الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة
تأليف
الدكتور خلدون الأحدب
أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة
المجلد الرابع
الأحاديث
[566 - 802]
بسم الله الرحمن الرحيم
566 -
أخبرني القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أخبرنا أبو الطيِّب عبد الغفَّار بن عبد اللَّه المُقْرِئ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن غَيْلان الخَرَّاز
(1)
السُّوسِي، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الحَرَّاني -سنة أربع وأربعين ومائتين، في دار كعب-، حدَّثنا الحَنَفي عبيد اللَّه بن عبد المجيد، عن زَمْعَة
(2)
بن صالح، عن سَلَمَة بن وَهْرَام، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس على خَائِنٍ قَطْعٌ".
(4/ 243) في ترجمة (أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الكُزْبُرَانِيّ
(3)
أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.
ففيه (زَمْعَة بن صالح الجَنَدِيّ اليَمَانِيّ أبو وَهْب) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (215).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الحراز" بالحاء المهملة. والتصويب من "الأنساب"(7/ 190).
(2)
حُرِّف في المطبوع إلى: "وزمعة". والتصويب من "العلل المتناهية"(2/ 308).
(3)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الكريزاني". والتصويب من "الأنساب"(10/ 415).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 308) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم
(1)
، وقال:"وزَمْعَة بن صالح قد ضعَّفه أحمد ويحيى والفَلَّاس".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 681) إلى الخطيب وحده.
ورواه التِّرْمِذِيّ في الحدود، باب ما جاء في الخائن والمختلس والمنتهب (4/ 52)، وأبو داود في الحدود، باب القطع في الخلسة والخيانة (4/ 551 - 552) رقم (4391)، والنَّسَائي في قطع السارق، باب ما لا قطع فيه (8/ 88 و 89)، وابن ماجه في الحدود، باب الخائن والمنتهب والمختلس (2/ 864) رقم (2591)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 316) رقم (4440)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 45)، وأحمد في "المسند"(3/ 380)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 175)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 171)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 187)، والحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 64 - 64 رقم (40)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 279)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(11/ 153)، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا:"ليس على خائنٍ ولا مُنْتَهِبٍ ولا مُخْتَلِسٍ قَطْعٌ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح".
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 66): "وأعلَّه ابن القَطَّان بأنَّه من مُعَنْعَنِ أبي الزُّبَيْر عن جابر. وهو غير قادح، فقد أخرجه عبد الرزاق في "مصنَّفه" عن ابن جُرَيْج، وفيه التصريح بسماع أبي الزُّبَيْر له من جابر".
وقد أُعِلَّ الحديث بغير ذلك، ورُدَّ ما أُعِلَّ به، انظر في ذلك:"نصب الراية"
(1)
صُحِّفَ "عبيد اللَّه بن عبد المجيد" في "العلل" لابن الجَوْزي إلى: "عبيد اللَّه بن عبد الحميد".
(3/ 364)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 65 - 66)، و"المصنَّف" لعبد الرزاق (10/ 206) وما بعد، و"إرواء الغليل"(8/ 62 - 65).
* * *
567 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدَّقَّاق المُقْرِئ الوَلِيّ للَّه، حدَّثني أحمد بن يحيى الحُلْواني أبو جعفر، وأبو العبَّاس البَرَاثِي، قالا: حدَّثنا يحيى بن الحِمَّاني، حدَّثنا مُنْدَل بن عليّ العَنَزِي، عن ابن جُرَيْج، عن عمرو بن دينار،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أُتي أحدكم بهديَّةٍ فجلساؤه شركاؤه فيها".
(4/ 249) في ترجمة (أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل العِجْلِي الدَّقَّاق المُقْرِئ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وله طرق وشواهد معلولة، وهو ضعيف.
ففيه (يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني) وهو ضعيف جدًّا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (297).
كما أنَّ فيه (مُنْدَل بن عليّ العَنَزِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 586) وقال: فيه ضعف.
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 92 رقم (244) وقال: "ليس به بأس".
3 -
"العلل" لأحمد (1/ 161) وقال: "ضعيف".
4 -
"التاريخ الكبير"(8/ 73) وفيه أنَّه ذُكِرَ لِشَرِيك حديث مُنْدَل في
التجرد
(1)
عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود، فقال:"كذب المُنْدَل، أنا أخبرت الأعمش عن عاصم عن أبي قِلَابَة".
5 -
"أحوال الرجال" ص 70 رقم (83) وقال: "واهي الحديث".
6 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 439 وقال: "جائز الحديث وكان يتَشَيَّع". وقال مَرَّةً: "كوفي صدوق".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 230 رقم (606) وقال: "ضعيف".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 266 - 267).
9 -
"الجرح والتعديل"(8/ 434 - 435). وفيه عن أبي زُرْعَة: "ليِّن". وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال ابن نُمَيْر: "حِبَّان وأخوه مُنْدَل أحاديثهما فيها بعض الغلط". وفيه أنَّ أبا حاتم سأل ابن مَعِين عن مُنْدَل وحِبَّان أيهما أحبّ إليك؟ قال: "ما بهما بأس". قال أبو حاتم: "كذا أقول، وكان البخاري أَدْخَلَ مُنْدَل في كتاب الضعفاء. . . يُحَوَّلُ من هناك".
10 -
"المجروحين"(3/ 24 - 26) وقال: "كان يرفع المراسيل، ويُسْنِدُ الموقوفات، ويخالف الثقات في الروايات من سوء حفظه. . . فاستحق الترك".
11 -
"الكامل"(6/ 2447 - 2448) وقال: "له أحاديث أفراد وغرائب، وهو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 187 رقم (176) في ترجمة أخيه (حِبَّان بن عليّ) وقال: "وأخوه مُنْدَل ضعيف أيضًا".
13 -
"تاريخ بغداد"(13/ 247 - 251) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "أصحابنا يحيى بن مَعِين وعليّ بن المَدِيني وغيرهم من نظرائهم يضعِّفونه في الحديث. وكان خيِّرًا فاضلًا صدوقًا، وهو ضعيف الحديث، وهو أقوى من أخيه".
(1)
سيأتي برقم (2017).
14 -
"المغني"(2/ 676) وقال: "مشهور، فيه لين، ضعَّفه أحمد والدَّارَقُطْنِيّ".
15 -
"التقريب"(2/ 274) وقال: "ضعيف، من السابعة، ولد سنة ثلاث ومائة، ومات سنة سبع -أو ثمان- وستين"/ د ق.
- و (ابن جُرَيْج) هو (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُمَوي): إمام حافظ ثقة، كان يدلِّسُ ويُرْسِلُ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (132).
- و (أبو العباس البَرَاثي) هو (أحمد بن محمد بن خالد البغدادي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (5/ 3 - 4) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"ثقة مأمون". وتوفي عام (302 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(14/ 92) وقال: "الإِمامُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ المُجَوِّدُ".
التخريج:
رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند"(1/ 569) رقم (704)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 104) رقم (11183)، و"المعجم الأوسط"(3/ 223 - 224) رقم (2471)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 25) -في ترجمة (مُنْدَل) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 351 - 352)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 183)، من طرق، عن مُنْدَل، عن ابن جُرَيْج، به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن عمرو إلَّا ابن جُرَيْج، تفرَّد به مُنْدَل، ولا يُرْوَى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإِسناد".
وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث عمرو، تفرَّد به مُنْدَل عن ابن جُرَيْج".
وقال البيهقي: "وروي ذلك من وَجْهٍ آخر عن (عمرو) وفيه نظر". وسيأتي.
وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 148): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه مُنْدَل بن عليّ وهو ضعيف وقد وثِّق".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(5/ 227) -في الهبة، باب من أهدي له هدية. . . -:"وفي إسناده مُنْدَل بن عليّ وهو ضعيف".
وقد توبع (مُنْدَل)، فرواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 67) -في ترجمة (عبد السلام بن عبد القدوس)، من طريق عبد السلام هذا، عن ابن جُرَيْج، به. وقال: وقال مُنْدَل، عن ابن جُرَيْج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه، ولا يصحُّ في هذا الباب شيءٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
أقول: إسناد العُقَيْلِي ضعيف جدًّا، ففيه (عبد السلام بن عبد القدوس الكَلَاعِيّ الشَّامي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الآجُرِّيّ لأبي داود" ص 192 رقم (205) وقال الآجُرِيُّ: "سألت أبا داود عن عبد القدوس الشَّامي، فقال: ليس بشيء، وابنه شَرٌّ منه".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 67) وقال: "لا يُتَابَعُ على شيء من حديثه، وليس ممَّن يُقيم الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(6/ 48) وفيه عن أبي حاتم: "هو وأبوه ضعيفان".
4 -
"المجروحين"(2/ 150 - 151) وقال: "شيخ يروي عن هشام بن عُرْوة وابن أبي عَبْلَة الأشياء الموضوعة، لا يحلُّ الاحتجاج به بحالٍ".
5 -
"الكامل"(5/ 1967) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".
6 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 107 رقم (137) وقال: "لا شيء".
7 -
"المغني"(2/ 394) وقال: "قال ابن حِبَّان يروي الموضوعات".
8 -
"التهذيب"(6/ 323 - 324) وفيه عن صالح بن محمد جَزَرَة: "هو
ضعيف، وأبوه أضعف منه". وقال أبو أحمد الحاكم:"روى عن هشام بن عُرْوَة وثور بن يزيد، مناكير".
9 -
"التقريب"(1/ 506) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ ق.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 183) من طريق محمد بن السَّرِي، عن عبد الرزاق، عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عنه، به. وقال:"وكذلك رواه أبو الأزهر عن عبد الرزاق. ورواه أحمد بن يوسف عن عبد الرزاق فذكره عن ابن عبَّاس موقوفًا غير مرفوع، وهو أصحُّ".
و(محمد بن مسلم الطَّائِفي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(3/ 85): "فيه لين وقد وثِّق". وستأتي ترجمته في حديث (1031).
وقد ذكر السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 301)، أنَّ مُنْدَلًا، وعبد السلام، قد توبعا عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق". وذكر متابعه هذا، وهو عن أبي محمد الكَلَاعي، عن ابن جُرَيْج، به.
وهذا وَهَمٌ منه رحمه الله، فإنَّ (أبا محمد الكَلَاعي) هو عبد السلام بن عبد القدوس) السابق الذكر، فلا يعتبر متابعًا جديدًا.
وقد تابع السُّيوطيَّ على وَهَمِهِ هذا، ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 298).
وذكر السُّيوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 310)، أنَّ الشِّيرازي قد رواه في "الألقاب" من طريق الأَصْمَعِي، عن هارون الرشيد، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبَّاس. ولم يذكر إنْ كان رواه مرفوعًا أو موقوفًا.
وقد أشار البخاري لحديث ابن عبَّاس هذا، فقال في كتاب الهِبَة من "صحيحه" (5/ 227):"بابُ مَنْ أُهْدِيَ له هَدِيَّةٌ وعنده جُلَسَاؤُهُ، فهو أَحَقُّ. ويُذْكَرُ عن ابن عبَّاس: أنَّ جُلَسَاءَهُ شُرَكَاؤُهُ، ولم يَصحَّ".
وعلَّق الحافظ ابن حَجَر عليه في "الفتح"، فقال:"هذا الحديث جاء عن ابن عبَّاس مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصحّ من المرفوع. . . وله شاهد مرفوع من حديث الحسن بن عليّ في "مسند إسحاق بن رَاهُوْيَه"، وآخر عن عائشة عند العُقَيْلِي، وإسنادهما ضعيف أيضًا".
وقال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 401 تعليقًا على قول البخاري السابق: "ولم يصحّ"، ما نصّه:"هذه العبارة من مثله لا تقتضي البطلان بخلافها من العُقَيْلِي".
وانظر لمزيد تفصيل حول ذلك: "التنكيت والإِفادة في تخريج أحاديث خاتمة سِفْر السعادة" لابن هِمَّات الدِّمَشْقي ص 168 - 169.
أقول: شاهد الحسن بن عليّ مرفوعًا:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 96 - 97) رقم (2762)، وأبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (2/ 627 - 628) رقم (937)، من طريق يحيى بن سعيد، عن يحيى بن العلاء، عن طلحة بن عبيد اللَّه، عن الحسن مرفوعًا به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 148): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه يحيى بن سعيد العطَّار وهو ضعيف".
وقال محقق "الفوائد": "إسناده واهٍ بِمَرَّةٍ، مسلسل بالضعفاء الثلاثة: "العطَّار فمن بعده. وأشدّهم ضعفًا هو يحيى بن العلاء، فقد رُمي بالوضع".
وقد تقدَّم أنَّ ابن حَجَر عزاه لإِسحاق بن رَاهُوْيَه في "مسنده" وضعَّف إسناده.
أمَّا شاهد السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعًا:
فقد رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 328) -في ترجمة (وضَّاح بن
خَيْثَمة) -، من طريق وضَّاح هذا، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به. وقال:"ولا يُتَابَعُ عليه، ولا يصحُّ في هذا المَتْن حديث".
والحديث رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 92 - 93)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وعن العُقَيْلِي من طريقية المتقدِّمين من حديث ابن عبَّاس وعائشة.
وتعقَّبه السُّيوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 300 - 301) بما تقدَّم من طرقه وشواهده، ممَّا لا يحسن معه الحكم عليه بالوضع. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 298).
وقد ذكره ابن القَيِّم في "المنار المنيف" ص 135، ضمن الأحاديث التي لا تصحّ، فقال:"ومن ذلك حديث: "من أُهْدِيَت إليه هديَّة وعنده جماعة فهم شركاؤُه". ثم نقل قول العُقَيْلِي السابق: "لا يصحُّ في هذا الباب شيء".
* * *
568 -
أخبرنا محمد بن جعفر بن عَلَّان الورَّاق، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن أحمد الصَّامت، حدَّثنا أحمد بن عبيد اللَّه
(1)
بن صُبَيْح القاري، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا عبد الرزَّاق، عن مَعْمَر، عن عبد اللَّه بن طاوس، عن أبيه طاوس،
عن ابن عبَّاس قال: ذَكَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الجنَّةَ، فقال:"لا شبه لها، هي وربِّ الكَعْبَةِ: رَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، ونُورٌ يتلألأُ، ونَهْرٌ مُطَّرِدٌ، وزَوْجَةٌ لا تموتُ، في خُلُودٍ ونِعْمَةٍ، في مَقَامٍ أمينٍ".
(4/ 252) في ترجمة (أحمد بن عبيد اللَّه
(2)
بن صُبَيْح القَاري).
(1)
هكذا في المطبوع: "عبيد اللَّه" بالتصغير. وفي "الإِكمال"(5/ 170)، و"تبصير المنتبه" (3/ 833):"عبد اللَّه".
(2)
انظر التعليق السابق.
مرتبة الحديث:
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "غريب بهذا الإِسناد، لم أكتبه إلَّا عن ابن عَلَّان الورَّاق، وسبق إلى ظنِّي أنَّ هذا الشيخ هو أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه التَّمَّار الذي روى عنه أبو بكر بن شَاذَان وغيره. وذِكْرُ التَّمَّار يأتي بعد، إن شاء اللَّه".
وقد ترجم الخطيب في "تاريخه"(5/ 52 - 53) لـ (التَّمَّار) هذا، فقال:"كان غير ثقة روى أحاديث باطلة". وذكر روايته عن يحيى بن مَعِين. ونقل عن الأَزْهَرِيّ قوله فيه: "هو مثل أبي سعيد العَدَوي".
والعَدَوي: وضَّاعٌ، كما قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 274) عقب ذكره لقول الأَزْهَرِيّ.
ولم يذكر الخطيب في ترجمة (أحمد بن عبيد اللَّه بن صُبَيْح القاري) غير ما تقدَّم.
وذكره ابن مَاكُولا في "الإِكمال"(5/ 170)، وابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(3/ 833)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وعندهما:"أحمد بن عبد اللَّه".
كما أنَّ في إسناده (أحمد بن محمد الصَّامت أبو الفرج) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 366) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وشيخ الخطيب (محمد بن جعفر بن عَلَّان الورَّاق الشُّرُوطِيّ الطَّوَابِيْقِيّ أبو جعفر) ترجم له في "تاريخه"(2/ 159) وقال: "كان شيخًا مستورًا من أهل القرآن، ضابطًا لحروف قراآت كانت تُقْرَأُ عليه. . كتبتُ عنه وكان صدوقًا". وكانت وفاته عام (412 هـ).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
وإذا صَحَّ ما سبق إلى ظنِّ الحافظ الخطيب، فإنَّ إسناد الحديث يكون تالفًا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
رواه أبو نُعَيم في "صفة الجنَّة"(1/ 53 - 54) رقم (26)، عن الحسين بن محمد أبو سعيد، حدَّثنا أحمد بن عبيد اللَّه بن صُبَيْح القَارِي، به، بلفظ:"ألا مُشَمِّرٌ لها، هي وربِّ الكعبة رَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، ونُورٌ يتلألأُ، ونَهْرٌ مُطَّرِدٌ، وزوجةٌ لا تموتُ في خُلُود، ونَعِيم في مَقَامٍ آبدٍ".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(14/ 461) رقم (39267) إلى الخطيب وحده.
والحديث بأطول من رواية الخطيب، رواه ابن ماجه في الزهد، باب صفة الجنَّة (2/ 1448 - 1449) رقم (4332)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 238) رقم (7337)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في "العظمة"(3/ 1105 - 1106) رقم (602)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 304)، وأبو بكر بن أبي داود في "البعث والنشور" ص 98 - 99 رقم (71)، والبيهقي في "البعث والنشور" ص 233 رقم (391)، وفي "الأسماء والصفات"(1/ 279 - 280)، وأبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(1/ 50 - 52)، رقم (24)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(15/ 223) رقم (4386)، من طريق محمد بن مُهَاجِر الأنصاري، عن الضَّحَّاك المَعَافِري، عن سليمان بن موسى، عن كُرَيْب مولى ابن عبَّاس، عن أسامة بن زيد مرفوعًا.
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 265 - 266): "هذا إسناد فيه مَقَالٌ. الضَّحَّاك المَعَافِري ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال الذَّهَبِيُّ في "طبقات التهذيب": مجهول. وسليمان بن موسى، مختلف فيه. وباقي رجال الإِسناد ثقات. رواه ابن أبي الدُّنْيَا، والبزَّار في "مسنده"، وابن حِبَّان في "صحيحه"، والبيهقي، كلُّهم من رواية محمد بن مُهَاجِر، به. وقال البزَّار: لا نعلم من رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا أسامة بن زيد
(1)
، ولا نعلم له طريقًا عن أسامة إلَّا هذا الطريق، ولا نعلم من رواه عن الضَّحَّاك إلَّا هذا الرجل:
(1)
أقول: كلام البزَّار هذا، يدفعه ما تقدَّم من روايته من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنه.
محمد بن مُهَاجِر، حدَّثني سليمان بن موسى لم يذكر فيه الضَّحَّاك كذا في الأصل المعتمد. وكذا رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ في "مسنده"
(1)
من طريق الوليد بن مسلم، حدَّثني محمد بن المُهَاجِر، عن سليمان بن موسى
(2)
، لم يذكر فيه الضَّحَّاك".
أقول: رواه من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن المُهَاجِر، عن سليمان بن موسى، عن كُرَيْب، عن ابن عبّاس مرفوعًا، من دون ذكر (الضَّحَّاك): الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 136) رقم (388)، وأبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(1/ 52) رقم (25)، وأبو الشيخ بن حَيَّان في "العظمة"(3/ 1105 - 1106) رقم (602)، والرَّامَهُرْمُزِيّ في "الأمثال" ص 229 - 230 رقم (107). ورواية بعضهم مختصرة.
وهذا من تدليس (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِيّ)، حيث أسقط (الضَّحَّاك) بين (محمد بن مُهَاجِر) و (سليمان بن موسى). و (الوليد) من المشهورين بتدليس التسوية، كما فعل هنا. وستأتي ترجمته في حديث (815).
* * *
569 -
أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر، حدَّثني أبو الحسين أحمد بن عبيد اللَّه بن أحمد الكَلْوَذَانِيّ -إملاءً من حفظه بِكَلْوَاذَي- قال: حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي، حدَّثنا عمر بن محمد بن الحسن بن التَّلّ
(3)
، حدَّثني أبي، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
(1)
لم أقف عليه في "مسند أبي يعلى" المطبوع، فلعله في "المسند" الكبير له. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(2)
وهو الأَشْدَق. قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 331): "صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخَلَطَ قبل موته بقليل، من الخامسة"/ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (12/ 92 - 98).
(3)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "حدَّثنا محمد بن عمر بن الحسن بن التل". والتصويب من "الإِكمال" لابن مَاكُولا (1/ 513)، و"تكملة الإِكمال" لابن نُقْطَة (1/ 317)، و"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (1/ 199)، و"التهذيب"(7/ 459).
عن عائشة قالت: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ الشِّعْر حِكْمَةً". (4/ 254) في ترجمة (أحمد بن عبيد اللَّه بن أحمد الكَلْوَذَانِي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن عبيد اللَّه الكَلْوَذَانِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، كما ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 462) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عمر بن محمد بن الحسن بن الزُّبَيْر الأَسَدِيّ التَّلّ): صدوق ربما وَهِمَ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (180).
ووالده (محمد بن الحسن بن الزُّبَيْر الأَسَدِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه -لقبه التَّلّ-): صدوق فيه لِيْنٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (180).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عَدَّهُ السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 3) رقم (2103) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 269)، وفي "تاريخ أصبهان"(2/ 300)، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 95 و 424، من طرق، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عنها، به.
ورواه البزَّار برقم (2101 و 2102) من طريق الزُّهري، عن عُرْوَة، عنها، به.
ورواه الطبراني في "الأوسط"(3/ 236) رقم (2502)، من طريق الأعمش عن رجل، عن أبي سَلَمة، عنها، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 123): "رواه البزَّار والطبراني في الأوسط" بأسانيد، وأحد رجال أسانيد البزَّار رجاله رجال الصحيح غير عليّ بن حَرْب المَوْصِلي وهو ثقة".
وطريق البزَّار هذا هو برقم (2103).
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(5/ 163 - 164) و"مجمع الزوائد"(8/ 123)، و"المقاصد الحسنة" ص 129، و"جزء أحاديث الشِّعْر" لعبد الغني المَقْدِسي ص 51 - 53، و"الأزهار المتناثرة" للسيوطي ص 189 - 191، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيدي ص 120 - 122، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 116، وقد ذكر له أربعة عشر راويًا من الصحابة.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الأدب، باب ما يجوز من الشِّعْرِ والرَّجَزِ. . . (10/ 537) رقم (6145)، وغيره، عن أُبَيِّ بن كعب مرفوعًا به.
* * *
570 -
أخبرنا العَتِيقي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن عبيد اللَّه بن عمر بن حَمْدَان المعروف بابن الحَذَّاء -في جامع المنصور-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرِّجَال الصِّلْحِي
(1)
حدَّثنا أبو داود سليمان بن سَيْف، حدَّثنا سعيد بن بَزِيع
(2)
، عن ابن إسحاق قال: حدَّثني عمِّي عبد الرحمن بن يَسَار، عن عبيد اللَّه بن أبي رَافِع،
عن عليّ بن أبي طالب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ عند كُلِّ صلاةٍ، ولأَخَّرْتُ عِشَاءَ الآخرةِ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأوَّلِ، فإنَّه إذا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلِ هَبَطَ اللَّهُ تعالى إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَالِكَ حتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ، فيقولُ: ألا سَائِلٌ يُعْطَى، ألا دَاعٍ يُجَابُ".
(4/ 255) في ترجمة (أحمد بن عبيد اللَّه بن عمر أبو عبد اللَّه، المعروف بابن الحذَّاء).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الصالحي". والتصويب من "الأنساب"(8/ 84)، و"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 136 رقم (115).
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سعيد بن أبي بزيع". والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 8)، و"تهذيب الكمال"(11/ 450).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرِّجال الصِّلْحِي) فقد ترجم له السَّهْمِيّ في "سؤالاته للدَّارَقُطْنِيّ" ص 136 رقم (115) وقال الدَّارَقُطْنِيّ عندما سأله عنه:"ما علمنا إلَّا خيرًا". كما ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 385 - 386)، والسَّمْعَاني في "الأنساب"(8/ 84)، ونقلا قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق ولم يزيدا عليه. وكانت وفاته عام (330 هـ).
و(العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد المُجَهِّز أبو الحسين): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (199).
و(ابن إسحاق) هو (محمد بن إسحاق بن يَسَار المُطَّلِبي المَدَني أبو بكر): صدوق قوي الحديث. وستأتي ترجمته في حديث (1327).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 120)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 121) رقم (478)، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عمَّه عبد الرحمن بن يَسَار، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عن أبيه، عن عليّ مرفوعًا به.
وعند أحمد زيادة في آخره هي: "ألا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، ألا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرَ له".
وعند البزَّار في آخره زيادة قوله: "ألا تائب مستغفر فيغفر له".
وهنا في إسناد أحمد والبزَّار زيادة (أبي رافع) بين ولده (عبيد اللَّه) و (عليّ)، ولا يضير، فإنَّ (عبيد اللَّه بن أبي رافع) قد روى عن أبيه، وعن عليّ بن أبي طالب، وكان كاتبه، كما في ترجمته من "التهذيب"(6/ 10).
قال البزَّار: "وهذا الحديث قد روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من وجوهٍ، لا نعلمه يروى عن عليّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه بهذا الإِسناد".
ورواه البزَّار في الموطن السابق رقم (477)، عن سليمان بن سَيْف الحَرَّاني، حدَّثنا سعيد بن بَزِيع، عن ابن إسحاق، حدَّثني عبد الرحمن بن يَسَار، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 154): "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وزاد: "ألا تائب". ورجالهما ثقات، وقد صرَّح ابن إسحاق بالسماع".
ولم أقف عليه في "مسند أبي يعلى" المطبوع، وهو "المسند" الصغير، كما لم أقف عليه في "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى المَوْصِلي" للهيثمي، ويرجح عندي أنَّ ما في "المجمع" من عزوه إلي أبي يعلى، سبق قلم من الهيثمي أو الناسخ، والصواب عزوه إلى البزَّار، فإنَّه فيه كما تقدَّم مع الزيادة التي أشار إليها الهيثمي، واللَّه أعلم.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(2/ 203) رقم (968): "إسناده صحيح".
وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا، رواه أحمد في "المسند"(2/ 509)، وغير موضع. وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (2/ 202 - 203) رقم (967):"إسناده صحيح".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 672) إلى أحمد وابن جرير والخطيب فحسب.
والشطر الأول من الحديث: "لولا أَنْ أَشُقُّ على أُمَّتي لأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ عند كُلِّ صَلاةٍ"، روي من حديث جماعةٍ من الصحابة، وعدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 66 - 67، من المتواتر، وتابعه الزَّبِيدي في "لقط اللآلئ المتناثرة"
ص 230 - 233، والكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 57، وذكر له "ثمانية وعشرين نَفْسًا" من الصحابة الذين رووه. وانظر في شواهده أيضًا:"جامع الأصول"(7/ 174) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(2/ 96) وما بعد، و"نصب الراية"(1/ 9)، و"التلخيص الحَبِير" (1/ 62 - 63 و 64) وقال بعد أن عزاه لـ "الصحيحين" من حديث أبي هريرة:"قال ابن مَنْدَه: وإسناده مجمع على صحته".
والشطر الثاني: "ولأَخَّرْتُ عِشَاءَ الآخرةِ إلى ثلث اللَّيْلِ الأوَّلِ"، قد صَحَّ أيضًا من حديث عدد من الصحابة، انظر:"جامع الأصول"(5/ 240) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(1/ 312 - 314)، و"نصب الراية"(1/ 247 - 248)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 64 و 176). وسيأتي الكلام عليه في حديث (1769) مع ذكر بعض شواهده.
والشطر الثالث: "فإنَّه إذا مَضَى ثُلُثْ اللَّيْلِ الأَولِ. . . "، له شاهد صحيح من حديث أبي هريرة، رواه مسلم في صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإِجابة فيه (1/ 522). ورواه البخاري في التوحيد، باب قول اللَّه تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (13/ 464) رقم (7494)، ومسلم في الموضع السابق رقم (758)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا، لكن فيه أنَّ نزوله تعالى "حين يبقى ثلث الليل الآخر".
وانظر في روايات الحديث وألفاظه: "عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 338 - 342، رقم (476) إلى (486)، و"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 217 - 220) رقم (492) إلى (503).
وله شواهد أخرى، انظرها في:"عمل اليوم والليلة" رقم (475 و 487)، و"مصباح الزجاجة"(2/ 7)، و"مجمع الزوائد"(10/ 153 - 155).
* * *
571 -
أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن حمَّاد المِصْري، حدَّثنا إبراهيم بن مهدي، حدَّثنا عمر بن حفص بن صَبِيح أبو الحسن الشَّيْبَاني، حدَّثنا الوضَّاح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث،
عن عليّ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر: "يا أبا بكر إنَّ اللَّه أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق آدم إلى أن بعثني، وإنَّ اللَّه أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني اللَّه إلى أن تقوم الساعة".
(4/ 256) في ترجمة (أحمد بن عبد العزيز بن حمَّاد المِصْري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
فيه (إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الأُبُلِّي البَصْري أبو إسحاق) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(6/ 178 - 179) وفيه عن أبي الفتح الأَزْدِي: "يضع الحديث مشهور بذلك، لا ينبغي أن يُخَرَّجَ عنه حديث ولا ذكر".
2 -
"الميزان"(1/ 68) وقال: "قال الأَزْدِيّ: كان يضع الحديث. وقال الخطيب: ضعيف".
3 -
"التقريب"(1/ 44) وقال: "كذَّبوه، مات سنة ثمانين ومائتين، من الثانية عشرة"/ تمييز.
وفيه أيضًا: (الحارث بن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأعور)، ومن خير من أَبَانَ عن حاله: الإِمام الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 437) فقال: "الجمهور على توهين أمره، مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشَّعْبِيّ يكذِّبه، ثم يروي عنه. والظاهر أنّه
كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأمَّا في الحديث النبويّ فلا، وكان من أوعية العلم". وستأتي ترجمته في حديث (937).
كما أنَّ فيه (الوضَّاح) وهو في الغالب (ابن حسَّان الأَنْبَاري) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 41) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الكامل"(2/ 597) في ترجمة (جَارِيَة بن هَرِم الهُنَائي) حيث أشار ابن عدي إلى أنَّه يسرق الحديث.
3 -
"تاريخ بغداد"(13/ 465 - 466) وذكر أنَّه حدَّث عن إسرائيل بن يونس وأنَّه كان عابدًا. ونقل عن يعقوب بن سفيان الفَسَوي قوله فيه: "مُغَفَّلٌ".
4 -
"اللسان"(6/ 220) وقال: "مجهول".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد العزيز المِصْري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (737).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 184) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا لا يصحُّ، وفيه الحارث وكان كذَّابًا، والوضَّاح لا يُحْتَجُّ به".
أقول: حَقُّ هذا الحديث أن يذكره ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"، فإنَّ محلَّه هناك، كما أنَّه قد فاته أن يعلَّه بـ (إبراهيم بن مهدي الأُبُلِّي)، فإنه هو
المذكور بالوضع، وأمّا (الحارث) فأمره ما قدَّمت عن الحافظ الذَّهَبِيّ من أنَّه كان يكذب في لَهْجَتِهِ وحكاياته وليس في الحديث النبوي الشريف.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 306 - 307) رقم (8270).
وذكر محققه في حاشيته نقلًا عن "زهر الفردوس"(4/ 291) لابن حَجَر، أنَّ الدَّيْلَمِيَّ رواه من طريق العلاء بن عمرو الحَنَفِي، عن الوضَّاح، به.
أقول: (العلاء بن عمرو الحَنَفِي) قال ابن حِبَّان عنه: "لا يجوز الاحتجاج به بحال". وقال الذَّهَبِيُّ: "متروك". وستأتي ترجمته في حديث (1204).
ورواه الدَّيْلَمِيُّ أيضًا -كما في "زهر الفردوس"- من طريق إبراهيم بن حمَّاد، حدَّثنا محمد بن عبد، حدَّثنا عصام، أخبرنا إسرائيل، به.
أقول: في إسناده من لم أعرفه.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(12/ 515) رقم (35679) إلى الدِّيْنَوَرِيّ في "المُجَالَسَة"، والعُشَاري في "فضائل الصِّدِّيق"، والخِلعَي، والخطيب، والدَّيْلَمِيّ، وابن الجَوْزي في "الواهيات" -يعني "العلل المتناهية"-.
وسيأتي برقم (668) من حديث عليّ أيضًا، وفيه بعض اختلاف، وإسناده تالف.
* * *
572 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثني يوسف بن عمر، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عَبْدَك الإِسْفَرَايِيني -إِملاءً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد المَرْوَزِيّ العَطَّار، أخبرنا بِشْر بن يحيى، أخبرنا أبو عِصْمَة، عن يحيى بن عبيد اللَّه، عن أبيه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهم لا تُطِعْ فينا تاجرنا، ولا مسافرنا؛ فإنَّ تاجرنا يحبُّ الغَلاءَ، ومسافرنا يكره المَطَرَ".
(4/ 256 - 257) في ترجمة (أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عَبْدَك الإِسْفَرَايِيني أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو عِصْمَة) وهو (نوح بن أبي مريم المَرْوَزِيّ، ويعرف بنوح بن يزيد، وبنوح الجامع): مُتَّهم، كذَّبه ابن عُيَيْنَة وابن المُبَارَك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (223).
كما أنَّ فيه (يحيى بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن مَوْهَب التَّيْمِيّ المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 650) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 400) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(8/ 295) وقال: "كان ابن عُيَيْنَة يُضَعِّفه. وقال يحيى القَطَّان: قال شُعْبَة رأيت يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمي يُصَلِّي صلاةً لا يُقيمها فتركته".
4 -
"أحوال الرجال" ص 136 رقم (231) وقال: "أبوه لا يُعْرَفُ، وأحاديثه متقاربة من حديث أهل الصدق".
5 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 668).
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 248 رقم (653) وقال: "عن أبيه، ضعيف". وصُحِّفَ فيه (عبيد اللَّه) إلى (عبد اللَّه)، مما أوقع مُحَقِّقَيْهِ بخطأ في تعيينه.
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 415 - 416) وفيه عن أحمد: "أحاديثه أحاديث مناكير، لا يُعْرَفُ هو ولا أبوه". وقال مَرَّةً: "منكر الحديث". وفيه عن يحيى بن سعيد القَطَّان: "لست أحدِّث عن يحيى بن عبيد اللَّه".
8 -
"الجرح والتعديل"(9/ 167 - 168) وفيه أنَّ يحيى بن سعيد القَطَّان، كان يحدِّث عنه ثم تركه، وقال:"هو ضعيف الحديث". وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة: "كان غير ثقة في الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا".
9 -
"المجروحين"(3/ 121 - 122) وقال: "كان من خيار عِبَاد اللَّه، يروي عن أبيه ما لا أصل له. وأبوه ثقة. فلما كثر روايته عن أبيه ما ليس من حديثه سقط عن حَدِّ الاحتجاج به. وكان سيء الصَّلاة، وكان ابن عُيَيْنَة شديد الحَمْلِ عليه".
10 -
"الكامل"(7/ 2659 - 2661) وقال: "بعض ما يرويه ما لا يتابع عليه". وفيه أنَّ يحيى بن سعيد القَطَّان قال عنه مَرَّةً: "ثقة".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 390 رقم (571).
12 -
"سؤالات السِّجْزِيّ للحاكم النَّيْسَابُوري" ص 149 رقم (153) وقال: "يضع الحديث". وص 182 رقم (220) وقال: "ساقط بمرَّة".
13 -
"المغني"(11/ 740) وقال: "هالك".
14 -
"الكاشف"(3/ 230) وقال: "ضعَّفوه، وتركه القَطَّان بآخِرِه".
15 -
"التهذيب"(11/ 252 - 254) وفيه عن الحاكم أبي عبد اللَّه: "روى عن أبي هريرة نسخةً أكثرها مناكير". وفيه عن النَّسَائي: "متروك الحديث". وقال مُسْلِم بن الحَجَّاج: "ساقط متروك الحديث". وقال يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "لا بأس به إذا روى عن ثقة". وقال السَّاجِي: "يجوز في الزهد وفي الرقائق، وليس هو بحجَّة في الأحكام".
16 -
"التقريب"(2/ 353) وقال: "متروك، وأفحش الحاكم فَرَمَاهُ بالوضع، من السادسة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن مَوْهَب التَّيْمِي المَدَني أبو يحيى) -والد (يحيى) المتقدِّم- وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 415 - 416) -في ترجمة ابنه (يحيى) - وفيه عن أحمد بن حنبل: لا يُعْرَفُ.
2 -
"المجروحين"(3/ 121 - 122) -في ترجمة ابنه (يحيى) -، وقال:"ثقة".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 72) وقال: "روى عنه ابنه يحيى بن عبيد اللَّه، وهو لا شيء، وأبوه ثقة، وإنما وقع المناكير في حديث أبيه مِنْ قِبَلِ ابنه يحيى. . ".
4 -
"المغني"(2/ 416) وقال: "قال أحمد: أحاديثه مناكير".
5 -
"التهذيب"(1/ 25 - 26) وفيه عن الإِمام الشَّافِعِي: "لا نعرفه". وقال ابن القَطَّان الفَاسِي: "مجهول الحال".
6 -
"التقريب"(1/ 535) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ بخ د ت عس ق.
وفيه كذلك صاحب الترجمة (أحمد بن عبد العزيز الإِسْفَرَايِيني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 241 - 242) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأعلَّه بـ (يحيى بن عبيد اللَّه) و (والده).
وفاته أن يعلَّه بـ (أبي عِصْمَة)، فإنَّه مقدَّم في إعلال الحديث به، على (يحيى) وأبيه.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 145) بأنَّ له شاهدًا من حديث عبد اللَّه بن جَرَاد أخرجه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" من طريق يَعْلَى بن الأَشْدَق، عن عبد اللَّه بن جَرَاد مرفوعًا -ولفظه كما في "كنز العُمَّال" (8/ 439) رقم (23550):"اللَّهم لا تُطِعْ تاجرًا ولا مسافرًا، فإنَّ مسافرنا يدعو اللَّه كي لا يمطر، وإنَّ تاجرنا يتمنى شدَّة الزمان وغلاة السِّعْر"-.
وذكر السُّيُوطيُّ نقلًا عن ابن حَجَر في "زَهْرِ الفِرْدَوس" قوله: "يَعْلَى متروك". ثم ذكر السُّيُوطيُّ له شاهدًا آخر عن عمر بن الخطَّاب موقوفًا أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"، ولم يسق إسناده ولا لفظه، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
وأقرَّه على تعقُّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 192).
أقول: لا قيمة للشاهد الأول، فإنَّ (يَعْلَى بن الأَشْدَق الحَرَّاني) كذَّاب مُغَفَّل. وستأتي ترجمته في حديث (955).
أما الشاهد الثاني، فإنَّه موقوف، ولا نعلم حال رجال إسناده.
وحديث أبي هريرة ذكره الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 143، وقال بعد أن عزاه للخطيب:"في إسناده: أبو عِصْمَة، وهو كذَّاب، ويحيى بن عبيد اللَّه بن مَوْهَب ليس بشيء".
* * *
573 -
أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التَّمِيمي -في سنة سبع وأربعمائة- قال: حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم المُعَدَّل، حدَّثنا أحمد بن عُبَيْد بن ناصح النَّحْوِي، حدَّثنا الأَصْمَعِي عبد الملك بن قُرَيْب، حدَّثنا ابن عَوْن، عن محمد بن سِيرين،
عن أبي هريرة قال: زُرَّ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قميصه الذي كُفِّنَ فيه.
قال محمد بن سِيرين: وأنا زَرَرْتُ على أبي هريرة قميصه. قال ابن عَوْن: وأنا زَرَرْتُ علي ابن سِيرين قميصه. قال الأَصْمَعِي: فذكرت ذلك لحمَّاد بن زيد فقال: وأنا زَرَرْتُ على ابن عَوْن قميصه.
(4/ 259) في ترجمة (أحمد بن عُبَيْد بن ناصح النَّحْوِي أبو جعفر، يعرف بأبي عَصِيدة).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففي إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن عُبَيْد بن ناصح النَّحْوِيّ المعروف بأبي عَصِيدة) وهو لَيِّن الحديث. قال ابن عدي: "يحدِّثُ عن الأَصْمَعِي ومحمد بن مصعب بمناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).
قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 662) في ترجمة (عبد الملك بن قُرَيْب الأَصْمَعِي) نقلًا عن أبي الفتح الأَزْدِيّ: "هذا حديث منكر، قد ثبت أنَّه عليه الصلاة والسلام كُفِّنَ في ثلاثة أثوابٍ ليس فيها قميص. فأحمد بن عُبَيْد ليس بِعُمْدَةٍ".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّدَ أحمد بن عُبَيْد عن الأَصْمَعِيّ برواية هذا الحديث مرفوعًا. وقيل إنَّ عمَّار بن زَرْبِي
(1)
رفعه أيضًا عن الأَصْمَعِي كذلك". ثم ساقه من طريق عمَّار هذا -وهو الحديث التالي رقم (574) -، وقال: "لا يصحُّ رفعه. والمحفوظ ما أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن بن بِشْر بن موسى قال: سمعت الأَصْمَعِي يقول:
(1)
صُحِّفَ في: "تاريخ بغداد" إلى: "عمّار بن رزيق". والتصويب من "الكامل"(1/ 192)، و"الجرح والتعديل" (6/ 392). و (عمَّار بن زَرْبِي): مُتَّهم كما سيأتي، بينما (عمار بن رُزَيق): ثقة كما في "الميزان"(3/ 164)، روى له مسلم وغيره.
سمعت ابن عَوْن يقول: سمعت محمد بن سِيرين يقول: يستحب أن يكون قميص الميِّت مثل قميص الحيّ مكفوفًا مزرورًا. قال فَحَدَّثْتُ به حمَّاد بن زيد فقال: أنا زررت على ابن عَوْنٍ قميصه وألبسته. لم يذكر فيه أبا هريرة ولا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح".
و (ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْري أبو عَوْن). ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1336).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 192) -في ترجمة (أحمد بن عُبَيْد بن ناصح النَّحْوِي) -، عن عليّ بن أحمد بن مروان المُقْرِئ، عن أحمد بن عُبَيْد بن ناصح النَّحْوِي، به. وفي المطبوع سَقْطٌ في المَتْنِ.
قال ابن عدي عقب روايته له: "هذا الحديث لا أعلم رواه عن الأَصْمَعِي، غير أبي عَصِيدة هذا، وعمَّار بن زَرْبِي من أهل البَصْرة، وأبو عَصِيدة أصلح حالًا من عمَّار، وسمعت عَبْدَان الأَهْوَازي يصرِّح بكذب عمَّار هذا".
أقول: ستأتي ترجمة (عمَّار بن زَرْبِي) في الحديث التالي رقم (574).
* * *
574 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه الدُّوري الورَّاق، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن فهد، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عمَّار بن زَرْبِي
(1)
أبو المُعْتَمِر، حدَّثنا الأَصْمَعِي، عن ابن عَوْن، عن محمد،
عن أبي هريرة قال: لمَّا مات النبيُّ صلى الله عليه وسلم زُرَّ عليه.
قال محمد: وأنا زَرَرْتُ على أبي هريرة. قال ابن عَوْن: وأنا زَرَرْتُ على محمد. قال الأَصْمَعِيُّ: فذكرته لحمَّاد بن زيد فقال: أنا زَرَرْتُ على ابن عَوْن.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "عمّار بن رزيق". وانظر التعليق السابق.
(4/ 259 - 260) في ترجمة (أحمد بن عُبَيْد بن ناصح النَّحْوِي أبو جعفر، يعرف بأبي عَصِيدة).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف، ومَتْنُهُ منكر.
ففيه: (عمَّار بن زَرْبِيّ البَصْري أبو المُعْتَمِر) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (3/ 327) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَمُ".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 392) وفيه عن أبي حاتم: "كذَّاب متروك الحديث".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 517 - 518) وقال: "يُغْرِبُ ويُخطئ".
4 -
"الكامل"(5/ 1731) وذكر له بعض أحاديثه غير المحفوظة، ونقل عن عَبْدَان الأَهْوَازِي قوله فيه:"يكذب".
5 -
"المغني"(2/ 458) وقال: "قال عَبْدَان الأَهْوَازِي: يكذب".
وقد سبق الكلام على الحديث في الحديث الذي سبقه برقم (573).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (573).
* * *
575 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي، أخبرني عبد اللَّه بن محمد بن ياسين، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبَّار السَّكُوني -بغدادي-، حدَّثنا أبو يوسف القاضي، عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني، عن أبي الأَحْوَص،
عن عبد اللَّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دَخَلَ الغَائِطَ، قال:"أعوذُ باللَّه من الخُبُثِ والخَبَائِثِ".
(4/ 262) في ترجمة (أحمد بن عبد الجبَّار السَّكُوني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد الجبَّار السَّكُوني -وقد اختلف في اسم أبيه وجدِّه-) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 24) وقال: "أحمد بن محمد السَّكُوني أبو جعفر، من أهل الكوفة، يروي عن أبي يوسف القاضي، روى عنه محمد بن إسحاق
(1)
".
2 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 121 رقم (55) وقال: "أحمد بن محمد بن عيسى السَّكُوني، بغدادي، عن أبي يوسف القاضي، وأبي بكر بن عيَّاش".
3 -
"تاريخ بغداد"(4/ 261 - 262) باسم (أحمد بن عبد الجبَّار السَّكُوني)، و (4/ 275 - 276) باسم (أحمد بن عيسى بن الحسن -وقيل: السكن بدل الحسن- السَّكُوني)، و (5/ 59 - 60) باسم (أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد بن السُّكَيْن السَّكُوني أبو جعفر)، ونقل في هذا الموطن عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"بغدادي متروك".
4 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 148) وقال: "أحمد بن محمد بن عيسى السَّكُوني. عن أبي يوسف القاضي. ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ وقال: متروك الحديث، بغدادي".
5 -
"لسان الميزان"(1/ 288 - 289) وذكر الاختلاف المتقدِّم في نَسَبِهِ، وقال:"وهو هو".
(1)
يعني (الصَّغَاني) كما في "اللسان"(1/ 288).
و (أبو الأَحْوَص) هو: (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): تابعي ثقة مشهور بكُنْيَته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).
و(أبو إسحاق الشَّيْبَاني) هو: (سليمان بن أبي سليمان الكوفي): ثقة حجَّة عند جميعهم كما قال ابن عبد البَرّ، خرَّج له الستة، وتوفي في حدود (140 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(11/ 444 - 448)، و"التهذيب"(4/ 197 - 198)، و"التقريب"(1/ 325).
و(أبو يوسف القاضي) هو: (يعقوب بن إبراهيم): إمام مجتهد ثقة، وهو من أشهر تلامذة الإِمام أبي حَنِيفة النُّعْمَان، وكان وارث عِلْمِهِ وناشر مَذْهَبِهِ. قال ابن مَعِين فيه:"ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت في الحديث ولا أحفظ ولا أصحّ رواية من أبي يوسف". وتوفي عام (182 هـ). انظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(8/ 470 - 473)، و"الميزان"(4/ 447)، و"اللسان"(6/ 300 - 301)، و"المغني"(2/ 756 - 757)، و"قواعد في علوم الحديث" ص 339 - 341.
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي في "معجمه" ص 155 رقم (308)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(5/ 60) -في ترجمة (أحمد بن محمد بن عيسى السَّكُوني أبو جعفر) - من طريقين:
الأول: عن الحسن بن أبي طالب، عن الدَّارَقُطْنِيّ، عن محمد بن مَخْلَد وعليّ بن محمد السَّوَّاق، عن أحمد بن محمد بن عيسى السَّكُوني، به.
الثاني: عن أحمد بن أبي جعفر القَطِيعي، عن محمد بن المُظَفَّر، عن محمد بن سليمان السَّخْلِي، عن أحمد بن محمد بن عيسى السَّكُوني، به.
وقال الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: غريب من حديث أبي الأحوص عن عبد اللَّه، وهو غريب من حديث أبي إسحاق الشَّيْبَاني عنه، تفرَّد به أحمد بن محمد السَّكُوني عن أبي يوسف القاضي عنه".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 289) بعد أن ساقه من طريق السَّكُوني عن أبي يوسف به: "وهو حديث غريب بهذا الإِسناد، وقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد": أنَّ السَّكُوني تفرَّد به".
وقد صَحَّ من حديث أنس بن مالك وغيره. انظر: "عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 170 - 172، و"الدعاء" للطبراني (2/ 959 - 964)، و"جامع الأصول"(4/ 312 - 314).
وحديث أنس: رواه البخاري في الوضوء، باب ما يقول عند الخلاء (1/ 242) رقم (142)، ومسلم في الحيض، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء (1/ 383) رقم (357)، وغيرهما، بلفظ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ الخَلَاءَ قال: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ".
غريب الحديث:
قوله: "الخُبُث والخبائث" -الخُبُث: بضم الخاء المعجمة، وضم الباء الموحدة، ويجوز فتحها-: يعني ذُكْرَانَ الشياطين وإناثهم. انظر: "النهاية"(2/ 6)، و"لسان العرب" مادة (خبث)(2/ 142)، و"فتح الباري"(1/ 243 - 244).
* * *
576 -
حدَّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي -إملاءً، في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة-، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبَّار بن محمد قال: حدَّثنا يونس -يعني ابن بُكَيْر-، عن مِسْعَر بن كِدَام، عن أشعث بن أبي الشَّعْثَاء،
عن رَجُلٍ من كِنَانَة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها النَّاس قولوا لا إله إلّا اللَّه تُفْلِحُوا".
(4/ 262 - 263) في ترجمة (أحمد بن عبد الجبَّار بن محمد التَّمِيمي العُطَارِدِيّ أبو عمر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الطريق.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد الجبَّار التَّمِيمي العُطَارِدِيّ أبو عمر) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (188).
ولا يضر عدم معرفة الرجل من كِنَانَة، لأنَّه صحابي، والصحابة كلُّهم عدول رضي الله عنهم كما هو معلوم مقرَّر.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 376) مطوَّلًا، عن أبي النَّضْر، عن شَيْبَان، عن أشعث قال: وحدَّثني شيخ من بني مالك بن كِنَانَة قال: "رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المَجَاز يتخللها يقول: يا أيها النَّاس قولوا لا إله إلَّا اللَّه تُفْلِحُوا. . . ".
وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 21 - 22): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
ورواه في (5/ 371) منه، بأخصر من الرواية الأولى، عن محمد بن جعفر، عن شُعْبَة، عن الأشعث بن سُلَيْم قال: سمعتُ رَجُلًا في إِمْرَةِ ابن الزُّبَيْر قال: سمعت رجلًا في سوق عُكَاظ يقول: يا أيها النَّاس قولوا لا إله إلَّا اللَّه تُفْلِحُوا. . . ".
وإسناده صحيح أيضًا.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"صحيح ابن حِبَّان"(8/ 183)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (5/ 380 - 381)، و"سنن الدَّارَقُطْنِيّ"(3/ 44 - 45)، و"مجمع الزوائد"(6/ 21 - 23).
* * *
577 -
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصَّائغ، حدَّثنا أحمد بن عبد الملك بن وَاقِد، حدَّثنا زهير، حدَّثنا أبو إسحاق، عن أبي أسماء الصَّيْقَلي،
عن أنس بن مالك قال: خَرَجْنَا نَصْرُخُ بالحَجِّ، فلمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأن نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، وقال:"لو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ لَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، ولكنِّي سُقْتُ الهَدْيَ وقَرَنْتُ بين الحَجِّ والعُمْرَةِ".
(4/ 266) في ترجمة (أحمد بن عبد الملك بن وَاقِد الحَرَّاني أبو يحيى).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الطريق.
ففيه (أبو أسماء الصَّيْقَل)
(1)
وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 333 - 334) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وفيه عن أبي زُرْعَة وقد سُئِلَ عنه: "لا أعرف اسمه".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 578).
أقول: توثيق ابن حِبَّان للمجاهيل معروف.
(1)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(8/ 125): "هذه النسبة إلى صِقَال الأشياء الحديدية: كالسيف والمِرْآة والدِّرْع وغيرها". وقال: "وقد تلحق الياء في آخرها للنسبة إليها".
3 -
"الكاشف"(3/ 270) ولم يذكر فيه شيئًا. وقد صُحِّفَ فيه إلى "الصيفل" بالفاء.
4 -
"التقريب"(2/ 391) وقال: "مجهول، من الخامسة"/ س.
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(زهير) هو (ابن معاوية بن حُدَيْج الجُعْفي الكوفي أبو خَيْثَمة): ثقة ثَبْتٌ مأمون، إلَّا أنَّ سماعه من أبي إسحاق السَّبِيعي كان بعد اختلاطه؛ وهذه عِلَّةٌ ثانية للحديث. وقد خرَّج له الستة، وتوفي عام (172 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 420 - 425)، و"التهذيب"(3/ 351 - 353)، و"التقريب"(1/ 265).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 148)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 306 - 307) رقم (4345)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 240) رقم (1750) -، والطَّحَاوي في "شرح معاني والآثار"(2/ 153)، من طريق زهير، عن أبي إسحاق، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 235): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى والطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو أسماء الصَّيْقَل ولم أجد من روى عنه غير أبي إسحاق".
وقال الهيثمي في "مجمع البحرين"(3/ 240): "لأنس في "الصحيح" حديث في القِرَان، وإنما ذكر هذا، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبر عن نَفْسِهِ أنَّه قَرَن".
ورواه البُخَاري في الحجِّ، باب مَنْ أَهَلَّ في زمن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم
كإهلال النبيِّ صلى الله عليه وسلم (3/ 416) رقم (1558)، -واللفظ له-، ومسلم في الحَجِّ باب إهلال النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهديه (2/ 914) رقم (1250)، وغيرهما، عن أنس قال:"قَدِمَ عليٌّ رضي الله عنه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال: بما أَهْلَلْتَ؟ قال: بما أَهَلَّ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فقال: لولا أنَّ معي الهَدْيَ لأَحْلَلْتُ".
وله شواهد، انظرها في:"جامع الأصول"(3/ 127) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(3/ 235 - 237)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 231) وما بعد.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الحجِّ، باب تقضي الحائض المناسك كلَّها إلَّا الطَّوافَ بالبيت. . . . (3/ 504) رقم (1651) -واللفظ له-، ومسلم في الحجِّ، باب بيان وجوه الإِحرام. . . (2/ 882 - 885)، وغيرهما، عن جابر بن عبد اللَّه قال:"أَهَلَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه بالحَجِّ، وليس مع أحدٍ منهم هَدْيٌ غير النبيِّ صلى الله عليه وسلم وطَلْحَةَ، وقَدِمَ عليٌّ من اليمن -ومعه هَدْيٌ- فقال: أَهْلَلْتُ بما أَهَلَّ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فَأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً" الحديث. وفيه: "لو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما أَهْدَيْتُ، ولولا أنَّ معي الهَدْيَ لأَحْلَلْتُ".
* * *
578 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك، حدَّثنا عمر بن إبراهيم المُقْرِئ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا عثمان -يعني ابن أبي شَيْبَة-، حدَّثنا هُشَيْم، أخبرنا حُمَيْد الطويل،
عن أنس بن مالك قال: لمَّا طَلَّقَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَفْصَةَ، أُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا فَرَاجَعَهَا.
(4/ 267) في ترجمة (أحمد بن عبد الملك بن عبد اللَّه القَطَّان أبو نصر، المعروف بابن الحواجبي).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا شيخ الخطيب صاحب الترجمة (أحمد بن عبد المَلَكُ بن عبد اللَّه القَطَّان) فقد قال عنه: "كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان أُمِّيًّا لا يكتب، وسماعه في كتب خاله". ولم يذكر فيه سوى ذلك، ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل.
و(هُشَيْم) هو (ابن بَشِير بن القاسم السُّلَمِي الوَاسِطي أبو معاوية): محدِّث بغداد وحافظها، ثقة ثَبْت، كثير التدليس. وقد صرَّح هنا بالإخبار. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).
وهو صحيح له طرق وشواهد.
التخريج:
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(8/ 84) عن عثمان بن محمد بن أبي شَيْبَة، أخبرنا هُشَيْم، به.
وإسناده صحيح.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 15) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عن أنس:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ تَطْلِيقَةً، فأتاهُ جبريلُ عليه الصلاة والسلام فقال: يا محمد طَلَّقْتَ حَفْصَةَ وهي صَوَّامةٌ قَوَّامةٌ، وهي زَوْجَتُكَ في الجَنَّة، فَرَاجِعْها".
ولم يتكلَّم عليه الحاكم أو الذَّهَبِيّ في "تلخيص المستدرك" بشيء.
أقول: إسناده ضعيف لضعف (الحسن بن أبي جعفر الجُفْري البَصْري). وستأتي ترجمته في حديث (903).
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" من طريق موسى بن أبي سهل
المِصْري، عن يحيى بن أبي بُكَيْر الكِرْمَاني، عن شُعْبَة، عن قَتَادة، عن أنس بنحوه مطوَّلًا -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 359 - 360) رقم (3838) -.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 244 - 245) بعد أن عزاه له: "وفيه جماعة لم أعرفهم".
أقول: في سياق الطبراني وَهَمٌ، وهو ذِكْرُ دخول عثمان بن مَظْعُون مع أخيه قُدَامَة -وهما خالاها- عليها بعد أن طلَّقها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإنَّ عثمان بن مَظْعُون مات قبل أن يتزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم حَفْصَة لأنَّه مات قبل أُحُدٍ بلا خلاف. وَزَوْجُ حَفْصَةَ قَبْلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مات بأُحُدٍ، فتزوَّجها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد أُحُدٍ بلا خلاف. نبَّه عليه الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 282) بخصوص حديث قيس بن زيد الآتي.
وهذا الوَهَمُ بعينه قد وقع في حديث قيس بن زيد -وهو شاهد لحديث أنس- الذي رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 15)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(8/ 84)، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 365).
ولم يتكلَّم الحاكم أو الذَّهَبِيّ في "تلخيص المستدرك" عليه بشيء.
أقول: الحديث مرسل، ورجال إسناده ثقات عدا مُرْسِله:(قيس بن زيد)، فإنَّه تابعي صغير مجهول، ذكره أبو الفتح الأَزْدِيّ في "الضعفاء". انظر:"الجرح والتعديل"(7/ 98)، و"الميزان"(3/ 296)، و"الإصابة"(3/ 282).
وأمَّا قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 245) بعد ذكره لحديث قيس بن زيد
(1)
: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح"، فإنَّه موضع نظر لما قدَّمت، وليس لقيس بن زيد رواية في أحد الكتب الستة.
(1)
تَصَحَّفَ في "مجمع الزاوئد" إلى: "قيس بن يزيد".
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (8/ 84 - 85)، و"جامع الأصول"(11/ 409 - 410)، و"مجمع الزوائد"(9/ 244 - 245)، و"الإصابة"(4/ 273).
* * *
579 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصَّلْت الأَهْوَازِي، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المَطِيري، حدَّثنا أحمد بن عبد الخالق الضُّبَعِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن داود الخُرَيْبِي، حدَّثنا حُرَيْث، عن الشَّعْبِيّ،
عن البراء: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُسَلِّمُ عن يَمِيْنِهِ وعن شِمَالِهِ حتى يُرى بَيَاضُ خَدَّيْهِ.
(4/ 269) في ترجمة (أحمد بن عبد الخالق بن بكر الضُّبَعِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (حُرَيْث بن أبي مَطَر الفَزَاري الحَنَّاط الكوفي أبو عمرو) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 55 رقم (111) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 71) وقال: "فيه نظر".
3 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 609).
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 79 رقم (122) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 287).
6 -
"الجرح والتعديل"(3/ 264) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس:
"ضعيف الحديث، روي حديثين منكرين". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث. . . ".
7 -
"المجروحين"(1/ 260) وقال: "كان ممن يخطئ، لم يغلب خطأه على صوابه فيخرجه عن حدِّ العدالة، ولكنه إذا انفرد بالشيء لا يحتج به".
8 -
"الكامل"(2/ 618) وقال: "ليست رواياته بكثيرة".
9 -
"المغني"(1/ 154) وقال: "متروك".
10 -
"الكاشف"(1/ 155) وقال: "ضعَّفوه".
11 -
"التهذيب"(2/ 234 - 235) وفيه عن الدُّولابي وعليّ بن الجُنَيْد والأَزْدي: "متروك". وقال البُخَاري: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال السَّاجي: ضعيف الحديث عنده مناكير". وقال الحَرْبي: "ليس بحجَّة". وقال أبو داود: "ضعيف".
12 -
"التقريب"(1/ 159) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ خت ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عبد الخالق الضُّبَعِي أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد الأَهْوَازِيّ أبو الحسن): صدوق فيه لِين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (57).
و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 299)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 177)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 357) -مختصرًا-، من طرق، عن حُرَيْث، عن الشَّعْبِيِّ، عنه، به.
قال البيهقي: "وهو ثابت عن سعد بن أبي وقَّاص وجابر بن سَمُرَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "المصنَّف" لعبد الرزاق (2/ 218 - 223)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 298 - 300)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 270 - 271)، و"مجمع الزوائد"(2/ 145 - 147).
ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في المساجد، باب السلام للتحليل من الصَّلاة. . . (1/ 409) رقم (582)، والنَّسَائي في السهو، باب السلام (3/ 61)، وأبو عبد اللَّه الدَّوْرَقي في "مسند سعد بن أبي وقَّاص" ص 60 رقم (22)، وغيرهم، عن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال:"كنتُ أَرَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يَمِيْنِهِ وعن يَسَارِه، حتى أرى بَيَاضَ خَدِّهِ". واللفظ لمسلم.
وقد عَدَّهُ السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 104 - 106 من المتواتر، وتابعه الزَّبِيْديّ في "لقط اللآلئ المتناثرة" ص 111 - 115، والكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 66 - 67، حيث ذكره من حديث أربعة عشر صحابيًا.
* * *
580 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق، أخبرنا أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد بن عليّ الحطمي الأنصاري، حدَّثنا إسماعيل بن قيس، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الحُبَاب سعيد بن يَسَار،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: سَمِعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صوتًا شديدًا، فهاله ذلك، فأتاه جبريل فقال:"يا جبريلُ ما هذا الصوتُ"؟ قال: هذه صخرةٌ هَوَتْ من شَفِيرِ جهنَّم من سبعين عامًا هذا حين بَلَغَتْ قَعْرَهَا، أَحَبَّ اللَّهُ أن يُسْمِعَكَ صَوْتَهَا. قال: فما رُؤي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضاحكًا حتى قُبِضَ.
(4/ 270 - 271) في ترجمة (أحمد بن عبد الصمد بن عليّ الأنصاريّ الزُّرَقِيّ المَدَنيّ أبو أيوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة بنحوه.
ففيه (إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو مصعب) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 33 - 34 رقم (18) وقال: "منكر الحديث، وكان قد أتى عليه إحدى وتسعون سنة".
2 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 70) في باب من يرغب عن الرواية عنهم.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 51 رقم (43) وقال: "مَدَني ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 91) وقال: "لا يُتَابَعُ إلَّا من جهة متقاربة".
5 -
"الجرح والتعديل"(2/ 193) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، يحدِّث بالمناكير، لا أعلم له حديثًا قائمًا".
6 -
"المجروحين"(1/ 127 - 128) وقال: "في حديثه من المناكير والمقلوبات التي لا يعرفها من ليس الحديث صناعته".
7 -
"الكامل"(1/ 296 - 297) وقال: "عامَّة ما يرويه منكر".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 136 رقم (80) وقال: "منكر الحديث".
9 -
"المغني"(1/ 86) وقال: "ضعَّفه غير واحد".
10 -
"اللسان"(1/ 429 - 430) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس حديثه بالقائم".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 138) رقم (4845) -، من طريق أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، عن إسماعيل بن قيس، به.
ولفظ آخره عنده: "فما رؤي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضاحكًا ملء فيه حتى قبضه اللَّه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 389) بعد أن عزاه له: "فيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيف".
وأمَّا قول محقق "مجمع البحرين": "أحمد بن عبد الصمد الأنصاري: لا يعرف". فهو موضع نظر، فإنَّه صاحب الترجمة، وقد وثَّقه الخطيب، وقال الدَّارَقُطْنِيّ:"مشهور لا بأس به". والمحقق قد تابع في هذا الحَافِظَيْن: الذَّهَبِيُّ وابن حَجَر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (425).
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 162) عن محمد بن بِشْر، عن هارون بن أبي إبراهيم، عن أبي نصر، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بنحوه.
قال البُوصِيري كما في حاشية محقق "المطالب العالية"(4/ 398): "رواته ثقات".
أقول: بعض رجال إسناد ابن أبي شَيْبَة لم يتيسر لي تعيينهم، وأنا أخشى من وقوع تصحيف في الإسناد. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وذكره المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 471 - 472) وعزاه للطبراني وحده.
وانظر الأحاديث الواردة في الباب في: "جامع الأصول"(10/ 515)، و"مجمع الزوائد"(10/ 389 - 390)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 470 - 473)، و"المطالب العالية"(4/ 397 - 398).
وقد روى مسلم في صفة الجنَّة، باب في شدة حَرِّ نار جهنم وبُعْدِ قعرها (4/ 2184 - 2185) رقم (2844)، وأحمد في "المسند"(2/ 371)، عن أبي هريرة قال: "كنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذْ سَمِعَ وَجْبَةً
(1)
، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: تَدْرُونَ ما هذا؟ قال قلنا: اللَّهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ. قال: هذا حَجَرٌ رُمِيَ به في النَّار مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فهو يَهْوِي في النَّار الآن حتى انْتَهَى إلى قَعْرِهَا".
وقد تقدَّم له شاهد من حديث أنس بن مالك برقم (220)، وإسناده ضعيف جدًّا.
* * *
581 -
أخبرني أبو بكر محمد بن عليّ بن محمد الحَدَّاد -بدمشق-، أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السُّلَمي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن بِشْر بن النَّضْر الهَرَوي، حدَّثنا أحمد بن عبد الأعلى البغدادي -بمِصْر-، حدَّثنا زهير بن عبّاد قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن المغيرة، عن المُعَلَّى بن هلال، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَرَى في الظُّلْمَةِ كما يَرَى في الضُّوْءِ.
(4/ 271 - 272) في ترجمة (أحمد بن عبد الأعلى البغدادي).
(1)
أي سقطة. انظر "النهاية"(5/ 154).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (مُعَلَّى بن هلال بن سُوَيْد الطَّحَّان الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 576) وقال: "ليس بشيء". وقال مُرَّةً: "كذَّاب".
2 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 169 رقم (246) وقال: "لا يْكْتَبُ حديث مثل مُعَلَّى، كان غير ثقة".
3 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 204) وقال: "كذَّاب".
4 -
"التاريخ الكبير"(7/ 396) وقال: "تركوه".
5 -
"أحوال الرجال" ص 60 رقم (55) وقال: "كذَّاب".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 226 رقم (588) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 214 - 215) وفيه أنَّ ابن المُبَارَك قال لوكيع: "حَدَّثَنَا شيخ يقال له أبو عِصْمة، يَضَعُ كما يَضَعُ المُعَلَّى بن هلال".
8 -
"الجرح والتعديل"(8/ 331 - 332) وفيه عن ابن المَدِيني: "ما رأيت يحيى بن سعيد يصرِّح أحدًا بالكذب إلَّا معلَّى بن هلال وإبراهيم بن أبي يحيى فإنَّهما كانا يكذبان". وقال أحمد: "متروك الحديث، حديثه موضوع كذب". وقال ابن أبي حاتم: "سُئِلَ أبو زُرْعَة عن المعلَّى بن هلال: ما كان ينقم عليه؟ قال: الكذب".
9 -
"المجروحين"(3/ 16 - 17) وقال: "كان يروي الموضوعات عن أقوام ثقات، وكان أُمِّيًّا لا يكتب، وكان غاليًا في التَّشَيُّع يشتم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . ".
10 -
"الكامل"(6/ 2369 - 2370) وقال: "هو في عداد من يضع الحديث".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 358 - 359 رقم (505) وقال: "يكذب".
12 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 169 رقم (259) وقال: "يضع الحديث".
13 -
"المغني"(12/ 67) وقال: "كذَّاب وضَّاع باتفاق".
14 -
"الكاشف"(3/ 145) وقال: "كذَّبوه".
15 -
"التقريب"(2/ 266) وقال: "اتَّفق النُّقَّاد على تكذيبه، من الثامنة"/ ق.
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة الكوفي المِصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 301 - 302) وقال: "كان يخالف في بعض حديثه، ويحدِّث بما لا أصل له".
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 158) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ".
3 -
"الكامل"(4/ 1533 - 1535) وقال: "سائر أحاديثه عامَّتها ممَّا لا يُتَابَعُ عليه، ومع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
4 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 487 - 488) وفيه عن ابن يونس: "منكر الحديث". وقال النَّسَائي: "روى عن الثَّوْري ومالك بن مِغْوَل أحاديث كانا أتقى اللَّه من أن يحدِّثا بها".
5 -
"لسان الميزان"(3/ 332 - 333) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ينفرد عن الثَّوْري بأحاديث".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن عبد الأعلى البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1534) -في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة المِصْري) -، من طريق عبَّاس بن الوليد، عن زهير بن عبَّاد، به.
وليس عنده ذكر (المعلَّى بن هلال) بين (عبد اللَّه بن المغيرة) و (هشام)! .
وعن ابن عدي من طريقه هذا، رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 74 - 75)، وقال:"هذا إسناد فيه ضعف، وروي ذلك من وجه آخر ليس بالقوي". ثم ساقه من حديث ابن عبَّاس، وسيأتي.
ورواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(2/ 753) رقم (1337) عن أبي عليّ محمد بن هارون، عن أحمد القُرَشِي، عن زهير بن عبّاد، به. بذكر المُعَلَّى بن هلال.
وفيه إلى جانب (المُعَلَّى) و (عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة)، شيخ تمَّام:(محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري أبو عليّ)، قال عنه عبد العزيز الكَتَّاني: كان يُتَّهم. كما في "المغني"(2/ 640)، و"الميزان"(4/ 57).
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 168) رقم (266) عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال العُقَيْلِي: عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة يحدِّث بما لا أصل له، وعبَّاس بن الوليد كان ابن المَدِيني يتكلَّم فيه".
قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 487 - 488) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة) بعد أن ساق له عِدَّة أحاديث، منها حديث السيدة عائشة هذا من طريق زهير بن عبّاد، عنه، به:"وهذه موضوعات".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 332 - 333).
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 75) من طريق صالح بن عبد اللَّه النَّيْسَابُوري، عن عبد الرحمن بن عمَّار الشهيد، عن المغيرة بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، به.
وقد تقدَّم عن البيهقي قوله: إسناده ليس بالقويِّ.
أقول: في إسناده من لم أقف له على ترجمة.
* * *
582 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجَوْزي، أخبرنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدُّنْيَا، حدَّثنا أحمد بن عيسى المِصْري، حدَّثنا ضِمَام بن إسماعيل الإِسْكَنْدَرَاني، حدَّثني يزيد بن أبي حَبِيب، وموسى بن وَرْدَان.
عن كعب بن عُجْرَة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقد كَعْبًا فسأل عنه، فقالوا: مريض فخرج يمشي حتى أتاه، فلما دَخَلَ عليه قال:"أَبْشِرْ يا كَعْبُ". فقالت أُمُّهُ: هنيئًا لك الجَنَّةُ يا كَعْبُ. فقال: "من هذه المُتَأَلِّيةُ على اللَّه عز وجل"؟ قال: هي أُمِّي يا رسول اللَّه. قال: وما يُدْرِيْكِ يا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قال ما لا يَعْنِيه، ومَنَعَ ما لا يُغْنِيه".
(4/ 273) في ترجمة (أحمد بن عيسى بن حسَّان المِصْريّ التُّسْتَرِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده جيِّد.
(موسى بن وَرْدَان العامري المِصْرِي أبو عمر المَدَني الأصل) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(3/ 167): "صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"
(2/ 289): "صدوق ربما أخطأ، من الثالثة"/ بخ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر" (5/ 107 - 108)، و"التهذيب" (10/ 376 - 377).
و(يزيد بن أبي حَبِيب الأَزْدِيّ المِصْري أبو رجاء): إمام حجَّة، مفتي الدِّيَار المِصْرِيَّة، وهو من صِغَار التابعين، وكان يرسل، خرَّج له الستة، وتوفي عام (128 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 31 - 33)، و"التهذيب"(11/ 318 - 319)، و"التقريب"(2/ 363).
ورواية (يزيد) عن (كعب) رضي الله عنه، مُرْسَلَةٌ، فإنَّ وفاة (كعب) كانت عام (52 هـ) كما في "الكاشف"(3/ 7)، وولادة (يزيد) كانت عام (53 هـ) كما في "التهذيب"(11/ 319).
لكنه متصل من طريق (موسى بن وَرْدَان).
و(ضِمَام بن إسماعيل بن مالك المُرَادي المِصْري أبو إسماعيل) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 313): "صدوق، ليَّنه بعض الحُفَّاظ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 374): "صدوق ربما أخطأ، من الثامنة"/ بخ. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(13/ 311 - 314)، و"التهذيب"(4/ 458 - 459).
وصاحب الترجمة (أحمد بن عيسى بن حسَّان التُّسْتَرِي المِصْري أبو عبد اللَّه) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(1/ 25): "تُكُلِّمَ فيه بلا حجَّة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 23): "صدوق، تُكُلِّمَ في بعض سماعاته قال الخطيب: بلا حجَّة. من العاشرة"/ خ م س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تاريخ بغداد"(4/ 272 - 275)، و"تهذيب الكمال"(1/ 417 - 421)، و"التهذيب"(1/ 64 - 65).
و(أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدُّنْيَا القُرَشي البغدادي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 447): "صدوق، حافظ، صاحب تصانيف، من الثانية
عشرة"/ فق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تاريخ بغداد" (10/ 89 - 91)، و"السِّيَر" (13/ 397 - 404)، و"التهذيب" (6/ 12 - 13).
و(أحمد بن محمد بن جعفر الجَوْزي أبو الحسين، يعرف بمُشْكَان)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (4/ 407 - 408) وقال:"ثقة". وكانت وفاته عام (341 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(5/ 397 - 398) وقال: "المحدِّث الثقة".
وشيخ الخطيب (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن بِشْران الأُمَوي المُعَدَّل أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 291) رقم (5129) -، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(14/ 556 - 557) -مخطوط-، مطوَّلًا، من طريق أحمد بن عيسى المِصْريّ، عن ضِمَام بن إسماعيل، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن كعب إلَّا موسى، تفرَّد به ضِمَام".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 313 - 314) بعد أن ذكره معزوًا للطبراني في "الأوسط": "وإسناده جيِّد".
وقال المُنْذِري مِنْ قَبْلُ في "الترغيب والترهيب"(4/ 191 - 192): "رواه الطبراني، ولا يحضرني الآن إسناده، إلَّا أنَّ شيخنا الحافظ أبا الحسن رحمه الله
(1)
يقول: إسناده جيِّد".
(1)
هو الإِمام عليّ بن المُفَضَّل المَقْدِسي، المتوفى سنة (611 هـ). ترجم له المُنْذِري في كتابه "التكملة لوفيات النقلة" (2/ 306 - 307) وقال:"قرأت عليه الكثير، وكتبت عنه جملة صالحة، وانتفعت به انتفاعًا كثيرًا". وانظر ترجمته كذلك في: "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (22/ 66 - 69).
وعندهم جميعًا: "لعل كَعْبًا قال ما لا ينفعه. . . . ".
وعزاه في "الجامع الكبير"(2/ 592 - 593) إلى ابن عساكر وحده. وفي هذا قصور.
غريب الحديث:
قوله: "مَنْ هذه المُتَأَلِّيةُ على اللَّه عز وجل": أي التي تحكم على اللَّه عز وجل. انظر "النهاية"(1/ 62) مادة (أله).
* * *
583 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا عليّ بن محمد المِصْرِي، حدَّثنا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخَرَّاز البغدادي الصُّوفي، أخبرنا عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري، حدَّثنا جابر بن سُلَيْم، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ، وشِرَارُكُم أسوؤُكُم خُلُقًا".
(4/ 276) في ترجمة (أحمد بن عيسى الخَرَّاز الصُّوفي أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري المَدَني أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"سنن أبي داود"(5/ 176) رقم (4846) وقال: "شيخ منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 233) وقال: "كان يغلب على حديثه الوَهَم".
3 -
"المجروحين"(2/ 36 - 37) وقال: "كان ممن يأتي عن الثقات: المقلوبات، وعن الضعفاء: المُلْزَقَات".
4 -
"الكامل"(4/ 1506 - 1508) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه".
5 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 151 - 152) رقم (90) وقال: "يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها عنهم غيره".
6 -
"المغني"(1/ 330) وقال: "مُتَّهَمٌ بالوضع".
7 -
"الكاشف"(2/ 63) وقال: "مُتَّهَمٌ عَدَمٌ".
8 -
"الميزان"(2/ 388 - 389) وقال: "يُدَلِّسُونه لوهنه". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيِّ: "حديثه منكر".
9 -
"التهذيب"(5/ 137 - 138) وفيه عن السَّاجِي: "منكر الحديث".
10 -
"التقريب"(1/ 400) وقال: "متروك، نسبه ابن حِبَّان إلى الوضع، من العاشرة"/ د ت.
كما أنَّ فيه (جابر بن سُلَيْم) وقد ترجم له في:
1 -
"المغني"(1/ 125) وقال: "قال الأَزْدِيّ: لا يُكْتَبُ حديثه".
2 -
"اللسان"(2/ 86) وفيه عن أحمد بن حنبل: "شيخ ثقة مَدَني حسن الهيئة". وقال الأَزْدِيُّ: "منكر الحديث".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عيسى الخَرَّاز الصُّوفي أبو سعيد) نَعَتَهُ الخطيب بقوله: "من كبار شيوخهم -يعني الصُّوفية-، كان أحد المذكورين بالورع والمراقبة وحسن الرعاية والمجاهدة، وحدَّث شيئًا يسيرًا". ولم يذكر ما يكشف عن حاله في أمر الرواية. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 419 - 422) وقال: "شيخ الصُّوفية القدوة". وكانت وفاته عام (277) أو بعد.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 249) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 61) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
ورواه مختصرًا: الخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذمومها" ص 20 رقم (2 و 3)، من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حَبِيب بن عُبَيْد، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"الشؤمُ سوءُ الخُلُقِ"،
وفي إسناده (أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغسَّاني الشَّامي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (613).
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 548) إلى الخطيب فحسب، وهو قصور منه رحمه الله.
والشطر الأول منه: "سُوءُ الخُلق شؤم"، ورد في حديث رواه عبد الرزاق في مصنَّفه" (11/ 131 - 132) رقم (20118)، وعنه أحمد في "المسند" (3/ 502)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 3) رقم (4451)، عن مُعْمَر، عن عثمان بن زُفَر، عن بعض بني رافع بن مَكِيث، عن رافع بن مَكِيث
(1)
-وكان، ممن شَهِدَ الحُدَيْبِيَة- أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"حُسْنُ المَلَكَةِ نَمَاءٌ، وسُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ، والبِرُّ زيادةٌ في العُمُرِ، والصَّدَقَةُ تمنعُ مِيْتَةَ السُّوءِ".
ورواه عن عبد الرزاق من طريقه المتقدِّم مختصرًا، أبو داود في الأدب، باب في حق المملوك (5/ 361 - 362) رقم (5162)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(3/ 113 - 114) رقم (1544)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذمومها" ص 23 رقم (11) بلفظ:"حُسْنُ المَلَكَةِ يُمْنٌ، وسُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ".
ولفظ أبي يَعْلَى والخرائطي: "نَمَاء" بدلًا من "يُمْن".
ورواه عبَّاس الدُّوري في "التاريخ" لابن مَعِين (3/ 255 - 256) رقم (1204) من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن مَعْمَر، عن عثمان بن زُفَر، به، بلفظ: سوء الخلق شؤم، وحسن المَلَكَة نماء، والصدقة تدفع مِيْتَةَ السُّوءِ".
(1)
سقط من "المسند" لأحمد، المطبوع، قوله:"عن رافع بن مَكِيث".
وإسناده ضعيف لجهالة بعض بني رافع بن مَكِيث، ولأنَّ (عثمان بن زُفَر الجُهَني الدِّمَشْقي): مجهول أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (2079).
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 110) وقال: "روى أبو داود منه: "حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم" فقط. رواه الطبراني في "الكبير" وفيه رجل لم يسمّ".
أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يعزوه لأحمد، كما فاته أن يعلَّه بـ (عثمان بن زُفَر) أيضًا.
وعزاه العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 50) لأبي داود عن رافع بن مَكِيث، وقال:"لا يصحُّ".
ولهذا الشطر شواهد أخرى معلولة، انظرها في "مجمع الزوائد"(8/ 25)، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 50)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 212).
* * *
584 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر مُكْرَم بن أحمد بن محمد بن مُكْرَم القاضي، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن عليّ بن مَاهَان الرَّازي، حدَّثنا أبو غسان محمد بن عمرو زُنَيْج، حدَّثنا يحيى بن مغيرة
(1)
، حدَّثنا جَرِير، عن الأَعْمَش، عن عطيَّة،
عن أبي سعيد، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لمَّا أُسري بي
(1)
هكذا في المطبوع: "يحيى بن مغيرة". وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 332) -وهو يرويه عن الخطيب-، و"الميزان"(1/ 127)، و"اللسان" (1/ 243):"يحيى بن مَعِين". وفي "اللآلئ" للسيوطي (8/ 315): "يحيى بن مغيرة" كما في المطبوع.
دخلت الجَنَّة فناولني جبريل تفاحة، فانفلقت بنصفين، فخرجت منها حَوْرَاء، فقلت لها لمن أنتِ؟ فقالت: لعليّ بن أبي طالب".
(4/ 278 - 279) في ترجمة (أحمد بن عيسى بن عليّ بن مَاهَان الرَّازِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن عيسى الرَّازِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ أَصْبَهَان" لأبي نُعَيْم (1/ 111 - 112) وقال: "صاحب غرائب وحديث كثير".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 278 - 279) ونقل قول أبي نُعَيْم السابق.
3 -
"الميزان"(1/ 127) وقال: "عن زُنَيْج الرَّازِيّ بخبرٍ منكرٍ في فضل عليّ". ثم ساق خبره هذا، وقال:"هذا كذب".
4 -
"اللسان"(1/ 243 - 244) وأقرَّ الذَّهَبِيَّ في حكمه على الحديث بالوضع. وفيه عن السَّمْعَاني: "تكلَّموا في روايته".
كما أنَّ فيه (عطيَّة بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(جَرِير) هو (ابن عبد الحميد الضَّبِّي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 331 - 332) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حيث لا يصحُّ، وأحسبه انقلب على بعض الرواة، أو أدخله بعض المتعصبين على سليم
(1)
. وعطيَّة قد ضعَّفه شُعْبَة وأحمد ويحيى".
وقد ساقه ابن الجَوْزي من قَبْلُ، من طرق، على أنَّه ورد في فضل عثمان بن عَفَّان، وقال:"وقد قَلَب هذا الحديث بعض النَّاس فجعله لعليّ". ثم ساق حديث الخطيب هذا.
وذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 315)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 374)، وعزياه إلى الخطيب فحسب.
* * *
585 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصَّلْت الأَهْوَازي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثني أحمد بن عيسى الهاشمي أبو الطيِّب -من أصله-.
وأخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل، حدَّثنا أبو الحسين عبد اللَّه بن إبراهيم الزَّبِيبِي
(2)
، حدَّثنا أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد اللَّه بن عيسى بن عبد اللَّه بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، حدَّثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل، عن الأَعْمَش، عن نافع.
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعا أبا طَيْبَة فَحَجَمَهُ، فَسَألَهُ عن خَرَاجِهِ، فقال: ثلاثة آصع
(3)
. فَوَضَعَ عنه صَاعَيْنِ، وأعطاهُ أَجْرَهُ.
(1)
هكذا في "الموضوعات" المطبوع، ولم يتضح لي المراد.
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الزينبي". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(9/ 409)، و"الأنساب"(6/ 246)، و"السِّيَر"(16/ 258).
(3)
في "القاموس المحيط" مادة (صاع) ص 955: أنَّ جمع (الصاع) يكون على: (أَصْوُع، وأَصْؤُع، وأَصْوَاع، وصُوع، وصِيعان).
(4/ 279) في ترجمة (أحمد بن عيسى بن محمد الهاشمي أبو الطيِّب).
مرتبة الحديث:
إسناد الطريق الثاني صحيح، رجاله كلُّهم ثقات.
أمّا الطريق الأول، فإنَّ رجاله ثقات عدا شيخ الخطيب (أحمد بن محمد الأَهْوَازي) فإنَّه صدوق فيه لِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (57).
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(6/ 266) عن عليّ بن مُسْهِر، عن ابن أبي ليلى، ونافع، عنه، به.
لكن عنده: "فوضع عنه من خَرَاجِه صاعًا وأعطاه أجرًا".
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (6/ 264 - 268)، و"جامع الأصول"(10/ 582 - 583)، و"مجمع الزوائد"(4/ 93 - 94)، و"التمهيد" لابن عبد البَرِّ (2/ 224 - 227)، و"فتح الباري"(4/ 460).
ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في الإِجارة، باب ضريبة العبد. . . (4/ 458) رقم (2277)، ومسلم في المُسَاقَاة، باب حل أجرة الحجَّام (3/ 1204) رقم (1577)، وغيرهما، عن أنس بن مالك قال:"حَجَمَ أبو طَيْبَةَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ له بِصَاعٍ أو صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وكَلَّمَ مواليَهُ فَخَفَّفَ عن غَلَّتِهِ أو ضَرِيبتِه". واللفظ للبخاري.
* * *
586 -
أخبرني محمد بن عَلَّان الشُّرُوطي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن عيسى الجَسَّار -شيخ من جسَّاري الجسر
(1)
، ولم
(1)
أي ممَّن يقومون على حراسة الجسر الذي على نهر دِجْلَة وحفظه وحلّه وشدّه. انظر "الأنساب"(3/ 253).
يكن عنده غير هذا الحديث-، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِيّ، حدَّثنا الحَمَّادان: حمَّاد بن سَلَمَة، وحمَّاد بن زيد، عن ثابت البُنَاني.
عن أنس بن مالك أنَّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أيُّ الأعمال أفضل؟ قال:"الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا، وبِرُّ الوَالِدَيْنِ، والجِهَادُ في سبيلِ اللَّه". قال السائل: ولو استزدته لزادني.
(4/ 279 - 280) في ترجمة (أحمد بن عيسى بن هارون الجَسَّار أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
وقد سبق الكلام على الإِسناد في حديث (253).
قال الخطيب عقب روايته له: "غريب بهذا الإِسناد جدًّا، لم أسمعه إلَّا من الشُّرُوطي. وروى أحمد بن عبد العزيز بن ثَرْثَال عن هذا الشيخ الجَسَّار فسمَّاه محمَّدًا، وقد ذكرناه فيما تقدَّم".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (253).
وسيأتي أيضًا برقم (1544) مختصرًا، وذكرت هناك مصادر شواهده.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في المواقيت، باب فضل الصلاة لوقتها (2/ 9) رقم (527)، ومسلم في الإِيمان، باب بيان كون الإِيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال (1/ 89) رقم (85)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن مسعود قال:"سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أيُّ العَمَلِ أحبُّ إلى اللَّه؟ قال: الصَّلاةُ على وَقْتِهَا. قال: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ. قال: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: الجِهَادُ في سبيل اللَّه. قال: حدَّثني بِهِنَّ ولو اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي".
* * *
587 -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم الضَّبِّي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الشَّافِعِي، حدَّثنا أحمد بن عمر بن عُبَيْد الرَّيْحَاني -ببغداد- قال: سمعت أبا البَخْتَرِي وَهْب بن وَهْب القُرَشِي يقول: كنت أدخل على الرشيد وابنه القاسم بين يديه فكنت أُدْمِنُ النظر إليه عند دخولي وخروجي، فقال له بعض ندمائه: ما أرى أبا البَخْتَرِي إلَّا يحبُّ رأس الحُمْلَان ففطن له أمير المؤمنين، فلمَّا أَنْ دخلت عليه، قال: أراك تدمن النظر إلى القاسم تريد أن تجعل انقطاعه إليك؟ قلت: أعيذك باللَّه يا أمير المؤمنين أن ترميني بما ليس فيَّ، وأمَّا إدماني النظر إليه، فلأن جعفر بن محمد الصادق، حدَّثنا عن أبيه، عن جَدِّه عليّ بن الحسين، عن أبيه.
عن جَدّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثٌ يَزِدْنَ في قُوَّةِ البَصَرِ: النَّظَرُ إلى الخُضْرَةِ، وإلى الماء الجَارِي، وإلى الوَجْهِ الحَسَنِ".
(4/ 286) في ترجمة (أحمد بن عمر بن عبيد الرَّيْحَاني).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (أبو البَخْتَري وَهْب بن وَهْب القُرَشي) وهو أحد الكذَّابين المشهورين بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (970).
كما أنَّ فيه (محمد بن أحمد بن هارون الرِّيْوَنْدِي الشَّافِعي أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 163 - 164) وقال: "ليس بشيء، ويغلب على ظني أنَّه هو الذي وضع هذا -يعني الحديث-. قال الحاكم أبو عبد اللَّه: حدَّث عن قوم لا يُعْرَفُونَ. فقلت له
(1)
: إنَّ أحمد بن
(1)
القائل: هو الحاكم، والمقول له: هو (محمد بن أحمد بن هارون أبو بكر الشافعي)، الذي يروي عنه الحاكم هذا الحديث كما سيأتي في التخريج.
عمر -وهو شيخه في هذا الحديث- ما خُلِقَ بعد".
2 -
"المغني"(2/ 550) وقال "شيخ للحاكم، مُتَّهم بالوضع".
3 -
"اللسان"(5/ 42 - 43) وذكر بعض أخباره. وتوفي عام (355 هـ).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عمر بن عبد الرَّيْحَاني) قال الخطيب عنه: "أحد المجهولين".
التخريج:
رواه الحاكم النَّيْسَابُوري في "تاريخ نَيْسَابُور" عن أبي بكر محمد بن هارون الشَّافِعِي، عن أحمد بن عمر بن عبيد الرَّيْحَانِي، به. كما في "اللآلئ"(1/ 114 - 115).
وعن الحاكم من طريقه هذا رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 163 - 164)، وقال:"هذا حديث باطل، وَوَهْب بن وَهْب لا يُخْتَلَفُ في أنَّه كذَّاب، وقد كذب في الأخبار بمواجهة الرشيد بمثل هذا الكلام في حق ابنه، هذا إن ثبت الحديث عن وَهْب، وإنما فيه محنة أخرى وهو أبو بكر الشَّافعي". وذَكَرَ ما تقدَّم في ترجمته.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 114 - 117) بأنَّ له شواهد كثيرة، فعند الحاكم في "تاريخه" من حديث ابن عمر، وعند ابن السُّنِّيّ في "الطب النبوي" من حديث بُرَيْدَة، وعن ابن عبَّاس موقوفًا عند ابن السُّنِّيّ أيضًا. وعند الخرائطي في "اعتلال القلوب" من حديث أبي سعيد الخُدْري، وعن عائشة عند أبي نُعَيْم في "الطب النبوي"، وغيرها؛ ثم قال:"ومجموع هذه الطرق يُرَقِّي الحديث عن درجة الوضع".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 200 - 201).
وذكره السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 169، وساق له شواهد عدَّة.
وكلامه يشعر بأنَّه يَذْهَبُ إلى ضعفه لا إلى وضعه، ويتأكد هذا بما ذكره في ص 446 منه، عند كلامه على حديث "النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر، والنظر إلى الوجه القبيح يورث القَلَح".
كما ذَهَب القَارِي في "الأسرار المرفوعة" ص 252 و 311 رقم (1005 و 1195)، إلى أنَّه ضعيف لا موضوع.
أقول: ومن تأمل هذه الشواهد وطرقها وجدها لا تخلو من ضعيف، أو متروك، أو مجهول، أو كذَّاب. وضعف إسناد بعضها لا يَدْفَعُ الحكم بوضعها، لأنَّ متونها منكرة.
ورحم اللَّه الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة حيث يقول في كتابه "المنار المنيف" ص 61 - 62، عند كلامه على معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن يُنْظَرَ في سنده:"أن يكون كلامُه لا يُشْبِهُ كلامَ الأنبياء، فضلًا عن كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يُوحى. . . بل لا يُشبه كلام الصحابة، كحديث: "ثلاثة تزيد في البصر: النَّظَرُ في الخُضْرَةِ، والماء الجَاري، والوَجْهِ الحَسَنِ". وهذا الكلام ممَّا يُجَلُّ عنه أبو هريرة وابن عبَّاس، بل سعيد بن المسيَّب والحسن، بل أحمد ومالك رحمهم الله. وحديث: "النَّظَرُ إلى الوَجْهِ الحَسَنِ يَجْلُو البَصَرَ". وهذا ونحوه من وضع بعض الزنادقة".
وقد تقدَّم برقم (356) من حديث أنس مرفوعًا بلفظ: "النظر إلى الوجه الحسن يَجْلُو البصر، والنظر إلى الوجه القبيح يُورثُ الكَلَحَ".
* * *
588 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن عثمان بن حَكِيم، حدَّثنا عثمان بن سعيد المُرِّيّ، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدَة،
عن أبي موسى قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا بَعَثَ سَرِيَّةً قال: "اغْزُوا بسم اللَّه، ولا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ولا عَسِيْفًا، وأُوصيكم بتقوى اللَّه عز وجل".
(4/ 296 - 297) في ترجمة (أحمد بن عثمان بن حَكِيم الأَوْدي
(1)
الكوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. وله شواهد صحيحة.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا (عثمان بن سعيد بن مُرَّة القُرَشي المُرِّيّ أبو عليّ -أو أبو عبد اللَّه-) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 224) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 152) وقال: "كتب عنه أبي بالكوفة". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 450).
4 -
"ذيل الكاشف" لأبي زُرْعَة العِرَاقي ص 193 رقم (1021) وفيه عن أبي حاتم: "لا بأس به".
5 -
"مجمع الزوائد"(5/ 317) وقال: "ثقة".
6 -
"التهذيب"(7/ 119) وفيه أنَّ أبا نُعَيْم ذكره بخير. وفاته أن يذكر قول أبي حاتم الذي نقله العِرَاقي عنه.
7 -
"التقريب"(2/ 9) وقال: "مقبول، من كبار العاشرة"/ تمييز.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الأزدي". والتصويب من "الجرح والتعديل"(2/ 63)، و"تهذيب الكمال"(1/ 404).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 267) رقم (1674) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 187)، من طريق أحمد بن عثمان الأَوْدِيّ، عن عثمان بن سعيد المُرِّيّ، به.
وليس عندهما النهي عن قتل العَسِيف والوصية بتقوى اللَّه عز وجل.
وعندهما زيادة قوله: "وقاتلوا من كفر باللَّه".
وعند الطبراني وحده زيادة النهي عن قتل الشيخ الكبير.
قال الطبراني: "لم يروه عن أبي إسحاق إلَّا إسرائيل، ولا عنه إلَّا عثمان، تفرَّد به أحمد بن عثمان بن حَكِيم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 317): "رواه البزَّار والطبراني في "الصغير" و"الكبير"، ورجال البزَّار رجال الصحيح غير عثمان بن سعيد المُرِّيّ
(1)
وهو ثقة".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 224) من طريق عثمان بن سعيد المُرِّيّ، عن إسرائيل، به، بلفظ:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشًا قال: اغزوا بسم اللَّه، وقاتلوا في سبيل اللَّه، ولا تَغُلُّوا، ولا تقتلُوا، ولا تُمَثِّلُوا، وأوصيكم بتقوى اللَّه".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (12/ 381 - 388)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (9/ 92 - 93)، و"جامع الأصول"(2/ 589 - 592 و 596 - 599)، و"مجمع الزوائد"(5/ 315 - 318)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 96 - 97).
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "المزي" بالزاي.
ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في الجهاد، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث. . . (3/ 1356 - 1358) رقم (1731)، وغيره، عن بُرَيْدَة مطوَّلًا، وأوَّله:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أَمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بتقوى اللَّه ومَنْ معه مِنَ المسلمينَ خيرًا، ثم قال: اغْزُوا باسْمِ اللَّه، في سبيل اللَّه، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللَّه، اغْزُوا ولا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا. . . ".
غريب الحديث:
"العَسِيف": الأجير. "النهاية"(3/ 236).
* * *
589 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الغَزَّال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عِمْرَان أبو الحسن، حدَّثنا أحمد بن عثمان بن الليث الحَفَري. حدَّثنا محمد بن سِمَاعة القاضي، حدَّثنا زياد بن الحارث، عن أبي جُزَيّ القُرَشي، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن بن عَوْف،
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا اصطنع أحدكم إلى أخيه معروفًا، فقال له جزاك اللَّه خيرًا. يقول اللَّه تعالى: عَبْدي أَسْدَى إليك أخوك معروفًا فلم يكن عندك ما تكافئه فأحلته عليَّ، والخير مني الجنَّة".
(4/ 297 - 298) في ترجمة (أحمد بن عثمان بن الليث الحَفَري).
مرتبة الحديث:
موضوع:
قال الخطيب عقبه: "هكذا حدَّثني الغَزَّال به من كتابه، وإسناده مُظْلِمٌ، وفيه غيرُ واحدٍ من المجهولين".
ففيه (أحمد بن محمد بن عِمْرَان النَّهْشَلِي أبو الحسن، ويعرف بابن الجُنْدِيّ)،
وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 77 - 78) وقال: "كان يُضَعَّفُ في روايته ويُطْعَنُ عليه في مَذْهَبِهِ". وفيه عن الأَزْهَرِيّ: "ليس بشيء". وقال العَتِيقي: "كان يُرْمَى بالتَّشَيُّع، وكانت له أصول حِسَانٌ".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 288) وقال: "وأورد ابن الجَوْزي في "الموضوعات" في فضل عليّ حديثًا بسند رجاله ثقات إلَّا الجُنْدِيّ فقال: هذا موضوع ولا يتعدى الجُنْدِيّ".
كما ترجم له برهان الدِّين الحَلَبي في "الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 73 - 74 رقم (86).
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الغَزَّال السُّلَمِي أبو نصر، ويعرف بابن الوَتَّار)، وقد ترجم له في "تاريخه" (4/ 377) وقال:"كتبت عنه، ولم يكن ممَّن يعتمد عليه في الرواية، ولا أعلم سمع منه غيري، وكان يَتَشَيَّعُ"، وكانت وفاته عام (429 هـ).
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 252) ونقل قول الخطيب السابق.
وصاحب الترجمة (أحمد بن عثمان بن الليث الحَفَري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 220) وقال:"جَهَّلهُ الخطيب".
و(زياد بن الحارث) و (أبو جُزَيّ القُرَشي) لم أقف لهما على ترجمة، وكأنهما المعنيان بقول الخطيب الأول:"وفيه غير واحد من المجهولين".
وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(2/ 144) -في القسم الثالث، والمتضمن للأحاديث التي زادها السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب ذاكرًا قوله السابق في ظُلْمَةِ إسناده وجَهَالَةِ بعض رجاله.
* * *
590 -
أخبرنا أبو نصر الجَلَّاب، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن العبَّاس المُسْتَمْلِي -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عبد اللَّه الحَضْرَمي، حدَّثنا محمد بن عبَّاد بن موسى، حدَّثنا يحيى بن سُلَيْم الطَّائِفِي، عن إسماعيل بن أُمَيَّة، عن نافع.
عن ابن عمر، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَرَأَ سورة الرحمن -أو قُرِئت عنده-، فقال:"ما لي أَسْمَعُ الجِنُّ أَحْسَنَ جَوَابًا لِرَدِّهَا مِنْكُمْ"؟ قالوا: وما ذَاكَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: "ما أَتَيْتُ على قول اللَّه تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [سورة الرحمن: الآية 13] إلَّا قالت الجِنُّ: ولا بشيءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ".
(4/ 301) في ترجمة (أحمد بن عثمان بن عيسى الجَلَّاب أبو نصر).
مرتبة الحديث:
حسن.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا (يحيى بن سُلَيْم القُرَشي الطَّائِفِي أبو محمد) فإنَّه صدوق، مُنْكَرُ الحديث عن عبيد اللَّه بن عمر. وستأتي ترجمته في حديث (1497).
وعدا (محمد بن عبَّاد بن موسى العُكْلي البغدادي أبو جعفر، يُلَقَّب سَنْدُولا) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 174): "صدوق يخطئ". وتقدَّمت ترجمته في حديث (238).
وقد توبع كما سيأتي.
كما أنَّ له شاهدًا من حديث جابر سيأتي كذلك.
التخريج:
رواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الشكر للَّه عز وجل" ص 97 - 98 رقم (67)، عن محمد بن عبَّاد بن موسى، عن يحيى بن سُلَيم الطَّائِفِي، به.
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 74) رقم (2269) -من كشف الأستار-، عن عمرو بن مالك، عن يحيى بن سُلَّيم الطَّائِفِي، به.
وفي آخره عنده زيادة قوله: "ولك الحمد".
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 117): "رواه البزَّار عن شيخه عمرو بن مالك الرَّاسِبِي، وثَّقه ابن حِبَّان وضعَّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: (عمرو بن مالك الرَّاسِبِيّ البَصْري أبو عثمان) ضعيف جدًّا، وكذَّبه البخاري. انظر ترجمته في:"الميزان"(3/ 286) و (1/ 386) في ترجمة (جارية بن هَرِم) وقال: "تالف"، و"التهذيب"(8/ 95)، و"الكاشف" (2/ 294) وقال:"يضعَّف"، و"التقريب" (2/ 77) وقال:"ضعيف"، من العاشرة"/ ت، و"المغني" (2/ 488).
وعزاه السيُّوُطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(690/ 7) إلى البزَّار، وابن جَرِير، وابن المنذر، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"، وابن مَرْدُوْيَه والخطيب. وقال: إسناده صحيح.
أقول: تصحيحه لإسناده موضع نظر لما قدَّمت.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد اللَّه، رواه التِّرمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة الرحمن (5/ 399) رقم (3291) والحاكم في "المستدرك"(2/ 473)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الشكر" ص 98 رقم (68)، من طريق الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا بنحوه.
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخينه". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو موضع نظر لما سيأتي.
أقول: في إسناده (الوليد بن مسلم الدمشقي)، وهو "موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق" كما قال ابن حَجَر في "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ص 134 رقم (127). وقد عَنْعَنَ في روايته عن زهير بن محمد عند التِّرمِذِيّ وابن أبي الدُّنْيَا، ولا يضرُّ ذلك لأنَّه صرَّح بالتحديث في رواية الحاكم، إلَّا أنَّ (الوليد بن مسلم) شاميٌّ، ورواية أهل الشَّام عن (زهير بن محمد التَّمِيمي الخُرَاساني) غير مستقيمة. قال ابن حَجَر في ترجمته من "التقريب" (1/ 264):"رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فَضُعِّفَ بسببها. قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشَّاميون آخر. وقال أبو حاتم: حدَّث بالشَّام من حفظه فكثر غلطه، من السابعة"/ ع.
وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(1/ 256): "ثقة يُغْرِبُ، ويأتي بما يُنْكَرُ".
وانظر مزيدًا من بيان حاله في ترجمته من: "تهذيب الكمال"(9/ 414 - 418)، و"التهذيب"(3/ 349 - 350).
وقد تابع (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِيِّ) في روايته له عن (زهير بن محمد): (مروان بن محمد)، عند البيهقي في دلائل النبوة" (2/ 232)، بيد أنَّ (مروان بن
محمد)، هو (ابن حَسَّان الأَسَدِيّ الدِّمَشْقِيّ)، فبقيت العلَّة قائمة. و (مروان): ثقة، كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 239).
فالحديث بالشاهد المتقدِّم يكون حسنًا. والحمد للَّه على توفيقه.
* * *
591 -
حدَّثنا القاضي أبو الطيِّب طاهر بن عبد اللَّه الطَّبَرِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو عُبَيْد القاسم بن إسماعيل، حدَّثنا أحمد بن عليّ الكَلْوَذَانِيّ، حدَّثنا أبو السَّكَن محمد بن يحيى بن السَّكَن البَصْريّ، حدَّثنا رِشْدِين، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم،
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وما أَحْرَزَهُ العَدُوُّ، وأخذهُ صاحبه قَبْلَ أن يُقْسَمَ فهو له".
(4/ 302 - 303) في ترجمة (أحمد بن عليّ الكَلْوَذَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (رِشْدِين بن سعد المِهْرِيّ الِمصْرِيّ أبو الحَجَّاج) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 517) وقال: "كان ضعيفًا".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 384 رقم (452) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(3/ 337) وفيه عن قتيبة بن سعيد: "كان لا يبالي ما دفع إليه فيقرؤه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 156 رقم (275) وقال: "مُشَاكِلٌ له -يعني (لابن لَهِيعة)، وقد ترجم له قبله وقال فيه: لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن
يحتج به ولا يغتر بروايته-، عنده معاضيل ومناكير كثيرة، سمعت ابن أبي مريم يُثني عليه في دِيْنِهِ، فأمَّا حديثه ففيه ما فيه".
5 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 66) -باب من يُرْغَبُ عن الرواية عنهم- وقال: إنَّه أضعف وأضعف من رِشْدِين بن كُرَيْب ومحمد بن كُرَيْب.
6 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(1/ 76) رقم (54) وقال: يُضَعَّفُ في الحديث. وذكره غير مرَّة في "سننه".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 107 رقم (212)، وقال:"متروك الحديث".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 66 - 67) وفيه عن الميموني قال: سمعت. أبا عبد اللَّه
(1)
-أحمد بن حنبل-: "رِشْدِين ليس يبالي عمَّن روى، ولكنه رجل صالح، فوثَّقه
(2)
هيثم بن خَارِجَة وكان في المجلس فتبسم من ذلك أبو عبد اللَّه ثم قال: . . . ليس به بأس في حديث الرقائق".
9 -
"الجرح والتعديل"(3/ 513) وفيه عن نُمَيْر: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث وفيه غَفْلَة، ويحدِّث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث، ما أقربه من داود بن المُحَبَّر. وابن لهَيِعة أَسْتَرُ، ورِشْدِين أضعف". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
10 -
"المجروحين"(1/ 303 - 304) وقال: "كان ممَّن يجيب في كلِّ ما يُسأل، ويقرأ كلَّ ما يُدْفَعُ إليه سواء كان ذلك من حديثه أو من غير حديثه، ويقلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه".
(1)
صُحِّفَ في "الضعفاء" إلى: "عن عبد اللَّه". والتصويب من "تهذيب الكمال"(9/ 193).
(2)
في "الضعفاء": "يوثقه". وما هو مثبت مستفاد من "تهذيب الكمال"(9/ 193).
11 -
"الكامل"(3/ 1009 - 1016) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 209 رقم (220) وقال: "ضعيف".
13 -
"الكاشف"(1/ 241) وقال: "كان صالحًا عابدًا محدِّثًا سيء الحفظ".
14 -
"التقريب"(1/ 251) وقال: "ضعيف، رَجَّحَ أبو حاتم عليه ابن لَهِيعة. وقال ابن يونس: كان صالحًا في دينه، فأدركته غَفْلَهُ الصالحين فَخَلَطَ في الحديث، من السابعة، مات سنة ثمان وثمانين -يعني ومائة-، وله ثمان وسبعون سنة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عليّ الكَلْوذَانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(يونس) هو (ابن يزيد بن أبي النِّجَاد الأَيْلِي أبو يزيد)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 386):"ثقة، إلَّا أنَّ في روايته عن الزُّهْرِيّ وَهَمًا قليلًا، وفي غير الزُّهْرِيّ خطأ، من كبار السابعة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(6/ 297 - 301)، و"التهذيب"(11/ 450 - 452).
و(الزُّهْرِيُّ) هو (محمد بن مُسْلِم بن عُبَيْد اللَّه بن شِهَاب أبو بكر): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (432).
و(سالم) هو (ابن عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب): إمام حافظ ثقة ثَبْت زاهد فقيه. وستأتي ترجمته في حديث (1731).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ عليّ بن عمر الحافظ في "سننه"(4/ 114) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"رِشْدِين: ضعيف".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 85 - 86) رقم (2738) - من طريق ياسين الزَّيَّات، عن الزُّهْرِيّ، به، مرفوعًا بلفظ:"من أدرك ماله في الفيء قبل أن يُقسم فهو أحقّ به، ومن أدركه بعد أن يُقسم فليس له شيء".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 2) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه ياسين الزَّيَّات، وهو ضعيف".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2642) -في ترجمة (ياسين بن معاذ الزَّيَّات) -، من طريق ياسين هذا، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، به، بلفظ:"من أدرك ماله في الفيء قبل أن يُقسم فهو له، ومن أدركه بعد أن يقسم فهو أحق به بالثمن".
أقول: (ياسين بن معاذ الزَّيَّات): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (143).
ورواه الخطيب في"تاريخه"(8/ 496) بإسناد ضعيف جدًّا أيضًا، وسيأتي برقم (1315).
وقد روى البخاري في الجهاد، باب إذا غَنِمَ المشركونَ مال المسلم ثم وَجَدَهُ المسلم (6/ 182) رقم (3067) معلَّقًا بصيغة الجَزْم، عن ابن عمر قال:"ذَهَبَ فَرسٌ له فأخذه العَدُوُّ، فظهر عليه المسلمونَ، فَرُدَّ عليه في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأَبَقَ عَبْدٌ له فَلَحِقَ بالرُّومِ، فَظَهَرَ عليه المسلمونَ فَرَدَّهُ عليه خالدُ بنُ الوليدِ بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
ورواه عقبه متصلًا بنحوه.
ورواه مالك في "الموطأ"(2/ 452) بلاغًا، وزاد فيه:"وذلك قَبْلَ أنْ تُصِيبَهُمَا المَقَاسِمُ".
592 -
أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِي، حدَّثنا أحمد بن عليّ بن الحسن أبو الصَّقْر الضَّرِير المؤدِّب التَّمِيمي البغدادي، حدَّثنا عليّ بن عثمان اللَّاحِقِي، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن زِرّ بن حُبَيْش،
عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"تَحْترِقُونَ فإذا صَلَّيْتُمُ الفَجُرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فإذا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فإذا صَلَّيْتُمُ العَصْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فإذا صَلَّيْتُمُ المَغْرِبَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فإذا صَلَّيْتُمُ العِشَاءَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَنَامُونَ فلا يُكْتَبُ عليكم شيءٌ حتَّى تَسْتَيْقِظُوا".
(4/ 305 - 306) في ترجمة (أحمد بن عليّ بن الحسن الضَّرير التَّمِيمي المؤدِّب أبو الصَّقر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة: (أحمد بن عليّ الضَّرير التَّمِيمي) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وحَسَّنَ إسناده المُنْذِرِيّ والدِّمْيَاطِيّ كما سيأتي.
و (عاصم بن بَهْدَلَة) هو (عاصم بن أبي النَّجُود الأَسَدِيّ المُقْرِئ الكوفي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (2/ 357):"ثَبْتٌ، في القِرَاءة، وهو في الحديث دون الثَّبْتِ، صدوق يهم". وقال في "الكاشف"(2/ 44): "وثِّقَ". وقال في "معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الردّ" ص 122 رقم (168): "صدوق. قال الدَّارَقُطْنِيّ: في حفظه شيء". وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 572) -في باب ذكر الرواة المُخْتَلَفِ فيهم- بعد أن ذكر أقوال النُّقَّاد فيه: "وحديثه حسن". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 383): صدوق له أوهام، حُجَّة في
القراءة، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، من السادسة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"تهذيب الكمال"(13/ 473 - 480)، و"التهذيب"(5/ 38 - 40).
و(ابن شَهْرَيار) هو (محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1929).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 413) رقم (538) -، و"المعجم الصغير"(1/ 47)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن حمَّاد بن سَلَمة مرفوعًا إلَّا اللَّاحِقِي".
ورواه في "المعجم الكبير"(9/ 161) رقم (8739)، عن عمر بن حفص السَّدُوسِيّ، عن عاصم، عن المَسْعُودِي، عن القاسم، عن لَقِيط بن قَبِيصة، عن ابن مسعود موقوفًا عليه بنحوه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 298 - 299): "رواه الطبراني في "الثلاثة"، إلَّا أنَّه موقوف في "الكبير"، ورجال الموقوف رجال الصحيح، ورجال المرفوع فيهم عاصم بن بَهْدَلة، وحديثه حسن".
وقد صُحِّفَ فيه قوله: "تحترقون" إلى "تحترفون" بالفاء.
وقال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 234): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وإسناده حسن؛ ورواه في "الكبير" موقوفًا عليه، وهو أشبه، ورواته محتج بهم في الصحيح".
وقال الحافظ الدِّمْيَاطِيُّ في "المتجر الرابح" ص 60: "رواه الطبراني بإسناد حسن".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 466) إلى الطبراني في "الأوسط" فقط!.
غريب الحديث:
قوله: "تَحْتَرِقُونَ": "أي تُكْثِرُون من ارتكاب الذنوب وتَقْتَرِفُون ما يُحبِطُ أعمالكم الصالحة حتى تزيلوا حسناتكم، وتكون الصحيفة كالمحروقة المتقدة خطايا". كذا في حاشية "الترغيب والترهيب"(1/ 234).
* * *
593 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا الحسين بن أحمد الصَّفَّار -بهَرَاة-، حدَّثنا أحمد بن عليّ البغدادي الورَّاق أبو الحسين الحافظ -بالمِصِّيصَة- بخبر غريب حَدَّثناه أبو بكر بن أبي العوَّام.
وأخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِي، حدَّثنا محمد بن أحمد بن أبي العَوَّام الرِّيَاحي -واللفظ لحديث البرقاني-، حدَّثنا عبد العزيز بن أَبَان، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أيوب، عن ابن سِيرين،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ".
(4/ 310 - 311) في ترجمة (أحمد بن عليّ الورَّاق أبو الحسين، المعروف بابن خميرة).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ورد من حديث جَمَاعةٍ من الصحابة، وصحَّحه جَمْعٌ من الأئمة، منهم: أحمد بن حَنْبَل، ويحيى بن مَعِين، والدَّارَقُطْنِيّ، وابن خُزَيْمَة.
ففيه (عبد العزيز بن أَبَان الأُمَوي القُرَشي) وهو متروك مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (518).
و (أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَاني البَصْري أبو بكر): إمام ثقة ثَبْت من كبار الفقهاء. وستأتي ترجمته في حديث (1256).
التخريج:
له عن ابن عمر طرق:
الأول: عن إسحاق بن محمد الفَرْوِي، عن عبد اللَّه بن عمر العُمَرِي، عن نافع، عن ابن عمر، به.
رواه الدَّاَرقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 147) وابن عدي في "الكامل"(4/ 1460) -في ترجمة (عبد اللَّه بن عمر العُمَرِي) -، والبيهقي -كما في "التلخيص الحَبِير"(1/ 124) -.
قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر".
أقول: فيه (عبد اللَّه بن عمر العُمَرِي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (895).
و(إسحاق بن محمد الفَرْوي): صدوق كُفَّ فساء حفظه، ووهَّاه أبو داود جدًّا. وستأتي ترجمته في حديث (1032).
الثاني: عن صَدَقَة بن عبد اللَّه، عن هشام بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، به.
رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 74)، وابن شَاهِين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص 103 رقم (106).
أقول: فيه (صَدَقَة بن عبد اللَّه السَّمِين الدِّمَشْقِي أبو معاوية -أو أبو محمد-)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 366):"ضعيف، من السابعة"/ ت س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(13/ 133 - 138).
الثالث: عن العلاء بن سليمان، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن ابن عمر، به.
رواه الطَّحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 74)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1865) -في ترجمة (العلاء بن سليمان الرَّقِّي) -، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص 103 رقم (107).
أقول: فيه (العلاء بن سليمان الرَّقِّي أبو سليمان)، قال ابن عدي عنه في آخر ترجمته له:"منكر الحديث، ويأتي بمتون وأسانيد لا يتابعه عليها أحد". وانظر ترجمته في "اللسان"(4/ 184).
الرابع: عن سَلِيم بن مُسْلِم الخَشَّاب، عن ابن جُرَيْج، عن عبد الواحد بن قيس، عن ابن عمر، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1166) -في ترجمة (سَلِيم بن مُسْلِم الخَشَّاب) -، وعنه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(1/ 391 - 392) رقم (1034).
أقول: فيه (سَلِيم بن مُسْلِم الخَشَّاب المَكِّي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 285):"قال النَّسائي: متروك. وقال ابن مَعِين: جَهْمِيٌّ خبيث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (64).
وعزاه ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 124) إلى الحاكم، وقال:"فيه عبد العزيز بن أَبَان وهو ضعيف". ولم أقف عليه في "المستدرك" في مظانه، واللَّه أعلم.
كما عزاه إلى ابن عدي وقال: "فيه أيوب بن عتبة وفيه مقال".
أقول: لم أقف عليه في "الكامل" لابن عدي من طريق أيوب بن عتبة، والذي فيه في ترجمة (أيوب)(1/ 344)، حديث قيس بن طلق عن أبيه قال:"جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسأله عن مَسِّ الذَّكَرِ، فقال: يا رسول اللَّه أيتوضأ أحدنا مِنْ مَسِّ ذَكَرِهِ؟ فقال: هل هو إلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ".
وهو عكس ما يدل عليه حديث ابن عمر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه مالك في "الموطأ"(1/ 42 و 43) موقوفًا على ابن عمر من قوله، بإسناد صحيح.
وكذلك رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 131) موقوفًا عليه أيضًا.
والحديث ورد من حديث جماعةٍ من الصحابة، وقد صحَّحه جَمْعٌ من الأئمة، منهم: أحمد، وابن مَعِين، وأبو زُرْعَة، والدَّارَقُطْنِيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن حِبَّان، والحاكم، وغيرهم. انظر طرقه وشواهده والكلام عليها في:"معرفة السنن والآثار" للبيهقي (1/ 385 - 415)، و"نصب الراية" للزَّيْلَعي (1/ 54 - 60)، و"التلخيص الحَبِير" لابن حَجَر (1/ 122 - 125)، و"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" لابن عبد الهادي (1/ 443 - 448)، و"الدِّرَاية" لابن حَجَر (1/ 37 - 41)، و"ناسخ الحديث ومنسوخه" لابن شاهين ص 97 - 118، و"التمهيد" لابن عبد البَرّ (17/ 183 - 194) -وانظر منه (17/ 194 - 205) في فقه الحديث-، و"جامع الأصول"(7/ 208 - 210)، و"مجمع الزوائد"(1/ 244 - 245).
وسيأتي برقم (2060) من حديث ابن عبَّاس.
* * *
594 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أحمد بن عليّ بن عمر بن حُبَيْش الرَّازِي، حدَّثنا أبو الحسن عيسى بن محمد البَرْمَكِي، حدَّثنا محمد بن عمرو بن حَجَر أبو سعيد البَلْخِي، حدَّثنا شَقِيق بن إبراهيم البَلْخِي الزَّاهِد، عن عبَّاد بن كثير، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا مع كلِّ عالم إلَّا عالمًا يدعوكم من الخمس إلى الخمس، من الشَّكِّ إلى اليقين، ومن العَدَاوةِ إلى
النَّصِيحةِ، ومن الكِبْرِ إلى التواضع، ومن الرِّيَاء إلى الإِخلاص، ومن الرَّغْبَةِ إلى الزُّهْدِ".
(4/ 311 - 312) في ترجمة (أحمد بن عليّ بن عمر الرَّازِيّ الأَشْعَرِيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبَّاد بن كثير الثَّقَفِي البَصْري المَكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 292 - 293) وقال: "ليس بشيء". وقال مَرَّةً: "ضعيف". وأخرى: "في حديثه ضعف".
2 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 125 - 126 رقم (156) وقال: "لم يكن بشيء".
3 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 153 رقم (227) وقال: "تركوه".
4 -
"التاريخ الصغير"(2/ 97) وقال: "سكتوا عنه".
5 -
"أحوال الرجال" ص 106 رقم (163) وقال: "كان سليمان التَّيْمي يقول: حدَّثنا عبَّاد بن كثير، فلا ينبغي لحكيم أن يذكره في العلم، حسبك عنه بحديث النهي"
(1)
.
6 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 250 رقم (330) وقال: "متروك الحديث".
(1)
إشارةً إلى ما كان من (عبَّاد) في كونه لم يترك حديثًا فيه: "نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" إلَّا ساقه. قال ابن عدي في "الكامل"(4/ 1641) في ترجمة (عبَّاد): ما حدَّث من المناهي مقدار ثلاثمائة حديث.
7 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 140) وقال: "يُذْكَرُ بزُهْدٍ وتَقَشُّفٍ وعِبَادةٍ، وحديثه ليس بشيء".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 172 رقم (429) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 140 - 141).
10 -
"الجرح والتعديل"(6/ 84 - 85) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، وفي حديثه عن الثقات إنكار". وقال أبو زُرْعَة: لا يُكْتَبُ حديثه. وقال أيضًا: "كان شيخًا صالحًا وكان لا يضبط الحديث". وفيه عن أبي طالب قال: قال أحمد بن حنبل: "عبَّاد بن كثير أسوأ حالًا من الحسن بن عُمَارة وأبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان، روى أحاديث كاذبة لم يسمعها، وكان من أهل مَكَّة، وكان صالحًا. قلت -القائل أبو طالب-: فكيف كان يروي ما لم يسمع؟ قال: البلاء الغَفْلَة".
11 -
"المجروحين"(2/ 166 - 169) وذكر بعض أقوال من تقدَّم قولهم فيه.
12 -
"الكامل"(4/ 1640 - 1643) وقال: "عامَّته -يعني حديثه- ممَّا لا يُتَابَعُ عليه".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 301 رقم (384).
14 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 122 رقم (176) وقال: "كذَّبه سفيان الثَّوْري، وحضر وفاته، فلم يُصَلِّ عليه".
15 -
"التهذيب"(5/ 100 - 102) وفيه عن العِجْلِي: "ضعيف متروك الحديث، وكان رجلًا صالحًا".
16 -
"التقريب"(1/ 393) وقال: "متروك. قال أحمد: روى أحاديث كذب. من السابعة، مات بعد الأربعين -يعني ومائة-"/ د ق.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 72)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 257)، من طريق أبي سعيد البَلْخِي، عن شَقِيق بن إبراهيم البَلْخي، به.
ثم رواه أبو نُعَيْم عقبه، من طريق أحمد بن عبد اللَّه
(1)
، عن شَقِيق بن إبراهيم البَلْخي، به.
قال أبو نُعَيْم: "رواه يحيى بن خالد المُهَلَّبِي عن شَقِيق فخالفهما". ثم ساق الحديث من طريق يحيى هذا عن شَقِيق عن عبَّاد عن أَبَان عن أنس مرفوعًا مثله، وقال:"وهذا الحديث كلامٌ كان شَقِيق كثيرًا ما يعظ به أصحابه والنَّاس، فَوَهِمَ فيه الرواة فرفعوه وأسندوه".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا ليس من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وذكر عن أبي نُعَيْم قوله الأخير.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 329) في ترجمة (محمد بن عمرو بن حَجَر البَلْخِي أبو سعيد): "وَهِمَ في وصل هذا الحديث وَرَفْعِهِ".
وذكر السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 212) أنَّ ابن النَّجَّار رواه في "تاريخه" بنحوه، من طريق يحيى بن محمد بن أَعْيَن المَرْوَزِي، عن شَقِيق البَلْخِي، به.
وذكر ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 257) عن السُّيُوطيّ
(2)
قوله: "ورواه العَسْكَرِيُّ في "المواعظ"، عن عليّ بن موسى الرضي، عن آبائه مرفوعًا بنحوه
(1)
قال ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 330 - 331) في ترجمة (محمد بن عمرو بن حَجَر البَلْخي أبو سعيد): "أحمد بن عبد اللَّه وهو (الجُوَيْبَارِيّ)، أحد الكذَّابين عن شَقِيق". وقد تقدَّمت ترجمة (الجُوَيْبَاري) في حديث (216).
(2)
لم أقف على قول السُّيُوطيّ هذا في كتابه "اللآلئ المصنوعة" المطبوع.
فذكره. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: هو من طريق الحسن بن عليّ بن عاصم، وهو أبو سعيد العَدَوي الكذَّاب، عن الهيثم بن عبد اللَّه، وهو كما قاله ابن عدي: مجهول".
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 63): "أخرجه أبو نُعَيْم في الحِلْيَة"، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 278 وقال: "هو موضوع".
* * *
595 -
أخبرنا أبو الحسين الجحواني، أخبرنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن يحيى الطَّلْحِي -بالكوفة-، حدَّثنا أحمد بن حمَّاد بن سفيان البزَّار، أخبرنا أيوب بن منصور -مولى المهدي-، حدَّثنا عبد الرحمن بن مُسْهِر، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه،
عن عائشة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَغْفُورٌ لأُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا ما لَمْ تَتَكَلَّمْ بالشِّرْكِ".
(4/ 323 - 324) في ترجمة (أحمد بن عليّ بن أحمد الجحواني الكوفي أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صحَّ من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إنَّ اللَّه تجاوز لأُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا ما لم يتكلَّموا أو يَعْمَلُوا به".
ففيه (عبد الرحمن بن مُسْهِر الكوفي أبو الهيثم قاضي جَبُّل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 281) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(5/ 351) وقال: "فيه نظر".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 160 رقم (386) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 346 - 347).
5 -
"الجرح والتعديل"(5/ 291 - 292) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "يضرب على حديثه. وقال: مثل عبد الرحمن يُحَدَّثُ عنه؟ ! ".
6 -
"المجروحين"(2/ 56 - 57) وقال: "كان ممن يخطئ حتى يأتي بالأشياء المقلوبة التي يشهد لها من الحديث صناعته بالقَلْبِ".
7 -
"الكامل"(4/ 1603 - 1604) وقال: "لا يُعْرَفُ له كثير رواية، ومقدار ما له من الروايات لا يُتَابَعُ عليه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 273 رقم (335).
9 -
"تاريخ بغداد"(10/ 238 - 239) وذكر خبرًا يُفيد سُخْفَهُ وقِلَّةَ عَقْلِهِ.
10 -
"الميزان"(2/ 590 - 591) وقال: "كان خفيف العَقْلِ".
11 -
"اللسان"(3/ 437 - 439) وقال: "ذكره السَّاجي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء، وقال محمود بن غَيْلان: أسقطه أحمد وابن مَعِين وأبو خَيْثَمَة".
التخريج:
رواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 242) من طريق عمر بن محمد الخطيب التَّلِّي، حدَّثنا الحسين بن السَّمَيْدَع الأَنْطَاكي، حدَّثنا عبد الكبير بن المُعَافَى بن عِمْران، عن أبيه، عن سفيان بن سعيد الثَّوْري قال: حدَّثني حمَّاد التَّنُوخي، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"تجاوز اللَّه تعالى لي عن أُمَّتي ما حدَّثت بها أَنْفُسَهَا ما لم تعمل به أو تتكلَّم به".
ونقل الخطيب عقب روايته له عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "باطل من رواية هشام بن عروة عن أبيه، وحمَّاد التَّنُوخي مجهول، والحَمْلُ في هذا الحديث على هذا الخطيب -يعني عمر بن محمد التَّلِّي- فإنَّه مشهور بوضع الحديث". وسيأتي برقم (1677).
وعزاه في "كنز العُمَّال"(12/ 175) رقم (34544) إلى الخطيب وحده.
وقد روى البخاري في الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسيًا في الأيمان (11/ 548 - 549) رقم (4664) وغير موضع، ومسلم في الإيمان، باب تجاوز اللَّه عن حديث النفس والخواطر (1/ 166) رقم (127)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ اللَّه تَجَاوَزَ لأُمَّتِي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا ما لم يتكلَّموا أو يَعْمَلُوا به".
* * *
596 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، أخبرنا أحمد بن العبَّاس بن المُبَارَك التُّرْكي، حدَّثنا مصعب بن المِقْدَام، حدَّثنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضًّا طَريًّا كما أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْ على قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدِ"".
(4/ 326) في ترجمة (أحمد بن العبَّاس بن حمَّاد التُّرْكِي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ من هذا الطريق. وهو صحيح من طرق أخرى.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "كذا كان في أصل ابن مهدي: عن ابن عمر، وهو خطأ. وقد أخبرناه أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن عليّ المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد. فذكره بإسناد مثله، إلَّا أنَّه قال: عن عَلْقَمَة عن عمر، وهو الصواب. لا أعلم رواه عن سفيان الثَّوْري غير مصعب بن المِقْدَام".
ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (مصعب بن المِقْدَام الخَثْعَمِيّ الكوفي
أبو عبد اللَّه) فإنّه "صدوق له أوهام" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 252). وستأتي ترجمته في حديث (1978).
و(عَلْقَمة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْت فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْري): إمام ثقة حافظ فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عمر غير الخطيب فيما وقفت عليه.
والسبب في ذلك: الخطأ الذي وقع في إسناده، فإنَّه عن (عمر بن الخَطَّاب) وليس عن ابنه (عبد اللَّه).
وحديث عمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه، رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(1/ 25 - 26)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(1/ 172 - 173) رقم (194)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 152 - 153، من طريقين:
الأول: عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عمر مرفوعًا.
الثاني: عن أبي معاوية
(1)
، عن الأَعْمَش، عن خَيْثَمَة، عن قيس بن مروان، عن عمر مرفوعًا.
(1)
في "المسند" لأحمد: "معاوية" فقط، وهو خطأ.
فهو حديث واحد بإسنادين جمعهما أبو معاوية.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 287): "رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس بن مروان وهو ثقة".
وَفَاتَهُ أن يعزوه لأحمد.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" لأحمد (1/ 229) رقم (175): "وهما إسنادان صحيحان".
وتابعه محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد، إلَّا أنَّه وَهِمَ في عزوه للحديث إلى زوائد "المسند" لأحمد، وهو من طريقيه فيه من "المسند" لا من زوائده.
ورواه مطوَّلًا أيضًا: البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 452) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عمر مرفوعًا.
ورواه عقبه من الطريق ذاته مختصرًا، وقال:"هذا الحديث لم يسمعه عَلْقَمَة من قيس عن عمر، إنما رواه عن القَرْثَع عن قيس -يعني ابن مروان- عن عمر". ثم ساقه من هذا الطريق.
وتعقَّبه ابن التُّرْكُمَاني في "الجوهر النقي"(1/ 452)، ولم يرتض الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بعض تعقُّبه، فتعقَّبه في تعليقه على "سنن التِّرْمِذِي"(1/ 318)، وقد توسَّع في الكلام على إسناد الحديث فانظره.
كما تكلَّم عليه مِنْ قَبْلُ: الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "علله"(2/ 203 - 205) وقال: "وقد ضبط الأعمش إسناده وحديثه، وهو الصواب".
ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 186 - 187) رقم (1156)، مطوَّلًا أيضًا من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 318) مختصرًا بلفظ الخطيب -دون قوله "طَرِيًّا"-، من طريق مصعب بن المِقْدَام، عن سفيان، به، وقال "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: وهو متعقَّب بأنَّ (المصعب بن المِقْدام الخَثْعَمِي) إنما هو على شرط مسلم وحده، ولم يخرِّج له البخاري. انظر "التهذيب"(10/ 165)، و"التقريب"(2/ 252).
وكذا رواه مختصرًا ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 520) عن أبي معاوية، عن الأعمش، به.
ورواه الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 538 - 539)، وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "الحِلْيَة"(1/ 124)، مطوَّلًا، من طريق أبي نُعَيْم الفْضَل بن دُكَيْن، عن الأعمش، به.
وقال أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني: "رواه الثَّوْري وزَائِدة، عن الأَعْمَش بنحوه. . . . ".
وانظر في شواهد الحديث: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (10/ 520 - 521)، و"فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (2/ 844)، و"مجمع الزوائد"(9/ 287 - 288).
* * *
597 -
أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن العبَّاس بن أَشْرَس، حدَّثني محمد بن قُدَامَة الجَوْهَرِي، حدَّثنا أيوب بن النَّجَّار اليَمَامي، حدَّثنا طيِّب بن محمد، حدَّثنا عطاء بن أبي رَبَاح،
عن أبي هريرة قال: لَعَنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، والمُتَشَبِّهَات مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ.
(4/ 327) في ترجمة (أحمد بن العبَّاس بن أَشْرَس أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو صحيح من غير هذا الطريق.
ففيه (الطَّيِّب بن محمد اليَمَامي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 362) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 232) وقال: "يخالف في حديثه".
3 -
"الجرح والتعديل"(4/ 498) وفيه عن أبي حاتم: "لا يُعْرَفُ".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 493) وقال: "يروي عن عطاء، روى عنه أيوب السَّخْتِيَاني". قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 214): "وَوَهِمَ في ذلك؛ إنما هو أيوب بن النَّجَّار كما ذكره البُخَاري وابن أبي حاتم والعُقَيْلي. فقوله: (السَّخْتِيَاني) وَهَمٌ لا شَكَّ فيه".
5 -
"المغني"(1/ 318) وقال: "يَمَامي، فيه جَهَالة، وله ما يُنْكَرُ".
6 -
"الميزان"(2/ 346) وقال: "يَمَامي، لا يكاد يُعْرَفُ، وله ما يُنْكَرُ".
7 -
"تعجيل المنفعة" ص 135 رقم (495) وقال: "ضعَّفه العُقَيْلِي، وقال أبو حاتم: لا يُعْرَفُ، ووثَّقه ابن حِبَّان".
كما أنَّ فيه (محمد بن قُدَامَة الجَوْهَري البغدادي أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 66) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (3/ 1260) -مخطوط-. وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشي". وقال أبو داود: "ليس بشيء، ضعيف، لم أكتب عنه شيئًا قَطُّ".
وذكر المِزِّيُّ أنَّ الخطيب -في "تاريخه"(3/ 188 - 190) - قد خلط بينه
وبين (محمد بن قُدَامَة بن أَعْيَن المِصِّيْصِيّ). وقال: "وميَّز بينهما عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيرُه وهو الصواب".
3 -
"المغني"(2/ 625) وقال: "ضعَّفه أبو داود، لم يخرِّج عنه أحد". يعني من أصحاب الكتب الستة.
4 -
"التهذيب"(9/ 410 - 411) وتابعَ المِزِّيَّ في أمر التفريق بين (الجَوْهِري) و (المِصِّيصي).
5 -
"التقريب"(2/ 201) وقال: "فيه لِين، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين -يعني ومائتين-، وَوَهِمَ من خلطه بالذي قبله -يعني (المِصِّيصي) -"/ عخ.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 287) مطوَّلًا، من طريق أيوب بن النَّجَّار اليَمَامي، عن طيِّب بن محمد، به.
كما رواه في (2/ 289) من الطريق ذاته، بأطول منه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 251) بعد أن ذكر متن أحمد الثاني المطوَّل: "رواه أحمد وفيه الطَّيِّب بن محمد، وثَّقه ابن حِبَّان، وضعَّفه العُقَيْلِي، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وذكر المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 104 - 105) رواية أحمد الأولى، وقال:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلَّا طيِّب بن محمد، وفيه مَقَال، والحديث حسن".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 962) من الطريق نفسه مطوَّلًا، وأعلَّه بحديث عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رَبَاح حدَّثني رجل من هُذَيْل عن
ابن عمر مرفوعًا: "ليس مِنَّا من الرجال من تَشَبَّه بالنِّسَاء، ولا من تَشَبَّه بالرجال من النِّسَاء"، وقال:"وهذا مُرْسَلٌ ولا يصحُّ حديث أبي هريرة".
وتعقَّبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" لأحمد (4/ 243 - 244) رقم (7842)، فإنَّه بعد أن صَحَّحَ إسناد أحمد، وذكر ما تقدَّم عن البخاري، قال:"وهذا من البُخَاري رحمه الله تعليل غير قائم. فهذا حديث وذاك حديث، وما يمتنع أن يروي عطاء هذا وذاك، وما هما بمعنى واحد، وإن اشتركا في بعض المعنى، بل أحدهما يؤيد الآخر ويقويه".
أقول: في تصحيح الشيخ أحمد شاكر لإِسناده، نظر؛ لما قدَّمت من بيان حال (الطَّيِّب بن محمد اليَمَامي).
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 232) -في ترجمة (الطَّيِّب بن محمد اليَمَامي)، من طريق أيوب بن النَّجَّار، عنه، به، بنحوه.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(6/ 663) و (10/ 655 - 656)، و"مجمع الزوائد"(8/ 102 - 104)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 103 - 105).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت (10/ 333) رقم (5886)، وغيره، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"لَعَنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، والمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ".
* * *
598 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِي، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن العبَّاس بن حَمُّوْيَه الخَلَّال -وما حدَّث بغير هذا الحديث-، حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزَّعْفَرَاني، حدَّثنا أبو معاوية الضَّرير، حدَّثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَغْرَى بَيْنَ بَهِيْمَتَيْنِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرضِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عن الطَّريقِ".
(4/ 330) في ترجمة (أحمد بن العبَّاس بن حَمُّوْيَه الخَلَّال أبو بكر).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ من هذا الطريق، وله شواهد صحيحة، عدا: لعن من أَغْرَى بين بَهِيْمَتَيْنِ.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "لا يثبت هذا الحديث بهذا الإِسناد، والحَمْلُ فيه على الخَلَّال، فإنَّ كُلَّ من عداه من المذكورين في إسناده ثقة".
وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 106) لـ (أحمد بن حَمُّوْيَه الخَلَّال) هذا، وقال:"مُتَّهَمٌ". وذكر له حديثه هذا، ونقل قول الخطيب المتقدِّم. ومثله في "اللسان"(1/ 193).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 356) -واللفظ له-، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2586) -في ترجمة (هارون بن هارون التَّيْمِي) -، من طريق هارون التَّيْمِي، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لعن اللَّه سَبْعَةً من خَلْقِهِ فرد
(1)
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على كلِّ واحد ثلاث مرات، ثم قال: ملعون ملعون من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط، ملعون من جمع بين المرأة وابنتها، ملعون من سبَّ شيئًا من والديه، ملعون من أتى شيئًا من البهائم، ملعون من غيَّر حدود الأرض، ملعون من ذبح لغير اللَّه، ملعون من تولَّى غير مَوَالِيْهِ".
(1)
هكذا في "المستدرك"، وهو تحريف. والصواب ما جاء في "الكامل" (7/ 2586) -في ترجمة (هارون بن هارون التَّيْمِي) -:"فردَّد اللعنة على أحدهم ثلاث مرات. . . ".
قال الحاكم
(1)
: "صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "هارون ضعَّفوه"
(2)
.
وبنحو رواية الحاكم رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 273) رقم (2456) -، من طريق مُحَرَّر بن هارون القرشي، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 272) بعد أن عزاه له: "وفيه مُحْرِز بن هارون -ويقال: مُحَرَّر- وقد ضعَّفه الجمهور، وحسَّن التِّرْمِذِيُّ حديثه
(3)
، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 286 - 287): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح، إلَّا مُحْرِز بن هارون التَّيْمي -ويقال فيه: مُحَرَّر، بالإِهمال-. ورواه الحاكم من رواية هارون أخي مُحْرِز، وقال: "صحيح الإِسناد". (و) كلاهما واهٍ، لكن مُحْرِز قد حسَّن له التِّرْمِذِيّ، ومشَّاه بعضهم
(4)
، وهو أصلح حالًا من أخيه هارون، واللَّه أعلم".
وعن طريق مُحْرِز بن هارون التَّيْمي، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 3434) -في ترجمة (مُحْرِز) -.
وللحديث شواهد عِدَّة متفرقة.
ومن أجمع هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(1/ 217 و 309 و 317)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 298 - 299) رقم (4400)، والحاكم
(1)
قول الحاكم هذا سقط من "المستدرك" المطبوع. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 287).
(2)
قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 313): "ضعيف، من السادسة"/ ق.
(3)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "حديث".
(4)
قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 231): "متروك، من السابعة"/ ت.
في "المستدرك"(4/ 356)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 218) رقم (11546)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(4/ 414 - 415) رقم (2539)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 231)، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، ولَعَنَ اللَّه مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرضِ، ولَعَنَ اللَّه مَنْ تَولَّى غير مَوَالِيهِ، ولَعَنَ اللَّه مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ -قالها ثلاثًا في عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ-".
قال الحاكم: "حديث صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 103): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وفاته أن يعزوه للطبراني وأبي يعلى.
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(3/ 266) رقم (1875)، و (4/ 292) رقم (2817):"إسناده صحيح".
وقوله في حديث أبي هريرة عند الخطيب: "مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَغْرَى بين بَهِيْمَتَيْنِ"، له شاهد من حديث ابن عبَّاس بلفظ:"نَهَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن التَّحْرِيشِ بَيْنَ البَهَائِمِ".
رواه التِّرْمِذِيُّ في الجهاد، باب ما جاء في كراهية التَّحْرِيش بين البهائم (4/ 210) رقم (1708)، وأبو داود في الجهاد، باب التحريش بين البهائم (3/ 56) رقم (2562)، والطبراني في "الكبير"(11/ 85) رقم (11123)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 22)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1049) -في ترجمة (زياد بن عبد اللَّه العَامِرِي البَكَّائي) -.
ورواه التِّرْمِذِيُّ عقبه رقم (1709) عن مجاهد مُرْسَلًا، وقال:"ويقالُ هذا أَصَحُّ".
وقال الشيخ الألباني في "غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام" ص 219 رقم (383): "ضعيف". وفصّل حفظه المولى القول في بيان عِلَّته.
و (التحريش بين البهائم): "هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض كما يُفْعَل بين الجِمَال والكِبَاش والدُّيُوك وغيرها". "النهاية"(1/ 368).
غريب الحديث:
قوله: "تُخُوم الأرض": "أي مَعَالِمَهَا وحُدُودَها، واحدها تَخْم. وقيل أراد بها حدود الحَرَم خاصة. وقيل: هو عامٌّ في جميع الأرض. وأراد المعالم التي يُهْتَدى بها في الطرق. وقيل: هو أن يَدْخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظُلْمًا". "النهاية"(1/ 183 - 184).
قوله: "من كَمَهَ أَعْمَى عن الطريق": أي أضل وستر. انظر "النهاية"(4/ 201).
* * *
599 -
أخبرنا ابن بُكَيْر، حدَّثنا أحمد بن العبَّاس بن مُسَبِّح البزَّار -إملاءً من لفظه-، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن بنت مَنِيع، حدَّثنا عبد اللَّه بن عَوْن الخَرَّاز -وكان من خِيَار عِبَاد اللَّه، سنة ست وعشرين ومائتين-، حدَّثنا محمد بن بِشْر
(1)
، عن مِسْعَر، عن قَتَادَة،
عن أنس، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقوم حتى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فقيل له يا رسول اللَّه أتفعل هذا وقد غَفَرَ اللَّه لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟! قال:"أفلا أكونُ عَبْدًا شَكُورًا".
(4/ 331) في ترجمة (أحمد بن العبَّاس بن مُسَبِّح البزَّار).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (أحمد بن العبَّاس بن مُسَبِّح البزَّار)،
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "حدثنا بشر". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 114/ آ)، ومن مصادر تخريجه.
فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(5/ 280) رقم (2900)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 120 - 121) رقم (2380) -من كشف الأستار- والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 309) رقم (1119) -، وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 198) -، من طريق محمد بن بِشْر
(1)
، عن مِسْعَر، به.
قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا حدَّث بهذا الحديث بهذا الإِسناد عن أنس إلَّا الحسين بن بشر، وعبد اللَّه بن عَوْن الخرَّاز
(2)
، وقد رواه غيرهما عن محمد بن بشر، عن مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عن المغيرة بن شُعْبَة. وهو الصواب".
وقال الطبراني: "لم يروه عن مِسْعَر عن قَتَادة عن أنس إلّا ابن عَوْن، تفرَّد به محمد بن بِشْر. ورواه غيره عن أبي جُحَيْفَة، والمغيرة بن شُعْبَة".
وقال ابن كثير: "غريب من هذا الوجه".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 271): "رواه أبو يعلى والبزَّار والطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح".
وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 144) رقم (529)، وعزاه لأبي يعلى، وقال:"هو معلول، والمشهور عن مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عن المغيرة بن شُعْبَة".
(1)
صُحِّفَ في "كشف الأستار" إلى: "بشير".
(2)
صُحِّفَ في "كشف الأستار" إلى: "الخزَّاز".
وقال في "فتح الباري"(3/ 15) -في التهجد، باب قيام النبيِّ صلى الله عليه وسلم عند كلامه على حديث المغيرة بن شُعْبَة، الذي يرويه البُخَاري، عن أبي نُعَيْم، عن مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عنه، به:"هكذا رواه الحُفَّاظ من أصحاب مِسْعَر عنه، وخالفهم محمد بن بِشْر وحده فرواه عن مِسْعَر عن قَتَادة عن أنس، أخرجه البزَّار وقال: الصواب عن مِسْعَر عن زياد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" من رواية أبي قتَادة الحَرَّاني عن مِسْعَر عن عليّ بن الأقمر عن أبي جُحَيْفة، وأخطأ فيه".
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ مِنْ قَبْلُ في "سِيَر أعلام النبلاء"(7/ 172) بعد أن ساق حديث أنس بإسناده من الطريق المتقدِّم، ثم من طريق أبي قَتَادة الحَرَّاني عن مِسْعَر عن عليّ بن الأقمر عن أبي جُحَيْفَة، وطريق أبي قَتَادَة عبد اللَّه بن واقد الحَرَّاني عن سفيان أو مِسْعَر عن عليّ بن الأقمر عن أبي جُحَيْفَة، قال: "تفرَّد به عبد اللَّه بن واقد أبو قَتَادة الحَرَّاني
(1)
هكذا. وحديث محمد بن بِشْر العَبْدي عن مِسْعَر علَّة له. وقد رواه خلَّاد بن يحيى وجماعة عن مِسْعَر. فقال: عن زياد بن عِلَاقَة عن المغيرة بن شُعْبَة، وهذا أصحُّ الأقوال، واللَّه أعلم".
أقول: إعلال حديث أنس بمخالفة راويه (محمد بن بِشْر العَبْدِي) للحُفَّاظ الذين رووه عن مِسْعَر عن زياد بن عِلَاقَة عن المغيرة بن شُعْبَة، مَحَلُّ توقفٍ عندي لأمرين:
أولهما: أنَّ (محمد بن بِشْر العَبْدِي) من الحُفَّاظ الثقات المُتْقِنين، حتى إنَّ أبا داود يقول فيه -كما في ترجمته من "التهذيب" (9/ 74) -:"هو أحفظ من كان بالكوفة". وكان من العارفين المتمكنين في حديث (مِسْعَر بن كِدَام)، يدلُّ عليه ما ذكره الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (7/ 164) في ترجمة (مِسْعَر) حيث يقول: "قال
(1)
وهو متروك كما سيأتي في ترجمته في حديث (1056).
محمد بن بِشْر العَبْدِي: كان عند مِسْعَر ألفُ حديث، فكتبتها سوى عشرة". كما يذكر الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" أيضًا (9/ 266) في ترجمة (محمد بن بِشْر العَبْدِي) عن أبي نُعَيْم قوله:"لمَّا خرجنا في جِنَازة مِسْعَر، جعلت أتطاول في المشي، فقلت: يجيؤوني، فيسألوني عن حديث مِسْعَر، فذاكرني محمد بن بِشْر العَبْدِي بحديث مِسْعَر، فَأَغْرَبَ عليَّ سبعين حديثًا لم يكن عندي منها إلَّا حديث واحد".
فتفرده عنه -وهذا حاله-، يجعلني على شيء من الاستبعاد لأمر توهمه في روايته عنه، ويؤكِّده الأمر التالي إلى حَدٍّ ما.
ثانيهما: أنَّ أبا الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتابه "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 186، قد رواه بنحوه، عن أحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعي، عن قُرَّة بن حَبِيب، عن عبد الحكم، عن أنس.
و(عبد الحكم به عبد اللَّه القَسْمَلِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 466): "ضعيف". والظاهر أنّه (ضعيف جدًّا) كما بينته في ترجمته في حديث (220).
فقد يؤكِّد هذا الخبر على ما فيه، عدم تفرد (محمد بن بِشْر العَبْدي) فيه، واللَّه أعلم.
وقد جزم محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد (5/ 281) بخطأ من أعلَّ الحديث بوَهَم (محمد بن بِشْر العَبْدِي).
وللحديث شواهد عِدَّة، وسيأتي برقم (1037) من حديث ابن مسعود، وبرقم (1056) من حديث أبي جُحَيْفَة، وبرقم (2117) من حديث أبي هريرة.
ومن شواهده الصحيحة، حديث عائشة رضي الله عنها، الذي رواه البخاري في تفسير سورة الفتح، باب قوله {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (8/ 584) رقم (4837)، ومسلم في صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة (4/ 2172) رقم (2820).
وحديث المغيرة بن شُعْبَة رضي الله عنه، الذي رواه البخاري في الموطن السابق رقم (4836)، وفي التهجد رقم (1130)، ومسلم في الموطن السابق أيضًا رقم (2819)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في الاجتهاد في الصلاة (2/ 268 - 269) رقم (412)، والنَّسَائي في قيام الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل (3/ 219)، وأحمد في "المسند"(4/ 255)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 264 - 265) رقم (311).
* * *
600 -
حدَّثنا محمد بن الحسين بن محمد المَتُّوْثِي، أخبرنا جَدِّي، حدَّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحُلْوَاني، حدَّثنا أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِي قال: سمعت أبا بكر بن عياش -جار ابن هارون-، يحدِّث عن سليمان التَّيْمِي،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة جُمِعَ أهل الجنَّة صفوفًا، وأهل النَّار صفوفًا، فينظر الرجل من صفوف أهل النَّار إلى الرجل من صفوف أهل الجنَّة فيقول: يا فلان أما تذكر يوم اصطنعت إليك في الدُّنْيَا معروفًا. فأخذ بيده فيقول: اللَّهُمَّ إنَّ هذا اصطنع إليَّ في الدُّنْيَا معروفًا. فيقال له: خُذْ بيده أدخله الجنَّة برحمة اللَّه".
قال أنس: أشهد أنِّي سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقوله.
(4/ 332) في ترجمة (أحمد بن عِمْرَان بن عبد الملك الأَخْنَسِي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال البيهقي: منكر بهذا السند. وقال ابن الجَوْزي: لا يصحّ. وقال الذَّهَبِيُّ: باطل.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن عِمْران بن عبد الملك الأَخْنَسِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (528).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته أبو بكر بن عيَّاش عن سليمان التَّيْمي عن أنس، ولا يُعْلَمُ رواه عن أبي بكر إلَّا الأَخْنَسِيّ".
التخريج:
رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 33 رقم (19)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 125 - 126) رقم (7687) -ط بيروت-، وفي "البعث"
(1)
-كما في "اللسان"(1/ 235) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 24 - 25)، من طريق أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِي، عن أبي بكر بن عيَّاش، به.
قال البيهقي في "الشُّعَب": "تفرد به أحمد بن عِمْران الأَخْنَسِي هذا عن أبي بكر بن عيَّاش. وهو بهذا الإِسناد منكر".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ، تفرَّد به الأَخْنَسِيّ، قال البُخَاري: منكر الحديث يتكلَّمون فيه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 50) في ترجمة (الأَخْنَسِي) هذا: "له خبر باطل في المعروف".
ورواه ابن ماجه في الأدب، باب فضل صدقة الماء (2/ 1215) رقم (3685)، من طريق وكيع، عن الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"يَصُفُّ النَّاسُ يومَ القيامةِ صُفُوفًا، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ على الرَّجُلِ فيقولُ: يا فُلانُ أَمَا تَذْكُرُ يومَ اسْتَسْقَيِتَ فَسَقَيْتُكَ شَرْبَةً؟ قال: فَيَشْفَعُ له. ويَمُرُّ الرَّجُلُ فيقولُ: أَمَا تَذْكُرُ يومَ نَاوْلْتُكَ طَهْورًا؟ فَيَشْفَعُ له".
(1)
لم أقف عليه في كتاب "البعث والنشور" المطبوع. واللَّه أعلم.
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 105): "هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي".
وعزاه إلى أبي بكر بن أبي شَيْبَة، والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "شُعَبِ الإِيمان".
* * *
601 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصَّيْدَلَانِي -بمَكَّة-، حدَّثنا محمد بن عمرو العُقَيْلِي، حدَّثنا عليّ بن الحسين، حدَّثنا أحمد بن عِمْرَان الأَخْفَش، حدَّثنا عبد اللَّه بن بكر السَّهْمِي، حدَّثنا إِيَاس بن أبي إِيَاس، عن سعيد بن المسيَّب،
عن سلمان الفارسي قال: خَطَبَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "أيها النَّاسُ من فَطَّرَ صائمًا كان له مِثْلُ أَجْرِهِ".
"وذكر حديثًا طويلًا في فضل شهر رمضان".
(4/ 333) في ترجمة (أحمد بن عِمْرَان الأَخْفَش الأَلْهَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهذا الجزء من الحديث صحيح له شواهد عِدَّة.
ففيه (إِيَاس بن أبي إِيَاس) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 35) وقال: "مجهول، حديثه غير محفوظ". وذكر حديثه المتقدِّم.
2 -
"الميزان"(1/ 282) وقال: "لا يُعْرَفُ، وخبره منكر".
3 -
"اللسان"(1/ 475) وقال: "وفي "ثقات ابن حِبَّان": (إياس بن خارجة) عن سعيد بن المسيَّب، وعنه يزيد ابن أبي حَبِيب. فينظر إن كان هو هذا".
التخريج:
رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 35) -في ترجمة (إِيَاس بن أبي إِيَاس) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"قد روي من غير وَجْهٍ، ليس له طريق ثبت بَيِّنُ".
ورواه بطوله، ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 191 - 192) رقم (1887)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 215 - 217) رقم (3336)، من طريق عليّ بن زيد بن جُدْعَان، عن سعيد بن المسيَّب، عنه، به.
قال ابن خُزَيْمَة في "صحيحه" في ترجمته للحديث: "باب فضائل شهر رمضان إِنْ صَحَّ الخبر". ثم ساقه من الطريق المتقدِّم.
قال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 95): "رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"، ثم قال: إن صَحَّ الخبر
(1)
. ورواه من طريقه البيهقي
(2)
، ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان
(3)
في "الثواب" باختصار عنهما".
وقال في (2/ 96): "وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جُدْعَان".
أقول: إسناده ضعيف، لضعف (عليّ بن زيد بن جُدْعَان). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
ولهذا الجزء من الحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(9/ 459)، و"مجمع الزوائد"(3/ 156 - 157)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 144 - 145)، و"شُعَب الإِيمان" للبيهقي (7/ 511 - 513).
(1)
في "الترغيب والترهيب": "ثم قال: صح الخبر"! والصواب ما أثبت نَقْلًا عن صحيح ابن خزيمة".
(2)
أقول: هو أحد طرق البيهقي، فإنَّه رواه عن غير ابن خزيمة أيضًا.
(3)
صُحِّفَ في "الترغيب والترهيب" إلى: "حبان" بالباء. والتصويب من "ذكر أخبار أَصْبَهَان"(2/ 90)، و"السِّيَر"(16/ 276).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الصوم، باب ما جاء في فضل من فَطَّر صائمًا (3/ 162) رقم (807)، وابن ماجه في الصوم، باب في ثواب من فَطَّر صائمًا (1/ 555) رقم (1746)، وغيرهما، عن زيد بن خالد الجُهَني مرفوعًا:"من فَطَّر صائمًا كان له مِثْلُ أَجْرِهِ، غير أنَّه لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصائم شيئًا".
وقال التِّرْمِذِيّ: "حسن صحيح".
وانظر تخريجه موسعًا في حديث (59).
* * *
602 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن عِمْرَان بن موسى السُّوْسِي -ببغداد-، حدَّثنا أبو الربيع عبيد اللَّه بن محمد الحارثي، حدَّثنا يزيد بن سفيان بن عبيد اللَّه بن رَوَاحة البَصْري، عن سليمان التَّيْمي، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،
عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذَنْبٌ لا يُغْفَرُ، وذَنْبٌ لا يُتْرَكُ، وذَنْبٌ يُغْفَرُ، فأمَّا الذَّنْبُ الذي لا يُغْفَرُ فالإِشْرَاكُ باللَّه، وأمَّا الذَّنْبُ الذي لا يُتْرَكُ فَظُلْمُ العِبَادِ بَعْضَهُمْ بَعْضًا، وأمَّا الذي يُغْفَرُ فَذَنْبُ العَبْدِ بَيْنَهُ وبَيْنَ اللَّه تَعَالَى".
(4/ 333) في ترجمة (أحمد بن عِمْران بن موسى السُّوْسِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يزيد بن سفيان بن عبيد اللَّه بن رَوَاحة البَصْري أبو خالد) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 384) وقال: "عن سليمان التَّيْمي، ولا يُتَابَعُ على حديثه، ولا يُعْرَفُ بالنقل".
2 -
"المجروحين"(3/ 101 - 102) وقال: "يروي عن سليمان التَّيْمِي بنسخة مقلوبة، روى عنه عبيد اللَّه بن محمد الحارثي، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لكثرة خطئه ومخالفته الثقات في الروايات".
3 -
"المغني"(2/ 750) وقال: "له نسخة منكرة، تكلَّم فيه ابن حِبَّان".
4 -
"الميزان"(4/ 426) وذكر حديثه هذا ضمن مناكيره.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عِمْرَان بن موسى السُّوْسِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو عثمان النَّهْدِيّ) هو (عبد الرحمن بن مُلّ): إمام حُجَّةٌ مُخَضْرَمٌ معمَّر، مشهور بكنيته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 310) رقم (6133)، و"المعجم الصغير"(1/ 40) -وعنه رواه الخطيب-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 102) -في ترجمة (يزيد بن سفيان البَصْري) -، من طريق أبي الربيع عبيد اللَّه بن محمد الحارثي، عن يزيد بن سفيان البَصْري، به.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن سليمان التَّيْمِي إلَّا يزيد بن سفيان تفرَّد به أبو الربيع".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 348): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وفيه يزيد بن سفيان بن عبيد اللَّه
(1)
بن رَوَاحَة وهو ضعيف، تكلَّم فيه ابن حِبَّان، وبقية رجاله ثقات".
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى: "عبد اللَّه". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" مع ثلاثة أحاديث أخرى، وقال:"لم يرو هذه الأحاديث الأربعة عن سليمان التَّيْمي إلا يزيد، تفرَّد بها الحارثي، واللَّه أعلم". كذا في "لسان الميزان"(6/ 288).
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 527) إلى الطبراني في "الكبير" فحسب.
* * *
603 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو بكر محمد بن العبَّاس بن نَجِيح الحافظ، حدَّثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزَّار، أخبرنا إسماعيل بن سَيْف، حدَّثنا يونس بن أَرْقَم، حدَّثنا الأَعْمَش، عن سِمَاك بن حَرْب
(1)
،
عن ابن عبَّاس، أنَّ عَلِيًّا نَاوَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم الترابَ فَرَمَى به في وجوه المشركين يوم حُنَيْن.
(4/ 334) في ترجمة (أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العَتَكِيّ البَزَّار أبو بكر -صاحب المسند-).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ثَبَتَ من غير هذا الطريق قَبْضُهُ صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ الأرض، ورميه بها وجوه المشركين في غزوة حُنَيْن.
(1)
هكذا في المطبوع: "عن سماك بن حرب عن ابن عبَّاس". وهو يوافق ما في نسخة المحمودية (1/ 115/ ب). وفي "كشف الأستار عن زوائد البزار"(2/ 349) -والخطيب يرويه عن البزَّار من طريقه-: "عن سماك بن حرب عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس". وهو الصواب، فليس لـ (سِمَاك) رواية عن ابن عبَّاس، إنما روايته عن عِكْرِمَة عنه. وروايته عن عِكْرِمَة خاصة مضطربة، كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 332). وستأتي ترجمته في حديث (1312).
ففيه (إسماعيل بن سيف القُطَعِيّ البَصْريّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 103) وقال: "مستقيم الحديث إذا حدَّث عن ثقة".
2 -
"الكامل"(1/ 318) وقال: "حدَّث بأحاديث عن الثقات غير محفوظة، ويسرق الحديث". وفيه عن أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى: "كان ضعيفًا". وعن عَبْدَان الأَهْوَازِي: "كانوا يضعِّفونه".
3 -
"اللسان"(1/ 409) وقال: "ضعَّفه البزَّار".
كما أنَّ فيه (سِمَاك بن حَرْب بن أوس الذُّهْلِيُّ): ثقة، تغيَّر بأَخَرَةٍ، فكان ربما يُلَقَّنُ. ولم أقف على من ذكر الأعمش مع من روى عنه قبل تغيُّره. وستأتي ترجمته في حديث (1312).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 349) رقم (1831) -من كشف الأستار-، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإِسناد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 183): "رواه البزَّار عن إسماعيل بن سَيْف، وهو ضعيف".
وعزاه الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(8/ 32) -في المغازي، باب قول اللَّه تعالى {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ. . .} - إلى البزَّار وحده، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
وقد ثَبَتَ من حديث سَلَمة بن الأَكْوَع وغيره، أنَّه صلى الله عليه وسلم قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ الأرض في غزوة حُنَيْنٍ ورَمَى بها في وجوه المشركين.
ففي حديث سَلَمَة بن الأَكْوَع، الذي رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب الجهاد، باب غزوة حُنَيْن (3/ 1402) رقم (1777): "ثُمَّ قَبَضَ -يعني الرسول صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الأرضِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ به وجُوهَهُمْ، فقال:
شَاهَتِ الوُجُوهُ. فَمَا خَلَقَ اللَّه منهم إنسانًا إلَّا مَلأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بتلك القَبْضَةِ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّه عز وجل، وقَسَمَ رسولُ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَهُمْ بين المسلمينَ".
وانظر شواهده في: "فتح الباري"(8/ 32)، و"مجمع الزوائد"(6/ 182 - 184)، و"المطالب العالية"(4/ 250 - 252).
* * *
604 -
أخبرنا الحسن بن حسين النِّعَالي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سَلْم الخُتُّلِي قال: أَمْلَى علينا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق -في مدينة أبي جعفر- قال: حدَّثنا محمد بن عثمان -يعني ابن مَخْلَد-، عن أبيه، عن سَلَّام أبي المُنْذِر، عن مَطَر الورَّاق، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ ميمونة وهو حَلَالٌ.
(4/ 334) في ترجمة (أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العَتَكِيّ البزَّار أبو بكر -صاحب المسند-).
مرتبة الحديث:
مُنْكَرٌ من حديث ابن عبَّاس. وقد صَحَّ من حديث غيره.
ففي إسناده (مَطَر بن طَهْمَان الورَّاق) وهو صدوق كثير الخطأ، قد خالف عددًا كبيرًا من الرواة، كلّهم رواه عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس: أنَّه صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ ميمونة وهو مُحْرِمٌ.
وهو المحفوظ عنه كما سيأتي تفصيله في التخريج.
وقد تقدَّمت ترجمة (مَطَر) في حديث (430).
و (عثمان بن مَخْلَد التَّمَّار الوَاسِطي)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 170) لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (شيخ الخطيب): (الحسن النِّعَالي)، قال الخطيب في ترجمته من
"التاريخ"(7/ 300 - 301): "كتبنا عنه وكان كثير السماع إلَّا أنَّه أَفْسَدَ أمره بأن أَلْحَقَ لنفسه السماع في أشياء لم تكن سماعه".
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 334) رقم (11922)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 263)، من طريق أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزَّار، عن محمد بن عثمان بن مَخْلَد، به.
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "كذا قال، تفرَّد به محمد بن عثمان، عن أبيه، عن سَلَّام أبي المُنْذِر، وهو غريب عن مَطَر. وعند مَطَر: عن ربيعة، عن سليمان بن يَسَار، عن أبي رافع هذا القول أيضًا
(1)
. ورواه أبو الأسود يتيم عُرْوَة، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مثل رواية مَطَر عنه"
(2)
.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 267 - 269): "رواه الطبراني وفيه عثمان بن مَخْلَد الواسطي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر".
وقال الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(3/ 173) بعد أن ذكر رواية الطبراني له من الطريق المتقدِّم: "ثم أخرجه -يعني الطبراني- عن ابن عبَّاس من خمسة عشر طريقًا
(3)
: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّجها وهو مُحْرِمٌ، وفي لفظ: "وهما
(1)
سيأتي تخريجه من هذا الطريق والكلام عليه في حديث رقم (2195).
(2)
لم يتيسر لي الوقوف على رواية أبي الأسود يتيم عُرْوَة حتى أبين حالها. و (يتيم عُرْوَة) هو (محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل الأَسَدي المَدَني)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 185):"ثقة من السادسة"/ ع.
(3)
انظر "المعجم الكبير" للطبراني رقم (10722 و 10918 و 11018 و 11768 و 11833 و 11863 و 11971 و 11972 و 11919 و 12301 و 12476 و 12548).
حرامان"
(1)
، وقال -يعني الطبراني-: هذا هو الصحيح".
وقال الإمام الكمال بن الهُمَام في "فتح القدير"(2/ 375): "وما روى -أي مَطَر الورَّاق- عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "أنَّه صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ ميمونة وهو حَلَالٌ"، فَمُنْكَرٌ عنه، لا يجوز النظر إليه بعدما اشتهر إلى أن كاد يبلغ اليقين عنه في خلافه. ولذا بعد أن أخرج الطبراني ذلك عارضه بأن أخرجه عن ابن عبَّاس رضي الله عنه من خمسة عشر طريقًا: أنَّه تزوَّجها وهو مُحْرِمٌ، وفي لفظ: وهما محرمان، وقال: هذا هو الصحيح".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الدِّرَاية في تخريج أحاديث الهِدَاية"(2/ 56 - 57): "قد رواه الطبراني من طريق سَلَّام أبي المُنْذِر، عن مَطَر موصولًا، لكنه خالف في إسناده، فقال عن عِكْرَمَة عن ابن عبَّاس، فَوَهِمَ من وجهين. والمحفوظ عن ابن عبَّاس: تَزَوَّجَ صلى الله عليه وسلم وهو مُحْرِمٌ"
(2)
.
أقول: والمراد بالوجهين:
الأول: أنَّ مالكًا رواه عن ربيعة، عن سليمان، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا، لا كما رواه مَطَر الورَّاق، عن ربيعة، عن سليمان، عن أبي رافع مرفوعًا. وسيأتي تفصيل ذلك في حديث (2195).
والثاني: مخالفته لمن رواه عن ابن عبَّاس أنَّه تزوَّجها وهو مُحْرِمٌ. وهو المحفوظ.
وللحديث شواهد عِدَّةٌ: أنَّه صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وهو حَلَالٌ، وسيأتي الكلام عليه وعلى مصادر شواهده في حديث (2195).
(1)
هذا اللفظ رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 333) رقم (11919).
(2)
رواه البخاري في جزاء الصيد، باب تزويج المُحْرِم (4/ 51) رقم (1837)، وغير موضع، ومسلم في النكاح، باب تحريم نكاح المُحْرِم وكراهة خطبته (2/ 1031) رقم (1410)، وغيرهما. وانظر في تخريجه أيضًا "نصب الراية"(3/ 171).
وانظر كلام الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "فتح الباري"(4/ 51 - 52) و (9/ 165 - 166)، في أمر الجمع بين الأخبار الواردة في زواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالسيدة ميمونة رضي الله عنها وهو مُحْرِمٌ، وزواجه منها وهو حَلَالٌ.
* * *
605 -
أخبرنا أبو عبيد محمد بن محمد بن عليّ النَّيْسَابُوري، أخبرنا أبو عمرو بن حَمْدَان، أخبرنا العبَّاس بن أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتِي القاضي -ببغداد-، حدَّثنا أحمد بن عاصم البغدادي، حدَّثنا بشير بن ميمونة أبو صَيْفِي الخُرَاسَاني، عن مجاهد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ سابِقٍ إلى الجَنَّةِ عَبْدٌ أَطَاعَ اللَّه، وأَطَاعَ مَوَالِيهِ -أو قال: سَيِّدَهُ-". شَكَّ أبو صَيْفِي.
(4/ 335) في ترجمة (أحمد بن عاصم البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (بشير بن ميمون بن صفوان الوَاسِطي الخُرَاساني أبو صَيْفِي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الصغير" للبُخَاري (2/ 233) وقال: "يُتَّهم بالوضع".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 47 رقم (41) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"أحوال الرجال" ص 152 رقم (267) وقال: "غير ثقة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 63 رقم (80) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 145 - 146) وفيه عن أحمد: "ليس هو بشيء". وقال ابن مَعِين: "ليس يُكْتَبُ حديثه".
6 -
"الجرح والتعديل"(2/ 379) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، وعامَّة روايته مناكير، يُكْتَبُ حديثه على الضعف". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث" ولم يمنع من قراءة حديثه.
7 -
"المجروحين"(1/ 192) وقال: يخطئ كثيرًا حتى خرج عن حَدِّ الاحتجاج به إذا نفرد".
8 -
"الكامل"(2/ 452 - 453) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ، روى عن مجاهد وعِكْرِمَة وعطاء وغيرهم أحاديث يرويها عنهم لا يتابعه أحد عليها، وهو ضعيف كما ذكره أحمد والبُخَاري والنَّسَائي وغيرهم". وفيه عن ابن معين: اجتمع النَّاس على طَرْح حديث هؤلاء النَّفَر، فذكر منهم بشير بن ميمون".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيَ ص 161 رقم (129).
10 -
"تاريخ بغداد"(7/ 129 - 131) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء". وقال ابن المَدِيني: "ضعيف". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "متروك الحديث".
11 -
"المغني"(1/ 108) وقال: "تركوه واتُّهِمَ بالوضع".
12 -
"التقريب"(1/ 104) وقال: "متروك مُتَّهَمٌ، من الثامنة، مات سنة بضع وثمانين -يعني ومائة-"/ ق.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 141 - 142) رقم (2223) -، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 146)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 452) -كلاهما في ترجمة (بشير بن ميمون أبو صَيْفي) -، من طريق أبي صَيْفي هذا، عن مجاهد، عنه، به.
قال العُقَيْلِيُّ: هذا الحديث غير محفوظ، ولا يُتَابَعُ بشير عليه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 240) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "وفيه بشير بن ميمون أبو صَيْفي وهو متروك".
وسيأتي برقم (1016) من حديث أبي هريرة مطوَّلًا، وإسناده تالف.
كما سيأتي برقم (2158) من حديث ابن عبَّاس بإسناد ضعيف أيضًا.
* * *
606 -
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سَعْدُون البزَّار، أخبرنا أحمد بن عليّ بن عمر الحَرِيري المعروف بالمِشْطَاحِي، حدَّثنا أحمد بن عُلَيْل بن خُشَيْش المَطِيري، حدَّثنا أبو سعيد، حدَّثنا ابن فُضَيْل، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي أُمَامة بن سهل بن حُنَيْف،
عن أبيه قال: لمّا توفي أبو قيس بن الأَسْلَت، أراد ابنه أن يَتَزَوَّجَ امرأَتَهُ، وكان لهم ذلك في الجاهلية، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى:{لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [سورة النساء: الآية 19].
(4/ 336) في ترجمة (أحمد بن عُلَيْل بن خُشَيْش المَطِيري).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (أحمد بن عُلَيْل المَطِيري)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وقد روي من طريق آخر حسن.
و (أبو أُمَامة بن سهل بن حُنَيْف) اسمه (أسعد)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 64):"معروف بكنيته، معدود في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبيِّ صلى الله عليه وسلم"/ ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 525 - 527)، و"التهذيب"(1/ 263 - 265).
و (يحيى بن سعيد) هو (الأنصاري أبو سعيد): إمام حافظ فقيه حجَّة. وستأتي ترجمته في حديث (1740).
و(ابن فُضَيْل) هو (محمد بن فُضَيْل بن غزوان الضَّبِّي الكوفي أبو عبد الرحمن): صدوق شيعي. وتقدَّمت ترجمته في حديث (398).
و(أبو سعيد) هو (الأَشَجُّ، عبد اللَّه بن سعيد بن حُصَيْن الكِنْدِي الكوفي): إمام ثقة ثَبْت مُفَسِّر، خرَّج له الستة، وتوفي عام (257 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(15/ 27 - 30)، و"السِّيَر"(12/ 182 - 185)، و"التهذيب"(5/ 236 - 237)، و"التقريب"(1/ 419).
و(محمد بن الحسين بن محمد بن سَعْدون البزَّار المَوْصِلي أبو طاهر)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (2/ 255) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا". وتوفي عام (448 هـ).
التخريج:
رواه النَّسَائي في "تفسيره"(1/ 369) رقم (115)، عن عليّ بن المُنْذِر، عن محمد بن فُضَيْل، به.
وإسناده حسن.
ومن الطريق ذاته، رواه ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 476) -.
ورواه ابن جَرِير الطَّبَري في "تفسيره"(8/ 105) رقم (8870)، من طريق عبد الرحمن بن صالح، عن محمد بن فُضَيْل، به.
وإسناده حسن.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(8/ 247) -في التفسير، باب {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا. . .} - إسناده حسن.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(4/ 462) إلى ابن أبي حاتم أيضًا.
* * *
607 -
أخبرنا ابن الجُنَيْد، أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن عَجْلُوْيَه بن عبد اللَّه الكَرَجيَ -قراءة عليه-، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، أخبرنا أبي، حدَّثنا يحيى بن المغيرة، حدَّثنا الحكم بن بشير، عن عمرو بن قيس المُلَائي، عن زُبَيْد، عن من ذكره،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفظَها حَتَّى يُبَلِّغَهَا عَنِّي، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى مَنْ هو أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَهُوَ غَيْرُ فَقِيهٍ".
(4/ 337) في ترجمة (أحمد بن عَجْلُوْيَه بن عبد اللَّه الكَرَجِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، وعدَّه بعض الحُفَّاظ من المتواتر.
ففيه جهالة الراوي عن أبي هريرة.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن عَجْلُوْيَه الكَرَجِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (زُبَيْد) هو (ابن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليَامِي): حافظ ثقة عابد، عداده في صغار التابعين، خرَّج له الستة، وتوفي عام (122 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 289 - 292)، و"السِّيَر"(5/ 296 - 298)، و"التهذيب"(3/ 310 - 311)، و"التقريب"(1/ 257).
و (ابن الجُنَيْد) هو (أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجُنَيْد الخُطَبِيّ أبو الحسين): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1328).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم يروه من حديث أبي هريرة إلَّا الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 853) إليه وحده.
وللحديث شواهد صحيحة، وقد عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 28 من المتواتر. وتابعه الزَّبِيْدِيُّ في "لقط اللآلئ المتناثرة" ص 161 - 162، والكَتَّانيُّ في "نظم المتناثر" ص 24 - 25، حيث ذكره عن ستة عشر صحابيًا، وقال: ورد أيضًا من حديث عائشة وأبي هريرة وشَيْبَة بن عثمان. وذكره ابن مَنْدَه في "تذكرته" أنَّه رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون صحابيًا، ثم سرد أسماءهم، نقله ابن حَجَر في "أماليه المخرَّجة على مختصر ابن الحَاجِب". . . وفي "شرح المواهب اللَّدُنِّيَّة" قال الحافظ: إنَّه مشهور، وعدَّه بعضهم من المتواتر لأنَّه ورد عن أربعة وعشرين صحابيًا وسردهم".
وذكر السُّيُوطيُّ في "تدريب الراوي"(2/ 179) أنَّه ورد من رواية نحو ثلاثين صحابيًا.
وقال في "مفتاح الجنة" ص 16: "وهذا الحديث متواتر".
وانظر في شواهده أيضًا: "جامع الأصول"(8/ 17 - 18)، و"مجمع الزوائد"(1/ 137 - 140)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 54 و 108 - 109)، وحاشية محقق "مفتاح الجنة" ص 16 - 18.
وسيأتي برقم (1254) من حديث ابن عمر، مع ذكر شاهده من حديث ابن مسعود.
* * *
608 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض بن أبي عَقِيل القاضي -بصُور-، أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن مَخْلَد العَطَّار -ببغداد-، حدَّثنا أحمد بن غالب بن الأَجْلَح بن
عبد السلام أبو العبَّاس، حدَّثنا محمد بن يحيى الضُّرَيْس، حدَّثنا عيسى بن عبد اللَّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، حدَّثني أبي: عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه،
عن جَدِّه عليّ بن أبي طالب
(1)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سألتُ اللَّه فيك خمسًا فأعطاني أربعًا ومنعني واحدةً، سألته فأعطاني فيك أنَّك أوَّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي معك لواء الحمد، وأنت تحمله، وأعطاني أنَّك وليُّ المؤمنين من بعدي".
(4/ 339) في ترجمة (أحمد بن غالب بن الأَجْلَح أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 390 - 391) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"المجروحين"(2/ 121 - 123) وقال: "يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحلُّ الاحتجاج به كأنه كان يهم ويخطئ حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت".
3 -
"الكامل"(5/ 1883 - 1885) وذكر بعض حديثه عن آبائه وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
(1)
هكذا في المطبوع: "عيسى بن عبد اللَّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب حدَّثني أبي عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن جدِّه عليّ بن أبي طالب". وفي "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 244) -وهو يرويه عن الخطيب-: "عيسى بن عبد اللَّه بن عمر بن علي بن أبي طالب قال حدثني أبي عن جدِّه عليّ. . . . " وعندما رجعت إلى مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 119/ آ) وجدت فيها: "عيسى بن عبد اللَّه بن عمر عن جَدِّه عن عليّ. . . . " واللَّه أعلم بالصواب.
4 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 263) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"لسان الميزان"(4/ 399) وذكر جرح ابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ له. وفاته ذكر جرح ابن عدي له في "الكامل".
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن غالب بن الأَجْلَح)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 244) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد ذُكِرَ آنفًا عن ابن حِبَّان الحافظ أنَّه قال: عيسى يروي عن آبائه أشياء موضوعة".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 538) إلى الخطيب والرَّافِعِيّ.
* * *
609 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول الأَزْرَق -إِملًاء-، حدَّثنا أبو عُتْبَة أحمد بن الفرج، حدَّثنا ضَمْرَة بن ربيعة، عن رِشْدِين بن سعد، عن عُقَيْل، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَبِيتَنَّ أَحَدُكُمْ وفي يَدِهِ غَمَرُ الطَّعَامِ، فإنْ أَصَابَهُ شيءٌ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ".
(4/ 339 - 340) في ترجمة (أحمد بن الفرج بن سليمان الكِنْدِيّ الحِمْصِيّ الحِجَازِيّ أبو عُتْبَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن الفرج بن سليمان الكِنْدِيّ الحِمْصِيّ الحِجَازيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 67) وقال: "كتبت عنه ومحلُّه عندنا محل الصدق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 45) وقال: "يخطئ".
3 -
"الكامل"(1/ 193) وقال: "ليس ممَّن يُحْتَجُّ بحديثه أو يُتَدَيَّنُ به، إلَّا أنَّه يُكْتَبُ حديثه".
4 -
"تاريخ بغداد"(4/ 339 - 341) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "قدم العراق فكتبوا عنه، وأهلها حسَّنوا الرأي فيه، لكن أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي كان يتكلَّم فيه، ورأيت أبا الحسن أحمد بن عمير يضعِّف أمره". وقال محمد بن عوف الطائي: "كذَّاب".
5 -
"المغني"(1/ 52) وقال: "ضعَّفه محمد بن عوف الطائي. وقال ابن عدي: لا يُحْتَجُّ به".
6 -
"التهذيب"(1/ 67 - 69) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "ثقة مشهور".
وليس له ترجمة في "التقريب". وقد ذكر ابن حَجَر في "التهذيب" أنَّ ابن عساكر ذكر أنَّ النَّسَائي روى له، ولم يقره المِزِّيّ. ومن ثم فإنَّه لم يترجم له في "التقريب"، واللَّه أعلم.
كما أنَّ فيه (رِشْدِين بن سعد المَهْرِي المِصْرِيّ أبو سعد) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (591).
و(عُقَيْل) هو (ابن خالد بن عَقِيل الأَيْلِي الأُمَوي): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1291).
و (ضَمْرَة بن ربيعة) هو (الفِلَسْطِينيّ الرَّمْلِيّ أبو عبد اللَّه): حافظ ثقة، محدِّث فِلَسْطِين، خرَّج له أصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (202 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(13/ 316 - 321)، و"السِّيَر"(9/ 325 - 327)، و"التهذيب"(4/ 460 - 461)، و"التقريب"(1/ 374)، و"الكاشف"(2/ 34).
و(يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول الأَزْرَق أبو بكر) ترجم له. الخطيب في "تاريخه"(14/ 321 - 322) وقال: "ثقة". وكانت وفاته عام (329 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(15/ 289 - 290) ونَعَتَهُ بقوله: "الشيخ العالم الثقة".
و(أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ أبو الحسين) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 370 - 371) وقال: "صدوق". وكانت وفاته عام (409 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1010 - 1011) -في ترجمة (رِشْدِين بن سعد المِصْرِي) - من طريق أحمد بن فرج
(1)
، عن ضَمْرَة، به.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 920) إلى الخطيب وحده!
وعزاه البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(144) إلى النَّسَائي في "السنن الصغرى" عن عائشة. وهو وَهَمٌ.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 402 - 403)،
(1)
صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "فرح" بالحاء المهملة. والتصويب من مصادر ترجمته المتقدمة في مرتبة الحديث.
و"مجمع الزوائد"(5/ 30)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 151 - 154)، و"مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 14).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الأطعمة، باب في غسل اليد من الطعام (4/ 188) رقم (3852)، -واللفظ له-، والتِّرْمِذِيّ في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية البيتوتة وفي يده ريح غَمَر (4/ 289) رقم (1860)، وابن ماجه في الأطعمة، باب من بات وفي يده ريح غَمَر (2/ 1096) رقم (3297)، وأحمد في "المسند"(2/ 263 و 537)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 421) رقم (5496)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 405 رقم (1225)، وأبو الحسن علي بن الجَعْد في "مسنده"(2/ 961) رقم (2768) -وهو مشهور باسم "الجَعْدِيَّات"-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 276)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 564)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 137)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(11/ 317) رقم (2878)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 104)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ نَامَ وفي يَدِهِ غَمَرٌ ولم يَغْسِلْهُ فأصابَهُ شيءٌ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب".
وقال الحاكم: إسناده صحيح. ووافق الذَّهَبِيُّ.
وقال البَغَوي: "هذا حديث حسن".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 154): "حديث حسن".
وقال ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 579) -في الأطعمة، باب لعق الأصابع. . . -:"أخرجه أبو داود بسند صحيح على شرط مسلم".
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "مسند أحمد"(14/ 4) رقم (7559): "إسناده صحيح".
غريب الحديث:
قوله: "غَمَر": "الغَمَرُ بالتحريك: الدَّسَمُ والزُّهُومَةُ من اللحم، كالوَضَرِ مِنَ السَّمْنِ". "النهاية"(3/ 385).
* * *
610 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النَّرْسِيّ، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن الفرج الجُشَمِيّ المُقْرِئ، حدَّثنا عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبِي، عن جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم،
عن أبي أُمَامَة
(1)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقومُ الرَّجُلُ للرَّجُلِ، إلَّا بني هاشم فإنَّهم لا يقومونَ لأَحَدٍ".
(4/ 341) في ترجمة (أحمد بن الفرج بن عبد اللَّه الجُشَمِيُّ المُقْرِئ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (جعفر بن الزُّبَيْر الحَنَفِي -أو البَاهِلِي- الدِّمَشْقِي) وهو متَّهَمٌ. قال شُعْبَة: "وضع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أربعمائة حديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الفرج الجُشَمِيّ المُقْرِئ)، قال الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن بُكَيْر الحافظ فيه -فيما نقله الخطيب عنه-:"ضعيف".
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عن القاسم بن أبي أمامة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 120/ آ)، ومن "المعجم الكبير" للطبراني (8/ 289) رقم (7946).
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 128)، وابن حَجَر في "اللسان"(1/ 244)، ونقلا ما تقدَّم عن ابن بُكَيْر، ولم يزيدا.
و (القاسم) هو (ابن عبد الرحمن الدِّمَشْقِي أبو عبد الرحمن): صدوق يُرْسِلُ كثيرًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (327).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 289) رقم (7946)، من طريق أحمد بن يونس، حدَّثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزُّبَيْر، به. ولفظه عنده:"يقوم الرجل من مجلسه لأخيه إلَّا بني هاشم لا يقومونَ لأَحَدٍ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 40): "رواه الطبراني، وفيه جعفر بن الزُّبَيْر وهو متروك".
وقد تقدَّم برقم (289) من الطريق ذاته بلفظ: "لا يقومُ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ إلَّا لبني هاشم".
* * *
611 -
أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن العبَّاس المُسْتَمْلِي، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل بن سهل القاضي التَّعِزِّيّ -قدم علينا من تَعِزّ سنة تسع وثلثمائة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن سعيد أبو سعيد الأَشج، حدَّثنا يحيى بن يَمَان، عن هشام، عن الحسن،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العِلْمُ عِلْمَانِ، فَعِلْمٌ في القَلْبِ وذلك العِلْمُ النَّافِعُ، وعِلْمٌ في اللِّسَانِ وتلك
(1)
حُجَّةُ اللَّهِ على ابن آدمَ".
(1)
هكذا في المطبوع: "وتلك". وفي "العلل المتناهية"(1/ 73) -وهو يرويه عن الخطيب-: "فتلك". وفي "الترغيب" للمنذري (1/ 103): "فذاك". وفي "الجامع الكبير"(1/ 431): "فذلك".
(4/ 346) في ترجمة (أحمد بن الفضل بن سهل القاضي التَّعِزِّيّ أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي من طريق صحيح عن الحسن البَصْري مُرْسَلًا.
ففيه (يحيى بن يَمَان العِجْلِي الكوفي أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 391) وقال: "كان كثير الحديث كثير الغلط، لا يُحْتَجُّ به إذا خُولِفَ".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 667) وقال: "ربما عارضت بأحاديث يحيى بن يَمَان أحاديث النَّاس، فما خالف فيها النَّاس ضربت عليه".
3 -
سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 437 رقم (681) وقال: "ليس بِثَبْت. قال وكيع: هذه الأحاديث التي يحدِّث بها يحيى بن يَمَان، ليست من أحاديث سفيان".
4 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 26 رقم (98) وقال: "أرجو أن يكون صدوقًا"؛ فسأله الدَّارِمي: فكيف هو في حديثه؟ فقال: "ليس بالقويِّ".
5 -
"التاريخ الكبير"(8/ 313) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 477 رقم (1830) وقال: "من كبار أصحاب الثَّوْري، وكان ثقةً، جائز الحديث".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 251 رقم (663)، وقال: ليس بالقويِّ".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 433 - 434) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
9 -
"الجرح والتعديل"(9/ 119) وفيه عن أحمد: يضطرب في بعض حديثه". وقال ابن مَعِين: "ثقة". وفيه أنَّ محمد بن عبد اللَّه بن نُمَيْر كان يضعِّفه ويقول: "كأن حديثه خَيَال". وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث، في حديثه بعض
الصَّنْعَة، ومحلُّه الصدق". وقال ابن مَعِين:"لا يشبه حديثه عن الثَّوْريّ أحاديث غيره عن الثَّوْريّ".
10 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 255) وقال: "ربما أخطأ. . . وكان مُتَقَشِّفًا".
11 -
"الكامل"(7/ 2691 - 2692) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ. وابن يَمَان في نفسه لا يتعمد الكذب إلَّا أنّه يخطئ ويشتبه عليه".
12 -
"تاريخ بغداد"(14/ 120 - 124) وفيه عن محمد بن عمَّار: "لا يُحْتَجُّ به". وقال عليّ بن المَديني: "صدوق وكان قد أفلج فتغيَّر حفظه". وقال ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أحمد: "ليس حجَّة في الحديث". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "كان صدوقًا كثير الحديث وإنما أنكر أصحابنا عليه كثيرة الغلط، وليس بحجَّة إذا خولف. . . "، وقال أبو داود:"يخطئ في الأحاديث ويقلبها". وقال زكريا السَّاجِي: "حدَّث عن الثَّوْري بعجائب لا أدري لم يزل هكذا أو تغيَّر حين لقيناه أو لم يزل الخطأ في كتبه، وروى من التفسير عن الثَّوْري عجائب".
13 -
"المغني"(2/ 746): "صدوق مشهور".
14 -
"الكاشف"(3/ 239) وقال: "صدوق، فُلِجَ فساء حفظه".
15 -
"التقريب"(2/ 361) وقال: صدوق عابد، يُخطئ كثيرًا، وقد تغيَّر، من كبار التاسعة، مات سنة تسع وثمانين -يعني ومائة-": / بخ م 4.
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن الفضل بن سهل التَّعِزِّيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ في سماع الحسن البَصْري من جابر كلام، حيث أنكره بعض النُّقَّاد. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 39.
و (هشام) هو (ابن حسَّان الأَزْدِيّ القُرْدُوسِيّ البَصْري)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (4/ 295):"صاحب الحسن وابن سِيْرِين. ثقة، إمام كبير الشأن". وستأتي ترجمته في حديث (753).
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 73) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ. . . يحيى بن يَمَان قال أحمد: ليس بحجَّة في الحديث. وقال أبو داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 431) إلى الخطيب وحده من حديث جابر.
وله شواهد:
فقد رواه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية محقق "الفردوس"(3/ 68) رقم (4194) -، وأبو القاسم الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 865 - 886) رقم (2112)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 73)، من طريق عبد السلام بن صالح، عن يوسف بن عطيَّة، عن قَتَادة، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا به.
وإسناده تالف، ففيه (يوسف بن عطيَّة بن ثابت الصَّفَّار) وهو متروك كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 381). وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(11/ 418 - 419).
كما أنَّ فيه (عبد السلام بن صالح الهَرَوي أبو الصَّلْت) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (546).
وقال ابن الجَوْزي: "-فيه- أبو الصَّلْت، وهو كذَّاب بإجماعهم".
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 235)، وابن المبارك في "الزهد" ص 407 رقم (1161)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 102)، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العِلْم"(1/ 190 - 191)، من طرق، عن هشام بن حسَّان، عن الحسن البَصْري مُرْسَلًا.
وإسناده صحيح كما قال المُنْذِري والعِرَاقي فيما سيأتي عنهما.
كما رواه الدَّارِمي في الموطن نفسه، عن مَكِّي بن إبراهيم، عن هشام، عن الحسن البَصْري من قوله.
وإسناده صحيح.
قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 103): "رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في "تاريخه" بإسناد حسن، ورواه ابن عبد البَرِّ النَّمَرِي في كتاب "العلم" عن الحسن مُرْسَلًا بإسناد صحيح".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(4/ 234) رقم (1686) عن الفُضَيْل بن عِيَاض من قوله.
وهو في "نوادر الأصول" للحكيم التِّرْمِذِيّ ص 225 مرفوعًا بدون سند، وبدون ذكر اسم الصحابي الراوي.
قال العَرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 59): "أخرجه التِّرْمِذِي الحكيم في "النوادر"، وابن عبد البَرّ من حديث الحسن مُرْسَلًا بإسناد صحيح. وأسنده الخطيب في "التاريخ" من رواية الحسن عن جابر بإسناد جيِّد، وأعلَّه ابن الجَوْزي".
أقول: تحسين المُنْذِري لإسناد الخطيب، وقول العراقي: إنَّه جَيِّدٌ، موضع نظر لما قدَّمت، ولا يستقيم لهما.
* * *
612 -
أخبرني أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الشَّاهِد، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن فَاذُوْيَه بن عَزْرَة الطَّحَّان، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، حدَّثني رجاء بن سَلَمَة، حدَّثنا أبو معاوية الضَّرير، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا مَدِينَةُ العِلْمِ وعليٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ".
(4/ 348) في ترجمة (أحمد بن فَاذُوْيَه بن عَزْرَة الطَّحَّان أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وله طرق وشواهد كثيرة معلولة، وهو ضعيف.
وهذا الحديث ممَّا اختلف النُّقَّاد في الحكم عليه اختلافًا واسعًا، بين مُصَحِّحٍ، ومُحَسِّنٍ، ومُضَعِّفٍ، وحاكم عليه بالوضع، كما سيأتي.
ففيه (رجاء بن سَلَمَة) قال ابن الجَوْزي عنه في "الموضوعات"(1/ 354) -بعد أن روى الحديث عن الخطيب من طريقه هذا-: "-فيه- جابر بن سَلَمَة وقد اتَّهَموه بسرقته".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 456) وقال: قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات": اتُّهِمَ بسرقة الأحاديث".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن فَاذُوْيَه بن عَزْرَة الطَّحَّان)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو معاوية الضَّرير) هو (محمد بن خَازِم الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (424).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومي المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة مُفَسِّر. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
التخريج:
له عن ابن عبَّاس طرق:
الأول: عن عبد السلام بن صالح الهَرَوي أبو الصَّلْت، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 126)، والخطيب في "تاريخه"(11/ 48 و 49)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 65 - 66) رقم (11061)، وابن جَرِير الطبري في تهذيب الآثار" -مسند علي- ص 105 رقم (173).
وفيه (عبد السلام بن صالح الهَرَوي أبو الصَّلْت) وهو مُتَّهَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (546).
وقال الحاكم عقب روايته له: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه، وأبو الصَّلْت ثقة مأمون. . . وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل موضوع. . . وأبو الصَّلْت. . لا واللَّه لا ثقة ولا مأمون".
الثاني: عن محمد بن جعفر الفَيْدي، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 127).
و(محمد بن جعفر الفَيْدِيّ الكَلْبِيّ) قد قال فيه ابن مَعِين: "ثقة مأمون" كما
في "المستدرك"(3/ 127). وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 132). وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 151): "مقبول، من الحادية عشرة"/ خ. وترجم له في "التهذيب"(9/ 95 - 96) ونقل توثيق ابن حِبَّان له فقط! . وقال العلَّامة المُعَلِّمي رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 350: "تبعه -يعني لأبي الصَّلْت- محمد بن جعفر الفَيْدِي فعدَّه ابن مَعِين متابعًا وعدَّه غيره
(1)
سارقًا، ولم يتبين من حال الفَيْدِي ما يَشْفِي، ومن زعم أنَّ الشيخين أخرجا له أو أحدهما فقد وَهِمَ".
الثالث: عن رجاء بن سَلَمَة، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
وهو حديث الخطيب هذا، وقد سبق الكلام عليه آنفًا.
الرابع: عن جعفر بن محمد البغدادي، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
رواه الخطيب في "تاريخه"(7/ 172 - 173)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 350).
قال الخطيب عقب روايته نقلًا عن أبي جعفر الحَضْرَمي -مُطَيَّن-، وهو الذي رواه عن جعفر بن محمد هذا:"لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد. رواه أبو الصَّلْت فَكَذَّبُوه".
وقال ابن الجَوْزي في (1/ 354) من"الموضوعات": "-فيه- جعفر بن محمد البغدادي، وهو مُتَّهَمٌ بسرقة هذا الحديث".
الخامس: عن عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد الهَمْدَاني، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
(1)
إشارة إلى ابن عدي في "الكامل"(1/ 193) و (5/ 1722) حيث اعتبر كُلَّ من رواه عن أبي معاوية غير (أبي الصَّلْت) قد سرقه منه. وسيأتي عن الإمام مُطَيَّن قوله: "لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد".
رواه الخطيب في "تاريخ"(11/ 204)، وابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 351)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 150) -في ترجمة (عمر بن إسماعيل الهَمْدَاني) -.
وفيه (عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد الهَمْدَاني) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وستأتي ترجمته في حديث (1657).
قال العُقَيْلِي: "ولا يصحُّ في هذا المَتْنِ حديثٌ".
ومن هذا الطريق ذكره ابن عدي في "الكامل"(5/ 1722) -في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد الكوفي) - فقد ساق بإسناده إلى ابن مَعِين قوله: "عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد كنت أراه شُوَيْطِرًا كذَّابًا رجل سوء، حدَّث عن أبي معاوية بحديث ليس له". وذكر حديثه هذا.
ثم ذكر ابن عدي أسماء جماعة سرقوه من أبي الصَّلْت الهَرَوي، وأنَّه يُعْرَفُ به.
السادس: عن الحسن بن عليّ العَدَوي أبو سعيد، عن الحسن بن عليّ بن راشد، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 752)، وعنه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 352).
وفيه (الحسن بن علي بن زكريا العَدَوي البَصْري أبو سعيد) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).
قال ابن عدي: هذا حديث أبي الصَّلْت الهَرَوي عن أبي معاوية على أنَّه قد حدَّث به غيره، وسُرِقَ منه من الضعفاء، وليس أحد ممّن رواه عن أبي معاوية خير وأصدق من الحسن بن عليّ بن راشد والذي أَلْزَقَهُ العَدَويّ عليه".
وابن عدي ذكر الحديث في ترجمة (الحسن بن عليّ العَدَوي)، باب "ذكر سَرَقَ العَدَويّ من الحديث وأَلْزَقَهُ على قوم آخرين".
السابع: عن أحمد بن سَلَمَة الكوفي، عن أبي معاوية
(1)
الضَّرير، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 193) -في ترجمة (أحمد ابن سَلَمَة الكوفي)، وعنه السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 65، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 351 - 352).
قال ابن عدي عقبه: "هذا الحديث يعرف بأبي الصَّلْت الهَرَوي عن أبي معاوية، سرقه منه أحمد بن سَلَمَة هذا، ومعه جماعة من الضعفاء".
الثامن: عن إسماعيل بن محمد بن يوسف، عن أبي عُبَيْد القاسم بن سلَّام، عن أبي معاوية الضَّرير، به
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 130 - 131) -في ترجمة (إسماعيل بن محمد بن يوسف) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 352).
وفيه (إسماعيل بن محمد بن يوسف أبو هارون) قال ابن حِبَّان عنه: "ممَّن يقلب الأسانيد، ويسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به".
التاسع: عن مَحْفُوظ بن بَحْر الأَنْطَاكي، عن موسى بن محمد الأنصاري الكوفي، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
رواه خَيْثُمَة الأَطْرَابُلْسِي في "جزء" من حديثه ص 200.
وفيه (محفوظ بن بَحْر الأَنْطَاكي)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(3/ 444)
(1)
تَصَحَّفَ في "الكامل"(1/ 193) إلى: "عن أبي ميمون"، والتصويب من" تاريخ جُرْجَان" ص 65، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 352).
وقال: "كذَّبه أبو عَرُوبة". وذكر حديثه هذا عن خيثمة، واعتبره من بلاياه. وتعقَّبه ابن حَجَر في ترجمته من "اللسان" (5/ 19) وقال:"هذا الحديث قد رواه غيره عن أبي معاوية فليس هو من بلاياه. ولما ذكره ابن عدي قال: له أحاديث يوصلها ويرفعها، وغيره يرسلها ويوقفها".
العاشر: عن الحسن بن عثمان، عن محمود بن خِدَاش، عن أبي معاوية الضَّرير، به.
ذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 352) وقال: "رواه أبو بكر بن مَرْدُوْيَه من حديث الحسن بن عثمان. . ". وقال في (1/ 354) منه: "-فيه- الحسن بن عثمان، قال ابن عدي: كان يضع الحديث".
الحادي عشر: عن إبراهيم بن موسى الرَّازي -وليس بالفرَّاء-، عن أبي معاوية الضرير، به.
رواه ابن جَرِير الطبري في "تهذيب الآثار" -مسند عليّ- ص 105 رقم (174)، وقال: هذا الشيخ -يعني إبراهيم الرَّازي- لا أعرفه، ولا سمعت منه غير هذا الحديث".
الثاني عشر: عن أحمد بن حفص، عن سعيد بن عُقبَة، عن الأَعْمَش، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1247 - 1248) -في ترجمة (سعيد بن عُقْبَة الكوفي) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 352).
قال ابن عدي: "وهذا يُرْوَى عن أبي معاوية عن الأَعْمَش. وعن أبي معاوية: يُعْرَفُ بأبي الصَّلْت الهَرَوي عنه. وقد سرقه عن أبي الصَّلْت جماعة ضعفاء فرووه عن أبي معاوية، وألزق بهذا الحديث على غير أبي معاوية، فرواه شيخ ضعيف يقال له عثمان بن عبد اللَّه الأُمَوي عن عيسى بن يونس عن الأعمش. وحدَّثناه عن بعض الكذَّابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأَعْمَش".
وقال ابن عدي عن (سعيد بن عُقْبَة الكوفي) راويه عن الأعْمَش: "هو مجهول غير ثقة".
الثالث عشر: عن عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، عن عيسى بن يونس، عن الأَعْمَش، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1823) -في ترجمة (عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان) -.
وفيه (عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان القُرَشي الأُمَوي) وهو مُتَّهَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (970).
قال ابن عدي عقب روايته له: "هذا الحديث لا أعلم رواه عن عيسى بن يونس غير عثمان بن عبد اللَّه. وهذا الحديث في الجملة معضل عن الأعمش. . . ".
كما تقدَّم في الطريق الحادي عشر ما يتعلق بهذا الطريق أيضًا.
هذا ما وفَّقني إليه المولى سبحانه من الوقوف على طرقه من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
وقد ذكر ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 350 - 352) لحديث ابن عبَّاس، عشرة طرق، هي في حقيقتها تسعة، حيث أنَّ الثالث والرابع عنده، يعتبران طريقًا واحدًا.
والطرق التي زدتها عليه هي: الثاني، والتاسع، والحادي عشر، والثالث عشر. فالحمد للَّه على توفيقه وتيسيره.
والحديث رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عليّ بن أبي طالب (5/ 637) رقم (3723)، وابن جَرير الطَّبري في "تهذيب الآثار" -مسند عليّ-
ص 104، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات "فضائل الصحابة"(2/ 634 - 635) رقم (1081)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 64)، وفي "معرفة الصحابة"(1/ 308) رقم (346)، من طريق شَرِيك، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن سُوَيْد بن غَفْلَة، عن الصُّنَابِحِيّ، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا:"أَنَا دَارُ الحِكْمَةِ وعليٌّ بَابُهَا".
قال التِّرْمِذِيّ: " هذا حديث غريب منكر. وروى بعضهم هذا الحديث عن شَرِيك ولم يذكروا فيه عن الصُّنَابِحِيِّ، ولا نعرف هذا الحديث عن شَرِيك، ولم يذكروا فيه عن الصُّنَابِحِيِّ، ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شَرِيك. وفي الباب عن ابن عبَّاسٍ".
وفي "العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (2/ 942) بعد أن ذكره من حديث عليّ، قال:"سألت محمَّدًا -يعني البُخَاري- عنه، فلم يعرفه، وأَنكَرَ هذا الحديث".
وانظر كلام الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(3/ 247 - 248) حول هذا الطريق.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد اللَّه، معلول أيضًا. وقد تقدَّم برقم (240).
وهذا الحديث ممَّا اختلف النُّقَّاد في الحكم عليه اختلافًا واسعًا، بين مصحِّحٍ، ومحسِّنٍ، ومضعِّفٍ، وحاكمٍ عليه بالوضع.
فَمِمَّنْ قال بصحته:
1 -
الإمام الحاكم النَّيْسَابُوري في "مستدركهـ"(2/ 126) كما تقدَّم عنه.
2 -
الشيخ أحمد بن محمد بن الصِّدِّيق الغُمَاري رحمه الله -من المعاصرين-، حيث أفرده في رسالة مستقلة أسماها "فتح الملك العلي بتصحيح حديث باب مدينة العلم عليّ"، ذهب فيها إلى صحة الحديث. انظر حاشية "المقاصد الحسنة" ص 98.
وممّن قال بحُسْنِهِ:
1 -
الحافظ ابن حَجَر، ففي "اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (1/ 334):"وسئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حَجَر عن هذا الحديث في فُتْيَا فقال: هذا الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" وقال: إنَّه صحيح، وخالفه أبو الفرج ابن الجَوْزي فذكره بالموضوعات وقال: إنَّه كذب. والصواب خلاف قولهما معًا، وأنَّ الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة، ولا ينحط إلى الكذب. وبيان ذلك يستدعي طولًا، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك".
وقال ابن حَجَر في "أجوبته على أحاديث المصابيح" -والمطبوعة في آخر "مصابيح السُّنَّة"- (3/ 1791): "وهو ضعيف ويجوز أن يحَّسن".
وانظر "اللسان" له أيضًا (2/ 123).
2 -
الحافظ العَلَائي، فإنَّه قال في كتابه "النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" ص 55:"والحاصل: أنَّ الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشَرِيك إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفًا، فضلًا عن أن يكون موضوعًا".
3 -
الحافظ السَّخَاوي، فإنَّه قال في "المقاصد الحسنة" ص 98:"وأحسنها حديث ابن عبَّاس، بل هو حسن".
4 -
العلَّامة الشَّوْكَاني، فإنَّه قال في كتابه "الفوائد المجموعة" ص 349 عقب نقله لكلام ابن حَجَر الأول الذي يذهب فيه إلى تحسين الحديث:" وهذا هو الصواب".
وممّن قال بضعفه أو وضعه:
1 -
الإمام يحيى بن مَعِين، فإنَّه قال كما في "سؤالات ابن الجُنَيْد له" ص 285 رقم (51):"هذا حديث كذب ليس له أصل".
2 -
الإمام البُخَاري، فإنَّه أنكره كما تقدَّم عنه، وقال:"إنَّه ليس له وجه صحيح". كما في "المقاصد" ص 97.
3 -
الإمام أبو زُرْعَة الرَّازِيّ، فإنَّه قال كما في "سؤالات البَرْذَعي له" (2/ 519 - 520):"كم من خَلْقٍ قد افتضحوا فيه".
4 -
الإمام التِّرْمِذِيّ، فإنَّه قال كما تقدَّم عنه:"منكر".
5 -
الإمام ابن حِبَّان، فإنَّه قال في كتابه "المجروحين" (2/ 94):"هذا خبر لا أصل له عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام".
6 -
الإمام ابن عدي، فإنَّه قال:"هذا الحديث موضوع يعرف بأبي الصَّلْت، كما في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 354).
7 -
الإمام الدَّارَقُطْنِيّ، فإنَّه قال في كتابه "العلل" (1/ 354):"الحديث مضطرب غير ثابت".
8 -
الإمام ابن الجَوْزي، فإنَّه قال في كتابه "الموضوعات" (1/ 353):"هذا حديث لا يصحُّ من جميع الوجوه".
9 -
الإمام ابن دَقِيق العيد، فإنَّه قال كما في "المقاصد الحسنة" ص 67:"هذا الحديث لم يُثْبِتُوه، وقيل: إنَّه باطل".
10 -
الإمام ابن تيمية، فإنَّه يقول في كتابه "أحاديث القُصَّاص" ص 62:"هذا ضعيف، بل موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، لكن قد رواه التِّرْمِذِيّ وغيره، ومع هذا فهو كذب". وانظر "مجموع الفتاوى" له (4/ 410 - 413) و (18/ 123 - 124).
11 -
الإمام الذَّهَبِيُّ، فإنَّه صرَّح بوضعه في "الميزان"(41/ 415) و (3/ 668).
12 -
الشيخ عبد الرحمن المُعَلِّمِي اليَمَاني رحمه الله -من المعاصرين- في تحقيقه لـ "الفوائد المجموعة" ص 349 - 353، حيث ذهب إلى القول بوضعه في تحقيق مطوَّل.
13 -
الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه اللَّه في "ضعيف الجامع الصغير"(2/ 13) رقم (1416) حيث يقول: "موضوع".
وانظر الكلام على هذا الحديث في: "تاريخ بغداد"(11/ 48 - 51)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 346 - 355)، و"المستدرك"(3/ 126 - 127)، و"أحاديث القُصَّاص" لابن تيمية ص 62، و"أجوبة الحافظ ابن حَجَر عن أحاديث المصابيح"(3/ 1788 - 1789) -في آخر "مصابيح السُّنَّة"-، و"النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" للعَلائي ص 52 - 55، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 97 - 98، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطي (1/ 328 - 336)، و"تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (1/ 377 - 338)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَاني مع حاشية المُعَلِّمِي عليه ص 348 - 350، و"اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" للزَّرْكَشِي ص 163، و"الدُّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" للسُّيُوطيّ ص 53 - 54.
* * *
613 -
أخبرنا أحمد بن فارس، أخبرنا أبو عليّ الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن يحيى بن حَلْبَس بن عبد اللَّه المَخْزُومي المؤدِّب، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي داود، حدَّثنا أبو تَقِيّ، حدَّثنا بقيَّة قال: حدَّثني أبو بكر بن عبد اللَّه أبي مَرْيَم، عن حَبِيب
(1)
بن أبي عبيد،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "خبيب" بالخاء المعجمة. والتصويب من "تهذيب الكمال"(5/ 358)، و"التقريب" (1/ 150) وقال:"ثقة من الثالثة". وهو (حبيب بن عبيد الرَّحَبيّ الحِمْصّي).
عن أبي الدَّرْدَاء، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِنَهْرٍ ومعه قَعْبٌ فَتَوَضَّأَ وفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فردَّهَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال:"يُبْلِغُهُ اللَّهُ قومًا يَنْفَعُهُمْ به".
(4/ 348 - 349) في ترجمة (أحمد بن فارس بن عليّ الحَفَري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مَرْيَم الغَسَّاني الشَّامي) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى"(7/ 467) وقال: "كان كثير الحديث، ضعيفًا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 695) وقال: "ليس حديثه بشيء".
3 -
"العلل" لأحمد (1/ 247) وقال: "ضعيف، كان يجمع فلان وفلان، وكان عيسى -يعني ابن يونس- لا يرضاه".
4 -
"التاريخ الكبير" -الكُنَى- (8/ 9) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"أحوال الرجال" ص 172 رقم (308) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث، وهو متماسك".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 262 رقم (699) وقال: "ضعيف".
7 -
"الجرح والتعديل"(2/ 404 - 405) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث طرقته لصوص فأخذوا متاعه فاختلط". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث منكر الحديث".
8 -
"المجروحين"(3/ 146 - 147) وقال: "من خير أهل الشَّام، ولكنَّه كان رديء الحفظ، يحدِّث بالشيء ويهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك، ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به، فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد".
9 -
"الكامل"(2/ 469 - 473) وقال: "الغالب على حديثه الغرائب، وقلَّ ما يوافقه عليه الثقات، وأحاديثه صالحة، وهو ممَّن لا يحتج بحديثه".
10 -
"سنن الدَّارَقُطْنِيّ"(1/ 104) و (3/ 4 و 148) وقال: "ضعيف".
11 -
"المغني"(2/ 774) وقال: "ضعيف، عندهم".
12 -
"الكاشف"(3/ 275) وقال: "ضعَّفوه، له عِلْمٌ ودِيَانَةٌ".
13 -
"التقريب"(2/ 398) وقال: "ضعيف، وكان قد سُرِقَ بيته فاختلط، من السابعة، مات سنة ست خمسين -يعني ومائة -"/ د ت ق.
و(بقيَّة) هو (ابن الوليد الحِمْصِيّ الكَلَاعي): ثقة كثير التدليس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
و(أبو تَقِيّ) هو (هشام بن عبد الملك بن عِمْرَان اليَزَنيّ الحِمْصِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 196):"ثقة، توفي سنة 251 هـ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 319): "صدوق، ربما وَهِمَ، من العاشرة"/ د س ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(11/ 45) أيضًا.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 220) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه أبو بكر بن أبي مَرْيَم وهو ضعيف".
وذكره قبله بلفظ: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم توضأ من إناءٍ على نهر، فلما فرغ، أفرغ فضله في النهر"، وقال:"رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أبو بكر بن أبي مَرْيَم اختلط وتُرِكَ حديثه لاختلاطه".
ولا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدان "مسند أبي الدَّرْدَاء" من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 147) -في ترجمة (أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مَرْيَم الغَسَّاني) -، من طريق الوليد بن عُتْبة، حدَّثنا بقيَّة قال: حدَّثنا ابن أبي مَرْيَم، به.
غريب الحديث:
قوله: "قَعْبٌ": "إناءٌ ضخم كالقصعة، والجمع قِعَابٌ وأَقْعُبٌ". "المصباح المنير" مادة (قعب) ص 510.
* * *
614 -
أخبرني أحمد بن سليمان بن عليّ، والحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئَانِ، قالا: حدَّثنا محمد بن بَكْرَان بن الرَّازي، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن القاسم الأَنْماطي المعروف بِبُلْبُل -زاد الحسن: على باب ابن عرفة، ثم اتفقا، سنة سبع وخمسين ومائتين-، حدَّثنا عبد اللَّه بن سَوَّار أبو السَّوَّار، أخبرنا حمَّاد بن سَلمَة، عن حُمَيْد، عن الحسن، عن أنس،
عن جُنْدُب، أو غيره، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"احْتَجَّ آدمُ وموسى، فَحَجَّ آدَمُ موسى".
(4/ 349) في ترجمة (أحمد بن القاسم الأَنْماطي أبو بكر، معروف بِبُلْبُل).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن القاسم الأَنْمَاطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أحمد بن سليمان بن عليّ بن عِمْران المُقْرِئ الوَاسِطي أبو بكر) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 180 - 181) وقال: "قرأت عليه القرآن، وكان صدوقًا". وكانت وفاته سنة (432 هـ).
و (الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ المؤدِّب الأَقْرَع أبو عليّ) ترجم له
الخطيب في "تاريخه"(7/ 392) وقال: "لم يكن به بأس". وكانت وفاته سنة (447 هـ).
و(حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عُبَيْدَة): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (265)
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام فقيه ثقة مشهور مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).
وباقي رجال الإسناد ثقات. بيد أنَّ ذكر (أنس) فيه، شاذ، كما سيتبين في التخريج.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 464)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 90 - 91) رقم (1521)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 171 - 172) رقم (1663)، والنَّسَائي في كتابه "التفسير"(2/ 32 - 33) رقم (338)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 66) رقم (143)، والآجُرِّي في كتاب "الشريعة" ص 180، من طرق، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن حُمَيْد، عن الحسن، عن جُنْدُب بن عبد اللَّه البَجَلي مرفوعًا مطوَّلًا.
وعند أحمد: "عن الحسن عن رجل -قال حمَّاد: أظنه جُنْدُب بن عبد اللَّه البَجَلي-".
وعند أبي يعلى: "عن الحسن عن جُنْدُب وغيره".
وعند ابن أبي عاصم: "عن الحسن عن جُنْدُب أو غيره".
وعند الطبراني والنَّسَائي والآجُرِّي: "عن الحسن عن جُنْدُب" من دون تردد.
وليس عندهم جميعًا ذكر (أنس بن مالك)، بين (الحسن البَصْري) و (جُنْدُب بن عبد اللَّه).
وإسناده صحيح إن كان الحسن البَصْري قد سمعه من جُنْدُب بن عبد اللَّه البَجَلي. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 42: قال أبو حاتم الرَّازي: "لم يصح للحسن سماعٌ من جُنْدُب رحمه الله". وانظر "التهذيب"(2/ 265) أيضًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 191): "رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه، والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 62 - 71)، و"الشريعة" للآجُرِّيّ ص 179 - 181، و"جامع الأصول"(10/ 124 - 127)، و"مجمع الزوائد"(7/ 191).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في القدر، باب تحاج آدم وموسى عند اللَّه (11/ 505) رقم (1614)، ومسلم في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (4/ 2024 - 2043) رقم (2652)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"احْتَجَّ آدُم وموسى، فقال له موسى: يا آدمُ أنت أبُونَا، خَيْبْتَنَا وأَخْرَجْتَنَا مِنَ الجَنَّةِ. قال له آدمُ: يا موسى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بكَلامِهَ وخَطَّ لك بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي على أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عليَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بأربعينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدمُ موسى، فَحَجَّ آدمُ موسى -ثلاثًا-".
* * *
615 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر، حدَّثنا علي بن الجَعْد، حدَّثنا أبو عمرو بن العلاء، عن مسلم، عن حَبَّة
(1)
.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "حَيَّة" بالياء المثناة. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في حديث (564)، ومن المصادر التي خرَّجت الحديث.
عن عليّ قال: أمَرَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأَكْلِ الثُّومِ، وقال:"لولا أنَّ المَلَكَ يَنْزِلُ عليَّ لأَكَلْتُهُ".
(4/ 349) في ترجمة (أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر الجُوْهَرِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (حَبَّةُ) وهو (ابن جُوَيْن العُرَنِيّ البَجَلِيّ أبو قُدَامة): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (564).
كما أنَّ فيه (مسلم) وهو (ابن كَيْسَان الضَّبِّي المُلائي البَرَّاد الأعور): ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (731).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده" -المسمّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 317) رقم (747 و 748)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد "المعجمين" للهيثمي (7/ 72) رقم (4063) -، من طريق إسرائيل، عن مسلم، به.
قال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلمُ يُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا عن عليّ بهذا الإسناد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 46): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، وفيه حَبَّةُ بن جُوَيْن العُرَني وقد ضعَّفه الجمهور ووثَّقه العِجْلِي".
ورواه أبو نُعَيْم في الحِلْيَة" (8/ 357 - 358)، وفي "تاريخ أصْبَهَان" (2/ 218)، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 103، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 240)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (2/ 170)، من طرقٍ، عن
مسلم الأعور، عن حَبَّة العُرَني
(1)
، عنه، به مرفوعًا بنحوه.
قال ابن الجَوْزي: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: هذا حديث ممّا أُنْكِرّ على حَبَّة بن جُوَيْن وهو ضعيف. قال يحيى: ليس حديثه بشيء، وقال السَّعْدي: غير ثقة".
وبلفظ الخطيب رواه أحمد بن مَنِيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (1/ 102) رقم (366).
* * *
616 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن القاسم أبو الحسن البِرْتِي، حدَّثنا بشر بن الوليد، حدَّثنا أبو يوسف القاضي، حدَّثنا ابن أبي أُنَيْسَة، عن زُبَيْد اليَامِي، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي،
عن ابن مسعود قال: شَغَلَ المُشْرِكُونَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الخَنْدَقِ عن الظُّهْرِ والعَصْرِ والمَغْرِبِ والعِشَاءِ، فَأَمَرَ بلالًا فأَذَّنَ وأَقَامَ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، وأَذَّنَ وأَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ، وأَذَّنَ وأَقَامَ فَصَلَّى العِشَاءَ.
"كذا كان في أصل ابن القَطَّان، ولم يذكر المغرب، وأظنه سقط في النقل، واللَّه أعلم".
(4/ 350) في ترجمة (أحمد بن القاسم بن محمد الطائي البِرْتِي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (ابن أبي أُنَيْسَةَ)، وهو (يحيى بن أبي أُنَيْسَة الجَزَرِي الرُّهَاوي) وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "عن جده العوفي"!.
1 -
"تاريخ ابن معين"(2/ 640) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 262) وقال: "ليس بذاك".
3 -
"أحوال الرجال" ص 177 رقم (318)، وقال:"غير ثقة. سمعت أحمد بن حنبل يذكره بالذَّمِّ ويُثَبِّتُ أخاه زيد بن أبي أُنَيْسَة". وفيه "أنَّ زيد بن أبي أُنَيْسَة كان سيء الرأي في أخيه يحيى ويرميه بالكذب".
4 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَويّ (2/ 449) وذكره مع جماعة وقال: "لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء". وقال في (2/ 452): "لا يُكْتَبُ حديثه إلَّا للمعرفة". وقال في (3/ 42): "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 252 رقم (670) وقال: "متروك الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 392 - 393) وفيه عن زيد بن أبي أُنَيْسَة: "لا تكتبوا عن أخي فإنَّه يكذب". وقال أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل: "ليس هو ممّن يُكْتَبُ حديثه" قيل له: لِمَ يا أبا عبد اللَّه؟ قال "حديثه يدلك عليه". وقال ابن مَعِين: "ضعيف".
7 -
"الجرح والتعديل"(9/ 129 - 130) وفيه عن أبي جعفر عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "كان ضعيفًا في الحديث، واجتمع أصحاب الحديث على ترك حديثه إلَّا من لا يعلم". وقال أبو حاتم وأبو زُرْعَة: "ليس بالقويِّ". وقال أبو حاتم: "هو ضعيف الحديث".
8 -
"المجروحين"(3/ 110 - 111) وقال: "كان ممَّن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل حتى إذا سمعها المبتديء في الصناعة لم يشك أنَّها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
9 -
"الكامل"(7/ 2644 - 2649) وقال: "ويقع في رواياته ما يُتَابَعُ عليه وما لا يُتَابَعُ عليه، وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 390 رقم (572).
11 -
"المغني"(2/ 731) وقال: "مشهور، قال أحمد وغيره: متروك".
12 -
"الكاشف"(3/ 220) وقال: "تالف".
13 -
"التهذيب"(11/ 183 - 185) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ضعيف لا يُكْتَبُ حديثه". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال السَّاجي: "متروك الحديث، ضعيف جدًّا، كان صدوقًا ولم يكن بالحافظ".
14 -
"التقريب"(2/ 343) وقال: "ضعيف، من السادسة، مات سنة ست وأربعين -يعني ومائة-"/ ت.
و(أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ) هو (عبد اللَّه بن حَبِيب الكوفي): إمام مُقرئ، ثقة ثَبْت، مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة. وستأتي ترجمته في حديث (1398).
و(أبو يوسف القاضي) هو (يعقوب بن إبراهيم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (575).
التخريج:
رواه أبو يَعْلَى في مسنده (5/ 39) رقم (2628)، عن بشر، عن أبي يوسف، به. بزيادة قوله:"حتى ذَهَبَ ساعةٌ مِنَ اللَّيْل" عقب قوله: "شَغَلَ المُشْرِكُونَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الصَّلَواتِ: الظُّهْرِ والعَصْرِ والمَغْرِبِ والعِشَاءِ". وفيه ذِكْرُ أَذَانِهِ وإِقامَتِهِ لصلاة المَغْرِبِ.
قال الهيثمي في "المقصد العلي" ص 291 رقم (216): "لم أره بهذا السياق عند أحدٍ منهم".
وقال في "مجمع الزوائد"(2/ 4): "رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن أبي أُنَيْسَة وهو ضعيف عند أهل الحديث إلَّا أنَّ ابن عدي قال: وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
وعزاه الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(2/ 165) إلى البيهقي في "سننه" عن يحيى بن أبي أُنَيْسَةَ، به.
ولم أقف عليه فيه من هذا الطريق في مظانه كلّها، كما أنَّ محقق "نصب الراية" لم يذكر موضعه من "السنن" كعادته، واللَّه أعلم.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 375)، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ (1/ 337 - 338) رقم (179)، والنَّسَائي في الأذان، باب الاجتزاء لذلك كلّه بأذانٍ واحدٍ والإقامة لكل واحدة منهما (2/ 17 - 18)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في الصَّلاة -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (7/ 167) -، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(9/ 338) رقم (5351)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(2/ 70) و (14/ 272 و 422)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 403)، من طريق هُشَيْم، عن أبي الزُّبَيْر، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبي عُبَيْدَة بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، به، من دون ذكر الأذان مع الإقامة في العصر والمغرب والعشاء.
قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث عبد اللَّه ليس بإسناده بأس، إلَّا أنَّ أبا عُبَيْدَة لم يسمع من عبد اللَّه".
والعجيب أنَّ صاحب "الكنز"(10/ 454) رقم (30099) لم يعزه إلَّا لابن أبي شَيْبَة! .
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 423)، والنَّسَائي في الأذان، باب الاكتفاء بالإقامة لكلِّ صلاة (2/ 18)، من طريق هشام الدَّسْتُوائي، عن أبي الزُّبَيْر به. إلَّا أنَّهما لم يذكرا الأذان في صلاة الظُّهْرِ ولا غيرها.
ومن هذا الطريق رواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 44 رقم (333)، لكن بلفظ التِّرْمِذِيّ ومن معه.
وعند ثلاثتهم من هذا الطريق زيادة قوله في آخره: "ثم طاف علينا فقال: ما على الأرض عصابة يذكرون اللَّه عز وجل غيركم".
قال البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 403): "رواه هشام الدَّسْتُوائي، عن أبي الزُّبَيْر، واختلف عليه في الأذان، منهم من حفظه عنه، ومنهم من لم يحفظه. ورواه الأَوْزَاعي عن أبي الزُّبَيْر فقال: يتابع بعضها بعضًا بإقامة إقامة".
والحديث إسناده منقطع لأنَّ أبا عُبَيْدَة بن عبد اللَّه بن مسعود لم يُدْرِكْ أباه. وهو مُرْسَلٌ جَيِّدٌ كما قال البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 403).
وانظر تحقيقًا نفيسًا للإِمام الزَّيْلَعِيِّ في "نصب الراية"(1/ 164 - 165) حول إدراك وسماع أبي عُبَيْدة من أبيه وعدمه.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 212) بإسناد ضعيف من حديث ابن مسعود مختصرًا، وفي آخره:"وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف". وسيأتي برقم (1216).
وللحديث بلفظ الخطيب المطوَّل هنا، شاهد من حديث جابر. قال في "المجمع" (2/ 4):"رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الكريم بن أبي المُخَارِق وهو ضعيف".
* * *
617 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع، حدَّثنا أحمد بن القاسم السُّلَيْمَاني، أخبرنا عبد الرحمن بن صالح، حدَّثنا إبراهيم بن محمد المَدَني، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن يحيى بن عُرْوَة
(1)
، عن أبيه،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ:{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [سورة التكوير: الآية 24].
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عن يحيى عن عروة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 124/ آ)، ومن مصادر تخريجه الآتية.
(4/ 351) في ترجمة (أحمد بن القاسم بن سليمان الأَغَرّ
(1)
السُّلَيْمَاني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمِيّ المَدَنيّ أبو إسحاق) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 425) وقال: "كان كثير الحديث، تُرِكَ حديثه، ليس يُكْتَبُ".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 13) وقال: "لا يُكْتَبُ حديثه، كان جَهْمِيًّا رَافِضِيًّا". وقال: "كان كذَّابًا".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 124 رقم (153) وقال: "كذَّاب، وكان يقول بالقَدَر".
4 -
"العلل" لأحمد (2/ 42) وقال: "ترك الناس حديثه وكان قَدَريًا".
5 -
"التاريخ الكبير"(1/ 323 - 324) وقال: "كان يَرَى القَدَر وكلام جَهْم، عن يحيى بن سعيد. تركهـ ابن المبارك والنَّاس. حدَّثني محمد بن المُثَنَّي قال: حدَّثنا بشر بن عمر قال: نهاني مالك عن إبراهيم بن أبي يحيى، قلتُ أَمِنْ أجل القَدَر تنهاني عنه، قال: ليس في حديثه بذلك. . . . ".
6 -
"أحوال الرجال" ص 128 رقم (212) وقال: "فيه ضروبٌ من البِدَعِ فلا يُشْتَغَلُ بحديثه فإنَّه غير مُقْنِعٍ ولا حُجَّةٍ".
7 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 33) وفيه عن مالك بن أنس: "ليس برضى في دِينه".
(1)
في مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 124/ آ): "الأعين" بدلًا من "الأغر".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 40 رقم (5) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 62 - 64).
10 -
"الجرح والتعديل"(2/ 125 - 127) وفيه أنَّ يحيى بن سعيد القطَّان كذَّبه. وقال أحمد: "لا يُكْتَبُ حديثه، ترك النَّاس حديثه، كان يروي أحاديث منكرة ليس لها أصل، وكان يأخذ حديث النَّاس يضعها في كتبه". وقال وكيع بن الجرَّاح: "لا يُرْوَى عن إبراهيم بن أبي يحيى حَرْفٌ". وقال أبو حاتم: "كذَّاب متروك الحديث، ترك ابن المبارك حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء". وقال بشر بن المُفَضَّل: "سألت فقهاء المَدِينة عن إبراهيم بن أبي يحيى فكلُّهم يقول: كذَّاب! أو نحو هذا".
11 -
"المجروحين"(1/ 105 - 107) وقال: "كان مالك وابن المبارك ينهيان عنه، وتركه يحيى القَطَّان وابن مهدي، وكان الشَّافِعِي يروي عنه. كان إبراهيم يرى القَدَر ويذهب إلى كلام جَهْم، ويكذب مع ذلك في الحديث".
12 -
"الكامل"(1/ 219 - 227) وقال: "قد نظرت أنا في أحاديثه وتحريتها وفتشت الكلّ منها، فليس فيها حديث منكر، وإنما يروي المنكر إذا كانت العهدة من قبل الراوي عنه أو من قبل من يروي إبراهيم عنه، وكأنه أُتي من قبل شيخه لا من قبله، وهو في جملة من يُكْتَبُ حديثه، وقد وثَّقه الشَّافِعِي وابن الأَصْبَهَاني وغيرهما".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 103 رقم (14).
14 -
"المغني"(1/ 23) وقال: "تركه جماعة، وضعَّفه آخرون للرَّفْضِ والقَدَرِ".
15 -
"الميزان"(1/ 57 - 61) وقال: "أحد العلماء الضعفاء". وقال: "وثَّقه الشَّافِعِي وابن الأَصْبَهَاني. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: الجَرْحُ مُقَدَّمٌ".
16 -
"التقريب"(1/ 42) وقال: "متروك، من السابعة، مات سنة أربع وثمانين، وقيل: إحدى وتسعين -يعني ومائة-"/ ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن القاسم بن سليمان الأَغَرّ السُّلَيْمَاني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 252)، وأبو عمر حفص بن عمر الدُّوري في "جزء فيه قراءات النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 168 و 169 رقم (122 و 123)، والخطيب في "تاريخه"(9/ 444)، من طريق إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن يحيى بن عُرْوة، به.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "إسحاق متروك".
وستأتي ترجمة (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة الأُمَوي المَدَني) في حديث (794)، وهو متروك كما قال أبو زُرْعَة وأبو حاتم والنَّسَائي وغيرهم.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 434) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"، وابن مَرْدُوْيَه، إلى جانب الخطيب والحاكم.
قال أبو الفرج بن الجَوْزي في "زاد المَسِير"(9/ 44): "قرأ ابن كثير وأبو عمر والكِسَائي ورُوَيْس: (بِظَنِينٍ) بالظاء، وقرأ الباقون بالضاد. قال ابن قُتَيْبَة: من قرأ بالظاء، فالمعنى: ما هو بمتَّهم على ما يُخْبِر به عن اللَّه، ومن قرأ بالضاد فالمعنى: ليس ببخيل عليكم بعِلْمِ ما غَابَ عنكم ممَّا ينفعكم".
قال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 512): "وكلاهما متواتر".
* * *
618 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثني أبو الفرج أحمد بن القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي البغدادي -بِدِمَشْق، وكتبه
لي بخطِّه-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الوارث بن عمر القُرَشِي الصَّنْعَاني -بِصَنْعَاء-، حدَّثنا ميمون بن الحكم الشرادي، حدَّثنا بَكْر بن الشَّرُود، حدَّثنا مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قَرَأَ على نَفْسِهِ بِقُلْ هُو اللَّه أَحَد.
(4/ 353 - 354) في ترجمة (أحمد بن القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي أبو الفرج، معروف بابن الخَشَّاب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (بكر بن عبد اللَّه الشُّرُود الصَّنْعَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 62) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 90) وقال: "قال ابن مَعِين: رأيته ليس بثقة".
3 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 41) -في باب من يُرْغَبُ عن الرواية عنهم-.
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 65 رقم (88) وقال: "ضعيف".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 149) وقال: "حدَّث عن الثَّوْري وغيره أحاديث كثيرة منكرة". وقال ابن مَعِين: "كذَّاب".
6 -
"الجرح والتعديل"(2/ 388) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".
7 -
"المجروحين"(1/ 196) وقال: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل".
8 -
"الكامل"(2/ 459 - 460) وقال بعد أن ساق بعض حديثه: "ولبَكْرٍ غير ما ذكرت من الروايات ممّا لا يتابعه الثقات عليه، وكلُّها غير محفوظة ما ذكرتها، وما لم أذكرها".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 162 رقم (131).
10 -
"المغني"(1/ 113) وقال: "قال يحيى: كذَّاب. وقال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: ضعيف".
11 -
"اللسان"(2/ 52 - 54) وفيه عن السَّاجي: "ضعيف". وقال ابن الجارود: "ليس بشيء".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن القاسم بن الخَشَّاب أبو الفرج) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ميمون بن الحكم الشرادي) لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: تفرَّد به بكر بن الشُّرُود عن مالك. والمحفوظ عن مالك عن الزُّهْرِيّ عن عُرْوَة عن عائشة: "كان النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ على نَفْسِهِ المُعَوِّذَتَيْنِ ويَنْفُثُ". وبكر بن الشُّرُود: ضعيف".
التخريج:
عزاه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 52) إلى الدَّارَقُطْنِيّ -علي بن عمر- من الطريق التي رواها الخطيب عنه، ونقل عنه ما ذكره الخطيب عنه آنفًا.
ولم أقف عليه عند غيره في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
أمَّا حديث السيدة عائشة المحفوظ، فقد رواه مالك في "الموطأ"
(2/ 942 - 943)، وعنه البُخَاري في فضائل القرآن، باب فضل المُعَوِّذَات (9/ 62) رقم (5016)، ومسلم في السلام، باب رقية المريض بالمُعَوِّذَات والنفث (4/ 1723)، وغيرهما.
وعندهم: "المُعَوِّذَاتِ" وليس "المُعَوِّذَتَيْنِ" كما نقله الخطيب.
* * *
619 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو بكر بن خَلَّاد، حدَّثنا أحمد بن كثير بن الصَّلْت، أخبرنا سليمان بن أبي شَيْخ، حدَّثنا أبو سفيان الحِمْيَرِيّ، عن المَهْدِيّ، عن أبيه المنصور، عن محمد بن عليّ، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُغَسِّلْنِي العبَّاسُ فإنَّه وَالِدٌ، والوَالِدُ لا يَنْظُرُ عَوْرَةَ وَلَدِهِ".
(4/ 357) في ترجمة (أحمد بن كثير بن الصَّلْت أبو عبد اللَّه مولى بني هاشم).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن كثير بن الصَّلْت مولى بني هاشم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه الخليفتين: (المَهْدِيّ) و (المنصور)، غير معروفَيْنِ في الرواية.
و (محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس الهاشمي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 193):"ثقة من السادسة، لم يثبت سماعه من جَدِّه"/ م 4. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (3/ 1247) -مخطوط-، و"التهذيب" (9/ 355 - 356).
و (عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس الهاشمي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 40): "ثقة عابد، من الثالثة"/ بخ م 4. وانظر ترجمته في: "السِّيَر" (5/ 252 - 253)، و"التهذيب" (7/ 357 - 358).
(أبو سفيان الحِمْيَريّ) هو (سعيد بن يحيى بن مهدي الحَذَّاء الوَاسِطي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 308):"صدوق وسط، من التاسعة"/ خ ت. وانظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(9/ 75 - 76)، و"تهذيب الكمال"(11/ 108 - 111)، و"التهذيب"(4/ 99).
و(سليمان بن أبي شَيْخ) هو (سليمان بن منصور بن سليمان الوَاسِطي الخُزَاعي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (9/ 50 - 51) وقال:"صدوق". وفيه عن أبي داود: "ثقة". وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 274) وقال: "كان صاحب أخبار وحكايات".
و(أبو بكر بن خَلَّاد) هو (أحمد بن يوسف بن أحمد بن خَلَّاد العَطَّار النَّصِيبيّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (5/ 220 - 221) وقال:"كان ابن خلَّاد لا يَعْرِفُ من العِلْم شيئًا، غير أنَّ سماعه كان صحيحًا". وفيه عن أبي نُعَيْم: "ثقة". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "ثقة، مضى أمره على جميل، ولم يكن يعرف الحديثة". وترجم له الذَّهبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 69 - 70) وقال: "الشيخ الصدوق المحدِّث، مُسْنِدُ العراق". وكانت وفاته سنة (359 هـ).
و(أبو نُعَيْم) هو (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الأَصْبَهَاني): إمام ثقة حافظ مشهور. وستأتي ترجمته في حديث (1302).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 170 - 171) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وعن الخطيب رواه ابن عَسَاكر في "تاريخ دمشق" ص 133.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 139) رقم (774). وفي حاشية محققه نقلًا عن "زهر الفردوس"(4/ 218) أنَّ الدَّيْلَمِيَّ من رواه من طريق أبي نُعَيْم المتقدِّم.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 27) عن عبد اللَّه بن جعفر الرَّقِّي قال: حدَّثنا أبو المَلِيح، عن عبد اللَّه الورَّاق مُرْسَلًا.
* * *
620 -
أخبرنا أبو الفرج الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري قال: أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن البَكَّائي -بالكوفة-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان، أخبرنا أحمد بن أبي خَلَف، حدَّثنا يحيى بن عبَّاد البَصْري، حدَّثنا محمد بن عثمان، حدَّثنا ثابت،
عن أنس بن مالك قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أَعْجَبَهُ نَحْوُ
(1)
رَجُلٍ أَمَرَهُ بالصَّلاةِ.
(4/ 360) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد القَطِيْعي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن عثمان بن سَيَّار القُرَشِيّ البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 24) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"تهذيب الكمال"(3/ 1240 - 1241) -مخطوط-. ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
هكذا في المطبوع: "نحوه". وأكَّد مصحح "التاريخ" أنَّه هكذا في الأصل المخطوط. ورجعت إلى مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 128/ آ) فوجدت ما فيها يوافق ما في المطبوع. ثم وجدته كذلك في جميع المصادر التي خرَّجته. أمَّا من جهة المعنى، فقد ذكر مصحِّح "الحِلْيَة" تعليقًا على هذه اللفظة ما نصّه:"لعله يريد قصد الرجل". وفي "النهاية" لابن الأَثِير (5/ 30) عند شرحه لحديث: "يأتيني أنحاء من الملائكة" قال: "أي ضروب منهم، وأحدهم: نَحْوٌ". واللَّه أعلم.
3 -
"تهذيب"(9/ 336) ولم يذكر فيه سوى قول الدَّارَقُطْنِيّ: "مجهول".
4 -
"التقريب"(2/ 190) وقال: "مقبول، من الثامنة"/ بخ.
و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري): ثقة عابد قُدْوَة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (420).
و(محمد بن عبد اللَّه بن سليمان) هو (الحَضْرَمِيّ، يُلَقَّبُ بمُطَيَّن): حافظ ثقة، محدِّث الكوفة، توفي عام (297 هـ). انظر ترجمته في "السِّيَر"(14/ 41 - 42)، و"تذكرة الحُفَّاظ"(2/ 662 - 663)، و"اللسان"(5/ 233 - 234).
و(عليّ بن عبد الرحمن البَكَّائي الكوفي) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 309 - 310) وقال: "الإِمام المحدِّث الصدوق مُسْنِدُ الكوفة". توفي عام (376 هـ) عن (99) عامًا.
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 345) رقم (716) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 343)، والبُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 180)، من طريق يحيى بن عبَّاد البَصْري أبو عبَّاد، عن محمد بن عثمان، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 251 - 252): "رواه البزَّار، وفيه يحيى بن عثمان القُرَشِيّ ولم أعرفه، روى عن أنس، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح. قلت: ذكر ابن حِبَّان في "الثقات": يحيى بن عثمان القُرَشي، ولكنه ذكره في الطبقة الثالثة".
وهذا وَهَمٌ من الهيثمي بَيِّنٌ، فإنَّه ليس عند البزَّار من اسمه (يحيى بن عثمان القُرَشي البَصْري)، وإنما عنده (محمد بن عثمان القُرَشي البَصْري)، وهو مجهول كما تقدَّم.
* * *
621 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ، حدَّثني جَدِّي لأبي: أبو بكر محمد بن موسى بن المُثَنِّى الفَقِيه، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ -سنة ثلاث عشرة وثلثمائة-، حدَّثنا محمد بن مَنْدَه الأَصْبَهَاني، حدَّثنا بَكْر بن بَكَّار، حدَّثنا عَائِذ بن شُرَيْح الحَضْرَمِيّ قال:
سمعتُ أنس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ في رِوَايَةِ حَدِيثٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
(4/ 361) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد المَرْوَزِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو متواتر بلفظ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
ففيه (عَائِذ بن شُرَيْح الحَضْرَمِيّ)، وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 16) وفيه عن أبي حاتم: "في حديثه صَنْعَةٌ". وأفاد محقق الكتاب أنَّه في إحدى النسخ: "في حديثه ضعف".
2 -
"المجروحين"(2/ 193 - 194) وقال: "كان قليل الحديث، ممَّن يخطئ على قلَّته، حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسًا".
3 -
"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسي ص 191 رقم (667) وقال: "ليس بشيء في الحديث".
4 -
"المغني"(2/ 324) وقال: "لم أر لهم فيه تضعيفًا ولا توثيقًا، إلَّا قول أبي حاتم: في حديثه ضعف. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: وما هو بحجَّة".
وقول الذَّهَبِيِّ متعقَّب بجرح ابن حِبَّان وابن طاهر له أيضًا.
5 -
"اللسان"(3/ 226) وذَكَرَ جَرْحَ أبي حاتم وابن طاهر له، وفَاتَهُ ذِكْرُ قول ابن حِبَّان المتقدِّم فيه.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد المَرْوَزِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 115) رقم (212) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 229) و (2/ 193)، وابن عدي في مقدِّمة "الكامل"(1/ 27)، وابن الجَوْزي في مقدِّمة "الموضوعات"(1/ 80)، من طريق بكر بن بَكَّار، عن عَائِذ بن شُرَيْح، به.
قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا قال: "في رِوَايَةِ حديثٍ" إلَّا عَائِذ بن شُرَيْح".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 145): "هو في "الصحيح" خلا قوله: "في رواية حديثٍ"، رواه البزَّار وفيه عَائِذ بن شُرَيْح وهو ضعيف".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 829) إلى البزَّار فحسب!
وحديث أنس خلا قوله: "في رواية حديث"، رواه البخاري في العلم، باب: إثم من كذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (1/ 201) رقم (108)، ومسلم في المقدِّمة، باب تغليظ الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1/ 10) رقم (2)، والتِّرْمِذِيّ في العلم، باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (5/ 36) رقم (2661)، وابن ماجه في المقدِّمة، باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1/ 13) رقم (32)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في كتاب العلم -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (1/ 279) رقم (1045) -.
وممّا يلزم التنبيه عليه: أنَّ ابن الأَثِير في "جامع الأصول"(10/ 610 - 611) قد عزا حديث أنس إلى مسلم والتِّرْمِذِي، وفاته أن يعزوه إلى البخاري، كما فات ذلك محققه الفاضل الشيخ عبد القادر الأرناؤوط أيضًا.
والحديث بلفظ "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"، متواتر. وقد سبق الكلام عليه برقم (146).
* * *
622 -
أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسين المُحْتَسِب، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرئ، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد البرنسي، حدَّثنا محمد بن نوح العَسْكَرِيّ، حدَّثنا يحيى بن يزيد الأَهْوَازِيّ، حدَّثنا محمد بن الزِّبْرِقَان أبو همَّام، حدَّثنا سليمان التَّيْمِيّ، عن أبي عثمان،
عن سلمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فقد أَعَانَ على نَفْسِهِ".
(4/ 362) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد البرنسي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (يحيى بن يزيد الأَهْوَازِي أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 266) وقال: "يروي عن أبسي همَّام الأَهْوَازي وأهل العراق، روى عنه يعقوب بن سفيان".
2 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 33) وقال: "هذا الرجل كالمجهول".
3 -
"الميزان"(4/ 414) وقال: "عن محمد بن الزِّبْرِقَان في أكل الطِّين، لم يصحّ. والرجل لا يُعْرَفُ".
4 -
"اللسان"(6/ 282) وتعقَّب فيه ابن حَجَر، الذَّهَبِيَّ، بأنَّ (يحيى) ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال:"فينظر في رجال من روى عنه حديث الطِّين، ثم كشفت عنه فوجدته في "المعجم الكبير" للطبراني". ثم ساق إسناده ومَتْنه ولم يتكلَّم عليه.
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 257) عقب نقله لكلام الحافظ ابن حَجَر المتقدِّم: "ولم نستفد منه حال محمد بن نوح -وهو شيخ الطبراني، والراوي عن يحيى بن يزيد الأَهْوَازي- وقد فتشت عنه فلم أجد له ذكرًا، إلَّا أنَّ الحافظ ابن حَجَر ذكر في "اللسان": (محمد بن نوح الأَصْبَهَاني)، وقال: لا أعرفه، فلا أدري أهو هذا أم غيره، فليحرر، واللَّه تعالى أعلم".
أقول: توثيق ابن حِبَّان وحده له لا يدفع عن الرجل الجَهَالة، وأمره في توثيق المجاهيل معروف مشهور.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد البرنسي أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو عثمان) هو (النَّهْدِيّ، عبد الرحمن بن مُلّ): تابعي مُخَضْرَمٌ ثقة عابد. وقد سبقت ترجمته في حديث (2).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 311) رقم (6138)، وعنه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 57)، عن محمد بن نوح العَسْكَرِي، حدَّثنا يحيى بن يزيد الأَهْوَازِيّ، به.
ولفظه عندهما: "من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه".
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 45): "رواه الطبراني وفيه يحيى بن يزيد الأهوازي جَهَّلَهُ الذَّهَبِيُّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، وبقية رجاله رجال الصحيح".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 31) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (3/ 33) منه:"قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به يحيى بن يزيد الأَهْوَازي قال المصنِّف -يعني ابن الجَوْزي- قلت: وهذا الرجل كالمجهول".
وقد ساقه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 30 - 34)، من حديث عليّ، وجابر، وأبي هريرة، وأنس، وابن عبَّاس، والبَرَاء، وعائشة، وقال:"هذه الأحاديث ليس فيها شيء يصحُّ".
ونقل عن الإِمام أحمد قوله: "ما أعلم في الطِّين شيئًا يَصِحُّ". وقوله: "ليس فيه شيء يثبت إلَّا أنَّه يضرُّ بالبَدَنِ".
وقال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 35) -في ترجمة (عبد الملك بن مِهْرَان) - بعد أن رواه من حديث أبي هريرة: ليس له أصل ولا يُعْرَفُ من وَجْهٍ يصحُّ.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 5) عقب ذكره له من حديث أبي هريرة: "قال أبي: هذا حديث باطل".
وقال في (2/ 22) منه، عقب ذكره له من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه. قال أبو حاتم:"هذا حديث كذب".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 11): "باب ما جاء في أكل الطِّين. قد رُوي في تحريمه أحاديثُ لا يصحُّ شيءٌ منها". ثم ساقه من حديث أبي هريرة وغيره.
قال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 80 بعد أن ذكر كلام البيهقي: "وتبعه غيره في ذلك، وهو كذلك".
وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 198 رقم (721).
وقال الزَّرْكَشِيُّ في "اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" ص 155: "حديث أكل الطِّين، صنَّف فيه بعضهم جزءًا، وأحاديثه لا تصحُّ".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 183.
وقد تَعَقَّبَ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 247 - 253)، ابن الجَوْزِيِّ في حُكْمِهِ على الحديث بالوضع، بما له من شواهد وطرق. وهو مدفوع بما تقدَّم من كلام الأئمة في عدم صحته من طرقه كلّها، وأنَّه كذب.
وقد تابع السُّيُوطيَّ، ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 256 - 257).
* * *
623 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الطَّاهِرِي -بغدادي، قَدِم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا الوَرْكَانِيّ، أخبرنا سعيد بن مَيْسَرَة،
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على حمزة سبعين صلاة.
(4/ 365 - 366) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد الطَّاهِرِي أبو طاهر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سعيد بن مَيْسَرَة البَكْرِيّ البَصْرِيّ أبو عِمْرَان) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 516) وقال: "سمع أنسًا، منكر".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 106 رقم (139) وقال: "سمع أنسًا، منكر الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(4/ 63) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث، يروي عن أنس المناكير".
4 -
"المجروحين"(1/ 316) وقال: "يقال إنَّه لم ير أنسًا، وكان يروي عنه الموضوعات التي لا تشبه أحاديثه، كأنَّه كان يروي عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما يسمع القُصَّاص يذكرونها في القَصص".
5 -
"الكامل"(3/ 1223 - 1224) وقال: "عامَّة ما يرويه عن أنس أحاديث ينفرد هو بها عنه، وما أقلَّ ما يقع فيها ممَّا يرويها غيره، وهو مظلم الأمر".
6 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 140) وقال: "روى عن أنس بن مالك أحاديث موضوعة. وكذَّبه يحيى بن سعيد".
7 -
"المغني"(1/ 266) وقال: "واهٍ".
8 -
"اللسان"(3/ 45 - 46) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "منكر الحديث". وفيه أنَّ ابن الجارود والسَّاجي ذكراه في الضعفاء.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد الطَّاهِرِي البغدادي أبو طاهر)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 154) -في ترجمة (أحمد بن محمد البغدادي أبو الطاهر) - من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1224) -في ترجمة (سعيد بن مَيْسَرَة البَكْرِيّ) -، عن عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن جعفر الوَرْكَانِيّ، به.
* * *
624 -
أخبرنا أبو محمد الخَلَّال -وكتبه عنه أبو الحسن النُّعَيْمِيّ-، حدَّثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى النَّيْسَابُورِي الصِّبْغِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عليّ أبو محمد العَدْل، حدَّثنا عليّ بن محمد بن أحمد البَلْخِي، حدَّثنا محمد بن يوسف بن ثابت بن آدم الرَّبَعِيّ، عن محمد بن القاسم أبي جعفر قال: حدَّثنا شَقِيق بن إبراهيم، عن سفيان الثَّوْرِي، عن طَلْحَة بن مُصَرِّف، عن شِمْر بن عَطِيَّة،
عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أصبح محزونًا على الدُّنيا أصبح ساخطًا على ربِّه، ومن أصبح يشكو مصيبةً نَزَلَتْ به فإنما يشكو ربَّه، ومن دخل على غني فتضعضع له ذهب ثلثا دِينه، ومن قرأ القرآن فدخل النَّار فهو ممّن اتخذ آيات اللَّه هُزُوًا".
(4/ 368) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد النَّيْسَابُوري الصِّبْغِيّ أبو نصر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن القاسم بن مُجَمِّع الطَّايْكَاني أبو بكر)
(1)
وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (367).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد النَّيْسَابُوري الصِّبْغِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 213 - 214) رقم (10045) -ط
(1)
كُنِّيَ في إسناد الخطيب بـ (بأبي جعفر). وقد صرَّح السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 318) عند سياقه للحديث عن الخطيب بأنه: (الطَّايْكَاني).
بيروت-، من طريق أبي الحسن عليّ بن محمد البَلْخي، عن محمد بن يوسف الرَّبَعِي، به.
قال البيهقي: إسناده ضعيف! !
ورواه مختصرًا: العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 127) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن موسى بن مَعْدَان الكوفي) -، من طريق بشر بن عبيد الدَّارِسي، عن عبيد اللَّه بن موسى بن مَعْدَان، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"من أصبح حزينًا على الدُّنيا، أصبح ساخطًا على اللَّه".
قال العُقَيْلِي عن (عبيد اللَّه بن موسى): "مجهول بنقل الحديث، حديثه منكر لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
أقول: في إسناده أيضًا: (بشر بن عبيد اللَّه الدَّارِسي أبو عليّ)، كذَّبه الأَزْدِيّ. وقال ابن عدي:"منكر الحديث عن الأئمة". وستأتي ترجمته في حديث (730).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 133 - 134) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"وقد روى وَهْب بن راشد، عن مالك بن دينار، عن أنس نحوه". ثم ذكر حديث العُقَيْلِي السابق، وقال:"ليس فيها شيء صحيح. أمَّا الحديث الأول -يعني حديث الخطيب- ففيه محمد بن القاسم الطَّايْكَاني"، وذكر بعض أقوال النّقَّاد فيه، وقال:"ولا يحلُّ الاحتجاج بوَهْب بن راشد فإنَّه يروي العجائب".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 318 - 319)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 303) ولخَّص تعقيبه فقال:"إنَّ حديث ابن مسعود من طريق الطَّايْكَاني وحديث أنس، أخرجهما البيهقي في "شُعَب الإِيمان"
(1)
،
(1)
حديث أنس أخرجه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 213) رقم (10044) -ط بيروت-، وقال "ليس بالقوي".
وأخرج لهما شاهدًا عن وَهْب بن مُنَبِّه وفَرْقَد السَّبَخي
(1)
قالا: "قرأنا في التوراة" فذكرا نحوه. وحديث أنس أخرجه الطبراني في "الصغير" وقال: "لم يروه عن ثابت إلَّا وَهْب، وكان من الصالحين، وجاء من حديث أبي الدَّرْدَاء من طريق وَهْب بن راشد المذكور أخرجه القاسم بن الفضل الثَّقَفِيّ في "الأربعين"".
قال العلَّامة المُعَلِّمي رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 238، رادًّا تعقيب السُّيُوطيّ:"ولم يزد السُّيُوطيّ إلَّا طرقًا فرعيةً ترجع إلى أولئك الذين بيَّن ابن الجَوْزي حالهم".
* * *
625 -
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شُعَيْب الرُّوْيَاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإِسْفَرَايِيني، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عَبْدَك الشَّعْرَاني -بإِسْفَرَايين-، حدَّثنا الحسن بن سفيان.
وأخبرنا أبو سعد المَالِيني -قراءةً-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عيسى بن المُثَنَّى المَالِيني، حدَّثنا الحسن بن سفيان
(2)
، حدَّثنا محمد بن الحسن الأَعْيَن، حدَّثنا نُعَيْم بن حمَّاد، حدَّثنا عبد الوهاب الثَّقَفِي، عن هشام بن حسَّان، عن محمد بن سِيرين، عن عُقْبَة بن أَوْس،
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتَّى يكونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ".
(4/ 369) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد الإِسْفَرَايِيني أبو حامد).
(1)
حديث (وَهْب) أخرجه في (7/ 213) رقم (10043) -ط بيروت-. وحديث (فَرْقَد) أخرجه في (7/ 314) رقم (10046) -ط بيروت-.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الحسن بن شقيق". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 131/ ب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (نُعَيْم بن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعي أبو عبد اللَّه)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "السِّيَر" (10/ 609):"لا يجوز لأحدٍ أن يحتجَّ به. وقد صنَّف كتاب "الفِتَن" فأتى فيه بعجائب ومناكير". وقال عنه في "الكاشف"(3/ 182): "مُخْتَلَفٌ فيه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 305): "صدوق يخطئ كثيرًا. . . ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (346).
و(أبو سعد المَالِيني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري الهَرَوي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (98).
التخريج:
رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 12) رقم (15)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(1/ 212 - 213) رقم (104)، وابن بَطَّة العُكْبَرِيّ في "الإِبانة"(1/ 387 - 388) رقم (279)، وأبو طاهر السَّلَفي في "معجم السَّفَر" ص 375 رقم (1265)، من طريق نُعَيْم بن حَمَّاد، عن عبد الوهاب الثَّقَفي، به.
قال محقَّق كتاب "السُّنَّة" الشيخ ناصر الدين الألباني: "إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير نُعَيْم بن حَمَّاد، ضعيف لكثرة خطئه وقد اتَّهمه بعضهم. والحديث أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" له (ق 65/ 1)، وعنه السِّلَفِي في "الأربعين البلدانية" (ق 32/ 2). . .، والهَرَوي في "ذَمَّ الكَلَام" (402/ 2). . . والقاسم بن عساكر في "طرق الأربعين" (ق 59/ 2)، كلُّهم عن نُعَيْم، به. قال ابن عساكر: وهو حديث غريب. يعني ضعيف".
وفاته أن يعزوه للخطيب البغدادي، والبَغَوي.
ورواه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المَقْدِسي الشَّافِعي في كتابه "الحُجَّة على تاركي سلوك طريق المَحَجَّة"
(1)
.
قال الإِمام النووي في "أربعينه" بشرح ابن رجب ص 338 - وهو الحديث الحادي والأربعون فيه- "حديث حسن صحيح، رُوَّيْنَاهُ في كتاب "الحُجَّة" بإسناد صحيح".
وقال الحافظ ابن رجب الحَنْبَلي في "جامع العلوم والحكم" ص 338: "وقد خرَّج هذا الحديث أبو نُعَيْم في كتاب "الأربعين" وشرط في أوَّلها أن تكون من صِحَاح الأخبار وجِيَاد الآثار ممَّا أجمع الناقلون على عدالة ناقليه، وخرَّجته الأئمة في مسانيدهم، ثم خرَّجه عن الطبراني: حدَّثنا أبو زيد
(2)
عبد الرحمن بن حاتم المُرَادي، حدَّثنا نُعَيْم بن حَمَّاد. . . . وعنده في آخره زيادة قوله:"ولا يزيغُ عنه".".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(13/ 289) -في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يذكر في ذمَّ الرأي. . . -:"أخرجه الحسن بن سفيان وغيره. ورجاله ثقات. وقد صحَّحة النووي في آخر (الأربعين) ".
(1)
وهو كتاب يتضمن ذكر أصول الدِّين على قواعد أهل الحديث والسُّنَّة كما قال الإِمام ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" ص 338. وانظر في ترجمة صاحبه: "السِّيَر" (29/ 136 - 143) حيث نَعَتَهُ بقوله: "الشيخ الإِمام العلَّامة القُدْوة المحدَّث، مُفِيد الشَّام، شيخ الإِسلام". وذكر أنَّ ولادته كانت قبل سنة عشر وأربعمائة، وأنَّ وفاته كانت سنة (490 هـ). وقال:"حدَّث عنه الخطيب وهو من شيوخه"، كما ترجم له السُّبْكِيُّ في "طبقات الشافعية"(5/ 351 - 353).
(2)
صُحِّفَ في "جامع العلوم والحكم" إلى: "حدثنا الوزير". والتصويب من كتاب "الدعاء" للطبراني (2/ 1233) رقم (928)، و"المعجم الصغير" له (1/ 241)، حيث يسوق حديثًا غير هذا الحديث عن شيخه أبي زيد هذا.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 918) إلى الحكيم التِّرْمِذِيّ، وأبي نصر السَّجْزِيّ في "الإِبانة" وقال: حسن غريب، والخطيب.
ولم يعزه لغيرهم!
وتعقَّب الإِمام ابن رجب الحَنْبَلي رحمه الله في "جامع العلوم والحكم" ص 338 - 339 تصحيح النووي له، فقال: "قال الحافظ أبو موسى المَدِيني: هذا الحديث مختلف فيه على نُعَيْم. . . . قلت -القائل ابن رجب-: تصحيح هذا الحديث بعيدٌ جدًّا من وجوه:
منها: أنَّه حديث ينفرد به نُعَيْم بن حمَّاد المَرْوَزي، ونُعَيْم هذا وإن كان وثَّقه جماعة من الأئمة، وخرَّج له البخاري
(1)
، فإنَّ أئمة الحديث كانوا يُحْسنون به الظنَّ لصلابته في السُّنَّة، وتشدُّده في الردَّ على أهل الأهواء، وكانوا ينسبونه إلى أنَّه يَهِمُ ويُشبَّه عليه في بعض الأحاديث، فلما كَثُرَ عثورهم على مناكيره حكموا عليه بالضَّعْفِ، فروى صالح بن محمد الحافظ عن ابن مَعِين أنَّه سئل عنه فقال: ليس بشيء إنما هو صاحب سُنَّة، قال صالح: وكان يحدِّث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يُتابَعُ عليها. وقال أبو داود: عند نُعَيْمٍ نحوُ عشرين حديثًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل. وقال النَّسَائي: ضعيف. وقال مرَّةً: ليس بثقة. وقال مرَّةً: قد كثر تَفَرُّدُهُ عن الأئمة المعروفين في أحاديث كثيرةٍ فصار في حَدِّ من لا يُحتجُّ به. وقال أبو زُرْعَة الدَّمَشْقِيّ: يَصِلُ أحاديث يُوقِفُهَا النَّاسُ -يعني أنَّه يَرْفَعُ الموقوفات-. وقال أبو عَرُوبَة الحَرَّاني: هو مظلم الأمر. وقال أبو سعيد بن يونس: روى أحاديث مناكير عن الثقات. ونسبه آخرون إلى أنَّه كان يضع الحديث. وأين كان أصحاب عبد الوهاب الثَّقَفِي، وأصحاب هشام بن حسَّان، وأصحاب ابن سِيرين عن هذا الحديث حتى يتفرَّدَ به نُعَيْم.
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(10/ 458) في ترجمة (نُعَيْم): "روى عنه البخاري مقرونًا".
ومنها: أنَّه قد اخْتُلِفَ على نُعَيْم في إسناده، فروي عنه، عن الثَّقَفِي، عن هشام. وروي عنه، عن الثَّقَفِي، حدَّثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره، وعلى هذه الرواية، فيكون شيخ الثَّقَفِيِّ غيرَ معروف عينه. ورُوي عنه، عن الثَّقَفِي، حدَّثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره، فعلى هذه الرواية فالثَّقَفِي رواه عن شيخٍ مجهولٍ، وشيخه رواه عن غير مُعَيَّن فتزداد الجَهَالة في إسناده
(1)
ومنها: أنَّ في إسناده عُقْبَة بن أَوْس السَّدُوسي البَصْري، ويقال فيه: يعقوب بن أوس أيضًا. وقد خرَّج له أبو داود والنَّسَائي وابن ماجه حديثًا عن عبد اللَّه بن عمرو، ويقال: عبد اللَّه بن عمر، وقد اضطرب في إسناده. وقد وثَّقه العِجْلِي وابن سعد وابن حِبَّان، وقال ابن خُزَيْمة: روى عنه ابن سِيرين مع جلالته. وقال ابن عبد البَرِّ: هو مجهول. وقال الغَلَابِي في "تاريخه": يزعمون أنَّه لم يسمع من عبد اللَّه بن عمرو، وإنما يقول: قال عبد اللَّه بن عمرو، فعلى هذا تكون روايتُه عن عبد اللَّه بن عمرو منقطعة واللَّه أعلم". انتهى كلام الإِمام الحافظ الناقد ابن رجب الحَنْبَلِي رحمه الله.
* * *
626 -
أخبرنا القاضي أبو العبَّاس البِسْطَامي، أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن زياد المعدَّل قال: حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد اللَّه بن جَبَلة الهَرَوي، حدَّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المَدَني الزُّهْرِيّ، حدَّثنا مالك بن أنس،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"حَمَلَةُ العِلْمِ في الدُّنْيَا خُلَفَاءُ الأنبياءِ، وفي الآخرة مِنَ الشُّهَدَاءِ".
(1)
وقع في النص المنقول هنا عن "جامع العلوم والحكم"، تصحيف وتحريف في أكثر من موضع، وقد صُحِّحَ من الطبعة التي حققها مؤخرًا: الشيخ شعيب الأرناؤوط، والأستاذ إبراهيم باجس، ونشرتها مؤسسة الرسالة عام 1991 م.
(4/ 376 - 377) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد البِسْطَامي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد البِسْطَامي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(4/ 376 - 377) وقال: "كتبنا عنه وفي حديثه مناكير. . . وكان فيه خلاعة وأمور مكروهة".
2 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 130) وقال: "أتى بخبرٍ باطِلٍ من طريق مالك". ثم ذكر حديثه هذا.
3 -
"لسان الميزان"(1/ 252) وأقرَّ ما في "الميزان".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "منكر جدًّا، لم أكتبه إلَّا عن البِسْطَامي بهذا الإِسناد، وليس بثابت".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 70) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 271) -في الفصل الثالث، والذي يشتمل على زيادات السيوطي على ما ذكره ابن الجَوْزي من الموضوعات-، وقال:"قال -يعني الذَّهَبِيُّ- في "تلخيص الواهيات": كذب، وضَعُوه على أبي مصعب، حدَّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر".
* * *
627 -
أخبرنا أبو الحسين بن إسحاق، أخبرنا عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير، أخبرنا أبو عبيد عليّ بن الحسين بن حَرْب القاضي، حدَّثنا أبو السُّكَيْن الطَّائِي، حدثنا عبد اللَّه بن صالح اليَمَاني، حدَّثني أبو همَّام القُرَشي، عن سليمان بن المُغِيرة، عن قيس بن مسلم، عن طاوس،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة عَلِّمِ النَّاس القرآن وتعلَّمه، فإنَّك إن مِتَّ وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يُزار البيت العَتِيق، وعَلِّمِ النَّاس سُنَّتي وإنْ كَرِهُوا ذلك؛ وإنْ أحببت أن لا تُوقف على الصراط طَرْفَة عَيْنٍ حتى تدخل الجنَّة، فلا تُحْدِثْ في دِينٍ حَدَثًا برأيك".
(4/ 380) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد البزَّاز أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد أعلَّه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 264) بـ (أبي همَّام القُرَشي) وقال: "اسمه محمد بن مجيب. قال يحيى بن مَعِين: كذَّاب عدو اللَّه. وقال أبو حاتم الرَّازي: ذاهب الحديث".
وهذا موضع نظر، فإنَّ (أبا همَّام القُرَشي) هو (محمد بن مُحَبَّب بن إسحاق القُرَشي الدَّلَّال البَصْري أبو همَّام صاحب الدَّقيق)، وهو ثقة معروف، خرَّج له أبو داود والنَّسَائي وابن ماجه. وهو مترجم في "تهذيب الكمال"(3/ 1265) -مخطوط-، و"التهذيب"(9/ 427 - 428)، و"التقريب"(2/ 204).
ومن كذَّبه ابن مَعِين، وضعَّفه أبو حاتم، هو (محمد بن مجيب -بالجيم المعجمة بعدها ياء- الثَّقفي الكوفي الصَّائغ)، ولم يذكر أحد -في كلَّ ما رجعت إليه- كُنية له، أو يذكر نسبته إلى قُرَيش. انظر:"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 537)،
و"الجرح والتعديل"(8/ 96)، و"تاريخ بغداد"(3/ 297 - 298)، و"تهذيب الكمال"(3/ 1265) -مخطوط-، و"الميزان"(4/ 24 - 25)، و"التهذيب"(9/ 428 - 429)، و"التقريب"(2/ 204).
وقد أكَّد ابن الجَوْزي وَهَمَهُ هذا في كتابه "الضعفاء والمتروكين"(3/ 95) رقم (3176) حيث يقول: "محمد بن مُحَبَّب أبو همَّام الثقفي البَصْري الدَّلَّال. . . قال يحيى: كذَّاب عدو اللَّه. وقال أبو حاتم الرَّازي: ذاهب الحديث. وقال الأَزْدي: مجهول".
فقد خلط بين (محمد بن مُحَبَّب بن إسحاق القُرَشي الدَّلَّال أبو هَمَّام): الثقة، وبين (محمد بن مجيب الثَّقَفي الكوفي الصَّائغ): المُتَّهم.
قال الإِمام الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 25): "محمد بن مُحبَّب الدَّلَّال بصري ثقة. غلط ابن الجَوْزي في إيراده في "الضعفاء".
فتبين من هذا كلَّه، أنَّ (أبا همَّام القرشي) ليس آفة الحديث كما قال ابن الجَوْزي.
والظاهر أنَّ آفته هو: (عبد اللَّه بن صالح اليَمَاني)، فإنِّي لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.
و(أبو السُّكَيْن الطَّائي) في الإِسناد هو (زكريا بن يحيى بن عمر الطَّائي الخزَّاز الكوفي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 254):"ثقة توفي سنة (251 هـ) ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 263): "صدوق له أوهام ليَّنه بسببها الدَّارَقُطْنِيّ، من العاشرة"/ خ. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(9/ 383 - 385)، و"التهذيب"(3/ 337 - 338).
و(أبو الحسين بن إسحاق) هو صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد البزَّاز)، قال الخطيب عنه:"صدوق".
و (عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير) قال الخطيب عنه في ترجمته من "تاريخ بغداد"(11/ 179): "كان ثَبْتَ السماع، صحيح الكتاب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (44).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 226) مختصرًا، من طريق محمد بن عبد الرحيم بن شَبِيب، حدَّثنا محمد بن قُدَامة المِصِّيْصي، حدَّثنا جَرير بن عبد الحميد، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا:"تعلَّم القرآن وعلَّمه النَّاس، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت، فإذا أتاك الموت وأنت كذلك، حجَّت الملائكة إلى قبرك، كما يحجّ المؤمنون إلى بيت اللَّه الحَرَام".
ورجال إسناده ثقات عدا (محمد بن عبد الرحيم بن شَبِيب الأَسَدِي)، فإنَّ أبا نُعَيْم أورد الحديث في ترجمته ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل. وأخشى أن يكون البلاء في هذا الحديث منه. وفي مَتْنِهِ نَكَارَةٌ لا تَخْفى.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 264) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد غطَّى بعض الرواة عواره بأن قال: حدَّثنا أبو همَّام القرشي، وهذا عندي من أعظم الخطأ أن يهرج بكذَّاب، واسمه محمد بن مجيب، قال يحيى بن مَعِين: كذَّاب عدو اللَّه. وقال أبو حاتم الرَّازي: ذاهب الحديث".
وقد تقدَّم بيان وَهَم ابن الجَوْزي في هذا.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 222 - 223)، بأن له طريقًا
آخر رواه أبو نُعَيْم، عن عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن عبد الرحيم بن شَبيب، عن محمد بن قُدَامة المِصِّيْصِي، عن جَرِير، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديثه في "تاريخ أصبهان"، وبزيادة قوله في آخره:"وإن أحببت أن لا توقف. . . . ".
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 269): "فيه محمد بن عبد الرحيم بن شَبِيب
(1)
، لم أقف له على ترجمة، وشيخ أبي نُعَيْم عبد اللَّه بن جعفر أظنه القَزْوِيني وهو وضَّاع".
وهذا وَهَمٌ من ابن عَرَّاق، فإنَّ شيخ أبي نُعَيْم:(عبد اللَّه بن محمد بن جعفر) هو (ابن حيَّان الأصبهاني أبو الشَّيْخ): إمام حافظ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (43).
مع التنبيه على أنَّ أبا نُعَيْم في "تاريخ أصبهان" إنما يروي الحديث عن شيخه (أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ).
وعزاه في "كنز العُمَّال"(10/ 259) رقم (29377)، إلى أبي نصر السِّجْزِيّ في "الإِبانة"، وقال: غريب. وإلى الخطيب، وابن النَّجَّار.
* * *
628 -
أخبرنا أبو الحسين بن السِّمْنَاني، حدَّثنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللَّه، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن العلاء الكاتب، حدَّثنا أحمد بن بُدَيْل، حدَّثنا مُفَضَّل بن صالح، حدَّثنا لَيْث، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه،
عن عائشة قالت: ربما انْقَطَعَ شِسْعُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيمشي في نَعْلٍ حتى يُصْلِحَ الأُخْرَى.
(4/ 382) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أحمد السِّمْنَانِيّ أبو الحسين).
(1)
صُحِّفَ في "تنزيه الشريعة" إلى: "محمد بن عبد الرحيم بن أبي شبيب". والتصويب من "تاريخ أصبهان"(2/ 226)، و"اللآلئ"(1/ 222).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (لَيْث) وهو (أبن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
كما أنَّ فيه (مُفَضَّل بن صالح الأَسَدِيّ النَّخَّاس الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الصغير" للبُخَاري (2/ 241) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"السنن" للتِّرْمِذِيّ (4/ 711) رقم (2592) وقال: "ليس عند أهل الحديث بذلك الحافظ".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 316 - 317) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث".
4 -
"المجروحين"(3/ 22) وقال: "منكر الحديث، كان ممَّن يروي المقلوبات عن الثقات، حتى يسبق إلى القلب أنَّه كان المتعمد لها من كثرته، فوجب ترك الاحتجاج به".
5 -
الكامل" (6/ 2405 - 2406) وقال: "أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي: -أتاني جبريل فقال اكشف لي عن بطنك. الحديث-. . .، وسائره غير ذاك، أرجو أن يكون مستقيمًا".
6 -
"الكاشف"(3/ 150) وقال: "ضعَّفوه".
7 -
"التقريب"(2/ 271) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ت.
التخريج:
رواه مختصرًا: التِّرْمِذِيُّ في اللباس، باب ما جاء من الرخصة في المشي في النعل الواحدة (4/ 244) رقم (1777)، والطَّحَاوي في "مشكل الآثار"
(2/ 142)، من طريق لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:"ربما مشى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نَعْلٍ واحدةٍ".
وإسناده ضعيف لضعف (لَيْثٍ) كما تقدَّم.
ثم رواه التِّرْمِذِيّ عن أحمد بن مَنِيع، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنَّها مَشَتْ بِنَعْلٍ واحدةٍ، وقال:"وهذا أصحُّ". ثم قال: "هكذا رواه سفيان الثَّوري وغير واحد عن عبد الرحمن بن القاسم موقوفًا، وهذا أصحُّ".
وله شاهد من حديث عليّ بن أبي طالب، بلفظ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا انقطع شِسْعُ تَغْلِهِ مشى في نَغْلٍ واحدةٍ، والأخرى في يده، حتى يجد شِسْعًا، فيلبسها".
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 159) رقم (4233) -، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليّ، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 139) بعد أن عزاه له: "إسناده حسن".
أقول: لكن هذا الحديث مُعَارَضٌ بالحديث الصحيح الذي رواه البخاري في اللباس، باب لا يمشي في نعل واحدة (10/ 309) رقم (5855)، ومسلم في اللباس والزينة، باب استحباب لبس النعل في اليمني. . . (3/ 1660) رقم (2097) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"لا يَمْشِ أحدُكم في نَعْلٍ واحدةٍ، لِيُنْعِلْهُمَا جميعًا، أو لِيَخْلَعْهُمَا جميعًا".
وقد صَحَّ كذلك من حديث جابر رضي الله عنه، رواه مسلم في اللباس، باب النهي عن اشتمال الصماء. . . (3/ 1661) رقم (2099).
وانظر "مشكل الآثار" للطَّحَاوي (2/ 141 - 143) في بيان وجه المعارضة أيضًا.
وانظر "فتح الباري"(10/ 309 - 311) -كتاب اللباس، باب لا يمشي في نعل واحدة- في فقه الحديث.
* * *
629 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن بنت حاتم، حدَّثنا عبد الرحمن -يعني ابن جَبَلَة-، حدَّثنا عمرو بن النُّعْمَان، عن حمزة بن عبد اللَّه الغَنَوِي، عن عطيَّة العَوْفي،
عن أبي سعيد الخُدْرِي، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ:"أَنْتَ مِنِّي بِمَزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إلَّا أنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي".
(4/ 382 - 383) في ترجمة (أحمد بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ أبو الحسن)
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عطيَّة بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 32)، وفي "فضائل الصحابة"(2/ 566 - 567) رقم (954)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 185) رقم (2566) -من كشف الأستار- مطوَّلًا، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 23 - 24) مطوَّلًا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 203) -مخطوط-، من طريق عطيَّة العَوْفِي، عنه، به.
وليس عند ابن سعد قوله: "إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدي".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 109): "رواه أحمد والبزَّار. . وفيه عطيَّة العَوْفي، وثَّقه ابن مَعِين وضعَّفه أحمد وجماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح".
وقد صَحَّ الحديث من طرق أخرى، وقد سبق الكلام عليه برقم (438).
* * *
630 -
أخبرنا غَيْلَان بن محمد بن إبراهيم السِّمْسَار، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثني أحمد بن محمد بن إبراهيم السَّعْدِي، حدَّثنا القَعْقَاع بن زكريا، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن طَلْحَة بن يحيى، عن عيسى بن طَلْحَة،
عن أبي هريرة قال: نَظَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى طَلْحَةَ يمشي فقال: "شهيدٌ يمشي على وَجْهِ الأرض".
(4/ 383) في ترجمة (أحمد بن محمد بن إبراهيم الزُّهْرِيّ السَّعْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
في إسناده (القَعْقَاع بن زكريا) لم أقف على من ترجم له.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن إبراهيم الزُّهْرِيّ السَّعْدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.
وله شواهد عدَّة، أحدها من حديث طلحة بن عبيد اللَّه رضي الله عنه، وهو حسن.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث أبي هريرة في كُلِّ ما رجعت إليه، ومنها كتاب
"الفوائد" لأبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي -المشهور باسم "الغَيْلانِيَّات"- والخطيب يرويه عنه.
وله شواهد عِدَّة.
فمن حديث طلحة مطوَّلًا، رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب طلحة بن عبيد اللَّه (5/ 145) رقم (3742)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 26 - 27) رقم (663)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 612 - 613) رقم (1399)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 158) رقم (943)، والضياء المقدسي في "المختارة"(3/ 17 - 18) رقم (816).
وقال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب". وهو كما قال.
ومن حديث معاوية، رواه التِّرْمِذِيّ في الموضع السابق رقم (3740)، وابن ماجه في المقدِّمة، باب فضل طلحة بن عبيد اللَّه (1/ 46) رقم (125 و 126)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 613) رقم (1401 و 1402)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 218 - 219).
وفي إسناده عندهم (إسحاق بن يحيى بن طلحة التَّيْمِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 62): "ضعيف، من الخامسة"/ ت ق.
ومن حديث السيدة عائشة، رواه أبو يعلى في "مسنده"(8/ 301 - 302) رقم (4898)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 305) رقم (3747) -، وأبو نُعَيْم في الحِلْيَة" (1/ 88)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 218).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 148) بعد أن عزاه لأبي يعلى والطبراني في "الأوسط": "فيه صالح بن موسى وهو متروك".
أقول: (صالح بن موسى الطَّلْحِيّ) موجود في إسناد أبي نعيم وابن سعيد أيضًا.
وصحَّحه الحاكم من حديثها في "المستدرك"(2/ 415 - 416) بنحو رواية أبي يعلى والطبراني، وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ فقال:"بل إسحاق -يعني ابن يحيى بن طلحة- متروك قاله أحمد". وقد تقدَّم عن ابن حَجَر قوله فيه: "ضعيف".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(8/ 518) -في التفسير، باب (فمنهم من قضى نَحْبَه. . . .) -:"ثَبَتَ عن عائشة: أنَّ طلحة دخل على النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: "أنت يا طلحة ممَّن قضى نَخْبَهُ" أخرجه ابن ماجه والحاكم".
وقول الحافظ هذا موضع نظر، فإنَّه نفسه رحمه الله قد قال عن (إسحاق بن يحيى بن طلحة) -وهو أحد رجال إسناد الحاكم-: ضعيف. ولم أقف على الحديث عند ابن ماجه في "سننه" واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ومن حديث جابر، رواه التِّرْمِذِيّ في الموضع السابق (5/ 644) رقم (3739)، وابن ماجه في الموضع السابق (1/ 46) رقم (125)، وأبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 248 رقم (1793)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 100).
قال التِّرْمِذِيُّ: "غريب لا نعرفه إلا من حديث الصَّلْت. . . . ".
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (الصَّلْت بن دينار الأَزْدِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 369):"متروك".
وفي إسناد التِّرْمِذِيّ أيضًا: (صالح بن موسى بن إسحاق التَّيْمِي)، وهو متروك أيضًا كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 363). لكنه قد توبع.
وله شاهد مرسل عن عيسى بن طلحة، رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 746) رقم (1297)، ورجال إسناده حديثهم حسن
وله شواهد أخرى انظرها في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3/ 218 - 219).
* * *
631 -
أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر قال: حدَّثني أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى الضَّرير المُقْرئ -المعروف بابن أبزون الحَمْزيّ الأَنْبَاري، قدم بغداد-، حدَّثنا أبو عمر محمد بن أحمد الحَلِيْمي -ذَكَرَ أنَّه من وَلَدِ حَلِيمة السَّعْدِيَّة مُرْضِعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حدَّثنا آدم بن إياس العَسْقَلَاني، عن ابن أبي ذِئْب، عن مَعْن بن الوليد، عن خالد بن مَعْدَان،
عن معاذ بن جَبَل قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة نُصِبَ لإبراهيم منبر أمام العرش، ونُصِبَ لي منبر أمام العرش، ونُصِبَ لأبي بكرٍ كرسي فيجلس عليه
(1)
، ويُنادي مناد: يا لك من صِدِّيقٍ بَيْنَ خليلٍ وحبيبٍ".
(4/ 386 - 387) في ترجمة (أحمد بن محمد بن إبراهيم المُقْرِئ الحَمْزِي الأَنْبَاري الضَّرير أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (محمد بن أحمد الحَلِيْمي أبو عمر) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد الحَمْزي المُقْرِئ الأَنْبَاري الضَّرير أبو عبد اللَّه)، قال عنه محمد بن العبَّاس بن الفُرَات:"لم يكن في الرواية بذاك، كتبت عنه وكانت معه كتب طرية غير أصول، وكان مكفوفًا، وأرجو أن لا يكون ممن يُتَّهم بالكذب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1) أيضًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 317 - 318) عن الخطيب من
(1)
في المطبوع: "فنجلس عليها". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 318)، و"اللآلئ"(1/ 295)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 345).
طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وأبو عبد اللَّه الضَّرِير قدم بغداد ومعه كتب طرية غير أصول وكان مكفوفًا فلعله أُدْخِلَ هذا في حديثه. والحَلِيْمِيّ لا يُعْرَفُ".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 296) بأنَّ (الحلِيْمي) معروف. وقد تقدَّم أنَّه مُتَّهمٌ.
وذكر السُّيُوطيُّ له شاهدًا من حديث عبد اللَّه بن أوس مرفوعًا، رواه أبو العبَّاس الزَّوْزَنيّ في كتاب "شجرة العقل" وسكت عليه.
وتعقَّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 345) فقال: "فيه أبو داود، وهو سليمان بن عمرو النَّخَعِيّ الكذَّاب، كما أفاده بعض أشياخي، وفيه عليّ بن يونس، وعنه ابنه الحسن، وعنه أحمد بن محمد بن موسى العَنْبَري، لم أعرفهم، واللَّه تعالى أعلم.
* * *
632 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم النَّيْسَابُوري المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن حَمْدُوْيَه النَّيْسَابِورِي، حدَّثنا خُشْنَام بن زَنْجُوْيَه -وهو يختلف معنا-، حدَّثنا نُعَيْم بن عمرو، عن إبراهيم بن طَهْمَان، عن حمَّاد بن أبن سليمان، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ رجالكم عليُّ بن أبي طالب، وخَيْرُ شبابكم الحسن والحسين، وخَيْرُ نِسَائكُم فاطمة بنت محمد صلَّى اللَّه عليهما".
(4/ 391 - 392) في ترجمة (أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم المُقْرِئ النَّيْسَابُوري).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن إسحاق المُقْرِئ النَّيْسَابُوري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (محمد بن حَمْدُوْيَه النَّيْسَابُوري) و (خُشْنَام بن زَنْجُوْيَه)، لم أقف لهما على ترجمة.
وفيه أيضًا (نُعَيْم بن عمرو) ويغلب على ظني أنَّه (الكَلْبِيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 463) ونقل عن أبيه قوله فيه "مجهول"، ولم يزد على ذلك. ونقله عنه في "الميزان"(4/ 270)، و"اللسان"(6/ 170)، ولم يزيدا. وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 99 - 100) فقال:"نُعَيْم بن عمرو، عن أبي جعفر الرَّازي، عن أبي العَالِية، في قوله تعالى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [سورة النجم: الآية 16] ".
وأبو جعفر الرَّازي من طبقة إبراهيم بن طَهْمَان، شيخ نُعَيْم بن عمرو في إسناد الخطيب، واللَّه أعلم.
و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْتٌ فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدمت ترجمته في حديث (231).
و(حمَّاد بن أبي سليمان الكوفي): إمام ثقة، فقيه العراق، روى له مسلم والأربعة. وتوفي عام (120 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 269 - 279)، و"السِّيَر"(5/ 231 - 239)، و"التهذيب"(3/ 16 - 18)، و"الكاشف"(1/ 188)، و"التقريب"(1/ 197).
و (علي بن أبي عليّ) هو (علي بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ أبو القاسم): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1115).
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 42) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(2/ 102) رقم (34191) للخطيب وابن عساكر فقط.
* * *
633 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن أيوب الأنصاري البغدادي، حدَّثنا أحمد بن يحيى الأُنَيْسي -من ولد عبد اللَّه بن أُنَيْس- أبو عبد اللَّه، حدَّثنا عِصْمَة بن محمد الأنصاري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المُسَيَّب،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ السَّلام اسم من أسماء اللَّه، وضعه في الأرض تحيَّةً لأهل دِيْنِنَا، وأمانًا لأهل ذِمَّتِنَا".
(4/ 396) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أيوب الأنصاري).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والشطر الأول منه "إنَّ السَّلام اسم من اسماء اللَّه وضعه في الأرض" له شواهد عِدَّة وهو صحيح. أمَّا قوله: "تحية لأهل ديننا. . . " فله شواهد كذلك، وهو ضعيف.
ففيه (عِصْمَة بن محمد بن فَضَالة الأنصاري المَدَني) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (444)
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 75) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن يحيى بن سعيد إلَّا عِصْمَة بن محمد، تفرَّد به محمد بن يحيى الأُنَيْسِيّ -من ولد عبد اللَّه بن أُنَيْس الأنصاري-".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 29): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه عِصْمَة بن محمد الأنصاري وهو متروك".
ورواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(3/ 79) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (عِصْمة بن محمد الأنصاري) ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 288 - 289)، وتابعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 294)، ولَخَّصَ تعقيبه، فقال:"تعقب بأنَّ له طرقًا أخرى، فأخرجه البيهقي في "الشَّعَب" من وجه آخر عن أبي هريرة
(1)
، وأخرجه أيضًا من حديث أبي أُمامة وصحَّحه الضياء في "المُخْتَارة"، وأخرجه البيهقي من طرق عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا، وأخرجه ابن عمر موقوفًا، وأخرجه القُضَاعي في "مسند الشهاب" من حديث أنس".
أقول: الشطر الأول من الحديث بلفظ: "إنَّ السلام اسم من أسماء اللَّه تعالى
(1)
أقول: لم يذكر السيوطي في "اللآلئ" عند كلامه على شواهد الحديث، طريق أبي هريرة هذا الذي أخرجه البيهقي في "الشُّعَب"(6/ 433)، رقم (8784) -ط بيروت-. وفي إسناده:(بشر بن رافع الحارثي)، قال البيهقي عنه -عند سياقه للحديث-:"ليس بالقويِّ". وقال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 99): "فقيه، ضعيف الحديث، من السابعة"/ بخ د ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "تهذيب الكمال"(4/ 118 - 121).
وضعه اللَّه في الأرض، فأفشوا السلام بينكم"، صحيح، وجُلُّ الشواهد التي ساقها السيوطي هي لهذا الشطر من الحديث، ليس فيها قوله "تحيَّةً لأهل دِيْنِنَا وأمانًا الأهل ذِمَّتِنَا".
ومن أحسن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 332 رقم (992) عن شهاب، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن حُمَيْد، عن أنس مرفوعًا باللفظ المذكور.
أقول: هذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين غير حمَّاد بن سَلَمة فإنَّه من رجال مسلم وحده.
و(شِهَاب) هو (ابن عبَّاد العَبْدِي الكوفي أبو عمر)، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(12/ 573 - 575).
وانظر في شواهد هذا الشطر أيضًا: "مجمع الزوائد"(8/ 29 - 30)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 427 - 428)، و"شُعَب الإيمان"(6/ 432 - 433) -ط بيروت-.
أمَّا قوله في الحديث "تحيَّةً لأهل دِيْنِنَا وأمانًا لأهل ذِمَّتِنَا"، فله شواهد.
فقد رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 179 - 180) رقم (184) من طريق طلحة بن زيد، عن الأَوْزَاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"السَّلامُ تحيَّةٌ لِمِلَّتِنَا وأَمَانٌ لِذِمَّتِنَا".
وفي إسناده (طلحة بن زيد القُرَشي الرَّقِّي الدِّمَشْقِي) وهو متروك، واتُّهم. وستأتي ترجمته في حديث (640).
وله شاهد آخر رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 129) رقم (7518)، و"المعجم الأوسط" -كما في"مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 256) رقم (3022) -، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 436) رقم
(8798)
-في قِصَّة ذكرها-، من طريق بكر بن سهل الدِّمْيَاطي، حدَّثنا عمرو بن هاشم البَيْرُوتي، حدَّثنا إدريس بن زياد الأَلْهَاني، عن محمد بن زياد الأَلْهَاني، عن أبي أُمَامَة مرفوعًا:"إنَّ اللَّه جعل السَّلامُ تحيَّةً لأُمَّتِنَا وأمانًا لأهل ذِمَّتِنَا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 33): "رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدِّمْيَاطي ضعَّفه النَّسَائي، وقال غيره: مقارب الحديث".
وقال في (8/ 29): "رواه الطبراني في" الأوسط" وفيه من لم أعرفه، وعمرو بن هاشم البَيْرُوتي وثِّق وفيه ضعف".
ولم أقف له على غير هذين الشاهدين، ولم يذكر السُّيُوطيُّ له غيرهما، ومنها يعلم أنَّ هذا الجزء من الحديث ضعيف، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
634 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر
(1)
، حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، حدَّثنا أخي، عن سليمان -يعني ابن بلال-، عن أبي عبد العزيز الرَّبَذِي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لَيَأْرِزَنَّ الإسلامُ كما يَأرِزُ السَّيْلُ إلى الدِّمَنِ".
(4/ 398 - 399) في ترجمة (أحمد بن أبي بكر المُقَدَّمي أبو عثمان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
(1)
في المطبوع سقط وتحريف، ففيه:"أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن أبي بكر". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 144/ آ).
ففيه (أبو عبد العزيز الرَّبَذِي) وهو (موسى بن عُبَيْدة بن نَشِيط) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 407 - 408 رقم (339) وقال: "كان ثقة كثير الحديث، وليس بحجَّة".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 593 - 595) وقال: "لا يحتج بحديثه".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 120 رقم (145) وقال: "كان ضعيفًا، ضعيفًا، كان يحيى القَطَّان لا يرى أن يُكْتَب حديثه".
4 -
"التاريخ الكبير"(7/ 219) وقال: "منكر الحديث قاله أحمد بن حنبل، وقال عليّ بن المَدِيني عن القَطَّان قال: كنا نتَّقيه تلك الأيام".
5 -
"أحوال الرجال" ص 126 رقم (208) وفيه عن أحمد: "لا يحلُّ الكتاب عنه".
6 -
"الضعفاء" للنَّسائي ص 224 رقم (581) وقال: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 160 - 162) وقال بعد أنَّ ذكر بعض حديثه: "كلُّها لا يُتَابَعُ عليها إلَّا مِنْ جهةٍ فيها ضَعْفٌ".
8 -
"الجرح والتعديل"(8/ 151 - 152) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". وقال أبو زُرعَة: "ليس بقوي الحديث".
9 -
"المجروحين"(2/ 234 - 237) وقال: "كان من خيار اللَّه نسكًا وفضلًا وعبادةً وصلاحًا إلَّا أنَّه غَفَل عن الإتقان في الحفظ حتى يأتي بالشيء الذي لا أصل له متوهمًا، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، من غير تعمد له، فبطل الاحتجاج به من جهة النقل، وإن كان فاضلًا في نفسه".
10 -
"الكامل"(6/ 2333 - 2336) وقال بعد أن ذكر بعض أحاديثه، ومنها حديث السيدة عائشة هذا:"وهذه الأحاديث التي ذكرتها لموسى بن عُبَيْدة بأسانيدها؛ مختلفة عامَّتها، ممَّا ينفرد بها من يرويها عنه، وعامَّة متونها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث، والضعف على روايته بيِّن".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 366 رقم (517) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه، وأخوه عبد اللَّه: صالح".
12 -
"المغني"(2/ 685) وقال: "مشهور، ضعَّفوه. وقال أحمد: لا يحلُّ الرواية عنه".
13 -
"الكاشف"(3/ 164) وقال: "ضعَّفوه".
14 -
"الميزان"(4/ 213 - 214) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "صدوق ضعيف الحديث جدًّا".
15 -
"التقريب"(2/ 286) وقال: "ضعيف، ولا سيما في عبد اللَّه بن دينار، وكان عابدًا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين -يعني ومائة-"/ ت ق.
وشقيق (إسماعيل بن أبي أُوَيْس) هو: (عبد الحميد بن عبد اللَّه بن أُوَيْس أبو بكر)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 468):"مشهور بكنيته. . ثقة، من التاسعة"/ خ م د ت. وانظر ترجمته في "التهذيب"(6/ 118) أيضًا.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2336) -في ترجمة (موسى بن عُبَيْدة بن نَشِيط الرَّبَذِي أبو عبد العزيز) -، من طريق ابن أبي أُوَيْس، عن أخيه، به، بلفظ:"ليجاوز الإسلام إلى المدينة كما يجوز السَّيْل إلى الدِّمَنِ".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 674) إلى الخطيب وحده.
وقد روى مسلم في "صحيحه" في كتاب الإيمان، باب بيان أنَّ الإسلام بدأ غريبًا. . . (1/ 130) رقم (146)، عن ابن عمر مرفوعًا:"إنَّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، وهو يَأْرِزُ بين المَسْجِدَيْنِ، كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ في جُحْرِهَا".
وروى البخاري في فضائل المدينة، باب الإيمان يأرز إلى المدينة (4/ 93) رقم (1876)، ومسلم في الموضع السابق رقم (147)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ الإسلام ليأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا".
غريب الحديث:
قوله: "ليأْرِزَن" أي ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض. انظر "النهاية"(1/ 37).
قوله: "الدِّمَن": "جمع دِمْنةَ: وهي ما تُدَمِّنُه الإبلُ والغنم بأبوالها وأَبْعَارها: أي تُلَبِّده في مَرَابِضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النَّضير. ومنه الحديث "فَيَنْبُتُون نَبَاتَ الدِّمْن في السَّيل" هكذا جاء في رواية بكسر الدال وسكون الميم، يريد البَعْر لسرعة ما يَنْبُتُ فيه". "النهاية"(2/ 134).
* * *
635 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن بِشْر المَرْوَرُّوْذِيّ المُقْرِئ -يعرف بابن الشَّارِب-، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدَّثنا هارون الأَيْلِي، حدَّثنا أبو ضَمْرَة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن واقد بن سَلَامَة، عن الرَّقَاشي.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ إلَّا في رَأْسِهِ حَكَمَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ". "وروى الحديث".
(4/ 402) في ترجمة (أحمد بن محمد بن بِشْر المُقْرِئ أبو بكر، يعرف بابن الشَّارِب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو حسن بشواهده إنَّ شاء اللَّه تعالى.
ففيه (الرَّقَاشي) وهو (يزيد بن أَبَان البَصْري أبو عمرو القَاصّ)، ومن خير من أَبَان عن حاله الإمام ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 98)، فقال: كان من خِيَارِ عِبَادِ اللَّه، من البَكَّائين بالليل في الخَلَوات والقائمين بالحقائق في السَّبَرَات، ممَّن غَفَلَ عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن -يعني البَصْري- فيجعله عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم، فلمّا كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحلُّ الرواية عنه إلَّا على سبيل التعجب، وكان قاصًّا يقصُّ بالبَصْرة، ويُبْكِي النَّاس، وكان شُعْبَة يتكلَّم فيه بالعظائم".
وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 240)، وابن حَجَر في "التقريب" (2/ 316): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته موسعًا في حديث (416).
كما أنَّ فيه (واقد بن سَلَامَة) -بالفاء أو بالقاف. وقال ابن عدي كما في "الميزان"(4/ 330): "بالفاء أصوب"- وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 191) وقال: "لم يصح حديثه".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 331) وذكر له حديثًا وقال: "ولا يُتَابَعُ إلَّا من طريق تقاربه".
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 50) وفيه عن أبي حاتم: "هو يروي عن الرَّقَاشِيّ، فما يقال
(1)
فيه؟ قال أبو محمد -يعني عبد الرحمن بن أبي حاتم
(1)
هكذا في "الجرح والتعديل". وعلَّق مصححه عليه، بأنه في إحدى النسخ:"ممَّا يقول"، وفي إحداها:"فيما يقال" وقال: و"تأمل التفسير". وقد حُرِّف نصّ كلام أبي حاتم هذا في النسخة المطبوعة من" لسان الميزان"(6/ 215 - 216) تحريفًا فاحشًا جدًّا.
الرَّازي-: يعني أنَّ الرَّقَاشي ليس بقوي، فما وجد في حديثه من الإنكار يحتمل أن يكون من يزيد الرَّقَاشي".
4 -
"المجروحين"(3/ 85) وقال: "منكر الحديث على قِلَّة روايته، يأتي بأشياء موضوعة عن أقوام ضعفاء، فلا يتهيأ إلزاق القدح فيه به دونهم، بل التنكب عن روايته عن الاحتجاج أولى".
5 -
"الكامل"(7/ 2554) وقال: "ليس له كثير حديث". ونقل قول البخاري السابق.
6 -
"الميزان"(4/ 330) وقال: "ضعَّفوه".
7 -
"اللسان"(6/ 215 - 216) وقال: إنَّ ابن الجَارُود ذكره في الضعفاء.
و(أبو ضَمْرَة) هو (أنس بن عِيَاض بن ضَمْرَة اللَّيْثِي المَدَني): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (418).
و(محمد بن محمد بن سليمان) هو (البَاغَنْدِي): صدوق مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (197).
وبقية رجال الإسناد ثقات.
وله شواهد ستأتي في التخريج، يكون بها حسنًا إن شاء اللَّه.
التخريج:
رواه ابن صَصْرَى في "أماليه"، كما في "كنز العُمَّال"(3/ 114) رقم (5742)
ولفظ الحديث فيه بتمامه: "ما من آدمي إلَّا وفي رأسه حَكَمَةٌ موكَّلٌ بها مَلَكٌ، فإذا تواضع رفعهُ اللَّهُ، وإن ارتفع قَمَعَهُ اللَّهُ، والكبرياءُ رداءُ اللَّه، فمن نازع اللَّه قَمَعَهُ".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 38) رقم (6120) عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ما من آدمي إلَّا وفي رأسه حَكَمةٌ بيد مَلَكٍ، فإن تواضع رفعه بها وقال: ارتفع رفعك اللَّه تعالى، وإن رفع رأسه جَذَبَهُ إلى الأرض وقال: اخفض خفضك اللَّه".
وفي حاشية محققة نقلًا عن "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 26) أنَّ الدَّيْلَمِيُّ رواه من طريق أبي ضَمْرَة، عن عبيد اللَّه بن عمر، به.
وعزاه في "الكنز"(3/ 114) رقم (5743) باللفظ المتقدِّم، إلى أبي نُعَيْم والدَّيْلَمِي.
ولم أقف عليه في فهارس "الحِلْيَة" أو "تاريخ أصبهان" لأبي نُعَيْم، واللَّه أعلم.
وله شواهد:
فقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 218 - 219) رقم (12939) من طريق عليّ بن زيد، عن يوسف بن مِهْرَان، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"ما مِنْ آدمي إلَّا في رأسه حَكَمَةٌ بيد مَلَكٍ، فإذا تواضع قيل للمَلَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَهُ، وإذا تَكَبَّرَ قيل لِلْمَلكِ ضَعْ حَكَمَتَهُ".
وقد حسَّن إسناده المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 591)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 82)، والسُّيُوطي في "الحبائك في أخبار الملائك" ص 170 رقم (637).
أقول: تحسينهم لإسناده موضع نظر، فإنَّ فيه (عليَّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمِي البَصْري) وهو ضعيف. قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 248):"أحد الحفَّاظ، وليس بالثَّبْتِ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 37): "ضعيف". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
ثم وجدت ابن الجَوْزي يرويه في "العلل المتناهية"(2/ 326 - 327)، من الطريق السابق عن ابن عبَّاس مرفوعًا، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (عليّ بن زيد)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعًا بنحو حديث ابن عبَّاس، رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 223) رقم (3582) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 277) رقم (8143) -ط بيروت-، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 237)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2331) -كلاهما في ترجمة (المِنْهَال بن خَلِيفة العِجْلِي) -، من طريق المِنْهَال بن خَلِيفة، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن أبي هريرة.
قال العُقَيْلِيُّ: "لا يُتَابَعُ عليه إلَّا من طريق يقاربه
(1)
، وإنما يُرْوى هذا مُرْسَلًا".
ثم رواه من طريق حمَّاد قال: أخبرنا ثابت بن مُطَرِّف بن كَعب، أنَّه قال:"أجد في الكتاب أنَّه ما من آدمي إلَّا في رأسه حَكَمةٌ بيد مَلَكٍ فإن ارتفع وضعه اللَّه وإن تواضع رفعه اللَّه".
وقد حَسَّنَ المنذري في" الترغيب والترهيب"(3/ 561)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 83)، إسناد حديث أبي هريرة بعد أن عزياه للبزَّار.
وهو موضع نظر كذلك، فإنَّ في إسناده إلى جانب (عليّ بن زيد):(المِنْهَال بن خَلِيفة العِجْلِي)، فإنَّه ضعيف كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 277).
قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 340):
(1)
إشارة منه رحمه الله إلى طريق ابن عبَّاس السابق، واللَّه أعلم.
أخرجه العُقَيْلِي في "الضعفاء"، والبيهقي في "الشُّعَب" من حديث أبي هريرة، والبيهقي أيضًا من حديث ابن عبَّاس، وكلاهما ضعيف".
وقد ذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 436) رقم (2676) عن كعب الأحبار من قوله. وعزاه إلى أحمد في "الزهد".!
أقول: فالحديث بمجموع هذه الشواهد حسن إنَّ شاء اللَّه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
غريب الحديث:
قوله: (حَكَمَة): "الحَكَمَةُ: حديدة في اللِّجام تكون على أنف الفَرَس وحَنَكِهِ، تمنعه عن مخالفة راكبه. ولما كانت الحَكَمَةُ تأخذ بفم الدَّابَّة، وكان الحَنَكُ متصلًا بالرأس جعلها تمنع من هي في رأسه، كما تمنع الحَكَمَةُ الدَّابَّة". "النهاية"(1/ 420).
* * *
636 -
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد الواحد البَلَدِي، حدَّثنا الُمعَافَى بن زكريا الجَرِيري، حدَّثنا أحمد بن محمد بن تَمِيم الوَاسِطِي، أخبرنا أحمد -يعني ابن الفرج الفارسي-، حدَّثنا حفص بن أبي داود، عن الهيثم بن حَبِيب، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن سهل بن سعد السَّاعِدِي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما رَاحَ مُسْلِمٌ رَوْحَةً في سبيل اللَّهِ مُجَاهدًا أو حَاجًّا يُهَلِّلُ أو يُلَبِّي، إلَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ بذنُوبِهِ وخَرَجَ مِنْهَا".
(4/ 402) في ترجمة (أحمد بن محمد بن تَمِيم الوَاسِطِي أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (حفص بن أبي داود) وهو (حفص بن سليمان الأَسَدِي البزَّاز الكوفي أبو عمر الغَاضِريّ الجَوْنيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن يحيى بن مَعِين" ص 98 رقم (269) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 401) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"التاريخ الكبير"(2/ 363) وقال: "تركوه".
4 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 333) وقال: "سكتوا عنه".
5 -
"أحوال الرجال" ص 110 رقم (174) وقال: "قد فُرِغَ منه منذ دَهْرٍ".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 82 رقم (136) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 270 - 271).
8 -
"الجرح والتعديل"(3/ 173 - 174) وفيه عن أبي حاتم: "لا يُكْتَبُ حديثه، ضعيف الحديث، لا يصدق، متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
9 -
"المجروحين"(1/ 255) وقال: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب النَّاس فينسخها ويرويها من غير سماع".
10 -
"الكامل"(2/ 788 - 791) وقال: "عامَّة حديثه عَمّن روى عنهم غير محفوظة".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 185 رقم (170).
12 -
"تاريخ بغداد"(8/ 186 - 188) وفيه عن مسلم: "متروك الحديث". وقال صالح جَزَرة: "لا يُكْتَبُ حديثه. . . أحاديثه كلّها مناكير". وقال
عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "كذَّاب متروك يضع الحديث".
13 -
"المغني"(1/ 179) وقال: "ثَبْتٌ في القراءة والحروف، واهٍ في الحديث. قال البخاري: تركوه وقد وثَّقه وكيع وأحمد في رواية".
14 -
"الكاشف"(1/ 177 - 178) وقال: "صاحب عاصم وابن زوجته. . . ثَبْتٌ في القراءة، واهي الحديث".
15 -
"الميزان"(1/ 558 - 559) وقال: "كان ثَبْتًا في القراءة، واهيًا في الحديث، لأنَّه كان لا يُتْقِنُ الحديث، ويُتْقِنُ القرآن ويجوِّده، وإلَّا فهو في نفسه صادق".
16 -
"التقريب"(1/ 186) وقال: "صاحب عاصم، ويقال له: حفيص، متروك الحديث مع إمامته في القراءة، من الثامنة"/ ت عس ق.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1923) -في ترجمة (عبد العزيز بن عبيد اللَّه بن حمزة الحِمْصي) - من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد العزيز بن عبيد اللَّه، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به.
قال ابن عدي: هذا حديث منكر، ما رأيت أحدًا يحدِّث عنه غير إسماعيل بن عيَّاش.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 107) رقم (6338) عن سهل بن سعد مرفوعًا.
وفي حاشية محققة نقلًا عن "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 48)، أنَّ الدَّيْلَمِيَّ رواه من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد العزيز بن عبيد اللَّه، به.
أقول: (عبد العزيز بن عبيد اللَّه الحِمْصي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (140).
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 703) إلى الخطيب، والدَّيْلَمِيّ، فحسب.
* * *
637 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حَيَّان، حدَّثنا ابن الجارود، حدَّثنا أحمد بن محمد بن جَهْوَر، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا إسحاق بن شَرْفَى
(1)
-مولى ابن عمر- قال: حدَّثني أبو بكر بن عبد الرحمن، عن ابن عمر قال:
حدَّثني أبو سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بين قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".
(4/ 403) في ترجمة (أحمد بن محمد بن جَهْوَر البغدادي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى بلفظ: "ما بين بيتي ومنبري. . . . ".
ففيه انقطاع بين (أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر) وبين جدِّ أبيه (عبد اللَّه بن عمر). قال الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(12/ 33): "أَرْسَلَ عن جدِّ أبيه". وقال في "التقريب"(2/ 399): "ثقة، من كبار السابعة، وروايته عن جَدِّ أبيه منقطعة"/ خ م ت س ق.
(1)
في المطبوع: "شرقى"، بالقاف. ومثله في "تاريخ أصبهان" (1/ 92). والصواب:"شَرْفَى" بالراء الساكنة بعدها فاء، كما في "الإِكمال" لابن مَاكُولا (5/ 53)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (2/ 224)، و"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (2/ 810). وقد صُحِّفَ في "المسند" لأحمد (3/ 64) إلى:"سرقى" بالسين المهملة مع القاف.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 92) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 64)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 496) رقم (1341)، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن إسحاق بن شَرْفَى، به.
لكنه ليس في "مسند أحمد" ذكر (أبي بكر بن عبد الرحمن) في الإِسناد، فكأنه سقط من المطبوع، واللَّه أعلم.
ورواه مالك في "الموطأ"(1/ 197) عن خُبَيْب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخُدْري -على الشكِّ- مرفوعًا بلفظ:"ما بين بيتي ومِنْبَرِي روضة من رياض الجنَّة، ومِنْبَري على حَوْضِي".
وعن مالك على الشكِّ الذي عنده، رواه أحمد في "المسند"(2/ 465 - 466).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 8) بعد أن ذكره بلفظ مالك المتقدِّم "عن أبي هريرة وأبي سعيد" -من دون شك، وهو خلاف ما في "الموطأ" و"المسند"-:"حديث أبي هريرة في "الصحيح"، رواهما أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وقد تقدَّم الكلام على الحديث برقم (421)، وبيَّنت هناك أنَّ قوله:"ما بين قبري ومِنْبَرِي"، تصرف من بعض الرواة، وأنَّ الثابت هو قوله:"ما بين بيتي ومِنْبَرِي".
والحديث عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر كما بينته في الموضع المذكور.
* * *
638 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن الجَهْم السِّمَّرِي، حدَّثنا أبو حاتم سهل بن محمد السِّجِسْتَاني، حدَّثنا يحيى بن زكريا بن أبي الحَوَاجِب الكوفي قال:
كنت آخذًا بيد الأعْمَش فقال: قرأتُ القرآنَ على يحيى بن وثَّاب ثلاثين مرَّةً، كلُّ ذلك أقرأ: {وَالرُّجْزَ
(1)
فَاهْجُرْ} [سورة المدَّثِّر: الآية 5]، وكذلك قرأ الحسن علي عَلْقَمَة، وعَلْقَمَة على عبد اللَّه بن مسعود، وابن مسعود على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(4/ 403) في ترجمة (أحمد بن محمد بن جَهْم البَلْخِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يحيى بن زكريا بن أبي الحَوَاجِب الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 608).
2 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 28) وقال: "ضعيف".
3 -
"المغني"(2/ 734) وقال: "عن الأَعْمَش، ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 255) وذكر ما تقدَّم.
(1)
أي بضم الراء من قوله "والرُّجْزَ". قال ابن الجَوْزِي في "زاد المَسِير"(8/ 401): "قرأ الحسن، وأبو جعفر، وشَيْبَة، وعاصم إلا أبا بكر، ويعقوب، وابن مُحَيْصِن، وابن السميفع: "والرُّجز" بضم الراء. والباقون بكسرها. . . قال الزَّجَّاج: ومعنى القراءتين واحد. وقال أبو عليّ: قراءة الحسن بالضم، وقال: هو اسم صنم. . . ومن كسر، فالرِّجْزُ: العذاب. فالمعنى: ذو العذاب فاهجر". وانظر "غيث النفع في القراءات السبع" للصفاقسي ص 375، ففيه أنَّ الضم لغة الحجاز، والكسر لغة تَمِيم.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 35) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن الأعمش إلَّا ابن أبي الحَوَاجِب الكوفي نزل البَصْرة".
ورواه في "المعجم الكبير"(10/ 117) عن عبد الرحمن بن خلَّاد الدَّوْرَقِيّ، حدَّثنا عمرو بن مَخْلَد البَصْري، حدَّثنا يحيى بن زكريا الأنصاري، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 131): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وفيه يحيى بن زكريا بن أبي الحَوَاجِب، وهو ضعيف".
* * *
639 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر الفَامِي، حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن عليّ بن يحيى المُعَلِّم، أخبرنا ابن عَرْعَرَة، حدَّثنا دَيْلَم بن غزوان، حدَّثنا ثابت،
عن أنس قال: كان رجل من صحابة النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له جُلَيْبِيب، وكان بوجهه دَمَامَةٌ، قال فعرض عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التزويج فقال: يا رسول اللَّه تجدني كَاسِدًا، فقال:"لكنَّك عند اللَّه لست بِكَاسِدٍ".
(4/ 408) في ترجمة (أحمد بن محمد بن جعفر الفَامِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد بن محمد الرَّزَّاز أبو الحسن)، ترجم له في "تاريخه" (11/ 330 - 331) وقال:"إلى الصدق ما هو". وكانت وفاته عام (419 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 443) وقال: "صدوق، في بعض أصوله شيء". وله ترجمة في "اللسان" أيضًا (4/ 196).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن جعفر الفَامِي أبو بكر)،
لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا (جعفر بن محمد بن عليّ الورَّاق المؤدِّب البَلْخِي أبو القاسم) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(7/ 190) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه كذلك (دَيْلَم بن غزوان العَبْدِي البَصْرِي أبو البراء) وهو صدوق، لكن راوي الحديث عنه: ابن عَرْعَرَة قد قال عنه فيما سيأتي: "ولا أحسبه حفظه". وانظر ترجمة (دَيْلَم) هذا في: "تهذيب الكمال"(8/ 501 - 502)، و"التهذيب"(3/ 214 - 215)، و"الكاشف"(1/ 227)، و"المغني"(1/ 223)، و"التقريب"(1/ 236).
و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني): ثقة عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).
و(ابن عَرْعَرَة) هو (إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة البَصْري أبو إسحاق)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 42):"ثقة حافظ، تكلَّم أحمد في بعض سماعه، من العاشرة"/ د س. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 178 - 182)، و"التهذيب"(1/ 155 - 157).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 970) -في ترجمة (دَيْلَم بن غزوان) -، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن عَرْعَرَة، عن دَيْلَم، به. وقال:"قال إبراهيم بن عَرْعَرَة: ولا أحسبه حفظه".
وذكره الحافظ ابن عبد البَرّ في "الاستيعاب"(1/ 25) -في ترجمة (جُلَيْبِيب) - ولم يسق إسناده، ولم يعزه لأحد.
وذكره الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "الإِصابة"(1/ 242)، ونَصُّ كلامه:"وله -يعني جُلَيْبِيب- ذِكْرٌ في حديث أنس في تزويجه بالأنصارية وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "لكنَّك عند اللَّه لست بكاسدٍ". وهو عند البَرْقَاني في "مُسْتَخْرَجِهِ" في حديث أبي بَرْزَةَ أيضًا، وقد أخرجه أحمد مطوَّلًا. وحديث أنس أخرجه البزَّار من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن ثابت، عنه مطوَّلًا، وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق".
أقول: حديث أنس أخرجه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(6/ 155 - 156) رقم (10333)، وعنه أحمد في "مسنده"(3/ 136)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 275 - 276) رقم (2741) -من كشف الأستار-، عن مَعْمَر، عن ثابت، عن أنس. وفيه خبر تزويجه صلى الله عليه وسلم لجُلَيْبِيب بامرأةٍ من الأنصار، واستشهاده رضي الله عنه في قِصَّةٍ ذكرها، دون ذكره لما عند الخطيب أبدًا.
وذكره الهيثمي في "المجمع"(9/ 368) كما عند عبد الرزاق، وقال:"رواه أحمد والبزَّار. . . ورجال أحمد رجال الصحيح".
كما أنَّ الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 422 و 425) ذكر خبر تزويجه بالأنصارية في قصَّةٍ مطوَّلًا من حديث أبي بَرْزَة الأَسْلَمي، وليس عنده ذكر ما عند الخطيب أيضًا.
قال في "المجمع"(9/ 368) بعد أن ذكره من حديث أبي بَرْزَة: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وممّا تقدَّم يعلم أنَّ ما يُفهم من سياق كلام الحافظ ابن حَجَر من تخريج المذكورين لحديث أنس باللفظ الذي ذكره الخطيب، محلّ نظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
640 -
أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن محمد بن عبد الرحيم -التاجر بمكَّة-، أخبرنا محمد بن الحسن بن عَبْدَان الصَّيْرَفي -ببغداد-، أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن جابر السَّقَطِي، حدَّثنا الحسين بن سعيد البُسْتَنْبَان
(1)
، حدَّثنا يحيى بن زياد فُهَيْر الرَّقِّي، حدَّثنا طلحة بن زيد، عن الخليل
(2)
بن مُرَّة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يُشرفَ اللَّهُ له البُنْيَانَ، وأَنْ يَرْفَعَ له الدرجاتِ يومَ القيامةِ، فَلْيَعْفُ عَمَّن ظَلَمَهُ، ولْيُعْطِ مَنْ حَرَمَهُ، ولَيَصِلْ مَنْ قَطَعَهُ، ولْيَحْلَمْ على مَنْ جَهِلَ عليه".
(4/ 410) في ترجمة (أحمد بن محمد بن جابر السَّقَطِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (الخليل بن مُرَّة الضُّبَعِيّ البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 199) وقال: "فيه نظر".
2 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 124) وقال: "عن سعيد بن عمرو عن أنس مناكير".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 98 رقم (186) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 19).
(1)
قال ابن الأثير في "اللباب"(1/ 150): "هذه الكلمة تقال لبستان بان، يعني الذي يحفظ البُسْتَان والكَرْم".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الجبل". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 379) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي في الحديث، هو شيخ صالح". وقال أبو زُرْعَة: "شيخ صالح".
6 -
"المجروحين"(1/ 286) وقال: "منكر الحديث عن المشاهير، كثير الرواية عن المجاهيل".
7 -
"الكامل"(3/ 928 - 930) وقال: "هو في جملة من يُكْتَبُ حديثه، وليس هو بمتروك الحديث".
8 -
"المغني"(1/ 214) وقال: "ضعَّفه يحيى بن مَعِين".
9 -
"التقريب"(1/ 228) وقال: "ضعيف، من السابعة، مات سنة ستين -يعني ومائة-"/ ت.
كما أنَّ فيه (طلحة بن زيد القُرَشِيّ الرَّقِّيّ الدِّمَشْقِيّ أبو مِسْكِيْن -ويقال: أبو محمد-) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" لأحمد -رواية المَرُّوْذِيّ- ص 135 رقم (239) وقال: "ليس بذاك، قد حدَّث بأحاديث مناكير". وص 156 - 157 رقم (275) وقال: "ليس بشيء، كان يضع الحديث".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 351) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 628).
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 143 رقم (332) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 225 - 226).
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 479 - 480) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يُكْتَبُ حديثه".
7 -
"المجروحين"(1/ 383 - 384) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات المقلوبات، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره".
8 -
"الكامل"(4/ 1427 - 1431) وقال: "لطلحة هذا أحاديث مناكير غير ما ذكرت".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 255 رقم (304).
10 -
"تهذيب الكمال"(13/ 395 - 398) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "كان يضع الحديث". وقال صالح بن محمد البغدادي: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني: "حدَّث بالمناكير، لا شيء". وقال الدَّارَقُطْنِيّ والبَرْقَانِيّ: "ضعيف".
11 -
"المغني"(1/ 316) وقال: "ضعَّفوه. وقيل: كان يكذب".
12 -
"التقريب"(1/ 378) وقال: "متروك. قال أحمد وعليّ وأبو داود: كان يضع الحديث، من الثامنة"/ ق.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1429) -في ترجمة (طلحة بن زيد الرَّقِّي) -، من طريق الحسين بن سعيد بن البُسْتَنْبَان، عن يحيى بن زياد، به.
قال ابن عدي عقب روايته لبعض حديث (طلحة بن زيد) ومنها حديثه هذا: "وهذه الأحاديث وإن كان طلحة رواها عن خليل بن مرة وهو ضعيف، فإنَّه لا يرويها غير طلحة بن زيد".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(3/ 376) رقم (7018) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب.
* * *
641 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -لفظًا-، حدَّثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن جُورِي العُكْبَري -ببغداد-، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن مِهْرَان
الرَّمْلِي، حدَّثنا ميمون بن مِهْرَان بن مَخْلَد بن أَبَان الكاتب، حدَّثنا أبو النُّعْمَان عَارِم بن الفضل، حدَّثنا قُدَامَة بن النُّعْمَان، عن الزُّهْرِيّ قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: واللَّه الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "عُنْوَانُ صَحِيفَةِ المؤمنِ حُبُّ عليّ بن أبي طالب".
(4/ 410) في ترجمة (أحمد بن محمد بن جُورِي العُكْبَرِيّ أبو الفرج).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن جُورِي العُكْبَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(4/ 410 - 411) وقال: "في حديثه غرائب ومناكير".
2 -
"العلل المتناهية" لابن الجَوْزِي (1/ 243) وقال: "يحدِّث عن مجاهيل".
3 -
"المغني"(1/ 54) وقال: "عن خَيْثَمَة بحديث موضوع".
4 -
"اللسان"(1/ 256 - 257) وفيه عن ابن النَّجَّار في "ذيل تاريخ بغداد": "نَسَبَ الخطيبُ أَبَاهُ إلى جدِّه الأعلى، وإنما هو: محمد بن إسحاق بن الفضل بن زيد بن جُورِي
(1)
العُكْبَرِيّ. . ".
كما أنَّ فيه (قُدَامَة بن النُّعْمَان) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(3/ 386) وقال: "عن الزُّهْرِيِّ، لا يُعْرَفُ، والخبر باطل، ثم إنَّ سنده مظلم إليه".
(1)
صُحِّفَ في "اللسان" إلى: "خوري" بالخاء. كما صُحِّفَ في "تنزيه الشريعة" إلى: "حوري" بالحاء المهلمة. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
2 -
"اللسان"(4/ 471) وقال بعد أن ذكر ما تقدَّم عن الذَّهَبِيِّ في "الميزان": فوالخبر المذكور رواه الخطيب. . . ". ثم ذكر هذا الحديث.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 109) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 242 - 243)، عن القزَّاز، عن الخطيب، عن عليّ بن المُحَسِّن، عن عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد بن جُورِي، به.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا أصل له، وابن جُورِي يحدِّث عن مجاهيل".
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(1/ 401) -في الفصل الثالث، والمتضمن للأحاديث التي زادها السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"-، وعزاه للخطيب فحسب، ونقل قول ابن الجَوْزي السابق:"لا أصل له". وأعقبه بنقل قول الذَّهَبِيِّ ببطلان الخبر وظُلْمَةِ إسناده.
وعزاه في "الكنز"(11/ 60) رقم (32900) إلى الخطيب وحده.
* * *
642 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الشَّاهد، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الدِّرْهَمِي -قدم من طَرَسُوس في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن سِنَان، حدَّثنا جعفر بن جَسْر، حدَّثنا أبي، عن الحسن،
عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: في هذه
الآية {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [سورة الواقعة: الآية 34]، قال:"غلظ كلِّ فِرَاشٍ منها كما بين السماء والأرض".
(4/ 426) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الحسن الدِّرْهَمِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ورد من حديث أبي سعيد الخُدْرِيّ بإسناد ضعيف.
ففيه (عبد اللَّه بن محمد بن سِنَان الرَّوْحي الوَاسِطي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 45) وقال: "يضع الحديث ويقلبه ويسرقه، لا يحلُّ ذكره في الكتب".
2 -
"الكامل"(4/ 1573) وقال: "يُعْرَفُ بالرَّوْحي من كثرة ما يروي لِرَوْح بن قاسم عن قوم ثقات بالبواطيل، ويحدِّث عن الثقات بغير أحاديث رَوْح بمناكير، ويسرق حديث النَّاس".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 226 رقم (324) وقال: "متروك"
4 -
"تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 54 - 55) وقال: "كثير الوضع حدَّث بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها".
5 -
"تاريخ بغداد"(10/ 87 - 88) وفيه عن عبد الغني بن سعيد الحافظ: "متروك الحديث". وقال البَرْقَاني: "ليس بثقة".
6 -
"اللسان"(3/ 336) وفيه عن أبي الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني: "حدَّث عندنا بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها، وازدحم النَّاس عليه ولم يزالوا يسمعون منه حتى ظهر أمره ووقفوا على كذبه، تركوا حديثه وأجمعوا أنَّه كذَّاب ذاهب، نسأل اللَّه الستر والسلامة".
كما أنَّ فيه (جَسْر بن فَرْقَد القَصَّاب البَصْري أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 246) وقال: "ليس بذاك".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 74 رقم (109) وقال: "ضعيف".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 202 - 203) وفيه عن ابن مَعِين
(1)
: "ليس بشيء".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 538 - 539) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، كان رجلًا صالحًا". وقال سعيد بن عامر: "ثقة أمين".
5 -
"المجروحين"(1/ 217 - 218) وقال: "كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعهد الحديث فأخذ يهم إذا روى، ويخطئ إذا حدَّث، حتى خرج عن حَدِّ العدالة".
6 -
"الكامل"(2/ 590 - 592) وقال: "أحاديثه عامَّتها غير محفوظة".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 171 رقم (146).
8 -
"المغني"(1/ 130) وقال: "ضعَّفوه".
9 -
"اللسان"(2/ 104 - 105) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بثقة ولا يُكْتَبُ حديثه". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال السَّاجي: "صدوق ضعيف الحديث".
وفيه أيضًا ولده (جعفر بن جَسْر بن فَرْقَد القَصَّاب البَصْري أبو سليمان) وقد ترجم له في:
(1)
انظر "تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 86 رقم (217) مع حاشية محقِّقه الدكتور أحمد محمد نور سيف.
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 187) وقال: "حفظه فيه اضطراب شديد، كان يذهب إلى القَدَر وحدَّث بمناكير".
2 -
"الكامل"(2/ 572 - 574) وقال: "عامَّة ما يرويه منكر. . . ولعل ذاك إنما هو مِنْ قِبَلِ أبيه".
3 -
"المغني"(1/ 132) وقال: "منكر الحديث قاله ابن عدي".
4 -
"اللسان"(2/ 111 - 112) وفيه عن السَّاجي: "حدَّث بمناكير وكان يذهب إلى القَدَر".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 254 - 255) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بالثلاثة المذكورين آنفًا.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 453)، وتابعة ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 383) ولَخَّصَ تعقيبه فقال:"تعقِّب بأنه صحَّ من حديث أبي سعيد الخُدْري، أخرجه أحمد والتِّرْمِذِيّ وابن حِبَّان في "صحيحه" والضياء في "المختارة"".
أقول: حديث أبي سعيد الخُدْري، رواه التِّرْمِذِيّ في صفة الجنَّة، باب ما جاء في صفة أهل الجنَّة (4/ 679) رقم (2540) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(3/ 75)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 247) رقم (7362)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 528) رقم (1395)، وأبو الشيخ الأَصْبَهَاني في "العَظَمَة"(2/ 678 - 679) رقم (272) و (3/ 1096) رقم (593)، وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "صفة الجنَّة"(3/ 202 - 203) رقم (357)، والبيهقي في "البعث والنشور" ص 201 رقم (311)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"، والضياء في "صفة الجنَّة"
-كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 312) -، من طرق، عن الدَّرَّاج أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْرِي، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله:{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: "ارتفاعُهَا لَكَمَا بين السماءِ والأرضِ مسيرةُ خمسمائة سنة".
قال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث غريب
(1)
لا نعرفه إلَّا من حديث رِشْدِين بن سعد"
(2)
.
أقول: إسناده ضعيف، فإنَّ (درَّاج بن سَمْعَان السَّهْمِيّ أبو السَّمْح): ضعيف في روايته عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العُتْوَاري كما قال أبو داود وغيره. وقد تقدمت ترجمته في حديث (493).
فقول السُّيُوطيِّ بأنَّه قد صَحَّ من حديث أبي سعيد موضع نظر.
وأمَّا من جهة معناه -إنْ صَحَّ-، فقد قال الإمام ابن كثير في "تفسيره" (4/ 312):"قال بعض أهل العلم: معنى هذا الحديث ارتفاع الفرش في الدرجات، وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض".
فالأمر يتعلَّق -كما في هذا التفسير- بالمنازل التي فيها الفُرش، وليس بحجمها كما يتبادر لأول وهلة، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
643 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الدِّيْنَوَري الضَّرَّاب، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن
(1)
هكذا في "سنن التِّرْمِذِيّ" المطبوع: "هذا حديث غريب". والظاهر أنَّه في بعض النسخ: "هذا حديث حسن غريب" كما في تفسير ابن كثير (4/ 311)، و"اللآلئ"(2/ 453).
(2)
أقول: (رِشْدِين بن سعد المِصْرِي): ضعيف كما تقدَّم في حديث (591)، لكنَّه قد تُوبع، فلم يتفرد به.
عبد العزيز بن المُبَارَك القَيْسِي، حدَّثنا يحيى بن هاشم، حدَّثنا مِسْعَر بن كِدَام، عن عطيَّة العَوْفي،
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ".
(4/ 427) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الحسن الضَّرَّاب الدِّينَوَري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وَمَتْنُهُ حسن بمجموع طرقه.
ففيه (يحيى بن هاشم الغَسَّاني السِّمْسَار أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 252 رقم (669) وقال: "متروك الحديث".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 432 - 433) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات".
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 195) وفيه عن أبي حاتم: "كان يكذب، وكان لا يصدق، تُرِكَ حديثه".
4 -
"المجروحين"(3/ 125 - 126) وقال: "كان ممَّن يضع الحديث على الثقات، ويروي عن الأثبات الأشياء المعضلات، لا يحلُّ كتابة حديثة إلَّا على جهة التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال".
5 -
"الكامل"(7/ 2706 - 2708) وقال: "كان ببغداد، ويضع الحديث ويسرقه".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 395 رقم (582) وقال: "ضعيف".
7 -
"تاريخ بغداد"(14/ 163 - 165) وفيه عن الحسين بن حِبَّان:
"كذَّاب خبيث عدو اللَّه". وقال ابن مَعِين: "دجَّال هذه الأُمَّة". وقال مرَّةً: "ليس هو بالثقة، كذَّاب خبيث". وقال صالح جَزَرَة: "رأيته وكان يكذب في الحديث". وقال أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم: "كان يضع الحديث".
8 -
"المغني"(2/ 745) وقال: "كذَّبُوه ودَجَّلُوه".
كما أنَّ في إسناده (عطيَّة بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
التخريج:
رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 36) رقم (52)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 175 - 176) رقم (171) -، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(4/ 294) رقم (1547)، من طريق يحيى بن هاشم، عن مِسْعَر بن كِدَام، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن مِسْعَر إلّا يحيى وإسماعيل بن إبراهيم الكوفي".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 120): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه يحيى بن هاشم السِّمْسَار: كذَّاب".
ورواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 135 - 136) رقم (120)، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 62)، من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلَي، عن مِسْعَر بن كِدَام، به.
قال ابن الجَوْزي في (1/ 65 - 66) منه: "في إسناده إسماعيل بن عمرو، قد ضعَّفه الرَّازِيّ والدَّارَقُطْنِيّ وابن عدي. وفيه عطيَّة، وكلُّهم ضعَّفه، وقال ابن حِبَّان: لا يحلُّ كَتْبُ حديثه إلَّا على التعجب".
وقد تقدَّمت ترجمة (إسماعيل بن عمرو) في حديث رقم (2).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 244) -مخطوط-، من طريق غسان بن الربيع، عن أبي إسرائيل المُلَائي، عن عطيَّة العَوْفي، عنه، به.
وقد سبق الكلام عليه مطوَّلًا في حديث (117) فانظره إن شئت.
* * *
644 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدَّثنا عيسى بن حامد بن بِشْر القاضي، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي، حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن مَعِين بن عَوْن، حدَّثنا أبو بكر عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ القرآنَ وحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، وشَفَّعَهُ في عشرةٍ مِنْ أهل بيتِهِ، كلٌّ قد أَوْجَبَ النَّارَ".
(4/ 430) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (485).
التخريج:
تقدم تخريجه في حديث (485).
* * *
645 -
أخبرنا أبو طاهر الخَفَّاف، أخبرنا عبد اللَّه بن القاسم بن سهل الفَقِيه -بالمَوْصِل-، حدَّثنا عبد اللَّه بن زياد، حدَّثنا مُعَلَّى بن مهدي، حدَّثنا سَوَّار بن مصعب، عن لَيْث، عن طاوس،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العِلْمُ أَفْضَلُ مِنَ العِبَادَةِ، ومِلَاكُ الدِّينِ الوَرَعُ".
(4/ 436) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الحسين أبو طاهر بن الخَفَّاف).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ صحيح بمجموع شواهده.
ففيه (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني المؤذِّن الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 243) وقال: "ضعيف". وقال أيضًا: "قد رأيته وليس بشيء، كان يجيئنا إلى منزلنا".
2 -
"العلل" لأحمد -رواية المَرُّذِيّ- ص 111 رقم (180) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(4/ 169) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 124 رقم (273) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 168 - 169).
6 -
"الجرح والتعديل"(4/ 271 - 272) وفيه عن أحمد بن حنبل: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث، لا يُكْتَبُ حديثه، ذاهب الحديث".
7 -
"المجروحين"(1/ 356) وقال: "كان ممن يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنَّه كان المتعمِّد لها".
8 -
"الكامل"(3/ 1292 - 1294) وقال: "عامَّة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو ضعيف كما ذكروه".
9 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 128 و 155) وقال: "متروك".
10 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 146) رقم (78) وقال: "روى عن الأَعْمَش وإسماعيل بن خالد: المناكير، وعن عطيَّة بن سعد: الموضوعات. وروى عن كُلَيْب بن وائل عن ابن عمر حديثًا موضوعًا. وسَوَّار: متروك الحديث بمرَّةٍ".
11 -
"تاريخ بغداد"(9/ 208 - 210) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بثقة". وفيه أنَّ عليَّ بن المَدِيني قد ضعَّفه. وقال أبو داود: "غير ثقة".
12 -
"لسان الميزان"(3/ 128 - 129) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بثقة، ولا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو عبد اللَّه الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم".
كما أنَّ فيه (لَيْث) وهو (ابن سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).
وفيه أيضًا (مُعَلَّى بن مهدي بن رُسْتُم المَوْصِلي أبو يَعْلَى) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 335) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ مَوْصِلي أدركته ولم أسمع منه، يحدِّث أحيانًا بالحديث المنكر".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 182 - 183).
3 -
"الميزان"(4/ 152) وقال بعد أن ذكر قول أبي حاتم السابق: "هو من العُبَّاد الخيرة، صدوق في نفسه".
4 -
"اللسان"(6/ 65) وقال: "تقدَّم له ذكر في ترجمة (إبراهيم بن ثابت) من قول العُقَيْلِي: إنَّه عندهم يكذب".
أقول: الذي ذكره العُقَيْلِي بالكذب هو (مُعَلَّى بن عبد الرحمن) وليس (ابن مهدي). انظر "اللسان"(1/ 37) في ترجمة (إبراهيم بن باب البَصْري القَصَّار)، و (1/ 42) في ترجمة (إبراهيم بن ثابت القَصَّار)، فما تقدَّم سَهْوٌ من الحافظ ابن حَجَر رحمه اللَّه تعالى.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 38) رقم (10969)، وابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 23)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 59) رقم (40)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1293) -في ترجمة (سَوَّار بن مصعب) -، من طرق، عن سَوَّار بن مصعب، عن لَيْث، به.
ولفظ أوله عند الطبراني وابن عبد البَرّ والقُضَاعي: "فضل العلم أفضل من العبادة. . . . ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 120): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه سَوَّار بن مصعب، ضعيف جدًّا".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 67) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (1/ 68) منه:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . . ". وأعلَّه بـ (لَيْث) و (مصعب بن سَوَّار)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.
وللحديث شواهد يصحُّ بمجموعها، انظرها في:"المدخل إلى السنن الكبرى" ص 302 - 304، و"شَعَب الإِيمان"(4/ 335 - 336)، "العلل المتناهية"(1/ 66 - 68)، و"مجمع الزوائد"(1/ 120)، و"جامع بيان العلم"(1/ 22 - 23)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 93)، و"فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب"(1/ 45 - 46).
ومن هذه الشواهد ما رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 92)، وعنه البيهقي في "المدخل" رقم (454)، و"الزهد الكبير" رقم (817)، و"الآداب" رقم (1149)، عن حمزة الزَّيَّات، عن الأعمش، عن مصعب بن سعد، عن أبيه مرفوعًا:"فضل العلم أحب إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع". وصحَّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: وهذا محل نظر. فـ (حمزة) خرَّج له مسلم دون البخاري، وهو
صدوق. انظر: "تهذيب الكمال"(7/ 314 - 323)، و"التقريب"(1/ 199). وفي إسناده أيضًا عنعنة (الأعمش) وهو مدلِّس.
وقد حَسَّنَ المنذري في "الترغيب"(1/ 93) إسناده من حديث حذيفة رضي الله عنه.
غريب الحديث:
قوله: "مِلَاكُ": "المِلاكُ بالكسر والفتح: قِوَام الشيء ونظامُه وما يعتمد عليه فيه". "النهاية"(4/ 358).
* * *
646 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو الحسين عبد الصمد بن عليّ بن محمد، حدَّثنا أحمد بن محمد بن حُمَيْد المُقْرِئ، حدَّثنا أبو بلال الأَشْعَرِي، حدَّثنا عامر بن سَيَّاف اليَمَامِي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَةَ،
عن عائشة أُمِّ المؤمنين قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ حتى يصله برمضان، ولم يكن يصوم شهرًا تامًّا إلَّا شَعْبَانَ، فإنَّه كان يصومه كلَّه. فقلت: يا رسول اللَّه إنَّ شَعْبَانَ لمن أحبِّ الشهور إليك أن تصومه؟ فقال: "نعم يا عائشة، إنَّه ليس نَفْسٌ تموتُ في سَنَةٍ إلَّا كُتِبَ أَجَلُهَا في شَعْبَانَ، وأُحِبُّ أن يُكْتَبَ أَجَلي وأنا في عِبَادَةِ ربِّي وعَمَلٍ صالحٍ".
(4/ 437) في ترجمة (أحمد بن محمد بن حُمَيْد المُقْرِئ المَخْضُوب أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وخبر صومه صلى الله عليه وسلم شعبان كلّه ثابت في الصحيح.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن حُمَيْد المُقْرِئ المَخْضُوب أبو جعفر، يُلَقَّبُ بالفِيل) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 91 رقم (20) وقال: "بغدادي، ليس بالقويِّ".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 436 - 437) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ، وذكر أنَّ وفاته كانت عام (286 هـ).
3 -
"اللسان"(1/ 262) وذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ، ولم يزد.
كما أنَّ فيه (أبو بلال الأَشْعَرِي الكوفي -يقال اسمه: مِرْدَاس، من ولد أبي موسى الأَشْعَرِي-) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1138).
و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِيّ المَدَني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1401).
و(يحيى بن أبي كثير) هو (اليَمَامي): تابعي صغير حافط ثقة مشهور، وكان يدلِّس ويُرْسِل، خرَّج له الستة، وتوفي عام (132 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 27 - 31)، و"التهذيب"(11/ 268 - 270)، و"طبقات المدلِّسين" ص 76، و"التقريب"(2/ 356).
التخريج:
رواه مختصرًا: أبو يعلى في "مسنده"(8/ 311 - 312) رقم (4911)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 231) -في ترجمة (طريف بن الدفاع) -، من طريق سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا مسلم بن خالد، عن طَرِيف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، أنَّ عائشةَ حَدَّثَتْهُمْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ. قالت: قلت يا رسول اللَّه، أَحَبُّ الشُّهُور إليكَ أَنْ تَصُومَهُ شَعْبَانُ. قال:"إنَّ اللَّه يَكْتُبُ على كُلِّ نَفْسٍ مَيِّتَةٍ تلكَ السَّنَةِ، فَأُحِبُّ أَنْ يَأْتِيني أَجَلِي وأنا صَائِمٌ".
وإسناده ضعيف، ففيه (سُوَيد بن سعيد الحَدَثاني) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 340):"صدوق في نفسه إلَّا أنَّه عمي فصار يَتَلَقَّنُ ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن مَعِين القول". وستأتي ترجمته في حديث (947).
كما أنَّ فيه (مسلم بن خالد الزَّنْجِي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (874).
وفيه أيضًا (طَرِيف بن الدفاع الحَنَفِي)، قال العُقَيْلِي عنه في ترجمته:"لا يُعْرَفُ إلَّا به، لا يُتَابَعُ عليه". وساق له الحديث المتقدِّم. وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 356)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 494)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(6/ 491).
قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 117): "رواه أبو يعلى وهو غريب، وإسناده حسن"!
أقول: في تحسين المنذري لإِسناده نظر لما قدَّمت.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 193): "في الصحيح طرف منه، رواه أبو يعلى، وفيه مسلم بن خالد الزَّنْجِي، وفيه كلام وقد وثِّق".
أقول: في كلام الحافظ الهيثمي حول إسناده قصور يعلم ممَّا قدَّمت، والحمد للَّه على توفيقه.
وقد روى البخاري في الصوم، باب صوم شعبان (4/ 213) رقم (970) من طريق يحيى -يعني ابن كثير- عن أبي سَلَمَة عن عائشة أنَّها حَدَّثَتْهُ قالت:"لم يَكُنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَان، وكانَ يصومُ شَعْبَان كُلَّهُ، وكان يقولُ: "خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّه لَا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا". وأَحَبُّ الصَّلاةِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما دُووِمَ عليه وإِنْ قَلَّتْ. وكان إذا صلَّى صلاةً دَاوَمَ عليها".
وانظر ألفاظ حديث عائشة رضي الله عنها ومن أخرجه عنها: "جامع الأصول"(6/ 316 - 317).
وسيأتي حديث السيدة عائشة برقم (1712) بإسناد ضعيف بنحو لفظ حديثها هنا مختصرًا.
* * *
647 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن حامد البَلْخِي -قدم علينا بغداد-، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن عبد اللَّه البغدادي، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق البَصْري العَطَّار -بأَنْطَاكية-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه الضَّحَّاك بن حَجْوَة، حدَّثنا الفِرْيَابي، أخبرنا سفيان الثَّوْري، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا العُلَمَاءَ، فإنَّهم وَرَثَةُ الأنبياءِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُمْ فقد أَكْرَمَ اللَّه ورسُولَهُ".
حدَّثني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا الحسين بن أحمد بن بُكَيْر، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن حامد البَلْخِي الجَمَّال، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد البغدادي، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، مثله سواء.
(4/ 438) في ترجمة (أحمد بن محمد بن حامد البَلْخي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع. وقد روي قوله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء"، من طرقٍ عِدَّةٍ، يحسَّن بمجموعها إن شاء اللَّه.
وآفته (الضَّحَّاك بن حَجْوَة المَنْبِجِيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 379 - 380) وقال: "لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا للمعرفة فحسب".
2 -
"الكامل"(4/ 1418 - 1419) وقال: "منكر الحديث عن الثقات". وقال: "كلُّ رواياته مناكير إمَّا مَتْنًا أو إسنادًا".
3 -
"المغني"(1/ 311) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان يضع الحديث".
4 -
"الميزان"(2/ 323 - 324) وقال: "ومن مصائبه" وذكر حديثه هذا.
5 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 213 رقم (349).
6 -
"لسان الميزان"(3/ 200) وفيه عن أبي طالب بن نصر: "ضعيف يضع الحديث". وقد صُحِّفَ فيه "حَجْوَة" إلى "حمزة".
و (الفِرْيَابي) هو (محمد بن يوسف بن وَاقِد)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 221):"ثقة فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان، وهو مقدَّم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق، من التاسعة"/ ع. وستأتي ترجمته في حديث (2055).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 69 - 70) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (الضَّحَّاك بن حَجْوَة) ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه، وقال:"وقد روي: "العلماء ورثة الأنبياء" بأسانيد صالحة".
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 275) -في الفصل الثالث، والذي يتضمن ما زاده السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"- وعزاه إلى الدَّيْلَمِي، وقال:"فيه الضَّحَّاك بن حَجْوَة، قال في "الميزان": هذا الحديث من مصائبه".
ولم أقف عليه في "الفردوس" للدَّيْلَمِيّ.
وعزاه في "الكنز"(10/ 150) رقم (28764) إلى الخطيب وحده.
وقد روى أحمد في "المسند"(5/ 196)، وأبو داود في العلم، باب الحث على طلب العلم (4/ 57 - 59) رقم (3641 و 3642)، والتِّرْمِذِيّ في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (5/ 48 - 49) رقم (682)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 151 - 152) رقم (88)، وغيرهم، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"إنَّ العُلَمَاءَ ورَثَةُ الأنبياءِ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 160) -في العلم، باب العلم قبل القول والعمل. . . -: "أخرجه أبو داود والتِّرْمِذِيّ وابن حِبَّان والحاكم مصحَّحًا من حديث أبي الدَّرْدَاء، وحسَّنه حمزة الكِنَاني، وضعَّفه عندهم سنده،
لكن له شواهد يَتَقَوَّى بها. ولم يفصح المصنِّف -يعني البخاري- بكونه حديثًا، فلهذا لا يُعَدُّ في تعاليقه، لكن إيراده له في الترجمة يشعر بأنَّ له أصلًا، وشاهده من القرآن قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [سورة فاطر: الآية 32]-، ومناسبته للترجمة من جهة أنَّ الوارث قائمٌ مقامَ الموروث، فله حكمه فيما قام مقامه فيه".
وقال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 286: "صحَّحه ابن حِبَّان والحاكم وغيرهما، وحسَّنه حمزة الكِنَاني
(1)
، وضعَّفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يَتَقَوِّى بها، ولذا قال شيخنا -يعني ابن حَجَر-: له طرق يعرف بها أنَّ للحديث أصلًا".
وانظر فيه أيضًا: "الترغيب والترهيب"(1/ 94)، و"شُعَب الإِيمان" للبيهقي (4/ 326 - 329) رقم (1573 و 1574)، و"تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشَّاف" للزَّيْلَعِيّ (3/ 7 - 10) -وقد توسَّع رحمه الله في الكلام على طرقه، ومال إلى قوَّته، وقال عن أحد طرق حديث أبي الدَّرْدَاء:"إسناده جيِّد". وقال عن آخر: إنَّه سالم من الضَّعْفِ والاضطراب-، و"الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" لابن حَجَر ص 124، و"مختصر المقاصد الحسنة" للزُّرْقَاني ص 141 رقم (653) وقال:"حسن".
* * *
648 -
أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القَطِيْعِي -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن محمد القاضي البُورَاني، حدَّثنا الإِحْتِيَاطي، حدَّثنا عليّ بن جَمِيل، عن جَرِير، عن لَيْث، عن مجاهد،
(1)
صُحِّفَ في "المقاصد" إلى: "الكتاني" بالتاء. والتصويب من "السِّيَر"(16/ 179)، و"فتح الباري"(1/ 160).
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما في الجنَّة شجرةٌ إلَّا مكتوب على كُلِّ ورقة: محمد رسول اللَّه، أبو بكر الصِّدِّيق، عمر الفاروق، عثمان ذي النُّوْرَيْنِ".
(5/ 4) في ترجمة (أحمد بن محمد بن خالد بن شيرزاذ البُورَانِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عليّ بن جَمِيل بن يزيد الرَّقِّي أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 116) وقال: "يضع الحديث وضعًا، لا يحلُّ كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال".
2 -
"الكامل"(5/ 1857 - 1858) وقال: "حدَّث بالبواطيل عن ثقات النَّاس ويسرق الحديث".
3 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 117 رقم (162) وقال: "روى عن جَرِير وعيسى بن يونس بالمناكير".
4 -
"المغني"(2/ 444) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ، وكذَّبه ابن حِبَّان".
5 -
"اللسان"(4/ 209 - 210) وفيه: "قال الحاكم وأبو سعيد النَّقَّاش: روى عن عيسى بن يونس وجَرِير بن عبد الحميد بأحاديث موضوعة".
كما أنَّ فيه (الإِحْتِيَاطِيّ) وهو (الحسن -ويسمِّيه البعض: حسينًا- ابن عبد الرحمن بن عبَّاد الفَزَاري أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(2/ 746 - 747) وقال: "يسرق الحديث، منكر عن الثقات". وقال أيضًا: "لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق".
2 -
"تاريخ بغداد"(7/ 377)، وذكر قول ابن عدي السابق في "الكامل"، وقال: إنَّ بعضهم يسميه (حسينًا). وترجم له في (8/ 57 - 58) باسم (حسين) ونقل عن أحمد قوله فيه: "أعرفه بالتخليط".
3 -
"المغني"(1/ 161) وقال: "مُتَّهم".
4 -
"الميزان"(1/ 502) وقال: "ليس بثقة". وقال أيضًا: "هو مقرئ، وله مناكير". وفيه عن الأَزْدِيّ: "لو قلت كان كذَّابًا لجاز".
وفيه كذلك: (ليث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القَرَشي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).
وفيه صاحب الترجمة أيضًا (أحمد بن محمد البُورَانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
و(جَرِير) هو (ابن عبد الحميد الضَّبِّي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 76) رقم (11093)، وأبو نُعَيْم في الحِلْيَة" (3/ 304)، وابن حِبَّان في "المجروحين" (2/ 116)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1857) -كلاهما في ترجمة (عليّ بن جميل الرَّقِّي) - من طريق عليّ بن جميل هذا، عن جَرِير، به.
قال ابن عدي: "وهذا لم يأت به عن جَرِير بهذا الإسناد غير عليّ بن جميل، وحلف عليه أنَّ جَرِيرًا حدَّثه، وقد سرقه من عليّ بن جميل، رجل يقال له: معروف بن أبي معروف البَلْخي، ومعروفٌ هذا غير معروف".
وقال ابن حِبَّان: هذا خبر باطل موضوع لا شك فيه.
وقال أبو نُعَيْم: هذا حديث غريب من حديث لَيْث عن مجاهد، تفرَّد به عليّ بن جميل -وهو الرَّقِّي-، عن جَرِير".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 58): "رواه الطبراني، وفيه عليّ بن جميل الرَّقِّي، وهو ضعيف".
وقد تابع عليّ بن جميل الرَّقِّي على روايته: عبد العزيز بن عمرو الخُرَاسَاني، رواه الخُتُّلِيُّ
(1)
في "الدِّيْبَاج"كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 319)، وقال:"قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان" [2/ 633] عبد العزيز فيه جَهَالة، والخبر باطل فهو الآفة فيه".
كما تابعه: عصام بن يوسف، رواه أبو القاسم بن بشران في "أماليه" كما في "اللآلئ"(1/ 319)، وقال:"قال ابن عدي: روى أحاديث لا يُتَابَعُ عليها، ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: كان صاحب حديث ثبتًا في الرواية ربما أخطأ. وقال ابن سعد: كان عندهم ضعيفًا في الحديث. وقال الخَلِيلي: هو صدوق. ومحمد بن عبد بن عامر السَّمَرْقَنْدِيّ -وهو الراوي عن عصام بن يوسف- معروف بوضع الحديث".
والحديث رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 336 - 337) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل عن ابن حِبَّان وابن عدي قولهما السابقين فيه.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 319)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 350 - 351).
* * *
(1)
هو: أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد (ت 283 هـ)، وكان ضعيفًا، وفي كتابه الدِّيباج، أشياء منكرة. وستأتي ترجمته في حديث (1683).
649 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن خالد البُرُوْجِرْدِيّ -قدم علينا حاجًّا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عامر النُّهَاوَنْدِيّ، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِي، حدَّثنا عبد الرزَّاق.
وأخبرنا أبو الحسن بن أبي بكر الطِّرَازِي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُويَه المُقْرِئ، حدَّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري -بصنعاء-، أخبرنا عبد الرزَاق، عن الثَّوْري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، عن عطاء بن يَسَار،
عن سلمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ أَحَدٌ الجَنَّة إلَّا بجواز يُكْتَب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ مِنَ اللَّهِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، أدخلوه جَنَّةً عاليةً، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ". "لفظ حديث النُّهَاوَنْدِيّ".
(5/ 4 - 5) في ترجمة (أحمد بن محمد بن خالد البُرُوْجِرْدِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
منكر.
وفي إسناده (عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الإفْرِيقي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (227).
كما أنَّ فيه (إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد الدَّبَرِيّ الصَّنْعَانِيّ أبو يعقوب) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(1/ 338) وقال: "اسْتُصْغِرَ في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جدًّا، فكان يقول قرأنا على عبد الرزاق، أي قرأ غيره. وحضر صغيرًا وحدَّث عنه بحديث منكر". ثم ذكر حديثه هذا عن سلمان رضي الله عنه.
2 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 105 رقم (62) وقال: "صدوق، ما رأيت فيه خلافًا، إنما قيل: لم يكن من رجال هذا الشأن. قلت -القائل الحاكم-: ويدخل في الصحيح؟ قال: أي واللَّه".
3 -
"علوم الحديث" لابن الصلاح ص 356 - النوع الثاني والستون-، وقال:"قد وجدت فيما رُوي عن الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيّ عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جدًّا، فأحلت أمرها على ذلك -يعني أنَّ عبد الرزاق حدَّث بها بعد أنَّ عمي وصار يَتَلَقَّنُ، فسماع من سمع منه بعد ما عمي لا شيء كما نقله ابن الصلاح عن أحمد-، فإنَّ سماع الدَّبَرِيّ منه متأخر جدًّا. قال إبراهيم الحَرْبي: مات عبد الرزاق وللدَّبَرِيّ ست سنين أو سبع سنين".
4 -
"الميزان"(1/ 181) وقال: "ما كان الرجل صاحب جديث، وإنما أَسْمَعَهُ أبوه واعتنى به، سمع من عبد الرزاق تصانيفه وهو ابن سبع سنين أو نحوها، لكن روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة، فوقع التردد فيها، هل هي منه فانفرد بها، أو هي معروفة ممَّا تفرَّد به عبد الرزاق. وقد احتجَّ بالدَّبَرِيّ أبو عَوَانَة في "صحيحه"، وغيره، وأَكْثَرَ عنه الطبراني".
5 -
"المغني"(1/ 69) وقال: "صدوق. . . ".
6 -
"اللسان"(1/ 349 - 350) وقال عقب ذكره لقول ابن الصلاح المتقدِّم: "والمناكير التي تقع في حديث عبد الرزاق فلا يلحق الدَّبَرِيّ منه تبعة إلَّا أنَّه صَحَّفَ أو حَرَّفَ، وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف، فهي التي فيها المناكير، وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط، واللَّه أعلم". وفيه عن مَسْلَمَة في "الصِّلَة": "كان لا بأس به". وفيه: "كان العُقَيْلِيُّ يصحِّح روايته وأدخله في "الصحيح" الذي ألَّفه".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 333) رقم (6191)، و"المعجم الأوسط" -كما في المجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 164 - 165) رقم (4898)، وتمَّام الرَّازِيّ في "فوائده" (2/ 704) رقم (1256)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 338) -في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيّ) -، والبيهقي في "البعث والنشور" ص 173 رقم (247)، من طريق الدَّبَرِيّ هذا، عن عبد الرزَّاق، به.
قال ابن عدي نقلًا عن إسحاق بن موسى الرَّمْلِي: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 398): "رواه الطبراني في الكبير" و"الأوسط". ولم يتكلَّم عليه بشيء.
وعن الخطيب من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (2/ 446) وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (عبد الرحمن بن زياد الإفْرِيقي).
ورواه تمَّام الرَّازِيُّ في "فوائده"(2/ 705) رقم (1257) من طريق أبي الحسن أحمد بن محمود الهَرَوي، عن محمد بن عليّ الصَّنْعَاني، عن عبد الرزاَّق، به.
وقال محققه: "في إسناده أحمد بن محمود الهَرَوي، لم أجد فيه توثيقًا أو جرحًا، وكذا محمد بن عليّ الصَّنْعَاني، وعبد الرحمن بن زياد ضعيف، وعطاء لا أدري هل سمع من سلمان أو لا. . . ولا يبعد سماعه منه".
ورواه الضياء المَقْدسي في "صفة الجنَّة" من طريق سعدان بن سعيد
(1)
، عن
(1)
في "الجرح والتعديل"(4/ 290)، و"اللسان" (3/ 15):"سعدان بن سعد". وفي "الميزان"(2/ 119): "سعدان بن سعيد".
سليمان التَّيْمِي، عن أبي عثمان النَّهْدِي، عن سلمان مرفوعًا به. كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 443) -في تفسير سورة الحاقة آية (23) -.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(12/ 67 - 68)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 446 - 147)، من طريق محمد بن خُشْنَام
(1)
، عن العبَّاس بن زياد البَلْخي، عن سعدان الحَكَمِي، عن سليمان التَّيْمِي، عن أبي عثمان النَّهْدِي، عن سلمان، به.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 319)، من طريق عليّ بن أحمد بن العبَّاس البَلْخي، عن العبَّاس بن زياد البَلْخي، به.
قال ابن الجَوْزي: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به سعدان عن التَّيْمِي. قال المؤلف -يعني ابن الجَوْزي- قلت: سعدان مجهول، وكذلك محمد بن خشام".
أقول: ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 290) لـ (سعدان بن سعد الحَكَمِي) ونقل عن أبيه قوله فيه: "هو مجهول". ونقل ذلك عنه في "الميزان"(2/ 119)، و"اللسان"(3/ 15)، ولم يذكرا غيره.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 272) إلى ابن المنذر، والطبراني، وعبد الرزاَّق، وابن مَرْدُوْيَه، عن سلمان موقوفًا.
* * *
650 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه التَّمَّار، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن دَراَّج الرَّازي القَطَّان، حدَّثنا محمد بن سعيد العَطَّار، حدَّثنا يونس بن محمد قال: حدَّثَتْنَا أُمُّ الأسود قالت: حدَّثَتْنِي مُنْيَةُ بنت عبيد بن أبي بَرْزَةَ،
عن جَدِّهَا أبي بَرْزَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لنسائه: "خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". "وذكر الحديث".
(1)
في "العلل": "خشام".
(5/ 6) في ترجمة (أحمد بن محمد بن دَراَّج القَطَّان أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (مُنْيَة بنت عبيد بن أبي بَرْزَة)، قال الحافظ ابن حَجَر عنها في "التقريب" (2/ 614):"لا يُعْرَفُ حَالُها، من الرابعة"/ ت. وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 610): "عن جَدِّها تفرَّدت عنها أُمُّ الأسود". وترجم لها ابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 453) ولم يذكر فيها شيئًا.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن دَرَّاج الرَّازي القَطَّان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا: (أُمُّ الأسود) وهي الخُزَاعِيَّة -ويقال: الأَسْلَمَيَّة-، (مولاة أبي بَرْزَة)، ترجم لها النَّسَائي في "الضعفاء" ص 265 رقم (706) وقال:"غير ثقة". وترجم لها الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 459) وقال: "قال العِجْلِي: كوفية ثقة". ولم يذكر غيره. ولم أجده في "الثقات" المطبوع للعِجْلِي. وقال عنها في "التقريب"(2/ 619): "ثقة، من السابعة"/ ت. وترجم لها الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 438) وقال: "قال النَّسَائي: غير ثقة". والعجيب أنَّ قول النَّسَائي هذا لم يذكره المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(3/ 1700) -مخطوط- في ترجمتها، ولا ابن حَجَر في "التهذيب". والمِزِّيُّ لم يذكر فيها جرحًا أو تعديلًا. وممَّا تقدَّم يُعْلَمُ أنَّ توثيقها مطلقًا مِنْ قِبَلِ الحافظ ابن حَجَر، موضع نظر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(12/ 425) رقم (7430)، عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه قال: حدَّثَتْني أمُّ الأسود، عن مُنْيَة، عن حديث
أبي بَرْزَة قال: كان للنبيِّ صلى الله عليه وسلم تِسْعُ نِسْوَةٍ، فقال يومًا:"خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". فَقَامَتْ كُلُّ واحدةٍ تَضَعُ يَدَهَا على الجِدَارِ، قال:"لستُ أعني هذا، ولكن أَصْنَعُكُنَّ يَدَيْنِ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 248): رواه أبو يعلى وإسناده حسن لأنه يعتضد بما يأتي". وفيه نظر لما سيأتي.
أقول: المحفوظ في هذا الحديث، هو ما رواه البخاري في الزكاة، باب فضل صدقة الشحيح الصحيح (3/ 285 - 286) رقم (1420)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل زينب رضي الله عنها (4/ 1907) رقم (2452) -واللفظ له-، والنَّسَائي في الزكاة، باب فضل الصدقة (5/ 66 - 67)، عن السيدة عائشة مرفوعًا:"أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي، أطولُكُنَّ يَدًا". قالت: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَّ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا. قالت: فكانت أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لأنَّها كانت تعملُ بِيَدِهَا وتَصَدَّقُ.
وقد رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 25) بأطول ممَّا عندهم مُفسَّرًا عن السيدة عائشة قالت: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأزواجه: أسرعكن لحوقًا بي أطولكن يدًا. قالت عائشة: فكنَّا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جَحْش زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد: الصَّدَقَةَ. قالت: وكانت زينب امرأة صنَّاعة اليد فكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل اللَّه عز وجل".
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقد روى الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 156) رقم (2318) من طريق مَسْلَمَة بن عليّ، عن الأوزاعي، عن الزُّهْرِيّ، عن يزيد بن الأَصَمِّ، عن ميمونة
زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت: دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس، فقال: أوَّلُكُنَّ تردُ عليَّ الحَوْضَ أطولُكُنَّ يَدًا. فجعلنا نُقَدِّرُ أَذْرُعَنَا أيتنا أطولُ يَدًا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليس ذاك أعني، إنما أعني أَصْنَعَكُنَّ يَدًا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 248) بعد أن ذكره معزوًا له: "فيه مَسْلَمَة بن عليّ وهو ضعيف".
أقول: بل هو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1689).
ولذا قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 288) بعد أن ذكره معزوًا له أيضًا: "ضعيف جدًّا، ولو كان ثابتًا لم يحتجن بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى ذَرْعِ أيديهن كما تقدَّم في رواية عَمْرَة عن عائشة". يعني حديث الحاكم المتقدِّم.
* * *
651 -
حدَّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رِزْق -إملاءً في سنة ست وأربعمائة-، أخبرنا أحمد بن محمد بن رُمَيْح النَّسَوي الحافظ، حدَّثنا المُفَضَّل
(1)
بن محمد الجَنَدي -بمكَّة-، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن أخت عبد الرزاق، حدَّثنا تَوْبَة بن عَلْوَان البَصْري، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي حمزة،
عن ابن عبَّاس قال: لما زُفَّت فاطمة إلى عليّ، كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قدَّامها، وجبريل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف مَلَك خلفها، يسبِّحون اللَّه ويقدِّسونه حتى طلع الفجر.
(5/ 7) في ترجمة (أحمد بن محمد بن رُمَيْح النَّخَعِيّ أبو سعيد).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الفضل". والتصويب من "المجروحين"(1/ 205)، و"السِّيَر"(14/ 257).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (تَوْبَة بن عَلْوَان البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 205) وقال: ايروي عن شُعْبَة وأهل العراق ما ليس من أحاديثهم، ويروي عن أهل اليمن ما يخالف الأثبات فيها".
2 -
"الميزان"(1/ 361) وذكر حديثه هذا عن ابن عبَّاس، وقال:"هذا كذب صُراح". وفيه عن الأَزْدِي: "متروك".
3 -
"اللسان"(2/ 74) وأقرَّ ما في "الميزان".
كما أنَّ فيه (عبد الرحمن بن محمد بن أخت عبد الرزاق) وقد ترجم له في "الميزان"(2/ 586) وقال: "أتي بخبرٍ باطلٍ في ذكر فاطمة رضي الله عنها". وتابعه في "اللسان"(3/ 430).
وسيأتي عن ابن الجَوْزي قوله: "وأمَّا ابن أخت عبد الرزاق فما نعرف اسمه إلَّا أحمد بن عبد اللَّه، قال يحيى بن مَعِين: هو كذَّاب ليس بثقة".
وفيه كذلك صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن رُمَيْح النَّخَعِي النَّسَويّ أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات حمزة السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من المشايخ" ص 151 - 152 رقم (156) وفيه أنَّ حمزة السَّهْمِيّ سأل أبا زُرْعَة محمد بن يوسف الكَشِّي عنه: "فأوما أنَّه ضعيف أو كذَّاب. الشك مني".
2 -
" تاريخ جُرْجَان" للسَّهْمِيّ ص 122 رقم (103) وفيه أنَّه سأل أبا زُرْعَة الكَشِّي عنه فقال: "ضعيف".
3 -
"تاريخ بغداد"(5/ 6 - 8) وفيه عن أبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني: "ضعيف".
وقال الخطيب: "والأمر عندنا بخلاف قول أبي زُرْعَة وأبي نُعَيْم، فإنَّ ابن رُمَيْح كان ثقةً ثَبْتًا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك".
وفيه عن أبي الفتح محمد بن أبي الفَوَارس: "كان ثقةً في الحديث". وقال الحاكم النَّيْسَابُوري: "ثقة مأمون". وكانت وفاته عام (357 هـ).
4 -
"المغني"(1/ 54) وقال: "وثِّق. وقد لُيِّن".
5 -
"السِّيَر"(16/ 169 - 171) وقال: "الإمام الحافظ الجَوَّال. . . صاحب التصانيف".
6 -
"اللسان"(1/ 261) وقال: "وإنما ضعَّفه من ضعَّفه لأنَّه كان زَيْدِيّ المَذْهَبِ تظاهر به، وقد تكلَّم بعضهم في روايته أيضًا قاله ابن طاهر. وسيأتي في ترجمة (إسحاق بن إسماعيل الجُوْزَجَاني) أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ ضعَّف ابن رُمَيْح"
(1)
.
و(أبو حمزة) هو (عِمْرَان بن أبي عطاء الأَسَدِيّ القَصَّاب الوَاسِطي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 84): "صدوق له أوهام، من الرابعة"/ ي م. وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 135 - 136).
وفي "المجروحين"(1/ 205) أنَّه (أبو حمزة الضُّبَعِيّ) وهو محلُّ توقف، واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 205) -في ترجمة (تَوْبَة بن عَلْوَان) - عن المُفَضَّل بن محمد الجَنَدي، عن عبد الرحمن بن محمد بن أخت عبد الرزاق، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 419 - 420) من طريقين -
(1)
تَصَحَّفَ في "اللسان" إلى: "ربيح". وقد صُحِّفَ إلى ذلك في أصل الترجمة أيضًا.
أحدهما عن الخطيب-، وكلاهما يلتقيان في المُفَضَّل بن محمد الجَنَدي، عن عبد الرحمن بن محمد، به.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع". وأعلَّه بـ (تَوْبَة بن عَلْوَان) ونقل قول ابن حِبَّان السابق فيه، وقال:"وأمَّا ابن أخت عبد الرزاق فما نعرف أنَّ اسمه إلَّا أحمد بن عبد اللَّه. قال يحيى بن مَعِين: هو كذَّاب ليس بثقة. قال أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني: وأحمد بن محمد بن رُمَيْح: ضعيف".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 399)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 412) وقال:"فيه تَوْبَة بن عَلْوَان، وعنه عبد الرحمن بن محمد ابن أخت عبد الرزاق، وأحدهما وضعه".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 391.
* * *
652 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا أحمد بن محمد بن زكريا أبو بكر -أخو ميمون البغدادي الحافظ، مذاكرةً بِمِصْر-، حدَّثنا نصر بن عليّ، حدَّثنا إسماعيل بن محمد بن الحَكَم بن جَحْل، حدَّثنا عمر بن سعيد الأَبَحُّ، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن الحكم بن جَحْل، عن أبي بُرْدَة،
عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما سَتَرَ اللَّهُ على عَبْدٍ في الدُّنْيَا فَيُعَيِّرَهُ به يومَ القِيَامَةِ".
(5/ 8) في ترجمة (أحمد بن محمد بن زكريا بن أبي عَتَّاب الحافظ أبو بكر -يُعْرَفُ بأخي ميمون-).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عمر بن سعيد الأَبَحُّ البَصْرِيُّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 143) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 111) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي".
3 -
"المجروحين"(2/ 87) وقال: "كان ممن يخطئ، لم يكثر خطؤه حتى استحق الترك، ولا اقتصر منه على ما لم ينفك منه البشر حتى لا يُعْدَل به عن العدالة، فهو عندي ساقط الاحتجاج فيما انفرد به، وقد روى عن سعيد عن قَتَادة عن أنس نسخة لم يُتَابَعْ عليها".
4 -
"الكامل"(5/ 1704 - 1705) وقال: "في بعض ما يرويه عن سعيد بن أبي عَرُوبَة إنكار".
5 -
"الضعفاء" لابن الجَوْزي (2/ 210) وقال: "قال الرَّازِيُّ: مضطرب الحديث ليس بالقويِّ".
6 -
"اللسان"(4/ 309)، و (4/ 301) باسم (عمر بن حمَّاد بن سعيد الأَبَحّ).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن زكريا الحافظ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأشعري): ثقة، اختلف في اسمه. وستأتي ترجمته في حديث (1417).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 71 - 72)، من الطريق التي رواها
الخطيب عنه، وقال:"لا يُرْوَى هذا الحديث عن أبي موسى الأشعري إلَّا بهذا الإِسناد تفرَّد به نصر بن عليّ".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 371 - 372)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 85) رقم (3257) -من كشف الأستار-، وعنه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 19) رقم (528)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1705) -في ترجمة (عمر الأَبَحّ) -، من طريق نصر بن عليّ، عن إسماعيل بن محمد بن الحكم بن جَحْل
(1)
الأَزْدِيّ البَصْري، به.
وعند البزَّار والقُضَاعي زيادة قوله: "ذَنْبًا" بعد قوله: "ما ستر اللَّه على عَبْدٍ".
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى بهذا اللفظ إلَّا عن أبي موسى بهذا الإِسناد، ولم نسمعه إلَّا من نصر".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 192): "رواه البزَّار والطبراني وفيه عمر بن سعيد الأَبَحّ، وهو ضعيف".
وقال في (10/ 355) منه: "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه عمر بن سعيد الأَبَحّ، وهو ضعيف".
* * *
653 -
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، وعبيد اللَّه بن أبي الفتح، قالا: حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن زكريا النَّسَوي -قدم علينا-، حدَّثنا أبو صالح خَلَف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر بن عبد الرحمن المعروف بالخَيَّام، حدَّثنا أبو هارون سهل بن شَاذُوْيَه الحافظ، حدَّثنا جَلْوَان بن
(1)
تَصَحَّفَ في "المعجم الصغير" للطبراني (1/ 371)، و"الكامل" (5/ 1705) إلى:"حجل" بالحاء المهملة بعدها جيم معجمة. والتصويب من "تهذيب الكمال"(7/ 91)، و"تبصير المنتبه"(1/ 244)، ومن مصادر تخريج الحديث.
سَمُرَة البَانَبِي -في منزل أبي بكر بن حُرَيْث-، حدَّثنا عصام أبو مُقَاتِل النَّحْوي، عن عيسى بن موسى غُنْجَار، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد
(1)
، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "انْزَعُوا
(2)
الطُّسُوسَ وخَالِفُوا المَجُوسَ".
(5/ 9) في ترجمة (أحمد بن محمد بن زكريا النَّسَويّ أبو العبَّاس).
المرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (خَلَف بن محمد بن إسماعيل البُخَاري المعروف بالخيَّام أبو صالح) وهو ضعيف جدًّا، روى متونًا لا تُعْرَفُ كما قال أبو يعلى الخَلِيلي. وستأتي ترجمته في حديث (2012).
كما أنَّ فيه (عيسى بن موسى البُخَاري أبو أحمد غُنْجَار)، وهو صدوق مدلِّس مكثر من الحديث عن المتروكين والمجاهيل، وقد عَنْعَنَ هنا ولم يُصَرِّحْ بالسماع، وهو ممَّن لا يُقْبَلُ حديثهم إلَّا إذا صرَّح بالسماع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (438).
كما أنَّ فيه (عصام النَّحْوي أبو مُقَاتِل) لم أقف له على ترجمة.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "داود". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (511).
(2)
هكذا في المطبوع: (انزعوا). وهو موافق لما في "العلل" لابن الجَوْزي (2/ 179)، و"تاريخ دمشق"(2/ 169) -مخطوط-، و"الأنساب" للسَّمْعَاني (2/ 63). وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية (1/ 177/ آ):"أَتْرِعُوا". وهو موافق لما في "شُعَب الإيمان"(10/ 373) رقم (5434)، و"الجامع الكبير"(1/ 15)، وغيرهما.
و (جَلْوَان بن سَمُرَة البَانَبِيّ)
(1)
ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(2/ 62 - 63) وقال: "كان زاهدًا ورعًا عابدًا. . . وهو صاحب حديث: (انْزَعُوا الطُّسُوسَ وخَالِفُوا المَجُوسَ) ". ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل.
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(10/ 373) رقم (5434) من طريق خلف بن محمد البخاري، عن سهل بن شَاذُوْيَه، به. وقال: إسناده ضعيف.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 169) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 179)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأكثر رواته ضعفاء ومجاهيل".
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 114) بعد أن ذكر تضعيف البيهقي له: "لكنه ورد بمعناه خبر جيِّد رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهاب"
(2)
عن أبي هريرة بلفظ: "اجْمَعُوا وُضُوءَكُمْ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَكُمْ". وقال الحافظ العراقي
(3)
: إسناده لا بأس به. وروى البيهقي
(4)
عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا ترفعوا الطُّسوس حتى تَطُّفَ، اجْمَعُوا وُضُوءَكُمْ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَكُمْ"".
(1)
هذه النسبة كما في "الأنساب" للسَّمْعَاني (2/ 62) إلى قرية من قرى بُخَارا يقال لها: بانَب.
(2)
(1/ 408) رقم (457).
(3)
في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 8).
(4)
في "شُعَب الإِيمان"(10/ 372) رقم (5433). ولفظ أوله عنده: "لا تَرْفَعُوا الطَّسْتَ حتى يَطُفَّ". وقال البيهقي: "فيه بعض من يجهل". ومن ذات طريق البيهقي، وبلفظ حديثه، رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 408) رقم (457).
غريب الحديث:
قوله: (أَتْرِعُوا): أي املؤوا، كما نقله البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(10/ 373) رقم (5434) عن الإِمام أحمد. وهو كذلك في "القاموس المحيط" مادة (ترع) ص (912).
وقوله: (الطُّسُوس): جمع طَسّ، وهو الطَّسْتُ. "النهاية"(3/ 124).
أمَّا معنَّاه، فقد قال المُنَاوي في "فيض القدير" (1/ 114):"أجمعوا الماء الذي تَغْسِلُون به أيديكم في إناء واحد حتى يمتلئ، فإنَّ ذلك مستحب، ولا تريقوه قبل امتلائه كما تفعله المجوس".
وانظر: "إحياء علوم الدِّين" للغزالي (2/ 8) أيضًا.
* * *
654 -
أخبرني أحمد بن عبد اللَّه الأَنْمَاطي، حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن محمد بن زياد بن أيوب الطُّوسي، حدَّثنا جدِّي: زياد بن أيوب، حدَّثنا يحيى بن يَمَان، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مِقْسَم،
عن ابن عبَّاس قال: احْتَجَمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو صائمٌ مُحْرِمٌ، الأَخْدَعَيْنِ، والكَتِفَيْنِ، وأعطى الحَجَّامَ أَجْرَهُ، ولو كان حَرَامًا لم يُعْطِهِ.
(5/ 9 - 10) في ترجمة (أحمد بن محمد بن زياد بن أيوب أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق أنَّه صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم مُحْرِمٌ، وأنه أعطى الحجَّام أجره.
ففيه (يزيد بن أبي زياد القُرَشي الهاشمي الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 340) وقال: "كان ثقة في نَفْسِهِ، إلَّا أنَّه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 671) وقال: "ليس بذاك". وقال أيضًا: "لا يُحْتَجُّ بحديث يزيد بن أبي زياد".
3 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 94 و 229 رقم (250 و 878) وقال: "ليس بالقويِّ".
4 -
"العلل" لأحمد (2/ 33) وقال: "حديثه ليس بذاك".
5 -
"التاريخ الكبير"(8/ 334) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"أحوال الرجال" ص 92 رقم (135) وقال: "سمعتهم يضعِّفون حديثه".
7 -
"سؤالات الآجُرِّيّ لأبي داود" ص 158 رقم (139) وقال: "ثَبْتٌ
(1)
، لا أعلم أحدًا ترك حديثه، وغيرُهُ أحبُّ إليَّ منه".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 256 رقم (682) وقال: "ليس بالقويِّ".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 379 - 381) وفيه عن شُعْبَة: "كان رَفَّاعًا"
(2)
. وقال ابن المُبَارَك: "ارم به". وقال وكيع: "ليس بشيء". وفيه أنَّ عليَّ بن المَدِيني قد ضعَّف أمره.
10 -
"الجرح والتعديل"(9/ 265) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ". وقال أبو زُرْعَة: "كوفي ليِّن يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
(1)
في ثبوت هذه الكلمة عن أبي داود، توقف. انظر ما علَّقه محقق "سؤالات الآجُرِّيّ لأبي داود" على ذلك.
(2)
يعني: يرفع آثار الصحابة فيجعلها من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
11 -
"المجروحين"(3/ 99 - 101) وقال: "كان يزيد صدوقًا، إلَّا أنَّه لما كبر ساء حفظه وتغيَّر، فكان يتلقَّن ما لُقِّنَ. . . ".
12 -
"الكامل"(7/ 2729 - 2730) وقال: "من شيعة أهل الكوفة، ومع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
13 -
"المغني"(2/ 749) وقال: "مشهور سيء الحفظ. . . ". وأفاد الذَّهَبِيُّ أنَّ مُسْلِمًا روى له مقرونًا بغيره.
14 -
"الكاشف"(3/ 243) وقال: "شيعي عالم فهم صدوق رديء الحفظ لم يُتْرَكْ".
15 -
"التهذيب"(11/ 329 - 331) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال ابن خُزَيْمَة: "في القلب منه". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "لا يُخرج عنه في الصحيح، ضعيف يخطئ كثيرًا ويلقَّن إذا لُقِّنَ". وفيه أقوال أخرى.
16 -
"التقريب"(2/ 365) وقال: "ضعيف، كبر فتغيَّر، صار يتلقَّن، وكان شيعيًا، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين -يعني ومائة-"/ خت م 4.
كما أنَّ فيه (يحيى بن يَمَان العِجْلِي الكوفي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 361):"صدوق عابد، يخطئ كثيرًا، وقد تغيَّر، من كبار التاسعة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (611).
و(مِقْسَم) هو (ابن بُجْرَة أبو القاسم مولى عبد اللَّه بن عبَّاس): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (55).
التخريج:
لم أقف عليه بتمام هذا اللفظ في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ومن طريق يزيد بن أبي زياد، عن مِقْسَم، عن ابن عبَّاس، رواه أبو داود في الصوم، في باب الرخصة للصائم أن يحتجم (2/ 773 - 774) رقم (2373)، والتِّرْمِذِيّ في الصوم، باب ما جاء من الرخصة بالحجامة للصائم (3/ 138) رقم (777)، وابن ماجه في الصيام، باب ما جاء في الحجامة للصائم (1/ 537) رقم (1682)، وأحمد في "المسند"(1/ 286)، بلفظ:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وهو صائمٌ مُحْرِمٌ".
ولفظ التِّرْمِذِيِّ: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فيما بين مكَّة والمَدِينة وهو مُحْرِمٌ صائمٌ". وقال: "حديث حسن صحيح".
ومن طريق أيوب، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صائمٌ". رواه البخاري في الصوم، باب الحِجَامة والقيء للصائم (4/ 174) رقم (1938).
وقد روى البخاري في الإِجارة، باب خَرَاج الحَجَّام (4/ 458) رقم (2279)، من طريق خالد، عن عِكرِمَة، عن ابن عبَّاس قال:"احْتَجَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأعطى الحَجَّامَ أَجْرَهُ، ولو علم كراهيةً لم يُعْطِهِ".
وفي قوله: "احتجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو صائم محرم"، إشكال من جهة جمعه صلى الله عليه وسلم بين الصيام والإِحرام، لأنَّه لم يكن من شأنه التطوع بالصيام في السفر، ولم يكن مُحْرِمًا إلَّا وهو مسافر، ولم يسافر في رمضان إلى جهة الإِحرام إلَّا في غَزَاة الفتح، ولم يكن حينئذٍ مُحْرِمًا؟ .
وقد أزاحه الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 191 - 192) مطوَّلًا فانظره، وممَّا ذكره:"ظهر لي أنَّ بعض الرواة جمع بين الأمرين في الذكر، فأوهم أنهما وقعا معًا، والأصوب رواية البخاري: احْتَجَمَ وهو صائمٌ، واحْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ. فيحمل على أنَّ كلَّ واحدٍ منهما وقع في حالة مستقلة".
وانظر في الكلام على حديث ابن عبَّاس وطرقه وألفاظه: "نصب الراية"(2/ 478 - 479)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 191 - 192)، و"فتح الباري"(4/ 174 - 179).
وفيما يتعلَّق بموضع الحجامة الوارد في حديث ابن عبَّاس عند الخطيب، فقد روى أبو داود في الطب، باب في موضع الحِجَامة (4/ 136) رقم (3760)، والتِّرْمِذِيّ في الطب، باب ما جاء في الحِجَامة (4/ 390) رقم (2051) -واللفظ له-، عن أنس قال:"كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ في الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِلِ. . . " الحديث.
قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن غريب".
غريب الحديث:
قوله: "الأَخْدَعَيْنِ": "الأَخْدَعَانِ: عِرْقان في جانبي العُنُق". "النهاية"(2/ 14).
قوله في حديث التِّرْمِذِيّ وأبي داود: "والكَاهِل": "هو مقدَّم أعلى الظَّهْرِ". "النهاية"(4/ 212).
* * *
655 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سَوَادَة، حدَّثنا عَبِيدة بن حُمَيْد، عن ثُوَيْر، عن مجاهد،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خذوا من هذا ودعوا هذا -يعني شاربه الأعلى يؤخذ منه-".
(5/ 10 - 11) في ترجمة (أحمد بن محمد بن سَوَادَة أبو العبَّاس، يُعْرَفُ بخُشَيْش).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (ثُوَيْر) وهو (ابن أبي فَاخِتَة سعيد بن عِلاقَة الكوفي أبو الجَهْم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 287) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 183 - 184) وفيه عن سفيان الثَّوْري: "كان ثُوَيْر من أركان الكذب، وكان يحيى وابن مهدي لا يحدِّثان عنه".
3 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (1/ 310) وفيه: "كان ابن عُيَيْنَة يغمزه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 51 رقم (30) وقال: "ضعيف الحديث".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 70 رقم (98) وقال: "ليس بثقة".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 180 - 181).
7 -
"الجرح والتعديل"(2/ 472) وفيه عن أبي حاتم: "هو ضعيف، مقاربًا لهلال بن خَبَّاب وحَكِيم بن جُبَيْر". وقال أبو زُرْعَة: "كوفي ليس بذاك القويِّ".
8 -
"المجروحين"(1/ 205 - 206) وقال: "كان يقلب الأسانيد حتى يجيء في رواياته أشياء كأنَّها موضوعة".
9 -
"الكامل"(2/ 532 - 534) وقال: "أثر الضعف بيِّن على رواياته، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى غيره".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 167 رقم (140) وقال: "ضعيف".
11 -
"الكاشف"(1/ 120) وقال: "واهٍ".
12 -
"المغني"(1/ 124) وقال: "ضعَّفوه، وكذَّبه سفيان الثَّوْري".
13 -
"التهذيب"(2/ 36 - 37) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيِّ: "متروك". وقال أيوب السَّخْتِيَاني: "لم يكن مستقيم الشأن". وقال يعقوب الفَسَوي: "ليِّن الحديث". وقال عليُّ بن الجُنَيْد: "متروك". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم".
14 -
"التقريب"(1/ 121) وقال: "ضعيف رُمي بالرَّفْضِ، من الرابعة"/ ت.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 65)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 400)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 534) -في ترجمة (ثُوَيْر بن أبي فَاخِتة) -، من طريق عَبِيدة بن حُمَيْد، عن ثُوَيْر بن أبي فَاخِتَة، به.
لكن اختلف في تفسيره عندهم.
فلفظ أحمد: "خذوا من هذا ودعوا هذا -يعني شاربه الأعلى، يأخذ منه يعني العَنْفَقَة
(1)
-".
ولفظ ابن عدي موافق للفظ أحمد السابق، إلَّا أنَّ تفسير ذلك قد ورد عنده عن (أبي مَعْمَر) راويه عن عَبِيدة.
ولفظ الطبراني: "خذوا من هذا ودعوا هذا -يعني يأخذ من عَنْفَقَتِه ويدع لِحْيَتَهُ-".
وفات الهيثمي أن يذكره في "مجمع الزوائد"، مع أنه على شرطه، واللَّه أعلم.
و(العَنْفَقَةُ): "الشَّعْرُ الذي في الشفة السُّفلى. وقيل: الشَّعْرُ الذي بينها وبين الذقن. وأصل العَنْفَقَةِ: خِفَّةُ الشيء وقِلَّته". "النهاية"(3/ 309) مادة "عنفق".
* * *
(1)
علَّق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على ذلك بقوله: "النص الذي هنا غير واضح تمامًا، ولكن المراد منه مفهوم: أن يأخذ من شاربه الأعلى، ويدع العَنْفَقَة، لأنها من اللحية، أو في حكم اللحية".
656 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حَمْدَان بن مالك -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن حازم المَرْوَزي، حدَّثنا إبراهيم بن عيسى القَنْطَري، حدَّثنا أحمد بن الحَوَارِي، حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدَّثنا اللَّيث بن سعد، عن الزُّهْرِيِّ قال: قال لي عبد الرحمن الأَعْرَج.
حدَّثني أبو هريرة أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لمَّا أُسري بي إلى السماء انتهى بي جبريل إلى سدرة المنتهى، فغمسني في النور غمسة ثم تنحَّى. فقلت: حبيبي جبريل أحوج ما كنت إليك تدعني وتتنحَّى؟ قال: يا محمد، إنَّك في موقف لا يكون نبي مرسل، ولا مَلَكٌ مقرَّب، يقف هاهنا، أنت من اللَّه أدنى من القباب إلى القوس. فأتاني المَلَكُ، فقال: إنَّ الرحمن تعالى يسبِّح نفسه، فسمعت الرحمن يقول: سبحان اللَّه، ما أعظم اللَّه، لا إله إلا اللَّه". قال قلت: يا رسول اللَّه لمن قال هكذا؟ قال لي: "يا أبا هريرة لا تخرج روحه من جسده حتى يراني أريه موضعه من الجنَّة، أو يَرَى منزله من الجنَّة، وتصلِّي عليه الملائكة صفوفًا ما بين السماء إلى الأرض، ولا يكون شيء إلَّا يستغفر له تمام عمره، فإذا مات وكَّل اللَّه بقبره سبعين ألف مَلَكٍ يسبِّحون اللَّه ويعظِّمون اللَّه ويهلِّلون اللَّه ويكبِّرون، اللَّه، كلَّما فعلوا من ذلك شيئًا كان له في صحيفته، فإذا خرج من قبره خرج آمنًا مطمئنًا لا يحزنه الفزع الأكبر وتتلقاه الملائكة سلام عليكم بما صبرتم فَنِعْمَ عقبى الدَّار".
(5/ 13 - 14) في ترجمة (أحمد بن محمد بن سعيد المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (إبراهيم بن عيسى القَنْطَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"المغني"(1/ 21) وقال: "خبره كذب في أول "الموضوعات" لابن الجَوْزِي". يشير إلى حديثه هذا.
2 -
"الميزان"(1/ 51) وقال: "قال الخطيب مجهول. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: وخبره باطل". ثم ذكر حديثه هذا وقال: "فآفته القَنْطَرِيّ".
3 -
"اللسان"(1/ 87 - 88) وقال: "وله في كتاب "الطب" لأبي نُعَيْم في الرحلة باطل، وأورد حديثه الحاكم في كتاب الرقاق من "المستدرك" وقال: صحيح. وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه" فقال: بل منكر أو موضوع".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث منكر، ورجال إسناده كلُّهم معروفون بالثقة، إلَّا إبراهيم بن عيسى القَنْطَرِيّ فإنَّه مجهول".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 118 - 119) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق. وذكر له بعض الشواهد وقَدَحَ فيها.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 21 - 23)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 142 - 143)، ولخَّص تعقيبه، فقال:"قال ابن الجَوْزي: وروي بعضه عن عطاء قال: لما أُسري بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، قال جبريل: رويدًا، فإنَّ ربك يصلِّي. قال: وهو يصلِّي؟ قال: نعم. وما يقول؟ قال: يقول سُبُّوح قُدُّوس ربّ الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي. -رواه- الخطيب ورجاله ثقات إلّا أنَّه موقوف على عطاء، فلعله سمعه ممن لا يوثق به. تعقِّب: بأنَّ المَجْد الشِّيرازي قال في كتابه "الصلات والبُشَر": العجب من ابن الجَوْزي كيف أخرجه في هذا الكتاب يعني "الموضوعات" مع هذا القول منه، وبأنَّه جاء من طرق أخرى موقوفة، وموصولة بذكر أبي هريرة في طريق، وبعض أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أخرى، وله شاهد من حديث
عبد اللَّه بن الزُّبَيْر أخرجه ابن مَرْدُوْيَه، وفيه سَنْدَل عمر بن قيس
(1)
، وشاهد آخر من حديث أبي هريرة. قال المَجْدُ الشِّيرازي: رجاله محتج بهم في "الصحيحين" وليس فيه علَّة إلَّا أنَّه من رواية الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه عند الأكثرين. وقول ابن الجَوْزي: إنَّ رجال الموقوف على عطاء ثقات، فيه نظر، فإنَّ فيهم محمد بن يحيى الحَفَّار، قال في "الميزان": لا يُدْرَى من ذا".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 443 - 444 إلى قوله: "حتى يراني أريه موضعه من الجنَّة"، وقال:"رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعًا، قال: منكر".
* * *
657 -
أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثني أبو محمد إسماعيل بن عليّ الخُطَبِي، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سليمان العلَّاف -يعرف بابن الفَأفَأ
(2)
، سنة أربع وثمانين ومائتين، إملاءً من كتابه-، حدَّثنا طالوت بن عبَّاد الصَّيْرَفي، حدَّثنا فَضَّال بن جُبَيْر،
حدَّثنا أبو أُمَامَة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أَوَّلُ الآياتِ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا".
(5/ 24) في ترجمة (أحمد بن محمد بن سليمان العَلَّاف أبو الحسن، معروف بابن الفَافَأ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(1)
وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1940).
(2)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(9/ 230): "هذا الاسم لمن ينعقد لسانه وقت الكلام. واشتهر به بعض أجداد المنتسب إليه: أبي الحسن أحمد بن محمد بن سليمان العَلَّاف المعروف بابن الفَأفَأ. . . . ".
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (172).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد العَلَّاف) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (172).
* * *
658 -
أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سليمان بن حَبَش الكاتب، حدَّثنا محمد بن يزيد بن كَثِير الرِّفَاعي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، حدَّثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح،
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ أهل النَّار يرى منزلته من الجنَّة، فيقولون: لو هدانا اللَّه، فيكون عليهم حسرةً؛ وكلُّ أهل الجنَّة يرى منزلته من النَّار فيقولون: لولا أن هدانا اللَّه، فهذا شُكْرُهُمْ".
(5/ 24) في ترجمة (أحمد بن محمد بن سليمان الكاتب أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ففيه (محمد بن يزيد بن محمد بن كَثِير العِجْلي الرِّفَاعي الكوفي أبو هشام) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 357) وقال: "يتكلَّمون فيه".
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 416 رقم (1517) وقال: "لا بأس به، صاحب قرآن، قرأ على سُلَيْم، وولي قضاء المَدَائن".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 223 رقم (578) وقال: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(8/ 129) وفيه عن ابن نُمَيْر: "كان أضعفنا طلبًا وأكثرنا غرائب". وقال أبو حاتم: "ضعيف يتكلَّمون فيه".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 109) وقال: "يخطئ ويخالف".
6 -
"الكامل"(6/ 2277) وقال: "أُنكر على أبي هشام الرِّفاعي أحاديث عن أبي بكر بن عيَّاش عن ابن إدريس وغيرهما، عن مشايخ الكوفة يطول ذكرهم". وفيه عن البخاري: "رأيتهم مجتمعين على ضعفه". وقال ابن مَعِين: "ما أرى به بأسًا".
7 -
"تاريخ بغداد"(3/ 375 - 377) وفيه عن البَرْقَاني: "ثقة، أمرني أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ أن أُخَرِّجَ حديثه في الصحيح". وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: "إنَّه يسرق حديث غيره فيرويه"؛ فقال له حسين بن إدريس: أعلى وجه التَّدْلِيس أو على وجه الكذب؟ فقال: "كيف يكون تدليسًا وهو يقول: (حدَّثَنَا) ".
8 -
"الكاشف"(3/ 96) وقال: "ضعَّفه النَّسَائي وأبو حاتم".
9 -
"التهذيب"(9/ 526 - 527) وفيه عن الداَّرَقُطْنِيّ: "تكلَّم فيه أهل بَلَدِهِ". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال مَسْلَمَة: "لا بأس به".
10 -
"التقريب"(2/ 219) وقال: "ليس بالقويِّ، من صغار العاشرة، وذكره ابن عدي في شيوخ البخاري، وجزم الخطيب بأنَّ البخاري روى عنه، لكن قد قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه، مات سنة تسعين -يعني ومائة-، أو قبلها، أو بعدها"/ م د ق.
وانظر "هدي الساري" لابن حَجَر ص 236 و 442، حيث قوَّى في الموضع الأول عدم رواية البخاري عنه.
و (محمد بن يزيد الرِّفاعي) هذا، إلى جانب ضعفه، فإنَّه خالف الثقات في روايتهم له عن أبي بكر بن عيَّاش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة كما سيأتي، فجعله هو من حديث أبي سعيد الخُدْري خطأً. وقد تقدَّم عن ابن حِبَّان: أنه معروف بالخطأ والمخالفة.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن سليمان الكاتب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(الأعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
التخريج:
رواه ابن جَرِير الطبري في "تفسيره"(12/ 440) رقم (14665) عن أبي هشام الرِّفَاعي، عن أبي بكر بن عيَّاش، به.
قال محقق التفسير الأستاذ محمود شاكر في تخريجه له: "جاء هكذا في المخطوطة والمطبوعة: "عن أبي سعيد"، يعني أبا سعيد الخُدْري، وكأنه خطأ لا شك فيه، فإنِّي لم أجد الخبر في حديث أبي سعيد، ولأنَّ هذا الخبر معروف في حديث أبي هريرة".
ثم قال بعد أن ذكر عن السُّيُوطيِّ والهيثمي عزوه لمن رواه من حديث أبي هريرة ممَّا سيأتي: "فهذا كلّه يوشك أن يقطع بأن ما في المطبوعة -يعني من تفسير الطبري- والمخطوطة من قوله: "عن أبي سعيد" خطأ، صوابه: "عن أبي هريرة". ولذلك وضعته بين القوسين".
أقول: ما جاء في "تفسير الطبري" ليس خطأً كما ذهب إليه المحقق الفاضل، حيث إنَّ الخطيب كما تقدَّم قد رواه من الطريق ذاته وباللفظ نفسه، عن أبي سعيد الخُدْري، والخطأ كما بيَّنت هو من راويه (أبو هشام الرِّفَاعي). فالحمد للَّه على توفيقه.
والحديث رواه أحمد في "المسند"(2/ 512) عن الأسود -يعني ابن عامر شَاذَانَ الشَّامي-، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 399) بعد أن عزاه لأحمد: "رجاله رجال الصحيح".
ومن حديث أبي هريرة أيضًا، رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 435 - 436)، وعنه البيهقي في "البعث والنشور" ص 170 - 171 رقم (243)، من طريق أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، عن أبي بكر بن عيَّاش، به.
وعنده في آخره زيادة قوله: "ثم تلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [سورة الزُّمَر: الآية 56].
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
كما رواه عنه: النَّسَائي في "التفسير"(2/ 241 - 242) رقم (474)، من طريق عبد الحميد بن صالح أبو صالح، عن أبي بكر بن عيَّاش، به. ولفظه عنده:"كلُّ أهل الجنَّة يقول: لولا أنَّ اللَّه هداني فيكون له شكرًا، وكلُّ أهل النَّار يقول: لو أنَّ اللَّه هداني ليكونَ عليه حسرةً".
وإسناده حسن من أجل (عبد الحميد بن صالح)، فإنَّه صدوق كما قال ابن حجر في "التقريب"(1/ 468).
ورواه عنه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 145) في تفسير سورة الزخرف آية 72 - ، من طريق يوسف بن يعقوب الصَّفَّار، عن أبي بكر بن عيَّاش، به. ولفظه عنده:"كلُّ أهل النَّار يرى منزله من الجنَّة فيكون له حسرة، فيقول: (لو أنَّ اللَّه هداني لكنت من المتقين)، وكلُّ أهل الجنة يرى منزله من النَّار، فيقول: (وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا اللَّه) فيكون له شكرًا".
وعزاه ابن كثير في "تفسيره"(2/ 224) -في تفسير سورة الأعراف آية 43 - إلى النَّسَائي وابن مَرْدُوْيَه، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن الأَعمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 241) إلى النَّسَائي وابن مَرْدَوْيَه أيضًا.
* * *
659 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا محمد بن علي بن حُبَيْش، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الصُّوفي، حدَّثنا يوسف بن موسى القَطَّان، حدَّثنا الحسن بن بِشْر البَجَلِي
(1)
، حدَّثنا الحَكَم بن عبد الملك، عن قَتَادة، عن أبي مَلِيح،
عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ بشفاعةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أكثرُ مِنْ بني تَمِيمٍ".
في ترجمة (أحمد بن محمد بن سهل الأَدَمِي الصُّوفي أبو العبَّاس).
(1)
صُحِّفَ في "الحِلْيَة"(10/ 305) لأبي نُعَيْم -والخطيب يرويه عنه- إلى "البلخي". وما في "التاريخ" هو الصواب الموافق لما في كتب التراجم. انظر: "تهذيب الكمال"(6/ 58)، و"التقريب"(1/ 163).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن أبي الجَدْعَاء رضي الله عنه.
ففيه (الحَكَم بن عبد الملك القُرَشي البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 125) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 340) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"سؤالات الآجُرِّيّ لأبي داود" ص 252 رقم (334) وقال: "منكر الحديث، بصري نزل الكوفة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 80 رقم (125) وقال: "ليس بالقويِّ".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 257 - 258) وقال: "له غير حديث لا يُتَابَعُ عليه".
6 -
"الجرح والتعديل"(3/ 122 - 123) وفيه عن أبي حاتم: "مضطرب الحديث جدًّا، وليس بقويٍّ في الحديث".
7 -
"المجروحين"(1/ 248 - 249) وقال: "ينفرد عن الثقات بما لا يُتَابَعُ عليه حتى أكثر منه".
8 -
"الكامل"(2/ 630 - 631) وقال: "لا أعلم يروي الحكم عن غير قَتَادَة إلَّا اليسير".
9 -
"تاريخ بغداد"(8/ 220 - 221) وفيه عن عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "ضعيف الحديث".
10 -
"الكاشف"(1/ 183) وقال: "ضُعِّفَ".
11 -
"التقريب"(1/ 191) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ بخ ت س ق.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن سهل الأَدَمِي الصُّوفي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(قَتَادَة) هو (ابن دِعَامة السَّدُوسِي): ثقة ثَبْتٌ إلَّا أنَّه مشهور بالتدليس، وقد عنعن هنا في الإسناد. وستأتي ترجمته في حديث (1303).
و(أبو مَلِيح) هو (ابن أُسَامَة بن عُمَيْر الهُذَلِيّ): اختلف في اسمه، وهو ثقة ثَبْتٌ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (98 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 94)، و"التهذيب"(12/ 246)، و"التقريب"(2/ 476).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 304 - 305) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 999) إلى أبي نُعَيْم وابن عساكر فحسب من حديث وَاثِلَة.
وقد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن أبي الجَدْعَاء رضي الله عنه، رواه التِّرْمِذِيُّ في صفة القيامة، باب (12)(4/ 626) رقم (2438)، وأحمد في "المسند"(3/ 469 - 470) و (5/ 366)، وابن ماجه في الزهد، باب ذكر الشفاعة (2/ 1443 - 1444) رقم (4316)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 233 - 324) رقم (7332)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 70 - 71)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 328)، وابن خُزَيمة في "التوحيد" ص 313.
وعندهم -عدا أحمد في الموضع الثاني- في آخره زيادة قوله: "قيل: يا رسول اللَّه سواكَ قال: "سوايَ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح غريب. وابن أبي الجَدْعَاء هو عبد اللَّه، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد".
وقال الحاكم: "صحيح قد احتجا برواته". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
* * *
660 -
أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرئ، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن منصور بن حاتم النُّوْشَرِي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن أبي شَحْمَة الخُتُّلِي، حدَّثنا أبو سالم الرَّوَّاس، عن أبي حفص العَبْدِي، عن أَبَان،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَتَبَ بسم اللَّه الرحمن الرحيم فَحَسَّنَهَا غُفِرَ لَهُ".
(5/ 32) في ترجمة (أحمد بن محمد بن أبي شَحْمَة الخُتُّلِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو حفص العَبْدِي) وهو (عمر بن حفص بن ذَكْوَان) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 344) وقال: "كان ضعيفًا عندهم في الحديث، كتبوا عنه ثم تركوه". وتوفي عام (198 هـ).
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 426) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(6/ 150) وقال: "ليس بقوي".
4 -
"سؤالات البَرْذَعِي لأبي زُرْعة الرَّازي"(2/ 428) وقال: "واهي الحديث، لا أعلم حدَّث عنه كبير أحد إلَّا من لا يدري الحديث".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 188 رقم (485) وقال: "ليس بثقة".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 155) وفيه عن أحمد بن حنبل: "تركنا حديثه وحَرَّقْنَاهُ".
7 -
"الجرح والتعديل"(6/ 103) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث ليس بقوي، هو على يَدَيْ عَدْلٍ".
8 -
"المجروحين"(2/ 84 - 85) وقال: "كان ممن يشتري الكتب ويحدِّث بها من غير سماع، ويجيب فيما يُسْأل وإن لم يكن يحدِّث به".
9 -
"الكامل"(5/ 1705 - 1706) وقال: "الضعف بيِّنٌ على رواياته".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 292 (370) وص 412 رقم (623) وقال: "ضعيف".
11 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني ص 112 رقم (149) وقال: "روى عن ثابت بالمناكير".
12 -
"تاريخ بغداد"(11/ 192 - 194) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ليس بثقة". وقال مُسْلِم بن الحجَّاج: "ضعيف الحديث".
13 -
"الميزان"(3/ 189 - 190) وفيه عن النَّسَائي: "متروك". وذكر الحديث في ترجمته وقال: "هذا غير صحيح".
14 -
"اللسان"(4/ 298 - 299) وأقرَّ ما في "الميزان". ونقل عن السَّاجي قوله فيه: "متروك الحديث".
كما أنَّ فيه (أَبَان) وهو (ابن أبي عيَّاش البَصْرِي العَبْدِي أبو إسماعيل): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).
وفيه أيضًا (أبو العلاء الرَّوَّاس) وهو (العلاء بن مَسْلَمَة بن عثمان): متروك. ورماه ابن حِبَّان وابن طاهر المَقْدِسي بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (1792).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن أبي شَحْمَة الخُتُّلي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "هكذا رواه لنا ابن بُكَيْر من أصل كتابه، ولم أر عن أحمد بن محمد بن أبي شَحْمَة سوى هذا الحديث، والمعروف عندنا العبَّاس بن أحمد بن محمد بن أبي شَحْمَة، وأخاف أن يكون النُّوْشَرِيّ عنه روى، إلَّا أنَّه غلط في اسمه واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 312 - 313)، والسَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 440، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1706) -في ترجمة (عمر بن حفص العَبْدِي) -، والشَّجَرِيُّ في "أماليه"(1/ 87)، من طريق العلاء بن مَسْلَمَة أبو سالم الرَّوَّاس، عن عمر بن حفص العَبْدِي، به، بلفظ:"من كتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم فجوَّده تعظيمًا للَّه غَفَرَ اللَّهُ له".
قال ابن عدي: "هذا لا يُرْوَى إلَّا من هذا الوجه".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 277) من طريقين -أولهما عن الخطيب-، عن أبي سالم الرَّوَّاس، عن عمر بن حفص العَبْدِي، به. إلَّا أنَّ عنده في الطريق الثاني زيادة قوله في آخره:"وخفف عن والديه وإن كانا كافرين".
ولفظه من الطريق الثاني هو ذات لفظ أبي نُعَيْم ومن معه.
وقال ابن الجَوْزي: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأعلَّه بـ (أبي سالم الرَّوَّاس) و (عمر بن حفص) و (أَبَان)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهم.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 203)، بوجود طريق آخر له عن أنس رواه الدَّيْلَمِيّ. وفيه متروك كما قال السُّيُوطيُّ نفسه! . كما ذكر له شاهدًا
موقوفًا على عليّ بن أبي طالب بلفظ: "تَنَوَّق رجلٌ في بسم اللَّه الرحمن الرحيم فَغُفِرَ له". رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"
(1)
.
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 260).
وسيأتي من الطريق السابق برقم (1859) عن أنس مرفوعًا بلفظ آخر.
* * *
661 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن الصَّلْت البغدادي -بمِصْر-، حدَّثنا محمد بن زياد بن زَبَّار الكَلْبِي، حدَّثنا شَرْقِي بن القُطَامي، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ".
(5/ 33) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الصَّلْت الضَّرير أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ قويٌّ بمجموع شواهده.
ففيه (شَرْقِي بن القُطَامي الكُوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 254 - 255) وقال: "ليس عنده كثير حديث". وفيه أنَّ شَرْقِي -لَقَبٌ-، واسمه: الوليد بن حُصَيْن بن حَبِيب بن حمَّاد الكَلْبي.
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 376) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي الحديث، ليس عنده كثير حديث".
(1)
(5/ 594 - 595) رقم (2419) وقال: "هذا موقوف". وقال محققه: في إسناده من لم أعرفه. ومن ذات الطريق عن عليٍّ موقوفًا أيضًا، رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1/ 260) رقم (534) -ط مكتبة المعارف-.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 449) وقال: "وقد قيل: إن (شَرْقِي) و (قُطَامي) جميعًا لقبان، وهو الوليد بن حُصَيْن بن حَبِيب بن جمال الكَلْبي. كان اسم (شَرْقِي): الوليد. واسم (قُطَامي): حصين".
4 -
"الكامل"(4/ 1352) وقال: "ليس لشَرْقِي هذا من الحديث إلَّا قدر عشرة أو نحوه، وفي بعض ما رواه مناكير".
5 -
"تاريخ بغداد"(9/ 278 - 279) وفيه عن إبراهيم الحَرْبي: "كوفي، قد تُكُلِّمَ فيه، وكان صاحب سَمَرٍ". وفيه عن زكريا السَّاجي: "ضعيف".
6 -
"لسان الميزان"(3/ 142 - 143) وفيه: "قال الوليد في "الفهرست": اسمه الوليد بن الحصين. قرأت بخط اليُوسُفي: كان كذَّابًا ويُكْنَى أبا المثنَّى".
كما أنَّ فيه (محمد بن زياد بن زَبَّار الكَلْبِي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 83) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 258) وفيه عن أبي حاتم: "أتينا محمد بن زَبَّار هذا ببغداد وكان شيخًا شاعرًا وقعدنا في دهليزه ننتظره وكان غائبًا فجاءنا، فذكر أنَّه قد ضجر، فلما نظرنا إلى قده علمنا أنه ليس من البَابَة
(1)
، فذهبنا ولم نرجع إليه". وفيه عن ابن مَعِين:"لا أحد".
3 -
"تاريخ بغداد"(5/ 281 - 282) وفيه عن ابن مَعِين: "لا شيء". وقال صالح جَزَرَة: "ليس بذاك".
(1)
هكذا العبارة في "الجرح والتعديل": "فلما نظرنا إلى قده علمنا أنه ليس من البَابَة". وقد نقل الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 281) قول أبي حاتم هذا بلفظ: "فلما نظرنا إليه علمنا أنه ليس من البَابَة". أي ليس من أهل العلم بالحديث الذين يُتَحَمَّل عنهم.
4 -
"الميزان"(3/ 581) وقال: "كان شاعرًا مشهورًا، قَلَّ ما روى من الحديث". ونقل قول ابن مَعِين وصالح جَزَرَة السابقين.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن الصَّلْت البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 20 - 21)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن أبي الزُّبَيْر إلَّا شَرْقِي، تفرَّد به محمد بن زياد".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 98): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه شَرْقي بن القُطامي وهو ضعيف".
وفاته أن يعزوه له في "المعجم الصغير".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1352) -في ترجمة (شَرْقي بن قُطَامي) - من طريق أحمد بن محمد الصَّلْت، عن محمد بن زياد بن زَبَّار
(1)
الكَلْبِي، به.
وله شواهد يتقوَّى بها، انظرها والكلام عليها في:"نصب الراية"(4/ 129 - 131)، و"التلخيص الحبير"(3/ 59 - 60)، و"مجمع الزوائد"(4/ 97 - 98)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 23 - 24)، و"مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(3/ 75)، و"إرواء الغليل"(5/ 320 - 324).
(1)
تَصَحَّفَ في "الكامل" إلى: "زبان" بالنون. كما تَصَحَّفَ في "نصب الراية"(4/ 130) إلى: "ريَّان" بالراء المهملة والنون.
قال الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 24): "وبالجملة فهذا المتن مع غرابته يكتسب بكثرة طرقه قوَّة".
وقال العلَّامة المُناوي في "فيض القدير"(1/ 563): "وبالجملة فطرقه كلُّها لا تخلو من ضعيف أو متروك! لكن بمجموعها يصير حسنًا".
ومن أحسن هذه الشواهد ما رواه الطَّحَاوي في "مشكل الآثار"(4/ 142)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 221)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 121)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2235) -في ترجمة (محمد بن عمَّار بن حفص المَدِيني المؤذِّن) -، من طريق محمد بن عمَّار بن حفص المَدِيني، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وإسناد الطَّحَاوي حسن من أجل (محمد بن عمَّار بن حفص المَدِيني المؤذِّن)، فقد ترجم له ابن حجر في "التقريب" (2/ 193) وقال:"لا بأس به، من السابعة"/ ت. وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 662) في ترجمته: "هو حسن الحديث في علمي". وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(9/ 358). وباقي رجال الطَّحَاوي ثقات رجال الشيخين.
وقد صَحَّحَ بعض المعاصرين الطريق المتقدِّم، وهو محلُّ نظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد حسَّنت إسناد الطَّحَاوي دون الآخرين الذين أخرجوه من ذات الطريق، لأنَّ راويه عن محمد بن عمَّار عندهم هو (سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني الأَنْبَاري) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (947). والطَّحَاوي إنَّما يرويه عن محمد بن عليّ بن داود، عن سعيد بن منصور، عن محمد بن عمَّار، به، وكلاهما ثقة.
وأمَّا قول ابن طاهر الذي نقله عنه الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(4/ 130): "والحديث يعرف بابن عمَّار هذا، وليس بالمحفوظ". فإنَّه موضع نظر، ففي
"الإِرواء"(5/ 322 - 323): "فإن مثل هذا القول "ليس بالمحفوظ"، إنما يقال في حديث تفرَّد به ضعيف، أو ثقة خالف فيه الثقات، وليس في هذا الحديث شيء من ذلك، واللَّه أعلم".
وله شاهد آخر، رواه أبو أحمد بن زَنْجُوْيَه في كتاب "الأموال"(3/ 1126) رقم (2091)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1820) -في ترجمة (عثمان بن عثمان الغَطَفَاني القُرَشي) -، من طريق عثمان بن عثمان الغَطَفَاني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار مرسلًا به.
وعند ابن زَنْجُوْيَه في آخره زيادة قوله: "وأعطوا السائل وإن جاء على فرس".
وهو مرسل حسن، و (عثمان) هذا، قال الحافظ ابن حجر عنه في "التقريب" (2/ 12):"صدوق ربما وَهِمَ".
* * *
662 -
أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسن البَادَا، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا أحمد بن محمد بن صَاعِد -مولى المنصور-، حدَّثنا مِنْجَاب بن الحارث، حدَّثنا عبد اللَّه بن الأَجْلَح، حدَّثنا أَبَان بن تَغْلِب، عن عطيَّة،
عن أبي سعيد قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وإذا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ".
(5/ 36) في ترجمة (أحمد بن محمد بن صاعد أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طريق أخرى.
ففيه (عطيَّة) وهو (ابن سعد العَوْفي أبو الحسن): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن صَاعِد -أخو يحيى- أبو العبَّاس) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(1/ 202) وذكر له حديثًا من طريقه وقال: "اتُّهِمَ فيه". وقال أيضًا: "رأيت أهل العراق يُثنون عليه ثناءً سيئًا، ويُجمعون على ضعفه، ورأيت في بعض أحاديثه أثر ما قالوا".
2 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 95 رقم (33) وقال: "ليس بالقويِّ".
3 -
"تاريخ بغداد"(5/ 35 - 36) وقال عقب نقله لقول الدَّارَقُطْنِيّ السابق بلفظ: "ليس بقويٍّ لا يُحْتَجُّ به": "قلت: ما رأيت له شيئًا منكرًا، فاللَّه أعلم".
4 -
"اللسان"(1/ 267) وذكر ما تقدَّم.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 245)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 181 - 182) رقم (3556) -، عن عُبَيْد بن كَثِير التَّمَّار الكوفي، حدَّثنا مِنْجَاب بن الحارث، به.
وعنده زيادة في آخره هي: "والذي نفسي بيده لَتُنْفِقُنَّ كنوزَهما في سبيل اللَّه عز وجل".
قال الطبراني: "لم يروه عن أَبَان إلَّا ابن الأَجْلَح، تفرَّد به مِنْجَاب".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 289): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" عن شيخه عُبَيْد بن كَثِير التَّمَّار وهو متروك".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 92) إلى الخطيب وحده من حديث أبي سعيد!
والحديث صحيح، رواه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (6/ 625) رقم (3618)، ومسلم في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت (4/ 2236 - 2237) رقم (2918)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا به، وبالزيادة المذكورة آنفًا.
ورواه البخاري في الموطن السابق رقم (3619)، ومسلم أيضًا برقم (2919)، وغيرهما، عن جابر بن سمرة مرفوعًا به بمثل لفظ حديث أبي هريرة.
* * *
663 -
أخبرنا محمد بن طلحة بن محمد النِّعَالي قال: قُرئ على أبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي وأنا أسمع، قيل له: حَدَّثَكَ أبو بكر أحمد بن محمد بن صالح التَّمَّار، حدَّثنا محمد بن مسلم بن وَارَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق،
عن حُبْشِي بن جُنَادة قال: كنت جالسًا عند أبي بكر فقال: من كانت له عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ فليقم. فقام رجلٌ فقال: يا خليفة رسول اللَّه إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعدني بثلاث حثيات من تمر. قال فقال: أرسلوا إلى عليّ، فقال: يا أبا الحسن إنَّ هذا يزعم أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعده أن يحثي له ثلاث حثيات من تمر، فاحثها له، قال فحثاها. فقال أبو بكر: عُدُّوها، فعدُّوها فوجدوها في كلِّ حثية ستين تمرة، لا تزيد واحدة على الأخرى. قال فقال أبو بكر الصِّدِّيق: صدق اللَّه ورسوله، قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ونحن خارجان من الغار نريد المدينة:"كَفِّي وكَفُّ عليٍّ في العَدْلِ سواءٌ".
(5/ 37) في ترجمة (أحمد بن محمد بن صالح التَّمَّار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن صالح التَّمَّار أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(5/ 36 - 37)، ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"ميزان الاعتدال"(146) وقال: "قال حدَّثنا ابن وَارَة، فذكر خبرًا موضوعًا، فهو آفته". ثم ذكر حديثه هذا.
3 -
"لسان الميزان"(1/ 286 - 287) وأقرَّ ما في "الميزان".
و(حُبْشِي بن جُنَادة) هو (السَّلُولي)، ترجم له ابن حَجَر في "الإِصابة" (1/ 304) وقال:"صحابي، شهد حَجَّة الوَدَاع، ثم نزل الكوفة، يُكْنَى أبا الجَنُوب".
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (737).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 209)، والذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 146)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
ولم يتكلَّم ابن الجَوْزي عليه بشيء، إلَّا أنَّه قد ساق حديث أبي بكر هذا، عقب حديث أبي هريرة بنحو حديث أبي بكر، وقال:"وقد روي حديث آخر في هذا المعنى أصلح إسنادًا" وساق حديث أبي بكر المذكور.
أمَّا الذَّهَبِيّ، فقد تقدَّم عنه قوله بوضع الحديث، وأنَّ آفته هو (أحمد بن محمد بن صالح التَّمَّار).
وحديث أبي هريرة المشار إليه، سيأتي برقم (1170)، وهو موضوع أيضًا.
* * *
664 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن كعب الوَاسِطي، حدَّثنا إسحاق بن شاهين، حدَّثنا الحَكَم بن ظُهَيْر، عن ابن أبي ليلى، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ بَنَى للَّه مَسْجِدًا ولو كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ".
(5/ 37) في ترجمة (أحمد بن محمد بن صالح بن شُعْبَة أبو الحسن، المعروف بابن كَعْب الذَّارِع).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (الحكم بن ظُهَيْر الفَزَاري أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 124) وقال: "قد سمعت منه، وليس بثقة".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 443 رقم (705) وقال: "سمعت منه، ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(2/ 345) وقال: "تركوه، منكر الحديث".
4 -
"أحوال الرجال" ص 52 رقم (33) وقال: "ساقط". وص 94 رقم (139) وقال: "سقط بميله وأعاجيب حديثه، وهو صاحب نجوم يوسف"
(1)
.
(1)
انظر حديث (نجوم يوسف) في كتاب "المجروحين" لابن حبان (1/ 250 - 251).
5 -
"سؤالات البَرْذَعي لأبي زُرْعَة الرَّازي"(2/ 427) وقال: "متروك الحديث". و (2/ 492) وقال: "ليس بشيء، واهي الحديث".
6 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 34) -في باب من يرغب عن الرواية عنهم-.
7 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(5/ 539) رقم (3523) وقال: "قد ترك حديثه بعض أهل الحديث".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 81 رقم (129) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 259).
10 -
"الجرح والتعديل"(3/ 118 - 119) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث لا يُكْتَبُ حديثه". وقال حَرْب بن إسماعيل: "قلت لأحمد بن حنبل: الحَكَم بن ظُهَيْر كيف حديثه؟ فكأنَّه ضعَّفه". وقال عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد: "رأيتُ ابن أبي شَيْبَة لا يَرْضَى الحَكَم بن ظُهَيْر ولم يدخله في تصنيفه".
11 -
"المجروحين"(1/ 250 - 251) وقال: "كان يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات".
12 -
"الكامل"(2/ 626 - 628) وقال: "عامَّة أحاديثه غير محفوظة". وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 1800 رقم (160).
14 -
"التهذيب"(2/ 427 - 428) وفيه عن صالح جَزَرَة: "كان يضع الحديث".
15 -
"التقريب"(1/ 191) وقال: "متروك، رُمي بالرَّفْض، واتَّهَمَهُ ابن مَعِين، من الثامنة، مات قريبًا من سنة ثمانين -يعني ومائة-"/ ت.
كما أنَّ فيه (ابن أبي ليلى) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1048).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن صالح المعروف باب كَعْب الذَّارِع) ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(نافع) هو (أبو عبد اللَّه القُرَشي مولى عبد اللَّه بن عمر): إمام ثقة ثَبْت، عالم المدينة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (228).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زاوئد المعجمين" للهيثمي (1/ 442) رقم (581) -، من طريق إسحاق بن شاهين، عن الحكم بن ظُهَيْر، به.
ومن ذات الطريق المتقدِّم، رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 204) رقم (403) -من كشف الأستار-، لكن دون قوله:"ولو كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ".
وقال البزَّار: "لا نعلمه إلّا عن ابن عمر بهذا الإِسناد، والحَكَمُ ليِّن الحديث، وقد روى عنه جماعة كثيرة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 7 - 8): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، إلَّا أنه قال: "ولو كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ". وفيه الحَكَمُ بن ظُهَيْر وهو متروك".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 760) إلى ابن النَّجَّار أيضًا.
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"مجمع الزوائد"(2/ 7 - 8)،
و"الترغيب والترهيب"(1/ 193 - 194)، و"فتح الباري"(1/ 545) -في كتاب الصلاة، باب من بنى مسجدًا-، و"مصباح الزجاجة"(1/ 94). .
ومن هذه الشواهد، ما رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 269) رقم (1292) -مطوَّلًا-، وابن ماجه في المساجد، باب من بني اللَّه مسجدًا (1/ 244) رقم (738) -مختصرًا، واللفظ له-، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا:"من بنى مسجدًا للَّه كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أو أصغرَ، بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ".
قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 194)، والبُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" (1/ 94):"إسناده صحيح".
وسيأتي برقم (1341) من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
غريب الحديث:
قوله: "كمَفْحَصِ قَطَاة": القَطَاةُ: "واحدة القَطَا، وهو نوع من اليَمَام يُؤْثِر الحياة في الصحراء، ويتخذ أُفحوصَه في الأرض، ويطير جماعات ويقطع مسافات شاسعة، وبيضُه مُرقَّط". "المعجم الوسيط" مادة (قطا) ص 748.
و"مَفْحَصُ القَطَاة": "موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، كأنَّها تفحص عنه التراب: أي تكشفه. والفَحْصُ: البحث والكشف". "النهاية"(3/ 415).
قال الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "فتح الباري"(1/ 545): "وحَمَلَ أكثر العلماء ذلك على المبالغة، لأنَّ المكان الذي تفحص القَطَاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه، ويؤيده رواية جابر". وهي الرواية المتقدِّمة بلفظ: "كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أو أَصْغَرَ".
* * *
665 -
أخبرني أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر أبو بكر النَّجَّار، قالا: حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن صالح البُرُوجِرْدِيّ الخطيب -زاد ابن بُكَيْر: إملاءً من حفظه. ثم اتفقا-، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين الهَمَذَانِيّ، حدَّثنا الأَصْبَغ بن الفرج قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن وَهْب، عن عبد اللَّه بن عيَّاش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ،
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ تعالى بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".
(5/ 38 - 39) في ترجمة (أحمد بن محمد بن صالح الخطيب البُرُوجِرْدِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة:(أحمد بن محمد بن صالح البُرُوجِرْدِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
ومَتْنُ الحديث صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة.
و (أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(14/ 75) وقال: "كتبنا عنه وكان صدوقًا". وذكر أنَّ وفاته كانت عام (414 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 293 - 295) وقال: "الشيخ الصدوق مُسْنِدُ بغداد".
و (محمد بن عمر بن بُكَيْر
(1)
النَّجَّار المُقْرئ أبو بكر) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 39) وقال: "كتبت عنه وكان شيخًا مستورًا ثقة من أهل القرآن".
(1)
صُحِّفَ في "تاريخ بغداد"(3/ 39) إلى: "بكر".
وذكر أنَّ وفاته كانت عام (432 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 472 - 473) وقال: "الإِمام المُقْرئ المجوِّد".
و(أبو عبد الرحمن الحُبُلِيّ) هو (عبد اللَّه بن يزيد المَعَافِرِيّ): ثقة، وتقدَّمت ترجمته في حديث (459).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 154) رقم (96)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 102)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 217) رقم (231) -، وابن المبارك في "الزهد" -زيادات نُعَيْم بن حمَّاد- ص (119) رقم (399)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" ص 347 رقم (575)، وابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم وفضله" (1/ 5)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (1/ 91)، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن عبد اللَّه بن عيَّاش، به.
قال الحاكم: "هذا إسناد صحيح من حديث المِصْرِيين على شرط الشيخين ليس له عِلَّة". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: فيه (عبد اللَّه بن عيَّاش بن عبَّاس القِتْبَاني المِصْري أبو حفص)، لم يخرِّج له البخاري، وخرَّج له مسلم حديثًا واحدًا في الشواهد لا في الأصول كما قال ابن حَجَر في "التهذيب" (5/ 351). وقال عنه في التقريب (1/ 439):"صدوق يغلط، أخرج له مسلم في الشواهد"/ م ق.
وقال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(7/ 333 - 334): "الإِمام العالم الصدوق. . . احْتَجَّ به مسلم والنَّسَائِي، وقال أبو حاتم: صدوق ليس بالمتين. وقال أيضًا: هو قريب من ابن لَهِيعة. وقال أبو داود والنَّسَائي: ضعيف. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: حديثه في عداد الحسن. . . ولا ريب أنه أوثق من ابن لَهِيعة".
وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(7/ 51).
وقال الزَّرْكَشِيُّ في "اللآلئ المنثورة" ص 52: "هذا إسناد صحيح ليس فيه مجروح، وقد ظن ابن الجَوْزي
(1)
أنَّ ابن وَهْب هو (الفَسَوي) الذي قال فيه ابن حِبَّان: دجَّال. وليس كذلك".
أقول تصحيح الزَّرْكَشِيّ لإِسناده، موضع نظر، لما قدَّمت من حال (عبد اللَّه بن عيَّاش). فالإِسناد حسن في أحسن أحواله، واللَّه أعلم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 163): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله موثَّقون".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(8/ 12)، و"مجمع الزوائد"(1/ 163 - 164)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 121 - 122)، و"المطالب العالية"(3/ 115)، و"العلل المتناهية"(1/ 88 - 100)، و"المدخل إلى السنن الكبرى" للبيهقي ص 346 - 347، و"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البَرّ (1/ 4 - 6)، و"المقاصد الحسنة" ص 425، و"اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" للزَّرْكَشِيّ ص 51 - 52، و"الدُّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" للسُّيُوطيّ ص 166 رقم (389).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم (5/ 29) رقم (2649)، وأبو داود في العلم، باب كراهية منع العلم (4/ 67 -
(1)
في كتابه "العلل"(1/ 98)، حيث أعلَّ حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص بـ (عبد اللَّه بن وَهْب) وقال: إنَّه (الفَسَوي) الذي قال فيه ابن حِبَّان في ترجمته من "المجروحين"(2/ 43): "دجَّال يضع الحديث على الثقات". -وفي "المجروحين": " (النَّسَوي) -. وهذا وَهَمٌ من ابن الجَوْزِي رحمه الله كما قال الزَّرْكَشِيّ، فإنَّ (عبد اللَّه بن وَهْب) الذي في الإسناد عندهم هو (القُرَشي المِصْري): الإِمام الحافظ الثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1521).
68) رقم (3658)، وأحمد في "المسند"(2/ 263) -وغير موضع-، وابن ماجه في المقدِّمة (1/ 96) رقم (261)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 154) رقم (95)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 101)، والطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 330 رقم (2534)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 55)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 60 و 114 و 162)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"من سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يومَ القِيَامَةِ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث أبي هريرة حديث حسن".
وصحَّحه الحاكم ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الذَّهَبِيُّ في كتاب "الكبائر وتبيين المحارم" ص 110: "إسناده صحيح".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 146): "قال المُنْذِري: في طرقه كلّها مقال! إلَّا أنَّ طريق أبي داود حسن".
وسيأتي برقم (721) من حديث ابن عبَّاس. وقد قال ابن حَجَر عنه في "المطالب العالية"(3/ 115) رقم (3027): "صحيح".
* * *
666 -
أخبرنا أبو طاهر عمر بن إبراهيم الفقيه، حدَّثنا محمد بن خَلَف بن محمد بن جَيَّان الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن محمد بن الضَّحَّاك المَتُّوْثِيّ، حدَّثنا إسحاق بن وَهْب العَلَّاف، حدَّثنا مُحَاضِر بن المُوَرِّع الهَمْدَاني، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَمْرَضُ مُؤْمِنٌ ولا مُؤْمِنَةٌ، ولا مُسْلِمٌ ولا مُسْلِمَةٌ، إلَّا خَطَّ اللَّهُ مِنْ خَطَايَاهُ".
(5/ 39 - 40) في ترجمة (أحمد بن محمد بن الضَّحَّاك المَتُّوْثِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن الضَّحَّاك المَتُّوْثِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
والحديث صحيح مرويٌّ من طرق عدَّة.
و(أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإِسْكَاف أبو سفيان): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (353).
و(محمد بن خَلفَ بن محمد بن جَيَّان
(1)
الضَّبِّي أبو بكر القاضي المعروف بوَكيع): إمام محدِّث أخباري مصنِّف، صدوق إن شاء اللَّه كما قال الذَّهَبِيُّ، توفي عام (306 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(5/ 236 - 237)، و"السِّيَر"(14/ 237)، و"الميزان"(3/ 538)، و"المغني"(2/ 576)، و"اللسان"(5/ 156 - 157).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(4/ 386 و 400)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 177 رقم (508)، من طرق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عنه، به.
وإسناده حسن من أجل (أبي سفيان طلحة بن نافع)، وقد تابعه (أبو الزُّبَير مسلم بن تَدْرُس المكِّي) -وهو ثقة- كما سيأتي.
وقد صرَّح الأعمش في حديث البخاري بسماعه له من (أبي سفيان)، فانتفى التدليس عنه.
(1)
في "تاريخ بغداد"(5/ 236)، و"السِّيَر" (14/ 237):"حَيَّان" بالحاء المهملة. وقد ضبطه الذَّهَبِيُّ نفسه رحمه الله في كتابه "المشتبه"(1/ 131) بالجيم المعجمة: "جَيَّان". ومثله الحافظ ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(1/ 275).
ورواه أحمد في "مسنده"(3/ 346) عن موسى، عن ابن لَهِيْعَة، عن أبي الزُّبَيْر، عنه، به.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 255) رقم (2916) من طريق محمد بن سَلَمَة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد، عن ابن أبي أُنَيْسَة، عن أبي الزُّبَيْر، به. بزيادة قوله في آخره:"كما تحطُّ الورقةُ عن الشَّجرة".
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 362) رقم (758) -من كشف الأستار-، عن عمرو بن عليّ، عن أبي عاصم، عن ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عنه، به، وقال:"لا نحفظ له طريقًا عن جابر أحسن من هذا".
ورواه الطَّحَاوي في "مشكل الآثار"(3/ 69)، عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عاصم، ومكِّي، قالا: حدَّثنا ابن جُرَيْج -قال أبو عاصم: أخبرني أبو الزُّبَيْر، وقال مكِّي: عن أبي الزُّبَيْر-، عن جابر مرفوعًا به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(4/ 200) رقم (2305) عن ابن نُمَيْر، عن مُحَاضِر بن المُوَرِّع، به.
ورواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 266)، من طريق إبراهيم بن مرزوق، عن حَبَّان بن هلال، عن مبارك، عن الحسن، عن جابر، به. ولفظ آخره عنده "إلَّا حطَّ اللَّه به خطاياهما".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 301): "رواه أحمد وأبو يعلى والبزَّار، ورجال أحمد رجال الصحيح".
أقول: في إسناد أحمد: (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري) وهو ضعيف كما تقدَّم في ترجمته في حديث (196)، والإِمام مسلم إنما روى له بعض شيء مقرونًا بعمرو بن الحارث. وقال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين -كما في: "التهذيب"(5/ 377) -.
وقال محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد، عن إسناد أبي يعلى:"إسناده صحيح على شرط مسلم". وفيه نظر؛ فإنَّ فيه (مُحَاضِر بن المُوَرِّع الكوفي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(3/ 108): "صدوق مغفَّل". وقال في "المغني"(2/ 542): "قال أبو زُرْعَة: صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وقال أحمد: كان مغفَّلًا جدًّا لم يكن من أصحاب الحديث". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 230): "صدوق له أوهام، من التاسعة"/ خت م د س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(10/ 51 - 52) وفيه: "روى له مسلم حديثًا واحدًا متابعة".
فإسناده حسن إن شاء اللَّه.
وإسناد الطَّحاوي صحيح، وهو على شرط مسلم. وقد صرَّح (ابن جُرَيْج) بالإِخبار، فانتفى التَّدْلِيسُ عنه.
* * *
667 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه بن المهتدي باللَّه، أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه، حدَّثنا أحمد بن الخليل، حدَّثنا الوَاقِدي، حدَّثنا محمد بن نُعَيْم المُجْمِر، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطُب يوم الجمعة -يعني خُطْبَتَيْنِ- ويجلس جلستين.
(5/ 49) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الصمد الهاشمي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (الوَاقِدي) وهو (محمد بن عمر بن وَاقِد الأَسْلَمِيّ): متروك، وكذَّبه أحمد وابن رَاهُوْيَه وابن المَدِيني. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (145).
كما أنَّ فيه (محمد بن نُعَيْم بن عبد اللَّه المُجْمِر الجُمَحِيّ المَدَنيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 109) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 213):"مجهول الحال، من السابعة"/ ق. وترجم له في "التهذيب"(9/ 493) ولم يذكر فيه سوى قول أبي حاتم: "مجهول".
أمَّا أبوه (نُعَيْم بن عبد اللَّه)، فثقة كما قال في "التقريب"(2/ 305)، وخرَّج حديثه أصحاب الكتب الستة.
التخريج:
رواه الحارث بن أبي أُسَامَة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (1/ 168) رقم (614)،
ولفظه عنده: "عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، ويجلس جلستين، أَوَّلَ ما يصعد، وبين الخُطْبَتَيْنِ".
وفي حاشية المحقق: "رواه الحارث عن الوَاقِدِيّ".
وله شاهد ضعيف، رواه أبو داود في الصلاة، باب الجلوس إذا صعد المنبر (1/ 657) رقم (1092)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن العُمَري، عن نافع، عن ابن عمر قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُب خُطبتين: كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ -أراه قال: المؤذِّن-، ثم يقوم فيخطُب، ثم يجلس فلا يتكلَّم، ثم يقوم فيخطُب".
قال المُنْذِريُّ في "تهذيب سنن أبي داود"(2/ 17): "في إسناده العُمَري، وهو عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب وفيه مقال".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 46) -في الجمعة، باب
القعدة بين الخُطبتين يوم الجمعة-: "جُلُّ الروايات عن ابن عمر ليس فيها الجلسة الأولى، وهي من رواية عبد اللَّه العُمَري المُضَعَّف".
وستأتي ترجمة (عبد اللَّه بن عمر العُمَري) في حديث (895).
* * *
668 -
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أخبرنا محمد بن جعفر بن العبَّاس النَّجَّار، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه التَّمَّار، حدَّثنا أحمد بن هشام بن بَهْرَام أبو عبد اللَّه، حدَّثنا أبو معاوية، حدَّثنا الأَعْمَش، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البَخْتَرِيّ،
عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "يا أبا بكر إنَّ اللَّه أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق اللَّه آدم إلى أن تقوم الساعة، وإنَّ اللَّه أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني اللَّه إلى أن تقوم الساعة".
(5/ 53) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه التَّمَّار المُقْرِئ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه التَّمَّار المُقْرِئ أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(5/ 52 - 53) وقال: "كان غير ثقة، روى أحاديث باطلة". وقال: "ذاكرت أبا القاسم الأَزْهَرِيّ حال هذا الشيخ وقلت: أراه ضعيفًا لأنَّ في حديثه مناكير، فقال: نعم هو مثل أبي سعيد العَدَوي".
قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 142) عقب نقله لذلك: "والعَدَويُّ وضَّاع". وكانت وفاته عام (325 هـ) أو بعدها.
2 -
"الميزان"(1/ 142) وقال: قال الخطيب وابن طاهر: كان غير ثقة، روى أحاديث باطلة".
3 -
"اللسان"(1/ 274) وفيه: "قال الخطيب: وقال ابن طاهر: كان غير ثقة". وهو تحريف صوابه ما تقدَّم في "الميزان". حيث إنَّ وفاة ابن طاهر المَقْدِسي كانت سنة (507 هـ)، وولادته (448 هـ)، كما في "تذكرة الحُفَّاظ" (4/ 1244 - 1245): بينما وفاة الحافظ الخطيب كانت سنة (463 هـ).
وفيه علَّة أخرى، وهي أنَّ (أبا البَخْتَرِيّ سعيد بن فَيْرُوز الطائي الكوفي)، لم يسمع من (عليّ) ولم يدركه، كما قال أبو حاتم الرَّازي ونقله عنه ولده ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 66. وقال ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب" (4/ 72):"وأرسل عن عمر وعليّ و. . . ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (392).
و (أبو معاوية) هو (محمد بن خازم الضَّرِير الكوفي): ثقة من أحفظ النَّاس الحديث الأعمش. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (434).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 588) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقد تقدم تخريجه في حديث (571) أيضًا، فانظره إن شئت.
* * *
669 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبَّاد الجَوْهَري البغدادي، حدَّثنا محمد بن زياد بن زَبَّار الكَلْبِي قال: حدَّثنا شَرْقِي بن القُطَامي قال: سمعت أبا طَلْق العَائِذي يحدِّث عن شَرَاحِيل بن القَعْقَاع،
عن عمرو بن مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيّ قال: لقد رأيتنا من قرب، ونحن إذا حَجَجْنَا قلنا:
لبَّيك تعظيمًا إليك عُذْرًا
…
هذي زُبَيْدُ قد أتتك قَسْرَا
يقطعن خَبْتًا وجبالًا وُعْرًا
…
قد خَلَّفُوا الأنداد خِلْوًا صُفْرَا
ولقد رَأَيْتُنَا وقوفًا ببطن مُحَسِّرٍ نخاف أن تتخطَّفُنا الجنُّ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ارتفعوا عن بطن عُرَنَةَ، فإنَّهم إخوانكم إذا أسلموا". وعلَّمنا التلبية: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ".
(5/ 55) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عبَّاد الجَوْهَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن زياد بن زَبَّار الكَلْبِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (661).
كما أنَّ فيه (شَرْقِي بن قُطَامي الكوفي) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (661).
وفيه أيضًا (أبو طَلْق العَائِذي)، ذكره ابن حِبَّان في "ثقاته" (4/ 365) -في ترجمة (شُرَحْبيل بن القَعْقَاع) - وقال:"لست أعرف أبا طَلْق هذا من هو". ونقل ابن حَجَر في "الإِصابة"(3/ 20) عن عبد الغني بن سعيد أنَّ اسمه: (عدي بن حنظلة).
و(شَرَاحيل بن القَعْقَاع)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(4/ 365) -وسمَّاه شُرَحْبِيل-، وذكر حديثه هذا عن عمرو بن مَعْدِي كَرِب، وقال:"والخبر ما أراه بمحفوظ عنه".
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن عبَّاد الجَوْهَرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 59)، و"المعجم الأوسط"(3/ 148 - 149) رقم (2303) -ووقع فيه تصحيف، وخطأ في ضبطه- من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن شَرْقِي إلَّا محمد بن زيَّاد".
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 14) رقم (1093) -من كشف الأستار- مختصرًا، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1352) -في ترجمة (شَرْقِي بن قُطَامي) -، من طريق محمد بن زياد بن زَبَّار، عن شَرْقِي بن القُطَامي، به.
لكن وقع عند البزَّار: "عن شَرَاحِيل بن القَعْقَاع قال: حدَّثني أبو طَلْق العَائِذي"، عكس ما عند الطبراني والخطيب وابن عدي.
قال البزَّار: "إسناده ليس بالثابت، وإنما يحتمل إذا لم نعرف غيره، وقد أسلم عمرو في زمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يحدِّث إلَّا بهذا".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 46 - 47) رقم (100)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 332 - 333) -مختصرًا جدًّا-، من طريق إسماعيل بن أبي أُوَيْس، عن أبيه
(1)
، عن عمرو بن شِمْر، عن أبي
(1)
هو (عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أُوَيْس الأَصْبَحِي المَدَني)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 426):"قريب مالك وصهره، صدوق يهم، من السابعة"/ م 4. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (15/ 166 - 171)، و"التهذيب" (5/ 280 - 282)، و"الكاشف" (2/ 90).
طوق
(1)
، عن شَرَاحِيل بن القَعْقَاع
(2)
، عن عمرو بن مَعْدِي كَرِب، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 222): "رواه البزَّار والطبراني في "الصغير" و"الكبير" و"الأوسط". . . وفيه شَرْقِي بن قُطَامي وهو ضعيف، وقال البزَّار: إسناده ليس بالثابت".
أقول: ليس عند الطبراني في "الكبير": (شَرْقِي بن القُطَامي).
وعنده وعند القوي: (عمرو بن شِمْر الجُعْفِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه) وهو متروك، وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى"(6/ 380) وقال: "كان ضعيفًا جدًّا متروك الحديث".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 446) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(6/ 344) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"أحوال الرجال" ص 56 رقم (44) وقال: "كذَّاب زائغ".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 185 رقم (475) وقال: "متروك الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 275 - 276).
7 -
الجرح والتعديل (6/ 239 - 240) وفيه عن عمرو بن عليّ
(1)
هكذا سمّاه في "المعجم الكبير" و"المعرفة والتاريخ": "أبو طوق". وهو موافق لما في نسختين خطيتين من "ثقات" ابن حِبَّان كما يعلم من تعليق محققه -انظر (4/ 365) منه، تعليق رقم (8) -. وفي بقية المصادر:"أبو طَلْق".
(2)
حُرِّفَ الإسناد في "المعجم الكبير" إلى: ". . . عمرو بن سمر عن أبي طوق شراحيل بن القعقاع"! وهو في "المعرفة والتاريخ": "عمرو بن شِمْر، عن ابن أبي طوق، عن شُرَحْبِيل بن القَعْقَاع".
الفَلَّاس: "منكر الحديث حدَّث بأحاديث منكرة". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث جدًّا، ضعيف الحديث، لا يُشْتَغَلُ به، تركوه". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
8 -
"المجروحين"(2/ 75 - 76) وقال: "كان رافضيًا يشتم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان ممَّن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها، لا يحلُّ كتابة حديثة إلَّا على جهة التعجب".
9 -
"الكامل"(5/ 1779 - 1782) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 308 رقم (400).
11 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 118 رقم (165) وقال: "يروي عن جابر الجُعْفي بالموضوعات المناكير".
12 -
"اللسان"(4/ 366 - 367) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك الحديث". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال الحاكم النَّيْسَابُوري أبو عبد اللَّه: "كان كثير الموضوعات عن جابر الجُعْفِي، وليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره".
وقد تقدَّم أنَّ ابن حِبَّان في "الثقات"(4/ 365) قد ذكره من طريق عمرو بن شِمْر، عن أبي طَلْق، به، وقال:"لست أعرف أبا طلق هذا من هو؟ وعمرو بن شِمْر كان رافضيًا يكذب، والخبر ما أراه بمحفوظ عنه".
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 19 - 20) في ترجمة (عمرو بن مَعْدِي كَرِب)، وعزاه إلى ابن سعد، والبَغَوي، والهيثم بن كُلَيْب، والزُّبَيْر في "الموفقيات"، والطبراني، وابن مَنْدَه، من طريق شَرْقِي بن القُطَامي، عن أبي طَلْق العَائِذِي، به، وقال: "وأخرجه ابن مَنْدَه من طريق أحمد بن
محمد بن الصلت، عن محمد بن زياد، فخالف السند الأول فقال: عن شَرْقِي، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: سمعت عمرو بن مَعْدِي كَرِب. وابن الصَّلْت متروك".
غريب الحديث:
قوله: "خَبْتًا": "الخَبْتُ: ما اتسع من بطون الأرض. . . وجمعه: أخباتٌ وخُبُوت". "لسان العرب" مادة (خبت)(2/ 27).
وقوله: "هذي زُبَيْد": أي بنو زُبَيْد. يشير إلى قومه.
* * *
670 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشافعي -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عُبَيْدَة النَّيْسَابُوري، حدَّثنا أبو بِشْر يونس بن حَبِيب، حدَّثنا بَكْر بن بَكَّار، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادة، عن عِكْرِمَة،
عن عبد اللَّه بن عمرو، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"سَيِّدُ رَيْحَانِ الجَنَّةِ الحِنَّاءُ".
(5/ 56) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عُبَيْدَة الشَّعْرَاني النَّيْسَابُوري أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه (بَكْر بن بَكَّار القَيْسِيّ أبو عمرو) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 62) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 88) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 65 رقم (89) وقال: "ليس بثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 152).
5 -
"الجرح والتعديل"(2/ 382 - 383) وفيه عن أبي حاتم: "ليس
بالقويِّ". و (3/ 70) -في ترجمة (الحارث بن بَدَل النَّصْرِي) - حيث يقول ابن أبي حاتم عن (بكر) هذا: "سيء الحفظ، ضعيف الحديث".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 146) وقال: "ربما أخطأ".
7 -
"الكامل"(2/ 464 - 465) وقال: "هو ممَّن يُكْتَبُ حديثه. . . وليس حديثه بالمنكر جدًّا".
8 -
"تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 234 - 235) وقال: "وثَّقه أبو عاصم النَّبِيل وأَشْهَل بن حاتم وأثنيا عليه وقالا: هو ثقة".
9 -
"التهذيب"(1/ 479 - 480) وفيه عن النَّسَائي في "السنن" -يعني الكبير-: "ليس بالقويِّ". وقال ابن حَجَر: "له نسخة سمعناها بعلو، وفيها مناكير ضعَّفوه بسببها؛ منها عن شُعْبَة عن قَتَادة". وذكر حديثه هذا في الريحان. وقال: "لم يذكره المِزِّيّ".
أقول: ولم يذكره ابن حَجَر في "التقريب" أيضًا.
10 -
"لسان الميزان"(2/ 48 - 49) وفيه عن ابن الجارود: "ليس بشيء. وقال السَّاجي: "ضعَّفه بعضهم". وقال ابن القَطَّان: "ليست أحاديثه بالمنكرة". وقال ابن حَجَر: "أخرج له الحاكم متابعة".
وقال الخطيب عقب روايته للحديث: "تفرَّد بروايته بَكْر بن بَكَّار عن شُعْبَة، ولم أكتبه إلَّا من هذا الوجه".
و(شُعْبَة) هو (ابن الحَجَّاج العَتَكِي الوَاسِطي أبو بِسْطَام): إمام حافظ ثقة متقن. وتقدَّمت ترجمته في حديث (261).
و(قَتَادة) هو (ابن دِعَامَة السَّدُوسي البَصْري أبو الخطَّاب): ثقة ثَبْت مشهور بالتَّدْلِيس. وستأتي ترجمته في حديث (1303).
و (عِكْرِمَة) هو (أبو عبد اللَّه القُرَشِي مولى ابن عبَّاس): حافظ ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1685).
التخريج:
رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(2/ 52) رقم (52)، عن عليّ بن الصَّبَّاح، حدَّثنا يونس بن حَبِيب، به، بلفظ:"سَيِّدُ الرَّيْحَان الحِنَّاءُ".
ورواه وكيع بن الجَرَّاح في "الزهد"(2/ 423) رقم (180)، عن أبي هلال محمد بن سُلَيْم الرَّاسِبي، عن قَتَادَة، عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا عليه من قوله، بلفظ حديث الخطيب.
وقَتَادَة بن دِعَامَة السَّدُوسي لم يسمع من صحابي غير أنس. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 139.
ورواه معلَّقًا: أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 8) من طريق بَكْر بن بَكَّار، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة قال: سمعت أبا أيوب عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه من قوله.
ورواه ابن المُبَارَك في "الزهد" ص 67 رقم (231) -زيادات نُعَيْم بن حمَّاد-، عن همَّام، عن قَتَادَة، عن أبي أيوب، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه بلفظ:"الحِنَّاءُ سيِّد ريحان الجَنَّة، وإنَّ فيها من عِتَاق الخَيْل، وكِرَام النجائب، يركبها أهلها".
ولكن روي من طريق صحيح عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا. فقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"
(1)
-كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 269) - عن
(1)
لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لأنَّ (مسند عبد اللَّه بن عمرو) مفقود من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا معاذ بن هشام، حدَّثني أبي، عن قَتَادة، عن أبي أيوب، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا باللفظ الذي عند الخطيب.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 157): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل وهو ثقة مأمون". وهو كما قال.
و(أبو أيوب) هو (المَرَاغي الأَزْدِيّ العَتَكِيّ -وقد اختلف في اسمه-)، ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(11/ 16) ونقل توثيقه عن ابن سعد والعِجْلِي والنَّسَائي وابن حِبَّان. وحديثه مخرَّج في "الصحيحين".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 55 - 56) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال يحيى بن مَعِين: بَكْر بن بَكَّار ليس بشيء".
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 269)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 275)، ولخَّص تعقيبه، فقال:"تعقِّب بأنَّ (بكرًا) وثَّقه أبو عاصم النَّبِيل وابن حِبَّان وغيرهما، ولم ينفرد بالحديث، بل تابعه معاذ بن هشام، أخرجه الطبراني. وورد أيضًا من حديث (بُرَيْدة) بلفظ: "سيِّد رَيْحَان أهل الجَنَّة الفَاغِيَةُ" أخرجه البيهقي في "الشُّعَب"
(1)
. وأخْرَجَ أيضًا
(2)
من حديث أنس: "كان أحبُّ الرياحين إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الفَاغِيَةُ".".
أقول: وله شاهد من حديث سلمان الفارسي، رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2498) -في ترجمة (نصر بن طريف البَاهِلِي) -، من طريق حاتم بن
(1)
(10/ 452 - 453) رقم (5510) و (11/ 74 - 75) رقم (5675)، مطوَّلًا، وإسناده ضعيف كما قال محققه. ومن طريق البيهقي الأول ويأخصر مما عنده، رواه ابن قُتَيْبَة في "غريب الحديث"(1/ 298 - 299). وعزاه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 269) إلى الطبراني في "الأوسط"، وأبي نُعَيْم في "الطب". و (الفَاغِيَةُ) كما في "الغريب" لابن قُتَيْبَة:"نَوْرُ الحِنَّاءِ".
(2)
(11/ 73) رقم (5673)، وإسناده ضعيف كما قال محققه. وقال الهيثمي في "المجمع" (5/ 157):"عن أنس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفَاغِيَة. رواه أحمد ورجاله ثقات".
عبيد اللَّه، عن نصر بن طريف، عن حجَّاج الصَّوَّاف، عن حسان أبي عثمان، عن سلمان مرفوعًا به.
قال ابن عدي: "وهذا رواه الثقات من أوثق من نصر بن طريف، عن حجَّاج، عن حسان أبي عثمان، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ولم يذكروا في إسناده سلمان، ونصر بن طريف أوصل الحديث".
أقول: (نصر بن طريف) هذا، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 696):"اتفقوا على تركه".
وحديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لم يعزه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 550) إلَّا للخطيب، فقصَّر.
* * *
671 -
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أخبرنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، وعليّ بن محمد بن يحيى بن مِهْرَان السَّوَّاق، قالا: حدَّثنا أحمد بن عيسى السَّكُوْنِي.
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيْعِيّ، حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن سليمان بن مَحْبُوب -يعرف بالسَّخْلِي-، حدَّثنا أحمد بن عيسى السَّكُوْنِيّ، حدَّثنا أبو يوسف القاضي، حدَّثنا أبو إسحاق الشَّيْبَاني، عن أبي الأَحْوَص،
عن عبد اللَّه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ الخَلَاءَ قال: "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الخُبُث والخَبَائِثِ".
وفي حديث ابن أبي طالب قال: "أعوذ باللَّه من الخُبُثِ والخَبَائِثِ".
(5/ 60) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عيسى السَّكُوْنِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (575).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (575).
كما تقدَّم في الحديث المذكور تفسير الغريب الذي فيه.
* * *
672 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الخَلَنْجِي البغدادي، حدَّثنا داود، حدَّثنا شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن التَّمِيمي،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "شَوَّالُ، وذُو القِعْدَةِ، وذُو الحِجَّة" -[يعني أشهر الحَجِّ]-.
(5/ 63) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عيسى الخَلَنْجِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (شَرِيك) وهو (ابن عبد اللَّه النَّخَعِي الكوفي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 378 - 379) وقال: "كان ثقة مأمونًا كثير الحديث، وكان يغلظ كثيرًا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 36 رقم (31) وقال: "لم يكن شَرِيك عند يحيى -يعني ابن سعيد القطَّان- بشيء، وهو ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(4/ 237) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"أحوال الرجال" ص 92 رقم (134) وقال: "سيء الحفظ مضطرب الحديث، مَائِلٌ".
5 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 217 - 220 رقم (664) وقال: "ثقة، وكان حسن الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 193 - 195) وفيه عن يحيى بن سعيد القَطَّان: "نظرتُ في أصول شَرِيك، فإذا الخطأ في أصوله".
7 -
"الجرح والتعديل"(4/ 365 - 367) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق. . . له أغاليط". وقال أبو زُرْعَة: "كان كثير الحديث، صاحب وَهَم، يغلط أحيانًا".
8 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 444) وقال: "كان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغيَّر عليه حفظه، فسماع المتقدِّمين عنه الذين سمعوا منه بوَاسِط ليس فيه تخليط، مثل: يزيد بن هارون وإسحاق الأَزْرَق، وسماع المتأخِّرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة".
9 -
"الكامل"(4/ 1321 - 1328) وذكر له حديثًا كثيرًا وقال: "ولشَرِيك حديث كثير. . . وفي بعض ما لم أتكلَّم على حديثه ممَّا أمليت، بعض الإنكار، والغالب على حديثه الصحة والاستواء، والذي يقع في حديثه من النُّكْرَة إنَّما أتي فيه من سوء حفظه، لا أنَّه يتعمد في الحديث شيئًا ممَّا يستحق أن ينسب فيه إلى شيء من الضعف".
10 -
"تاريخ بغداد"(9/ 279 - 295) وفيه عن أبي داود: "ثقة، يخطئ على الأعمش، زهير وإسرائيل فوقه". وفيه عن أبي حاتم: "لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة صدوق، صحيح الكتاب، رديء الحفظ مضطربه". وقال صالح جَزَرَة: "صدوق، ولمَّا ولي القضاء اضطرب حفظه، وقَلَّ ما يُحْتَاجُ إليه في الحديث الذي يُحْتَجُّ به".
11 -
"الميزان"(2/ 270 - 274) وقال: "القاضي الحافظ الصادق أحد الأئمة". وقال في آخر ترجمته: "كان شَرِيك من أوعية العلم. . . وقد أخرج مسلم لشَرِيك متابعةً".
12 -
"التقريب"(1/ 351) وقال: "صدوق يخطئ كثيرًا، تغيَّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا، شديدًا على أهل البِدَعِ، من الثامنة، مات سنة سبع -أو ثمان- وسبعين -يعني ومائة-"/ خت م 4.
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن عيسى الخَلَنْجِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(التَّمِيمي) هو (أَرْبِدَة البَصْري، ويقال: أَرْبِد)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 50):"المفسِّر؛ صدوق، من الثالثة"/ د. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 310 - 311)، و"التهذيب"(1/ 197 - 198).
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(داود) هو (ابن عمرو بن زهير الضَّبِّيّ البغدادي أبو سليمان)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 233):"ثقة، من العاشرة"/ م ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(8/ 425 - 431)، و"التهذيب"(3/ 195).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "معجمه" ص 16 رقم (4)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
بيد أنَّ سياقه فيه أبين مما جاء عند الخطيب، حيث يقول الإسماعيلي: "أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد الخَلَنْجي قال: حدَّثنا داود بن عمرو، حدَّثنا شَرِيك، عن المختار، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد اللَّه قال:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [سورة البقرة: الآية 197]، شَوَّالٌ، وذو القِعْدَةِ، وَعَشْرٌ من ذي الحِجَّة.
قال: وحدَّثنا داود، حدَّثنا شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن التَّميمي، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "شَوَّالُ
(1)
، وذو القِعْدَة، وذو الحِجَّة"." انتهى.
وله شاهد من حديث أبي أُمَامَة مرفوعًا بلفظ حديث ابن عبَّاس، رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 66)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 209 - 210) رقم (1693) -، وعنه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 120)، من طريق حُصَيْن بن مُخَارِق، عن يونس بن عبيد، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي أُمَامَة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 218): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وفيه حُصَيْن بن مُخَارِق قال الطبراني: كوفي ثقة، وضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ وبقية رجاله موثَّقون".
وقال في (6/ 318) منه: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وفيه حُصَيْن بن مُخَارِق وهو ضعيف جدًّا".
أقول: (حُصَين بن مُخَارِق السَّلُولي أبو جُنَّادَة): مُتَّهم، قال الدَّارَقُطْنِيّ:"يضع الحديث". وستأتي ترجمته في حديث (1041).
وانظر الآثار الواردة في ذلك في: "تفسير الطبري"(4/ 117 - 118)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/ 342)، و"فتح الباري"(3/ 420)، و"الدُّرّ المنثور"(1/ 524).
* * *
673 -
أخبرنا ابن غالب المُقْرئ، أخبرنا أبو الفضل عبيد اللَّه بن
(1)
سقط قوله: "شوال" من المطبوع. والاستدراك من "تاريخ بغداد"(5/ 63)، و"الدُّرِّ المنثور" للسُّيُوطيّ (1/ 524)، وقد عزاه فيه إلى الخطيب وحده!
عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عمر البزَّاز، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثنا مروان بن محمد الأسَدِي، عن عِرَاك بن خالد بن يزيد، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: لما عُزِّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رُقّيَّةَ امرأةِ عثمانَ بن عَفَّانَ، قال:"الحمدُ للَّه، دَفْنُ البَنَاتِ مِنَ المَكْرُمَاتِ".
(5/ 67) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عمر البزَّاز).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وفي إسناده (عثمان بن عطاء بن أبي مُسْلِم الخُرَاسَاني) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1321).
وأبوه (عطاء بن أبي مُسْلِم) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 23): "صدوق يَهِمُ كثيرًا". وستأتي ترجمته في حديث (1321).
كما أن فيه (عِرَاك بن خالد بن يزيد المُرِّيّ الدِّمَشْقِيّ أبو الضَّحَّاك) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 38) وفيه عن أبي حاتم: "مضطرب الحديث ليس بالقويِّ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 525) وقال: "ربما أغرب وخالف".
3 -
"الميزان"(3/ 63) وقال: "معروف، حسن الحديث".
4 -
"المغني"(2/ 431)، وقال:"صدوق. قال أبو حاتم: ليس بالقويِّ".
5 -
"التهذيب"(7/ 171 - 172) وفيه عن دُحَيْم: "ما كان به بأس". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "لا بأس به". وقال أبو جعفر الطبري: "رجل مجهول لا يُعْرَفُ بالنقل ولا بالقرآن".
6 -
"التقريب"(2/ 17) وقال: "لَيِّنٌ، من السابعة"/ قد.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن عمر البزَّاز)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه كذلك (ابن غالب المُقْرِئ) وهو (الحسن بن غالب بن عليّ، يعرف بابن المبارك)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (7/ 400) وقال: كان له سُمَتٌ وهَيْبَةٌ، وظاهر وصلاح، وكان يُقرئ القرآن، فأقرأ بحروف خرق بها الإجماع وادعى فيها رواية عن بعض الأئمة المتقدِّمين، وجعل لها أسانيد باطلة مستحيلة، فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلى أن استتيب منها. . . . وادَّعى ابن غالب أشياء غير ما ذكرناه تبين فيها كذبه، وظهر فيها اختلاقه". وتوفي عام (458 هـ). وترجم له الذَّهَبِيّ في "المغني" (1/ 165) وقال:"كُذِّبّ وافتضح"، و"الميزان" (1/ 165 - 517) وقال:"ليس بثقة".
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 366 - 367) رقم (12035)، و"الأوسط"(3/ 138) رقم (2284)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 375) رقم (790) -من كشف الأستار-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 172 - 173) رقم (176)، وابن عساكر في" تاريخ دمشق"(15/ 316) -مخطوط-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 209)، والدُّولابي في "الذُّرِّيَّة الطاهرة النبوية" ص 54 - 55 رقم (73)، ويعقوب الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 159)، من طريق عِرَاك بن خالد، عن عثمان بن عطاء، به.
وعند البزَّار: "موت البنات" بدلًا من "دفن البنات".
قال الطبراني في "الأوسط": "لا يُرْوَى هذا الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد".
وقال أبو نُعَيْم: غريب من حديث عطاء عن عِكْرِمَة، تفرَّد به عِرَاك بن خالد".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2200) -في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القُرَشي) -، من طريق إسحاق بن بُهْلُول، عن محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القُرَشي، عن عثمان بن عطاء الخُرَاسَاني، به.
وقال ابن عدي: "هذا حديث عِرَاك بن خالد عن عثمان بن عطاء، حدَّث به عنه عبد اللَّه بن ذَكْوَان، سرقه منه محمد بن عبد الرحمن هذا، حدَّثناه جماعة عن ابن ذَكْوَان".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 236)، من طرق تنتهي بالطريقين المتقدِّمين، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . قال أبو نُعَيْم: تفرَّد به عِرَاك. . . قال أبو حاتم الرَّازي: مضطرب الحديث ليس بالقويِّ. وأمَّا محمد بن عبد الرحمن فقال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. وأمَّا عثمان بن عطاء فقال يحيى بن مَعِين: هو ضعيف. وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج بروايته، قال: وكان أبوه (عطاء) رديء الخفظ يخطئ ولا يعلم فبطل الاحتجاج به. وسمعت شيخنا عبد الوهاب بن المُبَارَك الأَنْمَاطِيّ يحلف باللَّه عز وجل أنَّه ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من هذا شيئًا قَطُّ".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 438).
وتعقَّبهما ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 372) فقال: ليس فيما ذكر ما يقتضي الوضع، وعِرَاك وإن ضعَّفه أبو حاتم بما ذكر، فقد قال فيه صاحب "الميزان": إنَّه معروف حسن الحديث. وعثمان بن عطاء أخرج له ابن ماجه ووثِّق، فقال أبو حاتم: يُكْتَبُ حديثه، وقال دُحَيْم: لا بأس به، ومن ضعَّفه لم يجرحه بكذب. وأبوه: الجمهور على توثيقه، وأخرج له البخاري".
أقول: إذا كان الحكم على الحديث بالوضع من جهة الإسناد بعيد، فإنَّه غير بعيد من جهة نَكَارَة المَتْن، ومِنْ ثَمَّ جزم من جزم من النُّقَّاد ببطلانه. وهو الصواب إن شاء اللَّه تعالى.
فقد قال الحافظ أبو يعلى الخَلِيلي في "الإرشاد"(1/ 318): "روى بعض الكذَّابين عن سفيان، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "دَفْنُ البَنَاتِ مِنَ المَكْرُمَاتِ". وهذا لا أصل له من حديث سفيان، وغيره، إنما يُرْوَى عن ابن عطاء الخُرَاسَاني عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وابن عطاء: متروك".
وحكم بوضعه الصَّغَاني في "الدُّرِّ الملتقط" ص 23 رقم (16).
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 533) بعد أن نقل عن ابن الجَوْزي حكمه عليه بالوضع: "وأقرَّه عليه الذَّهَبِيّ، والمؤلف -يعني السُّيُوطيّ- في مختصر الموضوعات".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 266، وقال:"لا يصحُّ. وجزم ابن حَجَر ببطلانه".
والعجيب أنَّ القَارِي في "الأسرار المرفوعة" ص 89 رقم (239) يصحِّح الحديث! دون أن يذكر حُجَّتَهُ في ذلك.
وسيأتي برقم (1069) من حديث ابن عمر.
* * *
674 -
حدَّثني أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن عليّ السِّيْبِيّ، حدَّثني أبو بكر، وعمِّي أبو الحسن عليّ، قالا: حدَّثنا محمد بن جعفر بن رميس قال: حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا جُهَيْر
(1)
بن يزيد العَبْدِي، عن خِدَاش بن عيَّاش،
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 53: "جُهَيْر: بصيغة التصغير. وقيل: بوزن عظيم".
عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ شَهِدَ على مُسْلِمٍ بِشَهَادَةٍ ليس لها بأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
(5/ 69) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عليّ بن الحسن السِّيْبِي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (خِدَاش بن عيَّاش العَبْدِي البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 220) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(5/ 96) رقم (1766) وقال: "لا يُعْرَفُ خِدَاشٌ. هذا من هو".
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 390) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 276).
5 -
"الكاشف"(1/ 212) وقال: "وثَّق".
6 -
"المغني"(1/ 309) وقال: "لا يُعْرَفُ، قاله التِّرْمِذِيّ".
7 -
"التقريب"(1/ 222) وقال: "ليِّنُ الحديث، من السادسة"/ ت.
وفيه انقطاع بين (خِدَاش) هذا وبين (أبي هريرة) كما سيأتي.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 509)، وأبو داود الطَّيَالِسي في "مسنده" ص 338 رقم (2594)، من طريق جُهَيْر بن يزيد، عن خِدَاش بن عيَّاش، عن رجل من أهل الكوفة، عن أبي هريرة مرفوعًا به
(1)
.
(1)
تَصَحَّفَ الإسناد في "مسند أبي داود الطَّيَالسي" في غير موضع.
ورواه ابن أبي الدُّنْيَا في "الصمت وحفظ اللسان" ص 143 رقم (258)، من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا جُهَيْر
(1)
بن يزيد، عن خِدَاش، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 200): "رواه أحمد، وتابعيه لم يسمّ وبقية رجاله ثقات".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 222): "رواه أحمد، ورواته ثقات، إلَّا أنَّ ثانيه -يعني التابعي- لم يسمّ".
أقول: في قولهما نظر، فإنَّ فيه (خِدَاش بن عيَّاش) وهو ليِّنُ الحديث كما تقدَّم.
وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 155): "أخرجه أحمد وابن أبي الدُّنْيَا، وفي رواية أحمد رجل لم يسمّ أسقطه ابن أبي الدُّنْيَا من الإسناد".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 789) إلى أحمد وابن أبي الدُّنْيَا فحسب.
* * *
675 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطِي، حدَّثنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، قالا: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن العلاء الكاتب، حدَّثني عَمِّي: أحمد بن محمد بن العلاء، حدَّثنا عمر بن إبراهيم -يعرف بالكُرْدِيّ-، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذِئْب، عن أبي حازم،
(1)
تَصَحَّفَ في "الصمت" إلى: "جُبَيْر". والتصويب من مصادر تخريج الحديث، ومن "تاريخ ابن مَعِين"(4/ 75)، و"الجرح والتعديل"(2/ 547)، و"تعجيل المنفعة" ص 53.
عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وذَاتِ يَدِهِ: أبو بكر الصِّدِّيق، فَحُبُّهُ وشُكْرُهُ وحِفْظُهُ، وَاجِبٌ على أُمَّتي".
(5/ 72 - 73) في ترجمة (أحمد بن محمد بن العلاء).
مرتبة الحديث:
منكر جدًّا. والشطر الأول منه: "إنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عليَّ في صُحِبَيِهِ وذات يَدِهِ أبو بكر الصِّدِّيق"، ثابت في "الصحيحين".
ففيه (عمر بن إبراهيم بن خالد الكُرْدِيّ القُرَشي الهاشمي أبو حفص) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 202) وقال: "كان غير ثقة، يروي المناكير عن الأثبات". وفيه عن ابن عُقْدَة -أحمد بن محمد بن سعيد-: "ضعيف". وقال الخطيب عنه أيضًا في (5/ 452) من "التاريخ" في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن دينار المُعَدَّل): "ذاهب الحديث".
2 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 320) وفيه: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان كذَّابًا يضع الحديث".
3 -
"المغني"(2/ 462) وقال: "كذَّاب".
4 -
"اللسان"(4/ 280) وفيه: "لم يعرفه ابن القَطَّان فقال: مجهول".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: " تفرَّد بروايته عمر بن إبراهيم عن ابن أبي ذئب، وغير عمر أوثق منه".
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن العلاء) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (أبو حازم) هو (سَلَمَة بن دينار الأعرج المَدِني): ثقة عابد زاهد حكيم. وستأتي ترجمته في حديث (1379).
التخريج:
رواه الدَّارِقُطْنِيُّ في "الأفراد" كما في "الجامع الكبير"(1/ 228).
ورواه الخطيب في"تاريخه"(5/ 452) من طريق أحمد بن محمد بن نصر اللِّبَّاد، عن عمر بن إبراهيم، به مختصرًا بلفظ:"حبُّ أبي بكر وشكره واجبٌ على أُمَّتِي"، وقال:"تفرَّد به عمر بن إبراهيم -ويُعْرَفُ بالكُرْدِي- عن ابن أبي ذِئْب، وعمر ذاهب الحديث". وسيأتي برقم (836).
وعن الخطيب من طريقه هذا باللفظ المختصر، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 184)، ونقل قوله المتقدِّم، وأضاف:"وقال الدَّارِقُطْنِيُّ: كان -يعني عمر بن إبراهيم الكُرْدِيّ- كذَّابًا يضع الحديث".
وباللفظ المختصر هذا ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 180) في ترجمة (عمر بن إبراهيم الكُرْدِيّ) وقال: "هذا منكرٌ جدًّا".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 280) في ترجمة المذكور.
وذكره ابن عِرَاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 387) باللفظ المختصر هذا -في الفصل الثالث، وهو المتضمن لما زاده السُّيُوطي على ابن الجَوْزي- وعزاه للدَّارَقُطْنِيّ، ونقل قول الذَّهَبِيِّ السابق:"منكر جدًّا".
والشطر الأول منه: "إنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في ماله وصحبته أبو بكر"، رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"سدوا الأبواب إلَّا باب أبي بكر". . . (7/ 12) رقم (3654)، ومسلم في "الفضائل"، باب من فضائل أبي بكر (4/ 1854 - 1855) رقم (2382)، وغيرهما، عن أبي سعيد الخُدْرِي مطوَّلًا.
* * *
676 -
أخبرنا القاضي أبو الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا الجَرِيريّ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عصام التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا أبو ذَرّ محمد بن أحمد بن شَدَّاد التِّرْمِذِي، حدَّثنا الفرج -وهو ابن فَضَالَة-، عن عبد اللَّه بن عمر
(1)
، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التكبيرُ في العِيْدِيْنِ في الرَّكْعَةِ الأُولَى سَبْعٌ، وفي الثانية خَمْسٌ".
(5/ 76) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عصام التِّرْمِذِيّ).
المرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح بطرقه وشواهده الكثيرة، وقد صحَّحه الأئمة: أحمد وعليّ بن المَدِيني والبخاري.
ففيه (عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العُمَرِيّ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (895).
كما أنَّ فيه (الفَرَج بن فَضَالَة بن النُّعْمَان الحِمْصِيّ) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن عصام التِّرْمِذِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (أبو ذَرّ محمد بن أحمد بن شَدَّاد التِّرْمِذِيّ) لم أقف على من ترجم له.
(1)
هكذا في المطبوع: "عبد اللَّه بن عمر". وقال مصححه عقبه موضوعًا بين قوسين مربعين: "كذا في الأصل وعليه تصحيح". وقد رجعت إلى مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية -الجزء العاشر- فوجدت ما فيه يوافق ما في المطبوع. ونص ما فيه: "عن عبد اللَّه بن عمر -كذا في الأصل وعليه تصحيح- عن نافع. . . ".
و (أبو الطَّيِّب الطبري) هو (طاهر بن عبد اللَّه بن طاهر): إمام ثقة فقيه، توفي عام (450 هـ) عن (102) عامًا. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(9/ 358 - 360)، و"السِّيَر"(17/ 668 - 671).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 344) من طريق الفَرَج بن فَضَالة، عن عبد اللَّه بن عامر الأَسْلَمِيّ، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.
قال الطَّحَاوي في (4/ 345) منه: "أمَّا حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما، فإنما يدور على ما رووه عن عبد اللَّه بن عامر، وهو عندهم ضعيف، وإنما أصل هذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن نفسه".
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 48 - 49) من طريق الفرج بن فَضَالة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عنه، به.
وقد توبع الفرج بن فَضَالة عليه، تابعه عمر بن حَبِيب، رواه البزَّار في "مسنده" (2/ ق 30/ أ) -النسخة الأزهرية- قال: حدَّثنا عَبْدَة بن عبد اللَّه، حدَّثنا عمر بن حَبِيب، حدَّثنا عبد اللَّه بن عامر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه
(1)
.
كما في "سواطع القمرين في تخريج أحاديث أحكام العِيْدَين للفِرْيَابي" للشيخ مساعد بن سليمان بن راشد ص 148.
كما تابعه إسماعيل بن عيَّاش، رواه أبو القاسم زاهر الشَّحَّامِيّ في "تحفة عيد الفطر"(ق 194/ ب) من طريق الفضل بن زياد، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد اللَّه بن عامر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه. كما في المصدر السابق ص 148.
(1)
لم أقف عليه في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي، مع أنَّه على شرطه.
وفيه عندهما (عبد اللَّه بن عامر الأَسْلَمِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (483).
ثم وقفت لعبد اللَّه بن عامر وعبد اللَّه بن عمر العُمَرِي، على متابع، حيث رواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 364) عن أبي القاسم الأَزْهَرِيُّ والحسن بن عليّ الجَوْهَرِي، عن الوزير أبي الحسن عبيد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه، عن حفص بن عمر بن رَبَال، عن سعيد بن عمرو البَرْذَعِي، عن يحيى بن عَبْدَك، عن عبد اللَّه بن عبد الحكم المِصْرِي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُكَبِّرُ في العِيْدَيْنِ: سَبْعًا في الأُولى، وخَمْسًا في الآخرة، سوى تكبيرة الافتتاح".
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (عبيد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه) الذي أورد الخطيب الحديث في ترجمته، فإنَّه لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو القاسم الأزهري) هو (عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِي يعرف بابن السَّوَادي)، وقد ترجم له تلميذه الخطيب في "تاريخه" (10/ 385) وقال:"كان أحد المكثرين من الحديث كتابةً وسماعًا، ومن المعنيين به، والجامعين له، مع صدق وأمانة وصحة واستقامة، وسلامة مذهب، وحسن معتقد. . . ". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 578) وقال: "المحدِّث الحُجَّة المُقْرِئ". وكانت وفاته عام (435 هـ).
وفي "العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (1/ 289 - 290) أنَّه سأل شيخه البُخَاري عن حديث ابن عمر المتقدِّم من طريق الفرج بن فَضَالة، فقال له:"الفرج بن فَضَالَة ذاهب الحديث. والصحيح ما روى مالك، وعبد اللَّه، والليث، وغير واحد من الحُفَّاظ عن نافع عن أبي هريرة فعله".
وحديث أبي هريرة هذا الذي أشار إليه البخاري، رواه مالك في "الموطأ" (1/ 180) عن نافع مولى عبد اللَّه بن عمر قال:"شهدت الأضحى والفِطْرَ مع أبي هريرة، فَكَبَّرَ في الركعة الأولى سَبْعَ تكبيراتٍ قَبْلَ القِرَاءةِ، وفي الآخرة خَمْسَ تكبيراتٍ قَبْلَ القِرَاءةِ". قال مالك: "وهو الأمر عندنا".
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 207) موقوفًا على ابن عمر من فِعْلِهِ، ونقل عن أبيه قوله:"هذا خطأ، روي هذا الحديث عن أبي هريرة أنَّه كان يُكَبِّرُ".
وعزا الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 188) رقم (678) حديث ابن عمر إلى الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده".
وللحديث شواهد من حديث عائشة، وأبي هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو، وسعد القَرَظ، وابن عبَّاس، وعمرو بن عَوْف المُزَني، وغيرهم.
انظر هذه الشواهد والكلام عليها في: "أحكام العِيْدَيْن" للحافظ أبي بكر الفِرْيابي، مع تخريج محققه الشيخ مساعد بن سلمان بن راشد لأحاديثه ص 142 - 181، و"العلل "الكبير" للتِّرْمِذِيّ (1/ 287 - 290)، و"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" لابن عبد الهادي (3/ 1227 - 1233)، و"نصب الراية" للزَّيْلَعِي (1/ 216 - 219)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (6/ 127 - 129)، و"التلخيص الحَبِير" لابن حَجَر (2/ 84 - 85)، و"مجمع الزوائد" (2/ 204 - 205)، و"الدِّراية في تخريج أحاديث الهِدَاية" لابن حَجَر (1/ 220 - 221)، و"إرواء الغليل" للألباني (3/ 106 - 112).
وقد قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 84) بعد أن عزاه لأحمد وأبي داود وابن ماجه والدَّارَقُطْنِيّ من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه: "وصحَّحه أحمد وعليّ -يعني ابن المَدِيني- والبخاري فيما حكاه التِّرْمِذِيُّ".
* * *
677 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عَمْرُوْيَه بن آدم -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث، حدَّثنا عليُّ بن عبد اللَّه بن جعفر الهَمَذَاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن جَيْهَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن بَكْر السَّهْمِي، حدَّثنا مُبَارَك بن فَضَالَة، حدَّثنا ثابت البُنَاني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حدَّثني عمر بن الخطاب أنَّه ما سَابَقَ أبا بَكْرٍ إلى خَيْرٍ قَطُّ إلَّا سَبَقَهُ بِهِ".
(5/ 76 - 77) في ترجمة (أحمد بن محمد بن عَمْرُوْيَه بن آدم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ عن عمر رضي الله عنه من قوله.
ففيه (أبو العلاء الوَاسِطي) وهو (محمد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ): ضعيف مُخَلِّطٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (430).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن عَمْرُوْيَه بن آدم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث)، و (عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر الهَمَدَاني)، و (عبد اللَّه بن محمد بن جَيْهَان)، لم أقف على من ترجم لهم.
وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفِرْدوس" عن الخطيب من طريقه المتقدِّم كما في "الجامع الكبير" للسُّيُوطيّ (2/ 556).
ورواه ابن عساكر أيضًا كما في المصدر السابق.
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في "المسند"(1/ 26)، وأبو يعلى في "المسند"(1/ 173) رقم (194)، وغيرهما، مطوَّلًا عن عمر بن الخطَّاب أنَّه قال:"واللَّهِ ما سَابَقْتُهُ -يعني أبا بكر- إلى خَيْرٍ قَطُّ إلَّا وَسَبَقَنِي إليه".
وقد ورد معناه في حديث رواه أبو داود في الزكاة، باب في الرخصة في الرجل يخرج من ماله (2/ 312 - 313)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، مناقب أبي بكر رضي الله عنه (5/ 114 - 615) رقم (3675) من حديث عمر أيضًا، وقال التِّرْمِذِيّ:"هذا حديث حسن صحيح".
* * *
678 -
أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، والحسن بن عليّ التَّمِيمي، ومحمد بن عبد الملك القُرَشي، قالوا: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن كُرْدِي الحَنَّاط، حدَّثنا هارون بن إسحاق، حدَّثنا ابن فُضَيْل، عن أَبَان،
عن أنس قال: كنتُ إلى جَنْبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عن يَمِينِهِ.
(5/ 83) في ترجمة (أحمد بن محمد بن كُرْدِي الحَنَّاط).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صحَّ من غير حديث أنس.
ففيه (أَبَان) وهو (ابن أبي عيَّاش -فيروز- البَصْري العَبْدِي أبو إسماعيل): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن كُرْدِي الحَنَّاط) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (ابن فُضَيْل) هو (محمد بن فُضَيْل بن غزوان الضَّبِّي الكوفي أبو عبد الرحمن): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (398).
التخريج:
لم أقف عليه بهذا السياق في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 86) عن غُنْدَر، عن شُعْبَة، عن عبد اللَّه بن المُخْتَار، عن موسى بن أنس، عن أنس قال:"أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي فأقامني عن يمينه". وإسناده حسن.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 247 - 248) رقم (510) -من كشف الأستار-، من طريق هُشَيْم، عن يونس بن عُبَيْد، عن ثابت، عن أنس قال:"صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه".
قال البزَّار: "رواه بعضهم عن ثابت قال: "صَلَّيْتُ مع أنس فأقامني عن يمينه. ولم يرفعه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 95): "رواه البزَّار ورجاله موثَّقون".
والحديث قد صَحَّ من غير حديث أنس، فقد روى البخاري في الصلاة، باب إذا قام الرجل عن يسار الإِمام وحَوَّله الإِمام خلفه. . . (2/ 211) رقم (726) وغير موضع -واللفظ له-، ومسلم في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 525 - 526) رقم (763)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عبَّاس قال:"صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فَأَخَذَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِي مِنْ وَرَائِي فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ. . . ".
كما صَحَّ من حديث جابر، رواه مسلم مطوَّلًا في الزهد، باب حديث جابر الطويل وقصَّة أبي اليَسَر (4/ 2305) رقم (3010)، وفيه: "ثم جئتُ حتَّى قُمْتُ
عن يَسَارِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي حتَّى أَقَامَنِي عن يَمِينِهِ".
وانظره من غير حديثهما في "مجمع الزوائد"(2/ 95).
* * *
679 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن محمد بن عَقِيل بن أَزْهَر بن عَقِيل الفقيه الشَّافِعي، حدَّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن طَرْخَان، حدَّثنا محمد بن الخليل البَلْخِي، حدَّثنا أبو بدر شُجَاع بن الوليد السَّكُوني، عن هشام، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قلت يا رسول اللَّه ما لك إذا جاءت فاطمة قَبَّلْتَهَا حتى تجعل لسانك في فيها كلِّه كأنَّك تريد أن تلعطها عسلًا؟! قال: "نعم يا عائشة، إني لمَّا أُسري بي إلى السماء أدخلني جبريل الجَنَّة فناولني منها تفاحة فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسية، كلما اشتقت إلى الجَنَّة قَبَّلْتُهَا".
(5/ 87) في ترجمة (أحمد بن محمد بن محمد البَلْخِي أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (محمد بن الخليل الذُّهْلِي البَلْخِي) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 296) وقال: "شيخ يضع الحديث، لا يحلُّ ذكره في الكتب، ولعله لا يعرفه كثير إنسان من أصحابنا لخفائه".
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 87) في ترجمة (أحمد بن محمد بن محمد البَلْخِي)، وقال:"مجهول".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 539 - 540) وذكر حديثه هذا معزوًا للخطيب، وقال:"موضوع".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 160).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن محمد البَلْخي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(هشام) هو (ابن عُرْوَة بن الزُّبَيْر بن العَوَّام): تابعي ثقة فقية. وستأتي ترجمته في حديث (1167).
التخريج:
للحديث عن عائشة رضي الله عنها أربعة طرق.
الأول: عن أبي قَتَادة عبد اللَّه بن وَاقِد الحَرَّاني، عن سفيان الثَّوْري، عن هشام، به.
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 400 - 401) رقم (1000)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 29 - 30) في ترجمة (عبد اللَّه بن وَاقِد الحَرَّاني) -، وعنه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 412 - 413).
وفيه (عبد اللَّه بن وَاقِد الحَرَّاني) وهو متروك. قال ابن حِبَّان: "لا يجوز الاحتجاج بخبره". وستأتي ترجمته في حديث (1056).
وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(2/ 519) وقال: "هذا حديث موضوع مهتوك الحال". وذَكَرَ أَنَّ أبا قَتَادَة هو آفتة.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 202): "رواه الطبراني وفيه أبو قَتَادة الحَرَّاني، وثَّقه أحمد وقال: كان يتحرى الصدق وأنكر على من نسبه إلى الكذب، وضعَّفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك. وفيه من لم أعرفه".
الثاني: عن أحمد بن الأحجم المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أبو معاذ النَّحْوِي، عن هشام، به.
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 411). وقال في (1/ 414) منه: "لا يُعْرَفُ إلَّا من رواية أحمد بن الأحجم وقد كذَّبه علماء النَّقْلِ".
الثالث: عن غلام خليل، حدَّثني حسين بن حاتم، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن هشام، به.
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 412).
وفيه (غلام خليل) وهو (أحمد بن محمد بن غالب البَاهِلِي أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 73) وفيه عن أبي حاتم: "روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولين، ولم يكن محلّه عندي ممن يفتعل الحديث، وكان رجلًا صالحًا".
2 -
"المجروحين"(1/ 150 - 151) وقال: "كان يتقشف. . . . لم يكن الحديث شأنه، كان يجيب في كلِّ ما يُسأل ويقرأ كلَّ ما يُعْطَى، سواء كان ذلك من حديثه أو من حديث غيره. . . . ".
3 -
"الكامل"(1/ 198 - 199) وقال: "أحاديثه مناكير لا تحصى كثرة وهو بيِّن الأمر بالضعف". وفيه عن أبي عبد اللَّه النُّهَاوَنْدِيّ أنَّه قال لغلام خليل: هذه الأحاديث الرقائق التي تحدِّث بها؟ قال: "وضعناها لِنُرَقِّقَ بها قلوب العامَّة"! !
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 122 رقم (58) وقال: "متروك".
5 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 90 رقم (15) وقال: "يضع الحديث متروك".
6 -
"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 140 رقم (60) وقال: "كذَّاب متروك".
7 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 121) وقال: "روى عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف من زهده وورعه، ونعوذ باللَّه من زُهْدٍ يقيم صاحبه ذلك المقام".
8 -
"تاريخ بغداد"(5/ 78 - 80) وفيه عن أبي داود: "أخشى أن يكون دجَّال بغداد، قد عرض عليّ من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلّها". وقال أبو إسحاق النَّيْسَابُوري: "ممن لا شك في كذبه". وكانت وفاته عام (275 هـ).
9 -
"المغني"(1/ 57) وقال: "معروف بوضع الحديث، قبل الثلاثمائة، أقرَّ بالوضع وقال: وضعنا أحاديث نُرَقِّق بها القلوب".
10 -
"لسان الميزان"(1/ 272 - 274) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "أحاديثه كثيرة لا تحصى كثرةً وهو بيِّن الأمر في الضعف".
الطريق الرابع: عن محمد بن الخليل البَلْخِي، حدَّثنا أبو بدر شُجَاع بن الوليد السَّكُوني، عن هشام، به.
وهو طريق الخطيب هذا، وعنه رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 411).
وفيه (محمد بن الخليل البَلْخِي) وهو ممَّن يضع الحديث كما تقدَّم في ترجمته آنفًا.
وقد ذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 410) من حديث ابن عبَّاس أيضًا، وقال في (1/ 413) منه: "هذا حديث موضوع لا يشك المبتدئ في العلم،
وضعه، فكيف بالمتبحر. ولقد كان الذي وضعه أجهل الجُهَّال بالنقل والتاريخ، فإنَّ فاطمة وُلِدَت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقَّفه منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه. وذِكْره الإسراء كان أشد لفضيحته فإنَّ الإسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة، فلما هاجر أقام بالمدينة عشر سنين، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبيّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين وأشهر، وأين الحسن والحسين وهما يرويان عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد كان الفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة، فسبحان من فَضَحَ هذا الجاهل الواضع على يد نفسه".
وأقرَّه السُّيُوطيّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 392 - 395)، وذكر له شواهد أخرى أعلَّها، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 409 - 410).
* * *
680 -
أخبرنا الصَّيْمَري، حدَّثنا القاضي أبو بشر أحمد بن محمد بن محمد بن جعفر الهَرَوي -ببغداد-، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن إسحاق بن جابر المَوْصِلِي -بالبَصْرة-، حدَّثنا محمد بن عَبْدَة المَوْصِلِي، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثنا عبد الصمد بن النُّعْمَان، حدَّثنا كَيْسَان أبو عمر، عن يزيد بن بلال،
عن خَبَّاب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صُمْتُمْ فاسْتَاكُوا بالغَدَاةِ ولا تَسْتَاكُوا بالعَشِيِّ، فإنَّ الصَّائِمَ إذا يَبَسَتْ شَفَتَاه كان له نُورًا بين عَيْنَيْهِ يومَ القِيَامَةِ".
(5/ 88 - 89) في ترجمة (أحمد بن محمد بن محمد الهَرَوي أبو بشر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (كَيْسَان القَصَّار الفَزَارِيّ أبو عمر -ويقال: أبو عمرو-) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 121) وفيه أنَّ عبد اللَّه بن أحمد سأل يحيى بن مَعِين عنه، فقال:"شيخ ضعيف الحديث".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 235) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 13) وفيه عن أحمد: "شيخ ضعيف الحديث".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 358).
5 -
"السُّنَن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 204) وقال: "ليس بالقويِّ".
6 -
"التهذيب"(8/ 454) وفيه أنَّ نُعَيْم بن حمَّاد قال في كتابه "الفتن": حدَّثنا يحيى بن يَمَان، حدَّثنا كَيْسَان بن القَصَّار وكان ثقة". وقال السَّاجِي:"ضعيف".
7 -
"التقريب"(2/ 137) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ فق.
وفيه أيضًا (يزيد بن بلال بن الحارث الفَزَاري) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 323) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"المجروحين"(3/ 105) وقال: "منكر الحديث، يروي عن عليّ ما لا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وإن اعتبر به معتبر فيما وافق الثقات من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسًا".
3 -
"السُّنَن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 204) وقال: "غير معروف".
4 -
"التهذيب"(11/ 306) وفيه عن البخاري: "فيه نظر". وقال الأَزْدِيّ: "منكر الحديث". ولم يذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ فيه.
5 -
"التقريب"(2/ 362) وقال: "ضعيف، من الثالثة"/ فق.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد الهَرَوي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 90) رقم (3696)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 204)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 274)، من طريق كَيْسَان أبو عمر
(1)
، عن عمرو بن عبد الرحمن، عن خَبَّاب مرفوعًا به.
قال الدَّارَقُطْنِيّ: "كيسان أبو عمر ليس بالقويِّ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 164 - 165): "رواه الطبراني في "الكبير" ورفعه عن خَبَّاب. . . وفيه كَيْسَان أبو عمر: وثَّقه ابن حِبَّان وضعَّفه غيره".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الدِّرَاية في تخريج أحاديث الهداية"(1/ 282) بعد أنَّ عزاه للدَّارَقُطْنِيّ والطبراني: "وفي إسناده كَيْسَان أبو عمر القَصَّار
(2)
وهو ضعيف".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 396): "قال العراقي في "شرح التِّرْمِذِيّ": حديث ضعيف جدًّا".
ورواه الطبراني في "الكبير"(4/ 90) رقم (3696)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 204)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 274)، من طريق كَيْسَان أبو عمر، عن يزيد بن بلال، عن عليِّ بن أبي طالب موقوفًا عليه من قوله.
(1)
في "المعجم الكبير": "كيسان أبو عمر العطار"، وفي مصادر ترجمته:"القَصَّار".
(2)
صُحِّف في "الدِّرَاية" إلى: "القصاب".
قال الدَّارَقُطْنِيّ: "كَيْسَان أبو عمر ليس بالقويِّ، ومن بينه وبين عليّ غير معروف". يعني (يزيد بن بلال).
وعزاه ابن حَجَر في "التلخيص الحبير" إلى البزَّار. ولم أقف عليه في "مسنده" المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"، واللَّه أعلم.
* * *
681 -
أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد الفقيه، أخبرنا موسى بن عيسى بن عبد اللَّه السَّرَّاج، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى السوانيطي، حدَّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدَّثنا قَبِيصه، حدَّثنا سلَّام الطويل، عن زياد بن ميمون،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه ليس بتاركٍ أحدًا من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلَّا غَفَرَ له".
(5/ 91) في ترجمة (أحمد بن محمد بن موسى السوانيطي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ورد من طريق آخر ضعيف.
ففيه (زياد بن ميمون الثَّقَفي البَصْري أبو عمَّار) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 370 - 371) وقال: "تركوه". وفيه أن بشر بن عمر قال: سألت زياد بن ميمون أبا عمارة عن حديث رواه عن أنس فقال: "ويحكم احسبوا كنت يهوديًا أو نصرانيًا أو مجوسيًا، قد رجعت عمَّا كنت أُحَدِّث به عن أنس، لم أسمع من أنس شيئًا".
2 -
"أحوال الرجال" ص 102 رقم (154) وقال: "لا ينبغي أن يُشْتَغَلَ بحديثه".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 113 رقم (234) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 77 - 78) وفيه عن أبي داود الطَّيَالِسِي: " أتينا زياد بن ميمون فسمعته يقول: أستغفر اللَّه وضعت هذه الأحاديث". وفيه أنَّ يزيد بن هارون كان يرميه بالكذب. وأنَّ عبد الصمد قد نسبه إلى الكذب أيضًا. وقال يحيى بن مَعِين: "ليس بشيء".
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 544 - 545) وفيه عن أبي زُرْعَة: "واهي الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 305) وقال: "كان يروي عن أنس ولم يره ولا سمع منه شيئًا".
7 -
"الكامل"(3/ 1043 - 1044) وقال: "مقدار ما يرويه لا يتابعه أحد عليه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 218 رقم (236).
9 -
"المغني"(1/ 244) وقال: "اعترف بالكذب وتاب. . . ثم نَكَثَ وكَذَبَ".
10 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 94 - 95) وقال: "يقال له أبو عمَّار البَصْري، وزياد بن أبي عمَّار، وزياد بن أبي حسان، يُدَلِّسونه لئلا يُعْرَف في الحال".
كما أنَّ فيه (سلَّام بن سُلَيْم -أو سَلْم- الطويل المَدَائنِي) قال أبو نُعَيْم: "متروك بالاتفاق". وكذَّبه عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن موسى السوانيطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 189) رقم (1885)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 226 - 227) رقم (3349)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 266) -في ترجمة (عمرو بن حمزة القيسي) -، من طريق عمرو بن حمزة القيسي، عن خَلَف أبو الربيع، عن أنس بن مالك مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"إنَّ اللَّه عز وجل يَغْفِرُ في أوَّل ليلة من شهر رمضان لكلِّ أهل هذه القِبْلَةِ. وأشار بيده إليها".
قال ابن خُزَيْمَة قبل روايته له: "إن صَحَّ الخبر".
وقال العُقَيْلِي: لا يُتَابَعُ عليه.
أقول: إسناده ضعيف، ففيه (عمرو بن حمزة القيسي البَصْري أبو أُسَيْد) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 325) وقال: "لا يُتَابَعُ في حديثه".
2 -
"الصحيح" لابن خُزَيْمَة (3/ 189) وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح.
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 265 - 266) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 228) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 479) وصُحِّفَ فيه "القيسي" إلى: "القيني".
6 -
"الكامل"(5/ 1793) وقال: "مقدار ما يرويه غير محفوظ".
7 -
"الميزان"(3/ 255) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 190)، و"العلل المتناهية"(2/ 39 - 40)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ".
وأعلَّه بـ (سلّام) و (زياد بن ميمون)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 101) بأنَّ له طريقًا آخر، وساق الطريق المتقدِّم عن عمرو بن حمزة القيسي، عن خَلَف، عن أنس، وعزاه للبيهقي في "شُعَب الإيمان"، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
وتابعه ابن عَرَّاق في" تنزيه الشريعة"(2/ 154)، ولم يتكلَّم على هذا الطريق بشيء أيضًا -وفاتهما أنه عند ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"، فالعزو إليه أولى- وقال: إنَّ ابن الجَوْزي نفسه أخرج حديث الخطيب في "الواهيات" -يعني "العلل المتناهية"-، فناقض، واللَّه تعالى أعلم.
وذكره الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"(1/ 309 - 310) رقم (296) وقال: "موضوع". وعزاه للخطيب وأعلَّه بما تقدَّم، إلَّا أنَّه قال:"وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ" (2/ 101) بقوله: "قلت: له طريق آخر" ثم ساق الحديث الآتي وهو موضوع ايضًا فلم يصنع شيئًا! " ثم ذكر حديث: "إن اللَّه ليس بتارك أحدًا من المسلمين يوم الجمعة إلَّا غفر له"!!
وكلام الشيخ حفظه اللَّه موضع نظر من جهتين:
الأولى: قوله: إنه موضوع. وهو ليس كذلك، بسبب طريق ابن خُزَيْمَة المتقدِّم الذي قال الشيخ الألباني نفسه في تعليقه على "صحيح ابن خُزَيْمَة":"إسناده ضعيف".
الثانية: إنَّ الشيخ وَهِمَ فيما نقله عن السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"، فإنَّ السُّيُوطيَّ لم يسق في تعقُّبه: الحديث الذي ذكره الشيخ، إنما ساق حديث ابن خُزَيْمَة والبيهقي المتقدِّم، وموضوعهما مختلف.
* * *
682 -
أخبرني التَّنُوخي، حدَّثني أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى بن
العَلَّاف المُخَرِّي الشَّاهد، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدَّثني أبي: عبد الصمد بن موسى، حدَّثني عمِّي: إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بن علي بن عبد اللَّه بن العبَّاس، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا الشُّهُودَ فَبِهِمْ تُسْتَخْرَجُ الحقوقُ".
(5/ 94) في ترجمة (أحمد بن محمد بن موسى المعدَّل أبو عمر، المعروف بابن العَلَّاف).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال أبو بكر البَرْقَاني وغيره: "ضعيف". وقال الذَّهَبِيُّ: "منكر".
ففيه (عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس الهاشمي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (274).
كما أنَّ فيه (عبد الصمد بن موسى الهاشمي) وهو ضعيف أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (274).
و(التَّنُوخي) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1115).
التخريج:
رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 426 - 427) رقم (484)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 84) -في ترجمة (عبد الصمد بن عليّ الهاشمي) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 336 - 337) -مخطوط-، والشَّجَري في "أماليه"(2/ 237)، والنَّقَّاش في "القضاة والشهود"، والدَّيْلَمِيّ في "مسند
الفردوس" -كما في "المقاصد الحسنة" ص 78 - ، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (2/ 274 - 275)، من طريق عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس، عن أبيه، عن جدِّه ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "أَكْرِمُوا الشُّهْود، فإنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بهمُ الحُقُوقَ، ويَدْفَعُ بهمُ الظُلْمَ".
قال العُقَيْلِيُّ: "غير محفوظ، ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
وقال ابن الجَوْزي: "قال الخطيب: تفرَّد بروايته عبد الصمد بن موسى وقد ضعَّفوه. قال العُقَيْلِي: هذا الحديث غير محفوظ".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 198) نقلًا عن العُقَيْلِي: "تفرَّد به إبراهيم بن عبد الصمد، عن أبيه عبد الصمد بن موسى، عن إبراهيم بن محمد الإمام، عنه"
(1)
. وتعقَّبه بقوله: "قال ابن طاهر في "التذكرة": رواه ابن أبي مَيْسَرَة، عن عبد الصمد بن موسى أيضًا".
وأضاف تلميذه السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 79 بعد أن ذكر هذا عن ابن طاهر: "ومن طريقه أخرجه النَّقَّاش، بل رواه من طريق إبراهيم بن عبد العزيز الهاشمي، حدَّثنا عمِّي، حدَّثنا عبد الصمد بن عليَّ. ثم إنَّ في رواية الدَّيْلَمِيّ جعله عن عبد الصمد بن موسى، عن عبد الكريم بن محمد، بدل إبراهيم بن محمد".
أقول: يُتَعَقَّبُ على العُقَيْلِي بنفسه، فإنَّه ذكر الحديث في كتابه "الضعفاء" (1/ 64 - 65) -في ترجمة (إبراهيم بن محمد العبَّاسي) - من طريق أبي يحيى بن أبي مَيْسَرَة قال: حدَّثنا عبد الصمد بن موسى الهاشمي، به. وقال:"حديثه غير محفوظ".
وقد صرَّح الصَّغَاني في "الدُّرِّ الملتقط" ص 31 رقم (36) بوضعه.
(1)
قول العُقَيْلِي هذا لم أقف عليه في كتابه "الضعفاء" المطبوع، عند كلامه على هذا الحديث.
قال السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 79 بعد ذكره ذلك عن الصَّغَاني: "لم يستدرك ذلك العراقي".
وقال مُلَّا علي القَاري في "الأسرار المرفوعة" ص 66 رقم (228): "قال الحاكم: صحيح الإسناد، ذكره عنه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"، والسُّيُوطيّ في الأحاديث التي ردَّها على ابن الجَوْزي في "الموضوعات" قال: وسكت عنه الذَّهَبِيّ، أي لم يتعقَّبه على الحاكم".
أقول: لم أقف عليه في مظَّانِّه من كتاب "المستدرك" للحاكم، ولا "تخريج أحاديث الإحياء" للعراقي، فاللَّه أعلم.
والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 620) في ترجمة (عبد الصمد بن عليّ الهاشمي) وقال: "هذا منكر".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التحفة": "ضعيف". كما في "كشف الخفاء"(1/ 171).
وفي "كشف الخفاء" أيضًا: "ذكره ابن المُلَقِّن في" شرح المنهاج" بسنده. . . ثم قال: هذا حديث غير محفوظ عن أحد، ضعَّفه البَرْقَاني".
* * *
683 -
أخبرنا القاضي أبو الطَّيِّب الطبري، أخبرنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا أبو طالب الحافظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن منصور بن أبي مُزَاحِم، حدَّثنا جَدِّي، حدَّثنا أبو أُوَيْس، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ وهو يَؤمُّ النَّاس افتتح ببسم اللَّه الرحمن الرحيم.
قال أبو هريرة: هي آية من كتاب اللَّه، اقرؤوا إن شئتم فاتحة القرآن، فإنها الآية السابعة.
(5/ 96) في ترجمة (أحمد بن محمد بن منصور أبو طالب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والمرفوع من الحديث له شواهد بعضها صحيح.
ففيه (العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي المَدَني أبو شِبْل) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 330 رقم (235) وقال: "كان ثقةً كثير الحديث ثَبْتًا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 415) وفيه أنَّ ابن مَعِين سُئل عن العلاء وسُهَيْل فلم يُقَوِّ أمرهما.
3 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 173 و 174 رقم (623 و 624) قال الدَّارِمي: "وسألته عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، كيف حديثهما؟ قال: "ليس به بأس". قلت: هو أحب إليك أو سعيد المَقْبُري؟ ، فقال: سعيد أوثق، والعلاء ضعيف
(1)
".
4 -
"العلل" لأحمد (2/ 32) وقال: "ثقة".
5 -
"التاريخ الكبير"(6/ 508 - 509) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"سنن التِّرْمِذِيّ"(1/ 74) رقم الحديث (52) حيث يقول: "هو ثقة عند أهل الحديث".
7 -
"الجرح والتعديل"(6/ 357) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس حديثه بحجة وهو وسهيل قريب من السواء". وقال مُرَّة: "ليس بذاك لم يزل النَّاس يَتَّقُونَ
(1)
"يعني بالنسبة إليه. يعني كأنه لما قال: أوثق، خشي أنه يظن أنه يشاركه في هذه الصفة، وقال: إنه ضعيف". قاله الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(8/ 187).
حديثه". وقال أبو حاتم: "صالح". وقال أبو زُرْعَة: "ليس هو بأقوى ما يكون". وقال أبو حاتم كذلك: "روى عنه الثقات وأنا أنكر من حديثه أشياء". وقال أحمد: "ثقة لم نسمع أحدًا ذكر العلاء بسوء".
8 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 247).
9 -
"الكامل"(5/ 1860 - 1861) وقال: "ليس بالقويِّ". وقال أيضًا: "وللعلاء بن عبد الرحمن نسخ عن أبيه عن أبي هريرة، يرويها عن العلاء الثقات، وما أرى بحديثه بأسًا".
10 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 218 - 219) وقال: "مُخْتَلَفٌ فيه، لأنَّه ينفرد بأحاديث لا يُتَابَعُ عليها. . . . وقد أخرج له مسلم في "الصحيح" المشاهير من حديثه، دون. . . الشواذ".
11 -
"الكاشف"(2/ 310) وقال: "قال أبو حاتم: صالح، أُنْكِرُ من حديثه أشياء".
12 -
"التهذيب"(8/ 186 - 187) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس".
13 -
"التقريب"(2/ 92 - 93) وقال: "صدوق ربما وَهِمَ، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين -يعني ومائة-"/ ر م 4.
وفيه كذلك (أبو أُوَيْس) وهو (عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أُوَيْس المَدَني)، قال الحافظ الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية" (1/ 343) عقب ذكره لحديثه هذا عن أبي هريرة:"لو ثبت هذا عن أبي أُوَيْس، فهو غير محتج به، لأنَّ أبا أُوَيْس لا يحتج بما انفرد به، فكيف إذا انفرد بشيء وخالفه فيه من هو أوثق منه، مع أنَّه متكلَّم فيه، فوثَّقه جماعة، وضعَّفه آخرون، وممَّن ضعَّفه: أحمد بن حنبل، وابن مَعِين، وأبو حاتم الرَّازي، وممن وثَّقه: الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو زُرْعَة، وقال ابن عدي: يُكْتَبُ حديثه، ورون له مسلم في "صحيحه". ومجرد الكلام في الرجل لا يسقط حديثه".
ثم تكلَّم الزَّيْلَعِيُّ رحمه الله عن إخراج صاحبي "الصحيحين" لمن تكلِّم فيه، وفيه تحقيق جيِّد، ثم قال:"والمقصود من ذلك أنَّ حديث أبي أُوَيْس هذا لم يُتْرَكْ لكلام النَّاس فيه، بل لتفرده به، ومخالفة الثقات له".
وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (669).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن منصور أبو طالب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 306) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1500) -في ترجمة (عبد اللَّه أبو أُوَيْس الأَصْبَحِي المَدَني) - والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 306)، من طريق عثمان بن خُرَّازَاذ، عن منصور بن أبي مُزَاحِم، عن أبي أُوَيْس، به.
لكن ليس عند ابن عدي قول أبي هريرة: "هي آية من كتاب اللَّه. . . ".
قال ابن عدي: "وهذا لا يُعْرَفُ إلَّا بأبي أُوَيْس عن العلاء، وعن العلاء منصور، ولم يقع لي بِعُلُوٍّ".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه عن منصور بن أبي مُزَاحِم: عثمان بن خُّرَّزَاذ الأَنْطَاكي، والحسن بن الفضل بن السَّمْح البُوْصَرَاني".
وللحديث شواهد بعضها صحيح، وقد سبق الكلام عليه برقم (209). وهو وهناك من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
* * *
684 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر، حدَّثنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن منصور السَّرْخَسِيّ الحَاسِب، حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، عن عبد المَلَكُ بن عُمَيْر،
عن جابر بن سَمُرَة أو غيره قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ"
(1)
.
(5/ 97) في ترجمة (أحمد بن محمد بن منصور الحَاسِب الضَّرير أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى. وعدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.
ففيه (قيس بن الرَّبيع الأَسَدِي الكُوفي) وهو صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لما كبر، أَدْخَلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).
وفيه كذلك (أبو العلاء الوَاسِطي) وهو (محمد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ القاضي): ضعيف مخلِّط. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 237) رقم (1879)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 310 - 311) رقم (3125) -، من طريق قيس بن الربيع، عن عبد المَلَكُ بن عُمَيْر، عن جابر بن سَمُرَة وغيره
(2)
مرفوعًا به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 97): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه من لم أعرفه".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "مؤمن".
(2)
ليس في "مجمع البحرين" بقوله: "وغيره".
والحديث رواه عدد كبير من الصحابة، انظر مروياتهم والكلام عليها في:"جامع الأصول"(11/ 562)، و"مجمع الزوائد"(8/ 96 - 97)، و"المقاصد الحسنة" ص 383، و"مصباح الزجاجة" للبُوصِيري (4/ 120)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 147 - 148 - وقد عدَّه من المتواتر-، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيديّ ص 449 - 450، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 117 - 118، وأورده من حديث أربعة عشر صحابيًا.
ومن ذلك، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الأدب، باب إنَّ المستشار مؤتمن (5/ 125) رقم (2822)، وأبو داود في الأدب، باب في المشورة (5/ 345) رقم (5128)، وابن ماجه في الأدب، باب المستشار مؤتمن (2/ 1233) رقم (3745)، من طريق شَيْبَان، عن عبد المَلَكُ بن عُمَير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وقال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن".
ومن ذات الطريق، رواه التِّرْمِذِيّ في الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم (4/ 583 - 585) رقم (2369)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 100 - 101 رقم (256)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 131)، والطَّحَاوِيّ في "مُشْكِل الآثار"(1/ 195 - 196)، مطَوَّلًا، وفيه "إنَّ المُسْتَشَارَ مُؤْتَمَنٌ".
قال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 274)، وابن ماجه في الموطن السابق رقم (3746)، والدَّارِمِيّ في "سننه"(2/ 219)، وابن حِبَّان في "صحيحه" ص 488 رقم (1991) -من موارد الظمآن-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 112)،
من طريق الأعمش، عن أبي عمرو الشَّيْبَاني، عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعًا به.
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 120): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وأبو عمرو الشَّيْبَاني اسمه سعد بن إياس".
وعزاه البُوصِيري إلى عبد بن حُمَيْد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك"، من ذات الطريق.
وسيأتي برقم (1326) من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.
* * *
685 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الباقي بن قَانع بن مرزوق القاضي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مُقَاتِل الرَّازي، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أبو مُطِيع، عن أبي حَنِيفة، عن خالد بن عَلْقَمَة، عن عبد خير،
عن عليّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
(5/ 98) في ترجمة (أحمد بن محمد بن مُقَاتِل الرَّازي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو مُطِيع) وهو (الحكم بن عبد اللَّه بن مُسْلِم البَلْخِي الخُرَاسَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 343) وقال: "كان مُرْجِئًا. . . وهو ضعيف عندهم في الحديث، وكان مكفوفًا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 124) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 256 - 257) وفيه عن أحمد: "لا ينبغي أن يُرْوَى عنه". وقال ابن مَعِين: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 121 - 122) وفيه عن أبي حاتم: "كان مُرْجِئًا ضعيف الحديث".
5 -
"المجروحين"(1/ 250) وقال: "كان من رؤساء المُرْجئة ممَّن يُبْغِضُ السُّنَنَ ومُنْتَحِلِيْهَا".
6 -
"الكامل"(2/ 631 - 632) وقال: "بيِّن الضَّعف في أحاديثه، وعامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه". وفيه عن البخاري: "صاحب رأي ضعيف". وقال النَّسَائي: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 181 - 182 رقم (162).
8 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 276) وقال: "روى عن مالكٍ، وكان مُرْجِئًا، وهو صالح في الحديث إلَّا أنَّ أهل السُّنَّة أمسكوا عن رواية حديثه". وترجم له في (3/ 925 - 926) وقال: "هو كبير المحلِّ عند الحنفيين بخُرَاسان. . . فأمَّا الحفَّاظ من أهل العراق وخُرَاسَان فلا يرضونه".
9 -
"تاريخ بغداد"(8/ 223 - 225) وفيه عن عمرو بن علي الفَلَّاس: "ضعيف الحديث". وقال أبو داود: "تركوا حديثه، كان جَهْمِيًّا". وقال ابن المبارك: "أبو مطيع له المِنَّة على جميع أهل الدنيا". وقال مالك بن أنس: "أبو مطيع قام مقام الأنبياء".
10 -
"المغني"(1/ 1813) وقال: "تركوه".
11 -
"الميزان"(1/ 574) وقال: "كان بصيرًا بالرأي، علَّامةً كبير الشأن، ولكنه واه في ضبط الأثر". وفيه: "كان ابن المُبَارَك يعظِّمه ويُجلّه لِدِيْنِهِ وعِلْمِهِ. . . ".
12 -
"اللسان"(2/ 334 - 336) وفيه عن أبي حاتم: "كان مرجئًا كذَّابًا". وقال العُقَيْلِي
(1)
: "كان مرجئًا صالحًا في الحديث إلَّا أنَّ أهل السُّنَّة أمسكوا عن الرواية عنه". وقال الجُوْزَقَاني: "كان من رؤساء المُرْجِئَة ممن يضع الحديث ويُبْغِض السُّنَنَ". وقال ابن حَجَر: "وقد جزم الذَّهَبِيُّ بأنَّه وضع حديثًا فينظر من ترجمة عثمان بن عبد اللَّه الأُمَوي". وقال السَّاجي: "تُرِكَ لرأيه، واتُّهم".
كما أن فيه (محمد بن مُقَاتِل الرَّازي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1464).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن مُقَاتِل الرَّازي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
روي عن عليّ رضي الله عنه من طرق:
الأول: عن أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني، عن أبي حَنِيفة، به.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 89 - 90)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 63) مطوَّلًا.
قال الدَّارَقُطْنِيّ: "هكذا رواه أبو حَنِيفة عن خالد بن عَلْقَمَة قال فيه: "ومسح رأسه ثلاثًا"، وخالفه جماعة من الحفَّاظ الثقات منهم: زائدة بن قُدَامَة، وسفيان الثَّوْري، وشُعْبَة، وأبو عَوَانة، وشَرِيك، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وهارون بن سعد، وجعفر بن محمد، وحجَّاج بن أَرْطَاة، و. . . فرووه عن
(1)
هكذا في "اللسان": "قال العُقَيْلِي". وقد تقدَّم أن هذا القول هو للخليلي في كتابه "الإرشاد"، فاللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
خالد بن عَلْقَمَة، فقالوا فيه: ومسح رأسه مرَّةً. . . ولا نعلم أحدًا منهم قال في حديثه: إنَّه مسح رأسه ثلاثًا غير أبي حَنِيفة".
وقال البيهقي: "وهكذا رواه الحسن بن زياد اللؤلؤي وأبو مطيع عن أبي حَنِيفة في مسح الرَّأس ثلاثًا".
الثاني: عن أبي يوسف، عن أبي حَنِيفة، به.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 89) وِجَادَةً. وذكر عقبه ما تقدَّم عنه من أمر المخالفة.
الثالث: عن مُسْهِر بن عبد المَلَكُ بن سَلْع، عن أبيه، عن عبد خير، عن عليّ.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 92).
وفيه (مُسْهِر بن عبد المَلَكُ بن سَلْع الهَمْدَاني)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 249):"ليِّن الحديث".
الرابع: عن أبي الأحوص سلَّام بن سُلَيْم، عن أبي إسحاق، عن أبي حيَّة بن قيس، عن عليّ.
رواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 310) رقم (736).
ومن طريق أبي حيَّة عن عليّ أيضًا رواه البيهقي في "الخلافيات" كما في "التلخيص الحَبِير"(1/ 85).
وفيه (أبو حيَّة بن قيس الوَادِعي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 781): "لا يُعْرَفُ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 415): "لا يُعْرَفُ اسمه، مقبول، من الثالثة"/ 4. وترجم له في "التهذيب" (12/ 81) وفيه عن أحمد: "شيخ". وقال أبو الوليد الفَرَضِيّ: "مجهول". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال ابن
القطَّان: "وثَّقه بعضهم وصحَّحَ حديثه ابن السَّكَن وغيره". وقال ابن الجارود في "الكُنَى": "وثَّقه ابن نُمَيْر".
الخامس: عن عبد العزيز بن عبيد اللَّه، عن عُمَير بن سعيد النَّخَعِيّ، عن عليّ.
رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(2/ 278) رقم (1336) مطوَّلًا.
قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 85): "فيه عبد العزيز بن عبيد اللَّه وهو ضعيف".
السادس: عن ابن وَهْب، عن ابن جُرَيْج، عن محمد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عليّ.
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 63)، وقال:"إنَّه أحسن ما روي عن عليّ فيه".
وفيه عنعنة ابن جُرَيْج وهو مدلِّس. انظر "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 95.
أقول: وفي الباب عن غير عليّ، انظر:"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق"(1/ 375 - 381)، و"نصب الراية"(1/ 31 - 34)، و"التلخيص الحَبِير". (1/ 84 - 85)، و"مجمع الزوائد"(1/ 230) وما بعد، و"فتح الباري"(1/ 298) -كتاب الوضوء، باب مسح الرَّأس مرة-، و"نيل الأوطار"(1/ 175 - 176).
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 85): "ومال ابن الجَوْزي في "كشف المشكل" إلى تصحيح التكرير".
وقال العلّامة الشَّوْكَاني في "نيل الأوطار"(1/ 176): "والإنصاف أنَّ أحاديث الثلاث لم تبلغ إلى درجة الاعتبار حتى يلزم التمسك بها لما فيها من الزيادة".
* * *
686 -
أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الخَفَّاف، أخبرنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن سليمان، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مسلم البغدادي قال: أخبرنا غسان بن الربيع، حدَّثنا ثابت أبو زيد، عن هشام بن حسَّان، عن حَفْصَة بنت سِيرين،
عن أُمِّ عَطِيَّة قالت: نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نتحدَّثَ مع الرِّجَالِ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ.
(5/ 98 - 99) في ترجمة (أحمد بن محمد بن مسلم البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (غسان بن الربيع الأَزْدِي المَوْصِلي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 2) وقال: "حدَّثنا عنه أبو يعلى بالمَوْصِل".
2 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 330) وقال: "ضعيف".
3 -
"تاريخ بغداد"(12/ 329 - 330) وقال: "كان نبيلًا فاضلًا ورعًا". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "صالح". وقال مرَّة: "ضعيف".
4 -
"المغني"(1/ 506) وقال: "شيخ أبي يعلى المَوْصِلي. قال الدَّارَقُطْنِيّ: ضعيف".
5 -
"الميزان"(3/ 334) وقال: "كان صالحًا وَرِعًا، ليس بحجَّة في الحديث".
6 -
"اللسان"(4/ 418) وذكر أنَّ ابن حِبَّان أخرج في "صحيحه" عن أبي يعلى عنه.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن مسلم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
687 -
أخبرنا طلحة بن عليّ بن الصَّقْر الكَتَّاني، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن عيسى بن الحكم المُقْرئ الحَرْبي -إملاءً-، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن المُسْتَلِم بن حَيَّان، حدَّثنا محمد بن رزق اللَّه أبو بكر، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح قال: حدَّثنا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد،
عن أبي أُمَامة البَاهِلِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فإنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّه عز وجل".
(5/ 99) في ترجمة (أحمد بن محمد بن المُسْتَلم المؤدِّب أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي من حديث جماعة من الصحابة، وطرقه كلُّها معلولة.
ففيه (عبد اللَّه بن صالح بن محمد الجُهَني المِصْري أبو صالح -كاتب الليث-) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 121) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"سؤالات البَرْذَعِيّ لأبي زُرْعَة الرَّازي"(2/ 492 - 493) وقال: "حسن الحديث. . . ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 149 رقم (351) وقال: "ليس بثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 267) وفيه عن أحمد: "كان أَوَّلَ أمره متماسكًا، ثم فَسَدَ بِأَخَرَةٍ، وليس هو بشيء". وفيه عن أحمد أيضًا أنَّه ذَمَّهُ وكَرِهَهُ
وقال: إنَّه روى عن الليث عن ابن أبي ذِئْب كتابًا أو أحاديث. وأنكر أن يكون ليث روى عن ابن أبي ذِئْبٍ شيئًا.
5 -
"الجرح والتعديل"(5/ 86 - 87) وفيه عن عبد الملك بن شُعَيْب بن الليث: "ثقة مأمون قد سمع من جدِّي حديثَهُ، وكان يحدِّث بحضرة أبي، وأبي يحضُّه على التحديث". وقال ابن مَعِين: "أقلُّ أحوال أبي صالح كاتب الليث أنه قرأ هذه الكتب على الليث وأجازها له، ويمكن أن يكون ابن أبي ذِئْبٍ كتب إليه بهذا الدُّرج". وقال أبو حاتم: "الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره التي أنكروا عليه، نرى أنَّ هذه ممَّا افتعل خالد بن نَجِيح، وكان أبو صالحٍ يصحبُهُ، وكان سَلِيمَ النَّاحِيَةِ، وكان خالد بن نَجِيح يفتعل الحديث ويضعه في كتاب النَّاس، ولم يكن وزنُ أبي صالحٍ وزنُ الكذب، وكان رجلًا صالحًا". وقال أبو حاتم أيضًا: "مِصْرِيٌّ صدوق أمين ما علمته". وقال أبو زُرْعَة: "لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث".
6 -
"المجروحين"(2/ 40 - 43) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات ما لا يُشْبِهُ حديث الثقات".
7 -
"الكامل"(4/ 1522 - 1525) وقال: "هو عندي مستقيم الحديث إلَّا أنَّه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط ولا يتعمد الكذب".
8 -
"تاريخ بغداد"(9/ 478 - 482) وفيه عن أحمد بن صالح المِصْري: "مُتَّهم ليس بشيء". وقال عليّ بن المَدِيني: "ضربتُ على حديث عبد اللَّه بن صالح، وما أروي عنه شيئًا". وقال أبو عليّ صالح بن محمد جَزَرَة: "كان يحيى بن مَعِين يوثِّقه، وعندي كان يكذب في الحديث".
9 -
"المغني"(1/ 342 - 343) وقال: "مكثر، صالح الحديث، له مناكير".
10 -
"الكاشف"(2/ 86) وقال: "كان صاحب حديث، فيه لِيْنٌ".
11 -
"التقريب"(1/ 423) وقال: "صدوق كثير الغلط، ثَبْتٌ في كتابه، وكانت فيه غفلة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وعشرين -يعني ومائتين-، وله خمس وثمانون سنة"/ خت د ت ق.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن المُسْتَلِم المؤدِّب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 121) رقم (7497)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 118)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1523) -في ترجمة (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِيّ) -، و (6/ 2401) -في ترجمة (معاوية بن صالح الحِمْصِيّ) -، وابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 196)، من طرق، عن عبد اللَّه بن صالح المِصْرِيّ، عن معاوية بن صالح، به.
قال ابن عدي في الموضع الثاني: "وهذا عن راشد بن سعد بهذا الإِسناد لا يرويه عنه غير معاوية بن صالح".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 268): "رواه الطبراني، وإسناده حسن".
وقال السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 330): "إنه بمفرده على شرط الحسن، وعبد اللَّه بن صالح لا بأس به".
أقول: وهذا منهما موضع نظر لما تقدَّم من ضعف (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِي).
وعزاه في "المقاصد الحسنة" ص 19 إلى الهَرَوي وأبي نُعَيْم في "الطب النبوي" من حديث أبي أُمامة أيضًا.
وهو مروي من حديث أبي سعيد الخُدْري، وأبي هريرة، وثَوْبَان،
وعبد اللَّه بن عمر، وقد أُعِلَّت جميعها، انظرها والكلام عليها في:"جامع الأصول"(2/ 205 - 206)، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 19 - 200 - ومال إلى ضعفه وقال عن طرقه:"وكلُّها ضعيفة، وفي بعضها ما هو متماسك لا يليق مع وجوده الحكم على الحديث بالوضع"-، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 145 - 148) وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (2/ 329 - 330) وتعقَّب ابن الجَوْزي وقال:"الحديث حسن صحيح"!، و"تنزيه الشريعة"(2/ 305 - 306)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَاني ص 243 - 244 وقال:"وعندي أنَّ الحديث حسن لغيره، وأمَّا صحيح فلا"، و"الضعيفة" للألباني (4/ 299 - 302) وقال:"ضعيف".
وقد فَصَّلَ العلَّامة المُعَلِّمِيّ في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 244 - 245 حال طرق الحديث وانتهى إلى الحكم عليه بالضعف وقال: "وإن كان معناه صحيحًا".
* * *
688 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مِهْرَان السَّوطي البغدادي، حدَّثنا أبو نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن، حدَّثنا سَلَمَة بن نُبَيْط، عن الضَّحَّاك بن مُزَاحِم،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أنا أحمدُ، ومحمدُ، والحَاشِرُ، والمَقَفِّي، والخَاتَمُ".
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافط، حدَّثنا الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يحيى السَّوطي بإسناد مثله.
(5/ 99 - 100) في ترجمة (أحمد بن محمد بن مِهْرَان السَّوطي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو صحيح من غير هذا الطريق.
ففيه انقطاع بين (الضَّحَّاك بن مُزَاحِم الهِلَالي) وبين (ابن عبَّاس) رضي الله عنه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85 - 87، عن مُشَاش
(1)
قال: قلت للضَّحَّاك: سَمِعْتَ من ابن عبَّاس؟ قال: لا. قلت: رأيته؟ قال: لا. وعن عبد الملك بن مَيْسَرَة قال: قلت للضَّحَّاك: أسمعتَ من ابن عبَّاس شيئًا؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي ترويه عن من أخذته؟ قال: عن ذا وعن ذا. وفيه: "كان شعبة يُنْكِرُ أن يكون الضَّحَّاك بن مُزَاحِم لقي ابن عبَّاس قَطُّ". وفيه أقوال أخرى عن أحمد وأبي زُرْعَة في عدم سماعه من ابن عبَّاس. وفي ترجمته من "التهذيب"(4/ 453 - 454): "قيل لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 373): "صدوق كثير الإِرسال، من الخامسة، مات بعد المائة"/ 4. وانظر ترجمته أيضًا في: "تهذيب الكمال" (13/ 291 - 297)، و"الميزان" (2/ 325 - 326).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن مِهْرَان السَّوطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 58 - 59)، و"المعجم الأوسط"(3/ 147) رقم (2301)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن سَلمَة إلَّا أبو نُعَيْم، ولا يُرْوَى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإِسناد".
(1)
هو (مُشَاش أبو سَاسَان، أو أبو الأزهر، السَّلِيمي البَصْري، وقيل: المَرْوَزي): وثَّقه ابن مَعِين وابن حِبَّان وغيرهما. انظر ترجمته في "التهذيب"(10/ 154 - 155).
وقال في "الأوسط": "لم يروه عن الضَّحَّاك إلَّا سَلَمَة بن نُبَيْط، تفرَّد به أبو نُعَيْم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 284): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"". ولم يتكلَّم عليه بشيء.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 383): -مخطوط-، عن الخطيب من طريقيه المتقدِّمين.
والحديث رواه البخاري في المناقب، باب ما جاء في أسماء النبيِّ صلى الله عليه وسلم (6/ 554) رقم (3532)، ومسلم في الفضائل، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم (4/ 1828) رقم (2354)، وغيرهما، عن جُبَيْر بن مُطْعِم مطوَّلًا. وفيه ذكر:(محمد، وأحمد، والحَاشِر) من الأسماء التي وردت في حديث ابن عبَّاس.
لكن رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 604) من حديث جُبَيْر، وفيه تمام الأسماء الخمسة التي في حديث ابن عبَّاس. وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقد رواه مسلم في الموطن السابق رقم (2355) من حديث أبي موسى الأشعري. وفيه ذكر اسمه (المُقَفِّي).
وانظر الأحاديث الواردة في أسماء النبيِّ صلى الله عليه وسلم وتفسير معانيها: "جامع الأصول"(11/ 215 - 216)، و"مجمع الزوائد"(8/ 284)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (1/ 378 - 385) -مخطوط-، و"زاد المَعَاد" لابن القَيِّم (1/ 86 - 97)، و"تاريخ الإِسلام" للذَّهَبِيّ -السيرة النبوية- ص 29 - 34، و"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العِبَاد" لمحمد بن يوسف الصَّالِحي الشَّامِي (1/ 491 - 663) وهو من أوسعها.
وهناك كتب كثيرة أُفردت الأسماء النبيِّ صلى الله عليه وسلم وشرح معانيها، انظرها في "معجم ما أُلِّفَ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" للدكتور صلاح الدين المنجد ص 37 - 40.
غريب الحديث:
قوله: "المُقَفِّي": "هو المُوَلِّي الذَّاهِب. وقد قَفَّى يُقَفِّي فهو مُقَفٍّ: يعني أنه آخر الأنبياء المُتَّبِعُ لهم، فإذا قَفَّى فلا نبيَّ بعده". "النهاية"(4/ 94).
* * *
689 -
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلان البزَّاز، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشافعي، حدَّثني أحمد بن محمد بن مُؤَمَّل، حدَّثنا عبد الواحد بن شعيب الجَبَلِي -بجَبَلَة-، حدَّثنا خالد بن حُبَاب، حدَّثنا سليمان، عن أبي عثمان،
عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احْتَجَّ آدمُ وموسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خَلَقَكَ اللَّه بيده، وأَسْجَدَ لك ملائكته، عملتَ الخطيئةَ التي أخرجتك من الجنَّة؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصْطَفَاكَ اللَّه برسالته، وأَنْزَلَ عليكَ التوراةَ، وكَلَّمَكَ تكليمًا، فَبِكَمْ خطيئتي سَبَقَتْ خَلْقِي. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فَحَجَّ آدمُ موسى".
(5/ 103 - 104) في ترجمة (أحمد بن محمد بن المُؤَمَّل الصُّوْرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (خالد بن الحُبَاب البَصْري أبو الحُبَاب) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 326) وقال: "نزيل حَمَاة على مرحلة من حِمْص. . . سئل أبي عنه فقال: هو بَصْرِيٌّ شيخ يُكْتَبُ حديثه".
2 -
"الميزان"(1/ 629) وقال: "أدركه أبو حاتم وسمع منه، وقال: يُكْتَبُ حديثه. وقال غيره: ليس بذاك".
3 -
"المغني"(1/ 201) وقال: "شيخ سكن حَمَاة، سمع سليمان التَّيْمِي، وعنه أبو حاتم، يُكْتَبُ حديثه".
وفيه (عبد الواحد بن شُعَيْب الجَبَلي أبو القاسم)، وقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 565 - 566) -مخطوط- وقال:"قاضي جَبَلة". وذكر بعض شيوخه ومن روى عنه، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن المُؤَمَّل الصُّوري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(سليمان) هو (ابن طَرْخَان التَّيْمِي البَصْري أبو المُعْتَمِر): إمام ثقة عابد، كان مقدَّمًا في العلم والعمل، خرَّج له الستة، وتوفي عام (143 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 5 - 12)، و"السِّيَر"(6/ 195 - 202)، و"التهذيب"(4/ 201 - 203)، و"التقريب"(1/ 326).
و(أبو عثمان) هو (النَّهْدِيّ، عبد الرحمن بن مُلّ البَصْري): إمام حجَّة ثقة مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشافعي في "فوائده" -المشهورة باسم "الغَيْلانِيَّات"- (1/ 135) رقم (161)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه مختصرًا جدًّا، ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 66) رقم (144)، عن أبي حاتم الرَّازي، حدَّثنا أبو الحُبَاب خالد بن الحُبَاب البَصْري، به.
والحديث صحيح، مروي عن غير واحد من الصحابة، وقد سبق الكلام عليه برقم (614).
* * *
690 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أبو حاتم الرَّازي، حدَّثنا خالد بن الحُبَاب -كتبت عنه بالشَّام-، حدَّثنا سليمان التَّيْمِي، عن أبي عثمان،
عن أبي موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: احْتَجَّ آدمُ وموسى فَحَجَّ آدمُ موسى".
(5/ 104) في ترجمة (أحمد بن محمد بن المُؤَمَّل الصُّوْريّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
وقد تقدَّم الكلام على إسناده في الحديث السابق (689).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (689).
* * *
691 -
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي، وعبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، قالا: حدَّثنا أبو بكر محمد بن الخَضِر بن زكريا الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مهدي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا سَلْم
(1)
بن سالم البَلْخِي، عن عليّ بن عُرْوَة، عن محمد بن المُنْكَدِر،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سالم". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قَادَ أَعْمَى أربعينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ له الجَنَّةُ".
(5/ 105) في ترجمة (أحمد بن محمد بن مهدي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وله طرق عِدَّة معلولة، وقال الحافظ ابن حجر:"ضعيف جدًّا، ولا يثبت في هذا شيء".
ففيه (عليّ بن عُرْوَة القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 173 رقم (622) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 198) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث".
3 -
"المجروحين"(2/ 107 - 109) وقال: "شيخ يروي عن ابن المُنْكَدِر، روى عنه العِرَاقِيُّونَ، كان ممَّن يضع الحديث على قِلَّته".
4 -
"الكامل"(5/ 1851 - 1852) وقال: "هو ضعيف عن كلِّ من روى عنه".
5 -
"تاريخ دمشق" لابن عساكر (12/ 475 - 476) -مخطوط- وفيه عن محمد بن عبد اللَّه بن عمَّار: "سألت عنه بدمشق فقالوا: هو ثقة". وقال صالح بن محمد جَزَرَة: "عثمان بن عبد الرحمن القُرَشي الوقَّاصي كان يضع الحديث، وعليّ بن عُرْوة أكذب منه". وقال أيضًا: "حديثه كلُّه كَذِبٌ".
6 -
"الكاشف"(2/ 253) وقال: "تركوه".
7 -
"التهذيب"(7/ 365) وفيه عن البخاري: "مجهول".
8 -
"التقريب"(2/ 41) وقال: "متروك، من الثامنة"/ ق.
كما أنَّ فيه (سَلْم بن سالم البَلْخِي أبو محمد -وقيل أبو عبد الرحمن-)، وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 374) وقال: "كان مُرْجِئًا، ضعيفًا في الحديث، ولكنَّه كان صارمًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 356) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"العلل" لأحمد (2/ 270) وقال: "ليس بذاك في الحديث". كأنَّه ضعَّفه كما يقول عبد اللَّه بن أحمد.
4 -
"أحوال الرجال" ص 208 رقم (385) وقال: "غير ثقة".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 117 رقم (247) وقال: "ضعيف".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 165).
7 -
"الجرح والتعديل"(4/ 266 - 267) وفيه عن أبي زُرْعَة: "لا يُكْتَبُ حديثه، كان مُرْجِئًا، وكان لا -وأومى بيده إلى فيه- يعني لا يصدق".
8 -
"المجروحين"(1/ 344) وقال: "منكر الحديث، يقلب الأخبار قَلْبًا، وكان مُرْجِئًا شديد الإِرجاء داعية إليها، كان ابن المُبَارَك يكذِّبه".
9 -
"الكامل"(3/ 1173 - 1174) وقال: "ولِسَلْم بن سالم أحاديث إفرادات وغرائب، وأنكر ما رأيت له ما ذكرته من الأحاديث، وبعضها لعل البلاء فيه من غيره، أرجو أن يُحْتَمَلَ حديثه".
10 -
"الإِرشاد" لأبي يعلى الخَلِيلي (3/ 931 - 932)، وقال:"أجمعوا على ضعفه. . . ولم يكن من صفته هذا الشأن".
11 -
"تاريخ بغداد"(9/ 140 - 145) وفيه عن أحمد بن سيَّار: "كان زاهدًا، وكان رأسًا في الإِرجاء داعيةً، وكان يروي أحاديث ليست لها خُطُمٌ ولا أَزِمَّةٌ، شبيهةٌ بالموضوع. . . " وقال عليُّ بن المَدِيني: "كان مُرْجِئًا، وكان ضعيف الحديث". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وبمثل قوله قال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن مهدي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 353) رقم (13322)، وأبو يعلى في "مسنده"(9/ 466) رقم (5613)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1851) -في ترجمة (عليّ بن عُرْوَة الدِّمَشْقِيّ) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 158)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 109) رقم (7628) -ط بيروت-، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 475 - 476) -مخطوط-، من طريق سَلْم
(1)
بن سالم، عن عليّ بن عُرْوَة، به.
ومن هذا الطريق ذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 107) -في ترجمة (عليّ بن عُرْوَة) -.
وقال البيهقي: "عليُّ بن عُرْوة هذا ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 138): "رواه الطبراني في "الكبير" وأبو يعلى، وفيه عليّ بن عُرْوَة وهو كذَّاب".
(1)
صُحِّفَ في "مسند أبي يعلى"، و"الحِلْيَة" إلى:"سالم"، ممَّا جعل محقق "مسند أبي يعلى" لا يقف له على ترجمة. كما صُحِّفَ في "شُعَب الإِيمان" إلى:"سليم".
وقال ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 406) رقم (2591): هذا الحديث ضعيف جدًّا، ولا يثبت في هذا شيء.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 531) -في ترجمة (ثَوْر بن يزيد الكَلَاعي الحِمْصِيّ) -، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 108) رقم (7625) -ط بيروت-، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن القُشَيْرِي، حدَّثنا ثَوْر بن يزيد، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به.
قال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه عن محمد بن المُنْكَدِر غير ثَوْر، ومن حديث ثَوْرٍ أغرب، ولا أعلم يرويه عن ثَوْرٍ غير محمد وعنه سليمان".
وعن ابن عدي من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 174)، وقال في (2/ 177) منه:"قال ابن عدي: هو حديث منكر من حديث ثَوْر".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 214) من طريق المُعَلَّى بن مهدي، حدَّثنا سِنَان بن البَخْتَرِيّ، عن عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"من قاد أعمى أربعين خطوة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".
وإسناده ضعيف كما سيأتي برقم (1372).
وعن الخطيب رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 174 - 175) -وصُحِّفَ فيه (ابن عمر) إلى (ابن عمرو) -، وقال في (2/ 177) منه:"قوله: عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد تدليس، وإنما هو محمد بن أبي حُمَيْد. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النَّسَائي: ليس بثقة".
وبلفظ الخطيب هذا، رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان" (6/ 108) رقم:(7627) -ط بيروت-، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2167) -في ترجمة (محمد بن عبد الملك الأنصاري) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"
(2/ 174)، من طريق محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المنكدر، عنه، به.
قال البيهقي: إسناده ضعيف!
وقال ابن عدي: "هذا يرويه محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المُنْكَدِر، ورواه عليّ بن عُرْوَة الدِّمَشْقِيّ، عن محمد بن المُنْكَدِر أيضًا".
أقول: في إسناده (محمد بن عبد الملك الأنصاري الضَّرير المَدَني أبو عبد اللَّه) وهو كذّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
وهو مروي من حديث جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة. وقد ذكر ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 173 - 178)، حديثهم من طرق عدَّة، وقال:"هذه الأحاديث كلّها ليس فيها ما يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 88 - 90) بما محصَّله: بأنَّ تعدد الشواهد والطرق، وفي بعضها من لم يُتَّهَمْ أو يذكر بضعف شديد، يدفع عنه الحكم عليه بالوضع. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 138).
* * *
692 -
أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، والحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، ومحمد بن عبد الملك القُرَشي، قالوا: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن مُكْرَم البزَّاز -إملاءً من حفظه-، حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي، أخبرنا عبد اللَّه بن وَهْب، عن ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ أَذْهَبْتَ عَنْكَ شَرَّهُ".
(5/ 106) في ترجمة (أحمد بن محمد بن مُكْرَم البزَّاز أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن مُكْرَم البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن، مع ملاحظة عَنْعَنَةِ ابن جُرَيْج، فإنَّه مُدَلِّسٌ.
وقد رجَّحَ أبو زُرْعَة الرَّازِيّ، والبَيْهَقِيّ، والذَّهَبِيّ، وَقْفَهُ على جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.
التخريج:
رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 13) رقم (2258)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 390)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 84)، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن ابن جُرَيْج، به.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال البيهقي: "كذا رواه ابن وَهْب بهذا الإِسناد مرفوعًا، وكذلك رواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وَهْب. ورواه عيسى بن مثرود عن ابن وَهْب من قول أبي الزُّبَيْر -يعني مُرْسَلًا-.
ورواه البيهقي في الموطن السابق من طريق أبي عاصم، عن ابن جُرَيْج، أخبرني أبو الزُّبَيْر أنَّه سمع جابرًا، وذكره موقوفًا عليه من قوله، وقال:"وهذا أصحُّ، وقد روي بإسناد آخر مرفوعًا". إشارة إلى الإِسناد السابق.
قال العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 253): "قال الذَّهَبِيُّ في "المُهَذَّب" -يعني "مهذب السنن الكبرى" للبيهقي-: والأصحُّ أنَّه موقوف. وقال ابن حَجَر في "الفتح": إسناده صحيح لكن رَجَّحَ أبو زُرْعَة
وَقْفَهُ
(1)
وله شاهد أيضًا".
أقول: لم أقف على تصحيح الحافظ ابن حَجَر لإِسناده في "فتح الباري"، لكن وقفت فيه (3/ 272) في كتاب الزكاة، باب ما أُدِّي زكاتُهُ فليس بكنز- على قوله:"وَرَجَّحَ أبو زُرْعة والبيهقي وغيرهما وَقْفَهُ كما عند البزَّار".
أمَّا الشاهد المشار إليه، فقد قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح" (3/ 272) عقب كلامه السابق:"وعن أبي هريرة أخرجه التِّرمِذِيّ بلفظ: "إذا أدَّيت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك" وقال: حسن غريب، وصحَّحه الحاكم، وهو على شرط ابن حِبَّان. وعن أُمِّ سَلَمَة عند الحاكم وصحَّحه ابن القَطَّان أيضًا، وأخرجه أبو داود، وقال ابن عبد البَرّ: في سنده مقال. وذكر شيخنا -يعني العِرَاقي- في "شرح التِّرْمِذِيّ": أنَّ سنده جَيِّدٌ".
وقال في "التلخيص الحَبِير"(2/ 160): "وروى التِّرمِذِيُّ عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا أدَّيت الزَّكاة فقد قضيت ما عليك" وإسناده ضعيف. ورواه الحاكم من حديث جابر مرفوعًا وموقوفًا بلفظ: "إذا أدَّيت زكاة مالك، فقد أذهبت عنك شَرَّهُ". قال: وله شاهد صحيح عن أبي هريرة".
* * *
693 -
حدَّثني أحمد بن محمد بن المظفَّر -من لفظه وكتابه-، حدَّثنا أحمد بن موسى بن مَرْدُوْيَه الحافظ، حدَّثنا أبو حامد أحمد بن عيسى الخَفَّاف، حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا معاوية بن يحيى، حدَّثنا الأَوْزَاعي، عن حسَّان بن عَطِيَّة،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الحَجَر الحَرَامَ في البُنْيَانِ، فإنَّه أَسَاسُ الخَرَابِ".
(1)
صُحِّفَ في "فيض القدير" إلى: "رفعه". والتصويب من "فتح الباري"(3/ 272).
(5/ 106) في ترجمة (أحمد بن محمد بن المظفَّر التَّمِيمي الأَصْبَهَاني القَصَّاب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه انقطاع بين (حسان بن عطيَّة المُحَارِبي الدِّمَشْقِي أبو بكر) وبين (عبد اللَّه بن عمر)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال ابن الجَوْزي فيما سيأتي عنه. وذكر أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 77) أنَّه أَرْسَلَ عن عبد اللَّه بن عمر.
و(حسَّان بن عطيَّة) إمام ثقة حُجَّة فقيه عابد، خرَّج له السنة، ومات بعد العشرين ومائة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(6/ 34 - 40)، و"السِّيَر"(5/ 466 - 468)، و"التهذيب"(2/ 251)، و"التقريب"(1/ 162).
كما أنَّ في إسناده (معاوية بن يحيى) وهو (الشَّامي أبو عثمان)، حيث إنَّ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 786) -مخطوط- يرويه في ترجمة (أبي عثمان الشَّامي معاوية بن يحيى) عنه، من الطريق المتقدِّم. ثم روى في (16/ 787) منه، عن أبي أحمد -وهو الحاكم- قوله فيه:"منكر الحديث". وسيأتي له ذكر أيضًا في حديث (1456).
والغريب أنَّ الشيخ الألباني في "الضعيفة"(4/ 192) رقم (1699) مع عزوه للحديث لابن عساكر في "تاريخ دمشق" في الموضع السابق، يقول: إنَّ (معاوية بن يحيى) في الإِسناد، هو (الصَّدَفِيّ)
(1)
، وأنَّ الذَّهَبِيَّ قال في "الضعفاء":"ضعَّفوه"! ! مع أنَّ (معاوية بن يحيى الصَّدَفِيّ) كنيته (أبو رَوْح)، ولم أقف على من ذكر له رواية عن الأوزاعي. انظر:"تهذيب الكمال"(3/ 1348)
(1)
تَصَحَّفَ في "الضعيفة" إلى: "الصَّيْرَفي". والتصويب من "ديوان الضعفاء" للذَّهَبِيّ ص 303، و"التهذيب"(10/ 219)، وغيرهما.
و (2/ 807) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 219 - 220). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (469).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 155 و 313)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 388) رقم (434)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 786) -مخطوط-، من طريق أحمد بن يونس الضَّبِّي، عن معاوية بن يحيى، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 301)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ومعاوية بن يحيى: ضعيف، وحسَّان لم يسمع من ابن عمر".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 93) رقم (300) عن ابن عمر.
* * *
694 -
أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم بن حامد البزَّاز -بِهَمَذَان-، حدَّثنا القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن عيسى بن عبيد الأَسَدي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن نصر البغدادي، حدَّثنا الفَيْض بن وَثِيق الثَّقَفِي، حدَّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثَّقَفِي، حدَّثنا عَنْبَسَة الأعور، عن الحسن،
عن عِمْرَان بن حُصَيْن، وسَمُرَة بن جُنْدُب: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّة أَعْبُدٍ له عند الموت لم يكن له مالٌ غَيْرُهُم، فَأَقْرَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينهم فَأَعْتَقَ اثنين وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً.
(5/ 106 - 107) في ترجمة (أحمد بن محمد بن نصر الحَدَّاد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه (الفَيْض بن وَثِيق البَصْري الثَّقَفِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 432 رقم (658) وقال: "كذَّاب خَبيث".
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 88) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 12).
4 -
"تاريخ بغداد"(12/ 398) ونقل قول ابن مَعِين المتقدِّم.
5 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 366) وقال: "روى عنه أبو زُرْعَة وأبو حاتم، وهو مقارب الحال إن شاء اللَّه".
6 -
"اللسان"(4/ 455 - 456) وقال: "أخرج له الحاكم في "المستدرك" مُحْتَجًّا به".
كما أنَّ في سماع الحسن البَصْرِي من سَمُرَة بن جُنْدُب خلاف على ثلاثة أقوال أتي عليها الحافظ الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 88 - 290) متوسعًا مُحَرِّرًا، وهي:
1 -
سماعه منه مطلقًا.
2 -
لم يسمع منه شيئًا.
3 -
سماعه منه حديث العقيقة فحسب.
وكلام الزَّيْلَعِيِّ يشعر بقوة المذهب الأول، وهو قول ابن المَدِيني، واختيار التِّرْمِذِيِّ والحاكم، وقد احتجَّ البخاري بالحسن البَصْري عن سَمُرَة.
وكذلك سماع الحسن البَصْري من عِمْرَان بن حُصَيْن، ففيه اختلاف أيضًا. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 40 و 43، و"نصب الراية"(1/ 90)، و"التهذيب"(2/ 268).
التخريج:
رواه من حديث عِمْران بن حُصَيْن وحده: مسلم في الإيمان، باب من أعتق شِرْكًا له في عبد (3/ 1288) رقم (1668)، والتِّرْمِذِيّ في الأحكام، باب ما جاء فيمن يعتق مماليكه عند موته وليس له مال غيرهم (3/ 636) رقم (1364)، وأبو داود في العتق، باب فيمن أعتق عُبَيْدًا له لم يبلغهم الثلث (4/ 266 - 270) رقم (3958 و 3959 و 3961)، والنَّسَائي في الجنائز، باب الصَّلاة على من يحيف في وصيته (4/ 64)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(9/ 159) رقم (16749) و (9/ 163 - 164) رقم (1673)، وسعيد بن منصور في "سننه"(1/ 145 - 146) رقم (408)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 285)، وابن حِبَّان في "الثقات"(9/ 12) -في ترجمة (الفَيْض بن وَثيق) -، رووه من طرف عِدَّة، عن عِمْران بن حُصَيْن مرفوعًا به.
ولم أقف عليه من حديث سَمُرةَ بن جُنْدُب في كُلِّ ما رجعت إليه، ولذا اعتبرت الحديث من الزوائد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
695 -
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلان، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضُّبَعِيّ الأَحْوَل، حدَّثنا محمد بن موسى الحَرَشِي، حدَّثنا حسَّان بن سِيَاه، حدَّثني ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك قال:
قالت عائشة: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عائشةُ إذا جاء الرُّطَبُ فهنِّيني".
(5/ 107) في ترجمة (أحمد بن محمد بن نصر الضُّبَعِيّ الأَحْوَل أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (حسَّان بن سِيَاه الأَزْرَق البَصْري أبو سهل) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 267 - 268) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما لا يُشْبِهُ حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته، على ظهور الصلاح منه".
2 -
"الكامل"(2/ 779 - 781) وقال: "له أحاديث غير ما ذكرته، وعامتها لا يتابعه غيره عليها، والضَّعْفُ يتبين على رواياته وحديثه".
3 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني ص 75 رقم (54) وقال: "روى عن ثابت بمناكير، ضعيف".
4 -
"المغني"(1/ 156) وقال: "عن التابعين، ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ".
5 -
"الميزان"(1/ 478 - 479) وقال: "ساق له أبن عدي ثمانية عشر حديثًا مناكير".
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (2/ 654) رقم (982)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 780) -في ترجمة (حسَّان بن سِيَاه الأَزْرَق) -، من طريقين، عن محمد بن موسى الحَرَشي، عن حسَّان بن سِيَاه، به.
قال ابن عدي: "هذا حديث لا أعلم يرويه عن ثابت غير حسَّان".
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 335) رقم (2880) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 291)، وابن حِبَّان في "المجروحين"
(1/ 268)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 779 - 780) -كلاهما في ترجمة (حسَّان بن سِيَاه) -، من طريق محمد بن موسى الحَرَشي، عن حسَّان بن سِيَاه، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به.
قال البزَّار: "لا نعلم رواه إلَّا حسَّان، وقد روي حسَّان عن ثابت عن أنس غير حديث لم يُتَابَعْ عليه".
وقال الهيثمي في "المجمع"(5/ 39): "رواه البزَّار، وفيه حسَّان بن سِيَاه، وهو ضعيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 27) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به حسَّان عن ثابت. قال ابن عدي: لا يرويه عن ثابت غير حسَّان، وقد حَدَّثَ حسَّان بما لا يُتَابَعُ عليه. قال ابن حِبَّان: يأتي عن الثقات بما لا يُشْبِهُ حديث الأثبات".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 244) بقوله: "أخرجه البزَّار عن محمد بن موسى، به"!
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 255) فقال: "تعقِّب بأنَّ الحديث أخرجه البزَّار. وهو ضعيف لا موضوع".
أقول: هذا التعقيب لا قيمة له، لأنَّ البزَّار إنَّما أخرجه عن محمد بن موسى الحَرَشي، عن حسَّان بن سِيَاه، به. و (حسَّان) هو من أعلَّ به ابن الجَوْزي الحديث.
لكن الذي يرد على ابن الجَوْزي أنَّ (حسَّان بن سِيَاه) لم يكذِّبه أحد ممَّا وقفت عليه. فحديثه ضعيف جدًّا، أمَّا أن يكون موضوعًا فهو محلُّ توقف.
وقد قال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 182: "رواه أبو بكر الشافعي عن عائشة مرفوعًا. وفي إسناده من لا يُتَابَعُ على روايته".
وعلَّق العلَّامة المُعَلِّمِي عليه بقوله: "هو حسَّان بن سِيَاه، ساق له ابن عدي ثمانية عشر حديثًا، كلُّها مناكير، يروي عامَّتها بوقاحةٍ عن ثابت عن أنس، فهذا كذَّاب والسلام".
وقوله هذا موضع نظر، فإنَّ أحدًا لم ينسبه إلى الكذب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
696 -
أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن هانئ الشَّطَوِيّ -سنة ثمان وثلاثمائة إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب، حدَّثني ابن أبي فُدَيْك، عن رَبَاح بن أبي مَعْرُوف، عن قيس بن سعد، عن مُجَاهِد،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ لا يَبْقَى فيها أهلُ دَارٍ ولا غُرْفَةٍ إلَّا قالوا مَرْحَبًا مَرْحَبًا". فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه مَاتَوَا
(1)
هذا الرَّجل في ذلك اليوم؟ قال: "أَجَلْ وأنتَ هو يا أبا بَكْرٍ".
(1)
هكذا في المطبوع: "ماتوا". وعلَّق مصحِّح "تاريخ بغداد" عليه بقوله: "كذا في النسختين -يعني الخطيتين-. وفي "الرياض النضرة" للمحب الطبري (في جـ 1 ص 125 طبعتنا). بالتاء باثنتين معدَّى بعلي، ولعله أراد (التوى) بالقصر: الهلاك. وقال: وخرَّجه أبو حاتم في "الفضائل": (ماثوى) هذا بالمثلثة بإسقاط على، وقال: الثوى: الإقامة"، أقول: في "المعجم الكبير" للطبراني (11/ 98): (ماثوا)، فأضاف محققه لها في آخرها (باء) فصارت (ماثواب) كما في "المجمع"(9/ 46)! وفي "صحيح ابن حِبَّان"(9/ 8)، و"الكامل"(3/ 103)، و"تاريخ أصبهان" (2/ 316):(ماتوى) بالتاء والألف المقصورة. وفي "المعجم الأوسط" للطبراني (1/ 298): "ما ترى". وقال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 201): "في حديث أبي بكر رضي الله عنه، وقد ذكر من يدعى من أبواب الجنة فقال: "ذاك الذي لا توى عليه" أي لا ضياع ولا خسارة، وهو من التَّوَى: الهلاك".
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وصحَّحه ابن حِبَّان.
ففيه (الحسن بن عليّ بن محمد التَّمِيمي أبو عليّ، المعروف بابن المُذْهِب) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(7/ 390 - 391) وقال: "كتبنا عنه وكان يروي عن ابن مالك القَطِيْعِي مسند أحمد بن حنبل بأسره، وكان سماعه صحيحًا إلَّا في أجزاء منه، فإنَّه ألحق اسمه فيها وكذلك فعل في أجزاء من فوائد ابن مالك". وقال أيضًا: "ليس بمحلٍّ للحُجَّة". وذكر ما يفيد توهينه.
2 -
"المُنْتَظَم" لابن الجَوْزي (8/ 155 - 156) وقال: "ولا يُعْرَفُ فيه إلَّا الخير والدِّين، وقد ذكر الخطيب عنه أشياء لا توجب القدح عند الفقهاء وإنَّما يقدح بها عوام المحدِّثين"! ! وقال: "كان في الخطيب شيئان، أحدهما: الجري على عادة عوام المحدِّثين مِنْ قَبْلِهِ من قلَّة الفقه، والثاني: التعصب في المذهب ونحن نسأل اللَّه السلامة".
أقول: كلام ابن الجَوْزي في الخطيب فيه ما فيه، وفي ترجمته التي في أوَّل الكتاب ما يُظْهِرُ عُوَارَهُ.
3 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 640 - 643) وقال: "كان صاحب حديث وطلب، وغيره أقوى منه، وأمثل منه". وقال أيضًا: "وما الرجل بمُتَّهم".
4 -
"المغني"(1/ 163) وقال: "صدوق إن شاء اللَّه، وقد خَلَطَ في بعض سماعاته شيئًا".
5 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 510 - 512) وقال: "الظاهر من ابن المُذْهِب أنَّه شيخ ليس بالمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك -يعني أبو بكر القَطِيعي-، ومن ثم وقع في "المسند" أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد، واللَّه أعلم". وفيه عن
شُجَاع الذُّهْلِي: "لم يكن ممن يُعْتَمَدُ عليه في الرواية كأنَّه خَلَطَ في شيء من سماعه". وقال السِّلَفِيُّ: "كان مع عسره متكلَّمًا فيه، لأنَّه حَدَّثَ بكتاب "الزهد" لأحمد بعد ما عدم أصله من غير أصله".
كما أنَّ فيه (أبو بكر أحمد بن محمد بن سالم) لم أقف على من ترجم له، لكن وجدت الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 46) يقول عنه:"ثقة". ولا أدري مصدره في ذلك، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن هانئ الشَّطَوِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن أبي فُدَيْك) هو (محمد بن إسماعيل بن مسلم الدِّيلي المَدَني أبو إسماعيل): خرَّج له الستة، وقال الذَّهَبِيُّ وابن حَجَر عنه:"صدوق"، وتوفي عام (200 هـ). انظر:"الكاشف"(3/ 20)، و"التقريب"(2/ 145)، و"التهذيب"(9/ 61).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 7 - 8) رقم (6828)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 98) رقم (11166)، و"المعجم الأوسط"(1/ 298) رقم (485)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 316)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1031) -في ترجمة (رَبَاح بن أبي معروف) -، من طريق ابن أبي فُدَيْك، عن رَبَاح بن أبي معروف، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 46): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السَّالِمي وهو ثقة".
أقول: في إسناد الطبراني في "الأوسط" شيخ الطبراني: (أحمد بن عمرو الخلَّال المَكِّي) لم أقف على من ترجم له.
كما أنَّ في إسناده في "الكبير" شيخ الطبراني أيضًا: (محمد بن حَنِيفة الوَاسِطي أبو حَنِيفة) قال الدَّارَقُطْنِيُّ عنه: "ليس بالقويِّ". وستأتي ترجمته في حديث (750).
وفي إسناد أبي نُعَيْم شيخه: (أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب الشَّيْبَاني)، ويغلب على ظني أنَّه (أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المُفْيد الجُرْجَاني)، وهو مجمع على ضعَّفه واتُّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1609)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
697 -
أخبرني محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخَلَّال -ببغداد-، حدَّثنا إسحاق بن خالد البَالِسِي قال: حدَّثنا حفص بن عمر العَدَني، حدَّثنا مالك بن أنس، حدَّثني جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: جَمَعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين الظُّهْرِ والعَصْرِ في المدينة، فصلَّى أَرْبَعًا، وبين المَغْرِبِ والعِشَاءِ فصلَّي سَبْعًا. قال مَالِكٌ: في لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ.
(5/ 112 - 113) في ترجمة (أحمد بن محمد بن هارون الخَلَّال الحَنْبَلِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ مُنْكَرٌ.
ففيه (حفص بن عمر بن ميمون العَدَنِيّ الصَّنْعَانِيّ أبو إسماعيل) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (779).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب)
وبين جَدِّه (الحسين بن عليّ بن أبي طالب)، أو جَدِّه الأعلى (عليّ بن أبي طالب) إن كان يريده، فإنَّه لم يسمع منهما. انظر:"التهذيب"(9/ 350 - 351).
التخريج:
لم أقف عليه من حديث (الحسين بن عليّ) أو حديث (عليّ بن أبي طالب) في كل ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وهناك احتمال أن يكون (حفص بن عمر العَدَني) قد قلب إسناد هذا الحديث، فإنَّه معروف بذلك. قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (1/ 257):"يروي عن مالك بن أنس وأهل المدينة، كان ممن يقلب الأسانيد قلبًا، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
فالحديث رواه مالك بن أنس في "الموطأ"(1/ 144) عن أبي الزُّبَيْر المَكِّي، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس أنَّه قال:"صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ والعَصْرَ جميعًا، والمَغْرِبَ والعِشَاءَ جميعًا في غير خَوْفٍ ولا سَفَرٍ". قال مالكٌ: "أرَى ذلك كان في مَطَر".
فَقَلَبَهُ (حفص) على (مالك بن أنس)، وجعله عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه، مع مغايرة في المَتْنِ أيضًا.
هذا إلى جانب أن مَتْنَ الحديث فيه نَكَارَة، فالحديث رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب تأخير الظُّهر إلى العصر (2/ 23) رقم (543) عن ابن عبَّاس:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بالمدينة سبعًا وثمانيًا، الظُّهْرَ والعَصْرَ، والمَغْرِبَ والعِشَاءَ".
بينما في حديث (حفص): "جمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الظهر
والعصر في المدينة فصلَّى أربعًا". فهو مخالف للرواية الصحيحة في أنَّه صلَّاها ثمانية، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
698 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، حدَّثنا أبو أسامة
(1)
، حدَّثنا أبو كُدَيْنَة، عن مُطَرِّف، عن الشَّعْبِيّ، عن مسروق قال:
سمعت عليًّا يقول في شيء: صدق اللَّه ورسوله. قلت: هذا شيء سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: "الحَرْبُ خُدْعَةٌ".
(5/ 117) في ترجمة (أحمد بن محمد بن يحيى القطَّان البَصْري أبو سعيد):
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح مرويٌّ عن جماعة من الصحابة. وعدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.
و (مَسْرُوق) هو (ابن الأَجْدَع الهَمْدَاني الوَادِعي أبو عائشة): إمام قُدوة ثقة فقيه عابد مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (346).
و (الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (264).
و (مُطَرِّف) هو (ابن طَرِيف الحارثي الكوفي): ثقة، عداده في صغار التابعين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (369).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى (أبو سامة). والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (369).
و (أبو كُدَيْنة) هو (يحيى بن المُهَلَّب البَجَلي الكوفي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 236): ثقة". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 359): "صدوق، من السابعة"/ خ ت س. وانظر ترجمته في "التهذيب" (11/ 289).
و(أبو أسامة) هو (حمَّاد بن أُسامة القُرَشِي): حُجَّة عالم أخباري. وتقدَّمت ترجمته في حديث (228).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القَطَّان البَصْري أبو سعيد)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 74) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا". وفيه عن أبي حاتم: "صدوق". ونقل الخطيب في ترجمته قول ابن أبي حاتم السابق، وذكر أن وفاته كانت في عام (258 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(1/ 90)، من طريق شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي حُدَّان، عن عليّ قال:"إن اللَّه عز وجل سمَّى الحرب على لسان نَبِيِّه خُدْعَةً".
ورواه عبد اللَّه بن أحمد في الموطن السابق، عن أبيه وعبيد اللَّه بن عمرو القَوَارِيري، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي حُدَّان، حدَّثني من سمع عليًّا يقول:"الحرب خدعة على لسان نبيِّكم صلى الله عليه وسلم".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(2/ 85) رقم (696 و 697): "إسناداه ضعيفان، وإن كان ظاهر أولهما الاتصال، فإنَّ سعيد بن ذي حُدَّان غير معروف، قال ابن المَدِيني: لا أدري سمع من سهل بن حُنَيْف أم لا، وهو رجل مجهول، لا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا إسحاق. والإسناد الثاني: دلَّ على
أن بينه وبين عليّ واسطة مهمة، والإسناد الثاني أرجح من الأول في إعلال الحديث، لأنَّ سفيان الثَّوْري أحفظ من شَرِيك".
ولم يعز الشيخ شاكر الحديث إلى الخطيب.
ولم يذكر الهيثمي في مجمع الزاوئد، حديث الإِمام أحمد مع أنَّه على شرطه!
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 406) إلى ابن النَّجَّار.
والحديث صحيح مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(2/ 575 - 576)، و"مجمع الزوائد"(5/ 320)، و"المقاصد الحسنة" ص 187 - 188، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 255 - 257 - حيث عدَّه من المتواتر-، وتابعه الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 94، حيث ذكره من حديث سبعة عشر صحابيًا.
ومن ذلك ما رواه البخاري في الجهاد، باب الحرب خدعة (6/ 158) رقم (3030)، ومسلم في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب (3/ 1361) رقم (1739)، وغيرهما، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا به.
ومن حديث أبي هريرة رواه البخاري في الموطن السابق رقم (3029)، ومسلم كذلك برقم (1740).
غريب الحديث:
قوله: "الحرب خدعة" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 144): "يُرْوَى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال، فالأول معناه: أن الحرب ينقضي أمرها بِخَدْعة واحدة من الخِدَاع. أي أنَّ المقاتل إذا خُدع مُرَّةً واحدةً لم تكن لها إقالة، وهي أفصح الروايات وأصحها. ومعنى الثاني: هو الاسم من
الخَدَاع. ومعنى الثالث: أن الحرب تَخْدع الرجال وتُمَنِّيهم ولا تفي لهم، كما يقال: فلان رجل لُعَبَة وضُحَكَة: أي كثير اللعب والضحك".
* * *
699 -
أخبرنا أبو طاهر الأَنْبَاري، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيى الصَّيْرَفي الدَّوْسِي الأَنْبَاري، حدَّثنا أبو القاسم ابن بنت مَنِيع، حدَّثنا ابن رشيد، حدَّثنا الوليد -هو ابن مسلم-، عن محمد بن السائب البَكْرِي قال:
سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"حَقُّ كبيرِ الإخْوَةِ على صغيرهم كحقِّ الوالِدِ على وَلَدِهِ".
(5/ 119) في ترجمة (أحمد بن محمد بن يحيى الدَّوْسي الصَّيْرَفي الأَنْبَاري أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وفيه ثلاث علل:
الأولى: الإرسال. فـ (سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص): تابعي ابن تابعي، وقد ترجم له في "التقريب" (1/ 302) وقال:"ثقة من صغار الثالثة، مات بعد العشرين ومائة"/ خ م د س ق، و"التهذيب" (4/ 68) وقال:"أرسل عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. . . وروى عن أبيه وعن معاوية والعبادلة الأربعة وأبي هريرة وعائشة. . . ".
وأبوه (عمرو بن سعيد بن العاص القُرَشِي الأُمَوي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 70): "تابعي، ولي إمْرَةَ المدينة لمعاوية ولابنه، قتله عبد الملك بن مروان سنة سبعين، وهم من زعم أنَّ له صحبة، وإنَّما لأبيه رؤية وكان مسرفًا على نفسه، من الثالثة، وليست له في مسلم رواية إلَّا في حديث واحد"/ م مد ت س ق.
الثانية: أنَّ في إسناده (محمد بن السائب البَكْرِي)
(1)
وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 101) وقال: "عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مرسل، سمع منه الوليد بن مسلم". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 271) وذكر مثل ما تقدَّم عن البخاري في "التاريخ الكبير". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 435) وقال: "يروي عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص المراسيل، روى عنه ابن المُبَارَك".
4 -
"الميزان"(3/ 559) وقال: "شويخ للوليد بن مسلم. قال الأَزْدِيُّ: يتكلَّمون فيه".
5 -
"التقريب"(2/ 163) وقال: "ليِّن الحديث، من الثامنة"/ مد.
الثالثة: أنَّ فيه عنعنة (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِيّ) وهو شديد التدليس، لا يُقْبَلُ منه إلَّا ما صَرَّحَ فيه بالسماع. انظر "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 134.
التخريج:
رواه أبو داود في "مراسيله" ص 235، عن محمد بن العلاء، عن الوليد بن مُسْلِم، عن محمد بن السائب النُّكْرِيّ، عن أبيه، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، به.
(1)
هكذا عند البخاري وابن أبي حاتم وابن حِبَّان: (البكري) بالباء. وفي "الميزان"، و"التقريب"، و"التهذيب" (9/ 181):(النُّكْرِي) بالنون. وقد قيَّده ابن حَجَر في "التقريب" بالحروف فقال: "بضم النون".
أقول: (السائب النُّكْري) والد (محمد بن السائب): مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"(1/ 283).
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 210) رقم (7929) -ط بيروت-، من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن السائب النُّكْري، عن سعيد بن عمرو بن سعيد العاص، عن أبيه، عن جدِّه سعيد بن العاص مرفوعًا به.
وفيه (محمد بن السائب) وقد علمت حاله.
كما أنَّ فيه عنعنة (الوليد بن مسلم) أيضًا.
قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(2/ 219): "أخرجه أبو الشيخ بن حَيَّان في كتاب "الثواب" من حديث أبي هريرة، ورواه أبو داود في "المراسيل" من رواية سعيد بن عمرو بن العاص مرسلًا. ووصله صاحب "مسند الفردوس" فقال: عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جَدِّه سعيد بن العاص، وإسناده ضعيف".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 132) رقم (2673) عن سعيد بن العاص.
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 258، وقال:"قال في "المختصر": ضعيف".
أقول: ورواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 122)، من طريق محمد بن مُشْكَان، حدَّثنا عبد الرحمن بن أيوب، حدَّثنا الوليد بن مُسْلِم، عن الأَوْزَاعي، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وفي إسناده من لم أعرفه، كما أنَّ فيه عنعنة (الوليد بن مسلم) وهو شديد التدليس، لا يقبل حديثه إلَّا إذا صَرَّحَ فيه بالسماع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
700 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يزيد الورَّاق، حدَّثنا شبابة، حدَّثنا شُعْبَة، عن شُمَيْسَة،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن القَزَعِ للصِّبْيَانِ.
(5/ 119) في ترجمة (أحمد بن محمد بن يزيد
(1)
الورَّاق، ويعرف بالإِيْتَاخِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن يزيد الورَّاق، المعروف بالإِيْتَاخِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 93 رقم (27) وقال: "عن شَبَابَة، ليس بالقويِّ".
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 119) وفيه عن أبي بكر الخَلَّال: "كان شيخًا كبيرًا ثقة".
3 -
"لسان الميزان"(1/ 196) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق فحسب. وفاته ذكر توثيق الخَلَّال له.
قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته الإِيْتَاخِيّ عن شَبَابَة عنه".
وقال في "تاريخه"(9/ 25) أيضًا: "أخبرني السُّكَّرِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشافعي، حدَّثنا جعفر بن محمد بن الأَزْهَر، حدَّثنا ابن الغَلَابي، حدَّثنا أبو داود الطَّيَالِسِيّ، عن شُعْبَة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلَّى
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: (زيد). والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
اللَّه عليه وسلَّم نهى عن القَزَعِ. فأنكروه عليه -يعني على أبي داود الطَّيَالِسِي-، فتركه، ثم حَدَّثَ به، وحدَّث به شَبَابَة، ثم أخرجه من كتابه. قال يحيى بن مَعِين: إنَّما هو: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هِبَتِهِ، فأخطأ فيه شُعْبَة، فقال: نهى رسول اللَّه عن القَزَع".
و(شُمَيْسَة) هي (بنت عزيز العَتَكِية البَصْرِية) وقد ترجم لها في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 131 رقم (418) وقال: "ثقة".
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 391) وقال: "روى عنها شُعْبَة". وذكر توثيق ابن مَعِين لها.
3 -
"التهذيب"(12/ 428) ولم يذكر فيها جرحًا أو تعديلًا! .
4 -
"التقريب"(2/ 602) وقال: "مقبولة، من الثامنة"/ بخ.
أقول: الظَّاهر أنَّ ابن حَجَر إنَّما قال فيها: "مقبولة" لعدم وقوفه على توثيق ابن مَعِين لها، ويؤكِّده أنَّه في "التهذيب" لم يذكر فيها شيئًا من جرح أو تعديل، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(شُعْبَة) هو (ابن الحجَّاج العتكي الوَاسِطي أبو بِسْطَام): إمام حافظ ثقة متقن. وتقدَّمت ترجمته في حديث (261).
و(شَبَابَة) هو (ابن سَوَّار الفَزَاري المَدَائِنِي أبو عمر): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1627).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه من حديث السيدة عائشة غير الخطيب فيما وقفت عليه.
والحديث رواه البخاري في اللباس، باب القَزَع (10/ 363) رقم (5920)، ومسلم في اللباس، باب كراهية القَزَع (3/ 1675) برقم (2120)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عمر قال:"سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهى عن القَزَعِ".
غريب الحديث:
قوله: "القَزَع": "هو أن يُحْلَقَ رأس الصَّبيِّ ويُتْرك منه مواضعُ متَفرِّقة غير محلوقة، تشبيهًا بِقَزَعِ السَّحاب". "النهاية"(4/ 59).
* * *
701 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يونس بن نُمَيْر البزَّاز أبو إسحاق الهَرَوي، أخبرنا أبو حاتم عبد الجليل الهَرَوي، حدَّثنا الوليد بن الفضل العَنَزِي، حدَّثنا محمد بن خازم، عن هشام بن عُرْوَة، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الزُّبَيْر ابن عمَّتي، وحَوَارِيي من أُمَّتي".
(5/ 126) في ترجمة (أحمد بن محمد بن يونس بن نُمَيْر البزَّاز الهَرَوي أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه (الوليد بن الفضل العَنَزِيّ البغدادي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 13) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول".
2 -
"المجروحين"(3/ 82) وقال: "شيخ يروي عن عبد اللَّه بن إدريس وأهل العراق المناكير التي لا يشك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ إذا انفرد".
3 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 157 رقم (263) وقال: "-روى- عن الكوفيين الموضوعات".
4 -
"المغني"(2/ 724) وقال: "مجهول، واتَّهمه ابن حِبَّان".
5 -
"اللسان"(6/ 225 - 266) وفيه أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعَّفه. وفيه عن الحاكم وأبي سعيد النَّقَّاش: "روى عن الكوفيين الموضوعات".
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد بن يونس البزَّاز الهَرَوي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 314)، وعنه أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(1/ 252 - 353) رقم (427)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 91)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 368)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 361 - 362) -مخطوط-، من طريق أبي معاوية الضَّرير محمد بن خازم، عن هشام بن عروة، به.
وإسناد أحمد وابن أبي شَيْبَة صحيح.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 95) من طريق أبي معاوية وأبي أسامة، من هشام، به. وسيأتي برقم (1176).
ورواه مرسلًا ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 105) عن أنس بن عِيَاض اللَّيْثِي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه مرفوعًا بلفظ:"لكلِّ أُمَّةٍ حواريٌّ، وحَوَاريي الزُّبَيْر ابن عمَّتي".
والحديث رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب مناقب الزبير (7/ 79 - 80) رقم (3719)، ومسلم في الفضائل، باب فضائل طلحة والزبير (4/ 1879)،
رقم (2415)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب الزبير (5/ 646 - 647) رقم (3745)، وابن ماجه في المقدمة، باب فضائل الزبير (1/ 45) رقم (122)، وأحمد في "المسند"(3/ 307 و 314 و 338 و 365)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 78 - 79) رقم (227)، والحُمَيْدي في "مسنده"(2/ 516 - 517) رقم (1231)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(1/ 352) رقم (426)، وابن سعد في "الطبقات"(4/ 105 - 106)، عن جابر مرفوعًا:"إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريٌّ، وحَوَاريَّ الزُّبَيْرُ".
وليس عندهم قوله: "الزُّبَيْرُ ابن عَمَّتي".
غريب الحديث:
قوله: "حَوَاريِّي": "أي خاصتي من أصحابي وناصري، ومنه الحواريون أصحاب المسيح عليه السلام، أي خلصانُه وأنصاره. وأصله من التحوير: التبييض. قيل إنَّهم كانوا قَصَّارين يُحَوِّرون الثياب: أي يُبيِّضونها". "النهاية"(1/ 457 - 458).
* * *
702 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي -إملاءً في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة- قال: حدَّثني أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد النزلي، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ الأنصاري -من ولد أنس بن مالك-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه -صاحب الشَّامة-، حدَّثنا هُشَيْم
(1)
، عن حُمَيْد،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "هيثم". والتصويب من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 176).
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أُسري بي إلى السماء قرَّبني ربي تعالى حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى، لا بل أدنى، وعلَّمني السمات
(1)
قال: يا حبيبي محمد، قلت: لبَّيك يا رب، قال: هل غمَّك أن جعلتك آخر النبيين؟ قلت: يا ربِّ لا، قال: حبيبي فهل غمَّ أُمَّتك أن جعلتهم آخر الأمم؟ قلت: يا رب لا، قال: أبلغ أُمَّتك عني السلام وأخبرهم أنِّي جعلتهم آخر الأمم لأَفْضَحَ الأمم عندهم، ولا أفضحهم عند الأمم".
(5/ 130) في ترجمة (أحمد بن محمد النزلي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أحمد بن عليّ الأنصاري أبو عليّ)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (1/ 120) وقال:"عن أحمد بن حنبل، واهٍ، توفي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. قال الحاكم: طَيْرٌ طرأ علينا. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: يوهنه الحاكم بهذا القول".
وترجم له في "المغني"(1/ 49)، و"اللسان"(1/ 223).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد النزلي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وسيأتي عن ابن الجَوْزي تجهيله له.
وفيه أيضًا (محمد بن عبد اللَّه -صاحب الشَّامة-)، لم أقف على مَنْ ترجم له. وسيأتي عن ابن الجَوْزي تجهيله له.
و(هُشَيْم) هو (ابن بَشير الوَاسِطي): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).
(1)
في "الدُّرِّ المنثور" للسُّيُوطيّ (5/ 227): "المسميات".
و (حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عبيدة): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (265).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 176 - 177)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. والنزلي والأنصاري وصاحب الشَّامة: مجاهيل".
وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(3/ 431) رقم (5321).
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 658)، و"الإِتحافات السنية في الأحاديث القدسية" للعلَّامة محمد المَدَني ص 263 رقم (698)، إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ وابن الجَوْزي فحسب.
* * *
703 -
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد المَالِيني -قراءةً-، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن فارس الخُتُّلِي قال: ذكر محمد بن عمر بن الفضل قال: حدَّثنا محمد بن عيسى الدِّهْقَان قال: كنت أمشي مع أبي الحسين النُّوري أحمد بن محمد -المعروف بابن البَغَوي الصُّوفي-، فقلت له: ما الذي تحفظ عن السَّرِيِّ السَّقَطِيّ؟ فقال: حدَّثنا السَّرِيّ، عن مَعْرُوف الكَرْخِي، عن ابن السَّمَّاك، عن الثَّوْرِي، عن الأعمش،
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من قضى لأَخيه المسلم حاجةً كان له من الأجر كمن خَدَمَ اللَّهَ عُمُرَهُ".
قال محمد بن عيسى: فذهبت إلى سَرِيّ فسألته عنه فقال: سمعت معروفًا يقول: خرجت إلى الكوفة فرأيت رجلًا من الزهاد يقال له ابن السَّمَّاك، فتذاكرنا العلم، فقال لي: حدَّثنا الثَّوْرِي عن الأعمش مثله.
(5/ 130 - 131) في ترجمة (أحمد بن محمد النُّوري أبو الحسين، يعرف بابن البَغَوي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن عيسى الدِّهْقَان)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 679 - 680) وقال:"لا يُعْرَفُ، وأتى بخبرٍ موضوعٍ". وذكر حديثه هذا. وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 333 - 334).
وفيه أيضًا (محمد بن عمر بن الفضل الجُعْفِي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(3/ 31 - 32) وفيه عن أبي نُعَيْم: "كان ذا حفظ ومعرفة وكان مكفوفًا، كتبنا عنه من فروع قد خرجها. قال -القائل أبو نُعَيْم-: وكان الدَّارَقُطْنِيّ يسيء القول فيه". وقال أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن بُكَيْر: "ليس بموثوق به في الحديث، ولا حجَّة فيما يأتي به". وقال محمد بن أبي الحسين بن أبي الفوارس: "كان كذَّابًا". وكانت وفاته عام (361 هـ).
2 -
"الميزان"(3/ 671) وقال: "قد اتُّهم بالكذب".
3 -
"اللسان"(5/ 324) وذكر ما تقدَّم.
وفيه علَّة أخرى: هي الانقطاع بين (سليمان بن مِهْرَان الأَعْمَش) و (أنس بن مالك) رضي الله عنه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 72 عن عليّ بن المَدِيني: "الأعمش لم يسمع من أنس بن مالك، إنما رآه بمكَّة يصلِّي خلف المقام. فأمَّا طرق الأعمش عن أنس، فإنما يرويها عن يزيد الرَّقَاشي عن أنس". وقال ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(4/ 222): "وروى عن أنس ولم يثبت له منه سماع".
و (أبو الحسين النُّوري)، و (السَّرِيّ السَّقَطِيّ)، و (مَعْرُوف الكَرْخِيّ)، لا تُعْرَفُ أحوالهم في أمر الرواية، مع شهرتهم في التصوف والزهادة.
و (ابن السَّمَّاك) هو (محمد بن صَبِيح الواعظ)، قال ابن نُمَيْر عنه:"كان صدوقًا، وليس حديثه بشيء". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 254 - 255) عن محمد بن عيسى الدِّهْقَان، عن أحمد بن محمد النَّوري، عن السَّريّ، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 20) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (2/ 21) منه: إنَّ فيه ابن الفضل والدِّهْقَان: مجهولان. ثم قال: "فإن سلم من ذلك فالتخليط منسوب إلى النُّوري".
أقول: (ابن الفضل -محمد بن عمر بن الفضل بن غالب الجُعْفِي-) ليس مجهولًا كما يعلم من ترجمته المتقدِّمة، وابن الجَوْزي نفسه ترجم له في كتابه "الضعفاء"(3/ 87) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ وابن بُكَيْر فيه! كما أنَّه نفسه رحمه الله قد نقل في "العلل المتناهية"(1/ 471) تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ، وتكذيب ابن أبي الفوارس له!
وقد روي من غير هذا الطريق، وقد سبق تخريجه والكلام عليه برقم (304)
* * *
704 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيْعي، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن المترفق الطَّرَسُوسي الصُّوفي -بمِصْر- قال: سمعت أبا الحسين أحمد بن محمد المَالِكي يقول: حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد النُّوري البغدادي المعروف بالبَغَوي، حدَّثنا سَرِيّ بن المُغَلِّس السَّقَطِي أبو الحسن، حدَّثنا مَعْرُوف الكَرْخِي الزاهد، حدَّثنا محمد بن السَّمَّاك، عن الثَّوْري، عن الأَعْمَش،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَضَى لأخيهِ المُسْلِمِ حَاجَةً كان له مِنَ الأَجْر كَمَنْ حَجَّ واعْتَمَرَ".
(5/ 131) في ترجمة (أحمد بن محمد النُّوري أبو الحسين، يعرف بابن البَغَوي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (703).
وقال العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 205): "وفيه من لم أعرفه".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 20 - 21) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. ولم يتكلَّم عليه بشيء اكتفاءً منه -واللَّه أعلم- ببعض كلامه على الحديث السابق برقم (703)، وهو بلفظ:"من قضى لأخيه المسلم حاجةً كان له من الأجر كمن خدم اللَّه عمره".
وقد قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 680) في ترجمة (محمد بن عيسى الدِّهْقَان): "لا يُعْرَفُ، وأتى بخبر موضوع". ثم ساق الحديث عن الدِّهْقَان هذا من الطريق السابق برقم (703) وبلفظه، ثم أعقبه بطريق الخطيب هذا وبلفظه:"كان له من الأجر كمن حَجَّ أو اعتمر". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 333 - 334).
* * *
705 -
حدَّثنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن حمَّاد بن مُتَيَّم، حدَّثنا أحمد بن محمد أبو حَنَش السَّقَطِي -سنة تسع وتسعين ومائتين-، حدَّثنا أبو خَيْثَمَة زهير بن حَرْب، أخبرنا
الحسين بن موسى، حدَّثنا ابن لَهِيعة، حدَّثنا دَرَّاج، عن أبي الهيثم،
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجنَّة شجرة، الورقة منها تغطِّي جزيرة العرب، أعلى الشجرة كسوة لأهل الجنَّة، وأسفل الجنَّة خيل بُلْقٌ، سروجها زمرّد أخضر، ولجمها دُرٌّ أبيض لا تروث ولا تبول، لها أجنحة تطير بأولياء اللَّه حيث يشاءون، فيقول من دون تلك الشجرة: يا رب بم نالوا
(1)
هؤلاء هذا؟ فيقول اللَّه تعالى: كانوا يصومون وأنتم تفطرون، وكانوا يصلُّون وأنتم تنامون، وكانوا يتصدقون وأنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون وأنتم تقعدون. من ترك الحجَّ لحاجةٍ من حوائج النَّاس لم تقض له تلك الحاجة حتى ينظر إلى المخلفين قدموا، ومن أنفق مالًا فيما يُرضي اللَّه فظن أن لا يخلف عليه، لم يمت حتى ينفق أضعافه فيما يسخط اللَّه، ومن ترك معونة أخيه المسلم فيما يؤجر عليه، لم يمت حتى يبتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه".
(5/ 136 - 137) في ترجمة (أحمد بن محمد السَّقَطِي أبو حَنَش).
مرتبة الحديث:
موضوع.
فقيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد السَّقَطِي أبو حَنَش) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 145 - 146) وقال "نَكِرَةٌ لا يُعْرَفُ، وأتى بخبر موضوع". ثم ساق حديثه هذا. وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 286).
وفيه (ابن لَهِيعة) وهو (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عقبة الحَضْرَمي المِصْرِي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
(1)
هكذا في المطبوع: "نالوا". وفي "الموضوعات"(3/ 256)، و"اللآلئ" (2/ 454):"نال".
وفيه أيضًا (دَرَّاج بن سَمْعَان السَّهْمِي المِصْرِي أبو السَّمْح): صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (493).
و (أبو الهيثم) هو (سليمان بن عمرو بن عبد -أو عبيد- اللَّيْثِيّ العُتْوَارِيّ المِصْرِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (493).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 255 - 256) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"ابن لَهِيعة ذاهب الحديث. وأبو حَنَش مجهول".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 454)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 378).
وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(1/ 266 - 267) من حديث عليّ مرفوعًا بأخصر مما هنا. وقد تقدَّم برقم (68).
* * *
706 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني البغدادي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن عَيْشُون الحَرَّاني، حدَّثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحَرَّاني، حدَّثنا سلَّام بن أبي مُطِيع، عن قَتَادَة، عن الحسن، عن سعد بن هشام،
عن سَمُرَة بن جُنْدُب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَّتِي القَرْنُ الذي بُعِثْتُ فيهم، ثُمَّ الذين يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذين يَلُونَهُمْ".
(5/ 137) في ترجمة (أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى. وعدَّه الحافظ ابن حَجَر وغيره من المتواتر.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (محمد بن عبد اللَّه بن عَيْشُون الحَرَّاني -وصوابه: عبد اللَّه بن محمد بن عَيْشُون. كما نبَّه عليه الخطيب عقب روايته للحديث-)، لم أقف على من ترجم له.
وفيه أيضًا (سلَّام بن أبي مُطِيع الخُزَاعي البَصْري)، وهو وإن كان ثقةً إلَّا أنَّ في روايته عن قَتَادَةَ ضَعْفٌ كما قال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 432). وفي ترجمته من "الكامل" لابن عدي (3/ 1153):"ليس بمستقيم الحديث عن قَتَادَة خاصة". وقال في (3/ 1155) منه: "ولم أر أحدًا من المتقدِّمين نسبه إلى الضعف، وأكثر ما في حديثه أن روايته عن قَتَادَة فيها أحاديث ليست بمحفوظة لا يرويها عن قَتَادة غيره، ومع هذا كلِّه فهو عندي لا بأس به وبرواياته". وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(12/ 298 - 301)، و"التهذيب"(4/ 282 - 283).
و(سعد بن هشام) هو (الأنصاري المَدَني -ابن عمِّ أنس بن مالك-)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 289):"ثقة، من الثالثة، استشهد في أرض الهند" /ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(10/ 307 - 309) و"التهذيب"(3/ 483).
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام تابعي فقيه ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
و(قَتَادَة) هو (ابن دِعَامة السَّدُوسي البَصْري أبو الخَطَّاب): ثقة ثَبْت مشهور بالتدليس. وستأتي ترجمته في حديث (1303).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 38) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن قَتَادَة إلَّا سلَّام بن أبي مُطيع، تفرَّد به محمد بن سليمان بن أبي داود الحَرَّاني".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 19): "ورواه الطبراني في "الصغير"، وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عَيْشَون، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وهو مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(8/ 547 - 550)، و"مجمع الزوائد"(10/ 19 - 20)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 292 - 293 - وعدَّه من المتواتر-، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيديّ ص 72 - 75، و"نظم المتناثر" للكَتَّانيّ ص 127 - وقد ساقه من حديث ثلاثة عشر نَفْسًا-.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 12): "وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "خير النَّاس قَرْني ثم الذين يَلُونهم".".
ومن ذلك، ما رواه البخاري في الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جَوْرٍ إذا أُشْهِدَ (5/ 259) رقم (2652) وغير موضع، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة. . . (4/ 1962 - 1963) رقم (2533)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"خَيْرُ النَّاس قَرْني، ثم الذين يَلُونَهُمْ، ثم الذين يَلُونَهُم، ثُمَّ يجيءُ أقوامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، ويَمِينُهُ شَهَادَتَهُ".
* * *
707 -
أخبرني عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، حدَّثنا أبو الفضل عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِي، حدَّثنا أحمد بن محمد أبو جعفر المَرْوَزِي، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي قال: حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب، حدَّثنا حسين -وفي حديث الأَصَمّ: عن الحسين بن وَرْدَان-، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الصَّلاةِ في السَّرَاويلِ.
(5/ 138) في ترجمة (أحمد بن محمد المَرْوَزِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (الحسين بن وَرْدَان) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 251) وقال: "عن أبي الزُّبَيْر، لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به". وذكر حديثه هذا.
2 -
"الميزان"(1/ 550) وقال: "لا يُعْرَفُ". وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ". أقول: لم أقف عليه في "الجرح والتعديل".
3 -
"اللسان"(2/ 317) وذكر ما تقدَّم.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمد المَرْوَزِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 54 - 55) رقم (699) -، من طريق زيد بن الحُبَاب، عن حسين بن وَرْدَان، به، وقال:"لم يروه عن أبي الزُّبَيْر إلَّا حسين".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 51 - 52) بعد أن عزاه له: "وفيه حسين بن وَرْدَان قال أبو حاتم: ليس بالقويِّ".
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 251) -في ترجمة (حسين بن وَرْدَان) -، من طريق زيد بن حُبَاب العُكْلِي، عن حسين بن وَرْدَان، به. وقال:"لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 192) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم ذكر كلام العُقَيْلِي السابق.
وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 551) في ترجمة (الحسين بن وَرْدَان) وقال: "حديثه منكر في ذَمِّ السَّراويل". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 317).
وعزاه في "كنز العمال"(2/ 333) رقم (19129) إلى الخطيب وحده، فَقَصَّرَ.
معنى الحديث:
قال الخطيب عقب روايته له: "قال أبو الفضل: قال أبو بكر النَّيْسَابُوري: فقه هذا الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في السَّراويل وحده".
وقال ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 192): "وهذا ينبغي أن يكون له تمام، وعلى تقدير صحته يكون المعني: نهى عن الصلاة في السَّراويل وحده". ثم عزاه لأبي بكر النَّيْسَابُوري، وذكر أنه مما يدل عليه، ما رواه ابن بُرَيْدة عن أبيه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "نهى أن يصلِّي الرجل في السَّراويل الواحد ليس عليه غيره". رواه عن العُقَيْلِي من طريقه الآتي.
أقول: حديث بُرَيْدَة هذا، رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 121 - 122) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العَتَكي أبو المنُيِب) -، من طريق زيد بن
الحُبَاب، عن أبي المُنِيب، عن ابن بُرَيْدَة، عن أبيه:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلِّي الرجل في السِّرْوَال الواحد ليس عليه شيء غيره". وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
وقد قال ابن الجَوْزي عقب روايته للحديث ونَقْلِهِ لكلام العُقَيْلِي المتقدِّم: "وهذا تفسير الأول على تقدير الصحة".
* * *
708 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض القاضي -بصُور-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد الورَّاق -بِصَيْدَا-، قالا: حدَّثنا محمد بن أحمد بن جُمَيِع الغَسَّاني، أخبرنا أحمد بن محمد أبو الحسن الوَاسِطِي -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن الجَهْم السِّمَّري، حدَّثنا بُسْر بن محمد السُّكَّرِيّ، عن هارون الأعور، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يَقْرَأُ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة: الآية 4].
(5/ 139) في ترجمة (أحمد بن محمد الوَاسِطِي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (بشر
(1)
بن محمد بن أَبَان السُّكَّرِيّ الوَاسِطِي أبو أحمد) وقد ترجم له في:
(1)
حُرِّف في "معجم الشيوخ" لابن جُمَيْع الغَسَّاني الصَّيْدَاوي ص 175 - والخطيب يرويه عنه- إلى: "بُسْر". وعلق محقق الكتاب بقوله: "في المتن: بشر (بالشين المعجمة) والتصحيح عن الحاشية: الصواب: بُسْر"!! أقول: هو في جميع مصادر ترجمته: "بشر" بالشين المعجمة.
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 364) وفيه عن أبي حاتم: "هو شيخ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 139).
3 -
"الكامل"(2/ 450) وقال: "أرجو أنَّه لا بأس به، ومقدار ما ذكرته -وهو خمسة أحاديث- أنكر ما رأيت له من رواياته، وأرجو أنَّ هذه الأحاديث ليست من قِبَلِهِ إنما هو من قِبَلِ من رواه عنه، وهو في نفسه لا بأس به".
4 -
"تاريخ بغداد"(7/ 54 - 55) وفيه عن الأَزْدِيّ: "ليس يُرْضَى، منكر الحديث".
5 -
"المغني"(1/ 107) وقال: "صدوق يُغْرِب".
6 -
"الميزان"(1/ 324) وقال: "صدوق إن شاء اللَّه".
7 -
"اللسان"(2/ 32) وقال: "أطلق المصنِّف -يعني الذَّهَبِيّ- في ترجمة (خالد بن مقدوح) - "الميزان" (1/ 642) - بأنَّ (بشر بن محمد) هذا، من الواهين، وتبع في ذلك ابن عدي، فإنَّه لما ساق الحديث المذكور -يعني حديث سحر النبيِّ صلى الله عليه وسلم هناك قال: لا أدري البلاء فيه من خالد أو بُسْر بن محمد السُّكَّرِيّ".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن محمد الوَاسِطِي أبو الحسن)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثُبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(محمد بن الجَهْم بن هارون السِّمَّرِيّ)، ترجم له الحافظ ابن حَجَر في
"اللسان"(5/ 110) وقال: "ما علمت فيه جرحًا". أقول: قد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 161) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ثقة صدوق". وعن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: "صدوق ما أعلم إلَّا خيرًا". ولم أقف له على ترجمة في "ميزان الاعتدال" المطبوع.
و(هارون بن سعد العِجْلي الأعور): صدوق، روى له مسلم. انظر ترجمته في:"الكاشف"(3/ 189)، و"التهذيب"(6/ 11)، و"التقريب"(2/ 311).
التخريج:
رواه ابن جُمَيْع الغَسَّاني الصَّيْدَاوي في "معجم شيوخه" ص 175 رقم (123) من الطريق التي رواها الخطيب عنه. لكن فيه: "أنه كان يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ".
والظاهر أنَّ ما في "معجم الشيوخ" لابن جُمَيْع هو الصواب.
فإنَّ الحاكم في "المستدرك"(2/ 232) يرويه من طريق يحيى بن إسماعيل الوَاسِطِي، عن محمد بن فضيل، عن الأَعْمَش، به بلفظ:"مَلِكِ".
وقال: إسناده صحيح على شرطهما. ولم يذكره الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
والذي يؤكِّد أنَّه "مَلِك" عند الحاكم، أنَّه أورده عقب حديث أُمِّ سَلَمَة مطوَّلًا، وفيه:"قال ابن أبي مُلَيْكَة: وكانت أُمُّ سَلَمَة تقرأها: "مَلِكِ يوم الدين". وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه. وله شاهد بإسناد صحيح على شرطهما عن أبي هريرة". ثم ساق حديث أبي هريرة المتقدِّم.
لكن رواه أبو بكر بن أبي داود في كتابه "المصاحف" ص 104 - 105، من طريق قَبِيصة، عن سفيان، عن الأَعْمَش به، بلفظ:"مالك".
ثم رواه عن سفيان، عن الأَعْمَش بهذا موقوفًا.
ثم رواه عن سفيان بهذا موقوفًا.
ثم رواه من طريق يحيى بن إسماعيل، عن ابن فُضَيْل، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّه قرأ (مَلِك) أو قال (مَالِكِ) ".
ثم رواه عن محمد بن إسماعيل الأَحْمَسِي، عن ابن فُضَيْل، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:"أنَّه كان قرأ (مَالِكِ) ".
وقد روى أبو حفص الدُّوري في جزء فيه قراءات النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 54 رقم (3)، وأبو بكر بن أبي داود في "المصاحف" ص 103، من طريق الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: (مَالِكِ) ".
وسيأتي من حديث ابن عمر برقم (2128)، ولفظه:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، كانوا يقرؤون (مَالِكِ يوم الدِّين)."
وبلفظ (مَالِكِ) سيأتي أيضًا من حديث ابن المسيَّب والبَرَاء بن عازِب معًا، برقم (2009).
قال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 26): "قرأ بعض القُرَّاء (مَلِكِ يوم الدِّين)، وقرأ آخرون (مَالِكِ)، وكلاهما صحيح متواتر في السَّبْع".
وانظر في القراءات الواردة في هذه الآية ومن قرأ فيها: "زاد المسير" لابن الجَوْزي (1/ 13).
وانظر في توجيهها: "تفسير الطبري"(1/ 148 - 154).
* * *
709 -
أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، أخبرنا محمد بن
المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن يحيى بن زُكَيْر -بِمِصْر-، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن عطاء بن بَحْر، حدَّثنا يحيى بن السَّكَن أبو محمد، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ في بُيُوتِكُمْ، إلَّا صَلَاةَ الجَمَاعَةِ".
(5/ 140) في ترجمة (أحمد بن موسى بن عطاء بن بَحْر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه بنحوه.
ففيه (يحيى بن السَّكَن البَصْري أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 253) وذكر أن وفاته كانت سنة (230 هـ).
2 -
"تاريخ بغداد"(14/ 146) وفيه عن أبي عليّ صالح بن محمد الأَسَدِي -المعروف بصالح جَزَرَة-: "بَصْري كان يكون بالرَّقَّة، وكان أبو الوليد -يعني الطَّيَالِسِيّ هشام بن عبد الملك- يقول: هو يكذب، وهو شيخ مقارب، كان يكون بالرَّقَّة ويبغداد". وقال صالح جَزَرَة: "لا يسوى فَلْسًا".
3 -
"الميزان"(4/ 380) وقال: "ليس بالقويِّ، وضعَّفه صالح جَزَرَة".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 256) وذكر ما تقدَّم، إلَّا أنَّه فاته مع الذَّهَبِيِّ ذكر قول أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ فيه.
وصاحب الترجمة (أحمد بن موسى بن عطاء بن بَحْر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عمر، غير الخطيب فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد صَحَّ من حديث زيد بن ثابت بنحوه، فقد رواه مطوَّلًا البخاري في الصلاة، باب صلاة الليل (2/ 214 - 215) رقم (731) -واللفظ له-، ومسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (1/ 539 - 540) رقم (781)، وغيرهما، وفيه:"فصَلُّوا أيها النَّاس في بيوتكم، فإنَّ أفضلَ الصَّلاةِ صلاةُ المرء في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ".
وانظر "نصب الراية"(2/ 156) في ألفاظ حديث زيد رضي الله عنه، ومن خَرَّجَهَا من الأئمة.
* * *
710 -
حدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن عمرو الحَرِيري، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن محمد بن مَاسِن الهَرَوي، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن زُكَيْر الأَزْدِيّ الحافظ -بِمِصْر-، حدَّثنا أحمد بن موسى بن عطاء بن بَحْر البغدادي، حدَّثنا يحيى بن السَّكَن، حدَّثنا مَالِكِ بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ في بُيوتِكُمْ، إلَّا المَكْتُوبَةَ".
(1415)
في ترجمة (أحمد بن موسى بن عطاء بن بَحْر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (709).
وفيه هنا أيضًا: (أحمد بن يحيى بن زُكَيْر الأَزْدِيّ المِصْرِيّ)، وقد ترجم له الدَّارَقُطْنِيّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" (2/ 1105) وقال: لم يكن أحمد هذا يُرْضَى في الحديث". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 323) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله في كتابه "الغرائب": "ليس بشيء في الحديث".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (709).
* * *
711 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزُّهْرِي، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن موسى بن أخي خَزَري، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن بشَّار الوَاسِطِي، حدَّثنا نُعَيْم بن المُوَرِّع بن تَوْبَة العَنْبَرِي، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الإسلامَ نَظِيفٌ فَتَنَظَّفُوا، فإنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا نَظِيفٌ".
(5/ 143) في ترجمة (أحمد بن موسى الجَوْهَرِيْ أبو العبَّاس، يُعْرَفُ بأخي خَزَرِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (نُعَيْم بن المُوَرِّع بن تَوْبَة العَنْبَرِيّ البَصْرِيّ أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 234 رقم (616) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 294 - 295) وفيه عن البُخَاري: "منكر الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 464) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي".
4 -
"المجروحين"(3/ 57) وقال: "يروي عن الثقات العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 218) وقال: "يروي عن عطاء السُّلَمِيّ الحكايات".
6 -
"الكامل"(7/ 2481) وقال: "ضعيف يسرق الحديث". وقال أيضًا: "وعامَّة ما يرويه غير محفوظ".
7 -
"الضعفاء" لأَبي نُعَيْم ص 153 رقم (253) وقال: "روى عن هشام مناكير".
8 -
"اللسان"(6/ 170 - 171) وفيه عن البخاري: "حديثه غير محفوظ إلَّا عن أبي مَعْشَر". وقال الحاكم وأبو سعيد النَّقَّاش: "روى عن هشام أحاديث موضوعة".
التخريج:
رواه الطبراني في" المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 163) رقم (44239) -، من طريق أحمد بن سهيل الورَّاق، عن نُعَيْم بن مُوَرِّع، عن هشام، به، وقال:"لم يروه عن هشام إلَّا نُعَيْم، تفرَّد به أحمد".
أقول: لم يتفرَّد به (أحمد بن سهيل الورَّاق) كما يُعْلَمُ من طريق الخطيب.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 132) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه نُعَيْم بن مُوَرِّع وهو ضعيف".
ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 57) -في ترجمة (نُعَيْم بن المُوَرِّع) -، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" -كما في "المقاصد الحسنة" ص 146 عند كلامه على حديث "بُنِي الدِّين على النظافة"-، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 224)، من طريق نُعَيْم بن المُوَرِّع، عن هشام، به.
قال ابن الجَوْزي: "تفرَّد به نُعَيْم". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 190) إلى الخطيب وحده!
712 -
حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدَّسْكْرِيّ -لفظًا بِحُلْوَان-، أخبرنا أبو بكر بن المُقْرئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو زُرْعَة أحمد بن موسى المَكِّي -ببغداد-، حدَّثنا أحمد بن أبي رَوْح، حدَّثنا أحمد بن محمد بن جميل قال: حدَّثنا عمِّي سهل بن جميل بن مِهْرَان، عن أبي مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِي، عن كثير بن زياد.
عن الحسن قال: لمَّا مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجدوا في ثيابه نَافِجَةَ مِسْكٍ يُطَيِّبُ بها ثيابه.
(5/ 148) في ترجمة (أحمد بن موسى بن يونس التَّمِيميّ المَكِّيّ أبو زُرْعَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
فهو مرسل أولًا، و (الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري): إمام تابعي فقيه يُرْسِلُ كثيرًا ويُدَلِّسُ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).
وثانيًا: إنَّ في إسناده (أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ) وهو (حفص بن سَلْم الفَزَارِيّ الخُرَاسَانِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"أحوال الرجال" ص 203 رقم (374) وقال: "كان فيما حُدِّثْتُ يُنْشِئُ للكلام الحسنِ إسنادًا".
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 174) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. و (3/ 187) باسم (حفص بن مسلم)
(1)
ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا.
3 -
"المجروحين"(1/ 256 - 257) وقال: "كان صاحب تقشف وعبادة، ولكنه يأتي بالأشياء المنكرة التي يعلم مَنْ كَتَبَ الحديث أنَّه ليس لها أصل
(1)
قال ابن رجب في "شرح العلل"(1/ 102): قوله: "ابن مسلم" وَهَمٌ".
يرجع إليه. . . وكان قتيبة بن سعيد يحمل عليه شديدًا ويضعِّفه بمرَّةٍ وقال: كان لا يدري ما يحدِّث به. وكان عبد الرحمن بن مهدي يكذِّبه. قال نصر بن الحَاجِب المَرْوَزي: ذكرت أبا مُقَاتِل لعبد الرحمن بن مهدي فقال: "اللَّه! لا يحلُّ الرواية عنه. . . وكذلك وكيع بن الجرَّاح كان يكذِّبه".
4 -
"الكامل"(2/ 800 - 801) وقال: "له أحاديث كثيرة، ويقع في أحاديثه مثل ما ذكرته أو أعظم منه، وليس هو ممن يعتمد على رواياته".
5 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 130 - 131) رقم (42) وقال: حدَّث عن عبيد اللَّه بن عمر وأيوب السَّخْتِيَاني ومِسْعَر وغيره بأحاديث موضوعة. كذَّبه وكيع بن الجرَّاح بالكوفة".
6 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَانِي ص 75 رقم (52) وقال: حدَّث عن أيوب السَّخْتِيَاني وعبيد اللَّه بن عمر ومِسْعَر بالمناكير، تركهـ وكيع وكذَّبه".
7 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 975 - 976) وقال: "مشهورٌ بالصِّدْقِ والعِلْمِ، غير مخرَّج في الصحيح. . . . وكان ممن يُفتي في أيامه، وله في العلم والفقه مَحَلٌّ، يُعْنَى بجمع حديثه".
8 -
"المغني"(1/ 179) وقال: "واهٍ بمرَّة".
9 -
"الميزان"(1/ 557 - 558) وقال: "طال عمره، وبقي إلى سنة ثمان ومائتين". وفيه عن السُّلَيْمَانِيّ -أحمد بن عليّ-: "حفص بن سَلْم الفَزَارِيّ صاحب كتاب "العَالِم والمتعلِّم"، في عِدَادِ من يضع الحديث".
10 -
"شرح العلل" لابن رَجَب الحنبلي (1/ 99 - 102) وفيه عن الحاكم في "تاريخ نَيْسابُور": "يروي المناكير. وسئل عنه إبراهيم بن طَهْمَان فقال: خذوا عنه عبادته وحسبكم". وفيه أنَّ ابن المُبَارَك سئل عنه فقال: "خذوا عن أبي مُقَاتِل عبادته وحسبكم".
11 -
"اللسان"(2/ 322 - 323) وفيه أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ وهَّاه.
12 -
"التقريب"(2/ 476) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ ت.
وقوله: "مقبول"، موضع نظر. وقارن بين قول الحافظ ابن حَجَر هذا، وبين ما ذكره في "التهذيب"(2/ 397 - 399). وفي "التهذيب" المطبوع، خلل واضطراب في بعض النصوص المذكورة عن النُّقَّاد في حقِّ أبي مُقَاتِل.
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن موسى التَّمِيمي المَكِّي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، ولم أقف على من ذكره واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
غريب الحديث:
قوله "نَافِجَة": هي وعاء المِسْكِ، مُعَرَّبٌ. "القاموس المحيط" مادة (نفج) ص 266.
* * *
713 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أحمد بن منصور بن راشد، حدَّثنا النَّضْر، حدَّثنا صالح، عن ابن شِهَاب، عن نَبْهَان،
عن أُمِّ سَلَمَة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُبَاشِرُهَا وهي طَامِثُ، وعليها إِزَارٌ إلى الرُّكْبَتَيْنِ.
(5/ 150) في ترجمة (أحمد بن منصور بن راشد الحَنْظَلِيّ المَرْوَزِيّ أبو صالح).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (صالح) وهو (ابن أبي الأخضر اليَمَامي) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 272) وفيه عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري قال: سألت صالح بن أبي الأخضر فقلت له: هل سمعت هذا الذي ترويه عن الزُّهْرِيّ؟ فقال: "منه ما حدَّثني به ومنه ما قرأت عليه، فلا أدري ما هذا من هذا".
2 -
"تاريخ ابن معين"(2/ 262) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعين" ص 44 رقم (11) وقال: "ليس بشيء في الزُّهْرِيّ".
4 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 385 رقم (460) وقال: "ضعيف الحديث".
5 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 58) وقال: "بلغني عن يحيى بن سعيد قال: قلت لصالح بن أبي الأخضر في أحاديث الزُّهْرِيّ، فقال: بعضًا سمعتُ، وبعضًا عَرْضٌ، وبعضًا أصبتها في كُتُبِي".
6 -
"التاريخ الكبير"(4/ 237) وقال: "ليِّنٌ".
7 -
"أحوال الرجال" ص 113 رقم (182) وقال: "اتُّهِمَ في أحاديثه".
8 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 225 رقم (681) وقال: "يُكْتَبُ حديثه، وليس بالقويِّ".
9 -
"الضعفاء" لأَبي زُرْعَة ص 626. وص 759 - 760 وقال: "عنده عن الزُّهْرِيّ كتابان: أحدهما عَرْضٌ، والآخر مُنَاوَلة، فاختلطا جميعًا، وكان لا يَعْرِفُ هذا من هذا".
10 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 327 - 328 رقم (511) وقال: "كان يحيى بن سعيد لا يحدِّث عنه".
11 -
"السنن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 320) رقم (3163) وقال: "يضعَّف في الحديث، ضعَّفه يحيى بن سعيد القطَّان وغيرُهُ من قِبَلِ حفظه".
12 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 137 رقم (318) وقال: "ضعيف".
13 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 198 - 199).
14 -
"الجرح والتعديل"(4/ 394 - 395) وفيه عن أبي حاتم: "ليِّن الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
15 -
"المجروحين"(1/ 368 - 369) وقال: "يروي عن الزُّهْرِيّ أشياء مقلوبة، روى عنه العِرَاقِيون. اختلط عليه ما سَمِع من الزُّهْرِي بما وجد عنده مكتوبًا، فلم يكن يميِّز هذا من ذاك".
16 -
"الكامل"(4/ 1382 - 1383) وقال: "هو من الضعفاء الذين يُكْتَبُ حديثهم". وفيه عن البخاري: "ضعيف".
17 -
"الكاشف"(2/ 17) وقال: "كان يخدم الزُّهْرِيّ، ليَّنه البخاري، وضعَّفه النَّسَائي".
18 -
"الميزان"(2/ 288) وقال: "صالح الحديث".
19 -
"التقريب"(1/ 358) وقال: "ضعيف يُعْتَبَرُ به، من السابعة، مات بعد الأربعين -يعني ومائة-"/ 4.
و(نَبْهَان) هو (المَخْزُومي أبو يحيى المَدَني مُكَاتَبُ أُمِّ سَلَمَة) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 502) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حبَّان (5/ 486).
3 -
"الكاشف"(3/ 175) وقال: "ثقة".
3 -
"التهذيب"(10/ 416 - 417) ولم يذكر سوى توثيق ابن حبَّان له.
4 -
"التقريب"(2/ 297) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ 4.
و(ابن شهاب) هو (الزُّهْرِيّ، محمد بن مُسْلِم بن عبيد اللَّه أبو بكر): إمام حافظ فقيه ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (432).
و(النَّضْر) هو (ابن شُمَيْل المَازِنيّ البَصْري النَّخْويّ أبو الحسن): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ، نزيل مَرْو وعالمها، خرَّج له الستة، وتوفي عام (204 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 328 - 332)، و"التهذيب"(1/ 437 - 438)، و"التقريب"(2/ 301).
و(أبو عمر بن مهدي) هو (عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (234).
وصاحب الترجمة (أحمد بن منصور بن راشد الحَنْظَلِيُّ المَرْوَزِيُّ) ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 78) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 34 - 35).
3 -
"تاريخ بغداد"(5/ 150 - 151) ونقل قول أبي حاتم السابق.
4 -
"التقريب"(1/ 26) وقال: "صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين -يعني ومائتين-، وقيل غير ذلك"/ م.
التخريج:
لم يروه من حديث أُمِّ سَلَمَة غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث قد صَحَّ من حديث السيدة عائشة وغيرها. انظر: "جامع الأصول"(7/ 343 - 346)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/ 588 - 591).
فقد روى البخاري في الحيض، باب مباشرة الحائض (1/ 403) رقم (302)، ومسلم في الحيض، باب مباشرة الحائض فوق الإزار (1/ 242) رقم (293)، وغيرهما، عن السيدة عائشة قالت:"كانت إحْدَانَا إذا كانت حَائِضًا فَأَرَادَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاشرَهَا، أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ في فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثم يُبَاشِرُهَا. قالت: وأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْلِكُ إِرْبَهُ؟ ". واللفظ للبخاري.
غريب الحديث:
قولها: "طَامث": أي حائض. "يقال: طَمِثَت المرأة تَطْمِثُ طَمثًا: إذا حَاضَتْ، فهي طَامِثٌ". "النهاية"(3/ 138).
* * *
714 -
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش القَطَّان، حدَّثنا أحمد بن منصور بن سَيَّار، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب، حدَّثنا ابن لَهِيعة، حدَّثني بُكَيْر بن عبد اللَّه بن الأَشَجّ، عن بُسْر
(1)
بن سعيد،
عن زيد بن خالد الجُهَنِيِّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَاءَهُ مِنْ أخيه معروفٌ مِنَ غيرِ مَسْأَلَةٍ ولا إشرافٍ فَلْيَقْبَلْهُ، فإنما هو رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إليه".
(5/ 152) في ترجمة (أحمد بن منصور بن سَيَّار الرَّمَادِيّ أبو بكر).
(1)
تصَحَّفَ في المطبوع إلى: "بشر" بالشين المعجمة. والتصويب من "تهذيب الكمال"(4/ 72)، وغيره.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 286) رقم (5241)، من طريق أبي الأسود النَّضْر بن عبد الجبَّار، عن ابن لَهِيعة، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 101): "رواه الطبراني في "الكبير"، وأبو يعلى، عن أحمد بن إبراهيم المَوْصِلي وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفيه ابن لَهِيعة وفيه كلام".
أقول: وَهِمَ الهيثمي رحمه الله في عزوه للحديث لأبي يعلى، فإنَّه ليس فيه، وليس في "مسند أبي يعلى" مسندًا لـ (زيد بن خالد الجُهَني) رضي الله عنه ضمن مسانيد الصحابة. وأبو يعلى إنما يرويه في "مسنده"(2/ 226) رقم (925) من حديث خالد بن عدي الجُهَني رضي الله عنه. وهو يرويه عن أحمد بن إبراهيم لكن ليس في إسناده (ابن لَهِيعة).
وَوَهِمَ أيضًا عندما قال بأنهما روياه من حديث (زيد بن خالد بن عدي الجُهَني)، فليس عند الطبراني ولا الخطيب ذكر اسم جدِّ (زيد). ولم يذكر أحد ممن ترجم لـ (زيد بن خالد الجُهَني) رضي الله عنه، اسم (عدي) ضمن أجداده. بل إنَّ أكثر من ترجم له لم يزد عن ذكر اسم أبيه. انظر:"الطبقات الكبرى" لابن سعد (4/ 344)، و"الاستيعاب"(1/ 558 - 559)، و"تهذيب الكمال"(10/ 63)، و"الإصابة"(1/ 565). و (عدي) إنما هو والد (خالد)، الصحابي الآخر الذي خرَّج أبو يعلى وغيره الحديث من طريقه. انظر "الإصابة"(1/ 409).
والذي يظهر لي أنَّ (ابن لَهِيعة) -وهو ممن تغيَّر واختلط-، قد خَلَطَ في حديثه هذا، فجعله عن (زيد بن خالد الجُهَني)، وإنما هو (خالد بن عدي الجُهَني)، فإنَّ أبا الأسود يتيم عُرْوة محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأَسَدِي -وهو ثقة كما في "التقريب" (2/ 185) -: يرويه عن بُكَيْر بن عبد اللَّه بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن خالد بن علي الجُهَني، به، كما سيأتي.
وقد وَهِمَ الشيخ الألباني في "الصحيحة"(3/ 5) رقم (1005) في قوله: بأنَّ أبا الأسود هو: النَّضْر بن عبد الجبَّار المُرَادي. وذلك أنَّ الذي يرويه عن أبي الأسود هو: سعيد بن أبي أيوب المِصْريّ، وهو إنما يروي كما في "تهذيب الكمال"(10/ 343) عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأَسَدِيّ، ولا رواية له عن النَّضْر بن عبد الجبَّار المُرَادِيّ.
والحديث صحيح، له شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(10/ 161 - 165)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 597 - 600)، و"مجمع الزوائد"(3/ 100 - 101).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(4/ 220 - 221)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 171) رقم (3395) و (7/ 283) رقم (5086)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 62)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 233) رقم (4124)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 226) رقم (925)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 350)، من طريق أبي الأسود، عن بُكَيْر بن عبد اللَّه، عن بُسْر بن سعيد، عن خالد بن عدي الجُهَني مرفوعًا:"مَنْ جَاءَهُ من أخيه مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، ولا بإِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ، ولا يَرُدَّهُ، فإنَّما هو رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّه إليه".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناده". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: إسناده على شرط الشيخين، وفات الحاكم والذَّهَبِيّ ذلك.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 100): "رواه أحمد أبو يعلى والطبراني في "الكبير". . . ورجال أحمد رجال الصحيح".
وقال ابن حجر في "الإصابة"(1/ 409): "إسناده صحيح".
غريب الحديث:
قوله: "ولا إشراف": أي غير متطلع إليه ولا طامع فيه. "النهاية"(2/ 462).
* * *
715 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل الخُطَبِي، حدَّثنا أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المَرْوَزِي الخَصِيب، حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا هَمَّام، عن قَتَادَة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كيف أَنْعَمُ وصَاحِبُ الصُّور قد الْتَقَمَ القَرْنَ، وحَنَا ظَهْرَهُ تُجَاهَ العَرْشِ كأنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ، لم يَطْرِفْ قَطُّ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ مِنْ قَبْلِ ذلك".
(5/ 153) في ترجمة (أحمد بن منصور بن حَبِيب الخَصِيب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (أحمد بن منصور الخَصِيب) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (قَتَادَة) هو (ابن دِعَامة السَّدُوسي البَصْري أبو الخطَّاب): ثقة ثَبْتٌ مشهور بالتدليس. وستأتي ترجمته في حديث (1303).
و (همَّام) هو (ابن يحيى بن دينار العَوْذِيّ البَصْرِيّ أبو عبد اللَّه أو أبو بكر):
حافظ ثقة حُجَّة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (164) أو (165) للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(7/ 296 - 301)، و"التهذيب"(11/ 67 - 70)، و"التقريب"(2/ 321).
و (عَفَّان) هو (ابن مُسْلِم البَاهِلِيّ الصَّفَّار البَصْري أبو عثمان): ثقة ثَبْتٌ وسيأتي ترجمته في حديث (1029).
وقد صَحَّ من طرقٍ أخرى بنحوه.
التخريج:
رواه الضياء المقدسي في "المختارة"(7/ 133 - 134) رقم (2567) من طريق أحمد بن منصور المَرْوَزِي الخَصِيب، عن عفَّان، به.
وقد حسَّن محقِّق "المختارة" إسناده، مع أنَّ فيه (أحمد بن منصور المَرْوَزِيّ) لم يُذْكَرْ بجرحٍ أو تعديلٍ كما تقدَّم.
والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه. وقد سبق الكلام عليه برقم (422).
* * *
716 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن منصور المَدَائِني -مولى بني هاشم-، حدَّثنا محمد بن إسحاق المُسَيَّبِي، حدَّثنا أبو ضَمْرَة أنس بن عِيَاض، عن يحيى بن سعيد الأنصاري،
عن أنس بن مالك قال: ذُكِر في زَمَانِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خَسْفٌ قِبلَ المَشْرِقِ، فقال بعض النَّاس: يا رسولَ اللَّه يُخْسَفُ بأرضٍ فيها المُسْلِمُونَ؟ فقال: "نعم، إذا كان أكثرُ أَهْلِهَا الخُبُثَ".
(5/ 154) في ترجمة (أحمد بن منصور المَدَائِني).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (أحمد بن منصور المَدَائِني)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 42)، و"المعجم الأوسط"(2/ 500 - 501) رقم (1862)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
قال الطبراني في "المعجم الصغير": "لم يروه عن يحيى بن سعيد عن أنس، إلَّا أبو ضَمْرَة، تفرَّد به المُسَيَّبِيّ".
وقال مثل ذلك في "المعجم الأوسط".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 269): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح.
* * *
717 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أحمد بن محمود، حدَّثنا أبو سَلَمَة المسلم بن محمد بن عفَّان الصَّنْعَاني، حدَّثنا عبد الملك هو -الذِّمِاري-، عن سفيان، عن هشام صاحب الدَّسْتُوَائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عِكْرِمة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَدَّ نِكَاحَ بِكْرٍ وثَيِّبٍ أَنْكَحَهُمَا أَبُوهُمَا وهُمَا كَارِهَتَانِ، فَرَدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم نِكَاحَهُمَا.
(5/ 156) في ترجمة (أحمد بن محمود بن مُقَاتِل بن صَبيح الهَرَوي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو صحيح من طرق أخرى.
ففيه (أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (1/ 129):"ليَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وقال: كان متساهلًا. ومشَّاه غيره". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (500).
وفيه (أبو سَلَمَة المسلم بن محمد بن عفَّان الصَّنْعَاني) لم أقف على من ترجم له.
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمود بن مُقَاتِل الهَرَوي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ونقل عن داود بن يحيى قوله فيه:"قَلَّ من رأيت من هؤلاء الغرباء خيرًا منه". ولم أقف على من ترجم له غيره.
و(هشام صاحب الدَّسْتُوائي) هو (هشام بن أبي عبد اللَّه سَنْبَر البَصْري الرَّبَعي أبو بكر الدَّسْتَوائي): إمام حافظ حجَّة ثَبْتٌ، صاحب الثياب الدَّسْتَوائِيَة، كان يتَّجر في القماش الذي يجلب من دَسْتُوا. ولذا قيل له: صاحب الدَّسْتَوائي. ودَسْتُوا: بُلَيْدَة من أعمال الأَهْواز. وقد خرَّج له الستة، وتوفي عام (154 هـ) وله ثمان وسبعون سنة. انظر ترجمته في:"الأنساب"(5/ 310)، و"السِّيَر"(7/ 149 - 156)، و"التهذيب"(11/ 43 - 45)، و"التقريب"(2/ 319).
و(سفيان) هو (الثَّوْري) كما صرّح به عند الطبراني في "المعجم الكبير" رقم (12001).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 355) رقم (12001)، عن
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن جُوْتي الصَّنْعَاني، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عبد الملك الذِّمَاري، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 279): "رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن جُوْتي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول: (إسحاق بن إبراهيم بن جُوْتي)، ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 344) وقال:"قال ابن حَزْم: مجهول". كما ترجم له في كتابه "تبصير المنتبه"(1/ 377) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال: إنه بجيم وسكون الواو ومثناة. وقد ذكره السَّمْعَاني في "الأنساب"(3/ 349) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد روى أحمد في "المسند"(1/ 273)، وأبو داود في النكاح، باب في البكر يزوِّجها أبوها ولا يستأمرها (2/ 576) رقم (2096)، وابن ماجه في النكاح باب من زوَّج ابنته وهي كارهة (1/ 603) رقم (1875)، من طريق الحسين بن محمد المَرْوَرُّوْذِيّ، عن جَرِير بن حازم، عن أيوب، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس:"أنَّ جاريةً بِكْرًا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أنَّ أباها زَوَّجَهَا وهي كارهةٌ، فخيَّرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم".
وإسناده صحيح.
وقد روى البخاري في النكاح، باب إذا زَوَّجَ الرجل ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود (9/ 194) رقم (5138)، وغيره، عن خَنْسَاء بنت خِدَام الأنصارية:"أنَّ أباها زَوَّجَهَا وهي ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذلك، فأنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ نِكَاحَهَا".
* * *
718 -
أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد اللَّه البغدادي الذَّارع -نزيل النَّهْروان، حدَّثنا أحمد بن محمود
الأَنْبَاري -بالأَنْبَار-، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني، حدَّثنا عليّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وعَفَّ فَمَاتَ فهو شهيدٌ".
(5/ 156) في ترجمة (أحمد بن محمود الأَنْبَاريّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وسيأتي بيان حال رجاله عند الكلام على الطريق الأول.
التخريج:
للحديث عن ابن عباس رضي الله عنه طرق:
الأول: سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني، عن عليّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا.
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 262) -بلفظ: "من عشق وكتم وعفَّ وصبر غَفَرَ اللَّه لسه وأدخله الجنَّة"-، و (6/ 50 - 51) و (11/ 297) و (13/ 184)، وابن الجَوْزي في "مشيخته" ص 191 - 192 - الشيخ الثامن والسبعون-، وفي "العلل المتناهية"(2/ 285)، وجعفر السَّرَّاج في "مصارع العُشَّاق" -كما في "المقاصد الحسنة" ص 420، ولفظه عنده:"من عشق فظفر فعفَّ فماتَ ماتَ شهيدًا"-، والحاكم النَّيْسَابُوري في "تاريخ نَيْسَابُور" -كما في "التلخيص الحَبِير"(2/ 142) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 525) -مخطوط-، بلفظ الخطيب المتقدِّم في "تاريخه"(5/ 156).
قال الزَّرْكَشِيُّ في "اللآلئ المنثورة" ص 180: "ورواه ابن المَرْزُبَان عن
أبي بكر الأَزرق، حدَّثنا سويد بن سعيد فذكره، ولم يرفعه. . . قال ابن المَرْزُبَان: حدَّثني أبو بكر الأزرق بهذا الحديث عن ابن عبَّاس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعاتبته على ذلك، فأسقط ذِكْرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث. وكان يُسْأَلُ بعد ذلك عن الحديث فلا يرفعه".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 142): أخرجه ابن الجَوْزي من طريق محمد بن المَرْزُبَان، عن أبي بكر الأزرق، عن سويد".
أقول: في هذا الطريق (سويد بن سعيد الحَدَثَاني)، قال الإِمام ابن حِبَّان عنه في ترجمته من "المجروحين" (1/ 352):"يأتي عن الثقات بالمعضلات". ثم ذكر حديثه هذا، وقال:"من روى مثل هذا الخبر الواحد عن عليّ بن مُسْهِر يجب مجانبة رواياته".
وقال الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "زاد المَعَاد"(4/ 277): "وقد رمى النَّاس سويد بن سعيد راوي هذا الحديث بالعَظَائم، وأنكره عليه يحيى بن مَعِين وقال: هو ساقط كذَّاب".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 142): "قد أنكره على سويد الأئمة، قاله ابن عدي في "كامله"
(1)
، وكذا أنكره البيهقي، وابن طاهر
(2)
".
وقال ابن حَجَر في "بذل الماعون" ص 185: "وفي سنده مقال".
و(سُوَيْد) هذا، قال فيه ابن المَدِيني:"ليس بشيء". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال البخاري: "كان قد عمي فَيُلَقَّنُ ما ليس من حديثه". وقال يحيى بن مَعِين: "هو حلالُ الدَّمِ". وقال أحمد بن حنبل: "أرجو أن يكون صدوقًا -أو قال-: لا بأس به".
(1)
لم أقف عليه في "الكامل" المطبوع في ترجمة (سويد)(3/ 1263 - 1264)، فلعله قاله في غير ترجمته، واللَّه أعلم.
(2)
في "الذخيرة" كما في "زاد المَعَاد"(4/ 277).
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 142): "وسويد بن سعيد هذا وإن كان مسلم أخرج له في "صحيحه"، فقد اعتذر مسلم عن ذلك وقال: إنَّه لم يأخذ عنه إلَّا ما كان عاليًا وتوبع عليه". ولأجل هذا أعرض عن مثل هذا الحديث -يعني حديث ابن عبَّاس-. وقال أبو حاتم الرَّازي: صدوق وأكثر ما عيب عليه التدليس والعمى. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: كان لما كبر يُقْرَأ عليه حديث فيه بعض النَّكَارة فيجيزه".
وستأتي ترجمته في حديث (947).
وفي هذا الطريق أيضًا (أبو يحيى القَتَّات) واسمه (زَاذَان) وقيل غير ذلك، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 379):"مُخْتَلَفٌ في الاحتجاج به، وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 489): "ليِّن الحديث، من السادسة"/ بخ د ت ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(12/ 277 - 278).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمود الأَنْبَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
الطريق الثاني: الزُّبَيْر بن بَكَّار، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن المَاجِشُون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه الخرائطي في "اعتلال القلوب" -كما في "روضة المحبين" لابن القَيِّم ص 193 في آخر الباب الرابع عشر-، والدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" -كما في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 420 وقال:"لكن وقع عنده: عن عبد اللَّه بن عبد الملك بن المَاجشُون"-، والخطيب البغدادي -كما في "التلخيص الحَبِير" (2/ 142). أقول: الحديث من هذا الطريق ليس في "تاريخ بغداد" للخطيب، فلعله في كتاب آخر، واللَّه أعلم-.
وهذا الطريق قال الإِمام ابن القَيِّم عنه في "الدَّاء والدَّواء" ص 326: "أمَّا حديث ابن المَاجِشُون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا، فَكَذِبٌ على ابن المَاجِشُون، فإنَّه لم يحدِّث بهذا، ولا حَدَّثَ به عنه الزُّبَيْر بن بَكَّار، وإنما هذا من تركيب بعد الوضَّاعين، ويا سبحان اللَّه! كيف يحتمل هذا الإِسناد مثل هذا المتن؟ فَقَبَّحَ اللَّه الوضَّاعين".
وقال رحمه الله في "زاد المَعَاد"(4/ 277): "ولا يحتمل أن يكون من حديث ابن المَاجِشُون، عن ابن أبي حازم، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما مرفوعًا. وفي صحته موقوفًا على ابن عبَّاس نظر".
وقال في كتابه "روضة المحبين" ص 194: "وأمَّا حديث الزُّبَيْر بن بَكَّار فمن رواية يعقوب بن عيسى وهو ضعيف لا تقوم به حُجَّة، قد ضعَّفه أهل الحديث ونسبوه إلى الكذب".
وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(3/ 105): "رواه الخرائطي من غير طريق سُوَيْد بسندٍ فيه نظر".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 142): "وهذه الطريق غلط فيها بعض الرواة فأدخل إسنادًا في إسناد".
وممَّا تقدَّم فإنَّ قول الإِمام الزَّرْكَشِيِّ في "اللآلئ المنثورة" ص 180 عن هذا الطريق: "هو إسناد صحيح" موضع نظر.
الطريق الثالث: محمد بن جعفر الخرائطي، عن يعقوب بن عيسى -من ولد عبد الرحمن بن عوف- عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 285 - 286)، وقال:"قال أحمد بن حنبل: يعقوب ليس بشيء".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 142) عقب ذكره لهذا الطريق: "ويعقوب ضعَّفه أحمد بن حنبل".
وقد تقدَّم قول ابن القَيِّم فيه: "ضعيف لا تقوم به حُجَّة، قد ضعَّفه أهل الحديث ونسبوه إلى الكذب".
وقال ابن القَيِّم رحمه الله في "الدَّاء والدَّواء" ص 326 عقب ذكره لطريق ابن الجَوْزي هذا: "وهذا غلط قبيح، فإنَّ محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي، ووفاته سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، فمحال أن يدرك شيخه يعقوب، ابن أبي نَجِيح".
وقد روي من حديث السيدة عائشة رضي اللَّه تعالى عنها.
رواه الخطيب في تاريخه (12/ 479)، وفي "المُؤتَلِفِ" -كما في "لسان الميزان"(1/ 292 - 293) -، من طريق أحمد بن محمد بن مَسْرُوق الطُّوسي، عن سويد بن سعيد، عن عليّ بن مُسْهِر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به.
قال الخطيب عقبه: "رواه غير واحد عن سويد، عن عليّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس، وهو المحفوظ".
وقال الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "روضة المحبين" ص 194: "وأمَّا سياق الخطيب له من حديث هشام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، فلا يشك من شَمَّ رائحة الحديث أنَّ هذا باطل على هشام عن أبيه عن عائشة، ولا يحتمل هذا المتن هذا الإِسناد بوجه، والتحاكم في ذلك إلى أهل الحديث لا إلى العارين الغرباء عنه. والظاهر أنَّ ابن مسروق سرقه وغَيَّرَ إسناده".
وقال في "الدَّاء والدَّواء" ص 326: "ونحن نشهد باللَّه أنَّ عائشة ما حدَّثت بهذا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَطُّ، ولا حدَّث به عُرْوَة عنها، ولا حدَّث به هشام قَطُّ".
وقال في "زاد المَعَاد"(4/ 277): "ومن المصائب التي لا تحتمل جعل هذا الحديث من حديث هشام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومن له أدنى إلمام بالحديث وعلله، لا يحتمل هذا البتة".
وقد قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 292) في ترجمة (أحمد بن محمد بن مَسْرُوق الطُّوسي): "قال الدَّارَقُطْنِيّ: ليس بالقويِّ يأتي بالمعضلات".
ولما تقدَّم من دراسة طرق الحديث، فإنَّ الإِمام ابن الجَوْزي يقول في "العلل المتناهية" (2/ 286):"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
وقال الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "زاد المعاد"(4/ 275): "إنَّ هذا الحديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون من كلامه، فإنَّ الشهادة درجة عالية عند اللَّه، مقرونةٌ بدرجة الصِّدِّيقية، ولها أعمال وأحوال هي شرط في حصولها". ثم أفاض رحمه الله في بيان ذلك وتفسيره والاستدلال له، فانظره فإنَّه ممَّا يُسْتَفَادُ.
وقال في "روضة المحبين" ص 194: "وهذا حديث باطل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قطعًا، لا يُشْبِهُ كلامه، وقد صَحَّ عنه أنَّه عَدَّ الشهداء سِتًّا فلم يذكر فيهم قتيل العِشْقِ شهيدًا، ولا يمكن أن يكون كلُّ قتيلٍ بالعِشْقِ شهيدًا، فإنَّه قد يعشق عشقًا يستحق عليه العقوبة".
وقال في "المَنَار المُنِيف" ص 140 عقب ذكره له: "موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
وقد ذكر غير واحد منهم ابن القَيِّم في "روضة المحبين" ص 194، أنَّ ابن الجَوْزي أدخله في كتابه "الموضوعات". ولا يوجد في كتاب "الموضوعات" المطبوع.
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 364): "ذكر غير واحد من المصنِّفين
أنَّ هذا الحديث أورده ابن الجَوْزي في "الموضوعات". . . ولم يذكر السُّيُوطيُّ الحديث في كتبه، فلعل نُسَخَ "الموضوعات" تختلف، واللَّه تعالى أعلم.
* * *
719 -
أخبرني محمد بن عبد الملك القُرَشي، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن محمود بن خُرَّزَاذ القاضي، أخبرنا أبو شُعَيْب عبد اللَّه بن الحسن.
وأخبرنا محمد بن أبي عليّ الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمود بن خُرَّزَاذ القاضي -بالأَهْوَاز- قال: قُرِئ على أبي شُعَيْب عبد اللَّه بن الحسن قال: حدَّثنا خالد بن يزيد العُمَري، حدَّثنا ابن أبي ذِئْب، عن صفوان بن سُلَيْم، عن عطاء بن يَسَار،
عن أبي سعيد -زاد الحافظ: الخُدْري. ثم اتفقا-، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي على أَدَاءِ شُكْرِكَ وذِكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِكَ، فقد اجْتَهَدَ في الدُّعَاءِ".
(5/ 158) في ترجمة (أحمد بن محمود بن زكريا الأَهْوَازي السِّيْنِيْزيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ففيه (خالد بن يزيد العُمَرِيّ المَكِّيّ العَدَوي أبو الهيثم وأبو الوليد) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (505).
و (ابن أبي ذِئْب) هو (محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القُرَشِيّ العَامِرِيّ): إمام ثقة فقيه مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1).
التخريج:
عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 809) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ فحسب.
ولم أقف عليه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عند غيره في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة، فقد رواه أحمد في "المسند"(2/ 299)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 223)، عن أبي قُرَّة الزَّبِيدي موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة
(1)
، عن أبي صالح السَّمَّان وعطاء بن يَسَار -أو عن أحدهما-، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أَتُحِبُّونَ أن تجتهدوا في الدُّعاء؟ قولوا: اللَّهُمَّ أعِنَّا على شُكْرِكَ وذِكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث موسى بن عقبة، تفرَّد به أبو قُرَّة موسى بن طارق".
أقول: إسناده صحيح، و (موسى بن طارق الزَّبيدي أبو قُرَّة): ثقة. انظر ترجمته في: "التهذيب"(10/ 349 - 350)، و"التقريب"(2/ 284). ومن فوقه في الإِسناد من رجال الصحيحين.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 172): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن طارق وهو ثقة".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 499) من طريق خَارِجة بن مصعب، عن موسى بن عقبة، به. وقال:"صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
(1)
صُحِّفَ في "المسند" إلى "عتبة". والتصويب من "الحِلْيَة"(9/ 223)، و"التهذيب"(10/ 360).
أقول: في تصحيح الحاكم لإسناده وموافقة الذَّهَبِيِّ له، نظر، فإنَّ فيه (خَارِجة بن مصعب الضُّبَعِيّ) وهو كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 210 - 211):"متروك، وكان يدلِّس عن الكذَّابين، ويقال: إنَّ ابن مَعِين كذَّبه". وستأتي ترجمته في حديث (1964).
* * *
720 -
أخبرنا عليّ بن طَلْحة بن محمد المُقْرئ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن صالح الأَبْهَرِي الفقيه، حدَّثنا أبو عَرُوبَة الحسين بن محمد بن مودود -بحَرَّان-، حدَّثنا الإسماعيلي أحمد بن مبارك، حدَّثنا أبو مُعْمَر، حدَّثنا أبو محمد السُّلَمِي، عن خُصَيْف، عن مِقْسَم،
عن ابن عبَّاس، أن رجلًا انْتَعَلَ وهو قائمٌ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَأَحْدَثَ، فنهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وهو قَائِمٌ.
(5/ 159) في ترجمة (أحمد بن المُبَارَك الإسماعيلي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن الانتعال قائمًا.
ففيه (خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَرِيّ أبو عَوْن) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 482) وقال: "كان ثقة".
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 106 رقم (310) وقال: "ليس به بأس".
3 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 83 رقم (251) وقال: "ثقة ليس به بأس".
4 -
"العلل" لأحمد (1/ 167) وقال: "ليس بذاك". و (1/ 212) وقال: "شديد الاضطراب في "المسندة".
5 -
"التاريخ الكبير"(3/ 228) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 143 رقم (381) وقال: "ثقة".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 98 رقم (185) وقال: "ليس بالقويِّ".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 31 - 32) وفيه أنَّ سفيان عَرَّضَ فيه. وقال أحمد: "ليس هو بقويِّ في الحديث".
9 -
"الجرح والتعديل"(3/ 403 - 404) وقال: "كان يحيى -يعني ابن سعيد القطَّان- يضعِّف خُصَيْفًا". وقال ابن مَعِين مُرَّةً: "صالح". وقال أبو حاتم: "صالح يُخَلِّط. وتكلَّم في سوء حفظه". وقال أبو زُرْعَة: ثقة".
10 -
"المجروحين"(1/ 287) وقال: "تركهـ جماعة من أئمتنا واحتجَّ به جماعة آخرون، وكان خُصَيْف شيخًا صالحًا فقيهًا عابدًا إلَّا أنَّه كان يخطئ كثيرًا فيما يروي، وينفرد عن المشاهير بما لا يُتَابَعُ عليه، وهو صدوق في روايته، إلَّا أنَّ الإنصاف في أمره قبول ما وافق الثقات من الروايات وترك ما لا يُتَابَعُ عليه وإن كان له مدخل في الثقات".
11 -
"الكامل"(3/ 940 - 942) وقال: "إذا حدَّث عن خُصَيْف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته، إلَّا أن يروي عبد العزيز بن عبد الرحمن البَالِسيُّ يُكَنَى أبا الأَصْبَغ، فإنَّ رواياته عنه بواطيل، والبلاء من عند عبد العزيز لا من خُصَيْف، ويروي عنه نسخةً عن أنس بن مالك وعن جماعة من التابعين".
12 -
"الكاشف"(1/ 213) وقال: "صدوق سيء الحفظ، ضعَّفه أحمد".
13 -
"المغني"(1/ 209) وقال: "مكثر عن التابعين، ضعَّفه أحمد وغيره".
14 -
"التهذيب"(3/ 143 - 144) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يُعْتَبَر به ويَهِم". وقال السَّاجي: "صدوق". وقال ابن خُزَيْمَة: "لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "لا بأس به". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ". وقال الأَزْدِيّ: "ليس بذاك".
15 -
"التقريب"(1/ 224) وقال: "صدوق سيء الحفظ، خَلَط بأَخَرَةٍ، ورُمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة سبع وثلاثين -يعني ومائة-، وقيل غير ذلك"/ 4.
وصاحب الترجمة (أحمد بن المُبَارَك الإسماعيلي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 48). ولم يُذْكَرْ توثيقه عن غيره فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(مِقْسَم) هو (ابن بُجْرَة أبو القاسم مولى عبد اللَّه بن عبَّاس): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (55).
و(أبو محمد السُّلَمِي) قال ابن عدي في "الكامل"(3/ 942) -في ترجمة (خُصَيْف) -: هو عندي مروان بن شجاع، وأبو مَعْمَر ربما سمَّاه".
و(مروان بن شجاع) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(3/ 117): "صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 239): "صدوق له أوهام، من الثامنة"
(1)
/ خ د ت ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(10/ 94) وقال: "يقال له الخُصَيْفي لكثرة روايته عن خُصَيْف".
و(أبو مُعْمَر) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن مُعْمَر الهُذَلِيّ القَطِيْعِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (93).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
(1)
صُحِّفَ في "التقريب" إلى: "الثانية". وما هو مثبت مستفاد من طبعة "التقريب" التي حققها الأستاذ محمد عوَّامة ص 526 رقم (6571).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 942) -في ترجمة (خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَرِي) - من طريق أبي مَعْمَر الهُذَلي، عن أبي محمد السُّلَمِي، به.
ونهيُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن الانتعال قائمًا قد ورد من حديث جَمْعٍ من الصحابة، وهو صحيح بمجموعها، انظرها والكلام عليها في:"جامع الأصول"(10/ 650 - 651)، و"مجمع الزوائد"(5/ 139)، و"مصباح الزجاجة"(4/ 92).
ومن ذلك ما رواه أبو داود في اللباس، باب في الانتعال (4/ 376) رقم (4135)، عن جابر بن عبد اللَّه قال:"نهى رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلَّم أنْ يَنْتَعِلَ "الرَّجُلُ قَائِمًا".
قال النووي في "رياض الصالحين" ص 624: إسناده حسن.
ورواه ابن ماجه في اللباس، باب الانتعال قائمًا (2/ 1195) رقم (3169) من حديث ابن عمر بلفظ حديث جابر السابق.
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 92): إسناده صحيح.
أقول: في إسناده (عليّ بن محمد بن أبي الخَصِيب)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 43):"صدوق ربما أخطأ"/ ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(7/ 379).
معنى الحديث:
قال الإِمام الخطَّابي في "معالم السُّنَن"(6/ 72): "يشبه أن يكون إنما نهى
عن لبس النعل قائمًا، لأن لبسها قاعدًا أسهل عليه وأمكن له، وربما كان ذلك سببًا لانقلابه إذا لبسها قائمًا. فَأُمِرَ بالقعود له، والاستعانة باليد ليأمن غائلته".
* * *
721 -
أخبرنا أحمد بن المُبَارَك أبو الرِّجَال -في سنة عشرين وأربعمائة-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن موسى التَّمَّار -بالبَصْرَة إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوَارب، وخالد بن يوسف السَّمْتِيّ، قالا: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يومَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".
(5/ 159 - 160) في ترجمة (أحمد بن المُبَارَك بن أحمد البَرَاثي أبو بكر، يعرف بأبي الرِّجَال).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُه صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة.
ففيه (عبد الأعلى) وهو (ابن عامر الثَّعْلَبِيّ الكُوفِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 343 رقم (289) وقال: "صالح ليس بذاك".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 71 - 72) وفيه عن يحيى بن سعيد: "سألت الثَّوْري عن أحاديث عبد الأعلى عن ابن الحَنَفِيَّة فَضَعَّفَهَا".
3 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 155 رقم (231) وفيه عن يحيى بن سعيد: "سألت الثَّوْري عن أحاديث عبد الأعلى عن ابن الحَنَفِيَّة فَضَعَّفَهُ".
4 -
"أحوال الرجال" ص 51 رقم (29) وقال: "يُضَعَّفُ حديثه".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 165 رقم (402) وقال: "ليس بذاك القويِّ".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 57 - 58) وفيه عن يحيى بن سعيد: "يُعْرَفُ ويُنْكَرُ"
(1)
.
7 -
"الجرح والتعديل"(6/ 25 - 26) وفيه أنَّ سفيان الثَّوْري وهَّن أحاديثه. وقال أحمد بن حنبل: "ضعيف الحديث". وقال ابن مَعِين: "ليس بذاك القويّ". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث ربما رَفَعَ الحديث وربما وَقَفَهُ".
8 -
"المجروحين"(2/ 155 - 156) وقال: "كان ممن يخطئ ويقلب، فكثر ذلك في قِلَّة روايته، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، على أنَّ الثَّوْري كان شديد الحَمْلِ عليه".
9 -
"الكامل"(5/ 1953) وقال: "حدَّث عنه الثقات، ويحدِّث عن سعيد بن جُبَيْر وابن الحَنَفِيَّة وأبي عبد الرحمن السُّلَمِي بأشياء لا يُتَابَعُ عليها". وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة".
10 -
"الكاشف"(2/ 130) وقال: "ليِّن، ضعَّفه أحمد".
11 -
"التهذيب"(6/ 94 - 95) وقال: "صحَّح الطبري حديثه في الكُسوف، وحسَّن له التِّرْمِذِيّ، وصَحَّحَ له الحاكم، وهو من تساهله".
12 -
"التقريب"(1/ 464) وقال: "صدوق يَهِمُ، من السادسة"/ 4.
وصاحب الترجمة (أحمد بن المُبَارَك البَرَاثي) قال الخطيب عنه: "كان فاضلًا صالحًا من أهل القرآن، كثير التعبد، وكان له بيت ينفرد فيه ولا يخرج منه إلَّا في أوقات الصلوات، ويشتغل فيه بالعِبَادة". وكانت وفاته عام (430 هـ).
و(أبو عَوَانَة) هو (وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِيّ الوَاسِطيّ البَزَّاز): حافظ ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (353).
(1)
يعني أنَّه يأتي مُرَّةً بالأحاديث المعروفة، ومرَّةً بالأحاديث المنكرة.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 145)، من طريق أبي النَّضْر الأَكْفَاني، حدَّثنا سفيان، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.
وفيه (جابر بن يزيد الجُعْفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث رقم (113).
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(4/ 458) رقم (2585) مُطَوَّلًا، من طريق أبي عَوَانة، عن عبد الأعلى، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 163): "رواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير" باختصار. . .، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 115) رقم (3027) بعد أن عزاه لأبي يعلى: "صحيح".
وفي حاشية محقق "المطالب": أنَّ البُوصِيري قال: "رواه أبو يعلى بسند الصحيح".
أقول: قول الهيثمي: "ورجال أبي يعلى رجال الصحيح"، وكذا قول البُوصِيري:"رواه أبو يعلى بسند الصحيح"، موضع نظر، فإنَّ في إسناده (عبد الأعلى بن عامر الثَّعْلَبِيّ) وهو ليِّن الحديث، ولم يخرَّج له في "الصحيحين" أو أحدهما.
وقول الحافظ ابن حَجَر: "صحيح"، إن أراد بشواهده فهو مستقيم، وإلَّا فلا. والظَّاهر أنَّه أراد بذلك صحة المتن، واللَّه أعلم.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 89 - 90) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (أبي الرِّجال). والأَوْلَى أن يعلَّه بـ (عبد الأعلى).
ورواه الخطيب في "تاريخه"(7/ 406 - 407)، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 90)، من طريق الحسن بن كُلَيْب بن مُعَلَّى، عن يونس بن محمد، عن أبي عَوَانَة، به.
و (الحسن بن كُلَيْب) ضعيف الحديث كما قال الدَّارَقُطْنِيّ. والحديث من هذا الطريق سيأتي برقم (1111).
ورواه الطبراني في "الكبير"(11/ 5) -مطوَّلًا-، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 206) -في ترجمة (مُعْمَر بن زائدة) - من طريق إبراهيم بن أيوب الفُرْسَاني، عن أبي هانئ، عن مَعْمَر بن زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
وفي إسناده (الفُرْسَاني) وهو مجهول. وستأتي ترجمته في حديث (1348).
وقال العُقَيْلِي عن (مُعَمَر): "عن الأعمش ولا يُتَابع على حديثه".
وقد سبق الكلام على الحديث وشواهده برقم (665).
* * *
722 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو عليّ الصَّوَّاف، حدَّثنا أبو عمرو سعيد بن سَلَمَة بن كَيْسَان التَوَّزِيّ، حدَّثنا أحمد بن أبي سَلَمَة المَدَائِنِي، حدَّثنا منصور بن عمَّار، حدَّثني ابن لَهِيعَة، عن دَرَّاج أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الشِّيَاعِ. والشِّيَاع: المُفَاخَرَةُ في الجِمَاعِ.
(5/ 162) في ترجمة (أحمد بن مَحْمَوْيَه بن أبي سَلَمَة المَدَائِنِي).
مرتبة الحديث:
إسناده تَالِفٌ. وقد روي من طريق آخر ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن مَحْمَوْيَه بن أبي سَلَمَة المَدَائِنِي) وهو مُتَّهَمٌ. وقد سبقت ترجمته في حديث (539).
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن لَهِيعَة المِصْرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته وفي حديث (196).
وفيه أيضًا (درَّاج بن سَمْعَان السَّهْمِيّ المِصْرِيّ أبو السَّمْح): مُخْتَلَفٌ فيه،
وهو ضعيف في روايته عن أبي الهيثم كما قال أحمد وأبو داود وغيرهما. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (493).
وفيه كذلك (منصور بن عمَّار الواعظ الخُرَاسَاني) وهو منكر الحديث. وستأتي ترجمته في الحديث التالي رقم (723).
و(أبو الهيثم) هو (سليمان بن عمرو بن عبد -أو عبيد- اللَّيْثِيّ العُتْوَارِيّ المِصْرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (493).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 29)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 529) رقم (1396)، من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لَهِيعَة، به، بلفظ:"الشِّيَاعُ حَرَامٌ". قال ابن لَهِيعَة: "يعني به الذي يفتخرُ بالجِمَاعِ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 295): "رواه أبو يعلى، وفيه درَّاج، وثَّقه ابن مَعِين وضعَّفه جماعة". وفاته عزوه إلى الإِمام أحمد.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 194)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 980) -في ترجمة (دَرَّاج) -، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، عن درَّاج أبي السَّمْحَ، به. ولفظ البيهقي كلفظ أحمد السابق. وهو عند ابن عدي بلفظ:"السِّبَاعُ حَرَامٌ" بالسين المهملة بعدها باء.
قال البيهقي بعد أن ذكر عن ابن لَهِيعَة تفسير (الشِّيَاع): "وقال ابن وَهْب: السِّبَاعُ: يريد جلود السِّبَاعِ".
وقال ابن عدي في "الكامل"(3/ 982): إنَّ هذا الحديث مما ينكر من أحاديث درَّاج.
ورواه العُقَيْليُّ في "الضعفاء"(2/ 43) -في ترجمة (درَّاج) - من طريق أبي الأسود، عن ابن لَهِيعَة، به، وبلفظ الإِمام أحمد السابق، وقال:"لا يُعْرَفُ إلَّا به". وقد صُحِّفَ فيه لفظ (الشِّيَاع) إلى (الشِّبَاع) بالباء.
ورواه الدَّولابي في "الكُنَى"(2/ 157)، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن درَّاج، به، بلفظ:"السِّبَاع حَرَامٌ. يعني المفاخرة في الجِمَاعِ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 222) -مخطوط-، من طريق محمد بن جعفر الأحول، عن منصور بن عمَّار، عن ابن لَهِيعَة، به، بلفظ:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن السِّبَاع. والسِّبَاعُ المفاخرة في الجِمَاعِ".
قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 87): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى والبيهقي، كلُّهم من طريق درَّاج، عن أبي الهيثم، وقد صحَّحها غير واحد".
غريب الحديث:
قوله: "الشِّيَاعُ" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 520) بعد أن ذكر الحديث بلفظ: "الشِّيَاعُ حرام": "كذا رواه بعضهم. وفسَّره بالمفاخرة بكثرة الجِمَاعِ. وقال أبو عمر: إنَّه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء المُوَحَّدَة. . . وإن كان محفوظًا فلعله من تسمية الزوجة شاعة".
وقال في (2/ 337) منه، مادة (سبع)، في تفسير (السِّبَاع):"هو الفخار بكثرة الجِمَاعِ. وقيل: هو أن يتسابَّ الرجلان فيرمي كلُّ واحدٍ صاحبه بما يسوؤه. يقال: سبع فلان فلانًا إذا انتقصه وعَابَهُ".
وقد تقدَّم ما نقله البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 194) عن عبد اللَّه بن وَهْب من قوله: "السِّبَاعُ: يريد جلود السِّبَاعِ".
وقد قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 87): "السِّبَاعُ: بكسر السين المهملة بعدها باء موحَّدة، هو المشهور. وقيل: بالشين المعجمة".
* * *
723 -
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الدَّاوُدِي، وأبو بِشْر
محمد بن عمر الوكيل، قالا: أخبرنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن يزيد الدَّقَّاق.
وأخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن يزيد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن عليّ بن فَضَالة، حدَّثنا أحمد بن مَحْمَوْيَه بن أبي سَلَمَة المَدَائِنِي، حدَّثنا منصور بن عمَّار، حدَّثني مَعْرُوف أبو الخطَّاب قال: سمعت وَاثِلَة بن الأَسْقَع يقول:
سمعتُ أُمَّ سَلَمَة تقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أتى امرأةً مِنْ نِسَائِهِ، غَمَّضَ عَيْنَيْهِ وَقَنَّعَ رَأْسَهُ. -زاد الخَلَّال وقال للتي تكون تَحْتَه:"عليكِ بالسكِينةِ والوَقَارِ"-.
(5/ 162) في ترجمة (أحمد بن مَحْمَوْيَه بن أبي سَلَمَة المَدَائِنِي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن مَحْمَوْيَه بن أبي سَلَمَة المَدَائِنِي) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (539).
كما أنَّ فيه (مَعْرُوف بن عبد اللَّه الخيَّاط الدِّمَشْقِيّ أبو الخَطَّاب) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 405) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 322) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 439).
4 -
"الكامل"(6/ 2327 - 2328) وقال: "له أحاديث منكرة جدًّا". وقال: "عامَّة ما يرويه وما ذكرته أحاديث لا يُتَابَعُ عليها".
5 -
"الميزان"(4/ 144 - 145) وقال: "وشَذَّ ابن حِبَّان فأخرجه في كتاب "الثقات".".
6 -
"التهذيب"(10/ 232) وقال: "قال ابن حِبَّان في "الثقات": صدوق". أقول: قوله: "صدوق" ليس في ترجمته من "الثقات" المطبوع.
7 -
"التقريب"(2/ 264) وقال: "ضعيف، من الخامسة، وكان مُعَمَّرًا، عاش مائة وثلاثين سنة أو أزيد"/ ق.
وفيه أيضًا (منصور بن عمَّار بن كثير السُّلَمِيّ الواعظ الخُرَاسَانِيّ أبو السَّرِيّ) وقد ترجم له في
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 193 - 194) وقال: "لا يُقيم الحديث، وكان فيه تَجَهُّمٌ من مذهب جَهْمٍ".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 176) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ صاحب مواعظ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 170) وقال: "أخباره في القصص والحث على الخير أكثر من أن يحتاج إلى ذكرها، ليس من أهل الحديث الذين يحفظون، وأكثر روايته عن الضعفاء. . ".
4 -
"الكامل"(6/ 2389 - 2391) وقال: "منكر الحديث". وقال أيضًا: "أحاديثه كلُّها يشبه بعضها بعضًا. . وأرجو أنَّه مع مواعظة الحسنة لا يتعمد الكذب، وإنكار ما يرويه لعله من جهة غيره".
5 -
"تاريخ بغداد"(13/ 71 - 79) وطوّل في ذكر أخباره لصلاحه، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 187 - 188) وقال: "ساق له ابن عدي
أحاديث تدل على أنَّه وَاهٍ في الحديث". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يروي عن الضعفاء أحاديث لا يُتَابَعُ عليها".
7 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 93 - 98) وقال: "البليغ الصالح الرَّبَّاني. . . كان عديم النظر في الموعظة والتذكير. . . ولم يكن بالمتضلِّع من الحديث. . . ولم أجد وفاةً لمنصور، وكأنها في حدود المائتين.
8 -
"المغني"(2/ 678) وقال: "له ما يْنَكَرُ".
التخريج:
عزاه في "كنز العُمَّال"(16/ 565) رقم (45886) إلى ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، وقال:"معروف: منكر الحديث".
ورواه مختصرًا الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 83) رقم (200)، من طريق سليم بن منصور، عن أبيه، عن معروف، عن وَاثِلَة قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول للمرأة التي تكون تحته: عليك السكينة والوقار".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 295): "رواه الطبراني، وفيه معروف أبو الخَطَّاب وهو ضعيف".
ولبعضه شاهد من حديث السيدة عائشة، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 96)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 138 - 138)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2295) -في ترجمة (محمد بن يونس الكُدَيْمي) -، من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي هذا، عن خالد بن عبد الرحمن المَخْزُومي، عن سفيان الثَّوْري، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء غطَّى رأسه، وإذا أتى أهله غطَّى رأسه".
قال ابن عدي عقبه: "وهذا لا أعلمه رواه غير الكُدَيْمي بهذا الإسناد، والكُدَيْمِيُّ أظهر أمرًا من أن يُحْتَاج أن يتبين ضعفه".
وقال البيهقي: "هذا الحديث أحد ما أُنْكِر على محمد بن يونس الكُدَيْمي".
أقول: (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِيّ) متروك، واتَّهمه أبو داود وابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (446).
غريب الحديث:
قوله: "وَقَنَّعَ رأسه" أي غَطَّاهُ. انظر "النهاية"(4/ 114).
* * *
724 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي -إملاءً-، حدَّثنا أبو الأشعث، حدَّثنا خالد بن الحارث، حدَّثنا شُعْبَة، عن الأسود بن قيس، عن نُبَيْح،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْشُوا بين يَدَي -أو قال خَلْفِي- وقال: هذا مكانُ -أو مَقَامُ- المَلَائِكَةِ".
"قال: وقال في هذا الحديث جئت أسعى إلى نبيِّ اللَّه كأني شرارة".
(5/ 163) في ترجمة (أحمد بن المِقْدَام بن سليمان العِجْلي البَصْري أبو الأشعث).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا (عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ)، فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (9/ 440 - 441) وقال:"حدَّث شيئًا يسيرًا. . . وكان عفيفًا نزيهًا فقيهًا، يَسْلَمُ النَّاس من يده ولسانه". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وكانت وفاته عام (371 هـ).
و (نُبَيْح) هو (ابن عبد اللَّه العَنَزِيّ الكُوفِيّ أبو عمرو)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في
"الكاشف"(3/ 175): "ثقة". وترجم له الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(10/ 417) ونقل توثيقه عن أبي زُرْعَة وابن حِبَّان والعِجْلِي، وقال:"صحَّح التِّرْمِذِيُّ حديثه، وكذلك ابن خُزَيْمَة وابن حِبَّان والحاكم". ولم يذكر فيه تضعيفًا عن أحد إلَّا ما ذكره عن عليّ بن المَدِيني. فقد قال: "وذكره عليّ بن المَدِيني في جملة المجهولين الذين يروي عنهم الأسود بن قيس". أقول: أظن أنَّ هذا الذي ذكره ابن حَجَر عن عليّ بن المَدِيني هو الذي جعل الحافظ يقول عن (نُبَيْح) في "التقريب"(2/ 297): "مقبول"!
وهذا منه موضع نظر، فإنَّ للإمام ابن المَدِيني مصطلحًا خاصًا في المجهول كما يُفْهَمُ من كلام الإِمام النَّاقد ابن رَجَب الحَنْبَلي في "شرح علل التِّرْمِذِيّ"(1/ 82 - 84)، ففيه:"والظَّاهر أنَّه -يعني ابن المَدِيني- ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك، لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه".
ومن هذا يعلم أيضًا أن قول الحافظ الذَّهَبِيّ في "المغني"(2/ 694) عن (نُبَيْح): "فيه لِيْنٌ وقد وثِّق"، موضع نظر؛ والذَّهَبِيُّ نفسه كما تقدَّم يقول عنه في "الكاشف":"ثقة". وهو الصواب واللَّه أعلم.
و(أبو الأشعث) هو (أحمد بن المِقْدَام العِجْلِيّ البَصْرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (420).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب من حديث شُعْبَة عن الأسود بن قيس، لا أعلم رواه عنه غير خالد بن الحارث، وتفرَّد به أبو الأشعث عنه".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 281) من طريق مُسَدَّد، عن خالد بن الحارث، عن شُعْبَة، به، بلفظ: "لا تَمْشُوا بين يدي ولا خلفي، فإنَّ هذا مَقَامُ
الملائكةِ. قال جابر: جئت أسعى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم كأنِّي شرارة".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "صحيح".
أقول: في إسناده (نُبَيْح) لم يَخَرَّج له في "الصحيحين" أو أحدهما، وهو ثقة كما تقدَّم. فقول الحاكم: بأنَّه على شرط الشيخين موضع نظر.
أقول: قوله في الحديث عند الخطيب، والحاكم:"لا تمشوا بين يدي"
(1)
، محلُّ توقف عندي، فإنَّ الثقات رووه عن الأسود بن قيس -كما سيأتي- عن نُبَيْح عن جابر قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا مشى، مشى أصحابه أمامه وتركوا ظهره للملائكة". ولا أعلم إن كان ما عندهما محفوظًا أم لا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه ابن ماجه في المقدِّمة، باب من كره أن يوطأ عَقِبَاه (1/ 90) رقم (246)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 75) رقم (6279)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 281)، من طريق سفيان، عن الأسود بن قيس، به، بلفظ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا مَشَى، مَشَى أصحابُهُ أمامَهُ، وتركوا ظَهْرَهُ للملائكةِ".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاج في زوائد ابن ماجه"(1/ 36): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. ورواه أحمد بن مَنِيع في "مسنده": حدَّثنا قَبِيصة، حدَّثنا سفيان، به بلفظ: "مشوا خلف النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"امشوا أمامي وخَلُّوا ظَهْرِي للملائكة".".
وإنَّما أعتبرت الحديث من الزوائد، لكون حديث الخطيب من قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولأنَّه مشتمل على الأمر بذلك، فضلًا عن أن النهي فيه قد تناول -على الشك- المشي بين يديه أو خلفه.
(1)
هو عند الخطيب على الشَّكِّ كما تقدَّم.
وقد روى أحمد في "المسند"(3/ 397 - 398)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 23 - 25)، مطوَّلًا، من طريق أبي عَوَانَة، عن الأسود بن قيس، عن نُبَيْح، عن جابر، وفيه:"فلما فرغ قام، وقام أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول: خَلُّوْا ظَهْرِي للملائكة". وإسناده صحيح.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 117) من طريق عبد العزيز بن أَبَان، عن سفيان، عن الأسود، به، بلفظ:"خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه: امشوا أمامي وخَلُّوا ظَهْرِي للملائكة".
قال أبو نُعَيْم: "ما كتبته عاليًا من حديث الثَّوْري إلَّا من هذا الوجه".
أقول: في إسناده (عبد العزيز بن أَبَان الأُمَوي القُرَشي) وهو متروك، كذَّبه ابن مَعِين وغيره. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (518).
* * *
725 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدَّثنا أبو حفص أحمد بن مالك بن حبيب المؤدِّب -كتب لي بخطِّه وقرأه عليَّ- قال: حدَّثنا الأسود بن عامر، حدَّثنا إسرائيل، عن أَسْبَاط بن عَزْرَة، عن جعفر بن أبي وَحْشِيَّة، عن مجاهد،
عن ابن عمر قال: كُنَّا جلوسًا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأتاه يهودي، فَعَطَس فَحَمِدَ اللَّه، فقال: يرحمك اللَّه يا محمد. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَهْدِيكُمُ اللَّهُ".
(5/ 166) في ترجمة (أحمد بن مالك بن حبيب المؤدِّب أبو حفص).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أَسْبَاط بن عَزْرَة) لم أقف على من ترجم له. وسيأتي عن الهيثمي قوله: "لم أعرفه".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن مالك بن حبيب المؤدِّب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (737).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومِيّ المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 411) رقم (13516)، من طريق محمد بن عبد اللَّه المَخَرِّمي، حدَّثنا الأسود بن عامر، به. وليس عنده ذكر اليهودي. ولفظه فيه:"كنَّا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فعطس فحمد اللَّه، فقالوا يرحمك اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم".
قال في "المجمع"(8/ 56 - 57): "رواه الطبراني وفيه أَسْبَاط بن عَزْرَةَ ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
ولم أقف عليه بلفظ الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، ثم وجدت البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 31) رقم (9352) -ط بيروت- يروي من طريق عبد اللَّه بن عبد العزيز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر أنَّه قال:"اجتمع المسلمون واليهود عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَهُ الفريقان جميعًا فقال للمسلمين: يغفر اللَّه لكم ويرحمُنَا اللَّه وإياكم. وقال لليهود: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم".
قال البيهقي: "تفرَّد به عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن أبيه وهو ضعيف".
وستأتي ترجمة (عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد) في حديث (1604).
* * *
726 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا محمد بن العبَّاس الخَزَّاز، حدَّثنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المُؤَمَّل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا بشر بن محمد السُّكَّرِيّ، حدَّثنا عليّ بن أبي خديجة، عن محمد بن عبد الملك الأنصاري، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه الأَنْصَارِي، أنَّ رجلًا من الأنصار أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنَّ أخي حَلَف بالطلاق أن لا يُكَلِّمني، فهل تجد له مخرجًا؟ قال:"وكيف حلف"؟ قال: قال امرأته طالق ثلاثًا إن كلَّمني، قال:"كيف ضنّها بزوجها"؟ قال: ما أضنَّها به. وقال: "كيف ضنُّه بها"؟ " قال: ما أضنّه بها. قال: "يدعها حتَّى تنقضي عدَّتها ثلاث حيض ثم كَلِّمْ أخاك فليخطبها بمَهْرٍ جديدٍ ونِكَاحٍ جديدٍ فتكون عنده على تطليقتين".
(5/ 166 - 167) في ترجمة (أحمد بن المُؤَمَّل بن أَبَان).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (محمد بن عبد الملك الأَنْصَاريّ الضَّرير المَدَني أبو عبد اللَّه)، فإنَّه من المعروفين بوضع الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (233).
وصاحب الترجمة (أحمد بن المُؤَمَّل بن أَبَان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 278) عن الخطيب من طريقه، المتقدِّم، وقال:"هذا حديث باطل". واتَّهَمَ به (محمد بن عبد المَلَك)، وذكر بعض أقوال النُّقاد فيه.
وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 179)، وتابعه أبن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 202).
* * *
727 -
أخبرنا القاضي أبو تمَّام عليّ بن محمد بن الحسن الوَاسِطي، أخبرنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن مُكْرَم بن خالد البِرْتي، حدَّثنا عليّ بن المَدِيني، حدَّثنا روح بن عُبَادة، حدَّثنا بِسْطَام بن مُسْلم قال: سمعت خَلِيفة بن عبد اللَّه الغُبَرِي قال:
سمعت عَائِذ بن عمرو المُزَني يقول: بينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أعرابي قد أَلَحَّ عليه المسألةَ يقول: يا رسول اللَّه أطعمني، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منزله فأخذ بعضادتي الحُجْرَةِ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال:"والذي نفسي بيده لو تعلمون ما في المسألة، ما سأل أحدٌ إلَّا لَيْلَةً تُبَيِّتُهُ"
(1)
. ثم أمَرَ له بطعامٍ.
(5/ 171) في ترجمة (أحمد بن مُكْرَم بن خالد البِرْتي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (خَلِيفة بن عبد اللَّه -ويقال: عبد اللَّه بن خَلِيفة- العَنْبَرِيّ -ويقال الغُبَرِيّ- البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 193) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بينه". والتصويب من "المسند" الإِمام أحمد (5/ 65).
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 377) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 210).
4 -
"تهذيب الكمال"(14/ 456 - 457) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 414) وقال: "شيخ بصري صدوق".
6 -
"الكاشف"(2/ 74) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
7 -
"التهذيب"(5/ 198) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
8 -
"التقريب"(1/ 412) وقال: "مجهول، من الثالثة، ما روى عنه إلَّا بِسْطَام بن مُسْلِم، وَوَهِمَ
(1)
من زعم أنَّ شُعْبَة روى عنه"/ س.
وقد فات المِزِّيّ والذَّهَبِيّ وابن حَجَر، ذِكْرُ توثيق ابن حِبَّان له. ولم يتنبَّه له محقِّق "تهذيب الكمال" أيضًا، فالحمد للَّه على توفيقه.
التخريج:
رواه النَّسَائي في الزكاة، باب المسألة (5/ 94 - 95)، وعنه الضياء المَقْدِسي في "المختارة"(8/ 235) رقم (280)، من طريق شُعْبَة، عن بِسْطَام، به، بلفظ:"لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحدٌ إلى أحدٍ يسأله شيئًا".
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 65)، وعنه الضياء المَقْدِسي في "المختارة"(8/ 234 - 235) رقم (279)، عن رَوْح بن عُبَادَة، عن بِسْطَام، به، بلفظ:"والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيده لو تعلمون ما أعلم في المسألة، ما سَأَلَ رجلٌ رجلًا وهو يجد لَيْلَةً تُبَيِّته، فأمر له بطعام".
ورواه الضياء المَقْدِسي في "المختارة"(8/ 234) رقم (278) من طريق محمد بن هارون الرُّوياني، عن ابن إسحاق، عن رَوْح، عن بِسْطَام، به، بمثل رواية أحمد.
(1)
هو ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 377).
وبلفظ أحمد ذكره السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 865 - 866) وعزاه إلى النَّسَائي! والرُّويَاني وأبي عَوَانَة والضياء المَقْدِسي.
واعتبرت الحديث من الزوائد لقوله في حديث الخطيب: "إلَّا لَيْلَة تبيته"، فهذا الاستثناء لم يرد عند النَّسَائي.
ولم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه، كأنه اعتبر رواية أحمد بمعنى رواية النَّسَائي، والأمر على خلافه لأنَّ عند أحمد معنى زائدًا لا يوجد في رواية النَّسَائي، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
728 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، وأبو سهل بن زيَّاد، قالا: حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار العُطَارِدِيّ، حدَّثنا أبي، عن سهل بن شُعَيْب،
عن ابن سفيان الأَسْلَمِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نَزَلَ القرآنُ على لُغَةِ الكَعْبِيِّين، كعب بن لؤي وهو أبو قريش، وكعب بن عمرو وهو أبو خُزَاعَةَ".
(5/ 173 - 174) في ترجمة (أحمد بن نصر بن مالك الخُزَاعِي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الجبَّار بن عمر العُطَارِديّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 90 - 91) وقال: "في حديثه وَهَمٌ كثير".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 418).
3 -
"الميزان"(2/ 534) وقال: "قال العُقَيْلِي: في حديثه وَهَمٌ كثير، ومشَّاه غيره".
4 -
"اللسان"(3/ 388 - 389) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "ضعيف".
كما أنَّ فيه ولده (أحمد بن عبد الجبَّار بن عمر العُطَارِدِيّ التَّمِيميّ أبو عمر) وهو ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (188).
وفيه أيضًا (سهل بن شُعَيْب) وأظنه (النُّهْمِيّ الكُوفِيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 199) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وهو يروي عن الشَّعْبي المتوفى بعد المائة، وطبقته.
و(ابن سفيان الأَسْلَمِيّ) لم يتبين لي من هو. وظاهر الإسناد وجود الانقطاع بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم.
و(أبو سهل بن زياد) هو (أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان النَّحْوي): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (222).
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ثم وجدت السُّيُوطِيُّ رحمه الله يقول في "الإتقان في علوم القرآن"(1/ 168): "وأخرج أبو عُبَيْد عن ابن عبَّاس قال: "نزل القرآن بلغة الكعبيين: كعب قريش وكعب خُزَاعَة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأنَّ الدار واحدة -يعني أنَّ خُزَاعَة كانوا جيران قُرَيش فَسَهُلَتْ عليهم لغتهم-".
وقد ذكر الخطيب عقب روايته للحديث عن مصعب الزُّبَيْرِي قوله: "عمرو بن
لُحَيّ بن قَمَعَة بن خِنْدِف، يقولون: إنَّه أبو خُزَاعَة، وخُزَاعَة تقول: كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن غسان، ويأبون هذا النسب، واللَّه أعلم".
وعقَّب الخطيب على ذلك بقوله: "إن كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال ما روي فرسول اللَّه أعلم، وما قال فهو الحق".
* * *
729 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن نصر بن حمَّاد، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شُعْبَة، عن محمد بن زياد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَتْرُكُ اللَّهُ أحدًا يومَ الجُمُعَةِ إلَّا غَفَرَ له".
(5/ 180) في ترجمة (أحمد بن نصر بن حمَّاد البَجَلي الورَّاق أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (نصر بن حمَّاد بن عَجْلَان البَجَلِيّ الورَّاق أبو الحارث) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 236 رقم (373) وقال: "يتكلَّمون فيه".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 300 - 301) وقال: "متروك". وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 470) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "لا يُكْتَبُ حديثه".
4 -
"المجروحين"(3/ 54) وقال: "كان من الحفَّاظ، ولكنه كان يخطئ كثيرًا وَيهِمُ في الأسانيد، حتى يأتي بالأشياء كأنَّها مقلوبة، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به إذا انفرد".
5 -
"الكامل"(7/ 2503 - 2504) وقال بعد أن ذكر له بعض حديثه: "وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن نصر عن شُعْبَة، وله غيرها عن شُعْبَة، كلُّها غير محفوظة، ومع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 380 رقم (546).
7 -
"تاريخ بغداد"(13/ 281 - 282) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "ليس بشيء". وقال مسلم بن الحجَّاج: "ذاهب الحديث". وقال أبو عليّ صالح جَزَرَة: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال السَّاجي: "يُعَدُّ من الضعفاء". وقال الأَزْدِيُّ: "متروك الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ليس بالقويِّ في الحديث".
8 -
"الكاشف"(3/ 176) وقال: "حافظ مُتَّهَمٌ".
9 -
"التهذيب"(10/ 425 - 426) وقال: "ومن أَوَابِدِهِ عن شُعْبَة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنَّ اللَّه تعالى ليس بتارك يوم الجمعة أحدًا إلَّا غفر له". قال أبو الفتح الأَزْدِي: ليس له أصل عن شُعْبَة وإنَّما وضعه نصر بن حمَّاد".
10 -
"التقريب"(2/ 299) وقال: "ضعيف، وأفرط الأَزْدِيُّ فزعم أنَّه يضع، من صغار التاسعة"/ ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن نصر بن حمَّاد البَجَلِيّ الورَّاق أبو جعفر)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه" (1/ 161) وقال:"أتى بخبرٍ منكرٍ جدًّا". ثم ساق له حديثه هذا، وعزاه للخطيب. وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 317).
التخريج:
لم أقف عليه عند غير الخطيب.
وقد عزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 920) إليه وحده من حديث أبي هريرة.
ثم وجدته في "الضعيفة" للشيخ الألباني (1/ 382 - 383) معزوًا لأبي القاسم الشَّهْرُزُورِيّ في "أماليه"(1/ 180) من نفس طريق الخطيب.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 199 - 200) رقم (948)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1044) -في ترجمة زياد بن ميمون البَصْري) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 466)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 306)، من طريق المُفَضَّل بن فَضَالَة، عن أبي عُرْوَة، عن زياد أبي عمَّار
(1)
، عن أنس مرفوعًا:"إنَّ اللَّه تعالى ليس بتاركٍ أحدًا يوم الجمعة من المسلمين إلَّا غَفَرَ له".
قال ابن الجَوْزي: "هذا الحديث لا يصحُّ. قال يزيد بن هارون: كان زياد كذَّابًا، وقال يحيى: لا يساوي قليلًا ولا كثيرًا".
وحديث أنس هذا ذكره المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 492) وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" مرفوعًا فيما أرى بإسناد حسن"!
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 164) وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني".
أقول: ما ذكره المنذري والهيثمي منتقد، بأنَّ في إسناد الطبراني (زياد بن
(1)
صُحِّفَ في "تاريخ أصبهان" إلى: "زادان أبي عمر".
ميمون الثَّقَفِي البصري أبو عمَّار) وهو مُتَّهَمٌ -وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (681) -، فمن أين لإسناده الحسن! أو أن يكون رجاله رجال الصحيح!!
وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 95) -في ترجمة (زياد بن ميمون الثَّقَفِي) - على أنَّه من مناكيره.
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 498).
وتحسين المنذري إسناده، وقول الهيثمي:"رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني"، إنَّما بني على قول الطبراني عقب روايته للحديث:"لا يُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به يحيى، وأبو عُرْوَة عندي: مَعْمَر بن راشد، وأبو عمَّار: زياد النميري".
وهذا من الطبراني محلُّ نظر، فإنَّ (أبا عُرْوَة): مجهول كما قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 551)، وابن حَجَر في "اللسان"(7/ 81). و (مُعْمَر بن راشد) وإن كان يُكْنَى (أبا عُرْوَة)، ولكنه غير مشهور بكنيته.
وأمَّا قوله بأنَّ (أبا عمَّار) هو (زياد النميري)، فإنَّه موضع نظر أيضًا. فـ (زياد بن عبد اللَّه النميري البصري)، لم أقف على من كَنَّاه بذلك، وقد فرَّق ابن مَعِين بينهما كما في "التهذيب"(3/ 378).
ويؤكِّده أنَّ الذَّهَبِيَّ وابن حَجَر قد أورداه في ترجمة (زياد بن ميمون الثَّقَفِي أبو عمَّار) كما تقدَّم.
وقد توسَّع الشيخ الألباني حفظه اللَّه في "الضعيفة"(1/ 310) رقم (297) بالردِّ على الطبراني فانظره، وقد فاته أن يعزوه لأبي نُعَيْم وابن عدي، كما أنَّه لم يذكر قولي المُنْذِري والهيثمي المتقدِّمين.
* * *
730 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهَرَوانِي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن
عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا أبو عبد الرحمن الوَاسِطي أحمد بن نصر قال: حدَّثنا محمد بن وزير، حدَّثنا أحمد بن مَعْدَان العَبْدِي، عن ثَور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدَان،
عن معاذ بن جَبَل قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ على عِبْدٍ، إلَّا عَظُمَتْ مؤونةُ النَّاسِ عليه، فمن لم يَحْتَمِلْ تلك المؤونةَ فقد عَرَّضَ نِعْمَةَ اللَّه للزَّوَالِ".
(5/ 181 - 182) في ترجمة (أحمد بن نصر الوَاسِطي أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (أحمد بن مَعْدَان العَبْدِي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 75 - 76) وفيه عن أبي حاتم: "هو مجهول والحديث الذي رواه باطل". يعني حديثه هذا.
2 -
"المجروحين"(1/ 142 - 143) وقال: "يروي عن ثور بن يزيد الأوابد التي لا يجوز الاحتجاج بمن يروي مثلها".
3 -
"الكامل"(1/ 178) وقال: "ليس بمعروف". وقال أيضًا: "لا أعرف له غير هذا الحديث". وذكر حديثه المتقدِّم عن معاذ.
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 115 رقم (38) وقال: "متروك".
5 -
"اللسان"(1/ 312) وفيه عن الأَزْدِيّ: "وَاسِطي متروك".
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن نصر الوَاسِطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 142 - 143)، وابن عدي في
"الكامل"(1/ 178) -كلاهما في ترجمة (أحمد بن مَعْدَان العَبْدِيّ) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 119) رقم (7666) -ط بيروت-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(2/ 18) رقم (527)، من طريق محمد بن الوزير الوَاسِطي، عن أحمد بن مَعْدَان العَبْدِي، به.
وليس عند القُضَاعي قوله: "فمن لم يحتمل تلك المؤونة. . . ".
قال ابن حِبَّان: "هذا ما رواه عن ثَوْر إلَّا واهيان ضعيفان: أحمد بن مَعْدَان وابن عُلَاثَة"
(1)
.
وقال ابن عدي: هذا الحديث يُرْوَى من وجوهٍ، وكلُّها غير محفوظة، وأحمد بن مَعْدَان هذا لا أعرف له غير هذا الحديث".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 27)، عن ابن عدي والخطيب من طريقيهما السابقين، وقال:"هذا حديث لا صحُّ". ثم نقل عن ابن حِبَّان قوله السابق وأضاف: "وقال الدَّارَقُطْنِيّ: وهو حديث ضعيف غير ثابت".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 118) رقم (7664) -ط بيروت-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 280) -في ترجمة (محمد بن عُلاثَة القاضي) -، من طريق عمرو بن حُصَيْن، حدَّثنا ابن عُلاثَة، عن ثور بن يزيد، عن
(2)
خالد بن مَعْدَان، عن مالك بن يَخَامِر
(3)
، عن معاذ بن جَبَل مرفوعًا به.
(1)
صُحِّفَ في "المجروحين" إلى: "علاته" بالتاء. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في التخريج.
(2)
صُحِّفَ في "المجروحين" إلى: "بن".
(3)
صُحِّفَ في "المجروحين" إلى: "مخامر". كما صُحِّفَ في "شُعَب الإيمان" إلى: "عامر". والتصويب من "تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 419، و"التهذيب"(10/ 24)، و"التقريب" (2/ 227) وقال:"بفتح التحتانية والمعجمة وكسر الميم".
قال البيهقي عقبه: قال أبو عبد اللَّه -يعني الحاكم-: هذا حديث لا أعلم أنَّا كتبناه إلَّا بإسناده، وهذا الكلام مشهور عن الفُضَيْل بن عِيَاض".
أقول: في إسناده (عمرو بن حُصَيْن العُقَيْلِي) وهو متروك، وكذَّبه الخطيب. وستأتي ترجمته في حديث (2029).
كما أنَّ فيه (محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة الحَرَّانِيّ العُقَيْلِي الجَزَرِيّ أبو اليسير) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 483) وقال: "كان ثقةً إن شاء اللَّه".
2 -
"تاريخ ابن معين"(2/ 524) وقال: "ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(1/ 132 - 133) وقال: "في حفظه نظر".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 92).
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 302) وفيه عن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "صالح".
6 -
"المجروحين"(2/ 274 - 280) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات ويأتي بالمعضلات عن الأثبات لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على جهة القَدْحِ فيه، ولا كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".
7 -
"الكامل"(6/ 2227 - 2228) وقال: "هو حسن الحديث وأرجو أنَّه لا بأس به".
8 -
"السُّنَن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 221) وقال: "عمرو بن الحُصَيْن، وابن عُلَاثَة: ضعيفان متروكان".
9 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 201 - 202) رقم (181).
وقال: "روى عن الأَوْزَاعِي وخَصَيْف الجَزْرِيّ والنَّضْر بن عَرَبي أحاديث موضوعة. مدار حديثه على عمرو بن الحصين العُقَيْلِي".
10 -
"سؤالات السِّجْزِيّ للحاكم" ص 215 - 216 رقم (278) وقال: "ذاهب الحديث بمرَّة، له مناكير عن الأَوْزَاعي وغيره من أئمة المسلمين".
11 -
"تاريخ بغداد"(5/ 388 - 391) وفيه عن الأَزْدِيّ: "حديثه يدلُّ على كذَّبه، وكان أحد العُضل في التزيد عن الأوزاعي". وتعقَّبه الخطيب بقوله: "قد أفرط أبو الفتح الأَزْدِيّ في الميل عن ابن عُلاثَةَ، وأحسبه وقعت إليه روايات من جهة عمرو بن الحُصَيْن، فإنَّه كان كذَّابًا، وأمَّا ابن عُلاثَةَ فقد وصفه يحيى بن مَعِين بالثقة، ولم أحفظ لأحدٍ من الأئمة فيه خلاف ما وصفه به يحيى"! !
أقول: وهذا عجيب من مثل الخطيب رحمه الله اطلاعًا ودرايةً، فقد تقدَّم تضعيفه الشديد عن الدَّارَقُطْنِيّ والحاكم وغيرهما.
12 -
"كشف الأستار"(2/ 121) رقم (1345) وفيه عن البزَّار: "ليِّن الحديث".
13 -
"التقريب"(2/ 179) وقال: "صدوق يخطئ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين -يعني ومائة -"/ د س ن.
والحديث عزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 707) إلى أبي سعد السَّمَّان في "مشيخته"، وأبي إسحاق المُسْتَمْلِي في "معجمه"، وابن النَّجَّار.
وله شواهد انظرها في: "الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 340)، و"العلل" لابن الجَوْزي (2/ 27 - 28)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 391)، و"المجمع"(8/ 12)، و"تخريج أحاديث الإحياء"(4/ 127).
وقد قال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 340) -في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عطية) -: "وفي هذا الباب أحاديث متقاربة في الضعف ليس منها شيء يثبت".
وانظر حديث رقم (1456) أيضًا.
* * *
731 -
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد السَّوَّاق، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخِرَقي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن نصر العَطَّار، حدَّثنا بُنَان بن يحيى المَغَازِلِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدَّثنا إسرائيل، عن مسلم -بيَّاع المُلَاء-، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: كان خَاتَمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَةً مِنْ فِضَّةٍ.
(5/ 182) في ترجمة (أحمد بن نصر العَطَّار أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث جماعة من الصحابة أنَّ خَاتَمَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان من فِضَّةٍ.
ففيه (مُسْلِم) وهو (ابن كَيْسَان المُلَائي الأعور البَرَّاد أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 563) وفيه عن جَرِير بن عبد الحميد: "اخْتَلَطَ".
2 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل (2/ 31) وقال: "لا يُكْتَبُ حديثه، ضعيف الحديث".
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 271) وقال: "يتكلَّمون فيه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 57 رقم (47) وقال: "غير ثقة".
5 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 428 رقم (1573) وقال: "ضعيف الحديث".
6 -
"السُّنَن" للتِّرْمِذِيّ (3/ 328) رقم (1017) وقال: "يُضعَّفَ تُكُلِّمَ فيه".
7 -
"العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (2/ 943) وفيه عن البخاري: "ضعيف ذاهب الحديث".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 228 رقم (596) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الجرح والتعديل"(8/ 192 - 193) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "منكر الحديث جدًّا". وفيه أنَّ أحمد بن حنبل كان يضعِّفه. وقال ابن مَعِين: "لا شيء". وقال أبو حاتم: "يتكلَّمون فيه وهو ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
10 -
"المجروحين"(3/ 8) وقال: "اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدِّث به، فجعل يأتي بما لا أصل له عن الثقات، فاختلط حديثه ولم يتميز. تركهـ أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعِين".
11 -
"الكامل"(6/ 2308 - 2310) وقال: "الضعف على رواياته بيِّن".
12 -
"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 162) وقال: "ضعيف".
13 -
"الكاشف"(3/ 125) وقال: "واهٍ".
14 -
"المغني"(2/ 656) وقال: "تركوه".
15 -
"التهذيب"(10/ 135 - 136) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء". وقال عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد: "متروك". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال ابن المَدِيني: "ضعيف". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال السَّاجي: "منكر الحديث".
16 -
"التقريب"(2/ 246) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ ت ق.
و (إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (737).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومِيّ المَكِّي): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 86) رقم (11127)، عن محمد بن زكريا، عن عبد اللَّه بن رجاء، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 153): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح".
وليس فيه ذكر لفظة "حلقة"، مع وجودها في "المعجم الكبير".
أقول: قول الهيثمي بأنَّ رجاله رجال الصحيح، منتقد بأنَّ في إسناده (مسلم بن كَيْسَان المُلَائي) لم يخرِّج له البخاري أو مسلم، وهو ضعيف أيضًا كما تقدَّم في ترجمته.
وقد صَحَّ من حديث عدد من الصحابة: أنَّ خَاتَمَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان من فِضَّةٍ. انظر: "جامع الأصول"(4/ 705 - 714)، و"مجمع الزوائد"(5/ 152 - 153)، و"أحكام الخواتيم" لابن رجب ص 21 وما بعد.
ومن ذلك ما رواه البخاري في اللباس، باب نقش الخاتم (10/ 323 - 324) رقم (5873)، ومسلم في اللباس والزينة، باب لبس النبيِّ خاتمًا من وَرِقٍ. . . (3/ 1656)، وغيرهما، عن ابن عمر رضي الله عنه أنَّه قال:"اتخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا من وَرِقٍ، وكان في يده، ثم كان بَعْدُ في يَدِ أبي بكرٍ، ثم كان بَعْدُ في يَدِ عُمَرَ، ثم كان بَعْدُ في يَدِ عثمانَ، حتى وَقَعَ في بِئْرِ أَرِيسٍ، نَقْشُهُ: محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ".
والوَرِقُ: الفِضَّة.
* * *
732 -
أخبرني محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا القاضي أبو نصر أحمد بن نصر بن محمد الزَّعْفَرَانِي البخاري -قدم للحجِّ-، حدَّثنا عبد اللَّه بن طاهر القَزْوِيني، حدَّثنا إسماعيل بن تَوْبَة، حدَّثنا محمد بن الحسن، عن أبي حَنِيفة، عن ناصح، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ عَمَلٍ أُطِيعَ اللَّهُ فيه أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وما مِنْ عَمَلٍ عُصِيَ اللَّهُ فيه أَعْجَلَ عقوبةً مِنَ البَغْيِ، واليمينُ الفاجرةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ".
(5/ 184) في ترجمة (أحمد بن نصر بن محمد الزَّعْفَرَانِي البُخَارِيّ القاضي أبو نصر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
والشطر الأول منه: "ما من عمل أطيع" إلى قوله "من البغي"، صحيح، له طرق وشواهد عِدَّة. أمَّا الشطر الثاني:"واليمين الفاجرة تدع الدِّيار. بَلَاقِعَ" فهو حسن إن شاء اللَّه بمجموع طرقه وشواهده.
ففيه (ناصح بن عبد اللَّه -أو ابن عبد الرحمن- التَّمِيمي المُحَلِّمي الحَائِك أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 601) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 122) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 666) رقم (346).
4 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 107 و 343، وقال:"ليس بشيء".
5 -
"سُنَن التِّرْمِذِي"(4/ 337 - 338) رقم (191) وقال: "ليس عند أهل الحديث بالقويِّ".
6 -
"كشف الأستار عن زوائد البزَّار"(1/ 311) رقم (649) وفيه عن البزَّار: "ليِّن الحديث". و (1/ 384) رقم (811) وقال: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 233 رقم (612) وقال: "ضعيف".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 311 - 312).
9 -
"الجرح والتعديل"(8/ 502 - 503) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث".
10 -
"المجروحين"(3/ 54 - 55) وقال: "كان شيخًا صالحًا يروي عن الثقات ما ليس يشبه حديث الأثبات، وينفرد بالمناكير عن ثقات مشاهير، غلب عليه الصلاح فكان يأتي بالشيء على التوهم، فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه".
11 -
"الكامل"(7/ 2510 - 2511) وقال: "هو في جملة متشيِّعي أهل الكوفة، وهو ممن يُكْتَبُ حديثه".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 375 رقم (537).
13 -
"الكاشف"(3/ 172) وقال: "صالح، ضعَّفوه".
14 -
"التهذيب"(10/ 401 - 402) وفيه عن الحاكم: "روى عن سِمَاك بن حَرْب المناكير".
15 -
"التقريب"(2/ 294) وقال: "ضعيف، من كبار السابعة"/ ت ق.
التخريج:
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 35) من طريق المُقْرِئ، عن أبي حَنِيفة، عن يحيى بن أبي كثير، عن مجاهد وعِكْرِمة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال البيهقي: "كذا رواه عبد اللَّه بن يزيد المُقْرِئ، عن أبي حَنِيفة. وخالفه إبراهيم بن طَهَمَان وعليّ بن ظَبْيَان والقاسم بن الحكم
(1)
، فرووه عن أبي حَنِيفة، عن ناصح بن عبد اللَّه، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقيل: عن يحيى، عن أبي سَلَمَة، عن أبيه، والحديث مشهور بالإرسال".
ثم رواه من طريق أحمد بن منصور، حدَّثنا عبد الرزاق، أنبأنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير يرويه قال:"ثلاث من كنَّ فيه رأى وبالهن قبل موته -فذكرهن، وفي آخرهن-: واليمين الفاجرة تدع الدِّيَار بَلَاقِعَ"
(2)
.
ثم رواه من طريق يَعْلَى بن عبيد، حدَّثنا سفيان، عن أبي العلاء، عن مكحول قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أعجل الخير ثوابًا صلة الرَّحِمِ وإنَّ أعجل الشر عقوبة البغي، واليمين الصبر الفاجرة تدع الدِّيَار بَلَاقِعَ".
أقول: رجال هذه الرواية المُرْسَلَةِ ثقات، إلَّا أنَّ في رواية يَعْلَى بن عبيد الطَّنَافِسِيّ عن سفيان الثَّوْري لينٌ كما في "التقريب"(2/ 378).
ورواه مرسلًا أيضًا إسحاق بن رَاهُوْيَه في "مسنده" عن جَرِير، عن بَرْد بن سِنَان
(3)
، عن مكحول رَفَعَهُ:"أعجل الخير ثوابًا صلة الرَّحم، وأعجل الشرِّ عقابًا البغي. واليمين الفاجرة تدع الدِّيَارَ بَلَاقِعَ". كذا في الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" ص 83.
وإسناده حسن.
(1)
وكذلك محمد بن الحسن الشَّيْبَاني كما عند الخطيب.
(2)
أشار ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 229) إلى هذه الرواية فقال: "وأصحُّ من ذلك ما رواه عبد الرزاق أيضًا عن مُعْمَر عن يحيى بن أبي كثير رواية، فذكره مرسلًا أو مُعْضَلًا".
(3)
صُحِّفَ في "الكافي الشاف" إلى "يسار". والتصويب من "تهذيب الكمال"(4/ 43).
ورواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(1/ 176 - 177) رقم (180)، مختصرًا، من طريق عليّ بن ظَبْيَان، عن أبي حَنِيفة، به، بلفظ:"اليمين الفاجرة تدع الدِّيَار بَلَاقِعَ".
ورواه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" من طريق محمد بن الحسن، عن أبي حَنِيفة، به. كما في "التلخيص الحَبِير"(3/ 229).
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 56 - 57) رقم (1096)، مطوَّلًا، من طريق أبي الدَّهْمَاء البَصْري -شيخ صدق- عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثوابًا صِلَةُ الرَّحِمِ، وإنَّ أَهْلَ البيتِ ليكونونَ فُجَّارًا، فَتَنْمُو أموالُهم ويَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إذا وصَلُوا أَرْحَامَهُمْ، وإنَّ أَعْجَلَ المعصية عقوبةً البَغْيُ والخِيَانَةُ، واليمينُ الغَمُوسُ تُذْهِبُ المالَ وتثقل
(1)
في الرَّحِمِ، وتَذَرُ الدِّيَارِ بَلَاقِعَ".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلَّا أبو الدَّهْمَاء، تفرَّد به النُّفَيْلِي".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 152): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو الدَّهْمَاء البصري
(2)
وهو ضعيف جدًّا". وقد ذكره الهيثمي إلى قوله: "ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم".
وقال في (4/ 180) منه بعد ذكره له تامًّا: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو الدَّهْمَاء الأصعب وثَّقه النُّفَيْلِي
(3)
وضعَّفه ابن حِبَّان".
(1)
صُحِّفَ في "المعجم الأوسط" إلى "وتقل". والتصويب من "مجمع البحرين" للهيثمي (4/ 68) رقم (2108)، و"مجمع الزوائد"(4/ 180).
(2)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "النصري". والتصويب من "المعجم الأوسط" 2/ 56.
(3)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى: "النفيدي"، والتصويب من "المعجم الأوسط"(2/ 57)، و"الميزان"(4/ 522).
وبنحو رواية الطبراني ذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 149 - 150) -في ترجمة (أبي الدَّهْمَاء) -، من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عنه، به.
وقال ابن حِبَّان عن (أبي الدَّهْمَاء) هذا: "كان ممن يروي المقلوبات، ويأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فبطل الاحتجاج به إذا انفرد".
وللحديث شواهد عِدَّة.
فلشطره الأول: "ما من عمل أُطيع اللَّه فيه أعجل ثوابًا من صلة الرَّحم، وما من عملٍ عُصي اللَّه فيه أعجل عقوبةً من البغي"، شواهد من حديث أبي بَكْرَة، وعائشة، وعبد الرحمن بن عوف، يصحُّ بها.
فحديث أبي بَكْرَة، رواه أبو داود في الأدب، باب في النهي عن البغي (5/ 208) رقم (4902)، والتِّرْمِذِيّ في صفة القيامة، باب رقم (57)(4/ 664 - 665) رقم (2511)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 27 رقم (29)، وابن ماجه في الزهد، باب البعي (2/ 1408) رقم (4211)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 333) رقم (441)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 356) و (4/ 162 و 163)، وأحمد في "المسند"(5/ 36 و 38)، وعبد اللَّه بن المبارك في "الزهد" ص 252 رقم (324)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 319)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 234)، ولفظه عند أكثرهم:"ما مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرَ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لصاحبِهِ العقوبةَ في الدُّنْيَا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرة: مثلُ البَغْي، وقطيعةِ الرَّحِمِ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
وحديث السيدة عائشة رواه ابن ماجه في الموضع السابق رقم (4212)،
وأبو يَعْلَى في "مسنده"(8/ 10 - 11) رقم (4512)، بلفظ:"أَسْرَعُ الخَيْرِ ثوابًا: البِرُّ وصِلَةُ الرَّحِمِ، وأَسْرَعُ الشَّرِّ عقوبةً: البَغْيُ وقَطِيعَةُ الرَّحِمِ".
ولفظ أوله عند أبي يَعْلَى: "أسرع البر ثوابًا: صلة الرحم".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 239): "فيه صالح بن موسى الطَّلْحِي: وهو ضعيف، وله شاهد من حديث أبي بَكْرَة رواه أبو داود والتِّرْمِذِيّ".
وحديث عبد الرحمن بن عوف، رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 52 رقم (262) من طريق ابن عُلَاثَة، عن هشام بن حسان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه مرفوعًا بلفظ:"إن أعجل الطاعة ثوابًا صلة الرَّحِمِ، حتى إنَّ أهل البيت ليكونون فُجَّارًا تَنْمَى أموالهم ويكثر عددهم إذا وصَلُوا رَحِمَهُمْ".
أقول: إسناده ضعيف، فهو مُنْقَطِع بين (أبي سَلَمَة) وبين (أبيه)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال ابن مَعِين ونقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 195 - 196. وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير" (3/ 229):"والأكثر على أنَّه لم يسمع منه".
كما أنَّ فيه (محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة الحَرَّاني) وثَّقه بعضهم، والأكثر على تضعيفه، ومنهم من ضعَّفه جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (730).
أمَّا الشطر الثاني: "واليمينُ الفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَار بَلَاقِعَ".
فله شاهد من حديث وَاثِلَة بن الأَسْقَع، رواه الدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 165)، وخَيْثَمة بن سليمان الأَطْرَابُلْسِيّ في "المنتخب من فوائده" ص 70، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم"(2/ 702 - 703)، من طريق عبد الحميد بن عبد العزيز، عن عمرو بن قيس، عن وَاثِلَة مرفوعًا بلفظ:"اليمينُ الغَمُوسُ تَدَعُ الدِّيَار بَلَاقِعَ".
و (عبد الحميد بن عبد العزيز الحِمْصِيّ أبو خازم) ترجم له الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 702 - 703) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عمرو بن قيس الكِنْدِيّ الحِمْصِيّ السَّكُونِيّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 77): "ثقة من الثالثة، مات سنة أربعين ومائة، وله مائة سنة"/ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب" (8/ 91 - 92).
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 121) رقم (1345) -من كشف الأستار-، من طريق أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه مرفوعًا:"اليمينُ الفاجرةُ تُذْهِبُ المَالَ -أو تَذْهَبُ بالمَالِ-".
قال البزَّار: "لا نعلمه عن عبد الرحمن بن عوف إلَّا من هذا الوجه، ولا أسند هشام عن يحيى غير هذا، ولا رواه عن هشام إلَّا ابن عُلَاثَة، وهو ليِّن الحديث".
قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 662): "إسناده صحيح لو صَحَّ سماع أبي سَلَمَة من أبيه".
أقول: فيه ابن عُلاثَةَ وقد تقدَّم القول فيه.
وانظر في الكلام على هذا الحديث: "التلخيص الحَبِير"(3/ 228 - 229).
والشطر الثاني هذا بطرقه وشواهده يكون حسنًا إن شاء اللَّه.
غريب الحديث:
قوله: "بَلَاقِعَ": "البلاقع جمع بَلْقَع وبلقعة، وهي الأرض القَفْر التي لا شيء بها، يريد أنَّ الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق. وقيل: هو أن يفرِّق اللَّه شَمْلَهُ ويغيِّر عليه ما أولاه مِنْ نِعَمِهِ". "النهاية" لابن الأثير (1/ 153).
* * *
733 -
أخبرنا عليّ بن المُحَسِّن المعدَّل، حدَّثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأَزْرَق، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن الوليد، وإبراهيم بن الهيثم البَلَدِي، قالا: حدَّثنا أبو اليَمَان، حدَّثنا عُفَيْر بن مَعْدَان، عن عطاء،
عن أبي سعيد قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنْ طَولِ لِحْيَتِهِ ولكن مِنَ الصِّدْغَيْنِ".
(5/ 187) في ترجمة (أحمد بن الوليد المُخرِّمي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عُفَيْر بن مَعْدَان الحَضْرَمِي الحِمْصِيّ المؤذِّن أبو عَائِذ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 408) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 396 رقم (512) وقال: ليس بشيء.
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 81 - 82) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الجرح والتعديل"(7/ 36) وفيه عن دُحَيْم: "ليس بشيء". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث يكثر الرواية عن سُلَيم بن عامر عن أبي أُمَامة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمناكير ما لا أصل له، لا يُشْتَغَلُ بروايته".
5 -
"المجروحين"(2/ 198) وقال: "ممن يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره".
6 -
"الكامل"(5/ 2016 - 2018) وقال: "عامَّة رواياته غير محفوظة". وفيه عن أحمد بن حنبل: "منكر الحديث ضعيف".
7 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 83) وفيه عن أبي داود: "شيخ صالح ضعيف الحديث".
8 -
"المغني"(2/ 436) وقال: "مشهور، ضعَّفوه".
9 -
"التقريب"(2/ 25) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الوليد المُخَرِّمي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(5/ 187) وفيه عن أبي عبد اللَّه بن مَخْلَد: "يسوي فَلْسًا".
2 -
"اللسان"(1/ 320) وذكر قول ابن مَخْلَد بلفظ: "لا يُسَاوي فَلْسًا". وقال: "ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".
ولم أقف عليه في فهارس "الثقات" المطبوع. وقد تابعه (إبراهيم بن الهيثم البَلَدي) في ذات الإسناد، وهو ثقة كما سيأتي.
و(أبو اليَمَان) هو (الحَكَم بن نافع البَّهْرَاني الحِمْصِي): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (222 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 146 - 155)، و"التهذيب"(2/ 441 - 443)، و"التقريب"(1/ 193).
و(إبراهيم بن الهيثم بن المُهَلَّب البَلَدي أبو إسحاق) ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 88).
2 -
"الكامل"(1/ 272 - 273) وقال: "حدَّث ببغداد بحديث الغَار
(1)
عن الهيثم بن جميل، عن مُبَارَك بن فَضَالة، عن الحسن، عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكذَّبه فيه النَّاس وواجهوه به". وقال أيضًا:"أحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه -يعني حديث الغَار-. وقد فتشت عن حديثه الكثير فلم أر منكرًا يكون من جهته، إلَّا أن يكون من جهة من روى عنه".
(1)
سيأتي حديث الغَار هذا برقم (917) فانظره.
3 -
"تاريخ بغداد"(6/ 206 - 209) وقال: "إبراهيم بن الهيثم عندنا ثقة ثَبْتٌ لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإِنكار عليه لم أر أحدًا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثِّر قَدْحًا فيه، لأنَّ جماعة من المتقدِّمين أُنْكِرَ عليهم بعض رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم". ثم ذكر أمثلةً لذلك.
4 -
"المغني"(1/ 29) وقال: "قال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغَار. ووثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ".
5 -
"الميزان"(1/ 73) وقال: "وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب". وقال أيضًا: "وقد تابعه على حديث الغار ثقتان".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 2017 - 2018) -في ترجمة (عُفَيْر بن مَعْدَان الحِمْصِيّ) - عن عليّ بن أحمد بن مروان، حدَّثنا محمد بن الوليد المَخْزُومِيّ
(1)
، حدَّثنا أبو اليَمَان، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 52) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال ابن مَخْلَد: هذا أحمد بن الوليد لا يساوي فَلْسًا، وقال ابن عدي: إبراهيم بن الهيثم كذَّبه النَّاس".
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 267)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 274)، ولَخَّصَ تعقيبه بما تقدَّم من توثيق ابن حِبَّان والخطيب لـ (إبراهيم بن الهيثم)، وَدَفْعِ الخطيب لكلام ابن عدي فيه. كما ذكر توثيق ابن حِبَّان لـ (أحمد بن الوليد).
(1)
هكذا في "الكامل" المطبوع: "محمد بن الوليد المخزومي"، وأظن أنه تصحيف عن (أحمد بن الوليد المخرِّمي) صاحب الترجمة.
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 198 وقال: "في إسناده كذَّاب، وهو إبراهيم بن الهيثم البَلَدي. وقال في "الميزان": وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب".
* * *
734 -
أخبرنا الأَزْهَرِي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن إبراهيم الآبَنْدُوني الجُرْجَاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن مسلم -أملاه علينا حفظًا-، حدَّثنا أحمد بن الوليد الأُمِّيّ البغدادي -بالرَّمْلَةِ-، حدَّثنا يحيى بن هاشم، حدَّثنا شُعْبَة، عن عَلْقَمَة قال:
خَطَبَنَا عليُّ بن أبي طالب فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرقُ السارقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ، ولا يشربُ الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ". فقال رجل: يا أمير المؤمنين فهو كافر؟ قال: لا، ولم يأمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نحدِّثكم بالرُّخَصِ، إنَّما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، إذا قال: هو حلال. ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، إذا قال: هو لي حلال. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، إذا قال: هو لي حلال".
(5/ 188) في ترجمة (أحمد بن الوليد الأُمِّيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع بهذا التمام.
لكن لفظ أوَّلِهِ: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن"، صحيح. رواه جماعة من الصحابة.
ففيه (يحيى بن هاشم الغَسَّانِي السِّمْسَار)، وهو من المشهورين المعروفين بالوضع. قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 745):"كذَّبوه ودَجَّلُوه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (643).
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن الوليد الأُمِّيّ) لم يذكر الخطيب. فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2707) -في ترجمة (يحيى بن هاشم السِّمْسَار الغَسَّاني) -، عن عبد اللَّه بن محمد بن مسلم، حدَّثنا أحمد بن الوليد الأُمِّيّ، حدَّثنا يحيى بن هاشم، به.
ونحوه رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 49 - 50)، من طريق
إسماعيل بن يحيى التَّيْمي، عن شُعْبَة، به، وقال: "لم يروه عن شُعْبَة إلَّا
إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي الكُوفِيّ. تفرَّد به الحسن بن جَهْوَر، ولم نكتبه إلَّا عن
محمد بن إبراهيم الوَشَّاء".
ومن هذا الطريق رواه ابن عدي مختصرًا في "الكامل"(1/ 299) -في ترجمة (إسماعيل بن يحيى التَّيْمي) -، وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد عن شُعْبَة غير محفوظ، ليس يرويه غير إسماعيل بن يحيى".
أقول: في إسناده (إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمِي المَدَني أبو يحيى) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(1/ 126 - 127) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، وما لا أصل -[له]- عن الأثبات، لا يحلُّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال".
2 -
"الكامل"(1/ 297 - 302) وقال: "يحدِّث عن الثقات بالبواطيل". وقال أيضًا: "عامَّة ما يرويه من الحديث بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 137 رقم (81) وقال: "متروك كذَّاب".
4 -
"المْدَخْل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 117) رقم (8) وقال: "روى عن مالك بن أنس ومِسْعَر بن كِدَام وابن أبي ذِئْب وغيرهم أحاديث موضوعة".
5 -
"سؤالات السِّجْزِيّ للحاكم" ص 90 رقم (53) وقال: "لا أشك في ضعفه". وص 248 رقم (335) وقال: "أجمعت الأُمَّة على أنَّ التَّيْمِيَّ كذَّاب".
6 -
"تاريخ بغداد"(6/ 247 - 249)، وفيه عن أبي عليّ النَّيْسَابُوري الحافظ:"كذَّاب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "يحدِّث عن الثقات بما لا يُتَابَعُ عليه".
7 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 253 - 254) وقال: "مُجَمْعٌ على تركه". وفيه عن صالح جَزَرَة: "كان يضع الحديث". وقال الأَزْدِيُّ: "ركن من أركان الكذب لا تحلُّ الرواية عنه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 101): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي كذَّاب لا تحلُّ الرواية عنه".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(12/ 61) -في كتاب الحدود، باب ما يحذر من الحدود-:"وقد ورد في تأويله بالمُسْتَحِلِّ، حديثٌ مرفوعٌ عن عليّ عند الطبراني في "الصغير"، لكن في سنده راوٍ كذَّبوه".
والحديث بلفظه الأول المذكور، صحيح، رواه جماعة من الصحابة، وعدَّه السُّيُوطِيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 38 من المتواتر.
وسيأتي تخريجه من حديث أبي هريرة وابن عبَّاس رضي الله عنهما برقم (1642).
* * *
735 -
أخبرنا عليّ وعبد الملك ابنا محمد بن عبد اللَّه بن بِشْران، قالا:
أخبرنا حمزة بن محمد بن العبَّاس، حدَّثنا أحمد بن الوليد، حدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِي، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الرؤيا الصالحةُ جُزْءٌ مِنْ خمسةٍ وعشرينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
(5/ 189) في ترجمة (أحمد بن الوليد بن أبي الوليد الفَحَّام أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن؛ إلَّا أنَّه تُكُلِّمَ في رواية عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع.
قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 136): "روى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنَّها موضوعة، كان يحدِّث بها توهمًا لا تعمدًا". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 509): "صدوق عابد، ربما وَهِمَ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).
و(أبو أحمد الزُّبَيْرِيّ) هو (محمد بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الأَسَدِي الكوفي): ثقة ثَبْتٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1057).
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 415) إلى ابن النَّجَّار فحسب. ولم أقف عليه عند غيره.
وقد روى البخاري في التعبير، باب رؤيا الصالحين (12/ 361) رقم (6983)، ومسلم في أول كتاب الرؤيا (4/ 1774) رقم (2264)، وغيرهما، عن أنس بن مالك مرفوعًا:"الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جُزْءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءًا من النُّبُوَّةِ".
ورواه البخاري برقم (6987)، ومسلم برقم (2264)، وغيرهما، من حديث عُبَادَة بن الصَّامِت.
ورواه البخاري برقم (6988)، ومسلم (4/ 1774)، وغيرهما، من حديث أبي هريرة.
ورواه مسلم برقم (2265) من حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا بلفظ: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(12/ 363) عقب ذكره للروايات المختلفة في تحديد نسبة الرؤيا الصالحة من النبوة: "فحصَّلنا من هذه الروايات على عشرة أوجه، أقلّها: جزء من ستة وعشرين، وأكثرها من ستة وسبعين، وبين ذلك: أربعين، وأربعة وأربعين، وخمسة وأربعين، وستة وأربعين، وسبعة وأربعين، وتسعة وأربعين، وخمسين، وسبعين. أصحُّها مطلقًا: الأول -يعني من ستة وأربعين-، ويليه: السبعين".
قال المَازَرِيُّ في "المُعْلِم بفوائد مُسْلِم"(3/ 118): "أشار الطبري إلى أن هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف حال الرائي، فالمؤمن الصالح تكون نسبة رؤياه من ستة وأربعين، والفاسق من سبعين". وهناك أقوال أخرى في تفسير هذا الاختلاف، انظرها في المصدر السابق، وفي شرح النووي على "صحيح مسلم"(15/ 20 - 21)، و"الفتح"(12/ 365 - 368).
* * *
736 -
أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق، حدَّثني أبو العبَّاس أحمد بن وَهْب بن عمرو بن عثمان بن محمد بن خالد بن الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيْط بن عبد شمس الرَّقِّي، حدَّثنا حكيم بن سيف الرَّقِّي أبو عمرو الأَسَدِي، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن محمد بن الفضل، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيَّب،
عن عليّ بن أبي طالب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَنْ أَسْبَغَ
الوضوءَ في البردِ الشديدِ، كان له مِنَ الأَجْرِ كِفْلانِ، ومَنْ أَسْبَغَ الوضوءَ في الحَرِّ الشديدِ، كان له مِنَ الأَجْرِ كِفْلٌ".
(5/ 191) في ترجمة (أحمد بن وَهْب بن عمرو بن عثمان الرَّقِّي المُعَيْطِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (319).
كما أنَّ فيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمِيّ البَصْرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
وفيه كذلك صاحب الترجمة (أحمد بن وَهْب بن عمرو الرَّقِّيّ المُعَيْطِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن النَّجَّار في "ذيل تاريخ بغداد"(3/ 306) -في ترجمة (عليّ بن الحسن بن عليّ البزَّاز) -، من طريق أسد بن موسى، عن محمد بن الفضل، به:
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" مختصرًا، دون قوله:"ومن أسبغ الوضوء في الحر الشديد كان له من الأجر كفل". رواه من طريق أبي حفص العَبْدِي، عن عليّ بن زيد، به، كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 328 - 329) رقم (403).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 237) بعد أن ذكره معزوًا له: "فيه عمر بن حفص العَبْدِي وهو متروك".
وذكره المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 158) وعزاه للطبراني في "الأوسط"، وصدَّره بلفظ "وروي" إشارة إلى ضعف إسناده عنده.
و (عمر بن حفص بن ذَكْوَان العَبْدِي أبو حَفص) قد تقدَّمت ترجمته في حديث (660).
* * *
737 -
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي قال: هذا كتاب جَدِّي بخطِّ يده، ودفعه إلينا، فقرأت فيه: حدَّثنا أحمد بن الهيثم بن أبي داود المِصْرِي -جارنا-، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدَّثنا إسرائيل، عن مسلم، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس وعبيد بن عُمَيْر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَحَر هَدْيَهُ يوم صَدَر بالتَّنْعِيم.
(5/ 191 - 12) في ترجمة (أحمد بن الهيثم بن أبي داود المِصْرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
لكونه روي وِجَادَةً، وهو من طرق التحمل الضعيفة. قال الحافظ العِرَاقي في "شرح ألفيته" (2/ 113 - 114):"كلُّ ما ذُكِرَ من الرواية بالوِجَادَةِ منقطع سواء وثق بأنه خطّ من وجده عنه أم لا. ولكن الأول وهو: إذا ما وثق بأنه خطّه أخذ شوبًا من الاتصال لقوله: وجدت بخطِّ فلان".
وقال الإِمام ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص 158: "وهو من باب المنقطع والمرسل".
وفيه صاحب الترجمة (أحمد بن الهيثم بن أبي داود المِصْرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (عُبَيْد بن عُمَيْر بن قَتَادَة اللَّيْثِي المَكِّي أبو عاصم)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 544):"وُلِدَ على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قاله مسلم. وعدَّه غيره في كبار التابعين، وكان قاصّ أهل مكَّة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر"/ ع. وانظر ترجمته في: "السِّيَر"(4/ 156 - 157)، و"التهذيب"(7/ 71).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومي المَكِّي): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).
و(مسلم) هو (ابن عِمْران البَطين -ويقال: ابن أبي عِمْران- الكوفي أبو عبد اللَّه) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 246): "ثقة، من السادسة"/ ع. وانظر ترجمته في "التهذيب"(10/ 134).
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي أبو يوسف)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 64):"ثقة، تُكُلِّمَ فيه بلا حجَّة، من السابعة"/ ع. وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 77): "أحد الثقات الأعلام. قال ابن سعد: منهم من يستضعفه". وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال"(2/ 515 - 524)، و"السِّيَر" (7/ 355 - 361) وقال:"الحافظ الإِمام الحُجَّة"، و"التهذيب"(1/ 261 - 263).
و(عبد اللَّه بن رجاء) هو (الغُدَانِيّ البَصْري أبو عمر)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 338):"صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 414): "صدوق يَهِمُ قليلًا، من التاسعة"/ خ خد س ق. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(14/ 495 - 500)، و"التهذيب"(5/ 209 - 210).
و(الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ أبو عبد اللَّه): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (369).
و (أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ) قال الخطيب عنه في ترجمته من "تاريخ بغداد"(4/ 238): "كان سماعه صحيحًا في كتب أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المَحَامِلِيّ وأمَّا هو فلم يكن له كتاب".
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
738 -
أخبرنا محمد بن طَلْحَة، حدَّثنا أحمد بن الهيثم بن خالد الدِّيْنَوَرِيّ -إملاءً في جامع المنصور-، حدَّثنا عبد اللَّه بن حَمْدَان بن وَهْب الحافظ، حدَّثنا محمد بن جعفر العَابِد، حدَّثنا أبو السَّرِيّ منصور بن عمَّار، عن خالد بن الدُّرَيْك،
عن يعلى بن مُنْيَة
(1)
قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "تقولُ جَهَنَّمُ للمؤمنِ يومَ القيامةِ جُزْ يا مؤمنُ، فقد أَطْفَأَ نُوْرُكَ لَهَبِي".
(5/ 193 - 194) في ترجمة (أحمد بن الهيثم بن خالد الدِّيْنَوَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو منقطع أولًا بين (خالد بن دُرَيْك) و (يعلى بن مُنْيَة) رضي الله عنه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 49 نقلًا عن أبي حاتم: "ما أحسب خالد بن الدُّرَيْك لقي يعلى بن مُنْيَة". وقال ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(3/ 86):
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "منبه" بالباء الموحَّدة. وكذلك في "الحِلْيَة"(9/ 329)، و"الكامل"(6/ 2390)، و"مجمع الزوائد"(10/ 360). والتصويب من "تبصير المنتبه"(4/ 1321)، و"التقريب" (2/ 377) حيث يقول ابن حَجَر فيه:"بضم الميم وسكون النون بعدها تحتانية مفتوحة، وهي أُمُّه، صحابي مشهور".
"روى عن ابن عمر وعائشة ولم يدركهما، ويعلى بن مُنْيَة مرسلًا". وفيه (3/ 87) أنَّ الحافظ دُحَيْم استراب في سماعه من يعلى أيضًا.
وفي إسناده ثانيًا: (منصور بن عمَّار الواعظ الخُرَاسَانِي أبو السَّرِيّ) وهو منكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (723).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن الهيثم الدِّيْنَوَرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه اضطراب أيضًا، قال الخطيب عقب روايته له:"هكذا قال: عن منصور بن عمَّار عن خالد بن دُرَيْك. وروى هذا الحديث سُلَيْم بن منصور بن عمَّار عن أبيه، واختلف عليه فقال: "إسحاق بن الحسن الحَرْبي، عن سُلَيْم، عن أبيه، عن بشير بن طلحة، عن خالد بن دُرَيْك، عن يعلى. ورواه أحمد بن الحسين بن إسحاق الصُّوفي، عن سُلَيْم، عن أبيه، عن هِقْل بن زياد، عن الأَوْزَاعي، عن خالد بن الدُّرَيْك، عن بشير بن طلحة، عن يعلى بن مُنْيَة. واللَّه أعلم".
و(يعلى بن مُنْيَة) هو الصحابي الجليل (يعلى بن أُمَيَّة بن أبي عُبَيْدَة بن همَّام التَّمِيمي)، و (مُنْيَة) هي أُمُّه. وستأتي ترجمته في حديث (1377).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 258 - 259) رقم (668)، وعنه: أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 329)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2390) -في ترجمة (منصور بن عمَّار) -، والخطيب في "تاريخه"(9/ 233)، من طريق سُلَيْم بن منصور بن عمَّار، عن أبيه، عن بشير بن طلحة، عن خالد بن دُرَيْك، عنه، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 360): "رواه الطبراني وفيه سُلَيْم بن منصور بن عمَّار وهو ضعيف".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 329)، من طريق محمد بن جعفر، عن بشير بن طلحة، عن خالد بن دُرَيْك، به.
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(2/ 265 - 268) رقم (369)، من طريق سُلَيْم بن منصور بن عمَّار، عن أبيه، عن هِقْل بن زياد، عن خالد بن الدُّرَيْك، عن بشير بن طلحة، عن يعلى بن مُنْيَة مرفوعًا به. وقال:"تفرَّد به سُلَيْم ابن منصور وهو منكر".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 233) من طريق أحمد بن الحسين الصُّوفي، عن سُلَيْم بن منصور بن عمَّار، عن أبيه، عن هِقْل بن زيَّاد، عن الأَوْزَاعي، عن خالد بن دُرَيْك، عن بشير بن طلحة، عنه، به.
أقول: (بشير بن طلحة) هو (الخُشَنِيّ الشَّامِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 375) وفيه عن أحمد بن حنبل: "ليس به بأس"
(1)
.
2 -
"الميزان"(1/ 329) وقال: "من التابعين، روى عنه خالد بن دُرَيْك. قال المَوْصِلِيّ -يعني أبو الفتح-: ليس بالقويِّ".
3 -
"اللسان"(1/ 39) وتعقَّب فيه ابن حَجَر ما ذكره الذَّهَبِيّ عن أبي الفتح الأَزْدِيّ المَوْصِلِي فقال: "هذا من أغلاط أبي الفتح". ونقل ما تقدَّم عن الإِمام أحمد فيه، وذكر أنَّ ابن يَسَار ذكره في الطبقة الثالثة من الثقات. ثم قال:"فقد تبين أنَّ خالد بن دُرَيْك شيخه لا الراوي عنه، وأنَّه ليس من التابعين، وأنَّه ليس بضعيف"
(2)
.
(1)
نسب الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "اللسان"(1/ 39) قول الإِمام أحمد هذا إلى أبي حاتم الرازي، والصواب أنه لأحمد بن حنبل كما نقله عنه ولده عبد اللَّه.
(2)
ذكر الشيخ المحقق شعيب الأرنؤوط في تعليقه على "العقيدة الطحاوية" ص 409 أنَّ (بشير بن طلحة الخُشَني الشَّامي): ضعيف. وهو موضع نظر لما تقدَّم عن الحافظ ابن حَجَر في "اللسان".
وهذا يشير إلى وجود قلب في الإسناد عند البيهقي والخطيب في روايته الأخيرة.
و (سُلَيْم بن منصور بن عمَّار المَرْوَزِيّ أبو الحسن) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 216) وفيه قوله لأبيه: "أهل بغداد يتكلَّمون فيه. فقال: مه، سألت ابن أبي الثلج عنه، فقلت له: إنَّهم يقولون كتب عن ابن عُلَيَّة وهو صغير، فقال: لا، كان هو أَسَنّ منَّا". وترجم له في "تاريخ بغداد"(9/ 232 - 233)، و"اللسان"(3/ 112)، وذكر ما تقدَّم عن ابن أبي حاتم دون إضافة غيره. وقد تقدَّم عن الهيثمي قوله فيه:"ضعيف"؟.
* * *
739 -
أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن هارون -المعروف بشَيْطَان الطَّاق، بِسُرَّ مَنْ رَأَى-، حدَّثنا الحسن بن يزيد الجَصَّاص، حدَّثنا إسماعيل بن يحيى، عن سفيان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ قومًا على أعمالهم حُشِرَ يومَ القيامة في زُمْرَتِهِمْ، فحوسب بحسابهم وإنْ لم يُعْمَلْ أعمالهم".
(5/ 196) في ترجمة (أحمد بن هارون أبو العبَّاس، معروف بشَيْطَان الطَّاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمِي المَدَني) وهو كذَّاب. كَذَّبَهُ صالح جَزَرَة والدَّارَقُطْنِيّ والحاكم وغيرهم. وقال الذَّهَبِيُّ: "مُجْمَعٌ على تركه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (734).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن هارون أبو العبَّاس المعروف بشَيْطَان الطَّاق) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 298) -في ترجمة (إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي المَدَني) -، عن محمد بن أحمد بن هارون، عن الحسن بن يزيد الجَصَّاص، به.
قال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه عن الثَّوْري غير إسماعيل".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 433 - 434) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والمُتَّهَمُ به إسماعيل. قال ابن عدي: يحدِّث عن الثقات بالبواطيل. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: كذَّاب متروك".
وقول الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(4/ 352)، والحافظ السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 379: في إسناده إسماعيل بن يحيى التَّيْمي وهو ضعيف. فيه تساهل، واللَّه أعلم.
ولم يعز السَّخَاوِيُّ حديث جابر إلى أحدٍ!
وعزاه العِرَاقي إلى ابن عدي فحسب.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(9/ 21) رقم (24730) إلى الخطيب وحده!
* * *
740 -
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفَقِيه، أخبرنا محمد بن العبَّاس الخَزَّاز، حدَّثنا محمد بن خَلَف بن المَرْزُبَان -إجازةً-.
وحدَّثناه محمد بن عبيد اللَّه بن حُرَيْث الكاتب عنه، حدَّثني أحمد بن هشام
الحَرْبي، حدَّثنا عليّ بن داود المَرْوَزِيّ -وليس بالقَنْطَرِي-، حدَّثنا عبد الرحمن بن وَاقِد، عن عمرو بن أَزْهَر، عن أَبَان،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَا تُجَالِسُوا أَبْنَاءَ المُلُوكِ، فإنَّ الأَنْفُسَ تَشْتَاقُ إليهم ما لا تَشْتَاقُ إلى الجَوَاري العَوَاتِقِ".
(5/ 198) في ترجمة (أحمد بن هشام الحَرْبي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عمرو بن الأَزْهَر العَتَكِي البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 440) وقال: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 316) وقال: "يُرْمَى بالكذب، رَمَاهُ أبو سعيد الحَدَّاد".
3 -
"أحوال الرجال" ص 108 رقم (170) وقال: "غير ثقة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 186 رقم (478) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 256 - 257) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كان يضع الحديث".
6 -
"الجرح والتعديل"(6/ 221) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث".
7 -
"المجروحين"(2/ 78) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات ويأتي بالموضوعات عن الأثبات، لا يحلُّ كتابة حديثه، ولا ذكره في الكتب إلَّا على الاعتبار والقدح فيه".
8 -
"الكامل"(5/ 1783 - 1785) وقال: "لعمرو بن الأَزْهَر غير ما ذكرت من الحديث وكلُّها غير محفوظة".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 306 رقم (395) وقال: "كذَّاب".
10 -
"المغني"(2/ 481) وقال: "كذَّاب. قال أحمد وغيره: كان يضع الحديث".
11 -
"لسان الميزان"(4/ 353 - 454) وفيه عن الدُّولابي: "متروك الحديث". وقال عبَّاس الدُّوري عن يحيى بن مَعِين: "كان كذَّابًا ضعيفًا".
أقول: الذي في "تاريخ ابن مَعِين" -رواية الدُّوري-: "بصري ضعيف"، دون قوله:"كان كذَّابًا". وكلُّ من نقل قول ابن مَعِين -ممن وقفت عليه-، لم يذكر عنه تكذيبه له، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه (أَبَان بن أبي عيَّاش البَصْري) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).
وفيه أيضًا (عبد الرحمن بن وَاقِد الوَاقِدِي أبو مسلم) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 383).
2 -
"الكامل"(4/ 1626) وقال: "حدَّث بالمناكير عن الثقات وسرق الحديث".
3 -
"المغني"(2/ 389) وقال: "قال ابن عدي: يسرق الحديث".
4 -
"التقريب"(1/ 502) وقال: "صدوق يغلط، من العاشرة"/ ت ق.
وفيه كذلك صاحب الترجمة (أحمد بن هشام الحَرْبي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 284) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (أَبَان)، و (عمرو بن الأَزْهَر)، و (عبد الرحمن ابن واقد)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيهم.
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 206 وقال: "في إسناده كذَّاب".
* * *
741 -
أخبرنا القاضي أبو عمر بن عبد الواحد -بالبَصْرة-، حدَّثنا أحمد بن هشام المِصْرِيّ، حدَّثنا محمد بن الجَهْم السِّمَّرِي، حدَّثنا روح بن عُبَادَة، حدَّثنا أسامة بن زيد، عن ابن المُنْكَدِر، عن ابن خُزَيْمَة بن ثابت،
عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عليه حَدُّ ذلك الذَّنْبِ، فهو كَفَّارَتُهُ".
(5/ 198) في ترجمة (أحمد بن هشام بن حُمَيْد المِصْرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومتن الحديث صحيح بمجموع طرقه.
ففيه جَهَالَةُ (ابن خُزَيْمَة بن ثابت) فإنَّه لم يسمّ.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن هشام المِصْرِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
والقاضي (أبو عمر بن عبد الواحد) هو (القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 451 - 452) وقال:"كان ثقةً أمينًا". وكانت وفاته عام 414 هـ.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 214)، عن رَوْح، حدَّثنا أسامة بن زيد، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن خُزَيْمَة بن ثابت مرفوعًا به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 118) رقم (3794)، من طريق يحيى الحِمَّاني، عن مُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر، عن أبيه، عن خُزَيْمَة مرفوعًا بنحوه.
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 215)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 101 و 102) رقم (3728)، (3731)، (3732)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 182)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 388)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 214)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 328)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(10/ 311) رقم (2594)، من طريق محمد بن المُنْكَدِر، عن ابن خُزَيْمَة، عن أبيه مرفوعًا به.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ! .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 265): "رواه الطبراني وأحمد بنحوه، وفيه راو لم يسمّ وهو ابن خُزَيْمَة، وبقية رجاله ثقات. ورواه موقوفًا أيضًا".
أقول: قد تقدَّم أنَّ أحمد والطبراني قد روياه عن محمد بن المُنْكَدِر عن خُزَيْمَة بدون واسطة ابنه. ولذا قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 67 - 68) -في الإِيمان، باب علامة الإِيمان حبّ الأنصار-:"ولأحمد من حديث خُزَيْمَة بن ثابت بإسناد حسن".
وللحديث شواهد عِدَّة، منها ما رواه البخاري في الإِيمان، باب علامة الإِيمان حبّ الأنصار (1/ 64) رقم (18)، ومسلم في الحدود، باب الحدود كفَّارات لأهلها (3/ 1333) رقم (1709)، وغيرهما، عن عُبَادة بن الصَّامِت
مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"ولا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بين أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، ولا تَعْصُوا في مَعْروف، فمن وَفَّى منكم فَأَجْرُهُ على اللَّه، ومَنْ أَصَابَ مِنْ ذلك شيئًا فَعُوقِبَ في الدُّنْيَا فهو كَفَّارةٌ له، ومَنْ أَصَابَ مِنْ ذلك شيئًا ثم سَتَرَهُ اللَّه فهو إلى اللَّه، إِنْ شَاءَ عَفَا عنه، وإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ". واللفظ للبُخَاري.
قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(1/ 67 - 68) عند شرحه لهذا الحديث: "واعلم أنَّ عُبَادَة بن الصَّامِت لم ينفرد برواية هذا المعنى، بل روى عليُّ بن أبي طالب، وهو في التِّرْمِذِيّ وصحَّحه والحاكم. وهو عند الطبراني بإسناد حسن من حديث أبي تَمِيمة الهُجَيْمِيّ، ولأحمد من حديث خُزَيْمَة بن ثابت بإسناد حسن. وللطبراني عن ابن عمرو. . . ".
* * *
742 -
أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن هاشم بن محمد الفَيْدِي -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن نوح بن حَرْب، حدَّثنا مدرار بن آدم، حدَّثنا محمد بن زياد، عن ميمون بن مِهْرَان،
عن ابن عبَّاس قال: جَاءَ رَجُلٌ شَكَا الوَحْشَةَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "اتَخِذْ زَوْجَ حَمَامٍ يُؤنسك باللَّيلِ".
(5/ 199) في ترجمة (أحمد بن هاشم بن محمد الكِنَاني الكوفي أبو العبَّاس، يعرف بالفَيْدِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (محمد بن زياد اليَشْكُرِيّ المَيمُونِيّ الطَّحَّان الأَعْور) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 392) وقال: "كان كذَّابًا خبيثًا".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 257) وقال: "كذَّاب خبيث أعور يضع الحديث".
3 -
"التاريخ الكبير"(1/ 83) وقال: "قال لي عمرو بن زُرَارَة كان محمد بن زياد يُتَّهم بوضع الحديث".
4 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 206 رقم (317) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"أحوال الرجال" ص 198 رقم (363) وقال: "كان كذَّابًا، يحمل عن ميمون بن مِهْرَان".
6 -
"سؤالات البَرْذَعي لأبي زُرْعَة الرَّازي" ص 447 وقال: "كان يكذب".
7 -
"السُّنَن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 630) رقم (3709) وقال: "ضعيف في الحديث جدًّا".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 222 رقم (574) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 67).
10 -
"الجرح والتعديل"(7/ 258) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "كان كذَّابًا متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث".
11 -
"المجروحين"(2/ 250 - 251) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويأتي عن الأثبات بالأشياء المعضلات، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على جهة القدح، ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار".
12 -
"الكامل"(6/ 2140 - 2142) وقال: "هو بيِّن الأمر في الضعفاء،
يروي عن ميمون بن مِهْران أحاديث مناكير لا يرويها غيره، لا يتابعه أحد من الثقات عليها".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 342 رقم (466) وقال: "يكذب".
14 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 138 رقم (209) وقال: "يروي عن ميمون بن مِهْرَان وغيره الموضوعات".
15 -
"تاريخ بغداد"(5/ 279 - 281) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "كتبت عنه كتابًا فرميت به" وضَعَّفَه جدًّا.
16 -
"التهذيب"(9/ 170 - 172) وفيه عن العِجْلِيّ: "متروك الحديث". وفيه: "ذكره ابن عبد البَرّ في طبقات الكذَّابين".
17 -
"التقريب"(2/ 162) وقال: "كذَّبوه، من الثامنة"/ ت.
وصاحب الترجمة (أحمد بن هاشم الكِنَاني الفَيْدِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 10) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (3/ 11) منه:"المُتَّهم به محمد بن زياد اليَشْكُري". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وقال أيضًا بعد أن ساق عدَّة أحاديث عن عليّ، وعُبَادة، وجابر، في اتخاذ الحَمَام في البيت للاستئناس:"هذه الأحاديث ليس فيها ما يصحُّ".
وأقرَّه الحافظ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 231)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 251).
* * *
743 -
أخبرني الحسين بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن نَيْرُوز -إملاءً-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن يحيى الجَلَّاب -بِسَامَرَّا، إملاءً-.
وأخبرنا أبو القاسم التَّنُوخي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى البزَّاز، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن عطاء الجَلَّاب، حدَّثنا محمد بن الحسن الهَمْدَاني، حدَّثنا سفيان -وفي حديث التَّنُوخي: عن سفيان الثَّوْري-، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن رجاء بن حَيْوَة،
عن أبي الدَّرْدَاء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّما العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ، وإنَّمَا الحِلْمُ بالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوْقَهُ. ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه لم يَسْكُنِ الدَّرَجَاتِ العُلَى، ولا أقولُ لكمُ الجَنَّةَ، مَنْ تَكَهَّنَ، واسْتَقْسَمَ، أو رَدَّهُ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرٌ".
(5/ 201) في ترجمة (أحمد بن يحيى بن عطاء الجَلَّاب أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والشطر الأول منه: "إنَّما العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ" إلى قوله: "ومن يَتَّقِ الشَّرَّ يُوْقَهُ"، ورد من طرق أخرى، هو حسن بمجموعها.
ففيه (محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهَمْدَاني المِعْشَاري أبو الحسين) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 510) وقال: "قد سمعنا منه ولم يكن بثقة". وقال مَرَّةً: "ليس بثقة". وقال أخرى: "يكذب".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 66) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 56) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 219 رقم (564) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 48 - 49) وفيه عن أحمد بن حنبل: "ما أرى يسوى شيئًا. . . . ". وقال أيضًا: "ضعيف الحديث".
6 -
"الجرح والتعديل"(6/ 225) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ".
7 -
"المجروحين"(2/ 276) وقال: "منكر الحديث يروي عن الثقات المعضلات".
8 -
"الكامل"(6/ 2181 - 2183) وقال: "لم أر بحديثه بأسًا".
9 -
"تاريخ بغداد"(2/ 170 - 172) وفيه عن أبي داود: "كذَّاب وثب على كتب أبيه". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "لا شيء".
10 -
"المغني"(2/ 568 - 569) وقال: "ضعَّفه جماعة، وقال النَّسَائي: متروك الحديث، وكذَّبه ابن مَعِين".
11 -
"الميزان"(3/ 514 - 515) وذكر له حديثًا وقال: "حسَّنه التِّرمِذِيّ فلم يُحْسِن".
12 -
"التقريب"(2/ 154) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ ت.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 320 - 321) رقم (2684)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 174)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 231) -مخطوط-، من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهَمْدَاني، عن سفيان الثَّوْرِي، به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلَّا محمد بن الحسن".
وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الثَّوْري عن عبد الملك، تفرَّد به محمد بن الحسن".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 128): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو كذَّاب".
وعزاه السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 107 إلى الطبراني في "الكبير"! ، والعسكري من الطريق المتقدِّم، وقال:"وابن الحسن: كذَّاب"
ورواه هنَّاد بن السَّرِيّ في كتاب "الزهد"(2/ 605) رقم (1294) عن وكيع، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن رجاء بن حَيْوَة، عن أبي الدَّرْدَاء موقوفًا عليه.
وإسناده صحيح.
وروى الشطر الأول منه إلى قوله: "ومن يَتَّقِ الشَّرَّ يُوْقَهُ"، أبو خَيْثَمَة في كتاب "العلم" ص 28 رقم (114)، والبيهقي في "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 270 - 271 رقم (385)، وابن حِبَّان في "روضة العُقَلاء" ص 210، من طريق عبد الملك بن عُمَيْر، عن رجاء بن حَيْوَة، عن أبي الدَّرْدَاء موقوفًا عليه.
وإسناد أبي خيثمة صحيح.
وللشطر الأول منه إلى قوله: "ومن يَتَّقِ الشَّرَّ يُوْقَهُ" شواهد.
فقد رواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 127) من حديث أبي هريرة بإسناد حسن إن شاء اللَّه. وسيأتي برقم (1358).
وروى الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 395) رقم (929) -واللفظ له-، وابن أبي عاصم في كتاب "العلم" -كما في "تغليق التعليق" لابن حَجَر (2/ 78)، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 107 - ، من طريق هشام بن عمَّار، عن صَدَقَة بن خالد، عن عُتْبَة بن أبي حكيم، عمَّن حدَّثه عن معاوية
مرفوعًا: "يا أيها النَّاس إنَّما العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ، والفِقْهُ بالتَّفَقُّهِ، ومَنْ يُرِدِ اللَّهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين، وإنَّما يَخْشَى اللَّه مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 128): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه رجل لم يسمّ، وعُتْبَة بن أبي حكيم وثَّقه أبو حاتم وأبو زُرْعَة وابن حِبَّان، وضعَّفه جماعة".
وقد جَزَمَ الإِمام البخاري في "صحيحه"(1/ 160) في كتاب العلم، باب العلم قبل القول والعمل. . .، بتعليقه، فقال:"وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّه به خيرًا يُفَقِّهْهُ. وإنَّما العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ"، مع أنَّ في إسناده من لم يُسَمّ! وكان ذلك منه لمجيئه من طريق أخرى كما قال الحافظ ابن حَجَر في "تغليق التعليق" (2/ 78)، ونقله عنه تلميذه السَّخَاوي في "المقاصد الحسنة" ص 107.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 161) بعد أن عزا حديث معاوية إلى ابن أبي عاصم والطبراني: "إسناده حسن، إلَّا أنَّ فيه مبهمًا اعتضد بمجيئه من وجهٍ آخر. وروى البزَّار نحوه من حديث ابن مسعود موقوفًا، ورواه أبو نُعَيْم الأصبهاني مرفوعًا. وفي الباب عن أبي الدَّرْدَاء وغيره".
* * *
744 -
أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد النَّصِيْبِي قال: كتب إليَّ محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمي قال: حدَّثنا أحمد بن يحيى الأَنْبَاري، حدَّثنا ثابت بن محمد، حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض، عن العلاء بن المُسَيَّب، عن الحسن،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَدُّوا العَزَائِمَ، واقْبَلُوا الرُّخَصَ، ودَعُوا النَّاسَ فقد كُفِيتُمُوهُمْ".
(5/ 203) في ترجمة (أحمد بن يحيى الأَنْبَاري).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: مُنْكَرٌ.
ففيه صاحب الترجمة (أحمد بن يحيى الأَنْبَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه" (1/ 163) وقال:"عن ثابت بن محمد، لا يُعْرَفُ. وخبره منكر، رواه عنه مُطَيَّن -وهو محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمي-". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 322).
كما أنَّ فيه (الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي) قال الخطيب في ترجمته من "التاريخ"(7/ 300): "كتبنا عنه وكان كثير السماع، إلَّا أنَّه أفسد أمره بأن أَلْحَقَ لنفسه السماع في أشياء لم تكن سماعه".
وفيه أيضًا (ثابت بن محمد الشَّيْبَاني -ويقال: الكِنَاني- الزاهد الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 457 - 458) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 158).
3 -
"الكامل"(2/ 523 - 524) وقال: "هو عندي ممَّن لا يتعمَّد الكذب ولعله يخطئ".
4 -
"المغني"(1/ 121) وقال: "ضُعِّفَ لغلطه عن الثَّوْري وعِدَّة، وقد وثِّق، فقال أبو عبد اللَّه الحاكم: ليس بضابط. وقال أبو حاتم: صدوق".
5 -
"الكاشف"(1/ 117) وقال: "صدوق".
6 -
"هدي الساري" لابن حَجَر ص 394 وقال: "وَثَّقَهُ مُطَيَّن، وصدَّقه أبو حاتم. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ليس بالقويِّ، وقال ابن عدي: هو عندي ممَّن
لا يتعمَّد الكذب ولعله يخطئ. . . روى عنه البخاري في "الصحيح" حديثين: في الهِبَة، والتوحيد، لم ينفرد بهما".
7 -
"التقريب"(1/ 117) وقال: "صدوق زاهد، يخطئ في أحاديث، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة -يعني ومائتين-"/ خ ت.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 30) إليه وحده.
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 243)، و"التيسير"(1/ 56)، بعد أن عزاه للخطيب وحده:"إسناده ضعيف، لكن له شواهد".
وقوله في الحديث: "فقد كُفيتُموهم"، قال المُنَاوي في "فيض القدير" في تفسيره:"اتركوهم ولا تبحثوا عن عيوبهم وأحوالهم الباطنة، فقد كفيتموهم: أي إذا فعلتم ذلك فقد كفاكم شرهم مَنْ يعلم السِّرَّ وأخفى. . . ".
* * *
745 -
أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البَجَلي، حدَّثنا هَبَة اللَّه بن محمد الفَرَّاء، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى السَّوْطِي -سنة سبع وثمانين ومائتين-، حدَّثنا أبو رجاء قُتَيْبَة بن سعيد البَلْخِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن لَهِيعة، عن مِشْرَح بن هَاعَان، عن عُقْبَة بن عامر الجُهَنِيّ،
عن أبي أُمَامَة البَاهِلِيّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"كُلُّ صلاةٍ لا يُقْرَأُ فيها بفَاتِحَةِ الكِتَابِ فهي خِدَاجٌ، فهي خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ".
(5/ 203) في ترجمة (أحمد بن يحيى السَّوْطي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن يحيى السَّوْطي أبو جعفر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(مِشْرَح بن هَاعَان) هو (المَعَافِرِي المِصْرِي أبو مصعب): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (95).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب من حديث أبي أُمَامَة فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(2/ 622) إليه وحده.
وهو مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم والكلام عليها في:"جامع الأصول"(5/ 326 - 330)، و"مجمع الزوائد"(2/ 111 - 112)، و"القراءة خلف الإِمام" للبيهقي ص 20 - 51، و"نصب الراية"(1/ 363 - 366)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 230 - 231)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/ 836 - 839).
ومن ذلك ما رواه مسلم في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كُلِّ ركعتين (1/ 296) رقم (395)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ صَلَّى صَلاةً لم يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فهي خِدَاجٌ -ثلاثًا- غَيْرُ تَمَامٍ".
وسيأتي من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه برقم (1954)، وإسناده ضعيف.
غريب الحديث:
قوله: "فهي خِدَاجٌ" الخِدَاجُ: النقص. وتقديره، فهي ذات خِدَاج، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. انظر "النهاية"(2/ 12 - 13).
* * *
746 -
أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن أبي العبَّاس الخُوَارِزْمِيّ -ببغداد، سنة سبع وثمانين ومائتين-، أخبرنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت المَدِيني، حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن حسين، عن عليّ بن الحسين بن عليّ،
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ".
(5/ 204) في ترجمة (أحمد بن يحيى بن أبي العبَّاس الخُوَارِزْمِيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُ الحديث قد روي من طرق كثيرة جدًّا عن عدد من الصحابة، تدلُّ على أنَّ له أصلًا، وهو بمجموعها يبلغ مرتبة الحسن، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ففيه (عبد العزيز بن عِمْرَان الزُّهْرِيّ المَدَني الأَعْرَج، يعرف بابن أبي ثابت) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (63).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن يحيى بن أبي العبَّاس الخُوَارِزْمِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 130 رقم (71) وقال: "متروك".
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 204) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "لا يُحْتَجُّ به".
3 -
"لسان الميزان"(1/ 162) وذكر ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ.
و (ابن شَهْرَيَار) هو (محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني التَّاجر): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1929).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 29) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يُرْوَى هذا الحديث عن الحسين بن عليّ إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به سليمان، وما كتبناه إلَّا عن هذا الشيخ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 54) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 120): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت ضعيف جدًّا".
والحديث مرويٌّ من طرق كثير جدَّا، يحسن بمجموعها. وهو من الأحاديث التي اختلفت أنظار العلماء في قبوله وردِّه. وقد فَصَّلْتُ الكلام عليه في حديث (117) فانظره إن شئت.
* * *
747 -
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصَّيْرَفي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن يونس بن المسيَّب الضَّبِّي البغدادي، حدَّثنا مُحَاضِر، عن هشام، عن أبيه،
عن عائشة قالت: لا يزني العَبْدُ حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يشرب حين يشرب
(1)
وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ.
(5/ 223) في ترجمة (أحمد بن يونس بن المسيَّب الضَّبِّيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
في إسناده (مُحَاضِر بن المُوَرِّع الكوفي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"
(1)
يعني الخَمْر -والعياذ باللَّه تعالى- كما ورد التصريح به في الطرق الأخرى.
(3/ 108): "صدوق مُغَفَّلٌ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 230): "صدوق له أوهام". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (666).
و(أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في ترجمته من "السِّيَر" (15/ 437):"الشيخ الإِمام المحدِّث القدوة".
وباقي رجال إسناده حديثهم حسن.
والحديث قد صَحَّ مرفوعًا من طرق أخرى.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 74) رقم (113) -من كشف الأستار- عن أحمد بن أَبَان، عن الدَّرَاوَرْدِيّ، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها موقوفًا.
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 138) مطوَّلًا، من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبَّاد بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(11/ 14)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 256) من طريق سليمان بن حَرْب، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن السيدة عائشة مرفوعًا.
وفي آخره عند أبي نُعَيْم قوله: "ثم التوبة معروضة".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 141 - 142) رقم (121) -، من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 73) رقم (112) -من كشف الأستار-، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين في أَصْبَهَان"(2/ 420) رقم
(332)
مختصرًا، من الطريق السابق، بلفظ:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ". وليس عند أبي الشيخ قوله: "حين يزني".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 100): "رواه أحمد، والبزَّار ببعضه، والطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات، إلَّا أنَّ ابن إسحاق مدلِّس، ورجال البزَّار رجال الصحيح".
والحديث صحيح، رواه جماعة من الصحابة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرفوعًا، وعدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 38 من المتواتر.
وسيأتي تخريجه من حديث أبي هريرة وابن عبَّاس رضي الله عنهما برقم (1642).
* * *
748 -
أخبرني الأَزْهَرِي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن يونس بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن عبد الوهاب الطَّبَرِي -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرَّازي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن حبيب الوَاسِطِي -المعروف بالخبَّاز-، حدَّثنا عبد اللَّه بن غالب العَبَّادَاني، حدَّثنا هشام بن عبد الرحمن المَذْحِجِي، عن عَلْقَمة بن مَرْثَد، عن أبي حَبِيبة الطائي،
عن الأشعث بن قيس قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ لَمْ يَرْحَمِ المُسْلِمينَ فَلَنْ يَرْحَمَهُ اللَّهُ عز وجل".
(5/ 225) في ترجمة (أحمد بن يونس بن أحمد الطَّبَرِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه.
ففيه (أبو حَبِيبة الطَّائي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 359) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 577).
3 -
"الكاشف"(3/ 285) وقال: "وثِّق".
4 -
"التهذيب"(12/ 68) وقال: "روى عن أبي الدَّرْدَاء حديث: "مثل الذي يهدي ويعتق عند الموت مثل الذي يهدي بعدما يشبع"، وعنه أبو إسحاق السَّبِيعي، ولا يُعْرَفُ له غيره. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".
5 -
"التقريب"(2/ 410) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ د ت س.
كما أنَّ فيه (هشام بن عبد الرحمن المَذْحِجي) لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن يونس الطَّبَرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عبد اللَّه بن غالب العَبَّادَاني) قال البزَّار عنه كما في "كشف الأستار"(2/ 436): "ليس به بأس". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 105): "لم يُضَعَّف". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 440): "مستور"! وستأتي ترجمته في حديث (2170).
و(الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفي أبو القاسم): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 198) رقم (1912) -، من طريق محمد بن عبد اللَّه بن حبيب، عن عبد اللَّه بن غالب، به، وقال:"لا يُرْوَى عن الأشعث إلَّا بهذا الإسناد".
ولفظه عنده: "من لم يرحم الناس، فلم يرحمه اللَّه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 187) بعد أن عزاه له: "وفيه من لم أعرفه".
وقد ذكر محقق "مجمع البحرين" بأنه لم يجد ترجمة لـ (عبد اللَّه بن غالب). وقد تقدَّم أنَّه (العَبَّاداني) كما صرَّح به الخطيب، وأنه لا بأس به.
كما ذكر محقق "مجمع البحرين" أيضًا بأنَّ (أبا حَبيبة): لا يُدْرَى من هو! وقد تقدَّم أنَّه (الطَّائي) كما صرَّح به الخطيب، وقد وثَّقه ابن حِبَّان كما تقدَّم، وخرَّج له أصحاب السنن الأربعة عدا ابن ماجه.
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 440) -في الأدب، باب رحمة الناس والبهائم-، وعزاه للطبراني في "الأوسط" فحسب، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
والحديث بنحوه مروي من طرق عِدَّة، وهو صحيح. وقد سبق الكلام عليه في حديث (509).
وسيأتي برقم (2127) من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "ارْحَمْ مَنْ في الأرض يَرْحَمْكَ مَنْ في السماء".
* * *
749 -
أخبرني عبيد اللَّه بن أبي الفتح الفارسي، أخبرنا أبو الطَّيِّب محمد بن الحسين التَّيْمُلِي الكوفي، حدَّثنا عبد اللَّه بن زيدان، حدَّثنا أحمد بن يَزْدَاذ البغدادي، حدَّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: كانَ آخِرَ قَوْلِ إبراهيمَ عليه السلام حين أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوكيلُ.
(5/ 228 - 229) في ترجمة (أحمد بن يَزْدَاذ بن حمزة الخَيَّاط أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (أحمد بن يَزْدَاذ البغدادي)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو صالح) هو (ذَكْوان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(أبو حَصِين) هو (عثمان بن عاصم بن حُصَيْن الأَسَدِي): تابعي ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (528).
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (737).
و(عثمان بن عمر) هو (العَبْدِيُّ البَصْرِيُّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 13):"ثقة. قيل: كان يحيى بن سعيد لا برضاه، من التاسعة"/ ع. وانظر ترجمته في: "السِّيَر"(9/ 557 - 559)، و"التهذيب"(7/ 142 - 143).
و(عبد اللَّه بن زيدان) هو (البَجَلي الكوفي أبو محمد)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في السِّيَر" (14/ 436 - 437) وقال:"الإِمام الثقة القدوة العابد".
والحديث صحيح من غير هذا الطريق.
التخريج:
رواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 118) من طريق سلَّام بن سليمان، عن إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به، وقال: "هذا حديث غريب من رواية أبي حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مسندًا، لا أعلم رواه غير سلَّام بن سليمان، عن إسرائيل. والمحفوظ ما رواه
النَّاس عن إسرائيل وأبي بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عبَّاس قال: لما أُلْقِيَ إبراهيمُ في النَّارِ، الحديث". وسيأتي برقم (1352).
وقد رواه البخاري في التفسير، باب الذين قال لهم النَّاس إنَّ النَّاس قد جمعوا لكم (8/ 229) رقم (4563)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 393 رقم (603)، و"التفسير"(1/ 338 - 339) رقم (101)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 298) -وصحَّحه وأقرَّه الذَّهَبِيّ-، والبيهقي في "دلائل النبوة"(3/ 317)، و"الأسماء والصفات"(1/ 152)، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عبَّاس قال: "حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوكيلُ، قَالَهَا إبراهيمُ عليه السلام حين أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا محمدٌ صلى الله عليه وسلم حين قالوا:{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [سورة آل عمران: الآية 173].
ورواه البخاري في الموضع السابق رقم (4564)، من طريق إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عبَّاس قال:"كان آخرَ قَوْلِ إبراهيمَ حين أُلْقِيَ في النَّارِ (حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ) ".
وله شواهد أخرى انظرها في: "التفسير" لعبد الرزاق الصَّنْعَاني (1/ 140 - 141)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (10/ 153)، و"الحِلْيَة" لأبي نُعَيْم (1/ 19)، و"الدُّرِّ المنثور" للسُّيُوطيّ (2/ 290).
* * *
750 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل قال: نبأنا عليّ بن محمد بن سعيد الرَّزَّاز قال: نبأنا أبو حَنِيفة محمد بن حَنِيفة بن مَاهَان القَصَبِي -إملاءً، سنة سبع وتسعين ومائتين ببغداد في درب الديزج-، أنبأنا الحسن بن جَبَلَة الشِّيرازي قال: نبأنا مَرْحُوم بن عبد العزيز العَطَّار، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، عن يزيد بن بَابَنُوس،
عن عائشة: أن أبا بكر دَخَلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فوضع فيه بين عَيْنَيْهِ، ووضع يده على صدره، وقال: وانبِيَّاه، واصفِيَّاه، واخليلاه.
(5/ 231) في ترجمة (محمد بن حَنِيفة بن محمد بن مَاهَان القَصَبِيّ الوَاسِطي أبو حَنِيفة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي من طريق آخر حسن.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن حَنِيفة بن محمد القَصَبِيّ الضَّبِّيّ أبو حَنِيفة) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 152 رقم (219) وقال: "ليس بالقويِّ".
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 231) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.
3 -
"لسان الميزان"(5/ 150) وقال: "كان في حدود سنة ثلاث مائة".
و(يزيد بن بَابَنُوس البَصْرِيّ) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 323) وقال: "كان من الشِّيعة الذين قاتلوا عليًّا. سمع عائشة قاله مَرْحُوم عن أبي عِمْرَان الجَوْني". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 254) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن عائشة، روى عنه أبو عِمْران الجَوْني". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 548).
4 -
"الكامل"(7/ 2732) وقال: "أحاديثه مشاهير".
5 -
"الكاشف"(3/ 240) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: لا بأس به".
6 -
"المغني"(2/ 747) وقال: "لا يروي عنه سوى إنسان".
7 -
"التهذيب"(11/ 316) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول". وقال أبو داود: "كان شيعيًا".
8 -
"التقريب"(2/ 362) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ بخ د تم س.
و (أبو عِمْرَان الجَوْني) هو (عبد الملك بن حَبِيب الأَزْدِيّ): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1449).
التخريج:
رواه التِّرْمِذِيُّ في "الشمائل المحمدية" ص 305 رقم (374)، عن نصر بن عليّ الجَهْضَميّ، حدَّثنا مَرْحُوم بن عبد العزيز العَطَّار، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، به. وعنده:"ووضع يديه على ساعديه" بدلًا من "ووضع يديه على صدره".
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 31) عن مَرْحُوم بن عبد العزيز، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، به. وعنده:"ووضع يديه على صِدْغَيْه" بدلًا من "ووضع يديه على صدره".
وإسنادهما حسن من أجل (يزيد بن بَابَنُوس)، وباقي رجال إسنادهما ثقات.
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 219 - 220)، وابن سعد في "الطبقات"(2/ 265)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، به، مطوَّلًا. وإسناده حسن.
* * *
751 -
أخبرنا عليّ بن المُحَسَّن التَّنُوخي، حدَّثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم البَجَلي، أخبرنا محمد بن حُبَّان بن عمرو البَاهِلِي، حدَّثنا أبو مَعْمَر الضَّرير العَابِد، حدَّثنا عبد الواحد بن زيد، عن الحسن،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَمَلَ أَخَاهُ على شِسْعِ نَعْلٍ فكأنما حَمَلَهُ على فَرَسٍ شاكّ السِّلاح في سبيلِ اللَّهِ".
(5/ 231) في ترجمة (محمد بن حُبَّان بن الأَزْهَر البَاهِلِيّ البَصْرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عبد الواحد بن زيد البَصْري الزاهد أبو عبيدة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 377) وقال: "ليس بشيء"
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 377) وقال: "تركوه".
3 -
"أحوال الرجال" ص 116 رقم (189) وقال: "سيء المذهب ليس من معادن الصدق".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 162 رقم (391) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 54 - 55).
6 -
"الجرح والتعديل"(6/ 20) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ في الحديث ضعيف بمرَّةٍ".
7 -
"المجروحين"(2/ 154 - 155) وقال: "كان ممن يغلب عليه العبادة حتى غفل عن الإِتقان فيما يروي، فكثر المناكير في روايته فبطل الاحتجاج به".
8 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 124) وقال: "له حكايات كثيرة في الزهد والرقائق. . . يُعْتَبَرُ بحديثه إذا كان دونه وفوقه ثقات، ويجتنب ما كان من حديثه من رواية سعيد بن عبد اللَّه بن دينار، فإنَّ سعيدًا يأتي بما لا أصل له عن الأثبات".
9 -
"الكامل"(5/ 1935 - 1936) وقال: "لعبد الواحد بن زيد غير ما ذكرت -يعني من الحديث-، وليس بالكثير، وكان صاحب مواعظ بالبصرة".
10 -
"لسان الميزان"(4/ 80 - 81) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "صالح مُتَعَبَّدٌ، وأحسبه كان يقول بالقَدَر، وليس له علم بالحديث، وهو ضعيف، وقد دَلَّس بشيء". وفيه أنَّ السَّاجي وابن شاهين وابن الجارود ذكروه في الضعفاء. وقال ابن حَجَر: إنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات" فما أجاد
(1)
.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن حُبَّان بن الأَزْهَر البَاهِلِي البَصْري أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(5/ 231 - 232) وفيه عن أبي القاسم عبد اللَّه بن إبراهيم الآبَنْدُوني: "لا بأس به إن شاء اللَّه". وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: "يحدِّث بمناكير". وقال محمد بن عليّ الصُّوْرِيّ: "ضعيف".
2 -
"المغني"(2/ 565) وفيه عن أبي عبد اللَّه بن مَنْدَه: "ليس بذاك".
3 -
"اللسان"(5/ 115) وقال: "مات في سنة إحدى وثلاث مائة".
وفيه أيضًا: (أبو مَعْمَر الضَّرير العَابِد) قال ابن الجَوْزي عنه في "العلل"(2/ 14): "مجهول".
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 14) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(1)
في "لسان الميزان" سقط، حيث ذُكر فيه قول ابن حِبَّان في كتابيه "المجروحين" و"الثقات"، على أنَّه من كلام ابن الجَارُود! !
عبد الواحد: ضعيف. وأبو مَعْمَر: مجهول. ومحمد بن حُبَّان: قد ضعَّفه عبد الغني والصُّوري".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 774) إلى الخطيب فحسب، وأعلَّه بـ (محمد بن حُبَّان).
وله شاهد من حديث أبي الدَّرْدَاء، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 189)، من طريق الهُذَيْل بن إبراهيم، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن مكحول، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا:"مَنْ حَمَلَ أَخَاهُ على شِسْعٍ، فكأنما حَمَلَهُ على دَابَّةٍ في سبيل اللَّه".
ورواه قبله عن مكحول مرسلًا.
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي الزُّهْرِيّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وستأتي ترجمته في حديث (863).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (مكحول) و (أبي الدَّرْدَاء)، فإنَّه لم يسمع منه. قال أبو مُسْهِر:"ما صحَّ سماعه إلَّا من أنس". انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 165 - 166، و"التهذيب"(10/ 289 - 293).
غريب الحديث:
قوله: "شِسْع نعل": "الشِّسْعُ: أحد سُيور النَّعْلِ، وهو الذي يُدْخَلُ بين الأُصْبُعَيْن، ويُدْخَلُ طَرَفُهُ في الثَّقْب الذي في صدر النَّعل المشدودِ في الزِّمام. والزِّمَامُ السَّيْرُ الذي يُعْقَدُ فيه الشِّسْعُ". "النهاية"(2/ 472).
قوله "شاكّ السِّلاح". قال في "لسان العرب"(10/ 452) مادة (شكك): "والشِّكَّة: السِّلاح، وقيل: ما يُلْبَسُ من السِّلاح، ومن ثَمَّ قيل: شاكٌّ في سلاحه أي
داخل فيه. . . . ويقال: رجل شَاكُّ السِّلاح، وشاكٌّ في السِّلاح، والشَّاكُّ في السِّلاح وهو اللابس السِّلاح التَّامّ".
* * *
752 -
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شَاذَان الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا محمد بن الخَصِيب الأَنْطَاكي، حدَّثنا ابن لَهِيعة، حدَّثني بُكَيْر بن الأَشَجّ، عن نافع قال:
قلت لعبد اللَّه بن عمر: ما كانَ أَكْثَرَ ما سَمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الرُّخْصَةِ؟ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنِّي أرجو أَنْ لا يموتَ أحدٌ يشهدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ عز وجل".
(5/ 250) في ترجمة (محمد بن أبي الخَصِيب الأَنْطَاكي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
التخريج:
رواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 478) -في ترجمة (عبد اللَّه بن لَهِيعة) - عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(51 - 52) رقم (154) إلى الدَّيْلَمِيّ والخطيب عنه.
* * *
753 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأَدَمِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن إسحاق المَدَائِني، حدَّثنا محمد بن داود الأكبر، حدَّثنا جَبْرُون بن وَاقِد، حدَّثنا مَخْلَد بن حسين، عن هشام، عن محمد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر وعمر خير أهل السموات، وخير أهل الأرض، وخير الأوَّلين والآخرين إلَّا النبيين والمرسلين".
(5/ 253) في ترجمة (محمد بن داود بن يزيد التَّمِيميّ القَنْطَرِيّ أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (جَبْرُون بن وَاقِد الأَفريِقي أبو عبَّاد) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(2/ 601 - 602) وقال: "لا أعرف له غير هذين الحديثين -وذكرهما، أحدهما حديث أبي هريرة هذا- وجميعًا منكران".
2 -
"المغني"(1/ 127) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"الميزان"(1/ 387 - 388) وقال: "مُتَّهم".
و (محمد) هو (ابن سِيْرين الأنصاري البَصْرِي): إمام ثقة ثَبْثٌ مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و (هشام) هو (ابن حسَّان الأَزْدِيّ القُرْدُوسِيّ البَصْرِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 318):"ثقة من أثبت الناس في ابن سِيْرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما، من السادسة"/ ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(3/ 1437 - 1439) -مخطوط-، و"التهذيب"(11/ 34 - 37)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 295 - 298) ولم يعتمد الذَّهَبِيّ فيه المقال
المتقدِّم بشأن روايته عن الحسن وعطاء. أقول: رواية هشام عن الحسن البَصْرِي في "الصحيحين"، والسُّنن الأربعة" كما في "تهذيب الكمال".
وصاحب الترجمة (محمد بن داود بن يزيد القَنْطَرِي)، قال الخطيب عنه:"ثقة". وترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(3/ 540) وقال: "عن جَبْرُون الأَفْرِيقي بحديثين باطلين ذكرهما ابن عدي في ترجمة (جَبْرُون)، وقال: تفرَّد بهما محمد". وتعقَّبه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 161) وقال: روى عنه ابن مَخْلَد وأثنى عليه، ووثَّقه الخطيب. وقال أيضًا:"وأحسب الآفة في الحديث من جَبْرُون، وقد ساق المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ- الحديثين في ترجمته، وصرَّح بأنهما موضوعان، وأشار إلى أنَّه المشتهر بهما. ولم أر في أصلي من ابن عدي ما حكاه عنه الذَّهَبِيّ أنَّه تفرَّد بهما محمد بن داود، ثم راجعت نسخة أخرى فلم أر ذلك فيه"
(1)
.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "لم أكتبه إلَّا من حديث محمد بن داود، رواه عنه أخوه عليّ".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 601 - 602) -في ترجمة (جَبْرُون بن وَاقِد الأَفْرِيقي) - عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدَّثنا محمد بن داود القَنْطَرِي، حدَّثنا جَبْرُون بن وَاقِد، حدَّثنا مَخْلَد بن حسين، عن هشام، عن محمد
(2)
، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
(1)
أقول: الذي في "الكامل" لابن عدي المطبوع (2/ 602): "وجَبْرُون بن وَاقِد هذا لا أعرف له غير هذين الحديثين وجميعًا منكران، ولا أعلم يرويهما عنه". هكذا في المطبوع، وكأنه سقط منه قوله:"غير محمد بن داود القَنْطَرِي"، واللَّه أعلم. ثم وجدت الحافظ ابن حَجَر في ترجمة (جبرون) من "اللسان" (2/ 92) ينقل عن ابن عدي قوله:"لا أعرف له غير هذين الحديثين، ولا أعلم يرويهما عنه غير محمد بن داود، وهما منكران". فالحمد للَّه على توفيقه.
(2)
حُرِّفَ في "الكامل" إلى: "عن هشام بن محمد".
قال ابن عدي عقبه: منكر.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 193 - 194) عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال ابن عدي: هذا حديث منكر. وأمَّا جَبْرُون فما يُعْرَف".
وذكره الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 388) -في ترجمة (جَبْرُون) - وقال: موضوع.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 7) إلى ابن عدي، والحاكم في "الكُنَى"، والخطيب، وابن عساكر.
* * *
754 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حَسْنُون النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن عمرو بن البَخْتَرِي -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن داود بن أبي نصر القُوْمِسِي، حدَّثنا يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر، حدَّثني اللَّيْث، عن هشام بن سعد، عن ابن شِهَاب، عن عبَّاد بن تَمِيم،
عن أبيه وعمِّه، أنَّهما رأيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم مضطجعًا على ظَهْرِهِ، واضعًا إحدى رِجْلَيْه على الأخرى.
(5/ 253 - 254) في ترجمة (محمد بن داود بن أبي نصر القُوْمِسِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. وهو في "الصحيحين" من حديث عبَّاد بن تميم، عن عمِّه عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه.
ورجال إسناده كُلُّهم ثقات عدا شيخ الخطيب (أحمد بن محمد النَّرْسِيّ) فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
وعدا (هشام بن سعد المَدَني)، فإنَّه حسن الحديث كما قال الذَّهبِيُّ. وستأتي ترجمته في حديث (921).
و(ابن شِهَاب) هو (محمد بن مُسْلِم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن شِهَاب الزُّهْرِيّ أبو بكر): إمام ثقة حافظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (432).
و(الليث) هو (ابن سعد بن عبد الرحمن الفَهْمِي المِصْري أبو الحارث): إمام ثقة ثَبْتٌ فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (45).
التخريج:
رواه ابن مَنْدَه، والِعْيسَوي في "فوائده"، من طريق الليث، عن هشام بن سعد المَدَني، به. كما في "الإصابة" لابن حَجَر (1/ 185) -في ترجمة (تَمِيم بن زيد الأنصاري) -.
قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 185): "وهو معروف لعبَّاد عن عَمِّه أيضًا، لكن لا مانع أن يرويه عبَّاد عنهما معًا. وقد أخرجه البَاوَرْدِيّ من طريق أبي بكر الهُذَلي عن الزُّهْرِيّ فقال: عن عبَّاد عن أبيه أو عَمِّه على الشَّكِّ واللَّه أعلم".
وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(8/ 59) بإسناد ضعيف، من طريق ابن شِهَاب، عن عبَّاد بن تَمِيم، عن أبيه فحسب. وسيأتي برقم (1185).
والحديث رواه مالك في "الموطأ"(1/ 172) عن ابن شِهَاب، عن عبَّاد بن تَمِيم، عن عَمِّه عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المَازِني، به.
وعن مالك، رواه البخاري في الصلاة، باب الاستلقاء في المسجد ومدِّ الرِّجْل (1/ 563) رقم (475)، ومسلم في اللباس والزينة، باب في إباحة الاستلقاء ووضع إحدى الرِّجْلَيْنِ على الأخرى (3/ 1662) رقم (2100)،
وأبو داود في الأدب، باب في الرَّجُل يضع إحدى رِجْلَيْه على الأخرى (5/ 188) رقم (4866)، والنَّسَائي في المساجد، باب الاستلقاء في المسجد (2/ 50).
ورواه التِّرْمِذِيُّ في الأدب، باب ما جاء في وضع إحدى الرِّجْلَين على الأخرى مستلقيًا (4/ 95 - 96) رقم (2765)، من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن ابن شِهَاب، عن عبَّاد، عن عَمِّه، به.
وإنما جعلت الحديث من الزوائد الرواية عبَّاد عن أبيه.
* * *
755 -
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أيوب بن الحسين بن أيوب القُمِّي -إملاءً من حفظه-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه المَرْزُبَاني، وأبو عمر بن حَيُّوْيَه، وأبو بكر بن شَاذَان، قالوا: حدَّثنا أبو عبد اللَّه إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة النَّحْوِي نَفْطُوْيَه -[وذكر خبرًا وقع له مع محمد بن داود الأَصْبَهَاني]-، عن محمد بن داود الأَصْبَهَاني، عن أبيه، حدَّثنا سُوَيد بن سعيد، حدَّثنا عليّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَصَبَرَ، عَفَرَ اللَّهُ لهُ وأدْخَلَهُ الجَنَّةَ".
(5/ 262) في ترجمة (محمد بن داود بن عليّ الأَصْبَهَاني أبو بكر)
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (718).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (718).
* * *
756 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا محمد بن داود بن جابر البغدادي، حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَاني، حدَّثنا صالح المُرِّيّ، عن سعيد الجُرَيْرِيّ، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحَبَّكُمْ إليَّ، أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا، المُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الذين يَأْلَفُونَ ويُؤْلَفُونَ، وَأَبْغَضُكُمْ إليَّ المَشَّاؤونَ بالنَّمِيمةِ، المُفَرِّقُونَ بين الأَحِبَّةِ، المُلْتَمِسُونَ للبُرآءِ العَنَتَ".
(5/ 263 - 264) في ترجمة (محمد بن داود بن جابر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث شواهد عِدَّة يحسن بمجموعها.
ففيه (صالح بن بشير المُرِّيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (347).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن داود بن جابر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو عثمان النَّهْدِيّ) هو (عبد الرحمن بن مُلّ): إمام حُجَّة مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 25)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 242) رقم (2994) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن الجُرَيْرِيّ إلَّا صالح المُرِّيّ".
ورواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الصَّمْت" ص 141 - 142 رقم (253)، وكتاب "الغِيبة والنَّمِيمة" ص 94 رقم (117)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 381) -في ترجمة (صالح المُرِّيّ) -، من طريق صالح المُرِّيّ هذا، عن سعيد الجُرَيْرِيّ، به.
قال ابن عدي: "لا أعلمه رواه عن الجُرَيْرِيّ غير صالح المُرِّيّ".
قال الهيثمي في "مجمع الزاوئد"(8/ 21): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه صالح بن بشير المُرِّيّ وهو ضعيف".
وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 160): "أخرجه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" من حديث أبي هريرة بسند ضعيف".
وللحديث شواهد عِدَّة يحسن بمجموعها، وقد سبق تخريجها والكلام عليها في حديث رقم (106).
غريب الحديث:
قوله: "المُوَطَّئُون أَكْنَافًا": "الأَكْنَافُ: الجَوانِب. أراد الذين جَوَانِبُهم وَطِيئةٌ، يتمكَّن فيها من يُصاحِبُهم ولا يَتَأذَّى". "النهاية"(5/ 201).
* * *
757 -
أخبرنا محمد بن طَلْحَة، حدَّثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان المُقْرِئ الخَشَّاب، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوْفِي، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني، حدَّثنا الفَرَج بن فَضَالَة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مولى أُمِّ مَعْبَد،
عن أُمِّ مَعْبَد الخُزَاعِيَّة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يَدْعُو:"اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ، وعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ، ولِسَاني مِنَ الكَذِبِ، وَعَيْنِي مِنَ الخِيَانَةِ، فإنَّك تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفِي الصُّدُورُ".
(5/ 268) في ترجمة (محمد بن داود بن سليمان المُقْرِئ الخَشَّاب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه جَهَالَةُ مولى أُمِّ مَعْبَد.
كما أنَّ فيه (عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأَفْرِيقي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (227).
وفيه أيضًا (الفَرَج بن فَضَالَة الحِمْصِيّ) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).
و(أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني) هو (إسماعيل بن إبراهيم): لا بأس به. وستأتي ترجمته في حديث (1329).
التخريج:
رواه البيهقي في كتاب "الدعوات الكبير"(1/ 168) رقم (227)، من طريق سُوَيْد، عن الفَرَج بن فَضَالَة، به.
ورواه أبو نُعَيْم، وأبو موسى المَدِيني، وابن السَّكَن. كما في "الإِصابة" لابن حَجَر (4/ 499).
وقال ابن السَّكَن: "في إسناده نظر". قال ابن حَجَر عقبه: "وهو كما قال، فإنَّه من رواية فَرَج بن فَضَالَة عن ابن أَنْعُم، وهما ضعيفان".
وذكره العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(3/ 135) وعزاه للخطيب، وقال:"إسناده ضعيف".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 379 - 380) إلى الحكيم التِّرْمِذِيّ، والدَّيْلَمِيّ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"، والخطيب، عن أُمِّ مَعْبَد الخُزَاعيَّة. وفاته أن يعزوه للبيهقي.
أقول: الحديث رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" برقم (134 و 289 و 507) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا. ولم يخرِّجه من حديث (أم مَعْبَد) كما عزاه السُّيُوطيّ له.
ولفظه عنده في الموضعين الأوليين: "اللهم طهِّر قلبي من النفاق، وفَرْجي من الزنا، ولساني من الكذب".
وعنده في الموطن الثالث: قوله: "وفَرْجي من الزنا" بدلًا من "وعملي من الرياء". والباقي مثل لفظ حديث الخطيب.
لكني وجدت الغزالي في "الإِحياء"(3/ 135) يذكره بلفظ الخرائطي الأول المختصر، من حديث أبي سعيد الخُدْرِي. وعلَّق العِرَاقيُّ على ذلك في "تخريجه الأحاديث الإِحياء" بقوله:"هكذا وقع في نسخ (الإِحياء): عن أبي سعيد، وإنما هو عن أُمِّ مَعْبَد. وكذا رواه الخطيب في (التاريخ) دون قوله: "وفرجي من الزنا". وزاد: "وعملي من الرياء وعيني من الخيانة"، وإسناده ضعيف".
أقول: الظاهر أنَّ ما في (الإِحياء) صواب، فهو عند الخرائطي وباللفظ المذكور، من حديث أبي سعيد الخدري، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وعزاه محقق "الدعوات الكبير"(1/ 168) إلى ابن الأثير في "أُسْدِ الغابة"(6/ 397) من طريق الفَرَج بن فَضَالَة.
* * *
758 -
أخبرني أبو نُعَيْم الحافظ قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدَّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود العَبْدِي، حدَّثنا عاصم بن عليّ،
حدَّثنا محمد بن دِرْهَم المَدَايني، عن كعب بن عبد الرحمن، عن أبيه،
عن أبي قَتَادَة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى على رَهْطٍ من الأنصار قد أسَّسوا مسجدًا لهم لِيَبْنُوه، فقال:"أَوْسِعُوه تَمْلَؤوه".
(5/ 268) في ترجمة (محمد بن دِرْهَم العَبْسِي المَدَائِني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "الحديث غير ثابت".
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن دِرْهَم العَبْسِي المَدَائِني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 514) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "ليس بثقة".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 65).
3 -
"الجرح والتعديل"(7/ 249) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وصُحِّفَ فيه "العَبْسِي" إلى "العيشي".
4 -
"المجروحين"(2/ 258) وقال: "أكثرَ الوَهَم، منفرد الخطأ، لا يجوز الاحتجاج بما انفرد من الأخبار. وكان يحيى بن مَعِين شديد الحَمْلِ عليه".
5 -
"العِلَل" للدَّارَقُطْنِيّ (6/ 154) وقال: "ضعيف".
6 -
"تاريخ بغداد"(5/ 268 - 269) وفيه عن شَبَابَة بن سَوَّار: "ثقة".
7 -
"المغني"(2/ 578) وقال: "روى عنه شَبَابة ووثَّقه، لكنَّه ضعَّفه جماعة".
8 -
"لسان الميزان"(2/ 162) وفيه أنَّ الدُّولابي والسَّاجي وابن الجَارُود أوردوه في الضعفاء. وفات الحافظ ابن حَجَر ذكر قول ابن حِبَّان السابق فيه.
التخريج:
رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 280 - 281) رقم (594)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 65) -في ترجمة (محمد بن درْهَم) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 439)، من طريق محمد بن دِرْهَم، عن كعب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي قَتَادَة، به.
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 84 رقم (605)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 439)، عن محمد بن دِرْهَم الأَسَدِي، عن كعب بن عبد الرحمن الأَسَدِي، عن ابن أبي قَتَادَة الأنصاري، عن أبيه، به.
قال الإِمام الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(6/ 153 - 154) رقم (1038) وقد سئل عنه: "يرويه محمد بن دِرْهَم المَدَائِني، واختلف عنه، فرواه محمد بن جعفر المَدَائِني وحجَّاج بن مِنْهال وسعيد بن زكريا فقالوا: عن كعب بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه عن أبي قَتَادَة. ورواه أبو داود ومحمد بن الفضل بن عطيَّة عن محمد بن دِرْهَم عن كعب الأنصاري عن أبي قَتَادَة ولم يقولا عن أبيه. ورواه قيس بن الربيع عن محمد بن دِرْهَم فقال: عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن جدِّه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأسنده عن كعب بن مالك. والقول قول من أسنده عن أبي قَتَادَة لاتفاقهم على خلاف قيس. ومحمد بن دِرْهَم ضعيف، والحديث غير ثابت".
وقد نقل الخطيب كلام الدَّارَقُطْنِيّ هذا عقب روايته للحديث.
وقد ذكره ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 401 - 402) عن الدَّارَقُطْنِيِّ، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، قال يحيى بن مَعِين: محمد بن دِرْهَم ليس بشيء. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: هو ضعيف غير ثابت".
* * *
759 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا عبد الرحمن بن العباس، حدَّثنا أبو بكر محمد بن دُلَيْل المِصْرِي -قدم علينا بغداد-، حدَّثنا محمد بن سَنْجَر، حدَّثنا هانئ بن سعيد، حدَّثنا سعيد بن المَرْزُبَان، عن أبي سَلَمَة،
عن ثَوْبَان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي من التَّوَابِينَ واجْعَلْنِي من المُتَطَهِّرِينَ، فَتَحَ اللَّه له ثمانيةَ أبوابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شَاءَ".
(5/ 270) في ترجمة (محمد بن دُلَيْل بن بِشْر الإِسْكَنْدَرَانِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (سعيد بن المَرْزُبَان العَبْسِيّ البَقَّال أبو سعد الأعور) وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (433).
و (أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ المَدَني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1401).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 342 - 343) رقم (436) -، من طريق مِسْوَر بن مُوَرِّع العَنْبَري، حدَّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ثَوْبَان، به، وقال:"لم يروه عن الأعمش إلّا مِسْوَر".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 97) رقم (1441) من طريق شُجَاع بن الوليد، عن أبي سعد البَقَّال، عن أبي سَلَمَة، عن ثَوْبَان مختصرًا.
ورواه أبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 18 - 19 رقم (32) من طريق الحسين بن عليّ بن يزيد الصُّدَائي، عن أبيه، عن أبي سعد الأعور، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 239): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، وقال في "الأوسط": تفرَّد به مِسْوَر بن مُوَرِّع. ولم أجد من ترجمه. وفيه أحمد بن سهيل الورَّاق ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وفي إسناد "الكبير" أبو سعد البَقَّال والأكثر على تضعيفه ووثَّقه بعضهم".
وعزاه في "التلخيص الحَبِير"(1/ 101) إلى البزَّار عنه، ولم أقف عليه في "كشف الأستار"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
760 -
أخبرنا القاضي أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر بن أحمد بن تمَّام الهاشمي البَصْري، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العبَّاس الأَسْفَاطِي، حدَّثنا أبو الفضل عبيد اللَّه بن محمد بن شَبِيب -عبيد المؤذِّن-، حدَّثنا إسحاق بن زياد، حدَّثنا محمد بن راشد البغدادي، حدَّثنا بَقِيَّة، عن عبد الملك العَرْزَمِيّ، عن عطاء،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ تُحْفَةِ
(1)
المُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ خَرَجَ في جِنَازَتِهِ".
(5/ 274) في ترجمة (محمد بن راشد البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث قد ورد من طرق أخرى ضعيفة.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "تحية". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 226) فإنَّه يرويه عن الخطيب. وهو في المصادر الأخرى كما عند ابن الجَوْزي على الصواب.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن راشد البغدادي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(4/ 274) وقال: "مجهول".
2 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 227) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيِّ: "متروك".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 544) وقال: "عن بقيَّة بخبر منكر. فيه جَهَالَة".
كما أنَّ فيه عنعنة (بَقِيَّة بن الوليد الحِمْصِي)، وهو مُدَلِّسٌ مشهور بالتدليس عن الضعفاء، ولا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالسماع. انظر "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 121. وقد سبقت ترجمته في حديث (184).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 226) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"فيه محمد بن راشد، قال أبو بكر الخطيب: هو مجهول عندنا. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وفيه عبد الحميد، قال ابن حِبَّان: يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ليس بمحفوظ".
أقول: قول ابن الجَوْزي: "وفيه عبد الحميد. . . "، وَهَمٌ منه رحمه الله، فإنَّه ليس في إسناد الخطيب من اسمه (عبد الحميد)! ! .
وقد رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 225 - 227) في باب (الغفران لمن يتبع جِنَازة)، من حديث عليّ، وابن عبَّاس، وأبي هريرة أيضًا. وأبان عمَّا فيها من العلل، وقال:"هذه الأحاديث ليس فيها ما يصحُّ".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 430 - 431)، وساق له عدَّة شواهد يَبْعُدُ معها الحكم على الحديث بالوضع.
وقد تابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 370) ولخَّص كلامه، فقال:"تعقِّب بأنَّ حديث ابن عبَّاس أخرجه البيهقي في "الشُّعَب" من هذا الطريق، ومن طريق آخر، وأخرج أيضًا حديث أبي هريرة وقال في الأسانيد الثلاثة: ضعيفة. ولحديث جابر طريق ثانية أخرجها ابن أبي الدُّنيا في "ذكر الموت"، وابن مَرْدُوْيَه، والدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس"، وأبو الشيخ. وللحديث شواهد من حديث أنس أخرجه الحكيم التِّرْمِذِيّ في "نوادره"، ومن حديث سلمان أخرجه أبو الشيخ في "الثواب". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: هو من طريق عمرو بن شِمْر الجُعْفِي، فلا يصلح شاهدًا واللَّه أعلم. ومن مُرْسَلِ الزُّهْرِيّ أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"، والبيهقي في "الشُّعَب"، ومن مُرْسَلِ بن أبي عاصم الحَبَطِي أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا".
أقول: وقد ناقض ابن الجَوْزي نفسه فأدخل الحديث في كتابه "العلل المتناهية"(1/ 381 - 383).
وسيأتي تخريجه من حديث أبي هريرة برقم (1526) و (1602) و (1853).
* * *
761 -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم الضَّبِّي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الصَّفَّار -إملاءً-، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن بِشْر المَرْثَدِي، وأبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدُّنْيَا، قالا: حدَّثنا محمد بن رجاء بن السِّنْدِي، حدَّثنا النَّضْر بن شُمَيْل، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ".
(5/ 276) في ترجمة (محمد بن رجاء بن السِّنْدِيّ النَّيْسَابُورِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
ذِكْرُ عائشة في هذا الإِسناد خطأ كما سيأتي، والصَّواب: أنَّه مُرْسَلٌ عن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، والحديث صحيح من طرق أخرى.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال ابن نُعَيْم: سمعت أبا عليّ الحافظ يقول: حَجَّ محمد بن رجاء، وحدَّث بهذا الحديث ببغداد فلما انصرف نظر في كتابه وليس فيه عائشة، فكتب إليهم بذلك".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 321) رقم (1556) من طريق أَرْطَاة بن اشعث، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"كلُّكم راعٍ، ومَسْئُولٌ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 207): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أَرْطَاة بن الأشعث وهو ضعيف جدًّا".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1967) -في ترجمة (عبد السلام بن عبد القدوس) - من طريق عبد السلام هذا، عن هشام بن عُرْوَة، به. وقال: لم يروه بهذا الإسناد عن هشام غير عبد السلام هذا، وهو بهذا الإسناد منكر.
أقول: (عبد السلام بن عبد القدوس الكَلَاعِيّ الشَّامي): ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (567).
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 50 - 51)، و"مجمع الزوائد"(5/ 207 - 208)،
وسيأتي من حديث أنس برقم (1557).
وقد رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث ابن عمر مرفوعًا. وسيأتي عند الكلام على حديث أنس المذكور.
* * *
762 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا عثمان بن إسماعيل بن بكر السُّكَّري، حدَّثنا محمد بن رَوْح العْكَبْرِي -بعُكْبَرَا، وكان صديقًا لأحمد بن حنبل، وكان أحمد بن حنبل إذا خرج إلى عُكْبَرَا ينزل عليه- قال: حدَّثنا يحيى بن هاشم السِّمْسَار، حدَّثنا مِسْعَرِ بن كِدَام، عن يزيد الفُقِير،
عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"تَعَاهَدُوا نِعَالَكُم عند أبوابِ المَسَاجِدِ".
(5/ 277 - 278) في ترجمة (محمد بن رَوْح العْكَبْرِي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (يحيى بن هاشم السِّمْسَار الغَسَّاني) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 745): "كذَّبوه ودَجَّلُوه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (143).
وصاحب الترجمة (محمد بن رَوْح العْكَبْرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال عليّ بن عمر -هو الدَّارَقُطْنِيّ-: غريب من حديث مِسْعَر عن يزيد الفَقِير، تفرَّد به يحيى بن هاشم عنه، ولم نكتبه إلَّا عن أبي القاسم السُّكَّرِيّ وكان من الثقات".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 405) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهو غريب من حديث يزيد، وغريب من حديث مِسْعَر. تفرَّد به يحيى بن هاشم قال: ابن عدي: كان يضع الحديث".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 473) إلى الدَّارَقُطْنِيِّ في "الأفراد"، والخطيب.
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 388) رقم (1515) عن يحيى بن العلاء، عن طلحة، عن عطاء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بلفظ حديث ابن عمر.
أقول: في إسناده (يحيى بن العلاء البَجَلي الرَّازي) وقد رُمِيَ بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (2077).
ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 417) مُرْسَلًا أيضًا، عن وكيع، عن يزيد بن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، عن الحسن
(1)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَعَاهدَوُا نِعَالَكُم، فإنَّ رأى أحدكم فيهما أذى فليُمِطْهُ، وإلَّا فَلْيُصَلِّ فيهما".
ورجال إسناده ثقات.
* * *
763 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم، حدَّثنا زياد بن يحيى أبو الخطَّاب، حدَّثنا محمد بن زياد، حدَّثنا ميمون بن مِهْرَان،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اتَّخَذُوا الحَمَام المَقَاصِيصَ، فإنَّها تُلْهِي الجِنَّ عن صِبْيَانَكُمْ".
(5/ 279) في ترجمة (محمد بن زياد اليَشْكُرِيّ الطَّحَّان المَيْمُوني).
(1)
صُحِّفَ في "المصنَّف" إلى "الحسين". والتصويب من "تهذيب التهذيب"(11/ 311 - 312). و (الحسن) هو (البصري).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن زياد اليَشْكُرِيّ المَيْمُونِيّ الطَّحَّان الأَعْوَر)، فإنَّه وضَّاعٌ مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (742).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 250)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2141) - كلاهما في ترجمة (محمد بن زياد الطَّحَّان اليَشْكُرِي) -، من طريق محمد بن زياد هذا، عن ميمون بن مِهْرَان، عنه، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 11 - 12) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث موضوع، والمُتَّهَمُ به محمد بن زياد".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 230)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 241).
وقال ابن القيِّم في "المنار المنيف" ص 106: "أحاديث الحَمَام -بالتخفيف- لا يصحُّ منها شيء". وذكر منها حديث ابن عبَّاس هذا.
* * *
764 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا سهل بن أحمد الوَاسِطي، حدَّثنا عمرو بن عليّ قال: ومحمد بن زياد -صاحب ميمون بن مِهْرَان-: متروك الحديث كذَّاب منكر الحديث سمعته يقول: حدَّثنا ميمون بن مِهْرَان،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "زِيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالمِغْزَلِ".
(5/ 280) في ترجمة (محمد بن زياد اليَشْكُرِي الطَّحَّان المَيْمُونِي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن زياد اليَشْكُرِي الطَّحَّان)، وهو مشهور بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (742).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2141) -في ترجمة (محمد بن زياد الطَّحَّان) - معلقًا عن عمرو بن عليّ، عن محمد بن زياد، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 277) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال أحمد ويحيى: كان محمد بن زياد كذَّابًا خبيثًا يضع الحديث".
وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 277)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 202).
* * *
765 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين المَحَامِلِي قال: وجدت في كتاب جَدِّي الحسين بن إسماعيل القاضي بخطِّ يده، حدَّثنا زهير بن محمد بن زهير المَرْوَزِيّ، حدَّثنا محمد بن زيد الكَلْبِي -كذا قال لنا زهير- قال: حدَّثنا شَرْقِي بن قُطَامِي.
وأخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبَّاد الجَوْهَرِيّ البغدادي، حَدَّثنا محمد بن زياد بن زَبَّار الكَلْبِي، حدَّثنا شَرْقِي بن القُطَامِي، عن أبي طَلْق العَائِذي، عن شَرَاحِيل بن القَعْقَاع قال:
سمعت عمرو بن مَعْدِي كَرِب يقول: نقولُ كما علَّمنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه
عليه وسلَّم: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لك لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ". "لفظ حديث المَحَامِلِيّ".
(5/ 281 - 282) في ترجمة (محمد بن زياد بن زبَّار الكَلْبِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (669).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (669).
* * *
766 -
أخبرنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ -بِحُلْوَان-، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عليّ بن المُقْرِئ -بأَصْبَهَانَ-، حدَّثنا محمد بن زكريا بن سعيد بن أَبَان بن الوليد البخاري -ببغداد-، حدَّثنا أبو بَدْر عبَّاد بن الوليد، حدَّثنا محمد بن عَرْعَرَة، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادَة،
عن أنس: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ مَاتَ وهو يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".
(5/ 286 - 287) في ترجمة (محمد بن زكريا بن سعيد البُخَاري).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (محمد بن زكريا البخاري) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وعدا شيخ الخطيب (يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ أبو طالب)، فإني لم أقف على من ترجم له.
والحديث صحيح من غير هذا الطريق.
قال الخطيب عقب روايته له: "رواه أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزَّاز، وإبراهيم بن راشد الأَدَمِي، عن محمد بن عَرْعَرَة، قالا: عن أنس عن معاذ بن جَبَل عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وكذلك رواه غُنْدَر، ومعاذ بن معاذ، وعثمان بن عمر، عن شُعْبَة. ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ، وعمرو بن مرزوق، عن شُعْبَة، عن قَتَادة، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جَبَل ذلك".
التخريج:
رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 604 رقم (ي)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 209) رقم (1447)، عن محمد بن بشَّار العَبْدِي -بُنْدَار-، حدَّثنا محمد بن جعفر -غُنْدَر-، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي حمزة جارنا، يحدِّث عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جَبَل: "اعلم أنَّه مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دَخَل الجَنَّةَ".
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 131) عن غُنْدَر، عن شُعْبَة، عن أبي حمزة، عن أنس بمثل الرواية السابقة.
ورجال إسناده ثقات عدا (أبا حمزة -جار شُعْبَة- عبد الرحمن بن عبد اللَّه المَازِني)، فإنَّه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما في "التهذيب"(6/ 219)، وذكر ابن حَجَر أنَّ مسلمًا روى له حديثًا واحدًا. وقال في "التقريب" (1/ 489):"مقبول، من الرابعة"/ م سي، وقد توبع كما سيأتي، فالحديث صحيح.
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 265 رقم (1965) عن شُعْبَة، عن قَتَادة، عن أنس، به. وإسناده صحيح.
ورواه البخاري في العلم، باب من خصَّ بالعِلْمِ قومًا دون قوم كراهيةَ أَنْ لا يَفْهَمُوا (1/ 227) رقم (129)، عن مُسَدَّد قال: حدَّثنا مُعْتَمِر قال: سمعت أبي قال: سمعتُ أنسًا قال: ذُكِرَ لي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لمُعَاذٍ: "مَنْ لَقِيَ اللَّه لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ. قال: ألا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قال: لا، إنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 228): "أورد المِزِّيُّ في الأطراف" - (1/ 233) - هذا الحديث في (مسند أنس)، وهو من مراسيل أنس، وكان حقّه أن يذكر في المُبْهَمَات".
وقال ابن حَجَر أيضًا في "النُّكَت الظِّرَاف"(1/ 234): "والتحقيق أنَّه: أنس عن من لم يُسمَّ".
وقد رواه مطوَّلًا: البخاري في الموضع السابق رقم (128)، ومسلم في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجَنَّة قطعًا (1/ 61) رقم (32)، من طريق معاذ بن هشام قال: حدَّثني أبي، عن قَتَادة قال: حدَّثنا أنس بن مالكٍ أنَّ نَبِيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعاذُ بن جَبَلٍ رَدِيفُهُ على الرَّحْلِ قال: يا معاذَ بنَ جَبَلٍ. قال لَبَّيْكَ يا رسول اللَّه وَسَعْدَيْكَ. قال: يا معاذُ. قال لَبَّيْكَ يا رسولَ اللَّه وَسَعْدَيْكَ (ثلاثًا). قال: ما مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّه صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ على النَّارِ. قال: يا رسولَ اللَّهِ أَفلا أُخْبِرُ به النَّاس فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قال: إذًا يَتَّكِلُوا، وأَخْبَرَ بها معاذٌ عند مَوْتِهِ تَأَثُّمًا".
وظاهر هذه الرواية أنَّها من (مسند أنس)، وكذلك اعتبرها المِزِّيّ في "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف"(1/ 352) رقم (1363). لكن وجدت ابن حَجَر في
"النُّكَت الظِّرَاف على الأطراف"(1/ 352) يقول: "قد أخرجه النَّسَائي في "اليوم والليلة" من رواية شُعْبَة، عن قَتَادة، عن أنس، عن معاذ، فينبغي التنبيه عليه في مسند معاذ".
وقال ابن حَجَر أيضًا في "النُّكَت الظِّرَاف"(8/ 398) رقم (11309) بعد أن أشار إلى رواية البخاري هذه، وإلى روايته السابقة عن مسدَّد عن مُعْتَمِر عن أبيه عن أنس:"ذُكِرَ لي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. . . ": "والحق أنَّ محلهما في المُبْهَمَات في ترجمة أنس، عمَّنَ ذَكَرَ له ذلك".
وهذا ما جعلني أعتبر حديث الخطيب عن أنس من الزوائد. ويؤكِّد كونه منها، اعتبار الحافظ الهيثمي له من طريق أبي يَعْلَى المتقدِّم، من الزوائد، حيث ذكره في "المَقْصِد العلي في زوائد أبي يَعْلَى المَوْصِلِي" ص 89 رقم (5).
وفي حاشية محقق "المَقْصِد العلي" ص 89، أنَّ الحافظ البُوصِيري ذكره في كتابه "إتحاف الخِيرة" (1/ 13) وقال:"هذا إسناد صحيح على شرط مسلم".
وهذا يؤكِّد أيضًا أنَّه من الزوائد واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
767 -
أخبرني الحسين بن عليّ الصَّيْمَرِي
(1)
، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِي، حدَّثنا محمد بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن خَلَف بن جَيَّان القاضي، حدَّثنا إسحاق بن محمد بن أَبَان النَّخَعِي، حدَّثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن النَّخَعِي، عن أبيه قال: كنت على باب المَهْدِي ومحمد بن زيد بن عليّ، فقال محمد بن زيد: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن جَدِّه،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الصميري". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 78)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 615).
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا بَأْسَ بِبَولِ الحِمَارِ، وَكُلِّ ما أُكِلَ لَحْمُهُ".
(5/ 288) في ترجمة (محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (إسحاق بن محمد بن أَبَان النَّخَعِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 53):"رَافِضِيٌّ كذَّابٌ مَارِقٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (377).
وفي إسناده أيضًا (محمد بن موسى بن عبد الرحمن النَّخَعِي)، ووالده (موسى): مجهولان كما قال الجُورقَانِيّ وابن الجَوْزي فيما سيأتي عنهما. وترجم ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 402) لـ (محمد بن موسى) ونقل قول الجُورقَانِي فيه وفي أبيه.
وصاحب الترجمة (محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الجُوْرْقَانِيُّ في "الأباطيل والمناكير"(1/ 358 - 359) رقم (345)، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 75)، كلاهما عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
قال الجُوْرْقَانِيُّ: "هذا حديث موضوع باطل، ومحمد بن موسى وأبوه موسى بن عبد الرحمن: مجهولان".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع، ومحمد بن موسى وأبوه:
مجهولان، والمُتَّهَمُ بوضعه إسحاق بن محمد النَّخَعِيّ. قال أبو بكر الخطيب: سمعت عبد الواحد الأَسَدِي يقول: كان إسحاق رديء الاعتقاد، خبيثَ المَذْهَبِ، يقول: إنَّ عَلِيًّا هو اللَّه، تعالى اللَّه عن ذلك".
وأقرَّهُ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 2)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 66).
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 878) إلى الخطيب وحده.
وانظر "التلخيص الحَبير" لابن حَجَر (1/ 43 - 44) في الأحاديث الواردة في طهارة بول مأكول اللحم، والكلام عليها.
* * *
768 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسرائيل المُسْتَمْلِي، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثني العبَّاس بن أبي طالب، حدَّثنا سَلَمَة بن حَيَّان العَتَكِي، حدَّثنا صالح النَّاجِي قال: كنتُ عند محمد بن سليمان أمير البَصْرَة فقال: حدَّثني أبي،
عن جدِّي الأكبر -يعني ابن عبَّاس-، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"امْسَحْ رَأْسَ اليَتيمِ هكذا إلى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ومن له أَبٌ هكذا إلى مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ".
(5/ 291) في ترجمة (محمد بن سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس الهَاشِمي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس الهاشمي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 97 - 98) وقال: "عن أبيه عن جدِّه في مسح رأس الصبي، منقطع، سمع منه صالح النَّاجي".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 73) وقال: ليس يُعْرَفُ بالنقل".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 375).
4 -
"تاريخ بغداد"(5/ 291 - 292) وقال: "روى حديثًا مسندًا، لا يُحْفْظُ له غيره". وذكر حديثه هذا ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"لسان الميزان"(5/ 188 - 189) ونقل قول العُقَيْلِيّ.
6 -
"فيض القدير" للمُنَاوي (2/ 194) وفيه عن العِرَاقي: "ضعيف". وقال ابن القَطَّان: "لا يُعْرَفُ حاله في الحديث".
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 387) رقم (1913) -من كشف الأستار-، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 73) -في ترجمة (محمد بن سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس) -، وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 33)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 391) -مخطوط-، من طريق صالح النَّاجي عن محمد بن سليمان، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد، ولم يشارك أحد محمد بن سليمان فيه، وكان أمير البصرة. وهذا إنما كتبناه لأنَّا لم نحفظه إلَّا من هذا الوجه".
وقال العُقَيْلِي: "ليس يُعْرَفُ بالنقل -يعني محمد بن سليمان-، وحديثه هذا غير محفوظ، ولا يُعْرَفُ إلّا به".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا الحديث لا أصل له. ومحمد بن سليمان لا يُعْرَفُ بالنقل". ثم ذكر قول العُقَيْلِي السابق.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 391) -مخطوط-، من طريق
إبراهيم بن مسلم بن رشيد، عن صالح النَّاجي، عن محمد بن سليمان، به، بنحوه.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 163) رقم (1301) مطوَّلًا، من طريق محمد بن صُدْرَان السَّلِيمِيّ، عن صالح بن زياد النَّاجي، عن محمد بن سليمان بن عليّ، عن أبي أيوب، عن أبيه، عن جدِّه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بنحوه.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سليمان إلَّا صالح، تفرَّد به محمد بن صُدْرَان".
قال الهيثمي في "مجمع الزاوئد"(8/ 163) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "وفيه محمد بن سليمان، وقد ذكروا هذا من مناكير حديثه". وحُرِّفَ فيه "عبد اللَّه بن عبَّاس" إلى: "عبد اللَّه بن عبد اللَّه".
والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 532) في ترجمة (محمد بن سليمان)، وقال:"هذا موضوع".
وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 188 - 189) وقال: "وأغرب عبد الحق في "الأحكام" فأورد حديثه هذا في كتاب الطهارة في باب التيمم، وصَحَّفَ فيه تصحيفًا شنيعًا، تعقَّبه ابن القَطَّان وبالغ في الإِنكار عليه وهو معذور".
* * *
769 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد الأَصْبَهَاني المعروف بالفَيْج -سمعت منه بهَمَذَان-، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عَبْدَان بن محمد الشِّيرازِي الحافظ -بالأَهْوَاز-، حدَّثنا عليّ بن الحسين بن مَعْدَان، حدَّثنا لُوَيْن -ببغداد في مدينة أبي جعفر سنة أربعين ومائتين-، حدَّثنا شَرِيك.
وأخبرنا
(1)
أبو بكر محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار، وأبو الحسن محمد بن الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال، قالا: حدَّثنا أبو الفضل عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حُمَيْد المُجَدَّر، حدَّثنا محمد بن سليمان لُوَيْن، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد،
عن أبيه قال: كان قومٌ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عليٌّ فَخَرَجُوا، فلمَّا خَرَجُوا تَلاوموا فرجعوا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما أنَا أَدْخَلْتُهُ وأَخْرَجْتُكُمْ، بل اللَّه أَدْخَلَهُ وأَخْرَجَكُمْ".
(5/ 293) في ترجمة (محمد بن سليمان بن حَبِيب الأَسَدِي أبو جعفر، المعروف بِلُوَيْن).
مرتبة الحديث:
رجال إسناد الطريق الثاني كلُّهم ثقات. إلَّا أنَّ المحفوظ روايته عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص مُرْسَلًا.
و(أبو الحسن محمد بن الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 254) وقال: "كان صدوقًا". وقد تابعه في الطريق ذاته: (أبو بكر محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار) وهو ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (665)
وفي طريقه الأول: (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِي الكوفي) وهو صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).
و(أبو جعفر) هو (محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب البَاقِر): إمام ثقة من التابعين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).
(1)
في المطبوع: "أخبرنا" بدون واو، وهو خطأ، فإنَّه طريق جديد معطوف على الطريق الأول.
وقد روى الخطيب عقب روايته للحديث بإسناده إلى أبي بكر المَرُّوْذِيّ قوله: "وَذَكَرَ -يعني أحمد بن حنبل- لُوَيْنًا فقال: قد حدَّث حديثًا منكرًا عن ابن عُيَيْنَة ما له أصل. قلت: ايش هو؟ قال: عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قِصَّةَ عليٍّ: ما أنا بالذي أخرجتكم ولكنَّ اللَّه أخرجكم". فأنكره إنكارًا شديدًا، وقال: ما له أصل".
قال الحافظ الخطيب عقبه: "أظن أبا عبد اللَّه -يعني أحمد بن حنبل- أنكر على لُوَيْن روايته متصلًا، فإنَّ الحديث محفوظ عن سفيان بن عُيَيْنَة، غير أنَّه مرسل عن إبراهيم بن سعد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم كذلك".
ثم ساقه الخطيب من طريقين عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص مُرْسَلًا، دون ذكر أبيه، وسيأتيان عقب هذا الحديث.
أقول: ذَكَرَ أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(2/ 145) عقب روايته له من طريق لُوَيْن متصلًا ما نصُّه: "قال لُوَيْن: حدَّثنا به ابن عُيَيْنَة مرَّةً أخرى عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص لم يجاوز به".
وهذا يدلُّ على أنَّ سفيان بن عُيَيْنَة هو الذي حدَّثه به مرَّةً مرفوعًا، ومرَّةً مُرْسَلًا، فبرأت ذِمَّة لُوَيْن منه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
رواه النَّسَائي في كتاب "فضائل الصحابة" ص 83 رقم (49)، و"خصائص عليّ" ص 61 رقم (39)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 198) رقم (2556) -من كشف الأستار-، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(2/ 144 - 145) رقم (165)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 177)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 281) -مخطوط-، من طريق لُوَيْن -محمد بن
سليمان-، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه مرفوعًا به.
قال البزَّار: "هكذا رواه محمد بن سليمان -يعني لُوَيْنًا- عن سفيان. وغيره إنما يرويه عن سفيان، عن عمرو، عن محمد بن عليّ -هو أبو جعفر البَاقِر- مُرْسَلًا".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 115): "رواه البزَّار ورجاله ثقات".
وقال أبو الشيخ بن حيَّان وأبو نُعَيْم: "قال لُوَيْن: حدَّثنا به ابن عُيَيْنَة مرَّةً أخرى عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص لم يجاوز به".
ورواه يعقوب بن سفيان الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 211)، وعنه الخطيب في "تاريخه"(5/ 294)، وعن الخطيب ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 282) -مخطوط-، عن الحُمَيْدِي، عن سفيان، به، مُرْسَلًا.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(5/ 294)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 281) -مخطوط-، مُرْسَلًا أيضًا، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن سفيان، به.
وله شاهد من حديث عبد اللَّه بن عبَّاس، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 147) رقم (12722) من طريق كثير النَّوَّاء، عن ميمون أبي عبد اللَّه، عن ابن عبَّاس قال:"لما أخرج أهل المسجد وترك عليّ، قال النَّاس في ذلك فَبَلَغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما أنا أخرجتكم من قِبَلِ نفسي ولا أنا تركته، ولكنَّ اللَّه أخرجكم وتركهـ، إنما أنا عبد مأمور ما أُمِرْتُ به فعلت {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [سورة الأحقاف: الآية 9] ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 115): "رواه الطبراني وفيه جماعة اخْتُلِفَ فيهم".
أقول: فيه (ميمون أبو عبد اللَّه البَصْري مولى عبد الرحمن بن سَمُرَة)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 292):"ضعيف". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (30).
كما أنَّ فيه (كثير النَّوَّا) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (157).
* * *
770 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحَرَشي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا بَحْر بن نصر بن سَابِق الخَوْلاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن وَهْب، أخبرني سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر،
عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص قال: دَخَلَ عليُّ بن أبي طالب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده ناس، فخرجوا يقولون: مَا أَمَرَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نخرج، فدخلوا فذكروا ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما أَنَا أَدْخَلْتُهُ وأَخْرَجْتُكُمْ، ولكنَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ وأَخْرَجَكُمْ".
(5/ 294) في ترجمة (محمد بن سليمان بن حَبِيب الأَسَدِي أبو جعفر، المعروف بِلُوَيْن).
مرتبة الحديث:
مرسل. ورجال إسناده ثقات.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (769).
* * *
771 -
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر بن دَرَسْتُوْيَه، حدَّثنا يعقوب بن سفيان، حدَّثنا الحميدي، حدَّثنا سفيان، حدَّثنا عمرو قال: كنت أنا وأبو جعفر، فمررنا بإبراهيم بن سعد بن أبي وقَّاص فقال لي: انظرني حتى أسأله عن حديث يحدِّثه.
قال عمرو: فذهبتُ إليه ثم جاءني فأخبرني أنَّه حدَّثه أنَّ عَليًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعنده ناس فَدَخَلَ، فلمَّا دَخَلَ عليٌّ خرجوا، ثم إنهم قالوا: واللَّه مَا أَخْرَجَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَلِمَ خَرَجْنَا؟ فرجعوا فدخلوا على النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنِّي واللَّه ما أَخْرَجْتُكُمْ وأَدْخَلْتُهُ، ولكنَّ اللَّه هو أَدْخَلَهُ وأَخْرَجَكُمْ".
(5/ 294) في ترجمة (محمد بن سليمان بن حَبيب الأَسَدِي أبو جعفر، المعروف بِلُوَيْن).
مرتبة الحديث:
مرسل. ورجال إسناده ثقات.
و (ابن الفضل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطَّان الأزرق أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و (الحُمَيْدي) هو (عبد اللَّه بن الزُّبَيْر القُرَشِي أبو بكر): إمام ثقة حافظ فقيه، شيخ الحَرَم، أجلُّ أصحاب سفيان بن عُيَيْنَة، توفي عام (219 هـ) في مكَّة المكرمة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 512 - 515)، و"السِّيَر"(10/ 616 - 621)، و"التهذيب"(5/ 215 - 216)، و"التقريب"(1/ 415).
و (عمرو) هو (ابن دينار):
و (أبو جعفر) هو (البَاقِر، محمد بن عليّ بن الحسين). انظر إسناد حديث. (769).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (769).
* * *
772 -
حدَّثني عبد العزيز بن أحمد الكَتَّاني، حدَّثنا تمَّام بن محمد بن عبد اللَّه الرَّازي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح بن سِنَان، أخبرنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن هشام، حدَّثنا وكيع، عن ابن أبي ذِئْب، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أُسْرِي بي إلى السماء، فصرت إلى السماء الرابعة سقط في حِجْرِي تفَّاحة، فأخذتها بيدي فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه، فقلت لها تكلَّمي لمن أنت؟ قالت: للمقتول شهيدًا عثمان بن عفَّان".
(5/ 297) في ترجمة (محمد بن سليمان بن هشام الورَّاق الشَّطَوي أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (محمد بن سليمان بن هشام الورَّاق الشَّطَوي) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 304 - 305) وقال: "منكر الحديث بين الثقات، كأنه يسرق الحديث، يعمد إلى أحاديث معروفة لأقوام بأعيانهم حدَّث بها عن شيوخهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
2 -
"الكامل"(6/ 2278 - 2279) وقال: "يوصل الحديث ويسرقه". وقال أيضًا: " [هو] أظهر أمرًا في الضعف
(1)
، وأحاديثه عامَّتها مسروقة سرقها من قوم ثقات، ويوصل أحاديثه".
(1)
يعني من تخريج منكراته كما قال ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 203).
3 -
"تاريخ بغداد"(5/ 296 - 297)، واتَّهَمَهُ الخطيب، ونقل عن أبي عليّ الحسين بن عليّ الحافظ النَّيْسَابُوريّ قوله فيه:"ضعيف منكر الحديث".
4 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 570 - 571) وقال: "ضعَّفوه بمرَّة". وقال: "اتَّهمه بالوضع الخطيب". وذكر حديثه هذا.
5 -
"تهذيب التهذيب"(9/ 201 - 203) وقال: "ومن مناكيره" وساق له حديثه هذا.
6 -
"التقريب"(2/ 167) وقال: "ضعيف، من الحادية عشرة"/ ق.
أقول: اكتفاء الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" بتضعيفه، موضع نظر كما يتبين للناظر في الأقوال السابقة فيه، واللَّه أعلم.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث منكر بهذا الإِسناد، وكلُّ رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن هشام، والحَمْلُ فيه عليه، واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 329) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
كما رواه من حديث عُقْبَة بن عامر، وأنس، من طرق عنهما، وقال في (1/ 331) منه:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فأمَّا حديث ابن عمر ففيه محمد بن سليمان بن هشام". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه، ثم ذكر علل طرق أحاديث عقبة وأنس.
قال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 320): "موضوع لا أصل له".
وقال ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 191): "هذا شيء لا أصل له من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 313 - 316)، ابن الجَوْزيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، بما ملخصه: بأنَّ بعض طرق الحديث ليس فيها مُتَّهَمٌ، مما لا يصلح معه الحكم عليه بالوضع.
وردَّه الشَّوْكَانِيّ في "الفوائد المجموعة" ص 340، فقال:"وقد ذكر له في "اللآلئ" طرقًا كثيرة، لا يصحُّ منها شيء".
وقد تابع ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 374): السُّيُوطيّ، ولخَّص كلامه.
وقد تقدَّم تخريجه من حديث أنس برقم (118).
وسيأتي تخريجه من حديث عُقْبة بن عامر برقم (1459).
* * *
773 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَريّ، حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا الجَريري، حدَّثنا محمد بن أحمد بن راشد، حدَّثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الوَرْد، حدَّثنا إبراهيم بن صِرْمَة الأنصاري، عن يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَتَى الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ".
(5/ 297 - 298) في ترجمة (محمد بن سليمان بن إسرائيل النَّجَّار الأنصاري أبو عبد اللَّه، يعرف بأبي العَيْنَاء).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى. وقد عدَّه بعض الأئمة من المتواتر.
ففيه (إبراهيم بن صِرْمَة الأنصاري المَدَني أبو إسحاق)، قال ابن عدي عنه:"حدَّث عن يحيى بن سعيد الأنصاري بنُسَخٍ لا يحدِّث بها غيره، ولا يتابعه أحد على حديث منها". واتَّهَمَه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (400).
قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد به إبراهيم عن ابن سعيد".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن سليمان النَّجَّار الأنصاري أبو العَيْناء) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2042) -في ترجمة (الفضل بن مُخْتَار البَصْرِي) - من طريق سعيد بن كثير بن عُفَيْر، عن الفضل بن مختار، عن هشام بن حسان، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"من جاء منكم الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ".
و(الفضل بن المُخْتَار البَصْري) هذا، قال ابن عدي عنه: عامَّة حديثه ممَّا لا يُتَابَعُ عليه إمّا إسنادًا وإمَّا مَتْنًا. وقال الذَّهِبيُّ عنه في "المغني"(2/ 513): "مجهول. قال أبو حاتم: ويحدِّث بالأباطيل".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2041) في ترجمة (الفضل) أيضًا، من طريق محمد بن عبد العزيز، عن أَبَان، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"من جاء منكم الجمعة فليغتسل. فلمَّا كان الشتاء قلنا يا رسول اللَّه: أمرتنا بالغُسْلِ يوم الجمعة وقد جاء الشتاء ونحن نجد البَرْدَ. فقال: من اغتسل فيها ونِعْمَت ومن لم يغتسل فلا حَرَجَ".
كما رواه في (1/ 375 - 376) منه في ترجمة (أَبَان بن أبي عيَّاش)، من طريق الفضل بن المُخْتَار، عن أَبَان، عن أنس مرفوعًا بنحو الرواية السابقة.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 396) من طريق الربيع بن صَبِيح، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا بنحو رواية ابن عدي المطوَّلة السابقة.
وفي إسناده (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
ومن طريق الربيع بن صَبِيح، عن الحسن ويزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا، رواه البزَّار في "مسنده" (1/ 301) رقم (628) -من كشف الأستار- بلفظ:"من توضأ يوم الجمعة فبها ونِعْمَت، ومن اغتسل فالغُسْلُ أفضل".
قال البزَّار: "إنما يُعْرَفُ هذا عن يزيد عن أنس، هكذا رواه غير واحد، وجمع يحيى بن الربيع في هذا الحديث بين الحسن ويزيد عن أنس، فحمله قوم على أنه عن الحسن عن أنس، وأحسب أنَّ الربيع إنما ذكره عن الحسن مُرْسَلًا، وعن يزيد عن أنس، فلمَّا لم يفصله جعلوه كأنه عن الحسن عن أنس، وعن يزيد عن أنس".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 175): رواه البزَّار، وفيه يزيد الرَّقَاشي وفيه كلام".
أقول: وفيه أيضًا (الربيع بن صَبِيح السَّعْدِي البَصْرِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 245):"صدوق سيء الحفظ، وكان عابدًا مجاهدًا". وستأتي ترجمته في حديث (781).
والحديث صحيح مروي عن عدد كبير من الصحابة، وقد عدَّه غير واحدٍ من الأئمة من المتواتر، وسيأتي الكلام على ذلك في حديث (1611).
* * *
774 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا مُكْرَم بن أحمد القاضي، حدَّثنا محمد بن سليمان بن زُرَيْق -سنة ثمان وسبعين ومائتين-، حدَّثنا
مهدي بن حفص الصُّوفي قال: حدَّثنا القاسم بن عبد اللَّه بن عمر، عن محمد بن المُنَادِي،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غَيِّروا الشَّيْبَ تَقْلِبُوهُ سَوَادًا".
(5/ 298) في ترجمة (محمد بن سليمان بن سهل بن زُرَيْق).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (القاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العُمَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 481) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"العلل" لأحمد (2/ 31) وقال: "أُفٍّ أُفٍّ ليس بشيء". و (2/ 198) وقال: "هو عندي كان يكذب".
3 -
"التاريخ الكبير"(7/ 164) وقال: "سكتوا عنه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 133 رقم (224 و 225) وقال: "القاسم وعبد الرحمن العُمَرِيَان: منكرا الحديث جدًّا، وكانا شريفين".
5 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 651).
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 201 رقم (521) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 472 - 474) وفيه عن ابن أبي مريم: "متروك الحديث".
8 -
"الجرح والتعديل"(7/ 111 - 112) وفيه عن أحمد بن حنبل:
"كذَّاب كان يضع الحديث ترك الناس حديثه". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف لا يساوي شيئًا متروك الحديث، منكر الحديث".
9 -
"المجروحين"(2/ 212) وقال: "كان رديء الحفظ كثير الوَهَم، ممن يقلب الأسانيد حتى بالشيء الذي يشبه المعمول". ونقل عن الدَّارِمي قوله: "سمعت يحيى بن مَعِين يقول: قاسم العُمَرِي كذَّاب خبيث".
أقول: وهذا وَهَمٌ من ابن حِبَّان رحمه الله، فإنَّ (قاسم العُمَرِيّ) هذا، هو (المَعْمَرِي) وليس (العُمَرِي) كما قال. وهو الذي قال فيه ابن مَعِين:"خبيث كذَّاب" كما في "تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 193 رقم (708). و (قاسم المَعْمَرِي) اسمه (القاسم بن محمد بن حميد بن أبي سفيان). انظر: "التهذيب"(8/ 335). وقد سرى وَهَمُ ابن حِبَّان إلى الذَّهَبِيِّ في "الميزان"(3/ 372) أيضًا.
10 -
"الكامل"(6/ 2058 - 2059) وقال: "عامَّة رواياته ممَّا لا يُتَابَعُ عليه".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 328 رقم (438).
12 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 186) رقم (158) وقال: "روى عن عمِّه وعن عبد اللَّه بن دينار المناكير".
13 -
"الكاشف"(2/ 336) وقال: "تركوه".
14 -
"التقريب"(2/ 118) وقال: "متروك، رماه أحمد بالكذب، مات من بعد الستين -يعني ومائة-، من الثامنة"/ ق.
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن سليمان بن سهل بن زريَقْ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم أقف عليه عند غير الخطيب في كلِّ ما رجعت إليه.
وأخشى أن يكون لفظ الحديث في المطبوع قد صُحِّف، وأنَّ صوابه:"غيِّروا الشيب ولا تقلبوه سوادًا" كما هو المحفوظ.
على أنَّ ابن عدي في "الكامل"(6/ 2167) -في ترجمة (محمد بن عبد الملك الأنصاري) - قد روى من طريق يحيى بن صالح، عن محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: "غَيِّر شَيْبَكَ. فقال: بأي شيء يا رسول اللَّه. قال: بما شئت".
قال ابن عدي: "هو محمد بن عبد الملك. . . كلُّ أحاديثه ممّا لا يتابعه الثقات عليه وهو ضعيف جدًّا".
والمحفوظ من حديث جابر قوله: "أُتِي بأبي قُحَافَة يومَ فتح مكَّة، ورأسه ولِحْيَتُهُ كالثَّغَامَةِ
(1)
بياضًا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"غَيِّروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد". رواه مسلم في اللباس، باب استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة (3/ 1663) رقم (2102)، وأبو داود في التَّرَجُّلِ، باب في الخضاب (4/ 415) رقم (404)، والنَّسَائي في الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد (8/ 138)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 406 - 407) رقم (5447)، وغيرهم، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، به.
* * *
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 214): "هو نبت أبيض والثمر، يُشَبَّه به الشَّيْبُ، وقيل هي شجرة تَبْيَضُّ كأنَّها الثَّلْجُ".
775 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا محمد بن سليمان الصُّوفي البغدادي -بمِصْرَ، سنة ثمانين ومائتين-، حدَّثنا محمد بن عبيد بن ميمون التَّبَّان المَدِيني -سنة إحدى وأربعين ومائتين- قال: حدَّثني أبي، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن موسى بن عُقْبَة، عن أَبَان بن تَغْلِب، عن إبراهيم النَّخَعِي، عن عَلْقَمَة بن قيس،
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ، ولا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ".
(5/ 299) في ترجمة (محمد بن هارون الصُّوفي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع طرقه وشواهده.
ففيه (عبيد بن ميمون التَّبَّان المُزَني التَّيْمي القُرَشي المَدِيني المُقْرِئ أبو عبَّاد) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 5) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول". وهو فيه باسم: (عبيد بن مِهْران أبو عبَّاد المَدَني).
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 430) وقال: "يروي المقاطيع، روى عنه العراقيون، مات سنة أربع ومائتين".
3 -
"الكاشف"(2/ 210) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"المُجَرِّد في أسماء رجال سنن ابن ماجه" للذَّهَبِيِّ ص 203 رقم (1645) وقال: "مُقِلٌّ".
5 -
"التقريب"(1/ 545) وقال: "مستور، من السابعة"/ ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن سليمان بن هارون الصُّوفي)
لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وباقي رجال الإسناد كلُّهم ثقات عدا (محمد بن عبيد بن ميمون التَّبَّان المَدِيني)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 187):"صدوق يخطئ من العاشرة"/ خ ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(9/ 332 - 333).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 68)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن أَبَان إلَّا موسى بن عُقْبَة، ولا عن موسى إلَّا محمد بن جعفر، ولا عن محمد إلَّا عبيد التَّبَّان. تفرَّد به محمد بن سليمان عن محمد بن عبيد".
ورواه الطبراني مطوَّلًا في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 209 - 210) رقم (2346) -، من طريق مُطَرِّف بن مازن، عن عبد الكريم، عن الضَّحَّاك بن مُزَاحِم، عن النَّزَّال بن سَبْرَة، عن عليٍّ مرفوعًا بلفظ:"لا رَضَاعَ بعد الفِطَامِ، ولا يُتْمَ بعد حُلُمٍ، ولا صْمْتَ يومٍ إلى اللَّيْلِ، ولا طَلَاقَ إلَّا بعد نِكَاحٍ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 262) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه مُطَرِّف بن مازن وهو ضعيف".
وروى شطره الأول: "لا رَضَاعَ بعد الفِصَال"، عبد الرزاق في "مصنَّفه"(7/ 464) رقم (13897) عن مَعْمَر، عن جُوَيْبِر، عن الضَّحَّاك بن مُزَاحِم، عن النَّزَّال، عن عليٍّ مرفوعًا به.
و(جُوَيْبِر بن سعيد الأَزْدِيّ) ضعيف جدًّا. وستأتي ترجمته في حديث (1335).
وقد روى أبو داود في الوصايا، باب ما جاء متى ينقطع اليتم (3/ 293 - 294) رقم (2873)، شطره الثاني، من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رُقَيْش، أنَّه سمع شيوخًا من بني عمرو بن عوف ومن خاله عبد اللَّه بن أبي أحمد قال: قال عليُّ بن أبي طالب: حفظت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُتْمَ بعد احْتِلَامٍ، ولا صُمَاتَ يومٍ إلى الليل".
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 101) بعد أن ذكر حديث أبي داود هذا: "وقد أَعَلَّه العُقَيْلِي وعبد الحق وابن القطَّان والمُنْذِري وغيرهم، وحسَّنه النَّووي
(1)
مستمسكًا بسكوت أبي داود عليه، ورواه الطبراني في "الصغير" بسند آخر عن عليّ، ورواه أبو داود الطَّيَالِسيّ في "مسنده". وفي الباب حديث حنظلة بن حَنِيفة وإسناده لا بأس به، وهو في الطبراني وغيره. وعن جابر رواه ابن عدي في ترجمة (حرام
(2)
بن عثمان) وهو متروك. وعن أنس".
ورواه الطبراني في "معجم الصغير"(1/ 96)، والطَّحَاوِي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 280)، مطوَّلًا عن عليّ مرفوعًا. وليس فيه قوله "ولا رَضَاعَ بعد فِصَالٍ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 334): "رواه الطبراني في "الصغير" ورجاله ثقات".
أقول: بل في إسناده عنده وعند الطَّحَاوي: (يحيى بن محمد بن عبد اللَّه الجَارِي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 234):"ليس بالقويِّ". وقال ابن
(1)
في كتابه "رياض الصالحين" ص 670 رقم (1800) في أول باب النهي عن صمت يوم إلى الليل.
(2)
صُحِّفَ في "التلخيص الحَبِير" إلى "حزام" بالزاي. والتصويب من "الكامل"(2/ 850)، و"المغني"(1/ 152).
حَجَر في "التقريب"(2/ 356): "صدوق يخطئ، من كبار العاشرة"/ د ت س.
وله شاهد من حديث جابر، رواه أبو داود الطَّيَالِسي في "مسنده" ص 243 رقم (1767) من طريقين عنه مطوَّلًا، وعن أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 319 - 320)، وفيه "لا رضاع بعد فِصَالٍ، ولا يُتْمَ بعد احْتِلامٍ".
وفي طريقه الأول (خَارِجَة بن مصعب الضَّبَعِيّ الخُرَسَانِيّ) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1964).
كما أنَّ فيه (حَرَام بن عثمان الأنصاري) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 152): "تابعي، متروك مُبْتَدِعٌ". وتقدَّم قول ابن حَجَر بأنَّه متروك.
وفي طريقه الثاني: (يَمَان بن المغيرة البَصْرِي أبو حُذَيْفَة) وهو ضعيف كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 379). وانظر ترجمته في "التهذيب"(11/ 406 - 407).
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 852 - 853) -في ترجمة (حَرَام بن عثمان الأنصاري) - من طريق حَرَام هذا، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر، عن أبيهما جابر مرفوعًا مطوَّلًا.
كما رواه في ترجمة (سعيد بن المَرْزُبَان أبو سعد البقَّال) من "الكامل"(3/ 1221)، من طريق أبي سعد البقَّال هذا، عن يزيد الفَقِير، عن جابر مرفوعًا مطوَّلًا.
وفيه (سعيد بن المَرْزُبَان أبو سعد البقَّال) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (433).
وللحديث بشطريه شواهد أخرى، انظرها والكلام عليها في:"المصنَّف" لعبد الرزاق (7/ 464 - 466)، و"العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (2/ 152 - 153)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 173 - 174)، و"نصب الراية"(3/ 219)،
و"تهذيب سنن أبي داود" لابن القَيِّم (4/ 152 - 153)، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 469، و"مجمع الزوائد"(4/ 226).
* * *
776 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإِسماعيلي، حدَّثني أبو الحسن محمد بن أبي سليمان الزَّجَّاج الخَضِيب -ببغداد حِفْظًا-، حدَّثنا عبد الأعلى النَّرْسِي، حدَّثنا عبد الجبَّار بن الوَرْد قال:
سمعت عطاء يقول: "وُلِدَ لعبد الرحمن بن أبي بكرٍ غلام، فقيل: عُقَّ عنه جَزورًا، فقال: لا إلَّا ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ".
(5/ 301 - 302) في ترجمة (محمد بن أبي سليمان الخَضِيب الزَّجَّاج أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (محمد بن أبي سليمان الخَضِيب الزَّجَّاج)، فإن الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح): إمام تابعي ثقة فقيه مفتي الحَرَم، وكان كثير الإِرسال. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (184).
و (أبو بكر الإِسْمَاعِيلي) هو (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجُرْجَاني): إمام حافظ حُجَّة، وستأتي ترجمته في حديث (1514).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أبو بكر الإِسماعيلي في "معجمه" ص 62 رقم (104) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 301)، وابن عدي في "الكامل (5/ 1962) -في ترجمة (عبد الجبَّار بن الوَرْد) -، والخطيب في "تاريخه (6/ 392)، من طريق عبد الجبَّار بن الوَرْد أنَّه قال: سمعت ابن أبي مُلَيْكَة يقول: نُفِسَ لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام فقيل لعائشة: يا أُمَّ المؤمنين عُقِّي عليه -أو قال: عنه- جَزُورًا، فقالت: معاذ اللَّه، ولكن ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ".
وروى الحاكم في "المستدرك"(4/ 238 - 239) من طريق عطاء، عن أُمِّ كُرْز وأبي كُرْز قالا:"نذرت امرأة من آل عبد الرحمن بن أبي بكر إن ولدت امرأة عبد الرحمن نَحَرْنَا جَزُورًا، فقالت عائشة رضي الله عنها: لا بل السُّنَّةُ أفضل، عن الغُلام شاتان مُكَافَئَتَانِ، وعن الجَارِيَة شَاةٌ" الحديث.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(7/ 500 - 504)، و"مجمع الزوائد"(4/ 57 - 58)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 146 - 147)، و"إرواء الغليل"(4/ 389 - 393).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة (4/ 96 - 97) رقم (1513) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(6/ 31)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 355 - 356) رقم (5286)، وابن ماجه في الذبائح، باب العقيقة (2/ 1056) رقم (3136)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 301)، من طرق، عن يوسف بن مَاهَك:"أنَّهم دَخَلُوا على حَفْصَةَ بنت عبد الرحمن فسألوها عن العَقِيقِة فَأَخْبَرَتْهُمْ أنَّ عائشة أَخْبَرَتْهَا أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ عن الغُلامِ شَاتَانِ مُكَافَئَتَانِ، وعن الجَارِيَةِ شَاةٌ".
قال الإِمام التِّرمِذِيُّ: "وفي الباب عن عليِّ، وأُمِّ كُرْزٍ، وبُرَيْدَةَ، وسَمُرَةَ،
وأبي هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو، وأنس، وسلمان بن عامر، وابن عبَّاس. قال أبو عيسى -يعني التِّرمِذِيّ -: حديث عائشة حديث حسن صحيح. وحَفْصَةُ هي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر".
غريب الحديث:
قوله: "مُكَافَئَتَانِ" قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 181): "يعني متساويتين في السِّنِّ: أي لا يُعَقُّ عنه إلَّا بمُسِنَّةٍ -وهي ما تمت لها سنتان-، وأقلُّه أن يكون جَزَعًا -وهو الذي أتى عليه ستة أشهر-، كما يجزئ في الضحايا. وقيل: مُكَافِئَتَانِ: أي مستويتان أو متقاربتان. واختار الخطَّابي الأول. . . وقال: والمحدِّثون يقولون: "مُكَافَأَتَانِ" بالفتح، وأرى الفتح أولى لأنَّه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما، أو مساوي بينهما. . . . ".
* * *
777 -
كتب إليَّ عبد الرحمن بن عثمان الدَّوْرَقِي يَذْكُرُ أنَّ خَيْثَمَةَ بن سليمان الأَطْرَابُلْسِي أخبرهم.
ثم أخبرني أحمد بن محمد العَتِيقي -قراءةً-، حدَّثنا أبو القاسم تمَّام بن محمد بن عبد اللَّه الرَّازي -بِدِمَشْق-، حدَّثنا أبو الحسن خَيْثَمَة بن سليمان.
وحدَّثني محمد بن عليّ الصُّوْرِي -لفظًا- قال: قرأت على أبي عبد اللَّه الحسين بن عبد اللَّه بن محمد بن إسحاق البَصْرِي. قلت: أخبركم أبو الحسن خَيْثَمَة بن سليمان بن حَيْدَرَةَ القُرَشِي، حدَّثنا أبو عُتْبَة أحمد بن الفرج الحِجَازِي،
حدَّثنا محمد بن سعيد الطَّائِفِي -زاد العَتِيقي والصُّوْرِي في حديثهما، ببغداد، ثم اتفقوا- قال: حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس على أَهْلِ لا إله إلَّا اللَّه وَحْشَةٌ في قبورهم، كأنِّي أنظر إليهم إذا انفلقت الأرضُ عنهم يقولونَ: لا إله إلَّا اللَّهُ والنَّاسُ بُهْمٌ".
(5/ 305) في ترجمة (محمد بن سعيد الطَّائِفي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن سعيد الطَّائِفِي الصغير) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 268) وقال: "يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحلُّ الاحتجاج به بحال".
2 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 139 رقم (214) وقال: "روى عن ابن جُرَيْج حديثًا موضوعًا في أهل لا إله إلا اللَّه، يروي عن الثقات، مثل ابن عُيَيْنَة وغيره".
3 -
"تاريخ بغداد"(5/ 305) ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الميزان"(3/ 564) وذكر ما سبق عن ابن حِبَّان، ثم ساق الحديث المتقدِّم.
5 -
"التقريب"(2/ 165) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ تمييز.
كما أنَّ فيه (أحمد بن الفرج بن سليمان الحِمْصِي الحِجَازي أبو عُتْبَة) قال ابن عدي عنه في "الكامل"(1/ 193): "ليس ممّن يُحْتَجُّ بحديثه أو يتُدين به، إلَّا أنَّه يُكْتَبُ حديثه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (609).
التخريج:
رواه خَيْثَمَة بن سليمان الأَطْرَابُلْسِيّ في "فوائده" ص 197 - 198 من الطريق. التي رواها الخطيب عنه.
ورواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 12) رقم (13) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 522) -مخطوط- عن تمَّام الرَّازي من طريقه المتقدِّم.
وذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 268) -في ترجمة (محمد بن سعيد الطَّائِفِي) - عن أبي عُتْبَة الحِمْصِيّ، عن محمد بن سعيد الطَّائِفِي، به، وقال:"وهذا خبر باطل، إنما يُعْرَفُ هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر فقط".
ولفظ آخره عند ابن حِبَّان: "والنَّاس تَبَعٌ لهم" بدلًا من قوله: "والنَّاس بُهْمٌ".
وحديث ابن عمر الذي أشار إليه ابن حِبَّان، قد تقدَّم برقم (67)، وإسناده ضعيف جدًّا.
غريب الحديث:
قوله: "والنَّاس بُهْمٌ" قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 167): "البُهْم: جمع بَهِيم وهو في الأصل الذي لا يُخالط لونه لونٌ سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعَمَي والعَوَر وغير ذلك، وإنما هي أجساد مُصَحَّحة لخلود الأبد في الجنَّة أو النَّار. وقال بعضهم في تمام الحديث: "قيل وما البُهْم؟ قال: ليس معهم شيء"، يعني من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأول من حيث المعنى".
أقول: والظاهر أنَّ المعنى: أنَّهم لا يستطيعون كلامًا مع سلامتهم من آفات النُّطقِ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
778 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض بن أبي عَقِيل القاضي -بِصُوْر-، أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا محمد بن سعيد بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه الخَزَّاز السُّوْسِي، حدَّثنا يحيى بن عَنْبَسَة المِصِّيْصِي -أصله بَصْرِي-، حدَّثنا حُمَيْد الطويل.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَيِّدا كُهُولِ أهل الجنَّة أبو بكر وعمر، وإنَّ أبا بكرٍ في الجنَّة مثل الثريا في السماء".
(5/ 307) في ترجمة (محمد بن سعيد بن عبد اللَّه الخَزَّاز السُّوْسِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع. وشطره الأول: "سَيِّدا كهول أهل الجنَّة أبو بكر وعمر"، ورد من طرق عِدَّةٍ، وهو صحيح بمجموعها.
وآفته (يحيى بن عَنْبَسَة المِصِّيْصيّ السُّنِّيّ)، وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(3/ 124 - 125) وقال: "شيخ دجَّال يضع الحديث على ابن عُيَيْنَة وداود بن أبي هند وأبي حَنِيفة وغيرهم من الثقات، لا تحلُّ الرواية عنه بحال ولا كتابة حديثة إلَّا للاعتبار".
2 -
"الكامل"(7/ 2709 - 2710) وقال: "منكر الحديث". وقال أيضًا: "مكشوف الأمر في ضعفه لروايته عن الثقات الموضوعات".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 397 رقم (587) وقال: "كذَّاب".
4 -
"المدخل إلى الصحيح"(1/ 229) وقال: "روي عن مالك بن أنس وأبي حَنِيفة وداود بن أبي هند وابن عُيَيْنَة، أحاديث موضوعة".
5 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 163 رقم (276) وقال: "يروي عن مالك وأبي حَنِيفة وابن عُيَيْنَة وداود بن أبي هند، أحاديث مناكير، لا شيء".
6 -
"تاريخ بغداد"(14/ 161 - 162) وفيه عن أبي العبَّاس بن عُقْدَة -أحمد بن محمد بن سعيد-: "ليس بشيء".
7 -
"المغني"(2/ 741) وقال: قال ابن حِبَّان: دجَّال وضَّاع".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن سعيد بن عبد اللَّه الخَزَّاز السُّوْسِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه بتمام هذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 551) إليه وحده.
والشطر الأول من الحديث: "سَيِّدا كُهُول أهل الجنَّة أبو بكر وعمر"، رواه التِّرمِذِيّ في المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما (5/ 610) رقم (3664)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 148 - 149) رقم (129)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 497 - 498) -مخطوط-، من طريق محمد بن كثير، عن الأَوْزَاعي، عن قَتَادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي بكرٍ وعُمَرَ: "هذانِ سيِّدا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرينَ إلَّا النَّبيِّينَ والمُرْسَلِينَ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
أقول: رجاله ثقات رجال الصحيحين إلَّا محمد بن كَثِير -وهو الصَّنْعَاني المِصِّيْصِي أبو يوسف- فإنه كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 203): "صدوق كثير الغلط، من صغار التاسعة"/ د ت س. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 81): "مُخْتَلَفٌ فيه، صدوق، اختلط بأَخَرَةٍ". وانظر ترجمته في "التهذيب"(9/ 415 - 417).
وقد وقع في "سنن التِّرمِذِيّ" المطبوع أنّه: "محمد بن كَثِير العَبْدِي" -وهو (ثقة) خرَّج له الستة كما في التقريب (2/ 203) -. ويغلب على ظني أنَّ قوله (العَبْدِيّ)، من تحريفات النُّسَّاخ وأوهامهم، فإنَّه في نسخة التِّرمِذِيّ بشرح تحفة
الأحوذي" (10/ 151): "محمد بن كثير" فحسب، دون قوله (العَبْدِي). ولم يذكر أحد ممن رواه عنه أنَّه (العَبْدِي). ويؤكِّده: أنَّ (العَبْدِيَّ) لا رواية له عن الأَوْزَاعِيّ، و (الصَّنْعَانِي المِصِّيْصِي) هو من يروي عن الأَوْزَاعي، وهو من يروي عنه الحسن بن الصَّبَّاح البزَّار، شيخ التِّرمِذِيّ في روايته له -انظر: "تهذيب الكمال" (3/ 1262) مخطوط، و"التهذيب" (9/ 415 - 416) -.
ويؤكِّده كذلك أن ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 497) -مخطوط- يرويه من طريق إبراهيم بن محمد بن أُمَيَّة -في ترجمته- عن محمد بن كثير، به. وقد صرَّح ابن عساكر في ترجمة (إبراهيم) أنَّه يروي عن محمد بن كَثير المِصِّيْصِيّ.
ثم وجدت المِزِّيّ يذكره في "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف"(1/ 340) رقم (1313) ويعزوه للتِّرْمِذِيّ، عن الحسن بن الصَّبَّاح البزَّار، عن محمد بن كثير المِصِّيْصِيِّ، عنه، به.
فتأكَّد لي ما قدَّمتُ، والحمد للَّه على توفيقه.
ومن الطريق المتقدِّم رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 617) رقم: (421)، إلَّا أنَّ لفظه عنده "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: هذا سيِّد كهول أهل الجنَّة من الأوَّلِينَ والآخِرِينَ إلّا النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ".
ولهذا الشطر من الحديث شواهد عِدَّة يصحُّ بمجموعها، انظرها في:"سنن التِّرمِذِيّ" رقم (3665 و 3666)، و"سنن ابن ماجه" رقم (95 و 100)، و"فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل رقم (93 و 141 و 180 و 196 و 200)، و"صحيح ابن حِبَّان" رقم (6865)، و"السُّنَّة" لابن أبي عاصم رقم (1419)، و"مجمع الزوائد"(9/ 53)، و"الصحيحة"(3/ 487 - 493).
* * *
779 -
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلان البزَّاز،
حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن عمرو البُوْرَقِي -قدم حاجًّا-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مُقَاتِل
(1)
، حدَّثنا محمد بن مَرْدُويَه، حدَّثنا أبو إسماعيل حفص بن عمر قال: حدَّثني عبيد اللَّه قال: حدَّثني محمد بن عليّ، عن أبيه، عن عمِّه محمد بن الحَنَفِيَّة قال:
حدَّثني عليّ بن أبي طالب أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه فَرَضَ للفقراءِ في أموالِ الأغنياءِ قَدْرَ ما يَسَعُهُمْ، فإنْ مَنَعُوهُمْ حتى يَجُوعُوا ويَعْرُوا ويَجْهَدُوا، حَاسَبَهُمُ اللَّه حسابًا شديدًا، وعَذَّبَهُم عَذَابًا نُكْرًا".
(5/ 308 - 309) في ترجمة (محمد بن سعيد بن محمد المَرْوَزِيّ البُوْرَقِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وَوَقْفُهُ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَشْبَهُ.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن سعيد بن محمد المَرْوَزِيّ البُوْرَقِيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 268 - 269 رقم (391) قال السَّهمِيُّ: "كذَّاب، حدَّث بغير حديثٍ وَضَعَهُ".
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 308 - 310) وفيه عن أبي عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحافظ النَّيْسَابُوري: "وضع من المناكير على الثقات ما لا يُحْصَى". وكانت وفاته عام (318 هـ).
(1)
هكذا في المطبوع: "أحمد بن محمد بن مقاتل". وصوابه: "محمد بن مُقَاتِل" كما في "الفوائد" لأبي بكر الشافعي (1/ 42) -والخطيب إنما يرويه عنه-، و"الأمالي" للشَّجَرِي (2/ 170).
3 -
"الميزان"(3/ 566) وقال: كان أحد الوضَّاعين بعد الثلاثمائة".
4 -
"اللسان"(5/ 178 - 179) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "حديثه ليس بشيء".
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: "حدَّث بجملة من المناكير عن قوم مجهولين. فروى جماعة من مشايخنا وأمسك جماعة من الرواية عنه. ثم قال الحاكم: هذا البُوْرَقِيّ: قد وضع من المناكير عن الثقات ما لا يُحْصَى".
كما أنَّ فيه (حفص بن عمر بن ميمون العَدَني الصَّنْعَاني أبو إسماعيل، يُلَقَّبُ بالفَرْخ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 365) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 82 رقم (135) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 273 - 274) وقال: "لا يقيم الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 257) وفيه عن أبي حاتم: "ليِّن الحديث". وقال أبو عبد اللَّه الطِّهْرَاني: "ثقة".
5 -
"المجروحين"(1/ 257) وقال: يروي عن مالك بن أنس وأهل المدينة، كان ممن يقلب الأسانيد قَلبًا، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
6 -
"الكامل"(2/ 792 - 794) وقال: "عامَّة حديثه غير محفوظ، وأخاف أن يكون ضعيفًا كما ذكره النَّسائي".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 184 رقم (168) وقال: "ضعيف".
8 -
"الكاشف"(1/ 179) وقال: "ضعَّفوه".
9 -
"التهذيب"(2/ 410 - 411) وفيه عن أبي داود: "منكر الحديث". وقال أحمد بن حنبل: "كان مع حمَّاد في تلك البلايا". وقال ابن مَعِين: "كان رجل
سوء". وقال العِجْلِي: "يُكْتَبُ حديثه، وهو ضعيف الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل":"متروك". وفي موضع آخر: "ليس بقويٍّ في الحديث".
10 -
"التقريب"(1/ 188): لضعيف، من التاسعة"/ ق.
وفيه أيضًا (محمد بن مُقَاتِل الرَّازي) -ووقع في الإسناد باسم (أحمد بن محمد بن مُقَاتِل) - وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1464).
التخريج:
رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي في "فوائده" -المشهورة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (1/ 42) رقم (48)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الشَّجَرِيّ في "أماليه"(2/ 170)، عن أبي بكر الشَّافعي، من طريقه المتقدِّم أيضًا.
ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 162)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (3/ 7 - 8) رقم (1335) -، من طريق ثابت بن محمد الزَّاهِد، عن عبد الرحمن بن محمد المُحَارِبي، عن حَرْب
(1)
بن سُرَيْج المِنْقَرِي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ
(2)
، عن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن عليٍّ مرفوعًا بنحوه، وقال: "لم يروه عن أبي جعفر إلَّا
(1)
تَصَحَّفَ في "المعجم الصغير" إلى: "الحرث". والتصويب من "مجمع البحرين"(3/ 8)، و"تهذيب الكمال"(5/ 522).
(2)
تَصَحَّفَ في "المعجم الصغير" إلى: "عن أبي جعفر بن محمد بن عليّ". والتصويب من "مجمع البحرين"(3/ 8)، و"السِّيَر"(4/ 401)، و"التهذيب"(9/ 350). وهو (أبو جعفر البَاقِر). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).
حَرْب بن سُرَيْج، ولا عنه إلَّا المُحَارِبي. تفرَّد به ثابت بن محمد. وقد روي عن عليٍّ عليه السلام من وجوه غير مسندة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 62): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط". تفرَّد به ثابت بن محمد. قلت -القائل الهيثمي-: ثابت من رجال الصحيح، وبقية رجاله وثِّقُوا وفيهم كلام".
وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 538): "رواه الطبراني في الأوسط" و"الصغير"، وقال: تفرَّد به ثابت بن محمد الزَّاهد. قال الحافظ -يعني المُنْذِري-: ثابت ثقة صدوق روى عنه البخاري وغيره، وبقية رواته لا بأس بهم، وروي موقوفًا عن عليّ رضي الله عنه، وهو أشبه".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 178) من طريق الحسين بن عليّ، عن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن عليٍّ مرفوعًا، وقال:"هذا حديث غريب من حديث محمد بن الحَنَفِيَّة لا يُعْرَفُ إلَّا من هذا الوجه".
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 23 - 24) من طريق سعيد بن منصور، حدَّثنا أبو شِهَاب، عن أبي عبد اللَّه الثَّقَفِي، عن أبي جعفر، عن محمد بن عليّ، عن عليٍّ موقوفًا عليه بنحوه، وقال:"محمد بن عليّ هذا هو ابن الحَنَفِيَّة، وأبو جعفر هو محمد بن عليّ بن الحسين".
وأورده ابن حَزْم الأندلسي في "المُحَلَّى"(6/ 158) من الوجه الذي رواه البيهقي موقوفًا.
وعزاه في "الكنز"(6/ 310) رقم (15823) إلى الخطيب وابن النَّجَّار فحسب، وقال:"فيه محمد بن سعيد البُوْرَقي كذَّابٌ يَضَع".
* * *
780 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفَقِيه، أخبرنا القاضي أبو الحسين عيسى بن بشر الرُّخَّجِي، حدَّثنا محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد البُوْرَقِي المَرْوَزِي -سنة تسع وتسعين ومائتين، قدم علينا-.
وأخبرنا أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أخبرنا أبو زيد بن عامر الكوفي، حدَّثنا محمد بن سعيد البُوْرَقِي -قدم علينا سنة ست وثلثمائة-، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد السلموني
(1)
، حدَّثنا محمد بن مُقَاتِل الرَّازي، حدَّثنا الفُرَات بن خالد، عن مِسْعَر بن كِدَام، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من ترك دِرْهَمًا من حرام أعتقه اللَّه من النَّار، ومن ترك دِرْهمًا من شُبْهَةٍ أعطاه اللَّه ثواب نبيٍّ من الأنبياء، ومن ترك الكذب لا تُكْتَبُ عليه خطيئة أيام حياته، ودخل الجنَّة بغير حساب".
(5/ 309) في ترجمة (محمد بن سعيد بن محمد المَرْوَزِيّ البُوْرَقِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفتة صاحب الترجمة (محمد بن سعيد المَرْوَزِيّ البُوْرَقِيّ) فإنَّه كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (779).
كما أنَّ فيه (محمد بن مُقَاتِل الرَّازي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1464).
(1)
هكذا في المطبوع: "السلموني" بالنون. ولم أقف على هذه النسبة. ووجدت في "الأنساب" للسَّمْعَاني (7/ 115): "السَّلْمُويي" بالياء. وأظن أنَّ ما في "التاريخ" المطبوع، قد صُحِّفَ عنه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْتٌ فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (632).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 250) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهَمُ به البُوْرَقِيّ. قال الحاكم أبو عبد اللَّه: وضع البُوْرَقِيّ على الثقات ما لا يُحْصَى".
وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 153)، وقال:"قال الحاكم في أماليه": أنبأنا محمد بن القاسم الذُّهْلِي، حدَّثنا محمد بن سعيد بن أحمد السَّامَرِّي، حدَّثنا محمد بن مُقَاتِل الرَّازي، به. قال الحاكم: منكر، لم نكتبه من حديث مِسْعَر، عن حمَّاد بن أبي سليمان، إلَّا بهذا الإسناد واللَّه أعلم".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 189) وقال عن إسناد الحاكم: "فيه محمد بن سعيد بن أحمد السَّامَرِّي ومحمد بن القاسم الذُّهْلِي لم أعرفهما واللَّه تعالى أعلم".
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 150، وقال نقلًا عن السُّيُوطيّ في "اللآلئ":"موضوع آفته البُوْرَقِيّ. . . ".
* * *
781 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن يعقوب المُعَدَّل، أخبرنا محمد بن
عبيد اللَّه بن محمد بن الفتح، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن سعيد البُزُورِي، حدَّثنا عبَّاس بن محمد، حدَّثنا قَبِيصة، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن الربيع بن صَبِيح
(1)
، عن يزيد الرَّقَاشي،
عن أنس بن مالك قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "الحَلِيمُ رَشِيدٌ في الدُّنْيَا رَشِيدٌ في الآخِرَةِ".
(5/ 311) في ترجمة (محمد بن سعيد بن يحيى البُزُوري أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
كما أنَّ فيه (الربيع بن صَبِيح السَّعْدِيّ البَصْري أبو بكر -ويقال أبو حفص-) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 277) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث، وقد روى عنه الثَّوْري، وأمَّا عفَّان فتركه فلم يحدِّث عنه".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 161 - 162) وقال: "ثقة".
3 -
"تاريخ الدِّارِمي عن ابن مَعِين" ص 111 رقم (334) قال الدِّارِمي: وسألته عن الربيع بن صَبِيح؟ فقال: ليس به بأس. وكأنه لم يُطْرِهِ. قلت: هو أحبُّ إليك أو المُبَارَك -يعني ابن فَضَالَة-؟ فقال: ما أقربهما".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الربيع عن صبيح". والتصويب من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (2/ 246) فإنَّه يرويه عن الخطيب.
4 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 59 رقم (25) وقال: "هو عندنا صالح، ليس بالقويِّ".
5 -
"العلل" لأحمد (1/ 161) وقال: "لا بأس به، رجل صالح".
6 -
"التاريخ الكبير"(3/ 278 - 279) وقال: "كان يحيى القَطَّان لا يحدِّث عنه".
7 -
"أحوال الرجال" ص 123 رقم (203) وقال: "المبارك بن فَضَالَة والربيع بن صَبِيح، يُضَعَّفُ حديثهما، ليسا من أهل الثَّبْتِ".
8 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 616).
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 52) وفيه عن عفَّان بن مسلم: "أحاديث الربيع مقلوبة كلّها".
10 -
"الجرح والتعديل"(3/ 464 - 465) وفيه عن الشَّافِعِي: "كان رجلًا غَزَّاءً، وإذا مُدِحَ الرجل بغير صناعته فقد وُهِصَ -يعني دُقَّ
(1)
-". وقال ابن مَعِين: "ضعيف الحديث". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ليس بالقويِّ". وقال أبو حاتم: "رجل صالح، ومبارك بن فَضَالَة أحبُّ إليَّ منه". وقال أبو زُرْعَة:"شيخ صالح صدوق".
11 -
"المجروحين"(1/ 296) وقال: كان من عُبَّاد أهل البَصْرة وزُهَّادهم، وكان يُشَبَّهُ بيته بالليل بيت النحل من كثرة التهجد إلَّا أنَّ الحديث لم يكن من صناعته، فكان يَهِمُ فيما يروي كثيرًا، حتى وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما يوافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسًا".
(1)
في "التهذيب"(3/ 247): "أي دُقَّ عنقه".
12 -
"الكامل"(3/ 992 - 994) وقال: "للربيع أحاديث صالحة مستقيمة ولم أر له حديثًا منكرًا جدًّا، وأرجو أنَّه لا بأس به وبرواياته". وفيه عن النَّسَائي: "ضعيف". وقال شُعْبَة: "مِنْ سَادَاتِ المسلمين".
13 -
"الكاشف"(1/ 236) وقال: "كان صدوقًا غَزًّا -يعني كثير الغَزْوِ- عابدًا، ضعَّفه النَّسَائي".
14 -
"التهذيب"(3/ 247 - 248) وفيه عن السَّاجِي: "ضعيف الحديث أحسبه كان يَهِمُ، وكان عبدًا صالحًا". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "رجل صالح صدوق ثقة ضعيف جدًّا"
(1)
. وقال خالد بن خِدَاش: "هو في هَدْيِهِ رجل صالح وليس عنده حديث يحتاج إليه -كأنَّ خالدًا ضَعَّفَ أمره-". وقال العِجْلِي: "لا بأس به". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالمتين عندهم".
15 -
"التقريب"(1/ 245) وقال: صدوق سيء الحفظ، وكان عابدًا مجاهدًا، قال الرَّامَهُرْمُزِيّ: هو أَوَّل مَنْ صَنَّفَ الكُتُبَ بالبَصْرَةِ، من السابعة"/ خت ت ق. وكانت وفاته عام (160 هـ).
وفي إسناده أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن سعيد بن يحيى البُزُوري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 246 - 247) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (يزيد الرَّقَاشي) و (الربيع بن صَبِيح).
(1)
يريد أنَّه من جهة دينه واستقامته: كان رجلًا صالحًا صدوقًا ثقة. أمَّا من جهة نقل الحديث وضبطه: فإنَّه ضعيف، لأنَّ الحديث لم يكن صناعته، واللَّه أعلم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 407) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيِّ.
وقد أعلَّه المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 418) بأنَّ في إسناده: (قَبِيصة بن حُرَيْث) قال فيه البخاري: في حديثه نظر.
أقول: وهذا وَهَمٌ من العلَّامة المُنَاوي رحمه الله، فإنَّ (قَبِيصة) في إسناد الخطيب ليس هو (ابن حُرَيْث) كما قال، وإنما هو (ابن عُقْبَة السُّوَائِي الكوفي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 522):"ثقة، قال ابن مَعِين: هو ثقة إلَّا في حديث الثَّوْري". وقد خَرَّجَ له الستة، ووفاته عام (215 هـ). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (557). أمَّا (قَبِيصة بن حُرَيْث) والذي قال فيه البخاري:"في حديثه نظر"، فإنَّه تابعي صدوق توفي عام (67 هـ)، فكيف يمكن لسفيان الثَّوْري المولود عام (97 هـ) اتفاقًا، أن يروي عنه!!. وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 345 - 346)، و"التقريب"(2/ 122).
* * *
782 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن يعقوب المُعَدَّل، أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن الفتح، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن سعيد البُزُوري، حدَّثنا عبَّاس بن محمد، حدَّثنا قَبِيصة، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن الربيع بن صَبِيح، عن يزيد الرَّقَاشي،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كادَ الحَلِيمُ أَنْ يكونَ نَبِيًّا".
(5/ 311) في ترجمة (محمد بن سعيد بن يحيى البُزُوري أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث الذي قبله (781).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 246 - 247) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (يزيد الرَّقَاشي) و (الربيع بن صَبِيح).
وقد جمع ابن الجَوْزي بين هذا المتن، وبين مَتْنِ الحديث السابق:"الحليم رشيد في الدنيا رشيد في الآخرة"، فإنَّ الخطيب يرويهما بإسناد واحد.
وعزاه السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 311 إلى الدَّيْلَمِيّ فحسب، ولم يتكلَّم عليه بشيء!
وذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 612) بلفظ: "كاد الحكيم أن يكون نبيًا"، وعزاه إلى الخطيب والدَّيْلَمِي. والذي عند الخطيب كما تقدَّم:"كاد الحليم. . . " باللام، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
783 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن سعيد الكاتب -ببغداد، من كتابه-، حدَّثنا أبو عثمان بكران بن حمدان بن سهلان، حدَّثنا محمد بن أحمد بن موسى، حدَّثنا داود بن أيوب الأَيْلِي، حدَّثني أبي، حدَّثنا بَكْر بن صَدَقَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن سعيد، عن موسى بن عُقْبَة، عن عُرْوَة،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولكن يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حتَّى إذا لم يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا". "وذكر بقية الحديث"
(1)
.
(1)
وتتمته كما في حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: "فسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بغير عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".
(5/ 312 - 313) في ترجمة (محمد بن سعيد الكاتب أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
ففيه شيخ الخطيب (أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي المُقْرِئ) وهو ضعيف مُخَلِّطٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
وفيه صاحب الترجمة (محمد بن سعيد الكاتب لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(بَكْر بن صَدَقَة أبو صَدَقَة) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (8/ 148) وقال:"يروي عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، روى عنه سليمان بن أبي حَجَر الأَيْلِي وحامد بن يحيى البَلْخِي".
وفي إسناده من لم أعرفه.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 123 - 124) رقم (233) -من كشف الأستار- عن أحمد بن منصور، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح، حدَّثنا اللَّيْث، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة مرفوعًا بنحوه.
قال البزَّار: "تفرَّد به يونس، ورواه مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن عُرْوَة عن عبد اللَّه بن عمرو".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 201): "رواه البزَّار وفيه عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، ووثَّقه عبد الملك بن سعيد بن الليث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (687).
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 181) إلى الخطيب وحده من حديث السيدة عائشة.
وقد صَحَّ من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا بلفظ حديث السيدة عائشة، رواه البخاري في العلم، باب كيف يقبض العلم (1/ 194) رقم (100)، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه. . . (4/ 2058) رقم (2673)، والتِّرْمِذِيّ في العلم، باب ما جاء في ذهاب العلماء (5/ 31) رقم (2652)، وابن ماجه في المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس (1/ 20) رقم (52)، وأحمد في "مسنده"(2/ 162 و 190)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 77)، والحُمَيْدِي في "مسنده"(2/ 262 - 265) رقم (581)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(15/ 177)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 48) رقم (4552) و (8/ 254) رقم (1984)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 181) و (10/ 24 - 25)، و"تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 196) و (2/ 138 و 142 و 320 - 321)، وابن المُبَارَك في "الزُّهْد" ص 281 رقم (816)، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم"(1/ 148 - 149)، والخَطَّابي في "العُزْلة" ص 208، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 165)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(1/ 315 - 316) رقم (147)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 116)، و"دلائل النبوة"(6/ 543).
* * *
784 -
أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن عبيد اللَّه الحِنَّائي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي -إملاءً- قال: حدَّثني أبو عبد اللَّه محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطَّار، حدَّثني أبو يحيى عمرو بن عبد الجبَّار اليَامِي، حدَّثني أبي، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن،
عن أنس بن مالك قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ابنُ سُمَيَّةَ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، قَاتِلُهُ وسَالِبُهُ في النَّار".
(5/ 315) في ترجمة (محمد بن سهل بن عبد الرحمن -وقيل: محمد بن سهل بن الحسن- العَطَّار أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "تُقْتُلُ عمَّارًا الفئةُ الباغيةُ"، صحيح من طرق أخرى، وقد عدَّه جماعة من الأئمة من المتواتر.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطَّار) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(5/ 314 - 315) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ممَّن يضع الحديث". وقال مرَّةً: "متروك". وقال أبو محمد الحسن بن محمد الخلَّال: "كان يضع الحديث".
2 -
"المغني"(2/ 950) وقال: "أحد من يضع الحديث، قاله الدَّارَقُطْنِيّ".
2 -
"الميزان"(3/ 576) وقال: "اتَّهَمُوه بوضع الحديث. . . روى عن طائفة لا يُعْرَفُونَ".
4 -
"اللسان"(5/ 194) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "كذَّاب".
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِي أبو سعيد): إمام تابعي ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
و(أبو عمرو بن العلاء) هو (المَازِني النَّحْوِي القَارِئ): اختلف في اسمه، وهو مشهور بكنيته، ثقة من علماء العربية. وتقدَّمت ترجمته في حديث (101).
و(أبو عَوَانَة) هو (وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِي الوَاسِطي البزَّاز): ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (353).
قال الخطيب عقب روايته له: "كذا قال عن الحسن عن أنس، والمحفوظ عن الحسن عن أُمِّه عن أُمِّ سَلَمَة".
التخريج:
رواه ابن عساكر في" تاريخ دمشق"(12/ 642) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 211) رقم (4330) -، عن محمد بن عليّ الصَّائِغ، عن أحمد بن عمر العلّاف الرَّازي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن أبي التَّيَّاح، عن أنس بلفظ:"أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد، وكان عمَّار بن ياسر يحمل صخرتين فقال: وَيْحَ ابن سُمَيَّةَ تقتلُهُ الفئةُ الباغيةُ".
ورواه بنحوه مطوَّلًا أبو يعلى في "مسنده"(7/ 195) رقم (4181) -في مسند أنس-، فقال: قال أبو يحيى: فحدَّثني ابن أبي الهُذَيْل، أنَّ عمَّار بن ياسر. . . ". هكذا منقطعًا مرسلًا، ولم يذكر فيه أنسًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 242) بعد أن عزاه لهما: "وإسناد أبي يعلى منقطع. وفي إسناد الطبراني: أحمد بن عمر العلَّاف الرَّازي ولم أعرفه".
أقول: ترجم ابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 22) لـ (أحمد بن عمر العلَّاف)، دون أن يذكر (الرَّازي) في نسبته. وقال:"شيخ، يروي عن عبد الرحمن بن مَغْرَاء، روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي وقال: كتبت عنه بمكَّة". فلا أدري إن كان هو، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 361) مختصرًا من طريق أبي التَّيَّاح، عن ابن أبي الهُذَيْل، عن عمَّار مرفوعًا.
وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 304) رقم (4477) بنحو الرواية المطوَّلة عند أبي يعلى، عن ابن أبي الهُذَيْل، عن عمَّار مرفوعًا، وعزاه إلى مُسَدَّد في "مسنده".
قال البُوصِيري -كما في حاشية محقق "المطالب"-: "رواه مسدَّد والحارث مُرْسَلًا وسكت عليه".
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 550 - 551) مطوَّلًا، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التَّيَّاح، عن أنس مرفوعًا، وفيه "ويحك يا ابن سُمَيَّة تقتلك الفئةُ الباغيةُ".
و(عبد الوارث بن سعيد) و (أبو التَّيَّاح يزيد بن حُمَيْد الضُّبَعِي): ثقتان، خرَّج لهما الستة. انظر "التقريب"(1/ 527) و (2/ 363).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 642) -مخطوط- مختصرًا، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التَّيَّاح، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغيةُ".
ورواه عقبه مختصرًا وبنفس اللفظ المتقدِّم، من طريق نوح بن دَرَّاج، عن مسلم، عن أنس مرفوعًا به.
أقول: (نوح بن دَرَّاج النَّخَعِي) متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو داود. وستأتي ترجمته في حديث (1840).
والحديث المحفوظُ عن الحسن البَصْرِيِّ، عن أُمِّه، عن أُمِّ سَلَمة، والذي
أشار إليه الخطيب، رواه مسلم في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2236) رقم (2916) مرفوعًا بلفظ:"تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغيةُ".
ومن هذا الطريق رواه أحمد في "المسند"(6/ 300) أيضًا.
والحديث مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم والكلام عليها في:"خصائص عليّ" للنَّسَائي مع حاشية محققه ص 168 - 178، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (12/ 631 - 643) -مخطوط-، و"جامع الأصول"(9/ 42 - 45)، و"مجمع الزوائد"(9/ 296 - 297)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 43)، و"فتح الباري"(1/ 543)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 283 - 285، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيدي ص 222 - 223، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 97 - وقد ذكره عن واحد وثلاثين صحابيًا-.
وقد نَصَّ على تواتره جماعة من الأئمة.
منهم: الإمام ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب"(2/ 48)، ونصُّ كلامه فيه:"وتواترت الآثار عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغيةُ. وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وهو من أصحِّ الأحاديث".
ومنهم: الإمام الذَّهَبِيّ، حيث يقول في "سِيَر أعلام النبلاء" (1/ 421):"وفي الباب عن عِدَّة من الصحابة، فهو متواتر".
ومنهم: الحافظ ابن حَجَر، حيث يقول في" الإصابة" (2/ 512):"تواترت الأحاديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ عمَّارًا تقتله الفئةُ الباغيةُ".
ومنهم: السُّيُوطيُّ والزِّبِيديُّ والكَتَّانِيُّ في مصادرهم السابقة.
وفي "التلخيص الحَبِير"(4/ 43): "قال ابن دِحْيَة
(1)
: لا مطعن في صحته، ولو كان غير صحيح لردَّه معاوية وأنكره".
وقد نقل ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 365) في أول كتاب الملاحم والفتن عن أبي بكر الخَلَّال أنَّه ذكر: "أنَّ أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعِين وأبا خَيْثَمَة والمُعَيْطِي ذكروا هذا الحديث: "تقتل عمَّارًا الفئة الباغية". فقال: فيه ما فيه حديث صحيح، وأنَّ أحمد قال: قد روي في عمَّار تقتله الفئة الباغية، ثمانية وعشرون حديثًا ليس فيها حديث صحيح".
إلَّا أنَّ الإمام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية"(2/ 272) قد بيَّن أن آخر الأمرين من الإمام أحمد رحمه الله القول بصحته، فقال:"والحديث ثابت في "الصحيحين"، وقد صحَّحه أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، وإن كان قد روي عنه أنَّه ضَعَّفَهُ، فآخر الأمرين منه أنَّه صحَّحه. قال يعقوب بن شَيْبَة في "مسنده" -في المكِّيين في مسند عمَّار بن ياسر لمَّا ذَكَرَ أخبار عمَّار-: سمعت أحمد بن حنبل سُئِلَ عن حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم في "عمَّار تقتلك الفئة الباغية"، فقال أحمد: قتلته الفئةُ الباغيةُ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وكره أن يتكلَّم في هذا بأكثر من هذا.
وسيأتي من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب برقم (1113)، ومن حديث حُذَيْفَة بن اليَمَان برقم (1231)، ومن حديث عثمان بن عفَّان برقم (1666)، ومن حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص برقم (1763).
* * *
(1)
هو مجد الدين أبو الخطَّاب عمر بن حسن بن عليّ الكَلْبِي الدَّاني. ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّير"(22/ 389 - 395)، ونعته بقوله:"الشيخ العلَّامة المحدِّث الرَّحَّال المتفنن". وكانت وفاته عام (633 هـ).
785 -
أخبرني أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن بُكَيْر، أخبرنا مَخْلَد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن سهل بن الحسين العَطَّار، حدَّثنا مُضَارِب بن نُزَيْل الكَلْبِي، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الفِرْيَابي -محمد بن يوسف-، حدَّثنا إبراهيم بن أَدْهَم، عن محمد بن عَجْلَان، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ يسيرُ المَؤُونَةِ".
(5/ 315) في ترجمة (محمد بن سهل بن عبد الرحمن -وقيل: محمد بن سهل بن الحسن- العَطَّار أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن سهل بن عبد الرحمن العَطَّار) وهو وضَّاع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (784).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 46) عن مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق، عن محمد بن سهل العطَّار، به. وقال:"غريب من حديث إبراهيم وابن عَجْلَان والزُّهْرِيّ، لم نكتبه إلَّا من حديث مُضَارِب".
ورواه القُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 107) رقم (88)، من طريق عمر بن هارون البَلْخِي، عن ابن لَهِيعة، عن عُقَيْل بن خالد، عن يعقوب بن عُتْبَة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وفي إسناده (عمر بن هارون البَلْخِي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 475):"تركوه، وكذَّبه بعضهم". وستأتي ترجمته في حديث (1083).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 281) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والمُتَّهَمُ به: محمد بن سهل. قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان يضع الحديث".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 18) بأنَّ البيهقي قد رواه في "شُعَب الإيمان"
(1)
عن عليّ بن أحمد بن عَبْدَان، أنبأنا أحمد بن عبد الصَّفَّار، حدَّثنا أبو حكيم الأنصاري، حدَّثنا حَرْمَلة بن يحيى، حدَّثنا ابن وَهْب، أخبرني ابن لَهِيعة، عن يعقوب بن عُتْبَة بن المغيرة بن الأَخْنَس
(2)
، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
أقول: قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 190 نقلًا عن أبيه: "رواية يعقوب بن المغيرة بن الأختس عن أبي هريرة مرسل". فحديث البيهقي منقطع.
وقد تابع السُّيُوطيُّ في تعقُّبه، ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 212)، وقال:"تعَّقب بأنَّ له طريقًا آخر أخرجه البيهقي في "الشُّعَبِ".
وذكره الشُّوْكَاني في "الفوائد المجموعة" ص 501 وقال: "قال الصَّغَاني: هو موضوع.".
وقد عزاه محقق "فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب"(1/ 127) رقم (87)، و"مسند الشهاب" (1/ 107): الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي، إلى أبي الشيخ بن حَيَّان الأصبهاني في كتابه "الأمثال" برقم (258)، وهو وهم ناتج عن سبق النظر، فإن الذي في الموضع المذكور هو حديث أنس مرفوعًا: "المؤمن
(1)
لم أهتد إلى محلِّه في "شُعَب الإيمان"، كما أنه لم يُذْكَرْ في فهرس أطرافه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(2)
صُحِّفَ في "اللآلئ المصنوعة" إلى: "يعقوب بن عتبة عن المغيرة بن الأخنس". والتصويب من "التهذيب"(11/ 392)، و"التقريب"(3/ 376).
كَيِّس فطن حذر. . . "، وهو الحديث التالي في "مسند الشهاب".
* * *
786 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون الواعظ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن سهل المؤدِّب، حدَّثنا سُرَيْج بن يونس، حدَّثنا أبو إسماعيل، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه،
عن الفضل بن عبَّاس قال: كُفِّنَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ ليس فيها قميصٌ ولا عِمَامَةٌ.
(5/ 315 - 316) في ترجمة (محمد بن سهل بن إسماعيل المؤدِّب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها.
ففيه (يعقوب بن عطاء بن أبي رَبَاح المكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" لأحمد (1/ 155) وقال: "ضعيف الحديث"، و (2/ 166) وقال:"أحاديثه مناكير".
2 -
"التاريخ الكبير"(9/ 221) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 398) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أحمد: "منكر الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس عندي بالمتين، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 639 - 640) وقال: "ربما أخطأ، يُعْتَبَر حديثه من غير رواية زَمْعَة عنه، فإنَّ المُعْتَبِرَ إذا اعتبر حديثه الذي بيَّن السماع فيه ولم يرو عنه إلَّا ثقة لم يجد إلَّا استقامةً".
5 -
"الكامل"(7/ 2601 - 2602) وقال: "هو ممّن يُكْتَبُ حديثه، وعنده غرائب وخاصة إذا روى عنه أبو إسماعيل المؤدِّب وزَمْعَة بن صالح، وعن زَمْعَة، أبو قُرَّة".
أقول: وهنا في إسناد الخطيب الراوي عنه، هو (أبو إسماعيل المؤدِّب).
6 -
"الكاشف"(3/ 396) وقال: "ضعيف".
7 -
"التهذيب"(11/ 392 - 393) وفيه عن النَّسَائي: "ضعيف".
8 -
"التقريب"(2/ 376) وقال: "ضعيف، من الخامسة، مات سنة خمس وخمسين -يعني ومائة-"/ س.
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (عطاء بن أبي رَبَاح) و (الفضل بن العبَّاس)، فقد ذكر ابن حَجَر في "التهذيب" (8/ 280) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس بن عبد المطلب): عطاءَ بن أبي رَبَاح فيمن يروي عن الفضل، ثم قال:"وقيل: إنَّه لم يسمع منه سوى أخيه عبد اللَّه وأبي هريرة. ورواية باقي من ذُكِرَ هنا عنه مرسلة". وقال: "رواية ربيعة بن الحارث عنه ممكنة لا أعلم من نصَّ على أنَّه لم يسمع منه، وأمَّا رواية الباقين عنه فظاهرة الإرسال لقدم موته".
أقول: واستشهاد (الفضل) كان بطاعون عَمَواس سنة ثمان عشرة. قاله الوَاقِدِي كما في "التهذيب"(8/ 280). ووفاة (عطاء) كانت سنة (114 هـ) كما في "التقريب"(2/ 22) لابن حَجَر وقال: "ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن سهل بن إسماعيل المؤدِّب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو إسماعيل) هو (إبراهيم بن سليمان بن رَزِين الأُرْدُنِّي المُؤَدِّب):
صدوق يُغْرِبُ كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 35 - 36). وستأتي ترجمته في حديث (1194).
التخريج:
لم أقف عليه بتمام هذا اللفظ من حديث (الفضل) عند غير الخطيب.
وقد رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 16) رقم (3024)، وابن عدي في "الكامل"
(1)
(7/ 2601) -في ترجمة (يعقوب بن عطاء بن أبي رَبَاح) - من طريق سُرَيْج بن يونس، حدَّثنا أبو إسماعيل المؤدِّب، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عبَّاس، عن الفضل بن عبَّاس قال:"كُفِّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ثَوْبَيْن أَبْيَضَيْن سَحُولِيَّيْنِ". وليس عند ابن حِبَّان قوله: "أبيضين".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 275) رقم (696)، من طريق عليّ بن المَدِيني، عن إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدِّب، عن يعقوب بن عطاء، عنه، به.
وفي إسناده عندهم: (يعقوب بن عطاء بن أبي رَبَاح) وهو ضعيف كما تقدَّم.
وقد صَحَّ من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، رواه البخاري في الجنائز، باب الثياب البيض للكفن (3/ 135) رقم (1264)، ومسلم في الجنائز، باب في كفن الميت (2/ 649 - 650) رقم (941)، وغيرهما. ولفظه عندهما:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ يَمَانيةٍ بيضٍ سَحُوليَّة مِنْ كُرْسُفٍ ليس فيهنَّ قميصٌ ولا عِمَامَةٌ".
وقوله: (سَحُوليَّة): سَحُول: قرية باليمن تنسب إليها الثياب. انظر "النهاية"(2/ 347).
و(الكُرْسُفُ): القطن. "النهاية"(4/ 163).
(1)
صُحِّفَ الإسناد في "الكامل" في أكثر من موضع.
وانظر الأحاديث الواردة في كَفَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "دلائل النبوة" للبيهقي (7/ 246 - 249)، و"جامع الأصول"(11/ 75) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(3/ 23 - 24)، و"نصب الراية"(2/ 260 - 263)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 108).
* * *
787 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ البَصْرِي، أخبرنا محمد بن المظفَّر الحافظ -لفظًا-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن سعيد الجَمَّال، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن معاذ بن عيسى بن ضِرَار بن أَسْلَم بن عبد اللَّه ابن جُبَيْر بن أسد بن هاشم بن عبد مَنَاف، حدَّثنا أبي، حدَّثنا إبراهيم بن هَرَاسَة، عن سفيان الثَّوْري، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى، عن مَسْرُوق،
عن عائشة قالت: أتي العبَّاس بن عبد المُطَّلب رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول اللَّه إنَّا لتعرف الضغائن في أُنَاس من قومنا من وقائع أوقعناها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما واللَّه إنَّهم لا يبلغون خيرًا حتى يحبُّوكم لِقَرَابَتِي". ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ترجو سلهب شفاعتي ولا يَرْجُوهَا بنو عبد المُطَّلِبِ"؟.
(5/ 316 - 317) في ترجمة (محمد بن سهل بن محمد الجَمَّال أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ورد من حديث ابن عبَّاس من طريق فيه ضعف.
ففيه (إبراهيم بن هَرَاسَة
(1)
الشَّيْبَاني الكوفي أبو إسحاق) وقد ترجم له في:
(1)
هو بفتح الهاء والراء كما في "القاموس المحيط" مادة (هرس) ص 749، و"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (4/ 1452). لكن وجدت العلّامة محمد طاهر الفَتَّني في كتابه "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص 269 يقول:"إبراهيم بن هِرَاسَة بكسر هاء وفتح راء وبمهملة: أُمّه".
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 333) وقال: "متروك الحديث". وفيه: أنَّ أبا عُبَيْد قد تكلَّم فيه، وغيره.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 41 رقم (10) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 69) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال أبو داود: "ترك النَّاس حديثه".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 143) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ".
5 -
"المجروحين"(1/ 111) وقال: "كان أبو عُبَيْد يطلق عليه الكذب، وهو من النوع الذي ذكرت أنَّه غلب عليه التقشف والعِبَادة، وغفل عن تعاهد حفظ الحديث حتى صار كأنَّه يكذب".
6 -
"الكامل"(1/ 243 - 244) وقال: "لإِبراهيم بن هَرَاسَة حديث صالح يرويه، وبخاصة عن الثَّوْرِي، ويُغْرِبُ عن الثَّوْري بأحاديث صالحة، وروى عن غيره ما لا يتابع عليه، وقد ضعَّفه النَّاسُ، والضَّعْفُ على رواياته بَيِّنٌ".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 102 رقم (11) وقال: "يروي عن الثَّوري ما لا يتابع عليه".
8 -
"المغني"(1/ 29) وقال: "تركوه، ورَمَاه أبو عُبَيْد بالكذب".
9 -
"اللسان"(1/ 121 - 122)، وفيه عن الآجُرِّيّ عن أبي داود:"تركوا حديثه. وسمعت أبا داود يطلق فيه الكذب". وقال العِجْلِي: "متروك كذَّاب". وقال أبو جعفر الطُّوسِي في "رجال الشيعة": "كان يُعْرَفُ بابن هَرَاسَة، وهي أُمّه، واسم أبيه رجاء. . . . ".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن سهل بن محمد الجَمَّال) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (مسروق) هو (ابن الأَجْدَع الهَمْدَاني الوَداعي): إمام ثقة فقيه مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (346).
و (أبو الضُّحَى) هو (مُسْلِم بن صُبَيْح الهَمْدَانيّ العَطَّار القُرَشِيّ): إمام ثقة حُجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (560).
ووالد (سفيان الثَّوْري) هو (سعيد بن مَسْرُوق): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (560).
قال الخطيب عقب روايته له: "لا أعلم ذكر فيه عائشة ومسروقًا عن الثَّوْري غير ابن هَرَاسَة، والمحفوظ عن أبي الضُّحى عن ابن عبَّاس". ثم رواه من طريقه، وهو الحديث التالي برقم (788).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 164 - 165، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(13/ 514) رقم (37320) إلى ابن عساكر فحسب!
وقوله: "سلهب"، سيأتي في الحديث التالي رقم (788) أنَّها (سِلْهِم -حيٌّ من مراد-)، وهو الصحيح. قال ابن حَزْم في "جَمْهَرَة أنساب العرب" ص 408:"وولَدُ الحَكَم بن سعد العشيرة: جُشَم، وسِلْهِم، وأَسْلَم".
* * *
788 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثنا محمد بن غالب بن حَرْب، حدَّثنا أبو حُذَيْفَة، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِي، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى،
عن ابن عبَّاس قال: جاء العبَّاسُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"لا يبلغوا الخير -أو قال الإيمان- حتى يحبُّوكم للَّه ولِقَرابَتِي، أترجو سِلْهِم -حيٌّ من مراد- شفاعتي ولا يرجو بنو عبد المُطَّلِبِ شفاعتي"؟ .
(5/ 317) في ترجمة (محمد بن سهل بن محمد الجَمَّال أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه ضعف.
ففيه (أبو حُذَيْفة) وهو (موسى بن مسعود النَّهْدِي البَصْرِي)، وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 304) وقال: "كان كثير الحديث، ثقة إن شاء اللَّه". وكانت وفاته عام (220 هـ).
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 63 رقم (103) وقال: "ثقة".
3 -
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل (1/ 150) وقال: "شبه لا شيء".
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 445 رقم (1964) وقال: "صدوق، ثقة".
5 -
"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 299 رقم (37) وقال: "لا يحفظ ثم حفظ بعد".
6 -
"السُّنَن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 78) رقم (2735) وقال: "ضعيف في الحديث".
7 -
"الجرح والتعديل"(7/ 163 - 164) وفيه عن أحمد: أنه من أهل الصدق. وقال أبو زُرْعَة: "صدوق معروف بالثَّوْري. . . ولكن كان يُصَحِّفُ، وروى أبو حذيفة عن سفيان بضعة عشر ألف حديث، وفي بعضها شيء".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 167 - 168) وفيه عن أحمد: "كأنَّ سفيان الذي يحدِّث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثَّوْري الذي يحدِّث عنه النَّاسُ".
9 -
"الثقات" لابن حبَّان (9/ 160) وقال: "يخطئ".
10 -
"المحلَّى" لابن حزم (1/ 127) وقال: "ضعيف، مُصَحِّفٌ كثير الخطأ، روى عن سفيان البواطل".
11 -
"المغني"(2/ 687) وقال: "صدوق مشهور، من مشيخة البخاري، تكلَّم فيه أحمد وليَّنه، حتى إنَّ التِّرْمِذِيَّ ضعَّفه. وقال ابن خُزَيْمة: لا أحدِّث عنه، وقال أبو حفص الفَلَّاس: لا يَرْوي عنه من يبصر الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقويِّ عندهم".
12 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 221 - 222) وقال: "صدوق إن شاء اللَّه، يَهِمُ".
13 -
"الكاشف"(3/ 166) وقال: "صدوق يُصَحِّفُ".
14 -
"التهذيب"(10/ 370 - 371) وقال: "ماله عند البخاري عن سفيان سوى ثلاثة أحاديث متابعة، وله عنده آخر عن زائدة متابعة أيضًا".
15 -
"التقريب"(2/ 288) وقال: "صدوق سيء الحفظ، وكان يُصَحِّف، من صغار التاسعة. . . وحديثه عند البخاري في المتابعات"/ خ د ت ق.
و(محمد بن غالب بن حَرْب) هو (الضَّبِّيُّ التَّمَّار البَصْرِيُّ أبو جعفر المعروف بالتَّمْتَام)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (3/ 681): "حافظ مكثر عن أصحاب شُعْبَة. وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ وقال: وَهِمَ في أحاديث. . . . وكان إسماعيل القاضي يُجِلُّ تَمْتَامًا ويُثْنِي عليه. وقال ابن المُنَادِي: كتب عنه النَّاسُ ثم رغب أكثرهم عنه لخِصَالٍ شنيعةٍ في الحديث وغيره. وروى حمزة السَّهْمِيّ عن الدَّارَقُطْنِيّ
قال: ثقة مأمون. . . ". وانظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" (3/ 145 - 146)، و"السِّيَر" (13/ 390 - 393)، و"اللسان" (5/ 337 - 338).
و(أبو الضُّحَى) هو (مُسْلِم بن صُبَيْح الهَمْدَاني العطَّار القُرَشي): إمام ثقة حُجَّةٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (560).
ووالد (سفيان الثَّوْرِي) هو (سعيد بن مَسْرُوق): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (560).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 433) رقم (12228)، وعنه الشَّجَرِيُّ في "أماليه"(1/ 154)، عن محمد بن زكريا الغَلَابِي، حدَّثنا أبو حُذَيْفَة، به.
ووقع عندهما: "أترجو سلهب" بدلًا من "أترجو سِلْهِم".
أقول: في إسناد الطبراني شيخه (محمد بن زكريا الغَلَابي)، وقد كذَّبه يحيى والدَّارَقُطْنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 165 عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "ورواه أبو نُعَيْم عن الثَّوْري فأرسله ولم يذكر فيه ابن عبَّاس".
أقول: رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 165، من طريق أبي نُعَيْم، عن سفيان الثَّوْري، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى مُرْسَلًا، دون ذكر ابن عبَّاس.
قال ابن عساكر عقبه: "وكذا رواه أبو داود عمر بن سعيد الحَفَري، عن سفيان مُرْسَلًا". ثم رواه من طريق أبي داود هذا مُرْسَلًا.
وقال أيضًا: "ورواه منصور بن المُعْتَمِر، عن أبي الضُّحَى فأسنده عن ابن عبَّاس". ثم رواه من طريق منصور هذا مسندًا بنحوه.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(13/ 512) رقم (37314) إلى ابن عساكر فحسب!!
* * *
789 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن جَعفر البَرْدَعِي، أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن أبي عَزَّة العَطَّار، حدَّثنا محمد بن السَّري القَنْطَري البزَّاز -سنة ثمان وتسعين ومائتين-، حدَّثنا محمد بن بكَّار بن الرَّيَّان، حدَّثنا أبو مَعْشَر، عن سعيد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الشهر شهر رمضان، تُفْتَحُ فيه أبوابُ الجنَانِ، وتُصَفَّدُ فيه مَرَدَةُ الشياطين، ويُغْفَرُ فيه إلَّا لمن أبى". قالوا: ومَنْ يأبى يا أبا هريرة؟ قال: الذي يأبى أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّه عز وجل.
(5/ 318) في ترجمة (محمد بن السَّرِيّ بن سهل القَنْطَرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا جاء رمضان فُتِّحَتْ أبواب الجِنَّة، وغُلِّقَتْ أبواب النَّار، وصُفِّدَت الشياطين".
ففيه (أبو مَعْشَر) وهو (نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدِي المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 418) وقال: "كان كثير الحديث ضعيفًا".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 603) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 100 - 101 رقم (106) وقال: "كان شيخًا ضعيفًا، وكان يحدِّث عن محمد بن قيس، ويحدِّث عن محمد بن كعب بأحاديث صالحة، وكان يحدِّث عن المَقْبُرِي، وعن نافع، بأحاديث منكرة".
4 -
"العلل" لأحمد (1/ 161) وقال: "صدوق، ولكنَّه لا يُقيم الإِسناد".
5 -
"التاريخ الكبير"(8/ 114) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن ابن مهدي: "يُعْرَفُ ويُنْكَرُ"
(1)
.
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 235 رقم (618) وقال: "ضعيف".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 308 - 309) وفيه عن أبي كامل مُطَهَّر بن مُدْرِك: "رجل لا يضبط الإِسناد". وقال عمرو بن عليّ: "كان يحيى -يعني القطَّان كما صَرَّح به ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/ 60) - لا يحدِّث عن أبي مَعْشَر المَدَني، ويستضعفه جدًّا ويضحك إذا ذكره، وكان عبد الرحمن يحدِّث عنه ثم تركهـ".
8 -
"الجرح والتعديل"(8/ 493 - 495) وفيه عن أبي حاتم: "كان أحمد بن حنبل يرضاه ويقول: كان بصيرًا بالمغازي". وقال أبو حاتم أيضًا: "ليس بقويٍّ في الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق في الحديث وليس بالقويِّ".
9 -
"المجروحين"(3/ 60 - 61) وقال: "كان ممن اختلط في آخر عمره وبقي قبل أن يموت سنتين في تغيّر شديد لا يدري ما يحدِّث به، فكثر المناكير في روايته من قِبَلِ اختلاطه فبطل الاحتجاج به".
(1)
يعني أنه يأتي مرَّةً بالأحاديث المعروفة، ومرَّةً بالأحاديث المنكرة.
10 -
"الكامل"(7/ 2516 - 2519) وقال: "هو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 381 رقم (550)
12 -
"الإِرشاد" للخَلِيلي (1/ 300 - 302) وقال: "مَدَني، وله مكان في العلم والتاريخ، وتاريخه ممَّا يَحْتَجُّ به الأئمة في كتبهم، وضعَّفوه في الحديث ولم يتفقوا عليه. . . ويتفرَّد بأحاديث، وأمسك الشَّافِعِي عن الرواية عنه".
13 -
"تاريخ بغداد"(13/ 427 - 434) وقال: "كان من أعلم النَّاس بالمغازي". وفيه عن عمرو بن علي الفَلَّاس: "ضعيف". وقال أبو داود: "كان ضعيفًا". وقال أبو عليّ صالح جَزّرَة: "لا يسوى حديثه شيئًا".
14 -
"المغني"(2/ 694 - 695) وقال: "مشهور، عن أصحاب أبي هريرة، ليس بالعُمْدَةِ. . . . ".
15 -
"التقريب"(2/ 298) وقال: "ضعيف، من السادسة، أَسَنَّ واختلط، مات سنة سبعين ومائة"/ 4.
و(سعيد) هو (ابن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (192).
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 885) إلى الخطيب وابن النَّجَّار فحسب.
وقد روى البخاري في الصوم، باب هل يقال: رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كلّه واسعًا (4/ 112) رقم (1899)، ومسلم في الصوم، باب فضل شهر رمضان (2/ 758) رقم (1079)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا جاء رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ".
ولحديث أبي هريرة ألفاظ أخرى، تقدَّم بعضها في حديث (74)، وانظر كذلك:"جامع الأصول"(9/ 258 - 259)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 97).
* * *
790 -
أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا محمد بن السَّرِي بن مِهْرَان النَّاقِد البغدادي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأَزْدِيّ البغدادي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن تمَّام، عن خالد الحَذَّاء، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بنت أبي جَهْلٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنْ كنتَ تَزَوَّجْتَهَا
(1)
فَرُدَّ علينا ابْنَتَنَا".
(5/ 318 - 319) في ترجمة (محمد بن السَّرِيّ بن مِهْرَان النَّاقِد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ نحوه من حديث المِسْوَر بن مَخْرَمَةَ رضي الله عنه.
ففيه (عبيد اللَّه بن تمَّام بن قيس السُّلَمِيّ أبو عاصم) وهو ضعيف. قال البخاري: "عنده عن يونس وخالد الحَذَّاء عجائب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (470).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 16) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"إلى ها هنا انتهي حديث خالد الحَذَّاء. وفي غير هذا زيادة: قال فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "واللَّه لا تجتمعُ بنتُ رسول اللَّه وبنتُ عَدُوِّ اللَّهِ تحت رَجُلٍ"، لم يروه عن خالد إلَّا ابن تمَّام تفرَّد به الأَزْدِيّ".
(1)
في المصادر التي خرَّجته: "تَزَوَّجها".
ومن ذات الطريق رواه الطبراني أيضًا في "المعجم الكبير"(11/ 348). رقم (11975).
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 235) رقم (2652) -من كشف الأستار- عن مَعْمَر بن سهل، عن عبيد اللَّه بن تمَّام، به، بنحوه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 203) بعد أن ذكره بلفظ "المعجم الصغير": "رواه الطبراني في الثلاثة، و"الكبير" كذا بنحوه مختصرًا، والبزَّار باختصار أيضًا، وفيه عبيد اللَّه بن تمَّام وهو ضعيف".
أقول: رواية الطبراني في "الكبير"، وكذا البزَّار، ليست مختصرة.
وقد صَحَّ بنحوه من حديث المِسْوَر بن مَخْرَمَة رضي الله عنه، رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب ذكر أصهار النبيِّ صلى الله عليه وسلم (7/ 85) رقم (3729)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة (4/ 1902) رقم (2449)، وغيرهما.
ولفظ البُخَاري: "إنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بنتَ أبي جَهْلٍ، فَسَمِعَتْ بذلك فاطمةُ فأتت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالت: يَزْعُمُ قَومُكَ أنَّك لا تغضبُ لِبَنَاتِكَ، وهذا عليٌّ ناكحٌ بنتَ أبي جَهْلٍ. فقامَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ حين تَشَهَّدَ يقولُ: أمَّا بعدُ، أَنْكَحْتُ أبا العَاصِ بنَ الرَّبيعِ فَحَدَّثَني وصَدَقَنِي
(1)
، وإنَّ فاطمةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وإنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، واللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رسولِ اللَّه وبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عند رَجُلٍ واحدٍ. فَتَركَ عليٌّ الخِطْبَةَ".
* * *
791 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب
(1)
قال ابن حَجَر في "الفتح"(7/ 86): "لعله كان شرط على نفسه أن لا يتزوج على زينب -يعني ابنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم. . . ".
الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أبو خَلِيفة الفضل بن الحُبَاب، حدَّثنا محمد بن سَلَّام الجُمَحِي، حدَّثنا زَائِدة بن أبي الرُّقَاد، عن ثابت،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأُمِّ عطيَّة:"إذا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي ولا تَنْهِكي، فإنَّه أَنْضَرُ للوَجْهِ، وأَحْظَى عند الزَّوْجِ".
(5/ 327) في ترجمة (محمد بن سَلَّام بن عبيد اللَّه البَصْرِيّ الجُمَحِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (زَائِدة بن أبي الرُّقَاد البَصْرِي البَاهِلِي الصَّيْرَفِي أبو معاذ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 64 رقم (154) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 433) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"سؤالات الآجري لأبي داود" ص 234 رقم (285) وقال: "لا أعرف خبره".
4 -
"كشف الأستار"(1/ 176). قال البزَّار: "ضعيف"، و (4/ 5) وقال:"ليس به بأس. . . وإنما كتبنا من حديثه ما لم نجده عند غيره".
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 112 رقم (231) وقال: "منكر الحديث".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 81) وفيه عن ابن المَدِيني: "روى مناكير".
7 -
"الجرح والتعديل"(3/ 613) وفيه عن عبيد اللَّه بن عمر القَوَاريري: "لم يكن بزائدة بن أبي الرُّقَاد بأس، وكتبت كلَّ شيء عنده، وأنكر هذا الحديث
حدَّثنا به ابن سَلَّام". إشارة إلى حديث أنس هذا. وقال أبو حاتم: "كنا نعتبر بحديثه".
8 -
"المجروحين"(1/ 308) وقال: "يروي المناكير عن المشاهير لا يُحْتَجُّ به، ولا يُكْتَبُ إلَّا للاعتبار".
9 -
"الكامل"(3/ 1083) وقال: "له أحاديث حسان يروي عنه المُقَدَّمِي والقَوَاريري ومحمد بن سَلَّام وغيرهم، وهي أحاديث إفرادات وفي بعض أحاديثه ما ينكر".
10 -
"التهذيب"(3/ 305 - 306) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالقائم".
11 -
"التقريب"(1/ 256) وقال: "منكر الحديث، من الثامنة"/ س.
و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري أبو محمد): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 47 - 48)، و"المعجم الأوسط"(3/ 133) رقم (2274)، والدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 122)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1083) -في ترجمة (زَائِدة بن أبي الرُّقَاد) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 324)، من طريق محمد بن سَلَّام الجُمَحِي، عن زَائِدة، به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن أنس إلَّا ثابت، ولا عن ثابت إلَّا زائدة بن أبي الرُّقَاد، تفرَّد به محمد بن سَلَّام الجُمَحِي".
وقال ابن عدي: "هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرُّقَاد ولا أعلم يرويه غيره".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 172): "رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن"! . وفاته أن يعزوه للطبراني في "الصغير".
ورواه أبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(1/ 245) من طريق إسماعيل بن أبي أُمَيَّة، حدَّثنا أبو هلال الرَّاسِبِي، سمعت الحسن، حدَّثنا أنس به.
أقول: فيه (إسماعيل بن أبي أُمَيَّة -ويقال: إسماعيل بن أُمَيَّة-) قال: الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 79): "تركهـ الدَّارَقُطْنِيّ". ومثله في "اللسان"(1/ 394).
وقد رواه أبو داود في الأدب، باب ما جاء في الختان (5/ 421 - 422) رقم (257)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 324)، من حديث أُمِّ عطيَّة مرفوعًا بنحوه.
قال أبو داود: "وهذا الحديث ضعيف".
وله شاهد ثان من حديث عليّ، سيأتي برقم (1877) وإسناده ضعيف.
وله شواهد أخرى ضعيفة، انظرها في:"التخليص الحَبِير"(4/ 83)، وفيه:"قال ابن المُنْذِر: ليس في الخِتَان خبر يُرْجَعُ إليه، ولا سند يتبع".
غريب الحديث:
قوله: "أَشِمِّي ولا تَنْهِكي": الإِشمام: أخد اليسير في خَفْضِ المرأة. والخَفْضُ: خَتْنُ النِّسَاء. والمرأة التي تَفْعَلُ ذلك تُسَمَّى خَافِضَة.
و(النَّهْكُ): المبالغة في القطع. أي لا تبالغي في استقصاء الخِتَان. انظر "النهاية"(2/ 54 و 503) و (5/ 137)، و"معالم السنن"(8/ 116 - 117).
* * *
792 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن يحيى -يُلَقَّب النَّحْوِي-.
وأخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن الحسن بن مِقْسَم المُقْرئ، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيَّار ثَعْلَب قال: حدَّثنا محمد بن سَلَّام، عن زَائِدة بن أبي الرُّقَاد، عن ثابت،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأُمِّ عطيَّة: "يا أُمَّ عطيَّةَ إذا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي ولا تَنْهِكي، فإنَّه أَضْوَأُ للوجهِ، وأَحْظَى عند الزَّوْجِ". "لفظ حديث ابن مِقْسَم".
(5/ 328) في ترجمة (محمد بن سَلَّام بن عبيد اللَّه البَصْرِي الجُمَحِي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق رقم (791).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (791).
* * *
793 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِي، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد الورَّاق، حدَّثنا محمد بن سُوَيْد أبو إسحاق الزَّيَّات، حدَّثنا أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت، حدَّثنا سَلَمَة بن حفص، حدَّثنا الصَّلْت بن الحجَّاج الأَسَدِي، حدَّثنا محمد بن جُحَادَة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى لَيْلَةَ القَدْرِ العِشَاءَ والفَجْرَ في جَمَاعَةٍ، فقد أَخَذَ مِنْ لَيْلَةِ القَدْرِ بالنَّصِيبِ الوَافِرِ".
(5/ 330) في ترجمة (محمد بن سُوَيْد بن محمد بن زياد الزَّيَّات أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
فيه (أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (506).
كما أنَّ فيه (سَلَمَة بن حفص السَّعْدِي الكوفي)، ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 339) وقال "كان يضع الحديث، لا يحلُّ الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا عند الاعتبار". وترجم له في "لسان الميزان"(3/ 67) ونقل قول ابن حِبَّان السابق.
وفيه أيضًا (الصَّلْت بن الحجَّاج الأَسَدِي الكوفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (468).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1400) -في ترجمة (الصَّلْت بن الحجَّاج) - عن أحمد بن حسين الصَّيْرَفي، حدَّثنا أحمد بن الحجَّاج بن الصَّلْت، حدَّثنا عمِّي -يعني محمد بن الصَّلْت-، حدَّثنا الصَّلْت بن الحجَّاج، عن ابن جُحَادَة، عن قَتَادة، عن أنس مرفوعًا به.
قال ابن عدي: "لا يرويه عن ابن جُحَادة عن قَتَادة غير الصَّلْت. وقد رواه يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار، عن ابن
(1)
جُحَادة، عن أنس، بلا قَتَادَة. حدَّثناه أحمد بن محمد البَرَاثي، عن الربيع بن ثَعْلَب، عنه".
(1)
سقط لفظ "ابن" من "الكامل" المطبوع.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 794) إلى الخطيب وحده!
* * *
794 -
أخبرني الأَزْهَري، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن الشِّخِّير الصَّيْرَفِي، حدَّثنا الحسن بن محمد بن عَنْبَر، حدَّثنا محمد بن سِمَاعة، حدَّثنا اللَّيث بن سعد، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"يا عائشةُ إنَّ اللَّهَ إذا أَرَادَ بأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عليهم الرِّفْقَ".
(5/ 341) في ترجمة (محمد بن سِمَاعة بن عبيد اللَّه التَّمِيمي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة الأُمَوي المَدَني أبو سليمان). وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 350 - 351 رقم (262) وقال: "كثير الحديث، يروي أحاديث منكرة ولا يحتجون بحديثه".
2 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 321 رقم (195) وقال: "ليس بشيء". وص 486 رقم (874) وقال: "ضعيف".
3 -
"العلل" لأحمد -رواية المَرُّوْذِيّ وغيره- ص 167 - 168 رقم (297) وقال: "عبد الحكيم بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، وعبد الأعلى بن عبد اللَّه ابن أبي فَرْوَة، وإسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة: ليس بهم بأس إلَّا إسحاق، فإنَّه نفض يده وضعَّفه، وأَنْكَرَهُ".
4 -
"التاريخ الكبير"(1/ 396) وقال: "تركوه". وفيه: "نهى ابن حنبل عن حديثه".
5 -
"أحوال الرجال" ص 126 رقم (207) وقال: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يحلُّ الكتاب عنه".
6 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 45) -في باب من يرغب في الرواية عنهم-. و (3/ 55) وقال: "لا يُكْتَبُ حديثه".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 54 رقم (52) وقال: "متروك الحديث".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 102 - 103) وفيه عن محمد بن عاصم المِصْرِي: "قدمت المدينة ومالك بن أنس حيٌّ فلم أر أهل المدينة يشكُّون أنَّ إسحاق بن أبي فَرْوَة مُتَّهَمًا على الدِّين".
9 -
"الجرح والتعديل"(2/ 227 - 228) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال عمرو بن عليّ الصَّيْرَفِي: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ذاهب الحديث متروك الحديث".
10 -
"المجروحين"(1/ 131 - 132) وقال: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل".
11 -
"الكامل"(1/ 320 - 323) وقال: "لا يتابعه أحد على أسانيده ولا على متونه. . . وهو بَيِّنُ الأمر في الضعفاء".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 143 رقم (94) وقال: "متروك".
13 -
"الإِرشاد" للخَلِيلي (1/ 194) رقم (19) وقال: "ضعَّفوه جدًّا. تكلَّم فيه مالك والشَّافِعِي وتركاه".
14 -
"الميزان"(1/ 193 - 194) وقال: "لم أر أحدًا مَشَّاهُ".
15 -
"الكاشف"(1/ 63) وقال: "تركوه".
16 -
"التهذيب"(1/ 240 - 242) وفيه عن ابن عمَّار: "ضعيف ذاهب". وقال ابن خُزَيْمَة: "لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال البزَّار: "ضعيف". وقال السَّاجي: "ضعيف الحديث ليس بحجَّة". وفيه أنَّ ابن الجَارُود والدُّولابي وأبو العرب والسَّاجي وابن شاهين ذكروه في الضعفاء.
17 -
"التقريب"(1/ 59) وقال: "متروك، من الرابعة، مات سنة أربع وأربعين -يعني ومائة-"/ د ت ق.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 71) عن هيثم بن خَارِجة، عن حفص بن مَيْسَرَة، عن هشام، به. وأوله عنده:"إذا أراد اللَّه عز وجل بأهل. . . . ". وإسناده صحيح.
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 255) من طريق حفص بن مَيْسَرَة، عن هشام، به، بزيادة قوله:"في المعاش" في آخره.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 416) عن محمد بن عبيد اللَّه، حدَّثنا ابن وَهْب قال: أخبرني أيوب بن سعد، عن هشام، به. ثم قال:"وعن ابن وَهْب، حدَّثنا حفص بن مَيْسَرَة، عن هشام نحوه".
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 104 - 105) عن أبي سعيد قال: حدَّثنا سليمان -يعني ابن بلال-، عن شَرِيك -يعني ابن أبي نَمِر-، عن عطاء بن يَسَار، عن عائشة مرفوعًا:"يا عائشة أرفقي فإنَّ اللَّه إذا أراد بأهلِ بيتٍ خيرًا دَلَّهُمْ على باب الرِّفْقِ".
وإسناده حسن.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 19) بعد أن ذكر روايتي أحمد: "رواه أحمد ورجال الثانية رجال الصحيح".
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 256) مطوَّلًا، من طريق إبراهيم بن محمد بن عبَّاس بن عثمان الشافعي، حدَّثنا أبو غِرَارة
(1)
محمد -يعني ابن عبد الرحمن التَّيْمِي- قال أخبرني أبي، عن القاسم، عن عائشة مرفوعًا.
وفي إسناده (محمد بن عبد الرحمن التَّيْمي أبو غِرَارة) وهو ضعيف. انظر: "الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 336 رقم (454)، و"التهذيب"(9/ 291 - 292)، و"التقريب"(2/ 182).
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 37) إلى البيهقي في "الشُّعَب"، وابن أبي الدُّنْيَا في "ذَمِّ الغضب".
وله شاهد من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه، رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 404) رقم (1965) -من كشف الأستار-، عن إبراهيم بن سعيد، حدَّثنا يونس بن محمد، حدَّثنا أبو أُوَيْس، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا:"إذا أراد اللَّه بقومٍ خيرًا أدخل عليهم الرِّفْقَ".
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى هكذا إلَّا بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 19): "رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح".
* * *
795 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا محمد بن سنان، حدَّثنا عمرو بن محمد بن أبي رَزِين، حدَّثنا هشام بن حسان، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
(1)
تَصَحَّفَ في "الأسماء والصَّفات"، و"التهذيب"(9/ 291)، و"التقريب"(2/ 182)، إلى "غرازة" بالزاي. والتصويب من "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 1789)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 15)، وغيرهما.
عن ابن عمر قال: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تَيَمَّمَ بموضعٍ يقال له: مِرْبَدُ النَّعَمِ، وهو يرى بيوتَ المَدِينةِ.
(5/ 343 - 344) في ترجمة (محمد بن سِنَان بن يزيد القَزَّاز البَصْري أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والمحفوظ وَقْفُهُ على ابن عمر مِنْ فِعْلِهِ كما قال الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن سِنَان بن يزيد القَزَّاز البَصْرِي) وهو ضعيف: وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (98).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته مرفوعًا محمد بن سِنَان بهذا الإسناد، وتابعه محمد بن يونس الكُدَيْمي، فرواه عن عمرو بن محمد بن أبي رَزِين كذلك".
أقول: لا قيمة لمتابعة (محمد بن يونس الكُدَيْمي) فإنَّه متروك، واتُّهِم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (446).
وقال الخطيب أيضًا: "إنَّ المحفوظ أنَّه عن ابن عمر موقوفًا". ثم ساقه موقوفًا على ابن عمر من طريقين، ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله وقد سئل عنه:"يرويه عبيد اللَّه بن عمر، واختلف عنه، فرواه محمد بن سِنَان بن يزيد القزَّاز، عن عمرو بن محمد بن أبي رَزِين، عن هشام بن حسان، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وغيره يرويه عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا، وكذلك رواه أيوب السختياني، ويحيى بن سعيد الأَنْصَاريّ، ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن نافع، عن ابن عمر من فِعْلِهِ موقوفًا".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 180)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 184)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 224)، من طريق محمد بن سِنَان القَزَّاز، عن عمرو بن محمد، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح تفرَّد به عمرو بن محمد بن أبي رَزِين، وهو صدوق، ولم يخرِّجاه، وقد أوقفه يحيى بن سعيد الأَنْصَاريّ وغيره عن نافع عن ابن عمر". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في تصحيح الحاكم للحديث وموافقة الذَّهَبِيِّ له، نظر؛ فإنَّ فيه (محمد بن سِنَان القَزَّاز)، والذَّهَبِيُّ نَفْسُهُ يقول عنه في "المغني" (2/ 589):"مشهور، رماه بالكذب أبو داود وابن خِرَاش"!
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 441) بعد أن عزاه للدَّارَقُطْنِيّ والحاكم مرفوعًا: "إسناده ضعيف".
وذكره البخاري في التَّيمُّم، باب التَّيمُّم في الحضر إذا لم يجد الماء. . . (1/ 441) تعليقًا، فقال:"وأَقْبَلَ ابنُ عُمَرَ مِنْ أَرْضِهِ بالجُرْفِ فَحَضَرَتِ العَصْرُ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ فَصَلَّى، ثُمَّ دَخَلَ المَديِنةَ والشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدْ".
* * *
796 -
أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشَّاهِد -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِي، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن المُنَادي، حدَّثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَة، حدَّثنا النَّضْر بن شُمَيْل، حدَّثنا أبو نَعَامة، حدَّثنا أبو هُنَيْدَة البَرَاء بن نَوْفَل، عن وَالَان العَدَوي، عن حُذَيْفَة،
عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: أَصْبَحَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم
فصلَّى الغَدَاةَ ثم جلس حتَّى إذا كان مِنَ الضُّحَى، ضَحِكَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وساق الحديث بطوله
(1)
.
(5/ 345) في ترجمة (محمد بن سِنَان بن يزيد القَزَّاز البَصْري أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده جيِّد.
و(وَالَان بن بُهَيْس
(2)
-ويقال: ابن قِرْفَة- العَدَوي) ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 185) وسكت عنه.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 43) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 497).
4 -
"المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 979) و (4/ 1867)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"الإكمال" لابن مَاكُولا (3/ 306) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"تعجيل المنفعة" لابن حَجَر ص 287 وقال: "أخرج -يعني ابن حِبَّان- حديثه في صحيحه، وكذا أخرجه أبو عَوَانَة في زياداته على مسلم".
و(البَرَاء بن نَوْفَل العَدَوي أبو هُنَيْدَة) قد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 226) وقال: "كان معروفًا، قليل الحديث".
(1)
وهو في الشفاعة، وهو طويل جدًّا بمقدار ثلاث صفحات. انظره في المصادر التي روته والمذكورة في التخريج.
(2)
في "التاريخ الكبير"، و"الجرح والتعديل"، و"الثقات":"بيهس". وفي "تبصير المنتبه" لابن حَجَر (1/ 108)، و"تعجيل المنفعة":"بُهَيْس".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 55) وقال: "ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 118) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 399 - 400) وذكر توثيق ابن مَعِين له.
6 -
"تعجيل المنفعة" ص 345 ونقل قول ابن سعد السابق، وفاته ذكر توثيق ابن مَعِين له.
و(أبو نَعَامة) هو (عمرو بن عيسى بن سُوَيْد العَدَوي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 292):"ثقة، قيل: تغيَّر بِأَخَرَةٍ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 76): "صدوق اختلط، من السابعة"/ م قد تم ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 87).
و(حُذَيْفَة) هو (ابن اليَمَان) رضي الله عنه.
وبقية رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 4 - 5)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(1/ 56 - 59) رقم (56)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (1/ 149 - 151) رقم (76)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 134 - 136) رقم (6442)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 381 - 382) رقم (862) -مختصرًا-، والدُّولابي في "الأسماء والكُنَى"(2/ 155 - 156) -مشيرًا إليه-، وابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 310 - 312، وأبو عَوَانَة في "مسنده"(1/ 175 - 178)، وأبو بكر المَرْوَزِيّ في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق" ص 48 - 52 رقم (15)، والدَّارِمي في "الرَّدّ على الجَهْمِيَّة" ص 93 و 140 رقم (181 و 295) -مختصرًا-، وابن عدي في "الكامل"(2/ 741) في ترجمة (الحسن بن عمرو
العَبْدِيّ البَصْري) مشيرًا إليه فحسب-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 438 - 440)، من طريق أبي نَعَامة، عن أبي هُنَيْدَة البَرَاء بن نَوْفَل، به.
قال البزَّار: "هذا الحديث فيه رجلان لا نعلمهما رويا إلَّا هذا الحديث: أبو هُنَيْدَة البَرَاء بن نَوْفَل، فإنَّا لا نعلمُ روى حديثًا غير هذا، وكذلك وَالَان، لا نعلم روى إلَّا هذا الحديث، على أنَّ هذا الإسناد مع ما فيه من الإسناد الذي ذكرنا، فقد رواه جماعة من جلَّة أهل العلم بالنقل واحتملوه".
وقال ابن حِبَّان: "قال إسحاق -يعني ابن إبراهيم، وهو ابن رَاهُوْيَه-: هذا من أشرف الحديث. وقد روى هذا الحديثَ عِدَّةٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَ هذا منهم: حذيفةُ، وابن مسعودٍ، وأبو هريرةَ، وغيرُهُم. أخبرناه أبو خليفةَ، حدَّثنا عليُّ بن المَدِيني، حدَّثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حدَّثنا أبو نَعَامَةَ، حدَّثنا أبو هُنَيْدَة بإسناده نحوه".
وقال ابن خُزَيْمَة قبل ذكره للحديث: "إن صَحَّ الحديث". ثم قال بعد أَنْ رواه: "إنَّما استثنيت صحَّة الخبر في الباب لأنِّي في الوقت الذي ترجمت الباب لم أكن أحفظ في ذلك الوقت عن (وَالَان) خبرًا غير هذا الخبر. . . . ".
وقال ابن عدي: "هذا الحديث عُرِفَ من رواية النَّضْر بن شُمَيْل عن أبي نَعَامَة، رواه عنه الثقات. ثم حَدَّثَ به عليُّ بن المَدِيني، عن رَوْح بن عُبَادَة، عن أبي نَعَامَة. وسرقه من عليٍّ جماعة ضعفاء فرووه عن رَوْح، ثم حَدَّث به بعد ذلك الحسن بن عمرو العَدَوي".
وقال ابن الجَوْزي: "وَالَان مجهول لا يُعْرَف، قال أبو حاتم الرَّازي: وَالَان مجهول".
أقول: هذا وَهَمٌ من ابن الجَوْزي رحمه الله، فأبو حاتم إنَّما جَهَّلَ (وَالَان أبا عُرْوَة المُرَادِي) كما في "الجرح والتعديل"(9/ 43 - 44). أمَّا (وَالَان بن بُهَيْس
العَدَوي) فإنَّ ابن أبي حاتم في "الجرح"(9/ 43) لم يذكر عن أبيه تجهيلًا له، بل ذكر توثيق ابن مَعِين له.
وقال الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(1/ 191): "وَالَان غير مشهور إلَّا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت". كذا قال، وهو موضع نظر لما تقدَّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 374 - 375): "رواه أحمد وأبو يَعْلَى بنحوه والبزَّار ورجالهم ثقات".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "مسند أحمد"(1/ 161) رقم (15): "إسنادهُ صحيح".
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه اللَّه في تعليقه على "السُّنَّة" لابن أبي عاصم (2/ 349) رقم (751): "إسناده حسن".
وسيرويه الخطيب عقب هذا الحديث، من طريق عليّ بن المَدِيني، عن رَوْح بن عُبَادَة، عن أبي نَعَامَة، به.
* * *
797 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا عليّ بن المَدِيني، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة القَيْسي، حدَّثنا أبو نَعَامَة العَدَوي عمرو بن عيسى، حدَّثنا أبو هُنَيْدَة البَرَاء بن نَوْفَل، عن وَالَان العَدَوي، عن حُذَيْفَة بن اليَمَان،
عن أبي بكرٍ قال: أصْبَحَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلَّى الغَدَاة ثم جلس. "فذكر الحديث بطوله".
(5/ 345) في ترجمة (محمد بن سِنَان بن يزيد القَزَّاز البَصْرِي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده جيِّد.
وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق (796).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (796).
قال الخطيب عقب روايته له: "قال الشَّافِعِيُّ: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: حدَّثني عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال: حدَّثنيه أبي عن عليّ بن المَدِيني مثله".
* * *
798 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن المَالِكي، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو بكر محمد بن يعقوب بن شَيْبَة -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن شُجَاع الثَّلْجِي أبو عبد اللَّه، حدَّثنا يحيى بن آدم، حدَّثنا شَرِيك، عن عبيد اللَّه، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّهِ".
(5/ 350) في ترجمة (محمد بن شُجَاع أبو عبد اللَّه، يعرف بابن الثَّلْجِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ومتنه صحيح، ورد من حديث جماعة من الصحابة.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن شُجَاع الثَّلْجي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(6/ 2292 - 2293) وقال: "كان يضع أحاديث في التشبيه
ينسبه إلى أصحاب الحديث ليثلبهم به. . فلا يجب أن يشتغل به، لأنَّه ليس من أهل الرواية، حمله التعصب على أن وضع أحاديث يثلب أهل الأثر بذلك".
2 -
"تاريخ بغداد"(5/ 350 - 352) وفيه عن أحمد: "مبتدع صاحب هوى". وقال زكريا السَّاجي: "كان كذَّابًا، احتال في إبطال الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وردّه نصرة لأبي حَنِيفة ورأيه". وقال أبو الفتح الأَزْدِيّ: "كذَّاب لا تحلُّ الرواية عنه لسوء مذهبه، وزَيْغِهِ عن الدِّين".
3 -
"الميزان"(3/ 577 - 579) وقال: "كان مع هَنَاتِهِ ذا تِلَاوةٍ وَتَعَبُّدٍ، ومات ساجدًا في صلاة العصر، ويُرْحَمُ إن شاء اللَّه".
4 -
"المغني"(2/ 591) نقل قول ابن عدي السابق باختصار. وعلَّق محقق "المغني" الدكتور نور الدين عِتْر على ذلك بقوله: "فقيه أهل العراق في وقته، والمقدَّم في الفقه والحديث، ورع عابد، ضُعِّف في الحديث. وأفرط ابن عدي فيه، ولا يصحُّ عنه ما قاله ابن عدي. انظر "الفوائد البهية" ص 171 - 172".
أقول: أمره أشدُّ ممَّا ذَكَرَ أستاذنا العِتْر حفظه المولى، يُعْلَمُ مِمَّا تقدَّم عن النُّقَّاد.
5 -
"التقريب"(2/ 169) وقال: "متروك، ورُمي بالبِدْعَةِ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة ست وستين -يعني ومائتين-، وله خمس وثمانون"/ تمييز.
كما أنَّ فيه (شريك) وهو (ابن عبد اللَّه النَّخَعي الكوفي): صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).
و(عبيد اللَّه) هو (ابن عمر العُمَرِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (395).
التخريج:
لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث ابن عمر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
لكن معناه قد ورد من حديثه، فقد روى أبو يعلى في "مسنده"(10/ 154 - 155) رقم (5775) -واللفظ له-، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 81 - 82) رقم (182) و (183) و (184) و (185)، والآجُرِّي في "الشريعة" ص 184، من طريق الزُّهْرِيّ، عن عبد الرحمن بن هُنَيْدَة، عن ابن عمر مرفوعًا:"إذا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ نَسَمَةً قال مَلَكُ الأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فيقولُ، فَيَقْضِي اللَّهُ أَمْرَهُ. ثُمَّ يقولُ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ أَمْرَهُ. ثم يَكْتُبُ بين عَيْنَيْهِ ما هُوَ لَاقٍ حتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا".
ورواه بنحوه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 82) رقم (186)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 23) رقم (2149) -من كشف الأستار- من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعًا.
وإسناد أبي يَعْلَى وابن أبي عاصم رقم (184 و 185): صحيح.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 193): "رواه أبو يعلى، والبزَّار، ورجال أبي يَعْلَى رجال الصحيح".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 77 - 84)، و"الشَّريعة" لأبي بكر الآجُرِّي ص 182 - 186، و"شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" لأبي القاسم اللَّالِكَائي (4/ 590 - 597)، و"مسند الشِّهَاب" رقم (52 و 1325)، و"جامع الأصول"(10/ 113 - 116)، و"مجمع الزوائد"(7/ 192 - 193)، و"المقاصد الحسنة" ص 240 - 241.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 22) رقم (2150) -من كشف الأستار-، والآجُرِّيّ في "الشَّريعة" ص 185، واللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(4/ 596) رقم (1057)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّهِ، والسَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ في بَطْنِهَا".
وروى شطره الأول من حديث أبي هريرة مرفوعًا، الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 5).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 193): "رواه البزَّار والطبراني في الصغيرة، ورجال البزَّار رجال الصحيح".
وقال الحافظ العِرَاقي وتلميذه الحافظ ابن حَجَر: "صحيح". كما في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 241.
* * *
799 -
أخبرني عبد العزيز بن عليّ الورَّاق، حدَّثنا عليّ بن عمر السُّكَّري -إملاءً-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن شُعَيْب بن صالح البُخَاري -قَدِمَ علينا حاجًّا في سنة ثمان وثلثمائة-، أخبرنا أبو شِهَاب مَعْمَر بن محمد بن مَعْمَر البَلْخِي، حدَّثنا مَكِّي بن إبراهيم.
وأخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن الخطيب البَلْخِي، أخبرنا محمد بن أحمد بن شَاذَان الفقيه -بِبَلْخ-، حدَّثنا أبو شِهَاب مَعْمَر بن محمد العَوْفِي، حدَّثنا المَكِّي بن إبراهيم، حدَّثنا هشام بن حسَّان، والحسن بن دينار، عن محمد بن وَاسِع، عن عبد اللَّه بن الصَّامِت،
عن أبي ذَرٍّ قال: أَوْصَانِي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: أَوْصَانِي أَنْ أَنْظُرَ إلى مَنْ هو دُونِي ولا أَنْظُرَ إلى مَنْ هو فَوْقِي، وَأَوْصَانِي بحُبِّ المَسَاكينِ والدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَوْصَانِي بأَنْ أَقُولَ -وفي حديث ابن شَاذَان: أَنْ أَقُول الحَقَّ- وإنْ كانَ مُرًّا، وَأَوْصَانِي بأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَوْصَانِي أنْ لا أَخَافَ في اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَوْصَانِي أَنْ لا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا، وَأَوْصَانِي أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.
(5/ 354 - 355) في ترجمة (محمد بن شعيب بن صالح البُخَاري أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
في إسناده (الحسن بن دينار التَّمِيمي البَصْري) وهو متروك. إلَّا أن (هشام بن حسَّان الأَزْدِي) -وهو ثقة- قد تابعه في ذات الإِسناد.
و(الحسن بن دينار) ستأتي ترجمته في حديث (999).
و(هشام بن حسَّان) تقدَّمت ترجمته في حديث (753).
وفي الطريق الأول صاحب الترجمة (محمد بن شعيب بن صالح البُخَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ في الطريق الثاني (محمد بن أحمد بن شَاذَان الفقيه) لم أقف له على ترجمة.
وباقي رجال الإِسنادين حديثهم حسن.
والحديث روي من طرق عِدَّة يصحُّ بمجموعها.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 159)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 229)، والطبراني في "الصغير"(1/ 268)، من طريق عفَّان بن مُسْلِم، عن سَلَّام أبو المُنْذِر، عن محمد بن وَاسِع، به.
وإسناده حسن.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 91)، من طريق يزيد بن عمر المَدَائِني، عن سلَّام أبي المنذر، به.
كما رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 91)، من طريق هشام بن حسان والحسن بن دينار، عن محمد بن واسع، به.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 337) رقم (450)، من طريق الأسود بن
شَيْبَان، عن محمد بن وَاسِع، به، دون قوله:"وأوصاني أن لا أسأل النَّاس شيئًا".
وإسناد ابن حِبَّان رجاله ثقات على شرط مسلم، عدا (إسماعيل بن يزيد القطان) قال أبو حاتم عنه:"صدوق" كما في ترجمته من "الجرح والتعديل" لابنه (2/ 205).
ورواه الطبراني في "الكبير"(2/ 166) رقم (1648)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 107) رقم (3309) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيمْ في "الحِلْيَة"(1/ 59 - 160)، من طريق يحيى بن زكريا الغَسَّاني، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن بُدَيْل بن مَيْسَرَة، عن عبد اللَّه بن الصَّامت، عنه، به، دون قوله:"وأوصاني أن لا أسأل النَّاس شيئًا".
قال البزَّار: "لا نعلم أسند إسماعيل عن بُدَيْل إلّا هذا، وبُدَيْل لم يسمع من ابن الصَّامت وإن كان قديمًا".
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 232)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 166 - 167) رقم (1649)، من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشَّعْبِي -وربما قال إسماعيل: عن بعض أصحابنا-، عن أبي ذَرٍّ مرفوعًا به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 93): "رجاله ثقات إلّا أنَّ الشَّعْبِيَّ لم أجد له سماعًا من أبي ذَرٍّ".
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 173) مختصرًا، من طريق عمر مولى غُفْرَة، عن ابن كعب، عن أبي ذَرٍّ مرفوعًا.
وفيه (عمر بن عبد اللَّه المَدَني مولى غُفْرَة) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 59): "ضُعِّفَ وكان كثير الإرسال".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 265): "رواه الطبراني في "الصغير"
و"الكبير" بنحوه، وزاد: أن لا أسأل النَّاس شيئًا، ورجاله رجال الصحيح غير سلَّام أبي المنذر وهو ثقة، ورواه البزَّار".
أقول: قوله: "وزاد: وأن لا أسأل الناس شيئًا"، ليس بصواب، فهذه الجملة عنده في "الصغير" أيضًا.
وقال أيضًا في "المجمع"(3/ 93): "رواه الطبراني في "الكبير"، و"الصغير" بنحوه، وأظنه رواه أحمد. . . ".
وقد جاء بعضه في حديثٍ رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 287 - 289) رقم (362) عن أبي ذَرٍّ مطوَّلًا جدًّا.
قال الهيثمي في "موارد الظمآن" ص 54: "فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغَسَّاني. قال أبو حاتم وغيره: كذَّاب".
* * *
800 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي الدِّيْبَاجي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رِزْق الثاني، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القَطَّان، وأبو محمد عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكَّرِي
(1)
، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، قالوا: أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة قال: حدَّثني محمد بن صالح الوَاسِطي، عن سليمان بن محمد، عن عمر بن نافع، عن أبيه قال:
قال عبد اللَّه بن عمر: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائمًا على هذا المِنْبَر -يعني مِنْبَرَ رسول اللَّه- وهو يحكي عن ربِّه تعالى فقال: "إنَّ اللَّه إذا كان
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "السكوني". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 119)، و"السِّيرَ"(17/ 386).
يومُ القيامةِ، جَمَعَ السمواتِ السَّبْعِ والأرضينَ السَّبْعِ في قَبْضَتِهِ، ثم قال: هكذا وشدَّ قَبْضَتَهُ ثم بَسَطَهَا
(1)
، ثُمَّ يقول: أنا اللَّهُ، أنا الرحمنُ، أنا المَلِكُ، أنا القُدُّوسُ، أنا السَّلامُ، أنا المُهَيْمِنُ، أنا العزيزُ، أنا الجبَّارُ، أنا المُتَكَبِّرُ، أنا الذي بدأتُ الدُّنْيَا ولم تكُ شيئًا، أنا الذي أُعيدُها، أين المُلُوكُ، أين الجَبَابِرَةُ"؟ .
(5/ 356) في ترجمة (محمد بن صالح الوَاسِطي البِطِّيْخِي أبو إسماعيل).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن صالح الوَاسِطي البِطِّيْخِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 36) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا.
كما أنَّ فيه (سليمان بن محمد) وهو (العُمَرِي) كما صرَّح به أبو الشيخ في "العَظَمَة"(2/ 441)، وقد ترجم له البخاري في "تاريخه"(4/ 35)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 139)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(عمر بن نافع) هو (العَدَوي المَدَني مولى ابن عمر) قال ابن حَجَر عنه في التقريب" (2/ 63): "ثقة من السادسة"/ خ م د س ق. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (2/ 1024) -مخطوط-، و"التهذيب" (7/ 499 - 500).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
وأصل الحديث في "الصحيحين".
التخريج:
رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 46 - 47 رقم (9)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "ثم قبضها"! . والتصويب من "جزء" الحسن بن عَرَفَة ص 46.
وعن الحسن بن عَرَفَةَ من طريقه المتقدِّم، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "العَظَمَة"(2/ 440 - 442) رقم (132)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 64 - 65)، وأبو القاسم عليّ بن بَلْبَان المَقْدِسي في "المقاصد السَّنِيَّة في الأحاديث الإِلهية" ص 390 - 391.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 159 - 160) إلى ابن مَرْدُوْيَه، وابن النَّجَّار أيضًا.
وأصل الحديث صحيح، رواه البخاري في التوحيد، باب قوله اللَّه تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (13/ 393) رقم (7412)، ومسلم في صفات المنافقين، باب صفة القيامة (4/ 2148) رقم (2788)، وأبو داود في السُّنَّة، باب الردّ على الجَهْمِيَّة (5/ 100) رقم (4732)، وابن ماجه في المقدمة، باب فيما أنكرت الجَهْمِيَّة (1/ 71 - 72) رقم (198)، وابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 72 و 73، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 55) وغير موضع، وأبو القاسم الَّلالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(3/ 417 و 418 و 419)، عن أبن عمر مرفوعًا:"إنَّ اللَّه يَقْبِضُ يومَ القيامةِ الأرضَ وتكونُ السماواتُ بِيَمِيْنِهِ ثم يقولُ: أنا المَلِكُ". واللفظ للبخاري.
* * *
801 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن عليّ بن حُبَيْش، أخبرنا أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر، حدَّثنا محمد بن صالح بن النَّطَّاح، حدَّثنا أَرْطَاة أبو حاتم قال: حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أَنْ تكونَ سُنَّةً لأَمَرْتُ بالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صلاةٍ".
(5/ 358) في ترجمة (محمد بن صالح بن مِهْرَان، المعروف بابن النَّطَّاح).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "لولا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتي لأَمَرْتُهُمْ بالسِّواكِ عند كُلِّ صلاةٍ".
ففيه (أَرْطَاة بن المُنْذِر البَصْرِي أبو حاتم) وقد ترجم له ابن عدي في "الكامل"(1/ 421 - 422) وقال: "لأَرْطَاة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته، في بعضها خطأ وغلط". وذكر حديثه هذا كما سيأتي.
وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 170 - 171)، وابن حَجَر في "اللسان"(1/ 338)، ونقلا ما تقدَّم عن ابن عدي.
وقد خَلَطَ الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 64) بينه، وبين (أَرْطَاة بن المنذر الحِمْصِي الأَلْهَاني أبو عدي) فقال:"أَرْطَاة بن المنذر، عن ابن جُرَيْج. قال ابن عدي: بعض أحاديثه غلط. ووثَّقه أحمد وابن مَعِين وابن حِبَّان". مع أنَّه نفسه رحمه الله قد نبَّه في "الميزان"(1/ 171) في ترجمة (أرْطَاة بن المنذر البصري أبو حاتم) على الفرق بينهما، فقال:"أمَّا أَرْطَاة بن المنذر المشهور فتابعي حِمْصِي. . . وهو ثقة فقيه زاهد عابد كبير".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال لنا أبو نُعَيْم يقال: إنَّ هذا ممَّا تفرَّد به أرْطَاة عن عبيد اللَّه".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 99) رقم (778) -، والدُّولابي في "الكُنَى"(1/ 143)، عن محمد بن صالح بن النَّطَّاح
(1)
، عن أَرْطَاة، به.
(1)
صُحِّفَ في "الكُنى" إلى: "البطاح". والتصويب من "تاريخ بغداد"(5/ 358)، و"التهذيب"(9/ 227)، و"التقريب"(2/ 170).
قال الطبراني: "لم يروه عن ابن جُرَيج إلّا أَرْطَاة. تفرَّد به محمد بن صالح".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 98) بعد أن عزاه للطبراني: "فيه أَرْطَاة أبو حاتم ولم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات".
وقد تقدَّم أنَّ ابن عدي ترجم لـ (أَرْطَاة) هذا.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 375) رقم (13389)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 421 - 422) -في ترجمة (أَرْطَاة بن المنذر أبو حاتم) - من طريق محمد بن صالح بن مِهْرَان النَّطَّاح، عن أَرْطَاة، به مرفوعًا بلفظ:"لولا أن أشُقَّ على أُمَّتي لأمرتهم بالسِّواكِ عند كُلِّ صَلاةٍ".
قال ابن عدي عقبه: "هو خطأ، إنما يرويه عبيد اللَّه عن سعيد المَقْبُرِي، عن أبي هريرة. على أنه قد روي عن هشام بن حسَّان، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا خطأ أيضًا. وهذه الطريق كان أسهل عليه إذا قال: عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر؛ لأنَّه طريق واضح".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 674) إلى الطبراني في "الأوسط"، والخطيب فحسب.
وقد صَحَّ من حديث جماعة من الصحابة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"لولا أنْ أَشُقَّ على أُمَّتي لأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ عند كُلِّ صَلاةٍ". انظر مروياتهم والكلام عليها في: "جامع الأصول"(7/ 174 - 176)، و"مجمع الزوائد"(2/ 96 - 99)، و"التلخيص الحَبِير" (1/ 62 - 63) -وفيه:"قال ابن مَنْدَه: وإسناده مجمع على صحته"-، و"الترغيب والترهيب"(1/ 164 - 167)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 66 - 67 حيث عَدَّه من المتواتر.
ومن ذلك، ما رواه البخاري في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة
(2/ 374) رقم (887)، ومسلم في الطهارة، باب السواك (1/ 220) رقم (252)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
* * *
802 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا محمد بن صالح بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، أخبرني يحيى بن سعيد، أخبرني أبو صالح أنَّ رجلًا من بني أَسَدٍ حدَّثه قال:
مررتُ على أبي ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ فحدَّثني أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مِنْ أَشَدِّ أُمَّتي حُبًّا لي أُنَاسٌ يكونونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لو يُعْطِي أَهْلَهُ ومَالَهُ بأَنْ يَرَانِي".
(5/ 358) في ترجمة (محمد بن صالح بن عبد الرحمن الأَنْمَاطِي أبو بكر، معروف بِكِيْلَجَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ففيه جَهَالَةُ الرجل من بني أسد الذي حدَّث عن أبي ذَرٍّ، فإنَّه لم يسمّ.
و (أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 156 و 170) من طريقين، عن يحيى بن سعيد، عن أبي صالح، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 66): "رواه أحمد، ولم يسمّ التابعي، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح".
وقال ابن عبد البَرِّ في "الاستذكار"(1/ 237): "ذكره ابن أبي شَيْبَة عن أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح، عن رجل من بني أَسَدٍ، عن أبي ذَرٍّ". وذكر الحديث.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 112) إلى أحمد فقط.
وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "مِنْ أَشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، نَاسٌ يكونونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لو رآني بِأَهْلِهِ ومَالِهِ". رواه مسلم في الجنَّة، باب فيمن يودُّ رؤية النبيِّ صلى الله عليه وسلم (4/ 2178) رقم (2832).
تَمَّ المجلَّد الرابع بعون اللَّه تعالى وفضله