المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة   تأليف الدكتور خلدون الأحدب أستاذ الحديث وعلومه - زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة - جـ ٥

[خلدون الأحدب]

فهرس الكتاب

زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة

تأليف

الدكتور خلدون الأحدب

أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة

المجلد الخامس

الأحاديث

[803 - 1075]

ص: -1

بسم الله الرحمن الرحيم

803 -

أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن صالح السَّقطِي المُقْرِئ -إملاءً في جامع المنصور-، حدَّثنا أبو بكر بن أبي زيد الفقيه -بمكَّة-، حدَّثنا محمد بن يونس، حدَّثنا قُرَيْش -هو ابن أنس-، حدَّثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة،

عن أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان على حِراء، هو، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اثْبُتْ حِرَاءُ فما عليك إلَّا نَبِيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهِيدَانِ".

(5/ 365) في ترجمة (محمد بن صالح السَّقَطِي المُقْرِئ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِي) وهو مُتَّهَم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (446).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن صالح السَّقَطِي المُقْرِئ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو داود الطَّيَالِسي في "مسنده" ص 266 رقم (1985) عن عِمْران، عن

ص: 5

قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا. ولفظ المرفوع عنده:"اثبت فإنما عليك نبيٌّ أو صِدِّيق أو شهيد".

ورواه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 524) رقم (869) من طريق رَوْح، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن أنس قال:"صَعِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حِرَاءُ أو أُحُدًا" على الشكِّ، وذكره.

وعلى الشكِّ أيضًا رواه الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" -كما في "عوالي الحارث بن أبي أُسامة" رواية أبي نُعَيْم ص 49 رقم 49 - ، عن رَوْح، عن سعيد، به.

ورواه يحيى بن سعيد القَطَّان، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:(أُحُد) دون شك، رواه عنه البخاري في فضائل الصحابة، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا خليلًا (7/ 22) رقم (3675)، وفي (7/ 53) رقم (3699)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفَّان (5/ 624) رقم (3697)، وأبو داود في السُّنَّة، باب في الخلفاء (5/ 40). رقم (4651)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 28) رقم (6869)، وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 338) رقم (2964).

وعلَّقه البخاري (7/ 42) رقم (3686) فقال: وقال لي خليفة: حدَّثنا محمد بن سَوَاء، وكَهْمَس بن المِنْهَال، قالا: حدَّثنا سعيد، عن قَتَادَة، عن أنس بلفظ "أحد" دون شك أيضًا.

ورواه البخاري أيضًا في الموطن الأخير هذا، وأبو داود في الموطن السابق. أيضًا، وابن حِبَّان في "صحيحه" رقم (6826)، وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 466) رقم (3196)، من طريق يزيد بن زُرَيْع، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، به، بلفظ "أُحُد" دون شكٍّ كذلك.

ص: 6

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 112) عن يحيى بن سعيد، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا بلفظ "أُحُد" دون شكٍّ أيضًا.

ورواه النَّسَائي في "فضائل الصحابة" ص 71 رقم (32) من طريق يزيد ويحيى معًا، عن سعيد، به، دون شكِّ أيضًا.

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(5/ 289 - 290) رقم (2910)، من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد، به، دون شكِّ أيضًا.

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(7/ 38): "وقع في رواية لمسلم ولأبي يعلى من وجه آخر عن سعيد: "حراء"، والأول أصحّ -يعني "أحد"-، ولولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القِصَّة. ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد، فإني وجدته في "مسند الحارث بن أبي أسامة" عن رَوْح بن عُبَادة، عن سعيد، فقيل فيه: أُحُد أو حِرَاء" بالشكِّ. وقد أخرجه أحمد من حديث بُرَيْدة بلفظ "حِرَاء" وإسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى من حديث سهل بن سعد بلفظ "أحد" وإسناده صحيح فقوي احتمال تعدد القِصَّة".

أقول: رواية مسلم هذه التي أشار إليها الحافظ ابن حَجَر، لم أقف عليها. والذي يظهر لي، أنَّ رواية من رواه عن (سعيد بن أبي عَرُوبة) بلفظ "أُحُد" أولى، فإنَّ الاختلاف فيه من سعيد كما قال الحافظ رحمه الله.

وسعيد قد اختلط في أَخَرَةٍ كما في ترجمته من "التهذيب"(4/ 63 - 66)، وممن روى عنه قبل اختلاطه (يزيد بن زُرَيْع)، وهو من أثبت النَّاس فيه، ففي ترجمته من "التهذيب" (11/ 326):"قال إبراهيم بن عَرْعَرْة: لم يكن أحد أثبت من يزيد بن زُرَيْع. وقال أبو بكر الأَسَدِي عن أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. . . وقال أبو طالب عن أحمد: ما أتقنه وما أحفظه يا لك من صحة حديث صدوق متقن، وكلُّ شيء رواه يزيد بن زُرَيْع عن سعيد بن أبي عَرُوبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد، سماعه منه قديم".

ص: 7

وقال ابن حِبَّان في "الثقات"(6/ 360) في ترجمة (سعيد بن أبي عَرُوبة): "وبقي خمس سنين في اختلاطه وأحبُّ إليَّ أن لا يحتج به إلّا بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل: ابن المبارك ويزيد بن زُرَيْع وذويهما".

و(يزيد بن زُرَيْع) روى الحديث عن سعيد بن أبي عَرُوبة بلفظ "أُحُد"، دون شكٍّ، وروايته عند البخاري وأبي داود كما تقدَّم.

أما رواية (قُرَيْش بن أنس الأنصاري) عند الخطيب، و (عِمْرَان بن دَاوَر) عند أبي داود الطَّيَالِسِي، عن سعيد بن أبي عَرُوبة بلفظ "حراء"، فهي مرجوحة، و (قُرَيْش بن أنس) قال عنه في "التقريب" (2/ 125):"صدوق تغَّير بأَخَرَةِ". و (عِمْرَان بن دَاوَر القَطَّان) قال عنه في "التقريب"(2/ 83): "صدوق يَهِم". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وما قدَّمت إنما هو بخصوص حديث أنس وحده، وإلّا فإنَّهُ قد صَحَّ من أكثر من طريقٍ أنَّ ذلك كان في (حِرَاء) أيضًا.

ومن ذلك ما رواه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزُّبَيْر (4/ 1880) رقم (2417)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفَّان (5/ 624) رقم (3696)، وأحمد في "المسند"(2/ 419)، عن أبي هريرة:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان على حِرَاءٍ هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزُّبَيْر، فتحركت الصخرةُ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اهْدَأْ فما عليك إلَّا نبيُّ أو صِدِّيقٌ أو شهيدٌ".

وانظر شواهده أيضًا في: "الفضائل الصحابة" لأحمد رقم (83 و 84 و 867 و 869 و 1274)، و"فضائل الصحابة" للنَّسَائي رقم (53 و 101 و 103 و 104)، و"جامع الأصول"(8/ 566 - 567) و (8/ 640 - 641)، و"مجمع الزوائد"(9/ 55).

* * *

ص: 8

804 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي -بمكَّة في المسجد الحَرَام-، حدَّثنا أحمد بن يحيى الحُلْوَاني، حدَّثنا يحيى بن أيوب العَابِد، حدَّثنا محمد بن صَبِيح بن السَّمَّاك، عن عَائِذ بن نُسَيْر، عن عطاء،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ في هذا الوَجْهِ من حَاجٍّ أو مُعْتَمِرٍ، لم يُعْرَضْ ولم يُحَاسَبْ، وقيل له: ادْخُلِ الجَنَّةَ".

(5/ 369) في ترجمة (محمد بن صَبِيح أبو العبَّاس، يعرف بابن السَّمَّاك).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عَائِذ بن نُسَيْر المُكْتِب) وهو ضعيف. وقد تقَّدمت ترجمته في حديث (173).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (173).

* * *

805 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي -بمكة في المسجد الحَرَام-، حدَّثنا أحمد بن يحيى الحُلْوَاني، حدَّثنا يحيى بن أيوب العَابِد، حدَّثنا محمد بن صَبِيح بن السَّمَّاك، عن عَائِذ بن نُسَيْر، عن عطاء،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يُبَاهي بالطائفين".

(5/ 369) في ترجمة (محمد بن صَبِيح أبو العبَّاس، يعرف بابن السَّمَّاك).

ص: 9

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عَائِذ بن نُسَيْر المُكْتِب) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (173).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(80/ 8) رقم (4609)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 216)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(8/ 43 - 44) رقم (3803)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1992) -في ترجمة (عَائِذ بن نُسَيْر) -، من طريق محمد بن صَبِيح بن السَّمَّاك، عن عَائِذ بن نُسَيْر، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 208): "رواه أبو يَعْلَى، والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد الطبراني محمد بن صالح العَدَوي لم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وإسناد أبي يعلى فيه عَائِذ بن نُسَيْر".

ورواه عنها مسدَّد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (1/ 338) رقم (1140) وقال: "بِضَعْفٍ".

ورواه ابن عدي في "الكامل" في الموضع السابق، من طريق سفيان الثَّوْري، عن رجل، عن عطاء، عن عائشة مرفوعًا به، وقال:"قال أبو البَخْتَرِي -وهو أحد رجال إسناد ابن عدي-: يقال: هذا الرجل: عَائِذ بن نُسَيْر".

أقول: وفي إسناده عند ابن عدي: (يحيى بن يَمَان العِجْلي) وهو صدوق كثير الخطأ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (611).

ورواه البيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(8/ 42 - 43) رقم (3802)، من طريق محمد بن صَبِيح بن السَّمَّاك، عن عَائِذ، عن محمد بن عبد اللَّه البَصْري، عن عطاء، عن عائشة موقوفًا عليها من قولها.

ص: 10

وفي إسناده (محمد بن عبد اللَّه البَصْري) وقد كُذِّبَ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (519).

* * *

806 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي.

وأخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكَيْر، أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيْعِي، قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثني أبي، حدَّثنا محمد بن السَّمَّاك -زاد الشَّافِعِي: أبو العبَّاس، ثم اتفقا-، عن يزيد بن أبي زياد، عن المُسَيَّب بن رافع،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَشْتَرُوا السَّمَكَ في المَاءِ فإنَّه غَرَرٌ".

(5/ 369) في ترجمة (محمد بن صَبِيح أبو العبَّاس، يعرف بابن السَّمَّاك).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّحَ الدَّارَقُطْنِيّ والبيهقي والخطيب: وَقْفَهُ.

ففيه انقطاع بين (المسيَّب بن رافع الأَسَدي) و (عبد اللَّه بن مسعود). ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 163 عن أبي حاتم الرازي: "المسيَّب بن رافع عن ابن مسعود مرسل". وقال مرَّة: "لم يلق ابن مسعود". وقيل لأبي زُرْعَة: المسيَّب بن رافع سمع من عبد اللَّه؟ قال: "لا برأسه".

كما أنَّ فيه (يزيد بن أبي زياد القُرَشي الهَاشِمي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (654).

قال الخطيب عقب روايته له: "قال القَطِيْعي: قال أبو عبد الرحمن -يعني عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل- قال أبي: وحدَّثنا به هُشَيْم، عن يزيد فلم يرفعه. قلت -القائل الخطيب-: كذلك رواه زائدة بن قُدَامَة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفًا على ابن مسعود، وهو الصحيح".

ص: 11

التخريج:

رواه أحمد في "مسنده"(1/ 388) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن الإِمام أحمد، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 258) رقم (10491)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 214)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 340)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 105) -عن الخطيب-.

قال أبو نُعَيْم: "غريب المَتْنِ والإِسناد، لم نكتبه من حديث ابن السَّمَّاك إلَّا من حديث أحمد بن حنبل".

وقال البيهقي: "هكذا روي مرفوعًا، وفيه إرسال بين المسيَّب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هُشَيْم عن يزيد موقوفًا على عبد اللَّه. ورواه أيضًا سفيان الثَّوْري عن يزيد موقوفًا على عبد اللَّه أنَّه كَرِهَ بيع السَّمك في الماء".

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول ابن مسعود، رواه هُشَيْم وزائدة كلاهما عن يزيد لم يرفعه، فيمكن أن يكون يزيد قد رفعه في وقت، فإنَّه كان يُلَقَّنُ فَيَتَلَقَّنُ، ويمكن أن يكون الغلط من ابن السَّمَّاك، وقد قال عليٌّ ويحيى: يزيد لا يُحْتَجُّ به".

ورواه الطبراني في "الكبير"(9/ 373 - 374) رقم (9607) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن المسيَّب بن رافع، عن عبد اللَّه بن مسعود موقوفًا عليه من قوله.

قال الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(5/ 275 - 276) وقد سئل عن الحديث فقال: "يرويه يزيد بن أبي زيادة عن المسيَّب بن رافع، واختلف عنه، فرفعه أحمد بن حنبل، عن أبي العبَّاس محمد بن السَّمَّاك، عن يزيد، ووقفه غيره كزائدة وهُشَيْم عن يزيد بن أبي زياد، والموقوف أَصَحُّ".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 80): "رواه أحمد موقوفًا ومرفوعًا،

ص: 12

والطبراني في "الكبير" كذلك. ورجال الموقوف رجال الصحيح. وفي رجال المرفوع شيخ أحمد: محمد بن السَّمَّاك ولم أجد من ترجمه!! وبقيتهم ثقات".

أقول: شيخ الإِمام أحمد هو صاحب الترجمة: (محمد بن صَبِيح أبو العبَّاس، يعرف بابن السَّمَّاك)، قال ابن نُمَيْر عنه:"صدوق وليس حديثه بشيء". وقد ترجم له في "الجرح والتعديل"(7/ 290)، و"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 32)، و"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 146، و"تاريخ بغداد"(5/ 368 - 373)، وغيرها. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

ولم أقف على الرواية الموقوفة عند أحمد في "المسند"، واللَّه أعلم.

* * *

807 -

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفَقِيه، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أبي سَمُرَة البَغَوي، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان الوَاسِطي، حدَّثنا محمد بن ضو بن الصَّلْصَال بن الدَّلَهْمَس، حدَّثني أبي: ضو بن صَلْصَال،

عن صَلْصَال بن الدَّلَهْمَس قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزالُ أُمَّتي في فسحةٍ مِنْ دِيْنِها ما لم يُؤخِّروا المَغْرِبَ إلى اشتباكِ النُّجومِ، ولم يُؤَخِّروا صلاة الفَجْرِ إلى امِّحاق النُّجومِ، ولم يَكِلُوا الجنائزَ إلى أَهْلِهَا".

(5/ 374 - 375) في ترجمة (محمد بن الضَّو بن الصَّلْصَال بن الدَّلَهْمَس الكوفي أبو جعفر، يعرف بأبي الغَضَنْفَر).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله شواهد.

ففيه صاحب الترجمة (محمد بن الضَّو بن الصَّلْصَال بن الدَّلَهْمَس الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(2/ 310) وقال: "شيخ روى عن أبيه المناكير، لا يجوز الاحتجاح به".

ص: 13

2 -

"تاريخ بغداد"(5/ 374 - 376) وقال: "ليس بمحلٍّ لأن يؤخذ عنه العلم، لأنَّه كان كذَّابًا، وكان أحد المتهتكين المشتهرين بشرب الخمر والمجاهرة بالفجور".

3 -

"الأباطيل والمناكير" للجُورقَاني (2/ 319) وقال: "كان كذَّابًا وكان أحد المتهتكين المشهورين بشرب الخمر والمجاهرة بالفجور".

4 -

"لسان الميزان"(5/ 206 - 207) وذكر ما تقدَّم.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث يحفظ بغير هذا الإسناد، ومحمد بن الضَّو ليس بمحلٍّ لأنَّ يؤخذ عنه. . . . ".

التخريج:

رواه مختصرًا ابن مَنْدَه، من طريق محمد بن الضَّو بن الصَّلْصَال، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"لا تزال أُمَّتي على الفِطْرَة ما لم يؤخِّروا صلاة المغرب إلى اشتباك النُّجوم". وقال: "هذا غريب". كذا في "الإصابة" لابن حَجَر (2/ 193).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 888) إلى الخطيب وحده، ونقل قوله المتقدِّم.

وللحديث شواهد، فشطره الأول:"لا تزال أُمَّتي في فسحة من دِيْنِهَا ما لم يؤخِّروا المغرب إلى اشتباك النجوم"، رواه أبو داود في الصلاة، باب في وقت المغرب (1/ 291) رقم (418)، وأحمد في "المسند"(4/ 147) و (5/ 417 و 421 - 422)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 174) رقم (339)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 190 - 191)، وغيرهم، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا:"لا تزالُ أُمَّتي بخير -أو قال: على الفِطْرَةِ-، ما لم يؤخِّروا المغرب إلى أَنْ تشتبك النُّجومُ"

وإسناده حسن.

ص: 14

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وله شواهد أخرى انظرها في: "المستدرك"(1/ 190)، و"مصباح الزجاجة"(1/ 87)، و"مجمع الزوائد"(1/ 310 - 311).

وسيأتي له شاهد من حديث السائب بن يزيد برقم (2078).

أمَّا شطره الثاني: "ولم يؤخِّروا صلاة الفجر إلى امِّحَاق النجوم".

فله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لا تزال أُمَّتي على الفِطْرَةِ ما أَسْفَرُوا بصلاةِ الفَجْر". رواه البزار في "مسنده"(1/ 193) رقم (381) -من كشف الأستار-.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 315): "رواه البزَّار والطبراني في "الكبير"، وفيه حفص بن سليمان ضعَّفه ابن مَعِين والبخاري وأبو حاتم وابن حِبَّان، وقال ابن خِرَاش: كان يضع الحديث، ووثَّقه أحمد في رواية وضعَّفه في أخرى".

وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم الحث على الإسفار في الفجر وأنَّه أعظم للأجر. انظر الأحاديث الواردة في ذلك: "جامع الأصول"(5/ 252 - 253)، و"مجمع الزوائد"(1/ 315 - 316)، و"نصب الراية"(1/ 235 - 236).

أمَّا شطره الأخير: "ولم يَكِلُوا الجنائز إلى أهلها".

فقد رواه عبد الرزاق الصَّنْعَانِيّ في "مصنَّفه"(3/ 515) رقم (6530)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 268) رقم (3263) من حديث الحارث بن وَهْب مرفوعًا بلفظ:"لا تزال أُمَّتي على مُسَكَةٍ من دينها ما لم يَكِلُوا الجنائز إلى أهلها".

قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 32): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات".

ص: 15

وله شاهد آخر انظره في: "المستدرك"(1/ 370)، و"مجمع الزوائد"(1/ 311).

غريب الحديث:

قوله: "تشتبك النجوم" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 441): "أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها".

* * *

808 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن طاهر بن أبي الدُّمَيْك، حدَّثنا سليمان بن الفضل الزَّيْدِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن هَمَّام، عن قَتَادَة،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ المَرْءِ حُسْنُ ظَنِّهِ".

(5/ 377) في ترجمة (محمد بن طاهر بن خالد أبو العبَّاس، يعرف بابن أبي الدُّمَيْك).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سليمان بن الفضل الزَّيْدِي)، وقد ترجم له ابن عدي في "الكامل" (3/ 1199) وقال:"ليس بمستقيم الحديث". وقال أيضًا: "رأيت له غير حديث منكر".

وترجم له في "اللسان"(3/ 100) ونقل ما تقدَّم عن ابن عدي.

و (همَّام) هو (ابن يحيى بن دينار العَوْذِيّ البَصْرِيّ أبو عبد اللَّه): ثقة حافظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (683).

ص: 16

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1139) -في ترجمة (سليمان بن الفضل الزَّيْدِي) -، عن محمد بن طاهر، عن سليمان بن الفضل، به.

قال ابن عدي عقبه: "بهذا الإسناد لا أصل له".

وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 219) في ترجمة (سليمان) هذا، ونقل قول ابن عدي السابق مُقِرًّا له، وكذا ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 100).

وعزاه في الجامع "الكبير"(1/ 847) إلى أبي سعد

(1)

السَّمَّان في "مشيخته" أيضًا.

* * *

809 -

أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأَهْوَازِي، أخبرنا أبو الفرج محمد بن الطَّيِّب بن محمد البَلُّوطي الحافظ البغدادي -بالأهْوَاز- قال: أخبرنا جُبَيْر الوَاسِطي، ومحمد بن أحمد بن أسد الهَرَوي، وأبو الذَّرّ أحمد بن محمد بن محمد -واللفظ له-، قالوا: حدَّثنا عبيد اللَّه بن جَرِير بن جبلة، حدَّثنا أبو زيد الهَرَوي، حدَّثنا شُعْبَة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن سَلِمَة قال:

قال معاذ: يا معشر العرب اعلموا أنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(5/ 378 - 379) في ترجمة (محمد بن الطَّيِّب بن محمد البَلُّوطي أبو الفرج).

(1)

صُحِّفَ في "الجامع الكبير" إلى: "أبي أسعد". والتصويب من "الأنساب"(7/ 130). واسمه: (إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي). ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(18/ 55 - 60) ونعته بقوله: "الإِمام الحافظ العلّامة البارع المتقن". وسمع من نحو أربعة آلاف شيخ، وكان يذهب إلى الاعتزال. وكانت وفاته سنة (445 هـ).

ص: 17

مرتبة الحديث:

إسناده تالف، ومَتْنُهُ متواتر.

ففيه شيخ الخطيب (محمد بن الحسن بن أحمد الأَهْوَازي أبو الحسين) وهو مُتَّهَم. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 218 - 219)، و"اللسان"(5/ 124 - 125).

وفيه (عبد اللَّه بن سَلَمَة المُرَادي الكوفي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 83):"صويلح". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 420): "صدوق تغيَّر حِفْظُهُ". وستأتي ترجمته في حديث (1416).

و(أبو زيد الهَرَوي) هو (سعيد بن الربيع العامري الحَرَشِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 295):"ثقة من صغار التاسعة، وهو أقدم شيخ للبخاري وفاة"/ خ م ت س. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(10/ 428 - 430)، و"التهذيب"(4/ 27).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 116 - 117) رقم (1224) عن أحمد -يعني ابن عبيد اللَّه بن جَرِير بن جَبَلَة-، عن أبيه، عن أبي زيد الهَرَوي، به. لكن دون قول معاذ:"يا معشر العرب اعلموا".

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلَّا أبو زيد، تفرَّد به عبيد اللَّه".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 146): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أنَّ الطبراني قال: حدَّثنا أحمد حدَّثنا أبي، ولا أعرفهما".

أقول: (أحمد) هو (ابن عبيد اللَّه بن جَرِير بن جَبَلَة)، وقد صرَّح به قَبْلُ.

وقول الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح"، موضع نظر، فإنَّ (عبد اللَّه بن سَلِمَة المُرَادِيّ) لم يخرَّج له البخاري أو مسلم في "صحيحيهما". انظر "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (15/ 50).

ورواه ابن الجَوْزي في مقدِّمة كتابه "الموضوعات"(1/ 67 - 68)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ص: 18

ومتن الحديث متواتر، وقد سبق الكلام على ذلك في حديث رقم (146).

* * *

810 -

قرأت في أصل كتاب أبي بكر البَرْقاني -بِخَطِّهِ-، أملى علينا القاضي أبو محمد بن الأَكْفَاني قال: حدَّثنا أبو بكر محمد بن الحسن المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن طريف الحَنَفي المؤدِّب -على شَطِّ نَهْرِ عيسى-، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم، حدَّثنا أبو زهير، عن أبي حَنِيفة، عن محمد بن المُنْتَشِر، عن أبيه، عن حَبِيب بن سالم،

عن النُّعْمَان بن بَشِير، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ: {فَلَا

(1)

تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} [سورة محمد: الآية 35]. قال ابن المُنْتَشِر: منتصبة السين.

(5/ 384 - 385) في ترجمة (محمد بن طريف الحَنَفِي المُؤَدِّب).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (محمد بن طريف الحَنَفي المؤدِّب) وهو (محمد بن يوسف بن يعقوب الرَّازي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (3/ 397 - 398) وقال:"روى عنه النَّقَّاش غير شيء، فمرَّةً ينسبه إلى محمد بن طريف بن عاصم مولى عليّ بن أبي طالب، ومرَّةً يقول: محمد بن نبهان، ومرَّةً يقول: محمد بن يوسف، ومرَّة يقول: محمد بن عاصم الحَنَفي". ونقل الخطيب عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "شيخ دجَّال كذَّاب، يضع الحديث، والقراءات، والنُّسَخ، وضع نحوًا من ستين نسخة قراءات ليس لشيء منها أصل، ووضع من الأحاديث المسندة ما لا يضبط". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (433).

و (أبو زهير) هو (عبد الرحمن بن مَغْرَاء الدَّوْسِي الكوفي): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (433).

(1)

في المطبوع: "ولا تهنوا" وهو خطأ.

ص: 19

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه السُّيُوطِيُّ في "الدر المنثور"(7/ 505) إليه وحده.

وله شاهد ذكره السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 505) فقال: "أخرج أبو نصر السِّجْزِيّ في "الإبانة" عن عبد الرحمن بن أَبْزَى قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ هؤلاء الأحرف: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} [سورة البقرة: الآية 208]، {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} [سورة الأنفال: الآية 61]، {وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} [سورة محمَّد: الآية 35] بنصب السين".

قال ابن الجَوْزي في "زاد المسير"(7/ 413): "قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكِسَائي، وحفص بن عاصم: (إلى السَّلْم) بفتح السين. وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم: بكسر السين".

* * *

811 -

أخبرني الحسن بن محمد بن الحسن الخَلَّال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عِمْرَان، حدَّثنا محمد بن القاسم الأَنْبَاري، حدَّثنا الحسن بن عليّ العَنزِي، حدَّثنا العبَّاس بن عبد اللَّه بن جعفر بن سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس، حدَّثتني جدَّتي فَائِقة بنت عبد اللَّه أُمّ عبد الواحد بن جعفر بن سليمان قالت: أنا يومًا عند المُهْدِيِّ أمير المؤمنين وكان قد خرج متنزهًا إلى الأَنْبار، إذ دخل عليه الرَّبيع -[وذكرت قِصَّةً جرت للمَهْدِيِّ مع أعرابي استضافه]-، فقال المَهْدِيُّ فذكرت دعاءً سمعته من أبي، يحكيه عن أبيه، عن جَدِّه،

عن ابن عبَّاس رفعه قال: "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: بسم اللَّه وباللَّه ولا حَوْل ولا قوة إلَّا باللَّه، اعتصمت باللَّه وتوكلت على اللَّه، حسبي اللَّه لا حَوْل ولا قوَّة إلَّا باللَّه العلي العظيم، وُقي وكُفي وشُفي من الحرق والغرق والهدم وميتة السوء".

ص: 20

(5/ 396 - 397) في ترجمة (محمد المهدي بن عبد اللَّه المنصور بن محمد بن عليّ أبو عبد اللَّه، أمير المؤمنين).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (أحمد بن محمد بن عِمْران النَّهْشَلِي ابن الجُنْدِيّ أبو الحسن) وهو ضعيف جدًّا، واتَّهمه ابن الجَوْزي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (589).

كما أنَّ فيه (فَائِقة بنت عبد اللَّه) لم أقف لها على ترجمة.

وكذلك (الحسن بن عليّ العَنَزِي) و (العبَّاس بن عبد اللَّه بن جعفر) لم أقف لهما على ترجمة.

و (المهدي) و (والده)، ليسا يعرفان بالنقل.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

812 -

حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن أبي طالب الطَّيِّب الدَّسْكَرِي -بحُلْوَان لفظًا-، أخبرنا أبو بكر بن المُقْرِئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو محمد عَبْدَان عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بن زياد الجَوَالِيقي القاضي العَسْكَرِي، حدَّثنا زيد بن الحَرِيش، حدَّثنا ابن رَجَاء، عن سفيان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"غَيِّروا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ".

(5/ 405) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عبد الأعلى أبو يحيى، يعرف بابن كُنَاسَة).

ص: 21

مرتبة الحديث:

غير محفوظ من هذا الطريق، والصحيح أنَّه عن عُرْوَة مُرْسَلًا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

قال الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ -فيما نقله عنه الخطيب قبل أن يسوق الحديث- وقد سُئِلَ عنه من الطريق المتقدِّم: "كذلك روي عن حفص بن الحَبَطي، عن هشام. ورواه الحُفَّاظ من أصحاب هشام، عن هشام، عن عُرْوَة مُرْسَلًا، وهو الصحيح".

ونقل الخطيب عن أبي بكر بن المُقْرِئ أنَّه قال: "أنا سألت عَبْدَان عن هذا الحديث، وحدَّثني جماعة من أصحابنا، عن يحيى بن صَاعِد، عن عَبْدَان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغَسَّاني، عن هشام".

كما نقل عن ابن مَعِين قوله: "حديث: "غَيِّرُوا الشَّيْب" إنَّما هو عن عُرْوَة مرسل".

وفي إسناده (زيد بن الحَرِيش الأَهْوَازي) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 561) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 251) وقال: "ربما أخطأ".

3 -

"ذيل ميزان الاعتدال" للعِرَاقي ص 253 - 254 رقم (407)، وفيه عن ابن القَطَّان:"مجهول الحال".

و(ابن رجاء) هو (عبد اللَّه بن رجاء المكِّي البَصْري أبو عِمْرَان)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (8/ 414): ثقة تغيَّر حفظه قليلًا، من صغار الثامنة"/ ر م د س ق. وانظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 500 - 504)، و"التهذيب"(5/ 211).

- و (سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْري): إمام ثقة حافظ حُجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

ص: 22

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 133 - 134) عن أحمد بن محمد بن الجَهْم السِّمَّرِي، عن محمد، عن يحيى، عن هشام بن عُرْوَة، به.

وعنده في آخره زيادة قوله: "والنصارى".

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلَّا محمد".

أقول: (محمد) هو (ابن حَرْب النَّشَائي الوَاسِطي)، و (يحيى) هو (ابن أبي زكريا الغَسَّاني أبو مروان).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(160 - 161): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخ له اسمه أحمد، ولم أعرفه، والظَّاهر أنَّه ثقة لأنَّه أكثر عنه، وبقية رجاله ثقات".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 584) إلى الخطيب وحده.

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 734) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(5/ 159) وما بعد.

ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في اللباس، باب الخضاب (10/ 354) رقم (5899)، ومسلم في اللباس، باب في مخالفة اليهود في الصبغ (3/ 1663) رقم (2103)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ اليهودَ والنصارى لا يَصْبِغُونَ فَخَالِفُوهُمْ".

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 407) رقم (5449)، وأحمد في "المسند"(2/ 261)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"غَيِّرُوا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود والنصارى".

وإسناده صحيح كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(13/ 274) رقم (7536).

* * *

ص: 23

813 -

أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان -إملاءً-، حدَّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا محمد بن بِشْر العَبْدِيّ، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن عثمان بن عُرْوَة،

عن عُرْوَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ".

(5/ 405 - 406) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عبد الأعلى أبو يحيى، يعرف بابن كُنَاسَة).

مرتبة الحديث:

مرسل، ورجال إسناده ثقات. وقد صَحَّ مرفوعًا من غير هذا الطريق.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (812).

* * *

814 -

أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيمي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا عليّ بن شُعَيْب، حدَّثنا ابن نُمَيْر، حدَّثنا هشام،

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: غَيِّرُوا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ".

(5/ 406) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عبد الأعلى أبو يحيى، يعرف بابن كُنَاسَة).

مرتبة الحديث:

مرسل. ورجال إسناده ثقات عدا شيخ الخطيب (الحسن بن عليّ التَّمِيمِي)،

ص: 24

فقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "المغني"(1/ 163) وقال: "صدوق إن شاء اللَّه. وقد خلط في بعض سماعاته شيئًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (696).

و (ابن نُمَيْر) هو (عبد اللَّه بن نُمَيْر الهمداني الخَارِفي الكُوفِيّ أبو هشام): حافظ ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (199 هـ) عن (84) سنة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 244 - 245)، و"التهذيب"(6/ 57 - 58)، و"التقريب"(1/ 457).

والحديث قد صَحَّ مرفوعًا من غير هذا الطريق.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (812).

* * *

815 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقاني، أخبرنا الحسين بن عليّ التَّمِيمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن ميمون -بغدادي بالإِسْكَنْدَرِيَّة-، حدَّثنا الوليد قال: حدَّثنا الأَوْزَاعي، عن يحيى، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"قال اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمنُ، وأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، واَشَتَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ".

(5/ 426 - 427) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن ميمون الإِسْكَنْدَرَانِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

صحيح. رجال إسناده كلُّهم ثقات.

ص: 25

و (أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِي المَدَني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1401).

و(يحيى) هو (ابن أبي كثير اليَمَامي أبو نصر): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (646).

و(الأَوْزَاعي) هو (عبد الرحمن بن عمرو): إمام ثقة فقيه مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (21).

و(الوليد) هو (ابن مُسْلِم القُرَشِي الدِّمَشْقِيّ أبو العبَّاس): عالم الشَّام، حافظ ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، خرَّج له الستة، وتوفي عام (194 هـ). وقد صرَّح بالتحديث عن الأوزاعي في إسناد الخطيب. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 211 - 220)، و"التهذيب"(11/ 151 - 155)، و"التقريب"(2/ 336).

وصاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الإِسْكَنْدَرَانِي): "صدوق ثقة" كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 304).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 498) عن يزيد، عن محمد، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: قال اللَّه عز وجل: أنا الرَّحْمَنُ، وهي الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لها مِنْ اسْمِي، مَنْ يَصِلُهَا أَصِلُهُ، وَمَنْ يقطعها أقطعه فَأَبُتُّه".

أقول: إسناد أحمد حسن، ورجاله رجال الصحيحين، إلَّا أنَّ (محمد بن عمرو بن عَلْقَمَة بن وقَّاص اللَّيْثِيّ المَدَني): صدوق تَكَلَّم فيه بعضهم من قِبَلِ حفظه، وأخرج له الشيخان، أمَّا البُخَاري فمقرونًا بغيرة وتعليقًا، وأمَّا مسلم فمتابعة. وستأتي ترجمته في حديث (1064).

وقد تابعه (يحيى بن أبي كثير) -وهو ثقة- عند الخطيب.

ص: 26

ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 157) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو رواية أحمد، دون قوله:"شققت لها من اسمي"، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه. وقد روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل، وعائشة، وعبد اللَّه بن عمرو". وأقرَّه الحافظ الذَّهَبِيُّ.

والحديث رواه البخاري، في الأدب، باب من وصل وصله اللَّه (10/ 417) رقم (5988)، وغيره، عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الرَّحِمِ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطْعْتُهُ".

ومعنى قوله: "إنَّ الرَّحِمِ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ": "أنَّها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها مُنْقَطِعٌ من رحمة اللَّه". كذا في "فتح الباري"(10/ 418).

وقد فات الإِمام الهيثمي أن يذكر حديث الإِمام أحمد السابق في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه، حيث إنَّ من أخرجه من أصحاب الكتب الستة، لم يُخَرِّجوه باللفظ الذي عنده، وفيه زيادات ليست في رواياتهم، واللَّه أعلم.

* * *

816 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر الزُّهَيْرِي، حدَّثنا الهيثم -يعني ابن جَمِيل-، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامة،

عن أنس: أنَّه كان إذا كَلَّمَ أحدًا أو نَازَعَهُ، فَعَل ذلك ثلاثًا، ويقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يفعله.

(5/ 428) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن جعفر الزُّهَيْرِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات؛ إلَّا أنَّ (الهيثم بن جَمِيل البغدادي الأَنْطَاكي أبو سهل)

ص: 27

قال الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 326): "ثقة من أصحاب الحديث، وكأنَّه تَرَكَ فتغيَّر، من صغار التاسعة"/ بخ قد عس ق. وترجم له ابن عدي في "الكامل"(7/ 2562) وقال: "ليس بالحافظ يغلط على الثقات". وقال أيضًا: "يغلط الكثير على الثقات كما يغلط غيره، وأرجو أنَّه لا يتعمد الكذب". وانظر ترجمته أيضًا في "التهذيب"(11/ 90 - 91).

و(ثُمَامَة) هو (ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك): ثقة. وكان يقول: صحبت جدِّي ثلاثين سنة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).

التخريج:

لم أجده بتمام هذا اللفظ عند غير الخطيب. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ورواه البخاري في العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثًا ليفهم عنه (1/ 188) رقم (94)، والتِّرْمِذِيّ في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية أن يقول عليك السلام مبتدئًا (5/ 72) رقم (2723)، وأحمد في "المسند"(3/ 217)، من طريق عبد الصمد، عن عبد اللَّه بن المثنى، عن ثُمَامَة، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّه كان إذا سَلَّمَ سَلَّمَ ثلاثًا، وإذا تَكَلَّمَ بكلمةٍ إنما أعادها ثلاثًا".

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 221) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد اللَّه بن المثنَّى قال: سمعتُ ثُمَامَة بن أنس يذكر أنَّ أنسًا إذا تكلَّمَ تكلَّمَ ثلاثًا ويذكر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ ثلاثًا وكان يستأذنُ ثلاثًا".

وقوله في الحديث "أو نازعه"، لم أقف على هذه الزيادة في كُلِّ ما رجعت إليه. ولم يتضح لي المقصود من قوله "أو نازعه" على التعيين، ومحتمل أن يكون المراد بالنزاع، الخصام الذي يؤدي إلى الهَجْر، فيكون المعنى: أنَّ من خاصمه لا يهجره فوق ثلاث ليالٍ، لنهيه صلى الله عليه وسلم أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث ليال. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

ص: 28

817 -

أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الورَّاق، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن جعفر القَطَّان -بالبَصْرَة، إملاءً في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو عبيد اللَّه بن الربيع -بمِصْرَ-، حدَّثنا أبو لُقْمَان قال: حدَّثنا هاشم بن القاسم، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرَة،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا غَضَبَ عُمَرَ، فإنَّ اللَّه يَغْضَبُ إذا غَضِبَ".

(5/ 430) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه النَّخَّاس أبو لُقْمَان).

مرتبة الحديث:

منكر.

ففي إسناده صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن خالد النَّخَّاس الخُرَاسَانِي أبو لُقْمَان) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(5/ 430 - 431) وقال: "كان ضعيفًا يروي المنكرات عن الثقات".

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 604) وقال: "عن أبي النَّضْر هاشم بن القاسم بخبر منكر في فضل عمر. ضعَّفه الخطيب".

3 -

"لسان الميزان"(5/ 224 - 225) وأقرَّ ابن حَجَر فيه ما قاله الذَّهَبِيُّ في "الميزان"، وذكر الحديث المتقدِّم. وأقره أيضًا في "تهذيب التهذيب"(9/ 254).

4 -

"التقريب"(2/ 176) وقال: "مقبول، من الثانية عشرة"/ ق.

أقول: قول الحافظ ابن حَجَر: "مقبول"، موضع نظر، فإنَّه ضعيف لقول الخطيب السابق فيه، ولم يُذْكَرْ لغيره فيه جرح أو تعديل.

ص: 29

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 191) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وذكر قول الخطيب السابق في (محمد بن عبد اللَّه النَّخَّاس).

ورواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" ص 127 رقم (93)، من طريق الحارث الأعور، عن عليٍّ مرفوعًا به.

و (الحارث): ضعيف، مكذَّب في رأيه، والجمهور على توهين أمره. وستأتي ترجمته في حديث (937).

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 94) رقم (304).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 17) إلى الحاكم في "تاريخه"، وأبي نُعَيْم "في فضائل الصحابة"، وابن النَّجَّار أيضًا. وَفَاتَهُ أن يعزوه لابن شاهين.

* * *

818 -

أخبرنا التَّنُوخي، أخبرنا سهل بن أحمد الدِّيْبَاجي، حدَّثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكُوفِيّ -بِمِصْرَ-، حدَّثنا أبو لُقْمَان البغدادي، وجعفر بن محمد الرَّازي، قالا: حدَّثنا سفيان بن بِشْر، حدَّثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن محمد،

عن أبيه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بُدَيْل بن وَرْقَاء الخُزَاعي ينادي أيَّام مِنَى:"إنَّها أيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".

(5/ 430 - 431) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه النَّخَّاس أبو لُقْمان).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف، وهو مرسل: والحديث صحيح من غير هذا الطريق.

ففيه (سهل بن أحمد بن عبد اللَّه الدِّيْبَاجي أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(9/ 121 - 122) وفيه عن الأَزْهَرِي: "كان كذَّابًا،

ص: 30

رافضيًا، زِنْدِيقًا". وقال محمد بن أبي الفَوَارس:"كان آية ونكالًا في الرواية، وكان رافضيًا غاليًا فيه، وكتبنا عنه كتاب محمد بن محمد بن الأشعث لأهل البيت مرفوع، ولم يكن له أصل نعتمد عليه، ولا كتاب صحيح". وقال العَتِيقي: "كان رافضيًا، ولم يكن في الحديث بذاك". وقال الأَزْهَري: "لم يكن له أصل يعتمد عليه، ولا كتاب صحيح، ورأيت في داره على الحائط مكتوبًا: لَعْنَ أبي بكر وعمر، وباقي الصحابة العشرة سوى عليّ". عامله اللَّه بما يستحق. وكانت وفاته عام (330 هـ).

2 -

"المغني"(1/ 286) وقال: "رمي بعظيمتين: الرَّفْض، والكذب".

3 -

"لسان الميزان"(3/ 117) وذكر بعض ما تقدَّم في "تاريخ بغداد".

كما أنَّ فيه (محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي أبو الحسن نزيل مِصْر) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(6/ 2303 - 2304) وقال: "مقيمٌ بمِصْر، كتبت عنه بها، وحَمَلَهُ

(1)

شِدَّةٌ مَيْلِهِ إلى التَّشَيُّع أَنْ أَخْرَجَ لنا نسخته قريبًا من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدِّه إلى أن ينتهي إلى عليّ والنبيّ صلى الله عليه وسلم، كتاب يخرجه إلينا بخطٍّ طريٍّ على كَاغِدٍ جديد، فيها مقاطيع، وعامَّتها مسندة، مناكير كلّها أو عامَّتها". وقال أيضًا:"وكان مُتَّهمًا في هذه النسخة، ولم أجد له فيها أصلًا ".

2 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 101 رقم (52) وقال: "آية من آيات اللَّه ذلك الكتاب، هو وضعه أعني -العلويات-".

3 -

"لسان الميزان"(5/ 362) وقال بعد أن ذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق: "وقد وقفت على بعض الكتاب المذكور وسمَّاه "السنن"، ورتَّبه على الأبواب، وكلّه بسندٍ واحدٍ". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله في "غرائب مالك": "كان ضعيفًا".

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه النَّخَّاس)، وهو ضعيف يروي

(1)

في "الكامل": "حمله" من دون واو. وهي مثبتة في "اللسان"(5/ 362) نقلًا عن "الكامل".

ص: 31

المنكرات عن الثقات كما قال الخطيب. وسبقت ترجمته في الحديث السابق (817).

و(جعفر) هو (ابن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، المعروف بالصادق): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).

ووالد (محمد): (عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب زين العابدين): تابعي ثقة ثَبْتٌ، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فمولده كان عام (33 هـ). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).

التخريج:

لم أقف عليه من هذا الطريق المرسل في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "الإِصابة"(1/ 141) في ترجمة (بُدَيْل بن وَرْقَاء الخُزَاعي) رضي الله عنه، فقال:"روى أبو نُعَيْم من طريق ابن جُرَيْج، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أُمِّ الحارث بنت عيَّاش بن أبي ربيعة أنها رأت بُدَيْل بن وَرْقَاء يطوف على جَمَلٍ أَوْرَقَ بمِنَى يقول: "إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام فإنَّها أيام أكلٍ وشُرْبٍ. ورواه البَغَوي من طريق ابن جُرَيْج أيضًا لكن قال: بلغني عن محمد بن يحيى. وروى ابن السَّكَن من طريق مُفَضَّل بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبَّاس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر (بُدَيْلًا) فذكر نحوه".

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(6/ 347 - 350)، و"نصب الراية"(2/ 484 - 485)، و"التلخيص الحَبير"(2/ 196 - 197).

ومن تلك الشواهد، ما رواه مسلم في الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق (2/ 80) رقم (1141) عن نُبَيْشَة الهُذَلِي رضي الله عنه مرفوعًا:"أيامُ التَّشْرِيقِ أيامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ".

* * *

ص: 32

819 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه القِرْمِطِي -من ولد عامر بن ربيعة، بغداد-.

وأخبرنا الهيثم بن محمد بن عبد اللَّه الخَرَّاط -بأَصْبَهَان-، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه القِرْمِطِي العَدَوي -من ولد عامر بن ربيعة-، حدَّثنا عثمان بن يعقوب العُثْمَانِي، حدَّثنا محمد بن طلحة التَّيْمِي، حدَّثنا بشير بن ثابت بن أُسَيْد بن ظُهَيْر، وحدَّثني أيضًا عن أخته سُعْدَى بنت ثابت، عن أبيهما ثابت،

عن جدِّهما أُسَيْد بن ظُهَيْر قال: اسْتَصْغَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَافِعَ بن خَدِيج يوم أُحُدٍ، فقال له عمُّه ظُهَيْر: يا رسول اللَّه إنَّه رَجُلٌ رَامٍ، فَأَجَازَهُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَأَصَابَهُ سَهْمٌ في لَبَّتِهِ فجاء به عَمُّهُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ ابنَ أخي أَصَابَهُ سَهْمٌ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نُخْرِجَهُ أَخْرَجْنَاهُ، وإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَدَعَهُ فإنَّه إنْ مَاتَ وهو فيه مَاتَ شَهِيدًا".

(5/ 434) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه العَدَوي، يعرف بالقِرْمِطِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه العَدَوي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (ثابت بن أُسَيْد بن ظُهَيْر) وولديه (بشير) و (سُعْدَى)، لم أقف على من ترجم لهم.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 179) رقم (569) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ص: 33

وعن الطبراني من طريقه المتقدِّم، رواه أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(2/ 262) رقم (883).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 108): "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه".

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 28 - 29)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(2/ 214 - 215) رقم (826)، من طريق محمد بن طلحة بن الطويل، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظُهَيْر، عن أخته سُعْدَى بنت ثابت، عن أبيها، عن جَدِّها أنس مرفوعًا بنحوه.

قال البخاري: "إن لم يكن أخا أُسَيْد بن ظُهَير فلا أدري".

وقال أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(2/ 262): "ذكره بعض الواهمين من حديث الحِزَامي فقال: حسين بن ثابت بن أنس بن ظُهَيْر، وصَحَّفَ في اسم أُسَيْد فقال: أنس بن ظُهَيْر وجعلهم ترجمة في ذكر من اسمه أنس"

(1)

.

وعزاه في "الجامع الكبير"(2/ 256) إلى أبي نُعيْم فحسب!

وله شاهد من حديث رافع بن خَدِيج، رواه الطبراني في "الكبير"(4/ 282) رقم (4341).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 108): "رواه الطبراني وفيه من لم أعرف".

وله شاهد آخر من حديث امرأة رافع بن خَديج، رواه أحمد في "المسند"(6/ 378) بنحوه، والطبراني في "الكبير"(4/ 282 - 283) رقم (4242) مطوَّلًا.

(1)

هذا الطريق الذي وقع فيه الوَهَم، ذكره أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(2/ 214 - 215) رقم (826).

ص: 34

وفيه: أنَّ الجُرْحَ انْتَقَضَ عليه في خلافة معاوية فمات منه، وأنَّ ابن عمر جاء على قبره وجلس في سياق قِصَّةٍ ذكرها.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 345 - 346): "رواه الطبراني، وامرأة رافع وإن كانت صحابية وإلَّا فإنِّي لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات".

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 561) من طريق الحسين بن الفرج، حدَّثنا محمد بن عمر الوَاقِدِي قال: وذكر نحوه دون أن يذكر الوَاقِدِي سنده. وفيه أنَّ الجُرْحَ انْتَقَضَ عليه في خلافة عثمان ومات منه. ثم ذكر الحاكم بإسناده عن بشير بن يَسَار أنَّه قال: مات رافع بن خَدِيج في أول سنة أربع وسبعين وهو ابن ست وثمانين وحضر ابن عمر جِنَازَتَهُ، وكان رافع يُكْنَى أبا عبد اللَّه ومات بالمدينة".

وتعقَّب الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" ذلك فقال: "هذا لا يصحُّ ولا يستقيمُ معناه، لأنَّ ابن عمر كان في [ذلك] التاريخ بمكَّة مريضًا، أو قد مات، والظاهر موت رافع قبل هذا، فإنَّ شُعْبَة روى عن أبي بشر عن يوسف بن مَاهَك قال: رأيت ابن عمر قائمًا بين قائمتي سرير رافع بن خَدِيج".

وانظر تحقيق ذلك في "الإِصابة" لابن حَجَر (1/ 496).

* * *

820 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر، أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد اللَّه بن عمرو المَرْوَزِي.

وحدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن المُنْتَجع -قدم علينا حاجًّا-، حدَّثنا عليّ بن خَشْرَم، حدَّثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُعْدُبَة، عن صفوان بن سُلَيْم، عن سليمان بن يَسَار،

ص: 35

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما عُبِدَ اللَّهُ بشيءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ في الدِّينِ".

(5/ 436 - 437) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن المُنْتَجِع المَرْوَزِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله طرق معلولة، وهو ضعيف. والمحفوظ أنَّه من قول ابن شِهَاب الزُّهْرِيِّ كما قال البيهقي.

ففيه (ابن جُعْدُبَة) وهو (يزيد بن عِيَاض بن جُعْدُبَة اللَّيْثِي المَدَني أبو الحَكَم) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 412) وقال: "كان قليل الحديث، يُسْتَضْعَفُ".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 675) وقال: "ضعيف". وقال مرَّةً: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(8/ 351 - 352) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"أحوال الرجال" ص 128 رقم (213) وقال: "ذهب حديثه، سكت الناس عنه".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 255 رقم (678) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 387 - 388).

7 -

"الجرح والتعديل"(9/ 282 - 283) وفيه عن أحمد بن صالح: "أظن يزيد بن عياض كان يضع للنَّاس -يعني الحديث-". وقال عبد الرحمن بن القاسم: "سألت مالكًا عن ابن سَمْعَان فقال: كذَّاب. قلت: يزيد بن عِيَاض، قال:

ص: 36

أَكْذَبُ وأَكْذَبُ". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

8 -

"المجروحين"(3/ 108 - 109) وقال: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير والمقلوبات عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته صار ساقط الاحتجاج به".

9 -

"الكامل"(7/ 2717 - 2720) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".

10 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 397 رقم (588).

11 -

"تاريخ بغداد"(14/ 329 - 332) وفيه عن ابن مَعِين: "كان يكذب". وقال عليّ بن المَدِيني: "ضعيف وليس بالقويِّ". وقال عمرو بن علي الفَلَّاس: "ضعيف الحديث جدًّا". وقال أحمد بن صالح: "متروك الحديث". وقال مسلم بن الحجَّاج: "منكر الحديث". وقال زكريا السَّاجي: "منكر الحديث".

12 -

"الكاشف"(3/ 248) وقال: "يترك".

13 -

"التقريب"(2/ 369) وقال: "كذَّبه مالك وغيره، من السادسة"/ ت ق.

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 79)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 196) رقم (201) -، والبيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(4/ 340 - 343) رقم (1584)، وأبو بكر الآجُرِّيّ في "أخلاق العلماء" ص 22، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 150 - 151) رقم (141)، من طريق يزيد بن عِبَاض، عن صفوان بن سُلَيْم، به

(1)

مطوَّلًا.

(1)

في "المعجم الأوسط": "عن صفوان بن سُلَيْم، عن عطاء بن يسار" بدلًا من (سليمان بن يسار). وكذلك وقع عند الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 110).

ص: 37

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 121) بعد أن عزاه للطبراني في "المعجم الأوسط": "فيه يزيد بن عِيَاض وهو كذَّاب".

وذكره ابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم"(1/ 26) تعليقًا عن يزيد بن هارون، عن يزيد بن عِيَاض، به مطوَّلًا.

ورواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 27) رقم (537)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 192)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 25 - 26)، و"الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 110) -نشرة الدكتور الطَّحَّان-، من طريق يزيد بن عِيَاض، غن صفوان بن سُلَيْم، به

(1)

مختصرًا بلفظ الخطيب المذكور في "تاريخ بغداد".

ورواه الخطيب في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 21) مختصرًا بلفظ "التاريخ"، من طريق أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صَبيح بالكوفة قال: وجدت في كتاب جدِّي: حدَّثنا محمد بن أبي عثمان الأَزْدِي، حدَّثنا الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

وهو طريق ضعيف لأنَّه مروي عن طريق الوِجَادَةِ، هذا أولًا. وثانيًا: أنَّ فيه انقطاعًا بين الحسن البَصْري وأبي هريرة، فإنَّه لم يسمع منه إلَّا حديثًا واحدًا أو أكثر -عند بعضهم- ليس هذا منها. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38 - 39، و"نصب الراية"(1/ 90 - 91)، و"تهذيب التهذيب" (2/ 267 - 270). وانظر كذلك حديث (419). . . وثالثًا: أنَّ (محمد بن أبي عثمان الأَزْدِيّ) هذا، لم أقف على من ترجم له، واللَّه أعلم.

قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 6) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط"، والآجُرِّيّ، وأبي نُعَيم في "رياض المتعلمين": إسناده ضعيف.

(1)

انظر التعليق السابق.

ص: 38

وله شاهد من حديث ابن عمر، بلفظ حديث أبي هريرة، رواه البيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(4/ 341) رقم (1583) من طريق عيسى بن زياد الدَّوْرَقي، عن مَسْلَمَة بن قَعْنَب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به. وقال:"تفرَّد به عيسى بن زياد بهذا الإِسناد، وروي من وجه آخر ضعيف. والمحفوظ هذا اللفظ من قول الزُّهْرِيِّ".

أقول: (عيسى بن زياد الدَّوْرَقِي) لم أعرفه.

وقد تابعه (يوسف بن خالد السَّمْتِي) عن مَسْلَمَة بن قَعْنَب، رواه أبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(1/ 79)، والخطيب في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 21).

ولا قيمة لهذه المتابعة لأن (يوسف السَّمْتِي): متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وستأتي ترجمته في حديث (1173).

وقد رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 256) رقم (20479)، وعنه البيهقي في "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 308 رقم (467)، والخطيب في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 23)، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ قال:"ما عُبِدَ اللَّه بِمِثْل الفِقْهِ"

(1)

. وإسناده صحيح.

قال البيهقي: "وروي هذا بإسناد آخر ضعيف مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 365)، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم"(1/ 51) من طريق هشام بن يوسف، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ قال:"ما عُبِدَ اللَّه بشيءَ أَفْضَلَ مِنَ العِلْمِ".

(1)

عزا محقق كتاب "أخلاق العلماء" -في ص 23 منه- قول الزُّهْرِيّ هذا إلى البيهقي في "المدخل" على أنَّه من قول (الثَّوْري)، وهو إما سبق نظر، أو تصحيف من الطابع، واللَّه أعلم.

ص: 39

ولفظ ابن عبد البَرِّ: "ما عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ العِلْمِ".

* * *

821 -

أخبرني عبيد اللَّه بن أبي الفتح، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن جورُوْيَه الرَّازي، حدَّثنا عمر بن الخطَّاب، حدَّثنا محمد بن يونس

(1)

، حدَّثنا سفيان.

وأخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر الإمام -بأَصْبَهَان-، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا ابن أبي مريم، حدَّثنا الفِرْيَابي، حدَّثنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،

عن جابر قال: جَاءتِ الحُمَّى تَسْتَأْذِنُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَنْ أَنْتِ"؟ قالت: الحُمَّى. قال: "أَتَعْرِفِينَ أَهْل قُبَاءَ"؟ قالت: نَعَمْ. قال: "اذْهَبِي إليهم". فَذَهَبَتْ إليهم، فَنَالُوا منها شِدَّةً، فَشَكَوا ذَاكَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ:"إنْ شِئْتُمْ دَعَوْتَ اللَّهَ فَكَشَفَها عَنْكُمْ، وإنْ شِئْتُمْ كانت لكم كفَّارَةً وطَهُورًا". قالوا: تكونُ لنَا كفَّارةً وطَهُورًا.

"لفظ حديث ابن المُظَفَّر".

(5/ 437) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن جورُوْيَه الرَّازي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

في إسناده من الطريق الأول صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن جورُوْيَه الرَّازي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

هكذا في المطبوع: "محمد بن يونس". وأخشى أن يكون قد صُحِّفَ عن "محمد بن يوسف". وهو (الفِرْيَابي) في الطريق الثاني. فإنَّ (محمد بن يوسف الفِرْيَابي) قد روى عن سفيان الثوري، وروى عنه عمر بن الخطَّاب السِّجِسْتَاني كما في "التهذيب"(9/ 535 - 536).

ص: 40

وفي إسناده من الطريق الثاني (ابن أبي مريم) وهو (عبد اللَّه بن محمد بن سعيد بن أبي مريم المِصْرِي) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(4/ 1568) وقال: "يحدِّث عن الفِرْيَابي وغيره بالبواطيل". وقال أيضًا: إمَّا أن يكون مغفَّلًا لا يدري ما يخرج من رأسه أو متعمِّدًا، فإني رأيت له غير حديث ممَّا لم أذكره أيضًا ها هنا غير محفوظ".

2 -

"المغني"(1/ 353) وذكر قول ابن عدي مختصرًا.

3 -

"اللسان"(3/ 337) ونقل قول ابن عدي السابق، ولم يزد.

و(الفِرْيَابي) هو (محمد بن يوسف بن واقد الفِرْيَابي الضَّبِّيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 221):"ثقة فاضل، ويقال: أخطأ في شيء من حديث الثَّوْري". وستأتي ترجمته في حديث (2055).

و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْري): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الأَسَدِي الكَاهِلِي أبو محمد): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و(أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإِسْكَاف): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 316) عن أبي معاوية، عن الأَعْمَش، به.

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 258) رقم (2924)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 346)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(3/ 408 - 409) رقم

ص: 41

(1982)

، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 159)، من طريق جَرِير، عن الأَعْمَش، به.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 375) من طريق أبي الأزهر السَّلِيطي، عن محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأَعْمَش، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيّ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 305 - 306): "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح".

أقول: وكذلك رجال أبي يعلى، فإنَّهم من رجال الصحيح.

وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 299): "رواه أحمد ورواته رواة الصحيح، وأبو يعلى، وابن حِبَّان في "صحيحه". ورواه الطبراني بنحوه من حديث سلمان".

وله شاهد من حديث أُمِّ طارق مولاة سعد بن أبي وقَّاص، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 306) وقال:"رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات".

وشاهد آخر من حديث سلمان الفارسي، ذكره في "المجمع" (2/ 306) أيضًا وقال:"رواه الطبراني في "الكبير" وفيه هشام بن لَاحِق، وثَّقه النَّسَائي، وضعَّفه أحمد وابن حِبَّان".

* * *

822 -

أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا هشام بن عمَّار، حدَّثنا وكيع، عن شُعْبَة، عن مُحَارِب،

عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "هبط عليَّ جبريل فقال:

ص: 42

يا محمَّد إنَّ اللَّه يقرأ عليك السلام، ويقول: حبيبي إنِّي كسوت حسن يوسف من نور الكرسي، وكسوت حسن وجهك من نور عرشي، وما خَلَقْتُ خَلْقًا أحسن منك يا محمَّد".

(5/ 439) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِيّ أبو بكر) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 354 رقم (494) وقال: "كَذَّابٌ دَجَّالٌ".

2 -

"تاريخ بغداد"(5/ 439 - 442) وقال: "كان كذَّابًا يضع الحديث". وقال أيضًا: "كان يضع ما لا يحسنه، غير أنَّه -واللَّه أعلم- أخذ أسانيد صحيحة من بعض الصحف فرَكَّبَ عليها هذه البلايا".

3 -

"المغني"(2/ 601) وقال: "دَجَّالٌ وَضَّاعٌ".

4 -

"لسان الميزان"(5/ 228 - 229) وذكر ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب.

و(مُحَارِب) هو (ابن دِثَار السَّدوسي الكوفي القاضي): إمام ثقة فقيه زاهد، وليس حديثه بالكثير، خرَّج له الستة، وتوفي عام (116 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 217 - 219)، و"التهذيب"(10/ 49 - 51)، و"التقريب"(2/ 230).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 291) عن الخطيب من طريقه

ص: 43

المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهم به أبو بكر الأُشْنَانِي، وكان يضع الحديث".

ثم ذكر ابن الجَوْزي: أنَّ الأُشْنَانِي هذا رواه بإسناد آخر من حديث أبي هريرة وابن مسعود، وقال:"وكُلُّ ذلك مِنْ عَمَلِهِ".

وسيأتي في الحديثين التاليين رقم (823) و (824)، رواية الخطيب لهما عن أبي هريرة وابن مسعود من طريق الأُشْنَانِي هذا.

وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 272 - 273)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 325).

* * *

823 -

أخبرنا محمد بن طلحة النِّعَالي، حدَّثنا أحمد بن محمد الصَّرْصَرِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَاني، حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، أخبرنا شُعْبَة، عن منصور، عن أبي وائل، عن مَسْرُوق،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"هبط عليَّ جبريل فقال: يا محمَّد إنَّ اللَّه يقرأُ عليك السلام ويقول لك: حبيبي إنِّي كسوت حسن وجه يوسف من نور الكرسي، وكسوت وجهك من نور عرشي، وما خَلَقْتُ خَلْقًا أحسن منك يا محمّد".

(5/ 439) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِيّ)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (822).

ص: 44

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (822).

* * *

824 -

أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِي، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم البزَّاز، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِي، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد الرَّازي -بِسُرَّ مَنْ رَأَى، سنة اثنتين وأربعين ومائتين-، حدَّثنا الفضل بن موسى، عن سليمان الطويل، عن زيد بن وَهْب، عن عبد اللَّه بن غالب،

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوه. أي بنحو الحديث السابق رقم (822).

(5/ 439 - 440) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي أبو بكر).

التخريج:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِي)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (822).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (822).

* * *

825 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا عليّ بن الحسن الجَرَّاحي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِي -إملاءً من حفظه-، حدَّثنا أبو خَيْثَمَة زهير بن حَرْب، حدَّثنا جَرِير، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،

ص: 45

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صافحَ المؤمنُ المؤمنَ نَزَلَتْ عليهما مئة رَحْمَة، تسعة وتسعين لأَبَشِّهِمَا وأَحْسَنِهِمَا خُلْقًا".

(5/ 440) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِيّ)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 79) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

كما رواه عن الخطيب من طريقه الآتي برقم (826) من حديث البَرَاء بن عازب. وقال: "هذان الطريقان عن الأُشْنَانِي، وهو المُتَّهَمُ بهما، فقد غاير بين الإِسنادين".

قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 228 - 229) -في ترجمة الأُشْنَاني) هذا-: "وهذا على شرط الصحيح لو صَدَقَ الأُشْنَانِي".

وَتَعَقَّبَ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 289)، ابن الجَوْزي في حكمه عليه بالوضع، فقال إنَّ أبا الشيخ بن حَيَّان، والبيهقي في "الشُّعَب"، قد روياه من طريق عمر بن عامر التَّمَّار، عن عبد اللَّه بن الحسن الجريري، عن أبي عثمان، عن عمر بن الخطَّاب مرفوعًا بنحوه.

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 294).

وعلَّق العلَّامة المُعَلِّمي اليَمَاني رحمه الله في حاشيته على "الفوائد المجموعة" للشُّوْكَانِي ص 327، على طريق عمر بن الخطَّاب هذا فقال: "في سنده

ص: 46

عمر بن عامر، وهو التَّمَّار. . . وفي "الميزان" و"اللسان":"عمر بن عامر أبو حفص السَّعْدِي التَّمَّار بَصْرِيٌّ، روى عنه أبو قِلَابَة ومحمد بن مرزوق حديثًا باطلًا". فذكر حديثًا آخر، فعمر هذا مجهول يروي المنكرات فهو ساقط".

* * *

826 -

أخبرني عبد اللَّه بن أبي الفتح، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِيّ -إملاءً سنة عشر وثلثمائة-، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، أخبرنا عبد اللَّه بن إدريس، حدَّثنا شُعْبَة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،

عن البَرَاء بن عَازِب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل حديث الجَرَّاحي سواء. يعني الحديث السابق رقم (825).

(5/ 440) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِيّ)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (825).

* * *

827 -

أخبرني أبو سعد المَالِيني -قراءةً-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن جَيَّان الفَقِيه، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن ثابت، حدَّثنا سَرِيّ بن المُغَلِّس، حدَّثنا أبو أسامة.

وأخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن الوتد، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِي، حدَّثنا أبو بكر بن

ص: 47

أبي شَيْبَة، حدَّثنا أبو أسامة، عن مِسْعَر، عن إبراهيم السَّكْسَكِي، عن أبي خالد -كذا قال لي أبو سعد وابن بُكَيْر معًا-،

عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم متكئًا على عليٍّ وإذ أبو بكر وعمر قد أقبلا، فقال:"يا أبا الحسن أَحِبَّهُمَا فبحبِّهما تدخل الجَنَّة".

(5/ 440) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِي)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 323) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

كما رواه عقبه من طريق الخطيب الآتي رقم (828) من حديث ابن عمر، وقال:"هذا حديث موضوع، وهو ممَّا وضعه الأُشْنَانِي".

وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه الخطيب في "تاريخه"(1/ 246)، وهو باطل أيضًا، وقد سبق برقم (60).

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 305) بما لا يقوى، وقد سبق بيان ذلك في حديث رقم (60).

* * *

828 -

حدَّثني عبيد اللَّه بن أبي الفتح -من كتابه-، حدَّثنا أبو بكر بن شَاذَان، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن ثابت الأُشْنَانِي، حدَّثنا

ص: 48

سَرِيّ بن مُغَلِّس السَّقَطِي -سنة إحدى وسبعين ومائتين-، حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أيوب، عن نافع،

عن ابن عمر قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم متكئًا على عليّ بن أبي طالب وإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا، فقال له:"يا أبا الحسن أَحِبَّهُمُا، فبحبِّهما ندخل الجَنَّة".

(5/ 440 - 441) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِيّ)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

قال الحافظ الخطيب عقبه: "ولو لم يذكر التاريخ كان أخفى لبليته وأستر لفضيحته، وذلك أنَّ (سَرِيًّا) مات في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، ولا نعلم خلافًا في ذلك".

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (827).

* * *

829 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن يعقوب المُعَدَّل، حدَّثنا أبو بكر محمد بن الخَضِر بن زكريا بن أبي خَزَّام المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن ثابت الأُشْنَانِي، حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن مَعِين بن عَوْن بن زياد، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس بن يزيد الأَزْدِي، أخبرنا شُعْبَة بن الحَجَّاج، عن عمرو بن مُرَّة الجَمَلِي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،

ص: 49

عن البَرَاء بن عازب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّه اتخذ لأبي بكرٍ في أعلى عليين قبَّة من ياقوتة بيضاء معلَّقة بالقدرة تخترقها رياح الرَّحْمَة، للقبَّة أربعة آلاف باب، كلَّما اشتاق أبو بكر إلى اللَّه انفتح منها باب ينظر إلى اللَّه عز وجل".

(5/ 441) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَانِي)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "مَنْ رَكَّبَ هذا الحديث على مثل هذا الإسناد فما أبقى من اطراح الحِشْمَة والجرأة على الكذب شيئًا".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 313) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع ممَّا عملته يد الأُشْنَانِي وكان كذَّابًا وضَّاعًا".

ورواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 445) من حديث ابن عمر مرفوعًا بنحوه. وهو موضوع أيضًا. وسيأتي برقم (1447).

وقد ذكر السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 292) أنَّ أبا العبَّاس الزَّوْزَنِي رواه من حديث أبي هريرة، وتعقَّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 343) فقال:"فيه محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: كذَّاب. وقال ابن خِرَاش: يضع الحديث. وقال مُطَيَّن: عصى موسى تلقف ما يأفكون. وعنه حمزة بن القاسم وعمر بن عَمْرُوْيَه البزَّار، وعنهما عليّ بن إبراهيم البغدادي، وعنه عبد الواحد بن محمد الأَزْدِيّ، لم أقف لهم على حال، واللَّه أعلم".

* * *

ص: 50

830 -

أخبرني الأَزْهَرِي، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم البزَّاز، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَاني، حدَّثنا يحيى بن معين، حدَّثنا الأسود بن عامر، حدَّثنا شَرِيك، عن الأَعْمَش، عن المِنْهَال بن عمرو، عن عُبَادة بن عبد اللَّه الأَسَدِي -كذا قال-، عن سليمان بن يَسَار،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من جمع مالًا من مَأْثَمٍ، فوصل به رَحِمًا، أو تصدَّق منه، أو جاهد في سبيل اللَّه، جمع جميعًا فقذف به في جهنَّم".

(5/ 441) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَاني أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَاني)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدمت ترجمته في حديث (822).

التخريج:

ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(2/ 198) -في الفصل الثالث، وهو ممّا زاده السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب، وقال:"فيه محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَاني".

وذكره الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 146، وقال:"في إسناده وضَّاع". يشير إلى (الأُشْنَاني).

ورواه الخطيب من حديث ابن عمر من طريق الأُشْنَاني الكذَّاب هذا، وهو الحديث التالي رقم (831).

* * *

ص: 51

831 -

أخبرنا محمد بن طلحة النِّعَالي، حدَّثنا أبو الفرج القاسم بن عبد اللَّه بن محمد بن جعفر الحَمَّال، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَاني، حدَّثنا أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالم،

عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من جمع مالًا من مَأْثَمٍ فأوصل به رَحِمًا، أو تصدَّق به، أو جاهد في سبيل اللَّه، جُمع جميعه فقذف به في جهنم".

(5/ 441 - 442) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَاني أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَاني)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (830).

* * *

832 -

حدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أبو بكر بن شَاذَان، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن ثابت الأُشْنَاني، حدَّثنا حَنْبَل بن إسحاق بن حَنْبَل، حدَّثنا وكيع، عن شُعْبَة، عن الحَجَّاج، عن مِقْسَم،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"هبط جبريل وعليه طِنْفِسَة وهو متخلِّل بها، فقلت: يا جبريل ما نزلت إليّ في مثل هذا الزِّيّ؟ قال: إنَّ اللَّه أَمَرَ الملائكة أن تتخلَّل في السماء كتخلل أبي بكر في الأرض".

(5/ 442) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَاني أبو بكر).

ص: 52

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الأُشْنَاني)، فإنَّه كذَّاب وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "ما أبعد الأُشْنَاني من التوفيق، نراه ما علم أنَّ حَنْبَلًا لم يرو عن وكيع ولا أدركه أيضًا. ولست أشكُّ أنَّ هذا الرجل ما كان يعرف من الصَّنْعَة شيئًا".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 314) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا ممّا عملته يد الأُشْنَاني". ونقل قول الخطيب السابق.

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 293)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 343).

* * *

833 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن خَلَف بن جَيَّان، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا أبو معاوية الضَّرير، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا عُرِجَ بي إلى السماء ما مررت بسماءٍ إلَّا وجدت فيها مكتوبًا: محمد رسول اللَّه وأبو بكر الصِّدِّيق من خلفي".

(5/ 444) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 53

قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا حديث غريب من رواية الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي سعيد، ومن رواية أبي معاوية عن الأَعْمَش، تفرَّد بروايته محمد بن عبد اللَّه المَهْرِي إن كان محفوظًا عنه عن الحسن بن عَرَفَة ونراه غلطًا". ثم قال: إنَّ صوابه ما رواه الحسن بن عَرَفَة، عن أبي معاوية الضَّرير، عن الأَعْمَش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا. وهو الحديث التالي رقم (834).

وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 609 - 610) -في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي) -: "وثَّقه الخطيب، ولكن روى له خبرًا باطلًا، وحَكَمَ بأنَّه تفرَّد به وأنَّه غلط". ثم ذكر حديثه هذا.

وأقره ابن حجر في "اللسان"(5/ 234 - 235).

التخريج:

ذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 296) عن الخطيب ونقل قوله المتقدِّم.

والحديث له شواهد كثيرة، لكنها من طرق معلولة. وسيأتي من حديث ابن عبَّاس برقم (834)، ومن حديث أبي هريرة برقم (835).

وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 296)، ابن الجَوْزي لإيراده له في "الموضوعات"(1/ 318) من حديث أبي هريرة، وقال:"الذي أستخير اللَّه فيه الحكم على هذا الحديث بالحسن لا بالوضع ولا بالضعف لكثرة شواهده". ثم ساق شواهده في (1/ 296 - 299).

وقد لخَّص ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 372) كلام السُّيُوطيّ، ووافقه في حكمه عليه بالحسن، فقال:"والحديث له شواهد كثيرة من حديث أبي سعيد أخرجه الخطيب. ومن حديث ابن عبَّاس أخرجه ابن شاهين في "السُّنَّة" والخطيب. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان": "سند الخطيب ثقات ولا

ص: 54

أدري من تعس فيه

(1)

؟ واللَّه أعلم. ومن حديث ابن عمر أخرجه البزَّار. ومن حديث أبي الدَّرْدَاء أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" والخطيب. ومن حديث أنس والبراء بن عازب أخرجهما ابن عساكر، ومن مُرْسَلِ الحسن أخرجه الخُتُّلِي في "الدِّيْبَاج". وأسانيدها ضعيفة يشدُّ بعضها بعضًا فيلتحق الحديث بدرجة الحسن".

وعلَّق محققا كتاب "تنزيه الشريعة" على كلام ابن عَرَّاق هذا بقولهما: "كلَّا، بل لا يخرج عن كونه واهيًا، لأنَّ طرقه شديدة الضعف، فهو كالموضوع".

وقال الشَّوْكَاني في "الفوائد المجموعة" ص 334 بعد تلخيصه لتعقيب السيوطي، والقائم على الشواهد الكثيرة للحديث:"كلُّها لا تخلو عن مقال لا تنهض معه للاستدلال، وما كان هكذا فلا يكون من الحسن لغيره، وإن كثرت طرقه".

* * *

834 -

أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا إبراهيم

(2)

بن حمَّاد بن إسحاق بن إسماعيل حمَّاد بن زيد، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا أبو معاوية الضَّرير، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مررت بسماءٍ إلَّا رأيت فيها مكتوبًا: محمَّد رسول اللَّه، أبو بكر الصِّدِّيق".

(5/ 445) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 610) -في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي) - بعد أن ذكره معزوًا للخطيب: "سكت الخطيب عن هذا، وهو

(1)

في "الميزان"(3/ 610): "ما أدري من يغش فيه، فإنَّ هؤلاء ثقات".

(2)

صُحِّف في المطبوع إلى: "إسماعيل". والتصويب من "شرح مذاهب أهل السّنَّة" لابن شاهين -عمر بن أحمد- ص 95، و"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (15/ 35).

ص: 55

أيضًا باطل، ما أدري من يغشُّ فيه، فإنَّ هؤلاء ثقات". وأقرَّهُ ابن حَجَر في "اللسان" (5/ 235).

وانظر الكلام على إسناده أيضًا الحديث السابق رقم (833).

التخريج:

رواه ابن شاهين -عمر بن أحمد الواعظ- في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" ص 95 رقم (84)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن ابن شاهين رواه ابن عساكر أيضًا في "تاريخ دمشق"(9/ 630 - 631) -مخطوط-.

وانظر الحديث السابق رقم (833).

* * *

835 -

أخبرنا أبو عمر بن مَهْدِي، ومحمد بن أحمد بن رِزْق البزَّاز، وأبو الحسين بن الفضل القَطَّان، وعبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِي، ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد، قالوا: حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة قال: حدَّثني عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري، عن عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عُرِجَ بي إلى السماء فما مررت بسماءٍ إلَّا وجدت اسمي فيها مكتوبًا، محمَّد رسول اللَّه، وأبو بكر من خلفي".

(5/ 445) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عبد اللَّه بن إبراهيم بن أبي عمرو الغِفَاري المَدَني أبو محمد) وهو مُتَّهَم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (583).

وفيه أيضًا (عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم العَدَوي) وهو ضعيف. وقد تقدمت ترجمته في حديث (67).

ص: 56

التخريج:

رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 44 - 45 رقم (6)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن الحسن بن عَرَفَة من طريقه المتقدِّم، رواه أبو يعلى في "مسنده"(11/ 488) رقم (6607)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 60) رقم (2113)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 631) -مخطوط-، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1507) -في ترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري) -.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 318) عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: الغِفَاري يضع الأحاديث. وأمَّا عبد الرحمن فاتفقوا على تضعيفه".

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ بما لا يقوى كما تقدَّم في حديث (833).

وذكر الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 388) -في ترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري) - أنَّه حديث باطل.

كما ذكره في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن يوسف المَهْرِي) من "الميزان"(3/ 610) وقال: "والغِفَاري مُتَّهَمٌ بالكذب".

* * *

836 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن دينار النَّيْسَابُورِي -قَدِمَ حاجًّا-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن نصر اللَّبَّاد، حدَّثنا عمر بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذِئْب، حدَّثنا أبو حازم

(1)

،

عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُبُّ أبي بَكْرٍ وشُكْرُهُ واجبٌ على أُمَّتي".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "أبو حاتم". والتصويب من "تاريخ بغداد"(5/ 73)، و"العلل المتناهية"(1/ 184).

ص: 57

(5/ 452) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن دينار المُعَدَّل الزاهد أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

منكر جدًّا.

قال الحافظ الخطيب عقبه: "تفرَّد به عمر بن إبراهيم -ويعرف بالكُرْدِيّ- عن ابن أبي ذِئب. وعمر ذاهب الحديث".

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (675).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (675).

ويضاف إلى ما هنالك، أنَّ الدَّيْلَمِيّ ذكره في "الفردوس"(2/ 142) رقم (2724).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 499) إلى الحاكم في "تاريخه"، وأبي نُعَيْم في "فضائل الصحابة".

* * *

837 -

أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلان -من أصل كتابه غير مَرَّةٍ-، حدَّثنا أبو بكر الشَّافِعِي -إملاءً-، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتي القاضي، حدَّثنا أبو معمر، حدَّثنا عبد الوارث، حدَّثنا أبو معاوية، عن محمد بن عبد اللَّه، عن مِسْعَر بن كِدَام، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جَدِّه،

عن أسماء قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل في البيت إلَّا أنتم يا بني عبد المُطَّلِب"؟ قلنا: لا يا رسول اللَّه. قال: "إذا نَزَلَ بأَحَدِكُمْ هَمٌّ،

ص: 58

أو غَمٌّ، أو سَقَمٌ، أو أَزْلٌ، أو لأْوَاءُ -قال: وذكر السادسة فنسيتها- فليقل: اللَّهُ، اللَّهُ ربِّي، لا أُشْرِكُ به شيئًا".

(5/ 457) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم البزَّاز الشَّافِعي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا (محمد بن عبد اللَّه بن أبي رافع الفَهْمي)، فقد ترجم له ابن حجر في "التقريب" (2/ 176) وقال:"مقبول، من الرابعة"/ تم س ق. وترجم له في "التهذيب"(9/ 254) ولم يذكر فيه شيئًا. وكذلك الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(3/ 53).

و(عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 177):"ثقة". وأمَّا قول ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 511): "صدوق يخطئ". فهو محلُّ نظر كما يُعْلَمُ من ترجمته له في "التهذيب"(6/ 349 - 350).

و(أبو معاوية) هو (شَيْبَان بن عبد الرحمن التَّمِيمي النَّحْوِي البَصْرِي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1587).

و(أبو مَعْمَر) هو (عبد اللَّه بن عمرو بن أبي الحَجَّاج التَّيْمي المُقْعَد المِنْقَرِي)، قال ابن حجر عنه في "التقريب" (1/ 436):"ثقة ثَبْتٌ، رُمِي بالقَدَر، من العاشرة"/ ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(15/ 353 - 357)، و"التهذيب"(5/ 335 - 336).

و(عبد الوارث) هو (ابن سعيد بن ذَكْوَان العَنْبَرِي التَّنُّوري البَصْرِي أبو عُبَيْدَة)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 527):"ثقة ثَبْتٌ، رُمِي بالقَدَر، ولم يَثْبُتْ عنه، من الثامنة"/ ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب"(6/ 441 - 443).

ص: 59

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه الشَّافِعِي عن البِرْتي، وَوَهِمَ فيه، إذ قدَّم محمد بن عبد اللَّه على مِسْعَر، وصوابه: عن أبي معاوية -وهو شَيْبَان بن عبد الرحمن-، عن مِسْعَر، عن محمد. وكذلك رواه غير الشَّافِعِي عن البِرْتي". ثم ساقه على الصواب، وهو الحديث التالي برقم (838).

التخريج:

رواه أبو بكر الشافعي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلانِيَّات"- (2/ 567) رقم (836)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه أبو بكر البَاغَنْدِي في "مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز" ص 63 - 65 رقم (17)، عن أحمد بن محمد القاضي البِرْتِي، حدَّثنا أبو مَعْمَر عبد اللَّه بن عمرو بن أبي الحجَّاج، حدَّثنا عبد الوارث بن سعيد، حدَّثنا شَيْبَان بن عبد الرحمن، حدَّثني مِسْعَر، عن بِشْر بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أسماء بنت عُمَيْس قالت:"جَمَعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أهله فقال. وذكر الحديث".

ولم يذكر مَتْنَ الحديث. قال محققه الأخ الفاضل الأستاذ محمد عَوَّامة: "وواضح من هذا أنَّ المخرِّج ذكر حديثًا قبل هذا بسنده ومَتْنِه، ثم ذكر هذا الإِسناد الثاني، وأحال المتقدِّم على ما تقدَّم، فكأنه وقع سقط؟ واللَّه أعلم".

وقال أيضًا: "أمَّا رواية عمر عن أسماء فمنقطعة، كانت وفاة أسماء رضي الله عنها سنة 40 للهجرة، وتقدَّم أنَّ ولادة عمر كانت سنة 61 أو 63".

ورواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 413 رقم (650) من طريق جَرير، عن مِسْعَر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز مُرْسَلًا بلفظ:"جمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أهل بيته فقال: إذا أصاب أحدكم هَمٌّ أو حزن، فليقل سبع مرات: اللَّه ربِّي لا أشركُ به شيئًا".

ص: 60

ورواه مختصرًا: أبو داود في الصلاة، باب في الاستغفار (2/ 182) رقم (1525)، وأحمد في "المسند"(6/ 369)، وابن ماجه في الدعاء، باب الدعاء عند الكرب (2/ 1277) رقم (3882)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 412 رقم (647)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 360)، من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن هلال أبي طُعْمة مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكَرْب، أو في الكَرْب، اللَّهُ، اللَّهُ ربِّي لا أشركُ به شيئًا". واللفظ لأبي داود. وإسناده حسن إن شاء اللَّه.

وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه الطبراني في "الكبير"(12/ 170) رقم (12788).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 137): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه صالح بن عبد اللَّه أبو يحيى وهو ضعيف".

غريب الحديث:

قوله: "أو أَزْلٌ": الأَزْلُ: "الشِدَّةُ والضيق". كما في "النهاية"(1/ 46).

وبمعناها: (اللأوَاء).

* * *

838 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي.

وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد القَطَّان، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدَّثنا أبو معمر عبد اللَّه بن عمرو، حدَّثنا

(1)

(1)

في المطبوع: "وحدثنا". وهو خطأ.

ص: 61

عبد الوارث، حدَّثنا شَيْبَان، حدَّثنا مِسْعَر، عن محمد بن عبد اللَّه، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جدِّه،

عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: جَمَعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أهله فقال: "هل إلَّا أنتم يا بني عبد المُطَّلِب"؟ فقلنا: لا. فقال: "إذا نَزَلَ بأحدٍ منكم كَرْبٌ، أو غَمٌّ، أو سَقَمٌ -وفي حديث ابن زياد-: "إذا نَزَلَ بأحدٍ منكم غَمٌّ، أو هَمٌّ، أو سَقَمٌ، أو لأْوَاءُ، أو أَزْلٌ -وذكر السابعة فأنسيتها- فليقل: اللَّهُ، اللَّهُ ربِّي، لا أُشْرِكُ به شيئًا، ثلاث مرات".

(5/ 457 - 458) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم البزَّاز الشافعي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده من الطريقين ثقات، عدا (محمد بن عبد اللَّه بن أبي رافع الفَهْمِي)، فإنَّه لم يُذْكَرْ بجرحٍ أو تعديلٍ، وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 176):"مقبول".

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (837).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (837).

* * *

839 -

أخبرنا أبو الحسن العبَّاس بن عمر بن العبَّاس الكَلْوَذَانِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكَلْوَذَانِيّ -بمدينة السَّلام-، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن سعيد بن يزيد الثَّقَفِي الخطيب -بِحَدِيثة الفُرَات-، حدَّثنا محمد بن سلمة الأُمَوي -بِهِيت-، حدَّثني محمد بن القاسم الأُمَوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه،

ص: 62

عن عليّ بن أبي طالب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أوحى اللَّه تعالى إلى داود: يا داود إنَّ العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنَّة. قال داود: يا ربِّ ومن هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنَّة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحبَّ قضاءها فقضيت على يديه أو لم تقض".

(5/ 460 - 461) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكَلْوَذَانِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه شيخ الخطيب (العباس بن عمر بن العباس الكَلْوَذَانِيّ أبو الحسن، يعرف بابن مروان) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(12/ 162) وقال: "كتبت عنه وكان خبيث المذهب رافضيًا، وكان غير ثقة في الحديث"، واتَّهمه. وكانت وفاته عام (414 هـ).

2 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 384) وقال: "كذَّبه الخطيب ونسبه إلى الوضع والرَّفْضِ".

3 -

"لسان الميزان"(3/ 243) ونقل ما قاله الخطيب.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكَلْوَذَانِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(5/ 460 - 461) وقال: "مجهول، ويغلب على ظني أنَّه أبو المُفَضَّل

(1)

الشَّيْبَاني". وذكر الخطيب في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن

(1)

تَصَحَّفَ في "التاريخ" إلى: "أبو الفضل". والتصويب من "سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 274 - 275، و"ميزان الاعتدال"(3/ 607).

ص: 63

محمد أبو المُفَضَّل الشَّيْبَاني الكوفي) من "التاريخ"(5/ 466 - 468) ما نصُّه: "كان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ، فكتب النَّاس عنه بانتخاب الدَّارَقُطْنِيّ، ثم بان كذبه فَمَزَّقُوا حديثه، وأبطلوا روايته، وكان بَعْدُ يضع الأحاديث للرَّافِضَةِ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).

2 -

"لسان الميزان"(5/ 233) ونقل قول الخطيب السابق بأنَّه مجهول.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "عبَّاس الكَلْوَذَانِيّ غير ثقة، وشيخه الذي حدَّث عنه مجهول، ويغلب على ظني أنَّه أبو المُفَضَّل الشَّيْبَاني، نسبه عبَّاس إلى أنَّه كَلْوَذَانِيٌّ لِيَنْسَتِرَ أمره".

التخريج:

عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 335) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب، وقال:"وهو واه".

* * *

840 -

أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العَطَّار -قُطَيْط-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن المُطَّلِب الشَّيْبَانِي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن العُرَّاد

(1)

الكبير، حدَّثنا محمد بن الحسن بن شمون البَصْرِي، حدَّثنا أبو شعيب حُمَيْد بن شعيب، حدَّثني أبو جَمِيلة، عن أَبَان بن تَغْلِب، عن محمد بن عليّ أبي جعفر، عن أبيه، عن جدِّه،

عن عليّ بن أبي طالب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"قالَ اللَّه تعالى: ما تَحَبَّبَ إليَّ عَبْدِي بأَحَبَّ إليَّ مِنْ أَدَاءِ ما افْتَرَضْتُ عليه". وذكر الحديث.

(5/ 467) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني الكوفي أبو المُفَضَّل).

(1)

قال ابن الأثير في "اللباب"(2/ 333): "هذا يقال لمن يعمل العَرَّادَة التي يُرْمَى بها الحجارة إلى الحصون ومنها".

ص: 64

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة.

ففيه صاحب الترجمة (محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَانِيّ أبو المُفَضَّل)، وكان كذَّابًا دجَّالًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).

وفي إسناده أيضًا من لم أقف له على ترجمة.

التخريج:

رواه الإِسماعيلي في "مسند عليّ" بسند ضعيف كما في "جامع العلوم والحِكَم" لابن رَجَب ص 314، و"فتح الباري" لابن حَجَر (11/ 342).

وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة، رواه البخاري في الرِّقَاق، باب التواضع (11/ 340 - 341) رقم (6502)، ولفظه:"إنَّ اللَّه قَالَ: مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا، فقد آذنتُهُ بالحَرْبِ. وما تَقَرَّبَ إليَّ عَبْدِي بشيءٍ أَحَبَّ إليَّ ممَّا افْتَرَضْتُهُ عليه، وما يَزَالُ عَبْدِي يِتَقَرَّبُ إليَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ، كنتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بها، وَرِجْلَهُ التي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَ بي لأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".

وللحديث شواهد عِدَّة لا تخلو كلُّها من مَقَالٍ كما قال الإِمام ابن رَجَب في "جامع العلوم والحكم" ص 313.

وانظر هذه الشواهد والكلام عليها في المصدر السابق ص 313 - 315، و"فتح الباري"(11/ 341 - 342).

وانظر فيهما شرحه أيضًا.

* * *

ص: 65

841 -

أخبرني العَتِيقي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الجَوْهَرِي، حدَّثنا خَيْثَمَة بن سليمان بن حَيْدَرَة القُرَشِي -بِدِمَشْق-، حدَّثنا أبو عُبَيْدَة السَّرِيّ بن يحيى -بالكوفة-.

وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأُشْنَاني -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا السَّرِيّ بن يحيى، حدَّثنا شُعَيْب

(1)

بن إبراهيم، حدَّثنا سَيْف بن عمر، عن وائل

(2)

بن داود، عن يزيد البَهِي،

عن الزُّبَيْر بن العَوَّام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ إنَّك باركت لأُمَّتي في صَحَابتي فلا تسلبهم البركةَ، وباركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركةَ، واجمعهم عليه، ولا تنشر أمره، فإنَّه لم يزل يُؤْثِرُ أمرك على أمرهِ. اللَّهمَّ وأَعِنْ عمر بن الخطَّاب، وصَبِّرْ عثمان بن عفَّان، ووفِّق عليًّا، واغْفِرْ لطلحة، وثَبِّتْ الزُّبَيْرَ، وَسلِّمْ سَعْدًا، وَوَقِّرْ عبد الرحمن، وأَلْحِقْ بي السابقين الأوَّلينَ من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان". لفظ حديث الأَصَمّ.

(5/ 470) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الجَوْهَرِي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (سَيْف بن عمر التَّمِيمي الضَّبِّي الكوفي) وقد ترجم له في:

(1)

صُحِّفَ في المطبوع، وفي "جزء" خَيْثَمَة الأَطْرَابُلْسِي ص 195 إلى:"سعيد". والتصويب من "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (2/ 169)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (15/ 502) -مخطوط-.

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "دليل". والتصويب من مصادر تخريج الحديث الآتية، ومن "التقريب"(2/ 329).

ص: 66

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 245) وقال: "ضعيف".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 123 رقم (271) وقال: "ضعيف".

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 175).

4 -

"الجرح والتعديل"(4/ 278) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، يُشْبِهُ حديثه حديث الوَاقِدِي".

5 -

"المجروحين"(1/ 345 - 346) وقال: "اتُّهِمَ بالزَّنْدَقَةِ. . . يروي الموضوعات عن الأثبات. . . وكان جُمَيْع يقول: حدَّثني رجل من بني تَمِيم وكان سيف يضع الحديث وكان قد اتُّهِمَ بالزَّنْدَقَةِ".

6 -

"الكامل"(3/ 1271 - 1272) وقال: "بعض أحاديثه مشهورة، وعامَّتها متكرة لم يُتَابَعْ عليها، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".

7 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 243 رقم (283).

8 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 145) رقم (76) وقال: "اتُّهِمَ بالزَّنْدَقَة، وهو ساقطٌ في رواية الحديث".

9 -

"المغني"(1/ 292) وقال: "له تواليف، متروك باتفاق، وقال ابن حِبَّان: اتُّهِمَ بالزَّنْدَقَةِ. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: أَدْرَكَ التابعين وقد اتُّهِم. قال ابن حِبَّان: يروي الموضوعات".

10 -

"التهذيب"(4/ 295 - 296) وفيه عن ابن مَعِين: "فُلَيْس خير منه". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

11 -

"التقريب"(1/ 344) وقال: "صاحب كتاب الرِّدَّة. . . ضعيف في الحديث، عُمْدَة في التاريخ، أفحش ابن حِبَّان القول فيه، من الثامنة، مات في زمن الرشيد"/ ت.

ص: 67

التخريج:

رواه خَيْثَمَة بن سليمان الأَطْرَابُلْسِيّ في "جزئه" ص 195، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الخطيب في "مُوَضِّح أوهام الجَمْعِ والتفريق"(2/ 169) عن أبي بكر الحِيْرِي، عن محمد بن يعقوب الأَصَمّ، به.

ورواه خَيْثَمَة في "جزئه" ص 195، عن السَّرِيّ بن يحيى، عن شعيب بن أبي طلحة، عن سيف بن عمر، به.

أقول: (شعيب بن أبي طلحة) هو (شعيب بن إبراهيم) في الإِسناد الأول، كما نبَّه عليه الخطيب في "موضِّح أوهام الجَمْع والتفريق"(2/ 169).

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 502) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 30)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفيه مجهولون وضعفاء، وأقبحهم حالًا (سيف) ". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وذكر السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 429) بعد أن لخَّص كلام ابن الجَوْزي السابق: بأنَّ له طريقًا آخر رواه الخطيب

(1)

من طريق محمد بن الوليد بن أَبَان الهاشمي، عن يعقوب بن ناصح، عن عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، به.

وتعقَّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 10) فقال: "فيه محمد بن الوليد بن أَبَان، وفيه عيسى بن يونس، قال الدَّارَقُطْنِيُّ: مجهول، واللَّه أعلم".

* * *

(1)

لم أقف عليه في "تاريخ بغداد"، فلعله في كتاب آخر له.

ص: 68

842 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نِيْخَاب الطِّيْبِيّ، حدَّثنا محمد بن الحسين بن أبي العلاء الزَّعْفَرَاني، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البغدادي، حدَّثنا أبو أحمد، أخبرنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن مَعْبَد بن قيس، عن عبد اللَّه بن عَمِيرة قال:

حدَّثني زوج دُرَّة بنت أبي لَهَب قال: دَخَلَ عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين تزوَّجتُ دُرَّة بنت أبي لَهَب فقال: "هَلْ مِنْ لَهْوٍ".

(6/ 3) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن عبد اللَّه بن يعيش أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والمرفوع منه صحيح من طرق أخرى.

ففيه (مَعْبَد بن قيس)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 67 وفيه عن الحُسَيْني:"مجهول عن مثله".

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن عَمِيرة) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(5/ 159) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 284).

3 -

"الجرح والتعديل"(5/ 124) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 42).

5 -

"الكامل في "الضعفاء" لابن عدي (4/ 1547).

6 -

"الكاشف"(2/ 103) وقال: "حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ له حديث الأَوْعَال".

7 -

"التهذيب"(5/ 344) وقال: "حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حديثه. . . وقال مُسْلِمٌ في "الوُحْدَان": تفرَّد سِمَاك بالرواية عنه. وقال إبراهيم الحَرْبي: لا أعرفه".

ص: 69

8 -

"التقريب"(1/ 438) وقال: "كوفي مقبول، من الثانية"/ د ت ق.

و(سِمَاك) هو (ابن حَرْب الذُّهْلِيّ أبو المغيرة): ثقة ساء حفظه. وستأتي ترجمته في حديث (1312).

و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (737).

و(أبو أحمد) هو (محمد بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الأَسَدِي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1057).

و(زوج دُرَّة بنت أبي لَهَب)، قد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" في ترجمتها (4/ 297 - 298): أنَّها كانت عند الحارث بن نوفل وقتل يوم بدر كافرًا، فخلف عليها دِحْيَة بن خليفة الكَلْبِي. وذكر البَلاذُرِي أنَّ زيد بن حارثة تزوَّجها، ولعل ذلك قبل أن يتزوجها الحارث بن نوفل وقبل تزوجها دِحْيَة الكَلْبِي.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 67) و (5/ 379)، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 258) رقم (659)، من طريق إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 289): "رواه أحمد والطبراني، وفيه مَعْبَد بن قيس ولم أعرفه".

وللمرفوع من الحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(11/ 439 - 440)، و"مجمع الزوائد"(4/ 288 - 289)، و"فتح الباري"(9/ 226).

ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في النكاح، باب النِّسْوةِ اللاتي يُهْدِينَ المرأةَ إلى زوجها. . . (9/ 225) رقم (5162) عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها زَفَّتِ امرأةً إلى رَجُلٍ من الأنصار، فقال نَبِيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا عائشةُ ما كانَ معكم لَهْوٌ، فإنَّ الأنصارَ يُعجِبُهُمُ اللَّهْوُ".

* * *

ص: 70

843 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن محمد بن بِشْر البَيِّع، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد الوَاسِطي، حدَّثنا محمد بن أَبَان، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن قَتَادَة،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بالصَّبَا، وأُهْلِكَتْ عَادٌ بالدَّبُور".

(6/ 5) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن مروان الوَاسِطي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الطريق.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن أحمد بن مروان الوَاسِطي أبو إسحاق) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 101 رقم (46) وقال: "ليس بالقويِّ".

2 -

"تاريخ بغداد"(6/ 5) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.

3 -

"لسان الميزان"(1/ 27) وذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ ولم يزد. وكانت وفاته قبل التسعين ومائتين.

وقد تابعه (محمود بن محمد الوَاسِطي) عند الطبراني كما سيأتي. و (محمود) هذا قد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(13/ 94 - 95) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 242 - 743) وقال: "الحافظ المفيد العالم. . . وكان من بقايا الحُفَّاظ ببلده". وكانت وفاته عام (307 هـ).

و (أبو عَوَانَة) هو (وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِي الوَاسِطي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).

ص: 71

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 107)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 89) رقم (2743) -، وعنه الضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارة"(7/ 107 - 108) رقم (2527)، عن محمود بن محمد الوَاسِطي، عن محمد بن أَبَان، به. وقال:"لم يروه عن قَتَادَة إلَّا أبو عَوَانَة، تفرَّد به محمد بن أَبَان".

ورواه الضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارة"(7/ 107) رقم (2526)، من طريق عِمْرَان بن موسى السَّخْتِيَاني، عن محمد بن أَبَان الوَاسِطي، به.

ورواه الخَرَائِطيُّ في "مكارم الأخلاق" ص 97 رقم (448) من طريق كُرَيْد بن رَوَاحة، عن أبي هلال الرَّاسِبِيّ، عن قَتَادَة، عنه، به.

و(كُرَيْد) ترجم له في "المغني"(2/ 532) وقال: "له منكرات".

و(أبو هلال الرَّاسِبِيّ محمد بن سُلَيْم) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 166): "صدوق فيه لِيْنٌ".

وسيأتي الكلام على هذا الطريق في حديث (916).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 65): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات".

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 853) إلى الطبراني في "الكبير"، وأبي الشيخ في "العَظَمَة".

والحديث ليس في "المعجم الكبير"، ولم أجده في "العَظَمَة" من حديث أنس، واللَّه أعلم.

وللحديث شواهد، انظرها في:"العَظَمَة" لأبي الشيخ (4/ 1342 - 1349)، و"مجمع الزوائد"(6/ 65 - 66).

ص: 72

ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الاستسقاء، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: نُصْرِتُ بالصَّبَا (2/ 520) رقم (1035)، ومسلم في الاستسقاء، باب في ريح الصَّبَا والدَّبُور (2/ 617) رقم (900)، وغيرهما، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ حديث أنس.

وقد ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 65) حديث ابن عبَّاس المتقدِّم، وقال:"رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين رجال أحدهما ثقات"، مع أنَّه في "الصحيحين" كما مَرَّ، فهو ليس على شرطه. فَذِكْرُهُ له فيه، سهو، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "نصرت بالصَّبَا" الصَّبَا: رِيحٌ، يقال لها أيضًا (القَبُول) لأنَّها تقابل باب الكعبة إذ مهبها من مشرق الشمس، وضدها (الدَّبُور). انظر:"النهاية"(2/ 98)، و"فتح الباري"(2/ 521).

* * *

844 -

حدَّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر، حدَّثنا أبي، حدَّثنا وَهْب بن إسماعيل، حدَّثنا محمد بن قيس، عن مُحَارِب بن دِثَار،

عن عائشة قالت: ربما حَتَتُّهُ مِنْ ثَوْبِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي.

(6/ 6) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن عمر الوَكِيعي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح روي من طرق عدَّة.

ص: 73

ورجال الإِسناد كلُّهم ثقات عدا (وَهْب بن إسماعيل الأَسَدِي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 214):"صالح له مناكير". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 237): "صدوق من كبار التاسعة"/ بخ ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(11/ 158 - 159).

التخريج:

رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 147) رقم (290)، من طريق إسحاق بن الأَزْرَق، عن محمد بن قيس، به، بلفظ:"أنَّها كانت تَحُتُّ المَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي".

ورجاله رجال الصحيحين، عدا (محمد بن قيس الأَسَدِي) فهو من رجال مسلم.

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 330) رقم (1376) من طريق إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة بلفظ:"لقد رَأْيْتُنِي أَفْرُكُ المَنِيَّ مِنْ ثوب رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي فيه".

وقد رواه مسلم في الطهارة، باب حكم المَنِيّ (1/ 238) رقم (288)، وأبو داود في الطهارة، باب المَنِيّ يصيب الثوب (1/ 259) رقم (372)، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب المَنِيّ يصيب الثوب (1/ 198 - 199) رقم (116)، وأبو عَوَانَة في "صحيحه"(1/ 204 و 205)، وأحمد في "المسند"(6/ 135)، وغيرهم، عن عائشة، دون قولها:"وهو في الصلاة"، ولذا اعتبرته من الزوائد.

ولفظ مسلم: "ولقد رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرْكًا فَيُصَلِّي فيه".

وانظر في الكلام على هذا الحديث: "فتح الباري"(1/ 333)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 32)، و"تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج" لابن المُلَقِّن (1/ 217 -

ص: 74

218)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/ 309 - 311)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 416 - 418).

وانظر كذلك حديث رقم (1129) و (1441) و (1618).

* * *

845 -

أخبرنا أبو عليّ محمد بن حمزة بن أحمد بن حَرْب الدَّهَّان، أنبأنا أبو بكر الطَّلْحِي -بالكوفة-، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شَوْكَر أبو يوسف البغدادي، حدَّثنا الربيع بن ثَعْلَب، حدَّثنا أبو معاوية، عن الحَجَّاج، عن سِمَاك بن حَرْب،

عن تَمِيم بن طَرَفَة قال: إنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في نَاقَةٍ ليست في يَدٍ واحدٍ منهما، وأَقَامَ كُلُّ واحدٍ منهما بَيِّنَةً أنَّها نَاقَتُهُ، فَجَعَلَها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بينهما نِصْفَيْنِ.

(6/ 10) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن سهل البغدادي أبو يوسف).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

فهو مرسل أولًا، فـ (تَمِيم بن طَرَفَة الطائي المُسْلِي): تابعي ثقة، خرَّج له مسلم، ومات سنة (95 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 331 - 332)، و"التهذيب"(1/ 513)، و"التقريب"(1/ 113).

وثانيًا: أنَّ فيه (الحَجَّاج) وهو (ابن أَرْطَاة النَّخَعِي الكوفي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1013).

و (أبو معاوية) هو (محمد بن خَازِم الضَّرير الكوفي): ثقة، وقد يَهِمُ في حديث غير الأَعْمَش. وتقدَّمت ترجمته في حديث (424).

ص: 75

التخريج:

رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(6/ 316) و (10/ 156 - 157)، عن أبي الأَحْوَص -سلَّام بن سُلَيْم- عن سِمَاك، عنه، به.

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(8/ 276) رقم (15202) عن الثَّوْري، عن سِمَاك، عنه، به.

ورواه عقبه رقم (15203) عن إسرائيل، عن سِمَاك، عنه، به.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 259) من طريق أبي عَوَانَة، عن سِمَاك، عنه، به.

ورواه أبو داود في "المراسيل" ص 184 - 185، عن هنَّاد بن السَّرِيّ، عن أبي الأحوص، عن سِمَاك، عن تَمِيم بن طَرَفَة قال: عَرَفَ رَجُلٌ نَاقَةً له في يَدِ رَجُلٍ، فأتي بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسئل عن أمر النَّاقِة، فَوَجَدَ أَصْلَهَا اشْتُرِيَ من أَيدي العَدُوِّ، وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للذي عَرَفَهَا:"إِنْ شئتَ أَنْ تَأْخُذَهَا بالثَّمَنِ الذي اشتَرَاها".

ورواه عقبه من ذات الطريق بلفظ: "وَجَدَ رَجُلٌ مَع رَجُلٍ نَاقَةً له، فَارْتَفَعَا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَقَامَ البَيِّنَةَ أنَّها نَاقَتُهُ، فَأَقَامَ البَيِّنَةَ الآخرُ أنَّه اشْتَرَاهَا مِنَ العَدُوِّ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنْ شِئْتَ فَخُذْهَا بما اشْتَرَاهَا، وإِنْ شِئْتَ فَدَعْ".

وفي الباب أحاديث مسندة، انظرها في:"السنن الكبرى" للبيهقي (10/ 259 - 260)، و"نصب الراية" للزَّيْلَعِي (4/ 109 - 110)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 209 - 210).

* * *

846 -

قرأت بخطِّ أبي عبد اللَّه بن بُكَيْر، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القِرْمِيْسِيني -قدم علينا بغداد من المَوْصِل-.

ص: 76

وأخبرنا

(1)

عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، أخبرنا إبراهيم بن أحمد القِرْمِيْسِيني الصُّوفي -وما كتبناه إلَّا عنه-، حدَّثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن حبيب، حدَّثنا محمد بن أبي محمد المَرْوَزِي، حدَّثنا ابن عيسى الرَّمْلِي -يعني يحيى-، حدَّثنا سفيان بن سعيد الثَّوْري، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قِلَابَة، عن كثير بن أَفْلَح،

عن عمر بن الخطَّاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلُ فقالَ: يا محمَّد ربُّكَ يَقْرَأُ عليك السَّلامَ ويقولُ: إنَّ مِنْ عِبَادي مَنْ لا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلَّا بالغِنَى ولو أَفْقَرْتُهُ لَكَفَرَ، وإنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلَّا بالفَقْرِ ولو أَغنيتُهُ لَكَفَر، وإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلَّا بالسَّقَمِ لو أَصْحَحْتُهُ لَكَفَر، وإنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلَّا بالصِّحَةِ لو أَسْقَمْتُهُ لَكَفَرَ".

(6/ 15) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن الحسن المُقْرِي القِرْمِيْسِيني أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يحيى بن عيسى التَّمِيمي النَّهْشَلِي الفَاخُوري الجَرَّار الرَّمْلِي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 651) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(8/ 296) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

في المطبوع: "أخبرنا" من دون واو، وهو خطأ. و (عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ)، شيخ للخطيب، ترجم له في "تاريخه" (11/ 329 - 330) وقال:"كتبنا عنه وكان صادقًا ديِّنًا فاضلًا حسن الاعتقاد. . . ". وكانت وفاته عام (410 هـ).

ص: 77

3 -

"أحوال الرجال" ص 62 رقم (62) وقال: "يروي أحاديث ينكرها النَّاس".

4 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 475 رقم (1821) وقال: "ثقة. . . وكان فيه تَشَيُّع".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 250 رقم (661) وقال: "ليس بالقويِّ".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 421).

7 -

"الجرح والتعديل"(9/ 178) وفيه عن أحمد بن حنبل: "ما أقرب حديثه".

8 -

"المجروحين"(3/ 126 - 127) وقال: "كان ممن ساء حفظه وكثر وَهَمُهُ حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به".

9 -

"الكامل"(7/ 2673 - 2675) وقال: "عامَّة رواياته ممَّا لا يُتَابَعُ عليه".

10 -

"الكاشف"(3/ 232) وقال: "قال النَّسَائي وغيره: ليس بالقويِّ".

11 -

"التقريب"(2/ 355) وقال: "صدوق يخطئ، ورمي بالتَّشَيُّع، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين"/ بخ م د ت ق.

و(أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَاني أبو بكر): إمام ثقة فقيه. وستأتي ترجمته في حديث (1256).

و(أبو قِلَابَة) هو (عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الجَرْمِي): تابعي ثقة: وستأتي ترجمته في حديث (1637).

ص: 78

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 31) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. . . ففيه يحيى بن عيسى الرَّمْلِي، قال يحيى: ما هو بشيء. وقال ابن حِبَّان: ساء حفظه فكثر وَهَمُهُ فبطل الاحتجاج به".

ثم رواه مطوَّلًا من طريق أبي عبد الملك الخُشَنِي بن يحيى، عن صَدَقَة، عن هشام الكِنَاني، عن أنس مرفوعًا، وقال:"فيه الخُشَنِي -واسمه: الحسن بن يحيى-، قال يحيى بن مَعِين: ليس بشيء. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك. وصَدَقَة فمجروح".

أقول: حديث أنس هذا، عزاه ابن حَجَر في "الفتح"(11/ 342) إلى أبي يعلى والبزَّار والطبراني، وقال:"في سنده ضعف".

وقال ابن رَجَب في "جامع العلوم والحِكَم" ص 314 بعد أن ذكره معزوًا للطبراني: "والخُشَنِي وَصَدَقَة ضعيفان، وهشام الكِنَاني لا يُعْرَفُ، وسُئِلَ ابن مَعِين عن هشام هذا: من هو؟ قال: لا أحد، يعني: أنَّه لا يعتبر به".

أقول: ومن الطريق المتقدِّم عن أنس رواه البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 23).

كما رواه البَغَوي (5/ 21 - 23) رقم (1249) من طريق أبي حفص عمر بن سعيد الدِّمَشْقِي، عن صَدَقَة، به.

* * *

847 -

أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البُزُوري المُقْرِئ، حدَّثنا القاضي جعفر بن محمد الفِرْيَابي، حدَّثنا قُتَيْبَة بن سعيد، حدَّثنا ابن لَهِيعة، عن ابن الهَادِ، عن المُطَّلِب،

ص: 79

عن أبيه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ السَّعَادَةَ كُلَّ السَّعَادَةِ، طُولُ العُمُرِ في طاعةِ اللَّه عز وجل".

(6/ 16 - 17) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المُقْرِئ البُزُوري أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن أحمد المُقْرِئ البُزُوري) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(6/ 16 - 17) وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس قوله: "كان من أهل القرآن والسَّتْرِ، ولم يكن محمودًا في الرواية، وكان فيه غَفْلَةٌ وتساهل".

2 -

"لسان الميزان"(1/ 28 - 29) ونقل ما تقدَّم عن ابن أبي الفَوَارس.

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

و(المُطَّلِب) هو (ابن عبد اللَّه بن حَنْطَب -ويقال: المُطَّلِب بن عبد اللَّه بن المُطَّلِب بن حَنْطَب- المَخْزُومي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 254):"صدوق كثير التدليس والإِرسال من الرابعة"/ د 4. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (3/ 1336) -مخطوط-، و"التهذيب" (10/ 178 - 179).

و(عبد اللَّه بن حَنْطَب بن الحارث المَخْزُومي) قال ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(5/ 193): "عِدَاده في الصحابة، وقيل: لا صحبة له". وقال في "التقريب"(1/ 411): "مختلف في صحبته". وسيأتي عند ذكر شواهد حديث رقم (1307) تصريحه في حديث رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان معه.

ص: 80

و (ابن الهَادِ) هو (يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهَادِ اللَّيْثِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (297).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 199) إليه وحده.

* * *

848 -

حدَّثنا الخَلَّال -لفظًا-، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المُفَسِّر -ولم أسمع منه غير هذا الحديث-، حدَّثنا أبو القاسم البَغَوي، حدَّثني بعض أصحابنا -قال الخَلَّال: هو يحيى بن صَاعِد-، حدَّثنا الحسن بن مُدْرِك الطَّحَّان

(1)

، حدَّثنا يحيى بن حمَّاد، عن أبي عَوَانَة، عن داود بن عبد اللَّه الأَوْدِي، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن قال:

دخلنا على أُسَيْر صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ: قالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَأْتِيكَ مِنَ الحَيَا إلَّا خَيْرٌ".

(6/ 18) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المُفَسِّر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (إبراهيم بن أحمد المُفَسِّر)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وعدا (الحسن بن مُدْرِك السَّدُوسي الطَّحَّان)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 166):"وثِّق. قال أبو داود: كذَّاب". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 171): "لا بأس به، ونسبه أبو داود إلى تلقين المشايخ، من الحادية عشرة"/

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "الطحاوي". والتصويب من "تهذيب الكمال"(6/ 323)، وغيره.

ص: 81

خ س ت. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(6/ 323 - 324)، و"التهذيب"(2/ 321 - 322).

و(أبو القاسم البَغَوي) هو (عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز): إمام ثقة حُجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (263).

و(أبو عَوَانَة) هو (وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِي الوَاسِطي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (353).

و(يحيى بن صَاعِد) هو (يحيى بن محمد بن صَاعِد بن كاتب أبو محمد): إمام حافظ ثقة ثَبْت، توفي عام (318 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(14/ 231 - 234)، و"السِّيَر"(14/ 501 - 507)، و"تذكرة الحُفَّاظ"(2/ 776 - 778).

و(الخَلَّال) هو (الحسن بن محمد بن الحسن أبو محمد): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (368).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(7/ 67 - 68)، عن يحيى بن حمَّاد، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن داود بن عبد اللَّه، به.

وإسناده صحيح.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 422 - 423) عن أبي عَوَانَة، عن داود بن عبد اللَّه، به.

وذكره ابن حَجَر في "الإِصابة"(1/ 50) في ترجمة (أُسَيْر) وقال: "غير منسوب، آخره راء. . . "، وذكر حديثه هذا، وعزاه إلى البَغَوي وابن السَّكَن وابن

ص: 82

شاهين أيضًا من طريق أبي عَوَانَة، عن داود بن عبد اللَّه الأَوْدِي، به. ونقل عن البَغَوي قوله: لا يُعْرَفُ لأُسَيْر غيره".

كما ذكره في "المطالب العالية"(2/ 409) رقم (2601) وعزاه إلى أبي يَعْلَى في "مسنده". وسكت عليه البُوصيري كما في حاشية محققه.

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 917) أيضًا إلى الحسن بن سفيان، وابن قَانِع، وأبي نُعَيْم، عن أُسَيْر بن عمرو الكِنْدِي.

وله شاهد من حديث عِمْران بن حُصَيْن بلفظ: "الحَيَاءُ لا يأتي إلَّا بخير". أخرجه البخاري في الأدب، باب الحياء (10/ 521) رقم (6117)، ومسلم في الإيمان، باب بيان عدد شُعَب الإيمان. . . (1/ 64) رقم (37)، وغيرهما.

* * *

849 -

أخبرنا ابن التَّوَّزِي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن نصر بن محمد الكاتب المعروف بابن البَازْيَار، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا قَطَن بن نُسَيْر

(1)

أبو عبَّاد، حدَّثنا جعفر بن سليمان، حدَّثنا عُتَيْبَة الضَّرير، حدَّثنا يزيد

(2)

بن أَصْرَم،

عن عليّ بن أبي طالب قال: ماتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّة وتركَ دينارًا ودِرْهَمًا، فذكروا ذلكَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ:"كَيَّتَانِ، صَلُّوا على صَاحِبِكُمْ".

(6/ 19) في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن نصر الكاتب أبو إسحاق، يعرف باين البَازْيَار).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بشير"، والتصويب من "المسند" لأحمد (1/ 138)، و"الجرح والتعديل"(7/ 138)، و"التقريب"(2/ 126).

(2)

هكذا في المطبوع: "يزيد". والمشهور الصحيح أنَّه: "بُرَيْد" بالباء. انظر: "الإكمال"(1/ 227)، و"التهذيب"(1/ 431).

ص: 83

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وله شواهد.

ففيه (بُرَيْد بن أَصْرَم) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(2/ 140) وروى الحديث من طريقه وقال: "إسناده مجهول".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 157) ونقل عن البخاري تجهيله له.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 82 - 83).

4 -

"الكامل"(2/ 517) باسم (تزيد بن أَصْرَم) وقال: "هكذا ترجمه أبو عبد الرحمن النَّسَائي، لأبي بشر الدُّولابي في كتاب ضعفائه في باب التاء".

5 -

"الضعفاء" لابن الجَوْزي (1/ 137) وفيه عن الأَزْدِي: "ضعيف مجهول".

6 -

"التقريب"(1/ 95) وقال: "مجهول، من الثالثة"/ عس.

كما أنَّ فيه (عُتَيْبَة الضَّرير البَصْرِي) وقد ترجم له في:

1 -

"تهذيب الكمال"(4/ 49) في ترجمة (بُرَيْد بن أَصْرَم) ونقل عن البخاري قوله: "عُتَيْبَة وبُرَيْد مجهولان".

2 -

"الميزان"(3/ 30) وقال: "لا يُدْرَي من هو".

3 -

"التقريب"(2/ 6) وقال: "مجهول، من السابعة"/ عس.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن أحمد الكاتب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 140)، وأحمد في "المسند"(1/ 101)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 114 - 115)

ص: 84

رقم (901)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 157) -في ترجمة (بُرَيْد بن أَصْرَم) -، من طريق عفَّان، عن جعفر بن سليمان، به.

وعند أحمد: "وتَرَكَ دينارين أو دِرْهَمَيْنِ".

ورواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(1/ 137) عن محمد بن عبيد بن حِسَاب

(1)

، عن جعفر بن سليمان، به.

كما رواه عبد اللَّه في زوائد "المسند"(1/ 138) عن قَطَن بن نُسَيْر، عن جعفر بن سليمان، به.

قال البخاري: "إسناده مجهول".

وقال البزَّار: "لا نعلم روى بُرَيْد بن أَصْرَم عن عليّ إلَّا هذا الحديث، ولا رواه عنه إلَّا عتبة أو عتيبة، ولا نعلمه يُرْوَى عن عليٍّ إلَّا بهذا الإسناد".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 240): "رواه أحمد وابنه عبد اللَّه. . . والبزَّار كذلك، وفيه عُتَيْبَة الضَّرير وهو مجهول، وبقية رجاله وثِّقُوا".

وله شواهد انظرها في "المجمع"(10/ 240 - 241).

ومن ذلك، ما رواه أحمد في "المسند"(1/ 421 و 457)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 109) رقم (3252)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(8/ 415 - 516) رقم (4997)، و (5037) و (5115) و (5355)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 250) رقم (3652) -من كشف الأستار-، من حديث ابن مسعود، من دون ذكر الصلاة.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 240): ورواه أحمد وأبو يعلى والبزَّار، وفيه عاصم بن بَهْدَلَة وقد وثَّقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لـ "المسند" لأحمد (6/ 9) رقم (3914): "إسناده صحيح"!

(1)

تَصَحَّفَ في "المسند" إلى: "حبان". والتصويب من "التهذيب"(9/ 329)، و"التقريب"(2/ 188).

ص: 85

أقول: بل هو حسن، من أجل (عاصم بن بَهْدَلة الأَسَدِي المقرئ) فإنه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (592).

و (عاصم) موجود أيضًا في إسناد ابن حِبَّان.

وبلفظ المرفوع عند الخطيب رواه الطبراني في "الكبير"(8/ 124) رقم (7506) من حديث أبي أمامة، ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 46).

أقول: رجال إسناده حديثهم حسن عدا شيخ الطبراني (محمد بن أحمد بن أبي خيثمة)، فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (1/ 303 - 304) وقال:"كان فهمًا عارفًا". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

وقد قال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 157) -في ترجمة (بُرَيْد بن أَصْرَم) - بعد روايته لحديث عليّ المتقدِّم: "له عن النبيِّ عليه السلام إسناد صحيح".

* * *

850 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا إبراهيم بن إسماعيل، حدَّثنا بِشْر بن سَيْحَان، عن حَلْبَس الكَلْبِي.

وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل -بِنَيْسَابُور، واللفظ له-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني -إملاءً في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن محمد السُّيُوطِيُّ -ببغداد-، حدَّثنا بِشْر بن سَيْحان، حدَّثنا حَلْبَس الكَلْبِي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي الزِّنَاد، عن عبد الرحمن الأعرج،

عن أبي هريرة قال: قال رَجُلٌ يا رسول اللَّه إنِّي زوَّجتُ ابنتي وأنا أُحِبُّ أن تُعينَني، قال: "ما عندي شيءٌ، ولكن الْقَنِي غَدًا في وقتٍ تجئني وقد أَجَفْتُ البابَ

(1)

، وجِئْنِي معكَ بقَارُورَةٍ واسعة الرَّأس وعُودِ شَجَرَةٍ"، قالَ فجاءَ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ العَرَقَ عن ذِرَاعَيْهِ حتَّى مَلأَ القَارُورَةَ. قال: "خُذْهَا وَأَمُرْ أهلك إذا أرادت أن

(1)

أي رددت الباب. انظر "القاموس المحيط" مادة (جوف) ص 1031. وفي "المعجم الأوسط" للطبراني (3/ 434): "وآية بيني وبينك أن أُجيفَ ناحية الباب".

ص: 86

تطَيَّبَ أَنْ تَغْمِسَ هذا العُودَ في القَارُورَةِ فَتَطَيَّبَ به". فكانت إذا تَطَيَّبَتْ شَمَّ أَهْلُ المدينةِ ريحًا طَيِّبًا فسُمُّوا المُطَيِّبِيْنَ.

(6/ 23 - 24) في ترجمة (إبراهيم بن إسماعيل بن محمد السَّوْطِي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

منكر جدًّا. وقال ابن الجَوْزي: موضوع.

ففيه (حَلْبَس بن محمد الكِلابي البَصْري) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 277) وقال: "شيخ، يروي عن سفيان ما ليس من حديثه، لا يحلُّ الاحتجاج به بحال".

2 -

"الكامل"(2/ 862 - 863) وقال: "منكر الحديث عن الثقات".

3 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 195 رقم (193).

4 -

"الضعفاء" لابن الجَوْزي (1/ 231) وفيه عن الأَزْدِيّ: "واهٍ دامر"؟

5 -

"الميزان"(1/ 587 - 588) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك الحديث". وذكر الذَّهَبِيُّ حديث (حَلْبَس) هذا وقال: "هذا منكر جدًّا".

6 -

"اللسان"(2/ 344 - 345) وأقر ابن حَجَر فيه كلام الذَّهَبِيّ، وقال:"وذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات" وقال: هذا ممَّا عَمِلَتْ يَدُ حَلْبَس".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 423 - 424) رقم (2916)، عن إبراهيم بن هاشم، عن بشر بن سَيْحَان، به، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن أبي الزِّنَاد إلَّا سفيانُ، ولا عن سفيانَ إلَّا حَلْبَس، تفرَّد به بشر".

ص: 87

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 283) بعد أن عزاه له: "فيه حَلْبَس

(1)

الكَلْبِي وهو متروك".

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 24 - 25) رقم (3860) وعزاه لأبي يَعْلَى.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 862 - 863) -في ترجمة (حَلْبَس) -، عن أبي يَعْلَى، عن بِشْر بن سَيْحَان، به.

قال ابن عدي: "وهذا أيضًا عن الثَّوْرِيِّ بهذا الإسناد منكر".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 291 - 292) عن الخطيب من طريقه، وقال:"هذا حديث موضوع، وهو ممَّا عَمِلَتْهُ يدا (حَلْبَس) ". ثم ذكر أقوال النُّقَّاد فيه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 274) بما محصّله: بأنَّ الذَّهَبِيَّ لم يحكم عليه بالوضع، واكتفى بقوله:"منكر جدًّا". وبأنَّ (حَلْبَس) لم يُتَّهَمْ. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 334).

* * *

851 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق السَّرَّاج النَّيْسَابُوري، حدَّثنا يحيى بن يحيى، حدَّثنا عَبْثَر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،

عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فإذا انْكَسَفَتَا فَافْزَعُوا إلى الصَّلاةِ".

(1)

تَصَحَّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "حنس".

ص: 88

(6/ 26 - 27) في ترجمة (إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثَّقَفِي السَّرَّاج النَّيْسَابُوري أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (يزيد بن أبي زياد القُرَشِي الهاشمي الكوفي أبو عبد اللَّه) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (654).

و(عَبْثَر) هو (ابن القاسم الزُّبَيْدي الكوفي أبو زُبَيْد): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (179 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 269 - 271)، و"التهذيب"(5/ 136 - 137)، و"التقريب"(1/ 400).

التخريج:

لم أقف عليه من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(6/ 156) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(2/ 207) وما بعد، و"نصب الراية"(2/ 225) وما بعد، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 88) وما بعد.

ومن ذلك ما رواه البخاري في الكُسوف، باب الصلاة في كُسوف الشمس (2/ 526) رقم (104) -واللفظ له-، ومسلم في الكُسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكُسوف (2/ 628) رقم (911)، وغيرهما، عن أبي مسعود البَدْرِي مرفوعًا:"إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فإذا رَأَيْتُمُوهُمَا فَقُومُوا فَصَلُّوا".

* * *

ص: 89

852 -

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني -إملاءً-، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق السَّرَّاج أخو أبي العبَّاس -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري، حدَّثنا محمد بن صفوان، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه تعالى يُنْزِّلُ في كُلِّ يومٍ مائةَ رَحْمَةٍ، ستينَ منها على الطَّائِفِينَ بالبيتِ، وعشرينَ على أَهْلِ مَكَّةَ، وعشرينَ على سَائِرِ النَّاسِ".

(6/ 27) في ترجمة (إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثَّقَفِيّ السَّرَّاج النَّيْسَابُوري).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله طرق أخرى بنحوه معلَّة أيضًا.

ففيه (محمد بن معاوية بن أَعْيَن النَّيْسَابُوري أبو عليّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأحمد والدَّارَقُطْنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (372).

و (محمد بن صفوان) لم أعرفه.

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(7/ 598 - 599) رقم (3760) من طرق، عن محمد بن معاوية النَّيْسَابُورِيّ، عن محمد بن صفوان، به.

ورواه الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(1/ 363) رقم (1222)، وقال محققه:"أمَّا إسناد الحارث فشيخه أحمد بن يزيد لعله الخُرَاساني المذكور في "اللسان" ولم يوثَّق".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 124 - 125) رقم (11248)،

ص: 90

من طريق خالد بن يزيد العُمَرِي، عن محمد بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّيثي، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"يُنَزِّلُ اللَّه كُلَّ يومٍ عشرينَ ومائةَ رَحْمَةٍ، ستونَ منها للطوَّافِينَ، وأربعونَ للعَاكِفِينَ حَوْلَ البيتِ، وعشرونَ منها للنَّاظِرِينَ إلى البيتِ".

وإسناد الطبراني تالف، ففيه (خالد بن يزيد العُمَرِي العَدَوي المَكِّي) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (505).

كما أنَّ فيه (محمد بن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير اللَّيْثِي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 596):"ضَعَّفُوه، وبعضهم تركهـ، وهو محمَّد المُحْرِم". وانظر ترجمته في "اللسان"(5/ 216 - 217).

وقد فات الهيثمي في "مجمع الزوائد" ذكر رواية الطبراني هذه.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 195) رقم (11475)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 115 - 116 و 307)، والخطيب البغدادي في "موضِّح أوهام الجَمْعِ والتفريق"(2/ 472)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 957) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 81 - 82)، من طريق يوسف بن السَّفْر

(1)

، عن الأَوْزَاعي، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه تعالى يُنَزِّلُ في كُلِّ يوم ولَيْلَةٍ عشرينَ ومائةَ رَحْمَةٍ، يُنَزِّلُ على هذا البيت ستونَ للطَّائِفِينَ، وأربعون للمُصَلِّينَ، وعشرونَ للنَّاظِرِينَ".

ومن طريق يوسف بن السَّفْر هذا، ذكره البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 599)، وقال عن (يوسف):"ضعيف".

(1)

في "تاريخ دمشق": "عبد الرحمن بن السَّفْر". قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 569) في ترجمة (عبد الرحمن بن السَّفْر): "كذا سمَّاه بعضهم. والصواب: يوسف بن السَّفْر". وانظر "اللسان"(3/ 417).

ص: 91

ومن الطريق السابق رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (3/ 266 - 267) رقم (1796) - لكن لفظ أوله عنده: "ينزل على هذا المسجد مسجد مكة كل يوم عشرون ومائة رحمة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 292): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه يوسف بن السَّفْر وهو متروك".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 287) من الطريق المتقدِّم، وسأل أباه عنه، فقال:"هذا حديث منكر، ويوسف: ضعيف الحديث شبه المتروك".

وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 466 - 467) لـ (يوسف بن السَّفْر الدِّمَشْقِي أبو الفيض) وقال: "قال النَّسائي: ليس بثقة. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك يكذب. وقال ابن عدي: روى بواطيل. وقال البيهقي: هو في عداد من يضع الحديث. وقال أبو زُرْعَة وغيره: متروك".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2280) -في ترجمة (محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري) -، عن بُهْلُول بن إسحاق بن بُهْلُول، عن محمد بن معاوية، عن محمد بن صفوان، به، بمثل لفظ طريق (يوسف بن السَّفْر).

قال ابن عدي: "هذا منكر، وروي عن الأَوْزَاعي، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، رواه عنه يوسف بن السَّفْر كاتب الأَوْزَاعي، وهو ضعيف".

ورواه أبو الوليد الأَزْرَقي في "أخبار مكَّة"(2/ 8)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 321) -في ترجمة (سعيد بن سالم القَدَّاح) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 82)، من طريق سعيد بن سالم القَدَّاح وسَلِيم بن مسلم، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ طريق (يوسف بن السَّفْر).

ص: 92

و (سعيد بن سالم القَدَّاح المَكِّي أبو عثمان)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 296):"صدوق يَهِم". وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(10/ 454 - 457).

و (سَلِيم بن مُسْلِم الكاتب الخَشَّاب)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 285):"قال النَّسَائي: متروك. وقال ابن مَعِين: جَهْمِيٌّ خبيث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (64).

أقول: إسناد أبو الوليد الأَزْرَقي حسن لولا عنعنة ابن جُرَيْج -عبد الملك بن عبد العزيز- فإنَّه مُدَلِّسٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).

قال الإِمام المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 192): "رواه البيهقي بإسناد حسن".

أقول: إن كان يقصد إسناده في "شُعَب الإِيمان"، فلا، كما عَرَفْتَ مِنْ قَبْلُ. وإن كان يقصد غيره، فلعله أخرجه في غير كتابه "شُعَب الإِيمان" من طريق الأَزْرَقي المتقدِّم، واللَّه سبحانه أعلم.

* * *

853 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإِسماعيلي، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي خّضْرُون -صَيْدَنَاني

(1)

، بِسُرَّ منْ رَأَى، إملاءً من حفظه-، حدَّثنا محمد بن المثنَّي، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا مَسْلَمَة بن الصَّلْت الشَّيْبَاني، عن زياد -وهو ابن أبي حسَّان- قال:

سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ له ثلاثًا وسبعينَ مَغْفِرَةٍ، واحدةً مِنْهَا فيها صَلَاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ، واثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ له عِنْدَ اللَّهِ يومَ القِيَامَةِ".

(1)

قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(8/ 121): "هذه النسبة مثل الصَّيْدَلانِيّ سواءً".

ص: 93

(6/ 41) في ترجمة (إبراهيم بن إسحاق بن أبي خَضْرُون الصَّيْدَلانِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله طرق أخرى معلولة.

ففيه (زياد بن أبي حسان النَّبَطِيّ الوَاسِطِيّ أبو عمَّار) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(3/ 250) وقال: "كان شُعْبَة يتكلَّم في زياد بن أبي حسان النَّبَطِيّ".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلي (2/ 76 - 77).

3 -

"الجرح والتعديل"(3/ 530) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به".

4 -

"المجروحين"(1/ 305 - 306) وقال: "كان ممَّن يروي أحاديث مناكير كثيرة وأوهامًا كثيرة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

5 -

"الكامل"(3/ 1051 - 1052) وقال: "قليل الحديث، ولم أر له عن أنس ما ذكرته وما لم أذكره لعل له إلى تمام خمسة أحاديث. . . ".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 217 رقم (235).

7 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 88) وقال: "قال الحاكم: روى عن أنس وغيره أحاديث موضوعة. كان شُعْبَة شديد الحَمْلِ عليه وكذَّبه. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك". وأشار إلى حديثه هذا.

8 -

"لسان الميزان"(2/ 494) وفيه عن النَّقَّاش: "روى عن أنس أحاديث موضوعة".

ص: 94

وفيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن إسحاق الصَّيْدَلانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرح أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو بكر الإِسماعيلي في "معجمه" ص 99 - 100 رقم (191)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 398 - 399) رقم (1950) -من كشف الأستار-، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 255) رقم (4266)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 120) رقم (7670) -ط بيروت-، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 16 رقم (90)، وابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 41 رقم (29) وص 84 رقم (96)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 76 - 77)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 306)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1052) -ثلاثتهم في ترجمة (زياد بن أبي حسَّان) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 469) -مخطوط-، من طريق زياد بن أبي حسَّان، عن أنس مرفوعًا به.

وروى بعضه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 350) من الطريق المتقدِّم، وقال:"لا يُتَابَعُ عليه".

وقال البزَّار: "لا نعلم روى زياد عن أنس إلَّا هذا".

وقال البيهقي: "تفرَّد به زياد بن أبي حسَّان".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 191): "رواه أبو يعلى والبزَّار وفي إسنادهما زياد بن أبي حسَّان وهو متروك".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 171) عن الخطيب والعُقَيْلِي من طريقهما السابق، وقال: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه

ص: 95

وسلَّم، والمُتَّهَمُ بوضعه زياد، وكان شُعْبَهُ شديد الحَمْلِ عليه". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 86)، ولَخَّصَ تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 137) فقال:"تُعُقِّبَ بأنَّ البيهقي أخرجه في "الشُّعَبِ" وقال: تفرَّدَ به زياد. وليس كذلك، فقد تابع زيَّادًا: عبد الرحمن بن أبي حسين المكِّي أخرجه ابن عساكر. وورد من حديث ثَوْبَان أخرجه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة" من طريق فَرْقَد عن شُمَيْط مولى ثَوْبَان وقال: غريب من حديث فَرْقَد لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: شُمَيْط لم أقف له على ترجمة، واللَّه تعالى أعلم".

أقول: حديث ابن عساكر الذي ذكره السُّيُوطيُّ، هو عنده في "تاريخ دمشق"(5/ 384) -مخطوط-، من طريق أبي محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، عن أبي عليّ محمد بن سليمان بن حَيْدَرَة، عن أبي سليم إسماعيل بن حصن، عن أبي المغيرة، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكِّي، عن أنس مرفوعًا بنحو لفظ حديث الخطيب، إلَّا أنَّ عنده في آخره زيادة قوله:"ومن قال أشهد أنَّ لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له أحدًا صمدًا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، كتب اللَّه له بها أربعين ألف ألف حسنة".

وفي إسناد ابن عساكر: (إسماعيل بن عيَّاش الحِمْصِي) وروايته عن الحِجَازيين ضعيفة، وهذه منها. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (115).

كما أنَّ فيه جماعة لم أعرفهم، والزيادة التي في آخر الحديث منكرة جدًّا.

وقد ذكر السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 86) طريقًا آخر له لم يذكره ابن عَرَّاق عند تلخيصه لكلام السُّيُوطيّ، وهو ما رواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 175) من طريق عيسى بن يعقوب، من دينار، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"من قضى لأخيه حاجةً من حوائج الدُّنْيَا قضى اللَّهُ له اثنتين وسبعين حاجةً أسهلها المغفرة".

وفيه (دينار مولى أنس بن مالك) وهو مُتَّهَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1173).

ص: 96

أمَّا الشاهد، فقد رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 48 - 50) من طريق فَرْقَد، عن شُمَيْط -مولى ثَوْبَان-، عن ثَوْبَان مرفوعًا بلفظ:"من فرَّج عن مؤمن لهفان، غفر اللَّه له ثلاثًا وسبعين مغفرة، واحدة يصلح بها أمر دنياه وآخرته، وثنتين وسبعين يوفِّيها اللَّه تعالى يوم القيامة".

قال أبو نُعَيْم عقبه: "غريب من حديث فَرْقَد لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".

أقول: في إسناده (فَرْقَد بن يعقوب السَّبَخي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2064).

كما أنَّ فيه (شُمَيْط مولى ثَوْبَان)، وقد تقدَّم قول ابن عَرَّاق أنَّه لم يقف له على ترجمة.

وقال العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على الفوائد المجموعة" ص 74: في المسند أيضًا يزيد بن أبي زياد، ضعيف يَتَلَقَّنُ، وفيه أيضًا من لم أعرفه".

* * *

854 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب، حدَّثنا إبراهيم -يعني ابن بكر الشَّيْبَاني-، حدَّثنا جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم،

عن أبي أُمَامَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(6/ 46) في ترجمة (إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني الكوفي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث متواتر بلفظ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن بَكْر الشَّيْبَاني الكوفي الأعور أبو إسحاق)

ص: 97

وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلي (1/ 45 - 46) وقال: "كثير الوَهَم".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 64).

3 -

"الكامل"(1/ 256) وقال: "كان يسرق الحديث". وقال أيضًا: "لا أعلم له كبير رواية، وأحاديثه إذا روى إما أنَّ تكون منكرة بإسناده أو مسروقة ممن تقدَّمه".

4 -

"تاريخ بغداد"(6/ 46 - 47) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كانت أحاديثه موضوعة". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

5 -

"الضعفاء" لابن الجَوْزي (1/ 27) وفيه عن الأَزْدِي: "تركوه".

كما أنَّ فيه (جعفر بن الزُّبَيْر الحَنَفِي البَاهِلِي) وهو متروك، واتُّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).

و(القاسم) هو (ابن عبد الرحمن الدِّمَشْقِي): صدوق يرسل كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في مقدمة كتابه "الموضوعات"(1/ 76) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ومن طريق جعفر بن الزُّبَيْر، به، بلفظ:"من كذب عليَّ. . . "، رواه الطبراني في "جزء طرق حديث من كذب عليَّ" ص 131 رقم (141).

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 155) رقم (7599)، من طريق أسيد بن زيد، عن محمد بن الفضل، عن الأحوص بن حَكَم، عن مكحول، عن أبي أُمَامَة مرفوعًا مطوَّلًا، ولفظ أوَّله عنده:"من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من بين عيني جهنَّم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 148): "رواه الطبراني في "الكبير"

ص: 98

وفيه الأحوص بن حَكيم ضعِّفه النَّسَائي وغيره، ووثَّقه العِجْلِي ويحيى بن سعيد القَطَّان في رواية. ورواه عن الأحوص: محمد بن الفضل بن عطية، ضعيف".

أقول: في إسناده أيضًا (أَسِيد بن زيد الجَمَّال) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (991).

ومن طريق محمد بن الفضل المتقدِّم، رواه الحاكم في "المَدْخَل" ص 96 - 97 وقال: إنه باطل، والحَمْلُ فيه على (محمد بن الفضل) فإنه ساقط.

وقد تقدم في حديث (146) الكلام على تواتر الحديث فانظره إن شئت.

* * *

855 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم التُّسْتَري، حدَّثنا الحسين بن أبي زيد الدَّبَّاغ، حدَّثنا إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني، حدَّثنا شُعْبَة، عن عمرو بن دينار،

عن جابر قال: أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فقال:"كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا، ولا تَأكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فإنَّ البَرَكَة تَنْزِلُ في وَسَطِهَا".

(6/ 46) في ترجمة (إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني الكوفي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ صحيح روي من حديث ابن عبَّاس وغيره.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (854).

قال الخطيب عقبه: "قال أبو نُعَيْم: لم يروه عن شُعْبَة إلَّا إبراهيم".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 256) -في ترجمة (إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني) -، عن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي، عن حسين بن أبي زيد الدَّبَّاغ، عن إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني، به.

ص: 99

قال ابن عدي: "لم يحدِّث بهذا الحديث بهذا الإسناد غير إبراهيم بن بكر هذا عن شُعْبَة، وهو منكر بهذا الإسناد".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 45 - 46) -في ترجمته أيضًا- عن معاذ بن المثنَّى، عن الحسن بن أبي زيد الأَدَمِيّ، عن إبراهيم بن بكر الشَّيْبَاني، به، مختصرًا.

ومتن الحديث صحيح، روي من حديث ابن عبَّاس وغيره. انظر:"جامع الأصول"(7/ 390 - 391)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 130).

وحديث ابن عبَّاس رضي الله عنه، رواه التِّرْمِذِيّ في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية الأكل من وسط الطعام (4/ 260) رقم (1805) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(1/ 270 و 345 و 364)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 243) رقم (529)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 333) رقم (5222)، وابن ماجه في "سننه" في الأطعمة، باب النهي عن الأكل من ذروة الثريد (2/ 1090) رقم (3277)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 100)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 116)، وابن الجعد في "مسنده"(1/ 468) رقم (860)، والبيهقي في "الآداب" ص 304، رقم (632)، من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"البرَكَةُ تَنْزِلُ وَسَطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَّتَيْهِ، ولا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ".

قال التِّرمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح. . . وفي الباب عن ابن عمر".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ وقال: "صحيح".

* * *

856 -

أخبرني عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الشَّاهد، حدَّثني أبو إسحاق إبراهيم بن بَيْهُوْيَه بن منصور بن منصور بن

ص: 100

موسى الفارسي -بقطيعة الربيع، تاجر ثقة، من كتابه-، حدَّثنا نصر بن منصور بن زاذان التَّنُوخي -من ساكني مرو، قدم علينا بغداد في سنة سبعين ومائتين-، حدَّثنا آدم بن أبي إِيَاس، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،

عن جَدِّه قال: أَدْرَكَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ مُقَرَّنَيْنِ يَمْشِيَان إلى البيتِ، فقال:"ما بالُ القِرَانِ"؟ قالوا: نَذَرَا أَنْ يَمْشِيَا إلى البيتِ مُقَرَّنَيْنِ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس هذا بِنَذْرٍ، اقْطَعُوا قِرَانَهُمَا" فَقَطعوا قِرَانَهُمَا.

ونظر وهو يَخْطُبُ إلى أعْرَابيٍّ قائمٍ في الشَّمس، فقال له:"ما شأنك"؟ فقال يا رسول اللَّه نَذَرْتُ أَنْ لا أزالُ قائمًا في الشَّمس حتى تَفْرُغَ. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس هذا بِنَذْرٍ، إنما النَّذْرُ ما ابْتُغِيَ به وَجْهُ اللَّه عز وجل وتبارك وتعالى".

(6/ 48) في ترجمة (إبراهيم بن بَيْهُوْيَه بن منصور الفارسي).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما النَّذْرُ ما ابْتُغِيَ به وَجْهُ اللَّه عز وجل" له طريق آخر حسن.

ففيه (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الشَّاهد البَخْتَرِيّ

(1)

أبو القاسم ابن الثَّلَّاج) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 243 رقم (329) قال السَّهْمِيُّ: "كان معروفًا بالضعف، سمعت أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ وجماعة من حفَّاظ بغداد يتكلَّمون فيه، ويتَّهمونه بوضع الأحاديث وتركيب الأسانيد".

(1)

تَصَحَّفَ في "تاريخ بغداد"(10/ 135 - 136) إلى: "البحتري" بالحاء المهملة. والتصويب من "الأنساب"(3/ 149)، و"اللباب"(1/ 246).

ص: 101

2 -

"تاريخ بغداد"(10/ 135 - 138) وفيه عن الأَزْهَرِي: "كان مُخَلِّطًا في الحديث يدَّعي ما لم يسمع ويضع الحديث". وقال أيضًا: "يضع الحديث على سليمان المَلَطي وعلى غيره". وقال العَتِيقي: "كان كثير التخليط". وذكر الخطيب أخبارًا تدلُّ على كذبه.

3 -

"الميزان"(2/ 497) وقال: "كذَّبه جماعة".

4 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحَلَبِي ص 248 - 249 رقم (413).

وفيه (عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد المَدَني)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 382):"مشهور، وثِّق، وضعَّفه النَّسَائي". وقال في "الكاشف"(2/ 146): "قال ابن مَعِين: هو أثبت النَّاس في هشام بن عُرْوَة. وقال أبو حاتم وغيره: لا يحتج به". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 479 - 480): "صدوق تغيَّر حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهًا، من السابعة، ولي خَرَاج المدينة فَحُمِد"/ خت م 4. وترجم له الخطيب البغدادي مِنْ قَبْلُ في "تاريخه" (10/ 228 - 230) ونقل تضعيفه عن ابن مَعِين والنَّسَائي وابن المَدِيني والسَّاجي، وفيه عن ابن سعد: "كان يضعَّف لروايته عن أبيه". وقال صالح بن محمد جَزَرَة: "قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره". وقال ابن المَدِيني: "ما حَدَّثَ بالمدينة فهو صحيح، وما حَدَّثَ به ببغداد أفسده البغداديون". وانظر ترجمته موسعًا في: "السِّيَر"(8/ 150 - 152)، و"التهذيب"(6/ 170 - 173).

و(نصر بن منصور التَّنُوخي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(13/ 291) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(أبو الزِّنَاد) هو (عبد اللَّه بن ذَكْوَان المَدَني): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (53).

ص: 102

و (عليّ بن أبي عليّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخي أبو القاسم): صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (1115).

التخريج:

حديث الخطيب هذا مؤلَّف من حديثين، الأول حديث الرجل المقرَّن، والثاني حديث الأعرابي.

أمَّا الأول: فقد رواه أحمد في "المسند"(2/ 183) عن الحسين بن محمد، وسُرَيْج، قالا: حدَّثنا ابن أبي الزِّنَاد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شُعَيْب، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 186): "رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، وقد وثَّقه جماعة، وضعَّفه آخرون".

أمَّا الثاني: فقد رواه أحمد في "المسند"(2/ 211) عن سُرَيْج بن النُّعْمَان، عن ابن أبي الزِّنَاد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شُعَيْب، به.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 242 - 243) رقم (1432)، من طريق مسلم بن عمرو الحَذَّاء، عن عبد اللَّه بن نافع، عن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد -[عن أبيه]

(1)

-، عن عمرو بن شُعَيْب، به، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن أبي الزِّنَاد إلّا ابنه، ولا عن ابنه إلّا عبد اللَّه بن نافع، تفرَّد به مسلم بن عمرو الحَذَّاء".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 187): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد اللَّه بن نافع المَدِيني وهو ضعيف". وقد فاته أن يعزوه لأحمد.

(1)

قوله: "عن أبيه" ساقط من المطبوع. ويدل عليه قول الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزِّنَاد إلّا ابنه، ولا عن ابنه إلّا عبد اللَّه بن نافع".

ص: 103

وفي إسناده عندهما أيضًا: (عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد)، وقد تقدم القول: فيه.

ورواه مختصرًا أبو داود في الأيمان والنذور، باب اليمين في قطيعة الرَّحِم (3/ 582) رقم (3273) عن أحمد بن عَبْدَة الضَّبِّي، حدَّثنا المغيرة بن عبد الرحمن، حدَّثني أبي: عبد الرحمن

(1)

، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا نَذْرَ إلَّا فيما يُبْتَغي به وَجْهُ اللَّهِ، ولا يَمِينَ في قَطِيعةِ رَحِمٍ". وإسناده حسن.

غريب الحديث:

قوله: "مقرّنين" قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 53): "أي مشدودين أحدهما إلى الآخر بحَبْل. والقَرَنُ بالتحريك: الحبل الذي يُشَدَّانِ به. والجمع نفسُه: قَرَنٌ أيضًا. والقِرَانُ: المصدر والحَبْل".

* * *

857 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا إبراهيم بن جعفر البَصْرِي، حدَّثنا محمد بن مهدي بن هلال الأَسَدِي، حدَّثني ابن مهدي.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف المُعَدَّل، حدَّثنا إبراهيم بن جعفر البَصْرِي الفقيه -في مجلس يوسف القاضي-، حدَّثنا محمد بن مهدي بن هلال، حدَّثني أبي، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مِهْرَان،

عن ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من تعلَّم بابًا من العِلْمِ

(1)

تَصَحَّفَ في "سنن أبي داود" إلى: "حدَّثني أبو عبد الرحمن" والتصويب من "تحفة الأشراف"(6/ 322) رقم (8736).

ص: 104

عَمِلَ به أو لم يَعْمَل به كان أفضل من صلاة ألف ركعة، فإنْ هو عَمِلَ به أو علَّمه كان له ثوابه وثواب من يعمل به إلى يوم القيامة".

(6/ 50) في ترجمة (إبراهيم بن جعفر بن محمد الفقيه، المعروف بابن المُخْلِص البَصْرِي).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (محمد بن زياد اليَشْكُرِي المَيْمُوني الطَّحَّان الأَعْوَر)، فإنَّه كذَّاب، مشهور بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (742).

وصاحب الترجمة (إبراهيم بن جعفر، المعروف بابن المُخْلِص البَصْرِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 764) إلى الخطيب وابن النَّجَّار فحسب.

* * *

858 -

أخبرنا محمد بن طلحة بن محمد النِّعَالي، حدَّثنا أحمد بن محمد الصَّرْصَرِي، حدَّثنا إبراهيم بن جعفر الفَقِيه، عن سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَاني قال: حدَّثنا عليُّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ عَشِقَ وكَتَمَ وَعَفَّ ثم ماتَ، ماتَ شهيدًا".

(6/ 50 - 51) في ترجمة (إبراهيم بن جعفر الفَقِيه).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (718).

ص: 105

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (718).

* * *

859 -

أخبرنا عليّ بن المُحَسِّن التَّنُوخي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن ماهبزد الأَصْبَهَاني، حدَّثنا محمد بن محمد البَاغَنْدِي، حدَّثنا إبراهيم بن جابر المَرْوَزِي.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأَسَدِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد المُطَّلِب، حدَّثنا عليّ بن إسماعيل بن يونس بن السَّكَن بن صَغِير القَنْطَرِي الصَّفَّار، حدَّثنا إبراهيم بن جابر الكاتب المَرْوَزِي -ببغداد-، حدَّثنا عبد الرحمن بن هارون الغَسَّاني، أخبرنا هشام بن حسَّان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لم يعرف فضل نعمة اللَّه عليه إلَّا في مَطْعَمِهِ ومَشْرَبِهِ فقد قَصَرَ عِلْمُهُ ودَنَا عذابه".

(6/ 52) في ترجمة (إبراهيم بن جابر بن عبد الرحمن المَرْوَزِيّ، يعرف بالبُح).

مرتبة الحديث:

منكر.

ففيه (عبد الرحيم بن هارون الغَسَّاني الوَاسِطي أبو هشام) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(5/ 340) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول لا أعرفه".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 413) وقال: "يُعْتَبَرُ بحديثه إذا روى عن الثقات من كتابه، فإنَّ فيما حدَّث من غير كتابه بعض المناكير".

ص: 106

3 -

"الكامل"(5/ 1921 - 1922) وقال: "لم أر للمتقدِّمين فيه كلامًا، وإنما ذكرته لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات". وذكر له حديثه هذا.

4 -

"تاريخ بغداد"(11/ 85) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك يكذب".

5 -

"الكاشف"(2/ 171) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: "يكذب، وحسَّن التِّرْمِذِيّ له".

6 -

"التقريب"(2/ 171) وقال: "ضعيف كذَّبه الدَّارَقُطْنِيّ، من التاسعة، مات بعد المائتين"/ ت.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1922) -في ترجمة (عبد الرحيم بن هارون الغَسَّاني) - من طريق إبراهيم بن جابر، عن عبد الرحيم بن هارون هذا، به.

قال ابن عدي: "وهذا عن هشام بن حسَّان لا يرويه غير عبد الرحيم". وذكر قوله السابق فيه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 833) إلى الخطيب وحده!

* * *

860 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا إبراهيم بن جابر بن عيسى، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن شُجَاع المَرْوَزِي، حدَّثنا حكيم بن زيد -وقد روى عنه الشَّيْبَاني-، عن إبراهيم الصَّايِغ، عن عطاء،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ، ورَجُلٌ قَامَ فَأَمَرَ ونَهَى فَقُتِلَ على ذلك".

(6/ 53) في ترجمة (إبراهيم بن جابر بن عيسى الغِطْرِيْفِيّ أبو إسحاق).

ص: 107

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (إبراهيم بن جابر بن عيسى الغِطْرِيفِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (أحمد بن شُجَاع المَرْوَزِي) لم أقف على من ترجم له.

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

والحديث روي من طرق أخرى يحسن بمجموعها.

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 195)، من طريق رافع بن أَشْرَس المرْوَزِيّ، عن خُلَيْد

(1)

الصَّفَّار، عن إبراهيم الصَّائغ، به، مرفوعًا بلفظ:"سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بنُ عبد المُطَّلِبِ، ورَجُلٌ قَامَ إلى إمامٍ جائرٍ، فَأَمَرَهُ ونَهَاهُ وقَتَلَهُ".

قال الحاكم "صحيح الإسناد ولم يُخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "الصَّفَّار لا يُدْرَى من هو".

أقول: وفيه أيضًا (رافع بن أَشْرَس المَرْوَزِيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 482) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكر أن أحمد بن منصور بن راشد المَرْوَزِيّ قد روى عنه. والظاهر أنَّه مجهول الحال، فقد روى عنه أيضًا أحمد بن سيَّار ومحمد بن الليث عند الحاكم في "المستدرك" في الموطن السابق.

وقد قال الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(1/ 173): "سنده ضعيف".

وروي شطره الأول: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ" الحاكم أيضًا في "المستدرك"(2/ 119 - 120) من طريق أبي حمَّاد الحَنَفي، عن ابن عَقِيل، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"سِيِّدُ الشُّهَدَاءِ عند اللَّه يومَ القيامةِ حَمْزَةُ".

(1)

تَصَحَّفَ في "المستدرك" إلى "حفيد". والتصويب من "السِّيَر"(1/ 173).

ص: 108

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "أبو حمَّاد هو المُفَضَّل بن صَدَقَة قال النَّسَائي: متروك".

وروى شطره الأول فحسب أيضًا، الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 501 - 502) رقم (922) من طريق حكيم بن زيد، عن إبراهيم الصَّائغ، عن عِكْرِمة، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"أفضلُ الشُّهَدَاءِ عند اللَّه حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 268): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه حكيم بن زيد قال الأَزْدِيُّ: فيه نظر. وبقية رجاله وثِّقوا". وهو متعقَّب بما سيأتي.

ورواه الخطيب في "تاريخه"(6/ 377) عن محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو العبَّاس إسحاق بن يعقوب العَطَّار، حدَّثنا عمَّار بن نصر، حدَّثني حكيم بن زيد الأَشْعَرِيّ، عن إبراهيم الصَّائغ، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"أفضلُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ثُمَّ رَجُلٌ قام إلى إمامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقُتِلَ".

وإسناد الخطيب هذا حسن إن شاء اللَّه.

فـ (إبراهيم بن ميمون الصَّائغ المَرْوَزِيّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 33): "صدوق، من السادسة، قتل سنة إحدى وثلاثين -يعني ومائة-"/ خت د س. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 223 - 224)، و"التهذيب"(1/ 172 - 173).

و(عمَّار بن نصر السَّعْدِيّ المَرْوَزِي أبو ياسر) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 48): "صدوق، من العاشرة"/ فق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(7/ 407).

و(حكيم بن زيد الأَشْعَرِيّ المرْوَزِيّ) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"

ص: 109

(1/ 586)، وابن حَجَر في "اللسان" (1/ 343 - 344) ولم يذكرا فيه إلَّا قول الأَزْدِيّ:"فيه نظر". وفاتهما: أنَّ ابن أبي حاتم ترجم له في "الجرح والتعديل"(3/ 204) ونقل عن أبيه قوله فيه: "صالح هو شيخ".

وتضعيف أبي الفتح الأَزْدِيّ للرواة، محلُّ نظرٍ، خاصةً إذا تَفَرَّدَ به مخالفًا توثيق الأئمة المعتبرين، لأنَّ أبا الفتح الأَزْدِيّ نفسه ضعيف متكلَّم فيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (282).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

وحديث جابر هذا ذكره المُنْذِرِي في "الترغيب والترهيب"(3/ 225) وقال: "رواه التِّرْمِذِيّ والحاكم، وقال: صحيح الإسناد".

أقول: عزوه له للتِّرمِذِيِّ محلُّ نظر، فإنَّه ليس فيه، ولم يعزه إليه غيره فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 165) رقم (2957)، من طريق عليّ بن الحَزَوَّر، عن الأَصْبَغ بن نُبَاتَة، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا: سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 268): "رواه الطبراني وفيه عليّ بن الحَزَوَّر وهو متروك".

أقول: وفيه أيضًا (أَصْبَغ بن نُبَاتَة التَّمِيمي) وهو متروك أيضًا، وكذَّبه أبو بكر بن عيَّاش وابن حِبَّان. وكان يقول: بالرَّجْعَةِ. وستأتي ترجمته في حديث (2163).

وله شاهد آخر من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ حديث جابر بتمامه الذي عند الحاكم، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 314) رقم (3762)، و (7/ 235) رقم

ص: 110

(4375)

-، من طريق سعيد بن ربيعة، عن الحسن بن رشيد، عن أبي حَنِيفة، عن عكرمة، عن ابن عباس.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 268) بعد أن ذكره: "رواه الطبراني في الأوسط" وفيه ضعف".

* * *

861 -

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي، حدَّثنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقي الوَاسِطي، حدَّثنا مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطي، حدَّثنا شَرِيك، عن عاصم بن سليمان الأَحْوَل، عن أبي المتوكِّل النَّاجي،

عن أبي سعيد الخُدْرِي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ إذا جامَعُوا نِسَاءَهُمْ عَادُوا أَبْكَارًا".

(6/ 53) في ترجمة (إبراهيم بن جابر الفقيه أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله شاهد إسناده حسن.

فيه (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطي) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات البَرْذَعِي لأبي زُرْعَة الرَّازي"(2/ 394) وقال: "واهي الحديث".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 215) وفيه عن ابن مَعِين: "أحسن أحواله عندي أنَّه قيل له عند موته ألا تستغفر اللَّه؟ فقال: ألا أرجو أن يغفر لي وقد وضعت في فضل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه سبعين حديثًا! ".

3 -

"الجرح والتعديل"(8/ 334) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، كان حديثه لا أصل له". وقال مرَّةً: "متروك الحديث".

ص: 111

4 -

"المجروحين"(3/ 17 - 18) وقال: "لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

5 -

"الكامل"(6/ 2370 - 2371) وقال: "أرجو أنَّه لا بأس به". وفيه أنَّ الدَّقِيقي كان يثني عليه.

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 359 رقم (506).

7 -

"تاريخ بغداد"(13/ 186 - 188) وفيه عن عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني عن أبيه: "ضعيف الحديث. وذهب إلى أنَّه كان يضع الحديث". وعن عبد اللَّه عن أبيه أيضًا: "ذهب إلى أنَّه كان يكذب".

8 -

"المغني"(2/ 670) وقال: قال الدَّارَقُطْنِيّ: ضعيف كذَّاب".

9 -

"التقريب"(2/ 265) وقال: "مُتَّهَمٌ بالوضع، وقد رُمِي بالرَّفْضِ، من التاسعة"/ ق.

و(أبو المتوكِّل النَّاجي) هو (عليّ بن داود -ويقال: ابن دُؤاد- البَصْرِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 36):"مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان ومائة، وقيل قبل ذلك"/ ع. وانظر ترجمته في "التهذيب"(7/ 318).

و(شَرِيك) هو ابن عبد اللَّه النَّخَعِي الكوفي أبو عبد اللَّه): صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 91) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن عاصم إلَّا شَرِيك، تفرَّد به مُعَلَّى بن عبد الرحمن".

وعن الطبراني من طريقه هذا، رواه أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(3/ 207 - 208) رقم (365).

ص: 112

ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 198 - 199) رقم (3527) -من كشف الأستار-، عن محمد بن موسى الوَاسِطي، عن مُعَلَّى بن عبد الرحمن، به، وقال:"لا نعلم رواه عن عاصم إلَّا شَرِيك".

وعن البزَّار من طريقه هذا، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "العَظَمَة"(3/ 1081) رقم (583)، وأبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(3/ 232) رقم (392).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 417): "رواه البزَّار والطبراني في "الصغير"، وفيه مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطي، وهو كذَّاب".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 448) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطي)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 246 - 247) رقم (7359) و (7360) من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج، عن ابن حُجَيْرَة، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قيل له: أَنَطَأُ في الجنَّة؟ قال: "نَعَمْ والذي نَفْسِي بيدِه دَحْمًا دَحْمًا

(1)

، فإذا قام عنها، رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْرًا".

وإسناد ابن حِبَّان حسن من أجل (درَّاج بن سَمْعَان المِصْري السَّهْمِي أبو السَّمْح)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 235):"صدوق. في حديثه عن أبي الهيثم ضعف". وحديثه هنا عن (ابن حُجَيْرة -عبد الرحمن بن حُجَيْرة المِصْرِي القاضي، وهو ثقة كما في "التقريب" (1/ 477) -). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (493).

(1)

صُحِّفَ في "صحيح ابن حِبَّان" إلى: "رحمًا رحمًا" بالراء المهملة. والتصويب من "موارد الظمآن" ص 655، و"النهاية" لابن الأثير (2/ 106) وقال في تفسيره:"هو النكاح والوطء بدفع وإزعاج".

ص: 113

ومن هذا الطريق رواه أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(3/ 232) رقم (293)، دون قوله:"بِكْرًا".

* * *

862 -

أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِي، حدَّثني محمد بن المُظَفَّر الحافظ -من لفظه-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن يوسف الضَّحَّاك قال: حدَّثنا إبراهيم بن حَيَّان البَيِّع البغدادي، حدَّثنا خَلَفَ بن سالم، حدَّثنا محمد بن جعفر غُنْدَر، حدَّثنا شُعْبَة، عن هُشَيْم، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبَيْر،

عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ الخَبَرُ كالمُعَايَنَةِ".

(6/ 56) في ترجمة (إبراهيم بن حَيَّان البَيِّع).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (إبراهيم بن حَيَّان البَيِّع)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو بِشْر) هو (جعفر بن إياس -ابن أبي وَحْشِيَّة-): ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جُبَيْر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (482).

و (هُشَيْم) هو (ابن بَشير الوَاسِطي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).

ومتن الحديث صحيح، روي من طرق كثيرة.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (348).

* * *

863 -

أخبرني الأَزْهَرِي، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء -أخو أبي مَيْسَرَة

ص: 114

الهَمَذَاني-، حدَّثنا محمد بن خُلَيْد، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن الأَوْزَاعي، عن عطاء،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا".

(6/ 57) في ترجمة (إبراهيم بن الحسين بن الفَرَج الهَمَذَاني).

مرتبة الحديث:

صحيح بمجموع طرقه وشواهده.

التخريج:

للحديث ثلاثة عشر طريقًا عن أبي هريرة فيما وقفت عليه.

الأول: طلحة بن عمرو الحَضْرَمِيّ، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن أبي هريرة.

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 390) رقم (1922) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 322)، وفي "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 185)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 13 رقم (15)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 328) رقم (8371) -ط بيروت-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 366 - 367) رقم (629)، وابن أبي الدُّنْيَا في "الإِخْوَان" ص 165 رقم (104)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 224 - 225)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 383)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1427) - ثلاثتهم في ترجمة (طلحة بن عمرو الحَضْرَمِيّ) -، والعسكري في "الأمثال"، والحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده" -كما في "المقاصد الحسنة" ص 232 - .

وفي هذا الطريق (طلحة بن عمرو الحَضْرَمِيّ): وقد ضعَّفه بعضهم، وتركهـ آخرون. وسبقت ترجمته في حديث (226).

ص: 115

قال البزَّار: "لا يُعْلَمُ في "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا" حديث صحيح".

وقال البيهقي: "طلحة بن عمرو غير قوي. وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها".

الثاني: محمد بن خُلَيْد، عن عيسى بن يونس، عن الأَوْزَاعِيّ، عن عطاء، عن أبي هريرة.

رواه الخطيب في "تاريخه"(6/ 57)، وهو الطريق المتقدِّم.

وفيه (محمد بن خُلَيْد بن عمرو الكِرْمَانِيّ الحَنَفِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 225) -في ترجمة (طلحة بن عمرو الحَضْرَمِيّ) - وقال: "محمد بن خُلَيْد يضع الحديث".

2 -

"المجروحين"(3/ 302 - 303) وقال: "يقلب الأخبار، ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وذكر حديثه هذا من الطريق المتقدِّم، وقال:"هو حديث عيسى بن يونس عن طلحة بن عمرو عن عطاء، فجعل مكان طلحة: الأَوْزَاعي".

3 -

"المغني"(2/ 577) وقال: "يُكْتَبُ حديثه على ضعفه".

4 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 538 - 539) وقال: "فيه ضعف، ذكره ابن حِبَّان ووهَّاه". وفيه عن ابن مَنْدَه: "روى مناكير". وذكر الذَّهَبِيُّ أنَّ الطبراني قد روى الحديث من طريق محمد بن خُلَيْد، عن مالك، عن الثَّوْري، عن طلحة، به. وقال:"هذا باطل عن مالك".

الثالث: عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصِيّ، عن عطاء، عن أبي هريرة.

رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 13 - 14 رقم (16).

وفي هذا الطريق (عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصِيّ الزُّهْرِي) وقد ترجم له في:

ص: 116

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 394) وقال: "ليس بشيء". وقال أيضًا: "ضعيف".

2 -

"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 164 رقم (250) وقال: "تركوه".

3 -

"أحوال الرجال" ص 127 رقم (211) وقال: "ساقط".

4 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 49 - 50) وقال: "لا يَكْتُبُ أهل العلم حديثه إلَّا للمعرفة، ولا يُحْتَجُّ بروايته".

5 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (4/ 541) رقم (2288) وقال: "ليس عند أهل الحديث بالقويِّ".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 175 رقم (439) وقال: "متروك الحديث".

7 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 206 - 207).

8 -

"الجرح والتعديل"(6/ 157) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، ذاهب الحديث، كذَّاب".

9 -

"المجروحين"(2/ 98 - 99) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به".

10 -

"الكامل"(5/ 1808 - 1809) وقال: "عامَّة أحاديثه مناكير، إمَّا إسناده أو متنه منكرًا".

11 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 310 رقم (404).

12 -

"تاريخ بغداد"(11/ 279 - 280) وفيه عن ابن معين: "لا يُكْتَبُ حديثه كان يكذب". وفيه أنَّ عليَّ بن المَدِيني ضعَّفه جدًّا.

13 -

"الكاشف"(2/ 221) وقال: "قال البخاري: تركوه".

ص: 117

14 -

"التقريب"(2/ 11) وقال: "متروك، وكذَّبه ابن معين، من السابعة، مات في خلافة الرشيد"/ ت.

الرابع: سليمان بن كَرَّاز الطُّفَاوي، عن المُبَارَك بن فَضَالَة، عن الحسن البَصْرِيّ، عن أبي هريرة.

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 138)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1138) -كلاهما في ترجمة (سليمان بن كَرَّاز) -، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 217).

قال العُقَيْلِي: ليس في هذا الباب شيء يثبت.

واستنكر ابن عدي حديث سليمان هذا.

وفي هذا الطريق (سليمان بن كَرَّاز الطُّفَاوي البَصْرِي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 138) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَم".

2 -

"الكامل في "الضعفاء" لابن عدي (3/ 1138).

3 -

"المغني"(1/ 282) وقال: "ضعَّفه ابن عدي".

4 -

"الميزان"(2/ 221) وفيه عن عبد الحق الإِشْبِيلي: "لا بأس به".

هذا إلى جانب أنَّ الحسن البَصْرِيّ لم يسمع من أبي هريرة عند الأكثر كما قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 403).

الخامس: يحيى بن أبي سليمان المَدِيني، عن عطاء، عن أبي هريرة.

رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 328) رقم (8372) -ط بيروت-، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2686) -في ترجمة (يحيى بن أبي سليمان الميريني) -، والخطيب في "تاريخه"(14/ 108).

وفيه (يحيى بن أبي سليمان المَدَني أبو صالح) وقد ترجم له في:

ص: 118

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 280) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(9/ 154 - 155) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، مضطرب الحديث، يُكْتَبُ حديثه".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 604).

4 -

"المغني"(2/ 337) وقال: "قال البخاري: منكر الحديث".

5 -

"التهذيب"(11/ 228) وقال: أخرج ابن خُزَيْمَة حديثه في "صحيحه" وقال: في القلب شيء من هذا الإِسناد، فإني لا أعرف يحيى بن سليمان بعدالة ولا جرح، وإنما أخرجت خبره لأنَّه لم يختلف فيه العلماء. وقال الحاكم في "المستدرك": هو من ثقات المِصْرِيين".

6 -

"التقريب"(2/ 349) وقال: "ليِّن الحديث، من السادسة"/ بخ د ت س.

السادس: محمد بن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة.

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2069) -في ترجمة (محمد بن عبد الملك الأنصاري) -.

وفيه (محمد بن عبد الملك الأنصاري الضَّرير المَدَني أبو عبد اللَّه) هو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (223).

السابع: منصور بن إسماعيل الحَرَّاني، عن ابن جُرَيْج وطلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة.

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 192) رقم (2901) -، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 192) -في ترجمة (منصور بن إسماعيل الحَرَّاني) -.

ص: 119

قال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَع عليه. . . ليس بمحفوظ من حديث ابن جُرَيْج، وإنما يُعْرَفُ بطلحة بن عمرو، وتابعه قوم نحوه في الضعف".

وقال أيضًا في "الضعفاء"(2/ 225): "ولا يصحُّ لمنصور عن ابن جريج".

الثامن: عَوْن بن الحَكَم بن سِنَان

(1)

، عن أبيه، عن يحيى بن عَتِيق، عن محمد بن سِيْرِين، عن أبي هريرة.

رواه الخِلَعِيُّ في "فوائده" كما في "المقاصد الحسنة" ص 233.

وفي هذا الطريق (الحَكَم بن سِنَان البَاهِلِيّ القِرَبِيّ أبو عَوْن)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 190):"ضعيف، من الثامنة"/ ل. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(7/ 96 - 98)، و"التهذيب"(2/ 426 - 427).

التاسع: ابن عُلاثَة، عن الأَوْزَاعي، عن يحيى، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة.

رواه العَسْكَريُّ في "الأمثال" كما في "المقاصد الحسنة" ص 233.

وفيه (ابن عُلَاثَة -محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة الحَرَّاني العُقَيْلِي الجَزَرِي أبو اليسير-)، وهو مختلف فيه، والأكثر على تضعيفه، ومنهم من ضعَّفه جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (730).

و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1401).

و(يحيى) هو (ابن كثير اليَمَامي أبو نصر): تابعي صغير ثقة، لكنه يدلِّس ويُرْسِل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (646).

العاشر: عن عامر بن سَيَّار، عن أبي عمرو القُرَشِيّ، عن عطاء، عن أبي هريرة.

(1)

وقع في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 233 هكذا: "عون بن سِنَان بن الحكم". وصوابه ما أثبت، نقلًا عن "الجرح والتعديل"(6/ 388) و"تهذيب الكمال"(7/ 96).

ص: 120

رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1810) -في ترجمة (عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ أبو عمرو) -.

وفيه (أبو عمرو القُرَشي -عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ-)، وهو ليس بالقويِّ. وستأتي ترجمته في حديث (1485).

الحادي عشر: عن عيسى بن صالح المؤذِّن، عن رَوْح بن صلاح، عن ابن لَهِيعة، عن الأَعْرَج وأبي يونس، عن أبي هريرة.

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1005 - 1006) -في ترجمة (رَوْح بن صلاح أبو الحارث) -.

قال ابن عدي: هذا الحديث ليس بمحفوظ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنَّه ليس بمعروف.

وقال عن (رَوْح بن صلاح): "ضعيف".

أقول: وفيه أيضًا (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

الثاني عشر: عبد الملك الذَّمَارِيّ، عن زهير الخُرَاسَانِيّ، عن إسماعيل بن وَرْدَان، عن أبي هريرة.

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1077) -في ترجمة (زهير بن محمد الخُرَاسَانِيّ) -، وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 254).

وفي هذا الطريق (إسماعيل بن وَرْدَان) لم أقف على من ترجم له.

كما أنَّ فيه (زهير بن محمد التَّمِيمي الخُرَاسَانِي أبو المنذر)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 256):"ثقة يُغْرِب، ويأتي بما يُنْكَر". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 264): "رواية أهل الشَّام عنه غير مستقيمة فضُعِّفَ بسببها". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (590).

ص: 121

وفيه كذلك (عبد الملك بن عبد الرحمن الذَّمَاري)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 520):"صدوق، كان يُصَحِّفُ". وتقدَّمت ترجمته في حديث (393).

قال ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 256): "-فيه- زهير الخُرَاسَاني وقد ضعَّفه يحيى، وفيه الذَّمَاري قال أبو زُرْعَة: هو منكر الحديث".

الثالث عشر: عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، عن هلال بن العلاء، عن مَعْمَر بن مَخْلَد السُّرُوجي، عن عَبْدَة، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة.

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصْبَهَان"(2/ 115).

وفيه (عبد الرحمن بن محمد بن الجَارُود الرَّقِّي)، ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 115 - 116) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(محمد بن عمرو بن عَلْقَمَة بن وقَّاص اللَّيْثِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 196): "صدوق له أوهام". وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 673): "شيخ مشهور، حسن الحديث، مكثر عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن. . ". وستأتي ترجمته في حديث (1064).

و(عَبْدَة) هو (ابن سليمان الكِلَابِي الكوفي أبو محمد): ثقة حافظ ثَبْت، خرَّج له الستة، وتوفي عام (187 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(8/ 449)، و"التهذيب"(6/ 458 - 459)، و"التقريب"(1/ 530).

وباقي رجال الطريق حديثهم حسن.

وللحديث شواهد كثيرة انظرها في: "العلل المتناهية"(2/ 252 - 256)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 365 - 367)، و"مجمع الزوائد"(8/ 175)،

ص: 122

و"الأمثال" لأبي الشيخ بن حَيَّان الأصْبَهَاني ص 12 - 15، و"المقاصد الحسنة" ص 232 - 233، و"الدُّرر المنتثرة" للسُّيُوطيّ ص 117.

وسيأتي برقم (1390) من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 175):"إسناده جيِّد".

كما أنَّه سيأتي برقم (1512) من حديث السيدة عائشة أيضًا، وهو من أقوى طرقه كما سيأتي.

قال الحافظ المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 367): "هذا الحديث قد رُوي عن جماعة من الصحابة، وقد اعتنى غير واحدٍ من الحُفَّاظ بجمع طرقه والكلام عليها، ولم أقف له على طريق صحيح كما قال البزَّار، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره، وقد ذكرت كثيرًا منها في هذا الكتاب، واللَّه أعلم".

وقال الحافظ السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 233: "والحديث مروي أيضًا عن أنس، وجابر، وحَبِيب بن مَسْلَمَة، وابن عَبَّاس، وابن عمر، وعليّ، ومعاوية بن حَيْدَة، وأبي الدَّرْدَاء، وأبي ذَرٍّ، وعائشة، وآخرين، حتى قال ابن طاهر: إنَّ ابن عدي أورده في أربعة عشرة موضعًا من "كامله" وعلَّلَها كلّها. وأفرد أبو نُعَيْم طرقه، ثم شيخنا -يعني الحافظ ابن حَجَر- في "الإِنارة بطرق غِبِّ الزيارة"، وبمجموعها يتقوَّى الحديث، وإن قال البزَّار: إنَّه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه".

وقال الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "فتح الباري"(10/ 498 - 499) -في الأدب، باب هل يَزُورُ صاحِبَهُ كُلَّ يوم أو بُكْرَةً وعَشِيًّا؟ -: "وقد ورد من طرق أكثرها غرائب، لا يخلو واحد منها من مَقَال، وقد جمع طرقه أبو نُعَيْم وغيره. وجاء من حديث: عليّ، وأبي ذَرٍّ، وأبي هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو، وأبي بَرْزَة، وعبد اللَّه بن عمر، وأنس، وجابر، وحَبِيب بن مَسْلَمَة، ومعاوية بن

ص: 123

حَيْدَة، وقد جمعتها في جزء مُفْرَد، وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في "تاريخ نَيْسَابور"، والخطيب في "تاريخ بغداد"، والحافظ أبو محمد بن السَّقَّاء

(1)

في "فوائده"، من طريق أبي عَقِيل يحيى بن حَبِيب بن إِسماعيل بن عبد اللَّه بن أبي ثابت، عن جعفر بن عَوْن، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة. وأبو عَقِيل: كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وهو صدوق، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب. قلت -القائل ابن حَجَر-: واختلف عليه في رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ، وقد رفعه أيضًا يعقوب بن أبي شَيْبَة عن جعفر بن عَوْن، رُوِّيْنَاهُ في "فوائد" أبي محمد بن السَّقَّا أيضًا عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن جَدِّه يعقوب، واختلف فيه على جعفر بن عَوْن، فرواه عَبْد بن حُمَيْد في "تفسيره" عنه، عن أبي جَنَاب

(2)

الكَلْبي، عن عطاء، عن عبيد بن عُمَيْر موقوفًا في قِصَّةٍ له مع عائشة. وأخرجه ابن حِبَّان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيدُ بنُ عُمَيْرٍ على عائشة فقالت: يا عبيد بن عُمَيْر ما يمنعك أن تَزُورَنَا؟ قال: قول الأول: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا. فقالت: دعونا من بَطَالتكم هذه. قال ابن عُمَيْر

(3)

: فأخبرينا بأعجب شيء رأَيْتِهِ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكرت الحديث في صلاته صلى الله عليه وسلم. وذكر أبو عبيد في "الأمثال" بأنَّه من أمثال العرب، وكان هذا الكلام شائعًا في المتقدِّمين".

(1)

واسمه: عبد اللَّه بن محمد بن عثمان الواسطي. ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 351 - 353)، ونعته بقوله:"الإِمام الحافظ الثقة الرَّحَّال". وكانت وفاته عام (371 هـ).

(2)

تَصَحَّفَ في "الفتح" إلى "حبان". والتصويب من "الجرح والتعديل"(9/ 138)، و"التهذيب"(11/ 201).

(3)

وقع في النصِّ هنا في "الفتح" اضطراب وخطأ. صوَّبته من "صحيح ابن حِبَّان"(2/ 9) رقم (619).

ص: 124

وقد قال ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(2/ 255) بعد أن ساقه من حديث جماعة من الصحابة: "هذه الأحاديث ليس فيها ما يثبت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأَبَان عمَّا فيها من العلل.

وقال ابن حِبَّان في "روضة العُقَلاء" ص 116: "قد روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرِّح بنفي الإِكثار من الزيارة حيث يقول: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا" إلَّا أنَّه لا يصحُّ منها خبر من جهة النقل".

وذكره الصَّغَاني في "الدُّرِّ الملتقط" ص 26 على أنَّه موضوع.

وذكره الشَّوْكَانِي في "الفوائد المجموعة" ص 260 وقال: "قال الصَّغَاني: موضوع".

وقال العلَّامة الزُّرْقَاني في "مختصر المقاصد الحسنة" ص 117 رقم (508): "حسن لغيره".

وقال الشيخ الألباني حفظه المولى في "صحيح الجامع الصغير"(3/ 191 - 192) رقم (3262): "صحيح".

أقول: الحديث بمجموع طرقه وشواهده يرتقي إلى الصحة، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "زُرْ غِبًّا": "الغِبُّ من أوراد الإِبل: أن ترد الماء يومًا وتدعه يومًا ثم تعود، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام. يقال: غبَّ الرجل إذا جاء زائرًا بعد أيام. وقال الحسن: في كُلِّ أسبوع". "النهاية" لابن الأثير (3/ 336).

* * *

864 -

أخبرني أبو القاسم عليّ بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن

ص: 125

الحسين بن داود القَطَّان -سنة إحدى عشرة وثلاثمائة-، حدَّثنا محمد بن خَلَف المَرْوَزِي، حدَّثنا موسى بن إبراهيم المَرْوَزِي، حدَّثنا موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه،

عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خُلِقْتُ أنا وهارون بن عِمْرَان، ويحيى بن زكريا، وعلي بن أبي طالب، مِنْ طِيْنَةٍ واحدةٍ".

(6/ 58 - 59) في ترجمة (إبراهيم بن الحسين بن داود القَطَّان أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (موسى بن إبراهيم المَرْوَزي أبو عِمْرَان) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 166 - 167) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"الكامل"(6/ 2347) وقال: "شيخ مجهول، حدَّث بالمناكير عن قوم ثقات أو لا بأس بهم. . . وهو بيِّن الضعف على رواياته وحديثه".

3 -

"تاريخ بغداد"(13/ 38 - 39) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال إبراهيم الحَرْبي: "إنَّه أَمْلَى عن ابن لَهِيعة وغيره شيئًا ولم يسمعه قَطُّ ولم يسمع قَطُّ هو حديثًا".

4 -

"الموضوعات"(1/ 340) وفيه عن ابن حِبَّان: "كان مغفَّلًا يُلَقَّنُ فيتلقَّن فاستحق الترك"

(1)

.

5 -

"الميزان"(4/ 199) وقال: "كذَّبه يحيى. وقال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: متروك".

(1)

لم أقف عليه في فهارس كتاب "المجروحين" لابن حِبَّان.

ص: 126

6 -

"اللسان"(6/ 111 - 112) وفيه عن أبي نُعَيْم: "ضعيف".

وصاحب الترجمة (إبراهيم بن الحسين بن داود القَطَّان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 339 - 340) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والمُتَّهَمُ به المَرْوَزِيّ". ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وأقرَّه السُّيوُطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 320)، إلَّا أنَّه وَهِمَ تبعًا للذَّهَبِيَ في "الميزان"(3/ 538) في ترجمة (محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ)، حيث جعلا آفة الحديث:(محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ)، ظنًا منهما بأنَّ ابن الجَوْزي أراد بـ (المَرْوَزِيّ): محمد بن خَلَف. وليس كذلك، إنما أراد (موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ) كما نبَّه عليه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 157 - 158) في ترجمة (محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ)، وذكر أنَّ (محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ) قد قال الخطيب فيه:"كان صدوقًا". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "لا بأس به".

ونبَّه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 351) إلى هذا الوَهَم نقلًا عن الحافظ ابن حَجَر رحمه اللَّه تعالى.

* * *

865 -

أخبرنا الطَّنَاجِيري، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن عليّ بن إبراهيم بن موسى بن عِمْرَان التَّمِيمي -قدم علينا حاجًّا في سنة ثمان وثمانين وثلثمائة-، حدَّثنا أبو الحسين بن عليّ الفقيه الزَّاهد الطَّالْقَانِي -بها-، حدَّثنا عمَّار بن ياسر بن عبد المجيد الهَرَوي، حدَّثنا داود بن عفَّان بن حَبِيب النَّيْسَابُوري،

ص: 127

حدَّثنا أنس بن مالك خادم النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه تعالى كُلَّ يومٍ: أنا العزيزُ، مَنْ أرادَ عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ العزيزَ".

(6/ 60) في ترجمة (إبراهيم بن الحسين بن عليّ التَّمِيميّ الخُرَاسَانيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (داود بن عفَّان بن حَبِيب النَّيْسَابُوري) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 292 - 293) وقال: "شيخ كان يدور بخُرَاسَان ويزعم أنَّه سمع أنس بن مالك، ويروي عنه ويضع عليه، وليس حديثه عند أصحاب الحديث. . . . روى عن أنس نسخة موضوعة كتبها عن عمَّار بن عبد المجيد، عن داود بن عفَّان، عن أنس بن مالك. حديثه لا شيء".

2 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 136) رقم (55) وقال: "حدَّث بخُرَاسَان عن أنس بن مالك بأحاديث موضوعة في الإِيمان والقرآن وفضائل الأعمال لا تحلُّ الرواية عنه".

3 -

"المغني"(1/ 219) وقال: "مُتَّهَمٌ بالكذب".

4 -

"الميزان"(2/ 12 - 13) وقال: "عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة".

5 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" البرهان الدِّين الحَلَبِي ص 173 رقم (286). وتَصَحَّفَ فيه إلى: (داود بن عثمان).

6 -

"اللسان"(2/ 421) وقال: "قال أبو نُعَيْم في مقدمة "المُسْتَخْرَج": داود بن عفَّان بن حبيب حدَّث عن أنس بنسخة موضوعة في فضائل الأعمال، لا شيء". وذكر ابن حَجَر أنَّ أبا سعيد النقَّاش قال نحوه.

ص: 128

وصاحب الترجمة (إبراهيم بن الحسين بن عليّ التَّمِيميّ الخُرَاسَانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو يَعْلَى الخَلِيليّ في "الإِرشاد"(3/ 921) رقم (234)، والخطيب في "تاريخه"(8/ 171)، من طريق سعيد بن هُبَيْرَة العَامِرِيّ، عن همَّام، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا، به.

قال الخَلِيليُّ: "هذا ليس إلَّا بهذا الإِسناد، ليس عند أهل البَصْرَة من حديث همَّام، لا سيما عن قَتَادة، ولا يُعْرَفُ له إسناد غيره".

أقول: بل له أسانيد غيره، منها طريق الخطيب المتقدِّم عن داود بن عفَّان، وطرق أخرى ستأتي.

و(سعيد بن هُبَيْرَة العَامِرِيّ أبو مالك) قد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(4/ 70 - 71) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، روى أحاديث أنكرها أهل العلم".

2 -

"المجروحين"(1/ 326 - 327) وقال: "كان ممن رَحَلَ وكتب، ولكن كثيرًا ما يحدِّث بالموضوعات عن الثقات كأنَّه كان يضعها أو تُوضع له فيجيب فيها، لا يحلُّ الاحتجاج به بحال".

3 -

"الإرشاد" للخَلِيليّ (3/ 921) رقم (844) وقال: "له غرائب يُسْأَلُ عنها".

4 -

"المغني"(1/ 267) وقال: "اتَّهمه ابن حِبَّان وابن عدي

(1)

".

(1)

لم أقف على ترجمته في النسخة المطبوعة من كتاب "الكامل" لابن عدي. وهي نسخة مشحونة بالسَّقْط والتصحيف والتحريف.

ـ

ص: 129

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 119) عن الخطيب من طريقيه المتقدِّمين، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: داود كان يضع الحديث على أنس بن مالك. وكان لمَّا وَضَعَ هذا سُرِقَ منه".

وقال عن الطريق الثاني: "هذا من تلصيص سعيد بن هُبَيْرَة العَامِرِي. قال ابن عدي: كان يحدِّث بالموضوعات".

وذكر له السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 23) طرقًا أخرى.

فقال: إنَّ الحاكم قد أخرجه من طريق سعيد بن هُبَيْرَة، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، به.

وقد علمتَ حال (سعيد بن هُبَيْرَة) فيما تقدَّم.

كما ذَكَرَ أنَّ أبا عبد الرحمن السُّلَمي قد رواه من طريق عبَّاد بن عبد الحميد، عن عوف بن مالك، عن أنس، به.

أقول: في هذا الطريق (عبَّاد بن عبد الحميد)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 326):"مجهول". وفي "اللسان" لابن حَجَر (3/ 233) في ترجمة (عبَّاد بن عبد الصمد) قوله: "وأنا أظن أنَّ عبَّاد بن عبد الحميد المذكور قبله وقع فيه تصحيف وأنَّه هو". و (عبَّاد بن عبد الصمد) هذا، ضعيف جدًّا، قال ابن حِبَّان: إنَّه روى عن أنس نسخة كلُّها موضوعة.

وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 138) -في الفصل الأول، وهو فيما حَكَمَ ابن الجَوْزي بوضعه ولم يُخَالَفْ فيه-، واكتفى بعزوه إلى الخطيب من حديث أنس من طريقيه، وقال:"لا يصحُّ، في إحدى الطريقين داود بن عفَّان، وفي الأخرى سعيد بن هُبَيْرَة العَامِرِيّ".

* * *

866 -

حدَّثني إبراهيم بن حَمْد -بلفظه-، أخبرنا أبو نصر أحمد بن

ص: 130

الحسن بن الحسين المَرَاجِلي -ببُخَارَى-، حدَّثنا خَلَف بن محمد بن إسماعيل، حدَّثنا موسى بن أَفْلَح، حدَّثنا نصر بن المغيرة، حدَّثنا عيسى بن موسى غُنْجَار، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أَبَان بن أبي عيَّاش

(1)

،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما يتخوف من العمل أشدّ من العمل". فقيل: يا رسول اللَّه فكيف هذا؟ قال: "إنَّ الرجل من أُمَّتِي يعمل في السرِّ فتكتب الحَفَظَةُ في السرِّ، فإذا حَدَّثَ به النَّاس ينسخ من السرِّ إلى العلانية، فإذا أعجب به نسخ من العلانية إلى الرياء فيبطل، فاتَّقوا اللَّه، ولا تبُطلوا أعمالكم بالعُجْبِ".

(6/ 63 - 64) في ترجمة (إبراهيم بن حَمْد بن يوسف الهَمَذَاني التَّاجر أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (إسماعيل بن زياد -أو ابن أبي زياد- الكوفي السَّكُوني قاضي المَوْصِل) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 129) وقال: "شيخ دجَّال لا يحلُّ ذكره في الحديث إلَّا على سبيل القَدْح فيه".

2 -

"الكامل"(1/ 308) وقال: "منكر الحديث. . عامَّة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه إمَّا إسنادًا، وإمَّا مَتْنًا".

3 -

"المغني"(1/ 81) وقال: "كذَّاب".

4 -

"الكاشف"(1/ 73) وقال: "واه".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أبان بن عياش". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (531).

ص: 131

5 -

"التقريب"(1/ 69) وقال: "متروك، كذَّبوه، من الثامنة"/ ق.

كما أنَّ فيه (أَبَان بن أبي عيَّاش البَصْرِي العَبْدِي أبو إسماعيل) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 154) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يُرْوَي نحوه عن الثَّوْري، و (أَبَان) قد جرحناه آنفًا. قال الدَّارَقُطْنِيّ: و (إسماعيل) كذَّاب متروك. وقال ابن حِبَّان: لا يحلُّ ذكر إسماعيل إلَّا بالقَدْحِ فيه".

وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 333) بأنَّ له شاهدًا أخرجه البيهقي في "شُعَب الإيمان"

(1)

عن أبي الدَّرْدَاء بنحوه. ولم يذكر إسناده، ولم يتعقبه بشيء. إلَّا أنَّ ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 308) قد قال:"أخرجه البيهقي في "الشُّعَب" وقال -يعني البيهقي-: إنَّه من أفراد (بقيَّة) عن شيوخه المجهولين".

ثم ذكر السُّيُوطِيُّ أنَّ الدَّيْلَمِيَّ قد رواه من طريق بقيَّة بن الوليد، عن سلَّام، عن صَدَقَة، عن زيد بن أَسْلَم، عن الحسن، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا بنحوه بأخصر ممَّا عند البيهقي.

أقول: طريق الدَّيْلَمِيّ والبيهقي واحد. وقد تقدَّم قول البيهقي: أنَّ هذا الحديث من أفراد بقيَّة بن الوليد عن شيوخه المجهولين.

* * *

867 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن أحمد بن البَرَاء، حدَّثنا سُرَيْج بن يونس، حدَّثنا إبراهيم بن خُثَيْم، عن أبيه، عن جَدِّه،

(1)

(12/ 185 - 186) رقم (6394)، و (12/ 233 - 234) رقم (6451).

ص: 132

عن أبي هريرة -يرفع الحديث- قال: "مَهْلًا عن اللَّه مَهْلًا، فإنَّه لولا شبابٌ خُشَّعٌ، وشيوخٌ رُكَّعٌ، وبهائمُ رُتَّعٌ، وأطفالٌ رُضَّعٌ، لصببتُ عليهم العذابَ صَبًّا صَبًّا".

(2/ 64) في ترجمة (إبراهيم بن خُثَيْم بن عِرَاك بن مالك).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وله شاهد من طريق ضعيف أيضًا.

ففي صاحب الترجمة (إبراهيم بن خُثَيْم بن عِرَاك بن مالك الغِفَاري المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 8) وقال: "كان النَّاس يصيحون به: يا ذاك. لا شي. وكان لا يُكْتَبُ عنه".

2 -

"أحوال الرجال" ص 129 رقم (215) وقال: "غير مُقْنعٍ، واختلط فالكَفُّ عن حديثه أسلم".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 42 رقم (13) وقال: "متروك الحديث، بغدادي".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 52).

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 98) وفيه عن أبي زُرْعَة: "منكر الحديث روى عِدَّة أحاديث منكرة".

6 -

"الكامل"(1/ 243) وقال: "هو متوسط في الضعفاء، وأحاديثه منها ما يُتَابَعُ عليه ومنها ما لا يُتَابَعُ عليه".

7 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 99 رقم (6).

8 -

"تاريخ بغداد"(6/ 64 - 65) وفيه عن عليّ بن الحسين بن حبان: "وجدت في كتاب أبي بخطِّ يده. . . لم يكن ثقةً ولا مأمونًا، رجل سوء خبيث".

ص: 133

9 -

"اللسان"(1/ 53) وفيه عن السَّاجي: "ضعيف اين ضعيف".

أقول: (خُثَيم بن عِرَاك بن مالك الغِفاري) ترجم له في "التقريب"(1/ 222) وقال: "لا بأس به، من السادسة"/ خ م س. وانظر في ترجمته أيضًا: "تهذيب الكمال"(8/ 228 - 330)، و"التهذيب"(3/ 136 - 137). وتضعيف السَّاجي له موضع نظر كما يُعْلَمُ من أقوال النُّقَّاد فيه.

التخريج:

رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(11/ 287 و 511) رقم (6402 و 6633)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 66) رقم (3212) -من كشف الأستار- ببعض اختصار، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 264) رقم (5084) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 345)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 243) -في ترجمة (إبراهيم بن خُثَيْم) -، من طريق إبراهيم هذا، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أبي هريرة، به.

قال البزَّار: "لا نعلم رواه إلَّا أبو هريرة بهذا الإسناد".

وقال الطبراني: "لا يُرْوَى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به سُرَيْج".

وقال البيهقي: "إبراهيم بن خُثَيْم غير قوي، وله شاهد بإسناد آخر غير قوي".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 227): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط". . . وأبو يعلى أخصر منه، وفيه إبراهيم بن خُثَيْم وهو ضعيف".

وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 97) بعد أن عزاه لأبي يعلى والبزَّار والبيهقي: "في إسناده إبراهيم بن خُثَيْم بن عِرَاك وقد ضعَّفوه".

ص: 134

وله شاهد من حديث مُسَافِع الدِّيْلِي، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 309) رقم (785)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 264 - 265) رقم (5085) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 345)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2377) -في ترجمة (مالك بن عَبِيْدَة الدِّيْلِي) -، وأبو نُعَيْم في "المعرفة" -كما في "التلخيص الحَبِير"(2/ 97) -، والطَّيَالِسِي، وابن مَنْدَه -كما في "المقاصد الحسنة" ص 341 - ، من طريق مالك بن عَبِيدة بن مُسَافِع الدِّيْلِي، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا: "لولا عِبَادٌ للَّه رُكَّع، وصبية رُضَّع، وبهائم رُتَّع، لَصُبَّ عليكم العذاب صبًّا ثم لترضن رَضًّا

(1)

". واللفظ للبيهقي.

وإسناده ضعيف، ففيه (مالك بن عَبِيْدَة بن مُسَافِع الدِّيْلِي) قال عنه في "اللسان" (5/ 5):"لا يُعْرَفُ". وقال في "التلخيص الحَبِير"(2/ 97): "قال: أبو حاتم وابن مَعِين: مجهول. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال ابن عدي: ليس له غير هذا الحديث".

و(عَبِيْدَة بن مُسَافِع الدِّيْلِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 547): "مقبول، من الرابعة"/ د س. وترجم له في "التهذيب"(7/ 85) وقال: "ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". . . قال ابن المَدِيني: مجهول".

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 344): "قال الذَّهَبِيُّ في "المهذَّب" -يعني مهذَّب السنن الكبرى-: ضعيف، ومالك وأبوه: مجهولان".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 227): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمَّار وهو ضعيف".

(1)

قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 229): "هكذا جاء في رواية، والصحيح بالصاد المهملة". وقال في (2/ 227): "-هو- من رصَّ البناء يرصُّه رضًّا إذا أَلْصَقَ بعضه ببعض فأدغم".

ص: 135

قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير": (2/ 97 - 98): "وله شاهد مرسل أخرجه أبو نُعَيْم أيضًا في "معرفة الصحابة" من حديث معاوية بن صالح، عن أبي الظاهرية، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم إلَّا وينادي مناد: مهلًا أيها النَّاس مهلًا، فإنَّ اللَّه سطوات، ولولا رجال خُشَّع، وصبيان رُضَّع، ودواب رُتَّع، لَصُبَّ عليكم العذاب صَبًّا، ثم رضضتم به رضًّا".

* * *

868 -

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أيوب بن أحمد الطبراني، حدَّثنا إبراهيم بن دَرَسْتُوْيَه الشِّيْرَازي -ببغداد-.

وأخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا محمد بن العبَّاس الخَزَّاز، أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن إسحاق المَدَايني، حدَّثنا إبراهيم بن دَرَسْتُوْيَه -واللفظ للطبراني- قال: حدَّثنا محمد بن يحيى الحَجَرِي

(1)

الكِنْدِي الكوفي، حدَّثنا عبد اللَّه بن الأَجْلَح، عن أبيه، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: جاء العبَّاس يعودُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مرضهِ فَرَفَعَهُ فَأَجْلَسَهُ في مَجْلِسِهِ على سريرهِ، فقال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"رَفَعَكَ اللَّهُ يا عَمِّ". فقال العبَّاسُ: هذا عليٌّ يستأذنُ، فقال:"يَدْخُلُ". فَدَخَلَ ومعه الحسنُ والحسينُ، فقال العبَّاسُ: هؤلاء وَلَدُكَ يا رسولَ اللَّهِ، قال:"هم وَلَدُكَ يا عَمِّ". قال: أَتُحِبُّهُمَا؟ قال: "أَحَبَّكَ اللَّهُ كما أُحِبُّهُمَا".

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

(1)

ضُبط في "المعجم الأوسط" للطبراني (3/ 459) بسكون الجيم، وهو خطأ، والصواب فتحها، كما قيَّده الحافظ ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(2/ 488).

ص: 136

ففيه (محمد بن يحيى الحَجَرِيّ الكِنْدِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 148 - 149) وذكر حديثه هذا مع حديث آخر له وقال: "لا يُتَابَعُ عليهما جميعًا من جهة تصحُّ".

2 -

"ميزان الاعتدال"(4/ 65) وذكر حديثه هذا وقال: "قال العُقَيْلِي: لا يُتَابَعُ عليه. ثم ساق له حديثًا آخر يدلُّ على أنَّه ليس بثقة". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 425 - 426).

3 -

"مجمع الزوائد"(9/ 173) وقال: "ضعيف".

وصاحب الترجمة (إبراهيم بن دَرَسْتُوْيَه الفارسي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 90)، و"المعجم الأوسط"(3/ 459 - 460) رقم (2986)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن عِكْرِمَة إلَّا أَجْلَح بن عبد اللَّه واسمه يحيى ويُكْنَى أبا حُجَيَّة، تفرَّد به ابنه عنه".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 173): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن يحيى الحَجَرِيّ الكِنْدِيّ وهو ضعيف".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 148) -في ترجمة (محمد بن يحيى الحَجَرِيّ) -، عن محمد بن الفضل القُسْطَاني، عن محمد بن يحيى الحَجَرِيّ، به، وقال:"لا يُتَابَعُ عليه".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 255 - 256) عن الخطيب من

ص: 137

طريقة المتقدِّم، وقال:"قال الطبراني: تفرَّد به ابن الأَجْلَح عنه. قال أحمد بن حنبل: قد روى غير حديث منكر. وقال أبو حاتم الرَّازي: لا يحتج بحديثه، وقال ابن حِبَّان: كان لا يدري ما يقول".

أقول: إعلال ابن الجَوْزي للحديث بـ (عبد اللَّه بن الأَجْلَح الكِنْدِيّ) موضع نظر، فإنَّ أَقَلَّ أحواله أنَّه صدوق. قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (2/ 63):"ثقة". وقال في "معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرَّدّ" ص 58 رقم (13): "شيعي مشهور صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 49): "صدوق، من التاسعة". وستأتي ترجمته في حديث (1180).

والأَوْلَى إعلاله بـ (محمد بن يحيى الحَجَرِيّ الكِنْدِيّ) كما تقدَّم.

وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(2/ 53)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 144، من طريق الحسن بن الطَّيِّب بن حمزة، عن محمد بن يحيى الحَجَرِيّ، به مختصرًا. وقد تقدَّم برقم (138).

كما رواه الخطيب في (11/ 250 - 251) من "تاريخه" أيضًا، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 144 - 145، من طريق الحسين بن عمر بن الأَحْوَص، عن محمد بن يحيى الحَجَرِيّ، به مختصرًا أيضًا. وسيأتي برقم (1680).

* * *

869 -

حَدَّثَنَا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاة ـ، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا إبراهيم بن رستم، أخبرنا حمَّاد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة،

ص: 138

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَذَّنَ خَمْسَ صلواتٍ إيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ أَمَّ أصحابَهُ خَمْسَ صلواتٍ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ".

(6/ 73) في ترجمة (إبراهيم بن رُسْتُم الفقيه المَرُّوْذِيّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن رُسْتُم الفقيه المَرُّوْذِيّ الخُرَاسَانِيّ أبو بكر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 75 رقم (151) وقال: "ثقة".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 52 - 53) وقال: "كثير الوَهَم".

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 99 - 100) وفيه عن أبي حاتم: "كان يرى الإرجاء، ليس بذاك، محلُّه الصدق، وكان آفته الرأي، وكان يُذْكَرُ بسَتْرٍ وعِبَادَةٍ".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 70) وقال: "يخطئ".

5 -

"الكامل"(1/ 261 - 262) وقال: "حَدَّثَ عن يعقوب القُمِّي وفُضَيْل بن عِيَاض وغيرهما مناكير".

6 -

"تاريخ بغداد"(6/ 72 - 74) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويِّ".

7 -

"المغني"(1/ 14) وقال: "قال ابن عدي: منكر الحديث".

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 433)، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 56 و 148) رقم (58 و 276)، من طريق إبراهيم بن رُسْتُم

(1)

، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به.

(1)

في الموضع الأول من "الترغيب والترهيب" للأصبهاني: "إبراهيم بن الهيثم"!

ص: 139

قال البيهقي: "لا أعرفه إلَّا من حديث إبراهيم بن رُسْتُم عن حمَّاد".

* * *

870 -

أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن محمد النَّجَّار قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان المُخَرِّمي، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب، حدَّثنا محمد بن بكَّار بن الرَّيَّان، حدَّثنا إبراهيم بن زياد القُرَشِي، عن خُصَيْف، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"مَنْ أعانَ على باطلٍ ليُدْحِضَ بباطله حقًّا فقد بريء من ذِمَّة اللَّه وذِمَّة رسوله، ومن مشى إلى سلطان اللَّه في الأرض ليذله أذلَّ اللَّه رقبته يوم القيامة -أو قال إلى يوم القيامة-، مع ما يدَّخر له من خِزْي يوم القيامة، وسلطان اللَّه في الأرض كتاب اللَّه وسنَّة نبيِّه. ومن استعمل رجلًا وهو يجد غيره خيرًا منه وأعلم منه بكتاب اللَّه وسنَّة نبيِّه فقد خان اللَّه ورسوله وجميع المؤمنين. ومن ولي من أمر المسلمين شيئًا لم ينظر اللَّه له في حاجة حتى ينظر في حاجاتهم، ويؤدي إليهم حقوقهم. ومن أكل دِرْهَم ربا كان عليه مثل إثم ست وثلاثين زَنْيَة في الإِسلام. ومن نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فالنَّارُ أولى به".

(6/ 76) في ترجمة (إبراهيم بن زياد القُرَشِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وأوَّل الحديث إلى قوله: "وذِمَّة رسوله"، وَرَدَ نحوه من طرق عِدَّة يصحُّ بمجموعها.

ففيه (إبراهيم بن زياد القُرْشي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 100 رقم (311) وقال: "لا أعرفه".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 287) وقال: "إبراهيم بن زياد عن أبي عامر عن ابن عبَّاس، روى عنه محمد بن عمر وخازم بن خُزَيْمَة، لم يصح إسناده".

ص: 140

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 53) وقال: "هذا شيخ يحدِّث عن الزُّهْرِيّ وعن هشام بن عُرْوَة، فَيَحْمِلُ حديث الزُّهْرِيّ عن هشام بن عُرْوَة، وحديث هشام بن عُرْوَة عن الزُّهْرِيّ، ويأتي أيضًا مع هذا عنهما بما لا يُحْفَظُ".

4 -

"تاريخ بغداد"(6/ 76) وقال: "في حديثه نُكْرَةٌ".

5 -

"الميزان"(1/ 32) وقال: "عن خُصَيْف، وعنه محمد بن بكَّار بن الرَّيَّان. قال البخاري: لا يصحُّ إسناده. قلت -القائل الذُّهَبِيُّ-: ولا يُعْرَفُ من ذا".

ولم يذكر الذَّهَبِيّ في "الميزان"، ولا ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 61)، ما تقدَّم عن ابن مَعِين والخطيب!

كما أن فيه (خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَرِيّ أبو عَوْن)، وهو صدوق سيء الحفظ، اختلط بأَخَرَة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (720).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 114) رقم (11216) من طريق أبي محمد الجَزَري -حمزة النَّصِيْبِي-، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بنحوه.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 211 - 212): "رواه الطبراني وفيه أبو محمد الجَزَري حمزة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

أقول: (أبو محمد الجَزَري) هو (حمزة بن أبي حمزة الجَزَرِي الجُعْفِيّ النَّصِيْبِي): متروك، مُتَّهَمٌ بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (1375).

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 277 - 278) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وأعلَّه بـ (إبراهيم بن زياد).

ص: 141

ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 82)، و"المعجم الأوسط"(3/ 451) رقم (2968)، وأبو نعيم في "الحِلْيَة"(5/ 248)، مختصرًا، من طريق سعد بن رَحْمَة المِصِّيْصِيّ، عن محمد بن حِمْيَر، عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"مَنْ أَعَانَ ظالمًا لِيُدْحِضَ بباطله حقًّا فقد برئ مِنْ ذِمَّة اللَّه عز وجل وَذِمَّة رسوله، ومَنْ أَكَلَ دِرْهَمًا مِنْ رِبَا فهو مثل ثلاث وثلاثين زَنْيَة، ومن نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ فالنَّارُ أولى به".

قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة -واسم أبي عَبْلَة: شِمْر، وقد قيل: طرخان، والصواب: شِمْر- إلَّا محمد بن حِمْيَر، تفرَّد به سعيد بن رَحْمَة".

وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث إبراهيم، تفرَّد به محمد بن حِمْيَر".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 117): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه سعيد بن رَحْمَة وهو ضعيف".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 215 - 216) رقم (11539) مختصرًا جدًّا، من طريق حَنَش، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"من أعان باطلًا ليُدْحِضَ بباطله حقًّا فقد برئت منه ذِمَّة اللَّه وذِمَّة رسوله".

ومن هذا الطريق رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 100)، وقال:"صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "حَنَش الرَّحْبِي: ضعيف".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 205): "رواه الطبراني في الثلاثة، وفي إسناد "الكبير": حَنَش، وهو متروك، وزعم أبو مُحْصِن أنَّه شيخ صدق. وفي إسناد "الصغير" و"الأوسط": سعيد بن رَحْمَة، وهو ضعيف".

أقول: رواية الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، أطول من رواية "الكبير" كما تقدَّم.

ص: 142

وقد روى الحاكم في "المستدرك"(4/ 92 - 93) طرفًا منه، من طريق حسين بن قيس الرَّحْبِيّ، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"من استعمل رجلًا من عِصَابة وفي تلك العِصَابة من هو أرضى اللَّه منه، فقد خان اللَّه وخان رسوله، وخان المؤمنين".

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه". ولم يذكره الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".

لكن المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 179) بعد أن ذكره معزوًا للحاكم، قال:"حسين هذا هو حَنَش: واه".

أقول: (حسين بن قيس الرَّحْبِي الوَاسِطي أبو عليّ، لقبه حَنَش): متروك كما قال الهيثمي. وستأتي ترجمته في حديث (1007).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أعان على باطلٍ ليدحض بباطله حقًّا فقد برئ من ذِمَّة اللَّه وذِمَّة رسوله"، ورد نحوه من طرقٍ يصحُّ بمجموعها. وسيأتي برقم (1276).

* * *

871 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا الحسن بن سَلَّام السَّوَّاق، وبِشْر بن موسى الأَسَدِي، قالا: أخبرنا إبراهيم بن زياد الخيَّاط، حدَّثنا سَوَّار بن مصعب، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص،

عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ به أَلْجَمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ".

(6/ 77) في ترجمة (إبراهيم بن زياد الخيَّاط أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومتن الحديث صحيح، روي من حديث جماعة من الصحابة.

ص: 143

ففيه (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني المؤذِّن الكوفي أبو عبد اللَّه) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (645).

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

و(أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 125) رقم (10089)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1293) -في ترجمة (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني) -، من طريق سَوَّار، عن أبي إسحاق، به

ولفظ الطبراني: "مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فكتمه أُلْجِمَ يوم القيامة بلجامٍ من نار".

ولفظ ابن عدي كلفظ الخطيب.

قال ابن عدي: "لا أعلم يرويه عن أبي إسحاق غير سَوَّار بن مصعب".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 218) رقم (232) -، من طريق النضر بن سعيد الحارثي، عن موسى بن عمير، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ:"أيما عبد آتاه اللَّه علمًا فكتمه، لقي اللَّه يوم القيامة ملجمًا بلجامٍ من نار".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 163): "في إسناد "الأوسط": النَّضر بن سعيد ضعَّفه العُقَيْلِي، وفي إسناد "الكبير": سَوَّار بن مصعب وهو متروك".

ص: 144

ومتن الحديث صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة، وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (665). وانظر كذلك حديث (721).

* * *

872 -

أخبرنا عليّ بن عليّ بن الحسن المالكي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن صالح الأَبْهَرِي، حدَّثنا إبراهيم بن سليمان المؤدِّب -ببغداد-، حدَّثنا عمر بن مُدْرِك الرَّازي، حدَّثنا محمد بن الفضل النَّيْسَابُورِي، عن حسين الجُعْفِي، عن زَائِدة، عن لَيْث، عن مجاهد،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان للعبد ذنوبٌ وخَطَايَا ولم يكن له عملٌ صالحٌ، ابْتُلِي بالغُمُومِ والأحزانِ ليكون كفَّارةً لذنوبِهِ".

(6/ 88) في ترجمة (إبراهيم بن سليمان المؤدِّب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن سليمان المؤدِّب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْرُومي المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).

و (زَائِدة) هو (ابن قُدَامَة الكوفي أبو الصَّلْت): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1475).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 157)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 87) رقم (3260)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 189)، من طريق حسين بن عليّ

ص: 145

الجُعْفِي، عن زَائِدة، عن لَيْث، به مرفوعًا بلفظ:"إذا كَثُرَتْ ذنوبُ العَبْدِ ولم يكن ما يُكَفِّرُهَا مِنَ العَمَلِ، ابتلاهُ اللَّهُ عز وجل بالحُزْنِ ليُكَفِّرَهَا عنه".

قال البزَّار: "لا نعلم رواه بهذا الإِسناد إلَّا زَائِدة، ولا عنه إلَّا حسين".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 291): "رواه أحمد وفيه لَيْث بن أبي سُلَيْم وهو مدلِّس، وبقية رجاله ثقات".

وقال في (10/ 192) منه: "رواه أحمد والبزَّار وإسناده حسن"!.

* * *

873 -

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيعي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن هَمَّام الشَّيْبَانِي -بالكوفة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي سفيان الشَّعْرَاني، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثنا يحيى بن حسَّان قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِي قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القَطَّان، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: لما نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [سورة الفتح: الآية 9]، قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما ذاك"؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "لتنصروه".

(6/ 95) في ترجمة (إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني الكوفي أبو المُفَضَّل) وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (270).

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن أبي سفيان الشَّعْرَاني)، لم أقف على من ترجم له.

ص: 146

التخريج:

رواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 113 - 114) بإسناد ضعيف، من طريق القاضي عبد الجبَّار المُعْتَزِلي، عن عليّ بن إبراهيم بن سَلَمَة، عن محمد بن المغيرة السُّكَّرِيّ، عن هشام بن عبيد اللَّه الرَّازي، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد القَطَّان، به.

قال الخطيب: إنَّ هذا الحديث انقلب على القاضي عبد الجبَّار، وأنَّ الصواب: ما رواه غير واحد عن إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، عن يحيى بن حسَّان، عن ابن مهدي، عن سفيان الثَّوْري، عن يحيى بن سعيد القَطَّان، عن ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن جابر.

وسيأتي برقم (1625).

ثم رواه من طريقين:

الأول: عن عليّ بن يحيى بن جعفر الأَصْبَهَاني، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن محمد بن حمَّاد المِصِّيْصِيّ، عن إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، به.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (محمد بن حمَّاد المِصِّيْصِيّ)، فإنِّي لم أقف على من ترجم له.

الثاني: من طريقه الذي رواه هنا عن محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشيباني.

وسيأتي برقم (1626).

كما رواه في (11/ 252) من "تاريخه" بإسناد ضعيف، من طريق إسحاق بن محمد بن المثنَّى، حدَّثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان الثَّوْري، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به.

وسيأتي برقم (1682).

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(6/ 516) إلى ابن عدي، وابن مَرْدُوْيَه،

ص: 147

والخطيب، وابن عساكر. ولم أقف عليه في "الكامل" لابن عدي المطبوع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

874 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو العبَّاس، عبد اللَّه بن عبد الرحمن العَسْكَرِي، حدَّثنا أحمد بن مُلاعِب، حدَّثنا إبراهيم بن شَمَّاس، حدَّثنا مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أُمَيَّة، عن نافع،

عن ابن عمر، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا زَنَتْ وليدةُ أحدكم فَلْيَجْلِدَها ولا يُثَرِّبْ عليها، فإن عادت فَلْيَجْلِدْهَا الحَدَّ ولا يُثَرِّبْ عليها، فإن عادت فَلْيَجْلِدْهَا الحَدَّ ولا يُثَرِّبْ عليها، فإن عادت الرابعةَ فَلْيَبِعْهَا ولو بحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ".

(6/ 100) في ترجمة (إبراهيم بن شَمَّاس السَّمَرقَنْدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صحَّ من حديث أبي هريرة.

ففيه (مسلم بن خالد المَخْزُومي الزَّنْجِي المَكِّي) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 499) وقال: "كان مسلم بن خالد أبيض مشرَّبًا حُمْرَةً، وإنما الزَّنْجِي لقبٌ لُقِّبَ به وهو صغير. . . وكان كثير الحديث كثير الغلط والخطأ في حديثه، وكان في بَدَنِهِ نعم الرجل ولكنه كان يغلط".

2 -

"تاريخ ابن معين"(2/ 561 - 562) وقال: "ثقة". وقال أيضًا: "ثقة، وهو صالح الحديث".

3 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن معين" ص 472 رقم (810) وقال: "ليس بذاك القويِّ". وعلَّق عليه محققه الدكتور أحمد محمد نور سيف حفظه المولى بعد أن أشار إلى اختلاف. قوله فيه، بقوله:"ويبدو أن هذا هو رأيه الأخير".

ص: 148

4 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 114 رقم (131) وقال: "كان عندنا ضعيفًا، ليس بالقويِّ".

5 -

"التاريخ الكبير"(7/ 260) وقال: "منكر الحديث".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 228 رقم (597) وقال: "ضعيف".

7 -

"الجرح والتعديل"(8/ 183) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بذاك القويِّ منكر الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به، تَعْرِفُ وتُنْكِرُ"

(1)

.

8 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 448).

9 -

"الكامل"(6/ 2310 - 2413) وقال: "حسن الحديث وأرجو أنَّه لا بأس به".

10 -

"الكاشف"(3/ 123 - 124) وقال: "وثِّق، وضعَّفه أبو داود لكثرة غلطه".

11 -

"الميزان"(4/ 102 - 103) وذكر له أحاديث وقال: "فهذه الأحاديث وأمثالها تُرَدُّ بها قوة الرجل ويُضَعَّفُ".

12 -

"التهذيب"(10/ 128 - 130) وفيه عن السَّاجي: "صدوق كثير الغلط". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة". وفيه أنَّ ابن البَرْقي ذكره في باب من نسب إلى الضعف ممن يُكْتَبُ حديثه.

13 -

"فتح الباري"(9/ 584) وقال: "فيه مقال".

14 -

"التقريب"(2/ 245) وقال: "صدوق كثير الأوهام، من الثامنة" / ق.

(1)

يعني أنه يأتي مرَّةً بالأحاديث المعروفة، ومرَّةً بالأحاديث المنكرة.

ص: 149

التخريج:

لم يروه غير الخطيب من حديث ابن عمر فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 62) إليه وحده.

وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة، رواه البخاري في الحدود، باب لا يُثَرِّبُ على الأَمَة إذا زنت ولا تُنْفَى (12/ 165) رقم (6839)، ومسلم في الحدود، باب رجم اليهود أهل الذِّمَّة في الزنا (3/ 1328) رقم (1703)، وغيرهما، ولفظه عند البخاري:"إذا زَنَتِ الأَمَةُ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا ولا يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا ولا يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ الثالثةَ فَلْيَبِعْهَا ولو بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ".

وفي رواية عند مسلم (3/ 1328 - 1329) من طريق ابن إسحاق، عن سعيد المَقْبُرِي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في جَلْدِ الأَمَة إذا زنت ثلاثًا:"ثم لِيَبِعْها في الرابعة".

ورواه من طريق مالك، عن ابن شِهَاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن أبي هريرة. وقال:"قال ابن شِهَاب: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة".

ورواه أبو داود في الحدود، باب في الأَمَة تزني ولم تُحْصَن (4/ 614) رقم (4470) عن مسدَّد، عن يحيى، عن عبيد اللَّه، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَحُدَّهَا ولا يُعَيِّرْهَا ثَلاثَ مِرَارٍ، فإِنْ عَادَتْ في الرابعةِ فَلْيَجْلِدْهَا وَلْيَبِعْهَا بِضَفِيرٍ، أو بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ".

غريب الحديث:

قوله: "ولا يُثَرِّب": "أي لا يُوَبِّخْهَا ولا يُقَرِّعْهَا بالزنا بعد الضرب". "النهاية"(1/ 209).

ص: 150

875 -

أخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عليّ بن عمر الخُتُّلِي، حدَّثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان، حدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثنا إبراهيم بن الشَّمَّاس، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن الحَكَم بن عبد اللَّه قال: حدَّثني الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَتَى عليَّ يومٌ لا أَزْدَادُ فيه عِلْمًا فلا بُورِكَ لي في طُلُوع شَمْس ذلكَ اليومِ".

(6/ 100) في ترجمة (إبراهيم بن شَمَّاس السَّمَرْقَنْدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (الحَكَم بن عبد اللَّه بن سعد الأَيْلِي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 166) وقال: "ضعيف". و (2/ 171) وقال: "ليس بثقة".

2 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 134 رقم (17) وقال: "كان ضعيفًا ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(3/ 345) وقال: "تركوه. كان ابن المبارك يوهنه، ونهى أحمد عن حديثه".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 79 رقم (164) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 256) وقال: "الغالب على حديث الحَكَم: الوَهَم".

6 -

"الجرح والتعديل"(3/ 120 - 121) وفيه عن أبي حاتم: "ذاهبٌ، متروك الحديث، لا يُكْتَبُ حديثه، كان يكذب". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف لا يحدِّث عنه".

ص: 151

7 -

"المجروحين"(1/ 248) وقال: "يروي الموضوعات عن الأثبات". وفيه عن أحمد بن حنبل: "أحاديث الحكم بن عبد اللَّه كلُّها موضوعة".

8 -

"الكامل"(2/ 620 - 622) وقال: "وضَعْفُهُ بَيِّنٌ على حديثه".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 180 - 181 وقال: "متروك".

10 -

"المغني"(1/ 183) وقال: "متروك، مُتَّهم".

11 -

"اللسان"(2/ 332 - 224) وفيه عن مسلم في "الكُنَى": "منكر الحديث". ويمثله قال ابن يونس في "تاريخ مصر". وقال يحيى بن حسَّان: "متروك". وقال ابن مَعِين: "ساقط".

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 188)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (1/ 187) رقم (188) -، وابن عدي في "الكامل"(2/ 511) -في ترجمة (بقيَّة بن الوليد) -، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العِلْم"(1/ 61)، والشَّجَرِيّ في "أماليه"(1/ 55)، من طريق الحكم بن عبد اللَّه، عن الزُّهْرِيّ، به.

لكن لفظه عند ابن عدي: "إذا أتى عليّ يوم لم أزدد فيه خيرًا يقرِّبني إلى ربِّي فلا بُورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم".

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الزُّهْرِيّ تفرَّد به الحاكم".

وقال الطبراني: لا يُرْوَي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به بقيَّة".

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن الزُّهْرِيّ غير الحكم هذا، والحكم هذا هو الحكم بن عبد اللَّه بن سعد الأَيْلِي، وله عن الزُّهْرِيّ بهذا الإسناد

ص: 152

أحاديث بواطيل، وهذا حدَّث به عن الحكم بقيَّة وغيره. وهذا حديث مُنْكَرُ المَتْنِ، وهو عن الزُّهْرِيّ مُنْكَرٌ لا يرويه عنه غير الحكم".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 136): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الحكم بن عبد اللَّه، قال أبو حاتم: كذَّاب".

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 335) -في ترجمة (سليمان بن بشار الخُرْاساني) - من طريق سليمان هذا، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، به، بلفظ ابن عدي.

ولا قيمة لهذه المتابعة، لأنَّ (سليمان بن بشار الخُرَاساني) كان يروي عن الثقات ما لم يحدِّثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يحصى كثرةً كما قال ابن حِبَّان.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 233 - 234) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

ونقل ابن الجَوْزي عن أبي عبد اللَّه الصُّوْرِي قوله: "هذا حديث منكر لا أصل له عن الزُّهْرِيّ، ولا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ما أعلم حدَّث به غير الحكم". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد السابقة فيه.

وقال السُّيوُطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 209 - 210)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 256): إنَّ الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 6) اقتصر على تضعيفه.

أقول: الذي في "تخريج أحاديث الإحياء"(6/ 1) تضعيفه لإسناده. وهو محلُّ نظر، لما علمت من وجود (الحكم الأَيْلِي) في إسناده وهو مُتَّهم.

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 275 وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" عن عائشة مرفوعًا، وفي إسناده: وضَّاع".

* * *

ص: 153

876 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن عليّ البَرْبَهَارِي، حدَّثنا إبراهيم بن شَمَّاس، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، عن سليمان

(1)

بن عامر، عن مسلم بن يَسَار،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أرأيتم ما أُعطي سليمانُ مِنْ مُلْكِهِ، فإنَّ ذلك لم يزده إلَّا تَخَشُّعًا، وما كان يَرْفَعُ طَرْفَهُ إلى السماء تَخَشُّعًا من ربِّه".

(6/ 100) في ترجمة (إبراهيم بن شَمَّاس السَّمَرْقَنْدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الإِفْرِيْقِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (227).

كما أنَّ فيه (إسماعيل بن عيَّاش بن سُلَيْم العَنْسِيّ الحِمْصِيّ)، وهو صدوق في حديث أهل الشَّام، مخلِّط في غيرهم. وروايته هنا عن (عبد الرحمن بن زياد الإِفْريقي) وعِدَاده في أهل مِصْر كما في ترجمته من "التهذيب"(6/ 173)، وقد تقدَّمت ترجمة (إسماعيل بن عيَّاش) في حديث (115).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 128) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

* * *

(1)

في المطبوع: "سلامان" والتصويب من "الحِلْيَة"(10/ 128).

ص: 154

877 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْقُوْيَه -إجازةً-.

وحدَّثنيه الحسن بن محمد الخَلَّال عنه، حدَّثنا إبراهيم بن الشَّاذ بن محمد الهَرَوي الجَبَلِي -من جَبَل الفِضَّة، إملاءً-، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، حدَّثنا محمد بن ميمون -بخبر غريب-، حدَّثنا سفيان، عن مالك بن مِغْوَل، عن زُبَيْد، عن مُرَّة قال:

قال عبد اللَّه: إنَّ نبيَّكُم صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ سِدْرَةَ المُنْتَهَى في الخبر قال: "إنِّي منبئكم بشجرة فيها مثل وكري الطير، فجلس جبريل في أحدهما، وجلست أنا في الآخر، ثم شخصت بنا، فصار جبريل كالحِلْس المُلْقَى، فعلمت أنه أشدّ خوفًا للَّه منِّي".

(6/ 103) في ترجمة (إبراهيم بن الشَّاذ بن محمد الجَبَلِيّ).

مرتبة الحديث:

منكر.

ففيه (محمد بن ميمون الخيَّاط البزَّاز المكِّي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 81 - 82) وفيه عن أبي حاتم: "كان أُمِّيًّا مُغَفَّلًا، ذُكر لي أنَّه روى عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن شُعْبَة حديثًا باطلًا، وما أُبْعِدْ أن يكون وُضِعَ للشيخ فإنَّه كان أُمِّيًّا".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 117) وقال: "ربما وَهِم".

3 -

"التهذيب"(9/ 485) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بالقويِّ". وقال مُرَّةً: "أرجو أن لا يكون به بأس". وقال مَسْلَمَة في "الصِّلة": "لا بأس به".

4 -

"التقريب"(2/ 212) وقال: صدوق ربما أخطأ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين -يعني ومائتين-"/ ت س ق.

ص: 155

و (مُرَّة) هو (ابن شَرَاحِيل الهَمْدَاني الكوفي أبو إسماعيل -ويقال له: مُرَّة الطَّيِّب، ومُرَّة الخير. لُقِّبَ بذلك لِعِبَادَتِهِ-): ثقة عابد. وستأتي ترجمته في حديث (1532).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن الشَّاذ بن محمد الهَرَوي الجَبَلِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(زُبَيْد) هو (ابن الحارث بن عبد الكريم اليَامِي): تابعي صغير، ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (607).

و(سفيان) هو (ابن عُيَيْنَة الهِلَالي): إمام حافظ حُجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 177) عن الخطيب ومن طريقه المتقدِّم، وقال:"قال ابن حِبَّان: محمد بن ميمون منكر الحديث جدًّا لا يحلُّ الاحتجاج به".

أقول: ما نقله ابن الجَوْزي عن ابن حِبَّان، إنما قاله في (محمد بن ميمون الزَّعْفَرَاني الكوفي أبو النَّضْر المَفْلُوج)، وليس في (محمد بن ميمون الخيَّاط البزَّاز المكِّي)، وهو الذي في إسناد الخطيب. انظر "المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 281).

وفي "الجرح والتعديل"(8/ 80) في ترجمة (محمد بن ميمون الزَّعْفَرَاني أبو النَّضْر) قال أبو حاتم: "ليس هذا بمحمد بن ميمون المكِّي، ومن لا يفهم لا يميز بينهما".

ص: 156

878 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا سعيد بن محمد الجَرْمي، حدَّثنا أبو عبيدة

(1)

الحدَّاد، حدَّثنا سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطي عليه ما لا يُعْطي على العُنْفِ".

(6/ 124) في ترجمة (إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد المُخَرِّمي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن أيوب المُخَرِّمي) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 168 - 169 رقم (183) وقال: ليس بثقة، حدَّث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة".

2 -

"تاريخ بغداد"(6/ 124 - 125) وفيه عن الإسماعيلي: "صدوق".

3 -

"لسان الميزان"(1/ 72 - 73) ونقل ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ والإسماعيلي.

وبقية رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 402) رقم (1961 و 1962) -من كشف الأستار- من طريقين:

(1)

في المطبوع: "أبو عبيد الحداد". والتصويب من "الجرح والتعديل"(6/ 24) و"التهذيب"(6/ 440)، واسمه (عبد الواحد بن واصل السَّدُوسي البصري).

ص: 157

الأول: عن محمد بن إسحاق، حدَّثنا سعيد بن محمد الجَرْمي، به، وقال: "وهذا لا تعلمه يروى عن أنس إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم حدَّث به عن سعيد غير عبد الواحد

(1)

".

الثاني: عن عمرو بن عليّ، حدَّثنا خالد بن يزيد، حدَّثنا أبو جعفر الرَّازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس مرفوعًا به.

وفي الطريق الثاني هذا (أبو جعفر الرَّازي -عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان-)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 406):"صدوق سيء الحفظ خصوصًا عن مغيرة"/ بخ 4. وقال الذَّهَبِيّ في "الميزان" (3/ 319): "صالح الحديث". وانظر ترجمته أيضًا في: "الجرح والتعديل"(6/ 280 - 281)، و"المجروحين"(2/ 120)، و"الكامل"(5/ 1894 - 1895)، و"تاريخ بغداد"(11/ 143 - 147)، و"الكاشف"(3/ 283)، و"التهذيب"(12/ 56 - 57).

و(خالد بن يزيد) هو (العَتَكي الأَزْدِي البَصْرِي)، قال ابن حَجَر عنه في (التقريب) (1/ 220):"صدوق يَهِم". وستأتي ترجمته في حديث (1291).

ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 81 - 82)، "المعجم الأوسط"(3/ 444 - 445) رقم (2955)، عن إبراهيم بن عبد اللَّه المُخَرِّمي، عن سعيد الجَرْمي، به. وقال في "الصغير":"لم يروه عن قَتَادَة إلَّا سعيد بن أبي عَرُوبَة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 18): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، وأحد إسنادي البزَّار ثقات، وفي بعضهم خلاف".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 169) من حديث أنس إلى: ابن أبي الدُّنْيَا في "ذَمِّ الغضب"، وأبي عَوَانَة، والخطيب، فحسب!

(1)

في "كشف الأستار": "عبد الأعلى". وصوابه ما أثبت.

ص: 158

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف لابن أبي شَيْبَة (8/ 322 - 325)، و"جامع الأصول" (4/ 532 - 534)، و"مجمع الزوائد" (8/ 18 - 19)، و"الترغيب والترهيب" (3/ 414 - 417).

ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في البِرِّ والصِّلَة، باب فضل الرفق (4/ 2003 - 2004) رقم (2593) عن السيدة عائشة مرفوعًا بلفظ حديث أنس، وبزيادة قوله في آخره:"وما لا يعطي على سواه".

* * *

879 -

أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطَّاهِري، حدَّثنا أبو أحمد عبيد اللَّه بن العبَّاس الشَّطَوي، حدَّثنا إبراهيم بن أيوب المُخَرِّمِي.

وأخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه النَّجَّار -واللفظ له-، أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان المُخَرِّمِي، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب الدَّقَّاق قال: حدَّثنا القَوَارِيري، حدَّثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه تعالى يُوحي إلى الحَفَظَةِ لا تكتبوا على صُوَّام عبادي بعد العَصْرِ سَيِّئةً".

(6/ 124) في ترجمة (إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد المُخَرِّمِي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن عبد اللَّه المُخَرِّمِي) قال الدَّارَقُطْنِيّ -كما في سؤالات السَّهْمِيّ له ص 168 - 169 - : "ليس بثقة، حدَّث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة من حديث، روي عن خالد بن خِدَاش والقَوَارِيري، عن جعفر، عن مالك بن دينار، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم". وذكر الحديث المتقدِّم، وقال:"هذا باطل، والإسناد ثقات كلّهم". وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (878).

ـ

ص: 159

التخريج:

واه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 193) عن الخطيب من طريقه هذا، ومن طريقه الآخر في "تاريخه"(8/ 99) عن إبراهيم بن عبد اللَّه المُخَرِّمِي، عن عبد اللَّه القَوَارِيري، وإسحاق المَرْوَزِيّ، عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي، به.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ". ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 104)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 147).

وقال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث ونقله لما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ: "هكذا ذكر حمزة -يعني السَّهْمِيّ- عن الدَّارَقُطْنِيّ: أنَّ المُخَرِّمِي روى هذا الحديث عن خالد بن خِدَاش والقَوَارِيري عن جعفر. وقد أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، حدَّثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسن البزَّاز قال: حدَّثني جدُّ أبي: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمِي الفقيه، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر القَوَارِيري، وإسحاق بن إبراهيم المَرْوزَيّ، قالا: حدَّثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِيّ، عن مالك بن دينار بالحديث، فاللَّه أعلم".

وحديثه من طريقه هذا، هو الطريق الآخر الذي رواه بن الجَوْزي عنه. فيما تقدَّم. وسيأتي برقم (1178).

* * *

880 -

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيعي، أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن يعقوب الهاشمي -في المُخَرِّم-، حدَّثنا أبو هَمَّام، حدَّثنا الحسين بن عيسى -وهو الحَنَفِي أخو سُلَيْم بن عيسى-، عن الحَكَم بن أَبَان

(1)

، عن عِكْرِمَة.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "-وهو الحَنَفِي أخو سليمان بن عيسى بن الحكم بن أبان-".

ص: 160

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ، فإنَّه لا يَدْرِي ما قَدَّمَ لِنَفْسِهِ".

(6/ 125 - 126) في ترجمة (إبراهيم بن عبد اللَّه بن يعقوب الهاشمي المُخَرِّمي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن تمنِّي الموت.

ففيه (الحسين بن عيسى بن مُسْلِم الحَنَفِي أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 60) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ روى عن الحكم بن أَبَان أحاديث منكرة". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 185).

3 -

"الكامل" لابن عدي (2/ 766) وقال: "عامَّة حديثه غرائب، وفي بعض حديثه مناكير".

4 -

"تهذيب الكمال"(6/ 463 - 464) وفيه عن البُخَاري: "مجهول، وحديثه منكر (يؤمُّكُم، أقرؤكم لكتاب اللَّه) ".

5 -

"الكاشف"(1/ 171) وقال: "ضُعِّفَ".

6 -

"التهذيب"(2/ 364) وفيه عن أبي داود: "بلغني أنَّه ضعيف".

7 -

"التقريب"(1/ 178) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ د ق.

وفيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن عبد اللَّه بن يعقوب الهاشمي المُخَرِّمي أبو إسحاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 161

و (أبو هَمَّام) هو (الوليد بن شُجَاع السَّكُوني): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (57).

و (الحَكَم بن أَبَان) هو (العَدَني أبو عيسى)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 181):"ثقة صاحب سُنَّة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 190): "صدوق عابد، وله أوهام، من السادسة"/ ز 4. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (7/ 86 - 88)، و"الميزان" (1/ 569 - 570)، و"التهذيب" (2/ 423 - 424).

التخريج:

لم يروه غير الخطب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 921) إليه وحده.

والأحاديث الواردة في النهي عن تمنِّي الموت كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(2/ 554 - 556)، و"مجمع الزوائد"(4/ 202 - 203)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 256 - 257).

ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري في المَرْضَى، باب تمنِّي المريض الموت (10/ 127) رقم (5673)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا وفيه:"لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ، إمَّا محسنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ"

(1)

.

* * *

881 -

أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا إبراهيم بن عليّ الوَاسِطي المُسْتَمْلِي -ببغداد-، حدَّثنا أحمد بن سعيد الجَمَّال.

(1)

أي يرجع عن موجب العتب عليه. "فتح الباري"(10/ 130).

ص: 162

وحدَّثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أحمد بن سعيد الجَمَّال، حدَّثنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا هُشَيْم، حدَّثنا عَوْف، عن محمد بن سِيْرِين،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ابنُ السَّبِيلِ أَوَّلُ شَارِبٍ -زاد سليمان: يعني مِنْ زَمْزَمَ-".

(6/ 131 - 132) في ترجمة (إبراهيم بن عليّ المُسْتَمْلِي الوَاسِطي).

مرتبة الحديث:

مُنْكَرٌ، قاله الذَّهَبِيُّ.

وفي طريقه الأول صاحب الترجمة (إبراهيم بن عليّ المُسْتَمْلِيّ الوَاسِطي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وقد تابعه (أحمد بن كامل القاضي) في الطريق الثاني، وقد ليَّنه الدَّارَقُطْنِيّ ومشَّاه غيره كما قال الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 129). وتقدَّمت ترجمته في حديث (500).

وباقي رجال الطريقين حديثهم حسن.

و(عَوْف) هو (ابن أبي جَمِيلة الأَعْرَابي العَبْدِي البَصْرِي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (30).

و(هُشَيْم) هو (ابن بَشِير الوَاسِطي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).

و(أبو نُعَيْم) هو (الفَضْل بن دُكَيْن): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (437).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 91 - 92) من الطريق التي رواها

ص: 163

الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن عَوْف إلَّا هُشَيْم، ولا عن هُشَيْم إلَّا أبو نُعَيْم، تفرَّد به أحمد بن سعيد الجَمَّال البغدادي".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 286): "رواه الطبراني في "الصغير" ورجاله ثقات".

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 7) له أيضًا فحسب، وقال:"رجاله ثقات".

وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 100) في ترجمة (أحمد بن سعيد الجَمَّال) وقال: "بغدادي صدوق. . . تفرَّد بحديث منكر رواه عنه أحمد بن كامل وغيره". ثم ساق حديثه هذا.

وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 177) وقال: "وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".

وقال المُنَاوي في "التيسير لشرح الجامع الصغير"(1/ 18) بعد أن عزاه للطبراني في "الصغير": "رجاله ثقات لكنه فيه نَكَارة". وقارن قوله هذا بما قاله في "فيض القدير"(1/ 88).

معنى الحديث:

يشير النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أنَّ المسافر مُقَدَّمٌ على المقيم في شربه من ماء زَمْزَم عند الازدحام، لمقاساة المشاقِّ وضعفه بالاغتراب. وظاهر قوله "من زمزم" أنَّ هذه الأولية من خصائصها وليس كذلك. "فيض القدير"(1/ 88) بتصرف يسير.

* * *

882 -

أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه الأَنْمَاطي، أخبرنا محمد بن المظفَّر الحافظ قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن الحسن بن سليمان بن شُرَيْح حدَّثنا أحمد بن عبيد اللَّه بن إدريس.

ص: 164

وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائي، حدَّثنا أحمد بن عبيد اللَّه النَّرْسِي، أخبرنا أحمد بن يونس، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن الأَعْمَش، عن شَقِيق،

عن عبد اللَّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُوضِعُ في وادي مُحَسِّر.

"قال أبو بكر بن النَّرْسِيّ: هذا عندي في موضعين: موضع موقوف، وههنا هو مسند. لفظ حديث ابن المُظَفَّر".

(6/ 133) في ترجمة (إبراهيم بن عليّ بن الحسن القَافْلَانِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناد الطريق الثاني صحيح. وله شواهد.

أمَّا الطريق الأول ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن عليّ بن الحسن القَافْلَانِيّ أبو إسحاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (أحمد بن عبد اللَّه الأَنْمَاطي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (4/ 238 - 239) وقال:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا. وذُكِرَ لي أنَّه كان يَتَرَفَّضُ".

وباقي رجال الطريق الأول ثقات.

و(شَقِيق) هو (ابن سَلَمَة الأَسَدِي الكوفي أبو وائل): ثقة مُخَضْرَم. وستأتي ترجمته في حديث (1177).

و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الأَسَدِي الكَاهِلِي): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

التخريج:

لم أقف عليه من حديث عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا في كُلِّ ما رجعت إليه.

ورواه موقوفًا ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(4/ 80) عن وكيع، عن الأعمش،

ص: 165

عن عُمَارة، عن عبد الرحمن بن يزيد:"أنَّ عبد اللَّه بن مسعود أوضع في وادي مُحَسِّر".

ورجاله ثقات.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (4/ 80 - 82)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 125 - 126)، و"جامع الأصول"(3/ 252 - 253)، و"مجمع الزوائد"(3/ 257).

ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الحجِّ، باب ما جاء في الإِفاضة من عَرَفَات (3/ 225) رقم (887) -واللفظ له-، وأبو داود في المناسك، باب التعجيل من جَمْع (2/ 482) رقم (1944)، والنَّسَائي في الحجِّ، باب الأمر بالسكينة في الإِفاضة من عَرَفَة (5/ 258)، وابن ماجه في المناسك، باب الوقوف بجَمْع (2/ 1006) رقم (3023)، عن جابر بن عبد اللَّه:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْضَعَ في وادي مُحَسِّر".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث جابر حديث حسن صحيح".

غريب الحديث:

قوله: "كان يُوضع في وادي مُحَسِّر": أي يسرع في السَّيْر. وهذا عند الإِفاضة من عَرَفَات. انظر "النهاية"(5/ 196).

و (مُحَسِّر): "وادٍ بين مِنَى ومُزْدَلِفَة، ليس من مِنَى ولا مِنْ مُزْدَلِفَة، هذا هو المشهور". "مراصد الاطلاع"(3/ 1234).

* * *

883 -

أخبرنا عبد الملك بن عمر، حدَّثنا إبراهيم بن عليّ بن الحسين بن سِيبُخْت أبو الفتح البَغْدَادي -بمِصْر-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا أبو نصر التَّمَّار، حدَّثنا عُقْبَة بن عبد اللَّه الأَصَمّ، عن عطاء بن أبي رَبَاح،

ص: 166

عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن النَّظَرِ في النُّجُومِ.

(6/ 133 - 134) في ترجمة (إبراهيم بن عليّ بن الحسين بن سِيبُخْت أبو الفتح).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن عليّ بن الحسين بن سِيبُخْت أبو الفتح) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(6/ 133 - 134) وقال: "كان ضعيفًا سيء الحال في الرواية". وقال في (13/ 58) منه في ترجمة (موسى بن نصر بن جرير): "كان واهي الحديث ساقط الرواية". واتَّهمه الخطيب باختلاق اسم شيخ له، فقال:"وأحسب موسى بن نصر بن جرير اسمًا ادَّعاه وشيخًا اخْتَلَقَهُ".

2 -

"المغني"(1/ 21) ونقل عن الخطيب قوله: "ساقط الرواية، أحسب شيخه موسى بن نصر شيخًا اخْتَلَقَهُ".

3 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِيّ 46 - 47 رقم (21).

كما أنَّ فيه (عُقْبَة بن عبد اللَّه الأَصَمّ الرِّفَاعي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 409 - 410) وقال: "ليس بشيء". وقال أيضًا: "ليس بثقة".

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 441) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائِي ص 183 رقم (466) وقال: "ليس بثقة".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 353).

ص: 167

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 314) وفيه عن أبي حاتم: "ليِّن الحديث ليس بقويٍّ". وقال أحمد: "ثقة".

6 -

"المجروحين"(2/ 199) وقال: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير حتى إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته شَهِدَ لها بالوضع".

7 -

"الكامل"(5/ 1916 - 1917) وقال: "بعض أحاديثه مستقيمة وبعضها ممَّا لا يُتَابَعُ عليه".

8 -

"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 173 رقم (1037) وفيه عن أحمد بن صالح المِصْرِي: "ثقة".

9 -

"الكاشف"(2/ 237) وقال: "ضعيف".

10 -

"التهذيب"(7/ 244 - 245) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "كان ضعيفًا واهي الحديث ليس بالحافظ، ما سمعت أحدًا يحدِّث عنه إلَّا أبا قتيبة". وقال أبو داود: "ضعيف". وقال السَّاجي: "ليس هو ممَّن يُحْتَجُّ بحديثه وفيه ضعف".

11 -

"التقريب"(2/ 27) وقال: "ضعيف، من الرابعة، وربما دَلَّس"/ ت.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 136) رقم (4191) -، عن موسى بن هارون، عن أبي نصر التَّمَّار، به، وقال:"لم يروه عن عطاء إلّا عُقْبَة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 116 - 117) بعد أن عزاه له: "وفيه عُقْبَة بن عبد اللَّه الأَصَمّ وهو ضعيف. وذُكِرَ عن أحمد أنَّه وثَّقه، وأَنْكَرَ أبو حاتم عليه هذا الحديث".

ص: 168

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 353)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 199)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 1916) -ثلاثتهم في ترجمة (عُقْبَة بن عبد اللَّه الأَصَمّ) -، من طرق، عن عُقْبَة بن عبد اللَّه الأَصَمّ، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عنه، به.

قال العُقَيْلِي: "لا يُعْرَفُ إلَّا به، ولا يتابعه إلَّا من هو دونه أو مثله".

وقال ابن عدي: "وهذا لا يُعْرَفُ إلَّا بعُقْبَة عن عطاء".

وفي "الجرح والتعديل"(6/ 314) -في ترجمة (عُقْبَة بن عبد اللَّه الأَصَمّ) - أنَّه لمَّا قيل لأبي حاتم: "إنَّ محمد بن عوف حكى عن أحمد بن حنبل أنَّ عُقْبَة بن الأَصَمّ ثقة. فقال: "كيف؟ بما يروي عن عطاء عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم "أنَّه نهى عن النظر في النُّجوم"، وحديث آخر جميعًا منكرين".

وقال ابن مَعِين في "تاريخه"(4/ 135): "قال أبو سَلَمَة التَّبُوذِكِيّ: أخبرني الحسين بن عدي قال: نظرنا في كتاب عُقْبَة الأَصَمّ، فإذا أحاديثه هذه التي يحدِّث بها عن عطاء، إنما هي في كتابه عن قيس بن سعد عن عطاء".

* * *

884 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الرحيم، حدَّثنا عبَّاس بن الفضل الأَزْرَق، أخبرنا هَمَّام، عن محمد بن عَجْلان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل،

عن رُبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عَفْرَاء، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عليها فَتَوَضَّأَ بِقَدْرِ المُدِّ، ثم مَسَحَ رَأْسَهُ مقدَّمه ومؤخَّره، وعن يمينه وعن شماله.

(6/ 135) في ترجمة (إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر أبو إسحاق، يعرف بابن دنوقا).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ص: 169

ففيه (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشمي المَدَني أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 264 - 265 رقم (145) وقال: "كان منكر الحديث لا يحتجُّون بحديثه، وكان كثير العِلْم".

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 158 رقم (555) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 88 رقم (81) وقال: "كان ضعيفًا".

4 -

"التاريخ الكبير"(5/ 183 - 184) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"أحوال الرجال" ص 138 رقم (234) وقال: "تُوُقِّفَ عنه، عامَّة ما يروي غريب".

6 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 277 رقم (880) وقال: "تابعي ثقة جائز الحديث".

7 -

"السُّنَن" للتِّرْمِذِيّ (1/ 9) رقم (3) وقال: "هو صدوق، وقد تَكَلَّمَ فيه بعض أهل العلم من قِبَلِ حفظه. وسمعت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- يقول: كان أحمدُ بن حنبل وإسحاقُ بن إبراهيمَ والحُمَيْدِيُّ يحتجون بحديث عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل. قال محمد -يعني البخاري-: وهو مُقَارِبُ الحديث".

8 -

"الضعفاء" للعُقِيْلِي (2/ 298 - 299) وفيه عن سفيان بن عُيَيْنَة: "أربعة من قُرَيْشٍ يُمْسَكُ عن حديثهم". وذكر عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل منهم وفيه أنَّ مالك بن أنس ويحيى بن سعيد القَطَّان كانا لا يرويان عنه.

ص: 170

9 -

"الجرح والتعديل"(5/ 153 - 154) وفيه ابن مَعِين: "ضعيف في كُلِّ أَمْرِهِ". وفيه: "كان ابن عُيَيْنَة لا يَحْمَدُ حِفْظ ابن عَقِيل". وقال سفيان بن عُيَيْنَة: "كان ابن عَقِيل في حفظه شيء فكرهت أن ألقيه". وقال أبو زُرْعَة: "يُخْتَلَفُ عنه في الأسانيد". وقال أبو حاتم: "ليِّن الحديث ليس بالقويِّ، ولا ممن يُحْتَجُّ بحديثه، يُكْتَبُ حَديثُهُ".

10 -

"المجروحين"(2/ 3 - 4) وقال: "من سادات المسلمين، من فقهاء أهل البيت وقُرَّائهم، إلَّا أنَّه كان رديء الحفظ، كان يحدِّث على التوهم فيجيء بالخبر على غير سُنَنِهِ، فلما كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها والاحتجاج بضدها".

11 -

"الكامل"(4/ 1446 - 1448) وقال: "يُكْتَبُ حديثه".

12 -

"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 174) وقال: "ليس بالقويِّ".

13 -

"النفح الشذي في شرح جامع التِّرْمِذِيّ" لابن سيِّد النَّاس (1/ 388) وقال: "وينبغي أن يكون حديثه حسنًا".

14 -

"الكاشف"(2/ 113) وقال: "قال أبو حاتم وعِدَّةٌ: ليِّن الحديث. وقال ابن خُزَيْمَة: لا أحتج به".

15 -

"الميزان"(2/ 484 - 485) وقال: "حديثه في مرتبة الحسن". وفيه عن الفَسَوي: "في حديثه ضعف وهو صدوق". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالمتين عندهم".

16 -

"المغني"(1/ 354) وقال: "حسن الحديث. . . ".

17 -

"التهذيب"(6/ 13 - 15) وفيه عن النَّسَائي: "ضعيف".

18 -

"التلخيص الحَبير" لابن حَجَر (2/ 108) وقال: وابن عَقِيل سيء الحفظ، يصلح حديثه للمتابعات، فأمَّا إذا انفرد فيحسن، وأمَّا إذا خالف فلا يُقْبَلُ".

ص: 171

19 -

"التقريب"(1/ 447 - 448) وقال: "صدوق في حديثه لِين، ويقال: تغيَّر بأخرة، من الرابعة، مات بعد الأربعين -يعني ومائة-"/ بخ د ت ق.

وقال بالغ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في شرحه لـ "سنن التِّرْمِذِيّ"(1/ 9) فقال: "ثقة، لا حجَّة لمن تكلَّم فيه، بل هو أوثق من كُلِّ من تَكَلَّمَ فيه، كما قال ابن عبد البَرِّ".

وقد عقَّب الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(6/ 15) على قول ابن عبد البَرِّ بعد ذكره له بقوله: "وهذا إفراط".

كما أنَّ فيه (عبَّاس بن الفضل بن العبَّاس البَصْري الأَزْرَق أبو عثمان) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 324 رقم (209) وقال: "كذَّاب خبيث".

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 5 - 6) وقال: "ذهب حديثه".

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 360) ونقل قول البُخاري السابق.

4 -

"الجرح والتعديل"(6/ 213) وفيه عن أبي حاتم: "ذهب حديثه". وقال ابن أبي حاتم: "ترك أبو زُرْعَة حديثه ولم يقرأه علينا".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 510 - 511) وقال: "يخطئ ويخالف".

6 -

"تاريخ بغداد"(12/ 134 - 135) وفيه عن عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني: أنَّ أباه قد ضَعَّفَ عبَّاسًا جدًّا.

7 -

"التقريب"(1/ 399) وقال: "ضعيف، من التاسعة، خلطه ابن عدي بالمَوْصِلِيّ فَوَهِمَ، وقد كذَّبه ابن مَعِين"/ تمييز.

ص: 172

و (همَّام) هو (ابن يحيى بن دينار العَوْذِيّ البَصْرِيّ): ثقة حافظ. وقد وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (715).

التخريج:

رواه أبو داود في الطهارة، باب صفة وضوء النبيِّ صلى الله عليه وسلم (1/ 89 - 92) رقم (126 و 127 و 128 و 129 و 130 و 131)، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب ما جاء أنَّه يبدأ بمؤخر الرأس (1/ 48) رقم (33)، وباب ما جاء أنَّ مسح الرأس مرة (1/ 49) رقم (34) وقال:"حسن صحيح"، وابن ماجه في الطهارة، باب الرجل يستعين على وضوئه فيصب عليه (1/ 138) رقم (390)، من طرق، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن رِبَيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنها، بألفاظ كثيرة، لكن دون قولها:"فتوضأ بقَدْرِ المُدِّ"، فإنَّه ليس عندهم، ولذا اعتبرته من الزوائد.

ورواه أحمد في "المسند"(6/ 358) عن سفيان بن عُيَيْنَة قال: حدَّثني عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل قال: أرسلني عليّ بن حسين إلى الرُّبَيِّع بنت معوِّذ بن عَفْرَاء فسألتها عن وضوء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخرجت له يعني إناء يكون مُدُّا أو نحو مُدٍّ ورُبْع -قال سفيان: كأنَّه يذهب إلى الهاشمي- قالت: كنت أُخرج له الماء في هذا فيصب على يديه ثلاثًا. . . ". وليس عنده قولها: "وعن يمينه وعن شماله".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 299) -في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل) -، عن عبد اللَّه بن أحمد، عن الحُمَيْدِي، عن سفيان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل قال: أتيت الرُّبَيِّع بنت معوذ. وذكر نحو الرواية السابقة عند أحمد.

قال العُقَيْلِي: "وقد روي الكلام الذي في حديث الرُّبَيِّع من غير وجه بأسانيد جياد يشتمل على الألفاظ كلّها".

ص: 173

وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 84) بعد أن عزاه في أحد ألفاظه، للتِّرْمِذِيّ وابن ماجه وأحمد:"وله عنها طرق وألفاظ، مدارها على عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، وفيه مَقَالٌ".

* * *

885 -

أخبرنا أبو الخطَّاب عبد الصمد بن محمد بن محمد بن نصر بن مُكْرَم، وعليّ بن المُحَسِّن التَّنُوخِيّ، قالا: أنبأنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عِمْران الكِرْمَاني -في دار كَعْب، سنة اثنتين وثلاثمائة-، حدَّثنا الربيع بن سليمان.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا الرُّبَيِّع بن سليمان، حدَّثنا بِشْر بن بكر

(1)

، حدَّثنا عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم -وفي حديث الكِرْمَاني: عن عبد الرحمن بن زيد-، عن أبيه، عن عطاء بن يَسَار،

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بقبرِ رَجُلٍ بعرفُهُ في الدُّنْيَا فُيُسَلِّمُ عليه إلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عليه السلام".

(6/ 137) في ترجمة (إبراهيم بن عِمْران الكِرْمَاني أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم العَدَوِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (67).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن عِمْران الكِرْمَانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بكير". والتصويب من "فوائد تمام"(1/ 75)، و"السِّيَر"(12/ 590)، و"تهذيب الكمال"(4/ 95).

ص: 174

التخريج:

رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 75) رقم (139)، من طريق الربيع بن سليمان المُرَادي، عن بِشْر بن بكر، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 429 - 430) عن الخطيب من طريقه الثاني، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ وقد أجمعوا على تضعيف عبد الرحمن بن زيد، قال ابن حِبَّان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتَّى كثر ذلك في روايته مِنْ رَفْعِ المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك".

ورواه الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(12/ 590) من طريق الربيع بن سليمان، عن بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به، دون ذكر لعطاء بن يسار بين زيد بن أسلم وأبي هريرة.

قال الذَّهَبِيُّ: "غريب، ومع ضعفه ففيه انقطاع، ما علمنا زيدًا سمع أبا هريرة".

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 721) إلى ابن عساكر، وابن النَّجَّار، مع تمَّام والخطيب وقال:"سنده جيِّد"!

وللحديث شواهد:

فقد رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "القبور" عن عائشة مرفوعًا: "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلَّا استأنس به وردَّ عليه حتَّى يقوم".

قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(4/ 491) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه عبد اللَّه بن سَمْعَان ولم أقف على حاله. ورواه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" من حديث ابن عبَّاس نحوه وصحَّحه عبد الحق الإشبيلي".

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 487): "وأفاد الحافظ العِرَاقي أنَّ ابن

ص: 175

عبد البَرِّ خرَّجه في "التمهيد" و"الاستذكار" بإسناد صحيح من حديث ابن عبَّاس، وممن صحَّحه عبد الحق".

أقول: رواه ابن عبد البَرِّ في "الاستذكار"(1/ 234) عن أبي عبد اللَّه بن محمد قال: أَمْلَتْ علينا فاطمة بنت الريَّان قالت: حدَّثنا الربيع بن سليمان قال: حدَّثنا بشر بن بكر

(1)

، عن الأَوْزَاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عُمَير، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"ما من أحد مرَّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدُّنْيَا فسلَّمَ عليه إلَّا عرفه وَرَدَّ عليه السلام".

قال الإِمام عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الشرعية الصغرى"(1/ 345) بعد أن ذكره عن ابن عبد البَرِّ في "الاستذكار": "إسناده صحيح".

قال محقق كتاب "العلل المتناهية"(2/ 430) الشيخ إرشاد الحق الأثري بعد أن ذكره عن ابن عبد البَرِّ من طريقه المتقدِّم: "ومن طريقه عبد الحق في "أحكامه" (ص 72، ج 1، ق). . . وسكت عنه ابن عبد البَرِّ وعبد الحق، ومن قال: إنَّهما صحَّحا إسناده فليس بصحيح، نعم صحَّح إسناده العِرَاقي والمُتَّقي وغيرهما لكن فيه نظر، فإنَّ شيخ ابن عبد البَرِّ لم أجد من وثَّقه، وذكره الحُمَيْدي في "جذوة المقتبس" ص 277 فقال: كان رجلًا صالحًا يضرب به المثل في الزهد. وحال أحاديث الزهاد معروف لا سيما في مثل هذه المسائل. وأمَّا شيخته فاطمة فلا تعرف، ولا ذِكْرَ لها في كتب الرجال. وأمَّا عبيد بن عُمَير فالظاهر أنَّه مولى ابن عبَّاس وهو مجهول كما في "التقريب" ص 347 و"الميزان" (3/ 21)، فالحديث لا يصلح للاحتجاج به واللَّه أعلم".

أقول: نفي محقق "العلل" لتصحيح عبد الحق الإشبيلي لإسناده، مردود بما تقدَّم من تصحيحه له في "الأحكام الشرعية الصغرى".

* * *

(1)

صُحِّفَ في "الاستذكار" إلى: "بكير". وانظر التعليق السابق.

ص: 176

886 -

أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد العزيز بن جعفر المالكي، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي المُرْسِي الهاشمي، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدَّثني أبي، حدَّثنا عمِّي إبراهيم بن محمد قال: حدَّثنا عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيه،

عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فإنَّ اللَّه يَسْتَخْرِجُ بهم الحُقُوقَ، ويَدْفَعُ بهم الظُلْمَ".

(6/ 138) في ترجمة (إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال أبو بكر البَرْقَاني وغيره: ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (682).

وقال الخطيب عقبه: "تفرَّد برواية هذا الحديث عبد الصمد بن موسى الهاشمي بهذا الإسناد".

و (عبد الصمد) ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (274).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (682).

* * *

887 -

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم الضَّبِّي، حدَّثنا أبو مَعْشَر موسى بن محمد المَالِيني، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد بن فَرْوَة البَصْري، حدَّثني أبي: حُمَيْد بن فَرْوَة

ص: 177

-[وذكر خبرًا وقع لإبراهيم بن محمد المهدي مع المأمون عندما جيء به إليه بعد خروجه عليه]-، عن إبراهيم، عن المبارك بن فَضَالة قال: حدَّثنا الحسن،

عن عِمْران بن الحُصَيْن، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان يوم القيامة نادى مُنَادٍ من بطنان العرش: ألا ليقومن العافونَ مِنَ الخُلَفَاء إلى أَكْرَم الجَزَاءِ، فلا يقوم إلَّا من عَفَا".

(6/ 145) في ترجمة (إبراهيم بن محمد المهدي أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه انقطاع بين (الحسن البَصْرِي) و (عِمْران بن حُصَيْن)، ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 40 عن يحيى بن سعيد القَطَّان وأحمد بن حنبل وبَهْز بن حَكِيم وأبي حاتم قولهم: بأنَّه لم يسمع من عِمْران بن حُصَيْن. وانظر "التهذيب"(2/ 268).

وفيه انقطاع أيضًا بين (إبراهيم بن محمد المهدي) و (مبارك بن فَضَالَة)، فإنَّ (مباركًا) قد توفي عام (166 هـ) على الصحيح كما في "التقريب"(2/ 227)، وولادة (إبراهيم بن محمد المهدي) كانت سنة (162 هـ) كما قال ابن مَاكُولا في "الإكمال"(1/ 518) وابن حَجَر في "اللسان"(1/ 98 - 99). ولذا فإنَّ الذَّهَبِيَّ في "السِّيَر"(10/ 559) في ترجمة (إبراهيم بن محمد المهدي) بعد أن ذكر ما قاله ابن مَاكُولا، قال:"فعلى هذا لم يُدْرِكْ مُبَارَك بن فَضَالة".

وصاحب الترجمة (إبراهيم بن محمد المهدي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 98 - 99) وقال: "كان قد تعلَّم الغِنَاء ففاق فيه أقرانه فاستمر يخدم المأمون ومن بعده، واستمر بزي المغنين، وله في ذلك أخبار كثيرة وأورد منها أبو الفرج في "الأغاني" شيئًا كثيرًا". ولم يذكر عن أحدٍ من الأئمة تجريحه أو تعديله.

ص: 178

وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(10/ 557 - 561) مِنْ قَبْلُ، ونَعَتَهُ بقوله:"كان فصيحًا، بليغًا، عالمًا، أديبًا، شاعرًا، رأسًا في فن الموسيقى".

و (محمد بن حُمَيْد بن فَرْوَة البَصْرِي) و (والده)، لم أقف لهما على ترجمة.

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 44) رقم (7450 و 7451) -ط بيروت-، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 515) -مخطوط-، عن أبي عبد اللَّه الحافظ في "التاريخ"، عن أبي مَعْشَر موسى بن محمد المَالِيني، به.

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 78) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب!

قال الحافظ ابن حَجَر في: "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" ص 32 بعد أن عزاه للبيهقي فحسب: "ورواه الطبراني من رواية أبي مُحْرِز، عن أبي رجاء، عن الحسن قال: "يقال يوم القيامة ليقم من كان له على اللَّه أجر، فما يقوم إلَّا إنسان عفا". ثم قرأ:{وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران: الآية 134]. وذكره أبو شجاع في "الفردوس" عن أنس رضي الله عنه".

وانظر أيضًا حديث (1653) و (2010).

* * *

888 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر المُعَدَّل، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِي، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم أبو القاسم الكَرْخي، حدَّثنا عمرو النَّاقِد، حدَّثنا سليمان بن عبيد اللَّه، حدَّثنا مصعب بن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أَنْ يَنَامَ يَتَوضَّأَ وُضُوءَهُ للصَّلاةِ -يعني وهو جُنُبٌ-.

ص: 179

(6/ 154 - 155) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن الهيثم القَطِيْعِيّ أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (مصعب بن إبراهيم القَيْسِيَ الجُهَنِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 194) وقال: "في حديثه نظر".

2 -

"الكامل"(5/ 2363 - 2364) وقال: "منكر الحديث عن الثقات وعن غيرهم. . . وهو مجهول، ليس بالمعروف، وأحاديثه عن الثقات ليست بالمحفوظة".

3 -

"اللسان"(6/ 42 - 43) ونقل ما تقدَّم عن العُقَيْلِي وابن عدي.

كما أنَّ فيه (سليمان بن عبيد اللَّه الرَّقِّي الأَنْصَاريّ أبو أيوب) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(4/ 25) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 131) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".

3 -

"الجرح والتعديل"(4/ 127) وفيه عن أبي حاتم: "ما رأينا إلَّا خيرًا، صدوق".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 279).

5 -

"الكاشف"(1/ 18) وقال: "قال النَّسَائي: ليس بالقويِّ".

6 -

"التقريب"(1/ 328) وقال: "صدوق ليس بالقويِّ، من العاشرة"/ ت ق.

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 194) -في ترجمة (مصعب بن إبراهيم

ص: 180

القَيْسي الجُهَني) - عن إبراهيم بن محمد بن الهيثم، عن عمرو النَّاقد، به، وقال:"في حديثه نظر. . . وهذا يُرْوَى بغير هذا الإِسناد من وجه أصلح من هذا".

وله شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 60 - 61)، و"جامع الأصول"(7/ 305 - 310)، و"مجمع الزوائد"(1/ 274 - 275)، و"فتح الباري"(1/ 393 - 395).

ومن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في الغُسْل، باب الجنب يتوضأ ثم ينام (1/ 393) رقم (288)، ومسلم في الحيض، باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له. . . -واللفظ له- (1/ 248) رقم (305)، وغيرهما، عن السيدة عائشة:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ أَنْ ينَامَ وهو جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ للصَّلاةِ قَبْلَ أن ينامَ".

* * *

889 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعي، حدَّثني إبراهيم بن محمد بن الحسن السَّامَرِّي، حدَّثنا أبو بدر عبَّاد بن الوليد الغُبَري، حدَّثنا أبو فاطمة، حدَّثنا اليمان بن يزيد -وكان من خِيَار النَّاس-، عن محمد بن حِمْيَر، عن محمد بن عليّ، عن أبيه،

عن جدِّه حسين قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أصحاب الكبائر من مُوحِّدي الأمم كلّهم الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين، من دخل النَّار منهم في الباب الأول من جهنم، لا تزرقُ أعينهم ولا تسودُّ وجوههم، ولا يُقَرَّنُونَ، ولا يُغلّون بالسلاسل، ولا يُجرَّعون الحميم، ولا يلبسون القَطِرَان، حرَّم اللَّه أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد، وصُوَرَهُمْ على النَّار من أجل السُّجود -وذكر حديثًا طويلًا-".

(6/ 156) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن الحسن السَّامَرِّي).

ص: 181

مرتبة الحديث:

منكر. وقال الذَّهَبِيُّ: "أظنه موضوعًا".

ففيه (محمد بن حِمْيَر الحِمْصِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 667) وقال بعد أن ذكر حديثه المتقدِّم: "لا أعرفه إلَّا في هذا الحديث".

2 -

"الميزان"(3/ 532) وقال: "له في عذاب أهل الكبائر خبر منكر". إشارةً إلى حديثه هذا.

3 -

"اللسان"(5/ 150) وأقرَّ ما في "الميزان".

كما أنَّ فيه (أبو فاطمة) واسمه (مِسْكِين) وقد ترجم له في:

1 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 667) وقال: "ضعيف الحديث".

2 -

"اللسان"(6/ 28 - 29) وذكر ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ.

وفيه أيضًا (اليَمَان بن يزيد) وقد ترجم له في:

1 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 667) وقال: "مجهول".

2 -

"المغني"(2/ 761) وقال: "عن محمد بن حِمْيَر الحِمْصِيّ بخبرٍ طويلٍ في عذاب الفُسَّاق، كأنَّه كذب".

3 -

"الميزان"(4/ 461) وقال: "عن محمد بن حِمْيَر الحِمْصِيّ بخبرٍ طويلٍ في عذاب الفُسَّاق أظنه موضوعًا".

4 -

"اللسان"(6/ 317) وأقرَّ ما في "الميزان".

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(2/ 667) عن عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا العبَّاس بن الوليد النَّرْسِيّ، حدَّثنا مِسْكِين أبو فاطمة،

ص: 182

حدَّثنا اليَمَان بن يزيد، عن محمد بن حِمْيَر، عن أبيه، عن محمد بن عليّ، به. وبالقدر الذي ساقه الخطيب، وقال:"ثم ذكر حديثًا طويلًا". وقال: "اليَمَان بن يزيد مجهول، ومِسْكِين أبو فاطمة ضعيف الحديث، ومحمد بن حِمْيَر هذا لا أعرفه إلَّا في هذا الحديث، وهو حديث منكر".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 456 - 457) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ثم رواه عقبه من طريق ابن حَيْوَة، عن البَغَوي، عن عبَّاس النَّرْسِيّ، عن مِسْكِين أبو فاطمة، به. وساق مَتْنَ الحديث بطوله، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ وفيه جماعة مجاهيل".

وروى بعضه من الطريق المتقدِّم ابن أبي حاتم في "تفسيره"، كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 566) -في تفسير سورة الحِجْر آية رقم 2 - .

وذكره بطوله السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 64 - 65)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن شاهين في "السُّنَّة". لكن ذكره من حديث عليّ بن أبي طالب، وليس من حديث ولده الحسين رضي الله عنهما.

* * *

890 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن أبي الفتح الحَرْبي، أخبرنا عليّ بن عمر العَسْكَرِي، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصَّائغ، حدَّثنا عليّ بن إِشْكَاب، حدَّثنا عمرو بن محمد بن الحسن البَصْرِي، حدَّثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ دُعَاءٍ أحبُّ إلى اللَّه مِنْ أَنْ يقولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّةً".

(6/ 157) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن أيوب الصَّائغ أبو القاسم).

ص: 183

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقال ابن حِبَّان: موضوع. وقال الذَّهَبِيُّ: "كأنَّه موضوع".

ففيه (عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 350) وقال: "مجهول بالنقل لا يقيم الحديث".

2 -

"الكامل"(4/ 162) وقال: "يحدِّث عن أبيه بالمناكير".

3 -

"المغني"(2/ 389) وقال: "لا يُعْرَفُ".

4 -

"الميزان"(2/ 597) وقال: "لا يُعْرَفُ". وذكر حديثه هذا وقال: "كأنَّه موضوع، وقد رواه عن عمرو هذا: عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخُوَارِزْمِيّ وعليّ بن إِشْكَاب العَامِرِيّ".

5 -

"اللسان"(3/ 442) وأقرَّ ما في "الميزان".

كما أنَّ فيه (عمرو بن محمد بن الحسن البَصْرِي الزَّمِن المعروف بالأَعْسَمْ) وهو مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1850).

التخريج:

رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية محقق "الفردوس"(4/ 46 - 47) نقلًا عن "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 22) -، والعُقَيْلِيّ في "الضعفاء"(2/ 350)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1621) -كلاهما في ترجمة (عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري) -، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 75) -في ترجمة (عمرو بن محمد بن الأَعْسَم) -، من طريق عمرو بن محمد بن الحسن البَصْرِي الأَعْسَم، عن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

قال العُقَيْلِي: "وفي هذا رواية من غير هذا الوجه أيضًا تقارب هذه الرواية في الضعف".

ص: 184

وقال ابن عدي: "ولعبد الرحمن عن أبيه غير ما ذكرت من الحديث يرويه عن عمرو بن محمد، ويُعْرَفُ عمرو هذا: بالزَّمِن، وهي أحاديث مناكير".

وقال ابن حِبَّان: هذا حديث موضوع لا أصل له من حديث الثقات.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 350) -في ترجمة (عبد الرحمن) أيضًا- من طريق عمرو بن محمد بن عبد الرحمن بن يحيى، عن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 194 رقم (687) وقال: "فيه عمرو بن محمد بن الأَعْسَم: كذَّاب".

* * *

891 -

أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض القاضي -بصُوْر-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد الورَّاق -بِصَيْدَا-، قالا: حدَّثنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهَمَذَاني الأَنْمَاطِي -ببغداد-، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين الهَمَذَاني، حدَّثنا موسى بن إسماعيل المِنْقَري، حدَّثنا يحيى بن صالح، عن إسماعيل بن أُمَيَّة، عن عطاء،

عن ابن عبَّاس قال: كان فيما دَعَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداع: "اللَّهُمَّ إنَّك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سِرِّي وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، وأنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوَجِلُ المشفق، المقرُّ المعترف بذنبه، اسألك مسألة المِسْكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رَقَبَتَهُ، وفاضت لك عَبْرَتُهُ، وذلَّ لك جسمه، وَرَغِمَ لك أَنْفُهُ، اللَّهمَّ لا تجعلني بدعائك شقيًا، وكن بي رؤوفًا رحيمًا، يا خير المسؤولين، ويا خير المُعْطِين".

(6/ 163) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكِنْديّ الأَنْمَاطيّ الهَمَذَانِيّ أبو إسحاق).

ص: 185

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يحيى بن صالح الأَيْلِي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 409 - 410) وقال: "عن إسماعيل بن أُمَيَّة عن عطاء، أحاديثه مناكير، أخشى أن تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه".

2 -

"الكامل"(7/ 2700) وقال: "وقد روي عن يحيى بن بُكَيْر عن يحيى بن صالح الأَيْلِي غير ما ذكرت وكلُّها غير محفوظة".

3 -

"ميزان الاعتدال"(4/ 386) وقال: "روى عنه يحيى بن بُكَيْر مناكير، قاله العُقَيْلِي".

التخريج:

رواه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاوِيّ في "معجم شيوخه" ص 212 - 213، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 174 - 175) رقم (11405)، و"المعجم الصغير"(1/ 247)، وعنه الشَّجَري في "أماليه"(2/ 60)، من طريق يحيى بن بُكَيْر، عن يحيى بن صالح الأَيْلِي

(1)

، به.

قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن عطاء إلَّا إسماعيل، ولا عنه إلَّا يحيى، تفرَّد به ابن بُكَير".

(1)

تَصَحَّفَ في المصادر المذكورة إلى: "الأبلي" بالباء. وذات التصحيف موجود في "مجمع الزوائد"(3/ 252). وصُحِّفَ في "فيض القدير"(2/ 118) إلى: "الأملي" بالميم. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث، ومن "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدِّمَشْقي (1/ 134).

ص: 186

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 252): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وزاد: "الوجل المشفق"، وفيه يحيى بن صالح الأَيْلِي قال العُقَيْلِي: روى عنه يحيى بن بُكَيْر مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح".

أقول: قول الهيثمي: "وزاد (الوجل المشفق) "، موضع نظر. فهي مثبتة عند الطبراني في "الكبير" أيضًا.

وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(1/ 254) بعد أن عزاه للطبراني في "الصغير": "وإسناده ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 360 - 361) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: كان إسماعيل بن أُمَيَّة يضع الحديث".

أقول: إعلال ابن الجَوْزي للحديث بـ (إسماعيل بن أُمَيَّة)، ونَقْلُهُ عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"يضع الحديث"، موضع نظر. فإنَّ (إسماعيل بن أُمَيَّة) الذي في الإِسناد عند الخطيب هو (ابن عمرو بن سعيد بن العاص بن أُمَيَّة الأُمَوي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 67):"ثقة ثَبْت، من السادسة، مات سنة أربع وأربعين -يعني ومائة- وقيل بعدها"/ ع. أمَّا الذي اتَّهَمَهُ الدَّارَقُطْنِيّ بوضع الحديث، فهو (إسماعيل بن أُمَيَّة -ويقال: ابن أبي أُمَيَّة، ويقال: ابن أبي عبَّاد أُمَيَّة- الزَّارع البَصْرِي أبو الصَّلْت القماقمي)، وهو متأخر عن الأول. انظر:"الميزان"(1/ 222)، و"اللسان"(1/ 394 - 395).

وقد نبَّه محقق "العلل" إلى وَهَمِ ابن الجَوْزي هذا فأحسن.

* * *

892 -

أخبرني أبو القاسم الأَزْهَري، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد التَّمَّار، أخبرنا أبو بكر إبراهيم بن محمد بن داود بن سليمان العطَّار -في جوارنا

ص: 187

ببغداد-، حدَّثنا أبو عليّ محمد بن شُعْبَة بن جُوَان، حدَّثنا وَهْب بن جَرير، حدَّثنا أبي قال: سمعت الأَعْمَش، يحدِّث عن أبي وائل،

عن عبد اللَّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قومٍ فَبَالَ عليها قَائِمًا، ثم دَعَا بماءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ على الخُفَّيْنِ.

(6/ 164) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن داود بن سليمان العَطَّار أبو بكر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (إبراهيم بن محمد العَطَّار) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِي الكُوفي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1177).

و(أبو القاسم الأَزْهَرِيّ) هو (عبد اللَّه بن أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).

والحديث صحيح من غير هذا الطريق.

التخريج:

لم أقف عليه من حديث عبد اللَّه بن مسعود في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد رواه مسلم في الطهارة، باب المسح على الخفين (1/ 228) رقم (263)، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب الرخصة في البول قائمًا (1/ 19) رقم (13)، من طريق الأعمش، عن أبي وائل شَقِيق بن سَلَمَة، عن حُذَيْفَة بن اليَمَان مرفوعًا به.

ص: 188

ورواه من ذات الطريق مختصرًا، البخاري في الوضوء، باب البول قائمًا وقاعدًا (1/ 329) رقم (224)، وأبو داود في الطهارة، باب البول قائمًا (1/ 27) رقم (23)، والنَّسَائي في الطهارة، باب الرخصة في البول في الصحراء قائمًا (1/ 25)، وغيرهم.

غريب الحديث:

قوله: "سُبَاطَة قوم": "السُّبَاطَةُ والكُناسةُ: الموضع الذي يُرْمَى فيه التراب والأوساخ وما يُكْنَسُ من المنازل. وقيل: هي الكُنَاسة نَفْسُها. وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا مِلْك، لأنَّها كانت مَوَاتًا مُبَاحَةً". "النهاية"(2/ 335).

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 328): "السُّبَاطَة: المَزْبَلَةُ؛ والكُنَاسةُ تكون بفَنَاء الدُّور مِرْفَقًا لأهلها، وتكون في الغالب سهلة لا يرتد فيها البول على البائل".

* * *

893 -

كتب إليَّ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقِيّ، يذكر أنَّ إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت العَطَّار، أخبرهم في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

وحدَّثني محمد بن عليّ الصُّوْرِيّ، حدَّثني محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّانيّ، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت أبو إسحاق البغدادي -بصَيْدَا-، حدَّثنا أحمد بن بَكْرُوْيَه البَالِسِيّ، حدَّثنا محمد بن كثير، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ، له غُنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ".

(6/ 165) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن أحمد العَطَّار أبو إسحاق).

ص: 189

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد اخْتُلِفَ في وَصْلِهِ وإِرْسَالِهِ، فصحَّح وَصْلَهُ ابن عبد البَرِّ وعبد الحق الإِشْبِيلي، وصَحَّحَ إِرْسَالَهُ أبو داود والبزَّار والدَّارَقُطْنِيّ وابن القَطَّان.

ففيه (أحمد بن بكر -ويقال: ابن بَكْرُوْيَه- البَالِسِيّ أبو سعيد) وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 51) وقال: "كان يخطئ".

2 -

"الكامل" لابن عدي (1/ 191) وفيه عن عبد الملك بن محمد بن عدي الجُرْجَاني: "روى أحاديث مناكير عن الثقات".

3 -

"سِيَر أعلام النبلاء"(13/ 64 - 65) وقال: "المحدِّث المفيد". وفيه عن الأَزْدِيّ: "كان يضع الحديث".

4 -

"اللسان"(1/ 140 - 141) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "غيره أثبت منه". وقال ابن حَجَر: "أورد له -يعني الدَّارَقُطْنِيّ- في "غرائب مالك" حديثًا في سنده خطأ، وقال: أحمد بن بكر: ضعيف".

التخريج:

رواه محمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاوِيّ الغَسَّانِيّ في "معجم شيوخه" ص 210 - 221 من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 570) رقم (5904)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 51)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 32)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 39)، من طريق زياد بن سعد، عن الزُّهْرِيّ، به، مرفوعًا.

قال الحاكم: "هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه لخلافٍ فيه على أصحاب الزُّهْرِيّ. وقد تابعه -يعني لزياد بن سعد-: مالك، وابن أبي ذِئْب، وسليمان بن أبي داود الحَرَّاني، ومحمد بن الوليد الزُّبَيْدِيّ، ومَعْمَر بن راشد".

ص: 190

ثم رواه الحاكم عقبه من طريق الخمسة المذكورين عن الزُّهْرِيّ به مرفوعًا. ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "هذا إسناد حسن متصل".

ورواه تمام الرَّازي في "فوائده"(1/ 40 - 41) رقم (71 و 72) من طريقين:

الأول: عن محمد بن الوليد الزُّبَيْدي، عن الزُّهْرِيّ، به. وقال محققه:"إسناده جيِّد".

الثاني: عن إسماعيل بن عيَّاش، عن ابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، به. وقال محققه:"إسناده ضعيف".

ورواه مختصرًا ابن ماجه في "سننه" في الرهون، باب لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ (2/ 816) رقم (2441)، عن محمد بن حُمَيْد، عن إبراهيم بن المختار، عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهْرِيّ، به مرفوعًا بلفظ:"لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ".

ومن ثم اعتبرته من الزوائد.

وإسناد ابن ماجه ضعيف، فإنَّ فيه (محمد بن حُمَيْد بن حيَّان الرَّازي) وقد ضعَّفه البعض، وكذَّبه أبو زُرْعَة وصالح جَزَرَة وغيرهما، ووثَّقه ابن مَعِين وغيره. وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 156):"حافظ ضعيف، وكان ابن مَعِين حسن الرأي فيه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).

ورواه مالك في "الموطأ"(2/ 728)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(8/ 237 - 238) رقم (15033) و (15034)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(7/ 187)، وأبو داود في "المراسيل" ص 134، والشَّافعي في "مسنده"(2/ 163 - 164)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 39)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 33)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 100)، من طرق، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب مُرْسَلًا.

ص: 191

وسيأتي برقم (1860).

قال الحافظ ابن حَجَر في "بلوغ المرام" ص 176: "رواه الدَّارَقُطْنِيُّ والحاكم، ورجاله ثقات، إلَّا أنَّ المحفوظَ عند أبي داود وغيره إرساله".

وقال في "التلخيص الحَبِير"(3/ 36): "أخرجه الحاكم من طرق عن الزُّهْرِيّ: موصولة أيضًا. ورواه الأَوْزَاعي ويونس وابن أبي ذِئْب عن الزُّهْرِيّ عن سعيد مُرْسَلًا. ورواه الشَّافعي عن ابن فُدَيْك، وابن أبي شَيْبَة عن وكيع، وعبد الرزاق عن الثَّوْري، كلّهم عن ابن أبي ذِئْب كذلك، ولفظه: "لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ مَنْ صَاحبه الذي رَهَنَهُ، له غُنْمُهُ، وعليه غُرْمُهُ". قال الشَّافعي: غُنْمُهُ: زيادته، وغُرْمُهُ: هلاكه. وصحَّح أبو داود والبزَّار والدَّارَقُطْنِيّ وابن القطَّان إرساله. وله طرق في الدَّارَقُطْنِيّ والبيهقي كلُّها ضعيفة، وصَحَّحَ ابن عبد البَرِّ وعبد الحق وَصْلَهُ. وقوله:"له غُنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ" قيل: إنَّها مُدْرَجَة من قول ابن المسيَّب فتُحرر طرقه. قال ابن عبد البَرِّ: هذه اللفظة اختلف الرواة في رَفْعِهَا وَوَقْفِهَا، فَرَفَعَهَا:"ابن أبي ذِئْب ومَعْمَر وغيرهما مع كونهم أرسلوا الحديث، على اختلاف على ابن أبي ذِئْب، وَوَقَفَهَا غيرهم، وقد روى ابن أبي وَهْب هذا الحديث فجوَّده، وبيَّن أنَّ هذه اللفظة من قول سعيد بن المسيَّب. وقال أبو داود في "المراسيل": قوله: "له غُنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ" من كلام سعيد بن المسيَّب نقله عنه الزُّهْرِيّ". انتهى كلام ابن حَجَر رحمه الله.

وانظر في الكلام على الحديث أيضًا: "الموطأ" لمالك (2/ 728)، و"مسند الشافعي"(2/ 51 - 52)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 32 - 33)، و"المستدرك"(2/ 163 - 164)، و"المراسيل" لأبي داود ص 134، و"التمهيد" لابن عبد البَرِّ (6/ 425 - 440)، و"شرح معاني الآثار"(4/ 100 - 102)، ونصب الراية" (4/ 319 - 320)، و"مصباح الزجاجة" (3/ 74)، و"إرواء الغليل" (5/ 239 - 244).

ص: 192

وعلى فرض ترجيح قول من قال بإرساله عن سعيد بن المسيَّب، فإنَّه من المعلوم صحَّة مراسيله. انظر في ذلك:"الأم" للشَّافعي (3/ 167)، و"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 14، و"جامع التحصيل" للعَلائي ص 45 - 47، و"شرح ابن رَجَب على علل التِّرْمِذِيّ"(1/ 305 - 309)، و"الحديث المرسل مفهومه وحجيته" للمؤلف ص 69 - 73.

غريب الحديث:

قوله: "لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ": أي إنَّ المُرْتَهِنَ لا يستحق المَرْهُون إذا لم يَسْتَفِكّه صاحبه، وكان هذا من فِعْل الجاهلية أنَّ الرَّاهِنَ إذا لم يؤدِّ ما عليه في الوقت المعيَّن، مَلَكَ المُرْتَهِنُ الرَّهْنَ فأبطله الإسلام. انظر "النهاية"(3/ 379).

قوله: "له غُنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ": أي إنَّ زيادة الرَّهْن ونماءَه وفاضل قيمته ملك للراهن، وعليه أداء ما يفكّه به. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلَّام (2/ 114 - 116).

* * *

894 -

أخبرني الصَّيْمَرِيّ، حدَّثنا أبو زُرْعَة إبراهيم بن محمد الإِسْتِرَابَاذِيّ الفقيه -ببغداد-، حدَّثنا أبو الحسن نُعَيْم بن عبد الملك بن محمد، حدَّثنا أبو محمد بكر بن سهل الدِّمْيَاطِيّ -بمكة-.

وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحَرَشي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد القُرَشِيّ الدِّمْيَاطِيّ، حدَّثنا عمرو بن هاشم، أخبرنا سليمان بن أبي كَرِيمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أُمِّه،

عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: قلت يا رسول اللَّه المرأةُ ربما تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت، فتدخل الجنة، فيدخلون معها، من يكون زوجها. قال: "يا أُمِّ سَلَمَةَ إنَّها تُخَيَّرُ فتختارُ أحسنُهُمْ خُلُقًا فتقولُ: يا ربِّ

ص: 193

إنَّ هذا كان أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا في الدُّنْيَا فَزَوِّجْنِيهِ. يا أُمَّ سَلَمَةَ: ذَهَبَ الخُلُقُ الحَسَنُ بخيرِ الدُّنْيَا والآخرةِ". "واللفظ لحديث الصَّيْمَرِيّ".

(6/ 172) في ترجمة (إبراهيم بن محمد الإِسْتِرَابَاذِيّ أبو زُرْعَة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سليمان بن أبي كَرِيمة الشَّامي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 138) وقال: "عن هشام بن حسَّان يحدِّث بمناكير ولا يُتَابَعُ على كثيرٍ من حديثه".

2 -

"الجرح والتعديل"(4/ 138) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".

3 -

"الكامل"(3/ 1111 - 1112) وقال: "عامَّة أحاديثه مناكير، ويرويها عنه عمرو بن هاشم البَيْرُوتي، وعمرو ليس به بأس. ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، وقد تكلَّموا فيمن هو أمثل منه بكثير، ولم يتكلَّموا في سليمان هذا لأنهم لم يخبروا حديثه".

4 -

"المغني"(1/ 282) وقال: "لَيِّنٌ صاحب مناكير".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن محمد الإِسْتِرَابَاذِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِي أبو سعيد): إمام تابعي فقيه ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

و(أُمُّه) هي: (خَيْرَةُ مولاة أُمِّ سَلَمَة): لم يُوَثِّقْهَا غير ابن حِبَّان. وروى لها مسلم في "صحيحه". وستأتي ترجمتها في حديث (1670).

ص: 194

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 365 - 368) رقم (870)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 158 - 159) رقم (4884) -، مطوَّلًا، عن بكر بن سهل الدِّمْيَاطِيّ، عن عمرو بن هاشم

(1)

البَيْرُوتي، به.

وذكره المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 536 - 537) عن أُمِّ سَلَمَة مطوَّلًا، وقال:"رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 119): "رواه الطبراني وفيه سليمان بن أبي كَرِيمة ضعَّفه أبو حاتم".

ورواه ابن عَدِيّ في "الكامل"(3/ 1111 - 1112) -في ترجمة (سليمان بن أبي كَرِيمة) - من طريق بكر بن سهل الدِّمْيَاطِيّ، عن عمرو بن هاشم، به، كما عند الخطيب، وقال:"منكر".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 161) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: عمرو بن هشام يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج بخبره. قال ابن عدي: وسليمان بن أبي كَرِيمة عامَّة أحاديثه مناكير".

أقول: (عمرو بن هاشم البَيْرُوتي) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 80) وقال: "صدوق يخطئ، من التاسعة"/ ق. وانظر "التهذيب"(8/ 112).

وقد روى العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 138) -في ترجمة (سليمان بن

(1)

صُحِّفَ في "المعجم الكبير" إلى: "هشام". والتصويب من "الجرح والتعديل"(6/ 268)، و"التهذيب"(8/ 112).

ص: 195

أبي كَرِيمة) - بعضًا من حديث أُمِّ سَلَمَة المطوَّل من غير ما رواه الخطيب، ومن ذات الطريق، وقال:"لا يُتَابَع عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به".

* * *

895 -

أخبرنا هِبَة اللَّه بن الحسن بن منصور الطبري، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ أبو مسعود، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان المُزَني الوَاسِطي - بها، حدَّثنا أبو العبَّاس الوليد بن بُنَان بن مَسْلَمَة المُقْرِئ الوَاسِطي.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان الحافظ -بوَاسِط-، حدَّثنا الوليد بن بُنَان الوَاسِطي، حدَّثنا النَّضْر بن سَلَمَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمر -وقال أبو العلاء: ابن عمرو، ثم اتفقا- الفِهْرِي، عن عبد اللَّه بن عمر، عن أخيه يحيى بن عمر قال: حدَّثني أخي عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لمَّا أَتَى وادي مُحَسِّر حَرَّكَ رَاحِلَتَهُ وقال:"عليكم بِحَصَى الخَذْفِ".

(6/ 173) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن عبيد الدِّمَشْقِيّ أبو مسعود).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العُمَرِيّ المَدَنيّ أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 367 - 368 رقم (288) وقال: "كثير الحديث يُسْتَضْعَف".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 56 رقم (115) وقال: "صالح ليس به بأس".

ص: 196

3 -

"التاريخ الكبير"(5/ 145) وقال: "كان يحيى بن سعيد يضعِّفه".

4 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 369 رقم (854) وقال: لا بأس به".

5 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 665) وفيه عن أحمد بن يونس: "لو رأيت لحيته وخضابه وهيئته لعرفت أنه ثقة"!

6 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (4/ 206) رقم (1892) وقال: "يُضَعَّفُ في الحديث".

7 -

"العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (2/ 967 - 968) وفيه عن البخاري: "ذاهب لا أروي عنه شيئًا".

8 -

"كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي (4/ 30) وفيه عن البزَّار: "قد احتمل أهل العلم حديثه".

9 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 146 رقم (341) وقال: "ليس بالقويِّ".

10 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 280 - 281) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "ضعيف". وقال أحمد بن حنبل: "يزيد في الأسانيد ويخالف، وكان رجلًا صالحًا".

11 -

"الجرح والتعديل"(5/ 109 - 110) وفيه عن أحمد: "صالح لا بأس به، قد روي عنه ولكن ليس مثل عبيد اللَّه". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أيضًا: "رأيت أحمد بن صالح يُحْسِنُ الثناء على عبد اللَّه العُمَرِي".

12 -

"المجروحين"(3/ 6 - 7) وقال: "كان ممن غلب عليه الصلاح والعبادة حتى غفل عن ضبط الأخبار وجودة الحفظ للآثار، فرفع المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه استحق الترك".

ص: 197

13 -

"الكامل"(4/ 1459 - 1461) وقال: "لا بأس به في رواياته، وإنما قالوا به لا يلحق أخاه عبيد اللَّه، وإلَّا فهو في نفسه صدوق لا بأس به".

14 -

"تاريخ بغداد"(10/ 19 - 21) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ضعيف". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة صدوق في حديثه اضطراب". وقال أبو عليّ صالح جَزَرَة: "يُلَيَّنُ، مُخْتَلِطُ الحديث".

15 -

"المغني"(1/ 348 - 349) وقال: "صدوق حسن الحديث. . . . . " وذكر أنَّ (مُسْلِمًا) خَرَّج له متابعةً.

16 -

"التقريب"(1/ 434 - 435) وقال: ضعيف عابد، من السابعة، مات سنة إحدى وسبعين -يعني ومائة-، وقيل بعدها"/ م 4.

كما أنَّ فيه (النَّضْر بن سَلَمَة) ويغلب على ظني أنَّه (شَاذَان المَرْوَزِيّ). وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 480) وفيه عن أبي حاتم: "كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق".

2 -

"المجروحين"(3/ 51 - 52) وقال: "كان ممن يسرق الحديث، لا تحلُّ الرواية عنه إلَّا للاعتبار".

3 -

"الكامل"(7/ 2494 - 2495) وقال: "يُنْسَبُ إلى الضَّعْف". وفيه عن عَبْدَان قال: سألنا عبَّاس العَنْبَرِيّ عن النَّضْر بن سَلَمَة فأشار إلى فَمِهِ. قال ابن عدي: "أراد أنه يكذب": وفيه أنَّ عبد الرحمن بن خِرَاش قد اتَّهَمَهُ بالوضع. وفيه أيضًا أنَّ أبا عَرُوبَة كان يثني عليه خيرًا ويقول: "كان حافظًا لحديث المَدِينة".

4 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 377 رقم (542).

5 -

"لسان الميزان"(6/ 160 - 161) وذكر أكثر ما تقدَّم.

ص: 198

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 224) رقم (337)، من طريق أشهب بن عبد العزيز، عن ابن لَهِيعة، عن أيوب بن موسى حدَّثه عن نافع، عنه، به، وقال:"لم يروه عن أيوب إلَّا ابن لَهِيعة، تفرَّد به أشهب".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 257): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه ابن لَهِيعة، وهو حسن الحديث"!

أقول: (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي): ضعيف. قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 109): "العمل على تضعيف حديثه"، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 127 - 128)، و"نصب الراية"(3/ 75 - 76)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 263 - 264)، و"جامع الأصول"(3/ 248 - 250 و 252)، و"مجمع الزوائد"(3/ 258 - 259).

ومن هذه الشواهد: ما رواه مسلم في الحجِّ، باب استحباب إدامة الحاج التلبية. . . (2/ 931 - 932) رقم (1292) من حديث الفضل بن العبَّاس مرفوعًا، وفيه:"عليكم بحصى الخَذْفِ الذي يُرْمَى به الجَمْرَةُ".

غريب الحديث:

قوله: "عليكم بحصى الخَذْفِ": أي صغارًا. والخَذْفُ: هو رَمْيُكَ حَصَاةً أو نَوَاةً تأخذها بين سَبَّابَتَيْك وتَرْمي بها. "النهاية"(2/ 16).

* * *

896 -

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن كردزاذ، أخبرنا محمد بن إسماعيل بن العبَّاس الورَّاق، حدَّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبَّار، حدَّثنا محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن لَهِيعَة، عن أبي قَبِيل،

ص: 199

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ آيةَ الكُرْسِيِّ لَمْ يَتَوَلَّ قَبْضَ نَفْسِهِ إلَّا اللَّهُ تعالى".

(6/ 173 - 174) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن كردزاذ المؤدِّب القاضي أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقال السُّبْكِيُّ: "هذا الحديث منكر ويُشْبِهُ أنَّ يكون موضوعًا".

ففيه (محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِي) وهو متروك، واتَّهمه ابن عدي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (340).

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

و(أبو قَبِيل) هو (حُيَيّ بن هانئ بن ناضِر المَعَافِرِيّ المِصْرِيّ: ثقة يَهِم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 820) إليه وحده.

وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(1/ 294 - 295) -في الفصل الثالث، الذي يتضمن زيادات السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"-، وعزاه للخطيب وحده، وقال:"فيه محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِي. قال الشيخ تقيُّ الدِّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِيّ: هذا الحديث منكر، ويُشْبِهُ أن يكون موضوعًا، والحَمْلُ فيه على محمد بن كثير".

* * *

ص: 200

897 -

أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر العَلَوي، أخبرنا أبو المُفَضَّل محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني، أخبرنا أبو حامد محمد بن هارون بن حُمَيْد الحَضْرَمِي، حدَّثنا محمد بن صالح بن النَّطَّاح أبو عبد اللَّه البَصْرِي، حدَّثنا المنذر بن زياد الطَّائي، حدَّثنا عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه،

عن جَدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَجْرَى اللَّهُ على يَدَيْهِ فَرَجًا لِمُسْلِمٍ فَرَّجَ اللَّهُ عنه كُرَبَ الدُّنْيَا والآخرةِ".

(6/ 174) في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن عمر العَلَوي أبو طاهر).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (المنذر بن زياد الطَّائي البَصْرِي أبو يحيى) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 199) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"المجروحين"(3/ 37) وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد، وينفرد بالمناكير عن المشاهير، فاستحق ترك الاحتجاج به إذا انفرد".

3 -

"الكامل" لابن عدي (6/ 2365 - 2366) وساق له عدَّة أحاديث مناكير.

4 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 374 رقم (535).

5 -

"الميزان"(4/ 181) وفيه عن الفَلَّاس: "كان كذَّابًا". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

6 -

"اللسان"(6/ 89 - 90) وفيه عن السَّاجي: "يحدِّث بأحاديث بواطيل وأحسبه ممن كان يضع الحديث". وقال أبو أحمد الحاكم: "لا يُتَابَعُ في روايته". وقال ابن قُتَيْبَة: إنَّ أهل الحديث مُقِرُّونَ بأنَّه وضع غير حديث.

ص: 201

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 119) -مخطوط- من طريق أبي طاهر المُخَلِّص، عن محمد بن هارون الحَضْرَمِي، به.

وعزاه في "كنز العُمَّال"(15/ 781) رقم (43083) إلى الخطيب وحده، عن الحسين بن علي. وصوابه عن الحسن بن عليّ.

* * *

898 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش

(1)

القَطَّان، حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح، حدَّثنا إبراهيم بن مهدي، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن معاذ المكِّي قال:

قال سعد: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صَلَاتَانِ لَا صَلَاةَ بَعْدَهُمَا: العَصْرُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، والفَجْرُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ".

(6/ 178) في ترجمة (إبراهيم بن مهدي المِصِّيْصِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن إن شاء اللَّه تعالى، والحديث له شواهد عِدَّة صحيحة.

ورجال الإسناد كلُّهم ثقات عدا (إبراهيم بن مهدي المِصِّيْصِيّ)، فإنَّه مُخْتَلَفٌ فيه، وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 44):"مقبول"، يعني حيث يُتَابَع. وقد تابعه جماعة من الثقات كما سيأتي. وقد تقدَّمت ترجمة (إبراهيم المِصِّيْصِيّ) في حديث (458).

و (معاذ التَّيْمِي المَكِّي) ترجم له البخاري في "تاريخه"(7/ 362 - 363)،

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عبَّاس". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 148)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(15/ 319).

ص: 202

وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 247). ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(5/ 423)، ولم يَذْكُرْ راويًا عنه غير (سعد بن إبراهيم).

و(إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف القُرَشِيّ الزُّهْرِيّ المَدَني): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (185 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 88 - 94)، و"التهذيب"(1/ 121 - 123)، و"التقريب"(1/ 35).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 171)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 111 - 112) رقم (773)، من طريق إسحاق بن عيسى، عن إبراهيم بن سعد، به.

و(إسحاق بن عيسى الطَّبَّاع): "ثقة"، كما في "الكاشف"(1/ 64).

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 171) من طريق يونس، عن إبراهيم بن سعد، به.

و(يونس بن محمد المؤدِّب): "ثقة ثَبْت"، كما في "التقريب"(2/ 386).

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 45) رقم (1547) من طريق منصور بن أبي مُزَاحِم، عن إبراهيم بن سعد، به.

و(منصور بن أبي مُزَاحِم): "ثقة"، كما في "التقريب"(2/ 276).

ورواه أبو عبد اللَّه الدَّوْرَقِيّ في "مسند سعد بن أبي وقَّاص" ص 197 رقم (118)، عن إبراهيم بن مهدي، عن إبراهيم بن سعد، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 225): "رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح". وقوله محلُّ نظر، لأنَّ (معاذًا) لم يخرِّجا له ولا أحدهما، ولم يوثقه غير ابن حِبَّان.

وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(5/ 254 - 266)، و"مجمع الزوائد"(2/ 224 - 228).

ص: 203

وقد عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 82 - 83 من المتواتر، وتابعه الزَّبِيْدِيّ في "لقط اللآلئ المتناثرة" ص 177 - 183، والكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 68 - 69.

ومن شواهده، ما رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس (2/ 61) رقم (588)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها (1/ 566) رقم (825) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي هريرة:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصَّلاةِ بعد العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وعن الصَّلاةِ بعد الصُّبْحِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ".

* * *

899 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمِيّ القارئ، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم، حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حدَّثنا مَعْن بن عيسى، حدَّثنا المُنْكَدِر بن محمد، عن أبيه،

عن عبد الرحمن بن عثمان التَّيْمِي، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجع من الطريق ماشيًا، فَسَلَكَ السُّوقَ حتَّى أتى موضع البركة فوقف.

(6/ 180) في ترجمة (إبراهيم بن المنذر الأَسَدِيّ الحِزَامِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر القُرَشي التَّيْمِي المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 590) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(8/ 35) وفيه عن ابن عُيَيْنَة: "لم يكن بالحافظ".

ص: 204

3 -

"أحوال الرجال" ص 141 رقم (243) وقال: "ضعيف الحديث".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائِي ص 230 رقم (607) وقال: "ليس بالقويِّ".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 254 - 255).

6 -

"الجرح والتعديل"(8/ 406) وفيه عن أحمد: "ثقة". وقال أبو حاتم: "كان رجلًا صالحًا لا يقيم الحديث، كان كثير الخطأ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ".

7 -

"المجروحين"(3/ 23 - 24) وقال: "كان من خيار عباد اللَّه ممن اشتغل بالتقشف، وقطعته العبادة عن مراعاة الحفظ والتعاهد في الإِتقان، فكان يأتي بالشيء الذي لا أصل له عن أبيه توهمًا، فلما ظهر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره".

8 -

"الكامل"(6/ 2446 - 2447) وقال بعد أن روى له عدَّة أحاديث: "وعامَّتها غير محفوظة".

9 -

"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 310 - 311) وقال: "ليس في الحديث بذلك القوي، لم يرضوا حفظه".

10 -

"المحلَّى" لابن حَزْم (7/ 123) وقال: ضعيف.

11 -

"الكاشف"(3/ 15) وقال: "فيه لِيْنٌ، وقد وثَّقه أحمد".

12 -

"الميزان"(4/ 190 - 191) وقال: "اختلف اجتهاد يحيى وأحمد في تضعيفه وتقويته".

13 -

"التهذيب"(10/ 317 - 318) وفيه عن أبي داود وقد سئل: أَهْلُ ثِقَةٍ؟ قال: لا. وقال العِجْلِي: "ضعيف". وقال الأَزْدِيّ: "لا يُكْتَبُ حديثه".

14 -

"التقريب"(2/ 277) وقال: "ليِّن الحديث، من الثامنة، مات سنة ثمانين -يعني ومائة -"/ بخ ت.

ص: 205

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 499)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 234 - 235) رقم (935)، من طريق إبراهيم بن إسحاق، عن المُنْكَدِر بن محمد، به، بلفظ:"رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائمًا في السُّوقِ يومَ العِيْدِ يَنْظُرُ والنَّاسُ يَمُرُّونَ".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 302) رقم (494)، من طريق إبراهيم بن المنذر، عن عبد اللَّه بن موسى التَّيْمِي، عن المُنْكَدِر بن محمد، به، بلفظ:"رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من العيدين أتى وَسْطَ المُصَلَّى، فَقَامَ، فنظرَ إلى النَّاس كيف ينصرفونَ، وكيف سِمَتُهُمْ: ثم يقف ساعةً، ثم ينصرفُ".

قال الطبراني: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عثمان إلَّا بهذا الإِسناد".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 206): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال فيهما -وذَكَرَ لفظ الطبراني السابق-. ورجال الطبراني موثَّقون وإن كان فيهم المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر فقد وَثَّقهُ أحمد وأبو داود وابن مَعِين في رواية وضعَّفه غيرهم".

ومسند (عبد الرحمن بن عثمان التَّيْمِي) من "المعجم الكبير" المطبوع غير موجود، لفقدانه من النسخة الخطية التي طبع عنها.

* * *

900 -

أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن جعفر القَطِيعي -إملاءً-، حدَّثنا بشر بن موسى، حدَّثنا إبراهيم بن منصور بن موسى السَّامَرِّي، حدَّثنا عليّ بن سعيد البَاهِلِي، حدَّثنا حمَّاد بن أبي سليمان، عن الضَّحَّاك بن مُزَاحِم،

ص: 206

عن عبد اللَّه بن عبَّاس قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَامَ رمضانَ إيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ".

(6/ 181 - 182) في ترجمة (إبراهيم بن منصور بن موسى السَّامَرِّي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.

ففيه انقطاع بين (الضَّحَّاك بن مُزَاحِم) وبين (عبد اللَّه بن عبَّاس)، فإنَّه لم يلقه ولم يسمع منه كما صرَّح الضَّحَّاك نفسه رحمه الله. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85 - 87، و"جامع التحصيل" ص 242 - 243، و"التهذيب"(4/ 453 - 454).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن منصور السَّامَرِّي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لم يروه من حديث ابن عبَّاس غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 790) إليه وحده.

وقد رواه أحمد في "المسند"(2/ 385) عن عفَّان قال: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، أنبأنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة بمثل لفظ حديث ابن عبَّاس. وإسناده حسن.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 145): "رواه أحمد ورجاله موثَّقون إلَّا أنَّ حمَّادًا شكَّ في وصله وإرساله".

ورواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" عن قُتَيْبَة بن سعيد، ومحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، قالا: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "من قام رمضان -وفي رواية قُتَيْبَة: شهر رمضان- إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ ما

ص: 207

تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ -وفي رواية قُتَيْبَة: وما تَأَخَّرَ-، ومن قام ليلة القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِه -وفي حديث قُتَيْبَة: وما تَأَخَّرَ-". كذا في "معرفة الخِصَال المكفِّرة للذنوب" لابن حَجَر ص 52. وانظر "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (11/ 26 - 27) رقم (15145).

وإسناد النَّسَائي صحيح على شرط الشيخين.

ورواه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(7/ 104 - 105) من طريق حامد بن يحيى، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به، بمثل لفظ النَّسَائي عن قُتَيْبَة بن سعيد.

قال ابن عبد البَرِّ: "هكذا قال حامد بن يحيى عنه: "قام رمضان" ولم يقل "صام". وزاد: "وما تَأَخَّرَ"، وهي زيادة مُنْكَرَةٌ في حديث الزُّهْرِيِّ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(4/ 115 - 116) -في الصوم، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونِيَّةً- بعد ذكره ترواية أحمد السابقة والتي وقع فيها زيادة قوله:"وما تأخَّرَ": "وقعت هذه الزيادة أيضًا في رواية الزُّهْرِيِّ عن أبي سَلَمَة، أخرجها النَّسَائي عن قُتَيْبَة عن سفيان عنه، وتابعه حامد بن يحيى عن سفيان، أخرجه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"، واستنكره، وليس بمنكر، فقد تابعه قُتَيْبَة كما ترى، وهشام بن عمَّار وهو في الجزء الثاني عشر من "فوائده"، والحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ أخرجه في كتاب "الصيام" له، ويوسف بن يعقوب النَّجَاحِيّ أخرجه أبو بكر المُقْرِئ في "فوائده"، كلَّهم عن سفيان، والمشهور عن الزُّهْرِيّ بدونها. وقد وقعت هذه الزيادة أيضًا في حديث عُبَادَة بن الصَّامت عند الإِمام أحمد من وجهين، وإسناده حسن. وقد استوعبت الكلام على طرقه في كتاب "الخِصَال المكفِّرة للذنوب المقدمة والمؤخرة"

(1)

وهذا محصله" انتهى.

وقال الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 90) بعد أن أشار للزيادة

(1)

انظر منه ص 50 - 58.

ص: 208

التي عند النَّسَائي: "انفرد بهذه الزيادة قُتَيْبَة بن سعيد عن سفيان، وهو ثقة ثَبْت وإسناده على شرط الصحيح، ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن إلَّا أنَّ حمَّادًا شكَّ في وصله أو إرساله".

وحديث أبي هريرة، رواه البخاري في الصوم، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونِيَّةً (4/ 115) رقم (1901)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان. . . (1/ 523) رقم (759)، وغيرهما، دون قوله:"وما تَأَخَّرَ".

* * *

901 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا موسى بن هارون، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصُّوفي، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مِهْرَان -جار الهيثم بن خَارِجَة-، أخبرنا الليث بن سعد.

وأخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِي -واللفظ له-، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعي، حدَّثنا أحمد بن الحسين الصوفي، حدَّثنا إبراهيم بن مِهْرَان بن رُسْتُم المَرْوَزِيّ، حدَّثنا الليث بن سعد القَيْسِي مولى بني رِفَاعة -في سنة إحدى وسبعين ومائة بمِصْرَ-، عن موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح اللَّخْمِيّ، عن أبيه،

عن عُقْبَة بن عامر الجُهَنِيّ قال: خَطَبَ عمر بن الخطَّاب إلى عليّ بن أبي طالب ابنته من فاطمة وأكثر تردده إليه. فقال: يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلَّا حديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كُلُّ سَبَبٍ وَصِهْرٍ مُنْقَطِعٌ يومَ القيامةِ، إلَّا سَبَبِي ونَسَبي". فأحببتُ أن يكون لي منكم أهل البيت سبب وصِهْر. فقام عليٌّ فأمر بابنته من فاطمة فَزُيِّنَتْ، ثم بَعَثَ بها إلى أمير المؤمنين عمر، فلما رآها قام إليها فَأَخَذَ بِسَاقِهَا وقال: قولي لأبيك قد رضيتُ، قد رضيتُ، قد رضيتُ. فلمَّا جاءت الجارية إلى أبيها قال لها: ما قال لك أمير المؤمنين؟ قالت: دعاني وقَبَّلَنِي فلمَّا قمت أخذ بساقي وقال: قولي

ص: 209

لأبيكِ: قد رضيتُ. فأَنْكَحَهَا إياهُ، فولدت له زيد بن عمر بن الخطَّاب فعاش حتى كان رجلًا ثم مات.

(6/ 182) في ترجمة (إبراهيم بن مِهْرَان بن رُسْتُم المَرْوَزِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (إبراهيم بن مِهْران المَرْوَزِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (أحمد بن الحسين بن إسحاق الصُّوفي الصغير أبو الحسن) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات السِّجْزِيّ للحاكم" ص 135 رقم (132)، وقال:"ثقة".

2 -

"تاريخ بغداد"(4/ 98 - 99) وفيه عن ابن المُنَادي: "كتبت

(1)

عنه على معرفة بِلِيْنِه، والذين تركوه أحمد وأكثر

(2)

".

3 -

"ديوان الضعفاء والمتروكين" للذَّهَبِيِّ ص 2 رقم (26) وقال: "بعد الثلاثمائة: ليس بالقويِّ".

4 -

"ميزان الاعتدال" للذَّهَبِيِّ (1/ 92 - 93) وقال: "ثقة إن شاء اللَّه، ليَّنَهُ بعضهم".

5 -

"السِّيَر" للذَّهَبِيِّ (14/ 153 - 154) وقال: "الشيخ العالم المحدِّث. . . وثَّقَهُ أبو عبد اللَّه الحاكم وغيره، وبعضهم ليَّنَه".

وقد تابعه في الطريق الأول (موسى بن هارون الحَمَّال) وهو ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (239).

(1)

في الأصل: "كتب". والتصويب من "اللسان"(1/ 155).

(2)

في "اللسان"(1/ 156): "وأشهر".

ص: 210

وباقي رجال الطريقين حديثهم حسن.

وللحديث طرق وشواهد يصحُّ بها، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

التخريج:

الحديث عمر رضي الله عنه مرفوعًا: "كلُّ سَبَبٍ وصِهْرٍ منقطعٌ يوم القيامة إلَّا سَبَبِي ونَسَبي" طرق -مع الاختلاف في سياق خبر زواجه من أُمِّ كُلْثُوم ابنة سيدنا عليّ رضي الله عنه، واقتصار بعض من أخرجه على المرفوع فحسب- وهي:

الأول: جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن عمر، به.

رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 625) رقم (69)، وابن سعد في "الطبقات"(8/ 463)، وسعيد بن منصور في "سننه"(1/ 172 - 173) رقم (520)، وإسحاق بن رَاهُوْيَه في "مسنده" -كما في "المطالب العالية"(4/ 80) -، والبيهقي في "مناقب الشافعي"(1/ 64).

وفيه انقطاع بين (محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر البَاقِر) وبين (عمر بن الخطَّاب) رضي الله عنه، فإنَّه لم يدركه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (418).

الثاني: أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن عمر، به.

رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 142)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 64).

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "منقطع".

وقال البيهقي: "هو مُرْسَلٌ حَسَنٌ، وقد رُوي من وجه آخر موصولًا ومُرْسَلًا".

ص: 211

وقال الإِمام الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(2/ 189 - 190) وقد سُئِلَ عن حديث عليّ بن الحسين عن عمر مرفوعًا فقال: "هو حديث رواه محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمر. وخالفه الثَّوْري وابن عُيَيْنَة ووهيب وغيرهم، فرووه عن جعفر، عن أبيه، عن عمر، ولم يذكروا بينهما جَدَّهُ عليّ بن الحسين، وقولهم هو المحفوظ"، وانظر "التلخيص الحَبِير"(3/ 143).

الثالث: الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن عمر، به.

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 64 و 114)، وابن السَّكَن في "صحيحه" -كما في "التخليص الحبير"(3/ 143) -.

و(الحسن بن الحسن بن عليّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 165): "صدوق، من الرابعة"/ س.

الرابع: يونس بن أبي يَعْفُور، عن أبيه، عن ابن عمر، عن عمر، به.

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 36 - 37) رقم (2634)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 199 - 200).

وفيه (يونس بن أبي يَعْفُور -واسمه وَقْدَان- العَبْدِي الكوفي): صدوق يخطئ كثيرًا. وستأتي ترجمته في حديث (1246).

الخامس: زيد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن عمر، به.

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 36) رقم (2633)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (1/ 397) رقم (274)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 34).

قال البزَّار: "هذا الحديث قد رواه غير واحد عن زيد بن أسلم عن عمر مُرْسَلًا، ولا نعلم أحدًا قال: عن زيد عن أبيه إلَّا عبد اللَّه بن زيد وحده".

ص: 212

أقول: وهو متعقَّب بمتابعة عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ لـ (عبد اللَّه بن زيد بن أَسْلَم)، عند الطبراني وأبي نُعَيْم.

و(عبد العزيز): صدوق. وتقدمت ترجمَّته في حديث (222).

و(عبد اللَّه بن زيد بن أَسْلَم)، صدوق فيه لِيْنٌ. وستأتي ترجمته في حديث (921).

وإسناد هذا الطريق حسن.

السادس: جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جابر، عن عمر، به.

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 37) رقم (2635)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 331 - 332) رقم (3792)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 314).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 173): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة".

السابع: عاصم بن عبيد اللَّه، عن ابن عمر، عن عمر، به.

رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 152) رقم (2455) -من كشف الأستار-.

وفيه (عاصم بن عبيد اللَّه بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العَدَوي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (116).

الثامن: مَعْمَر، عن أيوب، عن عِكْرِمَة، عن عمر، به.

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(6/ 163 - 164) رقم (10354).

وفيه انقطاع بين (عِكْرِمَة مولى ابن عبَّاس) و (عمر بن الخطَّاب). انظر "التهذيب"(7/ 271).

ص: 213

وله شواهد أيضًا: من حديث ابن عبَّاس، والمِسْوَر بن مَخْرَمَة، وعبد اللَّه بن الزُّبَيْر.

أمَّا حديث ابن عبَّاس فسيأتي برقم (1535). وقد قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 173): "رواه الطبراني ورجاله ثقات".

وحديث المِسْوَر بن مَخْرَمَة، قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير" (3/ 143):"رواه أحمد والحاكم". وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 173 - 174): "رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن زكريا العَبْسِي ولم أعرفه". ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 64).

أمَّا حديث عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، فقد قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير" (3/ 143):"رواه -يعني الطبراني- في "الأوسط" من طريق إبراهيم بن يزيد الخُوزي. . . وإبراهيم ضعيف".

مُشْكِلُ الحديث:

قول أُمِّ كُلْثُوم لأبيها عليّ بن أبي طالب عن عمر رضي الله عنهما لمَّا بُعثت إليه: "دعاني وقَبَّلَني فلمَّا قمت أخذ بساقي. . . "، ربما يُشْكِلُ لأوَّل وَهْلَةٍ. ويندفع الإشكال بأنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كما في الحديث قد قال لسيدنا عمر عندما خطب إليه ابنته أمّ كُلْثُوم:"سوف أرسلها فإنْ رضيتَ فهي امرأتك، وقد أنكحتك". انظر "المصنَّف" لعبد الرزاق (6/ 163) رقم (10353)، فتقبيلُهُ رضي الله عنه لها وأخذه بساقها كان بذلك، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

902 -

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفَّار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش القطَّان، حدَّثنا إبراهيم بن مُجَشِّر، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،

ص: 214

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الرَّهْنُ مَحْلُوبٌ ومَرْكُوبٌ".

(6/ 184) في ترجمة (إبراهيم بن مُجَشِّر بن مَعْدَان الكاتب أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق، ورَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره وَقْفَهُ.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن مُجَشِّر بن مَعْدَان الكاتب أبو إسحاق) وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 85) وقال: "يخطئ". وكانت وفاته عام (254 هـ).

2 -

"الكامل"(1/ 272) وقال بعض أن ساق له بعض حديثه: "وله سوى ما ذكرت منكرات من جهة الأسانيد غير محفوظة". وقال عنه في ترجمة (الحسن بن عبد الرحمن الفَزَاري الاحْتِيَاطي) من "الكامل"(2/ 747): "ضعيف. . . يسرق الحديث".

3 -

"تاريخ بغداد"(6/ 184 - 185) وفيه أنَّ الفضل بن سهل قد كذَّبه وتكلَّم فيه. وقال أحمد بن محمد بن سعيد أبو العبَّاس -ابن عُقْدَة-: "فيه نظر".

4 -

"الميزان"(1/ 55) وقال: "هو صويلح في نَفْسِهِ". وذكر حديثه هذا وقال: "تفرَّد برفعه"! .

5 -

"اللسان"(1/ 95) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "سكتوا عنه".

و(أبو صالح) هو (ذَكْوان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

ص: 215

و (الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام حافظ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و(أبو معاوية) هو (محمد بن خازم الضَّرير الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (434).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 34)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 38)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 272) -في ترجمة (إبراهيم بن المُجَشِّر) -، من طريق إبراهيم هذا، عن أبي معاوية، به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث لا أعلمه يرفعه عن أبي معاوية غير إبراهيم بن مُجَشِّر هذا".

وقد تُوبع (إبراهيم بن المُجَشِّر).

حيث رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 58)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 34)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 38)، من طريق أبي عَوَانَة، عن الأَعْمَش، به.

قال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه لإِجماع الثَّوْري وشُعْبَة على توقيفه عن الأَعْمَش، وأنا على أصلي أصَّلته في قبول الزيادة من الثقة". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ.

وقال البيهقي: "رواه الجماعة عن الأَعْمَش موقوفًا على أبي هريرة". ثم رواه من طريق وكيع، وشُعْبَة، وابن عُيَيْنَة، عن الأَعْمَش، به موقوفًا على أبي هريرة، وقال:"قال الشَّافعي: يشبه قول أبي هريرة، واللَّه أعلم أنَّ مَنْ رَهَنَ ذات دَرٍّ وظَهْرٍ، لم يُمْنَع الرَّاهن دَرَّهَا وظَهْرَهَا لأنَّ له رَقَبَتَهَا فهي محلوبةٌ ومركوبةٌ كما كانت قبل الرَّهْن. قال: ومنافع الرَّهْنِ للرَّاهِنِ ليس للمُرْتَهِنِ منها شيء".

ص: 216

وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعًا إبراهيم بن مُجَشِّر. ورفعه أيضًا أبو عَوَانة عن الأَعْمَش، ورواه غيره عن أبي معاوية موقوفًا لم يذكر فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وكذلك رواه سفيان الثَّوْري، وهُشَيْم، ومحمد بن فُضَيْل، وجَرِير بن عبد الحميد، عن الأَعْمَش موقوفًا، وهو المحفوظ من حديثه".

وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 36): "ورَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ ثم البيهقي رواية من وَقَفَهُ على من رَفَعَهُ، وهي رواية الشَّافعي عن سفيان عن الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هريرة".

أقول: من طريق الشَّافعي هذا، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 38).

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(8/ 244) رقم (15066) عن مَعْمَر، عن الأَعْمَش، به مرفوعًا بلفظ:"الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ ومَحْلُوبٌ ومَعَلُوفٌ". ورجاله ثقات.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْبَة"(5/ 45)، من طريق عامر بن مُدْرِك، عن خلَّاد الصَّفَّار، عن منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به، وقال:"غريب من حديث منصور وأبي صالح لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".

أقول: فيه (عامر بن مُدْرِك بن أبي الصُّفَيْرَاء) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 389): "ليِّن الحديث". وانظر "التهذيب"(5/ 80).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 757) -في ترجمة (الحسن بن عثمان بن زياد بن حكيم) - عنه، عن خَلِيفة بن خيَّاط، وحفص بن عمر الرَّازي، قالا: حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به، وقال:"هذا عن الثَّوري عن الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُسْنَدًا، منكر جدًّا، وبخاصة إذا رواه عنه ابن مهدي، وعن ابن مهدي: خليفة وحفص بن عمر، والبلاءُ من الحسن بن عثمان".

ص: 217

وقد قال ابن عدي في أول ترجمة (الحسن بن عثمان): "كان عندي يضع ويسرق حديث الناس".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2504) -في ترجمة (نصر بن حمَّاد الورَّاق) - من طريق نصر هذا، عن شُعْبَة، عن الأَعْمَش، به مرفوعًا.

أقول: فيه (نصر بن حمَّاد بن عَجْلان البَجَلِيّ الورَّاق أبو الحارث) وهو متروك، واتُّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (729).

ورواه أيضًا في (7/ 2727) منه -في ترجمة (يزيد بن عطاء اليَشْكُرِي) - مطوَّلًا، من طريق يزيد هذا، عن الأَعْمَش، به مرفوعًا، وقال:"قوله: "الرَّهْنُ مَحْلُوبٌ ومَرْكُوبٌ"، الأصل فيه موقوف، وقد رواه عن أبي عَوَانَة: عيسى بن يونس، وأبو معاوية، وشُعْبَة، والثَّوْري، مرفوعًا وموقوفًا، والأصحُّ هو الموقوف".

ورواه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 374) عن أبيه، عن عليّ الطَّنَافِسِيّ، عن أبي معاوية، عن الأَعْمَش، به مرفوعًا، وقال:"رَفَعَهُ مَرَّةً، ثم ترك بَعْدُ، الرَّفْعَ، فكان يَقِفه".

ورجال إسناده ثقات.

* * *

903 -

أخبرنا الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال قال: حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار -إملاءً-، حدَّثنا إبراهيم بن معاوية، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، حدَّثنا الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائتي مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ له ذُنُوبَ مِائتي سَنَةٍ".

(6/ 187) في ترجمة (إبراهيم بن معاوية بن حَبَلَة البَاهِلِيّ أبو إسحاق).

ص: 218

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبْيُّ: موضوع.

ففيه (الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِيّ البَصْري) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 108) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 62 رقم (32) وقال: "ضعيف، ضعيف".

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 288) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن إسحاق بن رَاهُوْيَه: "ضعَّفه أحمد".

4 -

"أحوال الرجال" ص 117 رقم (191) وقال: "ضعيف، واهي الحديث".

5 -

"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 280 رقم (393) وقال: "لم يكن بجيد العقدة"

(1)

. وص 344 رقم (334) وقال: "ضعيف لا أكتب حديثه".

6 -

"سنن التِّرْمِذِيّ"(2/ 156) رقم (334) وقال: "ضعَّفه يحيى بن سعيد وغيره".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 88 رقم (157) وقال: "متروك الحديث".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 221 - 222).

9 -

"الجرح والتعديل"(3/ 29) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "صدوق منكر الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ في الحديث كان شيخًا صالحًا في بعض حديثه إنكار". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بالقويِّ".

(1)

هكذا في الأصل. وهو موافق لما في "التهذيب"(2/ 261) نقلًا عنه.

ص: 219

10 -

"المجروحين"(1/ 236 - 337) وقال: "من المُتَعَبِّدِينَ المُجَابينَ الدَّعوة في الأوقات، ولكنَّه ممن غَفَلَ عن صناعة الحديث وحفظه، واشتغل بالعبادة عنها، فإذا حدَّث وَهِمَ فيما يروي ويقلب الأسانيد وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يُحْتَجُّ به وإن كان فاضلًا".

11 -

"الكامل"(2/ 717 - 722) وقال: "له أحاديث صالحة، وهو يروي الغرائب وخاصة عن محمد بن جُحَادة. . . وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، وهو صدوق كما قاله عمرو بن عليّ، ولعل هذه الأحاديث التي أنكرت عليه توهمها توهمًا أو شُبِّه عليه فغلط".

12 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 193 - 194 رقم (189).

13 -

"المغني"(1/ 157) وقال: "ضعَّفوه".

14 -

"الكاشف"(2/ 159) وقال: "صالح خَيِّر، ضعَّفوه".

15 -

"التقريب"(1/ 164) وقال: "ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، من السابعة، مات سنة سبع وستين -يعني ومائة-"/ ت ق.

و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَانِيّ البَصْري): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (420).

التخريج:

رواه ابن الضُّرَيْس في "فضائل القرآن" ص 187 رقم (267)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 489) رقم (2315)، من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عنه، به.

وقد تُوبع (الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِيّ)، فقد رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 484) رقم (2311) من طريق صالح المُرِّيّ، عن ثابت، عنه، به.

ص: 220

لكن (صالح بن بشير المُرِّي): "تركه أبو داود والنَّسَائي وضعَّفه غيرهما" كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 302). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).

وتابعه أيضًا: (الأَغْلَب بن تَمِيم) عن ثابت. رواه البزَّار في "مسنده"، وقال:"لا نعلم رواه عن ثابت إلَّا الحسن بن أبي جعفر والأغلب، وهما متقاربان في سوء الحفظ". كذا في "تفسير ابن كثير"(4/ 608)، و"اللآلئ المصنوعة"(1/ 239).

ولم أقف عليه في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي، واللَّه أعلم.

أقول: (أَغْلَب بن تَمِيم بن النُّعْمَان الكِنْدِيّ المَسْعُوديّ أبو حفص) قد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 42) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 70) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 349) ونقل عن ابن مَعِين قوله السابق.

4 -

"المجروحين"(1/ 175) وقال: "يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به لكثرة خطئه".

5 -

"الكامل"(1/ 406 - 407) وقال بعد أن ذكر بعض حديثه: "عامَّتها غير محفوظة إلَّا أنَّه من جملة من يكتب حديثه".

6 -

"اللسان"(1/ 464 - 465) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "منكر الحديث ضعيف". وفيه: ذكره العُقَيْلِي والسَّاجي وابن الجَارُود في الضعفاء".

ووراه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 106) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِيّ)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

ص: 221

وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 482) في ترجمة (الحسن) هذا، وقال:"ومن بَلَايَاهُ" وساق له حديثه هذا.

* * *

904 -

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي، حدَّثنا يزيد بن الهيثم بن طَهْمَان البَادَا -سنة ستة وسبعين ومائتين-، حدَّثنا إبراهيم بن نصر، حدَّثنا فَرَج بن فَضَالَة، عن لُقْمَان قال:

سمعت أبا أُمَامة قال: حججت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الوداع فَخَطَبَ فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:"يا أيها النَّاس لعلَّكم لا تروني بعد عامكم هذا". فقال رجل طويل أشعث كأنَّه مِنْ رِجَالِ شَنُوءَة: يا رسول اللَّه فما الذي نفعل؟ قال: "اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وصُومُوا شَهْرَكُم، وحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ، وأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بها أَنْفُسُكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ".

(6/ 191) في ترجمة (إبراهيم بن أبي اللَّيْث التِّرْمِذِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد رُوي من طريق صحيح بنحوه من حديث أبي أُمَامة.

ففيه (الفَرَج بن فَضَالَة الحِمْصِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن أبي اللَّيْث -نصر- التِّرْمِذِيّ أبو إسحاق) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 72 وقال: "صاحب الأشجعي كذَّاب خبيث يسرق حديث النَّاس".

ص: 222

2 -

"الجرح والتعديل"(2/ 141) وفيه عن أبي حاتم: "كان أحمد بن حنبل يجمّل القول فيه، وكان يحيى بن مَعِين يَحْمِلُ عليه، وعبيد اللَّه القَوَارِيري أحبُّ إليَّ منه".

3 -

"تاريخ بغداد"(6/ 191 - 196) وقد طوَّل الخطيب في ترجمته ونقل أقوال العلماء فيه، وممَّا ذكره: عن ابن مَعِين: "ابن أبي اللَّيْث يكذب في الحديث ولو حدَّث بما سمع كان خيرًا له". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث كان يكذب". وقال السَّاجي: "متروك الأحاديث". وقال أبو عليّ صالح بن محمد الأَسَدِي -ويعرف بصالح جَزَرَة-: "إبراهيم بن أبي اللَّيْث كان يكذب عشرين سنة، وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعليّ بن المَدِيني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه".

4 -

"الميزان"(1/ 54) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"تعجيل المنفعة" ص 20 وفيه عن النَّسَائِي: "ليس بثقة". وفيه أنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات" -ولم أقف عليه في فهارس "الثقات"-. وفيه عن أبي داود: أنَّ يحيى بن مَعِين ضعَّفه بخمسة أحاديث، ثم فسَّرها أبو داود. قال ابن حَجَر بعد أن ذكر الأحاديث الخمسة -وليس حديث أبي أمامة بينها-:"وهذا عندي أعدل الأقوال فيه"!

وقد تُوبع كما سيأتي.

و(لُقْمَان) هو (ابن عامر الوُصَابِيّ الحِمْصِيّ أبو عامر)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 138):"صدوق، من الثالثة"/ د س فق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 455 - 456).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 205) رقم (7728) من طريق الربيع بن ثَعْلَبَة، عن فرج بن فَضَالَة، به.

ص: 223

و (الربيع بن ثعلب المَرْوَزِيّ البغدادي أبو الفضل): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1040).

وقد رواه التِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب رقم (434)(2/ 516 - 517) رقم الحديث (616)، وأحمد في "المسند"(5/ 251)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 45 - 46) رقم (4544)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 9)، من طريق معاوية بن صالح، عن سُلَيْم بن عامر، عن أبي أُمَامة مرفوعًا بنحوه.

وليس عندهم قوله: "يا أيها النَّاس لعلكم لا تروني بعد عامكم هذا"، ولا قوله:"وحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ". ولذا اعتبرته من الزوائد.

ولفظ التِّرْمِذِيّ: "اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وصُومُوا شَهْرَكُمْ، وأَدُّوُا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".

وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم ولا نعرف له علَّة، ولم يخرِّجاه، وقد احتجَّ البخاري ومسلم بأحاديث سُلَيْم بن عامر، وسائر رواته متفق عليهم". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.

ورواه مختصرًا أبو داود في الحجِّ، باب من قال: خطب يوم النحر (2/ 489) رقم (1955) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن سُلَيْم بن عامر، عن أبي أُمَامة قال:"سمعت خُطْبَةَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمِنَى يوم النَّحْرِ".

* * *

905 -

أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا إبراهيم بن أبي اللَّيْث، حدَّثنا الأَشْجَعِي، عن سفيان، عن عمرو بن يَعْلَى بن مُرَّةَ الثَّقَفِي، عن أبيه،

ص: 224

عن جَدِّه قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ عليه خَاتَمٌ من ذَهَبٍ عظيم، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَتُزَكِّي هذا"؟ فقال: يا رسول اللَّه فما زكاة هذا؟ فلما أَدْبَرَ الرَّجُلُ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جَمْرَةٌ عظيمةٌ عليه".

(6/ 191 - 192) في ترجمة (إبراهيم بن أبي اللَّيْث التِّرْمِذِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن أبي اللَّيْث -نصر- التِّرْمِذِيّ) وهو متروك، وقد اتُّهم. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (904).

و(الأَشْجَعِي) هو (عبيد اللَّه بن عبيد الرحمن الكوفي أبو عبد الرحمن) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 536): "ثقة مأمون، أثبت النَّاس كتابًا في الثَّوْري، من كبار التاسعة"/ خ م ت س ق. وانظر ترجمته في: "السِّيَر"(8/ 452 - 454)، و"التهذيب"(7/ 34 - 35).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 171) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 263) رقم (677) من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثَّوْري، عن ابن يَعْلَى، عن أبيه قال:"أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وفي يدي خَاتَمٌ من ذَهَبٍ فقال: "أتؤدِّي زكاةَ هذا؟ قلت: لا. قال: جَمْرَةٌ عظيمةٌ".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 145) من طريق يزيد بن الهيثم، عن إبراهيم بن أبي اللَّيْث، به، إلَّا أنَّ عنده (عمر بن يعلى). وقد تقدَّم أنَّه عند أحمد والخطيب:(عمرو بن يعلى).

ص: 225

قال ابن التُّرْكُمَانِيّ في "الجوهر النقي"(4/ 145): "عمر: ضعَّفه النَّسَائي وغيره، وهو عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مُرَّة فنسب إلى جدِّه، وكذلك أبوه عبد اللَّه بن يعلى، ضعَّفه غير واحد ذكره في "المغني"".

ورواه البيهقي في ذات الموطن السابق، من طريق الوليد، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن عمر بن يعلى الطائفي الثَّقَفِي، عن أبيه، عن جدِّه، بنحو رواية الطبراني السابقة.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 264) رقم (678) من طريق ضِرَار بن صُرَد، عن يحيى بن يَمَان، عن سفيان، عن عِمْرَان الثَّقَفِي، عن أبيه، عن جدِّه:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى عليه خاتمًا من ذهب فقال: أتزكِّيه؟ قال: وما زكاته؟ قال: جمرة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 67) بعد أن ذكره معزوًا له: "وفيه ضِرَار بن صُرَد وهو ضعيف".

* * *

906 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النَّضْر بن مروان المُقْرِئ العطَّار، حدَّثنا أبي: إبراهيم بن النّضْر، حدَّثنا عبَّاس التَّرْقُفِيّ، حدَّثنا رَوَّادُ بن الجَرَّاح، حدَّثنا سفيان، حدَّثنا منصور، حدَّثنا رِبْعِيّ،

عن حُذَيْفَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ في المائتينِ كُلُّ خَفيفِ الحَاذِ". قيل: يا رسول اللَّه وما الخفيفُ الحَاذِ؟ قال: "الذي لا أَهْلَ له ولا وَلَدٌ".

(6/ 197 - 197) في ترجمة (إبراهيم بن النَّضْر بن مروان بن سويد العطَّار).

ص: 226

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف، ومَتْنُهُ مُنْكَرٌ.

ففيه (رَوَّد بن الجَرَّاح العَسْقَلانِيّ أبو عصام) وهو ضعيف، وخاصة في سفيان الثَّوْري، وكان قد اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).

كما أنَّ فيه (إبراهيم بن النَّضْر بن مروان العطَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(رِبْعِي) هو (ابن حِرَاش العَبْسِي الكوفي أبو مريم): ثقة عابد معمَّر. وستأتي ترجمته في حديث (1060).

و(منصور) هو (ابن المُعْتَمِر بن عبد اللَّه السُّلَمِي أبو عتَّاب): ثقة ثَبْت وستأتي ترجمته في حديث (1060).

و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْري الكوفي أبو عبد اللَّه): إمام حجَّة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" -كما في "المطالب العالية"(4/ 274) رقم (4426)، و"المقاصد الحسنة" ص 203 - ، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 292) رقم (10350) -ط بيروت-، والخطَّابي في كتاب "العُزْلَة" ص 36، والخَلِيلي في "الإِرشاد"(2/ 471) رقم (129)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1037)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 69) -كلاهما في ترجمة (رَوَّاد بن الجَرَّاح) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 146)، من طريق رَوَّاد بن الجَرَّاح، عن سفيان الثَّوْري، به.

قال البيهقي: "تفرَّد به رَوَّاد بن الجَرَّاح العَسْقَلاني عن سفيان الثَّوْري".

ص: 227

وقال الخَلِيليُّ: "هذا لا يُعْرَفُ من حديث سفيان إلَّا من هذا الوجه، وقد خَطَّؤُوه فيه -يعني رَوَّاد بن الجَرَّاح-".

وقال ابن الجَوْزي: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به رَوَّاد وهو ضعيف". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وقال الزَّرْكَشِيّ في "اللآلئ المنثورة" ص 68 - 69: "وبه الحَمْلُ على رَوَّاد. والمعروف ما رواه التِّرْمِذِيّ -في كتاب الزهد، باب ما جاء في الكَفَاف والصبر عليه (4/ 575) رقم (2347) - عن أبي أُمَامة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائي عندي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الحَاذِ، ذو حَظٍّ مِنَ الصَّلاةِ" الحديث. وإسناده ضعيف".

وقال العراقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(2/ 24) بعد ذِكْرِهِ لحديث حُذَيْفَة وأبي أُمَامَة: "وكلاهما ضعيف".

وقال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 203: "وفي معناه أحاديث كثيرة كلُّها وَاهِيَةٌ". ثم ساق بعضها وتكلَّم عليها.

وقد ذكره الصَّغَاني في "الموضوعات" له ص 15 رقم (98).

وأخطأ محققه فعزاه إلى التِّرْمِذِيّ! مع أنَّ لفظ الحديثين مُخْتَلِفٌ كما تقدَّم.

وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 56) -في ترجمة (رَوَّاد) -: "وحديث: (خيركم خفيف الحَاذِ). قال أبو حاتم: منكر، لا يُشْبِهُ حديث الثقات، وإنما كان بدء هذا الخبر فيما ذُكِرَ لي أنَّ رجلًا جاء إلى رَوَّاد فَذَكَرَ له هذا الحديث فاستحسنه وكتبه، ثم بعدُ حدَّثَ به، يظن أنَّه مِنْ سَمَاعِهِ".

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 170) رقم (2852).

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 519) إلى أبي يعلى، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"، والخطيب، وابن عساكر. وقال:"ضعِّف".

ص: 228

غريب الحديث:

قوله "الخفيفُ الحَاذِ": "الحَاذُ والحالُ واحد، وأصل الحَاذِ: طريقةُ المتن، وهو ما يقعُ عليه اللَّبْدُ من ظهر الفرس: أي خفيف الظَّهْرِ من العِيَال". "النهاية"(1/ 47).

* * *

907 -

أخبرنا القاضي أبو تمَّام عليّ بن محمد بن الحسن الوَاسِطي، وأبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الحَذَّاء، قالا: حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو القاسم إبراهيم بن نَجِيح بن إبراهيم، حدَّثنا أبي، حدَّثنا مَعْمَر بن بَكَّار السَّعْدِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُّهْرِيّ، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: ارتَدَّت امرأةٌ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقال لها أُمُّ مروان، فَأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُعْرَضَ عليها الإِسلامُ فإنْ أَسْلَمَتْ وإلَّا قُتِلَتْ.

(6/ 798 - 199) في ترجمة (إبراهيم بن نَجِيح بن إبراهيم الفقيه أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (مَعْمَر بن بَكَّار السَّعْدِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 207 - 208) وقال: "في حديثه وَهَمٌ ولا يُتَابَعُ على أكثره".

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 259) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 196).

4 -

"الميزان"(4/ 153) وقال: "صُوَيْلِح".

ص: 229

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 118 - 119)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 203)، من طريقين، عن مَعْمَر بن بكَّار، عن إبراهيم بن سعد، به.

قال البيهقي: "وروي عن ابن أخي الزُّهْرِيّ عن عمِّه بمعناه. وروي من وجهٍ آخر ضعيف عن الزُّهْرِيّ عن عُرْوَة عن عائشة رضي الله عنها".

أقول: حديث ابن أخي الزُّهْرِيّ عن عمِّه، رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 119). وابن أخي الزُّهْرِيّ هو (محمد بن عبد اللَّه بن مسلم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن شِهَاب الزُّهْرِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 180):"صدوق له أوهام، من السادسة"/ ع.

أمَّا حديث السيدة عائشة، فقد رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 118) أيضًا. وفي إسناده (محمد بن عبد الملك الأنصاري الضَّرير المَدَني أبو عبد اللَّه) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (233).

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 119)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 203)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1530) -في ترجمة (عبد اللَّه بن عُطَارِد بن أُذَيْنَة الطَّائي) -، من طريق عبد اللَّه بن أُذَيْنَة، عن هشام بن الغَاز، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر، به. وفيه زيادة في آخره هي:"فَعَرَضَ عليها فَأَبَتْ أَنْ تُسْلِمَ فَقُتِلَت".

قال البيهقي: "في هذا الإِسناد بعض من يُجْهَل".

وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه بهذا الإِسناد غير ابن أُذَيْنَة.

أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن عُطَارِد بن أُذَيْنَة الطَّائي) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(4/ 1530 - 1531) وقال: "بَصْرِيٌّ منكر الحديث". وقال

ص: 230

أيضًا: "ولابن أُذَيْنَة من الحديث غير ما ذكرت ممَّا لا يُتَابَعُ عليه، ولم أر للمتقدِّمين فيه كلامًا فأذكره".

2 -

"الميزان"(2/ 462) وقال: "بصري ليِّن".

3 -

"نصب الراية"(3/ 458) وقال: "عبد اللَّه بن أُذَيْنَة جَرَحَهُ ابن حِبَّان فقال: "لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف": متروك".

أقول: لم أقف عليه في "المجروحين" لابن حِبَّان، ولا "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ. ولم يذكر قولهما الذَّهَبِيّ في "الميزان"، أو ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 316 - 317)، واللَّه أعلم.

قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 46) عن كلا الطريقين المتقدِّمين عن محمد بن المُنْكَدِر، بالزيادة وبدونها:"وإسنادهما ضعيفان".

* * *

908 -

أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفَّار، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار -وكان ثقةً-، حدَّثنا إبراهيم بن الوليد الجَشَّاش، حدَّثنا عفَّان، وشَيْبَان بن فَرُّوخ الأُبُلِّي، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي رِجَالًا تُفْرَضُ شِفَاهُهُمْ بمَقَاريِضَ مِنْ نَارٍ. فقلتُ: يا جبريلُ مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بالبِرِّ ويَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَابِ أفلا يَعْقِلُونَ"؟.

(6/ 199 - 200) في ترجمة (إبراهيم بن الوليد بن أيوب الجَشَّاش أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وله طرق عِدَّة يصحُّ بها.

ص: 231

ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان التَّيْمي البَصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241)

و(عفَّان) هو (ابن مسلم بن عبد اللَّه البَاهِلِي الصَّفَّار): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1029).

وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 120 و 180 و 231 و 239 - 240)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(14/ 308)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 69 و 72) رقم (3992 و 3996)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 113) رقم (1220)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 112) رقم (3321) -من كشف الأستار-، وعبد اللَّه بن المبارك في "الزهد" ص 282 رقم (819)، وعنه ابن أبي الدُّنْيَا في "الصَّمْت وحفظ اللسان" ص 253 رقم (509)، وابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 89) -، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 353) رقم (4159)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد، عنه، به.

قال البَغَوي: "هذا حديث حسن".

أقول: يريد أنَّه حسن بطرقه، وإلَّا فإنَّ فيه (زيد بن جُدْعَان) وهو ضعيف كما تقدَّم.

ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 274 رقم (2060) مختصرًا، من طريق ابن فَضَالَة، عن عليّ بن زيد، عنه، به.

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 135) رقم (53)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 249)، من طريق المغيرة خَتْن مالك بن دينار، عن مالك بن دينار، عن أنس مرفوعًا به.

ورجال ابن حِبَّان ثقات عدا (المغيرة خَتْن مالك بن دينار -وهو المغيرة بن حَبِيب الأَزْدِي أبو صالح-)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 268

ص: 232

وقال: "قال ابن حِبَّان في "الثقات" [7/ 446]: يُغْرِب. وقال الأَزْدِيّ: منكر الحديث".

وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 325) وقال: "كان صدوقًا عَدْلًا". وأفاد محققه أنَّ قوله هذا موجود في النسخة المحمودية فحسب.

ويغلب على ظني أنَّ قوله هذا غير ثابت عنه، ولم ينقله عنه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 159)، ولا ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 75)، و"تعجيل المنفعة" ص 268.

ومن طريق المغيرة هذا، رواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 180) رقم (4160) مختصرًا.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 43 - 44) من طريق إبراهيم بن أَدْهَم، عن مالك بن دينار، عن أنس مرفوعًا به، وقال:"مشهور من حديث مالك عن أنس، غريب من حديث إبراهيم عنه".

و(إبراهيم بن أَدْهَم بن منصور العِجْلِي البَلْخِي الزاهد): ثقة مأمون زاهد مشهور، توفي عام (162 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 27 - 39)، و"التهذيب"(1/ 102 - 103)، و"التقريب"(1/ 31).

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 261) رقم (413)، عن أحمد بن خُلَيْد، عن عبد اللَّه بن جعفر الرَّقِّي، عن عيسى بن يونس، عن سليمان التَّيْمي، عن أنس مرفوعًا به.

أقول: إسناده حسن، ورجاله رجال "الصحيحين" عدا شيخ الطبراني، فقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 489) وقال:"ما علمت به بأسًا".

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 172) من طريق ابن المُبَارَك، عن سليمان التَّيْمِي، عن أنس مرفوعًا به، وقال:"مشهور من حديث أنس، رواه عنه عِدَّة، وحديث سليمان: عزيز".

ص: 233

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 118) رقم (4069) مختصرًا، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن مُعْتَمِر، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا.

أقول: إسناده صحيح. وقول محقق "مسند أبي يعلى": "رجاله رجال الصحيح" موضع نظر، فإنَّ (إسحاق بن أبي إسرائيل المَرْوَزِيّ أبو يعقوب) لم يرو عنه البخاري أو مسلم في "صحيحيهما". انظر "تهذيب الكمال"(2/ 398 - 401).

ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 112) رقم (3322) من طريق جعفر بن سليمان، عن عمر بن نَبْهَان، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا به، وقال:"لا نعلم رواه عن أنس إلّا عمر بن نَبْهَان، ولا عنه إلَّا جعفر".

أقول: في إسناده (عمر بن نَبْهَان العَبْدِيّ الغُبَرِيّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 63 - 64): "ضعيف، من السابعة"/ د. وانظر ترجمته في "التهذيب"(7/ 500 - 501).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 276) بعد أن ذكر روايات أبي يعلى: "رواها كلّها أبو يعلى، والبزَّار ببعضها، والطبراني في "الأوسط"، وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح"!

وقد فات الهيثمي رحمه الله أن يعزوه لأحمد.

ورواه ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير (1/ 89) - من طريق عمر بن قيس، عن عليّ بن زيد، عن ثُمَامَة، عن أنس مرفوعًا به. بزيادة ذكر (ثُمَامة) بين (عليّ بن زيد) و (أنس).

أقول: والحديث يصحُّ بمجموع هذه الطرق، والحمد للَّه على توفيقه.

* * *

909 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا سعدان بن نصر قال: سمعت أبا هُدْبَة يقول:

ص: 234

سمعت أنس بن مالك يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى لمن رآني، ومَنْ رَأى مَنْ رآني، ولمن رَأى مَنْ رآني".

(6/ 200) في ترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي أبو هُدْبَة).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث حسن بشواهده.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي البَصْرِي أبو هُدْبَة) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 41 رقم (9) وقال: "متروك".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 69).

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 143 - 144) وفيه عن أبي حاتم: "كذَّاب".

4 -

"المجروحين"(1/ 114 - 115) وقال: "دجَّال من الدَّجَاجِلَة، وكان رَقَّاصًا بالبَصْرة يُدْعَى إلى الأعراس فيرقص فيها، فلما كبر جعل يروي عن أنس ويضع عليه".

5 -

"الكامل"(1/ 211 - 212) وقال: "حدَّث عن أنس وغيره بالبواطيل". وقال أيضًا: "متروك الحديث، بيِّن الأمر في الضعف جدًّا".

6 -

"طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان" لأبي الشيخ بن حَيَّان (1/ 349 - 351) وقال: "متروك الحديث".

7 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 102 رقم (12).

8 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 115) رقم (3)، ذكره مع المجروحين الذين لا تحلُّ الرواية عنهم إلَّا بعد بيان حالهم.

ص: 235

9 -

"الإِرشاد" للخَلِيلي (1/ 177 - 178) وقال: "إنَّ جماعةً كذَّابين رووا عن أنس ولم يَرَوه، كأبي هُدْبَة إبراهيم بن هُدْبَة. . . ".

10 -

"تاريخ بغداد"(6/ 200 - 202) وقال: "وافى بغداد وحدَّث بها عن أنس بن مالك بالأباطيل". وفيه عن أحمد: "لا شيء روى أحاديث مناكير". وقال يحيى بن مَعِين: "لا بأس به ثقة". قال الخطيب عقبه: "المحفوظ عن يحيى وغيره ضدّ هذا القول". ثم نقل عن ابن مَعِين قوله فيه: "قدم علينا ها هنا فكتبنا عنه عن أنس بن مالك، ثم تبين لنا كذبه، كذَّاب خبيث". وقال عليّ بن ثابت: "هو أكذبُ من حِمَاري هذا".

11 -

"المغني"(1/ 29) وقال: "ساقط مُتَّهم. قال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك".

12 -

"اللسان"(1/ 119 - 121) وفيه عن مُسْلِم: "ليس بشيء". وقال العُقَيْلِي: "يُرْمَى بالكذب". وقال عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني: "ضعَّفه أبي جدًّا".

التخريج:

تقدَّم تخريجه من حديث أنس برقم (386).

كما تقدَّم تخريجه موسعًا بذكر شواهده والكلام عليها برقم (269).

* * *

910 -

حدَّثنا أبو طالب بن يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ -لفظًا بِحُلْوَان-، حدَّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغِطْرِيف

(1)

-إملاءً بجُرْجَان-، أخبرنا أبو خَلِيفة، حدَّثنا عبد الرحمن بن عمر الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أبو هُدْبَة -قال: وعرفه محمد بن عبد اللَّه الأنصاري وكان من أهل دست ميسان- قال:

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى: "أبو أحمد بن محمد أحمد بن الغطريف". والتصويب من "تاريخ جُرْجَان" ص 430، و"السِّيَر"(16/ 354).

ص: 236

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "مَنْ غَسَّلَ واغْتَسَلَ، وبَكَّرَ وابْتَكَرَ، وأتى الجُمُعَةَ، واسْتَمَعَ وأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وبينَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى".

(6/ 200) في ترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي أبو هُدْبَة).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث له شواهد صحيحة.

فيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي البَصْرِي) وهو ساقط مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (909).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب من حديث أنس فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 803) إليه وحده.

وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(9/ 427 - 430)، و"مجمع الزوائد"(2/ 171 - 175)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 486 - 489)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 69).

ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الجمعة، باب الدُّهْن للجمعة (2/ 370) رقم (883)، وغيره، عن سلمان الفارسي مرفوعًا:"لا يَغْتَسِلُ رجلٌ يومَ الجُمُعَةِ ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أو يَمَسَّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بين اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثم يُنْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وبينَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى".

غريب الحديث:

قوله: "غَسَّل واغْتَسَل، وبَكَّر وابْتَكَر" قال الإِمام الخَطَّابي في "معالم السُّنَن"

ص: 237

(1/ 213 - 214) في تفسيره: "اختلف النَّاس في معناهما: فمنهم من ذهب إلى أنَّه من الكلام الظاهر الذي يراد به التوكيد، ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين. وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث

(1)

: "ومشى ولم يركب" ومعناهما واحد. وإلى هذا ذهب الأَثْرَم صاحب أحمد. وقال بعضهم: "غسل" معناه الرأس خاصة، وذلك لأنَّ العرب لهم لِمَمٌ وشُعُور، وفي غسلها مؤونة، فأفرد ذكر غسل الرأس من أجل ذلك، وإلى هذا ذهب مكحول. وقوله:"واغْتَسَل" معناه: غسل سائر الجسد. وزعم بعضهم أنَّ قوله: "غسل" معناه: أصاب أهله قَبْلَ خروجه إلى الجمعة، ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لبصره. قال: ومن هذا قول العرب: "فَحْلٌ غُسَلَةٌ" إذا كان كثير الضِّراب.

وقوله: "بَكَّرَ وابْتَكَرَ" زعم بعضهم أنَّ معنى "بَكَّرَ": أدرك باكورة الخُطْبَة، وهي أولها، ومعنى "ابْتَكَرَ": قَدِمَ في الوقت. وقال ابن الأَنْبَاري: معنى "بَكَّرَ": تصدَّق قبل خروجه. وتأول في ذلك ما روي في الحديث من قوله: "باكِرُوا بالصَّدَقة، فإنَّ البَلَاء لا يَتَخَطَّاها"

(2)

". انتهى كلام الخطَّابي رحمه المولى تعالى.

* * *

911 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي العَزَائِم -بالكوفة-، حدَّثنا أبو القاسم الخَضِر بن أَبَان المُقْرئ، حدَّثنا إبراهيم بن هُدْبَة،

(1)

يعني من رواية أبي داود في "سننه" في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة (1/ 246) رقم (345).

(2)

حديث ضعيف، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الثواب"، وابن أبي الدُّنيا، والبيهقي في "الشُّعَب" من حديث أنس مرفوعًا. ورواه الطبراني في "الأوسط" من حديث عليّ مرفوعًا. انظر:"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوِيّ ص 141 - 142، و"تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (2/ 131)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَاني ص 61 - 62.

ص: 238

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امرأةٍ خَرَجَتْ من غير أَمْرِ زوجها كانت في سَخِطِ اللَّه حتى ترجع إلى بيتها، أو يرضى عنها".

(6/ 200 - 201) في ترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي أبو هُدْبَة).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي البَصْرِي) فإنَّه ساقط مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (909).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 369) إلى الخطيب وابن النَّجَّار.

وعزاه في "الجامع الصغير"(3/ 138) بشرح "فيض القدير" إلى الخطيب وحده.

وتعقَّبه المُنَاوي في "الفيض" بقوله: "وقضية كلام المصنِّف -يعني السُّيُوطيّ- أنَّ الخطيب خرَّجه وأقرَّه، وهو تلبيس فاحش فإنَّه تعقَّبه". ثم ذكر ما نقله الخطيب عن بعض الأئمة في جرح (إبراهيم بن هُدْبَة)، وقال:"فكان ينبغي للمصنِّف حذفه من الكتاب وليته إذ ذكره بيَّن حاله".

* * *

912 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي العَزَائِم -بالكوفة-، حدَّثنا أبو القاسم الخَضِر بن أَبَان المُقْرِئ، حدَّثنا إبراهيم بن هُدْبَة،

ص: 239

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في جهنَّم بَحْرًا أسود مظلمًا مُنْتِن الريح، يُغْرِقُ اللَّه فيه كلّ من أَكَلَ رزقه وعَبَدَ غيره".

(6/ 201) في ترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي أبو هُدْبَة).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي البَصْرِي) فإنَّه مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (909).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 171) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 210 - 212) -في ترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة) - من طريق محمد بن سليم القُرَشِي، عن إبراهيم بن هُدْبَة، به، وقال:"وبهذا الإِسناد بضعة عشر حديثًا منكرًا".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 264 - 265) عن أبي نُعَيْم وابن عدي من طريقيهما السابقين، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وإبراهيم قد كذَّبه أحمد ويحيى وعليّ .. . . ".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 463)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 379).

* * *

913 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه المُنَادِي، حدَّثنا أبو هُدْبَة،

ص: 240

عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَبِعَ جِنَازَةً فإذا هو بِنِسْوَةٍ خَلْفَ الجِنَازَةِ، قال فنظر إليهنَّ وهو يقول:"ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ، مُفْتِنَات الأحياءِ، مُؤْذِيَاتِ الأمواتِ".

(6/ 201) في ترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفارسي أبو هُدْبَة).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والشطر الأول منه: "ارْجِعْنَ مَأُزُورَاتٍ غيرَ مَأْجُورَاتٍ" مروي من طرق أخرى، وهو ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (إبراهيم بن هُدْبَة الفَارِسي البَصْرِي): ساقط مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (909).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 420) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وفيه أبو هُدْبَة وقد أجمعوا على أنَّه كذَّاب".

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 109 و 268) رقم (4056 و 4284)، من طريق محمد بن حُمْرَان، عن الحارث بن زياد، عن أنس قال:"خَرَجْنَا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في جِنَازَةٍ فرأى نِسْوَةً فقال: أَتَحْمِلْنَهُ؟ قال: أَتَدْفُنَّهُ؟ قُلْنَ: لا. قال: فارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ".

وفيه (الحارث بن زياد) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(1/ 433): "ضعيف مجهول".

وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 149) وأضاف عن أبي حاتم قوله فيه: "مجهول".

ص: 241

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 28): "رواه أبو يَعْلَى وفيه الحارث بن زياد قال الذَّهَبِيُّ: ضعيف".

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 203) معزوًا لأبي يَعْلَى. وفي حاشية محققة: "قال البُوصِيري: سنده ضعيف لجَهَالة التابعي".

ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 102) من طريق إبراهيم بن هِرَاسة، عن سفيان، عن عاصم، عن مُورِّق، عن أنس مرفوعًا بنحو رواية أبي يَعْلَى.

وإسناده ضعيف جدًّا من أجل (إبراهيم بن هِرَاسة الكوفي أبو إسحاق) فإنَّه متروك، واتُّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (787).

وسيأتي حديث الخطيب هذا برقم (1344).

وله شاهد من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، رواه ابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في اتِّباع النساء الجنائز (1/ 502 - 503) رقم (1578)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 77)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 420)، من طريق إسرائيل، عن إسماعيل بن سلمان، عن دينار أبي عمر، عن ابن الحَنَفِيَّة، عن عليٍّ مرفوعًا بنحو رواية أبي يعلى عن أنس.

وإسناده ضعيف، ففيه (إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التَّمِيمي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 73):"ضعيف"، وبمثل قوله قال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 70). وانظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 105 - 106)، و"التهذيب"(1/ 303 - 304).

وممَّا تقدَّم يُعْلَمُ بأنَّ قولَ ابن الجَوْزي عقب روايته له عن ابن ماجه من طريقه المتقدِّم: "جيِّد الإِسناد"، غير جَيِّد.

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(2/ 44): "هذا إسناد مُخْتَلَفٌ فيه من أجل دينار وإسماعيل بن سلمان. أورده ابن الجَوْزي في

ص: 242

"العلل المتناهية" من هذا الوجه، ورواه الحاكم من طريق إسرائيل، ومن طريق الحاكم رواه البيهقي. . . وأصل الحديث في "صحيح مسلم" من حديث أُمِّ عطيَّة".

أقول: حديث أُمّ عطيَّة، رواه البخاري في الجنائز، باب اتَّبَاع النِّسَاءِ الجنائز (3/ 144) رقم (1278)، ومسلم في الجنائز، باب نهي النِّسَاءِ عن اتِّبَاعِ الجنائز (2/ 646) رقم (938) بلفظ:"نُهِينَا عن اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ ولَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا".

والأَوْلَى عزوه لهما، لأنَّ كلام البُوصِيري يُشْعِرُ بأنَّ مسلمًا رواه دون البخاري.

غريب الحديث:

قوله: "مَأْزُورَاتٍ غير مَأْجُورَاتٍ": "أي آثماتٍ. وقياسه: موزوراتٍ. يقال: وُزِرَ فهو موزور. وإنما قال: مأزورات للازدواج بمأجورات. وقد تكرر في الحديث مفردًا ومجموعًا". "النهاية"(5/ 179 - 180).

* * *

914 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم، حدَّثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني، حدَّثنا حاتم بن ميمون، عن ثابت،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائتي مرَّةٍ كَتَبَ اللَّهُ له ألفًا وخمسمائة حسنة، إلَّا أَنْ يكون عليه دَيْنٌ".

(6/ 203 - 204) في ترجمة (إبراهيم بن هاشم بن الحسين البَغَويّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

منكر.

ص: 243

ففي إسناده: (حاتم بن ميمون الكِلَابِيّ البَصْري أبو سهل) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 259) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"المجروحين"(1/ 271) وقال: "منكر الحديث على قِلَّته، روى عن ثابت البُنَاني ما لا يُشْبِهُ حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وهو الذي يروي عن ثابت عن أنس. . . " وذكر الحديث المتقدِّم.

3 -

"الكامل"(2/ 844 - 845) وقال: "يروي عن ثابت البُنَاني أحاديث لا يرويها غيره". وقال أيضًا: "في حديثه بعض ما فيه، ومقدار ما يرويه في فضائل الأعمال".

4 -

"تهذيب الكمال"(5/ 195 - 196) وفيه عن البخاري: "روى منكرًا، كانوا يتَّقون مثل هؤلاء المشايخ".

5 -

"الكاشف"(1/ 136) وقال: "له مناكير".

6 -

"التقريب"(1/ 137) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ت.

و(أبو الربيع الزَّهْرَاني) هو (سليمان بن داود العَتَكي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1419).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 103) رقم (3365)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 337 - 338)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 489 - 490) رقم (2316)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 844) -في ترجمة (حاتم بن ميمون الكِلَابِيّ) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 106 - 107)، من طريق حاتم بن ميمون، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (حاتم بن ميمون)، ونقل فيه قول ابن حِبَّان السابق.

ص: 244

وذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 244) في باب تعظيم أمر الدَّيْن

(1)

، عن حاتم، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به، وقال:"هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج بحاتم بن ميمون بحال".

ورواه التِّرْمِذِيُّ في فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص (5/ 168) رقم (2898)، من طريق حاتم بن ميمون، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"مَنِ قَرَأَ كُلَّ يومٍ مِائتي مرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، مُحِيَ عنه ذُنُوبُ خمسينَ سنةً إلَّا أَنْ يكونَ عليه دَيْنٌ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريبٌ من حديث ثابتٍ عن أنس".

وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 238) ابن الجَوْزي في حكمه عليه بالوضع، بإخراج التِّرْمِذِيّ له. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 291) وقال:"وابن الجَوْزي نفسه ناقض، فذكره في الواهيات -يعني "العلل المتناهية"-، واللَّه تعالى أعلم".

أقول: لا قيمة لهذا التعقب لما تقدَّم من بيان حال (حاتم)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

915 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا إبراهيم بن هانئ، حدَّثنا محمد بن عبد الوهاب أبو شِهَاب، عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني، عن أبي بكر بن حفص،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا".

(1)

ذكر محقق "شُعَب الإِيمان"(5/ 490) أنَّ الحديث ساقط من "الموضوعات" لابن الجَوْزي المطبوع. وهذا تَعَجُّلٌ منه، حيث إنَّ ابن الجَوْزي ذكره في غير بابه المظنون.

ص: 245

(6/ 205) في ترجمة (إبراهيم بن هانئ النَّيْسَابُوري أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا (محمد بن عبد الوهاب أبو شِهَاب)، فإني لم أقف على من ترجم له.

و(أبو بكر بن حفص) هو (عبد اللَّه بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقَّاص الزُّهْرِيّ المَدَني أبو بكر)، قال ابن عبد البَرِّ:"كان من أهل العلم والثقة أجمعوا على ذلك". وخرَّج له الستة. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(14/ 423 - 434)، و"التهذيب"(5/ 188 - 189)، و"التقريب"(1/ 409).

و(أبو إسحاق الشَّيْبَاني) هو (سليمان بن أبي سليمان الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (575).

وللحديث شواهد يصحُّ بها.

التخريج:

لم أقف عليه من حديث ابن عمر عند غير الخطيب.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 685) إليه وحده.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(5/ 142)، و"فتح الباري"(10/ 51 - 52).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الأشربة، باب في الدَّاذِيّ (4/ 91 - 92) رقم (3688 و 3689)، وابن ماجه في الفتن، باب العقوبات (2/ 1333) رقم (4020)، وأحمد في "المسند"(5/ 342)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 266) رقم (6721)، عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا بلفظ حديث ابن عمر.

وعند ابن ماجه وابن حِبَّان زيادة في آخره هي: "يُعْزَفُ على رُؤُوسِهِمْ بالمَعَازِفِ والمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعلُ منهمُ القِرَدَةَ والخَنَازِيرَ".

ص: 246

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 51) -في الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحلُّ الخمر ويسمّيه بغير اسمه-:"صحَّحه ابن حِبَّان وله شواهد كثيرة".

ومنها: ما رواه ابن ماجه في الأشربة، باب الخمر يسمونها بغير اسمها (2/ 1123) رقم (3385) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(5/ 318)، عن عُبَادَة بن الصَّامت مرفوعًا:"يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ باسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ".

قال ابن حَجَر في "الفتح"(10/ 51): "سنده جيِّد".

* * *

916 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا مُكْرَم بن أحمد بن محمد بن مُكْرَم القاضي، حدَّثنا إبراهيم بن الهيثم البَلَديّ -ببغداد سنة ثمان وسبعين ومائتين-، حدَّثنا أبي، حدَّثنا كُرَيْد بن رَوَاحَة، عن أبي هلال الرَّاسِبي قال: حدَّثنا قَتَادَة،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عَادٌ بالدَّبُورِ".

(6/ 207) في ترجمة (إبراهيم بن الهيثم بن المُهَلَّب البَلَدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الطريق.

ففيه (كُرَيْد بن رَوَاحَة العَيْشِيّ البَصْري) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(6/ 2099) وقال بعد أن ذكر بعض حديثه: "ولكُرَيْد غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير وأحاديثه غرائب وإفرادات".

2 -

"الميزان"(3/ 411) وقال: "له مناكير".

ص: 247

3 -

"مجمع الزوائد"(10/ 39) وقال: "ضعيف".

كما أنَّ فيه (محمد بن سُلَيْم الرَّاسِبِيّ البَصْري أبو هلال) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 278) وقال: "فيه ضعف".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية الدَّارِمي- ص 49 رقم (38) وقال: "صدوق".

3 -

"التاريخ الكبير"(1/ 105) وقال: "كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وابن مهدي يروي عنه".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 212 رقم (541) وقال: "ليس بالقويِّ".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 74 - 75) وفيه عن يزيد بن زُرَيْع: "عَدَلْتِّ عن أبي هلال عمدًا".

6 -

"الجرح والتعديل"(7/ 273 - 274) وفيه عن يزيد بن زُرَيْع: "لا شيء". وقال أحمد: "قد احْتُمِل حديثه إلَّا أن يخالف في حديث قَتَادَة، وهو مضطرب الحديث عن قَتَادة". وقال ابن معين: "صويلح". وقال مرَّةً: "ليس بصاحب كتاب، ليس به بأس". وقال أخرى وقد سئل: كيف روايته عن قَتَادَة؟ فقال: "فيه ضعف صويلح". وقال أبو حاتم: "كان سليمان بن حرب جيِّد الرأي فيه". وقال أيضًا: "محلُّه الصدق، لم يكن بذاك المَتِين". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن".

7 -

"المجروحين"(2/ 283 - 284) وقال: "كان أبو هلال شيخًا صدوقًا إلَّا أنَّه كان يخطئ كثيرًا من غير تعمد، حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم، وأكثر ما كان يحدِّث من حفظه فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه. . . والذي أميل إليه. . ترك ما انفرد من الأخبار التي خالف فيها الثقات، والاحتجاج بما وافق الثقات وقبول ما انفرد به من الروايات التي لم يخالف فيها الأثبات التي ليس فيها مناكير. . . . " وفيه عن ابن معين: "ليس بصاحب كتاب، وهو ضعيف الحديث".

ص: 248

8 -

"الكامل"(6/ 2218 - 2221) وقال: "ولأبي هلال غير ما ذكرت، وفي بعض رواياته ما لا يوافقه الثقات عليه، وهو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".

9 -

"الميزان"(3/ 574 - 575) وفيه: "وثَّقه أبو داود".

10 -

"التقريب"(2/ 166) وقال: "صدوق فيه لين، من السادسة"/ خت.

التخريج:

تقدَّم تخريجه والكلام على غريبه في حديث (843).

* * *

917 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثنا إبراهيم بن الهيثم، حدَّثنا الهيثم بن جَمِيل، حدَّثنا مُبَارَك، عن الحسن،

عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم "وَذَكَرَ قِصَّةَ الغَارِ بطوله".

(6/ 208) في ترجمة (إبراهيم بن الهيثم بن المُهَلَّب البَلَدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح له طرق وشواهد كثيرة.

و (مُبَارَك) هو (ابن فَضَالَة البَصْرِيّ): صدوق مدلِّس. وقد صرَّح بالتحديث عن الحسن كما سيأتي في حديث (919)، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (343).

و (الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِيّ أبو سعيد): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

وقد انْتُقِدَ على (إبراهيم بن الهيثم البَلَدِيّ) روايته لهذا الحديث وأنكروه عليه، حيث يقول ابن عدي في ترجمته من "الكامل" (1/ 272 - 273): "حدَّث

ص: 249

ببغداد بحديث (الغَار) عن الهيثم بن جَمِيل، عن مبارك بن فَضَالَة، عن الحسن، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكذَّبه فيه النَّاس وواجهوه به. وبلغني أنَّ أوَّل من أنكر عليه في المجلس: أحمد بن هارون البَرْدِيجي". ونقل عن محمد بن عوف قوله: "ما سَمِعَ من الهيثم بن جَمِيل حديث الغَار إلَّا أنا والحسن بن منصور البَالِسِيّ". ثم قال: "وأحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه -يعني حديث الغَار-، وقد فتشت عن حديثه الكثير فلم أر منكرًا يكون من جهته، إلَّا أن يكون من جهة من روى عنه".

وقد رَدَّ الخطيب في "تاريخه" على ابن عدي وتعقّبه بقوله: "قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعة، وإبراهيم بن الهيثم عندنا: ثقة ثَبْت لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكَاهُ ابن عدي من الإِنكار عليه لم أر أحدًا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثِّر قَدْحًا فيه، لأنَّ جماعةً من المتقدِّمين أُنْكِرَ عليهم بعض رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم". وذكر مثالًا لذلك، ثم قال:"وأمَّا قول محمد بن عوف: إنَّ حديث الغار لم يسمعه من الهيثم بن جَمِيل إلَّا هو والحسن بن منصور فلا حُجَّة فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به".

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 73) في ترجمته أيضًا، بعد أن ذَكَرَ قول ابن عدي السابق:"وقد تابعه على حديث الغار ثِقَتَانِ".

أقول: سيأتي في حديث رقم (920) أنَّ (الهيثم بن خالد بن يزيد) قد تابع (إبراهيم بن الهيثم البَلَدِيّ)، ممَّا يؤكِّد صحة تعقُّب الحافظ الخطيب السابق.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 370) رقم (1870) -من كشف الأستار-، والطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 876) رقم (200)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 273) -في ترجمة (إبراهيم بن الهيثم البَلَدِيّ) - والخطيب في "تاريخه"(6/ 208)، من طريق محمد بن عَوْف الحِمْصِيّ، عن الهيثم بن جَمِيل، عن مبارك بن فَضَالَة، به.

ص: 250

وإسناده حسن.

ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 370) رقم (1870) -من كشف الأستار- عن خالد بن يزيد، عن الهيثم بن جَمِيل، عن مُبَارَك، به.

قال البزَّار: "لم يرو هذا الحديث أحد عن مبارك عن الحسن عن أنس إلَّا الهيثم، وكلُّ من حدَّث به عن الهيثم غير محمد بن عوف، فقد قيل فيه واتُّهِم".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 273) من طريق إبراهيم بن الهيثم البَلَدِيّ، عن الهيثم بن جَمِيل، عن مبارك، به.

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 142 - 143)، وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 316) رقم (2938)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 369 - 370) رقم (1868) -من كشف الأستار-، والطبراني في "الدُّعاء"(2/ 868 - 869) رقم (192)، من طريق أبي عَوَانَة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا.

وإسناده صحيح.

قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا حدَّثَ به إلَّا أبو عَوَانَة عن قَتَادَة عن أنس".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 140): "رواه أحمد مرفوعًا. . . ورواه أبو يعلى، وكلاهما رجاله رجال الصحيح".

أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يعزوه للبزَّار.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(6/ 510): "جاء بإسناد صحيح عن أنس".

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 143)، وأبو يعلى في "المسند"(5/ 313 - 314) رقم (2937)، من طريق أبي عَوَانَة، عن قَتَادَة، عن أنس موقوفًا.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "الدُّعاء" للطبراني (1/ 863 - 876)، و"جامع الأصول"(10/ 314 - 317)، و"مجمع الزوائد"(8/ 140 - 144)، و"فتح الباري"(6/ 506 - 511) -في أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار-.

ص: 251

قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(6/ 510 - 511): "لم يخرِّج الشيخان هذا الحديث إلَّا من رواية ابن عمر، وجاء بإسناد صحيح عن أنس، وأخرجه الطبراني في "الدُّعاء" من وَجْهٍ آخر حسن، وبإسناد حسن عن أبي هريرة، وهو في "صحيح ابن حِبَّان". وأخرجه الطبراني من وَجْهٍ آخر عن أبي هريرة، وعن النُّعْمَان بن بَشِير، من ثلاثة أَوْجُهٍ حِسَانٍ، أحدها عند أحمد، والبزَّار، وكلُّها عند الطبراني. وعن عليٍّ، وعُقْبَة بن عامر، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وابن أبي أَوْفَى، بأسانيد ضعيفة، وقد استوعب طرقه أبو عَوَانَة في "صحيحه"، والطبراني في "الدُّعاء"".

أقول: لم يسق الحافظ الخطيب نصَّ الحديث، ونصُّه كما عند الإِمام أحمد في "مسنده" (3/ 142 - 143) من حديث أنس مرفوعًا:

"أنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ فيما سَلَفَ من النَّاس، انطلقوا يَرْتَادُون لأَهْلِهِمْ، فَأَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ، فَدَخَلُوا غَارًا، فَسَقَطَ عليهم حَجَرٌ مُتَجَافٍ حتى ما يَرَوْنَ منهُ خَصَاصَةً

(1)

. فقال بعضُهم لبعضٍ: قد وَقَعَ الحَجَرُ، وعَفَا الأَثَرُ، ولا يَعْلَمُ مَكَانَكُمْ إلَّا اللَّهُ، فَادْعُوا اللَّهَ بأَوْثَقِ أَعْمَالِكُمْ. قال: فقالَ رَجُلٌ منهم: اللَّهُمَّ إنْ كنتَ تَعْلَمُ أنَّه قد كانَ لي وَالِدَانِ، فكنتُ أَحْلُبُ لهما في إنائِهِمَا فآتِيهِمَا، فإذا وَجَدْتُهُمَا رَاقِدَيْنِ قمتُ على رُؤوسِهمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ أَرُدَّ سِنَتَهُمَا في رُؤُوسِهِمَا حتَّى يَسْتَيْقَظَا متى استَيْقَظَا، اللَّهُمَّ إنْ كنتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلك رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ، فَفَرِّجْ عنَّا. فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ. وقال الآخرُ: اللَّهُمَّ إنْ كنتَ تَعْلَمُ أنِّي استأْجَرْتُ أَجيرًا على عَمَلٍ يَعْمَلُهُ، فأتاني يَطْلُبُ أَجْرَهُ وأنا غَضْبَانُ فَزَبَرْتُهُ، فانْطَلَقَ فَتَرَكَ أَجْرَهُ ذلكَ، فَجَمَعْتُهُ وثَمَّرْتُهُ حتَّى كان منه كُلُّ المَالِ، فأتاني يَطْلُبُ أَجْرَهُ، فَدَفَعْتُ إليه ذلك كُلَّهُ، ولو شِئْتُ لم أُعْطِهِ إلَّا أَجْرَهُ الأَوَّلَ. اللَّهُمَّ إنْ كنتَ تَعْلَمُ أَنِّي إنما فَعَلْتُ ذلكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ

(1)

صُحِّفَ في "المسند" إلى: "حصاصة" بالحاء المهملة. والتصويب من "الدُّعاء" للطبراني (2/ 868)، و"مسند أبي يعلى"(5/ 314)، وغيرهما.

ص: 252

وَمَخَافَةَ عَذَابكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا. قال: فَزَال ثُلُثَا الحَجَرِ. وقال الثالثُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه أَعْجَبَتْهُ امرأةٌ فَجَعَلَ لها جُعْلًا، فلما قَدِرَ عَلَيْهَا، وَفَّرَ

(1)

لها نَفْسَهَا، وسَلَّمَ لها جُعْلَهَا. اللَّهُمَّ إنْ كنتَ تَعْلَمُ أنِّي إنما فَعَلْتُ ذلكَ رَجَاَء رَحْمَتِكَ وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا. فَزَالَ الحَجَرُ، وخَرَجُوا مَعَانِيقَ يتماشونَ".

وقوله: "يَرْتَادُون": أي يطلبون الماء والكلأ ومساقط الغَيْث. انظر "النهاية"(2/ 275).

و (الخَصَاصَة): جمعها خَصَاص. . "شِبْهُ كَوَّةٍ في قُبَّةٍ أو نحوها إذا كان واسعًا قَدْرَ الوَجْه. . . وبعضهم يجعل الخَصَاص للواسع والضَّيِّق حتى قالوا لخروقِ المِصْفَاة والمُنْخُل: خَصَاصٌ. . . والخَصَاصَةُ والخَصَاصَاءُ والخَصَاصُ: الفَقْرُ وسُوءُ الحَالِ والخَلَّةُ والحَاجَةُ". "لسان العرب" مادة (خصص)(7/ 25).

و (السِّنَهُ): النُّعَاسُ. "لسان العرب" مادة (وسن)(13/ 443).

و (زَبَرْتُهُ): أي نَهَرْتُهُ وغَلَّظْتُ له القول والردّ. انظر "النهاية"(2/ 293).

و (الجُعْلُ): الأَجْرُ. "المصباح المنير" مادة (جعل) ص 102.

* * *

918 -

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الخَفَّاف، أخبرنا عبد اللَّه بن القاسم بن سَهْل الفَقِيه -بالمَوْصِل-، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي سفيان، حدَّثنا محمد بن عَوْف الحِمْصِيّ، حدَّثنا الهيثم بن جَمِيل، حدَّثنا مُبَارَك بن فَضَالَة بإسناده مثله سواء -أي مثل إسناد ومَتْنِ الحديث السابق رقم (917) -.

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا (عبد اللَّه بن القاسم بن سَهْل الفَقِيه)، فإنِّي لم أقف له على ترجمة فيما رجعت إليه.

(1)

صُحِّفَ في "المسند" إلى: "وقر" بالقاف. والتصويب من "الدُّعاء"(2/ 869)، و"مسند أبي يعلى"(5/ 314).

ص: 253

وعدا (عبد اللَّه بن أبي سفيان) فإنِّي لم أتبينه.

وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن الحسين الخَفَّاف أبو طاهر) ترجم له في "تاريخه"(4/ 436) وقال: "كتبت عنه وكان لا بأس به". وتوفي عام (450 هـ).

والحديث صحيح له طرق وشواهد كثيرة.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (917).

* * *

919 -

أخبرنا أبو المظفَّر محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ، أخبرنا زَاهِر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، حدَّثنا محمد بن المسَّيب الأَرْغِيَانِيّ، حدَّثني محمد بن عوف، وأحمد بن منصور، قالا: حدَّثنا الهيثم بن جَمِيل، حدَّثنا المُبَارَك بن فَضَالَة، حدَّثنا الحسن،

حدَّثنا أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّ ثلاثة رَهْطٍ كانوا في غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم الغَار، قالوا: هَلُمَّ فَلْيَدْعُ كُلُّ إنسانٍ مِنَّا بأفضل عَمَلِهِ". "وذكر الحديث بطوله".

(6/ 208) في ترجمة (إبراهيم بن الهيثم البَلَدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

في إسناده (أحمد بن منصور) لم أتبينه.

و (محمد بن المسيَّب الأَرْغِيَاني أبو عبد اللَّه) ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(1/ 187) وقال: "كان من العُبَّاد المجتهدين ومن الجوَّالين في طلب الحديث على الصدق والورع". وتوفي عام (315 هـ). وترجم له الذَّهبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 422 - 426) ونعته بقوله: "الحافظ الإِمام شيخ الإِسلام".

و (زَاهِر بن أحمد بن محمد السَّرْخَسِيّ أبو محمد) ترجم له ابن الجَوْزي في "المُنْتَظَم"(7/ 206 - 207) وقال: "الفقيه المحدِّث، شيخ عصره

ص: 254

بخُرَاسَان. . . . ". وتوفي عام (389 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (16/ 476 - 478) ونعته بقوله: "الإِمام العلَّامة فقيه خُرَاسان شيخ القُرَّاء والمحدِّثين".

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

والحديث صحيح له طرق وشواهد كثيرة.

التخريج:

تقدم تخريجه في حديث رقم (917).

* * *

920 -

أخبرنا محمد بن عبد الملك، وعبد العزيز بن عليّ القُرَشِيَّان، قالا: حدَّثنا عثمان بن محمد بن القاسم الأَدمي -بانتخاب الدَّارَقُطْنِيّ-، حدَّثنا الحسن بن محمد بن شُعْبَة، حدَّثنا الهيثم بن خالد بن يزيد، حدَّثنا الهيثم بن جميل، حدَّثنا مُبَارَك -يعني ابن فَضَالَة-، عن الحسن،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قَبْلَكُمْ ثلاثة نَفَرٍ في غارٍ، فانْطَبَقَ عليهم". "وذكر الحديث".

(6/ 208 - 209) في ترجمة (إبراهيم بن الهيثم البَلَدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح له طرق وشواهد كثيرة.

وفي إسناده (عبد العزيز بن عليّ بن محمد القُرَشي أبو الطَّيِّب)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (10/ 469) وقال:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا". ولم يذكر فيه غير ذلك. وكانت وفاته عام (450 هـ).

وقد تابعه في ذات الإِسناد (محمد بن عبد الملك بن محمد القُرَشي الأُمَوي أبو بكر)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (2/ 348 - 349) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا". وتوفي عام (448 هـ).

ص: 255

و (الحسن بن محمد بن شُعْبَة الأنصاري أبو عليّ) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(7/ 415 - 416) وقال: "كان ثقة". توفي عام (313 هـ).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث رقم (917).

* * *

921 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا إبراهيم بن يوسف البزَّاز البغدادي، حدَّثنا عبد الرحمن بن يونس الرَّقِّي، حدَّثنا أبو القاسم بن أبي الزِّنَاد، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه،

عن عمر قال: دخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وغلامٌ له حَبَشِيُّ يَغْمِزُ ظَهْرَهُ. فقلتُ: ما شأنك يا رسول اللَّه؟ فقال: "إنَّ النَّاقَةَ اقتحمت بي".

(6/ 210 - 211) في ترجمة (إبراهيم بن يوسف البزَّاز أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ففي إسناده صاحب الترجمة (إبراهيم بن يوسف البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد توبع كما سيأتي.

كما أنَّ فيه (هشام بن سعد المَدَني أبو عبَّاد -أو أبو سعد-) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 710): "صدوق مشهور، ضعَّفه النَّسَائي وغيره، وكان يحيى القَطَّان لا يحدِّث عنه. وقال أحمد: ليس هو محكم الحديث. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن مَعِين: ليس بذاك القويِّ. قال الحاكم:

ص: 256

روى له مسلم في الشواهد". وقال في "الكاشف": (3/ 196): "حسن الحديث". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 318): "صدوق له أوهام، ورُمي بالتَّشَيُّع، من كبار السابعة"/ خت م 4. وانظر "التهذيب" أيضًا (11/ 39 - 41). وقد توبع كما سيأتي.

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 83) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن زيد بن أَسْلَم إلَّا هشام بن سعد، ولا عن هشام بن سعد إلَّا القاسم بن أبي الزِّنَاد، تفرَّد به عبد الرحمن بن يونس".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 122) رقم (4161) -، عن موسى بن هارون، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد اللَّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جَدِّهِ، عنه، به.

ورواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (1/ 405) رقم (282)، عن إبراهيم بن زياد، حدَّثنا خالد بن خِدَاش بن عَجْلَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن جدِّه، عن عمر، به، وقال:"هذا الحديث لا يُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا عن عمر عنه، ولم يروه عن عمر إلَّا أَسْلَم، ورواه عن زيد: هشام بن سعد وعبد اللَّه بن زيد".

وفيه (عبد اللَّه بن زيد بن أَسْلَم العَدَوِيّ) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 339): "ضعَّفه جماعة، وقال أحمد: ثقة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 417): "صدوق فيه لين، من السابعة"/ بخ ت س، وانظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 535 - 538)، و"التهذيب"(5/ 222 - 223).

و(خالد بن خِدَاش بن عَجْلان المُهَلَّبِيّ أبو الهيثم) قال الذَّهَبِيُّ عنه في

ص: 257

"المغني"(1/ 202): "قال أبو حاتم وغيره: صدوق. وقال ابن المَدِيني ضعيف". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 212): "صدوق يخطئ، من العاشرة".

أقول: الذي يظهر لي من أقوال النُّقَّاد فيه والتي نقلها المِزِّيُّ عنهم في "تهذيب الكمال"(8/ 46 - 50)، وابن حَجَر في "التهذيب" (3/ 85 - 86): أنَّه ثقة له أوهام، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 96 - 97): "رواه الطبراني في "الأوسط" والبزَّار، ورجاله رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم وقد وثَّقه أبو حاتم وغيره، وضعَّفه ابن مَعِين وغيره".

أقول: قد فات الهيثمي رحمه الله أن يعزوه للطبراني في "الصغير".

غريب الحديث:

قوله: "يغمز": الغَمْزُ: "العَصْرُ والكَبْسُ باليد". "النهاية"(3/ 385).

قوله: "إنَّ النَّاقة اقتحمت": "أي ألقتني في ورطة، يقال: تقحَّمت به دابته إذا ندَّت به فلم يضبط رأسها. فربما طوَّحت به في أُهْويَّة. والقُحْمَة: الورطة والمهلكة". "النهاية"(4/ 18 - 19).

* * *

922 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا منصور البُوْسَنْجِيّ -بها-، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن بصر الجَمَّال، حدَّثنا العبَّاس بن إسماعيل الرَّقِّي قال: حدَّثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي، عن سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن الحارث،

عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمِعَ سورةَ يس عدلت له عشرين دينارًا في سبيل اللَّه، ومن قرأها عدلت عشرين حجَّة، ومن كَتَبَهَا وشَرِبَهَا أدخلت جوفه ألف يقين، وألف نور، وألف بركة، وألف رحمة، وألف رزق، ونزعت منه كلّ غلّ وداء".

ص: 258

(6/ 248) في ترجمة (إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمي الكوفي أبو يحيى).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمِيّ)، وقد كذَّبه جماعة، منهم: الدَّارَقُطْنِيّ والحاكم وابن حبَّان وصالح جَزَرَة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (734).

و(الحارث) هو (ابن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأعور): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (937).

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): تابعي ثقة، اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 246) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قد روى أحمد بن هارون عن عمرو بن أيوب عن محمد بن إسماعيل بن عيَّاش عن أبيه عن الثَّوْري نحوه".

وقال في (1/ 247) منه: المُتَّهَمُ به إسماعيل بن يحيى". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 246 - 247) من حديث أنس، وأبي بكر، وأبي هريرة أيضًا، وقال:"هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 233)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 286).

ص: 259

وقد تقدَّم تخريجه من حديث أنس، وأبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنهما في حديث رقم (244).

* * *

923 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي، حدَّثنا الحارث بن محمد بن أبي أُسَامة، حدَّثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدِّب، حدَّثنا سليمان بن أَرْقَم، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ الزُّرْقَةِ يُمْنٌ".

(6/ 249) في ترجمة (إسماعيل بن أبي إسماعيل -إبراهيم بن سليمان- المؤدِّب).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن أبي إسماعيل -إبراهيم بن سليمان- المؤدِّب) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 156) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 59).

3 -

"تاريخ بغداد"(6/ 249) وفيه عن الأَزْدِيّ: "ضعيف منكر الحديث" وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف لا يحتج به".

4 -

"المغني"(1/ 78) وقال: "ضعَّفه غير واحد".

كما أنَّ فيه (سليمان بن أَرْقَم البَصْرِيّ) وهو متروك. وقال ابن حِبَّان: "يروي عن الزُّهْرِيّ والحسن. . . كان ممن يقلب الأخبار ويروي عن الثقات الموضوعات". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (562).

ص: 260

التخريج:

رواه الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" من الطريق التي رواها الخطيب عنه. كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 114).

ورواه الحاكم النَّيْسَابوري في "تاريخها"، من طريق الحسين بن عَلْوَان، عن الأَوْزَاعي، عن الزُّهْرِيّ، به، بلفظ:"الزُّرْقَةُ في العَيْن يُمْنٌ، وكانَ داودُ أَزْرَقَ". كما في "اللآلئ"(1/ 114).

أقول: في إسناده (الحسين بن عَلْوَان بن قُدَامَة الكُوفي الكَلْبِيّ أبو عليّ) وهو كذَّاب. وستأتي ترجمته في حديث (1162).

وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(2/ 300) رقم (3367) عن أبي هريرة بلفظ الحاكم المتقدِّم.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 162) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (سليمان بن أَرْقَم) و (إسماعيل المؤدِّب)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.

ورواه أبو داود في "المراسيل" ص 232 - 233، عن عبَّاس العَنْبَرِيّ، عن عبد الرزاق، عن رجل من أهل العراق، عن مَعْمَر بن رَاشِد، عن الزُّهْرِيّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الزُّرْقَةُ يُمْنٌ".

قال أبو داود: "كان فِرْعَوْنُ أَزْرَقَ، وعَاقِرُ النَّاقَةِ أَزْرَقَ"

(1)

.

أقول: الحديث إلى جانب إرساله، فيه جَهَالَة الرجل من أهل العراق.

وله شاهد من حديث السيدة عائشة، رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"

(1)

في "المراسيل" سقط قوله: "وعاقر النَّاقة أزرق". والاستدراك من "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (13/ 378).

ص: 261

(2/ 164) -في ترجمة (عبَّاد بن صُهَيْب) - من طريق محمد بن موسى، عن عبَّاد بن صُهَيْب، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"الزُّرْقَةُ في العَيْنِ يُمْنٌ".

وعن ابن حِبَّان من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 162)، وقال:"عبَّاد بن صُهَيْب قال النَّسَائي: هو متروك. ومحمد بن موسى وهو الكُدَيْمِيّ نُسِبَ إلى جدِّه لأنَّه محمد بن يونس بن موسى، قال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث والبلاء في هذا الحديث منه".

وقد قال ابن حِبَّان في ترجمة (عبَّاد): "يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة يشهد لها بالوضع". ثم ذكر له هذا الحديث. وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 43) وقال: "تركوه، كثير الحديث". وقال النَّسَائي في "الضعفاء" ص 173 رقم (432): "متروك الحديث". وانظر ترجمته أيضًا في: "الجرح والتعديل"(6/ 81 - 82)، و"الكامل"(4/ 1652 - 1653)، و"اللسان"(3/ 230 - 231).

و(محمد بن يونس الكُدَيْمي) قد سبقت ترجمته في حديث (446).

وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 262 رقم (1057)، وقال:"فيه عبَّاد بن صُهَيْب البَصْري يُتَّهَمُ بالوضع".

وقال العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(1/ 439): "وذكر ابن القَيِّم في "جواب الأسئلة الطرابلسية" أنَّه موضوع".

وقال ابن القَيِّم في "المَنَار المُنِيف" ص 61 - 62 عند ذكره للضوابط التي يُعْرَفُ فيها الحديث الموضوع دون أن ينظر في سنده، فقال:"ومنها: أن يكون كلامُهُ لا يُشْبِهُ كلامَ الأنبياء، فضلًا عن كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . فيكون الحديث ممَّا لا يُشْبِهُ الوحي، بل لا يُشْبِهُ كلام الصحابة". وذكر حديث الزُّرْقَةُ في العَيْنِ يُمْنٌ" من أحاديث هذا النوع.

ص: 262

وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 114) ابن الجَوْزي في حكمه على الحديث بالوضع؛ تعقَّبه بالطريقين المتقدِّمين عن الحاكم وأبي داود. وهو تعقُّب مردود لا قيمة له لما عَلِمْتَ من حالهما.

وقد قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 200) بعد أن ذكر طريق الحاكم: "في سنده الحسين بن عَلْوَان: وضَّاع، فلا يصلح تابعًا، واللَّه أعلم".

إلَّا أنَّه اعتبر حديث أبي هريرة من طريق الحارث بن أبي أُسَامة المتقدِّم، شاهدًا صالحًا لحديث عائشة!!

معنى الحديث:

قال المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 71): " (الزُّرْقَةُ في العَيْنِ يُمْنٌ): أي بركة. يعني أنَّ المرأة التي عينها زرق، مظنة للبركة، كما يدلُّ له خبر الدَّيْلَمِيّ عن أبي هريرة: "تزوَّجوا الزُّرْقَ فإنَّ فيهن يُمْنًا". . . وهذا قاله

(1)

ردًّا لِمَا كانت الجاهلية تزعمه من سوء زُرْقَة العَيْن. قال في "الكشَّاف": الزُّرْقَةُ أبغض شيء من ألوان العيون إلى العرب، لأنَّ الرُّومَ أعداؤهم، وهم زُرَق العيون. ولذلك قالوا في صفة العَدُوِّ: أَسْوَدُ الكَبِدِ، أَصْهَبُ السِّبَالِ

(2)

، أَزْرَقُ العَيْنِ".

* * *

924 -

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحَرَشي، وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصَّيْرَفِي -جميعًا بِنَيْسَابُور-، قالا: حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوِريّ.

(1)

لو ثبت عنه صلى الله عليه وسلم!

(2)

الأصهب: ذو اللون الأصفر الضارب إلى شيء من الحمرة والبياض. قال في "القاموس المحيط" مادة (صهب) ص (136): "الصَّهَبُ، محركًة: حُمْرَةٌ أو شُقْرَةٌ في الشَّعْر". وقال في مادة (سبل) ص 1308: "السَّبْلَةُ، محركة الدائرة في وسط الشفة العليا، أو ما على الشارب من الشَّعْر، أو طَرَفُهُ، أو مجتمع الشاربين، أو ما على الذقن إلى طرف اللحية كلِّها، أو مُقَدَّمُهَا خاصةً، جمعها: سِبَالٌ.

ص: 263

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا عبد الكريم بن الهيثم، قالا: حدَّثنا إسماعيل بن أبي مسعود، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لهذا العَبْدُ الصَّالِحُ الذي تَحَرَّكَ له العَرْشُ، وفُتِحَتْ له أبوابُ السَّمَوَاتِ، وشَهِدَهُ سبعونَ ألفًا من الملائكةِ لم يَهْبِطُوا إلى الأرض قَبْلَ ذلك، ولقد ضُمَّ ثُمَّ أُفْرِجَ عنه -يعني سعد بن معاذ-". "واللفظ لحديث الدُّورِيّ".

(6/ 250) في ترجمة (إسماعيل بن أبي مسعود أبو إسحاق، كاتب الوَاقِدِي).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح من طريقيه.

التخريج:

رواه النَّسَائي في الجنائز، باب ضمَّة القبر وضغطته (4/ 100 - 101) مختصرًا، عن إسحاق بن إبراهيم، حدَّثنا عمرو بن محمد العَنْقَزِيّ، حدَّثنا ابن إدريس، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"هذا الذي تَحَرَّك له العَرْشُ، وفُتِحَتْ له أبوابُ السَّماءِ، وشَهِدَهُ سبعونَ ألفًا من الملائكةِ، لقد ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عنه".

وإسناده صحيح.

واعتبرت حديث الخطيب من الزوائد لزيادتين، الأولى:"لهذا العبد الصالح"، والثانية:"لم يهبطوا إلى الأرض قبل ذلك".

وبلفظ الخطيب رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 430)، عن إسماعيل بن أبي مسعود، عن عبد اللَّه بن إدريس، به. وإسناده صحيح.

ص: 264

ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 256 - 257) رقم (26987 و 2699) -من كشف الأستار- من طريقين:

الأول: عن مِسْكِين بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن الخطَّاب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"لقد نَزَلَ لموتِ سعد بن معاذ سبعون ألف مَلَك، ما وَطِئُوا الأرض قَبْلَهَا. وقال حين دُفِنَ: سبحان اللَّه لو انْفَلَتْ أحدٌ من ضغطة القَبْرِ لانْفَلَتَ منها سعد".

الثاني: عن عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا داود بن عبد الرحمن، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر نحوه.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 308): "رواه البزَّار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح".

أقول: الطريق الثاني هو الذي رجاله رجال الصحيح.

واهتزاز العَرْش لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه، ممَّا تواتر من الحديث، قال ابن حَجَر في "الفتح" (7/ 124):"وقد جاء حديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ عن عشرة من الصحابة أو أكثر".

وقال ابن عبد البَرّ في "الاستيعاب"(2/ 30) -في ترجمة (سعد) -: "روي من وجوه كثيرة متواترة رواه جماعة من الصحابة".

وذكره السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" ص 288 رقم (106)، والكَتَّاني في "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" ص 126 - 127.

ص: 265

925 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، أخبرنا زيد بن إسماعيل الصائِغ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عبد القُدُّوس، عن مَكْحُول،

عن أبي أُمَامة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا قَطْعَ في زَمَنِ المَجَاعِ".

(6/ 261) في ترجمة (إسماعيل بن سَيَّار بن مهدي الصَّائِغ أبو زيد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعِيّ الشَّامِيّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن المُبَارَك وغيره. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (415).

وفيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن سَيَّار الصَّائغ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (مَكْحُول) هو (الشَّامِيّ أبو عبد اللَّه): عَالِمُ أهل الشَّام، ثقة مشهور كثير الإِرسال. قال أبو مُسْهِر: ما صحَّ سماعه إلَّا من أنس. وستأتي ترجمته في حديث (1381).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 319)، وعنه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية محقق "الفردوس"(5/ 182) رقم (7898) نقلًا عن "زَهْر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 240) -، عن محمد بن يوسف، حدَّثنا عامر بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، حدَّثنا أبي وعمِّي، عن جدِّي، حدَّثنا زياد بن طَلْحَة، عن مَكْحُول، عنه، به.

ص: 266

أقول: لا قيمة لمتابعة (زياد بن طلحة) لـ (عبد القُدُّوس الكَلَاعِيّ)، فإنَّ (زياد بن طلحة) هذا، تَرْجَمَ له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 319) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك في كُلِّ ما رجعت إليه.

و (عامر بن إبراهيم بن عامر المؤذِّن أبو محمد) ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 38 - 39) وقال: "ثقة، توفي سنة ست وثلاثمائة".

و (إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد المؤذِّن أبو إسحاق) ترجم له أيضًا في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 174) وقال: "كان خيِّرًا فاضلًا، توفي سنة ستين ومائتين".

و (عامر بن إبراهيم بن وَاقِد بن عبد اللَّه الأَصْبَهَاني -مولى أبي موسى الأَشْعَرِيّ-) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 386): "ثقة، من التاسعة "/ س. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(14/ 11 - 12)، و"التهذيب"(5/ 61).

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 915) إلى الخطيب وحده!

* * *

926 -

أنبأنا أبو سعد المَالِيني، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي، حدَّثنا محمد بن جعفر المَطِيري، حدَّثنا محمد بن أحمد بن السَّكَن، حدَّثنا إسماعيل بن ذَوَّاد -بغدادي-، حدَّثنا ذَوَّاد بن عُلْبَة

(1)

، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيْم

(2)

، عن أبي الطُّفَيْل عامر بن وَاثِلَة،

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "علية" بالياء. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

(2)

تَصَحَّفَ. في المطبوع إلى: "خيثم". والتصويب من "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 487)، و"الجرح والتعديل"(5/ 111)، وغيرهما.

ص: 267

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا مَلَكَ اثني عشر من بني كَعْب بن لُؤي كان النَّقْفُ والنِّقَافُ إلى يوم القيامةِ".

(6/ 263 - 264) في ترجمة (إسماعيل بن ذَوَّاد).

مرتبة الحديث:

منكر.

ففيه (ذَوَّاد بن عُلْبَة الحَارِثي الكُوفي أبو المُنْذِر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية الدُّوري- (2/ 158) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية الدَّارِمي- ص 109 رقم (323) وقال: "ضعيف".

3 -

"التاريخ الكبير"(3/ 264) وقال: "يخالف في بعض حديثه".

4 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 150 رقم (406) وقال: "لا بأس به".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 48).

6 -

"الجرح والتعديل"(3/ 452 - 453) وفيه عن ابن نُمَيْر: "كان شيخًا صالحًا صدوقًا". وقال أبو حاتم: "ليس بالمَتِين، يُكْتَبُ حديثه".

7 -

"المجروحين"(1/ 296) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن الضعفاء ما لا يُعْرَف".

8 -

"الكامل"(3/ 984 - 987) وقال: "كأن أحاديثه غرائب عن كلِّ من يرويه، وهو في جملة الضعفاء عندي ممَّن يُكْتَبُ حديثه". وفيه عن النَّسَائي: "ليس بالقويِّ".

ص: 268

9 -

"التهذيب"(3/ 221 - 222) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "في حديثه بعض الضَّعْفِ". وقال الجُوْزَجَانِيُّ: "في حديثه لِين".

10 -

"التقريب"(1/ 238) وقال: "ضعيف عابد، من الثامنة"/ ت ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن ذَوَّاد البغدادي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(6/ 263 - 264) وقال: "حدَّث عن ذَوَّاد بن عُلْبَة الحارثي حديثًا منكرًا". ثم ساق حديثه هذا.

2 -

"الميزان"(1/ 227) وقال: "قال الخطيب: منكر الحديث".

3 -

"مجمع الزوائد"(5/ 190) وقال: ضعيف جدًّا".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 986) -في ترجمة (ذَوَّاد بن عُلْبَة الحارثي) - من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 311 - 312) رقم (2520) -، عن عليّ بن سعيد الرَّازي، عن محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صَاعِقَة، عن إسماعيل بن ذَوَّاد، به، بلفظ: "إذا ملك اثنا عشر من عمرو بن كعب كان النَّقْفُ والنِّقَافُ

(1)

إلى يوم القيامة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 190) بعد أن عزاه له: "فيه ذَوَّاد بن عُلْبَة وهو ضعيف، وإسماعيل بن ذَوَّاد تلميذه ضعيف جدًّا أيضًا".

غريب الحديث:

قوله: "النَّقْفُ والنِّقَافُ": "أي القتل والقتال. والنَّقْفُ: هَشْمُ الرأس: أي تهيج الفتن والحروب بعدهم". "النهاية"(5/ 109).

* * *

(1)

حُرِّف في "مجمع الزوائد"(5/ 190) إلى: "البغض والنفاق"! !

ص: 269

927 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجَوْزي، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدُّنْيَا، حدَّثنا إسماعيل بن خالد، حدَّثنا يَعْلَى بن الأَشْدَق، حدَّثنا عبد اللَّه بن جَرَاد قال:

قال أبو الدَّرْدَاء: يا رسول اللَّه، هَلْ يَكْذِبُ المُؤْمِنُ؟ قال:"لا يُؤْمِنُ باللَّهِ ولا باليومِ الآخَرِ مَنْ إذا حَدَّثَ كَذَبَ".

(6/ 272) في ترجمة (إسماعيل بن خالد بن سليمان المَرْوَزِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (يَعْلَى بن الأَشْدَق الحَرَّانيّ العُقَيْلِيّ الجَزَرِيّ أبو الهيثم) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 165) وقال: "لا يُكْتَبُ حديثه".

2 -

"الجرح والتعديل"(9/ 303 - 304) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بشيء، ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "هو عندي لا يصدق، ليس بشيء، قدم الرَّقَّة فقال: رأيت رجلًا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له: عبد اللَّه بن جَرَاد. فأعطوه على ذلك، فوضع أربعين حديثًا. وعبد اللَّه بن جَرَاد لا يُعْرَفُ".

3 -

"المجروحين"(3/ 141 - 142) وقال: "كان شيخًا كبيرًا لقي عبد اللَّه بن جَرَاد، فلما كبر اجتمع عليه من لا ديِن له فدفعوا له شبيهًا بمائتي حديث نسخة عن عبد اللَّه بن جَرَاد عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وأعطوها إياه فجعل يحدِّث بها وهو لا يدري. . . لا يحلُّ الرواية عنه بحالٍ ولا الاحتجاج به بحيلةٍ، ولا كتابته إلَّا للخواص عند الاعتبار".

ص: 270

4 -

"الكامل"(7/ 2742 - 2743) وقال: "يروي عن عمِّه عبد اللَّه بن جَرَاد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة مناكير، وهو وعمُّه غير معروفين".

5 -

"الميزان"(4/ 456 - 457) وقال: "كان حيًّا في دولة الرشيد".

و(عبد اللَّه بن جَرَاد العَامِرِيّ العُقَيْلِيّ) ترجم له ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 288) وقال: "قال البخاري وابن حِبَّان وابن مَاكُولا: عبد اللَّه بن جَرَاد له صُحْبَةٌ. وقال ابن مَنْدَهُ: عِدَادُه في أهل الطائف. وذكره يعقوب بن سفيان وغيره في الصحابة. روى عنه يَعْلَى بن الأَشْدَق أحد الضعفاء. . . ".

وترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 49 - 51) -مخطوط- وقال: "يقال له صُحْبَة".

وقد تقدَّم عن أبي زُرْعَة وابن عدي: أنَّه لا يُعْرَفُ.

وفيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن خالد المَرْوَزِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الصَّمت وحفظ اللسان" ص 243 رقم (474) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن ابن أبي الدُّنْيَا من طريقه هذا، رواه الخطيب أيضًا في "المُتَّفِق والمُفْتَرِق" كما في "كنز العُمَّال"(3/ 874) رقم (8992).

ورواه ابن جَرِير، وابن عساكر، من طريق يَعْلَى بن الأَشْدَق، به مطوَّلًا بنحوه، كما في "الكنز" رقم (8994 و 8995).

* * *

ص: 271

928 -

أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش القَطَّان، حدَّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدَّثنا موسى بن داود، عن القاسم بن عبد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبيه،

عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْضِي القَاضِي إلَّا وهو شَبْعَانُ رَيَّانُ".

(6/ 277) في ترجمة (إسماعيل بن أَسَد -وهو إسماعيل بن أبي الحارث- أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (القاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب العُمَرِيّ) وهو متروك، وقال أحمد بن حنبل:"كذَّاب كان يضع الحديث، ترك النَّاس حديثه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (774).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 206)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 105 - 106)، والشَّجَري في "أماليه"(2/ 233)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2059) -في ترجمة (القاسم بن عبد اللَّه العُمَرِي) -، من طريق القاسم هذا،، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري، به.

قال البيهقي: "تفرَّد به القاسم العُمَرِي وهو ضعيف".

وقال ابن عدي: "لا أعلم رواه عن أبي طُوَالَة -وهو عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري- غير القاسم هذا".

ومن الطريق المتقدِّم، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 96) رقم (2154) - بلفظ:

ص: 272

"لا يقضي القاضي بين اثنين إلَّا وهو شَبْعَانُ رَيَّانُ"، وقال:"لا يُرْوَى عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به القاسم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 195) بعد أن عزاه له: "فيه القاسم بن عبد اللَّه بن عمر، وهو متروك كذَّاب".

ورواه عن أبي سعيد، الحارث بن أبي أُسَامة أيضًا في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(2/ 248) رقم (2127).

قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 189) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط"، وللحارث، وللدَّارَقُطْنِيّ، والبيهقي: فيه القاسم العُمَرِيّ، وهو مُتَّهم بالوضع".

بينما اكتفى في "فتح الباري"(13/ 137) -في الأحكام، باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان- بتضعيف إسناده، بعد أن عزاه للبيهقي وحده! !

وفي "التعليق المغني على الدَّارَقُطْنِيّ" للعلَّامة أبي الطَّيِّب العظيم آبادي (4/ 206): وقال ابن القَطَّان: عبد اللَّه -يعني ابن عبد الرحمن الأَنْصَاريّ-، وأبوه: مجهولان".

أقول: في هذا نظر بالغ، فـ (عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأَنْصَاريّ أبو طُوَالَة): ثقة مشهور، كان قاضيًا على المدينة لعمر بن عبد العزيز، وثَّقه أحمد وابن مَعِين وابن سعد وخَلْقٌ سواهم، وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(5/ 297) ونقل توثيق الأئمة له، ولم يذكر فيه جرحًا أبدًا.

أمَّا أبوه (عبد الرحمن بن مُعْمَر الأنصاري) فإنِّي لم أقف على من ترجم له. لكن وجدت ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 439) يترجم لـ (عبد الرحمن بن مُعْمَر) -وهو ممن يروي عن أبي هريرة- ويقول: مجهول، نقلًا عن العُقَيْلِي. فلا أدري إن كان هو؟ واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 273

929 -

أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضَّبِّيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن محمد، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الفيض بن وَثِيق، حدَّثنا حَكَّام الكِنَاني -يعني ابن سَلْم الرَّازي-، حدَّثنا عليّ بن عبد الأعلى، عن أبي سَهْل قال: حدَّثني عمرو بن دينار،

عن عمرو بن يَعْلَى الثَّقَفِيّ قال: حضرت صلاة فريضة ونحن مع نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم على طَائِفِنَا هذا، فَأَمَّنَا بيننا لا يتقدَّمنا.

قلت لأبي سهل: ما دَعَاه إلى ذلك؟ قال: كان المكان ضَيِّقًا.

(6/ 280) في ترجمة (إسماعيل بن محمد بن إسماعيل المَحَامِلِيّ الضَّبِّيِّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الفَيْض بن وَثِيْق بن يوسف البَصْري الثَّقَفِي) وهو مُقَارِبُ الحال، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (694).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن محمد المَحَامِلِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو سهل) هو (كَثِير بن زياد البُرْسَانِيّ الأَزْدِيّ العَتَكِيّ البَصْرِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 131):"ثقة من السادسة"/ د ت ق. وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 413).

و (عليّ بن عبد الأعلى) هو (الثَّعْلَبِي الكوفي الأَحْوَل)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 252):"صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بالقويِّ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 40): "صدوق ربما وَهِمَ، من السادسة"/ 4. وانظر: "التهذيب" (7/ 359).

ص: 274

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم من طريق عليّ بن عبد الأعلى، عن أبي سهل الأَزْدِيّ، به. كما في "الإِصابة" (3/ 23) في ترجمة (عمرو بن يَعْلِى الثَّقَفِي). وليس عنده قوله:"على طائفنا هذا".

وقال ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 23) بعد عزوه له لأبي نُعَيْم من الطريق المتقدِّم: "قال أبو نُعَيْم: رواه ابن الرَّمَّاح عن أبي سَهْل قال: عن عمرو بن عثمان بن يَعْلَى -يعني ابن مُرَّة الثَّقَفِي-، عن أبيه، عن جَدِّه. قلت -القائل ابن حَجَر-: أخرجه أحمد والتِّرْمِذِيّ

(1)

من طريق ابن الرَّمَّاح مطوَّلًا، لكن لم يدخل بين أبي سهل وعمرو بن عثمان بن يَعْلَى أحدًا، فاختلاف السَّنَدَيْن وألفاظ المَتْنَيْن ظاهرة التعدد. وقد قال التِّرْمِذِيُّ: تفرَّد به ابن الرَّمَّاح، ولكنَّه محمول على سِيَاقِهِ، وإلَّا فقد روى أصل الحديث المَسْعُودي، عن يونس بن خَبَّاب، عن أبي يَعْلَى، عن أبيه. ورواه عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيْم

(2)

، عن يونس، فَأَدْخَلَ بينه وبين أبي يعلى: المِنْهَال بن عمرو، واللَّه أعلم".

* * *

930 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن الحسن بن محمد القاسم المَخْزُومِيّ، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو البُخْتَرِي الرَّزَّاز -إملاءً-، حدَّثنا إسماعيل بن محمد القاضي، حدَّثنا مَكِّي بن إبراهيم، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن عطاء،

عن ابن عبَّاس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ قومٍ تَغْدُوا

(1)

أحمد في "المسند"(4/ 173 - 174)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الدَّابَّة في الطين والمطر (2/ 267 - 268) رقم (411)، ولفظ الحديث عندهما يختلف بكلية عن حديث الخطيب، إضافةً إلى اختلاف الصحابي.

(2)

تَصَحَّفَ في "الإصابة" إلى: "خيثم". والتصويب من "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 487)، و"الجرح والتعديل"(5/ 111)، وغيرهما.

ص: 275

عليهم عشرون عنزًا سُودًا شغرًا

(1)

فيخافونَ العَيْلَةَ".

(6/ 283) في ترجمة (إسماعيل بن محمد بن أبي كثير الفارسي الفَسَويّ أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعَة المِصْرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح المَكِّي أبو محمد): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

و(مَكِّي بن إبراهيم) هو (التَّمِيمي البَلْخِي أبو السَّكَن)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 273):"ثقة ثَبْت، من التاسعة"/ ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(3/ 1370 - 1371) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 293 - 295).

وشيخ الخطيب (الحسين بن الحسن بن محمد المَخْزُومِيّ الغَضَائِرِيّ أبو عبد اللَّه) ترجم له في "تاريخه"(8/ 34) وقال: "كتبنا عنه وكان ثقةً فاضلًا". وتوفي عام (414 هـ).

(1)

هكذا في المطبوع: "شَغْرًا". وفي "الجامع الكبير"(1/ 725): "شَعْرًا". وفي "كنز العمَّال"(4/ 32) رقم (9353): "شُقْرًا". -وفيه أنه عن عائشة، وهو خطأ-. وعلَّق مصحح "التاريخ" على قوله:"شَغْرًا" فقال: كذا في الصيمصاطية -وهي إحدى نسخ "التاريخ" الخطية التي عاد إليها المصحح-، بسكون الغين المعجمة، والشغر: الرفع. وفي الأصل الثاني: بالعين المهملة". ويغلب على ظني أنَّ ما في الأصل الثاني هو الصَّواب "شَعْرًا" بالعين المهملة. ولم يذكره صاحب "النهاية"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 276

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 725) إليه وحده.

* * *

931 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأَهْوَازي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدَّثنا عِمْران القَطَّان، عن عمرو بن عبد اللَّه، عن قَابُوس بن أبي ظَبْيَان، عن أبيه،

عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يَدَعُ رَكْعَتَي الفَجْرِ في السَّفَرِ ولا في الحَضَرِ، ولا في الصِّحَةِ ولا في السَّقَمِ.

(6/ 284 - 285) في ترجمة (إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأَزْدِيّ أبو إسحاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (قَابُوس بن أبي ظَبْيَان الجَنْبِيّ الكُوفِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 339) وقال: "فيه ضعف لا يُحْتَجُّ به".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 479) وقال: ثقة".

3 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهَمَان- ص 70 رقم (193) وقال: "ليس به بأس".

4 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 152) وقال: "ليس هو بذاك".

ص: 277

5 -

"التاريخ الكبير"(7/ 193) وفيه عن جَرِير: "أتينا قَابُوس بعد فَسَاده".

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (4/ 145) وقال: "ثقة".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 201 رقم (519) وقال: "ليس بالقويِّ".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 489 - 490) وفيه عن جَرِير: "لم يكن قَابُوس من الثقة الجيِّد". وفيه أنَّ عبد الرحمن بن مهدي لم يحدِّث عنه بشيء قطّ.

9 -

"الجرح والتعديل"(7/ 145) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، ليِّن، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

10 -

"المجروحين"(2/ 215 - 216) وقال: "واسم أبي ظَبْيَان: حُصَيْن بن جُنْدُب. . . . كان رديء الحفظ، يتفرَّد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رَفَعَ المراسيل وَأَسْنَدَ الموقوف، كان يحيى بن مَعِين شديد الحَمْل عليه".

وقال ابن حِبَّان عن والد (قَابُوس): "ثقة".

11 -

"الكامل"(6/ 2071 - 2072) وقال: "أحاديثه متقاربة وأرجو أنَّه لا بأس به".

12 -

"المغني"(2/ 517) وقال: "قال النَّسَائي وغيره ليس بالقويِّ".

13 -

"التهذيب"(8/ 305 - 306) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف، ولكن لا يترك". وقال السَّاجِيُّ: "ليس بثَبْتٍ".

14 -

"التقريب"(2/ 115) وقال: "فيه لِين، من السادسة"/ بخ د ت ق.

التخريج:

رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 389) عن جَرِير، عن قَابُوس، عن أبيه، عن عائشة بلفظ:"أمَّا ما لم يدع صحيحًا ولا مريضًا، في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ، غائبًا ولا شاهدًا -تعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم فركعتان قبل الفجر".

ص: 278

وممَّا يقوِّيه، ما رواه البخاري في التهجد، باب تعاهد ركعتي الفجر. . . (3/ 45) رقم (1169)، وغيره، عن السيدة عائشة قالت:"لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدَّ منه تَعَاهُدًا على رَكْعَتَي الفَجْرِ".

* * *

932 -

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا إسماعيل بن نُمَيْل الخَلَّال البغدادي قال: حدَّثنا محمد بن بكَّار بن الرَّيَّان، حدَّثنا حفص بن سليمان، عن منصور بن حَيَّان، عن أبي الهَيَّاج الأَسَدِيّ، عن عليّ بن ربيعة الوَالِبِيّ،

عن عليّ بن أبي طالب، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفَجْرِ يوم الجُمُعَةِ في الرَّكْعَةِ الأولى بـ "آلم تَنْزِيلُ" السَّجْدَةَ، وفي الرَّكْعَةِ الثانية {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

(6/ 292) في ترجمة (إسماعيل بن نُمَيْل بن زكريا الخَلَّال أبو علي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وهو صحيح من غير حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ففيه (حفص بن سليمان الأَسَدِيّ الغَاضِرِيّ المُقْرِئ) وهو ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (636).

و (أبو الهَيَّاج الأَسَدِيّ) هو (حَيَّان بن حُصَيْن الأَسَدِي الكُوفِيّ)، والد (منصور)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 408):"ثقة، من الثالثة"/ م د س ت. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(7/ 471 - 472)، و"التهذيب"(3/ 67).

ص: 279

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 96)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 205) رقم (956) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يروى هذا الحديث عن عليّ إلَّا بهذا الإسناد تفرَّد به محمد بن بَكَّار".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 169): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه حفص بن سليمان الغَاضِرِيّ وهو متروك لم يوثِّقه غير أحمد بن حنبل في رواية، وضعَّفه في روايتين، وضعَّفه خَلْقٌ".

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(5/ 335 - 336)، و"مجمع الزوائد"(2/ 168 - 169)، و"فتح الباري"(2/ 378).

ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة (2/ 377) رقم (891)، ومسلم في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة (2/ 599) رقم (879)، وغيرهما، عن أبي هريرة قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الجُمُعَةِ في صلاة الفَجْرِ "الم تنزيلُ" السَّجْدَةَ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} "

* * *

933 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح البزَّاز

(1)

-من لفظه-، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق الرَّقِّي، حدَّثنا عبد اللَّه بن معاوية الجُمَحِي قال: سمعت أبي يحدِّث، عن أبيه، عن جدِّه،

عن أبي غَلِيظ بن أُمَيَّة بن خَلَف الجُمَحِيّ قال: رآني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صُرَّد، فقال: هذا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ".

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "البزَّار" بالراء المهملة. والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 118)، و"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (15/ 513).

ص: 280

(6/ 295 - 296) في ترجمة (إسماعيل بن إسحاق بن الحُصَيْن الرَّقِّي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

منكر. وقال الحاكم وابن الجَوْزي: موضوع.

ففيه (معاوية بن موسى بن أبي غَلِيظ الجُمَحِي)، وقد ترجم له الذَّهِبِيُّ في "ميزانه" (4/ 137) وقال:"فيه جَهَالَةٌ كأبيه". ثم ساق حديثه هذا من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا حديث منكر. رواه ثلاثة عن الرَّقِّي". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 59).

كما أنَّ فيه والده (موسى بن أبي غَلِيظ الجُمَحِي)، وفيه جَهَالَةٌ كما تقدَّم عن الذَّهَبِيِّ.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (إسماعيل بن إسحاق الرَّقِّي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو غَليظ بن أُمَيَّة بن خَلَف الجُمَحِيّ) ترجم له ابن حَجَر في "الإِصابة"(4/ 153) وقال: "قيل: هو ابن مسعود بن أُمَيَّة بن خَلَف. واخْتُلِفَ في اسم أبي غَلِيظ، فقيل: عَنْبَسَة، وقيل: نَشِيط. وهو الجدُّ الأعلى لعبد اللَّه بن معاوية الجُمْحِيّ شيخ التِّرْمِذِيّ". ورَجَّحَ ابن حَجَر أنَّه بالغين والظاء المعجمتين.

التخريج:

رواه ابن قَانِع في "معجم الصحابة"، من طريق عبد اللَّه بن معاوية، عن أبيه، به. وسَمَّى أبا غَلِيظ: سَلَمَة. كذا في "الإصابة"(4/ 153)، و"اللآلئ المصنوعة"(2/ 110).

ورواه الخطيب عقبه من طريقين عن عبد اللَّه بن معاوية، عن أبيه، به. إلَّا أنَّه في الطريق الثاني قال:"عليط" بالعين والطاء المهملتين.

ص: 281

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 204) عن الخطيب من طرقه الثَّلاثة، عن عبد اللَّه بن معاوية، عن أبيه، به، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، ولا يُعْرَفُ في الصحابة عَنْبَسَة ولا أبو غَلِيظ ولا أبو عليط. قال البخاري: عبد اللَّه بن معاوية منكر الحديث. وقال العُقَيْلِي: يحدِّث بمناكير لا أصل لها. وممَّا يردُّ هذا أنَّ الطَّيْرَ لا يُوصف بصوم".

أقول: وَهِمَ ابن الجَوْزي رحمه الله في إعلال الحديث بـ (عبد اللَّه بن معاوية)، ونقله تضعيفه عن البخاري والعُقَيْلِي؛ فإنَّ من ضعَّفاه هو:(عبد اللَّه بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزُّبَيْر بن العَوَّام)، كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 209)، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 307).

والذي في إسناد الخطيب هو (عبد اللَّه بن معاوية بن موسى بن أبي غَلِيظ الجُمَحِيّ البَصْرِيّ أبو جعفر)، وهو ثقة روى عنه أبو داود، والتِّرْمِذِيّ وهو شيخ له، وابن ماجه. وثَّقه ابن حِبَّان ومَسْلَمَة بن قاسم وعبَّاس العَنْبَرِيّ. وقال التِّرْمِذِيّ: هو رجل صالح. انظر: "التهذيب"(6/ 38 - 39)، و"التقريب" (1/ 453) وقال:"ثقة معمَّر، من العاشرة".

ولم يتنبَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 110)، ولا ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 156 - 157)، إلى وَهِمَ ابن الجَوْزي هذا. فالحمد للَّه على توفيقه.

ولم يرتض السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 110) حُكَمْ ابن الجَوْزي على الحديث بالوضع، وقال: إنَّ له شاهدًا أخرجه الحكيم التِّرْمِذِيّ في كتاب "المناهي" عن سفيان بن وكيع، عن ابن مهدي، عن قُرَّة بن خالد، عن موسى بن أبي غَلِيظ، عن أبي هريرة موقوفًا:"الصُّرَّدُ أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ".

كما أنَّ أبا نُعَيْم قد أخرج في "الحِلْيَة" عن قيس بن عُبَاد أنَّه قال: "كانت الوحوش تصوم يوم عاشوراء".

ص: 282

وتابعه في تعقَّبه، ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 156 - 157) وقال:"وفي "تلخيص الموضوعات" للذَّهَبِيِّ بعد إيراد حديث أبي غَلِيظ: تفرَّد به عبد اللَّه بن معاوية الجُمَحِيّ، رواه الخطيب في "تاريخه" بثلاث طرق إليه. وعبد اللَّه بن معاوية: ثقة".

أقول: لا قيمة لتعقُّب السُّيُوطيِّ، فحديث الحَكِيم التِّرْمِذِيّ موقوف على أبي هريرة، وفي إسناده (سفيان بن وكيع بن الجَرَّاح)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 269) "ضُعِّفَ. وقال أبو زُرْعَة: كان يُتَّهم بالكذب". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 312): "كان صدوقًا، إلَّا أنَّه ابْتُلِي بوَرَّاقِهِ، فَأَدْخَلَ عليه ما ليس من حديثه فَنُصِحَ فلم يَقْبَلْ، فَسَقَطَ حديثُهُ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (390).

وأمَّا الأثر عن (قيس بن عُبَاد)، فإنَّه مقطوع لا تقوم به حجَّة. و (قيس بن عبَّاد الضُّبَعِيُّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 129):"ثقة مُخَضْرَمٌ، وقد وَهِمَ من عَدَّهُ من الصحابة".

قال الإِمام القَاري في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" ص 289 رقم (1132): "الحديث مثل اسمه غَلِيظ. فقد قال الحاكم: هو من الأحاديث التي وَضَعَتْهَا قَتَلَةُ الحسين. وهو حديث باطل، رواتُهُ مجهولونَ".

غريب الحديث:

"الصُّرَّد": "طائر أكبر من العصفور، ضخم الرأس والمِنْقَار يصيد صغار الحشرات، وربما صاد العصفور، وكانوا يتشاءمون به". "المعجم الوسيط" مادة (صرد) ص 562.

* * *

934 -

حدَّثنا بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي، حدَّثني عمر بن أحمد بن يوسف -وكيل المُتَّقِي للَّه-، حدَّثنا أبو محمد إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت

ص: 283

عبد اللَّه بن معاوية الجُمَحِيّ يقول: سمعت أبي، فذكر بإسناده مثله سواء. -أي مثل إسناد ومَتْن الحديث السابق برقم (933) -.

(6/ 296) في ترجمة (إسماعيل بن إسحاق بن الحُصَيْن الرَّقِّي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

منكر. وقال الحاكم وابن الجَوْزي: موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (933).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (933).

* * *

935 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن مُتَيَّم قال: حدَّثنا إسماعيل بن محمد بن حُصَيْن المُعَمَّرِيّ قال: سمعت عبد اللَّه بن معاوية يقول: سمعت أبي، سمع أباه، يحدِّث عن جَدِّه،

عن أبي أُمَيَّة عَنْبَسَة أبي أُمَيَّة الجُمَحِيّ قال: رأى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على يدي صُرَّدًا، فقال:"هذا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ".

(6/ 296) في ترجمة (إسماعيل بن إسحاق بن الحُصَيْن الرَّقِّي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

منكر. وقال الحاكم وابن الجوزي. موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (933).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (933).

* * *

ص: 284

936 -

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيْعِيّ، أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرئ، أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن عبَّاد، حدَّثنا عبَّاد -يعني ابن يعقوب-، حدَّثنا محمد بن الفضل

(1)

بن عطيَّة، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى اسَتْقْبَلَنَا بِوَجْهِهِ.

(6/ 296) في ترجمة (إسماعيل بن عبَّاد بن القاسم القَطَّان أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وهو صحيح من غير هذه الطريق.

ففيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ أبو عبد اللَّه) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (319).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن عبَّاد القَطَّان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخْعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْت فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و (الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الأَسَدِي الكَاهِلِي أبو محمد): إمام حافظ ثقة وَرِع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "المفضل". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (319).

ص: 285

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2174) -في ترجمة (محمد بن الفضل بن عطية المَرْوَزِيّ) - من طريقين:

الأول: عن محمد بن الفضل هذا، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن إبراهيم النَّخَعِي، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صعد المِنْبَرَ يوم الجُمُعَةِ اسْتَقْبَلَنَا بوجُوهِنَا".

الثاني: عن محمد بن الفضل، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا نحوه.

والحديث له شواهد عِدَّة، منها ما رواه البخاري في الصلاة، باب يستقبل الإِمام النَّاس إذا سلَّم (2/ 333) رقم (845)، وغيره، عن سَمُرَة بن جُنْدُب قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ".

ومن حديث زيد بن خالد الجُهَني وأنس مطوَّلًا، عند البخاري في ذات الموطن السابق برقم (846 و 847).

* * *

937 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عَبْدَان الصَّفَّار، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن هارون بن عيسى بن زياد بن مَرْدَانْشَاه، حدَّثنا الحسن بن أبي الرَّبِيع، حدَّثنا القاسم بن الحَكَم البَجَلي، عن عبيد اللَّه بن الوليد الوَصَّافي، عن محمد بن سُوقَة، عن الحارث الأَعْور،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اشْتَاقَ إلى الجَنَّةِ سَارَعَ إلى الخَيْرَاتِ، ومَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَا عن الشَّهَوَاتِ، ومَنْ تَرَقَّبَ المَوْتَ لَهَا عن اللَّذَّاتِ، ومَنْ زَهِدَ في الدُّنْيَا هَانَتْ عليه المُصِيباتُ".

(6/ 301) في ترجمة (إسماعيل بن هارون بن عيسى البزَّاز أبو القاسم).

ص: 286

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحارث بن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأَعْور الكُوفِيّ أبو زهير) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 168 - 169) وقال: "كان له قول سَوْء، وهو ضعيف في روايته". وفيه عن الشَّعْبِيّ: "كان كَذُوبًا".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 93) وقال: "ليس به بأس".

3 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 90 رقم (233) وقال: "ثقة".

4 -

"التاريخ الكبير"(2/ 273) وفيه عن الشَّعْبِيّ: "حدَّثنا الحارث وأشهد أنَّه أحد الكذَّابين".

5 -

"أحوال الرجال" ص 41 - 43 رقم (10) وقال: "اتُّهم".

6 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 103 رقم (233) وفيه عن إبراهيم -يعني النَّخَعِيّ-: "كان الحارث مُتَّهَمًا في التَّشَيُّع".

7 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 606) رقم (57).

8 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 77 رقم (116) وقال: "ليس بالقويِّ".

9 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 208 - 210) وفيه أنَّ إبراهيم النَّخَعِي قد اتَّهَمَ الحارثَ. وقال أبو إسحاق: "زعم الحارث الأعور، وكان كذوبًا". وقال جَرِير بن عبد الحميد الضَّبِّيّ: "كان الحارث الأعور زَيْفًا". وقال عليّ بن المَدِيني: "كذَّاب".

10 -

"الجرح والتعديل"(3/ 78 - 79) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو خَيْثَمَة: "كذَّاب". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث ليس بالقويِّ ولا ممن يُحْتَجُّ بحديثه". وقال أبو زُرْعَة: "لا يُحْتَجُّ بحديثه".

ص: 287

11 -

"المجروحين"(1/ 222) وقال: "كان غاليًا في التَّشَيُّع واهيًا في الحديث".

12 -

"الكامل"(2/ 604 - 605) وقال: "أكثر رواياته عن عليّ، وروي عن ابن مسعود القليل، وعامَّة ما يرويه عنهما غير محفوظ".

13 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 175 رقم (153).

14 -

"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 21) وقال: "إذا انفرد لم يثبت حديثه".

15 -

"الكاشف"(1/ 138) وقال: "شِيْعِيٌّ ليِّن".

16 -

"الميزان"(1/ 435 - 437) وقال: "الجمهور على توهين أَمْرِهِ مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشَّعْبِيُّ يكذِّبه ثم يروي عنه، والظَّاهر أنَّه كان يكذب في لَهْجَتِهِ وحِكَايَاتِهِ، وأمَّا الحديث النَّبويّ فلا، وكان من أوعية العلم".

17 -

"التقريب"(1/ 141) وقال: "كذَّبه الشَّعْبِيُّ في رَأْيِهِ، ورُمي بالرَّفْضِ، وفي حديثه ضَعْفٌ، وليس له عند النَّسَائي سوي حديثين، مات في خلافة ابن الزُّبَيْر"/ 4.

كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن الوليد الوَصَّافي العِجْلِي الكُوفِيّ أبو إسماعيل) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 158 رقم (554) وقال: ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(5/ 402) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 155 رقم (370) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 128 - 129) وقال: "في حديثه مناكير، لا يُتَابَعُ على كثيرٍ من حديثه".

ص: 288

5 -

"الجرح والتعديل"(5/ 336 - 337) وفيه عن أحمد بن حنبل: "ليس بمُحْكَم الحديث، يُكْتَبُ حديثه للمعرفة". وقال الفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف". وقال ابن مَعِين: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(2/ 30 - 64) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات عطاء وغيره ما لا يُشْبِهُ حديث الأثبات حتَّى إذا سمعها المستمع سبق إلى قلبه أنَّه كالمتعمد لها، فاستحق الترك".

7 -

"الكامل"(4/ 1630 - 1631) وقال: "ضعيف جدًّا، يتبين ضعفه على حديثه".

8 -

"الكاشف"(2/ 206) وقال: "ضعَّفوه".

9 -

"التهذيب"(7/ 55 - 56) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال الحاكم: "روى عن مُحَارِب أحاديث موضوعة". وقال السَّاجِيُّ: "عنده مناكير، ضعيف الحديث جدًّا". وقال أبو نُعَيْم: "يحدِّث عن مُحَارِب بالمناكير، لا شيء".

10 -

"التقريب"(1/ 540) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ بخ ت ق.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (إسماعيل بن هارون البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لحديث عليٍّ رضي الله عنه أربعة طرق فيما وقفت عليه:

الأول: عن عبيد اللَّه بن الوليد الوَصَّافي، عن محمد بن سُوقَة، به.

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 10)، وتمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 27)

ص: 289

رقم (41)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 226) رقم (255)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 64) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن الوليد الوَصَّافي) - وأبو القاسم بن صَصْرَي في "أماليه" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 360) -، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 180) -عن الخطيب-.

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث محمد، تفرَّد به الوَصَّافي

(1)

. رواه مَسْلَمَة بن عليّ والمسيَّب بن شَرِيك عن الوَصَّافي (1) ".

وقال أبو القاسم بن صَصْرَي: "حسن غريب"! !

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (عبيد اللَّه بن الوليد الوَصَّافي) و (الحارث الأعور).

الثاني: عن المسيَّب بن واضح، عن المسيَّب بن شَرِيك، عن محمد بن سُوقَة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ مرفوعًا به.

رواه تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 28) رقم (42).

وفيه (المسيَّب بن شَرِيك التَّمِيمي الشَّقَرِي الكوفي أبو سعيد) وقد ترجم في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 214 رقم (796) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 408) وقال: "سكتوا عنه".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 228 رقم (599) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(8/ 294) وفيه عن أحمد: "تَرَكَ النَّاس حديثه".

(1)

تَصَحَّفَ في "الحِلْيَة"، و"الموضوعات"، إلى "الرصافي" بالراء المهملة. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث. كما أنَّه تَصَحَّفَ في "تنزيه الشريعة"(2/ 341) إلى "الوصابي".

ص: 290

وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث كأنَّه متروك".

5 -

"المجروحين"(3/ 24) وقال: "لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل التعجب".

6 -

"الكامل"(6/ 2382).

7 -

"تاريخ بغداد"(13/ 137 - 138) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث، قد اجتمع أهل العلم على ترك حديثه". وقال مُسْلِمٌ: "متروك الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

8 -

"المغني"(2/ 659) وقال: "تَرَكُوه".

9 -

"اللسان"(6/ 38 - 39) وفيه عن ابن المَدِيني: "ما أقول إنَّه كذَّاب". وقال السَّاجِيُّ: "متروك الحديث يحدِّث بمناكير". وقال محمود بن غَيْلان: "ضَرَبَ أحمد ويحيى بن مَعِين وأبو خَيْثَمَة على حديثه".

كما أنَّ فيه أيضًا (المسيَّب بن واضح السُّلَمِي التَّلْمَنَّسِيّ الحِمْصِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 294) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق كان يخطئ كثيرًا فإذا قيل له لم يقبل".

2 -

"الكامل"(6/ 2383 - 2385) وقال: "عامَّة ما خالف به النَّاس هو ما ذكرته لا يتعمده، بل كان يُشَبَّه عليه، وهو لا بأس به". وقال أيضًا: "كان أبو عبد الرحمن النَّسَائي حسن الرأي فيه". وفيه عن أبي عَرُوبَة: "كان لا يحدِّث إلَّا بشيء نعرفه ونقف عليه".

3 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 75 و 80) و (4/ 280) وقال: "ضعيف".

4 -

"اللسان"(6/ 40 - 41) وفيه عن السَّاجِيِّ: "تكلَّموا فيه في أحاديث كثيرة".

ص: 291

الثالث: عن السَّرِيّ بن سهل، عن عبد اللَّه بن رشيد، عن مُجَّاعَة بن الزُّبَيْر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ مرفوعًا به.

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 417) -مخطوط-.

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 341): "فيه السَّرِيُّ بن سهل، وهو: السَّرِيُّ بن عاصم بن سهل". وقد ترجم له الذَّهَبِيّ في "المغني"(1/ 253) وقال: "وقد ينسب إلى جَدِّه. . . قال ابن عدي: يسرق الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

كما أنَّ فيه (مُجَّاعَة بن الزُّبَيْر الأَزْدِيّ أبو عُبَيْدَة) وهو صدوق يخطئ، وقد ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ. وستأتي ترجمته في حديث (1437).

الرابع: عن سعد بن سعيد الجُرْجَاني، عن سفيان الثَّوْرِي، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن عليٍّ مرفوعًا به. وفي آخره زيادة هي:"وتصديقُ ذلك في كتاب اللَّه عز وجل {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [سورة الأنبياء: الآية 90] ".

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1194) -في ترجمة (سعد بن سعيد الجُرْجَاني) -، والسَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 218.

وفيه (سعد بن سعيد الجُرْجَاني) وهو ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (510).

وقد تعقَّب السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 359 - 360)، ابن الجَوْزي في حكمه على الحديث بالوضع، بذكر الطريق الثاني والثالث، وبتحسين أبي القاسم ابن صَصْرَى له. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 341).

أقول: الحُكْمُ على الحديث بالوضع فيه بُعْدٌ، والحديث ضعيف، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

ص: 292

938 -

أخبرنا عليّ بن المُحَسِّن التَّنُوخي، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأَزْرَق، أخبرنا عمِّي أبو الحسن إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن أبي كثير -قاضي المَدَائن-، حدَّثنا مكِّي بن إبراهيم، حدَّثنا أبو حَنِيفة، عن عبد الرحمن بن زَاذَان

(1)

، عن شُرَحْبِيل،

عن أبي سعيد الخُدْريِّ قال: دَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليَّ فأتيتُهُ بلَحْمِ شِوَاءٍ فَأَكَلَ منه، ثم دَعَا بماءٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ومَضْمَضَ، ثم صلَّى ولم يُحْدِثْ وضوءًا.

(6/ 301 - 302) في ترجمة (إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (شُرَحْبِيل بن سعد الخَطْمِيّ المَدَني أبو سعد) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 310) وقال: "بقي إلى آخر الزمان حتى اختلط واحتاج حاجة شديدة وله أحاديث وليس يُحْتَجُّ به".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 249) وقال: "ليس بشيء، هو ضعيف". وفيه عن ابن أبي ذِئْب: "كان شُرَحْبِيل مُتَّهمًا".

3 -

"التاريخ الكبير"(4/ 251) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 133 رقم (305) وقال: "ضعيف".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 187 - 188).

6 -

"الجرح والتعديل"(4/ 338 - 339) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "فيه لِين". وقال محمد بن إسحاق: "نحن لا نروي عنه شيئًا".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "يزداد". والتصويب من "الآثار" لمحمد بن الحسن ص 4، و"جامع المسانيد" للخُوَارِزْمِيّ (1/ 250 و 251).

ص: 293

7 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 365).

8 -

"الكامل"(4/ 320 - 322) وقال: "في عامَّة ما يرويه إنكار. . . وهو إلى الضَّعْف أقرب".

9 -

"المغني"(1/ 296) وقال: "اتَّهَمَه ابن أبي ذِئْب، وضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ وغيره".

10 -

"التهذيب"(4/ 320 - 322) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف يُعْتَبَرُ به". وقال ابن حَجَر: "خرَّج ابن خُزَيْمَة وابن حِبَّان حديثه في "صحيحيهما"".

11 -

"التقريب"(1/ 348) وقال: "صدوق اختلط بأَخَرَةٍ، من الثالثة"/ بخ د ق.

وفيه (عبد الرحمن بن زَاذَان) قال الحافظ ابن حَجَر في "الإيثار بمعرفة رواة الآثار" ص 17 رقم (146): "لم أقف له على ترجمة".

التخريج:

رواه محمد بن الحسن الشَّيْبَاني في كتاب "الآثار" ص 4 رقم (16)، عن أبي حَنِيفة، عن عبد الرحمن بن زَاذَان، به

(1)

.

وعن محمد بن الحسن من طريقه المتقدِّم، رواه أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن خُسْرُو في "مسنده". كما في "جامع المسانيد" للخُوَارِزْمِيّ (1/ 251).

ورواه أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن خُسْرُو في "مسنده"، من طريق أبي عمرو نُعَيْم بن عمرو المَرْوَزِيّ، عن أبي حَنِيفة، عن داود بن عبد الرحمن، عن شُرَحْبِيل، عنه، به. كما في "جامع المسانيد"(1/ 250).

ورواه القاضي عمر بن الحسن الأُشْنَانِيّ في "مسنده"، من طريق عبد اللَّه بن

(1)

في "الآثار": "عن عبد الرحمن بن زَاذَان عن أبي سعيد"، من دون ذكر (شُرَحْبِيل) بينهما وهو مثبت في "جامع المسانيد"(1/ 251)، و"تاريخ بغداد"(6/ 302).

ص: 294

الزُّبَيْر، عن أبي حَنِيفة، عن داود بن عبد الرحمن، عن شرحبيل، عنه، به. كما في المصدر السابق في ذات الموضع.

و (عمر بن الحسن بن عليّ الشَّيْبَاني الأُشْنَانِي أبو الحسين القاضي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (3/ 185) وقال:"ويُرْوَى عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه كذَّاب، ولم يصحّ هذا، ولكن هذا الأُشْنَانِيّ صاحب بَلَايَا. . مات في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة". وساق له حديثًا وقال: "آفة هذا هو عُمر". وانظر ترجمته موسعًا في: "تاريخ بغداد": (11/ 236 - 239)، و"السِّيَر"(15/ 406 - 407)، و"اللسان"(5/ 290 - 291).

ورواه الأُشْنَانِي، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "مسنديهما"، من طريق مكِّي بن إبراهيم، عن أبي حَنِيفة، عن داود بن عبد الرحمن، عن شُرَحْبيل، عنه، به. كما في المصدر السابق (1/ 250 - 251).

وسيأتي برقم (1846) من حديث هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخُدْرِي، عن عَمَّتِهَا الفُرَيْعَة بنت مالك.

* * *

939 -

حدَّثني الأَزْهَرِي، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا إسماعيل بن عليّ بن رَزِين الدَّعْبِلِيّ، حدَّثني أبي، حدَّثني أخي دِعْبِل بن عليّ الشَّاعر قال: سمعت مالكًا يحدِّث الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين حدَّثني أبو الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ، وما أَفْقَرَ أَهْلُ بَيْت عندهم الخَلُّ".

(6/ 307) في ترجمة (إسماعيل بن عليّ بن رزين الخُزَاعِي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والشَّطْرُ الأوَّل منه "نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ" صحيح من طرق أخرى. أمَّا الشَّطْرُ الثاني: "وما أَقْفَرَ أَهْلُ بَيْتٍ عندهم الخَلُّ" فقد روي من طرق عِدَّةٍ يحسن بمجموعها.

ص: 295

ففيه صاحب الترجمة (إسماعيل بن عليّ بن رزين الخُزَاعِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(6/ 306 - 307) وقال: "كان غير ثقة". وذكره الخطيب أيضًا في ترجمة (موسى بن سهل الرَّاسِبِي) من "تاريخه"(13/ 32)، وذكر له حديثًا موضوعًا. وقال:"الحَمْلُ فيه عندي على إسماعيل بن عليّ".

2 -

"الميزان"(1/ 238) وقال: "مُتَّهم يأتي بأَوَابِد".

3 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 101 رقم (144).

4 -

"اللسان"(1/ 421) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "لم يكن مرضيًا".

كما أنَّ فيه (دِعْبِل بن عليّ الخُزَاعي الشَّاعر أبو عليّ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1462).

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مُسْلِم بن تَدْرُس الأَسَدِي): ثقة مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (309).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 353) عن محمد بن يزيد، عن حَجَّاج أبي زَيْنَب

(1)

، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا به.

وفي إسناده (حجَّاج بن أبي زَيْنَب الصَّيْقَل الوَاسِطي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 150): "ضعَّفه ابن المَدِيني. وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ، وقوَّاه غيره. وقال أحمد: أخشى أن يكون ضعيف الحديث". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 153): "صدوق يخطئ، من السادسة"/ م د س ق. وانظر في ترجمته أيضًا: "تهذيب الكمال"(5/ 437 - 439)، و"التهذيب"(2/ 201).

وبقية رجاله ثقات.

وقد فات الهيثمي أن يذكره في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شَرْطِهِ.

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ -عليّ بن عمر الحافظ- في "غرائب مالك" من الطريق

(1)

صُحِّفَ في "المسند" إلى "ذئب". والتصويب من "تهذيب الكمال"(5/ 437)، وغيره.

ص: 296

التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يصحُّ عن مالك". كذا في "اللسان"(1/ 421).

والشَّطْرُ الأول منه: "نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ"، من حديث جابر، رواه مسلم والتِّرْمِذِيّ والنَّسَائيّ وابن ماجه. وسبق تخريجه في حديث (84).

وقد روي عن عدد من الصحابة، وسبق الكلام عليه برقم (84)، وخُرِّجَ هناك من حديث أنس أيضًا.

أمَّا الشَّطْرُ الثاني: "وما أَقْفَرَ أَهْلُ بَيْتٍ عندهم الخَلُّ"، فقد روي عن طرق عِدَّة يحسن بمجموعها.

فمن حديث أُمِّ هانئ، رواه التِّرْمِذِيّ في الأطعمة، باب ما جاء في الخلِّ (4/ 279) رقم (1841)، وقال:"حسن غريب".

أقول: في إسناده (ثابت بن أبي صفيَّة الثُّمَالِيّ أبو حمزة) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (956).

وعن أُمِّ هانئ، رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 54) مطوَّلًا، من غير طريق التِّرْمِذِيّ، ولم يتكلَّم عليه بشيء، وكذا الذَّهَبِيّ في "تلخيص المستدرك".

وفي إسناده (سعدان بن الوليد بيَّاع السَّابِري) لم أقف على من ترجم له، وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

ومن حديث السيدة عائشة، رواه ابن ماجه في الأطعمة، باب الائتدام بالخَلِّ (2/ 1102) رقم (3318) مطوَّلًا.

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 22): "فيه محمد بن زَاذَان وعَنْبَسَة

(1)

بن عبد الرحمن وهما ضعيفان". أقول: بل متروكان. انظر "التهذيب" (9/ 165) في (ابن زاذان)، وحديث رقم (1605) في (عَنْبَسَة).

غريب الحديث:

قوله: "الإِدَامُ" قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 31): "الإِدَامُ بالكسر، والأُدْمُ بالضمِّ: ما يُؤْكَلُ مع الخُبْز أي شيء كان".

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في "مصباح الزجاجة" إلى: "عتبة". والتصويب من "سنن ابن ماجه"(2/ 1102).

ص: 297

940 -

أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الرُّوْيَاني، أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الجُرْجَاني -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن عليّ أبو جعفر الشَّيْبَاني -ولم نكتبه إلَّا عنه-، حدَّثنا أحمد بن حازم الغِفَاري، حدَّثنا إسماعيل بن أَبَان الورَّاق، حدَّثنا سلَّام بن سليمان المَدَائِنِي، عن أبي إسحاق قال:

خرجتُ مع زيد بن أَرْقَم إلى الجُمْعَةِ، فرأى رجلين بينهما شَحْنَاء، فَوَثَبَ حتَّى حَجَز بينهما، ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ التَّارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس مؤمنًا بالقرآن ولا بي".

(6/ 309 - 310) في ترجمة (إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الجُرْجَاني الإسْمَاعِيلي أبو سعد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سلَّام بن سليمان بن سَوَّار المَدَائِنِي الثَّقَفِي الضَّرير) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 161) وقال: "في حديثه عن الثقات مناكير".

2 -

"الجرح والتعديل"(4/ 259) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ".

3 -

"الكامل"(1156 - 1159) وقال: "هو عندي منكر الحديث". وقال أيضًا: "عامَّة ما يرويه حِسَانٌ إلَّا أنَّه لا يُتَابَعُ عليه".

4 -

"الكاشف"(1/ 330) وقال: "له مناكير".

5 -

"التهذيب"(4/ 283 - 284) وفيه عن النَّسَائي في "الكُنَى": "ثقة".

6 -

"التقريب"(1/ 342) وقال: "قد ينسب إلى جَدِّه، ضعيف، من صغار التاسعة، مات سنة عشر ومائتين، أو بعدها"/ ق.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 306) عن الخطيب من طريقه

ص: 298

المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال النَّسَائِي والدَّارَقُطْنِيّ: سلَّام بن سليمان وإسماعيل بن أَبَان كلاهما متروك".

أقول: وَهِمَ ابن الجَوْزي فيما نقله عن النَّسَائي والدَّارَقُطْنِيّ في (إسماعيل بن أَبَان)، فإنَّ قولهما هذا كان منهما في (إسماعيل بن أَبَان الغَنَوي الخيَّاط) كما في "التهذيب"(1/ 270). والذي في إسناد الخطيب هنا، هو (إسماعيل بن أَبَان الورَّاق الأَزْدِيّ) كما صرَّح الخطيب نفسه، وهو ثقة خرَّج له البخاري. انظر:"تهذيب الكمال"(3/ 5 - 10). ولم يتنبه محقق "العلل المتناهية" لذلك.

وكذلك فإنَّ ما نقله عن الدَّارَقُطْنِيّ والنَّسَائي في حقِّ (سلَّام بن سليمان) فإني لم أقف على من نقله عنهما، والمنقول عن النَّسَائي توثيقه له كما تقدَّم. وهو ممَّا فات محقق "العلل" أيضًا.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 192) إلى الخطيب وحده.

* * *

941 -

أخبرنا أبو جعفر السِّمْنَاني، أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن الحسين بن عليّ البخاري الفَقِيه الزَّاهد، أخبرنا بكر بن محمد بن حَمْدَان المَرْوَزِيّ، حدَّثنا محمد بن يونس، حدَّثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة الحَنَفِيّ، حدَّثنا مالك بن أنس، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بِرُّوا آباءَكُمُ يَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ، ومَنْ تُنُصِّلَ إليه فلم يَقْبَلْ لم يَرِدْ عليَّ الحَوْضَ".

(6/ 311) في ترجمة (إسماعيل بن الحسين بن عليّ الفَقِيه الزَّاهد البُخَاري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله طرق وشواهد معلولة، وهو حديث ضعيف.

ص: 299

ففيه (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِيّ أبو العبَّاس) وهو متروك، وكذَّبه أبو داود، وابن حِبَّان، والدَّارَقُطْنِيّ، وغيرهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (446).

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (إسماعيل بن الحسين البخاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).

و(أبو جعفر السِّمْنَاني) هو (محمد بن أحمد بن محمد الحَنَفي القاضي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (1/ 355) وقال:"كتبت عنه، وكان ثقةً عالمًا فاضلًا سخيًا، حسن الكلام، عِرَاقي المذهب، ويعتقد في الأصول مذهب الأَشْعَري". ومات في المَوْصل سنة (444 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 651 - 652) وقال: "كان من أذكياء العَالَمِ".

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث قد وُهِمَ فيه على محمد بن يونس الكُدَيْمِيّ، لأنَّه إنَّما رواه عن عليّ بن قُتَيْبَة الرِّفَاعي عن مالك، ولم يكن عنده ولا عند غيره عن ابن عَثْمَة. وهو محفوظ أنَّ عليَّ بن قُتَيْبَة تفرَّد بروايته. وقد أخبرنا بصوابه عن محمد بن يونس، أبو الحسن محمد بن طلحة النِّعَالي". ثم ساقه، وهو الحديث التالي.

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 154)، وابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(2/ 308 - 309)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1850)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 249) -كلاهما في ترجمة (عليّ بن قُتَيْبَة الرِّفَاعي) -، والطبراني -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 190) -، والدَّارَقُطْنِيّ في "غرائب مالك" -كما في "اللسان"(4/ 250) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 335) مختصرًا، من طرق، عن عليّ بن قُتَيْبَة الرِّفَاعي، عن مالكٍ، به.

ص: 300

ولم يتكلَّم الحاكمُ عليه بشيء. وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" فقال: "عليٌّ، قال ابن عدي روى الأباطيل".

وقال ابن عبد البَرِّ: "هذا حديث غريب من حديث مالك، ولا أصل له في حديث مالك عندي، واللَّه أعلم".

وقال ابن عدي عقب روايته له مع حديث آخر من طريق عليّ بن قتيبة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر:"وهذه الأحاديث باطلة عن مالك".

وقال العُقَيْلِي: ليس له أصل من حديث مالك ولا من وجهٍ يثبت.

وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد به عليّ بن قتيبة وكان ضعيفًا، ولا يثبت هذا عن أبي الزُّبَيْر ولا عن مالك".

وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث مالك عن أبي الزُّبَيْر، تفرَّد به عليَّ بن قتيبة".

أقول: (عليّ بن قتيبة الرِّفاعي البَصْرِي) هذا، قد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 249) وقال: "يحدِّث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له".

2 -

"الكامل"(5/ 1850) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"الإِرشاد" للخَلِيلي (1/ 243) رقم (73) وقال: "ليس بالقويِّ، يتفرَّد عن مالك بأحاديث".

4 -

"المغني"(2/ 453) وقال: "قال ابن عدي: له أحاديث باطلة".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 85) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (عليّ بن قتيبة) و (محمد بن يونس الكُدَيْمِي).

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 190)، ولَخَّصَ تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 227) مع زيادات منه، فقال: "تعقِّب بأنَّ (الكُدَيْمِي)

ص: 301

لا مَدْخَلَ له في الحديث، فقد رواه عن عليّ بن قتيبة، جماعة غير الكُدَيْمي. نعم عليّ بن قتيبة تفرَّد به. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وقال الدَّارَقُطْنِيّ في عليّ بن قتيبة: كان ضعيفًا ولا يثبت حديثه، واللَّه أعلم. وأخرجه الحاكم في "المستدرك". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: لكن تعقَّبه الذَّهَبِيُّ بعليّ بن قتيبة، ورأيت بخطِّ الحافظ ابن حَجَر على هامش "تلخيص الموضوعات" لابن درباس، ما نصُّه: أخرجه الطبراني بإسناد حسن

(1)

، واللَّه أعلم. وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه الحاكم في "المستدرك"

(2)

، وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بأنَّ في سنده (سُوَيْدًا) وهو ضعيف. ومن حديث عائشة، أخرجه الطبراني في "الأوسط"

(3)

. ومن حديث أنس، أخرجه ابن عساكر في "سباعياته". ومن حديث ابن عمر، أخرجه الطبراني في "الأوسط"

(4)

. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: هذا لا يصلح شاهدًا فإنَّه من طريق

(1)

أقول: حديث الطبراني هذا عن ابن عمر كما سيأتي. وقد حسَّن إسناده من قَبْلُ: المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 493). وفي تحسينهما له نظر شديد، فإنَّ فيه (عليّ بن قتيبة الرِّفَاعي) وقد عَرَفْتَ حاله.

(2)

(4/ 152). وقد أخرجه أيضًا أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 48)، والشَّجَرِيّ في "أماليه"(2/ 118)، ثلاثتهم من طريق سُوَيْد بن إبراهيم أبو حاتم، عن قَتَادَة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. و (سُوَيْد بن إبراهيم الجَحْدَرِي الحَنَّاط البَصْرِي أبو حاتم): صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (474). وقد وهم المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 492) حيث يقول معقِّبًا على تصحيح الحاكم لإِسناد حديث أبي هريرة: "سُوَيد هذا هو ابن عبد العزيز واه". والصواب أنَّه (سُوَيد بن إبراهيم) كما صرَّح به أبو نُعَيْم.

(3)

(5/ 148 - 149) رقم (2827) من "مجمع البحرين في زوائد المعجمين". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 139): "وفيه خالد بن يزيد العُمَرِيّ وهو كذَّاب".

(4)

(2/ 8) رقم (1006). ومن العجيب أنَّ الهيثمي بعد ذِكْرِهِ له في "المجمع"(8/ 138 - 139) يقول: "رجاله رجال الصحيح، غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب، والظاهر أنَّه من المكثرين من شيوخه فلذلك لم ينسبه واللَّه أعلم"؛ قال هذا مع أنَّ شيخ الطبراني أحمد =

ص: 302

عليّ بن قتيبة أيضًا، وكذلك حديث أنس فإنَّه من طريق أبي هُدْبَة

(1)

، واللَّه تعالى أعلم".

وقد ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 202 - 203 وقال: "في إسناده: كذَّاب".

وحديث جابر ذكره الدَّيْلَمِيُّ أيضًا في "الفردوس"(2/ 10) رقم (2088).

غريب الحديث:

قوله: "ومن تُنُصِّلَ إليه" أي انْتَفَى له أخوه مِنْ ذَنْبِهِ واعْتَذَر إليه. انظر "النهاية"(5/ 67).

* * *

942 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن طلحة النِّعَالي، حدَّثنا عثمان بن محمد بن بِشْر بن سُنْقُر السَّقَطِي، أخبرنا محمد بن يونس، حدَّثنا عليّ بن قتيبة الرِّفاعي، حدَّثنا مالك بن أنس، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بِرُّوا آباءَكُمْ يَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ، ومن تُنُضِّلَ إليه فلم يَقْبَلْ فَلَنْ يَرِدَ عليَّ الحَوْضَ".

(6/ 311) في ترجمة (إسماعيل بن الحسين بن عليّ الفَقِيه الزَّاهِد البخاري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله طرق وشواهد معلولة، هو حديث ضعيف.

= إنما يرويه عن (عليّ بن قتيبة الرِّفاعي) وهو منكر الحديث يروي أباطيل كما تقدَّم، وليس له رواية في "الصحيحين"، ولا غيرهما من "السنن الأربعة"!!

(1)

هو (إبراهيم بن هُدْبَة الفارسي البصري): دجَّال من الدَّجَاجِلَة كما قال ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (909).

ص: 303

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (941).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (941).

* * *

943 -

حدَّثني القاضي أبو عبد اللَّه الصَّيْمَرِيّ، وعبد العزيز بن عليّ الأَزَجِيّ، قالا: حدَّثنا أبو عليّ إسماعيل بن الحسن بن عليّ بن عَتَّاس الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش.

وأخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش، حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصبَّاح الزَّعْفَرَانِيّ، حدَّثنا شَبَابَة -زاد ابن عَتَّاس: ابن سَوَّار- قال: أنبأنا -وفي حديث ابن مهدي: حدَّثنا- عطَّاف بن خالد، عن ابن صُهَيْب،

عن صُهَيْب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَزَوَّجَ امرأةً بصَدَاقٍ لا يريد أَنْ يؤدِّيه، جاء يومَ القيامةِ زَانِيًا، وَمَنْ تَسَلَّفَ مالًا يريدُ أَنْ لا يؤدِّيه، جاءَ يومَ القيامةِ سَارِقًا".

(6/ 312 - 313) في ترجمة (إسماعيل بن الحسن بن عليّ الصَّيْرَفِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده من الطريقين حسن عدا (عطَّاف بن خالد بن عبد اللَّه بن العاص المَخْزُومي المَدَني أبو صفوان). وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 406) وقال: "صالح الحديث". وقال مرَّةً: "شُوَيْخٌ، ليس به بأس".

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 171 رقم (116) وقال: "ثقة".

ص: 304

3 -

"العلل" لأحمد (1/ 274) وقال: "ليس به بأس". وفيه أنَّ عبد الرحمن بن مهدي لم يرضه.

4 -

"التاريخ الكبير"(7/ 92) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِيّ ص 335 رقم (1143) وقال: "ثقة".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 425) وفيه عن مالك بن أنس: "ويُكْتَبُ عن مثل عطَّاف بن خالد؟ ! لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخًا كلّهم خير من عطَّاف ما كتبت عن أحدٍ منهم، وإنما يُكْتَبُ العلم عن قومٍ قد جرى فيهم العِلْمُ مثل عبيد اللَّه بن عمر وأشباهه".

7 -

"الجرح والتعديل"(7/ 32 - 33) وفيه عن أحمد: "ثقة صحيح الحديث". وقال أبو حاتم: "صالح ليس بذاك". وقال أبو زُرْعَة: "ليس به بأس".

8 -

"المجروحين"(2/ 197) وقال: "يروي عن نافع وغيره من الثقات ما لا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتى ذلك من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات، كان مالك بن أنس لا يرضاه".

9 -

"الكامل"(5/ 2015 - 2016) وقال: "لم أر بحديثه بأسًا إذا حدَّث عنه ثقة".

10 -

"المغني"(2/ 433) وقال: "قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، غَمَزَهُ مالك".

11 -

"الكاشف"(2/ 234) وقال: "وثَّقه ابن مَعِين. وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ".

12 -

"التهذيب"(7/ 221 - 223) وفيه عن أبي داود: "ثقة". وقال النَّسَائي مرَّةً: "ليس به بأس". وقال البزَّار: "صالح الحديث، وإن كان قد حدَّث بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها".

ص: 305

13 -

"التقريب"(2/ 24) وقال: "صدوق يَهِم، من السابعة، مات قبل مالك"/ بخ قد ت س.

وعدا (ابن صُهَيْب) وهو (صَيْفِي بن صُهَيْب بن سِنَان الرُّومي)، وقد ترجم له البُخَاري في "تاريخه"(4/ 323)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 447)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حِبَّان في "الثقات" (4/ 384). وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 30):"وثِّقَ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 371): "مقبول، من الثالثة"/ ق.

و(القاضي أبو عبد اللَّه الصَّيْمَرِيّ) هو (الحسين بن عليّ بن محمد): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (197).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 332) عن هُشَيْم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن الحسن بن محمد الأنصاري قال: حدَّثني رجل من النَّمِر بن قاسط، عن صُهَيْب بن سِنَان الرُّومي مرفوعًا بنحوه.

ومن هذا الطريق رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 242)، دون ذكر (الحسن بن محمد الأنصاري) بين (عبد الحميد) و (الرجل من النَّمِر بن قاسط).

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 40) من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صَيْفِي بن صُهَيْب، عن أبيه محمد بن يزيد، وعمِّه عبد الحميد بن يزيد بن صَيْفِي، عن صَيْفِي بن صُهَيْب، عن صُهَيْب مرفوعًا به.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 451)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2626) -كلاهما في ترجمة (يوسف بن محمد بن يزيد بن صَيْفِي) -، من طريق يوسف بن محمد هذا، عن عبد الحميد بن زياد بن صَيْفِي، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا.

أقول: في إسناده (يوسف بن محمد بن يزيد بن صَيْفِي بن صُهَيب الرُّومي) وقد ترجم له في:

ص: 306

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 379 - 380) وقال: "فيه نظر".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 450 - 451) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".

3 -

"الجرح والتعديل"(9/ 228 - 229) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ وهو من ولد صُهَيْب لا بأس به".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 278).

5 -

"الكامل"(7/ 2626) وقال بعد أن روى بعض حديثه عن أبيه عن جدِّه -ومنها حديثه هذا-: "يوسف بن محمد يروي عن أبيه عن جدِّه هذه الأحاديث، وهذه تحتمل".

6 -

"التقريب"(2/ 382) وقال: "مقبول، من الثامنة"/ ق.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 284): "رواه أحمد والطبراني وفي إسناد أحمد رجل لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات. وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم".

ورواه مطوَّلًا عبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(6/ 186) رقم (10445) عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن دينار الأنصاري

(1)

قال: حدَّثني بعض ولد صُهَيْب، عن أبيه مرفوعًا، وفيه:"من تزوَّج امرأة، فكان من نِيَّته أن يَذْهَبَ بحقِّها فهو زانٍ حتى يتوب، ومن بايع رجلًا بيعًا ومن نيَّته أن يَذْهَبَ بحقِّه فهو خائنٌ حتى يتوب".

وفي إسناده (عمرو بن دينار البَصْرِي) وهو ضعيف كما في "التقريب"(2/ 69). وانظر ترجمته في: "التهذيب"(8/ 30 - 31).

ومن طريق عمرو بن دينار البَصْرِي، عن بني صُهَيْب، عن أبيهم صُهَيْب

(1)

علَّق محقق "المصنَّف" الشيخ عبد الرحمن الأعظمي على قوله: "الأنصاري": "كذا في ص -يعني في الأصل-، ولعل الصواب: (عمرو بن دينار البَصْري)، فإنَّه يروي عن صَيْفي بن صُهَيب".

ص: 307

مرفوعة بنحوه مطوَّلًا، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 40 - 41) رقم (7302).

ورواه ابن ماجه مختصرًا في الصدقات، باب من ادَّان دَيْنًا لم ينو قضاءه (2/ 805 - 806) رقم (2410)، من طريق يوسف بن محمد بن صَيْفِي بن صُهَيْب، عن عبد الحميد بن زياد بن صَيْفِي بن صُهَيْب، عن شُعَيْب بن عمرو، عن صُهَيْب مرفوعًا بلفظ:"أيُّما رجلٍ يَدينُ دَيْنًا وهو مُجْمِعٌ أَنْ لا يُوَفِّيَهُ إيَّاهُ، لَقِيَ اللَّهَ سَارِقًا".

ثم رواه عقبه من طريق يوسف بن محمد، عن عبد الحميد بن زياد، عن أبيه، عن جَدِّه صُهَيْب مرفوعًا بنحوه.

قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 599): "رواه ابن ماجه والبيهقي، وإسناده متصل لا بأس به، إلَّا أنَّ يوسف محمد بن صَيْفِي بن صُهَيْب قال البُخَاري: فيه نظر".

ثم ذكر رواية الطبراني عن عمرو بن دينار المتقدِّمة وقال: "عمرو بن دينار متروك".

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(3/ 64): "هذا إسناد حسن! يوسف بن محمد مُخْتَلَفٌ فيه. ورواه البيهقي من هذا الوجه. ورواه الطبراني في "الكبير" وفي إسناده عمرو بن دينار وهو متروك. ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مسنده" من طريق رجل من اليمن، عن صُهَيْب، وفيه زيادة في أوله. وكذا رواه أبو يعلى المَوْصِلِي. وله شاهد في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة

(1)

. . . وعبد الحميد بن زياد ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ. وزياد بن صَيْفِي ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".

(1)

أقول: شاهد أبي هريرة الذي في "الصحيحين" لا يوافق ما جاء في حديث ابن ماجه. انظر "جامع الأصول"(4/ 453 و 454).

ص: 308

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 133 - 135) من ثلاثة طرق:

الأول: عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

الثاني: عن العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم.

الثالث: عن العُقَيْلِي من حديث أبي هريرة.

وقال: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّ الطريق الأول بـ (عطِّاف)، والثاني بـ (يوسف بن محمد)، ونقل عن العُقَيْلِي قوله:"يوسف لا يُتَابَعُ على حديثه. . . وهذا الكلام يُرْوَى عن صُهَيْب بإسنادٍ مُرْسَلٍ ليس بثابت". كما أعلَّ الطريق الثالث بـ (محمد بن أَبَان) وقال: "قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال يحيى: لا يُكْتَبُ حديثه".

أقول: حديث أبي هريرة رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 241)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 163) رقم (1430) -من كشف الأستار-، من طريق محمد بن أَبَان، عن زيد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وقال البزَّار:"لا نعلمه عن أبي هريرة إلَّا من حديث محمد بن أَبَان، وهو كوفي، وهو ابن أَبَان بن صالح، لم يكن بالحافظ. . . ".

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 131): "رواه البزَّار من طريقين إحداهما هذه، وفيها محمد بن أَبَان الكوفي وهو ضعيف، والأخرى فيها منع الصَّدَاق خاليًا من الدَّيْن، وفيها محمد بن الحُصَيْن الجَزَري شيخ البزَّار، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات".

ثم ذكر رواية الطبراني عن عمرو بن دينار المتقدِّمة، وقال:"عمرو بن دينار متروك".

وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 208 رقم (775) وقال: "فيه محمد بن أَبَان ضعيف".

* * *

ص: 309

944 -

أخبرنا ابن عُرْوَة، حدَّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا عمر بن يزيد الرَّفَّاء، حدَّثنا شُعْبَة، عن عمرو بن مُرَّة، عن شَقِيق بن سَلَمَة،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بالُ أقوامٍ يُشَرِّفُونَ المُتْرَفِينَ، ويَسْتَخِفُّونَ بالعَابِدِينَ، ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ويَسْعَوْنَ فيما يُدْرَكُ بغير سعي من القدر المقدور، والأجل المكتوب، والرزق المقسوم، لا يَسْعَوْنَ فيما لا يدرك إلَّا بالسعي من الجزاء الموفور، والسعي المشكور، والتجارة التي لا تبور".

(6/ 313) في ترجمة (إسماعيل بن إبراهيم بن عليّ بن عُرْوة البُنْدَار أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عمر بن يزيد الشَّيْبَاني الرَّفَّاء البَصْرِي أبو حفص) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 195 - 196) وقال: "مجهول بالنقل، جاء عن شُعْبَة بحديث مُعْضَل". ثم ساق حديثه هذا.

2 -

"الجرح والتعديل"(6/ 142) وفيه عن أبي حاتم: "كان متروك الحديث يكذب". وقال ابن أبي حاتم: "ذكرت لأبي حديثًا حدَّثنا عنه سليمان بن تَوْبَة عن شُعْبَة، فقال: هذا حديث موضوع".

3 -

"الكامل"(5/ 1760 - 1761) وقال: "أحاديثه تشبه الموضوع".

4 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 230 - 231) وذكر حديثه هذا وقال: "موضوع". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 339 - 340).

ص: 310

و (ابن عُرْوَة) هو صاحب الترجمة (إسماعيل بن إبراهيم بن عليّ بن عُرْوَة البُنْدَار أبو القاسم) قال الخطيب فيه: "كتب عنه وكان صدوقًا". وتوفي عام (423 هـ).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 238) رقم (10432)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 109 - 110) و (5/ 98) و (7/ 205)، والشَّجَرِيّ في "أماليه"(2/ 206)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(3/ 392 - 393) رقم (1150)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 195 - 196)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 392 - 393) -كلاهما في ترجمة (عمر بن يزيد الشَّيْبَاني الرَّفَّاء) -، من طريق عمر بن يزيد الرَّفَّاء هذا، عن شُعْبَة، به.

وعند الطبراني ومن رواه عنه، والبيهقي، زيادة قوله:"ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض".

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث شُعْبَة، ولا يعرف عنه راويًا إلَّا عمر بن يزيد".

وقال العُقَيْلِي: "ليس لهذا الحديث من حديث شُعْبَة أصل. وهذا الكلام عندي، واللَّه أعلم يشبه كلام عبد اللَّه بن المِسْوَر الهاشمي المَدَايني وكان يضع الحديث. وقد روى عمرو بن مُرَّة عنه، فلعل هذا الشيخ حمله عن رجل عن عمرو بن مُرَّة عن عبد اللَّه بن المِسْوَر فأحاله على شُعْبَة".

وقال ابن عدي: "هذا لا يُعْرَفُ إلَّا بعمر بن يزيد هذا عن شُعْبَة، وهو بهذا الإِسناد باطل، وعمر بن يزيد يُعْرَفُ بهذا الحديث".

وقال البيهقي: "هذا حديث يُعْرَفُ بعمر بن يزيد الرَّفَّاء هذا، وهو بهذا

ص: 311

الإِسناد باطل ذكره أبو أحمد بن عدي الحافظ فيما أخبرنا أبو سعد المَالِيني عنه. وروي ذلك بإسناد آخر أضعف منه لم أذكره".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 229 و 234): "رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرَّفَّا وهو ضعيف! ".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 121) رقم (1856) من الطريق المتقدِّم، وسأل أباه عنه، فقال:"هذا حديث كذب موضوع، وعمر بن يزيد كان يكذب، ضَرَب عمرو بن عليّ عليه في كتابي".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 140) عن الخطيب والطبراني من الطريق المتقدِّم، وقال:"حديث ليس بصحيح، انفرد به عمر بن يزيد". وذكر أقوال النُّقَّاد فيه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 323 - 324) بقوله: "هذا الحديث أورده الحافظ ابن حَجَر في "أمالِيه" ولم يَسِمْهُ بوضع، بل قال: هذا حديث غريب أخرجه ابن مَنْدَه في "غرائب شُعْبَة"، والراوي له عن شُعْبَة مجهول. وأخرجه البيهقي في "شُعَب الإِيمان" وقال: هذا الحديث يعرف بعمر بن يزيد الرَّفَّا، وهو بهذا الإِسناد باطل ذكره ابن عدي، قال: وروي بإسناد آخر أضعف منه، واللَّه أعلم".

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 304).

أقول: لا قيمة لتعقيب السُّيُوطيّ، فإنَّ مدار الحديث على (عمر بن يزيد الرَّفَّاء) وهو كذَّاب كما تقدَّم. والإِسناد الآخر الذي أشار إليه البيهقي أضعف من سابقه كما قال! !

وأمَّا الحافظ ابن حَجَر فإنَّه أقرَّ الذَّهَبِيَّ في حكمه على الحديث بالوضع كما تقدَّم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

ص: 312

945 -

أخبرنا أبو سعد -من حفظه-، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه بن إسحاق الرَّمْلِي -ببيت المَقْدِس-، حدَّثنا أبو الوليد هشام بن عمَّار، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن بَحِير بن سعد

(1)

، عن خالد بن مَعْدَان،

عن شدَّاد بن أَوْس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بكى شُعَيْبٌ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حُبِّ اللَّه حتى عَمِي، فردَّ اللَّه إليه بصره، وأوحى إليه: يا شعيب ما هذا البكاء؟ أشوقًا إلى الجنَّة أم خوفًا من النَّار؟ قال: إلهي وسيِّدي أنت تعلم ما أبكي شوقًا إلى جنَّتك، ولا خوفًا من النَّار، ولكني اعتقدت

(2)

حُبَّكَ بقلبي، فإذا أنا نظرت إليك فما أبالي ما الذي يَصْنَعُ بي، فأوحى اللَّه إليه: با شُعَيْبُ إِنْ يك ذلك حقًّا فهنيئًا لك لقائي، لذلك أَخْدَمْتُكَ موسى بن عِمْرَان كَلِيمي".

(6/ 315) في ترجمة (إسماعيل بن عليّ بن الحسين

(3)

الإِسْتِرَابَاذِيّ أبو سعد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (أبو سعد) وهو صاحب الترجمة (إسماعيل بن عليّ بن الحسين الإِسْتِرَابَاذِيّ)، ووالده (عليّ بن الحسين)، وهما مُتَّهَمَان. وقد ترجم لـ (إسماعيل) في:

1 -

"تاريخ بغداد"(6/ 315 - 316) وقال: "لم يكن موثوقًا به في الرواية".

(1)

تَصَحَّفَ في "المطبوع"، وفي "تهذيب التهذيب"(1/ 421)، و"التقريب" (1/ 93) إلى:"سعيد". والتصويب من: "تاريخ ابن مَعِين"(2/ 54)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 137)، و"الجرح والتعديل"(2/ 412)، و"تهذيب الكمال"(4/ 20).

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "اعتدت". والتصويب من "تاريخ دمشق" لابن عساكر (2/ 863) -مخطوط-، و"العلل" لابن الجَوْزي (1/ 49).

(3)

وفي "تاريخ دمشق"(2/ 863) -مخطوط-، و"اللسان" (1/ 422):"الحسن".

ص: 313

2 -

"الميزان"(1/ 239) وفيه عن ابن طاهر: "مَزَّقُوا حديثه بين يديه ببيت المَقْدِس".

3 -

"اللسان"(1/ 422 - 423) وقال: "مُتَّهَمٌ". وفيه: "قال ابن سعد بن السَّمْعَاني في "الأنساب"

(1)

: كان يقال له كذَّاب ابن كذَّاب. ثم نقل عن عبد العزيز النَّخْشَبِيّ قال. . . . وكان يَقِصُّ ويكذب ولم يكن على وجهه سيماء المتَّقين. قال النَّخْشَبِيُّ: ودخلت على أبي نصر عبيد اللَّه بن سعيد السِّجْزِيّ بمكَّة فسألته فقال: هذا كذَّاب ابن كذَّاب لا يُكْتَبُ عنه ولا كرامة. قال: وتبينت ذلك في حديثه وحديث أبيه، يُرَكِّبُ المُتُونَ الموضوعة على الأسانيد الصحيحة، ولم يكن موثوقًا به في الرواية".

وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "منكر".

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 863) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 49 - 50) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا أصل له". ونقل قول الخطيب بأنَّه منكر.

قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 422) في ترجمة (إسماعيل بن عليّ الإِسْتِرَابَاذِيّ): "وقد رواه الوَاحِدِيّ في "تفسيره" عن أبي الفتح محمد بن عليّ المكفوف، عن عليّ بن الحسن بن بُنْدَار والد إسماعيل، فبرئ إسماعيل من عُهْدَتِهِ، والتصقت الجناية بأبيه، وسيأتي، وإسماعيل مع ذلك مُتَّهَمٌ".

وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 239) في ترجمة (إسماعيل) بعد أن ذكر الحديث عن الخطيب من طريقه المتقدِّم: "هذا حديث باطل لا أصل له". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 422).

(1)

لم أقف عليه في "الأنساب" في مادة (الإِسْتِرَابَاذِيّ). فلعله في مادة أخرى، واللَّه تعالى أعلم.

ص: 314

وقال ابن عساكر من قَبْلُ في "تاريخه" -الموضع السابق-: "رواه الوَاحِدِيّ عن أبي الفتح محمد بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن الحسن بن بُنْدَار. كما رواه ابنه إسماعيل عنه. فقد برئ من عُهْدَتِه".

* * *

946 -

أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلَّاف، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد، حدَّثنا يزيد بن مروان، حدَّثنا إسحاق بن نَجِيح، عن عطاء،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ نبيٍّ خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِهِ، وإنَّ خَلِيلي عثمانُ بن عَفَّانَ".

(6/ 321 - 322) في ترجمة (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ أبو صالح).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ أبو صالح -أو أبو يزيد-) وهو دجَّال من الدَّجَاجِلَةِ كما قال ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (148).

كما أنَّ فيه (يزيد بن مروان الخَلَّال) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 235 رقم (913) وقال: "كذَّاب". وقال الدَّارِمي: "وقد أدركت يزيد بن مروان وهو ضعيف قريب مما قال يحيى".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 389) ونقل قول يحيى بن مَعِين السابق.

3 -

"الجرح والتعديل"(9/ 291) ونقل قول يحيى بن مَعِين فحسب.

4 -

"المجروحين"(3/ 105 - 106) وقال: "كان كثير الخطأ فاحش الوَهَم، يخالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة،

ص: 315

علم أنَّها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عنهم بالمُعْضِلَات".

5 -

"الكامل"(7/ 2737) وقال: "ليس بذلك المعروف".

6 -

"اللسان"(6/ 293) وفيه عن أبي داود: "ضعيف". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف جدًّا".

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 201) في ترجمة (إسحاق المَلَطِيّ)، من طريق يزيد بن مروان الخَلَّال، عن إسحاق بن نَجِيح المَلَطي، به، وقال:"هذا باطل، ويدلُّ على ذلك قوله عليه السلام: "لو كنت متخذًا خليلًا من هذه الأُمَّة لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ خليلًا"

(1)

.

وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 392) -في الفصل الثالث، وهو ما تضمن زيادات السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"- وعزاه للخطيب وحده، وقال:"فيه يزيد بن مروان وإسحاق بن نَجِيح. . . ".

* * *

947 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، أخبرنا عبد اللَّه بن إبراهيم الزَّيْنَبِيّ، حدَّثنا أحمد بن أبي عَوْف، حدثَّنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا إسحاق بن عبد اللَّه، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ في دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ".

(6/ 322) في ترجمة (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ أبو صالح).

(1)

عَدَّهُ السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر. انظر "الأزهار المتناثرة" له ص 275.

ص: 316

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ) وهو من المعروفين بالكذب والوضع في الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (148).

كما أنَّ فيه (سُوَيْد بن سعيد بن سَهْل الهَرَوي الحَدَثَاني أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 343) وقال: "فيه نظر، كان عَمِيَ فَلُقِّنَ ما ليس من حديثه".

2 -

"سؤالات البَرْذَعِيّ لأبي زُرْعَة"(2/ 407) وفيه عن سعيد بن عمرو البَرْذَعِيّ قوله: "ورأيت أبا زُرْعَة يُسيء المقول في سُوَيْد بن سعيد".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائِي ص 124 رقم (275) وقال: "ليس بثقة".

4 -

"الجرح والتعديل"(4/ 240) وفيه عن أبي حاتم: "كان صدوقًا وكان يُدَلِّس، يكثر ذاك -يعني التَّدْلِيس-".

5 -

"المجروحين"(1/ 352) وقال: "يأتي عن الثقات بالمُعْضِلات". وفيه عن ابن مَعِين: "لو كان لي فَرَسٌ وَرُمْحٌ لكنت أغزو سُوَيْد بن سعيد".

6 -

"الكامل"(3/ 1263 - 1265) وقال: "لسُوَيْد ممَّا أنكرت عليه غير ما ذكرت، وهو إلى الضعف أقرب".

7 -

"تاريخ بغداد"(9/ 228 - 232) وقال: "كان قد كُفَّ بصره في آخر عمره، فربما لُقِّنَ ما ليس من حديثه، ومن سمع منه وهو بصير فحديثه عنه حسن". وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ليس بشيء". وعن يحيى بن مَعِين: "هو حلالُ الدَّم". وقال أحمد: "أرجو أن يكون صدوقًا -أو قال: لا بأس به-".

ص: 317

8 -

"التقريب"(1/ 340) وقال: "صدوق في نفسه إلَّا أنَّه عَمِيَ فصار يَتَلَقَّنُ ما ليس من حديثه، وأفحشَ فيه ابن مَعِين القول، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين -يعني ومائتين-، وله مائة سنة"/ م ق.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 325) -في ترجمة (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"

(1)

-كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 183) -، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 94) -عن الخطيب

(2)

والدَّارَقُطْنِيّ-، من طريق سُوَيْد، عن إسحاق، به.

وعند ابن عدي: "عن سُوَيْد ونوح بن حبيب عن إسحاق. . . ".

ورواه ابن عدي في الموضع السابق

(3)

، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 95)، من طريق سُوَيْد ونوح بن حبيب، عن إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ، عن الأَوْزَاعي، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ورواه الخطيب البغدادي في "الفَقِيه والمُتَفَقِّه"(1/ 180)، والدَّارَقُطْنِيّ -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 182) -، من طريق إسحاق المَلَطِيّ، عن الأَوْزَاعِي وعبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 229)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"

(4)

(3/ 95)، من طريق سُوَيْد، عن ابن أبي الرِّجَال، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

(1)

لم أقف عليه في فهارس أطراف "الحِلْيَة".

(2)

من طريقه التالي برقم (948).

(3)

وقع في "الكامل" المطبوع سقط في الإِسناد، استدركته من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 95)، و"الميزان"(1/ 202).

(4)

وقع في "الموضوعات" المطبوع سقط كبير في الإِسناد.

ص: 318

قال ابن عدي: "وهذه الرواية التي بلغت يحيى بن مَعِين أنَّ سُوَيْدًا حدَّث به عن ابن أبي الرِّجَال، فقال يحيى: لو كان عندي سَيْفٌ ودَرَقَةٌ

(1)

لغزوته. وإنما قال يحيى هذا لأنَّ ابن أبي الرِّجَال لا يَحْتَمِلُ مثل هذه الرواية، وإسحاق بن نَجِيح يَحْتَمِلُ".

وقال ابن عدي أيضًا عن هذا الحديث مع أحاديث أخرى ذكرها لـ (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ): "كلُّها موضوعات وَضَعَهَا هو".

وقال أبو زُرْعَة الرَّازي كما في "سؤالات البَرْذَعِيّ" له (2/ 409 - 410): "قلنا ليحيى بن مَعِين إنَّ سُوَيْد بن سعيد يحدِّث عن ابن أبي الرِّجَال، عن ابن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قال في دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ". فقال يحيى: سُوَيْد ينبغي أَنْ يُبْدَأَ به فَيُقْتَل. فقيل لأبي زُرْعَة: يحدِّث بهذا عن إسحاق بن نَجِيح؟ فقال: هذا حديث إسحاق بن نَجِيح، إلَّا أنَّ سُوَيْدًا حدَّثنا عن ابن أبي الرِّجَال

(2)

. قلت: فقد رواه لغيرك عن إسحاق، فقال: عسى قيل له فرجع"

(3)

.

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ، تفرَّد به إسحاق، وهو المُتَّهَمُ به، وكان يضع الحديث. . . وهو غيَّر إسناده، فتارةً يرويه عن الأَوْزَاعِيّ، وتارةً عن عبد العزيز عن نافع، وتارةً عنهما عن نافع، وهذا مِنْ فِعْلِهِ، فإنَّه معروف بهذا.

(1)

الدَّرَقَة: "التُّرْسُ من جِلْدٍ ليس فيه خشب ولا عَقَب". "المعجم الوسيط" مادة (درق) ص 281.

(2)

في "تاريخ بغداد"(9/ 229)، و"تهذيب الكمال" (12/ 253):"إلَّا أنَّ سويدًا أتى به عن ابن أبي الرِّجَالَ".

(3)

في "سؤالات البَرْذَعي": "عن ابن أبي الرِّجَال، وقد رواه لغيرك عن إسحاق. فقال: عمي فيل له فرجع"! ! والتصويب من "تاريخ بغداد"(9/ 229)، و"تهذيب الكمال"(12/ 253)، و"التهذيب"(4/ 273).

ص: 319

وأمَّا رواية سُوَيْد عن ابن أبي الرِّجَال، فقد اعتذر قوم لِسُوَيْد، فقالوا: وَهَمَ، وأراد ان يقول: إسحاق، فقال: ابن أبي الرِّجَال، على أنَّ هذا الاعتذار لم يقبله كثير من العلماء. . . . ".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 182)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 218).

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 457) من طريق سُوَيْد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به. وقال: إنَّ أبا زُرْعَة سُئِلَ عنه، فذكر أن يحيى بن مَعِين قال:"ينبغي أَنْ يُبْدَأَ بسُوَيْد فَيُسْتَتَاب".

أقول: (عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال الأنصاري المَدَني) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 145): "وثَّقَهُ جماعة". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 479): "صدوق ربما أخطأ، من الثامنة"/ 4. وانظر ترجمته في "التهذيب" (6/ 169).

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 507.

* * *

948 -

أخبرنا محمد بن عليّ المُقْرِئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن مِهْرَان، أخبرنا عبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفِيّ، حدَّثنا صالح بن محمد أبو عليّ البغدادي، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا إسحاق بن نَجِيح المَلَطِيّ، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع،

عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَالَ في دَيْنِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ".

(6/ 322) في ترجمة (إسحاق بن نَجِيح المَلَطي أبو صالح).

ص: 320

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (947).

التخريج:

تقدم تخريجه في الحديث السابق رقم (947).

* * *

949 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عليّ الإِيادي، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلَّاد العطَّار، حدَّثنا الحارث بن محمد، حدَّثنا إسحاق بن بِشْر الكَاهِلِي، حدَّثنا أبو مَعْشَر المَدَائِني، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحَجَرُ الأسودُ يَمِينُ اللَّهِ في الأرضِ، يُصَافِحُ بها عِبَادَهُ".

(6/ 328) في ترجمة (إسحاق بن بِشْر بن مُقَاتِل الكَاهِلِي أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إسحاق بن بِشْر بن مُقَاتِل الكَاهِلِي أبو يعقوب) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 98 - 100) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"الجرح والتعديل"(2/ 214) وفيه عن أبي حاتم وأبي زُرْعَة: "كان يكذب".

3 -

"المجروحين"(1/ 135 - 137)، وقد خلط ابن حِبَّان بين (إسحاق بن بشر بن مُقَاتِل الكَاهِلِي أبو يعقوب) و (إسحاق بن بِشْر بن محمد البُخَاري أبو حُذَيْفة)، وجعلهما واحدًا، فقال: (إسحاق بن بِشْر الكَاهِلِي كُنْيَتُهُ أبو حُذَيْفَة

ص: 321

القُرَشِي). والصواب التفرقة بينهما، وكلٌّ منهما مُتَّهَمٌ بالوضع. و (إسحاق بن بِشْر البُخَاري أبو حُذَيْفَة) ستأتي ترجمته في حديث (1423).

4 -

"الكامل"(1/ 335 - 337) وقال: "هو في عِدَاد من يضع الحديث". وفيه عن موسى بن هارون الحَمَّال: "كذَّاب".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 141 رقم (90) وقال: "متروك".

6 -

"تاريخ بغداد"(6/ 328 - 329) وفيه عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة: "كذَّاب". وقال سهل بن أحمد الوَاسِطي: "متروك الحديث". وقال ابن قَانِع: "ضعيف".

7 -

"الميزان"(1/ 186 - 188) وقال: "قال الفَلَّاس وغيره: متروك. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: هو في عِدَاد من يضع الحديث".

كما أنَّ فيه (أبو مَعْشَر المَدَائِني) وهو (نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدِيّ): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (789).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 336) -في ترجمة (إسحاق بن بشر) - من طريق إسحاق هذا، عن أبي مَعْشَر، به

(1)

.

وقد توبع (إسحاق بن بِشْر الكَاهِلِي)، فرواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 178) -مخطوط-، من طريق أبي عليّ الأَهْوَازِي، عن أبي عبد اللَّه محمد بن جعفر بن عبيد اللَّه بن صالح الكَلَاعِيّ الحِمْصِيّ، عن أبي عليّ يونس بن أحمد بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليّ بن عبد العزيز المكِّي، عن أحمد بن يونس الكوفي، عن أبي مَعْشَر، به.

(1)

حُرِّفَ السَّنَدُ في "الكامل" المطبوع إلى: "إسحاق بن بشر أبو مَعْشَر المَدَني عن محمد بن المُنْكَدِر".

ص: 322

أقول: (أحمد بن عبد اللَّه بن يونس الكوفي التَّمِيمي اليَرْبُوعي) وهو من تَابَعَ (إسحاق بن بِشْر الكَاهِلِي)، قد قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 19):"ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة سبع وعشرين -يعني ومائتين-، وهو ابن أربع وتسعين سنة"/ ع. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(1/ 375 - 378)، و"التهذيب"(6/ 50 - 51).

لكن لا قيمة لهذه المتابعة، لأنها من طريق (أبي عليّ الأَهْوَازي) وهو (الحسن بن عليّ بن إبراهيم)، وقد كذَّبه الخطيب وابن عساكر وغيرهما. انظر ترجمته في:"تبيين كذب المفتري" لابن عساكر ص 364 وما بعد، و"ميزان الاعتدال"(1/ 512 - 513)، و"السِّيَر"(18/ 13 - 18)، و"اللسان"(2/ 237 - 240).

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 84 - 85) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. وإسحاق بن بِشْر قد كذَّبه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وغيره. . . وأبو مَعْشَر: ضعيف".

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 409)"قال ابن العَرَبِيّ: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه".

وقد رواه ابن قُتَيْبَة في "غريب الحديث"(2/ 337) من طريق إبراهيم بن يزيد، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفًا عليه من قوله.

أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (إبراهيم بن يزيد الخُوزِيّ المَكِّي أبو إسماعيل) وهو متروك. وستأتي ترجمته في حديث (2128).

* * *

950 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن الحَجَّاج -بالمَوْصِل-، حدَّثنا محمد بن الفضل بن جابر السَّقَطِيّ، حدَّثنا

ص: 323

إسحاق بن كعب، حدَّثنا موسى بن عُمَيْر، عن الحَكَم، عن إبراهيم، عن الأسود ابن يزيد،

عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الخَلْقُ عِيَالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّ النَّاسِ إلى اللَّه مَنْ أَحْسَنَ إلى عِيَالِهِ".

(6/ 334) في ترجمة (إسحاق بن كعب أبو يعقوب مولى بني هاشم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (موسى بن عُمَيْر القُرَشِيّ الجَعْدِيّ الكوفي الأَعْمَى أبو هارون) وقد ترجم له في:

1 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 121 - 122) وقال: "ضعيف".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 224 رقم (582) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 159 - 160) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".

4 -

"الجرح والتعديل"(8/ 155) وفيه عن ابن نُمَيْر: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث كذَّاب". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".

5 -

"المجروحين"(2/ 238) وقد خَلَطَ بينه وبين (موسى بن عُمَيْر العَنْبَرِيّ) الثقة.

6 -

"الكامل"(6/ 2340 - 2341) وقال: "عامَّة ما يرويه ممَّا لا يتابعه الثقات عليه".

7 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 364 رقم (514).

ص: 324

8 -

"التقريب"(2/ 278) وقال: "متروك، وقد كذَّبه أبو حاتم، من الثامنة"/ تمييز.

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(الحكم) هو (ابن عُتَيْبَة الكِنْدِيّ الكوفي أبو محمد): ثقة ثَبْت فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (261).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 105) رقم (10033)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 210) رقم (2935) -، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 43 - 44) رقم (7448) و (7449) -ط بيروت-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 237)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2340)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 238) -كلاهما في ترجمة (موسى بن عُمَيْر) -، من طريق موسى بن عُمَيْر، عن الحكم بن عُتَيْبَة، به.

قال الطبراني في "الأوسط": "لم يروه عن الحكم إلَّا موسى".

وقال البيهقي: إسناده ضعيف.

وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الحكم وإبراهيم، تفرَّد به موسى".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 191): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه موسى بن عمير

(1)

، وهو أبو هارون القُرَشِيّ متروك".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 28 - 29) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (موسى بن عُمَيْر)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

(1)

سقط من "مجمع الزوائد" المطبوع قوله: "موسى بن".

ص: 325

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 102) من طريق موسى بن عُمَيْر، عن الحكم ابن عتيبة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود، به، وقال:"غريب من حديث الحكم لم يروه عنه إلَّا موسى بن عُمَيْر".

وله شاهد من حديث أنس، رواه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 65) رقم (3315)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 398) رقم (1949) -من كشف الأستار-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 255) رقم (913)، وابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 35 - 36 رقم (24)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 42 - 43) رقم (7444) و (7446) -ط بيروت-، والحارث بن أبي أُسامة، والطبراني، وأبو نُعَيْم، والعَسْكَري -كما في "المقاصد الحسنة" ص 201 - ، من طريق يوسف بن عطيَّة الصَّفَّار، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 191): "رواه أبو يعلى والبزَّار، وفيه يوسف بن عطيَّة الصَّفَّار، وهو متروك".

وحديث ابن مسعود، ذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 264 رقم (1067)، وقال:"فيه موسى بن عُمَيْر يُكْنَى بأبي هارون ليس بشيء في الحديث".

* * *

951 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن الحَجَّاج -بالمَوْصِل-، حدَّثنا محمد بن الفضل بن جابر السَّقَطِيّ، حدَّثنا إسحاق بن كعب، حدَّثنا موسى بن عُمَيْر، عن الحَكَم، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد،

عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بالزَّكَاةِ، ودَاوُوا مَرْضَاكُم بالصَّدَقَةِ، وأَعِدُّوا للبَلَاد الدُّعَاءَ".

(6/ 334) في ترجمة (إسحاق بن كعب أبو يعقوب مولى بني هاشم).

ص: 326

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (موسى بن عُمَيْر القُرَشِيّ الجَعْدِيّ الكوفي الأَعْمَى أبو هارون) وهو متروك، وكذَّبه أبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (950).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(الحَكَم) هو (ابن عُتَيْبَة الكِنْدِيّ الكوفي أبو محمد): ثقة ثَبْت فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (261).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 157 - 158) رقم (10196)، و"المعجم الأوسط"(2/ 574) رقم (1984)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 104) و (4/ 237)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 383)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2340) -في ترجمة (موسى بن عُمَيْر القُرَشِيّ الكوفي) -، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 401 - 402) رقم (449)، من طريق موسى بن عُمَيْر القُرَشِيّ، عن الحَكَم بن عُتَيْبَة، به.

قال الطبراني في "المعجم الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن الحَكَم إلَّا موسى بن عُمَيْر".

وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الحكم وإبراهيم، تفرَّد به موسى".

وقال البيهقي: "إنما يعرف هذا المَتْنُ عن الحسن البَصْري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرْسَلًا".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 63 - 64): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه موسى بن عُمَيْر الكوفي، وهو متروك".

ص: 327

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 2 - 3) عن الخطيب وأبي نُعَيْم من طريقهما المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، تفرَّد به موسى بن عُمَيْر". وأعلَّه به، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه، ثم قال:"وإنما رُوي هذا مُرْسَلًا".

ورواه أبو داود في "مراسيل" ص 110، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 3)، عن محمد بن سليمان الأَنْبَاري، عن كثير بن هشام، عن عمر بن سُلَيْم البَاهِلِي، عن الحسن -يعني البَصْرِي- مرفوعًا به.

إلَّا أنَّ لفظ آخره عنده: "واسْتَقْبِلُوا أَمْوَاجَ البَلاءِ بالدُّعَاءِ والتَّضَرُّعِ".

ورجال إسناد هذا الحديث المرسل ثقات عدا (عمر بن سُلَيْم البَاهِلِيّ) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 57): "صدوق له أوهام، من السابعة"/ د ق.

قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 520): "والمُرْسَلُ أَشْبَهُ".

وللحديث شواهد معلولة ذكرها السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 190 - 191، فانظرها إن شئت.

* * *

952 -

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المُحْتَسِب، حدَّثنا عليّ بن محمد بن لؤلؤ الورَّاق، حدَّثنا موسى بن هارون بن سعيد التُّوَّزِيّ - بِسُرَّ مَنْ رَأَى، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعيّ -قال أبو يعقوب: هذا أوَّل من كتبت عنه وأنا في الكُتَّاب-، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا إخواني تَنَاصَحُوا في العِلْمِ، فلا يَكْتُم بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فإنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ في عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ في مَالِهِ، وإنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عنه".

(6/ 356 - 357) في ترجمة (إسحاق بن أبي إسرائيل أبو يعقوب).

ص: 328

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعي الشَّامِي) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (415).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 270) رقم (11701)، من طريق مصعب بن سلَّام، عن أبي سعد، عن عِكْرِمَة، عنه، به. وليس عنده قوله:"فلا يكتم بعضكم بعضًا".

ورواه الخطيب في "تاريخه" أيضًا (6/ 389)، والشَّجَرِيُّ في "أماليه"(1/ 49)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 796) -مخطوط-، من طرق، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن عبد القُدُّوس، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 231 - 233) عن الخطيب من طريقه الآتي برقم (963)، وهو عن إسحاق بن إسرائيل، عن عبد القُدُّوس، به أيضًا. وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به عبد القُدُّوس. قال ابن المبارك: لأن أقطع الطريق أحبّ إليّ من أنَّ أروي عن عبد القُدُّوس. وقال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث على الثقات".

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 45) رقم (2259) عن ابن عبَّاس.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 20) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن الحسين بن زياد، عن يحيى بن سعيد الحِمْصِيّ، عن إبراهيم بن مُخْتَار

(1)

، عن الضَّحَّاك، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

(1)

صُحِّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "إبراهيم بن محمد". والتصويب من "اللآلئ المصنوعة"(1/ 208)، و"تهذيب الكمال"(2/ 194).

ص: 329

أقول: في إسناد أبي نُعَيْم ثلاث عِلَلٍ:

الأولى: الانقطاع بين (الضَّحَّاك بن مُزَاحِم) و (ابن عبَّاس)، فإنَّه لم يره قَطُّ، وَصرَّحَ بِنَفْسِهِ أنَّه لم يسمع منه. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85 - 87.

الثانية: أنَّ فيه (إبراهيم بن المُخْتَار التَّمِيمي الرَّازي أبو إسماعيل) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 43): "صدوق. ضعيف الحفظ، من الثامنة"/ بخ ت ق. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 194 - 196)، و"التهذيب"(1/ 162).

والثالثة: أنَّ فيه (يحيى بن سعيد العطَّار الأنصاري الشَّامي الحِمْصي)، وهو ضعيف. وقال ابن حِبَّان:"يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (454).

وَتَعَقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 207 - 208) ابن الجَوْزي في حكمه على الحديث بالوضع، بأمرين:

الأول: بطريق الطبراني المتقدِّم، وأنَّ (أبا سعد) في إسناده هو (البقَّال). وهذا منه اعتمادًا على الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 141) حيث يقول:"رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أبو سعد البقَّال، قال أبو زُرْعَة: ليِّن الحديث مدلِّس. قيل هو صدوق؟ قال: نعم كان لا يكذب. وقال أبو هشام الرِّفَاعي حدَّثنا أبو أسامة قال حدَّثنا أبو سعد البقَّال وكان ثقةً. وضعَّفه شُعْبَة لتدليسه، والبخاري ويحيى بن مَعِين، وبقية رجاله موثَّقون".

أقول: في هذا الذي قاله الهيثمي وتابعه عليه السُّيُوطيّ، نظر؛ فإنَّ (أبا سعد) في الإِسناد إنما هو (عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعي) وكنيته:(أبو سعيد)، وليس (أبو سعد)، يدلُّ عليه:

أنَّ الطبراني يرويه عن محمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمِي -مُطَيَّن-، ومحمد بن

ص: 330

عثمان بن أبي شَيْبَة، عن عبيد بن يَعِيش، عن مصعب بن سلَّام، عن أبي سعد، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

وقد ذكر الخطيب في "تاريخه"(3/ 43 - 44) قِصَّة الخلاف بين (محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِي -مُطَيَّن-) و (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة) في هذا السند، وخلاصة ذلك: أنَّ (مُطَيَّن) قال فيه: "عن أبي سعد"، يريد (البقَّال). وقال (ابن أبي شَيْبَة):"عن أبي سعيد"، يريد (عبد القُدُّوس بن حَبيب). وحكى الخطيب عن الإِمام أبي نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن علي الجُرْجَاني أنَّ الصواب رواية (ابن أبي شَيْبَة)، لأنَّ أبا نُعَيْم يذكر أنَّه سمع هذا الحديث من (مُطَيَّن)، وقد قال فيه:"عن أبي سعيد".

ثم نقل الخطيب عن أبي نُعَيْم قوله: "وهذا سماعي قديمًا، ثم سمعت من (مُطَيَّن الحَضْرَمِي) هذا الحديث بعد ذلك بعشرين سنة في "فوائد الحَاجِّ" قال: حدَّثنا عبيد بن يَعيش، حدَّثنا مصعب بن سلَّام، عن أبي سعد. قال أبو جعفر الحَضْرَمِي: يعني عبد القُدُّوس بن حَبيب الدِّمَشْقِيّ، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس. كان الحضرمي يُنَبِّهُ بذلك. وقال: "يعني عبد القُدُّوس"، ولم يقل عن "أبي سعيد". وقال "عن أبي سعد" فأقرَّ (سعدًا) على حاله، ولم يقرّ الاسم".

كما يدلُّ على الوَهَم المتقدِّم، رواية من رواه ممن تقدَّم ذكرهم عن إسحاق بن إسرائيل، عن عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعي أبو سعيد، به.

وهذا الوَهَم أصله عند المُنذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 123).

وقد تَابَعَ السُّيُوطِيَّ على وَهَمِهِ هذا أيضًا: ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 261).

أمَّا الأمر الثاني في تعقُّب السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي، فهو ذكره لطريق أبي نُعَيْم المتقدِّم. وقد علمت ما فيه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 331

والحديث ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 274، وقال:"في إسناده وضَّاع".

* * *

953 -

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر -الإِمام بأَصْبَهَان- قال: حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا أحمد بن عمرو البزَّار، حدَّثنا إسحاق بن سليمان البغدادي، حدَّثنا الحسن

(1)

بن قُتَيْبَة، حدَّثنا سفيان، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه،

عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يصلِّي قَبْلَ الجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ، وبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ.

(6/ 365) في ترجمة (إسحاق بن سليمان البغدادي).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

ففي إسناده (الحسن بن قُتَيْبَة الخُزَاعي المَدَائِني الخَيَّاط أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 241 - 242) وقال: "كثير الوَهَم".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 33 - 34) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي الحديث، ضعيف الحديث".

3 -

"الكامل"(2/ 739) وقال: "أرجو أنَّه لا بأس به".

4 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 78) وقال: "ضعيف".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الحسين". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 332

5 -

"الميزان"(1/ 518 - 519) وقال بعد أن نقل قول ابن عدي السابق: "بل هو هالك". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك الحديث". وقال الأَزْدِيّ: "واهي الحديث".

أقول: (الحسن بن قُتَيْبَة الخُزَاعي) مع ضعفه، قد خالف الثقات فيما رووه عن سفيان كما سيأتي، فروايته شاذَّة.

التخريج:

لم أقف عليه عند غير الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 426) -في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها-، أنَّ البزَّار قد روى بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة مرفوعًا:"كان يصلِّي قبل الجمعة ركعتين وبعدها أربعًا".

والحديث رواه الثقات عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من كان منكم مُصَلِّيًا بعد الجُمْعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا".

رواه مسلم في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة (2/ 600) من طريق وكيع بن الجرَّاح، عن سفيان، به.

ورواه التِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة وبعدها (2/ 399 - 400) رقم (523)، من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني، عن سفيان، به.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 340) من طريق يعلى بن عبيد، عن سفيان، به.

ص: 333

وقد رواه آخرون عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بمثل رواية سفيان عنه. انظر "السنن الكبرى"(3/ 239 - 240).

* * *

954 -

أخبرنا القاضي أبو الطَّيِّب طاهر بن عبد اللَّه الطَّبَري، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البَحِيرِيّ -بِنَيْسَابُور-.

وأخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا الحسين بن عليّ التَّمِيمي -قال البَحِيْرِيّ: أخبرنا. وقال التَّمِيمي: حدَّثنا- محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، حدَّثنا إسحاق بن حاتم بن بَيَان المَدَائِني -ببغداد-.

وأخبرنا البَرْقَاني أيضًا، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، أخبرنا إسحاق بن حاتم العَلَّاف، حدَّثنا يحيى بن سُلَيْم، عن عبيد اللَّه، عن نافع،

عن ابن عمر قال: نَهَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الغَرَرِ. "واللفظ لابن خُزَيْمَة".

(6/ 365 - 366) في ترجمة (إسحاق بن حاتم بن بَيَان العَلَّاف المَدَايِني).

مرتبة الحديث:

في إسناده (يحيى بن سُلَيْم القُرَشي الطَّائِفي) وهو صدوق، منكر الحديث عن عبيد اللَّه بن عمر. وروايته هنا عنه. وستأتي ترجمته في حديث (1497).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 225) رقم (495)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 302)، من طريق مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ص: 334

قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 6) بعد أن ذكره عنهما من الطريق المتقدِّم: "إسناده حسن صحيح".

ورواه أحمد في "المسند"(2/ 144)، من طريق محمد بن إسحاق، حدثني نافع، عن ابن عمر، به.

وإسناده حسن. وقد صرَّح (ابن إسحاق) بالتحديث عن (نافع).

ورواه أبو نُعيم في "الحِلْيَة"(7/ 94)، من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عنه، به، وقال:"تفرَّد به معاوية عن سفيان".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 338) من طريق سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

و(محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1048).

ورواه مالك في "الموطأ"(2/ 664) عن أبي حازم بن دينار، عن سعيد بن المسيَّب مُرْسَلًا.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (6/ 131 - 136)، و"جامع الأصول"(1/ 527 - 529)، و"مجمع الزوائد"

(1)

(4/ 80)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 6).

ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في البيوع، باب بطلان بيع الحصاة والبيع الذي فيه غرر (3/ 1153) رقم (1513)، وغيره، عن أبي هريرة قال: نَهَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الحَصَاةِ، وعن بَيْعِ الغَرَرِ.

* * *

(1)

في "مجمع الزوائد" عُزي حديث عبد اللَّه بن عمر إلى الطبراني في "الأوسط". وقد وقع تصحيف في اسم الصحابي الراوي، وصوابه "عبد اللَّه بن عمرو" كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 381) رقم (1998).

ص: 335

955 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن حمَّاد الواعظ، أخبرنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول الكاتب -إملاءً-، أخبرنا جدِّي قال: حدَّثنا يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِي، عن عَنْبَسَة بن مِهْرَان، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ ليُدْخِلُ بالسَّهْمِ الواحدِ الجَنَّةَ ثلاثةً: صَانِعَهُ مُحْتَسِبًا صَنْعَتَهُ، والمُقَوِّي به، والرَّامِي به".

(6/ 367) في ترجمة (إسحاق بن البُهْلُول بن حسان التَّنُوخي أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع طرقه وشواهده.

ففيه (عَنْبَسَة بن مَهْرَان البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 47 و 167 رقم (28 و 599)، وفيه عن الدَّارِمي أنَّه قال ليحيى بن مَعِين:"فَعَنْبَسَة بن مِهْرَان عن الزُّهْرِيّ. مَنْ عَنْبَسَة، يروي عنه يحيى المتوكِّل؟ فقال: لا أعرفه". قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 402) بعد نقله لقول ابن مَعِين هذا: "لأنَّه مجهول".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 365 - 366) وقال: "عن الزُّهْرِيّ يَهِمُ في حديثه". وفيه عن البُخَاري: "لا يُتَابَعُ على حديثه".

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 402) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث".

4 -

"المجروحين"(2/ 177 - 178) وقال: "في حديثه من المناكير التي لا يشكّ من الحديث صناعته أنَّها مقلوبة".

5 -

"الكامل"(5/ 1902) وذكر له حديثًا واحدًا غير حديثنا هذا، وقال:"لم أعرف له غير هذا الحديث ولم يحضرني غيره. وابن مَعِين لا يعرفه لأنَّه ليس بالمعروف".

ص: 336

6 -

"اللسان"(4/ 384 - 385) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء".

قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد به عَنْبَسَة عن الزُّهْرِيّ، ولم يرو عنه غير يحيى بن المتوكِّل، تفرَّد به إسحاق بن بُهْلُول عنه".

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (309).

* * *

956 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا داود بن عبد الحميد، حدَّثنا ثابت بن أبي صَفِيَّة أبو حمزة، عن سعيد بن أبي بُرْدَة، عن أبيه،

عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِ إذا لَقِيَ المُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، كَمَثَلِ البُنْيَانِ يَشُدُّ بعضُهُ بَعْضًا".

(6/ 371) في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن البَغَوي أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (ثابت بن أبي صَفِيَّة الثُّمَالي الأَزْدِيّ الكوفي أبو حمزة) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 264) وقال: "كان ضعيفًا".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 69) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 165) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"أحوال الرجال" ص 70 رقم (82) وقال: "واهي الحديث".

ص: 337

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 69 رقم (95) وقال: "ليس بالقويِّ".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 172) وفيه عن أحمد: "كان ضعيف الحديث ليس بشيء".

7 -

"الجرح والتعديل"(2/ 450 - 451) وفيه عن أبي حاتم: "ليِّن الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "كوفي لَيِّنٌ".

8 -

"المجروحين"(1/ 206) وقال: "كثير الوَهَم في الأخبار، حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إذا انفرد، مع غلوه في التَّشَيُّع".

9 -

"الكامل"(2/ 520) وقال: "ضَعْفُهُ بيِّن على رواياته، وهو إلى الضعف أقرب".

10 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 166 - 167 رقم (139).

11 -

"الكاشف"(1/ 116) وقال: "ضعَّفوه".

12 -

"المغني"(1/ 120) وقال: "تابعي واهٍ جدًّا".

13 -

"التقريب"(1/ 116) وقال: "ضعيف رَافِضِي، من الخامسة، مات في خلافة أبي جعفر"/ د عس ق.

كما أنَّ فيه (داود بن عبد الحميد الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 37) وقال: "عن عمرو بن قيس المُلَائي بأحاديث لا يُتَابَعُ عليها".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 418) وفيه عن أبي حاتم: "لا أعرفه، وهو ضعيف الحديث، يدلُّ حديثه على ضَعْفِهِ".

3 -

"اللسان"(2/ 420 - 421) وفيه عن الأَزْدِيّ: "منكر الحديث".

ص: 338

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 736) إليه وحده.

* * *

957 -

أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو العبَّاس إسحاق بن يعقوب العَطَّار، حدَّثنا عمَّار بن نصر، حدَّثني حَكِيم بن زيد الأَشْعَرِيّ، عن إبراهيم الصَّائغ، عن عطاء،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ثُمَّ رَجُلٌ قَامَ إلى إمام جَائِرٍ فَأَمَرَهُ ونَهَاهُ فَقُتِلَ".

(6/ 377) في ترجمة (إسحاق بن يعقوب العَطَّار الأَحْوَل أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن إن شاء اللَّه، وله شواهد تقوِّيه أيضًا.

وسبق الكلام على إسناده في حديث (860).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (860).

* * *

958 -

أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد المؤدِّب، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثني إسحاق بن حُمَيْد المَرْوَزِيّ، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا أبو رَوْق عطيَّة بن الحارث، عن أبي الغَرِيف عبيد اللَّه بن خَلِيفه،

عن صفوان بن عَسَّال، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سَرِيَّةً قال:"اغْزُوا بسم اللَّه، لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا". وقال: "للمُسَافِرِ ثلاثةُ أيامٍ، وللمُقِيم يومٌ ولَيْلَةٌ، مَسْحٌ على الخُفَّيْنِ".

(6/ 377) في ترجمة (إسحاق بن حُمَيْد بن نُعَيْم المَرْوَزيّ).

ص: 339

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح له طرق وشواهد عِدَّة.

ففيه شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب المُكْتِب أبو طاهر) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (84).

و(عفَّان) هو (ابن مسلم بن عبد اللَّه البَاهِلِي الصَّفَّار أبو عثمان): ثقة ثَبْت. وستأتي ترجمته في حديث (1029).

التخريج:

رواه الدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 80)، عن علي بن مَعْبَد بن نوح، عن يونس بن محمد المُعَلِّم، عن عبد الواحد بن زياد، به.

وإسناده حسن.

وبنحوه رواه أحمد في "المسند"(4/ 240) عن أسود بن عامر، عن زهير، عن أبي رَوْق الهَمْدَاني، به.

وإسناده حسن.

وبنحوه رواه أيضًا في "المسند"(4/ 240) عن يونس وعفَّان، عن عبد الواحد بن زياد، عن أبي رَوْق، به.

وإسناده حسن.

والشطر الأول منه المتعلِّق بوصيته صلى الله عليه وسلم إذا بعث سَرِيَّةً، رواه ابن ماجه في الجهاد، باب وصية الإِمام (2/ 953) رقم (2857)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف"(4/ 193) رقم (4953) -، من طريق أبي رَوْق عطيَّة بن الحارث، عن أبي الغَرِيف، به.

قال البُوصيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(3/ 175): "هذا إسناد حسن".

ص: 340

أمَّا الشطر الثاني والمتعلِّق بمدة المسح على الخُفَّيْن، رواه التِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم (1/ 159 - 160) رقم (96)، وفي الدعوات، باب ما جاء في فضل التوبة والاستغفار. . . (5/ 545 - 546) رقم (3535 و 3536) مطوَّلًا جدًّا، والنَّسَائي في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافر (1/ 83 و 84)، من طريق عاصم بن أبي النَّجُود، عن زِرِّ بن حُبَيْش، عن صفوان بن عَسَّال مرفوعًا بنحوه. إلَّا أنَّه ليس عندهما قوله:"وللمقيم يوم وليلة". ولذا اعتبرت الحديث من الزوائد.

قال التِّرْمِذِيّ في الموضع الأول: "حسن صحيح".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 282) من طريق أبي رَوْق عطيَّة بن الحارث، عن أبي الغَرِيف، عنه، به، بلفظ:"بَعَثَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ وقال: "ليمسح أحدكم إذا كان مسافرًا على خُفَّيْهِ يه إذا أدخلهما طاهرتين ثلاثة أيَّام ولياليهن، وليمسح المقيمُ يومًا وليلة".

ومن هذا الطريق بنحوه رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 82).

ورواه بنحوه مطوَّلًا أحمد في "المسند"(4/ 239 - 240)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 281 - 282)، من طريق عاصم، عن زِرّ، عن صفوان مرفوعًا.

وإسناد أحمد: حسن.

ولكلِّ من الشطرين شواهد صحيحة، انظر في شواهد الشطر الأول: حديث (588)، وفي شواهد الشطر الثاني:"جامع الأصول"(7/ 243 - 247)، و"مجمع الزوائد"(1/ 258 - 260)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 157 - 158)، وانظر كذلك حديث (1350).

* * *

ص: 341

959 -

أخبرني محمد بن الحسين بن محمد الأَزْرَق، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد، حدَّثنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الجَبُّلِّي

(1)

الحافظ، حدَّثنا منصور بن أبي مُزَاحِم، أخبرنا محمد بن مسلم أبو سعيد المؤدِّب، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن أبي سفيان بن حَرْب قال: لمَّا خرجتُ إلى هِرَقْل قال لي: ما علامةُ هذا الرَّجُلِ فيكم؟ ادْخُلْ إلى تلك الكنيسة فانْظُرْ إلى صُورَتِهِ، قال: فدخلتُ أَتَعَرَّفه، فإذا عن يمينه صورة أبي بكر وعمر.

(6/ 378) في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم أبو القاسم، يعرف بابن الجَبُّلِّي).

مرتبة الحديث:

منكر.

وصاحب الترجمة (إسحاق بن إبراهيم أبو القاسم ابن الجَبُّلِّي) قال الخطيب عنه: "لم يحدِّث إلَّا بشيء يسير، وكان يُذْكَرُ بالفَهْم ويُوصف بالحفظ". وترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(13/ 343 - 344) وقال: إنَّه من أئمة الأثر. ونَعَتَهُ بالحافظ.

وبقية رجال الإسناد ثقات.

ومَتْنُ الحديث منكر كما هو بَيِّنٌ.

التخريج:

لم أقف عليه في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

(1)

بفتح الجيم وضم الباء المشددة المنقوطة بنقطة واحدة. وهذه النسبة إلى (جَبّل)، وهي بلدة على الدِّجْلَة بين بغداد وواسِط. "الأنساب"(3/ 182). وقد ضبطها مصحح "التاريخ" بفتح الباء، وهو خطأ.

ص: 342

960 -

أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر السُّتُوْري قال: قُرِئ على أبي بكر أحمد بن سلمان وأنا أسمع قال: حدَّثنا إسحاق بن حَاجِب، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا القاسم بن غُصْن، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".

(6/ 384) في ترجمة (إسحاق بن حَاجِب بن ثابت المُعَدَّل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وَمَتْنُهُ صحيح له طرق وشواهد كثيرة.

ففيه (إسماعيل بن مسلم المَكِّي) و (القاسم بن غُصْن) وهما ضعيفان. وقد تقدَّمت ترجمتها في حديث (362).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 391) رقم (10784)، من طريق وكيع، عن ابن أبي ذِئْب، عن قَارِظ بن شَيْبَة، عن أبي غَطَفَان، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"اسْتَنْشِقُوا مرتين، والأُذُنَانِ من الرَّأس".

وإسناده صحيح. وقد فات الهيثمي ذكره في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه.

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 98 - 99)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1513) -في ترجمة (عبد اللَّه بن سَلَمَة الأَفْطَس) -، من طريق أبي كامل الجَحْدَري، عن غُنْدَر، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عنه، به.

قال الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد به أبو كامل عن غُنْدَر، وهم عليه فيه، تابعه الربيع بن بَدْر، وهو متروك، عن ابن جُرَيْج، والصَّواب: عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا".

ص: 343

وقال ابن عدي: "هذا الحديث لا أعلم يرويه عن غُنْدَر بهذا الإسناد غير أبي كامل. وحدَّث عن أبي كامل بهذا الحديث: العُمَرِيُّ والبَاغَنْدِيُّ. وقد روي هذا الحديث عن الربيع بن بَدْر عن ابن جُرَيْج".

وقد تعقَّب ابن الجَوْزِي في "التحقيق"(1/ 385) الدَّارَقُطْنِيّ في قوله المتقدِّم وفي ترجيحه لإرساله، فقال:"قلنا: أبو كامل لا نعلم أحدًا طعن فيه، والرفع زيادة، والزيادة من الثقة مقبولة، كيف وقد وافقه غيره، فإنْ لم يعتد برواية الموافق اعتبر بها. ومن عادة المحدِّثين أنَّهم إذا رأوا مَنْ وَقَفَ الحديث ومن رَفَعَهُ، وَقَفُوا مع الواقف احتياطًا، وليس هذا مذهب الفقهاء، ومن الممكن أن يكون ابن جُرَيْج سمعه من عطاء مرفوعًا، ورواه له سليمان عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غير مُسْنَدٍ".

وفي "نصب الراية"(1/ 19) قال ابن القَطَّان: "إسناده صحيح لاتصاله وثقة رواته". ثم ذكر ابن القَطَّان كلام الدَّارَقُطْنِيّ السابق، وقال: وتَبِعَهُ عبد الحق -يعني الإِشْبِيلي- في ذلك، وقال: إنَّ ابن جُرَيْج الذي دار الحديث عليه يروي عنه عن سليمان بن موسى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. قال: وهذا ليس يقدح فيه، وما يمنع أن يكون فيه حديثان: مُسْنَدٌ ومُرْسَلٌ".

وتَعَقَّبَ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(1/ 385 - 386) ابن الجَوْزي وابن القَطَّان فيما قالاه، فقال "وقد زعم ابن القَطَّان أيضًا أنَّ إسناد هذا الحديث صحيح قال: لثقة رواته وإيصاله، وإنَّما عَلَّهُ الدَّارَقُطْنِيّ بالاضطراب في إسناده، فتبعه عبد الحق على ذلك. وهو ليس بعيب فيه، والذي قال فيه الدَّارَقُطْنِيّ هو: أنَّ أبا كامل تفرَّد به عن غُنْدَر وَوَهِمَ فيه عليه. هذا ما قال، ولم يؤيده بشيء ولا عضَّده بحُجَّة غير أنَّه ذكر ابن جُرَيْج الذي دار الحديث عليه، يُرْوى عنه عن سليمان بن موسى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا. قال: وما أدري ما الذي يمنع أن يكون عنده في ذلك حديثان: مسند ومرسل، واللَّه أعلم، انتهى كلامه. وفيه نظر كثير".

ص: 344

ثم نقل ابن عبد الهادي ما تقدَّم عن ابن عدي، وقال:"وهذه الطريقة التي سلكها المؤلف -يعني ابن الجَوْزي- ومن تابعه في أنَّ الأخذ بالمرفوع والمتصل في كُلِّ موضع، طريقة ضعيفة، لم يسلكها أحد من المحققين وأئمة العلل في الحديث".

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 99) من طريق يحيى بن قَزَعَة، عن الربيع بن بَدْر، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عنه، به.

و(الربيع بن بَدْر التَّمِيمي السَّعْدِي البَصْري): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 67) -في ترجمة (محمد بن زياد اليَشْكُرِي) -، من طريق محمد بن زياد هذا، عن ميمون بن مِهْرَان، عن ابن عبَّاس:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سئل عن الأُذُنَيْنِ أمن الرَّأس هما أم من الوجه؟ قال: هما من الرَّأس".

ومن هذا الطريق بلفظ: "الأُذُنَان من الرَّأس"، رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 101)، وقال في (1/ 102) منه:"محمد بن زياد هذا، متروك الحديث، ورواه يوسف بن مِهْرَان عن ابن عبَّاس موقوفًا".

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 101) من طريق سُوَيْد بن سعيد، عن القاسم بن غُصْن، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"المضمضة والاستنشاق سُنَّة، والأُذُنَان من الرأس". وقال: "إسماعيل بن مسلم: ضعيف، والقاسم بن غُصْن مثله".

وقد تقدَّم الكلام عليه بهذا اللفظ في حديث (362).

وسيأتي برقم (2131) تخريجه من حديث ابن عمر مرفوعًا بمثل لفظ حديث ابن عبَّاس عند الخطيب.

ص: 345

وللحديث شواهد كثيرة يصحُّ بها، انظرها والكلام عليها في:"جامع الأصول"(7/ 166 - 167)، و"مجمع الزوائد"(1/ 234 - 235)، و"نصب الراية"(1/ 18 - 20)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 91 - 92)، و"تنقيح التحقيق"(1/ 382 - 389)، و"الصحيحة"(1/ 47 - 57).

* * *

961 -

أخبرنا أبو الفرج بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم المَنْجَنِيْقِي البغدادي -بِمِصْر-، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي رُوْمَان الإِسْكَنْدَرَانِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن وَهْب، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ".

(6/ 386) في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم بن يونس المَنْجَنِيْقِيّ الورَّاق أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح، روي من أوجهٍ عِدَّة.

ففيه (عبد اللَّه بن عبد الملك بن أبي رُوْمَان الإِسْكَنْدَرَانِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (191).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 102)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن مالك إلَّا ابن وَهْب، تفرَّد به عبد اللَّه".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 295): "رواه الطبراني في "الصغير" وفيه عبد اللَّه بن أبي رُوْمَان وهو ضعيف".

ص: 346

ورواه القُضَاعِي في "مسند الشهاب"(6/ 374) رقم (416) عن أبي محمد عبد الرحمن بن عمر البزَّار، حدَّثنا أحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي، حدَّثنا أحمد بن محمد الشَّافعي، حدَّثني عمِّي إبراهيم بن محمد، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عنه، به مرفوعًا.

ولم أقف على ترجمة (أبي محمد البزَّار) و (أحمد بن موسى الهاشمي).

و(أحمد بن محمد الشَّافعي) ترجم له السُّبْكِيّ في "طبقات الشافعية"(2/ 186) وقال: "الإِمام أبو محمد". ونقل عن النووي قوله فيه: "كان إمامًا مبرِّزًا، لم يكن في آل شَافِع بعد الشَّافعي مثله، سَرَتْ إليه بَرَكَةُ جَدِّه".

وباقي رجاله ثقات. ولم يتكلَّم محقق "مسند الشِّهاب" عليه بشيء.

ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 19)، عن أحمد بن محمد الشَّافعي، حدَّثنا عمِّي إبراهيم بن محمد الشَّافعي بمثل الإسناد السابق، بلفظ: الحَلَّالُ بَيِّنٌ والحَرَامُ بَيِّنٌ، فَدَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ"، وقال: "لم يروه عن عبيد اللَّه بن عمر إلَّا عبد اللَّه بن رجاء، وقد رواه أيضًا عبد اللَّه بن رجاء عن عبد اللَّه بن عمر -يعني العُمَرِيّ-".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 74) بعد أن عزاه له: إسناده حسن.

وبلفظ الطبراني الأخير هذا: رواه البيهقي في "الزهد" ص 339 رقم (861)، من طريق أبي حاتم الرَّازي، عن إبراهيم بن محمد الشَّافعي، وأحمد بن شبيب بن سعيد، عن عبد اللَّه بن رجاء، عن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عنه، به.

وقال محققه الدكتور تقي الدين النَّدْوي: "إسناده حسن". وفي قوله هذا نظر، فإنَّ فيه (عبد اللَّه بن عمر العُمَرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (961).

وقد رواه البيهقي عقبه من طريق عبد اللَّه بن رجاء، عن عبيد اللَّه بن عمر،

ص: 347

عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا مطوَّلًا، دون قوله:"دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ"، وقال:"ويشبه أن تكون رواية أبي حاتم عنهما، عن ابن رجاء، عن عبد اللَّه بن عمر أصحّ من رواية من قال: عبيد اللَّه".

ومتن الحديث صحيح، روي من طرق عدَّة. وقد تقدَّم الكلام عليه برقم (191) فانظره إن شئت.

* * *

962 -

أخبرنا أبو سعد المَالِيني -إجازةً-، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي -قراءة-، أخبرنا أبو نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن عدي الإِسْتِرَابَاذِيّ -قدم علينا بغداد حاجًّا-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن مَعْدِي كَرِب -خال عبد المُطَّلِب أبو الحسين، ببغداد-، حدَّثني أبي: ابن نافع -قال وهو حي وهو ابن مائة سنة واثنتي عشرة سنة- قال:

حدَّثني أبي: نافع بن عمرو بن مَعْدِي كَرِب قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال لعائشة: "حَبٌّ يُحْمَلُ من الهِنْدِ يقالُ له: الدَّاذِيّ، مَنْ شَرِبَ منه لم تُقْبَلْ له صَلاةٌ أربعينَ سَنَةً، فإنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عليه".

(6/ 386 - 387) في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن مَعْدِي كَرِب أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن مَعْدِي كَرِب أبو الحسين) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 174 رقم (198) وقال: "ذاك دجَّال".

ص: 348

2 -

"تاريخ بغداد"(6/ 386 - 387) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.

3 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 180 - 181) وذكر حديثه هذا.

وقال الخطيب عقب روايته له: "كُلُّ رجال إسناده ما وراء ابن عدي لا يُعْرَفُ".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 44) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ثم نقل عنه قوله السابق، وأعقبه بقول الدَّارَقُطْنِيّ في (إسحاق بن إبراهيم). وقد صُحِّفَ مَتْنُ الحديث في "الموضوعات" المطبوع تصحيفًا شديدًا.

وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 206). وفي مَتْنِهِ تصحيف أيضًا.

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 222 - 223) وقال: "نافع هذا لم يذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"".

غريب الحديث:

قوله: "الدَّاذِيّ": "هو حَبٌّ يُطْرَحُ في النبيذ فيشتد حتَّى يُسْكِرَ". "النهاية". (1/ 147).

* * *

963 -

أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أبو يعقوب إسحاق بن ديمهر التُّوَّزِيّ، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعي، حدَّثنا عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا إخواني تَنَاصَحُوا في العِلْمِ، ولا يَكْتُم بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فإنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ في عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ في مَالِهِ".

ص: 349

(6/ 389) في ترجمة (إسحاق بن ديمهر بن محمد التُّوَّزِيّ أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (952).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (952).

* * *

964 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن العَبْدِيّ، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا إسحاق بن حَمْدَان بن العبَّاس، حدَّثنا أبو العبَّاس الفضل بن حمَّاد النَّيْسَابُوري، حدَّثنا أبو جابر، حدَّثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جُحَادة، عن الحسن،

عن أنس قال: كنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مَسِيرٍ، فقال:"استغفروا"، فاستغفرنا، فقال:"أَتِمُّوها سبعين مَرَّةً"، قال: فأتممناها سبعينَ مَرَّةً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما مِنْ عَبْدٍ ولا أَمَةٍ، اسْتَغْفَرَ في كُلِّ يومٍ سبعينَ مَرَّةً إلَّا غَفَرَ اللَّهُ له سبعمائةِ ذَنْبٍ، وقد خَابَ عَبْدٌ أو أَمَةٌ عَمِلَ في اليومِ والليلةِ أكثرَ مِنْ سبعمائةِ ذَنْبٍ".

(6/ 392 - 393) في ترجمة (إسحاق بن حَمْدَان بن العبَّاس النَّيْسَابُورِيّ أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِيّ البَصْرِيّ) وهو ضعيف. قال ابن عدي: "وهو يروي الغرائب، وخاصة عن محمد بن جُحَادة، له عنه نسخة يرويها

ص: 350

المنذر بن الوليد الجَارُودي عن أبيه عنه، ويروي بهذه النسخة عن الحسن بن أبي جعفر: أبو جابر محمد بن عبد المَلَك المَكِّي". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (903).

كما أنَّ فيه (أبو جابر) وهو (محمد بن عبد الملك الأَزْدِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 165) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 5) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 64).

4 -

"اللسان"(5/ 266) وذكر ما تقدَّم عن أبي حاتم، وتوثيق ابن حِبَّان له.

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(2/ 251 - 252) رقم (643)، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 113) رقم (205)، والدَّيْلَمِي في "مسند الفردوس" -كما في حاشية محقق "الفردوس"(4/ 17) رقم (6049)، من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جُحَادَة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن أنس مرفوعًا به.

وليس عند البيهقي والدَّيْلَمِيّ قوله: "وقد خَابَ عَبْدٌ أو أَمَةٌ. . . ".

ورواه الشَّجَرِيُّ في "أماليه"(1/ 244) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جُحَادة، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا به.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 350 - 351) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (الحسن بن أبي جعفر)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

ص: 351

وذكره المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 471) وقال: "رواه ابن أبي الدُّنْيَا، والبيهقي، والأَصْبَهَاني". وصدَّره بلفظ "وروي"، ممَّا يدلُّ على ضعف إسناده عنده كما هو مصطلحه رحمه الله.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 722) إلى البيهقي، والخطيب، وابن تُرْكَان

(1)

في "الدُّعَاء"، والدَّيْلَمِيّ.

* * *

965 -

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيْعِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن المُطَّلِب الكُوفِيّ، أخبرنا إسحاق بن محمد بن مروان الغَزَّال -سنة ثلاث عشرة [يعني وثلاثمائة] ببغداد-، حدَّثنا أبي، حدَّثنا إبراهيم بن هَرَاسة، عن عمر بن موسى، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر بن عبد اللَّه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ فقال: إنْ شَاءَ اللَّهُ، فقد اسْتَثْنَى".

(6/ 393 - 394) في ترجمة (إسحاق بن محمد بن مروان الغَزَّال أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ صحيح روي من طرق عِدَّة.

ففيه (إبراهيم بن هَرَاسة الكوفي الشَّيْبَاني أبو إسحاق) وهو متروك، وكذَّبه أبو داود وأبو عبيد وغيرهما. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (787).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسحاق بن محمد بن مروان الغَزَّال أبو العبَّاس) وقد نقل الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "جعفر وإسحاق ابنا محمد بن

(1)

واسمه (أحمد بن إبراهيم بن أحمد التَّمِيمي الهَمَذَاني الخَفَّاف أبو العبَّاس). ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 115 - 116) ونَعَتَهُ بقوله: "المحدِّث الصالح الصدوق". ولد عام (317 هـ)، وتوفي عام (402 هـ).

ص: 352

مروان ليسا ممن يُحْتَجُّ بحديثهما". كما نقل عن أبي الحسن محمد بن محمد الحَجَّاجي قوله: "كانوا يتكلَّمون فيه". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 375) ونقل ما تقدَّم.

التخريج:

لم يروه من حديث جابر غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 774) إليه وحده.

والحديث روي من طرق عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(11/ 663 - 667)، و"مجمع الزوائد"(4/ 182)، و"نصب الراية"(3/ 301 - 303)، و"التخليص الحَبِير"(4/ 167 - 168).

ومن ذلك، ما رواه أبو داود في الأَيْمَان، باب الاستثناء في اليمين (3/ 575 و 576) رقم (3261 و 3262)، والتِّرْمِذِيّ في الأَيْمَان، باب ما جاء في الاستثناء في اليمين (4/ 108) رقم (1531)، والنَّسَائي في الأَيْمَان، باب من حلف فاستثنى (7/ 12)، وابن ماجه في الكفَّارات، باب الاستثناء في اليمين (1/ 680) رقم (2105 و 2106)، وأحمد في "المسند"(2/ 6 و 48 و 49) ومواضع أخرى، والدَّارمي في سننه (2/ 185)، وابن الجارود في "المنتقى" ص 310 رقم (928)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 271) رقم (4324 و 4352)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 303)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 46)، عن عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا بمثل لفظ حديث جابر عند بعضهم كأبي داود وغيره، وبنحوه عند الآخرين.

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.

* * *

ص: 353

966 -

أخبرنا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى المؤذِّن، حدَّثنا خِرَاش بن عبد اللَّه قال:

حدَّثني مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مِنَ المُروءة أَنْ ينصت الأخُ لأخيه إذا حدَّثه".

(6/ 394) في ترجمة (إسحاق بن يعقوب بن إسحاق المؤذِّن أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 288) وقال: "كان يزعم أنَّه خَدَمَ أنس بن مالك، روى عنه أهل العراق، أتى عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنسخة منها أشياء مستقيمة وفيها أشياء موضوعة، لا يحلُّ الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلَّا على جهة الاعتبار". وقال: "كان يضع الحديث وضعًا".

2 -

"الكامل"(3/ 945 - 946) وقال: "زعم أنَّه مولى أنس بن مالك". وقال: "مجهول، ليس بمعروف، وما أعلم حدَّث عنه ثقة أو صدوق، إلَّا الضعفاء. . . فإذا لم يعرف الرجل وكان مجهولًا، كان حديثه مثله".

3 -

"الميزان"(1/ 651) وقال: "ساقِطٌ عَدَمٌ، ما أتى به غير أبي سعيد العَدَوي الكذَّاب، ذكر أنَّه لقيه سنة بضع وعشرين ومائتين".

4 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 166 - 167 رقم (273).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسحاق بن يعقوب بن إسحاق المؤذِّن) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 354

التخريج:

ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 637) رقم (5995).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 485) إلى الخطيب وحده.

* * *

967 -

أخبرنا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى المؤذِّن، حدَّثنا خِرَاش بن عبد اللَّه قال:

حدَّثني مولاي أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ حُسْنِ المُمَاشَاةِ أَنْ يَقِفَ الأخُ لأخيه إذا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ".

(6/ 394 - 395) في ترجمة (إسحاق بن يعقوب بن إسحاق المؤذِّن أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه الطَّحَّان) وهو سَاقِطٌ عَدَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (966).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسحاق بن يعقوب المؤذِّن) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 485) إليه وحده.

* * *

ص: 355

968 -

أخبرني أبو بكر محمد بن الفرج بن عليّ البزَّاز، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسحاق النَّيْسَابُوري، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن حَمْدُون بن مالك بن إسماعيل قال: حدَّثنا الحسن بن أحمد بن المُبَارَك، حدَّثنا أحمد بن صالح بن رَسْلَان، حدَّثنا ذو النون بن إبراهيم، حدَّثنا اللَّيْث بن سعد، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ".

(6/ 401) في ترجمة (إسحاق بن محمد بن إسحاق النَّيْسَابُوري المُعَدَّل أبو يعقوب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُ الحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (أحمد بن صالح بن رَسْلَان الشمُّوني أبو جعفر) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 149) وقال: "كان ممن يأتي عن الأثبات المعضلات، وعن المجروحين الطامات. يجب مجانبة ما روي من الأخبار وترك ما حدَّث من الآثار لتنكبه الطريق المستقيم في الرواية، وركوبه أضل السبيل في التحديث. وهذا شيخ لم يكن يكتب عنه أصحاب الحديث، ولا يكاد يوجد حديثه إلَّا عند أهل خُرَاسان الذين كانوا يكتبون عنه بمكَّة، لكنِّي ذكرته ليعرف فيجتنب روايته".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 25 - 26) في ترجمة الإِمام الثقة (أحمد بن صالح المِصْرِيّ) وقال: "والذي روى معاوية بن صالح الأشعري عن يحيى بن مَعِين: أنَّ (أحمد بن صالح) كذَّاب، فإنَّ ذاك (أحمد بن صالح الشمُّوني)، شيخ كان بمكَّة يضع الحديث، سال معاوية بن صالح يحيى بن مَعِين عنه، فأمَّا هذا فإنَّه مقارن يحيى بن مَعِين في الحفظ والإتقان".

ص: 356

3 -

"اللسان"(1/ 186 - 187) وفيه: "وذكره أبو نُعَيْم في رجال متروكين لا يجوز الاعتماد عليهم".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إسحاق بن محمد النَّيْسَابُوري المُعَدَّل) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 340)، من طريق الحسن بن أحمد بن المُبَارَك، حدَّثنا أحمد بن صالح الشمُّوني

(1)

-بمكَّة-، حدَّثنا ذو النون، به.

ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 247 - 248) رقم (345) -من كشف الأستار- من طريق كثير بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ورواه في الموطن السابق، من طريق موسى بن عُقْبَة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ومن هذا الطريق رواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 118)، والعَسْكَرِيّ في "الأمثال" كما في "المقاصد الحسنة" ص 217.

قال البزَّار: "لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلَّا من هذين الوجهين".

وهو متعقَّب بطريق أبي نُعَيْم والخطيب المتقدِّم.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 289): "رواه البزَّار بسندين أحدهما ضعيف، والآخر فيه جماعة لم أعرفهم".

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 353) من طريق عبد الوهاب بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا مطوَّلًا بنحوه.

(1)

صُحِّفَ في "تاريخ أصبهان" إلى: "أحمد بن صليح الفيومي".

ص: 357

وفي إسناده (عبد الوهاب بن نافع العَامِرِيّ المُطوِّعي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 413): "قال العُقَيْلِي: منكر الحديث. ووهَّاه الدَّارَقُطْنِيّ".

ورواه مطوَّلًا بنحوه أيضًا، البيهقي في "الزهد" ص 218 و 222 رقم (449 و 458)، من طريق هارون بن سفيان، عن عبد اللَّه بن كثير بن جعفر، عن أبيه، عن زيد بن أَسْلَم، عن ابن عمر مرفوعًا.

وفي إسناده (عبد اللَّه بن كثير بن جعفر الأنصاري الزُّرَقِيّ) قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين"(2/ 10): "قليل الحديث، كثير التخليط فيما يروي، لا يُحْتَجُّ به إلَّا فيما وافق الثقات". وفيه عن ابن مَعِين: "صاحب مُعَمَّيات ليس بشيء". وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 107): "شيخ". وقال في "الميزان"(2/ 473): "لا يَدْرَى من ذا". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 442): "مقبول، من الحادية عشرة"/ ق.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "مجمع الزوائد"(10/ 288 - 289)، و"المقاصد الحسنة" ص 217.

ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في أول كتاب الزهد والرقائق (4/ 2272) رقم (2956)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وجَنَّةُ الكَافِرِ".

وممَّا يستغربُ أنَّ الحافظ ابن حَجَر قد ذكر حديث أبي هريرة هذا، وبذات اللَّفظِ، في "المطالب العالية"(3/ 273) رقم (3171)، وعزاه للحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده"! ! مع أنَّه ليس على شرطه في كتابه "المطالب"، لرواية مسلم وغيره من أصحاب الكتب الستة له. ولم يتنبه محقق "المطالب" الشيخ العلّامة حبيب الرحمن الأعظمي لذلك، وعلَّق عليه بما يؤكِّد أنَّه من الزوائد، فقال:"قال البُوصِيري: رواه ابن مَنِيع وابن حِبَّان في "صحيحه"! ! .

* * *

ص: 358

969 -

أخبرنا الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا إسحاق بن محمد بن حَمْدَان -قدم حاجًّا-، حدَّثنا الوزير أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن عبد المجيد السُّلَمِي، حدَّثنا أحمد بن رَوْح بن حاتم أبو الحسن، حدَّثنا سَوْيَد بن نصر، أخبرنا نُوح بن أبي مَرْيَم، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مِنَ التواضع أن يَشْرَبَ الرَّجُلُ من سُؤْرِ أخيه، وَمَنْ شَرِبَ من سُؤْرِ أخيه رُفِعَتْ له سبعون درجة، ومُحِيت عنه سبعون خطيئة، وكُتِبَ له سبعون حسنة".

(6/ 402) في ترجمة (إسحاق بن محمد بن حَمْدَان المُهَلَّبِيّ الخطيب الجَنْبِيّ أبو إبراهيم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (نوح بن أبي مريم المَرْوَزِيّ أبو عِصْمَة) وهو مُتَّهم. كذَّبه ابن عُيَيْنَة وابن المُبَارَك، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (223).

وفيه صاحب الترجمة (إسحاق بن محمد بن حَمْدَان المُهَلَّبِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" من طريق نوح بن أبي مريم، عن ابن جُرَيْح، به. كما في "المقاصد الحسنة" ص 231 عند كلامه على حديث "ريق المؤمن شفاء".

ورواه أبو بكر الإِسْمَاعِيلي في "معجمه" ص 179 رقم (371)، وعنه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 302، من طريق جعفر بن محمد الحدَّاد

ص: 359

القُوْمِسِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد البَلْخِي، حدَّثنا الحسن بن رُشَيْد المَرْوَزِيّ، عن ابن جُرَيْج، به.

قال السَّهْمِيُّ عقبه: "قال شيخنا أبو بكر الإسماعيلي: إبراهيم بن أحمد والحسن بن رُشَيْد مجهولان".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 40) عن الدَّارَقُطْنِيّ من طريقه المتقدِّم، وقال:"تفرَّد به نوح". ونقل بعض أقوال النُّقَّاد في (نوح) هذا.

وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 259) بطريق أبي بكر الإسماعيلي المتقدِّم، فإنَّه يعتبر متابعًا لـ (نوح بن أبي مريم). وقال:"وعنه -يعني الحسن بن رُشَيْد المَرْوَزِيّ، في إسناد أبي بكر الإسماعيلي- ثلاثة أنفس فيهم لين".

ووافقه على تعقبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 259).

أقول: لا يُفْرَحُ بهذه المتابعة لما عَلِمْتَ من جَهَالَةِ ولِين بعض رواتها، فضلًا عن وجود (الحسن بن رُشَيْد المَرْوَزِيّ) فيه، وقد ترجم له العُقَيْلِي في "الضعفاء" (1/ 225 - 226) وقال:"في حديثه وَهَمٌ". وذكر له عِدَّة أحاديث، منها عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"مَنْ صَبَرَ في حَرِّ مكَّة ساعةً باعَدَ اللَّهُ جَهَنَّمَ منه سبعينَ خَرِيفًا". وقال: "هذا حديث باطل لا أصل له". كما ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 14) ونقل عن أبيه قوله فيه: "مجهول". وقال ابن أبي حاتم: "يدل حديثه على الإنكار". وذكر حديثه المتقدِّم عن ابن عبَّاس: "مَنْ صَبَرَ في حَرِّ مكَّة. . . . ".

* * *

970 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن يعقوب القاضي، أخبرنا أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن عليّ بن شُرَيْح الجُرْجَاني -المعروف بابن أبي إسحاق الكَيَّال، قدم علينا الحَجَّ، بفائدة أبي بكر بن البَقَّال-، حدَّثنا

ص: 360

وأبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرَّازي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا العبَّاس بن حمزة، حدَّثنا عبد السَّلام بن مُسْلِم الدِّمَشْقِيّ، حدَّثنا وَهْب، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"صَلُّوا خَلْفَ مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وَصَلُّوا على مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ".

(6/ 403) في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم بن أحمد الجُرْجَاني أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث له طرق وشواهد معلولة، وهو ضعيف.

ففيه (وَهْب بن وَهْب أبو البُخْتَرِيّ القُرَشِيّ القاضي) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 332) وقال: "لم يكن في الحديث بذاك، روى منكرات فَتُرِكَ حديثه".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 637) وقال: "يضع الحديث".

3 -

"التاريخ الكبير"(8/ 170) وقال: "سكتوا عنه. كان وكيع يرميه بالكذب".

4 -

"أحوال الرجال" ص 134 رقم (227) وقال: "كان يكذب ويَجْسُرُ، فسقطَ ومالَ".

5 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (1/ 169) وقال: "كذَّاب".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 240 رقم (634) وقال: "متروك الحديث". وصُحِّف فيه إلى: "أبو المختري".

7 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 324 - 325) وقال: "لا أعلم لأبي البُخْتَرِيّ حديثًا مستقيمًا، كلُّها بواطيل".

ص: 361

8 -

"الجرح والتعديل"(9/ 25 - 26) وفيه عن شعيب بن إسحاق: "كذَّاب هذه الأُمَّة وَهْب بن وَهْب ورجل آخر سمَّاه". وقال أحمد: "مطروح الحديث". وقال مرَّةً: "كان كذَّابًا يضع الحديث روى أشياء لم يروها أحد". وقال مَرَّةً أخرى: "أكذب النَّاس". وقال أبو حاتم: "كان كذَّابًا".

9 -

"المجروحين"(3/ 74 - 75) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جَنَّهُ الليل سَهِرَ عامّة ليله يتذكر الحديث ويضعه ثم يكتبه ويحدِّث به، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".

10 -

"الكامل"(7/ 2526 - 2529) وقال: "هو ممن يضع الحديث".

11 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 384 رقم (557) وقال: "كذَّاب".

12 -

"تاريخ بغداد"(13/ 451 - 457) وفيه عن أبي بكر بن عيَّاش: "لم يكن صاحب حديث، كان كذَّابًا". وقال مُسْلِم بن الحجَّاج: "متروك الحديث". وقال أبو داود: "بلغني أنَّه كان يضع الحديث بالليل في السِّرَاج". وذكر الخطيب أقوالًا أخرى.

13 -

"الميزان"(4/ 353 - 354) وقال: "مُتَّهم في الحديث".

التخريج:

للحديث عن ابن عمر طُرُقٌ:

الأول: عن عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو القُرَشِي الأُمَوي، عن مالك، عن نافع، عنه، به.

رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 239) رقم (401)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1823) -في ترجمة (عثمان بن عبد اللَّه القُرَشِي) -، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 283).

ص: 362

وفيه (عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو القُرَشِي الأُمَوي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 426): "مُتَّهم". وانظر ترجمته في: "الكامل"(5/ 1823 - 1824)، و"تاريخ بغداد"(11/ 282 - 283)، و"اللسان"(4/ 143 - 147).

وقال ابن عدي عقب روايته له: "وهذا بهذا الإِسناد باطل عن مالك".

الثاني: عن نصر بن الحَريش الصَّامت، عن المُشْمَعِلّ بن مِلْحَان، عن سُوَيْد بن عمر، عن سالم الأَفْطَس، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عمر مرفوعًا به.

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 320).

وفيه (نصر بن الحَرِيش الصَّامت أبو القاسم)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(13/ 285 - 286) ونقل تضعيفه عن الدَّارَقُطْنِيّ.

الثالث: عن أبي الوليد المَخْزُومي، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عنه، به.

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 56)، والخطيب في "تاريخه"(11/ 293).

وفيه (أبو الوليد خالد بن إسماعيل المَخْزُومي) ترجم له ابن عدي في "الكامل"(3/ 912 - 913) وقال: "يضع الحديث على ثقات المسلمين". وانظر ترجمته أيضًا في: "المجروحين"(1/ 281 - 282)، و"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 202 رقم (206)، و"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 77 رقم (85)، و"المغني"(1/ 201)، و"اللسان"(2/ 372 - 373).

الرابع: عن عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عمر مرفوعًا به.

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 56)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 317).

ص: 363

وفيه (عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).

الخامس: عن محمد بن الفضل، عن سالم بن الأَفْطَس، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا به.

رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 594) رقم (1031)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 56).

وفيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ) كذَّبه ابن مَعِين وابن أبي شَيْبَة والفَلَّاس وخَلْقٌ سواهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (319).

السادس: عن محمد بن الفضل، عن سالم بن الأَفْطَس، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا به.

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 447) رقم (2622).

وفيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ) وهو كذَّاب كما تقدَّم في الطريق الخامس.

وللحديث شواهد معلَّة كلّها. انظرها والكلام عليها في: "السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 55 - 57)، و"العلل" لابن الجَوْزي (1/ 421 - 428)، و"نصب الراية"(2/ 27 - 29)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 35)، و"مجمع الزوائد"(2/ 67).

* * *

971 -

حدَّثنا أبو العلاء إسحاق بن محمد التَّمَّار -في سنة ثمان وأربعمائة-، حدَّثنا أبو الحسن هبة اللَّه بن موسى بن الحسن بن محمد المُزَني -المعروف بابن قَتِيل، بالمَوْصِل- حدَّثنا أبو يَعْلَى أحمد بن عليّ بن المثنَّى، حدَّثنا شَيْبَان بن فَرُّوخ الأُبُلِّي، حدَّثنا سعيد بن سُلَيْم الضَّبِّيّ،

ص: 364

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كَثُرَثْ ذُنُوبُكَ فَاسْقِ المَاءَ على المَاءِ، تتناثرُ كما يتناثرُ الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ في الرِّيحِ العَاصِفِ".

(6/ 403 - 404) في ترجمة (إسحاق بن محمد بن إسحاق التَّمَّار الوَاسِطي أبو العلاء).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سعيد بن سُلَيْم الضَّبِّيِّ -ويقال: الضُّبَعِيّ- أبو عثمان) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(3/ 480) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(4/ 30) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال:"روى عن أنس بن مالك".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 291) وقال: "يخطئ".

4 -

"الكامل"(3/ 1238) وقال: "من أصحاب أنس الذين يروون عنه ممن ليس هم معروفين

(1)

، ولا حديثهم بالمعروف الذي يتابعه أحد عليه، وهو في عِدَاد الضعفاء الذين يروون عن أنس".

5 -

"المغني"(1/ 261) وقال: "ضعَّفوه".

6 -

"الميزان"(2/ 142 - 143) وقال: "ما ذكره أحد غير ابن عدي"! وفيه عن الأَزْدِيّ: "متروك".

(1)

هكذا جاءت العبارة في "الكامل"!

ص: 365

كما أنَّ فيه (أبو الحسن هِبَة اللَّه بن موسى المُزَني، المعروف بابن قَتِيل) وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه"(4/ 293) وقال: "لا يُعْرَفُ". وذكر له حديثه هذا. وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 190).

وقد ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني في "الضعيفة"(4/ 308) رقم (1827) حديث الخطيب هذا، وقال:"أورده في ترجمة أبي العلاء هذا، وقال: "كان لا بأس به". وبقية رجاله ثقات، غير هبة اللَّه بن موسى. قال: الذَّهَبِيُّ: "لا يُعْرَفُ".

أقول: قول الشيخ حفظه المولى: "وبقية رجاله ثقات"، فيه نظر، لما عَلِمْتَ مِنْ قَبْلٌ من وجود (سعيد بن سُلَيْم الضَّبِّي) فيه، وهو ضعيف.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 86) إليه وحده.

* * *

972 -

أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأَهْوَازِي، أخبرنا أبو زياد بن سليمان الصُّوفي قال: حدَّثنا الفضل بن هارون البغدادي، حدَّثنا التَّرْجُمَانِيّ إسماعيل بن إبراهيم، حدَّثنا أيوب بن مُدْرِك، عن مَكْحُول،

عن وَاثِلَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يمسح الرَّجُلُ جَبْهَتَهُ حتَّى يفرغ من صلاته، ولا بأس أن يمسح العَرَقَ عن صِدْغَيْهِ، وإنَّ الملائكة تصلِّي عليه ما دام أثر السجود بين عَيْنَيْه".

(7/ 6 - 7) في ترجمة (أيوب بن مُدْرِك الحَنَفِيّ اليَمَامِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ص: 366

ففيه صاحب الترجمة (أيوب بن مُدْرِك الحَنَفِيّ اليَمَامِيّ أبو عمرو) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 50) وقال: "ليس بشيء". ومرَّةً: "كذَّاب". ومرَّةً أخرى: "لم يكن بثقة وقد كتبنا عنه".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 423) وقال: "عن مكحول، مرسل".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 46 رقم (27) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 115) وقال: "حدَّث بمناكير".

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 258 - 259) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث متروك". وقال أبو زُرْعَة: "هو ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(1/ 168) وقال: "يروي المناكير عن المشاهير، ويَدَّعِي شيوخًا لم يرهم ويزعم أنَّه سمع منهم، وروى عن مَكْحُول نسخةً موضوعةً، ولم يره".

7 -

"الكامل"(1/ 340 - 341) وقال: "يتبين على رواياته أنَّه ضعيف". وقال بعد أن روى له بعض حديثه: "وروى أيوب هذا غير هذين الحديثين عن مكحول مناكير".

8 -

"تاريخ بغداد"(7/ 6 - 7) وفيه عن أبي عليّ صالح جَزَرَة: "ضعيف". وقال يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "ضعيف".

و(مَكْحُول) هو (الشَّامي أبو عبد اللَّه): ثقة مشهور كثير الإِرسال. قال أبو مُسْهِر: ما صحَّ سماعه إلَّا من أنس. وستأتي ترجمته في حديث (1381).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 56 - 57) رقم (134)، عن الفضل بن هارون، عن إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَانِي، به.

ص: 367

ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" أيضًا برقم (3378)، من طريق أيوب بن مُدْرِك، كما في حاشية محقق "المعجم الكبير"(22/ 56).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 126): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أيوب بن مُدْرِك، وهو كذاب".

ورواه الطبراني في "الأوسط" إلى قوله: "عن صِدْغَيْهِ" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 180 - 181) رقم (918) -، رواه من طريق عيسى بن عبد اللَّه، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن مكحول، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 84) بعد أن عزاه له: "وفيه عيسى بن عبد اللَّه بن الحكم بن النُّعْمَان بن بَشِير، وهو متروك. هكذا سمَّاه البزَّار والمِزِّيّ في ترجمة محمد بن شُعَيْب بن شَابُور

(1)

، وقال الذَّهَبِيُّ: عيسى بن عبد الرحمن".

وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 254 رقم (1008) بلفظ: "لا يمسح الرجل جبهته من التراب حتى يفرغ من الصَّلاة". وقال: "فيه عثمان بن عبد الرحيم الوقَّاصي من نسل سعد بن أبي وقَّاص، لا شيء".

أقول: هو متروك، وقد كذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (863).

* * *

973 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر بن عَلِيَّك الجَوْهَرِيّ -بمَرْو-، حدَّثنا محمد بن عليّ الحافظ، حدَّثنا أيوب بن إسحاق بن سَافِرِي -بغدادي، بالرَّمْلَة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء الغُدَانِي، حدَّثنا أيوب بن محمد أبو الجَمَل، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،

(1)

صُحِّفَ في "المجمع" إلى "سابور" بالسين المهملة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 286)، و"التقريب"(2/ 170).

ص: 368

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس على المَرْأَةِ إحْرَامٌ إلَّا في وَجْهِهَا".

(7/ 9 - 10) في ترجمة (أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سَافِرِي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والمحفوظ وَقْفُهُ على ابن عمر رضي الله عنهما.

ففيه (أيوب بن محمد العِجْلِيّ اليَمَامِيّ أبو سهل، ولقبه أبو الجَمَل) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 179 رقم (145) وقال: "شيخ يَمَامي ضعيف".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 116) وقال: "يَهِمُ في بعض حديثه".

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 257) وفيه عن ابن مَعِين: "لا شيء". وقال أبو حاتم: "لا بأس به". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".

4 -

"المجروحين"(1/ 166 - 167) وقال: "كان قليل الحديث، ولكنه خالف النَّاس في كُلِّ ما روى، فلا أدري أكان يتعمد أو يقلب وهو لا يعلم".

5 -

"الكامل"(1/ 348 - 349) وقال: "لا أعرف له كثير شيء". وفيه عن عبد اللَّه بن رجاء الغُدَاني: "ثقة".

6 -

"تاريخ بغداد"(7/ 10) في ترجمة (أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سَافِرِي) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".

7 -

"الميزان"(1/ 392) وقال: "وثَّقه الفَسَوي".

وتعقَّبه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 488).

ص: 369

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: لم يرفعه غير أبي الجمل وكان ضعيفًا، وغيره يرويه موقوفًا".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 370) رقم (13375)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (3/ 213) رقم (1699) -، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 294)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 47)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(1/ 116)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 349) -كلاهما في ترجمة (أيوب بن محمد اليَمَامي) -، من طريق أيوب بن محمد أبو الجَمَل، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

قال البيهقي: "أيوب بن محمد أبو الجَمَل ضعيف عند أهل العلم بالحديث، فقد ضعَّفه يحيى بن مَعِين وغيره. وقد روي هذا الحديث من وجه آخر مجهول عن عبيد اللَّه بن عمر مرفوعًا. والمحفوظ موقوف".

وقال العُقَيْلِيُّ: "لا يُتَابَعُ على رَفْعِهِ إنَّما هو موقوف".

وقال ابن عدي: "لا أعلم رفعه عن عبيد اللَّه غير أبي الجَمَل هذا".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 219): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه أيوب بن محمد اليَمَامي وهو ضعيف".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 47) موقوفًا على ابن عمر، من طريق الدَّارَقُطْنِيّ، عن الحسين بن إسماعيل، عن أبي الأشعث، عن حمَّاد بن زيد، عن هشام بن حسَّان، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:"إحْرَامُ المَرْأَةِ في وَجْهِهَا، وإِحْرَامُ الرَّجُلِ في رَأْسِهِ".

* * *

ص: 370

974 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيْمِي، حدَّثنا أيوب بن سليمان الصُّغْدِيّ، حدَّثنا يحيى بن يزيد أبو زكريا الخوَّاص، حدَّثنا مصعب بن سلَّام التَّمِيمي، عن عبَّاد القُرَشي، عن عمرو بن دينار،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا الخَيْرَ عند حِسَانِ الوُجُوهِ". قال: فقيل لابن عبَّاس: كم من رجل قبيح الوَجْهِ قَضَّاء للحَاجَةِ؟ قال: إنما يعني حسن الوَجْه عند طلب الحاجة.

(7/ 11) في ترجمة (أيوب بن سليمان بن داود الصُّغْدِيّ).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (539).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (539).

كما تقدَّم في حديث رقم (358) تخريجه موسعًا من حديث جماعةٍ من الصحابة.

* * *

975 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر البَجَلِي، أخبرنا جدِّي أبو القاسم أيوب بن يوسف بن أيوب، حدَّثنا عَنْبَس بن إسماعيل، حدَّثنا أيوب بن مصعب الكوفي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق،

عن البَرَاء قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكلُ تُوتًا في قَصْعَتِهِ.

(7/ 12) في ترجمة (أيوب بن يوسف بن أيوب البزَّاز المِصْرِيّ أبو القاسم).

ص: 371

مرتبة الحديث:

في إسناده مجاهيل.

قاله ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 208) في متن آخر روي بهذا الإسناد. وهو الحديث التالي رقم (976).

وفيه صاحب الترجمة (أيوب بن يوسف البزَّاز المِصْرِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي أبو يوسف): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (737).

و(أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر البَجَلِيّ

(1)

، المعروف بابن سَبْنْك) ترجم له الخطيب في "تاريخه" (2/ 55 - 56) وقال:"كان أحد الشهود المعدَّلين. . . كتبت عنه وكان صدوقًا". توفي عام (444 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 378) ونَعَتَهُ بقوله: "القاضي الإِمام". ونقل عن الخطيب أنَّه قال فيه: "ثقة". والذي تقدَّم عنه قوله فيه: "صدوق".

و(عَنْبَس بن إسماعيل) و (أيوب بن مصعب) لم أقف على من ترجم لهما.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في ترجمته من "تاريخ بغداد"(2/ 56) إلى "البلخي". والتصويب من "السِّيَر"(16/ 378).

ص: 372

976 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر البَجَلِيّ، أخبرنا جدِّي أبو القاسم أيوب بن يوسف بن أيوب، حدَّثنا عَنْبَس بن إسماعيل، حدَّثنا أيوب بن مصعب الكوفي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق،

عن البَرَاء، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"عليٌّ مِنّي بمنزلةِ رَأْسِي مِنْ بَدَنِي". لم أكتبه إلَّا من هذا الوجه.

(7/ 12) في ترجمة (أيوب بن يوسف بن أيوب البزَّاز المِصْرِي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

في إسناده مجاهيل.

وقد تقدَّم الكلام عليه في الحديث السابق (975).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 207 - 208) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"في إسناده مجاهيل. وقد رواه أبو بكر بن مَرْدُوْيَه من حديث حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن لَيْث، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال البُخَاري: حسين عنده مناكير. وفيه قيس بن الربيع قال يحيى: ليس بشيء. وقال أحمد: كان يَتَشَيَّع".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 581) إلى الخطيب وحده من حديث البَرَاء. كما عزاه إلى ابن مَرْدُوْيَه والدَّيْلَمِيّ من حديث ابن عبَّاس.

* * *

977 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا إدريس بن جعفر بن يزيد العَطَّار.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم

ص: 373

الوَاسِطي، حدَّثنا إدريس بن محمد العَطَّار، حدَّثنا أبو بدر شُجَاع بن الوليد، حدَّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ فَضْلَ البَنَفْسَجِ على سائر الأَدْهَانِ، كفضلي على سائر النَّاس".

(7/ 13) في ترجمة (إدريس بن جعفر بن يزيد العَطَّار أبو محمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (إدريس بن جعفر بن يزيد العَطَّار أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 107 رقم (66) وقال: "متروك".

2 -

"تاريخ بغداد"(7/ 13 - 14) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق، وقال:"حدَّث عن أبي بدر شُجَاع بن الوليد خمسة أحاديث. . . ولا يَعْرِفُ أصحابنا البغداديون لإدريس شيئًا مسندًا سوى هذه الأحاديث".

3 -

"الميزان"(1/ 169) وذكر حديثه هذا من طريق الخطيب المتقدِّم.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 65) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (إدريس بن جعفر العَطَّار)، ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ فيه. وصُحِّفَ فيه قوله:"على سائر الناس" إلى "على سائر الأديان".

وقد رواه ابن الجَوْزي أيضًا من حديث عليّ، والحسين، وأبي سعيد الخُدْرِي، وأنس، وقال:"هذه الأحاديث كلُّها موضوعة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم أَبَانَ عن عللها.

ص: 374

ووافقه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 278)، وتابعه ابن عَرَّاق في تنزيه الشريعة" (2/ 271). وانظر منه أيضًا (2/ 372 و 246 - 247).

وسيأتي من حديث أنس برقم (1062).

* * *

978 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر قال: حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أبو محمد إدريس بن جعفر العَطَّار.

وأخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحَكَم، حدَّثنا إدريس بن جعفر العَطَّار، حدَّثنا أبو بَدْر شُجَاع بن الوليد، حدَّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".

(7/ 113) في ترجمة (إدريس بن جعفر بن يزيد العطَّار أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من غير هذا الطريق.

ففيه صاحب الترجمة (إدريس بن جعفر العطَّار) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (977).

التخريج:

رواه التِّرْمِذِي في الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (3/ 457)، رقم (1162)، وأحمد في "المسند"(2/ 250 و 472)، من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا".

ص: 375

قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".

واعتبرت الحديث من الزوائد لأنَّه ليس عند التِّرْمِذِيِّ قوله: "وأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".

ولم يصب الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 303) في اعتباره لحديث أبي هريرة باللفظ المتقدِّم من الزوائد، وعزوه له لأحمد، لأنَّه ليس على شرطه، حيث رواه التِّرْمِذِيُّ كما تقدَّم.

كما لم يصب رحمه الله في اعتباره لحديث أبي هريرة بلفظ "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ" من الزوائد، وعزوه له إلى البزَّار، في الموطن السابق ذاته، لأنَّه ليس على شرطه أيضًا، وذلك لرواية التِّرْمِذِيِّ له كما تقدَّم.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(1/ 417)، و"مجمع الزوائد"(4/ 303)، و"المقاصد الحسنة" ص 203، و"الترغيب والترهيب"(3/ 49).

ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب في فضل أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم (5/ 709) رقم (3895)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 159)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 330 - 331)، عن السيدة عائشة مرفوعًا:"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي". الحديث.

قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب صحيح".

* * *

979 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ -وما كتبته إلَّا عنه-، حدَّثنا محمد بن عمر بن غالب -ببغداد-، حدَّثنا إدريس بن خالد البَلْخِي، حدَّثنا جعفر بن النَّضْر، حدَّثنا إسحاق الأَزْرَق، حدَّثنا مِسْعَر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ الجُمُعَةِ فَلْيَتَصَدَّقْ بِنِصْفِ دينارٍ".

ص: 376

(7/ 15) في ترجمة (إدريس بن خالد البَلْخِي).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف، وله شاهد ضعيف.

ففيه (محمد بن عمر بن الفَضْل بن غالب الجُعْفِي أبو عبد اللَّه)، وقد اتُّهِمَ بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (703).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (إدريس بن خالد البَلْخِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(مِسْعَر) هو (ابن كِدَام بن ظُهَيْر الهِلَالي الكوفي): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 269) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"غريب من حديث مِسْعَر وهشام، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".

وعن أبي نُعَيْم من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 470)، وقال في (1/ 470 - 471) منه: لا يصحُّ، فإنَّ الدَّارَقُطْنِيّ كان سيء القول في محمد بن عمر بن غالب. وقال ابن أبي الفَوَارس: كان كذَّابًا.

وله شاهد ضعيف، رواه أبو داود في الصَّلاة، باب كفَّارة من ترك الجمعة (1/ 638 - 639) رقم (1053)، والنَّسَائي في الجمعة، باب كفَّارة من ترك الجمعة من غير عذر (3/ 89)، وأحمد في "المسند"(5/ 8 و 14)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 178) رقم (1861)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 199) رقم (2778)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 248)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 280) -وصحَّحه ووافقه الذَّهَبِيُّ! -، وابن أبي شَيْبَةَ في "مصنَّفه"

ص: 377

(2/ 154)، من طريق قُدَامَة بن وَبَرَة، عن سَمُرَة بن جُنْدُب مرفوعًا:"مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ مِنْ غير عُذْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بدينارٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِنِصْفِ دينارٍ".

وقد أَبَانَ ابن الجَوْزي عن علَّة هذا الحديث، فإنَّه قال بعد أن رواه من الطريق المتقدِّم:"قال البُخَاري: لا يصحُّ سماع قُدَامة عن سَمُرَة. وقال أحمد بن حنبل: قُدَامَة لا يُعْرَفُ. قال: ورواه أيوب أبو العلاء فلم يصل إسناده. وقال: عن قَتَادة، عن قُدَامَة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقال فيه: فليتصدق بدرهم أو بنصف درهم أو نصف صَاع".

وقد قال ابن خُزَيمة مِنْ قَبْلُ، قَبْلَ أن يسوق الخبر المتقدِّم:"إن صَحَّ الخبر، فإني لم أقف على سماع قَتَادة من قُدَامَة بن وَبَرَة، ولست أعرف قُدَامَة بعدالة ولا جرح".

وانظر كذلك: "السنن الكبرى" للبيهقي (3/ 248)، و"مختصر سنن أبي داود" للمُنْذِري (6/ 2)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 386) -في ترجمة (قُدَامة بن وَبَرة) -.

وقد رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر (1/ 358) رقم (1138)، من طريق قَتَادَة، عن الحسن، عن سَمُرَة مرفوعًا به.

قال المُنْذِريُّ في "مختصر أبي داود"(2/ 6): "هو منقطع".

* * *

980 -

حدَّثنا يحيى بن عليّ السُّكَّرِيّ -بِحُلْوَان-، أخبرنا أبو بكر المُقْرِئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو محمد إدريس بن طُهَوي بن حَكِيم بن مِهْرَان بن فَرُّوخ -ببغداد- قال: حدَّثنا لُوَين، حدَّثنا محمد بن جابر، عن عَوْن بن أبي جُحَيْفَة،

عن أبيه قال: قَصَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصَّلاة حين خَرَجَ عن المَدِينةِ حتَّى رجع إلى أَهْلِهِ.

ص: 378

(7/ 15) في ترجمة (إدريس بن طُهَوي بن حَكِيم القَطِيْعِي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن جابر بن سيَّار بن طارق الحَنَفِيّ اليَمَامِيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 507) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 53) وقال: "ليس بالقويِّ".

3 -

"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 204 رقم (313) وقال: "ليس بالقويِّ عندهم".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 217 رقم (559) وقال: "ضعيف".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 41 - 46) وقال: لا يُتَابَعُ على عامَّة حديثه.

6 -

"الجرح والتعديل"(7/ 219 - 220) وفيه عن أبي حاتم: "ذَهَبَتْ كتُبُه في آخر عُمُره وساء حفظه وكان يُلَقَّن. . . وكان يروي مناكير، وهو معروف بالسماع، جيِّد اللقاء، رأوا في كتبه لَحَقًا، وحديثه عن حمَّاد فيه اضطراب، روي عنه عشرة من الثقات". وقال أبو زُرْعَة: "ساقط الحديث عند أهل العلم".

7 -

"المجروحين"(2/ 270) وقال: "كان أَعْمَى يُلحق في كتبه ما ليس من حديثه، ويَسْرِقُ ما ذُوكِرَ به فيحدِّث به".

8 -

"الكامل"(6/ 2158 - 2164) وقال: "خالف في أحاديث، ومع ما تكلَّم فيه من تكلَّم، يُكْتَبُ حديثه".

9 -

"تاريخ بغداد"(1/ 36) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كان محمد بن جابر ربما ألحق في كتابه الحديث".

10 -

"الكاشف"(3/ 24) وقال: "سيء الحفظ".

ص: 379

11 -

"التقريب"(2/ 149) وقال: "صدوق، ذهبت كتبه فساء حفظه، وخلط كثيرًا وعمي فصار يُلَقَّنُ، ورجَّحه أبو حاتم على ابن لَهِيعَة، من السابعة، مات بعد السبعين -يعني ومائة-"/ د ق.

و (لُوَيْن) هو (محمد بن سليمان بن حَبِيب الأَسَدِي): ثقة. وستأتي ترجمته وفي حديث (1474).

و (أبو جُحَيْفَة) هو (وَهْب بن عبد اللَّه -ويقال: ابن وَهْب- السُّوَائِي، ويقال له: وَهْب الخَيْر): صحابي، مشهور بكنيته، توفي عام (44 هـ)، انظر ترجمته في:"الإصابة"(3/ 642)، و"التهذيب"(11/ 164 - 165).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2162) -في ترجمة (محمد بن جابر اليَمَامي) - من طريق لُوَيْن، عن محمد بن جابر، به.

* * *

981 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني قال: قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن الزَّيَّات، أخبركم محمد بن هارون الحَضْرَمِي -قراءةً عليه-، حدَّثنا عليّ بن مسلم، وأبو الخَيْر أَسَد بن عمَّار الأَعْرَج، قالا: حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي الفيض،

عن معاوية بن أبي سُفْيَان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(7/ 19) في ترجمة (أسد بن عمَّار بن أسد السَّعْدِيّ التَّمِيميّ أبو الخَيْر).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. وَمَتْنُهُ متواتر.

ص: 380

وصاحب الترجمة (أَسَد بن عمَّار بن أَسَد السَّعْدِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك، لكن تابعه (عليّ بن مسلم بن سعيد الطُّوسِي) في ذات الإسناد، وهو صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (440).

و (أبو الفيض) هو (موسى بن أيوب المَهْرِي الحِمْصِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (513).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (513).

* * *

982 -

أخبرني أبو يعلى بن الرُّومي، وابن أخته أبو سعيد الكُتُبِيَّان، قالا: حدَّثنا أبو سعيد أَسَد بن رُسْتُم بن أحمد بن عبد اللَّه الهَرَوي -قدم علينا حاجًّا وسمعنا منه في صَفَر، من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة في جامع المنصور-، حدَّثنا محمد بن إسحاق القُرَشي، حدَّثنا عثمان بن سعيد الدَّارِمي، حدَّثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد الحَضْرَمِي، عن القاسم بن مُخَيْمِرَة،

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ أحدٍ مِنَ المسلمينَ يُصَابُ بِبَلاءٍ في جَسَدِهِ إلَّا أَمَرَ اللَّهُ الحَفَظَةَ الذينَ يَحْفَظُونَهُ فقالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يومٍ ولَيْلَةٍ مِثْلَ ما كانَ يَعْمَلُ مِنَ الخَيْرِ ما دَامَ مَحْبُوسًا في وَثَاقِي".

(7/ 20) في ترجمة (أَسَد بن رُسْتُم بن أحمد الهَرَوي أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (أَسَد بن رُسْتُم الهَرَوي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (محمد بن إسحاق بن عبد اللَّه القُرَشي) لم أقف على من ترجم له.

ص: 381

و (أبو يعلى بن الرُّومي الكُتُبِي) هو (عبد الواحد بن عبيد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (11/ 17) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا". وتوفي عام (405 هـ).

و(أبو سعيد الكُتُبِي) هو (الحسن بن عليّ بن محمد بن خَلَف)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (7/ 392 - 393) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا". وتوفي عام (451 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 159 و 194 و 198)، وهنَّاد بن السَّرِيّ في "الزُّهْد"(1/ 252) رقم (438)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 834)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 316)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 83)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(3/ 230)، من طريق سفيان، عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد، به.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 303): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح".

وبنحوه رواه أحمد في "المسند"(2/ 205)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 363) رقم (759) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 309)، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، عن القاسم، عنه، به.

ورواية أحمد عن أبي حَصِين وعاصم معًا، عن القاسم.

قال أبو نُعَيْم: "لم يروه عن أبي حَصِين إلَّا أبو بكر".

ص: 382

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 249) من طريق وكيع، عن مِسْعَر، عن أبي حَصِين، عن القاسم، عنه، به، وقال: تفرَّد به وكيع عن مِسْعَر".

ورواه أحمد في "المسند"(2/ 203)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 363) رقم (760) -من كشف الأستار-، من طريق عاصم بن أبي النَّجُود، عن خَيْثَمَة بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بنحوه.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 303) بعد أن عزاه لأحمد فقط: "وإسناده صحيح".

أقول: بل هو حسن، من أجل عاصم بن أبي النَّجُود، فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (592).

ثم وجدت الحافظ المُنْذِريّ يقول في "الترغيب والترهيب"(4/ 289 - 290): "وإسناده حسن".

* * *

983 -

أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مَسْعَدَة الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أبو يحيى مكِّي بن عبد اللَّه بن يوسف الثَّقَفِي، حدَّثنا أبو بكر الأعْيَن -[وحدَّث بِقِصَّةٍ وقعت له مع آدم بن أبي إِيَاس]-، عن آدم بن أبي إِيَاس، حدَّثنا اللَّيْث بن سَعْد، عن محمد بن عَجْلَان، عن أبي الزِّنَّاد، عن الأَعْرَج،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادكُمْ على مَعْصِيَةِ اللَّهِ فلا تُطِيعُوه".

(7/ 28 - 29) في ترجمة (آدم بن أبي إِيَاس العَسْقَلَاني أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

في إسناده شيخ الخطيب (الحسن بن عليّ بن محمد التَّمِيمي أبو عليّ المعروف بابن المُذْهِب)، قال الخطيب عنه:"ليس بمحلٍّ للحُجَّة". وقال

ص: 383

الذَّهَبِيُّ: "صدوق إن شاء اللَّه، وقد خَلَطَ في بعض سماعاته شيئًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (696).

كما أنَّ فيه (أحمد بن محمد بن مَسْعَدَة الأَصْبَهَاني) و (مكِّي بن عبد اللَّه الثَّقَفِي)، لم أقف على من ترجم لهما.

و(أبو بكر الأَعْيَن) هو (محمد بن أبي عتَّاب البغدادي -واسم أبيه: طَرِيف، وقيل: حسن بن طَرِيف-)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 189):" صدوق من الحادية عشرة"/ مق ت. وانظر ترجمته في "التهذيب"(9/ 334 - 335).

و(محمد بن عَجْلَان المَدَنِي القُرَشِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 190): "صدوق إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة". وستأتي ترجمته في حديث (1525).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

ومعنى الحديث ثابتٌ في "الصحيحين"، وغيرهما.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وللحديث شواهد، انظرها في:"جامع الأصول"(8/ 415 - 416)، و"مجمع الزوائد"(5/ 225 - 229)، و"فتح الباري"(13/ 123).

ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصيةً (12/ 121 - 122) رقم (7144) -واللفظ له-، ومسلم في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصيةٍ (3/ 1469) رقم (1839)، وغيرهما، من حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا:"السَّمْعُ والطَّاعَةُ على المَرْءِ المُسْلِمِ فيما أَحَبَّ وَكَرِهَ، ما لم يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فلا سَمْعَ ولا طَاعَةَ".

* * *

ص: 384

984 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا عَنْبَس بن إسماعيل، حدَّثنا أَصْرَم بن حَوْشَب، حدَّثنا قُرَّة بن خالد وغيره، عن الضَّحَّاك،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اليومَ الرِّهَانُ، وَغَدًا السِّباقُ، والغَايَةُ الجَنَّةُ. الهالكُ من دَخَلَ النَّارَ. أنا الأوَّلُ، وأبو بَكْرٍ الثَّاني، وعُمْرَ الثالثُ، والنَّاسُ بَعْدُ على السَّبْقِ، الأَوَّلُ فالأَوَّلُ".

(7/ 31) في ترجمة (أَصْرَم بن حَوْشَب الكِنْدِيّ أبو هشام).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (أَصْرَم بن حَوْشَب بن هشام الهَمَذَاني أبو هشام) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعيِن" ص 75 رقم (168) وقال: "كذَّاب خبيث".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 56) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"أحوال الرجال" ص 205 رقم (378) وقال: "ضعيف".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 59 رقم (68) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 118).

6 -

"الجرح والتعديل"(2/ 336) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث".

7 -

"المجروحين"(1/ 181 - 183) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات".

8 -

"الكامل"(1/ 394 - 397) وقال: "عامَّة رواياته غير محفوظة، وهو بيِّن الضعف".

ص: 385

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 155 رقم (166) وقال: "منكر الحديث".

10 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 122) رقم (21) وقال: "يروي عن زياد بن سعد وغيره الموضوعات. . . ".

11 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 64 رقم (26) وقال: "لا شيء".

12 -

"الإرشاد" للخَلِيلي (2/ 632 - 633) رقم (372) وقال: روى عن نَهْشَل، عن الضَّحَّاك، عن ابن عبَّاس مناكير. . . ويروي عن مالك وعن الثقات مناكير، روى عنه الأئمة وذكروا ضعفه وتركوه".

13 -

"تاريخ بغداد"(7/ 30 - 32)، وقال:"قدم بغداد وحدَّث بها، فكتب عنه أهلها، ثم بان لهم كذبه، فتركوا الرواية عنه إلَّا نَفَرًا". وفيه عن مُسْلِم: "متروك الحديث".

14 -

"المغني"(1/ 93) وقال: "تركوه، واتُّهم".

و(الضَّحَّاك) هو (ابن مُزَاحِم الهِلَالي الخُرَاساني): صدوق كثير الإرسال، وقد صرَّحَ الضَّحَّاك نَفْسُهُ رحمه الله بعدم سماعه من ابن عبَّاس ولا رؤيته له، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (688)

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 358) رقم (609)، و"المعجم الكبير"(12/ 118 - 119) رقم (12654)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 395) -في ترجمة (أَصْرَم بن حَوْشَب) -، من طريق أَصْرَم هذا، عن قُرَّة بن خالد، به.

قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن قُرَّة إلَّا عبد الرحمن، تفرَّد به الوليد".

وقد فرَّق ابن عدي المَتْنَ إلى حديثين.

ص: 386

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 227 - 228): "رواه الطبراني في الأوسط" و"الكبير" بنحوه، وفيه أَصْرَم بن حَوْشَب وهو متروك، وفي إسناد "الأوسط": الوليد بن الفضل العَنَزِيّ وهو ضعيف جدًّا".

وقال في (10/ 234) منه: "رواه الطبراني وفيه أَصْرَم بن حَوْشَب وهو ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 328 - 329) عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، متقتصرًا على الشطر الثاني من الحديث:"أنا الأوَّل وأبو بكر الثاني. . . ".

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (أَصْرَم)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 311)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 349).

* * *

985 -

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا محمد بن عيسى بن الطبَّاع.

وأخبرني محمد بن جعفر بن علَّان الورَّاق -واللفظ له-، أخبرنا أبو عليّ عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر الطُّوْمَارِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمي، حدَّثنا سُرَيْج بن يُونس، قالا: حدَّثنا أَصْرَم بن غِيَاث، عن مُقَاتِل بن حَيَّان، عن الحسن،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: وَضَّأُتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لا مرَّةً، ولا مرتين، ولا ثلاثًا، فرأيتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بأَصَابِعِهِ، كأنَّها أَنْيَابُ مِشْطٍ.

(7/ 33) في ترجمة (أَصْرَم بن غِيَاث النَّيْسَابُوري أبو غِيَاث).

ـ

ص: 387

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ.

ففيه صاحب الترجمة (أَصْرَم بن غِيَاث النَّيْسَابُوري أبو غِيَاث) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعيِن" ص 305 رقم (129) وقال: "ليس بثقة".

2 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 264) وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: "ما أرى هذا الشيخ كان بشيء. ضعَّفه جدًّا".

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 56) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 58 رقم (68) وقال: "متروك الحديث، يروي عن مُقَاتِل".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 118).

6 -

"الجرح والتعديل"(2/ 236) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقوي".

7 -

"المجروحين"(1/ 183) وقال: "كان مُرْجِئًا منكر الحديث، أخرج حديثه عن أصحاب الرأي لا يُتَابَعُ على ما روى".

8 -

"الكامل"(1/ 394) وقال: "له أحاديث عن مُقَاتِل مناكير كما قاله البخاري والنَّسَائي، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، وليس له كثير حديث".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 156 رقم (117) وقال: "منكر الحديث.

10 -

"تاريخ بغداد"(7/ 32 - 33) ونقل بعض ما تقدَّم.

ـ

ص: 388

11 -

"المغني"(1/ 93) وقال: "قال أحمد وجماعة: منكر الحديث".

و (الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 394) -في ترجمة (أَصْرَم بن غِيَاث النَّيْسَابُوري) - من طريق سُرَيْج بن يونس، عن أَصْرَم، به.

ورواه أحمد بن حَنْبَل في كتابه "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 264) رقم (1530) عن أَصْرَم، عن مُقَاتِل، به. وقال:"ما أرى هذا الشيخ -يعني أَصْرَم بن غِيَاث- كان بشيء". وضعَّفه جدًّا. وليس عنده ذكر المرَّات.

وذكره ابن حَجَر في "التلخيض الحَبِير"(1/ 86 - 87) وعزاه لابن عدي وحده، وقال بعد أن نقل عن النَّسَائي قوله:"أَصْرَم متروك الحديث": "وفي الإسناد انقطاع أيضًا".

وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ. انظر في ذلك حديث (1920).

* * *

986 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق -فيما أذن أن نرويه عنه-، أخبرنا أبو عليّ بن الصَّوَّاف، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل قال: سمعت أبي يقول: شَيْخٌ من أهل نَيْسَابُور قَدِم علينا فسمعته يحدِّث عن مُقَاتِل بن حَيَّان، عن الحسن،

عن جابر قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ كأنَّها أَنْيَابُ مِشْطٍ.

(7/ 33) في ترجمة (أَصْرَم بن غِيَاث النَّيْسَابُوري أبو غِيَاث).

ص: 389

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (985).

والرجل الذي أَبْهَمَهُ أحمد، هو (أَصْرَم بن غِيَاث النَّيْسَابُوري) كما يدل عليه كلام عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في "العلل"(1/ 264).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (985).

* * *

987 -

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ

(1)

، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد

(2)

بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا شَاذَان قال: أخبرنا الحسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا ضَحَّى أَحَدُكُم فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِه".

(7/ 34) في ترجمة (أسود بن عامر أبو عبد الرحمن، المعروف بشَاذَان).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات. وصحَّح أبو حاتم إرساله عن عطاء بن يَسَار.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الجرشي" بالجيم المعجمة. والتصويب من "الأنساب"(4/ 108)، و"السِّيَر"(17/ 356).

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أحمد". والتصويب من "المُنْتَظَم"(6/ 386)، و"الأنساب"(1/ 294)، و"السِّيَر"(15/ 452).

ص: 390

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 391) عن أسود بن عامر شَاذَان، عن الحسن بن صالح، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 25): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان في كتاب "الأضاحي"، من طريق عطاء بن يَسَار، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ ضَحَّى فليأكلْ من أُضْحِيَّتِه".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 27) بعد أن ذكره: "ورجاله ثقات".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 727) -في ترجمة (الحسن بن صالح) - عن إبراهيم بن هانئ الجُرْجَاني، عن عبَّاس الدُّوري، عن الأسود بن عامر شاذان، به.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال العبَّاس -يعني الدُّوري-: ولم أسمع هذا من إنسان في الدُّنْيَا غيره -يعني الأسود بن عامر شَاذَان-. قلت -القائل الخطيب-: تفرَّد بِوَصْلِهِ شَاذَان، وخالفه مالك بن إسماعيل، فرواه عن الحسن بن صالح مُرسَلًا لم يذكر فيه أبا هريرة".

أقول: ما ذكره الدُّوري والخطيب من تفرُّد شَاذَان بِوَصْلِهِ، متعقَّب بما قاله ابن عدي في "الكامل"(2/ 727)، ونصُّ كلامه فيه: "قال لنا إبراهيم بن هانئ قال عبَّاس الدُّوري: لم يُحَدِّث بهذا الحديث أحد عن الحسن بن صالح غير الأسود بن عامر شَاذَان. قال ابن عدي: وهذا الذي قاله الدُّوري، هكذا كانوا يحكمون -أهل العراق- على أنَّه حديث شاذان، ولم يبلغهم من حديث الشَّام

(1)

، عن سَلَمَة بن

(1)

هكذا في "الكامل" المطبوع: "الشَّام". وصوابه فيما يظهر لي: "الشَّامي". يدل عليه قوله بَعْدُ عند سياقه لهذا الحديث من طريقه: "حدثنا أيوب بن سليمان إمام مسجد سَلَمْيَة". و (سَلَمْيَة) بلدة في الشام، من أعمال مدينة حَمَاة. انظر:"مراصد الاطلاع"(2/ 731).

ص: 391

عبد الملك العَوْصِيّ

(1)

، عن الحسن بن صالح، وهو هذا الذي ذكرت".

ثم رواه من هذا الطريق، عن أبي عَرُوبة، حدَّثنا أيوب بن سليمان -إمام مسجد سَلَمْيَة- حدَّثنا سَلَمَة بن عبد الملك العَوْصِيّ، حدَّثنا الحسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

أقول: (سَلَمَة بن عبد الملك العَوْصِيّ) ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 286) وقال: "ربما أخطأ". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 317): "صدوق يخالف، من التاسعة "/ س. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(1/ 307): "صدوق". ولم يذكر ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(1494) غير قول ابن حِبَّان السابق فيه.

وذكره ابن أبي حاتم في "العدل"(2/ 41 - 42) ونقل عن أبيه: أنَّ روايةَ من رواه مُرْسَلًا عن عطاء هو الصحيح.

* * *

988 -

أخبرنا أبو القاسم الأَزْهَرِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكوفي، حدَّثنا العبَّاس بن الخليل بن جابر الطَّائي -الإمام بِحِمْصَ-، حدَّثنا كثير بن عبيد الحَذَّاء قال حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن الأسود بن عامر، عن ابن حَيّ، عن لَيْث، عن مجاهد،

عن أبي هريرة قال: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُخْتَبِيًا، آخذًا بيده اليُمْنَى على اليُسْرَى -أو قل: اليُسْرَى على اليُمْنَى- في ظِلِّ الكَعْبَةِ.

(7/ 34) في ترجمة (أسود بن عامر أبو عبد الرحمن، المعروف بشَاذَان).

(1)

صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "العوضي" بالضاد المعجمة. والتصويب من "الثقات" لابن حِبَّان (8/ 286)، و"الأنساب"(9/ 88)، و"التقريب" (1/ 317). و (عَوْص): بطن من قبيلة كَلْب. وهو عَوْص بن عوف بن عُذْرَة.

ص: 392

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِيّ): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

وفيه أيضًا (العبَّاس بن الخليل بن جابر الطَّائي الحِمْصِيّ)، ترجم له الذَّهَبِىُّ في "الميزان" (2/ 383) ونقل عن أبي أحمد الحاكم قوله:"فيه نظر". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 239).

كما أنَّ فيه عنعنة (بقيَّة بن الوليد الحِمْصِيّ)، وهو مدلِّس كثير التدليس، لا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالسماع. انظر "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 121.

و(ابن حَيّ) هو (صالح بن صالح بن حَيّ الثَّوْري الهَمْدَاني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1014).

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 426) رقم (2020) -من كشف الأستار-، من طريق الحسن

(1)

بن صالح، عن مُسْلِم، عن مجاهد، عن أبي هريرة:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عند الكعبة، فَضَمَّ رِجْلَيْهِ فأقامهما واحْتَبَى بيديه".

قال البزَّار: "لا نعلم رواه عن مجاهد -يعني ابن جَبْر- عن أبي هريرة إلَّا مسلم، ولا عنه إلَّا الحسن".

أقول: كلام البزَّار هذا متعقَّب بطريق الخطيب السابق.

(1)

تَصَحَّفَ في "كشف الأستار" إلى "الحسين". والتصويب من "تهذيب الكمال"(6/ 177).

ص: 393

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 60): "رواه البزَّار وفيه (مسلم بن كَيْسَان) وهو متروك لاختلاطه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (731).

* * *

989 -

أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن بُكَيْر، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الأسود بن عامر، حدَّثنا أبو بكر -يعني ابن عيَّاش-، عن هشام، عن ابن سِيْرِين،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشَّمْس لم تُحْبَسْ على بَشَرٍ إلَّا لِيُوشَعَ بنِ نُون، لَيَالِيَ سَارَ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ".

(7/ 34 - 35) في ترجمة (أسود بن عامر أبو عبد الرحمن، المعروف بشَاذَان).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ورجاله كلُّهم ثقات عدا (أبي طالب محمد بن الحسين) و (أحمد بن جعفر بن حمدان) فإنَّهما صدوقان. وستأتي ترجمة (أبو طالب) في حديث (1550)، كما أنَّه تقدَّمت ترجمة (أحمد بن جعفر) في حديث (193).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 325) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن أحمد من طريقه هذا، رواه الفَسَويّ في "المعرفة والتاريخ" (2/ 172) دون قوله:"ليالي سار. . . ".

وإسناده صحيح على شرط البخاري.

وقد صحَّح إسناده ابن حَجَر في "فتح الباري"(6/ 221) -في كتاب فرض الخمس، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أُحِلَّتْ لكم الغَنَائمُ"- وقال: "رجال إسناده محتج بهم في الصحيح".

ص: 394

ورواه الطَّحَاويُّ في "مشكل الآثار"(2/ 10) من طريقين، عن الأسود بن عامر شَاذَان، عن أبي بكر بن عيَّاش، به.

ولفظ الطريق الأول عنده: "لم تحتبس الشمس على أحد إلَّا ليوشع".

ولفظ الطريق الثاني: "لم تُرَدُّ الشمس منذ رُدَّتْ على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس".

ورواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 99) من طريق سعيد بن عثمان الحَنَّط، عن محمد بن رِزْق الكَلْوَذاني، عن أسود بن عامر، به.

و(سعيد بن عثمان الحَنَّاط) ترجم له الخطيب ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وسيأتي برقم (1343).

والحديث رواه البخاري في كتاب فرض الخمس، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أُحِلَّتْ لكم الغَنَائِمُ"(6/ 220) رقم (3124)، ومسلم في الجهاد، باب تحليل الغنائم لهذه الأُمَّة خاصَّة (3/ 1366 - 1367) رقم (1747)، وأحمد في "المسند"(2/ 318)، من طريق مَعْمَر، عن هَمَّام بن مُنَبِّه، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوِّلًا، وفيه "غَزَا نبِيُّ من الأنبياء. . . فقالَ للشَّمْس: إنَّكِ مَأْمُورةٌ وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبَسْهَا عَلَيْنَا، فَحْبِسَتْ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِم. . .".

وليس عندهم ذكر اسم النبيِّ، ولا نفي حَبْسَهَا لأحدٍ من البشر إلَّا ليُوشع بن نون، ولذا اعتبرته من الزوائد.

وقد فات الهيثمي ذكر حديث أحمد في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شَرْطِهِ.

وقد توسَّع الحافظ ابن حَجَر في الكلام على الحديث وفوائده الكثيرة في "فتح الباري"(6/ 220 - 224)، فانظره إن شئت.

* * *

ص: 395

990 -

أخبرنا ابن الفضل القَطَّان، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن دُرُسْتُوْيَه، حدَّثنا يعقوب بن سفيان، حدَّثنا الفضل -وهو ابن زياد- قال: سألت أبا عبد اللَّه -[يعني أحمد بن حَنْبَل]- قلت: الأسود بن عامر، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن هشام، عن ابن سِيرين،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لم تُحْبَسِ -أو تُرَدَّ- الشمسُ على أحدٍ إلَّا لِيُوشَعَ بنِ نُونه"؟.

(7/ 35) في ترجمة (أسود بن عامر أبو عبد الرحمن، المعروف بشَاذَان).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (الفضل بن زياد القَطَّان)، فإنَّ الخطيب تزجم له في "تاريخه" (12/ 363) وقال:"أحد أصحاب أحمد بن حنبل وممن أكثر الرواية عنه". ونقل عن أبي بكر الخَلَّال قوله: "كان أبو عبد اللَّه -يعني أحمد بن حَنْبَل- يعرف قُدْرَهُ ويكرمه، ويصلِّي بأبي عبد اللَّه". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و (ابن الفضل القَطَّان) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأَزْرَق أبو الحسين): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (989).

* * *

991 -

أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخَالِدي، حدَّثنا أحمد بن عليّ -يعني الخَرَّاز-، حدَّثنا أَسِيد بن زيد الجَمَّال، حدَّثنا عمرو بن شِمْر، عن جابر، عن عامر، عن مَسْرُوق،

ص: 396

عن عائشة قالت: دخل عليَّ الحسن والحسين فوهبت لهما دينارًا، وشققت مِرْطِي بينهما، فردَّيتُ كُلَّ واحد منهما بشقة، فخرجا مسرورين فَرِحَيْن يضحكان، فلقيهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كَفَّةَ كَفَّةَ، فقال:"قُرَّةَ الأعين، قُرَّة الأعين، مَنْ كساكما بُرْدَيْن، ووهب لكما دينارًا فجزاه اللَّه خيرًا"؟ فقالا: أُمُّنَا عائشة، قال:"صدقتما، واللَّه يا بنيَّ، هي، واللَّه أُمُّكُمَا وأُمُّ كُلِّ مؤمن". قالت عائشة: فواللَّه لما صنعت وما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ من الدُّنْيَا وما فيها.

(7/ 47 - 48) في ترجمة (أَسِيد بن زيد بن نَجِيح الجَمَّال الكوفي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (أَسِيد بن زيد بن نَجِيح الجَمَّال القُرَشِيّ الكوفي أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 39) وقال: "كذَّاب، ذهبت إليه إلى الكَرْخ، ونزل في دار الحَذَّائِن، فأردت أن أقول له: يا كذَّاب. فَفَرِقْتُ من شِفَارِ الحَذَّائِن".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 15) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 55 رقم (56) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 28).

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 318) وفيه عن أبي حاتم: "كانوا يتكلَّمون فيه".

ص: 397

6 -

"المجروحين"(1/ 180 - 181) وقال: "يروي عن شَرِيك واللَّيْث بن سعد وغيره من الثقات المناكير، ويسرق الحديث ويحدِّث به".

7 -

"الكامل"(1/ 391 - 392) وقال: "يتبين على رواياته ضعف. . . وعامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 154 رقم (114) وقال: "متروك".

9 -

"تاريخ بغداد"(7/ 47 - 48) وقال: "كان غير مرضيٍّ في الرواية".

10 -

"المغني"(1/ 90) وقال: "شيخ البخاري، كذَّبه يحيى، وقال غيره: متروك".

11 -

"التقريب"(1/ 77) وقال: "ضعيف، أفرط ابن مَعِين فكذَّبه، وما له في البخاري سوى حديث واحد مقرون بغيره، من العاشرة، مات قبل العشرين -يعني ومائتين-"/ خ.

كما أنَّ فيه (عمرو بن شِمْر الجُعْفي الكوفي أبو عبد اللَّه) وهو متروك، وكذَّبه الجُوْزَجَانِيّ. قال ابن حِبَّان:"كان رافضيًا يشتم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (669).

كما أنَّ فيه (جابر بن يزيد الجُعْفِي) وهو ضعيف، وكذَّبه ابن مَعِين وغيره. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (113).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 9 - 10) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، فأَسِيد بن زيد هو المُتَّهم به".

ص: 398

أقول: ممّا تقدَّم من ترجمة (أَسِيد بن زيد) و (عمرو بن شِمْر)، يغلب على ظني أنَّ المُتَّهَمَ به هو (عمرو بن شِمْر) وليس (أَسِيد بن زيد)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(41/ 408)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 421 - 422).

غريب الحديث:

قوله: كَفَّةَ كَفَّةَ". قال ابن الأثير في "النهاية" (4/ 192): "وفي حديث الزُّبَيْر "فتلقاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كَفَّةَ كَفَّةَ": أي مواجهة، كأن كُلَّ واحدٍ منهما قد كَفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره: أي منعه".

* * *

992 -

حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأُشْنَاني، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا أبو حمزة الأنصاري، حدَّثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهَرَوي، حدَّثنا شُعْبَة، عن عبيد اللَّه بن أبي بكر،

سمع أنسًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُقْطَعُ الصَّلاةَ: الحِمَارُ، والمَرْأةُ، والكَلْبُ".

(7/ 49) في ترجمة (أنس بن خالد بن عبد اللَّه الأنصاري أبو حمزة).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (أنس بن خالد الأنصاري أبو حمزة)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وعدا (أحمد بن محمد بن إبراهيم الأُشْنَاني أبو بكر)، فإنِّي لم أقف على من ترجم له.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

ص: 399

التخريج:

رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 281) عن أبي داود وغُنْدَر، عن شُعْبَة، به. وإسناده صحيح.

ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 281) رقم (582) -من كشف الأستار-، من طريق يحيى بن كثير، عن شُعْبَة، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 60): "رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 576) -في ترجمة (جعفر بن عبد الواحد الهاشمي) - عن عبد الرحمن بن سعيد البَلَدي، عن جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا الأنصاري، عن سعيد، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد لا نعرفه إلَّا عن جعفر هذا، وقد ترك فيه جعفر الطريق الواضح إذ كان أسهل عليه، عن سعيد، عن قَتَادَة، عن: أنس، وروى سعيد بن أبي عَرُوبة هذا عن حُمَيْد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذَرٍّ".

أقول: في إسناده (جعفر بن عبد الواحد الهاشمي) قال ابن عدي عنه: "منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث".

وللحديث شواهد عدَّةٌ، انظرها في:"جامع الأصول"(5/ 508 - 509 و 520 و 522)، و"مجمع الزوائد"(2/ 60)، و"نصب الراية"(2/ 78 - 79)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/ 949 - 953).

ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي (1/ 365 - 366) رقم (511)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"يَقْطَعُ الصَّلاةَ: المَرْأةُ، والحِمَارُ، والكَلْبُ، وَيَقِي ذلك مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحِلِ".

ص: 400

قال الإِمام البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(2/ 461 - 463) بعد أن أورد حديث السيدة عائشة -الذي رواه البخاري في "صحيحه" برقم (383)، ومسلم برقم (512) -:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي صلاته من الليل وأنا معترضةٌ بينه وبين القِبْلَة كاعتراض الجِنَازة"، وحديث ابن عبَّاس -الذي رواه البخاري برقم (443)، ومسلم برقم (504) -:"أقبلت راكبًا على أَتَانٍ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي بالناس بِمِنَى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلتُ، فأرسلتُ الأَتَانَ ترتَعُ، ودخلت في الصف فلم يُنْكِرْ ذلك عليَّ أحد"، وسواهما. قال رحمه الله:"في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرَّت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم أن لا يقطع صلاةَ المصلي شيء مرَّ بين يديه". وذكر أن مذهب طائفة من أهل العلم: أن المرأة التي تقطع الصلاة إنما هي المرأة الحائض، كما ورد النصُّ عليه في حديث صحيح خرَّجه ابن خزيمة برقم (832). ونقل الزَّيْلَعي في "نصب الراية" (2/ 79) عن الإِمام النووي قوله في "الخلاصة":"وتأوَّل الجمهور القطع المذكور في هذه الأحاديث، على قطع الخشوع، جمعًا بين الأحاديث". وانظر: "فتح الباري"(1/ 588 - 589) إن شئت.

* * *

993 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أُنَيْس بن عبد اللَّه، حدَّثنا أبو مَعْمَر القَطِيْعِيّ، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن يحيى بن سعيد، عن عِرَاك بن مالك،

عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَبَسَ في تُهْمَةٍ.

قال أُنَيْس: وحدَّثناه أبو مَعْمَر مرَّةً أخرى، قال: حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن يحيى بن سعيد، عن عِرَاك بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَبَسَ في تُهْمَةٍ.

ص: 401

(7/ 49 - 50) في ترجمة (أُنَيْس بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن المُقْرِئ النَّخَّاس أبو عمر).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح. وله شواهد.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات.

و(أبو مَعْمَر القَطِيْعي) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن مَعْمَر الهُذَلِيّ): ثقة مأمون. وتقدَّمت ترجمته في حديث (93).

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 102)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 182) رقم (1360) -من كشف الأستار-، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 52)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 243) -كلاهما في ترجمة (إبراهيم بن خُثَيْم) -، من طريق إبراهيم بن خُثَيْم بن عِرَاك، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

وعند الحاكم والعُقَيْلي زيادة قوله: "يومًا وليلةً استظهارًا". وعند الحاكم زيادة قوله: "واحتياطًا" بعد قوله: "استظهارًا".

ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء. وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "إبراهيم متروك".

أقول: تقدَّمت ترجمة (إبراهيم بن خُثَيْم بن عِرَاك بن مالك الغِفَارِيّ المَدَني) في حديث (867) وهو متروك كما قال الذَّهَبِيُّ.

وقال البزَّار: "لا نعلمه عن أبي هريرة إلَّا من هذا الوجه".

وقال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ إبراهيم على هذا".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 203): "رواه البزَّار وفيه إبراهيم بن

ص: 402

خُثَيْم بن عِرَاك

(1)

وهو متروك".

ومن هذا الطريق رواه أبو يعلى كما في "نصب الراية"(3/ 310).

وله شاهد من حديث معاوية بن حَيْدَة رضي الله عنه، رواه أبو داود في الأقضية، باب في الحبس في الدَّيْن وغيره (4/ 47) رقم (3631)، والنَّسَائي في قطع السارق، باب امتحان السارق بالضرب والحبس (8/ 67)، والتِّرْمِذِيّ في الديات، باب ما جاء في الحبس في التُّهمة (4/ 28) رقم (1417)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 102)، من طريق مَعْمَر، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه، عن جَدِّه -معاوية بن حَيْدَة-:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَبَسَ في تُهْمَةٍ". وعند التِّرْمِذِيِّ والنَّسَائيِّ زيادة قوله في آخره: "ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وله شاهدان أيضًا من حديث نُبَيْشَةَ بن عبد اللَّه الهُذَلي، وأنس بن مالك، وقد أُعِلَّا. انظرهما والكلام عليهما في:"نصب الراية"(3/ 311)، و"مجمع الزوائد"(4/ 203).

* * *

994 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل التِّكَكِيّ

(2)

، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا بشر بن محمد بن أَبَان قال: حدَّثنا الدُّجَيْن -يعني ابن ثابت- قال: كنَّا نقول لأَسْلَمَ حَدِّثْنَا،

(1)

تَصَحَّفَ في "المجمع" و"الكامل" إلى: "عن عراك". والتصويب من "المستدرك"(4/ 102)، و"كشف الأستار"(2/ 128)، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 52)، ومن مصادر ترجمته المتقدمة في حديث (867).

(2)

صُحِّفَ في ترجمته من "تاريخ بغداد"(2/ 354) إلى: "البككي" بالباء الموحدة. والتصويب من "الأنساب"(3/ 68).

ص: 403

فيقول:

كُنَّا نقول لعُمَرَ حَدِّثْنَا فيقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(7/ 54 - 55) في ترجمة (بشر بن محمد بن أَبَان بن مُسْلِم السُّكَّرِيّ البَصْرِيّ أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وَمَتْنُهُ متواتر.

ففيه (دُجَيْن بن ثابت اليَرْبُوعي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (503).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بِشْر بن محمد بن أَبَان السُّكَّرِيّ البَصْري) وقد اخْتُلِفَ فيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (708).

و (أَسْلَم) هو (العَدَوي القُرَشي مولى عمر بن الخطاب): ثقة مُخَضْرم. وستأتي ترجمته في حديث (1539).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (503).

* * *

995 -

حدَّثني أبو عبد اللَّه أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ القَصْرِيّ قال: حدَّثنا محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي -بها-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدَّثني الحسن بن عليّ بن بَزِيع، حدَّثنا محمد بن عمر الجُرْجَاني، حدَّثنا بِشْر بن غِيَاث، عن أبي يُوسف، عن أبي حَنِيفة، عن عطاء، عن ابن البَيْلَمَانِيّ، عن أبيه،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اركب ناقتي ثم امض إلى اليَمَن، فإذا وَرَدْتَ عَقَبَةَ أَفِيقَ وَرَقَيْتَ عليها رأيت القوم مُقْبِلين يريدونك، فقل: يا حَجَرُ، يا مَدَرُ، يا شَجَرُ، رسولُ اللَّه يقرأُ عليكم السَّلام". قال:

ص: 404

وارتجّ الأُفق فقالوا: على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السَّلام وعليك السَّلام، فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إليَّ مُسْلِمِينَ.

(7/ 56 - 57) في ترجمة (بِشْر بن غِيَاث بن أبي كَرِيمة المَرِيْسِيّ أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (ابن البَيْلَمَانِيّ) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَمَانِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 202 رقم (740) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 163) وقال: "منكر الحديث. كان الحُمَيْدِيّ يتكلَّم فيه".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 215 رقم (551) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 101).

5 -

"الجرح والتعديل"(7/ 311) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث، مضطرب الحديث".

6 -

"المجروحين"(2/ 264 - 266) وقال: "حدَّث عن أبيه بنسخة شبيهًا بمائتي حديث كلّها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا ذكره في الكتب إلَّا على جهة التعجب".

7 -

"الكامل"(6/ 2187 - 2189) وقال: "كلُّ ما رُوي عن ابن البَيْلَمَانِيّ فالبلاء فيه من ابن البَيْلَمَانِيّ".

ص: 405

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 335 رقم (453) وقال: "عن أبيه، وأبوه يُعْتَبَرُ به".

9 -

"الكاشف"(3/ 59) وقال: "واهٍ".

10 -

"التهذيب"(9/ 292 - 294) وفيه عن السَّاجِيِّ: "منكر الحديث". وقال الحاكم: "روى عن أبيه عن ابن عمر المعضلات".

11 -

"التقريب"(2/ 182) وقال: "ضعيف، وقد اتَّهمه ابن عدي وابن حِبَّان، من السابعة"/ د ق.

كما أنَّ فيه والده (عبد الرحمن بن البَيْلَمَانِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(5/ 263 - 264) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي (2/ 98) رقم (1293)، وفيه عن البزَّار:"له مناكير، وهو ضعيف عند أهل العلم".

3 -

"الجرح والتعديل"(5/ 216) وفيه عن أبي حاتم: "هو ليِّن".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 91 - 92) وقال: "لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه، لأن ابنه محمد بن عبد الرحمن يضع على أبيه العجائب".

5 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 135) وقال: "ضعيف لا تقوم به حُجَّة".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 335 رقم (403) -في ترجمة ولده (محمد) - وقال: "يُعْتَبَرُ به".

7 -

"التهذيب"(6/ 149 - 159) وفيه عن الأَزْدِيِّ: "منكر الحديث، يروي عن ابن عمر بواطيل". وقال صالح جَزَرَة: "حديثه منكر، ولا يعرف أنه سمع من أحدٍ من الصحابة إلَّا من سُرَّق". قال ابن حَجَر عقبه: "فعلى مطلق هذا يكون

ص: 406

حديثه عن الصحابة المسمين أوَّلًا مُرْسَلًا عند صالح". ولم يذكر ابن حَجَر (عليًّا) ضمن الصحابة الذين روى عنهم.

8 -

"التقريب"(1/ 474) وقال: "ضعيف، من الثالثة"/ 4.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (بِشْر بن غِيَاث المَرِيْسِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات البَرْذَعِيّ لأبي زُرْعَة"(2/ 564) وقال: "زنديق".

2 -

"السُّنَّة" لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ص 37 - 39، وقد نقل القول بكفره عن جماعةٍ، وعن آخرين لعنه، وحكى عنه أقوالًا مستقبحة.

3 -

"تاريخ بغداد"(7/ 56 - 67) وقال: "حُكِي عنه أقوالٌ شنيعة ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكَفَّرَهُ أكثرهم لأَجْلِهَا".

4 -

"الميزان"(1/ 322 - 323) وقال: "مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ لا ينبغي أن يُرْوَى عنه ولا كَرَامَة".

5 -

"السِّيَر"(10/ 199 - 202) وقال: "المتكلِّمُ المُنَاظِرُ البارع. . من كبار الفقهاء، أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حمّاد بن سَلَمَة، وسفيان بن عُيَيْنَةَ. ونظر في الكلام، فغَلَبَ عليه، وانْسَلَخَ من الورع والتَّقوى، وجرَّد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتى كان عَيْن الجَهْمِيَّة في عصره وعَالِمَهُمْ، فَمَقَتَهُ أهل العلم، وكَفَّرَهُ عِدَّةٌ، ولم يُدْرِك جَهْم بن صفوان، بل تَلَقَّفَ مقالاته من أتباعه". وكانت وفاته سنة (218 هـ) وقد قارب الثمانين.

6 -

"اللسان"(2/ 29 - 31) وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد في كتاب "السُّنَّة": "أنَّه كان يُنْكِرُ عذاب القَبْر، وسؤال المَلَكَيْن، والصِّرَاط، والميزان". وقال الأَزْدِيُّ: "زائغ صاحب رأي، لا يقبل له قوله، ولا يخرَّج حديثه ولا كَرَامَة إذ كان عندنا على غير طريقة الإِسلام".

ص: 407

التخريج:

رواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 386 - 387، من طريق بِشْر بن غِيَاث، عن أبي يوسف، عن أبي حَنِيفة، عن عطاء بن السَّائب، عن أبيه، عن عليٍّ مرفوعًا به.

ورواه ابن خُسْرُو البَلْخِي، وعمر بن الحسن الأُشْنَاني في "مسنديهما"، من طريق جعفر بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن أبي حَنِيفة، عن عطاء بن السَّائب، عن ابن عَبِيدة السَّلْمَاني، عن أبيه، عن عليٍّ مرفوعًا به. كما في "جامع المسانيد" للخُوَارِزْمِيّ (1/ 130).

وفي إسناده من لم أعرفه.

ورواه أبو بكر محمد بن عبد الباقي في "مسنده"، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، كما في "جامع المسانيد"(1/ 131).

ورواه طلحة بن محمد في "مسنده"، من طريق محمد بن عمرو الجُرْجَاني، عن أبي حَنِيفة، عن عطاء، عن ابن عَبِيدة السَّلْمَاني، عن أبيه

(1)

، عن عليٍّ مرفوعًا به. كما في "جامع المسانيد" للخُوَارِزْمِيّ (1/ 130 - 131) وقال:"لكن عطاء غير منسوب. وقال: فيه نظر".

* * *

(1)

الذي يظهر ممَّا تقدَّم أنَّ تصحيفًا قد وقع في إسناد هذا الحديث في المصادر المذكورة. وقد علَّق مصحح "تاريخ جُرْجَان" على قوله: "عن عطاء بن السائب عن أبيه" بما نصُّه: "في الأصل: "السَّلْمَاني"، والتصحيح من (التهذيب) ". وكنت أخشى أن يكون ما في "تاريخ بغداد" المطبوع من قوله: "عن عطاء، عن ابن البَيْلَمَاني، عن أبيه"، قد أصابه تصحيف أو تحريف، فرجعت إلى مخطوطة "تاريخ بغداد"، نسخة المكتبة المحمودية في المدينة المنورة، فوجدت ما فيها يوافق ما في المطبوع تمامًا.

ص: 408

996 -

أخبرني الحسين بن محمد -أخو الخَلَّال-، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللَّه الشَّطِّي، حدَّثنا أبو صفوان الثَّقَفِي، حدَّثنا حبيب بن محمد الجَوْهَرِي أبو الحسن الوَكِيل، حدَّثنا محمد بن عبد الوهاب، حدَّثنا أبو عبد الرحمن بِشْر بن غِيَاث، عن البَرَاء بن عبد اللَّه الغَنَوي،

عن الحسن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ المِشْطِ، وإنما يتفاضلونَ بالعافيةِ، والمَرْءُ كثيرٌ بأخيهِ، ولا خَيْرَ في صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لكَ مِنْ الحَقِّ مِثْلَ الذي تَرَى لَهُ".

(7/ 57) في ترجمة (بِشْر بن غِيَاث بن أبي كَرِيمة المَرِيْسِيّ أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف، وهو مرسل.

فـ (الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِيّ): تابعي إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

وفيه (البَرَاء بن عبد اللَّه بن يزيد الغَنَوِيّ البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 55) وقال: "يروي عن الحسن. . . ولم يكن حديثه بذاك".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 119 - 120) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 61 رقم (76) وقال: "ضعيف".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 161 - 162) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف".

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 401) وفيه عن أحمد: "ضعيف". وعن عليّ بن المَدِيني قال: "سمعت يحيى بن سعيد القَطَّان كأنَّه لا يرضى البَرَاءَ الغَنَوي".

ص: 409

6 -

"المجروحين"(1/ 198) وقال: "كثير الاختلاط بمن لا يليق به، كثير الوَهَم فيما يرويه".

7 -

"الكامل"(2/ 481) وقال: "هو عندي إلى الصدق أقرب منه إلى الضعف". وقد فرَّق ابن عدي بين (البَرَاء بن عبد اللَّه بن يزيد البَصْري أبو زيد)، و (البراء بن يزيد الغَنَوي) كما فعل النَّسَائي والعُقَيْلِي، والرَّاجِحُ أنهما واحد. وعلى تفريق مَنْ فَرَّق بينهما، فإنهما ضعيفان عندهم.

8 -

"التقريب"(1/ 95) وقال: "قيل: هما اثنان، ضعيف، من السابعة"/ بخ.

كما أنَّ فيه (بِشْر بن غِيَاث المَرِيْسِيّ) وهو كما قال الذَّهَبِيُّ: "مبتدع ضَالٌّ لا ينبغي أَنْ يُرْوى عنه ولا كَرَامَة". وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (995).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقف عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وله شواهد من حديث أنس، وسهل بن سعد، وأبي أُمامة، كلُّها مطعون فيها، انظرها في:"مسند الشِهاب"(1/ 145 و 141)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 80)، و"اللآلئ المصنوعة"(2/ 90)، و"تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 294 - 495).

* * *

997 -

أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: وجدتُ هذا الحديث في كتاب أبي بخطِّ يَدِهِ، حدَّثنا بَكْر بن يزيد -قال عبد اللَّه: وأظنني قد سمعته منه في المذاكرة فلم أكتبه، وكان بَكْر ينزل المَدِينة، أظنه كان في المِحْنَةِ قد ضَرَبَ على هذا الحديث

ص: 410

في كتابه-، حدَّثنا بَكْر بن يزيد، أخبرنا أبو بكر -يعني ابن أبي مَرْيَم-، عن عطيَّة بن قيس الكِلَابي،

أنَّ معاوية بن أبي سُفْيَان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ العَيْنَيْنِ وِكَاءُ السَّهِ، فإذا نَامَتِ العَيْنَانِ اسْتَطْلَقَ الوِكَاءُ".

(7/ 92) في ترجمة (بَكْر بن يزيد الطَّويل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وله شاهد من حديث عليّ رضي الله عنه يُحَسَّنُ به.

ففيه (أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مَرْيَم الغَسَّاني الحِمْصِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (613).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه عبد اللَّه بن أحمد في "المسند" لأبيه (4/ 96 - 97) -وِجادَةً- من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 362) رقم (7372)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 184)، والطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 372) رقم (875)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 118)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 471) -في ترجمة (أبي بكر بن أبي مريم) -، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 372) رقم (875)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 160)، من طريق الوليد بن مُسْلِم، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.

وعند الطبراني زيادة قوله: "فمن نام فليتوضأ".

ص: 411

وفيه إلى جانب ضعف (أبي بكر بن أبي مريم)، عَنْعَنَة (بقيَّة) و (الوليد)، وهما من هما في كثرة التدليس.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 471) -في ترجمة (أبي بكر بن أبي مريم) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 118 - 119)، من طريق الوليد بن مُسْلِم، حدَّثنا مروان بن جَنَاح، عن عطيَّة بن قيس، عن معاوية موقوفًا عليه من قوله.

قال ابن عدي: "قال الوليد: ومروان أثبت من ابن أبي مريم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 247): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير"، وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه".

وقال الإِمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 46) بعد أن ذكر الحديث معزوًا للبيهقي والطبراني فحسب، أنَّه أُعِلَّ بوجهين، أحدهما: الكلام في أبي بكر بن أبي مريم. قال أبو حاتم وأبو زُرْعَة: ليس بالقويِّ. والثاني: أنَّ مروان بن جَنَاح رواه عن عطيَّة بن قيس عن معاوية موقوفًا. هكذا رواه ابن عدي، وقال

(1)

: مروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 47) ونقل عن أبيه تضعيفه له.

كما ذكره ابن عبد البَرِّ في "الاستذكار"(1/ 192 - 193) وقال: حديث ضعيف لا حُجَّةَ فيه من جهة النقل.

وله شاهد من حديث عليٍّ رضي الله عنه، رواه أحمد في "المسند"(1/ 111)، وأبو داود في الطهارة، باب في الوضوء من النوم (1/ 140) رقم (203)، وابن ماجه في الطهارة، باب الوضوء من النوم (1/ 161) رقم (447)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 118)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 161)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 378 - 379) رقم (656)،

(1)

تقدَّم أنَّ ابن عدي نقل هذا عن الوليد بن مسلم.

ص: 412

والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 133 - في النوع الحادي والثلاثين-، من طريق بقيَّة بن الوليد الحِمْصِيّ، عن الوَضِين بن عطاء، عن محفوظ بن عَلْقَمَة، عن عبد الرحمن بن عَائِذ، عن عليّ مرفوعًا:"وِكَاءُ السَّهِ العَيْنَانِ، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ". واللفظ لأبي داود.

وإسناده حسن إن شاء اللَّه. وقد صرَّح بقيَّة بن الوليد بالتحديث في رواية أحمد بن حنبل والطبراني.

وقال النووي في "المجموع شرح المُهَذَّب"(2/ 13): "حديث حسن".

وقال ابن حَجَر في "التخليص الحَبِير"(1/ 118): "وحسَّن المُنْذِري وابن الصَّلاح والنووي حديث عليّ".

وضعَّفه أبو حاتم وأبو زُرْعَة. كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 47).

كما ضعَّفه ابن عبد البَرِّ في "الاستذكار"(1/ 193).

وفي "التلخيص الحَبِير"(1/ 118): "قال أحمد: حديث عليٍّ أَثْبَتُ من حديث معاوية في هذا الباب".

غريب الحديث:

قوله: "وِكَاءُ السَّهِ" الوِكَاءُ: الخيط الذي تشد به الصُّرَّةُ والكيس وغيرهما. قال ابن الأثير في "النهاية"(5/ 222) بعد أن ذكره: "جعل اليقظة للاسْتِ كالوكَاءِ للقِرْبَةِ، كما أنَّ الوِكَاءَ يمنعُ ما في القِرْبَةِ أن يخرج، كذلك اليقظةُ تمنع الاسْتَ أَنْ تُحْدِثَ إلَّا باختيار. والسَّهِ: حَلَقَةُ الدُّبُرِ. وكَنَّى بالعَيْن عن اليقظة، لأنَّ النائم لا عَيْنَ له تُبْصِر".

* * *

998 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار قال: سمعت أبا أُمَيَّة بن فَرْقَد قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القطَّان، حدَّثنا إسماعيل، عن قيس،

ص: 413

عن جَرِير قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قومٍ فَأَكْرِمُوه".

(7/ 94) في ترجمة (بكر بن محمد بن فَرْقَد التَّمِيمي أبو أُمَيَّة).

مرتبة الحديث:

في إسناده ضعف. وللحديث طرق وشواهد يحسن بمجموعها.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (47).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (47).

* * *

999 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، أخبرنا أبو الحسن بكر بن السَّمَيْدَع، حدَّثنا أحمد بن الوضَّاح، حدَّثنا إسرائيل بن يونس، عن الحسن بن دينار، عن قَتَادَة،

عن أنس قال: ما رأيتُ أحدًا أَدْوَمَ قِنَاعًا مِنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتَّى كأنَّ مِلْحَفَتَهُ مِلْحَفَةُ زَيَّاتٍ.

(7/ 94 - 95) في ترجمة (بكر بن السَّمَيْدَع أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

منكر.

فيه (الحسن بن دينار -وقيل: ابن واصل- التَّمِيمي البَصْرِي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 113) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 170 رقم (249) وقال: "ضعيف، ليس بشيء".

ص: 414

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 292) وقال: "تركه يحيى وابن مهدي ووكيع وابن المبارك".

4 -

"أحوال الرجال" ص 101 رقم (152) وقال: "من الذَّاهِبين".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 88 رقم (155) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 222 - 223).

7 -

"الجرح والتعديل"(3/ 11 - 12) وفيه عن أحمد: "لا يُكْتَبُ حديث الحسن بن دينار". وقال أبو خَيْثَمة: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث كذَّاب". وقال أبو حفص عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "اجتمعَ أهل العلم من أهل الحديث أنَّه لا يُرْوَى عن الحسن بن دينار". وفيه عن أبي زُرْعَة أنَّه ترك حديثه.

8 -

"المجروحين"(1/ 231 - 233) وقال: "يحدِّث بالموضوعات عن الأثبات، ويخالف الثقات في الروايات حتى يسبق إلى القلب أنَّه كان يتعمد لها، تركهـ ابن المبارك ووكيع، وأما أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعِين فكانا يُكَذِّبَانِهِ".

9 -

"الكامل"(2/ 710 - 717) وقال: "أجمع من تكلَّم في الرجال على ضَعْفِهِ، على أنِّي لم أر له حديثًا قد جاوز الحدَّ في الإِنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".

10 -

"الضعفاء" للدَّارّقُطْنِيّ ص 191 رقم (185).

11 -

"المغني"(1/ 159) وقال: "تركوه".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بكر بن السَّمَيْدَع أبو الحسن) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 488) في ترجمة (الحسن بن دينار)، وساق له حديثه هذا عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا خبر منكر جدًّا، وبكر -يعني ابن السَّمَيْدَع- لا يُعْرَفُ".

وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 204).

ص: 415

التخريج:

رواه التِّرْمِذِيّ في كتاب "الشمائل المحمدية" ص 48 رقم (32)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 460)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 173، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 82) رقم (3164)، من طريق الربيع بن صَبيح، عن يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي، عن أنس بن مالك قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ، وتَسْرِيحَ لِحْيَتِه، ويُكْثِرُ القِنَاعَ، حتَّى كأنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ". واللفظ للتِّرْمِذِيِّ والبَغَويِّ.

وفي إسناده (الربيع بن صَبِيح السَّعْدِيّ البَصْرِيّ) وهو صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (781).

كما أنَّ فيه (يزيد بن أَبَانَ الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416).

وقد ذكره الإِمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 46)، من طريق الربيع بن صَبِيح، عن يزيد بن أَبَان المتقدِّم، وقال:"هذا فيه غَرَابَةٌ ونَكَارَةٌ".

وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(4/ 232): سنده ضعيف.

ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 460) عن عمر بن حفص العَبْدِي، عن يزيد بن أَبَان، عن أنس قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكثر التقنع بثوبه حتَّى كأنَّ ثوبه ثوبُ زيَّاتٍ أو دهَّانٍ".

وإسناده ضعيف جدًّا، ففيه إلى جانب (يزيد بن أَبَان):(عمر بن حفص العَبْدِي أبو حفص) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (660).

غريب الحديث:

قوله: "أدوم قِنَاعًا". قال البَغَوِيُّ في "شرح السُّنَّة"(12/ 83): "القِنَاعُ:

ص: 416

الخِرْقَة التي تُجْعَلُ على الرأس من الدُّهْنِ". وانظر "لسان العرب" مادة (قنع)(8/ 300).

* * *

1000 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، أخبرنا بكر بن أحمد بن النَّخَّاس -ولم يكن عنده غير هذا الحديث-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، حدَّثنا عبد الرزاق، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، حدَّثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، عن عطاء،

عن سلمان الفارسي قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخلُ أحدٌ منكم الجنَّة إلَّا بجواز، هذا كتابٌ مِنَ اللَّه العزيز الحكيم لفلان بن فلان، أدخلوه جنَّةً عالية، قُطوفُهَا دانية".

(7/ 95) في ترجمة (بكر بن أحمد بن إدريس النَّخَّاس الخَضِيب أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (649).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (649).

* * *

1001 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، حدَّثنا أبو القاسم بكر بن أحمد بن مَحْمِي بن كثير بن صالح البغدادي -بوَاسِط-، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن تَحِيَّة -ببغداد بالجانب الشَّرْقِي في سوق الثلاثاء سنة ست وثمانين ومائتين-، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حُمَيْد الطَّويل،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى

ص: 417

أربعينَ يومًا في جَمَاعَةٍ صَلَاةَ الفَجْرِ، وَعِشَاءَ الآخِرَةِ، أُعْطِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ".

(7/ 95 - 96) في ترجمة (بكر بن أحمد بن مَحْمِي النَّسَّاج الواسِطي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد ورد عن أنس مرفوعًا بلفظ: "من صلَّى للَّه أربعينَ يومًا في جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التكبيرةَ الأُولى، كُتِبَتْ له بَرَاءتَانِ: بَرَاءةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءةٌ مِنَ النِّفَاقِ"، وهو حسن إن شاء اللَّه تعالى.

ففيه (يعقوب بن إسحاق بن تحيَّة الوَاسِطي أبو يوسف) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(14/ 288 - 289) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 182) وقال: "مجهول".

3 -

"العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 435) وقال: "مجهول الحال".

4 -

"المغني"(2/ 757) وقال: "عن يزيد بن هارون، ليس بثقة، قد اتُّهم".

5 -

"الميزان"(4/ 448) وذكر حديثًا له، وقال:"هو المُتَّهَمُ بوضع هذا".

6 -

"اللسان"(6/ 303) وقال: "وقد يُنْسَبُ إلى جدِّه فيقال: يعقوب بن تحيَّة"

(1)

. وتوفي عام (286 هـ).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بَكْر بن أحمد بن مَحْمِي بن كثير النَّسَّاج الوَاسِطي أبو القاسم) وقد ترجم له في:

(1)

صُحِّفَ في "اللسان" إلى: "نجية" بالنون والجيم المعجمة.

ص: 418

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 95 - 96) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال بعد أن روى له ثلاثة أحاديث أحدها حديث أنس هذا: "وهذه الأحاديث الثلاثة جميع ما رَوَى بكر بن أحمد بن مَحْمِي".

2 -

"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 182) وقال: "مجهول".

3 -

"العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 435) وقال: "مجهول الحال".

4 -

"المغني"(2/ 111) وقال: "شيخ لأبي نُعَيْم الحافظ. قال ابن الجَوْزي: مجهول. قلت: لا".

5 -

"اللسان"(2/ 46) وقال: "وهذا الرجل لم يكن من أهل الحديث وإنما جميع ما سمعه ثلاثة أحاديث سمعها منه جماعة".

6 -

"تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 177) وقال: "رأيت بخطِّ الحافظ ابن حَجَر على حاشية "مختصر الموضوعات" لابن دِرْبَاس ما نصُّه: بَكْر، ليس بمجهول العين، فقد روى عنه الحافظ أبو نُعَيْم والحافظ أبو يعلى الواسطي، ولم أر من تكلَّم فيه بجرحٍ ولا تعديلٍ".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 434 - 435)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصلح

(1)

، ولا يعلم رواه غير بكر بن أحمد عن يعقوب بن تحيَّة، وكلاهما مجهول الحال".

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 793) إلى الخطيب، وابن عساكر، وابن النَّجَّار.

(1)

هكذا في "العلل". وأظن أن صوابه: "لا يصحُّ".

ص: 419

ورواه التِّرْمِذِيُّ في الصلاة، باب في فضل التكبيرة الأولى (2/ 7) رقم (241)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 161) رقم (2612)، من طريق أبي قُتَيْبَة سَلْم بن قُتَيْبَة، عن طُعْمَة بن عمرو، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"مَنْ صَلَّى للَّه أربعينَ يومًا في جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التكبيرةَ الأُولى، كُتِبَتْ له بَرَاءتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ".

وعن التِّرْمِذِيِّ من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 435).

قال التِّرْمِذِيُّ عقب روايته له: "قد رُوي هذا الحديث عن أنسٍ موقوفًا، ولا أعلمُ أحدًا رَفَعَهُ إلَّا ما روَى سَلْمُ بن قُتَيْبَةَ، عن طُعْمَةَ بن عمرٍو، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن أنس. وإنما يُرْوَى هذا الحديثُ عن حَبِيب بن أبي حَبِيب البَجَلِيِّ، عن أنس بن مالك قوله. حدَّثنا بذلك هنَّاد، حدَّثنا وكيع، عن خالد بن طَهْمَان، عن حَبِيب بن أبي حَبِيب البَجَلِيِّ، عن أنسٍ نَحْوَهُ، ولم يَرْفَعْهُ. ورَوَى إسماعيل بن عيَّاش هذا الحديث عن عُمَارَة بن غَزِيَّةَ، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطَّاب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هذا. وهذا حديثٌ غيرُ محفوظٍ، وهو حديثٌ مُرْسَلٌ، وعُمَارَةُ بن غَزِيَّةَ لم يُدْرِكْ أنسَ بنَ مالكٍ".

ورواه الدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 50)، من طريق أبي العلاء الخَفَّاف، عن حَبِيب البَجَلِيّ، عن أنسٍ موقوفًا عليه من قوله بلفظ:"مَنْ صلَّى أربعين ليلةً في جماعةٍ لم تفته ركعة كَتَبَ اللَّهُ له بَرَاءتانِ: براءةٌ مِنَ النَّارِ، وبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 27): "رواه التِّرْمِذِيُّ من حديث أنس وضعَّفه، ورواه البزَّار واسْتَغْرَبَهُ. قلت -القائل ابن حَجَر-: رُوي عن أنسٍ عن عمر، رواه ابن ماجه - (1/ 261) رقم (798) -، وأشار إليه التِّرْمِذِيّ، وهو في "سنن" سعيد بن منصور، عنه، وهو ضعيف أيضًا، مَدَارُهُ على إسماعيل بن عيَّاش وهو ضعيف في غير الشَّاميين، وهذا من روايته عن مَدَني،

ص: 420

وذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيّ الاختلاف فيه في "العلل" وضعَّفه، وذَكَرَ أنَّ قيس بن الربيع وغيره رَوَيَاهُ عن أبي العلاء، عن حَبِيب بن أبي ثابت، قال: وهو وَهَمٌ، وإنما هو حَبِيب الإِسْكَاف".

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاج في زوائد ابن ماجه"(1/ 102) عن حديث أنس عن عمر الذي رواه ابن ماجه: "هذا إسناد فيه مَقَالٌ، عُمَارَةُ لم يُدْرِكْ أنسًا ولم يَلْقَهُ".

لكن الإِمام المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 263) قد قوَّى حديث أنس الذي رواه التِّرْمِذِيُّ مرفوعًا، وقال: "سَلْمٌ

(1)

، وطُعْمَة، وبقية رواته ثقات، وقد تكلَّمنا على هذا الحديث في غير هذا الكتاب".

أقول: حديث أنس عند التِّرْمِذِيِّ يتقوَّى بحديث عمر الذي رواه ابن ماجه، ويكون به حسنًا إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

1002 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، حدَّثنا أبو القاسم بكر بن أحمد بن مَحْمِي بن كثير بن صالح البغدادي -بوَاسِط-، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن تحيَّة -ببغداد بالجانب الشَّرْقِي في سوق الثلاثاء، سنة ست وثمانين ومائتين-، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حُمَيْد الطَّويل،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكْرَمَ ذا شَيْبَةٍ فقد أَكْرَمَ نُوحًا في قَوْمِهِ، ومَنْ أَكْرَمَ نُوحًا في قَوْمِهِ فقد أَكْرَمَ اللَّه عز وجل".

(7/ 95 - 96) في ترجمة (بكر بن أحمد بن مَحْمِي النَّسَّاج الوَاسِطي أبو القاسم).

(1)

صُحِّفَ في "الترغيب والترهيب" إلى: "مسلم".

ص: 421

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (يعقوب بن إسحاق بن تحيَّة الوَاسِطي) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1001).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بَكْر بن أحمد النَّسَّاج الوَاسِطي) قال ابن الجَوْزي: مجهول الحال. وقال ابن حَجَر: لم أر من تكلَّم فيه بجرحٍ ولا تعديل وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1001).

التخريج:

رواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 288)، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 182)، عن أبي نُعَيْم، عن أبي القاسم بكر بن أحمد، به.

ولفظ أوله عنده: "مَنْ أَكْرَمَ ذا سِنٍّ في الإِسلام. . . ".

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وبكر ويعقوب مجهولان".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 148 - 149).

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 176 - 177) ونقل عن السُّيُوطيِّ قوله: "قال الذَّهَبِيُّ: يعقوب بن إسحاق بن تحيَّة هو المُتَّهم بهذا الحديث".

أقول: وهو وَهَمٌ من ابن عَرَّاق، فالسُّيُوطيُّ إنما نَقَلَ عن الذَّهَبِيِّ قوله هذا في حديث "إنَّ من إجلالي توفير المشايخ من أُمَّتي"، وليس في حديث "من أكرم ذا سِنٍّ في الإِسلام. . . ". وكلام الذَّهَبِيِّ هذا في "الميزان"(4/ 448) في ترجمة (يعقوب).

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 575) رقم (5803).

ص: 422

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 755) إلى أبي نُعَيْم، والدَّيْلَمِيّ، والخطيب، وابن عساكر. وأعلَّه بـ (يعقوب) و (بكر).

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 487، وعزاه للخطيب.

* * *

1003 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، حدَّثنا أبو القاسم بكر بن أحمد بن مَحْمِي بن كثير بن صالح البغدادي -بِوَاسِط-، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن تحيَّة -ببغداد بالجانب الشَّرْقِي في سوق الثلاثاء، سنة ست وثمانين ومائتين-، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حُمَيْد الطَّويل،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى أربعين يومًا في جَمَاعَةٍ، ثم انْفَتَلَ من صلاةِ المغرب فأتى بركعتين، قرأ في أوَّل ركعةٍ: بفاتحة الكتاب، وقُلْ يا أيها الكافرون، وفي الثانية: بفاتحة الكتاب، وقُلْ هو اللَّه أحد، خَرَجَ من ذنوبه كما تخرج الحيَّة من سِلْخِهَا".

(7/ 95 - 96) في ترجمة (بكر بن أحمد بن مَحْمِي النَّسَّاج الوَاسِطي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (يعقوب بن إسحاق بن تحيَّة الوَاسِطي) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1001).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بكر بن أحمد النَّسَّاج الوَاسِطي)، قال ابن الجَوْزي: مجهول الحال. وقال ابن حَجَر: لم أر من تكلَّم فيه بجرح ولا تعديل. وقد تقدَّمت ترجمته أيضًا في حديث (1001).

ص: 423

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 434 - 435) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصلح

(1)

، ولا يُعْلَمُ رواه غير بكر بن أحمد، عن يعقوب بن تحيَّة، وكلاهما مجهول الحال".

وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 149)، وابن حَجَر في "اللسان"(2/ 46)، نقلًا عن الخطيب.

وسيرويه الخطيب في "تاريخه"(14/ 288) -في ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن تحيَّة الوَاسِطي) -، من ذات الطريق، بلفظ:"من صلَّى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد، يقول في الأولى. . . " والباقي مثل حديثه هنا.

* * *

1004 -

دَفَعَ إليَّ أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ كتاب جدِّه فوجدت فيه بخطِّه.

ثم حدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال قال: حدَّثَتْنَا أَمَةُ الواحد بنت الحسين بن إسماعيل قالت: حدَّثني أبي قال: حدَّثنا بُنَان، حدَّثنا إبراهيم بن محمد المَدَني، حدَّثنا سعد

(2)

بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي، عن أخيه عبد اللَّه، عن جدِّه،

عن ابن عبَّاس قال: دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بناقةٍ قد وسَمْتُهَا حلقتين في خديها، فلما رآها قال:"يا ابن عبَّاس، سائر الجسد أحملُ للبأس مِنَ الوَجْهِ". قال ابن عبَّاس: والذي بعثك بالحق لأجعلنَّهما في أقصى عَظْمٍ منها. فجعلهما في الجَاعِرَتَيْنِ.

(7/ 98) في ترجمة (بُنَان -غير منسوب-).

(1)

هكذا في "العلل"، وأظن أنَّ صوابه:"لا يصحُّ".

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سعيد بن أبي سعيد". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 424

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وله شواهد بمعناه صحيحة.

ففيه (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمِيّ المَدَني أبو إسحاق) وهو متروك، وكذَّبه عليُّ بن المَدِيني وابن مَعِين ويحيى بن سعيد القَطَّان. وتقدَّمت ترجمته في حديث (617).

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِيّ اللَّيْثِيّ المَدَنيّ أبو عبَّاد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 310) وقال: "ضعيف".

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 166 رقم (595) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 139 رقم (183) وقال: "لم يكن بشيء".

4 -

"العلل" لأحمد (1/ 251) وقال: "ضعيف".

5 -

"التاريخ الكبير"(5/ 105) وقال: "قال يحيى القَطَّان: استبان لي كذبه في مجلس". وقال في (4/ 56) في ترجمة (سعد بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي): "لم يصحّ حديث عبد اللَّه".

6 -

"أحوال الرجال" ص 139 رقم (238) وقال: "يُضَعَّفُ حديثه".

7 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 629).

8 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 41) -في (باب من يرغب عن الرواية عنهم) -. و (3/ 53) وقال: "ضعيف".

9 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (2/ 58) رقم (269) وقال: "ضعَّفه يحيى بن سعيد القَطَّان وغيره".

ص: 425

10 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 152 رقم (20) وقال: "متروك الحديث".

11 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 258 - 259) وفيه عن أحمد: "ليس هو بذاك". وقال البُخَاري: "تركوه". وقال أبو داود: "عبد اللَّه وسعد ابنا سعيد المَقْبُرِي: ضعيفان في الحديث".

12 -

"الجرح والتعديل"(5/ 71) وفيه عن أحمد: "منكر الحديث، متروك الحديث". وقال الفَلَّاس: "منكر الحديث، متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ". وقال أبو زُرْعَة: "هو ضعيف الحديث، ليس يوقف منه على شيء".

13 -

"المجروحين"(2/ 9) وقال: "كان ممن يقلب الأخبار، ويهم في الآثار، وحتى يسبق إلى قلب من يسمعها أنَّه كان المتعمد لها".

14 -

"الكامل"(4/ 1479 - 1481) وقال: "عامَّة ما يرويه الضعف عليه بيِّن".

15 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 258 رقم (310) وقال: "متروك".

16 -

"المغني"(1/ 340) وقال: "تركوه".

17 -

"الميزان"(2/ 429) وقال: "واهٍ بمرَّة".

18 -

"التقريب"(1/ 419) وقال: "متروك، من السابعة"/ ت ق.

وفي إسناده أيضًا: (سعد بن سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِيّ المَدَني أبو سهل) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(4/ 56) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 117). وذكره أيضًا في ترجمة أخيه (عبد اللَّه)(2/ 258 - 259) ونقل عن أبي داود تضعيفه له.

ص: 426

3 -

"الجرح والتعديل"(4/ 85) وفيه عن أبي حاتم: "في نَفْسِهِ مستقيم، وَبَلِيَّتُهُ أنَّه يحدِّث عن أخيه عبد اللَّه بن سعيد، وعبد اللَّه بن سعيد ضعيف الحديث، ولا يحدِّث عن غيره، فلا أدري منه أو من أخيه".

4 -

"المجروحين"(1/ 357) وقال: "يروي عن أخيه وأبيه عن جدِّه بصحيفة لا تُشْبِهُ حديث أبي هريرة، يتخايل إلى المستمع لها أنَّها موضوعة أو مقلوبة أو موهومة، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره".

5 -

"الكامل"(3/ 1190 - 1191) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ، ولم أر للمتقدِّمين فيه كلامًا، إلَّا أنِّي ذكرته لأبين أنَّ رواياته عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة عامَّتها لا يتابعه أحد عليها".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 235 رقم (268).

7 -

"المغني"(1/ 254) وقال "واهٍ، ورُمي بالقَدَر أيضًا".

8 -

"الكاشف"(1/ 277) وقال: "قَدَرِيٌّ لَيِّنٌ".

9 -

"التقريب"(1/ 287) وقال: "ليِّن الحديث، من الثامنة"/ ق.

وفيه كذلك صاحب الترجمة (بُنَان) ولم ينسب، ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 947) إليه وحده، بذكر المرفوع عنه فحسب.

وله شواهد عِدَّةٌ بمعناه، انظرها في:"جامع الأصول"(11/ 755 - 757)، و"مجمع الزوائد"(8/ 109 - 110)، و"المطالب العالية"(2/ 282).

ص: 427

ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في اللباس، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ووسمه فيه (3/ 1673) رقم (2118) عن ابن عبَّاس قال:"رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حِمَارًا مَوْسُومَ الوَجْهِ فَأَنْكَرَ ذلكَ قال: فواللَّه لا أَسِمُهُ إلَّا في أَقْصى شيءٍ مِنَ الوَجْهِ. فَأَمَرَ بِحِمَارٍ له فَكُوِيَ في جَاعِرَتَيْه، فهو أَوَّلُ مَنْ كَوَى الجَاعِرَتَيْنِ".

غريب الحديث:

قوله: "الجَاعِرَتَيْنِ": "الجَاعِرَاتَانِ: موضع الرَّقْمَتَيْنِ من اسْتِ الحِمَارِ، وهو مضرب الفرس بِذَنَبِهِ على فخذيه، وقيل: هما حرفا الوَرِكين المشرفان على الفخذين". "جامع الأصول"(11/ 756). وانظر "النهاية"(1/ 275).

* * *

1005 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قرأت على أبي حفص بن الزَّيَّات، أخبركم محمد بن جعفر المَطِيْرِيّ، حدَّثنا بُنَان بن سليمان، حدَّثنا الحارث بن خَلِيفة، حدَّثنا شُعْبَة، عن ابن عُلَيَّة، عن عبد العزيز بن صُهَيْب،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحُورُ العِينُ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ".

"قال المَطِيْرِيّ: هكذا قال لنا بُنَان، وأصلح في كتابي شُعْبَة".

(7/ 99) في ترجمة (بُنَان بن سليمان الدَّقَّاق أبو سهل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحارث بن خَلِيفة أبو العلاء)، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 74) ونقل عن أبيه قوله فيه:"مجهول". ونقله عنه في "الميزان"(1/ 423)، و"اللسان"(2/ 149).

ص: 428

و (ابن عُلَيَّة) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأَسَدِيّ البَصْري أبو بِشْر): إمام حافظ ثقة حُجَّة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (173 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 23 - 33)، و"التهذيب"(1/ 175 - 279)، و"التقريب"(1/ 65 - 66).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رواه غيره -يعني المَطِيري- عن بُنَان، عن الحارث، عن ابن عُلَيَّة، وكذلك رواه محمد بن غالب التَّمْتَام، عن الحارث بن خَلِيفة، عن ابن عُلَيَّة، لم يذكر بينهما شُعْبَة، وهو أشبه بالصواب".

ثم ساقه من الطريق الأول وهو الحديث التالي.

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(3/ 224 - 225) رقم (284)، عن محمد بن جعفر المَطِيري، عن بُنَان بن سليمان، به.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 143) رقم (2730).

وذكره ابن القَيِّم في "حادي الأرواح" ص 226 - في الباب الرابع والخمسين- من طريق الحارث بن خليفة، عن شُعْبَة، به، وعزاه للبيهقي وحده، ونقل عنه قوله:"هذا منكر بهذا الإِسناد، ولا يصحُّ عن ابن عُلَيَّة. قلت -القائل ابن القَيِّم- ولكنه حديث فيه شُعْبَة"! .

أقول: قد تقدَّم عن الخطيب أنَّ الرواية بإسقاط شُعْبَة من الإِسناد أشبه بالصواب.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 408) إلى ابن مَرْدُوْيَه والخطيب فحسب!

وله شاهد من حديث أبي أُمَامَة مرفوعًا بلفظ: "خَلَقَ اللَّه الحُورَ العِينَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ"، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 237) رقم (7813)، وعنه

ص: 429

أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(3/ 224) رقم (383)، من طريق عبيد اللَّه بن زَحْرٍ، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمَامَة.

وفيه (عليّ بن يزيد الأَلْهَاني الدِّمَشْقِي) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2109).

وقال ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 63): "إذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد اللَّه بن زَحْر، وعليّ بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون مَتْنُ ذلك الخبر إلَّا ممّا عملت أيديهم، فلا يحلُّ الاحتجاج بهذه الصحيفة".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 201) رقم (290)، وعنه أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(3/ 225 - 226) رقم (385)، عن أحمد بن رِشْدِين، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن هارون الأنصاري، حدَّثني اللَّيْث ابن ابنة اللَّيْث بن أبي سُلَيْم، حدَّثَتْنِي عائشة ابنة يُونس امرأة لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن مجاهد، عن أبي أُمَامَة مرفوعًا:"خُلِقَ الحُورُ العِينُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ".

قال الطبراني: لا يُرْوَى هذا الحديث عن لَيْثٍ إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به عليّ بن الحسن بن هارون الأنصاري.

أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه شيخ الطبراني (أحمد بن رِشْدِين) وهو (أحمد بن محمد بن حجَّاج بن رِشْدِين بن سعد المِصْرِيّ أبو جعفر) وقد كُذِّبَ، وقال ابن عدي:"يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (201).

كما أنَّ فيه (اللَّيْث بن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 419): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفي إسنادهما ضعفاء".

ص: 430

وقال ابن قيِّم الجَوْزِيَّة في "حادي الأرواح" ص 226: "وقد رواه إسحاق بن رَاهُوْيَه عن عائشة بنت يونس قالت: سمعت زوجي لَيْث بن أبي سُلَيْم يحدِّث عن مجاهد فذكره مرفوعًا إليه. وهو أشبه بالصواب. ورواه عُقْبَةُ بن مُكْرَم، عن عبد اللَّه بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قوله. ولا يصحُّ رَفْعُ الحديث، وحَسْبُهُ أن يصل إلى ابن عبَّاس".

وقال الحافظ ابن كثير في "النهاية" ص 476 بعد أن أورده من طريق الطبراني في "المعجم الأوسط": "هذا حديث غريب جدًّا".

* * *

1006 -

أخبرني عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن الصَّبَّاغ، حدَّثنا عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِيّ، حدَّثنا النُّعْمَان بن هارون بن أبي الدِّلْهَاث، حدَّثنا أبو سهل بُنَان بن سليمان الدَّقَّاق.

وحدَّثنا يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن عبَّاس البَلَدِيّ -بِمَلَطْيَة-، حدَّثنا بُنَان بن سليمان البغدادي، حدَّثنا الحارث بن خَلِيفة، حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، حدَّثنا عبد العزيز بن صُهَيْب،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُورُ العِينِ خُلِقْنَ مِنَ الزَّغْفَرَانِ".

(7/ 99) في ترجمة (بُنَان بن سليمان الدَّقَّاق أبو سهل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق (1005).

ص: 431

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (1005).

* * *

1007 -

حدَّثنا يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ، حدَّثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم المُعَدَّل -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص، حدَّثنا بُنَان بن يحيى البغدادي، حدَّثنا عاصم بن عليّ، حدَّثنا أبي، عن أبي عليّ الرَّحْبِي، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا هَاجَتِ الرِّيحُ، اسْتَقْبَلَهَا وجَثَا على رُكْبَتَيْهِ، ومَدَّ يديه، وقال:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً ولا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا ولا تَجْعَلْهَا رِيْحًا".

(7/ 99 - 100) في ترجمة (بُنَان بن يحيى بن زياد المَغَازِلِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (أبو عليّ الرَّحْبِي) وهو (الحسين بن قيس الوَاسِطي، ولقبه حَنَش)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(2/ 393) وقال: "تَرَكَ أحمدُ حديثه".

2 -

"أحوال الرجال" ص 105 رقم (162) وقال: "أحاديثه منكرة جدًّا فلا تُكْتَبْ".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 86 رقم (150) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 247 - 248) وقال: "له غير حديث لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به".

ص: 432

5 -

"الجرح والتعديل"(3/ 13 - 64) وفيه عن أحمد: "ليس حديثه بشيء لا أروي عنه شيئًا". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث. قيل له كان يكذب؟ قال: أسأل اللَّه السلامة، هو ويحيى بن عبيد اللَّه متقاربان". وقال ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".

6 -

"المجروحين"(1/ 242 - 243) وقال: "كان يقلب الأخبار، ويلزق رواية الضعفاء، كذَّبه أحمد بن حنبل، وتركهـ يحيى بن مَعِين".

7 -

"الكامل"(2/ 762 - 764) وقال: "يروي سليمان التَّيْمي عنه ويسمِّيه: حَنَش، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس بضعة عشر حديثًا يشبه بعضها بعضًا، وهو إلى الضَّعْفِ أقرب منه إلى الصدق".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 196 رقم (194).

9 -

"المغني"(1/ 175) وقال: "ضعَّفوه".

10 -

"التقريب"(1/ 178) وقال: "متروك، من السادسة"/ ت ق.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 213 - 214) رقم (11533)، و"الدُّعاء"(2/ 1257 - 1258) رقم (977)، وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 341) رقم (456)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 763) ببعضه -في ترجمة (حسين بن قيس) -، من طريق أبي عليّ الرَّحْبِيّ -حسين بن قيس-، عن عِكْرِمَة، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 135 - 136): "رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس الملقب بحَنَش، وهو متروك، وقد وثَّقه حصين بن نُمَيْر، وبقية رجاله رجال الصحيح". وفَاتَهُ أن يعزوه لأبي يعلى.

ص: 433

ورواه مسدَّد في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (3/ 283) رقم (3371). وفي حاشية محققه:"قال البُوصِيري: رواه أبو يعلى ومسدَّد بسند ضعيف لضعف حسين بن قيس".

ورواه الإِمام الشَّافعي في مسنده (1/ 175) رقم (502) -بترتيب السِّنْدِي-، وفي كتابه "الأُمّ" (1/ 253) فقال: أخبرنا من لا أَتَّهِم، أخبرنا العلاء بن راشد، عن عِكْرِمَة، عنه، به.

وعن الشَّافعي من طريقه المتقدِّم، رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(5/ 189 - 190) رقم (7246).

وفيه (العلاء بن راشد)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 212 وقال:"عن عِكْرِمَة، وعنه إبراهيم بن أبي يحيى، لا تقوم بإسناده حُجَّة، قال الحُسيني، كذا قال، وعِكْرِمَة مشهور، وحال إبراهيم معروف فَانْحَصَرَ".

أقول: قول الإِمام الشَّافعي: "أخبرنا من لا أَتَّهِم"، يريد به (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمِي المَدَني) وهو متروك، وكذَّبه ابن المَدِيني وابن مَعِين وابن القَطَّان، واحتجَّ به الشَّافعي، وكان يُوَرِّي عنه. انظر:"تهذيب الكمال"(2/ 188). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (617).

وحديث الشَّافعي هذا ذكره النَّوَوِيُّ في "الأذكار" ص 299 - 300، فقال: وروى الإمام الشَّافعي رحمه الله في كتابه "الأُمّ" بإسناده عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما" ثم ساقه عنه. ولم يتكلَّم عليه بشيء.

قال ابن عَلَّان في "الفتوحات الربانية على الأذكار النَّواوية"(4/ 277) في هذا الحديث: "قال الحافظ -يعني ابن حَجَر- بعد تخريجه: هذا حديث حسن، أخرجه البيهقي في "المعرفة"، قال: وشيخ الشافعي ما عرفته، وكنت أظنه ابن يحيى، لكن لم يذكروه في الرواة عن العلاء بن راشد، والعلاء موثَّق". ثم نقل عن

ص: 434

الحافظ ابن حَجَر أنَّ الطبراني قد أخرجه في كتاب "الدّعاء" له، وساقه عنه، ثم ذكر عن ابن حَجَر قوله:"أخرجه مسدَّد في "مسنده الكبير"، وفي سنده جَبْر بن عبد اللَّه وهو ضعيف، وجدُّه عبيد اللَّه -بالتصغير- ابن العبَّاس، وفي نسخة من "المسند" حسين بن قيس أبو عليّ الرَّحْبِيّ

(1)

، وهو ضعيف أيضًا وقد اعتضد بالمتابعة".

أقول: تحسين الحافظ ابن حَجَر له، مردود بما تقدَّم. ولم أقف على من وَثَّقَ (العلاء بن راشد)، وقد سَبَقَ أنَّ ابن حَجَر قد ترجم له في "تعجيل المنفعة" ولم يذكر توثيقه عن أحد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1008 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن الحسن بن مِقْسَم المُقْرِئ، حدَّثنا بُنَان بن أحمد بن عليّ القَطَّان، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمر، حدَّثنا عبد الرحيم، عن

(2)

لَيْث، عن طاوس،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يَقْتُلُ المُحْرِمُ: الحِدَأَةَ، والعَقْرَبَ، والغُرَابَ، والكَلْبَ العَقُورَ، والفَأْرَةَ، كُلُّ هؤلاءِ فُوَيْسِقَةٌ".

(7/ 100) في ترجمة (بُنَان بن أحمد بن عَلُّوْيَه القَطَّان أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

و (طاوس) هو (ابن كَيْسَان اليَمَاني): إمام حافظ ثقة فقيه قُدْوة. وستأتي ترجمته في حديث (1745).

(1)

صُحِّفَ في "الفتوحات الربانية" إلى: "المرجي".

(2)

حُرِّفَ في المطبوع إلى: "حدَّثنا عبد الرحيم بن ليث".

ص: 435

و (عبد الرحيم) هو (ابن سليمان الكِنَاني -وقيل: الطَّائي- الأَشَلّ المَرْوَزِيّ أبو عليّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 504):"ثقة له تصانيف، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته في: "السِّيَر"(8/ 317)، و"التهذيب"(6/ 306).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 257)، وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 317) رقم (2428)، من طريق لَيْث، عن طاوس، عنه، به.

ومن هذا الطريق رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 16) رقم (1097) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 35) رقم (10959)، لكن عندهما: عن ابن عبَّاس، وعن نافع عن ابن عمر معًا.

وعند أحمد: "الحيَّة" بدلًا من "الحِدَأة".

وليس عند أبي يعلى والطبراني قوله: "كُلُّ هؤلاء فُوَيْسِقَةٌ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 228): "رواه أحمد، وأبو يعلى، وجعل بدل (الحيَّة): (الحِدَأة)، والبزَّار، والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" ببعضه، وفيه لَيْث بن أبي سُلَيْم، وهو ثقة ولكنه مدلِّس"! ! .

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 257) عن عثمان، عن جَرِير، عن حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن عِكْرِمَة، عنه، به.

أقول: إسناده صحيح. وقد فات الهيثمي أن يشير إليه.

ورواه الطبراني في "الكبير"(11/ 230) رقم (11582)، من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبة، عن داود بن الحُصَيْن، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس قال:"رُخِّصَ للمُحْرِمِ في: الحَيَّةِ، والعَقْرَبِ، والفَأْرِ، والحِدَأةِ، والكَلْبِ العَقُورِ".

ص: 436

وفي إسناده (إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبة) وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 31).

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(3/ 75 - 78)، و"مجمع الزوائد"(3/ 228 - 229)، و"نصب الراية"(3/ 130 - 132 و 136 - 137)، و"التلخيص الكبير"(2/ 274 - 275).

ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في جزاء الصيد (4/ 34) رقم (1826)، ومسلم في الحجِّ، باب ما يندب للمُحْرِمِ وغيره قتله من الدَّواب في الحِلِّ والحَرَم (2/ 858) رقم (1119)، وغيرهما، عن ابن عمر مرفوعًا:"خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ ليس على المُحْرِمِ في قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: الغُرَابُ، والحِدَأَةُ، والعَقْرَبُ، والفَأْرَةُ، والكَلْبُ العَقُورُ".

غريب الحديث:

قوله: "كُلُّ هؤلاء فُوَيْسِقَةٌ" تصغير (فَاسِقَة). قال ابن الأَثِير في "النهاية"(3/ 446): "أصل الفُسوق: الخروج عن الاستقامة، والجَوْرُ، وبه سُمِّي العاصي فاسقًا، وإنما سُمِّيت هذه الحيوانات فَوَاسِقَ، على الاستعارة لخُبْثِهِنَّ. وقيل: لخروجهنَّ من الحُرْمَةِ في الحِلِّ والحَرَمِ: أي لا حُرْمَةَ لَهُنَّ بحالٍ".

* * *

1009 -

أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا أبو بكر بن بدر الأمير مولى المُعْتَضِد -ببغداد-، حدَّثنا أبي: أبو النَّجم بدر الكبير، حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد بن رُمَاحِس.

وأخبرنا أبو نُعَيْم أيضًا، وأبو الحسن عليّ بن عبيد اللَّه الكَاغدِيّ -جميعًا بأَصْبَهَان-، قالا: حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللَّخْمِيّ الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن رُمَاحِس القَيْسِي -بِرَمَادَةِ الرَّمْلَةِ، سنة أربع وسبعين ومائتين-، حدَّثنا أبو عمرو زيَّاد بن طارق -وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة- قال:

ص: 437

سمعتُ أبا جَرْوَلٍ زهير بنَ صُرَدٍ الجُشَمِيّ يقول: لمَّا أَسَرَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم حُنَيْنٍ يوم هَوَازِنَ، وذَهَبَ يُفَرِّقُ السَّبْيَ أتيته، فأَنْشَأْتُ أقول هذا الشِّعر:

أُمْنُن علينا رسولَ اللَّه في كرم

فإنَّك المَرْءُ نرجوهُ وننتظرُ

أُمْنُن على بيضةٍ قد عَاقَهَا قَدَرٌ

مشتت شملها في دهرها غِيَرُ

أبقت لنا الدَّهْرَ هَتَّافًا على حَزَن

على قلوبهم الغَمَّاءُ والغِمَرُ

إن لم تداركهم نعماء تنشرها

يا أرجح النَّاس حِلْمًا حين يُخْتَبَرُ

أُمْنُن على نِسْوَةٍ قد كُنْتَ تَرْضَعُهَا

إذ فُوك يملؤه من مَخْضِهَا الدُّررُ

إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها

وإذ يزينك ما تأتي وما تذرُ

لا تجعلنَّا من شالت نعامَتُه

واسْتَبْقِ منَّا فإنَّا مَعْشَرٌ زُهْرُ

إنَّا لنشكر للنعمى إذا كُفِرَت

وعندنا بعد هذا اليوم مُدَّخَرُ

فَأَلْبِس العفوَ من قد كنت ترضعه

من أُمَّهاتك إنَّ العفو مُشْتَهِرُ

يا خير من مَرَحَت كُمْتُ الجِيَاد به

عند الهِيَاج إذا ما استُوقِدَ الشررُ

إنَّا نُؤَمِّل عفوًا منك نلبسه

هدى البرية إذ تعفو وتنتصرُ

فاعفو عفا اللَّه عمَّا أنت راهِبُهُ

يوم القيامة إذ يُهْدَى لك الظفرُ

قال: فلما سمع هذا الشِّعْرَ، قال صلى الله عليه وسلم:"ما كان لي ولبني عبد المُطَّلِبِ فهو لكم". وقالت قريشُ: ما كان لنا فهو للَّه ولرسوله. وقالت الأنصارُ: ما كان لنا فهو للَّه ولرسوله.

(7/ 105 - 106) في ترجمة (بدر أبو النَّجم مولى المُعْتَضِد باللَّه المعروف بالحَمَامِيّ، ويسمَّى بدر الكبير).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد روي من طريق آخر حسن بنحوه. وأصله من غير الشِّعْر في "صحيح البخاري".

ص: 438

ففيه (زياد بن طارق) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 90) وقال: "عن أبي جَرْوَل، نَكِرَةٌ لا يُعْرَفُ. تفرَّد عنه عبيد اللَّه بن رُمَاحِس". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 495)، ونقل عن أبي منصور البَارُودي في كتابه "معرفة الصحابة" قوله:"أنَّه مجهول".

كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن رُمَاحِس القَيْسِيّ الرَّمْلِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 415):"شيخ الطبراني، ما علمت أحدًا وهَّاه، ولا احتجَّ به". وقال في "الميزان"(3/ 6): كان مُعَمَّرًا، ما رأيت للمتقدِّمين فيه جرحًا وما هو بمعتمد عليه". وسيأتي مزيد بيانٍ لحاله في التخريج.

وفي طريقه الأول صاحب الترجمة (بدر أبو النَّجْم مولى المُعْتَضِد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 311 - 31) رقم (5303)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 129 - 131) رقم (2803) -، و"المعجم الصغير"(1/ 236 - 237)، عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس الجُشَمِيّ، عن زياد بن طارق، عنه، به.

قال الطبراني في "الصغير": "لم يُرْو عن زهير بن صُرَد بهذا التمام إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبيد اللَّه".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 186 - 187): "رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه من لم أعرفهم".

وعن الطبراني من طريقه المتقدِّم، رواه الشَّجَرِيُّ في "أماليه"(2/ 20)، والضِّياء المَقْدِسي في "المُخْتَارة" -كما في "اللسان"(4/ 102) -، وابن حَجَر في "تغليق التعليق"(3/ 474 - 475)، ومحمد بن يوسف الصَّالِحِي الشَّامي في

ص: 439

"سبل الهدى والرشاد"(5/ 569 - 571)، وقال: هذا حديث جيِّد الإِسناد عالٍ جدًّا".

ورواه مطوَّلًا بنحوه ابن إسحاق في "السيرة"(4/ 130 - 132) -من سيرة ابن هشام- قال: حدَّثني عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا.

وليس في "سيرة ابن هشام" ذكر الشِّعْرِ.

وعن ابن إسحاق من طريقه المتقدِّم وبذكر الشِّعْرِ، رواه ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب"(1/ 575 - 577) -ببعض اختصار له كما صرَّح هو-، وابن حَجَر في "تغليق التغليق"(3/ 473 - 474).

ورواه البخاري في "التاريخ الصغير"(1/ 31) مختصرًا وبدون ذكر الشِّعْر، من طريق ابن إسحاق

(1)

، عن عمرو بن شُعَيْب، به.

وعن محمد بن إسحاق بنحو روايته في السيرة، وبدون ذكر الشِّعْرِ، رواه أبو داود في الجهاد، باب في فداء الأسير بالماء (3/ 142 - 143) رقم (2694)، والنَّسَائي في الهبة، باب هبة المشاع (6/ 262 - 264)، وأحمد في "المسند"(2/ 184).

وإسناد ابن إسحاق حسن.

وقد أَعلَّ الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 6) في ترجمة (عبيد اللَّه بن رُمَاحِس القَيْسِيّ الرَّمْلِيّ) حديث زهير هذا، فقال بعد أن أشار إليه: "وكان -يعني عبيد اللَّه بن رُمَاحِس- مُعَمَّرًا، ما رأيت للمتقدِّمين فيه جَرْحًا، وما هو بمعتمد عليه. ثم رأيت الحديث الذي رواه له علَّة قادحة. قال أبو عمر بن عبد البَرِّ في شِعْر

(1)

صُحِّفَ في "التاريخ الصغير" إلى: "أبي إسحاق". والتصويب من "تغليق التعليق"(3/ 474).

ص: 440

زهير: رواه عبيد اللَّه بن رُمَاحِس، عن زياد بن طارق، عن زياد بن صُرَد بن زهير، عن أبيه، عن جدِّه زهير بن صُرَد، فعمد عبيد اللَّه إلى الإِسناد وأسقط رجلين منه، وما قنع بذلك حتَّى صَرَّحَ بأنَّ زياد بن طارق قال: حدَّثني زهير، هكذا هو في "معجم الطبراني"، وغيره، بإسقاط اثنين من سنده".

وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 99 - 100) فقال: "وهذا الذي قاله المُؤَلِّفُ -يعني الذَّهَبِيّ- تَحَكُّمٌ لا دليلَ له عليه، ولا له فيما حكاه عن ابن عبد البَرِّ ترجمة قائمة، وسياقه يقتضي أنَّ هذا كلّه كلام ابن عبد البَرِّ، وليس كذلك، بل من قوله -يعني الذَّهَبِيّ-: "فعمد عبيد اللَّه. . . " إلى آخر الترجمة، قال المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ- من عند نفسه بانيًا على صحَّة ما حكاه ابن عبد البَرِّ". ثم نقل كلام ابن عبد البَرِّ السابق، وقال:"فهذا كما تراه حكاه مُرْسَلًا لم يسق إسناده إلى عبيد اللَّه بن رُمَاحِس حتى يعلم".

ثم ذكر ابن حَجَر أنَّ ثمانيةً رووه عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس، عن زياد بن طارق، عن أبي جَرْوَل زهير بن صُرَد، به، من غير الطبراني، وذكر أسماء هؤلاء الثمانية، وقال:"فهؤلاء عدد من الثقات رووه عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس قال: حدَّثنا زياد، سمعت أبا جَرْوَل، فالظاهر أنَّ قولهم أولى بالصواب، والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد لا سيما وهو لم يسمّ".

ثم ذكر إخراج الحافظ المَقْدِسي له في "المُخْتَارة"، ونقل عنه قوله بعده: زهير لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما، ولا زياد بن طارق، وقد روي محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه نحو هذه القصَّة والشِّعْر. قلت -القائل ابن حَجَر-: فالحديث حسن الإسناد لأنَّ راوييه مستوران لم يتحقق أهليتهما ولم يُجْرَحَا، ولحديثهما شاهد قوي، وصَرَّحَا بالسماع وما رُمِيَا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو أفحش أنواع التدليس، إلَّا في القول الذي حكيناه آنفًا عن ابن عبد البَرِّ ولا يثبت ذلك إن شاء اللَّه".

ص: 441

وقال رحمه الله في (4/ 103 - 104) منه، بعد أن ساق الحديث من طرق، عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس:"فكملت عندي عِدَّةُ من رواه عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس غير الطبراني: أربعة عشر نَفْسًا".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(3/ 475) أيضًا: "وقد روى هذا الحديث عنه -يعني عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس- أبو سعيد بن الأعرابي، وأبو مسعود محمد بن إبراهيم بن عيسى -بيت المَقْدِس-، وأبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم، والأمير بَدْر الحَمَامِيّ مولى المُعْتَضِد، والحسن بن زيد الجَعْفَرِي، وعبيد اللَّه بن عليّ الخَوَّاص، وأبو بكر محمد بن أحمد بن مَحْمُوْيَه العَسْكَرِي وآخرون. وقد أشبعت الكلام عليه في ترجمته في "لسان الميزان"".

وقال في "الإِصابة"(1/ 553) -في ترجمة (زهير بن صُرَد السَّعْدِي الجُشَمِي أبو جَرْوَل) -: "وأعلَّ ابن عبد البَرِّ إسناده بأمر غير قادح أوضحته في "لسان الميزان" في ترجمة (زياد بن طارق)

(1)

، واللَّه المستعان".

ثم ذكر أنَّ ابن سعد في "الطبقات"

(2)

في الترجمة النبوية، ذكر نحوًا ممَّا في حديث الطبراني من غير الشِّعْر، رواه عن الوَاقِدِي، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، وعن عبد اللَّه بن جعفر المِسْوَرِيّ، وعن ابن أبي سَبْرَة، وغيرهم.

وأصل هذا الحديث من غير الشِّعْر، رواه البخاري في فرض الخمس، باب ومن الدليل على أنَّ الخمس لنوائب المسلمين. . . (6/ 236) رقم (3131 و 3132)، وغير موضع، عن مروان بن الحَكَم والمِسْوَر بن مَخْرَمَة.

* * *

(1)

هذا سَبْقُ ذِهْنٍ من الحافظ رحمه الله، فإنَّ توضيحه هذا إنما ذكره في ترجمة (عبيد اللَّه بن رُمَاحِس) من "لسان الميزان"(4/ 99 - 104).

(2)

انظر منه (2/ 153 - 154).

ص: 442

1010 -

أخبرني الحسن بن عليّ التَّميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني بَيَان بن الحكم، حدَّثنا محمد بن حاتم أبو جعفر، عن بِشْر بن الحارث قال: حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن لَيْث،

عن الحكم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قَصَّرَ العَبْدُ في العمل ابْتَلاهُ اللَّهُ بالهَمِّ".

(7/ 11) في ترجمة (بَيَان بن الحَكَم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف، وهو مرسل.

ففيه صاحب الترجمة (بَيَان بن الحَكَم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (1/ 356) وقال:"لا يُعْرَف". وذكر له حديثه هذا، وقال:"مُعْضَلٌ".

وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 69).

والظاهر أنَّ (لَيْثًا) في الإسناد، هو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِيّ) وهو ضعيف أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).

و (الحَكَمُ) لم يتبين لي من هو.

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في كتاب "الزُّهْدِ" لأبيه ص 25 رقم (52) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 290) رقم (140) عن الحكم.

ص: 443

وعزاه في "الجامع الكبير" إلى "الزُّهْد" عن الحَكَم مرسلًا.

ومثله في "الجامع الصغير"(1/ 121) بشرح "التيسير" للمُنَاوي. وقال المُناوي: "وإسناده حسن"!!

* * *

1011 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدَّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد -ببغداد-، عن عثمان الحَوْطي، عن عبيد اللَّه، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا غَابَ الهِلَالُ قَبْلَ الشَّفَقِ فهو لليلةٍ، وإذا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فهو لِلَيْلَتَيْنِ".

(7/ 123) في ترجمة (بقيَّة بن الوليد بن صَائِد الكَلَاعيّ الحِمْصِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

لا أصل له.

ففيه عَنْعَنَةُ (بقيَّة بن الوليد الحِمْصِيّ)، وهو ثقة كثير التدليس عن الضعفاء، لا يحتجُّ بحديثه إلَّا إذا صرَّح بما يفيد السماع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (184).

و (عثمان الحَوْطي) لم أهتد إليه، وأظن أنَّ بقيَّة بن الوليد قد دلَّسه لِضَعْفِهِ، وهو معروف بذلك، فقد قال يعقوب بن سفيان الفَسَوي عنه كما في "تاريخ بغداد" (7/ 124):"يروي عن شيوخ فيهم ضَعْفٌ، وكان يشتهي الحديث فَيَكْنِي الضعيف المعروف بالاسم، ويسمِّي المعروف بالكُنْيَة باسمه. . . قال ابن المبارك: أعياني بقيَّة، كان يُسمِّي الكُنَى، ويَكْنِي الأسامي".

ص: 444

التخريج:

رواه عن عبيد اللَّه بن عمر العُمَرِي، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، جماعة:

1 -

فقد رواه عنه رِشْدِين بن سعد، عند ابن عدي في "الكامل" (3/ 1014) -في ترجمة (رِشْدِين) -. و (رِشْدِين بن سعد المَصْرِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (591).

2 -

ومُجَاشِع بن عمرو، عند ابن عدي في "الكامل" (6/ 2449) -في ترجمة (مُجَاشِع) -. و (مُجَاشِع بن عمرو الأَسَدِي): مُتَّهم. وستأتي ترجمته في حديث (1728).

3 -

وحمَّاد بن الوليد الأَزْدِيّ، عند ابن حِبَّان في "المجروحين" (1/ 254 - 255) -في ترجمة (حمَّاد) -. و (حمَّاد بن الوليد الأَزْدِيّ الكوفي) قال ابن حِبَّان عنه:"يسرق الحديث، ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم، ولا يجوز الاحتجاج به بحال". وستأتي ترجمته في حديث (1191).

قال ابن حِبَّان بعد روايته للحديث: "وهذا خبر لا أصل له، وقد روى عن عبيد اللَّه: الوليد بن سَلَمَة، والوليد يسرق الحديث ويظفر عليه".

4 -

والوليد بن سَلَمَة الطَّبَرَانِيّ، عند ابن عدي في "الكامل"(7/ 2540) -في ترجمة (الوليد) -. وقد علمت ما قال ابن حِبَّان في (الوليد) آنفًا، وقد كَذَّبه دُحَيْم والحاكم. وستأتي ترجمته في حديث (1940).

5 -

وعثمان بن عبد الرحمن الطَّرَائِفي، عند تمَّام الرَّازي في "فوائده"(2/ 793 - 794) رقم (1406).

و(عثمان) هذا، ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين" (2/ 96 - 98) وأسرف في جَرْحِهِ. وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 11 - 12): "صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فَضُعِّفَ بسبب ذلك، حتَّى نسبه ابن نُمَيْر إلى

ص: 445

الكذب، وقد وثَّقه ابن مَعِين، من التاسعة، مات سنة اثنتين ومائتين"/ د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"التهذيب"(7/ 134 - 135)، و"الميزان"(3/ 45 - 46).

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 186 - 187)، عن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم عن حمَّاد بن الوليد. ونقل قوله في كون الحديث ممَّا لا أصل له، وقال:"وقد رواه رِشْدِين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن نافع. قال يحيى: رِشْدِين ليس بشيء، وقال النَّسَائي: متروك".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 98)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 145).

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 87 و 461، ونقل قول ابن حِبَّان المتقدم:"لا أصل له".

وهو مذكور في "المطالب العالية"(1/ 268) رقم (916) مغزوًا لأبي يعلى. وعلَّق محققه عليه بقول: "أهمل المجرِّد -يعني ابن حَجَر- العزو، وفات الحديث الهيثمي، وإسناده فيه (بقيَّة)، وقد عَنْعَنَ. . . . وضعَّفه البُوصِيري لتدليس بقيَّة بن الوليد".

أقول: لم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" لأنَّه ليس على شرطه، فأبو يعلى إنما رواه في "مسنده الكبير"، والذي جرَّد الهيثمي أحاديثه في "المجمع" هو زوائد "مسنده الصغير"، واللَّه أعلم.

وذكره صاحب "كنز العمَّال"(8/ 493) رقم (23788) بلفظ: "إذا غاب القمر في الحُمْرَة فهو لليلة، وإذا غاب في البياض فهو لليلتين". وعزاه إلى الخطيب في "المُتَّفِق والمُفْتَرِق" عن ابن عمر، وقال:"فيه حمَّاد بن الوليد ساقط مُتَّهم".

* * *

ص: 446

1012 -

أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المُقْرِئ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخِرَقي

(1)

، حدَّثنا عليّ بن إسحاق بن زَاطِيَا، حدَّثنا بقيَّة بن مِهْرَان الزَّنْدَرُوْدِيّ

(2)

قال: حدَّثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،

عن جدِّه قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قائمًا وقَاعِدًا، ويَمْشي حَافِيًا ومُنْتَعِلًا، وينصرفُ عن يَمِينِهِ وعن شِمَالِهِ في الصَّلاةِ.

(7/ 127) في ترجمة (بقيَّة بن مِهْرَان الزَّنْدَرُوْدِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، بلفظ:"ويُصَلِّي حَافِيًا ومُنْتَعِلًا".

ففيه (عليّ بن إسحاق بن عيسى بن زَاطِيَا المُخَرِّمِيّ أبو الحسن) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(11/ 349) وقال: "كان صدوقًا". وفيه أنَّ أبا بكر بن السُّنِّي سُئِلَ عن ابن زَاطِيَا -وذكر أنَّه كذَّاب- فقال: "لا بأس به". وقال ابن المُنَادِي: "لم يكن بالمحمود".

2 -

"اللسان"(4/ 205) وذكر ما في "تاريخ بغداد".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بقيَّة بن مِهْرَان الزَّنْدَرُوْدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (عثمان بن عبد الرحمن) لم أتبينه.

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الحريري". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 462 - 463)، و"الأنساب"(5/ 92).

(2)

تَصَحَفَّ في المطبوع إلى "الزندروذي" بالذال المعجمة. والصواب: بالدال المهملة كما في "الأنساب"(6/ 312 - 313) مقيدًا بالحروف، نسبة إلى "زَنْدَود" قرية ببغداد.

ص: 447

وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

روى بعضه التِّرْمِذِيّ في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائمًا (4/ 301) رقم (1883)، من طريق حسين المُعَلِّم، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدِّه قال: رأيت رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قائمًا وقاعدًا". وقال: "هذا حديث حسن صحيح".

وروى بعضه الآخر، أبو داود في الصَّلاة، باب الصلاة في النَّعْلِ (1/ 427 - 438) رقم (653)، وابن ماجه في الصَّلاة، باب الصلاة في النِّعَال (1/ 330) رقم (1037)، من طريق حسين المُعَلِّم، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدِّه قال:"رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي حَافِيًا ومُنْتَعِلًا".

كما روى ابن ماجه الجزء الأخير منه في الصَّلاة، باب الانصراف من الصَّلاة (1/ 300) رقم (931) من طريق حسين المُعَلِّم، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدِّه قال:"رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْفَتِلُ عن يمينِه وعن يَسَارِهِ في الصَّلاة".

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 115): إسناده صحيح. وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مسنده"، من طريق قَتَادَة، عن عمرو بن شُعَيْب، به، ولفظه: كان يصلِّي حافيًا ومُنْتَعِلًا، وينصرف عن يمينه -فذكره، وزاد- ويشرب وهو قائم".

وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد، لقوله:"ويمشي حافيًا ومُنْتَعِلًا"، ورواية أبي داود وابن ماجه:"يصلِّي حافيًا ومُنْتَعِلًا". فعند الخطيب، أنَّ ذلك كان في المشي، وعندهما، أنَّه كان في الصلاة.

ورواية الخطيب: "ويمشي حافيًا ومُنْتَعِلًا"، لم أقف عليها في كُلِّ ما رجعت إليه.

ص: 448

والحديث له شواهد عِدَّةٌ، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 70 - 73) و (5/ 445 - 446) و (6/ 255 - 257)، و"مجمع الزوائد"(5/ 79 - 80) و (2/ 53 - 56) و (2/ 145 - 147).

ومن هذه الشواهد، ما رواه النَّسَائي في السهو، باب الإِنصراف من الصلاة (3/ 81 - 82)، وغيره، عن السيدة عائشة قالت:"رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلِّي حافيًا ومُنْتَعِلًا، وينصرفُ عن يمينه وعن شماله". وإسناده صحيح.

* * *

1013 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثني يزيد بن الهيثم البَادَا قال: حدَّثنا بسام بن يزيد، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، حدَّثنا الحَجَّاج، عن الحَكَم بن عُتَيْبَة، عن مِقْسَم،

عن ابن عبَّاس: أنَّ أربعةَ أَعْبُدٍ وَثَبُوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الطَّائِفِ مِنْ سُورِ الطَّائفِ، فَأَعْتَقَهُمْ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(7/ 127 - 128) في ترجمة (بسام بن يزيد بن صَغِير النَّقَّال أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (حَجَّاج) وهو (ابن أَرْطَاة النَّخَعِيّ الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 359) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".

2 -

تاريخ الدَّارِمِيّ عن ابن مَعِين" ص 50 رقم (42) وقال: "صالح".

3 -

"تاريخ ابن معين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 76 رقم (213) وقال: "صالح الحديث".

ص: 449

4 -

"التاريخ الكبير"(2/ 378) وقال: "قال ابن المبارك: كان الحَجَّاج يدلِّس، يحدّثنا عن عمرو بن شُعَيْب بما يحدِّث محمد العَرْزَمِيّ، والعَرْزَمِيّ: متروك لا نقر به".

5 -

"أحوال الرجال" ص 78 رقم (10) وقال: "كان يروي عن قوم لم يَلْقَهُمْ: الزُّهْرِيّ وغيره، فَيُتَثَبَّتُ في حديثه".

6 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 107 رقم (251) وقال: "جائز الحديث، وكان له فقه. . . إنما يعيب النَّاس منه التدليس".

7 -

"سؤالات البَرْذَعِي لأبي زُرْعَة الرَّازي"(2/ 510) وقال: "يُرْسِلُ كثيرًا".

8 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 92 رقم (171) وقال: "ليس بالقويِّ".

9 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 277 - 283) وفيه عن يحيى بن الحارث المُحَارِبي: "أمرنا زائدة أنَّ نترك حديث الحَجَّاج بن أَرْطَاة". وقال أحمد بن حَنْبَل عندما سُئِلَ: يُحْتَجُّ بحديثَ حَجَّاج بن أَرْطَاةَ؟ فقال: لا. وقال ابن مَعِين: "مُجَالِد والحَجَّاج لا يُحْتَجُّ بهما".

10 -

"الجرح والتعديل"(3/ 154 - 156) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق يدلِّس عن الضعفاء، يُكْتَبُ حديثه، وإذا قال: حدَّثنا، فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بيَّن السماع، ولا يُحْتَجُّ بحديثه، لم يسمع من الزُّهْرِيّ. . . ". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق مدلِّس". وقال يحيى بن سعيد: "مضطرب الحديث". وقال ابن مَعِين: "صدوق ليس بالقويِّ".

11 -

"المجروحين"(1/ 225 - 228) وقال: "تَرَكَهُ ابن المُبَارَك ويحيى القطَّان وابن مهدي ويحيى بن مَعِين وأحمد بن حَنْبَل رحمهم الله أجمعين. . . ".

أقول: قول ابن حِبَّان هذا على إطلاقه هكذا موضع نظر كما يتبين من أقوال الأئمة المذكورين فيه.

ص: 450

12 -

"الكامل"(2/ 641 - 646) وقال: "إنما عَابَ النَّاسُ عليه تَدْلِيسه عن الزُّهْرِيّ وعن غيره، وربما أخطأ في بعض الروايات، فأمَّا أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يُكْتَبُ حديثه".

13 -

"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (5/ 347) وقال: "لا يُحْتَجُّ به".

14 -

"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 195) وقال: "قاضي البَصْرة، عَالِمٌ، ثقة كبير، ضعَّفوه لتدليسه، غير مخرَّج".

15 -

"تاريخ بغداد"(8/ 230 - 236) وقال: "أحد العلماء بالحديث والحفَّاظ له. . . وكان مُدَلِّسًا يروي عمَّن لم يَلْقَه". وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "صدوق، وفي حديثه اضطراب". وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: "كان مدلِّسًا، وكان حافظًا للحديث".

16 -

"الكاشف"(1/ 647) وقال: "أحد الأعلام على لِينٍ فيه. . . ".

17 -

"طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 125 وقال: "الفقيه الكوفي المشهور، أخرج له مسلم مقرونًا، ووصفه النَّسَائي وغيره بالتدليس عن الضعفاء، وممن أطلق عليه التدليس: ابن المُبَارَك، ويحيى بن القَطَّان، ويحيى بن مَعِين، وأحمد. وقال أبو حاتم: إذا قال: حدَّثنا، فهو صالح، وليس بالقويِّ". وقد عَدَّهُ ابن حَجَر من أهل الطبقة الرابعة من طبقات المدلِّسين، وهم الذين لا يُحْتَجُّ بحديثهم إلَّا إذا صرَّحوا فيه بالسماع.

أقول: وقد عَنْعَنَ الحَجَّاج بن أَرْطَاة هنا في الإسناد.

18 -

"التقريب"(1/ 152) وقال: صدوق كثير الخطأ والتدليس، من السابعة، مات سنة خمس وأربعين -يعني ومائة-"/ بخ م 4.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بسام بن يزيد بن صَغِير النَّقَّال أبو الحسين) وقد ترجم له في:

ص: 451

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 155 - 156).

2 -

"تاريخ بغداد"(7/ 127 - 128) وفيه عن أبي الفتح الأَزْدِيّ: "يتكلَّم فيه أهل العراق".

3 -

"الميزان"(1/ 308) وقال: "هو وسط في الرواية".

4 -

"اللسان"(2/ 14) وقال بعد أن ذكر توثيق ابن حِبَّان له: "وأخرج له في "صحيحه" من رواية أبي يعلى المَوْصِلِي عنه. وآخر من حدَّث عنه أبو القاسم البَغَوي". وقد توبع كما سيأتي.

و(مِقَسَم) هو (ابن بُجْرَةَ أبو القاسم): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (55).

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 229 - 230)، من طريق حجَّاج بن مِنْهَال، وسليمان بن حَرْب، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، به، دون قوله:"من سُور الطَّائف".

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 236)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 511)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2/ 337) رقم (2807)، عن يزيد بن هارون، عن الحَجَّاج، عن الحَكَم، به، بلفظ:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَعْتِقُ من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا. وقد أعتقَ يوم الطَّائف رَجُلَيْن".

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 234) عن عبد القُدُّوس

(1)

بن بَكْر بن خُنَيْس، عن الحَجَّاج، به، بلفظ:"حَاصَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أهل الطَّائف، فَخَرَجَ إليه عَبْدَانِ فَأَعْتَقَهُمَا، أحدُهما أبو بَكْرَةَ. وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَعْتِقُ العبيدَ إذا خَرَجُوا إليه".

(1)

سقط من "المسند" لفظ: "عبد". والاستدراك من ترجمته في "الجرح والتعديل"(6/ 56)، و"التهذيب"(7/ 369).

ص: 452

وبنحو رواية أحمد هذه، رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(14/ 509)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 230)، من طريق الحَجَّاج، عن الحَكَم، به.

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 248) عن نصر بن بَاب، عن الحَجَّاج، به، بلفظ:"من خَرَجَ إلينا من العبيد فهو حُرٌّ. فخرج عبيد من العبيد، فيهم أبو بَكْرَة فأعتقهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

و(نصر بن باب الخُرَاساني): ضعيف جدًّا. وستأتي ترجمته في حديث (2031).

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 224)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(14/ 509)، وغيرهما، عن أبي معاوية، عن الحَجَّاج، به، بلفظ:"أعْتَقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الطَّائف كُلَّ من خَرَجَ إليه من عبيد المشركين".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 190) رقم (12092)، من طريق سعد بن الصَّلْت، عن الحَجَّاج، به، بلفظ:"أَنَّ عَبْدَيْنِ خَرَجَا يوم الطَّائف، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مُحاصِرُهم فأعتقهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 245) بعد أن ذكر رواية أحمد الأولى والثالثة: "رواه أحمد والطبراني باختصار، وفيه الحَجَّاج بن أَرْطَاة وهو ثقة ولكنه مدلِّس".

أقول: في توثيق الهيثمي لـ (حجَّاج بن أَرْطَاة) نظر، لما علمت من حاله. فضلًا عن أنَّه قد عَنْعَن في روايته عن الحَكَم عند جميع من أخرجه عنه ممن ذكرت.

وعليه فإنَّ تصحيح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لإسناد أحمد الأخير في تعليقه على "المسند"(3/ 295) رقم (1959)، موضع نظر كما لا يخفى أيضًا، لأنَّ فيه عَنْعَنَة (الحَجَّاج) على فرض القول بثقته.

* * *

ص: 453

1014 -

أخبرني محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن الحسين الرَّازي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن طَرْخَان، حدَّثنا أبو المُطْلِع محمد بن عِصْمَة، حدَّثنا بسَّام بن الفَضْل البغدادي، حدَّثنا حَيَّان بن بِشْر، حدَّثنا يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، عن أبيه،

عن حُفشيش الكِنْدِي قال: قلتُ يا رسولَ اللَّه أَنْتَ رَجُلٌ مِنَّا. قال: "نحنُ بَنُو النَّضْر بنِ كِنَانَةَ لا نَقْفُو أُمَّنَا، ولا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا".

(7/ 128) في ترجمة (بسَّام بن الفَضْل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وله شاهد مروي من طريق حسن.

ففيه انقطاع بين (صالح بن صالح بن حيّ) وبين (حُفشيش بن النُّعْمَان الكِنْدِي)، فإنَّه لم يدركه كما قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 240).

و (صالح بن صالح بن حيّ الثَّوْري الهَمْدَاني -ويقال: ابن صالح بن مسلم بن حيّ. ويقال: حَيَّان. وحيٌّ لقب حَيَّان، وقد ينسب إلى جدِّه فيقال: صالح بن حيّ، وصالح بن حَيَّان-): ثقة، خرَّج له السنة، وتوفي عام (153 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(13/ 54 - 56)، و"التهذيب"(4/ 393)، و"التقريب"(1/ 360).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بسَّام بن الفَضْل البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد توبع كما سيأتي.

وفيه كذلك (أبو المُطْلِع محمد بن عِصْمَة الكَرابِيسي البَلْخي) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 53) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و (عبد اللَّه بن محمد بن طَرْخَان البَلْخِي أبو بكر) ترجم له السَّمْعَانِي في "الأنساب"(8/ 229) وقال: "صاحب "الجامع" و"المسند". . . كان من العلماء

ص: 454

الذين عُنوا بطلب الحديث وكتبه والاجتهاد فيه وَجَمَعَ الجموع، أدرك جماعة من شيوخ البخاري". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(جُفشيش بن النُّعْمَان الكِنْدِي) ترجم له ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب"(1/ 264 - 267) وقال: "يقال فيه: بالجيم وبالحاء وبالخاء، يُكْنَى أبا الخير". كما ترجم له ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 240 - 141) وقال "ذُكِرَ بكسر أوله وضمِّه. . . وَذَكَرَ عمر بن شَبَّة: أنَّ (الجُفشيش) ارْتَدَّ فيمن ارتد من كِنْدَه، وأنَّه أُخِذَ أسيرًا، وأنَّه قُتِلَ صَبْرًا. فإنَّ صَحَّ ذلك فلا صُحْبَةَ له، ورواية كُلِّ من روى عنه مرسلة لأنَّهم لم يدركوا ذلك الزمان، واللَّه أعلم".

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 321) رقم (2190)، و"المعجم الصغير"(1/ 81)، من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلِيّ، حدَّثنا الحسن بن صالح، عن أبيه، عن الجُفشيش الكِنْدِي، به.

قال الطبراني في "الصغير": "لا يُرْوَى هذا الحديث إلَّا عن جُفشيش، وله صُحْبَة، وهو الذي خاصم الأشعث بن قيس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الأرض فنزلت فيهما هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}

(1)

[سورة آل عمران: الآية 77]. لا يُرْوَى إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به الحسن بن صالح".

أقول: في إسناده (إسماعيل بن عمرو البَجَلِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).

(1)

انظر: "تفسير الطبري"(6/ 531 - 532)، و"تفسير ابن كثير"(1/ 383)، و"الدُّرّ المنثور" للسيوطي (2/ 245 - 246).

ص: 455

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 321) رقم (2191)، من طريق يحيى بن آدم، حدَّثني عليّ بن حيّ، عن أبيه، حدَّثنا الجُفشيش الكِنْدِي، به.

و(عليّ بن حيّ) هو (عليّ بن صالح بن صالح بن حيّ الهَمْدَاني)، أخو (الحسن بن صالح) الذي عند الخطيب والطبراني في الطريق المتقدِّم. قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 38):"ثقة عابد، من السابعة"/ م 4. وانظر ترجمته في "التهذيب" (7/ 332 - 333).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 195): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وفيه إسماعيل بن عمرو البَجَلِيّ، ضعَّفه أبو حاتم والدَّارَقُطْنِيّ ووثَّقه ابن حِبَّان، وبقية رجاله ثقات".

وذكره ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب"(1/ 266 - 267) عن عِمْرَان بن موسى بن طلحة، عن الجُفشيش، به.

قال ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 240) بعد أن ذكره عنه: "وهو مُرْسَلٌ. . . وذكره ابن الكَلْبِيّ بغير سند وقال: إنَّه أعاد ذلك ثلاثًا فأجابه في الثالثة، فقال له الأشعث: فَضَّ اللَّه فَاكَ ألا أسكت على مرتين".

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 851) إلى الطبراني، وأبي نُعَيْم، والضياء المَقْدِسي.

وله شاهد من حديث الأشعث بن قيس، رواه أحمد في "المسند"(5/ 211 و 212)، وابن ماجه في الحدود، باب من نفَى رجلًا من قبيلة (2/ 871) رقم (2612)، والبخاري في "التاريخ الصغير"(1/ 37)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 23)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 206 - 207) رقم (145)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 173 - 174)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(2/ 308 - 309) رقم (929)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن عَقِيل بن طلحة السُّلَمي، عن،

ص: 456

مُسْلِم بن هَيْصَم

(1)

، عن الأشعث بن قيس -الكِنْدِيّ- قال:"أتيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في وَفْدٍ لا يرون أنِّي أفضلهم، فقلتُ يا رسولَ اللَّه إنَّا نزعم أنَّكم مِنَّا. قال: نحنُ بَنُو النَّضْرِ بنِ كِنَانَةَ، لا نَقْفُو أُمَّنَا ولا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا. قال فكان الأشعث يقول: لا أُوتى برجلٍ نفى قريشًا من النَّضْر بن كِنَانَةَ إلَّا جَلَدْتُهُ الحَدَّ". والسياق لأحمد.

وعند البخاري في "التاريخ الصغير" أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للأشعث عندما قال له: ألستم مِنَّا؟ : "لا، نحن بنو النَّضْر. . . ".

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاج في زوائد ابن ماجه"(3/ 118): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، لأنَّ عَقِيل بن طلحة وثَّقه ابن مَعِين والنَّسَائي، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وباقي رجاله على شرط مسلم".

أقول: إسناده حسن، من أجل (مسلم بن هَيْصَم العَبْدِي) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(7/ 274) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 198) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 399).

4 -

"الكاشف"(3/ 126) وقال: "وثِّق".

5 -

"التهذيب"(10/ 139) وذكر رواية ثلاثة من الثقات عنه، كما ذكر توثيق ابن حِبَّان له.

6 -

"التقريب"(2/ 247) وقال: "مقبول، من الرابعة"/ م د س ق.

وله شاهد مرسل، رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 74 - 75) رقم (19952) عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ مرفوعًا مطوَّلًا. ورجاله ثقات.

(1)

هو عند أكثرهم: "هيضم" بالضاد المعجمة، والراجح أنه بالصاد المهملة. قال الإمام النَّوَوي في "شرح صحيح مسلم"(12/ 40) -في الجهاد، باب تأمير الإمام الأمراء-:"مسلم بن هَيْصَم، بفتح الهاء والصاد المهملة". نبَّه عليه العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على "التاريخ الكبير"(7/ 274). وهو بالصاد المهملة في "الجرح والتعديل"(8/ 198)، و"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 399).

ص: 457

غريب الحديث:

قوله: "لا نَقْفُو أُمَّنَا": "أي لا نتهمها ولا نقذِفُها. يقال: قَفَا فلان فلانًا إذا قَذَفَهُ بما ليس فيه. وقيل: معناه: لا نترك له النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات". "النهاية"(4/ 95).

* * *

1015 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقِي -في كتابه إلينا-.

وحدَّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصُّوفي، عنه، أخبرنا الحسن بن حَبِيب بن عبد الملك الفقيه، أخبرنا أخي، حدَّثنا بِشْران بن عبد الملك البغدادي -ببغداد-، حدَّثنا أبو عبد الرحمن دَهْثَم بن جَنَاح، حدَّثنا عبيد اللَّه بن ضِرَار، عن أبيه،

عن الحسن البَصْرِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اتَّخَذَ مَغْفَرًا لِيُجَاهدَ به في سبيل اللَّه غَفَرَ اللَّهُ له، ومَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يومَ القيامةِ، ومَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كانت له سِتْرًا مِنَ النَّارِ يومَ القيامةِ".

(7/ 128) في ترجمة (بِشْرَان بن عبد الملك).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (دَهْثَم بن جَنَاح) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 28) وقال: "قال الأَزْدِيُّ: كذَّاب، لا يُكْتَبُ عنه". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 433) وقال: "ولفظ الأَزْدِيّ: من مَعَادِنِ الكذب".

كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن ضِرَار) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 10) وقال: "لا يُحْتَجُّ به ولا كرامة، قاله الأَزْدِيّ". كما ترجم له ابن حَجَر في"اللسان"(4/ 105 - 106) وقال: "قال ابن العَدِيم في "تاريخ حلب": عبيد اللَّه بن ضِرَار بن عمرو، عن أبيه، وعنه دَهْثَم بن جَنَاح: ثلاثتهم ضعفاء".

ص: 458

وفيه أيضًا أبوه (ضِرَار بن عمرو المَلَطِيّ) وهو متروك الحديث. وستأتي ترجمته في حديث (1280).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "والحديث الذي سقناه منكر جدًّا مع إرساله، والحَمْلُ فيه على من بين بِشْرَان والحسن

(1)

، فإنَّهم مَلَطِيُّونَ. وقد حدَّثتني محمد بن عليّ الصُّوْري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد المِصْرِيّ الحافظ يقول: ليس في المَلَطِيين ثقة".

وصاحب الترجمة (بِشْرَان بن عبد الملك) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 225) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 135)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 117).

غريب الحديث:

قوله "من اتخذ مِغْفَرًا". المِغْفَرُ: "ما يَلْبَسُهُ الدَّارِعُ على رأسه من الزَّرَدِ ونحوه". "النهاية"(3/ 374).

وقال الفَيُّومي في "المصباح المنير" مادة (غفر) ص 449: "المِغْفَر: بالكسر ما يُلْبَسُ تحت البَيْضَةِ". و (البيضةُ): "الخُوذةُ".

* * *

(1)

صُحِّفَتِ العبارة في المطبوع إلى: "والحمل فيه على من أثنى على بشران والحسن"! ! والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة المحمودية، ومن "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 225).

ص: 459

1016 -

أخبرنا أبو أحمد الهيثم بن محمد بن عبد اللَّه الخَرَّاط -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبِرَاني، حدَّثنا محمد بن أَبَان قال: حدَّثنا عمَّار بن خالد الوَاسِطي، حدَّثنا أبو صَيْفِي قال: سمعت مُجَاهِدًا أبا الحَجَّاج يُحَدِّثُ،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ رجلًا دَخَلَ الجَنَّةَ، فرأى عَبْدَهُ فوقَ دَرَجَتِهِ، فقال: يا ربِّ هذا عَبْدِي فوقَ دَرَجَتي. فقال: له: نعم جزيتُهُ بِعَمَلِهِ وَجَزَيْتُكَ بِعَمَلِكَ".

(7/ 129) في ترجمة (بشير بن ميمون الوَاسِطي أبو صَيْفِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وله شاهد من حديث ابن عبَّاس بإسناد ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (بشير بن ميمون الوَاسِطي أبو صَيْفِي) وهو متروك، واتُّهِمَ بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (605).

و (مجاهد أبو الحَجَّاج) هو (مجاهد بن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 142) رقم (2224) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن مجاهد إلَّا أبو صَيْفِي".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 240) بعد أن عزاه له: "فيه بشير بن ميمون أبو صَيْفِي وهو متروك".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 146)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 452)

ص: 460

-كلاهما في ترجمة (بشير بن ميمون الوَاسِطي) -، من طريق بشير هذا، عن مجاهد، عنه، به.

قال العُقَيْلِي: هذا الحديث غير محفوظ، ولا يُتَابَعُ بشير عليه.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 243) إلى العُقَيْلِي والخطيب فحسب!

وله شاهد من حديث ابن عبَّاس بإسناد ضعيف سيأتي برقم (2158).

* * *

1017 -

أخبرنا أبو أحمد الهيثم بن محمد بن عبد اللَّه الخَرَّاط -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبَرَاني، حدَّثنا محمد بن أَبَان قال: حدَّثنا عمَّار بن خالد الوَاسِطي، حدَّثنا أبو صَيْفِي قال: سمعت مُجَاهِدًا أبا الحَجَّاج يحدِّث،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلَ مِنْ صَدَقَةٍ تُصُدِّقَ بها على مملوكٍ عند مَلِيكٍ يَسُوءه".

(7/ 129) في ترجمة (بشير بن ميمون الوَاسِطي أبو صَيْفِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (بشير بن ميمون الوَاسِطي أبو صَيْفِي) وهو متروك، واتُّهم بالوضع. وقد تقدمت ترجمته في حديث (605).

و (مجاهد أبو الحجَّاج) هو (مجاهد بن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة مشهور. وتقدمت ترجمته في حديث (399).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (3/ 78)، رقم (1456) و (4/ 141) رقم (2222) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ص: 461

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 130) بعد أن عزاه له: "فيه بشير بن ميمون وهو ضعيف".

كما ذكره في (4/ 238) وعزاه للطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة، ولم يتكلَّم عليه بشيء!

ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 101) رقم (2450)، عن عليّ بن حُجْر السَّعدِيّ، عن بشير بن ميمون، به.

والعجبُ من الإِمام ابن خُزَيْمَةَ، كيف يرويه في "صحيحه"، مع وجود (بشير بن ميمون الوَاسِطي) المتروك -المُتَّهم بالوضع كما قال البخاري- في إسناده!!

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 145)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 452). -كلاهما في ترجمة (بشير بن ميمون الوَاسِطي) -، من طريق بشير هذا، عن مجاهد، عنه، به.

قال العُقَيْلِي: هذا الحديث غير محفوظ، ولا يُتَابَعُ بشير عليه.

* * *

1018 -

حدَّثنا عبد العزيز بن أحمد الكَتَّاني، حدَّثنا عبد الرحمن بن عثمان التَّمِيمي، أخبرنا هشام بن أحمد بن جعفر الكِنْدِي، حدَّثنا عثمان بن خُرَّزَاذ، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدَّثنا بشير بن زياد البَلْخِي.

وقرأتُ في كتاب أحمد بن تاج الورَّاق -بخطِّه-، حدَّثنا عليّ بن الفضل بن طاهر البَلْخِي، حدَّثني عبد اللَّه بن محمد، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوَكِيعي، حدَّثنا يحيى بن أيوب، عن بشير بن زياد -قال يحيى: هذا شيخ قدم من بَلْخ- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن سعيد المَقْبُرِي، عن أبيه،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو مَرَّتِ الصَّدَقَةُ

ص: 462

على يَدَيْ مائةٍ، لكانَ لهم مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ المُبتدئ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شيءٌ".

"لفظ حديث الوَكِيْعِيّ".

(7/ 131) في ترجمة (بشير بن زياد البَلْخِيّ).

التخريج:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِيّ) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1004).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (بشير بن زياد البَلْخي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 670) إليه وحده.

* * *

1019 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن شُعْيَب الرُّوْيَاني، أخبرنا عليّ بن محمد الخُتُّلِي، حدَّثنا أبو نصر عُزَيْر

(1)

بن اللَّيْث بن أبي اللَّيث الأُشْرُوسَنِي -قدم علينا حاجًّا-، حدَّثنا أبو القاسم بَكْرَان بن عبد الرحمن البغدادي قال: حدَّثنا عبد الحميد بن نَهْشَل، عن الفُضَيل بن عِيَاض، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَةَ،

(1)

صُحِّفَ في المطبوع، وفي ترجمته من "التاريخ"(12/ 319)، وفي "الفقيه والمتفقه"(1/ 164) إلى "عزيز" بالزاي في الموضعين. والتصويب من حاشية "الأنساب"(1/ 272).

ص: 463

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ فَاقْتُلُوه".

(7/ 131) في ترجمة (بَكْرَان بن عبد الرحمن أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (بَكْرَان بن عبد الرحمن البغدادي أبو القاسم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (أبو نصر عُزَيْر بن الليث بن أبي الليث الأُشْرُوْسَنِي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 319) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(عبد الحميد بن نَهْشَل) لم أقف على من ترجم له.

و(عليّ بن عمر بن محمد الخُتُّلِيّ) هو (أبو الحسن الحِمْيَريّ، ويُعْرَفُ بالسُّكَّرِيّ، وبالصَّيْرَفِيّ، وبالكَيَّال، وبالحَرْبِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(12/ 40 - 41) وفيه عن الأَزْهَرِيّ: "صدوق كان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض أصحاب الحديث قرأ عليه شيئًا منها لم يكن فيه سماعه، وألحق فيه السماع، وجاء آخرون فحكُّوا الإِلحاق وأنكروه، وأمَّا الشيخ فكان في نفسه ثقة". وقال البَرْقَاني: "كان لا يساوي شيئًا". وقال العَتِيقي: "كان ثقة مأمونًا" وتوفي عام (386 هـ).

2 -

"المغني"(2/ 452) وقال: "مشهور صدوق، ليَّنه البَرْقَاني".

3 -

"الميزان"(3/ 148) وقال: "هو صدوق في نَفْسِهِ".

و(محمد بن أحمد بن شُعَيْب الرُّوْيَاني أبو منصور) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(1/ 307 - 308) وقال: "صدوق". وتوفي عام (436 هـ).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

ص: 464

و (علْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْت فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 164)، من طريق عليّ بن عمر الخُتُّلِيّ، عن أبي نصر عُزَيْر بن الليث، به.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 804) إلى الخطيب وحده.

وقد روى البخاري في الفتن، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"سترون بعدي أمورًا تنكرونها"(13/ 5) رقم (7054)، ومسلم في الإِمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . . (3/ 1477) رقم (1849)، وغيرهما، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"مَنْ رأى مِنْ أَمِيرِهِ شيئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عليه، فإنَّه مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَة شِبْرًا فَمَات، إلَّا مَاتَ مِيْتةً جَاهِلِيَّةً".

وفي الحديث الطويل عن الحارث الأَشْعَرِي، الذي رواه أحمد في "المسند"(5/ 344)، والتِّرمِذِيّ في الأمثال، باب ما جاء في مَثَلِ الصلاة والصيام والصدقة (5/ 148 - 149) رقم (2863)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 421 - 422)، وابن حِبَّان في "صحيحه" (8/ 43 - 44):"فإنَّه من فَارَقَ الجَمَاعَةَ قِيْدَ شِبْرٍ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام مِنْ عُنُقِهِ إلّا أَنْ يَرْجعَ".

قال التِّرمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح غريب".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

* * *

1020 -

أخبرنا محمد بن محمد بن عليّ بن الطَّبيب -من أصل كتابه-، أخبرنا عمر بن إبراهيم المُقْرِئ، حدَّثنا بُنْدَار البَصْلَانِيّ، حدَّثنا

ص: 465

إبراهيم بن راشد، حدَّثنا حجَّاج بن نُصَيْر، حدَّثنا المنذر بن زياد، عن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه قال:

سمعت عمر بن الخطَّاب يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كما لا يَنْفَعُ مع الشِّرْكِ شيءٌ، كذا لا يَضُرُّ مع الإِيمانِ شيءٌ".

(7/ 134) في ترجمة (بُنْدَار البَصْلَانيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (منذر بن زياد الطَّائي البَصْرِي أبو يحيى) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (897).

كما أنَّ فيه (حَجَّاج بن نُصَيْر الفَسَاطِيطيّ القَيْسِيّ البَصْري أبو محمد)، وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 305) وقال: "كان ضعيفًا".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 103) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 380) وقال: "يتكلَّم فيه بعضهم".

4 -

"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 68 رقم (76) وقال: "سكتوا عنه".

5 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 109 رقم (257) وقال: "كان معروفًا بالحديث، لكن أفسده أهل الحديث بالتلقين، كان يُلَقَّنُ، وَأَدْخَلَ في حديثه ما ليس منه، فَتُرِكَ".

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 114) وقال: "فيه لِيْنٌ، كان شيخًا مُغَفَّلًا سليمًا، وكان ابن ابنه الأزهر أَدْخَلَ عليه أحاديث".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 92 رقم (170) وقال: "ضعيف".

ص: 466

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 285 - 286) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو داود: "تركوا حديثه".

9 -

"الجرح والتعديل"(3/ 167) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ذهب حديثه". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث، تُرِكَ حديثه، كان النَّاس لا يُحَدِّثونَ عنه".

10 -

"الثقات" لابن حبَّان (8/ 202) وقال: "يُخطئ ويَهِم".

11 -

"الكامل"(2/ 648 - 650) وقال: "لا أعلم شيئًا منكرًا غير ما ذكرت، وهو في غير ما ذكرته صالح".

12 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 186 رقم (174) وقال: "أجمعوا على تركهـ".

13 -

"الكاشف"(1/ 150) وقال: "ضعَّفوه، وشذَّ ابن حِبَّان فوثَّقه".

14 -

"المغني"(1/ 151) وقال: "ضعيف، وبعضهم تركهـ"

15 -

"ديوان الضعفاء" ص 52 وقال: "مُجْمَعٌ على ضَعْفِهِ".

16 -

"التقريب"(1/ 154) وقال: "ضعيف، كان يقبل التلقين، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة -يعني ومائتين-"/ ت.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (بُنْدَار البَصْلَانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وشيخ الخطيب (محمد بن محمد بن علي أبو بكر، يعرف بابن الطَّبيب)، ترجم له في "تاريخه" (3/ 234) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا". وكانت وفاته عام (434 هـ).

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 199) -في ترجمة (منذر بن زياد الطَّائِي) -، وابن عدي في "الكامل"(2/ 650) -في ترجمة (حجَّاج بن نُصَيْر

ص: 467

الفَسَاطِيطي) -، من طريق حجَّاج بن نُصَيْر، عن المنذر بن زياد، به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث لا أعلم رواه عن زيد بن أَسْلَم بهذا الإِسناد غير المنذر بن زياد هذا". وعدَّه من منكراته.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 136) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: كان المنذر بن زياد كذَّابًا. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك له مناكير".

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 43 - 44)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 153) ولخَّص تعقيبه فقال: "تعقِّب بأنَّ له طريقًا آخر عن مَسْرُوق قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول فذكره

(1)

بلفظ: "لا يضرُّ مع الإسلام ذَنْبٌ كما لا ينفعُ مع الشِّرْكِ عَمَلٌ". وفي لفظ عند الطبراني: "من قال لا إله إلّا اللَّه، لم يضره معها خطيئة، كما لو أشرك باللَّه لم تنفعه معها حسنة". رواه أبو نُعَيم في "الحِلْيَة"

(2)

، والطبراني، وقالا: هكذا قال يحيى بن اليَمَان، عن مَسْرُوق، سمعت عبد اللَّه بن عمرو، وخالفه غيره فقال: نزل رجل على مَسْرُوق فقال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو فذكره. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: أخرجه من طريق الرجل المُبْهَم، أحمد والطبراني في "الكبير"، وقال الهيثمي في "المجمع": رجاله رجال الصحيح خلا التابعي فإنَّه لم يسمّ. وقال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"

(3)

: يعقوب بن سفيان، عن حجَّاج بن نُصَيْر، عن المنذر بن زياد، عن زيد بن أَسْلَم، عن ابن عمر

(4)

بحديث: "لا يضرُّ مع الإِيمان شيء"، قال ابن

(1)

يعني مرفوعًا.

(2)

(7/ 108). وفيه (يحيى بن يَمَان العِجْلِي)، وهو صدوق كثير الخطأ، تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (611)

(3)

(6/ 307) في ترجمة (يعقوب بن سفيان).

(4)

هكذا في "تنزيه الشريعة": "عن زيد بن أسلم عن ابن عمر" كما جاء في الأصل المنقول عنه!

ص: 468

القَطَّان: لا يُعْرَفُ حاله. وقال شيخنا -يعني العِرَاقي- في "الذَّيْل": عِلَّةُ الخَبَرِ إمَّا حجَّاج وإمَّا المنذر انتهى. وفي "اللسان"

(1)

أيضًا في ترجمة (منذر بن زياد): أَعَلَّ عبد الحق في "الأحكام" هذا الحديث بحجَّاج بن نُصَيْر، فعاب عليه ابن القطَّان ذلك فأصاب، فإنَّ عِلَّتَهُ من منذر هذا، وحجَّاج لا يحتمل هذا الموضوع المكشوف، انتهى. وكُلُّ هذا غفلة عن حديث عبد اللَّه بن عمرو، فإنَّه شاهد جيِّد، واللَّه أعلم".

* * *

1021 -

أخبرنا أخو الخَلَّال الحسين بن محمد -من أصل كتابه-، حدَّثني أبو القاسم بُرَيْه بن محمد بن بُرَيْه البغدادي البَيِّع -بجُرْجَان- قال: حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، أخبرنا أحمد بن منصور الرَّمَادِي، أخبرنا عبد الرزاق بن هَمَّام، أخبرنا مَعْمَر بن راشد، عن الزُّهْرِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: كانت ليلتي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلما ضمَّني وإياه الفِرَاش، نظرتُ إلى السماء، فرأيتُ النجوم مشتبكة، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه في هذه الدُّنيا رجل له حسنات بعدد نجوم السماء؟ فقال: "نعم". قلت: من؟ قال: "عمر، وإنَّه لحسنةٌ من حسنات أبيكِ".

(7/ 135) في ترجمة (بُرَيْه بن محمد بن بُرَيْه البَيِّع أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (بُرَيْه بن محمد بن بُرَيْه البَيِّع أبو القاسم) وقد ترجم له في:

(1)

(6/ 89 - 90) ـ

ص: 469

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 135) وقال: "سَكَنَ جُرْجَان، وحدَّث بها عن إسماعيل بن محمد الصَّفَّار أحاديث باطلة موضوعة".

2 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 306) وقال: "كذَّاب مُدْبِر، هو واضع حديث: يا رسول اللَّه: هل رجل له حسنات بعدد النجوم. . . ". وقال: "فذكره بإسناد "الصحيحين" عن إسماعيل الصَّفَّار". وذكر قول الخطيب المتقدِّم.

3 -

"لسان الميزان"(2/ 10 - 11) وأقرَّ ما في "الميزان".

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "وفي كتابه بهذا الإِسناد عدَّة أحاديث منكرة المتون جدًّا".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 189) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وكلُّ رواته ثقات ما خلا بُرَيْه، قال. الخطيب: له أحاديث باطلة موضوعة منكرة المتون جدًّا".

وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 304) معزوًا للخطيب وقال: "قال الخطيب موضوع، بُرَيْه حدَّث عن إسماعيل الصَّفَّار أحاديث باطلة موضوعة".

* * *

1022 -

حدَّثنا محمد بن الحسين القَطَّان، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع، حدَّثنا أحمد بن علي الخَزَّاز، حدَّثنا أحمد بن حاتم الطَّويل، حدَّثنا تَلِيد بن سليمان، عن أبي الجَحَّاف، عن أبي حازم،

عن أبي هريرة قال: نَظَرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال: "أنا حَرْبٌ لمن حَارَبَكُمْ، سَلْمٌ، لمن سَالَمَكُمْ".

(7/ 136 - 137) في ترجمة (تَلِيد بن سليمان المُحَارِبي الكوفي أبو إدريس).

ص: 470

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (تَلِيد بن سليمان المُحَارِبي الكوفي الأَعْرَج أبو إدريس -أو أبو سليمان-) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 66) وقال: "كذَّاب، كان يَشْتُمُ عثمانَ، وكلُّ من يَشْتُمُ عثمانَ أو طلحةَ أو أحدًا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم دجَّالٌ لا يُكْتَبُ عنه، وعليه لَعْنَةٌ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين".

2 -

"العلل" لأحمد (1/ 341) وقال: "كان أعرج من رِجْلَيْن"

(1)

.

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 158 - 159) وقال: "تكلَّم يحيى بن مَعِين في تَلِيد ورَمَاهُ -يعني بالكذب-".

4 -

"أحوال الرجال" ص 74 رقم (93) وفيه عن أحمد بن حنبل: "هو عندي كان يكذب".

5 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 88 رقم (176) وقال: "روى عنه أحمد بن حَنْبَل، لا بأس به، وكان يتَشَيَّع، ويُدَلِّس".

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 36) وقال: "خبيث".

7 -

"الضعفاء" للنسائي ص 67 رقم (93) وقال: "ضعيف".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 171).

9 -

"الجرح والتعديل"(2/ 447) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس حديثه بشيء".

(1)

قال ابن مَعِين في "تاريخه" -رواية الدُّوري- (3/ 285) رقم (1353): "تَلِيد بن سليمان، ليس بشيء. قَعَدَ فوق سَطْحٍ مع مولى لعثمان بن عفَّان، فذكروا عثمان، فتناوله تَلِيد، فقامَ إليه مولى عثمان، فأخذه فرمى به من فوق السَّطح، فَكَسَرَ رِجْلَيْهِ".

ص: 471

10 -

"المجروحين"(1/ 204 - 205) وقال: "كان رَافِضِيًّا يَشْتُمُ أصحاب محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. . . . وروى في فضائل أهل البيت عجائب، وقد حَمَلَ عليه يحيى بن مَعِين حَمْلًا شديدًا وأَمَرَ بتركهـ".

11 -

"الكامل"(2/ 516 - 517) وقال: "وبَيِّنٌ على روايته أنَّه ضعيف".

12 -

"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 170) وقال: "لم يكن بالقويِّ في الحديث".

13 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 125) رقم (29) وقال: "رديء المَذْهَبِ، مُنْكَرُ الحديث، روى عن أبي الجَحَّاف أحاديث موضوعة. كذَّبه جماعة من أئمتنا".

14 -

"تاريخ بغداد"(7/ 136 - 138) وفيه عن أحمد: كان مذهبه التَّشَيُّع ولم ير فيه بأسًا. وقال أبو داود: "رافضيٌّ خبيث". وقال صالح جَزَرَة: "لا يُحْتَجُّ بحديثه، وليس عنده كبير شيء". وقال محمد بن عبد اللَّه بن عمَّار المَوْصِلي: زعموا "أنَّه لا بأس به".

15 -

"الكاشف"(1/ 113) وقال: "ضعيف. وقال أبو داود: رَافِضِيٌّ يشتم".

16 -

"التقريب"(1/ 112) وقال: "رَافِضِيٌّ ضعيف، من الثامنة"/ ت.

و(أبو حازم) هو (سليمان الأشْجَعِي الكوفي): ثقة. وستأتي ترجمته حديث (1668).

و(أبو الجَحَّاف) هو (داود بن أبي عَوْف سُوَيْد التَّمِيمي البُرْجُمِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 233):"صدوق شِيْعِيٌّ، ربما أخطأ". وستأتي ترجمته في حديث (1232).

ص: 472

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 442)، وعنه الطبراني في "الكبير"(3/ 31) رقم (2621)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 149)، عن تَلِيد بن سليمان، عن أبي الجَحَّاف، به.

قال الحاكم: "هذا حديث حسن من حديث أبي عبد اللَّه أحمد بن حَنْبَل، عن تَلِيد بن سليمان، فإنِّي لم أجد له رواية غيرها. وله شاهد عن زيد بن أَرْقَم". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ!

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 169): "رواه أحمد والطبراني، وفيه تَلِيد بن سليمان وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح".

ومن ذات الطريق المتقدِّم، رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 516 - 517) -في ترجمة (تَلِيد) -، وقال:"هذا الحديث يرويه أبو الجَحَّاف، عن أبي حازم، يرويه عنه تَلِيد. وقد رواه غير تَلِيد. وقد رُوي من غير حديث أبي الجَحَّاف، عن أبي حازم".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 266 - 267) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا لا يصحُّ، تَلِيد بن سليمان كان رافضيًا يَشْتُمُ عثمان. قال أحمد ويحيى: كان كذَّابًا".

وله شاهد من حديث زيد بن أَرْقَم، رواه التِّرمِذِيُّ في المناقب، باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم (5/ 699) رقم (3870)، وابن ماجه في المقدِّمة، باب فضل الحسن والحسين (1/ 52) رقم (145)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 97)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 61) رقم (6938)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 149)، والطبراني في "الكبير"(3/ 30) رقم (2619)، والدُّولابي في "الكُنَى"(2/ 160)، من طريق أَسْبَاط بن نَصر الهَمْدَاني، عن

ص: 473

السُّدِّيّ، عن صُبَيْح مولى أُمِّ سلَمَة، عن زيد بن أَرْقَم:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ وفاطمةَ والحسن والحسين: أنا حَرْبٌ لمن حَارَبْتُمْ، وَسَلْمٌ لمن سَالَمْتُمْ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. وصُبَيْح مولى أُمِّ سَلَمَةَ ليس بمعروف".

أقول: في إسناده عندهم (أَسْبَاط بن نصر الهَمْدَاني) وقد تفرَّد به كما نصَّ عليه الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(1/ 176).

و(أَسْبَاط) هذا، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 53):"صدوق كثير الخطأ يُغْرِبُ، من الثامنة"/ خت م 4. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (2/ 357 - 359)، و"التهذيب" (1/ 211 - 212).

كما أن فيه عندهم: (صُبَيْح مولى أُمِّ سَلَمَةَ -ويقال: مولى زيد بن أرقم-) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (4/ 382). وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (4/ 409) وقال:"قال البخاري: لم يذكر سماعًا من زيد". وفي "التقريب"(1/ 364): "مقبول من السادسة"/ د ت ق.

ورواه الطبراني في "الكبير"(3/ 31) رقم (2620) من طريق أبي الجَحَّاف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صُبَيْح -مولى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنه، عن جدِّه، عن زيد بن أَرْقَم مرفوعًا به.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 407 - 408) رقم (2875)، من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن صُبَيْح -مولى أُمِّ سَلَمَة-، عن جَدِّه صُبَيْح قال:"كنت ببابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجاء عليٌّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ فجلسوا ناحيةً، فخرجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلينا، فقال: إنَّكم على خير -وعليه كِسَاءٌ خَيْبَريّ- فَجَلَّلَهُمْ به وقال: أنا حَرْبٌ لمن حَارَبَكُمْ، سَلْمٌ لمن سَالَمَكُمْ".

ص: 474

قال الطبراني: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن صُبَيْح مولى أُمِّ سَلَمَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به حسينٌ الأشقرُ، وقد رواه السُّدِّيُّ عن صُبَيْح، عن زيد بن أَرْقَم".

قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 175 - 176) بعد أن ذكر حديث الطبراني هذا: "صُبَيْح شيخ السُّدِّيّ وصفوه بأنَّه مولى زيد بن أَرْقَم وأنَّه تابعي، فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان، وكلامُ أبي حاتم يقتضي أنهما واحد".

أقول: الظاهر أنَّ هذه الرواية غير محفوظة كما يستفاد من رواية الطبراني في "الكبير" من طريق أبي الجَحَّاف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صُبَيْح.

وكذلك فإنَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 169) قد قال عقب ذكر للرواية المتقدِّمة: "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفهم".

* * *

1023 -

حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر تمَّام بن سليمان الهاشمي، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا سفيان، عن مُجَالِد، عن الشَّعْبِيّ، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن،

عن عائشة قالت: قلتُ يا رسول اللَّه رأيتك واضعًا يَدَكَ على مَعْرَفَةِ الفَرَس وأنت تُكَلِّمُ رَجُلًا؟ -قال أبي: وقال سفيان مرَّةً: قالت عائشة: رأيْتُكَ يا رسولَ اللَّه واضعًا يَدَكَ على مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الكَلْبِيّ وأنتَ تكلِّمه؟ - قال: "رَأَيْتِهِ"؟ قلتُ: نعم. قال: "ذاك جبريل وهو يُقْرئكِ السَّلامَ". قالت: وعليه السَّلامُ ورحمةُ اللَّه وبركاته جزاهُ اللَّهُ خيرًا مِنْ صاحبِ ودَخِيلٍ، فَنِعْم الصَّاحِبُ ونِعْمَ الدَّخِيلُ.

"قال سفيان: الدَّخِيلُ: الضيف".

(7/ 140) في ترجمة (تمَّام بن محمد بن سليمان الهاشمي أبو بكر).

ص: 475

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صحَّ من طريق آخر عن عائشة رضي الله عنها: سلامُ جبريل عليها وردّها عليه.

ففيه (مُجَالِد) وهو (ابن سعيد الهَمْدَاني الكوفي أبو عمرو) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 349) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 549) وقال: "ثقة". وقال مرَّةً: "مُجَالِد، وليث، وحجَّاج سواء. . . " وقال أخرى: "مُجَالِد وحجَّاج لا يُحْتَجُّ بحديثهما".

3 -

"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد -رواية المَرُّوْذِيّ- ص 202 رقم (362) وقال: "مُجَالِد عن الشَّعْبِيِّ وغيره، ضعيف الحديث". وص 238 رقم (473) وفيه: "حدَّثنا المَيْمُوني قال: وذكروا أشياء عن مُجَالِد عن الشَّعْبِيِّ، فقال -يعني أحمد-: كم من أعجوبة لمُجَالِد".

4 -

"التاريخ الكبير"(8/ 9) وقال: "كان يحيى القطَّان يضعِّفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه".

5 -

"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 232 رقم (368) وقال: "قال أحمد ليس بشيء".

6 -

"أحوال الرجال" ص 89 رقم (126) وقال: "يُضَعَّفُ حديثُهُ".

7 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 420 رقم (1537) وقال: "جائزُ الحديث، حسن الحديث، إلَّا أنَّ عبد الرحمن بن مهدي كان يقول: أشعث بن سَوَّار أقوى منه. والنَّاس لا يتابعونه على هذا، كان مُجَالِد أرفع من أشعث بن سَوَّار".

8 -

"الضعفاء" للنَّسَائِي ص 223 رقم (579) وقال: "ضعيف" ـ

ص: 476

9 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 232 - 234) وفيه عن ابن مَعِين: "كان ضعيفًا".

10 -

"الجرح والتعديل"(8/ 361 - 362) وفيه عن أحمد: "ليس بشيء، يرفع حديثًا كثيرًا لا يرفعه النَّاس، وقد أحتمله النَّاس". وقال ابن مَعِين: "ضعيف، واهي الحديث". وقال أبو حاتم وقد سأله ابنه: يُحْتَجُّ بحديثه؟ فقال: "لا. . . . ليس مُجَالِد بقوي الحديث".

11 -

"المجروحين"(3/ 10 - 11) وقال: "كان رديء الحفظ، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاجُ به".

12 -

"الكامل"(6/ 2414 - 2417) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".

13 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 373 رقم (532) وقال: "ليس بقويٍّ".

14 -

"المغني"(2/ 542) وقال: "مشهور، صالح الحديث. . . . ".

15 -

"التقريب"(2/ 229) وقال: "ليس بالقويِّ، وقد تغيِّر في آخر عمره، من صغار السادسة، مات سنة أربع وأربعين -يعني ومائة-"/ م 4.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 74 - 75 و 146)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الحُمَيْدِي في "مسنده"(1/ 133) رقم (277)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 36 - 37)، من طريق سفيان بن عُيَيْنة، عن مُجالِد بن سعيد، به.

ورواه مختصرًا، البخاري في الفضائل، باب فضل عائشة (7/ 106) رقم (3768)، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (6/ 305) رقم (2217)، وفي الأدب رقم (6201)، وفي الاستئذان رقم (6249 و 6253)، ومسلم في فضائل

ص: 477

الصحابة، باب فضائل عائشة رضي الله عنها (4/ 1895) رقم (447)، وأبو داود في الأدب، باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام (5/ 399) رقم (5232)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها (5/ 705) رقم (3881 و 3882)، والنَّسَائي في عشرة النِّسَاء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض (7/ 69 - 70)، وابن ماجه في الأدب، باب ردّ السلام (2/ 2118) رقم (3696)، من طرق، عن أبي سَلَمَة، عن عائشة:"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إنَّ جبريلَ يقرأُ عليك السَّلامَ. قالت: فقلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللَّهِ".

غريب الحديث:

قولها: "على مَعْرَفَة الفرس": هو موضع العُرْف منه. وهو شَعْرُ عُنُقِ الفَرَسِ. انظر "لسان العرب" مادة (عرف)(9/ 241)، و"المعجم الوسيط" في المادة السابقة ص 595.

* * *

1024 -

أخبرنا الحسين بن عليّ الصَّيْمَرِيّ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ قال: حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حُصَيْن، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه أبو جعفر الحَضْرِمِيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفَقِيه -وكان في لسانه شيء-، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وعليٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ".

(7/ 172 - 173) في ترجمة (جعفر بن محمد الفقيه أبو محمد).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

وفيه صاحب الترجمة (جعفر بن محمد الفقيه)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا

ص: 478

أو تعديلًا. وقال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 354): "هو مُتَّهم بسرقة هذا الحديث". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 415) وقال: "فيه جَهَالَةٌ".

وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو جعفر -يعني محمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمِيّ، المشهور بمُطَيَّن-: لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد. رواه أبو الصَّلْت فكذَّبوه".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 350)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (1/ 354) منه:"-فيه- جعفر بن محمد البغدادي وهو مُتَّهم بسرقة هذا الحديث".

وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 415) -في ترجمة (جعفر بن محمد الفقيه) - وقال: "هذا موضوع".

وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 122 - 123) فقال: "وهذا الحديث له طرق كثيرة في "مستدرك الحاكم"، أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يُطْلَقَ القولُ عليه بالوضع".

وقد سبق تخريج الحديث والكلام عليه مطوَّلًا برقم (612).

* * *

1025 -

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحَكَم الوَاسِطي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن هارون البَرْدِيْجِيّ، حدَّثنا جعفر بن عبد الواحد، قال لنا أبو عتَّاب الدَّلَّال، حدَّثنا أبو بكر الهُذَلِيّ، عن المنصور أبي جعفر، عن أبيه، عن جدِّه،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْعَمَ على أخيه نِعْمَةً فلم يَشْكُرْهَا فَدَعَا اللَّهَ عليه استُجِيبَ لَهُ".

(7/ 137) في ترجمة (جعفر بن عبد الواحد بن جعفر العَبَّاسِيّ).

ص: 479

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (جعفر بن عبد الواحد بن جعفر الهاشمي العبَّاسي) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 215 - 216) وقال: "كان ممن يسرق الحديث، ويقلب الأخبار، يروي المَتْنَ الصحيح الذي هو مشهور بطريق واحد يجيء به من طريق آخر، حتى لا يشك من الحديث صناعته أنَّه كان يعملها".

2 -

"الكامل"(2/ 576 - 578) وقال: "منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث".

3 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 170 رقم (144) وقال: "يضع الحديث".

4 -

"تاريخ بغداد"(7/ 173 - 175) وفيه عن الدَّارقُطْنِيّ: "كذَّاب يضع الحديث". وقال مرَّة: "متروك".

5 -

"الميزان"(1/ 412 - 413) وفيه عن أبي زُرْعَة: "روى أحاديث لا أصل لها".

6 -

"اللسان"(2/ 117 - 118) وفيه أنَّ مَسْلَمَة بن قاسم قد وثَّقه!

كما أنَّ فيه (أبو بكر الهُذَلي) وهو (سُلْمَى بن عبد اللَّه بن سُلْمَى الهُذَلي الكوفي): متروك. وستأتي ترجمته في حديث (1773).

و(أبو عتَّاب الدَّلَّال) هو (سهل بن حمَّاد العَنْقَرِيّ البَصْرِيّ): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (37).

و(أبو جعفر المنصور) هو الخَلِيفةُ: (عبد اللَّه بن محمد بن عليّ الهاشمي العبَّاسي). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (342).

ص: 480

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 524) رقم (9148) -ط بيروت-، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 299) -في ترجمة (نصر بن قُدَيْد القُدَيْدِي) -، من طريق نصر بن قُدَيْد قال: حدَّثنا أبو عمرو بن حُمَيْد الشغافي، عن عبد الحميد بن أنس، عن نصر بن سَيَّار، عن عِكْرِمَةَ، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"مَنْ أَنْعَمَ على قومٍ نعمةً فلم يشكروهُ، فَدَعَا عليهم استجيبَ له".

قال البيهقي: "ورُوي ذلك عن عبد اللَّه بن المبارك عن نصر بن سَيَّار".

وقال العُقَيْلِي: "نصر بن سَيَّار كان أميرًا على خُرَاسان، وأبو عمرو بن حُمَيْد، وعبد الحميد بن أنس: مجهولان جميعًا. والحديث غير محفوظ".

ونقل عن ابن مَعِين قوله في (نصر بن قُدَيْد): "كذَّاب".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 171 - 172) عن الخطيب والعُقَيْلي من طريقيهما السابقين، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّ طريق الخطيب بـ (جعفر بن عبد الواحد) ونقل تكذيب الدَّارَقُطْنِيّ له، كما نقل إعلال العُقَيْلِي للحديث الذي رواه من طريقه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 355 - 356)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 325) ولخَّص تعقيبه فقال:"تعقِّب بأنَّ البيهقي أخرجه من الطريق الثاني في "الشُّعَب"، وفي آخره: وقال نصر بن سَيَّار: اللَّهُمَّ إنِّي قد أنعمتُ على آل بسَّام فلم يشكروا، اللهم فأذقهم حرَّ السِّلاح، فما مات واحد منهم إلَّا بالسيف. ثم قال -يعني البيهقي-: وروي ذلك عن عبد اللَّه بن المبارك عن نصر بن سَيَّار. ثم قال: ومن شواهده حديث معاذ بن أنس: في أناس لا يكلِّمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم: (ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم). انتهى. قال السُّيُوطِيُّ: ورواية ابن المبارك أخرجها الحاكم في "تاريخ

ص: 481

نَيْسَابُور"، ولجعفر بن عبد الواحد مُتَابِعٌ أخرجه الحسن بن بدر في "جزء ما رواه الخلفاء" فزالت تهمته، بل وتُهْمَةُ نصر بن قُدَيْد، وشيخه، وشيخ شيخه".

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 571) رقم (5790).

* * *

1026 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا يعقوب بن موسى الأَرْدُبِيْلِيّ، حدَّثنا أحمد بن طاهر بن النَّجْم المَيَانَجِيّ، حدَّثنا سعيد بن عمرو البَرْدَعِيّ

(1)

-[وذكر خبر مذاكرته لأبي زُرْعَة الرَّازي في أحاديث من رواية جعفر بن عبد الواحد]-، حدَّثنا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامة،

عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحَبَّ الأَنْصَارَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ".

(7/ 137) في ترجمة (جعفر بن عبد الواحد بن جعفر العبَّاسي).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث صحيح بمجموع طرقه.

ففيه صاحب الترجمة (جعفر بن عبد الواحد الهاشمي العبَّاسي) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1025).

و (ثُمَامة) هو (ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك الأنصاري البَصْري): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).

(1)

هكذا في المطبوع "البَرْدَعي" بالدال المهملة. وأثبتها جماعة كذلك. ومنهم من أثبتها بالذال المعجمة. انظر: "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/ 451 - 452)، و"تبصير المنتبه". لابن حَجَر (1/ 141).

ص: 482

التخريج:

رواه سعيد بن عمرو البَرْذَعِيُّ في "سؤالاته لأبي زُرْعَة الرَّازيّ"(2/ 570 - 571) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ونقل البَرْذَعي عن أبي زُرْعَة إنكاره له، وقوله: بأنه لا أصل له، وهو موضوع

(1)

، أو نحو هذا من الكلام.

ورواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(7/ 190 - 191) رقم (4175) مطوَّلًا، من طريق كُرَيْد بن رَوَاحَة العَيْشِيّ، عن شُعْبَة، عن أبي التَّيَّاح، عن أنس مرفوعًا:"حُبُّ الأنصارِ آيهُ كُلِّ مُؤْمِنٍ ومُنَافِقٍ، فَمَنْ أَحَبَّ الأنصارَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ".

ومن طريق أبي يَعْلَى هذا، رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2099) -في ترجمة (كُرَيْد بن رَوَاحَة العَيْشِيّ البَصْرِيّ) -، وقال:"لا أعلم رواه بغير هذا اللَّفظِ غير كُرَيْد عن شُعْبَة بهذا الإِسناد".

وقد قال عن (كُرَيْد): "أحاديثه غرائب وإفرادات".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 39): "هو في "الصحيح"

(2)

باختصار. رواه أبو يَعْلَى، وفيه كُرَيْد بن رَوَاحَة وهو ضعيف".

وقد تقدَّمت ترجمة (كُرَيْد) في حديث (911).

وله شواهد، منها ما رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 341) عن

(1)

يعني من هذا الطريق.

(2)

للبخاري، في فضائل أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، باب حبّ الأنصار (7/ 113) رقم (3784) عن أنس مرفوعًا:"آية الإِيمان حبُّ الأنصار، وآية النفاق بُغْضُ الأنصار". ورواه مسلم في "صحيحه" في الإِيمان، باب الدليل على أنَّ حبَّ الأنصار وعليّ رضي الله عنهم من الإِيمان. . . (1/ 85) رقم (74).

ص: 483

الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِيّ، عن حَرْمَلَة بن يحيى، عن ابن وَهْب، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن النُّعْمَان بن مُرَّة، عن معاية بن أبي سفيان مرفوعًا:"من أحبَّ الأنصارَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَ الأنصارَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ".

أقول: إسناده حسن.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 39): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير النُّعْمَان بن مُرَّة وهو ثقة".

وله شاهد ثان من حديث البَرَاء بن عازب مرفوعًا بمثل لفظ حديث معاوية المتقدِّم، رواه أبو نُعَيْم في "المُسْتَخْرَج"، ذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 63) وسكت عنه.

وبنفس اللفظ، رواه الطبراني من حديث أبي هريرة مرفوعًا، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 39) وقال:"رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن حاتم وهو ثقة".

* * *

1027 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا يعقوب بن موسى الأَرْدُبِيْلِيّ، حدَّثنا أحمد بن طاهر بن النَّجْم المَيَانَجِيّ، حدَّثنا سعيد بن عمرو البَرْدَعِيّ -[وذكر خبر مذاكرته لأبي زُرْعة الرَّازِيّ في أحاديث من رواية جعفر بن عبد الواحد]-، حدَّثنا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، عن محمد بن مَحْبُوب، عن جُوَيْرِيَة بن أَسْمَاء، عن نافع،

عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ".

(7/ 174) في ترجمة (جعفر بن عبد الواحد بن جعفر العبَّاسي).

ص: 484

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (جعفر بن عبد الواحد الهاشمي العبَّاسي) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1025).

التخريج:

رواه سعيد بن عمرو البَرْذَعِيُّ في "سؤالاته لأبي زُرْعَة"(2/ 574 - 575) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ونقل عن أبي زُرْعَة قوله: "بَاطِلٌ، وزُورٌ، لا أَصْلَ له".

وفَسَّرَ البَرْذَعِيُّ كلام أبي زُرْعَة هذا فقال: "عَنَى أبو زُرْعَة إن شاء اللَّه في حديث جُوَيْرِيَة، أن لا أصل له مرفوعًا، وقد رواه جُوَيْرِيَة عن نافع عن ابن عمر فقط، رواه عنه جعفر بن سليمان، فلا أدري لم يحفظه أبو زُرْعَة أو قال: لا أصل له أصلًا، فأما أنا فإني أحفظه عن ابن عمر موقوفًا".

والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"الزُّهْد" لهنَّاد بن السَّرِيّ (2/ 400 - 401)، و"الشُّكر للَّه عز وجل" لابن أبي الدُّنْيَا ص 95، و"فضيلة الشُّكر للَّه على نعمته" للخَرَائِطي ص 61 - 62، و"مسند الشِّهاب" للقُضَاعي (2/ 35)، و"جامع الأصول"(2/ 559 - 560)، و"مجمع الزوائد"(8/ 181)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 77 - 78)، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاويّ ص 428 وقال:"وأفرد الدِّمْيَاطِيّ طرقه في جزء".

ومن ذلك، ما رواه أبو داود في الأدب، باب في شكر المعروف (5/ 157 - 158) رقم (4811)، والتِّرْمِذِيّ في البَرِّ، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك (4/ 339) رقم (1954)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 87 - 88 رقم (218)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 172 - 173) رقم (3398)، وأحمد في

ص: 485

"المسند"(2/ 258 و 295 و 302 و 303 و 388 و 492)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 326 رقم (2491)، من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح". وهو كما قال.

ورواه التِّرْمِذِيُّ في الموضع السابق برقم (1955)، من حديث أبي سعيد الخُدْرِيّ وقال:"صحيح".

وقال أيضًا: "وفي الباب عن أبي هريرة، والأشعث بن قيس، والنُّعْمَان بن بَشِير".

وسيأتي له شاهد أيضًا من حديث ابن عبَّاس برقم (1462).

* * *

1028 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، ومحمد بن عمر النَّرْسِيّ، قالا: حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثني جعفر بن محمد المَدَائِنِي، حدَّثنا أبي، عن هارون الأعور، عن أَبَان بن تَغْلِب، عن الحَكَم، عن مُجَاهِد،

عن ابن عمر، أنَّ عمر قال: يا رسولَ اللَّهِ لو اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إبراهيمَ مُصَلَّى. فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [سورة البقرة: الآية 125].

(7/ 175) في ترجمة (جعفر بن محمد بن جعفر الثَّقَفِي المَدَائِنِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (جعفر بن محمد بن جعفر الثَّقَفِي المَدَائِنِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 161)، ولم أر من وثَّقه غيره.

ص: 486

كما أنَّ فيه والده (محمد بن جعفر الثَّقَفِيّ الرَّازِيّ المَدَائِنِيّ أبو جعفر) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 44) وفيه عن أحمد: "سمعت منه ولكن لم أرو عنه شيئًا قطّ، ولا أحدِّث عنه بشيء أبدًا".

2 -

"الجرح والتعديل"(7/ 222) وفيه عن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 56 و 80).

4 -

"الكاشف"(3/ 26) وقال: "قال أبو داود: ليس به بأس، وليَّنه غيره".

5 -

"التهذيب"(9/ 98 - 99) وفيه عن أحمد: "لا بأس به". وقال ابن قَانِع: "ضعيف". وقال ابن عبد البَرِّ: "ليس هو بالقويِّ عندهم".

6 -

"التقريب"(1/ 151) وقال: "صدوق فيه لِين، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين"/ م ت.

و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).

و(الحَكَم) هو (ابن عُتَيْبَة الكِنْدِيّ الكوفي أبو محمد): تابعي صغير ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (261).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

وقال الخطيب عقب روايته له: "أخبرنا أحمد بن عليّ البَادَا، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، أخبرنا محمد بن غالب، حدَّثنا جعفر بن محمد البَكَّائي -وكان قد نزل المَوْصِل وحدَّث بها-، فروى عنه المَدَائِنِي بإسناده مثله

ص: 487

سواء. وزاد: قال محمد بن غالب: وحدَّثنا به جعفر مرَّةً أخرى فقال: عن مجاهد ولم يذكر ابن عمر".

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 400) رقم (13475) من طريق جعفر بن محمد بن جعفر المَدَائِنِي، عن أبيه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 316): "رواه الطبراني وفيه جعفر بن محمد بن جعفر المَدَائِنِي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

أقول: قد تقدَّم أنَّ (جعفر بن محمد بن جعفر المَدَائِنِي) ممن وثَّقهم ابن حِبَّان.

والحديث روي من طرق عِدَّة، انظرها في "تفسير الطبري"(3/ 30 - 31)، و"تفسير ابن كثير"(1/ 174 - 175)، و"الدُّرّ المنثور"(289 - 291)، و"جامع الأصول"(2/ 9) و (8/ 621).

ومن ذلك ما رواه البُخَاري في الصلاة، باب ما جاء في القِبْلَة. . . (1/ 504) رقم (402)، وغيره، عن عمر بن الخَطَّاب قال:"وافقتُ ربِّي في ثلاث: فقلتُ يا رسول اللَّه لو اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إبراهيمَ مُصَلَّى، فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. . . ".

وروى مسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل عمر (4/ 1865) رقم (2399) من طريق جُوَيْرِيَة بن أَسْمَاء، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال عمر: "وافقتُ ربِّي في ثلاث: فِي مَقَامِ إبراهيمَ، وفي الحِجَابِ، وفي أُسَارَى بَدْرٍ".

* * *

ص: 488

1029 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا جعفر بن محمد بن عامر، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثُمَامَة،

عن أنس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاءه أصحابه ذات لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ إليهم فَصَلَّى بهم فَخَفَّفَ، ثم دخل، فلمَّا أَصْبَحَ قالوا: جِئْنَا البارحةَ يا رسولَ اللَّه فَصَلَّيْتَ بِنَا، ثُمَّ دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَأَطَلْتَ، قالَ:"إنَّما فعلتُ ذلكَ مِنْ أَجْلِكُمْ".

(7/ 181) في ترجمة (جعفر بن محمد بن عامر البزَّاز أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. وأصلُه في "صحيح مسلم".

و (ثُمَامَة) هو (ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).

و (عفَّان) هو (ابن مسلم بن عبد اللَّه البَاهِلِيّ الصَّفَّار أبو عثمان): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (220 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 941 - 942) -مخطوط-، و"السِّيَر"(10/ 242 - 255)، و"التهذيب"(7/ 230 - 335)، و"التقريب"(2/ 25).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (3/ 172) رقم (1627) -، من طريق النَّضْر بن شُمَيْل، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به، بلفظ:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي بالليل في رمضان، فجاء قوم، فقاموا خَلْفَه، فصلَّى، فكان يُخَفِّفُ، ثم يدخل بيته فيصلِّي، ثم يخرج فيخفِّف، فلمَّا أصبح، قالوا: يا رسول اللَّه قمنا خَلْفَكَ الليلةَ فكنتَ تدخلُ بيتكَ ثُمَّ تخرجُ. فقال: إنَّما فعلتُ ذلك مِنْ أَجْلِكُمْ".

ص: 489

قال الطبراني: "لم يروه عن ثُمَامَة إلَّا حمَّاد، تفرَّد به النَّضْر".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 173) بعد أن ذكره معزوًا له: "ورجاله رجال الصحيح".

وأصله في "صحيح مسلم" في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم (2/ 775) رقم (1104)، عن أنس رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في رَمَضَانَ، فجئتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، وجاءَ رَجُلٌ آخرَ فَقَامَ أيضًا، حتَّى كُنَّا رَهْطًا، فلمَّا حَسَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّا خَلْفَهُ، جَعَلَ يَتَجَوَّزُ في الصَّلاةِ، ثُمَّ دَخَلَ رَحْلَهُ

(1)

فَصَلَّى صلاةً لا يُصَلِّيها عِنْدَنَا. قال: قُلْنَا له حين أَصْبَحْنَا: أَفَطِنْتَ لنا الليلةَ؟ قال فقال: نَعَمْ، ذَاكَ الذي حَمَلَنِي على الذي صَنَعْتُ. . . . ".

وإنما اعتبرت الحديث من الزوائد، لكونه لم يقيد ذلك في رمضان.

* * *

1030 -

أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشَّاهد -بالبَصْرَةِ-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِيّ، حدَّثنا محمد بن بِشْر بن مَطَر -أخو خطَّاب-، وجعفر بن محمد كُرْدَان -واللفظ واحد-، قالا: حدَّثنا القاسم بن عيسى، حدَّثنا محمد بن ثابت العَبْدِيّ، أخبرنا الزُّبَيْر بن هشام، عن أبيه،

عن سعد أنَّه دَخَل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي في ثَوْبٍ واحدٍ قد خَالَفَ بين طَرَفَيْهِ.

(7/ 184) في ترجمة (جعفر بن أحمد -وقيل: جعفر بن محمد- بن المُبَارَك أبو محمد، المعروف بِكُرْدَان).

(1)

أي منزله. انظر "النهاية"(2/ 209).

ص: 490

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (محمد بن ثابت العَبْدِيّ البَصْرِيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 507) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "ضعيف". قال الدُّوْري قلت ليحيى: أليس قلت مرَّةً: ليس به بأس؟ قال: ما قلت هذا قطُّ.

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 50 - 51) وقال: "يخالف في بعض حديثه".

3 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 401 رقم (1439) وقال: "ثقة".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 213 رقم (544) وقال: "ليس بالقويِّ".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 38 - 39).

6 -

"الجرح والتعديل"(7/ 216) وفيه عن أبي حاتم: "ليس هو بالمتين، يُكْتَبُ حديثه".

7 -

"المجروحين"(2/ 251) وقال: "كان يرفع المراسيل ويسند الموقوفات توهمًا من سوء حفظه، فلمَّا فحش ذلك منه بطل الاحتجاجُ به".

8 -

"الكامل"(6/ 2145 - 2147) وقال: "عامَّة حديثه لا يُتَابَعُ عليه".

9 -

"الكاشف"(3/ 24) وقال: "قال غير واحد: ليس بالقويِّ".

10 -

"التهذيب"(9/ 85) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وقال الحاكم: "ليس بالمتين عندهم".

11 -

"التقريب"(2/ 149) وقال: "صدوق، ليِّن الحديث، من الثامنة"/ د ق.

ص: 491

و (الزُّبَيْر بن هشام بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 585) وبيَّض له. وذكره قبل باسم (الزُّبَيْر بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر القُرَشِيّ)(3/ 582) ونقل: عن أبي حاتم قوله: "هو مجهول". وعلَّق محققه العلّامة اليَمَاني عليه بقوله: "يأتي بعد تراجم (الزُّبَيْر بن هشام بن عُرْوَة)، وذكرهما البُخَاري، واقتصر ابن حِبَّان في "الثقات" - (6/ 331) - على الثاني، وقال: "ومن قال (الزُّبَيْر بن عُرْوَة) فقد نسبه إلى جَدِّه". فظهر أنهما عنده واحد".

وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 68) وقال: "بيَّض له ابن أبي حاتم، مجهول".

وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 472).

و(سعد) لم يتعين لي.

التخريج:

لم أقف عليه من حديث سعد في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث روي من طرق عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 310 - 314)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 236 - 338)، و"جامع الأصول"(5/ 452 - 459)، و"مجمع الزوائد"(2/ 48 - 51)، و"المطالب العالية"(1/ 93 - 94).

ومن ذلك، ما رواه البُخَاري في الصَّلاة، باب الصَّلاة في الثوب الواحد ملتحفًا به (1/ 468) رقم (354)، ومسلم في الصَّلاة، باب الصَّلاة في ثوب واحد (1/ 368). رقم (517)، وغيرهما، عن عمر بن أبي سَلَمَة رضي الله عنه:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في ثَوْبٍ واحد قد خَالَفَ بين طَرَفَيْهِ".

ص: 492

غريب الحديث:

قوله: "خالف بين طرفيه". قال الإِمام النووي في "شرح صحيح مسلم"(4/ 233): "المُشْتَمِلُ، والمتوشح، والمخالف بين طرفيه، معناها واحد هنا. قال ابن السِّكِّيت: التوشح أن يأخذ طرف الثوب الذي ألقاه على منكبه الأيمن من تحت يده اليسرى، ويأخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يعقدهما على صدره".

* * *

1031 -

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا أحمد بن الفَضْل بن العبَّاس بن خُزَيْمَة، حدَّثنا جعفر بن محمد الصَّائِغ.

وأخبرنا الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشَّار السَّابُورِيّ -بالبَصْرَة-، حدَّثنا إبراهيم بن عليّ الهُجَيْمِيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن شاكر أبو محمد الصَّائِغ، حدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا يحيى بن سليم الطَّائِفي -كذا في حديث الهُجَيْمِيّ. وفي حديث ابن خُزَيْمَة: محمد بن مُسْلِم، وهو الصَّواب-، عن إبراهيم بن مَيْسَرَة، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،

عن جَدِّه قال: أراهُ رَفَعَهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم -كذا في حديث الهُجَيْمِيّ، وقال ابن خُزَيْمَة: عن جَدِّه رفعه- قال:

"صَلاحُ أَوَّلِ هذه الأُمَّةِ بالزُّهْدِ والْيَقِينِ".

-وفي حديث الهُجَيْمِيّ- قال: ""صَلاحُ أَوَّلِ هذه الأُمَّةِ بالزُّهْدِ والْيَقِينِ، ويهلكُ آخرُهَا بالبُخْلِ وطُولِ الأَمَلِ".

(7/ 168) في ترجمة (جعفر بن محمد بن شاكر الصَّائِغ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ص: 493

ففي إسناده (محمد بن مُسْلِم الطَّائِفي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 537) وقال: "لم يكن به بأس. . . كان إذا حدَّث من حفظه يقول: -كأنَّه يخطئ-، وكان إذا حدَّث مِنْ كتابه فليس به بأس".

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 197 رقم (721) وقال: "ثقة".

3 -

"العلل" لأحمد (1/ 66 و 291) وقال: "ما أضعف حديثه. وضعَّفه جدًّا".

4 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 414 رقم (1503) وقال: "ثقة".

5 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (1/ 435) وقال: "وإن كان سفيان بن عُيَيْنَة أثبت منه فهو أيضًا ثقة لا بأس به".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 134) وفيه عن أحمد: أنَّه ضَعَّفَهُ على كُلِّ حالٍ من كتابٍ وغير كتابٍ.

7 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 399) وقال: "كان يخطئ، وزعم عبد الرحمن بن مهدي أنَّ كُتُبُ محمد بن مسلم صِحَاحٌ".

8 -

"الكامل"(6/ 2138 - 2139) وقال: "ولمحمد بن مُسْلِم الطَّائفي غير ما ذكرت أحاديث حسان غرائب، وهو صالح الحديث لا بأس به، ولم أر له حديثًا منكرًا".

9 -

"الكاشف"(3/ 85) وقال: "فيه لِينٌ وقد وثِّق".

10 -

"التهذيب"(9/ 444 - 445) وفيه عن أبي داود: "ليس به بأس". وقال مرَّةً: "ثقة". وقال السَّاجي: "صدوق يَهِم في الحديث".

11 -

"التقريب"(2/ 207) وقال: "صدوق يخطئ، من الثامنة، مات قبل التسعين -يعني ومائة-"/ خت م 4.

وقد توبع كما سيأتي.

وباقي رجال الإِسناد من طريقيه حديثهم حسن، عدا شيخ الخطيب من طريقه

ص: 494

الثاني (الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشار السَّابُورِيّ)، فإنِّي لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه من المصادر.

التخريج:

رواه أحمد في "الزُّهد" ص 24 رقم (51) -بلفظ حديث الهُجَيْمي عند الخطيب-، عن الهيثم بن جَمِيل، عن محمد بن مسلم، به.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 227) رقم (5015) -، من طريق عِصْمَة بن المتوكِّل، عن زَافِر بن سليمان، عن محمد بن مُسْلِم، به.

ولفظ آخره عنده: "وهلاكها بالبخل والأمل"، وقال:"لم يروه عن زَافِر إلَّا عِصْمَة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 255) بعد أن عزاه له: "فيه عِصْمَة بن المتوكِّل وقد ضعَّفه غير واحد، ووثَّقه ابن حِبَّان".

وقال في (10/ 268) منه: "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله وثِّقوا على ضعفٍ في بعضهم".

وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(4/ 160): "رواه الطبراني، وإسناده محتمل للتحسين، ومَتْنُهُ غريب". وصُحِّفَ فيه "عبد اللَّه بن عمرو" إلى "عبد اللَّه بن عمر".

ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 427 - 428) رقم (10845) -ط بيروت- من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن محمد بن مسلم، به، إلَّا أنَّ عنده:"الفجور" بدلًا من "الأمل".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2139) -في ترجمة (محمد بن مُسْلِم الطَّائِفي) -، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 428) رقم (10846) -ط بيروت- من طريق سعيد بن سليمان، عن محمد بن مُسْلِم الطائفي، به.

ص: 495

ورواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "اليقين" ص 48 - 49 رقم (3)، وعنه أبو القاسم الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 98) رقم (164) و (2/ 1024) رقم (2515)، عن سَلَمَة بن شَبِيب، عن مروان بن محمد، عن ابن لَهِيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"نَجَا أَوَّلَ هذه الأُمَّةِ بالْيَقِينِ والزُّهْدِ، ويهلكُ آخرُ هذه الأُمَّةِ بالْبُخْلِ والأَمَلِ".

ومن طريق ابن لَهِيعَة، به، رواه البيهقي في "الشُّعَب" رقم (10844)، بلفظ:"أول صلاح هذه الأمة باليقين والزهد، وأول فسادها بالبخل والأمل".

وفي إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

وذكره العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 454) وعزاه إلى ابن أبي الدُّنْيَا من رواية ابن لَهِيعَة ولم يتكلَّم عليه بشيء.

كما ذكره المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 241) وعزاه إلى ابن أبي الدُّنْيَا، والأَصْبَهَانِي، من رواية ابن لَهِيعَة، ولم يتكلَّم عليه بشيء أيضًا.

وذكره مِنْ بَعْدُ الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 237) وعزاه للطبراني وابن أبي الدُّنْيَا، وسَكَتَ عنه.

* * *

1032 -

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيد اللَّه بن سفيان العُمَرِيّ قال: قلت لجعفر بن محمد الطَّيَالِسِيّ حَدَّثْنِي، فقال: اقْرَأْ عليَّ، فقرأتُ عليه: حَدَّثَكُمْ إسحاق بن محمد الفَرْوِيّ، أخبرنا مالك، عن الزُّهْرِيّ،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ.

(7/ 188) في ترجمة (جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطَّيَالِسِيّ أبو الفضل).

ص: 496

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة الفَرْويّ المَدَنِي) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 401) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 54 رقم (51) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 106) وقال: "جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يُتَابَعُ عليها. وسمعت أبا جعفر الصَّائِغَ يقول: كان إسحاق الفَرْوي كُفَّ، وكان يُلَقَّنُ".

4 -

"الجرح والتعديل"(2/ 233) وفيه عن أبي حاتم: "كان صدوقًا، ولكنه ذَهَبَ بَصَرُهُ فربما لُقِّنَ الحديث، وكُتُبُهُ صحيحة".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 114 - 115) وقال: "يُغْرِبُ ويتفرد".

6 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 172 رقم (190) وقال: "ضعيف، وقد روى عنه البُخَاري ويُوَّبِخُونَهُ في هذا".

7 -

"الميزان"(1/ 198 - 199) وقال: "وهو صدوق في الجُمْلَةِ صاحب حديث".

8 -

"التهذيب"(1/ 248 - 249) وفيه عن أبي حاتم: "يضطرب". وقال الآجُرِّيُّ: سألت أبا داود عنه فوهَّاه جدًّا. وقال السَّاجِيُّ: "فيه لِينٌ، روى عن مالك أحاديث تفرَّد بها". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "لا يترك". وقال الحاكم: "عِيب على محمد -يعني البُخَاري- إخراج حديثه، وقد غَمَزُوه".

9 -

"التقريب"(1/ 60) وقال: "صدوق، كُفَّ فَسَاءَ حِفْظُهُ، من العاشرة مات سنة ست وعشرين -يعني ومائتين-"/ خ ق ت.

ص: 497

قال الحافظ الخطيب عقبه نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد به جعفر الطَّيَالِسِيُّ عن الفَرْوي".

التخريج:

رواه البُخَاري في الأشربة، باب الخمر من العسل وهو البِتْعُ (10/ 41) رقم (5587)، ومسلم في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المُزَفَّتِ (3/ 1577) رقم (1992)، والنَّسَائي في الأشربة، باب النهي عن نبذ الدُّبَّاء والمُزَفَّتِ (8/ 305)، من طريق الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا بذكر (المُزَفَّتِ) بدلًا من (الحَنْتَمِ). ولذا اعتبرته من الزوائد.

ولم أقف عليه من حديث أنس بلفظ الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث روي من طرق عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(5/ 143 - 156)، و"مجمع الزوائد"(5/ 58 - 62)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 74).

ومن ذلك، ما رواه البُخَاري مطوَّلًا في المغازي باب وفد عبد القيس (8/ 84 - 85) رقم (4368)، ومسلم في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المُزَفَّتِ (3/ 1579) -واللفظ له-، وغيرهما، عن ابن عبَّاس قال: قَدِمَ وفد عبد القيس على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَنْهَاكُمْ عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ، والنَّقِيرِ والمُقَيَّرِ".

غريب الحديث:

قوله: "نهى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ". قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 96): "الدُّبَّاءِ: القَرْعُ، واحدها دُبَّاءَةٌ، كانوا يَنْتَبِذُونَ فيها فَتُسْرع الشدَّة في الشراب. وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإِسلام ثم نُسِخَ، وهو المَذْهَبُ. وذَهَبَ مالك وأحمد إلى بقاء التحريم".

ص: 498

وقال في (1/ 448) منه: "الحَنْتَمُ: جِرَارٌ مَدْهُونَة خُضْرٌ كانت تُحْمَلُ الخَمْرُ فيها إلى المَدِينة، ثم اتُسِعَ فيها فقيل للْخَزَفِ كلِّه: حَنْتَم، واحدتها حَنْتَمَة. وإنَّما نُهِي عن الانْتِبَاذِ فيها لأنَّها تُسْرِعُ الشدَّةُ فيها لأجل دَهْنها. وقيل لأنَّها كانت تُعْمَل من طين يُعجن بالدَّمِ والشَّعْرِ فَنُهي عنها ليُمْتَنع من عَمَلِهَا. والأوَّل الوجه".

و (المُزَفَّتُ): "هو الإِناءُ الذي طُلي بالزِّفْتِ -وهو نوع من القَارِ-، ثم انْتَبذَ فيه". "النهاية"(2/ 304).

و (النَّقِير): "أصلُ النَّخْلَةِ يُنْقَرُ وسَطه ثم يُنْبَذُ فيه التَّمر". "النهاية"(5/ 104).

(المُقَيَّرُ): "هو المُزَفَّتُ، وهو الطلي بالقَارِ وهو الزِّفْتُ". "شرح النَّووي على صحيح مسلم"(1/ 185).

* * *

1033 -

أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن عثمان بن يحيى الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح، حدَّثنا جعفر بن محمد بن سَوَّار النَّيْسَابُوري، أخبرنا عبد اللَّه بن عمر بن الرَّمَّاح، حدَّثنا هُشَيْم، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن أُمِّ موسى،

عن عليٍّ قال: شَاهَدَ النَّاسُ ابن مسعودٍ وهو يجتني رُطَبًا لرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فجعلوا يضحكونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتضحكونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ؟ لَهُمَا أَثْقَلُ في الميزانِ مِنْ أُحُدٍ".

(7/ 191) في ترجمة (جعفر بن محمد بن سَوَّار النَّيْسَابُورِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح روي من أوجهٍ عِدَّة.

و (أُمُّ موسى) ترجم لها ابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 481) وقال: "سُرِّيةُ

ص: 499

عليّ بن أبي طالب قيل اسمها: فَاخِتة، وقيل: حَبِيبة. روت عن عليِّ بن أبي طالب وعن أُمِّ سَلَمَة. روى عنها مغيرة بن مِقْسَم الضَّبِّيّ. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حديثها مستقيم، يُخَرَّجُ حديثُهَا اعتبارًا. قلت -القائل ابن حَجَر- قال العِجْلِيُّ: كوفية تابعية ثقة".

وقال في "التقريب"(2/ 625): "مقبولة، من الثالثة"/ بخ د س ق.

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيُّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (226).

و(المغيرة) هو (ابن مِقْسَمَ الضَّبِّيّ أبو هشام): ثقة مُتْقِن. وتقدَّمت ترجمته في حديث (226).

و(هُشَيْم) هو (ابن بَشِير الوَاسِطي أبو معاوية): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 114)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 409 - 410) رقم (539)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 97) رقم (8516)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 155)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 546)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 114)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 94 رقم (237)، من طريق المغيرة بن مِقْسَم، عن أُمِّ موسى، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 288 - 289): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح غير أُمِّ موسى وهي ثقة".

ورواه من خرَّجه ممن تقدَّم: عن المغيرة، عن أُمِّ موسى، بدون ذكر (إبراهيم النَّخَعِيّ) بينهما، كما هو الحال عند الخطيب. وقد ذكر ابن حَجَر في "التهذيب"(10/ 269) في ترجمة (المغيرة بن مِقْسَم الضَّبِّيّ)، أنَّه روى عن أُمِّ موسى سُرِّية

ص: 500

عليِّ بن أبي طالب، وإبراهيم النَّخَعِيّ معًا. وكان معروفًا بالتدليس عن إبراهيم النَّخَعِيّ.

والحديث روي من أوجه عِدَّة، وقد سبق الكلام عليه في حديث (37).

* * *

1034 -

أخبرنا عليّ بن المظفَّر بن عليّ المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثني جعفر بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان -بالنَّهْرَوَان-، حدَّثنا عمَّار بن عِمْران -كذا قال لنا عليّ بن المظفَّر- قال: حدَّثنا أبي: عِمْران بن المُخْتَار، عن غالب القَطَّان -وكان من خِيَار النَّاس- قال: أتيتُ الكوفة في تجارة، فنزلتُ قريبًا من الأَعْمَش، فلمَّا كان لَيْلَةَ أردت أن أنْحَدِر، قام فتهجَّد من الليل، فمرَّ بهذه الآية:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [سورة آل عِمْران: الآيتان 18 - 19]. قال الأَعْمَش: وأنا أشهدُ بما شهد اللَّه، وأستودعُ اللَّهَ هذه الشهادة، وهي لي عند اللَّه وديعة، إنَّ الدِّين عند اللَّه الإسلام، قالها مرارًا. قلت: لقد سمع فيها بشيء، فغدوتُ إليه فودَّعته، ثم قلتُ: يا أبا محمد سمعتك ترددها، قال: وما بلغك

(1)

ما فيها؟ قلت: أنا عندك منذ سنة

(2)

لم تحدِّثني. قال: واللَّه لا أحدِّثك بها سنة، قال وأرسلتُ متاعي ولبثت على بابه وأقمت سنة! فلما مضت السنة، قلت: يا أبا محمد قد تمَّت السنة، قال: حدَّثني أبو وائل،

عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بصاحبها يوم القيامة فيقول: عَبْدِي عَهِدَ إليَّ وأنا أَوْلَى مَنْ أَوْفَى بالعَهْدِ، أَدْخِلُوا عَبْدِي الجَنَّةَ".

(7/ 193 - 194) في ترجمة (جعفر بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان النَّهْرَوانِيّ).

(1)

في "المعجم الكبير" للطبراني (10/ 245): "أوما بلغك".

(2)

عند الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 245): "منذ شهر".

ص: 501

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقال ابن الجَوْزي: "لا يصحُّ".

ففيه (عمر بن المُخْتَار البَصْرِيّ -وفي الإِسناد: عِمْران-) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(5/ 1693 - 1964) وقال: "يحدِّث بالبواطيل عن يونس بن عبيد وغيره". وقال أيضًا: "قد حدَّثنا عليّ بن سعيد عن عمَّار بن عمر بن مختار عن أبيه بغير حديث، ومقدار ما يرويه فيه نظر".

2 -

"الميزان"(3/ 223) ونقل قول ابن عدي الأول.

3 -

"اللسان"(4/ 329 - 330) ونقل عن الذَّهَبِيِّ أنَّ ابن خطَّاف قال: "عمر بن المُخْتَار مُتَّهَمٌ بالوضع".

كما أنَّ فيه ولده (عمَّار بن عمر بن المُخْتَار البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 325) وقال: "عن أبيه، ولا يُتَابَعُ على حديثه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به". وذكر حديثه هذا، من طريق محمد بن زكريا الغَلَابي، عن عمَّار، عن أبيه، به.

2 -

"الميزان"(3/ 166) وقال: "فيه كلام، لكن الراوي عنه محمد بن زكريا الغَلَابي كذَّاب".

3 -

"اللسان"(4/ 273) وقال: "وليست الآفة في هذا الحديث إلَّا من عمر بن المُخْتَار".

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (جعفر بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان النَّهْرَوانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِي الكوفي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1177).

ص: 502

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 245) رقم (10453)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 350 - 352) رقم (2190)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 187 - 188)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 325) -في ترجمة (عمَّار بن عمر بن المُخْتَار) -، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1693 - 1694) -في ترجمة عمر بن المُخْتَار البَصْرِي) -، من طريق عمَّار بن عمر بن المُخْتَار، عن أبيه، به.

قال البيهقي: "عمَّار بن المُخْتَار عن أبيه ضعيفان، وهذا لم يأت به غيرهما، واللَّه أعلم".

وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الأَعْمَش، تفرَّد به عمر بن المُخْتَار عن غالب"!

وقال العُقَيْلِي: لا يُتَابَعُ على حديثه.

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يحدِّث به بهذا الإِسناد غير عمر بن المُخْتَار.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 325 - 326): "رواه الطبراني، وفيه عمر بن المُخْتَار وهو ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 102 - 103) عن الخطيب وابن عدي والطبراني، من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، تفرَّد به عمر بن المُخْتَار، وعمر يُحَدِّث بالأباطيل. وفي الطريق الأول -يعني طريق الخطيب-: عِمْران، وهو غلط إنَّما هو عمَّار بن عمر. . . ".

وعزاه العراقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(1/ 335) إلى أبي الشيخ في كتاب "الثواب"، وقال: فيه عمر بن المُخْتَار روى الأباطيل قاله ابن عدي".

* * *

ص: 503

1035 -

حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن يحيى الطَّلْحِي، حدَّثنا أبي، حدَّثني جعفر بن محمد بن حَرْب العَبَّادَانِيّ -ببغداد-، حدَّثني إبراهيم بن محمد التَّيْمِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن عِيَاض قال: حَدَّثتْنِي عمَّتي عُتَيْبَة بنت عبد المَلَك

(1)

بن يحيى، عن الزُّهْرِيّ،

عن سعيد بن المسيَّب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ فَضَّلَ قُرَيْشًا بسبعِ خِصَالٍ: أنِّي مِنْهُمْ، وأنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فيهم سورةً كاملةً من كتاب لم يَذْكُرْ فيها أحدًا غيرهم، وأنَّهم عَبَدُوا اللَّهَ عشر سنين لا يعبدُهُ أحدٌ غيرهم، وأنَّ اللَّهَ نصرهم يوم الفِيل، وأنَّ الخِلَافَةَ، والسِّقَايَةَ، والسِّدَانَةَ فيهم، وللَّه الحَمْدُ كثيرًا".

(7/ 195) في ترجمة (جعفر بن محمد بن حَرْب العَبَّادَانِيّ).

مرتبة الحديث:

مُرْسَلٌ، وإسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع شواهده.

ففيه (عُتَيْبَة بنت عبد المَلَك)، وقد ترجم لها الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 30) وقال:"روت عن الزُّهْرِيّ، امرأة مجهولة، والخبر باطل". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 182).

وفيه صاحب الترجمة (جعفر بن محمد بن حَرْب العَبَّادَانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (سعيد بن المسيَّب بن حَزْن القُرَشِي المَخْزُومِيّ أبو محمد): تابعي إمام ثقة ثَبْت مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (562).

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عُتَيْبَة عن عبد الملك". والتصويب من "العلل"(1/ 297)، ومن مصادر ترجمتها المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 504

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 297) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو مرسل، وعُتَيْبَةُ مجهولة الحال. وإبراهيم التَّيْمي: ضعيف".

أقول: قول ابن الجَوْزي: "وإبراهيم التَّيْمي: ضعيف"، موضع نظر. فإنَّ إبراهيم) الذي ضُعِّف، هو (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيمي) وهو متقدِّم. انظر ترجمته في "اللسان"(1/ 95 - 96). بينما الذي في إسناد الخطيب هو (إبراهيم بن محمد بن عبد اللَّه التَّيْمي المُعْمَرِي أبو إسحاق البَصْرِي قاضيها) كما يغلب عندي، وهو ثقة متأخر، متوفى سنة (250 هـ). انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(2/ 176 - 178)، و"التقريب"(1/ 42).

وله شاهد من حديث أُمِّ هانئ مرفوعًا به، رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 536) و (4/ 54)، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 409) رقم (944)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 321)، والبيهقي في "مناقب الشَّافعي"(1/ 24 - 25)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 260 - 261) -في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري) -.

وصَحَّحَ الحاكمُ إسناده. وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "-فيه- يعقوب: ضعيف، وإبراهيم: صاحب مناكير، وهذا أنكرها".

وقال ابن عدي عن (إبراهيم) هذا: "روى عنه عمرو بن أبي سَلَمَة وغيره مناكير". ثم ذكر حديثه هذا.

وقد قال البُخَاري عقب روايته له: "قال لي الأُوَيْسي حدَّثني سليمان عن عثمان ابن عبد اللَّه بن أبي عَتِيق عن ابن جَعْدَة المَخْزُومي عن ابن شِهَاب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه. قال أبو عبد اللَّه -يعني البُخَاري-: هذا بإرساله أشبه".

ص: 505

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 24): "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه".

لكنَّ الحافظ العِرَاقي في رسالته "محجَّة القرب في محبة العرب"(25/ 1) -كما في "الصحيحة"(4/ 586) - قد قال بعد ما ساقه من طريق الطبراني بنحوه: "هذا حديث حسن، ورجاله كلُّهم ثقات معروفون، إلَّا عمرو بن جَعْدَة بن هُبَيْرَة، فلم أجد فيه تعديلًا ولا تجريحًا، وهو ابن أخت عليّ بن أبي طالب، وهو أخو يحيى بن جَعْدَة بن هُبَيْرَة أحد الثقات".

أقول: لعلَّ العِرَاقي رحمه الله حسَّنه بمجموع طرقه، وإلَّا فإنَّ في إسناد الطبراني إضافة إلى جهالة (عمرو بن جَعْدَة بن هُبَيْرَة):(إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شُرَحْبِيل)، وقد تقدَّم قول الذَّهَبِيِّ فيه:"صاحب مناكير، وهذا -يعني الحديث- أنكرها".

وقد ذكر العِرَاقي له شاهدًا رواه الطبراني في "الأوسط"

(1)

عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزُّبَيْر بن العوَّام، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن الزُّبَيْر مرفوعًا به، وقال الطبراني: لا يُرْوَى عن الزُّبَيْر إلَّا بهذا الإِسناد.

وقال العِرَاقي: "هذا حديث يصلح أن يخرج للاعتبار به والاستشهاد، فإنَّ عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وضعَّفه ابن مَعِين".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 24 - 25): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفي رجاله من ضُعِّفَ ووثَّقهم ابن حِبَّان".

ومن طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد اللَّه بن مصعب، به، رواه البيهقي في "مناقب الشَّافعي"(1/ 33 - 34).

(1)

وهو في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 7) رقم (3935).

ص: 506

فالحديث حسن بمجموع طرقه إن شاء اللَّه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1036 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا محمد بن جعفر بن ماجد البغدادي، حدَّثنا محمد بن عليّ بن الحسن بن شقيق، حدَّثنا إبراهيم بن الأَشْعَث -صاحب الفُضَيْل بن عِيَاض-، عن فُضَيْل بن عِيَاض، عن هشام بن حسَّان، عن الحسن،

عن عِمْران بن الحُصَيْن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ انْقَطَعَ إلى اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ كُلَّ مؤونةٍ ورَزَقَهُ مِنْ حيثُ لا يَحْتَسِبُ، ومَنِ انْقَطَعَ إلى الدُّنْيَا وَكَلَهُ إليها".

(7/ 196) في ترجمة (جعفر بن محمد بن ماجد أبو الفضل، يعرف بابن أبي القَتِيل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

فيه (إبراهيم بن الأَشْعَث البُخَاري -خادم الفُضَيْل بن عِيَاض-) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (2/ 88) وقال: "سألت أبي عن إبراهيم بن الأشعث وذكرت له حديثًا رواه عن مَعْن، عن ابن أخي الزُّهْرِيّ، عن الزُّهْرِيّ، فقال: ذا حديث باطل موضوع، كُنَّا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير، فقد جاء بمثل هذا".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 66) وقال: "كان صاحبًا لِفُضَيْل بن عِيَاض، يروي عنه الرَّقَائِقَ، روى عنه عبد بن حُمَيْد الكَشِّي، يُغْرِبُ ويتفرَّد ويُخطئ ويُخالف".

ص: 507

3 -

"اللسان"(1/ 36) وفيه عن عليّ بن الحسن الهِلَالي: "كان ثقة".

كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (الحسن البَصْرِيّ) و (عِمْرَان بن حُصَيْن)، عند من يقول بعدم سماع الحسن منه، وَهُمْ: أحمد بن حَنْبَل، وأبو حاتم، وعليّ بن المَدِيني، وابن مَعِين، ويحيى القَطَّان. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 40، و"التهذيب"(2/ 268).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 115 - 116)، وفي "المعجم الأوسط" -كما في" مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 282)، رقم (5116) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن هشام بن حسَّان إلَّا الفُضَيْلُ بن عِيَاض، تفرَّد به الأَشْعَث الخُرَاسَانِيّ".

ومن طريق إبراهيم بن الأشعث السابق، عن الفُضَيْل بن عِيَاض، به، رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(3/ 285 - 286) رقم (1044) و (3/ 510) رقم (1289 و 1290)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 406) -، والشَّجَرِي في "أماليه"(2/ 160 - 161).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 303 - 304): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه إبراهيم بن الأشعث صاحب الفُضَيْل وهو ضعيف، وقد ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: يُغْرِبُ ويخطئ، وبقية رجاله ثقات".

وقد فاته أن يعزوه إلى الطبراني في "الصغير".

وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 537 - 538): "رواه أبو الشيخ في كتاب "الثواب"، والبيهقي -يعني في "شُعَب الإِيمان"-، كلاهما من رواية الحسن عن عِمْران، وفي إسناده إبراهيم بن الأشعث خادم الفُضَيْل، وفيه كلام: قريب".

ص: 508

وقال في (3/ 445) منه: "رواه الطبراني، وأبو الشيخ بن حَيَّان في "الثواب"، وإسناد الطبراني مقارب".

وقال في (4/ 122): "رواه أبو الشيخ بن حَيَّان، والبيهقي، من رواية الحسن عن عِمْرَان، واخْتُلِفَ في سماعه منه".

وقال في (4/ 179) منه: "رواه أبو الشيخ في كتاب "الثواب" من رواية الحسن عن عِمْران، وفي إسناده إبراهيم بن الأشعث ثقة، وفيه كلامٌ قريب".

وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(4/ 244): "أخرجه الطبراني في "الصغير"، وابن أبي الدُّنْيَا

(1)

، ومن طريقه البيهقي في "الشُّعَبِ"، من رواية الحسن، عن عِمْران بن حُصَيْن، ولم يسمع منه، وفيه إبراهيم بن الأشعث تكلَّم فيه أبو حاتم".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 316) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال الطبراني: تفرَّد به إبراهيم. وقد قَدَحَ فيه أبو حاتم الرَّازي".

* * *

1037 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن يحيى العَطَّار البغدادي، حدَّثنا عبد الرحمن بن عفَّان أبو بكر، حدَّثنا حجَّاج بن محمد، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل حتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فقيل: يا رسولَ اللَّه أليس قد غُفِرَ لكَ ما تقدَّم من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قال: "أفلا أكونُ عَبْدًا شَكُورًا".

(7/ 197 - 198) في ترجمة (جعفر بن محمد بن بُجَيْر العَطَّار).

(1)

في كتاب "القناعة والتعفف" ص 48 رقم (77)، وليس في المطبوع ذكر إسناده.

ص: 509

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبد الرحمن بن عَفَّان الصُّوفي أبو بكر) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 293 رقم (85) وقال: "كذَّاب يكذب، رأيت له حديثًا حدَّث به عن أبي إسحاق الفَزَاري كذب".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 380).

3 -

"الميزان"(2/ 579) وقال: "كذَّبه يحيى بن مَعِين".

وفيه صاحب الترجمة (جعفر بن محمد بن بُجَيْر العَطَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو الأَحْوَص) هو (عوف بن مالك بن نَضْلَةَ الجُشَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 118)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 308) رقم (1117) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن شُعْبَة إلَّا حَجَّاج، تفرَّد به عبد الرحمن".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 271): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه عبد الرحمن بن عفَّان

(1)

وهو ضعيف، وقد وثَّقه ابن حِبَّان".

(1)

صُحِّفَ في "المجمع" إلى "عثمان".

ص: 510

والحديث روي من طرق أخرى صحيحة، وقد تقدَّمت في حديث (599) فانظرها إن شئت.

* * *

1038 -

أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد الأَبْهَرِيّ -بِهَمَذَان-، أخبرنا عليّ بن أحمد بن حمَّاد المُقْرِئ -وما كتبته إلَّا عنه-، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن عامر البغدادي.

وحدَّثني أبو النجيب عبد الغفَّار بن عبد الواحد الأُرْمَوِيّ، حدَّثني محمد بن الحسن الطَّيِّبيّ -بقَزْوين-، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن صالح المُقْرئ، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن عامر بن أبي اللَّيْث البغدادي الصُّغْدِيّ -سنة تسع وتسعين ومائتين-، حدَّثنا أحمد بن عمَّار بن نُصَيْر الشَّامي، حدَّثنا مالك، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس للدَّيْنِ دَوَاءٌ إلَّا القَضَاءُ والوُفَاءُ والحَمْدُ".

(7/ 198) في ترجمة (جعفر بن أبي اللَّيْث -واسمه عامر- أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقال الخطيب وغيره: "منكر".

فيه صاحب الترجمة (جعفر بن أبي اللَّيْث -عامر- الصُّغْدِيّ البغدادي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 198) وقال: "شيخ مجهول، -روى- عن الحسن بن عَرَفَة أحاديث منكرة".

2 -

"الميزان"(1/ 411) باسم (جعفر بن عامر البغدادي). وقال: "عن أحمد بن عمَّار أخي هشام بخبر كذب، اتَّهَمَهُ به ابن الجَوْزي".

3 -

"اللسان"(2/ 116) وقال: "ويقال: ابن عبد اللَّه".

ص: 511

وقد ترجمه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 414)، وابن حَجَر في "اللسان" (2/ 121) أيضًا باسم (جعفر بن أبي اللَّيْث البغدادي). وقال الذَّهَبِيُّ:"عن ابن عَرَفَةَ بخبر منكر. وعنه مَيْسَرَة بن عليّ الخفَّاف. ظُلُمَاتٌ بعضها فوق بعض". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان". ولم ينبِّها إلى أنَّه هو من ترجما له باسم (جعفر بن عامر البغدادي).

وخَبَرُ مَيْسَرَة بن عليّ الخَفَّاف المنكر، والذي أشار إليه الذَّهَبِيُّ فيما تقدَّم من قوله، هو حديث آخر غير حديثنا هذا، وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(7/ 198)، وهو الحديث التالي رقم (1039).

كما أنَّ فيه (أحمد بن عمَّار الدِّمَشْقِيّ -أخو هشام بن عمَّار-) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ دمشق" لابن عساكر (2/ 39 - 40) -مخطوط-، وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"متروك الحديث".

2 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 123) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق، ثم ذكر الحديث عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا منكر".

3 -

"لسان الميزان"(1/ 234) وأقرَّ ابن حَجَر ما في "الميزان".

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 39 - 40) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 111)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

قال ابن عساكر: "قال الشيخ أبو بكر الخطيب: أحمد بن عمَّار بن نُصَيْر الشَّامي شيخ مجهول، وهذا الحديث منكر".

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه

ص: 512

وسلَّم، والمُتَّهَمُ به جعفر". ونقل قول الخطيب في (جعفر بن عامر البغدادي).

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 412) رقم (5260).

* * *

1039 -

أخبرنا أبو القاسم الأَزْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن العبَّاس بن محمد بن أحمد بن جعفر العَلَوي القَزْويني -وكان حافظًا-، حدَّثنا أبو سعد

(1)

مَيْسَرَةَ بن عليّ الخَفَّاف، حدَّثنا جعفر بن أبي اللَّيْث الصُّغْدِي البغدادي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَةَ العَبْدِيّ، حدَّثنا عبد الرزاق بن همَّام، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أُلْجِمَ يومَ القيامةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".

(7/ 198) في ترجمة (جعفر بن أبي اللَّيْث -واسمه عامر- أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وَمَتْنُهُ صحيح مرويٌّ من حديث جماعة من الصحابة.

ففيه صاحب الترجمة (جعفر بن أبي اللَّيْث عامر الصُّغْدِي البغدادي أبو الفضل)، وهو مجهول، روى عن الحسن بن عَرَفَة أحاديث منكرة كما قال الخطيب، واتَّهمه ابن الجَوْزي. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1038).

وأمَّا قول الحافظ الذَّهَبِيِّ في "الميزان"(1/ 414) في ترجمة (جعفر بن أبي اللَّيْث): "عن ابن عَرَفَة بخبر منكر. وعنه مَيْسَرَةَ بن عليّ الخَفَّاف، ظلمات بعضها فوق بعض"، وإقرار ابن حَجَر له في "اللسان"(2/ 121)، فإنه محلُّ نظر.

فأبو القاسم الأَزْهَرِيُّ، والحسن بن عَرَفَةَ، ومن فوقه في الإِسناد، كلُّهم من الثقات المشهورين، و (عليّ بن العبَّاس بن محمد العَلَوي القَزْويني أبو الحسن) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 27) ونقل عن الأَزْهَرِيِّ قوله فيه "كان هذا

(1)

هكذا في المطبوع "أبو سعد". وفي "التدوين في أخبار قَزْوين"(4/ 138): "أبو سعيد".

ص: 513

العَلَوِيُّ حافظًا". ولم يذكر فيه جرحًا. كما ترجم له الرَّافِعي في "التدوين في أخبار قَزْوِين" (3/ 381 - 383) وقال: "اجتهد في العلوم لا سيما في الحديث. . . وكتب بيده عشرين ألف ورقة من التواريخ والتفاسير وكتب الأدب. قال الخليل الحافظ: وانتخبت عليه الكثير وأكثرت السماع منه". ولم يذكر فيه جرحًا. أقول: ولم أقف على من ذكره بجرح.

وكذلك (مَيْسَرَةَ بن عليّ الخَفَّاف القَزْويني أبو سعيد)، فقد ترجم له الرَّافِعِي في "التدوين في أخبار قَزْوِين" (4/ 138) وقال:"من المشهورين بالحديث بقَزْوِين، وكان إمام الجامع، ويقال: إنَّه كتب بيده سبعة آلاف جزء. . . . قد جمع ذكر مشيخته في جزء كبير". ولم يذكر فيه جرحًا. أقول: ولم أقف على من ذكره بجرح.

فَعِلَّةُ الحديث (جعفر بن أبي اللَّيْث) وحده. ولذا قال الخطيب عقب روايته له: "قال العَلَوْيُّ -يعني عليّ بن العبَّاس-: أبو اللَّيْث اسمه عامر، والحديث لا أصل له

(1)

، ولست أعلم أنَّ ابن عَرَفَة حدَّث عن عبد الرزاق".

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 426) -في ترجمة (عِسْل بن سفيان اليَرْبُوعي) -، والخطيب في "تاريخه"(9/ 29) و (12/ 368 - 369)، من طريق عُبَيْس

(2)

بن ميمون، عن عِسْل بن سفيان، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن جابر مرفوعًا به.

(1)

يعني من هذا الطريق.

(2)

صُحِّفَ في "الضعفاء" للعُقَيْلِي، وفي تاريخ بغداد في الموضعين إلى "عيسى". والتصويب من "المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1534)، و"الإكمال" لإبن مَاكُولا (7/ 80).

ص: 514

و (عُبَيْس) و (عِسْل): ضعيفان، كما سيأتي في حديث (1337).

وعزاه في "الجامع "الكبير" (1/ 829) إلى أبي نصر السِّجْزِيّ في "الإِبانة". وفاته أن يعزوه للعُقَيْلِي.

والحديث صحيح، ورد من حديث جماعة من الصحابة، وقد سبق الكلام عليه برقم (665).

وقد تقدَّم برقم (721) من حديث ابن عبَّاس، وبرقم (871) من حديث ابن مسعود.

* * *

1040 -

أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه قال: أخبرنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يَزْدَاد الفقيه، حدَّثنا جعفر بن محمد بن سليمان، حدَّثنا الرَّبيع بن ثَعْلَب، حدَّثنا الفرَجُ بن فَضَالة، عن لُقْمَان بن عامر،

عن أبي الدَّرْدَاء قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنْ نَقَدْتَ النَّاسَ نقدوكَ، وإِنْ تَرَكْتَهُمْ لم يَتْرُكُوكَ، وإِنْ هَرَبْتَ منهم أَدْرَكُوكَ". قال: قلتُ: فما أصنعُ؟ قال: "هَبْ عِرْضَكَ ليومِ فَقْرِكَ".

(7/ 199) في ترجمة (جعفر بن محمد بن سليمان الخَلَّال الثَّوْري الدُّوري أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والصحيح وَقْفُهُ على أبي الدَّرْدَاء.

ففيه (فَرَج بن فَضَالة الحِمْصِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (جعفر بن محمد الخَلَّال الدُّوري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 515

و (الرَّبيع بن ثَعْلَب) هو (المَرْوَزِيّ البغدادي أبو الفضل): ثقة، وكان من المعروفين بالصلاح والورع، وتوفي عام (238 هـ). انظر ترجمته في:"الجرح والتعديل"(3/ 456)، و"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 240)، و"تاريخ بغداد"(8/ 418).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: قد رأيته في كتاب جعفر الخَلَّال في موضعين، في موضع رَفَعَهُ، وفي موضع موقوفًا. وقد حدَّثنا بهذا الحديث جماعة عن الربيع، فمنهم من وَقَفَهُ، ومنهم من أَسْنَدَهُ

(1)

. قلت -القائل الخطيب-: رواه نُعَيْم بن الجَهْضَمْ عن فَرَج بن فَضَالة موقوفًا، وهو الصحيح". ثم ساقه من الطريق المذكور موقوفًا على أبي الدَّرْدَاء من قوله. . .

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 245 - 246)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 772) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وقال ابن الجَوْزي: "هذا الحديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلَّم، وغلط من رَفَعَهُ، وإنَّما هو كلام أبي الدَّرْدَاء، قال ابن حِبَّان

(2)

: كان الفَرَجُ بن فَضَالة يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحلُّ الاحتجاج به".

* * *

1041 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن يحيى الأَزْدِيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد الخُرَاسَاني، حدَّثنا عمرو بن زُرَارَة، حدَّثنا أبو جُنَادَة، عن الأَعْمَش، عن خَيْثَمَةَ،

(1)

يعني رَفَعَهُ.

(2)

في "المجروحين"(2/ 206).

ص: 516

عن عَدِيّ بن حَاتِم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى يوم القيامة بناسٍ من النَّاسِ إلى الجنَّةِ، حتَّى إذا دَنَوْا منها، واسْتَنْشَقُوا رَائِحَتَهَا". "ثم ذكر الحديث".

(7/ 200 - 201) في ترجمة (جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيَابي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (أبو جُنَادة) وهو (حُصَيْن بن مُخَارِق بن وَرْقَاء السَّلُولي) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(3/ 155 - 156) وقال: "شيخ يروي عن الأَعْمَش ما ليس من حديثه، لا يجوز الرواية عنه، ولا الاحتجاجُ به إلَّا على سبيل الاعتبار".

2 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 189 رقم (179) وقال: "متروك".

3 -

"الميزان"(1/ 554) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يضع الحديث". و (4/ 511) -في الكُنَى- وقال: "مُتَّهم بالكذب". وساق حديثه هذا.

4 -

"اللسان"(2/ 319 - 320) وقال: "أخرج الطبراني في "المعجم الصغير" من طريقه حديثًا، وقال: حُصَيْن بن مُخَارِق كوفي ثقة. ونسبه ابن النجاشي في مصنِّفي الشِّيعة، فقال: "ابن مُخَارق بن عبد الرحمن بن وَرْقَاء بن حُبْشِي بن جُنَادَة السَّلُولي، لجدِّه حُبْشِي بن جُنَادَة صُحْبَة، وذكر أنَّه ضعيف".

و(خَيْثَمَة) هو ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجُعْفِي الكوفي): ثقة، روى له الستة، ومات بعد سنة ثمانين للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(8/ 370 - 372)، و"التهذيب"(3/ 178 - 179)، و"التقريب"(1/ 230).

ص: 517

و (الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة حافظ مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 85 - 86) رقم (199 و 200)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 193 - 193) رقم (4947)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 124 - 125)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(12/ 181 - 182) رقم (6390)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 155 - 156) -في ترجمة (أبي جُنَادة) -، من طريق أبي جُنَادَة حُصَيْن بن مُخَارِق، عن الأَعْمَش، به.

وأوله عندهم: "يؤمر يوم القيامة".

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الأَعْمَش، لم نكتبه إلَّا من حديث أبي جُنَادة".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 220): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه أبو جُنَادَة وهو ضعيف! ".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 162) عن أبي نُعَيْم من الطريق المتقدِّم، وقال:"قال أبو حاتم بن حِبَّان: هذا حديث باطل لا أصل له من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وذكر ما تقدَّم عن ابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ في أبي جُنَادَة، وأعلَّه به.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 302)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 298 - 299) ولخَّص تعقيبه فقال:"لم ينفرد به أبو جُنَادَة، بل تابعه يحيى بن ميمون الحدَّاد أخرجه ابن النَّجَّار في (تاريخه) ".

ص: 518

أقول: لم أقف على ترجمة (يحيى بن ميمون الحدَّاد) هذا في كُلِّ ما رجعت إليه، ولم يتكلَّم ابن عرَّاق عليه بشيء، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وتتمة الحديث كما جاءت عند الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 85 - 86) رقم (199): "حتَّى إذا دَنَوْا منها واسْتَنْشَقُوا رَائِحَتَهَا، ونظروا إلى قُصُورها وما أعدَّ اللَّه لأهلها فيها، نُودُوا: اصْرِفُوهم عنها، لا نَصِيبَ لهم فيها، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ ما رَجَعَ الأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا، فيقولونَ: رَبَّنَا لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مِنْ ثَوَابِكَ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لأَوْلِيَائِكَ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا. قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعَظَامِ، وَإِذا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ تُرَاءُونَ النَّاسَ بِخِلافِ مَا تُعْطُونِي مِنْ قُلُوبِكُمْ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي، وَأَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي، وَتَرَكْتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لي

(1)

، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمُ أَلِيمَ الْعَذَابَ مَعَ مَا حَرَمْتُكُمْ مِنَ الثَّوَابِ".

* * *

1042 -

حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدَّثنا جعفر بن محمد بن عيسى النَّاقِد.

وأخبرنا البَرْقَاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدَّثنا جعفر بن محمد بن عيسى الأُطْرُوش القُبُوري -بغدادي، أبو الفضل-، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا أنس بن عبد الحميد -أخو جَرِير بن عبد الحميد-، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ رَابَطَ فُوَاقَ ناقَةٍ، وَجَبَتْ له الجَنَّةُ".

(1)

هكذا في جميع المصادر التي خرَّجته: "وتركتم للناس ولم تتركوا لي". وفي "المجروحين": "ركنتم للناس ولم تركنوا لي".

ص: 519

(7/ 202 - 203) في ترجمة (جعفر بن محمد بن عيسى أبو الفضل، المعروف بابن القُبُوري).

مرتبة الحديث:

منكر.

ففيه (أنس بن عبد الحميد -أخو جَرِير بن عبد الحميد-) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 22) وقال بعد أن روى الحديث المتقدِّم عن محمد بن حُمَيْد، عنه:"فإنَّ كان ابن حُمَيْد ضبط عنه، فليس هو ممن يُحْتَجُّ به".

2 -

"الجرح والتعديل"(2/ 289 - 290) وفيه عن جَرِير بن عبد الحميد: "لا يُكْتَبُ عنه، فإنَّه يكذب في كلام النَّاس".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 76).

4 -

"الميزان"(1/ 277) وقال: "قيل: كان يكذب في كلامه، فَضُعِّفَ لذلك".

كما أنَّ فيه (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازي) وهو مُخْتَلَفٌ فيه، ضعَّفه البعض، وكذَّبه أبو زُرْعَة وصالح جَزَرَة وغيرهما، ووثَّقه ابن مَعِين وغيره. وقال ابن حَجَر:"حافظ ضعيف" وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).

التخريج:

رواه أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي في "معجمه" ص 116 رقم (223)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 22) -في ترجمة (أنس بن عبد الحميد) -، من طريق محمد بن حُمَيْد، عن أنس بن عبد الحميد، به، بلفظ:"مَنْ رابط فُوَاقَ نَاقَةٍ، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلى النَّار".

ص: 520

قال العُقَيْلِي: "هذا حديث منكر، وقد رأيتُ له غير حديث من هذا النحو، فإنْ كان ابن حُمَيْد ضبط عنه، فليس هو من يُحْتَجُّ به".

ورواه في (2/ 143) منه -في ترجمة (سليمان بن مِرْقَاع الجُنْدَعِي) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 91)، من طريق محمد بن عبد الرحمن الجُدْعَاني، عن سليمان بن مِرْقَاع، عن مجاهد، عن عائشة مرفوعًا بلفظ حديث العُقَيْلِي الأول.

وقد قال عن (سليمان بن مِرْقَاع): "منكر الحديث، ولا يُتَابَعُ عليه في حديثه".

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث منكر، لا يُعْرَف إلَّا بسليمان ولا يُتَابَعُ عليه، وكان سليمان منكر الحديث".

غريب الحديث:

قوله "فُوَاق ناقة": "هو ما بين الحَلْبَتَيْنِ من الرَّاحة". "النهاية"(3/ 479).

* * *

1043 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال: قرأنا على أبي حفص بن بِشْران، حدَّثكم أبو عبد اللَّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، حدَّثنا محمد بن مهدي المَيْمُونِي، حثنا عبد العزيز بن الخَطَّاب، حدَّثني شُعْبَة بن الحجَّاج أبو بِسْطَام قال: سمعتُ سيِّد الهاشميين زيد بن عليّ بن الحسين -بالمَدِينة في الرَّوْضَة- قال: حدَّثني أخي محمد بن عليّ، أنَّه سَمِعَ جابر بن عبد اللَّه يقول: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "سُدُّوا الأبوابَ كُلَّهَا، إلَّا بَابَ عليٍّ". وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلى بَابِ عليٍّ.

(7/ 205) في ترجمة (جعفر بن محمد بن جعفر العَلَويّ الحَسَنِيّ أبو عبد اللَّه).

ص: 521

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات غدا صاحب الترجمة (جعفر بن محمد بن جعفر العَلَوِيّ الحَسَنِيّ) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 127) وقال: "قال ابن النَّجَاشي في "شيوخ الشِّيعة": كان وَجْهًا في الطَّالِبين مقدَّمًا ثقة".

وعدا (محمد بن مهدي المَيْمُونِي) فإنِّي لم أقف على من ترجم له.

و(أبو حفص بن بِشْران) هو (عمر بن بِشْرَان بن محمد السُّكَّرِيّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 256)، ونقل عن أبي بكر البَرْقَاني قوله فيه:"ثقة ثقة، كان حافظًا عارفًا كثير الحديث".

قال الحافظ الخطيب عقبه: "تفرَّد به أبو عبد اللَّه العَلَوِيّ الحَسَنِيّ بهذا الإِسناد".

والحديث روي من طرق عن جماعة من الصحابة، يصحُّ بمجموعها.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 365) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

كما رواه من طرق، عن سعد بن أبي وقَّاص، وابن عبَّاس، وزيد بن أَرْقَم، وقال:"هذه الأحاديث كُلُّها باطلة لا يصحُّ منها شي". ثم ذكر عللها عنده.

وقال في (1/ 366) منه: "أمَّا حديث جابر، فتفرَّد به أبو عبد اللَّه العَلَوي بهذا الإِسناد، ولا يصحُّ إسناده، وفيه مجاهيل".

ثم قال: "فهذه الأحاديث كلُّها مِنْ وَضْعِ الرَّافِضَةِ، قابلوا به الحديث المتفق على صحته في "سُدُّوا الأبوابَ إلَّا بَابَ أبي بَكْرٍ"".

ص: 522

أقول: قول ابن الجَوْزي عن حديث جابر الذي رواه الخطيب: "فيه مجاهيل"، موضع نظر لِمَا قدَّمت. ولم يُسَلَّمْ له حُكْمُهُ عليه بالوضع كما سيأتي.

وللحديث شواهد عِدَّة عن تسعة من الصحابة، يصحُّ بمجموعها، انظرها وطرقها والكلام عليها في:"خصائص عليّ" للنَّسَائي رقم (38 و 42 و 43)، و"مجمع الزوائد"(9/ 114 - 115)، و"فتح الباري"(7/ 14 - 15)، و"القول المسدَّد" لابن حَجَر ص 53 - 58، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطِيّ (1/ 346 - 354)، و"تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (1/ 383 - 384)، و"نظم المتناثر في الحديث المتواتر" للكَتَّاني ص 122 - 123، واعتبره متواترًا.

ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عليّ بن أبي طالب (5/ 641) رقم (3732)، والنَّسَائي في "خصائص عليّ" ص 63 - 64 رقم (42 و 43)، وأحمد في "المسند"(1/ 371) -مطوَّلًا-، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 99) رقم (12594)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 153)، عن ابن عبَّاس:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمَرَ بِسَدِّ الأبواب إلَّا بَابَ عليٍّ".

قال ابن حَجَر في "فتح الباري"(7/ 15) -في الفضائل، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم "سُدُّوا الأبواب إلَّا باب أبي بَكْرٍ"- بعد أن عزاه لأحمد والنَّسَائي:"ورجالهما ثقات".

وقال ابن حَجَر في الموطن السابق ذاته، بعد أن ذكر الأحاديث الواردة في ذلك:"وهذه الأحاديثُ يُقَوِّي بعضها بعضًا، وكُلُّ طريق منها صالح للاحتجاج فضلًا عن مجموعها. وقد أَوْرَدَ ابن الجَوْزِيّ هذا الحديث في "الموضوعات"، أخرجه من حديث سعد بن أبي وقَّاص، وزيد بن أَرْقَم، وابن عمر، مقتصرًا على بعض طرقه عنهم، وأعلَّه ببعض من تكلِّم فيه من رواته، وليس ذلك بقادح لما

ص: 523

ذكرتُ من كثرة الطرق. وأعلَّه أيضًا بأنَّه مخالفٌ للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بَكْر، وزَعَمَ أنَّه من وضع الرَّافضة، قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر، وأخطأ في ذلك خطأً شنيعًا، فإنَّه سلك في ذلك ردَّ الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة، مع أنَّ الجَمْعَ بين القِصَّتَين مُمْكِنٌ. وقد أشار إلى ذلك البزَّار في "مسنده"، فقال: وَرَدَ من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قِصَّة عليّ، وورد من روايات أهل المدينة في قِصَّة أبي بكر، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دلَّ عليه حديث أبي سعيد الخُدْري -يعني الذي أخرجه التِّرْمِذِيّ

(1)

-: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحلُّ لأحدٍ أن يطرق هذا المسجد جُنُبًا غيري وغيرك". والمعنى: أنَّ باب عليٍّ كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره، فلذلك لم يُؤْمَرْ بسدِّهِ. ويؤيد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" من طريق المُطَّلِب بن عبد اللَّه بن حَنْطَب:"أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يأذن لأحدٍ أن يمرَّ في المسجد وهو جُنُبٌ إلَّا لعليّ بن أبي طالب، لأنَّ بَيْتَهُ كان في المسجد". ومحصّل الجَمْعِ: أنَّ الأمر بسدِّ الأبواب وقع مرتين، ففي الأولى استُثْنِيَ عليٌّ لما ذكره، وفي الأخرى استُثْنِيَ أبو بكر. . . . ".

وقال الإِمام ابن كثير مِنْ قَبْلُ في "البداية والنهاية"(7/ 343) في الجمع بينهما: "وهذا لا ينافي ما ثبت في "صحيح البُخَاري" من أمره عليه السلام في

(1)

في "سننه" في المناقب، باب رقم (21)(5/ 639 - 640) رقم (3727)، ولفظه فيه:"يا عليُّ لا يحلُّ لأحدٍ يُجْنِبُ في هذا المسجد غيري وغَيْرُكَ". قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب".

أقول: إسناده ضعيف، ففي إسناده (عطية بن سعد العَوْفي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 436):"تابعي مشهور، مجمع على ضعفه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189). وللحديث شواهد يتقوَّى بها، ولذلك قال النَّووي فيما نقله عنه المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (10/ 233):"إنَّما حسَّنه التِّرْمِذِيّ بشواهده". وانظر شواهده في الموضع المشار إليه من "تحفة الأحوذي".

ص: 524

مرض الموت بسدِّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلَّا باب أبي بكر الصِّدِّيق، لأنَّ نفي هذا في حقِّ عليٍّ كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رِفْقًا بها، وأمَّا بعد وفاته فزالت هذه العلَّة فاحتيج إلى فتح باب الصِّدِّيق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالنَّاس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه السلام، وفيه إشارة إلى خلافته".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد في الذَّبِّ عن مسند الإِمام أحمد" ص 53 بعد أن ردَّ على ابن الجَوْزي دعواه ببطلان الحديث: "وهو حديث مشهور له طرق متعددة، كُلُّ طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممَّا يُقْطَعُ بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث".

* * *

1044 -

أخبرني محمد بن أحمد بن محمد بن حَسْنُون النَّرْسِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد بن عليّ بن السُّكَيْن بن مَاهَان العَطَّار -في دَرْبِ هشام-، حدَّثنا الحسن بن يزيد الجَصَّاص، حدَّثنا مُسْلِم بن عبد رَبِّه، حدَّثنا سفيان، عن أبي محمد -يعني سفيان بن عُيَيْنَة ولكن لم يسمِّه-، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ -أو السَّهْلَةِ-، ومَنْ خَالَفَ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".

(7/ 209) في ترجمة (جعفر بن أحمد بن عليّ بن السُّكَيْن -وقيل: السَّكَن- العَطَّار أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

والشطر الأول منه: "بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ"، حسن بشواهده.

ص: 525

أمَّا الشطر الثاني: "ومَنْ خَالَفَ سُنَّتِي فليس مِنِّي"، فهو صحيح من طرق أخرى.

وفي إسناد الحديث: (مُسْلِم بن عبد رَبِّه) وقد ترجم له في:

1 -

"ميزان الاعتدال"(4/ 105) وقال: "عن سفيان الثَّوْري، ضعَّفه الأَزْدِيّ. ولا أدري مَنْ ذَا".

2 -

"لسان الميزان"(6/ 30) وقال: "هو الطَّالْقَاني". وذكر حديثه هذا، إلَّا أنَّ آخره قد وقع عنده بلفظ:"من خالف فقد كفره"!

3 -

"فيض القدير"(3/ 203) وقال: "قال العَلَائي: مسلم ضعَّفه الأَزْدِيُّ، ولم أجد أحدًا وثَّقه".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (جعفر بن أحمد العَطَّار أبو القاسم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن النَّجَّار في "ذَيْل تاريخ بغداد"(3/ 605) -في ترجمة (عليّ بن إبراهيم بن خالد البغدادي) -، من طريق الحسن بن يزيد الجَصَّاص، عن مسلم بن عبد رَبَّه

(1)

الطَّالْقَاني، به.

ولفظ آخره عنده: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فليس منِّي".

وللحديث بشطريه شواهد عِدَّة، أمَّا شطره الأول:"بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ":

فقد روى أحمد في "المسند"(5/ 266) من حديث أبي أُمَامة مطوَّلًا: "إنِّي لم أُبْعَث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكنِّي بُعِثْتُ "بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ".

قال العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(4/ 151) بعد أن عزاه له: "سنده

(1)

في "ذَيْل تاريخ بغداد": "عبدويه".

ص: 526

ضعيف". وقال: وله -يعني أحمد-، وللطبراني من حديث ابن عبَّاس: "أَحَبُّ الدِّين إلى اللَّه الحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ"، وفيه محمد بن إسحاق، رواه بالعَنْعَنَة".

وقد وَهِمَ الشيخ الألباني في "تخريج أحاديث الحلال والحرام" ص 21، حيث يقول معلِّقًا على عزو الدكتور يوسف القرضاوي للحديث إلى الإِمام أحمد بلفظ:"بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ": "وأمَّا عزو الحديث إلى الإِمام أحمد -كما وقع في الكتاب-، فلعله خطأ مطبعي، فإنَّه لم يروه أحمد بهذا اللفظ، ولا عزاه إليه أحد، وإنما عنده في "المسند" من حديث ابن عبَّاس قال: قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأديان أحبُّ إلى اللَّه؟ قال: الحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ".

أقول: وَهِمَ الشيخ حفظه المولى في الأمرين معًا. فالحديث رواه أحمد بهذا اللَّفظِ من حديث أبي أُمَامة كما تقدَّم. وثانيًا: أنَّ العِرَاقي قد عزاه له في "تخريج أحاديث الإِحياء"(4/ 151) كما تقدَّم عنه أيضًا! !

وله شاهد آخر، رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 192) مُرْسَلًا، عن محمد بن عبيد الطَّنَافِسِيّ، أخبرنا بُرْد الحريري، عن حَبِيب بن أبي ثابت قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُعِثُتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ".

و(حَبِيب بن أبي ثابت الكوفي) من التابعين، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 148):"ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومائة"/ ع. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(5/ 358 - 363)، و"التهذيب"(2/ 178 - 180).

والحديث رواه البخاري في "صحيحه"(1/ 93) -في الإِيمان، باب الدِّينُ يُسْرٌ. . . - معلَّقًا بلفظ:"أَحَبُّ الدِّين إلى اللَّهِ الحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةُ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 94): "وهذا الحديث المعلَّق لم يسنده المؤلف -يعني البخاري- في هذا الكتاب، لأنَّه ليس على شرطه. نعم

ص: 527

وصله في "الأدب المفرد"، وكذا وصله أحمد بن حنبل، وغيره، من طريق محمد بن إسحاق، عن داود بن الحُصَيْن، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس، وإسناده: حسن".

أقول: تحسين ابن حَجَر لإسناده، موضع نظر، ففيه عَنْعَنَةُ ابن إسحاق أولًا، وثانيًا: أنَّ فيه (داود بن الحُصَيْنِ الأُمَوي)، والحافظ ابن حَجَر نفسه يقول عنه في "التقريب" (1/ 231):"ثقة إلَّا في عِكْرِمَة". وهو هنا إنَّما يرويه عنه!

ولذلك فإنَّ كلام الحافظ العِرَاقي الذي ذكرته مِنْ قَبْلُ، وفيه إشارته إلى تضعيفه لعنعنة ابن إسحاق، أولى بالتقديم. خاصَّة وأنَّ الحافظ ابن حَجَر نفسه رحمه الله يقول في:"تغليق التعليق"(1/ 41): "ولم أره من حديثه إلَّا مُعَنْعَنًا".

وقد روى أحمد في "المسند"(6/ 116) عن سليمان بن داود، حدَّثنا عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال لي عُرْوة أنَّ عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذٍ

(1)

: "لِتَعْلَمَ يَهُودُ أنَّ في دِيْنِنَا فُسْحَةً، إنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفيَّةِ سَمْحَةٍ".

قال ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(2/ 43) بعد أن ذكره: "هذا الإِسناد حسن وفي الباب عن أبيّ بن كعب، وجابر، وابن عمر، وأبي أُمَامة، وأبي هريرة، وأسعد بن عبد اللَّه الخُزَاعي، وغيرهم".

وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(2/ 42 - 43) عِدَّة شواهد له أيضًا مرسلة، مصحِّحًا لبعضها.

وقد قال الحافظ العَلائي فيما نقله عنه المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 170): "له طرق لا ينزل عن درجة الحسن بانضمامها".

(1)

إشارة إلى ما رواه أحمد بنفس الإِسناد قبله عنها أنَّها قالت: "وضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذقني على منكبيه لأنظر إلى رمي الحبشة حتى كنتُ التي مللت فانصرفت عنهم".

ص: 528

وقال أيضًا -كما في "فيض القدير"(3/ 203)"له طرق ثلاث ليس يبعد أن لا ينزل بسببها عن درجة الحسن".

وممَّا تقدَّم فإنَّه يُعْلَمُ بأنَّ تضعيف الشيخ الألباني حفظه المولى للحديث في "تخريج أحاديث الحلال والحرام" ص 20 رقم (8)، موضع نظر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

أمَّا الشطر الثاني: "ومَنْ خَالَفَ سُنَّتِي فليس منِّي".

فله شواهد عِدَّة تقدَّمت في حديث (399)، ومن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في أول كتاب النكاح (9/ 140) رقم (5063) من حديث أنس بن مالك مطوَّلًا، وفيه:"فمن رَغِبَ عن سُنَّتِي فليس مِنِّي".

* * *

1045 -

أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن مَاهَان الضَّبِّيّ، حدَّثنا عليّ بن محمد بن موسى التَّمَّار -بالبَصْرَة-، حدَّثنا جعفر بن إبراهيم بن نُعَيْم البغدادي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثني عمَّار بن محمد، عن إبراهيم الهَجَرِيّ، عن أبي الأَحْوَص،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ جعلَ حَسَنَاتِ ابنِ آدمَ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعُمَائَةِ ضِعْفٍ. قال اللَّهُ: إلَّا الصَّومَ، والصَّومُ لي وأنا أَجْزِي به. إنَّ للصَّائم فَرْحَتَيْنِ: فَرْحَةٌ حين يُفْطِرُ، وفَرْحَةٌ يومَ القِيامةِ. ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عند اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ".

(7/ 213) في ترجمة (جعفر بن إبراهيم بن نُعَيم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيحٌ من وَجْهٍ آخر.

ففيه (إبراهيم بن مُسْلِم العَبْدِيّ الهَجَرِيّ أبو إسحاق) وقد ترجم له في:

ص: 529

1 -

"الطبقات الكبرى"(6/ 341) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 14) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(1/ 326) وقال: "كان ابن عُيَيْنَة يضعِّفه".

4 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 108) وقال: "كان رَفَّاعًا، لا بأس به، كوفي".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 40 رقم (6) وقال: "ضعيف".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 65 - 66) وفيه عن سفيان -يعني اين عُيَيْنَة-: "كان الهَجَرِيُّ رَفَّاعًا، وكان يَرْفَعُ عامَّة هذه الأحاديث. . . ".

7 -

"الجرح والتعديل"(2/ 131 - 132) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، ليِّن الحديث".

8 -

"المجروحين"(1/ 99 - 100) وقال: "كان ممن يخطئ فيكثر".

9 -

"الكامل"(1/ 214 - 216) وقال: "أحاديثه عامَّتها مستقيمة المعنى، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأَحْوَص عن عبد اللَّه، وهو عندي ممَّن يُكْتَبُ حديثه".

10 -

"الكاشف"(1/ 48) وقال: "ضعيف".

11 -

"التهذيب"(1/ 164 - 166) وفيه عن البخاري: "منكر الحديث". وقال التِّرْمِذِيّ: "يضعَّف في الحديث". وقال النَّسَائي: "منكر الحديث". وقال البزَّار: "رَفَعَ أحاديث وَقَفَهَا غيره"، وقال أحمد:"كان الهَجَرِيُّ رَفَّاعًا وضعَّفه".

12 -

"التقريب"(1/ 143) وقال: "يُذْكَرُ بكُنيته، ليِّن الحديث، رَفَعَ موقوفات، من الخامسة"/ ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (جعفر بن إبراهيم بن نُعَيْم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 530

و (أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث (305).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 446)، عن عمرو بن مُجَمِّع الكِنْدِيّ، عن إبراهيم الهَجَرِيّ، به.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 120) رقم (10077)، من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا ببعضه.

ورواه برقم (10078) من طريق أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، عن شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عنه، به مرفوعًا، دون قوله:"إنَّ اللَّه جعل حسنات ابن آدم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف".

ورواه في (10/ 158) منه رقم (10198)، من طريق عبد الحميد بن الحسن الهِلَالِي، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود مرفوعًا، دون شطره الأول المتقدِّم أيضًا.

ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 458 - 459) رقم (964) -من كشف الأستار- مختصرًا، من طريق عمرو بن عبد المجيد، عن شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن هُبَيْرَة، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 189 - 180): "رواه أحمد والبزَّار باختصار، والطبراني في "الكبير". . . وله أسانيد عند الطبراني، وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد: عمرو بن مُجَمِّع وهو ضعيف".

والحديث رواه النَّسَائي في الصوم، باب فضل الصيام (4/ 161) من طريق

ص: 531

شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه من قوله، دون الشطر الأول.

ونقل المِزِّيُّ في "تحفة الأشراف"(7/ 398) عن النَّسَائي قوله بعد عزاه له: "هذا هو الصواب عندنا". يعني أنَّه موقوف.

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(4/ 308) ببعضه عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحوص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه أيضًا.

وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة مرفوعًا، رواه البخاري في الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شُتِمَ (4/ 118) رقم (1904) وغير موضع -انظر منه رقم (4894) و (5927) و (7492) و (7538) -، ومسلم في الصوم، باب فضل الصيام (2/ 807)، وغيرهما.

ولفظه عند البخاري في الموضع الأول: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قال اللَّه: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأنا أَجْزِي بِهِ، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذا كانَ يومُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَليَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذا أَفْطَرَ فَرِحَ، وإذا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ".

ولفظ أوَّله عند مسلم: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ يُضَاعَفُ، الحسنةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمَائَةِ ضعف. . . . ".

غريب الحديث:

قوله: "ولَخُلُوفُ فم الصائم" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 67): "الخِلْفَةُ بالكسر: تغيُّر ريح الفَمِ. وأصلها في النبات أن يَنبُتَ الشيءُ بعد الشيء، لأنها رائحة حَدَثت بعد الرائحة الأولى. يقال: خَلَفَ فَمُهُ يَخْلُفُ خِلْفَةً وخُلُوفًا".

* * *

ص: 532

1046 -

أخبرنا الحسين بن الحسن الورَّاق، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدَّثنا جعفر بن محمد العطَّار، حدَّثنا جَدِّي: عبد اللَّه بن الحَكَم قال: سمعتُ عاصمًا أبا عليٍّ يقولُ: سمعتُ حُمَيدًا الطَّويل قال:

سمعتُ أنس بن مالك يقولُ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لأهل الجنَّة في مقدار كُلِّ يوم على كثيب كافور أبيض".

(7/ 220) في ترجمة (جعفر بن محمد الطَّيَّار).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (جعفر بن محمد الطَّيَّار)، و (جدّه)، و (عاصم): مجاهيل كما قال ابن الجَوْزي فيما سيأتي عنه. ولم يذكر الخطيب في (جعفر) جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 260) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا أصلَ له. وجعفر وجدّه وعاصم مجهولون".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 460).

والحديث مذكور في "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (6/ 415 - 416)، وقال:"رواه أبو حفص بن شاهين -وهو عمر بن أحمد الواعظ في إسناد الخطيب- حدَّثنا جعفر"، وذكره، ثم قال: "وقيل: إنَّ جعفرًا، وجدُّه، وعاصمًا: مجهولون. وهذا لا يمنع المعاضد

(1)

".

(1)

صُحِّفَ في "مجموع الفتاوى" إلى: "المعارضة". والتصويب من "تنزيه الشريعة"(2/ 385).

ص: 533

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 385) بعد أن ذكر ما تقدَّم عن ابن الجَوْزي: "لم يتعقبه السُّيُوطيُّ. وقد استشهد به ابن تيمية في رسالته المذكورة"

(1)

. ثم ذكر قول ابن تيمية المتقدِّم، وقال:"والنَّكَارَةُ فيه إنما هي في قوله: "كلّ يوم"، ولعله سقط منه لفظة "جمعة"، وبتقديرها يوافق الروايات الصحيحة في ذلك، واللَّه أعلم".

* * *

1047 -

أخبرنا عليّ بن طَلْحَة بن محمد المُقْرِئ، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن أيوب، حدَّثنا جعفر بن عليّ الحافظ، حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عائشة، أخبرنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،

عن أنس قال: دخل أبو بكر الصِّدِّيق على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجلس عنده، ثم استأذنَ عليّ بن أبي طالب فدخل، فلمَّا رآه أبو بكر تزحزح له وتزعزعَ له، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لِمَ فعلت هذا يا أبا بكر"؟ فقال: إكْرَامًا له وإعْظَامًا يا رسولَ اللَّه. فقال: "إنما يعرفُ الفَضْلَ لأهلِ الفَضْلِ ذوو الفَضْلِ".

(7/ 222 - 223) في ترجمة (جعفر بن عليّ بن سهل الدَّقَّاق الدُّوري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

(1)

أشار ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 384) إليها بقوله: "أورده الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية في رسالته "في أنَّ النِّسَاء يرين اللَّه تعالى في الدار الآخرة". أقول: هذه الرسالة موجودة في "مجموع الفتاوى" له في (6/ 401 - 460) منه. وقد ذكر رحمه الله فيها عددًا وفيرًا من الأحاديث الواردة في رؤية المؤمنين لربِّ العِزَّة سبحانه وتعالى في الجنَّة بمقدار صلاة الجمعة في الدنيا، وخرَّجها وتكلَّم عليها.

ص: 534

ففيه (محمد بن زكريا الغَلَابي) وكان ممن يضع الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (جعفر بن عليّ بن سهل الدَّقَّاق الدُّوري أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من الشيوخ" ص 188 رقم (230) وفيه عن أبي زُرْعَة محمد بن يوسف الجُرْجَاني: "ليس بالمرضي في الحديث ولا في دِيْنِهِ، وكان فاسقًا كذابَا".

2 -

"تاريخ بغداد"(7/ 222 - 223) ونقل قول أبي زُرْعَة الجُرْجَاني المتقدِّم فيه. وذكر أن وفاته كانت عام (330 هـ).

3 -

"اللسان"(2/ 119) وقال: "وذكره الطُّوْسِيّ في "رجال الشِّيعة" وقال: كان ثقة".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 381) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وقد رواه أيضًا عن الخطيب من طريقين آخرين عن أنس -قبل أن يسوق عنه طريقه المتقدِّم-، أحدهما فيه (محمد بن زكريا الغَلَابي)، والآخر فيه (أحمد بن نصر الذَّارِع)، وقال:"هذا حديث موضوع. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ومحمد بن زكريا الغَلَابي كان يضع الحديث. قال: والذَّارِعُ: كذَّابٌ دَجَّالٌ".

وقد تقدَّم تخريج الحديث والكلام عليه موسعًا برقم (298).

* * *

1048 -

أخبرنا أبو بكر الهِيْتِيّ، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن حاتم المُعَدَّل -إملاءً ببغداد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة-، أخبرنا أبو القاسم بن محمد -قراءةً عليه بالكوفة-، حدَّثنا محمد بن عِمْرَان بن

ص: 535

أبي ليلى قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثني ابن أبي ليلى، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن عبد اللَّه بن بَابَا

(1)

،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قالَ: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلءَ السَّمَوَاتِ ومِلءَ الأرضِ، وما بينهما، ومِلءَ ما شِئْتَ مِنْ شيءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الكِبْرِيَاءِ وأَهْلَ المَجْدِ".

(7/ 225 - 226) في ترجمة (جعفر بن محمد بن أحمد المُعَدَّل أبو جعفر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى بلفظ: "أهل الثناء" بدلًا من "أهل الكبرياء".

ففيه (ابن أبي ليلى) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري القاضي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 57 رقم (72) وقال: "ضعيف".

2 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 291 رقم (75) وفيه: "سُئِلَ يحيى عن ابن أبي ليلى، هل كان ثَبْتًا في الحديث؟ فقال: ما كان يثبت في الحديث".

3 -

"العلل" لأحمد (1/ 161) وقال: "مضطرب الحديث، فِقْهُ ابن أبي ليلى أحبُّ إلينا من حديثه، حديثه فيه اضطراب".

(1)

قال ابن حجر في "التقريب"(1/ 403): "عبد اللَّه بن بَابَاه: بموحدتين بينهما ألف ساكنة، ويقال بتحتانية بدل الألف، ويقال بحذف الهاء، المكِّي، ثقة، من الرابعة"/ م 4. وانظر: "تهذيب الكمال" (14/ 320 - 322) في ترجمته موسعًا.

ص: 536

4 -

"التاريخ الكبير"(1/ 162) وقال: "قال شُعْبَة: أفادني ابن أبي ليلى أحاديث فإذا هي مقلوبة".

5 -

"أحوال الرجال" ص 71 - 72 رقم (86) وقال: "واهي سيء الحفظ".

6 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 407 - 409 رقم (1476) وقال: "صدوق، ثقة. . . كان فقيهًا، صاحب سُّنَّة. . . وكان ابن أبي ليلى صدوقًا جائزَ الحديث، وكان قارئًا للقرآن عالمًا به. . . . ".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 214 رقم (550) وقال: "أحد الفقهاء، ليس بالقويِّ في الحديث".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 98 - 100) وفيه عن يحيى بن يعلى: "أَمَرَنَا زَائِدة أن نترك حديث ابن أبي ليلى". وقال شُعْبَة: "ما رأيت أحدًا أسوأ حفظًا من ابن أبي ليلى".

9 -

"الجرح والتعديل"(7/ 322 - 326) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كان يحيى بن سعيد يُضَعِّفُ ابن أبي ليلى". وقال ابن مَعِين: "ليس بذاك". وقال أبو حاتم: "محلُّه الصدق، كان سيء الحفظ، شُغِلَ بالقضاء فساء حِفْظِهُ، لا يُتَّهَمُ بشيء من الكذب، إنما يُنْكَرُ عليه كثرة الخطأ، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "هو صالح، ليس بأقوى ما يكون".

10 -

"المجروحين"(2/ 243 - 246) وقال: "كان رديء الحفظ، كثير الوَهَم، فاحش الخطأ، يروي الشيء على التوهم، ويحدِّث على الحسبان، فكثر المناكير في روايته، فاستحق الترك، تركه أحمد بن حَنْبَل ويحيى بن مَعِين". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(6/ 314) بقوله: "لم نرهما تركاهُ، بل ليَّنَا حديثه".

11 -

"الكامل"(6/ 2191 - 2195) وقال: "وهو مع سوء حفظه يُكْتَبُ حديثُهُ".

ص: 537

12 -

"المغني"(2/ 603) وقال: "صدوق إمام، سيء الحفظ، وقد وثِّق .. . . "

13 -

"التهذيب"(9/ 301 - 303) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "كان سيء الحفظ واهي الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "رديء الحفظ كثير الوَهَم". وقال ابن جرير الطبري: "لا يُحْتَجُّ به". وقال يعقوب بن سفيان الفَسَويّ: "ثقة عَدْلٌ، في حديثه بعض المَقَال، ليِّن الحديث عندهم". وقال أبو أحمد الحاكم: "عامَّة أحاديثه مقلوبة". وقال السَّاجِيُّ: "كان سيء الحفظ لا يتعمد الكذب فكان يُمْدَحُ في قضائه، فأمَّا الحديث فلم يكن حجَّة". وقال ابن خُزَيْمَة: "ليس بالحافظ وإن كان فقيهًا عالمًا".

4 -

"التقريب"(2/ 184) وقال: "صدوق سيء الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين -يعني ومائة -"/ 4.

كما أنَّ فيه (عِمْرَان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى) وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 496).

2 -

"الكاشف"(2/ 301) وقال: "وثِّق".

3 -

"التهذيب"(8/ 137) ولم يذكر سوى توثيق ابن حِبَّان له.

4 -

"التقريب"(2/ 84) وقال: "مقبول، من الثامنة"/ ت ق.

وفيه أيضًا (أبو بكر الهِيْتِيّ) وهو (محمد بن عبد اللَّه بن أَبَان التَّغْلِبِيّ) وقد ضُعِّفَ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (49).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" من ثلاثة طرق:

الأول: في (10/ 279 - 280) رقم (10551)، عن محمد بن عِمْرَان بن

ص: 538

أبي ليلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم، عن مَيْمُون بن أبي شَبِيب، عن ابن مسعود مرفوعًا به، وعنده زيادة في آخره هي:"لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ".

الثاني: في (10/ 280) رقم (10552)، عن محمد بن عِمْرَان بن أبي ليلى، عن أبيه، عن حَبِيب بن أبي ثابت، به، بالزيادة التي في الطريق الأول.

الثالث: في (10/ 207 - 208) رقم (10348)، عن أَشْعَث بن سَوَّار، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحوه.

ومن هذه الطرق الثلاثة رواه الطبراني أيضًا في كتاب "الدُّعَاء"(2/ 1054 - 1055) رقم (553 و 554 و 555).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 123): "رواه الطبراني في "الكبير" من طرق، ومنها طريق رجالها رجال الصحيح إلَّا أنَّ فيها أشعث بن سَوَّار، واخْتُلِفَ في الاحتجاج به، وفي بقية الطرق محمد بن أبي ليلى وفيه كلام".

أقول: (أَشْعَث بن سَوَّار الكِنْدِي النَّجَّار الأَثْرَم): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2206).

والحديث روي من وجوهٍ عِدَّةٍ، انظرها في:"الدُّعاء" للطبراني (2/ 1052 - 1059)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 246 - 248)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 93 - 95)، و"جامع الأصول"(4/ 199 - 201).

ومن ذلك، ما رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 347) رقم (477)، وأبو داود في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 529) رقم (847)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب ما يقوله في قيامه من ذلك (2/ 198 - 199)، وابن خُزَيْمَة في صحيحه (1/ 310) رقم (613)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 301)، والطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 1056 - 1057) رقم

ص: 539

(559)

، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 94)، عن أبي سعيد الخُدْرِي قال:"كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رفع رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قالَ: رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ، مِلءَ السَّمواتِ والأَرْضِ، وَمِلءَ ما شِئْتَ مِنْ شيءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ والمَجْدِ. أَحَقُّ ما قَالَ العَبْدُ -وكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ-: اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ"، واللفظ لمسلم.

ورواه مسلم عقبه برقم (478) من حديث ابن عباس مرفوعًا وفيه: "مِلءَ السَّمَاوَاتِ ومِلءَ الأَرْضِ، وما بينهما".

* * *

1049 -

أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد، حدَّثنا محمد بن جعفر الفَيْدِيّ، حدَّثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن قيس،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ، وإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فلا تَقْتَتِلُوا بَعْدِي".

(7/ 237) في ترجمة (جابر بن نوح بن جابر الحِمَّانِيّ أبو بشير)

(1)

.

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من وَجْهٍ آخر.

ففيه صاحب الترجمة (جابر بن نوح بن جابر الحِمَّانِيّ أبو بشير) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 75) وقال. "لم يكن بثقة، وكان أبوه نوح ثقة". وقال أيضًا: "ليس حديثه بشيء. كان حفص -يعني ابن غِيَاث- يضعِّفه".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 210) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "بشر". والتصويب من "تهذيب الكمال"(4/ 459).

ص: 540

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 71 رقم (101): "ليس بالقويِّ".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 196 - 197).

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 500) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(1/ 210) وقال: "يروي عن الأَعْمَش وابن أبي خالد المناكير الكثيرة كأنَّه كان يخطئ حتى صار في جملة من سقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا".

7 -

"الكامل"(2/ 544) وقال: "ليس له روايات كثيرة". وذكر له حديثًا وقال: "لم أر له أنكر من هذا".

8 -

"تاريخ بغداد"(7/ 237 - 238) وفيه عن أبي داود: "ما أَنْكَرَ حديثه".

9 -

"الكاشف"(1/ 122) وقال: "ليس بالقويِّ".

10 -

"التقريب"(1/ 123) وقال: "ضعيف، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين على الصواب"/ د س.

و(إسماعيل) هو (ابن أبي خالد الأَحْمَسِيّ البَجَلِيّ الكوفي): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).

و(قيس) هو (ابن أبي حَازِم البَجَلِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه): ثقة مُخَضْرَمٌ من قدماء التابعين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (406).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 229) رقم (10402) من طريق الفَيْدِيّ، عن جابر بن نوح، به.

ص: 541

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 330) إلى ابن عساكر أيضًا.

ولم أقف عليه في "مجمع الزوائد".

والشطر الأول منه: "أَنَا فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ" من حديث ابن مسعود، رواه: البخاري في الرِّقَاق، باب في الحوض (11/ 463) رقم (6575) ومسلم في الفضائل، باب إثبات حوض نبيِّنا صلى الله عليه وسلم (4/ 1796) رقم (2297)، وغيرهما.

وللحديث بتمامه شاهد من حديث الصُّنَابِح بن الأَعْسَر الأَحْمَسِيّ رضي الله عنه مرفوعًا: "إنِّي فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ، وإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فلا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي".

رواه أحمد في "المسند"(4/ 351)، وابن ماجه في الفتن، باب لا ترجعوا بعدي كُفَّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض (2/ 1300 - 1301) رقم (2944)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 589) رقم (5953)، والحُمَيْدِي في "مسنده"(2/ 343) رقم (780)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 40) رقم (1454) والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 99) رقم (7414).

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 167)، "وإسناد حديثه صحيح رجاله ثقات". وهو كما قال. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "أنا فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ" قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 434): "أي مُتَقَدِّمُكُمْ إليه".

* * *

1050 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد -إجازةً-، حدَّثنا أبو القاسم جابر بن عبد اللَّه بن المُبَارَك الجَلَّاب المَوْصِلِيّ -مِنْ حِفْظِهِ ببغداد-، حدَّثنا أبو يَعْلَى الحسين بن محمد المَلَطِيّ -بها-، حدَّثنا الحسن بن زيد -قال جابر: سألت

ص: 542

أبا يعلى عنه؟ فقال: كان رجلًا حَلَّ عندنا على جِهَةِ الجهاد، وكتبنا عنه- قال: حدَّثنا حُمَيْد الطَّويل،

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُحَدِّثَ رَبَّهُ تَعالى فَلْيَقْرَأ".

(7/ 239) في ترجمة (جابر بن عبد اللَّه بن المُبَارَك الجَلَّاب المَوْصِلِيّ أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (جابر بن عبد اللَّه بن المُبَارَك الجَلَّاب المَوْصِلِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (الحسين بن محمد المَلَطِيّ أبو يعلى) لم أقف على من ترجم له. وقد قال الإمام عبد الغني بن سعيد المِصْرِيّ الحافظ فيما نقله عنه الخطيب في "تاريخه"(7/ 129): "ليس في المَلَطِيين ثقة".

وفيه أيضًا (الحسن بن زيد)، والظاهر أنَّه (الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب القُرَشي الهاشمي أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد ص 386 - 387 رقم (304) -القسم المتمم- وقال: "كان ثقة".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 294) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِيّ ص 114 رقم (278) وقال: "ثقة".

4 -

"الجرح والتعديل"(3/ 14 - 15) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 160).

6 -

"الكامل"(2/ 737 - 738) وقال: "يروي عن أبيه وعِكْرِمَة أحاديث

ص: 543

مُعْضلة. . . وأحاديثه عن أبيه أنكر ممّا رواه عن عِكْرِمَة". وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف الحديث".

7 -

"المغني"(1/ 159) وقال: "ضعَّفه ابن مَعِين وقوَّاه غيره".

8 -

"التقريب"(1/ 166) وقال: "صدوق يَهِم، وكان فاضلًا، وَلِيَ إِمْرَةَ المَدِينة للمنصور، من السابعة، مات سنة ثمان وستين -يعني ومائة-، وهو ابن خمس وثمانين"/ س.

إلَّا أنَّه يرد على كونه (الحسن بن زيد القُرشي الهاشمي)، ما تقدَّم من كلام أبي يعلى الحسين بن محمد المَلَطِي في سياق الإسناد، مما يُفْهَمُ منه أنَّه رجل مجهول غير معروف، على خلاف (القرشي الهاشمي) فإنَّه جِدُّ مشهور.

وقد أعلَّ المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 248) وفي "التيسير"(1/ 61)، الحديث بـ (الحسن

(1)

بن زيد)، ونقل في "الفيض" تضعيفه عن الذَّهَبِيِّ.

التخريج:

ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 302) رقم (1195) عن أنس، وفيه:"فليقرأ القرآن".

وقد عزاهُ في "الجامع الكبير"(1/ 34) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيِّ فحسب.

وقال المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 61): "ضعيفٌ لضعف الحسن بن زيد".

* * *

1051 -

أخبرنا علي بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا جُنَيْد بن حَكِيم، حدَّثنا عليّ بن عبد اللَّه، حدَّثنا سفيان، عن أبي الزَّعْرَاء، عن أبي الأَحْوَص الجُشَمِيّ،

(1)

صُحِّفَ في "الفيض" إلى "الحسين".

ص: 544

عن أبيه قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: "إلامَ تَدْعُو؟ قالَ: "إلى اللَّه تعالى، وإلى صِلَةِ الرَّحم".

(7/ 241) في ترجمة (الجُنَيْد بن حَكِيم بن الجُنَيْد الأَزْدِيّ الدَّقَّاق أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طريق آخر.

ففيه صاحب الترجمة (الجُنَيْد بن حَكِيم الأَزْدِيّ الدَّقَّاق) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 241) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويِّ".

2 -

"لسان الميزان"(2/ 141) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق فحسب.

كما أنَّ فيه (عليّ بن عبد اللَّه) ولم أتبينه.

و(أبو الأَحْوَص الجُشَمِيّ) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَةَ الكوفي): تابعي ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).

و(أبو الزَّعْرَاء) هو (عمرو بن عمرو -أو ابن عامر- بن مالك بن نَضْلَةَ الجُشَمِيّ الكوفي) قال ابن عبد البَرِّ: "أجمعوا على أنَّه ثقة". انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 1045) -مخطوط-، و"التهذيب"(8/ 82)، و"التقريب"(2/ 75).

و(سفيان) هو (ابن عُيَيْنَة): إمام ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 136 - 137)، وعنه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 282 - 283) رقم (622)، والحُمَيْدِيُّ في "مسنده" (2/ 390 -

ص: 545

392) رقم (883)، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي الزَّعْرَاء، به مطوَّلًا جدًّا.

وإسناده صحيح.

* * *

1052 -

أخبرنا ولَّاد بن عليّ الكوفي، أخبرنا محمد بن عليّ بن دُحَيْم الشَّيْبَاني، حدَّثنا أحمد بن حازم، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن -يعني ابن أبي ليلى-، حدَّثنا سعيد بن خُثَيم، عن القَعْقَاع بن عُمَارة، عن أبي الخَلِيل، عن أبي السابغة،

عن جُنْدُب الأَزْدِيّ قال: لمَّا عَدَلْنَا إلى الخوارج ونحن مع عليّ بن أبي طالب، قال: فانتهينا إلى معسكرهم، فإذا لهم دويٌّ كدوي النَّحْلِ مِنْ قراءة القرآن، وفيهم ذوو الثَفِنَات، وأصحاب البَرَانِسِ -وساق الحديث- إلى أن قال: ثم قام عليٌّ فأمسكت له بالركاب، ثم عدلت إلى دِرْعي فلبستها، وإلى فرسي فركبته، وأخذتُ رمحي وسرت معه حتى إذا نظر إلى رابية، قال: يا جُنْدُبُ ترى تلك الرابية؟ قال: فإنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبرني أنَّهم يُقْتَلُونَ عندها. وذكر بقية الحديث.

(7/ 249 - 250) في ترجمة (جُنْدُب بن عبد اللَّه الأَزْدِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده (القَعْقَاع بن عُمَارة) و (أحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى)، لم أقف على من ترجم لهما.

و (أبو السابغة) قال ابن حَجَر في "اللسان"(7/ 49): "أبو السابغة: تابعي، اسمه: سمر". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. فلا أدري إن كان هو الذي في الإسناد أو غيره. وقد نسبه الخطيب في ترجمته لـ (جُنْدُب) فقال: (النَّهْدِيّ).

و (أبو الخليل) هو: (صالح بن أبي مريم الضُّبَعِيّ البَصْري): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1507).

ص: 546

و (ولَّاد بن عليّ بن سهل التَّيْمِيّ الكوفي أبو الصَّهْبَاء) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(13/ 492) وقال: "ثقة". وتوفي عام (413 هـ).

و(جُنْدُب بن عبد اللَّه الأَزْدِيّ) قال ابن عساكر في ترجمته من "تاريخ دمشق"(4/ 36) -مخطوط-: "له صحبة". وانظر "الإصابة"(1/ 248).

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 140 - 142) رقم (2817) - من طريق سعيد بن خُثَيْم، عن ابن شُبْرُمة، عن أبي الخليل، عنه، به، بطوله.

وليس عند الطبراني خبر الرابية.

و(ابن شُبْرُمة) هو (عبد اللَّه بن شُبْرُمة بن الطُّفَيْل الضَّبِّي الكوفي القاضي): إمام ثقة فقيه أهل العراق، خرَّج له مسلم في "صحيحه"، وتوفي عام (144 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(15/ 76 - 80)، و"السِّيَر"(6/ 347 - 349)، و"التهذيب"(5/ 250 - 251)، و"التقريب"(1/ 422).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 242) بعد أن عزاه له: "ولم أعرف أبا السابغة".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 37) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

غريب الحديث:

قوله: "فيهم ذوو الثَفِنَات": مفردها: ثَفِنَة، وتجمع على ثَفِن وثَفِنَات. والثَفِنَةُ: "ما ولي الأرض من كُلِّ ذات أربع إذا بَرَكت، كالركبتين وغيرهما،

ص: 547

ويحصل فيه غِلظ من أثر البروك". "النهاية" (1/ 251 - 216). وفيه: إشارة إلى كثرة صلاتهم وعبادتهم حتى غلظت مواضع السجود من أجسادهم.

قوله: "وأصحاب البَرَانِسِ": البُرْنُسُ: "هو كُلُّ ثوب رأسه منه مُلْتَزِقٌ به، من دُرَّاعَةٍ أو جُبَّةٍ أو مِمْطِرٍ أو غيره. وقال الجوهري: هو قَلَنْسُوَةٌ طويلة كان النُّسَّاك يلبسونها في صدر الإسلام، وهو من البِرْس -بكسر الباء- القُطْنُ، والنون زائدة. وقيل: إنَّه غير عربي". "النهاية"(1/ 122).

* * *

1053 -

أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي -إملاءً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن الحسن الحَرَّاني قال: حدَّثنا عبد الجبَّار بن عاصم، حدَّثنا الجَارُود، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،

عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الفَاجِرِ؟ اذْكُرُوه بما فيه يَحْذَرْهُ النَّاسُ".

(7/ 261 - 262) في ترجمة (الجَارُود بن يزيد النَّيْسَابُوريّ أبو الضَّحَّاك).

مرتبة الحديث:

منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (105).

التخريج

تقدَّم تخريجه في حديث (105).

* * *

1054 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، أخبرنا أبو منصور محمد بن القاسم الصِّبْغِيّ قال: حدَّثنا محمد بن سعيد الجَلَّاب، حدَّثنا الجَارُود بن يزيد، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،

ص: 548

عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الفَاجِرِ؟ اذْكُرُوه بما فيه يَحْذَرْهُ النَّاسُ".

(7/ 262) في ترجمة (الجَارُود بن يزيد النَّيْسَابُوريّ أبو الضحَّاك).

مرتبة الحديث:

منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (105).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (105).

* * *

1055 -

أخبرنا محمد بن الحسين الأَزْرَق، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا جِبْرِيل بن مُجَّاع السَّمَرْقَنْدِيّ أبو حاتم، حدَّثنا إبراهيم بن يوسف البَلْخِي، حدَّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن حَنْظَلَة، عن طاوس،

عن ابن عبَّاس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَسْفَلُونَ". قالوا يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّا نَرَاهُمْ مِنْ صَالِحِينَا وخِيَارِنَا؟ قالَ:"إلَّا مَنْ قَالَ بالمَالِ وهكذا، وهكذا يمينًا وشمالًا".

(7/ 264 - 265) في ترجمة (جِبْرِيل بن الفضل بن مُجَّاع السَّمَرْقَنْدِيّ أبو حاتم).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن إن شاء اللَّه. وهو صحيح من طرق أخرى.

وفي الإسناد (عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد أبو عبد الحميد) وقد ترجم له في:

ص: 549

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 370) وقال: "ثقة".

2 -

"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد -رواية المَرُّوْذِيّ- ص 124 رقم (213) وقال: "كان مُرْجِئًا، قد كتبت عنه، وكانوا يقولون: أَفْسَدَ أَبَاهُ، وكان منافرًا لابن عُيَيْنَة".

3 -

"التاريخ الكبير"(6/ 112) وقال: "يرى الإرجاء، عن أبيه، وكان الحُمَيْدِيُّ يتكلَّمُ فيه".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 96) وفيه عن محمد بن يحيى بن أبي عمر: "ضعيف".

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 64 - 65) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، يُكْتَبُ حديثه، كان الحُمَيْدِيّ يتكلَّم فيه".

6 -

"المجروحين"(2/ 160 - 161) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يقلب الأخبار ويروي عن المشاهير، فاستحق الترك".

7 -

"الكامل"(5/ 1982 - 1984) وقال: "له عن ابن جُرَيْج أحاديث غير محفوظة، وعامَّة ما أُنْكِرَ عليه الإرجاء". وفيه عن أحمد بن حَنْبَل: "لا بأس به، وكان فيه غُلُوٌّ في الإِرْجَاء".

8 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 311) وقال: ثقة.

9 -

"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 233) وقال: "ثقة، لكنه أخطأ في أحاديث".

10 -

"المغني"(2/ 403) وقال: "وثَّقه ابن مَعِين وغيره. وقال أبو داود: ثقة داعية إلى الإِرْجَاء. وقال ابن حِبَّان: يستحق الترك".

11 -

"التهذيب"(6/ 381 - 383) وفيه أنَّ أحمدَ والنَّسَائي قد وثَّقاه. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "لا يُحْتَجُّ به، يُعْتَبَرُ به". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالمَتِين عندهم". وقال الحاكم: "هو ممن سكتوا عنه".

ص: 550

12 -

"التقريب"(1/ 517) وقال: "صدوق يخطئ، وكان مُرْجِئًا، وأَفْرَطَ ابن حِبَّان فقال: متروك، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين"/ م 4.

و(عبد الباقي بن قَانِع أبو الحسين) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "السِّيَر"(15/ 526): "الإمام الحافظ البارع الصدوق إن شاء اللَّه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

و(طاوس) هو (ابن كَيْسَان اليَمَاني): إمام حافظ ثقة فقيه قُدْوَة. وستأتي ترجمته في حديث (1745).

و(حَنْظَلَة) هو (ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن القُرَشِيّ الجُمَحِيّ المَكِّيّ): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (28).

التخريج:

لم يروه من حديث ابن عباس غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 394) إليه وحده.

والحديث روي من أوجه عِدَّة، فقد رواه مطوَّلًا: البخاري في الأَيْمَان، باب كيف كانت يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (11/ 524) رقم (6638)، ومسلم -واللفظ له- في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة (2/ 687 - 688)، والنَّسَائي في الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة (5/ 10 - 11)، عن أبي ذَرٍّ الغِفَارِيّ رضي الله عنه مرفوعًا وفيه:"إنَّ الأكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يومَ القِيَامَةِ، إلَّا مَنْ قَالَ هكذا وهكذا وهكذا".

ورواه عنه ابن ماجه مختصرًا في الزهد، باب في المكثرين (2/ 1384) رقم (4130)، بلفظ:"الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَسْفَلُونَ يومَ القِيَامَةِ، إلَّا مَنْ قَالَ بالمَالِ هكذا وهكذا، وكَسَبَهُ مِنْ طَيِّبٍ".

ص: 551

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 200): "إسناده صحيح، رجاله ثقات".

ومن حديث أبي هريرة، رواه ابن ماجه في "سننه"، في الموطن السابق رقم (4131). وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة" (4/ 1991):"هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه الإِمام أحمد في "مسنده" بسنده، ورواته ثقات. ورواه مسدَّد في "مسنده" عن يحيى بن سعيد به".

ومن حديث ابن مسعود مرفوعًا بنحوه، رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 90) رقم (3207)، ورجاله ثقات رجال الصحيح.

معنى الحديث:

أي الأكثرون مالًا، هم الأَسْفَلُونَ مَنْزِلًة يوم القيامة، وفي رواية (هُمُ الأقلُّون) أي الأقلُّون أجرًا، إلَّا من صَرَفَ مَاَلَهُ في وجوه المَكَارِمِ والخَيْر. فالقولُ مَجَازٌ عن الفِعْل، والعربُ تجعلُ القولَ عبارةً عن جميع الأفعال. انظر "شرح النووي على صحيح مسلم"(7/ 73 - 74)، و"حاشية السِّنْدِي على النَّسَائي"(5/ 10 - 11).

* * *

1056 -

حدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدَّثنا جُبَيْر بن محمد بن أحمد الوَاسِطي -قَدِم علينا-، حدَّثنا سَعْدَان بن نَصْر.

وأخبرنا أبو أحمد عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أحمد الدَّقَّاق، وأبو محمد عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكَّرِيّ، قالا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا سَعْدَان بن نَصْر، حدَّثنا عبد اللَّه بن وَاقِد -وهو أبو قَتَادَة الحَرَّاني-، عن مِسْعَر، عن عليّ بن الأَقْمَر،

عن أبي جُحَيْفَة قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقومُ حتَّى تَتَفَطَّرَ

ص: 552

قَدَمَاهُ، فقيلَ له: أليسَ قد غَفَرَ اللَّهُ لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قال: "أَفَلَا أكونُ عَبْدًا شَكُورًا".

(7/ 265) في ترجمة (جُبَيْر بن محمد بن أحمد الوَاسِطي أبو عيسى).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبد اللَّه بن وَاقِد الحَرَّاني أبو قَتَادة) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 486) وقال: "لم يكن في الحديث بذاك".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 335) وقال: "ليس به بأس إلَّا أنَّه كان يغلط في الحديث". وقال أيضًا: "ثقة".

3 -

"العلل" لأحمد (1/ 73) وقال: "ما كان به بأس، رجل صالح يشبه أهل النُّسك والخير، إلَّا أنَّه كان ربما أخطأ. قيل له: إنَّ قومًا يتكلَّمون فيه، قال: لم يكن به بأس. . . ".

4 -

"التاريخ الكبير"(5/ 291) وقال: "تركوه، منكر الحديث".

5 -

"أحوال الرجال" ص 180 رقم (325) وقال: "غير مُقْنعٍ، لأنه برك فلم ينبعث".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 150 رقم (354) وقال: "متروك الحديث".

7 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 313) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "ليس بشيء".

8 -

"الجرح والتعديل"(5/ 191 - 192) وفيه عن أبي حاتم: "تكلَّموا فيه، منكر الحديث، وذهب حديثه". وقال أبو زُرْعَة الرَّازي وقد سأله ابن أبي حاتم عنه فقال له: ضعيف الحديث؟ قال: "نعم لا يُحَدَّثُ عنه"، ولم يقرأ علينا حديثه.

ص: 553

9 -

"المجروحين"(2/ 29 - 32) وقال: "غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الإِتقان، فكان يحدِّث على التوهم، فيرفع المناكير في أخباره، والمقلوبات فيما يروي عن الثقات، حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره. وإن اعتبر بما وافق الثقات من الأحاديث معتبر، فلم أر بذلك بأسًا من غير أن يحكم له أو عليه فيجرَّح العدل بروايته أو يعدَّل المجروح بموافقته".

10 -

"الكامل"(4/ 1509 - 1511) وقال: "ليس هو ممن يتعمد الكذب، إلَّا أنَّه يحمل على حفظه فيخطئ، وله أحاديث غير ما ذكرت، وغرائب غير ما ذكرت. . . وهو عندي كما قال فيه أحمد بن حَنْبَل".

11 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 259 رقم (312).

12 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 101 رقم (119) وقال: "يروي عن هشام وابن جُرَيْج، منكرًا".

13 -

"الكاشف"(2/ 125) وقال: "واهٍ".

14 -

"التهذيب"(6/ 66 - 68) وفيه عن البزَّار: "لم يكن بالحافظ وكان عَفِيفًا مُتَفَقِّهًا بقول أبي حَنِيفة، وكان يغلط ولا يرجع إلى الصواب". وقال صالح جَزَرَة: "ضعيف مهين". وقال الجُرَيْرِيّ: "غيره أوثق منه". قال ابن حَجَر: "وهذه العبارة يقولها الجُرَيْرِيّ في الذي يكون شديد الضَّعف". وقال أبو داود: "أهل حَرَّان يُضَعِّفُونَهُ، وأحمد حدَّثنا عنه، وقال: إنما كان يُؤتى من لسانه". وقال الحاكم أبو أحمد: "حديثه ليس بالقائم".

15 -

"التقريب"(1/ 459) وقال: "متروك، وكان أحمد يُثني عليه وقال: لعله كبر واختلط. وكان يدلِّس، من التاسعة، مات سنة عشر ومائتين"/ تمييز.

و(أبو جُحَيْفَة) رضي الله عنه، هو (وَهْب بن عبد اللَّه السُّوَائي). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (980).

ص: 554

و (مِسْعَرُ) هو (ابن كِدَام الهِلَالِيّ الكوفي): ثقة. ثَبْتٌ وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث هكذا عن مِسْعَر: أبو قَتَادَة. وخالفه محمد بن بِشْر العَبْدِي، فرواه عن مِسْعَر، عن قَتَادَة، عن أنس. كذلك قال عبد اللَّه بن عَوْن الخرَّاز

(1)

عنه. وتابعه الحسين بن عليّ بن الأسود العِجْلِي عليه، عن بشر. وخالفهما سَيْف بن محمد بن أخت سفيان الثَّوْري، فرواه عن مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عن عمِّه قُطْبَة بن مالك، عن المغيرة بن شُعْبَة. ورواه خَلَّاد بن يحيى وغيره من الكوفيين عن مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عن المغيرة، لم يذكروا قُطْبَة في إسناده، وهو المحفوظ، واللَّه تعالى أعلم".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 132) رقم (352)، من طريق سَعْدَان بن نَصْر، عن أبي قَتَادَة الحَرَّاني، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 271): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أبو قَتَادَة الحَرَّاني، وثَّقه أحمد وابن مَعِين في رواية وضعَّفه جماعة".

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 31)، من طريق سَعْدَان بن يزيد

(2)

، عن أبي قَتَادَة الحَرَّاني، به، وقال: "وإنما هو عند مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عن المغيرة بن شُعْبَة. هذا هو المحفوظ من حديث مِسْعَر. وقد وَهِمَ يزيد بن هارون

(1)

صُحِّفَ في "تاريخ بغداد" إلى "الحراز" بالحاء المهملة. والتصويب من "تهذيب الكمال"(15/ 402).

(2)

هكذا في "المجروحين": "سَعْدَان بن يزيد". وهو غير (سَعْدَان بن نصر) الراوي له عن أبي قَتَادَة الحَرَّاني عند الطبراني، وكلاهما صدوق. انظر ترجمتهما في "الجرح والتعديل"(4/ 290 - 291)، و"تاريخ بغداد"(9/ 204 - 206).

ص: 555

حيث قال: عن مِسْعَر، عن زياد بن عِلَاقَة، عن النُّعْمَان بن بَشِير، أقلبه جعل بَدَلَ المغيرة: النُّعْمَان، وهو أيضًا وَهَمٌ. وقد وَهِمَ عَبْدَة بن سليمان حيث قال: عن مِسْعَر، عن قَتَادَة، عن أنس، ليس لِقَتَادَة ولا لأنس في الخبر معنى".

والحديث روي من طرق أخرى صحيحة، تقدَّمت في حديث (599)، فانظرها إن شئت.

غريب الحديث:

قوله: "حتى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاه": أي تتشقق. يقال: تَفَطَّرت وانْفَطَرَت بمعنى واحد. انظر "النهاية"(3/ 458).

* * *

1057 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَانِيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن فهد النَّرْسِيّ البَغْدَادِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ، حدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِيّ، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِيّ، عن أيوب، وإسماعيل بن أُمَيَّة، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ". فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وهم لا يَخْتَلِفُونَ في القَدَرِ.

(7/ 267) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن فهد النَّرْسِيّ).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (الحسن بن أحمد بن فهد النَّرْسِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكن قد تابعه الإِمام البزَّار كما سيأتي، فيصحُّ بهذه المتابعة.

و (أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَاني أبو بكر البَصْري): إمام ثقة ثَبْت مشهور. وستأتي ترجمته في حديث (1256).

ص: 556

و (أبو أحمد الزُّبَيْرِي) هو (محمد بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الأَسَدِي): إمام حافظ ثقة ثَبْت، إلَّا أنَّهُ قد يخطئ في حديث سفيان الثَّوْرِي، خرَّج له الستة، وتوفي عام (203 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 529 - 532)، و"التهذيب"(9/ 254 - 255)، و"التقريب"(2/ 176).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 130 - 131)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن سفيان إلَّا أبو أحمد الزُّبَيْرِيّ، تفرَّد به إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، ولا رواه عن أيوب وإسماعيل بن أُمَيَّة إلَّا سفيان. وقد قال بعض أهل العلم: إنَّ أيوب هذا الذي روى عنه سفيان هذا الحديث هو أيوب بن موسى. وقال بعضهم: هو أيوب السَّخْتِيَاني، وهو الصواب عندي، لأنَّه لو كان أيوب بن موسى، لم يروه عنه مطلقًا، ولكن لجلالة أيوب السَّخْتِيَاني لم ينسبه".

ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 20) رقم (2141) -من كشف الأستار-، عن إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ، عن أبي أحمد الزُّبَيْرِيّ، به، وقال:"لا نعلمُ رواه عن الثَّورِيّ إلَّا أبو أحمد، ولا عنه إلَّا إبراهيم، ولا نعرفه عن أيوب ولا عن إسماعيل إلَّا من هذا الوجه".

وعند البزَّار في أوله زيادة هي: "عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال في القبضتين: هؤلاء. . . ".

أقول: إسناد البزَّار صحيح على شرط مسلم.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 186): "رواه البزَّار والطبراني في "الصغير"، ورجال البزَّار رجال الصحيح".

ص: 557

غريب الحديث:

قوله: "هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه": يعني أنَّ هؤلاء للجنَّة، وهؤلاء للنَّار، كما يدل عليه سياق الأحاديث الواردة في الباب، واللَّهُ تعالى أعلم.

* * *

1058 -

حدَّثنا القاضي أبو الحسن محمد بن عليّ بن محمد الهاشمي الخطيب، حدَّثنا علي بن عمر بن محمد السُّكَّرِيّ، حدَّثنا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن حفص الحُلْوَاني -قَدِمَ علينا لستة أيام من ذي الحِجَّة سنة ست وثلاثمائة-، حدَّثنا قَطَن بن إبراهيم النَّيْسَابُوريّ، حدَّثنا الجَارُود بن يزيد، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،

عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَتَرِعُونَ عن ذِكْرِ الفَاجِرِ؟ متى يَعْرِفَهُ النَّاسُ، اذْكُرُوه بما فيه يَعْرِفْهُ النَّاسُ".

(7/ 268) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن حفص الحُلْوَاني أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (105).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (105).

* * *

1059 -

أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الظاَّهِرِيّ، حدَّثنا أبو بكر الأَبْهَرِيّ، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن إسحاق العُطَارِدِيّ أبو عليّ -ببغداد-، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن الفَضْل بن حَرْب البَجَلِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن بُدَيْل، عن أبيه،

ص: 558

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ شيءٍ حِلْيَةٌ، وحِلْيَهُ القُرْآنِ الصَّوتُ الحَسَنُ".

(7/ 268) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق العُطَارِدِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الفضل بن حزب البَجَلِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 453) وقال: عن عبد الرحمن بن بُدَيْل، مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، لا يُعْرَفُ إلَّا به". ثم ساق له عن أنس مرفوعًا:"يا أنس لباس الملائكة إلى أنصاف سُوقها".

2 -

"الميزان"(3/ 350) وقال: "وقيل: فَضَالَة كما مَرَّ".

3 -

"اللسان"(3/ 348) باسم (فَضَالَة بن حَرْب البَجَلِيّ) وقال: "لا يُعْرَفُ". و (4/ 440) باسم (الفضل) ونقل قول العُقَيْلِي السابق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن أحمد العُطَارِدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(بُدَيْل) هو (ابن مَيْسَرَة العُقَيْلِي البَصْرِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 94): "ثقة، من الخامسة"/ م 4. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (4/ 31 - 32) -وصُحِّفَ فيه (بُدَيْل) إلى (بديد) -، و"التهذيب" (1/ 464 - 425)، و"الكاشف" (1/ 97) وقال: "ثقة".

و(أبو بكر الأَبْهَرِيّ) هو (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الأَبْهَرِيّ المَالِكِيّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 462 - 463) ونقل عن محمد بن

ص: 559

أبي الفَوَارس قوله فيه: "كان ثقةً أمينًا مستورًا، وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك". وتوفي عام (375 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 332 - 334) وقال: "الإِمام العلَّامة القاضي المحدِّث، شيخُ المالكية. . . نزيل بغداد وعَالِمُهَا. ولد في حدود التسعين ومائتين".

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "المصنَّف"(2/ 484) رقم (4173)، وعنه البزَّار في "مسنده"(3/ 96) رقم (2330) -من كشف الأستار-، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1452) -في ترجمة (عبد اللَّه بن مُحَرَّر) -، عن عبد اللَّه بن المُحَرَّر، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا به.

قال البزَّار: "تفرَّد به عبد اللَّه بن المُحَرَّر، وهو ضعيف الحديث".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 171): "رواه البزَّار وفيه عبد اللَّه بن مُحَرَّر

(1)

وهو متروك".

ورواه الضياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارَة"(7/ 88) رقم (2496) من طريق محمد بن حُميْد بن سهيل المُخَرِّمِيّ، عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق، عن سليمان بن تَوْبَة النَّهْرَوَانِيّ، عن موسى بن إسماعيل الخُتُّلِيّ، عن ابن فُضَيْل، عن أبيه، عن قَتَادَة، عنه، به.

وإسناده ضعيف لضعف (محمد بن حُمَيْد المُخَرِّمِيّ). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (206).

وقد حَسَّنَ محقق "المُخْتَارَة" إسناده، وهو محلُّ نظرٍ لمَّا قدَّمت. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

(1)

صُحِّفَ "المجمع" إلى "محرز" بالزاي. والتصويب من "كشف الأستار"(3/ 96)، و"التقريب"(1/ 445).

ص: 560

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 651) إلى عبد الرزاق في "مصنَّفه"، والحاكم في "تاريخه"، والضياء في "المُخْتَارَة". وفاته أن يعزوه للبزَّار وابن عدي.

وله شاهد من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "لِكُلِّ شيءٍ حِلْيَةٌ، وحِلْيَهُ القرآن حُسْنُ الصَّوت". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 171) بعد أن ذكره: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه إسماعيل بن عمرو البَجَلِيّ وهو ضعيف".

* * *

1060 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان، حدَّثنا أبو الحسين الحسن بن أحمد بن صالح بن كثير الزَّيَّات الوَاسِطي -ببغداد-، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن عامر العَسْكَرِيّ، حدَّثنا محمد بن يزيد، أخبرني موسى بن داود الضَّبِّيّ، حدَّثني معاوية بن حفص قال: إنما سمع إبراهيم بن أَدْهَم من منصور حديثًا فَأَخَذَ به؛ فَسَادَ أهل زَمَانِه، قال: سمعت إبراهيم بن أَدْهَم يقول: حدَّثنا منصور،

عن رِبْعِيّ بن حِرَاش

(1)

قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، دُلَّنِي على عَمَلٍ يُحِبُّنِي اللَّهُ عليه، ويُحِبُّنِي النَّاسُ، فقال:"إذا أردتَ أَنْ يُحِبَّكَ اللَّه فابْغِض الدُّنْيَا، وإذا أردتَ أَنْ يُحِبَّك النَّاسُ فما كانَ عندكَ مِنْ فُضُولِهَا فَانْبِذْهُ إليهم".

(7/ 270) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن صالح الزَّيَّات الوَاسطي أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

ضعيف لإِرساله.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "خراش" بالخاء المعجمة. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 561

فـ (رِبْعِيّ بن حِرَاش العَبْسِيّ الكوفي أبو مريم): تابعي مُخَضْرَمٌ ثقة من خيار النَّاس وعُبَّادهم. قال اللَّالِكَائي: "مُجْمَعٌ على ثقته". خرَّج له الستة، وتوفي عام (100) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 54 - 57)، و"السِّيَر"(4/ 359 - 362)، و"التهذيب"(3/ 236 - 237)، و"التقريب"(1/ 243).

و (منصور) هو (ابن المُعْتَمِر بن عبد اللَّه السُّلَمِي أبو عتَّاب): حافظ ثَبْتٌ قُدْوَةٌ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (132 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 402 - 412)، و"التهذيب"(10/ 312 - 315)، و"التقريب"(2/ 276 - 277).

و (جعفر بن عامر العَسْكري) ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 162) وكنَّاه بـ (أبي يحيى) وقال: "ربما أغرب".

و (محمد بن يزيد) لم أتبينه.

وبقية رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 377) -مخطوط -، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 39) إلى الخطيب وحده عن رِبْعِيّ مُرْسَلًا.

* * *

1061 -

أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ السِّمْسَار، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق -إملاءً- قال: حدَّثني أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الصَّيْدَلانِيّ قال: حدَّثني أبو الفضل بَزِيعُ بن عبيد بن بَزِيع البزَّاز المُقْرِئ قال: قرأتُ على سليمان بن موسى الحَمْزِيّ

(1)

فَأَخَذَ عليَّ خَمْسًا -يعقدها بيده- ثم قالَ لي: حَسْبُكَ، فقلتُ: زِدْنِي، فقالَ لي: قرأتُ على سُلَيْم بن عيسى فأخذ علىَّ خَمْسًا، ثم قالَ لي: حَسْبُكَ، فقلتُ: زِدْنِي، فقالَ لي: قرأتُ على حمزة بن

(1)

صُحِّفَ في المطبوع، وفي "الميزان" (1/ 307) إلى:"الخمري" بالخاء المعجمة والراء المهملة. والتصويب من "شُعَب الإِيمان" للبيهقي (5/ 367)، و"لسان الميزان"(2/ 13). وقيل له (الحَمْزِيّ) لاختصاصه بقراءة حمزة. وانظر "الأنساب"(4/ 220).

ص: 562

حَبِيب الزَّيَّات فأخذ عليَّ خَمْسًا، فقالَ لي: حَسْبُكَ، فقلتُ زِدْنِي، فقالَ لي: قرأتُ على سليمان بن مِهْرَان الأَعْمَش فأخذ عليَّ خَمْسًا، ثم قالَ لي: حَسْبُكَ، فقلتُ: زِدْنِي، فقالَ لي: قرأتُ على يحيى بن وثَّاب فأخذ عليَّ خَمْسًا، ثم قال لي: حَسْبُكَ، فقلتُ: زِدْنِي، فقالَ: إنِّي قرأتُ على أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ فأخذ عليَّ خَمْسًا، ثم قال لي: حَسْبكَ، فقلتُ: زِدْنِي، فقالَ لي:

قرأتُ على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فأخذ علىَّ خَمْسًا، ثم قال لي: حَسْبُكَ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين زِدْنِي، فقالَ لي: حَسْبُكَ، هكذا أُنْزِلَ القرآنُ خَمْسًا خَمْسًا، ومن حفظه خَمْسًا خَمْسًا لم يَنْسَهُ، إلَّا سورة الأَنْعَام، فإنَّها نَزَلَتْ جُمْلَةً في ألف، يُشَيِّعُهَا من كُلِّ سماءٍ سبعونَ مَلَكًا حتَّى أَدَّوْهَا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ما قُرئت على عَلِيل قَطُّ إلَّا شَفَاهُ اللَّه عز وجل.

(7/ 271 - 272) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن الحسن الصَّيْدَلانِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (بَزِيع بن عبيد بن بَزِيع المُقْرِئ البزَّاز) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 307 - 308) وقال: "لا يُعْرَفُ". ثم ساق حديثه هذا عن الخطيب من طريقه المتقدِّم وقال: "هذا موضوع على سُلَيْم بن عيسى".

وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 13).

وفيه أيضًا (سُلَيْم بن عيسى)، وقد ترجم له العُقَيْلِي في "الضعفاء" (2/ 163) وقال:"مجهول في النقل، حديثه منكر غير محفوظ". ثم ساق له حديثًا عن عائشة مرفوعًا، غير حديث عليّ بن أبي طالب هذا.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن أحمد بن الحسن الصَّيْدَلانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 563

و (سليمان بن موسى الحَمْزِيّ أبو أيوب) ذكره ابن الجَزَرِيّ في "طبقات القُرَّاء"

(1)

(1/ 316). ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه أيضًا (محمد بن إسماعيل بن العبَّاس الورَّاق المُسْتَمْلِي أبو بكر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(2/ 53 - 55) وفيه عن البَرْقَاني: "ثقة". وقال: محمد بن أبي الفَوَارس: "متيقظ حسن المعرفة، وكانت كتبه ضاعت، واستحدث من كتب النَّاس، فيه بعض التساهل". وقال الأَزْهَرِيّ: "كان ابن إسماعيل حافظًا إلَّا أنَّه لَيِّنٌ في الرواية". ووافق الخطيبُ الأَزْهَرِيّ وأقرَّه. وقال العَتِيقي: "كان يفهم، حدَّث قديمًا، وكان أمره مستقيمًا، وكانت كتبه ضاعت". وتوفي عام (378 هـ).

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 484) وقال: "محدِّث فاضل مُكْثِرٌ، لكنه يحدِّث من غير أصول، ذهبت أصوله، وهذا التساهل طَمَّ وَعَمَّ".

3 -

"سِيَر أعلام النُّبَلاء"(16/ 388 - 390) وقال: "الإِمام المحدِّث". وقال بعد أن نقل قول عبيد اللَّه الأَزْهَرِيّ المتقدِّم فيه: "الحديثُ من غير أصل قد عَمَّ اليوم وطَمَّ فنرجو أن يكون واسعًا بانضمامه إلى الإِجازة".

و(عبيد اللَّه بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ السِّمْسَار الأمين أبو القاسم) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 386) وقال: "كتبت عنه وكان ثقة". وتوفي عام (443 هـ).

و(أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ) هو (عبد اللَّه بن حَبِيب بن رُبَيِّعة الكوفي): إمام مُقْرِيء ثقة ثَبْتٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1398).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

(1)

كما في حاشية "شُعَب الإيمان"(5/ 367).

ص: 564

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 367 - 368) رقم (2211)، عن أبي عليّ المُقْرِئ الخُسْرَوْجِرْدِيّ، عن أبي بكر محمد بن إسماعيل الورَّاق، به.

قال البيهقي عقبه: "وهذا إنَّ صَحَّ إسناده فكأنَّه خرج من كُلِّ سماءٍ سبعون مَلَكًا والباقي من الملائكة الذين هم فوق السموات السبع. وفي إسناده من لا يُعْرَف، واللَّه أعلم".

وذكره السُّيُوطيُّ في "الإتقان في علوم القرآن"(1/ 136 - 137) -في النوع الثالث عشر- مختصرًا عن عليٍّ، وقال: أخرجه البيهقي في "الشُّعَب" بسند فيه من لا يُعْرَفُ.

وقال أيضًا: "قال ابن الصلاح في "فتاويه": الحديث الوارد في أنَّها نزلت جملةً، رُوِّيناهُ من طريق أبيّ بن كعب، وفي إسناده ضعف، ولم نر له إسنادًا صحيحًا، وقد روي ما يخالفه، فروي أنَّها لم تنزل جملةً واحدةً، بل نزلت آياتها بالمدينة، اختلفوا في عددها، فقيل: ثلاث، وقيل غير ذلك".

* * *

1062 -

أخبرنا القاضي أَبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا محمد بن عليّ بن عبد اللَّه البِرْتي -بوَاسِط-، أخبرنا الحسن بن أحمد الصُّوفي الحَرْبِي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيْد،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ البَنَفْسَجِ على الأَدْهَانِ، كفضلي على سائرِ النَّاسِ".

(7/ 272) في ترجمة (الحسن بن أحمد الصُّوفي الحَرْبي).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 565

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن أحمد الصُّوفي الحَرْبي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 272) وقال: "شيخ مجهول، حدَّث عن الحسن بن عَرَفَة حديثًا منكرًا". ثم ساق له حديثه هذا.

2 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 480) وذكر حديثه هذا، وقال:"هو المُتَّهَمُ بوضعه".

3 -

"لسان الميزان"(2/ 192) وأقرَّ ما في "الميزان".

و(حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطَّويل أَبو عُبَيْدَة): ثقة مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (256).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 65 - 66) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (3/ 67) منه:"فيه الحسن بن أحمد الحَرْبي"، ونقل قول الخطيب السابق فيه. .

وساقه من حديث عليّ، والحسين، وأبي سعيد، وأبي هريرة أيضًا، وقال:"هذه الأحاديث كلّها موضوعة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم أَبَانَ عن عللها كلّها.

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 278)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 271).

وقد ذكر له السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 278) طريقة آخر من حديث محمد بن ثابت، عن أبيه ثابت البُنَاني، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"سيِّدُ الأدهانِ البَنَفَسَجُ، وإنَّ فَضْلَ البنفسج على سائر الأدهانِ كفضلي على سائر الرِّجَالِ". وعزاه إلى الشِّيرازِيّ في "الألقاب"، وقال:"محمد بن ثابت ضعيف، وهذه الطريق من أَمْثَلِ طرقه".

ص: 566

أقول: في إسناده من لم أعرفه، و (محمد بن ثابت البُنَاني) قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (2/ 252):"يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، كأنَّه ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه على قلَّته". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (21).

ولم يتكلَّم ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" على هذا الطريق بشيء.

وقد تقدَّم تخريجه من حديث أبي هريرة برقم (977).

* * *

1063 -

أخبرنا أَبو المُرَجَّي تَغْلِب بن محمد بن اليَمَان الصُّوفي، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن العبَّاس الورَّاق، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن عيسى بن الحَكَم، حدَّثنا محمد بن هارون بن منصور المَنْصُوري، حدَّثنا سليمان بن أبي شَيْخ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا حُجْر بن عبد الرحمن، عن الفَضْل بن الرَّبيع، عن أبيه الرَّبيع، عن أبي جعفر المنصور -أمير المؤمنين-، عن أبيه، عن جدِّه،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اليمينُ الفَاجِرَةُ تُعْقِمُ الرَّحِمَ".

(7/ 272) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن عيسى بن الحَكَم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن إسماعيل بن العبَّاس الورَّاق المُسْتَمْلِي أَبو بكر) وهو حافظ إلا أنَّه لَيِّنٌ في الرواية. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1061).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن أحمد بن عيسى البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 567

و (محمد بن هارون المنصوري) و (حُجْر بن عبد الرحمن)، و (منصور بن سليمان الوَاسِطي -والد سليمان بن أبي شَيْخ-)، لم أقف على من ترجم لهم.

والوزير (الفضل بن الرَّبيع)، ووالده الوزير (الرَّبيع بن يونس)، والخليفة (أبو جعفر المنصور عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، غير معروفين بالنَّقْلِ، ولم يُذْكَرُوا في كتب الجرح والتعديل، فيعلم حالهم في أمر الرواية.

و(سليمان بن أبي شَيْخ -واسمه منصور بن سليمان- الوَاسِطي أَبو أيوب)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (9/ 50 - 51) وقال:"صدوق". ونقل عن أبي داود توثيقه له. كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 274). وتوفي عام (246 هـ).

و(تَغْلِب بن محمد بن اليَمَان بن ريَّان أَبو الخَضِر المُرَجَّى الصُّوفي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(71/ 140 - 141) وقال: "كتبت عنه وما علمت من حاله إلَّا خيرًا".

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 225) -مخطوط-، عن الخطيب من طريق المتقدِّم.

وله شاهد من حديث أبي سُوْد التَّمِيميّ رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: "اليمينُ الذي يَقْتَطعُ بها الرَّجُلُ مَالَ أخيه لَتَعْقِمُ الرَّحِمَ".

رواه أحمد في "المسند"(5/ 79)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 381)، والدُّولابي في "الكُنَى"(1/ 36)، من طريق ابن المبارك، عن مَعْمَر، عن شيخ من بني تَمِيم، عن أبي سُوْد التَّمِيمي، به.

ص: 568

ولفظ الدُّولابي مختصر بمثل لفظ حديث ابن عبَّاس.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 179): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه رجل لم يسمّ".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإِصابة"(4/ 179) -في ترجمة (أبي سُوْد التَّمِيمي) -: "وأخرجه الحسن بن سفيان، والبَغَوِي، وابن مَنْدَه، من طريق ابن المبارك، به. وأخرجه أَبو عليّ بن السَّكَن من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، به".

وقال أيضًا: "قال البَغَوي: لا أعلم لأبي سُوْد إلَّا هذا الحديث، ولا أعلم رواه غير مَعْمَر".

وقال في "التلخيص الحَبِير"(3/ 229): "وروى عبد الرزاق، عن مَعْمَر، أخبرني شيخ من بني تَمِيم، عن شيخ يقال له أَبو سُوْد

(1)

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اليمينَ الفَاجِرَةَ تَعْقِمُ الرَّحِمَ". قال مَعْمَر: وسمعتُ غيره يذكر فيه: "وتُقِلُّ العَدَدَ، وتَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ".

ولم أجده في "مصنَّف" عبد الرزاق المطبوع، واللَّه تعالى أعلم.

وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" مطوَّلًا، وفيه:"واليمينُ الغَمُوسُ تُذْهِبُ المالَ، وتثقلُ في الرَّحَمِ، وتَذَرُ الدِّيَارَ بَلاقِعَ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 180) بعد أن ذكره: "وفيه أَبو الدَّهْمَاء الأصعب وثَّقه النُّفَيْلِيّ

(2)

وضعَّفه ابن حِبَّان".

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في "التخليص الحَبِير" إلى: "سويد". والتصويب من "المُؤتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1298)، و"الإصابة"(4/ 97).

(2)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى: "النفيدي". والتصويب من "المجروحين"(3/ 149)، و"الميزان"(4/ 522).

ص: 569

1064 -

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، وأحمد بن محمد العَتِيقي، قالا: حدَّثنا أَبو عليّ الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا قُرَيْش بن أنس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِي مِنْ بَعْدِي".

(7/ 276 - 277) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن سعيد المؤذِّن المالكي أَبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

و (محمد بن عمرو) هو (ابن عَلْقَمَة بن وقَّاص اللَّيْثِي المَدَني)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (3/ 673):"شيخ مشهور، حسن الحديث، مُكْثِرٌ عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن. . .". وقال في "المغني"(2/ 621): "حسن الحديث، أخرج له البخاري ومسلم متابعةً". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 196): "صدوق له أوهام، من السادسة"/ ع. وانظر في ترجمته أيضًا: "الجرح والتعديل"(8/ 30 - 31)، و"الكامل" (6/ 2229 - 2230) -وقال:"أرجو أن لا بأس به" -، و"التهذيب"(9/ 375 - 377).

و (أَبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ المَدَني): ثقة مشهور بكنيته، وقد اخْتُلِفَ في اسمه. وستأتي ترجمته في حديث (1401).

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 311 - 312)، وأبو يعلى في "مسنده"(10/ 330 - 331) رقم (5924)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 616) رقم

ص: 570

(1414)

، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 294)، من طريق قُرَيْش بن أنس، عن محمد بن عمرو، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه، وله شاهد صحيح على شرط الشيخين". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 174): "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".

وعند ابن أبي عاصم والحاكم، أنَّ أبا سَلَمَة بن عمرو بن عبد الرحمن بن عوف قال:"فَبَاعَ عبد الرحمن بن عَوْف حديقةً بأربع مائة ألف، فقسمها في أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم". واللفظ لابن أبي عاصم.

* * *

1065 -

حدَّثنا محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد بن زيد بن دِرْهَم، حدَّثنا عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا بَكْرُ بن بَكَّار، حدَّثنا شُعْبَة، حدَّثني محمد بن عبيد اللَّه، عن عطاء،

عن جابر، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم يومَ العِيدِ بغير أذَانٍ ولا إقَامَةٍ، لم يُصَلِّ قَبْلَهَا ولا بَعْدَهَا.

(7/ 277) في ترجمة (الحسن بن أحمد بن سعيد المؤذِّن المالكي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (محمد بن عبيد اللَّه بن أبي سليمان العَرْزَمِيّ الفَزَارِيّ أبو عبد الرحمن) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (413).

كما أنَّ فيه (بَكْر بن بَكَّار القَيْسِي أبو عمرو) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (670).

ص: 571

قال الحافظ الخطيب عقبه: "غريب من حديث شُعْبَة عن محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ، تفرَّد به بَكْر بن بَكَّار".

التخريج:

الشطر الأول من الحديث: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم صَلَّى بهم يوم العيدِ بغير أذانٍ ولا إقامةٍ". رواه البخاري في العيدين، باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذانٍ ولا إقامةٍ (2/ 451) رقم (960)، ومسلم في أول كتاب العيدين (2/ 604) رقم (886)، من طريق ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، وعن جابر بن عبد اللَّه، قالا:"لم يكن يُؤَذَّنُ يومَ الفِطْرِ ولا يَوْمَ الأَضْحَى".

وفي رواية مسلم قال ابن جُرَيْج: "ثم سألته -يعني عطاء- بعد حين عن ذلك، فأخبرني، قال: أخبرني جابر بن عبد اللَّه الأنصاريُّ: "أَنْ لا أَذَانَ للصَّلَاةِ يَوْمَ الفِطْرِ حينَ يَخْرُجُ الإِمامُ ولا بَعْدَمَا يَخْرُجُ، ولا إِقَامةَ، ولا نِدَاءَ، ولا شيءَ، لا نِدَاءَ يومئذٍ ولا إقَامَةَ".

ورواه النَّسَائي في العيدين، باب ترك الأذان للعيدين (3/ 182)، من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر قال:"صلَّى بنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في عيدٍ قَبْلَ الخُطْبَةِ بغير أَذَانٍ ولا إِقَامَةٍ".

أمَّا الشَّطْر الثاني من حديث جابر عند الخطيب: "لم يُصَلِّ قَبْلَهَا ولا بَعْدَهَا"، فإني لم أقف عليه من حديثه في كُلِّ ما رجعت إليه.

وقد ورد من حديث جماعةٍ من الصحابة، انظر مروياتهم في:"أحكام العيدين" لأبي بكر الفِرْيَابي ص 223 - 238، و"مجمع الزوائد"(2/ 202 - 203)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 83).

ومن ذلك، ما رواه البخاري في العيدين، باب الصلاة قبل العيدين وبعدها (2/ 476) رقم (989)، وغيره، عن ابن عبَّاس: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم

ص: 572

خَرَجَ يومَ الفِطْرِ صلَّى رَكْعَتَيْنِ، لم يُصَلِّ قَبْلَهَا ولا بَعْدَهَا. ومعه بلال".

* * *

1066 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا الخَضِر بن السَّرِيّ بن الفَضْل الكاتب، حدَّثنا أحمد بن محمد بن أَسِيد، حدَّثنا الحسن بن إبراهيم البَيَاضِيّ البغدادي، حدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا أبو أُسَامَة، عن عمر بن حَمْزَة، عن سالم بن عبد اللَّه،

عن عبد اللَّه بن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لِكُلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدَةُ بنُ الجَرَّاحِ".

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عمر بن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِميّ عن ابن مَعِين" ص 142 رقم (478) وقال: "ضعيف".

2 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 44) وقال: "أحاديثه أحاديث مناكير".

3 -

"التاريخ الكبير"(6/ 148) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 190 رقم (494) وقال: "ليس بالقويِّ".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 168) وقال: "كان ممّن يخطئ".

6 -

"الكامل"(5/ 1679 - 1680) وقال: "هو ممّن يُكْتَبُ حديثه".

7 -

"الميزان"(3/ 192) وقال: "احْتَجَّ به مُسْلِمٌ".

8 -

"التهذيب"(7/ 437) وقال: "أخرج الحاكم حديثه في "المُسْتَدْرَكِ" وقال: أحاديثه كلُّها مستقيمة".

ص: 573

9 -

"التقريب"(1/ 53) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ خت م د ت ق.

و(أبو أُسَامة) هو (حمَّاد بن أُسَامة بن زيد القُرَشي الكوفي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (228).

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 746) -مخطوط-، من طريق أحمد بن يحيى الحُلْواني، عن سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة، به.

وقد رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1679) -في ترجمة (عمر بن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 101)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 746) -مخطوط-، من طريق أبي أُسَامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطَّاب مرفوعًا به

(1)

.

والحديث روي من أوجه عِدَّة، انظرها في:"فضائل الصحابة" لأحمد بن حَنْبَل (2/ 738 - 739)، و"فضائل الصحابة" للنَّسَائي ص 107 - 109، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (8/ 740 - 749) -مخطوط-، و"جامع الأصول"(9/ 20 - 22).

ومن ذلك، ما رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي عبيدة بن الجرَّاح (7/ 92 - 93) رقم (3744)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي عبيدة بن الجرَّاح (4/ 1881) رقم (2419)، عن أنس بن مالك مرفوعًا:"إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وإنَّ أَمِينَنَا أيتها الأُمَّهُ أبو عُبَيْدَةَ بن الجَرَّاحِ".

وقد رواه البخاري في الموضع السابق رقم (3745)، ومسلم أيضًا برقم (2420)، من حديث حُذَيْفة بن اليَمَان.

(1)

حُرِّفَ الإِسناد في "الحِلْيَة" إلى: "عن سالم عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب".

ص: 574

وسيأتي برقم (2137) من حديث أُمِّ سَلَمَة.

* * *

1067 -

حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبي الزاهد -لفظًا- قال: قُرِئ على أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان -وأنا أسمعُ- قال: حدَّثني أبو القاسم الحسن بن إبراهيم المُكْتِب، حدَّثنا محمد بن الفَضْل الوصيفي، حدَّثنا سهل بن نصر المَطْبَخِيّ، حدَّثنا محمد بن الفرات قال: حدَّثني سعيد بن لُقْمَان، عن عبد الرحمن الأنصاري،

عن أبي هريرة قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "الأَكْلُ في السُّوقِ دَنَاءَةٌ".

(7/ 283) في ترجمة (الحسن بن إبراهيم المُكْتِب أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وللحديث طرق عدَّة معلولة، وهو ضعيف.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (327).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (327).

* * *

1068 -

أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا الحسن بن إدريس القَافْلَاني -من أصله-، حدَّثنا عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا شَبَابَة، حدَّثنا شُعْبَة، عن الحسن بن عُمَارَة، عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بُرَيْدَة،

عن أبيه، أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فَأَصْلَحَهُ، وبَكَى عليه.

ص: 575

(7/ 289) في ترجمة (الحسن بن إدريس بن محمد بن شَاذَان القَافْلَائِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق بنحوه.

ففيه (الحسن بن عُمَارة بن المُضَرِّب البَجَليّ الكوفي أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 368) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث، ومنهم من لا يكتب حديثه".

2 -

"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن أحمد -رواية المَرُّوْذِيّ- ص 106 و 147 رقم (170 و 261) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"التاريخ الكبير"(2/ 303) وقال: "كان ابن عُيَيْنَة يضعِّفه".

4 -

"أحوال الرجال" ص 52 - 53 رقم (35) وقال: "ساقط".

5 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (1/ 608) رقم (64).

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 34) -في باب من يرغب عن الرواية عنهم-.

7 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (3/ 22) رقم الحديث. (638) وقال: "هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعَّفه شُعْبَة وغيره، وتركه ابن المُبَارَك".

8 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 87 رقم (151)، وقال:"متروك الحديث".

9 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 237 - 241).

10 -

"الجرح والتعديل" وفيه عن شُعْبَة: "أنَّه يكذب". وقال أحمد: "متروك الحديث، أحاديثه موضوعة لا يُكْتَبُ حديثه". وقال ابن مَعِين: "ليس حديثه بشيء". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث".

ص: 576

11 -

"المجروحين"(1/ 229 - 231) وقال: "كان بلية الحسن بن عُمَارة أنَّه كان يدلِّس عن الثقات ما وَضَعَ عليهم الضعفاء، كان يسمع من موسى بن مُطَيْر وأبي العَطُوف وأَبَان بن أبي عيَّاش وأضرابهم، ثم يُسْقِطُ أسماءهم ويرويها عن مشايخهم الثقات، فلما رأى شُعْبَة تلك الأحاديث الموضوعة التي يرويها عن أقوام ثقات أنكرها عليه وأطلق عليه الجَرْحَ، ولم يعلم أنَّ بينه وبينهم هؤلاء الكذَّابين، فكان الحسن بن عُمَارة هو الجاني على نفسه بتدليسه عن هؤلاء وإسقاطهم من الأخبار حتى التزقت الموضوعات به".

12 -

"الكامل"(2/ 698 - 709) وقال: "هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".

13 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 192 رقم (186).

14 -

"تاريخ بغداد"(7/ 345 - 350) وفيه أنَّ علي بن المَدِيني ذهب إلى أن الحسن كان يضع الحديث. وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس أبو حفص: "صدوق، صالح، كثير الخطأ والوَهَم، متروك الحديث". وقال مُسْلِم بن الحَجَّاج: "متروك الحديث". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "متروك الحديث". وقال صالح جَزَرَة: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال السَّاجِيُّ: "ضعيف الحديث متروك. أجمع أهل الحديث على ترك حديثه".

15 -

"الكاشف"(1/ 164) وقال: "ضعَّفوه".

16 -

"التقريب"(1/ 169) وقال: "قاضي بغداد، متروك، من السابعة، مات سنة ثلاث وخمسين -يعني ومائة-"/ خت ت ق.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: هكذا وقع في كتاب هذا الشيخ -يعني الحسن القَافْلَانِيّ- شُعْبَة عن الحسن بن عُمَارَة. وذِكْرُ شُعْبَة فيه وَهَمٌ، وإنما رواه شَبَابَة عن الحسن بن عُمَارة. حدَّثنا به أحمد بن العبَّاس البَغَوي،

ص: 577

حدَّثنا الحسن بن يزيد الجَصَّاص. وحدَّثنا محمد بن أحمد بن أسد، حدَّثنا عبد اللَّه بن أيوب وعبد اللَّه بن رَوْح، قالوا: حدَّثنا شَبَابَة، حدَّثنا الحسن بن عُمَارة بهذا الإسناد مثله، ليس فيه شُعْبَة، وهو الصواب".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 707) -في ترجمة (الحسن بن عُمَارة) - من طريق عبد اللَّه بن بَزِيع، عن الحسن بن عُمَارَة، به، بلفظ:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم زار قبر أُمِّه فَبَكَى عنده وأصحابه ورجع".

وقد روى التِّرْمِذِيُّ في الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور (3/ 361) رقم (1054) من طريق سفيان، عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بُرَيْدَة، عن أبيه مرفوعًا:"قد كنت نَهَيْتُكُمْ عن زِيَارَةِ القُبُورِ، فقد أُذِنَ لمُحَمَّدٍ في زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ، فَزُورُوهَا، فإنَّها تُذَكِّرُ الآخِرَةَ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديثُ بُرَيْدَةَ حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ".

وله شاهد من حديث أبي هريرة قال: "زار النبيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فقالَ: استأذنتُ ربِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لها فلم يُؤْذَنْ لي، واسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُور قَبْرَهَا فَأُذِنَ لي. فَزُورُوا القُبُورَ، فإنَّها تُذَكِّرُ المَوْتَ".

رواه مسلم في الجنائز، باب استئذان النبيِّ صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل في زيارة قبر أُمِّه (2/ 671) رقم (976) -واللفظ له-، وأبو داود في الجنائز، باب في زيارة القبور (3/ 557) رقم (3234)، والنَّسَائي في الجنائز، باب زيارة قبر المشرك (4/ 90)، وابن ماجه في الجنائز، باب زيارة قبور المشركين (1/ 501) رقم (1572).

* * *

ص: 578

1069 -

أخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيري، أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بدر بن عبد اللَّه -مولى الموفَّق باللَّه-، حدَّثنا أبو القاسم أنس بن محمد بن عليّ الطَّحَّان -بوَاسِط-، حدَّثنا محمد بن بِشْر الأَرْطَبانِيّ، حدَّثنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثني حُمَيْد بن حمَّاد، عن مِسْعَر بن كِدَام، عن عبد اللَّه بن دينار،

عن ابن عمر قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَفْنُ البَنَاتِ مِنَ المَكْرُمَاتِ".

(7/ 291) في ترجمة (الحسن بن بدر بن عبد اللَّه أبو محمد - مولى الموفَّق باللَّه).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (حُمَيْد بن حمَّاد بن خُوَار -ويقال: ابن الخُوَار- التَّمِيمي أبو الجَهْم) قال ابن عدي: "يحدِّث عن الثقات بالمناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (352).

وفيه صاحب الترجمة (الحسن بن بدر بن عبد اللَّه أبو محمد مولى الموفَّق باللَّه) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 693) -في ترجمة (حُمَيْد بن حمَّاد بن أبي الخُوَار) - من طريقين، عن محمد بن مَعْمَر، عن حُمَيْد بن حمَّاد، به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث غير محفوظ عن محمد بن مَعْمَر بهذا الإِسناد".

ص: 579

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 245) من ذات الطريق السابق، بلفظ:"مَوْتُ البَنَاتِ مِنَ المَكْرُمَاتِ"، وقال: "تفرَّد به محمد بن مَعْمَر، عن حُمَيْد

(1)

، عن مِسْعَر".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 235 - 236)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: تفرَّد به محمد بن مَعْمَر، عن حُمَيْد بن حمَّاد. قال ابن عدي: حُمَيْد يحدِّث عن الثقات بالمناكير".

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 437 - 438).

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 524) إلى الخطيب وحده!

وقد قال بوضعه: الصَّغَانِيّ، والذَّهَبِيّ، وابن حَجَر، والشَّوْكَانِيّ، فيما نقلته عنهم في حديث (673)، حيث خرَّجته هناك من حديث ابن عبَّاس.

* * *

1070 -

حدَّثنا عليّ بن محمد

(2)

، حدَّثنا عبد اللَّه بن بِشْرَان المُعَدَّل، حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن ثَوَاب المُخَرِّمي، حدَّثنا عمَّار بن عثمان، حدَّثنا جعفر بن سليمان، حدَّثنا أبو التَّيَّاح، عن أبي جَمْرَة

(3)

،

عن ابن عبَّاس: أنَّه كان يقرأها: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ}

(4)

.

(1)

صُحِّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "جميل".

(2)

قوله: "حدَّثنا عليّ بن محمد" سقط من المطبوع، والاستدراك من مخطوطة "تاريخ بغداد": نسخة دار الكتب المصرية ص 231.

(3)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أبي حمزة" بالحاء المهملة والزاي. وَبِمثلِهِ صُحِّفَ في "تفسير الطبري"(2/ 114)، و"الأسماء والصفات" للبيهقي (1/ 416). والتصويب من "التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 104)، و"السِّيَر"(5/ 243)، وغيرهما.

(4)

سورة البقرة: آية رقم (137)، ونصُّها:{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا. . .} .

ص: 580

(7/ 291) في ترجمة (الحسن بن ثَوَاب التَّغْلِبِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا (عمَّار بن عثمان الحِلِّي)

(1)

، حيث تفرَّد ابن حِبَّان في توثيقه، وقد ذكره في "ثقاته" (8/ 518) وقال:"يروي الرقائق، سمع جعفر بن سليمان الضُّبَعِيّ وأهل العراق، روى عنه محمد بن الحسين البُرْجُلَانِيّ". وابن حِبَّان معروف في توثيقه للمجاهيل.

و(أبو جَمْرَة) هو (نصر بن عِمْرَان بن عصام الضُّبَعِيّ)، قال ابن عبد البَرِّ:"أجمعوا على أنَّه ثقة". خرَّج له الستة، وتوفي عام (128 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 343 - 244)، و"التهذيب"(10/ 431 - 432)، و"التقريب"(2/ 300).

و(أبو التَّيَّاح) هو (يزيد بن حُمَيْد الضُّبَعِيّ): إمام حجَّة ثَبْت، خرَّج له الستة، وتوفي عام (128 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 251 - 252)، و"التهذيب"(11/ 320 - 321)، والتقريب" (2/ 363).

و(جعفر بن سليمان) هو (الضُّبَعِيّ البَصْرِيّ أبو سليمان): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (440).

و(عليّ بن محمد) هو (ابن عبد اللَّه بن بِشْرَان الأُمَوي المُعَدَّل): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).

التخريج:

رواه ابن أبي داود في كتاب "المصاحف" ص 86، من طريق جعفر بن سليمان الضُّبَعِيّ، عن أبي التَّيَّاح، به.

(1)

في "تاريخ بغداد"(7/ 291): "الحلبي".

ص: 581

ورواه في ص 86 منه، والطبري في "تفسيره"(3/ 114) رقم (2109)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 416 - 417)، من طريق شُعْبَة، عن أبي جَمْرَة، عن ابن عبَّاس قال:"لا تقولوا: (فإنْ آمنوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ به فقد اهتدوا) "، فإنَّه ليس للَّه مثل، ولكن قولوا:(فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا) ".

قال الإِمام أبو جعفر الطَّبَرِيّ رحمه الله في "تفسيره"(3/ 114): "وقد رُوي عن ابن عبَّاس في ذلك قراءةٌ، جاءت مصاحف المسلمين بخلافها، وأجمعت قَرَأَةُ القرآن على تركها". ثم ساق الخبر السابق، وقال:

"فكأن ابن عبَّاس في هذه الرواية إن كانت صحيحة عنه، يوجِّه تأويل قراءة من قرأ: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به)، فإن آمنوا بمثل اللَّه، وبمثل ما أُنْزِلَ على إبراهيم وإسماعيل. وذلك إذا صرف إلى هذه الوجه، شِرْكٌ لا شكَّ باللَّه العظيم. لأنَّه لا مثل اللَّه تعالى ذِكْرُهُ، فنؤمن أو نكفر به، ولكن تأويل ذلك على غير المعنى الذي وَجّه إليه تأويله. وإنما معناه ما وصفنا، وهو: فإنَّ صدَّقوا مثل تصديقكم بما صدَّقتم به، من جميع ما عددنا عليكم من كُتب اللَّه وأنبيائه فقد اهتدوا. فالتشبيه إنما وقع بين التصديقين والإِقرارين اللذين هما إيمان هؤلاء وإيمان هؤلاء، كقول القائل: "مرَّ عمرو بأخيك مثلَ ما مررتُ به"، يعني بذلك: مَرَّ عمرو بأخيك مثل مُروري به. والتمثيل إنما دخل تمثيلًا بين المرورين، لا بين عمرو وبين المتكلِّم فكذلك قوله: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به)، إنَّما وقع التمثيلُ بين الإِيمانيين، ولا بين المؤمَن به".

وانظر كذلك في رَدِّ قراءة ابن عبَّاس وتوجيه القراءة الصحيحة: "الأسماء والصفات" للبيهقي (1/ 417 - 418)، و"المصاحف" لابن أبي داود ص 87.

وانظر: "زاد المسير" لابن الجَوْزي (1/ 150 - 151) في أقوال العلماء في تأويل الآية.

* * *

ص: 582

1071 -

أخبرنا بُشْرَي بن عبد اللَّه الرُّومِيّ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يَزْدَاذ الفَقِيه، حدَّثنا الحسن بن الحسين الصَّوَّاف، حدَّثنا رَبَاح بن الجرَّاح بن عبَّاد العَبْدِيّ أبو الوليد المَوْصِلي الزَّاهد، حدَّثنا سَابِق بن عبد اللَّه، عن أبي خَلَف -خادم أنس-،

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا مُدِحَ الفَاسِقُ اهْتَزَّ لذلكَ العَرْشُ، وغَضِبَ له الرَّبُّ تَعَالَى".

(7/ 297 - 298) في ترجمة (الحسن بن الحسين بن عليّ الصَّوَّاف المُقْرِئ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقال الذَّهَبِيُّ: مُنْكَرٌ.

ففيه (أبو خَلَف الأَعْمَى خادم أنس -قيل اسمه حازم بن عطاء-) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 278 - 279) -باسم (حازم بن عطاء) - وفيه عن أبي حاتم: "شيخ منكر الحديث ليس بالقويِّ".

2 -

"المجروحين"(1/ 267) وقال: "منكر الحديث على قلَّته، يأتي بأشياء لا تُشبه حديث الأثبات". ثم ذكر له حديثه هذا، دون قوله:"وغضب له الرَّبُّ تعالى".

3 -

"الضعفاء والمتروكين" لابن الجَوْزي (3/ 230) وقال: "قال يحيى: كذَّاب".

4 -

"التقريب"(2/ 417 - 418) وقال: "متروك، ورماه ابن مَعِين بالكذب، من الخامسة. ومن زعم أنَّه مروان الأَصْفَر فقد وَهِمَ، ومروان أيضًا يُكْنَى أبا خلف فيما قاله مسلم واللَّه أعلم"/ ق.

ص: 583

التخريج:

رواه ابن أبي الدُّنيا في كتاب "الصَّمْت" ص 129 رقم (228 و 229)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(9/ 178 - 180) رقم (4543 و 4544)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1307) -في ترجمة (سَابِق بن عبد اللَّه الرَّقِّي) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 1 - 2) -مخطوط-، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 277)، من طريق سَابِق بن عبد اللَّه، عن أبي خَلَف، عنه، به مرفوعًا.

ورواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" عن أنس مرفوعًا بلفظ: "اللَّه يغضب إذا مُدِحَ الفاسق". ذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 3) رقم (3709) معزوًا له.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 336) رقم (1336) عن أنس أيضًا.

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 109) -في ترجمة (سَابِق بن عبد اللَّه) - بعد ذكره للحديث من الطريق المتقدِّم: "وهذا خَبَرٌ مُنْكَرٌ. ولكن أبو خَلَف لا يُعْرَفُ".

وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 2).

وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(3/ 160): "أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "الصَّمْت"، والبيهقي في "الشُّعب"، من حديث أنس، وفيه أبو خَلَف خادم أنس ضعيف".

كما عزاه إلى أبي يعلى وابن عدي بلفظ حديث الخطيب، ونقل قول الذَّهَبِيُّ السابق مقرًّا له.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 478) -في الأدب، باب ما يُكْرَهُ مِنَ التَّمَادُحِ-:"أخرجه أبو يعلى وابن أبي الدُّنْيَا في "الصَّمْت"، وفي سنده ضعف".

ص: 584

أقول: قول الحافظ: "وفي سنده ضعف"، فيه تساهل بيِّن. فإنَّ فيه (أبا خَلَف) وهو نفسه يقول عنه في "التقريب" كما تقدم عنه:"متروك، ورَمَاهُ ابن مَعِين بالكذب".

* * *

1072 -

أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأَهْوَازِيّ المُقْرِئ -بِدِمَشْق-، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسن بن حامد بن عليّ بن مروان البغدادي الحَنْبَلِيّ -بمكَّة-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي -ببغداد-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن غالب تَمْتَام، حدَّثنا دينار بن عبد اللَّه،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كَفَّارَةُ الاغْتِيَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لمن اغْتَبْتَهُ".

(7/ 303) في ترجمة (الحسن بن حامد بن عليّ الورَّاق الحَنْبَلِيّ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وله شواهد معلولة.

ففيه (دينار بن عبد اللَّه الحَبَشِيّ أبو مِكْيَس مولى أنس بن مالك) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 295) وقال: "روى عن أنس أشياء موضوعة، لا يحلُّ ذكره في الكتب ولا كتابة ما رواه إلَّا على سبيل القَدْح فيه".

2 -

"الكامل"(3/ 976 - 979) وقال: "منكر الحديث". وقال أيضًا: "ضعيف ذاهب". وقال مرَّةً: "دينار هذا شبه المجهول".

3 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 136) رقم (56) وقال: "روى عن أنس بن مالك قريبًا من مائة حديث أكثرها موضوعة".

ص: 585

4 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 79 رقم (65) وقال: "روى عن أنس نسخةً مناكير كلّها، لا شيء".

5 -

"تاريخ بغداد"(8/ 381 - 382) وقال: "كان يزعم أنَّه خادم أنس بن مالك".

6 -

"الميزان"(2/ 30 - 31) وقال: "ذاك التَّالف المُتَّهَمُ. . . . حدَّث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحةٍ عن أنس بن مالك".

وصاحب الترجمة (الحسن بن حامد بن عليّ الورَّاق الحَنْبَلِيّ أبو عبد اللَّه)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (17/ 203 - 204) وقال:"شيخ الحنابلة ومُفتيهم. . . مصنِّف كتاب "الجامع" في عشرين مجلدًا في الاختلاف. . . وكان يتقوَّتُ من النَّسْخِ، ويُكْثِرُ الحَجَّ، وهو أكبرُ تلامذة أبي بكر غُلام الخلَّال، هلك شهيدًا في أخذ الوفد سنة ثلاث وأربع مئة"

(1)

.

التخريج:

رواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الصَّمْت" ص 163 رقم (291)، وفي كتاب "الغيبة والنَّمِيمة" ص 113 رقم (154)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "التوبيخ والتنبيه" ص 229 رقم (207)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ص 105 رقم (212)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(12/ 159 - 160) رقم (6368)، والحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده"، والدِّيْنَورِيّ في "المُجَالَسَة" -كما في المقاصد الحسنة" للسَّخَاويّ ص 317 - ، من طريق عَنْبَسَة بن عبد الرحمن، عن خالد بن يزيد، عن أنس مرفوعًا به.

(1)

انظر خبر ذلك في "العِبَر في خَبَر من غَبَر" للذَّهَبِيّ (2/ 204) في حوادث سنة ثلاث وأربعمائة.

ص: 586

قال البيهقي عقب روايته له: "وهذا إسناد ضعيف".

وذكر البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(12/ 159) عن الإِمام أحمد قوله: "قد روينا في حديث مرفوع بإسناد ضعيف: "كفَّارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته"".

أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (عَنْبَسَة بن عبد الرحمن الأُمَوي القُرَشي) وهو متروك، ورَمَاه أبو حاتم والأَزْدِيّ بالكذب. وستأتي ترجمته في حديث (1605).

ورواه الحاكم في "الكُنَى"، من طريق عَنْبَسَة بن عبد الرحمن، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا، كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 303).

ورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ص 105 رقم (214)، من طريق أشعث بن شبيب، عن أبي سليمان الكوفي، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ من كفَّارة الغية أن تستغفرَ لمن اغتبته، تقول: اللهم اغفر لنا وله".

وفي إسناده من لم أعرفه، وقال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد" ص 317:"ضعيف".

وذكره الدَّيْلَمُّي في "الفردوس"(3/ 303) رقم (4195).

ورواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(3/ 118) عن ابن أبي الدُّنْيَا من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (عَنْبَسَة بن عبد الرحمن)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وقد رواه أيضًا من حديث سهل بن سعد، وجابر بن عبد اللَّه، وقال:"هذه الأحاديث ليس فيها شيء صحيح".

وتُعُقِّبَ ابن الجَوْزِيّ في حُكْمِهِ عليه بالوضع.

قال الحافظ السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 317 - 318 بعد أَنْ ذَكَرَ من رواه من طريق عَنْبَسَة بن عبد الرحمن عن خالد بن يزيد عن أنس مرفوعًا: "وعَنْبَسَةُ ضعيف جدًّا. وقد رواه الخرائطي من غير طريقه من جهة أبي سليمان

ص: 587

الكوفي عن ثابت عن أنس مرفوعًا بلفظ: "إنَّ مِنْ كفَّارةِ الغِيبةِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لمن اغْتَبْتَه، تقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ". وهو ضعيف أيضًا. ولكن له شواهد: فعند أبي نُعَيْم في "الحِلْيَة"، وابن عدي في "الكامل" كلاهما من حديث أبي داود سليمان بن عمرو النَّخَعِيّ عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعًا، ولفظه:"من اغتابَ أخاهُ فاستغفرَ له فهو كفَّارته"، والنَّخَعِيّ ممن اتُّهِم بالوضع. وعند الدَّارَقُطْنِيّ من حديث حفص بن عمر الأَيْلِي عن مُفَضَّل بن لَاحِق عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر رفعه:"من اغتاب رجلًا ثم استغفرَ له من بعد ذلك غُفِرَتْ له غِيبته"، وحفص ضعيف. وعند البيهقي في "الشُّعَب"

(1)

من جهة عبَّاس التَّرْقُفِيّ، ثم من جهة همَّام بن مُنَبِّه عن أبي هريرة قال:"الغِيبهُ تخرق الصومَ، والاستغفارُ يُرَقِّعه، فمن استطاع منكم أن يجيء غدًا بصومه مُرَقَّعًا فليفعل"، وقال عقبه: هذا موقوف وسنده ضعيف. . . وللحاكم وقال: صحيح، والبيهقي -وقال: إنَّه أصحُّ ممَّا قبله

(2)

، وهو في معناه- من حديث حُذَيْفة قال: كان في لساني ذَرَبٌ

(3)

على أهلي لم يعدهم إلى غيرهم، فسألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أين أنت عن الاستغفار يا حذيفة، إني لأستغفر اللَّه كُلَّ يوم مائة مرَّة". وعند البيهقي بنحوه من حديث أبي موسى. وبمجموع هذا يبعد الحُكْمُ عليه بالوضع، وإن كان أصحّ منه حديث أبي هريرة رفعه: "من كان عنده مَظْلَمَةٌ لأخيه فَلْيَتَحَلَّلْهُ منها

(4)

"".

(1)

(7/ 249 - 250) رقم (3371).

(2)

يعني من حديث أنس المتقدم: "كفَّارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته". حيث إنَّ البيهقي ذكر ذلك في "الشُّعَب"(12/ 160) عقب حديث أنس هذا، وقبل أن يسوق حديث حذيفة "كان في لساني درب. . . ".

(3)

أي حِدَّة وسَلَاطَة. انظر "النهاية"(2/ 156).

(4)

رواه البخاري في الرِّقاق، باب القصاص يوم القيامة. . . (11/ 395) رقم (6534). وله تتمة عنده هي:"فإنَّه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أن يُؤْخَذَ لأخيه من حَسَنَاتِه، فإنْ لم يكن له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيِّئات أخيه فَطُرِحَتْ عليه".

ص: 588

وبنحو ذلك، تعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 303 - 304)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 299).

وقال العِرَاقيُّ في "تخريج أحاديث الإِحياء"(3/ 153): "أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "الصَّمْت"، والحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده" من حديث أنس بسند ضعيف".

وقال الزُّرْقَانِيُّ في "مختصر المقاصد الحسنة" ص 157 رقم (746): "ضعيف".

* * *

1073 -

أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حُمَيْد، حدَّثنا الحسن بن شَاذَان الوَاسِطي، حدَّثنا أبو أُسَامة، حدَّثنا مِسْعَر، عن سعد بن إبراهيم، عن مصعب بن سعد،

عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ظَاهَرَ يومَ أُحُد بين دِرْعَيْنِ.

(7/ 305) في ترجمة (الحسن بن خَلَف بن شَاذَان الوَاسِطي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. وله شواهد عدَّة يصحُّ بها.

ورجاله كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (الحسن بن خَلَف بن شَاذَان الوَاسِطي أبو عليّ) قال الخطيب عنه: "ثقة، أخرج البخاري حديثه في كتاب الصحيح". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(1/ 161): "صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 161): "صدوق له أوهام، من الحادية عشرة، له عند البخاري حديث واحد توبع عليه"/ خ. وانظر في ترجمته أيضًا: "الكامل"(2/ 746)، و"الجرح والتعديل"(3/ 17 - 18)، و"تهذيب الكمال"(6/ 138 - 140)، و"التهذيب"(2/ 273 - 274).

ص: 589

وعدا شيخ الخطيب (محمد بن عبد الملك القُرَشي) فإنَّه صدوق أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (920).

و(سعد بن إبراهيم) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف القُرَشي المَدَني أبو إسحاق): ثقة عابد، كثير الحديث، خرَّج له الستة، وتوفي عام (125 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(10/ 240 - 247)، و"التهذيب"(3/ 436 - 465)، و"التقريب"(1/ 286).

و(مِسْعَر) هو (ابن كِدَام الهِلَالِيّ أبو سَلَمَة): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (337).

و(أبو أُسَامة) هو (حمَّاد بن أُسَامة القُرَشي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (228).

التخريج:

رواه البزَّار في "مسندة" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 311) رقم (1103)، عن محمد بن عيسى التَّمِيمي، حدَّثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص، به.

قال البزَّار: "لا نعلم صحابيًا رواه أعلى من سعد، ولا نعلمُ يُرْوى عن سعدٍ إلَّا من هذا الوجه"

(1)

.

أقول: رواية الخطيب تردُّ قول البزَّار المتقدِّم. ولم يتعقبه محقق "مسند البزَّار"، ولم يعزه لأحدٍ! .

(1)

سقط أول كلام البزَّار من مسنده المطبوع. والاستدراك من "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي (2/ 322).

ص: 590

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 108): "رواه البزَّار وفيه إسحاق بن أبي فَرْوَة وهو ضعيف".

وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1032).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 746) -في ترجمة (الحسن بن شَاذَان الوَاسِطي) - عن محمد بن هارون بن حُمَيْد، عن الحسن بن شَاذَان الوَاسِطي، به، وقال: هذا الحديث لم أره من حديث مِسْعَر بهذا الإسناد إلَّا عند الحسن بن شَاذَان، وهو يُحْتَمَلُ وليس بالمنكر، ولا أعلم له شيئًا منكرًا فأذكره".

وله شواهد، منها ما رواه أبو داود في الجهاد، باب في لبس الدروع (3/ 71) رقم (2590)، من طريق يزيد بن خُصَيْفَة، عن السَّائب بن يزيد، عن رجل قد سمَّاه: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ظَاهَرَ بين دِرْعَيْنِ، أو لَبِسَ دِرْعَيْنِ".

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 449) عن يزيد بن خُصَيْفَة، عن السَّائب بن يزيد إن شاء اللَّه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وذكره، وقال عقبه:"وحدَّثنا مرَّةً أخرى فلم يستثن فيه".

ورواه ابن ماجه في الجهاد، باب السلاح (2/ 938) رقم (2806) عن هشام بن سَوَّار، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن يزيد بن خُصَيْفَة، عن السَّائب بن يزيد إن شاء اللَّه تعالى: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وذكره.

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(3/ 156): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط البخاري، رواه التِّرْمِذِيُّ في "الشمائل"، عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان، به. ورواه النَّسَائيُّ في كتاب "السِّيَر"، عن عبد اللَّه بن محمد الضَّعِيف

(1)

، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به".

(1)

الضعيفُ لَقَبٌ له، لأنَّه كان كثير العبادة، وقيل: نحيفًا، وقيل لشدة إتقانه، وهو ثقة. انظر ترجمته في "التهذيب"(6/ 19)، و"التقريب"(1/ 448).

ص: 591

وله شاهد ثان عن رجل من بني تَمِيم يقال له معاذ: قال الهيثمي في "المجمع"(6/ 108)، بعد أن ذكره:"رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".

وله شاهد ثالث من حديث طلحة بن عبيد اللَّه. قال في "المجمع"(6/ 108): رواه أبو يعلى، وفيه راو لم يسمِّه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

غريب الحديث:

قوله: "ظاهر بين دِرْعَين: "أي جَمَعَ ولَبِسَ إحداهما فوق الأخرى. وكأنه من التظاهر: التعاون والتساعد". "النهاية" (3/ 166).

* * *

1074 -

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد بن أحمد بن حمَّاد الأَثْرَم، حدَّثنا الحسن بن داود بن مِهْرَان الأَزْدِيّ أبو بكر المؤدِّب -سنة ثمان وخمسين ومائتين-، حدَّثنا بِشْر بن محمد -وفي كتاب القاضي: بِشْر بن أحمد- أبو أحمد السُّكَّرِيّ، حدَّثنا عبد الملك بن وَهْب المْذَحَجِيّ -من النَّخَع -، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح،

عن أبي مَعْبَد الخُزَاعِيّ، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرجَ ليلةَ هاجر من مكَّة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فُهَيْرة، ودليلهم عبد اللَّه بن أُرَيْقِط اللَّيْثِي، فمرُّوا بخيمة أُمِّ مَعْبَد الخُزَاعِيَّة. وساق الحديث بطوله.

(7/ 306) في ترجمة (الحسن بن داود بن مِهْرَان الأَزْدِيّ المؤدِّب أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه انقطاع (بين الحُرِّ بن الصَّيَّاح النَّخَعِي) وبين (أبي مَعْبَد الخُزَاعي). قال: المِرِّي في "تهذيب الكمال"(5/ 514) في ترجمة (الحُرِّ بن الصَّيَّاح): "روى عن

ص: 592

أبي مُعْبَد الخُزَاعي زوج أُمِّ مَعْبَد مرسل". وقال ابن حَجَر في "التهذيب" (2/ 221) في ترجمته أيضًا: "وأَرْسَلَ عن أبي مَعْبَد زوج أُمِّ مَعْبَد".

كما أنَّ فيه (بِشْر بن محمد بن أَبَان الوَاسِطي السُّكَّرِيّ أبو أحمد)، وهو مُخْتَلَفٌ فيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (708).

التخريج:

رواه بطوله: ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 230 - 232)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 11)، من طريق بِشْر بن محمد الوَاسِطي

(1)

، عن عبد الملك بن وَهْب المْذَحَجِيّ، به.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 84) -في ترجمة (بشر بن محمد بن أَبَان السُّكَّرِيّ) -، من ذات الطريق، مقتصرًا على ذكر أوله، وقال:"الحُرُّ ما أدري أدرك أبا مَعْبَد؟ أبو مَعْبَد قُتِلَ في زمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 180 - 181) في ترجمة (أبي مَعْبَد الخُزَاعي): "أخرج البخاري في "التاريخ"، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه، والبَغَوي، قِصَّةَ أُمِّ مَعْبَد، من طريق الحُرِّ بن الصَّيَّاح

(2)

النَّخَعِيّ عن أبي مَعْبَد الخُزَاعِيّ قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" الحديث، وذكر أوله، وقال: "قال البخاري هذا مرسل، وأبو مَعْبَد مات قبل النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 55 - 58) رقم (3605)، من حديث حُبَيْش بن خالد الخُزَاعي -وهو أخو أُمِّ مَعْبَد الخُزَاعِيَّة- مطوَّلًا، كما في حديث أبي مَعْبَد.

(1)

في" الطبقات الكبرى": "محمد بن بشر بن محمد الواسطي". وصوابه ما ذكرت.

(2)

صَحِّفَ في "الإصابة" إلى: "الصباح" بالباء الموحدة. والتصويب من "التاريخ الكبير"(3/ 81)، و"تهذيب الكمال"(5/ 514).

ص: 593

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 85): "رواه الطبراني، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم".

ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 276 - 281) من طرق، عن حُبَيْش، مطوَّلًا أيضًا.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 9 - 10) مطوَّلًا أيضًا، من طريق سليمان بن الحَكَم الخُزَاعي، عن أخيه أيوب، وسالم بن محمد الخُزَاعِيّ، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام، عن

(1)

حُبَيْش بن خُوَيْلد، به.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه".

وقال: "ويستدلُّ على صحته وصدق رواته بدلائل، منها: نزول المصطفى صلى الله عليه وسلم بالخيمتين متواترًا في أخبار صحيحة ذوات عدد. ومنها: أنَّ الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يُتَّهمونَ بوضع الحديث والزيادة والنقصان، وقد أخذوه لفظًا بعد لفظ عن أبي مَعْبَد وأُمِّ مَعْبَد. ومنها: أنَّ له أسبانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه والأب عن جدِّه، لا إرسال ولا وهن في الرواة. ومنها: أنَّ الحُرَّ بن الصَّيَّاح النَّخَعِيّ أخذه عن أبي مَعْبَد كما أخذه ولده عنه

(2)

. . . فأمَّا الإسناد الذي رويناه بسياقة الحديث عن الكعبيين فإنَّه إسناد صحيح عال للعرب الأعارية".

قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "ما في هذه الطرق شيء على شرط الصحيح".

أقول: انظر في الحديث وشرحه: "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العِبَاد" للإمام محمد بن يوسف الصَّالِحي الشَّامي (3/ 346 - 376).

* * *

(1)

صُحِّفَ في "المستدرك" إلى: "بن".

(2)

هذا موضع نظر لما تقدَّم.

ص: 594

1075 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو محمد الحسن بن زيد الجَعْفَريّ قال: حدَّثنا جعفر بن محمد القَلَانِسِيّ، حدَّثنا زيد بن المُبَارَك، حدَّثنا سلَّام بن وَهْب الجَنَدِيّ، عن ابن طاوس، عن طاوس، عن ابن عبَّاس،

عن عثمان أنَّه سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن بسم اللَّه الرحمن الرحيم، فقال:"اسم اللَّه الأعظم، ما بينه وبين اسم اللَّه الأكبر إلَّا كما بين سواد العين وبياضها".

(7/ 319) في ترجمة (الحسن بن زيد بن الحسن الجَعْفَريّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (سلَّام بن وَهْب الجَنَدِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 162) وقال: عن ابن طاوس، لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به". وذكر حديثه هذا.

2 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 182) وقال: "عن ابن طاوس بخبرٍ مُنْكَرٍ، بل كذب". وذكر حديثه هذا.

3 -

"لسان الميزان"(3/ 60 - 61) وأقرَّ ما في "الميزان".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن زيد بن الحسن الجَعْفَريّ أبو محمد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (ابن طاوس) هو (عبد اللَّه بن طاوس بن كَيْسَان اليَمَاني أبو محمد): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (465).

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 552)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 161)

ص: 595

-في ترجمة (سلَّام بن وَهْب الجَنَدِيّ)

(1)

-، وعنه الذَّهَبِيّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 182)، من طريق زيد بن المبارك الصَّنْعَاني، عن سلَّام بن وَهْب الجَنَدِيّ، عن ابن طاوس، به.

ولفظ أوله عند الحاكم: "هو اسم من أسماء اللَّه وما بينه. . . ".

وليس عند العُقَيْلِيِّ أوَّله هذا، وعندهما في آخره زيادة قوله: من "القُرْبِ".

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ! !

أقول: تقدُّم عن الذَّهَبِيِّ نفسه قوله: "خبر منكر، بل كذب".

وقال العُقَيْلِيِّ: "لا يُتَابَعُ عليه".

ورواه ابن أبي حاتم. في "تفسيره"(1/ 12)، وابن مَرْدُوْيه في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 191) -، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 268 - 269) رقم (2123)، من طريق زيد بن المُبَارَك الصَّنْعَاني، عن سلَّام بن وَهْب الجَنَدِيّ، عن أبيه، عن طاوس، عنه، به، بمثل لفظ الحاكم.

ورواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 182) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ومن تخريجه المتقدِّم يُعْلَمُ ما وقع من اختلاف في سنده ومتنه، ممَّا يؤكِّد نكارته.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 178) من طريق زيد بن المُبَارَك، عن سلَّام، عن أبيه، عن طاوس عنه، به. ونقل عن أبيه قوله:"هذا حديث منكر".

وعزاهُ السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(1/ 23) إلى أبي ذَرٍّ الهَرَوي في "فضائله". وفاته عزوه إلى العُقَيْلِيِّ وابن مَرْدُوْيه.

تَمَّ المجلَّد الخامس بعون اللَّه تعالى وفضله

(1)

تَصَحَّفَ في "الضعفاء" إلى "الجندعي". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة. الحديث، ومن المصادر التي خرِّجت الحديث.

ص: 596