتشت عن ترجمة (جَبْرُون) فلم أقف على من ترجم له، وهو من طبقةٍ متأخرةٍ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
406 -
حدَّثنا محمد بن وِشَاح، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزَّهْرَاني، حدَّثنا أبو شِهَاب، عن إسماعيل، عن قيس،
عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ".
(1)
يعني خُطْبَة كتابه "مجمع الزوائد"، فإنَّه يقول فيها كما في (1/ 8) منه:"ومن كان من مشايخ الطبراني في "الميزان" نبَّهت على ضعفه، ومن لم يكن في "الميزان" ألحقته بالثقات. . ."!!.
(3/ 36) في ترجمة (محمد بن وِشَاح بن عبد اللَّه أبو عليّ مولى أبي تمَّام الزَّيْنَبِيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (محمد بن وِشَاح الزَّيْنَبِيّ)، فقد قال الخطيب عنه في ترجمته:"سمع عيسى بن الوزير وأبا حفص بن شاهين وأبا طاهر المُخَلِّص، وكان سماعه منهم صحيحًا، وكان معتزليًا، وكان كاتبًا مُتَرَسِّلًا شاعرًا".
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 58 - 59) وقال: "راوٍ مشهور، فيه رَفْضٌ. وكان يفتخر ويقول: أنا معتزلي ابن معتزلي. . . وانقلع سنة ثلاث وستين وأربعمائة".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 416)، وذكر ما تقدَّم عن الذَّهَبِيُّ والخطيب، ولم يزد.
و(قيس) هو (ابن أبي حازم البَجَلي الكوفي أبو عبد اللَّه): إمام حافظ ثقة مُخَضْرَمٌ من قدماء التابعين، ويقال له رؤية ولم يثبت، خرَّج له الستة، ومات بعد التسعين أو قبلها وقد جاوز المائة وتغيَّر. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 198 - 202)، و"التهذيب"(8/ 386 - 389)، و"التقريب"(2/ 127).
و(إسماعيل) هو (ابن أبي خالد الأَحْمَسِي البَجَلِي الكوفي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (199).
و(أبو شِهَاب) هو (الأصغر، عبد ربِّه بن نافع الكِنَاني الحَنَّاط): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (248).
و(أبو الرَّبيع سليمان بن داود العَتَكِي الزَّهْرَاني البَصْري): ثقة، خرَّج له
الشَّيْخَان، وتوفي عام (234 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(11/ 423 - 425)، و"التهذيب"(4/ 190 - 191)، و"التقريب"(1/ 324).
و(عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي أبو القاسم): إمام حافظ ثقة حُجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (263).
و(محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس) هو (أبو طاهر المُخَلِّص): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (299).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 227 - 228) رقم (10399)، والبَزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (5/ 279) رقم (1894)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ص 245 رقم (550)، والدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(5/ 237)، من طريق أبي شهاب الحنَّاط، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
قال البَزَّار: "وهذا الحديث قد روي عن عبد اللَّه من غير وجه".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "وَقَفَهُ يحيى القطَّان وعليّ بن مُسْهِر وغيرهما عن إسماعيل بن قيس. ورواه سَلَمَة بن كُهَيْل عن قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرفوعًا. والصحيح موقوف".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 66 - 67): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وقد فاته أن يعزوه للبزَّار.
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 39 رقم (306) عن شُعْبَة، عن أبي إسحاق سمع أبا الأحوض يحدِّث عن عبد اللَّه مرفوعًا بلفظ:"إنَّ قِتَالَ المُسْلِمِ كُفْرٌ وسِبَابُهُ فِسْقٌ، ألا ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ الثَّلاثِ".
أقول: إسناده صحيح.
والحديث صحيح، رواه جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(6/ 526 و 646 - 647)، و"مجمع الزوائد"(8/ 66 - 67)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 454 - 457)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 171).
ومن ذلك ما رواه مالك في "الموطأ"(2/ 906 - 907)، والبخاري في الأدب، باب الهجرة (10/ 492) رقم (2560)، ومسلم في البِرّ، باب تحريم الهَجْر فوق ثلاث (4/ 1984) رقم (2560)، وغيرهم، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا بلفظ:"لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيْعُرِضُ هذا، ويُعْرِضُ هذا، وخَيْرُهُمَا الذي يَبْدَأُ بالسَّلَام".
وقد عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 177 - 178 من الأحاديث المتواترة، وذكره عن سبعةٍ من الصحابة، كما ذكره الكَتَّاني في "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" ص 143، عن تسعةٍ من الصحابة.
* * *
407 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، وبَايْ بن جعفر الجِيْلي، -قال الحسن: حدَّثنا، وقال بَايْ: أنبأنا- أحمد بن محمد بن عِمْران، حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا المغيرة بن محمد المُهَلَّبِي قال: رأيت عند الحسين بن الضحَّاك الخَلِيع جماعة من بني هاشم فيهم بعض أولاد المتوكِّل، فسألوه عن الأمين وأدبه، فوصف الحسين أدبًا كثيرًا، فقيل له: فالفِقْه، فإنَّ المأمون كان فقيهًا؟ فقال: ما سمعت فِقْهًا ولا حديثًا إلَّا مرَّةً واحدةً، فإنَّه نُعِي إليه غلام بمكَّة، فقال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن المنصور، عن أبيه، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس،
عن أبيه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ مَاتَ مُحْرِمًا حُشِرَ مُلَبِّيًا".
(3/ 338) في ترجمة (الخليفة محمد الأمين بن هارون الرشيد أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (أحمد بن محمد بن عِمْران النَّهْشَلِي أبو الحسن، ويعرف بابن الجُنْدِي) قال الأَزْهَرِيّ: "ليس بشيء". وقال الخطيب: "كان يُضَعَّفُ في روايته، ويُطْعَنُ عليه في مَذْهَبِهِ". وقال العَتِيقي: "كان يُرْمَى بالتشيع، وكانت له أصول حِسَانٌ". واتَّهمهُ ابن الجَوْزِيّ بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (589).
كما أنَّ فيه (محمد بن يحيى بن عبد اللَّه بن العبَّاس الصُّولِيّ أبو بكر)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (3/ 427 - 432) وقال:"كان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب، حَاذِقًا بتصنيف الكتب، ووضع الأشياء منها موضعها، ونَادَمَ عِدَّةً من الخُلَفَاء، وصنَّف أخبارهم وسِيَرَهُمْ، وجَمَعَ أشعارهم، وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبولَ القَوْلِ".
وترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"(5/ 427 - 428) وفيه عن أبي أحمد بن أبي العشار قوله: "أبو أحمد العَسْكَري يكذب على الصُّولي مثل ما كان الصُّولي يكذب على الغَلَابي مثل ما كان الغَلَابي يكذب على سائر الناس". وذكر ابن حَجَر أنَّ الخطيب وصفه بالقبول وذكر قوله السابق. وتوفي عام (336 هـ).
وفيه (الحسين بن الضَّحَّاك البَاهِلِي الخَلِيع أبو عليّ)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (12/ 191 - 192) وقال:"الشاعر المُفْلِقُ. . . وكان ذا ظَرْفٍ ومُجُونٍ. . . وشُهِرَ بالخَلِيع لمُجُونِهِ وَهَنَاتِه". وتوفي عام (250 هـ).
كما أنَّ فيه جماعة من الخلفاء ليسوا من أهل الرواية المعروفين بها.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 97 - 98) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الصغير"(6/ 225) بشرح "فيض القدير"، إلى الخطيب فحسب ورَمَزَ لضعفه.
ولم يتكلَّم المُنَاوي في "فيض القدير" ولا في "التيسير"(2/ 444) عليه بشيء.
وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية"(10/ 242) وعزاه للخطيب، ولم يتكلَّم عليه بشيء أيضًا.
* * *
408 -
أنبأنا بَايْ بن جعفر، حدَّث أحمد بن محمد بن عِمْران، حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدَّثنا عبد اللَّه بن الضحَّاك الهَدَادِي، حدَّثني هشام بن محمد الكَلْبِي: أنَّه كان عند المُعْتَصم -في أول أيَّام المأمون حين قَدِمَ المأمون بغداد- فذكر قومًا بسوء السِّيرة. فقلت له: أيها الأمير إنَّ اللَّه تعالى أمهلهم فطغوا، وحَلِم عنهم فَبَغُوا. فقال لي: حدَّثني أبي الرشيد، عن جدِّي المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن عليّ، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس،
عن أبيه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نظر إلى قومٍ من بني فلان يتبخترون في مَشْيِهم، فَعُرِفَ الغضب في وجهه، ثم قرأ:{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} . [سورة الإسراء: الآية 60] فقيل له: أي الشجر هي يا رسول اللَّه حتى نجتثها؟ فقال: "ليست بشجرة نبات، إنَّما هم بنو فلان، إذا ملكوا جاروا، وإذا ائتمنوا خانوا". ثم ضرب بيده على ظهر العبَّاس. قال: "فَيْخْرِجُ اللَّه من ظهرك يا عمّ رجلًا يكون هلاكهم على يديه".
(3/ 343 - 344) في ترجمة (الخليفة محمد المعتصم باللَّه بن هارون الرشيد أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن زكريا الغَلَابي) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).
كما أنَّ فيه (هشام بن محمد بن السائب بن بِشْر الكَلْبِي أبو المُنْذِر)، وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" لأحمد (1/ 243) وقال: "مَنْ يحدِّث عنه؟ ! إنَّما هو صاحب سَمَرٍ ونَسَبٍ، ما ظننت
(1)
أنَّ أحدًا يحدِّث عنه".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 200) وقال: "صاحب سَمَرٍ ونَسَبٍ".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 339).
4 -
"الجرح والتعديل"(9/ 69) وفيه عن أبي حاتم: "كان صاحب أَنْسَابٍ وسَمَرٍ، وهو أحبُّ إليَّ من أبيه".
5 -
"المجروحين"(3/ 91) وقال: "يروي عن أبيه، ومعروف مولى سليمان، والعراقيين، العجائب والأخبار التي لا أصول لها. . . وكان غاليًا في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها".
6 -
"الكامل"(7/ 2568) وقال بعد أن ذكر ما تقدَّم عن الإِمام أحمد: "وهذا كما قال أحمد: هشام بن الكَلْبِي الغالب عليه الأخبار والأسْمَار والنسبة ولا أعرف له شيئًا من المسند".
(1)
تَصَحَّفَ في "العلل" إلى: "فظننت". والتصويب من "الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 339)، ومن "تاريخ بغداد"(14/ 46).
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 387 رقم (563).
8 -
"تاريخ بغداد"(14/ 45 - 46) وذكر قول أحمد السابق.
9 -
"السِّيَر"(10/ 101 - 103) وقال: "العلّامة الأخباري النَّسَّابة الأوحد. . . الشيعي أحد المتروكين كأبيه".
10 -
"المغني"(2/ 711) وقال: "تركوه، وهو أخباري".
11 -
"الميزان"(4/ 304 - 305) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة".
12 -
"اللسان"(6/ 196 - 197) وفيه عن ابن مَعِين: "غير ثقة، وليس عن مثله يُرْوَى الحديث". وقال ابن حَجَر: "واتَّهمه الأَصْمَعِي، وذكره العُقَيْلي وابن الجَارود وابن السَّكَن وغيرهم في الضعفاء".
وفي إسناده أيضًا (أحمد بن محمد بن عِمْران النَّهْشَلِي) وهو ضعيف جدًّا، واتَّهمه ابن الجَوْزي. وستأتي ترجمته في حديث (589).
وفيه كذلك (محمد بن يحيى بن عبد اللَّه الصُّولي) وصفه الخطيب بالقبول، واتَّهمه أبو أحمد بن أبي العشار في الكذب في حديث النَّاس. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (407).
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
409 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي -بالأَهْوَاز-، حدَّثنا محمد بن نُعَيْم، حدَّثنا حَمْدون بن إسماعيل، حدَّثنا
أبي، عن المُعْتَصم، عن المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَحْتَجِمُوا يومَ الخميس، فإنَّه من يَحْتَجِم فيه فيناله مكروهٌ فلا يلومنَّ إلَّا نَفْسَهُ".
(3/ 344) في ترجمة (الخليفة محمد المُعْتَصم باللَّه بن هارون الرشيد أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأَهْوَازي القاضي) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(3/ 478) وقال: "لقبه (سَرْكَره)
(1)
، عن موسى بن إسحاق بن موسى الخَطْمِيّ. قال أبو بكر بن عَبْدان الشِّيرازي: أقرَّ بالوضع له عن الخَطْمِيّ عن أبيه عن معن عن مالك عن الزُّهْرِيّ عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: إنَّما أنا رحمة مُهْدَاة".
2 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمِي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِي ص 352 رقم (62) وقال: "قال أبو بكر بن عَبْدان: أقرَّ بالوضع".
وفيه جماعة من الخلفاء ليسوا من أهل الرواية المعروفين بها.
و(محمد بن نُعَيْم) هو الإِمام الحافظ الشهير أبو عبد اللَّه الحاكم النَّيْسَابُوري
(1)
هكذا في "الميزان" و"الكشف الحثيث": "سركره". وفي "اللسان"(5/ 69): "سكرة". وأظنه هو الصَّواب. فإني لم أقف في "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر، ولا في غيره مما رجعت إليه، على من لُقِّبَ بـ (سركره). أمَّا (سُكّرة) فجماعة. انظر المصدر السابق (1/ 369)، و"تبصير المنتبه" (2/ 685). ثم وجدت محقق "الميزان" يشير في الحاشية إلى أنه جاء في إحدى نسخ "الميزان" الخطية:"سكرة".
صاحب "المستدرك على الصحيحين". وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 407) أنَّ الخطيب في "تاريخ بغداد" وغيره من كتبه إذا ذكره، ذكره هكذا:"محمد بن نُعَيْم". واسم الإِمام الحاكم: (محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه بن نُعَيْم بن الحَكَم الضَّبِّيّ). انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(5/ 473 - 474)، و"السِّيَر"(17/ 162 - 177).
و (حَمْدُون بن إسماعيل) لم أقف على ترجمته.
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 882) إلى الشِّيرازي في "الألقاب"، وابن النَّجَّار فقط.
وقد وردت عدة أحاديث واهية في الحث على الاحتجام يوم الخميس، كما ورد عدد آخر واهٍ أيضًا في النهي عن الاحتجام في ذلك اليوم!! انظر هذه الأحاديث إن شئت في:"المستدرك" للحاكم (4/ 211 - 212)، و"العلل المتناهية"(2/ 391 و 394)، و"الموضوعات"(3/ 213 - 215)، كلاهما لابن الجَوْزي، و"تنزيه الشريعة المرفوعة" لابن عَرَّاق (2/ 358 - 360).
* * *
410 -
أنبأنا محمد بن رِزْق البزَّاز
(1)
، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطَّان، قالا: حدَّثنا محمد بن عمر القاضي الحافظ، حدَّثنا محمد بن الحسن بن سَعْدَان المَرْوَزِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد الكريم بن عبيد اللَّه السَّرْخَسِيّ، حدَّثني المهتدي باللَّه أمير المؤمنين، حدَّثني عليّ بن هاشم بن طِبْرَاخ، عن محمد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن عليّ، عن أبيه،
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "البزَّار" بالراء المهملة. والتصويب من "تاريخ بغداد"(1/ 351)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 258)، وغيرهما.
عن ابن عبَّاس قال: قال العبَّاس: يا رسول اللَّه ما لنا في هذا الأمر؟ قال: "لي النُّبُوَّةُ ولكم الخِلَافَةُ، بكم يُفْتَحُ هذا الأمر وبكم يُخْتَمُ. -هذا آخر حديث ابن الفضل. وزاد ابن الأَزْرَق- قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم للعبَّاس: من أحبَّك نالته شفاعتي، ومَنْ أبغضك فلا نالته شفاعتي".
(3/ 348 - 349) في ترجمة (الخليفة محمد المهتدي باللَّه بن هارون الواثق باللَّه أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن عبد الكريم بن عبيد اللَّه السَّرْخَسِي)، ويغلب عندي أنَّه (محمد بن عبد الكريم المَرْوَزِيّ) الذي ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 16) وقال:"روى عن وَهْب بن جَرِير ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وعفَّان، كتب إلى أبي وأبي زُرْعَة وإليَّ ببعض حديثه، فوجد أبي في حديثه حديث كذب، فقال: هذا الشيخ كذَّاب، وهذا الحديث كذب".
وترجم له في "الميزان"(3/ 630)، و"اللسان"(5/ 264)، ونقلا قول أبي حاتم فحسب.
كما أنَّ فيه (داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 108 رقم (317) وقال: "أرجو أنَّه ليس يكذب، إنما يحدِّث بحديثٍ واحدٍ".
2 -
"الكامل"(3/ 955 - 959) وذكر عامَّة ما يرويه، وقال:"ولعله لا يروي غير ما ذكرته إلَّا حديثًا أو حديثين، وعندي أنَّه لا بأس برواياته عن أبيه عن جَدِّه، فإنَّ عامَّة ما يرويه: عن أبيه عن جَدِّه".
3 -
"الكاشف"(1/ 223) وقال: "وثِّق".
4 -
"المغني"(2/ 219) وقال: "ليس حديثه حجَّة. قال ابن مَعِين: أرجو أنَّه لا يكذب".
5 -
"التقريب"(2/ 233) وقال: "مقبول، من السادسة"/ بخ ت.
وفيه أيضًا (محمد بن عمر بن محمد بن سَلْم التَّمِيمي الجِعَابي القاضي أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 343 رقم (399). وفيه أنَّ السُّلَمِيَّ سأل الدَّارَقُطْنِيَّ عنه قائلًا: هل تُكُلِّمَ فيه إلَّا بسبب المَذْهَبِ؟ فقال: "خَلَّطَ".
2 -
"تاريخ بغداد"(3/ 26 - 31) وقال: "كان أحد الحفَّاظ المُجوِّدِين
(1)
. . . وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف". وفيه أنَّ البَرْقَانِيَّ سأل الدَّارَقُطْنِيَّ عنه فقال:"كان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع. قلت -القائل البَرْقَانِيّ-: قد طُعِنَ عليه في حديثه وسماعه؟ فقال: ما سمعت فيه إلَّا خيرًا".
3 -
"تاريخ دمشق" لابن عساكر (15/ 777 - 783) -مخطوط-. وذكر أخبارًا تدل على سَعَةِ حفظه، وأخرى على رِقَّةِ دِيْنِهِ.
4 -
"المغني"(2/ 620) وقال: "مشهور مُحَقِّقٌ، ولكنه رَقِيق الدِّين تالف".
5 -
"الميزان"(3/ 670 - 671) وقال: "من أئمة هذا الشأن على رأس الخمسين وثلاثمائة، إلَّا أنَّه فاسق رَقِيق الدِّين".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الموجودين". وفي "اللسان": "المحمودين". والتصويب من "الأنساب" للسَّمْعَانِي (3/ 263)، فإنَّه نقل عبارة الخطيب فيه دون عزوها له.
وفيه كذلك (ابن أبي ليلى) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن)، وهو "صدوق سيء الحفظ جدًّا" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 184). وستأتي ترجمته في حديث (1048).
و (محمد بن الحسن بن سعدان المَرْوَزِيّ) لم أقف على ترجمته.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 176 - 177، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية"(11/ 23) نقلًا عن الحافظ الخطيب أيضًا.
* * *
411 -
حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين المَحَامِلِيّ قال: وجدت في كتاب جدِّي: حدَّثنا محمد بن هارون أبو نَشِيط، حدَّثنا عبد القدوس بن الحجَّاج الحِمْصِي.
وأنبأنا الحسن بن عليّ الجَوْهَري، حدَّثنا عيسى بن عليّ بن عيسى، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا محمد بن هارون الحَرْبِي، حدَّثنا أبو المغيرة الحِمْصِي، حدَّثنا صفوان بن عمرو، حدَّثنا عبد الرحمن بن جُبَيْر،
عن أبي الطويل شَطْب الممدود، أنَّه أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رَجُلًا عمل الذنوب كلَّها فلم يترك منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجَّة وداجَّة إلَّا اقتطعها بيمينه، فهل لذلك من توبة؟ قال:"هل أَسْلَمْتَ"؟ قال: أمَّا أنا فأشهد أَنْ لا إله إلَّا اللَّه وَحْدَهُ لا شريك له وأنَّك رسوله. قال: "نعم، تفعل
الخيرات، وتترك الشرات
(1)
، يجعلهنَّ اللَّه لك كلهنَّ خيرات". قال: وغَدَرَاتي وفَجَراتِي! قال: "نعم". قال: اللَّه أكبر، فما زال يكبِّر حتى توارى.
"هذا لفظ البَغَوي، وزاد في حديثه: قال: أبو المغيرة سمعت مُبَشِّر بن عبيد -وكان عارفًا بالنَّحْو والعربية- يقول: (الحاجَّة): الذي يقطع على الحاجِّ إذا توجهوا، و (الدَّاجَّة): الذي يقطع عليهم إذا رجعوا".
(3/ 352) في ترجمة (محمد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر، يعرف بأبي نَشِيط الرَّبَعي).
مرتبة الحديث:
صحيح لغيره.
ورجال إسناد الطريق الثاني كلُّهم ثقات عدا (عيسى بن عليّ بن عيسى الجرَّاح أبو القاسم) فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 179 - 180) وقال: "كان ثَبْتَ السماع، صحيح الكتاب". وتقدَّمت ترجمته في حديث (44). وقد توبع كما سيأتي.
وعدا صاحب الترجمة (محمد بن هارون بن إبراهيم الرَّبَعي البغدادي البَزَّاز أبو نَشِيط) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 117) وقال: "سمعت منه مع أبي ببغداد وهو صدوق".
(1)
هكذا في المطبوع: "وتترك الشرات". وعند الطبراني في "الكبير" رقم (7235)، و"الإصابة"(2/ 152)، و"الاستيعاب" (2/ 169):"وتترك السيئات". وعند البزَّار في "المسند" رقم (3244) -من كشف الأستار-: "وتسبر السيئات". وفي "مجمع الزوائد"(10/ 202): "وتسبر السبرات".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 122 - 123) وقال: "ربما أخطأ".
3 -
"تاريخ بغداد"(3/ 352 - 353) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة".
4 -
"التقريب"(2/ 213) وقال: "صدوق من الحادية عشرة"/ س.
وقد توبع أيضًا كما سيأتي.
و(أبو المغيرة الحِمْصِيّ) هو (عبد القدوس بن الحجَّاج الخَوْلاني الحِمْصِيّ): ثقة، مُسْنِدُ حِمْصَ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (212 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(10/ 223 - 225)، و"التهذيب"(6/ 369 - 370)، و"التقريب"(1/ 515).
والطريق الأول روي وِجَادَةً، وهو من طرق التحمل الضعيفة. انظر:"علوم الحديث" لابن الصلاح 158، و"شرح العِرَاقي لألفيته"(2/ 113 - 114).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 79 - 80) رقم (3244) -من كشف الأستار- وابن عبد البَرّ في "الاستيعاب"(2/ 167 - 169)، من طريق محمد بن هارون أبو نَشِيط، حدَّثنا أبو المغيرة، حدَّثنا صفوان بن عمرو، به، بنحوه.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 375 - 376) رقم (7235) عن أحمد بن يزيد الحَوْطِي، حدَّثنا أبو المغيرة، حدَّثنا صفوان بن عمرو، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 32) و (10/ 202): "رواه الطبراني والبزَّار بنحوه، ورجال البزَّار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نَشِيط وهو ثقة".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "قال أبو القاسم البَغَوي: روى هذا الحديث غير محمد بن هارون عن أبي المغيرة عن صفوان عن عبد الرحمن
ابن جُبَيْر أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم طويلًا شطب الممدود. وأحسب أنَّ محمد بن هارون صحَّف فيه، والصَّواب ما قال غيره. قلت -القائل الخطيب-: قد رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطِي عن أبي المغيرة كرواية أبي نَشِيط". ثم ساقه من هذا الطريق.
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 152) في ترجمة (شَطْب الممدود أبو طويل الكِنْدي)، وعزاه إلى البَغَوي وابن السَّكَن وابن أبي عاصم وابن الزَّبْر
(1)
والبزَّار والطبراني من طريق عبد الرحمن بن جُبَيْر عن أبي طويل شطب الممدود. وقال: "قال ابن السَّكَن: لم يروه غير أبي نَشِيط -يعني عن أبي المغيرة عن صفوان بن عمرو-. قلت -القائل ابن حَجَر-: وهو حصر مردود، فقد أخرجه الطبراني من غير طريقه. وقال: ابن مَنْدَه: غريب تفرَّد به أبو المغيرة. قلت -القائل ابن حَجَر-: هو على شرط الصحيح. . . . وقال البَغَوي: أظن أنَّ الصَّواب عن عبد الرحمن بن جُبَيْر: أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم طويلًا شطبًا، والشَّطْبُ في اللغة: الممدود. يعني فظنه الراوي اسمًا فقال فيه عن شطب أبي طويل".
وله شاهد من حديث عمرو بن عَبَسَة، رواه أحمد في "المسند"(4/ 385)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "حسن الظنِّ باللَّه عز وجل" ص 118 رقم (144)، من طريق نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر الحُدَّاني، عن مكحول، عن عمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيخ كبير،
(1)
هو (أبو سليمان محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن ربيعة بن زَبْر الرَّبَعي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (16/ 440 - 441) وقال: الشيخ العالم الحافظ. . . محدِّث دمشق. . . له كتاب "الوفيات" على السنين، مشهور". قال الكَتَّاني في "الرسالة المستطرفة" ص 212:"جَمَعَهُ من الهجرة ووصل إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة". وكانت وفاته عام (379) للهجرة.
يدعم على عصا له، فقال: يا رسول اللَّه إنَّ لي غَدَرات وفَجَرات فهل يُغْفَرُ لي. قال: ألست تشهد أنَّ لا إله إلَّا اللَّه. قال: بلى، وأشهد أنَّك رسول اللَّه. قال: قد غَفَر لك غَدَرَاتك وفَجَرَاتك".
وعند ابن أبي الدُّنْيَا في آخره: "فانطلق وهو يقول: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 32): "رواه أحمد والطبراني ورجاله موثَّقون إلَّا أنَّه من رواية مكحول عن عمرو بن عَبَسَة فلا أدري أسمع منه أم لا".
وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 50) رقم (2847) وعزاه لأبي يعلى بمثل رواية أحمد. وقال محققة نقلًا عن البُوصيري: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".
وقد أشار ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 152) إلى حديث عمرو بن عَبَسَة هذا، وعزاه لابن أبي الدُّنْيَا فحسب! وقال:"وهذا ليس فيه انقطاع بين مكحول وعمرو بن عَبَسَة".
والظَّاهر أنَّ كلمة "ليس" مقحمة في النسخة المطبوعة. ولم يذكر أحد ممن ترجم لـ (مكحول الشامي)، سماعًا له من (عمرو بن عَبَسَة). انظر "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (3/ 1369 - 1370) -مخطوط-، و"السِّيّر"(5/ 155 - 160)، و"التهذيب"(10/ 289 - 293).
وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 165 نقلًا عن أبيه قوله: "سألت أبا مُسْهِر
(1)
: هل سَمِعَ مكحول مِنْ أحدٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صحَّ عندنا إلَّا أنس بن مالك. قلت: واثِلَة؟ فأنكره".
(1)
هو (عبد الأعلى بن مُسْهِر الغَسَّاني الدِّمَشْقِي): إمام ثقة فقيه شيخ أهل الشَّام. وستأتي ترجمته في حديث (1570).
وله شاهد آخر من حديث أنس بن مالك، رواه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 155 - 156) رقم (3433) -واللفظ له-، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 93)، من طريق الضحَّاك بن مَخْلَد أبو عاصم، حدَّثنا مَسْتُور
(1)
بن عبَّاد أبو همَّام، حدَّثنا ثابت، عن أنس قال:"جاء رجُلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه ما تركتُ حاجةً ولا داجةً إلَّا قد أتيت. قال: أليس تشهد أَنْ لا إله إلَّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه؟ -ثلاث مرات-. قال: نعم. قال: ذاك يأتي على ذلك".
أقول: إسناد أبي يعلى صحيح.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 83): "رواه أبو يعلى والبزَّار بنحوه، والطبراني في "الصغير"، و"الأوسط"، ورجالهم ثقات".
غريب الحديث:
قوله: "حاجَّة ولا داجَّة": "الحاجّ والحاجَّة: أحد الحُجَّاج. والدَّاجُّ والدَّاجَّةُ: الأتباع والأعوان. يريد الجماعة الحاجَّة ومن معهم من أتباعهم". "النهاية" لابن الأثير (1/ 341).
وفي "النهاية"(2/ 101) أيضًا: "ومنه الحديث: "قال له رجل: ما تركت من حاجَّة ولا داجَّة إلَّا أتيت" هكذا جاء في رواية بالتشديد. قال الخطَّابي: الحاجَّة: القاصدون البيتَ، والداجَّة: الراجعون، والمشهور بالتخفيف. وأراد بالحاجةِ الحاجَة الصغيرة، وبالدَّاجة الحاجة الكبيرة".
قوله: "وغَدَراتي وفَجَرَاتي": جمع غَدْرة وفَجْرة. والغَدْرُ: ضد الوفاء.
(1)
صُحِّفَ في "المسند" لأبي يعلى، و"المعجم الصغير"، إلى:"المستورد" بزيادة دال في آخره. والتصويب من "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 2080)، و"الإكمال"(7/ 250)، و"تبصير المنتبه"(4/ 1279)، و"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 524)، و"التهذيب"(10/ 106)، وغيرها.
والفَجْرُ: الانبعاث في المعاصي والزِّنَى. انظر "القاموس المحيط" مادة (غدر) و (فجر) ص 576 و 584.
* * *
412 -
أنبأنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القُرَشِي -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطِي، عن أبي المغيرة، حدَّثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر.
عن أبي طويل شَطْب الممدود، أنَّه أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وذكر الحديث بطوله نحو ما تقدَّم -يعني في الحديث السابق رقم (411) -.
(3/ 353) في ترجمة (محمد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر، يعرف بأبي نَشِيط الرَّبَعي).
مرتبة الحديث:
صحيح لغيره.
ورجال إسناده حديثهم حسن، عدا شيخ الخطيب (أبو الفرج عبد السلام القُرَشِي) فإني لم أقف على من ترجم له، لكنه قد توبع كما فصلته في الحديث السابق (411).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (411).
* * *
413 -
حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن غَيْلان البزَّاز
(1)
، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأَزْدي -سنة ست وتسعين ومائتين
(2)
- قال: حدَّثني الحكم بن موسى، حدَّثنا محمد بن سَلَمَة الحَرَّاني، عن الفَزَاري، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أَنْ يُفْطِرَ على الرُّطَبِ ما دامَ الرُّطَبُ، وعلى التَّمْرِ إذا لم يكن رُطَبُ، ويَخْتِمُ بِهِنَّ وَيْجَعلُهُنَّ وِتْرًا، ثلاثًا أو خَمْسًا أو سَبْعًا.
(3/ 354) في ترجمة (محمد بن هارون بن عيسى الأَزْدي الرَّزَّاز أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (الفَزَاري) وهو (محمد بن عبيد اللَّه بن أبي سليمان العَرْزَمِيّ الكوفي أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 559) وقال: "ليس بشيء". وقال أيضًا: "لا يُكْتَبُ حديثه".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 119) وقال: "تَرَكَ النَّاسُ حديثه".
3 -
"التاريخ الكبير"(1/ 171) وقال: "تركهـ ابن المُبَارك ويحيى".
4 -
"أحوال الرجال" ص 58 رقم (49) وقال: "ساقط".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "البزار" بالراء المهملة. والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 234)، و"اللباب" لابن الأثير (2/ 398)، و"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (17/ 598).
(2)
في "الفوائد" لأبي بكر الشَّافعي (2/ 654) -والخطيب يرويه عنه-: "سنة ست وسبعين ومائتين".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 213 رقم (546) وقال: "متروك الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 105 - 107) وقال: "قال وكيع: كان صالحًا إلَّا أنَّه ذهبت كتبه فكان يحدِّث من حفظه". وقال: "وقيل: ما كان يحسن يقرأ كتابًا، وجعله بعضهم في الضعفاء، وقد حدَّث عنه شُعْبَةُ وسفيان".
7 -
"الجرح والتعديل"(8/ 1 - 2) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث جدًّا". وقال أبو زُرْعَة: "لا يُكْتَبُ حديثه".
8 -
"المجروحين"(2/ 246 - 247) وقال: "كان صدوقًا إلَّا أنَّ كتبه ذهبت، وكان رديء الحفظ، فجعل يحدِّث من حفظه ويهم، فكثر المناكير في روايته، تركهـ ابن المبارك ويحيى القطَّان وابن مهدي ويحيى بن مَعِين".
9 -
"الكامل"(6/ 2111 - 2116) وقال: "عامَّة رواياته غير محفوظة".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 334 رقم (451).
11 -
"الميزان"(3/ 635 - 637) وقال: "هو من شيوخ شُعْبَة المُجْمَعِ على ضعفهم، ولكن كان من عِبَاد اللَّه الصالحين".
12 -
"التهذيب"(9/ 322 - 323) وفيه عن الحاكم في "المَدْخَل": "متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النَّقْلِ فيه". وقال السَّاجي: "صدوق منكر الحديث أجمع أهل النقل على ترك حديثه، عنده مناكير". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس حديثه بالقائم".
13 -
"التقريب"(2/ 187) وقال: "متروك، من السادسة، مات سنة، بضع وخمسين -يعني ومائة-"/ ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن هارون بن عيسى الأَزْدي الرَّزَّاز) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 354) وقال: "روى عنه أبو العبَّاس بن عُقْدَة وأبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي وأبو بكر الشَّافعي، أحاديث مستقيمة". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقوي".
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 57) باسم (محمد بن هارون) ولم ينسبه، وقال:"تُكُلِّمَ فيه".
3 -
"لسان الميزان"(5/ 410) باسم (محمد بن هارون) أيضًا، ونقل قولي الخطيب والدَّارَقُطْنِيّ المتقدِّمين.
أمَّا قول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه المولى في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"(4/ 235) بعد ذكره لقولي الخطيب والدَّارَقُطْنِيّ المتقدِّمين في شيخ أبي بكر الشافعي: (محمد بن هارون بن عيسى الأَزْدي): "يستدرك هذا على "الميزان"، و"الذيل عليه"، و"لسانه"، فإنَّهم لم يوردوه". فهو وَهَمٌ، فإنَّه قد تُرْجِمَ له في الميزان" و"لسانه" كما تقدَّم.
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (2/ 654 - 655) رقم (983)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2112) -في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ الفَزَاري) -، من طريق سليمان بن عمر، حدَّثنا محمد بن سَلَمَة، عن الفَزَاري، به، وقال: "محمد بن سَلَمَة الحَرَّاني في عامَّة ما يروي عن محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ يقول: عن الفَزَاري، فَيُكَنِّي عنه ولا يُسَمِّيه لِضَعْفِهِ
(1)
، وأحيانًا يُسَمِّيه وينسبه".
(1)
في "الكامل" المطبوع: "يضعفه". والصواب ما أثبت.
وقال ابن عدي أيضًا عن الحديث: إنَّه غير محفوظ.
ورواه عبد بن حُمَيْد في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (1/ 278) رقم (943) - عن جابر مرفوعًا بلفظ: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا كان الرُّطَبِ لم يُفْطِرْ إلَّا على الرُّطَبِ، وإذا لم يكن الرُّطَبِ لم يُفْطِرَ إلَّا على التَّمْرِ".
قال محقِّق "المطالب العالية" الشيخ الأعظمي رحمه الله: "في إسناده بعض أهل جابر غير مسمّى، وضعَّفه البُوصِيري لجهالة بعض رواته".
وعزاه في "كنز العمال"(7/ 85) رقم (18081) بلفظ حديث الخطيب تمامًا إلى ابن عساكر وحده، فَقَصَّرَ في ذلك.
* * *
414 -
حدَّثنا أبو بكر البَرْقاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدَّثنا محمد بن هارون بن محمد بن دَاهِر بن القاسم اللَّيْثِيّ البَصْري -بالأَنْبَار-، حدَّثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدَّثنا الفضل بن ميمون، عن منصور بن زَاذَان، عن أبي عمر
(1)
-هو زَاذَان الكِنْدي- أنَّه سَمِعَ.
أبا هريرة وأبا سعيد الخُدْري يقولان: سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثةٌ يومَ القِيَامَةِ على كَثِيبٍ مِنْ مِسْكٍ أسودَ، لا يهولُهم فزعٌ، ولا ينالُهُم حسابٌ، حتى يفرغ اللَّه ممَّا بين النَّاس: رجلٌ قَرَأَ القرآنَ وأَمَّ به قومًا وهم راضون، ورجلٌ أَذَّنَ دعا إلى اللَّه ابتغاءَ وَجْهِ اللَّه، ورجلٌ مملوك ابْتُلي بالرِّق في الدُّنْيَا فلم يشغله ذلك عن طَلَبِ الآخِرَةِ".
(3/ 355) في ترجمة (محمد بن هارون بن محمد اللَّيْثِيّ البَصْري).
(1)
في المطبوع: "عن أبي عمرو" بالواو. والتصويب من "شُعَبِ الإيمان" للبيهقي (4/ 566)، و"تهذيب الكمال"(9/ 263).
مرتبة الحديث:
حسن لغيره.
وفي إسناده (الفضل بن ميمون السُّلَمِي
(1)
أبو سَلَمَة البَصْري صاحب الطعام) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 124) وقال: "صالح الحديث".
2 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 77 رقم (63) وقال: "لم يزل عندنا ضعيفًا ضعيفًا".
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 117) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الجرح والتعديل"(7/ 67) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ منكر الحديث".
5 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 129 رقم (192) وقال: "ضعَّفه عليّ بن المَدِيني".
6 -
"الميزان"(3/ 360) وذكر ما تقدَّم عن ابن المَدِيني وأبي حاتم.
7 -
"اللسان"(4/ 451 - 452) وقال: "ضَعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"، وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني، وغيرهما".
أقول: لم يذكر في "الميزان" و"اللسان" قول ابن مَعِين السابق.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن هارون اللَّيْثِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
هذه النسبة ذكرها المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(3/ 1374) -مخطوط-في ترجمة (منصور بن زَاذَان الوَاسِطي الثَّقَفِي) عند ذكره للرواة عنه.
و (منصور بن زَاذَان) هو (الوَاسِطي الثَّقَفِي أبو المغيرة): ثقة ثَبْت عابد كبير الشأن، سريع القراءة جدًّا، خرَّج له الستة، وتوفي عام (129 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 1374 - 1375) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 306 - 307)، و"الكاشف"(3/ 155)، و"التقريب"(2/ 275).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
وله شاهد من حديث ابن عمر يرتقي به إلى مرتبة الحسن لغيره، وسيأتي الكلام عليه.
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 566) رقم (1847)، والشَّجَرِي في "أماليه"(1/ 76)، من طريق الفضل بن ميمون، به.
وليس عند البيهقي قوله: "حتى يفرغ اللَّه ممّا بين النَّاس".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(5/ 106) من طريق عمرو بن شِمْر، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد مرفوعًا به، دون ذكر أبي هريرة. وقال:"غريب من حديث عمرو، تفرَّد به عمرو بن شِمْر".
أقول: إسناده تالف. ففيه (عمرو بن شِمْر الجُعْفي الكوفي أبو عبد اللَّه) وهو متروك، وكذَّبه الجُوْزَجَانِيّ. وستأتي ترجمته في حديث (669).
كما أنَّ فيه (عطية) وهو (ابن سعد العَوْفي أبو الحسن): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه التِّرْمِذِيّ في صفة الجنَّة، باب رقم (25)(4/ 697) رقم (2566) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(2/ 26)، من طريق أبي اليَقْظَان، عن زَاذَان، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "ثلاثةٌ على كِثْبَانِ
المِسْك -أراه قال: يومَ القِيَامَةِ- يَغْبِطُهُمُ الأَوَّلُونَ والآخِرونَ: رَجُلٌ يُنَادي بالصَّلواتِ الخَمْس في كُلِّ يومٍ ولَيْلَةٍ، ورَجُلٌ يَؤُمُّ قومًا وهم به راضُونَ، وعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّه وحَقَّ مَوَالِيهِ".
ومن هذا الطريق رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 6) رقم (618) -، وفي "المعجم الصغير"(2/ 124)، وعنه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 335)، مطوَّلًا، بنحو لفظ حديث الخطيب.
قال التِّرْمِذِيُّ عقب روايته له: "هذا حديث حسن غريب".
وقد ذكر العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 146) تحسين التِّرْمِذِيّ له، وسَكَتَ عنه.
أقول: تحسين التِّرْمِذِيّ له موضع نظر، فإنَّ فيه (أبا اليَقْظَان عثمان بن عمير الكوفي البَجَلي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 13):"ضعيف، واخْتَلَطَ، وكان يدلِّس ويَغْلُو في التشيع، من السابعة"/ د ت ق. وفي ترجمته من "التهذيب"(7/ 146) نقلًا عن ابن عبد البَرّ: "كلُّهم ضَعَّفه". وستأتي ترجمته في حديث (444).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 327 - 328): "رواه التِّرْمِذِيُّ باختصار، وقد رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، وفيه عبد الصمد بن عبد العزيز المُقْرِئ ذكره ابن حِبَّان في "الثقات".
أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يذكر ضعف (أبي اليَقْظَان)، فإنَّ الطبراني يرويه في "الأوسط" و"الصغير" من طريقه.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 179 - 180) و (2/ 351) بعد ذِكْرِهِ لرواية التِّرْمِذِي: "وأبو اليَقْظَان واهٍ. وقد روى عنه الثقات. . . ورواه الطبراني
في "الأوسط" و"الصغير" بإسناد لا بأس به". وذكر رواية الطبراني المطوَّلة.
أقول: قول المنذري عن إسناد الطبراني في "الأوسط" و"الصغير": "لا بأس به". موضع نظر، فإنَّ فيه كما تقدَّم:(أبو اليَقْظَان). وهو نفسه يقول عنه: "واهٍ"!
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 433) رقم (13584)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 318)، من طريق بَحْر بن كَنِيز، عن الحجَّاج بن فُرَافِصَة، عن الأعمش، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو لفظ الخطيب.
وفي أوَّلِهِ يقول ابن عمر: "لو لم أسمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا مرَّةً ومرَّةً عن سبع مرَّاتٍ لما حَدَّثْتُ به".
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (بحر بن كَنِيز السقَّاء البَاهِلي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 100):"تركوه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (373).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 327): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه بحر بن كَنِيز السقَّاء وهو ضعيف".
غريب الحديث:
قوله: "على كَثِيب": الكَثِيبُ: "الرَّمْلُ المستطيل المُحْدَوْدِب": "النهاية"(4/ 152).
وفي "جامع الأصول"(9/ 562): "الكُثْبَان: جمع كثرة لكَثِيب الرَّمْلِ، وهو ما اجتمع منه مرتفعًا".
* * *
415 -
حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الكاتب، حدَّثنا عبد اللَّه بن الحسن بن سليمان المُقْرئ، حدَّثنا محمد بن هارون المُقْرئ -المعروف بالسوَّاق-، حدَّثنا الحسن بن سَجَّادة قال: حدَّثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن
الحِمَّاني، عن أبي سعيد الشَّامي، عن مكحول،
عن واثِلَة بن الأَسْقَع، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"عُدَّ الآيَ في الفَرِيضةِ والتَّطَوُّعِ".
(3/ 355 - 356) في ترجمة (محمد بن هارون المُقْرئ، يعرف بالسوَّاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو سعيد الشَّامي) وهو (عبد القدوس بن حَبِيب الكَلَاعِي الشَّامي الدِّمَشْقِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 368) وقال: "شَامِيٌّ ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 119 - 120) وقال: "يروي. . عن نافع عن مجاهد والشَّعْبِي ومكحول وعطاء أحاديث مقلوبة".
3 -
"أحوال الرجال" ص 162 رقم (288) وقال: لا يَقْنَعُ النَّاسُ بحديثه".
4 -
"مقدمة صحيح مسلم"(1/ 26) حيث يروي مسلم عن عبد الرزاق قوله: "ما رأيت ابن المبارك يُفْصِحُ بقوله: كذَّاب إلَّا لعبد القدوس، فإنِّي سمعته يقول له: كذَّاب".
5 -
"سؤلات الآجُرِّي لأبي داود" ص 192 رقم (205) وقال: "ليس بشيء، وابنه شَرٌّ منه".
6 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 45). ذكره في (باب من يرغب عن الرواية عنهم).
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 164 رقم (398) وقال: "متروك الحديث".
8 -
"الكُنَى والأسماء" للدُّولابي (1/ 187) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 96 - 97).
10 -
"الجرح والتعديل"(6/ 55 - 56) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث كان لا يصدق". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
11 -
"المجروحين"(2/ 131) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات، لا يحلّ كتابة حديثه ولا الرواية عنه، وكان ابن المبارك يقول: لأن أقطع الطريق أحبَّ إليَّ من أن أروي عن عبد القدوس الشَّامي".
12 -
"الكامل"(5/ 1981) وقال: "له أحاديث غير محفوظة، وهو منكر الحديث إسنادًا ومَتْنًا".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 290 رقم (365).
14 -
"تاريخ بغداد"(11/ 126 - 128) وفيه عن ابن مَعِين: "شيخ شَامِيٌّ مطروح الحديث". وقال إسماعيل بن عيَّاش: "لا أشهد على أحد بالكذب إلَّا على عبد القدوس بن حَبِيب، وعمر بن موسى الوَجِيهي. . . . أمَّا عبد القدوس فإنِّي حدَّثته بحديث عن رجل فطرحني وطرح الذي حدَّثت عنه وحدَّث به عن الثالث". وقال ابن عمَّار: "ذاهب الحديث". وقال أبو حفص عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "أجمع أهل العلم على ترك حديثه". وقال مسلم بن الحجَّاج: "ذاهب الحديث".
15 -
"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (2/ 246 - 248) وفيه أنَّه هو (أبو سعيد الوُحَاظِي) الذي روى عنه بقيَّة، وأنه هو (أبو سعيد الشَّامي) الذي روى عنه عبد الرزاق، وأنه هو (أبو عبد السلام) الذي روى عنه بقيَّة.
16 -
"المغني"(2/ 401) وقال: "عن التابعين، تركوه".
17 -
"لسان الميزان"(4/ 45 - 48) وفيه عن البخاري: "تركوه منكر
الحديث".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن هارون المُقْرِئ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(مكحول) هو (الشَّامِيُّ أبو عبد اللَّه): عالم أهل الشَّام، ثقة فقيه كثير الإرسال. وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 165 نقلًا عن أبيه قوله: "سألت أبا مُسْهِر
(1)
: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صحَّ عندنا إلَّا أنس بن مالك. قلت: واثِلَة؟ فأنكره". ويبدو أنَّ (مكحولًا) قد رأى (واثلة)، وذهب التِّرْمِذِيُّ إلى أنَّه سمع منه. انظر في ذلك "التهذيب" (10/ 290 - 292). وستأتي ترجمته في حديث (1381).
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(13/ 473 - 474) رقم (7489) عن الحسن بن حمَّاد، حدَّثنا أبو يحيى الكوفي، عن أبي سعيد الشَّامي، عن مكحول، عن واثِلَة مرفوعًا بلفظ:"عُدَّ الآيَ في التَّطَوُّعِ، ولا تَعُدَّهُ في الفَرِيضَةِ".
وكما هو بيِّن، أنَّه مع اتحاد الطريق فإنَّ اللفظ فيه اختلاف.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 267): رواه أبو يعلى، وفيه أبو يحيى التَّمِيمي الكوفي وهو ضعيف".
أقول: (أبو يحيى الكوفي) في إسناد أبي يَعْلَى، هو (عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني) الذي في إسناد الخطيب. وقد ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 469) وقال:"صدوق يخطئ، ورمي بالإرجاء، من التاسعة"/
(1)
هو (عبد الأعلى بن مُسْهِر الغَسَّاني الدِّمَشْقِي): إمام ثقة فقيه شيخ أهل الشَّام. وستأتي ترجمته في حديث (1570).
خ م د ت ق. أقول: خرَّج له البخاري حديثًا واحدًا في فضائل القرآن توبع عليه كما في "هدي الساري" ص 416. وقد وثَّقه ابن مَعِين، والنَّسائي في مرَّة، وابن قَانِع، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وضعَّفه أحمد وابن سعد والنَّسَائي والعِجْلي. انظر: "تهذيب التهذيب"(10/ 120)، و"هدي الساري" ص 416، و"الكاشف"(2/ 135).
وقد وهم الدكتور نايف الدعيس في تحقيقه لـ "المقصد العلي" ص 414 رقم (411) فظنه (إسماعيل بن إبراهيم الأحول)!
وكذلك فإنَّه يُعْلَمُ ممَّا تقدَّم من ترجمة (أبي يحيى الكوفي)، أنَّ قول الهيثمي السابق في إطلاق القول بتضعيفه، هو محلُّ نظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
أقول: وقد فات الهيثمي أيضًا إعلاله بـ (أبي سعيد الشَّامي عبد القدوس بن حَبِيب الكَلَاعي) وقد كُذِّبَ كما تقدَّم
(1)
.
وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 143) رقم (525) وعزاه لأبي يَعْلَى فحسب.
وبلفظ الخطيب ذكره السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 570) وعزاه إليه فحسب.
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 308)، و"التيسير" (2/ 129) بعد أن عزاه للخطيب وحده: إسناده ضعيف!
ولم يتعرض في كلا الكتابين إلى معناه.
(1)
وقارن بين ما تقدَّم من الحكم على الحديث بالوضع وأسبابه، وبين ما ذهب إليه: الدكتور نايف الدعيس في تحقيقه لـ "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي" ص 414 رقم (411)، والأستاذ حسين: الأسد في تحقيقه لـ "المسند" لأبي يعلى (13/ 474 - 475) رقم (7489)، من تضعيفٍ لإسناده فحسب.
ولم أقف فيما رجعت إليه على من تكلَّم عليه من جهة معناه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
416 -
حدَّثنا محمد بن الفرج البزَّاز، حدَّثنا عبد العزيز بن جعفر الخِرَقي
(1)
، حدَّثنا محمد بن هارون بن بُرَيْه الهاشمي قال: حدَّثنا السَّرِيّ بن عاصم، حدَّثنا ابن السَّمَّاك، حدَّثنا الهيثم بن جَمَّاز قال: دخلت على يزيد الرَّقَاشي في يوم شديد الحَرِّ فقال: داخل يا هيثم، أدخل ادخل حتى نبكي على الماء البارد، وقد عَطَّشَ نَفْسَهُ أربعينَ سَنَةً، ثم قال:
حدَّثني أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّ مَنْ وَرَدَ القِيَامَةَ عَطْشَانُ".
(3/ 356) في ترجمة (محمد بن هارون بن عيسى أبو إسحاق، ويعرف بابن بُرَيْه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وهو مسلسل بالكذَّابين والضعفاء.
ففيه (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي البَصْري القَاصّ أبو عمرو) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 245) وقال: "كان ضعيفًا قَدَرِيًّا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية أبي خالد الدَّقَّاق- ص 36 و 62 رقم (33 و 146) وقال: "ليس بشيء".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الحرقي" بالحاء المهملة. والتصويب من "الأنساب"(5/ 92)، و"تاريخ بغداد"(10/ 462).
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 48 رقم (4) وقال: "كان ضعيفًا".
4 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد -رواية المَرُّوْذِيّ وغيره- ص 75 رقم (88) وقال: "ليس ممّن يحتج به". وص 240 وقال: "ضعيف".
5 -
"التاريخ الكبير"(8/ 320) وقال: "كان شُعْبَة يتكلَّم فيه".
6 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 172 و 474) وقال: "ليِّن الحديث".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 253 رقم (673) وقال: "متروك الحديث".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 373 - 374) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف".
9 -
"الجرح والتعديل"(9/ 251 - 252) وفيه عن أحمد بن حنبل: "منكر الحديث، وكان شُعْبَة يَحْمِلُ عليه، وكان قاصًّا". وقال أبو حاتم: "كان واعظًا بَكَّاءً كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر، صاحب عِبَادَةٍ، وفي حديثه صنعة".
10 -
"المجروحين"(3/ 98) وقال: "كان من خِيَارِ عِبَادِ اللَّه من البَكَّائين بالليل في الخَلَوات والقائمين بالحقائق في السَّبَرَات، ممَّن غَفَلَ عن صناعة الحديث وحفظها واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن -يعني البَصْرِي- فيجعله عن أنس عن النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام وهو لا يعلم، فلمَّا كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحلُّ الرواية عنه إلَّا على سبيل التعجب".
11 -
"الكامل"(7/ 2712 - 2713) وقال: "وليزيد الرَّقَاشي أحاديث صالحة عن أنس وغيره، ونرجو أنَّه لا بأس به برواية الثقات عنه من البَصْريين والكوفيين وغيرهم".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 400 رقم (593).
13 -
"الكاشف"(3/ 240) وقال: "ضعيف".
14 -
"التهذيب"(11/ 309 - 311) وفيه عن السَّاجِي: "كان يَهِمُ ولا يحفظ، ويُحْمَلُ حديثه لصدقه وصلاحه".
15 -
"التقريب"(2/ 361) وقال: "زاهد ضعيف، من الخامسة"/ بخ ت ق. وكانت وفاته قبل عام (120) للهجرة.
وفيه أيضًا: (الهيثم بن جَمَّاز الحَنَفي البَكَّاء البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 626) وقال: "ضعيف". وقال أيضًا: "قاصٌّ كان بالبَصْرة، ليس بذاك".
2 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 171 رقم (252) وقال: "كان عند أصحابنا ضعيفًا".
3 -
"التاريخ الكبير"(8/ 216) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"أحوال الرجال" ص 120 رقم (198) وقال: "كان قاصًّا ضعيفًا، روى عن ثابتٍ مَعَاضِيل".
5 -
"الضعفاء" للنَّسائي ص 242 رقم (638) وقال: "متروك الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 355) وقال: "حديثه غير محفوظ".
7 -
"الجرح والتعديل"(9/ 81) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كان منكر الحديث، تُرِكَ حديثه". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".
8 -
"المجروحين"(3/ 91) وقال: "كان من العُبَّاد والبَكَّائين، ممن غفل عن الحديث والحفظ واشتغل بالعبادة، حتى كان يروي المعضلات عن الثقات توهمًا، فلما ظهر ذلك منه بطل الاحتجاج به".
9 -
"الكامل"(7/ 2560 - 2562) وقال: "أحاديثه أفراد وغرائب عن ثابت، وفيها ما ليس بالمحفوظ".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 387 رقم (564).
11 -
"لسان الميزان"(6/ 204 - 205) وفيه عن البزَّار: "لا يحتج بما انفرد به". وقال السَّاجي: "متروك جدًّا ذكره البَرْقي في الكذَّابين".
وفيه كذلك (ابن السَّمَّاك) وهو (محمد بن صَبِيح بن السَّمَّاك الواعظ). وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 290) وفيه عن ابن نُمَيْر: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 32) وقال: "مستقيم الحديث، وكان يعظ النَّاس في مجالسه".
3 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 146 رقم (195) وقال: لا بأس به". وقد صُحِّفَ فيه "صبيح" إلى "ربح". وعزا محققه الدكتور موفق عبد القادر ترجمته خطأ إلى "تاريخ بغداد" (5/ 278)، و"الإكمال" (4/ 92) باسم (محمد بن ربح بن سليمان البزاز البغدادي)! ! وقال أيضًا: "لم أقف على مصدر نقل السؤالات".
أقول: نقله عنه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 204)، والذي أوقع المحقق بذلك، التصحيف السابق.
4 -
"تاريخ بغداد"(5/ 368 - 373) وفيه عن ابن نُمَيْر: "كان صدوقًا".
5 -
"المغني في الضعفاء" للذَّهَبِيّ (3/ 593) وقال: "قال ابن نُمَيْر: صدوق وليس حديثه بشيء".
6 -
"لسان الميزان"(5/ 204).
وفي إسناده أيضًا (السَّرِيّ بن عاصم بن سهل الهَمْدَاني أبو عاصم) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 355 - 356) وقال: "يسرق الحديث، ويرفع الموقوفات، لا يحلُّ الاحتجاج به".
2 -
"الكامل"(3/ 1298) وقال: "للسَّرِيّ غير حديثٍ سرقه عن الثقات وحدَّث به عن مشايخهم".
3 -
"الميزان"(2/ 117) وقال: "كذَّبه ابن خِرَاش".
4 -
"اللسان"(3/ 12 - 13) وفيه اتهام النقَّاش له بوضع الحديث.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن هارون بن عيسى بن بُرَيْه الهاشمي أبو إسحاق) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 98 رقم (46) وقال: "لا شيء".
2 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 355 رقم (496).
3 -
"تاريخ بغداد"(3/ 356 - 357) وقال: "في حديثه مناكير كثيرة". وذكره الخطيب أيضًا في "تاريخ بغداد"(7/ 403) في ترجمة (الحسن بن قَحْطَبَة الطَّائي) وقال: "ذاهب الحديث يُتَّهم بالوضع".
4 -
"لسان الميزان"(5/ 409 - 410) وفيه عن ابن عساكر: "يضع الحديث".
و(عبد العزيز بن جعفر الخِرَقي أبو القاسم): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).
وكذلك شيخ الخطيب (محمد بن الفرج بن عليّ البزَّاز أبو بكر) فإنَّه ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (288).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 216)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 228) -مخطوط-، من طريق أبي الحسن عليّ بن المُبَارَك المَسْرُوري
(1)
، حدَّثنا السَّرِيّ بن عاصم، به.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 54) من ذات الطريق السابق بزيادة قوله في آخره: "إلَّا من أظلَّه اللَّه في ظل عَرْشِهِ ذلك اليوم".
وقد أشار مصحح "الحِلْيَة"، أنَّ هذه الزيادة موجودة في إحدى النسخ الخطية لـ "الحِلْيَة".
أقول: فيه إلى جانب المتهمين والضعفاء الذين سبق الكلام عليهم: (أبو الحسن عليّ بن المبارك بن عبد اللَّه المَسْرُوري -ويقال له: الربيعي-) الذي تابع (محمد بن هارون بن بُرَيْه الهاشمي)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(12/ 105 - 106) وأشار الخطيب فيه إلى ما يفيد سوء حفظه.
2 -
"الميزان"(3/ 152) وقال: "عن إبراهيم بن سعيد الجوهري بخبر كذب، هو المتَّهم به".
3 -
"لسان الميزان"(4/ 252) وقال عقب كلام الذَّهَبِيّ السابق في "الميزان": "والخبر المذكور في الفضائل من كتاب "الموضوعات" لابن الجَوْزي".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 228) -مخطوط- من طريق
(1)
تصَحِّفَ في "الحِلْيَة" إلى "المروزي". والتصويب من "تاريخ بغداد"(12/ 105)، و"تاريخ دمشق"(18/ 228) -مخطوط-.
أبي يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصَّاص الدَّعَّا، حدَّثنا السَّرِيّ بن عاصم، به.
و (أبو يوسف يعقوب الجصَّاص) هذا، لم أقف على ترجمته.
* * *
417 -
حدَّثنا محمد بن الحسين القطَّان، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو الحسن بن مُجَمِّع، حدَّثنا الربيع بن سليمان، حدَّثنا عليّ بن الحسن السَّامي، عن مالك، عن ربيعة، عن سعيد بن المُسَيَّب،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم توضأ غَرْفَةً غَرْفَةً، وقال:"لا يَقْبَلُ اللَّه صلاةً إلَّا به".
(3/ 357) في ترجمة (محمد بن هارون بن مُجَمِّع المِصِّيصي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عليّ بن الحسن بن يَعْمَر السَّامي) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 114) وقال: "يروي عن مالك وسليمان بن بلال ما ليس من أحاديثهم، روى عنه الربيع بن سليمان، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".
2 -
"الكامل"(5/ 1852 - 1854) وقال بعد أن ذكر له عِدَّة أحاديث: "وهذه الأحاديث وما لم أذكره من حديث عليّ بن الحسن هذا، فكلّها بواطيل، ليس لها أصل، وهو ضعيف جدًّا".
3 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 167) وقال: "روي عن الثَّوْري وابن أبي ذِئْب ومالك بن أنس وعبد اللَّه بن عمر أحاديث موضوعة".
4 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 117 رقم (161) وقال: "روى عن الثَّوْري ومالك وابن أبي ذِئْب والعُمَرِي أحاديث منكرة، لا شيء".
5 -
"الميزان"(3/ 119) وقال بعد أن ذكر له حديثًا من أحاديثه: "وهو باطل، وهو على هذا في عداد المتروكين، عفا اللَّه عنه".
6 -
"اللسان"(4/ 212 - 214) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ أيضًا: "مِصْرِيٌّ يكذب، يروي عن الثقات بواطيل، مالك والثَّوْرِي وابن أبي ذِئْب وغيرهم". وقال أحمد بن ميمون بن زكريا البغدادي: "اتفقنا على أن لا نكتب بمِصْر حديث ثلاثة وهم: عليّ بن الحسن السَّامي، ورَوْح بن صلاح، وعبد المنعم بن بشير". وقال أبو سعيد النقَّاش: "روى أحاديث موضوعة".
و(ربيعة) هو (ابن أبي عبد الرحمن التَّيْمي القُرَشي المَدَني أبو عثمان، المعروف بربيعة الرأي): إمام ثقة فقيه، مفتي المدينة. وستأتي ترجمته في حديث (2195).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "غرائب مالك" من طريق عليّ بن الحسن السَّامي
(1)
، عن مالك بن أنس، عن ربيعة، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن زيد بن ثابت
(2)
وأبي هريرة به مطوَّلًا، وقال:"تفرَّد به عليّ بن الحسن وكان ضعيفًا". كذا في "نصب الراية" للزَّيْلَعِي (1/ 29).
وأشار إليه الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 82) وقال: "وهو
(1)
صُحِّفَ في "نصب الراية"(1/ 29)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 82)، و"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 117، و"اللسان" (4/ 212) إلى:"الشامي" بالشين المعجمة. والتصويب من "الأنساب"(7/ 16)، و"تبصير المنتبه"(2/ 801)، وغيرهما.
(2)
في "التلخيص الحَبِير"(1/ 82)، و"اللسان" (4/ 213):"زيد بن خالد الجُهَنِي".
مقلوب ولم يروه مالكٌ قَطُّ".
وذكره ابن حَجَر أيضًا في "لسان الميزان"(4/ 213) -في ترجمة (عليّ بن الحسن بن يَعْمَر السَّامي) - ونَقَلَ عن الدَّارَقُطْنِيِّ قوله: "تفرَّد عن مالك بن ربيعة عن سعيد عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجُهَنِي رضي الله عنهما أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضأ مَرَّةً مَرَّةً فقال: هذا الذي لا يقبل اللَّه الصَّلاةَ إلَّا به. الحديث. قلت -القائل ابن حَجَر-: وهو مُخْتَلَقٌ
(1)
على مالك".
وذكره في "كنز العُمَّال"(9/ 431) رقم (26831) وعزاه إلى ابن عساكر فحسب.
* * *
418 -
حدَّثنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا عليّ بن عمر الخُتُّلِي حدَّثنا أبو بكر محمد بن هارون بن سليمان الجَرِيري، حدَّثنا حُمَيْد بن الربيع الخزَّاز، حدَّثنا أبو ضَمْرة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن عليّ، عن أبيه،
عن عليّ بن أبي طالب، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما نَفَعَنِي مالٌ ما نَفَعَنِي مالُ أبي بَكْرٍ".
(3/ 358) في ترجمة (محمد بن هارون بن سليمان الجَرِيري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (حُمَيْد بن الربيع بن حُمَيْد اللَّخْمِيّ الخزَّاز أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 85 رقم (144) وقال: "ليس بشيء".
(1)
صُحِّفَ في "اللسان" إلى: "مختلف" بالفاء.
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 222) وقال: "تكلَّم النَّاس فيه فتركت التحديث عنه".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 197) وقال: "روى عنه محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة وغيره من شيوخنا، ربما أخطأ".
4 -
"الكامل"(2/ 696 - 697) وقال: "كان يسرق الحديث، ويرفع أحاديث موقوفة، وروى أحاديث عن أئمة النَّاس غير محفوظة عنهم". وقال أيضًا: "ولحُمَيْد بن ربيع حديث كثير، بعضه سُرِقَ من الثقات، وبعض من الموقوفات الذي رفعه، وبعض زاد في أسانيده فجعل بدل ضعيف ثقة، وهو أكثر من ذلك، فاستغنيت بمقدار ما ذكرته من مناكيره وبواطيله لكي يستدل به على كثير ممَّا رواه، وهو ضعيف جدًّا في كُلِّ ما يرويه". وفيه عن الحضرمي: "هذا كذَّاب ابن كذَّاب ابن كذَّاب".
5 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (2/ 621) رقم (354) وقال: "عاش مائة وبضع عشرة سنة، سَمِعَ هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، سَمِعَ منه القدماء، وأدركه ابن أبي حاتم وأقرانه. طعنوا عليه في أحاديث تُعْرَفُ بالقدماء من أصحاب هُشَيْم رواها".
6 -
"تاريخ بغداد"(8/ 162 - 165) وقال: "كان ممَّن تَكَلَّمَ فيه وطعن عليه يحيى بن مَعِين، وكان أحمد بن حنبل يحسن القول فيه". وفيه عن ابن مَعِين: "ما يَسْأَلُ عن حُمَيْد الخزَّاز مسلم، أخزى اللَّه ذاك وأخزى من يَسْأَلُ عنه". وقال ابن مَعِين أيضًا: "كذَّابي زماننا أربعة" وعدَّ منهم حميْد الخزَّاز. وقال أيضًا: "ذاك كذَّاب خبيث غير ثقة ولا مأمون، يشرب الخمر، ويأخذ دراهم النَّاس ويكابرهم عليها حتى يصالحوه". وقال أبو بكر البَرْقَاني: "كان أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ يُحْسِنُ القولَ فيه، وأنا أقول: إنَّه ليس بحجَّة، لأني رأيت عامَّة شيوخنا يقولون هو ذاهب الحديث"، وقال الدَّارَقُطْنِيّ:"تكلَّموا فيه". وقال أيضًا: "تَكَلَّمَ
فيه يحيى بن مَعِين، وقد حَمَلَ الحديث عنه الأَئمة ورووا عنه، ومن تَكَلَّمَ فيه لم يَتَكَلَّمْ فيه بِحُجَّةٍ". وقال ابن أبي حاتم:"ما كان أحمد بن حنبل يقول في حُمَيْد بن الربيع إلَّا خيرًا، وكذلك أبي، وأبو زُرْعَة". وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: "أنا أعلم النَّاس بحُميْد بن الربيع الخزَّاز، هو ثقة، لكنه شَرِهٌ يُدَلِّس". وفيه أنَّ أحمد بن حنبل أنكر على ابن مَعِين طعنه عليه.
7 -
"المغني"(1/ 194) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ تكلَّموا فيه".
8 -
"اللسان"(2/ 363 - 364) وفيه عن الإمام أحمد: "ما علمت إلَّا ثقة". وقال مَسْلَمَةُ بن قاسم: "ضعيف". وكانت وفاته عام (258 هـ).
وفيه كذلك (أبو العلاء محمد بن عليّ الواسِطي المُقْرِئ) وهو ضعيف مخلِّط. وستأتي ترجمته في حديث (430).
وفيه كذلك صاحب الترجمة (محمد بن هارون الجَرِيْرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو ضَمْرَة) هو (أنس بن عِيَاض بن ضَمْرَة اللَّيْثِيّ): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (200 هـ) وله (96) عامًا. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 349 - 353)، و"التهذيب"(1/ 375 - 376)، و"الكاشف"(1/ 88)، و"التقريب"(1/ 84).
و(جعفر بن محمد) هو (جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، مشهور بجعفر الصَّادق): إمام ثقة فقيه، خرَّج له مسلم والأربعة، وتوفي عام (148 م). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(5/ 74 - 97)، و"السِّيَر"(6/ 255 - 274)، و"التهذيب"(2/ 103 - 105)، و"التقريب"(1/ 132).
و(محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر البَاقِر): إمام
ثقة، من التابعين، خرَّج له الستة، وتوفي سنة بضع عشرة ومائة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 1245 - 1246) -مخطوط-، و"السِّيَر"(4/ 401 - 409)، و"التهذيب"(9/ 350 - 352)، و"التقريب"(2/ 192).
و(عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، زين العابدين): إمام ثقة ثَبْتٌ، عابد فقيه، وقد أَرْسَلَ عن جدِّه عليّ. خرَّج له الستة، وتوفي عام (93 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 386 - 401)، و"التهذيب"(7/ 304 - 307)، و"التقريب"(2/ 35).
و(عليّ بن عمر بن محمد الخُتُّلِي أبو الحسن): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1019).
التخريج:
لم يروه من حديث عليٍّ إلَّا الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 334) من حديث عليٍّ إلى الخطيب وحده.
وقد روي من حديث السيدة عائشة، رواه أحمد في "فضائل الصحابة" رقم (28 و 30 و 201 و 583)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 121) رقم (250)، وأبو يَعْلَى في مسنده (7/ 391 - 392) رقم (4418)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 577) رقم (1230)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 721 و 722)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 552 - 553) -مخطوط-، من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة مرفوعًا به.
وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 51): "رواه أبو يَعْلَى، ورجاله رجال الصحيح، غير إسحاق بن إسرائيل وهو ثقة مأمون".
وذكر السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 734) بعد أن عزا حديث السيدة عائشة إلى أبي يعلى فحسب! أنَّ الإمام ابن كثير قد حَسَّنَهُ.
كما روي من حديث أبي هريرة، رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب أبي بكر (5/ 609) رقم (3661)، من طريق داود بن يزيد الأَوْدِيّ
(1)
، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا، وقال:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
أقول: في إسناده (داود بن يزيد الأَوْدِيّ) وهو ضعيف. انظر: "تهذيب الكمال"(8/ 467 - 470)، و"التهذيب"(3/ 205 - 206)، و"التقريب"(1/ 235).
ومن حديث أبي هريرة، رواه أحمد في "المسند"(2/ 253)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 65) رقم (25)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في المناقب -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (9/ 381) رقم (12528) -، وفي "فضائل الصحابة" ص 56 رقم (9)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 706)، وابن ماجه في "سننه" في المقدِّمة، بابٌ في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فضل أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه (1/ 36) رقم (94)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 577) رقم (1229)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 4) رقم (6819)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 230 - 231)، والخطيب في "تاريخه"(12/ 135)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 552) -مخطوط-، من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ما نفعني مالٌ قَطُّ ما نفعني مالُ أبي بَكْر. فَبَكَي أبو بكر، وقال: وهل أنا ومَالي إلَّا لك يا رسول اللَّه".
(1)
صُحِّفَ في "سنن الترمذي" إلى: "الأزدي" والتصويب من "تحفة الأشراف"(10/ 424)، و"تهذيب الكمال"(8/ 467)، وغيرهما.
وإسناده صحيح.
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 16): "رجاله ثقات".
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 366) عن معاوية -يعني ابن عمرو بن المهلَّب الأَزْدِي أبو عمرو-، حدَّثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه "ما نفعني مالٌ قَطُّ إلَّا مالُ أبي بَكْرٍ".
وعن الإمام أحمد، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 257) مقتصرًا على الجزء السابق المذكور، وقال:"غريب من حديث الأعمش، ولم يقل: "إلَّا مال" إلَّا الفَزَاري". وقد صرَّحَ أبو نُعَيْم بأنَّ (معاوية) هو (ابن عمرو). وقد صُحَّفَ قوله: "ما نفعني" في "الحِلْيَة" إلى: "ما نقص"! .
وإسناده صحيح أيضًا.
ومن حديث ابن عبَّاس، رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1730) -في ترجمة (عمَّار بن هارون المُسْتَمْلِي) - من طريق عمَّار هذا، عن قَزَعَة بن سُوَيد، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا مطوَّلًا.
وإسناده ضعيف، ففيه (قَزَعَة بن سُوَيد البَاهِلي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (179).
كما أنَّ فيه (عمَّار بن هارون المُسْتَمْلِي) وهو ضعيف أيضًا كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 48). وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 407 - 408).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 554) -مخطوط-، من طريق بشر بن دِحْيَة، عن قَزَعَة بن سُوَيد، به.
و(بشر) ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (1749).
ومن حديث أبي سعيد الخُدْري، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 555) -مخطوط-، من طريق موسى بن عُمَيْر، حدَّثني عطية العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
أقول: إسناده ضعيف جدًّا. فيه (موسى بن عُمَيْر القُرَشي الجَعْدِي) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (950).
كما أنَّ فيه (عطية بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
* * *
419 -
أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن الحسن القاضي قال: حدَّثنا محمد بن هارون بن عبد اللَّه -يعني أبا حامد-، حدَّثنا الحسين بن عليّ بن الأسود العِجْلِي، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُخْتَلِعَاتُ هُنَّ المُنَافِقَاتُ".
(3/ 358) في ترجمة (محمد بن هارون بن عبد اللَّه الحَضْرَمِي أبو حامد، المعروف بالبَعْرَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه (الحسين بن عليّ بن الأسود العِجْلِي الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 56) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 190) وقال: "ربما أخطأ".
3 -
"الكامل"(2/ 778) وقال: "يسرق الحديث". وقال أيضًا بعد أن ذكر بعض مروياته: "وللحسين بن عليّ بن الأسود أحاديث غير هذا مما سرقه من الثقات، وأحاديثه لا يُتَابَعُ عليها".
4 -
"تاريخ بغداد"(8/ 68 - 69) وفيه عن الإمام أحمد: "لا أعرفه". وقال الأَزْدِيّ: "ضعيف جدًّا يتكلَّمون في حديثه".
5 -
"الكاشف"(1/ 170) وقال: "قال أبو حاتم: صدوق. ضعَّفه ابن عدي وغيره".
6 -
"التقريب"(1/ 177) وقال: "صدوق يخطئ كثيرًا، لم يثبت أنَّ أبا داود روي عنه، من الحادية عشرة"/ ت.
كما أنَّ فيه (عليّ بن الحسن بن عليّ الجَرَّاحِي أبو الحسن القاضي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1269).
و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدي الكوفي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1177).
و(الأَعْمَشُ) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْرِي): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(وكيع) هو (ابن الجَرَّاح بن مَلِيح الرُّؤَاسِي الكوفي): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1828).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 375 - 376) عن أبي العبَّاس أحمد بن
محمد الرَّبَعِي، حدَّثنا محمد بن هارون الحَضْرَمِي، حدَّثنا الحسين بن عليّ بن الأسود العِجْلِي، به
(1)
مرفوعًا بلفظ: "المُخْتَلِعَاتُ والمتبرِّجَاتُ هنَّ المنافقاتُ".
وقال: "غريب من حديث الأعمش والثَّوْري، تفرَّد به وكيع".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال لي الحسن: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ما حدَّث به غير أبي حامد".
وللحديث شواهد.
فقد رواه النَّسائي في الطلاق، باب ما جاء في الخُلْعِ (6/ 168 - 169)، وأحمد في "المسند"(2/ 414)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 316)، من طريق أيوب، عن الحسن البَصْري، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"المُنْتَزِعَاتُ والمُخْتَلِعَاتُ هنَّ المنافقاتُ".
قال النَّسَائي عقبه: "قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن -يعني النَّسَائي-: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا".
أقول: إسناده صحيح.
وقد تعقَّب الحافظ ابن حَجَر قول النَّسَائي هذا في "فتح الباري"(9/ 403) -في آخر باب الخُلْعِ من كتاب الطلاق- فقال بعد أن ذكر الحديث وعزاه للنَّسَائي وأحمد: "في صحته نظر لأنَّ الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة، ولكن وقع في رواية النَّسَائي: قال الحسن: "لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث". وقد تأوَّله بعضهم على أنَّه أراد لم يسمع هذا إلَّا من حديث أبي هريرة، وهو تَكَلُّفٌ، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط، وصار يرسل عنه غير ذلك".
وقال الحافظ ابن حَجَر أيضًا في "التهذيب"(2/ 269 - 270) -في ترجمة
(1)
تَصَحَّفَ اسم (وكيع) في "الحِلْيَة" إلى (فليح).
(الحسن البَصْري) - بعد أن ذكر الحديث: "وهذا إسناد لا مَطْعَنَ مِنْ أَحَدٍ في رواته، وهو يؤيد أنَّه سَمِعَ من أبي هريرة في الجُمْلَةِ".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "تفسير الطبري"(4/ 570)، و"مسند أحمد" (12/ 114 - 116) عن حديث أبي هريرة هذا: إنَّه صحيح.
وقد صَحَّحَ إسناده الشيخ ناصر الدين الألباني في "الصحيحة"(2/ 210 - 211) أيضًا.
وله شاهد ثان من حديث ثَوْبَان، رواه التِّرْمِذِيّ في الطلاق، باب ما جاء في المُخْتَلِعَات (3/ 483) رقم (1186)، وأبو إسحاق الحَرْبي في "غريب الحديث"(3/ 1052)، والطبري في "تفسيره"(4/ 568) رقم (4841)، من طريق لَيْث، عن أبي الخطَّاب، عن أبي زُرْعَة، عن ثَوْبان مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي".
أقول: فيه (لَيْث بن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته وفي حديث (124).
كما أنَّ فيه (أبو الخَطَّاب) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 417) -في الكنى-: "شيخ الليث بن أبي سُلَيْم، مجهول، من السادسة"/ ت. وفي ترجمته من "التهذيب"(12/ 86 - 87) نقلًا عن أبي زُرْعَة: "لا أعرفه". وعن أبي حاتم: "مجهول".
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 304 - 305) نقلًا عن أبي زُرْعَة عِلَّةً أخرى له، حيث ذَوَّاد بن عُلْبَة وابن أبي زائدة، عن ليث، عن أبي الخَطَّاب، عن أبي زُرْعَة، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن ثوْبان عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. قال أبو زُرْعَة:"وهذا الصحيح قد وصلوه. زادوا فيه رجلًا".
وله شاهد ثالث من حديث عقبة بن عامر، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 339) رقم (935)، والطبري في "تفسيره"(4/ 568 - 569) رقم (484)، من طريق قيس بن الربيع، عن أَشْعَث بن سَوَّار، عن الحسن، عن ثابت بن يزيد، عن عقبة بن عامر الجُهَني مرفوعًا بلفظ:"إنَّ المُخْتَلِعَات المُنْتَزِعات هنَّ المنافقات".
أقول: إسناده ضعيف، ففيه (أشعث بن سَوَّار الكِنْدِي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2206).
كما أنَّ فيه (قيس بن الربيع الأَسَدِي الكوفي) وهو صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لمَّا كَبِرَ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).
قال العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 55): "رواه الطبراني من حديث عقبة بن عامر بسند ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 5): "رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثَّقه الثَّوْرِيّ وشُعْبَة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: فات الهيثمي أن يعلَّه بـ (أشعث بن سَوَّار الكِنْدِي)، فإنَّ الذَّهَبِيَّ قال عنه في "المغني" (1/ 91):"هو من الضعفاء الذين روى لهم مسلم متابعةً. . . ".
وقال ابن كثير في "تفسيره"(1/ 280) عقب ذكره له عن ابن جَرِير الطبري من حديث عقبة بن عامر: "غريب من هذا الوجه ضعيف".
غريب الحديث:
قوله: "المُخْتَلِعَاتُ" قال أبو إسحاق الحَرْبي في "غريب الحديث"(3/ 1053): "يعني اللواتي يطلبن الخُلْعَ من أزواجهنَّ لغير عذر".
و(الخُلْعُ): "أن يطلِّق زوجته على عِوضٍ تبذُلُه له. وفائدته إبطال الرَّجْعَةِ إلَّا بعقد جديد. . . وقد يسمَّى الخُلْعُ طلاقًا". "النهاية"(2/ 65).
وقال العلَّامة السِّنْدِي في "حاشيته على النَّسَائي"(6/ 168 - 169): "وكونها المنافقات: أي أنها كالمنافقات في أنها لا تستحق دخول الجنَّة مع من يدخلها أولًا، واللَّه تعالى أعلم".
وزاد المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 263) نقلًا عن الطِّيِبي أنَّه قال: "هُنَّ منافقاتٍ نِفَاقًا عمليًا". وقال ابن العَرَبي: "والنِّفَاق كُفْرَانُ العَشِير".
قوله: "المُنْتَزِعَاتُ" قال العلَّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "تفسير الطبري"(4/ 570): "الظاهر أنَّ معناها معنى "المُخْتَلِعَات"، كأنها تنتزعُ نَفْسَهَا من عقد الزواج ومن سلطان الزوج عليها".
* * *
420 -
أخبرني الحسين بن محمد المؤدِّب، حدَّثني أبو بكر محمد بن هارون البغدادي -إملاءً من حفظه بسَمَرْقَنْد في سنة تسعين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن عليّ بن العلاء الجُوْزَجَانِيّ، حدَّثنا أبو الأشعث، عن حمَّاد بن زيد
(1)
، عن ثابت،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الخَبَرُ كالمُعَايَنَةِ".
(3/ 359 - 360) في ترجمة (محمد بن هارون بن سعيد بن بُنْدَار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب من حديث ثابت عن أنس، ومن حديث حمَّاد بن زيد عن ثابت. لا أعلم رواه إلَّا محمد بن هارون هذا بإسناده، وأراه غلط فيه، وأرجو أن لا يكون تعمَّده".
(1)
سقط من المطبوع قوله: "عن حمَّاد بن زيد". وقول الخطيب الآتي في مرتبة الحديث يوجبه.
وفي ترجمة (محمد بن هارون بن سعيد البغدادي أبو بكر) نقل الخطيب عن الإِدْرِيسي قوله فيه: "لم يكن معه الأصول، كان يحدِّث من حفظه فيخطئ".
وقد تقدَّم في إسناد الخطيب التصريح بأنَّه أملاه من حفظه في سَمَرْقَنْد سنة (390 هـ).
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 411) وذكر ما تقدَّم ولم يزد.
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (الحسين بن محمد التَّمِيمي المؤدِّب أبو عبد اللَّه)، وهو ليس بمحل الحُجَّة كما قال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد"(8/ 185). وستأتي ترجمته في حديث (1181).
و (ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري أبو محمد): إمام قدوة ثقة عابد، خرَّج له الستة، وتوفي سنة بضع وعشرين ومائة، وله (86) عامًا. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 342 - 349)، و"السِّيَر"(5/ 220 - 225)، و"التهذيب"(2/ 2 - 4)، و"التقريب"(1/ 115).
و (أبو الأشعث) هو (محمد بن المِقْدَام العِجْلِي البَصْري): ثقة، طَعَنَ أبو داود في مروءته، خَرَّج له البخاري، وتوفي عام (253 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(1/ 488 - 490)، و"الكاشف"(1/ 28)، و"المغني"(1/ 60)، و"هدي الساري" ص 387، و"التهذيب"(1/ 81 - 82)، و"التقريب"(1/ 26).
التخريج:
تقدَّم تخريجه وذكر شواهده والكلام عليها في حديث (348).
* * *
421 -
حدَّثنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أنبأنا محمد بن المظفَّر، حدَّثني أبو القاسم المَرْوَزِيّ، حدَّثنا محمد بن هشام، حدَّثنا هُشَيْم، حدَّثنا عليّ بن زيد، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما بَيْنَ حُجْرَتي إلى مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وحَوْضِي على تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الجَنَّةِ".
(3/ 360) في ترجمة (محمد بن هشام بن عيسى القَصِير المَرُّوْذِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، بلفظ ". . . ومِنْبَرِي على تُرْعَةٍ. . " بدلًا من "وحَوْضِي".
ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمِي البَصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
و(أبو القاسم المَرْوَزِيّ) لم أتبينه.
و(هُشَيْم) هو (ابن بَشِير بن القاسم السُّلَمِي الواسِطي أبو معاوية): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال الخطيب عقب روايته له: "ولم يروه عن هُشَيْم غيره -يعني محمد بن هشام القَصِير المَرُّوْذِيّ- فيما قيل، واللَّه أعلم".
أقول: بل رواه عنه غيره، فرواه سُرَيْج بن يونس عنه عند أحمد في "المسند"(3/ 389)، وأبو الربيع الزَّهْرَاني سليمان بن داود العَتَكِي عنه عند أبي يَعْلَى في "مسنده"(3/ 319).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 389)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(3/ 319 - 320) رقم (1784)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 57) رقم (1196) -من كشف الأستار-، من طريق هُشَيْم بن بَشِير، عن عليّ بن زيد، به.
وليس عند البزَّار قوله: "وحَوْضِي على تُرْعَةٍ من تُرَعِ الجَنَّة".
وعند أحمد وأبي يَعْلَى: "ومِنْبَرِي على تُرْعَةٍ. . " عوضًا عن "وحَوْضِي على تُرْعَةٍ. . . ".
قال البزَّار عقب روايته له: "لا نعلم رواه هكذا إلَّا عليّ، ولا عنه إلَّا هُشَيْم".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 8 - 9): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى والبزَّار، وفيه عليّ بن زيد وفيه كلام وقد وثِّق".
أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يشير إلى أنَّ رواية البزَّار: مختصرة.
ورواه مختصرًا: أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 26)، والخطيب في "تاريخه"(11/ 389 - 390)، من طريق محمد بن يونس، حدَّثنا عبد اللَّه بن يونس بن عبيد، عن أبيه، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به. من دون قوله:"وحَوْضِي على تُرْعَةٍ. . . ".
وقال البزَّار: "غريب من حديث يونس، تفرَّد به الكُدَيْمِي عن عبد اللَّه عن أبيه".
أقول: وهذا الطريق تالف، ففيه (محمد يونس الكُدَيْمِي) وهو متروك، وقد اتَّهمه أبو داود والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهما بالكذب. وستأتي ترجمته في حديث (446).
ورواه مختصرًا أيضًا: الخطيب في "تاريخه"(11/ 228) من طريق محمد بن كثير الكوفي، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِي، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا به، دون قوله:"وحَوْضِي على تُرْعَةٍ. . . ".
وإسناده ضعيف لضعف (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 699) تامًّا، وبلفظ:"ومِنْبَرِي على تُرْعَةٍ" بدلًا من "وحَوْضِي على تُرْعَةٍ. . . "، إلى الضياء المَقْدِسي والشَّاشِي أيضًا.
والشطر الأول من الحديث: "ما بين حُجْرَتي إلى مِنْبَري رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ" له شواهد عِدَّة، بل عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 187 - 188 من الحديث المتواتر، وتابعه الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 128.
وانظر في شواهده أيضًا: "جامع الأصول"(9/ 329 - 330)، و"مجمع الزوائد"(4/ 8 - 9)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 230).
ومن شواهده، ما رواه البخاري في فضل الصَّلاة في مسجد مكَّة والمدينة، باب فضل ما بين القبر والمنبر (3/ 70) رقم (1196)، ومسلم في الحجِّ، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة (2/ 1011) رقم (1391)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ما بين بَيْتِي ومِنْبَرِي روضةٌ من رياض الجنَّة، ومِنْبَرِي على حَوْضِي".
وسيأتي برقم (637) من حديث أبي سعيد الخُدْري، وبرقم (1701) من حديث سعد بن أبي وقَّاص، وبرقم (1841) من حديث ابن عمر.
أمَّا ما ورد في بعض الروايات -خارج "الصحيحين"- بلفظ: "قَبْرِي" بدلًا من "بَيْتِي"، فإنَّه تصرف من بعض الرواة، حيث رووه بالمعنى.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" ص 84: "والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "ما بين بَيْتِي ومِنْبَرِي روضة من رياض الجنة"، هذا هو الثابت في "الصحيح"، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال: "قبري"، وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِرَ بَعْدُ صلوات اللَّه وسلامه عليه، ولهذا لم يحتجّ بهذا أحد من الصحابة، إنما تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصًّا في محلِّ النِّزَاعِ، ولكن دُفِنَ في حُجْرَةِ
عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي صلوات اللَّه عليه وسلامه".
أمَّا الشطر الثاني بلفظ: "ومِنْبَرِي على تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الجَنَّةِ" فله شواهد أيضًا.
حيث رواه أحمد في "المسند"(5/ 335 و 339)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 174) رقم (5779)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 247) من حديث سهل بن سعد مرفوعًا به.
أقول: إسناد أحمد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 9): "رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح".
وقد روي من حديث أبي هريرة، وعبد اللَّه بن زيد، ومعاذ بن الحارث، وغيرهم. انظر هذه الشواهد في:"شرح السُّنَّة" للبَغَوي (2/ 339 - 340)، و"مجمع الزوائد"(4/ 9)، و"المطالب العالية"(4/ 28).
وانظر في معنى الحديث: "شرح السُّنَّة" للبَغَوي (2/ 339 - 340).
* * *
422 -
حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصَّلْت الأَهْوَازِي، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا محمد بن الهيثم بن حمَّاد بن واقِد أبو الأَحْوَص القَنْطَرِيّ القاضي، حدَّثنا يحيى بن سليمان أبو سعيد الجُعْفِي، حدَّثني عمرو بن عثمان، حدَّثنا أبو مسلم قائد الأعمش، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي سعيد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وعن سعد الطَّائي، عن عطية، عن أبي سعيد.
وعن أبي إدريس الأَوْدِيّ، عن عطية بن سعد، عن ابن عبَّاس
أو أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"كيف أَنْعَمُ وصاحبُ الصُّورِ قد الْتَقَمَ الصُّورَ، وحَنَا جَبْهَتَهُ وَاضِعًا سَمْعَهُ نحو العَرْشِ متى يؤْمَرُ".
(3/ 363) في ترجمة (محمد بن الهيثم بن حمَّاد بن واقِد أبو عبد اللَّه، ويعرف بأبي الأحْوَص).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففي طريقه الأول: (أبو مسلم قائد الأعمش -واسمه عبيد اللَّه بن سعيد-) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (316).
وفي الطريق الثاني والثالث: (عطية بن سعد العَوْفي أبو الحسن) وهو ضعيف أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).
كما أنَّ في طريقه الثالث: (أبو إدريس الأَوْدِيّ) وهو (إبراهيم بن أبي جديد الكوفي): مجهول. وستأتي ترجمته في حديث (1663).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(الأعمش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
التخريج:
حديث أبي سعيد الخُدْري، رواه مطوَّلًا: التِّرْمِذِيّ في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الصور (4/ 620) رقم (2431)، وابن المُبَارَك في "الزهد" ص 557 رقم (1597)، والحُمَيْدي في "مسنده"(2/ 332 - 333) رقم (754)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 130 - 131 و 312)، وأحمد في "المسند"(3/ 7)، والطبراني
في "المعجم الأوسط"(3/ 17) رقم (2021)، و"المعجم الصغير"(1/ 24)، من طريق عطية العَوْفي، عنه، به.
ورواه مختصرًا: أحمد في "المسند"(3/ 73)، والدُّولابي في "الكُنَى (2/ 50)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة" (5/ 105)، من طريق عطية العَوْفي، عن أبي سعيد مرفوعًا بنحو لفظ حديث الخطيب.
وقال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".
أقول: يعني أنَّه حسن لغيره كما هو مصطلحه
(1)
، فإنَّ فيه (عطية العَوْفي) وهو ضعيف كما تقدَّم، لكن تابعه (أبو صالح السَّمَّان) عند الخطيب كما سبق، لكن من طريق ضعيف.
وكذلك رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 559) مطوَّلًا من طريق أبي يحيى إسماعيل التَّيْمِي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد مرفوعًا. وقال:"ولولا أنَّ أبا يحيى التَّيْمِي على الطريق لحكمت للحديث بالصحة على شرط الشيخين".
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "أبو يحيى واه".
أقول: قد تابع (أبا يحيى التَّيمِي): جرير بن عبد الحميد الضَّبِّيّ، فقد رواه مطوَّلًا: ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 95) رقم (820)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 339 - 340) رقم (1084)، من طريق جرير بن عبد الحميد الضَّبِّيّ، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد مرفوعًا.
وهو إسناد صحيح على شرط الشيخين.
(1)
انظر "العلل الصغير" له (5/ 758) -المطبوع في آخر سننه"-، وانظر "شرح العلل" لابن رجب (1/ 384 - 385).
أمَّا حديث ابن عبَّاس، فقد رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(1/ 326)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 352)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 128) رقم (12670) و (12671)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 559)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 471) -، من طريق مُطَرِّف بن طريف الحارثي، عن عطية، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
قال الحاكم: "مدار هذا الحديث على أبي سعيد رضي الله عنه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "عطيةُ: ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 131): "رواه الطبراني وفيه عطية وهو ضعيف".
وقال في (10/ 331) منه: "رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" باختصار عنه، وفيه عطية العَوْفي وهو ضعيف وفيه توثيق لَيِّنٌ".
وقد قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 440) -في تفسير الآية (173) من سورة آل عمران- بعد ذكره له عن أحمد من الطريق المتقدِّم: "وقد روي هذا من غير وجه، وهو حديث جيِّد".
ورواه أبو سعيد الأعرابي في "معجمه"(2/ 374) رقم (352)، من طريق ذوَّاد بن عُلْبَة الحارثي، عن ليث، عن عطية، عن ابن عباس مرفوعًا مطوَّلًا.
وفيه (ذوَّاد بن عُلْبة الحارثي الكوفي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (926).
كما أنَّ فيه (عطية العَوْفي) وقد تقدَّم الكلام عن ضعفه.
وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد، من أجل الشك في الصحابي الراوي في الطريق الأخير، حيث إنَّ حديث ابن عبَّاس لم يخرَّج في الكتب الستة أو أحدها.
ولحديث أبي سعيد، شاهدٌ قويٌّ من حديث أبي هريرة، رواه الحاكم في
"المستدرك"(4/ 558 - 559)، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "صحيح على شرط مسلم".
وقال ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 368) -في الرقاق، باب نفخ الصور-:"إسناده حسن".
وله شواهد أخرى تُكُلِّمَ فيها، انظرها في:"فتح الباري" الموضع السابق، و"مجمع الزوائد"(10/ 330).
وسيأتي برقم (715) من حديث أنس، وبرقم (1593) من حديث البراء بن عازب.
* * *
423 -
قرأت بخطِّ أبي بكر بن الجِعَابي في كتاب "الموالي".
ثم أنبأنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن عليّ الصَّيْمَرِي -قراءةً-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عليّ الآبَنُوسِي، حدَّثنا القاضي أبو بكر بن الجِعَابي، حدَّثني أحمد بن عبيد اللَّه الثَّقَفِي أبو العبَّاس، حدَّثنا عيسى بن محمد الكاتب، حدَّثنا أبو الهُذَيْل العَبْدِي، حدَّثنا سليمان بن قَرْم، عن الأعمش، عن سالم،
عن ثَوْبَان قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "استقيموا لقُرَيْشٍ ما اسْتَقَامُوا لكم، فإنْ لم يستقيمُوا لكم فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ على عَوَاتِقِكُمْ، ثم أبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ".
(3/ 366 - 367) في ترجمة (محمد بن الهُذَيْل بن عبيد اللَّه العَلَّاف أبو الهُذِيْل -شيخ المُعْتَزَلَة-).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث له طرق أخرى، وهو ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الهُذَيْل العلَّاف العَبْدي أبو الهُذَيْل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 366 - 370) وقال: "كان خبيث القول، فارق إجماع المسلمين، وردَّ نصَّ كتاب اللَّه عز وجل. . . وجَحَد صفات اللَّه التي وصف بها نَفْسَهُ، وزعم أنَّ عِلْمَ اللَّه هو اللَّه، وقدرة اللَّه هي اللَّه، فجعل اللَّه عِلْمًا وقُدْرَةً، تعالى اللَّه عَمَّا وصفه به عُلُوًّا كبيرًا".
2 -
"سِيَر أعلام النُّبَلاء"(10/ 542 - 543) وقال: "رأس المعتزلة. . . ولم يكن أبو الهُذَيْل بالتَّقِيِّ".
كما ترجم له في (11/ 173 - 174) منه، وقال:"شيخ الاعتزال، ورأس الاعتزال. . . صاحب التصانيف والذكاء البارع. يقال: قارب مئة سنة، وخَرِفَ، وعَمِي. مات سنة ست وعشرين، ويقال: سنة خمس وثلاثين ومئتين. ومولده سنة خمس وثلاثين ومئة".
3 -
"لسان الميزان"(5/ 413 - 414) وفيه: "قال ابن قُتَيْبَة في اختلاف الحديث": وكان أبو الهُذَيْل كذَّابًا أَفَّاكًا".
وفيه أيضًا (سليمان بن قَرْم بن معاذ التَّمِيمي الضِّبِّي أبو داود النَّحْوِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 329):"سيء الحفظ يتشيع، من السابعة". وقد روى له مسلم متابعة. انظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(12/ 51 - 54)، و"التهذيب"(4/ 213 - 214)، و"الكاشف"(1/ 319).
وفيه كذلك (أبو بكر بن الجِعَابي) وهو (محمد بن عمر بن محمد بن سَلْم التَّمِيمي البغدادي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (410).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (سالم بن أبي الجَعْد الغَطَفَانِي الأَشْجَعِي) وبين (ثَوْبَان)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم فيما نقله عنهما ابن
أبي حاتم في "المراسيل" ص 70. وقد تقدَّم الكلام على ذلك في حديث (75).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد "المعجمين" (4/ 305 - 306) رقم (2509) -، وفي "المعجم الصغير" (1/ 74)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (1/ 124)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 1337) -في ترجمة (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِي) -، من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ثَوْبَان مرفوعًا به.
ورواه الخلَّال في "مسائل الإمام أحمد"(1/ 7/ 2)، وأبو سعيد الأعرابي في "معجمه"(125/ 2)، والخَطَّابي في "الغريب"(71/ 1) -كما في "الضعيفة" للشيخ الألباني (4/ 147) -، من طريق سالم، عن ثَوْبَان مرفوعًا به.
وعند الطبراني وابي نُعَيْم زيادة في آخره هي: "فإن لم تفعلوا
(1)
فكونوا حينئذٍ زارعين أشقياء تأكلوا من كَدِّ أيديكم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 195 و 228): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجال الصغير ثقات".
أقول: لكنه منقطع بين (سالم) و (ثَوْبَان) كما تقدَّم.
ورواه مختصرًا، أحمد في "المسند"(5/ 277) عن وكيع، عن الأعمش، عن سالم، عن ثَوْبَان مرفوعًا:"استقيموا لقريشٍ ما استقاموا لكم".
وباللفظ المختصر هذا، رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 517) -في ترجمة (تَلِيد بن سليمان المُحَارِبي) -، من طريق تَلِيد هذا، عن أبي الجَحَّاف -وهو ممّن يغلو في التَّشَيُّع- والأعمش، عن سالم، عن ثَوْبَان، به.
(1)
حُرِّفَ في "المعجم الصغير"(1/ 74) إلى: "فإن يفعلوا". والتصويب من "مجمع البحرين"(4/ 306)، و"تاريخ أصبهان"(1/ 124)، و"مجمع الزوائد"(5/ 195 و 228).
و (تَلِيد): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1022).
و(أبو الجَحَّاف) هو (داود بن أبي عوف سُوَيد التَّمِيمي البُرْجُمي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 233):"صدوق شيعي، ربما أخطأ". وستأتي ترجمته في حديث (1232).
ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1899) -في ترجمة (عيسى بن مِهْران المُسْتَعْطِف) -، من طريق يحيى بن سلمة بن كُهَيْل، عن أبيه، عن سالم، عن ثَوْبَان مرفوعًا بلفظ:"استقيموا لقريشٍ ما استقاموا لكم، فإن لم تفعلوا فَكُلُوا من كَدِّ أيديكم زَرَّاعين أشقياء".
و(يحيى بن سَلَمَة بن كُهَيْل الحَضْرَمي): متروك، كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 349). وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(11/ 224 - 225).
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(13/ 116) -في الأحكام، باب الأمراء من قريش- بلفظ الطبراني وأبي نُعَيْم، وعزاه إلى الطَّيَالِسِي والطبراني وقال: "ورجاله ثقات، إلَّا أنَّ فيه انقطاعًا، لأنَّ راويه سالم بن أبي الجَعْد لم يسمع من ثَوْبَان. وله شاهد في الطبراني من حديث النُّعْمَان بن بشير
(1)
بمعناه".
أقول: عزوه الحديث للطَّيَالِسِيّ موضع نظر، فإني لم أجده في "مسند أبي داود الطَّيَالِسِي"، ولم أقف على من عزاه إليه غيره. وأظن أنَّ نظر الحافظ قد سَبَقَ إلى الحديث الذي رواه الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 134 رقم (996) عن
(1)
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 228) وقال: "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه". وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 498): "فيه شعيب بن بَيَان الصفَّار، قال الجُوزَجَانِيّ يروي المناكير. ذكره الهيثمي". و (مسند النُّعمَان بن بشير) لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من النسخة الخطية التي طبع عنها.
شُعْبَة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ثَوْبَان مرفوعًا:"استقيموا ولن تُحْصُوا واعْلَمُوا أنَّ خير دينكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلَّا مؤمن". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وروى الخلَّال في "مسائل أحمد"(1/ 7/ 2) -كما في "الضعيفة"(4/ 148) -: "عن مُهَنَّا قال: سألت أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: ليس يصح، سالم بن أبي الجَعْد لم يلق ثَوْبَان. وسألته عن عليّ بن عَابِس يحدِّث عنه الحِمَّاني عن أبي فَزَارة، عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مثل حديث ثَوْبَان. . . فقال: ليس يصحّ، هو منكر".
غريب الحديث:
قوله: "ثم أبيدوا خضراءهم": أي سَوَادَهُم ودَهْمَاءهُم. "النهاية"(2/ 42).
* * *
424 -
حدَّثنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا محمد بن هُبَيْرَة الغَاضِرِي أبو سعيد، حدَّثنا أحمد بن عمر الوَكِيعي، حدَّثنا أبو معاوية، حدَّثنا يحيى بن سعد،
عن محمد بن محمود بن محمد بن مَسْلَمَة
(1)
قال: مَرَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رَجُلٍ مصاب البَصرِ يتوضأ، قال:"باطِنُ رِجْلِكَ". فَسُمِّي أبا بَصِير.
(3/ 371) في ترجمة (محمد بن هُبَيْرَة الغَاضِرِيّ النَّحْوِيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
ضعيف لإرساله.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "محمد بن محمد عن محمد بن مَسْلَمَة". والتصويب من "الإصابة" لابن حَجَر (3/ 517) و (4/ 152 - 153).
فـ (محمد بن محمود بن محمد بن مَسْلَمَة -وذَكَرهُ جميع مترجميه عدا ابن حَجَر في "الإصابة"، باسم محمد بن محمود بن عبد اللَّه بن مَسْلَمَة-): تابعي، ولم تثبت له صُحْبَةٌ. وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 224) وقال: "ابن أخي محمد بن مَسْلَمَة الحارثي الأنصاري المَدِيني، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري مرسل".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 101) بنحو ما في "التاريخ الكبير".
3 -
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 150 رقم (330) وفيه عن أبي حاتم: "ليست له صُحْبَةٌ".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 375) وقال: "يروي المراسيل، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وعُمَارَة بن غَزِيَّة".
5 -
"الإصابة" لابن حَجَر (3/ 517) وقال: إنَّ عَبْدَان -عبد اللَّه بن محمد بن عيسى المَرْوَزِيّ المتوفي سنة (293 هـ) - ذكره في الصحابة، استدلالًا بالحديث السابق. وتعقَّبه بقوله:"ليس فيه ما يدل على ما زعمه عَبْدَان أنَّه سمع من النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقد ذكره البخاري ومن تابعه في التابعين، وقالوا: إنَّ حديثه مرسل. واختلفوا في نَسَبِهِ، فقيل: هو محمد بن محمود بن عبد اللَّه بن مَسْلَمَة ابن أخي محمد بن مَسْلَمَة، وقيل: حفيده. وقد ذكر ابن مَنْدَه في "تاريخه": محمد بن محمود بن محمد بن مَسْلَمَة روى عن أبيه. . . . ".
وفي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن هُبَيْرَة الغَاضِرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي) وهو صدوق فيه لِين. وستأتي ترجمته في حديث (1509).
و(أبو معاوية) هو (محمد بن خَازِم الضرير الكوفي)، قال ابن حَجَر عنه في
"التقريب"(2/ 157): "عَمِي وهو صغير، ثقة، أحفظ النَّاس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، من كبار التاسعة، مات سنة خمس وتسعين -يعني ومائة-، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد رُمِي بالإرجاء"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1192) -مخطوط-، و"السِّيَر"(9/ 73 - 78)، و"التهذيب"(9/ 137 - 139).
وبقية رجاله ثقات.
التخريج:
رواه أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عيسى المَرْوَزِيّ -المعروف بعَبْدَان- في "معرفة الصحابة" من وجهين، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن محمود قال: رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أعمى يتوضأ فلما غسل يديه ووجهه جعل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول له: "اغسل باطن قدميك". كذا في "الإصابة"(3/ 517).
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 153) في ترجمة (أبي غسيل الأعمى -ويقال له: أبو بَصِير-) بعد أن ذكره معزوًا للخطيب البغدادي من طريقه المتقدِّم: "وذكر أبو موسى في "الذيل" أنَّ ابن مَنْدَه ذكر في "تاريخه" محمد بن محمود بن محمد بن مَسْلَمَة، وأخرج أبو موسى من طريقين عن يحيى بن سعيد عنه قال: رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أعمى يتوضأ فقال: اغسل باطن قدميك. فجعل يغسل باطن قدميه، ولم يذكر بقية الحديث".
وقال ابن حَجَر أيضًا في (4/ 152) منه: "ذكر الثعلبي في "التفسير" من طريق حُمَيْد الطويل قال: أبصر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أعمى يتوضأ فقال له: بطن القدم. فجعل يغسل تحت قدمه، حتى سُمِّي أبا غَسِيل".
* * *
425 -
أخبرني الأَزْهَري، حدَّثنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا محمد بن محمد البَاغَنْدِي، حدَّثني محمد بن يزيد بن سعيد النَّهْرَواني، حدَّثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، حدَّثنا وكيع بن الجرَّاح، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادَة،
عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنِّي لأَمْزَحُ ولا أقولُ إلَّا حَقًّا".
(3/ 387) في ترجمة (محمد بن يزيد بن سعيد النَّهْرَوَانيّ).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن يزيد بن سعيد النَّهْرَوَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك، فالظاهر أنَّه مجهول، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و (أحمد بن عبد الصمد الأنصاري) هو (أحمد بن عبد الصمد بن علي بن عيسى الأنصاري الزُّرَقي المدني النَّهْرَواني أبو أيوب) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (7/ 161) وقال: "مشهور لا بأس به".
2 -
"تاريخ بغداد" للخطيب (4/ 271 - 271) وقال: "ثقة". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله السابق.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 30) وقال: "أحمد بن عبد الصمد أبو أيوب النَّهْرَواني، يروي عن إسماعيل بن قيس عن يحيى بن سعيد الأنصاري، حدَّثنا عنه محمد بن إسحاق الثَّقَفي وغيره، يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات".
4 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 117) وذكر حديثًا من طريقه وقال: "فأحمد هذا لا يُعْرَفُ، والخبر منكر".
5 -
"لسان الميزان"(1/ 214) وقال بعد أن ذكر ما تقدَّم عن ابن حِبَّان:
"وأظن النَّهَرواني غير صاحب الترجمة. وقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل" أنَّه وَهِمَ في إسناد حديث مع أنَّه مشهور لا بأس به".
أقول: بل هو صاحب الترجمة، فإن الخطيب في ترجمته له قد قال:"سكن النَّهرَوان، وحدَّث بها إلى حين وفاته".
وممّا تقدَّم يُعْلَمُ ما في قول الحَافِظَيْن: الذَّهَبِيّ وابن حَجَر من نظر. وقد فاتهما ذكر توثيق الحافظ الخطيب له، فالحمد للَّه على توفيقه.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
وللحديث طرق أخرى يصحُّ بها.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 755) -في ترجمة (الحسن بن محمد بن عنبر أبو عليّ) - عن الحسن هذا، عن محمد بن بكَّار، حدَّثنا جعفر بن سليمان، عن كثير بن شِنْظِير، عن أنس بن سِيرين، عن أنس بن مالك قال: قالوا يا رسول اللَّه إنَّك تَمْزَحُ معنا قال: "إنِّي أمزحُ ولا أقول إلَّا حَقًّا".
قال ابن عدي: "هذا الحديث باطل، وإنما بهذا الإسناد: طلب العلم، وهذا المَتْنُ إنَّما يرويه ابن بكَّار عن أبي مَعْشَر، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة. فإن لم يكن (ابن عَنْبَر) تعمَّد، فلعله دخل له حديث في حديث".
و(الحسن بن محمد بن عَنْبَر الوشَّاء أبو عليّ) ترجم له في:
1 -
"الكامل"(2/ 755) وقال: "حدَّث بأحاديث أنكرتها عليه".
2 -
"تاريخ بغداد"(7/ 414 - 415) وفيه عن ابن عدي: "ليس بذاك". وقال عبد الباقي بن قَانِع: "ضعيف". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "تكلَّموا فيه". ووثَّقه البَرْقَاني. وتوفي عام (308 هـ).
3 -
"لسان الميزان"(2/ 250 - 251) ونقل ما تقدَّم.
وللحديث شواهد عِدَّة.
فمن حديث أبي هريرة، رواه التِّرْمِذِيّ في "سننه" في البر والصلة، باب ما جاء في المزاح (4/ 357) رقم (1990)، وفي "الشمائل" ص 198 رقم (127)، وأحمد في "المسند"(2/ 360)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 179 - 180) رقم (3602)، من طريق ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المَقْبُرِي، عن أبي هريرة قال:"قالوا: يا رسول اللَّه إنَّك تُدَاعِبُنَا، قال: إنِّي لا أقولُ إلَّا حَقًّا".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح"
(1)
.
وقال البَغَويُّ: "هذا حديث حسن".
أقول: إسناده حسن من أجل (أسامة بن زيد اللَّيْثي) فإنَّه صدوق يهم. وستأتي ترجمته في حديث (2131). وقد توبع كما سيأتي.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" ص 103 رقم (265)، وأحمد في "المسند"(2/ 340)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 248)، من طريق الليث، عن محمد بن عَجْلان، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة مرفوعًا بمثل الرواية السابقة.
لكن عند البخاري: عن محمد بن عَجْلَان عن أبيه -أو سعيد-.
وهذا الطريق رجال إسناده حديثهم حسن.
ورواه عن أبي هريرة: الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 196) رقم (3579) - بلفظ: "إنَّي
(1)
في "البداية والنهاية" لابن كثير (6/ 48) نقلًا عن التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث مرسل حسن". وهو خطأ، والظاهر أنَّه من الناسخ أو الطابع.
لأَمْزَحُ
(1)
ولا أقول إلّا حَقًّا، قالوا: إنَّك تُدَاعِبُنَا يا رسول اللَّه، قال: إنِّي لا أقولُ إلَّا حَقًّا".
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 17) بعد أن ذكره معزوًا له: "وإسناده حسن".
وله شاهد ثان من حديث ابن عمر، رواه الطبراني في "الصغير"(2/ 7)، و"الأوسط"(1/ 530) رقم (999)، من طريق المبارك بن فَضَالة، عن بكر بن عبد اللَّه المُزَني، عن ابن عمر مرفوعًا:"إنَّي لأمزحُ ولا أقول إلَّا حَقًّا".
ورواه الطبراني في "الكبير"(12/ 391) رقم (13443) من طريق سليمان ابن أبي داود، عن طُفَيْل بن سِنَان، عن عبيد بن عمير قال: سمعت رجلًا يقول لابن عمر ألم تسمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنِّي لأَمْزَحُ ولا أقولُ إلَّا حَقًّا"؟ قال: نعم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 89): رواه الطبراني في "الصغير"، وإسناده حسن".
وقال في ذات الموطن بعد أن ذكره بلفظ الطبراني في "الكبير": "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه من لم أعرفه".
أقول: وهذا وَهَمٌ من الهيثمي رحمه الله، فإنَّ الطبراني في "الأوسط" قد رواه من طريق "الصغير" وبلفظه تمامًا كما تقدَّم.
وله شاهد ثالث من حديث السيدة عائشة، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 85 - 86، مطوَّلًا، من ذات طريق الطبراني السابق في "المعجم الكبير"، وقد تقدَّم عن الهيثمي قوله:"وفيه من لم أعرفه".
* * *
(1)
قوله "لأمزح"، ليست في "مجمع البحرين". وهي مثبتة في "مجمع الزوائد"(9/ 17).
426 -
أخبرني عبد العزيز بن عليّ الورَّاق، حدَّثنا محمد بن أحمد المُفِيد، حدَّثنا أحمد بن يعقوب بن إسحاق أبو عبد اللَّه العطَّار الخضيب الحَرْبي، حدَّثنا أخي محمد بن يعقوب، حدَّثنا يزيد
(1)
بن مِهْران أبو خالد، حدَّثنا أبو بكر ابن عيَّاش، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قول اللَّه، في قولهم:{يَاحَسْرَتَنَا}
(2)
قال: "الحَسْرَةُ أَنْ يَرَى أَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الجَنَّةِ. قال: فهي الحَسْرَةُ".
(3/ 389) في ترجمة (محمد بن يعقوب بن إسحاق الحَرْبي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (محمد بن أحمد المُفِيد الجُرْجَاني) قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 550): "محدِّث مشهور، مُجْمَعٌ على ضَعْفِهِ، واتُّهم". وستأتي ترجمته في حديث (1609).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن يعقوب بن إسحاق الحَرْبي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا (أحمد بن يعقوب بن إسحاق العطَّار الخضيب الحَرْبي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 226) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "داود". والتصويب من "تفسير الطبري"(11/ 326)، و"الجرح والتعديل"(9/ 290)، و"التهذيب"(11/ 363).
(2)
في المطبوع: "يا حسرتا"، وهو خطأ. وهذه الكلمة وردت في قوله تعالى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} [سورة الأنعام: الآية 31].
و (أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و (الأعمش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه أبو جعفر الطبري في "تفسيره"(11/ 326) رقم (13186) عن محمد بن عُمَارة الأَسَدي، حدَّثنا يزيد بن مِهْران، به، بنحوه.
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا شيخ الطبري، فإنَّي لم أقف على ترجمته فيما رجعت إليه.
وذكره السُّيوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(3/ 262) وعزاه إلى: "ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبي الشيخ، وابن مَرْدُوْيَه، والخطيب، بسند صحيح! عن أبي سعيد الخدري".
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" للطبراني، كما لم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
427 -
حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن يعقوب بن سَوْرة التَّمِيمي البغدادي، حدَّثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطَّيَالِسِي، حدَّثنا عبد العزيز الدَّرَاوَرْدِي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار،
عن ابن عبَّاس
(1)
، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أُتي بالبَاكُورة مِنَ
(1)
في المطبوع: "عن أنس". والتصويب من "المعجم الصغير" للطبراني (2/ 11) -فإن الخطيب يرويه عنه-، و"مجمع الزوائد"(5/ 39).
الثَّمَرَةِ قَبَّلَهَا وجعلها على عَيْنَيْه، ثم أعطاها أَصْغَرَ من يحضره مِنَ الوِلْدَانِ.
(3/ 389) في ترجمة (محمد بن يعقوب بن سَوْرة التَّمِيمي).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا (عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدَّرَاوَرْدِيّ) فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (222).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 11) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن زيد بن أَسْلَم إلَّا الدَّرَاوَرْدِيّ، تفرَّد به أبو وليد".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 116) رقم (11222) من طريق عليّ بن ميمون الرَّقِّي، حدَّثنا عثمان بن عبد الرحمن، حدَّثنا مَسْلَمَة -يعني ابن عليّ-، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالبَاكُورة وضعه على عينيه ثم قال: اللَّهم كما أطعمتنا أوَّله فأَطْعِمْنَا آخره. ثم يأمرُ به للمولود مِنْ أَهْلِهِ".
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (مَسْلَمَة بن عليّ الخُشَني) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1689).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 39) بعد أن ذكر لفظ الطبراني في "الكبير": "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير" وزاد: كان إذا أُتي بالباكورة من الثمرة قَبَّلها وجعلها على عينيه. ورجال الصغير رجال الصحيح".
أقول: قد فات الهيثمي رحمه الله أن يذكر أنَّ رواية الطبراني في "الصغير" لا تشتمل على الدعاء.
وله شواهد من حديث: أنس، وأبي هريرة، وعائشة، رضي الله عنهم.
أمّا حديث أنس:
فقد ذكره الحكيم التِّرْمِذِيّ في "نوادر الأصول" ص 133 عن أنس مرفوعًا بلفظ: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالباكورة من كلِّ شيء قبَّلها ووضعها على عينه اليمنى ثلاثًا ثم على عينه اليسرى ثلاثًا ثم يقول: اللَّهم كما بَلَّغْتَنَا أَوَّلها فَبَلِّغْنَا آخرها، ثم يعطيها أصغر الوِلْدَان". ولم يذكر إسناده.
وقد روى الخطيب في "تاريخه"(9/ 185 - 186) بإسناده عن عبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفِي قال: "سألت أبا عليّ صالح بن محمد -جَزَرَة- عن حديث سفيان بن محمد، عن ابن وَهْب، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ عن أنس قال: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالبَاكُورة". فقال: خطأ، إنما رواه النَّاس عن يُونس عن الزُّهْرِي". يعني مُرْسَلًا.
وأمَّا حديث أبي هريرة:
فقد رواه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 139 رقم (280) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، حدَّثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد العُذْرِي، حدَّثنا يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أُتي ببَاكُورة الثمرة وضَعَهَا على عينيه ثم على شفتيه، وقال: اللَّهم كما أريتنا أوَّله فأرنا آخره، ثم يُعْطِيَهُ من يكون عنده مِنَ الصِّبْيَانِ".
أقول: في إسناده (عبد الرحمن بن يحيى العُذْري)، قال العُقَيْلي عنه في ترجمته من "الضعفاء" (2/ 351):"مجهول، لا يقيم الحديث من جهته". وانظر ترجمته في "اللسان"(3/ 443 - 444).
كما أنَّ فيه (عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي) ترجم له ابن حَجَر
في "اللسان"(3/ 430 - 431) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: "ليس بالقوي".
ورواه مختصرًا: العُقَيْلِيُّ في "الضعفاء"(3/ 213)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1807 - 1808) -كلاهما في ترجمة (عثمان بن فائد القُرَشي) -، من طريق عثمان هذا، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أُتي بباكورة الرُّطَبِ جعلها في فمه وعينيه". هذا لفظ العُقَيْلِيّ.
ولفظ ابن عدي: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالبَاكُورة من الرُّطَبِ وضعها على وجهه وعلى عينيه".
قال ابن عدي: "هذا اختلف الضعفاء -فيه- على الزُّهْرِيّ على ألوان، والأصل في هذا مرسل عن الزُّهْرِيِّ".
أقول: (عثمان بن فائد القُرَشي) قال ابن عدي فيه: "منكر الحديث". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 13): "ضعيف، من التاسعة"/ ق.
وقد رواه مُرْسَلًا، ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 387) عن موسى بن داود، وقتيبة بن سعيد، قالا: أخبرنا ابن لَهِيعة، عن عُقَيْل، عن ابن شِهَاب -يعني الزُّهْرِيّ-:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يؤتى له بالبَاكُورة فيقبِّلها ويضعها على عينه ويقول: اللَّهم كما أريتنا أوَّله فأَرِنَا آخره".
أقول: الحديث إلى جانب إرساله، فإنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة) وهو ضعيف، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
ورواه مُرْسَلًا أيضًا: العُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 213) -عقب الرواية المتصلة الأولى- من طريق جَرِير بن حازم، حدَّثني يونس بن يزيد الأَيْلِي، عن الزُّهْرِيّ قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالبَاكُورة وضعه على فمه وعينيه". وقال: "هذا أولى". يعني الرواية المرسلة هذه.
وحديث أبي هريرة أصله في "الصحيح"، فقد رواه مطوَّلًا: مالك في "الموطأ"(2/ 885)، ومسلم في "صحيحيه" في الحجِّ، باب فضل المدينة (2/ 1000) رقم (1373)، والتِّرْمِذِيّ في الدعوات، باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر (5/ 506) رقم (3454)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 106 - 107)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 235. وليس فيه أمر تقبيله للثمرة ووضعها على العين، ولا قوله: "اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره".
وأمَّا حديث السيدة عائشة:
فسيأتي برقم (2150) من طريقين أحدهما ضعيف، والآخر تالف.
غريب الحديث:
قوله: "بالباكورة من الثمرة": "الباكورة: أول الفاكهة. . . وابْتَكَر الرجلُ: أكل باكورة الفاكهة". "لسان العرب" مادة (بكر)(4/ 77).
* * *
428 -
حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان -أبو محمد المُخَرِّمي-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن المُؤَمَّل الصُّوري، حدَّثنا أبو بكر محمد بن يعقوب البغدادي -بِصُور-، حدَّثنا سعيد بن يوسف اليَمَامِي، حدَّثنا المَضَاء بن الجَارُود، عن ابن أبي طَيْبَة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُفْتُونَ سَادَةُ العلماءِ، والفُقَهَاءُ قَادَةٌ، أُخِذَ عليهم أَدَاءُ مَوَاثِيقِ العِلْمِ، والجلوسُ إليهم بَرَكَةٌ والنَّظَرُ إليهم نُورٌ".
(3/ 389 - 390) في ترجمة (محمد بن يعقوب البغدادي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والظاهر أنَّه موضوع كما سيأتي.
ففيه (المَضَاء بن الجَارُود) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 403) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ دِينَوَري ليس بمشهور، محلُّه الصدق".
2 -
"المغني"(2/ 661) وقال: "لا يُدْرَى من هو".
3 -
"الميزان"(4/ 122 - 123) وقال: "لا يُدْرَى من هو، أظنه أخباريًا لا رواية له في المُسْنَدَات، ثم ظفرت بأخباره، وهو دِينَوَري. . . سُئِلَ عنه أبو حاتم فقال: محلُّه الصدق".
4 -
"اللسان"(6/ 46) وقال: "رأيت له خبرًا منكرًا، أخرجه الإمام الرَّافِعِي في "تاريخ قزوين"". وذكره.
كما أنَّ فيه (سعيد بن يوسف اليَمَامِي الرَّحَبِي الشَّامي) وقد ترجم له:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 521 - 522) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 128 رقم (289) وقال: "ليس بالقويّ".
3 -
"الجرح والتعديل"(4/ 75) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالمشهور، وأرى حديثه ليس بالمنكر".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 374).
5 -
"الكامل"(3/ 1217) وقال: "هو قليل الحديث، ولا أعلم يروي عنه غير إسماعيل بن عيَّاش، ورواياته ثابتات الأسانيد، لا بأس بها، ولا أعرف له شيئًا أنكر ممّا ذكرت من حديث عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس". يعني قوله: "ساووا بين أولادكم في العَطِيَّة، فلو كنت مُفَضِّلًا أحدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ".
6 -
"تاريخ دمشق" لابن عساكر (7/ 369 - 371) -مخطوط- وفيه عن أحمد بن حنبل: "ليس بشيء". وقال ابن مَعِين: "ضعيف". وقال محمد بن عوف الحِمْصي: "ضعيف الحديث، وليس له كبير شيء". وقال محمد بن طاهر المَقْدِسي: "حَدَّثَ عن يحيى بن أبي كثير بمناكير".
7 -
"الميزان"(2/ 163).
8 -
"التقريب"(1/ 309) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ مد.
وأنا في شكٍّ أن يكون المُتَرْجَمُ له، هو من في الإسناد عند الخطيب، وذلك لتأخر طبقة من عند الخطيب عن المُتَرْجَمِ له فيما هو ظاهر، والأمر محتمل، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن يعقوب البغدادي أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه كذلك: (أحمد بن محمد بن المُؤَمَّل الصُّوري أبو بكر) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 103 - 104) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان المُخَرِّمِي أبو محمد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 363) وقال: "أحاديثه مستقيمة".
وشيخ الخطيب (عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النجار
(1)
أبو القاسم -المعروف بابن الدَّلُو-) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 386) وقال: "كتبت عنه وكان صدوقًا". وتوفي عام (443 هـ).
(1)
هكذا وردت النسبة في سياق إسناد الحديث: (النجار). ومثله في (4/ 64) من "التاريخ". وهكذا وردت في ترجمة أبيه (محمد بن عبيد اللَّه) في "التاريخ"(2/ 335) أيضًا. بينما وردت النسبة في ترجمة (عبيد اللَّه بن محمد) في "التاريخ"(4/ 386): (البخاري).
و (ابن أبي طَيْبَة) الظاهر أنَّه (أحمد بن أبي طَيْبَة عيسى بن سليمان بن دينار الدَّارمي الجُرْجَاني) وهو صدوق يتفرَّد بأحاديث. وأخشى أن يكون هذا الحديث ممّا تفرَّد به. وستأتي ترجمته في حديث (436).
و(محمد بن إبراهيم) هو (التَّيْمي المَدَني أبو عبد اللَّه): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (297)
و(يحيى بن سعيد الأنصاري): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1740).
التخريج:
لم أقف عليه من حديث السيدة عائشة في كُلِّ ما رجعت إليه.
وقد رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 80)، والقُضَاعِي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 203 - 204) رقم (222)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا بلفظ:"الأنبياءُ قَادَةٌ، والعلماءُ سَادَةٌ، ومُجَالَسَتُهُمْ زِيادَةٌ".
وفيه (الحارث بن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأعور) والجمهور على توهين أمره كما قال الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 437). وستأتي ترجمته في حديث (937).
وذكره الصَّغَاني في "الدُّر الملتقط" ص 24 رقم (20) كواحدٍ من الأحاديث الموضوعة في "مسند الشِّهَاب".
كما ذكره القَاري في "الأسرار المرفوعة" ص 47 رقم (142) وقال: "موضوع، على ما في "الخلاصة"".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 284 وقال: "قال الصَّغَاني: موضوع".
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ من حديث أنس مرفوعًا بلفظ: "الأنبياء سادة أهل الجنَّة، والعلماء قُوَّاد أهل الجنَّة، وأهل القرآن عُرَفَاءُ أهل الجنَّة".
قال ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 293) بعد أَن ذكره معزوًا له: "فيه مُجَاشِع بن عمرو -وهو متَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1728) - وتعقِّب بأنَّه وَرَدَ من حديث أبي هريرة أخرجه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة" بسند ضعيف، وأخرجه ابن النَّجَّار، لكنَّه من طريق مُجَاشِع المذكور. وورد من حديث عليّ، أخرجه ابن النَّجَّار، لكنَّه من طريق محمد بن محمد الأشعث".
و (محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي): وضَّاعٌ كما قال الدَّارَقُطْنِيُّ. انظر ترجمته في "الميزان"(4/ 27 - 28).
وقد روي موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود من قوله بلفظ: "المُتَّقُونَ سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة".
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 125) وقال: "ذكر هذا في حديث طويل رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثَّقون".
* * *
429 -
حدَّثنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب بن إسحاق الصَّفَّار -بغدادي-، حدَّثنا أبو هَمَّام الوليد بن شُجَاع، حدَّثنا بقيَّة، حدَّثني أبو محمد الكَلَاعِي، حدَّثني عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا كَفَالَةَ في حَدٍّ".
(3/ 391) في ترجمة (محمد بن يعقوب بن إسحاق الصَّفَّار أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو محمد الكَلاعي) وهو (عمر بن أبي عمر الكَلاعي الحِمْيَري الدِّمَشْقِي) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(5/ 1681) وقال: "ليس بالمعروف حدَّث عنه بقيَّة، منكر الحديث عن الثقات". وقال: "مجهول، ولا أعلم يروي عنه غير بقيَّة كما يروي عن سائر المجهولين".
2 -
"سنن البيهقي"(6/ 77) وقال: "هو من مشايخ بقيَّة المجهولين، ورواياته منكرة".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 215) وقال: "منكر الحديث قاله ابن عدي، ثم ساق لبقيَّة عنه عجائب وأوَابِد، وأحسبه عمر بن موسى الوَجِيهي ذاك الهالك".
4 -
"التقريب"(2/ 61) وقال: "ضعيف، من شيوخ بقيَّة المجهولين، من السابعة"/ ق.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن يعقوب بن إسحاق الصَّفَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(بقيَّة) هو (ابن الوليد الحِمْصِي الكَلاعي): ثقة كثير التدليس عن الضعفاء. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (184).
التخريج:
رواه أبو بكر الإِسماعيلي في "معجمه" ص 50 رقم (76)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 77)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1681) -في ترجمة (عمر بن أبي عمر الكَلاعي) -، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 347) -مخطوط-، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن أبي محمد عمر بن أبي عمر الكَلاعي، به.
قال البيهقي: "تفرَّد به بقيَّة عن أبي محمد عمر بن أبي عمر الكَلاعي، وهو من مشايخ بقيَّة المجهولين، ورواياته منكرة، واللَّه أعلم".
وقال ابن عدي عقب روايته له مع عدد من حديث أبي محمد الكَلاعي: "وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد غير محفوظات، وعمر بن أبي عمر الكَلاعي، مجهول، ولا أعلم عنه غير بقيَّة، كما يروي عن سائر المجهولين".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "بلوغ المرام" ص 180 رقم (401): "رواه البيهقي بإسناد ضعيف".
معنى الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 437): "قال في "الفردوس": الكَفَالَةُ: الضمان، يقال: هو ضَامِنٌ وكَفِيلٌ. فمن وجب عليه حَدٌّ فضمنه عنه غيره فيه لم يصحّ".
* * *
430 -
حدَّثنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الواسطي قال: حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد الزُّهْرِي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب
(1)
، حدَّثنا أبو حفص الفَلَّاس -عمرو بن عليّ الصَّيْرَفِي-، حدَّثنا عيسى بن شعيب أبو الفضل، حدَّثنا رَوْح بن القاسم، عن مَطَر الورَّاق، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اذْكُرُوا اللَّه عِبَادَ اللَّه، فإنَّ العَبْدَ إذا قال: سبحان اللَّه وبحَمْدِهِ، كَتَبَ اللَّهُ له بها عَشْرًا، ومِنْ عَشْرٍ إلى مائةٍ، ومِنْ مائةٍ إلى أَلْفٍ، ومَنَ زادَ زادهُ اللَّهُ، ومن استغفرَ اللَّه غَفَرَ اللَّهُ له، ومَنْ حَالَتْ
(1)
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "كذا قال لنا أبو العلاء: (الخطيب) بالطاء. ولا أحسبه إلَّا (الخَضِيب) بالضاد، شيخ ابن شاهين، واللَّه أعلم".
شَفَاعَتُهُ دونَ حَدٍّ مِنْ حدودِ اللَّهِ فقد ضَادَّ اللَّهَ في مُلْكِهِ، ومَنْ أعانَ على خُصومةٍ بغير عِلْمٍ فقد بَاءَ بِسُخْطٍ مِنَ اللَّهِ، ومَنْ قَذَفَ مؤمنًا أو مؤمنةً حَبَسَهُ اللَّهُ في رَدْغَةِ الخَبَالِ حتى يأتي بالمخرجِ، ومَنْ ماتَ وعليه دَيْنٌ اقتُصَّ مِنْ حَسَنَاتِهِ، ليس ثَمَّ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ".
(3/ 391 - 392) في ترجمة (محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث طرق يصحُّ بها.
ففيه شيخ الخطيب (أبو العلاء محمد بن عليّ بن أحمد بن يعقوب الوَاسِطِي المُقْرِئ القاضي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 95 - 99) وقال: "كتبت عنه منتخبًا. . . ورأيت لأبي العلاء أصولًا عتقًا سماعه فيها صحيح، وأصولًا مضطربة. . . ورأيت له أشياء سماعه فيها منسود، إمَّا محكوك بالسِّكين، أو مصلح بالقلم"، ثم ذكر الخطيب ما يوجب توهينه.
2 -
"المغني"(2/ 618) وقال: "صاحب تَخْلِيطٍ، لا يُوثَقُ به".
3 -
"الميزان"(3/ 654) وقال: "ضعيف. . . ساق له الخطيب حديثًا. . . اتُّهِمَ في إسناده. . . وذكر الخطيب أشياء توجب وهنه". توفي عام (431 هـ).
4 -
"اللسان"(5/ 296 - 297) وقال: "وفي الجملة فأبو العلاء لا يُعْتَمَدُ على حفظه، وأمَّا كونه مُتَّهَمًا فلا، واللَّه أعلم".
كما أنَّ فيه (مَطَر بن طَهْمَان الورَّاق السُّلَيِمي الخُراسَاني أبو رجاء) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 254) وقال: "كان فيه ضعف في الحديث".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 160) وقال: "كان يحيى بن سعيد يُشَبِّهُ مَطَر الورَّاق بابن أبي ليلى -يعني في سوء حفظه-". و (1/ 197) وقال: "مَطَر الورَّاق في عطاء ضعيف الحديث".
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 400) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 430 رقم (1584) وقال: "صدوق". وقال مرَّةً: "لا بأس به". قيل له: تابعي؟ قال: لا.
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 227 رقم (595) وقال: "ليس بالقويّ".
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 287 - 288) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف في حديث عطاء بن أبي رَبَاح". وقال مرَّةً: "صالح". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "صالح -كأنه لَيَّنَ أَمْرَهُ-". وقال أيضًا: "روايته عن أنس مرسل لم يسمع مَطَر من أنس شيئًا".
7 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 435) وقال: "يروي عن أنس بن مالك، ربما أخطأ".
8 -
"الكامل"(6/ 2392 - 2393) وقال: "هو مع ضعفه يُجْمَعُ حديثه ويُكْتَبُ".
9 -
"المغني"(2/ 662) وقال: "ثقة تابعي. . . . ".
10 -
"التهذيب"(11/ 167 - 169) وقال: "ذكره الحاكم فيمن أخرج لهم مسلم في المتابعات دون الأصول". وفيه عن البزَّار: "ليس به بأس رأى أنسًا وحدَّث عنه بغير حديث، ولا نعلم سمع منه شيئًا، فلا نعلم أحدًا ترك حديثه". وقال أبو داود: "ليس هو عندي بحجَّة، ولا يقطع به في حديث إذ اختلف". وقال السَّاجي: "صدوق يهم".
11 -
"التقريب"(2/ 252) وقال: "صدوق، كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف، من السادسة، مات سنة خمس وعشرين -يعني ومائة-، ويقال: سنة تسع -يعني ومائة-"/ خت م 4.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب أبو عبد اللَّه) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 82) من طريق النُّعْمَان بن الزُّبَيْر، عن أيوب بن سلمان -رجل من أهل صنعاء- قال: كنّا بمكَّة، فجلسنا إلى عطاء الخُرَاسَاني، إلى جنب جدار المسجد، فلم نسأله، ولم يُحَدِّثْنَا. قال: ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا، فلم نسأله، ولم يُحَدِّثْنَا. قال: فقال ما بالكم لا تتكلمون ولا تذكرون اللَّه؟ ! قولوا: اللَّه أكبر، والحمد للَّه، وسبحان اللَّه وبحمده بواحدةٍ عَشْرًا، وبِعَشْرٍ مائة، من زاد زاده اللَّه، ومن سَكَتَ غُفِرَ له، ألا أخبركم بخمسٍ سمعتهن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال:"من حالتْ شفاعتُهُ دون حَدٍّ مِنْ حدود اللَّه فهو مضادُّ اللَّه في أمره، ومن أعان على خصومةٍ بغير حقٍّ فهو مُسْتَظِلٌّ في سَخَطِ اللَّه حتى يَتْرُكَ، ومن قَفَا مؤمنًا أو مؤمنةً حَبَسَهُ اللَّه في رَدْغَةِ الخَبَالِ -عُصَارِةِ أهل النَّار-، ومن مات وعليه دَيْنٌ أُخِذَ لصاحبه مِنْ حسناته، لا دِينارَ ثَمَّ ولا دِرْهَمٌ، وركعتا الفَجْرِ حافظوا عليهما، فإنهما من الفضائل".
أقول: في إسناده (أيوب بن سلمان -رجل من أهل صنعاء-) ترجم له في "تعجيل المنفعة" ص 35 وقال: "فيه جهالة". وبقية رجاله ثقات.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 436 - 437) رقم (2942) من طريق محمد بن سَوَاء، عن حسين المُعَلِّم، عن مطر الورّاق، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو رواية الخطيب عدا ما يتعلق بأمر القَذْف.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 388) رقم (13435) من طريق عطاء الخُرَاسَاني، عن حُمْران، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو رواية الخطيب عدا ما يتعلق بأمر من مات وعليه دَيْن.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 91) بعد أن ذكر لفظ الطبراني في "الكبير": "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطُّوسِي وهو ثقة".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 198) عن إسناد الطبراني في "الكبير": جيد.
ورواه مختصرًا أبو داود في الأقضية، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها (4/ 23) رقم (3597) من طريق عُمَارة بن غَزِيَّة، عن يحيى بن راشد، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"من حالت شفاعتُهُ دون حَدٍّ من حدود اللَّه فقد ضَادَّ اللَّه، ومن خاصمَ في باطل وهو يعلمه لم يزل في سَخَطِ اللَّه حتى يَنْزِعَ عنه، ومن قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه اللَّه رَدْغَةَ الخَبَالِ حتى يَخْرُجَ ممّا قال".
أقول: إسناده حسن من أجل (عُمَارة بن غَزِيَّة المَازِني) فإنه لا بأس به كما في "التقريب" لابن حجر (2/ 51). وانظر ترجمته مفضَّلًا في "التهذيب"(7/ 422 - 423)
وروى أبو داود عقبه رقم (3598) من طريق المُثَنَّى بن يزيد، عن مَطَر الورَّاق، عن نافع، عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمعناه قال:"ومن أعان على خصومةٍ بظلم فقد بَاءَ بغضبٍ من اللَّه عز وجل".
وفي إسناد هذه الرواية (المثنَّى بن يزيد) وهو مجهول كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 229).
كما أنَّ فيه (مَطَر الورَّاق) وهو صدوق سيء الحفظ كما تقدَّم في ترجمته.
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 70)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 27) من طريق أبي داود الأول وبنحو روايته، مع زيادة ما يتعلق بأمر الدَّيْنِ. وقال الحاكم:"صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
كما رواه الحاكم في (4/ 99) منه مختصرًا، من طريق عطاء بن أبي مسلم، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"من أعان على خصومةٍ بغير حقٍّ كان في سَخَط اللَّه حتى يَنْزِع".
وقال: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في إسناده (عطاء بن أبي مسلم الخُرَاساني) وهو (صدوق يهم كثيرًا، ويُرْسِلُ ويُدَلِّس) كما في "التقريب"(2/ 23). وستأتي ترجمته في حديث (1321).
ورواه مختصرًا جدًّا، ابن ماجه في الصدقات، باب التشديد في الدَّيْن (2/ 807) رقم (2414)، من طريق حسين المعلِّم، عن مَطَر الورَّاق، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بذكر ما يتعلق بالدِّيْنِ فحسب.
كما روى ما يتعلق بالإعانة على الخصومة بظلم فحسب، ومن ذات الطريق السابق في الأحكام، باب من ادَّعى ما ليس له وخاصم فيه (2/ 778) رقم (2320).
* * *
431 -
حدَّثنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِليّ، حدَّثنا محمد بن يوسف بن أبي مَعْمَر السَّعْدِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد -يعني ابن المغيرة-، حدَّثنا موسى بن عُبَيْدَة، عن أخيه عبد اللَّه بن عُبَيْدَة،
عن جابر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مات وهو يشهدُ أَنْ لا إله إلَّا اللَّه فقد حلّ أنْ يُغْفَرَ له".
(3/ 393) في ترجمة (محمد بن يوسف بن أبي مَعْمَر السَّعْدِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو منقطع بين (عبد اللَّه بن عُبَيْدة بن نَشِيط الرَّبَذِيّ) وبين (جابر بن عبد اللَّه) رضي الله عنه. قال الإمام يحيى بن مَعِين في "تاريخه"(2/ 594): "لم يسمع من جابر شيئًا". وفي "التهذيب"(5/ 309) في ترجمة (عبد اللَّه بن عُبَيْدَة): "روى عن جابر، وقيل لم يسمع منه".
و(عبد اللَّه بن عُبَيْدَة) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 95): "صدوق فيه شيء". وقال ابن حجر في "التقريب"(1/ 431): "ثقة، من الرابعة، قتلته الخوارج بقُدَيْد سنة ثلاثين -يعني ومائة-"/ خ. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "تهذيب الكمال"(15/ 263 - 266)، و"التهذيب"(5/ 309 - 310)، و"هدي السَّاري" ص 451.
كما أنَّ فيه (موسى بن عُبَيْدَة بن نَشِيط الرَّبَذِيّ المَدَني أبو عبد العزيز) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (634).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 835) إليه وحده.
وله شاهد من حديث النَّوَّاس بن سَمْعَان، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 19) بلفظ:"من مات وهو لا يشرك باللَّه فقد حلّت له مغفرته". وقال: "رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده لا بأس به.
وقد روى مسلم في الإيمان، باب من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة
(1/ 94) رقم (93)، وغيره، عن جابر مرفوعًا:"من مات لا يُشْرِكُ باللَّه شيئًا دخلَ الجنَّة، ومن مات يُشْرِكُ باللَّه شيئًا دخل النَّار".
* * *
432 -
حدَّثنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح، حدَّثنا محمد بن يوسف بن الطَّبَّاع قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: حدَّثنا سفيان بن حسين، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يوم حُنَيْن:"اللَّهمَّ إنْ تَشَأْ لا تُعْبَدْ بعدَ اليوم".
"كذا قال عن الزُّهْرِيّ عن أنس".
(3/ 394) في ترجمة (محمد بن يوسف بن عيسى بن الطَّبَّاع أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف، وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففي إسناده (سفيان بن حسين بن حسن الواسِطي أبو محمد -أو أبو الحسن-) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى"، لابن سعد (7/ 312) وقال:"كان ثقةً يخطئ في حديثه كثيرًا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 210 - 211) وقال: "ليس به بأس، وليس هو من أكابر أصحاب الزُّهْرِيّ". وقال مرَّةً: "ثقة".
3 -
"تاريخ الدَّارِمِي عن ابن مَعِين" ص 45 رقم (19) وقال: "ثقة، وهو ضعيف الحديث عن الزُّهْرِيِّ".
4 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية أبي خالد الدَّقَّاق- ص 68 رقم (176) وقال: "ثقة في غير الزُّهْرِيِّ".
5 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل -رواية المروذي- ص 50 رقم (28) وقال: "ليس هو بذالك، في حديثه عن الزُّهْرِيِّ شيء". وص 110 رقم (178) وقال: "ليس بذاك. وضعَّفه".
6 -
"التاريخ الكبير"(4/ 89) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
7 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 189 رقم (570) وقال: "ثقة".
8 -
"الجرح والتعديل"(4/ 227 - 228) وفيه عن ابن مَعِين: "هو صالح، حديثه عن الزُّهْرِيِّ قطّ ليس بذاك إنما سمع من الزُّهْرِيِّ بالمَوْسِمِ". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث يُكْتَبُ حديثه ولا يحتجُّ به، هو نحو محمد بن إسحاق".
9 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 404) وقال: "أمَّا روايته عن الزُّهْرِيِّ فإنَّ فيها تخاليط يجب أن يجانب، وهو ثقة في غير حديث الزُّهْرِيِّ، مات في ولاية هارون، يجب أن يمحى اسمه من كتاب "المجروحين"".
10 -
"المجروحين"(1/ 358) وقال: "يروي عن الزُّهْرِيِّ المقلوبات، وإذا روى عن غيره أشبه حديثه حديث الأثبات، وذاك أنَّ صحيفة الزُّهْرِيِّ اختلطت عليه فكان يأتي بها على التوهم، فالإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزُّهْرِيِّ، والاحتجاج بما روى عن غيره".
11 -
"الكامل"(3/ 1250 - 1251) وقال: "هو في غير الزُّهْرِيِّ صالح الحديث كما قال ابن مَعِين، وعن الزُّهْرِيِّ يروي عنه أشياء خالف فيها النَّاس من باب المتون ومن الأسانيد".
12 -
"تاريخ بغداد"(9/ 149 - 151) وفيه عن عثمان بن أبي شَيْبَة: "كان ثقة، مضطربًا في الحديث قليل". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "صدوق ثقة، وفي حديثه ضعف". وقال أيضًا: "مشهور، وقد حَمَلَ النَّاس عنه، وفي حديثه ضعف". وقال ابن خِرَاش: "ليِّن الحديث".
13 -
"تهذيب الكمال"(11/ 139 - 142) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس إلَّا في الزُّهْرِيِّ".
14 -
"التقريب"(1/ 310) وقال: "ثقة في غير الزُّهْرِيِّ باتفاقهم، من السابعة"/خت م 4.
و(الزُّهْرِيُّ) هو (محمد بن مُسْلِم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن شِهَاب أبو بكر): أحد الأئمة الأعلام، حافظ زمانه، فقيه، متفق على جلالته وإتقانه، خَرَّج له الستة، وتوفي عام (125 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ دمشق" لابن عساكر (15/ 975 - 1027 - مخطوط-) -وقد طبعت هذه الترجمة في كتاب مستقل بتحقيق الأستاذ شكر اللَّه قوجاني-، و"سير أعلام النبلاء"(5/ 326 - 350)، و"التهذيب"(9/ 445 - 451)، و"التقريب"(2/ 207).
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 351) و (14/ 522)، عن يزيد بن هارون، عن حُمَيْد، عن أنس، به.
أقول: وإسناده صحيح.
وقد صَحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال ذلك يوم بَدْرٍ أيضًا. رواه البخاري مطوَّلًا في الجهاد، باب ما قيل في دِرْعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. . . (6/ 99) رقم (2915)، وغير موضع، من حديث ابن عبَّاس.
ورواه مسلم مطوَّلًا في الجهاد، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بَدْرٍ وإباحة الغنائم (3/ 1383 - 1384) رقم (1763)، وغيره، من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.
كما صحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال ذلك يوم أُحُدٍ، رواه مسلم في الجهاد، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو (3/ 1363) رقم (1743)، وأحمد في "المسند"(3/ 152).
* * *
433 -
حدَّثنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشَّافِعِي، حدَّثنا خَبِيب بن الحسن القَزَّاز، حدَّثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرَّازي، حدَّثنا أبو عمر محمد بن عبد اللَّه بن دينار القَسَّام الرَّازي، حدَّثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء، عن أبي سعد البَقَّال، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: ما سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحدٍ إلَّا لسعد، فإنِّي سمعته يقول:"ارْمِ سَعْدُ فِدَاكَ أبي وأُمِّي".
(3/ 397) في ترجمة (محمد بن يوسف بن يعقوب الرَّازي أبو بكر. -ويقال: أبو عبد اللَّه-).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أُخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن يوسف بن يعقوب الرَّازي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 397 - 398) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "شيخ دجَّال كذَّاب يضع الحديث والقراءات والنُّسَخَ، وَضَعَ نحوًا من ستين نُسْخَةً قراءات، ليس لشيءٍ منها أصل، ووضع من الأحاديث المُسْنَدَةِ ما لا يضبط. . ". وقال الخطيب: "روى عنه النقَّاش غير شيء، فمرَّةً ينسبه إلى محمد بن طريف بن عاصم مولى عليّ بن أبي طالب، ومرَّةً يقول: محمد بن نبهان، ومرَّةً يقول: محمد بن يوسف، ومرَّةً يقول: محمد بن عاصم الحَنَفِي".
2 -
"المغني"(2/ 645) وقال: "شيخ النقَّاش، وضع كثيرًا في القراءات وافتضح. قال الدَّارَقُطْنِيّ: يُتَّهم بوضع الحديث".
3 -
"الميزان"(4/ 72) وقال: "ظالم لنفسه، وضع كثيرًا في القراءات".
4 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 415 رقم (755).
كما أنَّ فيه (أبو سعد البقَّال) وهو (سعيد بن المَرْزُبَان الأعور) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 207) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة الرَّازِي (2/ 622).
3 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 141 - 142 رقم (99) وقال: "ليس بثقة، وهو مولى حُذَيْفَة بن اليَمَان، وكان من قُرَّاء النَّاس".
4 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 59) وقال: "ضعيف لا يُفْرَحُ بحديثه".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 127 رقم (285) وقال: "ضعيف".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 115 - 116).
7 -
"الجرح والتعديل"(4/ 62 - 63) وفيه عن أبي حفص عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "لا يحتج بحديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن الحديث، مدلِّس. قلت -القائل ابن أبي حاتم-: هو صدوق؟ قال: نعم كان لا يكذب".
8 -
"المجروحين"(1/ 317 - 318) وقال: "كثير الوَهَم فاحش الخطأ".
9 -
"الكامل"(3/ 1219 - 1222) وقال: "هو في جملة ضعفاء الكوفة، الذين يُجْمَعُ حديثهم ولا يُتْرَكُ".
10 -
"المغني"(1/ 266) وقال: "مشهور، ليس بالحجَّة. . . ".
11 -
"التقريب"(1/ 305) وقال: "ضعيف مدلِّس. . . من الخامسة"/ بخ ت ق.
و (أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الدَّوْسِي الكوفي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 388): "وثَّقه أبو زُرْعَة. وقال ابن المَدِيني: ليس بشيء. وليَّنه ابن عدي". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 499)"صدوق تُكُلِّمَ في حديثه عن الأعمش، من كبار التاسعة، مات سنة بضع وتسعين -يعني ومائة-"/ ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(9/ 300 - 301)، و"التهذيب"(6/ 274 - 275).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 162) -مخطوط- مطوَّلًا، من طريق محمد بن يحيى، حدَّثنا مَخْلَد بن مالك، حدَّثنا عبد الرحمن بن مَغْرَاء، عن أبي سعد البقَّال، به.
والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (2/ 748 - 752)، و"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (2/ 614 - 615)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (7/ 145 - 151) -مخطوط-، و"جامع الأصول"(9/ 10).
ومن ذلك ما رواه البخاري في المغازي باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [آل عمران/ 122](7/ 358) رقم (4059)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقَّاص (4/ 1876) رقم (1836)، وغيرهما، عن عليِّ بن أبي طالب مرفوعًا به.
* * *
434 -
حدَّثني عبد العزيز بن عليّ، حدَّثنا محمد بن أحمد المُفِيد
-بِجَرْجَرَايَا-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن عبد اللَّه العَطَشِيّ -سنة خمس وتسعين ومائتين- وأحمد بن الحسن
(1)
بن عبد الجبار الصُّوفِيّ، قالا: حدَّثنا الهيثم بن خَارِجَة، حدَّثني عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت الوَضِين بن عَطَاء يحدِّث عن يزيد بن مَرْثَد،
عن معاذ بن جَبَل، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"خُذُوا العطاءَ ما دامَ عطاءً، فإذا صار رَشْوَةً على الدِّينِ فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه، يمنعكم الفقرُ والمخافةُ". "وذكر الحديث".
(3/ 398) في ترجمة (محمد بن يوسف بن عبد اللَّه العَطَشِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه انقطاع بين (يزيد بن مَرْثَد الهَمْدَاني أبو عثمان) وبين (معاذ بن جَبَل) رضي الله عنه. ففي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 288) في ترجمة (يزيد) قال أبو حاتم: "روى عن معاذ بن جَبَل وأبي الدَّرْدَاء مرسلين". وقال ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(11/ 358): روى عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم مُرْسَلًا، وعن عبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جَبَل وأبي الدَّرْدَاء وأبي ذَرٍّ كذلك". وقال ابن حَجَر في ترجمته من "التقريب" (2/ 370):"ثقة، من الثالثة، وله مراسيل"/ مد.
كما أنَّ فيه (الوَضِين بن عطاء بن كِنَانَة الخُزَاعي الدِّمَشْقِي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الحسين". والتصويب من "سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 100، ومن ترجمته في "تاريخ بغداد"(4/ 82).
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 466) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 189) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"أحوال الرجال" ص 168 رقم (199) وقال: "واهي الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(9/ 50) وفيه عن ابن مَعِين: "لا بأس به". وقال أحمد: "ثقة ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 564).
6 -
"الكامل"(7/ 2550 - 2551) وقال: "ما أدري بأحاديثه بأسًا". وفيه عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم: "ثقة".
7 -
"الكاشف"(3/ 207) وقال: "ثقة، وبعضهم ضعَّفه".
8 -
"التهذيب"(11/ 120 - 121) وفيه عن إبراهيم الحَرْبِي: "غيره أوثق منه". وقال ابن قَانِع: "ضعيف". وقال أبو داود: "صالح الحديث".
9 -
"التقريب"(2/ 331) وقال: "صدوق سيء الحفظ، ورُمي بالقَدَر، من السادسة، مات سنة ست وخمسين -يعني ومائة-، وهو ابن سبعين"/ د عس ق.
وفيه أيضًا (محمد بن أحمد المُفِيد الجَرْجَرائي أبو بكر)، قال الذَّهَبِيّ عنه في "المغني" (2/ 550):"محدِّث مشهور، مُجْمَعٌ على ضعفه، واتُّهم". وستأتي ترجمته في (1609).
وصاحب الترجمة (محمد بن يوسف بن عبد اللَّه العَطَشِي أبو عبد اللَّه)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 264 - 265)، و"المعجم الكبير"
(20/ 90)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 165 - 166)، من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن الوَضِين، به.
وتتمة الحديث كما في "المعجم الصغير" -ولفظه أتم من لفظ "المعجم الكبير"-: "ألا إنَّ رحا بني مرح
(1)
قد دارت، وقد قتل بنو مرح، ألا إنَّ رحا الإسلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إنَّ الكتاب والسلطان سيفترقان، فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنَّه سيكون أمراء يقضون لكم، فإن أطعتموهم أضلُّوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم. قال: يا رسول اللَّه، فكيف أصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نُشِرُوا بالمناشير، وحُمِلوا على الخشب. موتٌ في طاعة خير من حياة في معصية اللَّه عز وجل".
قال أبو نُعَيْم عقب روايته له: "غريب من حديث معاذ، لم يروه عنه إلَّا يزيد، وعنه الوَضِين. ورواه إسحاق بن رَاهُوْيَه، عن سُوَيْد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن يزيد، دون الوَضِين".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 227 - 228 و 238) -ونصُّ كلامه من الموضع الأخير-: "رواه الطبراني، ويزيد بن مَرْثَد لم يسمع من معاذ. والوَضِين بن عطاء وثَّقه ابن حِباَّن وغيره، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".
ورواه مطوَّلًا أيضًا إسحاق بن رَاهُوْيَه وأحمد بن مَنِيع في "مسنديهما" كما في "المطالب العالية"(4/ 267 - 268) رقم (4409).
وقال محققه في حاشيته: "قال البُوصِيري: رواه إسحاق عن سُوَيد بن عبد العزيز وهو ضعيف، ورواه أحمد بن مَنِيع ورواته ثقات، ولفظهما واحد".
وله شاهد من حديث زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رواه
(1)
هكذا في "المعجم الصغير". وفي "أمالي الشجري"(2/ 262): "إن بني فرح فارس والروم قد داروا".
الشَّجَري في "أماليه"(2/ 262) من طريق إبراهيم بن محمد، عن حمزة بن أبي حمزة الجُعْفِي، عنه مرفوعًا بأطول من رواية الطبراني.
أقول: هذا الشاهد فضلًا عن إرساله، فإنَّ فيه (حمزة بن أبي حمزة الجُعْفِي الجَزَري النَّصِيْبِي) وهو متروك متَّهم بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (1375).
ولأوَّله الذي ذكره الخطيب شاهد آخر بنحوه، رواه أبو داود في الخَرَاج، باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان (3/ 362 - 364) رقم (2958) -واللفظ له- و (2959)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 281) رقم (439) و (22/ 356) رقم (894)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 235 - 236)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 27)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 359)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2394) -في ترجمة (مُطَيْر) -، من طريق سليم بن مُطَيْر -شيخ من أهل وادي القُرَى-، عن أبيه مُطَيْر، عن أبي الزوائد صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرفوعًا:"يا أيُّها النَّاس خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تَجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ على المُلْكِ، وكان عن دِينِ أحدكم فدعوه".
أقول: في إسناده (مُطَيْر بن سُلَيْم الوَاديّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 254): "مجهول الحال، من الثالثة"/ د. وترجم له في "التهذيب"(10/ 181) وقال: "قال البخاري: لم يثبت حديثه. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات".".
وقوله في الحديث: "فإذا تَجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ على المُلْكِ": "أي تنازعت الملك حتى تقاتلت عليه وأجحف بعضها ببعض". كذا في "معالم السنن" للخطَّابي (4/ 207).
و (أبو الزوائد) قال المُنْذِرِيُّ عنه في "مختصر سنن أبي داود"(4/ 207): "له صحبة، لا يعرف اسمه، وهو معدود في أهل المدينة".
وترجم له ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 486) وقال: "ذو الزوائد الجُهَني، ذكره التِّرمِذِي في الصحابة، ويقال فيه أبو الزوائد. . . ". و"التقريب"(1/ 238) وقال: "صحابي نزل المدينة، ويقال إنَّه جُهَنِي"/ د.
معنى الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 435): (خذوا العطاء) من السلطان، أي الشيء المعطي من جهته. (ما كان عطاء) أي في الزمن الذي يكون عطاء الملوك فيه يكون عطاءً للَّه، لا لغرضٍ دُنْيَوي فيه فَسَاد".
* * *
435 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدثنا يوسف القوَّاس قال: قُرئ على محمد بن مَخْلَد -وأنا أسمع- قيل له: حَدَّثَكَ أبو جعفر محمد بن يوسف البَاوَرْدِيّ الإِسْكَاف، حدَّثنا أحمد بن عيسى الخشَّاب التِّنِّيسي، حدَّثنا عبد اللَّه بن يوسف، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدَان،
عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأمناءُ عند اللَّه: جبريلُ، وأنا، ومعاوية".
(3/ 399) في ترجمة (محمد بن يوسف الإِسْكَافِي البَاوَرْدِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أحمد بن عيسى بن زيد الخشَّاب التِّنِّيسي) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل في الضعفاء"(1/ 194 - 195) وساق له عددًا من مناكيره.
2 -
"المجروحين"(1/ 146) وقال: "يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد من الأخبار".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 131 رقم (73) وقال: "ليس بالقوي".
4 -
"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 140 رقم (62) وقال: "ليس بالقويّ".
5 -
"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسي ص 135 رقم (361) وقال: "كذَّاب يضع الحديث".
6 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 68 رقم (74).
7 -
"لسان الميزان"(1/ 240 - 241) وفيه عن مَسْلَمَة: "كذَّاب حدَّث بأحاديث موضوعة". وقال ابن يونس: "كان مضطرب الحديث جدًّا".
8 -
"التقريب"(1/ 23) وقال: "ليس بالقويّ، من الحادية عشرة"/ تمييز.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن يوسف الإِسْكَافِي البَاوَرْدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 146)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 194 - 195) -كلاهما في ترجمة (أحمد بن عيسى الخشَّاب التِّنِّيسي) -، وابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(2/ 17)، من طريق أحمد بن عيسى الخشَّاب، عن عبد اللَّه بن يوسف، به.
قال ابن حِبَّان: موضوع.
وقال ابن عدي: "هذا الحديث باطل بهذا الإسناد ويغير هذا الإسناد".
وقال الخطيب عقب روايته له: "كذا رواه ابن يوسف عن إسماعيل بن عيَّاش. ورواه محمد بن عائِذ الدِّمَشْقِي عن إسماعيل عن يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة. وكذلك رواه محمد بن عبد اللَّه بن عامر السَّمَرْقَنْدِي، عن محمد بن سَلَام البِيْكَنْدِيّ عن ابن عيَّاش كرواية ابن عائذ. وروي عن محمد بن المبارك أيضًا عن ابن عيَّاش مثل هذا القول. وقيل رواه محمد بن المبارك أيضًا عن ابن عيَّاش عن عُمَارة بن غَزِيَّة عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن وَاثِلة بن الأَسْقَع عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وليس شيء منها ثابتًا، واللَّه أعلم".
وقال ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(2/ 19): "هذا الحديث من جميع الطرق لا يصحّ. . . وأمَّا حديث وَاثِلَة، فقال أبو عبد الرحمن النَّسَائي: هو حديث باطل موضوع". وأعلَّه ابن الجَوْزي بـ (أحمد بن عيسى الخشَّاب) ونقل قول ابن حِبَّان وابن طاهر المتقدِّمَيْن فيه.
وأقرَّه السُّيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 417).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 4 - 5) وقال: "وتابعَ أحمدَ بن عيسى: أبو هارون الجِبْرِينِي، أخرجه أبو بكر المُقْرِئ في "فوائده". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: لا عبرة بمتابعته لأنَّه وضَّاع، واللَّه أعلم. وله طريق آخر أخرجه ابن عساكر، وفيه عبد اللَّه بن جابر الطَّرَسُوسيّ، قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، وقال أيضًا: ذاهب الحديث: قلت -القائل ابن عَرَّاق-: قال الحافظ ابن حَجَر: عبد اللَّه بن جابر هذا أخشى أن يكون هو عبد اللَّه بن الحسين بن جابر المِصِّيصِي، نُسِبَ إلى جدِّه، يعني الذي مرَّ في "المقدمة" -يعني مقدمة كتابه "تنزيه الشريعة"- أنَّه يسرق الأخبار ويقلبها، واللَّه أعلم".
وذكره ابن طاهر المَقْدِسِي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة"
ص 135 رقم (361) وقال: "فيه أحمد بن عيسى الخشَّاب، هو كذَّاب يضع الحديث".
وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 126) -في ترجمة (أحمد بن عيسى الخشَّاب) - من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا كذب".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 241).
وسيأتي برقم (1771) من حديث أبي هريرة.
* * *
436 -
حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن يوسف بن عمرو بن يوسف القُوْمِسِيّ -ببغداد-، حدَّثنا الحسين بن عيسى البَسْطَامي، حدَّثنا أحمد بن أبي طَيْبَة، عن أبي طَيْبَة، عن الأعمش، عن مسلم بن صُبَيْح، عن مَسْرُوق،
عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو يقولُ أحدهم إذا غَضِبَ، أعوذُ باللَّه من الشَّيطان الرَّجيم، ذَهَبَ عنه غضبه".
(3/ 399) في ترجمة (محمد بن يوسف بن عمرو القُوْمِسِيّ).
مرتبة الحديث:
منكر من هذا الطريق. والمحفوظ الصحيح روايته من حديث سليمان بن صُرَد الخُزَاعي رضي الله عنه.
ففيه (أبو طَيْبَة -عيسى بن سليمان بن دينار الدَّارِمي الجُرْجَاني-) وهو ضعيف، قد خالف جماعةً من الثقات رووه عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صُرَد الخُزَاعي كما سيأتي.
وقد ترجم لـ (أبي طَيْبَة) هذا في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 402 - 403) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 234) وقال: "يخطئ".
3 -
"الكامل"(5/ 1895 - 1897) وساق له ابن عدي عِدَّة أحاديث وقال: "كلُّها غير محفوظة، وأبو طَيْبَة هذا كان رجلًا صالحًا، ولا أظن أنَّه كان يتعمد الكذب، ولكن لعلَّه كان يشبَّه عليه فيغلط، وقد حدَّث جماعة من الكبار مع ورقاء عن أبي طَيْبَة". وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف".
4 -
"تاريخ جُرْجَان" للسَّهْمِي ص 285 - 294 رقم (492) وقال: "كان من العلماء والزُّهَّاد. . . . ".
5 -
"لسان الميزان"(4/ 396).
وولده (أحمد بن عيسى بن سليمان بن دينار الدَّارِمي الجُرْجَاني أبو محمد) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الصغير"(2/ 274) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 64) وفيه عن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 3).
4 -
"الكامل"(5/ 1895) -في ترجمة أبيه عيسى- وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة".
5 -
"تاريخ جُرْجَان" للسَّهْمِي ص 59 - 61 رقم (1).
6 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 271 - 272) وقال: "ثقة. . . يتفرَّد بأحاديث".
7 -
"الكاشف"(1/ 20) وقال: "صالح الحديث".
8 -
"التقريب"(1/ 17) وقال: "صدوق له أفراد، من العاشرة"/ س.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن يوسف بن عمرو القُوْمِسِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(مَسْرُوق) هو (ابن الأَجْدَع الهَمْدَاني الوَادِعي أبو عائشة): إمام قدوة، ثقة فقيه، عابد مُخَضْرَم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (346).
و(الأعمش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
وباقي رجال إسناده ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 91) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن الأعمش عن أبي الضُّحَى -وهي كُنْيَة مسلم بن صُبَيْح- عن مَسْرُوق إلَّا أبو طَيْبَة. ورواه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صُرَد الخُزَاعي".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 70): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف". وفيه (عن ابن عبَّاس) بدلًا من (ابن مسعود) وهو خطأ. والطبراني في "المعجم الصغير" لم يروه إلَّا عن ابن مسعود فحسب.
والحديث محفوظٌ من طريق الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صُرَد الخُزَاعي. هكذا رواه أصحاب الأعمش الثقات عنه.
فقد رواه البخاري في بدء الخَلْق، باب صفة إبليس وجنوده (6/ 337) رقم (3282) من طريق أبي حمزة -محمد بن ميمون السُّكَّرِي-، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عنه، به.
ورواه في الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعان (10/ 465) رقم
(6048)
، والنَّسَائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" ص 307 رقم (392)، من طريق حفص بن غياث النَّخَعي، عن الأعمش، عنه، به.
ورواه في الأدب أيضًا، باب الحذر من الغضب (10/ 518 - 519). رقم (6115) من طريق جَرِير بن عبد الحميد الضَّبِّي، عن الأعمش، به.
ورواه مسلم في البر والصِّلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب. . . (4/ 2015) رقم (2610)، وأبو داود في الأدب، باب ما يقال عند الغضب (5/ 140) رقم (4781)، والنَّسَائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" ص 307 رقم (393)، من طريق أبي معاوية
(1)
-محمد بن خازم الضَّرير-، عن الأعمش، به.
ورواه مسلم عقبه من طريق أبي أسامة -حماد بن أسامة القُرَشي-، عن الأعمش، به.
وله شاهد من حديث معاذ بن جَبَل، رواه التِّرْمِذِي في الدعوات، باب ما يقول عند الغضب (5/ 504) رقم (3452)، وأبو داود في الموطن السابق (5/ 139 - 140) رقم (4780)، والنَّسَائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" ص 306 رقم (389) و (390) و (391). وقال التِّرْمِذِي:"هذا حديث مرسل، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جَبَل. . . . ".
وانظر "الترغيب والترهيب" للمُنْذِري (3/ 450 - 451).
* * *
437 -
حدَّثنا البَرْقَاني، حدَّثنا أبو القاسم بن النَّحَّاس
(2)
، حدَّثنا أبو صالح
(1)
في "سنن أبي داود": "عن معاوية" وهو خطأ. والتصويب من "تحفة الأشراف"(4/ 58) رقم (4566)، وغيره.
(2)
هكذا في المطبوع: "النحاس" بالحاء المهملة. وهو يوافق ما في "معرفة القُرَّاء الكبار" للذَّهَبِيّ (1/ 324). لكن في ترجمته من "تاريخ بغداد"(9/ 438) ذكره بالخاء المعجمة "النخاس"، وهو ما أكده ابن الجَزَري في "غاية النهاية" حيث قيده بالحروف كما في حاشية "معرفة القراء الكبار".
محمد بن يوسف بن شَهْرَيَار الهَمْدَاني، حدَّثنا إبراهيم بن مسعود، حدَّثنا أبو نُعَيْم قال: حدَّثنا سفيان، عن أبي إسحاق،
عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن هبتم
(1)
الليلة فقولوا: حم، لا يُنْصَرُون"
(2)
.
(3/ 400) في ترجمة (محمد بن يوسف بن شَهْرَيَار الهَمَدَاني أبو صالح).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (محمد بن يوسف بن شَهْرَيَار الهَمْدَاني أبو صالح) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة، اختلط بأَخَرَةٍ. وسفيان الثَّوْري إنما سمع منه قبل اختلاطه. انظر "الكواكب النَّيِّرات" ص 351 و 356 - 357. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(سفيان) هو (ابن سعيد بن مسروق الثَّوْري أبو عبد اللَّه): إمام ثقة حجَّة فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(أبو نُعَيْم) هو (الفضل بن دُكَيْن التَّيْمِي المُلَائي الأَحْوَل): إمام حافظ ثقة ثَبْت، مشهور بكُنْيته، من كبار شيوخ الإمام البخاري، خرّج له الستة، وتوفي عام (218 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(10/ 142 - 157)، و"التهذيب"(8/ 270 - 276)، و"التقريب"(2/ 110).
(1)
هكذا في المطبوع: "هبتم". وفي بعض الروايات "بُيِّتُمْ". وفي أخرى: "بُهِتُم".
(2)
في المطبوع: "لا تبصرون"، والتصويب من "المسند" لأحمد (4/ 289)، و"عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 398، وغيرهما.
و (إبراهيم بن مسعود) هو (القُرَشي الهَمْدَاني)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 140) وقال:"كتبت عنه وهو صدوق". كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 86).
و(أبو القاسم بن النَّحَّاس) هو (عبد اللَّه بن الحسن بن سليمان النَّحَّاس البغدادي المُقْرِئ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (9/ 438) وقال:"كان ثقة". وفيه عن أبي الحسن بن الفُرَات: "من أهل القرآن والفضل، والخير والستر، والعقل الحسن، والمذهب الجميل، والثقة. قال: ما رأيت من الشيوخ مثله". وتوفي عام (368 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "معرفة القُرَّاء الكبار"(1/ 324).
و(البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة، من أشهر شيوخ الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(4/ 289)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 398 - 399 رقم (616)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 107)، من طريق الأَجْلَح، عن أبي إسحاق عن البراء، مرفوعًا:"إنَّكم ستلقون العدو غدًا، فليكن شِعَارُكُمْ حم لا يُنْصَرُون".
ورجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنني لم أقف على تحديد زمن سماع الأَجْلَح بن عبد اللَّه الكِنْدِي من أبي إسحاق السَّبِيعي، أكان قبل اختلاطه أو بعده.
وقد قال النَّسَائي عقب تخريجه له: "الأَجْلَح ليس بالقويّ، وكان مُسْرِفًا في التَّشَيُّع".
أقول: قد رَجَّحَ الذَّهَبيّ في "معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرد" ص 58 رقم (13)، والحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 49) أنَّه "صدوق". وستأتي ترجمته في حديث (1180).
ولم يتفرَّد الأَجْلَح في روايته له عن أبي إسحاق. فقد تابعه سفيان الثَّوْري عند الخطيب، وشَيْبَان بن عبد الرحمن التَّمِيمي عند النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 398 رقم (615)، حيث رواه عن هشام بن عمّار، عن الوليد، عن شَيْبَان
(1)
، عن أبي إسحاق، عن البَرَاء مرفوعًا بلفظ:"إنَّكم تلقون عدوكم غدًا، فليكن شِعَارُكُمْ حم لا يُنْصَرُون، دعوة نَبِيِّكُمْ".
وفيه (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِي) وهو ثقة كثير التدليس والتسوية، ولا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالسماع، وقد عَنْعَنَ هنا. انظر "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 134.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 285) إلى أبي يَعْلى، والرُّويَاني، والضياء المَقْدِسي أيضًا.
ولم أجده في "مسند أبي يَعْلَى"، كما أني لم أجده في "المطالب العالية".
ولم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 65) و (5/ 377)، وأبو داود في الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار (3/ 74) رقم (2597) -واللفظ له-، والتِّرْمِذِي في الجهاد، باب ما جاء في الشعار (4/ 197) رقم (1682)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 399 رقم (617)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 107)، وعبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(5/ 233) رقم (9467)، وابن الجارود في "المنتقى" ص 355، من طريق أبي إسحاق، عن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة قال: أخبرني من سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنْ بُيِّتُّمْ فليكن شِعَارُكُمْ حم لا يَنْصَرُون".
(1)
قال المِزِّيُّ في "تحفة الأشراف"(2/ 50) رقم (1857) بعد أن ذكره عن النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة"، أنه في نسخة منه:"عن سفيان"، بدلًا من "عن شيبان".
وفي رواية النَّسَائي أنَّ هذا كان في غزوة الخَنْدَق.
قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن سَلَمَة بن الأَكْوَع. . . ورُوي عنه -يعني عن أبي إسحاق- عن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، إلَّا أنَّ فيه إرسالًا فإذا الرجل الذي لم يسمِّه المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة: البراء بن عازب". ووافقه الذَّهَبِيّ.
ثم رواه من طريق شَرِيك، عن أبي إسحاق قال: سمعت المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة يذكر عن البراء بن عازب، وذكر الحديث.
وقال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 76) بعد أن عزاه لأبي داود والتِّرْمِذِيّ: إسناده صحيح.
وقد نقل الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 98) تصحيح الحاكم له، ساكتًا عليه.
غريب الحديث:
قوله: "حم لا يُنْصَرُون": قال الخطَّابي في "معالم السنن"(3/ 407) نقلًا عن أبي العبَّاس أحمد بن يحيى: "معناه الخبر، ولو كان بمعنى الدُّعاء لكان مجزومًا، أي "لا يُنْصَرُوا"، وإنما هو إخبار، كأنَّه قال: واللَّه لا ينصرون. وقد روي عن ابن عبَّاس أنَّه قال: "حم: اسم من أسماء اللَّه عز وجل"، فكأنّه حلف باللَّه أنهم لا ينصرون".
وفي "النهاية" لابن الأثير (1/ 446): "وقيل: إنَّ السُّور التي في أوَّلها حم سور لها شأن، فَنَبَّه أنَّ ذِكْرَها لِشَرَفِ مَنْزِلتها مما يُسْتَظْهَرُ به على استنزال النَّصر من اللَّه. وقوله: (لا يُنْصَرُون): كلام مُسْتَأْنَف، كأنَّه حين قال: قولوا حم، قيل: ماذا يكون إذا قلنا؟ فقال: لا يُنْصَرُون".
وفي "تحفة الأحوذي"(5/ 330): "قال القاضي: معناه بفضل السُّور المفتتحة بـ (حم) ومنزلتها من اللَّه لا يُنْصَرُون".
وقوله في الحديث: "وإنَّ شِعَاركم": أي علامتكم التي تتعارفون بها في الحرب. "النهاية"(2/ 479).
وقوله: "إن بُيِّتُّمْ": أي إن قصدكم العدو بالقتل ليلًا واختلطتم معه. و (تَبْيِيت العدو) هو أن يُقْصد في الليل من غير أن يَعْلَم فيؤخذ بغتة، وهو البَيَات. انظر "النهاية"(1/ 170)، و"تحفة الأحوذي"(5/ 330).
* * *
438 -
حدَّثنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا أبو المُفَضَّل محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني -بالكوفة-، حدَّثنا محمد بن يوسف بن نوح البَلْخي -في سوق يحيى-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن نوح البَلْخي القَوَاذِيّ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عيسى بن موسى الغُنْجَار، عن أبي حمزة محمد بن ميمون، عن موسى بن أبي موسى الجُهَني قال: قلت لفاطمة بنت عليّ، حدِّثيني حديثًا، قالت:
حدَّثتني أسماء بنت عُمَيْس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعليّ:"أَنْتَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إلَّا أنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي".
(3/ 406) في ترجمة (محمد بن يوسف بن نوح البَلْخي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
فيه (محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني أبو المُفَضَّل): كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).
كما أنَّ فيه (عيسى بن موسى البخاري الأزرق أبو أحمد غُنْجَار) وهو صدوق مدلِّس، مكثر من الحديث عن المتروكين، روى عن مائة مجهول. وقد عدَّه الحافظ ابن حجر في التعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس"
ص 131 رقم (124) في المرتبة الرابعة، وهم الذين لا يحتج بشيء من حديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل. و (غُنْجَار) هنا عَنْعَنَ ولم يصرِّح بالسماع. روى عنه ابن ماجه في "سننه"، وتوفي عام (187 هـ). وانظر في ترجمته:"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 492 - 493)، و"الكاشف"(2/ 318 - 319)، و"المغني"(1/ 501)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 325)، و"التهذيب"(8/ 232 - 234)، و"التقريب"(2/ 102).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن يوسف بن نوح البَلْخي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن نوح البَلْخي القَوَاذِيّ) و (والده)، لم أقف لهما على ترجمة.
و(موسى بن أبي موسى) هو (موسى بن عبد اللَّه -ويقال: ابن عبد الرحمن- الجُهَني الكوفي أبو سَلَمَة)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 285):"ثقة عابد، لم يصح أنَّ القطَّان طعن فيه، من السادسة، مات سنة أربع وأربعين -يعني ومائة-"/ م ت س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "التهذيب"(10/ 354 - 355).
و(أبو حمزة محمد بن ميمون) هو (المَرْوَزِيّ السُّكَّرِيّ): ثقة، ولم يكن يبيع السُّكَّر وإنما سمِّي السُّكَّريّ لحلاوة كلامه كما قال الدُّوري. وقد خرَّج له الستة، وتوفي عام (167 أو 168) للهجرة. وانظر في ترجمته:"تاريخ بغداد"(3/ 266 - 269)، و"التهذيب"(9/ 486 - 487)، و"التقريب"(2/ 212).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 369 و 438)، وفي "فضائل الصحابة"(2/ 598) رقم (1020)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 60 - 61)، وعنه ابن
أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 602) رقم (1346)، والنَّسَائي في "خصائص عليّ" ص 78 - 79 رقم (62 و 63 و 64)، والطبراني في "المعجم الكبير" من رقم (384) إلى رقم (389)، من طرق، عن موسى الجُهَني، عن أسماء، به.
وأسانيد أحمد والنَّسَائي وابن أبي شَيْبَة صحيحة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 109): "رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت عليّ وهي ثقة".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"خصائص عليّ" للنَّسَائي مع حاشية محققه ص 67 - 82، و"جامع الأصول"(8/ 649 - 650)، و"مجمع الزوائد"(9/ 109 - 111)، و"الأزهار المتناثرة" للسيوطي ص 281، وقد عَدَّ قوله "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" من المتواتر، وتابعه الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 124 - 125 وقال:"وقد تتبع ابن عساكر طرقه في جزء فبلغ عدد الصحابة فيه نَيِّفًا وعشرين. وفي "شرح الرسالة" للشيخ جَسُّوس رحمه الله ما نصُّه: "وحديث: "أنت مِنِّي بمنزلة هارون من موسى" متواتر، جاء عن نَيِّفٍ وعشرين صحابيًا واستوعبها ابن عساكر في نحو عشرين ورقة".
ومن شواهده تلك، ما رواه البخاري في الفضائل، باب مناقب عليّ بن أبي طالب (7/ 71) رقم (3706)، ومسلم في ذات الكتاب والباب (4/ 1870) رقم (2404)، والتِّرْمِذِي كذلك (5/ 641) رقم (3731)، وغيرهم، عن سعد بن أبي وقّاص مرفوعًا به. لكن ليس عند البخاري قوله:"إلَّا أنَّه لا نَبِيَّ بعدي".
وسيأتي برقم (481) من حديث عليّ، وبرقم (629) من حديث أبي سعيد الخُدْري، وبرقم (1128) من حديث عمر.
* * *
439 -
حدَّثني محمد بن عليّ الصُّوري -من حفظه مذاكرةً-، حدَّثنا أبو الحسين بن جُمَيْع، حدَّثنا محمد بن يوسف الرَّقِّي أبو عبد اللَّه -قال: الصُّوري: وهو مشهور عندنا أنَّ كنيته أبو عبد اللَّه- قال: حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا إسحاق الدَّبَرِيّ، حدَّثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يومُ القِيَامَةِ جاء أصحابُ الحديث بأيْدِيهُم المَحَابِرُ، فيأمرُ اللَّه تعالى جِبْرِيلَ أنْ يأْتِيَهُم فيسألَهُم وهو أَعْلَمُ بِهِم، فيقول: مَنْ أنتم؟ فيقولونَ: نحن أصحاب الحديث. فيقولُ اللَّهُ تعالى: ادْخُلُوا الجنَّةَ على ما كانَ مِنْكُم، طالما كنتم تُصَلُّون على نَبِيِّي
(1)
في دار الدُّنيا". أو كما قال.
(3/ 409 - 410) في ترجمة (محمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم الرَّقِّي أبو عبد اللَّه -وأبو بكر-).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن يوسف بن يعقوب الرَّقِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 409 - 410) وقال: "كان غير ثقة". واتَّهمه بالوضع كما سيأتي.
2 -
"السِّيَر"(16/ 473 - 474) وقال: "اتَّهمه الخطيب في حديث رواه المِسْكِين بإسناد الصِّحاح مرفوعًا". وذكر أول الحديث السابق، وقال:"فالحَمْلُ فيه على هذا الرَّقِّيّ".
3 -
"الميزان"(4/ 72 - 73) وقال: "وضع على الطبراني حديثًا باطلًا في حشر العلماء بالمَحَابِر".
(1)
في المطبوع: "نبي". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 260)، وغيره.
وأقرَّه الحافظ ابن حَجر في "اللسان"(5/ 436 - 437).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: هذا حديث موضوع، والحَمْلُ فيه على الرَّقِّيّ، واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه أبو المَحَاسن الرُّوْيَاني في "فوائده"، من طريق عبد اللَّه بن جعفر الخَبَائِري، عن أبي بكر محمد بن يوسف بن يعقوب الرَّقِّي، به. كما في "لسان الميزان"(5/ 437)، و"القول البديع" للسَّخَاوي 251.
ورواه الدَّيْلَمِي في "مسند الفردوس"، وأبو عبد اللَّه النُّمَيْري في "الإعلام بفضل الصَّلاة على النبيِّ عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام"، من طريق محمد بن أحمد بن مالك الإسْكَنْدَراني، عن عبيد بن آدم، عن يزيد بن هارون، عن حُمَيْد، عن أنس مرفوعًا بمثله عند الدَّيْلَمِي، وبنحوه عند النُّمَيْرِي مختصرًا.
وقال النُّمَيْريُّ: "هذا الحديث لا أعلمه إلَّا من هذا الطريق، ومحمد بن أحمد بن مالك الإسْكَنْدَراني مجهول". كذا في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 216 - 217)، و"القول البديع" للسَّخَاوي ص 251، وقال:"وهو ضعيف"!
والحديث في "الفردوس" للدَّيْلَمِي (1/ 254) رقم (983).
وذكر السَّخَاويُّ في "القول البديع" ص 251 بأنَّ ابن بَشْكُوَال أخرجه من طريق الطبراني السابق، وأنَّه نقل عن طاهر بن أحمد النَّيْسَابُوري قوله:"ما أعلم حدَّث به غير الطبراني".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 260) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 216 - 217)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 257).
وذكره الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 291 - 292.
* * *
440 -
حدَّثنا عليّ بن المُحَسِّن، حدَّثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق، حدَّثنا الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي، حدَّثنا عليّ بن مسلم الطُّوسي، حدَّثنا سيَّار بن حاتم، حدَّثنا جعفر، حدَّثنا أبو سِنَان
(1)
القَسْمَلِي، حدَّثنا جَبَلة بن أُبَيّ الأنصاري قال:
حَدَّثَتْنَا أُمُّ سُلَيْم الأنصارية قالت: مرضت فعادني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أُمَّ سُلَيْم أتعرفين النَّار والحديد وخَبَثَ الحديد"؟ قالت: نعم يا رسول اللَّه. قال: "فابشري يا أُمَّ سُلَيْم، فإنَّكِ إنْ تخلصي من وجعك هذا تخلصين من الذنوب كما يخلص الحديد من خَبَثِهِ".
(3/ 410 - 411) في ترجمة (محمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب التَّنُوخِي الأَنْبَاري أبو غانم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ نحوه من غير حديث أُمِّ سُلَيْم رضي الله عنها.
ففيه (أبو سِنَان القَسْمَلِي) وهو (عيسى بن سِنَان الحَنَفِي الفِلَسْطِيني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 463) وقال: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 396 - 397) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 379 رقم (1333) وقال: "لا بأس به".
(1)
في المطبوع: "سينان". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 383 - 384).
5 -
"الجرح والتعديل"(6/ 277) وفيه عن أبي بكر الأَثْرَم أنَّه سأل أحمد بن حنبل فضعَّفه. وقال أبو حاتم: "ليس بالقويّ في الحديث".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 235 - 236).
7 -
"الكامل في الضعفاء"(6/ 1893) وقال: "ولعيسى بن سِنَان أحاديث يسيرة".
8 -
"المغني"(2/ 498) وقال: "ضعيف الحديث، وقوَّاه بعضهم".
9 -
"الميزان"(3/ 312) وقال: "هو ممن يُكْتَبُ حديثه على لِيْنِهِ، وقوَّاه بعضهم يسيرًا".
10 -
"التهذيب"(8/ 211 - 212) ونقل تضعيفه عن أبي زُرْعَة والنَّسَائي والسَّاجي أيضًا. وفيه عن ابن خِرَاش: "صدوق". وقال مرَّةً: "في حديثه نُكْرَة". وقال أبو حازم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
11 -
"التقريب"(2/ 98) وقال: "ليِّن الحديث من السادسة"/ بخ قد ت س.
وفيه (جَبَلَة بن أُبَيّ الأنصاري) لم أقف على من ترجم له.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن يوسف الأزرق أبو غانم) ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(جعفر) هو (ابن سليمان الضُّبَعِي البَصْري أبو سليمان): صدوق صالح، من زُهَّاد الشِّيعة، خرَّج له مسلم والأربعة، وكانت وفاته سنة (178 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(5/ 43 - 50)، و"الكاشف"(1/ 129)، و"المغني"(1/ 132)، و"التهذيب"(2/ 95 - 98)، و"التقريب"(1/ 131).
و (سيَّار بن حاتم) هو (العَنَزي البَصْري أبو سَلَمَة): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1338).
و(عليّ بن مسلم بن سعيد الطُّوسِي أبو الحسن): صدوق، خرَّج له البخاري وأبو داود والنَّسَائي، وتوفي عام (253 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(12/ 108 - 109)، و"تهذيب الكمال"(2/ 991) -مخطوط-، و"التهذيب"(7/ 382 - 383)، و"الكاشف"(2/ 257)، و"التقريب"(2/ 44).
و(الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 97 - 98) وقال: "كان ثقة". وتوفي عام (328 هـ).
و(عليّ بن المُحَسِّن) هو (التَّنُوخي أبو القاسم): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1115).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 949) إليه وحده.
وله شواهد عدَّة بنحوه، انظرها في:"جامع الأصول"(9/ 579) وما بعد، و"الترغيب والترهيب"(4/ 274) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(2/ 300 - 303).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الماضي، باب وضع اليد على المريض (9/ 120) رقم (5660)، ومسلم في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من المرض أو الحزن (4/ 1991) رقم (2571)، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا:"ما مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَى: مَرَضٌ فما سِوَاهُ، إلَّا حطَّ اللَّه سَيِّئاتِهِ كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
ومنها، ما رواه مسلم في الموضع السابق (4/ 1993) رقم (2575) عن جابر بن عبد اللَّه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على أُمِّ السَّائبِ أو أُمِّ المُسَيَّب فقال:"مَا لَكِ يا أُمَّ السَّائب -أو يا أُمَّ المُسَيَّب- تُزَفْزِفِينَ"
(1)
؟ قالت: الحُمَّى، لا باركَ اللَّه فيها. فقال:"لا تَسُبِّي الحُمِّى، فإنَّها تُذْهِبُ خَطَايَا بني آدَمَ كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديد".
ومنها، ما رواه أبو داود في الجنائز، باب عيادة النِّساء (3/ 471) رقم (3092) عن أُمِّ العلاء -وهي عمَّة حكيم بن حِزَام- قالت: عَادَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة، فقال:"أبشري يا أُمَّ العلاء، فإنَّ مَرَضَ المسلم يُذْهِبُ اللَّهُ به خَطَايَاهُ كما يُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ".
قال المُنْذِري في "مختصر سنن أبي داود"(4/ 274): "حسن".
* * *
441 -
حُدِّثْثُ عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي قال: سمعت أبا العبَّاس الدَّغُوليّ يقول: سمعت صالحًا جَزَرَة يقول: لمّا خرجتُ من الرَّيّ قلت (لفَضْلَكْ)
(2)
عمَّن أكتب بنَيْسَابُور؟ قال: إذا قدمت نَيْسَابُور فانظر إلى شيخ بهي حسن الوجه حسن الثياب، راكبًا حمارًا، وهو محمد بن يحيى فاكتب عنه، فإنَّه من قَرْنِهِ إلى قدمه فائدة. قال فلمَّا قدمت نَيْسَابُور استقبلني محمد بن يحيى فعرفته بهذه الصِّفة، فذهبت معه وانْتَخَبْتُ عليه مَجْلِسًا وقرأته عليه، فلمَّا فرغت قلت له: أفادني الفضل بن العبَّاس الرَّازي حديثًا عنك عند الوداع لأسمعه من الشيخ. فقال: هات، فقلت: حدَّثَكم سعيد بن عامر، حدَّثنا شُعْبَة، عن عبد اللَّه بن صُبَيْح، عن محمد بن سِيرين،
(1)
أي ترتعدين. انظر "النهاية"(2/ 305).
(2)
هو (الفضل بن العبَّاس الرَّازي أبو بكر، يعرف بِفَضْلَك)، وكان إمامًا حافظًا محقِّقًا ثقةً ثَبْتًا صاحب تصانيف، وكانت وفاته عام (270 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(12/ 367 - 368)، و"السِّيَر"(12/ 630 - 631).
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"هذا خَالِي فَلْيَبَرَّ امْرُؤٌ خَالَهُ".
فقال محمد بن يحيى: من ينتخبْ مثل هذا الانتخاب، ويقرأْ مثل هذه القراءة، يعلم أنَّ سعيد بن عامر لا يُحَدِّثُ بمثل هذا الحديث. فقال صالح: نعم، حدَّثكم سعيد بن واصل
(1)
.
(3/ 417 - 418) في ترجمة (محمد بن يحيى بن عبد اللَّه الذُّهْلِي النَّيْسَابُوري أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (سعيد بن واصل الحَرَشِي البَصْري أبو عمرو) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 518) وقال: "يقال عن عليّ -يعني ابن المَدِيني- أنَّه قال: ذهب حديثه".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 129 رقم (294) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 116).
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 70) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ذهب حديثه". وقال أبو حاتم: "لا أُتْقِنُ أمره، لا يُمْكِنِّي الكلام فيه، البصريون يروون عنه، وليس بالقويّ عندي". وقال مرَّةً: "ليِّن الحديث".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 266) وقال: "ربما أغرب".
6 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 325) وقال: "كان ممن يخطئ كثيرًا، حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إذا انفرد".
(1)
وفي "المستدرك" للحاكم (3/ 352) إضافة قوله: "نعم حدَّثناه سعيد بن واصل". قال الحافظ الخطيب عقبه: "قصد صالح امتحانَ محمد بن يحيى في هذا الحديث لينظر أيقبل التلقين أم لا، فوجده ضابطًا لروايته، حافظًا لأحاديثه، محترزًا من الوهم، بصيرًا بالعلم".
7 -
"الكامل"(3/ 1240) وقال: "ولسعيد أحاديث عن شُعْبَة وغيره، وأحاديثه عنهم لا يتابعونه عليها، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 238 رقم (274).
9 -
"اللسان"(3/ 49) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك ضعيف". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويّ عندهم".
كما أنَّ فيه جهالة من حدَّث به الخطيب عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 352) من طريق عبد الملك بن محمد، حدَّثنا سعيد بن واصل، حدَّثنا شُعْبَة، به مرفوعًا بلفظ:"هذا خالي فمن شاء منكم فليخرج خاله -يعني أبا طلحة زوج أُمّ سُلَيْم. قال في الكرم-".
ثم روى الحاكم عقبه، الخبر المتقدِّم عن صالح جَزَرَة بطوله، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، عن أبي العبَّاس الدَّغُولي، به. وعند ذكره لمتن الحديث يشير الحاكم إلى المتن الذي رواه ابتداءً: "هذا خالي فمن شاء منكم فليخرج
(1)
خاله. . . . ".
ولم يذكر الحاكم فيه شيئًا، وكذا الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"، مع أنَّ في إسناده (سعيد بن واصل) وهو متروك كما تقدَّم.
وذكره الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(12/ 277 - 278)، وابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 514) -كلاهما في ترجمة (محمد بن يحيى الذُّهْلي) - بتمامه مطوَّلًا، ولفظ
(1)
هكذا في "المستدرك" المطبوع: "فليخرج خاله"! وقد تقدَّم أنَّه في "تاريخ بغداد": "فليبرّ امرؤ خاله". وفي "السِّيَر"(12/ 278) و"التهذيب"(9/ 514): "فليرني امرؤ خاله".
المرفوع عندهما: "هذا خَالِي فَليُرِني امْرُؤٌ خَالَهُ". دون ذكر أنَّ المقصود بخاله في الحديث (أبا طلحة) كما نصَّ عليه في "المستدرك". ممَّا أوقع مخرِّج أحاديث "السِّيَر" الشيخ الفاضل شعيب الأرنؤوط بوهم في تخريجه، حيث قال بعد أن عزاه للخطيب وحده في "تاريخ بغداد": وحديث: "هذا خالي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ" أخرجه التِّرْمِذِيّ (3752) في المناقب، باب مناقب سعد بن أبي وقّاص من طريقين عن أبي أسامة، عن مُجَالِد، عن عامر الشَّعْبِي، عن جابر بن عبد اللَّه قال: أقبل سعد، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هذا خالي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ". وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفُهُ إلَّا من حديث مُجَالِد، وصحَّحه الحاكم (3/ 498)، ووافقه الذَّهَبِيُّ، من طريق أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعْبِي، عن جابر. قال التِّرْمِذِيّ: وكان سعد بن أبي وقَّاصٍ من بني زُهْرَةَ، وكانت أُمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من بني زُهْرَةَ، ولذلك قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هذا خالي".
أقول: و (أبو طَلْحَة الأنصاري) هو من بني أخوال النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما قال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(2/ 27) في ترجمته، وقال:"اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حَرَام بن عمرو بن زيد مَنَاة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النَّجَّار، الخَزْرَجِيّ النَّجَّارِيّ".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(13/ 405) رقم (37084) إلى الحاكم والطبراني في "الكبير" عن أنس، بذكر المرفوع منه فحسب.
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" للطبراني، ولم يذكره في "مجمع الزوائد". وأظن أنَّ رمز (طب) والذي هو للطبراني في "الكبير" والموجود في "الكنز"، قد صُحِّفَ عن رمز (خط) الذي هو للخطيب، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
442 -
حدَّثنا عليّ بن أحمد الرَّزَّار، حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن يحيى بن عبد الرزَّاق البُخاري، حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، حدَّثنا مُقَاتِل بن سليمان، عن محمد بن سِيرين،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ في القرآن تسعةً وتسعينَ اسْمًا، من أَحْصَاهَا كُلَّهَا دَخَلَ الجَنَّةَ".
(3/ 421 - 422) في ترجمة (محمد بن يحيى بن عبد الرزَّاق البُخَاري أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (مُقَاتِل بن سليمان الأَزْدي البَلْخِيّ أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 373) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 14) وقال: "لا شيء البتة".
3 -
"التاريخ الصغير"(2/ 216) وقال: "اسكتوا عنه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 202 - 203 رقم (373) وقال: "كان دجَّالًا جَسُورًا".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 238 - 241).
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 354 - 355) وقال: "صاحب التفسير والمناكير". وفيه عن وكيع: "كان كذَّابًا". وقال أحمد: "ما يعجبني أن أروي عنه شيئًا". وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: "كان قاصًّا تَرَكَ النَّاسُ حديثه". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث".
7 -
"المجروحين"(3/ 14 - 16) وقال: "كان يأخذ عن اليهود والنصارى
علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان مُشَبِّهًا يشبِّه الربّ بالمَخْلُوقِين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث".
8 -
"الكامل"(6/ 2427 - 2431) وقال: "عامّة أحاديثه لا يُتَابَعُ عليها، على أنَّ كثيرًا من الثقات والمعروفين قد حدَّث عنه. . . وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيِّ ص 371 رقم (527) وقال: "يكذب".
10 -
"تاريخ بغداد"(13/ 160 - 169) وقال: "لم يكن في الحديث بذاك". وفيه عن أحمد بن سيَّار بن أيوب: "مُتَّهَمٌ، متروك الحديث، مهجور القول، وكان يتكلَّم في الصِّفَات بما لا يحلّ الرواية عنه". وقال النَّسائي: "كذَّاب معروف بوضع الحديث". وقال أبو داود: "تركوا حديثه". وقال الفَلَّاس: "كذَّاب متروك الحديث". وقال السَّاجي: "قالوا كان كذَّابًا متروك الحديث".
11 -
"المغني"(2/ 675) وقال: "هالك، كذَّبه وكيع والنَّسَائي".
12 -
"التهذيب"(10/ 279 - 285) وفيه عن العِجْلي: "متروك الحديث".
13 -
"التقريب"(2/ 272) وقال: "كذَّبوه وهَجَرُوه، ورُمي بالتجسيم، من السابعة"/ ل. وتوفي عام (150 هـ).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2431) -في ترجمة (مُقَاتِل بن سليمان) -، من طريق الوليد بن مسلم، حدَّثنا مُقَاتِل بن سليمان، به.
* * *
443 -
حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا محمد بن يحيى بن ناصح -بسر
مرى
(1)
-، حدَّثنا عفَّان بن مسلم، حدَّثنا سعيد بن زيد قال: سمعت أبا سليمان العَصَري
(2)
يحدِّثُ عن عُقْبَة بن صُهْبَان قال:
حدَّثنا أبو بَكْرَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يُحْمَلُ النَّاس يوم القيامة على الصِّراط، فَتَتَقَادَعُ بهم جَنَبَتَا الصِّراط تَقَادُعَ الفَرَاشِ في النَّار، فَيُنْجِي اللَّه برحمته من يشاء، ثم يُؤْذَنُ للملائكة، والنَّبِيِّين، والشهداء، فَيَشْفَعُونَ ويَشْفَعُونَ، ويُخْرِجُ اللَّه من كان في قلبه مثقال ذَرَّةٍ من الإيمان".
(3/ 422) في ترجمة (محمد بن يحيى بن ناصح).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (محمد بن يحيى بن ناصح) فإنَّ الخطيب لم يذكره بجرحٍ ولا تعديلٍ، ولم أقف على من ذكره بذلك.
والحديث له طريق آخر حسن.
و(أبو سليمان العَصَري) هو (خُلَيْد بن عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 149) وذكر أنَّه سمع من أبي الدَّرْدَاء، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 198) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 383) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 51 رقم (77) وفيه عن ابن مَعِين أنَّه لم يلق سلمان.
(1)
هكذا في المطبوع: "بسر مرى"، وهو يوافق ما في "المعجم الصغير"(2/ 56)، حيث إن الخطيب يرويه عنه، وقد ذكر الخطيب في ترجمته أنّه من أهل "سُرَّ مَنْ رأى".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "القصري". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 210).
6 -
"تاريخ بغداد"(8/ 340 - 341) وقال: "تابعي حضر مع عليّ بن أبي طالب النَّهْرَوان، وحدَّث عنه وعن أبي ذرٍّ الغِفَاري وأبي الدَّرْدَاء". وروى له حديثًا يقول فيه: "سمعتُ أمير المؤمنين عليًّا يقول يوم النَّهْرَوان. . . . ".
7 -
"الكاشف"(1/ 216) وقال: "وُثِّقَ".
8 -
"التهذيب"(3/ 159) وقال بعد ما ذكر عن ابن مَعِين عدم سماعه من (سلمان): "وعلى هذا فيبعد سماعه من عليّ وأبي ذرٍّ رضي الله عنهما".
9 -
"التقريب"(1/ 227) وقال: "صدوق يُرْسِلُ، من الرابعة"/ م د.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 56 - 57) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يُرْوَى عن أبي بَكْرَة إلَّا بهذا الإسناد".
ورواه أحمد في "المسند"(435)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 171) رقم (3467) -من كشف الأستار-، وابن أبي شَيْبَة في "مصنفه"(13/ 177 - 178)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 404) رقم (838)، من طريق عفَّان بن مسلم، عن سعيد بن زيد، به.
وهذا الطريق حسن.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 359): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الصغير" و"الكبير" بنحوه، ورواه البزَّار أيضًا ورجاله رجال الصحيح".
وقال الهيثمي في "كشف الأستار"(4/ 171): "قال البزَّار: لا نعلمه رواه بهذا اللفظ إلّا أبو بَكْرَة، وإسناده مَرْضِيُّون".
ورواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(5/ 43)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 403) رقم (837)، عن محمد بن أَبَان الوَاسِطي، عن سعيد بن زيد، به.
ورواه الدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(1/ 195) من طريق معاذ بن هانئ، عن سعيد بن زيد، به.
ورواه البُخَاري في "الكُنَى" ص 37 عن موسى بن إسماعيل، عن سعيد بن زيد، به، دون قوله:"ويخرج اللَّه من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من الإيمان".
وهذه الطرق الثلاثة حسنة أيضًا.
غريب الحديث:
قوله: "فَتَتَقادَعُ بِهم جَنَبَتَا الصِّراط تَقَادُعَ الفَرَاش في النَّار": "أي تُسْقِطهم فيها بعضهم فوق بعض. وتَقَادَعَ القوم: إذا مات بعضُهم إِثْرَ بعض. وأصل القَدْعِ: الكَفُّ والمَنْعُ". "النهاية"(4/ 24).
* * *
444 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ قال: حدَّثنا الحبيب بن الحسن بن داود القَزَّاز، حدَّثنا محمد بن يحيى أبو سهل الدِّينَوَرِيّ، حدَّثنا الحسين بن عبد اللَّه بن حُمْرَان، حدَّثنا عِصْمَة بن محمد، حدَّثنا موسى بن عُقْبَة، عن أبي صالح،
عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"جاءني جِبْرِيلُ وفي كَفِّهِ كالمِرْآةِ البيضاءِ، في وَسَطِهَا كالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ، فقلتُ: ما هذه؟ فقال: هذه الجُمُعَةُ". وذكر الحديث.
(3/ 434 - 425) في ترجمة (محمد بن يحيى الدِّينَوَرِيّ أبو سهل).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وهذا الجزء المذكور من الحديث ورد من طرق كثيرة يصحُّ بمجموعها إن شاء اللَّه. أمَّا بقية الحديث بطوله، والمتعلق بالرؤية والتجلِّي وصفة
الجنَّة وذكر النزول، فقد ورد من طرق عدَّةٍ أيضًا، لكن مع زيادات واختلاف في بعض ألفاظ الحديث في بعضها. وجلُّ هذه الطرق ضعيفة.
ففيه (عِصْمة بن محمد بن فَضَالة بن عبيد الأنصاري المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 332) وقال: "كان عندهم ضعيفًا في الحديث".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 440 رقم (691) وقال: "كان كذَّابًا يروي أحاديث كذب، قد رأيته، وكان شيخًا له هيئة ومنظر، من أكذب النَّاس".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 340) وقال: "ويحدِّث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يُكْتَبُ حديثه إلَّا على جهة الاعتبار".
4 -
"الجرح والتعديل"(7/ 20) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ".
5 -
"الكامل"(5/ 2009 - 2010) وقال: "كلُّ حديثه غير محفوظ، وهو منكر الحديث".
6 -
"تاريخ بغداد"(12/ 286) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".
7 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِي ص 289 رقم (489).
وفيه (الحسين بن عبد اللَّه بن حُمْرَان الرَّقِّي أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ أصبهان"(1/ 277 - 278) وقال: "فيه ضعف".
2 -
"لسان الميزان"(2/ 290) ونقل ترجمته عن أبي نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"، ولم يذكر قوله المتقدِّم.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن يحيى الدِّينَوَريّ أبو سهل) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو صالح) هو (شعيب بن الحَبْحَاب الأَزْدي البَصْرِيّ): ثقة، مخرَّج له في "الصحيحين"، وتوفي عام (131 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 509 - 511)، و"التهذيب"(4/ 350)، و"التقريب"(1/ 352).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 278) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وفي آخر الحديث عنده:"فقلت: ما هذه؟ قال: هذه الجمعة. فذكر قِصَّة الرؤية والتَّجَلِّي".
ورواه أبو نُعَيْم في "صفة الجنة"(3/ 234 - 235) رقم (395)، من ذات الطريق مطوَّلًا، وباختلاف لفظ أوَّله.
وله عن أنس طرق:
الأول: عن عثمان بن عُمير الكوفي، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا جدًّا.
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 150 - 151)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 194 - 196) رقم (3519) -من كشف الأستار-، وأبو بكر الآجُرِّي في "التصديق بالنظر إلى اللَّه تعالى في الآخرة" ص 86 - 88 رقم (45)، وفي كتابه "الشريعة" ص 265 - 266، وعبد اللَّه بن أحمد في "السُّنَّة" ص 56 - 57 رقم (273)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "الرؤية" ص 162 - 163 رقم (59 و 60 و 61 و 62 و 63)، والدَّارِمي في "الرَّدِّ على الجَهْمِيَّة" ص 77 - 78 رقم (145)، وابن طَهْمَان في "مشيخته" ص 162 - 163 رقم (112) -وقد ساق بعضه-، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة في كتاب "العرش" ص 95 رقم (88) -ببعضه-، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجَمْع والتفريق"(2/ 264 - 268).
ومن هذا الطريق رواه العُقَيْلي في "الضعفاء"(1/ 293) -في ترجمة (حمزة بن واصل المنقري) - مختصرًا.
وفيه (عثمان بن عُمَير الكوفي أبو اليَقْظَان -وهو عثمان بن أبي حُمَيْد، وعثمان بن أبي مسلم-) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 223) و"المغني"(2/ 428): "ضعَّفوه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 13): "ضعيف، واختلط، وكان يدلِّس، ويَغْلُو في التَّشَيُّع"/ د ت ق. وتوفي في حدود (150 هـ). وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 264 - 268)، و"الكامل"(5/ 1814 - 1816)، و"التهذيب"(7/ 145 - 146).
الثاني: عن الأعمش عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا به مختصرًا.
رواه ابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(2/ 151)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 130) رقم (4089)، وتمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 62) رقم (116).
وفيه (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416). وعزاه محقق "فوائد" تمَّام، إلى الخطيب في "موضح أوهام الجَمْع والتفريق" من هذا الطريق، وهو سهو، والخطيب إنَّما رواه فيه من الطريق الأول السابق.
الثالث: عن خالد بن مَخْلَد القَطَوانِي، حدَّثنا عبد السلام بن حفص، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا.
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 55 - 56) رقم (2105).
وإسناده حسن.
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 489): إسناده جيِّد.
الرابع: عن إبراهيم بن محمد، حدَّثني موسى بن عُبَيْدَة، حدَّثني أبو الأَزْهَر
معاوية بن إسحاق، عن عبيد اللَّه بن عُمَيْر، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا جدًّا.
رواه الشَّافِعِيّ في "مسنده"(1/ 126 - 127) -بترتيب السِّنْدِي-.
وفيه (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمِي المَدَني) وهو متروك، وكذَّبه ابن المَدِيني وابن مَعِين ويحيى بن سعيد القطَّان. وستأتي ترجمته في حديث (1004).
وفيه (موسى بن عُبَيْدة بن نَشيط الرَّبَذِيّ المَدَني) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (634).
الخامس: عن يزيد بن عبد ربِّه، حدَّثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس مرفوعًا به مختصرًا.
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 72 - 73)، وقال:"غريب من حديث الأوزاعي عن يحيى متصلًا مرفوعًا. لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. وقيل: إنَّه تفرَّد به يزيد".
أقول: رجال إسناده ثقات، إلَّا أن فيه (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقي) وهو مدلِّس مشهور، وقد عَنْعَنَ في روايته عن الأوزاعي، ولم يصرِّح بالسماع. وستأتي ترجمته في حديث (815).
السادس: عن إبراهيم بن محمد، حدَّثنا أبو عِمْران إبراهيم بن الجَعْد، عن أنس مرفوعًا شبيهًا بالطريق الذي قبله مع زيادة في آخره.
رواه الشافعي في "مسنده"(1/ 1277) -بترتيب السِّنْدِي-.
وفيه شيخ الشَّافِعِي (إبراهيم بن محمد الأَسْلَمي) وهو متروك كما تقدَّم في الطريق الرابع.
كما أنَّ فيه (أبو عِمْرَان إبراهيم بن الجَعْد) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح
والتعديل" (1/ 91) ونقل عن أبيه قوله فيه: "شيخ ضعيف الحديث". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 44) ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه: "ليس بثقة".
السابع: عن الحسن بن يحيى الخُشَنِي، حدَّثنا عمر بن عبد اللَّه -مولى غُفْرَة-، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا.
رواه الدَّارِمي في "الردِّ على الجَهْمِيَّة" ص 76 - 77 رقم (144)، وص 96 - 97 رقم (186)، والدَّارَقُطْنِيّ في "الرؤية" ص 182 - 183 رقم (65)، والحسن بن سفيان النَّسَوي في "مسنده"، -كما في "زاد المعاد" لابن القيِّم (1/ 369 - 370) -.
وفيه (الحسن بن يحيى الخُشَنِي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 168):"واهٍ، تركهـ الدَّارَقُطْنِيّ وغيره". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 172): "صدوق كثير الغلط". وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال"(6/ 339 - 342).
كما أنَّ فيه (عمر بن عبد اللَّه المَدَني -مولى غُفْرَة-)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 470):"مشهور، ضعَّفه ابن مَعِين والنَّسَائي". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 59): "ضعيف، وكان كثير الإِرسال". وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب التهذيب"(7/ 471 - 472).
وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 116، هذا الحديث من الطريق المتقدِّم، وسأل أباه عنه، فقال:"عمر مولى غُفْرَة لم يلق أنس بن مالك".
الثامن: عن حمزة بن واصل المِنْقَرِي، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا.
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب "الرؤية" ص 179 - 181 رقم (64)، والعُقَيْلِيُّ في "الضعفاء"(1/ 292 - 293) -في ترجمة (حمزة بن واصل المِنْقَرِي) -.
قال العُقَيْليُّ: "ليس له من حديث قَتَادَة أصل. هذا حديث عثمان بن عُمَيْر أبو اليَقْظَان عن أنس".
و(حمزة بن واصل المِنْقَرِي) هذا، قال فيه العُقَيْليُّ:"مجهول في الرواية، وحديثه غير محفوظ".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 361).
التاسع: عن صالح بن حَيَّان القُرَشي، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدة، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا.
رواه الطبراني في "الأحاديث الطِّوَال" ص 264 - 266 رقم (35).
ورواه من هذا الطريق مختصرًا: ابن عدي في "الكامل"(4/ 1373) - في ترجمة (صالح بن حَيَّان القُرَشي) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 461).
وقال ابن الجَوْزي: "هذا لا يصحُّ. قال النَّسَائي: صالح بن حَيَّان: ليس بثقة".
أقول: (صالح بن حَيَّان القُرَشي): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (554).
العاشر: عن شَيْبَان بن فَرُّوخ، حدَّثنا الصَّعْق بن حَزْن، حدَّثنا عليّ بن الحكم البُنَاني، عن أنس مرفوعًا به مطوَّلًا.
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 228 - 229) رقم (4228).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 422): "رجال أبي يعلى رجال الصحيح".
وصحَّحه البُوصِيري أيضًا كما في حاشية محقق "المطالب العالية"(1/ 159) رقم (580) الشيخ الأعظمي رحمه الله.
كما صحَّح إسناده محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد.
أقول: في الحديث علَّة خفية ذكرها أبو حاتم وأبو زُرْعَة، لم يَتَنَبَّه لها من صحَّح إسناده. حيث ذكر ابن أبي حاتم الرَّازي هذا الحديث من الطريق المتقدِّم في كتابه "العلل" (1/ 199) وسأل عنه والده وأبا زُرْعَة معًا. فقال أبو زُرْعَة:"هذا خطأ، رواه سعيد بن زيد عن عليّ بن الحكم عن عثمان بن عثمان عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم". وقال أبو حاتم: "نقص الصَّعْق رجلًا من الوسط".
وقد رواه العُقَيْلي في "الضعفاء"(1/ 293) -في ترجمة (حمزة بن واصل المِنْقَري) - من طريق عَارِم أبو النعمان -وهو محمد بن الفضل السَّدُوسِي-، حدَّثنا الصَّعْق بن حَزْن، عن عليّ بن الحكم، عن عثمان -يعني ابن عُمَير-، عن أنس مرفوعًا به. فتأكد بذلك أمر العلَّة التي ذكرها أبو زُرْعَة وأبو حاتم.
قال الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزيَّة في "زاد المعاد"(1/ 368): "وجمع أبو بكر بن أبي داود طرقه".
وقال في "حادي الأرواح" ص 282: "هذا حديث كبير عظيم الشأن، رواه أئمة السُّنَّة، وتَلَقَّوه بالقَبُول، وجَمَّلَ به الشَّافِعِيّ مسنده".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 55): "رواه ابن أبي الدُّنْيَا، والطبراني في "الأوسط" بإسنادين، أحدهما جيِّد قويّ، وأبو يَعْلَى مختصرًا ورواته رواة الصحيح، والبزَّار واللَّفظ له".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 422): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط" بنحوه، وأبو يَعْلَى باختصار، ورجال أبي يَعْلَى رجال الصحيح، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وقد وثَّقه غير واحد وضعَّفه غيرهم، وإسناد البزَّار فيه خلاف".
وله شاهد من حديث حُذَيْفَة، رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "صفة الجنة" بإسناد
ضعيف. انظره في "زاد المَعَاد"(1/ 370 - 372)، و"حادي الأرواح" ص 290 - 292.
وله شاهد من حديث ابن عمر، سيأتي برقم (1370)، وإسناده ضعيف جدًّا.
غريب الحديث:
قوله: "كالنُّكْتَة السَّوْداء": "أي أثر قليل كالنقطة، شِبْه الوسخ في المِرْآة والسيف ونحوهما". "النهاية"(5/ 114).
* * *
445 -
حدَّثنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد ابن محمد بن يوسف السَّقَطِي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن يحيى الحفَّار، حدَّثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدَّثني أبي، عن ابن جُرَيْح،
عن عطاء قال: لمّا أُسري بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، قال له جبريل: رويدًا رويدًا، فإنَّ ربَّك يصلِّي، قال:"وهو يصلِّي"؟! قال: نعم. قال: "وما يقول"؟ قال يقول: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرُّوح، سبقت رحمتي غضبي.
(3/ 425) في ترجمة (محمد بن يحيى الحفَّار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
منكر، وهو مرسل.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن يحيى الحفَّار أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 64) وقال: "لا يُدْرَى من ذا". وذكر له الحديث السابق، وقال:"هذا منكر". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 423).
و (ابن جُرَيْج) هو (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُموي المكِّي أبو خالد): إمام ثقة حافظ فقيه، وكان يدلِّس ويُرْسِل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).
و (عطاء) لم يتعين لي إن كان (ابن أبي رَبَاح) أو (الخُرَاساني) أو (ابن أبي السَّائب)، فإنَّ (ابن جُرَيْج) يروي عن ثلاثتهم.
التخريج:
رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 162) رقم (2898) عن ابن جُرَيج، عن عطاء قال: بلغني أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وذكره مطوَّلًا.
* * *
446 -
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقي -في كتابه إلينا-، أنبأنا الكُدَيْمي يقول: كنت عند أبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن فذكر حديث الأعمش فقلت: عندي منه ألف حديث. قال فحدِّثني منه بحديث غريب. قلت: حدَّثني عبد الرحمن بن حمَّاد التُّسْتَرِي، حدَّثنا الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أَنْزَل اللَّه داءً إلَّا وقد جعل له في الأرض دواءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ".
(3/ 437 - 438) في ترجمة (محمد بن يونس بن موسى القُرَشي السَّامي البَصْري أبو العبَّاس، المعروف بالكُدَيْمِي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن يونس بن موسى السَّامي الكُدَيْمِي أبو العبَّاس) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 22) وقال: "سمعت أبي وعُرِضَ عليه شيء من حديثه فقال: "ليس هذا حديث أهل الصدق".
2 -
"المجروحين"(2/ 312 - 314) وقال: "كان يضع على الثقات الحديث وضعًا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث".
3 -
"الكامل"(6/ 2294 - 2296) وقال: "اتُّهم بوضع الحديث وبسرقته، وادَّعى رؤية قوم لم يرهم، ورواية عن قوم لا يعرفون، وترك عامّة مشايخنا الرواية عنه".
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 351 رقم (489) وقال: "ضعيف".
5 -
"سؤالات السلمي للدَّارَقُطْنِيِّ" ص 288 - 289 رقم (308 و 309) وقال: "كان يُتَّهم بوضع الحديث، وما أحسن فيه القول إلَّا من لم يختبر حاله". وذكر الدَّارَقُطْنِيُّ عن أبي القاسم بن زكريا المُطَرِّز وقد امتنع عن قراءة حديث الكُدَيْمِي: "أنا أحاسبه بين يدي اللَّه عز وجل، وأقول: إنَّ هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء".
6 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيِّ" ص 137 رقم (173) وقال: "متروك".
7 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (2/ 622) رقم (356) وقال: "منهم من يطعن عليه، ومنهم من يُحْسن القول فيه".
8 -
"تاريخ بغداد"(3/ 435 - 445) وقال: "لم يزل الكُدَيْمِي معروفًا عند أهل العلم بالحِفْظِ، مشهورًا بالطلب، مقدَّمًا في الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض النَّاس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه". وفيه عن أبي أحمد محمد بن محمد الحافظ: "وقد حُفِّظَ في الكُدَيْمِيّ سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث". وفيه أنَّ أبا داود السِّجِسْتَانِيّ قد أطلق الكذب فيه. وقال إسماعيل بن عليّ الخُطَبِي: "كان ثقة". وتوفي عام (286 هـ) وكان مولده عام (183 هـ).
9 -
"المغني"(2/ 646) وقال: "هالك. قال ابن حِبَّان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات".
10 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِي
ـ
ص 417 رقم (757) وقال: "أحد المتروكين. قال ابن عدي: قد اتُّهم الكُدَيْمِيُّ بالوضع".
11 -
"التقريب"(2/ 222) وقال: "ضعيف، ولم يثبت أنَّ أبا داود روى عنه، من صغار الحادية عشرة"/ د.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
لم يروه بهذا التمام من حديث أبي هريرة إلَّا الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 695) إليه وحده.
والشطر الأول منه، رواه البخاري في الطب، باب ما أنزل اللَّه داءً إلَّا أنزل له شفاء (10/ 134) رقم (5678)، وابن ماجه في الطب، باب ما أنزل اللَّه داءً إلَّا أنزل له شفاء (2/ 1138) رقم (3439)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"ما أَنْزَلَ اللَّه داءً إلَّا أَنْزَلَ له شفاءً".
وقد اعتبر البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 50) حديث أبي هريرة هذا من زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة! ! مع أنه عند البخاري بحروفه.
وله شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "ما أَنْزَلَ اللَّه داءً إلَّا قد أنزل له شفاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ"، رواه أحمد في "المسند"(1/ 377) وغير موضع، والحاكم في "المستدرك"(4/ 196 - 197 و 399)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 621) رقم (6030)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 343) والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 50) رقم (90).
قال الحاكم في الموضع الثاني: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيّ. وهو كما قالا.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "بذل الماعون في فضل الطاعون" ص 106 بعد
أن ساق لفظ ابن مسعود المتقدِّم: "أخرجه ابن ماجه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بسند حسن، وصحَّحه ابن حِبَّان والحاكم، وله شواهد بعضها في "صحيح مسلم"".
كما ذكره في "فتح الباري"(10/ 135) عن ابن مسعود باللفظ المتقدِّم، وقال:"أخرجه النَّسَائي وابن ماجه وصحَّحه ابن حِبَّان والحاكم".
أقول: قد وَهِمَ الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في عزوه للحديث بتمام هذا اللَّفظِ إلى ابن ماجه والنَّسَائي، فابن ماجه إنَّما أخرج الشطر الأول منه:"ما أنزل اللَّه داءً إلَّا أنزل له دواءً". أخرجه في الطب، باب ما أنزل اللَّه داءً إلَّا أنزل له شفاءً (2/ 1138) رقم (3438).
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 50): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه أبو داود الطَّيَالسي في "مسنده". . . ورواه الحُمَيْدِي في "مسنده". . . وكذا ابن أبي عمر في "مسنده". . . ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 84) بعد أن ذكره عن ابن مسعود: "رواه ابن ماجه خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله"، رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني ثقات".
ولم يَتَنَبَّه محقق "بذل الماعون" لِوَهَم الحافظ ابن حَجَر.
أمَّا النَّسَائي في "سننه" -الصغرى-، فإنَّه لم يروه لا بتمامه، ولا مختصرًا كما عند ابن ماجه. ويؤكده اعتبار البُوصِيري له من زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة، والتي أحدها "سنن النَّسَائي".
وإن كان قصد ابن حَجَر أنَّ النَّسَائي أخرجه في "السنن الكبرى" فإني لم أقف عليه في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وله شاهد من حديث أسامة بن شَرِيك، رواه أحمد في "المسند"(4/ 278) مطوَّلًا، وفي آخره:"تداووا فإنَّ اللَّه لم ينزل داءً إلَّا أنزل له شفاء، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ".
وإسناده حسن.
وله شاهد ثالث من حديث أبي سعيد الخُدْرِيّ مرفوعًا بلفظ: "ما أَنْزَلَ اللَّه من داءٍ إلَّا قد أنزل له دواء، علم ذلك من علمه، وجهل ذلك من جهله، إلَّا السَّام؟ قالوا يا رسول اللَّه! وما السَّام، قال: الموت".
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 386) رقم (3016) -من كشف الأستار-، والحاكم في "المستدرك"(4/ 401)، ولم يتكلَّم عليه بشيء، وكذا الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 84): "رواه البزَّار والطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه شَبِيب بن شَيْبَة، قال زكريا السَّاجي: صدوق يهم، وضعَّفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: (شَبِيب بن شَيْبَة المِنْقَرِي البَصْري) موجود في إسناد الحاكم أيضًا، وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1387).
* * *
447 -
أنبانا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن محمد بن ذكوان البزَّاز -يعرف بابن الزَّهْرَاني-، حدَّثنا حسن الصَّائِغ، حدَّثنا الكُدَيْمِي قال -[وذكر قِصَّة وقعت له]-: حدَّثنا عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الحُمَيْدِي، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن أبي قَابُوس،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"الرَّاحِمُون يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، ارْحَمْ مَنْ في الأرض يَرْحَمْكَ مَنْ في السَّمَاءِ".
(3/ 438) في ترجمة (محمد بن يونس بن موسى القُرَشي السَّامي البَحْرِي أبو العبَّاس، المعروف بالكُدَيْمِي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِي) وهو مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (446).
و (أبو قَابُوس) هو (مولى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص)، ذكره ابن حِبَّان في "ثقاته" (5/ 588). وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 325):"وثِّق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 463): "مقبول، من الرابعة"/ د ت. وقد صحَّحَ التِّرْمِذِيُّ حديثه عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا: "الراحمون يرحمهم الرحمن. . . " في "سننه"(3/ 323 - 324) رقم (1924)، والحاكم في "مستدركهـ"(4/ 159)، وأقرَّه الذَّهَبِيُّ. كما صَحَّحَهُ العِرَاقي وابن ناصر الدين كما سيأتي في حديث (2127). فقول الحافظ ابن حَجَر المتقدِّم فيه، محلُّ نظر، واللَّه أعلم. وانظر في ترجمته أيضًا:"ميزان الاعتدال"(4/ 563)، و"التهذيب"(12/ 203).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "كذا قال في هذا الحديث عن ابن عبَّاس، وإنَّما هو عن ابن أبي قَابُوس عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص".
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عبَّاس غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وسيأتي ذكر مصادر شواهده، وتخريجه من حديث ابن مسعود، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، في حديث رقم (2127).
* * *
448 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمِي القارئ، حدَّثنا محمد بن يونس القُرَشي.
وأنبأناه القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسين الشَّافِعِي، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا محمد بن يونس الكُدَيْمِي.
وأخبرنيه عليّ بن أحمد الرَّزَّاز -وسياق الحديث له-، حدَّثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن يونس بن موسى -إملاءً-، حدَّثنا شَاصُوْيَه بن عبيد أبو محمد اليَمَامي -منصرفًا من عَدَن سنة عشر ومائتين، بقرية يقال لها الجردة-
(1)
قال: حدَّثني مُعْرِض بن عبد اللَّه بن مُعْرِض بن مُعَيْقِيب اليَمَامي، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: حَجَجْتُ حجَّة الوداع، فدخلت دارًا بمكَّة، فرأيت فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وجهه مثل دارة القمر، وسمعت منه عجبًا، جاءه رجل من أهل اليَمَامة بغلام ولد وقد لَفَّه في خِرْقَةٍ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا غلام من أنا"؟ قال: أنت رسول اللَّه. قال: "صدقت بارك اللَّه فيك". قال ثم إنَّ الغلام لم يتكلَّم بعدها حتى شبَّ. قال قال أبي: فكنَّا نسمِّيه مُبَارَك اليَمَامة.
(3/ 442 - 443) في ترجمة (محمد بن يونس بن موسى القُرَشي السَّامي البَحْري أبو العبَّاس، المعروف بالكُدَيْمِي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن يونس بن موسى القُرَشي الكُدَيْمِي) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (446).
(1)
قال في "مراصد الإطلاع"(1/ 321): "الجرادِيّ: بكسر الدال، بئر الجرادِيّ: قرية باليمن من أعمال صنعاء". وقد ورد ذكرها في "دلائل النبوة"(4/ 59، 60) في سياق ذات الخبر، باسم "الحَرْدَة" بالحاء المهملة. قال في "المراصد" (1/ 391):"حَرْدَةُ: بالفتح، بلد باليمن".
كما أنَّ (شَاصُوْيَه بن عبيد) و (مُعْرِض بن عبد اللَّه بن مُعْرِض بن مُعَيْقِيب اليَمَامي) و (والده): مجاهيل كما في "الإصابة"(3/ 445).
التخريج:
رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 59)، وابن قَانِع في "معجمه" -كما في "الإصابة"(3/ 445) -، من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، عن شَاصُوْيَه، به.
قال ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 445): "ومُعْرِض وشيخه مجهولان، وكذلك شَاصُوْيَه، واستنكروه على الكُدَيْمي".
وقال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(3/ 443 - 444): "أنبأنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه عثمان بن جعفر العِجْلي -مُسْتَمْلِي ابن شَاهِين- بحديث الكُدَيْمي عن شَاصُوْيَه بن عبيد. ثم قال عثمان: سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أَمْلَى الكُدَيْمي هذا الحديث استعظمه النَّاس، وقالوا: هذا كذب، من هو شَاصُوْنَه
(1)
؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرَّحَّالة ممن جاؤوا من عَدَن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة، فلقينا بها شيخًا فسألناه: عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم. فكتبنا عنه وقلنا: ما اسمك؟ قال: محمد بن شَاصُوْنَه بن عبيد. وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه".
وفي "دلائل النبوة" للبيهقي (6/ 60) عن الحاكم بإسناده عن أبي عمر الزاهد قال: "لما دخلت اليمن دخلت (حَرْدَة) فسألت عن هذا الحديث فوجدت فيها لـ (شَاصُوْيَه) أعقابًا، وحُمِلْتُ إلى قبره فزرته".
ولم يتفرَّد به الكُدَيْمي، حيث رواه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع
(1)
أقول: ورد في المصادر بكلا التسميتين: (شَاصُوْيَه) و (شَاصُوْنَه)، والأكثر ذكروه بالاسم الثاني:(شَاصُونَه).
الصَّيْدَاوي في "معجم شيوخه" ص 354، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 59)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 44)، عن العبَّاس بن محبوب -بمكَّة- حدَّثنا أبي، حدَّثني جدِّي شَاصُوْنَه بن عبيد، حدَّثني مُعْرِض
(1)
بن عبد اللَّه، به.
و(العبَّاس بن محبوب بن عثمان بن عبيد أبو الفضل شَاصُوْنَه). ذكره ابن جُمَيْع الصَّيْدَاوي في "معجم شيوخه" ص 354 ولم يذكر فيه شيئًا. وقال محققه الدكتور عمر تدمري: "لم أجد له ترجمة".
أقول: ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 244) وقال: "بَصْري الأصل، سكن جُدَّة. قال مَسْلَمَة بن قاسم: ضعيف الحديث لا يُكْتَبُ حديثه، وكان لي صديقًا".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 445): "وأخرجه الحاكم في "الإكليل" من وجه آخر عن العبَّاس بن محمد بن شَاصُوْيَه".
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 158 - 159) بعد أن ساقه عن البيهقي من طريق الكُدَيْمي المتقدِّم: "هذا الحديث ممَّا تكلم النَّاس في محمد بن يونس الكُدَيْمي بسببه، وأنكروه عليه، واستغربوا شيخه هذا، وليس هذا مما ينكر عقلًا ولا شرعًا، فقد ثبت في "الصحيح"
(2)
في قِصَّة جُرَيْج العابد، أنَّه اسْتَنْطَقَ ابن تلك البَغِيّ، فقال له: يا أبا يونس ابن من أنت؟ قال: ابن الرَّاعي، فعلم بنو إسرائيل بَرَاءة عِرْض جُرَيْج مما كان نُسِبَ إليه".
(1)
ضبطه محقق "معجم الشيوخ": بضم الميم وفتح العين والراء المشددة (مُعَرَّض). وهو خطأ، صوابه: ضم الميم مع سكون العين وكسر الراء المخففة كما في "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 2145)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 274)، و"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (4/ 1300).
(2)
انظر: "صحيح البخاري"(6/ 476) رقم (3436)، و"صحيح مسلم"(4/ 1976) رقم (2550).
ثم قال: "على أنَّه قد روي هذا الحديث من غير طريق الكُدَيْمي، إلَّا أنَّه بإسناد غريب أيضًا". وساقه من طريق ابن جُمَيْع السابق.
وقال البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 60): "ولهذا الحديث أصل من حديث الكوفيين بإسناد مرسل يخالفه
(1)
في وقت الكلام".
ثم روى من طريق وكيع بن الجرَّاح، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن بعض أشياخه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بصبيٍّ قد شبَّ لم يتكلَّم قطُّ، قال:"من أنا"؟ قال: أنت رسول اللَّه.
ثم روى من طريق آخر عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن بعض أشياخه قال: جاءت امرأة بابنٍ لها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد تحرَّك، فقالت: يا رسول اللَّه! إنَّ ابني هذا لم يتكلَّم منذ ولد، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ادنيه". فأدنته منه، فقال:"من أنا"؟ فقال: أنت رسول اللَّه.
* * *
449 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عليّ بن عبد اللَّه الصُّوري -ببغداد-، وأبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عياض بن أبي عَقِيل القاضي -بصُور-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد بن أبي سَلَمَة الورَّاق -بِصَيْدَا-، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، حدَّثنا العبَّاس بن محبوب بن عثمان بن شَاصُوْنَة بن عبيد -بمكَّة-، حدَّثنا أبي قال: حدَّثني جدِّي شَاصُوْنَه بن عبيد قال: حدَّثني مُعْرِض بن عبيد اللَّه بن مُعَيْقِيْب اليَمَامي، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: حَجَجْتُ حَجَّةَ الوَدَاع، فدخلت دارًا بمكَّة، فرأيت بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبًا، أتاه رجل من أهل اليَمَامة بغلام يوم ولد، وقد لَفَّه في خِرْقَةٍ، فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه
(1)
في "الدلائل": "بخلافه". وما هو مثبت من "البداية"(6/ 159).
عليه وسلَّم: "يا غلام من أنا"؟ فقال: أنت رسول اللَّه. قال فقال له: "بارك اللَّه فيك". ثم إنَّ الغلام لم يتكلَّم بعدها.
(3/ 444) في ترجمة (محمد بن يونس بن موسى القُرَشِي السَّامي البَحْرِي أبو العبَّاس، المعروف بالكُدَيْمي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق رقم (448).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (448).
* * *
450 -
كَتَب إليَّ أبو الطيِّب أحمد بن عليّ الجَعْفَري، وأبو محمد بن جَنَاح بن بُدير المُحَارِبي -من الكوفة-، فذكر أنَّ الحسن بن محمد السَّكُوني حدَّثهم -إملاءً- قال: حدَّثني محمد بن يونس بن المُبارك التُّرْكِي -ببغداد-، حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا أبو شِهَاب، عن يونس بن عبيد، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أتى فليغتسل"
(1)
.
(3/ 445) في ترجمة (محمد بن يونس بن المُبَارك التُّرْكي أبو عبد اللَّه).
(1)
هكذا في المطبوع. وقد ضبطه مصححه الشيخ حامد الفقي بضم الهمزة: "من أُتي فليغتسل". وأنا أخشى أن يكون المتن هكذا: "من أَتى الجمعة فليغتسل"، فسقطت "الجمعة"، فإنَّه مشهور عن ابن عمر بهذا اللفظ، رواه عنه البخاري ومسلم. انظر حديث (1611).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (الحسن بن محمد بن الحسن السَّكُوني الكوفي أبو القاسم) ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 251 - 252) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ تضعيفه له.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن يونس بن المبارك التُّرْكي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشَيْخَيْ الخطيب لم أعرفهما.
و (أبو شِهَاب) هو (عبد ربِّه بن نافع الكِنَاني الحَنَّاط): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
451 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق
(1)
، حدَّثنا أبو نصر بن يونس بن جُبَيْر
(2)
بن مَرْدُوْيَه البَلْخي، حدَّثنا أبو القاسم أحمد بن حَمّ بن عِصْمَة الفقيه، أخبرنا نُصَيْر بن يحيى بن إبراهيم بن عُيَيْنَة -أخو سفيان بن عُيَيْنَة-، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "زرق" بتقديم الزاي على الراء. والتصويب من "تاريخ بغداد"(1/ 351)، و"السِّير"(17/ 258) -وضبطه محققاه بفتح الراء. والصَّواب بكسرها وبسكون الزاي كما في "تبصير المتبه"(2/ 614)، و"المشتبه"(1/ 327) -.
(2)
هكذا في المطبوع: "جبير". ووقع في سياق اسم المترجم ونسبه في أول ترجمته: "خير".
عن رجل من بني المُصْطَلِق قال: أتيت أبا ذَرٍّ فقال: ما تجارتك؟ فقلت: بيع الرَّقيق. قال: تبيع النَّاس؟ عليك بتقوى اللَّه وأَدِّ الأمانة، فإنِّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مِنْ شِرَارِ النَّاسِ الذينَ يَبِيعونَ النَّاسَ".
(3/ 446) في ترجمة (محمد بن يونس بن خير بن مَرْدُوْيَه البَلْخِي أبو نصر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه جَهَالة الرجل من بني المُصْطَلِق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن يونس البَلْخي أبو نصر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. . .
و(أبو القاسم أحمد بن حَمّ بن عِصْمَة الفقيه) و (نُصَيْر بن يحيى بن إبراهيم ابن عُيَيْنَة) لم أقف على من ترجم لهما.
وقوله في الإسناد بأنَّ (نصير بن يحيى بن إبراهيم بن عُيَيْنَة) هو أخو (سفيان بن عُيَيْنَة)، محلُّ توقف، لاختلاف اسم أبويهما، فـ (سفيان بن عُيَيْنَة) والده هو (عُيَيْنَة بن أبي عِمْران: ميمون الهِلَالي) كما في "السِّيَر"(8/ 400)، و"تهذيب الكمال"(11/ 177 - 178)، هذا أوَّلًا.
وثانيًا: أنَّ الحافظ الذَّهَبِيَّ في "السِّيَر"(8/ 409) قد قال: "كان لسفيان عدَّة إخوة، منهم: عِمْرَان بن عُيَيْنَة، وإبراهيم بن عُيَيْنَة، وآدم بن عُيَيْنَة، ومحمد بن عُيَيْنَة، فهؤلاء قد رووا الحديث". فلم يذكر (نُصَيْرًا) هذا بينهم.
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 274) إليه وحده.
* * *
452 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفَّار، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه المُنَادي، حدَّثنا محمد بن يَعْلَى زُنْبُور الكوفي، أخبرنا الربيع بن صَبيح، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان، عن الحسن، عن رجل -[وذكر واقعةً له مع سعد بن مالك -وهو سعد بن أبي وقَّاص-]،
عن سعد بن مالك قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن استطعت أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحدًا من أهل الصلاة فافعل -قالها ثلاثًا-".
(3/ 447 - 448) في ترجمة (محمد بن يعلى السُّلَمِي الكوفي، يُلَقَّبُ زُنْبُورًا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه جهالة الراوي عن سعد بن أبي وقَّاص أولًا.
وثانيًا: فيه صاحب الترجمة (محمد بن يعلى السُّلَمي الكوفي أبو ليلى، لقبه: زُنْبُور) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 268) وقال: "يُتَكَلَّمُ فيه".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 130 - 131) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث". وقال أحمد بن سِنَان: "صحَّ عندنا أنَّ محمد بن يَعْلَى زُنْبُور كان جَهْمِيًّا".
3 -
"المجروحين"(2/ 267 - 268) وقال: كان ممن يخطئ حتى
يجيء بما يحدِّث به مقلوبًا، فإذا سمعه من الحديث صناعته علم أنَّه معمول أو مقلوب، فلا يجوز الاحتجاج به فيما خالف الثقات من الروايات، ولا فيما انفرد، وإن لم يخالف الأثبات".
4 -
"الكامل"(6/ 2271) وقال: روى أحاديث لا يُتَابَعُ عليها.
5 -
"تاريخ بغداد"(3/ 447 - 448) وفيه عن البُخَاري: "يُتَكَلَّمُ فيه، وهو ذاهب".
6 -
"الكاشف"(3/ 97) وقال: "متروك".
7 -
"التهذيب"(9/ 533 - 534) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال أبو كُرَيْب: "ثقة". وقال العِجْلِي: "كتبت عنه، وترك النَّاس حديثه". وقال ابن حَجَر: "ضعَّفه العُقَيْلِي والسَّاجي وقال: منكر الحديث يتكلَّمون فيه".
8 -
"التقريب"(2/ 221) وقال: "ضعيف، من التاسعة، مات بعد المائتين"/ ت ق.
وثالثًا: أنَّ فيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمي البَصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 171 - 172) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وله شاهد من حديث خالد بن عُرْفُطَة رضي الله عنه، رواه أحمد في "المسند"(5/ 292)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 125) رقم (3356) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 224 - 225) -ولمحققه تعليق مذكور في حاشية الكتاب لا علاقة له بحديث خالد بن عُرْفُطَة هذا، فلينتبه-، من
طريق عليّ بن زيد، عن أبي عثمان النَّهْدِي، عن خالد بن عُرْفُطَة مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"إن استطعت أن تكون عبد اللَّه المقتول لا القاتل فافعل".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 302): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني، وفيه عليّ بن زيد، وفيه ضعف وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات".
* * *
453 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا عبد الباقي ابن قَانِع، حدَّثنا عمر بن إبراهيم الحافظ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم القَطِيْعِي، حدَّثنا عبّاد بن العوَّام قال: حدَّثنا سفيان بن حسين، عن سيَّار، عن أبي وائل،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أَحَدٍ إلَّا وهو يتمنَّى يوم القيامة أنَّه كان يأكلُ في الدُّنْيَا قوتًا".
(4/ 8) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم القَطِيْعِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن إبراهيم القَطِيْعِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (عبد الباقي بن قَانِع الأُمَوي أبو الحسين) وهو صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و (أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (177).
و (سيَّار)
(1)
هو (أبو الحَكَم العَنَزِيّ الوَاسِطِيّ): ثقة خرَّج له الستة، توفي
(1)
تَصَحَّفَ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 313) إلى: "يساره، ولم يَتَنَبَّه له العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 236، فقال: "ويسار لم أقف له على أثر"!.
سنة (122 هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(13/ 313 - 315)، و"التهذيب"(4/ 291 - 292)، و"التقريب"(1/ 343).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث ابن مسعود فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 712)، و"اللآلئ المصنوعة"(2/ 313)، إليه وحده.
ورواه أبو نُعَيْم -كما في "اللآلئ"(2/ 313) - عن عبد اللَّه بن محمد بن أبي سهل، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد العَبْسِي، حدَّثنا عبَّاد بن العوَّام به، فذكره موقوفًا على ابن مسعود.
وله شاهد، رواه أحمد في "المسند"(3/ 167)، وابن ماجه في الزهد، باب القناعة (2/ 1387) رقم (4140)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 69)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(3/ 118) رقم (1233)، من طريق نُفَيْع بن الحارث، عن أنس مرفوعًا:"ما مِنْ أحدٍ غَنِيٍّ ولا فقيرٍ إلَّا يَودُّ يومَ القيامة أنَّه كانَ أُوتي في الدُّنْيَا قُوتًا".
وإسناده ضعيف جدًّا، ففيه (نُفَيْع بن الحارث السَّبِيعي أبو داود الأعمى) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وقَتَادَة. وستأتي ترجمته في حديث (1185).
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(3/ 131) من ذات الطريق، وأعلَّه بـ (نُفَيْع).
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 313) بشاهد ابن مسعود عند الخطيب، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 301 - 302).
* * *
454 -
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الأُسْتَوائي، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو العبَّاس عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن سعيد بن مالك المَارِسْتَاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم أبو عبد اللَّه الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه أبو جعفر، عن سَيْف بن محمد، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل،
عن حُذَيْفَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان سنة خمسين ومائة فخير أولادكم البنات، فإذا كان سنة ستين ومائة فأمثل النَّاس يومئذٍ كل خفيف حاذ". قلنا يا رسول اللَّه: وما الحاذ؟ قال: "من ليس له ولد، خفيف المؤنة. وفي سنة كذا وكذا خروج أهل المغرب ونزولهم مِصْر، وذلك حين قتل جيش أهل المغرب أميرهم، فويل لمِصْر ماذا يلقى أهلها من الذُّل الذَّليل، والقتل الذَّريع، والجوع الشديد".
(4/ 9) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم الحَرْبي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سَيْف بن محمد -ابن أخت سفيان الثَّوْري-) وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن إبراهيم الحَرْبي أبو عبد اللَّه) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1177).
التخريج:
رواه مختصرًا ابن عدي في "الكامل"(6/ 2177) -في ترجمة (محمد بن
إسحاق بن محمد الأَسَدِي) -، من طريق يحيى بن سعيد العَطَّار، عن محمد بن إسحاق الأَسَدِي، عن الأعمش، عن شَقِيق، عن حُذَيْفَة مرفوعًا بلفظ:"سنة خمسين ومائة خير أولادكم البنات".
و (محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأَسَدِي) اتَّهمه ابن عدي. وقال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 204 - 205): "كذَّبوه، من الثامنة"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(9/ 430 - 431).
كما أنَّ فيه (يحيى بن سعيد العَطَّار الأنصاري الشَّامي) وهو ضعيف كما في "التقريب"(2/ 348). وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1500) -مخطوط-، و"التهذيب"(11/ 220 - 221).
ورواه ابن الجَوْزيّ في "الموضوعات"(3/ 194 - 195) عن ابن عدي والخطيب من طريقيهما السابقين -وساق حديث الخطيب إلى قوله "خفيف المؤنة"-، وقال:"هذا حديث ليس بشيء".
وأعلَّ حديث ابن عدي بـ (محمد بن إسحاق الأَسَدِي) و (يحيى بن سعيد العَطَّار)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.
وأعلَّ حديث الخطيب بـ (سيف) وقال: "وأمَّا (سيف) فكذَّاب بإجماعهم".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 391)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 346).
وسيأتي برقم (906) عن حذيفة مرفوعًا بلفظ: "خيركم في المئتين كلُّ خفيفِ الحَاذِ. قيل يا رسول اللَّه وما الخفيفُ الحَاذِ؟ قال: "والذي لا أهل له ولا ولد". وهو حديث منكر كما قال أبو حاتم.
* * *
455 -
أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن الحسين اليَعْقُوبي
-بها
(1)
-، أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن عليّ المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن عمر النَّيْسَابُوري.
وأخبرنا أبو الحسن سَلامَة بن عمر النَّصِيبي، أخبرنا محمد بن عيسى بن دَيْزَك
(2)
البُرُوجِرْدِيّ، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرَّازي، قالا: حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا زَافِر
(3)
بن سليمان، حدَّثنا محمد بن عُيَيْنَة -وفي حديث ابن مَخْلَد: عن محمد بن عُيَيْنَة-، عن أبي حازم،
عن سهل بن سعد قال: جاءَ جِبْريلُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال له: يا محمد عِشْ ما شِئْتَ، فإنَّك مَيِّتٌ، وأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فإنَّك مُفَارِقُهُ، واعْمَلْ ما شِئْتَ فإنَّكَ مَجْزِيٌّ به، واعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الرَّجُلِ قِيَامُهُ بالليْلِ، وعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عن النَّاس.
و"اللَّفظِ لحديث ابن مَخْلَد".
(4/ 10) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم بن عمر النَّيْسَابُوري).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجوع طرقه، دون قوله:"واعلم أنَّ شرف الرجل قيامهُ بالليل. . . . ".
ففيه (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
(1)
يعني في قرية (بَعْقُوبَا). وهي قرية كبيرة على عشرة فراسخ من بغداد، يقول لها العوام (بايعقوبا). "الأنساب"(2/ 247).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "ديزيل". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 405)، و"الأنساب"(2/ 175)، و"اللباب"(1/ 144).
(3)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "زاهر". والتصويب من "تهذيب الكمال"(9/ 267)، و"التقريب"(1/ 256) حيث قيَّده ابن حَجَر بالحروف.
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 69 - 70) وقال: "فيه نظر".
2 -
"أحوال الرجال" ص 207 رقم (382) وقال: "كان رديء المذهب غير ثقة".
3 -
"الجرح والتعديل"(7/ 232 - 233) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة ليس به بأس". وقال مرَّةً: "ثقة وهذه الأحاديث التي يحدِّث بها ليس هو من قِبَلِهِ، إنَّما هو من قِبَلِ الشيوخ الذين يحدِّث بها عنهم".
4 -
"المجروحين"(2/ 303 - 304) وقال: "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، ولا سيَّما إذا حدَّث عن شيوخ بلده".
5 -
"الكامل"(6/ 2277 - 2278) وقال: "تكثر أحاديث ابن حُمَيْد التي أنكرت عليه".
6 -
"تاريخ بغداد"(2/ 259 - 264) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "كثير المناكير". وفيه تكذيبه عن أبي زُرْعَة وصالح جَزَرَة وابن خِرَاش. وفيه أقوال أخرى بعضها يفيد توثيقه، وأخرى عكسه.
7 -
"الكاشف"(3/ 32) وقال: "وثَّقه جماعة، والأَوْلَى تركه".
8 -
"المغني"(2/ 573) وقال: "ضعيف لا من قبل الحفظ. . . ".
9 -
"التهذيب"(9/ 127 - 131) وفيه أقوال كثيرة من غير ما تقدَّم.
10 -
"التقريب"(2/ 156) وقال: الحافظ ضعيف، وكان ابن مَعِين حسن الرأي فيه، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين -يعني ومائتين-"/ د ت ق.
وقد توبع كما سيأتي.
وفيه أيضًا (زَافِر بن سليمان الإِيَادي القُهُسْتَاني أبو سليمان) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 170) وقال: "ثقة". وقال مرَّة: لم يكن به بأس".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 401) وقال: "ثقة ثقة، قد رأيته".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 451) وقال: "عنده مراسيل".
4 -
"الضعفاء الصغير" ص 100 رقم (129). وقال: "عنده مراسيل الحديث وَوَهَمٌ، وهو يُكْتَبُ حديثه".
5 -
"الضعفاء" للنَّسائي ص 10 رقم (224) وقال: "عنده حديث منكر عن مالك".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 95).
7 -
"الجرح والتعديل"(3/ 624 - 625) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق".
8 -
"المجروحين"(1/ 315 - 316) وقال: "كثير الغلط في الأخبار، واسع الوَهَم في الآثار على صدق فيه. . ".
9 -
"الكامل"(3/ 1087 - 1089) وقال: "كانت أحاديثه مقلوبة الإسناد، مقلوبة المتن، وعامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه، ويُكْتَبُ حديثه مع ضعفه".
10 -
"تاريخ بغداد"(8/ 494 - 495) وفيه عن أبي داود: "ثقة". وقال السَّاجي: "كثير الوَهَم".
11 -
"المغني"(2/ 236) وقال: "وثَّقه جماعة، وضعَّفه آخرون".
12 -
"الكاشف"(1/ 246) وقال: "فيه ضعف، وثَّقه أحمد".
13 -
"التهذيب"(3/ 304 - 305) وفيه عن العِجْلي: "يُكْتَبُ حديثه وليس بالقويِّ". وقال ابن المُنَادي: "تركت حديثه".
14 -
"التقريب"(1/ 265) وقال: "صدوق كثير الأوهام، من التاسعة"/ ت ق سي.
و(محمد بن عُيَيْنَة الهِلَالي -أخو سفيان-): صدوق له أوهام كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 199). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (106).
و(أبو حازم) هو (سَلَمَة بن دينار الأعرج المَدَني): ثقة عابد زاهد حكيم. وستأتي ترجمته في حديث (1379).
التخريج:
رواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 297) رقم (1100) و (8/ 252) رقم (5059) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 253)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 349) رقم (10541) -ط بيروت-، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 102، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 435 - 436) رقم (496)، من طريق محمد بن حُمَيْد الرَّازي
(1)
، عن زَافِر بن سليمان، به.
قال الطبراني: "محمد بن عُيَيْنَة أخو سفيان، لم يروه عنه إلَّا زَافِر".
وقال أبو نُعَيْم: "هذا حديث غريب من حديث محمد بن عُيَيْنَة، تفرَّد به زَافِر بن سليمان، وعنه محمد بن حُمَيْد".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 588 - 589): "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن"! .
(1)
وعند القُضَاعي في طريق له: عن عبد الصمد بن موسى القطَّان ومحمد بن حُمَيْد معًا، عن زافر. ولم أقف على ترجمة (عبد الصمد) هذا.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 252 - 253): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه زَافِر بن سليمان وثَّقه أحمد وابن مَعِين وأبو داود وتكلَّم فيه ابن عدي بما لا يضرّه".
أقول: وقد نسي الهيثمي أنَّ فيه (محمد بن حُمَيْد الرَّازي) وهو من علمت حاله فيما تقدَّم عند ترجمته.
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 219) أيضًا: "رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن"! .
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 324 - 325)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 349) رقم (10542) -ط بيروت-، من طريق عيسى بن صَبِيح، عن زَافِر بن سليمان، عن محمد بن عُيَيْنَة، عن أبي حازم قال مرَّةً: عن ابن عمر، وقال مرةً: عن سهل بن سعد.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه. وإنَّما يعرف من حديث محمد ابن حُمَيْد، عن زَافِر، عن أبي زُرْعَة، عن شيخ ثقة الشك، وتلك الرواية عن سهل بن سعد بلا شك فيه". ووافقه الذَّهَبِيُّ!
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 108) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (محمد بن حُمَيْد) و (زَافِر)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 30) فقال: "أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق عيسى بن صَبِيح، عن زَافِر، وصحَّحه. وقال الحافظ ابن حَجَر في "أماليه": تفرَّد بهذا زَافِر، وما له طريق غيره، وهو شيخ بَصْري صدوق سيء الحفظ كثير الوَهَم، والراوي عنه (محمد بن حُمَيْد) فيه مَقَالٌ، لكنه توبع. قال -يعني ابن حَجَر-: وقد اخْتَلَفَ فيه نظر حَافِظَيْنِ فسلكا فيه طريقين
متقابلين، فصحَّحه الحاكم في "المستدرك"، ووهَّاه ابن الجَوْزي فأخرجه في "الموضوعات"، واتَّهم به (محمَّدًا) أو (زَافِرًا). ومحمد توبع، وزَافِر لم يُتَّهم بالكذب. والصَّواب أنَّه لا يحكم عليه بالوضع ولا بالصحة، ولو توبع لكان حسنًا".
ثم ذكر له السُّيُوطيُّ شاهدًا من حديث جابر وعليّ، وسيأتي الكلام عليهما.
وتابع ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 105 - 106)، السُّيُوطيّ على تعقيبه.
وقال الحافظ العِرَاقي في رسالته في الرَّدِّ على الصَّغَاني
(1)
في إيراده بعض أحاديث الشِّهاب للقُضَاعي وغيره زعم أنَّها موضوعة، والمطبوعة في آخر "مسند الشهاب" (2/ 357 - 358):"وهذا أيضًا حديث حسن. . . ومحمد بن حُمَيْد، وزَافِر، ومحمد بن عُيَيْنَة، تُكُلِّم فيهم، وابن حُمَيْد وزَافِر وثَّقهما أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعِين وغير واحد، ومحمد بن عُيَيْنَة -أخو سفيان- وثَّقه العِجْلي وابن حِبَّان. وقد تابع محمد بن حُمَيْد على روايته عن زَافِر بن سليمان: إسماعيل بن توبة وهو ثقة، رواه الشِّيرازي في "الألقاب".".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 403 - 404) من طريق داود ابن المُفَضَّل، عن سليمان بن عمرو، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا به، دون قوله:"واعلم أنَّ شرف الرجل قيامُه بالليل. . . ".
قال ابن الجَوْزي عقبه: "هذا حديث لا يصحُّ، وسليمان بن عمرو هو أبو داود النَّخَعِي قال أحمد: هو كذَّاب يضع الحديث. وكذلك قال يحيى. وقد رواه مُدْرك بن عبد الرحمن الطُّفَاوي، عن حُمَيْد الطويل، عن أنس. ومُدْرِك يروي ما لا يُتَابَعُ عليه. قال ابن حِبَّان: والحديث ليس بصحيح".
(1)
حيث أورده في كتابه "الدُّرّ الملتقط في تبيين الغلط" ص 32 رقم (40).
أقول: حديث أنس من الطريق المذكور رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 44) بلفظ: "يا محمد أحبَّ من شئت فإنك مفارقه، واجمع ما شئت فإنَّك تاركهـ، واعمل ما شئت فإنَّك مُلاقيه".
وله شاهد من حديث جابر، رواه الطَّيالِسِي في "مسنده" ص 242 رقم (1755)، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 348 - 349) رقم (10540) -ط بيروت-، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا:"قال جبريل صلى الله عليه وسلم: يا محمد عش ما شئت فإنَّك ميِّت، وأحبَّ من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنَّك لاقيه".
أقول: فيه (الحسن بن أبي جعفر الجُفْري البَصْري) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (903).
وله شاهد من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، رواه الطبراني في "الصغير"(1/ 250 - 251)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 202) بنحو لفظ حديث جابر، ومن دون قوله:"واعلم أنَّ شرف الرجل. . . ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 220): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه جماعة لم أعرفهم".
* * *
456 -
حدَّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رِزْق -إملاءً في سنة ست وأربعمائة-، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن مِلْحَان، حدَّثنا وَثِيمة بن موسى بن الفُرَات، حدَّثنا ابن الفضل، عن ابن سَمْعَان، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أبيه،
عن عمر بن الخطَّاب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ لكلِّ شيءٍ مَعْدِنًا، ومَعْدِنُ التَّقْوى قلوبُ العَامِلِينَ".
(4/ 11) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم بن مِلْحَان أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (ابن سَمْعَان) وهو (عبد اللَّه بن زياد بن سليمان بن سَمْعَان المَخْزُومِي المَدَني أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 308) وقال: "ضعيف".
2 -
"سؤالات عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 132 رقم (168) وقال: "ذاك عندنا ضعيف ضعيف".
3 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد -رواية المَرُّوذي- ص 84 رقم (115) وقال: "متروك الحديث". وص 268 - 269 رقم (544) وفيه عن ابن مَعِين: "كان كذَّابًا".
4 -
"التاريخ الكبير"(5/ 96) وقال: "سكتوا عنه".
5 -
"أحوال الرجال" ص 142 رقم (245) وقال: "ذاهب".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 151 رقم (356) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الجرح والتعديل"(5/ 60 - 62) وفيه عن مالك: "كذَّاب". وفيه أيضًا أنَّ ابن إسحاق اتَّهمه بالكذب. وقال إبراهيم بن سعد: "كذَّاب". وقال ابن مَعِين: "ضعيف الحديث ليس بشيء". وقال أحمد بن صالح: "أظن ابن سَمْعَان كان يضع للنَّاس -يعني الحديث-". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث سبيله الترك". وقال أبو زُرْعَة: "لا شيء".
8 -
"المجروحين"(2/ 7 - 8) وقال: "كان ممّن يروي عمّن لم يره، ويحدِّث بما لم يسمع".
9 -
"الكامل"(4/ 1444 - 1446) وقال: "الضعف على حديثه ورواياته بيِّن".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 257 رقم (309) وقال: "متروك".
11 -
"تاريخ بغداد"(9/ 455 - 459) وفيه عن عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني عن أبيه: "رون أحاديث مناكير، وضعَّفه جدًّا". وقال أبو داود: "كان من الكذَّابين، ولي قضاء المدينة".
12 -
"المغني"(1/ 339) وقال: "تركوه".
13 -
"التقريب"(1/ 416) وقال: "متروك، اتَّهمه بالكذب أبو داود وغيره، من السابعة"/ مد ق.
كما أنَّ فيه (وَثِيمة بن موسى بن الفُرات المِصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 51 - 52) وقال: "كتب إليّ أحمد بن إبراهيم عن وَثِيمة عن سَلَمَة بأحاديث موضوعة".
2 -
"المغني"(2/ 719) وقال: "قال ابن أبي حاتم: يحدِّث عن سَلَمَة بن الفضل بأحاديث موضوعة".
3 -
"اللسان"(6/ 217 - 218) وفيه عن مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسي: "كان راويةً لأخبار الدُّهور، وهو لا بأس به، وله كتاب في الرِّدَّة أجاد فيه، وأكثر الرواية، لكن فيه مناكير كثيرة، ووقفت له على تصنيف كبير في المبتدأ وقَصَصِ الأنبياء، وفي كتابه أحاديث كثيرة موضوعة. . . . ".
وفيه أيضًا (ابن الفضل) وهو (سَلَمَة بن الفضل الأَبْرَش الأنصاري الأَزْرَق أبو عبد اللَّه): صدوق كثير الخطأ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (42).
التخريج:
رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(2/ 129) رقم (1033)، من طريق أحمد بن إبراهيم بن مِلْحَان، عن وَثِيمة بن موسى، به.
وعنده: "قلوب العارفين" بدلًا من "قلوب العاملين".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 526) رقم (4330)، من طريق وَثِيمة بن موسى، حدَّثنا سَلَمَة بن الفضل، عن رجل ذكره، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، به، وقال:"هذا منكر، ولعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسمّ. واللَّه أعلم".
ووقع عنده: "قلوب العاقلين".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 303) رقم (3185)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(2/ 129 - 130) رقم (1034)، من طريق محمد بن رجاء السَّخْتِيَاني، حدَّثنا مُنَبِّه بن عثمان، حدَّثني عمر بن محمد بن زيد، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه مرفوعًا به، وبلفظ "العارفين" بدل "العاملين".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 268): "فيه محمد بن رجاء وهو ضعيف". ولم يذكر من أخرجه.
أقول: (محمد بن رجاء) اتُّهم بالوضع. انظر: "ميزان الاعتدال"(3/ 545)، و"المغني"(2/ 579)، و"الكشف الحثيث" ص 370، و"اللسان"(5/ 164).
ومن العجيب أنَّ محقق "شُعَب الإيمان" اعتبر طريق الطبراني المتقدِّم مقوِّيًا لطريق البيهقي السابق! ! دون أن يَتَنَبَّه إلى أنَّ (محمد بن رجاء) قد اتُّهم بالوضع. وكان ذلك منه لاكتفائه بما تقدَّم عن الهيثمي من قوله بأنه (ضعيف). ومن ثمَّ فإنَّه قال في حكمه على الحديث: "ضعيف". وهو في هذا مقلِّد للشيخ الألباني في تضعيفه له في "ضعيف الجامع الصغير" رقم (4733) كما نقله عنه. ولمّا رجعت إلى الموطن المذكور وجدت الشيخ حفظه اللَّه يقول: "ضعيف". ويحيل إلى كتابه "الأحاديث الضعيفة" رقم (1391). ولما رجعت إليه وجدته يقول عنه: "موضوع"! ! ! ويذهب إلى أن طريق الطبراني المتقدِّم غير صالح، لوجود (محمد بن رجاء) فيه، وهو متَّهم بالوضع، وينتقد السُّيُوطيّ لإيراده له في "اللآلئ"(1/ 214) وسكوته عنه!
وقد تعقَّب ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 175) طريق الطبراني بقوله: "في سنده محمد بن رجاء مُتَّهم بالوضع".
ورواه ابن الجَوْزِيّ في "الموضوعات"(1/ 171 - 172) عن الخطيب من طريقه، وقال:"هذا حديث لا يصحّ". وأعلَّه بـ (ابن سَمْعَان) و (وَثِيمة)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.
وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 331) في ترجمة (وَثِيمة بن موسى)، على أنَّه من أحاديثه الموضوعة.
قال السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 124): "كذا قال -يعني الذَّهَبِيُّ- في "الميزان": أنّ هذا الحديث موضوع. أورده في ترجمة (عبد اللَّه بن زياد بن سمعان) [2/ 424]، ثم في ترجمة (وَثِيمة). واتَّهَمَ به في "اللسان" ابن سَمْعَان خاصة".
* * *
457 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفَّر الدَّقَّاق، حدَّثنا عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّري، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن إبراهيم القَصَبَاني المُقْرئ. -في جامع الرُّصَافة وكان شبه الخص-، حدَّثنا أبو السَّايب سَلْم بن جُنَادة، حدَّثنا أحمد بن بشير، عن الأعمش، عن سَلَمَة بن كُهَيْل،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَعَبَّدَ رجلٌ في صَوْمَعةٍ، فَمَطَرت السماء، فأعشبت الأرض، فرأى حِمارًا [له
(1)
] يرعى، فقال: يا ربِّ لو كان لك حِمارٌ رعيتهُ مع حِماري. فبلغ ذلك نبيًا من أنبياء بني إسرائيل، فأراد أن يدعو عليه، فأوحى اللَّه إليه: إنَّما أجزي العِبَاد على قدر عقولهم".
(1)
إضافة من "تاريخ بغداد"(4/ 46)، و"تهذيب الكمال"(1/ 275).
(4/ 13) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم القَصَبَاني أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففيه (أحمد بن بشير المَخْزُومي الكوفي أبو بكر، مولى عمرو بن حُرَيْث) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 19) وقال: "كان يُقَيِّن
(1)
، وليس بحديثه بأس".
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 42) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق".
3 -
"الكامل"(1/ 169 - 171) وقال: "له أحاديث صالحة. . . وهو في القوم الذين يُكْتَبُ حديثهم".
4 -
"تاريخ بغداد"(4/ 46 - 48) وقال: "له أحاديث تفرَّد بروايتها، وقد كان موصوفًا بالصدق". وفيه عن ابن نُمَيْر: "كان صدوقًا حسن المعرفة بأيام النَّاس، حسن الفهم، وكان رأسًا في الشُّعُوبِيَّة
(2)
أستاذًا يخاصم فيها، فوضعه ذاك عند النَّاس". وقال الدَّارَقُطْنِيّ:"ضعيف يُعْتَبَرُ بحديثه".
5 -
"تهذيب الكمال"(1/ 273 - 276) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بذاك القويِّ". وقال أبو بكر بن أبي داود: "كان ثقة، كثير الحديث، ذهب حديثه فكان لا يحدِّث".
(1)
"أي يبيع القينات" كما في "تهذيب التهذيب"(1/ 19). و (القَيْنَة): "الأَمَةُ المُغَنِّيَة. . وقيل: الأَمَةُ مُغَنِّية كانت أو غير مُغَنِّية". "لسان العرب" مادة (قين)(13/ 350).
(2)
قال ابن حَجَر في "التهذيب"(1/ 19): "الشُّعُوبِيَّةُ هم الذين يُفَضِّلُونَ العَجَم على العرب". وجاء في "المعجم الوسيط" ص 484 مادة (شعب): "الشُّعُوبِيَّةُ: نَزْعَةٌ في العصر العبَّاسي تنكر تفضيل العرب على غيرهم، وتحاول الحطَّ منهم".
6 -
"المغني"(1/ 34) وقال: "لا بأس به".
7 -
"هدي الساري" ص 385 - 386 وقال: "أخرج له البخاري حديثًا واحدًا تابعه عليه مروان بن معاوية وأبو أسامة وهو في كتاب الطب".
8 -
"التهذيب"(1/ 18 - 19) وفيه عن ابن الجارود: "تغيَّر، وليس حديثه بشيء". وقال العُقَيْلِي: "ضعيف". ونقل أبو العرب عن النَّسَائي أنَّه قال: "ليس به بأس".
9 -
"التقريب"(1/ 12) وقال: "صدوق له أوهام، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومائة"/ خ ت ق.
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (سَلَمَة بن كُهَيْل) و (جابر بن عبد اللَّه)، فإنَّه لم يلقه. انظر "التهذيب"(4/ 157).
وقد رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 169 - 170)، وعنه الخطيب في "تاريخه"(4/ 46)، بذكر (عطاء) بينهما.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن إبراهيم القَصَبَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 169 - 170) -في ترجمة (أحمد بن بشير المَخْزُومي) -، من طريق أحمد بن بشير هذا، عن الأعمش، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا به.
قال ابن عدي: "هذا حديث منكر لا يرويه بهذا الإسناد غير أحمد بن بشير".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 515 - 516) رقم (4319)، من طريقين -أحدهما عن ابن عدي-، عن سَلْم بن جُنَادة، عن أحمد بن بشير، به.
قال البيهقي عقبه: "تفرَّد به أحمد بن بشير الكوفي هذا. واللَّه أعلم".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 514 - 515) رقم (4318)، من الطريق المتقدِّم، موقوفًا على جابر من قوله.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 174 - 175) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قول ابن عدي السابق، وذكر عن ابن مَعِين أنَّه قال في (أحمد بن بشير): متروك.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 132)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 204) ولخَّص تعقيبه فقال:"تُعُقِّبَ بأنَّه -يعني أحمد بن بشير- من رجال البخاري في "صحيحه"، والحديث أخرجه البيهقي في "الشُّعَب" وقال: وقد روي من وجه آخر عن جابر بمعناه موقوفًا".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 479، ونقل تَعَقُّبَ السُّيُوطيّ. وعلَّق عليه العلّامة اليَمَاني في حاشيته عليه بقوله: بأنَّ البخاري إنَّما أخرج له حديثًا واحدًا، متابعة لمروان بن معاوية، وأبي أسامة، فالاعتماد عليهما دونه، أما خبره هذا فمنكر، تفرَّد به بسند واضح.
وقد نقل محقق "الشُّعَب" تَعَقُّبَ السُّيُوطِيّ المتقدِّم وارتضاه! ومن ثمَّ فإنه قال عن إسناد البيهقي: "رجاله ثقات"!
أقول: وما نقله ابن الجَوْزِيّ -عن ابن مَعِين من قوله في (أحمد بن بشير) بأنَّه متروك- وقد نقله عن ابن عدي في "الكامل"(1/ 169)، فهو وَهَمٌ منهما. فإنَّ الذي ضعَّفه ابن مَعِين إنما هو (أحمد بن بشير البغدادي) لا (الكوفي) الذي في إسناد هذا الحديث. وقد فرَّق بينهما الخطيب في "تاريخه" (4/ 46) وذكر أنَّ تضعيف ابن مَعِين إنما هو لـ (البغدادي). وانظر أيضًا:"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 184 رقم (664).
* * *
458 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن أحمد بن إبراهيم بن أشليها الأنْمَاطِي، حدَّثنا إبراهيم بن الهيثم البَلَدِي، حدَّثنا إبراهيم بن مهدي، حدَّثنا فَرَج بن فَضَالَة، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَة،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما من أحدٍ من النَّاس أعظم أجرًا مِنْ وزيرٍ صالحٍ مع إمامٍ يطيعه، يأمره بذات اللَّه عز وجل".
(4/ 16 - 17) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأَنْمَاطِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (الفَرَج بن فَضَالة الحِمْصِي التَّنُوخِي) وهو ضعيف. وقال أحمد: حدَّث عن يحيى بن سعيد مناكير. وتقدَّمت ترجمته في حديث (268).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن مهدي الِمصِّيصي البغدادي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 68) وقال: "حدَّث بمناكير". وفيه عن ابن مَعِين: "جاء بمناكير".
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 138 - 139) وفيه عن أبي حاتم: "ثقة".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 71).
4 -
"تاريخ بغداد"(6/ 178) وفيه عن ابن مَعِين وقد سُئِلَ عنه: "كان رجلًا مَسْلَمَة. فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب".
5 -
"الكاشف"(1/ 49) وقال: "وثَّقه أبو حاتم".
6 -
"المغني في الضعفاء" للذَّهَبِيّ (1/ 27) وقال: "قال العُقَيْلِي: حدَّث بمناكير".
7 -
"التهذيب"(1/ 169) وفيه عن ابن قَانِع: "ثقة". وقال الأَزْدي: "له عن عليّ بن مُسْهِر أحاديث لا يُتَابَعُ عليها".
8 -
"التقريب"(1/ 44) وقال: "مقبول، من العاشرة"/ د.
و(عَمْرَة) هي (ابنة عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارَة الأنصارية المَدَنية)، ترجم لها الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السير" (4/ 507 - 508) وقال:"الفقيهة، تربية عائشة وتلميذتها. . . وكانت عالمةً فقيهةً حُجَّةَ كثيرة العلم. . . وحديثها كثير في دواوين الإسلام". وقال ابن حَجَر عنها في "التقريب"(2/ 607): "أكثرت عن عائشة، ثقة، من الثالثة، ماتت قبل المائة، ويقال بعدها"/ ع. وانظر ترجمتها أيضًا في "التهذيب"(12/ 438 - 439).
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 712) إلى سعيد بن منصور، والدَّيْلَمي، والخطيب، بلفظ:"ما من أحد من النَّاس أعظم أجرًا من وزيرٍ صالحٍ مع إمامٍ يأمره بذات اللَّه عز وجل فيطيعه".
وذكره في "الفردوس" للدَّيْلَمي (4/ 35) رقم (6108) عن الفرج بن فَضَالَة!
وقد روى أحمد في "المسند"(6/ 70)، وأبو داود في الخراج والإمارة، باب في اتخاذ الوزير (3/ 345) رقم (2932)، والنَّسَائي في البيعة، باب وزير الإِمام (7/ 159)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 12) رقم (4477)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 234) رقم (1592)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 111 - 112)، عن عائشة مرفوعًا:"إذا أراد اللَّه بالأمير خيرًا جعلَ له وزير صِدْقٍ: إنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وإنْ ذَكَرَ أعانَهُ، وإذا أراد اللَّه به غيرَ ذلك جعل له وزيرَ سوءٍ: إنْ نَسِيَ لم يُذَكِّرْهُ، وإنْ ذَكَرَ لم يُعِنْهُ".
واللفظ لأبي داود وابن حِبَّان والبيهقي.
أقول: وإسناد النَّسَائي صحيح.
وقال الهيثمي في "المجمع"(5/ 210): "رواه أحمد والبزَّار ورجال البزَّار ورجال البزَّار رجال الصحيح".
* * *
459 -
أخبرنا الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن البزَّار، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم أبو العبَّاس السُّكَّريّ -بمِصْر-، أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حَيَّان
(1)
الرَّقَّيّ، حدَّثنا صالح بن عبد الغفار الطَّيَالِسِيّ، حدَّثنا عثمان بن كثير بن دينار، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن حسين، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ
(2)
،
عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ".
(4/ 19) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم بن الحسن البزَّار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعَة بن عُقْبَة الحَضْرَمِي المِصْرِي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
و (حسين) لم أعرفه.
و (أبو عبد الرحمن الحُبُلِيّ) هو (عبد اللَّه بن يزيد المَعَافِرِي المِصْري)، قال
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "حبان" بالباء. والتصويب من "تهذيب الكمال"(8/ 42).
(2)
ضبطه مصحح "تاريخ بغداد" بفتح الباء. والصواب ضمها، كما في "الإكمال"(3/ 229)، و"الأنساب"(4/ 50).
الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 462): "ثقة من الثالثة، مات سنة مائة بإفريقية"/ بخ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (2/ 757) -مخطوط-، و"التهذيب" (6/ 81 - 82).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث عبد اللَّه بن عمرو فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 519) إليه وحده.
وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث رقم (150).
* * *
460 -
اخبرني السَّاجي، حدَّثنا أبو الفتح يوسف بن عمرو القَوَّاس، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن الهيثم البزَّار، حدَّثنا عامر بن محمد أبو نصر الكَوَّاز
(1)
البَصْري، حدَّثني أبي، عن جَدِّي قال: زَارَ ثابت البُنَاني ويزيد الرَّقَاشي أنس بن مالك فلم يجداه في بَيْتَه، فلما جاء أظهر لهما الغضب، وقال: ألا قلتما لي حتى كنت أعدُّ لكما؟.
ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الزَّائرُ أَخَاهُ في بَيْتِهِ، الآكِلُ مِنْ طِعَامِهِ، أرفعُ درجةً مِنَ المُطْعِمِ له".
(4/ 21) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه السَّاجي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
باطل.
ففيه (عامر بن محمد الكَوَّاز البَصْري)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه"
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "الكوار" بالراء المهملة. والتصويب من "الأنساب"(10/ 491 - 492).
(2/ 362) وقال: "لا يُعْرَفُ، وخبره باطل". ثم ساق له الحديث المتقدِّم. وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 225).
أقول: ما تقدَّم عن الحافظ الذَّهَبِيِّ، وإقرار الحافظ ابن حَجَر له، من كون (عامر): لا يُعْرَف؛ موضع نظر. فقد ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 492) وقال: "حَدَّثَ ببغداد، وسُرَّ من رأى، عن كامل بن طَلْحَة، ومحمد بن بِشْر بن أبي بِشْر المُزَلِّق. روى عنه محمد بن جعفر المَطِيريّ، وأحمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، وعبد اللَّه بن إسحاق الخُرَاساني. وكان شاهدًا مُعَدَّلًا".
وقول السَّمْعَاني "وكان شاهدًا مُعَدَّلًا"، يفيد أمر قبوله في الشهادة، لا توثيقه في الرواية. وهذا من جهة الضبط لا العدالة، فإنَّه متحقق فيها.
وممَّا يؤكِّد ذلك، ما نقله الخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 52) في ترجمة (محمد بن عثمان بن الحسن النَّصِيبي أبو الحسن)، عن القاضي أبي عبد اللَّه الصَّيْمَري، حيث يقول:"كان أبو الحسن النَّصِيبي ضعيفًا في الرواية عَدْلًا في الشهادة".
والظَّاهر أنَّ الذَّهَبِيّ في قوله المتقدِّم عنه، قد اعتمد فيه على قول ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية" (2/ 257):"عامر وأبوه وجدّه: مجهولون".
و(السَّاجِيّ) هو صاحب الترجمة (أحمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ترجم له.
و(يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي البَصْري): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 257) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وعامر وأبوه وجدّه مجهولون".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 298) رقم (3358) عن أنس مرفوعًا بلفظ: "الزائرُ أَخَاهُ المُسْلمَ، الآكلُ مِنْ طَعَامِهِ، أعظمُ أجرًا مِنَ المَزُورِ المُطْعِمِ في اللَّه عز وجل".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 69): بأنَّ البزَّار قد أخرجه، ومن طريقه تَلَقَّاه الدَّيْلَمِيّ، فعزوه للفرع دون الأصل غير جيِّد. قاله تعقيبًا على السُّيُوطِيّ حيث ذكره في "الجامع الصغير" عن أنس بلفظ:"الزائر أَخَاهُ المسلمَ أعظمُ أجرًا من المَزُور". وعزاه للدَّيْلَمِيّ فحسب.
أقول: لم أقف عليه في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار"، ولا في "مجمع الزوائد". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
461 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا القاسم الآبَنْدُوني يقول: قُرئ على أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أَبَان، حدَّثكم زيد بن إسماعيل.
وأخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا زيد بن إسماعيل، حدَّثنا معاوية بن هشام، حدَّثنا سفيان، عن داود، عن الشَّعْبِيّ،
عن جابر قال: لما لقي النبيُّ صلى الله عليه وسلم النُّقَبَاء، قال لهم:"تُؤوُني وتَمْنَعُوني"، قالوا: فما لنا؟ قال: "الجَنَّةُ".
"واللفظ لحديث ابن غالب".
(4/ 26) في ترجمة (أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أَبَان البغدادي).
مرتبة الحديث:
في طريقه الأول، صاحب الترجمة (أحمد بن إسماعيل البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وبقية رجال الطريقين ثقات عدا (زيد بن إسماعيل الصَّائِغ البغدادي أبو الحسن)، فقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 557) وقال:"محلُّه الصدق". كما ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 447 - 448) ونقل قول ابن أبي حاتم المتقدِّم ولم يزد.
والحديث صحيح لمتابعة غير واحد من الثقات لـ (زيد بن إسماعيل) كما سيأتي في التخريج.
و(الشَّعْبِيّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (264).
و(داود) هو (ابن أبي هند القُشَيْري البَصْري أبو محمد): ثقة ثَبْتٌ، خرَّج له مسلم والأربعة، وكانت وفاته عام (140 هـ). وانظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(8/ 461 - 466)، و"التهذيب"(3/ 204 - 205)، و"التقريب"(1/ 235).
و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْرِيّ أبو عبد اللَّه الكوفي): إمام ثقة حافظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(معاوية بن هشام) هو (القَصَّار الكوفي أبو الحسن) قال الذَّهَبِيّ عنه في "الكاشف"(3/ 140 - 141): "ثقة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 261): "صدوق له أوهام، من صغار التاسعة"/ بخ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب" (10/ 218 - 219).
و(محمد بن مَخْلَد بن حفص العَطَّار الدُّوري أبو عبد اللَّه): إمام حافظ، ثقة قدوة، وكان مشهورًا بالديانة، مذكورًا بالعبادة، توفي عام (331 هـ)، وله (98) عامًا. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(3/ 310 - 311)، و"السِّيَر". (15/ 256 - 257).
و(أبو عمر بن مهدي) هو (عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي): ثقة. وتَقَدَّمت ترجمته في حديث (234).
و (أبو القاسم الآبَنْدُوني) هو (عبد اللَّه بن إبراهيم الجُرْجَاني): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).
و(أحمد بن محمد بن غالب) هو (أبو بكر البَرْقاني): إمام ثقة، من أشهر شيوخ الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(3/ 405) رقم (1887) عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا معاوية بن هشام، به.
وإسناده صحيح.
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 307) رقم (1755) -من كشف الأستار-، عن محمد بن مُعْمَر، عن قَبِيصة، عن سفيان، به، وقال:"لا نعلمه يُرْوَى عن الشَّعْبِيّ عن جابر إلَّا بهذا الإسناد".
أقول: إسناده حسن.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 48): "رواه أبو يعلى والبزَّار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 626)، من طريق عبَّاس الدُّوْري، عن قَبِيصة بن عقبة، عن سفيان، عن داود بن أبي هند وغيره، عن الشَّعْبِي، عنه، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيّ.
ورواه ابن أبي شَيْبَة عن جابر مرفوعًا مطوَّلًا. عزاه له ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 205) رقم (4290) وقال: "صحيح".
ورواه بنحوه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(3/ 322 - 323 و 339 - 340)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 307 - 308) رقم (1756) -من كشف الأَستار-، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 442 - 443)، من طريق عبد اللَّه بن
عثمان بن خُثَيْم، عن أبي الزُّبَيْر عن جابر مرفوعًا، وفيه:"وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قَدِمْتُ عليكم ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجَنَّة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 46): "رواه أحمد والبزَّار. . ورجال أحمد رجال الصحيح".
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "فتح الباري"(7/ 222 - 223)، و"مجمع الزوائد"(6/ 46 - 49).
* * *
462 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد الدُّوري، حدَّثنا أحمد بن إسحاق بن يوسف، حدَّثنا عمرو بن عثمان، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد، وأبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قال الرَّجُلُ لصاحبِه يوَم الجُمُعَةِ والإمامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فقد لَغَا، حتى تَنْقَضِيَ الخُطْبَةُ".
(4/ 28) في ترجمة (أحمد بن إسحاق بن يوسف الرَّقِّي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عمرو بن عثمان بن سَيَّار الكِلَابِيّ الرَّقِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 354) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 183 رقم (468) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 287 - 288).
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 249) وفيه عن أبي حاتم: "يتكلَّمون فيه، كان
شيخًا أعمى بالرَّقَّة يحدِّث النَّاس من حفظه بأحاديث منكرة لا يصيبونه في كتبه، أدركته ولم أسمع منه، ورأيت من أصحابنا من أهل العلم من قد كتب عامَّة كتبه لا يرضاه، وليس عندهم بذلك".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 483 - 484)، وقال:"ربما أخطأ".
6 -
"الكامل"(5/ 1790) وقال: "له أحاديث صالحة. . . وقد روى عنه ناس من الثقات، وهو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيُّ ص 305 رقم (392) وقال: "ضعيف".
8 -
"الكاشف"(2/ 290) وقال: "ليِّن، تركهـ النَّسَائي".
9 -
"التهذيب"(8/ 76 - 78) وفيه عن الأَزْدِيّ: "متروك الحديث".
10 -
"التقريب"(2/ 74) وقال: "ضعيف، وكان قد عمي، من كبار العاشرة، مات سنة سبع عشرة أو تسع عشرة -يعني ومائتين-"/ ق.
كما أنَّ فيه (إسحاق بن راشد الجَزَري)، وهو ثقة تكلَّموا في سماعه من الزُّهْرِيّ. ففي "سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 454 - 455 رقم (739) أنَّه سأله عن النُّعْمَان بن راشد الجَزَري، وإسحاق بن راشد الجَزَري فقال:"ليس هما في الزُّهْرِيّ بذاك. قلت: ففي غير الزُّهْرِيّ؟ قال: ليس بإسحاق بأس".
وفي "سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 184 رقم (279) قوله: "تكلَّموا في سماعه من الزُّهْرِيّ، وقالوا: إنَّه وَجَدَهُ في كتاب".
وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 57): "ثقة، في حديثه عن الزُّهْرِيّ بعض الوَهَم، من السابعة"/ خ 4. وانظر في ترجمته: "تهذيب الكمال" (2/ 419 - 423)، و"التهذيب" (1/ 230 - 231).
و(سعيد) هو (ابن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِيّ): ثقة، وتقدَّمت ترجمته في حديث (192).
و (أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِيّ): ثقة، اختلف في اسمه. وستأتي ترجمته في حديث (1401).
التخريج:
لم يروه بتمام هذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 74) إليه وحده.
وقد رواه من حديثه من دون قوله في آخره: "حتى تنقضي الخطبة": البخاري في الجمعة، باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب (2/ 414) رقم (934)، ومسلم في الجمعة، باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة (2/ 583) رقم (851)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الكلام والإمام يخطب (2/ 387) رقم (512)، وأبو داود في الصلاة، باب الكلام والإمام يخطب (1/ 665) رقم (1112)، والنَّسَائي في الجمعة، باب الإنصات للخطبة يوم الجمعة (3/ 103 - 104)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الاستماع للخطبة والإنصات لها (1/ 352) رقم (1110)، وأحمد في "المسند"(2/ 272 و 393) ومواضع أخرى، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 364)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 153) رقم (1805).
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 312 رقم (365)، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يوم الجمعة، إذ قال أبو ذَرٍّ لأُبَيّ بن كعب: متى أُنزلت هذه السُّورةُ؟ فلم يجبه، فلما قضى صلاته، قال له: مالك من صلاتك إلَّا ما لَغَوْتَ. فأتى أبو ذَرٍّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال:"صَدَقَ أُبَيٌّ".
أقول: وإسناده حسن من أجل (محمد بن عمرو بن علقمة بن وقَّاص) فإنَّه صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1064).
وبنحو رواية الطَّيَالِسِيّ هذه، رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب ما جاء في الاستماع للخطبة والإنصات لها (1/ 352 - 353) رقم (1111)، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زوائد "المسند"(5/ 143)، من حديث أُبَيِّ بن كعب.
قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 505): "رواه ابن ماجه بإسناد حسن".
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 134): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأصله في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أبي هريرة".
ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 154 - 155) رقم (1807) من حديث أبي ذَرٍّ بنحو رواية الطَّيَالِسِيّ وابن ماجه.
ولقوله: "حتى تنقضي الجمعة" شواهد أخرى من غير ما تقدَّم، انظرها في:"الترغيب والترهيب"(1/ 505 - 508)، و"فتح الباري"(2/ 414 - 415) -في الجمعة، باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب-، و"مجمع الزوائد"(2/ 184 - 186).
* * *
463 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا أحمد بن إسحاق الوزَّان، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، عن صَدَقَة بن موسى أبو المغيرة
(1)
، حدَّثنا سعيد الجُرَيْري، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة،
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "حدَّثنا مسلم بن إبراهيم أبا صدقة بن أبي المغيرة"! والتصويب من "تهذيب الكمال "(13/ 149 - 150)، و"التهذيب"(10/ 121)، و (مسلم بن إبراهيم الفَرَاهِيدي الأَزْدِي) كنيته:(أبو عمرو).
عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل قال: إذا أنا مِتُّ فاجعلوا في آخر غُسْلي كافورًا، وكفِّنوني في ثوبين وقميص، فإنَّ البنيَّ صلى الله عليه وسلم فُعِلَ به ذلك.
(4/ 28 - 29) في ترجمة (أحمد بن إسحاق بن صالح الوزَّان أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (صَدَقَة بن موسى الدَّقِيقي السُّلَمِيّ البَصْري أبو المغيرة -أو أبو محمد-) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 297) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(3/ 43) رقم (663) وقال: "ليس عندهم بذاك القويّ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 138 رقم (322) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 208).
5 -
"الجرح والتعديل"(4/ 432) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس حديثه بشيء". وقال أبو حاتم: "ليِّن الحديث، يُكْتَبُ حديثه، ولا يحتجُّ به، ليس بقويٍّ".
6 -
"المجروحين"(1/ 373) وقال: "كان شيخًا صالحًا إلَّا أنَّ الحديث لم يكن من صناعته، فكان إذا روى قلب الأخبار حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به".
7 -
"الكامل"(4/ 1394 - 1395) وقال: "بعض أحاديثه ممّا يُتَابَعُ عليه، وبعضه لا يُتَابَعُ عليه".
8 -
"الكاشف"(2/ 25) وقال: "ضعيف".
9 -
"المغني"(1/ 308) وقال: "ضعَّفوه".
10 -
"التهذيب"(4/ 418 - 419) وفيه: "قال مسلم بن إبراهيم: حدَّثنا صَدَقَة الدَّقِيقي وكان صدوقًا". وفيه: "قال ابن مَعِين وأبو داود والنَّسَائي والدُّولابي: ضعيف". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال البزَّار: "ليس بالحافظ عندهم". وقال في موضع آخر: "ليس به بأس". وقال السَّاجي: "ضعيف الحديث".
11 -
"التقريب"(1/ 369) وقال: "صدوق له أوهام، من السابعة"/ بخ د ت.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وعنده:"بُرْدَيْن" بدلًا من "ثَوْبين".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 24) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه صَدَقَة بن موسى وفيه كلام".
ومسند (عبد اللَّه بن مُغَفَّل) رضي الله عنه، غير موجود في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
* * *
464 -
أخبرنا البَرْقَاني، حدَّثنا عليّ بن الحسن الجُوَيْني، حدَّثنا أبو عَوَانة يعقوب بن إسحاق، حدَّثنا أحمد بن إسحاق البغدادي، أخبرنا أحمد بن أبي الطيِّب -ثقة-، حدَّثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ عَفَا عن دَمٍ، لَمْ يَكُنْ له ثَوَابٌ إلَّا الجَنَّةَ".
(4/ 29) في ترجمة (أحمد بن إسحاق البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن إسحاق البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه
جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 137) وقال:"قال الخطيب روى عنه أبو عَوَانة حديثًا مُعَلَّلًا". وذَكَرَ حديثَه هذا وقال: "وفي "الثقات" لابن حِبَّان - (8/ 52) -: أحمد بن إسحاق السُّكَّري أبو جعفر، من أهل سَامَرَّا، روى عن أبي الوليد الطَّيَالِسِي، حدَّثنا عنه أصحابنا. فيجوز أن يكون [هو] ".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو عَوَانة: هذا غريب لا آمن أن يكون له عِلَّة".
و(أبو إسحاق الفَزَارِي) هو (إِبراهيم بن محمد بن الحارث): حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (313).
و(ابن جُرَيْج) هو (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج المكِّي): ثقة فقيه، وكان يُدلِّس ويُرْسِل. وقد عنعن هنا في الإسناد ولم يصرِّح بالسماع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).
و(عطاء) هو (ابن يسار الهلالي المدني أبو محمد): إمام تابعي ثقة فقيه، وكان واعظًا مُذَكِّرًا. توفي عام (94 هـ)، وقيل بعد ذلك. وحديثه في الكتب الستة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 448 - 449)، و"تهذيب التهذيب"(7/ 217 - 219)، و"التقريب"(2/ 23).
التخريج:
رواه أبو محمد عبد اللَّه بن محمد الحارثي البُخَاري في "مسند أبي حَنِيفة"(2/ 177) -من "جامع المسانيد" للخُوَارِزمِيّ- عن صالح بن أبي رُمَيْح، عن محمد بن إسحاق الصَّغَاني، عن أحمد بن أبي ظَبْيَة، عن أبي إسحاق الفَزَاري، عن أبي حَنِيفة، عن عطاء بن يَسَار، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.
أقول: فيه أبو محمد عبد اللَّه بن محمد الحارثي البُخَاري المشهور بعبد اللَّه الأستاذ صاحب "المسند"، وقد اتُّهم. قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "السِّيَر"
(15/ 425): "ألَّفَ مُسْنَدًا لأبي حَنِيفة الإمام، وتَعِبَ عليه، ولكن فيه أوابدُ ما تفوَّه بها الإمام، راجَتْ على أبي محمَّد". وستأتي ترجمته في حديث (1500).
كما أنَّ فيه (أحمد بن أبي ظَبية عيسى بن سليمان الدَّارِمي الجُرْجَاني) وهو صدوق يتفرد بأحاديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (448).
وعزاه في "كنز العُمَّال"(15/ 13) رقم (39854) إلى الخطيب وحده.
* * *
465 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا حامد بن محمد الهَرَوي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن الفضل المَرْوَزِي -ببغداد-، حدَّثنا إبراهيم بن محمد الشَّافِعِي، أخبرنا محمد بن سليمان بن مَسْمُول، عن ابن سَلَمَة بن وَهْرَام
(1)
، عن ابن طاوس، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ مَعَادِنٌ، والعِرْقُ دَسَّاسٌ، والعِرْقُ السُّوءِ كالأَدَبِ
(2)
السُّوءِ".
(4/ 29 - 30) في ترجمة (أحمد بن إسحاق بن إبراهيم المَرْوَزِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "النَّاس مَعَادِنٌ" من غير هذا الطريق.
ففيه (محمد بن سليمان بن مَسْمُول المَخْزُومي المَكِّي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (364).
كما أنَّ فيه (ابن سَلَمَة بن وَهْرَام) واسمه (عبيد اللَّه) وقد ترجم له في:
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عن ابن سلمة عن وَهْرَام". والتصويب من "العلل المتناهية"(2/ 126).
(2)
في المطبوع: "كالأب السُّوء". وفي المصادر التي ذكرته جميعًا: "كالأدَبِ السُّوء".
1 -
"الجرح والتعديل"(5/ 318) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "لا أعرف عبيد اللَّه بن سَلَمَة بن وَهْرَام هذا".
2 -
"الميزان"(3/ 9) وقال: "روى الكَتَّاني عن أبي حاتم تليينه".
3 -
"اللسان"(4/ 105) وفيه عن الأَزْدِي: "منكر الحديث".
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن إسحاق المَرْوَزِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن طاوس) هو (عبد اللَّه بن طاوس بن كَيْسَان اليَمَاني أبو محمد) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 434): "ثقة فاضل عابد، من السادسة، مات سنة اثنتين وثلاثين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(15/ 130 - 131)، و"السِّيَر"(6/ 103 - 104)، و"التهذيب"(5/ 267 - 268).
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 455) رقم (10974) -ط بيروت-، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2213) -في ترجمة (محمد بن سليمان بن مَسْمُول) - من طريق محمد بن سليمان هذا، عن عبيد اللَّه بن وَهْرَام، عن أبيه، عن طاوس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"النَّاسُ مَعَادِنٌ، والعِرْقٌ دَسَّاسٌ، وأدبُ السُّوء كعِرْقِ السُّوءِ".
ورواه ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(2/ 126 - 127) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (محمد بن سليمان) ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفِرْدَوس"(4/ 299) رقم (6878) عن ابن عبَّاس بلفظ ابن عدي تمامًا.
وفي حاشية محققة نقلًا عن "زهر الفردوس"(4/ 127) لابن حَجَر أنَّ الدَّيْلِميّ رواه عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 450) إلى يعقوب بن سفيان في "مشيخته".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "النَّاس مَعَادِنٌ"، جاء في حديث رواه البخاري في أول كتاب المناقب (6/ 525) رقم (3493) -واللفظ له-، ومسلم في فضائل الصحابة، باب خيار الناس (4/ 1958) رقم (2526)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:" تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ: خِيارُهم في الجاهِليِة خِيَارُهُمْ في الإسلام إذا فَقُهُوا، وتَجِدُونَ خيرَ النَّاسِ في هذا الشأنِ أشدَّهم له كراهيةً".
وانظر في معنى الحديث: "فيض القدير"(6/ 295).
* * *
466 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نِيْخَاب
(1)
.
وأخبرنا أبو القاسم الأَزْهَرِي، أخبرنا عليّ بن عمر الدَّرَقُطْنِيّ، حدَّثنا الحسن بن عليّ البَرْدَعِي، وأحمد بن إسحاق نِيْخَاب (1)، قالا: حدَّثنا أحمد بن محمد بن سَاكِن
(2)
الزَّنْجَاني، حدَّثنا نصر بن عليّ، حدَّثنا عبد الأعلى، عن عبيد اللَّه، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وَلَغَ الكَلْبُ في إناءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ -هذا آخر حديث الدَّارَقُطْنِيّ، وزاد عبد الملك-: أُولاهُنَّ بالتُّرابِ".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "بنجاب" بالباء الموحدة والنون والجيم المعجمة. والتصويب من "الأنساب"(8/ 289)، و"السِّيَر"(15/ 530).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "شاكر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(2/ 74)، و"تبصير المنتبه"(2/ 672).
(4/ 35 - 36) في ترجمة (أحمد بن إسحاق بن نِيْخَاب الطِّيْبِي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثُهم حسن، والحديثُ صحيح من طرق أخرى.
و(عبيد اللَّه) هو (ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العُمَرِي أبو عثمان): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (395).
وأخشى أن يكون قوله عن عبيد اللَّه، تصحيف عن "عبد اللَّه". وانظر ما سيأتي في التخريج.
و(عبد الأعلى) هو (ابن عبد الأعلى البَصْري السَّامي القُرَشي أبو محمد): حافظ ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (189 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 242 - 243)، و"التهذيب"(6/ 96 - 97)، و"التقريب"(1/ 465).
و(نصر بن عليّ) هو (نصر بن عليّ بن نصر بن عليّ الجَهْضَمِيّ أبو عمرو البَصْري): ثقة ثَبْت، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (250 هـ) أو بعدها. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 1409 - 1410) -مخطوط-، و"السِّيَر"(12/ 133 - 136)، و"تهذيب التهذيب"(10/ 430 - 431)، و"التقريب"(2/ 300).
وصاحب الترجمة (أحمد بن إسحاق بن نِيْخَاب الطِّيْبِي أبو الحسن) قال الخطيب عنه: "لم أسمع فيه إلَّا خيرًا". وقال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "السِّيَر"(15/ 530): "الشيخ الصدوق".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو عبد اللَّه -يعني ابن سَاكِن-: حضر إبراهيم بن أُوْرْمَة
(1)
هذا المجلس فقال: يا أبا عمرو -وهي كنية
(1)
(إبراهيم بن أُوْرْمَة الأصْبَهَاني أبو إسحاق) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 145) وقال: "الإمام الحافظ البارع. . . مفيد الجماعة ببغداد. . . . قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هو ثقة حافظ نبيل". وكانت وفاته سنة (266 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في "طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (2/ 332 - 333).
نصر بن عليّ الجَهْضَمِيّ- لا تَرْوِه، فليس له أصل. فلا أدري رواه بعد أم لا؟ ".
التخريج:
رواه ابن ماجه في "سننه"(1/ 130) رقم (366) في كتاب الطهارة، باب غسل الإناء من ولوغ الكلب، عن محمد بن يحيى، حدَّثنا ابن أبي مريم، أنبأنا عبد اللَّه بن
(1)
عمر، عن نافع، عنه، به، دون قوله:"أُوْلَاهُنَّ بالتراب". ولذا اعتبرت حديث الخطيب من الزوائد.
وإسناد ابن ماجه ضعيف، لضعف (عبد اللَّه بن عمر العُمَري). وستأتي ترجمته في حديث (895).
وقد فات البُوصِيري أن يذكره في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"، مع أنَّه على شرطه، حيث تفرَّد ابن ماجه بروايته عن أصحاب الكتب الخمسة من حديث ابن عمر.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 173) عن حمَّاد بن خالد، عن العُمَرِي، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا عليه من قوله، دون الزيادة التي في آخر حديث الخطيب:"أُوْلَاهُنَّ بالتراب".
والظاهر أنَّ قول إبراهيم بن أُوْرْمَة السابق بأنَّ حديث ابن عمر ليس له أصل، يزيد به المرفوع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وهو مروي من حديث أبي هريرة، وعبد اللَّه بن مُغَفَّل، وعليّ، وابن عبَّاس،
(1)
صُحِّفَ في "سنن ابن ماجه" إلى "عبيد اللَّه بن عمر". والتصويب من "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (6/ 108) رقم (7735)، وقال:"وقع في بعض النسخ: عن عبيد اللَّه. وهو وهم". وهذا التصحيف له بالغ الأثر، فـ (عبيد اللَّه) بالتصغير: ثقة، و (عبد اللَّه): ضعيف. ونتيجة لهذا التصحيف، فإنَّ الشيخ الألباني في "إرواء الغليل"(1/ 62) قد صحَّح إسناد ابن ماجه، وهو ليس كذلك، فالحمد للَّه على توفيقه.
رضي اللَّه عنهم أجمعين. انظر مروياتهم في: "سنن الدَّارَقُطْنِيّ"(1/ 63 - 66)، و"نصب الراية" (1/ 132 - 133) -وممَّا قاله: رواه الأئمة الستة في "كتبهم" من حديث أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "يغسل الإناء إذا وَلَغَ فيه الكلب سبع مرات: أُوْلَاهُنَّ أو أُخْرَاهُنَّ بالتراب"-، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 23 - 24)، و"جامع الأصول"(7/ 99 و 101) و (10/ 238)، و"مجمع الزوائد"(1/ 286 - 287).
أما زيادة قوله في آخر الحديث: "أُوْلَاهُنَّ بالتراب"، فإنَّها زيادة صحيحة ثابتة من حديث أبي هريرة عند مسلم في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب (1/ 234) رقم (279)، وغيره. وانظر في أمرها إن شئت:"فتح الباري"(1/ 275 - 276) -في كتاب الوضوء، باب الماء الذي يُغْسَلُ به شعر الإنسان. . . -.
* * *
467 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدَّثنا أبو الفضل النَّيْسَابُوري، حدَّثنا عبد اللَّه بن العبَّاس، حدَّثنا أبو الأَزْهَر أحمد بن الأَزْهَر.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِي -لفظًا-، حدَّثنا أبو بكر إسماعيل بن الفضل البَلْخِي، حدَّثنا أحمد بن محمد العَبْدِي أبو الأَزْهَر.
وأخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِي، حدَّثنا عليّ بن عمر الخُتُّلِيّ، حدَّثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن صالح بن شيخ بن عَمِيرة الأَسْدِي، حدَّثنا أبو الأَزْهَر.
وأخبرني عبد العزيز بن عليّ الورَّاق، حدَّثنا أبو الفضل محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني -بالكوفة-، حدَّثنا أبو حاتم مكِّي بن عَبْدَان النَّيْسَابُوري -بِنَيْسَابُور-، وأبو عِمْرَان موسى بن العبَّاس الجُوَيْني، قالا: حدَّثنا أبو الأَزْهَر أحمد بن الأَزْهَر.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ -واللفظ له-، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان القَطِيعي، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار، حدَّثنا أبو الأَزْهَر، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه،
عن ابن عبَّاس قال: نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى عليّ فقال: "أنت سَيِّدٌ في الدُّنْيَا، سَيِّدٌ في الآخرة، ومن أحَبَّك فقد أحبَّني، وحبيبي حبيب اللَّه، وعدوك عدوي، وعدوي عدو اللَّه، والويل لمن أبغضك مِنْ بعدي".
(4/ 41) في ترجمة (أحمد بن زَاهِر بن مَنِيع العَبْدِي أبو الأَزْهَر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
روى الخطيب عقبه عن يحيى بن مَعِين أنَّه قال في مجلس فيه جماعة أهل الحديث ومعهم أبو الأَزْهَر: "مَنْ هذا الكذَّاب النَّيْسَابُوري الذي حدَّث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأَزْهَر فقال: هو ذا أنا. فَتَبَسَّمَ يحيى بن مَعِين وقال: أما إنَّك لست بكذَّاب، وتعجَّب مِنْ سلامته! وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث".
كما روى في (4/ 42) من "تاريخه" أيضًا عن أبي حامد الشَّرْقِيّ -أحمد بن محمد بن الحسن النَّيْسَابُوري- أنَّه قال: "هذا الحديث باطل، والسبب فيه أنَّ مَعْمَرًا كان له ابن أخ رافضي، وكان مَعْمَر يمكِّنه من كتبه، فَأَدْخَلَ عليه هذا الحديث. وكان مَعْمَر رجلًا مهيبًا لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي مَعْمَر".
وقال الخطيب أيضًا في ذات الموطن السابق: "وقد رواه محمد بن حَمْدُون النَّيْسَابُورِيّ، عن محمد بن عليّ بن سفيان النَّجَّار، عن عبد الرزاق. فبرئ أبو الأَزْهَر مِنْ عُهْدَتِهِ إذ قد توبع على روايته، واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 127 - 128)، من طريق أبي الأَزْهَر، عن عبد الرزاق، به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، وأبو الأَزْهَر بإجماعهم: ثقة، وإذا انفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم: صحيح".
ثم ذكر الحاكم خبر يحيى بن معين مع أبي الأَزْهَر المتقدِّم بأطول ممَّا عند الخطيب.
قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "هذا وإن كان رواته ثقات، فهو منكر، ليس ببعيد من الوضع، وإلَّا لأي شيء حدَّثَ به عبد الرزاق سِرًّا ولم يجسر أنْ يَتَفَوَّه به لأحمد وابن مَعِين والخَلْق الذين رحلوا إليه. وأبو الأَزْهَر ثقة، ذكر أنَّه رافق عبد الرزاق من قرية له إلى صنعاء، فلمَّا ودَّعته قال: قد وجب حقك عليَّ، وأنا أحدِّثك بحديث لم يسمعه مني غيرك، فحدَّثني واللَّه بهذا الحديث لفظًا".
وروى صَدْرَهُ فحسب، ابن عدي في "الكامل"(1/ 195) -في ترجمة (أحمد بن الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ) - عن عليّ الدَّارِيّ، حدَّثنا أبو الأَزْهَر، حدَّثنا عبد الرزاق، به.
ثم ذكر خبر يحيى بن معين مع أبي الأَزْهَر، وخصّ عبد الرزاق لأبي الأَزْهَر بهذا الحديث.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 281 - 282) رقم (3713) - عن عبد الرحمن بن مسلم، عن أبي الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ، به، بلفظ:"لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، من أحبَّك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، وحبيبي حبيب اللَّه، وبغيضي بغيض اللَّه، ويل لمن أبغضك بعدي".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 133): "رجاله ثقات، إلَّا أنَّ في ترجمة أحمد بن الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ أنَّ مَعْمَرًا كان له ابن أخ رافضي فأدخل هذا الحديث في كتبه وكان مَعْمَر مهيبًا لا يُرَاجَع وسمعه عن عبد الرزاق".
وفي "التهذيب" لابن حَجَر (1/ 12) في ترجمة (أحمد بن الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ): "قال أبو حامد بن الشَّرْقِي: هو حديث باطل. والسبب فيه: أنَّ مَعْمَرًا كان له ابن أخ رافضي، وكان مَعْمَر يمكِّنه من كتبه، فَأَدْخَلَ عليه هذا الحديث".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 218 - 219) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومعناه صحيح. فالويل لمن تكلَّف في وضعه، إذ لا فائدة في ذلك".
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 397) -في الفصل الثالث، والذي يشتمل على زيادات السُّيُوطِيّ على ابن الجوزي- وأقَرَّ ابن الجَوْزي في حكمه على الحديث بالوضع.
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 613) -في ترجمة (عبد الرزاق الصَّنْعَاني) - بعد أن ذكره من الطريق المتقدِّم بلفظ: "أنت سَيِّدٌ في الدُّنْيَا، سَيِّدٌ في الآخرة، من أحبَّك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني": "مع كونه ليس بصحيح فمعناه صحيح سوى آخره، ففي النَّفْسِ منها شيء، وما اكتفى بها حتى زاد: "وحبيبك حبيب اللَّه، وبغيضك بغيض اللَّه، والويل لمن أبغضك"، فالويل لمن أبغضه. هذا لا ريب فيه، بل الويل لمن يغضُّ منه أو غَضَّ من رتبته ولم يجبّه كحبِّ نظرائه أهل الشُّورى رضي الله عنهم أجمعين".
* * *
468 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا موسى بن جعفر بن قُرَيْن، حدَّثنا أحمد بن أيوب البغدادي -بِتَنِّيس-،
حدَّثنا سليمان بن داود، حدَّثنا الصَّلْت بن الحجَّاج، حدَّثنا أبو العلاء الخَفَّاف، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من كَفَّنَ مَيِّتًا كان له بكُلِّ شَعْرَةٍ منه حَسَنَةٌ".
(4/ 44) في ترجمة (أحمد بن أيوب بن زيد البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: الظاهر أنَّه موضوع.
ففيه (أبو العلاء الخَفَّاف) وهو (خالد بن طَهْمَان السَّلُولي الكوفي الإِسْكَاف) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 144) وقال: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 157) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 11).
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 337) وفيه عن أبي حاتم: "هو مِنْ عُتُقِ الشِّيْعَة، محلُّه الصدق".
5 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 149) وقال: "شيخ يروي عن نافع ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار".
6 -
"الثقات" لابن حبَّان (6/ 257) وقال: "يُخْطِئُ وَيَهِم".
7 -
"الكامل"(3/ 890 - 891) وقال: "لم أرَ في مقدار ما يرويه حديثًا منكرًا". وفيه عن ابن مَعِين: "خلط خالد الخفَّاف قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة، وكان في تخليطه كلّ ما جاؤوه به ورآه قرأه".
8 -
"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسي ص 230 رقم (876) وقال: "لا يُحْتَجُّ به".
9 -
"المغني"(2/ 800) وقال: "ليَّنه ابن حِبَّان".
10 -
"التهذيب"(3/ 98 - 99) وفيه أنَّ أبا داود لم يذكره إلَّا بخير. وقال ابن الجارود: "ضعيف".
11 -
"التقريب"(1/ 214) وقال: صدوق، رُمي بالتشيع، ثم اختلط، من الخامس"/ ت.
كما أنَّ فيه (الصَّلْت بن الحجَّاج الكوفي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 303 - 304) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 440) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 471) وقال: "يروي عن جماعة من التابعين، روى عنه أهل الكوفة".
4 -
"الكامل"(4/ 1399 - 1401) وقال: "في بعض أحاديثه ما ينكر عليه، بل عامته كذلك، ولم أجد للمتقدِّمين فيه كلامًا فأذكره".
5 -
"المغني"(1/ 309) وقال: "عامَّة حديثه منكر، ذكره ابن عدي".
6 -
"لسان الميزان"(3/ 194 - 195).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن أيوب بن زيد البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 139) لـ (أحمد بن أيوب التِّنِّيسي أبو جعفر) وقال: "مجهول، قاله مَسْلَمَة في "الصِّلَة"". وأظنه هو، واللَّه أعلم.
قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد به أبو العلاء خالد بن طَهْمان الخَفَّاف، عن نافع. وعنه الصَّلت. ولم أكتبه إلَّا من هذا الوجه".
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 149) -في ترجمة (خالد بن طَهْمان الخَفَّاف أبو العلاء) -، من طريق أبي الربيع الزَّهْرَاني -سليمان بن داود-، عن الصَّلْت بن الحجَّاج، به، بلفظ:"مَنْ كفَّنَ مَيِّتًا فإنَّ له بكلِّ شَعْرَةٍ تُصيب كفنه عَشْرَ حَسَناتٍ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 379) من طريق الدَّارَقُطْنِيّ، عن موسى بن جعفر، عن أحمد بن أيوب، عن سليمان بن داود، به، وقال:"تفرَّد به أبو العلاء خالد بن طَهْمَان. وتفرَّد به عنه الصَّلْت بن الحجَّاج. قال يحيى: ضعيف. وقال ابن عدي: عامَّة حديث الصَّلْت منكر".
وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 230 رقم (876) وقال: "فيه أبو العلاء لا يحتج به".
وذكره ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "المَنَار المُنِيف" ص 46 في جملة الأحاديث التي يمكن معرفة كونها موضوعة من غير أن ينظر في سندها. وأعلَّه بـ (أبي العلاء خالد بن طَهْمَان).
كما ذكره الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 554) في ترجمة (أبي العلاء) وقال: "والظاهر أنَّ هذا حديث موضوع".
كما ذكره القاري أيضًا في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" ص 293 رقم (1139) وأعلَّه بأبي العلاء.
* * *
469 -
أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن الحسين الخَفَّاف، حدَّثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول القاضي، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن أَصْرَم المُغَفَّلِي المُزَنِي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، حدَّثنا عمرو بن الوليد قال: سمعت
معاوية بن يحيى يحدِّث عن يزيد بن جابر
(1)
، عن جُبَيْر بن نُفَيْر،
عن عِيَاض بن غَنْم الأَشْعَرِي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَوَّجُنَّ عَجُوزًا ولا عَاقِرًا فإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ".
(4/ 44) في ترجمة (أحمد بن أَصْرَم بن خُزَيْمَة المُزَنِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (معاوية بن يحيى الصَّدَفِي الدِّمَشْقِي أبو رَوْح) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارمي عن ابن مَعِين" ص 204 رقم (752) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 42) وقال: "روى عنه هِقْل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنَّها من حفظه".
3 -
"أحوال الرجال" ص 167 - 168 رقم (298) وقال: واهي الحديث.
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 226 رقم (589) وقال: "ضعيف الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 182 - 183) وفيه عن ابن مَعِين: "هالك ليس بشيء".
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 383 - 384) وفيه عن أبي حاتم مثل قول البخاري السابق في "التاريخ الكبير"، مع زيادة قوله:"وهو ضعيف الحديث في حديثه إنكار". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ، أحاديثه كلُّها مقلوبة ما حدَّث بالرَّيّ، والذي حدَّث بالشَّام أحسن حالًا".
7 -
"المجروحين"(3/ 3 - 5) وقال: "منكر الحديث جدًّا، كان يشتري
(1)
في "المستدرك"(3/ 290)، و"المعجم الكبير" للطبراني (17/ 368):"يحيى بن جابر". وهو كذلك في "تهذيب الكمال"(3/ 1491)، ومصادر ترجمته الأخرى.
الكتب ويحدِّث بها، ثم تغيَّر حفظه فكان يُحدِّث بالوَهَم فيما سمع من الزُّهْرِيَ وغيره، فجاءت رواية الراوين عنه: إسحاق بن سليمان وذَويه كأنَّها مقلوبة، وفي رواية الشَّاميين عند (الهِقْل بن زياد) وغيره، أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات".
8 -
"الكامل"(6/ 2395 - 2397) وقال: "عامَّة رواياته فيها نظر".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 362 رقم (511) وقال: "يُكْتَبُ ما روى (الهِقْلُ) عنه، ويتجنب ما سواه، خاصة ما روى عنه إسحاق بن سليمان الرَّازِيّ".
10 -
"الكاشف"(10/ 141) وقال: "ضعَّفوه"
11 -
"التهذيب"(10/ 219 - 220) وفيه عن أبي داود: "ضعيف". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال مرَّةً: "ليس بشيء". وقال أبو أحمد الحاكم: "يروي عنه الهقل بن زياد عن الزُّهْرِيّ أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة". وقال البزَّار: "ليِّن الحديث". وقال أبو عليّ الحسين بن علي النَّيْسَابُورِيّ: "ضعيف". وقال أحمد بن حنبل: "تركناه".
12 -
"التقريب"(2/ 261) وقال: "ضعيف، وما حدَّث بالشَّام أحسن ممَّا حدَّث بالرَّيّ، من السابعة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه (عمرو بن الوليد الأَغْضَف) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(5/ 1794 - 1795) وقال: "له أحاديث حسان غرائب وأرجو أنَّه لا بأس به".
2 -
"المغني"(2/ 491) وقال: "ليِّن الحديث. ذكره ابن عدي وقوَّاه".
3 -
"الميزان"(3/ 292) وقال: "ليِّن الحديث. قال عَبْدَان: هو حَمَلَ أهل الأهواء
(1)
على السُّنَّة، فلمَّا قَدِمَ والدُ عليّ بن المَدِيني أمرهم بالكتابة [عنه
(2)
] ".
(1)
تَصَحَّفَ في "اللسان"(4/ 378) إلى: "الأهواز".
(2)
زيادة من "اللسان"(4/ 378).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (يحيى بن جابر -وهو يحيى بن زيد- الحِمْصِي) وبين (جُبَيْر بن نُفَيْر). قال المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(3/ 1491) -مخطوط- في ترجمة (يحيى بن جابر): "روى عن جُبَيْر بن نُفَيْر، والصحيح أنَّ بينهما عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 290 - 291)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 368) رقم (1008)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1795) -في ترجمة (عمرو بن الوليد الأَغْضَف) -، وابن قَانع في "معجمه" -كما في "الإِصابة"(3/ 50) -، من طريق عمرو بن الوليد، عن معاوية بن يحيى الصَّدَفي، به.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "معاوية ضعيف".
وقال ابن حجر في "الإصابة"(3/ 50): "سنده ضعيف من أجل عمرو".
وقال في "التلخيص الحبير"(3/ 116) بعد أن عزاه للحاكم وحده: وإسناده ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 258): "رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصَّدَفي وهو ضعيف".
وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ فإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ يومَ القيامةِ". وسيأتي تخريجه في حديث (1910).
* * *
470 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن آدم -بقراءتي عليه في مجلس الشَّافِعي يوم الخميس لتسعٍ خَلَوْن من المُحَرَّم من سنة
خمسين وثلاثمائة-، حدَّثنا محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابُورِي، حدَّثنا مَعْمَر بن سهل الأَهْوَازي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن تمَّام، عن خالد الحَذَّاء، عن بِشْر بن شَغَاف، عن أبيه،
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ شيءٍ أكرم على اللَّه يومَ القيامةِ من ابن آدم"، قيل: يا رسول اللَّه! ولا الملائكةُ؟ قال: "ولا الملائكةُ، هم مجبورونَ، هُمْ بمنزلة الشَّمْسِ والقَمَرِ".
(4/ 45) في ترجمة (أحمد بن آدم أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والصحيح وَقْفُهُ على عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
ففيه (عبيد اللَّه بن تمَّام بن قيس السُّلَمي أبو عاصم) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 375) وقال: "عنده عجائب".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 118) وقال: "كان عنده عجائب".
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 309) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، ضعيف الحديث، روى أحاديث منكرة". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث -وأمر بأن يُضْرَبَ على حديثه-".
4 -
"المجروحين"(2/ 66 - 67) وقال: "كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يعرف من أحاديثهم حتى يشهد من سمعها ممن كان الحديث صناعته أنَّها معمولة أو مقلوبة، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره".
5 -
"الكامل"(4/ 1637 - 1638) وروى عنه أحاديث وقال: لا يتابعه الثقات عليها. وقال: "في بعض رواياته ممّا يرويه مناكير".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 269 رقم (329).
7 -
"المغني"(2/ 414) وقال: "ضَعَّفُوه".
8 -
"اللسان"(2/ 97 - 98) وفيه أنَّ ابن الجارود ذكره في الضعفاء. وقال السَّاجي: "كذَّاب يحدِّث بمناكير عن يونس وخالد وابن أبي هند".
كما أنَّ فيه والد (بشر بن شَغَاف الضَّبِّي البَصْري): (شَغَاف)، لم أجد من ترجم له.
و(بشر بن شَغَاف) يروي عن (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) دون واسطة. انظر "تهذيب الكمال"(4/ 129 - 130).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن آدم أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعِب الإيمان"(1/ 427 - 428) رقم (151) من طريق عبد الغفار بن عبيد اللَّه، حدَّثنا عبيد اللَّه بن تمَّام السُّلَمِي، به.
قال البيهقي عقبه: "تفرَّد به عبيد اللَّه بن تمَّام. قال البخاري: عنده عجائب. ورواه غيره عن خالد الحذَّاء موقوفًا على عبد اللَّه بن عمرو وهو الصحيح".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي (1/ 82) وقال: "وفيه عبيد اللَّه بن تمَّام وهو ضعيف".
ولا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدان مسند عبد اللَّه بن عمرو من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 303 - 304) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: عبيد اللَّه بن تمَّام يروي أحاديث مقلوبة وهو ضعيف. وقال ابن حِبَّان: لا يحتج بخبره".
ورواه البيهقي في "شُعِب الإيمان"(1/ 428) رقم (152)، من طريق وَهْب بن بقيَّة، عن خالد الحذَّاء، عن بشر بن شَغَاف، عن أبيه -كذا قال-، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه من قوله.
ورجال إسناده ثقات عدا (شَغَاف) فإني لم أقف على من ترجم له.
ورواه مختصرًا: الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 114) رقم (81) -، وفي "المعجم الصغير"(2/ 47) من طريق مَعْمَر بن سهل، حدَّثنا عبيد اللَّه بن تمَّام، عن يونس، عن الوليد بن بشر، عن بشر بن شَغَاف، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بلفظ:"ليس شيء أكرم على اللَّه من المؤمن".
وقال: "لم يروه عن يونس إلَّا عبيد اللَّه، تفرَّد به مَعْمَر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 81): رواه الطبراني في "الصغير"، و"الأوسط"، وفيه عبيد اللَّه بن تمَّام وهو ضعيف جدًّا".
وللمختصر شاهد من حديث أبي هريرة، رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(1/ 426 - 427) رقم (150) من طريق أبي المُهَزِّم، عن أبي هريرة موقوفًا عليه من قوله بلفظ:"المؤمن أكرم على اللَّه من الملائكة". وقال: "كذا رواه أبو المُهَزِّم عن أبي هريرة موقوفًا، وأبو المُهَزِّم متروك".
ورواه ابن ماجه في الفتن، باب المسلمون في ذمة اللَّه (2/ 1301 - 1302) رقم (3947) من طريق أبي المُهْزِّم يزيد بن سفيان، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"المؤمن أَكرمُ على اللَّه عز وجل من بعض ملائكته".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 82) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "قال اللَّه: عبدي المؤمن أحبُّ إليَّ من بعض ملائكتي". وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو المُهَزِّم وهو متروك".
* * *
471 -
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي قال: وجدت في كتاب جدِّي بخطِّ يده.
وأخبرنا أبو سعد المَالِيني، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل، حدَّثنا سَلْم بن جُنَادة قال: سمعت أحمد بن بشير قال: حدَّثنا الأعمش، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن عطاء،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تَعَبَّدَ رجلٌ في صومعة، فمطرت السماء، فأعشبت الأرض، فرأى حمارًا له يرعي، فقال: يا ربّ لو كان لك حمار رعيته مع حماري، فبلغ ذلك نبيًا من أنبياء بني إسرائيل فأراد أن يدعو عليه، فأوحى اللَّه إليه: إنَّما أُجازي العباد على قدر عقولهم".
(4/ 46 - 47) في ترجمة (أحمد بن بشير الكوفي أبو بكر، مولى عمرو بن حُرَيْث المَخْزُومي).
مرتبة الحديث:
منكر.
وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (457).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (457).
* * *
472 -
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللَّه الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد الرَّقِّي.
وأخبرنا أبو سعد المَالِيني، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي، أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المَدِيني -بمِصْر-، قالا: حدَّثنا يحيى بن سليمان
الجُعْفِي، حدَّثنا أحمد بن بشير، حدَّثنا مِسْعَر
(1)
، عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد، عن ابن بُرَيْدَة،
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو وُزنت دموعُ آدم بدموع ولده، لرجحت دموعه على جميع دموع وَلَدِهِ".
"واللفظ للمَالِيني".
(4/ 47) في ترجمة (أحمد بن بشير الكوفي أبو بكر، مولى عمرو بن حُرَيْث المَخْزُومي).
مرتبة الحديث:
ضعيف.
قال الإمام ابن عدي في "الكامل"(1/ 170): "هذا الحديث لم يأت به عن مِسْعَر موصولًا غير أحمد بن بشير، وعن أحمد بن بشير غير يحيى بن سليمان هذا، فلا أدري الوَهَمُ من أحمد أو من يحيى، وأكثر ظني أنه من أحمد. حدَّثناه جعفر بن محمد الفِرْيَابي، حدَّثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وحدَّثنا محمد بن عليّ الحَفَّار، حدَّثنا أبو همّضام الوليد بن شُجَاع، قالا: حدَّثنا أحمد بن بشير، حدَّثنا مِسْعَر، حدَّثني عَلْقَمة بن مَرْثَد، عن ابن بُرَيْدَة قال: لو عُدِلَ بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عَدَلَهُ، ولو عُدِلَ بكاء داود وبكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أُهْبِطَ إلى الأرض ما عَدَلَهُ".
وقال عقبه أيضًا: وهذا الحديث أنكر ما رُوي لأحمد بن بشير، وله أحاديث أُخر قريبة من هذا.
(1)
تَحَرَّفَ في المطبوع إلى: "حدَّثنا أحمد بن مِسْعَر". والتصويب من "الكامل" لابن عدي (1/ 170)، و"المعجم الأوسط" للطبراني (1/ 127).
وقال أيضًا -فيما نقله عنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 117) -: "لم يذكر فيه بُرَيْدَة ولا النبيّ صلى الله عليه وسلم. وهذه الرواية أصح".
وقال الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 127): "لم يرو هذا الحديث عن مِسْعَرٍ إلَّا أحمد بن بشير".
وقال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 257): "غريب من حديث مِسْعَر، تفرَّد برفعه عنه أحمد. ورواه القاسم بن أحمد عنه فأرسله".
وقال الإمام أحمد بن حنبل -فيما نقله عنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 117) -: "وروينا عن أبي عليّ الحافظ النَّيْسَابوري أنه أنكره، وقال: الصحيح من حديث مِسْعَر، عن علقمة بن مَرْثَد، عن عبد الرحمن بن سَابِط قوله، ليس هذا من كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
أقول: للحديث عِلَّتان.
الأولى: تفرُّد (أحمد بن بشير) به عن (مِسْعَر) مرفوعًا كما قال ابن عدي والطبراني وأبو نُعَيْم. ومثله لا يُحْتَمَلُ تفرده. فقد قال النَّسَائي فيه: "ليس بذاك القويِّ". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف يُعْتَبَرُ بحديثه". وقال ابن حَجَر: "صدوق له أوهام". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (457).
مع التذكير بأنَّ قول ابن عدي: بأنَّ هذا الحديث أنكر ما رُوي لأحمد بن بشير، لا يعني به تضعيفه له، بل التنبيه على تفرده به. انظر:"تدريب الراوي"(1/ 241)، و"أسباب اختلاف المحدِّثين" للمؤلف (1/ 384 - 389).
الثانية: أنَّ ابن بُرَيْدة وهو (سليمان) كما صَرَّحَ به الطبراني في "الأوسط"(1/ 127)، لم يسمع من أبيه عند بعضهم، فقد قال الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 4):"لم يذكر سليمان سماعًا من أبيه". وفي ترجمة أخيه التوأم (عبد اللَّه بن بُرَيْدَة) في "التهذيب"(5/ 158) أنَّ إبراهيم الحَرْبي قال: "عبد اللَّه أتم من سليمان، ولم يسمعا من أبيهما".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 127) رقم (143)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 257)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 170) -في ترجمة (أحمد بن بشير) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 114 - 115) رقم (809)، من طريق أحمد هذا، عن مِسْعَر، به.
ولفظ الطبراني وأبي نُعَيْم: "لو كان بكاءُ داودَ صلى الله عليه وسلم وبكاءُ جميع أهل الأرض جميعًا يُعْدَلُ ببكاء آدم ما عَدَلَهُ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 198): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقاته"!
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 46) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قول ابن عدي السابق.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 202 - 203) و (14/ 9)، وعنه ابن عدي في "الكامل"(1/ 170)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 116 - 117) رقم (810)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 47)، من طريق محمد بن بشر، عن مِسْعَر، عن عَلْقَمَةَ بن مَرْثَد، عن ابن بُرَيْدة موقوفًا عليه باللفظ المتقدِّم:"لو عُدِلَ بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عَدَلَهُ. . . ".
* * *
473 -
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين المَحَامِلِي قال: وجدت في كتاب جدِّي بخطِّ يده: حدَّثنا أحمد بن بشر بن عبد الوهاب أبو الطاهر الدِّمَشْقِي، حدَّثني محمد بن صَدَقَة الجُبْلاني، حدَّثنا ابن حِمَيْر
(1)
، حدَّثني الأَوْزَاعي، عن يَعِيش بن الوليد بن هشام،
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "ابن حميد". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 239)، و"تهذيب الكمال"(3/ 1191) -مخطوط-، وغيرهما من مصادر ترجمته.
عن رجاء بن حَيْوَة قال: دخل معاوية بن أبي سفيان على أخته أمّ حَبِيبة زَوْج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في ثوب واحدٍ ورأسه ينطف الماء قال: ألا أراه يصلِّي هكذا؟ قالت: نعم. وهو الثوب الذي كان فيه ما كان.
(4/ 53) في ترجمة (أحمد بن بشر بن عبد الوهاب الدِّمَشْقِي أبو طاهر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنَّه مروي عن طريق الوِجَادة، وهو من طرق التحمل الضعيفة. قال الإمام ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص 158:"هو من باب المنقطع والمرسل". وقال الحافظ العراقي في "شرح ألفيته"(2/ 113 - 114): "كلُّ ما ذُكِرَ من الرواية بالوِجَادة منقطع، سواء وثق بأنَّه خَطّ من وجده عنه أم لا، ولكن الأول وهو: إذا ما وثق بأنَّه خطّه أخذ شَوْبًا من الاتصال لقوله: وجدت بخطّ فلان".
والحديث قد روي من طريق آخر حسن، دون قوله:"ورأسه ينطف الماء". كما روي نحوه من طريق صحيح.
و(ابن حِمْيَر) هو (محمد بن حِمْيَر بن أُنَيْس السَّلِيحي الحِمْصي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 156): "صدوق، من التاسعة"/ خد مد س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1191) -مخطوط-، و"التهذيب"(9/ 134 - 135)، و"الكاشف"(3/ 32)، و"المغني"(2/ 574).
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(13/ 364) رقم (7373)، من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يَعيش، عن معاوية، به، دون قوله:"ورأسه ينطف الماء".
وفي إسناده (محمد بن كثير الثقفي الصنعاني أبو يوسف) وهو "صدوق كثير
الغلط" كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 203) -وستأتي ترجمته في حديث (778) -.
بيد أنه قد تابعه (محمد بن حِمْير) عند الخطيب، وقد تقدَّم. فإسناد أبي يعلى بتلك المتابعة يحسن، واللَّه أعلم.
والحديث رواه أبو داود في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها (1/ 257) رقم (366)، والنَّسَائي في الطهارة، باب المني يصيب الثوب (1/ 155)، وابن ماجه في الطهارة، باب الصلاة في الثوب الذي يجامع فيه (1/ 179) رقم (540)، وأحمد في "المسند"(6/ 427)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 380 - 381) رقم (776)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 36 - 37) رقم (2325)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 319)، وأبو يعلى في "مسنده"(13/ 47) رقم (7126)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 220) رقم (405)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 410)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 50)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(2/ 430 - 431) رقم (522)، من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن سُوَيْد بن قيس، عن معاوية بن حُدَيْج
(1)
، عن معاوية بن أبي سُفْيَان:"أنَّه سأل أخته أمّ حَبِيبة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي في الثوب الذي يُجَامِعُهَا فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم يَرَ فيه أَذًى".
وإسناده صحيح.
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 466) -في الصلاة، باب وجوب الصلاة في الثياب-، وعزاه إلى أبي داود والنَّسَائي وقال:"صحَّحه ابن خُزَيْمَة وابن حِبَّان".
(1)
في بعض المصادر التي خَرَّجته: "خُدَيج" بالخاء المعجمة. وقد ضبطه الحافظ ابن حجر في "التقريب"(2/ 258) فقال: "بمهملة، ثم جيم".
وقد اعتبرتُ الحديث من الزوائد للزيادة التي عند الخطيب وهي: "فإذا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ ورأسه ينطف الماء. قال: ألا أراه يصلِّي هكذا؟ قالت: نعم". فإنَّها زيادة مؤثِّرة من جهة المعنى كما هو بَيِّن.
* * *
474 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن بكر الورَّاق، حدَّثنا عبد الرحمن بن خالد القَطَّان، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سُوَيد أبو حاتم، حدَّثنا عيَّاش بن عبَّاس
(1)
، عن عمرو بن زيد،
عن أبي مسلم رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: قلت يا رسول اللَّه عَلِّمني عملًا أدخل به الجنَّة. قال: "أَحَيَّةٌ والدتُك؟ فبرَّها فتكون قريبًا من الجنَّة". قلت: ليس لي والدة. قال: "فأَطْعِمِ الطَّعَامَ وأَطِبِ الكَلامَ".
(4/ 55 - 56) في ترجمة (أحمد بن بكر الورَّاق).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (سُوَيد بن إبراهيم الجَحْدَري الحَنَّاط البَصْري صاحب الطعام أبو حاتم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدارمي عن ابن مَعِين" ص 50 و 128 رقم (43 و 399) وفيه أنَّ الدَّارِمي سأل ابن مَعِين قائلًا له: "فسويد أبو حاتم، ما حاله في قَتَادة؟ فقال: أرجو أن لا يكون به بأس".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 148) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عيَّاش بن عيَّاش". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 6)، و"التهذيب"(8/ 197)، وغيرهما.
3 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 248 رقم (323) وقال: "سمعت يحيى بن مَعِين يضعِّفه".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 124 رقم (276) وقال: "ضعيف".
5 -
"الضعفاء" للعقيلي (2/ 158) وفيه عن أبي سَلَمَة: "لم يكن سُوَيْد بالصافي".
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 237) وفيه عن ابن معين: "صالح". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ، يشبه حديثه حديث أهل الصدق".
7 -
"المجروحين"(1/ 350) وقال: "يروي الموضوعات عن الأَثْبَات". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس".
8 -
"الكامل"(3/ 1257 - 1259) وقال: "حديثه عن قَتَادة ليس بذاك". وقال أيضًا بعد أن ذكر بعض حديثه: "وهذه الأحاديث. . . ليست بمحفوظة، ولسويد غير ما ذكرت من الحديث عن قَتَادة وعن غيره، بعضها مستقيمة، وبعضها لا يتابعه أحد عليها، وإنَّما يُخَلِّط عن قَتَادة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 240 رقم (279).
10 -
"المغني"(1/ 290) وقال: "ضعَّفه النَّسَائي، وقوَّاه غيره".
11 -
"التهذيب"(4/ 170 - 271) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليِّن يُعْتَبَر به". وقال البزَّار: "ليس به بأس". وقال السَّاجي: "فيه ضعف، حدَّث عن قَتَادَة بحديث منكر".
12 -
"التقريب"(1/ 340) وقال: "صدوق سيء الحفظ، له أغلاط، وقد أفحش ابن حِبَّان فيه القول، من السابعة، مات سنة سبع وستين -يعني ومائة-"/ بخ.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن بكر الورَّاق) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (عمرو بن زيد) لم أقف على من ترجم له.
و (عيَّاش بن عبَّاس) هو (القِتْبَاني المِصْرِي)، قال ابن حجر عنه في "التقريب" (1/ 95):"ثقة، من السادسة، قال ابن يونس: يقال مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة"/ ز م 4. وانظر ترجمته مفصّلًا في: "تهذيب الكمال" (2/ 1075) -مخطوط-، و"التهذيب" (8/ 197 - 198).
التخريج:
رواه البَغَويّ، وابن السَّكَن، من طريق سويد أبي حاتم، عن عيَّاش بن عبَّاس
(1)
، عن عمرو بن زيد، عنه، به. ذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" (4/ 180) ونقل عن البَغَوِيّ قوله:"لم يثبت". وقال: "أبو مسلم المُرَادي، سكن مِصْر، ذكره ابن يونس في "تاريخها"، وقال: له صحبة، وكان على شرطة مِصْر لعمرو بن العاص. وقال البَغَويّ وابن السَّكَن: له صحبة. وأوردا من طريق سويد. . . " وذكر الحديث.
وذكره في "كنز العُمَّال"(15/ 802) رقم (43185) بلفظ: "أطعم الطعام وأطب الكلام". وعزاه إلى الخطيب فحسب.
* * *
475 -
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلان البزَّاز
(2)
، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن بكر بن يونس الرَّبَضِي
(1)
في "الإصابة"(4/ 180): "سويد بن أبي حاتم عن عبد اللَّه بن عيَّاش". والتصويب من "تاريخ بغداد"(4/ 55)، ومصادر ترجمتيهما.
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "البزَّار" بالراء المهملة. والتصويب من "الأنساب"(9/ 204)، و"تاريخ بغداد"(3/ 234)، و"السِّيَر"(17/ 598).
المؤدِّب، حدَّثنا يحيى الحِمَّاني، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهَاد، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمِي
(1)
، عن أُمِّ كُلْثوم ابنة العبَّاس،
عن العبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا اقْشَعَرَّ جِلْدُ العَبْدِ مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ، تَحَاتَّتْ عنه ذُنُوبُهُ كما يَتَحَاتُّ عن الشَّجرةِ اليَابِسَةِ وَرَقُهَا".
(564)
في ترجمة (أحمد بن بكر بن يونس المؤدِّب الرَّبَضِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 739):"حافظ، منكر الحديث، وقد وثَّقه ابن مَعِين وغيره. وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب جَهَارًا. وقال النَّسَائي: ضعيف". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 352): "حافظ، إلَّا أنَّهم اتَّهموه بسرقة الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (297).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن يونس الرَّبَضِي المؤدِّب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أمّ كُلْثوم ابنة العبَّاس) لم أقف على من ترجم لها، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 310):"لم أعرفها".
و(عبد العزيز بن محمد) هو (الدَّراوَرْدِيّ أبو محمد) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 399): "صدوق، غيره أقوى منه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (222).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "التميمي". والتصويب من "شُعَب الإيمان"(3/ 93)، و"التهذيب"(9/ 5)، وغيرهما.
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلانِيَّات"- (1/ 231 - 232) رقم (288) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ومن ذات الطريق رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 92 - 93) رقم (782).
وقد توبع يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، حيث رواه أبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده"، والبيهقي في "شُعَبِ الإيمان" -في الموطنين السابقين-، من طريق أبي نُعَيْم ضِرَار بن صُرَد الطَّحَّان، عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي، به.
و(ضرار بن صُرَد) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 312): "قال البخاري: متروك. وقال ابن مَعِين: كَذَّابان بالكوفة: هذا، وأبو نُعَيْم النَّخَعِي". وترجم له الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(4/ 456 - 457) ونقل عن النَّسَائي قوله فيه: "متروك الحديث". وقال مرَّةً: "ليس بثقة". وقال أبو حاتم: "صدوق صاحب قرآن وفرائض يُكْتَبُ حديثه ولا يحتجُّ به". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ضعيف". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال ابن قَانِع: "ضعيف يَتَشَيَّع". وقال السَّاجي: "عنده مناكير". وقال ابن حِبَّان: "يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها السامع شهد عليه بالجرح والوهن".
ومع ما تقدَّم فإنَّ الحافظ ابن حَجَر يقول عنه في "التقريب"(1/ 374): "صدوق له أوهام وخطأ، ورُمي بالتَّشَيُّع، من العاشرة"/ عخ! .
وللحِمَّاني متابعٌ ثانٍ، فقد رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 74) رقم (3231) -من كشف الأستار- عن محمد بن عقبة، عن عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدِيّ، به، وقال:"لا نعلمه بهذا اللفظ مرفوعًا إلا عن العبَّاس، ولا له عن العبَّاس إلا بهذا الإسناد".
أقول: كلام البزَّار هذا متعقَّب بالطريقين المتقدِّمين.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 310): "رواه البزَّار، وفيه أمّ كُلْثوم بنت العبَّاس ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات".
أقول: بل إنَّ فيه شيخ البزَّار: (محمد بن عقبة بن هَرِم السَّدُوسي البَصْري) وهو ضعيف كما قال أبو حاتم. وترك أبو زُرْعَة حديثه وقال: "لا أحدِّث عنه". وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 191): "صدوق يخطئ كثيرًا". وستأتي ترجمته في حديث (1644).
ونقل محقق "كشف الأستار" الشيخ الأعظمي، كلام الهيثمي ولم يتعقبه.
والحديث ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"(4/ 234)، والدِّمْيَاطي في "المتجر الرابح" ص 705 - 706، وعزياه إلى أبي الشيخ بن حَيَّان في "الثواب"، والبيهقي، وصدَّراه بصيغة تدل على ضعفه عندهما كما هو شرطهما في مقدمتي كتابيهما.
وعزاه العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(4/ 142) إلى الطبراني والبيهقي بسند ضعيف.
كما عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 43) إلى الطبراني في "الكبير"، والحكيم، وسَمُّوْيَه
(1)
أيضًا. وفي عزوه للطبراني في "الكبير"، توقف، حيث لم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 310) عندما عزاه للبزَّار وحده، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(1)
هو (إسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود العَبْدي الأصبهاني أبو بِشْر). ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 10 - 12) ونعته بقوله: "الإمام الحافظ الثَّبْت الرَّحَّال الفقيه. . . صاحب تلك الأجزاء الفوائد التي تنبيء بحفظه وسَعَةِ عِلْمِهِ. ولد في حدود التسعين ومئة. . . مات سنة سبع وستين ومئتين".
وقد روي عن العبَّاس مرفوعًا بلفظ آخر. انظر: "شُعَب الإيمان"(3/ 93 - 95) رقم (783)، و"مجمع الزوائد"(10/ 310)، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (4/ 234 - 235)، وإسناده ضعيف أيضًا.
* * *
476 -
أخبرنا أحمد بن بَكْرُون الدَّسْكَرِيّ، حدَّثنا القاضي محمد بن أحمد الهاشمي المِصِّيْصي -بالدَّسْكَرة-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي -من أهل بيت لَهْيَا-، حدَّثني أبي، عن ابن عمرو -يعني الأَوْزَاعي-، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ فإنَّه نورُ الإسلام، وما مِنْ عَبْدٍ يَشِيبُ شَيْبَةً في الإسلام إلَّا كانت له نورًا يومَ القيامةِ".
(4/ 57) في ترجمة (أحمد بن بَكْرُون العَطَّار الدَّسْكَرِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي من طريق حسنة دون قوله: "فإنَّه نور الإسلام".
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هكذا حدَّثناه ابن بكرون، وهذا الهاشمي إنَّما يروي عن ابن جَوْصَا وطبقته، وكان ضعيفًا. . . وروايته عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة مستحيلة، فاللَّه أعلم".
وقد ترجم الخطيب في "تاريخه"(1/ 375) لـ (محمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المِصِّيْصِي) هذا، وقال:"كان سيء الحال في الحديث". ونقله عنه الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "اللسان"(5/ 55) ولم يزد.
وصاحب الترجمة (أحمد بن بكرون العطَّار الدَّسْكَرِي) قال الخطيب عنه: "ما علمت به بأسًا".
التخريج:
رواه أبو داود في التَّرَجُّلِ، باب في نتف الشيب (4/ 414) رقم (4202) من طريق سفيان، عن ابن عَجْلان، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"لا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، ما مِنْ مسلمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً في الإسلام إلَّا كانت له نورًا يوم القيامة".
وإسناده حسن.
وإنما اعتبرت حديث الخطيب من الزوائد، لأنَّ في حديثه زيادة:"فإنَّه نور الإسلام". عقب قوله: "لا تنتفوا الشَّيْبَ".
وقد رواه التِّرْمِذِيّ في الأدب، باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب (5/ 125) رقم (2821)، من طريق محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه بلفظ:"إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن نتف الشَّيْبِ وقال: إنَّه نور المسلم". وقال: "هذا حديث حسن".
فالزيادة التي عند الخطيب رواها التِّرْمِذِي ولكن بلفظ: "إنَّه نور المسلم"، والذي عند الخطيب:"فإنَّه نور الإسلام".
وبلفظ التِّرْمِذِيّ، رواه ابن ماجه في الأدب، باب نتف الشيب (2/ 1226) رقم (3721)، والنَّسَائي في الزينة، باب النهي عن نتف الشيب (8/ 136). ولكن ليس عند النَّسَائي قوله:"إنَّه نور المسلم". وعند ابن ماجه "إنَّه نور المؤمن" بدلًا من "إنَّه نور المسلم".
وقد ذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 907) بلفظ الخطيب، وعزاه إلى أبي داود، والشِّيرازي في "الألقاب"، والخطيب. وقد علمت أنَّ حديث أبي داود لا يتضمن الزيادة التي عند الخطيب.
ولم أقف على الزيادة التي عند الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وانظر الأحاديث الواردة في الباب في: "جامع الأصول"(4/ 761 - 763)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 117 - 119)، و"مجمع الزوائد"(5/ 158 - 159).
* * *
477 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا أبو الطَّيِّب أحمد بن ثابت بن بقيَّة الوَاسِطي، حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شُعْبَة، عن قَتَادة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصلُ بالمُكَافِئ، ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا".
(4/ 58) في ترجمة (أحمد بن ثابت بن أحمد الكاتب الوَاسِطي أبو الطَّيِّب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وهو صحيح من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
ففيه (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالِسِي الوَاسِطي أبو جعفر) وهو ضعيف جدًّا، بل إنَّه اتُّهم بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (385).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن ثابت الوَاسِطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "غريب من حديث شُعْبَة عن قَتَادة عن أنس، لم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد".
التخريج:
لم أجده من حديث أنس في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، رواه البخاري في الأدب، باب ليس الواصلُ بالمُكَافِئ (10/ 423) رقم (5991)، وأبو داود في الزكاة، باب
في صلة الرحم (2/ 323) رقم (1697)، والتِّرْمِذِيّ في البر والصلة، باب ما جاء في صلة الرحم (4/ 316) رقم (1908)، وأحمد في "المسند"(2/ 163 و 190 و 193)، والحُمَيْدِي في "مسنده"(2/ 271) رقم (594)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 27)، وأبو نعيم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 273)، و"الحِلْيَة"(3/ 301 - 302).
وعند أحمد في الموضع الأول والثالث زيادة قوله في أوله: "إنَّ الرَّحِمَ معلَّقة بالعَرْش".
وهي عند أبي نعيم في "الحِلْيَة"، والبيهقي أيضًا في الموضعين السابقين.
* * *
478 -
أخبرنا أبو سعد المَالِيني -إجازةً-، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي الحافظ، حدَّثنا أحمد بن حفص السَّعْدِي.
وأخبرنا هنَّاد بن إبراهيم النَّسَفِي -قراءةً-، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البُخَارِي، حدَّثنا محمد بن يوسف بن رِدَام قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه الشَّيْبَاني، قالا: حدَّثنا أحمد بن جعفر بن سَلْم البغدادي، حدَّثنا سليمان بن عيسى، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من تَمَنَّى الغَلَاءَ على أُمَّتي ليلةً، أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أربعينَ سَنَةً".
"زاد السَّعْدِيّ: قال سليمان: يعني في الطعام".
(4/ 60) في ترجمة (أحمد بن جعفر بن سَلْم البغدادي أبو جعفر، يعرف بالجمَّال).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سليمان بن عيسى بن نَجِيح السِّجْزْيّ أبو يحيى)، وهو كذَّاب. وقد تقدمت ترجمته في حديث (216).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "منكر جدًّا، لا أعلم رواه غير سليمان بن عيسى السِّجْزِيّ، وكان كذّابًا يضع الحديث".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1137) -في ترجمة (سليمان بن عيسى السِّجْزِيّ) - من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق مأمون بن أحمد السُّلَمِي، عن أحمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني، عن بشر بن السَّرِي، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، به.
قال السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 145) بعد ذكره لما تقدَّم: "ومأمون وشيخه كذَّابان. واللَّه أعلم".
وذكر ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 118): أنَّ (أحمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني) في إسناد ابن عساكر هو (الجُوَيْبَارِيّ).
أقول: (الجُوَيْبَارِيّ) كان ممَّن يُضْرَبُ المَثَلُ بكذبه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (216).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 241 - 242) عن الخطيب من طريقه الثاني، ثم نقل قوله المتقدِّم عنه.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 145)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 188).
* * *
479 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قرأنا على أبي الحسين بن مظفَّر، حدَّثكم أبو العبَّاس أحمد بن جعفر بن محمد بن المُثَنَّى البلْخِي، حدَّثنا عليّ بن مسلم، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا شُعْبَة، أخبرني محمد بن النُّعْمَان قال: سمعت طلحة اليَامي، عن رجل،
عن أخت عبد اللَّه بن رَوَاحَة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"وَجَبَ الخُرُوجُ على كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ في العِيْدَيْنِ".
(4/ 63) في ترجمة (أحمد بن جعفر بن محمد الورَّاق أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه جهالة الراوي عن أخت عبد اللَّه بن رَوَاحَة.
و (محمد بن النُّعْمَان) ترجم له في "الجرح والتعديل"(8/ 108) وفيه: "قيل لشُعْبَة من هو؟ قال: خير النَّاس". وقال أبو حاتم: "شيخ". وذكره ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 493) في ترجمة (محمد بن النُّعْمَان بن شِبْل البَصْرِي) وقال: "هَمَدَاني كوفي روى عن طلحة بن مُصَرِّف -يعني اليَامي- روى عنه شُعْبَة وأثنى عليه خيرًا".
و (أبو داود) هو (الطَّيَالِسِي، سليمان بن داود): ثقة صاحب المسند. وستأتي ترجمته في حديث (2039).
و (عليّ بن مسلم) هو (الطُّوسي أبو الحسن): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (440).
و (أبو الحسين بن مظفَّر) هو (محمد بن المظفَّر بن موسى البزَّاز): حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (197).
و (أخت عبد اللَّه بن رَوَاحَة) هي (عَمْرَة بنت رَوَاحَة) كما ورد التصريح باسمها في رواية الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 339) رقم (847).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 226 رقم (1622)، من الطريق: التي رواها الخطيب عنه.
لكن في "مسند الطَّيَالِسِي" المطبوع: "عن طلحة اليَامي، عن أخت عبد اللَّه بن رَوَاحَة"، من دون ذكر واسطة بينهما. وفيه سقط، فإنَّه في جميع المصادر التي خرَّجته:"عن طلحة اليَامي عن امرأة من عبد القيس عن أخت عبد اللَّه بن رَوَاحَة". وبعض هذه المصادر خَرَّجَته عن أبي داود الطَّيَالِسِي من طريقه المتقدِّم
(1)
كما سيأتي. وهذا يفيد أيضًا أنَّ قوله في إسناد الخطيب "عن رجل" خطأ أيضًا، والصواب ما تقدَّم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 163) عن أبي داود الطَّيَالِسِي، عن شُعْبَة، به.
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 358)، وعنه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 388 - 339) رقم (846)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 163)، عن محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد، عن شُعْبَة، به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 75) رقم (7152)، والبيهقي في "السنن
(1)
انظر "الإصابة" لابن حَجَر (4/ 366) -في ترجمة (عَمْرَة بنت رَوَاحَة الأنصارية) - فإنَّه ذَكَرَ أنَّ أبا داود الطَّيَالِسِي قد أخرجه في "مسنده" من الطريق التي خرَّجته المصادر الأخرى على الصواب الذي تقدَّم. لكن متن الحديث في "الإصابة" قد حُرِّف تحريفًا فاحشًا.
الكبرى" (3/ 306)، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/ 339) رقم (836)، من طرق، عن شُعْبَة، عن محمد بن النُّعْمَان، به.
وليس عندهم جميعًا قوله: "في العِيدَيْنِ"، عدا أبا يعلى فعنده:"وجب الخروج على كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ -يعني في العِيْدَيْنِ-".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 200): "رواه أحمد وأبو يعلى -وزاد: يعني في العِيْدَيْنِ-، والطبراني في "الكبير"، وفيه امرأة تابعية لم يذكر اسمها".
* * *
480 -
أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، أخبرنا محمد بن المظفَّر، أخبرنا أحمد بن جعفر الدُّوري الثَّعْلَبِي أبو عليّ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد، أخبرني الحسن بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ،
عن عليّ قال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن القرآن، فقال لي:"يا عليّ كلام اللَّه غير مخلوق".
(4/ 64) في ترجمة (أحمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الهيثم الثَّعْلَبي الدُّوري أبو عليّ، يعرف بابن وَجْه الشَّاة).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن جعفر الثَّعْلَبِي الدُّوري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 135): "في سنده أحمد بن جعفر الدُّوري، قال بعض أشياخه: وأظنه الذي اسم جدِّه عبد اللَّه، وهو مشهور بالوضع، واللَّه أعلم".
وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 87) لـ (أحمد بن جعفر بن عبد اللَّه). وقال: "شيخ لأبي نُعَيْم الحافظ، ذكر ابن طاهر أنَّه مشهور بالوضع". ومثله في "اللسان"(1/ 144) وأضاف: "وأظنه الذي بعده". يشير إلى (أحمد بن جعفر النَّسَائي أبو الفرج). وقد قال في ترجمته: "قال ابن فُرَات الحافظ: ليس بثقة. مات سنة ست وستين وثلاثمائة: روى عنه البَرْقَاني وأبو نُعَيْم. وقال الخطيب: سألت البَرْقَاني عنه فقال: كتبت عنه شيئًا يسيرًا ولا أعرف حاله".
أقول: ما ذكره ابن عَرَّاق عن بعض أشياخه من كون (أحمد بن جعفر الدُّوري) هو من اسم جَدِّه (عبد اللَّه)، وأنَّه مشهور بالوضع. مقبول من طرف ومتوقف فيه من جانب أخر
أمَّا الطرف المقبول، فهو أنَّ الذَّهَبِيّ قد ذكر أنَّه شيخ لأبي نُعَيْم، والحديث يرويه الخطيب من طريق (محمد بن المظفَّر)، عنه. وإذا علمنا أنَّ ولادة (أبي نُعَيْم) كانت سنة (336 هـ)، ووفاته (430 هـ)، وأنَّ (محمد بن المظفَّر البزَّاز) كانت وفاته سنة (379 هـ) -وهو أحد شيوخ أبي نُعَيْم أيضًا كما في "تاريخ بغداد"(3/ 263 - 264) -، كان ظن بعض أشياخ ابن عرَّاق قريبًا ولا يبعد.
أمَّا الطرف الذي فيه توقف، فهو أنَّ الخطيب عندما ساق نسبه قال:(أحمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الهيثم الثَّعْلَبِي الدُّوري)، فجدُّه هو (محمد بن عليّ)، بينما الذي نقله ابن عَرَّاق عن بعض أشياخه أن جدّه اسمه (عبد اللَّه)؟ وهو الذي ترجم له الذَّهَبِيّ ومن بعده، وهو الوضَّاع المشهور.
ومن المحتمل أن يكون (عبد اللَّه) هو جدُّه الأعلى البعيد، وهذا كثيرًا ما يصنعه الوضَّاعون تدليسًا وتَعْمِيَةً لكي لا يُعْرَفُوا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى العَلَوي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 37 - 38) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (الحسن بن موسى بن جعفر بن محمد العَلَوي) -عَمُّ والد محمد بن إسماعيل كما في "تاريخ بغداد"(2/ 38) في ترجمته- ولم أقف على من ترجم له.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد ذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة في الأخبار الموضوعة"(1/ 6) وعزاه للخطيب وحده، ولم يُبَيِّن علَّته.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 135) وعزاه للخطيب وحده أيضًا وقال: لم يُبَيِّن -يعني السُّيُوطيّ- علَّته، وفي سنده أحمد بن جعفر الدُّوري". ثم نقل عن بعض أشياخه ما تقدَّم عنه.
* * *
481 -
كتب إليَّ عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقِي يذكر أنَّ أبا الحسن أحمد بن جعفر الصَّيْدَلاني البغدادي أخبرهم بِدِمَشْق في المُحَرَّم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة قال: حدَّثنا الحسين بن عبيد المعروف بمِنْقَار.
وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليَزْدِي -بأَصْبَهَان قراءةً-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن موسى المُلْحَمِي، أخبرنا الحسن بن عثمان التُّسْتَرِي، قالا: حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثني المأمون، حدَّثني الرشيد، حدَّثني المهدي قال: دخل عليَّ سفيان الثَّوْري، فقلتُ: حدِّثني بأفضل فضيلة عندك لعليّ. فقال: حدَّثني سَلَمَة بن كُهَيْل، عن حُجَيَّة بن عدي،
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنت مِنِّي بمنزلةِ هارونَ مِنْ موسى، إلَّا أنَّه لا نَبِيَّ بعدي".
"لفظ حديث الصَّيْدَلاني".
(4/ 71) في ترجمة (أحمد بن جعفر بن محمد بن عليّ الصَّيْدَلاني أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (حُجَيَّة بن عدي الكِنْدِي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 225) وقال: "كان معروفًا، وليس بذاك".
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 110 رقم (261) وقال: "كوفي تابعي ثقة".
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 314) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ لا يُحْتَجُّ بحديثه، شبيه بالمجهول. . . ".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 192).
5 -
"الكاشف"(1/ 151) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"الميزان"(1/ 466) وقال: "هو صدوق إن شاء اللَّه. قد قال فيه العِجْلي: ثقة".
7 -
"ديوان الضعفاء والمتروكين" للذَّهَبِيّ ص 53 رقم (855) وقال: "قال أبو حاتم: شبه المجهول".
8 -
"التقريب"(1/ 155) وقال: "صدوق يخطئ، من الثالثة"/ 4.
كما أنَّ فيه جماعة من الخلفاء غير معروفين بالرواية.
وصاحب الترجمة (أحمد بن جعفر الصَّيْدَلاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه مطوَّلًا: الحاكم في "المستدرك"(2/ 337)، والبزَّار في "مسنده" -المعروف بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 59 - 60) رقم (817)، من طريق عبد اللَّه بن بُكَيْر الغَنَوي، عن حَكِيم بن جُبَيْر، عن الحسن بن سعد، عن أبيه
(1)
، عن عليّ مرفوعًا.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيّ بقوله: "أنَّى له الصحة، والوضع لائح عليه، وفي إسناده عبد اللَّه بن بُكَيْر الغَنَوي: منكر الحديث، عن حَكِيم بن جُبَيْر: وهو ضعيف يَتَرَفَّضُ".
وقال البزَّار: "هذا الحديث لا يُحْفَظُ عن عليّ إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وحَكِيم بن جُبَيْر فقد تقدَّم ذكرنا له في غير هذا الموضع لضعفه".
وقارن بما في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي (3/ 186).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 110): "رواه البزَّار، وفيه حَكِيم بن جُبَيْر، وهو متروك".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "المجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 273) رقم (3701) -، من طريق قَتَادَة، عن ابن المسيَّب، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"خَلَّقْتُكَ أن تكون خليفتي في أهلي. قال: أتَخَلَّفُ عنك يا رسول اللَّه! قال: ألا ترضى أن تكون مِنِّي بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنَّه لا نَبِيَّ بعدي".
(1)
قوله: "عن أبيه". لا يوجد في "المستدرك". والظاهر أنه سقط من المطبوع.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 110) بعد أن ذكره: "ورجاله رجال الصحيح".
والحديث صحيح مروي عن عدد من الصحابة. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (438).
* * *
482 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر بن أبي حفص النَّسَائي -في شارع دار الدقيق-، حدَّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدَّثنا سليمان بن حَرْب، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي بِشْر قال: سمعت أبا عُمَيْر بن أنس قال:
حدَّثني عمومة لي من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ رجلًا جاء في آخر يوم من رمضان، فزعم أنَّه رأى الهلال، فَأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ أنْ يُفْطِرُوا، وإذا أصبحوا أن يغدو إلى مُصَلَّاهُمْ.
(4/ 72 - 73) في ترجمة (أحمد بن جعفر بن أبي حفص النَّسَائي أبو الفرج).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح بلفظ: "أنَّ رَكْبًا" لا "رجلًا" كما عند الخطيب.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن جعفر بن أبي حفص النَّسَائي أبو الفرج)، وقد نقل الخطيب في ترجمته عن ابن الفُرَات قوله فيه:"كان غير ثقة لا أكتب عنه شيئًا. وقال الخطيب: سألت البَرْقَاني عنه فقال: "كتبت عنه شيئًا يسيرًا ولا أعرف حاله". وترجم له في "الميزان" (1/ 87)، و"اللسان" (1/ 87)، وليس فيهما زيادة عمَّا عند الخطيب.
و (أبو بِشْر) هو (ابن أبي وحْشِيَّة جعفر بن إياس اليَشْكُرِي الوَاسِطي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 129): "ثقة من أثبت النَّاس في سعيد بن جُبَيْر، وضعَّفه شُعْبَة في حبيب بن سالم وفي مجاهد، من الخامسة، مات سنة خمس، وقيل: ست وعشرين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(5/ 5 - 10)، و"التهذيب"(2/ 83 - 84).
و(أبو عُمَيْر بن أنس بن مالك الأنصاري)، ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 456) وقال:"قيل اسمه عبد اللَّه، ثقة، من الرابعة، قيل: كان أكبر ولد أنس بن مالك"/ د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "التهذيب"(12/ 188).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو داود في الصلاة، باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد (1/ 684 - 685) رقم (1157)، والنَّسَائي في العيدين، باب الخروج إلى العيدين من الغد (3/ 180)، وابن ماجه في الصيام، باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال (1/ 529) رقم (1653)، وأحمد في "المسند"(5/ 57)، وابن الجارود في "المنتقى" ص 102 رقم (266)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 387)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 67)، وعبد الرزَّاق في "مصنَّفه"(4/ 165) رقم (7339)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 170)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 316)، من طريق أبي بِشْر، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومةٍ له من الأنصار، به؛ لكن عندهم جميعًا أنَّ الذي رأى الهلال:(رَكْبٌ) وليس (رجلًا) كما عند الخطيب، ولذا اعتبرته من الزوائد.
قال الخَطَّابي في "معالم السُّنن"(2/ 33): "وحديث أبي عُمَيْر صحيح".
وأقرَّه المنذري في "مختصر سنن أبي داود"(2/ 33).
وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "هذا إسناد حسن".
وقال البيهقي: "هذا إسناد صحيح. . . . وعمومة أبي عُمَيْر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يكونون إلَّا ثقات".
وقال النووي في "المجموع شرح المُهَذَّب"(5/ 27): "حديث أبي عُمَيْر صحيح".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 87): "صحَّحه ابن المُنْذِر وابن السَّكَن وابن حَزْم".
وقال ابن حَجَر في "بلوغ المرام" ص 97 رقم (510) بعد أن عزاء لأحمد وأبي داود: "إسناده صحيح".
وانظر في الكلام على هذا الحديث: "نصب الراية"(2/ 211 - 212)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 87).
ولم أقف على من أخرجه بلفظ الخطيب: "أنَّ رجلًا". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
483 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن جعفر التَّوَّزِيّ الفقيه -بهَمَذَان-، حدَّثنا أبو عمر محمد بن العبَّاس بن حَيُّوْيَه الخَزَّاز
(1)
، حدَّثنا محمد بن هارون بن حُمَيْد بن المُجَدَّر قال: حدَّثنا أحمد بن الحسن بن خِرَاش
(2)
، حدَّثنا شَبَابَة، حدَّثنا شُعْبَة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر،
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الجَزَّار" بالجيم والراء المهملة في الأخير، والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 121)، و"الأنساب"(5/ 105)، و"السِّيَر"(16/ 409).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "حراش"، بالحاء المهملة. والتصويب من "المختارة" للضياء (3/ 339)، و"المعجم المشتمل" لابن عساكر ص 42 رقم (20)، و"تهذيب الكمال"(1/ 293)، وغيرها.
عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه سُئِلَ عن المسجد الذي أُسِّسَ على التَّقْوَى، فقال:"هو مَسْجِدِي هذا".
(4/ 79) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن خِرَاش أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده معلول. والحديث صحيح من طرق أخرى.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا الحديث غريب جدًّا، تفرَّد به أبو عمر بن حَيُّوْيَه بهذا الإسناد. وقد حدَّثني أبو بكر البَرْقاني قال: قال لي ابن حَيُّوْيَه: إنَّه عرض هذا الحديث على أبي الحسين بن مظفَّر واستغربه، وقال: ما كنت أظن هذا الحديث يصح -أو كما قال-. وقال البَرْقَاني: أهاب أن يكون دخل حديث في حديث على (أبي عمر) أو من قبله، فإنِّي لم أجده إلَّا عنده وإنَّما هذا الإسناد: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَوَى أُبَيًّا. قلت -القائل الخطيب-: وهذا القول صحيح، إلَّا أنَّ أبا عمر بن حَيُّوْيَه قد توبع على روايته عن ابن المُجَدَّر".
ثم ساق الخطيب رواية المتابعة هذه، وهي الحديث التالي رقم (484)، لكن لا قيمة لهذه المتابعة، لأنَّ الذي تابع (ابن المُجَدَّر) هو:(أبو الفتح الأَزْدِي محمد بن الحسين)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (282).
وقال الضياء المقدسي في "المختارة"(3/ 339) بعد أن رواه من الطريق المتقدِّم: "هذا الحديث في "أصل أبي عمر" بإصلاح أبي العبَّاس الفَزَاري وقال: أنا أبو عمر: رأيت ابن صَاعِد إذا شَكَّ في شيء [. . . .]
(1)
بهذا المتن، والمحفوظ بهذا الإسناد: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث إلى أُبَيٍّ طبيبًا فَكَوَاه".
(1)
في هذا الموضع كلمة قال محقق "المختارة" أنه لم يستطع قراءتها في المخطوطة.
و (جابر) هو (ابن عبد اللَّه بن عمرو بن حَرَام الأنصاري)، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين وهو ابن أربع وتسعين. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 443 - 454)، و"السِّيَر"(3/ 189 - 194)، و"الإصابة"(1/ 213).
و(أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإِسْكَاف): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).
و(الأعمش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(شُعْبة) هو (ابن الحجَّاج العَتَكي الوَاسِطي البَصْرِي أبو بِسْطَام): إمام حافظ ثقة، أمير المؤمنين في الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (261).
و(شَبَابَة) هو (ابن سَوَّار الفَزَاري المَدَائِني أبو عمرو): ثقة حافظ. وستأتي ترجمته في حديث (1627)
وصاحب الترجمة (أحمد بن الحسن بن خِرَاش أبو جعفر) قال الخطيب عنه: "ثقة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 13): "صدوق من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين -يعني ومائتين-، وله ستون"/ م ت. وانظر ترجمته أيضًا في: "تهذيب الكمال"(1/ 293 - 294)، و"التهذيب"(1/ 24).
و(محمد بن هارون بن حُمَيْد بن المُجَدَّر
(1)
أبو بكر البَيِّع) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 357) وقال: "ثقة". وفيه عن أبي الحسن الجَرَّاحي: "كان يُعْرَفُ بالانحراف عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه". وترجم له
(1)
بضم الميم، وفتح الجيم بعدها، وتشديد الدال المفتوحة المهملة، وفي آخرها راء مهملة. كما في "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 2155 - 2156)، و"المشتبه" للذَّهَبِيّ (2/ 573)، و"تبصبر المنتبه" لابن حَجَر (4/ 1256). وقد ضُبط في "الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 210) بكسر الدال المهملة المشددة، وهو خطأ.
الذَّهَبِيّ في "الميزان"(4/ 57) وقال: "صدوق مشهور، لكن فيه نَصْبٌ وانحراف".
و(أبو عمر محمد بن العبَّاس بن محمد الخَزَّاز البغدادي، المعروف بابن حَيُّوْيَه)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر" (16/ 409 - 410) ونَعَتَهُ بقوله:"الإمام المحدِّث الثقة المُسْنِد. . . من علماء الحديث". وترجم له الخطيب من قبل في تاريخه (3/ 121 - 122) وقال: "كان ثقة". ونقل توثيقه عن البَرْقَاني والعَتِيقي والأَزْهَرِي. وكانت وفاته عام (382 هـ).
وشيخ الخطيب (أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن جعفر التَّوَّزِيّ) لم أقف على ترجمته في كُلِّ ما رجعت إليه.
التخريج:
رواه الضياء المَقْدِسي في "المختارة"(3/ 339) رقم (1133)، من طريق أبي محمد الحسن بن عليّ الجَوْهَري، عن أبي عمر محمد بن العبَّاس بن محمد بن حَيُّوْيَه، به.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 373)، وأحمد في "المسند"(5/ 116)، وعَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 191) رقم (166)، والطبري في "تفسيره"(14/ 480) رقم (17219)، وأبو سعيد الجَنَدِيّ في "فضائل المدينة" ص 35 رقم (46)، من طريق عبد اللَّه بن عامر، عن عِمْرَان بن أبي أنس، عن سهل بن سعد، عن أُبَيِّ بن كعب مرفوعًا به.
أقول: إسناده ضعيف، ففيه (عبد اللَّه بن عامر الأسْلَمي المَدَني أبو عامر) وهو ضعيف كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 89)، وابن حَجَر في "التقريب" (1/ 425). وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"تهذيب الكمال"(15/ 150 - 153)، و"التهذيب"(5/ 275 - 276).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 10): "رواه أحمد، وفيه عبد اللَّه بن عامر الأسْلَمِي وهو ضعيف".
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"فضائل المدينة" لأبي سعيد الجَنَدي ص 34 - 35، و"جامع الأصول"(9/ 330 - 331)، و"مجمع الزوائد"(4/ 10 - 11) و (7/ 34)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 215)، و"الدُّرّ المنثور"(4/ 286 - 288).
ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم، في الحجِّ، باب بيان أنَّ المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة (2/ 1015) رقم (1398)، وغيره، عن أبي سعيد الخُدْري أنَّه قال:"دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بَيْتِ بعض نِسَائِهِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه أيُّ المَسْجِدَيْنِ الذي أُسِّسَ على التَّقْوَى؟ قال: فَأخَذَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءِ فَضَرَبَ به الأرضَ، ثُمَّ قال: هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا".
* * *
484 -
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن بُكَيْر، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ الحافظ، حدَّثنا محمد بن هارون بن حُمَيْد بن المُجَدَّر، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن خِرَاش، حدَّثنا شَبَابَة بن سَوَّار الفَزَاري أبو عمرو، حدَّثنا شُعْبَة بن الحجَّاج، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر،
عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن المسجدِ الذي أُسِّسَ على التَّقْوَى، قال:"هو مَسْجِدِي".
(4/ 79) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن خِرَاش أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (282).
وقد تقدَّم الكلام على رجال إسناده في الحديث السابق رقم (483).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (483).
* * *
485 -
أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار
(1)
، حدَّثنا عيسى بن حامد أبو الحسين القاضي، حدَّثنا أحمد بن الحسن -المعروف بأبي حُبَيْش-، حدَّثنا يحيى بن مَعِين بن عَوْن أبو زكريا، حدَّثنا أبو بكر عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تعلَّم القرآن وحفظه أدخله اللَّه الجنَّة، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كُلٌّ قد أوجبوا النَّار".
(4/ 81) في ترجمة (أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش)
(2)
.
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش)، وقد اتَّهمه الخطيب بوضع هذا الحديث كما سيأتي. وترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (1/ 91) وساق حديثه هذا وقال:"اتَّهمه الخطيب بوضعه". ومثله في "اللسان"(1/ 153)، و"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 52 رقم (35).
(1)
صُحَّفَ في المطبوع إلى: "النكار"، والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 39)، و"السِّيَر"(17/ 472).
(2)
في "الميزان"(1/ 91)، و"اللسان"(1/ 153)، و"الكشف الحثيث" ص 52:"أبو حَنَش".
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد، والحَمْلُ فيه على أبي حُبَيْش، فإنَّ مَنْ عَدَاهُ ثقة. وقد روى مَخْلَد بن جعفر، عن أبي حُبَيْش أحمد بن محمد، عن أبي خَيْثَمَة زهير بن حَرْب. ولعل شيخ مَخْلَد، وشيخ عيسى بن حامد، واحد".
التخريج:
رواه الخطيب في "تاريخه"(4/ 430) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الحسين السَّقطِي أبو الحسين)، من طريق أحمد بن محمد السَّقَطِي هذا، عن يحيى بن مَعِين، به.
وقال: "رجال إسناده كلُّهم ثقات إلَّا السَّقَطِي، والحديث غير ثابت".
كما رواه في "تاريخه"(11/ 395) في ترجمة (عليّ بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسن)، من طريق عليّ بن الحسين السَّقَطِي هذا، عن يحيى بن مَعِين، به.
وقد قال في ترجمته قَبْلُ: "حدَّث عن يحيى بن مَعِين حديثًا منكرًا".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 107) عن الخطيب من طريق أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي المتقدِّم، وقال:"فيه أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي اتَّهمه به الخطيب". ثم نقل قول الخطيب بخصوص هذا الطريق.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 298) -في الفصل الثالث، والمتضمن للأحاديث التي ذكرها السُّيُوطيّ ممّا فات ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب وحده، وقال:"فيه أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطي، اتَّهمه به الخطيب".
وقال ابن عَرَّاق أيضًا: "هذا الحديث أورده الذَّهَبِيُّ في "الميزان" في ترجمة (أحمد بن الحسين
(1)
أبي حَنَش السَّقَطِي) وقال: اتَّهمه الخطيب بوضع هذا
(1)
في "الميزان"(1/ 91)، و"اللسان"(1/ 153)، و"الكشف الحثيث" ص 52:"أحمد بن الحسن"، ودون ذكر نسبة (السَّقَطِي) في ترجمته أيضًا.
الحديث، ثم أعاده الذَّهَبِيّ في ترجمة (أحمد بن الحسين السَّقَطِي)، قال: ذكروا أنَّه وضع حديثًا، فذكر الحديث بالسند بعينه، ثم قال: قال ابن الجَوْزي: وضعه السَّقَطِي. وزاد ابن حَجَر في "اللسان" - (4/ 221) - ترجمة (عليّ بن الحسين السَّقَطِي)، وذكر فيها الحديث بسنده بعينه، ثم قال: قال الخطيب: هذا حديث منكر. فلا أدري أهؤلاء السَّقَطِيون جماعة تواردوا على هذا الحديث بسند واحد، أَمْ واحدٌ خُبِطَ في اسمه ونسبه، ولم أر من تعرَّض لذلك فليحرر واللَّه أعلم".
أقول: الظاهر أنَّ اثنين من الثلاثة، هما واحد:(أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش) و (أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسين)، يدلُّ عليه قول الحافظ الخطيب في "تاريخه" (4/ 81) في ترجمة (أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش):"وقد روى مَخْلَد بن جعفر، عن أبي حُبَيْش أحمد بن محمد، عن أبي خَيْثَمَة زهير بن حَرْب، ولعل شيخ مَخْلَد وشيخ عيسى بن حامد واحد". قال هذا بعد أن أورد الحديث من طريق عيسى بن حامد عن أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش، ممّا يشير أنَّه كان يستظهر أنَّ (أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش) و (أحمد بن محمد أبو حُبَيْش) واحد.
و(أحمد بن محمد أبو حُبَيْش) هو: (أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسين) الذي ساق الخطيب الحديث من طريقه ثانيًا، فإنَّه يرويه في "تاريخه"(4/ 430) من طريق عيسى بن حامد بن بشر القاضي، عنه، به. فالراوي عن (أحمد بن الحسن أبو حُبَيْش) و (أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسين)، واحد أيضًا هو:(عيسى بن حامد).
أمَّا الثالث: (عليّ بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسن) فإنَّ الراوي عنه، هو (عمر بن أحمد بن يوسف بن نُعَيْم الوكيل) كما في "تاريخ بغداد"(11/ 395)، مع ملاحظة أنَّ الثلاثة إنما رووه عن (يحيى بن مَعِين)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
486 -
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العَبْدَوِي -بنَيْسَابُور-، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد الهَرَوي -واللفظ له-، قالا: حدَّثنا أبو بكر بن إبراهيم الإِسْمَاعِيلي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن الحسن -من كتابه الأصل حديثًا بيِّنًا-.
وحدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَري -بِحُلْوَان-، حدَّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن القاسم العَبْدِي -بجُرْجَان-، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي، أخبرنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِي، عن أنس بن مالك،
عن أبي بكر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أهْدَى جَمَلًا لأبي جَهْلٍ.
(4/ 82 - 83) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ من هذا الطريق، والصواب أنَّه عن مالك عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري مُرْسَلًا كما قال الدَّارَقُطْنِيّ فيما سيأتي عنه. كما ورد من طريق حسن من حديث ابن عبَّاس.
وقد توسَّع الحافظ الخطيب للغاية في نقد هذا الحديث والكلام عليه عقب روايته له، وخلاصة ما قال، هو: أنَّ (سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني) قد وَهِمَ في هذا الحديث، وأنَّ الحَمْلَ فيه عليه، وليس على صاحب الترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي) كما قاله الدَّارَقُطْنِيّ، لأَنَّ (يعقوب بن يوسف الأَخْرَم) -وهو ثقة-، قد تابع (الصُّوفي)، كما أنَّ (محمد بن عَبْدَة بن حَرْب القاضي) قد تابعه أيضًا، ولكن لا قيمة لمتابعته لأنه متروك، ولأنَّ الراوي عنه هو (أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْديّ) وفيه نظر. فالتعويل على رواية (يعقوب بن يوسف
الأَخْرَم) في متابعة (الصُّوفي)، وهذه المتابعة تدلُّ على أنَّ الوَهَمَ ليس من (الصُّوفي)، بل من (سُوَيد بن سعيد).
على أنَّ هذا الحديث هو ما أنكره النَّاس قديمًا على (سُوَيْد)، فابن مَعِين عندما ذُكِرَ له هذا الحديث عن (سُوَيْد)، قال:"لو أنَّ عندي فَرَسًا خرجتُ أغزوه".
وقد ضَعَّفَ البَرْقَاني الحديث، فقال: هذا حديث خطأ، دخل حديث في حديث. وقال ابن صَاعِد: ليس بصحيح. وقال عبيد بن محمد الحافظ: كذب. وقال ابن مُظاهِر
(1)
: صحيح.
وقد ذكره الإمام الدَّارَقُطْنِيّ في "علله"(1/ 226) من طريق أبي عبد اللَّه الصُّوفي، عن سُوَيْد، به. وقال:"الصواب عن مالك، عن عبد اللَّه بن أبي بكر مُرْسَلًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والوَهَمُ فيه من الصُّوفي".
و(سُوَيْد بن سعيد بن سهل الهَرَوي الحَدَثَاني أبو محمد)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 340):"صدوق في نفسه، إلَّا أنَّه عَمِيَ فصار يَتَلَقَّنُ ما ليس من حديثه، فأَفْحَشَ فيه ابن مَعِين القول". وستأتي ترجمته في حديث (947).
وصاحب الترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي) قال الخطيب عنه: "ثقة".
التخريج:
رواه أبو بكر الإسْمَاعيلي في "معجمه" ص 15 رقم (2) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
(1)
صُحِّفَ في "تاريخ بغداد"(4/ 83) إلى: "ابن مطاهر" بالطاء المهملة، والتصويب من "تبصير المنتبه"(4/ 1296)، و"تاريخ أصبهان"(2/ 72)، و"السِّيَر"(14/ 563). وهو (عبد اللَّه بن مُظَاهِر الأصبهاني أبو محمد)، نَعَتَهُ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" بقوله:"الحافظ البارع، أحد الأذكياء الأفراد". وتوفي عام (304 هـ) شابًّا.
ورواه عن الإسماعيلي من طريقه هذا: السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 114، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 230).
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 230) من طريق يعقوب بن يوسف الأخْرَم، عن سُوَيْد بن سعيد، به.
ورواه مالك في "الموطأ"(1/ 377) -في الحجِّ، باب ما يجوز من الهدي-، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 230)، عن نافع، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم مُرْسَلًا:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أهْدَى جَمَلًا كان لأبي جهل بن هشام، في حَجٍّ أو عُمْرَةٍ".
قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد"(17/ 413 - 414): "لم يختلف الرواة لـ (الموطأ) عن مالكٍ -فيما علمت قديمًا وحديثًا- أنَّ هذا الحديث في (الموطأ) لمالكٍ، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، وليس لنافع فيه ذكر، ولا وجه لذكر نافع فيه، ولم يرو نافع عن عبد اللَّه بن أبي بكر قطّ شيئًا، بل عبد اللَّه بن أبي بكر ممن يصلح أن يروي عن نافع، وقد روى عن نافعٍ من هو أجلّ منه. . . ورواه سُوَيد بن سعيد، عن مالكٍ، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، عن أبي بكر. . وهذا مِنْ خطأ سُوَيْد وغلطه".
والخبر رواه أبو داود في المناسك، باب في الهدي (2/ 360 - 361) رقم (1749) عن ابن عبَّاس: "أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَهْدَى عام الحُدَيْبِيَة، في هدايا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، جَمَلًا كان لأبي جهل في رأسه بُرَةُ
(1)
فِضَّةٍ -قال ابن مِنْهَال: بُرَةُ ذَهَبٍ. وزاد النُّفَيْلِي-: يغيظ بذلك المشركين"
(2)
.
وفي إسناده (محمد بن إسحاق) وهو مدلِّس ولم يصرِّح بالتحديث عند
(1)
البُرَةُ: حلقة تجعل في أَنْفِ البعير، يُشَدُّ فيها الزمام، وتجمع على البُرِين. انظر "النهاية"(1/ 122)، و"معالم السنن" للخطَّابي (2/ 288).
(2)
معناه كما قال الخَطَّابي في "معالم السنن"(2/ 288): "أنَّ هذا الجمل كان معروفًا بأبي جهل، فحازه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في سَلَبِهِ، فكان يغيظهم أن يروه في يده، وصاحبه قَتِيلٌ سَلِيبٌ".
أبي داود، وصرَّح بذلك عند أحمد في "المسند"(1/ 261)، فهو حسن.
وصحَّحَ الشيخ أحمد شاكر إسناده في تعليقه على "مسند أحمد"(4/ 108) رقم (2362).
ورواه ابن ماجه مختصرًا، في المناسك، باب الهدي من الإناث والذكور، عن ابن عبَّاس:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى في بُدْنِهِ جَمَلًا لأبي جَهْلٍ، بُرَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ". وإسناده حسن.
وقد ذكر البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 229 - 230)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد"(17/ 414 - 415)، روايات الحديث المختلفة فانظرها إن شئت.
وهذا الجَمَلُ كان ممّا غنمه المسلمون من المشركين يوم بَدْرٍ كما في رواية أحمد.
وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(4/ 173) من حديث عبد اللَّه بن عمر بإسناد ضعيف. وسيأتي برقم (531).
* * *
487 -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم الضَّبِّي، حدَّثنا أبو النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه -بالطَّابَرَان-، حدَّثنا يعقوب بن يوسف الأَخْرَم -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، عن مالكٍ، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس،
عن أبي بكرٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى جَمَلًا لأَبي جَهْلٍ.
(4/ 84) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ من هذا الطريق، والصواب أنَّه عن مالك عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري مُرْسَلًا. وقد ورد من طريقٍ حَسَنٍ من حديث ابن عبَّاس.
وقد سبق في الحديث المتقدِّم (486) الكلام على إسناده.
التخريج:
تقدم تخريجه في الحديث السابق رقم (486).
* * *
488 -
أخبرنا إبراهيم، عن عمر البَرْمَكِي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدي، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار، ومحمد بن عَبْدَة بن حَرْب القاضي، قالا: حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس،
عن أبي بكر الصِّدِّيق، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى جَمَلًا لأبي جَهْلٍ.
(4/ 84) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ من هذا الطريق، والصواب أنَّه عن مالك عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري مُرْسَلًا. وقد ورد من طريقٍ حَسَنٍ من حديث ابن عبَّاس.
وقد سبق الكلام عليه في حديث رقم (486).
وقال الخطيب عقب روايته له: "لم أره عن محمد بن عَبْدَة إلَّا من رواية الأَزْدِيّ عنه، وفي الأَزْدِيّ نظر، ومحمد بن عَبْدَة متروك".
أقول: (أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (282).
و (محمد بن عَبْدَة بن حَرْب القاضي أبو عبد اللَّه) قد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(6/ 2302) وقال: "كان يُحَدِّث من كتب النَّاس عن قومٍ لم يرهم". وقال أيضًا: "الضَّعْفُ على حديثه بَيِّنٌ". ونقل عن إبراهيم بن محمد بن عيسى ما يفيد كذبه.
2 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 97 رقم (44) وقال: "لا شيء، آية
(1)
".
3 -
"تاريخ بغداد"(2/ 379 - 380) وفيه عن البَرْقَاني: "من المتروكين". وقال الخطيب فيما تقدَّم عنه في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي): "متروك".
4 -
"المغني"(2/ 610) وقال: "متأخر، كذَّبه أبو أحمد بن عدي".
5 -
"اللسان"(5/ 272 - 273) وذكر ما تقدَّم.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث رقم (486).
* * *
489 -
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المَقْدِسي -بسَازَة-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن جعفر الفُقَاعي -بأُرْمِيَة-، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي قال: قصدت باب أبي الربيع الزَّهْرَاني واستأذنت، فخرجت جارية وقالت: الشيخ مشغول، فجلست ساعة ثم قرعت، فخرجت أيضًا وقالت: مشغول، فجلست أيضًا ساعة ثم استأذنت، فخرجت وقالت: مشغول، فقلت: قولي للشيخ: بغدادي وصوفي وصاحب حديث! فقال: زُبْدٌ ببرسنان. قولي: ادخل، فدخلت وبين يديه جام فَالُوذ
(2)
، فلقَّمني لُقْمَةً، وقال: حدَّثني فُلَيْح قال: حدَّثنا الزُّهْرِيّ،
(1)
هكذا في "السؤالات": "آية". وفي "الميزان"(3/ 634)، و"اللسان" (5/ 272):"آفة". وهو الأقرب، واللَّه أعلم.
(2)
هكذا في المطبوع: "فالوذ". وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 28)، و"اللآلئ المصنوعة" (2/ 245):"فَالُوذج". وكلاهما وارد. وهو لُباب البُرِّ يُلْبَكُ مع عسل النَّحْل. وهو فارسي معرَّب. انظر: "المفصَّل في الألفاظ الفارسية المعرَّبة" للدكتور صلاح الدين المنجد ص 62.
حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَقَّمَ أخاهُ لُقْمَةً حَلْوَاءَ ولم يكن ذلك مخافةً مِنْ شَرِّهِ ولا رجاءً لخَيْرِهِ، صَرَفَ اللَّه عنه سبعين بَلْوَى في القيامة".
(4/ 85) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث منكر جدًّا وإسناده صحيح
(1)
، وقد كنت أظن الحَمْلَ فيه على الفُقَاعي، والفُقَاعي مشهور عندهم: ثقة. قال ومات بعد سنة سبعين وثلاثمائة ولم يدرك الصُّوفي".
ثم ساق الخطيب الحديث من طريق أبي القاسم بن السَّوْطي، عن محمد بن الفَرُّخَان، عن أحمد بن عبد الجبَّار، عن أبي الربيع الزَّهْرَاني، عن فُلَيْح بن سليمان، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أبيه، عن أنس بن مالك مرفوعًا بنحوه -وهو الحديث التالي رقم (502) - وقال:"فبانت له علَّة الحديث الأول، إذ الحَمْلَ فيه على ابن الفَرُّخان، وبرئ ابن الفُقَاعي منه ومن رواه. وسقط اسم محمد بن الفَرُّخان من كتاب شيخنا المَقْدِسي واللَّه أعلم. . . وأمَّا الخلاف في إسناد رواية الفُقَاعي وابن السَّوْطي فغير ممتنع أن يكون من جهة ابن الفَرُّخان، وأنَّه كان يرويه على ما يتفق له، أو من جهة ابن السَّوْطي فإنَّه أيضًا ظاهر التخليط، واللَّه أعلم".
أقول: (محمد بن الفَرُّخَان الدُّوري أبو الطَّيِّب): مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (331).
و(الحسين بن محمد بن إسحاق السَّوطي): كثير الوَهَم شنيع الغلط. وستأتي ترجمته في الحديث التالي رقم (490).
(1)
يعني في بادئ النظر.
و (أبو الربيع الزَّهْرَاني) هو (سليمان بن داود العَتَكي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (406).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 54)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 28)، والشَّجَرِي في "أماليه"(2/ 149)، من طريق مُجَاشِع بن عمرو، عن خالد العَبْد
(1)
، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"مَنْ لقَّم أخاه لُقْمَة حلو صرف اللَّه عنه مرارة الموقف يوم القيامة".
قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث يزيد، تفرَّد به عنه خالد".
وقال ابن الجَوْزِي: "يزيد الرَّقَاشي. . . متروك، وخالد العَبْد: رَمَاهُ الفَلَّاس بأنَّه يضع الحديث، وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: هو متروك الحديث".
أقول: في إسناده أوَّلًا (مُجَاشِع بن عمرو الأَسَدِي) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1782).
وفيه (خالد بن عبد الرحمن العَبْد)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه" (1/ 633) وقال:"رماه عمرو بن عليّ -يعني الفَلَّاس- بالوضع. وكذَّبه الدَّارَقُطْنِيّ. وقال ابن حِبَّان: كان يسرق الحديث، ويحدِّث من كتب النَّاس".
وفيه (يزيد بن أبَان الرَّقَاشي البَصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
وله طريق ثالث ذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 246)، حيث يقول:"ثم رأيت في كتاب "نزهة المذاكرة" من طريق عمر بن شَبَّة، عن سليمان بن
(1)
تَصَحَّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "العبدي". والتصويب من "المجروحين"(1/ 280)، و"الميزان"(1/ 633)، و"الكشف الحثيث" ص 160 رقم (261). وفي "أمالي الشَّجَري":"خالد بن عبد اللَّه الوَاسِطي".
سَلَمَة، عن عبد الرحمن بن عبد السلام الرَّحبي قال: حدَّثني سعيد بن ضِرار، عن أنس بن مالك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: من لقَّم أخاه المسلم لُقْمَةَ حلاوة وقاه اللَّه مرارة الموقف يوم القيامة".
قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 262): "سعيد بن عبد اللَّه بن ضِرار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أبو حاتم: ليس بالقويّ، واللَّه أعلم".
وأضاف ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 256): "وعنه سليمان بن سَلَمَة بن
(1)
عبد الرحمن بن عبد السلام الرَّحبي ما عرفته".
ومن طريق الخطيب المتقدِّم رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 28 - 29)، ونقل قول الخطيب السابق.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن شاهين في "الأفراد"، وفي إسناده (فَضَالَة بن حُصَيْن الضَّبِّي) وقد اتُّهم. كما أنَّ فيه غيره من الضعفاء والمتروكين. انظر:"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 29)، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (2/ 246)، و"اللسان" لابن حَجَر (4/ 435)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوكَاني ص 182.
وقال ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(3/ 29): "هذه الأحاديث ليس فيها: ما يصحُّ".
وقد ذكره الإمام ابن قيِّم الجَوْزِيَّة في "المنار المُنيف" ص 65 في جملة الأحاديث التي هي "بوصف الأطباء والطُّرُقيَّة أشبه وأليق".
كما ذكره الإمام القاري في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" ص 316 رقم (1216).
* * *
(1)
هكذا في "تنزيه الشريعة": "بن". وفي "اللآلئ": "عن".
490 -
أخبرنا أبو عليّ الحسم بن محمد بن إسماعيل البزَّار، حدَّثنا أبو القاسم بن السَّوْطي الحسين بن محمد بن إسحاق البزَّار قال: سمعت أبا الطيِّب محمد بن الفَرُّخَان الدُّوري يقول: سمعت أحمد بن عبد الجبَّار الصُّوفي يقول: لما مضيت إلى أبي الربيع الزَّهْرَاني إلى البَصْرة لأسمع منه الحديث، وكان رأيه رأي الصُّوفية، ضربت الباب، فقالت الجارية: هو على حاجة، فقلت لها قولي: صوفي بغدادي صاحب حديث! فقال: افتحي له، فدخلت إليه، فقال: إذا كان الصُّوفي بغداديًا صاحب حديث فهو الزُّبْدُ بالبرسنان، ادنُ يا غلام، ثم ناولني لُقْمَة فالوذج، ثم قال لي: كُلْ، ثم قال: اكتب، حدَّثني فُلَيْح بن سليمان، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أبيه،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لَقَّمَ أخاه المسلم لقمة حلوى لا يرجو بها خيره ولا يتَّقي بها شرَّه، لا بريد بها إلَّا اللَّه، وقاه اللَّه مرارة الموقف يوم القيامة".
(4/ 85 - 86) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق (489).
و (أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق السَّوْطِي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 102 - 103) وقال: "كان كثير الوَهَم، شنيع الغلط". وقال: "وقد رأيت لابن السَّوْطِي أوهامًا كثيرة". وتوفي عام (393 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 547)، وابن حَجَر في "اللسان"(2/ 313)، ونقلا ما تقدَّم عن الخطيب. وقد صُحِّفَ "السَّوْطِي" في "اللسان" إلى:"السبطي".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (489).
* * *
491 -
أخبرنا أبو الفرج بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَاني، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان بن إسماعيل بن حمَّاد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي -ببغداد-، حدَّثنا إبراهيم بن راشد الأَدَمِي، حدَّثنا داود بن مِهْران الدَّبَّاغ، حدَّثنا حمَّاد بن شُعَيْب، عن أبي الزُّبَيْر، عن طاوس، عن ابن عبَّاس،
عن البَرَاء بن عازب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نزل مَرَّ الظَّهْرَان
(1)
فَأُهْدِي له عضد حمار وَحْشِيٍّ، فردَّه على الرسول، وقال:"اقرأ عليه السلام وقُلْ لولا أنَّا حُرُمٌ ما رددناه عليك".
(4/ 87) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن هارون الخَرَّاز الصَّبَّاحي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ورد بنحوه من طرق صحيحة.
ففيه (حمَّاد بن شُعَيْب الحِمَّاني التَّمِيمي الكوفي أبو شُعَيْب) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 132 - 133) وقال: "ليس بشيء". وقال مَرَّةً: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 25) وقال: "فيه نظر".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 83 رقم (137) وقال: "ضعيف".
(1)
قال في "مراصد الاطلاع"(2/ 906): "الظَّهْرَان: وادٍ قريب من مكَّة، وعندها قرية يقال لها مرّ الظَّهْرَان".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 313 - 314) وذكر له حديثًا وقال: "لا يتابعه عليه إلّا مَنْ هو دونه ومثله".
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 142) وفيه عن أحمد: "لا أدري كيف هو". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 251) وقال: "يقلب الأخبار، ويرويها على غير جهتها".
7 -
"الكامل"(2/ 659 - 661) وقال: "وأحاديثه يرويها عن القَتَّات
(1)
، وأكثرها ممَّا لا يُتَابَعُ عليه، وهو ممَّن يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه".
8 -
"المغني"(1/ 189) وقال: "ضعَّفوه".
9 -
"لسان الميزان"(2/ 348) وفيه عن البُخَاري: "تركوا حديثه". وقال: السَّاجي: "فيه ضعف". وقال ابن حَجَر: "وأخرج له مع هذا الحاكم في "مستدركهـ"".
و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد مسلم بن تَدْرُس الأَسَدي): ثقة مُدَلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (309).
و(طاوس) هو (ابن كَيْسَان اليَمَاني الحِمْيَري أبو عبد الرحمن): إمام ثقة فقيه. وستأتي ترجمته في حديث (1745).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 222 - 223) رقم (1716) -، وفي "المعجم الصغير"(1/ 50)
(1)
هو (أبو يحيى القَتَّات)، وقد اختلف في اسمه، وهو ليِّن الحديث. وستأتي ترجمته في حديث (718).
من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن أبي الزُّبَيْر إلَّا حمَّاد بن شُعَيْب، تفرَّد به ابن الدَّبَّاغ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 230): "رواه الطبراني في "الصغير"، و"الأوسط"، وفيه حمَّاد بن شُعَيْب وهو ضعيف".
وقد ورد بنحوه من حديث بعض الصحابة، انظر:"جامع الأصول"(3/ 61 - 63)، و"مجمع الزوائد"(3/ 229 - 230)، و"المصنَّف" لعبد الرزَّاق (4/ 426 - 427)، و"فتح الباري"(4/ 31 - 34).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الحجِّ، باب إذا أَهْدَى للمُحْرِمِ حِمَارًا وَحْشِيًّا لم يَقْبَلْ (4/ 31) رقم (1825)، ومسلم في الحجِّ، باب تحريم الصيد للمُحْرِم (2/ 850) رقم (1193)، وغيرهما، عن الصَّعْبِ بن جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ: "أنَّه أَهْدَى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وَحْشِيًّا وهو بالأَبْوَاءِ -أو بوَدَّانَ
(1)
- فردَّه عليه، فلمَّا رأى ما في وَجْهِهِ قال: إنَّا لم نَرُدَّهُ عليكَ، إلَّا أَنَّا حُرُمٌ".
* * *
492 -
حدَّثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم -بأَصْبَهَان-، وأبو طالب يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ -بحُلْوَان-، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المُقْرئ، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن الحسن بن عليّ بن الحسين المُقْرئ -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن عبد النُّور الكوفي، حدَّثنا أبو يوسف الأعشى، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَهَادَوْا فإنَّ الهَدِيَّةَ تُخْرِجُ الضَّغَائِنَ مِنَ القُلُوْبِ".
(4/ 88) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عليّ بن الحسين المُقْرئ أبو عليّ دُبَيْس).
(1)
قال النووي في "شرح صحيح مسلم"(8/ 104): "هما مكانان بين مكَّة والمدينة".
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وله شواهد معلَّة. وقد ورد من طريقٍ حَسَنٍ عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "تَهَادَوْا تَحَابُّوا".
ففيه (أبو يوسف الأعشى) وهو (يعقوب بن محمد بن عُبَيْد الكوفي)، وقد ترجم له الذَّهَبيُّ في "ميزانه" (4/ 455 - 456) ونقل عن الأَزْديّ قوله فيه:"كذَّاب رجل سوء". وقد مات في حدود المائتين. ومثله في "اللسان"(6/ 311).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الحسن المُقرئ أبو عليّ دُبَيْس)، قال الخطيب عنه:"منكر الحديث". ونقل عن الدَّارقُطْنِيّ قوله فيه: "ليس بثقة". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 153) وذَكَرَ ما تقدَّم.
التخريج:
رواه محمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاوي في "معجم شيوخه" ص 76 - 77، وعنه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(1/ 383) رقم (430)، من طريق محمد بن أحمد الحَكِيمي، عن محمد بن عبد النُّور الكوفي، به، بلفظ:"تَهَادَوْا فإنَّ الهَدِيَّةَ تُذْهِبُ الضَّغَائِنَ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 267) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ودُبَيْس ليس بثقة".
وفي "التلخيص الحَبِير" لابن حَجَر (3/ 69): "قال ابن طاهر: لا أصل له عن هشام".
وله شواهد عدَّة معلَّة، انظرها في:"شُعَب الإيمان"(6/ 479 - 480) -ط بيروت-، و"مسند الشِّهاب"(1/ 380 - 383)، و"جامع الأصول"(11/ 609)، و"مجمع الزوائد"(4/ 146 - 147)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 434)، و"نصب الراية"(4/ 120 - 121)، و"التخليص الحَبِير" (3/ 69 -
70)، و"المقاصد الحسنة" ص 165 - 166، و"افتح الوهَّاب بتخريج أحاديث الشِّهاب" للغُمَاري (1/ 466 - 471).
وقد روى البخاري في "الأدب المفرد" ص 205 رقم (594)، وتمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(2/ 888) رقم (1569)، والدُّولابي في "الكُنَى والأَسماء"(1/ 150) و (2/ 7)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 169)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1434) -في ترجمة (ضِمَام بن إسماعيل المِصْري) -، وأبو يعلى في "مسنده"(11/ 9) رقم (6148)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 414) -مخطوط-، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 479) رقم (8976) -ط بيروت-، والنَّسَائي في "الكُنَى" -كما في "نصب الراية"(4/ 120) -، من طريق ضِمَام بن إسماعيل، عن موسى بن وَرْدَان، عن أبي هريرة مرفوعًا:"تَهَادَوْا تَحَابُّوا".
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 70): "وإسناده حسن".
* * *
493 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد السُّتُوري قال: قُرِئَ على أبي الفتح احمد بن الحسن بن محمد بن سهل المالكي المِصْري -وأنا أسمع- قال: حدَّثنا محمد بن صالح الخَوْلاني، حدَّثنا بَحْر بن نصر قال: قُرِئَ على أسد بن موسى، حَدَّثَكَ ابن لَهِيعة، حدَّثنا دَرَّاج أبو السَّمْح، عن أبي الهيثم،
عن أبي سعيد الخُدْري، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنَّ رجلًا قال له: يا رسول اللَّه طُوبى لمن رآك وآمن بك. قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن ولم يرني". فقال له رجل: يا رسول اللَّه ما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنَّة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنَّة تخرج من أكمامها".
(4/ 90 - 91) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن محمد المالكي المُقرئ أبو الفتح، يعرف بابن الحِمْصِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد ورد بنحوه -من دون ما يتعلق بتفسير (طوبى) - من طرق عدَّة، بمجموعها يكون حسنًا.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
كما أنَّ فيه (دَرَّاج بن سَمْعَان السَّهْمِي المِصْري أبو السَّمْح) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 155 - 156) وقال: "ثقة". وقال وقد سئل عن حديث درَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد؟ : "ما كان هكذا الإسناد، فليس به بأس".
2 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد -رواية المَرُّوْذِيّ- ص 109 رقم (176) قال المَرُّوْذِيّ: "سألت أبا عبد اللَّه عن أبي السَّمْح، قلت: كيف هو؟ قال قد روى عن أبي الهيثم أحاديث، وتبسَّم. قلت: كيف هو؟ قال: ما أدري ما هو. قلت: فأبو الهيثم؟ قال: ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 256) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 107 رقم (315) وفيه عن أبي سعيد الدَّارِمي قوله: "ليس بذاك، وهو صدوق".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 102 رقم (196) وقال: "ليس بالقويّ".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 43) وفيه عن أحمد بن حنبل: "أحاديثه مناكير".
7 -
"الجرح والتعديل"(3/ 441 - 442) وفيه عن أبي حاتم: "في حديثه صنعة".
8 -
"الكامل"(3/ 979 - 982) وذكر له أحاديث وقال: "عامَّة هذه الأحاديث التي أمليتها لا يُتَابَعُ دَرَّاج عليها. . . وأرجو إذا أخرجت دَرَّاجًا وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه، أنَّ سائر أحاديثه لا بأس بها، وتقرب صورته ممّا قال عنه يحيى بن مَعِين". وفيه عن أحمد بن حنبل: "أحاديث دَرَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف".
9 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 170 رقم (261) وقال: "ضعيف".
10 -
"التهذيب"(3/ 208 - 209) وفيه عن أبي داود: "أحاديثه مستقيمة إلَّا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد". وقال النَّسَائي: "منكر الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".
11 -
"التقريب" ص 201 رقم (1824) -ط دار الرشيد- وقال: "صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف، من الرابعة"/ بخ 4.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل المالكي المُقرئ أبو الفتح الحِمْصي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه" (1/ 92) وقال:"قيل: يُتَّهَمُ بوضع الحديث، قاله الضِّيَاء". وقال ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 40): "مجهول الحال".
و(أبو الهيثم) هو (سليمان بن عمرو بن عبد -ويقال: ابن عبيد- اللَّيْثِيّ العُتْوَاري المِصْرِي): صاحب أبي سعيد الخُدْري وكان في حِجْرِه أوصى إليه أبوه به، وهو ثقة خرَّج له أصحاب السنن الأربعة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 50 - 51)، و"التهذيب"(4/ 212 - 213)، و"التقريب"(1/ 329).
التخريج:
رواه أحمد في المسند (3/ 71)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 519 - 520) رقم (1374)، من طريق ابن لَهِيعة، عن دَرَّاج أبي السَّمْح، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 67): "رواه أحمد وأبو يعلى". ولم يتكلَّم عليه بشيء.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 177) رقم (7186)، والآجُرِّيّ في كتاب "الشريعة" ص 271، من طريق عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج أبي السَّمْح، به.
وليس عند ابن حِبَّان قوله: "فقال له رجل: يا رسول اللَّه ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنَّة. . . ".
وللحديث دون ما يتعلق بتفسير (طوبى)، شواهد عدَّة بنحوه وردت من طرق، بمجموعها يكون حسنًا. وقد تقدَّم الكلام على هذه الشواهد موسَّعًا في حديث (269).
* * *
494 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل الحِمْصي -ولم أكتبه إلَّا عنه-، حدَّثنا أبو نُعَيْم محمد بن جعفر -بالرَّمْلَة-، حدَّثنا جعفر بن محمد الطَّيَالِيِس، حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَاني، حدَّثنا الصَّلْت بن الحَجَّاج، حدَّثنا مِسْعَر، عن محمد بن جُحَادة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى مِنْ أوَّل شهر رَمَضَان إلى آخر شهر رَمَضَان في جماعة، فقد أخذ بحظِّه مِنْ لَيْلَةِ القَدْرِ
(1)
".
(1)
حُرِّفَ مَتْنُ الحديث في المطبوع تحريفًا فاحشًا، ونصُّه فيه هكذا:"من أول شهر رمضان إلى آخر شهر رمضان من صلى في جماعة فقد أخذ بحظه من ليله"!! والتصويب من "الحِلْيَة"(5/ 64) و (7/ 225)، و"العلل المتناهية"(2/ 40)، و"اللسان"(1/ 154).
(4/ 91) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن محمد المالكي المُقرئ أبو الفتح، يعرف بابن الحِمْصي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن الحسن المالكي المُقرئ أبو الفتح الحِمْصِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال ابن الجَوْزي: "مجهول الحال". وقال الضِّياء المَقْدِسي: "يُتَّهَمُ بوضع الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (493).
كما أنَّ فيه (الصَّلْت بن الحَجَّاج الكوفي أبو محمد) وهو ضعيف. قال ابن عدي: عامَّة حديثه منكر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (468).
و(مِسْعَر) هو (ابن كِدَام الهِلالي الكوفي أبو سَلَمَة): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (337).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 64) و (7/ 225) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"غريب المَتْنِ والإسناد لم نكتبه إلَّا من هذا الوَجْهِ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 40) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وأبو الفتح: مجهول الحال. قال ابن عدي: وعامَّة حديث الصَّلْت بن الحجَّاج منكر".
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 154) في ترجمة (أحمد بن الحسن الحِمْصِي أبو الفتح) من الطريق المتقدِّم، وقال:"غريب جدًّا".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 794) إلى الخطيب وحده.
* * *
495 -
أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرئ، حدَّثنا أبو القاسم أحمد بن الحسن الورَّاق السَّامَرِّي، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، حدَّثني أبي قال: حدَّثتنا زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه قالت: حدَّثني أبي، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ ممَّا يَسْقُطُ مِنَ الخُوَانِ نَفَى عنه الفَقْرَ، ونَفَى عن وَلَدِهِ الحُمْقَ".
(4/ 91) في ترجمة (أحمد بن الحسن الورَّاق السَّامَرِّي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الحافظ ابن حَجَر: "مَتْنُهُ مُنْكَرٌ".
ففيه (عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (274).
و (زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس) ترجم لها الخطيب في تاريخه (14/ 434 - 435) وقال: "كانت من أفاضل النساء". وساق بعض أخبارها، ولم يذكر فيها جرحًا أو تعديلًا. كما ترجم لها الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(10/ 238) ولم يذكر فيها جرحًا أو تعديلًا.
و (سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (2214).
وصاحب الترجمة (أحمد بن الحسن الورَّاق السَّامَرِّي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وأمَّا قول ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 262): "زينب بنت سليمان بن عليّ لم أقف لها على ترجمة، وكذلك الراوي له عن إبراهيم بن عبد الصمد: أبو القاسم عثمان بن أحمد بن الحسين الورَّاق السَّامَرِّي، لم أعرفه"، فإنَّه موضع نظر لما تقدَّم، فضلًا عن التحريف الذي وقع في اسم صاحب الترجمة.
التخريج:
رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 178 - 179) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ. قال أبو بكر الخطيب
(1)
: عبد الصمد قد ضعَّفوه".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 755) إلى الحسن بن معروف في "فضائل بني هاشم"، وابن النَّجَّار في "تاريخه".
وللحديث شواهد عدَّة معلولة، "كلُّها مناكير" كما قال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 400. انظرها في:"تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين" للعِرَاقي (2/ 6)، و"المقاصد الحسنة" ص 400، و"تنزيه الشريعة"(2/ 262)، و"إتحاف السادة المتَّقين" للزَّبِيدي (5/ 244) -وفيه عن الحافظ ابن حَجَر في "أطراف المختارة":"متنه منكر"-.
وسيأتي برقم (1855) من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "من أكل ما سقط من الخُوَان فَرُزِقَ أولادًا كانوا صِبَاحًا".
وقد روى مسلم في "صحيحه"(3/ 1607) رقم (2034) في كتاب الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، وغيره، عن أنس بن مالك مرفوعًا:"إذا سقطت لُقْمَةُ أحدكم فَلْيُمِطْ عنها الأذى ولْيَأْكُلْهَا، ولا يَدَعْهَا للشيطان. . . ".
غريب الحديث:
قوله: "الخُوَان": هو ما يُؤْكَلُ عليه. "المعجم الوسيط" مادة (خان) ص 263.
* * *
(1)
قول الخطيب هذا في غير "تاريخه" كما نَبَّه عليه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 621).
496 -
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسن العطَّار -بانتقاء أبي الحسن النُّعَيْمِيّ-، حدَّثنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن محمد الشَّاهي المَرُّوْذِيّ -قدم علينا بغداد، مِنْ حِفْظِهِ-، حدَّثنا عليّ بن عيسى بن المُثَنَّى.
وأخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عيسى بن محمد بن المُثَنَّي بن حَاجِب بن هاشم المَالِيني -إملاءً من حفظه-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عَوْن، حدَّثنا أبو مصعب، عن مالك، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لو كانتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عند اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ما سَقَى كافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ".
"لفظ حديث الشَّاهي".
(4/ 92) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن محمد المَرُّوْذِيّ الشَّاهِي أبو نصر).
مرتبة الحديث:
إسناد الطريق الثاني صحيح مع غرابته. والحديث صحيح، له شواهد عدَّة.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب جدًّا من حديث مالك، لا أعلم رواه غير أبي جعفر بن أبي عَوْن عن أبي مصعب، وعنه عليّ بن عيسى المَالِيني وهو ثقة".
و (أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عَوْن النَّسَوي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(1/ 311) وقال: "ثقة".
و (أبو مصعب) هو (أحمد بن أبي بكر القُرَشي الزُّهْرِيّ المَدَني)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (1/ 84):"ثقة حجَّة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 12): "صدوق عابه أبو خَيْثَمَة للفتوى بالرأي، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين
-يعني ومائتين- وقد نيَّف على التسعين"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (1/ 278 - 281)، و"التهذيب" (1/ 20 - 21).
وفي طريقه الأول، صاحب الترجمة (أحمد بن الحسن المَرُّوْذِيّ الشَّاهِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وكذلك شيخ الخطيب (أبو الفتح محمد بن الحسين العطَّار) فإنَّه ترجم له في "تاريخه"(2/ 253) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(2/ 316 - 317) رقم (1439) عن أبي الفتح محمد بن الحسين العطَّار، حدَّثنا أبو نصر أحمد بن الحسن الشَّاهِي، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عيسى بن المُثَنَّى، به.
وله شواهد من حديث سهل بن سعد، وأبي هريرة، وابن عبَّاس، وغيرهم. انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 509 - 510)، و"مجمع الزوائد"(10/ 288)، و"المطالب العالية"(3/ 173)، و"الزُّهْد" لهنَّاد بن السَّرِيّ (1/ 321) رقم (578)، و"الزُّهْد" لابن المبارك ص 178 رقم (509)، وص 219 رقم (620)، و"الزُّهْد" لابن أبي عاصم ص 63 - 64، و"المقاصد الحسنة" ص 346.
* * *
497 -
أخبرني أبو يَعْلَى أحمد بن الحسن، حدَّثنا عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ، حدَّثنا ابن مَنِيع، حدَّثنا شَيْبَان بن فَرُّوخ، حدَّثنا جَرِير بن حازم، عن سُهَيْل
(1)
بن أبي صالح، عن أبيه،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سهل". والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 246)، و"تهذيب الكمال"(12/ 223)، وغيرهما.
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شرِّ ما خَلَقَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لم يَضُرَّهُ حُمَةٌ تلكَ الليلة". قال: وكان إذا لُدِغَ مِنْ أَهْلِهِ إنْسانٌ
(1)
قال: "أَمَا قال الكلماتِ"؟ !
(4/ 94) في ترجمة (أحمد بن أبي محمد الحسن بن محمد الخَلَّال أبو يَعْلَى).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات المَدَني): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(شَيْبَان بن فَرُّوخ) هو (شَيْبَان بن أبي شَيْبَة الحَبَطِي الأُبُلِّيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 301):"ثقة مشهورة". وقال ابن حجر في "التقريب"(1/ 356): "صدوق يهم، ورُمي بالقَدَر، قال أبو حاتم: اضطر النَّاس إليه أخيرًا، من صغار التاسعة، مات في سنة ست، أو خمس وثلاثين -يعني ومائتين-، وله، بضع وتسعون سنة"/ م د س. وانظر ترجمته مفضَّلًا في: "تهذيب الكمال"(12/ 598 - 601)، و"التهذيب"(4/ 374 - 375).
و(ابن مَنِيع) هو (أحمد بن مَنِيع بن عبد الرحمن البَغَوي الأَصَمّ البغدادي أبو جعفر): إمام حافظة ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (281).
و(أبو يعلى أحمد بن الحسن) هو صاحب الترجمة، وقد قال الخطيب عنه:"صدوق".
(1)
في "صحيح ابن حِبَّان" رقم (1018): "وكان إذا لُدِغَ إنسانٌ من أهله". وما عند الخطيب يوافق ما في "المستدرك"(4/ 416).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 180 - 181) رقم (1018)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 415 - 416)، من طريق شيبان بن فَرُّوخ، عن جرير بن حازم، به.
وعندهما: "حَيَّة" بدلًا من "حُمَة".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه بهذه السِّيَاقَةِ". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ.
ورواه التِّرْمِذِيُّ في الدعوات، باب رقم (13)(10/ 66 - 67) -من "تحفة الأحوذي بشرح جامع التِّرْمِذِي-، وأحمد في "المسند" (2/ 290)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه" (10/ 418)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 390 رقم (590)، من طريق هشام بن حسَّان، عن سهيل، به، دون قوله: "وكان إذا لُدِغَ إنسان من أهله. . . ".
وقال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".
ورواه مسلم في الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء (4/ 2081)، ومالك في "الموطأ"(2/ 951)، وأبو داود في الطب، باب كيف الرقى (4/ 222) رقم (3899)، وابن ماجه في الطب، باب رقية الحيَّة والعقرب (2/ 1162) رقم (3518)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 388 وما بعد، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 418)، عن أبي هريرة قال:"جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه ما لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ قال: أما لو قُلْتَ حينَ أَمْسَيْتَ: أعوذ بكلماتِ اللَّه التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لم تَضُرَّكَ". واللفظ لمسلم، والبقية بنحوه.
غريب الحديث:
قوله: "الحُمَةُ": "بالتخفيف: السَّمُّ، وقد يُشَدَّد، وأنكره الأَزْهَري. ويطلق على إبْرَة العَقْرَب للمجاورة، لأنَّ السَّمَّ منها يخرج". "النهاية"(1/ 446).
قوله: "التَّامَّات" قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 197): "إنما وصف كلامه بالتمام لأنَّه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام النَّاس، وقيل: معنى التمام هنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه".
* * *
498 -
أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو أحمد محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن القاسم الدَّهَّان، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه الحَارِثي، حدَّثنا محمد بن حمَّاد بن المبارك النَّصِيبي، حدَّثنا أحمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي، حدَّثنا عيسى بن يونس قال: قال لي الأَوْزَاعي: حدَّثنا ابن أبي إسحاق السَّبِيعي
(1)
-افتح قلبك وعِ فإنِّي لم أحدث بهذا غيرك-، حدَّثني قُرَّة بن عبد الرحمن، حدَّثنا الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ في بَيْتِهِمْ مِنْ مِنْزِلِهِمْ مَاءً بِعَسَلٍ.
(4/ 94) في ترجمة (أحمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْوَئيل -بوزن جبرئيل- المَعَافِرِي المِصْرِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 68 رقم (179) وقال: "ليس بقوي الحديث".
(1)
هكذا في المطبوع: "حدَّثنا ابن أبي إسحاق السَّبِيعي"؟ وفي صحة ذلك عندي توقف، من جهة رواية الأوزاعي -عبد الرحمن بن عمرو-، عن ابن أبي إسحاق السَّبِيعي. انظر "تهذيب الكمال"(2/ 1086 و 807 و 1128) -مخطوط- في تراجم (عيسى بن يونس بن إسحاق السَّبِيعي)، و (الأوزاعي)، و (قُرَّة بن عبد الرحمن).
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 183) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"أحوال الرجال" ص 165 رقم (294) وقال: "سمعت أحمد بن حنبل قال: منكر الحديث جدًّا".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 485 - 486).
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 131 - 132) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويّ". وقال أبو زُرْعَة: "الأحاديث التي يرويها مناكير". وقال ابن مَعِين: "ضعيف الحديث".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 342 - 344).
7 -
"الكامل"(6/ 2076 - 2077) وقال: "لم أر في حديثه حديثًا منكرًا جدًّا فأذكره، وأرجو أنَّه لا بأس به".
8 -
"المغني"(2/ 524) وقال: "مشهور. قال أحمد: منكر الحديث جدًّا. وقال أبو حاتم: ليس بقويٍّ، وذكره مسلم في الشواهد".
9 -
"التهذيب"(8/ 372 - 374) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بقويٍّ". وقال: أبو داود: "في حديثه نَكَارة". وقال الأَوْزَاعي: "ما أحد أعلم بالزُّهْرِيّ من قُرَّة بن عبد الرحمن" -وذكر ابن حَجَر تفسير العلماء لقوله هذا-. وقال يحيى بن مَعِين: "كان يتساهل في السماع وفي الحديث وليس بكذَّاب". وقال العِجْلِي: "يُكْتَبُ حديثه". وقال ابن حَجَر: "روى له مسلمٌ مقرونًا بغيره".
10 -
"التقريب"(2/ 125) وقال: "صدوق له مناكير، من السابعة، مات سنة سبع وأربعين -يعني ومائة-"/ م 4.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(محمد بن حمَّاد بن المبارك النَّصِيبي) لم أقف له على ترجمة.
و (محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه الحارثي) لم أقف له على ترجمة أيضًا. وقد ذكر ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 325 - 326) في ترجمة (أحمد بن يزيد بن دينار المدني): (محمد بن إبراهيم الحارثي) ونقل عن البيهقي قوله فيه: "مجهول". وأستبعد أن يكون هو، فإنَّ من جهَّله البيهقي متقدِّم عن الراوي الذي عند الخطيب، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(عيسى بن يونس) هو ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني السَّبِيعي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 103): "ثقة مأمون، من الثامنة، مات سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة إحدى وتسعين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(2/ 1086 - 1087) -مخطوط-، و"التهذيب"(8/ 237 - 240).
وشيخ الخطيب (عليّ بن الحسن الدَّقِّاق): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (188).
و(أبو أحمد محمد بن عبد اللَّه الدَّهَّان) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 471) ونقل عن البَرْقاني قوله فيه: "ثقة ثقة". وعن العَتِيقي قوله فيه: "ثقة مأمون". وكانت وفاته عام (399 هـ).
و(الأَوْزَاعِيّ عبد الرحمن بن عمرو): إمام ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (21).
و(الزُّهْرِيُّ محمد بن مسلم): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (432).
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
499 -
أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك المؤَدِّب أبو الشَّمَقْمَقْ -بقصر ابن هُبَيْرَة-، حدَّثنا حامد بن يحيى البَلْخِي، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن سُعَيْر بن الخِمْس
(1)
، عن حَبيِب بن أبي ثابت،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَشَرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ في الجَنَّةِ: أبو بكْرٍ في الجَنَّةِ، وعمرُ في الجَنَّةِ، وعثمانُ في الجَنَّةِ، وعليٌّ في الجَنَّةِ، وطَلْحَةُ في الجَنَّةِ، والزُّبَيْرُ في الجَنَّةِ، وسَعْدٌ في الجَنَّةِ، وسَعِيْدٌ في الجَنَّةِ، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ في الجَنَّةِ، وأبو عُبيدةَ بن الجَرَّاحِ في الجَنَّةِ".
(4/ 97) في ترجمة (أحمد بن الحسين بن عبد الملك المؤدِّب القَصْرِيّ أبو جعفر، يعرف بأبي الشَّمَقْمَق).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح روي من حديث سعيد بن زيد وغيره.
و (حَبِيب بن أبي ثابت) هو (الأَسَدِي)، قال ابن حجر عنه في "التقريب" (1/ 148):"ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، من الثالثة، مات سنة تسع عشر ومائة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(5/ 358 - 363)، و"التهذيب"(2/ 178 - 180)، و"طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 84.
وصاحب الترجمة (أحمد بن الحسين المؤَدِّب القَصْرِيّ) نقل الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "لا بأس به".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "شقير بن الحسن". والتصويب من "المعجم الصغير"(1/ 29)، و"تهذيب الكمال"(1/ 130)، وغيرهما. وقد صُحِّفَ في "المعجم الأوسط"(3/ 108) إلى "سفيان بن الخمس".
و (ابن شَهْرَيَار) هو (محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1929).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 29)، و"المعجم الأوسط"(3/ 108 - 109) رقم (2222)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال في "الصغير": لم يروه عن حَبِيب عن ابن عمر إلَّا سُعَيْر، ولا عن سُعَيْر إِلَّا سفيان. تفرَّد به حامد بن يحيى".
وقال نحوه في "الأوسط"، وقد سقط منه اسم (أبي عبيدة).
وعزاه المُنَاوي في "الجامع الأزهر"(2/ 15/ آ) إلى الطبراني في "معاجمه الثلاثة" عن ابن عمر، وقال:"رجاله رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البَلْخي وهو ثقة".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 573) إلى الطبراني في الكبير، وابن عساكر فحسب.
ولم أقف عليه في "مجمع الزوائد" للهيثمي، مع أنَّه على شرطه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روي من حديث سعيد بن زيد مرفوعًا، رواه أبو داود في السُّنَّة، باب في الخلفاء (5/ 37 - 40) رقم (4648 و 4649 و 4650)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب سعيد بن زيد (5/ 651) رقم (3757)، وابن ماجه في المقدمة، باب فضائل العشرة (1/ 48) رقم (133 - 134)، والنسائي في "فضائل الصحابة" ص 114 - 115 رقم (106)، والحُمَيْدِي في "المسند"(1/ 45) رقم (84)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(12/ 12 - 13)، وغيرهم.
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
أقول: انظر هذه الوجوه في: "مسند أحمد"(1/ 187 و 188 و 189)، و"فضائل الصحابة" له (1/ 109 - 117)، و"فضائل الصحابة" للنَّسَائي ص 85 - 86، و"سنن التِّرْمِذِيّ"(5/ 148) رقم (3748)، وغيرها.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 193)، وفي "الفضائل"(1/ 229) رقم (278)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، مناقب عبد الرحمن بن عوف (5/ 647) رقم (3747)، والنَّسَائي في "فضائل الصحابة" ص 106 - 107 رقم (91)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 71) رقم (6963)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 128) رقم (3925)، من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا به.
وإسناده صحيح.
* * *
500 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أحمد بن الحسين بن نصر أبو جعفر، حدَّثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كَرِيمة، حدَّثنا عَمِّي عبد الملك بن عمر، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أبو الزُّبَيْر،
عن جابر قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةٍ ومعنا إِبِلٌ عليها أجراس. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مُرُوا بهذه الأجراس فَلْتُقْطَعْ".
(4/ 97 - 98) في ترجمة (أحمد بن الحسين بن نصر الحَذَّاء أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وله شواهد صحيحة.
ففيه (أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 164 - 165 رقم (176) وقال: "كان متساهلًا، ربما حدَّث مِنْ حِفْظِهِ ما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العُجْب".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 357 - 359) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق. كما نقل عن أبي الحسن بن رِزْقُوْيَه قوله: "لم تر عيناي مثله".
3 -
"الميزان"(1/ 129) وقال: "ليَّنه الدَّارَقُطْنِيُّ، وقال: كان متساهلًا. ومشَّاه غيره، وكان من أوعية العلم، وكان يعتمد على حفظه فَيَهِمُ".
و(عبد الملك بن عمر بن أبي كَرِيمة) و (والده)، لم أقف على من ترجم لهما.
و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِي): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 200) رقم (1675) -، من طريق أبي حمزة السُّكَّرِي، عن جابر الجُعْفي، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، بلفظ:"أَمَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها بالأجراس أن تقطع".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 175): "فيه جابر الجُعْفي وهو ضعيف وفيه توثيق ليِّن، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 742) إلى الخطيب وحده.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، انظرها في:"جامع الأصول"(5/ 26 - 28)، و"مجمع الزوائد"(5/ 174 - 175)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 74 - 77).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(6/ 150)، وابن حِبَّان في
"صحيحه"(7/ 100) رقم (4679)، من طريق محمد بن جعفر، حدَّثنا سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادة، عن زُرَارَة بن أَوْفَى، عن سعد بن هشام، عن عائشة:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بالأجراس أَنْ تُقْطَعَ مِنْ أعناقِ الإِبلِ يومَ بَدْرٍ".
وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 174): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
ومنها ما رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 101) رقم (4681)، من طريق خالد بن الحارث، حدَّثنا سعيد، عن قَتَادة، عن أنسٍ:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَطْع الأَجْرَاسِ".
وإسناده صحيح.
* * *
501 -
أخبرني أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد الواعظ، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق، حدَّثني أبو جعفر أحمد بن الحسين -المعروف بشُبَّان-، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِي، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت،
عن أنس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "بينا رجلٌ زار أخًا له" فذكر حديث الزيارة.
(4/ 98) في ترجمة (أحمد بن الحسين المؤَدِّب أبو جعفر، يلقب: شُبَّان).
مرتبة الحديث:
مُنْكَرٌ من هذا الطريق. والمعروف روايته من طريق ثابت البُنَاني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة مرفوعًا كما خرَّجه مسلم في "صحيحه"، وغيره -كما سيأتي-.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "وَهِمَ هذا الشيخ -يعني أحمد بن
حسين المؤَدِّب- على عبد الأعلى في رواية هذا الحديث هكذا، وصوابه: عن ثابت، عن أبي رافع -وهو (نُفَيْع الصَّائِغ) -، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. كذلك رواه الخلق عن عبد الأعلى وهو الصحيح".
وصاحب الترجمة (أحمد بن حسين المؤدِّب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، إلَّا ما ذكره من وهمه في هذه الرواية. وقد ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 159) وذكر حديثه هذا مع ما تقدم عن الخطيب البغدادي في بيان وهمه فيه، دون أن ينسبه له.
وفي إسناده (مخلد بن جعفر الدَّقَّاق الفَارِسي البَاقَرْحِي) وقد ضُعِّفَ. وستأتي ترجمته في حديث (1727).
وشيخ الخطيب (أبو طاهر محمد بن عليّ الواعظ): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1280).
و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (420).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث أنس فيما وقفت عليه.
وقد رواه مسلم في البِرِّ والصِّلَة، باب في فضل الحب في اللَّه (4/ 1988) رقم (2567) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(2/ 292 و 408 و 462 و 508)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 128 رقم (152)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 389 - 390) رقم (571)، وهنَّاد بن السَّرِيّ في "الزُّهْد"(1/ 277) رقم (490)، ووكيع بن الجرَّاح في "الزُّهْد"(2/ 611 - 612) رقم (336)، وأبو بكر الشافعي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (2/ 720) رقم (1093)، والخطيب في "تاريخه"(3/ 400) و (11/ 76)
و 12/ 376) و (14/ 31)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 51) رقم (3465)، من طريق حمَّاد بن سلمة، عن ثابت البُنَاني، عن أبي رافع نُفَيْع الصَّائِغ، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أنَّ رجلًا زَارَ أخًا لَهُ في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأَرْصَدَ اللَّهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قال: أريدُ أَخًا لي في هذه القَرْيَةِ، قال: هل لكَ عليهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا
(1)
؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أنِّي أَحْبَبْتُهُ في اللَّهِ عز وجل، قال: فإنِّي رسولُ اللَّهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قد أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ".
وهو عند مسلم وابن حِبَّان وأبي بكر الشَّافعي والخطيب، من طريق عبد الأَعْلَى بن حَمَّاد النَّرْسِيّ، عن حمَّاد بن سَلَمَة.
* * *
502 -
أخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيري، أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار
(2)
، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين البِرْتِي، حدَّثنا أبو ذَرّ البَعْلَبَكِّي، حدَّثنا أحمد بن محمد الهاشمي
(3)
، حدَّثنا مروان بن محمد، أخبرنا خَلَف الأَشْجَعِي، عن سفيان الثَّوْري، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن أُمِّه، عن جدَّته،
عن عائشة قالت: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول لِعَلِيٍّ: "حسبك ما لمحبِّك حسرة في موته، ولا وحشة في قبره، ولا فزع يوم القيامة".
(1)
"أي تحفظها وتراعيها وتُرَبِّيهَا كما يُرَبِّي الرجل ولده". "النهاية"(2/ 180).
(2)
سقط من المطبوع، شيخ الخطيب، وشيخ شيخه، وبدايته فيه:"حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين. . . " والاستدراك من مخطوطة "تاريخ بغداد" نسخة المحمودية (1/ 15/ آ)، و"العلل" لابن الجوزي (1/ 247) فإنه يرويه عن الخطيب.
(3)
في المطبوع زيادة: "حدثنا عَلِيَّك" بين (أبي ذر البَعْلَبَكِّي) و (أحمد بن محمد الهاشمي)، وهو من إقحام أحد النُّسَّاخ فيما يظهر، فابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 247) يرويه عن الخطيب من دون ذكره بينهما، وكذا ابن حجر في "اللسان"(1/ 162)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(4/ 102) في ترجمة (أحمد بن الحسين البِرْتِي البِسْطامي
(1)
أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الحسين البْرْنِي البِسْطَامِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(4/ 101 - 102) وقال: "حدَّث عن أبي ذَرٍّ البَعْلَبَكِّي، وهو شيخ مجهول، حديثًا منكرًا، ورواه عنه عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار".
2 -
"الميزان"(1/ 94) وقال: "لا يُعْرَفُ، وخبره باطل في المناقب". ثم ذكر حديثه هذا.
3 -
"اللسان"(1/ 162) وذكر الحديث عن الخطيب، قال:"والإسناد مُخْتَلَقٌ أيضًا، ما فيهم من يعرف سوى عائشة ومنصور والثَّوْري".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 247) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال الخطيب: البِرْتِي -ويقال: البِسْطَامي- روى هذا الحديث عن البَعْلبَكِّي وهو شيخ مجهول".
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 402) -في الفصل الثالث، وهو المتضمن للأحاديث التي زادها السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي- وعزاه للخطيب فحسب، ونقل ما تقدم عن الذَّهَبِيِّ وابن حَجَر.
* * *
(1)
في المطبوع "البسطائي". وفي مصادر ترجمته جميعًا: "البسطامي". وكذا في "العلل" لابن الجَوْزي (1/ 247).
503 -
أخبرنا محمد بن طلحة النِّعَالي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن الحسين ابن عبد العزيز بن هارون المعدَّل -بعُكْبَرَا-، حدَّثنا أبو خَلِيفة الفضل بن الحُبَاب، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، حدَّثنا الدُّجَيْن بن ثابت أبو الغَصْن اليَرْبوُعي،
حدَّثنا أَسْلَم مولى عمر، قال: قلنا لعمر، مالك لا تحدِّث كما يحدِّث فلان وفلان؟ قال: إنِّي أخشى أن أزيد أو أنقص، فإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ كَذَبَ عليَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".
(4/ 107) في ترجمة (أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدَّل أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُ الحديث متواتر.
ففيه (دُجَيْن بن ثابت اليَرْبُوعي البَصْري أبو الغُصْن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 155) وقال: "ضعيف". وقال مَرَّةً: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 257) وذَكَرَ عن عبد الرحمن بن مهدي ما سيأتي بعد، ولم أنقله عنه، لأنَّ نَصَّ كلام عبد الرحمن بن مهدي عند غيره أبين.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 99 رقم (187) وقال: "ليس بثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 45 - 46).
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 444 - 445) وفيه عن أبي زُرْعَة وأبي حاتم: "ضعيف الحديث، وهو في الضعف مثل يحيى بن عبد اللَّه". وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: دُجَيْن ضعيف؟ قال: كما يكون.
6 -
"المجروحين"(1/ 294) وقال: "هو الذي يتوهم أَحْدَاثُ أصحابنا أنَّه
(جُحَا)
(1)
وليس كذلك. . . وكان (الدُّجَيْن) قليل الحديث، منكر الرواية على قِلِّته، يقلب الأخبار ولم يكن الحديث شأنه".
وروى عن عبد الرحمن بن مهدي أنَّه قال: "كان دُجَيْن بن ثابت يقول لنا: حدَّثني مولى لعمر بن عبد العزيز أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كذب عليَّ مُتَعَمِّدًا"، ثم صيَّره بَعْدُ عن أَسْلَم مولى عمر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال بَعْدُ: حدَّثني أَسْلَم مولى عمر عن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
7 -
"الكامل"(3/ 972 - 973) وقال: "مقدار ما يرويه ليس بمحفوظ". وفيه عن عبد الرحمن بن مهدي: "قال -يعني دُجَيْن- أوَّل مرَّة: حدَّثني مولى لعمر بن عبد العزيز، فقلنا له إنَّ مولى عمر بن عبد العزيز لم يدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: فتركه، قال: فما زالوا يُلَقِّنُونَهُ حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب". وفيه عن يحيى بن مَعِين أنَّه قال: "الدُّجَيْن بن ثابت أبو الغُصْن صاحب حديث عمر "من كذب عليَّ متعمِّدًا" هو (جُحَا) ".
قال ابن عدي مُتَعَقِّبًا: "وهذه الحكاية التي حُكِيت عن يحيى أنَّ (الدُّجَيْن) هذا هو (جُحَا)، أخطأ عليه من حكاه عنه، لأنَّ يحيى أعلم بالرجال من أن يقول هذا. و (الدُّجَيْن بن ثابت) إذ روى عنه ابن المبارك ووكيع وعبد الصمد ومُسْلِم بن إبراهيم وغيرهم [فإنَّ] هؤلاء أعلم باللَّه من أن يرووا عن (جُحَا). و (الدُّجَيْن): أعرابي".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 203 - 204 رقم (210).
9 -
"المغني"(1/ 222) وقال: "ضعَّفوه".
10 -
"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (8/ 154 - 155) وقال: "وأمَّا أحمد الشِّيرازي،
(1)
تَصَحَّفَ في "المجروحين" إلى: "حجا" بالحاء المهملة والجيم المعجمة. كما تَصَحَّفَ في "تعجيل المنفعة" ص 82 إلى: "حجة" في موضعين، وفي "الكامل" (3/ 972) إلى:"جحى". والتصويب من "الميزان"(2/ 23)، و"اللسان"(2/ 428).
فذكر في "الألقاب"، أنه جُحَا. . . وقد قيل: إنَّ جُحَا المُتَمَاجِنَ أصغرُ من دُجَيْن، لأنَّ عثمان بن أبي شَيْبَة لحق جُحَا، فاللَّه أعلم".
11 -
"تعجيل المنفعة" ص 82 رقم (284) وقال: "ضعَّفه أبو زُرْعَة وأبو حاتم الرَّازِيَّان والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 46 - 47)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(1/ 221 - 222) رقم (260)، والطبراني في "جزء طرق حديث من كذب عليّ" ص 35 رقم (3)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 46)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 972 - 973) -كلاهما في ترجمة (دُجَيْن بن ثابت اليَرْبُوعي)، وابن الجَوْزي في مقدِّمة كتابه "الموضوعات"(1/ 58)، من طريق دُجَيْن بن ثابت، عن أسلم، عنه، به.
ولفظ أحمد والطبراني: "من كذب عليَّ فهو في النَّار". وعندهم عدا أبا يَعْلَى زيادة قوله: "متعمِّدًا" بعد قوله: "من كذب عليَّ". وليس عند أبي يعلى والطبراني إلَّا المرفوع فحسب.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 142 - 143): "رواه أحمد وأبو يعلى. . . وفيه دُجَيْن
(1)
بن ثابت أبو الغُصْن وهو ضعيف ليس بشيء".
ورواه الطبراني في "جزئه" المتقدِّم رقم (5)، وابن الجَوْزي في مقدِّمة كتابه "الموضوعات"(1/ 58) -واللفظ له- من طريق أحمد بن يحيى الأحول، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن أشعث، عن الشَّعْبِي، عن قَرَظَة بن كعب، عن عمر بن الخطَّاب قال: أَقِلُّوا الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم. قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى: "دُحَيْن" بالحاء المهملة. والتصويب من مصادر تخريج الحديث المذكورة.
أقول: إسناده ضعيف، ففيه (أحمد بن يحيى الأَحْوَل) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1841).
وفيه كذلك (أشعث بن سَوَّار) وهو ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (2260).
ومَتْنُ الحديث متواتر، وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (146).
* * *
504 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن حاتم السَّامَرِّي، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِي، حدَّثنا يعقوب بن إسحاق الحَضْرَمي، حدَّثنا سعيد بن خالد الخُزَاعي، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ وَاهٍ رَاقِعٌ، فالسَّعِيدُ مَنْ هَلَكَ على رَقْعِهِ".
(4/ 114 - 115) في ترجمة (أحمد بن حاتم بن مَاهَان المُعَدَّل السَّامَرِّي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (سعيد بن خالد الخُزَاعي المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 469) وقال: "فيه نظر".
2 -
"كشف الأستار عن زوائد البزَّار"(4/ 76)، وفيه عن البزَّار قوله:"لم يكن بالقويِّ، وإنما نكتب من حديثه ما ليس عند غيره".
3 -
"الجرح والتعديل"(4/ 16) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".
4 -
"المجروحين"(1/ 324) وقال: "كان يخطئ حتى لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
5 -
"الكامل"(3/ 1219) ونقل قول البخاري السابق فحسب.
6 -
"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 22) وقال: "ليس بالقويِّ".
7 -
"التقريب"(1/ 294) وقال: "ضعيف، من السابعة، مات بعد الخمسين -يعني ومائة-"/ د.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 66)، و"المعجم الأوسط"(2/ 510 - 511) رقم (1877)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وقال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن ابن المُنْكَدِر إلَّا سعيد بن خالد، مَدَني. ومعنى واهٍ: يعني مذنب، ورَاقِعٌ: يعني تائب مستغفر".
وقال نحوه في "الأوسط".
ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 76) رقم (3236) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(12/ 433) رقم (6721)، من طريق عبد الأعلى بن حمَّاد، عن يعقوب بن إسحاق، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه. وسعيد، فلم يكن بالقويِّ، وإنما نكتب من حديثه ما ليس عند غيره".
وقال البيهقي: "تابعه صالح جَزَرة عن عبد الأعلى".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 305 - 306) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وذكر قول الطبراني المتقدِّم، وأعقبه بقول البخاري في (سعيد بن خالد الخُزَاعي).
ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 324) -في ترجمة (سعيد بن خالد الخُزَاعي) - من طريق عِمْرَان بن موسى السَّخْتِيَانِي، عن عبد الأعلى بن حمَّاد، به.
وذكره ابن طاهر المَقْدِسِي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 267 رقم (1095) وقال: "فيه سعيد بن خالد الخُزَاعي، أنكر عليه هذا الحديث".
وذكره العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 39) وقال: "-رواه- الطبراني والبيهقي في "الشُّعَب" من حديث جابر بسند ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 201): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، والبزَّار. . . وفيه سعيد بن خالد الخُزَاعي وهو ضعيف".
* * *
505 -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم الضَّبِّي، حدَثني أبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن حَمْدَان العَابِد -ببغداد-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الضَّبِّي، حدَّثنا خالد بن يزيد العُمَرِي أبو الوليد، حدَّثنا ابن أبي ذِئْب قال: حدَّثنا محمد بن المُنْكَدِر قال:
سمعت جابر بن عبد اللَّه يقول: عُرِضَ هذا الدُّعاء على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لو دُعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه". لا إله إلَّا أنت، يا حنَّان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.
(4/ 116) في ترجمة (أحمد بن حَمْدَان بن عليّ الحِيْرِي النَّيْسَابُورِي الزاهد أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (خالد بن يزيد العُمَرِي المَكِّي العدوي أبو الوليد -وأبو الهيثم-) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 184) وقال: "ذاهب الحديث".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 17 - 18) وقال: "يحدِّث بالخطأ ويحكي عن الثقات ما لا أصل له".
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 360) وقال: "كتب عنه أبو زُرْعَة وترك الرواية عنه". وقال أبو حاتم: "كان كذَّابًا، أتيته بمكَّة ولم أكتب عنه، وكان ذاهب الحديث". وقال يحيى بن مَعِين: "كذَّاب".
4 -
"المجروحين"(1/ 284 - 285) وقال: "منكر الحديث جدًّا، أكثر من كَتَب عنه أصحاب الرأي، لا يشتغل بذكره لأنَّه يروي الموضوعات عن الأثبات".
5 -
"الكامل"(3/ 888 - 890) وقد فرَّق ابن عدي بين (خالد بن يزيد العَدَوي أبو الوليد) و (خالد بن يزيد العُمَري المَكِّي أبو الهيثم)، وهما واحد كما قال الذَّهَبِيّ في "الميزان" (1/ 646). وقال ابن عدي "مقدار ما يرويه من رواه لا يتابع عليه". وقال أيضًا:"ولخالد العُمَري. . . غير ما ذكرت من الحديث، عامَّتها مناكير".
6 -
"المغني"(1/ 208) وقال: "ضعيف ذو مناكير".
7 -
"اللسان"(2/ 389 - 391) واتَّهمه بالوضع.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(2/ 362) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحّ. قال يحيى وأبو حاتم الرَّازي: خالد بن يزيد كذَّاب".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 666) إلى الخطيب وحده.
* * *
506 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد الدُّوري، حدَّثنا أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت، حدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عمَّار بن ياسر قال: بينا النبيّ صلى الله عليه وسلم راكب إذ حانت منه التفاتة، فإذا هو بالعبَّاس، فقال:"يا عبَّاس". قال: لبَّيك يا رسول اللَّه. قال: "إنَّ اللَّه فتح هذا الأمر بي، وسيختمه بغلامٍ من ولدك يملؤها عَدْلًا كما مُلِئَت جَوْرًا، وهو الذي يُصَلِّي بعيسى".
(4/ 117) في ترجمة (أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت الأَسَدِي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت الأَسَدِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 89) وذكر حديثه هذا، وقال:"هو آفته، والعجيب أنَّ الخطيب ذكره في "تاريخه" ولم يضعِّفه، وكأنَّه سكت عنه لاِنْتِهَاك حاله". ووافقه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 149). كما ترجم له برهان الدِّين الحَلَبي في "الكشف الحثيث عمَّن رُمِيَ بوضع الحديث" ص 51 رقم (33).
و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْتٌ فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (مغيرة) هو (ابن مِقْسَم الضَّبِّيّ): ثقة مُتْقِن، وكان مدلِّسًا وخاصة عن إبراهيم النَّخَعِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
التخريج:
رواه ابن عَسَاكر في "تاريخ دمشق" ص 177 - في ترجمة العبَّاس بن عبد المطَّلب) - عن الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب، كلاهما من طريق أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت، عن سعيد بن سليمان، به.
ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "تفرَّد به سعيد بن سليمان عن خَلَف بن خَلِيفة عن مغيرة".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(14/ 271) رقم (38694) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"، إلى جانب الخطيب وابن عَسَاكر.
وقد تقدَّم تخريجه من حديث ابن عَبَّاس مرفوعًا بنحوه مختصرًا برقم (396).
* * *
507 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد الورَّاق.
وأخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، حدَّثنا عثمان بن عمر بن خَفِيف الدَّرَّاج، قالا: حدَّثنا أبو بكر أحمد بن حَبِيب -زاد الدَّرَّاج: ابن عبيد بن كثير. ثم قالا-: النَّهْرَوَاني -سنة ثمان وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو أيوب أحمد بن عبد الصَّمد بن عليّ الأنصاري المَدَني -زاد الدَّرَّاج: ومنزله بجسر النَّهْرَوَان: ثم اتفقا قالا-: حدَّثنا عِصْمَة بن محمد الأنصاري المَدَني، حدَّثنا موسى بن عُقْبَة، عن صالح مَوْلَى التَّوْأَمَة،
عن أبي هريرة قال: حدَّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن عنده
جلوس، فقال:"إنَّ اللَّه لمَّا فرغ من خلق السموات والأرض، خَلَقَ الصُّور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضع يده على فيه، شاخص ببصره إلى العرش ينتظر مني يُؤْمَرُ".
(4/ 120 - 121) في ترجمة (أحمد بن حَبِيب بن عبيد النَّهْرَوَاني أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عِصْمَة بن محمد الأنصاري المَدَني) وهو مُتَّهَم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (444).
و(صالح مولَى التَّوْأَمَة) هو (صالح بن نَبْهَان المَدِني)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 363):"صدوق اختلط بأَخَرَةٍ. . . من الرابعة، مات سنة خمس -أو ست- وعشرين -يعني ومائة-، وقد أخطأ من زعم أنَّ البخاري أخرج له"/ د ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(13/ 99 - 104)، و"التهذيب"(4/ 405 - 407).
التخريج:
رواه مطوَّلًا جدًّا، الطبراني في الأحاديث الطُّوَال" -والمطبوع في آخر "المعجم الكبير" له- ص 266 - 277 رقم (36)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "العَظَمَة" (3/ 821 - 839) رقم (386 و 387 و 388)، والبيهقي في "البعث والنشور" ص 336 - 344، وابن جَرِير الطبري في "تفسيره" (4/ 266 - 268) رقم (4939) ومواضع أخرى، وأبو يَعْلَى المَوْصِلي في "مسنده الكبير" -كما في "نهاية البداية" لابن كثير (1/ 164 - 170)، و"فتح الباري" (11/ 386) في الرقاق باب نفخ الصور-، من طريق أبي رافع إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظِي، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وعند الطبري، وأبي الشيخ رقم (387)، وأبي يعلى: محمد بن كعب، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة.
وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع المَدَني أبو رافع. وستأتي ترجمته في حديث (1434).
وقال ابن كثير في "تفسيره"(2/ 154) -في تفسير الآية رقم (73) من سورة الأنعام-: "هذا حديث مشهور
(1)
، وهو غريب جدًّا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نَكَارة، تفرَّد به إسماعيل بن رافع قاضي أهل المدينة، وقد اخْتُلِفَ فيه، فمنهم من وثَّقه ومنهم من ضعَّفه، ونَصَّ على نَكَارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرَّازيّ، وعمرو بن عليّ الفَلَّاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك. وقال ابن عدي: أحاديثه كلّها فيها نظر إلَّا أنَّه يُكْتَبُ حديثه في جملة الضعفاء. قلت -القائل ابن كثير-: وقد اخْتُلِفَ عليه في إسناد هذا الحديث على وجوهٍ كثيرةٍ قد أفردتها في جزء على حِدَة، وأمَّا سياقه فغريب جدًّا، ويقال: إنَّه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقًا واحدًا، فَأُنْكِرَ عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحَجَّاج المِزِّيّ يقول: إنَّه رأى للوليد بن مسلم مصنَّفًا قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فاللَّه أعلم".
وقال أيضًا في "نهاية البداية"(1/ 170 - 171): "هذا حديث مشهور". وذكر بعض من أخرجه، وقال: إنَّهم أخرجوه "من طرق متعددة عن إسماعيل بن رافع قاضي أهل المدينة، وقد تُكُلِّمَ فيه بسببه، وفي بعض سياقاته نَكَارَة، واختلاف، وقد بيَّنت طرقه في جزء مُفْرَدٍ. . . واخْتُلِفَ عليه فيه، فتارةً يقول: عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب، عن رجل، عن أبي هريرة، وتارةً يسقط
(1)
يعني بين النَّاس، ولا يريد (المشهور) بالمعنى الاصطلاحي عند علماء أصول الحديث. ومن المعلوم أنَّ الشهرة هذه لا تستلزم صحة الحديث.
الرجل. . . وقال الحافظ أبو موسى المَدِيني بعد إيراده له بتمامه: وهذا الحديث وإنْ كان فيه نَكَارَة، وفي إسناده من تُكُلِّمَ فيه، فعامَّة ما فيه يُرْوَى مُفَرَّقًا من أسانيد ثابتة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 368 - 369) -في الرقاق، باب نفخ الصور- بعد أن عزاه إلى عبد بن حُمَيُد، وعليّ بن مَعْبَد في كتاب "الطاعة والمعصية" أيضًا:"مداره على إسماعيل بن رافع، واضطرب في سنده مع ضعفه". ثم ذكر أوجه اضطرابه، وقال:"وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضًا في "تفسيره" عن محمد بن عَجْلان، عن محمد بن كعب القُرَظِي. واعْتَرَضَ مُغَلْطَاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أنَّ الشَّامي أضعف منه، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عَجْلان، وقد قال الدَّارَقُطْنِيّ: إنَّه متروك يضع الحديث، وقال الخَلِيلي: شيخ ضعيف شَحَنَ تفسيره بما لا يُتَابَعُ عليه". ثم قال: "وقد صَحَّحَ الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي: أبو بكر بن العربي في "سراجه"، وتَبِعَهُ القُرْطْبِيُّ في "التذكرة". وقولُ عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعَّفه قَبْلَهُ البيهقي".
وحديث أبي هريرة الطويل هذا، مشهور بحديث الصُّورِ، وقد عزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(6/ 256) إلى أبي الحسن القطَّان في "المطوَّلات"، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو موسى المَدِيني في "المطوَّلات" أيضًا.
كما عزاه ابن كثير في "نهاية البداية"(1/ 171) مِنْ قَبْلُ إلى إسحاق بن رَاهُوْيَه. ولم يعزه السُّيُوطيُّ له.
وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "كيف أَنْعَمُ وصاحبُ الصُّورِ قد الْتَقَمَ الصُّورَ، وحَنَا جَبْهَتَهُ واضِعًا سَمْعَه نحو العَرْشِ متي يُؤْمَرُ". وقد تقدَّم تخريجه في حديث (422).
* * *
508 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن إسحاق القَطِيعي، حدَّثنا أبو حامد أحمد بن حامد بن أحمد البَلْخِي، حدَّثنا محمد بن صالح البَلْخِي -أبو سليمان البَلْخِي وهو الجُوْزَجَاني-، عن محمد بن الحسن القاضي، عن أبي حَنِيفة، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل لامرأته أنت طالقٌ بمشيئة اللَّه، أو بإرادة اللَّه، المشيئة هي خاص للَّه، لا يقع الطلاق، والإرادة يقع الطلاق -[بها]
(1)
-.
(4/ 121) في ترجمة (أحمد بن حامد بن أحمد البَلْخِي أبو حامد).
مرتبة الحديث:
منكر جدًّا.
ففي إسناده (محمد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ الوَاسِطي القاضي أبو العلاء) وهو ضعيف مُخلِّطٌ لا يوثق به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
كما أنَّ فيه (محمد بن إسحاق القَطِيعي أبو بكر)، قال ابن أبي الفَوَارس عنه:"كان يدَّعي الحفظ وفيه بعض التساهل". وستأتي ترجمته في حديث (1561).
كما أنَّ فيه (محمد بن صالح البَلْخِي)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (3/ 583) وقال:"لا يُعْرَفُ، والخبر منكر جدًّا، رواه أحمد بن حامد البَلْخِي -مجهول- عن هذا. . . ". وساق الحديث المتقدِّم.
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 203).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن حامد البَلْخِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقد تقدَّم عن الذَّهَبِيّ قوله فيه:"مجهول". وإقرار ابن حَجَر له.
(1)
زيادة من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (2/ 156)، وهو يرويه عن الخطيب من طريقه هذا.
و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس النَّخَعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): إمام ثقة، وستأتي ترجمته في حديث (632).
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "مسند أبي حنيفة" -كما في "جامع المسانيد" للخُوَارِزْميّ (2/ 154) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 156)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقال ابن الجَوْزي: " هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفيه جماعة ضعفاء ومجاهيل".
* * *
509 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن حمَّاد بن سفيان البزَّار، حدَّثنا أحمد بن عبد المؤمن، حدَّثنا زكريا بن أبي عبيدة النَّاجي، عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لا يَرْحَمِ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ عز وجل".
(4/ 124) في ترجمة (أحمد بن حمَّاد بن سفيان الكوفي القُرَشي مولاهم أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (زكريا بن أبي عبيدة النَّاجي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 89) وقال: "حديثه غير محفوظ".
2 -
"الميزان"(2/ 74) وقال: "لا يُعْرَفُ، وقد ليَّنه العُقَيْلِي".
3 -
"المغني"(1/ 239) وقال: "لا يُعْرَفُ". وفيه: "زكريا بن عبيدة".
كما أنَّ فيه (أحمد بن عبد المؤمن)، وقد ترجم ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 217) لراويين بهذا الاسم، أولهما (أحمد بن عبد المؤمن الصُّوفي أبو جعفر)، والآخر (أحمد بن عبد المؤمن) ولم ينسبه، وكلاهما مِصْرِي، من الفَيُّوم، وكلاهما قال فيهما مَسْلَمَة بن قاسم:"ضعيف جدًّا". وذكر أنَّ وفاة الأوَّل كانت عام (259 هـ)، والثاني (257 هـ).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 197) رقم (2911) - عن عليّ بن سعيد، عن أحمد بن عبد المؤمن، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن بَهْز إلَّا زكريا، تفرَّد به أحمد".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 187) وقال: "فيه زكريا بن أبي عبيدة وهو ضعيف". وسقط من المطبوع عزوه للطبراني.
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 89) -في ترجمة (زكريا بن أبي عبيدة النَّاجي) - من طريق أحمد بن عبد المؤمن، عن زكريا بن أبي عبيدة، به، بلفظ:"لا يرحم اللَّه من لا يرحم النَّاس". وقال: "يُرْوَى بغير هذا الإسناد بإسناد صالح". وقال: "حديثه غير محفوظ، ولا يُعْرَفُ زكريا إلَّا بهذا الحديث".
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 843) إلى الخطيب وحده!
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 515 - 518)،
و"مجمع الزوائد"(8/ 186 - 187)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 201 - 202)، و"المقاصد الحسنة" ص 48 - 49، و"الأزهار المتناثرة" ص 182 - 184.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في التوحيد، باب قول اللَّه تبارك وتعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ. . .} (13/ 358) رقم (7376)، ومسلم في الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان. . . (4/ 1809) رقم (2319)، وغيرهما، عن جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلي مرفوعًا:"مَنْ لَا يُرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ عز وجل" -واللفظ لمسلم-.
وسيأتي له شاهد آخر من حديث الأشعث بن قيس برقم (748).
كما سيأتي من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "ارحم من في الأرض يَرْحَمْكَ من في السماء" برقم (2127).
* * *
510 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن حمدُون العُكْبَري -بها-، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني، عن سعد بن سعيد الجُرْجَاني
(1)
، عن نَهْشَل أبي عبد اللَّه القُرَشي، عن الضَّحَّاك،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَشَرَافُ أُمَّتِي حَفَظَةُ القُرآنِ، وأصحابُ اللَّيْلِ".
(4/ 124) في ترجمة (أحمد بن حَمْدُون العُكْبَري أبو العبَّاس).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سعد بن أبي سعيد الجُرْجَاني". والتصويب من "المعجم" لأبي بكر الإسماعيلي ص 17، و"المعجم الكبير"(12/ 125)، و"شُعَبِ الإيمان"(5/ 620)، ومصادر ترجمه المذكورة في مرتبة الحديث.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (سعد بن سعيد الجُرْجَاني أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 118) وفيه عن البخاري: "سعد بن سعيد الجُرْجَاني عن نَهْشَل، ولا يصحُّ حديثه". وذكر العُقَيْلِي له حديثًا -غير حديثة هذا- عن نَهْشَل عن الضَّحَّاك عن ابن عبَّاس، وقال:"لا يُتَابَعُ عليه ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
2 -
"الكامل"(3/ 1194 - 1195) وقال: "يُلَقَّبُ سَعْدُوْيَه، يُكْنَى: أبا سعيد. . . يحدِّث عنه -يعني الثَّوْري- وعن غيره ممَّا لا يتابع عليه". وقال: "ولسعد غير ما ذكرت من الحديث غرائب وأفراد غريبة، تروى عنه، وكان رجلًا صالحًا، ولم تؤت أحاديثه التي لم يتابع عليها، من تعمد منه فيها، أو ضعف في نفسه ورواياته، إلَّا لغفلة كانت تدخل عليه، وهكذا الصالحون. . . ولم أرَ للمتقدِّمين فيه كلامًا لأنَّهم كانوا غافلين عنه، وهو من أهل بلدنا ونحن أعرف به".
3 -
"الميزان"(2/ 121) وقال: "قال البخاري: لا يصحُّ حديثه. يعني: أشراف أمتي حملة القرآن". وقال أيضًا: "وأمَّا حديث حملة القرآن، فرواه عن نَهْشَل -وهو هالك- عن الضَّحَّاك عن ابن عبَّاس رفعه".
4 -
"اللسان"(3/ 16) وقال: وذكره أبو نُعَيْم في رجال يُعْدَلُ عن تفردهم وقلَّة إتقانهم".
كما أنَّ فيه (نَهْشَل بن سعيد بن وَرْدَان الوَرْدَاني البَصري الخُرَاساني النَّيْسَابُورِي أبو سعيد -ويقال: أبو عبد اللَّه-) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 610) وقال: "ليس نَهْشَل بشيء". وقال مَرَّةً: "ليس بثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 115) وفيه عن إسحاق بن رَاهُوْيَه: "كان نَهْشَل كَذَّابًا".
3 -
"أحوال الرجال" ص 204 رقم (376) وقال: "غير محمود في حديثه".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 238 رقم (628) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 309 - 310) وقال بعد أن ذكر له حديثًا: "لا يُتَابَعُ عليه ولا على كثير من حديثه".
6 -
"الجرح والتعديل"(48/ 496) وفيه عن أبي داود الطَّيَالِسِي: "كذَّاب". وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، متروك الحديث، ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".
7 -
"المجروحين"(3/ 52) وقال: "كنيته أبو عبد اللَّه. . . كان ممَّن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".
8 -
"الكامل"(7/ 2521 - 2522) وقال: "كلُّ أحاديثه يشبه بعضها بعضًا".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 382 رقم (551).
10 -
"المغني"(2/ 702) وقال: "بَصْرِيٌّ وَاهٍ. قال ابن رَاهُوْيَه: كان كذَّابًا".
11 -
"التهذيب"(10/ 479) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء". وقال الحاكم: "روى عن الضَّحَّاك المعضلات". وقال أبو سعيد النَّقَّاش: "روى عن الضَّحَّاك الموضوعات".
12 -
"التقريب"(2/ 307) وقال: "متروك، وكذَّبه إسحاق بن رَاهُوْيَه، من السابعة"/ ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن حَمْدُون العُكْبَري أبو العبَّاس) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(الضَّحَّاك) هو (ابن مُزَاحِم الهِلالي الخُرَساني): صدوق كثير الإرسال، ولم يسمع من ابن عبَّاس كما قال أبو زُرْعَة والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهما. وستأتي ترجمته في حديث (688).
و(أبو إبراهيم التُّرْجُمَاني) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن بسَّام): لا بأس به. وستأتي ترجمته في حديث (1329).
التخريج:
رواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "معجمه" ص 17 رقم (6)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وعنده:"حملة القرآن" بدلًا من "حفظة القرآن".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 125) رقم (12612)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 620) رقم (2447) و (6/ 430 - 431) رقم (2977)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1194) -في ترجمة (سعد بن سعيد الجُرْجَاني) - و (7/ 2521) -في ترجمة (نَهْشَل بن سعيد البَصْري) -، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 218، من طريق أبي إبراهيم التَّرْجُمَاني، عن سعيد بن سعيد الجُرْجَاني، به.
وليس عند الطبراني قوله: "وأصحاب الليل".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 161): "رواه الطبراني، وفيه سعد بن سعيد الجُرْجَاني وهو ضعيف".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 431): "رواه ابن أبي الدُّنيا والبيهقي". وصدَّره بلفظ: "روي"، الدالة على ضعف إسناده، كما هو مصطلحه.
وعزاه في" الجامع الكبير"(1/ 112) إلى الطبراني في "الكبير"، والشِّيرازي في "الألقاب"، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"، فحسب.
* * *
511 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدّل، أخبرنا دَعْلَج بن أحمد، أخبرنا الحسين بن إدريس الهَرَوي، حدَّثنا أحمد بن خالد الخَلَّال البغدادي، حدَّثنا الحسن بن بشر -قال: وجاء بكتاب أبيه، ولم يسمعه منه
(1)
-، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس: أنَّه كان مُعْتَكِفًّا في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فسلَّم عليه، ثم جلس، فقال له ابن عبَّاس: با فلان أراك مكتئبًا حزينًا؟ قال: نعم يا ابن عمِّ رسول اللَّه، لفلان عليَّ حَقٌّ، لا وحُرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه. قال ابن عبَّاس: أفلا أُكلِّمه؟ قال: إنْ أحببت. فانتقل ابن عبَّاس ثم خرج من المسجد، فقال له الرجل: أَنَسِيتَ ما كُنْتَ فيه؟ قال: لا، ولكنِّي سمعتُ صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم -والعهد به قريب، فدمعت عيناه- وهو يقول:"مَنْ مَشى في حاجة أخيه وبلغ منها كان خيرًا من اعتكاف عَشْرِ سِنينَ، ومَنْ اعتكف يومًا ابتغاء وجهِ اللَّهِ جعل اللَّهُ بينه وبين النَّارِ ثلاثةَ خَنَادِقَ، أبْعَد ما بين الخَافِقَيْنِ".
(4/ 126 - 127) في ترجمة (أحمد بن خالد الخَلَّال الفقيه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو مروي من طريق الوِجَادَةِ، وهو من طرق التحمل الضعيفة. قال ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص 158:"وهو من باب المنقطع والمرسل". وقال
(1)
يفسِّره ما جاء في "تاريخ أصبهان"(1/ 89): "حدَّثنا الحسن بن بشر قال: وجدت في كتاب أبي ولم أسمعه، عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن عطاء عن ابن عبَّاس".
العراقي في "شرحه لألفيته"(2/ 113 - 114): "كلُّ ما ذكر من الرواية بالوِجَادَةِ منقطع سواء وثق بأنَّه خطّ من وجده عنه أم لا. ولكن الأوَّل وهو: إذا ما وثق بأنَّه خطّه أخذ شَوْبًا من الاتصال لقوله: وجدت بخطّ فلان".
كما أنَّ في إسناده (عبد العزيز بن أبي رَوَّاد) وهو صدوق ربما وَهِمَ في حديثه، وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 425 رقم (631) وقال: "ثقة".
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 304 رقم (1010) وقال: "ثقة".
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 394) وفيه عن يحيى بن سعيد القطَّان: "ثقة في الحديث، ليس ينبغي أن يترك لرأي أخطأ فيه". وقال أحمد: "رجل صالح وكان مُرْجِئًا، وليس هو في التثبت مثل غيره". وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة في الحديث متعبِّد".
4 -
"المجروحين"(2/ 136 - 137) وقال: "روى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدِّث بها توهمًا لا تعمدًا".
5 -
"الكامل"(5/ 1928 - 1929) وقال: "في بعض رواياته ما لا يُتَابَعُ عليه".
6 -
"المغني"(2/ 397) وقال: "صالح الحديث، ضعَّفه ابن الجُنَيْد. . . ".
7 -
"الكاشف"(2/ 175) وقال: "ثقة مرجئ عابد".
8 -
"التهذيب"(6/ 338 - 339) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال عليّ بن الجُنَيْد: "كان ضعيفًا وأحاديثه منكرات". وقال الحاكم: "ثقة عابد مجتهد شريف النسب". وقال السَّاجِي: "صدوق يرى الإرجاء". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: " هو متوسط في الحديث وربما وَهِمَ في حديثه".
9 -
"التقريب"(1/ 509) وقال: "صدوق عابد، ربما وَهِمَ، ورُمي بالإرجاء، من السابعة، مات سنة تسع وخمسين -يعني ومائة-"/ خت 4.
كما أنَّ فيه أيضًا (الحسن بن بشر بن سَلْم الهَمْدَاني -أو البَجَلي- الكوفي أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 287) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 88 رقم (156) وقال: "ليس بالقويِّ".
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 3) وفيه عن أحمد: "ما أرى به بأسًا في نفسه، روى عن زهير أشياء مناكير". وقال أبو حاتم: "صدوق".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 169).
5 -
"الكامل"(2/ 732 - 733) وقال: "أحاديثه يقرب بعضها من بعض، ويحمل بعضها على بعض، وليس هو منكر الحديث".
6 -
"تاريخ بغداد"(7/ 290 - 291) وفيه عن عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "منكر الحديث".
7 -
"التهذيب"(2/ 255 - 256) وقال: "وثَّقه مَسْلَمَة بن قاسم الأندلسي، وذكره السَّاجي وأبو العرب في الضعفاء".
8 -
"هَدْي الساري" لابن حَجَر ص 396 - 397 وقال: "لم يخرِّج عنه -يعني البخاري- من أفراده شيئًا، ولا من أحاديثه عن زهير التي استنكرها أحمد".
9 -
"التقريب"(1/ 163) وقال: "صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة إحدى وعشرين -يعني ومائتين-"/ خ ت س.
و(دَعْلَج بن أحمد) هو (السِّجِسْتَاني المُعَدَّل أبو محمد) ترجم له الخطيب
في "تاريخه"(8/ 387 - 392) وقال: "كان ثقة ثَبْتًا". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ثقة مأمونًا". وتوفي عام (351 هـ).
وشيخ الخطيب (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن بِشْرَان الأُمَوي المعدَّل أبو الحسين)، قد ترجم له في "تاريخه" (12/ 98 - 99) وقال:"كتبنا عنه، وكان: صدوقًا ثقةً ثَبْتًا حسن الأخلاق، تام المروءة، ظاهر الدِّيَانة". وترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(17/ 311 - 313) ونَعَتهُ بقوله: "الشيخ العالم المُعَدَّلُ المُسْنِدُ". وتوفي عام (415 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "غريب، لا أعلم رواه عن عطاء غير ابن أبي رَوَّاد، وعنه الحسن بن بشر بن سَلْم البَجَلِي".
التخريج:
رواه البيهقي في" شُعَب الإيمان"(7/ 523 - 524) رقم (3679)، عن أبي الحسين بن بِشْرَان -عليّ بن محمد-، عن دَعْلَج بن أحمد، به.
قال البيهقي في (7/ 525) منه: "فيه ضعف".
ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 89 - 90) من طريق أحمد بن خالد الخَلَّال، عن الحسن بن بشر، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 25 - 26) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق عدا قوله:"غريب". وأعلَّه بـ (الحسن بن بشر)، ونقل قول ابن خِرَاش فيه فحسب.
وممّا تقدَّم يعلم أنَّ قول محقق "الشُّعَب": "إسناده رجاله موثَّقون". فيه قصور.
وروى المرفوع منه فحسب، الطبراني في "المعجم الأوسط" من طريق أبي نُعَيْم السابق كما في "مجمع البحرين" رقم (2953). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 192) بعد أن عزاه له:"وإسناده جيِّد"! !
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 269 - 270) مطوَّلًا، من طريق محمد بن معاوية، عن مُصَادِف بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظِي، عن عمر بن عبد العزيز، عن ابن عبَّاس مرفوعًا؛ وفيه:"ولأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين وأشار بأصبعيه".
قال الحاكم: "ولهذا الحديث إسناد آخر بزيادة أحرف فيه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "هشام: متروك، ومحمد بن معاوية: كذَّبه الدَّارَقُطْنِيّ، فبطل الحديث".
أقول: في إسناد الحاكم أيضًا: (مُصَادِف بن زياد القُرَشي المَدِيني) وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 441) ونقل عن أبيه قوله فيه: "مجهول".
وبمثل قوله قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته في "الميزان"(4/ 118).
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 42).
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 200)، وابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 46 رقم (35)، من طريق الوليد بن صالح، عن أبي محمد الخُرَاساني، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه في اللَّه، جعل اللَّه بينه وبين النَّار يوم القيامة سبعة خنادق، بين الخَنْدَقِ والخَنْدَقِ كما بين السماء والأرض".
قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث عبد العزيز لم نكتبه إلَّا من حديث الوليد بن صالح".
* * *
512 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن الحسن بن مِقْسَم العَطَّار، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن خالد، حدَّثنا أبي.
وأخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن أيوب بن مَاسِي، حدَّثنا أحمد بن خالد بن عمرو بن خالد السُّلَفي الحِمْصِي، حدَّثني أبي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن موسى، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: أصاب فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صبح العرس رِعْدَةٌ، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة! إنِّي زوجتك سيِّدًا في الدُّنيا، وإنَّه في الآخرة من الصالحين، يا فاطمة! إنِّي لما أردت أن أملكك
(1)
لعليٍّ، أمر اللَّه جبريل فقام في السماء الرابعة، فصفَّ الملائكة صفوفًا ثم خطب عليهم جبريل، فَزَوَّجْكِ من عليٍّ، ثم أمر الجِنَان فحملت الحُليّ والحُلَلَ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم يومئذٍ أكثر ممَّا أخذ صاحبه أو أحسن، افتخر به إلى يوم القيامة".
قالت أُمُّ سَلَمَة: فلقد كانت فاطمة تَفْخَرُ على النِّسَاء، حيث أوَّل من خَطَبَ عليها جبريل.
(4/ 128 - 129) في ترجمة (أحمد بن أبي الأَخْيَل -واسمه: خالد بن عمرو بن خالد- السُّلَفي الحِمْصِي أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (خالد بن عمرو بن خالد السُّلَفي الحِمْصي أبو الأَخْيَل) وقد ترجم له في:
(1)
في المطبوع: "أملك". وفي جميع المصادر التي ذكرته: "أملكك"، وفي "المجروحين" (3/ 43):"أصلك".
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 226) وقال: "ربما أخطأ".
2 -
"الكامل"(3/ 904) وقال: "روى أحاديث منكرة عن ثقات النَّاس".
3 -
"تاريخ بغداد"(4/ 129) -في ترجمة ابنه (أحمد بن أبي الأَخْيَل) - وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".
4 -
"الميزان"(1/ 636 - 637) وقال: "كذَّبه جعفر الفِرْيَابي، ووهَّاه ابن عدي وغيره". وقال: "ومن بلايا أبي الأَخْيَل هذا، حديث كذب في مشيخة ابن شَاذَان الصغرى". ثم ساق بعضًا من الحديث المتقدِّم ومن الطريق نفسه.
5 -
"اللسان"(2/ 382) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "غيره أثبت منه".
6 -
"التقريب"(1/ 216) وقال: "ضعيف، وكذَّبه جعفر الفِرْيَابي، من الحادية عشرة"/ تمييز.
و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(الأعمش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "والحديث على لفظ ابن مِقْسَم: غريب جدًّا. تفرَّد به أبو الأَخْيَل بهذا الإسناد، وقد تابعه بعض النَّاس فرواه عن عبيد اللَّه كذلك".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 59) من طريق أحمد بن خالد بن عمرو بن
خالد السُّلَفي
(1)
، عن أبيه، به، وقال: "غريب من حديث الثَّوْرِيّ عن الأعمش. وعبيد اللَّه بن موسى ومن فوقه أعلام ثقات، والنظر في حال خالد بن عمرو السُّلَفِي
(2)
".
وتَابَعَ خالد بن عمرو: سفيان بن محمد الفَزَاري المِصِّيْصِي.
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1255) -في ترجمة (سفيان بن محمد الفَزَاري) -، عنه، عن عبيد اللَّه بن موسى، به، وقال:"وهذا عن الثَّوْري بهذا الإسناد باطل منكر، رواه سفيان بن محمد هذا عن عبيد اللَّه بن موسى عن سفيان، وعبيد اللَّه: ثقة".
أقول: لا قيمة لهذه المتابعة، فإنَّ (سفيان بن محمد الفَزَاري) هذا، كان ممن يسرق الحديث ويُسَوِّي الأسانيد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
وقد ذكر الحافظ الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(2/ 172)، حديثه هذا، وقال:"هذا كذب".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 54).
كما تابعه: مَخْلَد بن عمرو الحِمْصِي الكَلَاعي.
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 42 - 43) -في ترجمة (مَخْلَد) - عنه، عن عبيد اللَّه بن موسى، به.
وهي متابعة لا قيمة لها أيضًا، فقد قال ابن حِبَّان عن (مَخْلَدٍ) هذا:"يروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به".
(1)
تصَحَّفَ في" الحِلْيَة" إلى: "أحمد بن عمرو بن خالد السُّلَفي". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
(2)
تَصَحَّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "عمرو بن خالد السُّلَفي". والتصويب من مصادر ترجمته أيضًا.
وقد ذكر الحافظ الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(4/ 83 - 84)، حديثه هذا، وقال:"هذا باطل، ما تَفَوَّه به الثَّوْريّ أصلًا".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 9).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 418 - 419) من طريق الخطيب وابن عدي المتقدِّمين، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهَمُ به خالد بن عمرو الحِمْصي". ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه، وقال:"وقد رواه سفيان بن محمد الفَزَاري عن عبيد اللَّه بن موسى. قال ابن عدي: يسرق الأحاديث ويُسَوِّي الأسانيد، وفي حديثه موضوعات. قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 398 - 399) بما لا يقوى، ويردّه ما تقدَّم من كلام النُّقَّاد.
وقد تابعه على تَعَقُّبِهِ ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 416 - 417) بما لا يقوى.
وقد فاتهم جميعًا ذكر متابعة (مَخْلَد بن عمرو الحِمْصي الكَلَاعي)، فالحمد للَّه على توفيقه.
* * *
513 -
أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم بن حامد البزَّار -بهَمَذَان-، حدَّثنا القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الأَسَدِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمي، حدَّثنا أحمد بن الخليل البغدادي -سكن بنَيْسَابور-، حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي الفَيْض،
عن معاوية، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مِنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
(4/ 130) في ترجمة (أحمد بن الخليل التَّاجر أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق عن معاوية. ومَتْنُ الحديث متواتر.
ففيه (عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأَسَدِيّ القاضي أبو القاسم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(10/ 292 - 294) وفيه عن الحافظ أبي الفضل صالح بن أحمد الهَمْدَاني: "ادَّعى -يعني الرواية- عن إبراهيم بن الحسين -وهو أيضًا ابن دَيْزِيل- فذهب علمه. . . ". وقال صالح بن أحمد أيضًا: "سمعت القاسم بن أبي صالح نصَّ عليه بالكذب، ومع هذا دخوله في أعمال الظلمة وما يحمله من الأوزار والآثام، ونعوذ باللَّه من الحَوْر بَعْدَ الكَوْر
(1)
". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "رأيت في كتبه نخاليط". وقال أبو يعقوب بن الدَّخِيل: "لم يحمدوا أمره". وتوفي عام (352 هـ).
2 -
"لسان الميزان"(3/ 411 - 412) وذكر جُلَّ ما تقدَّم.
و(أبو الفيض) هو (موسى بن أيوب -ويقال: ابن أبي أيوب- المَهْري الحِمْصي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 281):"مشهور بكنيته، ثقة، من الرابعة"/ د ت س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1383) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 337).
و(رَوْح) هو (ابن عُبَادة بن العلاء القَيْسي البَصْري أبو محمد) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 253): "ثقة فاضل، له تصانيف، من التاسعة، مات سنة خمس -أو سبع- ومائتين"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تاريخ
(1)
"أي من النقصان بعد الزيادة. وقيل: من فساد أمورنا بعد صلاحها. وقيل: من الرجوع عن الجماعة بعد أن كُنَّا منهم. وأصله من نَقْض العِمَامة بعد لَفِّها". "النهاية" لابن الأثير (1/ 458).
بغداد" (8/ 401 - 406)، و"تهذيب الكمال" (9/ 238 - 245)، و"التهذيب" (3/ 293 - 296).
وشيخ الخطيب (أبو القاسم عليّ بن إبراهيم بن حامد البزَّار) لم أقف له على ترجمة.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(4/ 100)، وعنه الطبراني في "الكبير"(19/ 392 - 393) رقم (922)، وفي "جزء طرق حديث من كذب عليَّ" ص 79 - 80 رقم (68)، عن رَوْح، عن شُعْبَةَ، به.
وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 143): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات".
ورواه ابن الجَوْزي في مقدِّمة كتابه "الموضوعات"(1/ 82 - 83)، من طرق، عن رَوْح، به.
وعزاه القَارِي في "الأسرار المرفوعة" ص 16 رقم (16) إلى الحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده" أيضًا.
وسيأتي من حديث معاوية أيضًا برقم (981) و (1285).
ومَتْنُ الحديث متواتر. وقد سبق الكلام عليه برقم (146).
* * *
514 -
أخبرنا أبو سعد المَالِينِي -قراءةً-، حدَّثنا أبو محمد القاسم بن حَمُّوْيَه بن الحسين بن معاذ -مِنْ حَفَظَةِ نَيْسَابُور- قال: حدَّثني جدِّي حَمُّوْيَه بن الحسين بن معاذ، حدَّثني أحمد بن خليل البغدادي، حدَّثني يزيد بن هارون الوَاسِطي، عن محمد بن إسحاق، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ زَرْعٍ على الأَرض، ولا ثمارٍ على الأَشجار، إلَّا عليها مكتوب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا رِزْقُ فلان بن فلان، وهذا قول اللَّه تعالى في مُحْكَم كتابه {وَمَا تَسْقُطُ
(1)
مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سورة الأَنعام: الآية 59] ".
(4/ 130) في ترجمة (أحمد بن الخليل التَّاجر أبو علي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (حَمُّوْيَه بن الحسين بن معاذ) وقد ترجم له في:
1 -
"المغني"(1/ 193) وقال: "حَمُّوْيَه بن الحسين، حدَّثنا أحمد بن الخليل، حدَّثنا يزيد بن هارون، بحديث كذبٍ، لا يُعْرَف".
2 -
"الميزان"(1/ 609) وقال: "لا يوثق به، وخبره باطل". ثم ذكر حديثه هذا.
3 -
"اللسان"(2/ 361 - 362) وأقَرَّ ما في "الميزان". ونقل كلام الخطيب الآتي.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال ابن نُعَيْم -يعني محمد بن نُعَيْم الضَّبِّي-: هذا حديث تفرَّد به حَمُّوْيَه بن الحسين عن
(2)
أحمد بن الخليل، وهو غير مقبول منه، فإنَّ أحمد بن الخليل، ثقة مأمون. قلت -القائل الخطيب-: وقد رواه أبو عليّ بن عمر المُذَكِّر النَّيْسَابُوري -واسمه محمد بن عليّ-، عن
(1)
في المطبوع: "وما يسقط" وهو خطأ.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بن".
أحمد بن الخليل، وكان هذا المُذَكِّر كذَّابًا معروفًا بسرقة الأحاديث، ونَرَاهُ سرقه من حَمُّوْيَه، واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 146 - 147) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ثم نقل قوله السابق.
وذكره السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(3/ 278) وعزاه إلى الخطيب، وقال: إنَّه أخرجه بسند ضعيف!!
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 264) -في الفصل الثالث، والذي يتضمن الأحاديث التي زادها السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزي- وعزاه للحاكم، وذكر ما تقدَّم عن الخطيب.
وذكره الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 317 وقال: "قال في "الميزان": باطل".
* * *
515 -
حدَّثنا محمد بن العبَّاس، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرِّجَال الصِّلْحِي
(1)
، أملانا أحمد بن الخليل -المعروف بحُور
(2)
، في مجلس عبَّاس الدُّوري، وقال لنا عبَّاس: اكتبوا عنه وكتبت لعبَّاس
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الصالحي". والتصويب من "سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 136 رقم (115)، و"الأنساب" للسَّمْعَاني (8/ 83 - 84) وقال:"هذه النسبة إلى "فم الصِّلْح" وهي بلدة على دِجْلة بأعلى واسط".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بجور" بالجيم المعجمة. وكذا في "الميزان"(1/ 96)، و"المغني"(1/ 38)، و"اللسان"(1/ 167). وصوابه بالحاء المهملة، كما في مخطوطة "تاريخ بغداد" نسخة المحمودية (1/ 17/ آ). وكما قيَّده بالحروف صاحب "الإكمال"(2/ 167)، و"تبصير المنتبه"(1/ 272).
هذا الحديث في رقعة- قال: حدَّثنا الأَصْمَعِي، أخبرنا عِمْران بن عِمْران البَجَلي، عن محمد بن عَنْتَرَة الفَزَاري بنحوه.
وأخبرني
(1)
محمد بن جعفر بن عَلَّان الورَّاق، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن الحسن المُقْرِئ -دُبَيْس-، حدَّثنا أحمد بن الخليل اليَمَاني قال: سمعت أبا بكر بن عيَّاش قال: حدَّثنا الأعمش، عن خَيْثَمَة،
عن عبد اللَّه بن مسعود، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ:{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} [سورة آل عمران: الآية 39] بالياء.
(4/ 131 - 132) في ترجمة (أحمد بن الخليل بن مالك اليَمَاني
(2)
أبو العبَّاس، يعرف بحُور).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو منقطع أوَّلًا ما بين (خَيْثَمَة بن عبد الرحمن بن أبي سَبْرة الجُعْفي الكوفي) و (عبد اللَّه بن مسعود)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال أحمد وأبو حاتم. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 51 رقم (75)، و"التهذيب"(3/ 179).
وفيه ثانيًا صاحب الترجمة (أحمد بن الخليل بن مالك اليَمَاني أبو العبَّاس حُور) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 129 رقم (69).
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 131 - 133) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف". وقال مَرَّةً: "ضعيف لا يحتجُّ به".
(1)
سقط من المطبوع حرف العطف، والاستدراك من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 27/ آ).
(2)
في مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 27/ 3): "اليمامي".
3 -
"لسان الميزان"(1/ 167) وقال: "أورد له الخطيب ما ينكر".
و (الأَصْمَعِي) هو (عبد الملك بن قُرَيْب البَاهِلي البَصْري أبو سعيد): إمام حُجَّة في اللغة والأدب، صدوق في الرواية. وستأتي ترجمته في حديث (1422).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "غريب لم أكتبه إلَّا من هذا الوجه، وكتبه عني الصُّوري".
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الدُّرِّ المنثور"(2/ 287) إليه وحده. وقد وقع فيه تحريف في مَتْنِهِ.
* * *
516 -
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد الدِّمَشْقِي، أخبرنا جدِّي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السُّلَمِي، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن ربيعة بن زَبْر القاضي، حدَّثنا أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون بن سعيد الدُّوري قال: سمعت أبا بكر بن عيَّاش يقول: حدَّثني أَفْلَت
(1)
بن خَلِيفة قال: حدَّثتني دهيمة ابنة حسَّان، عن جَسْرَة ابنة دَجَاجَة -وقد سمعته من جَسْرَة فنسيته، فأعادته عليَّ دهيمة عنها- قالت:
سألتُ عائشة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: هل كُنْتُنَّ تَغَرْنَ على نبيِّ اللَّه. فقالت: شديدًا، ولقد رأيتني يومًا بَعَثَتْ صفية إليه بإناء فيه طعام وهو عندي وفي يومي. فما هو إلَّا أن بصرت بالإناء قد أقبل حتى أخذتني رعدة شديدة
(1)
ويقال له (فُلَيت). وهو (ابن خَلِيفة العَامِري الذُّهْلي -ويقال الهُذَلي- الكوفي أبو حسَّان)، وهو صدوق كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (1/ 82). وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"تهذيب الكمال"(3/ 320 - 321)، و"التهذيب"(1/ 366).
كادت أن تغلب عليَّ، فلما وصل الإناء إلى حيث أناله صدمته بيدي فكفاته على الأرض، فرماني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ببصره فعرفت الغضب في طرفه، وذهب عني ما كان قد خامرني، وقلت: أعوذ باللَّه من غضب رسول اللَّه، فسكن غضبه، فقلت: ما كفَّارة ما أتيته يا رسول اللَّه؟ قال: "إناءٌ كإنائها، وطعامٌ كطعامها، تُرْسِلِين -أو تَبْعَثِين- به إليها".
(4/ 132) في ترجمة (أحمد بن الخليل بن مالك اليَمَاني أبو العبَّاس، يعرف بحُور).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي مختصرًا بنحوه بإسنادٍ حسن كما سيأتي.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن الخليل اليَمَاني أبو العبَّاس)، وهو ضعيف لا يُحْتَجُّ به. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (515).
كما أنَّ فيه (جَسْرَة بنبت دَجَاجَة العَامرية الكُوفية) وقد ترجم لها في:
1 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 581 رقم (2087) وقال: "كوفية تابعية ثقة".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 121).
3 -
"السنن الكبرى" للبيهقي (6/ 96) وقال: "فيها نظر".
4 -
"الكاشف"(3/ 422) وقال: "وثِّقت".
5 -
"الميزان"(1/ 399) وقال: "قال ابن حِبَّان -فيما نقله أبو العبَّاس البُنَاني-: عندها عجائب. وقال البخاري في" تاريخه": عندها عجائب. . . فقوله: عندها عجائب، ليس بصريح في الجرح. . . ".وانظر "التهذيب"(12/ 406).
6 -
"التقريب"(2/ 593) وقال: "مقبولة، من الثالثة، ويقال: إنَّ لها إدراكًا"/ د س ق.
و (دهيمة بنت حسَّان) لم أقف على من ترجم لها.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 277)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 96)، من طريق أَفْلَت بن خَلِيفة، عن جَسْرَة بنت دَجَاجَة، عن عائشة، به، بأخصر من رواية الخطيب.
قال البيهقي: "فُلَيْت العامري وجَسْرَة بنت دَجَاجَة فيهما نظر".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 321): "رواه أبو داود وغيره باختصار. ورواه أحمد ورجاله ثقات".
ورواه مختصرًا، أبو داود في البيوع، باب فيمن أفسد شيئًا يغرم مثله (3/ 827 - 828) رقم (3568)، والنَّسَائي في عشرة النِّساء، باب الغيرة (7/ 71)، من طريق سفيان، عن فُلَيْت بن خَلِيفة، عن جَسْرَة، عنها، به
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(5/ 125) -في المظالم، باب إذا كسر قصعة أو شيئًا لغيره- بعد أنَّ عزاه لأبي داود والنَّسَائي:"إسناده حسن".
* * *
517 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا أحمد بن الخليل الجَرِيري البَصْري -ببغداد-، أخبرنا وَهْب بن يحيى بن رَمَّام العَلَّاف، حدَّثنا محمد بن سَوَاء، عن رَوْح بن القاسم، عن عبد الملك بن عُمَيْر،
عن جابر بن سَمُرَة قال: سُئِلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الضَّبِّ، فقال:"أُمَّةٌ مُسِخَت واللَّه أعلم".
(4/ 134) في ترجمة (أحمد بن الخليل بن عبد اللَّه بن مِهْران الجَرِيري البَصْري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وله شواهد من طرق صحيحة من غير جزم فيها بأنَّ الضَّبِّ ممَّا مُسِخ.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن الخليل الجَرِيري البَصْري). وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 94 رقم (94) وقال: "ليس بالقويِّ".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 134) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.
3 -
"الميزان"(1/ 96) وفيه عن الحاكم: "ليس بقوي". وهو للدَّارَقُطْنِيّ وليس للحاكم.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 53) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن رَوْح بن القاسم إلَّا محمد بن سَوَاء".
ورواه في "المعجم الكبير"(2/ 236) رقم (1877) من طريق زيد بن الحَرِيش، حدَّثنا رَوْح بن عطاء بن أبي مَيْمُونة، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن جابر بن سَمُرَة قال:"أتى أعرابي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه ما تقول في الضَّبِّ؟ فقال: "مسخت أُمَّة من بني إسرائيل، لا أدري أي الدواب مُسِخَت، ولا آمر به ولا أنهى عنه".
أقول: في إسناده (زيد بن الحَرِيش الأَهْوَازي) وهو مجهول الحال. وستأتي ترجمته في حديث (812).
كما أنَّ فيه (رَوْح بن عطاء بن أبي مَيْمُونة) ضعَّفه ابن مَعِين. وقال أحمد: "منكر الحديث". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "كان يخطئ". وذكره السَّاجي في "الضعفاء". وقال البزَّار: "ليس بالقويِّ". وقال ابن الجارود: "ضعيف". "لسان الميزان"(2/ 466 - 467)
ولم أجد الحديث في "مجمع الزوائد" للهيثمي مع أنَّه على شرطه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وله شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 423 - 425). و"مجمع الزوائد"(4/ 36 - 38)، و"فتح الباري"(9/ 663 - 667).
ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في الصيد، باب إباحة الضَّبِّ (3/ 1545) رقم (1949) عن جابر بن عبد اللَّه قال:"أُتِيَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بضَبٍّ فَأبى أنْ يَأْكُلَ مِنْهُ. وقال: لا أدري لعلَّه مِنَ القُرونِ التي مُسِخَتْ".
* * *
518 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد بن عَائِذ الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن الخطَّاب بن مِهْران.
وأخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شُعَيْب الرُّوْيَاني، أخبرنا عليّ بن عمر الخُتُّلِي، حدَّثنا أحمد بن الخطَّاب بن مِهْران أبو جعفر التُّسْتَري -ببغداد-، حدَّثنا عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخُوَارِزْمِي، حدَّثنا عاصم بن عبد اللَّه، حدَّثنا عبد العزيز بن خالد، عن سفيان الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ السخاء شجرة في الجنَّة أغصانها في الدُّنيا، فمن أخذ بغصن منها جرَّه إلى الجنَّة، وإنَّ البخل شجرة في النَّار، فمن أخذ بغصن منها جرَّه إلى النَّار".
(4/ 136) في ترجمة (أحمد بن الخطَّاب بن مِهْران بن عبد اللَّه التُّسْتَرِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وله شواهد عدَّة معلولة، جلُّها من طرق تالفة، وقد حكم الدَّارَقُطْنِيّ وابن الجَوْزي بوضعه. وقال الخطيب: منكر. وقال البيهقي: ضعيف.
ففيه (عبد العزيز بن خالد) وهو (عبد العزيز بن أَبَان الأُمَوي السَّعِيديّ -من ولد سعيد بن العاص- أبو خالد الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 277) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 161 رقم (569) وقال: "ليس بثقة. قلت -القائل الدَّارِمي-: من أين جاء ضعفه؟ فقال: كان يأخذ أحاديث النَّاس فيرويها".
3 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 293 رقم (82) وقال: "كذَّاب خبيث يضع الحديث".
4 -
"التاريخ الكبير"(6/ 30) وقال: "تركه أحمد".
5 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 151 رقم (224) وقال: "تركوه".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 168 رقم (413) وقال: "متروك".
7 -
"الضعفاء" للعقيلي (3/ 16 - 17).
8 -
"الجرح والتعديل"(5/ 377 - 378) وفيه عن أبي حاتم: "لا يُشْتَغَلُ به، تركوه، لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف". فسأله ابن أبي حاتم: يكتب حديثه؟ قال: "ما يعجبني إلَّا على الاعتبار". وقال يحيى: "وضع أحاديث عن سفيان الثَّوْري لم تكن".
9 -
"المجروحين"(2/ 140 - 141) وقال: "كان ممن يأخذ كتب النَّاس فيرويها من غير سماع، ويسرق الأحاديث ويأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات".
10 -
"الكامل"(5/ 1926 - 1927) وقال: "له عن الثَّوْري غير ما ذكرت من البواطيل وعن غيره".
11 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 105 رقم (129) وقال: "يروي عن مِسْعَر والثَّوْريِّ المناكير، لا شيء".
12 -
"المُحَلَّى" لابن حزم (7/ 484) وقال: "متفق على ضعفه".
13 -
"تاريخ بغداد"(10/ 442 - 447) وفيه عن ابن المَدِيني: "ليس بذاك، وليس هو في شيء من كتبي". وقال محمد بن عبد اللَّه بن نُمِيْر: "ما رأيت أحدًا أبين أمرًا منه، وهو كذَّاب". وقال أبو عليّ الحافظ -الحسين بن عليّ-: "متروك". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "-هو- عند أصحابنا جميعًا متروك، كثير الخطأ، كثير الغلط، وقد ذكروه بأكثر من هذا".
وذكر الخطيب في (1/ 35 - 36) من "تاريخه" عند كلامه على علل حديث "تُبْنَى مدينة بين دِجْلَة ودُجَيْل. . . " أنَّ عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال لأبيه: "فإنَّ عبد العزيز بن أَبَان رواه عن سفيان الثَّوْري عن عاصم الأحول. فقال أبي: كلُّ من حدَّث هذا الحديث عن سفيان الثَّوْري فهو كذَّاب".
14 -
"المغني"(2/ 369) وقال: "متروك مُتَّهَم".
15 -
"التقريب"(1/ 507 - 508) وقال: "متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وغيره، من التاسعة، مات سنة سبع ومائتين"/ ت.
كما أنَّ فيه (عاصم بن عبد اللَّه) قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 184): "ضعَّفوه". ولم أتبينه.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن الخطَّاب بن مِهْران التُّسْتَرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْية"(7/ 92) من طريق أحمد بن الخطَّاب التُّسْتَرِي، عن عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخُوَارِزْمِي، عن عاصم بن عبد اللَّه، عن عبد العزيز بن خالد، به.
قال أبو نُعَيْم: "تفرَّد به عبد العزيز وعنه عاصم".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 183) من طريقين -أحدهما عن الخطيب-، عن أحمد بن الخطَّاب التُّسْتَرِي، عبن عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخُوَارِزْمِي، به، وقال:"في طريقه عاصم بن عبد اللَّه وقد ضعَّفوه، وقد وقع في روايتنا عبد العزيز بن خالد (1)، وهو غلط، إنما هو عبد العزيز أبو خالد"
(1)
. ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه مما تقدَّم. وقال بعد أن ساقه من حديث جماعة من الصحابة: "هذه الأحاديث من جميع وجوهها لا تصحّ".
وقال السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 93): "عاصم ضعيف، وشيخه كذَّاب".
وعزاه العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 243) إلى أبي نُعَيْم عن جابر وقال: "ضعيف".
وقد تقدَّم الكلام على الحديث وطرقه موسَّعًا في حديث (387).
* * *
519 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد بن عَائِذ الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن الخطَّاب بن الهيثم، حدَّثنا داود بن بكر، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدَّثنا عَنْبَسَة، عن عبد اللَّه بن أبي الأسود،
(1)
صُحِّفَ في "الموضوعات" إلى: "خلدون".
عن أنس بن مالك قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا استَجَدَّ ثَوْبًا، لَبِسَهُ يومَ الجُمُعَةِ.
(4/ 137) في ترجمة (أحمد بن الخطَّاب بن الهيثم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عَنْبَسَة) وهو (ابن عبد الرحمن الأُمَوي القُرَشي): متروك، كذَّبه أبو حاتم وغيره، وستأتي ترجمته في حديث (1605).
كما أنَّ فيه (محمد بن عبد اللَّه بن زياد الأَنصاري أبو سَلَمَة) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 96 - 97) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"المجروحين"(2/ 266 - 267) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
3 -
"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسي ص 231 رقم (877) وقال: "كذَّاب".
4 -
"الميزان"(3/ 598 - 600) وقال: "شيخ بَصْري. . . قال ابن طاهر: كذَّاب. وله طامَّات".
5 -
"التهذيب"(9/ 256) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "روى يحيى بن خِذَام عنه عن مالك بن دينار أحاديث منكرة، واللَّه أعلم الحَمْل فيها على أبي سَلَمَة أو على يحيى". وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: "يروي أحاديث موضوعة". وقال أبو الفضل الهَرَوي: "ضعيف". وقال الأَزْدِي: "منكر الحديث جدًّا، روى عن مالك بن دينار أحاديث معاضيل".
6 -
"التقريب"(2/ 177) وقال: "مشهور بكنيته. . . كذَّبوه، من الثانية، جاوز المائة"/ فق.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن الخطَّاب بن الهيثم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتابه "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 104، وفي كتابه "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(1/ 347) رقم (46)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 43 - 44) رقم (3114)، من طرق، عن عَنْبَسَة بن عبد الرحمن القُرَشي، عن عبد اللَّه بن أبي الأسود، عنه، به.
وقال البَغَوي: "عَنْبَسَة بن عبد الرحمن: ضعيف".
أقول: بل متروك متَّهم.
وقول المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(2/ 238): إسناده ضعيف"؛ فيه تساهل بيِّن.
ورواه أبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 255 - 256 من الطريق نفسه، لكن بزيادة ذكر (عبد القدوس) بين (عبد اللَّه بن أبي الأسود) و (أنس).
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 193) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث لا يصحُّ، وعَنْبَسَة مجروح. قال ابن حِبَّان: والأنصاري يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم لا يجوز الاحتجاج به".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 119) رقم (18268) إلى الخطيب وحده، فقصَّر.
* * *
520 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطَّان، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع
القاضي، حدَّثنا أحمد بن داود بن تَوْبَة، حدَّثنا عبَّاد بن موسى، حدَّثنا إسماعيل بن جعفر، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ وهُبَيْرَة
(1)
،
عن عليٍّ قال: لمَّا خرجنا من مكَّة تلقَّتنا ابنة حمزة تنادي، يا عمُّ! يا عمُّ! فتناولها عليٌّ، أخذ بيدها وقال لفاطمة: دونك. فحملتها حتى قدمت بها المدينة، فاختصموا فيها: عليٌّ، وزيد، وجعفر، فقال عليٌّ: أنا آخذها وهي بنت عمِّي. وقال جعفر: ابنة عمِّي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بها لخالتها وقال: "الخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ". ثم قال لِعَليٍّ: "أنتَ مِنِّي وأنا مِنْكَ". وقال لجعفر: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقِي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا". فقال
(2)
: يا رسول اللَّه تَزَوَّجْهَا، فقال:"إنَّها ابنة أخي من الرَّضَاعَة".
(4/ 140) في ترجمة (أحمد بن داود بن جابر السَّرَّاج أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه ضعف. وله شواهد صحيحة.
ففيه (هانئ) وهو (ابن هانئ الهَمْدَاني الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 229) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 101) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (2/ 509) وقال: "هانئ بن هانئ المُرَادي".
4 -
"المغني"(2/ 707) وقال: "ليس بالمعروف. قال ابن المَدِيني: مجهول".
(1)
حُرِّف في المطبوع إلى: "هانئ بن هبيرة". والتصويب من "المسند" لأحمد (1/ 98)، و"سنن أبي داود"(2/ 710)، وغيرهما.
(2)
القائل هو (عليُّ بن أبي طالب) رضي الله عنه، كما في رواية أحمد (1/ 115)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(4/ 173).
5 -
"التهذيب"(11/ 23 - 24) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال ابن المَدِيني: "مجهول". وقال الشَّافِعي: "لا يُعْرَفُ، وأهل العلم بالحديث. لا ينسبون حديثه لجهالة حاله".
6 -
"التقريب"(2/ 315)، وقال:"مستور، من الثالثة"/ بخ د ت ص ق.
كما أنَّ فيه (هُبَيْرة) وهو (ابن يَرِيم الشِّبَامِيّ
(1)
أبو الحارث) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 171) وقال: "كان معروفًا، وليس بذاك".
2 -
"أحوال الرجال" ص 46 رقم (12) وقال: "كان مُخْتَارِيًّا يُجْهِزُ على الجرحى يوم الجَازِر".
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 109 - 110) وفيه عن أحمد: "لا بأس بحديثه هو أحسن استقامة من غيره -يعني الذين روى عنهم أبو إسحاق وتفرَّد بالرواية عنهم-". وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه قائلًا: يُحْتَجُّ بحديثه؟ قال: "لا، هو شبيه بالمجهولين".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 511) وقال: "كان مولى الحسين بن عليّ".
5 -
"الكامل"(7/ 2593 - 2594) وقال: "أرجو أن لا بأس به".
6 -
"الكاشف"(3/ 193) وقال: "وثِّق. وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ".
(1)
تَصَحَّفَ في "الجرح والتعديل"(9/ 109)، و"التهذيب"(11/ 23)، و"التقريب"(2/ 315)، إلى:"الشيباني". وقال ابن نُقْطَة في "تكملة الإكمال"(3/ 496): "أمَّا الشِّبَامي: بكسر الشين المعجمة وفتح الباء المعجمة بواحدةٍ فهو: هُبَيْرة بن يَريِم الشِّبَامي. . ".
7 -
"التهذيب"(11/ 23 - 24) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "مجهول". وقال ابن خِرَاش: "ضعيف". وقال النَّسَائي في "الجرح والتعديل": "أرجو أن لا يكون به بأس".
8 -
"التقريب"(2/ 315) وقال: "لا بأس به، وقد عيب بالتَّشَيُّع، من الثانية"/ 4.
وفيه أيضًا (عبد الباقي بن قَانِع القاضي) وهو صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن داود السَّرَّاج) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو إسحاق) هو (عَمْرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني السَّبِيعي): ثقة تغيَّر بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (737).
ورواية إسرائيل عن جدِّه أبي إسحاق، عند البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 98 - 99) و (1/ 115)، وإسحاق بن رَاهُوْيَه في "مسنده" -كما في "نصب الراية"(3/ 176) -، والحاكم في "المستدرك"(3/ 120)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(4/ 173 - 174)، من طرق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، به.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه بهذه الألفاظ، إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء مختصرًا". وأقرَّه الحافظ الذَّهَبِيُّ!
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" لأحمد (2/ 116 و 184) رقم (770 و 931): إسناده صحيح!
ومن الطريق نفسه رواه أبو داود في الطلاق، باب من أحق بالولد (2/ 710 - 711) رقم (2280)، مختصرًا.
ومن طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن هُبَيْرة، عن عليّ، رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 344) مختصرًا جدًّا، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 6) من طريق زكريا بن أبي زائدة وغيره، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، به، وعنده في آخره زيادة.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 5) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب مطوَّلًا في قصَّة صلح الحُدَيْبِيَة، وجاء فيها خبر ابنة حمزة، دون قول عليّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم:"ألا تَزَوَّجْها. . . ".
وهو عند البخاري عن البراء من هذا الطريق، رواه في المغازي، باب عمرة القضاء (7/ 449) رقم (4251) مع قول عليّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم:"ألا تَتَزوَّجُ بنتَ حمزة؟ قال: إنَّها ابنةُ أخي من الرَّضاعة".
وقد ادَّعى البيهقي أنَّ هذا مدرج في حديث البراء، وأشار إلى أن الصواب أنَّه من حديث عليّ المتقدِّم، وناقشه الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(7/ 505) في ذلك مطوَّلًا، وقال:"والذي يظهر لي أَنْ لا إدْرَاجَ فيه". وبيَّن أنَّه محفوظ من حديث البراء وعليّ معًا.
وقد رواه أبو داود في الموطن السابق رقم (2278) من طريق يزيد بن الهَاد، عن محمد بن إبراهيم، عن نافع بن عُجَيْر، عن أبيه، عن عليّ مختصرًا.
ومن طريق يزيد بن الهَاد، عن محمد بن نافع بن جُبَيْر، عن أبيه نافع، عن عليّ مختصرًا: رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 211)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 6). وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيّ.
وقال البيهقي عقب ذكره لطريق أبي داود هذا: "والذي عندنا أنَّ الأول أصحّ". يعني الطريق الذي رواه منه هو والحاكم.
وانظر في الكلام على الحديث وشواهده: "نصب الراية"(3/ 267 - 268)، و"تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج" لابن المُلَقِّن (2/ 433 - 435)، و"التلخيص الحَبِير"(14/ 11 - 12)، و"مجمع الزوائد"(4/ 323 - 324)، و"إرواء الغليل"(7/ 245 - 249).
* * *
521 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج، حدَّثنا أحمد بن داود السِّجِسْتَانِيّ أبو يزيد -ببغداد-، حدَّثنا الحسن بن سَوَّار، حدَّثنا عِكْرِمَة بن عمَّار، عن ضَمْضَم بن جَوْس
(1)
،
عن عبد اللَّه بن حَنْظَلَة بن الرَّاهب قال: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على نَاقَةٍ، "لا ضربٍ ولا طردٍ ولا إليكَ إليكَ".
(4/ 140 - 141) في ترجمة (أحمد بن داود بن يزيد بن مَاهَان السِّجِسْتَانِيّ أبو يزيد).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "جوش" بالشين المعجمة. والتصويب من "تهذيب الكمال"(13/ 323)، و"التقريب"(1/ 375) حيث قيَّده بالحروف.
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
(ضَمْضَم بن جَوْس) هو (الهِفَّانِيّ اليَمَاميّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 375):"ثقة، من الثالثة"/ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (13/ 323 - 327)، و"التهذيب" (4/ 462).
و(عِكْرِمَة بن عمَّار) هو (العِجْلِي اليَمَامي أبو عمَّار)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 241):"ثقة إلَّا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 30): "صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب، من الخامسة، مات قبل الستين -يعني ومائة-"/ خت م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر" (7/ 134 - 139)، و"التهذيب" (7/ 261 - 263).
و(الحسن بن سَوَّار) هو (البَغَوي المَرُّوْذِيّ أبو العلاء)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 167):"صدوق، من التاسعة"/ د ت س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تاريخ بغداد"(7/ 318 - 319)، و"تهذيب الكمال"(6/ 168 - 171)، و"التهذيب"(2/ 281 - 282).
وصاحب الترجمة (أحمد بن داود السِّجِسْتَانِيّ أبو يزيد) ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 92 رقم (22) وقال: "لا بأس به".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 140 - 141) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بقوي، يعتبر به".
3 -
"اللسان"(1/ 170) وفيه عن الخطيب: "ثقة". أقول: قول الخطيب هذا ليس في "تاريخ بغداد" في ترجمة (أحمد).
وقد تابعه (أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ) -وهو ثقة
(1)
- عند ابن عدي والخطيب وابن عساكر كما سيأتي.
و(دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج) هو (السِّجِسْتَانِيّ المُعَدَّل أبو محمد)، ترجم الخطيب له في "تاريخه" (8/ 387 - 392) وقال:"كان ثقة ثَبْتًا". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "كان ثقة مأمونًا". وكانت وفاته عام (351 هـ).
و(الحسن بن أبي بكر) هو (الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن البزَّاز أبو عليّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (7/ 279 - 280) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا صحيح السماع". ونقل عن الأَزْهَرِي قوله فيه: "من أوثق من برأ اللَّه في الحديث". وقال أبو الحسن بن رِزْقُوْيَه: "ثقة". كما ترجم له ابن الجَوْزي في "المنتظم"(8/ 86 - 87)، والذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(17/ 415 - 418)، وكانت وفاته عام (426 هـ).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1913) -في ترجمة (عِكْرِمَة بن عمَّار اليَمَامي العِجْلي) -، والخطيب في "تاريخه"(7/ 318 - 319)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 146) -مخطوط-، من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، عن الحسن بن سَوَّار، به.
قال ابن عدي: "هذا بهذا الإسناد لم يحدِّث به عِكْرِمَة بن عمَّار غير الحسن بن سَوَّار".
وقال الخطيب: "قال أبو إسماعيل سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث،
(1)
انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 42 - 44)، و"التهذيب"(9/ 62 - 63)، و"التقريب"(2/ 145).
فقال: هذا الشيخ ثقة ثقة، والحديث غريب
(1)
. ثم أطرق ساعةً وقال: أكتبتموه من كتاب؟ قلنا: نعم".
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 228) -في ترجمة (الحسن بن سَوَّار) - من طريق أحمد بن داود السِّجْزي، عن الحسن بن سَوَّار، به، وقال:"ولا يُتَابَعُ الحسن بن سَوَّار على هذا الحديث. وقد حدَّث أحمد بن مَنِيع وغيره عن الحسن بن سَوَّار هذا عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مستقيمة، وأمَّا هذا الحديث فهو منكر".
ثم قال: "وهذا الحديث رواه قُرَّان بن تمَّام، عن أيمن بن نَابِل، عن قُدَامَة بن عبد اللَّه الكِلَابِيّ، عن النبيِّ عليه السلام هكذا، ولم يُتَابَعُ عليه قُرَّان. ورواه النَّاس عن أيمن بن نَابِل: الثَّوْري وجماعة، عن قُدَامَة بن عبد اللَّه: رأيتُ النبيَّ عليه السلام يرمي جَمْرَةَ العَقَبَة على ناقة، بهذا اللفظ. وقد روي عن النبيِّ عليه السلام أنَّه كان على بعير، بغير هذا الإسناد بإسناد صالح"
(2)
.
وقد ذكر الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(3/ 322) في ترجمة (عبد اللَّه بن حَنْظَلَة الغَسِيل الرَّاهب الأنصاري) ما نصّه: "وقد رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يطوف
(1)
ساق العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 228) -في ترجمة (الحسن بن سَوَّار) - كلام الإِمام أحمد هذا بنحو ما ذكره الخطيب، لكن وقع عنده قوله:"والحديث منكر" بدلًا من "والحديث غريب". أقول: ولا تضاد بينهما، فهما بمعنى واحد عند الإِمام أحمد بن حنبل فهو يريد بقوله:"والحديث منكر": أنَّ الحديث ممَّا تفرَّد به الحسن بن سَوَّار. وانظر في مصطلح أحمد هذا: كتابنا "أسباب اختلاف المحدِّثين"(1/ 384 - 389) فقد توسعت في بيانه وذكر شواهده.
(2)
أقول: روى مسلم في الحج، باب استحباب رمي جَمْرَة العَقَبَة يوم النَّحْر (2/ 943) رقم (1297)، وغيره، عن جابر أنَّه قال:"رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النَّحْر. . . ".
بالبيت على ناقة. إسناده حسن". ولم يسق إسناده، كما لم يعلِّق عليه مُخَرِّج أحاديث "السِّيَر" بشيء.
غريب الحديث:
قوله: "لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك": "يعني لا يضرب النَّاس بين يديه، ولا يطردون من أمامه، ولا ينحّون عن طريقه". كذا في حاشية مصحح "تاريخ بغداد"(7/ 319). ولم أقف عليه في كتب الغريب التي رجعت إليها، واللَّه أعلم.
* * *
522 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب الوَاسِطي، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن الفرج الخلَّال المُقْرِئ، حدَّثنا أبو حامد أحمد بن رجاء بن عُبَيْدَة -قدم علينا الحجَّ سنة عشر وثلاثمائة-، حدَّثنا محمد بن محمد بن إسحاق البَصْري، حدَّثنا سُوَيْد بن نصر البَلْخِي، حدَّثنا ابن المُبَارَك، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة قال:
قال عبد اللَّه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةُ أَملاكٍ: مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْكَعْبَةِ، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَسْجِدِي هذا، ومَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالمسجد الأقصى، فأمَّا المُوَكَّلُ بِالْكَعْبَةِ فينادي كلَّ يوم: من ترك فرائض اللَّه خرج مِنْ أمان اللَّه، وأمَّا المَلَكُ المُوَكَّلُ بمسجدي هذا فينادي كلَّ يوم: من ترك سنَّة محمد صلى الله عليه وسلم لم يرد الحوض ولم تدركهـ شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأمَّا المَلَكُ المُوَكَّلُ بالمسجد الأقصى فينادي في كلِّ يوم: من كان طعمته حرامًا كان عمله مضروبًا به وجهه".
(4/ 157 - 158) في ترجمة (أحمد بن رجاء بن عُبَيْدَة أبو حامد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث منكر، ورجال إسناده كلُّهم ثقات مغروفون، سوى البَصْري وأحمد بن رجاء فإنَّهما مجهولان".
أقول: (محمد بن محمد بن إسحاق البَصْري) هذا، ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان" (4/ 25) وقال:"روى عن سُوَيْد بن نصر المَرْوَزِيّ، أتي بخبرٍ كذب، وعنه أحمد بن رجاء، لا يُعْرَفُ أيضًا".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 358).
كما ترجم في "الميزان"(1/ 98) لصاحب الترجمة (أحمد بن رجاء بن عُبَيْدَة)، وذكر حديثه هذا، ونقل قول الخطيب المتقدِّم. ومثله في "اللسان"(1/ 172).
و(عَلْقَمة) هو (ابن قيس النَّخَعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): إمام ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (632).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 147 - 148) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 92)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 170).
وذكره الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 465، وعزاه للخطيب، ونقل قوله السابق.
وقد وقع أول الحديث عندهم جميعًا: "للَّه تعالى ثلاثة أملاك". فكأن قوله: "للَّه تعالى" سقط من "تاريخ بغداد"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
523 -
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد المَالِيني -فيما أَذِنَ أَنْ نرويه عنه-، أخبرنا عبد اللَّه بن عليّ الحافظ، حدَّثنا أحمد بن حفص، حدَّثنا أحمد بن أبي رَوْح، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،
عن أنس قال: قيل يا رسول اللَّه! عمَّن نكتب العلم
(1)
؟ قال: "عن عليٍّ وسَلْمَان".
(4/ 158) في ترجمة (أحمد بن أبي رَوْح القُرَشِي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن أبي رَوْح القُرَشِي البغدادي) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(1/ 198) وقال: "كان بِجُرْجَان، أحاديثه ليست بالمستقيمة".
2 -
"تاريخ جُرْجَان" للسَّهْمِي ص 64 - 65.
3 -
"تاريخ بغداد"(4/ 158) وقال: "سكن جُرْجَان، وحدَّث بها عن يزيد بن هارون ومحمد بن مصعب القَرْقَسَاني أحاديث منكرة". وفيه عن ابن عدي: "كان بِجُرْجَان، ليس بذاك".
4 -
الميزان (1/ 98) وساق الحديث من طريق ابن عدي وقال: "هذا موضوع على هذا الإسناد".
(1)
في "الكامل" لابن عدي (1/ 198) -والخطيب يرويه عنه-: "عمَّن نكتب العلم بعدك".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 172 - 173).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 198) -في ترجمة (أحمد بن أبي رَوْح البغدادي) - من الطريق الذي رواه الخطيب عنه، وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلَّا من حديث أحمد بن أبي رَوْح، ولا يُتَابَعُ أحمد بن رَوْح عليه".
وعن ابن عدي من طريقه هذا، رواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 64 - 65، وقال:"أخرجه ابن عدي في كتاب "الضعفاء" وضعَّفه".
وعن السَّهْمِي رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 283)، وذكر ما تقدَّم عن ابن عدي.
* * *
524 -
أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي، حدَّثنا أحمد بن رَوْح أبو يزيد، حدَّثنا عمرو بن مرزوق البَاهِلِي، حدَّثنا عِمْران القَطَّان، عن قَتَادَة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ماتَ مُبْتَدِعٌ فإنَّه قد فُتِحَ في
(1)
الإسلامِ فَتْحٌ".
(4/ 158 - 159) في ترجمة (أحمد بن رَوْح البزَّاز أبو يزيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُ الحديث مُنْكَرٌ.
(1)
في المطبوع: "على". وما هو مثبت مستفاد من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 139) -وصاحب "العلل" يرويه عن الخطيب-، و"الفردوس"(1/ 285)، وغيرهما.
ففيه (عِمْران بن دَاوَر
(1)
القَطَّان البَصْري أبو العوَّام) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 410 رقم (575) وقال: "ضعيف الحديث".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 437) وقال: "ليس بشيء". وقال مَرَّةً: "ليس بالقويِّ".
3 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 270) وقال: "أَبَان العطَّار أثبت من عِمْران القطَّان".
أقول: (أَبَان بن يزيد العطَّار البَصْري أبو يزيد) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 31)، وقال:"ثقة له أفراد، من السابعة "/ خ م د ت س.
4 -
"التاريخ الكبير"(6/ 425) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 373 رقم (1301) وقال: "بصري ثقة".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 192 رقم (502) وقال: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 300 - 301).
8 -
"الجرح والتعديل"(6/ 297 - 298) وفيه أنَّ يحيى بن سعيد ذكر يومًا عِمْران القَطَّان فأحسن عليه الثناء. وقال أحمد بن حنبل: "أرجو أن يكون صالح الحديث".
9 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 243).
10 -
"الكامل"(5/ 1742 - 1743) وقال: "وهو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".
(1)
في أكثر المصادر التي ترجمت له: "داود" بالدال المهملة. والصَّواب ما أثبت. يقول الإِمام أبو أحمد العَسْكري في "تصحيفات المحدِّثين"(2/ 843) بعد أن ذكره على الصواب: "كثيرًا ما يُخْطَأُ فيه ولا يُضْبَطُ، فيقول: عِمْران بن داود".
11 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 261 رقم (445) وقال: "كثير الوَهَم والمخالفة".
12 -
"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 182 رقم (1111).
13 -
"الكاشف"(2/ 300) وقال: "ضعَّفه النَّسَائي ومشَّاه أحمد وغيره".
14 -
"المغني"(2/ 478) وقال: "صدوق، ضعَّفه يحيى والنَّسَائي".
15 -
"التهذيب"(8/ 130 - 132) وفيه عن أبي داود: "ما سمعت إلَّا خيرًا". وقال مَرَّةً: "ضعيف". وقال البخاري: "صدوق يهم". وقال الحاكم: "صدوق".
16 -
"التقريب"(2/ 83) وقال: "صدوق يهم، ورُمي برأي الخوارج، من السابعة، مات بين الستين والسبعين -يعني ومائة-"/ خت 4.
و(عمرو بن مرزوق البَاهِلِي البَصْري أبو عثمان) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 78): "ثقة له أوهام، من صغار التاسعة"/ خ د. وقال الذَّهَبِيّ في "المغني"(2/ 489): "ثقة مشهور. قال الدَّارَقُطْنِيّ: كثير الوَهَم". وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 99 - 101).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "الإسناد صحيح، والمَتْنُ مُنْكَرٌ. . . وكنت أظن أحمد بن رَوْح هذا تفرَّد بروايته، حتى أخبرني محمد بن عليّ بن أحمد بن الحارث النَّسَائي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خَلَف الورَّاق، حدَّثنا محمد بن السَّرِي بن عثمان التَّمَّاري، حدَّثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذِي، حدَّثنا عمرو بن مرزوق، عن عِمْران القَطَّان
(1)
، عن قَتَادة، عن أنس". وذكره بنحوه. وهو الحديث التالي رقم (525).
(1)
سقط من "تاريخ بغداد"، ما بين (محمد بن السَّرِي) و (قَتَادة)، واستدركته من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 139)، حيث إنَّه يرويه عن الخطيب.
أقول: تصحيح الخطيب لإسناده موضع نظر، فقد تقدَّم أنَّ فيه (عِمْرَان بن دَاوَر القَطَّان)، وأحسن أحواله أنَّه صدوق يهم. مع أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قد قال: كان كثير الوَهَم والمخالفة
(1)
.
وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 98) لصاحب الترجمة (أحمد بن رَوْح البزَّاز) وقال: "بغدادي يجهل". وساق حديثه هذا وقال: هذا منكر، لكن تابعه أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ".
وتعقَّبه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 172) وقال: "ولكن المتابعة من رواية محمد بن السَّرِيّ بن عثمان التَّمَّار، عن أبي إسماعيل. وابن السَّرِيّ كان مُخَلِّطًا".
وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 559) لابن السَّرِيِّ هذا، وقال:"يروي المناكير والبلايا، ليس بشيء". ومثله في "اللسان"(5/ 174). وقال في "المغني"(2/ 584): "راوية للموضوعات".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 139) عن الخطيب من طريقيه، وقال:"هذا الحديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومَدَارُ الطريقين علي عِمْران القَطَّان. وقال يحيى: ليس بشيء، وقال النَّسَائي: ضعيف الحديث. وأمَّا عمرو بن مرزوق فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 285) رقم (1118) عن أنس.
وعزاه في "الكنز"(1/ 219) رقم (1104) إلى سعيد بن منصور، والدَّيْلَمِيّ، والخطيب.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 319) -في الفصل الثالث، وهو الذي يتضمن الأحاديث التي زادها السُّيُوطِيّ على ابن الجَوْزي- وعزاه للخطيب
(1)
قارن بما قاله محقق "العلل المتناهية"، حيث إنَّه ذهب إلى حسن إسناده!
فحسب. وذكر كلام ابن الجَوْزي المتقدِّم وتعقَّبه بقوله: "قد صرَّح الخطيب بأن الإسناد صحيح فهذا توثيق منه لعِمْرَان". ثم ذكر بعض من وثَّقه، وقال:"فكأنَّ السُّيُوطيّ إنَّما ذكره في الموضوعات، لقول الخطيب: إنَّه مُنْكَرُ المَتْنِ. وليس بجيِّد إذ لا يلزم من ذلك أن يكون موضوعًا".
وقد ناقض السُّيوطيُّ نفسه إذ ذكر هذا الحديث في "الجامع الصغير"(1/ 439) بشرح "فيض القدير" ورمز لصحته!!
ولم يتكَّلم المُنَاوي في "فيض القدير" عليه بشيء سوى ذكره لقول الخطيب السابق: الإسناد صحيح والمَتْنُ مُنْكَرٌ".
* * *
525 -
أخبرني محمد بن عليّ بن أحمد بن الحارث النَّسَائي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خَلَف الورَّاق، حدَّثنا محمد بن السَّرِيّ [بن عثمان التَّمَّارِي قال: حدَّثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ قال: حدَّثنا عمرو بن مرزوق، عن عِمْران القَطَّان]
(1)
، عن قَتَادة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا مات صاحبُ بِدْعَةٍ فقد فُتِحَ في الإِسلام فُتْحٌ".
(4/ 159) في ترجمة (أحمد بن رَوْح البزَّاز أبو يزيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والمَتْنُ مُنْكَرٌ.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق (524).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (524).
* * *
(1)
ما بين القوسين المربعين ساقط من المطبوع، وهو مستدرك من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 139) فإنَّه يرويه عن الخطيب البغدادي.
526 -
أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن الفرج الورَّاق، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن الردين -بباب درب ابن المطبقي سنة ست وعشرين وثلاثمائة- قال: قُرِئ على رِزْق اللَّه بن موسى -وأنا أسمع- قال: حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن يزيد بن يزيد بن جابر،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قاتل معه قوم من اليهود في بعض حروبه، فَأَسْهَمَ لهم مع المسلمين.
(4/ 160) في ترجمة (أحمد بن الردين برباش
(1)
التُّرْكِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو مروي من طرق عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا.
فهو منقطع بين (يزيد بن يزيد بن جابر الأَزْدِي الدِّمَشْقِي) وبين (أبي هريرة)، فوفاة (يزيد) كانت (134 هـ) وقيل (133 هـ)، ولم يبلغ ستين سنة. قال ابن حَجَر في "التهذيب" في ترجمته (11/ 371):"قال الوَاقِدِي وجماعة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة ولم يبلغ ستين سنة". ووفاة (أبي هريرة) كانت عام (57 هـ)، ففي ترجمته من "الإصابة" (4/ 210):"قال هشام بن عُرْوَة وخَلِيفة وجماعة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين". وهذا يعني أنَّ وِلَادَةَ (يزيد) كانت بعد وفاة (أبي هريرة) بسبعة عشر عامًا تقريبًا.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن الردين برباش التُّرْكِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه متصلًا من حديث أبي هريرة غير الخطيب فيما وقفت عليه.
(1)
صُحِّفَ في "تاريخ بغداد" المطبوع إلى: "الرد بن برباس"، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 41/ آ).
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(5/ 188 - 189) رقم (9329)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 395 - 396)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2/ 331) رقم (2790)، وعنه أبو داود في "مراسيله" ص 167، من طريق سفيان الثَّوْري، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا.
ورجاله ثقات.
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(5/ 188) رقم (9328)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 395)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 53)، من طريق ابن جُرَيْج عن الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا.
وقال البيهقي: "فهذا مُنْقَطِع -يعني مرسل-. وكذلك رواه يزيد بن يزيد بن جابر عن الزُّهْرِيّ".
ورواه التِّرْمِذِيّ في السِّيَر، باب ما جاء في أهل الذِّمَّة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم (4/ 128) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عَزْرة
(1)
بن ثابت، عن الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا، وقال:"حسن غريب".
ورواه أبو داود في "مراسيله" ص 167، من طريق ابن المُبَارَك، عن حَيْوَة بن شُرَيْح، عن الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا.
* * *
527 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ البَصْري، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن المُطَّلِب الشَّيْبَاني، حدَّثني أبو الطيِّب أحمد بن رَيْحَان بن عبد اللَّه البغدادي -بالرَّمْلَة-، حدَّثني عليّ بن الحسين بن مروان القَطَّان، حدَّثنا أبو عمر
(2)
(1)
صُحِّفَ في "سنن التِّرْمِذِيّ" إلى: "عُرْوَة". والتصويب من "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (13/ 371) رقم (19351)، و"التقريب"(2/ 20)، وغيرهما.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عمرو" بالواو. والتصويب من "الجرح والتعديل"(3/ 182)، و"تهذيب الكمال"(5/ 26)، وغيرهما.
الحَوْضي، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادَة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ".
(4/ 160) في ترجمة (أحمد بن رَيْحَان بن عبد اللَّه البغدادي أبو الطَّيِّب).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني أبو المُفَضَّل) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).
كما أنَّ صاحب الترجمة (أحمد بن رَيْحَان البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو عمر الحَوْضي) هو (حفص بن عمر بن الحارث الأَزْدِيّ النَّمَرِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 187):"ثقة، ثَبْتٌ، عِيْبَ بأخذ الأجرة على الحديث، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وعشرين -يعني ومائتين-"/ خ د س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(7/ 26 - 29)، و"التهذيب"(2/ 405 - 407).
التخريج:
رواه مطوَّلًا العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 55) -في ترجمة (راشد أبو مَسَرَّة العطَّار) -، والخطيب البغدادي في "تاريخه"(9/ 80)، من طريق سعيد بن سَلَّام العطَّار، حدَّثنا أبو مَسَرَّة
(1)
العطَّار، عن قَتَادة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إذا وَلِيَ أحدُكُم أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ، فإنَّهم يُبْعَثُونَ -أو قال: يَتَزَاوَرُونَ- في أَكْفَانِهِمْ".
(1)
صُحِّفَ في "تاريخ بغداد" إلى: "ميسرة". والتصويب من "الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 55)، و"اللسان"(2/ 440).
ولفظ آخره عند الخطيب: "فإنَّهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم".
قال العُقَيْلِي: "ليس له من حديث قَتَادَة أصل، هذا الحديث حدَّثناه ابن أبي مَسَرَّة. وفي هذا رواية بإسناد جَيِّد من غير هذا الوجه عن جابر وغيره".
وقال في ترجمة (أبي مَسَرَّة): "لا يُتَابَعُ على حديثه"
(1)
.
أقول: هذا إسناد تالف، فإنَّ فيه (سعيد بن سَلَّام العَطَّار) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (363).
وقد رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 240) عن الخطيب من طريق سعيد بن سَلَّام العَطَّار، عن أبي مَسَرَّة العَطَّار، به.
كما رواه عن ابن عدي
(2)
، من طريق سليمان بن أرقم، عن ابن سِيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"حَسِّنوا أكفان موتاكم فإنَّهم يتزاورون في أكفانهم".
قال ابن الجَوْزي: "لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّ حديث أنس بـ (سعيد بن سلَّام)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه. كما أعلَّ حديث أبي هريرة بـ (سليمان بن أرقم) وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
أقول: (سليمان بن أرقم البَصْري): متروك. وستأتي ترجمته في حديث (562).
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 441) فقال: "الحديث حسن صحيح، له طرق كثيرة وشواهد استوعبتها في كتاب "شرح الصدور"". وذكر بعض هذه الشواهد.
(1)
قارن بما في "الصحيحة" للشيخ الألباني (3/ 441) رقم (1425).
(2)
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1105) و (5/ 1760).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 373 - 374)، ولخَّص تعقيبه فقال:"تُعُقِّب بأنَّ الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد. جاء من حديث جابر بن عبد اللَّه، أخرجه الحارث في "مسنده". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وأوَّله فقط في "صحيح مسلم" بلفظ: "إذا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنُهُ"، واللَّه تعالى أعلم. ومن حديث أبي قَتَادَة، أخرجه التِّرْمِذِيّ وحَسَّنَهُ. وفي كتاب "القبور" لابن أبي الدُّنْيَا عن ابن عبَّاس موقوفًا: "تحشر الموتى في أكفانهم". وفي "مصنَّف ابن أبي شَيْبَة" عن ابن سيرين قال: "كان يحب حسن الكفن ويقال: إنَّهم يتزاورون في أكفانهم". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وفي "سنن سعيد بن منصور" عن عمر موقوفًا: "أحسنوا أكفان موتاكم فإنَّهم يبعثون فيها يوم القيامة". ولا ينافي ذلك ما ثبت من أنَّهم يحشرون عُرَاةً، إذ يمكن الجمع بأنهم يبعثون من القبور بثيابهم ثم يحشرون عُرَاةً، واللَّه تعالى أعلم".
وذكر الشيخ الألباني حديث أنس مطوَّلًا في "الصحيحة"(3/ 411 - 413)، وذكر ما تقدَّم عن السُّيُوطِيِّ ومال إليه، وقال:"فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الطرق، واللَّه أعلم". ثم ذكر متابعًا لحديث البيهقي الذي أخرجه في "الشُّعَب"(7/ 10) رقم (9268) ط بيروت -وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 441) - من طريق مسلم بن إبراهيم الورَّاق، عن عِكْرِمَة بن عمَّار، عن هشام بن حسَّان، عن ابن سيرين، عن أبي قَتَادَة مرفوعًا:"من ولي أخاه فليحسِّن كفنه فإنَّهم يتزاورون فيها"، فقال:"ثم وجدت للورَّاق -وكان قد ذَكَرَ مِنْ قَبْلُ أنَّه لم يجد له ترجمة- متابعًا قويًا، فقال ابن السَّمَّاك في "حديثه" (2/ 95/ 2): حدَّثنا عبد المَلَكُ، حدَّثنا إسماعيل بن سِنَان أبو عمرو بن عُبَيْدَة العُصْفَري، حدَّثنا عِكْرِمَة بن عمَّار -به-. . . وهكذا أخرجه أبو عمرو بن مَنْدَه في "المنتخب من الفوائد" (ق 254/ 1) عن أبي قِلَابَة الرَّقَاشي، حدَّثنا إسماعيل بن سِنَان أبو عُبَيْدَة العُصْفُري به. وهذا إسناد جيِّد في الشواهد والمتابعات، رجاله رجال مسلم غير
العُصْفُري. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وغير أبي قِلَابَة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي قال الحافظ:"صدوق يخطئ، تغيَّر حفظه لمَّا سكن بغداد". فيرتقي الحديث بهذه الطريق إلى مرتبة الصحيح لغيره، واللَّه أعلم".
أقول: فتحصَّل من جميع ما تقدَّم: أنَّ قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّن كَفَنَهُ" صحيح. وأنَّ قوله: "فإنَّهم يُبْعَثُونَ في أكفانهم، وَيَتَزَاوَرُونَ في أكفانهم" حسن بمجموع شواهده. واللَّه أعلم.
والشطر الأول، قد أخرجه مسلم في الجنائز، باب في تحسين كفن الميت (2/ 651) رقم (943)، وأبو داود في الجنائز، باب في الكفن (3/ 505 - 506) رقم (3148)، وأحمد في "المسند"(3/ 295 و 329)، وابن الجارود في "المُنْتَقَى" ص 191 رقم (546)، من حديث جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا.
ورواه التِّرْمِذِيّ في الجنائز، باب ما يستحب من الأكفان (3/ 311) رقم (995)، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء فيما يستحب من الكفن (1/ 473) رقم (1474)، من حديث أبي قَتَادَة الأنصاري مرفوعًا. وقال التِّرْمِذِيُّ:"حسن غريب".
* * *
528 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطَّان، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِيّ، حدَّثنا أحمد بن زياد بن مِهْران، حدَّثنا أحمد بن عِمْران الأَخْنَسِيّ، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، حدَّثنا أبو حَصِيْن، عن أبي الأَحْوَص،
عن عبد اللَّه قال: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنَّ نُقَارِبَ بين الخُطَا.
(4/ 164) في ترجمة (أحمد بن زياد بن مِهْران البزَّاز أبو جعفر السِّمْسَار)
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 203) -وذكره باسم (محمد بن عِمْران الأَخْنَسِيّ) - وقال: "يتكلَّمون فيه، منكر الحديث".
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 48 رقم (8) وقال: "لا بأس به".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 126) ونقل قول البخاري السابق.
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 64 - 65) وفيه عن أبي حاتم: "لم أكتب عنه وقد أدركته، شيخ". وقال أبو زُرْعَة: "كان كوفيًا وتركوه".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 13) وقال: "مستقيم الحديث". وتوفي عام (228 هـ).
6 -
"الكامل"(6/ 2279) -وذكره باسم (محمد بن عِمْران الأَخْنَسِي) - وقال: "ومحمد هذا لم يبلغني معرفته، وإنما أعرف أحمد بن عِمْران الأَخْنَسِي، كوفي، وأحمد بن عِمْران هو ثقة".
7 -
"المغني"(1/ 50) وقال: "له خبر باطل في المعروف". أقول: خبره هذا ذكره ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 235).
8 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 123) وقال: "قال البخاري: يتكلَّمون فيه، لكنَّه سمَّاه محمَّدًا، فقيل: هما واحد. . . ".
9 -
"لسان الميزان"(1/ 234 - 235) وقال: "قال الأَزْدِيّ: منكر الحديث غير مرضي. وأكثر أبو عَوَانَة الرواية عنه في "صحيحه"".
و(أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (305).
و(أبو حَصِين) هو (عثمان بن عاصم بن حُصَيْن الأَسَدي الكوفي): تابعي
إمام حافظ، ثقة ثَبْت، سُنِّيٌّ، ربما دلَّس، خرَّج له الستة، وتوفي عام (127 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 412 - 417)، و"التهذيب"(7/ 126 - 128)، و"التقريب"(2/ 10).
التخريج:
لم أقف عليه مرفوعًا من حديث ابن مسعود في كُلِّ ما رجعت إليه.
وقد رواه النَّسَائي في الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادي بهن (2/ 108 - 109) من طريق عليّ بن الأَقْمَر، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مطوَّلًا، موقوفًا عليه. وفيه:"ولقد رَأيْتُنَا نُقَارِبُ بَيْنَ الخُطَا"؛ وذلك في معرض حديثه عن فضل المشي إلى صلاة الجماعة.
وحديث النَّسَائي هذا، ومن الطريق نفسه، رواه مسلم (1/ 453) رقم (654)، وأبو داود (1/ 373) رقم (550)، لكن من دون قول ابن مسعود:"ولقد رَأيْتُنَا نُقَارِبُ بَيْنَ الخُطَا".
وهو عند ابن ماجه (1/ 255 - 256) رقم (777)، من دون قوله هذا، من طريق إبراهيم الهَجَرِيّ، عن أبي الأَحْوص، عن ابن مسعود.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 359) عن وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة، عن ابن مسعود موقوفًا عليه أيضًا، بلفظ:"امشوا إلى الصلاة وقاربوا بين الخُطَا، واذكروا اللَّه".
ورجاله ثقات، إلَّا أنَّه لا يصحُّ سماع أبي عُبَيْدَة بن عبد اللَّه بن مسعود من أبيه. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 196.
ورواه عَقِبَهُ، عن وكيع، عن المَسْعُودي، عن عليّ بن الأَقْمَر، عن أبي الأَحْوَص قال: قال عبد اللَّه: "لقد رَأيْتُنَا وَإِنَّا لَنُقَارِبُ بَيْنَ الخُطَا إلى الصَّلاةِ".
وله شاهد من حديث زيد بن ثابت، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 126) رقم (4798) بلفظ:"أقيمت الصَّلاة فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فقارب بين الخُطَا، وقال: إنَّما فعلت هذا ليكثر عدد خُطَاي في طلب الصَّلاة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 32): "فيه الضَّحَّاك بن نَبَرَاس وهو ضعيف".
ورواه في (5/ 126) رقم (4796) منه، موقوفًا على زيد بن ثابت. وقال في "المجمع" (2/ 32):"ورجاله رجال الصحيح".
وقال ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 132) رقم (489) بعد أن عزاه لابن أبي شَيْبَة من حديث أنس مرفوعًا بلفظ حديث زيد المرفوع السابق: "الضَحَّاك ضعيف الحفظ، والمحفوظُ في هذا موقوفٌ على زيد بن ثابت".
وقال المُنْذِريُّ مِنْ قَبْلُ في "الترغيب والترهيب"(1/ 209): "رواه الطبراني في "الكبير" مرفوعًا وموقوفًا على زيد، وهو الصحيح" يعني الموقوف.
أقول: وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد، مع إخراج النَّسَائي له، لأنَّه عند الخطيب قد وَرَدَ بلفظ:"كُنَّا نُؤْمَرُ". وهذا يفيد الرفع كما هو مقرر في علم أصول الحديث
(1)
، أمَّا عند النَّسَائي، فإنَّه قد وَرَدَ بلفظ:"ولقد رَأْيْتُنَا نُقَارِبُ. . . ". وقد نقل النَّووي في "شرح صحيح مسلم"(1/ 30): أنَّ جمهور المحدِّثين وأصحاب الفقه والأصول يعتبرون ما يحكيه الصحابي من فعل الصحابة أو قولهم مضافًا إلى العهد الماضي من دون تقييده بزمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بأنَّه ليس مرفوعًا بل هو موقوف. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
(1)
انظر: "فتح المغيث" للسَّخَاويّ (1/ 107 - 108)، و"تدريب الراوي" للسُّيوطيّ (1/ 188).
529 -
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البَجَلي، أخبرنا يوسف بن عمر القَوَّاس قال: قُرِئ على أحمد بن أبي زهير البُخَاري -وأنا أسمع وأصله في كتابي-، قيل له: حَدَّثكم عليّ بن إسماعيل، حدَّثنا أبو معاذ رجاء بن مَعْبَد، حدَّثنا سليمان بن عمرو النَّخَعي، حدَّثنا أَبَان بن أبي عيَّاش، وحُمَيْد الطويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه نظر في قلوب العِبَاد فلم يجد قلبًا أتقى من أصحابي، ولذلك اختارهم فجعلهم أصحابًا، فما استحسنوا فهو عند اللَّه حسن، وما اسْتَقْبَحُوا فهو عند اللَّه قَبِيح".
(4/ 165) في ترجمة (أحمد بن أبي زهير البُخَاري).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (سليمان بن عمرو بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ الكوفي أبو داود) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 232) وقال: "كان رجل سوء، كذَّاب خبيث، قَدَريٌّ. ولم يكن ببغداد رجل إلَّا وهو خير من أبي داود النَّخَعي، وكان يضع الحديث". وقال مَرَّةً: "كان أكذب النَّاس".
2 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 266) وقال: "رماه قُتَيْبَة، وإسحاق بالكذب".
3 -
"أحوال الرجال" ص 194 رقم (354) وقال: "كان يضع الحديث".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 120 رقم (260) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 134 - 135) وفيه عن أحمد: "كان كذَّابًا". وقال شَرِيك بن عبد اللَّه: "ذاك كذَّاب النَّخَع".
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 132 - 133) وفيه عن أبي حاتم: "ذاهب الحديث، متروك الحديث، كان كذَّابًا". وقال ابن أبي حاتم: "سُئِلَ أبو زُرْعَة عنه، فقال: كان آية. وذكر عنه أشياء منكرة وغلَّظ القول فيه جدًّا".
7 -
"المجروحين"(1/ 333) وقال: "كان رجلًا صالحًا في الظَّاهر، إلَّا أنَّه كان يضع الحديث وضعًا، وكان قَدَرِيًّا، لا تحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة الاختبار، ولا ذكره إلَّا من طريق الاعتبار".
8 -
"الكامل"(3/ 1096 - 1100) وقال: "اجتمعوا على أنَّه يضع الحديث".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 229 رقم (256).
10 -
"تاريخ بغداد"(9/ 15 - 21) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "كان يضع الحديث". وقال مَرَّةً: "كان من الدَّجَّالِين".
10 -
"اللسان"(3/ 97 - 99) وقال: "الكلام فيه لا يحصر، فقد كذَّبه ونسبه إلى الوضع من المتقدِّمين والمتأخِّرين ممِّن نُقِلَ كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نَفْسًا".
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن أبي زهير البُخَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد به".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 280) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"تفرَّد به النَّخَعِيّ. قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث. وهذا الحديث إنَّما يُعْرَفُ من كلام ابن مسعود".
ورواه موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه: أحمد في "المسند"(1/ 379)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 118) رقم (8582)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 81) رقم (130) -من كشف الأستار-، من طريق عاصم، عن زِرِّ بن حُبَيْش، عن ابن مسعود قال:"إنَّ اللَّه نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لِنَفْسِهِ، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيِّه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند اللَّه حسن، وما رأَوا سيئًا فهو عند اللَّه سيء".
وإسناده حسن.
وليس عند الطبراني قوله: "فما رأى المسلمون حسنًا. . . ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 178): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني ورجاله موثَّقون".
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 33 رقم (246)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 118) رقم (8583)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 375 - 376)، والبيهقي في "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 114 رقم (49)، والخطيب في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 166 - 167)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(1/ 214 - 215) رقم (105)، من طريق المَسْعُودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود موقوفًا عليه بنحوه.
و(المَسْعُودِيُّ -عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عُتْبَة بن عبد اللَّه بن مسعود-) قال ابن مَعِين عنه في "تاريخه"(2/ 351): "ثقة، ولكنه كان يغلط إذا حدَّث عن عاصم وسَلَمَة بن كُهَيْل". وانظر "تهذيب التهذيب"(6/ 210 - 212).
ورواه مختصرًا: الحاكم في "المستدرك"(3/ 78 - 79) من طريق أبي بكر بن عيَّاش، حدَّثنا عاصم، عن زِرّ، عن ابن مسعود قال: "ما رأى
المسلمون حسنًا فهو عند اللَّه حسن، وما رآه المسلمون سيئًا فهو عند اللَّه سيء. وقد رأى الصحابة جميعًا أن يستخلفوا أبا بكر رضي الله عنه".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وكذا رواه مختصرًا بنحوه -عدا قوله: "وقد رأى الصحابة. . . "-: الخطيب في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 167)، من طريق الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود موقوفًا.
* * *
530 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا أحمد بن سعيد بن شَاهِين، حدَّثنا مسعود بن جُوَيْرِية، حدَّثنا مُعَافَى بن عِمْران، حدَّثنا أبو حَنِيفة، عن زياد بن عِلَاقَة، عن عمرو بن ميمون، عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُ وهو مُحْرِمٌ.
(4/ 171) في ترجمة (أحمد بن سعيد بن شَاهِين أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنَّه شَاذٌّ. والمحفوظُ عنه أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُ وهو صائم.
فقد خالف الإِمام أبو حَنِيفة عددًا من الثقات رووه عن زياد بن عِلَاقَة عن عمرو بن ميمون عن عائشة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُ وهو صائم، منهم: أبو الأَحْوَص سَلَّام بن سُلَيْم الحَنَفِي الكوفي، وأبو بكر النَّهْشَلِي، وشَيْبَان بن عبد الرحمن.
وقد روي من طرق كثيرة عن عائشة بلفظ الحديث المحفوظ.
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "مسند أبي حنيفة" -كما
في "جامع المسانيد" للخُوَارِزْمِيّ (1/ 541) - عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 92) رقم (18118) إلى الخطيب وحده.
والحديث المحفوظ: رواه مسلم في الصيام، باب بيان أنَّ القُبْلَة في الصوم ليست محرَّمة. . . (2/ 578)، وأبو داود في الصوم، باب القُبْلَة للصائم (2/ 779) رقم (2383)، والتِّرْمِذِيّ في الصوم، باب ما جاء في القُبْلَةِ للصائم (3/ 97) رقم (727)، وابن ماجه في الصيام، باب ما جاء في القُبْلَة للصائم (1/ 537) رقم (1683)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في الصيام -كما في "تحفة الأشراف"(12/ 249) رقم (17423) -، وأحمد في "المسند"(6/ 130 و 258)، وغيرهم، من طرق، عن زياد بن عِلَاقَة، عن عمرو بن مَيْمُون، عن عائشة:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ في رمضان وهو صائمٌ".
وهو عند البخاري بنحوه عنها من غير هذا الطريق. رواه في الصوم، باب: القُبْلَة للصائم (4/ 152) رقم (1928).
* * *
531 -
أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد اللَّه بن إبراهيم الهَاشِمي قال: حدَّثنا عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق باللَّه، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدِّمَشْقِي، حدَّثنا هشام بن عمَّار، حدَّثنا الربيع بن بَدْر، حدَّثنا أَبْان،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الحَيَاءِ فلا غِيْبَةَ لَهُ".
(4/ 171) في ترجمة (أحمد بن سعيد بن عبد اللَّه الدِّمَشْقِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (أَبَان) وهو (ابن أبي عيَّاش البَصْري العَبْدي أبو إسماعيل) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 254) وقال: "متروك الحديث".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 5 - 6) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 54 رقم (17) وقال: "كان ضعيفًا عندنا".
4 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 161) وقال: "متروك الحديث، ترك النَّاس حديثه مُذْ دَهْرٍ مِنَ الدَّهْرِ".
5 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 40 - 41 رقم (32) وقال: كان شُعْبَه سيء الرأي فيه". وفيه عن أبي عَوَانَة: ما أستحلُّ أَنْ أروي عنه شيئًا".
6 -
"أحوال الرجال" ص 103 رقم (157) وقال: "ساقط".
7 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَويِّ (3/ 37) -في باب من يرغب عن الرواية عنهم-.
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 45 رقم (21) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 38 - 41).
10 -
"الجرح والتعديل"(2/ 295 - 296) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، وكان رجلًا صالحًا، لكن بُلي بسوء الحفظ". وقال أبو زُرْعَة: "ترك حديثه". فَسُئِلَ: كان يَتَعَمَّد الكذب، قال: لا. وقال أحمد: "منكر الحديث".
11 -
"المجروحين"(1/ 96 - 97) وقال: "سمع من أنس بن مالك أحاديث، وجالس الحسن -يعني البَصْري-، فكان يسمع كلامه ويحفظه، فإذا حدَّث ربما جعل كلام الحسن الذي سمعه من قوله، عن أنس عن النبيِّ صلَّى اللَّه
عليه وسلَّم وهو لا يعلم. لعله روى عن أنس أكثر من ألف وخمسمائة حديث ما لكبير شيء منها أصل يرجع إليه".
12 -
"الكامل"(1/ 372 - 378) وقال: عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه، وهو بيِّن الأمر في الضعف. . . . وأرجو أنَّه ممّن لا يتعمد الكذب إلَّا أنَّه يشبَّه عليه ويغلط. . . ".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 148 رقم (103) وقال: "يحدِّث عن أنس، متروك".
14 -
"التهذيب"(1/ 97 - 101) وفيه عن أبي داود: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو أحمد الحاكم: "منكر الحديث تركهـ شُعْبَة وأبو عَوَانَة ويحيى وعبد الرحمن".
15 -
"التقريب"(1/ 31) وقال: "متروك، من الخامسة، مات في حدود الأربعين -يعني ومائة-"/ د.
كما أنَّ فيه (الربيع بن بَدْر التَّمِيمي السَّعْدِي البَصْري أبو العلاء، عُلَيْلَة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 160) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 92 رقم (117) وقال: "ضعَّفه قتيبة".
3 -
"أحوال الرجال" ص 113 رقم (181) وقال: "واهي الحديث".
4 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 252 رقم (333) وقال: "ضعيف الحديث".
5 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَويّ (2/ 669) وقال: "لا يُكْتَبُ حديثه".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 106 رقم (209) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 53).
8 -
"الجرح والتعديل"(3/ 455) وفيه عن أبي حاتم: "لا يُشْتَغَلُ به ولا بروايته، فإنَّه ضعيف الحديث، ذاهب الحديث".
9 -
"المجروحين"(1/ 297) وقال: "كان ممّن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات الموضوعات، وعن الضعفاء الموضوعات".
10 -
"الكامل"(3/ 988 - 992) وقال: "عامَّة حديثه ورواياته عمّن يروي عنهم ممَّا لا يتابعه أحد عليه".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 207 رقم (216) وقال: "منكر الحديث عن مالك والمَدَنيين".
12 -
"تاريخ بغداد"(8/ 415 - 417) وفيه عن عثمان بن أبي شَيْبَة: "ضعيف الحديث". وقال يعقوب بن سفيان الفَسَويّ: "ضعيف متروك". وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "متروك الحديث".
13 -
"الكاشف"(1/ 235) وقال: "واه".
14 -
"التقريب"(1/ 243) وقال: "متروك، من الثامنة، مات سنة ثمان وسبعين -يعني ومائة-"/ ت ق.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 377) -في ترجمة (أَبَان بن أبي عيَّاش) - من طريق عليّ بن الجَعْد، عن الربيع بن بدر، به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 210)، وفي "شُعَب الإيمان"(7/ 108 - 109) رقم (9664) -ط بيروت-، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذمومها" ص 192 رقم (417)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب".
(1/ 263 - 264) رقم (299)، والخطيب في "تاريخه"(8/ 438)، من طريق رَوَّاد بن الجَرَّاح أبو عصام العَسْقَلَاني، عن أبي سعد السَّاعِدي، عن أنس مرفوعًا به.
قال البيهقي في "السنن الكبرى": "ليس بالقويِّ".
وقال في "الشُّعَب": "هذا إنْ صحَّ، [فهو] في الفاسق المعلن بفسقه. وفي إسناده ضعف، واللَّه أعلم".
أقول: إسناده من هذا الطريق ضعيف جدًّا أيضًا.
ففيه (أبو سعد السَّاعِدِي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 378) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول لم يرو عنه غير رَوَّاد". وفيه أنَّ أبا زُرْعَة سئل عن اسمه فقال: "لا أعرف اسمه".
2 -
"المغني"(2/ 786) -الكُنَى- وقال: "مجهول".
3 -
"الميزان"(4/ 528) -الكُنَى- وقال: "عن أنس، مجهول. . . حدَّث عنه رَوَّاد بن الجَرَّاح وليس بِعُمْدَةٍ. . . وقد ذكره أحمد بن عليّ السُّلَيْمَاني فيمن يضع الحديث. حديثه في أول "جزء" عبَّاس التَّرْقُفِيّ
(1)
عن رَوَّاد مَتْنُهُ: (مَنْ ألقي جِلْبَاب الحياء عن وجهه فلا غِيبةَ له) ".
4 -
"التهذيب"(12/ 106) -الكُنَى- وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "مجهول يُتْرَكُ حديثه". وقال أبو زُرْعة: "مجهول".
5 -
"التقريب"(2/ 47) -الكُنَى- وقال: "مجهول، من الخامسة"/ ق.
كما أنَّ فيه (رَوَّاد بن الجَرَّاح العَسْقَلَاني أبو عصام) وقد ترجم له في:
(1)
بفتح التاء، وسكون الراء، وضم القاف، كما قيَّده السَّمْعَاني في "الأنساب"(3/ 41)، وابن حَجَر في "التقريب" (1/ 397). وقيَّده ابن الأثير في "اللباب" (1/ 212): بضم التاء.
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 425) وقال: "ليس به بأس، إنما غلط في حديث الثَّوْرِي".
2 -
تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 111 رقم (331) وقال: "ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 336) وقال: "كان قد اختلط لا يكاد أن يقوم حديثه".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 104 رقم (203) وقال: "ليس بالقويِّ، روى غير حديث منكر، وكان قد اختلط".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 68 - 69) وفيه عن أحمد: "لا بأس به، صاحب سُنَّة إلَّا أنَّه حدَّث عن سفيان بأحاديث مناكير".
6 -
"الجرح والتعديل"(3/ 524) وفيه عن أبي حاتم: "مضطرب الحديث، تغيَّر حفظه في آخر عُمُرِه، وكان محلُّه الصدق".
7 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 246) وقال: "كان يخطئ ويخالف".
8 -
"الكامل"(3/ 1036 - 1039) وقال: "-له- أحاديث صالحة وإفرادات وغرائب يتفرَّد بها عن الثَّوْري وغير الثَّوْرِيّ، وعامَّة ما يروي عن مشايخه لا يتابعه النَّاس عليه، وكان شيخًا صالحًا، وفي حديث الصالحين
(1)
بعض النُّكْرَةِ، إلَّا أنَّه ممَّن يُكْتَبُ حديثه".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيِّ ص 213 رقم (229).
10 -
"الكاشف"(1/ 243) وقال: "له مناكير، ضُعِّف".
11 -
"التهذيب"(3/ 289 - 290) وفيه عن يعقوب بن سفيان الفَسَويّ: "ضعيف الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال السَّاجِي: "عنده مناكير". وقال الحُفَّاظ: "كثيرًا ما يخطئ. . . ".
(1)
يعني من غير المتقنين.
12 -
"التقريب"(1/ 253) وقال: "صدوق اختلط بِأَخَرَةٍ فَتُرِكَ، وفي حديثه عن الثَّوْرِيِّ ضَعْفٌ شديد، من التاسعة"/ ق.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 616) رقم (5925) عن أنس.
* * *
532 -
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي -مِنْ حِفْظِهِ-، حدَّثني أحمد بن زكريا بن كثير الجَوْهَرِيّ، حدَّثنا أحمد بن أبي الطيِّب، حدَّثنا ابن المُبَارك، عن سفيان الثَّوْرِي، عن عبد العزيز، عن نافع،
عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحَرَ جَمَلَ أبي جَهْلٍ.
(4/ 173) في ترجمة (أحمد بن سليمان بن أبي الطَّيِّب المَرْوَزِيّ أبو سليمان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد وَرَدَ من طريقٍ حَسَنٍ من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
ففيه (عبد العزيز) وهو (ابن أبي رَوَّاد)، قال ابن حِبَّان عنه في "المجروجين" (2/ 136 - 137):"كان ممن غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يُحَدِّث به، فروى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنَّها موضوعة، كان يحدِّث بها توهمًا لا تعمدًا، ومن حَدَّث على الحسبان وروى على التوهم حتى كثر ذلك منه، سقط الاحتجاج به، وإنْ كان فاضلًا في نفسه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 509): "صدوق عابد ربما وهم، ورُمي بالإرجاء، من السابعة"/ خت 4.
وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن سليمان بن أبي الطَّيِّب المَرْوَزِيّ أبو سليمان) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 52) وفيه عن أبي حاتم: "أدركته ولم أكتب عنها. وقال أيضًا: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "كتبنا عنه، وكان حافظًا". وسأله ابن أبي حاتم: هو صدوق؟ قال: "على هذا يوضع".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 173 - 174) وذكر ما تقدَّم عن أبي حاتم وأبي زُرْعَة.
3 -
"المغني"(1/ 40) وقال: "وثِّق، وضعَّفه أبو حاتم".
4 -
"الكاشف"(1/ 20) وقال: "وثِّق، وضعَّفه أبو حاتم وحده".
5 -
"التهذيب"(1/ 44 - 45) وفيه أنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات". ولم أهتد إلى محلِّه فيه.
6 -
"التقريب"(1/ 17) وقال: "صدوق حافظ، له أغلاط، ضعَّفه بسببها أبو حاتم، وما له في البخاري سوى حديث واحد متابعةً، وهو من العاشرة، مات في حدود الثلاثين -يعني ومائتين-"/ خ ت.
كما أنَّ فيه (أحمد بن زكريا بن كثير الجَوْهَري) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 161) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وشيخ الخطيب (الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي أبو القاسم) قال الخطيب عنه في ترجمته من "تاريخ بغداد"(7/ 304 - 305): "كان صدوقًا ضابطًا صحيح النقل، كثير الكتاب، حسن الفهم".
كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(17/ 328 - 329) وقال: "الشيخ الإِمام القاضي العلَّامة". وكانت وفاته عام (411 هـ).
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب من حديث سفيان الثَّوْرِيّ عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، لا أعلم له رواة غير ابن المُبَارَك، وعنه أحمد بن أبي الطَّيِّب".
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث ابن عمر فيما وقفت عليه.
وقد سبق تخريج الحديث والكلام عليه برقم (486).
* * *
533 -
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسن العَطَّار، -قُطَيْط-، حدَّثنا عليّ بن عبيد اللَّه بن الفرج البَرَدَاني -مِنْ حِفْظِهِ-، حدَّثنا نَهْشَل بن دَارِم الدَّارِمي، حدَّثنا أحمد بن أبي سليمان القَوَارِيري، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،
عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصَّلاة، وإذا ركع، وبعدما يرفع، ولا يَرْفَعُ بين السَّجْدَتَيْنِ.
(4/ 174) في ترجمة (أحمد بن أبي سليمان -وقيل ابن سليمان- القَوَارِيري أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن أبي سليمان القَوَارِيري أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(4/ 174 - 176) وقال: "كَذِبُ هذا الشيخ ظاهر، يغني عن تعليل روايته بجواز دخول السهو عليه وإلحاق الوَهَم به". وذكر ما يدلُّ على كذبه وظهور اختلاطه، وفيه عن أبي الفتح الأَزْدِيّ: "كذَّابٌ، يَكْذِبُ على
حمَّاد بن سَلَمَة، حدَّثنا عنه نَهْشَل بن دَارِم بما لا يكون". وقال الدَّارَقُطْنِيّ:"يروي عن حمَّاد بن سَلَمَة مقلوبات، كان مَغْفَّلًا، يُتْرَكُ، لا يُحْتَجُّ به".
2 -
"المغني"(1/ 41) وقال: "كذَّبه الأَزْدِيّ وغيره".
3 -
"الميزان"(1/ 103) وقال: "كذَّبه الأَوزْدِيّ وغيره، فلا يفرح به. بقي إلى بعد الستين ومائتين. . . وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ضعيف".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "لا أعلم روى هذا الحديث عن نَهْشَل إلَّا البَرَدَاني، وقد أغرب به جدًّا، ولم أكتبه إلَّا عن قُطَيْط. والمحفوظ بهذا الإسناد عن نَهْشَل، ما حَدَّثَنيه أبو القاسم الأَزْهَرِيّ لفظًا". ثم ساق الحديث من طرق، عن نَهْشَل بن دارم، عن أحمد بن أبي سليمان القَوَارِيري، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بلفظ: "مَنْ فَرَّج عن أخيه المسلم كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا. . .. -وهو الحديث التالي رقم (534) -.
وروى عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله -وقد سُئِلَ عن هذا الحديث: "من فرَّج عن أخيه. . . "-: "رواه أحمد بن أبي سليمان القَوَارِيري -وكان ضعيفًا-، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، ووهم فيه، وخالفه عبد الأعلى بن حمَّاد وغيره، رووه عن حمَّاد عن محمد بن واسع وأبي سَوْرَة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وهو الصواب".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (242).
* * *
534 -
حدَّثني أبو القاسم الأَزْهَرِيُّ -لفظًا-، حدَّثنا عمر بن إبراهيم المُقْرِئ، والمَعَافَى بن زكريا القاضي، والطَّيِّب بن يُمْن المُعْتَضِدِيّ، قالوا: حدَّثنا نَهْشَل بن دَارِم.
وحدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عمر بن إبراهيم الكَتَّانِي، حدَّثنا نَهْشَل بن دَارِم المُقْرِئ.
وأخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا الطَّيِّب بن يُمْن مولى المُعْتَضِدِ باللَّه، حدَّثنا أبو إسحاق نَهْشَل بن دَارِم الدَّارِمي.
حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن أبي سليمان -وقال المُعَافَى: أحمد بن سليمان- القَوَارِيري، -زاد الجَوْهَرِيّ: سنة ست وستين ومائتين-، ثم اتفقوا، قال: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَرَّج عن أَخِيهِ المُسْلِمِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّج اللَّهُ عنه سَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ. واللَّهُ في عَونِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْن أَخِيهِ، ومَنْ سَتَرَ على أَخِيهِ المُسْلِمِ في الدُّنْيَا، سَتَرَ اللَّه عليه يومَ القِيَامِةِ". فقالَ رَجُلٌ: يا رسول اللَّه مَنْ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ قال: "كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ".
"وقال الأَزْهَرِيُّ: ساق عمر أكثر المَتْن، ثم قال: وذكر الحديث. وأمَّا الخلَّال فساقه عن عمر الكَتَّانِي بطوله، وقال: قال عمر: لم يكن عند نَهْشَل عن هذا الشيخ غير هذا الحديث الواحد".
(4/ 174 - 175) في ترجمة (أحمد بن أبي سليمان -وقيل ابن سليمان- القَوَارِيري أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث -دون قوله "سبعين"- صحيح، له شواهد عِدَّة.
فيه صاحب الترجمة (أحمد بن أبي سليمان القَوَارِيري) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (533).
وقد روى الخطيب عقبه عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله -وقد سئل عن هذا الحديث-: "رواه أحمد بن أبي سليمان القَوَارِيري -وكان ضعيفًا-، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، ووهم فيه، وخالفه عبد الأعلى بن حمَّاد وغيره، رووه عن حمَّاد، عن محمد بن واسع وأبي سَوْرَة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وهو الصواب".
التخريج:
لم يروه عن أنس بتمام هذا السياق غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 804) إليه وحده.
وحديث أبي هريرة المحفوظ الذي أشار إليه الدَّارَقُطْنِيّ فيما سبق، رواه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (4/ 2074) رقم (2699)، وأبو داود في الأدب، باب في المعونة للمسلم (5/ 234 - 235) رقم (4946)، والتِّرْمِذِيّ في البِرِّ والصِّلَة، باب ما جاء في السترة على المسلم (4/ 326) رقم (1930)، وابن ماجه في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (1/ 82) رقم (225)، وغيرهم، من طرق، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا. وليس فيه قوله:"فقال رجل يا رسول اللَّه مَنْ أَهْلُ الجَنَّة" إلى آخر الحديث. كما أنَّه ليس فيه لفظ (سبعين).
والحديث له شواهد عِدَّة دون قوله "سبعين"، انظرها في:"جامع الأصول"(6/ 561 - 562 و 564)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 237 - 239 و 389 - 390)، و"مجمع الزوائد"(8/ 192 - 193).
وأمَّا قوله في الحديث: "فقال رجل: يا رسول اللَّه مَنْ أَهْلُ الجَنَّة. . . " فله شواهد عِدَّة يصحُّ بمجموعها، انظر هذه الشواهد في:"جامع الأصول"
(11/ 698)، و"مجمع الزوائد"(4/ 75)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 562 - 563)، و"الصحيحة"(2/ 648 - 651).
ومن هذه الشواهد ما رواه التِّرْمِذِيّ في صفة القيامة، باب رقم (45)(4/ 654) رقم الحديث (2488)، وأحمد في "المسند"(1/ 415)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 346) رقم (469 و 470)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 285) رقم (10562)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 12 رقم (67)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 85 - 86) رقم (3505)، من طريق موسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن عمرو الأَوْدِيّ، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"ألا أُخْبِرُكُمْ بمن يَحْرُمُ على النَّار أو بمن تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟ على كُلِّ قريبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ".
قال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن غريب".
أقول: هو كما قال التِّرْمِذِيّ، بيد أنَّ فيه (عبد اللَّه بن عمرو الأَوْدِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان -انظر "الثقات" له (5/ 55) - ولم يرو عنه سوى موسى بن عقبة. لكن للحديث شواهد يتقوى بها ويصحُّ كما قدَّمت، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
535 -
أخبرني أبو منصور عليّ بن محمد بن الحسين الدَّقَّاق، أخبرنا الحسين بن هارون الضَّبِّيّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، أنَّ أحمد بن سليمان بن عمر العَطَّار البغدادي حدَّثه قال: أخبرنا محمد بن عليّ بن أبي خِدَاش المَوْصِلِي قال: حدَّثنا المُعَافَى، عن سفيان الثَّوْري، عن ابن لَهِيعَة، عن أبي قَبِيل
(1)
،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أبي مقبل". والتصويب من "تهذيب الكمال"(7/ 490) و"التهذيب"(3/ 72)، وغيرهما.
عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لَيْغْزُوَنَّ قَوْمٌ من هذه الأُمَّة على غير عَطاءٍ ولا رِزْقٍ، أجورهم مثل أجور أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(4/ 177) في ترجمة (أحمد بن سليمان بن عمر العَطَّار).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعَة الحَضْرَمِي المِصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن سليمان بن عمر العَطَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا: (أحمد بن محمد بن سعيد أبو العبَّاس ابن عُقْدَة الكوفي) وهو حافظ شيعي متوسط ضعَّفه غير واحدٍ وقوَّاه آخرون. وستأتي ترجمته في حديث (1232).
و(أبو قَبِيل) هو (حُيَيّ بن هانئ بن ناصر المَعَافِرِيّ المِصْرِيّ): ثقة يهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
و(المُعَافى) هو (ابن عِمْرَان الأَزْدِيّ الفَهْمِيّ المُوْصِلِيّ أبو مسعود)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 258):"ثقة عابد فقيه، من كبار التاسعة، مات سنة خمس وثمانين -يعني ومائة-، وقيل: سنة ست"/ خ د س. وانظر ترجمته مفضَّلًا في: "السِّيَر"(9/ 80 - 86)، و"التهذيب"(10/ 199 - 200).
وشيخ الخطيب (عليّ بن محمد بن الحسين الدَّقَّاق أبو منصور، المعروف بابن الحَرَّاني)، ترجم له في "تاريخه" (12/ 101) وقال:"كان صدوقًا". وتوفي عام (439 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
والحديث وإن كان موقوفًا، لكن له حكم الرفع.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
536 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق -من أصل كتابه-، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان العَبَّادَانِي -في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة- قال: حدَّثني عليّ بن حَرْب بن محمد بن عليّ بن حِبَّان
(1)
بن مازن بن الغضوبة
(2)
الطَّائِي -بِسُرَّ مَنْ رأى، يوم الثلاثاء لثمان خَلَوْنَ من جمادى الأولى سنة أربع وستين ومائتين- قال: حدَّثني حفص بن غِيَاث، عن حَكِيم بن عمرو بن حَكِيم المُلَائي، عن أبيه، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ في الجَنَّة غُرَفًا إذا كان ساكنها فيها لم يَخْفَ عليه ما في خارجها، وإذا خرج منها لم يَخْفَ عليه ما فيها". قال قلت: لمن يا رسول اللَّه؟ قال: "لمن أطَابَ الكَلَامَ، وأَدَامَ الصِّيَام، وأَطَعَمَ الطَّعَامَ، وأَفْشَى السَّلَامَ، وصَلَّي والنَّاسُ نِيَامٌ". قال قلت: يا رسول اللَّه فما طيب الكلام؟ قال: "سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلَّا اللَّه، واللَّهُ أكبر، وللَّه الحمد. إنَّها تأتي يوم القيامة ولها مقدِّمات ومعقبات ومحامد". قال قلت: يا رسول اللَّه وما إدامة الصيام؟ قال: "من أدرك رمضان فصامه، ثم أدرك رمضان
(1)
هكذا في المطبوع: "حِبَّان" بالباء الموحدة. وهو موافق لما في ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 418)، و"اللباب" لابن الأثير (2/ 271). وفي "السِّيَر"(12/ 251)، و"التهذيب" (7/ 294):"حَيَّان" بالياء المثناة.
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع، وفي "التهذيب"(7/ 295) إلى "العضوية" بالعين المهملة. والصواب أنه بالغين المعجمة، كما في "الأنساب"(8/ 193)، و"اللباب"(2/ 271)، و"تاريخ بغداد"(11/ 418)، و"السِّيَر"(12/ 251)، و"الإصابة"(3/ 336).
فصامه". قال قلت: يا رسول اللَّه فما إطعام الطعام؟ قال: "كُلُّ من قَاتَ عياله وأطعمهم". قال قلت: يا رسول اللَّه فما إفشاء السَّلام؟ قال: "مصافحة أخيك إذا لقيته، وتَحِيَّته". قال قلت: يا رسول اللَّه فما الصلاة والنَّاس نيام؟ قال: "صلاة عشاء الآخرة، واليهود والنصاري نيام".
(4/ 178 - 179) في ترجمة (أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّادَانِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّادَانِيّ) وهو صدوق، بَيَّدَ أنَّه خَلَطَ في إسناد هذا الحديث.
قال الخطيب عنه: "رأيت أصحابنا يغمزونه بلا حُجَّة، فإنَّ أحاديثه كلّها مستقيمة، خلا حديث واحد خَلَطَ في إسناده". ثم ساق حديثه هذا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (235).
وقال عقب روايته له: "هكذا رواه العَبَّادَانِيّ عن عليّ بن حَرْب، وأخطأ فيه". ثم ذكر أن الصَّواب فيه: ما رواه الحَضْرَمِي قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب المَوْصِلِي، حدَّثنا حفص بن عمر بن حَكِيم، عن عمرو بن قيس المُلَائي
(1)
، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، به. وساقه من هذا الطريق. وهو الحديث التالي رقم (537).
أقول: وهو طريق تالف كما سيأتي في التخريج.
ولأوَّله إلى قوله: "والنَّاسُ نِيَامٌ" شواهد يصحُّ بمجموعها.
(1)
وقع في "تاريخ بغداد" المطبوع تصحيف في غير موضع، صَوَّبْتُه من "المجروحين"(1/ 260)، و"الكامل"(2/ 795).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 795)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 260) -كلاهما في ترجمة (حفص بن عمر بن حَكِيم) -، من طريق عليّ بن حَرْب، حدَّثنا حفص بن عمر بن حَكِيم، حدَّثنا عمرو بن قيس المُلَائي، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بنحوه. وليس عندهما قوله:"واليهود والنصارى نيام".
قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه إلَّا حفص بن عمر بن حَكِيم هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدًا روى عنه غير عليّ بن حَرْب.
أقول: إسناده تالف. ففيه (حفص بن عمر بن حَكِيم، يلقب بالكَفْر -ويقال: الكَبْر-) وقد ترجم له:
1 -
"المجروحين"(1/ 259 - 260) وقال: يروي عن عمرو بن قيس المُلَائي المناكير الكثيرة، التي كأنَّه عمرو بن قيس آخر، ولعله كتب عن عمر بن قيس سَنْدَل عن عطاء أشياء أقلبها على عمرو بن قيس المُلَائي عن عطاء، أو أُقْلِبَتْ له، لا يجوز الاحتجاج بخبره".
2 -
"الكامل"(2/ 794 - 795) وقال: "حدَّث عن عمرو بن قيس المُلَائي عن عطاء عن ابن عبَّاس أحاديث بواطيل".
3 -
"تاريخ بغداد"(8/ 202) ونقل قول ابن عدي المتقدِّم في "كامله".
4 -
"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسي ص 123 رقم (279) وقال: "هو ليس بحجة".
5 -
"المغني"(1/ 180) وقال: "واهٍ، حدَّث بأباطيل".
6 -
"اللسان"(2/ 326) وقد دُمِجَت ترجمته مع ترجمة (حفص بن عمر الحَبَطي الرَّمْلِي) فأصبحت واحدة.
ولأوَّل الحديث إلى قوله: "وصلَّى والنَّاس نيام"، شواهد عِدَّة يصحُّ بمجموعها، انظرها في:"جامع الأصول"(9/ 550 - 551)، و"مجمع الزوائد"(2/ 254 - 255) و (10/ 419 - 420)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 516).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في البِرِّ والصِّلة، باب ما جاء في قول المعروف (4/ 354) رقم (1984) -واللفظ له-، وفي صفة الجَنَّة، باب ما جاء في صفة غُرَف الجَنَّة (4/ 673) رقم (2527)، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(1/ 155 - 156)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 101)، وهنَّاد بن السَّرِيّ في "الزهد"(1/ 103)، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 303، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السَّامع"(1/ 98 - 99)، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن النُّعْمَان بن سعد، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا:"إنَّ في الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا. فقام أَعْرَابِيٌّ فقال: لِمَنْ هي يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وأَدَامَ الصِّيَامَ، وصَلَّى لِلَّهِ باللَّيْلِ والنَّاسُ نِيَامٌ".
وفي إسناده (عبد الرحمن بن إسحاق الوَاسِطي أبو شَيْبَة) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حدِيث (219).
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 173)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 80 و 321)، وغيرهما، من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا.
قال الحاكم في الموطن الأول: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال في الموطن الثاني: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 254): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وإسناده حسن".
* * *
537 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإِسْمَاعِيلي، أخبرنا الحَضْرَمِي -يعني مُطَيَّنًا-، حدَّثنا عليّ بن حَرْب المَوْصِلِي، حدَّثنا حفص بن عمر
(1)
بن حَكِيم، عن
(2)
عمرو بن قيس المُلَائي، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجَنَّة غُرَفًا، إذا كان صاحبها فيها لم يَخْفَ عليه ما خلفها، وإذا خرج منها لم يَخْفَ عليه ما فيها". قيل: لِمَنْ هي يا رسول اللَّه؟ قال: "لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وأَفْشَى السَّلَامَ، وَصلَّى بالليل والنَّاسُ نِيَامٌ". قيل: وما طِيبُ الكلام؟ قال: "سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلَّا اللَّه، واللَّهُ أكبر".
قال الإسماعيلي: وفيه كلام -[يعني متن الحديث]- حذفه أبو جعفر مُطَيَّن -[يعني اختصره]-".
(4/ 179) في ترجمة (أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّادَاني أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ولأوَّله إلى قوله: "والنَّاسُ نِيَامٌ"، شواهد عِدَّة يصحُّ بمجموعها.
ففيه (حفص بن عمر بن حَكِيم) وهو واهٍ حدَّث بأباطيل. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (536).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (536).
* * *
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "عمرو". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (536).
(2)
حُرِّفَ في المطبوع إلى "بن". والتصويب من "المجروحين"(1/ 260)، و"الكامل"(2/ 795).
538 -
أخبرني أبو طالب الفَقِيه، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن سليمان بن داود التَّمَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البَغَوي، حدَّثنا كامل بن طَلْحَة، حدَّثنا أبو هشام القَنَّاد البَصْري قال: كنت أَحْمِلُ المَتَاع مِنَ البَصْرة إلى الحسين بن عليّ بن أبي طالب، فكان ربما يُمَاكِسُني فيه، فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، قلت: يا ابن رسول اللَّه، أجيئك بالمَتَاع من البَصْرة تُمَاكِسُني فيه، فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته؟ فقال:
إنَّ أبي حدَّثني يرفع الحديث إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "المَغْبُونُ لا مُحْمُودٌ ولا مَأْجُورٌ".
"قال أبو القاسم: هكذا حدَّثنا كامل بهذا الحديث عن أبي هشام القَنَّاد. قال غيره: عن هذا الشيخ قال: كنت أحمل المَتَاع إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، ويقال: إنَّه وَهَمٌ من كامل. ورواه غيره عن هذا الشيخ فقال: كنت أحمل المَتَاع إلى عليّ بن الحسين، واللَّه أعلم".
(4/ 180) في ترجمة (أحمد بن سليمان بن داود التَّمَّارِ الفَارِض أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو هشام القَنَّاد البَصْري)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (4/ 582) -الكُنَى- وقال:"كان يتبع الحسين -يعني ابن عليّ-، حدَّث عنه كامل بن طَلْحَة، لا يُعْرَفُ، وخبره منكر". ثم ساق الحديث المتقدِّم من طريق أبي يَعْلَى الآتي، عن كامل، عن أبي هشام القَنَّاد، عن الحسين بن عليّ يرفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(7/ 117 - 118).
و (أبو طالب الفَقِيه) هو (عمر بن إبراهيم بن سعيد الزُّهْرِيّ، المعروف بابن أبي حَمامَة)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (11/ 274) وقال:"كان ثقة". وتوفي عام (434 هـ).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 12) -مخطوط-، من طريق عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، عن كامل بن طَلْحَة، به.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(4/ 212) من طريق أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن البغدادي، عن بِشْر بن مَطَر، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عليّ مرفوعًا به. وسيأتي برقم (555).
وفي إسناده (أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن البغدادي) وهو مُغَفَّلٌ ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (555).
ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(12/ 153) رقم (6783)، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق" (5/ 12) -مخطوط-، عن كامل بن طَلْحة، حدَّثنا أبو هشام القَنَّاد، عن الحسين بن عليّ مرفوعًا به. من دون ذكر أبيه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 75 - 76): "رواه أبو يعلى، وفيه أبو هشام القَنَّاد
(1)
. قال الذَّهَبْيُّ: لا يكاد يُعْرَفُ، ولم أجد لغيره فيه كلامًا".
ورواه البُخَاري في "تاريخه"(7/ 152 - 153)، والطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 84) رقم (2732)، من طريق طَلْحة بن كامل الجَحْدَري، عن محمد بن هشام، عن عبد اللَّه بن الحسن، عن أبيه عن جَدِّه مرفوعًا به.
(1)
تَصَحَّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "العماد". والتصويب من "مسند أبي يعلى"(12/ 153)، و"الميزان"(4/ 180).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 76) بعد أن ذكره عن الحسن بن عليّ: "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه محمد بن هشام، والظَّاهر أنَّه محمد بن هشام بن عُرْوة، وليس في الميزان، أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف، وبقية رجاله ثقات".
وذكره الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 73)، وعزاه إلى التِّرْمِذِيِّ الحكيم في "النوادر" من رواية عبيد اللَّه بن الحسن عن أبيه عن جَدِّه، وإلى أبي يَعْلَى من حديث الحسين بن عليّ يرفعه. ونقل عن الذَّهَبِيّ قوله:"منكر"، وأقرَّه.
معنى الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 274) في شرح الحديث: "لا محمود ولا مأجور، لكونه لم يحتسب بما زاد على قيمته فيؤجر، ولم يتحمَّد إلى بائعه فيحمد، لكن استرسل في وقت المبايعة فاستغبن فغبن، فلم يقع عند البائع موقع المعروف فيحمد، بل رجع لنفسه فقال: خدعته، فذهب الحمد، ولم يحتسب فذهب الأجر".
* * *
539 -
أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري -من أصل سماعه-، أخبرنا محمد بن زيد بن عليّ الأنصاري، حدَّثني عبيد اللَّه بن سَهْل أبو سيَّار -مِنْ حِفْظِهِ-، حدَّثنا أبو موسى عيسى بن خُشْنَام المَدَائِنِي -أُتُرُجَّة
(1)
-، حدَّثنا أحمد بن سَلَمَة المَدَائِنِي -صاحب المظالم-، حدَّثنا منصور بن عمَّار، أخبرنا أبو حفص الأبَّار، عن لَيْث، عن مجاهد،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "برحة". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(11/ 172)، ومن "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 56).
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا الخَيْرَ عِنْدَ صِبَاحِ الوجُوهِ".
(4/ 185) في ترجمة (أحمد بن سَلَمَة المَدَائِنِي -صاحب المظالم-).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث مروي عن جماعة من الصحابة من طرق معلولة، وهو ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن سَلَمَة المَدَائِنِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 101) وقال: "مُتَّهم بالكذب". ومثله في "اللسان"(3/ 180).
كما أنَّ فيه (عيسى بن خُشْنَام المَدَائِنِي أبو موسى، يعرف بأُتْرُجَّة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 172 - 173) وقال: "حدَّث عن أحمد بن سَلَمَة المَدَائِنِي -صاحب المظالم-، وعن أبي مصعب الزُّهْرِيّ، عن مالك حديثًا مُنْكَرًا، روى عنه أبو سيَّار عبيد اللَّه بن سَهْل المَدَائِنِي".
2 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 311) وقال: "روى خبرًا مُنْكَرًا، قاله أبو بكر الخطيب".
3 -
"اللسان"(4/ 394 - 395) وذكر ما تقدَّم عن الخطيب أيضًا.
قال الخطيب عقب روايته له: "كذا قال. وفي أصل المَدَائِنِي: أحمد بن مَحْمُوْيَه بن أبي سَلَمَة، وما أظن هذا الحديث إلَّا عنه، فإنَّه يروي عن منصور بن عمَّار".
التخريج:
له عن ابن عبَّاس طرق:
الأول: من طريق الخطيب هذا.
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 159)، وقال في (2/ 163) منه:"فيه أحمد بن سَلَمَة، قال ابن عدي: حدَّث عن الثقات بالبواطيل وكان يسرق الحديث. وفيه عيسى بن خُشْنَام، قال الخطيب: حدَّث حديثًا منكرًا".
وتابعه على هذا السُّيُوطِيّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 78)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 133).
أقول: وَهِمَ ابن الجَوْزي ومن تابعه، فيما نقلوه عن ابن عدي، فإنَّ ابن عدي إنَّما قال ذلك في راوٍ آخر هو (أحمد بن سَلَمَة الكوفي الجُرْجَاني أبو عمرو) كما في كتابه "الكامل"(1/ 192 - 193).
الثاني: عن مصعب بن سَلَّام التَّمِيمي، عن عَبَّاد القُرَشي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه الخطيب البغدادي في "تاريخه"(7/ 11)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 159 - 160).
وفيه (مصعب بن سَلَّام التَّمِيمي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 567) وقال: "ليس به بأس".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 354) وفيه عن أحمد: "انقلبت على مصعب بن سَلَّام أحاديث يوسف بن صهيب، جعلها عن الزِّبْرِقان السَّرَّاج، وقَدِمَ ابن أبي شَيْبَة فجعل يذاكر عنه أحاديث عن شُعْبَة والحسن بن عُمَارة انقلبت عليه".
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 429 رقم (1579) وقال: "ثقة".
4 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 105 - 106 رقم (25) وقال: "ضعَّفوه بأحاديث، انقلبت عليه أحاديث ابن شُبْرُمة".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 195).
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 307 - 308) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ محلُّه الصدق".
7 -
"المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 28) وقال: "انقلبت عليه صحائفه فكان يحدِّث ما سمع من هذا عن ذاك، وهو لا يعلم، وما سمع من ذاك عن هذا من حديث لا يفهم، فبطل الاحتجاج بكلِّ ما روى عن شُعْبَة، إنَّما هو ما سمع من الحسن بن عُمَارَة".
8 -
"الكامل"(6/ 2360 - 2361) وقال: "ولمصعب أحاديث غير ما ذكرت غرائب، وأرجو أنَّه لا بأس به، وأمَّا ما انقلبت عليه فإنَّه غلط منه لا تعمُّد".
9 -
"تاريخ بغداد"(13/ 108 - 110) وفيه أنَّ عليّ بن المَدِيني قد ضعَّفه. وقال ابن مَعِين: "ضعيف". وأنَّ أبا داود وهَّاه.
10 -
"الكاشف"(3/ 130) وقال: "ليَّنه أبو داود".
11 -
"التهذيب"(10/ 161) وفيه عن البزَّار: "ضعيف جدًّا، عنده أحاديث مناكير". وقال السَّاجِي: "ضعيف منكر الحديث". وقال هارون بن حاتم البزَّار: "شيخ صدق".
12 -
"التقريب"(2/ 251) وقال: "صدوق له أوهام، من الثامنة"/ ت.
وقد أعلَّ ابن الجَوْزي هذا الطريق بـ (مصعب بن سَلَّام) هذا، وقال:"ضعَّفه ابن المَدِيني ويحيى وأبو داود".
الطريق الثالث: عن طَلْحَة بن عمرو الحَضْرَمي، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 59)، وتمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 506) رقم (863)، والخطيب في "تاريخه"(11/ 43) و (13/ 158)، وعنه -في الموضع الأول- ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 159).
وفيه (طَلْحَة بن عمرو الحَضْرَمِي) وقد ضعَّفه بعضهم وتركهـ آخرون. وتقدَّمت ترجمته في حديث (226).
قال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 81: "وطرقه كلُّها ضعيفة، وبعضها أشدّ في ذلك من بعض، وأحسنها ما أخرجه تمَّام في "فوائده"، وغيره، من جهة سفيان الثَّوْرِيّ، عن طَلْحَة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عبَّاس رَفَعَهُ".
الرابع: عن عِصْمَة بن محمد الأنصاري، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 340) -في ترجمة (عِصْمَة بن محمد الأنصاري)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 160).
وفيه (عِصْمَة بن محمد الأنصاري المَدَني) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (444)
الخامس: عن عبد اللَّه بن خِرَاش، عن العَوَّام بن حَوْشَب، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 81) رقم (11110).
وفيه (عبد اللَّه بن خِرَاش بن حَوْشَب الشَّيْبَاني الكوفي أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الصغير" للبُخَاري (2/ 165) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 147 رقم (342) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 45 - 46) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء ضعيف الحديث".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 340 - 341) وقال: "ربما أخطأ".
5 -
"الكامل"(4/ 1525 - 1526) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 267 رقم (325).
7 -
"الكاشف"(2/ 74) وقال: "ضعَّفوه".
8 -
"التهذيب"(5/ 197 - 198) وفيه عن السَّاجِي: "ضعيف الحديث جدًّا، ليس بشيء، كان يضع الحديث". وقال محمد بن عمَّار المُوْصِلِي: "كذَّاب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".
9 -
"التقريب"(1/ 412) وقال: "ضعيف، وأطلق عليه ابن عمَّار الكذب"/ ق.
قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 195) بعد أن عزاه له: "فيه عبد اللَّه بن خِرَاش وثَّقه ابن حِبَّان، وقال: ربما أخطأ. وضعَّفه غيره. وبقية رجاله ثقات".
وقد تقدَّم الكلام على الحديث موسَّعًا، وتخريجه من حديث جماعة من الصحابة، برقم (358).
* * *
540 -
أخبرني محمد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه النَّيْسَابُوري الحافظ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بَالُوْيَه، أَمْلَانَا أبو الفضل أحمد بن سَلَمَة البزَّار النَّيْسَابُوري -ببغداد في سنة ثلاث وثمانين ومائتين-، حدَّثنا أحمد بن عَبْدَة، حدَّثنا فُضَيْل بن سليمان، حدَّثنا بُكَيْر بن مِسْمَار،
عن الزُّهْرِيّ قال: قلت لضَمْرَة بن عبد اللَّه بن أُنَيْس ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا شكَّ في ليلة القدر؟ قال: كان أبي
(1)
صاحب بَادِيَة، فقال: يا
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أتى". والتصويب من "سنن أبي داود"(2/ 108) رقم (1380).
رسول اللَّه
(1)
مُرْني بليلةٍ أَنْزِلُ فيها. قال: "أنزل ليلة ثلاث وعشرين". فلمَّا ولَّى قال: "اطْلُبْهَا في العَشْرِ الأواخر".
(4/ 186) في ترجمة (أحمد بن سَلَمَة بن عبد اللَّه البزَّار المُعَدَّل النَّيْسَابُوري أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد وَرَدَ من طريق آخر حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اطلبها في العشر الأواخر"، صحيح، ورد من حديث جماعة من الصحابة.
ففيه (بُكَيْر بن مِسْمَار) وقد ترجم له:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 105) ضمن ترجمة (بُكَيْر بن مِسْمَار المَدَني) وقال: "وليس هذا بِبُكَيْر بن مِسْمَار الذي يروي عن الزُّهْرِيّ، ذاك ضعيف".
2 -
"المجروحين"(1/ 194 - 195) وقال: "يروي عن الزُّهْرِيّ. . . وقد قيل: إنَّه بُكَيْر الدَّامَغَاني الذي يروي عن مُقَاتِل بن حَيَّان، كان مُرْجِئًا، يروي من الأخبار ما لا يُتَابَعُ عليه، وهو قليل الحديث على مناكير فيه".
3 -
"التقريب"(1/ 108) وقال: "روى عن الزُّهْرِيّ، ضعيف، من السابعة"/ تمييز.
كما أنَّ فيه (فُضَيْل بن سليمان النُّمَيْريّ البَصْرِيّ أبو سليمان) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 476) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 469 رقم (794) وقال: "ليس بشيء".
(1)
لفظ الجلالة غير مذكور في المطبوع.
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 123) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 251 رقم (332) وقال: "كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحَدِّثُ عن فُضَيْل بن سليمان".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 199 رقم (518) وقال: "ليس بالقويِّ".
6 -
"الجرح والتعديل"(7/ 72 - 73) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن الحديث، روى عنه عليّ بن المَدِيني وكان من المتشددين".
7 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 316 - 317).
8 -
"الكامل"(6/ 2045 - 2046) ونقل قول ابن مَعِين الأول. ولم يقل ابن عدي فيه شيئًا.
9 -
"المغني"(2/ 515) وقال: "فيه لِينٌ".
10 -
"التهذيب"(8/ 291 - 292) وفيه عن صالح جَزَرَة: "منكر الحديث، روى عن موسى بن عُقْبَة مناكير". وقال السَّاجي: "كان صدوقًا، وعنده مناكير". وقال ابن قَانِع: "ضعيف".
11 -
"هدي السَّاري" لابن حَجَر ص 435 وقال: "ليس له في البخاري سوى أحاديث تُوبِعَ عليها".
12 -
"التقريب"(2/ 112) وقال: "صدوق، له خطأ كثير، من الثامنة، مات سنة ثلاث وثمانين -يعني ومائة-، وقيل غير ذلك"/ ع.
وصاحب الترجمة (أحمد بن سَلَمَة البزَّار المُعَدَّل النَّيْسَابُوري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 373) وقال:"الحافظ الحُجَّة العَدْل المأمون المُجَوِّد". توفي عام (286 هـ).
التخريج:
رواه أبو داود في الصَّلاة، باب في ليلة القدر (2/ 107 - 108) رقم (1379)، من طريق عبَّاد بن إسحاق، عن محمد بن مُسْلِم الزُّهْرِيّ، عن ضَمْرَة بن عبد اللَّه بن أُنَيْس، عن أبيه -وذكر قِصَّة- وفي آخرها سؤاله للنبيّ صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"كم الليلة"؟ فقلت: اثنتان وعشرون. قال: "هي الليلة". ثم رجع فقال: "أو القابلة". يريد ليلة ثلاث وعشرين.
قال المُنْذِري في "مختصر سنن أبي داود"(2/ 110): "قال أبو داود: هذا حديث غريب. وعنه: لم يرو الزُّهْرِيُّ عن ضَمْرَة غير هذا الحديث".
ورواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في الاعتكاف، من طريق "موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك وعمرو بن عبد اللَّه بن أُنَيْس أخبراه أنَّ عبد اللَّه بن أُنَيْس أخبرهما. . . فذكره نحوه. قال النَّسَائي: موسى بن يعقوب ليس بالقويِّ في الحديث". كذا في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (4/ 273 - 274)، رقم (5142).
ورواه أبو داود في الموطن السابق رقم (1380)، من طريق محمد بن إسحاق، حدَّثنا محمد بن إبراهيم، عن ابن عبد اللَّه بن أُنَيْس الجُهَني، عن أبيه، بنحو رواية الخطيب، ولكن دون قوله:"فلما ولَّى قال: اطلبها في العشر الأواخر". مع زيادة عنده ليست عند الخطيب. وإسناد أبي داود حسن.
ولعدم وجود قوله: "فلما ولَّى. . . " عند أبي داود، اعتبرته من الزوائد.
ومن طريق أبي داود هذا، رواه اين خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 334 - 335) رقم (2200).
وقد روى مسلم في الصيام، باب فضل ليلة القدر. . . . (2/ 827) رقم
(1168)
من طريق أبي النَّضْر، عن بُسْر بن سعيد، عن عبد اللَّه بن أُنَيْس أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ. قال: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ، فَصَلَّى بِنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فانْصَرَفُ وإنَّ أَثَرَ المَاءِ والطِّينِ على جَبْهَتِهِ وأَنْفِهِ. قال: وكان عبد اللَّه بنُ أُنَيْسٍ يقولُ: ثَلاثٍ وعِشْرِينَ"
(1)
.
ورواه مالك في "الموطأ"(1/ 320) عن أبي النَّضْر، عن عبد اللَّه بن أُنَيْس. وهو منقطع، وَصَلَهُ مسلم في الرواية السابقة.
ولم أقف في كُلِّ ما رجعت إليه على الزيادة التي عند الخطيب من حديث عبد اللَّه بن أُنَيْس، وهي قوله:"فلما ولَّى قال: اطلبها في العشر الأواخر".
وهي صحيحة وردت في أحاديث عِدَّة انظر: "جامع الأصول"(9/ 243 - 246)، و"مجمع الزوائد"(3/ 174 - 179).
ومن ذلك ما رواه البخاري في التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (4/ 259) رقم (2020)، وغيره، عن عائشة مرفوعًا:"تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ".
ثم وجدت أبا يَعْلَى المُوْصِلِي يروي في "مسنده"(6/ 376) رقم (3712) عن أبي الوليد القُرَشي، حدَّثنا الوليد قال: وأخبرني سالم أنَّه سمع محمد بن عمرو بن عثمان يحدِّث عن أنس بن مالك: "أنَّ الجُهَنِيَّ قال: يا رسولَ اللَّه، نحن بحيثُ قد عَلِمْتَ، ولا نستطيعُ أَنْ نَحْضُرَ الشَّهْرَ فَأَخْبِرْنَا بليلةِ القَدْرِ. قال: احْضُرِ السَّبْعَ الأَوَاخِرِ من الشَّهْرِ. قال: لا أستطيعُ ذلكَ. قال: الْتَمِسْهَا لَيْلَةَ سَابِعَةٍ تَبْقَى.
(1)
قال النووي في "شرح صحيح مسلم"(8/ 64): "هكذا هو في معظم النسخ، وفي بعضها "ثلاث وعشرون"، وهذا ظاهر، والأول جار على لغة شاذة أنَّه يجوز حذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورًا أي: ليلة ثلاث وعشرين".
وهي هذه الليلةُ. قال: قلتُ يا رسولَ اللَّه، هذه لَيْلَةُ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ وهي لِثَمَانٍ بَقِينَ. فقالَ: كذا هذا الشَّهْرُ يَنْقُصُ، وهي سَبْعٌ بَقِينَ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 176) بعد أن عزاه له: "وفيه من لم أعرفه".
وظاهرٌ من سِيَاقِ الحديث أنَّ المرادَ بالجُهَنِيّ فيه، هو (عبد اللَّه بن أُنَيْس الجُهَنِيّ) رضي الله عنه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم، وله الفضل والمِنَّة.
* * *
541 -
أخبرني الحسن بن نصر الختلي
(1)
، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن الحسين الدَّقَّاق، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا أحمد بن سيَّار المَرْوَزِيّ -قدم علينا الحجَّ سنة خمس وأربعين-، أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان -يعني عَبْدَان-، حدَّثنا أبي، عن شُعْبَة، عن سِمَاك بن حَرْب قال: كنَّا مع مُدْرِك بن المَهَلَّب بـ (سِجِسْتَان) في سُرَادِقِهِ، فسمعت رجلًا يحدِّث،
عن أبي سُفْيَان بن الحارث، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّه لا يُقَدِّسُ أُمَّةً لا يَأْخُذُ الضعيفُ حَقَّهُ مِنَ القَويِّ وهو غَيْرُ مُتَعْتَعٍ".
(4/ 188) في ترجمة (أحمد بن سيَّار بن أيوب المَرْوَزِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه جَهَالَة الرواي عن أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه.
(1)
هكذا في المطبوع: "الخُتُّلِيّ". وفي ترجمته من "تاريخ بغداد"(7/ 436): "الحَنْبَلِي". وأظنه هو الصواب، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وبقية رجال الإسناد كلُّهم ثقات عدا شيخ الخطيب (الحسن بن نصر بن الحسن الحَنْبَلِي الخِرَقِيّ أبو عليّ) فقد ترجم له في "تاريخه"(7/ 436) وقال: "كتبت عنه شيئًا يسيرًا وكان صدوقًا".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 256)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 93)، عن أبي العبَّاس محمد بن أحمد المَحْبُوبي، عن أحمد بن سيَّار، به.
قال الحاكم: "فإذا الشيخ الذي لم يسمِّه عثمان بن جَبَلَة عن شُعْبَة عن سِمَاك قد سمَّاه غُنْدَر، غير أنَّه لم يذكر أبا سفيان في الإسناد".
وقد رواه البيهقي من طريق محمد بن جعفر به -غُنْدَر-، حدَّثنا شُعْبَة، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن المُطَّلِب -وذكر قِصَّةً- وفي آخره:"إنَّ اللَّه لا يَتَرحَّمُ على أُمَّةٍ لا يَأْخُذُ الضعيفُ فيهم حَقَّهُ غيرَ مُتَعْتَعٍ".
قال البيهقي: "هذا مرسل وهو الصحيح".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"مجمع الزوائد"(4/ 196 - 197)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 611 - 613)، و"مصباح الزجاجة"(3/ 68)، و"المطالب العالية"(3/ 213 - 214)، و"الحِلْيَة"(6/ 128)، و"شُعَب الإيمان"(6/ 81 - 82) رقم (7549) -ط بيروت-.
ومن هذه الشواهد، ما رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(6/ 592) رقم (2147)، وعنه أبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 344) رقم (1091)، عن محمد بن أبي عُبَيْدَة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا:"لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لا يُعْطى الضعيفُ فيها حَقَّهُ غيرَ مُتَعْتَعٍ".
وإسناده صحيح.
قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 611): "رواه أبو يَعْلَى، ورواته رواة الصحيح".
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 68): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
ومنها: ما رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 274) رقم (10534) من طريق يحيى بن جَعْدَة، عن هُبَيْرَة بن يَرِيم، عن ابن مسعود
(1)
-في قِصَّةٍ ذكرها-، وفي آخره مرفوعًا:"إنَّ اللَّه عز وجل لا يُقَدِّسُ أُمَّةً لا يُعْطُون الضعيفَ منهم حَقَّهُ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 63): "إسناده قويٌّ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 197): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 613): إسناده جيِّد.
ورواه الإِمام الشَّافِعِي في "مسنده"(2/ 133) -بترتيب السِّنْدِي-، وفي "سننه" ص 347 رقم (434)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 145)، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جَعْدَة مُرْسلًا، به.
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 63): "هو مُرْسَلٌ. ولا يقال لعل يحيى سمعه من ابن مسعود، فإنَّه لم يدركهـ، نعم وصله الطبراني في "الكبير".
(1)
حُرِّفَ في "المعجم الكبير" إلى: "يحيى بن جَعْدَة بن هُبَيْرَة عن ابن مسعود". والتصويب من "التلخيص الحَبِير"(3/ 63)، مع ملاحظة أنَّ (يحيى بن جَعْدَة) هو (ابن هُبَيْرَة) أيضًا، ولعل مأتى التحريف من هنا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
غريب الحديث:
قوله: "لا يُقَدِّسُ": أي يُطَهِّرُ. "النهاية"(4/ 24).
قوله: "مُتَعْتَع": "أي من غير أن يصيبه أذى يُقَلْقِله ويزعجه". "النهاية"(1/ 190).
وانظر معنى الحديث في "فيض القدير" للمُنَاوي (2/ 275 - 276).
* * *
542 -
أخبرنا محمد بن عليّ المُقِرئ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الحافظ، حدَّثنا أبو عليّ محمد بن عليّ بن عمر المُذَكِّر، حدَّثنا سهل بن عمَّار
(1)
العَتَكِي، حدَّثنا سليمان بن عيسى، حدَّثنا سفيان بن سعيد، عن لَيْث، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأخفِّ النَّاس -يعني حسابًا- يوم القيامة بين يدي المَلِكِ الجبَّار: المسارع إلى الخيرات ماشيًا على قدميه حافيًا". قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أخبرني جبريل أنَّ اللَّه ناظرٌ إلى عَبْدٍ يمشي حافيًا في طلب الخير".
(4/ 191) في ترجمة (أحمد بن سلمان بن الحسن الحَنْبَلِيّ أبو بكر النَّجَّاد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سليمان بن عيسى بن نَجِيح السِّجْزِيّ أبو يحيى) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (216).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عِمْران". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 217)، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (1/ 194)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
كما أنَّ فيه أيضًا (سهل بن عمَّار بن عبد اللَّه العَتَكِيّ النَّيْسَابُورِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 294).
2 -
"الضعفاء والمتروكين" لابن الجَوْزي (2/ 29) وقال: "ذَكَر أبو عبد اللَّه الحاكم عن أشياخه أنَّه كان كذَّابًا".
3 -
"المغني"(2/ 288) وقال: "كذَّبه أبو حاتم".
4 -
"الميزان"(2/ 240) وقال: "مُتَّهم، كذَّبه الحاكم". وفيه عن محمد بن صالح بن هانئ: "كانوا يمنعون مِنَ السَّمَاعِ منه". وقال محمد بن يعقوب الحافظ: "كنَّا نختلف إلى إبراهيم بن عبد اللَّه السَّعْدِي، وسهلٌ مطروح في سكَّته فلا نقربه". وقال أبو إسحاق الفقيه: "كَذَبَ واللَّه سهلٌ على ابن نافع". وقال إبراهيم السَّعْدِي: "إنَّ سهل بن عمَّار يتقرب إليَّ بالكذب، يقول: كتبت معك عند يزيد بن هارون، وواللَّه ما سمع معي منه".
5 -
"اللسان"(3/ 121) وقال: "صَحَّحَ له الحاكم في "المستدرك"، وتعقَّبه المصنِّف -يعني الذَّهَبِيُّ- في "تلخيصه" بالتناقض. وقال ابن مَنْدَه: كان ضعيفًا".
وفيه كذلك (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
و(سفيان بن سعيد) هو (الثَّوْرِيّ): إمام ثقة حافظ فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومِيّ المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة شيخ القُرَّاء والمفسِّرين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 217) عن زاهر بن طاهر، أنبأنا
أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحاكم، حدَّثنا أبو عليّ محمد بن عليّ المُذَكِّر، به
(1)
.
وأعلَّه ابن الجَوْزي بـ (سليمان بن عيسى السِّجْزِيّ)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه، وقال: إنَّه مِنْ عَمَلِهِ.
وقال أيضًا في (1/ 218) منه: "واعلم أنَّ هذه الأحاديث من الموضوعات التي تتنزه الشَّريعة عن مثلها، فإنَّ المشي حافيًا يؤذي العَيْنَ والقَدَمَ، ولا يمكن معه تَوَقِّي النجاسات. وقد رأينا من طلَّاب العِلْمِ من يمشي حافيًا عملًا بهذه الأحاديث الموضوعة، ولو علموا أنَّ هذا لا يصحّ وأنَّه يحتوي على شهرة زهد، لم يفعلوا. فللَّه درُّ العِلْمِ".
وأَقَرَّهُ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 194)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 251).
وقد فاتهم جميعا إعلاله أيضًا بـ (سهل بن عمَّار العَتَكِي النَّيْسَابُوري) فإنَّه كذَّاب أيضًا كما تقدَّم.
* * *
543 -
أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الأُسْتُوَائي، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن شاكر البَلْخِي قال: حدَّثني يحيى بن بُكَيْر.
وأخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان -واللفظ له-، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِي، حدَّثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدَّثنا يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر قال: حدَّثني ابن أبي معاوية الحَضْرَمِي، عن سليمان بن زياد الحَضْرَمِي،
(1)
وقد صُحِّفَ في "الموضوعات" لفظ "بأخف" إلى "بأحق". وورد على الصواب في "اللآلئ"(1/ 194)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 251).
عن عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء الزُّبَيْدي. قال
(1)
: كان يرسل إليّ فأمسك عليه المصحف وهو يقرأ، وكان أعمى، فعرض له حقن من بول فدعى جاريةً له فجعل بيننا وبينه ثوبًا، ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَتَغَوَّطُ أَحَدُكُمْ لِبَوْلِهِ ولا لغيرِهِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ ولا مُسْتَدبِرَهَا، شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا".
(4/ 192 - 193) في ترجمة (أحمد بن شاكر البَلْخِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده من الطريقين حديثهم حسن، عدا (ابن أبي معاوية الحَضرمي)، وهو في الغالب عندي (عُرَابي بن معاوية الحَضْرَمِي أبو زَمْعَة -ويقال أبو ربيعة-)، وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 112)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 49)، والدَّارَقُطْنِيّ في "المختلف والمؤتلف"(4/ 1770)، وذكروا روايته عن (سليمان بن زياد الحَضْرَمي)، ورواية (يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر) عنه، ولم يذكروا فيه جرحًا أو تعديلًا.
وعدا صاحب الترجمة (أحمد بن شاكر البَلْخِي)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(يحيى بن بُكَيْر) في الطريق الأول، هو (يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر) في الطريق الثاني، وهو (مَخْزُومِيٌّ مِصْرِيٌّ). قال عنه الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (3/ 228):"كان صدوقًا واسع العلم مفتيًا". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 145): (قد ينسب إلى جَدِّه، ثقة في اللَّيْث، وتكلَّموا في سماعه من مالك، من كبار العاشرة"/ خ م ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (3/ 1506) -مخطوط-، و"التهذيب"(11/ 237 - 238).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عن سليمان بن زياد الحضرمي عن عبد اللَّه الحارثي أن ابن جَزْء الزُّبَيْدي قال كان يرسل إليّ. . ". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 54/ ب). والقائل: "كان يرسل إليّ. . . " هو: سليمان بن زياد. وكان (عبد اللَّه بن الحارث) رضي الله عنه، قد عَمي.
وللحديث شواهد صحيحة من حديث أبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، وغيرهما.
التخريج:
لم يروه بهذا التمام من حديث عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء، إلَّا الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 92) إليه وحده.
وقد رواه عنه مختصرًا، أحمد في "المسند"(4/ 191)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 151)، وابن ماجه في الطهارة، باب النهي عن استقبال القبلة بالغائط والبول (1/ 151) رقم (317)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 232)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 326)، من طريق اللَّيْث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء الزُّبَيْدي قال:"أنا أوَّل من سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبولن أحدُكُم مستقبل القِبْلَةِ. وأنا أوَّل من حدَّث النَّاس بذلك".
وقد رواه غير الليث بن سعد، عن يزيد أيضًا. انظر:"المسند"، لأحمد (4/ 191)، و"شرح معاني الآثار" للطَّحَاوي (4/ 232 - 233).
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 346) رقم (1416) مختصرًا أيضًا، من طريق عوف بن سليمان بن زياد المصري، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جَزْء مرفوعًا.
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 46): "هذا إسناد صحيح، وقد حكم بصحته ابن حِبَّان والحاكم وأبو ذرّ الهَرَوي ولا أعرف له علَّة. . . وأصله في "الصحيحين" من حديث أبي أيوب، وفي مسلم من حديث سلمان وجابر".
وللحديث شواهد صحيحة، انظرها في:"جامع الأصول" (7/ 120 -
124)، و"مجمع الزوائد"(1/ 205 - 206)، و"نصب الراية"(2/ 102 - 104)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 103).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الصلاة، باب قِبْلَة أهل المدينة وأهل الشَّام. . . (1/ 498) رقم (394)، وفي الوضوء رقم (144)، ومسلم في الطهارة، باب الاستطابة (1/ 224) رقم (264) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا:"إذا أَتَيْتُمُ الغَائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ ولا تَسْتَدْبِرُوهَا بِبَوْلٍ ولا غَائِطٍ، ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا".
* * *
544 -
أخبرني أحمد بن أبي جعفر القَطِيْعي، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن شَبُّوْيَه بن مَعِين ابن بشَّار بن محمد المُوْصِلِي -في سنة ست عشرة وثلاثمائة، وما عندي عنه غير هذا الحديث- قال: حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة
(1)
الوَاسِطي، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن أيوب، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُبُّ عليّ بن أبي طالب يأكلُ السَّيِّئات كما تأكلُ النَّارُ الحَطَبَ".
(4/ 194 - 195) في ترجمة (أحمد بن شَبُّوْيَه بن مَعِين المُوْصِلِي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع، وفي "لسان الميزان" (1/ 185) إلى:"سلمة". والتصويب من "سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْني" ص 135، و"تاريخ بغداد"(3/ 305)، و"الكشف الحثيث" ص 407، وغيرها.
ففيه (محمد بن مَسْلَمَة بن الوليد الطَّيَالسي الوَاسِطي أبو جعفر) وهو ضعيف جدًّا، واتُّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (385).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن شَبُّوْيَه المُوْصِلِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 185) وذكر حديثه هذا وقال: "ومحمد بن مَسْلَمَة ستأتي ترجمته وأنَّه ضعيف، والراوي عنه أحمد بن شَبُّوْيَه هذا مجهول، فالآفة من أحدهما".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رجال إسناده الذين بعد محمد بن مَسْلَمَة كلُّهم معروفون ثقات، والحديث باطل مُرَكَّبٌ على هذا الإسناد".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 370) عن الخطيب من طريقه السابق، ونقل قوله المتقدِّم، وأضاف:"ومحمد بن مَسْلَمَة قد ضعَّفه اللَّالِكَائي وأبو محمد الخَلَّال جدًّا".
وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 355)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 355).
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 367 وقال: "رواه الخطيب عن ابن عبَّاس مرفوعًا، وقال: باطل".
* * *
545 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن شاده
(1)
المُؤَدِّب -بأَصْبَهَان-، وأخته أُمُّ سَلَمَة أسماء، قالا: حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن
(1)
هكذا في المطبوع بالدال المهملة. والظاهر أنه بالذال المعجمة: "شاذه". انظر "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 390 - 391).
محمد بن جعفر بن حيَّان
(1)
-إملاءً-، حدَّثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن سَلْم الرَّازي، حدَّثنا محمد بن غَيْلان، حدَّثنا أحمد بن صالح المُقْرئ، عن إبراهيم بن الحجَّاج، عن عبد الرزاق، عن مُعْمَر، عن ابن نَجِيح، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: لما زَوَّجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاطمة من عليٍّ قالت فاطمة: يا رسول اللَّه زَوَّجْتَنِي مِنْ رجلٍ فقيرٍ ليس له شيء، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أمَّا تَرْضَيْنَ أنَّ اللَّه اختار من أهل الأرض رَجُلَيْنِ، أحدهما أبوك، والآخر زوجك".
(4/ 195) في ترجمة (أحمد بن صالح المُقْرئ المِصْري أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (إبراهيم بن الحَجَّاج) وقد ترجم له في:
1 -
"المغني"(1/ 12) وقال: "نَكِرَةٌ، والخبر باطل".
2 -
"الميزان"(1/ 26) وقال: "نَكِرَةٌ لا يُعْرَفُ، والخبر الذي رواه باطل، وما هو بالشَّامي ولا بالنِّيلي، ذانك صدوقان". ثم ساق الحديث من الطريق المتقدِّم، وقال:"تابعه عبد السلام بن صالح أحد الهَلْكَى عن عبد الرزاق".
3 -
"اللسان"(1/ 45)، وأَقَرَّ ما في "الميزان".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته: "هذا حديث غريب من رواية عبد اللَّه بن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس. وغريبٌ من حديث مُعْمَر بن راشد، عن ابن أبي نَجِيح. تفرَّد بروايته عنه عبد الرزاق. وقد رواه عن عبد الرزاق غير واحد".
ثم رواه الخطيب من طريق أبي الصَّلْت عبد السلام بن صالح، عنه، به.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "حبان" بالباء. والتصويب من "تاريخ أصبهان"(2/ 90)، و"السِّيَر"(16/ 276)، و"تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 945).
وسيأتي عقب حديثنا هذا برقم (546).
ومن طريق أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد الهُشَيْمي، عنه، به، وسيأتي برقم (547).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك" -وقد سقط من المطبوع، وأُثْبِتَ في "تلخيص المستدرك" للذَّهَبِيُّ (3/ 129) -، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1968) -في ترجمة (عبد السلام بن صالح الهَرَوي) -، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 94) رقم (11154)، من طريق عبد السلام بن صالح الهَرَوي، عن عبد الرزاق الصَّنْعَاني، به.
قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"(3/ 129): "كَذِبٌ".
وقال ابن عدي: وهو -يعني عبد السلام بن صالح الهَرَوي- مُتَّهَمٌ في الأحاديث".
أقول: ستأتي ترجمة (عبد السلام) هذا في الحديث التالي رقم (546).
ورواه الطبراني في "الكبير"(11/ 93 - 94) رقم (11153) من طريق محمد بن جَابَان الجُنْدَيْسَابُورِيّ، والحسن بن عليّ المَعْمَري، قالا: حدَّثنا عبد الرزاق، به.
أقول: (محمد بن جَابَان الجُنْدَيْسَابُورِيّ) لم أقف على من ترجم له.
و(الحسن بن عليّ بن شَبِيب المَعْمَري الحافظ أبو عليّ) كانت ولادته في حدود (210 هـ) كما قال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 511)، ووفاة (عبد الرزاق الصَّنْعَاني) كانت عام (211 هـ) كما في "السِّيَر" أيضًا (9/ 580). وهذا يفيد أنَّ انقطاعًا في الإسناد بينهما. ويُشْكِلُ عليه أنَّ (الحسن بن عليّ المُعْمَرِي) قد قال كما في الإسناد:"حدَّثنا"! ! وهو ثقة له غرائب وموقوفات، وقد انفرد بما يزيد عن عشرين حديثًا. انظر "اللسان"(2/ 221 - 225). وستأتي ترجمته في حديث (1189). ولم يتنبه محقق "المعجم الكبير" لذلك.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 112) بعد أن ذكره من حديث ابن عبَّاس: "رواه الطبراني من رواية إبراهيم بن الحجَّاج عن عبد الرزاق. قال الذَّهَبِيُّ: إبراهيم هذا لا يعرف. وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه بإسنادٍ آخرَ ضعيف".
أقول: لم أقف عليه عند الطبراني في "الكبير" من طريق إبراهيم بن الحَجَّاج الذي ذكره الهيثمي.
والظَّاهر أنَّ الهيثمي يشير في قوله: "ورواه بإسناد آخر ضعيف". إلى الإسناد السابق عن محمد بن جَابَان والحسن بن عليّ، واللَّه أعلم.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 220 - 222) عن الخطيب من طرقه الثلاث، طريقه هذا، والطريقين القادمين برقم (546) و (547)، وقال:"هذا حديث تفرَّد به عبد الرزاق، وكان منسوبًا إلى التَّشَيُّع، وقد اتَّهمه أقوام، وإن كان قد أُخْرِج عنه في "الصحيح". قال عبَّاس بن عبد العظيم لمَّا قَدِمَ من صَنْعَاء: واللَّهُ تجشمت إلى عبد الرزاق، وإنَّه لكذَّاب، والوَاقِدِيّ أصدق منه. وقال ابن عدي: حدَّث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه أحد عليها ومثالب لغيرهم، مناكير. . . وقد ذكرنا أنَّ مَعْمَرًا كان له ابن أخ رافضيًا، فيجوز أن يكون من إدخاله، ثم قد رواه عن عبد الرزاق ثلاثة، أحدهم: إبراهيم بن الحجَّاج، والثاني: أبو الصَّلْت -وقد اتفقوا على أنَّه كذَّاب-، والثالث: أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، قال: كان يضع الحديث".
ثم ذكر أنَّ الحسين بن عبيد اللَّه الأَبْزَارِيّ قد سَرَقَ مَتْنَ الحديث وَرَكَّبَ له إسنادًا، وذكره ثم عقَّب عليه بقوله:"هذا حديث موضوع، وهو ممَّا عِمِلَهُ الأَبْزَارِيّ".
أقول: غفر اللَّه للإمام ابن الجَوْزِيّ لما نقله عن عبَّاس بن عبد العظيم في حقِّ الإِمام عبد الرزاق الصَّنْعَانِيّ مُقِرًّا له.
وأَحْسَنَ اللَّهُ إلى الإِمام الحافظ النَّاقد المُنْصِفِ الذَّهَبِيّ حيث ردَّ ذلك في ترجمة (عبد الرزاق) في كتابه "السِّيَر"(9/ 571 - 572)، فقال:"واللَّهُ ما بَرَّ (عبَّاس) في يمينه، ولبئس ما قالَ، يَعْمَدُ إلى شيخ الإسلام، ومحدِّث الوقت، ومن احتج به كلّ أرباب الصِّحَاح -وإنْ كان له أوهام مغمورة، وغيرُه أبرعُ في الحديث منه- فيرميه بالكذب، ويُقَدِّم عليه الوَاقِدِيَّ الذي أجمعت الحفَّاظ على تَرْكِهِ. فهو في مقالته هذه خارقٌ للإجماع بيقين".
أقول: ومقالة عبَّاس بن عبد العظيم هذه، رواها العُقَيْلِي عنه في "الضعفاء"(3/ 109) في ترجمة (عبد الرزاق الصَّنْعَانِيّ).
* * *
546 -
أخبرنا محمد بن الحسين الأَزْرَق، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان، حدَّثنا الحسن بن العبَّاس الرَّازي، حدَّثنا عبد السلام بن صالح أبو الصَّلْت، حدَّثنا عبد الرزَّاق، عن مُعْمَر، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس، أنَّ فاطمة قالت: يا رسول اللَّه زوَّجتني من رجل ليس له شيء! قال: "أمَّا تَرْضَيْنَ أنَّ اللَّه اختار من أهل الأرض رَجْلَيْنِ، أحدهما أبوك، والآخر بَعْلَكِ".
(4/ 196) في ترجمة (أحمد بن صالح المُقْرِئ المِصْرِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبد السلام بن صالح بن سليمان الهَرَوي أبو الصَّلْت) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 359 - 360 رقم (358) وقال:
"ما أعرفه بالكذب". وص 385 رقم (463) وقال: "لم يكن أبو الصَّلْت عندنا من أهل الكذب، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها".
2 -
"أحوال الرجال" ص 205 - 206 رقم (379) وقال: "كان زائغًا عن الحقِّ، مائلًا عن القصد، سمعت من حدَّثني عن بعض الأئمة أنَّه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدَّجَّال وكان قديمًا متلوثًا في الأقذار".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 70 - 71) وقال: "كان رافضيًا خبيثًا. . غير مستقيم الأمر".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 48) وفيه عن أبي حاتم: "لم يكن عندي بصدوق، وهو ضعيف". وقال أبو زُرْعَة بعد أن أمر بالضرب على حديثه: "لا أحدِّث عنه ولا أرضاه".
5 -
"المجروحين"(2/ 151 - 152) وقال: "يروي عن حمَّاد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل عليٍّ وأهل بيته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
6 -
"الكامل"(5/ 1968) وقال: "ولعبد السلام هذا عن عبد الرزاق أحاديث مناكير في فضائل عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين، وهو مُتَّهم في هذه الأحاديث".
7 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 108 رقم (140) وقال: "يروي عن حمَّاد ابن زيد وأبي معاوية وعبَّاد بن العَوَّام وغيرهم أحاديث منكرة".
8 -
"تاريخ بغداد"(11/ 46 - 51) وفيه عن أحمد بن حنبل: "روي أحاديث مناكير". وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة صدوق إلَّا أنَّه يَتَشَيَّعُ". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال السَّاجِي: "يحدِّث بمناكير، وهو عندهم ضعيف". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "كان خبيثًا رافضيًا". ونقل الخطيب اتهام الدَّارَقُطْنِيّ له بالوضع.
9 -
"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسي ص 260 رقم (1041) وقال: "كذَّاب".
10 -
"الكاشف"(1/ 269) وقال: "وثِّق".
11 -
"المغني"(2/ 394) وقال: "الرجل العابد، متروك الحديث، قال ابن عدي: مُتَّهَمٌ".
12 -
"الميزان"(2/ 616) وقال: "الرجل الصالح، إلَّا أنَّه شيعي جَلْد". وذكر أنَّ عبد السلام هذا قد قال: "كَلْبٌ للعَلَوِيَّةِ خيرٌ مِنْ بني أُمَيَّةَ". وقال أحمد بن سَيَّار في "تاريخ مَرْو": "ناظرته لأستخرج ما عنده، فلم أره يفرط، رأيته يقدِّم أبا بكر وعمر، ولا يذكر الصحابة إلَّا بالجميل. وقال لي: هذا مذهبي أدين اللَّه به".
13 -
"التهذيب"(6/ 319 - 322) وفيه عن العُقَيْلِي: "كذَّاب". وقال الحاكم والنَّقَّاش: "روي مناكير". وقال الحاكم: "وثَّقه إمام أهل الحديث يحيى بن مَعِين". وقال أبو داود: "كان ضابطًا".
14 -
"التقريب"(1/ 506) وقال: "صدوق له مناكير، وكان يَتَشَيَّع، وأفرط العُقَيْلِي، فقال: كذَّاب"/ ق.
15 -
حاشية "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَاني ص 293، حيث حقَّق العلّامة عبد الرحمن المُعَلِّمي اليَمَاني رحمه الله في أمر (أبي الصَّلْت) هذا، وكشف حاله بتحقيق نفيس، فقال: "وأبو الصَّلْت فيما يظهر لي كان داهيةً، مِنْ جهةٍ: خَدَمَ عليّ الرِّضَا بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وتظاهر بالتَّشَيُّع، ورواية الأخبار التي تدخل في التَّشَيُّع. ومن جهةٍ: كان وَجِيهًا عند بني العبَّاس. ومِنْ جِهَةٍ: تقرَّب إلى أهل السُّنَّة بردِّه على الجَهْمِيَّة. واستطاع أن يَتَجَمَّلَ لابن مَعِين حتى أَحْسَنَ الظَّنَّ به ووثَّقه، وأحسبه كان مُخْلِصًا لبني العبَّاس
وتظاهر بالتَّشَيُّع لأهل البيت مَكْرًا منه لكي يصدَّق فيما يرويه عنهم، فروى عن عليّ بن موسى عن آبائه الموضوعات الفاحشة كما ترى بعضها في ترجمة عليّ بن موسى من "التهذيب"، وغرضه من ذلك حطّ درجة عليّ بن موسى وأهل بيته عند النَّاس. وأتعجب من الحافظ ابن حَجَر: يذكر في ترجمة عليّ بن موسى من "التهذيب"(7/ 387 - 389) تلك البلايا، وأنَّه تفرَّد بها عنه أبو الصَّلْت، ثم يقول في ترجمة (عليّ) من "التقريب" (2/ 44 - 45):"صدوق والخلل ممن روى عنه"، والذي روى عنه هو أبو الصَّلْت، ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصَّلْت من "التقريب" (1/ 506):"صدوق له مناكير، وكان يَتَشَيَّع، وأفرط العُقَيْلِي فقال: كذَّاب". ولم ينفرد العُقَيْلِي، فقد قال أبو حاتم. . . " وذكر الأقوال السابقة في تكذيبه عن الأئمة.
وقال المُعَلِّمِي رحمه الله في ص 349 - 350 تعليقًا على حديث رواه أبو الصَّلت عن عليّ بن موسى الرِّضَا، مشيرًا إلى تحقيقه السابق، ما نصُّه:"وتبيّن ممَّا هناك أنَّ مَنْ يأبى أن يكذِّبه، يلزمه أن يكذِّب عليّ بن موسى الرِّضَا وحَاشَاهُ".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (545).
* * *
547 -
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد
(1)
الهُشَيْمِي، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "زيد"، والتصويب من "العلل المتناهية"(1/ 221)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
عن ابن عبَّاس قال: لمَّا زوج النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليًّا فاطمة قالت: يا رسول اللَّه زوَّجْتَنِي من عائل لا مالَ له! فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أو ما ترضين أن يكون اللَّه اطَّلَعَ على أهل الأرض فاختار منهم رَجُلَيْنِ، فجعل أحدهما أباك، والآخر بَعْلَكِ".
(4/ 196) في ترجمة (أحمد بن صالح المُقْرئ المِصْري أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد الهُشَيْمِي المؤدِّب) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(1/ 195) وقال: "كان بِسُرَّ مَنْ رأى يضع الحديث".
2 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 128 رقم (68).
3 -
"تاريخ بغداد"(4/ 218 - 220) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يحدِّث عن عبد الرزَّاق وغيره بالمناكير، يترك حديثه".
4 -
"المغني"(1/ 43) وقال: "عن عبد الرزاق، كذَّاب. . قال ابن عدي: يضع الحديث".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (545).
* * *
548 -
أخبرني أحمد بن سليمان بن عليّ المُقْرِئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر بن زَنْجُوْيَه يقول -[ذكر خبر ذهابه إلى مِصْر ومُلاقاته لأحمد بن صالح المِصْري، ثم موافاة أحمد بن صالح للإمام أحمد بن
حنبل في بغداد، ومذاكرتهما للحديث، وإملاء الإِمام أحمد على أحمد بن صالح بحضور أبي بكر بن زَنْجُوْيَه حديث عبد الرحمن بن عَوْف التالي]- فقال: حدَّثني إسماعيل بن عُلَيَّة، وبِشْر بن المُفَضَّل
(1)
، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه،
عن عبد الرحمن بن عَوْف [قال]: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما يَسُرُّني أنَّ لي حُمْرَ النَّعَمِ وأنَّ لي حِلْفَ المُطَيِّيِينَ".
(4/ 196 - 197) في ترجمة (أحمد بن صالح المُقْرِئ المِصْريّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. وقد روي من طرق صحيحةٍ أخرى.
ورجاله كلُّهم ثقات عدا شيخ الخطيب (أحمد بن سليمان بن عليّ المُقْرئ الوَاسِطي أبو بكر)، فإنَّه قد ترجم له في "تاريخه" (4/ 180 - 181) وقال:"كتبت عنه وقرأتُ عليه القرآن وكان صدوقًا". وتوفي عام (432 هـ).
و(أحمد بن محمد بن الخليل) هو (أبو سعد المَالِيني الهَرَوي): ثقة صالح. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (98).
و(أبو أحمد بن عدي) هو (عبد اللَّه بن عدي بن محمد الجُرْجَاني) صاحب كتاب "الكامل"، إمام ثقة حافظ، وكانت وفاته عام (365 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ جُرْجَان" للسَّهْمِي ص 266 - 268، و"السِّيَر"(16/ 154 - 156)، و"طبقات الشَّافعية" للسُّبْكِي (3/ 315 - 316).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الفضل". والتصويب من "الكامل"(1/ 185)، و"تهذيب الكمال"(4/ 147)، وغيرهما.
و (عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز) هو (أبو القاسم البَغَوي): إمام حافظ ثقة حجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (263).
و(أبو بكر بن زَنْجُوْيَه) هو (محمد بن عبد المَلَكُ البغدادي الغَزَّال أبو بكر): إمام حافظ فقيه ثقة، صاحب الإِمام أحمد بن حنبل، خرَّج له أصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (258 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(12/ 346 - 347)، و"التهذيب"(9/ 315 - 316)، و"التقريب"(2/ 186).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 184 - 185) -في ترجمة (أحمد بن صالح المِصْري- من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 193)، وأبو يَعْلَى في مسنده (2/ 157) رقم (846)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 196 رقم (567)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 282) رقم (4358)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 219 - 220)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1610) -في ترجمة (عبد الرحمن بن إسحاق المَدِيْنِيّ) -، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 37 - 38)، من طريق إسماعيل بن عُلَيَّة، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به، بلفظ:"شهدتُ غُلامًا مع عُمُومَتِي حِلْفَ المُطَيَّبِيْنَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي حُمْرَ النَّعَمِ وإنِّي أَنْكُثُهُ".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 190)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزخَّار"- (3/ 213 - 214) رقم (1000)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 157) رقم (845)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 366)، من طريق بِشْر بن المُفَضَّل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به، باللفظ المتقدِّم.
وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 172): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى والبزَّار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح".
قال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلم رواه إلَّا عبد الرحمن بن عوف، وقد رُوي عن عبد الرحمن بن عوف من غير وجه. وهذا الإسناد أحسن إسنادًا يروى في ذلك عن عبد الرحمن بن عوف، ولا رَوَى جُبَيْر عن عبد الرحمن إلَّا هذا الحديث".
أقول: كلام البزَّار متعقَّب برواية أبي هريرة له أيضًا، أخرجه ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 282) رقم (4359)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 366)، وفي "دلائل النبوة"(2/ 38)، من طريق المُعَلَّى بن مهدي، حدَّثنا أبو عَوَانة، عن عمر بن أبي سَلَمَة، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 156 - 157) رقم (844)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1610) -في ترجمة (عبد الرحمن بن إسحاق المَدِيْنِيّ) -، من طريق خالد الوَاسِطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا باللفظ المتقدِّم.
ولم يذكر محمد بن جُبَيْر فيه: أنَّه رواه عن (أبيه)، كما في الإسنادين السابقين.
وقد سُئِلَ الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ عن هذا الحديث كما في "علله"(4/ 260 - 261) رقم (549) فقال: "يرويه عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ، عن محمد بن جُبَيْر، عن أبيه. حدَّث به عنه: بشر بن المُفَضَّل، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وإبراهيم بن طَهْمَان، وخَارِجَة بن مصعب، وخالد الوَاسِطي. واختلف عنه، فقيل: عنه عن محمد بن جُبَيْر عن عبد الرحمن، ولم يذكر فيه أباه جُبَيْرًا. . . . ".
قال ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 282): "حِلْفُ المُطَيَّبِينَ كان قبل مولد
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنَّما شَهِدَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حِلْفَ الفُضُولِ
(1)
وهم من المُطَيَّبِين. . . ".
وقال البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 39 - 40): "وزعم بعض أهل السِّيَر أنَّه أراد حِلْفَ الفُضُول، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يدرك حِلْفَ المُطَيَّبِينَ".
قال ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 291) بعد أن نقل ما تقدَّم عن البيهقي: "هذا لا شكَّ فيه". ثم فصَّل ذلك مطوَّلًا، مُدَلِّلًا على أن الذي شهده النبيُّ صلى الله عليه وسلم إنَّما هو حلف الفُضُول الذي كان في دار عبد اللَّه بن جُدْعَان.
وانظر تفصيل ذلك أيضًا في: "السنن الكبرى" للبيهقي (6/ 366 - 367)، و"فتح الباري"(10/ 502) -في الأدب، باب الإخاء والحِلْف-، و"سبل الهدى والرشاد" لمحمد بن يوسف الصَّالحي الشَّامي (2/ 208 - 210).
* * *
549 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأُشْنَانِي -بِنَيْسَابُور-، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عَبْدُوس الطَّرَائِفي، حدَّثنا عثمان بن سعيد الدَّارِمي.
وأخبرنا أبو عليّ الحسن بن عبد اللَّه المُعَبِّر -بأَصْبَهَان، واللفظ له-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مَخْلَد الغَزَّال -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر بن أبي داود، قالا: حدَّثنا أحمد بن صالح، حدَّثنا ابن وَهْب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن يحيى بن مَيْمُون، أنَّ وَدَاعَة الحميدي
(2)
حدَّثه:
(1)
صُحِّفَ في "صحيح ابن حِبَّان" إلى: "الفصول" بالصاد المهملة.
(2)
وفي مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث: "الحَمْدِي". وفي أكثر المصادر التي أخرجته: "الحميدي". وانظر حاشية محقق "التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 189).
أنَّه كان بجنب مالك بن عُبَادة أبي موسى الغَافِقِي، وعُقْبَة بن عامر يَقُصُّ
(1)
، فقال
(2)
: إنَّ صاحبكم عاقل، أو هالك، إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إلينا في حَجَّةِ الوَدَاعِ فقال:"إنَّكم سَتَرْجِعُونَ إلى قوم يَشْتَهُونَ الحديثَ عنِّي فمن عَقَلَ عنِّي شيئًا فليحدِّثْ به، ومَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا -أو مَقْعَدَهُ- مِنْ جَهَنَّمَ" لا ندري أيتهما قال.
(4/ 198 - 199) في ترجمة (أحمد بن صالح المُقْرئ المِصْري أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
في إسناده (أبو بكر أحمد بن محمد الأُشْنَاني) و (أبو عليّ الحسن بن عبد اللَّه المُعَبِّر) لم أقف لهما على ترجمة.
و(أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الرحمن بن سهل الغَزَّال الأَصْبَهَاني)، ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان" (2/ 294 - 295) وقال:"أَحد مَنْ يَرْجِعُ إلى حفظٍ ومعرفة، له المصنَّفات والشيوخ". وتوفي عام (369 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 217) وقال: "الإِمام الحافظ المُقْرِئ. . . شيخ القُرَّاء، وصاحب التصانيف".
و(وَدَاعَة الحَمْدِي الغَافِقي المِصْري)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (7/ 566). وقد ترجم له مِنْ قَبْلُ: البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 188 - 189)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 49)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
في المطبوع: "فقص"، والتصويب من "مشكل الآثار"(1/ 171)، و"الكُنَى" للدُّولابي (1/ 57)، وغيرهما.
(2)
القائل هو: أبو موسى الغَافِقي مالك بن عُبَادة -ويقال: مالك بن عبد اللَّه- رضي الله عنه. انظر ترجمته في "الإصابة"(4/ 187 - 188).
و (يحيى بن ميمون) هو (الحَضْرَمِي المِصْري أبو عَمْرَة القاضي): صدوق، توفي عام (114 هـ). انظر ترجمته في:"التهذيب"(11/ 291 - 292)، و"المغني"(2/ 745)، و"التقريب"(2/ 359).
و(عمرو بن الحارث) هو (ابن يعقوب بن عبد اللَّه الأنصاري السَّعْدِي المِصْري أبو أُمَيَّة): حافظ ثقة ثَبْت، عالم الدِّيَارِ المِصْرِيَّة ومُفْتِيها، خرَّج له الستة، وتوفي عام (148 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 349 - 353)، و"التهذيب"(8/ 14 - 16)، و"التقريب"(2/ 67).
و(ابن وَهْب) هو (عبد اللَّه بن وَهْب بن مسلم القُرَشِي المِصْري أبو محمد): إمام حافظ ثقة فقيه عابد. وستأتي ترجمته في حديث (1521).
و(أبو بكر بن أبي داود) هو (عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث السِّجِسْتَانِيّ): حافظ ثقة. وكانت وفاته عام (316 هـ). انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(9/ 464 - 468)، و"السِّيَر"(13/ 221 - 237)، و"لسان الميزان"(3/ 293 - 297).
وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَليّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ"، متواتر. انظر حديث رقم (146).
التخريج:
رواه الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 171)، والدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(1/ 57)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 26)، من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، به. وعندهم جميعًا في أوله:"عليكم بالقرآن".
وفي إسناده (وَدَاعَة الحَمْدِي الغَافِقي المِصْري) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما مَرَّ.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 334)، والطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 295 - 296) رقم (657) -مختصرًا-، والدُّولابي في "الكُنَى"(1/ 57)، من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحَضْرَمِي
(1)
أنّ أبا موسى الغَافِقِي. . . . (بإسقاط ودَاعَة الحَمْدِي).
ورجال إسناده حديثهم حسن.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 296) رقم (658)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الرواي"(2/ 15) رقم (1043) -ط الدكتور الطَّحَّان-، من طريق ابن لَهِيعَة، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون، عن ودَاعَة الحَمْدِيّ، به.
وفي إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعَة الحَضْرَمِي المِصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
ورواه البزَّار في مسنده (1/ 117) رقم (216) -من كشف الأستار- مختصرًا جدًّا، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحَضْرَمِي، عن أبي موسى الغَافِقي مرفوعًا:"مَنْ قال عليَّ ما لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
قال البزَّار: "لا نعلم لهذا الحديث إلَّا هذا الإسناد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 143 - 144): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات".
وبمثل رواية أحمد، رواه الحاكم في "المَدْخَل"، والحارث بن أبي أسامة
(1)
صُحِّفَ في "المسند" إلى: "يحيى بن مَعِين الحَضْرَمِي". والتصويب من مصادر التخريج، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث. وقد وقع في سباق الخبر في "المعجم الكبير" تحريف أيضًا.
في "مسنده"، من طريق يحيى بن ميمون الحَضْرَمِي، عن أبي موسى الغَافِقي مرفوعًا. كما في "تحذير الخواص" للسُّيُوطيّ ص 19 - 20، رقم (22)، و"الأسرار المرفوعة" للقَارِي ص 16 - 17 رقم (23).
* * *
550 -
حدَّثنا يحيى بن عليّ بن أبي طالب الدَّسْكَري -لفظًا-، أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الجُرْجَاني -بها-، حدَّثني أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المُقْرِئ البغدادي -بأَطْرَابُلُس-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن الحكم العَتَكِي، حدَّثنا سليمان -يعني ابن سَيْف، حدَّثنا أحمد بن عبد الملك، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن أبي حُصَيْن، عن أبي بُرْدَة قال:
كنت جالسًا عند عبيد اللَّه
(1)
بن زياد فقال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ عَذَابَ هذه الأُمَّةِ في دُنْيَاهَا".
(4/ 205) في ترجمة (أحمد بن صالح بن عمر المُقْرئ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
فقد وقع سَقْطٌ في إسناده وفي ألفاظه، فإنَّ فيه:"عن عبيد اللَّه بن زياد قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . ". وعبيد اللَّه بن زياد بن أبيه، ولد سنة (28 هـ)، بعد وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم بـ (18) عامًا. وإنَّما هو: عن أبي بُرْدَة عن عبيد اللَّه بن يزيد الأنصاري مرفوعًا، حدَّث به في مجلس عبيد اللَّه بن زياد، كما سيأتي على الصَّواب في الحديث التالي رقم (551).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عبد اللَّه". والتصويب من "تاريخ بغداد"(4/ 205)، و"السِّيَر"(3/ 545).
و (عبيد اللَّه بن زياد بن أبيه)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (3/ 545 - 549) وقال:"أمير العراق. . . كان جميل الصُّورة، قبيح السَّرِيرة". ونقل عن الحسن البَصْري قوله فيه: "-كان- غلامًا سفيهًا، سفك الدِّماء، سفكًا شديدًا". مات مقتولًا عام (67 هـ).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا حدَّثناه أبو طالب من أصل كتابه، وقد سقط منه ألفاظ كثيرة، ففسد بذلك، وصوابه. . . ". ثم ساقه على الصَّواب -وهو الحديث التالي-.
التخريج:
سيأتي تخريجه في الحديث التالي رقم (551).
* * *
551 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين
(1)
بن الحسن بن محمد بن القاسم المَخْزُومي، حدَّثنا جعفر بن محمد بن نُصَيرْ الخُلْدِي
(2)
-إملاءً-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن يوسف التركِي، حدَّثنا إسحاق بن موسى قال: سألت أبا بكر بن عيَّاش -وعنده هشام بن الكَلْبِي-، فأخبرنا عن أبي حَصِين، عن أبي بُرْدَة قال: كنتُ عند عبيد اللَّه بن زياد، وأُتي برؤوس مِنْ رؤوس الخوارج، فجعلت كلَّما أُتي برأسٍ أقول: إلى النَّار، إلى النَّار، فَعَيَّرني عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري، وقال: يا ابن أخي، وما تَدْري؟
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "جُعِلَ عَذَابُ هذه الأُمَّةِ في دُنْيَاهَا".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أبو عبد اللَّه بن الحسين". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 34).
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "محمد بن نصر الخالدي". والتصويب من "تاريخ بغداد"(7/ 226)، و"السِّيَر"(15/ 558)، و"اللباب"(1/ 456).
(4/ 205) في ترجمة (أحمد بن صالح بن عمر المُقْرِئ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
و(أبو حَصِيْن) هو (عثمان بن عاصم بن حُصَيْن الأَسَدِي): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (528).
(أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأَشْعَرِي): ثقة، اختلف في اسمه. وستأتي ترجمته في حديث (1417).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 49) و (4/ 254)، والطَّحَاوي في "مُشْكل الآثار"(1/ 105)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 148) رقم (9798) -ط بيروت-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(2/ 115) رقم (648)، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، به.
قال الحاكم في الموضع الأول: "صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له عِلَّة، ولم يخرِّجاه. وله شاهد صحيح". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال في الموضع الثاني: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: (أبو بكر بن عيَّاش) على شرط البخاري دون مسلم، فإنَّ مسلمًا روى له في مقدمة "صحيحه"، دون "الصحيح" -كما قاله الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 399) في ترجمته-. ومن ذكره مسلم في "مقدمته" ليس على شرطه. يقول الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزية رحمه الله في كتابه "الفروسية" ص 135 بعد أن ذكر أنَّ مُسْلِمًا إنَّما روي لـ (سفيان بن حسين الوَاسِطي) في مقدِّمة "صحيحه"، وليس في "صحيحه":"ومسلم لم يشترط فيها -يعني في مقدِّمته- ما شرطه في الكتاب من الصحة، فلها شأن ولسائر كتابه شأن آخر، ولا يشك أهل الحديث في ذلك".
وقال الحافظ العِرَاقي رحمه الله في "نُكَتِهِ على مقدِّمة ابن الصلاح" ص 128: "ولم يحتجّ (مسلم) بعبد الحميد الحِمَّاني، إنَّما أخرج له في "المقدِّمة"، وقد وثَّقه ابن مَعِين".
وأبو بكر بن عيَّاش، قد تابعه الحسن بن الحكم النَّخَعي، عن أبي بُرْدَة، به. رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 50) من دون ذكر القِصَّة.
* * *
552 -
أخبرنا محمد بن طَلْحة النِّعَالي، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مِقْسَم العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن الصَّلْت، حدَّثنا أبو نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، حدَّثنا الحَكَم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم
(1)
، حدَّثني أبي،
عن أبي سعيد الخُدْرِي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إلَّا ابْنَي الخَالَةِ: عيسى ابْنَ مَرْيَمَ ويحيى بْنَ زَكَرِيَّا".
(4/ 207) في ترجمة (أحمد بن الصَّلْت بن المُغَلِّس الحِمَّاني أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ولِمَتْنِهِ شواهد يحسن بمجموعها. والشطر الأول منه: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجَنَّة"، صحيح، روي من حديث جماعة من الصحابة.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن الصَّلْت الحِمَّاني) وهو مهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (262).
كما أنَّ فيه (الحَكَم بن عبد الرحمن بن أبي نُعَم البَجَلي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 338 - 339) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "نعيم". والتصويب من مصادر ترجمته، ومن مصادر تخريجه المذكورة في مرتبة الحديث والتخريج.
2 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 644)، وقال:"ثقة".
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 123) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 187) و (8/ 193).
5 -
"المغني"(1/ 184) وقال: "مُخْتَلَفٌ في توثيقه".
6 -
"التقريب"(1/ 191) وقال: "صدوق سيء الحفظ، من السابعة"/ س.
أقول: وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 576)، و"الكاشف"(1/ 182)، وابن حَجَر في "التهذيب"(2/ 431)، وفاتهما ذكر توثيق الفَسَوي له.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 28) رقم (2610)، وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "الحِلْيَة"(5/ 71)، من طريق عليّ بن عبد العزيز، عن أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، به
(1)
.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 166 - 167) من طريق عبد الحميد الحِمَّاني، عن الحَكَم، به، بلفظ:"الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجَنَّة إلَّا ابْنَيِ الخَالَةِ". دون ذكر اسميهما.
قال الحاكم: "هذا حديث قد صَحَّ من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنَّهما لم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذهبي بقوله: "الحَكَم فيه لِيْنٌ".
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 55) رقم (6920)، من طريق زياد بن أيوب، عن أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، به.
(1)
سقط من "الحِلْيَة" قول الحَكَم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم: "حدَّثني أبي".
ورواه الطَّحَاوي في "مُشْكِلِ الآثار"(2/ 393)، عن فهد بن سليمان، عن أبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن، به.
ورواه يعقوب الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 644) عن أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 92) -مخطوط-، من طرق عِدَّة، عن أبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن، به.
والشطر الأول منه: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجَنَّة". رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما (5/ 656) رقم (3768)، وأحمد في "المسند"(3/ 3، 62 و 82)، وفي "فضائل الصحابة" رقم (1368 و 1384)، والطبراني في "المعجم الكبير" رقم (2611 و 2612 و 2613)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(12/ 96)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 71)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 90)، من طريق عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا.
وقال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن صحيح". وهو كما قال.
وهذا الجزء من الحديث رواه عدد من الصحابة، بل عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر. انظر "الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 286 - 287، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبيدي ص 149 - 151، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 125، وقد ذكره عن سبعة عشر نَفْسًا من الصحابة.
ومن طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بلفظ:"الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدًا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نسَاء أَهْلِ الجَنَّة، إلَّا ما كانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ". رواه أحمد في "المسند"(3/ 64) وفي "فضائل الصحابة"(2/ 771) رقم (1360)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(2/ 395) رقم (1169).
وفي إسناده (يزيد بن أبي زياد القُرَشي الهاشمي) وهو ضعيف: وستأتي ترجمته في حديث (654).
إلَّا أن هذه الزيادة: "وفاطمة سيِّدة. . . " قد رواها الحاكم في "المستدرك"(3/ 154) مستقلة، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه: الذَّهَبِيُّ.
كما أنَّ الإِمام أحمد روى هذه الزيادة "وفاطمة سيدة. . . " مستقلة في "مسنده"(3/ 80)، لكن من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن، عن أبي سعيد مرفوعًا.
أمَّا الشطر الثاني من حديث الخطيب: "إلَّا ابْنَي الخَالَةِ: عيسى ابْنَ مَرْيَمَ ويحيى بْنَ زكريَّا".
فله شاهد، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" رقم (2603) من طريق أَسْبَاط بن نصر، عن جابر عن عبد اللَّه بن يحيى عن عليّ مرفوعًا:"واللَّهُ ما من نبيِّ إلَّا وَوَلَدَ الأنبياء غيري، وإنَّ ابْنَيْكَ سيِّدا شباب أهل الجَنَّة إلَّا ابْنَي الخَالَةِ يحيى وعيسى".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 182): "رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف".
وله شاهد آخر، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 92) -مخطوط-، من طريق أيوب بن عتبة، عن طَيْسَلَة بن عليّ، عن عائشة مرفوعًا:"أنا سيِّد ولد آدم ولا فخر، وآدم تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر، وأبوك سيِّد كهول العرب، وعليٌّ سيِّد شباب العرب، والحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة إلَّا ابْنَي الخَالَةِ يحيى وعيسى".
وفي إسناده (أيوب بن عتبة اليَمَامي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1187).
و (طَيْسَلَة بن عليّ البَهْدَلي اليَمَامي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 381): "مقبول، من الثالثة"/ بخ ل.
وهذا من الحافظ ابن حَجَر موضع نظر. والأَوْلَى أن يقول فيه: ثقة. فقد وَثَّقَهُ ابن مَعِين، وابن حِبَّان، وابن شاهين. ولم يُذْكَرْ فيه جَرْحٌ. انظر:"الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 501)، و"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 399)، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 122 رقم (615)، و"تهذيب الكمال" (13/ 467 - 468)، و"التهذيب" (5/ 36 - 37).
فهو بهذه الشواهد يكون حسنًا إن شاء اللَّه.
* * *
553 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل، حدَّثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البَجَلِي، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن صَدَقَة البَيِّع، حدَّثنا عبد اللَّه بن داود بن قَبِيصة الأنصاري، حدَّثنا موسى بن عليّ، حدَّثنا قَنْبَر بن أحمد بن قَنْبَر مولى عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن كعب بن نَوْفَل،
عن بلال بن حَمَامة قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم ضاحكًا مستبشرًا، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: ما أضحكك يا رسول اللَّه؟ قال: "بشارة أتتني من عند ربِّي، إنَّ اللَّه لمَّا أراد أن يزوِّج عليًّا فاطمة، أمر مَلَكًا أن يهز شجرة طوبى، فهزَّها فنثرت رقاقًا -يعني صكاكًا-، وأنشأ اللَّه ملائكة التقطوها، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخَلْق، فلا يرون محبًّا لنا أهل البيت محضًا إلَّا دفعوا إليه منها كتابًا: براءة له من النار، فبين أخي
(1)
وابن عمِّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أُمَّتي من النَّار".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "من أخي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 64/ آ)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزِيّ (1/ 400).
(4/ 210) في ترجمة (أحمد بن صَدَقَة البَيِّع أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رجال هذا الحديث ما بين بلال وعمر بن محمد كلُّهم مجهولون".
أقول: (قَنْبَر مولى عليّ بن أبي طالب) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 146) وبيَّض له. كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(3/ 392) وقال: "لم يثبت حديثه. قال الأَزْدِيّ: يقال كبر حتى كان لا يدري ما يقول أو يروي. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: قَلَّ ما رَوَى. . . ".
و (بلال بن حَمَامَة) ترجم له ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 182) -في القسم الرابع، وهو "فيمن ذُكِرَ في كتب الصحابة غلطًا وبيان ذلك"- وقال:"روى عنه كعب بن نَوْفَل في زواج فاطمة. قلت -القائل ابن حَجَر-: فرَّق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذِّن، والحديث واهٍ جدًّا، ولو ثَبَتَ لكان هو بلال بن رَبَاح المؤذِّن".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 399 - 400) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 381)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 367).
* * *
554 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن صالح الأَبْهَرِي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن الضَّحَّاك الوَاسِطي -ببغداد، سنة إحدى عشرة وثلاثمائة-.
وأخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، قالا: حدَّثنا محمد بن الوليد البُسْري، حدَّثنا محمد بن عُبَيْد، حدَّثنا صالح بن حَيَّان
(1)
، عن ابن بُرَيْدَة،
عن أبيه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَّ صَنَمًا فَتَوَضَّأَ.
(4/ 211) في ترجمة (أحمد بن الضَّحَّاك الوَاسِطي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (صالح بن حَيَّان القُرَشِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 263) وقال: "ضعيف الحديث".
2 -
"التاريخ الصغير"(2/ 95) وقال: "فيه نظر".
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 225 وقال: "جائز الحديث، يُكْتَبُ حديثه، وليس بالقويِّ، وهو في عداد الشيوخ".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 135 رقم (311) وقال: "ليس بثقة".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 200 - 201) وفيه عن ابن مَعِين: "صالح بن حَيَّان صاحب ابن بُرَيْدَة: ليس هو بذاك".
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 398) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، هو شيخ".
7 -
"المجروحين"(1/ 369) وقال: "يروي عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع، وفي "مجمع الزوائد"(1/ 246)، إلى:"حبان" بالباء الموحدة. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
8 -
"الكامل"(4/ 1373) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 246 رقم (289) وقال: "ليس بالقويِّ".
10 -
"المغني"(1/ 303) وقال: "قال النَّسَائي وغيره: متروك".
11 -
"التقريب"(1/ 358) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ فق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الضَّحَّاك الوَاسِطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن بُرَيْدة) هو (عبد اللَّه بن بُرَيْدة بن الحُصَيْب): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (105 هـ) وله (مائة) سنة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 328 - 332)، و"التهذيب"(5/ 157 - 158)، و"التقريب"(1/ 403 - 404).
التخريج:
رواه البزَّار في مسنده (1/ 146) رقم (279) -من كشف الأستار-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 369 - 370)، عن محمد بن الوليد البُسْري
(1)
القُرَشِي، عن محمد بن عُبَيْد، عن صالح بن حَيَّان، به.
وهو عند ابن حِبَّان من قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظ: "من مسَّ صنمًا فليتوضأ".
(1)
صُحِّفَ في "كشف الأستار" إلى "النرسي". وقد ورد اسمه في كتاب "المجروحين": "محمد بن المسيَّب بن الوليد القرشي". وفي مصادر ترجمته الأخرى: "محمد بن الوليد بن عبد الحميد القرشي البُسْري". انظر "الجرح والتعديل"(8/ 113)، و"التهذيب"(9/ 503)، و"التقريب" (2/ 216). كما صُحِّفَ (عبد اللَّه بن بُرَيْدة) في "كشف الأستار" إلى:(عبد اللَّه بن زائدة).
قال البزَّار عقب روايته له: "رأيته عندي في موضعين، في موضع عن مُعَلَّى، وفي موضع محمد. ومعنى مسَّ صنمًا فتوضأ: غسل يديه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 246): "رواه البزَّار، وفيه صالح بن حَيَّان وهو ضعيف".
* * *
555 -
أخبرنا البَرْقَاني قال: سمعت أبا القاسم الآبَنْدُوني يقول: قرأت على أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق أبي الحسن البغدادي -بها-، حدَّثكم بِشْر بن مَطَر، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة قال: ابْتَاع جعفر بن محمد مِنْ رجل فَماكَسَهُ، فقلت: تُمَاكسُ وأنت ابن عمِّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: حدَّثني أبي، عن جَدِّي،
عن عليّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"المَغْبُونُ لا محمودٌ ولا مَأْجُورٌ".
(4/ 212) في ترجمة (أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن البغدادي أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(4/ 212) وقال: "قال أبو بكر -يعني البَرْقَاني-: سمعت الآبَنْدُوني -يعني أبو القاسم- وقد سُئِلَ عن حال شيخه هذا، قال: لو قيل حدَّثكم أبو بكر الصِّدِّيق؟ قال: نعم، أو نحو هذا الكلام، وضعَّفه".
2 -
"المغني"(2/ 42) وقال: "مُغَفَّل ضعيف".
3 -
"الميزان"(1/ 105) ونقل ما ذكره الخطيب عن البَرْقَاني.
4 -
"اللسان"(1/ 189) وذكر ما تقدَّم عن البَرْقَاني فحسب.
و (أبو القاسم الآبَنْدُوني) هو (عبد اللَّه بن إبراهيم الجُرْجَاني): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).
التخريج:
تقدَّم تخريجه، وذكر معناه، في حديث رقم (538).
* * *
556 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو محمد حُبَّان
(1)
، حدَّثنا عامر بن إبراهيم المؤدِّب، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه السَّابَاطِي البغدادي أبو العبَّاس، حدَّثنا عليّ بن عاصم، عن مُطَرِّف، عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدَة،
عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَمْرُ النِّسَاءِ إلى آبائِهِنَّ، ورِضَاؤهُنَّ السُّكوتُ".
(4/ 216) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه السَّابَاطِي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فيه (عليّ بن عاصم بن صُهَيْب الوَاسِطيّ التَّيْمِيّ مولاهم) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 290 - 291) وقال: "ليس بالقويِّ عندهم". وفيه عن يزيد بن زُرَيْع: "كذَّاب فاحذروه".
(1)
ضبطه مصحح "وتاريخ بغداد" بفتح الحاء، وهو خطأ. والتصويب من "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 427)، و"تبصير المنتبهة" لابن حَجَر (1/ 283). وهو (حُبَّان بن محمد بن إسماعيل بن مَحْمُوْيَه البَيِّع البغدادي). وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 289).
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 79 رقم (453) وقال: "ضعيف متروك الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 245 - 247) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "ليس هو ثقة". وقال أيضًا: "ليس بشيء". وذكر له العُقَيْلِي حديثًا وقال: "لم يتابعه عليه ثقة".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 198 - 199) وفيه عن أحمد بن حنبل: "عليّ بن عاصم مثل النَّاس يغلط، أتراه أضعف من ابن لَهِيعَة"؟ ! وقال أيضًا: "ماله؟ يُكْتَبُ حديثه، أخطأ يترك خطأه ويُكْتَبُ صوابه، قد أخطأ غيره". وقال مُرَّةً: "ما صَحَّ من حديث عليّ بن عاصم فلا بأس به". وقال أبو حاتم: "ليِّن الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو خَيْثَمَة: "ما عتبت على عليّ بن عاصم في شيء إلَّا أنَّه كان يغلط فيلج ويستصغر أصحابه".
5 -
"المجروحين"(2/ 113) وقال: "كان ممَّن يُخطئ ويُقيم على خطئه، فإذا بُيِّن له لم يرجع. . . وكان أحمد بن حنبل سيء الرأي فيه. والذي عندي في أمره: ترك ما انفرد به من الأخبار، والاحتجاج بما وافق الثقات لأنَّ له رحلة وسماعًا وكتابة، وقد يخطئ الإنسان فلا يستحق الترك، وأمَّا ما بُيِّن له من خطئه فلم يرجع، فيشبه أن يكون في ذلك متوهمًا أنَّه كان كما حَدَّثَ به".
6 -
"الكامل"(5/ 1835 - 1838) وقال: "الضَّعْفُ بَيِّنٌ على حديثه، وابناه خير منه: الحسن وعاصم، لأنَّه ليس لابنيه من المناكير عشر ما له".
7 -
"تاريخ بغداد"(11/ 446 - 458) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "سمعت عليّ بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم: من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط، ومنهم: من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عمَّا يخالفه النَّاس فيه، ولحاجته فيه، وثباته على الخطأ، ومنهم: من تكلَّم في سوء حفظه واشتباه
الأمر عليه في بعض ما حدَّث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الورَّاقون له، ومنهم: مَنْ قِصَّته عنده أغلظ من هذه القصص. وقد كان -رحمة اللَّه علينا وعليه- من أهل الدِّين والصلاح، والخير البارع، شديد التَّوقِّي، وللحديث آفات تفسده".
وفيه أقوال كثيرة أخرى من غير ما تقدَّم، فانظرها فيه إن شئت.
8 -
"المغني"(2/ 450) وقال: "حافظ مشهور، ضعَّفوه، وكان مكثرًا".
9 -
"الكاشف"(2/ 251)، وقال:"ضعَّفوه".
10 -
"التقريب"(2/ 39) وقال: "صدوق يخطئ ويُصِرُّ، ورُمي بالتَّشَيُّع، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين، وقد جاوز التسعين"/ د ت ق.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن عبد اللَّه السَّاباطي أبو العبَّاس) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(مُطَرِّف) هو (ابن طَرِيف الحارثي الكوفي): ثقة، عداده في صغار التابعين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (369).
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة مُدَلِّس، واختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأَشْعَرِي): ثقة، اخْتُلِفَ في اسمه. وستأتي ترجمته في حديث (1417).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 279) بعد أن عزاه له: "وفيه محمد بن سالم الهَمْدَاني وهو متروك".
و (مسند أبي موسى الأشعري) لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2165) -في ترجمة (محمد بن سالم الكوفي الهَمْدَاني) -، من طريق جرير، عن محمد بن سالم، عن أبي إسحاق، به، مرفوعًا بلفظ:"أمرهن بأيدي آبائهن وإذنهن سكوتهن".
قال ابن عدي عقبه: "لا أعلم يرويه عن أبي إسحاق بهذا الإسناد غير محمد بن سالم".
أقول: وهو متعقَّب بطريق الخطيب السابق.
و(محمد بن سالم الكوفي الهَمْدَاني أبو سهل) قد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 449) وقال: "ضعيف الحديث".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 209 - 210 رقم (333) وقال: يتكلَّمون فيه، كان ابن المُبَارَك ينهى عنه".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 212 رقم (540) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 75 - 76) وفيه عن أحمد بن حنبل: "هو شبه المتروك". وفيه أنَّ حفص بن غياث كان يضعِّفه.
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 272 - 273) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ضعيف الحديث متروك". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث، مثل عُبَيْدَة الضَّبِّيّ وأضعف، شبه المتروك".
6 -
"المجروحين"(6/ 262 - 263) وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم".
7 -
"الكامل"(6/ 2164 - 2166) وقال: "الضعف على روايته بَيِّنٌ".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 340 رقم (462).
9 -
"المغني"(2/ 583) وقال: "ضعَّفوه جدًّا".
10 -
"التقريب"(2/ 163) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ت.
* * *
557 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه الحَدَّاد، حدَّثنا قَبِيصة، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،
عن جابر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لبني سَلِمَة
(1)
: "يا بني سَلِمَة مَنْ سيِّدكم"؟ قالوا: جَدُّ بن قيس، على أنَّا نُبَخِّلُهُ
(2)
. قال: "وأي داءٍ أردأ من البُخْلِ
(3)
؟ بل سيِّدكم: الأبيض عمرو بن الجَمُوح".
(4/ 217) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن زياد الحَدَّاد أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، إلَّا أنَّ أحمد بن عبد اللَّه الحَدَّاد قد تفرَّد به عن قَبِيصة عن ابن عُيَيْنَة. وتابعه إبراهيم بن سلَّام المَكِّي، لكنه ضعيف. وخالفهما جمع من الرواة كما سيأتي.
(1)
انظر في الكلام على (بني سَلِمَة): "جمهرة أنساب العرب" لابن حَزْم الأندلسي ص 358 - 361.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "ننحلة"، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 67/ آ)، ومن مصادر تخريجه الآتية.
(3)
صُحِّف في المطبوع إلى: "النحل". وأَكَّدَ مصحح "التاريخ" التصحيف بقوله: "النحل من النحلة: وهي النسبة بالباطل"!! والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 67/ آ)، ومن مصادر تخريجه الآتية.
والحديث صحيح روي من طرق عِدَّة، وله شواهد من حديث جماعة من الصحابة.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ -وقد روى الحديث من الطريق المتقدِّم-: "ما كتبناه إلَّا عن ابن مَخْلَد، تفرَّد به أحمد الحدَّاد عن قَبيصة عن ابن عُيَيْنَة، وتابعه إبراهيم بن سَلَّام المَكِّي وكان ضعيفًا، عن ابن عُيَيْنَة. قلت -القائل الخطيب-: وكذلك رواه أبو الربيع السمَّان عن عمرو بن دينار عن جابر. ورواه إبراهيم بن يزيد الجَوْزي عن عمرو عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
و(قَبِيصة) هو (ابن عُقْبَة بن محمد السُّوَائي الكوفي أبو عامر)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 522):"ثقة. قال ابن مَعِين: هو ثقة إلَّا في حديث الثَّوْري". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 122): "صدوق، ربما خالف، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة -يعني ومائتين- على الصحيح"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(10/ 130 - 135)، و"التهذيب"(8/ 347 - 349).
ولم يُذْكَرْ -فيما وقفت عليه- رواية لـ (قَبِيصة) عن (سفيان بن عُيَيْنَة)، وإنَّما هو مشهور بالرواية عن "سفيان الثَّوْري"، مع ضعف روايته عنه، فإنَّه سمع منه وهو صغير كما قال ابن مَعِين -انظر "التهذيب"(8/ 348) -. ومن ثم أشار الدَّارَقُطْنِيّ إلى تفردِّه في روايته له عن (ابن عُيَيْنَة).
التخريج:
للحديث عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه طرق:
الأول: عن حجَّاج بن أبي عثمان الصَّوَّاف، عن أبي الزُّبَيْر قال: حدَّثنا جابر مرفوعًا.
رواه البخاري في "الأدب المفرد" ص 112 رقم (297)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "الأمثال" ص 57 رقم (92)، وص 58 رقم (93)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 431) رقم (10859) و (10860) -ط بيروت-، وأبو نُعَيْم في "المعرفة"، والسَّرَّاج -كما في "الإصابة"(2/ 529) -.
ورجاله ثقات. وإسناد البخاري قويٌّ.
الثاني: عن ابن عُيَيْنَة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا.
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 317)، وأبو الشيخ، وأبو نُعَيْم في "المعرفة"، والبيهقي في "شُعَب الإيمان" -كما في "الإصابة"
(1)
(2/ 529) -.
قال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة": "غريب من حديث سفيان عن محمد". وراويه عن (ابن عُيَيْنَة) عنده هو (قتيبة بن سعيد).
ورجاله ثقات.
الثالث: عن الأشعت بن سعيد أبو الربيع السَّمَّان، عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا.
رواه أبو الشيخ في "الأمثال" ص 57 رقم (91)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 52) رقم (1414) -، والوليد بن أَبَان في كتاب "السخاء" -كما في "الإصابة" (2/ 529) -. لكن ليس عند أبي الشيخ والطبراني قوله:"بل سيِّدكم: الأبيض عمرو بن الجموح".
(1)
أقول: الذي في "شُعَب الإيمان"(7/ 431) رقم (10861) -ط بيروت-: روايته له من هذا الطريق، ولكنه عن جابر بن عبد اللَّه عن أبي بكر الصِّدِّيق مرفوعًا به. وقال البيهقي:"ثابت". كما أني لم أقف عليه من الطريق الثاني المتقدِّم عند أبي الشيخ في كتابه "الأمثال" المطبوع. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 126 - 127): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو الربيع السَّمَّان وهو ضعيف".
أقول: بل هو متروك، وكذَّبه هُشَيْم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (254).
الرابع: عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عَتِيك، عن جابر مرفوعًا.
رواه أبو نُعَيْم -والظاهر أنَّه رواه في كتابه "المعرفة"- كما في "الإصابة"(2/ 529).
و (عبد الرحمن بن عطاء القُرَشِي الذَّارِع)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 491):"صدوق فيه لِين، من السادسة"/ د ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "التهذيب"(6/ 230 - 231).
وللحديث شواهد عِدَّة من حديث أبي بكر، وأبي هريرة، وأنس، وابن عبَّاس، رضي الله عنهم، انظرها في:"الأمثال" لأبي الشيخ الأصبهاني ص 56 - 95، و"شُعَب الإيمان"(7/ 329 - 331) -ط بيروت-، و"مجمع الزوائد"(9/ 314 - 315)، و"الإصابة"(2/ 529 - 530)، و"تخريج العراقي الأحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 254).
* * *
558 -
أخبرنا أبو طاهر عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، حدَّثنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأَزْدِي الحافظ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الصَّيْرَفي، وعليّ بن إبراهيم البَلَدِي، وجماعة، قالوا: حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد المؤدِّب أبو جعفر السَّامَرِّي، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان الثَّوْري، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيْم، عن عبد الرحمن بن بَهْمَان قال:
سمعت جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بِضَبُعِ عليٍّ يوم الحُدَيْبِيَة وهو يقول: "هذا أميرُ البَرَرِة، قاتلُ الفَجَرِة، منصورٌ مَنْ نَصَرَهْ، مَخْذولٌ مَنْ خَذَلَهُ -مَدَّ بها صوته-".
(4/ 219) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد المُكْتِب الهُشَيْمِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد المُكْتب المؤدِّب الهُشَيْمي أبو جعفر) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (547).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (240).
* * *
559 -
أخبرني محمد بن عمر العُكْبَري، أخبرنا أبو طالب عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه، أخبرنا عَمِّي أبو العبَّاس أحمد بن عبد اللَّه -فيما أجازه لنا-: أنَّ أحمد بن عيسى المِصْري حدَّثهم قال: حدَّثنا نُعَيْم بن سالم بن قَنْبَر،
عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"خَيْرُكُمْ مَنْ لَمْ بَتْرُكْ آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ، ولا دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ، ولَمْ يَكُنْ كَلًّا على النَّاس".
(4/ 221) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه شهاب العُكْبَري أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (يَغْنَم -وذُكِرَ في بعض المصادر باسم: نُعَيْم- بن سالم بن قَنْبَر) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 466 - 467) وقال: "منكر الحديث". وقال: "وعند نُعَيْم عن أنسٍ نسخة أكثرها مناكير".
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 314) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول، ضعيف الحديث".
3 -
"المجروحين"(3/ 145) وقال: "شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك، روى عنه بنسخة موضوعة، لا يحلُّ الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار".
4 -
"الكامل"(7/ 3738 - 2739) وقال: "أحاديث يَغْنَم عامَّتها غير محفوظة، وما كان منها مشهور المتن يستغنى من روايات أخر عن رواية يَغْنَم عن أنس، فإنَّ الروايات الأخر أصحّ من روايته". وقال أيضًا: "مولى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، يروي عن أنس مناكير".
5 -
"المغني"(2/ 720) وقال: "هالكٌ. . . . ".
6 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمَي بوضع الحديث" ص 465.
7 -
"السان الميزان"(6/ 169) باسم (نُعَيْم بن سالم) وقال: "قال ابن القَطَّان: لا يُعْرَفُ. قلت -القائل ابن حَجَر-: تصحَّف عليه اسمه، وإلَّا فهو معروف مشهور بالضعف، متروك الحديث، وأوَّل اسمه: ياء مثناة. . من تحت ثم غين معجمة ثم نون".
ثم ترجم له في (6/ 315 - 316) باسم (يَعْنَم بن سالم بن قَنْبَر) وقال: "مولى عليّ رضي الله عنه، عن أنس رضي الله عنه، أتى بعجائب وبقي إلى زمان مالك. . . . قال ابن يونس: حدَّث عن أنس فكذب".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد اللَّه العُكْبَري أبو العبَّاس) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2738) -في ترجمة (يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر) -، عن الحسن بن سفيان، حدَّثنا أحمد بن عيسى، حدَّثنا يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر، عنه، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 99) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يَصِحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن حِبَّان: نُعَيْم يضع الحديث على أنس".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 519) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ فحسب.
* * *
560 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو حفص بن الزَّيَّات، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن شُجَاع، حدَّثنا شُعَيْب بن أيوب، حدَّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثَّوْري، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى،
عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ ولَاةً، وإنَّ وَلِيِّي
(1)
منهم إبراهيم". ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [سورة آل عمران: الآية 68].
(4/ 222) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن شُجَاع أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
شاذٌّ من هذا الطريق، والمحفوظ الصحيح: روايته عن سفيان الثَّوْري عن أبيه عن أبي الضُّحَى عن ابن مسعود مرفوعًا به.
ففيه (معاوية بن هشام القَصَّار) -وهو صدوق يهم. وقال أحمد بن حنبل: "هو كثير الخطأ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (461) - قد خالف جَمْعًا من
(1)
صُحَّفَ في المطبوع إلى: "ولي". والتصويب من مصادر تخريجه الآتية.
الثقات منهم: وكيع بن الجرَّاح، وأبو نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، ويحيى بن سعيد القَطَّان، وعبد الرحمن بن مهدي؛ رووه جميعًا عن سفيان الثَّوري، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا كما سيأتي.
كما أنَّه قد خالفه أبو أحمد محمد بن عبد اللَّه الزُّبَيْرِي، ومحمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ، وأبو الأحوص سَلَّام بن سُلَيْم -وهم ثقات-؛ فرووه عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق، عن ابن مسعود مرفوعًا كما سيأتي.
و(أبو الضُّحَى) هو (مسلم بن صُبَيْح الهَمْدَاني العَطَّار) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 245): "ثقة فاضل، من الرابعة، مات سنة مائة"/ ع. وانظر ترجمته في: "السِّيَر"(5/ 71)، و"التهذيب"(10/ 132 - 133).
ووالد (سفيان الثَّوْري) هو (سعيد بن مَسُروق)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 305):"ثقة، من السادسة، مات سنة ست وعشرين -يعني ومائة-، وقيل بعدها"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(11/ 60 - 61)، و"التهذيب"(4/ 82).
و(أبو حفص بن الزَّيَّات) هو (عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (11/ 260 - 261) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"كان صدوقًا مُكْثِرًا". وقال البَرْقَاني: "ثقة قديم السَّمَاع". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "ثقة مُتْقِنٌ أمين". وتوفي عام (375 هـ).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عبَّاس غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 257) إليه وحده.
ورواه التِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة آل عِمْران (5/ 223) رقم (2995)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 44)، والطَّبَرِي في "تفسيره"(6/ 498) رقم (7216)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (5/ 345) رقم (1973)، والهيثم بن كُلَيْب الشَّاشي في "مسنده"(1/ 403) رقم (406)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2/ 326 - 327)، من طريق أبي أحمد محمد بن عبد اللَّه الزُّبَيْرِي، عن سفيان الثَّوْرِي، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى، عن مَسْرُوق، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةٌ من النَّبِيِّينَ وإنَّ وَلِيِّي مِنهُم: أبي وخَلِيلُ ربِّي إبراهيم". ثم قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ. . . .} الآية. .
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "تفسير الطبري": "هذا إسناد صحيح متصل".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 292) من طريق محمد بن عبيد الطَّنَافِسي، عن سفيان، بمثل الإسناد الذي قبله، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه في (2/ 553) منه، من طريق محمد بن عمر الوَاقِدِي، عن سفيان بمثل الإسناد الذي قبله.
وكان قد رواه قبله مباشرة من طريق أبي نُعَيْم، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى -أظنه عن مَسْرُوق- عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.
قال الحاكم: "حديث أبي نُعَيْم إذا جُمِعَ بينه وبين حديث الوَاقِدِي صَحَّ، فإنَّه لا بد من مسروق".
ورواه سعيد بن منصور، عن أبي الأحوص -سَلَّام بن سُلَيْم-، عن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوري، عن أبي الضُّحَى، عن مَسْرُوق، عن ابن مسعود مرفوعًا. كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 380).
ورواه التِّرمِذِيّ في الموضع السابق، والطَّبَرِي في "تفسيره"(6/ 499) رقم (7217)، من طريق أبي نُعَيْم، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى، عن ابن مسعود مرفوعًا مِثْلَهُ.
ولم يذكر (مَسْرُوقًا) بين أبي الضُّحَى وابن مسعود.
قال التِّرمِذِيّ: "هذا أَصَحُّ من حديث أبي الضُّحَى عن مَسْرُوقٍ".
ثم رواه التِّرمِذِيّ، وأحمد في "المسند"(1/ 400 - 401)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2/ 326 - 327)، من طريق وَكِيع، عن سفيان، به، نحو حديث أبي نُعَيْم. وليس فيه عن مَسْرُوق.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 429 - 430) عن يحيى بن سعيد القَطَّان، وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان، بمثل الإسناد السابق، ومن دون ذكر مَسْرُوق.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(5/ 305) رقم (3800): "إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإنَّ أبا الضُّحَى مسلم بن صُبَيْح لم يُدْرِك ابن مسعود".
قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 380) متعقِّبًا قول التِّرمِذِيّ السابق في كون حديث أبي الضُّحَى عن ابن مسعود أصَحّ من حديث أبي الضُّحَى عن مَسْرُوق عن ابن مسعود، فقال:"لكن رواه وَكِيع في "تفسيره" فقال: حدَّثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن مسعود". وذكر الحديث.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "تفسير الطبري"(6/ 498 - 499): "وهكذا رُوي هذا الحديث في الدَّواوين بالوَجْهَيْنِ: متصلًا ومنقطعًا، والواصل زيادة ثقة، فهي مقبولة". ثم ذكر أنَّ أبا أحمد الزُّبَيْرِي لم ينفرد بوصله بذكر (مَسْرُوق) في إسناده، بل تابعه محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِي وهو ثقة، في
رواية الحاكم المتقدِّمة، وأبو الأَحْوَص سَلَّام بن سُلَيْم وهو ثقة أيضًا في رواية سعيد بن منصور السابقة كذلك، ثم قال:"فهذا يُرَجِّحُ رواية من رواه عن سفيان موصولًا على رواية من رؤاه منقطعًا، فإذا اختلفت الرواية على سفيان بين الوصل والانقطاع، فلم تختلف على أبي الأَحْوَص. بل الظاهر عندي أنَّ هذا ليس اختلافًا على سفيان. وأنَّ سفيان هذا هو الذي كان يصله مَرَّةً ويقطعه مَرَّةً. ومثل هذا في الأسانيد كثير". ثم ذكر من تابع أبا نُعَيْم على روايته منقطعًا من الثقات، وقال:"وقد رَجَّحَ التِّرمِذِيّ الرواية المنقطعة، وهو ترجيح بخير مُرَجِّح، والوصل زيادة تُقْبَلُ من الثقة دون شك" انتهى.
أقول: ما تقدَّم مِنْ تعقيبٍ على الإمام التِّرمِذِيّ في ترجيحه لرواية الانقطاع، ينسحبُ على الإمامين أبي زُرْعَة وأبي حاتم، فإنَّهما قالا -كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 63) وقد سألهما عن هذا الحديث من رواية أبي أحمد الزُّبَيْري ورَوْح بن عُبَادَة عن سفيان متصلًا-:"هذا خطأ، رواه المُتْقِنُونَ من أصحاب الثَّوْرِيّ عن الثَّوْرِيّ عن أبيه عن أبي الضُّحَى عن عبد اللَّه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بلا مَسْرُوق".
وعزاه في "الدُّرِّ المنثور"(2/ 238) من حديث ابن مسعود إلى: سعيد بن منصور، وعَبْد بن حُمَيْد، وابن جرير، وابن المُنْذر، وابن أبي حاتم، وأحمد، والتِّرْمِذِيّ، والحاكم.
* * *
561 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن مَخْلَد الورَّاق، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن منصور البَيِّع، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، حدَّثنا مالك بن أنس، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر، عن سعيد بن يَسَار،
عن أبي هريرة قال: أَوْتَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو رَاكِبٌ.
(4/ 223) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن منصور البَيِّع أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه (محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، يعرف أبوه بقُرَاد أبي نوح) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 305 - 306) وقال: "يروي عن أبيه وغيره من الشيوخ العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنَّها معمولة أو مقلوبة". وفيه عن ابن خُزَيْمَة: "أنا خائف أنَّه كذَّاب".
2 -
"الكامل"(6/ 2292) وقال: "له أحاديث عن ثقات النَّاس بواطيل". وقال: "وقد أبطل في رواياته عن مالك وإبراهيم بن سعد، وروى عن شَرِيك أحاديث أُنْكِرَت عليه، وعن حمَّاد بن زيد كذلك، وهو ممَّن يُتَّهمُ بوضع الحديث".
3 -
"الضعفاء" للدَّارقُطْنِيِّ ص 353 رقم (490) وقال: "متروك بغدادي".
4 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنيّ" ص 123 - 124 رقم (128) -في ترجمة ابنه (عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان) - وقال: "متروك، يضع هو وأبوه جميعًا، وجدّه قُراد، قُرَاد أبو نوح: ثقة".
5 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 208 - 209) وقال: "روى عن مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد عن أبيه، أحاديث موضوعة".
6 -
"تاريخ بغداد"(2/ 311 - 312) وقال: "حدَّث عن مالك بن أنس وشَريِك بن عبد اللَّه و. . . . أحاديث منكرة".
7 -
"المغني"(2/ 607) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: يضع الحديث".
8 -
"الميزان"(3/ 625 - 626) وقال: "حدَّث بوَقَاحَةٍ عن مالك وشَرِيْك وضمَام بن إسماعيل ببَلايَا".
9 -
"اللسان"(5/ 253 - 254) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالمَتِين".
التخريج:
لم يروه من حديث أبي هريرة غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد رواه البخاري في الوِتْر، باب الوِتْر على الدَّابة (2/ 488) رقم (999) ومسلم في صلاة المسافر وقصرها، باب جواز صلاة النافلة على الدَّابة في السفر حيث توجهت (1/ 487)، وأحمد في "المسند"(2/ 113)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء في الوِتْر على الراحلة (3/ 335 - 336) رقم (472)، والنَّسَائي في قيام الليل، باب الوِتْر على الراحلة (3/ 232)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الوِتْر على الراحلة (1/ 379) رقم (1200)، وغيرهم، من طريق مالك بن أنس، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب، عن سعيد بن يَسَار، عن عبد اللَّه بن عمر:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ يُوتِرُ على البَعِيرِ". واللفظ للبخاري ومسلم.
وظَاهِرٌ أنَّ (محمد بن عبد الرحمن بن غزوان) -وهو مَنْ قد عَلِمْتَ حاله- قد قَلَبَ إسناد حديث عبد اللَّه بن عمر هذا، فجعله عن أبي هريرة.
وقد صَحَّ من حديث عدد من الصحابة صلاته صلى الله عليه وسلم النافلة وهو راكب على الدَّابة. انظر في ذلك: "جامع الأصول"(5/ 476 - 482) و"مجمع الزوائد"(2/ 162)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 214).
* * *
562 -
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن بُكَيْر، أخبرنا أبو الفتح الأَزْدِيّ، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللَّه التَّمَّار -جار ابن
مجاهد-، حدَّثنا سُرَيْج
(1)
بن يونس، حدَّثني محمد بن سَلَمَة الحَرَّاني، حدَّثنا سليمان بن أَرْقَم، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ وشَاهِدَيْ عَدْلٍ، والسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ".
(4/ 224) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه التَّمَّار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ صحيح مروي من طرق كثيرة.
ففيه (سليمان بن أَرْقَم البَصْري أبو معاذ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 277) وقال: "ليس بشيء". و (3/ 528) وقال: "ليس يسوى فَلْسًا".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 259) وقال: "لا يسوى شيئًا لا يُرْوى عنه الحديث". و (1/ 409) وقال: "لا يسوى حديثه شيئًا".
3 -
"التاريخ الكبير"(4/ 2 - 3) وقال: "تركوه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 104 رقم (158) وقال: "ساقط".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 619 رقم (258) وقال: "ضعيف متروك الحديث".
6 -
"المعرفة والتاريخ"(3/ 35) للفَسَوي - في باب من يرغب عن الرواية عنهم.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "شريح" بالشين والحاء المهملة. والتصويب من "التاريخ الكبير"(4/ 205)، و"تهذيب الكمال"(10/ 221)، وغيرهما.
7 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(1/ 75) رقم (53) وقال: "ضعيف عند أهل الحديث".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 121 - 122).
9 -
"الجرح والتعديل"(4/ 100 - 101) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث ذاهب الحديث".
10 -
"المجروحين"(1/ 328) وقال: "كان ممن يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات الموضوعات".
11 -
"الكامل"(3/ 1100 - 1105) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 224 - 225 رقم (248).
13 -
"تاريخ بغداد"(9/ 13 - 14) وفيه عن أبي داود: "متروك الحديث". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ليس بثقة وَرَوَى أحاديث منكرة". وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "متروك الحديث".
14 -
"الكاشف"(1/ 311) وقال: "متروك".
15 -
"التقريب"(1/ 321) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ د ت س.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد اللَّه التَّمَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(سعيد) هو (ابن المسيَّب بن حَزْن القُرَشِيّ المَخْزُومِيّ أبو محمد): إمام عَلَمٌ، سيِّد التابعين في زمانه، ثَبْت حجَّة فقيه، خرَّج له الستة، وتوفي بعد التسعين وقد ناهز الثمانين. انظر ترجمته مفصَّلًا في:"تهذيب الكمال"(11/ 66 - 75)، و"السِّيَر"(4/ 217 - 246)، و"التهذيب"(4/ 84 - 88)، و"التقريب"(1/ 305 - 306).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1101) -في ترجمة (سليمان بن أَرْقَم) - من طريق محمد بن سَلَمَة، عن سليمان بن أَرْقَم، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المُسَيَّب، عنه، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" من الطريق المتقدِّم -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 165 - 166) رقم (2266) -، دون قوله:"والسلطان وليُّ من لا وليَّ له".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 286) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه سليمان بن أَرْقَم وهو متروك".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 916) إلى الخطيب وحده.
والشطر الأول منه: "لا نِكَاحَ إلَّا بوليٍّ"، صَحَّحَهُ جَمْعٌ من الأئمة، منهم: عليّ بن المَدِيني، والتِّرْمِذِي، وابن خُزَيْمة. وقد سبق الكلام عليه في حديث (194).
والشطر الثاني منه: "وشَاهِدَيْ عَدْلٍ"، صحيح بمجموع طرقه وشواهده. وسيأتي الكلام عليه في حديث (1840).
أما الشطر الأخير: "والسُّلْطَان وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ" صحيح كذلك، وله شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(11/ 457)، و"مجمع الزوائد"(4/ 285 - 287)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 156 - 157).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في النكاح، باب في الولي (2/ 566 - 568) رقم (2083)، والتِّرْمِذِيّ في النكاح، باب ما جاء لا نكاح إلَّا بوليٌّ (3/ 398 - 399) رقم (1102)، وابن ماجه في النكاح، باب لا نكاح إلَّا بوليٍّ (1/ 605) رقم (1879)، عن السيدة عائشة مطوَّلًا، وفيه:"فإنِ اشْتَجَرُوا فالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".
* * *
563 -
حدَّثنا محمد بن عليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن الربيع -من أصل كتابه-، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن قَزَعَة البُخَاري المُقْرِئ، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن عليّ الضَّرير، حدَّثنا الدَّقِيقي محمد بن عبد الملك، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا حُمَيْد الطَّويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل ذات يوم وعليه قَبَاء أسود، وعِمَامَة سوداء، وخُفٌّ أسود، ومِنْطَقَة، وسيف مُحَلَّى، فقلت: يا جبريل ما هذا الزِّيُّ الذي لم أرك في مثله؟ فقال: يا محمد هذا زِيُّ بني عمِّك من بعدك، وعليهم تقوم الساعة".
(4/ 232) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين الضَّرِير أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث باطل، ورجال إسناده كلُّهم ثقات غير الضَّرِير، والحَمْلُ عليه فيه".
وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 43) لصاحب الترجمة (أحمد بن عبد اللَّه الضَّرير) هذا، وقال:"روى عن الدَّقِيقي حديثًا موضوعًا". وترجم له في "الميزان"(1/ 108 - 109) وذكر حديثه هذا، ونقل قول الخطيب السابق. وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 196).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 35) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
ورواه في (2/ 34) منه، من طريق عبد اللَّه بن زياد، عن عِكْرِمَة بن عمَّار، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس مرفوعًا. وفيه زيادات ليست في الطريق السابق.
وقال في (2/ 36) منه: "عبد اللَّه بن زياد هو ابن سَمْعَان. قال مالك وإبراهيم بن سعد ويحيى بن مَعِين: كان كذَّابًا".
ورواه محمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق في "جزئه"، من طريق محمد بن الوليد السَّدُوسي، حدَّثنا هشام بن عمَّار، عن مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا، وقال: "منكر بهذا الإسناد وبغيره، وضعوه
(1)
على هشام بن عمَّار، وهشام ثقة مأمون". كذا في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 432 - 433).
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 432)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 10).
وسيأتي من حديث عليّ برقم (1466) وهو موضوع أيضًا.
* * *
564 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللَّه الورَّاق -المعروف بابن الفَافي، في سنة أربع وأربعين وثلثمائة-، حدَّثنا قاسم المُطَرِّز، حدَّثنا محمد بن عثمان بن كَرَامَة، وسفيان بن وكيع، قالا: حدَّثنا عبيد اللَّه، عن سفيان، وشُعْبَة، عن سَلَمَة، عن حَبَّة
(2)
.
عن عليّ قال: أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(4/ 233) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن سليمان الورَّاق أبو الفضل، معروف: بابن الفَافِي).
(1)
في "اللآلئ": "ضعَّفوه"، والتصويب من "تنزيه الشريعة"(2/ 10).
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "حيَّة" بالياء. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (حَبَّة) وهو (ابن جُوَيْن العُرَنِيّ البَجَلِيّ أبو قُدَامَة) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (3/ 177) وقال: "له أحاديث وهو ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 93) وقال: "يُذْكَرُ عنه سوء مذهب".
3 -
"أحوال الرجال" ص 47 رقم (18) وقال: "غير ثقة".
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 105 رقم (243) وقال: "كوفي تابعي ثقة".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 92 رقم (169) وقال: "ليس بالقويِّ".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 295 - 296) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس يسوي شيئًا". وقال مَرَّةً: "لا يُكْتَبُ حديثه".
7 -
"الجرح والتعديل"(3/ 253) ونقل عن ابن مَعِين قوله: "ليس بشيء".
8 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 182) وقال: "ضعيف"!
9 -
"المجروحين"(1/ 267) وقال: "كان غاليًا في التَّشَيُّع، واهيًا في الحديث".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 188 رقم (178).
11 -
"تاريخ بغداد"(8/ 274 - 277) وفيه عن صالح جَزَرَة: "شيخ. . . وكان يتَشَيَّع، ليس هو بالمتروك، ولا ثَبْت، وسط". وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "ليس بشيء". وقال ابن مَعِين: "ليس بثقة".
12 -
"البداية والنهاية" لابن كثير (7/ 334) وقال: "وحَبَّةُ لا يساوي حَبَّةً".
13 -
"الميزان"(1/ 450) وقال: "مِنْ غُلاةِ الشِّيعة، وهو الذي حدَّث أنَّ عليًّا كان معه بِصِفِّين ثمانون بَدْرِيًّا. وهذا محال".
14 -
"التهذيب"(2/ 176 - 177) وفيه عن ابن الجَوْزي: "روى أنَّ عليًّا شهد معه صِفَّين ثمانون بَدْرِيًّا. وهذا كذب". قال ابن حَجَر: "أي واللَّه وإن صَحَّ السند إلى حَبَّة".
15 -
"التقريب"(1/ 148) وقال: "صدوق له أغلاط، وكان غَاليًا في التَّشَيُّع، من الثانية، وأخطأ من زعم أنَّ له صحبة، مات سنة ست -وقيل: تسع- وسبعين"/ عس.
وفيه أيضًا: (سفيان بن وكيع بن الجَرَّاح الرُّؤَاسِيّ الكوفي أبو محمد)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (390). لكن قد تابعه في الإسناد نفسه:(محمد بن عثمان بن كَرَامَة الكوفي) وهو ثقة كما في "التقريب"(2/ 190).
و(سَلَمَة) هو (ابن كُهَيْل الحَضْرَمي الكوفي أبو يحيى): إمام حافظ ثَبْت، خرَّج له الستة، وتوفي عام (121 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(11/ 313 - 317)، و"السِّيَر"(5/ 298 - 300)، و"التهذيب"(4/ 155 - 157)، و"التقريب"(1/ 318).
و(شُعْبَةُ) هو (ابن الحَجَّاج العَتَكِيّ أبو بِسْطام): إمام حافظ ثقة مُتْقِنٌ، أمير المؤمنين في الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (261).
و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوري الكوفي أبو عبد اللَّه): إمام حُجَّة فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(عبيد اللَّه) هو (ابن موسى بن أبي المُخْتَار، بَاذَام العَبْسِي الكوفي
أبو محمد)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 539 - 540):"ثقة، كان يَتَشَيَّعُ، من التاسعة. قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نُعَيْم، واسْتُصْغِرَ في سفيان الثَّوري، مات سنة ثلاث عشرة -يعني ومائتين- على الصحيح"/ ع. وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 418): "شيخ للبُخَاري، ثقة شيعي مُتَحرَّق، لم يرو عنه أحمد لذلك". وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(9/ 553 - 557)، و"التهذيب"(6/ 50 - 53).
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 141)، وفي "فضائل الصحابة"(2/ 590 - 591) رقم (999 و 100)، والنَّسَائي في "خصائص عليّ" ص 21 رقم (1)، وابن سعد في "الطبقات"(3/ 21)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 65)، وابن عاصم في "الأوائل" ص 79 رقم (68)، والبزَّار في "مسنده" -المسمى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 320) رقم (752)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 124) -مخطوط-، من طريق شُعْبَة بن الحجَّاج، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، به، بلفظ:"أنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ولفظ بعضهم: "أنَا أَوَّلُ رَجُلٍ صَلَّى. . . ".
وفي رواية ابن سعد وأحمد في "الفضائل" رقم (1003): "أَنَا أَوَّلُ -وعند أحمد زيادةُ قوله: رجُلٍ- صَلَّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو أَسْلَمَ".
ومن الطريق ذاته، وبلفظ الخطيب، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 124 - 125) -مخطوط-.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 104): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حَبَّة العُرَنِيّ وقد وثِّق".
وصَحَّحَ إسناده الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(2/ 282) رقم (1191). وفي تصحيحه هذا نظر لما تقدَّم من بيان حال (حَبَّة العُرَنِيّ).
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 99) من طريق يحيى بن سَلَمَة، عن أبيه، عن حَبَّة، عن عليٍّ مطوَّلًا، وفي آخره:"اللَّهم لا أعترف أنَّ عَبْدًا لك من هذه الأُمَّة عَبَدَكَ قَبْلِي غير نِبِيَّكَ؟ -ثلاث مرات- لقد صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي النَّاسُ سَبْعًا".
وهو عند البزَّار في "مسنده" -المسمّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 319 - 320) رقم (751)، من طريق أحمد السابق، لكن ليس عنده قول عليٍّ هذا.
أقول: في إسناده (يحيى بن سَلَمَة بن كُهَيْل الحَضْرَمِي الكوفي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 349): "متروك، وكان شيعيًا، من التاسعة"/ ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(11/ 224 - 225).
ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(1/ 348) رقم (447)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 112)، مختصرًا، من طريق الأَجْلَح بن عبد اللَّه الكِنْدِي، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن حَبَّة، عن عليّ قال:"عَبَدْ اللَّهَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سَبْعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ أَحَدٌ مِنْ هذه الأُمَّةِ". واللفظ للحاكم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 102) بعد أن ذكره مطوَّلًا: "رواه أحمد وأبو يَعْلَى باختصار، والبزَّار والطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن"!
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"(3/ 112): "هذا باطل، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ ما أُوحي إليه آمَنَ به خديجة وأبو بكر وبلال، وزيد مع عليّ، قبله بساعات أو بعده بساعات، وعبدوا اللَّه مع نَبِيَّه، فأين السبع سنين! ولعل السمع أخطأ فيكون أمير المؤمنين قال: "عبدت اللَّه ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع. ثم حبَّة: شيعي جَبَل، قد قال ما يعلم بطلانه من أنَّ
عليًّا شهد معه صِفَّين ثمانون بَدْرِيًّا. وذكره أبو إسحاق الجُوْزَجَانِيّ فقال: هو غير ثقة. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: ضعيف. وشُعَيْبٌ
(1)
والأَجْلَحُ
(2)
: مُتَكَلَّمٌ فيهما".
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(7/ 335): "وقد رُوي عن زيد بن أرقم وأبي أيوب الأنصاري أنَّه صلَّى قبل النَّاس بسبع سنين". وهذا لا يصحُّ من أي وجه كان رُوي عنه. وقد ورد في أنَّه أول من أسلم من هذه الأُمَّة أحاديث كثيرة، لا يصحُّ منها شيء".
وانظر لمزيد تحقيق وتفصيل في المسألة: ما كتبه الشيخ أحمد ميرين البلوشي في تحقيقه لكتاب "خصائص عليّ" للنَّسائي ص 25 - 27.
* * *
565 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن عبد اللَّه بن المَرْوزِيّ القَزَّاز -قدم علينا بغداد للحجِّ- قال: وجدتُ في كتاب أبي بِشْر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بِشْر المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أحمد بن إسماعيل السُّكَّريّ، حدَّثنا إبراهيم بن شَمَّاس، حدَّثنا معاذ بن خالد، حدَّثنا إبراهيم بن طَهْمَان، عن عليّ بن العلاء -أخي أبي عمرو بن العلاء-، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى الظُّهْرَ فَسَجَدَ سَجْدَتَي السَّهْوِ.
(4/ 235) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد القَزَّاز المَرْوَزِيّ أبو العبَّاس).
(1)
هو (ابن صفوان)، وهو شيخ (الأَجْلَح) في إسناد الحاكم. وسيأتي الكلام عليه في حديث (1086).
(2)
أقول: (الأَجْلَح بن عبد اللَّه الكِنْدِي) قال الذَّهَبِيُّ نفسه عنه في "معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرد" ص 58 رقم (13): "شيعي مشهور صدوق". وستأتي ترجمته في حديث (1180).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (أبو بِشْر أحمد بن محمد بن عمرو المَرْوَزِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 156 - 163) وقال: "كان ممَّن يضع المتون للآثار، ويقلب الأسانيد للأخبار، حتى غلب قلبه أخبار الثقات، وروايته عن الأثبات بالطامَّات، على مستقيم حديثه، فاستحق الترك. ولعله قد أقلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث ممّا لم أشك أنَّه قَلَبَهَا. . . ثم آخر عمره جعل يدَّعي شيوخًا لم يرهم وروى عنهم". ثم ساق له جملة كبيرة تزيد على ثلاثين حديثًا مقلوبة الأسانيد.
2 -
"الكامل"(1/ 209 - 210) وقال: "رأيته بمَرْو، وحدَّث بأحاديث مناكير". وقال: "روى عن إسماعيل بن أحمد والي خُرَاسَان أحاديث بواطيل، وهو بيِّن الأمر في الضعف".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 124 رقم (60) وقال: "يضع الحديث عن أبيه عن جَدِّه".
4 -
"تاريخ بغداد"(5/ 73 - 74) وفيه عن أبي سعد الإدْرِيسي: "منكر الحديث، يضع الحديث على الثقات، لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال أبو عبد اللَّه محمد بن أبي سعيد الحافظ: "يضع الحديث"، وقال الدَّارَقُطْنِيُّ:"متروك يكذب".
5 -
"المغني"(1/ 56) وقال: "عُرِفَ بالوضع".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "وأبو بِشْر المَرْوَزِيُّ: متروك الحديث".
وقد رُوي الحديث عن طريق الوِجَادة، وهو من طرق التحمل الضعيفة كما سبق بيانه أكثر من مرَّة.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1212) -في ترجمة (سعيد بن بشير الأَزْدِيّ) - من طريق الوليد بن مسلم، حدَّثنا سعيد بن بَشِير، عن منصور بن زَاذَان، عن الحَكَم بن عُتَيْبَة، عن الحسن العُرَني، عن عبد اللَّه بن عبَّاس قال:"صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنَّاس خَمْسًا ساهيًا فسجد سجدتي السَّهو".
قال ابن عدي: "لا أعلم يروي عن منصور هذا الحديث غير سعيد بن بشير".
أقول: (سعيد بن بَشِير الأَزْدِي أبو عبد الرحمن): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1168).
والأحاديث الواردة في سجدتي السَّهو، كثيرة، مخرَّجة في الصحاح وغيرها. انظر "جامع الأصول"(5/ 531 - 550)، و"مجمع الزوائد"(2/ 150 - 154)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 3) وما بعد.
تَمَّ المجلَّد الثالث بعون اللَّه تعالى وفضله