المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة   تأليف الدكتور خلدون الأحدب أستاذ الحديث وعلومه - زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة - جـ ٦

[خلدون الأحدب]

فهرس الكتاب

زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة

تأليف

الدكتور خلدون الأحدب

أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة

المجلد السادس

الأحاديث

[1076 - 1367]

ص: -1

بسم الله الرحمن الرحيم

1076 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن إسماعيل -هو أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ-، حدَّثنا الحسن بن سَوَّار أبو العلاء -الثقة الرِّضَى- وقلت له: الحديث الذي حدَّثْتَنَا: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يطوفُ بالبيت، أُعِدْهُ عليَّ، وكانَ قد حدَّثَنِي به قبل هذه المرَّة بسنتين، قال: نعم، حدَّثنا عِكْرِمَة بن عمَّار اليَمَامِيّ، عن ضَمْضَم بن جَوْس

(1)

،

عن عبد اللَّه بن حَنْظَلَة الرَّاهِب قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يطوفُ بالبيت على ناقةٍ لا ضربٍ ولا طردٍ، ولا إليكَ إليكَ.

(7/ 318 - 319) في ترجمة (الحسن بن سَوَّار البَغَوي أبو العلاء).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (521).

التخريج:

تقدَّم تخريجه وتفسير غريبه في حديث (521).

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "جَوْش" بالشين. والتصويب من "تهذيب الكمال"(13/ 323)، و"التقريب"(1/ 375) حيث قيَّده بالحروف.

ص: 5

1077 -

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر العَتِيقي، وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد البَيِّع، قالا: حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا، حدَّثنا الحسن بن سعيد البُزُوري، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد فُوْرَان

(1)

، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا شُعْبَة، عن يونس بن عُبَيْد، عن أبي قُدَامَة الحَنَفي قال:

قلتُ لأنس: بأي شيءٍ كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ؟ قال: سمعتُهُ سَبْعَ مِرَارً بعُمْرَةٍ وحَجَّةٍ.

(7/ 326) في ترجمة (الحسن بن سعيد البُزُروي).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (الحسن بن سعيد البُزُري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (عبد اللَّه بن محمد فُوْرَان) هو (عبد اللَّه بن محمد بن المُهَاجر أبو محمد

(2)

، ويعرف بفُوْرَان)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (10/ 79 - 80) وقال:"كان أحمد يقدِّمه ويكرمه ويأنس إليه ويستقرضن منه". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "نبيل جليل، كان أحمد يجلُّه". توفي عام (256 هـ).

وترجم له أبو بكر بن نُقْطَة في "تكملة الإكمال"(4/ 515 - 516) وقال: "كان ثقةً مأمونًا".

وترجم له ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"(5/ 164) مِنْ قَبْلُ، ولم

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع، وفي ترجمته من "التاريخ"(10/ 79)، إلى "فوزان" بالزاي. والتصويب من "تكملة الإكمال" لابن نُقْطَة (4/ 515)، و"الجرح والتعديل"(5/ 164)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (4/ 515).

(2)

أقول: وقع اسمه وكنيته في "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (2/ 75) هكذا: "فُوْرَان: هو عبد اللَّه بن محمد بن المهلب أبو جعفر"!.

ص: 6

يذكر فيه إلا قوله: "صاحب أحمد بن حنبل وجليسه وخاصته، روى عن أحمد بن حنبل".

و(أبو قُدَامَة الحَنَفي) هو (محمد بن عبيد)، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 172)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 9)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(5/ 380). ولا أعلم توثيقه عن غيره.

و(أبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد البَيِّع، المعروف بابن الصَّبَّاغ) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 362 - 363) وقال: "كان ثقةً فاضلًا". وتوفي عام (448 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأصل الحديث في "الصحيحين".

التخريج:

لم أقف عليه بذكر "سبع مرار" في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه تعالى أعلم.

والحديث رواه البخاري في الحجِّ، باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدَّابَّة (3/ 411) رقم (1551) وغير موضع، ومسلم في الحجِّ، باب في الإفراد والقِرَانِ بالحجِّ والعُمْرَة (2/ 905) رقم (1242) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أنس بن مالك قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي بالحَجِّ والعُمْرَة جميعًا".

وانظر في طرق وألفاظ حديث أنس: "شرح معاني الآثار" للطَّحَاويّ (2/ 153)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 9 - 10)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (3/ 102 - 103) رقم (1389).

* * *

ص: 7

1078 -

حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ -لفظًا-، أخبرنا أبو بكر المُقْرِئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن خُلَيْد المُقْرِئ -بمكَّة-، حدَّثنا الحسن بن شَبِيب المؤدِّب أبو عليّ الأَعْسَر، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن أبي هاشم يحيى بن دينار الرُّمَّاني، عن ثابت،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ تعالى آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء اللَّه أن يمكث، ثم قال له بنوه: يا أبانا تكلَّم. قال فقام خطيبًا في أربعين ألفًا من ولده، وولد ولده، وولد ولد ولده، وولد ولد ولد ولده، فقال: إنَّ اللَّه أمرني فقال: يا آدم أَقِلَّ الكلامَ حتَّى ترجع إلى جِوَاري".

(7/ 328) في ترجمة (الحسن بن شَبِيب بن راشد المؤدِّب أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن شَبِيب بن راشد المُكْتِب -المؤدِّب- أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 172) وقال: "ربما أَغْرَبَ".

2 -

"الكامل"(2/ 742 - 743) وقال: "حدَّث عن الثقات بالبواطيل، وأوصل أحاديث هي مُرْسَلَة". وقال أيضًا: "أرى أحاديثه قلَّ ما يُتَابَعُ عليها".

3 -

"تاريخ بغداد"(7/ 328 - 329) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "أخباري يُعْتَبَرُ به، وليس بالقويِّ".

4 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 495) وذكر له حديثًا وقال: "آفته المُكْتِب". وقال بعد أن نقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق: "المتعيِّنُ ما قاله ابن عدي فيه".

ص: 8

و (ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "خالفه القاضي المَحَامِلِي، فرواه عن الحسن بن شَبِيب، عن خَلَف، عن أبي هاشم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس قوله".

ثم ساق إسناده من هذا الطريق، وهو الحديث التالي، وقال:"لا أعلم رواه عن خَلَف بن خَلِيفة إلَّا الحسن بن شَبِيب".

التخريج:

عزاه في "كنز العُمَّال"(3/ 353) رقم (6898) إلى الخطيب وابن عساكر عن أنس مرفوعًا، وقال:"ورواه الخطيب وابن عساكر عن ابن عبَّاس موقوفًا".

* * *

1079 -

أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخِرَقِيّ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل، حدَّثنا الحسن بن شَبِيب المُعَلِّم، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، عن سعيد بن جُبَيْر،

عن ابن عبَّاس قال: لمَّا أُهْبَطَ اللَّه آدم إلى الأرض أكثر ذريته، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده، وولد ولد ولده، فجعلوا يتحدَّثون حوله وآدم ساكت لا يتكلَّم فقالوا: يا أبانا مالنا نحن نتكلَّم وأنت ساكت لا تتكلَّم؟ قال: يا بني إنَّ اللَّه لما أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إليَّ فقال: يا آدم أقلَّ الكلام حتَّى ترجع إلى جِوَاري.

(7/ 328 - 329) في ترجمة (الحسن بن شَبِيب بن راشد المؤدِّب أبو عليّ).

ص: 9

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (1078).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1078).

* * *

1080 -

أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي

(1)

، والقاضي أبو تمَّام عليّ بن محمد بن الحسن الوَاسِطي، قال: أخبرنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا الحسن بن صاحب، حدَّثنا أحمد بن مسعود الخيَّاط، حدَّثنا محمد بن عيسى بن الطَّبَّاع، حدَّثنا هُشَيْم، حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هِنْد، وعُبَيْدَة، كلُّهم عن الشَّعْبِيِّ،

عن الجُعْفِيَيْنِ سَلَمَةَ وأخ له، أنَّهما سألا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم: فقالا: يا رسولَ اللَّه إنَّ أُمَّنَا وَأَدَتْ ابنةً لها في الجاهلية، فهل ينفعنا إن صلَّيْنَا عليها مع صَلَاتِنَا، أو صُمْنَا عنها مع صِيَامِنَا، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الرائدةَ والموؤدةَ في النَّار، إلَّا أَنْ تُدْرِكَ الوائدةُ الإسلامَ فيغفر لها".

(7/ 333) في ترجمة (الحسن بن صاحب بن حُمَيْد الشَّاشِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا (أحمد بن مسعود الخيَّاط المَقْدِسي أبو عبد اللَّه)، فقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 244) وقال: "المحدِّث

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أخبرنا محمد بن أحمد العَتِيقي"، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة دار الكتب المصرية ص 225، ومن ترجمته في "تاريخ بغداد"(4/ 379).

ص: 10

الإمام. . . لقيه الطبراني ببيت المقدس سنة أربع وسبعين ومئتين". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

وعدا (عُبَيْدَة) وهو (ابن مُعَتِّب الضَّبِّي الكوفي الضَّرير أبو عبد الرحيم)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 212):"قال أحمد: تركوا حديثه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 548): "ضعيف، واختلط بأَخَرَةٍ، من الثامنة، وماله في البخاري سوي موضع واحد في الأضاحي"/ خت د ت ق. وانظر ترجمته في: "التهذيب"(7/ 86 - 88). وقد تُوبع في الإسناد ذاته من ثقتين.

و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

و(هُشَيْم) هو (ابن بَشِير السُّلَمي الوَاسِطي أبو معاوية): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).

وقد صحَّ المرفوعُ منه من طرق أخرى، مع اختلاف في سياق الخبر.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 478)، والنَّسَائي في كتاب "التفسير"(2/ 496) رقم (669)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 72 - 73)، والطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 44) رقم (6319)، من طريق داود بن أبي هِنْد، عن الشَّعْبِيّ، عن عَلْقَمَة بن قيس، عن سَلَمَةَ بن زيد الجُعْفِيّ قال:"انطلقتُ أنا وأخي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا يا رسول اللَّه، إنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَة كانت تَصِلُ الرَّحِم، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتفعلُ وتفعلُ، هلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئًا. قال: لا. قال: قلنا فإنَّها كانت وَأَدَتْ أُخْتًا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئًا؟ فقال: الوائدةُ والموؤدةُ في النَّار، إلَّا أن تُدْرِكَ الإسلامَ فيعفو اللَّهُ عنها". والسياق لأحمد.

ص: 11

وإسناده صحيح.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 118 - 119): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والطبراني في "الكبير" بنحوه".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 85) رقم (6320) مختصرًا من طريق شَيْبَان، عن جابر، عن الشَّعْبِيِّ، به.

وللمرفوع منه شاهد من حديث ابن مسعود، رواه أبو داود في السُّنَّة، باب في ذَرَاري المشركين (5/ 89 - 90) رقم (4717)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 282) رقم (7434)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 114 - 170) رقم (10059 و 10236)، بلفظ:"الوائدةُ والموؤدةُ في النَّارِ".

وهو صحيح بطرقه.

وقد رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 73) من طريق عثمان بن عُمَيْر، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة والأسود، عن ابن مسعود قال: جاء ابنا مُلَيْكَة فسألا النبيَّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أُمَّنَا وأدت فقال: "أُمُّكُمَا في النَّار" بطوله.

ورواه في الموطن ذاته، من طريق عثمان، عن أبي وائل، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.

ومن طريق إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا أيضًا.

معنى الحديث:

قوله: "الوائدةُ والموؤدةُ في النَّار" قال المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 371): "الوَأْدُ: دفنُ الولد حَيًّا، والوائدةُ: فاعلةُ ذلك، كان من دَيْدَنِهِمْ أنَّ المرأة إذا أخذها الطلق حُفِرَ لها حفرة عميقة فجلست عليها، والقابلةُ تحتها ترقب

ص: 12

الولد، فإن انفصل ذكرًا أمسكته، أو أنثى ألقتها في الحفرة وأهالت عليها التراب، وكانت الجاهلية تفعله خوف إمْلَاقٍ أو عار. و (الموؤدةُ): قيل أراد بها هنا المفعولة لها ذلك وهي أُمُّ الطفل. ولو أريد البنت المدفونة لما اتضح ذلك. وهذا أولى من ادعاء أنَّه وارد على سبب خاص وواقعة معيَّنة لا يجوز إجراؤه في غيره، لأنَّه وإن ورد على ذلك، لا ينجعُ في التخلص عن الإشكال كما لا يخفى على أهل الكمال".

وقال العلَّامة السَّهَارَنْفُورِيّ في "بذل المجهود"(18/ 251): "ووجه كون الرائدة في النار بكفرها، والموؤدة تبعًا لأبويها، وَأَوَّلَهُ من نَفَاهُ: بأنَّ الوائدة القابلة، والموؤدة الأم، أي الموؤدة لها".

أقول: التأويل الذي ذكره العلَّامة المُنَاوي رحمه الله، هو الذي ينبغي أن يصار إليه، فإنَّ نصوص الشريعة متضافرة على أنَّ (كلّ نَفْسٍ بما كسبت رهينة). وقد جاء في "المسند" للإمام أحمد (5/ 58) من طريق حسناء بنت معاوية الصُّرَيْمِيَّة، عن عمَّها، قال: قلت يا رسول اللَّه من في الجنَّة، قال:"النبيُّ في الجنَّة، والشهيد في الجنَّة، والمولود في الجنَّة، والموؤدة في الجنَّة". وحسَّنَ الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 246) إسناده. والمذهب الصحيح الذي ذهب إليه المحققون كما قال الإمام النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم"(16/ 208): أنَّ أطفال المشركين الذين ماتوا ولم يبلغوا الحُلمُ، هم من أهل الجنة، وقد توسع الإمام المحقق ابن القيِّم رحمه الله في كتابه "طريق الهجرتين وباب السعادتين" ص 674 - 697، في بحث هذه المسألة، وذكر مذاهب الأئمة فيها وأدلتهم ومناقشتها. وانظر فيها أيضًا:"فتح الباري"(3/ 246 - 247) -في كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين-.

* * *

ص: 13

1081 -

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن نصر السُّتُوري، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا الهيثم بن خَلَف، حدَّثنا حسن بن عبد الرحمن أبو عليّ، حدَّثنا جَرِير، عن لَيْث، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس في الجنَّة شجرة إلَّا على كُلِّ ورقة منها مكتوب: لا إله إلَّا اللَّه محمد رسول اللَّه، أبو بكر الصِّدِّيق، عمر الفاروق، عثمان ذو النُّوْرَيْنِ".

(7/ 337) في ترجمة (الحسن بن عبد الرحمن بن عبَّاد الإِحْتِيَاطي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (648).

التخريج:

سبق تخريجه في حديث (648).

* * *

1082 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي قال: حدَّثَنِي الحسن بن عبد العزيز الجَرَوي، حدَّثنا يحيى -يعني ابن حسَّان-، حدَّثنا عبد اللَّه بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه قال:

سمعتُ ابن عمر يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "احْثُوا في وُجُوه المَدَّاحِينَ التُّرَابَ".

(7/ 338) في ترجمة (الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجُذَامِيّ الجَرَويّ أبو عليّ).

ص: 14

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (عبد اللَّه بن زيد بن أَسْلَم العَدَوي) فإنَّه صدوق فيه لِيْنٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (921).

و(يحيى بن حسَّان) هو (التَّنِّيْسِيّ البَكْرِيّ البَصْري أبو حسَّان): إمام حافظ ثقة قدوة، خرَّج له الشَّيخان، وتوفي عام (208 هـ)، انظر ترجمته في:"السِّيَر"(10/ 127 - 130)، و"التهذيب"(11/ 197)، و"التقريب"(2/ 345).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 124 رقم (340)، وأحمد في "المسند"(2/ 94)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 510) رقم (5740)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من "المسند" (2/ 38) رقم (810)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 434) رقم (3589)، و"المعجم الأوسط" (3/ 340) رقم (2514)، والخطيب في "تاريخه" (11/ 107)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن الحكم، عن عطاء بن أبي رَبَاح، أنَّ رجلًا مَدَحَ رجلًا عند ابن عمر فجعل ابن عمر يرفع التراب نحوه، وقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِينَ فَاحْثُوا في وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ".

وإسناده صحيح.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 117): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح".

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 510) رقم (5739)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 127)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 894) -مخطوط-،

ص: 15

من طرق، عن زيد بن أَسْلَم، عن ابن عمر مرفوعًا، به، بمثل لفظ حديث الخطيب هنا.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 99) من طريق بقيَّة بن الوليد، حدَّثني ثَوْر، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر قال: مَدْحُك أخاكَ في وجهه، كإمراركَ على حَلْقِهِ موسى رهيصًا -أي شديدًا- قال: ومَدَحَ رجل ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنه في وجهه فقال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "احْثُوا في وجوه المَدَّاحين التراب". ثم أخذ ابن عمر التراب فرمي به في وجه المادح. وقال: هذا في وجهك ثلاث مرات.

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث ثَوْر لم نكتبه إلَّا من حديث بقيَّة".

أقول: قد صرَّح (بقيَّة بن الوليد) بالتحديث، وهو ثقة. وباقي رجال إسناده ثقات.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 451) -في ترجمة الفضل بن صالح) -، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2545) -في ترجمة (الوليد بن عبَّاد) -، من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن الوليد بن عبَّاد، عن الفضل بن صالح، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمر

(1)

مرفوعًا به.

وإسناده ضعيف، ففيه (الوليد بن عبَّاد) يقول عنه ابن عدي:"يحدِّث عنه إسماعيل بن عيَّاش، ليس بمستقيم". وانظر ترجمته في "اللسان"(6/ 223).

كما أنَّ فيه (الفضل بن صالح) قال العُقَيْلِي عنه: "عن عطاء بن السائب، حديثه غير محفوظ والراوي عنه فيه مقال". وانظر ترجمته في "اللسان"(4/ 442 - 443).

(1)

صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "عن عطاء بن السائب عن أبيه عبد اللَّه بن عمرو"! .

ص: 16

قال العُقَيْلِي عقب روايته له: "وهذا يُرْوَى عن المِقْدَاد بن الأسود وغيره بإسناد يثبت من غير هذا الوجه".

وللحديث شواهد انظرها في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (9/ 5)، و"جامع الأصول"(11/ 52 - 54)، و"مجمع الزوائد"(8/ 117 - 118).

ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في الزهد، باب النهي عن المدح (4/ 2297) رقم (3002)، وأبو داود في الأدب، باب في كراهية التمادح (5/ 153 - 154) رقم (4804)، والتِّرْمِذِيّ في الزهد، باب ما جاء في كراهية المُدْحَةِ والمَدَّاحِينَ (4/ 599 - 600) رقم (2393)، وابن ماجه في الأدب، باب المدح (2/ 1232) رقم (3742)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 5)، وأحمد في "المسند"(6/ 5)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 150) رقم (3573)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 242)، عن المِقْدَاد بن الأسود رضي الله عنه أنَّه قال:"أَمَرَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحْثِي في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرَابَ".

* * *

1083 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ -لفظًا-، حدَّثنا أبو محمد الحسن بن عبد اللَّه بن محمد بن عيسى النَّسَوي، حدَّثنا أبو جابر محمد بن عبد اللَّه بن قهزان، حدَّثنا محمد بن القاسم الطَّايْكَاني، حدَّثنا عمر بن هارون، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لكلِّ نَبِيٍّ دعوةٌ تعجلَّها في الدُّنْيَا، وإنِّي اختبأت دعوتي شفاعةً لأُمَّتِي يومَ القيامةِ للمُذْنِبِينَ المُتَلَطِّخِينَ".

(7/ 341) في ترجمة (الحسن بن عبد اللَّه بن محمد بن عيسى النَّسَويّ -وقيل المَرْوَزِيّ- أبو محمد).

ص: 17

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه.

ففيه (عمر بن هارون بن يزيد الثَّقَفِيّ البَلْخِيّ أبو حفص) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 356) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 61 رقم (141) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"أحوال الرجال" ص 208 رقم (386) وقال: "لم يَقْنَعِ النَّاسُ بحديثه".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 191 رقم (499) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 193 - 195).

6 -

"الجرح والتعديل"(6/ 140 - 141) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال أبو حاتم: "تكلَّم ابن المُبَارَك فيه فذهب حديثه". وقال أيضًا: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "النَّاس تركوا حديثه".

7 -

"المجروحين"(2/ 90 - 91) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، ويدَّعي شيوخًا لم يرهم، كان ابن مهدي حسن الرأي فيه".

8 -

"الكامل"(5/ 1688 - 1690) وقال: "تفرَّد عن ابن جُرَيْج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 292 رقم (368) وقال: "ضعيف".

10 -

"تاريخ بغداد"(11/ 187 - 191) وفيه أنَّ عليَّ بن المَدِيني ضَعَّفَهُ جدًّا. وقال أبو عليّ صالح جَزَرَةَ: "كان كذَّابًا". وقال ابن المُبَارَك: "هو كذَّاب". وقال زكريا السَّاجي: "فيه ضعف". وقال أبو عليّ الحافظ: "متروك الحديث".

ص: 18

11 -

"الميزان"(3/ 228 - 229) وقال: "كان من أوعية العلم على ضعَّفه وكثرة مناكيره، وما أظنه ممن يتعمد الباطل".

12 -

"الكاشف"(2/ 279) وقال: "واهٍ، اتَّهمه بعضهم".

13 -

"التقريب"(2/ 64) وقال: "متروك، وكان حافظًا من كبار التاسعة، مات سنة أربع وتسعين -يعني ومائة-"/ ت ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن عبد اللَّه بن محمد النَّسَوي أبو محمد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(منصور) هو (ابن المُعْتَمِر السُّلَمِيّ أبو عتَّاب): حافظ ثَبْتٌ قُدْوَةٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1060).

التخريج:

لم يروه من حديث عبد اللَّه بن مسعود غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 257) إليه وحده.

والحديث قد روي من طرق صحيحة بنحوه، انظرها في:"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (2/ 398 - 400)، و"جامع الأصول"(10/ 475 - 477)، و"مجمع الزوائد"(10/ 378)، و"المقاصد الحسنة" ص 252 - 253.

وقد تقدَّم في حديث (122) ذكر بعضها والكلام عليها.

* * *

ص: 19

1084 -

أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سَعْدُون البزَّاز، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن عبد اللَّه بن عمر الكَرْمِينِيّ -قدم علينا من بُخَارَى-، حدَّثنا أبو حفص أحمد بن أَحْيَد بن حَمْدَان البُخَاري، حدَّثنا أبو عمر قيس بن أُنَيْف، حدَّثنا محمد بن تميم الفِرْيَابي، حدَّثنا عبد اللَّه بن عيسى الجُرْجَاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن مِسْعَر بن كِدَام، عن عَوْن، عن الحسن،

عن أنس بن مالك قال: أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوة تَبُوك، فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري، فصافحه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال له:"ما هذا الذي أَكْنَفَ يَدَاكَ"؟ فقال: يا رسول اللَّه أضرب بالمَرِّ والمِسْحَاةِ في نفقة عيالي. قال: فقبَّل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يده، فقال:"هذه يَدٌ لا تمسُّها النَّار أبدًا".

(7/ 342 - 343) في ترجمة (الحسن بن عبد اللَّه بن عمر الكَرْمِينيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

فيه (محمد بن تَمِيم بن سليمان السَّعْدِيّ الفَارَيَابيّ)

(1)

وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 306) وقال: "يضع الحديث، تعلَّق محمد بن كَرَّام برجله، وتشبث بالجُوَيْبَاري في كتابه، فأكثرُ روايته عنهما، وجميعًا كانا ضعيفين في الحديث. . . كانا يضعان الحديث على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وضعًا".

2 -

"سؤالات مسعود السِّجْزِيّ للحاكم النَّيْسَابُورِيّ" ص 139 - 140 رقم

(1)

نسبة إلى (فارياب)، بليدة بنواحي بَلْخ من أرض أفغانستان اليوم، وينسب إليها بـ (الفِرْيَابي) و (الفَارَيَابي) و (الفِيريابي). انظر الأنساب "للسَّمْعَاني"(9/ 223 و 290).

ص: 20

(137)

وقال: "قد وضع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة آلاف حديث، وهو قريب من الجُوْبَاري".

3 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 145 رقم (231) وقال: "كذَّاب وضَّاع".

4 -

"تاريخ بغداد"(7/ 343) -في ترجمة (الحسن بن عبد اللَّه بن عمر الكَرْمِيني) - وقال: "كذَّاب يضع الحديث".

5 -

"الميزان"(3/ 494) وقال: "قال ابن حِبَّان وغيره: كان يضع الحديث".

6 -

"اللسان"(5/ 98) وفيه عن النَّقَّاش: "وضع غير حديث".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن عبد اللَّه بن عمر الكَرْمِينيّ أبو عليّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث باطل، لأنَّ سعد بن معاذ لم يكن حَيًّا في وقت غزوة تَبُوك، وكان موته بعد غزوة بني قُرَيْظَة من السَّهْمِ الذي رُمي به، ومحمد بن تميم الفِرْيَابي كذَّاب يضع الحديث".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 251) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، وما أجهل واضعه بالتاريخ، فإنَّ سعد بن معاذ لم يكن حَيًّا في غَزَاة تَبُوك، لأنَّه مات بعد غَزَاة بني قُرَيْظَة من السَّهْمِ الذي رُمي به يوم الخَنْدَق، وكانت غَزَاةُ بني قُرَيْظَة في سنة خمس من الهجرة، فأمَّا غزوة تَبُوك فإنها كانت سنة تسع، فلو كان عند الكذَّاب توفيق ما كَذَبَ. ومحمد بن تميم الفِرْيَابي كذَّاب، قال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث". وفي إسناد الحديث وَمَتْنِه في المطبوع تصحيف.

ص: 21

أقول: قد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 38)، أنَّ (سعد بن معاذ) الذي ورد في الحديث هذا، هو صحابي آخر، غير ذاك المشهور الذي مات بعد غَزَاة بني قُرَيْظَة من السَّهم الذي رُمي به يوم الخَنْدَق. وقال:"ذَكَرَهُ البَغَويُّ في الصحابة، وقال: رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل -يعني البُخَاري- ولم يذكر حديثه. قلت -القائل ابن حَجَر-: وله ذكر في ترجمة شبيب بن قُرَّة. وروي الخطيب في "المُتَّفِق" بإسنادٍ واهٍ، وأبو موسى -يعني المَدِيني- في "الذَّيْل"، بإسناد مجهول عن الحسن عن أنس". وذكر الحديث المتقدِّم، وقال:"ووقع في رواية أبي موسى: سعد الأنصاري".

وقال الحافظ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 154) بعد أن ذكر كلام ابن حَجَر المتقدِّم: "ولكون سعد بن معاذ هذا غير المشهور، أوردهما الخطيب في كتاب "المُتَّفِق والمُفْتَرِق"، واللَّه أعلم".

وقد تابعه على هذا ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 195 - 196).

غريب الحديث:

قوله: "بالمَرِّ والمِسْحَاة" المَرُّ: الحَبْلُ المفتول، والمِسْحَاة: المِجْرَفَةُ من الحديد. "النهاية"(4/ 317 و 328).

* * *

1085 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن عبيد بن عُتْبَة، حدَّثنا بكَّار بن أسود العَيْذِيّ، حدَّثنا إسماعيل بن أَبَان قال: بلغ الحسن بن عُمَارة أنَّ الأَعْمَش يقعُ فيه، فبعث إليه بِكِسْوَةٍ، فلمَّا كان بعد ذلك مَدَحَهُ الأَعْمَشُ، فقيل له: كنتَ تذمّه ثم مدحته!! فقال: إنَّ خَيْثَمَة حدَّثَنِي،

عن عبد اللَّه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنَّ القلوبَ جُبِلَتْ على حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إليها، وبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إليها".

ص: 22

(7/ 346 - 347) في ترجمة (الحسن بن عُمَارَة بن المُضَرِّب الكوفي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (إسماعيل بن أَبَان الغَنَوي الكوفي الخيَّاط أبو إسحاق) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 347) وقال: "متروك، تركه أحمد".

2 -

"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 32 رقم (16) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"أحوال الرجال" ص 84 رقم (113) وقال: "ظُهِرَ منه على الكذب".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائِي ص 32 رقم (33) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 77) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كتبنا عنه عن هشام بن عُرْوَة وغيره، ثم حدَّث بأحاديث الخُضْرَة

(1)

، أحاديث موضوعة، وتركناه".

6 -

"الجرح والتعديل"(2/ 160) وفيه أنَّ ابن مَعِين اتَّهمه بالوضع. وقال أبو حاتم: "متروك الحديث، كان كذَّابًا". وقال أبو حاتم وأبو زُرْعَة: "تُرِكَ حديثه".

7 -

"المجروحين"(1/ 128) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات. . . كان أحمد بن حنبل رحمه الله شديد الحمل عليه".

(1)

صُحِّفَ في "الضعفاء" إلى: "الخضر". والتصويب من "الكامل"(1/ 303). قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 128): "وهو صاحب حديث السابع من ولد العبَّاس يلبس الخُضْرَة".

ص: 23

8 -

"الكامل"(1/ 303 - 304) وقال: "ولإسماعيل بن أَبَان غير ما ذكرت من الروايات عن هشام بن عروة وغيره، وعامَّتها ممَّا لا يُتَابَعُ عليه إمَّا إسنادًا وإمَّا مَتْنًا".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 132 - 133 رقم (75).

10 -

"تاريخ بغداد"(6/ 240 - 242) وقال: "كان سيء الحال في الرواية، وقدم بغداد وحدَّث بها أحاديث تبين النَّاس كذبه فيها، فتجنبوا السماع منه واطرحوا الرواية عنه". وفيه عن مُسْلِم بن الحَجَّاج: "متروك الحديث". وقال السَّاجي: "متروك الحديث، عنده مناكير".

11 -

"التهذيب"(1/ 270 - 271) وفيه عن العِجْلِي: "ضعيف، أدركته ولم أكتب عنه شيئًا". وقال البزَّار: "متروك الحديث". وقال الحاكم أبو أحمد: "ذاهب الحديث".

12 -

"التقريب"(1/ 65) وقال: "متروك، رُمي بالوضع، مات سنة عشر ومائتين، من التاسعة"/ تمييز.

و(الحسن بن عُمَارة بن المُضَرِّب البَجَلِي الكوفي): قاضي بغداد، متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1068).

و(خَيْثَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجُعْفِيّ الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1041).

و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الأَسَدِي الكَاهِلِي أبو محمد): إمام ثقة وَرِعٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 121)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"

ص: 24

(1/ 351)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 701) -في ترجمة (الحسن بن عُمَارَة) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 481) رقم (8984) -ط بيروت-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 29)، من طريق بكَّار بن أسود العَيْذِي

(1)

، عن إسماعيل بن أَبَان الخيَّاط

(2)

، به.

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الأَعْمَش عن خَيْثَمَة، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".

وقال ابن عدي: "هذا لم أكتبه مرفوعًا إلَّا عن هذا الشيخ، ولا أرى يُرْفَعُ هذا الحديث إلَّا من هذا الوجه، وهو معروف عن الأَعْمَش موقوف".

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (إسماعيل بن أَبَان الخيَّاط)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

ورواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(1/ 350 - 351) من طريق ابن عائشة، عن محمد بن عبد الرحمن -رجل من قريش-، عن الأَعْمَش، عن خَيْثَمَة، عن ابن مسعود مرفوعًا به.

و(محمد بن عبد الرحمن القرشي) في إسناده هو (القُشَيْري) أيضًا، قال ابن عدي عنه في "الكامل" (6/ 2261):"منكر الحديث". وقال: "ومحمد هذا مجهول، وهو من مجهولي شيوخ بقيَّة -يعني ابن الوليد الحِمْصِيّ-". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 625 - 626) وقال: "فيه جهالة، وهو مُتَّهم ليس بثقة. . . وقد قال فيه أبو الفتح الأَزْدِيّ: كذَّاب متروك الحديث". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 250 - 251) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ في "غرائب مالك":

(1)

تَصَحَّفَ في "الكامل"، وفي "مسند الشِّهاب" إلى:"العبدي" بالباء الموحدة والدال المهملة. والتصويب من "الأنساب"(9/ 104 - 105).

(2)

تَصَحَّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "الحناط". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 25

متروك الحديث. . . وقال الخَلِيلي: شاميٌّ يأتي بالمناكير. . وقال العُقَيْلِي: "مجهول".

ورواه الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 64) مُعْضَلًا عن الأَعْمَش، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 701) -في ترجمة (الحسن بن عُمَارَة) -، وابن حِبَّان في "رَوْضَة العُقَلاء" ص 243، موقوفًا على ابن مسعود من قوله.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 333 - 334) رقم (2523) عن ابن أخت عبد الرزاق، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن الأَعْمَش، عن خَيْثَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود موقوفًا عليه من قوله.

ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه قوله: "هذا حديث منكر، وكان ابن أخت عبد الرزاق يكذب".

وقال الإِمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(11/ 58): "هذا الحديث ليس بصحيح".

وقال أيضًا في (12/ 13) منه: "والحديث لا يصحُّ بالكلية".

وقال الحافظ السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 172: "وهو باطل مرفوعًا وموقوفًا. وقول ابن عدي ثم البيهقي: إنَّ الموقوف معروف عن الأَعْمَش، يحتاجُ إلى تأويل، فإنَّهما أورداه كذلك بسند فيه من اتُّهِمَ بالكذب والوضع، بسياق يجلُّ الأَعْمَشُ عن مِثْلِهِ".

وقال العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 345): "رأيت بخطِّ ابن عبد الهادي في "تذكرته": قال مُهَنَّا: سألتُ أحمد ويحيى عنه -يعني الحديث- فقالا: ليس له أصل، وهو موضوع".

ص: 26

وذكره العلَّامة الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 82، ونقل قول السَّخَاويِّ في "المقاصد" ببطلانه.

* * *

1086 -

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا أحمد بن الحسين أبو الحسن الصُّوفي، حدَّثنا أبو حسَّان الزِّيَادي، حدَّثنا شُعَيْب بن صفوان بن الرَّبيع بن الرُّكَيْن، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن قيس بن مُسْلِم، عن طارق بن شِهَاب،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَدَاوَوْا بأَلْبَانِ البَقَرِ، فإنِّي أرجو أَنْ يجعلَ اللَّهُ فيها شِفَاءً، فإنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ".

(7/ 356) في ترجمة (الحسن بن عثمان بن حمَّاد الزِّيَادي أبو حسَّان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طريق آخر.

ففيه (إبراهيم بن مُهَاجِر بن جابر البَجَلي الكوفي أبو إسحاق) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 331) وقال: "ثقة".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 14) وقال: "ضعيف".

3 -

"العلل" لأحمد (1/ 378) وقال: "ليس به بأس، هو كذا وكذا".

4 -

"التاريخ الكبير"(1/ 328) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 54 رقم (39) وقال: "جائز الحديث".

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 93) وقال: "له شرف ونَبَالة، حديثه ليِّن، كوفي".

ص: 27

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 41 رقم (7) وقال: "ليس بالقويِّ".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 66 - 67) وفيه أنَّ يحيى بن سعيد قد ضعَّفه. وقال الثَّوْري: "لا بأس به".

9 -

"الجرح والتعديل"(2/ 132 - 133) وفيه عن يحيى القَطَّان: "لم يكن بالقويِّ". وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: إبراهيم بن مُهَاجِر ليس بقوي، هو وحُصَيْن بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، قريب بعضهم من بعض، محلُّهم عندنا محلّ الصدق، يُكْتَبُ حديثُهم ولا يُحْتَجُّ بحديثهم. قلت لأبي: ما معنى لا يُحْتَجُّ بحديثهم؟ قال: كانوا قومًا لا يحفظون فيحدِّثون بما لا يحفظون فيغلطون، ترى في أحاديثهم اضطرابًا ما شئت".

10 -

"المجروحين"(1/ 102) وقال: "كثير الخطأ، تستحب مجانية ما انفرد به من الروايات، ولا يعجبني الاحتجاج بما وافق الأثبات لكثرة ما يأتي من المقلوبات".

11 -

"الكامل"(1/ 216 - 218) وقال: "أحاديثه صالحة يَحْمِلُ بعضها بعضًا، وهو عندي أصلح من إبراهيم الهَجَرِيّ، وحديثه يُكْتَبُ في "الضعفاء". وقال أحمد بن حنبل: "فيه ضعف".

12 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 108 رقم (272) وقال: "ضعَّفوه، تكلَّم فيه يحيى القَطَّان وغيره". فسأله الحاكم: بحجَّة؟ قال: "بلى، حدَّث بأحاديث لا يُتَابَعُ عليها، قد غَمَزَهُ شُعْبَة أيضًا".

13 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 107 رقم (20) وقال: "يُعْتَبَرُ به".

14 -

"التهذيب"(1/ 167 - 168) وفيه عن أبي داود: "صالح الحديث". وقال السَّاجي: "صدوق اختلفوا فيه".

ص: 28

15 -

"التقريب"(1/ 44) وقال: "صدوق، ليِّن الحفظ، من الخامسة"/ م 4.

وفيه أيضًا: (شُعَيْب بن صفوان بن الرَّبيع بن رُكَيْن الثَّقَفِي الكوفي أبو يحيى) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 305 رقم (132) وقال: "ليس حديثه بشيء. وإيش كان عنده؟ كان عنده سَمَر".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهَمَان- ص 89 و 115 رقم (284 و 368) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(4/ 223 - 224) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الجرح والتعديل"(4/ 348) وفيه عن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 440) وقال: "يخطئ".

6 -

"الكامل"(4/ 1319 - 1320) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".

7 -

"تاريخ بغداد"(9/ 238 - 239) وفيه عن أحمد بن حنبل: "لا بأس به كان ها هنا من الأبناء، وهو صحيح الحديث".

8 -

"الكاشف"(2/ 12) وقال: "وثِّق. . . له في مسلم حديث واحد".

9 -

"التقريب"(1/ 352) وقال: "مقبول، من السابعة"/ م تم س.

التخريج:

رواه أبو داود الطَّيَالِسِيُّ في "مسنده" ص 48 رقم (368)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 625) رقم (6043)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 16) رقم (9788 و 9789)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 197)، وعليّ بن الجَعْد في

ص: 29

"مسنده" -المعروف باسم "الجَعْدِيَّات"- (2/ 806 - 807) رقم (2164 و 2165 و 2166)، من طرق، عن قيس بن مُسْلِم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود مرفوعًا، به، وبزيادة عندهم في أوله في بعض طرقهم.

وإسناد ابن حِبَّان وعليّ بن الجَعْد رقم (2165): صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير (حُمَيْد بن زَنْجُوْيَه)، وهو ثقة ثَبْتٌ كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 203). وخرَّج له أبو داود والنَّسَائي.

والطَّيَالِسِيُّ يرويه، عن المَسْعُودي، عن قيس بن مسلم، به. ورجال إسناده ثقات رجال الصحيحين عدا (المَسْعُودي) وهو (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الكوفي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 487):"صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أنَّ من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، من السابعة"/ خت 4.

لكن (المَسْعُودي) قد تابعه غير واحد، وممَّن تابعه:(سفيان الثَّوْري) عند ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 625)، وهو إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

ورواه مُرْسَلًا، أحمد في "المسند"(4/ 315)، وعليّ بن الجَعْد في "مسنده"(2/ 806) رقم (2163)، من طريق قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب مرفوعًا، دون ذكر ابن مسعود.

وعند أحمد في أوله زيادة قوله: "إنَّ اللَّه عز وجل لم يضع داءً إلَّا وضع له شفاءً".

وعند ابن الجَعْد في آخره زيادة قوله: "هو دواءٌ من كُلِّ دَاءٍ".

ورواه موقوفًا على ابن مسعود، عبد الرزاق في "مصنَّفه"(9/ 260) رقم (17144)، رواه عن الثَّوْري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود.

ص: 30

ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 196) من طريق أبي قِلَابَة الرَّقَاشي، عن سعد بن الربيع، عن شُعْبَة، عن الرُّكَيْن بن الرَّبيع، عن قيس بن مسلم، به مرفوعًا، بزيادة قوله في آخره:"وفي ألبان البقر شفاء من كُلِّ داء".

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: هذا منهما موضع نظر، فإنَّ (أبا قِلَابَة الرَّقَاشي عبد المَلَك بن محمد) لم يرو له إلَّا ابن ماجه من أصحاب الكتب الستة، وقد قال فيه الدَّارَقُطْنِيّ:"صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون لا يُحْتَجُّ بما ينفرد به". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (381).

* * *

1087 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن ياسر البغدادي -خال أبي الآذَان

(1)

-، حدَّثنا سعيد بن يحيى بن الأَزْهَر الوَاسِطي قال: حدَّثنا إسحاق بن يوسف الأَزْرَق، حدَّثنا شريك، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سَمِعَ اسْمًا قَبِيحًا غَيَّرَهُ، فَمَرَّ على قَرْيَةِ يقالُ لها (عَقِرَة) فسمَّاها (خَضِرَة).

(7/ 368) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن ياسر الفقيه أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

(1)

وهو (عمر بن إبراهيم بن سليمان البغدادي الجَزَري أبو بكر). و (أبو الآذَان) -جمع أُذُن- لقب له. وكان إمامًا حافظًا ثقة، توفي عام (290 هـ) وله (63) سنة. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(11/ 215 - 216)، و"السِّيَر"(14/ 81 - 82)، و"التهذيب"(7/ 424 - 425)، و"التقريب"(2/ 51).

ص: 31

ورجاله كلُّهم ثقات عدا (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعي الكوفي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 351):"صدوق يُخطئ كثيرًا، تغيَّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا، شديدًا على أهل البِدَعِ، من الثامنة"/ خت م 4. إلَّا أنَّ ابن حِبَّان قد قال عنه في "الثقات" (6/ 444) في ترجمته: "وكان في آخر أمره يخطئ فيما: يروي، تغيَّر عليه حفظه، فسماعُ المتقدِّمين عنه الذين سمعوا منه بوَاسِط ليس فيه تخليط، مثل: يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق. وسماعُ المتأخِّرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة".

والذي يرويه هنا عن شَرِيك هو (إسحاق بن يوسف الأَزْرَق)، وهو ممَّن سمع منه قديمًا كما تقدَّم عن ابن حِبَّان. وقد قال العِجْلِيُّ في "تاريخ الثقات" ص 281 في ترجمة (شَرِيك):"وكان أروى النَّاس عنه إسحاق بن يوسف الأَزْرَق، سمع منه تسعة آلاف حديث".

ولذلك حسَّنتُ إسناد الحديث. وقد تقدَّمت ترجمة (شَرِيك) في حديث (672).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 126) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن شَرِيك إلَّا إسحاق".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 51): "رواه الطبراني في "الصغير"، ورجاله رجال الصحيح".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1334) -في ترجمة (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ) - عن ابن نَاجِيَة عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة بن نَجَبَةَ

(1)

(1)

صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "نجية" بالياء المثناة. كما صُحِّفَ في ترجمته من "تاريخ بغداد"(10/ 104) إلى: "نخبة" بالحاء المهلمة بعدها باء، وصوابه: بالجيم المعجمة بعدها باء موحدة كما في "تبصير المنتبه"(1/ 197)، و"المُنْتَظَم"(6/ 125)، وغيرهما.

ص: 32

القصيعي

(1)

، عن سعيد بن يحيى بن الأَزْهَر الوَاسِطي، به.

وقال ابن عدي: وهذا يرويه الطُّفَاوي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، من رواية عمرو بن عبد الجبَّار، عنه. ويرويه عمرو بن عليّ المُقَدَّمي، عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة. وجماعة قد رووه مُرْسَلًا لا يذكرون عائشة ولا أبا هريرة".

ورواه مختصرًا أبو يَعْلَى في "مسنده"(8/ 42 - 43) رقم (4556)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 376) رقم (652)، من طريق محمد بن عبد اللَّه بن نُمَيْر، عن عَبْدَة، عن هشام، به، بلفظ:"أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بأرضٍ تُسَمَّى غَدِرَةً -وعند الطبراني: "عَذِرَة"- فسمَّاها خَضِرَةً".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 51): رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح".

أقول: رجال الطبراني أيضًا رجال الصحيح خلا شيخه أحمد بن عليّ الآبَّار، وهو حافظ ثقة كما قال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد"(4/ 306).

وقد روى الشطر الأول منه، التِّرْمِذِيّ في الأدب، باب ما جاء في تغيير الأسماء (5/ 135) رقم (2839)، عن أبي بكر بن نافع البَصْري، حدَّثنا عمر بن عليّ المقدَّمي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُغَيِّرُ الاسْمَ القَبِيحَ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "قال أبو بكر: وربما قال عمر بن عليّ في هذا الحديث:

(1)

هكذا في "الكامل" المطبوع: "القصيعي". ولم أقف على هذه النسبة، ولم يذكر أحد ممن ترجم له هذه النسبة في ترجمته. والظَّاهر أنَّها تحريف عن "البَرْبَرِي" أو "البغدادي"، وهو ما ذُكِرَ من نِسْبَة له في ترجمته. وقد ترجم له في "تاريخ بغداد"(10/ 104 - 105)، و"المُنْتَظَم"(6/ 125)، و"السِّيَر"(14/ 164 - 166)، وغيرها.

ص: 33

هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلٌ، ولم يذكر فيه عائشة".

أقول: في إسناده (عمر بن عليّ المُقَدَّمي)، وهو ثقة كثير التدليس، لا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالتحديث، وقد عَنْعَنَ هنا. وانظر ترجمته في "طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 130 - 131.

والحديث قد أشار إليه أبو داود في الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح (5/ 241 - 242) رقم (4956) حيث قال:"وغَيَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم اسم العاص وعزيز و. . . وأرضًا غَفِرَة: سماهما خَضِرَة. . . تركت أسانيدها للاختصار".

غريب الحديث:

قوله: "عَقِرَة"، الذي في "المعجم الصغير" و"سنن أبي داود":"عَفِرَة" بالفاء، وفي "الكامل":"عَقِرَة" كما في "تاريخ بغداد". وفي حاشية "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (7/ 255) ما نصُّه: "بهامش المنذري: المحفوظ "عَقِرَة" بالقاف. كأنه كره اسم العَقْر. لأنَّ العَاقِرَ هي المرأة التي لا تحمل. وشجرة عاقر: لا تحمل. ويجوز أن يكون مأخوذًا من قولهم: "نخلة عَقِرَة" إذا قُطِعَ رأسها فيبست. حذرهم أن يفعلوه، لئلا يتغلب عليهم ما قصدوه بهذه الأسماء من التبرك والتفاؤل إلى الضد".

وقال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 261): "ويروى بالقاف والثاء والذال". يعني: عَقِرَة، وعثرة، وعذرة.

أقول: قد تقدَّم عند أبي يعلى بلفظ: "غَدِرة" بالغين والدال المهملة. وقد ذكره ابن الأثير في "النهاية"(3/ 345) وقال: "كأنَّها كانت لا تسمحُ بالنبات، أو تُنْبِتُ ثم تسرع إليه الآفة، فَشُبِّهت بالغَادِرِ لأنَّه لا يَفِي".

* * *

ص: 34

1088 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبي، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن المتوكِّل -مولى بني هاشم-، حدَّثنا خالد بن بَهْبُوذَان القَرْني -وكان فارسيًا وهو خالد بن أبي يزيد-، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن هشام، عن محمد

(1)

،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه نَهَى عن ثَمَنِ الكَلْبِ، وكَسْبِ الزَّمَّارَةِ.

(7/ 369) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن المتوكِّل أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح بطرقه.

ورجاله كلُّهم ثقات عدا (خالد بن أبي يزيد -واسمه بَهْبُذَان- القَرْنِيّ المَزْرَفِيّ)، فإنَّه صدوق كما قال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 221). وانظر ترجمته في:"الجرح والتعديل"(3/ 361)، و"تاريخ بغداد"(8/ 304)، و"تهذيب الكمال"(8/ 215 - 216)، و"التهذيب"(3/ 131 - 132).

و (محمد) هو (ابن سِيْرِين الأنصاري البَصْري أبو بكر): الإِمام، شيخ الإسلام، ثقة ثَبْت عابد، كبير القَدْر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

و (هشام) هو (ابن حسَّان الأَزْدِيّ القُرْدُوسِيّ البَصْرِيّ): ثقة من أثبت النَّاس في محمد بن سيرين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (753).

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 126)، من طريق أبي مُعْمَر، حدَّثنا

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عن هشام بن محمد". والتصويب من مخطوطه "التاريخ" نسخة دار الكتب المصرية ص 276، ومن المصادر التي روته والمذكورة في التخريج.

ص: 35

عبد الوارث، حدَّثنا هشام بن حسَّان، عن محمد بن سِيرين، عن أبي هريرة قال:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومَهْرِ الزَّمَّارة".

و(أبو مَعْمَر المُقْعَد عبد اللَّه بن عمرو التَّمِيمي)، ومن فوقه: ثقات، رجال الصحيحين.

ورواه البَغَويُّ في "شرح السُّنَّة"(8/ 22 - 23) رقم (2039)، من طريق خالد بن أبي يزيد، عن حمَّاد بن زيد، به، بمثل لفظ حديث الخطيب.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1111) -في ترجمة (سليمان بن أبي سليمان القَافْلَانِيّ) - من طريق سليمان هذا، عن محمد بن سيرين، عنه، به.

وفي إسناده (سليمان بن أبي سليمان القَافْلَانِيّ)، وهو متروك الحديث كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 280). وانظر ترجمته في "اللسان"(3/ 94).

ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث"(1/ 341) مختصرًا، عن حجَّاج، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن هشام بن حسَّان، وحبيب بن الشهيد، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّه نهى عن كَسْبِ الزَّمَّارَةِ".

وإسناده صحيح. و (حجَّاج) هو (ابن المِنْهَال الأَنْمَاطي السُّلَمِي البَصْرِي): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1854).

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 24) رقم (2152) عن أبي هريرة بلفظ: "بئس الكسب أجر الزَّمَّارة وثمن الكلب".

وقد روى الشطر الأول منه، التِّرْمِذِيّ في البيوع، باب رقم (50)(3/ 569) رقم (1281) من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن أبي المُهَزِّم، عن أبي هريرة قال:"نهى عن ثمن الكلب إلَّا كَلْبَ الصَّيْدِ".

ص: 36

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث لا يصحُّ من هذا الوجه. وأبو المُهَزِّم اسمه يزيد بنُ سفيانَ، وتكلَّم فيه شُعْبَة بن الحجَّاج وضعَّفه".

أقول: (يزيد بن سفيان التَّمِيمي البَصْري أبو المُهَزِّم) ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 478) وقال عنه: "متروك، من الثالثة"/ د ت ق.

ونهيُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب دون الاستثناء، ثابت في الصحيحين من حديث أبي مسعود. ورواه مسلم من حديث جابر ورافع بن خَدِيج.

قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 3 - 4) بعد أن ذكره: "وفي الباب عن أبي هريرة، وابن عمر، وابن عبَّاس، أخرجها الحاكم. وأخرج أبو داود حديث ابن عبَّاس وحديث أبي هريرة ولفظه: "لا يحلُّ ثمن الكلب" الحديث، ورجالهما ثقات. . . وورد استثناء الكلب من حديث جابر، ورجاله ثقات".

غريب الحديث:

قوله: "وكسب الزَّمَّارة" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 312): "هي الزَّانِيَةُ. وقيل هي بتقديم الراء على الزاي، من الرَّمْزِ وهي الإشارة بالعين أو الحاجب أو الشَّفه، والزواني يفعلن ذلك، والأوَّل الوجه. قال ثَعْلَب: الزَّمَّارة هي البَغِيُّ الحسناءُ، والزَّمير: الغلامُ الجميلُ. وقال الأَزْهَرِيُّ: يحتمل أن يكون أراد المُغنِّية. يقال: غِنَاءٌ زَمِير: أي حسن. وزَمَّرَ: إذا غَنَّى، والقَصَبة التي يُزَمَّرُ بها: زَمَّارة".

وقال البَغَويٌّ في "شرح السُّنَّة"(8/ 23): "النهي عن كسب الزَّمَّارة: معناه ما صرَّح به في الحديث الآخر، وهو مهر البغيِّ". ثم نقل عن الأَزْهَرِيُّ قوله المتقدِّم.

* * *

1089 -

أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المَتُّوثِيّ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان، أخبرنا الحسن بن عليّ بن شَهْرَيَار الرَّقِّي، حدَّثنا محمد بن مصعب، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن أبي العُشَرَاء الدَّارِمي،

ص: 37

عن أبيه قال: دَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أبي وهو مريضٌ يَعُودُهُ، فَرَقَاهُ، فَتَفَلَ مِنْ قَرْنِهِ إلى قَدَمِهِ، فرأيتُ رُضَاضَ

(1)

البُزَاقِ على خَدِّهِ.

(7/ 374) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن سعيد بن شَهْرَيار الرَّقِّي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: "هذا حديث مُنْكَرٌ فَرْدٌ".

فيه صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ بن سعيد بن شَهْرَيار الرَّقِّي أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 111 رقم (79) وقال: "ضعيف حَدَّثَ ببغداد".

2 -

"تاريخ بغداد"(7/ 373 - 375) وفيه عن أبي سعيد بن يونس: "لم يكن في الحديث بذاك، تَعْرِفُ وتُنْكِرُ"

(2)

.

3 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 510) وذكر حديثه هذا من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا حديث مُنْكَرٌ فَرْدٌ".

وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 235).

كما أنَّ فيه (محمد بن مصعب بن صَدَقَة القَرْقَسَانِيّ أبو الحسن) وهو صدوق كثير الغلط. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (373).

وفيه كذلك (أبو العُشَرَاء الدَّارِمِيّ)، والأشهر في اسمه كما قال ابن حَجَر في "الإصابة" (3/ 353):"أسامة بن مالك بن قَهْطَم". قال ابن سعد عنه في "الطبقات"(7/ 254): "مجهول". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (119).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "رحاص". والتصويب من مخطوطة "التاريخ"، نسخة دار الكتب المصرية ص 279، ومن "الميزان"(1/ 510)، و"اللسان"(2/ 235).

(2)

يعني أنه يأتي مرَّةً بالأحاديث المعروفة، ومرَّةً بالأحاديث المنكرة.

ص: 38

التخريج:

رواه تمَّام الرَّازي في "جزء حديث أبي العُشَرَاء الدَّارِمي" ص 33 رقم (30)، من طريق أبي محمد عبد اللَّه بن أبي سفيان المَوْصِلِي، عن عليّ بن سعيد بن شَهْرَيَار الرَّقِّي، به، ولفظه:"أنَّه مرض فدخل عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَفَلَ عليه من قَرْنِهِ إلى قَدَمِهِ".

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 293)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2269) -كلاهما في ترجمة (محمد بن مصعب القَرْقَسَانِيّ) -، من طريق عليّ بن سعيد، عن محمد بن مصعب، به، بنحو رواية تمَّام الرَّازي.

قال ابن عدي: "وهذا عن حمَّاد بن سَلَمَة بهذا الإسناد ليس يرويه غير محمد".

غريب الحديث:

قوله: "رُضَاضُ البُزَاق" أي فُتَاتُهُ. "لسان العرب" مادة (رضض)(7/ 154).

* * *

1090 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن دَلُّوْيَه البغدادي، حدَّثنا أحمد بن ثابت الجَحْدَريّ، حدَّثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُنِيب المَدَني، حدَّثني أبي قال:

سمعتُ أنس بن مالك يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ للأنْصَارِ، ولأَزْوَاجِ الأَنْصَارِ، وذَرَارِيهِمْ، وذَرَارِيّ ذَرَارِيهِمْ".

(7/ 375) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن دَلُّوْيَه).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ بن

ص: 39

دَلُّوْيَه)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك، وقد توبع كما سيأتي.

وعدا (مُنيب بن عبد اللَّه بن أبي أُمَامة بن ثَعْلَبة الأنصاري الحارثي المَدَني) الراوي عن أنس، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 14) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 509) وقال: "يروي عن الحِجَازيين، روى عنه أهل المدينة".

3 -

"الكاشف"(3/ 157) وقال: "وثِّق".

4 -

"التقريب"(2/ 278) وقال: "مقبول، من الخامسة"/ س.

والحديث روي من طرق صحيحة عدا قوله: "ولأزواج الأنصار"، فإنَّه روي من طرق يصحُّ بمجموعها إن شاء اللَّه تعالى.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 128) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن عبد اللَّه بن المنيب إلَّا محمد بن خالد بن عَثْمَة، تفرَّد به أحمد بن ثابت".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 294) رقم (1516)، عن أحمد بن محمد بن صَدَقَة، عن أحمد بن ثابت الجَحْدري، به.

وشيخ الطبراني: (أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن صَدَقة البغدادي أبو بكر): إمام حافظ ثقة. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(5/ 40 - 41)، و"السِّيَر"(14/ 83 - 84).

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 156) مطوَّلًا، عن يونس، عن حَرْب بن

ص: 40

ميمون، عن النَّضْر بن أنس، عن أنس مرفوعًا، وفيه:"اللَّهُمَّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولِذَرَاري الأنصار".

أقول: إسناده حسن.

وقد رواه أحمد في "المسند" عن أنس مطوَّلًا ومختصرًا من طرق عنه. انظر منه (3/ 139 و 162 و 213 و 217).

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 227 - 228) رقم (735)، من طريق محمد بن عمرو، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ:"اللَّهُمَّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، وللكَنَائِن والجيران".

وفي إسناده (محمد بن عمرو الأنصاري الواقفي البَصْري أبو سهل)، وهو ضعيف كما قال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 196). وانظر ترجمته في:"ميزان الاعتدال"(3/ 674)، و"التهذيب"(9/ 378 - 379).

ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 305 - 316) رقم (2808) -من كشف الأستار- مطوَّلًا، من طريق يزيد بن أبي زياد، ومُبَارَك بن فَضَالَة، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا، وفيه:"اللَّهُمَّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 40) بعد أن ذكره مطوَّلًا عن أنس: "رواه أحمد والبزَّار بنحوه. . . والطبراني في "الأوسط" و"الصغير" و"الكبير" بنحوه. . . وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح".

ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار (4/ 1948) رقم (2507) مختصرًا، من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة أنَّ أنسًا حدَّثه:"أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استغفر للأنصار. قال وأَحْسِبُهُ قال: "ولِذَرَاريّ الأنصار، ولمَوَالي الأنصار" لا أشك فيه.

ص: 41

ورواه التِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب في فضل الأنصار وقريش (5/ 715 - 716) رقم (3909)، من طريق عطاء بن السائب، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"اللَّهُمَّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، وللأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار". وقال: "حسن غريب من هذا الوجه".

وجعلت حديث الخطيب من الزوائد لقوله: "ولأزواج الأنصار"، فهي ليست عندهما.

ولذات هذه الزيادة أدخله الهيثمي في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 16) رقم (3951)، حيث إنَّه بعد أن ساقه من طريق الطبراني في "الصغير" قال:"هو في الصحيح خلا قوله: "ولأزواج الأنصار"".

وللحديث شواهد انظرها في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (12/ 156 - 157 و 165)، و"جامع الأصول"(9/ 163 - 164)، و"مجمع الزوائد"(10/ 40 - 41)، و"المطالب العالية"(4/ 140).

ومن هذه الشواهد ما رواه البُخَاري في التفسير، باب قوله تعالى:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} (8/ 650) رقم (4906)، ومسلم في الفضائل، باب من فضائل الأنصار (4/ 1948) رقم:(2506)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش (5/ 713) رقم (3902) -واللفظ له-، عن زيد بن أرقم مرفوعًا:"اللَّهُمَّ اغفر للأنصار ولِذَرَاري الأنصار، ولِذَرَارِيّ ذَرَارِيهمْ". وقال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن صحيح".

ولقوله: "ولأزواج الأنصار"، شاهد من حديث جابر بن عبد اللَّه، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 15 - 16) رقم (3950) - من طريق يعقوب القُمِّي، عن عيسى بن جارية،

ص: 42

عن جابر مرفوعًا بلفظ حديث أنس عند الخطيب عدا قوله في آخره: "وذراري ذراريهم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 40) بعد أن عزاه له: "ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".

* * *

1091 -

أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العَطَّار -قُطَيْط-، أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدَّل -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا محمد بن عمر التَّمِيمي الحافظ، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن سهل العَاقُولي، حدَّثنا حمدان بن المُخْتَار، حدَّثنا حفص بن عبيد اللَّه بن عمر، عن سفيان الثَّوْري، عن عليّ بن زيد،

عن أنس قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فعليٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعادِ مَنْ عَادَاهُ".

(7/ 377) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن سهل العَاقُولي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والشطر الأول منه: "مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ" متواتر. والشطر الثاني: "اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ والاهُ وعَادِ مَنْ عَادَاهُ" صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ بن سهل العَاقُولي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "الصغير"(1/ 64 - 65)، و"الأوسط"(3/ 133 - 134) رقم (2275)، من طريق إسماعيل بن عمرو، حدَّثنا مِسْعَر بن كِدَام، عن طلحة بن

ص: 43

مُصَرِّف، عن عَمِيْرَة بن سعد قال

(1)

: "شهدت عليًّا على المنبر ناشد أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم غَدِير خُمٍّ يقولُ ما قالَ فيشهد؟ فقام اثنا عشر رجلًا: منهم أبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ".

قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن مِسْعَر إلَّا إسماعيل".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 108): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، وفي إسناده لين".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 236) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم

والشطر الأول منه متواتر. قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(7/ 74) -في آخر مناقب عليّ بن أبي طالب من كتاب الفضائل-: "وأمَّا حديث: "من كنت مولاه فعليٌّ مَوْلَاهُ"، فقد أخرجه التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائيُّ، وهو كثير الطرق جدًّا، وقد استوعبها ابن عُقْدَة في كتابٍ مُفْرَدٍ. وكثير من أسانيدها صِحَاحٌ وحِسَانٌ".

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(8/ 297): "مَتْنُهُ متواتر".

وقد بلغ عدد رواته من الصحابة أربعون صحابيا، وعدَّه من المتواتر: ابن الأثير والذَّهَبِيّ والسُّيُوطِيّ والمُنَاوِيّ والزُّرْقَانِيّ والكَتَّانِيّ. انظر: "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" للسُّيُوطيّ ص 277 - 280 رقم (102)، و"نظم المتناثر في الحديث المتواتر" للكَتَّانِيّ ص 124.

(1)

تَصَحَّفَ في "مجمع الزوائد"(9/ 108) إلى: "قالت". وانظر ترجمة (عَمِيْرَة بن سعد الهَمْدَاني) في: "التهذيب"(8/ 152)، و"التقريب" (2/ 87) وقال:"مقبول"/ س.

ص: 44

وانظر طرقه والكلام عليها في: "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل رقم (959 و 1007 و 1021 و 1048 و 1167 و 1206)، و"خصائص عليّ" للنَّسَائي ص 96 - 108 مع حاشية محققه، و"السُّنَّة"، لابن أبي عاصم (2/ 604 - 607)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (12/ 232 - 238) -مخطوط-، و"جامع الأصول"(8/ 649)، و"مجمع الزوائد" للهيثمي (9/ 103 - 109)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (5/ 208 - 214)، و"الصحيحة" للألباني (4/ 330 - 344) رقم (1750).

أمَّا الشطر الثاني: "اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ ولاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ"، فقد نقل الإِمام ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/ 214) عن الحافظ الذَّهَبِيِّ قوله:"صَدْرُ الحديث -يعني: "مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ"- متواتر، أتيقن أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاله، وأمَّا "اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ والاهُ" فزيادة قويَّة الإسناد".

وانظر في شواهد هذا الشطر: "خصائص عليّ" للنَّسَائي ص 96 - 108 مع حاشية محققه، و"مجمع الزوائد"(9/ 103 - 109)، و"الصحيحة"(4/ 330 - 344).

وأمَّا مَيْلُ الإِمام ابن تَيْمِيَّة رحمه الله لتضعيف الشطر الأول من الحديث، وتكذيبه للشطر الثاني منه، فهو مردود بما تقدَّم. انظر كِتَابَيْه:"منهاج السُّنَّة النبوية"(4/ 85 - 86)، و"مجموع الفتاوى"(4/ 417).

ومِنْ قَبْلِهِ قد قال الإِمامُ ابن حَزْم في "الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحَل"(4/ 224) عن شطره الأول: "لا يصحُّ من طريق الثقات". وهذه منه رحمه الله مُجَازَفَةٌ.

وسيأتي برقم (1237) من حديث أبي هريرة، وبرقم (1897) من حديث ابن عبَّاس، و (2160) من حديث عليّ بن أبي طالب.

ص: 45

معنى الحديث:

شَرَحَ الإِمام ابن تَيْمِيَّة في "منهاج السُّنَّة"(4/ 86 - 87) هذا الحديث فقال: "والمولى كالولي، واللَّهُ تعالى قال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [سورة المائدة: الآية 55]. وقال: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [سورة التحريم: الآية 4]. فبيَّن أنَّ الرسول وليّ المؤمنين وأنَّهم مواليه أيضًا كما بيَّن أنَّ اللَّه وليّ المؤمنين وأنَّهم أولياؤُه، وأنَّ المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فالموالاة ضدّ المعاداة وهي تثبت من الطرفين. . . . وهذا حُكْمٌ ثابت لكلِّ مؤمن. فعليٌّ رضي الله عنه من المؤمنين الذين يتولون المؤمنين ويتولونه. وفي هذا الحديث إثبات إيمان عليٍّ في الباطن، والشهادة له بأنَّه يستحق الموالاة باطنًا وظاهرًا، ويردُّ ما يقوله فيه أعداؤه من الخوارج والنواصب، لكن ليس فيه أنَّه ليس من المؤمنين مولى غيره، فكيف ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له موال وهم صالحو المؤمنين. . . وفي الجملة فرق بين الوليّ والمولى ونحو ذلك وبين الوالي، فباب الولاية التي هي ضدّ العداوة شيء، وباب الولاية التي هي الإمارة شيء، والحديثُ إنَّما هو في الأولى دون الثانية، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لم يقل: "من كنت واليه فعليٌّ واليه" وإنَّما اللَّفظِ: "مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه". وأمَّا كون المولى بمعنى الوالي فهذا باطل".

وانظر في شرحه أيضًا: "تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة" لأبي نُعَيْم الأصبهاني ص 54 - 57.

* * *

1092 -

حدَّثني أحمد بن عليّ المُحْتَسِب، والحسن بن محمد الخَلَّال، قالا: حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن عليّ المعروف بالطَّوَابِيقي -زاد أحمد: صاحب موسى الصَّنَوْبَري إملاء، ثم اتفقا- قال: حدَّثنا عليّ بن أحمد البَصْري -جار حُمَيْد الطَّويل- قال: حدَّثنا حُمَيْد الطَّويل،

ص: 46

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا على أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فإنَّ اللَّه بَعَثَهُمْ كما بَعَثَنِي".

(7/ 380 - 381) في ترجمة (الحسن بن عليّ أبو عليّ، المعروف بالطَّوَابِيقي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عليّ بن أحمد البَصْري) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 380) -في ترجمة (الحسن بن عليّ الطَّوَابِيقي) - وقال: "مجهول".

2 -

"المغني"(2/ 442) وقال: "كان قبل الثلاثمائة، فيه جَهَالَةٌ، وحديثه موضوع".

3 -

"الميزان"(3/ 111) وقال: "كان قبل الثلاثمائة، لا يكادُ يُعْرَفُ، والخبر موضوع، وحديثُهُ يقع في جزء طلحة الكَتَّاني، زعم أنَّه سَمِعَ من الأنصاري، حَدَّثَ عنه دَعْلَج فقال: حدَّثنا عليّ بن عبد الرحمن الهَجَرِيّ".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ الطَّوَابِيقي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 113) و (2/ 335)، من طريق النُّعْمَان بن عبد السَّلام، حدَّثنا أبو العَوَّام، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إذا سَلَّمْتُمْ عليَّ فَسَلِّمُوا على المُرْسَلِينَ، فإنَّما أن رَسُولٌ مِنَ المُرْسَلِينَ".

وفي إسناده (أبو العوَّام عِمْران بن دَاوَر القطَّان البَصْري)، قال الذَّهَبِيُّ عنه

ص: 47

في "المغني"(2/ 478): "صدوق، ضعَّفه يحيى والنَّسَائي". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 38): "صدوق يَهِم، ورُمي برأي الخوارج". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (542).

ورواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس"، وأبو يَعْلَى الصابوني في "فوائده"، عن أنس مرفوعًا بلفظ: إذا صلَّيْتُمْ على المُرْسَلِينَ فَصَلُّوا عليَّ معهم، فإنِّي رَسُولٌ مِنَ المُرْسَلِينَ".

قال الحافظ السَّخَاوِيُّ في "القول البديع في الصَّلاة على الحبيب الشفيع" ص 52 - 53 بعد أن ذكر ما تقدَّم: "وقيل: عن أنس عن أبي طلحة، رواه ابن أبي عاصم في كتابه. . . وبلفظ آخر: "إذا سلَّمتم عليَّ فسلِّموا على المُرْسَلِينَ". وذكر المجد اللغوي أنَّ إسناده صحيح محتجٌّ برجاله في "الصحيحين"، واللَّه أعلم".

وله شواهد من حديث أبي هريرة، وعليّ، وبُرَيْدَة، وقَتَادَة. انظرها والكلام عليها في:"القول البديع" ص 52 - 53، و"جلاء الأفهام" لابن القَيِّم ص 317.

وحديث أبي هريرة سيأتي برقم (1181)، وإسناده ضعيف.

* * *

1093 -

حدَّثني عليُّ بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن عليّ البَصْري

(1)

يقول: الحسن بن عليّ بن زكريا أبو سعيد العَدَوي أصله بَصْري سكن بغداد، كذَّاب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يقول على النبيِّ ما لم يقل، زعم لنا أنَّ خِرَاشًا حدَّثه عن أنس بن

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سمعت أبا محمد الحسين بن عليّ الصيمري". والتصويب من "سؤالات حمزة السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من المشايخ" ص 211، و"تذكرة الحفَّاظ" للذَّهَبِيّ (3/ 1021).

ص: 48

مالك أحاديث فوق العشرة، وزعم لنا أنَّ عُرْوَة بن سعيد حدَّثه عن ابن عَوْن نسخة، وممّا حدَّث به -لا جَزَاهُ اللَّه خيرًا- عن شيخ قد سمَّاه لنا، عن شُعْبَة، عن تَوْبة العَنْبَرِيّ،

عن أنس رَفَعَهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالوجُوهِ المِلَاحِ، والحَدَقِ السُّودِ، فإنَّ اللَّه يَسْتَحِي أنْ يُعَذِّبَ وَجْهًا مَلِيحًا بالنَّارِ".

وأشياء كثيرة تُبَيِّنُ كَذِبَهُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(7/ 382) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح العَدَوي البَصْرِي أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوي البَصْرِي أبو سعيد) فإنَّه كان ممن يضع الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).

التخريج:

رواه حمزة بن يوسف السَّهْمِيُّ في "سؤالاته للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من المشايخ" ص 211 - 212 رقم (284)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وسيأتي تخريجه أيضًا في الحديث التالي رقم (1094).

* * *

1094 -

أخبرنا أبو سعيد المَالِيني -قراءةً-، أخبرنا أبو القاسم عبد اللَّه بن الحسن بن سليمان النَّخَّاس المُقْرِئ، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن زُفَر، حدَّثنا الصَّبَّاح بن عبد اللَّه أبو بِشْر، حدَّثنا شُعْبَة، عن تَوْبَة العَنْبَرِيّ،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالحَدَقِ السُّودِ، فإنَّ اللَّه يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الوَجْهَ الحَسَنَ بالنَّارِ".

ص: 49

(7/ 382) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح العَدَوي البَصْري أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح بن عاصم بن زُفَر بن العلاء بن أَسْلَم العَدَوي البَصْري أبو سعيد)، وهو من المعروفين بالوضع في الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"، من طريق الحسن بن عليّ العَدَوي البصري، عن إبراهيم بن محمد الهُجَيْمِي، والصَّبَّاح بن عبد اللَّه، قالا: حدَّثنا شُعْبَة، به. كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 113). ولم أقف عليه في "الكامل" المطبوع.

ورواه الشِّيرازي في "الألقاب"، من طريق لاحِق بن الحسين، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي دُرَّة، عن محمد بن طلحة الطائفي، عن إبراهيم بن سليمان، عن شُعْبَة، به.

قال السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 113) بعد أن ذكره: "ولاحِق: كذَّاب وضَّاع". وستأتي ترجمته في حديث (1276).

ورواه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس"، من طريق جعفر بن أحمد الدَّقَّاق، عن عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، عن عمرو بن مرزوق، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه تعالى لا يُعَذِّبُ حِسَانَ الوُجوهِ، سُودَ الحَدَقِ". ذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 113 - 114).

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 174): "في سنده جعفر بن أحمد الدَّقَّاق وهو آفته فيما أظن، واللَّه أعلم".

ص: 50

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 22) رقم (4040) عن أنس مرفوعًا بلفظ: "عليكم بالوُجوهِ الحِسَانِ والحَدَاقِ السُّودِ، فإنَّ اللَّه عز وجل يستحي أن يعذِّب وَجْهًا مَلِيْحًا بالنَّارِ".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 161) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهم به أبو سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح بن عاصم بن زُفَر العَدَوي، وإنَّما يُدَلِّسُه الرواة لئلا يعرف، وهذه جناية قبيحة منهم على الإسلام". ثم نقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 113 - 114)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 174).

قال الإِمام ابن القَيِّم في "المنار المُنيف" ص 63: "كُلُّ حديثٍ فيه ذكرُ حسان الوجوه، أو الثناء عليهم، أو الأمر بالنظر إليهم، أو التماس الحوائج منهم، أو أنَّ النَّار لا تمسّهم، فَكَذِبٌ مُخْتَلَقٌ وإِفْكٌ مُفْتَرَى".

وذكره الإِمام القاري في "الأسرار المرفوعة" ص 311 رقم (1197) وقال: "فلعنةُ اللَّه على واضعه الخبيث".

وذكره الإِمام الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 248 وقال: "وهو موضوع، في إسناده وضَّاع".

* * *

1095 -

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي، أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه الذَّارِع، حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ.

وأخبرنيه أبو القاسم الأَزْهَري، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى النَّيْسَابُورِيّ، أخبرنا محمد بن طاهر القُرَشِي، حدَّثنا الحسن بن صالح البَصْرِي، حدَّثنا إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات، حدَّثنا شُعْبَة، عن تَوْبَة العَنْبَرِيّ،

ص: 51

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالوُجوهِ المِلَاحِ، والحَدَقِ السُّود، فإنَّ اللَّه يَسْتَحي أَنْ يُعَذِّبَ وَجْهًا مَلِيْحًا بالنَّارِ".

(7/ 382 - 383) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح العَدَوي البَصْرِي أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ العَدَوي البَصْرِي)، وهو من المعروفين بالوضع في الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1094).

وقد رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 160 - 161) عن الخطيب من طريقه هذا.

* * *

1096 -

أخبرنا الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدَّثنا الحسن بن عليّ العَدَوي، حدَّثنا كامل بن طلحة، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، حدَّثنا سعيد بن أبي سعيد المَقْبُريّ،

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في السماء الدُّنيا ثمانين ألف مَلَك يستغفرونَ اللَّه لمن أحبَّ أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانون ألف مَلَك يلعنونَ من أبغضَ أبا بكر وعمر".

(7/ 383) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح العَدَوي البَصْرِي أبو سعيد).

ص: 52

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوي البَصْري) وهو من المعروفين بالوضع في الحديث وسرقته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).

و(ابن لَهِيعَة) هو (عبد اللَّه بن لَهِيعَة المِصْرِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

و(الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفي أبو القاسم): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).

قال الحافظ الخطيب عقبه: "وهذا الحديث وضعه العَدَوِيُّ عن كامل بن طلحة، وإنَّما يرويه عبد الرزاق بن منصور البُنْدَار، عن أبي عبد اللَّه الزاهد السَّمَرْقَنْدِيّ، عن ابن لَهِيعَة. وأبو عبد اللَّه الزاهد: مجهول، فَأَلْزَقَهُ العَدَوِيُّ على كاملِ، وكاملٌ ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عن ابن لَهِيعَة".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 752) -في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا العَدَوي) - من طريق الحسن بن عليّ العَدَوي هذا، عن كامل بن طلحة، به.

قال ابن عدي: "وهذا حديث يرويه عبد الرزاق بن محمد بن منصور، عن أبي عبد اللَّه الزاهد السَّمَرْقَنْدِيّ، عن ابن لَهِيعَة، حدَّثناه عبد الملك بن محمد بن منصور، عن أبي عبد اللَّه الزاهد، وأَلْزَقَهُ العَدَوِيُّ على كامل، وليس الحديث عند كامل، ولا هو محفوظ عن ابن لَهِيعَة لأنَّ أبا عبد اللَّه الزاهد مجهول الأسانيد".

وسيأتي تخريجه من طريق أبي عبد اللَّه الزاهد في الحديث التالي (1097).

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 325 - 326) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

ص: 53

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 348 - 349): "قال السُّيُوطِيُّ

(1)

: وأبو عبد اللَّه الزاهد الذي جهله الخطيب، سمَّاه ابن شاهين في كتاب:"السُّنَّة" في طريق هذا الحديث، فقال: أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه السَّمَرْقَنْدِيّ الزاهد

(2)

. وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"

(3)

: محمد بن عبد اللَّه السَّمَرْقَنْدِيّ عن ابن لَهِيعَة بخبر موضوع هو آفته. وللحديث طريق آخر أخرجه الخطيب في "رواة مالك"، وفيه سهل بن صغير. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وأخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ في "الغرائب" من طريق سهل أيضًا، وقال: حديث منكر، وسهل بن صغير ومن دونه مجهولون واللَّه أعلم. وله طريق آخر من حديث أنس أخرجه ابن عساكر. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: فيه غير واحد لم أقف لهم على ترجمة".

* * *

1097 -

حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا محمد بن العبَّاس الخزَّاز، حدَّثنا أبو القاسم الحسن بن إدريس بن محمد بن شَاذَان القَافْلَائِيّ، حدَّثنا عبد الرزاق بن منصور البُنْدَار، حدَّثنا أبو عبد اللَّه السَّمَرْقَنْدِيّ الزاهد، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِيّ،

عن أبي هريرة قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في السماء الدُّنْيَا ثمانين ألف مَلَك يستغفرون لمن أحبَّ أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانين ألف مَلَك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر. ومن أحبَّ جميع الصحابة فقد برئ من النِّفَاقِ".

(7/ 383 - 384) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح العَدَوي أبو سعيد).

(1)

كلام السُّيُوطيُّ هذا في كتابه "اللآلئ المصنوعة"(1/ 307 - 308)، وابن عَرَّاق اختصره عنه.

(2)

الذي في كتاب ابن شاهين ص: 238 "أبو عبد اللَّه بن عبيد اللَّه السَّمَرْقَنْدِي الزَّاهد"!.

(3)

(3/ 604).

ص: 54

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (محمد بن عبد اللَّه السَّمَرْقَنْدِيّ أبو عبد الرحمن) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(3/ 604): "عن ابن لَهِيعَة بخبر موضوع، هو آفته". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 224). وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق أيضًا رقم (1096).

التخريج:

رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" ص 238 رقم (154) -دون قوله: "ومن أحبَّ جميع الصحابة. . . "-، وأبو نُعَيْم في "أخبار أصبهان"(2/ 136)، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 326)، من طريق عبد الرزاق بن منصور، عن أبي عبد اللَّه السَّمَرْقَنْدِيّ الزاهد، به.

قال ابن الجَوْزي: "أبو عبد اللَّه الزاهد مجهول".

وانظر في تخريجه الحديث السابق أيضًا رقم (1096)، والحديث التالي رقم (1098).

* * *

1098 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق المُقْرِئ، أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير، حدَّثنا أبو سعيد العَدَوي، حدَّثنا طَالُوت، عن عبَّاد الجَحْدَري، حدَّثنا الربيع بن مسلم القُرَشِي، عن محمد بن زياد،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في السماء الدُّنْيَا ثمانين ألف مَلَك يستغفرون اللَّه لمن أحبَّ أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانين ألف مَلَك يلعنون من أَبْغَضَ أبا بكر وعمر".

(7/ 384) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن زكريا بن صالح العَدَوي أبو سعيد).

ص: 55

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (الحسن بن عليّ العَدَوي أبو سعيد)، وهو من المعروفين بالوضع في الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (356).

قال الحافظ الخطيب عقبه: "وهذا الإِسناد صحيح، ورجاله كلُّهم ثقات، وقد أتى العَدَويُّ أمرًا عظيمًا وارتكب أمرًا قبيحًا في الجرأة بوضعه، أعظم من جرأته في حديث ابن لَهِيعة".

وقد تقدَّم حديث ابن لَهِيعة برقم (1096).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 327) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

ورواه الدَّيْلَمِيُّ، عن محمد، حدَّثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدَّثنا عمر بن إبراهيم، عن أبي سعيد العَدَوي، به، ثم قال:"ورواه أبو نُعَيْم -يعني في فضائل الصحابة"- عن محمد بن إسحاق الأَهْوَازي، عن محمد بن عليّ الصَّيْرَفي، عن طالوت". كذا في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 307).

وانظر في تخريجه أيضًا الحديث السابق برقم (1096) و (1097).

* * *

1099 -

أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا أبو عليّ بن الصَّوَّاف، ومحمد بن عليّ بن سهل الإِمام، والحسن بن عليّ بن الخَطَّاب الوَرَّاق البغدادي، وسليمان بن أحمد الطبراني، قالوا: حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا زكريا بن يحيى، حدَّثنا يحيى بن سالم، حدَّثنا أشعث ابن عمِّ حسن بن صالح -وكان يفضل على الحسن-، حدَّثنا مِسْعَر، عن عطيَّة،

ص: 56

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مكتوبٌ على باب الجَنَّة لا إلهَ إلَّا اللَّهُ محمد رسول اللَّه، عليٌّ أخو رسول اللَّه، قبل أن تُخْلَقَ السموات والأرض بألفي عام".

(7/ 387) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن الحسن الورَّاق).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (زكريا بن يحيى الكِسَائي الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 107)، وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل أنَّه قال:"سألتُ يحيى -يعني ابن مَعِين- قلت: شيخ بالكوفة يقال له زكريا الكِسَائي، فقال: رجل سوء يحدِّث بحديث سوء. قلت ليحيى: إنَّه قد قال لي أنَّك قد كتبت عنه. فَحَوَّلَ يحيى وجهه إلى القِبْلَة وحَلَفَ باللَّه مجتهدًا أنَّه لا يعرفه ولا أتاه ولا كتب عنه إلَّا أن يكون رآه في طريق وهو لا يعرفه. ثم قال يحيى: يستأهلُ أَنْ تُحْفَرَ له بِئْرٌ فَيُلْقَى فيها".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 109 رقم (220) وقال: "متروك الحديث ضعيف".

3 -

"الكامل" لابن عدي (3/ 1070) وقال بعد أن روى بعض حديثه: "أكثر الأحاديث التي يرويها في فضائل أهل البيت الذي يقع فيه النكرة ومثالب غيرهم من الصحابة التي كلّها موضوعات. وهذا الذي قاله ابن مَعِين يحدِّث بأحاديث سوء، إنما يرويه في مثالب الصحابة".

4 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 220 رقم (240) وقال: "عن يحيى بن سالم الأَسَدِي، متروك أيضًا".

5 -

"الضعفاء والمتروكين" لابن الجَوْزي (1/ 295 - 296).

ص: 57

6 -

"المغني"(1/ 240) وقال: "رَافِضِيٌّ هَالِكٌ".

كما أنَّ فيه: (أشعث ابن عمِّ الحسن بن حَيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 33) وقال: "كان له مذهب، ليس ممن يضبط الحديث". وقال أيضًا: "وليس زكريا بن يحيى، ويحيى بن سالم، بدون أشعث في هذا المذهب"

(1)

.

2 -

"المغني"(1/ 92) وقال: "شيعي جَلْدٌ، وليس بعمدة".

3 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 269) وقال؛ "شيعي جَلْدٌ، تُكُلِّمَ فيه". وذكر حديثه هذا من طريق العُقَيْلِي.

وفيه أيضًا: (يحيى بن سالم الأَسَدِي الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 396 رقم (585). وص (220) رقم (240) في ترجمة (زكريا بن يحيى الكِسَائي) وقال: "متروك".

2 -

"المغني"(2/ 735) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ والعُقَيْلِيّ".

التخريج:

رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 668 - 669) رقم (1140)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 270) رقم (3696) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 256)، والخطيب البغدادي في "موضِّح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 441)، من طريق محمد بن عثمان، عن زكريا الكِسَائي، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 111) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه أشعث ابن عمِّ الحسن بن صالح وهو ضعيف ولم أعرفه".

(1)

وردت العبارة في "الضعفاء" محرفة. والتصويب من "اللسان"(1/ 457).

ص: 58

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 33) -في ترجمة (أشعث ابن عمِّ حسن بن صالح) - عن محمد بن عثمان، عن زكريا بن يحيى الكِسَائي، به، بلفظ:"مكتوب على باب الجَنَّة لا إله إلَّا اللَّه محمد رسول اللَّه، أيدته بعليٍّ قبل أن يخلق اللَّه السموات والأرض بألفي سنة".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 216) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم في "التاريخ"، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، والمُتَّهَمُ به زكريا بن يحيى". ثم نقل أقوال النُّقَّاد فيه.

* * *

1100 -

أخبرنا العَتِيقي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن أحمد بن عَوْن الحَرِيري قال: حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي -إملاءً-، حدَّثنا يوسف بن موسى، حدَّثنا عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرَة، عن أبيه، عن جَدِّه،

عن أبي الدَّرْدَاء قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ، ما قال عَبْدٌ لشيءٍ واللَّهِ لا أفعلُهُ أبدًا، إلَّا تَرَكَ الشَّيطانُ كُلَّ عَمَلٍ وَوَلِعَ بذلك منه حتَّى يُؤْثِمَهُ".

(7/ 389) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن أحمد بن عَوْن الحَرِيري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والشطر الأول منه: "إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ" له شواهد عِدَّة معلولة، وهو ضعيف.

ففيه (عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرَة بن عبد الرحمن الشَّيْبَاني) وقد ترجم له في:

ص: 59

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 376) وقال: "كذَّاب".

2 -

"العلل" لأحمد (1/ 395) وقال: "ضعيف الحديث".

3 -

"التاريخ الكبير"(5/ 436) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"أحوال الرجال" ص 68 رقم (77) وقال: "دجَّال كذَّاب".

5 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 634).

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 56)، وقال:"ضعيف ليس حديثه بشيء".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 166 رقم (405) وقال: "متروك الحديث".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 38 - 39) وفيه عن بَهْز بن أَسَد: "كذَّاب منكر الحديث".

9 -

"الجرح والتعديل"(5/ 374) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث ذاهب الحديث".

10 -

"المجروحين"(2/ 133) وقال: "كان ممن يضع الحديث، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة الاعتبار".

11 -

"الكامل"(5/ 1942) وقال: "له أحاديث غرائب عن أبيه عن جَدِّه عن الصحابة ممَّا لا يتابعه عليه أحد".

12 -

"سؤالات مسعود السِّجْزِي للحاكم" ص 203 رقم (256) وقال: "ذاهب الحديث جدًّا".

13 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 170) رقم (129) وقال: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة".

14 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 105 رقم (132) وقال: "روى عن أبيه مناكير".

ص: 60

15 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 289 رقم (362) وقال: "متروك".

16 -

"الميزان"(2/ 666 - 667) وذكر حديثه هذا واعتبره من بلاياه.

17 -

"اللسان"(4/ 71 - 72) وفيه عن صالح بن محمد جَزَرَة: "عامَّة حديثه كَذِبٌ، وأبوه هارون ثقة".

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(9/ 222) رقم (4598)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 32 رقم (50)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2212) -في ترجمة (محمد بن أبي الزُّعَيْزَعَة) -، والعَسْكَرِيُّ في "الأمثال" -كما في "المقاصد الحسنة" ص 148 - ، من طريق محمد بن أبي الزُّعَيْزَعَة، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا به.

واقتصر أبو الشيخ وابن عدي على ذكر أوله فحسب: "البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ".

وفي إسناده عندهم (محمد بن أبي الزُّعَيْزَعَة)، قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (2/ 289):"دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ، كان يروي الموضوعات". وانظر ترجمته في "اللسان"(5/ 165 - 166).

ورواه العُقَيْلِيُّ في "الضعفاء"(3/ 39) -في ترجمة (عبد المَلَك بن هارون) - مختصرًا، والدَّيْلَمِي، والدَّارَقُطْنِيّ -كما في "المقاصد الحسنة" ص 148 - ، من طريق عبد المَلَك بن هارون، عن أبيه، به.

قال العُقَيْلِيّ: "لا يُتَابَعُ عليه، ولا أصل له عن ثقة".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 83 - 84)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تفرَّد به عبد الملك". ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

ص: 61

وللشطر الأول من الحديث: "إنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ" شواهد عِدَّة من حديث حُذَيْفَة، وابن عبَّاس، وأنس، وابن مسعود، والحسن مرسلًا، وكلُّها معلولة. انظرها والكلام عليها في:"مسند الشِّهَاب" للقُضَاعي (1/ 161 - 162)، و"شُعَب الإِيمان" للبيهقي (9/ 220 - 221)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 83 - 84)، و"المقاصد الحسنة" ص 147 - 148، و"اللآلئ المصنوعة"(2/ 293 - 295)، و"تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 296).

قال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 148: "وقد أورده ابن الجَوْزي في "الموضوعات" من حديثي أبي الدَّرْدَاء، وابن مسعود، ولا يُحْسُنُ بمجموع ما ذكرناهُ الحُكْمُ عليه بذلك".

وسيأتي تخريجه من حديث ابن مسعود برقم (2031).

* * *

1101 -

أخبرنا الحسن بن عليّ الأَقْرَع، حدَّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المُقْرِئ الكَتَّاني، وأبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس الذَّهَبِيّ -واللفظ له-، قالا: حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا طالوت بن عبَّاد أبو عثمان الصَّيْرَفي، حدَّثنا فَضَّال بن جُبَيْر قال:

سمعتُ أبا أُمَامة البَاهِلِيّ يقولُ: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اكْفَلُوا لي سِتًّا أَكْفَلُ لكم الجَنَّةَ: إذا حدَّث أَحَدُكُمْ فلا يَكْذِبْ، وإذا اؤتُمِنَ فلا يَخُنْ، وإذا وَعَدَ فلا يُخْلِفْ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ، واحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ".

(7/ 392) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ المؤدِّب الأَقْرَع أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بشواهده.

ص: 62

ففيه (فَضَّال بن جُبَيْر الغُدَانِيّ البَصْرِيّ أبو مُهَنَّد): ضعيف.

وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (172).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 314) رقم (8018)، و"المعجم الأوسط"(3/ 358) رقم (2560)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2047) -في ترجمة (فَضَّال بن جُبَيْر) -، من طريق فَضَّال هذا، عن أبي أُمَامة مرفوعًا، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 301): رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، وفيه فَضَّال بن الزُّبَيْر -ويقال: ابن جُبَيْر-، وهو ضعيف".

وله شاهد من حديث عُبَادة بن الصَّامت مرفوعًا بذكر الخصال الستة، رواه أحمد في "المسند"(5/ 323)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 245) رقم (271)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 358 - 359)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 288)، وفي "شُعَب الإِيمان"(9/ 97 و 461 - 462) رقم (4464 و 4877)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الصَّمْت" ص 230 رقم (444)، وفي "مكارم الأخلاق" ص 25 رقم (116)، من طريق المطَّلب بن حَنْطَب، عن عُبَادة بن الصَّامت.

قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "فيه إرسال". أقول: يعني الذَّهَبِيُّ بالإرسال هنا: الانقطاع. وهذا الانقطاع بين (المُطَّلِب بن عبد اللَّه بن حَنْطَب) وبين (عُبَادة بن الصَّامت). ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 164 نقلًا عن أبيه: قوله في (المطَّلب): "عامَّة روايته مرسل. روى عن عُبَادَةَ مُرْسَلًا لم يدركهـ".

ص: 63

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 145) بعد أن عزاه لأحمد والطبراني في "الأوسط": "ورجاله ثقات إلَّا أنَّ المطَّلب لم يسمع من عُبَادَة".

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 536): "قال الذَّهَبِيُّ في "اختصاره" للبيهقي -يعني مختصره لـ "السنن الكبرى"-: إسناده صالح. وقال العلائي في "أماليه": سنده جيِّد، وله طرق هذه أمثلها. وفي كلامهما إشارة إلى أنَّه لم يرتق عن درجة الحسن".

وله شاهد آخر من حديث أنس مرفوعًا بذكر الخصال الستة، رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 359)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 35 رقم (180)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1191 - 1192) -في ترجمة (سعد بن سِنَان -ويقال: سنان بن سعد-) -.

قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 588): "رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وأبو يَعْلَى، والحاكم، والبيهقي، ورواتهم ثقات إلَّا سعد بن سِنَان".

أقول: (سعد بن سِنَان الكِنْدِيّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 287): "صدوق له أفراد". وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 254): "ضعَّفوه ولم يترك". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (285).

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 414) رقم (2610) وعزاه إلى أبي بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن مَنِيع.

* * *

1102 -

أخبرني أبو سعيد الحسن بن عليّ، حدَّثنا عيسى بن عليّ الوزير، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا يعقوب القُمِّي، عن لَيْث، عن مجاهد،

عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم

ص: 64

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ:"عليكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّه جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ، عليكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّه رَهْبَانِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ، عليكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ وَذِكْرٌ فِي الأَرْضِ، وَاخْزُنْ لِسَانَكَ إِلا مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ".

(7/ 392 - 393) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن محمد الكُتُبِيّ أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 283 - 284) رقم (1000)، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 66 - 67)، من طريق يعقوب بن عبد اللَّه القُمِّي، عن ليث، به.

قال الطبراني: "لا يُرْوَى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به يعقوب القُمِّي".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 301): "رواه الطبراني في "الصغير" وفيه لَيْث بن أبي سُلَيْم وهو مدلِّس، وقد وثِّق هو وبقية رجاله".

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 82) عن حسين، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن الحجَّاج بن مروان الكَلَاعي، وعَقِيل بن مُدْرِك السُّلَمِي، عن أبي سعيد

ص: 65

الخُدْري، فذكر نحوه دون قوله:"وَاخْزُنْ لِسَانَك إلَّا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّكَ تَغْلْبُ الشَّيْطَانَ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 215): "رواه أحمد وأبو يعلى. . . ورجال أحمد ثقات، وفي إسناد أبي يعلى لَيْث بن أبي سُلَيْم وهو مدلِّس".

أقول: في إسناد أحمد: (عَقِيل بن مُدْرِك السُّلَمي -ويقال الخَوْلانِي- الشَّامي أبو الأَزْهَر) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وروى له أبو داود حديثًا واحدًا كما في "التهذيب" (7/ 255). ولذا قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 29):"مقبول"/ د. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 239): "وثِّق".

كما أنَّ فيه (حجَّاج بن مروان الكَلَاعي)، قال ابن حَجَر عنه في "تعجيل المنفعة" ص 62:"ليس بالمشهور. . حديثه في "المسند" مقرون بعَقِيل بن مُدْرِك".

* * *

1103 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثنا الحسن بن العبَّاس الجَمَّال، حدَّثنا عبد اللَّه بن هارون بن موسى الفَرْوي قال: حدَّثني قُدَامَة بن خَشْرَم، عن أبيه، عن بُكَيْر بن الأَشَجّ، عن ابن شِهَاب،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَزَّى أخاهُ المؤمنَ مِنْ مُصيبةٍ، كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةً يُحْبَرُ بها يومَ القيامةِ". قيل يا رسول اللَّه ما يُحْبَرُ؟ قال: "يُغْبَطُ بها يومَ القيامةِ".

(7/ 397) في ترجمة (الحسن بن العبَّاس بن أبي مِهْرَان المُقْرِئ الرَّازي الجَمَّال أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ص: 66

ففيه (عبد اللَّه بن هارون بن موسى بن أبي عَلْقَمَة الفَرْوي المَدَني أبو عَلْقَمَة) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(5/ 194) وقال: "كتبت عنه بالمدينة وقيل لي: إنَّه يُتَكَلَّمُ فيه".

2 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 45 - 46) باسم (عبد اللَّه بن عيسى الفَرْوي الأَصَمّ أبو عَلْقَمَة) وقال: "من أهل المدينة، يروي عن ابن نافع ومُطَرِّف بن عبد اللَّه بن الأَصَمّ العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 367) وقال: "يخطئ ويخالف".

4 -

"الكامل"(4/ 1572 - 1573) وذكر له بعض حديثه -ومنها حديث أنس هذا- وقال: "ولم أر لعبد اللَّه بن هارون الفَرْوي أنكر من هذه الأحاديث التي ذكرتها".

5 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 516) وقال: "له عن القَعْنَبِيّ وغيره مناكير، ولم يُتْرَكْ. ذكره ابن عدي وطَعَنَ فيه".

6 -

"التهذيب"(12/ 172 - 173) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ في "غرائب مالك": "متروك الحديث". وقال أبو أحمد الحاكم: "منكر الحديث وأبوه هارون بن موسى من الثقات".

7 -

"التقريب"(2/ 452) -الكُنَى- وقال: "ضعيف، من الحادية عشرة"/ تمييز.

كما أنَّ فيه (قُدَامَة بن محمد بن قُدَامَة بن خَشْرَم بن يَسَار الأَشْجَعِي المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 194 رقم (710) وقال:

ص: 67

"لا أعرفه". قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 129) بعد ذكره لقول ابن مَعِين هذا: "يعني لا يخبره، وأمَّا قُدَامَة فمشهور"

(1)

.

2 -

"الجرح والتعديل"(7/ 129) وفيه عن أبي حاتم: "ليس به بأس". وقال أبو زُرْعَة: "لا بأس به".

3 -

"المجروحين"(2/ 219 - 220) وقال: "يروي عن أبيه ومَخْرَمَة بن بُكَيْر، عن بُكَيْر بن عبد اللَّه بن الأَشَجّ المقلوبات التي لا يُشَارَك فيها. . . لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

4 -

"الكامل" لابن عدي (6/ 2074 - 2075) وذكر بعض حديثه وقال: "ولقُدَامَة عن إسماعيل عن ابن جُرَيْج غير ما ذكرت من الحديث، وكلُّ هذه الأحاديث في هذا الإِسناد غير محفوظة".

5 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 386) وقال: "تكلَّم فيه ابن حِبَّان ومشَّاه غيره".

6 -

"التقريب"(2/ 124) وقال: "صدوق يخطئ، من التاسعة"/ س.

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 219) -في ترجمة (قُدَامة بن محمد بن خَشْرَم) -، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1572) -في ترجمة (عبد اللَّه بن هارون الفَرْوي) -، من طريق عبد اللَّه بن هارون، عن قُدَامَة بن خَشْرَم، به.

قال ابن عدي: "وهذا الحديث بهذا الإِسناد ليس له أصل".

وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(3/ 555) رقم (5738).

(1)

عزا ابن حَجَر في "التهذيب"(8/ 365) هذا التفسير لعثمان الدَّارِمي!

ص: 68

كما ذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 224 رقم (841) وقال: "فيه قُدَامَة بن محمد يروي عن أبيه المقلوبات، هو أيضًا في الحديث".

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 801) إلى الحاكم في "تاريخه"، والخطيب، وابن عساكر، فحسب.

* * *

1104 -

أخبرنا أبو محمد الخَلَّال، حدَّثنا الحسن بن العبَّاس بن الفَضْل الشِّيرازي الدَّاوُدي -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا محمد بن عليّ بن مِهْرَان الصَّيْدلانِي -بإصْطَخْر-، حدَّثنا إسماعيل بن يحيى، حدَّثنا اللَّيْث بن حمَّاد

(1)

، عن غُورَك بن الحَضْرَمِي

(2)

أبي عبد اللَّه

(3)

، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "في الخَيْلِ السَّائِمَةِ في كُلِّ فَرَسٍ دينَارٌ".

(7/ 398) في ترجمة (الحسن بن العبَّاس بن الفضل الشِّيرازِيّ أبو عليّ).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الليث عن حمَّاد". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة دار الكتب المصرية ص 292.

(2)

بالحاء المهملة المكسورة، بعدها صاد مهملة ساكنة. وقد تَصَحَّفَت في المطبوع إلى:"الحضرمي". وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة دار الكتب المصرية ص 292 إلى: "خضرمي". وفي "السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 126) إلى: "الخضرم". وفي "الميزان"(3/ 337)، و"اللسان"(4/ 421)، و"مجمع البحرين" (3/ 27) إلى:"الحضرمي". والتصويب من "الأنساب"(4/ 151)، و"تبصير المنتبه"(2/ 506).

(3)

أقول: هو عند من أخرجه ممن سيأتي ذكرهم في "التخريج" -سوى الطبراني-: عن الليث بن حمَّاد، عن أبي يوسف، عن غُورَك، بذكر (أبي يوسف) بين (الليث) و (غُورَك). وما في المطبوع هنا، يوافق ما في (المخطوط) نسخة دار الكتب المصرية، و"مجمع البحرين"(3/ 27).

ص: 69

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (غُورَك بن الحِصْرِم الحِضْرَمِيّ السَّعْدِيّ -ويقال: السَّغْدِيّ- أبو عبد اللَّه)، قال الدَّارَقُطْنِيُّ عنه في "سننه" (2/ 126):"ضعيف جدًّا".

وقال ابن الجَوْزي عنه في "العلل"(2/ 5): "ليس بشيء".

وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 421) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ.

كما أنَّ فيه (اللَّيْث بن حمَّاد الإِصْطَخْرِيّ)، وقد أشار الدَّارَقُطْنِيّ إلى ضعَّفه في "سننه" (2/ 126). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 420) وقال:"عن أبي يوسف القاضي، ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ".

وفيه أيضًا (إسماعيل بن يحيى بن بَحْر الكِرْمَاني)، وقد أشار الدَّارَقُطْنِيُّ إلى ضعَّفه في "سننه"(2/ 126). وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 441) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ تضعيفه له.

وفيه كذلك صاحب الترجمة (الحسن بن العبَّاس بن الفَضْل الشِّيْرَازِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 27) رقم (1366) -، من طريق إسماعيل بن يحيى، عن الليث بن حمَّاد، عن غُورَك، به، وقال:"لم يروه عن جعفر إلَّا غُورَك، تفرَّد به الليث بن حمَّاد".

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 125 - 126)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 119)، وعنه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 337)، من طريق

ص: 70

إسماعيل بن يحيى، عن الليث بن حمَّاد، عن أبي يوسف، عن غُورَك، به. بزيادة (أبي يوسف) بين (الليث) و (غُورَك).

قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "تفرَّد به غُورَك عن جعفر، وهو ضعيف جدًّا، ومن دونه ضعفاء".

وقال البيهقي: "تفرَّد به غُورَك هذا". ونقل تضعيفه عن الدَّارَقُطْنِيّ.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 69) بعد أن عزاه للطبراني في "المعجم الأوسط": "وفيه الليث بن حمَّاد وغُورَك

(1)

وكلاهما ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 5) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وغُورَك ليس بشيء. وقال الدَّارَقُطْنِيّ هو ضعيف جدًّا".

وذكره ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 150) وعزاه إلى الدَّارَقُطْنِيّ فحسب، وقال:"إسناده ضعيف جدًّا".

وذكره ابن عبد الهادي في "رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة" ص 24، ضمن أحاديث يذكرها "بعض الفقهاء والأصوليين أو المحدِّثين محتجًّا به أو غير محتج به مما ليس له إسناد، أو له إسناد ولا يُحْتَجُّ بمثله النَّقَّاد من أهل العلم".

* * *

1105 -

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثَّلَّاج بخطِّه، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن عَلَّان الخَرَّاط -في الكَرْخِ إملاءً من حفظه- قال: سمعتُ الدَّقِيقي يقولُ: حدَّثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيْد الطويل،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَجِيبُوا صَاحِبَ الوَلِيمةِ فإنَّه مَلْهُوفٌ".

(1)

صُحِّفَ في "المجمع" إلى "عورك" بالعين المهملة.

ص: 71

(7/ 399) في ترجمة (الحسن بن عَلَّان الخَرَّاط أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الحافظ الخطيب عقبه: "وهو باطل، والحَمْلُ فيه على الخَرَّاط، إن كان ابن الثَّلَّاج صَدَقَ في روايته عنه".

وَتَرْجَمَ لـ (الخَرَّاط) هذا، الذَّهَبِيّ في "الميزان"(1/ 513)، وابن حَجَر في "اللسان"(2/ 221)، وذكرا الحديث، ونقلا قول الخطيب المتقدِّم.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 264) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم، ونقل قوله السابق، وأضاف:"ابن الثَّلَّاج اسمه عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، كان الدَّارَقُطْنِيّ وغيره يتَّهمونه بوضع الأحاديث، وقال الأَزْهَرِيّ: كان يضع الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (856).

وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 154)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 189).

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 85، وقال:"لا يصحُّ".

* * *

1106 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيْمِيّ، حدَّثنا الحسن بن الفضل الزَّعْفَرَانِيّ، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيَالِسِيّ، قالا: حدَّثنا عبد الحميد بن صالح، حدَّثنا عيسى بن عبد الرحمن، عن السُّدِّيّ، عن أبي عبد اللَّه الجَدَلِيّ،

ص: 72

من أُمِّ سَلَمَة قالت: يا أبا عبد اللَّه أَيُسَبُّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فيكم على المَنَابِرِ! قال: سُبْحَانَ اللَّهِ، وأنَّى يكونُ هذا؟ قالت: أَلَيْسَ يُسَبُّ عَلِيٌّ وَمَنْ يُحِبُّهُ؟ فأَنَا أَشْهَدُ على رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ يُحِبُّهُ.

(7/ 401) في ترجمة (الحسن بن الفضل بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيّ البُوصَرَانِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن الفضل بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيّ البُوصَرَانِيّ أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"المُحَلَّى" لابن حَزْم (9/ 296) وقال: "مجهول".

2 -

"تاريخ بغداد"(7/ 401 - 402) وفيه عن ابن المُنَادي: "أَكْثَرَ النَّاسُ عنه، ثم انكشف أمره فتركوه، وخرَّق أخي كلّ شيء كتب عنه لأنَّه تبيَّن له أمره".

3 -

"المغني"(1/ 166) وقال: "اتُّهِمَ، ومَزَّقُوا حديثه".

و(السُّدِّيُّ) هو (إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي أبو محمد)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 75):"حسن الحديث. . . قال أبو حاتم لا يُحْتَجُّ به". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 71 - 72): "صدوق يَهِم، ورُمي بالتَّشَيُّعِ، من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين -يعني ومائة-/ م 4. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (3/ 132 - 138)، و"التهذيب" (1/ 313 - 314).

و(أبو عبد اللَّه الجَدَلي) هو (عبد بن عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 455):"ثقة، رُمي بالتَّشَيُّع، من كبار الثالثة"/ د ت س. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(3/ 1620) -مخطوط-، و"التهذيب"(12/ 148 - 149).

ص: 73

التخريج:

رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(12/ 444 - 445) رقم (7013)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 323) رقم (738)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 283 - 284) رقم (3716) -، و"المعجم الصغير"(2/ 21)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 254) -مخطوط-، من طريق عيسى بن عبد الرحمن البَجَلِيّ، عن السُّدِّيّ، به.

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 76 - 77)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 322 - 323) رقم (737)، وابن عساكر في "تاريخه"(12/ 253) -مخطوط-، من طريق فِطْر بن خَلِيفة الخيَّاط، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن أبي عبد اللَّه الجَدَلي، عنها، به بنحوه.

وإسناده حسن من أجل (فِطْر بن خَلِيفة)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 114):"صدوق رُمي بالتَّشَيُّع، من الخامسة"/ خ 4. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (2/ 332)، وأشار إلى أنَّ البُخَاري روى له مقرونًا، وقال: "شيعي جَلْدٌ، وثَّقه أحمد وابن مَعِين". وانظر ترجمته أيضًا في: "السِّيَر"(7/ 30 - 33)، و"التهذيب"(8/ 300 - 302).

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 121) بنحوه، من طريق يحيى بن أبي بُكَيْر، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه، وقد رواه بُكَيْر بن عثمان البَجَلِي، عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: رواية إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق السَّبِيعي، كانت قبل اختلاطه، عند من قال باختلاطه. انظر "الكواكب النَّيِّرات" لابن الكَيَّال ص 350 - 351.

ص: 74

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 130): "رواه الطبراني في الثلاثة، وأبو يعلى، ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير أبي عبد اللَّه وهو ثقة. وروى الطبراني بعده بإسناد رجاله ثقات إلى أُمِّ سَلَمَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال مِثْلَهُ".

ورواه أحمد في "المسند"(6/ 323)، وفي "فضائل الصحابة"(2/ 594) رقم (1011)، والنَّسَائي في "خصائص عليّ" ص 111 رقم (91)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 253 - 254) -مخطوط-، من طريق يحيى بن أبي بُكَيْر، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي

(1)

عبد اللَّه الجَدَلي، عنها، به، بنحوه، بزيادة:"سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فقد سَبَّنِي".

وإسناده صحيح.

ومن هذا الطريق رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 121) بنحوه، وبزيادة:"ومن سَبَّنِي فقد سَبَّ اللَّهَ".

* * *

1107 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن فهد بن حمَّاد، حدَّثنا يحيى بن عثمان الحَرْبي، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد الرحمن بن سليمان، عن أبي سعد، عن معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن المسيَّب قال:

سمعت ابن عبَّاس يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَشَى إلى غَرِيم بِحَقِّهِ صَلَّتْ عليه دَوَابُّ الأرضِ، ونُونُ المَاءِ، وتُكْتَبُ له بكُلِّ خَطْوةٍ شَجَرَةٌ تُغْرَسُ في الجنَّةِ، وذَنْبٌ يُغْفَرُ".

(7/ 402) في ترجمة (الحسن بن فهد بن حمَّاد أبو عليّ).

(1)

سقط من "المسند" قوله: "أبي".

ص: 75

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن فهد بن حمَّاد أبو عليّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (1/ 517) وقال: "شيخ لأبي عليّ بن الصَّوَّاف

(1)

. لا يُعْرَفُ، وأتى بخبرٍ باطلٍ رواه عن يحيى بن عثمان الحَرْبي". يشير إلى حديثه هذا.

وأقرَّ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 245) ما ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان".

وقد تابعه (إبراهيم بن هانئ النَّيْسَابُورِيّ) عند البزَّار كما سيأتي.

كما أنَّ فيه (أبو سعد) وهو (البقَّال، سعيد بن المَرْزُبَان الأعور): ضعيف مدلِّس. وقال البُخَاري: "منكر الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (433).

وفيه (عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجَوْن العَنْسِيّ الدِّمَشْقِيّ الدَّارَانِيّ أبو سليمان) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 187 رقم (682) وقال: "ثقة".

2 -

"الجرح والتعديل"(5/ 240) وفيه عن أبي حاتم: "دِمَشْقِيٌّ يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 371).

4 -

"الكامل"(4/ 1596 - 1597) وقال: "عامَّة أحاديثه مستقيمة وفي بعضها الإنكار. . . وأرجو أنَّه لا بأس به".

5 -

"الكاشف"(2/ 148) وقال: "صويلح. ضعَّفه أبو داود".

(1)

هو (محمد بن أحمد بن الحسن) في إسناد الخطيب، وهو ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (30).

ص: 76

6 -

"التقريب"(1/ 482 - 483) وقال: "صدوق يخطئ، من الثامنة"/ ق.

وباقي رجال إسناده حديثهم حسن.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 119) رقم (1342) -من كشف الأستار-، عن إبراهيم بن هانئ، حدَّثنا يحيى بن عثمان، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 139): ورواه البزَّار وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم".

أقول: رجال إسناده معروفون كما تقدَّم، وشيخ البزَّار (إبراهيم بن هانئ) هو (النَّيْسَابُوري أبو إسحاق)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (6/ 204 - 206) وقال:"كان أحد الأبدال". وفيه عن أحمد بن حنبل: "ثقة". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ثقة فاضل". وقال أحمد أيضًا: "إن كان ببغداد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النَّيْسَابُوري". وكانت وفاته عام (265 هـ).

وقد ترجم محقق "كشف الأستار" الشيخ عبد الرحمن الأعظمي لرجال إسناد البزَّار في معرض ردِّه على الهيثمي في قوله السابق، إلَّا أنَّه اكتفى في ترجمته لبعضهم بقوله:(وعبد الرحمن بن سلميان هو: الدَّارَاني، وأبو سعد هو: البَقَّال، ومعاوية بن إسحاق هو: التَّيمِي. ثلاثتهم من رجال (التهذيب) ". ولم يبيِّن حالهم من جهة القبول والردِّ مع أنَّ فيهم ضعفاء كما تقدَّم في مرتبة الحديث.

ويغلب على ظنِّي أنَّ (أبا سعد البَقَّال سعيد بن المَرْزُبَان)، هو علَّة الحديث، فإنَّه منكر الحديث كما قال الإمام البُخَاري. وقال الذَّهَبِيُّ: ليس بالحجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (433)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 77

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 547) رقم (5706).

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 837) إلى الخطيب، والدَّيْلَمِيِّ فقط!

* * *

1108 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا الحسن بن عبد الحميد الكُنَاسِيّ -بالكوفة-، حدَّثنا محمد بن هارون الهاشمي، حدَّثنا محمد بن عليّ أبو عليّ القَزْويني، حدَّثنا إسماعيل بن تَوْبَة

(1)

القَزْويني قال: حدَّثنا الحسن بن قَحْطَبَة

(2)

بن شَبِيب -صاحب الدولة- قال: حدَّثني أبو جعفر المنصور، عن أبيه، عن جدِّه،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الجُبْنُ دَاءٌ، فإذا أُكِلَ بالجَوْزِ فهو شِفَاءٌ".

(7/ 403) في ترجمة (الحسن بن قَحْطَبَة بن شَبِيب الطَّائِي أبو الحسن).

التخريج:

موضوع.

ففيه (محمد بن هارون بن بُرَيْه الهاشمي أبو إسحاق) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "حديث منكر، والقَزْويني المذكور في إسناده محمد بن عليّ: مجهول. والهاشمي يعرف بابن بُرَيْه: ذاهب الحديث يُتَّهَمُ بالوضع".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "ثوبة" بالثاء. والتصويب من ترجمته في "تاريخ قَزْوين"(2/ 290)، و"تهذيب الكمال"(3/ 54).

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "قطحبة". والتصويب من "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 404. وقد ورد على الصواب في أول ترجمته من "التاريخ".

ص: 78

التخريج:

له عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما طرق:

الأولى: عن الحاكم النَّيْسَابُورِي، عن علَّان بن إبراهيم الورَّاق، عن أبي موسى محمد بن أحمد الفقيه، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن المهتدي باللَّه، حدَّثني أبي قال: دخلتُ على المأمون. . . فقال حدَّثني أبي، عن جَدِّي، عن عبد اللَّه بن عبَّاس مرفوعًا به.

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 295 - 296).

قال العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 164: "وهذا محال، فالمهتدي إنما وُلِدَ بعد وفاة المأمون، والرشيد لم يدرك من آبائه من أدرك ابن عبَّاس".

الثانية: عن الحاكم النَّيْسَابُوري، عن أبي صالح خَلَف بن محمد البُخَاري، عن أبي عمر نصر بن زكريا البُخَاري سمعت يحيى بن أَكْثَم يقول: دخلتُ على المأمون. . . عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور قال: سمعتُ أبي يحدِّث عن أبيه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 296).

وقال العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 164: فيه أبو صالح خَلَف بن محمد البُخَاري وهو كذَّاب.

الثالثة: عن الحاكم النَّيْسَابُوري، عن عليّ بن أحمد بن الحسن الطُّوسِي، عن أبي نصر محمد بن وكيع المِصْري، عن أحمد بن يوسف بن إبراهيم كاتب المهدي، حدَّثني أبي، عن أبيه: أنَّ جبريل بن بَخْتِيَشُوع المُتَطَبِّب

(1)

دخل على

(1)

هو متعاطي علم الطِّبّ، كما في "القاموس المحيط" مادة (طب) ص 139.

ص: 79

المأمون. . . فقال: حدَّثني أبي: هارون الرشيد، عن أبيه المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه، عن جدِّه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 296).

قال العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 164: "سنده مظلم إلى المأمون".

الرابعة: عن أبي عليّ أحمد بن محمد بن جعفر الصُّولي، حدَّثنا محمد بن الحسين الطَّائي، حدَّثنا محمد بن محمد الحَنْظَلِي، عن عمرو بن مَسْعَدَة قال: حضرتُ المأمونَ يومًا. . . فذكره.

رواه الشِّيْرَازِيُّ في "الألقاب" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 219 - 220).

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 237): "في سنده من لم أعرفهم".

أقول: في إسناده (أحمد بن محمد بن جعفر الصُّولي أبو عليّ) ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 286) وقال: "روى عن عدَّة مشايخ مجهولين، وفي حديثه غرائب ومناكير قاله الخطيب".

الخامسة: عن محمد بن عبيد اللَّه بن مروان السُّلَيْمَاني، عن أبيه قال: دخلتُ على المأمون فذكره.

رواه تمَّام في "فوائده" كما في "اللآلئ"(2/ 220).

وذكره ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 274) في ترجمة (محمد بن عبيد اللَّه بن مروان السُّلَيْمَاني) وقال: ذكره تمَّام في غير "فوائده" المشهورة

(1)

، أنَّه حدَّث من حفظه إملاءً عن أبيه، وذكره.

(1)

وقد بحثت عنه في "فوائده" فلم أجده. فعزو السيوطي له إلى "الفوائد" لا يصحُّ.

ص: 80

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 236 - 237) بعد أن ذكر ما تقدَّم عن ابن حَجَر: "ولم يذكر فيه الحافظ -يعني ابن حَجَر- جرحًا ولا تعديلًا، وكأنه رأى أنَّ تحديثه بمثل هذا الحديث كاف في جرحه، فإمَّا اخْتَلَقَهُ وإمّا سَرَقَهُ، واللَّه أعلم".

السادسة: عن محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني أبو الفضل، عن مِسْعَر بن عليّ المُقْرِئ، عن حَرِيز بن أحمد القاضي، حدَّثني العبَّاس بن المأمون قال: حضرتُ المأمونَ. . . وذكره.

ذكره ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 232) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني)، وقال: إنَّه من مناكيره. وقال أيضًا: "ومِسْعَرٌ شيخه: لا أعرفه".

أقول: (محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني): مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).

السابعة: طريق الخطيب المتقدِّم، وفيها (محمد بن هارون بن بُريْه الهاشمي) وهو كذَّاب كما تقدَّم.

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 237): "قال ابن عساكر: هذا من وضع محمد بن هارون. إلَّا أنَّ الحافظ ابن حَجَر تعقَّبه

(1)

فقال: ليس كذلك، فقد تابعه عليه محمد بن مَخْلَد الدُّوري الحافظ، وكذلك شيخه محمد بن عليّ القَزْويني تابعه محمد بن يونس بن هارون، رواهما الحافظ الخَلِيلي في "التاريخ". فبرئ ابن بُرَيْه

(2)

وشيخه من عهدة الحديث، ولعلَّ الحسن بن قَحْطَبة حمله عن كذَّاب عن المنصور، فتوهم أنَّه عن المنصور".

(1)

وذلك في كتابه "لسان الميزان"(5/ 409 - 410) في ترجمة (محمد بن هارون بن بُرَيْه الهاشمي)، وما نقله ابن عَرَّاق عنه، كان على سبيل الاختصار.

(2)

تصَحَّفَ في "تنزيه الشريعة" إلى: "ابن يزيد".

ص: 81

قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 296 - 297) بعد أن رواه من الطرق الثلاثة الأولى عن الحاكم: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كَافَأَ اللَّهُ من يضع مثل هذا ليضع من الشريعة. . . أمَّا هذا الحديث فليس من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو من تخليط الرواة. قال الحاكم: "هذا حديث منكر وما زلت أطلب أصلًا له حتى حدَّثني أبو الحسن الطُّوسي بهذا الحديث، يشير إلى أنَّ الطبيب دخل على المأمون وهو يأكلُ فأخذه الرواة فَغَيَّرُوهُ وأَسْنَدُوهُ".

قال الإمام ابن قيِّم الجَوْزِيَّة في "المَنَار المُنِيف" ص 54 عند ذكره لأمور كليَّة يُعْرَفُ بها كون الحديث موضوعًا دون الحاجة إلى النظر في إسناده: "ومنها سَمَاجَةُ الحديث، وكونُه ممَّا يُسْخَرُ منه". وذكر من أحاديث هذا النوع حديث: "الجَوْزُ دَوَاءٌ، والجَبْنُ دَاءٌ، فإذا صار في الجَوْفِ صار شفاءً"، وقال:"فَلَعَنَ اللَّهُ واضِعَهُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

وذكره الشَّوْكَانِيّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 164 وقال: "رواه الحاكم عن ابن عبَّاس مرفوعًا، وقال: هذا حديث منكر. وله طرق كثيرة لا تقوم الحُجَّةُ بشيء منها".

* * *

1109 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، حدَّثنا إبراهيم بن يحيى المُزَكِّي، أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق السَّرَّاج، حدَّثنا الحسن بن كُلَيْب، حدَّثنا مصعب بن المِقْدَام، حدَّثنا سفيان، عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَوَضَّأ فَلْيَتَمَضْمَضْ ولْيَسْتَنْثِرْ، والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".

ص: 82

(7/ 406) في ترجمة (الحسن بن كُلَيْب بن مُعَلَّى الأنصاري الخَزْرَجي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صحَّ من طرقٍ أخرى أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم بـ (المضمضة والاستنثار). وقوله صلى الله عليه وسلم: "والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" صحيح، له شواهد وطرق كثيرة.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن كُلَيْب بن مُعَلَّى الأنصاري الخَزْرَجي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(7/ 406 - 407) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف الحديث".

2 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 519) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب". ثم ساق حديثه هذا.

قال الحافظ الخطيب عقبه: "قال لنا البَرْقاني: قال أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، متصلًا، تفرَّد به الحسن بن كُلَيْب وهو ضعيف الحديث، والمحفوظ: عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا".

التخريج:

لم أقف عليه من حديث ابن عمر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه تعالى أعلم.

وسيأتي في الحديث التالي رقم (1110) تخريجه مُرْسَلًا عن سليمان بن موسى.

وقد صَحَّ من طرق أخرى أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم بـ (المضمضة والاستنثار). انظر الأحاديث الواردة في ذلك: "نصب الراية"(1/ 16 - 17)،

ص: 83

و"التنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/ 363 - 369)، و"التلخيص الكبير" لابن حَجَر (1/ 81 - 82)، و"جامع الأصول"(7/ 181 - 184).

ومن تلك الأحاديث الواردة في الأمر بـ (المضمضة)، ما رواه أبو داود في الطهارة، باب في الاستنثار (1/ 100) رقم (144) -مطوَّلًا-، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 52)، من طريق ابن جُرَيْج، حدَّثني إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لَقِيط بن صَبِرَة، عن أبيه مرفوعًا، وفيه:"إذا تَوَضَّأَتَ فَمَضْمِضْ". وإسناده صحيح. ثم وجدت الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(1/ 262) يصرِّح بصحة إسناده.

أمَّا الأمر بـ (الاستنثار)، فقد روى البُخَاري في الوضوء، باب الاستنثار في الوضوء (1/ 212) رقم (237)، ومسلم في الطهارة، باب الإيثار في الاستنثار والاستجمار (1/ 212) رقم (237)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"من تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، ومن اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ".

وقد صَحَّ من أوجه كثيرة في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم أنَّه (تمضمض واستنثر). انظر الأحاديث الواردة في ذلك: "نصب الراية" للزَّيْلَعي (1/ 10 - 16) وقال: "الذين رووا صفة وضوء النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الصحابة عشرون نفرًا -وذكرهم-. . كلُّهم حكوا فيه المضمضة والاستنشاق".

والشطر الثاني من الحديث: "الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" صحيح، له شواهد وطرق كثيرة. وقد سبق الكلام عليه في حديث (960).

* * *

1110 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد المِصْرِي، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي مريم، حدَّثنا محمد بن يوسف الفِرْيَابي، حدَّثنا سفيان، عن ابن جُرَيْج،

ص: 84

أخبرني سليمان بن موسى قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ ولْيَسْتَنْثِرْ، والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".

(7/ 406) في ترجمة "الحسن بن كُلَيْب بن مُعَلَّى الأنصاري الخَزْرَجي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

مُرْسَلٌ. وقد صَحَّ من طرقٍ أخرى أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم بـ (المضمضمة والاستثار). وقوله صلى الله عليه وسلم: "والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" صحيح، له شواهد وطرق كثيرة.

و(سليمان بن موسى القُرَشي الأُمَوي الدِّمَشْقِي الأَشْدَق أبو أيوب) تابعيٌّ صغير. قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرد" ص 104 رقم (122): "صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 331): صدوق فقيه، في حديثه بعض لِين، وخَلَطَ قبل موته بقليل، من الخامسة"/ م 4. وانظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 92 - 98)، و"التهذيب"(4/ 226 - 227)، و"الميزان"(2/ 225 - 226).

التخريج:

رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 17)، عن وكيع، عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى مرسلًا بلفظ:"من توضأ فَلْيُمَضْمِضْ والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 11) عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى مرسلًا بلفظ:"الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 84)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 52)، من طرق، عن ابن جُرَيْج مُرْسَلًا بلفظ:"مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ ولْيَسْتَنْشِقْ".

ص: 85

ورواه العُقَيْلِيُّ في "الضعفاء"(4/ 32) -في ترجمة (محمد بن الأزهر الجُوْزَجَانِيّ) - عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى مرسلًا بلفظ:"من تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ ولْيَسْتَنْشِقْ، والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".

وقد صَحَّ من طرق أخرى أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم بـ (المضمضة والاستنثار). وقد سبق الكلام على ذلك في الحديث السابق رقم (1109).

والشطر الثاني من الحديث: "والأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ"، صحيح، له شواهد وطرق كثيرة. وقد سبق الكلام عليه في حديث (960).

* * *

1111 -

أخبرنا أبو منصور أحمد بن عليّ بن يحيى الأَسَدَابَاذِيّ، حدَّثنا أبو زُرْعَة عبيد اللَّه بن عثمان بن عليّ البَنَّا، حدَّثنا أبو ذَرّ القاسم بن داود الكاتب، حدَّثنا حسن بن كُلَيْب بن مُعَلَّى، حدَّثنا يونس بن محمد، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جُبَيْر،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِل عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ جاءَ يومَ القيامةِ مُلْجَمًا بلجامٍ مِنْ نَارٍ".

(7/ 406 - 407) في ترجمة (الحسن بن كُلَيْب بن مُعَلَّى الأنصاري الخَزْرَجي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن كُلَيْب الأنصاري) وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (1109).

ص: 86

كما أنَّ فيه (عبد الأعلى بن عامر الثَّعْلَبِي الكوفي) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (721).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (721).

كما تقدَّم تخريجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، والكلام على شواهده برقم (665).

* * *

1112 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا الحسن بن محمد بن نصر أبو سعيد النَّخَّاس

(1)

البغدادي، حدَّثنا قُرَّة بن العلاء بن قُرَّة السَّعْدِيّ، حدثنا أبو يونس الخَصَّاف، حدَّثنا داود بن أبي هِنْد، أنَّه سمع سعيد بن جُبَيْر يقول:

حدَّثني أبو هريرة: أنَّه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ قَائِمًا.

(7/ 411) في ترجمة (الحسن بن محمد بن نصر النَّخَّاس أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (قُرَّة بن العلاء بن قُرَّة السَّعْدِيّ)، وقد ترجم له العُقَيْلِي في "الضعفاء" (3/ 486) وقال: حديثه غير محفوظ. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 472) ونقل قول العُقَيْلِي هذا.

(1)

هكذا في المطبوع والمخطوط -نسخة دار الكتب المصرية-: "النخاس" بالنون والخاء المعجمة. وفي "المعجم الصغير" للطبراني (1/ 129)، و"مجمع البحرين" (7/ 109):"النحاس" بالنون والحاء المهملة.

ص: 87

كما أنَّ فيه (أبو يونس الخَصَّاف)، ذكره العُقَيْلِي في "الضعفاء" (3/ 486) في ترجمة (قُرَّة) السابق وقال: عنه: "مجهول". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(7/ 124) -في الكُنَى- ونقل قول العُقَيْلِي بجهالته.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (الحسن بن محمد بن نصر النَّخَّاس أبو سعيد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 129)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 109) رقم (4134) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن داود بن أبي هند إلَّا أبو يونس الخَصَّاف، ولا عن أبي يونس إلًا قُرَّة بن العلاء، تفرَّد به أبو سعيد النَّحاس".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 80): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه جماعة لم أعرفهم".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 486) -في ترجمة (قرَّة بن العلاء السَّعْدِيّ) - عن الحسن بن محمد بن نصر، عن قُرَّة، به.

قال العُقَيْلِيُّ: "قُرَّة بن العلاء السَّعْدِيّ، عن أبي يونس الخَصَّاف، عن داود بن أبي هِنْد، وأبو يونس مجهول، والحديث غير محفوظ". ثم ذكر الحديث، وقال:"والرواية في شُرْبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من زمزم ثابتة من غير هذا الوجه".

والحديث مروي من طرق عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(5/ 70 - 73)، و"مجمع الزوائد"(5/ 79 - 80).

ص: 88

ومن ذلك، ما رواه البخاري في الأشربة، باب الشرب قائمًا (10/ 81) رقم (5617)، ومسلم في الأشربة، باب في الشرب من زمزم قائمًا (3/ 1601) رقم (2027)، والتِّرْمِذِيّ في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائمًا (4/ 301) رقم (1882)، والنَّسَائِيّ في الحجِّ، باب الشرب من زمزم، وفي باب الشرب من زمزم قائمًا (5/ 237)، وابن ماجه في الأشربة، باب الشرب قائمًا (2/ 1132) رقم (3422)، عن ابن عبَّاس قال:"شَرِبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قائمًا مِنْ زَمْزَمَ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن عليّ، وسعد، وعبد اللَّه بن عمرو، وعائشة".

* * *

1113 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّواف، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن محمد بن سليمان الخرَّاز بن بنت مَطَر، حدَّثنا المسيَّب بن واضِح، حدَّثنا سُوَيْد بن عبد العزيز، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد،

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعمَّار: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ".

(7/ 414) في ترجمة (الحسن بن محمد بن سليمان الخرَّاز أبو عليّ، المعروف بابن بنت مَطَر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُ الحديث متواتر.

ففيه (يزيد بن أبي زياد الهاشمي الكوفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (654).

ص: 89

كما أنَّ فيه (سُوَيْد بن عبد العزيز بن النُّمَيْر السُّلَمِيّ الدِّمَشْقِي أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى"(7/ 470) وقال: "كان يروي أحاديث منكرة".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 243 - 244) وقال: "ليس حديثه بشيء". وقال مرَّةً: "ليس بشيء".

3 -

"العلل" لأحمد (2/ 31) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"التاريخ الكبير"(4/ 148) وقال: "عنده مناكير أنكرها أحمد".

5 -

"الضعفاء" لأبي زُرعَة (2/ 623).

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 453) وقال: "مستور، وفي حديثه لِيْنٌ".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 124 رقم (274) وقال: "ضعيف".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 157 - 158) وفيه عن البخاري: "في حديث بعض النظر".

9 -

"الجرح والتعديل"(4/ 238 - 239)، وفيه عن أبي حاتم:"في حديثه نظر، هو لَيِّنُ الحديث".

10 -

"المجروحين"(1/ 350) وقال: "كان كثير الخطأ فاحش الوَهَم حتى يجيء في أخباره من المقلوبات أشياء تتخايل إلى من سمعها أنَّها عُمِلَتْ تَعَمُّدًا". وقال أيضًا: "والذي عندي في سُوَيْد بن عبد العزيز تنكب ما خالف الثقات من حديثه والاعتبار بما روى ممَّا لم يخالف الأثبات، والاحتجاج بما وافق الثقات، وهو ممن أستخير اللَّه عز وجل فيه لأنَّه يقرب من الثقات".

ص: 90

11 -

"الكامل"(3/ 1260 - 1263) وقال: "عامَّة حديثه ممَّا لا يتابعه الثقات عليه، وهو ضعيف كما وصفوه".

12 -

"التهذيب"(4/ 276 - 277) وفيه عن دُحَيْم: "ثقة، وكانت له أحاديث يغلط فيها". وفيه أنَّ هُشَيْم أثنى عليه خيرًا. وقال التِّرمِذِيُّ في "العلل الكبير": "كثير الغلط في الحديث". وقال الخلَّال: "ضعيف الحديث". وقال البزَّار: "ليس بالحافظ ولا يُحْتَجُّ به إذا انفرد". وقال الحاكم أبو أحمد: "حديثه ليس بالقائم".

13 -

"التقريب"(1/ 340) وقال: "لَيِّنُ الحديث، من الثامنة، مات سنة أربع وتسعين ومائة، وله ست وثمانون"/ ت ق.

وفي إسناده أيضًا (المسيَّب بن وَاضِح السُّلَمِيّ التَّلْمَنَّسِيّ الحِمْصِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدمت ترجمته في حديث (937).

التخريج:

عزاه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 284 إلى ابن عساكر فحسب.

وعزاه في "كنز العمَّال"(7271) رقم (33560) بلفظ: "ويحك ابن سُمَيَّة، تقتلك الفئة الباغية" إلى أحمد، وابن سعد، عن (ابن عمر). وهو تحريف عن (ابن عمرو). فهو في "المسند"(2/ 161)، و"الطبقات الكبرى" لابن سعد (3/ 253) عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

والحديث متواتر، رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عدد كبير من الصحابة، وقد سبق الكلام عليه في حديث (784).

* * *

1114 -

حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، أخبرنا أبو عليّ الحسن بن محمد بن عمر النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا

ص: 91

محمد بن أَشْرَس، حدَّثنا الحسين بن الوليد، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن زُرَارَة بن أَوُفَى،

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ، أو أَحَدَهُمَا فَدَخَلَ النَّار، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ".

(7/ 417) في ترجمة (الحسن بن محمد بن عمر النَّيْسَابُوري أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وصواب الحديث: عن (أُبَيّ بن مالك)، وليس عن (أنس بن مالك). وله عن (أُبَيّ بن مالك) طريق صحيح.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن محمد بن عمر النَّيْسَابُورِيّ أبو عليّ) قال الخطيب عنه: "كان غير ثقة". وتوفي عام (320 هـ). وليس له ترجمة في "الميزان" أو "اللسان".

قال الحافظ الخطيب عقبه: "قال لي الحسن بن أبي طالب في حديثه: عن زُرَارَة بن أَوْفَى عن أنس بن مالك، وإنما هو أُبَيّ بن مالك".

التخريج:

رواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 187 رقم (1321) عن شُعْبِة، عن قَتَادَة سَمعَ زُرَارَة يحدِّث عن أُبَيّ بن مالك وذكره.

أقول: إسناده صحيح.

ومن هذا الطريق رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 171) رقم (554).

قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 20) في ترجمة (أُبَيّ بن مالك القُشَيْرِيّ) بعد أن عزاه لأبي داود الطَّيَالِسِيّ: "تابعه عليّ بن الجَعْد، وغُنْدَر، وعاصم بن عليّ، وعمرو بن مرزوق، وآدم بن أبي إياس، وبَهْز بن أَسَد عن شُعْبَة.

ص: 92

ورواه عبد الصمد عن شُعْبَة فقال: عن مالك أو أُبَيّ بن مالك.

ورواه خالد بن الحارث عن شُعْبَة، فقال: عن رجل، ولم يسمِّه.

ورواه شَبَابَة عن شُعْبة، فقال: عمرو بن مالك.

والأول أصحّ عن قَتَادَة. قال ابن السَّكن: قال البخاري: يقال في هذا الحديث: مالك بن عمرو، ويقال: ابن الحارث، ويقال: ابن مالك، والصحيح من ذلك: أُبَيّ بن مالك. وكذا رجَّحَ البَغَوي وغيره.

وأمَّا ابن أبي خَيثَمة فحكى عن ابن مَعِين أنَّه ضَرَبَ على أُبَيّ بن مالك، وقال: هذا خطأ ليس في الصحابة أُبَيّ بن مالك، وإنما هو عمرو بن مالك.

قلت -القائل ابن حَجَر-: لعله اعتمد رواية شَبَابَة، ولكنَّها شاذَّة.

وقد روى عليّ بن زيد بن جُدْعَان هذا الحديث عن زُرَارَة بن أوْفَى عن رجل من قومه يقال له: مالك أو أبو مالك، أو ابن مالك". انتهى كلام ابن حَجَر. وقد ذكر عقبه ما يقوِّي رواية شُعْبَة عن قَتَادَة.

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 227) رقم (926) مطوَّلًا، عن عليّ بن الجَعْد، حدَّثنا شُعْبَة، عن عليّ بن زيد قال: سمعتُ زُرَارَة بن أَوْفَى يحدِّث عن رجل من قومه يقال له: أبو مالك، أو ابن مالك، وذكره.

و(عليّ بن زيد بن جُدْعَان): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).

ورواه أحمد في "المسند"(4/ 344) عن محمد بن جعفر، وحَجَّاج، وبَهْز، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن زُرَارَة، عن أُبَيّ بن مالك، به.

ورواه في (5/ 29) منه، عن حجَّاج، وبَهْز، عن قَتَادَة، عن زُرَارَة، عن أُبَيّ بن مالك، به أيضًا.

ص: 93

ورواه في (4/ 344) منه، مطوَّلًا، عن بَهْز، وعفَّان، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، قال عفَّان في حديثه: أخبرنا عليّ بن زيد، عن زُرَارَة بن أَوْفَى، عن مالك بن عمر القُشَيْرِيّ.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 161): "رواه أبو يعلى والسياق له، وأحمد باختصار، والطبراني، وهو حسن الإسناد".

وقد روى مسلم في البِرِّ والصِّلة، باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكِبَر فلم يدخل الجنَّة (4/ 1978) رقم (2551) عن أبي هريرة مرفوعًا:"رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ. قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ والِدَيْه عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُمَا أو كِلَيْهِمَا، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ".

وقوله: "رَغِمَ أَنْفُهُ" قال النوويُّ في "شرح صحيح مسلم"(16/ 108 - 109): "قال أهل اللغة معناهُ: ذلّ، وقيل: كره وخزي. وهو بفتح الغين وكسرها، وهو الرغم بضم الراء وفتحها وكسرها، وأصله لصق أنفه بالرَّغام، وهو تراب مختلط برمل. وقيل: الرغم كل ما أصاب الأنف مما يؤذيه. وفيه الحثّ على بِرِّ الوالدين وعظم ثوابه، ومعناه: أنَّ بِرَّهُمَا عند كِبَرِهِمَا وضَعْفِهِمَا بالخِدْمة أو النَّفقة أو غير ذلك، سبب لدخول الجنَّة، فمن قصَّر في ذلك، فَاتَهُ دخول الجنَّة وأَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ".

* * *

1115 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المعدَّل، حدَّثنا عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد الِقرْمِيْسِيْنِيّ

(1)

، حدَّثنا الحسن بن محمد بن سَعْدَان العَرْزَمِيّ الكوفي -ببغداد-، حدَّثنا حُمَيْد بن عليّ بن الخَلَّال، حدَّثنا جعفر بن عَوْن، عن قُدَامَة بن موسى، عن سالم،

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "القرميسي". والتصويب من "الأنساب"(10/ 111).

ص: 94

عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار".

(7/ 418) في ترجمة (الحسن بن محمد بن سَعْدَان العَرْزَمِيّ الكوفي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (الحسن بن محمد العَرْزَمِيّ) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وعدا (حُمَيْد بن عليّ بن الخَلَّال) أيضًا، فإنِّي لم أقف على من ترجم له.

- و (عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ أبو القاسم)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 115) وقال:"كان قد قبلت شهادته عند الحُكَّام في حَدَاثَتِهِ، ولم يزل على ذلك مقبولًا إلى آخر عمره. وكان متحفظًا في الشهادة، محتاطًا صدوقًا في الحديث". وكانت وفاته عام (447 هـ). وهو أحد شيوخ الخطيب الذين أكثر الرواية عنهم. وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 649 - 651) ونعته بقوله: "القاضي العالم المُعَمَّر".

ومَتْنُ الحديث متواتر.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (363).

* * *

1116 -

أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن محمد القَطِيْعي، حدَّثني أبو محمد العَلَوي الحسن بن محمد بن يحيى -صاحب كتاب "النسب"-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الصَّنْعَاني، حدَّثنا عبد الرزاق بن همَّام، أخبرنا سفيان الثَّوْري، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليٌّ خَيْرُ البَشَرِ، فمن امْتَرَى فقد كَفَرَ".

ص: 95

(7/ 421) في ترجمة (الحسن بن محمد بن يحيى العَلَوي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا حديث منكر، لا أعلم رواه سوى العَلَوِيّ بهذا الإسناد، وليس بثابت".

أقول: (الحسن بن محمد بن يحيى العَلَويّ) صاحب الترجمة، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهبِيُّ في "الميزان" (1/ 521) وقال:"روى بقلَّة حياء عن الدَّبَرِيّ عن عبد الرزاق بإسناد كالشمس: "عليٌّ خير البشر". . . وما العجب من افتراء هذا العَلَويّ، بل العجب من الخطيب فإنَّه قال في ترجمته: أخبرنا الحسن بن أبي طالب -وساق الحديث- ثم قال: هذا حديث منكر، ما رواه سوى العلويّ بهذا الإسناد وليس بثابت. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: فإنما يقول الحافظُ: ليس بثابتٍ في مثل خبر القُلَّتين، وخبر: الخال وارث، لا في مثل هذا الباطل الجَلِيّ، نعوذ باللَّه من الخذلان".

وقد ذكر الذَّهَبِيُّ له حديثًا آخر، وقال:"فهذان دالَّان على كذبه وعلى رَفْضِهِ عفا اللَّه عنه". وقال: "ولولا أنَّه مُتَّهَمٌ لازدحم عليه المحدِّثون فإنَّه معمَّر".

وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 252 - 253) مقرًّا لما جاء عن الذَّهَبِيِّ في "ميزانه".

التخريج:

رواه الجُوْزقَاني في "الأباطيل والمناكير"(1/ 168 - 169)، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 348)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. ونقل الجُوْزْقَاني قول الخطيب السابق.

ص: 96

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 348) من طريق أحمد بن نصر الذَّارع، حدَّثنا صَدَقَة بن موسى، حدَّثنا أبي، حدَّثنا يحيى بن يعلى، حدَّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا به.

قال ابن الجَوْزي في (1/ 349) منه: "في الطريق الأول: أبو محمد العَلَويّ، ولم يروه غيره وهو منكر الحديث. وفي الطريق الثاني: الذَّارع، وقد ذكرنا عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه كذَّاب دجَّال".

وقد رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 347 - 349) من حديث عبد اللَّه بن مسعود، وجابر بن عبد اللَّه، وأبي سعيد الخُدْري، وقال:"لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأَبَان عن عللها كلّها.

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 327 - 328)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 353 - 354)، وذكره من حديث صحابة آخرين أيضًا.

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 347 - 348.

وقد تقدَّم تخريجه من حديث عليّ بن أبي طالب برقم (339).

* * *

1117 -

أخبرنا عبَّاس بن عمر، أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الحسن بن جُبَيْر الصَّيْرَفيّ المُخَرِّميّ، حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا عليّ بن حَكِيم

(1)

الأَوْدِيّ، أخبرنا شَرِيك، عن أبي ربيعة، عن أبي بُرَيْدَة،

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يُكافيءُ من يسعى لأخيه المؤمن في حَوَائِجِهِ، في نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ إلى سبعة أبناء، فلا تملُّوا نِعَمَ اللَّه عليكم، وقد جَعَلَكُمْ لها أهلًا، فإن ملَلتُمُوهَا حَرَمَكُمْ فَضْلَه".

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "حكم". والتصويب من "التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 271)، و"الجرح والتعديل"(6/ 183)، و"التهذيب"(7/ 311).

ص: 97

(7/ 421) في ترجمة (الحسن بن محمد بن الحسن بن جُبَيْر الصَّيْرَفِيّ المُخَرِّمِيّ أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته: (العبَّاس بن عمر بن العبَّاس أبو الحسن، ويعرف بابن مروان الكَلْوَذَانِيّ)، فإنَّه كذَّاب منسوب إلى الوضع والرَّفْضِ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (839).

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (الحسن بن محمد الصَّيْرَفِيّ المُخَرِّمِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه (أبو ربيعة) وهو (الإِيادي)، ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (12/ 94) وقال:"حَسَّنَ التِّرمِذِي بعض أفراده". ولم يذكر فيه سوى ذلك. وترجم له في "التقريب"(2/ 421) وقال: "مقبول، من السادسة، قيل: اسمه عمر بن ربيعة"/ د ت ق.

و(أبو بُرَيْدَة) هو (عبد اللَّه بن بُرَيْدَة بن الحُصَيْب الأَسْلَمي أبو سهل): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (105 هـ) وله (100) سنة. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(14/ 328 - 332)، و"التهذيب"(5/ 157 - 158)، و"التقريب"(1/ 403 - 404).

و(شَرِيك) هو (ابن عبد اللَّه النَّخَعِي): صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).

قال الحافظ الخطيب البغدادي عقب روايته للحديث: "باطل بهذا الإسناد، والحَمْلُ فيه على عبَّاس". وقال عنه: "غير ثقة".

ص: 98

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 22) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

وذكره ابن عَرَّاق في"تنزيه الشريعة"(2/ 142) -في الفصل الثالث، وهو المتضمن للأحاديث الموضوعة التي ذكرها السُّيُوطيُّ، ولم يذكرها ابن الجَوْزي في كتابه "الموضوعات"- وعزاه للخطيب وحده. وقال:"فيه عبَّاس بن عمره".

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 84 وقال: "قال الخطيب: باطل".

* * *

1118 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، وعمر بن أحمد الواعظ، قالا: حدَّثنا محمد بن مَخْلَد بن حفص، حدَّثنا الحسن بن موسى بن ناصح بن يزيد الخَفَّاف -قَدِمَ من رَأْس العَيْن- حدَّثنا سعيد بن عبد الملك الحَرَّاني، حدَّثنا الوليد بن مُسْلِم، عن أبي إسحاق الفَزَاري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن ابن عمر قال: خَرَجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وبلال، فقال:"يا بلال ناد في النَّاس أنَّ الخَلِيفةَ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ: عثمان". قال فرفع رأسه إلى السماء، ثم قال:"يا بلال امض، أبى اللَّهُ إلَّا ذلك، ثلاث مرات".

(7/ 429) في ترجمة (الحسن بن موسى بن ناصح الخَفاَّف الرَّسْعَنِيّ

(1)

أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

(1)

هذه النسبة إلى مدينة (رأس العَيْن)، وهي من أرض الجزيرة، بينها وبين (حَرَّان) يومان. انظر:"اللباب"(2/ 25 - 26)، و"مراصد الاطلاع"(2/ 593 - 594).

ص: 99

ففيه (سعيد بن عبد الملك بن واقِد الحَرَّاني) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(4/ 45) وفيه عن أبي حاتم: "يتكلَّمون فيه، يقال أنَّه أخذ كتبًا لمحمد بن سلمة فحدَّث بها، ورأيت فيما حدَّث أحاديث كذب".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 267).

3 -

"اللسان" وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف لا يُحْتَجُّ به".

التخريج:

رواه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 150) -في ترجمة (سعيد بن عبد الملك الحَرَّاني) - عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ووقع لفظه عنده:"خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبلال، فقال: ناد في النَّاس أنَّ الخليفة أبو بكر، وأنَّ الخليفة بعده عمر، ثم عثمان. ثم قال: يا بلال امضِ، أبى اللَّهُ إلَّا ذاك".

قال الذَّهَبِيُّ عقبه: "فهذا موضوع، والرَّسْعَنِيُّ محلُّه إن شاء اللَّه الصدق".

وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 37) وقال: "وسعيد بن عبد الملك قال فيه الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف لا يحتجُّ به. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". . . فلعل الوليد سمعه من إنسانٍ ضعيفٍ ودَلَّسَهُ على الفَزَارِي".

وقال الحافظ برهان الدِّين الحَلَبِي في "الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 193 في ترجمة (سعيد بن عبد الملك الحَرَّاني) بعد أن ذكر قول الذَّهَبِيّ السابق: "فالحَمْلُ فيه إذن على سعيد هذا فهو الذي وضعه، واللَّه أعلم"

وعزاه في "كنز العُمَّال"(13/ 629) رقم (33064) إلى أبي نُعَيْم في "فضائل الصحابة"، والخطيب، وابن عساكر.

* * *

1119 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا الحسن بن موسى بن بُنْدَار الدَّيْلَمِيّ -ببغداد-.

ص: 100

وحدَّثني الحسن بن سعيد بن الفضل الأَدَمِي، حدَّثنا أبو نصر أحمد بن حَمْدُون الخَفَّاف.

وأخبرنا أبو بكر الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَاني، حدَّثنا أحمد بن حَمْدُون المَوْصِلي، حدَّثنا غُزَيْل بن سِنَان

(1)

، حدَّثنا عَفِيف بن سالم، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن لَيْث، عن طاوس،

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ائْتَدِمُوا ولو بالمَاءِ".

"زاد الأَدَمِيُّ قال: وحدَّثنا عَفِيف، عن محمد بن عبيد العَرْزَمِيّ، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه".

(7/ 430) في ترجمة (الحسن بن موسى بن بُنْدَار الدَّيْلَمِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

كما أنَّ فيه (غُزَيْل بن سِنان)، قال ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (2/ 165):"مجهول". ولم يترجم له في "الميزان" أو "اللسان".

وفي طريقه الثاني: (محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ الفَزَارِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (134).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 343) رقم (1595)، من الطريق

(1)

سقط اسم هذا الراوي من المطبوع. والاستدراك من "المعجم الأوسط" للطبراني (2/ 343)، فإن الخطيب يرويه عنه. ومن "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (2/ 164) فإنَّه يرويه عن الخطيب.

ص: 101

التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلَّا عَفِيف، تفرَّد به غُزَيْل".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 35): "رواه الطبراني وفيه غُزَيْل بن سِنَان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات".

أقول: وهذا من الهيثمي موضع نظر، لأنَّ فيه (لَيْث بن أبي سُلَيْم) وهو ضعيف كما تقدَّم.

ورواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 620) رقم (1090)، من طريق أحمد بن حَمْدُون، عن غُزَيْل بن سِنَان، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 164 - 165)، عن الخطيب من طريقيه السابقين، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ، أمَّا غُزَيْل فرجل مجهول. والعَرْزَمِيُّ

(1)

فليس بشيء، قال أحمد: ترك النَّاس حديثه". وفاته أنْ يعلَّه بـ (لَيْث).

وعزاهُ المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 69) إلى أبي نُعَيْم.

* * *

1120 -

أخبرنا غَيْلَان

(2)

بن محمد السَّمْسَار، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا العبَّاس بن عليّ بن العبَّاس، حدَّثنا الحسن بن منصور الشَّطَوي، حدَّثنا ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم،

عن أبيه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "انْطَلِقُوا بِنَا إلى البَصِيرِ نعودُهُ الذي في بني واقِفٍ". قال: وكان رجلًا أعمى.

(1)

صُحِّفَ في "العلل" إلى: "العزرمي".

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عيلان" بالعين المهملة. والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(12/ 333)، و"الأنساب"(9/ 204).

ص: 102

(7/ 431) في ترجمة (الحسن بن منصور بن إبراهيم الشَّطَوي أبو عليّ، ويعرف بابن عَلُّوْيَه الصُّوفي).

مرتبة الحديث:

رجاله ثقات. إلَّا أنَّ المحفوظَ روايته مُرْسَلًا عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم كما قال البزَّار والدَّارَقُطْنِيّ والبَيْهَقِيّ.

قال الحافظ الخطيب عقبه: "هكذا رواه العبَّاس بن عليّ عن ابن عَلُّوْيَه، وخالف محمد بن مَخْلَد". ثم رواه من طريق محمد بن مَخْلَد، عن ابن عَلُّوْيَه، عن ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا، به -وهو الحديث التالي رقم (1121) -، ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله:"والمحفوظ عن محمد بن جُبَيْر فقط". يعني مُرْسَلًا.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 389) رقم (1920) -من كشف الأستار-، عن إبراهيم بن المُسْتَمِر العُرُوقي، حدَّثنا الصَّلْت بن محمد أبو همَّام الحَارِثي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطعِم، عن أبيه مرفوعًا به.

قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا وَصَلَهُ عن جُبَيْر إلَّا أبو همَّام، وكان ثقةً عن ابن عُيَيْنَة في إسناده".

ثم رواه عقبه برقم (1921) عن أحمد بن عَبْدَة، عن سفيان، عن عمرو، عن محمد بن جُبَيْر مُرْسَلًا، وقال:"إنما ذكرنا هذا على اختلاف إسناده، لأنَّا لا نعلمه يُرْوَى من وجهٍ متصلٍ غير ما ذكرنا، فبينا علَّته".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 127 - 128) رقم (1533

ص: 103

و 1534) من طريقين، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن محمد جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه مرفوعًا به.

وفي آخر سياق الحديث عنده: "قال سفيان: حَيٌّ من الأنصار

(1)

، وكان البَصِير ضرير البصر".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 147): "رواه البزَّار، واللفظ له، والطبراني، ورجال البزَّار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المُسْتَمِر العُرُوقي وهو ثقة".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 359) رقم (1192) -، عن علي بن سعيد، حدَّثنا محمد بن يونس الجمَّال المُخَرِّمي، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: "اذهبوا بنا إلى بني واقِفِ نعود البصير -وهو محجوب البصر-".

قال الطبراني: "لم يصل هذا بهذا الإسناد إلَّا محمد بن يونس. ورواه حسين الجُعْفي، عن ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن جابر".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 298): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن يونس الجمَّال

(2)

وهو ضعي".

أقول: (محمد بن يونس الجمَّال) يوجد في الطريق الثاني عند الطبراني في "الكبير" رقم (1534) أيضًا.

(1)

يعني: "بني واقف".

(2)

صُحِّفَ في "المجمع"، وفي "السنن الكبرى"(10/ 200)، و"شُعَب الإيمان"(6/ 536) -ط بيروت- إلى"الحمال" بالحاء المهملة. والتصويب من "المعجم الكبير" رقم (1534)، و"مجمع البحرين"(2/ 359)، و"المغني"(2/ 646).

ص: 104

وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 365): "رواه البزَّار بإسناد جيِّد".

أقول: ومن طريق محمد بن يونس الجمَّال، عن ابن عُيَيْنَة، به، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 200)، وفي "شُعَب الإيمان" (6/ 536) رقم (9194) -ط بيروت-. وقال في "السنن الكبرى":"كذا أتى به موصولًا، والصحيحُ عن سفيان، عن عمرو، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا".

ثم رواه في "شُعَب الإيمان" رقم (9195)، من طريق سفيان، عن عمرو، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم مُرْسَلًا، وقال:"هو الصواب".

ورواه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص (192 - 193) رقم (403) عن العبَّاس بن عليّ النَّسَائي، حدَّثنا الحسين بن منصور الشَّطَوي، به. مثل إسناد الخطيب.

* * *

1121 -

أخبرنا الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد -ولم نسمعه إلَّا منه-، حدَّثنا ابن عَلُّوْيَه الصُّوفي الحسن بن منصور، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،

عن جابر قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مُرُّوا بِنَا إلى البَصِير الذي في بني واقِفٍ نعوده". وكان ضريرًا.

(7/ 431) في ترجمة (الحسن بن منصور بن إبراهيم الشَّطَوي أبو عليّ، ويعرف بابن عَلُّوْيَه الصّوفي).

مرتبة الحديث:

رجاله ثقات. إلَّا أنَّ المحفوظَ روايته مُرْسَلًا عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم كما قال البزَّار والدَّارَقُطْنِيّ والبَيْهَقِيّ.

ص: 105

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرَّد به ابن مَخْلَد، عن ابن عَلُّوْيَه، عن ابن عُيَيْنَة. وهو معروف برواية حسين الجُعْفِي، عن ابن عُيَيْنَة. وقال إبراهيم بن بشار ومحمد بن يونس الجمَّال، عن ابن عُيَيْنَة، عن عمرو، عن محمد بن جُبَيْر، عن أبيه، والمحفوظُ عن محمد بن جُبَيْر فقط. قلت -القائل الخطيب-: رواه كذلك عن ابن عُيَيْنَة مُرْسَلًا: عبد الجبار بن العلاء، وأبو عبد اللَّه بن المخزومي".

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 389) رقم (1919) -من كشف الأستار-، عن موسى بن عبد الرحمن بن المَسْرُوقِي، حدَّثنا الحسين بن عليّ الجُعْفِي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به.

قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا وَصَلَ هذا إلَّا الجُعْفِيّ، أحسبه أخطأ فيه، لأنَّ الحفَّاط إنما يروونه عن ابن عُيَيْنَة، عن عمرو، عن محمد بن جُبَيْر مُرْسَلًا".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 174 - 175): "رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المَسْرُوقي وهو ثقة".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 200)، وفي "شُعَب الإِيمان"(6/ 357) رقم (9196) -ط بيروت-، من طريق الحسن بن عليّ بن عفَّان، عن حسين بن عليّ، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به. وقال في "السنن الكبرى":"الصحيح عن سفيان، عن عمرو، عن محمد بن جُبير بن مُطْعِم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2282 - 2283) -في ترجمة (محمد بن يونس الجمّال المُخَرِّمي) - عن ابن نَاجِيَة، حدَّثنا محمد بن يونس الجمّال، عن ابن عُيَيْنة، به، وقال:"وهذا ينفرد به حسين الجُعْفِيّ عن ابن عُيَيْنَة بهذا الإسناد، فادَّعاه محمد بن يونس الجمَّال فرواه عن ابن عُيَيْنَة، وسَرَقَهُ من حسين الجُعْفِيّ".

ص: 106

وعزاه في "كنز العمَّال"(9/ 207) رقم (2568) إلى: ابن عدي، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"، وابن النَّجَّار. فحسب.

وقد تقدَّم في الحديث السابق رقم (1120) تخريجه من حديث جُبَيْر بن مُطْعِم متصلًا، ومن حديث محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم مُرْسَلًا.

* * *

1122 -

أخبر

(1)

أبو عبد اللَّه الحسين بن عليّ بن محمد بن يعقوب الرَّازي -بالرَّيّ-، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد بن كَيْسَان القَزوِيني المعدَّل، حدَّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن مُسْلِم الإِسْفَرَايِينِي، حدَّثنا الحسن بن مَحْبُوب بن أبي أُمَيَّة البغدادي -بأَنْطاَكِيَة-، حدَّثنا إبراهيم بن عُيَيْنَة قال: سمعتُ ابن حَيَّان التَّيْمِيّ، يَذْكُرُ عن أبي زُرْعَة،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الغَنَمُ مِنْ دَوَابِّ الجَنَّةِ، فامْسَحُوا رُغَامَهَا، وَصَلُّوا في مَرَابِضِهَا".

(7/ 431 - 432) في ترجمة (الحسن بن مَحْبُوب بن أبي أُمَيَّة أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (الحسن بن مَحْبُوب بن أبي أُمَيَّة)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 248)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، واكتفى بقوله:"ذكره الطُّوسي في رجال الشيعة".

وفيه أيضًا إبراهيم بن عُيَيْنَة بن أبي عِمْرَان الهِلَالِي -أخو سفيان- وقد ترجم له في:

(1)

هكذا في المطبوع: "أخبر". وربما كان الصواب: "أخبرنا". و (أبو عبد اللَّه الحسين بن علي بن محمد بن يعقوب الرَّازي) من طبقة شيوخ الخطيب.

ص: 107

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 332 رقم (235) وقال: "كان مسلمًا صدوقًا، ولم يكن من أصحاب الحديث".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 310) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 53 رقم (33) وقال: "صدوق".

4 -

"الجرح والتعديل"(2/ 118 - 119) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ يأتي بمناكير".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 59 - 60).

6 -

"الكاشف"(1/ 44) وقال: "حسن".

7 -

"الميزان"(1/ 51 - 52) وقال: "حديثه صالح".

8 -

"التهذيب"(1/ 149 - 150) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بالقويِّ". وفيه أنَّ أبا داود قال في بني عُيَيْنَة: "كلُّهم صالح".

9 -

"التقريب"(1/ 41) وقال: "صدوق يَهِم، من الثامنة، مات قبل المائتين"/ د س ق.

و(أبو زُرْعَة) هو (ابن عمرو بن جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلِيّ): اخْتُلِفَ في اسمه، وكان من علماء التابعين الثقات المنقطعين إلى أبي هريرة. وستأتي ترجمته في حديث (1640).

و(ابن حَيَّان التَّيْمِيّ) هو (يحيى بن سعيد بن حَيَّان الكوفي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 348):"ثقة عابد، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته في: "التهذيب"(11/ 214 - 215).

و(أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن مُسْلِم الإِسْفَرَايِيني -ويعرف بخَتَن بُدَيْل-)، ترجم له الرَّافِعي في "التدوين في أخبار قَزْوين" (3/ 248) وقال:"ثقة مشهور".

ص: 108

و (محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد بن كَيْسَان القَزْويني المعدَّل أبو عبد اللَّه)، ترجم له الرَّافِعي في "التدوين في أخبار قَزْوين" (1/ 219 - 220) وفيه عن الخَلِيلي:"كان ثقةً كبيرًا مَرْحُولًا إليه، توفي في ذي قعدة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وقد نَيَّفَ على التسعين، وروى عنه الخلق الكثير".

و(أبو عبد اللَّه الحسين بن عليّ بن محمد بن يعقوب الرَّازي) لم أهتد إليه.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 221 - 222) رقم (444) -من كشف الأستار-، من طريق عبد اللَّه بن جعفر بن نَجِيح، حدَّثنا محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن وَهْب بن كَيْسَان، عن حُمَيْد بن مالك، عن أبي هريرة قال: سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة في مرابط الغَنَمِ. قال: "امْسَحْ رُعَامَهَا، وصَلِّ في مُرَاحِهَا، فإنَّها من دَوَابِّ الجنَّة".

قال البزَّار: "لا نعلم أسند حُمَيْد عن أبي هريرة إلَّا هذا".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 27): "رواه البزَّار، وفيه عبد اللَّه بن جعفر بن نَجِيح وهو ضعيف. وقال أحمد بن عدي: يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 450) من طريق سَخْتُوْيَه بن مازيار، حدَّثنا إبراهيم بن عُيَيْنَة، به.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2088) -في ترجمة (كثير بن زيد) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 449)، من طريق ابن أبي حازم، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رَبَاح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

قال البيهقي: "رواه مسلم بن إبراهيم، عن سعيد بن محمد الزُّهْرِيّ، عن الزُّهْرِيّ، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه

ص: 109

وسلَّم. ورواه حُمَيْد بن مالك، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه، وقيل مرفوعًا، والموقوف أصحُّ، ورويناه من وجهٍ آخر مرفوعًا".

أقول: (كثير بن زيد الأَسْلَمِيّ) قال ابن عدي عنه: "لم أر بحديثه بأسًا، وأرجو أنَّه لا بأس به". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 131 - 132): "صدوق يخطئ". وانظر ترجمته أيضًا في "التهذيب"(8/ 413 - 415).

ورواه عبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(1/ 408 - 409) رقم (1600) عن شيخ من أهل المدينة يقال له عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند قال: أخبرني محمد بن عمرو بن أبي حَلْحَلَة الدَّيْلَمِيّ، عن حُمَيْد بن مالك، عن أبي هريرة موقوفًا عليه.

وله شواهد، فقد رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 408) رقم (1599) عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، عن رجل من قُرَيْش، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرفوعًا به.

ورواه في (1/ 409) برقم (1601) منه، عن ابن عُيَيْنَة، عن ابن حَيَّان

(1)

قال سمعتُ رجلًا بالمدينة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكره.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 137 - 138) رقم (380)، عن إبراهيم بن عُيَيْنَة، عن أبي حَيَّان التَّيْمي، عن أبي زُرْعَة، عن أبي هريرة مرفوعًا به. ونقل عن أبيه قوله:"كنت أستحسن هذا الإسناد فبان لي خطأه، فإذا قد رواه عمَّار بن محمد، عن ابن حَيَّان، عن رجل من بني هاشم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله وهو أشبه".

(1)

في "المصنَّف": "عن أبي حيان". والتصويب من "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 138)، و"التهذيب"(8/ 413).

ص: 110

غريب الحديث:

قوله: "رُغَامَهَا" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 239): "كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة، وقال: إنه ما يسيل من الأنف. والمشهور فيه والمروي بالعين المهملة. ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحًا لشأنها".

قوله "مَرَابِضَهَا": أي مواضعها التي تَرْبِض فيها. انظر "النهاية"(2/ 185).

* * *

1123 -

أخبرنا عبد اللَّه بن أبي بكر بن شَاذَان، حدَّثنا محمد بن جعفر بن أحمد المعدَّل، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن مَحْمِي بن بَهْرَام البزَّاز المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا هارون بن مسلم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن عليّ،

عن أبيه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عليُّ أَسْبِغ الوضوءَ وإنْ شَقَّ عليكَ، ولا تَأْكُلِ الصَّدَقَةَ، ولا تُنْزِ الخَيْلَ على الحُمُرِ، ولا تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ".

(7/ 434) في ترجمة (الحسن بن مَحْمِي بن بَهْرَام البزَّاز المُخَرِّمِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

مرسل، وإسناده ضعيف.

فـ (عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب): تابعي إمام ثقة ثَبْت. قال ابن حَجَر في "التهذيب"(7/ 304) في ترجمته: "وأَرْسَلَ عن جدِّه عليّ بن أبي طالب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).

وفي إسناده (القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 481) وقال: "ليس يسوي شيئًا".

2 -

"الجرح والتعديل"(7/ 112 - 113) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف

ص: 111

الحديث مضطرب الحديث، حدَّثنا عنه الأنصاري بحديثين باطلين أحدهما في وفاة آدم صلى الله عليه وسلم، والآخر عن أبي حازم". وقال أبو زُرْعَة:"منكر الحديث".

3 -

"اللسان"(4/ 462) وذكر تضعيف أبي حاتم وابن مَعِين له. وفاته ذكر قول أبي زُرْعَة المتقدِّم فيه.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (الحسن بن مَحْمِي بن بَهْرَام البزَّاز المُخَرِّمِيّ أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(2/ 755) باسم (الحسن بن عليّ بن يحيى البزَّاز أبو عليّ) وقال: "كتبنا عنه، رأيتهم مجمعين على ضعفه. . . وقد حدَّث بغير حديث أنكرته عليه، ورأيتُ له ابنًا أعور كَهْلًا، ذكر البغداديون أنَّه يُلَقِّنُ أباهُ ما ليس من حديثه".

2 -

"تاريخ بغداد"(7/ 434) ونقل قول ابن عدي السابق.

3 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 522) ونقل قول ابن عدي، وذكر الحديث المتقدِّم -بَيْدَ أنَّه جعله من مسند عليّ-، وقال:"هذا حديث منكر جدًّا أحسب آفته ابن مَحْمِي".

4 -

"اللسان"(2/ 228) وتعقَّب فيه ابن حَجَر قول الذَّهَبِيّ السابق في "الميزان"، فقال:"هذا الحسبان فاسد لا ذنب فيه لابن مَحْمِي بل ولا لشيخه، وإن كان فيه مقال. فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" عن سُوَيْد بن سعيد، وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زيادات "المسند" عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، عن هارون بن مسلم، بهذا الإسناد والمَتْن".

التخريج:

رواه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زيادات "المسند" لأبيه (1/ 78)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 376 - 377) رقم (484)، من طريق هارون بن

ص: 112

مسلم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا، به.

أقول: إسناده ضعيف.

فهو منقطع أولًا، فـ (محمد بن عليّ) هو: البَاقِر. وأبوه عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، لم يدرك عليًّا رضي الله عنه، وروايته عنه مرسلة كما تقدَّم.

وثانيًا: أنَّ فيه (القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري) وهو ضعيف منكر الحديث كما تقدَّم.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 116): رواه عبد اللَّه بن أحمد، وفيه هارون بن مسلم صحاب الحِنَّاء ليَّنه أبو حاتم ووثَّقه الحاكم، وبقية رجاله ثقات"!

وقال في (1/ 236): "رواه عبد اللَّه في زياداته في المسند على أبيه. . . وفيه القاسم بن عبد الرحمن وفيه ضعف"!

وقد روى النَّسَائي في كتاب الخيل، باب التشديد في حمل الحمير على الخيل (6/ 224)، وأبو داود في الجهاد، باب كراهية الحُمُر تُنْزَى على الخيل (3/ 58 - 59) رقم (2565)، وأحمد في "المسند"(1/ 100) وغير موضع، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: أُهْدِيَتْ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا، فقال عليٌّ: لو حَمَلْنَا الحميرَ على الخيل لكانت لنا مِثْلَ هذه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنما يَفْعَلُ ذلك الذين لا يَعْلَمُونَ". وإسناده صحيح.

وانظر شرحه في "معالم السنن" للخطَّابي (3/ 392 - 393).

* * *

1124 -

أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي، حدَّثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البَجَلي، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن مهدي بن عَبْدَة المَرْوَزي، حدَّثنا محمد بن عُمَيْر الرَّازي، حدَّثنا عُبَيْد بن فِرَاس البَصْري، حدَّثنا حَرَمِيّ بن عُمَارَة، عن شُعْبَة، عن عُمَارَة بن أبي حَفْصَة، عن عِكْرِمَة.

ص: 113

عن ابن عبَّاس قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشَّاةُ مِنْ دَوَابِّ الجَنَّةِ".

(7/ 435) في ترجمة (الحسن بن مهدي بن عَبْدَة الكَيْسَانِيّ المَرْوَزِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (الحسن بن مهدي الكَيْسَانِيّ المَرْوَزِيّ)، ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (2/ 258) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"مجهول".

و(محمد بن عُمَيْر الرَّازِيّ) لم أقف على من ترجم له.

و(عُبَيْد بن فِرَاس البَصْري) لم أقف عليه، وأخشى أن يكون محرَّفًا عن (محمد بن فِرَاس البَصْري -الصَّيْرَفي أبو هريرة-)، وهو أحد من يروي عن (حَرَمِيّ بن عُمَارة). وهو صدوق كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 200).

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

لم يروه من حديث ابن عبَّاس غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "كنز العمَّال"(12/ 324) رقم (35225) إليه وحده.

وقد رواه ابن ماجه في التجارات، باب اتخاذ الماشية (2/ 773) رقم (2306)، عن عِصْمَة بن الفَضْل النَّيْسَابُوري، ومحمد بن فِرَاس أبو هريرة الصَّيْرَفي، قالا: حدَّثنا حَرَمِيّ بن عُمَارَة، حدَّثنا زَرْبِيّ، حدَّثنا محمد بن سِيرين، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ص: 114

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1094) -في ترجمة (زَرْبِيّ بن عبد اللَّه) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 174)، من طريق حَرَمِيّ، عن زَرْبِيّ، عن محمد بن سِيرين، عن ابن عمر مرفوعًا به.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: زَرْبِيّ يروي ما لا أصل له".

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(3/ 41): "هذا إسناد ضعيف، زَرْبِيّ بن عبد اللَّه أبو يحيى الأَزْدِيّ: متفق على ضَعْفِهِ. ومن حديث أبي هريرة رواه البزَّار في "مسنده"، وفي طريقه يزيد بن عبد الملك وهو ضعيف".

أقول: قد تقدَّم تخريجه من حديث أبي هريرة مطوَّلًا برقم (1122).

* * *

1125 -

أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ الحَارِثي -ويُعْرَف بابن أبي طالب المكِّي-، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس قال: قُرِئ على محمد بن مَخْلَد -وأنا أسمع- قيل له: حدَّثكم الحسن بن ناصح السَّرَّاج، حدَّثنا الحسن بن قُتَيْبَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن زياد، عن عمرو بن دينار، عن عبد الرحمن بن سَابِط،

عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا نموتُ حتَّى نسمع

(1)

بقوم يكذِّبون بالقَدَرِ، ويحملون الذنوب على العِبَاد، اشتقوا قولهم من قول النصارى، فَأَبْرَأُ إلى اللَّه منهم". قال: وكان ابن عبَّاس إذا حدَّث بهذا الحديث رفع يديه وقال: اللَّهُمَّ إنِّي أبرأُ إليك منهم كما برئ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(1)

هكذا في المطبوع: "لا نموت حتى نسمع". ومثله في "العلل المتناهية"(1/ 153). وفي "كنز العمَّال"(1/ 639) رقم (665): "لا تموت حتى تسمع". والظاهر أنه هو الصواب كما يدل عليه لفظ حديث الطبراني المذكور في التخريج، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 115

(7/ 435 - 436) في ترجمة (الحسن بن ناصح السَّرَّاج).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان المَدَني)، كذَّبه مالك وأبو داود وابن إسحاق وإبراهيم بن سعد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (456).

كما أنَّ فيه (الحسن بن قُتَيْبَة الخُزَاعِي المَدَائِنِي الخيَّاط) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (953).

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (الحسن بن ناصح السَّرَّاج)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 102 - 103) رقم (11179)، من طريق عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان، عن عمرو بن دينار، به

(1)

.

ولفظ أوله عنده: "لعلك أن تبقى بعدي حتى تدرك قومًا يكذِّبون بقَدَر اللَّه".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 205): "رواه الطبراني وفيه عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان وهو متروك".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 153 - 154)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا لا يصحُّ. قال مالك ويحيى: كان عبد اللَّه بن زياد كذَّابًا. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: هو والحسن بن قُتَيْبَة متروكان".

وعزاه في "كنز العُمَّال"(1/ 139) رقم (665) إلى الخطيب وحده! .

* * *

(1)

سقط اسم (عبد اللَّه بن عبَّاس) من "المعجم الكبير" المطبوع. وهو موجود في "المجمع"(7/ 205).

ص: 116

1126 -

أخبرنا محمد بن عمر بن إسماعيل الدَّاوُدِي، وعليّ بن أبي عليّ المعدَّل، قالا: أخبرنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن بشار، حدَّثنا الحسن بن هارون بن عقَّار

(1)

-ابن أخي سَلَمَة بن عقَّار (1) -، حدَّثنا جَرِير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عُمَيْر،

عن جابر بن سَمْرَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُمْلِيَنَّ مَصَاحِفَنَا إلَّا غِلْمَانُ قُرَيْشٍ وثَقِيفٍ".

(7/ 449) في ترجمة (الحسن بن هارون بن عقَّار (1)).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (الحسن بن هارون بن عقَّار)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته" (8/ 174) وقال:"يروي عن أبي خالد الأحمر الغرائب".

والحديث محفوظ عن عمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه من قوله كما قال الخطيب في "تاريخه"(2/ 156).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه الحسن بن هارون، عن جَرِير، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن جابر بن سَمُرَة مرفوعًا. ورواه سعيد بن منصور، عن جَرِير -يعني ابن عبد الحميد-، عن عبد الملك، عن جابر بن سَمُرَة، عن عمر بن الخَطَّاب قوله. وخالفه جَرِير بن حازم، فرواه عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن عبد اللَّه بن مَعْقِل، عن عمر بن الخطَّاب". ثم ساق الحديث من الطريقين المتقدِّمين عن عمر موقوفًا عليه من قوله.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عفَّان"، والتصويب من "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1531 - 1532)، و"تاريخ بغداد"(2/ 155).

ص: 117

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (170).

* * *

1127 -

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد بن حمَّاد الأَثْرَم، حدَّثنا الحسن بن يزيد الجَصَّاص، حدَّثنا الحسن بن بِشْر بن سالم بن المسيَّب البَجَلِي، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ونَسِيَه، فهي نِعْمَةٌ جَحَدَهَا".

(7/ 452) في ترجمة (الحسن بن يزيد بن معاوية الحَنْظَلِيّ الجَصَّاص المُخرِّمِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بشواهده.

ففيه (قيس بن الرَّبيع الأَسَدِيّ) وهو صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لما كبر، أَدْخَلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 197)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 44) رقم (2673) -، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 8)، والخطيب في "تاريخه"(12/ 61) -عن الطبراني-، وفي "موضِّح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 381)، وابن النَّجَّار في

ص: 118

"ذيل تاريخ بغداد"(3/ 237) -عن الطبراني-، والرَّافعي في "تاريخ قَزْوِين"(3/ 366)، من طريق قيس بن الرَّبيع، عن سُهَيْل بن أبي صالح، به. ولفظ أوله عندهم:"مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ".

قال الطبراني: "لم يروه عن سُهَيْل إلَّا قيس، تفرَّد به الحسن بن بشر".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 269 - 270): "رواه البزَّار

(1)

، والطبراني في "الصغير"، و"الأوسط"، وفيه قيس بن الرَّبيع، وثَّقه شُعْبَة والثَّوْري وغيرهما وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".

وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 282) بعد أن عزاه للبزَّار وللطبراني في "معجميه": إسناده حسن.

وذكره الحافظ أبو يعقوب القَرَّاب في "فضائل الرَّمي في سبيل اللَّه تعالى" ص 19 رقم (91) فقال: "وفي روايات يطول بذكر أسانيدها الكتاب عن أبي هريرة، وعن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" وذكره.

وذكره من الطريق المتقدِّم ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 313) رقم (939)، ونقل عن أبيه قوله:"حديث منكر". يعني لجهة تفرَّد قيس به، واللَّه أعلم.

وللحديث شاهد حسن من حديث عُقْبَة بن عامر، رواه مطوَّلًا: أبو داود في الجهاد، باب في الرمي (3/ 28 - 29) رقم (2513)، والنَّسَائي في الخيل، باب تأديب الرجل فرسه (6/ 222 - 223)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 95)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 13)، وفيه:"ومَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بعدما عَلِمَهُ رغبةً عنه، فإنَّها نعمةٌ تَرَكَهَا، أوقال: كَفَرَهَا". واللفظ لأبي داود.

(1)

لم أقف عليه في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" للهيثمي.

ص: 119

وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وممَّا يصلح له شاهدًا أيضًا، ما رواه مسلم في الإمارة، باب فضل الرَّمي. . . (3/ 1522 - 1523) رقم (1919) -واللفظ له-، وابن ماجه في الجهاد، باب الرمي في سبيل اللَّه (2/ 940 - 941) رقم (2814)، عن عقبة بن عامر مرفوعًا:"مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، أو قَدْ عَصَى".

وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعًا بنحو لفظ حديث أبي هريرة، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 249)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2177) -في ترجمة (محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأَسَدِي) -.

وإسناده تالف من أجل (محمد بن إسحاق الأَسَدِي -وهو معروف باسم محمد بن مِحْصَن الأَسَدِي) -. قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 204 - 205): "كذَّبوه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (454).

* * *

1128 -

أخبرنا أحمد بن محمد القَطِيْعِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكوفي، حدَّثني عليّ بن أحمد بن مروان أبو الحسن المُقْرِئ -من كتابه-، حدَّثنا الحسن بن يزيد الجَصَّاص المُخَرِّمي -سكن سُرَّ مَنْ رَأَى-، حدَّثنا

(1)

إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّمِيمي

(2)

، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء بن السَّائِب الثَّقَفِي -من أهل الكوفة-، عن سُوَيْد بن غَفَلَة،

عن عمر بن الخَطَّاب أنَّه رأى رجلًا يَسُبُّ عليًّا فقال: إنِّي أظنك مُنَافِقًا، سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّما عليٌّ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ مِنْ موسى إلَّا أنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي".

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى: "وحدَّثنا". و (إسماعيل) هو شيخ (الحسن بن يزيد الجَصَّاص).

(2)

هكذا في المطبوع: "التميمي". وفي مصادر ترجمته المذكورة في حديث (734): "التيمي".

ص: 120

(7/ 452 - 453) في ترجمة (الحسن بن يزيد بن معاوية الحَنْظَلِي الجَصَّاص المُخَرِّمِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمي المَدَني) وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (734).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 301) -في ترجمة (إسماعيل بن يحيى التَّيْمي) -، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 198) -مخطوط-، من طريق إسماعيل هذا، عن ابن جُرَيْج، به.

وقال ابن عدي: هذا الحديث عن ابن جُرَيْج بهذا الإِسناد باطل، لا يحدِّث به عنه إلَّا إسماعيل.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 198) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وعزاه في "كنز العُمَّال"(11/ 607) رقم (32934) إلى الخطيب وحده! .

وقد فات السُّيُوطيّ أن يذكره من حديث عمر في "الأزهار المتناثرة" ص 281، فالحمد للَّه على توفيقه.

والحديث روي عن جماعة من الصحابة، وعدَّهُ البعض من المتواتر، وقد سبق الكلام عليه برقم (438).

* * *

ص: 121

1129 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبيد اللَّه بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا الحسن بن أبي الرَّبيع الجُرْجَاني، حدَّثنا أبو عامر، حدَّثنا عِكْرِمَة، عن عبد اللَّه بن عبيد،

عن عائشة قالت: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَسْلُتُ المَنِيَّ عن ثَوْبِهِ بالإِذْخِرِ. قالت: وكانَ يُبْصِرُهُ في ثَوْبِهِ يَابِسًا فَيُحْثُّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ يُصَلِّي فيه.

(7/ 454) في ترجمة (الحسن بن أبي الرَّبيع الجُرْجَانِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

و (عِكْرِمَة) هو (ابن عمَّار العِجْلِيّ اليَمَامي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (521).

و (أبو عامر) هو (عبد الملك بن عمرو القَيْسِي العَقَدِيّ): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1832).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 243)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 149) رقم (294)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 418)، من طريق عِكْرِمَة بن عمَّار اليَمَامي، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عُمَيْر، عنها، به.

وإسناده حسن.

وقد تقدَّم برقم (844) من حديث السيدة عائشة بلفظ: "ربما حَتَتُّهُ مِنْ ثَوْبِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي".

كما سيأتي برقم (1618) من حديثها بلفظ: "كان إذا كان احتلامُ رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلَّم رَطْبًا مسحته بالإِذْخِرِ، وإذا كان يابسًا مسحته بعَظْمٍ".

ص: 122

وله شاهد من حديث ابن عباس سيأتي برقم (1441).

* * *

1130 -

أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسن المَحَامِلِيّ قال: هذا كتاب جدِّي الحسن بن إسماعيل -وَدَفَعَهُ إلينا- فكان فيه: حدَّثنا حسن بن يونس الزَّيَّات أبو عليّ.

وأخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا ابن صَاعِد، حدَّثنا الحسن بن يونس الزَّيَّات، حدَّثنا إسحاق بن منصور، حدَّثنا هُرَيْم بن سفيان البَجَلِيّ، عن الشَّيْبَانِيّ، عن الشَّعْبِيّ،

عن ابن عبَّاس: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صَلَّى على مَيِّتٍ بعد مَوْتِهِ بثلاث.

(7/ 455) في ترجمة (الحسن بن يونس بن مِهْرَان الزَّيَّات أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

ففيه (هُرَيْم بن سفيان البَجَلِيّ) وهو وإن كان ثقة إلَّا أنَّه قد خالف الثقات الذين رووه عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني دون ذكر أنَّ صلاته عليه كانت بعد ثلاث كما سيأتي.

و (الشَّعْبِيّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

و (الشَّيْبَانِيّ) هو (سليمان بن أبي سليمان الكوفي أبو إسحاق): وتقدَّمت ترجمته في حديث (575).

و (ابن صَاعِد) هو (يحيى بن محمد بن صَاعِد بن كاتب أبو محمد): إمام حافظ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (848).

ص: 123

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 78)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 46)، عن ابن صَاعِد، وحسين المَحَامِلِي، عن الحسن بن يونس، به.

قال البيهقي: إنَّ هُرَيْم بن سفيان، خالف الثَّوْري وعبد الواحد بن زياد وزَائِدة بن قُدَامَة وهُشَيْم بن بَشِير وأبو معاوية الضَّرير وغيرهم، في روايتهم عن أبي إسحاق الشَّيْبَاني، حيث إنَّهم لم يذكروا أنَّ صلاته عليه كانت بعد موته بثلاث.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 205) - في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر بعدما يدفن-:"ووقع في "الأوسط" للطبراني من طريق محمد بن الصبَّاح الدُّولابي، عن إسماعيل بن زكريا، عن الشَّيْبَاني: "أنَّه صلَّى عليه بعد دَفْنِهِ بليلتين". وقال: إنَّ إسماعيل تفرَّد بذلك. ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ من طريق هُرَيْم بن سفيان، عن الشَّيْبَاني فقال: "بعد موته بثلاث". ومن طريق بشر بن آدم، عن أبي عاصم، عن سفيان الثَّوْري، عن الشَّيْبَاني فقال: "بعد شهر". وهذه روايات شاذة، وسياق الطرق الصحيحة يدلُّ على أنَّه صلَّى عليه في صَبِيحَةِ دَفْنِهِ".

والحديث رواه البُخَاري في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر بعدما يدفن (3/ 204) رقم (1336)، ومسلم في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر (2/ 658) رقم (954) -واللفظ له-، وأبو داود في الجنائز، باب التكبير على الجنازة (3/ 536 - 537) رقم (3196)، والتِّرْمِذِيّ في الجنائز، باب ما جاء في الصَّلاة على القبر (3/ 346) رقم (1037)، والنَّسَائي في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر (4/ 85)، عن ابن عبَّاس:"انتهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى قبر رَطْبٍ فَصَلَّى عليه، وصَفُّوا خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا".

* * *

ص: 124

1131 -

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيْرِي، وأبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي، قالا: حدَّثنا العبَّاس بن محمد بن يعقوب الأَصَمَّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد بن حاتم الدُّوري، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن يوسف، أخبرنا الهَرْش -جار أحمد بن حنبل- حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، حدَّثنا الضَّحَّاك بن حُمْرَة

(1)

، عن حُمَيْد الطَّويل،

عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ مُسْلِمٍ يموتُ فيشهدُ له رَجُلانِ مِنْ جِيْرَتِهِ الأَدْنَيْنَ، فَيَقُولانِ: اللَّهُمَّ لا نَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا، إلَّا قالَ اللَّهُ للملائكةِ: اشْهَدُوا أنِّي قَبِلْتُ شَهَادَتَهُمَا، وَغَفَرْتُ ما لا يَعْلَمَانِ".

(7/ 455 - 456) في ترجمة (الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن أبو عليّ، المعروف بأخي الهَرْش).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وفي "الصحيح" عن عمر رضي الله عنه مرفوعًا: "أيُّما مسلم شهد له أربعةٌ بخير أدخلَهُ اللَّه الجَنَّةَ. فقلنا: وثلاثةٌ، قال: وثلاثةٌ. فقلنا: واثنان، قال: واثنان. ثم لم نسأَلْهُ عن الواحد".

ففيه (الضَّحَّاك بن حُمْرَة الأُمْلُوكِي الوَاسِطي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 272) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(4/ 336) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"أحوال الرجال" ص 171 رقم (305) وقال: "غير محمود الحديث".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "حمزة" بالزاي المعجمة. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 125

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 141 رقم (328) وقال: "ليس بثقة".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 220).

6 -

"الجرح والتعديل"(4/ 462) ونقل قول ابن مَعِين السابق.

7 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 484).

8 -

"الكامل"(4/ 1416 - 1418) وقال: "وأحاديثه حسان غرائب".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 252 رقم (399) وقال: "ليس بالقويِّ".

10 -

"الثقات" لابن شاهين ص 120 رقم (597) وقال: "ثقة قاله إسحاق بن رَاهُوْيَه".

11 -

"الميزان"(2/ 322 - 323) وفيه عن البُخَاري: "منكر الحديث مجهول".

12 -

"الكاشف"(2/ 31) وقال: "قال غير واحد: ليس بثقة".

13 -

"التهذيب"(4/ 443 - 444) وفيه عن الدُّولابي: "ليس بثقة". وفيه أنَّ التِّرْمِذِيّ حسَّن حديثه. وقال ابن عدي في بعض النسخ: "متروك الحديث".

14 -

"التقريب"(1/ 372) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ت.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (الهَرْش -الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن أبو عليّ-)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1416 - 1417) -في ترجمة (الضَّحَّاك بن حُمْرَة الوَاسِطي) -، من طريق عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفَّان، حدَّثني بقيَّة بن الوليد، حدَّثني الضَّحَّاك بن حُمْرَة، عن أنس مرفوعًا به.

قال ابن عدي: "هكذا رواه عثمان بن عبد اللَّه عن بقيَّة. ورواه غيره عن بقيَّة، عن الضَّحَّاك، عن صالح الأُمْلُوكي، عن حُمَيْد، عن أنس".

ص: 126

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 413) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (الضَّحَّاك)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وعزاه في "كنز العُمَّال"(15/ 686) رقم (42744) إلى الخطيب وحده!

والحديث رواه أحمد في "المسند"(3/ 242)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 12) رقم (3015)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 378)، وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 199) رقم (3481)، وفي "المعجم" له ص 93 - 94 رقم (86)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 252)، من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت

(1)

، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"ما مِنْ مُسْلِمٍ يموتُ فيشهدُ له أربعةُ أَهْل أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرانِهِ الأَدْنَيْنَ أنَّهم لا يَعْلَمُونَ إلَّا خَيْرًا إلَّا قالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: قد قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فيه، وَغَفَرْتُ له ما لا تَعْلَمُونَ".

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 4): "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح".

أقول: فيما تقدَّم عن الحاكم وموافقةُ الذَّهَبِيّ له، وكذا ما قاله الهيثمي، نظر. فإنَّ في إسناده عندهم (مُؤَمَّل بن إسماعيل البَصْري) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 290) "صدوق سيء الحفظ". ثم هو ليس على شرط البُخَاري أو مسلم! ! فإنَّ البُخَاري خرَّج له تعليقًا. ومسلم لم يخرِّج له البتة. انظر:"التهذيب"(10/ 380 - 381)، و"المغني"(2/ 689). وستأتي ترجمته في حديث (1857).

وقد روى البُخَاري في الجنائز، باب ثناء النَّاس على الميت (3/ 229) رقم (1368)، والنَّسَائي في الجنائز، باب الثناء (4/ 50 - 51)، والتِّرْمِذِيّ في

(1)

صُحِّفَ في "المسند" لأحمد إلى "سالم".

ص: 127

الجنائز، باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت (3/ 364 - 365) رقم (1059)، وأحمد في "المسند"(1/ 21 - 22 و 30 و 45 - 46)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 13) رقم (3017)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 75)، عن أبي الأسود الدِّيلي قال: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه، فمرَّت بهم جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ على صاحبها خيرًا، فقال عمرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ. ثم مُرَّ بأخرى فَأُثْنِيَ على صاحبها خيرًا، فقال عمرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ. ثم مُرَّ بالثالثة فَأُثْنِيَ على صاحبها شرًّا، فقال: وَجَبَتْ. فقال أبو الأسود: فقلتُ وما وَجَبَتْ يا أمير المؤمنين؟ قال: قلتُ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أيُّما مُسْلِمٍ شِهِدَ له أربعةٌ بخيرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ". فقلنا: وثلاثةٌ، قال:"وثلاثةٌ"، فقلنا: واثنان، قال:"واثنان". ثم لم نسأَلْهُ عن الواحِدِ.

قال الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "فتح الباري"(3/ 231): "ويؤيده ما رواه أحمد وابن حِبَّان والحاكم -وذكر حديث أنس المتقدِّم-. ولأحمد من حديث أبي هريرة نحوه، وقال: "ثلاثة" بدل "أربعة"، وفي إسناده من لم يسمّ. وله شاهد من مراسيل بشير بن كعب أخرجه أبو مسلم الكَجِّي".

* * *

1132 -

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدَّثنا محمد بن العبَّاس الخزَّاز، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، حدَّثنا أبي: أحمد الناصر، وإسماعيل بن إبراهيم الفقيه، قالا: حدَّثنا يحيى الهادي بن الحسين، حدَّثني أبي: الحسن، حدَّثنا أبي: الحسين، عن أبيه القاسم، عن أبي بكر بن أبي أُوَيْس، عن حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرَة

(1)

، عن أبيه، عن جَدِّه،

(1)

في المطبوع: "ضمرة". والتصويب من مصادر ترجمته.

ص: 128

عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَا نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ".

(8/ 7) في ترجمة (الحسين بن أحمد الناصر العَلَوي الكوفي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث صحيح بمجموع طرقه.

ففي إسناده (حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرَة الحِمْيَرِي المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ" لابن مَعِين (2/ 118) وقال: "كذَّاب ليس هو بشيء".

2 -

"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 69 رقم (79) وقال: "منكر الحديث، ضعيف".

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 246 - 247) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَمُ والنَّكَارَةُ". وفيه: أنَّ مالكًا كذَّبه.

4 -

"الجرح والتعديل"(3/ 57 - 58) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث كذَّاب". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء ضعيف الحديث".

5 -

"المجروحين"(1/ 444) وقال: "يروي عن أبيه عن جَدِّه بنسخة موضوعة".

6 -

"الكامل"(2/ 766 - 769) وقال: "ضعيف منكر الحديث، وَضَعْفُهُ بيِّن على حديثه".

7 -

"اللسان"(2/ 289 - 290) وفيه عن ابن مهدي وأبي داود: "ليس بشيء. وقال النَّسَائي: "ليس بثقة ولا يُكْتَبُ حديثه". وقال ابن الجَارُود: "كذَّاب ليس بشيء".

ص: 129

التخريج:

تقدَّم في حديث (194).

* * *

1133 -

قرأت في كتاب عليّ بن محمد النُّعَيْمي -بخطِّه-، حدَّثني القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن سَلَمَة الأَسَدِي المَالِكي -ببغداد-، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللَّه بن محمد الزَّيْنِي البَصْري -بجيلا من كُورَة أَسْفِيْجَاب-، حدَّثنا الصِّدِّيق بن سعيد الصُّونَاخِي -بصُونَاخ من كُورَة أَسْفِيْجَاب-، حدَّثنا محمد بن نصر المَرْوَزِيّ -المقيم بِسَمَرْقَنْد-، عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "شَفَاعَتِي يَوْمِ القِيَامِةِ لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي".

(8/ 11) في ترجمة (الحسين بن أحمد بن سَلَمَة الأَسَدِي القاضي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

منكر من هذا الطريق كما قال الحافظ الذَّهَبِيّ.

فضلًا عن أنَّه مروي من طريق الوِجَادَة، وهو أحد الطرق الضعيفة في التحمل كما هو مقرر في علم أصول الحديث. انظر:"شرح العراقي لألفيته"(2/ 113 - 114)، و"علوم الحديث" لابن الصلاح ص 158 حيث يقول:"وهو من باب المنقطع والمرسل".

والحديث قد صَحَّ من طرق أخرى.

التخريج:

الحديث ذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 314) في ترجمة

ص: 130

(صِدِّيق بن سعيد الصُّونَاخِيّ التُّرْكِيّ)، عنه، عن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، به، وقال: "وهذا لم يروه هؤلاء قطّ، ولكن رواه عن صِدِّيق، من يُجْهَل حاله، وهو أحمد بن عبد اللَّه بن محمد الزَّيْنَبِيّ

(1)

، فما أدري من وضعه".

وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 189).

وقد نقل العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 162) عن الذَّهَبِيِّ قوله في "الميزان": "هذا خبر منكر".

وقال المُنَاوي في المصدر السابق، في ذات الموطن:"قال التِّرْمِذِيُّ في "العلل" سألت محمدًّا -يعني البُخَاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه".

وهذا الذي نقله المُنَاوي في "الفيض" عن التِّرْمِذِيّ، محلُّ نظر، فإنَّ الذي في "العلل الكبير" له (2/ 839) رقم (367) أنَّه سأل البُخَاري عن الحديث من طريق جابر بن عبد اللَّه، فأجابه بعدم معرفته له. لا بإطلاق كما يُفْهَمُ من إيراد المُنَاوي له.

والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 556) إلى الخطيب وحده عن ابن عمر.

وقد صَحَّ الحديث من طرق أخرى. وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (122) فانظره إن شئت.

* * *

1134 -

أخبرنا أبو الفتح، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن حامد بن محمد بن ثابت بن فَرْغَان الذَّهَبِيّ، حدَّثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن هارون الأَنْبَاري، حدَّثنا إسحاق بن خالد بن يزيد البَالِسِي، حدَّثنا

(1)

كذا في "الميزان". وفي "اللسان"، و"تاريخ بغداد":"الزَّيْنِي".

ص: 131

عبد العزيز بن عبد الرحمن البَالِسِي، حدَّثنا خُصَيْف بن عبد الرحمن، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَيُّمَا مَالٍ أُدِّيَتْ زَكَاتُهُ، فليس بِكْنْزٍ".

(8/ 12) في ترجمة (الحسين بن أحمد بن حامد الذَّهَبِيّ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (عبد العزيز بن عبد الرحمن الجَزَرِي البَالِسِي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 168 رقم (415) وقال: "ليس بثقة".

2 -

"الجرح والتعديل"(5/ 388) وفيه عن الإِمام أحمد: "اضرب على أحاديثه هي كذب، أو قال: موضوعة".

3 -

"المجروحين"(2/ 138 - 139) وقال: "يأتي بالمقلوبات عن الثقات فيكثر، والملزقات بالأثبات فيفحش. . . لا يحلُّ الاحتجاح به بحال".

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِي): ثقة مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (309).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2647) -في ترجمة (يحيى بن أبي أُنَيْسَة الجَزَرِي) - من طريق عبد الرحيم، عن يحيى بن أبي أُنَيْسَة، عن أبي الزُّبَيْر، عنه، به.

أقول: يحيى بن أبي أُنَيْسَة: تالف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (616).

ص: 132

ورواه أيضًا في (7/ 2652) -في ترجمة (يحيى بن سعيد المَدِيني التَّمِيمي) - من طريق عَرْعَرْة بن البِرِنْد

(1)

، عن يحيى بن سعيد المَدِيني، عن أبي الزُّبَيْر، عنه، به، وقال:"وهذا قد أمليته عن يحيى بن أبي أُنَيْسَة عن أبي الزُّبَيْر عن جابر، وليس الحديث بمحفوظ عن أبي أُنَيْسَة ولا عن غيره".

أقول: يحيى بن سعيد المَدِيني التَّمِيمي، قال عنه في "المغني" (2/ 735):"تركوه". وانظر ترجمته في: "الكامل"(7/ 2652 - 2653)، و"اللسان"(6/ 259).

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(3/ 190) عن أبي خالد الأحمر، عن حجَّاج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر موقوفًا عليه.

وروى نحوه موقوفًا على عمر وابن عمر وابن عبَّاس.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 4 - 5) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إنَّما روي عن ابن عمر". ثم نقل قول الإِمام أحمد السابق في (عبد العزيز البَالِسِي).

* * *

1135 -

حدَّثنا أبو الفتح قُطَيْط، حدَّثنا الحسين بن أحمد بن سهل المُشْتَرِي الأَهْوَازي، حدَّثنا محمد بن إسحاق القاضي، حدَّثنا إبراهيم بن محمد النَّاقِد، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا مالك، عن شُعْبَة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبَيْر،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الخَبَرُ كالمُعَايَنَةِ".

(1)

تَصَحَّفَ في "الكامل" إلى: "البريد". والتصويب من "الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 292)، و"التهذيب"(7/ 175)، و"التقريب"(2/ 18).

ص: 133

(8/ 12) في ترجمة (الحسين بن أحمد بن سهل المُشْتَرِي الأَهْوَازي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (محمد بن إسحاق القاضي، المعروف، بابن دارا)، قال الخطيب عنه في "تاريخه" (8/ 12):"غير ثقة". ونقل ذلك عنه في "الميزان"(3/ 478)، و"اللسان"(5/ 69)، ووقع عندهما:"دار".

و (أبو بشر) هو (جعفر بن إياس -ابن أبي وحْشِيَّةَ- اليَشْكُرِي): ثقة، من أثبت النَّاس في سعيد بن جُبَيْر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (482).

و (أبو الفتح قُطَيْط) هو (محمد بن الحسين بن محمد الشَّيْبَاني العَطَّار)، ترجم له الخطيب في تاريخه (2/ 253) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

تقدَّم تخريجه والكلام عليه في حديث (348).

* * *

1136 -

سمعت أبا عبد اللَّه البزَّار -يعرف بابن القَادِسِيّ- يقول: حدَّثنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان بن مالك -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن يونس بن موسى، حدَّثنا أيوب بن عمر -أبو سَلَمَة الغِفَارِيّ-، حدَّثنا يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيّ، عن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه،

عن عمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أَحَدُكُمْ امْرَأةً حَسْنَاءَ فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فإنَّ البُضْعَ وَاحِدٌ، وَمَعَهَا مِثْلُ الذي مَعَهَا".

(8/ 16) في ترجمة (الحسين بن أحمد بن محمد البزَّار أبو عبد اللَّه، يُعْرَفُ بابن القَادِسِيّ).

ص: 134

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ من غير حديث عمر رضي الله عنه.

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن أحمد البزَّار، ويعرف بابن القَادِسِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(8/ 16 - 17): وحطَّ عليه، ونقل عن أبي الفضل أحمد بن الحسين بن خَيْرُون، ما يُثْبِتُ كَذِبَهُ.

2 -

"المغني"(1/ 170) وقال: "كذَّبه ابن خَيْرُون".

كما أنَّ فيه (يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيّ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1531).

التخريج:

لم يروه من حديث عمر رضي الله عنه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "كنز العُمَّال"(5/ 326) رقم (13054) إلى الخطيب وحده.

وقد صَحَّ من حديث جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا بلفظ: "إذا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ المرأةُ، فَوَقَعَتْ في قَلْبِهِ، فَلْيَعْمِدْ إلى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا، فإنَّ ذلك يَرُدُّ ما في نَفْسِهِ". رواه مسلم في النكاح، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها (2/ 1021) رقم (1403) واللفظ له، وأبو داود في النكاح، باب ما يؤمر من غضِّ البصر (2/ 611) رقم (2151)، والتِّرْمِذِيّ في النكاح، باب ما جاء في الرجل يرى المرأة تعجبه (3/ 455) رقم (1158).

وله شاهد من حديث أبي كَبْشَة الأَنْمَارِي، رواه أحمد في "المسند"(4/ 231)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 185) رقم (2302) -.

ص: 135

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 292): "ورجال أحمد ثقات".

* * *

1137 -

أخبرني عبيد اللَّه

(1)

بن أبي الفتح، حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن سعيد بن يزيد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ الشِّعْر لَحِكْمَةً".

(8/ 18) في ترجمة (الحسين بن إبراهيم البغدادي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده (أحمد بن سعيد بن يزيد) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وباقي رجال الإسناد ثقات.

ومَتْنُ الحديث صحيح روي من طرق عِدَّة، بل عدَّه السُّيُوطِيُّ وغيره من المتواتر.

والظَّاهر أنَّ سَقْطًا وقع في الإسناد، حيث لم يُذْكَر فيه صاحب الترجمة (الحسين بن إبراهيم البغدادي أبو عليّ)، والذي لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (569).

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(10/ 385)، و"السِّيَر"(17/ 578). وهو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح -واسمه أحمد- بن عثمان الصَّيْرَفي أبو القاسم). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).

ص: 136

1138 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا عبد الصمد بن عليّ بن محمد بن مُكْرَم البزَّاز، حدَّثنا أبو عليّ الحسين بن بشار الخيَّاط، حدَّثنا أبو بلال، حدَّثنا قيس بن أبي سعيد الجَزَرِيّ، عن الرَّبيع

(1)

، عن أبي هاشم الرُّمَّانِيّ، عن أبي مِجْلَز السَّدُوسِيّ، عن قيس بن أبي حازم البَجَلِيّ،

عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فقالَ بعد فَرَاغِهِ مِنْ وضوئِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إليكَ، طُبِعَ عليها طَابِعٌ، وَجُعِلَتْ تحت العَرْشِ -أحسبُهُ قالَ: إلى يوم القِيَامَةِ-".

(8/ 25) في ترجمة (الحسين بن بشار بن موسى الخيَّاط أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد روي من طريق آخر صحيح، ورَجَّحَ النَّسَائيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ والبَيْهَقِيُّ وَقْفَهُ.

ففيه (أبو بلال) وهو: (الأشعري الكوفي، يقال: اسمه مِرْدَاس بن محمد بن الحارث بن عبد اللَّه بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(9/ 350) وفيه عن أبي حاتم: "سألته عن اسمه، فقال ليس لي اسم، اسمي وكُنْيَتي واحد". وقال ابن أبي حاتم: "روى عنه أبي رحمه الله، والنَّاس". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

هكذا في المطبوع "قيس بن أبي سعيد الجَزَري عن الربيع". ولم أقف على من اسمه (قيس بن أبي سعيد الجَزَرِي). وقد ذكرت المصادر أنَّ (أبا بلال)، يروي عن (قيس بن الربيع)، كما ذكرت أنَّ الذي يروي عن (أبي هاشم الرُّمَّاني) هو (قيس بن الربيع)، فأخشي أن يكون قد وقع تحريف في المطبوع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 137

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 199) وقال: "أبو بلال الأشعري، من أهل الكوفة، يروي عن قيس بن الربيع والكوفيين، روى عنه أهل العراق، اسمه مِرْدَاس".

ثم ترجم له عقب الترجمة الأولى مباشرة باسم (مِرْدَاس بن محمد بن الحارث بن عبد اللَّه بن أبي بُرْدَة) وقال: "يُغْرِبُ ويتفرد".

3 -

"الميزان"(4/ 507) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ، يقال توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين".

4 -

"اللسان"(7/ 22) -الكُنَى- وقال: "ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" فقال: اسمه: مِرْدَاس".

وترجم له الحافظ باسم (مِرْدَاس) في (6/ 14) منه، وفيه عن ابن القطَّان:"لا يُعْرَفُ البتة. قلت -القائل ابن حَجَر-: هو مشهور بكنيته أبو بلال. . . قال ابن حِبَّان في "الثقات": يُغْرِبُ ويتفرَّد. وليَّنه الحاكم أيضًا. وقول ابن القطَّان: لا يعرف البتة. وَهِمَ في ذلك، فإنَّه معروف".

و(أبو هاشم الرُّمَّاني) هو (يحيى بن دينار الوَاسِطي): ثقة حجَّة، روى عنه أصحاب الكتب الستة، وتوفي عام (122 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 152)، و"التهذيب"(12/ 261 - 262)، و"التقريب"(2/ 483).

و(أبو مِجْلَز السَّدُوسي) هو (لَاحِق بن حُمَيد بن سعيد): مشهور بكنيته، ثقة، روى له الستة، وتوفي عام (106). انظر ترجمته في:"التهذيب"(11/ 171 - 172)، و"التقريب"(2/ 340).

التخريج:

رواه الإِمام النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 173 رقم (81)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 564)، والطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 975 - 976) رقم

ص: 138

(390)

، والبيهقي في "الشُّعَب"(6/ 54) رقم (2499)، من طريق يحيى بن كثير العَنْبَري أبو غسان، عن شُعْبَة، عن أبي هاشم الرُّمَاني، عن أبي مِجْلَز، عن قيس بن عُبَاد، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا به.

ومن هذا الطريق رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 271) رقم (1478) مطوَّلًا.

قال الحافظ ابن حَجَر في "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(1/ 248): "هذا حديث صحيح الإسناد من طريق شُعْبَة".

وقال النَّسَائي: "هذا خطأ، والصَّواب موقوف، خالفه محمد بن جعفر فوقفه".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "وقفه ابن مهدي عن الثَّوْري عن أبي هاشم".

وقال الطبراني في "الدُّعَاء": "رفعه يحيى بن كثير عن شُعْبَة، ووقفه النَّاس. وكذلك رواه سفيان الثَّوْري موقوفًا".

وقال في "المعجم الأوسط": "لم يرو هذا الحديثَ مرفوعًا عن شُعْبَة إلَّا يحيى بن كثير".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 239): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح". ثم نقل عن النَّسَائي قوله المتقدِّم في صواب وَقفِهِ.

ورواه الطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 975) رقم (388)، من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، به، بزيادة قوله في أوله:"من قال إذا توضَّأ: بسم اللَّه".

ص: 139

وفيه (يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني) وهو حافظ منكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (297).

كما أنَّ فيه (قيس بن الربيع الأَسَدي) وهو صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).

ورواه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 21 - 22 رقم (30)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 42) رقم (59)، والمَعْمَرِيّ

(1)

-كما في "النُّكَت الظِّرَاف على الأطراف"(3/ 447) لابن حَجَر-، من طريق يوسف بن أسْبَاط، عن الثَّوْري، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، به.

وفيه (يوسف بن أَسْبَاط الشَّيْبَاني) وهو صدوق كثير الغلط. وستأتي ترجمته في حديث (1157).

قال البيهقي: "وروي أيضًا عن شُعْبَة عن أبي هاشم هكذا مرفوعًا، والمشهور موقوف".

ورواه الطبراني في "الدُّعاء"(2/ 975) رقم (389)، من طريق الوليد بن مروان، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، به.

وفيه (الوليد بن مروان) وهو مجهول كما قال أبو حاتم. انظر: "الجرح والتعديل"(9/ 18)، و"اللسان"(6/ 226).

ورواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 173 رقم (82)، والطبراني في "الدُّعاء"(2/ 976) رقم (391)، من طريق شُعْبَة، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، به، موقوفًا على أبي سعيد الخُدْري من قوله.

(1)

هو (الحسن بن عليّ بن شَبيب البغدادي أبو عليّ -ت 295 هـ-)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 510 - 514)، ونعنه بقوله "الإِمام الحافظ المجوِّد البارع محدِّث العراق". والظَّاهر أنَّه أخرجه في كتابه "عمل اليوم والليلة". وقد ذكره له ابن كثير في "البداية والنهاية"(11/ 106).

ص: 140

وتَابَعَ شُعْبَة عليه: الثَّوْري عند ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 3)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 174 رقم (83)، والطبراني في "الدُّعاء"(2/ 976) رقم (391)، فأوقفه.

كما تابعه عليه: هُشَيْم بن بشير عند سعيد بن منصور في "سننه" -كما في "نتائج الأفكار" لابن حَجَر (1/ 250) -.

قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 102) بعد عزوه له إلى النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة"، والحاكم:"واخْتُلِفَ في رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ، وصَحَّحَ النَّسَائيُّ الموقوف، وضعَّف الحازمي الرواية المرفوعة، لأنَّ الطبراني قال في "الأوسط": ولم يرفعه عن شُعْبَة إلَّا يحيى بن كثير. قلت -القائل ابن حَجَر-: ورواه أبو إسحاق المُزَكِّي في الجزء الثاني تخريج الدَّارَقُطْنِيّ له، من طريق رَوْح بن القاسم، عن شُعْبَة، وقال: تفرَّد به عيسى بن شُعَيْب، عن رَوْح بن القاسم. قلت -القائل ابن حَجَر-: وَرَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل": الرواية الموقوفة أيضًا".

وقال الحافظ أيضًا: "قال النَّوَويُّ في "الأذكار"

(1)

و"الخُلاصة": إنَّ حديث أبي سعيد هذا ضعيف. وقال في "شرح المُهَذَّب"

(2)

: رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة"، بإسناد غريب ضعيف، رواه مرفوعًا وموقوفًا عن أبي سعيد، وكلاهما ضعيف. هذا لفظه. فأمَّا المرفوع: فيمكن أن يضعَّف بالاختلاف والشذوذ، وأمَّا الموقوف: فلا شكَّ ولا ريب في صحته، فإنَّ النَّسَائي قال فيه: حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا يحيى بن كثير، حدَّثنا شُعْبَة، حدَّثنا أبو هاشم. وقال ابن أبي شَيْبَة: حدَّثنا وكيع، حدَّثنا سفيان، عن أبي هاشم الوَاسِطي، عن أبي مِجْلَز، عن قيس بن عُبَّاد، عنه، وهؤلاء من رواة "الصحيحين"، فلا معنى لحكمه عليه بالضعف، واللَّه أعلم".

(1)

ص 80.

(2)

(1/ 457).

ص: 141

كما قال الحافظ رحمه الله في "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(1/ 249 - 250): "قال الطبراني: لم يروه عن شُعْبَة مرفوعًا إلَّا يحيى بن كثير. قلت -القائل ابن حَجَر-: وهو ثقة من رجال "الصحيحين"، وكذا من فوقه إلى الصحابي، وأمَّا شيخ النَّسَائي فهو ثقة أيضًا من شيوخ البُخَاري، ولم ينفرد به، فقد أخرجه الحاكم من وجه آخر عن يحيى بن كثير، فالسند صحيح بلا ريب. وإنَّما اختلف في رفع المتن ووقفه، فالنَّسَائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ، فلذلك حكم عليه بالخطا. وأمَّا على طريقة المصنِّف -يعني النَّوَويّ- تبعًا لابن الصلاح وغيره، فالرفع عندهم مقدَّمٌ لِمَا مع الرافع من زيادة العلم. وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى فهذا ممَّا لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع

(1)

، واللَّه أعلم".

* * *

1139 -

أخبرنا أبو طاهر الحسين بن بِشْر، ومحمد بن أحمد بن محمد السِّمْنَاني، قالا: أخبرنا عليّ بن عمر بن محمد الخُتُّلِيّ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفي، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا يحيى بن سعيد الأُمَوي، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،

عن جابر قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، للحسن:"إنَّ ابْنِي هذا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ به بين فِئَتَيْنِ مِنَ المسلمينَ".

(8/ 26 - 27) في ترجمة (الحسين بن بِشْر بن عبد اللَّه الدِّيْنَوري أبو طاهر).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.

(1)

وقد صرَّح الحافظ ابن حَجَر بهذا أيضًا في "النُّكَت الظِّرَاف على الأطراف"(3/ 447) فقال: "ومثله لا يقال مِنْ قِبَلِ الرأي، فله حكم الرَّفْعِ".

ص: 142

وفي الإسناد صاحب الترجمة (الحسين بن بِشْر الدِّيْنَوري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. لكن قد تابعه في ذات الإسناد شيخ الخطيب الآخر (محمد بن أحمد السِّمْنَاني القاضي) وهو ثقة كما قال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد"(1/ 355).

و (أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإسْكَاف)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 40):"قال جماعة: ليس به بأس. وقال شُعْبَة: حديثه عن جابر صحيفة. خرَّجَ له البُخَاري مقرونًا بغيره". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 380): "صدوق". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (353).

* * *

1140 -

أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا يوسف بن عمر، حدَّثنا أبو عليّ الحسين بن جعفر بن محمد الورَّاق، ومحمد بن القاسم بن بنت كعب -واللفظ للحسن- قال: حدَّثنا أبو بشر الهيثم بن سهل التُّسْتَرِيّ، قال: رأيت حمَّاد بن زيد راكبًا على حمار، فلما جاء إلى (مار مارويدا)

(1)

قام إليه شاب يقال له عُمَارة القُرَشِي ليأخذ من كتابه

(2)

، فقال له: مَهْ، قال: سبحان اللَّه تَنَفَّس عليَّ بالأجر، قال: لأحدثنك

(3)

. فقال عُمَارة: حدَّثني والدي قال: حدَّثني والدي،

(1)

علِّق مصحح "التاريخ" على هذا اللَّفظِ بقوله: "هكذا في الأصل، ولم نجد إلَّا (ماذرايا) قرية بالبصرة، و (ماذروستان) قرب بغداد، و (ماربانان) من قرى أصبهان". أقول: وورد عند الخطيب في "تاريخه"(14/ 61) بلفظ: "رأيت حمَّاد بن زيد جاء على حمار إلى (دارقاروندا)، وكان بزَّارًا".

(2)

هكذا في المطبوع. وفي (14/ 61) من "تاريخ بغداد": "ليأخذ بركابه لينزل"، وهو الأصوب كما يدل عليه السياق، واللَّه أعلم.

(3)

وفي "تاريخ بغداد"(14/ 61): "قال: لا ولكن أجلك".

ص: 143

عن جدِّي

(1)

، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثةٌ لا يَسْتَخِفُّ بهم إلَّا مُنَافِقٌ بيِّنٌ نِفَاقُهُ: ذو شَيْبَةٍ في الإسلام، ومُعَلِّمُ الخَيْرِ، وإمامٌ عَادِلٌ".

(8/ 27) في ترجمة (الحسين بن جعفر بن محمد الورَّاق أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (عُمَارة القُرَشي) وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في: "الميزان"(3/ 178) وقال: "قال الأَزْدِيُّ: ضعيف جدًّا. روى عنه عليّ بن زيد بن جُدْعَان وحده"! ! .

وذكره في "اللسان"(4/ 279) ولم يضف على ما في "الميزان".

ولم يتبين لي من هو أبوه أو جدّه.

كما أن فيه (الهيثم بن سهل التُّسْتَرِي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (14/ 61) وذكر عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"كان ضعيفًا". وذكر عن عبد الغني بن سعيد الحافظ: أنَّ إسماعيل بن إسحاق القاضي ضرب الهيثم بن سهل على تحديثه عن حمَّاد، وأنكر عليه ذلك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).

التخريج:

رواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 61) من ذات الطريق المتقدِّم.

وذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 153) معزوًا إلى الخطيب وحده من حديث عُمَارة القُرَشِي عن أبيه عن جَدِّه.

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 238) رقم (7819)، وعنه الشَّجَري في "أماليه"(2/ 240)، من طريق عبيد اللَّه بن زَحْر، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمَامة مرفوعًا بلفظ:"ثلاثة لا يستخفُّ بحقِّهم إلَّا منافقٌ: ذو الشَّيبة في الإسلام، وذو العِلْم، وإمام مُقْسِطٌ".

(1)

هكذا في المطبوع: "فقال عمارة: حدثني والدي قال: حدثني والدي عن جدي". وفي (14/ 61) من "التاريخ": "فقال عمارة: حدثني والدي عن جدي".

ص: 144

ومن طريق عبيد اللَّه بن زَحْر المتقدِّم، رواه ابن أبي الفُرَات في "جزئه"، كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 153).

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة (1/ 207) بعد أن عزاه لابن أبي الفرات: إسناده ضعيف.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 127): "رواه الطبراني في "الكبير" من رواية عبيد اللَّه بن زَحْر عن عليّ بن يزيد، وكلاهما ضعيف".

وستأتي ترجمة (عبيد اللَّه بن زَحْر) و (عليّ بن يزيد الأَلْهَاني) في حديث (2109).

كما روى أبو الشيخ بن حَيَّان في "التوبيخ" نحوه من حديث جابر مرفوعًا. ذكره في "الجامع الصغير"(3/ 328) بشرح "فتح القدير"، وقال المُنَاوي:"ضعيف".

* * *

1141 -

أخبرنا عليّ بن المُحَسِّن، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن جعفر بن محمد بن حمدان بن محمد بن المُهَلَّب الجُرْجَاني، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن مَمْلَك الجُرْجَاني، حدَّثنا عمَّار بن رجاء الجُرْجَاني، حدَّثنا أحمد بن طَيْبَة الجُرْجَاني، حدَّثنا مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ليسَ الخَبَرُ كالمُعَايَنَةِ".

(8/ 28) في ترجمة (الحسين بن جعفر بن محمد العَنْبَرِيّ الورَّاق الجُرْجَاني أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ص: 145

ففيه (أحمد بن محمد بن مَمْلَك الجُرْجَاني)، ترجم له السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 75 رقم (12) وقال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: "لا شيء".

ثم وجدت أبا بكر الإسماعيلي يترجم له في "معجمه" ص 37 رقم (51)، ويسوق له خبرًا ويقول:"أحسبه موضوعًا من قِبَل ابن مَمْلَكٍ".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسين بن جعفر العَنْبَرِي الجُرْجَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد ترجم له السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 200، وذكر أنَّ وفاته عام (398 هـ)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب من حديث أبي هريرة فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 676) إليه وحده عنه.

والحديث صحيح من طرق أخرى. وقد سبق تخريجه والكلام عليه موسعًا في حديث (348).

* * *

1142 -

أخبرني الأَزْهَري، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن جعفر بن محمد الواعظ -المعروف بالوزَّان-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا محمد بن كثير الفِهْري، حدَّثني عبد اللَّه بن لَهِيعة، عن أبي قَبِيل،

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَطَسَ وتَجَشَّأَ فقال: الحمدُ للَّه على كُلِّ حالٍ من الأحوالِ، دُفِعَ عنه بها سبعونَ داءً، أهونها الجُذَام".

(8/ 28) في ترجمة (الحسين بن جعفر بن محمد الوزَّان أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 146

ففيه (محمد بن كثير بن مروان الفِهْرِيّ) وهو متروك، واتَّهمه ابن عدي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (340).

و (أبو قَبِيل) هو (حُيَي بن هانئ بن نَاضِر المَعَافِرِيّ المِصْرِيّ): ثقة يَهِم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2259) -في ترجمة (محمد بن كثير الفِهْرِي) -، عن حامد بن محمد بن شعيب، عن محمد بن كثير، عن ابن لَهِيعة، به. بزيادة:"أو سمع عطسة أو جشاء"، بعد قوله:"من عطس أو تجشَّأ".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 75 - 74)، من طريقين، عن محمد بن كثير، عن ابن لَهِيعة، به، وقال:"حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وابن لَهِيعة: ذاهب الحديث. قال ابن عدي: ومحمد بن كثير يروي البواطيل، والبلاء منه. . . ".

وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 284)، ولَخَّصَ تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 292) فقال:"تعقَّب بأنَّ له شاهدًا عن عليّ موقوفًا: "إذا عطس العبد فقال: الحمد للَّه على كُلِّ حال، لم يصبه وجع الأذنين، ولا وجع الأضراس"، أخرجه الخُلَعِيُّ في "فوائده"، وفيه رجل لم يسمّ. وعنه أيضًا: "من قال عند كُلِّ عطسة يسمعها: الحمد للَّه ربِّ العالمين على كُلِّ حال وما كان، لم يجد وجع ضرس ولا أُذُن أبدًا"، أخرجه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: هذا شاهد لبعضه لا لكلِّه، واللَّه تعالى أعلم".

* * *

1143 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا عمر بن شَبَّة، حدَّثنا حسين بن حسن بن عطيَّة، حدَّثنا الأَعْمَش، عن عطيَّة،

ص: 147

عن أبي سعيد: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى افْتَرَشَ يُسْرَاهُ، ونَصَبَ يُمْنَاهُ إِذَا قَعَدَ.

(8/ 29) في ترجمة (الحسين بن الحسن بن عطيَّة العَوْفي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحسين بن حسن بن عطيَّة العَوْفي) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 331 رقم (234) وقال: "كان ضعيفًا في القضاء، ضعيفًا في الحديث".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 48) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".

3 -

"المجروحين"(1/ 46) وقال: "منكر الحديث يروي عن الأَعْمَش وغيره أشياء لا يُتَابَعُ عليها، كأنَّه كان يقلبها، وربما رَفَع المراسيل، وأَسْنَدَ الموقوفات، ولا يجوز الاحتجاج بخبره".

4 -

"الكامل"(2/ 773) وقال: "روى أشياء ممَّا لا يُتَابَعُ عليه".

5 -

"تاريخ بغداد"(8/ 29 - 32) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال النَّسَائي: "ضعيف". وقال محمد بن سعد: "كان ضعيفًا في الحديث".

كما أنَّ في إسناده (عطيَّة بن سعد العَوْفي)، قال عنه في "المغني" (2/ 436):"تابعي مشهور، مُجْمَعٌ على ضعفه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 773) -في ترجمة (الحسين بن الحسن بن عطيَّة العَوْفي) - من طريق عمر بن شَبَّة، عن الحسين بن الحسن العَوْفي، به، وقال:"وهذا لا أعرفه من حديث الأَعْمَش بهذا الإِسناد، إلَّا من رواية الحسين بن الحسن بن عطيَّة عنه".

* * *

ص: 148

1144 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان المَدَني -بوَاسِط-.

وأخبرنا الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، والحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قالا: أخبرنا محمد بن النَّضْر المَوْصِلي -قال محمد: أخبرنا، وقال الآخر: حدَّثنا-، أبو يَعْلَى أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى، حدَّثنا الحسين بن الحسن أبو عليّ الشَّيْلَمَانِيّ، حدَّثنا خالد بن إسماعيل المَخْزُومِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه، عن

(1)

صالح بن أبي صالح مولى التَّوْأَمَة،

عن جابر قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّمَا شابٍّ تَزَوَّجَ في حَدَاثَةِ سِنِّهِ عَجَّ شَيْطَانُهُ: يَا وَيْلَهُ! عَصَمَ مِنِّي دِيْنَهُ".

(8/ 33) في ترجمة (الحسين بن الحسن بن بشَّار

(2)

الشَّيْلَمَانِيّ أبو عليّ، وقيل: أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقال الحافظ ابن حَجَر: منكر.

ففيه (خالد بن إسماعيل المَخْزُومِيّ) وهو متروك، واتَّهَمَهُ ابن عدي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (970).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسين بن الحسن بن بشَّار الشَّيْلَمَانِيّ أبو عليّ -وقيل: أبو عبد اللَّه-) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 49) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول".

(1)

في المطبوع: "بن"، وهو تصحيف. والتصويب من "المسند" لأبي يعلى (4/ 37).

(2)

هكذا في المطبوع: "بشَّار"، وفي "الجرح والتعديل"(3/ 49)، و"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 185):"يَسَار". وفي "الأنساب" للسَّمْعَاني (7/ 475)، و"اللسان" (2/ 278):"سَيَّار"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 149

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 185) وقال: "يروي عن ابن عَوْن، روى عنه أهل البَصْرَة".

3 -

"الأنساب"(7/ 475 - 476)، ونقل قول أبي حاتم.

4 -

"اللسان"(2/ 278) وذَكَرَ تجهيل أبي حاتم له، وترجمة ابن حِبَّان له في "ثقاته".

كما أنَّ فيه (صالح بن أبي صالح مولى التَّوْأَمَة)، قال في "التقريب" (1/ 363):"صدوق اختلط بِأَخَرَةٍ. قال ابن عدي: لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذِئْب، وابن جُرَيْج". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (507).

و(عبيد اللَّه) هو (ابن عمر) كما صُرِّح به في إسناد أبي يَعْلَى في "مسنده"(4/ 37). وهو ثقة تقدَّمت ترجمته في حديث (395).

التخريج:

رواه أبو يَعْلَى في مسنده (4/ 37) رقم (2041) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ومن طريق الحسين بن الحسن الشَّيْلَمَانِيّ، عن خالد بن إسماعيل، به أيضًا، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 151) رقم (2241) -، وقال:"لم يروه عن عبيد اللَّه إلَّا خالد، تفرَّد به الحسين".

وعن أبي يَعْلَى من طريقه المتقدِّم، رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 913)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 282) - كلاهما في ترجمة (خالد بن إسماعيل المَخْزُومِيّ) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 1008 - 1009) -مخطوط-.

ص: 150

وتكرر عند أبي يَعْلَى والطبراني لفظ "يا ويله" مرتين.

وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 253): "رواه أبو يَعْلَى، والطبراني في الأوسط"، وفيه خالد بن إسماعيل المَخْزُومِيّ، وهو متروك.

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 35) رقم (1584)، وعزاه لأبي يَعْلَى، وقال في (2/ 36) منه: حديث منكر، وخالد مُتَّهم بالكذب.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 121) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به خالد بن إسماعيل. . . ".

وقد تابع (خالد بن إسماعيل المَخْزُومِيّ) في روايته عن عبيد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ: (عصمة بن محمد بن فَضَالة الأنصاري)، عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 156) -مخطوط-.

ولا قيمة لتلك المتابعة، فـ (عصمة) هذا قال عنه ابن مَعِين:"كان كذَّابًا يروي أحاديث كذب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (444).

* * *

1145 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني أبو العلاء الحسين بن الحسن الكاتب -بغدادي بها-، حدَّثنا يحيى بن أَكْثَم، حدَّثنا حفص بن غياث، حدَّثنا حجَّاج بن أَرْطَاة، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر بن عبد اللَّه: أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: أخبرني عن الصَّلاة أفريضةٌ هي؟ قال: "نعم". قال: فالحَجُّ أفريضةٌ هو؟ قال: "نعم". قال: فالعُمْرَةُ فريضةٌ هي؟ قال: "لا، وأَنْ تَعْتَمِرَ خَيْرٌ لَكَ".

(8/ 33) في ترجمة (الحسين بن الحسن الكاتب أبو العلاء).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

ص: 151

ففيه (حَجَّاج بن أَرْطَاة النَّخَعِيّ) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1013).

التخريج:

رواه أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي أبو بكر في "معجمه" ص 127 رقم (248)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 285) بنحوه من طريق حجَّاج بن أَرْطَاة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به، بزيادة سؤاله عن الزكاة أيضًا. وقال:"رواه يحيى بن أيوب، عن ابن جُرَيْج، عن ابن المُنْكَدِر، عن جابر موقوفًا من قول جابر".

ورواه من ذات الطريق مختصرًا بذكر السؤال عن العُمْرَة فحسب: التِّرْمِذِيُّ في الحَجِّ، باب ما جاء في العُمْرَة أواجية هي أم لا؟ (3/ 261) رقم (931)، وقال:"حسن صحيح"، وأحمد في "المسند"(3/ 316)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(3/ 443) رقم (1938)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 349)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 286).

قال الإِمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(3/ 150) بعد أن ذكر رواية التِّرْمِذِيّ المختصرة، وقوله في الحديث إنَّه حسن صحيح:"قال الشيخ -[يعني ابن دقيق العيد]- في "الإِمام": هكذا وقع في رواية الكَرُوخِيّ

(1)

، ووقع في رواية غيره: حديث حسن، لا غير. قال شيخنا المُنْذِري: وفي تصحيحه له نظر، فإنَّ الحجَّاج

(1)

صُحِّفَ في "نصب الراية" إلى "الكرخي". والتصويب من "الأنساب"(10/ 409)، و"مشيخة ابن الجَوْزي" ص 94، و"السِّيَر" (20/ 273 - 275). وهو:(أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكَرُوخِيّ)، وهذه النسبة إلى (كَرُوخ) بلدة بنواحي هَرَاة. وهو أحد من اشتهر من طريقهم رواية "سنن التِّرْمِذِيّ"، وكان إمامًا ثقةً صالحًا ورعًا زاهدًا، ومن تلامذته ابن عساكر والسَّمْعَاني وابن الجَوْزي، وكانت وفاته سنة (548 هـ) رحمه الله.

ص: 152

لم يحتجّ به الشَّيخان في "صحيحيهما". قال ابن حِبَّان: تركهـ ابن المُبَارَك ويحيى بن القَطَّان وابن مهدي ويحيى بن مَعِين وأحمد بن حَنْبَل، واللَّه أعلم. ورواه الدَّارَقُطْنِيّ ثم البيهقي وضعَّفاه، قال الدَّارَقُطْنِيّ: الحجَّاج بن أَرْطَاة: لا يُحْتَجُّ به، وقد رواه ابن جُرَيْج عن ابن المُنْكَدِر عن جابر موقوفًا، وقال البيهقي: رَفَعَهُ الحجَّاج بن أَرْطَاة، وهو ضعيف" انتهى.

وقد قال الإِمام النَّوَويُّ مِنْ قَبْلُ في "المجموع شرح المُهَذَّب"(7/ 6): "ولا يغتر بكلام التِّرْمِذِيّ في هذا، فقد اتَّفق الحُفَّاظ على أنَّه حديث ضعيف". ثم أَبَان عن عِلِّته المتمثلة بـ (الحجَّاج).

أقول: رواه عن جابر مختصرًا أيضًا، الطبراني في "الصغير"(2/ 89)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 286)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 348 - 349)، من طريق سعيد بن عُفَيْر، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن المغيرة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: قلتُ يا رسول اللَّه: العُمْرَةُ واجِبَةٌ، فريضتُهَا كفريضةِ الحَجِّ؟ فقال:"وأَنْ تَعْتَمِرَ خَيْرٌ لَكَ".

قال الطبراني: "عبيد اللَّه الذي روى عنه يحيى بن أيوب هذا الحديث هو عبيد اللَّه بن أبي جعفر المِصْرِيّ، ولم يرو هذا الحديث عن أبي الزُّبَيْر إلَّا عبيد اللَّه بن أبي جعفر، تفرَّد به يحيى بن أيوب. والمشهور من حديث جابر بن عبد اللَّه من حديث الحجَّاج بن أَرْطَاة عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر".

وبنحو قول الطبراني هذا قال البيهقي عقب روايته له.

و(يحيى بن أيوب الغَافِقِيّ المِصْرِيّ) قال عنه في "التقريب"(2/ 343): "صدوق ربما وَهِمَ". وقال في "الميزان"(4/ 363) بعد أن ذكر الحديث من طريقه: "هذا غريب عجيب، تَفَرَّدَ به سعيد هكذا عن يحيى بن أيوب". وقال الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(3/ 150): "ضعيف". وستأتي ترجمته في حديث (1283).

ص: 153

وقد رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2507) مختصرًا -في ترجمة (نوح بن أبي مريم أبو عِصْمَة) - من طريق أبي معاذ، عن نوح، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر، به. وقال:"وهذا يُعْرَفُ بحجَّاج بن أَرْطَاة عن محمد بن المُنْكَدِر. وأبو عِصْمَة قد رواه أيضًا عن ابن المُنْكَدِر، ولعلَّه سَرَقَهُ منه".

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 349)، من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن جُرَيْج، والحجَّاج بن أَرْطَاة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا عليه، وقال:"هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع. وروي عن جابر مرفوعًا بخلاف ذلك، وكلاهما ضعيف".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 597) في أول كتاب العُمْرَة، بعد أن ذكر حديث جابر مختصرًا:"أخرجه التِّرْمِذِيُّ، والحَجَّاج ضعيف. وقد روى ابن لَهِيعة عن عطاء عن جابر مرفوعًا: "الحَجُّ والعُمْرَةُ فريضتانِ"، أخرجه ابن عدي، وابن لَهِيعة ضعيف. ولا يثبت في هذا الباب عن جابر شيء، بل روى ابن الجَهْم المالكي بإسناد حسن عن جابر: "ليس مسلم إلَّا عليه عُمْرَةٌ" موقوف على جابر".

* * *

1146 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا

(1)

حسين بن حُمَيْد بن الرَّبيع أبو عبيد اللَّه الخزَّاز -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن حفص بن راشد الجُعْفِي، حدَّثنا أبي، حدَّثنا مُفَضَّل بن فَضَالة، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،

عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لمحمَّدٍ ولا لآل محمَّدٍ".

(8/ 38) في ترجمة (الحسين بن حُمَيْد بن الرَّبيع الخزَّاز الكوفي أبو عبيد اللَّه).

(1)

في المطبوع: "وحدَّثنا". وهو خطأ.

ص: 154

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ صحيح من أوجه أخرى.

ففيه (الحسين بن حُمَيْد بن الرَّبيع الخزَّاز أبو عبيد اللَّه) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(2/ 777 - 778) واتَّهمه بالكذب.

2 -

"تاريخ بغداد"(8/ 38 - 39) ونقل عن مُطَيَّن قوله فيه: "كذَّاب ابن كذَّاب ابن كذَّاب".

التخريج:

لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث جابر في كُلِّ ما رجعت إليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

لكن روى النَّسَائي في الزكاة، باب الصدقة لا تحلُّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم (5/ 107) -واللفظ له-، والتِّرْمِذِيّ في الزكاة، باب في كراهية الصدقة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأهل بيته (3/ 36) رقم (656) وقال:"حسن غريب"، من طريق بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه، عن جَدِّه قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بشيءٍ سَأَلَ عنه أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فإنْ قيلَ صَدَقَةٌ، لم يَأْكُلْ، وإن قيلَ هَدِيَّةٌ بَسَطَ يَدَهُ".

والحديث قد صَحَّ من أوجه أخرى، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 653 - 660)، و"مجمع الزوائد"(3/ 89 - 91).

ومن ذلك، ما رواه مسلم في الزكاة، باب ترك استعمال آل النبيِّ صلى الله عليه وسلم على الصدقة (2/ 752 - 754) رقم (1072)، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء، باب في بيان مواضع قسم الخمس. . . (3/ 386 - 389) رقم (2985)، والنَّسَائي في الزكاة، باب استعمال آل النبيِّ صلى الله عليه وسلم على الصدقة (5/ 105 - 106)، من حديث عبد المُطَّلِب بن ربيعة بن الحارث،

ص: 155

مطوَّلًا، وفيه:"إنَّ هذه الصَّدَقَاتِ إنَّما هي أوساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لمحمَّدٍ ولا لآلِ محمَّدٍ".

* * *

1147 -

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد الأَثْرَم، حدَّثنا أحمد بن يحيى السُّوسِيّ، حدَّثنا أبو الجُنَيْد حسين بن خالد المَكْفُوف، عن عبد الحكم قال: أخبرني أنس بن مالك،

عن أبي طَلْحَة قال: دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلم أره قَطُّ أشدّ فرحًا، ولا أطيب نَفْسًا منه يومئذٍ، فقلتُ: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأُمي! لم أر قَطُّ أشدَّ فرحًا ولا أطيب نَفْسًا منك -يعني اليوم-. فقال:"يا أبا طلحة وما يمنعني أن لا أكون كذلك وإنَّما فارقني جبريل آنفًا، فقال: يا محمَّد إنَّ ربَّك بعثني إليك وهو يقول: إنَّه ليس أحدٌ من أُمَّتك يُصلِّي عليك صلاةً، إلَّا رَدَّ اللَّه مثل صلاته عليك، وإلَّا كتب له بها عشر حسنات، وحطَّ عنه بها عشر سيئات، ورفعَ له بها عشر درجات، ولا يكون لصلاته منتهي دون العرش، لا تمرُّ بِمَلَكٍ إلَّا وقال: صَلُّوا على قائلها كما صلَّى على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم".

وقال: "وحدَّثنا أبو الجُنَيْد قال: حدَّثني كثير بن فايد، أخبرني أبو عُبَيْدَة، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث".

(8/ 41) في ترجمة (الحسين بن خالد الضَّرِير أبو الجُنَيْد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وأصل الحديث صحيح.

فقيه صاحب الترجمة (الحسين بن خالد الضَّرِير)، وقد ذكر الحافظ الخطيب

ص: 156

في ترجمته عن ابن مَعِين: "ليس بثقة". وعن ابن عدي

(1)

: "عامَّة حديثه عن الضعفاء، أو قوم لا يعرفون".

كما ذكره الخطيب في "تاريخه"(10/ 264) في ترجمة (عبد الرحمن بن نافع المُخرِّمي) وقال: "أبو الجُنَيْد غيره أوثق منه".

وقد قال الخطيب عقب روايته للحديث: "تفرَّد بروايته أبو الجُنَيْد عن عبد الحكم وعن كثير بن فايد أيضًا".

التخريج:

الحديث بلفظ الخطيب ذكره في "كنز العُمَّال"(1/ 503 - 504) رقم (2226) وعزاه له فحسب.

وقد ذكره بلفظه: الإِمام ابن الجَوْزي في "الوفا بأحوال المصطفى"(2/ 805) دون إسناد، ودون أن يعزوه لأحد.

أقول: واصل حديث أبي طلحة، رواه أحمد في "المسند"(4/ 29 - 30)، والنَّسَائي في السهو، باب الفضل في الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (3/ 50) -واللفظ له-، وفي "عمل اليوم والليلة" ص 165 رقم (60)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 516)، والدَّارمي في "سننه"(2/ 317)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 420) -وصحَّحه، ووافقه الذَّهَبِيُّ-، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم"، ص 22 - 23 رقم (2) -وقال محققه الشيخ الألباني: إنَّه صحيح بمجموع طرقه-، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 134) رقم (911)، جميعهم من طريق سليمان مولى الحسن بن عليّ، عن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبيه: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاء

(1)

لم أقف له على ترجمةٍ في "الكامل" المطبوع.

ص: 157

ذات يوم، والبِشْرُ يُرى في وجهه، فقال:"إنَّه جاءني جبريلُ صلى الله عليه وسلم، فقال: أمَّا يرضيك يا محمَّدُ أَنْ لا يُصلِّي عليك أحدٌ من أُمَّتِكَ، إلَّا صلَّيتُ عليه عَشْرًا، ولا يُسَلِّمُ عليكَ أحدٌ من أُمَّتِكَ إلَّا سَلَّمْتُ عليه عَشْرًا".

أقول: في إسناده (سليمان الهاشمي مولى الحسن بن علي) وهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"(1/ 332). وقال النَّسَائي: "ليس بالمشهور". انظر: التهذيب" (4/ 232)، و"ميزان الاعتدال" (2/ 229). لكنه قد تُوبع كما بينه السَّخَاوي في "القول البديع" ص 109 فانظره.

وللحديث روايات وألفاظ مختلفة، أتي عليها مع بيان حالها من حيث القبول والردّ، الإِمام السَّخاويُّ في "القول البديع في الصَّلاة على الحبيب الشفيع" ص 109 - 111.

وانظر في شواهد الحديث الكثيرة -إن شئت-: المصدر السابق ص 102 وما بعد، و"فضل الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم" لإسماعيل بن إسحاق القاضي رقم (4 و 5)، و"جامع الأصول"(4/ 404)، وما بعد، و"مجمع الزوائد"(10/ 160 - 163)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 494 - 498).

* * *

1148 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدَّثنا سُنَيْد بن داود، حدَّثنا الفَرَج بن فَضَالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع قال:

سافرت مع ابن عمر، فلمَّا كان آخر الليل، قال: يا نافع، طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثة، ثم قلت: قد طلعت. قال: لا مرحبًا بها ولا أهلًا! قلت: سبحان اللَّه! نجم سامع مطيع! قال: ما قلت لك إلَّا ما سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال لي رسول اللَّه: "إنَّ الملائكة قالت: يا ربّ كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟ قال: إنِّي ابتليتهم وعافيتكم، قالوا: لو كنَّا

ص: 158

مكانهم ما عصيناك. قال: فاختاروا مَلَكَيْنِ منكم، فلم يألوا أن يختاروا هاروت وماروت، فنزلا، فألقى اللَّه تعالى عليهما الشَّبَقَ -قلت: وما الشَّبَقَ؟ قال: الشَّهْوة- قال: فنزلا، فجاءت امرأة يقال لها الزُّهَرَةَ، فوقعت في قلوبهما، فجعل كلُّ واحدٍ منهما يُخفي عن صاحبه ما في نفسه، فرجع إليها، ثم جاء الآخر فقال: هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي؟ قال: نعم، فطلباها نفسها، فقالت: لا أُمكِّنكما حتَّى تُعَلِّماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء وتهبطان، فأبيا، ثم سألاها أيضًا فأبت، ففعلا. فلما استطيرت، طمسها اللَّه كوكبًا وقطع أجنحتها.

ثم سألا التوبة من ربِّهما، فخيَّرهما، فقال: إن شئتما رددتكما إلى ما كنتما عليه، فإذا كان يوم القيامة عذبتكما، وإن شئتما عذبتكما في الدُّنْيَا، فإذا كان يوم القيامة رددتكما إلى ما كنتما عليه. فقال أحدهما لصاحبه: إنَّ عذاب الدُّنْيَا ينقطع ويزول، فاختارا عذاب الدُّنيا على عذاب الآخرة، فأوحى اللَّه إليهما أن ائتيا بَابِل، فانطلقا إلى بَابِل فخسف بهما، فهما منكوسان بين السماء والأرض، معذبان إلى يوم القيامة".

(8/ 42 - 43) في ترجمة (الحسين بن داود أبو عليّ، ويُلَقَّبُ: سُنَيْدًا).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ولا يصحُّ رَفْعُهُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنَّما هو عن كعب الأحبار، نقلًا عن كُتُبِ بني إسرائيل، كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 143).

وفي إسناده (الحسين بن داود المِصِّيْصِي، ولقبه سُنَيْد) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(4/ 326) وفيه عن أحمد بن حنبل: "أرجو أن لا يكون حدَّث إلَّا بالصدق". وقال أبو حاتم: "صدوق".

ص: 159

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 304) وقال: "ربما خالف".

3 -

"تاريخ بغداد"(42/ 8 - 44) وفيه عن أبي داود: "لم يكن بذاك". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة". وقوَّى الخطيب أمره، وقال:"لا أعلم أي شيء غَمَصُوا على سُنَيْد، وقد رأيت الأكابر من أهل العلم رَووا عنه، واحتجوا به، ولم أسمع عنهم فيه إلَّا الخير، وقد كان سُنَيْد له معرفةٌ بالحديث، وضبطٌ له".

4 -

"التهذيب"(4/ 244 - 245) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف". وقال ابن حَجَر: "ذكره أبو حاتم في جملة شيوخه الذين روى عنهم، فقال: بغدادي صدوق"!

5 -

"التقريب"(1/ 335) وقال: "ضعيف مع إمامته ومعرفته، لكونه كان يُلَقِّن حجاج بن محمد شيخه، من العاشرة، مات سنة ست وعشرين -يعني ومائتين-"/ ق.

كما أنَّ في إسناده (الفَرَج بن فَضَالة الحِمْصِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).

التخريج:

رواه ابن جرير في "تفسيره"(2/ 433) رقم (1688) عند تفسيره لقوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ. . .} [سورة البقرة: الآية 102]، عن القاسم، عن الحسين -يعني ابن داود الملقب سُنَيْدًا-، به، مختصرًا إلى قوله:"فاختاروا هاروت وماروت".

قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 143) بعد أن ذكر الطريق المتقدِّم: "غريب جدًّا".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 186 - 187) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وذكر بعد أقوال النُّقَّاد في (الفرج بن فَضَالة) و (سُنَيْد بن داود).

ص: 160

ولخبر هاروت وماروت مع الزُّهَرَة روايات مختلفة عن ابن عمر وغيره، انظرها في:"تفسير الطبري"(2/ 427 - 435)، و"تفسير ابن كثير"(1/ 142 - 146)، و"الدُّرّ المنثور" للسُّيُوطيّ (1/ 238 - 245)، و"المسند" للإمام أحمد (2/ 134)، و"المستدرك" للحاكم (4/ 607 - 608)، و"مجمع الزوائد"(5/ 68) و (6/ 313 - 314).

وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد" ص 90، حُكْمَ ابن الجَوْزيّ على الحديث بالوضع، وقال:"وله طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه، يقطع بوقوع هذه القِصَّة لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها".

وتعقَّبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(9/ 32) بقوله: "أمَّا هذا الذي جزم به الحافظ، بصحة وقوع هذه القِصَّة، صِحَّة قريبةً من القطع، لكثرة طرقها وقوة مخارج أكثرها: فلا، فإنَّها كلّها طرق معلولة أو واهية، إلى مخالفتها الواضحة للعقل. . . ".

وفي "تنزيه الشريعة المرفوعة" لابن عَرَّاق (1/ 210): "قال السُّيُوطِيُّ: وجمعت أنا طرقها في "التفسير المسند" وفي "التفسير المأثور"، فجاءت نَيِّفًا وعشرين طريقًا ما بين مرفوع وموقوف، ولحديث ابن عمر بخصوصه طرق متعددة".

وعلَّق محققا "تنزيه الشريعة" على ذلك بقولهما: "ومع هذا فالقِصَّة باطلة. انظر قِصَّة هاروت وماروت لأبي الفضل الغُمَاري".

وقد حقق الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 143) في هذا الخبر، فقال:"وأقرب ما يكون في هذا أنَّه من رواية عبد اللَّه بن عمر عن كعب الأحبار، لا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كما قال عبد الرزاق في "تفسيره"

(1)

، عن الثَّوْري، عن

(1)

(1/ 53 - 54).

ص: 161

موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم. . . ". ثم ذكر من رواه عن ابن عمر عن كعب الأحبار، وقال: "فهذا أصحُّ وأَثْبَتُ إلى عبد اللَّه بن عمر من الإسنادين المتقدِّمين -يعني المرفوعين-، وسالم أثبتُ في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، واللَّه أعلم".

وقال رحمه الله في "تفسيره"(1/ 146) أيضًا: "وقد روي في قِصَّة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسُّدِّيّ، والحسن البَصْري، وقَتَادَة، وأبي العَالِيَة، والزُّهْرِيّ، والرَّبيع بن أنس، ومُقَاتِل بن حَيَّان، وغيرهم، وقَصَّها خَلْقٌ من المفسِّرين من المتقدِّمين والمتأخِّرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإِسناد إلى الصادق المعصوم الذي لا ينطقُ عن الهوى، وظاهرُ سِياق القرآن إجمال القِصَة من غير بَسْطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما وَرَدَ في القرآن على ما أراده اللَّه تعالى، واللَّه أعلم بحقيقة الحال".

وقد رَجَّحَ في "البداية والنهاية"(1/ 37 - 38) أنَّ الخبر من وضع الإسرائيليين، فقال:"وأمَّا ما يذكره كثير من المفسرين في قِصَّة هاروت وماروت، من أن الزُّهَرَة كانت امرأة فراوداها عن نَفْسِهَا. . . فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السَّلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل. . . وإذا أحسنا الظن قلنا: هذا من أخبار بني إسرائيل، كما تقدَّم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار. ويكون من خرافاتهم التي لا يُعَوَّلُ عليها".

* * *

1149 -

أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي، حدَّثنا الحسين بن داود

ص: 162

البَلْخِي، حدَّثنا شَقِيق بن إبراهيم البَلْخِي، حدَّثنا أبو هاشم الأُبُلِّي،

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم لا تزولُ قَدَمَاكَ يومَ القيامةِ بين يدي اللَّه حتَّى تُسْأَلَ عن أربعٍ: عُمُرِكَ فيما أَفْنَيْتَهُ، وجَسَدِكَ فيما أَبْلَيْتَهُ، ومَالِكَ من أين اكْتَسَبْتَهُ، وفيما أَنْفَقْتَهُ".

(8/ 44) في ترجمة (الحسين بن داود بن معاذ البَلْخِي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ صحيح روي من أوجهٍ عِدَّة.

ففيه صاحب الترجمة: (الحسين بن داود بن معاذ البَلْخِي أبو عليّ)، قال الحافظ الخطيب في ترجمته:"لم يكن ثقة، فإنَّه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حُمَيْد عن أنس أكثرها موضوع". وقال عقب حديث من روايته -وهو الحديث التالي-: "تفرَّد بروايته الحسين عن الفُضَيْل، وهو موضوع، ورجاله كلُّهم ثقات، سوى الحسين بن داود".

ونقل عن الحاكم

(1)

قوله: (لم يُنْكَرْ تقدمه في الأدب والزهد، إلَّا أنَّه روى عن إبراهيم بن هُدْبَة عن أنس بن مالك، عن جماعة لا يحتمل سِنُّه السماع منهم، مثل ابن المُبَارَك والنَّضْر بن شُمَيل والفُضَيْل بن عِيَاض وأبي بكر بن عيَّاش وشَقِيق البَلْخِي، وأَكْثَرَ من المناكير في رواياته".

وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 282 - 283) ونقل قول الحاكم السابق بزيادة هي: "وله عندنا عجائب يُسَتَدَلُّ بها على حَالِهِ".

كما أنَّ في إسناده (أبو هاشم الأُبُلِّي -كَثِير بن عبد اللَّه-) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (367).

(1)

في "تاريخه" كما في "الميزان"(2/ 283).

ص: 163

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 73)، عن محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي، عن الحسين بن داود، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 435 - 436)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والحَمْلُ فيه على الحسين البَلْخِي. قال أبو بكر الخطيب: ليس بثقة، حديثه موضوع".

ورواه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 534) في ترجمة (الحسين) هذا، من طريق محمد بن أحمد الرَّازي، عن الحسين بن داود، عن شَقِيق البَلْخِي، به، وقال:"ورواه الخطيب في "تاريخه"، عن أحمد بن عبد اللَّه المَحَامِلِي، عن أبي بكر الشَّافعي، عنه. وهو في "رباعيات" أبي بكر".

ومتن الحديث صحيح، روي من أوجه عِدَّة انظرها في:"جامع الأصول"(10/ 436 - 437)، و"مجمع الزوائد"(10/ 346)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 395 - 396)، و"كنز العُمَّال"(14/ 379).

ومن ذلك، ما رواه التِّرْمِذِيّ في أول أبواب كتاب صفة القيامة (2/ 612) رقم (2417)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 135)، وأبو يَعْلَى في "مسنده"(13/ 428) رقم (7434)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 232)، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" ص 16 - 17 رقم (1)، من حديث أبي بَرْزَة الأَسْلَمِي مرفوعًا بمثل رواية أنس، وبزيادة في آخره، هي:"وعن عِلْمِهِ ما فَعَلَ به".

قال التِّرْمِذِيّ: "حسن صحيح".

وسيأتي برقم (1768) من حديث معاذ بن جَبَل أيضًا.

* * *

ص: 164

1150 -

أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا أبو مُقَاتِل محمد بن العبَّاس بن شُجَاع، حدَّثنا الحسين بن داود -يعني البَلْخِي-، حدَّثنا الفُضَيْل بن عِيَاض، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أوحى اللَّهُ إلى الدُّنْيَا، أن اخَدِمِي مَنْ خَدَمَنِي، وأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ".

(8/ 44) في ترجمة (الحسين بن داود بن معاذ البَلْخِي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته الحسين عن الفُضَيْل، وهو موضوع، ورجاله كلُّهم ثقات، سوى الحسين بن داود". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث السابق (1149).

التخريج:

رواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(2/ 325 - 326) رقم (1454)، من طريق إبراهيم بن عِصْمَة المعدَّل، ومحمد بن سليمان المُذَكِّر، عن الحسين بن داود البَلْخِي، عن الفُضَيْل بن عِيَاض، به، بلفظ:"يقول اللَّه عز وجل للدُّنيا: يا دنيا اخْدِمي من خَدَمَني، وأَتْعِبي يا دنيا مَنْ خَدَمَكِ".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 136) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم

(1)

.

ورواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(2/ 325) رقم (1453)، والدَّيْلَمِي في "مسند الفردوس" -كما في حاشية "الفردوس"(5/ 239) -، وابن الجَوْزي في

(1)

في "الموضوعات" سقط في الإِسناد.

ص: 165

"الموضوعات"(3/ 135 - 136) -واللفظ له-، من طريق أبي جعفر محمد بن أحمد الرَّازي، عن الحسين بن داود، عن الفُضَيْل بن عِيَاض، به، بلفظ: "يقولُ اللَّه تبارك وتعالى للدُّنيا: مُرِّي على أوليائي وأحبائي، لا تحليها فَتَفْتِنيهم

(1)

، وأَكْرِمِي مَنْ خَدَمَنِي، وأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ".

قال ابن الجَوْزي: "مَدَارُ الطريقين على الحسين بن داود". ثم نقل قول الخطيب السابق في الحكم على الحديث بالوضع.

أقول: في إسناده عندهم أيضًا: (أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرَّازي)، ترجم له في "الميزان" (3/ 457 - 458) وقال:"لا أعرفه، لكن أتى بخبر باطل هو آفته". وساق له عن عَبْد خَيْر حديث: "كان لعليٍّ أربعة خواتيم. . . ". كما ترجم له في اللسان (5/ 39 - 40) وقال: "ذكره الحاكم في "تاريخه" فقال: سمع أبا زُرْعَة وأبا حاتم وابن وَارَة وأقرانهم. . . ولم ينكر عليه إلَّا حديث واحد جمع فيه بين أبي العبَّاس بن حمزة ومحمد بن نُعَيْم. . . توفي في جُمَادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. . . وأورد عنه الحاكم الحديث الموقوف الذي أنكره عليه المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ-، وسيأتي تضعيفَ الدَّارَقُطْنِيّ له في ترجمة (محمد بن أحمد بن مِهْرَان).".

وتَعَقَّبَ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 321)، ابن الجَوْزيّ، بأن له شاهدًا من حديث قَتَادَة بن النُّعْمَان

(2)

مرفوعًا، رواه الطبراني

(3)

، والبيهقي في

(1)

هكذا في "الموضوعات". وفي "مسند الشِّهاب"(2/ 325)، و"تنزيه الشريعة" (2/ 303):"لا تَحْلَوْلي لهم فَتَفْتِنيهِمْ".

(2)

صُحِّفَ في "تنزيه الشريعة"(2/ 303) إلى "النعمان بن بشير".

(3)

في "المعجم الكبير"(19/ 7 - 8). قال في "مجمع الزوائد"(10/ 289): "وفيه جماعة لم أعرفهم".

ص: 166

"الشُّعَب"

(1)

، وقال البيهقي:"لم نكتبه إلَّا بهذا الإِسناد، وفيه مجاهيل".

أقول: طريق الطبراني والبيهقي واحد، ولا قيمة لهذا الشاهد، فالبيهقي نفسه يقول:"فيه مجاهيل"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1151 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد الأنصاري الورَّاق، حدَّثنا الحسين بن محمد.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا جعفر الصَّائغ، حدَّثنا حسين بن محمد، حدَّثنا حسين بن الرماس العَبْدي قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود، يقول:

سمعت سلمان يقول: أَمَرَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ لا نَتَكَلَّفَ للضَّيْفِ ما ليسَ عِنْدَنَا، وأَنْ نُقَدِّمَ -زاد ابن سعد:"إليه"، ثم اتفقا- ما كانَ حَاضِرًا.

(8/ 45 - 46) في ترجمة (الحسين بن الرماس العَبْدِيّ).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

في إسناده (عبد الرحمن بن مسعود العَبْدِي) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 205) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكنه قد توبع كما سيأتي.

كما أنَّ فيه (أحمد بن كامل القاضي) قال في "الميزان"(1/ 129): "ليَّنه الدَّارَقُطْنِيّ، وقال: كان متساهلًا. ومشَّاه غيره". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (500).

(1)

(7/ 149) رقم (9800) -ط بيروت-.

ص: 167

وصاحب الترجمة (الحسين بن الرماس العَبْدِيّ)، ترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(3/ 386)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 52) ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. ونقل الخطيب في ترجمته عن الإِمام أحمد قوله فيه:"ما أرى به بأسًا".

و(حسين بن محمد) هو (ابن بَهْرَام التَّمِيمي المَرْوَزِيّ): ثقة، أخرَّج له الستة، وتوفي سنة (213 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (6/ 471 - 474)، و"التهذيب"(2/ 366 - 367)، و"التقريب"(1/ 179).

وباقي رجال إسنادي الخطيب ثقات.

وللحديث طرق يقوِّي بعضها بعضًا ويرتقي بها إلى مرتبة الحسن لغيره.

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 332) رقم (6187)، من طريق إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ، عن حسين بن محمد، به، بلفظ:"نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نتكلَّف للضيف ما ليس عندنا".

ومن طريق حسين بن محمد، به، بلفظ الطبراني، رواه البُخَاري في "التاريخ الكبير"(2/ 386).

ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 123) عن عليّ بن عبد اللَّه، عن العبَّاس بن محمد، عن الحسين بن محمد، به، دون قوله:"ما ليس عندنا". ولم يتكلَّم عليه، وقال الذَّهَبِيُّ:"سنده لَيِّن".

ورواه الطبراني في "الكبير" برقم (6084)، من طريق حسين بن محمد، عن سليمان بن قَرْم، عن الأَعْمَش، عن شَقِيق، عن سلمان مرفوعًا، بلفظ الحاكم.

ورواه أحمد في "المسند"(5/ 441)، والطبراني في "الكبير" (6/ 287 -

ص: 168

288) رقم (6083)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 202) رقم (202) -، وابن المُبَارَك في "الزهد" ص 493 - 494 رقم (1404 و 1405 و 1406 و 1407 و 1408)، من طريق قيس بن الرَّبيع، عن عثمان بن شَابُور

(1)

-رجل من بني أَسَد-، عن شَقِيق أو نحوه - شكَّ قيس

(2)

، أنَّ سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده، فقال:"لولا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهانا أو: لولا أنَّا نُهينا أن يتكلَّف أحدنا لصاحبه لتكلَّفنا لك".

أقول: في إسناده (عثمان بن شَابُور) لم أقف على من ترجم له. ولم يورده الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" مع أنَّه على شرطه.

و(قيس بن الرَّبيع الأَسَدي) صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).

قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 179): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بأسانيد، وأحد أسانيد "الكبير" رجاله رجال الصحيح".

ورواه مطوَّلًا الطبراني في "الكبير" برقم (6085)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 123)، والبيهقي في "الآداب" ص 78 رقم (91)، من طريق الحسين بن محمد المَرْوَزِيّ، عن سليمان بن قَرْم، عن الأَعْمَش، عن شَقِيق بن سَلَمَة، عن سلمان مرفوعًا. وصحَّحه الحاكم، ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: تصحيح الحاكم وموافقة الذَّهَبِيِّ له، موضع نظر، فإنَّ في إسناده (سليمان بن قَرْم التَّمِيمي) وهو سيء الحفظ، والذَّهَبِيُّ نفسه يترجم له في

(1)

تَصَحَّفَ في "المسند"، و"مجمع البحرين"، إلى "سابور" بالسين المهملة. وصوابه بالشين المعجمة كما في "تبصير المتنبه"(2/ 671)، و"تهذيب الكمال"(12/ 550).

(2)

الشكُّ في طريق أحمد وبعض طرق ابن المُبَارَك. وقد نقل ابن المُبَارَك عن صاعد قوله: "قد رواه قوم عن قيس بشكٍّ وبغير شكَّ".

ص: 169

"الكاشف"(1/ 319)، ويكتفي في ترجمته بقوله:"قال أبو زُرْعَةَ وغيره: ليس بذاك". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (423).

قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 179): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطُّوسِيّ وهو ثقة".

وسيأتي حديث سلمان برقم (1516)، ولفظه:"لا يَتَكَلَّفَنَّ أحدٌ لِضَيْفِهِ ما لا يَقْدِرُ عليه".

* * *

1152 -

أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن عليّ بن محمد بن الطيِّب، وأبو الحسين أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ، قالا: أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا الحسين بن سعيد بن سَابُور النَّجَّاد -أبو موسى-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه المُخرِّمِيّ، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، عن شُعْبَة، عن محمد بن جُحَادَة، عن أبي حازم،

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: "يا فَاطمةُ ما لي لا أَسْمَعُكِ بالغَدَاةِ والعَشِيِّ تقولينَ: يا حَيُّ يا قَيُّوم بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُكَ، أَصْلِحْ لي شأني كُلَّهُ، ولَا تَكِلْنِي إلى نَفْسِي".

(8/ 48) في ترجمة (الحسين بن سعيد بن سَابُور النَّجَّاد أبو موسى).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (الحسين بن سعيد بن سَابُور النَّجَّاد أبو موسى)، فإنَّ الحافظ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وشيخ الخطيب (أبو الحسين أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ) ترجم له في "تاريخه"(4/ 296) وقال: "كان صدوقًا ديِّنًا، حسن المذاكرة، مليح المحاضرة، ينتحل مذهب المعتزلة". وتوفي عام (445 هـ).

ص: 170

وشيخه الآخر (القاضي أبو الحسن محمد بن عليّ بن محمد بن الطَّيِّب أبو الحسن) ترجم له في "تاريخه"(3/ 94) كذلك، وقال:"كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان ثقة". وتوفي عام (422 هـ).

التخريج:

لم أقف عليه من حديث أبي هريرة في كُلِّ ما رجعت إليه.

وعزاه في "الكنز"(2/ 169) رقم (3606) إلى الخطيب فحسب.

وقد روى الطبراني في "الصغير"(1/ 159)، و"الأوسط" -كما في "المجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 42 - 43) رقم (4677) -، وفي "الدعاء"(2/ 1285 - 1286) رقم (1046)، من طريق نصر بن عليّ، حدَّثنا سَلَمَة

(1)

بن حَرْب بن زياد الكِلَابِيّ، حدَّثني أبو مُدْرِك، حدَّثنا أنس بن مالك قال: كنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المسجد، حتَّى إذا طلعت الشمس، خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واتبعته فقال: انطلق بنا حتَّى ندخل على فاطمة بنت محمد، فدخلنا عليها، فإذا هي نائمة مضطجعة، فقال: يا فاطمة ما يُنيمك في هذه الساعة؟ قالت ما زلت عند البارحة محمومةً. قال: فأين الدُّعاء الذي علَّمتك؟ قالت: نسيتُه. فقال: قولي: "يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسِي طَرْفَة عَيْنٍ، ولا إلى أَحَدٍ من النَّاس".

قال الطبراني: "لا يُرْوى عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به نصر بن عليّ".

ومن ذات الطريق رواه ابن حِبَّان في "الثقات"(6/ 398) مختصرًا.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 180 - 181): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" من طريق سَلَمَة بن حَرْب بن زياد الكِلَابي، عن أبي مُدْرِك، عن أنس. وقد ذكر الذَّهَبِيُّ (سَلَمَةَ) في "الميزان" [2/ 189] فقال:

(1)

صُحِّفَ في "المعجم الصغير" إلى "مسلمة".

ص: 171

"مجهول كشيخه أبي مُدْرِك. وقد وثَّق ابن حِبَّان ["الثقات" له (6/ 398)] سَلَمَةَ، وذكر له هذا الحديث في ترجمته. وفي "الميزان" [4/ 571]: أبو مُدْرِك: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك. فلا أدري هو أبو مُدْرِك هذا أوغيره. وبقية رجاله ثقات".

* * *

1153 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، أخبرنا أبو الفرج محمد بن جعفر بن الحسن الصَّالِحِي.

وأخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عليّ بن محمد بن لؤلؤ الورَّاق، قالا: حدَّثنا محمد بن أحمد بن المُؤَمَّل أبو عبيد الصَّيْرَفِي، حدَّثنا الحسين بن السَّكَن -إمام مسجد بن رغبان-، حدَّثنا العبَّاس بن بكَّار الضِّبِّي، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُثَنَّي، عن عمِّه ثُمَامَة بن عبد اللَّه بن أنس،

عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الغلاءُ والرُّخْصُ، جندان من جنود اللَّه، يسمِّي أحدهما: الرَّغْبة، والآخر: الرَّهْبة، فإذا أراد اللَّه أن يغليه قذف الرَّغبة في صدور التُّجَّار، فرغبوا فيه، فحبسوه، وإذا أراد أن يرخصه قدف الرَّهبة في صدور التُّجَّار، فأخرجوه من أيديهم".

(8/ 50) في ترجمة (الحسين بن السَّكَن بن أبي السَّكَن القُرَشي).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (العبَّاس بن بَكَّار الضَّبِّيّ البَصْرِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 363) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَمُ والمناكير".

2 -

"المجروحين"(2/ 190) وقال: "يروي. . . العجائب. . . لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلَّا على سبيل الاعتبار للخواص".

ص: 172

3 -

"الكامل"(5/ 1665 - 1666) وقال: "منكر الحديث عن الثقات وغيرهم". وقال: "وعبَّاس

(1)

هذا في مقدار ما له من الحديث أنكرت عليه غير شيء من رواياته".

4 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 321 رقم (423) وقال: "كذَّاب".

5 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني ص 123 رقم (179) وقال: "يروي المناكير، لا شيء".

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 363) -في ترجمة (العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّيّ) - عن محمد بن زكريا الغَلَابي، عن العبَّاس بن بكَّار، به، وقال:"هذا حديث باطل لا أصل له".

أقول: و (محمد بن زكريا الغَلَابي) كذَّبه ابن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).

ورواه الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية محقق "الفردوس"(3/ 113) رقم (4312) - من طريق عبَّاد بن الوليد، عن العبَّاس بن بكَّار، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 240)، من طرق، عن العبَّاس بن بكَّار، به. وقال:"لا يصحُّ، فيه العبَّاس بن بكَّار". ونقل تكذيب الدَّارَقُطْنِيّ له، وقال:"وعبد اللَّه بن المُثَنَّى ضعيف عندهم".

ووافقه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 145)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 188).

وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 382) في ترجمة (العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّيّ)، وقال:"باطل".

(1)

تَصَحَّفَ في الأصل إلى "عباد" بالدال.

ص: 173

كما ذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 190) في ترجمته أيضًا.

* * *

1154 -

أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ بن محمد بن عبد اللَّه الفَحَّام، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصَّيْدلانِي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحجَّاج -أبو بكر المَرُّوْذِيّ-، حدَّثنا الحسين بن شبيب الآجُرِّي -وكان هذا من النُّسَّاك المذكورين-، أخبرنا أبو حمزة الأَسْلَمِيّ -بطَرَسُوس-، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا أبي، وإسرائيل

(1)

، عن أبي إسحاق،

عن عبد اللَّه بن خَلِيفة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكُرْسِيُّ الذي يجلسُ عليه الرَّبُّ عز وجل، وما يَفْضُلُ منه إلَّا قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، وإنَّ له أَطِيطًا كأطيط الرَّحْلِ الجديد".

(8/ 52) في ترجمة (الحسين بن شَبِيب الآجُرِّيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

منكر.

وهو من طريق الخطيب هذا، مرسل؛ فـ (عبد اللَّه بن خَلِيفة الهَمْدَاني) ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 80) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(5/ 45) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 28).

4 -

"الميزان"(2/ 414) وقال: "تابعي مُخَضْرَمٌ: له عن عمر، وعنه

(1)

في المطبوع: "حدَّثنا أبو إسرائيل". والتصويب من "العلل المتناهية"(1/ 4).

ص: 174

أبو إسحاق ويونس بن أبي إسحاق. . . وأورد له ابن ماجه في "تفسيره" في: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5]، لا يكاد يُعْرَفُ".

5 -

وذكره ابن كثير في "تفسيره"(1/ 317) وقال: "ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر".

6 -

"التقريب"(1/ 412) وقال: "مقبول، من الثانية"/ فق.

فإلى جانب النَّكَارَة والإرسال، فيه جَهَالَةُ (عبد اللَّه بن خليفة).

التخريج:

رواه الطبري في "تفسيره"(5/ 400) رقم (5796) -في تفسير آية الكرسي من [سورة البقرة: الآية 255]-، من طريق عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، به، بلفظ:"أتت امرأة النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع اللَّه أن يدخلني الجنَّة! فَعَظَّمَ الرَّبَّ تعالى ذِكْرُهُ، ثم قال: "إنَّ كرسيه وسع السموات والأرض، وإنَّه ليقعد عليه فما يَفْضُل منه مقدار أربع أصابع -ثم قال بأصابعه فجمعها- وإنَّ له أطيطًا كأطيط الرَّحْلِ الجديد إذا رُكِبَ، مِنْ ثِقْلِهِ".

ورواه ابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 106، من طريق وكيع بن الجرَّاح، عن إسرائيل، به، بلفظ الطبري، دون الزيادة الغريبة المنكرة:"وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع". وقال ابن خُزَيْمَة بعد أن ذكر أنه مرسل: "وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد، لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 4) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وقد رواه الطبري في "تفسيره"(5/ 400) رقم (5797)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر بن الخطَّاب مرفوعًا بنحوه.

ص: 175

ورواه من ذات الطريق، الدَّارَقُطْنِيّ في كتاب "الصفات" ص 48 - 49 رقم (35)، وابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 106 - على الشكِّ بذكر عمر فيه-، والبزَّار في "مسنده"(1/ 29) رقم (39) -من كشف الأستار

(1)

-، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 251 - 252) رقم (574)، والضياء المَقْدِسِي في "المختارة"(1/ 264 - 265) رقم (152 و 153).

وعزاه ابن كثير في "تفسيره"(1/ 317) أيضًا إلى أبي يعلى في "مسنده"، وعَبْد بن حُمَيْد في "تفسيره"، والطبراني في كتاب "السُّنَّة".

وليس عند الدَّارَقُطْنِيّ، وابن خُزَيْمَة، والبزَّار، وابن أبي عاصم، وأبي يعلى، والمقدسي في الموضع الأول، الزيادة الغريبة المنكرة المتقدِّمة.

وقد رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 4 - 5) من الطريق المتقدِّم عن عمر مرفوعًا بالزيادة تلك، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإسناده مضطرب جدًّا، وعبد اللَّه بن خَلِيفة ليس من الصحابة، فيكون الحديث مرسلًا. . . وتارةً يرويه ابن خليفة عن عمر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتارةً يَقِفُهُ على عمر، وتارةً يَوقَفُ على ابن خَلِيفة، وتارةً يأتي: "فما يفضله منه إلَّا قَدْر أربع أصابع"، وتارة يأتي: "فما يفضل منه مقدار أربع أصابع"، وكل هذا تخليط من الرواة، فلا يعوَّل عليه".

وقال البزَّار عقب روايته له: "وهذا لا نعلم أحدًا من الصحابة رفعه إلَّا عمر، وقد وَقَفَهُ الثَّوْرِيُّ على عمر، وعبد اللَّه بن خَلِيفة لم يرو عنه إلَّا أبو إسحاق".

وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 317): "ثم منهم من يرويه عنه -يعني عبد اللَّه بن خليفة-، عن عمر موقوفًا، ومنهم من يرويه عن عمر مرسلًا، ومنهم من يزيد في متنه زيادةً غريبةً، ومنهم من يحذفها".

(1)

أقول: وقد طبع أخيرًا بعض "مسند البزَّار" المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار". والحديث في (1/ 457 - 458) رقم (325) منه.

ص: 176

وأمَّا قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 83 - 84) بعد ذكره له عن عمر مرفوعًا: "رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح". فهو موضع نظر، فـ (عبد اللَّه بن خَلِيفة) ليس من رجال "الصحيحين" ولا "السنن الأربعة"، إنما روى له ابن ماجه في "تفسيره" كما رمز له صاحب "التهذيب" (5/ 198) وغيره. وفي حاشية "المجمع" تعليقًا على قول الهيثمي السابق:"فائدة: بل فيه عبد اللَّه بن خَلِيفة، وهو مجهول. كما في هامش الأصل".

غريب الحديث:

قوله: "وإنَّ له أطيطًا كأطيط الرَّحْلِ": الأطيط: صوت الرَّحْلِ، والنِّسْعِ

(1)

الجديد، والباب. انظر:"النهاية"(1/ 54)، و"اللسان" "مادة (أطط)(7/ 256).

و (الرَّحْلُ): ما يوضع على ظهر البعير والنَّاقة للركوب، وجمعه أَرْحُلٌ ورِحَال. انظر "اللسان" مادة (رحل)(11/ 274).

* * *

1155 -

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن حَسْنُوْيَه الكاتب -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم، حدَّثني أبو العبَّاس الفضل بن صالح الهاشمي، قال: حدَّثنا الحسين بن عبيد اللَّه العِجْلِيّ، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش،

عن أبي وائل قال: قلتُ لعبد اللَّه بن مسعود، كنتَ مع النبيِّ لَيْلَةَ الجِنِّ حين أتاهم فَقَرَأَ عليهم القرآنَ؟ قال: نَعَمْ.

(8/ 56) في ترجمة (الحسين بن عبيد اللَّه العِجْلِيّ أبو عليّ).

(1)

النِّسْعُ: "سَيْرٌ يُضْفَرُ على هيئة أَعِنَّةِ النِّعَالِ، تُشَدُّ به الرِّحَالُ". "اللسان" مادة (نسع)(8/ 352).

ص: 177

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففي إسناده صاحب الترجمة (الحسين بن عبيد اللَّه العِجْلِي أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(2/ 774 - 775) وقال: "يشبه أن يكون ممن يضع الحديث".

2 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 78) وقال: "يضع الحديث على الثقات".

3 -

"تاريخ بغداد"(8/ 55 - 56) وقال: "غير ثقة". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".

و(أبو معاوية) هو (محمد بن خازم الضرير الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (434).

و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْران أبو محمد): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدي): تابعي ثقة مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1177).

التخريج:

لم أقف عليه بهذا السياق؛ لكن روى الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 77 - 78) من طريق الفضل بن صالح الهاشمي، حدَّثنا الحسين بن عبيد اللَّه العِجْلِي، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل قال:"سمعتُ ابن مسعود يقول: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجِنِّ فأتاهم فَقَرَأَ عليهم القرآن. . . ". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "الحسين بن عبيد اللَّه هذا يضع الحديث على الثقات".

ص: 178

وروى أبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 66) رقم (84)، من حديث ابن مسعود ما يفيد أنَّه كان معه ليلة الجن، ولكنه حديث ضعيف.

فقد روى مسلم في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح (1/ 332) رقم (450)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف (5/ 382) رقم (3258)، وأبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 67) رقم (85)، عن عَلْقَمَة قال: قلتُ لعبد اللَّه بن مسعود: من كان منكم مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجِنِّ؟ فقال: "ما كان معه مِنَّا أَحَدٌ".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم"(4/ 169 - 170) تعليقًا على ذلك: "هذا صريح في إبطال الحديث المروي في "سنن أبي داود" وغيره، المذكور فيه الوضوء بالنبيذ، وحضور ابن مسعود معه صلى الله عليه وسلم ليلة الجنِّ. فإنَّ هذا الحديث صحيح، وحديث النبيذ ضعيف باتفاق المحدِّثين، ومداره على أبي زيد مولى عمرو بن حريث، وهو مجهول".

وقد تقدَّم الكلام على حديث الوضوء بالنبيذ وحضور ابن مسعود ليلة الجن في حديث رقم (251).

* * *

1156 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، قال حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه الحسين بن عبيد اللَّه -صاحب السلعة-، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثني المأمون، قال حدَّثني الرشيد أمير المؤمنين، عن المهدي أنَّه أَسَرَّ إليه شيئًا قال: لا تُطْلِعَنَّ عليه أحدًا، فإنَّ أمير المؤمنين -يعني المنصور- حدَّثني عن أبيه،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اسْتَعِينُوا على نَجَاحِ الحَوَائِجِ بِكِتْمَانِهَا".

ص: 179

(8/ 56 - 57) في ترجمة (الحسين بن عبيد اللَّه بن الخَصِيب الأَبْزَارِيّ أبو عبد اللَّه، يُلَقَّبُ بِمِنْقَار).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث مروي عن جماعة من الصحابة من طرق معلولة. وذهب بعض الأئمة كأحمد وابن مَعِين إلى أنَّه موضوع. وذهب آخرون إلى أنَّه ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة الحسين بن عبيد اللَّه بن الخَصِيب الأَبْزَارِي)، وقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته عن أحمد بن كامل القاضي قوله فيه:"كان ماجنًا نادرًا، كذَّابًا في تلك الأحاديث التي حدَّث بها من الأحاديث المسندة عن الخلفاء، قال ولم أكتبها عنه لهذه العِلَّة". وفيه عن ابن المُنَادي: "كتب عنه فريق من النَّاس، وأبى ذلك الأكثرون". وكانت وفاته عام (295 هـ).

وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 502) باسم (الحسن بن عبيد اللَّه الأَبْزَاري) وقال: "كذَّاب قليل الحياء. وهو الحسين". وترجم له في (1/ 541) باسمه الذي عند الخطيب، ونقل قول أحمد بن كامل فيه:"كان كذَّابًا". وساق له بعض أكاذيبه.

كما ترجم له في "المغني في الضعفاء"(1/ 161) وقال: "كذَّاب جريء". وفي (1/ 173) وقال: "كان كذَّابًا".

وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 219) و (2/ 297) وليس فيه زيادة عمَّا في المصادر السابقة.

وذكره برهان الدِّين الحَلَبي في كتابه "الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 135 و 151 برقم (215 و 243).

ص: 180

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 384 - 385) -في ترجمة (طاهر بن الفضل الحَلَبي) - عن محمد بن أيوب بن مُشْكَان، عن طاهر بن الفضل الحَلَبي، عن حجَّاج بن محمد الأعور، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"استعينوا على نُجْحِ الحوائجِ بالكِتْمَانِ، فإنَّ كُلَّ ذي نِعْمَةٍ محسود".

قال ابن حِبَّان: هذا موضوع على الحجَّاج بن محمد لا شك فيه، وما حدَّث بهذا حجَّاج قطّ.

وقال عن (طاهر بن الفضل الحَلَبِيّ): "يضع الحديث على الثقات وضعًا".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 165 - 166) من طريقين -أحدهما عن الخطيب، وكلاهما من طريق الأَبْزَاري-، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". واتَّهَمَ به (الأَبْزَارِي)، ونقل عن أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعِين قولهما في الحديث وقد سئلا عنه:"هو موضوع وليس له أصل".

أقول: الحديث مروي عن: معاذ بن جَبَل، وعمر، وعليّ، وأبي هريرة، وبُرَيْدَة بن الحَصِيب، رضي الله عنهم، وطرقه إليهم كلُّها معلولة. انظر هذه الطرق والكلام عليها في:"تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشَّاف" للزَّيْلَعِيّ (2/ 360 - 363) رقم (797)، و"الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف" لابن حَجَر ص 110، و"المقاصد الحسنة" ص 56 - 59، و"اللآلئ" للسُّيُوطيّ (2/ 81 - 82) ومال إلى تضعيفه، و"تنزيه الشريعة"(2/ 134)، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 188)، و"مجمع الزوائد"(8/ 195)، و"مسند الشِّهاب" للقُضَاعي (1/ 410 - 412)، و"علل الحديث" لابن أبي حاتم (2/ 255) وقال:"منكر، لا يُعْرَفُ له أصل"، و"مختصر المقاصد الحسنة" للزُّرْقَاني ص 56 وقال:"ضعيف"، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانيّ ص 70 - 71 و 261، و"فيض القدير" للمُنَاوي (1/ 493 - 494)، و"الصحيحة"

ص: 181

(3/ 436 - 439) و"صحيح الجامع الصغير" للألباني (1/ 320) رقم (956) وقال: "صحيح"، و"إقامة البرهان على ضعف حديث (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان) " لخالد المؤذِّن، وقد رَدَّ فيه مطوَّلًا على الشيخ الألباني في تصحيحه له.

* * *

1157 -

أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن جعفر العطَّار -بأَصْبَهَان-، أخبرنا زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن مزيد بن منصور بن أبي الأَزْهَر -الكاتب ببغداد-، حدَّثنا الحسين بن عبد الرحمن الإِحْتِيَاطي -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا يوسف بن أَسْبَاط، عن سفيان الثَّوْري، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ".

(8/ 58) في ترجمة (الحسين بن عبد الرحمن بن عبَّاد الإِحْتِيَاطي أبو عليّ، ويسمِّيه بعض النَّاس: الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

فقيه صاحب الترجمة (الحسين بن عبد الرحمن الإِحْتِيَاطِيّ أبو عليّ، ويسمِّيه بعضهم -حسنًا-)، وهو معروف بسرقة الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (648) باسم (الحسن بن عبد الرحمن. . .).

كما أن في إسناده (يوسف بن أَسْبَاط بن واصل الشَّيْبَاني الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي" عن ابن مَعِين ص 228 رقم (874) وقال: "ثقة".

2 -

"التاريخ الكبير"(8/ 385) وفيه عن صَدَقَة بن الفضل المَرْوزيّ: "دَفَنَ يوسف كتبه، فكان بعد يُقْلَبُ عليه، فلا يجيء به كما ينبغي".

ص: 182

3 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 485 رقم (1873)، وقال:"ثقة صاحب سُّنَّة وخير، دَفَنَ كتبه، وقال: لا يصلح قلبي عليها".

4 -

"الجرح والتعديل"(9/ 218) وفيه عن أبي حاتم: "كان رجلًا عابدًا، دَفَنَ كتبه، وهو يغلط كثيرًا، وهو رجل صالح، لا يُحْتَجُّ بحديثه".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 638) وقال: "مستقيم الحديث، ربما أخطأ". وذكر أنَّ وفاته كانت سنة (195 هـ).

6 -

"الكامل"(7/ 2614 - 2616) وقال: "هو عندي من أهل الصدق، إلَّا أنَّه لما عدم كتبه كان يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه، ولا يتعمد الكذب".

7 -

"التهذيب"(11/ 407 - 408) وقال: "ذكره صاحب "الكمال"

(1)

ولم يذكر من خرَّج له. وقد ذكره الخطيب في "المُتَّفِق" وقال: كان صالحًا عابدًا إلَّا أنه يغلط في الحديث كثيرًا". ولم يترجم له ابن حَجَر في "التقريب".

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 347) رقم (471)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 246)، وأبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 158 رقم (325)، وأبو الشيخ بن حَيَّان في "الأمثال" ص 80 - 81 رقم (130)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 88 - 89) رقم (91 و 92)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2614) -في ترجمة (يوسف بن أَسْبَاط) -، جميعهم من طريق المسيَّب

(2)

بن واضح، عن يوسف بن أَسْبَاط، به.

(1)

وهو "الكمال في أسماء الرجال" للإمام الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي. وتناول فيه رجال الكتب الستة.

(2)

صُحِّفَ في "صحيح ابن حِبَّان" إلى "الحسن".

ص: 183

قال أبو نُعَيْم: "تفرَّد به يوسف عن الثَّوْري".

ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 9)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 746) -في ترجمة (الحسين بن عبد الرحمن الفَزَاري) - من طريق الحسين بن عبد الرحمن الإِحْتِيَاطي، عن يوسف بن أَسْبَاط، به.

ورواه الطبراني في "الأوسط"(1/ 286) رقم (466)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2613) -في ترجمة (يوسف بن محمد بن المُنْكَدِر) - بإسناديهما إليه، عن أبيه، عنه، به.

و(يوسف) هذا، قال عنه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2612):"أرجو أنَّه لا بأس به". وقال أيضًا: "سمعت ابن حمَّاد يقول: متروك الحديث. أظنه ذكره عن النَّسَائي".

قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 17) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه يوسف بن محمد بن المُنْكَدِر، وهو متروك. وقال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به".

ورواه في "الكامل"(3/ 904) -في ترجمة (خالد بن عمرو السُّلَفِيّ الحِمْصِيّ) - بإسناده إليه، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"مُدَارَاتُكُمْ للنَّاس صَدَقَةٌ".

قال ابن عدي: "وقد روي هذا عن مهدي بن جعفر عن ابن عُيَيْنَة. ومهدي هذا ممن يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد".

أقول: و (خالد بن عمرو السُّلَفِيّ الحِمْصِيّ أبو الأَخْيَل) قال فيه ابن عدي: "روى أحاديث منكرة عن ثقات النَّاس". ونقل عن جعفر الفِرْيَابي قوله فيه: "كان يكذب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (512).

وقد قال ابن عدي في "الكامل"(7/ 2614) في ترجمة (يوسف بن أَسْبَاط):

ص: 184

"وهذا -يعني الحديث- يعرف بالمسيَّب بن واضح، عن يوسف، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد سرقه منه جماعة ضعفاء، رووه عن يوسف، ولا يرويه غير يوسف عن الثَّوْري".

أقول: و (المسيَّب بن واضح السُّلَمِي) صدوق يخطئ كثيرًا، وضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (937).

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 528) -في كتاب الأدب، باب المدارة مع النَّاس- بعد أن عزا الحديث إلى ابن عدي والطبراني في "الأوسط" فحسب:"في سنده يوسف بن محمد بن المُنْكَدِر: ضعَّفوه. . . وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسند أحسن منه".

* * *

1158 -

أخبرنا الحسن

(1)

بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف، قالا: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا حسين بن عبد اللَّه بن شاكر، حدَّثنا محمد بن مِهْرَان أبو جعفر الجمَّال، حدَّثنا عمر بن أيوب، عن مَصَاد بن عُقْبَة، عن زياد بن سعد، عن الزُّهْرِيّ قال: حدَّثني عبَّاد بن تَمِيم،

عن أبيه قال: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا على ظَهْرِهِ، رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْه على الأُخْرَى.

(8/ 59) في ترجمة (الحسين بن عبد اللَّه بن شاكر السَّمَرْقَنْدِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وهو في "الصحيحين" من حديث عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "الحسين"، والتصويب من "سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 415)، و"المُنْتَظَم"(8/ 86)، وغيرهما.

ص: 185

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن عبد اللَّه السَّمَرْقَنْدِيّ)، وقد ذكر الحافظ الخطيب في ترجمته نقلًا عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"ضعيف". وقال أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي: "كان فاضلًا ثقةً، كثير الحديث، حسن الرواية".

وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 290 - 291)، وذكر له حديثًا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في "الغرائب" من طريقه، وقال:"فيقال إنَّ الحسين سرقه من مسرور".

و (مَصَاد بن عُقْبَة) ترجم له في "الجرح والتعديل"(8/ 440 - 441)، و"المُؤْتَلِفِ والمُخْتَلِفِ" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 2180)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 257 - 258)، ولم يذكروا فيه جرحًا أو تعديلًا. إلَّا أنَّ ابن حِبَّان ترجم له في "ثقاته" (7/ 497) وقال:"مستقيم الحديث على قلَّته".

و (تَمِيم) هو (ابن زيد المَازِني الأنصاري) رضي الله عنه، انظر ترجمته في "الإصابة"(1/ 185).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (754).

* * *

1159 -

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا أبو عليّ الحسين بن عبد اللَّه الخِرَقِيّ، حدَّثنا أبو عمر حفص بن عمر الدُّوري، حدَّثنا عمرو بن جُمَيْع، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ مُسِيءٍ توبةً، إلَّا صاحبَ سُوءِ الخُلُقِ فإنَّه لا يَتُوبُ مِنْ ذَنْبٍ، إلَّا وَقَعَ في شَرٍّ مِنْهُ".

(8/ 59 - 60) في ترجمة (الحسين بن عبد اللَّه بن أحمد الخِرَقِيّ الحَنْبَلِيّ، أبو عليّ).

ص: 186

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (عمرو بن جُمَيْع الكوفي أبو عثمان) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 462) وقال: "كان كذَّابًا خبيثًا".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 184 رقم (470) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 224) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".

4 -

"المجروحين"(2/ 77 - 78) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، والمناكير عن المشاهير، لا يحلُّ كتابة حديثه، ولا الذكر عنه إلَّا على سبيل الاعتبار".

5 -

"الكامل"(5/ 1764 - 1765) وقال: "رواياته عمن روى ليست بمحفوظة، وعامَّتها مناكير، وكان يُتَّهَمُ بالوضع".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 303 رقم (387) وقال: "متروك".

7 -

"تاريخ بغداد"(12/ 191 - 192) وقال: "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، والموضوعات عن الأثبات".

8 -

"الميزان"(3/ 251) وفيه عن البخاري: "منكر الحديث".

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "كنز العمَّال"(3/ 441) رقم (7352) إليه وحده.

* * *

ص: 187

1160 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إِملاءً-، حدَّثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصَّيْدَلاني، حدَّثنا الحسين بن عبد الحميد المَوْصِلي، حدَّثنا مُعَلَّى بن مهدي، أخبرنا حفص بن غياث، عن الأَعْمَش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن شَهْر بن حَوْشَب،

عن أبي أُمَامَة، وعمرو بن عَبَسَة، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يَنَامُ على طَهَارَةٍ يَتَعَارُّ مِنَ الليلِ، يَسْأَلُ اللَّه خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا والآخرةِ إلَّا أَعْطَاهُ".

(8/ 61) في ترجمة (الحسين بن عبد الحميد بن سعيد السَّدُوسِيّ الخِرَقِيّ المَوْصِلِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد روي بإسناد حسن من حديث معاذ بن جَبَل رضي الله عنه.

ففيه (شَهْرُ بن حَوْشَب)، وهو تابعي مشهور، مُخْتَلَفٌ فيه، وكان كثير الإرسال والأوهام. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).

كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (شَهْر) وبين (عمرو بن عَبَسَة)، فإنَّه لم يَلْقَه كما قاله أبو زُرْعَة الرَّازيّ ونقله عنه في "الجرح والتعديل"(4/ 283). وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 77 - 78، قال أبو حاتم: "لم يسمع من عمرو بن عَبَسَة، يحدِّث عن أبي طَيْبَة

(1)

عن عمرو بن عَبَسَة

(2)

".

(1)

قال الحافظ في "التقريب"(2/ 442): "أبو ظَبْيَة، بفتح أوله وسكون الموحدة، بعدها تحتانية، ويقال بالمهملة وتقديم التحتانية، والأول أصح".

(2)

تَصَحَّفَ في "المراسيل" إلى: "عنبسة". والتصويب من "الجرح والتعديل"(6/ 241)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(2/ 456).

ص: 188

كما أنَّ فيه (معلَّى بن مهدي) وهو صدوق له أوهام، يحدِّث أحيانًا بالحديث المنكر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (645).

كما أن فيه صاحب الترجمة (الحسين بن عبد الحميد السَّدُوسي المَوْصِلي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.

وقد روي من حديث معاذ بن جَبَل بإسناد حسن كما سيأتي.

التخريج:

رواه عن أبي أُمَامَة مرفوعًا بنحوه: التِّرْمِذِيُّ في الدعوات، باب (93)(5/ 540) رقم (3526)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 335 رقم (819)، والطبراني في "الكبير"(8/ 147) رقم (7568)، جميعهم من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شَهْر بن حَوْشَب، عنه، به.

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن غريب. وقد روي هذا أيضًا عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي ظَبْيَة، عن عمرو بن عَبَسَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

وقال الحافظ ابن حَجَر -كما في "الفتوحات الربانية" لابن عَلَّان

(3/ 165) -: "أخرجه ابن السُّنِّيّ من طريق إسماعيل بن عيَّاش، وروايته عن الحِجَازيين ضعيفة، وهذا منها. وشيخه عبد اللَّه بن عبد الرحمن مَكِّيٌّ، وشَهْر بن حَوْشَب فيه مَقَالٌ، وقد اخْتُلِفَ عليه في سنده".

أمَّا حديث عمرو بن عَبَسَة، فقد رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 471 رقم (808)، من طريق الأَعْمَش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن شَهْر قال: حدَّثنا أبو ظَبْيَة، عنه، به.

ص: 189

وتابعَ الأَعْمَشَ: فِطْرُ بن خَلِيفة، رواه النَّسَائي في المصدر السابق برقم (809).

ورواه من حديث عمرو بن عَبَسَة، أحمد في "المسند"(4/ 113) من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي أُمَامَة قال: أتيناه فإذا هو يتغلَّى في جَوْفِ المسجد، قال: فقالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا تَوَضَّأَ المسلمُ ذَهَبَ الإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وبَصَرِهِ ويَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ". قال -[القائلُ: شَهْرُ بن حَوْشَب]-: فجاء أبو ظَبْيَة وهو يحدِّثنا، فقال: ما حدَّثكم، فذكرنا له الذي حدَّثنا. قال فقال: أجل سمعت عمرو بن عَبَسَة ذكره عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وزاد فيه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يبيت على طُهْرٍ. . . " وساق الحديث.

ورواه بنحوه الطبراني في "الكبير"(8/ 145 - 146) رقم (7564)، من طريق فِطْر بن خَلِيفة، عن شِمْر بن عطيَّة، عن شَهْر، به.

وبنحوه رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 470 رقم (407) من طريق زيد عن عاصم، عن شِمْر، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 223): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، وقال فيه: "من بات طاهرًا على ذكر اللَّه". وإسناده حسن".

أقول: اعتبرت الحديث من الزوائد لرواية عمرو بن عَبَسَة رضي اللَّه تعالى عنه.

وهو مروي من حديث معاذ بن جَبَل مرفوعًا بلفظ حديثهما، رواه أبو داود في الأدب، باب في النوم على طهارة (5/ 296) رقم (5042)، وابن ماجه في الدعاء، باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل (2/ 1277) رقم (3881)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 469 رقم (805)، وأحمد في "المسند"(5/ 234 - 235 و 241 و 244).

ص: 190

وإسناده حسن.

ونقل ابن عَلَّان في "الفتوحات الربانية"(3/ 165) عن الحافظ ابن حَجَر قوله في حديث معاذ هذا: "حسن".

غريب الحديث:

قوله: "يَتَعَارّ" قال الخَطَّابي في "معالم السنن"(7/ 316): ومعناه: يستيقظ من النوم. وأصل التعار السهر والتقلب على الفراش. ويقال: إنَّ التعار لا يكون إلَّا مع كلام وصوت. وهو مأخوذ من عِرار الظليم -[وهو صوت الذَّكَرِ من النَّعَام]-".

* * *

1161 -

أخبرنا الحسين بن عبد العزيز الشَّالُوسي، أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن إسحاق البزَّاز، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا محمد بن بكَّار، حدَّثنا أبو مَعْشَر، عن مصعب بن ثابت، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كانَ الرِّجَالُ والنِّساءُ يتوضؤونَ على عَهْدِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنْ إناءٍ واحدٍ، يذهبُ هؤلاءِ ويجيءُ هؤلاءِ.

(8/ 61) في ترجمة (الحسين بن عبد العزيز بن محمد الشَّالُوسي الشَّاعر أبو يعلى).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من وجه آخر: وضوء الرجال والنِّسَاء جميعًا في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ففيه (مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر بن العَوَّام) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 304) وفيه عن أحمد: "أراه ضعيف

ص: 191

الحديث". وقال ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "صدوق كثير الغلط، ليس بالقويِّ". وقال أبو زُرْعَة:"ليس بالقويِّ".

2 -

"السنن" للنَّسَائي (8/ 91) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث".

3 -

"المجروحين"(3/ 28 - 29) وقال: "منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه".

4 -

"الكامل"(6/ 2359) وقال: "ليس لمصعب بن ثابت كثير حديث".

5 -

"التقريب"(2/ 251): "ليِّن الحديث وكان عابدًا، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين -يعني ومائة-، وله ثلاث وسبعون"/ د س ق.

كما أنَّ في إسناده (أبو مَعْشَر) وهو "نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدي المَدَني": ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (789).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسين بن عبد العزيز الشَّالُوسي) قال الخطيب في ترجمته (8/ 61): "كان سماعه صحيحًا". وقال: "سمعت من يقول: لم يكن في دِيْنِهِ بذاك".

وقد صَحَّ من غير هذا الطريق وضوء الرجال والنساء معًا في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما سيأتي.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وانظر الأحاديث الواردة في الباب: "فتح الباري"(1/ 300) -في كتاب الوضوء، باب وضوء الرجل مع امرأته. . . -، و"جامع الأصول"(7/ 73 - 78)، و"مجمع الزوائد"(1/ 273)، و"كنز العمَّال"(9/ 580 - 582).

ومن هذه الأحاديث، ما رواه البخاري في الوضوء، باب وضوء الرجل مع امرأته، وفضل وضوء المرأة (1/ 298) رقم (193)، ومالك في "الموطأ"

ص: 192

(1/ 24)، وأبو داود في الطهارة، باب الوضوء بفضل المرأة (1/ 62) رقم (79 و 80)، والنَّسَائي في الطهارة، باب وضوء الرجال والنساء جميعًا (1/ 57)، وابن ماجه في الطهارة وسننها، باب الرجل والمرأة يتوضآن من إناء واحد (1/ 134) رقم (381)، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:"كان الرِّجَالُ والنِّساءُ يتوضؤون في زمان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جميعًا".

وعند أبي داود: "من الإناء الواحد جميعًا".

ولفظ ابن ماجه: "من إناء واحدٍ".

ولفظه عند أبي داود برقم (80): "كُنَّا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من إناء واحدٍ نُدْلي فيه أيدينا".

قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(1/ 299 - 300): "قوله "جميعًا"، ظاهره أنهم كانوا يتناولون الماء في حالة واحدة. وحكى ابن التِّيْن [عبد الواحد بن التِّيْن السَّفَاقُسِيّ ت 611 هـ] عن قوم أنَّ معناه: أن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون جميعًا في موضع واحد، هؤلاء على حِدَة وهؤلاء على حِدَة، والزيادة المتقدمة في قوله: "من إناء واحِدٍ" تردّ عليه، وكأنَّ هذا القائل استبعد اجتماع الرجال والنساء الأجانب. وقد أجاب ابن التِّيْن عنه بما حكاه عن سُحْنُون

(1)

أنَّ معناه: كان الرجال يتوضؤون ويذهبون ثم يأتي النساء فيتوضأن. وهو خلاف الظاهر من قوله "جميعًا". قال أهل اللغة: الجميع ضد المفترق. وقد وقع مصرَّحًا بوحدة الإناء في "صحيح ابن خُزَيْمة"[(1/ 63) رقم (121)] في هذا الحديث من طريق مُعْتَمِر، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر: أنه أبصر النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون

(1)

قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "السِّيَر"(12/ 63 - 69): "هو الإمام العلَّامة فقيه المغرب، أبو سعيد عبد السلام بن حبيب بن حسان التَّنُوخِيّ، الحِمْصيّ الأصل، المغربي القَيْرَواني، قاضي القَيْرَوان وصاحب "المُدَوَنَّة"، ويُلَقَّب بِسُحْنون. . . وتفسيرُ سُحْنُون بأنه اسمُ طائر بالمغرب، يوصف بالفِطْنَة والتَّحَرُّزِ، وهو بفتح السِّين وبضمِّها".

ص: 193

والنساء معهم من إناءٍ واحدٍ كلُّهم يتطهر منه. والأولى في الجواب أن يقال: لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأمَّا بعده فيختص بالزوجات والمحارم" انتهى.

* * *

1162 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا زيد بن إسماعيل الصَّائِغ، حدَّثنا الحسين بن عَلْوان، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الغائط، دخلت على أثره، فلا أرى شيئًا، فذكرت ذلك له، فقال:"يا عائشة أما عَلِمْتِ أنَّ أَجْسَادَنَا نَبَتَتْ على أَرْوَاحِ أهلِ الجَنَّةِ، فما خَرَجَ مِنَّا مِنْ شيءٍ ابْتَلَعَتْهُ الأرضُ".

(8/ 62) في ترجمة (الحسين بن عَلْوان بن قُدَامَة الكوفي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده صاحب الترجمة (الحسين بن عَلْوان بن قُدَامة الكَلْبِي الكوفي أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 382) وقال: "كذَّاب".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 61) وفيه عن أبي حاتم: "واه ضعيف، متروك الحديث".

3 -

"المجروحين"(1/ 244 - 246) وقال: "كان يضع الحديث على هشام بن عُرْوة وغيره من الثقات وضعًا، لا تحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب، كذَّبه أحمد بن حنبل".

ص: 194

4 -

"الكامل"(2/ 769 - 771) وقال: "يضع الحديث". وقال: "وللحسين بن عَلْوان أحاديث كثيرة، وعامَّتها موضوعة، وهو في عِدَاد من يضع الحديث".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 195 رقم (192) وقال: "كذَّاب".

6 -

"تاريخ بغداد"(8/ 63 - 64) وفيه أنَّ ابن المَدِيني ضَعَّفَهُ جدًّا. وقال صالح جَزَرَة: "كان يضع الحديث".

7 -

"اللسان"(2/ 299 - 300) وفيه عن النَّسَائي في "الجرح والتعديل": "كذَّاب".

التخريج:

رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 70) من طريق إسماعيل الصَّفَّار، عن زيد بن إسماعيل الصَّائِغ، عن الحسين بن عَلْوان، به، وقال:"فهذا من موضوعات الحسين بن عَلْوان، لا ينبغي ذكره. ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته كفاية عن كذب ابن عَلْوان".

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 245 - 246)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 770) -كلاهما في ترجمة (الحسين بن عَلْوان) - من طريق الحسن بن السُّكَيْن البَلَدِيّ، عنه، به. وقال ابن حِبَّان: ليس له أصل، وهو موضوع.

وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 543) في ترجمة (الحسين بن عَلْوان) ضمن موضوعاته.

ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 176) من طريق عبد الرحيم بن واقد، عن عبد الكريم بن عبد الرحمن، عن أبي عبد اللَّه، عن ليلى مولاة عائشة، عنها، به.

ص: 195

أقول: في إسناده ضعفاء، ومن لا يُعْرَف. فـ (ليلى مولاة عائشة) و (عبد الكريم بن عبد الرحمن) لم أقف على من ترجم لهما.

و(أبو عبد اللَّه المَدَني) قال عنه في "التقريب"(2/ 446): "مقبول".

و(عبد الرحمن بن وَاقِد الخُرَاسَانِي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 85 - 86) وقال: "في حديثه غرائب ومناكير لأنها عن الضعفاء والمجاهيل". وستأتي ترجمته في حديث (1605).

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 182) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". ونقل بعض أقوال النُّقَّاد في الحسين بن عَلْوان.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 72) من طريق إبراهيم بن سعد، عن المِنْهَال بن عبيد اللَّه، عمَّن ذكره عن ليلى مولاة عائشة، عنها، به مرفوعًا، دون قوله:"أما علمت أنَّ أجسادنا نبتت على أرواح أهل الجنَّة".

ولم يتكلَّم عليه الحاكم بشيء، وكذا الذَّهَبِيُّ. وفيه جهالة الواسطة بين (المِنْهَال بن عبيد اللَّه) و (ليلى مولاة عائشة). كما أني لم أقف على ترجمة (المِنْهَال بن عبيد اللَّه).

وبنحو رواية الحاكم، رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"

(1)

، عن محمد بن سليمان بن محمد البَاهِلِي النُّعْمَاني، عن محمد بن حسان الأُمَوي، عن عَبْدَة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.

وعن الدَّارَقُطْنِيّ من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 182)، وقال نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ:"تفرَّد به محمد بن حسان. قال أبو حاتم الرَّازي، كان كذَّابًا"

(2)

.

(1)

كما نصَّ عليه في "اللسان"(5/ 120).

(2)

في "اللسان"(5/ 120 - 121) نسبة تكذيبه إلى ابن الجَوْزي، وهو سبق نظر. واللَّه تعالى أعلم.

ص: 196

وفي "الخصائص" للسُّيُوطيِّ (1/ 71): "وهذا الطريق أقوى طرق الحديث. قال ابن دِحْيَة في "الخصائص" بعد إيراده: هذا سند ثابت، محمد بن حسان: بغدادي ثقة صالح. وعَبْدَة: من رجال الشيخين"!!

وقد ذكر في "الخصائص" طرقًا أخرى، فانظرها إن شئت.

* * *

1163 -

أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا أبو بكر الشَّافعي، حدَّثنا إسحاق بن الحسن، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني، حدَّثنا حسين بن عَلْوان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: سَبْعٌ لم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتركهنَّ في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ: القَارُورَةُ، والمِشْطُ، والمِرآةُ، والمُكْحُلَةُ، والسِّوَاكُ، والمِقَصَّانِ، والمِدْرَى. قلت لهشام: المِدْرَى ما باله؟ قال: حدَّثني أبي عن عائشة أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت له وَفْرَةٌ إلى شَحْمَة أُذُنِهِ، فكان يحركها بالمِدْرَى.

(8/ 62) في ترجمة (الحسن بن عَلْوان بن قُدَامَة الكوفي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن عَلْوان) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1162).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 199) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ. . . . فيه حسين بن عَلْوان". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

ص: 197

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2605) -في ترجمة (يعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ) -، من طريق محمود بن خِدَاش، عن يعقوب بن الوليد، عن هشام، به، دون ذكر "المِدْرَى".

وعن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 200) أيضًا، وقال:"فيه يعقوب بن الوليد". وذكر تكذيب أحمد وابن مَعِين وغيرهما له. وستأتي ترجمته في حديث (1681).

وساق ابن أبي حاتم الرَّازي الحديث في كتابه "العلل"(2/ 304)، من طريق يعقوب بن الوليد هذا، ونقل عن أبيه قوله:"هذا حديث موضوع، ويعقوب بن الوليد كان يكذب".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 348)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 116) -كلاهما في ترجمة (أيوب بن واقد) -، من طريق سليمان بن داود المِنْقَري الشَّاذَكُوني، عن أيوب، عن هشام، به. وذكرا خَمْسًا من تلك الأشياء، وتركا السادس والسابع وهما: المِقَصَّان والقارورة.

قال ابن عدي: "هذا الحديث لم يحدِّث به عن هشام إلّا راو ضعيف".

وقال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُحْفَظُ هذا المَتْنُ بإسناد جيِّد". ونقل عن البُخَاري قوله في (أيوب): "ليس بالمعروف، منكر الحديث".

أقول: في إسناده (سليمان بن داود بن بشر المِنْقَرِي الشَّاذَكُوني): ضعَّفوه، وكذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة. وستأتي ترجمته في حديث (1322).

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 203) رقم (4316) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(2/ 801) رقم (889) -طبعة مطبعة المدني الأولى في القاهرة 1411 هـ-، من طريق أبي أُمَيَّة بن يعلى، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت: "خمسٌ

ص: 198

لم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة، والمُكْحُلَة، والمِشْط، والمِدْرَى، والسِّواك". واللفظ للطبراني.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 171) بعد أن عزاه له: "فيه إسماعيل بن يحيى أبو أُمَيَّة وهو متروك".

والحديث ذكره العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 256) عن عائشة بلفظ: "كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء: المِرْآة والمُكْحُلَة والمِدْرَى والسِّواك، والمِشْط. وفي رواية: ستة أشياء"

(1)

. وقال: "أخرجه الطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "سننه"

(2)

، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"، واللفظ له. وطرقه كلُّها ضعيفة".

وروى الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 182) رقم (2373)، من طريق محمد بن حفص، عن محمد بن حِمْيَر، عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عن أُمِّ الدَّرْدَاء قالت: سألتُ عائشة ما كنتِ إذا سافرتِ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وحَجَجْتِ أو غَزَوْتِ معه، ما كنتِ تُزَوِّدِيْنَهُ؟ قالت: أُزَوِّدُهُ قَارُورَةً دُهْنٍ، ومِشْطًا، ومِرْآةً، ومِقَصًّا، ومُكْحُلَةً، وسِوَاكًا".

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 171) بعد أن عزاه له: "وفيه محمد بن حفص الوَصَّابي

(3)

وهو ضعيف".

(1)

هذه الرواية عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(2/ 803) رقم (890) -ط المدني-. وفي إسنادها (عبد الكريم الجَزَري)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (2/ 647) وقال:

"متأخر، ولا يُعْرَفُ من هو. وتركهـ الأَزْدِيّ".

(2)

لم أهتد إلى مكانه فيه، مع البحث عنه في مظانه، واللَّه أعلم.

(3)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى "الوصاني" بالنون. والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 237)، و"المغني"(2/ 572). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (366).

ص: 199

وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" أيضًا -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 202) رقم (4314) - من طريق سليمان بن أَرْقَم، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت:"كان لا يفارق مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سواكهـ، ومشطه، وكان ينظر في المرآة إذا سرَّح لحيته".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 171) بعد أن عزاه له: "وفيه سليمان بن أَرْقَم البَصْرِيّ

(1)

، وهو ضعيف".

غريب الحديث:

قوله: "المِدْرَى": "شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سِنٍّ من أسنان المِشْط وأطول منه، يُسَرَّحُ به الشعر المتلبِّد، ويستعمله من لا مشط له". "النهاية"(2/ 115). وانظر: "اللسان" مادة (دري)(14/ 255).

* * *

1164 -

أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر العَلَوي، أخبرنا أبو المُفَضَّل محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني، حدَّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العَسْكَري -بالمِصِّيْصَة، من أصل كتابه-، حدَّثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد اللَّه الأَنْمَاطي البغدادي -من ساكني حَلَب سنة ست وخمسين ومائتين-، حدَّثنا الحسين بن عَلْوان الكَلْبِي -ببغداد في سنة مائتين-، حدَّثني عمرو بن خالد الوَاسِطي، عن محمد وزيد ابني عليّ، عن أبيهما،

عن أبيه الحسين قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرفعُ يديه إذا ابتهلَ ودَعَا، كما يستطعمُ المِسْكِين.

(8/ 62 - 63) في ترجمة (الحسين بن عَلْوان بن قُدَامَة الكوفي أبو عليّ).

(1)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى "الزهري". والتصويب من "تهذيب الكمال"(11/ 351). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (562)، وهو متروك.

ص: 200

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقال ابن الجَوْزي: "لا يصحُّ".

ففيه (عمرو بن خالد القُرَشي الوَاسِطي أبو خالد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 442) وقال: "كذَّاب. . وهو غير ثقة ولا مأمون".

2 -

"الجرح والتعديل"(6/ 230) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث، ليس يسوى شيئًا". وقال إسحاق بن رَاهُوْيَه: "يضع الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث، ذاهب الحديث، لا يُشْتَغَلُ به". وقال أبو زُرْعَة: "كان يضع الحديث".

3 -

"التهذيب"(8/ 26 - 27) وقال: "روى عن زيد بن عليّ بن الحسين نسخة". وفيه عن أحمد: "يروي عن زيد بن عليّ عن آبائه أحاديث موضوعة، يكذب".

4 -

"التقريب"(2/ 69) وقال: "متروك، ورماه وكيع بالكذب، من السابعة، مات سنة عشرين ومائة"/ ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسين بن عَلْوَان بن قُدَامَة الكوفي) وقد كذَّبه ابن مَعِين والنَّسَائِي والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1162).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 355 - 356) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، اجتمع فيه شيطانان". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد في (عمرو) و (الحسين).

* * *

1165 -

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصَّلْت الأَهْوَازي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا

ص: 201

الحسين بن عليّ بن يزيد الصُّدَائي، أخبرنا محمد بن القاسم الأَسَدِي، حدَّثني جَرِير بن أيوب البَجَلِي، عن أبي زُرْعَة،

عن أبي هريرة قال: حفظتُ من حبيبي أبي القاسم نبيّ التَّوبة صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: الوتر، وركعتي الفجر في السفر والحَضَر، وصوم ثلاثة أيام من الشهر، وهو صوم سَنَةٍ.

(8/ 67 - 68) في ترجمة (الحسين بن عليّ بن يزيد الصُّدَائي).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه حثَّ على صلاة الوتر، وركعتي الفجر، وصيام ثلاثة أيام من الشهر.

ففيه: (محمد بن القاسم الأَسَدي الكوفي الشَّامي الأصل أبو إبراهيم) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 214) وقال: "رَمَاهُ أحمد".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 221 رقم (562) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(8/ 65) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ لا يعجبني حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "شيخ".

4 -

"المجروحين"(2/ 287 - 288) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدِّثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال، كان ابن حنبل يكذِّبه".

5 -

"الكامل"(6/ 2252 - 2254) وقال: "عامَّة أحاديثه لا يُتَابَعُ عليها".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 348 رقم (478) وقال: "كوفي كذَّاب".

7 -

"التهذيب"(9/ 407 - 408) وفيه عن أبي داود: "غير ثقة ولا مأمون، أحاديثه موضوعة".

ص: 202

8 -

"التقريب"(2/ 201) وقال "كذَّبوه، من التاسعة، مات سنة سبع ومائتين"/ ت.

كما أن فيه أيضًا: (جَرِير بن أيوب البَجَلِي الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(2/ 215) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 72 رقم (104) وقال "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 503 - 504) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، وهو ضعيف الحديث، وهو أوثق من أخيه يحيى، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".

4 -

"المجروحين"(1/ 220) وقال: "كان ممن فحش خطؤه، وكان أبو نُعَيْم يقول: جرير بن أيوب يضع الحديث".

5 -

"الكامل"(2/ 547 - 548) وقال: "الم أر في حديثه إلَّا ما يُحْتَمَل، وليس له حديث منكر قد جاوز الحدَّ".

6 -

"المغني"(1/ 129): وقال: "متروك عندهم".

و(أبو زُرْعَة) هو: (أبو زُرْعَة بن عمرو بن جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلِي)، اخْتُلِفَ في اسمه، وهو من علماء التابعين الثقات. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 8)، و"التهذيب"(12/ 99 - 100).

التخريج:

لم أقف عليه بتمام هذا السِّياق في كُلِّ ما رجعت إليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه البخاري في التطوع، باب من لم يصلِّ الضُّحَى في الحضر (3/ 56) رقم (1178)، وفي الصوم، باب صيام البِيض (4/ 226) رقم (1981)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضُّحَى. . . (1/ 499) رقم

ص: 203

(721)

، وأبو داود في الصلاة، باب في الوتر قبل النوم (2/ 138) رقم (1432)، والتِّرْمِذِيّ في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كُلِّ شهر (3/ 124 - 125) رقم (760)، والنَّسَائي في قيام الليل، باب الحث على الوتر قبل النوم (3/ 229)، عن أبي هريرة مرفوعًا، لكن ليس عندهم قوله:"وهو صوم سنة".

كما أنه ليس عندهم: "وركعتي الفجر في السفر والحضر"، وبدلًا عنه:"وركعتي الضُّحَى"، عدا رواية النَّسَائي، فإنها بلفظ:"وركعتي الفجر"، دون قوله:"في السفر والحضر". ولذلك اعتبرته من الزوائد.

ولم أقف في كُلِّ ما رجعت إليه على من روى قوله: أنَّ صوم ثلاثة أيام من الشهر، هو صوم سنة. والمروي عن غير واحد من الصحابة أنها تعدل صوم الدَّهْر. انظر الأحاديث الواردة في ذلك:"جامع الأصول"(6/ 325 و 329)، و"مجمع الزوائد"(3/ 195 - 196)، "والترغيب والترهيب"(2/ 120 - 124)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم حثُّه على ركعتي الفجر. انظر الأحاديث الواردة في ذلك: "جامع الأصول"(6/ 10 - 12)، و"مجمع الزوائد"(2/ 217 - 219)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 397 - 399). وانظر حديث رقم (57).

ومن تلك الأحاديث ما رواه مسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما. . . (1/ 501) رقم (725)، وغيره، عن عائشة مرفوعًا:"رَكْعَتَا الفَجْرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها".

* * *

1166 -

حدَّثنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أخبرنا دَعْلَج بن أحمد، حدَّثنا إبراهيم بن عليّ قال: حدَّثني الحسين بن عليّ بن الأسود -ببغداد بين السورين-، حدَّثنا محمد بن بشر العَبْدِي، عن زكريا بن أبي زَائِدَة، عن خالد بن سَلَمَة، عن مسلم مولى خالد،

ص: 204

عن

(1)

خالد بن عُرْفُطَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(8/ 68 - 69) في ترجمة (الحسين بن عليّ بن الأسود العِجْلي الكوفي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُ الحديث متواتر.

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن عليّ بن الأسود العِجْلي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (419).

كما أنَّ فيه (مسلم مولى خالد بن عُرْفُطَة) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 200) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وفيه عن أبي حاتم: "روى عن خالد بن عُرْفُطَة، روى عنه خالد بن سلمة".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 393).

والظاهر أنه مجهول لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وهو مشهور في توثيقه للمجاهيل. ولم يترجم له الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" مع أنَّه على شرطه.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 292)، والطبراني في "الكبير"(4/ 225) رقم (4100)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 115 - 116) رقم (213) -من كشف الأستار- وأبو يعلى في "مسنده"(12/ 283) رقم (6868)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 572)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 280)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 893)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 713) رقم (1181)، وابن الجَوْزي في مقدِّمة "الموضوعات"(1/ 89)، من طريق زكريا بن أبي زَائِدَة، عن خالد بن سَلَمَة، به.

(1)

في المطبوع: "بن". والتصويب من المصادر التي روت الحديث والمذكورة في التخريج.

ص: 205

قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن خالد إلَّا بهذا الإسناد". ولفظه عنده: "مَنْ قال عليَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار".

ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيءٍ. وكذا الذَّهَبِيّ.

وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 143) بعد أن عزاه لهم: "وفيه مسلم مولى خالد بن عُرْفُطَة، لم يرو عنه إلَّا خالد بن سَلَمَة".

ومن العجيب أن تقول محققة "تلخيص المتشابه" الأستاذة الفاضلة سُكَيْنَة الشهابي تعليقًا على حديث خالد بن عُرْفُطة رضي الله عنه هذا: لم يروه سوى الحاكم في المستدرك.

والحديث متواتر. وقد تقدَّم في حديث (146) ذكر مصادر طرقه والكلام عليه. كما تقدَّم تخريجه من حديث جماعة من الصحابة، انظر حديث:(193 و 258 و 363 و 513 و 633 و 809 و 981 و 994).

* * *

1167 -

أنبأنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن الفضل بن العبَّاس بن خُزَيْمَة، حدَّثنا الحسين بن عليّ بن بشر الصُّوفي، أخبرنا هاشم بن عبد الواحد الجَشَّاش، حدَّثنا يزيد بن عبد العزيز بن سِيَاه الأَسَدِي -مولى لهم-، عن هشام، عن أبي نَضْرَة،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ: "احْفِرُوا، وأَعْمِقُوا، وأَوْسِعُوا، وأَحْسِنُوا، وادْفِنُوا الإِثْنَيْنِ والثَّلاثَةَ في قَبْرٍ واحدٍ، وقَدَّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا".

(8/ 69) في ترجمة (الحسين بن عليّ بن بشر الصُّوفي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (الحسين بن عليّ الصُّوفي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 206

و (هاشم بن عبد الواحد الجَشَّاش القَيْسِي الكوفي أبو بشر) ترجم له في "الجرح والتعديل"(9/ 106) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق".

و(أبو نَضْرَة) هو (المنذر بن مالك العَبْدِي): تابعي ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).

و(هشام) هو (ابن عُرْوَة بن الزُّبَيْر بن العَوَّام): تابعي إمام ثقة فقيه، خَرَّج له الستة، وتوفي عام (146 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 34 - 47)، و"التهذيب"(11/ 48 - 51)، و"التقريب"(2/ 319).

وبقية رجال الإسناد ثقات.

وقد صحَّ من حديث هشام بن عامر رضي الله عنه.

التخريج:

لم يروه من حديث جابر بهذا التمام غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد رُوي عنه بلفظ: "أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ يَجْمَعُ بين الرَّجُلَيْنِ من قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحدٍ، ثم يقولُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أخذًا للقرآنِ؟ فإذا أُشيرَ له إلى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ وقال: أَنَا شَهيدٌ على هؤلاءِ. وأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، ولَمْ يُغَسِّلْهُمْ".

رواه البخاري في الجنائز، باب من يُقَدَّم في اللَّحْد (3/ 212) رقم (1347)، والتِّرْمِذِيّ في الجنائز، باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد (3/ 345) رقم (1036)، والنَّسَائِيُّ في الجنائز، باب ترك الصلاة على الشهداء (4/ 62)، وأبو داود في الجنائز، باب في الشهيد يغسل (3/ 501) رقم (3138) -وليس عنده قوله:"ولم يُصَلِّ عليهم"-.

ورواه ابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم (1/ 485) رقم (1514) وعنده:"كان يجمع بين الرجلين والثلاثة مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ".

وله شاهد من حديث هشام بن عامر مرفوعًا بلفظ: "احْفِرُوا وأَوْسِعُوا

ص: 207

وأَحْسِنُوا، وادْفِنُوا الاثْنَيْنِ والثَّلاثَةَ في قَبْرٍ وَاحِدٍ، وقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا".

رواه أبو داود في الجنائز، باب تعميق القبر (3/ 547 - 548) رقم (3215)، والتِّرْمِذِيّ في الجهاد، باب ما جاء في دفن الشهداء (4/ 213) رقم (1713) -واللفظ له-، والنَّسَائي في الجنائز، باب ما يستحب من أعماق القبر (4/ 80 - 81)، وابن ماجه -مختصرًا- في الجنائز، باب في حفر القبر (1/ 497) رقم (1560)، وأحمد في "المسند"(4/ 19 - 20)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2/ 265) رقم (2582)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 34)، وفي "دلائل النبوة"(3/ 296 - 297)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 29 - 30).

وعند النَّسَائي والبيهقي في كتابيه زيادة قوله: "وأَعْمِقُوا".

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن خبَّاب وجابر وأنس، وهذا حديث حسن صحيح". وهو كما قال.

وقد ذكره الحافظ في "فتح الباري"(3/ 211) -باب الجنائز: باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر-، ونقل تصحيحه عن التِّرْمِذِيّ، وسكت عنه.

وانظر في الكلام على حديث هشام أيضًا: "التلخيص الحَبِير"(2/ 127)، و"إرواء الغليل"(3/ 194 - 195).

* * *

1168 -

حدَّثنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسين بن عليّ بن محمد بن مصعب النَّخَعِي أبو عليّ -ببغداد، وكان قد غلب عليه البَلْغَمُ شيخ كبير-، حدَّثنا العبَّاس بن الوليد الخَلَّال، حدَّثنا مروان بن محمد، حدَّثنا سعيد، حدَّثنا قَتَادَة،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْتُ على النَّاسِ بأربعٍ، بالسَّخَاءِ، والشَّجَاعةِ، وكَثْرَةِ الجِمَاعِ، وشِدَّةِ البَطْشِ".

(8/ 69 - 70) في ترجمة (الحسين بن عليّ بن محمد النَّخَعِيّ أبو عليّ).

ص: 208

مرتبة الحديث:

باطل.

ففي إسناده صاحب الترجمة (الحسين بن عليّ النَّخَعِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 543) وقال: "شيخ كَتَبَ عنه الإسماعيلي. عُمِّرَ وتغيَّر، لا يعتمدُ عليه، وأتى بخبر باطل". ثم ساق حديثه هذا من الطريق المتقدِّم، وقال: رواه عنه الإسماعيلي.

وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 303) إلَّا أنَّه قال: "لا ذنب فيه لهذا الرجل -[يعني الحسين بن عليّ النَّخَعِيّ]-، والظاهر أنَّ الضعف من قِبَلِ سعيد، وهو ابن بشير، واللَّه أعلم".

أقول: و (سعيد بن بشير) هذا الذي في الإسناد، هو (الأَزْدِيُّ الشَّامِيُّ أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو سَلَمَة) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 319) وقال: "يتكلَّمون في حفظه".

2 -

"كشف الأستار عن زوائد البزَّار"(1/ 267) رقم (551) وفيه عن البزَّار: "لا يُحْتَجُّ بما انفرد به". و (4/ 41) رقم (3143) وقال: "صالح، ليس به بأس، حسن الحديث".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 126 رقم (282) وقال: "يروي عن قَتَادَة: ضعيف".

4 -

"الجرح والتعديل"(4/ 6 - 7) وفيه عن شُعْبَة: "صدوق اللسان". وقال ابن عُيَيْنَة: "كان حافظًا". وفيه: أنَّ أحمد ضعَّف أَمْرَهُ. وقال ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال ابن نُمَير: "منكر، ليس بشيء، ليس بقويّ الحديث، يروي عن قَتَادَة المنكرات". وقال أبو حاتم وأبو زُرْعَة: "محلُّه الصدق عندنا"، فسألهما ابن أبي حاتم: يُحْتَجُّ بحديثه؟ فقالا: "يُحْتَجُّ بحديث ابن أبي عَرْوبَة والدَّسْتَوائي،

ص: 209

هذا شيخ يُكْتَبُ حديثه". وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يُنْكِرُ على من أدخله في كتاب الضعفاء، وقال: يحوَّل منه".

5 -

"المجروحين"(1/ 319) وقال: "كان رديء الحفظ، فاحش الخطأ، يروي عن قَتَادَة ما لا يُتَابَعُ عليه".

6 -

"الكامل"(3/ 1206 - 1212) وقال: "لا أرى فيما يُرْوى عن سعيد بن بشير بأسًا، ولعله يَهِم في الشيء بعد الشيء ويغلط، والغالب على حديثه الاستقامة، والغالب عليه الصِّدْق".

7 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 135) وقال: "ليس بقويٍّ في الحديث".

8 -

"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 97 رقم (432) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة مأمون".

9 -

"المغني"(1/ 256) وقال: "صاحب قَتَادَة، وثَّقه شُعْبَة. . . ضعَّفه أبو مُسْهِر وابن المَدِيني. . . ".

10 -

"التقريب"(1/ 292) وقال: "ضعيف، من الثامنة، مات سنة ثمان -أو تسع- وستين -يعني ومائة-"/ 4.

التخريج:

رواه أبو بكر الإِسماعيلي في "معجمه" ص 128 رقم (251)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 157) رقم (3529) -، عن محمد بن هارون، حدَّثنا العبَّاس بن الوليد الخَلَّال، به.

قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 93) بعد أن ذكره عن الطبراني من طريقه المتقدِّم: "هذا خبر منكر".

ص: 210

وقال الحافظ الهيثمي في "المجمع"(8/ 269) بعد أن عزاه له: "وإسناده رجاله موثَّقون".

وتعقَّبه المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 439) فقال: "وغرَّه قول شيخه العِرَاقي: رجاله ثقات".

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 13) أيضًا بعد أن عزاه له: "وإسناده حسن"!!

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 169 - 170) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن حِبَّان: مروان بن محمد: يروي المناكير، لا يحلُّ الاحتجاج به. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ذاهب الحديث. والنَّخَعِيُّ البَلْغَميُّ: لا يُعَوَّل عليه".

أقول وَهِمَ ابن الجَوْزي رحمه الله فيما نقله عن ابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ؛ فقولهما هذا إنما قالاه في (مروان بن محمد السِّنْجَاري) -انظر: "المجروحين" لابن حِبَّان (3/ 14)، و"الميزان" للذَّهَبِيّ (4/ 93) -، والذي في إسناد الحديث، هو (مروان بن محمد الدِّمشقي الطَّاطرَي)، ترجم له في "الميزان"(4/ 93)، وأورد الحديث في ترجمته، وقال:"ثقة إمام، ضعَّفه ابن حَزْم. . . وثَّقه أحمد، وكان أحمد يثني عليه وينعته بالعلم".

* * *

1169 -

حدَّثنا العَتِيقي، حدَّثنا أبو القاسم الحسين بن عليّ بن سهل بن وَهْب السِّمْسَار، حدَّثنا أبو عليّ هُبَيْرَة بن محمد بن أحمد بن هُبَيْرَة الشَّيْبَاني، حدَّثنا أبو مَيْسَرَة أحمد بن عبد اللَّه الحَرَّاني، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا أبو سعد البَقَّال سعيد بن المَرْزُبَان،

عن أنس بن مالك قال: كانَ نِسَاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَهَادَيْنَ الجَرَادَ يَأْكُلْنَهُ.

(8/ 76) في ترجمة (الحسين بن عليّ بن سهل السِّمْسَار أبو القاسم).

ص: 211

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طريق آخر.

ففيه (سعيد بن المَرْزُبَان البَقَّال أبو سعد)، وهو مشهور ليس بالحُجَّة، ضعيف مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (433).

إلَّا أنَّ (أبا يَعْفُور وَقْدَان العَبْدِيّ) قد تابعه عند عبد الرزاق في "مصنَّفه" رقم (8763).

و(أبو يَعْفُور): تابعي ثقة. انظر ترجمته في "التهذيب"(11/ 123).

كما أنَّ في إسناده (هُبَيْرَة بن محمد الشَّيْبَاني)، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(14/ 97) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ في إسناده (أحمد بن عبد اللَّه بن مَيْسَرَة النُّهَاوَنْدِيّ الحَرَّانِيّ أبو مَيْسَرة) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 58) وفيه عن أبي حاتم: "يتكلَّمون فيه".

2 -

"المجروحين"(1/ 144) وقال: "يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، ويسرق أحاديث الثقات ويلزقها بأقوام أثبات، لا يحلُّ الاحتجاج به".

3 -

"الكامل"(1/ 180 - 181) وقال: "حدَّث عن الثقات بالمناكير، ويحدِّث عمن لا يُعْرَف، ويسرق حديث النَّاس".

4 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 109 رقم (22) وقال: "كان يحدِّث من حفظه فَيَهِم

(1)

، وليس ممن يتعمد الكذب".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 119 رقم (51).

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 258)، من طريق الحسن بن مُكْرَم،

(1)

صُحِّفَ في "لسان الميزان"(1/ 195) إلى: "فيتهم".

ص: 212

عن يزيد بن هارون، عن أبي سعد البَقَّال، عنه، به.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1220) -في ترجمة (سعيد بن المَرْزُبان البقَّال أبو سعد) -، من طريق هُشَيْم، عن أبي سعد

(1)

، عن أنس، به.

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(4/ 533) رقم (8763)، عن ابن عُيَيْنَة، عن أبي يَعْفُور، عن أنس بلفظ:"كُنَّ أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتهادينَ الجَرَادَ في الأطباق".

وإسناده صحيح.

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 138) رقم (4616)، عن حفص، عن الحسن بن عبيد اللَّه قال: سمعت إبراهيم قال: "كُنَّ أمهات المؤمنين يتهادينَ الجَرَاد".

و (إبراهيم) هو: (النَّخَعِي): تابعي إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).

وانظر الأحاديث الواردة في إباحة أكل الجراد وعدمه: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (8/ 138 - 142)، و"المصنَّف" لعبد الزراق (4/ 530 - 533)، و"جامع الأصول"(7/ 430 - 432)، و"مجمع الزوائد"(4/ 39).

* * *

1170 -

حدَّثنا أبو العلاء محمد بن عليّ، أنبأنا أبو العبَّاس الحسين بن عليّ بن محمد الحَلَبِي -ببغداد-، حدَّثنا قاسم بن إبراهيم، حدَّثنا أبو أُمَيَّة المُخْتَطّ، حدَّثني مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخَطَّاب، قال: حدَّثني أبو بكر الصِّدِّيق قال:

سمعتُ أبا هريرة يقولُ: جئتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبين يديه

(1)

صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "سعيد". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (433).

ص: 213

تَمْرٌ، فسلَّمت عليه فردَّ عليَّ، وناولني من التمر ملء كفِّه، فعددته ثلاثًا وسبعين تمرة، ثم مضيت من عنده إلى عليّ بن أبي طالب وبين يديه تَمْرٌ، فسلَّمت عليه، فردَّ عليَّ وضحك إليّ، وناولني من التمر ملء كفِّه، فعددته، فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة، فكثر تعجبي من ذلك، فرحت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول اللَّه جئتك وبين يديك تَمْرٌ، فناولتني ملء كفِّك، فعددته ثلاثًا وسبعين تمرة، ثم مضيت إلى عليّ بن أبي طالب، وبين يديه تَمْرٌ، فناولني ملء كفِّه، فعددته ثلاثًا وسبعين تمرة، فعجبت من ذلك. فتبسَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال:"يا أبا هريرة أَمَا عَلِمْتَ أنَّ يدي ويد عليّ بن أبي طالب في العَدْلِ سواء".

(8/ 76 - 77) في ترجمة (الحسين بن عليّ بن محمد الحَلَبِيّ أبو العَبَّاس).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (القاسم بن إبراهيم بن أحمد المَلَطي) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 328 رقم (439) وقال: "عن مالك، يكذب".

2 -

تاريخ بغداد (12/ 446) وقال: "كان كذَّابًا أَفَّاكًا يضع الحديث، روى عنه الغرباء عن أبي أُمَيَّة المبارك بن عبد اللَّه، وعن لُوَيْن عن مالك، عجائب من الأباطيل". وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: "ليس في المَلَطيين ثقة".

كما أنَّ في إسناده (أبو أُمَيَّة المُخْتَطّ) وهو (المبارك بن عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:

1 -

"الميزان"(4/ 493) وقال: "هو أوَّل من اختطَّ دارًا بطَرَسُوس لمَّا مُصِّرت. حدَّث عن مالك وغيره. ليس بثقة ولا مأمون".

2 -

"المغني"(2/ 771) وقال: "مُتَّهَمٌ".

ص: 214

3 -

"اللسان"(4/ 456 - 457) في ترجمة (القاسم بن إبراهيم المَلَطِي) وفيه عن ابن العَدِيم في "تاريخ حَلَب": "أحد المجهولين".

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "حديث باطل بهذا الإسناد، تفرَّد بروايته قاسم المَلَطِي، وكان يضع الحديث".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 208 - 209) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. ونقل قول الخطيب السابق، وقال: وقد روي حديث آخر في هذا المعنى أصلح إسنادًا.

أقول: يعني بذلك حديث حُبْشِي بن جُنَادَة الذي رواه الخطيب في "تاريخه"(5/ 37)، ورواه عنه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 209)، وهو حديث موضوع أيضًا، وآفته (أحمد بن محمد بن صالح التَّمَّار). وقد تقدَّم برقم (663).

وذكره ابن عِرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 392 - 393)، ونقل قول الخطيب السابق بعد أن عزاه له. ولم يذكر هو أو ابن الجَوْزي حال (أبي أُمَيَّة المُخْتَطّ).

* * *

1171 -

حدَّثنا الحسين بن عليّ بن بطحا، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي، حدَّثنا محمد بن الجَهْم السِّمَّرِيّ، حدَّثني يحيى بن زياد الفَرَّاء، حدَّثني مُنْدَل بن عليّ العَنَزِيّ، عن عبد اللَّه بن سعيد المَقْبَري

(1)

-قال الفَرَّاء: ويقال: المَقْبَري

(2)

-، عن أبيه، عن جدِّه،

(1)

هكذا وضع مصحح "التاريخ" فتحة فوق الباء، وأهملت في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس.

(2)

هكذا وضع مصحح "التاريخ" ضمة فوق الباء، وهو كذلك في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس.

ص: 215

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَعْرِبُوا القُرْآنَ، والْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ".

(8/ 78) في ترجمة (الحسن بن عليّ بن الحسين التَّمِيمي المُحْتَسِب أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِي)، وهو متروك، روى عن أبيه وجدِّه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1004).

كما أنَّ فيه (مُنْدَل بن عليّ العَنَزِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (567).

التخريج:

رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"

(1)

(456/ 10)، وعنه أبو يعلى في "مسنده"(11/ 436) رقم (6560)، عن ابن إدريس، عن المَقْبَرِيّ، عن جدِّه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 439)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 239) رقم (2094)، من طريق أبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن أبي معاوية، عن عبد اللَّه بن سعيد المَقْبُرِي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا، ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل أُجْمِعَ على ضَعْفِهِ".

(1)

وقع في النسخة المطبوعة من "المصنَّف"، تحريف في الإسناد.

ص: 216

ورواه أبو طاهر السِّلفَي في "معجم السَّفَر" ص 239 رقم (819)، من طريق محمد بن سعدان، عن أبي معاوية، به.

ورواه أحمد بن مَنِيع في "مسنده"، عن أبي معاوية أيضًا، عن عبد اللَّه بن سعيد المَقْبُرِي، عن أبيه أو جدِّه، عن أبي هريرة مرفوعًا به. كما في "المطالب العالية"(3/ 298) وحاشيته.

قال محقق "المطالب": "فإن كان محفوظًا فالمراد أنَّ أبا معاوية شكَّ في أنَّه رواه عن أبيه أو عن جدِّه".

ورواه البيهقي في "الشُّعَب"(5/ 238 - 239) رقم (2093)، من طريق ابن أبي زائدة -يحيى بن زكريا-، عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 163): "ورواه أبو يعلى، وفيه عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي، وهو متروك".

وعزاه الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 289) إلى ابن أبي شَيْبَة، وأبي يعلى، والبيهقي في "الشُّعب" وقال:"سنده ضعيف".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 119) إلى ابن الأنباري في "الوقف"، وإلى البيهقي في "شُعْب الإيمان".

غريب الحديث:

قوله: "أعربوا القرآن": "المراد بإعرابه معرفةُ معاني ألفاظه، وليس المرادُ به الإعرابَ المصطلح عليه عند النُّحَاة، وهو ما يقابل اللَّحن، لأنَّ القراءةَ مع فَقْدِهِ ليست قراءةً، ولا ثوابَ فيها". "الإتقان" للسُّيُوطيّ (2/ 3). وانظر في تفسيره أيضًا: "شُعَب الإيمان"(5/ 238) نقلًا عن الإمام أبي عبد اللَّه الحسين بن الحسن الحَلِيمي.

ص: 217

قوله: "والتمسوا غرائبه": "فسر غرائبه بالفرائض والحدود ليزول التكرار". قاله الطِّيْبِيّ كما في "مجمع بحار الأنوار" للفَتَّنِي (3/ 556) -ط دار الإيمان الثالثة في المدينة المنورة-.

أقول: ورد هذا التفسير في حديث رواه البيهقي في "الشُّعَب"(5/ 240) رقم (2095) بإسناد ضعيف جدًّا، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه؛ وغرائبُه: فرائضه وحدوده، فإنَّ القرآن نزل على خمسة أوجهٍ: حلالٍ، وحرامٍ، ومُحْكَمٍ، ومُتَشَابِهٍ، وأمثالٍ؛ فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتَّبِعُوا المُحْكَمَ، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال".

* * *

1172 -

حدَّثنا الحسين بن أبي عامر، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ -إملاءً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني، حدَّثنا سعد بن سعيد، عن نَهْشَل القُرَشي، عن الضَّحَّاك،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَشْرَافُ أُمَّتي حَمَلَةُ القُرْآنِ، وأصحابُ اللَّيْلِ".

(8/ 80) في ترجمة (الحسين بن أبي عامر عليّ بن محمد الغَزَّال أبو يعلى).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (510).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (510).

* * *

1173 -

حدَّثنا الحسين بن عمر العلَّاف، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا محمد بن غالب بن حَرْب، حدَّثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدَّثنا

ص: 218

يوسف بن خالد، حدَّثنا الأَعْمَش،

عن أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَحْتَجِمُ في رَمَضَانَ.

(8/ 83) في ترجمة (الحسين بن عمر بن محمد العلَّاف أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ من أوجهٍ عِدَّةٍ: احتجامه صلى الله عليه وسلم وهو صائم.

ففيه (يوسف بن خالد بن عُمَيْر السَّمْتِي البَصْري أبو خالد) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ" لابن مَعِين (3/ 684) وقال: "زنديق كذَّاب، لا يُكْتَبُ عنه شيء".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 246 رقم (648) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(9/ 221 - 222) وفيه عن أبي زُرْعَة الرَّازي: "ذاهب الحديث ضعيف الحديث، اضرب على حديثه".

4 -

والمجروحين" (3/ 131) وقال: "كان يضع الحديث على الشيوخ، ويقرأ عليهم ثم يرويها عنهم، لا تحلُّ الرواية عنه بحيلة، ولا الاحتجاج به بحال". وفيه عن أبي جعفر بن نُفَيْل: بلغني أنَّه كان يضع الحديث وضعًا.

5 -

"الكامل"(7/ 2616 - 2619) وقال: "رواياته فيها نظر، وكان من أصحاب أبي حَنِيفة، وقد أَجْمَعَ على كَذِبِهِ أهلُ بَلَدِهِ".

6 -

"التقريب"(2/ 380) وقال: "تركوه، وكذَّبه ابن مَعِين، وكان من فقهاء الحَنَفِيَّة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين -يعني ومائة-"/ ق.

و(الأَعْمَشُ) هو (سليمان بن مِهْران الأَسَدي): إمام ثقة حافظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

ص: 219

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 392) رقم (2842)، من طريق سليمان بن داود الشَّاذَكُوني، حدَّثنا يوسف بن خُلَيْد

(1)

السَّمْتِي، به، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن الأَعْمَش إلَّا يوسف".

ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 477) رقم (1011) -من كشف الأستار-، من طريق الربيع بن بَدْر، عن الأَعْمَش، عن أنس قال:"مرَّ بنا أبو طَيْبَة -أحسبه قال-: بعد العصر في رمضان فقال: حَجَمْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم".

قال البَزَّار: تفرَّد به الربيع، وهو ليِّنُ الحديث".

ومن طريق الرَّبيع بن بدر هذا، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 121) رقم (1531) -، بلفظ:"بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى حجَّام يُكْنَى أبا طَيْبَة، فَحَجَمَهُ بعد العصر في رمضان".

قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 170) بعد أن عزاء له وللبزَّار وساق لفظيهما: "وفي إسنادهما الرَّبيع بن بَدْر، وهو متروك".

وبنحوه رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 383) رقم (954)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 226) رقم (4225) من طريق شَرِيك، عن لَيْث، عن عبد الوارث، عن أنس، به.

أقول: إسناده ضعيف. ففيه (عبد الوارث مولى أنس): ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"شيخ"، وقال ابن مَعِين:"مجهول". انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 74)، و"الميزان"(2/ 678)، و"اللسان"(4/ 85 - 86).

(1)

هكذا في "المعجم". وفي مصادر ترجمته "خالد".

ص: 220

كما أنَّ فيه (لَيْث بن أبي سُلَيْم) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).

وفيه أيضًا (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعي) وهو صدوق يخطئ كثيرًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (678).

وقد صَحَّ من أوجهٍ عدَّةٍ احتجامه صلى الله عليه وسلم وهو صائم. انظر في ذلك: "التخليص الحَبِير"(2/ 191 - 192)، و"جامع الأصول"(6/ 692 - 294)، و"مجمع الزوائد"(3/ 170 - 171).

ومن ذلك ما رواه البخاري في الصوم، باب الحجامة والقيء للصائم (4/ 174) رقم (1934)، وغيره، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال:"احْتَجَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو صَائِمٌ".

* * *

1174 -

أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن حَسْنُوْيَه الكاتب -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن مَعْبَد السِّمْسَار قال: حدَّثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق

(1)

، حدَّثنا الحسين بن محمد بن عبَّاد البغدادي، حدَّثنا محمد بن يزيد بن سِنَان، حدَّثنا الكوثر بن حكيم، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أمينَ هذه الأُمَّةِ أبو عبيدةَ بنُ الجَرَّاح، وإنَّ حَبْرَ هذه الأُمَّةِ عبدُ اللَّه بنُ عبَّاس".

(8/ 90 - 91) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد الرُّهَاوي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والشطر الأول منه صحيح من غير هذا الطريق.

ففيه (كوثر بن حكيم الحَلَبي أبو مَخْلِد) وقد ترجم له في:

(1)

هو الإمام البَزَّار صاحب "المسند".

ص: 221

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 195 رقم (714) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 245) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"أحوال الرجال" ص 200 رقم (369) وقال: "لا يحلُّ كتابة جديثه عندي، لأنَّه مُطَّرِحٌ".

4 -

"الضعفاء" للنسائي ص 205 رقم (528) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الجرح والتعديل"(7/ 176) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث لا أعلم له حديثًا مستقيمًا. وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(2/ 228 - 229) وقال: "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات".

7 -

"الكامل"(6/ 2096 - 2098) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ". وفيه عن أحمد: "أحاديثه بواطيل ليس بشيء".

8 -

"اللسان"(2/ 309 - 310) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد) وقال: "مُتَّهَمٌ بالكذب".

وقد ترجم له في (4/ 490 - 491) وذكر فيه عن الأئمة غير ما تقدَّم.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد الرُّهَاوي البغدادي)، لم يذكر الخطيب في ترجمته له جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (1/ 546) وقال:"لا يُعْرَفُ".

التخريج:

لم يروه بتمام هذا السياق غير الخطيب رحمه الله فيما وقفت عليه.

ص: 222

وعزاه في "كنز العمَّال"(11/ 643) رقم (33128) إليه وحده.

وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 546) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد البغدادي) من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا باطل".

وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 309 - 310) بأنه لا ذنب للحسين فيه، والحَمْلُ فيه علي كوثر بن حكيم فإنَّه مُتَّهَمٌ بالكذب.

وقد تقدَّم في حديث (1066) تخريج الشطر الأول منه، وهو قوله:"إنَّ أمين هذه الأُمَّةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح"، من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما.

وهذا الشطر من الحديث: صحيح، خرَّجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث أنس بن مالك، وحُذَيفة بن اليَمَان رضي الله عنهما، كما بينته في حديث (1066) فانظره إن شئت.

* * *

1175 -

أنبأنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيمي، حدَّثنا أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي جعفر، أنبأنا وكيع بن الجرَّاح، عن عُيَيْنَة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن، عن أبيه،

عن بُرَيْدَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم هَدْيًا قَاصِدًا، فإنَّه مِنْ يُشَادَّ هذا الدِّينَ يُغْلِبْهُ".

(8/ 91) في ترجمة (الحسين بن محمد بن أبي مَعْشَر نَجِيح أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طرق أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن محمد بن أبي مَعْشَر نَجِيح) وقد ترجم له في:

ص: 223

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 189).

2 -

"تاريخ بغداد"(8/ 19 - 92) وفيه عن عبد الباقي بن قَانِع: "ضعيف". وقال ابن المُنَادي: "حدَّث عن وكيع ولم يكن بالثقة، فتركة النَّاس".

3 -

"الميزان"(1/ 547) وقال: "فيه لين".

لكن قد تابعه غير واحد من الثقات. فقد تابعه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 350)، ويعقوب الدَّوْرَقي، ومؤمَّل بن هشام، عند ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 199)، وغيرهم.

وباقي رجال إسناد الخطيب حديثهم حسن.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 361)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 46) رقم (95)، من طريق عُيَيْنَة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن، عن أبيه، عن بُرَيْدة الأَسْلَمي رضي الله عنه مرفوعًا به.

ومن الطريق السابق مطوَّلًا، رواه أحمد في "المسند"(5/ 350)، وعنه الحاكم في "المستدرك"(1/ 312)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 199) رقم (1179)، والطَّحَاوي في "مُشْكلِ الآثار"(2/ 86)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 18)، وابن المبارك في "الزُّهْد" ص 392 - 393 رقم (1113).

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 62) بعد أن عزاه لأحمد: "ورجاله موثَّقون".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 94) -في كتاب الإيمان، باب الدِّين يُسْر- بعد أن عزاه للإمام أحمد: إسناده حسن.

* * *

ص: 224

1176 -

حدَّثنا طلحة بن عليّ بن الصَّقْر الكَتَّاني، حدَّثنا عبد الخالق بن الحسن المعدِّل -إملاءً-، أخبرني عمِّي الحسين بن محمد بن نصر، حدَّثنا يوسف بن موسى، حدَّثنا أبو معاوية، وأبو أسامة، قالا: حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الزُّبَيْرُ ابن عمَّتي، وحَوَاريي مِنْ أُمَّتي".

(8/ 95) في ترجمة (الحسين بن محمد بن نصر، يُعْرَفُ بابن أبي رُوبا).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا صاحب الترجمة (الحسين بن محمد بن نصر)، فإنَّ الحافظ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو معاوية) هو (الضَّرير، محمد بن خازم): ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (474).

و (أبو أسامة) هو (حمَّاد بن أُسامة القُرَشي الكوفي): ثقة حُجَّة أخباري. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (288).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

تقدم تخريجه في حديث (701).

* * *

1177 -

أنبانا محمد بن عليّ بن الفتح، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا الحسين بن محمد بن الحسين بن زَنْجي الدَّبَّاغ -من أصله-، حدَّثنا الحسين بن أبي زيد الدَّبَّاغ، حدَّثنا عَبِيدة بن حُمَيْد، حدَّثنا الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن أبي وائل،

ص: 225

عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التَّسْبِيحُ للرِّجالِ، والتَّصَفِيقُ للنِّسَاءِ".

(8/ 97) في ترجمة (الحسين بن حُمَيْد بن الحسين الدَّبَّاغ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.

وشيخ الخطيب (حُمَيْد بن عليّ بن الفتح) هو (الحَرْبي، أبو طالب، المعروف بابن العُشَاري)، ترجم له في "تاريخه" (3/ 107) وقال:"كان ثقة دَيِّنًا صالحًا". وكانت وفاته عام (451 هـ).

وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(8/ 48 - 50) وقال: "الشيخ الجليل، الأمين. . . كان أبو طالبٍ فقيهًا، عالمًا، زاهدًا، خيِّرًا، مكثرًا".

وصاحب الترجمة (الحسين بن حُمَيْد بن الحسين بن زَنْجِي الدَّبَّاغ): لا بأس به، كما قال أبو القاسم الآبَنْدُوني، ونقله عنه الحافظ الخطيب في ترجمته له.

و(عَبِيدة بن حُمَيْد) هو (الكوفي، أبو عبد الرحمن، المعروف بالحذَّاء): إمام حافظ صدوق نَحْويٌّ، خرج له البخاري، وتوفي عام (190 هـ) وقد جاوز الثمانين. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(8/ 446 - 448)، و"التهذيب"(7/ 81 - 82)، و"التقريب"(1/ 547).

و(إبراهيم) هو (أبن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ فقيه ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِي): إمام ثقة مُخَضْرَم أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم وما رآه، خرَّج له الستة، وتوفي في زمن (الحجَّاج) بعد وقعة الجماجم -وكانت سنة (83 هـ) -، وله مائة سنة. انظر ترجمته في: "تهذيب

ص: 226

الكمال" (12/ 548 - 554)، و"السِّيَر" (4/ 161 - 166)، و"التهذيب" (4/ 361 - 363)، و"التقريب" (1/ 354).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب من حديث ابن مسعود فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 401) إليه وحده.

قال الخطيب عقب روايته له: "قال عليّ بن عمر -[يعني الدَّارَقُطْنِيّ]-: كذا كتبناه من أصله -[يعني الحسين بن محمد الدَّبَّاغ]-، وما سمعناه بهذا الإسناد إلَّا منه".

والحديث رواه البخاري في العمل في الصلاة، باب التصفيق للنساء (3/ 77) رقم (1203)، ومسلم في الصلاة، باب تسبيح الرجال وتصفيق النساء (1/ 318) رقم (422)، وغيرهما، من حديث أبي هريرة مرفوعًا به.

ورواه البخاري في ذات الموضع السابق برقم (1204)، ومسلم كذلك برقم (421) من حديث سهل بن سعد مرفوعًا به أيضًا.

قال التِّرْمِذِيُّ في "سننه"(2/ 209) في الصلاة، باب ما جاء أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء، عقب روايته لحديث أبي هريرة:"وفي الباب عن عليّ، وسهل بن سعد، وجابر، وأبي سعيد، وابن عمر".

وانظر تخريج حديثهم في "تحفة الأحوذي"(3/ 366) إن شئت.

* * *

1178 -

حدَّثنا ابن بُكَيْر، حدَّثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسن البزَّاز -وذكر أنَّ أباه ابن بنت إبراهيم بن عبد اللَّه المُخَرِّمي، أملى من حفظه في

ص: 227

سوق الثلاثاء، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة-، قال: حدَّثني جدُّ أبي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن أيوب المُخَرِّمي الفقيه، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمر القَوَاريري، وإسحاق بن إبراهيم المَرْوَزي، قالا: حدَّثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي، عن مالك بن دينار،

عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يُوحي إلى الحَظَةَ أنْ لا يَكْتُبُوا على صُوَّامِ عَبِيدي بعد العَصْرِ سَيِّئَةً".

(8/ 99) في ترجمة (الحسين بن محمد بن الحسن البزَّاز أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (879).

وشيخ الخطيب (ابن بُكَيْر) هو (محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار المقرئ أبو بكر): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (665).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (879).

* * *

1179 -

أخبرنا التَّنُوخي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن الحسين بن صالح السَّبِيعي الحَلَبِي، حدَّثنا أبو عليّ الحسين بن عليّ التَّنُوخي المعروف بابن النقوزي -قاضي جَبَلَة بها-، حدَّثنا أحمد بن خُلَيْد بن يزيد بن عبد اللَّه الكِنْدِي -بحَلَب-.

وأخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أنبأنا عليّ بن أحمد بن عليّ الورَّاق المِصِّيْصِي، حدَّثنا أحمد بن خُلَيْد الكِنْدِي قال: حدَّثنا يوسف بن يونس الأَفْطَس

ص: 228

-زاد السَّبِيعي: أبو يعقوب. ثم اتفقا- قال: حدَّثنا سليمان بن بلال، عن محمد بن عبد اللَّه بن دينار،

عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يومُ القيامة دَعَا اللَّهُ عَبْدًا من عَبِيدِهِ -وقال المِصِّيْصِي: بِعَبْدٍ من عَبِيدِهِ- فَيُوقَفُ بين يَدَيْهِ فَيَسأَلُهُ عن جَاهِهِ، كما يَسْأَلُهُ عن مَالِهِ".

(8/ 99) في ترجمة (الحسين بن محمد بن الحسين السَّبِيعي الحَلَبِي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (يوسف بن يونس الأَفْطَس أبو يعقوب) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(3/ 137) وقال: "شيخ يروي عن سليمان بن بلال ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

2 -

"الكامل"(7/ 2628) وقال: "كُلُّ ما روى عمَّن روى من الثقات منكر".

3 -

"تاريخ بغداد"(14/ 298) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيِّ: "ثقة".

4 -

"الميزان"(4/ 476) وقال بعد أن نقل توثيق الدَّارَقُطْنِيّ له، وذكر له الحديث المتقدِّم، وآخر منكر مثله، قال: بل من يروي مثل هذين الخبرين ليس بثقة ولا مأمون".

5 -

"اللسان"(6/ 330 - 331) وأقرَّ ما في "الميزان".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 15)، و"المعجم الأوسط"

ص: 229

(1/ 278 - 279) رقم (451)، وتمَّام الرَّازي في:"فوائده"(1/ 57) رقم (104)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 137) -في ترجمة (يوسف بن يونس الأَفْطَس) -، من طريق أحمد بن خُلَيْد

(1)

الكِنْدِي، عن يوسف الأَفْطَس، به.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2628) في ترجمة (يوسف) أيضًا، من طرق، عنه، به.

وقال الطبراني: "لم يروه عن عبد اللَّه بن دينار إلَّا سليمان بن بلال، تفرَّد به يوسف بن يونس".

وقال ابن حِبَّان: "وهذا لا أصل له من كلام النبيِّ عليه الصلاة والسلام".

وقال ابن عدي: "وهذا عن سليمان بهذا الإسناد منكر، لا يرويه عنه غير الأَفْطَس هذا".

وقال الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث غريب جدًّا، لا أعلمه يُروى إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به أحمد بن خُلَيْد".

أقول: لم يتفرَّد به أحمد بن خُلَيْد، بل تابعه: عِمْرَان بن بكَّار عند ابن عدي في "الكامل"(7/ 2628).

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 346): بعد أن عزاه للطبراني في "المعجم الصغير" -وفاته أن يغزوه "للأوسط"-: "وفيه يوسف بن يونس أخو أبي مسلم الأَفْطَس، وهو ضعيف جدًّا".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 436 - 437) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق، وقال: "ولا يَثْبُتُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه. وزعم الخطيب أنَّ رجال إسناده ثقات، وهو عنده كالوَهَم

(1)

في "المعجم الصغير"، و"الكامل":"خالد".

ص: 230

الغلط. قال: وحدَّثني عبد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفي أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ ذكر هذا الحديث فقال: يوسف ثقة وهو أخو أبي مسلم المُسْتَمْلِي

(1)

. وأحمد بن خُلَيْد: ثقة. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وحدَّثني الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الحَلَبِي، أنَّ هذا الحديث كان يحدِّث أحمد بن خُلَيْد، عن يوسف بن يونس، عن سليمان بن بلال، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، وقد دسّ متنه إسناد الحديث الذي بعده، وبعده هذا الكلام، فكتبه بعض الورَّاقين عنه وألزق إسناد حديث سليمان بن بلال إلى هذا المَتْن".

ثم نقل ابن الجَوْزي كلام بعض أئمة الجرح والتعديل في (يوسف الأَفْطَس).

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 168) عن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

وتعقبَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 83)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 135) ولَخَّصَ تعقيبه بقوله:"إنَّ ابن الجَوْزي نفسه نقل عن الدَّارَقُطْنِيّ أنه وثَّق يوسف. وللحديث شاهد من قول عليّ -وذكره، ثم قال-: أخرجه الخطيب وقال: فيه أبو الحسين بن النَّحْوي في رواياته نُكْرَة".

* * *

1180 -

أخبرني أبو عبد اللَّه العَاقُولي، حدَّثنا محمد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حَرْب الطائي -بعُكْبَرَا في سنة تسع وثلاثين وثلثمائة-، حدَّثنا جدِّي عمر بن عليّ بن حَرْب، حدَّثنا أبو نُعَيْم، عن سفيان، عن الأَجْلَح، عن يزيد بن الأَصَمّ،

عن ابن عبَّاس قال: قال رجلٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، فقال:"أجعلتني للَّه نِدًّا؟ قل ما شاء اللَّهُ وَحْدَهُ".

(1)

قول الخطيب هذا، ذكره في ترجمة (يوسف بن يونس الأفطس) من "تاريخ بغداد"(14/ 298).

ص: 231

(8/ 104 - 105) في ترجمة (الحسين بن حُمَيْد بن يحيى الصَّايغ العُكْبَرِي أبو عبد اللَّه، يُعْرَفُ بابن العَاقُولي).

مرتبة الحديث:

في إسناده (عمر بن عليّ بن حَرْب الطَّائي المَوْصِلي) لم أقف له على ترجمة. وقد تابعه الإمام أحمد في "مسنده"(1/ 283)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 117 - 118)، وغيرهما.

وشيخ الخطيب صاحب الترجمة (الحسين بن محمد بن يحيى الصَّايغ العُكْبَرِي أبو عبد اللَّه العَاقُولي) قال الخطيب فيه: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".

و(محمد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حَرْب الطَّائي المَوْصِلي أبو جعفر) ترجم له في "تاريخ بغداد"(3/ 432 - 433)، وفيه عن أبي حازم عمر بن أحمد العَبْدَوي الحافظ:"لا أعلمه إلَّا ثقة، ولا أعرف أحدًا تكلَّم فيه". وقال الخطيب: سألت أبا بكر البَرْقَاني غنه، فحسَّن أمره. ونقل عن أبي الحسن محمد بن العبَّاس بن الفُرات قوله فيه:"ولم يكن بالمحمود في الرواية".

و(الأَجْلَح) هو (ابن عبد اللَّه بن حُجَيَّة الكِنْدِيّ)، قال فيه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرّد" ص 58 رقم (13):"شيعي مشهور صدوق، روى عن الشَّعْبِيّ. وثَّقه ابن مَعِين وغيره، وقال النَّسَائي: ضعيف". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 49): "صدوق شيعي، من السابعة"/ بخ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (2/ 275 - 280)، و"التهذيب" لابن حَجَر (1/ 189 - 190).

و(سفيان) هو (الثَّوْري) -كما صرَّح به في العمل اليوم والليلة" لابن السُّنِّيّ ص 314، وغيره-: إمام حجَّة ثقة حافظ فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

ص: 232

و (أبو نُعَيْم) هو (الفَضْلُ بن دُكَيْن): ثقة ثَبْتٌ من كبار شيوخ الإمام البخاري. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (437).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

والحديث رواه أحمد وغيره من طريق حسن.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 214 و 224 و 283)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 265 رقم (783)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 117 - 118) و (10/ 346 - 347)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 545 رقم (988)، وأبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 314 رقم (667)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 244) رقم (13005 و 13006)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 90)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 217)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 99)، وابن أبي الدُّنْيا في "الصَّمْت" ص 187 رقم (342)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 13) -مخطوط-، من طرق، عن الأَجْلَح، عن يزيد

(1)

بن الأَصَمّ، عنه، به.

وعند بعضهم: "عِدْلًا" بدل: "نِدًّا".

ورواه ابن ماجه في الكفَّارات، باب النهي أن يقال: ما شاء اللَّه وشئت (1/ 674) رقم (2117)، عن هشام بن عمَّار، عن عيسى بن يونس، عن الأَجْلَح، عن يزيد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"إذا حَلَفَ أحدُكم فلا يقل: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، ولكن لِيَقُلْ: ما شاءَ اللَّهُ ثم شئتَ".

أقول: هناك اختلاف بَيِّنٌ بين رواية الخطيب ورواية ابن ماجه، ولذا اعتبرته من الزوائد، وإن لم يذكره الهيثمي في "المجمع".

(1)

صُحِّفَ في "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة إلى: "زيد".

ص: 233

ثم وجدت الشيخ أحمد. شاكر رحمه الله يقول في تعليقه على "المسند"(4/ 193) رقم (2561): "وما وجدت هذا الحديث في غير المسند، بعد طول البحث والتتبع، حتى لم أجده في مجمع الزوائد". ثم ذكر رواية ابن ماجه المتقدِّمة وقال: "فلعل صاحب الزوائد ظنه هذا الحديث الذي هنا أو في معناه. ولكني أرى غير ذلك، وأن حديث ابن ماجه، غير حديث المسند، وإن تقاربا في المعني".

وقد صحَّح الشيخ شاكر إسناد الإمام أحمد!.

* * *

1181 -

أنبأنا التَّمِيمي، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق -إملاءً-، حدَّثنا أبو قِلابَة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا موسى بن عُبَيْدة، عن محمد بن ثابت،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا على الأنبياءِ كما تُصَلُّونَ عليَّ، فإنَّهم بُعِثُوا كما بُعِثْتُ".

(8/ 105) في ترجمة (الحسين بن محمد بن أحمد التَّمِيمي المؤدِّب أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (موسى بن عُبَيْدة بن نَشِيط الرَّبَذي)، وهو ضعيف غفل عن الإتقان في الحفظ مع فضل وزهد وصلاح. وتقدَّمت ترجمته في حديث (634).

وفيه (عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي أبو قِلابَة البَصْري)، وهو صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كما يحدِّث من حفظه فكثرت الأوهام في روايته كما قال الدَّارَقُطْنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (381).

كما أنَّ في إسناده شيخ الخطيب صاحب الترجمة (الحسين بن أحمد التَّمِيمي

ص: 234

المؤدِّب أبو عبد اللَّه) قال الخطيب فيه: "كتبت عنه ولم أر له أصلًا، وإنما كان يروي من فروع كتبها بخطِّه، وليس بمحلّ الحُجَّة".

و(أبو عاصم) هو (النَّبِيل، الضَّحَّاك بن مَخْلَد الشَّيْبَاني البَصْرِي): ثقة ثَبْت فقيه. وستأتي ترجمته في حديث (1685).

التخريج:

رواه عبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(2/ 216) رقم (3118) عن الثَّوْري، عن موسى بن عُبَيْدة، به، بلفظ:"إذا قال الرجل لأخيه: جزاك اللَّهُ خيرًا فقد ابلغَ الثناءَ". قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلُّوا على أنبياء اللَّه ورُسُلِهِ فإنَّ اللَّه بعثهم".

ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في افضل الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ص 46 رقم (40)، عن محمد بن بكر المُقَدَّمي، حدَّثنا عمر بن هارون، عن موسى بن عُبَيْدة، به.

أقول: (عمر بن هارون بن يزيد البَلْخِي): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1083).

ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(1/ 379) رقم (130)، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد التَّيْمِي الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 695) رقم (1675)، من طريق وكيع، عن موسى بن عُبَيْدة، به، بلفظ:"صلُّوا على أنبياء اللَّه ورسله، فإنَّ اللَّه بعثهم كما بعثني".

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 385) رقم (3710) عن أبي هريرة.

كما ذكره في "المطالب العالية"(3/ 225) وعزاه لابن أبي عمر العَدَني، وأحمد بن مَنيع، في "مسنديهما".

ص: 235

قال الحافظ السَّخَاوي في "القول البديع" ص 53: "أخرجه العَدَني وأحمد بن مَنِيع والطبراني وإسماعيل القاضي، وَرُوِّيْنَاهُ في "فوائد" العَيْسَوي، و"الترغيب" للتَّيْمِي، وفي سنده موسى بن عُبَيْدة، وهو وإن كان ضعيفًا فحديثُهُ يُسْتَأْنَسُ به. قلت -القائل السَّخَاويُّ-: والراوي عنه عمر بن هارون أيضًا ضعيف. لكن قد رواه عبد الرزاق من طريق الثَّوْري عن موسى. . . ومن حديث الثُّوْري رويناه في حديث عليّ بن حَرْب عن أبي داود عنه. ورواه أبو القاسم التَّيْمِي في "ترغيبه" من طريق وكيع وأبو اليمن ابن عساكر، عن طريق المُعَافي بن عِمْرَان، كلاهما عن موسى أيضًا، وَرُوِّيْنَاهُ في رابع "المُخَلِّصِيَّات"

(1)

".

وقال ابن القَيِّم في "جلاء الأفهام" ص 317: "ورواه الطبراني عن الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الثَّوْري، عن موسى".

وقد سبق تخريجه برقم (1092) من حديث أنس مرفوعًا. وإسناده ضعيف أيضًا.

* * *

1182 -

حدَّثنا أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن عليّ -من لفظه-، قال: حدَّثني أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ الحافظ -بانتقاء ابن المُظَفَّر-، حدَّثني أبو طلحة الوَسَاوِسِيّ، حدَّثنا نصر بن عليّ الجَهْضَمِيّ، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن العَوَّام بن حَوْشَب، عن سليمان بن أبي سليمان

(2)

،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ العَالِمِ على غَيْرِه، كَفَضْلِ النَّبيِّ على أُمَّتِهِ".

(1)

هي سبعة أجزاء حديثية، لأبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المُخَلِّص الذَّهَبِيُّ البغدادي، مسند بغداد. انظر:"الرسالة المستطرفة" ص 90. وقد تقدَّمت ترجمة الإمام أبي طاهر في حديث (299).

(2)

تَصَحَّفَ في "تاريخ بغداد"، و"العلل المتناهية" (1/ 69) إلى:(سليمان بن أبي سلمة). والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 13، ومن مصادر ترجمته.

ـ

ص: 236

(8/ 107) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ أبو عبد اللَّه، المعروف بابن البَزْري).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه شيخ الخطيب صاحب الترجمة (الحسين بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ، المعروف بابن البَزْري)، وقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته له عن أبي الفتح المِصْرِي قوله فيه:"لم أكتب ببغداد عمَّن أُطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، منهم: الحسين بن محمد البَزْري". وفيه عن محمد بن عليّ الصُّوري: "أن ابن البَزْري قدم عليهم مِصْر، فخلط تخليطًا قبيحًا، وادَّعى أشياء بَانَ فيها كذبه. . . وقد اشتهر بمِصْر بالتهتك في الدِّين والدخول في الفساد". وذكر الخطيب عن أبي الحسن بن الحَمَّامي ما يفيد تكذيبه له.

وترجم له في "الميزان"(1/ 547) وقال: "كذَّاب".

كما ترجم له في "اللسان"(2/ 311)، وفيه عن أبي شُجَاع الذُّهْلِي:"كان غير ثقة".

كما أنَّ في إسناده (سليمان بن أبي سليمان) وهو (الهاشمي مولى ابن عباس) وقد ترجم له في:

1 -

"المغني"(1/ 280) وقال: "لا يُعْرَفُ، تفرَّد عنه العَوَّام بن حَوْشَب".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 315) وقال: "يروي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخُدْري، روى عنه قَتَادَة والعَوَّام بن حَوْشَب".

3 -

"تهذيب التهذيب"(4/ 196 - 197) وقال: "روى عن أنس، وعن أبيه عن أبي هريرة، وقيل: إنه سمع من أبي هريرة. وعنه العَوَّام بن حَوْشَب،

ص: 237

وفي روايته عنه اختلاف". وفيه عن ابن مَعِين: "لا أعرفه". ورجَّح ابن حَجَر بعد أن ذكر ما تقدَّم عن ابن حِبَّان، أنَّ سليمان بن أبي سليمان، اثنان، وأنَّ الراوي عن أبي هريرة غير سليمان الذي روى عن أبي سعيد، وأنَّ الآخر هذا: لَيْثِيٌّ بَصْرِيٌّ.

4 -

"التقريب"(1/ 325) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ ت.

و(أبو طلحة الوَسَاوِسِيّ) لم أتبينه.

و(أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ المَوْصِلِيّ الحافظ) مع حفظه ومعرفته، كان ضعيفًا، وفي حديثه غرائب ومناكير. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (282).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 69) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ. قال يحيى بن مَعِين: سليمان بن أبي سليمان

(1)

ليس بشيء. وقال النَّسَائي: متروك الحديث. وأمَّا البَزْري فكذَّاب. . ".

أقول: ما نقله ابن الجَوْزي عن ابن مَعِين والنَّسَائي في (سليمان بن أبي سليمان)، إنما قالاه في (سليمان بن أبي سليمان القَافْلَائِي) -كما في ترجمته في "الضعفاء والمتروكين" للنَّسَائي ص 121 رقم (265)، و"الضعفاء والمتروكين" لابن الجَوْزي (2/ 21)، و"الكامل"(3/ 1110 - 1111)، و"لسان الميزان"(3/ 94) -، وليس في (سليمان بن أبي سليمان الهاشمي مولاهم)، الذي في إسناد الخطيب. ولم يتنبه محقق "العل" لذلك.

والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 587) إلى الخطيب وحده.

* * *

(1)

انظر التعليق السابق.

ص: 238

1183 -

أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن القاضي الشَّافعي، حدَّثنا أحمد بن سلمان، حدَّثنا حسين بن معاذ بن أخي عبد اللَّه بن عبد الوهاب الحَجَبِيّ، حدَّثنا شاذ بن فيَّاض، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتَّى تجوز فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم".

(8/ 141) في ترجمة (الحسين بن معاذ بن حَرْب الأَخْفَش الحَجَبِيّ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن معاذ الأَخْفَش الحَجَبِيّ أبو عبد اللَّه)، لم يذكر الحافظ الخطيب في ترجمته جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (1/ 548) وقال: "ذكره الخطيب وما ذكره بجرح ولا تعديل، بل ساق له هذا الخبر المنكر من رواية النَّجَّاد

(1)

، والخُرَساني

(2)

، عنه". ثم ذكر الحديث من طريقين: هذا، والذي سيأتي في الحديث التالي، وقال:"فالحسين قد اضطرب في إسناده، فإنَّ اللذين روياه عنه ثقتان، ومع اضطرابه فأتى بهذا الباطل".

وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 313 - 314).

(1)

هو أحمد بن سلمان، الذي في إسناد الحديث.

(2)

هو عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي المعدَّل، وفيه لين. وستأتي ترجمته في حديث (1509).

ص: 239

وذكر ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 418): (الحسين بن معاذ) هذا، وقال:"قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الواهيات": ليس بثقة".

كما أنَّ في إسناده (شاذ بن فيَّاض اليَشْكُرِي البَصْرِي أبو عُبَيْدة. واسمه: هلال، وشاذ لقبه) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 211) ولم يتكلَّم عليه بشيء.

2 -

"الجرح والتعديل"(9/ 78) وفيه عن أبي حاتم "صدوق ثقة".

3 -

"المجروحين"(1/ 363 - 364) وقال: "كان ممن يرفع الموقوفات، ويقلب الأسانيد، لا يُشْتَغَلُ بروايته، كان محمد بن إسماعيل البخاري رحمة اللَّه عليه، شديد الحمل عليه".

4 -

"الكاشف"(2/ 3) وقال: "ثقة".

5 -

"التهذيب"(4/ 299) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "صاحب رقائق لا بأس به". وقال السَّاجي: "صدوق عنده مناكير".

6 -

"التقريب"(1/ 345) وقال: "صدوق له أوهام وأفراد، من العاشرة"/ د س.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 263) عن الخطيب من طريقه هذا، ثم رواه من طريقه الآتي في الحديث التالي. كما أنه رواه من حديث عليّ، وأبي أيوب، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ من جميع طرقه". ثم أبان عمّا فيها من العلل. وقال عن طريق الخطيب المتقدِّم: أنَّ فيه "شاذ بن فيَّاض. قال ابن حِبَّان: كان يقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات

(1)

"

(1)

صُحِّفَ في "العلل" إلى: "الموضوعات". والتصويب من "المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 364).

ص: 240

أقول: إعلال الحديث بـ (شاذ بن فيَّاض) موضع نظر، إنما علّته (الحسين بن معاذ الأَخْفَش) كما سبق بيانه.

ورواه أبو الحسين بن بِشْران في الأوَّل من "فوائده"، عن أحمد بن سلمان النَّجَّاد، عن الحسين بن معاذ، به. كما في "اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطِيّ (1/ 403).

* * *

1184 -

أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه الأَخْفَش المُسْتَمْلِي، حدَّثنا الرَّبيع بن يحيى الأُشْنَاني قال: حدَّثني جار لحمَّاد بن سَلَمَة قال: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يُنَادي منادٍ يومَ القيامةِ غُضُّوا أَبْصَارَكُم حتَّى تمرَّ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم".

(8/ 141 - 142) في ترجمة (الحسين بن معاذ بن حَرْب الأَخْفَش الحَجَبِيّ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (الحسين بن معاذ الأخفش الحَجَبِيّ) وهو ليس بثقة. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1183).

كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي المعدَّل، المعروف بابن الخُرَاساني)، قال الدَّارَقُطْنِيُّ:"فيه لين". وستأتي ترجمته في حديث (1509).

وفيه كذلك جَهَالَةُ جار حمَّاد بن سَلَمَة.

ص: 241

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 263) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم، وقال: إنَّ في إسناده جار حمَّاد وهو مجهول. وقال: "هذا حديث لا يصحُّ من جميع طرقه".

وقد تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (1183).

* * *

1185 -

أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عليّ الجحواني، أنبأنا أبو بكر عبد اللَّه بن يحيى الطَّلْحي، حدَّثنا أحمد بن حمَّاد بن سفيان البزَّاز، حدَّثنا الحسين بن نصر البغدادي قال: سمعت يزيد بن هارون قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي داود الأعمى،

عن بُرَيْدَة الخُزَاعِيّ قال: قلنا يا رسول اللَّه: قد عَلِمْنَا كيف السَّلام عليك، فكيف الصَّلاة عليك؟ قال:"قولوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، كما جَعَلْتَهَا على آلِ إبراهيمَ، إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ".

(8/ 142 - 143) في ترجمة (الحسين بن نصر البغدادي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (أبو داود الأعمى، نُفَيْع بن الحارث السَّبِيعيُّ الكُوفيُّ القَاصّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 703) وقال: "لم يكن أبو داود ثقة".

2 -

"التاريخ الكبير"(8/ 114) وقال: "قاصّ يتكلَّمون فيه".

3 -

"أحوال الرجال" ص 65 رقم (69) وقال: "كذَّابٌ، تناول قومًا من الصحابة فَرُشِقَ".

ص: 242

4 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 29) رقم (2648) وقال: "يضعَّف. . . تكلَّم فيه قَتَادة وغير واحد من أهل العلم".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 235 رقم (620) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الجرح والتعديل"(8/ 489 - 490) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء. وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث". وقال الفَلَّاس:"متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "لم يكن بشيء".

7 -

"المجروحين"(3/ 55 - 56) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهمًا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على جهة الاعتبار".

8 -

"المَدْخَل إلى الصحيح"(1/ 218) وقال: "روى عن بُرَيْدَة الأَسْلَمي وأنس بن مالك أحاديث موضوعة".

9 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 152 رقم (252) وقال: "روى عن أنس والبراء وزيد بن أرقم وبُرَيدة أحاديث منكرة. . . لا شيء".

10 -

"الكامل"(7/ 2523 - 2524) وقال: "هو في جملة الغَالِين بالكوفة".

11 -

"التهذيب"(10/ 470 - 472) وفيه عن ابن عبد البَرِّ: "أجمعوا على ضعفه، وكَذَّبَهُ بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه".

12 -

"التقريب"(2/ 306) وقال: "متروك، وكذَّبه ابن مَعِين، من الخامسة"/ ت ق.

التخريج:

رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 353) -في مسند (بُرَيْدَة بن الحُصَيب الأَسَلَمي) -، عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل، به.

ص: 243

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 144) و (10/ 163): "رواه أحمد وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف".

وذكره في "المطالب العالية"(3/ 224) رقم (3323) وعزاه إلى أحمد بن مَنِيع في "مسنده".

كما ذكره الحافظ السَّخَاويُّ في "القول البديع في الصَّلاة على الحبيب الشفيع" ص 41 عن بُرَيْدَة بن الحُصَيب الأَسْلَمِيّ وقال: "رواه أبو العبَّاس السَّرَّاج، وأحمد بن مَنِيع، وأحمد بن حنبل، وعَبْدُ بن حُمَيْد في "مسانيدهم"، والمَعْمَرِي، وإسماعيل القاضي، كلُّهم بسند ضعيف".

* * *

1186 -

أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العَبْدَوي -بنَيْسَابُور-، أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه البُوزْجَاني

(1)

، أنبأنا محمد بن نصر بن سليمان الهَرَوي، حدَّثنا محمد بن يزيد، حدَّثنا الحسين بن الوليد النَّيْسَابُوريّ -وروى له أحمد بن حنبل. قال: وهو أوثق من بخُرَاسان في زمانه، وكان يجزل العطية للنَّاس، وكان صاحب مال ويقول: من تعشَّى عندي فقد أكرمني. ثم إذا تعشوا أخرج إليهم الصُّرَّة- قال: حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن بشر الحَنَفِيّ،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تسبُّوا أصحابي، فإنَّه يجيء في آخر الزمان قوم يسبُّون أصحابي، فإن مَرِضُوا فلا تُعُودُوهُمْ، وإنْ ماتوا فلا تَشْهَدُوهُمْ، ولا تُنَاكِحُوهُمْ، ولا تُوَارثُوهُمْ، ولا تُسَلِّمُوا عليهم، ولا تُصَلُّوا عليهم".

(8/ 144) في ترجمة (الحسين بن الوليد القُرَشي النَّيْسَابُوريّ أبو عبد اللَّه).

(1)

هذه النسبة إلى بُوْزْجَان، وهي بُلَيْدَة بين نَيْسَابُور وهَرَاة من بلاد خُرَاسان. "الأنساب" للسَّمْعَاني (2/ 329).

ص: 244

مرتبة الحديث:

منكر جدًّا.

ففيه (بِشْر الحَنَفِيّ) وهو (بِشْر بن عبد اللَّه -أو عبيد اللَّه- القَصِير البَصْرِي) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 187) وقال: "يروي عن أنس بن مالك وأبي سفيان، روى عنه الكوفيون والبَصْرِيُّونَ، منكر الحديث جدًّا".

2 -

"الميزان"(1/ 319 - 320) ونقل تضعيف ابن حِبَّان السابق، وذكر له الحديث المتقدِّم وقال:"هذا منكر جدًّا".

وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 25).

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 126) -في ترجمة (أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِي) -، عن محمد بن الحسين الأنطاكي، عنه، عن عبد الرحمن بن محمد المُحَارِبي، حدَّثنا عَبِيدة بن أبي رَائِطَة الخُزَاعي

(1)

، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه اختارني، فاختار لي أصحابي وأصهاري، وسيأتي قوم يَسُبُّونَهُمْ ويَنْتَقِصُونَهُمْ، فلا تُجَالِسُوهُمْ، ولا تُشَارِبُوهُمْ، ولا تُؤَاكِلُوهُمْ ولا تُنَاكِحُوهُمْ".

وفي إسناده (أحمد بن عِمْرَان الأَخُنَسِيّ) وهو منكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (528).

وقد ذكر العُقَيْلِي بعد روايته له ما وقع فيه من الاختلاف في إسناده:

فرواه من طريق حمزة بن رشيد البَاهِلِي، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن عَبِيدة بن أبي رائطة، عن عمر بن بِسْر، عن أنس أو من حدَّثه عن أنس، عن النبيِّ عليه السلام بنحوه.

(1)

قال الحافظ في "التقريب"(1/ 547): "صدوق، من الثامنة".

ص: 245

ثم رواه من طريق أبي مصعب الزُّهْرِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن عَبِيدة بن أبي رَائِطة، عن رجل من بني حَنِيفة، عن أَبَان بن أبي عيَّاش، عن أنس، عن النبيِّ عليه السلام بنحوه.

ثم رواه من طريق الأَزْرَقِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن عَبِيدة بن أبي رَائِطَة، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل، عن النبيِّ عليه السلام بنحوه.

وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(13/ 443)، من طريق إبراهيم بن سعد، عن بشر الحَنَفي، عن أنس مرفوعًا بنحوه، وبزيادة قوله في آخره:"عليهم حلَّت اللعنة". وسيأتي برقم (2065).

والحديث ذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 187) -في ترجمة (بِشْر بن عبد اللَّه القَصِير) - عنه، عن أنس مرفوعًا بنحوه؛ وقال:"ورواه عنه هشام الدَّسْتَوائي، وهذا خبر باطل لا أصل له".

وقد أورده ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 24) -في القسم الثالث، وهو من الزوائد على موضوعات ابن الجَوْزي- عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه اختارني واختار لي أصحابًا فجعل لي منهم وزراء وأنصارًا، وإنّه سيخرج في آخر الزمان قوم ينتقصونهم، فلا تواكلوهم، ولا تشاربوهم، ولا تجالسوهم، ولا تصلُّوا عليهم، ولا تصلُّوا معهم". وعزاه لابن النَّجَّار، ونقل عنه قوله:"هذه الزيادة في آخر الحديث غريبة غير محفوظة". ثم نقل ابن عَرَّاق عن ابن حِبَّان قوله السابق ببطلان الحديث.

وقد تقدَّم في حديث رقم (153) رواية الخطيب له بإسناد ضعيف عن أنس مرفوعًا بنحوه مختصرًا.

* * *

ص: 246

1187 -

أنبأنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر قال: حدَّثني إسماعيل بن عليّ، حدَّثني أبو عبد اللَّه الحسين بن يوسف الضَّرير، حدَّثنا عاصم بن عليّ، حدَّثنا أيوب بن عُتْبَة، عن إيَاس بن سَلَمَة.

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا حَضَرَ العَشَاءُ وأُقيمتِ الصَّلاةُ فَابْدَؤا بالعَشَاءِ".

(8/ 147) في ترجمة (الحسين بن يوسف الضَّرير أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (أيوب بن عُتْبَة اليَمَامي القاضي أبو يحيى) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 50) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "ليس بالقويِّ".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 420) وقال: "هو عندهم ليِّن".

3 -

"أحوال الرجال" ص 115 رقم (187) وقال: "ضعيف".

4 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 76 رقم (131) وقال: "يُكْتَبُ حديثه، وليس بالقويِّ".

5 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 60) وقال: "ضعيف".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 46 رقم (24) وقال: "مضطرب الحديث".

7 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 108 - 110).

8 -

"الجرح والتعديل"(2/ 253) وفيه عن أحمد: "مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وفي غير يحيى على ذاك". وقال أبو حاتم: "ليِّن، قدم بغداد

ص: 247

ولم يكن معه كتبه فكان يحدِّث من حفظه على التوهم فيغلط، وأمَّا كتبه في الأصل فهي صحيحة". وقال أبو زُرْعَة:"ضعيف".

9 -

"المجروحين"(1/ 169 - 170) وقال: "كان يخطئ كثيرًا، وَيَهِمُ شديدًا حتى فَحُشَ الخطأ منه، مات سنة ستين ومائة".

10 -

"الكامل"(1/ 343 - 346) وقال: "أحاديثه في بعضها الإنكار، وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".

11 -

"تاريخ بغداد"(7/ 3 - 6) وفيه عن أحمد بن حنبل: "ضعيف الحديث". وقال ابن المَدِيني: "كان عند أصحابنا ضعيفًا". وقال أبو حفص الفَلَّاس: "ضعيف، وكان سيء الحفظ، وهو من أهل الصدق". وقال مسلم: "ضعيف الحديث". ونقل الخطيب أقوالًا أخرى.

12 -

"التقريب"(1/ 90) وقال: "ضعيف، من السادسة "/ ق.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 49 و 54)، والطبراني في "الكبير"(7/ 22) رقم (6250)، و"الأوسط"(1/ 477) رقم (868)، من طريق أيوب بن عُتْبَة، عن إياس، عن أبيه سَلَمَة بن الأَكْوَع، به.

قال الطبراني في "الأوسط": "لا يُرْوَى هذا الحديث عن سَلَمَة إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به أيوب".

قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 46): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه أيوب بن عُتْبَة وثَّقه أحمد ويحيى بن مَعِين في رواية عنهما، وضعَّفه النَّسَائي وأحمد وابن مَعِين في روايات عنهما".

وفاته أن يعزوه إلى الإمام أحمد.

ص: 248

وقد سَهَا الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 32) في عزوه الحديث إلى الإمام مسلم، فإنَّه ليس فيه، ولم يذكره الحافظ المِزِّيّ في "تحفة الأشراف" في (مسند سَلَمَة بن الأَكْوَع). ويؤكِّده ذكر الهيثمي له في "المجمع"، واللَّه أعلم.

والحديث روي من أوجهٍ عدَّة، انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(2/ 23)، و"جامع الأصول"(5/ 238 - 240)، و"مجمع الزوائد"(2/ 46 - 47).

ومن ذلك: ما رواه البخاري -واللفظ له- في الأطعمة، باب إذا حضر العشاء فلا يَعْجَلْ عن عَشَائِه (9/ 584) رقم (5465)، ومسلم في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام (1/ 392) رقم (558) عن عائشة مرفوعًا:"إذا أُقيمت الصلاةُ وحَضَرَ العَشَاءُ فابدؤا بالعَشَاءِ".

وعندهما في ذات الموضع، من حديث أنس مرفوعًا أيضًا.

* * *

1188 -

أنبأنا عبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثني أبي، حدَّثنا حمَّاد بن خالد، حدَّثنا مالك، عن زياد بن سعد، عن الزُّهْرِيّ،

عن أنس بن مالك: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَدَلَ نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ.

(8/ 149 - 150) في ترجمة (حمَّاد بن خالد الخيَّاط أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات. عدا شيخ الخطيب (عبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ)، فقد ترجم له في "تاريخه" (10/ 199) وقال عنه:"صدوق".

إلَّا أن (حمَّاد بن خالد الخيَّاط)، قد خالف جميع الرواة الذين رووه عن مالكٍ مُرْسَلًا لا كما سيأتي بيانه.

ص: 249

قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد به حمَّاد بن خالد عن مالك، ولا أعلم رواه عن حمَّاد غير أحمد بن حنبل".

وقال الإمام ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(6/ 69): "رواه الرواة كلُّهم عن مالك مُرْسَلًا، إلَّا حمَّاد بن خالد الخيَّاط، فإنَّه وصله وأسنده، وجعله عن مالك، عن زياد بن سعد، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، فأخطأ فيه؛ والصواب فيه من رواية مالك الإرسال -كما في "الموطأ"-، لا من حديث أنس. وهو الذي يصحِّحُهُ أهل الحديث".

ونقل ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(6/ 71) عن الإمام أحمد قوله -عقب روايته له، عنه، عن حمَّاد، عن مالك، عن زياد، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس-:"هذا خطأ، وإنما هو عن ابن عبَّاس. قال أبو عمر -يعني ابن عبد البَرِّ-: ما قاله أحمد فهو الصواب". ثم ذكر من رواه عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزُّهْرِيّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عبَّاس، به.

وقد صحَّ من حديث عبد اللَّه بن عبَّاس رضي الله عنهما.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 215)، وعنه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(6/ 69 - 71)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، إلَّا أن عنده:"سَدَلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء اللَّه أن يسدلها، ثم فَرَقَ بعد".

قال في "المجمع"(5/ 164): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

وقد رواه مالك في "الموطأ"(2/ 948) عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب الزُّهْرِيّ مُرْسَلًا.

وحديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما من الطريق الذي ذكره ابن عبد البَرِّ فيما سبق عنه، رواه البخاري في اللباس، باب الفَرْق (10/ 361) رقم (5917)،

ص: 250

ومسلم في الفضائل، باب سدل النبيّ صلى الله عليه وسلم شعره وفرقه (4/ 1817 - 1818) رقم (2336)، وغيرهما.

ولفظه كما عند البخاري: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الكِتَابِ فيما لم يُؤْمَرْ فيه، وكانَ أَهْلُ الكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وكانَ المُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُؤُوسَهُمْ، فَسَدَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ".

غريب الحديث:

قال الحافظ ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(6/ 74): "الناصية: شعر مقدَّم الراس كلّه. وسدله: تركه منسدلًا سائلًا على هيئته. والتفريق: أن يقسم شعر ناصيته يمينًا وشمالًا فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين. والفَرْقُ سُنَّة مسنونة".

* * *

1189 -

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن يحيى بن جعفر الإمام - بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا الحسن بن عليّ المَعْمَرِيّ، حدَّثنا سليمان بن محمد المُبَارَكِيّ، حدَّثنا حمَّاد بن دُلَيْل، عن سفيان بن سعيد الثَّوْرِيّ، عن قيس بن مُسْلِم

(1)

، عن طارق بن شهاب -أو عبد الرحمن بن سَابِط-. قال حمَّاد بن دُلَيْل: وحدَّثني الحسن بن حي، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن سَابِط، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ،

عن أبي عَبِيدة بن الجرَّاح، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لمَّا كانَ ليلة أُسري بي، رأيتُ ربِّي عز وجل في أَحْسَنِ صُورَةٍ، فقالَ: فيمَ يختصمُ الملأُ الأَعْلَى؟ قلتُ: لا أدري. فَوَضَعَ يَدَهُ بين كَتِفَيَّ، حتَّى وجدتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ، ثم قال: فِيمَ يختصمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قلتُ: في الكَفَّارَاتِ والدَّرَجَاتِ، قال: وما الكَفَّارَاتُ؟

(1)

في المطبوع: (سلم). والتصويب من "العلل المتناهية"(1/ 17)، و"التهذيب"(8/ 403).

ص: 251

قلتُ: إسْبَاغُ الوُضُوءِ في السَّبَرِاتِ، ونَقْلُ الأَقْدَامِ في الجُمُعَاتِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعد الصَّلاةِ، قالَ: فما الدَّرَجَاتُ؟ قلتُ: إطْعَامُ الطَّعَامِ، وإنْشَاءُ السَّلامِ، والصَّلاةُ باللَّيْلِ والنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، قلتُ: وما أقولُ؟ قالَ: قُلْ اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ عَمَلًا بالحَسَنَاتِ وتَرْكًا لِلْمُنْكَرَاتِ، وإذا أَرَدْتَ في قَوْمٍ فِتْنَةً وأَنَا فيهم فَاقْبِضْنِي إليكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ".

(8/ 151) في ترجمة (حمَّاد بن دُلَيْل أبو زيد، قاضي المَدَائن).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا (سليمان بن محمد المُبَارَكِيّ الوَاسِطي -ويقال: سليمان بن داود-) فإنَّه صدوق. انظر ترجمته في: "التهذيب"(4/ 191 - 192)، و"الكاشف"(1/ 314)، و"التقريب"(1/ 354).

وقد نقل الخطيب عن الطبراني عقب روايته له قوله: "لم يروه عن سفيان إلَّا حمَّاد بن دُلَيْل".

و(الحسن بن عليّ بن شبيب المَعْمَرِيّ الحافظ أبو عليّ) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 369 - 372) وقال: "من أوعية العلم يُذْكَرُ بالفهم، ويُوصف بالحفظ، وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها. وذكره الدَّارَقُطْنِيُّ فقال: صدوق حافظ، جرحه موسى بن هارون وكانت بينهما عداوة، وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله العتق بها، ثم ترك روايتها".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(2/ 225) بعد أن ترجم له ترجمة مطوَّلة: "فاستقر الحال آخرًا على توثيقه".

و(أبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيّ): صحابي مشهور بكنيته، وقد اختلف في اسمه كثيرًا،

ص: 252

روى له الستة. انظر ترجمته في: "الإصابة"(4/ 29 - 30)، و"التهذيب"(12/ 49 - 51).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 17)، عن الخطيب من طريقه هذا، كما رواه عنه من طريقه الذي سيأتي في الحديث التالي. ولم يتكلَّم على الطريقين بشيء!

أقول: الحديث صحيح. وقد رُوي من حديث جماعة من الصحابة منهم: معاذ بن جَبَل، وابن عباس، وعبد الرحمن بن عائش، وابن عمر، وأبو هريرة، وأنس، رضي الله عنهم.

وقال التِّرْمِذِيُّ في التفسير، باب ومن سورة:(ص)(5/ 369) رقم (3235) بعد أن رواه من حديث معاذ بن جَبَلَ مطوَّلًا: "هذا حديث حسن صحيح. سألتُ محمد بن إسماعيل -[يعني البُخَاري]- عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح".

وقد قام الإمام المتفنن ابن رَجَب الحَنْبَلِي رحمه الله في شرح هذا الحديث الجامع، شرحًا نفيسًا غاليًا في كتاب مستقل سمَّاه:"اختبار الأَوْلى في شرح حديث اختصام الملأ الأَعْلَى". وقد قال فيه بعد أن نقل ما تقدَّم عن التِّرْمِذِيُّ والبُخَارِيّ -ص 37 - : وفي إسناده اختلاف، وله طرق متعددة، وفي بعضها زيادة، وفي بعضها نقصان، وقد ذكرت عامَّة أسانيده وبعض ألفاظه المختلفة في كتاب شرح التِّرْمِذِيّ.

وانظر إن شئت في روايات الحديث: "جامع الأصول"(9/ 548 - 550)، و"مجمع الزوائد"(7/ 176 - 179)، و"العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 16 - 21)، و"الإصابة"(2/ 405 - 406)، وحاشية محقق كتاب ابن رجب "اختيار الأَوْلى" ص 34 - 36.

ص: 253

غريب الحديث:

قوله: "الملأ الأعلى": الملأ: أشراف النَّاس وسادتهم، وأراد بالملأ الأعلى: الملائكة المقرَّبين.

قوله: "السَّبَرَات": جمع سَبرة، وهي شدة البرد. انظر شرح ابن رجب ص 42 - 43 و 51.

* * *

1190 -

أنبأنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدَّثنا محمد بن عليّ بن المَدِيني، حدَّثنا أبو داود المُبَارَكِيّ، حدَّثنا حمَّاد بن دُلَيْل، حدَّثنا سفيان بن سعيد، عن قيس بن مُسْلِم، عن طارق بن شهاب.

وحدَّثنا

(1)

الحسن بن عُمَارَة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن سَابِط، عن أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيّ،

عن أبي عَبِيدة بن الجَرَّاح، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ ربِّي تعالى في أَحْسَنِ صُورَةٍ، فقال: فِيمَ يختصمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قلتُ: لا أدري". "وذكر الحديث".

(8/ 152) في ترجمة (حمَّاد بن دُلَيْل أبو زيد).

مرتبة الحديث:

في طريقه الثاني (الحسن بن عُمَارَة البَجَلي) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1068).

كما أنَّ في طريقيه (عبد الباقي بن قانِع الحافظ): ضعَّفه البَرْقَاني. وقال:

(1)

القائل هو: (حمَّاد بن دُلَيْل). وانظر إسناد الحديث السابق.

ص: 254

الدَّارَقُطْنِيُّ: كان يحفظ لكنه يخطئ ويُصِرُّ. ووثَّقه الخطيب وتعقَّب شيخه البَرْقَاني في تضعيفه له، وقال:"ورأيت عامَّة شيوخنا يوثِّقونه، وقد كان تغيَّر في آخر عمره". انظر: "تاريخ بغداد (11/ 88 - 89). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

وباقي رجال الطريقين حديثهم حسن.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (1189).

* * *

1191 -

أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا حمَّاد بن الوليد، عن سفيان الثَّوْري، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن أبي حازم،

عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ شيءٍ زَكَاةً، وَزَكَاةُ الجَسَدَ الصِّيَامُ".

(8/ 153) في ترجمة (حمَّاد بن الوليد الأَزْدِيّ الكوفي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (حمَّاد بن الوليد الأَزْدِيّ الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 150) وفيه عن أبي حاتم الرَّازي: "شيخ".

2 -

"المجروحين"(1/ 254 - 255) وقال: "يسرق الحديث، ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ".

3 -

"الكامل"(2/ 657 - 658) وقال: "له أحاديث غرائب وإفرادات عن الثقات، وعامَّة ما يرويه لا يتابعوه عليه".

ص: 255

4 -

"تاريخ بغداد"(8/ 153) ونقل قول أبي حاتم فحسب.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "لا أعلم رواه عن سفيان سوى حمَّاد بن الوليد".

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 237 - 238) رقم (5973)، من طريق الحسن بن عَرَفَة، عن حمَّاد بن الوليد، عن الثَّوْري، عن أبي حازم، عنه، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 182) بعد أن عزاه له: "وفيه حمَّاد بن الوليد وهو ضعيف".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 657) -في ترجمة (حمَّاد بن الوليد) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 136)، من طريق الحسن بن عَرَفَة، عن حمَّاد بن الوليد، عن الثَّوْري، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عنه، به.

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الثَّوْري، تفرَّد به حمَّاد بن الوليد".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 658)، من طريق الحسن بن عَرَفَة، عن حمَّاد بن الوليد، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن الثَّوْري، عن أبي حازم، عنه، به، وقال:"هكذا قال عبد اللَّه: عن سفيان، والأول أصحّ. ولا أعلم يرويه عن الثَّوْري غير حمَّاد بن الوليد".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 49) عن أبي نُعَيْم من طريقه المتقدِّم، إلَّا أنَّه لم يذكر (عبد اللَّه بن عبد الرحمن) مع الثَّوْري. وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (حمَّاد بن الوليد).

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا به، رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 7)، وابن ماجه في الصيام، باب في الصوم زكاة الجسد (1/ 555) رقم (1745)، وفي إسناده (موسى بن عُبَيْدَة الرَّبَذِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (634). وانظر "مصباح الزجاجة" للبُوصِيري (2/ 79).

ص: 256

قال العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 84) بعد أن عزاه لابن ماجه: "وإسناده ضعيف".

وذكره الشَّوْكانيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 90 وقال: "قال في "الخلاصة": "ضعيف".

* * *

1192 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحَرْبي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا جعفر بن محمد بن كُزَال، حدَّثنا حمَّاد بن محمد الفَزَاري، حدَّثنا أيوب بن عُتْبَة، عن قيس بن طَلْق،

عن أبيه -وكان أبوه من الوفد الذين قَدِمُوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يومَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".

(8/ 156) في ترجمة (حمَّاد بن محمد بن عبد اللَّه الفَزَارِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

ففيه (أيوب بن عُتْبَة اليَمَامي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1187).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (حمَّاد بن محمد بن عبد اللَّه الفَزَاري) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 313) وقال: "لم يصحّ حديثه، لا يُعْرَفُ إلَّا به".

2 -

"تاريخ بغداد"(8/ 155 - 156) ونقل الخطيب عن صالح جَزَرَة تضعيفه له.

ص: 257

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 401) رقم (8251)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 345) -في ترجمة (أيوب بن عُتْبَة) -، من طريق حمَّاد بن محمد الفَزَاري، عن أيوب، به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد غريب جدًّا".

وقد فات الهيثمي أن يذكره في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه.

ومن ذات الطريق رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 313) -في ترجمة (حمَّاد بن محمد الفَزَاري) - وقال: "لم يصحّ حديثه، لا يُعْرَفُ إلَّا به". وقال: "ليس له أصل من حديث قيس بن طَلْق، ولا جاء به إلَّا هذا الشيخ. وهذا يُرْوَى عن عُمَارَة بن زَاذَان، عن عليّ بن الحكم، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحو هذا".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 97) عن ابن عدي والخطيب من طريقهما المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه وسلَّم"!.

وقد صَحَّ الحديث من غير هذا الوَجْه، وقد سبق الكلام عليه في حديث رقم (665) و (721).

* * *

1193 -

أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن بنت حاتم بن ميمون المعدَّل، حدَّثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن حمَّاد بن سفيان القُرَشي، حدَّثني محمد بن عبد اللَّه بن نِعْمَة الهاشمي، حدَّثنا حمَّاد بن المُبَارَك، حدَّثنا عبد اللَّه بن ميمون.

وأخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيّ، وعبد الملك بن عمر الرَّزَّاز، قالا: حدَّثنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزَّار، والحسن بن رَشِيق -بِمِصْر-، قالا: حدَّثنا الحسين بن حُمَيْد بن موسى العَكِّي، حدَّثنا حمَّاد بن المُبَارَك البغدادي، حدَّثنا عبد اللَّه بن

ص: 258

ميمون البغدادي قال: حدَّثنا إسماعيل بن أُمَيَّة، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن جابر قال: ما صَعِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ قَطُّ، إلَّا قال:"عثمانُ في الجنَّة".

ولم يقل ابن رِزْق: قطّ.

(8/ 156 - 157) في ترجمة (حمَّاد بن المبارك البغدادي).

مرتبة الحديث:

موضوع بهذا السياق. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه عدَّة قوله: "عثمان في الجنَّة".

ففيه (عبد اللَّه بن ميمون بن داود القَدَّاح المَخْزُومي المَكِّي) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(5/ 206) وقال: "ذاهب الحديث".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 150 رقم (353) وقال: "ضعيف".

3 -

"الجرح والتعديل"(5/ 172) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "هو واهي الحديث".

4 -

"المجروحين"(2/ 21) وقال: "يروي عن جعفر بن محمد وأهل العراق والحجَاز المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

5 -

"الكامل"(4/ 1504 - 1506) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".

6 -

"التقريب"(1/ 455) وقال: "منكر الحديث، متروك، من الثامنة"/ ت.

كما أنَّ في إسناده أيضًا صاحب الترجمة (حمَّاد بن المُبَارَك البغدادي)، لم يذكر الحافظ الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (1/ 599) وقال:"لا يُعْرَفُ، عن عبد اللَّه بن ميمون، وأتى بخبرٍ غير صحيح". ثم ساق الحديث المتقدِّم.

ص: 259

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 258 - 259) -في ترجمة (حفض بن عمر الأُبُلِّي) -، من طريق محمد بن الوليد المُخَرِّمي، عن حفص بن عمر، عن الأوزاعي، عن عطاء، عنه، به.

ورواه عن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم: ابن الجَوْزيّ في "العلل المتناهية"(1/ 199)، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، قال العُقَيْلِي: حفص بن عمر يحدِّث عن الأئمة بالبواطيل. وقال أبو حاتم الرَّازي: كان كذَّابًا".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 199) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: كذا قال حمَّاد بن المبارك، عن عبد اللَّه بن ميمون، عن إسماعيل بن أُمَيَّة، عن ابن جُرَيْج. وهذا الحديث إنما يُعْرَفُ من رواية إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمِي، عن ابن جُرَيْج. واللَّه أعلم".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 200) -مخطوط-، من طريق إسماعيل بن يحيى التَّيمْي، عن ابن جُرَيْجُ، عن عطاء، عن جابر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "عثمان في الجنَّة".

وليس عنده قوله: "ما صعد النبيُّ صلى الله عليه وسلم المنبر قطّ إلّا قال".

وفي إسناده (إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمِي المدني أبو بكر) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (734).

وقد صَحَّ من وجوهٍ عدَّة قوله صلى الله عليه وسلم: "عثمان في الجنَّة": وقد سبق الكلام عليه في حديث (499).

* * *

ص: 260

1194 -

أنبأنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن إسحاق العَطَّار، حدَّثني خالي حُمَيْد بن المُبَارَك، حدَّثنا أبو إسماعيل المؤدِّب، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن عبد اللَّه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"استقرئُوا القُرْآنَ مِنْ أربعةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّه بنِ مَسْعُودٍ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وسَالِمٍ مولى أبي حُذَيْفَةَ".

(8/ 160) في ترجمة (حُمَيْد بن المُبَارَك العَطَّار).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (حُمَيْد بن المبارك العَطَّار)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وقد تُوبع في روايته عن أبي إسماعيل المؤدِّب كما سيأتي.

و (أبو إسماعيل المؤَدِّب) هو: (إبراهيم بن سليمان بن رَزِين الأُرْدُنِّي)، مشهور بكنيته، وثَّقه أبو داود والعِجْلِيّ والدَّارَقُطْنِيّ وابن مَعِين. وقال أحمد والنَّسائي وابن مَعِين في رواية: ليس به بأس. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(2/ 99 - 101)، و"التهذيب"(1/ 125 - 126)، و"الكاشف" (1/ 37 - 38) وقال:"وثَّقه ابن مَعِين"، و"التقريب" (1/ 35 - 36) وقال:"صدوق يُغْرِبُ، من التاسعة"/ ق.

و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعي): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس النَّخَعي): تابعي ثقة فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

ص: 261

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (4/ 332 - 333) رقم (1526)، عن إبراهيم بن سعيد، عن إبراهيم بن مهدي، عن أبي إسماعيل المؤدِّب، به، وقال:"لم نسمعه إلَّا من إبراهيم عن إبراهيم بن مهدي عن أبي إسماعيل".

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 311) بعد أن عزاه للبزَّار عن ابن مسعود: "رجاله ثقات".

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 225)، من طريق إبراهيم بن مهدي، عن أبي سعيد المؤدِّب، عن الأعمش، به، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

و(أبو سعيد المؤدِّب) هو: (محمد بن مسلم بن أبي الوضَّاح القُضَاعي الجَزَري)، قال عنه في "التقريب" (2/ 208):"صدوق يَهِم، من الثامنة"/ خت م 4. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (3/ 85): "وثَّقه جماعة وتكلَّم فيه البخاري، ولم يترك". وانظر "التهذيب"(9/ 453 - 454) حيث نقل ابن حَجَر توثيقه عن جميع الأئمة عدا البخاري فإنه قال عنه: "فيه نظر".

وقد قال الحافظ رحمه الله في "الفتح"(9/ 47) -في أول شرحه لباب القُرَّاء من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم من كتاب فضائل القرآن- بعد أن عزاه للحاكم من طريقه المتقدِّم: "وهو مقلوب، فإنَّ المحفوظ في هذا: عن الأَعْمَش، عن أبي وائل، عن مسروق، كما تقدَّم في المناقب

(1)

. ويحتمل أن يكون إبراهيم حَمَلَه عن شيخين، والأَعْمَشُ حَمَلَهُ عن شيخين".

والحديث رواه البخاري في فضائل القرآن، باب القرَّاء من أصحاب

(1)

رقم (3758) و (3760) و (3806) و (3808). وهو عن مسروق، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

ص: 262

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (9/ 46) رقم (4999) وغير موضع، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد اللَّه بن مسعود (4/ 1913) رقم (2464)، وغيرهما، من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا به.

* * *

1195 -

أنبأنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن إبراهيم بن محمد المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي، حدَّثنا حُمَيْد بن الصَّبَّاح مولى المنصور، حدَّثني أبي قال: أراد المنصور أن يَذْرَعَ الكَرْخ فقال لي: أحمل الذِّرَاع معك، فَخَرَج وخرجتُ معه، ونسيت أن أحمل الذِّرَاع. فلما صرنا بباب الشرقية قال لي: أين الذِّرَاع؟ فدهشت وقلت: أُنسيته يا أمير المؤمنين، فضربني بالمِقْرَعَة، فجشَّني، وسال الدَّمُ على وجهي، فلما رآني قال: أنت حُرٌّ لوجه اللَّه. حدَّثني أبي، عن أبيه،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ضَرَبَ عَبْدَهُ في غير حَدٍّ حتَّى يَسِيلَ دَمُهُ، فَكَفَّارَتُهُ عَتْقُهُ".

(8/ 162) في ترجمة (حُمَيْد بن الصَّبَّاح).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: "من ضرب غلامًا له حدًّا لم يَأْتِهِ، أو لَطَمَهُ، فإنَّ كفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقْهُ".

ففيه (أبو إسحاق محمد بن هارون بن بُرَيْه الهاشمي): اتَّهمه الخطيب وابن عساكر بالوضع. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: لا شيء. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

كما أن في إسناده صاحب الترجمة (حُمَيْد بن الصَّبَّاح) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

ص: 263

وأبوه لم أعرفه.

و (المنصور) هو: (أمير المؤمنين أبو جعفر عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس).

وأبوه وجدّه، من الثقات.

التخريج:

عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 798) إلى الخطيب وابن النَّجَّار فحسب. ولم أقف عليه عند غيره.

وقد روى مسلم في الأيمان، باب صحبة المماليك وكفَّارة من لطم عبده (3/ 1279) رقم (1657) عن ابن عمر مرفوعًا:"من ضرب غلامًا له حَدًّا لم يأته، أو لَطَمَهُ، فإنَّ كفَّارَتَهُ أن يُعْتِقَهُ".

وانظر أحاديث أخرى في معناه في: "جامع الأصول"(8/ 53 - 57)، و"مجمع الزوائد"(4/ 238 - 239).

* * *

1196 -

أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي قال: حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا حُمَيْد بن الرَّبيع، حدَّثنا شهاب بن عبَّاد العَبْدِي، حدَّثنا مُنْدَل بن عليّ، عن سليمان التَّيْمِي،

عن أنس قال: بَادَرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم هِرَّةً ليمنعها تمرُّ بين يَدَيْهِ.

(8/ 163) في ترجمة (حُمَيْد بن الرَّبيع بن حُمَيْد اللَّخْمِيّ الكوفي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ص: 264

ففيه (مُنْدَل بن عليّ العَنَزِيّ الكوفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (567).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (حُمَيْد بن الرَّبيع اللَّخْمِيّ الخَزَّاز) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 82) رقم (750) -، عن القاسم بن محمد الدَّلَّال، عن شهاب بن عبَّاد، به، بلفظ:"بادر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هِرَّةً أن تمرَّ بين يديه في الصلاة".

قال الطبراني: "لم يروه عن سليمان إلَّا مُنْدَل".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 60 - 61) بعد أن عزاه له: "فيه مُنْدَل بن عليّ وهو ضعيف".

* * *

1197 -

أنبأنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي، أنبأنا أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارِع قال: حدَّثنا حُمَيْد بن الرَّبيع أبو الحسن السَّمَرْقَنْدِيّ -في قطيعة الرَّبيع، قدم حاجًّا في سنة تسعين ومائتين-، حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا مالك، عن حُمَيْد،

عن أنس قال: أُهدي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم رياحين شتَّى، فردَّ سائرهن، واختار المَرْزَنْجُوش، فقيل يا رسول اللَّه رددت سائر الرياحين واخترت المَرْزَنْجُوش؟ فقال:"ليلة أُسري بي إلى السماء، رأيتُ المَرْزَنْجُوش نابتًا تحت العرش".

(8/ 165 - 166) في ترجمة (حُمَيْد بن الرَّبيع السَّمَرْقَنْدِيّ أبو الحسن).

ص: 265

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث موضوع المَتْن والإسناد، وحُمَيْد بن الرَّبيع المذكور فيه: مجهول. وأحمد بن نصر الذَّارع غير ثقة".

أقول: (أحمد بن نصر الذَّارِع) قال الدَّارَقُطْنِيُّ فيه: دجَّال. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 63 - 64)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق، وأضاف إليه قوله:"قال يحيى بن مَعِين: حُمَيْد بن الرَّبيع كذَّاب. وقد روي بإسناد مجهول عن حُمَيْد عن أنس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ في الجنَّة نبتًا من مَرْزَنْجُوش". وهذا الحديث لا أصل له".

وفي "تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (2/ 271): "وروى الأَزْدِيُّ من طريق عبد اللَّه بن نوح، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس رفعه: "عليكم بالمَرْزَنْجُوش فشمّوه، فإنَّه جيِّد للخشام". وقال الذَّهَبِيُّ: هذا باطل، واللَّه أعلم".

أقول: ما تقدَّم عن ابن الجَوْزي من أنَّ ابن مَعِين قال في (حُمَيْد بن الرَّبيع) كذَّاب، موضع نظر. فقوله هذا إنما هو في (حُمَيْد بن الرَّبيع بن حُمَيْد بن مالك اللَّخمي الخَزَّاز) المتوفى سنة (258 هـ) -وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418) -. و (حُمَيْد بن الرَّبيع) في إسناد الخطيب، هو (السَّمَرْقَنْدِيّ)، وهو مجهول، قدم بغداد حاجًّا في سنة تسعين ومائتين كما قال الخطيب فيما تقدَّم عنه. فَعُلِمَ أنَّه غير المتقدِّم.

ص: 266

غريب الحدبث:

"المَرْزَنْجُوش": هو "من الرياحين، دقيق الورق، بزهر أبيض عطري، تعريب مُرْزَنْ كُوش، ومعناه آذان الفار". "المفصَّل في الألفاظ الفارسية المعرَّبة" للدكتور صلاح الدين المنجد ص 71.

وقال في "القاموس المحيط" مادة (المَرْدَقُوش) ص 781: "المَرْزَنْجوش، معرَّبُ (مُرْدَهْ كُوش)، فتحوا الميم".

* * *

1198 -

أنبأنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو غانم الضَّرير -حُمَيْد بن يونس الزَّيَّات-، حدَّثنا يوسف بن موسى، حدَّثنا سفيان بن عُقْبَة -أخو قبيصة بن عُقْبَة-، حدَّثنا عمرو بن خالد الأَعْشَي، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ مِفْتَاحُ الحَاجَةِ، الهَدِيَّةُ بين يَدَيْهَا".

(8/ 166) في ترجمة (حُمَيْد بن يونس بن يعقوب الزَّيَّات أبو غانم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عمرو بن خالد الأَعْشَى أبو حفص) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(2/ 78) وقال: "يروي عن الثقات الموضوعات، لا تحلُّ الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار".

2 -

"الكامل"(5/ 1779) وقال: "ورواياته بالأسانيد التي يرويها غير محفوظة".

ص: 267

3 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 119 رقم (167) وقال: "يروي عن هشام بن عُرْوة وغيره موضوعات".

4 -

"الميزان"(3/ 256 - 257) وقال: "كوفي ضعيف".

5 -

"التقريب"(2/ 69) وقال: "منكر الحديث، من التاسعة، ويقال هو: عمرو بن خالد أبو يوسف الأَسَدِي، وفرَّق بينهما ابن عدي"/ تمييز.

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 75)، من طريق عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقَّاص، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"نِعْمَ العَوْنُ الهَدِيَّةُ في طَلَبِ الحَاجَةِ".

ومن هذا الطريق رواه الحاكم في "تاريخه"، كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 300).

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 90 - 91)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . ففيه عمرو بن خالد وقد كذَّبه العلماء منهم أحمد، ويحيى. وقال ابن رَاهُوْيَه: كان يضع الحديث".

وذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 79) -في ترجمة (عمرو بن خالد الأَعْشَى) - عن يوسف بن موسى القطان، عنه، به.

أقول: وَهِمَ ابن الجَوْزي فيما نقله عن أحمد وابن مَعِين وإسحاق في تكذيبهم لـ (عمرو بن خالد)، فهم إنما كذَّبوا (عمرو بن خالد القُرَشي الوَاسِطي أبو خالد) كما في "الجرح والتعديل"(6/ 230) -وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1164) -، والذي في إسناد الخطيب هو (عمرو بن خالد الأَعْشَي)، ولم يذكر أحد ممن ترجم له تكذيب المذكورين له.

ص: 268

وقد تابع ابن الجَوْزي على وهمه هذا الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"(2/ 176 - 177).

وفي إسناد أبي نُعَيْم والحاكم: (عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقَّاص) وهو متروك، وكذَّبه يحيى بن مَعِين وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).

* * *

1199 -

أنبأنا عبد الملك بن محمد الواعظ، أنبأنا عبد الباقي بن قَانِع الحافظ، حدَّثنا حامد بن شَاذِي -أبو محمد الكَشِّي-، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد البَانِبِي

(1)

، حدَّثنا أبو مُقَاتِل حفص السَّمَرْقَنْدِيّ، عن مُقَاتِل بن حيَّان، عن الشَّعْبِيّ،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من طلب مكسبة من باب الحلال، يكفُ بها وجهه عن مسئلة النَّاس وولده وعِيَاله، جاء يوم القيام مع النبيِّين والصِّدِّيقين هكذا -وأشار بأصبعه السَّبَّابة والوسطى-".

(8/ 168) في ترجمة (حامد بن الشَّاذِي الكَشِّي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (أبو مُقَاتِل حفص بن سَلْم الفَزَارِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ): وهو واهٍ بمرَّة، وكذَّبه وكيع بن الجرَّاح. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (712).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (حامد بن شَاذِي الكَشِّي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

نسبة إلى قرية من قُرَى بُخَارى يقال لها "بانَب". "الأنساب"(2/ 62).

ص: 269

التخريج:

رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس". عزاه له العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 98) وقال: "إسناده ضعيف".

وعزاهُ السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 799) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيِّ فحسب.

* * *

1200 -

أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أنبأنا محمد بن الحسن بن عليّ اليَقْطِيْنِيّ، أنبأنا أبو الحسين حامد بن أحمد بن الهيثم البزَّاز، حدَّثنا أحمد بن منصور الرَّمَادي، حدَّثنا عثمان بن عمر، حدَّثنا شُعْبَة، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد، عن عبد اللَّه بن أبي عُتْبَة،

عن أبي سعيد الخُدْري أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كَتَبَ اللَّهُ عليه الخلود لم يَخْرُجْ منها أبدًا".

(8/ 170 - 171) في ترجمة (حامد بن أحمد بن الهيثم البزَّاز أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان) وهو ضعيف، وكان شيعيًا غاليًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (حامد بن أحمد البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وشيخ الخطيب (أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي): صاحب تخليط لا يُوثق به، كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 618)، وقد تقدَّمت. ترجمته في حديث (430).

ص: 270

و (عثمان بن عمر) هو (ابن فارس العَبْدِي البَصْرِي أبو محمد -وقيل: يُكْنَى أيا عدي، وقيل: أبا عبد اللَّه-): حافظ ثقة، خرَّج له السنة، وكانت وفاته عام (290 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 557 - 559)، و"التهذيب"(7/ 142 - 143)، و"التقريب"(2/ 13).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 828) إليه فحسب.

* * *

1201 -

أنبأنا هلال بن عبد اللَّه بن محمد الطِّيْبِي، وعليّ بن محمد بن الحسن المالكي، وعبيد اللَّه بن محمد بن لؤلؤ الأمين، قالوا: أنبأنا محمد بن إسماعيل الورَّاق -إملاءً-، حدَّثنا أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمد المَرْوَزِيّ -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن نصر بن شَيْبَة الفَزَارِي المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أبو مالك سعيد بن هُبَيْرَة العَامِرِيّ، حدَّثنا همَّام، عن قَتَادَة،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه تعالى يقولُ كُلَّ يومٍ: أنا ربُّكُمْ العزيزُ، فمن أراد عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ العزيزَ".

(8/ 171) في ترجمة (حامد بن أحمد بن محمد المَرْوَزِيّ الزَّيْدِيّ أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (أبو مالك سعيد بن هُبَيْرَة العَامِرِيّ): اتَّهَمَهُ ابن حِبَّان وابن عدي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (865).

ص: 271

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (865).

* * *

1202 -

أنبأنا البَرْقَاني، أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحَجَّاجِيّ، أنبأنا أحمد بن الحسن الكَرْخي -ببغداد-، أنَّ حَمْدَان بن سعيد البغدادي حدَّثهم، عن ابن نُمَيْر، عن عبيد اللَّه، عن نافع،

عن ابن عمر قال: كانَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَاتِبٌ يُقَالُ له سِجِلٌّ، فَأَنْزَلَ اللَّه تعالى {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}

(1)

[سورة الأنبياء: الآية 104].

(8/ 175) في ترجمة (حَمْدَان بن سعيد البغدادي).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (حَمْدَان بن سعيد البغدادي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(8/ 175) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الميزان"(1/ 206) وقال: "عن عبد اللَّه بن نُمَيْر. أتى بخبرٍ كَذِبٍ عن عبيد اللَّه. . " وساق الحديث المتقدِّم.

3 -

"المغني"(1/ 191) وقال: "خبره كذب".

4 -

"اللسان"(2/ 356) وقال متعقِّبًا الحافظ الذَّهَبِيّ: "هذا المَتْنُ لا يجوز أن يطلق عليه الكذب، فقد رواه النَّسَائي في "التفسير"، وأبو داود في "السنن"، من طريق أخرى عن ابن عبَّاس. وأمَّا هذه الطريق فتفرَّد بها حَمْدَان، لكن لم أر من ضعَّفه قبل المؤلِّف -يعني الذَّهَبِيّ-".

(1)

هذه قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر. وقرأ حمزة والكسائي وجعفر عن عاصم: "للكُتُب" على الجمع. "زاد المسير" لابن الجَوْزي (5/ 395).

ص: 272

أقول: الظاهر من ترجمة (حَمْدَان بن سعيد البغدادي) في "التاريخ"، وغيره، أنَّه مجهول. حيث لم يرو عنه إلَّا أحمد بن الحسن الكَرْخي. فضلًا عن تفرده بمثل هذه الرواية المنكرة جدًّا كما سيأتي بيانه.

التخريج:

رواه ابن مَرْدُوْيَه، وابن مَنْدَه، من طريق حَمْدَان بن سعيد، عن ابن نُمَيْر، به، وقال ابن مَنْدَه: تفرَّد به حَمْدَان.

ورواه أبو نُعَيْم من ذات الطريق، ولكن قال:"حَمْدَان بن عليّ". وَوَهَّمَ ابنَ مَنْدَه في قوله: "ابن سعيد".

قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 15) بعد أن ذكر ما تقدَّم: "إن كان هو (ابن عليّ)، فهو ثقة معروف، واسمه (محمد بن عليّ بن مِهْرَان)، وكان من أصحاب أحمد. ولكن قد رواه الخطيب في ترجمة (حَمْدَان بن سعيد البغدادي) من "تاريخه"، فترجَّحت رواية ابن مَنْدَه. ونقل -يعني الخطيب- عن البَرْقَاني أنَّ الأَزْدِيّ قال: تفرَّد به أبن نُمَيْر

(1)

. قلت -القائل ابن حَجَر-: ابن نُمَيْر من كبار الثقات".

وقال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(3/ 209) بعد أن ساق حديث ابن عمر بإسناد الخطيب المتقدِّم: "وهذا منكر جدًّا من حديث نافع عن ابن عمر، لا يصحُّ أصلًا".

والحديث رواه أبو داود في الخَرَاج، باب في اتخاد الكاتب (3/ 348) رقم (2935)، والنَّسائي في "التفسير"(2/ 47) رقم (355)، وابن جَرير الطبري في "تفسير"(17/ 78) -ط دار المعرفة في بيروت-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 126)، وابن أبي حاتم في "التفسير" -كما في "تفسير ابن كثير"

(1)

وتتمة عبارة أبي الفتح الأَزْدِيّ كما في "تاريخ بغداد"(8/ 175): "إنْ صَحَّ".

ص: 273

(3/ 209) -، من طريق يزيد بن كعب، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجَوْزَاء

(1)

، عن ابن عبَّاس قال:"السِّجِلُ كاتبٌ، كان للنبيِّ صلى الله عليه وسلم".

وعزاه في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 684) إلى ابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، وابن مَنْدَه في "المعرفة"، وابن مَرْدُوْيَه، والبيهقي في "سننه" وصحَّحه.

ولم أقف على تصحيح البيهقي له في "السنن".

أقول: في إسناده (يزيد بن كعب العَوْذي البَصْري)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 271). كما ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 286)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان" (4/ 438):"لا يُدْرَى من ذا أصلًا". وساق له حديثه هذا. وترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 370) وقال: "مجهول، من السادسة"/ د س. كما ترجم له في "التهذيب"(11/ 355 - 356) وذكر حديثه هذا، وقال: ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". ولم يذكر فيه توثيقًا لغيره. وتوثيق الإمام ابن حِبَّان للمجاهيل مشهور عند أهل العلم.

وقد روى أبو حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 209) -، والنَّسَائي في "التفسير"(2/ 77) رقم (356)، من طريق نوح بن قيس، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجَوْزَاء، عن ابن عبَّاس أنَّه قال في قوله تعالى:{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [سورة الأنبياء: الآية 104]، قال: السِّجِلُّ: هو الرَّجُلُ.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 684) إلى ابن جرير، وابن مَرْدَوْيَه، وابن عساكر أيضًا. وزاد ابن مَرْدُوْيَه: والسِّجِلُّ هو الرَّجُلُ بلغة الحبشة.

(1)

واسمه: (أَوْس بن عبد اللَّه الرَّبَعي)، قال عنه في "التقريب" (1/ 86):"يرسل كثيرة، ثقة، من الثالثة"/ ع.

ص: 274

وروى ابن عدي في "الكامل"(7/ 2662) -في ترجمة (يحيى بن عمرو بن مالك النُّكْري البَصْري) -، من طريق يحيى بن عمرو النُّكْرِيّ هذا، عن أبيه، عن أبي الجَوْزَاء، عن ابن عبَّاس قال:"كان للنبيِّ صلى الله عليه وسلم كاتب يُسمَّى السِّجِلّ، وهو قوله {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [سورة الأنبياء: الآية 104]- قال: كما يطوي السِّجِلُّ الكتابَ، كذلك نطوي السماء".

قال ابن عدي: غير محفوظ.

ومن هذا الطريق، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 170 - 171) رقم (12790)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 126)، دون قوله:"كما يطوي السِّجِلُّ الكتاب .. . . ".

أقول: (يحيى بن عمرو بن مالك النُّكْرِيّ) ترجم له في "التقريب"(2/ 354) وقال: ضعيف. ويقال إنَّ حمَّاد بن زيد كذَّبَهُ". وانظر أقوال العلماء فيه: في "الكامل" (7/ 2662)، و"التهذيب" (11/ 259 - 260).

وقد عزا السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 684) رواية ابن عدي إلى ابن المنذر وابن عساكر أيضًا. وفاته عزوه للبيهقي.

وقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه اللَّه تعالى في "تفسيره"(17/ 79): "لا يُعْرَفُ لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب اسمه السِّجِلّ، ولا في الملائكة مَلَكٌ ذلك اسمه".

وقال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(3/ 209 - 210): "ما تقدَّم عن ابن عبَّاس من رواية أبي داود وغيره لا يصحُّ أيضًا، وقد صرَّح جماعة من الحُفَّاظ بوضعه، وإن كان في "سنن أبي داود"، منهم: شيخنا الحافظ الكبير أبو الحجَّاج المِزِّيّ. . . وقد أفردت لهذا الحديث جزءًا على حدته وللَّه الحمد. وقد تصدى الإمام أبو جعفر بن جرير، للإِنكار على هذا الحديث، وردَّه أتمَّ ردٍّ وقال: لا يُعْرَفُ في الصحابة أحدٌ اسمه (السِّجِلّ)، وكُتَّابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم معروفون،

ص: 275

وليس فيهم أحدٌ اسمه (السِّجِلّ)، وصدق رحمه الله في ذلك، وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث. وأَمّا مَنْ ذكره في أسماء الصحابة فإنما أعتمد على هذا الحديث لا غيره، واللَّه أعلم".

وقال رحمه الله أيضًا في "البداية والنهاية"(5/ 347): "وقد عرضت هذا الحديث على شيخنا الحافظ الكبير أبي الحجَّاج المِزِّيّ فأنكره جدًّا، وأخبرته أنَّ شيخنا العلّامة أبا العبّاس ابن تيمية كان يقول: هو حديث موضوع، وإن كان في "سنن أبي داود". فقال شيخنا المِزِّيّ: وأنا أقوله".

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ رحمه الله في رسالته: "مسائل في طلب العلم وأقسامه" ص 206 - 207، عند ذكره لما ينبغي على طالب العلم معرفته من الحديث وما يُكْرَهُ له من ذلك:"وَقِسْمٌ يُكْرَهُ حفظه لضعفه وأطِّراحه: كـ "فضل قَزْوين"، وحديث "أنا دار العلم"، وحديث ابن عبَّاس في حفظ القرآن. وأنَّ السِّجِلَّ اسم كاتب الوحي، وما أشبه ذلك من الموضوعات".

وقال الإمام ابن قَيِّم الجَوْزِيِّة في "تهذيب سنن أبي داود"(4/ 196 - 197): "سمعت شيخنا أبا العبَّاس بن تيمية يقول: هذا الحديث موضوع، ولا يُعْرَفُ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كاتب اسمه (السِّجِلّ) قطّ. وليس في الصحابة من اسمه (السِّجِلّ)، وكُتَّابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم معروفون، لم يكن فيهم من يقال له (السِّجِلّ). قال: والآية مَكِّيَّة، ولم يكن لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كاتب بمكَّة. والسِّجِلُّ هو الكِتَابُ المَكْتُوبُ، واللام في قوله "للكتاب" بمعنى (على)، والمعنى: نطوي السماء كَطَيِّ السِّجِلِّ على ما فيه من الكتابِ".

وقال ابن كثير في "تفسيره"(3/ 210): "والصحيح عن ابن عبَّاس أنَّ السِّجِلَّ هي الصحيفة، قاله عليّ بن أبي طلحة والعَوْفي عنه. ونصَّ على ذلك مجاهد وقَتَادَة وغير واحد. واختاره ابن جرير لأنَّه المعروف في اللغة، فعلى هذا يكون

ص: 276

معنى الكلام: يوم نطوي السماء كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتاب، أي على الكتاب، بمعنى المكتوب".

وقال العلَّامة السَّهَارَنْفُورِيّ في "بذل المجهود في حَلِّ أبي داود"(14/ 224): "وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: "السِّجِلُّ في هذا الموضع: الصحيفة، لأنَّ ذلك هو المعروف في كلام العرب، ولا يُعْرَفُ لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب كان اسمه (السِّجِلّ)، ولا في الملائكة مَلكٌ ذلك اسمه".

وقال الإمام ابن الأثير في "أُسْدِ الغابة"(2/ 326) في ترجمة (سجل): "مجهول". وذكر حديث ابن عمر وقال: "هذا غريب تفرَّد به حَمْدان بن سعيد عن ابن نُمَيْر عن عبيد اللَّه بن نافع، أخرجه ابن مَنْدَه وأبو نُعَيْم".

غير أنَّ الحافظ ابن حَجَر رحمه الله يذهب إلى صحَّة هذا الحديث بمجموع طرقه، ونصُّ كلامه كما في "الإصابة"(2/ 15) في ترجمة (سجل) بعد أن ذكر روايات حديث ابن عبَّاس -عدا رواية ابن عدي-، وابن عمر:"فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع. نعم ورد ما يخالفه، فأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أنَّ (السِّجِلَّ): مَلَكٌ. . . . ".

أقول: وكلام الحافظ مدفوع بما تقدَّم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1203 -

أنبأنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أنبأنا محمد بن إبراهيم بن حَمْدَان العَاقُولي القاضي، حدَّثنا جَدِّي أبو جعفر بن حَمْدَان بن إبراهيم بن يونس -سنة تسع وتسعين ومائتين-، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا وُهَيْب، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم بن مُخَيْمَرَة،

عن أبي سعيد الخُدْري أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يُصَلَّى على القَبْرِ، أو يُقْعَدَ عليه، أو يُبْنَى عليه.

ص: 277

(8/ 176) في ترجمة (حَمْدَان بن إبراهيم بن يونس أبو جعفر، المعروف بابن يَنْظَر)

(1)

.

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح مروي من أوجه أخرى.

ففيه انقطاع بين (القاسم بن مُخَيْمَرَة) وبين (أبي سعيد الخُدْري)، فإنَّ القاسم لم يسمع منه. قال ابن مَعِين في "تاريخه" (2/ 483):"لم أسمع أنه سمع من أحد من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم". وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 41): "والقاسم بن مُخَيْمَرَة لم يسمع من أبي سعيد". وترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(5/ 307) في طبقة التابعين، ثم ترجم له في (7/ 332) منه، في طبقة أتباع التابعين، وقال:"ليس يصحُّ له عندي عن أبي موسى سماع، ولذلك أدخلناه في هذه الطبقة".

وصاحب الترجمة (حَمْدَان بن إبراهيم أبو جعفر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 297) رقم (1020)، عن العبَّاس بن الوليد النَّرْسِيّ، عن وُهَيْب به.

قال في "المجمع"(3/ 61): "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".

أقول: روى ابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور. . . (1/ 498) رقم (1564) ما يتعلق بالنهي عن البناء على القبور فقط. رواه عن محمد بن عبد اللَّه الرَّقَاشي، عن وُهَيْب

(2)

، به.

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "نيطرا"، بالطاء المهملة. والتصويب من "اللباب" لابن الأثير (3/ 341 - 342).

(2)

تَصَحَّفَ في "السنن" لابن ماجه إلى: "وهب". وهو: (وُهَيْب بن خالد بن عَجْلان الباهلي). قال عنه في "التقريب"(2/ 329): "ثقة ثَبْت، لكنه تغيَّر قليلًا بأَخَرَةٍ". وانظر "التهذيب"(11/ 169 - 170) للتوسع في ترجمته.

ص: 278

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 41): "هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنَّه منقطع، القاسم بن مُخَيْمَرَة لم يسمع من أبي سعيد".

أمَّا قول محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ الفاضل حسين الأسد، عن حديث أبي يعلى:"إسناده صحيح"، فإنه موضع نظر. ولم يتنبه إلى الانقطاع المذكور، مع أنه نقل قول البُوصِيري السابق دون قوله:"إنَّه منقطع"، وذلك لاعتماده على حاشية سنن ابن ماجه، دون الرجوع إلى "مصباح الزجاجة"، فإنَّ كلام البُوصِيري الذي في حاشية سنن ابن ماجه قد سقط منه ما يتعلق بأمر انقطاعه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث صحيح روي من أوجه أخرى، انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(1/ 277) و (2/ 126)، و"جامع الأصول"(11/ 145 - 146 و 158 - 160)، و"مجمع الزوائد"(3/ 61).

ومن ذلك: ما رواه مسلم في الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه (2/ 667) رقم (970)، وغيره، عن جابر بن عبد اللَّه قال:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُجَصِّصَ القَبْرُ، وأن يُقْعَدَ عليه، وأن يُبْنَى عليه".

كما أنه روى في الجنائز أيضًا، في باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (2/ 668) رقم (972) عن أبي مَرْثَد الغَنَويّ مرفوعًا:"لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلُّوا إليها".

* * *

1204 -

أنبأنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشَّافعي، أنبأنا حَمْدَان بن عليّ بن حَمْدَان بن عليّ أبو جعفر الأَنْبَاري، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان مُطَيَّن، حدَّثنا العلاء بن عمرو، حدَّثنا يحيى بن بُرَيْد

(1)

الأَشْعَري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع، وفي "السنن الكبرى" للبيهقي (10/ 88) إلى:"يزيد". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 279

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا جَلَسَ القَاضِي في مَجْلِسِهِ، هَبَطَ عليه مَلَكَانِ يُسَدِّانِهِ، ويُرْشِدَانِهِ، ويوَفِّقَانِهِ، فإذا جَارَ عَرَجَا وتَرَكَاهُ".

(8/ 176) في ترجمة (حَمْدَان بن عليّ بن حَمْدَان الأَنْبَاري أبو جعفر).

مرتبة الحديث:

منكر.

ففيه (يحيى بن بُرَيْد بن عبد اللَّه بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأَشْعَري أبو بُرْدَة) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 640 - 641) وقال: "ضعيف الحديث".

2 -

"الجرح والتعديل"(9/ 131 - 132) وفيه عن ابن نُمَيْر: "ما يسوي تَمْرَةً". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث ليس بالمتروك، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 254) وقال: "يُغْرِبُ ويُخطئ".

4 -

"الكامل"(7/ 2681 - 2682) وفيه عن أحمد: "ضعيف الحديث". وذكر له ابن عدي بعض حديثه الذي أُنْكِرَ عليه.

5 -

"تاريخ بغداد"(14/ 119 - 120) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "روى أحاديث منكرة". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ليس بالقويِّ في الحديث". وقال صالح جَزَرَة: "ضعيف الحديث، يروي عن جدِّه أحاديث مناكير".

كما أنَّ في إسناده (العلاء بن عمرو الحَنَفي الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(6/ 359) وفيه عن أبي حاتم وقد سأله ابنه عنه فقال: "ما رأينا إلَّا خيرًا".

ص: 280

2 -

"المجروحين"(2/ 185) وقال: "شيخ يروي عن أبي إسحاق الفَزَاري العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 504) وقال: "ربما خالف".

4 -

"الميزان"(3/ 103) وقال: "متروك". وصُحِّفَ فيه (عمرو) إلى (عمر).

5 -

"اللسان"(4/ 185 - 186) وفيه عن الأَزْدِيّ: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال النَّسَائي: "ضعيف". وقال صالح جَزَرَة: "لا بأس به".

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (حَمْدَان بن عليّ بن حَمْدَان الأَنْبَاري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 88)، والخطيب في "تاريخه"(14/ 120)، كلاهما من طريق إبراهيم بن سليمان البُرُلُّسِيّ، عن العلاء بن عمرو، به.

وقال الخطيب عقبه نقلًا عن صالح بن محمد جَزَرَة: "ليس له أصل، ابن جُرَيْج لا يَحْتَمِلُ هذا".

وعن الخطيب من طريقه هذا، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 271 - 272)، والذَّهَبِيّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 365 - 366) -في ترجمة (يحيى بن بُرَيْد الأَشْعَري) -.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (يحيى بن بُرَيْد)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه، مع ما تقدَّم عن صالح جَزَرَة.

وقال الذَّهَبِيُّ: "هذا منكر".

* * *

ص: 281

1205 -

أنبأنا حَمْدَان بن سلمان، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِيّ قال: سمعت أبا خالد الأحمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطاء بن السَّائِب، عن أبيه،

عن عبد اللَّه بن عمرو، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الخَيْرُ كثيرٌ، وقَلِيلٌ فَاعِلُهُ".

(8/ 176 - 177) في ترجمة (حَمْدَان بن سلمان بن حَمْدَان الطَّحَّان أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (528).

كما أنَّ فيه (عطاء بن السَّائِب) وهو ثقة إلَّا أنه اختلط بأَخَرَةٍ، فمن سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومن سمع منه بعد اختلاطه لم يكن بشيء. و (إسماعيل بن أبي خالد الأَحْمَسِي البَجَلِي) الراوي عنه، لم أقف على من ذكره مع الذين سمعوا منه قبل اختلاطه. انظر "الكواكب النَّيِّرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" لابن الكَيَّال ص 319 - 334.

أمَّا قول محقق "مجمع البحرين"(1/ 188): بأن الإمام أحمد قد صرَّح بأنَّ إسماعيل سمع منه بعد الاختلاط كما ذكره في "التهذيب"(7/ 204)، فإنَّه موضع نظر. فـ (إسماعيل) الذي صرَّح أحمد بأنه سمع منه بعد الاختلاط، إنما هو (إسماعيل بن عُلَيَّة) كما نصَّ عليه في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 333) عند نقله لذلك عن الإمام أحمد، وليس بـ (إسماعيل بن أبي خالد الأَحْمَسِيّ). والحمد للَّه على توفيقه.

ص: 282

و (أبو خالد الأحمر) هو (سليمان بن حَيَّان الأَزْدِي الكوفي): إمام حافظ صدوق، خرَّج له الستة، وتوفي عام (190 هـ)، وله بضع وسبعون سنة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(11/ 394 - 398)، و"السِّيَر"(9/ 19 - 21)، و"التهذيب"(4/ 181 - 182)، و"التقريب"(1/ 323).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصْبَهَان"(1/ 203)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1130) -في ترجمة (سليمان بن حَيَّان أبو خالد الأحمر) -، من طريق أحمد بن عِمْرَان الأَخْنَسِي، عن أبي خالد الأحمر، به.

قال ابن عدي: "لا أعلم يرويه عن إسماعيل غير أبي خالد الأحمر".

ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 22) رقم (40)، عن حسين الأَحْوَل، عن أبي خالد الأحمر، به. ولفظه عنده:"الخيرُ كثيرٌ ومَنْ يَعْمَلْ به قليلٌ".

وبلفظ ابن أبي عاصم، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين عن زوائد المعجمين"(1/ 187 - 188) رقم (189) -، عن محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، عن حسين بن عبد الأوَّل، عن أبي خالد الأحمر، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 125) بعد أن عزاه له: "فيه الحسين بن عبد الأوَّل وهو ضعيف".

أقول: (حسين بن عبد الأوَّل النَّخَعي الأَحْوَل) كذَّبه ابن معين. وستأتي ترجمته في الحديث التالي رقم (1206).

وقد وَهِمَ الشيخ الألباني حفظه المولى في تعليقه على كتاب "السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 22) عندما قال: "وحسين الأحول، هو الحسين بن ذَكْوَان المُعَلِّم البَصْري المُكْتِب، ثقة من رجال الشيخين. . . "، وذلك من وجوه:

ص: 283

الأول: أنَّ (حسين الأحول) إنما هو (حسين بن عبد الأوَّل النَّخَعِيّ أبو عبد اللَّه الكوفي الأحول) كما في "الثقات" لابن حِبَّان (8/ 187).

الثاني: أنَّ أحدًا ممن ترجم لـ (الحسين بن ذكوان المُعَلِّم المُكْتِب العَوْذِيّ البَصْرِي) لم يذكر لقب (الأحول) في سياق ترجمته.

الثالث: أنَّ (أبا خالد الأحمر)، هو ممن يروي عن (حسين بن ذَكْوَان المعلِّم)، وليس العكس؛ مع احتمال رواية السابق عن اللاحق، لكن لم أر من ذكر ذلك. انظر "تهذيب الكمال"(6/ 372 - 373) و (11/ 394 - 396)، و"السابق واللاحق" للخطيب البغدادي ص 215.

وقد تابعه على وَهَمِهِ هذا، محقق "مجمع البحرين"(1/ 188) ناقلًا لكلام الشيخ الألباني السابق، معتبرًا أنَّ (حسين الأحول) قد تابع (حسين بن عبد الأوّل)! وهما واحد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1206 -

أنبأنا إبراهيم بن مَخْلَد، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيمي، حدَّثنا حَمْدُون السِّمْسَار، حدَّثنا الحسين بن عبد الأوَّل، حدَّثنا أبو خالد سليمان بن حَيَّان، حدَّثنا شُعْبَة، عن يزيد بن خُمَيْر

(1)

، عن حَبِيب بن عبيد،

عن عَوْف بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكم والذُّنُوبَ التي لا تُغْفَرُ، فمن غلَّ شيئًا أتى به يوم القيامة، وآكل الرِّبا فإنَّه يُبْعَثُ يوم القيامة مجنونًا يتخبَّط".

(8/ 178 - 179) في ترجمة (حَمْدُون بن أحمد بن سَلْم السِّمْسَار أبو جعفر).

(1)

صُحِّفَ في "المعجم الكبير"(18/ 60) إلى "حمير" بالحاء المهملة. والتصويب من "تاريخ ابن مَعِين"(2/ 669)، وغيره.

ص: 284

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (الحسين بن عبد الأوَّل النَّخَعِيّ أبو عبد اللَّه الكوفي الأَحْول) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 459 رقم (750) وقال: "لم يكن بثقة".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 59) وفيه عن أبي حاتم: "تكلَّم النَّاس فيه". وقال أبو زُرْعَة: "رون أحاديث لا أدري ما هي، ولست أحدَّث عنه".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 187).

4 -

"الميزان"(1/ 539) وقال: "كَذَّبه ابن مَعِين".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 60) رقم (110)، من طريق الحسين بن عبد الأوَّل، عن أبي خالد سليمان بن حَيَّان الأحمر، به. وعنده في آخره، ثم قرأ:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [سورة البقرة: الآية 275].

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 119) بعد أن عزاه له: "وفيه الحسين بن عبد الأوَّل، وهو ضعيف".

وعزاه في "كنز العمَّال"(16/ 24) رقم (43670) إلى الدَّيْلَمِيّ.

ولم أجده في "الفردوس" له. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

ص: 285

1207 -

أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، أنبأنا حفص بن عمر قال: حدَّثني ابن جُرَيْج،

وأنبأنا محمد بن أحمد بن رِزْق -واللفظ لحديثه-، حدَّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا محمد بن الفَرَج الأَزْرَق، حدَّثنا حفص بن عمر الحَبَطي الرَّمْلِي، حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قولوا خيرًا، قولوا سبحان اللَّه وبحمده، فبالواحدة عشرة، وبالعشرة مائة، وبالمائة ألف، ومن زاد زاده اللَّه، ومن استغفر غَفَرَ اللَّه له. ومن حالت شفاعته دون حَدٍّ من حدود اللَّه فقد ضادَّ اللَّه في ملكه، ومن أعان على خصومةٍ من غير عِلْمٍ كان في سَخَطِ اللَّه حتى ينزع، ومن بَهَتَ مؤمنًا أو مؤمنةً حبسه اللَّه في رَدْغَةِ الخَبَال حتى يأتي -يعني يخرج- مما قال، ومن مات وعليه دَيْنٌ أُخِذَ من حسناته، ليس ثَمَّ دينار ولا دِرْهَم. حافظوا على ركعتي الفجر فإنَّ فيها رَغَبَ الدَّهر".

(8/ 200 - 201) في ترجمة (حفص بن عمر بن أبي القاسم الحَبَطِيّ الرَّمْلِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه صاحب الترجمة (حفص بن عمر بن أبي القاسم الحَبَطِيّ الرَّمْلِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ" لابن مَعِين (2/ 121) وقال: "كان جار السَّهْمِيّ، ليس بشيء".

2 -

"الكامل"(2/ 795 - 796) وقال: "ليس له إلَّا اليسير من الحديث، وأحاديثه غير محفوظة".

ص: 286

3 -

"تاريخ بغداد"(8/ 200 - 201) وفيه عن ابن مَعِين: "لم يكن بثقة ولا مأمون، أحاديثه أحاديث كذب".

4 -

"الميزان"(1/ 562 - 563) وفيه عن الأَزْدِيّ: "متروك".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 796) -في ترجمة (حفص بن عمر الحَبَطي) - عن أبي عَرُوبَة، عن عبد القدوس بن محمد العطَّار، عن حفص الحَبَطي، به.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "روى هذا الحديث همَّام بن يحيى، وداود بن الزِّبْرِقَان، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء الخُرَاسَاني، عن ابن عمر".

والشطر الأول من الحديث إلى قوله: "ومن استغفر غَفَرَ اللَّه له"، رواه بنحوه التِّرْمِذِيّ في الدعوات، باب رقم (61)(5/ 513) رقم (3470)، من طريق داود بن الزِّبْرِقان، عن مَطَر الورَّاق، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. وقال:"حديث حسن غريب"! ! .

أقول: في إسناده (داود بن الزِّبْرِقان الرَّقَاشي) وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (167).

كما أنَّ في إسناده (مَطَر بن طَهْمَان الورَّاق) قال الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 252): "صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).

غريب الحديث:

قوله: "حبسه اللَّه في رَدْغَة الخَبَال" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 215): "جاء تفسيرها في الحديث "أنها عصارة أهل النار"، والرَّدغة بسكون الدال وفتحها: طين ووحل كثير، وتجمع على رَدَغ ورِدَاغ".

ص: 287

وقال في (2/ 8) منه: "والخَبَال في الأصل: الفسادُ، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول".

* * *

1208 -

أنبأنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح، حدَّثنا محمد بن غالب بن حَرْب، حدَّثنا حفص بن عمر -ويعرف بالكَفْر، كتبت عنه في طاق الحَرَّاني-، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يا أُمَّ هَانِئٍ، اتَّخَذِي غَنَمًا، فإنَّها تَغْدُو وتَرُوحُ بِخَيْرٍ".

(8/ 202) في ترجمة (حفص بن عمر بن حَكِيم، يُلَقَّبُ بالكَفْر، ويقال: الكَبْر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث أُمِّ هانئ رضي الله عنها بنحوه.

ففيه صاحب الترجمة (حفص بن عمر بن حَكِيم الملقَّب بالكَفْر)، وهو واهٍ حدَّث بأباطيل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (536).

التخريج:

رواه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 563) في ترجمة (حفص) هذا، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وذكر المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 72) أنَّ الرَّافِعِيَّ رواه عن عائشة بلفظ: "اتخذوا الغنم فإنَّها بركة".

وقد روى ابن ماجه في التجارات، باب اتخاذ الماشية (2/ 773) رقم (2304)، عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن وكيع، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن أُمِّ هَانِئٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها:"اتَّخِذِي غَنَمًا فإنَّ فيها بَرَكَةً".

ص: 288

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 40): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أُمِّ هانئٍ أيضًا. ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مسنده" هكذا، ورواه أبو يعلى المَوْصِلِي في "مسنده" عن ابن نُمَيْر عن أبي معاوية عن هشام فذكره".

وهو عند أحمد في "المسند"(6/ 342 - 343) من طريق مَعْمَر، عن أبي عثمان الجَحْشِيّ، عن موسى أو فلان بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، عن أُمِّ هانئ قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اتَّخِذِي غنمًا يا أُمَّ هانئٍ فإنَّها تَرُوحُ وتَغْدُو بخيرٍ".

قال في "المجمع"(4/ 66): "رواه أحمد وفيه موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة ولم أعرفه".

أقول: (موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة) ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 271 وقال: "استدركهـ شيخنا الهيثمي". ثم ذكر الحديث ولم يذكر فيه شيئًا. وقال محقق "تعجيل المنفعة": إنَّ في الأصل بياضًا.

و(أبو عثمان الجَحْشِيّ) ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" في الكُنَى ص 330 ولم يذكر له اسمًا، كما أنه لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، واكتفى بقوله:"عن موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، وعنه مَعْمَر، حديثه في مسند أُمِّ هانئ من "مسند أحمد" في اتخاذ الغنم".

أقول: (أبو عثمان الجَحْشِيّ) هذا، هو (سعيد بن عبد الرحمن بن جَحْش الجَحْشِي، حِجَازي)، ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" (4/ 286). وقال النَّسَائي:"ليس به بأس"، وخرَّج له البخاري في "الأدب المفرد"، كما في "تهذيب الكمال" (10/ 525). وقال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 300):"صدوق". فالحمد للَّه على توفيقه.

ص: 289

أمَّا قول الشيخ الألباني في "الصحيحة"(2/ 418) -بعد أن ذكر حديث الخطيب من طريقه المتقدِّم-: "أورده في ترجمة حفص هذا، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا". فإنَّه وَهَمٌ، حيث إنَّ الخطيب قد نقل في آخر ترجمته عن ابن عدي قوله:"حدَّث عن عمرو بن قيس المُلَائي عن عطاء عن ابن عبَّاس أحاديث بواطيل". وقد ترجم له غير واحد كما سبق في حديث (536).

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 949) إلى الخطيب فحسب.

* * *

1209 -

أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِيّ، حدَّثنا عليّ بن حَرْب الطَّائِي، حدَّثنا حفص بن عمر، قال: حدَّثنا عمرو بن قيس المُلَائي، عن عطاء،

عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ مائة آيةٍ في ليلةٍ لم يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، ومَنْ قَرَأَ مائتي آيةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ ثلثمائة آيةٍ كُتِبَ مِنَ القَائِمِينَ، وَمَنْ قَرَأَ أربعمائة آية كُتِبَ له قِنْطَارٌ، والقِنْطَارُ مائة مِثْقَالٍ، والمِثْقَالُ عشرون قِيراطًا، القِيرَاطُ مثل أُحُدٍ".

(8/ 202) في ترجمة (حفص بن عمر بن حَكِيم، يُلَّقب بالكَفْر، ويقال: الكَبْر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (حفص بن عمر بن حَكِيم) وهو واهٍ حدَّثَ بأباطيل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (536).

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 156) رقم (2008)، وابن عدي في

ص: 290

"الكامل"(2/ 794 - 795) -في ترجمة (حفص بن عمر بن حَكِيم) -، من طريق عليّ بن حَرْب، عن حفص بن عمر، به.

قال ابن عدي: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، لا يرويه إلَّا حفص بن عمر بن حكيم وهو مجهول.

وقال الخطيب عقب روايته له: قال أبو الحسن الدَّارَقُطْنيُّ: "تفرَّد به عليّ بن حرب عن حفص بن عمر، عن عمرو بن قيس".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 104 - 105) من ذات الطريق السابق مختصرًا، وقال: هذا حديث لا يصحُّ. قال يحيى: عمرو بن قيس لا شيء. وحفص بن عمر أيضًا ضعيف".

أقول: إعلال ابن الجَوْزي الحديث بـ (عمرو بن قيس)، ونقله عن يحيى قوله فيه:"لا شيء"، موضع نظر. لأنَّ (عمرو بن قيس) في الإسناد، هو (المُلَائي الكوفي أبو عبد اللَّه) كما صُرِّح به عند الخطيب، وهو "ثقة متقن عابد" كما في "التقريب"(2/ 77)، وقد ترجم له في "التهذيب"(8/ 92 - 93) ونقل توثيق الأئمة له ومنهم ابن مَعِين. ولم يَذْكُرْ عن أحدٍ جرحه له.

أمَّا إعلاله بـ (حفص بن عمر) فمستقيم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1210 -

أنبأنا هلال بن محمد الحفَّار، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش القَطَّان، حدَّثنا حفص بن عمرو الرَّبَالي، حدَّثنا سهل بن زياد، حدَّثنا سليمان التَّيْمِيّ،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا نُودي بالصَّلاةِ، فُتِحَتْ أبوابُ السَّمَاءِ، واسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ".

(8/ 204) في ترجمة (حفص بن عمرو بن رَبَال الرَّقَاشي أبو عمر، المعروف بالرَّبَالي).

ص: 291

مرتبة الحديث:

صحيح لغيره. وقد صحَّح الدَّارَقُطْنِيّ وَقْفَهُ.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا شيخ الخطيب (هلال بن محمد الحفَّار) فإنَّه ترجم له في "التاريخ" (14/ 75) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا".

وعدا (سهل بن زياد أبو زياد) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(4/ 102 - 103) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال: "سمع داود بن أبي هند، يُعَدُّ في البصريين روى عنه بشر بن يوسف".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 197) وزاد في نسبه (الطَّحَّان)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكر أنَّ أحمد روى عنه.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 291) وقال: "من أهل البَصْرَة، يروي عن داود بن أبي هند، روى عنه بشر بن يوسف".

4 -

"الميزان"(2/ 237)، وقال:"ما ضعَّفوه، له ترجمة في "تاريخ الإِسلام"".

5 -

"ديوان الضعفاء" للذَّهَبِيِّ ص 136 رقم (1806) وقال: "صدوق فيه لِيْنٌ".

6 -

"اللسان"(3/ 118) وفيه: "قال الأَزْدِيُّ: (سهل بن زياد الطَّحَّان أبو زياد) عن سليمان التَّيْمِيّ وطبقته، منكر الحديث".

وذكر ابن حَجَر: في ترجمته أنَّ ابن حِبَّان قد ترجم له في "ثقاته" باسم (سهل بن زياد)، وقال -يعني ابن حَجَر-:"فالظاهر أنَّه هو".

أقول: بل هو صاحب الترجمة، فالذي في "الثقات" هو ما ذكره البخاري وأبو حاتم في ترجمته.

ص: 292

وقد تابعه (يزيد الرَّقَاشي) كما سيأتي، وهو إن كان ضعيفًا، لكن متابعته هذه تجبر الضعف اليسير لسهل بن زياد. فضلًا عن وروده من طريق صحيح موقوفًا على أنس كما سيأتي، فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 119 - 220) رقم (4072)، والضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(6/ 116) رقم (2169)، من طريق إبراهيم بن الحجَّاج، عن سهل بن زياد، به.

ورواه الضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(6/ 165 - 166) رقم (2168 و 2170)، من طريق حفص بن عمرو الرَّبَالي، عن سهل بن زياد، به، وقال:"قال الدَّارَقُطْنيُّ: رواه أَسِيد بن زيد، عن ابن المبارك، عن سليمان التَّيمْي، عن قَتَادَة، عن أنس، وذَكَرَ جماعةٌ: أنهم رووه عن التَّيْمِي، عن قَتَادَة، عن أنس، موقوفًا. قال: والصحيح الموقوف".

والرواية الموقوفة هذه، رواها النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 169 رقم (72)، من طريق سليمان التَّيْمي، عن قتادة، عن أنس موقوفًا عليه.

أقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومِثْلُهُ لا يقال بالرأي، فيأخذ حكم الرفع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 282 رقم (2106)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 308)، من طريق الرَّبيع بن صَبِيح، عن يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي، عن أنس، به.

لكن لفظ أوله عند أبي نُعَيْم: "إذا أُذِّنَ بالأَذَانِ. . . . ".

ص: 293

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 142 - 143) رقم (4109)، عن زهير بن حَرْب، عن وكيع، عن أبي العُمَيْس عُتْبَة بن عبد اللَّه، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إذا أَذَّنَ المُؤذِّنُ فُتِحَتْ أبوابُ السَّمَاءِ فلا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بين الأَذَانِ والإِقَامَةِ".

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 54) من طريق المَسْعُودي وأبي العُمَيْس، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ الخطيب.

أقول: في إسناده عندهم (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

* * *

1211 -

أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، أنبأنا أحمد بن محمد بن عَبْدُوس الطَّرَائِفِي، أنبأنا معاذ بن نَجْدَة القُرَشي، حدَّثنا خلَّاد بن يحيى، حدَّثنا عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، عن عِكْرِمَة، عن الحارث بن عَمِيْرَة،

عن سلمان الفارسي قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ الأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تَعَارَفَ منها ائْتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اخْتَلَفَ".

(8/ 2206) في ترجمة (الحارث بن عَمِيْرَة الزُّبَيْدِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر الزُّهْرِيّ مولاهم، أبو مسعود الجَرَّار الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 239) وقال: "ليس بشيء".

ص: 294

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 74) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 165 رقم (401) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(6/ 26 - 27) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث شبه المتروك". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف جدًّا".

5 -

"المجروحين"(2/ 156 - 157) وقال: "كان ممن يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات حتى إذا سمعها المبتدئُ في هذه الصناعة علم أنَّها معمولة".

6 -

"الكامل"(5/ 1953 - 1954) وقال: "عامّة أحاديثه ممَّا لا يتابعه عليها الثقات".

7 -

"تاريخ بغداد"(11/ 68 - 70) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء كذَّاب". وقال ابن المَدِيني: "ضعيف ليس بشيء". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وقال ابن عمّار: "ضعيف".

8 -

"التقريب"(1/ 465) وقال: "متروك، وكذَّبه ابن مَعِين، من السابعة، مات بعد الستين -يعني ومائة-"/ ق.

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 324 - 325) رقم (6172)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 198)، من طريق المُعَافَى بن عِمْران، عن عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، به، بلفظ:"الأرواح جنود مجنَّدة، فما تعارف منها في اللَّه ائتلف، وما تناكر منها في اللَّه اختلف". في قِصَّةٍ ذكراها.

ورواه الطبراني في "الكبير"(6/ 323) رقم (6169)، و"الأوسط"(2/ 346) رقم (1600)، من طريق محمد بن عبد اللَّه بن عُلاثَةَ، عن الحجَّاج بن

ص: 295

فُرَافِصَة

(1)

، عن أبي عمر

(2)

، عن سليمان مرفوعًا بلفظ الخطيب.

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 273): "رواه الطبراني بأسانيد ضعيفة".

وقال في (8/ 88) منه: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بأسانيد باختصار، وفي إسناد هذا عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وهو متروك. وفي بقيتها الحَجَّاج بن فُرَافِصَة وثَّقه ابن مَعِين وغيره، وفيه ضعف

(3)

. وأبو عمرو أو أبو عُمَير الراوي عن سلمان لم أعرفه، وبقية رجال أحد إسنادي الكبير ثقات".

أقول: وفي إسناد الطبراني الثاني (محمد بن عبد اللَّه بن عُلاثَةَ)، وهو صدوق يخطئ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (730).

والحديث مروي من أوجه عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(6/ 559 - 560)، و"مجمع الزوائد"(10/ 273) و (8/ 87 - 88)، و"فتح الباري"(6/ 369 - 370).

ومن ذلك: ما رواه مسلم في البر والصلة، باب الأرواح جنود مجندة (4/ 2031) رقم (2638)، وأبو داود في الأدب باب من يؤمر أن يجالس (5/ 168 - 169) رقم (4834)، وأحمد في "المسند"(2/ 295 و 527)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

* * *

1212 -

أنبأنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوانِي، أنبأنا عمر بن محمد بن

(1)

في "المعجم الأوسط": "فَرَافِصة" بفتح الفاء، وصوابه بالضم كما قيَّده ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 154) و"تبصير المنتبه"(3/ 1070) بالحروف.

(2)

في "المعجم الأوسط": "عن أبي عمير".

(3)

قال الحافظ عنه في "التقريب"(1/ 154): "صدوق عابد يَهِم". وانظر ترجمته مطوَّلًا في "تهذيب الكمال"(5/ 447 - 450).

ص: 296

عليّ الصَّيْرَفي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل المَرْوَزِيّ، حدَّثنا الحارث بن النُّعْمَان بن سالم -وكان في السوق ها هنا يباب الشَّام- قال: حدَّثني الحارث بن النُّعْمَان بن سالم -قال الحارث بن النُّعْمَان: اسم هذا الشيخ على اسمي واسم أبي واسم جدِّي- قال: دخلتُ على أنس بن مالك فرأيتُ بُرْنُسًا ودَنِّيَّةَ صُوفٍ، فسألتُهُ فقالَ:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصَّدَقَةُ تمنعُ سبعين نوعًا مِنْ أنواعِ البلاءِ، أَهْوَنُهَا الجُذَامُ والبَرَصُ".

(8/ 207 - 208) في ترجمة (الحارث بن النُّعْمَان بن سالم البزَّاز الأَكْفَانِي أبو النَّضْر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحارث بن النُّعْمَان بن سالم اللَّيْثِيّ الكوفي، ابن أخت الإِمام سعيد بن جُبَيْر) الراوي عن أنس بن مالك، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (269).

وصاحب الترجمة (الحارث بن النُّعْمَان بن سالم البزَّاز الأَكْفَانِي أبو النَّضْر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد ترجم له الحافظ في "التقريب"(1/ 144) تمييزًا، وقال:"صدوق من الثامنة". كما ترجم له في "التهذيب"(2/ 160) وفيه أنَّه قرأ بخطِّ الذَّهَبِيِّ أنَّه: "صدوق". ولم يذكر فيه سوى هذا القول. أقول: ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 445) وقال: "صدوق".

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

ص: 297

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 434) للخطيب وحده، وقال:"فيه الحارث بن النُّعْمَان منكر الحديث".

وقد ذكر الحافظ في "التهذيب"(2/ 160) في ترجمة (الحارث بن النُّعْمَان بن سالم البزَّاز الأَكْفَانِي)، الحديث، فقال:"ورُوِّينا في "فوائد" عبد العزيز، عن جعفر الخِرَقي، حدَّثنا شعيب بن محمد، حدَّثنا إسحاق، حدَّثنا إبراهيم المَرْوَزِيّ

(1)

حدَّثنا الحارث بن النُّعْمَان بن سالم، حدَّثنا الحارث بن النُّعْمَان بن سالم، قال: دخلتُ على أنس بن مالك فذكر حديثًا. قال الحارث: اسم شيخي على اسمي، واسم أبيه على اسم أبي، واسم جَدِّه على اسم جدِّي".

غريب الحديث:

قوله: "ودَنِّيَّة صُوف": قال في "القاموس" مادة (دنن) ص 1545: "دَنِّيَّةُ القاضي: قَلَنْسُوَتُهُ، شُبِّهَتْ بالدَّنِّ".

* * *

1213 -

أنبأنا بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا أبو مُرَّة الحارث بن مُرَّة بن مُجَّاعة اليَمَامي، حدَّثنا نَفِيْس،

عن عبد اللَّه بن جابر العَبْدِيّ قال: كنتُ في الوفد الذين أتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من عبد القيس -ولست منهم-، وإنَّما كنت مع أبي. قال: فنهاهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الشرب في الأوعية التي سمعتم: الدُّبَّاء، والحَنْتَم، والنَّقِير، والمُزَفَّت.

(8/ 208) في ترجمة (الحارث بن مُرَّة بن مُجَّاعة الحَنَفي اليَمَامي أبو مُرَّة).

(1)

هكذا في "التهذيب". وقارن بإسناد الخطيب.

ص: 298

مرتبة الحديث:

في إسناده (نَفِيس

(1)

البَصْري)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 128) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 510) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وفيه عن أبي حاتم: "روى عن عبد اللَّه بن جابر العَبْدِي، روى عنه أبو مُرَّة الحارث بن مُرَّة الحَنَفي".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 546).

4 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلفِ" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 2249) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

كما أنَّ في إسناده (أحمد بن جعفر بن حَمْدان القَطِيْعِي) قال عنه في "الميزان"(1/ 87): "صدوق في نفسه مقبول، تغيَّر قليلًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (193).

وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.

و(عبد اللَّه بن جابر العَبْدِيّ) رضي الله عنه، ترجم له في "الإصابة" (2/ 286) وقال:"عاش إلى أن شهد الجَمَل".

وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من وجوهٍ عِدَّة نهيه عن الانتباذ في الأوعية المذكورة.

(1)

في "الأشربة" للإمام أحمد ص 53: "يعيش"، وفي مصادر ترجمته:"نَفِيس". لكن وجدت الإِمام المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(5/ 280) عند ذكره لشيوخ (الحارث بن مُرَّة بن مُجَّاعة الحنفي) يقول: "ونَفِيس، ويقال: يعيش البصري".

ص: 299

التخريج:

رواه أحمد في كتاب "الأشربة" ص 53 رقم (113)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه البَغَوي عن أحمد من طريقه هذا. وفيه: "أنَّه حجَّ مع أبيه بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأتى الحسن بن عليّ فسلَّم عليه فرحَّب به، فسأله رجل عن نبيذ الجَرِّ، فرخَّص فيه، قال فقال له أبي: أَبَعْدَ ما نهى عنه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قد كان بعدكم رخصة".

قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 213 - 214) بعد أن ذكر ما تقدَّم: "إسناده حسن ولم أره في "مسنده" أحمد. وقد أخرجه أبو نُعَيْم، عن القَطِيْعِي، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، عن أبيه. . . وروى البَاوَرْدي من طريق النَّضْر بن شُمَيْل، عن حبيب بن أبي جويرة الطُّفَاوي، حدَّثني قيس قال: خرجت حاجًّا فلقيتُ رجلًا من عبد القيس يقال له عبد اللَّه بن جابر فقال: حججتُ مع أبي فأخذنا طريق المدينة، فقال: ألا تلم بنا بأُمِّ المؤمنين، قلت: بلى. قال فصعدنا إليها، فقال لها أبي وأنا أسمع: إنِّي كنت في الوفد الذي جاؤوا من البحرين فهل سمعتِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحدث بعدنا في الأشربة شيئًا. قالت: لا".

والنهي عن الانتباذ في الأوعية المذكورة، قد صحَّ من وجوه كثيرة انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(4/ 74)، و"جامع الأصول"(5/ 143 - 159)، و"مجمع الزوائد"(5/ 58 - 62).

وقد تقدَّم في حديث (1032) ذكر بعض تلك الوجوه الصحيحة.

غريب الحديث:

"الدُّبَّاءُ": القَرْعُ.

و"المُزَفَّتُ": الإناء يُطْلَى بالزِّفت وينتبذ فيه.

ص: 300

و"الحَنْتُم": جَرٌّ كانوا يجلبون فيه الخمر إلى المدينة، قيل: إنَّه أخضر.

و"النَّقِير": هو خشبة أو جذع يُنْقَر وينتبذ فيه.

وقد سبق شرح الغريب مطوَّلًا في حديث (10323) فانظره إن شئت.

قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 96): "تحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام ثم نُسِخَ، وهو المَذْهَبُ. وذَهَبَ مالكٌ وأحمد إلى بقاء التحريم".

* * *

1214 -

أنبأنا الحسين بن محمد بن طاهر الدَّقَّاق، أنبأنا عليّ بن عمر بن محمد الحَرْبي، حدَّثنا حامد بن شعيب البَلْخِي، حدَّثنا سُرَيْج بن يونس، حدَّثنا الحارث بن مُرَّة قال: حدَّثنا يزيد الرَّقَاشي،

عن أنس بن مالك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "عند أَذَانِ المؤذِّنِ يُسْتَجَابُ الدُّعاءُ، فإذا كانَ الإقامةُ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ".

(8/ 208) في ترجمة (الحارث بن مُرَّة بن مُجَّاعة الحَنَفِي اليَمَامي أبو مُرَّة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 142 - 143) رقم (4109)، من طريق أبي العُمَيْس عُتْبَة بن عبد اللَّه، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إذا أَذَّنَ المؤذِّنُ فُتِحَتْ أبوابُ السَّمَاءِ، فلا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بين الأَذَانِ والإِقَامَةِ".

ص: 301

وللحديث عن أنس روايات وألفاظ مختلفة. انظرها في: "المسند" لأبي يعلى رقم (1217) و (3679)، و"مجمع الزوائد"(1/ 334). وانظر حديث (1210) من هذا الكتاب.

وقد ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 47) رقم (4122) مختصرًا بلفظ: "عند أَذَانِ المؤذِّنين يستجابُ الدُّعَاءُ".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 582) إلى الخطيب فحسب.

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 365): "بَيَّض له الدَّيْلَمِيّ".

* * *

1215 -

أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا إبراهيم بن هاشم بن الحسين، حدَّثنا محمد بن المِنْهَال الضَّرِير أبو عبد اللَّه، وحارث بن سُرَيْج النَّقَّال، قالا: حدَّثنا يزيد بن زُرَيْع، حدَّثنا شُعْبَة، عن سليمان الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيَان،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّما صبيٍّ حَجَّ ثُمَّ بَلَغَ الحِنْثَ، فعليه أن يَجُجَّ حجَّةً أُخْرَى، وأيُّمَا أعرابيٍّ حَجَّ ثم هَاجَرَ، فعليه أَنْ يَحُجَّ حَجَّةً أُخْرَى، وأيُّما عَبْدٍ حَجَّ ثُمَّ أُعْتِقَ فعليه أَنْ يَحُجَّ حَجَّةً أُخْرَى".

(8/ 209) في ترجمة (الحارث بن سُرَيْج النَّقَّال الخُوَارِزْمِيّ أبو عمر).

مرتبة الحديث:

صحيح.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (الحارث بن سُرَيْج النَّقَّال الخُوَارِزْمِيّ) وهو ضعيف جدًّا كما سيأتي. ولا يضير ذلك لأنَّ الخطيب رواه عنه وعن (محمد بن المِنْهَال الضَّرِير) -وهو ثقة حافظ- في ذات الإِسناد.

ص: 302

والحارث إنَّما سرقه من محمد بن المِنْهَال الضَّرِير كما قال ابن عدي فيما سيأتي عنه.

وقد ترجم لـ (الحارث بن سُرَيْج) في:

1 -

"الجرح والتعديل"(3/ 76) وفيه عن ابن مَعِين: "تُرِكَ حديثه" وضعَّفه. وقال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زُرْعَة وترك حديثه وامتنع أن يحدِّثنا عنه".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 183).

3 -

"الكامل"(2/ 615) وقال: "ضعيف يسرق الحديث".

4 -

"تاريخ بغداد"(8/ 209 - 211) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال موسى بن هارون: "كان يُتَّهَمُ في الحديث". وقال أبو مُعْمَر القَطِيْعِي: "لو كان الحارث بن سُرَيْج في مطبخ امتلأ ذُبَّانًا". وقال الخطيب: "قد اختلف قول يحيى بن مَعِين فيه"، ثم ذكر عنه أقوالًا تتراوح بين توثيقه واتهامه.

5 -

"اللسان"(2/ 149 - 151).

و(أبو ظَبْيَان) هو (حُصَيْن بن جُنْدُب

(1)

الجَنْبِيّ الكوفي): تابعي ثقة، مجمع على صدقه، أخرَّج له أصحاب الكتب الستة، وتوفي سنة (89 هـ)، وقيل سنة (90 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(6/ 514 - 517)، و"السِّيَر"(4/ 362 - 363)، و"التهذيب"(2/ 379 - 380)، و"التقريب"(1/ 182).

التخريج:

رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 349) رقم (3050)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 481)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 325)، والطبراني في

(1)

بفتح الدال وبضمها كما في "التقريب"(1/ 134).

ص: 303

"الأوسط"(3/ 353) رقم (2752)، وابن حَزْم في "المُحَلَّى"(7/ 44)، من طريق محمد بن المِنْهَال، عن يزيد بن زُرَيْع، عن شُعْبَة، به.

وليس عند الطبراني ذكر الأعرابي.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن شُعْبَة مرفوعًا إلَّا يزيد، تفرَّد به محمد بن المِنْهَال".

وقال الخطيب عقب روايته له: "لم يرفعه إلَّا يزيد بن زُرَيْع عن شُعْبَة، وهو غريب".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال ابن حَزْم: إنَّ صحته هو الأظهر لأنَّ رواته ثقات.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 615) -في ترجمة (الحارث بن سُرَيْج النَّقَّال) - عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار، عن الحارث بن سُرَيْج، عن يزيد بن زُرَيْع، به مرفوعًا، وقال:"هذا الحديث معروف بمحمد بن المِنْهال عن يزيد بن زُرَيْع، وأظن أن الحارث بن سُرَيْج هذا سرقه منه، وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن يزيد بن المِنْهال، غيرهما. ورواه ابن أبي عدي وجماعة معه عن شُعْبَة موقوفًا".

ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 350)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 325)، من طريق شُعْبَة، عن سليمان الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيَان، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله.

ورواه الشَّافعي في "مسنده"(1/ 283) -بترتيب السِّنْدِي-، والطَّحَاوِيُّ في "شرح معاني الآثار"(2/ 257)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 156) -واللفظ له-، مطوَّلًا، من طريق أبي السَّفَر، عن ابن عبَّاس قال:"يا أيها النَّاس اسمعوا مني ما أقول لكم، وأَسْمِعُوني ما تقولونَ، ولا تذهبوا فتقولوا: قال ابن عبَّاس. . . ". وليس فيه ذكر الأعرابي عندهم.

ص: 304

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"، عن أبي معاوية، عن الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيَان، عن ابن عبَّاس قال:"احفظوا عني ولا تقولوا: قال ابن عبَّاس" فذكره. قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 220) بعد أن ذكر رواية ابن أبي شَيْبَة هذه: "هذا ظاهره أنَّه أراد أنَّه مرفوع، فلذا نهاهم عن نسبته إليه".

وقال: إنَّ رواية ابن أبي شَيْبَة تؤيد صحَّة رَفْعِهِ.

وقال الحافظ في "الفتح"(4/ 71) -في أول باب حجِّ الصبيان من كتاب جزاء الصيد-: إنَّ إسناد الطَّحاوِيّ صحيح.

وقال ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 350) بعد أن رواه مرفوعًا وموقوفًا من حديث ابن عبَّاس: "هذا علمي هو الصحيح -يعني الموقوف- بلا شك".

وقال ابن حَزْم في "المحلَّى"(7/ 44): "وأوقفه ابن أبي عدي على ابن عبَّاس من قوله، وأوقفه أيضًا سفيان الثَّوْري عن الأَعْمَش عن أبي ظَبْيَان عن ابن عبَّاس من قوله، وأوقفه أيضًا أبو السَّفَر، وعبيد صاحب الحلي، وقَتَادَة، على ابن عبَّاس".

أقول: الحديث صحيح مرفوعًا وموقوفًا. و (يزيد بن زُرَيْع البَصْري): ثقة ثَبْت، حديثه مُخَرَّجٌ في "الصحيحين". قال أحمد بن حَنْبَل:"إليه المنتهى في التثبت بالبَصْرَة". وقال: "ما أتقنه وما أحفظه يا لك من صحة حديث صدوق متقن". وقال بشر بن الحكم: "كان متقنًا حافظًا ما أعلم أنِّي رأيت مثله ومثل صحة حديثه". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "أعلى ممن روى عن شُعْبَة: يزيد بن زُرَيْع ويحيى بن سعيد، وذكر جماعة". ذكر ذلك عنهم الحافظ ابن حَجَر في ترجمة (يزيد) من "تهذيب التهذيب"(11/ 325 - 328).

وكذلك الراوي عنه: (محمد بن المِنْهال الضَّرِير البَصْري التَّمِيمي)، فإنَّه ثقة

ص: 305

حافظ، احتجَّ به الشيخان. قال أبو يعلى:"كان أحفظ من كان بالبَصْرَة في وقته وأثبتهم في يزيد بن زُرَيْع". "التهذيب"(9/ 476).

فزيادة الرفع ممن كان هذا شأنه من الثقة والتثبت والإتقان مقبولة ولا شك، كما هو مقرر في علم أصول الحديث. انظر:"شرح علل التِّرْمِذِيّ" للإمام المحقق ابن رجب الحنبلي (1/ 426 - 429)، و"تدريب الراوي"(1/ 221 - 223).

* * *

1216 -

أنبأنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي، حدَّثنا الحارث بن أَسَد، حدَّثنا محمد بن كثير الكوفي

(1)

، عن ليث بن أبي سُلَيْم، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: شغل النبيّ صلى الله عليه وسلم من أمر المشركين فلم يصلّ الظُّهْرَ والعصر والمغرب والعشاء، فلما فرغ صَلَّاهُنَّ الأول فالأوَّل، وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف.

(8/ 211 - 212) في ترجمة (الحارث بن أَسَد المُحَاسِبي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (ليث بن أبي سُلَيْم) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

كما أنَّ في إسناده (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي أبو إسحاق) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (338).

(1)

في المطبوع: "الصوفي". وهو تحريف، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، ومن مصادر ترجمته المتقدمة في حديث (338).

ص: 306

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 110) من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وقد تقدَّم تخريجه في حديث (616).

* * *

1217 -

أنبأنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أنبأنا عبد الباقي بن قَانِع، حدَّثنا محمد بن العبَّاس المؤدِّب، حدَّثنا سُرَيْج بن النُّعْمَان، حدَّثنا الحكم بن عبد الملك، عن عمَّار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،

عن معاذ بن جَبَل قال: بينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، إذ سمع مناديًا ينادي: اللَّه أكبر، فقال:"على الفِطْرَةِ"، قال: أشهد أن لا إلهَ إلَّا اللَّه، قال:"شَهِدَ بشهادة الحَقِّ"، قال: أشهد أنَّ محمَّدًا رسول اللَّه، قال:"خرج من النَّارِ". وقال: "انظروا فستجدونه إمَّا راعيًا مُعزِبًا، وإمَّا مُكْلِئًا". فوجدوه، فإذ راع حضرته الصَّلاة فنادى بها.

(8/ 220) في ترجمة (الحكم بن عبد الملك البَصْرِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وفيه عِلَّتان، الأولى: انقطاعه بين (عبد الرحمن بن أبي ليلى) وبين (معاذ بن جَبَل). ففي "التهذيب"(6/ 262) في ترجمة (عبد الرحمن بن أبي ليلى): قال ابن المَدِيني: ولم يسمع من معاذ بن جَبَل، وكذا قال التِّرْمِذِيّ في "العلل الكبرى"، وابن خُزَيْمَة".

أمَّا العِلَّة الثانية: فإنَّ في إسناده صاحب الترجمة (الحكم بن عبد الملك البَصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (659).

ص: 307

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 248)، والطبراني في "الصغير"(2/ 3 - 4)، من طريق سُرَيْج بن النُّعْمَان، عن الحكم، به.

وقال الطبراني: "عمَّار الذي روى هذا الحديث، هو العَبْسِيُّ، كوفي ثقة. رواه عنه الثَّوْري وشُعْبَة. ولم يرو هذا الحديث عن عمَّار إلَّا الحكم بن عبد الملك، تفرَّد به سُرَيْج بن النُّعْمَان، ولا يُرْوى هذا الحديث عن معاذ إلَّا بهذا الإِسناد".

لكن وَرَدَ التصريح في "المسند" لأحمد، بأنَّ عمَّارًا هو (ابن ياسر)، ويغلب على الظَّنّ أنَّ قوله:(ابن ياسر) مقحم في النسخة المطبوعة. فـ (عمَّار بن ياسر) إن أُريد به الصحابي الجليل، فهذا بعيد، لأنَّه قُتِلَ مع عليٍّ كرَّم اللَّه وجهه في صِفِّين سنة سبع وثلاثين -كما في "سِيَر أعلام النبلاء"(1/ 425 - 426) -، والراوي عنه (الحكم بن عبد الملك) متأخرٌ، من الطبقة السابعة، وليس له رواية عن أحدٍ من الصحابة -انظر "التهذيب"(2/ 431)، و"التقريب"(1/ 191) -.

وإن أريد به غيره من الرواة، فإنِّي لم أقف في كُلِّ ما رجعت إليه على أحد منهم بهذا الاسم. وقد تقدَّم تصريح الطبراني بأنَّه (عمَّار العَبْسِي)، وهو (عمَّار بن محمد العَبْسِي الكوفي) كما في "تهذيب الكمال"(7/ 111) في ترجمة (الحكم بن عبد الملك القرشي).

وأثناء تصحيحي لتجارب طباعة الكتاب، ظهر كتاب "أطراف مسند الإِمام أحمد" للحافظ ابن حَجَر بتحقيق الدكتور زهير ناصر -ط دمشق الأولى عام 1414 هـ-، فرجعت إلى (5/ 305) رقم (7183) منه، فوجدت الإِسناد فيه:"عن عمَّار"، دون قوله:"ابن ياسر". فتأكد لي ما قدَّمت من كونها مقحمة في "المسند" المطبوع. والحمد للَّه على توفيقه.

كما أنَّه وقع عند الطبراني: "عن عمَّار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ"، وهو موضع نظر عندي. وإنَّما هو عن أبيه: (عبد الرحمن بن

ص: 308

أبي ليلى)، فليس لـ (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى) رواية عن أحد من الصحابة، وهو في "المسند" و"تاريخ بغداد": عن أبيه، واللَّه أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "إمَّا راعيًا مُعْزِبًا، وإمَّا مُكْلِئًا"، فإنَّه وقع في "المسند" و"المعجم الصغير":"إمَّا راعيًا معزيًا، وإما مكلبًا". بالياء في (معزيًا)، والباء في (مكلبًا). وفي حاشية "المعجم الصغير" ما نصه:"قوله معزيًا" أي صاحب المعز، خلاف الضأن، أي راعيه، واللَّه أعلم. وقوله (مكلبًا): أي صائدًا، واللَّه أعلم". إلَّا أنَّ ابن الأثير في "النهاية" (3/ 227) قد أثبته كما هو عند الخطيب، وقال: "المُعْزِبُ: طالب الكلأ العازب، وهو البعيد الذي لم يُرْعَ. وأَعْزَبَ القوم: أصابوا عازبًا من الكلأ".

أقول: وقد وقع في حديث أبي جُحَيْفَة مرفوعًا عند البزَّار في "مسنده"(1/ 182) رقم (358) -من كشف الأستار-: "تجدونه صاحب مِعْزَى مغربة أو صاحب كلاب".

* * *

1218 -

أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا أبو النَّضْر هاشم بن القاسم، حدَّثنا الحكم بن فَضِيل -وكان بالمَدَائن-، حدَّثنا يعلى بن عطاء، عن عبيد -يعني ابن جُبَيْر

(1)

عن أبي موهبة

(2)

مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أَمَرَ رسول اللَّه

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "جبر". والتصويب من "مسند أحمد"(3/ 488)، و"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 135)، و"تعجيل المنفعة" ص 183، و"الإصابة (4/ 188).

(2)

هكذا في المطبوع. وهو عند جميع من رواه: "مُوَيْهِبَة". قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 188): "أبو مُوَيْهِبَة، ويقال: أبو موهبة، وأبو موهوبة، وهو قول الوَاقِدِي. . . قال البَلاذُرِيُّ: كان من مُوَلَّدِي مُزَينة، وشهد غزوة المُرَيْسِيع، وكان ممن يقود لعائشة جملها".

ص: 309

صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يُصَلَّى على أهل البقيع، فصلَّى عليهم في ليلة ثلاث مرات، فلما كانت الثالثة

(1)

قال: "يا أبا موهبة اسرج لي دابتي حتى أنتهي إليهم"، فنزل من دابته، وأمسكت الدَّابة، ووقف عليهم -أو قال: قام-، ثم قال:"لِيَهْنِكُمْ ما أنتم فيه ممَّا فيه النَّاس، أنت الفتن كقطع الليل يركب بعضها بعضًا، الآخرة شرٌّ من الأولى، فَيَهْنِكُمْ ما أنتم فيه". ثم رجع فقال: "يا أبا موهبة إنِّي أُعطيتُ -أو خُيِّرت- ما فتح اللَّه على أُمَّتي من بعدي والجنَّة، أو لقاء ربِّي"، قال قلت: بأبي وأُمِّي يا رسول اللَّه، فاخترنا، قال:"لأن تردَّ على عقبيها ما شاء اللَّه، فاخترت لقاء ربِّي"، فما لبث بعد ذلك إلَّا سبعًا أو ثمانيًا، حتى قُبِضَ.

(8/ 222) في ترجمة (الحكم بن فَضِيل الوَاسِطي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (الحكم بن فَضِيل الوَاسِطي أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 126) وقال: "ثقة". وعلَّق عليه محققه أستاذنا الدكتور أحمد محمد نور سيف حفظه المولى بقوله: "ثقة من السادسة"/ س. تقريب (1/ 192). تهذيب (2/ 437).

أقول: إنَّ الحافظ ابن حَجَر لم يترجم له في "التقريب". وقد سَبَقَ نَظَرُ أستاذنا إلى ترجمة (الحكم بن فَرُّوخ) فنقل ما تقدَّم عنه. وقد ذكره الحافظ في "التهذيب" وقال: "الحكم بن فَضِيل ذكره عبد الغني، ولم يخرِّجوا له". ولم يذكر غير هذا.

(1)

في "المسند"(4/ 488): "الثانية".

ص: 310

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 126 - 127) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس". وقال أبو زُرْعَة: "هو شيخ ليس بذاك".

3 -

"الكامل"(2/ 633) وقال: "قليل الرواية، وما تفرَّد به لا يتابعه عليه الثقات".

4 -

"تاريخ بغداد"(8/ 221 - 223) وفيه عن أبي داود: "ثقة".

5 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 578 - 579) وفيه عن الأَزْدِيّ: "منكر الحديث".

6 -

"ديوان الضعفاء" للذَّهَبِيِّ ص 70 رقم (1089) وقال: "قال ابن عدي: يخالف الثقات".

كما أنَّ فيه (عبيد بن جُبَيْر مولى الحكم بن أبي العاص) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "الثقات" له (5/ 135)، وقد ترجم له في "التاريخ الكبير"(5/ 445) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 488 - 489)، والطبراني في "الكبير"(22/ 347 - 348) رقم (872)، من طريق الحكم بن فَضِيل، عن يعلى بن عطاء، به.

ورواه بنحوه، أحمد في "المسند"(3/ 489)، والطبراني في "الكبير"(22/ 346 - 347) رقم (871)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 36 - 37)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 408) رقم (863) -من كشف الأستار-، والدُّولابي في "الكُنَى" ص 57 - 58، والحاكم في "المستدرك"(3/ 55 - 56)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(7/ 162 - 163)، من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن

ص: 311

عمر

(1)

، عن عبيد بن جُبَيْر

(2)

مولى الحكم بن أبي العاص الأُمَوي، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مُوَيْهِبَة.

قال البزَّار: "لا نعلم أسند أبو مُوَيْهِبَة إلَّا هذا".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 59): "وإسناد أحمد والبزَّار كلاهما ضعيف".

وقال في (9/ 24) منه: "رواه أحمد والطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات".

أقول: في إسناده عندهم (محمد بن إسحاق) وهو مدلِّس، لكنه قد صرَّح بالتحديث في رواية أحمد والدُّولابي والحاكم والدَّارِمي والبيهقي.

ورواه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 204) بنحوه، عن محمد بن عمر، حدَّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أبي مُوَيْهِبَة.

ورواه الدُّولابي في "الكُنَى" ص 58، وأبو نُعَيْم في "الحِلْية"(2/ 27)

(1)

انظر "الإصابة"(4/ 188) بشأن الاختلاف الذي وقع في نسبته.

(2)

تَصَحَّفَ في "المعجم الكبير"، و"كشف الأستار"، و"الكُنَى"، و"دلائل النُّبُوَّة"، إلى:(عبيد بن حنين). والتصويب من "مسند أحمد"(3/ 488)، و"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 135)، و"تعجيل المنفعة" ص 183، وغيرها. وفي "الإصابة" (4/ 188):"وقع في رواية بعضهم في هذا السند عن: "عبيد بن حنين" بمهملة ونونين. وبه جزم ابن عبد البَرِّ، وهو تصحيف. وإنما هو (عبيد بن جبير) بجيم وموحدة، ونبَّه على ذلك ابن فَتْحُون". كما وقع عند الحاكم في الطريق الذي يلي الطريق الأول: (عبيد بن عبد الحكم). والصَّواب: (عبيد مولى أبي الحكم) كما نبَّه عليه في "الإصابة"(4/ 188).

ص: 312

بنحوه، من طريق محمد بن مَسْلَمَة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مُوَيْهِبَة.

قال الحافظ في "الإصابة"(4/ 188): "قال أبو نُعَيْم: رواه عامّة أصحاب ابن إسحاق هكذا -يعني عن عبد اللَّه بن عمر-، وخالفهم محمد بن مَسْلَمَة، فقال: عن ابن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللَّه بن عمرو، فكأنَّ لابن إسحاق فيه شيخين إنْ كان محفوظًا".

وقال الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(7/ 31 - 32): "يرويه عبيد بن جبر ويقال: عبيد بن جُبَيْر مولى الحكم بن أبي العاص، واختلف عنه: فرواه يعلى بن عطاء، عن عبيد بن جُبَيْر، عن أبي مُوَيْهِبَة. قال ذلك: الحكم بن فَضِيل، عن علي بن عطاء. وقال سليمان بن خالد -شيخ وَاسِطي-: عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبيد، عن أبي مُوَيْهِبَة. وروى هذا الحديث محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن عمر العَبَلي، عن عبيد بن جُبَيْر، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مُوَيْهِبَة. زاد فيه عبد اللَّه بن عمرو، واللَّه أعلم بالصَّواب. ويشبه أن يكون القول قول ابن إسحاق".

* * *

1219 -

أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيَّاش التَّمَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن أيوب المُخرِّمِيّ، حدَّثنا الحكم بن مروان، حدَّثنا فُرَات، عن ميمون بن مِهْرَان،

عن ابن عمر -يرفعه- قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الغِنَاءِ، والاستماعِ إلى الغِنَاءِ. ونهي عن الغِيْبَةِ، وعن الاستماعِ إلى الغِيْبَةِ، وعن النَّمِيمَةِ، والاستماعِ إلى النَّمِيمَةِ.

(8/ 226) في ترجمة (الحكم بن مروان الكوفي أبو محمد).

ص: 313

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من وجوهٍ كثيرةٍ نَهْيُهُ صلى الله عليه وسلم عن الغِيبة والنَّمِيمة.

ففيه (فُرات بن السَّائب الجَزَري أبو سليمان، وقيل أبو المعلَّى) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 471) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 130) وقال: "تركوه، منكر الحديث".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 197 رقم (512) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(7/ 80) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

5 -

"المجروحين"(2/ 207) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلَّا على سبيل الاختبار".

6 -

"الكامل"(6/ 2048 - 2050) وقال: "وللفُرات بن السَّائب غير ما ذكرت من الحديث، خاصة أحاديثه عن ميمون بن مِهْرَان مناكير".

7 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 325 رقم (433).

8 -

"الميزان"(3/ 341 - 342) وفيه عن أحمد: "قريب من محمد بن زياد الطَّحَّان في ميمون، يُتَّهَمُ بما يُتَّهَمُ به ذاك".

أقول: قال الإِمام أحمد في (محمد بن زياد الطَّحَّان) هذا، في كتابه "العلل" (2/ 257):"كذَّاب خبيث أعور يضع الحديث". وهذا يعني أنَّ (فرات بن السَّائب) مُتَّهم بالكذب عند الإِمام أحمد.

ص: 314

التخريج:

رواه الطبراني في "الأوسط"(3/ 200) رقم (2414) مختصرًا، من طريق الحكم بن مروان، عن فرات، به، بلفظ:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن النميمة وعن الاستماع إلى النميمة". وقال: لم يروه عن ميمون إلَّا فُرَات، تفرَّد به الحكم.

ورواه الطبراني في "الكبير" هكذا مختصرًا بلفظ "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد"(8/ 91).

كما روى الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 197) رقم (4954) -، من طريق الحكم بن مروان، عن فُرَات بن السائب، به، مرفوعًا بلفظ:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 91) بعد أن عزاه للطبراني في "الكبير" و"الأوسط": "فيه فُرَات بن السائب، وهو متروك".

ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، وذلك لأنَّ قسمًا من مسند ابن عمر، مفقود من النسخة الخطية التي طبع عنها.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 93) من ذات الطريق السابق بلفظ: "نهي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن النميمة، ونهى عن الغيبة والاستماع إلى الغيبة". وقال: إنَّه من مفاريد فُرات بن السائب عن ميمون.

وذكره العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(1/ 235) مقتصرًا على النهي عن الغيبة، وعزاه إلى الطبراني بسند ضعيف.

وقد صَحَّ من وجوهٍ كثيرةٍ نَهْيُهُ صلى الله عليه وسلم عن الغيبة والنَّمِيمة. انظر الأحاديث الواردة في ذلك: "جامع الأصول"(8/ 447 - 452)، و"مجمع الزوائد"(8/ 91 - 94)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 502 - 520).

* * *

ص: 315

1220 -

أخبرنا أبو سعيد الصَّيْرَفي، أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، أنبأنا الحكم بن موسى، حدَّثنا شعيب بن إسحاق، عن الأَوْزَاعي، عن عطاء،

عن جابر بن عبد اللَّه: أنَّ رجلًا زوَّج ابنته وهي بِكْرٌ من غير أَمْرِهَا، فأتت النبيّ صلى الله عليه وسلم فَفَرَّق بينهما.

(8/ 226 - 227) في ترجمة (الحكم بن موسى بن أبي زُهَيْر القَنْطَرِيّ أبو صالح).

مرتبة الحديث:

شاذٌّ. وقد صَحَّ من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "أنَّ جاريةً بِكْرًا أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكرت أنَّ أباها زَوَّجَهَا وهي كارهةٌ، فخيَّرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم".

ففي إسناده (الحكم بن موسى) -وهو ثقة-، قد خالف غيره من الثقات الذين رووه عن عطاء مرسلًا.

كما أنَّه خالفهم في روايتهم له عن الأَوْزَاعي، عن إبراهيم بن مُرَّة، عن عطاء، مرسلًا، بذكر (إبراهيم بن مُرَّة) بين (الأَوْزَاعي) و (عطاء).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث الحكم بن موسى عن شعيب بن إسحاق، هكذا متصلًا. وخالفه عليّ بن مَعْبَد فرواه عن شعيب عن الأَوْزَاعي عن عطاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه جابرًا. ورواه كذلك أبو المغيرة عبد القُدُّوس بن الحجَّاج عن الأَوْزَاعي. ورواه عبد اللَّه بن المُبَارَك وعيسى بن يونس وعمرو بن أبي سَلَمَة، عن الأَوْزَاعي، عن إبراهيم بن مُرَّة، عن عطاء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

ص: 316

التخريج:

رواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في كتاب النكاح -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (2/ 227) رقم (2428) - عن معاوية بن صالح، عن الحكم بن موسى، به.

ورواه كذلك -كما في "التحفة" في الموطن السابق- عن أحمد بن عبد الواحد الدِّمَشْقِيّ، عن أبي حفص -يعني عمرو بن أبي سَلَمَة التِّنِّيسي- قال: سمعتُ الأَوْزَاعي قال: حدَّثني إبراهيم بن مُرَّة، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 196) -في النكاح في باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة فنكاحها مردود-، وعزاه للنَّسَائي من الطريق المرفوع المتقدِّم وقال:"وهذا سند ظاهرة الصحة، ولكن له علَّة، أخرجه النَّسَائي من وجهٍ آخر عن الأَوْزَاعي فأدخل بينه وبين عطاء، إبراهيم بن مُرَّة، وفيه مقال. وأرسله فلم يذكر في إسناده جابرًا".

وقد صَحَّ من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "أنَّ جاريةً بِكْرًا أتت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فذكرت أنَّ أباها زوَّجها وهي كارهةٌ، فخيَّرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم".

وقد تقدَّم تخريجه في حديث (717) فانظره إن شئت.

* * *

1221 -

أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، أنبأنا أحمد بن محمد بن عَبْدُوس الطَّرائِفِيُّ، حدَّثنا عثمان بن سعيد الدَّارِمي، حدَّثنا الحكم بن موسى البغدادي، حدَّثنا الوليد بن مُسْلِم، حدَّثنا الأَوْزَاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللَّه بن أبي قَتَادة،

ص: 317

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً، الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ". قَالُوا: كَيْفَ يَسْرِقُهَا يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: "لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا".

(8/ 227) في ترجمة (الحكم بن موسى بن أبي زهير القَنْطَرِيّ أبو صالح).

مرتبة الحديث:

صحيح لغيره.

ففي إسناده شيخ الخطيب (أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج القُرَشِي النَّيْسَابُورِيّ)، ترجم له السُّبْكِيّ في "طبقات الشافعية" (5/ 116) وقال:"كان إمامًا جليلًا". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "العِبَر في خَبَرِ من غَبَر"(2/ 235) وقال: "كان من جلَّة العلماء". وكانت وفاته في عام (418) هـ.

و(أحمد بن محمد بن عَبْدُوس الطَّرَائِفِيّ العَنَزَيّ النَّيْسَابُورِيّ أبو الحسن) ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(15/ 519 - 520) وقال "الشيخ المُسْنِدُ الأمين". ونقل عن الحاكم قوله فيه: "كان صدوقًا". وكانت وفاته في عام (346) هـ.

وبقية رجال الإِسناد ثقات.

وللحديث شواهد عِدَّة يصحُّ بمجموعها، وستأتي في التخريج.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 310)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 304 - 305)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 331 - 332)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 239)، والطبراني في "الكبير"(3/ 273) رقم (3283)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 144) رقم (856)

ص: 318

والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 385 - 386)، من طريق الحكم بن موسى، عن الوليد بن مُسْلِم، به.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". وأقرَّه الحافظ الذَّهَبِيّ.

وقال الطبراني في "الأوسط": "لم يروه عن الأَوْزَاعي إلَّا الوليد، ولا عنه إلَّا الحكم. . . ". أقول: قد توبع (الحكم بن موسى) كما سيأتي.

وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 120): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح".

أقول: في إسناده (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِيّ) وهو ثقة مدلِّس مشهور، وكُلُّ من رواه عنه، من المذكورين، رواه عنه، عن الأَوْزَاعي مُعَنْعَنًا، عدا الخطيب، فإنَّه عنده قد صرَّح بالتحديث.

وقال الخطيب عقب روايته له: "وقد تابع (الحَكَم) عليه، أبو جعفر السُّوَيْدِي، فرواه عن الوليد بن مسلم".

أقول: هذه المتابعة عند أحمد في "المسند"(5/ 310).

وللحديث شواهد عِدَّة، منها: ما رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 182) رقم (1885)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 229)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 143 - 144) رقم (855) -، والبيهقي في "الكبرى"(2/ 386)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث أبي قَتَادة.

وقد صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذَّهَبِيّ.

أقول: إسناده حسن، فإن فيه عندهم (عبد الحميد بن أبي العِشْرين -وهو عبد الحميد بن حبيب، كاتب الأوزاعي-)، وهو "صدوق ربما أخطأ" كما قال

ص: 319

ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 467). وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(6/ 113).

وقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 120): "رواه الطبراني في الكبير"، و"الأوسط"، وفيه عبد الحميد بن حبيب بن أبي العِشْرين، وثَّقه أحمد وأبو حاتم وابن حِبَّان، وضعَّفه دُحَيْم، وقال: النَّسَائي: ليس بالقويِّ، وبقية رجاله ثقات".

وله شاهد ثالث من حديث أبي سعيد الخُدْري، رواه أحمد في "المسند"(3/ 56)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(1/ 288)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 261) رقم (536) -من كشف الأستار-، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 481 - 482) رقم (1311)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 294 رقم (2219)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 302).

وفي إسناده عندهم (علي بن زيد بن جُدْعان) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241)

وله شاهد رابع من حديث عبد اللَّه بن مُغَفَّل. قال الإِمام المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 335) بعد أن ذكره: "رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة بإسناد جيِّد".

وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 120): "رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات".

فالحديث صحيح بهذه الشواهد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1222 -

أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا أبو عيسى حمزة بن الحسين بن عمر السِّمْسَار، حدَّثنا الحكم بن عمرو بن الحكم الأَنْمَاطِي -بالعسكر-، حدَّثنا

ص: 320

محمد بن إبراهيم القُرَشِي، عن سفيان الثَّوْري، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دخلتُ الجَنَّةَ فوجدتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا اليَمَنَ، ووجدتُ أَكَثْرَ أَهْلِ اليَمَنِ مَذْحِجَ".

(8/ 229) في ترجمة (الحكم بن عمرو بن الحكم الأَنْمَاطِي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن إبراهيم القُرَشي) وقد ترجم له في:

1 -

"الميزان"(3/ 446) وقال: "عن رجل وعنه هشام بن عمَّار، فذكر خبرًا موضوعًا في الدُّعاء، ساقه العُقَيْلِي".

2 -

"المغني"(2/ 545) وقال: "روى عنه هشام بن عمَّار خبرًا موضوعًا".

3 -

"اللسان"(5/ 20 - 21) وقال نقلًا عن العُقَيْلِيِّ: "هو وشيخه مجهولان بالنقل".

ولم أقف على ترجمته في "الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِيِّ المطبوع.

وباقي رجال الإِسناد كلهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (الحكم) فإنه صدوق كما قال ابن أبي حاتم.

التخريج:

رواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 446) -في ترجمة (محمد بن إبراهيم القُرَشِي) - عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"آفته القُرَشِي".

وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 21).

وعزاه المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 522) إلى الدَّيْلَمِيّ. ولم أقف عليه في "الفردوس" له المطبوع.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 520) إلى الخطيب فحسب.

ص: 321

أقول: "حُكْمُ الذَّهَبِيِّ عليه بالوضع كما يفيده قوله: "آفته القُرَشِي"، موضع نظر عندي، فالعُقَيْلِيُّ إنَّما جهله، ولم يتهمه بالكذب. وروايته لخبر موضوع ليس باللازم أن يكون هو من وضعه، واللَّه أعلم.

كما أنَّ المُنَاوي رحمه الله قد وَهِمَ عندما قال في "فيض القدير"(3/ 522): "وفيه حمزة بن الحسين السِّمْسَار، قال الذَّهَبِيُّ في "الضعفاء": عن حمزة بن الحسين الدَّلَّال عن ابن السماك، قال الخطيب: كذَّاب". حيث ظن أنَّ تكذيب الخطيب يتجه صوب (حمزة بن الحسين السِّمْسَار)، والحقيقة أنَّه يتناول (حمزة بن الحسين الدَّلَّال). فقد ترجم الخطيب في "تاريخه" (8/ 181) لـ (حمزة بن الحسين بن عمر السِّمْسَار أبو عيسى) وقال:"كان ثقة". وذكر أنَّ وفاته كانت سنة (328) للهجرة.

أمَّا (الدَّلَّال) فهو (حمزة بن الحسين بن أحمد بن القاسم أبو طالب)، وقد ترجم له في "تاريخه" (8/ 185 - 186) وقال:"كتبت عنه". وذكر خبرًا يفيد اتهامه. وكانت وفاته سنة (428) للهجرة. وهو الذي يروي عن أبي عمرو بن السماك، واللَّه أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "مَذْحِج": "كمسجد، اسم أَكَمَةٍ باليمن، ولدت عندها امرأة من حِمْيَر كانت زوجة إدد، فسميت باسمها، ثم صار عَلَمًا على القبيلة، ومنهم قبيلة الأنصار. وعليه فلا ينصرف للتأنيث والعلمية. وقال الجوهري: مَذْحِج اسم الأب، قال: والميم عند سيبويه أصلية. وعليه فهو منصرف". "فيض القدير"(3/ 522).

وقال العلّامة الفيروزآبادي في "القاموس" مادة: (ذحج) ص 243: "وذِكْرُ الجوهري إياه في الميم غلط، وإن أحاله على سيبويه".

* * *

ص: 322

1223 -

أنبأنا ابن شَهْرَيَار، أنبأنا سليمان بن أحمد، حدَّثنا حاتم بن حُمَيْد أبو عدي البغدادي، حدَّثنا يوسف بن موسى القَطَّان، حدَّثنا عاصم بن يوسف اليَرْبُوعي، حدَّثنا سُعَيْر بن الخِمْس، عن زيد بن أَسْلَم،

عن ابن عمر قال: أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقطعةٍ من ذَهَبٍ كانت أَوَّلَ صدقةٍ جاءته من مَعْدَنٍ. فقال: "ما هذه"؟ فقالوا: صدقةٌ من معدن لنا، فقال:"إنها ستكون معادِنُ، وسيكونُ فيها شرُّ خَلْقِ اللَّهِ".

(8/ 246 - 247) في ترجمة (حاتم بن حُمَيْد أبو عدي).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (حاتم بن حُمَيْد أبو عدي البغدادي) حيث لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه عنه الطبراني في "الصغير"(1/ 153)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 26) رقم (1365) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن سُعَيْر إلَّا عاصم".

قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 78): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح".

وعزاه في "كنز العُمَّال"(11/ 171) رقم (31082) إلى الطبراني في "الأوسط" فقط.

* * *

1224 -

أنبأنا عليّ بن أبي عليّ، أنبأنا عبد اللَّه بن موسى أبو العبَّاس الهاشمي، حدَّثنا حبيب بن نصر بن زياد المُهَلَّبِي، حدَّثنا محمد بن مُهَاجِر، حدَّثنا

ص: 323

حَلْبَس بن محمد الكِلَابِيّ، أنبأنا سفيان الثَّوْري، عن منصور -أو مغيرة-، عن إبراهيم، عن أبي وائل،

عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَطَعَ نورٌ في الجَنَّةِ فقيل ما هذا؟ قال: هذا ثَغْرُ حَوْرَاءَ ضَحِكَتْ في وَجْهِ زَوْجِهَا".

(8/ 253) في ترجمة (حبيب بن نصر بن زياد المُهَلَّبِي أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (حَلْبَس بن محمد الكِلَابِيّ البَصْري) وهو متروك، واتَّهمه ابن الجَوْزي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (850).

و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِي الكوفي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1177).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد بن قيس النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(منصور) هو (ابن المُعْتَمِر بن عبد اللَّه السُّلَمي أبو عتَّاب): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1060).

و(المغيرة) هو (ابن مِقْسَم الضَّبِّيّ): ثقة متقن، إلَّا أنَّه كان يدلِّس ولا سيَّما عن إبراهيم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 374)، من طرق، عن عيسى بن يوسف الطَّبَّاع، عن حَلْبَس، عن الثَّوْري، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.

ص: 324

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 862) -في ترجمة (حَلْبَس بن محمد الكِلَابِيّ) -، عن محمد بن عبد الواحد النَّاقِد، عن عيسى بن يوسف الطَّبَّاع، عن حَلْبَس، عن الثَّوْري، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.

ورواه عقبه عن محمد بن أحمد بن حَمْدَان الرَّسْعَني، عن أحمد بن يوسف الطَّبَّاع، عن حَلْبَس، عن الثَّوْري، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.

قال ابن عدي: "هذا حديث منكر عن سفيان. والذي قال لنا: أخبرنا النَّاقِد، عن الثَّوْري، عن إبراهيم، أصوب من الذي قال لنا: الرَّسْعَني، عن الثَّوْري، عن حمَّاد، عن إبراهيم".

وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 587) في ترجمة (حَلْبَس) وقال: "هذا باطل".

وذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 273) في ترجمة (حَلْبَس) أيضًا، فقال:"روي عن سفيان الثَّوْري، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "برق في الجَنَّة برق، فقيل برق في الجنَّة! فقيل: لا، ولكن رجل من أهل علين يحوّل من غرفة إلى غرفة". روى عنه عيسى بن يوسف الطَّبَّاع في حديث طويل أنا اختصرته".

* * *

1225 -

أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفَّار، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل الزَّيَّات، حدَّثنا بُهْلُول بن إسحاق بن بُهْلُول الخطيب -بالأَنْبَار-، حدَّثني أبي،

حدَّثني جدِّي حسَّان بن سِنَان بن أَوْفَى قال: خرجت متظلمًا إلى وَاسِط،

ص: 325

فرأيت أنس بن مالك في ديوان الحجَّاج وسمعته يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مُرْ بالمَعْرُوفِ، وَانْهَ عن المُنْكَرِ ما ستطعتَ".

(8/ 258) في ترجمة (حسَّان بن سِنَان بن أَوْفَي التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ أبو العلاء).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (حسان بن سِنَان بن أَوْفَي التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وكان من المُعْمَّرِين عاش عشرين ومائة سنة، وتوفي سنة ثمانين ومائة. ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل في كُلِّ ما رجعت إليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

كما أنَّ فيه (أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل الزَّيَّات) لم أقف له على ترجمة في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وانظر الحديث الذي بعده رقم (1226).

وقد رواه الخطيب، عقبه من طريق إسحاق بن بُهْلُول، عن جَدِّه حسَّان بن سِنَان، موقوفًا على أنس من قوله.

وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، الذي رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 74) رقم (770) بإسناد صحيح، مطوَّلًا:"ومُرْ بالمعروف، وَانْهَ عن المنكر".

* * *

ص: 326

1226 -

أنبأنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثني أبو غانم محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول، حدَّثنا أبي، حدَّثنا جدي إسحاق،

حدَّثني جدِّي حسان قال: خرجت في وفد من أهل الأَنْبَار إلى الحجَّاج إلى وَاسِط نتظلم إليه من عامله علينا ابن الرفيل

(1)

، فدخلتُ ديوانه، فرأيت شيخًا والنَّاس حوله يكتبون عنه، فسألت عنه فقيل لي أنس بن مالك، فوقفت عليه فقال لي: من أين أنت؟ فقلت من الأَنْبَار، جئنا إلى الأمير نتظلم إليه، فقال: بارك اللَّه فيك. فقلت: حدَّثني بشيء سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يا خادم رسول اللَّه. فقال سمعتُهُ صلى الله عليه وسلم يقول: "مُرْ بالمَعْرُوفِ، وَانْهَ عن المُنْكَرِ ما استطعتَ".

(8/ 259) في ترجمة (حسَّان بن سِنَان بن أَوْفَى التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ أبو العلاء).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (حسَّان بن سِنَان التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (أبو غانم محمد بن يوسف الأَزْرَق بن يعقوب التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 410 - 411) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

وشيخ الخطيب (عليّ بن أبي عليّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ بن محمد التَّنُوخِيّ أبو القاسم): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).

(1)

هكذا في المطبوع. وقد وضع المصحح كلمة (ابن) بين قوسين مربعين. وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس: (الرقيل) بالقاف، دون قوله (ابن). ولم أهتد إليه.

ص: 327

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وانظر الحديث الذي قبله برقم (1125).

* * *

1227 -

أنبأنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا موسى بن جعفر بن محمد بن عَرَفَة السِّمْسَار، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبَرِي، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَانِي، حدَّثنا حكيم بن نافع القُرَشي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَجْدَتَا السَّهْوِ تُجْزِيَانِ في الصَّلَاةِ مِنْ كُلِّ زيادةٍ ونُقْصَانٍ".

(8/ 262) في ترجمة (حكيم بن نافع القرشي الرَّقِّي أبو جعفر).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ففي إسناده (حكيم بن نافع القُرَشِي الرَّقِّي أبو جعفر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 127) وقال: "ليس به بأس".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهَمَان- ص 99 رقم (301) وقال: "ضعيف الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(3/ 207) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث عن الثقات". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشي".

4 -

"المجروحين"(1/ 248) وقال: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يُحْتَجُّ به فيما يروية منفردًا، ضعَّفه يحيى بن مَعِين".

ص: 328

5 -

"الكامل"(2/ 639 - 640) وقال: "هو ممن يُكْتَبُ حديثه". وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة".

6 -

"تاريخ بغداد"(8/ 623) وفيه عن يعقوب بن سفيان: "لا بأس به".

لكن (حكيم بن نافع) قد تابعه (أبو جعفر الرَّازي) عند ابن عدي في "الكامل"(2/ 639) -في ترجمة (حكيم) -، والخطيب في "تاريخه"(10/ 80)، وبِيْبِي بنت عبد الصمد الهَرَوِيَّة الهَرْثَمِيَّة في "جزئها" ص 71 - 72 رقم (97).

وقال ابن عدي: "هذا الحديث لا أعلم رواه عن هشام بن عُرْوَة غير حكيم بن نافع. وروي عن أبي جعفر الرَّازي عن هشام بن عُرْوَة. ويقال: إنَّ أبا جعفر هو كنية حكيم بن نافع، فكأن الحديث رجع إلى أنَّه لم يروه عن هشام غير حكيم".

أقول: اتفاقهما في الكُنْيَةِ لا يعني أنَّه هو، فهذا قُرَشِيٌّ رَقِّيٌّ، والآخر رَازِيٌّ. وقد ذكره ابن عدي بصيغة التمريض.

و(أبو جعفر الرَّازي) هو (عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان)، وحديثه حسن إن شاء اللَّه فيما لم يخالف فيه، خاصَّةً مع وجود متابع له هنا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (878).

كما أنَّ في إسناده (موسى بن جعفر السِّمْسَار) وهو (موسى بن محمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن عَرَفَة السِّمْسَار أبو القاسم)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(13/ 64)، وفيه أنَّه سأل أبا حازم بن الفرَّاء عنه فقال:"تكلَّموا فيه". وترجم له في "لسان الميزان"(6/ 130) ونقل ما تقدَّم وقال: "مات في حدود سنة ثمانين وثلاثة مائة".

وقد تابعه الإِمام البزَّار وغيره.

و(أبو إبراهيم التَّرْجُمَانِيّ) هو (إسماعيل بن إبراهيم): لا بأس به. وستأتي ترجمته في حديث (1329).

ص: 329

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(8/ 68) رقم (4592)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 277) رقم (574) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 161 - 162) رقم (885) -، وابن عدي في "الكامل"(2/ 639) -في ترجمة (حكيم بن نافع) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 346)، من طريق حكيم بن نافع القُرَشِي، عن هشام، به.

وليس عند البزَّار قوله: "تجزئان". ولفظه عنده: "سجدتا السهو لكلِّ زيادة ونقصان".

قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 151): "رواه أبو يعلى والبزَّار والطبراني في "الأوسط"، وفيه حكيم بن نافع، ضعَّفه أبو زُرْعَة، ووثَّقه ابن مَعِين".

أمَّا ما ذكره محقق "جزء بِيْبِي بنت عبد الصمد"، الشيخ عبد الجبار الفُرَيْوَائِي في ص 72 عن ابن طاهر المَقْدِسي في كتابه "الذخيرة في ترتيب أحاديث الكامل" من قوله:"رواه الثقات عن محمد بن بكَّار عن حكيم، فلم يذكروا: يجزئان"، والذي رواه عن التَّرْجُمَانِيّ -وفي روايته إثبات قوله "يجزئان"- أحمد بن حفص السَّعْدِي وهو ربما اتُّهِمَ". فإنَّه متعقَّب بأنَّ (أحمد بن حفص السَّعْدِي) لم يتفرَّد بروايته عن التَّرْجُمَانِيّ، بل تابعه في روايته عنه، أبو يعلى المَوْصِلِي في "مسنده" (8/ 68)، وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبَرِي -وهو ثقة كما قاله الخطيب في "تاريخه" (5/ 361) في ترجمته- عند الخطيب في إسناده المتقدِّم. يضاف إلى ذلك طريق أبي جعفر الرَّازي الذي سبقت الإشارة إليه، وفيه إثبات قوله "تجزئان" أيضًا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

ص: 330

1228 -

أنبأنا محمد بن عبد الملك القُرَشِي، أنبأنا محمد بن المُظَفَّر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي، حدَّثنا محمد بن بكَّار قال: حدَّثنا حكيم بن نافع الرَّقِّي، عن عطاء الخُرَاسَانِي،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"لا تقومُ السَّاعةُ على رَجُلٍ يقولُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، يَأْمُرُ بالمَعْرُوفِ ويَنْهَى عن المُنْكَرِ".

(8/ 262) في ترجمة (حكيم بن نافع القُرَشِي الرَّقِّي أبو جعفر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ السَّاعةُ على رَجُلٍ يقولُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ" صحيح من طرق أخرى. أمَّا تتمة الحديث، فإنها رويت من طريق آخر يقوِّي طريق أبي هريرة هذا، وتحسَّن به.

وفيه عِلَّتَان:

الأولى: انقطاعه بين (عطاء الخُرَاسَانِي) وبين (أبي هريرة) رضي الله عنه، فإنَّه لم يسمع منه، وروايته عنه وعن غيره من الصحابة مرسلة، كما في أول ترجمته من "التهذيب" (7/ 212). وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 130 عن يحيى بن مَعِين أنَّه قيل له: عطاء الخُرَاسَاني لقي أحدًا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أعلمه.

أمَّا العلَّة الثانية: فهي ضعف (حكيم بن نافع القُرَشِي الرَّقِّي). وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1227).

وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية "الفردوس"(5/ 84)

ص: 331

رقم (7532) - من طريق محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة الأَحْمَسِي

(1)

، عن عمرو بن محمد السَّمُرِيّ، عن عمر بن عطاء الخُرَاسَانِي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"لا تقوم السَّاعةُ على أحدٍ يشهد أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر".

وللحديث شاهد من حديث أنس، رواه الحاكم في "المستدرك" (4/ 495) بلفظ:"والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر".

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ، إلَّا أنَّه قال:"سِنَان -يعني ابن سعد، وهو أحد رجال إسناد الحاكم- لم يرو له مسلم".

أقول: (سِنَان بن سعد -ويقال: سعد بن سِنَان- الكِنْدِيّ المِصْرِيّ): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (285).

وقد سبق الكلام على الحديث وشواهده برقم (285).

* * *

1229 -

أخبرنا البَرْقَاني: قُريء على أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ -وأنا أسمعُ-. وقرأنا على الحُصَيْن بن محمد الصَّيْرَفي -ببغداد-، حَدَّثَكُمْ محمد بن هارون الحَضْرَمِي، حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان، حدَّثنا أُمَيَّة بن خالد، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة،

عن عبد اللَّه قال: أتيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه قد قَتَلَ اللَّهُ أبا جَهْلٍ، قال:"الحمدُ للَّه الذي أعزَّ دينَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ".

(8/ 264 - 265) في ترجمة (حُصَيْن بن محمد الصَّيْرَفِيّ).

(1)

صُحِّفَ في حاشية "الفردوس" إلى: "الأخمس". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 190)، و"التهذيب"(9/ 58).

ص: 332

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

فهو منقطع بين (أبي عُبَيْدَة عامر بن عبد اللَّه بن مسعود) وبين أبيه (عبد اللَّه بن مسعود)، فإنَّه لم يسمع منه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 196 عن أبي حاتم قوله:"أبو عُبَيْدَة بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه". وقال الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(5/ 75): "روى عن أبيه ولم يسمع منه".

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

التخريج:

رواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في كتاب السِّيَر -كما في "تحفة الأشراف" للمِّزِيّ (7/ 162 - 162) رقم (9619) -، عن عمرو بن يزيد الجَرْمي، عن أُمَيَّة بن خالد، به.

ولفظه عنده: "الحمد للَّه الذي صدق وعده، وأعزَّ دينه".

ورواه الطبراني في "الكبير"(9/ 82) رقم (8472)، من طريق مُسَدَّد، عن أُمَيَّة بن خالد، به.

ولفظه عنده: "الحمد للَّه الذي صدق وعده، ونصر عبده، وأعزَّ دينه".

قال الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "هذا حديث غريب معروف من رواية أُمَيَّة بن خالد، وتابعه عمرو بن حَكَّام عن شُعْبَة".

وقد رواه أحمد في (1/ 444) مطوَّلًا وبسياق مختلف، من طريق وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة، عن ابن مسعود. وفيه بعد أن أخبر

ص: 333

النبيَّ صلى الله عليه وسلم بمقتله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يمشي مع ابن مسعود حتَّى قام عليه فقال:"الحمدُ للَّه الذي أخزاك يا عدو اللَّه، هذا كان فرعون هذه الأُمَّة".

قال في "المجمع"(6/ 79): "رواه كلّه أحمد والبزَّار باختصار، وهو من رواية أبي عُبَيْدَة عن أبيه ولم يسمع منه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح".

وانظر فيه كذلك "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (5/ 294 - 295).

وذكر الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(7/ 295) -في المغازي، باب قتل أبي جهل-: أنَّ ابن إسحاق قد روى في "مغازيه" -رواية يونس بن بُكَيْر- من طريق الشَّعْبِيّ، عن عبد الرحمن بن عَوْف: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد ابن مسعود، ثم انطلق حتَّى أتاه فقام عنده فقال:"الحمد للَّه الذي أعزَّ الإسلام وأهله -ثلاث مرَّات-".

* * *

1230 -

أنبأنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القُرَشِي -بأَصْبَهَان- أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا بشر بن موسى، حدَّثنا الحسن بن موسى الأَشْيَب.

قال سليمان: وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة، حدَّثنا عليّ بن عيَّاش، قالا: حدَّثنا حَرِيز بن عثمان، حدَّثنا حِبَّان بن زيد الشَّرْعَبِيّ

(1)

-وقال الأَشْيَب: حَيَّان

(2)

(1)

الشَّرْعَبِيّ: نسبة إلى شَرْعب بن قيس بن معاوية بن جُشَم، قبيلة من حِمْيَر. وذكر الحافظ ابن نُقْطَة: أنَّ أبا خِدَاش منسوب إلى (الشرعبية) وهو موضع بالجزيرة ورد ذكره في شعر الأخطل. انظر حاشية المحقق الأستاذ محمد عَوَّامة على "الأنساب" للسَّمْعَاني (7/ 310).

(2)

في المطبوع: "حبان" بالباء. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس.

ص: 334

عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، واغْفِرُوا يُغْفَرْ لكم، ويْلٌ لأَقْمَاعِ القولِ، ويْلٌ للمُصِرِّينَ الذين يُصِرُّونَ على ما فَعَلُوا وهم يَعْلَمُونَ".

(8/ 265 - 266) في ترجمة (حَرِيز بن عثمان بن جَبْر الرَّحَبِيّ الحِمْصِيّ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا شيخ الخطيب (عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي أبو الفرج) فإني لم أقف على من ترجم له.

وعدا (أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي أبو عبد اللَّه) فإنه صدوق كما في "التقريب" لابن حَجَر (1/ 20). وقد ترجم له في "التهذيب"(1/ 58) ولم يذكر سوى قول الدَّارَقُطْنِيّ فيه: "لا بأس".

و(حِبَّان بن زيد الشَّرْعَبي الحِمْصي أبو خِدَاش) ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(4/ 181) وقال: "ومن قال (حيَّان) فقد وَهِمَ". وقال الحافظ في "التقريب"(1/ 147): "ثقة، من الثالثة، أخطأ من زعم أنَّ له صحبةٌ"/ بخ د. ونقل عن أبي داود في ترجمته من "التهذيب"(2/ 172) قوله: "شيوخ حَرِيز كلُّهم ثقات". وترجم له البخاري في "تاريخه الكبير"(3/ 84 - 85) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 165 و 219)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 138 رقم (382)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 287) رقم

ص: 335

(320)

، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(12/ 512) رقم (6844)، من طرق، عن حَرِيز

(1)

بن عثمان، عن حِبَّان بن زيد الشَّرْعَبي، عنه، به.

قال في "المجمع"(10/ 191): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حِبَّان بن زيد

(2)

الشَّرْعَبي، ووثَّقه ابن حِبَّان. ورواه الطبراني كذلك".

وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 202): "رواه أحمد بإسناد جيِّد".

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(10/ 51) رقم (6541): "إسناده صحيح". وهو كما قال.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 101) إلى الطبراني في "الكبير".

ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، لأن (مسند عبد اللَّه بن عمرو)، مفقود من النسخة الخطية التي طبع عنها.

غريب الحديث:

قوله: "ويل لأَقْمَاعِ القول" قال في "النهاية"(4/ 109): "الأقماع: جمع قِمَع، كَضِلَع، وهو الإناء الذي يترك في رءوس الظُّروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان. شَبَّه أسماع الذين يستمعون القول ولا يَعُونَهُ ويحفظونه ويعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئًا مما يُفْرَغُ فيها، فكأنه يمر عليها مجازًا، كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازًا".

وفي حاشية "النهاية": "قال الهَرَوي: وقيل: الأقماع: الآذان والأسماع".

* * *

(1)

صُحِّفَ في "المسند" في الموضعين إلى "جرير". والتصويب من المصادر التي خرَّجته، ومن "تهذيب الكمال"(5/ 568).

(2)

في الأصل: "يزيد" وهو تصحيف. والتصويب من "التاريخ الكبير"(3/ 84)، وغيره.

ص: 336

1231 -

أنبأنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، أنبأنا عليّ بن محمد بن المعلَّى الشُّونِيْزي، حدَّثنا محمد بن جرير، حدَّثنا محمد بن عبَّاد بن موسى، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل، حدَّثنا مُسْلِم الأعور،

عن حَبَّةَ بن جُوَيْن العُرَني قال: انطلقت أنا وأبو مسعود إلى حُذَيْفَة بالمَدَائن، فدخلنا عليه فقلنا: يا أبا عبد اللَّه حَدِّثْنَا، فإنَّا نَخَافُ الفِتَنَ. فقال: عليكم بالفئة التي فيها ابن سُمَيَّة، فإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"تَقْتُلُهُ الفئةُ الباغيةُ عن الطريق، وإنَّ آخرَ رِزْقِهِ ضَيَاحُ لَبَنٍ".

(8/ 274 - 275) في ترجمة (حَبَّة بن جُوَيْن بن عليّ العُرَني الكوفي أبو قُدَامَة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُهُ الفئةُ الباغيةُ" متواتر. أمَّا قوله: "وإنَّ آخر رِزْقِهِ ضَيَاحُ لَبَنٍ" فإنه روي من طرق عِدَّةٍ يصحُّ بمجموعها.

ففيه (مُسْلِم بن كَيْسَان الضَّبِّيّ المُلَائِيّ البرَّاد الأعور) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (731).

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (حَبَّة بن جُوَيْن العُرَني) وهو مختلف فيه، ولعلَّ قول الإمام صالح جَزَرَة فيه، هو أقرب الأقوال، حيث يقول -كما في "تاريخ بغداد" (8/ 276) -:"شيخ. . . كان يتشيَّع، ليس هو بالمتروك، ولا ثَبْت، وسط". وقال الحافظ في "التقريب"(1/ 148): "صدوق له أغلاط، وكان غاليًا في التَّشَيُّع". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (564).

التخريج:

رواه ابن جَرِير الطبري في "تاريخه"(5/ 38 - 39)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 391)، من طريق مسلم الأعور، عن حَبَّة بن جُوَيْن، به.

ص: 337

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح عال ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو منتقد بتضعيف الذَّهَبِيّ نفسه له فيما سيأتي.

ورواه الطبراني كما في "مجمع الزوائد"(9/ 297) وقال: "فيه مُسْلِم بن كَيْسَان الأعور، وهو ضعيف".

ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 253) رقم (2689) -من كشف الأستار- من طريق محمد بن فُضَيْل، عن مُسْلِم الأعور، عن حَبَّة قال:"اجتمع حُذَيْفَة وأبو مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تقتل عمَّارًا الفئة الباغية". وصدَّقه الآخر".

قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن حُذَيْفَة إلّا من هذا الوجه".

وذكره الهيثمي في "المجمع"(9/ 296) واكتفى بقوله: "رواه البزَّار".

ورواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 148) من طريق إسرائيل بن يونس، عن مُسْلِم الأعور، عن خالد العُرَني قال: دخلت أنا وأبو سعيد الخُدْري على حُذَيْفَة. فذكر نحو رواية الخطيب دون قوله: "وإنَّ آخر رِزْقِهِ ضَيَاحُ لبن". وقال: "هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "مُسْلِم بن كَيْسَان تركهـ أحمد وابن مَعِين".

ومن هنا نعلم ما في موافقة الذَّهَبِيّ للحاكم في تصحيحه له في الطريق الأول المتقدِّم مع أنَّ فيه (مُسْلِم الأعور).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الفئةُ الباغيةُ": متواتر. وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (784).

وأمَّا قوله صلى الله عليه وسلم: "وإنَّ آخر رِزْقِهِ ضَيَاحُ لَبَنٍ"، فإنه روي من طرق عِدَّةٍ يصحُّ بمجموعها كما بينته في حديث (40).

ص: 338

غريب الحديث:

قوله: "ضَيَاحُ لَبَنٍ": "الضَّيَاحُ والضَّيْحُ بالفتح: اللبن الخاثرُ يُصَب فيه الماء ثم يخلط". "النهاية"(3/ 107).

* * *

1232 -

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدَّثنا محمد بن أحمد بن الحسن القَطَوانِي، حدَّثنا حسين بن أيوب الخَثْعَمِي، حدَّثني عليّ بن حَدِيد بن حَكِيم المَدَائِني، عن أبيه قال: أنبأنا أبو الجَحَّاف، أخبرني داود بن عليّ، عن أبيه،

عن جدِّه ابن عبَّاس قال: رأي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بني أُمَيَّة على مِنْبَرِهِ، فَسَاءَهُ ذلك فأوحى اللَّهُ إليه: إنما هو مُلْكٌ يُصيبونَهُ، ونزلت:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القَدْر: الآية 1 - 3].

(8/ 280) في ترجمة (حَدِيد بن حَكِيم المَدَائني).

مرتبة الحديث:

منكر جدًّا.

جُلُّ رواته من المجاهيل والشِّيْعَة الذين وُصِفَ بعضهم بالغُلُوِّ، مع نَكَارَةِ مَتْنِهِ كما سيأتي بيانه.

ففي إسناده (داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس الهاشمي أبو سليمان)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 219):"ليس حديثه حجَّة. قال ابن مَعِين: أرجو أنَّه لا يكذب". وقال في "الكاشف"(1/ 223): "وثِّق". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 233): "أمير مكة وغيرها، مقبول، من السادسة، مات سنة ثلاث وثلاثين -يعني ومائة-، وهو ابن اثنين وخمسين"/ بخ ت. وقال ابن عدي في

ص: 339

"الكامل"(3/ 359): "عندي أنَّه لا بأس برواياته عن أبيه عن جدّه، فإنَّ عامَّة ما يرويه: عن أبيه عن جدِّه". وانظر: "تهذيب الكمال"(8/ 421 - 425)، و"تهذيب التهذيب"(3/ 194) لمزيد تفصيل.

كما أنَّ فيه (أبو الجَحَّاف) وهو (داود بن أبي عَوْف سُوَيْد التَّمِيمي البُرْجُمِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 233):"صدوق شيعي، ربما أخطأ، من السادسة"/ ت س ق. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(1/ 223 - 224): "وثَّقه أحمد ويحيى. وقال أبو حاتم: صالح الحديث قليله". وانظر: "تهذيب الكمال"(8/ 434 - 437)، و"تهذيب التهذيب"(3/ 196 - 197) لمزيد تفصيل.

و(عليّ بن حَدِيد بن حَكِيم المَدَائِني) لم أقف على من ترجم له في كلِّ ما رجعتُ إليه.

أمَّا أبوه (حَدِيد بن حَكِيم الأَزْدي المَدَائِني) -صاحب الترجمة- فقد ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(2/ 775) وقال: "حَدِيد بن حَكِيم الأَزْدِيّ، وأخوه مُرَازِم، من شيوخ الشِّيْعَة، وممَّن يروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللَّه، ذكره ابن فضال". ومثله في "الإكمال" لابن مَاكُولا (2/ 54). أمَّا الخطيب فإنَّه لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" في ترجمته (2/ 181 - 182) توثيقه عن ابن النجاشي الشِّيْعي.

و(الحسين بن أيوب الخَثْعَمِي)، لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.

أمَّا (أحمد بن محمد بن سعيد) فهو (أبو العبَّاس ابن عُقْدَة الكوفي) المتوفى سنة (332 هـ) عن (84) عامًا. وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(1/ 208 - 209) وقال: "كان صاحب معرفة وحفظ،

ص: 340

ومقدَّم في هذه الصنعة، إلَّا أنِّي رأيت مشايخ بغداد مُسيئةً الثناء عليه". وقال:"لم أجد بُدًّا من ذكره لأنِّي شرطت في أول كتابي هذا أن أذكر كل من تكلَّم فيه متكلِّم ولا أبالي، ولولا ذاك لم أذكره، للذي كان فيه من الفضل والمعرفة".

2 -

"المغني"(1/ 55) وقال: "شيعي، وضعَّفه غير واحد".

3 -

"الميزان"(1/ 136 - 138) وقال: "محدِّث الكوفة، شيعي، متوسط، ضعَّفه غير واحد. وقوَّاه آخرون".

4 -

"تذكرة الحفَّاظ"(3/ 839 - 842) وقال: "حافظ العصر والمحدِّث البحر". وقال بعد أن امتدح اتساع حفظه وقوَّة حافظته: "ولو صان نفسه وجوَّد، لضُربت إليه أكباد الإِبل، ولَضُرِبَ بإمامته المثل، لكنَّه جمع فأوعى، وخَلَطَ الغَثَّ بالسَّمين، والخَرَزَ بالدُّرِّ الثَّمين، ومُقِتَ لتشيُّعه".

وانظر لمزيد تفصيل في بيان حاله: "تاريخ بغداد"(5/ 14 - 23)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(15/ 340 - 355)، و"اللسان"(1/ 263 - 266).

و(محمد بن أحمد بن الحسن القَطَواني) لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 293 - 294) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. وأحمد بن محمد بن سعيد هو ابن عُقْدَة، قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان رجل سوء. وقال ابن عدي: رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ويقولون كان لا يتدين بالحديث، ويحمل شيوخنا بالكوفة على الكذب، ويُسَوِّي لهم نُسَخًا ويأمرهم برواياتها. وأكثر رجال هذا الإسناد مجاهيل".

ص: 341

أقول: ما نقله ابن الجَوْزي عن ابن عدي ليس له، عدا قوله:"رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه". وإنما هو من قول: (أبي بكر بن أبي غالب) نقله عنه، كما في "الكامل"(1/ 208). وابن عدي كما تقدم يقوِّي أمره.

وقد ذكره السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 569) ولم يعزه إلَّا للخطيب.

وقد روى التِّرْمِذِيُّ في التفسير، باب ومن سورة القَدْر (5/ 444 - 445) رقم (3350)، وغيره

(1)

، نحوه، من حديث الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وضعَّفه.

وتكلَّم الحافظ ابن كثير في أول تفسيره لسورة (القَدْر)(4/ 566 - 567) على حديث الحسن بن عليّ هذا مطوَّلًا، وردَّه إسنادًا ومَتْنًا بتحقيقٍ نفيسٍ ونَقْدٍ عالٍ؛ وقال:"منكر جدًّا". ونقل عن شيخه الإمام المِزِّيّ قوله فيه: "منكر".

وممَّا قاله الإمام ابن كثير في نقد مَتْنِه: "وممَّا يدلُّ على ضعف هذا الحديث، أنه سيق لذمِّ بني أُمَيَّة. ولو أريد ذلك لم يكن بهذا السياق، فإن تفضيل ليلة القَدْرِ على أيامهم -يعني أيام بني أُمَيَّة- لا يدل على ذَمِّ أيامهم، فإنَّ ليلة القَدْرِ شريفة جدًّا، والسورة الكريمة إنما جاءت لمدح ليلة القَدْر، فكيف تمدح بتفضيلها على أيام بني أُمَيَّة التي هي مذمومة بمقتضى هذا الحديث! ! . . . ثم الذي يفهم من الآية أنَّ الألف شهر المذكورة في الآية هي أيام بني أُمَيَّة

(2)

، والسورة مَكِّيَّةٌ، فكيف يحال على ألف شهر هي دولة بني أُمَيَّة! ولا يدلُّ عليها لفظ الآية ولا معناها! . والمنبر إنما صُنعَ بالمدينة بعد مدة من الهِجْرَة؛ فهذا كلُّه ممَّا يدلُّ على ضعف الحديث ونكارته، واللَّه أعلم.

(1)

عزاه في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 569) إلى ابن جَرِير والطبراني وابن مَرْدُوْيَه والبيهقي في "الدلائل".

(2)

في "سنن التِّرْمِذِيّ"(5/ 445) قال القاسم بن الفضل الحُدَّانيّ -وهو أحد رجال إسناد الحديث-: "فعددناها -يعني أيام خلافة بني أُمَيَّة- فإذا هي ألف شهر لا يزيد يوم ولا ينقص". وقد تعقَّبه في ذلك ابن كثير في الموطن السابق فانظره.

ص: 342

وفي "المنار المنيف" لابن القَيِّم ص 117: "كُلُّ حديث في ذَمِّ بني أُمَيَّة فهو كذب".

* * *

1233 -

أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا دَعْلَج بن أحمد، حدَّثنا موسى بن هارون، حدَّثنا حُبَاب بن جَبَلَة الدَّقَّاق -وهو ثقة-، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،

عن ابن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ على النَّجَاشِيِّ أَرْبَعًا.

(8/ 284) في ترجمة (حُبَاب بن جَبَلَة الدَّقَّاق).

مرتبة الحديث:

شَاذٌّ من هذا الطريق، والمحفوظ روايته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في "الموطأ"، و"الصحيحين"، وغيرها، كما سيأتي.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "كذا روى هذا الحديث حُبَاب بن جَبَلَة، وتابعه مكِّي بن إبراهيم، فرواه عن مالك عن نافع عن ابن عمر. ثم رجع مَكِّيٌ عنه، ورواه عن مالك عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة، وهو المحفوظ عن مالك. ورواه فُلَيْح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر، حدَّث به كذلك الحسن بن محمد بن أعين عنه. وخالفه سعد بن محمد العَوْفي، فرواه عن فُلَيْح عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وخالفهما عبد المنعم بن بشير، فرواه عن فُلَيْح عن الزُّهْرِيّ عن أنس بن مالك، وعبد المنعم: متروك الحديث".

وفي إسناده صاحب الترجمة (حُبَاب بن جَبَلَة الدَّقَّاق) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(8/ 284) وفيه: أنَّ موسى بن هارون أثنى عليه خيرًا. كما تقدَّم عند سياق إسناد الحديث أنَّ موسى بن هارون قال عنه: "ثقة".

ص: 343

2 -

"الميزان"(1/ 448) وفيه عن الأَزْدِيّ: "كذَّاب".

3 -

"اللسان"(2/ 164) ولم يزد عمَّا فيهما.

التخريج:

رواه عنه دَعْلَج بن أحمد في كتاب "غرائب مالك"، عن موسى بن هارون، عن حُبَاب بن جَبَلَة الدَّقَّاق، به. وقال دَعْلَج:"تابعه مكِّي بن إبراهيم عن مالك". وقال: "لم يروه عن مالك غيرهما". كذا في "اللسان"(2/ 164) في ترجمة (الحُبَاب بن جَبَلَة الدَّقَّاق).

ورواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 117) و (13/ 117)، من طريق مكِّي بن إبراهيم، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر. ثم روى عن (مكِّي) أنَّه أخطأ في روايته له عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وأنَّ صوابه: عن مالك عن ابن شهاب الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة. وانظر حديث (1351).

أقول: حديث مالك، عن ابن شهاب الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، هو في "الموطأ"(1/ 226 - 227)، ورواه عنه البخاري في الجنائز، باب التكبير على الجنازة أربعًا (3/ 202) رقم (1333)، ومسلم في الجنائز، باب في التكبير على الجنازة (2/ 656) رقم (951)، وغيرهما.

وقد عزا في "كنز العمَّال"(15/ 710) رقم (42825) حديث ابن عمر

(1)

إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"، والمَحَامِلِيّ في "أماليه".

* * *

1234 -

أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد، حدَّثنا بشر بن موسى، حدَّثنا خالي: حيَّان بن بشر، عن أبي معاوية، عن الأَعْمَش،

(1)

في "الكنز": "عمر"، والتصويب من "اللسان"(2/ 164).

ص: 344

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من كان له أُخْتَان أو ابنتان

(1)

، فأحسنَ إليهما مَا صَحِبَتَاهُ، كنتُ أنا وهو في الجنَّة كهاتين، وقَرَنَ بين أُصْبُعَيْه".

(8/ 284 - 285) في ترجمة (حيَّان بن بشر بن المُخَارِق الأَسَدِي أبو بشر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ نحوه من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه.

ففيه انقطاع بين (سليمان بن مِهْرَان الأَعْمَش) وبين (أنس) رضي الله عنه، فإنَّه لم يسمع منه.

قال ابن مَعِين في "تاريخه"(2/ 234): "كُلُّ ما روى الأَعْمَشُ عن أنس، فهو مرسل. وقد رأى الأَعْمَشُ أنسًا".

وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 72 عن عليّ بن المَدِيني: "الأَعْمَشُ لم يسمع من أنس بن مالك، إنما رآه بمكَّة يصلِّي خَلْفَ المَقَام. فأمَّا طرق الأَعْمَش عن أنس، فإنما يرويها عن يزيد الرَّقَاشي عن أنس".

وقال الحافظ ابن حَجَر في أول ترجمة (الأَعْمَش) من "التهذيب"(4/ 222): "روى عن أنس ولم يثبت له منه سماع".

و(أبو معاوية) هو (الضَّرير، محمد بن خازم الكوفي): ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يَهِمُ في حديث غيره. وتقدَّمت ترجمته في حديث (424).

التخريج:

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 363)، والخرائطي في "مكارم

(1)

في المطبوع "أختان وابنتان". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 73، ومن "مكارم الأخلاق" للخرائطي ص 83.

ص: 345

الأخلاق" ص 83 رقم (386)، من طريق أبي معاوية، عن الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس مرفوعًا به.

أقول: في إسناده (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

لكن قال ابن عدي في ترجمته من "الكامل"(7/ 2713): "وليزيد الرَّقَاشي أحاديث صالحة عن أنس وغيره، ونرجو أنَّه لا بأس به برواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين وغيرهم". والراوي عنه هنا هو (الأَعْمَشُ)، وهو من ثقات الكوفيين، واللَّه أعلم.

وقد روى مسلم في البِرِّ والصلة، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/ 2027 - 2028) رقم (2631)، والتِّرْمِذِيّ في البِرِّ والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات (4/ 319) رقم (1914) عن أنس مرفوعًا:"من عال جاريتين حتى تَبْلُغَا، جاءَ يومَ القيامةِ أنا وهو، وضَمَّ أصابعه".

هذا لفظ مسلم، ولفظ التِّرْمِذِيِّ:"مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ دَخَلْتُ أنا وهو الجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ. وأشار بِأَصْبُعَيْهِ". وقال: "حسن غريب".

وسيأتي بلفظ آخر من حديث أنس رضي الله عنه، برقم (1601).

* * *

1235 -

أنبأنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا الحُرُّ بن محمد بن الحسين بن إشْكَاب، حدَّثنا الزُّبَيْر بن بكَّار، حدَّثنا خالد بن وضَّاح، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ مَأْلَفٌ، ولا خَيْرَ فيمن لا يَأْلَفُ ولا يُؤْلَفُ".

(8/ 288 - 289) في ترجمة (الحُرّ بن محمد بن الحسين العَامِرِي أبو الحسين).

ص: 346

درجة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا (خالد بن وضَّاح) فإنِّي لم أقف على من ترجم له. لكنه قد توبع كما بينته في حديث (306).

وعدا (محمد بن عبد الملك القُرَشي)، فإنه صدوق كما قاله الخطيب في ترجمته من "التاريخ"(2/ 349).

والحديث صحيح بمجموع طرقه.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (306).

* * *

1236 -

أنبأنا عليّ بن أبي عليّ، أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب، حدَّثنا أبو محمد حُبَّان بن محمد بن إسماعيل الوَاسِطي، حدَّثنا أبو يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّة، حدَّثنا أحمد بن محمد الأَزْرَقِي، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان،

عن أُمِّه فاطمة أنَّها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ تُحْفَةُ المُؤْمِنِ التَّمْرُ".

(8/ 289) في ترجمة (حُبَّان بن محمد بن إسماعيل البَيِّع الوَاسِطي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

فـ (فاطمة) وهي (ابنة الحسين بن عليّ بن أبي طالب): ثقة لم تدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ماتت بعد المائة وقد قاربت التسعين، فحديثها مرسل. وانظر ترجمتها في:"التهذيب"(12/ 442 - 443)، و"التقريب"(2/ 609).

ص: 347

وصاحب الترجمة (حُبَّان بن محمد بن إسماعيل البَيِّع الوَاسِطي)، لم يذكر الخطيب في ترجمته جرحًا أو تعديلًا.

وقد ذكره الحافظ الدَّارَقُطْنِيّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(1/ 427) وقال: "بضم الحاء. . . كاد يكون في أصحاب السُّكَّر".

ونقل الحافظ الخطيب قوله هذا بلفظ: "كان يكون. . . . ".

وقول الدَّارَقُطْنِيّ هذا لا يفيد جرحًا أو تعديلًا. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "كنز العمَّال"(12/ 339) رقم (35305) إلى الخطيب وحده.

* * *

1237 -

أنبأنا عبد اللَّه بن عليّ بن محمد بن بِشْرَان، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو نصر حَبْشُون بن موسى بن أيوب الخَلَّال، حدَّثنا علي بن سعيد الرَّمْلِي، حدَّثنا ضَمْرَة بن ربيعة القُرَشي، عن ابن شَؤْذَب، عن مَطَر الورَّاق، عن شَهْر بن حَوْشَب،

عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحِجَّة، كُتب له صيام ستين شهرًا، وهو يوم غَدِير خُمّ

(1)

لمَّا أَخَذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد عليّ بن أبي طالب فقال: "ألست ولي المؤمنين"؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال:"مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ". فقال عمر بن الخطَّاب: بَخٍ بَخٍ لك يا ابن أبي طالب: أصبحت مولاي ومولى كُلّ مسلم. فأنزل اللَّه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [سورة المائدة: الآية 3]. ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب، كُتب له صيام ستين

(1)

غَدِيرُ خُمّ: موضع بين مكَّة والمدينة. قيل: على ثلاثة أميال من الجُحْفَة. وقيل: على ميل. وهناك مسجد للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. "مراصد الاطلاع"(1/ 482)

ص: 348

شهرًا، وهو أول يوم نزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة".

(8/ 290) في ترجمة (حَبْشُون بن موسى بن أيوب الخلَّال أبو نصر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاهُ فعليٌّ مولاهُ" بلغ مرتبة التواتر.

ففيه (مَطَر بن طَهْمَان الورَّاق) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 252): "صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف". وفي "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد بن حنبل (1/ 160): "كان يحيى بن سعيد يُشَبِّه مَطَر الورَّاق بابن أبي ليلى -يعني في سوء حفظه-". وقد تقدَّمت ترجمته موسعًا في حديث (430).

كما أنَّ في إسناده (شَهْر بن حَوْشَب الأَشْعَري الشَّامي): مختلف فيه، وثَّقه يحيى وأحمد وآخرون، وضعَّفه شُعْبَة والنَّسَائي وابن عدي وآخرون. قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 1358):"ليس بالقويِّ في الحديث، وهو ممن لا يُحْتَجُّ بحديثه ولا يُتَدَيَّنُ به". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 355): "صدوق كثير الإرسال والأوهام". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).

و(ابن شَوْذَب) هو (عبد اللَّه بن شَوْذَب الخُرَاسَاني البَصْري أبو عبد الرحمن): ثقة عابد، توفي عام (156 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(7/ 92 - 93)، و"التهذيب"(5/ 255 - 256)، و"التقريب"(1/ 423).

التخريج:

رواه الحسكاني في "شواهد التنزيل"(1/ 165)، والخُوَارِزْمِي في "المناقب"(94)، وأبو طاهر السِّلَفِي في "جزء من أحاديثه"(ق 77)، وابن عساكر في "تاريخ

ص: 349

دمشق" (12/ 118/ أ)، وابن المؤيد الجُوَيْني في "فرائد السمطين" (1/ 77)، من طريق مَطَر الورَّاق، عن شَهْر بن حَوْشب، به، كما في حاشية الشيخ محمد ميرين البلوشي في تحقيقه لكتاب "خصائص عليّ" للنَّسَائي ص 104.

قال الخطيب عقب روايته له: "اشتهر هذا الحديث من رواية حَبْشُون -[وهو ثقة]-، وكان يقال إنه تفرَّد به، وقد تابعه عليه أحمد بن عبد اللَّه بن النِّيْرِي فرواه عن عليّ بن سعيد". ثم ساقه بإسناده إليه، وهو الحديث التالي برقم (1238).

وقد رواه مختصرًا بسياق آخر، ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 68) -واللفظ له-، وأبو يعلى في "مسنده"(11/ 307) رقم (6423)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 187 - 188) رقم (2531 و 2532) -من كشف الأستار- من طريق أبي يزيد داود الأَوْدِي، عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه، فقام إليه شاب فقال: أنشدك باللَّه أسمعتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللَّهم وال من والاهُ وعاد من عاداهُ. فقال: نعم. فقال الشاب: أنا منك بريء، أشهد أنَّك قد عاديت من والاه، وواليت من عاداه. قال: فحصبه النَّاس بالحصا".

وقد رواه الطبراني في "الأوسط"(2/ 68 - 69) رقم (1115)، من طريق إدريس بن يزيد الأَوْدِي، عن أبيه، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 106): "رواه أبو يعلى والبزَّار بنحوه، والطبراني في "الأوسط"، وفي أحد إسنادي البزَّار رجل لم يسمّ، وبقية رجاله ثقات في الآخر. وفي إسناده أبي يعلى: داود بن يزيد وهو ضعيف".

أقول: (داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأّوْدِيّ أبو يزيد) موجود في كلا إسنادي البزَّار، إلَّا أنَّه في الإِسناد الثاني -والذي فيه رجل لم يسمّ-، جمع مع (داود) أخاه (إدريس)، وإدريس: ثقة.

ص: 350

وتقدَّم أنَّ الطبراني رواه من طريق إدريس وحده عن أبيه.

وحديث (مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ)، قد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة، وبلغ مرتبة التواتر. وقد سبق الكلام عليه في حديث (1091)، فانظره إن شئت.

* * *

1238 -

أخبرني الأَزْهَرِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن أخي مِيْمِي، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن العبَّاس بن سالم بن مِهْرَان المعروف بابن النِّيْرِي -إملاءً-، حدَّثنا عليّ بن سعيد الشَّامي، حدَّثنا ضَمْرَة بن ربيعة، عن ابن شَوْذَب، عن مَطَرَ، عن شَهْر بن حَوْشَب،

عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحِجَّة. وذكر مثل ما تقدَّم، أو نحوه.

(8/ 290) في ترجمة (حَبْشُون بن موسى بن أيوب الخلَّال أبو نصر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في الحديث السابق برقم (1237).

و (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد البزَّاز أبو جعفر ابن النِّيْرِي) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 226 - 227)، وفيه: أنَّ يوسف القَوَّاس ذكره في جملة شيوخه الثقات. وقال أحمد بن محمد بن الفضل بن الجرَّاح: "ثقة". وكانت وفاته سنة (320 هـ).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (1237).

* * *

ص: 351

1239 -

أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا الربيع بن سليمان المُرَادِي، حدَّثنا أيوب بن سُوَيْد، حدَّثني سفيان، عن خالد بن أبي كَرِيمة، عن عبد اللَّه بن مِسْوَر -بعض ولد جعفر بن أبي طالب- عن محمد بن عليّ بن الحَنَفِيَّة،

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذَرُوا العَارِفِينَ المُحَدَّثِينَ مِنْ أُمَّتي، لا تُنْزِلوهم الجنَّةَ ولا النَّارَ، حتَّى يكونَ اللَّهُ الذي يَقْضِي فيهم يومَ القِيَامَةِ".

(8/ 292) في ترجمة (خالد بن أبي كَرِيمة المَدَائِني أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (عبد اللَّه بن مِسْوَر بن عَوْن بن جعفر بن أبي طالب المَدَائِني أبو جعفر) وقد ترجم له في:

1 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 132) وقال: "اضرب على حديثه، أحاديثه موضوعة".

2 -

"التاريخ الكبير"(5/ 195) وفيه عن رَقَبَة

(1)

: "يضع الحديث أو نحوه".

3 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَانِي ص 196 رقم (359) وقال: "أحاديثه موضوعة".

(1)

وهو (رَقَبَة بن مَصْقَلَة العَبْدِي أبو عبد اللَّه): أحد الثقات المأمونين، وكان مفوَّهًا يُعَدُّ من رجالات العرب كما قال الإمام العِجْلِي. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (9/ 219 - 220)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(6/ 156).

ص: 352

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 149 رقم (350) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 305 - 306) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "ليس بشيء".

6 -

"الجرح والتعديل"(5/ 169 - 170) وفيه عن المغيرة -يعني ابن مِقْسَم الضَّبِّيّ-: "كان يفتعل الحديث". وقال أحمد: "كان يضع الحديث ويكذب، وقد تركت أنا حديثه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدِّثنا عنه". وقال أبو حاتم: "الهاشميون لا يعرفونه، وهو ضعيف الحديث يحدِّث بمراسيل لا يوجد لها أصل في أحاديث الثقات".

7 -

"المجروحين"(2/ 24) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويُرسل من الأخبار ما ليس لها أصول على قلّة روايته. لا يُحْتَجُّ بخبره وإن وافق الثقات. كان يحيى بن مَعِين يكذِّبه".

8 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 99 رقم (111) وقال: "وضَّاع للأحاديث لا يسوي شيئًا".

9 -

"اللسان"(3/ 360 - 361) وفيه عن البخاري في "التاريخ الأوسط": "يضع الحديث". وقال النَّسَائي: "كذَّاب". وقال إسحاق بن رَاهُوْيَه: "كان معروفًا عند أهل العلم بوضع الحديث، وروايته إنما هي عن التابعين، ولم يلق أحدًا من الصحابة".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1441 - 1442) -في ترجمة (طاهر بن خالد بن نزار الأَيْلِي) - من طريق أيوب بن سُوَيْد، عن سفيان الثَّوْري، به.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 526) إلى الخطيب وحده.

* * *

ص: 353

1240 -

أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رِزْق التَّانِي، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القَطَّان، وأبو محمد عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكَّري، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، قالوا: أنبأنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثني خالد بن حيَّان الرَّقِّي أبو يزيد، عن فُرَات بن سلمان، وعيسي بن كثير كلاهما، عن أبي رجاء، عن يحيى بن أبي كثير، عن سَلَمَة بن عبد الرحمن،

عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: قال رسولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم:"من بَلَغَهُ عن اللَّه شيءٌ فيه فَضِيلةٌ فَأَخَذَ به إيمانًا به، ورَجَاءَ ثَوَابِهِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ ذلكَ، وإنْ لم يَكُنْ كذلكَ".

(8/ 295 - 296) في ترجمة (خالد بن حيَّان الخَرَّاز الرَّاقِّي أبو يزيد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف، ومَتْنُهُ مُنْكَرٌ.

ففيه (أبو رجاء)، قال الحافظ ابن ناصر الدين الدِّمَشْقِي في كتابه "الترجيح لحديث صلاة التسبيح" ص 32:"هو فيما أعلم مُحْرز بن عبد اللَّه الجَزَري مولى هشام، وهو ثقة". وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 504) وقال: "كان يدلِّس عن مكحول، يُعْتَبَرُ بحديثه ما بيَّن السماع فيه عن مكحول وغيره".

2 -

"التقريب"(1/ 231) وقال: "صدوق يدلِّس، من السابعة"/ بخ ق.

3 -

"طبقات المدلِّسين" لابن حَجَر ص 110. حيث ذكره في المرتبة الثالثة، وهم "من أكثر من التدليس فلم يحتجّ الأئمة من أحاديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع، ومنهم من ردَّ حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم".

ص: 354

4 -

"التهذيب"(10/ 56 - 57) وفيه عن أبي داود: "ليس به بأس"، وقال مرَّةً:"ثقة".

أقول: رواية (أبي رجاء الجَزَري) هنا قد جاءت معنعنة؛ وقد تقدَّم تصريح ابن حِبَّان بأنَّه يُعْتَبَرُ بحديثه ما بيَّن فيه السماع. ومن ثم فإن روايته هذه تعتبر ضعيفة.

كما أنَّ فيه (خالد بن حيَّان الرَّقِّي الكِنْدِي الخَرَّاز أبو يزيد) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 486) وقال: "كان ثقةً ثَبْتًا، مات بالرَّقَّة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ومائة".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 326) وفيه عن أحمد: "لا بأس به".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 223).

4 -

"تاريخ بغداد"(8/ 295 - 297) وفيه عن عليّ بن مَيْمُون: "كان منكرًا وكان صاحب حديث". قال الخطيب: "قوله: "كان منكرًا": يعني في الضَّبْطِ والتَّحفُّظِ وشِدَّةِ التَّوَفِّي والتَّحَرُّز". وقال يوسف بن خِرَاش والدَّارَقُطْنِيّ: لا بأس به". وقال ابن مَعِين وابن عمَّار: "ثقة". وقال ابن مَعِين مرَّة: "ليس به بأس".

5 -

"الكاشف"(1/ 202) وقال: "فيه لِيْنٌ ما، وهو صدوق".

6 -

"التهذيب"(3/ 84 - 85) وفيه عن الفَلَّاس: "ضعيف". وقال النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال ابن حَجَر: أخرج له ابن حِبَّان في "صحيحه"، وذكر له ابن خُزَيْمَة في "صحيحه" أحاديث منها ما استنكره فقال: وجاء خالد بن حيَّان بطامة.

7 -

"التقريب"(1/ 212) وقال: "صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة إحدى وتسعين -يعني ومائة-، ولم يستكمل السبعين"/ ق.

ص: 355

ومَتْنُ الحديث فيه نَكَارَة بَيِّنةُ، حيث يوحي بالعمل بكلِّ ما يُسمع من الحديث ولو كان موضوعًا أو واهيًا ما دام مشتملًا على فضيلة! ! .

وقد تكلَّف الحافظ السَّخَاريُّ في "المقاصد" ص 405، والإمام القَارِي في "الأسرار المرفوعة" ص 224 - 225 في إجابتهما عن نَكَارة معناه، فانظره لو شئت.

وفي "الأسرار المرفوعة" للقَارِي ص 189 رقم (737) عند كلامه على حديث: "لو حَسَّنَ أحدكم ظنَّه بحَجَرٍ لنفعهُ اللَّهُ، قال: "قال ابن حَجَر العَسْقَلاني: لا أصل له، ونحوه:"من بلغه شيء عن اللَّه. . . "".

التخريج:

رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 78 رقم (63)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ومن ذات الطريق رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" ص 56 - 57 رقم (68).

ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان في "مكارم الأخلاق"، من طريق بشر بن عبيد، حدَّثنا حمَّاد، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا. كذا في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 405 وقال:"بِشْر: متروك".

وقد ذكره الدَّيْلَمُّي في "الفردوس"(3/ 559 - 560) رقم (5757).

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 258)، من طريق إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، عن الحسن بن عَرَفَة، به

(1)

، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن في إسناده سوى أبي جابر البياضي

(2)

. قال يحيى: هو كذَّاب. وقال النَّسَائي: متروك الحديث. وكان الشَّافعي يقول: من حدَّث عن أبي جابر البياضي، بيّض اللَّه عينيه".

(1)

في "الموضوعات" سقط كبير في الإسناد، يصوَّب ممَّا أثبت هنا، ومن "جزء" ابن عَرَفَة.

(2)

جواب الشرط محذوف.

ص: 356

أقول: لا أدري من أين أتى ابن الجَوْزي بـ (أبي جابر البياضي)! ! . فإنَّه لا ذِكْرَ له البتة في الإسناد! !

ويغلب على الظن أن لا يكون هذا من صنيع ابن الجَوْزي، والنسخة المطبوعة من "الموضوعات" مشحونة شحنًا بالتصحيف والتحريف والسقط. ويؤكِّده أنَّ السُّيُوطيَّ في "اللآلئ"(1/ 214) لم يذكر ذلك، واكتفى بقوله:"لا يصحُّ: أبو رجاء، كذَّاب". لكن العجيب أنَّ ما عند ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 265) يوافق ما في "الموضوعات" لابن الجَوْزي! ! .

ولم أقف على من نبَّه على ذلك عند كُلِّ من تكلَّم على هذا الحديث فيما وقفت عليه، مع ذكرهم أنَّ ابن الجَوْزي قد حكم عليه بالوضع!

والحكم على الحديث بالوضع من جهة إسناده بعيد. قال السَّخَاويُّ في "المقاصد" ص 405: "خالد وفُرَات

(1)

فيهما مقال، وأبو رجاء لا يُعْرَفُ". ولم يحكم عليه بالوضع، بل قال: "وله شواهد عن ابن عبَّاس وابن عمر وأبي هريرة".

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدِّمَشْقِي في "الترجيح لحديث صلاة التسبيح" ص 31: "هذا حديث جيِّد الإسناد"، وساق له عدَّة شواهد من حديث ابن عمر، وابن عبَّاس، وأنس، وتكلَّم عليها. ولا يخلو طريق منها من قادح شديد.

وقال القَارِي في "الأسرار المرفوعة" ص 224 رقم (884): "وله طرق

(1)

يعني (فُرَات بن سلمان الحضرمي الجَزَري الرَّقِّي). أقول: وأقل مراتبه أنَّه صدوق. فقد وثَّقه أحمد وابن مَعِين وأبو جعفر السُّنِّي وابن خلفون وابن حِبَّان. وقال أبو حاتم: "لا بأس به محلُّه الصدق صالح الحديث". وقال ابن عدي: "لم أر المتقدمين صرَّحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به لأني لم أر في روايته حديثًا منكرًا". انظر: "الجرح والتعديل"(7/ 80)، و"الكامل"(6/ 2050 - 2051)، و"الثقات"، لابن حِبَّان (7/ 322)، و"تعجيل المنفعة" ص 218.

ص: 357

لا تخلو من متروك ومن لا يُعْرَف كما ذكر السَّخَاوي، إلَّا أنَّ غاية الأمر فيه أنَّه ضعيف".

* * *

1241 -

أنبأنا الحسين بن الضَّحَّاك الأَنْمَاطي، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا أبو الوليد بن بُرْد الأَنْطَاكي، حدَّثنا محمد -يعني ابن عيسى بن الطَّبَّاع-، حدَّثنا خالد بن نافع، حدَّثنا سعيد بن أبي بُرْدَة، عن أبيه،

عن أبي موسى أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا موسى مررتُ أنا وعائشةُ البَارِحَةَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ". فقال أبو موسى: لو علمتُ بمَكَانِكَ لَحَبَّرْتُ لك القُرْآنَ تَحْبِيرًا.

(8/ 298) في ترجمة (خالد بن نافع الأَشْعَري الكوفي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (خالد بن نافع الأَشْعَرِي الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(3/ 177) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 95 رقم (175) وقال: "ضعيف".

3 -

"الجرح والتعديل"(3/ 355) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ ليس بقويِّ، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 221 و 225).

5 -

"الكامل"(3/ 897 - 898) وقال: "قد نسبه النَّسَائي إلى الضعف".

6 -

"تاريخ بغداد"(8/ 298) وفيه عن أبي داود: "متروك الحديث".

7 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 643 - 644) وقال متعقِّبًا أبا داود: "هذا تجاوز في الحدِّ، فإنَّ الرجل قد حدَّث عنه أحمد بن حنبل ومسدَّد، فلا يستحق الترك".

ص: 358

و (أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأَشْعَري. قيل اسمه عامر، وقيل الحارث): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1417).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 266) رقم (7279)، عن سُرَيْج بن يونس، عن خالد بن نافع، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 171): "رواه أبو يعلى وفيه خالد بن نافع الأَشْعَري، وهو ضعيف".

وقال أيضًا في (9/ 360) منه: "رواه الطبراني ورجاله على شرط الصحيح غير خالد بن نافع الأشْعري، ووثَّقه ابن حِبَّان، وضعَّفه جماعة".

أقول: لم أقف عليه في "المعجم الكبير" للطبراني المطبوع، لعدم وجود (مسند أبي موسى) فيه، لفقدانه من النسخة الخطية التي طُبع عنها.

وروى مسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن (1/ 546) رقم (793)، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: "لو رأَيْتَنِي وأنا أستمعُ لقراءتك البارحَةَ! لقد أوتيتَ مِزْمَارًا من مَزَامِيرِ آلِ داودَ".

ورواه عنه البُخَاري في فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن (9/ 92) رقم (5048)، والتِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه (5/ 693) رقم (3755)، إلَّا أنه ليس عندهما قوله:"لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة".

قال ابن الأثير في "جامع الأصول"(9/ 80) بعد أن ذكر رواية مسلم المتقدِّمة: "قال الحُمَيْدِي: زاد البَرْقَاني "قلت: واللَّه يا رسول اللَّه. لو علمت أنك

ص: 359

تسمعُ قراءتي لَحَبَّرْتُهُ لك تَحْبِيرًا". قال: وحُكي أنَّ مسلمًا أخرجه. ولم أجد هذه الزيادة عندنا من كتاب مسلم".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(9/ 93) بعد أن ذكر رواية أبي يعلى المتقدِّمة -دون أن ينبِّه على ضعف إسنادها-: "ولابن سعد من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم: "أنَّ أبا موسى قام ليلة يصلِّي، فَسَمِعَ أزواجُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صوته -وكان حلو الصوت- فقمنَ يستمعنَ، فلما أصبحَ قيل له، فقال: لو علمتُ لَحَبَّرْتُهُ لهنَّ تَحْبِيرًا". وللرُّوْيَاني من طريق مالك بن مِغْوَل، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، عن أبيه -نحو سياق سعيد بن أبي بُرْدَة- وقال فيه: "لو علمتُ أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستمعُ قراءتي لحبَّرْتُهَا تَحْبِيرًا" وأصلها عند أحمد" انتهى.

غريب الحديث:

قوله: "لَحَبَّرْتُ لك القرآن تَحْبِيرًا": "يريد تحسين الصَّوت وتَخْزِينَهُ. يقال: حَبَّرْتُ لك الشيء تَحْبِيرًا إذا حَسَّنْتَهُ". "النهاية"(1/ 327).

* * *

1242 -

أخبرني عليّ بن محمد بن عليّ الإيَادي، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلَّاد النَّصِيبي، حدَّثنا الحارث بن محمد التَّمِيمي، حدَّثنا خالد بن القاسم، حدَّثنا لَيْث بن سعد، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن موسى بن وَرْدَان، عن نَابِل صاحب العَبَاء،

عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يستيقظُ وقد رَدَّ اللَّه عليه -يعني روحه-: لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كُلِّ شيء قدير، غَفَرَ اللَّهُ ذنوبه وإنْ كانت مثل زَبَدِ البحر".

(8/ 301) في ترجمة (خالد بن القاسم المَدَائِني أبو الهيثم).

ص: 360

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (784).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (خالد بن القاسم المَدَائِني أبو الهيثم) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(3/ 167) وقال: "متروك، تركه عليّ -يعني ابن المَدِيني-، والنَّاس".

2 -

"الضعفاء" للنَّسائي ص 97 رقم (96) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(3/ 347 - 348) وفيه عن إسحاق بن رَاهُوْيَه: "كان كذَّابًا". وقال أحمد: "يزيد في الإسناد". وقال ابن مَعِين: "كان يزيد في الأحاديث الرجال، يوصلها لتصير مسندةً". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "هو كذَّاب".

4 -

"الكامل"(3/ 882 - 883) وفيه عن السَّعْدي: "كذَّاب يزيد في الأسانيد". وقال ابن عدي: "له عن الليث بن سعيد غير حديث منكر، والليث بريء من رواية خالد عنه تلك الأحاديث، وله عن الليث مناكيرُ أيضًا".

و(نَابِل صاحب العَبَاء والأَكْسِيَة والشِّمَال) ترجم له في:

1 -

"الكاشف"(3/ 171) وقال: "ثقة".

2 -

"التهذيب"(10/ 397 - 398) وقال: "روي عن أبي هريرة وابن عمر. . . قال النَّسائي. ليس بالمشهور. وقال في موضع آخر: ثقة. وقال البَرْقَاني قلت للدَّرَاقُطْنِيّ: نَابِل صاحب العَبَاء، ثقة؟ فأشار بيده، أن لا. وذكره ابن حِبَّان في

ص: 361

"الثقات". قلت -القائل ابن حَجَر- "وذكره مُسْلِمٌ في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة".

3 -

"التقريب"(2/ 294) وقال: "مقبول، من السادسة"/ د ت س.

التخريج:

رواه الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (3/ 235 - 236) رقم (3362). وفي حاشيته:"سكت عليه البُوصِيري".

ولم يعزه في "كنز العمَّال"(15/ 354) رقم (41350) إلَّا إلى الخطيب.

* * *

1243 -

أنبأنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن المتوكِّل -مولى بني هاشم-، حدَّثنا خالد بن بَهْبُذَان القَرْنِي -وكان فارسيًا، وهو خالد بن أبي يزيد-، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن هشام، عن محمد،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه نهى عن ثَمَنِ الكَلْبِ، وكَسْبِ الزَّمَّارَةِ.

(8/ 304) في ترجمة (خالد بن أبي يزيد بَهْبُذَان بن يزيد المَزْرَفِي

(1)

القَرْنِي القُطْرُبُلِي أبو الهيثم).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح بمجموع طرقه.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1088).

(1)

تَصَحَّفَ في "تاريخ بغداد" إلى: "المزرقي" بالقاف. والتصويب من "الجرح والتعديل"(3/ 360)، و"تهذيب الكمال"(8/ 215)، و"اللباب"(3/ 203).

ص: 362

وشيخ الخطيب (إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر) هو (البَاقَرْحِي

(1)

أبو إسحاق)، ترجم له في "تاريخه" (6/ 189 - 191) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا صحيح الكتاب، حسن النقل، جيِّد الضبط، ومن أهل العلم والمعرفة بالأدب".

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1088).

* * *

1244 -

أنبأنا العَتِيقي، حدَّثنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا الحسن بن آدم بن عبد اللَّه بن أبي أُسَامة، حدَّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدُّنْيَا، حدَّثنا خالد بن زياد الزَّيَّات -وكان صالحًا-، حدَّثنا حمَّاد بن خالد، عن شُعْبَة، عن عليّ بن عاصم، عن خالد الحذَّاء،

عن عِكْرِمَة قال: كان في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دُعَابَةٌ.

(8/ 308) في ترجمة (خالد بن زياد -وقيل خالد بن عبد اللَّه- الزَّيَّات).

مرتبة الحديث:

مرسل ضعيف.

قال الخطيب عقب روايته له من طريق محمد بن الوليد بن أَبَان، عن خالد الزَّيَّات، عن حمَّاد، عن شُعْبَة، عن عليّ بن عاصم، عن خالد الحذَّاء، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس -وهو الحديث التالي-:"المحفوظٌ مُرْسَلٌ كما ذكرناه أولًا".

كما أنَّ في إسناده (عليّ بن عاصم الوَاسِطي)، قال عنه في "المغني" (2/ 450):"حافظ مشهور، ضعَّفوه، وكان مكثرًا". وقال في "التقريب"

(1)

بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح، وهي قرية من نواحي بغداد. "الأنساب"(2/ 48).

ص: 363

(2/ 39): "صدوق يخطئ ويصرُّ، ورُمي بالتَّشَيُّع"، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (556).

أمَّا صاحب الترجمة (خالد بن زياد الزَّيَّات) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

عزاه في "الكنز"(7/ 140) رقم (18398) إلى الخطيب وابن عساكر، بلفظ:"كان فيه دُعَابَةٌ قليلةٌ".

ومثله في "الجامع الصغير" للسُّيُوطيّ (2/ 261) بشرح "التيسير".

* * *

1245 -

أنبأنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد المُفيد، حدَّثنا محمد بن أحمد بن عيسى الورَّاق، حدَّثنا محمد بن الوليد بن أَبَان، حدَّثنا خالد بن عبد اللَّه الزَّيَّات -بغدادي-، حدَّثنا حمَّاد بن خالد، حدَّثنا شُعْبَة، حدثتني عليّ بن عاصم، عن خالد الحذَّاء، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: كانت في النبيِّ صلى الله عليه وسلم دُعَابَةٌ.

(8/ 308) في ترجمة (خالد بن زياد -وقيل: خالد بن عبد اللَّه- الزَّيَّات).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والمحفوظ إرساله عن عِكْرِمَة.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (1244).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1244).

* * *

ص: 364

1246 -

أخبرني الأَزْهَرِي، حدَّثنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا محمد بن خلف وكيع، حدَّثني خالد بن أحمد بن خالد الذُّهْلِي أمير مَرو -ببغداد-، حدَّثنا بشر بن الحكم العَبْدِي، حدَّثنا عمر بن شَبِيب المُسْلِي، عن عبد اللَّه بن عيسى بن أبي ليلى، عن يونس العَبْدِي، عن ثابت،

عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ حتَّى يُبْنِيهُنَّ، كُنَّ له حِجَابًا من النَّار".

(8/ 315 - 316) في ترجمة (خالد بن أحمد بن خالد الذُّهْلِي الأمير أبو الهيثم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عمر بن شَبِيب بن عمر المُسْلِي الكوفي أبو جعفر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 430) وقال: "لم يكن بشيء". وقال مرَّةً: "ليس بثقة".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 191 رقم (496): "ليس بالقويِّ".

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 115) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ يُكْتَتُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن الحديث".

4 -

"المجروحين"(2/ 90) وقال: "كان شيخًا صالحًا صدوقًا ولكنه كان يخطئ كثيرًا حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إذا انفرد، على قلَّة روايته".

5 -

"التقريب"(2/ 57) وقال: "ضعيف، من صغار الثامنة، مات بعد المائتين"/ ق.

كما أنَّ فيه (يونس بن أبي يَعْفُور العَبْدِي الكوفي) وقد ترجم له في:

ص: 365

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 689) وقال: "ضعيف".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 247 رقم (652) وقال: "ضعيف".

3 -

"الجرح والتعديل"(9/ 247) وفيه عن أبي زُرْعَة: "صدوق".

4 -

"الكامل"(5/ 2632 - 2633) وقال: "هو عندي ممن يُكْتَبُ حديثه".

5 -

"التهذيب"(11/ 452) وفيه: "ضعَّفه أحمد بن حنبل. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة. وقال العِجْليُّ: لا بأس به".

6 -

"التقريب"(2/ 386) وقال: "صدوق يخطئ كثيرًا، من الثامنة"/ م ق.

التخريج:

لم يروه بهذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 801) إلى الخطيب وحده.

ولحديث أنس روايات وألفاظ مختلفة، انظر: حديث (1234)، و"الكنز"(16/ 451 - 452)، و"مجمع الزوائد"(8/ 157).

* * *

1247 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِي، حدَّثنا خالد بن يزيد بن وَهْب بن جَرِير، حدَّثني أبي: يزيد بن وَهْب، حدَّثني أبي: وَهْب بن جَرِير بن حازم، عن أبيه جَرِير بن حازم، عن محمد بن سِيرين،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما خَلَا يهوديٌّ قَطُّ بمُسْلِمٍ إلَّا حَدَّثَ نَفْسَهُ بِقَتْلِهِ".

(8/ 316) في ترجمة (خالد بن يزيد بن وَهْب الأَزْدِيّ أبو الهيثم).

ص: 366

مرتبة الحديث:

ضعيف. وقال الخطيب وابن كثير: "غريب جدًّا.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب جدًّا من حديث محمد بن سِيرين عن أبي هريرة، ومن حديث جَرِير بن حازم عن ابن سِيرين، لم أكتبه إلَّا من حديث خالد بن يزيد عن أبيه

(1)

، عن وَهْب بن جرير".

وفي إسناده صاحب الترجمة (خالد بن يزيد بن وَهْب الأَزْدِيّ أبو الهيثم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 628) باسم (خالد بن بُرد. . .) وقال: "أتى بخبر منكر. وقيل: ابن يزيد". ووافقه في "اللسان"(2/ 374).

و(يزيد بن وَهْب بن جَرِير بن حازم) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.

التخريج:

رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية "الفردوس"(4/ 108) رقم (6340) - من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن مَوْهَب التَّيْمِي القُرَشي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"ما خلا يهوديٌّ بمسلمٍ إلَّا وَهَمَّ بِقَتْلِهِ".

ومن هذا الطريق رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 122) -في ترجمة (يحيى بن عبيد اللَّه بن مَوْهَب التَّيْمي) -.

ورواه ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره"، من طريقين عن يحيى بن عبيد اللَّه، به. أحدهما بلفظ الخطيب، والآخر بلفظ الدَّيْلَمِيّ.

(1)

سقط من المطبوع قوله: "عن أبيه". والاستدراك من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، ومن إسناد الحديث نفسه.

ص: 367

قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(2/ 88) -عند تفسيره للآية 82 من سورة المائدة- بعد عزوه له لابن مَرْدُوْيَه: "وهذا حديث غريب جدًّا".

أقول: في إسناده عندهم (يحيى بن عبيد اللَّه التَّيْمي)، قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (3/ 121):"كان من خيار عباد اللَّه، يروي عن أبيه ما لا أصل له، وأبوه ثقة. فلما أكثر روايته عن أبيه مما ليس من حديثه سقط عن حدِّ الاحتجاج به، وكان سيء الصلاة، وكان ابن عُيَيْنَة شديد الحَمْلِ عليه".

وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 353): "متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع، من السادسة"/ ت ق.

وفي "التهذيب" في ترجمته (11/ 254) عن الحاكم قوله: "روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (572).

أما والده (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن مَوْهَب التَّيْمِي المَدَني أبو يحيى) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقال أحمد: "لا يُعْرَفُ". وقال الشَّافعي: "لا نعرفه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (572).

والحديث ذكره السَّخَاويُّ في "المقاصد" ص 367، بلفظ:"ما خلا يهوديان بمسلم إلَّا ما بقتله". وعزاه إلى الثعلبي وابن مَرْدُوْيَه وابن حِبَّان في "الضعفاء" والدَّيْلَمِيِّ. وذكر أنَّه عند ابن حِبَّان والدَّيْلَمِيّ بالإفراد. ولم يتكلَّم عليه من جهة ثبوته بشيء! ! .

كما ذكره ابن طاهر المقدسي في كتابه "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 192 رقم (674) بلفظ حديث الخطيب، وقال:"فيه يحيى بن عبيد اللَّه بن وَهْب: ليس بشيء في الحديث".

* * *

ص: 368

1248 -

أخبرنا البَرْقاني، أخبرنا أبو الحسين حمزة بن أحمد بن مَخْلَد العطَّار -في جامع المدينة، بقراءتي عليه-، حدَّثنا أبو محمد خالد بن محمد بن خالد الصَّفَّار الخُتُّلِي، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني، حدَّثنا محمد بن مروان، عن الوَضِين -يعني ابن عطاء-، عن خالد بن مَعْدان،

عن عُبَادة بن الصَّامِت قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يموتَ بسنةٍ، تابَ اللَّهُ عليه، ثم قال: إنَّ السَّنَةَ لكثيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يموتَ بجُمُعَةٍ تَابَ اللَّهُ عليه، ثم قال: إنَّ جُمُعَةً لكثيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يموتَ بيومٍ تَابَ اللَّهُ عليه، ثم قال: إنَّ يومًا لكثيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ تَابَ اللَّهُ عليه".

(8/ 317) في ترجمة (خالد بن محمد بن خالد الصَّفَّار الخُتُّلِي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف مع انقطاعه. وقوله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن يُغَرْغِر تاب اللَّه عليه"، ورد من طريق حسن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

ففيه (محمد بن مروان) وهو (السُّدِّيُّ الصغير): مُتَّهَمٌ بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (379).

كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (خالد بن مَعْدان الكَلَاعي الحِمْصِي) وبين (عُبَادة بن الصَّامِت)، ففي "التهذيب" (3/ 118) في ترجمة (خالد بن مَعْدَان): أنَّه روى عن عُبَادَة بن الصَّامت وأبي الدَّرْدَاء ولم يذكر سماعًا منهما. وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 49 عن أبيه قوله: "لم يصحّ سماعه عن عُبَادَة بن الصَّامِت".

و (أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن بسَّام البغدادي): قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 65): "لا بأس به، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين -يعني ومائتين-"/ س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"، (3/ 13 - 16)، و"التهذيب"(1/ 271 - 272).

ص: 369

التخريج:

رواه مختصرًا، الطبري في "تفسيره" (8/ 96) رقم (8858) -سورة النساء آية: 17 - ، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(2/ 154) رقم (1085)، من طريق قَتَادَة، عن عُبَادَة بن الصَّامِت مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لم يُغَرْغِرْ".

وإسناده منقطع، فإنَّ وفاة عُبَادَة بن الصَّامت كانت في عام (34 هـ) كما في "التقريب"(1/ 395)، وولادة قَتَادَة كانت في سنة (61 هـ) كما في "التهذيب"(8/ 355).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لم يُغَرْغِرْ" قد رواه التِّرْمِذِيّ في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار. . . (5/ 547) رقم (3537)، وأحمد في "المسند"(2/ 132)، وابن ماجه في الزهد، باب ذكر التوبة (2/ 1420) رقم (4253)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 12) رقم (627)، وأبو يعلى في "مسنده"(9/ 462) رقم (5609)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 257)، وعليّ بن الجَعْد في "مسنده"(2/ 1173) رقم (3529)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 190)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 124) رقم (194)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 395 - 396) رقم (7063) -ط بيروت-، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 90 - 91) رقم (1306)، من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن عبد اللَّه بن عمر

(1)

مرفوعًا.

وإسناده حسن. وقال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب". وصحَّحه الحاكم ووافقه الذَّهَبِيُّ. وقال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(5/ 160) بعد أن رواه من الطريق المتقدِّم: "هذا حديث عالٍ صالح الإسناد".

(1)

في "سنن ابن ماجه": "عبد اللَّه بن عمرو". وهو وهم نبَّه عليه الإمام المِزِّيُّ في "تحفة الإشراف"(5/ 328)، والإمام الذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(5/ 161).

ص: 370

وروى أحمد في "المسند"(2/ 206) -واللفظ له-، والبيهقي في "الشُّعَب"(6/ 397 - 398) رقم (7067) -ط بيروت-، من طريق شعبة، عن إبراهيم بن ميمون، عن رجل من بني الحارث قال: سمعت رجلًا مِنَّا يقال له أيوب قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول: "من تاب قبل موته عامًا تِيبَ عليه، ومن تاب قبل موته بشهر تَيبَ عليه، حتى قال يومًا، حتى قال ساعة، حتى قال فُوَاقًا

(1)

. قال قال الرجل: أرأيت إن كان مشركًا أسلم. قال: إنما أحدِّثكم كما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 197): "رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية رجاله ثقات".

والحديث بلفظ رواية الخطيب، ذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 76) معزوًا إليه وحده.

غريب الحديث:

قوله: "قبل أن يُغَرْغِرَ": "أي ما لم تبلغ روحه حُلْقُومَهُ، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. والغَرْغَرَةُ: أن يُجْعَلَ المشروب في الفم ويُرَدَّد إلى أصل الحَلْق ولا يُبْلَغُ". "النهاية"(3/ 360).

* * *

1249 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن العلاء بن المسيَّب، عن أبيه،

عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّه تعالى يقولُ: إنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ له جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عليه في مَعِشَتِهِ، يَمْضِي عليه خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لا يَفِدُ إليَّ لَمَحْرُومٌ".

(1)

أي فُوَاق ناقة، وهو ما بين الحَلْبَتَيْنِ من الرَّاحة. وتُضَمُّ فاؤه وتُفْتَحُ. "النهاية"(3/ 479).

ص: 371

(8/ 318) في ترجمة (خَلَف بن خَلِيفة بن صَاعِد الأَشْجَعِي أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا صاحب الترجمة (خَلَف بن خَلِيفة) فإنَّه صدوق اختلط بَأَخَرَةٍ، والحسن بن عَرَفَة هو آخر من روى عنه كما في "التهذيب"(3/ 151). وانظر "الكواكب النَّيِّرَات" لابن الكيَّال ص 155 - 161 في أمر اختلاطه. لكنه قد توبع، حيث تابعه سفيان الثَّوْري كما سيأتي.

كما أنَّ اتصال إسناده متوقف على سماع (المسيَّب بن رافع الأَسَدِي الكَاهِلِي) والد (العلاء)، من أبي سعيد الخُدْري، فابن مَعِين يقول في "تاريخه" (4/ 18): ولم يسمع المسيَّب بن رافع من أحد من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا البَرَاء بن عَازِب"

(1)

.

وممَّا تقدَّم يعلم أنَّ قول محقق "شُعَب الإِيمان"(8/ 72) رقم (3838) عن هذا الطريق: "لا بأس به"، محلُّ نظر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 6) رقم (7695)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 304 - 305) رقم (1031)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 262)، و"شُعَب الإِيمان"(8/ 72 - 73) رقم (3838)، وابن عدي في "الكامل"

(1)

أمَّا ما ذكره محقق "مسند أبي يعلى"(2/ 304) الأستاذ حسين الأسد: من قول ابن مَعِين نقلًا عن الذَّهَبِيِّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(5/ 103): "لم يسمع من صحابي إلَّا من البَرَاء، وعامر بن عبدة"، فإنَّه موضع نظر. فالعبارة وإن كانت مثبتة في "السِّيَر" إلَّا أنَّ محققه نبَّه على أنَّ (عامر بن عبدة) ليس صجابيًا، بل هو تابعي. وهذه العبارة ذكرها الحافظ أيضًا في "التهذيب"(10/ 153) في ترجمة (المسيَّب) من رواية الدُّوري عن ابن مَعِين. ولم أجد في رواية الدُّوري عن ابن مَعِين المطبوعة إلَّا ما أثبته، وهو اقتصاره على ذكر (البَرَاء بن عَازِب) وحده، واللَّه تعالى أعلم.

ص: 372

(3/ 933) -في ترجمة (خلف بن خليفة الأشجعي) -، من طريق خَلَف بن خَلِيفة، عن العلاء بن المسيَّب، به.

وليس عند ابن حِبَّان التصريح بنسبته إلى المولى تعالى.

وعند أبي يعلى: "لا يَفِدُ إليَّ إلَّا مَحْرُومٌ". وعند الجميع: "لمحروم".

وقال البيهقي في "السنن الكبرى" عقبه: "ورواه غيره -يعني سعيد بن منصور، وهو من روى عن (خَلَف) عند البيهقي- عن خَلَفٍ فقال: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقيل عن العلاء، عن يونس بن خَبَّاب، عن أبي سعيد، وقيل عنه موقوفًا، وقيل مرسلًا، وروي من وجه آخر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف".

أقول: رواية يونس بن خَبَّاب عن أبي سعيد مرفوعًا، هي عند البيهقي في "الشُّعَب"(8/ 71 - 72) رقم (3837)، من طريق محمد بن فُضَيْل، عن العلاء بن المسيَّب، عن يونس، عنه، به.

ومن هذا الطريق رواه الخطيب في "تاريخه"، وهو الحديث التالي رقم (1250)، ويونس: ضعيف. وستأتي ترجمته في الحديث المذكور.

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(5/ 13) رقم (8826)، عن الثَّوْري، عن العلاء بن المسيَّب، عن أبيه -أو عن رجل-، عن أبي سعيد موقوفًا عليه.

وعنه من طريقه، رواه الطبراني في "الأوسط"(1/ 300) رقم (490)، دون شك، ففيه:"عن العلاء بن المسيَّب، عن أبيه، عن أبي سعيد"، وقال:"لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلَّا عبد الرزاق".

وقال الخطيب عقب روايته للحديث: "وقد رواه سفيان الثَّوْري عن العلاء مثل رواية خَلَف بن خليفة". وقد وقع لفظه عند عبد الرزاق الصنعاني والطبراني: "في كلِّ أربعة أعوام" بدلًا من "خمسة أعوام".

ص: 373

قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 206) في كتاب الحج، باب الحث على الحج:"رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى إلَّا أنَّه قال: "خمسة أعوام"، ورجال الجميع رجال الصحيح".

وقد ذكره الحافظ في "المطالب العالية"(1/ 318) وعزاه إلى أبي بكر بن أبي شَيْبَة وأبي يعلى. وقال: "اخْتُلِفَ فيه على العلاء".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 262)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 206 - 207)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1396) -كلاهما في ترجمة (صَدَقَة بن يزيد الخُرَاسَاني) -، من طرق، عن الوليد بن مسلم، عن صَدَقَة بن يزيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

قال البيهقي: إسناده ضعيف.

أقول: في إسناده عندهم (صَدَقَة بن يزيد الخُرَاسَاني)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (3/ 187 - 188) وقال:"ضعَّفه أحمد. وقال أبو حاتم: صالح. وقال أبو زُرْعَة الدِّمَشْقي: ثقة. وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب. وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاشتغال بحديثه ولا الاحتجاج به. وقال البخاري: منكر الحديث. . . وقال أبو حاتم الرَّازي: ضعيف. وقال الدُّوري عن يحيى: صالح. وقال أبو داود عنه: ليس به بأس. . . وقال يعقوب بن سفيان: حسن الحديث. . . وذكره ابن حِبَّان في (الثقات) ".

وقد قال العُقَيْلِي عقب روايته له: "وفيه رواية عن أبي سعيد الخُدْرِيّ فيها لِيْنٌ أيضًا".

وقال ابن عدي: "هذا عن العلاء: منكر، كما قاله البخاري. ولا أعلم يرويه عن العلاء غير صَدَقَة، وإنما يروي هذا: خَلفَ بن خليفة وهو مشهور، وروي عن الثَّوري أيضًا عن العلاء بن المسيَّب عن أبيه عن أبي سعيد الخُدْري عن النبيِّ

ص: 374

صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. فلعل صَدَقَة هذا سمع بذكر العلاء، فظن أنَّه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنَّما هو العلاء بن المسيَّب عن أبيه عن أبي سعيد".

* * *

1250 -

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق البُهْلُول الكاتب -إِملاءً- قال: حدَّثني جدِّي، حدَّثنا ابن فُضَيْل

(1)

، عن العلاء بن المسيَّب، عن يونس بن خَبَّاب

(2)

،

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يعني يقولُ اللَّهُ تعالى: إنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ جِسْمَهُ، وأوسعتُ عليه في الرِّزْقِ، يأتي عليه خمسُ سنين، لا يَفِدُ إليَّ لَمَحْرُومٌ".

(8/ 318 - 319) في ترجمة (خَلَف بن خَلِيفة بن صَاعِد الأَشْجَعِي أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يونس بن خَبَّاب الأُسَيِّدِيّ الكوفي أبو حمزة، ويقال: أبو الجَهْم) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 687 - 688) وقال: "رجل سوء". وقال مرَّةً: "كان يشتم عثمان".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "ابن نفيل". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، ومن "شُعَب الإِيمان"(8/ 72).

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "حباب" بالحاء المهملة. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 375

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 226 رقم (862) وقال: "ضعيف".

3 -

"العلل" لأحمد (1/ 163) وقال: "كان خبيث الرأي".

4 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَانِيّ ص 48 رقم (22): "كذَّابٌ مُفْتَرٍ".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 247 رقم (650) وقال: "ضعيف".

6 -

"الجرح والتعديل"(9/ 238) وفيه عن يحيى بن سعيد: "ما تُعْجِبُنَا الرواية عن يونس بن خَبَّاب". وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث ليس بالقويِّ".

7 -

"المجروحين"(3/ 139 - 140) وقال: "كان رجل سوء غاليًا في الرَّفْض كان يزعم أنَّ عثمان بن عفَّان قتل ابنتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. لا يحلُّ الرواية عنه لأنَّه كان داعيةً إلى مذهبه، ثم مع ذلك ينفرد بالمناكير التي يرويها عن الثقات والأحاديث الصحاح يسرقها عن الأثبات فيرويها عنهم".

8 -

"الكامل"(7/ 2629 - 2631) وقال: "من الغَالِين في التَّشَيُّع، وكان يحمل على عثمان، وأحاديثه مع غَلُوِّه تُكْتَبُ". وفيه عن عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبِي: "لا يروى عنه في الإسلام شيء". وقال البُخَاري: "مضطرب الحديث".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 405 رقم (604).

10 -

"الثقات" لابن شاهين ص 264 رقم (1623) وفيه عن عثمان بن أبي شَيْبَة: "ثقة صدوق".

11 -

"الضعفاء" لابن الجَوْزي (2/ 224) وقال: "كان شديد الرَّفض. قال يحيى بن سعيد: كان كذَّابًا. . . وقال الدَّارَقُطْنِيّ: كان رجل سَوْء فيه شيعية مفرطة، كان يَسُبُّ عثمان".

12 -

"الكاشف"(3/ 265) وقال: "قال البُخَاري: منكر الحديث".

ص: 376

13 -

"التهذيب"(11/ 437 - 439) وفيه عن ابن مَعِين: "كان ثقةً وكان يشتم عثمان".

14 -

"التقريب"(2/ 384) وقال: "صدوق يخطئ، ورُمي بالرَّفض، من السادسة"/ بخ 4.

والظَّاهر أنَّ في الإِسناد انقطاعًا بين (يونس بن خَبَّاب) وبين (أبي سعيد الخُدْرِي) أيضًا، حيث لم يَذْكُرْ من ترجم له، روايةً له عن الصحابة، إلَّا ما قاله في "التهذيب"(11/ 437) في ترجمته، من إرساله عن يعلى بن مُرَّة رضي الله عنه.

و (ابن فُضَيْل) هو (محمد بن فُضَيْل بن غزوان بن جَرِير الضَّبِّيّ): صدوق شيعي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (398).

وقد حسَّنَ محقق "شُعَب الإِيمان"(8/ 71) رقم (3837) إسناده، وفي تحسينه هذا نظر لما قدَّمت، واللَّه أعلم.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1249).

* * *

1251 -

أخبرني أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن الفَلْو الكاتب، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الدَّقَّاق، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن الوليد الفارسي، حدَّثنا خَلَف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أبي الحسناء، حدَّثنا أبو الصَّبَّاح عبد الغفور، عن أبي هاشم، عمَّن سمع،

عليًّا يقولُ: إنَّ نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاهُ جبريل فقال: يا محمد إنَّ الأُمَّةَ مفتونةٌ بَعْدَكَ. فقال له: "فما المَخْرَجُ يا جبريلُ؟ ". قال: كِتَابُ اللَّه فيه نَبَأُ ما قَبْلَكُم، وَخَبَرُ ما بَعْدَكُمْ، وحُكْمُ ما بَيْنَكُم، وهو حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ، وهو الصِّرَاطُ المستقيمُ، وهو قولٌ فَصْلٌ ليس بالهَزْلِ، إنَّ هذا القرآنَ لا يليهِ مِنْ جَبَّارٍ فيعملُ بِغَيْرِهِ

ص: 377

إلَّا قَصَمَهُ

(1)

اللَّهُ، وَلَا يَبْتغى عِلْمًا سواهُ إِلَّا أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَلَا يَخْلُقُ عَنْ رَدٍّ، وهو الذي لا تَفْنَى عجائبُهُ، مَنْ يَقُلْ به يَصْدُقْ، ومَنْ يَحْكُمْ به يَعْدِلْ، ومَنْ يَعْمَلْ به يُؤْجَرْ، ومَنْ يُقْسِمْ به يُقْسِطْ".

(8/ 321 - 322) في ترجمة (خَلَف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن السَّرْخَسِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه جهالة من سمع من عليّ رضي الله عنه.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (خَلَف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن السَّرْخَسِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(8/ 321 - 322) وفيه عن أحمد: "لا أعرفه".

2 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 661) وقال: "عن أَبَان بن أبي عيَّاش، خبره باطل لكن أَبَان هالك. قال أحمد لا أعرفه".

كما أنَّ فيه (عبد الغفور بن عبد العزيز الوَاسِطي أبو الصَّبَّاح) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 368) وقال: "ليس حديثه بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 137) وقال: "تركوه، منكر الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 55) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "قسمه" بالسين المهملة. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، ومن مصادر تخريجه الآتية.

ص: 378

4 -

"المجروحين"(2/ 148) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات، على كَعْبٍ وغيره، لا يحلُّ كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلَّا على جهة التعجب".

و(أبو هاشم) هو (الرُّماني، يحيى بن دينار الوَاسِطي): ثقة حجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث رقم (1138).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 91)، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: وَذَكَر محمد بن كعب القُرَظي، عن الحارث بن عبد اللَّه الأعور قال: قلت لآتِيَنَّ أمير المؤمنين فلاسألنه عمَّا سمعت العَشِيَّةَ، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه، فذكر الحديث، قال ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل عليه السلام". ثم ذكر نحو حديث الخطيب ببعض اختصار.

ومن طريق أحمد هذا، رواه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 302 - 303) رقم (367)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 70) رقم (834).

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(2/ 88) رقم (704): "إسناده ضعيف جدًّا، من أجل الحارث الأعور. ثم الظَّاهر أنَّه منقطع، لقول ابن إسحاق: "وذَكَرَ محمد بن كعب القُرَظي" فإني لم أجد أنَّه روي عنه مباشرة. بل هو يروي في السيرة عنه بواسطة. وهكذا وقع الحديث في "المسند" مختصرًا، وفيه إشارة إلى قصَّة لم تذكر، ولم يرد مرَّةً أخرى فيه".

ورواه الدَّارِمي في "سننه"(2/ 435 - 436)، من طريق عمرو بن مُرَّة، عن أبي البُخْتَرِي، عن الحارث، عن عليّ قال:"قيل يا رسول اللَّه إنَّ أُمَّتك ستفتن من بعدك، قال: فسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -أو سئل- ما المخرج منها، قال: الكتاب العزيز. . . ". ثم ذكر نحو حديث الخطيب.

أقول: والحديث رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 482) والتِّرْمِذِيّ في فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن (5/ 172 - 173) رقم (2906)

ص: 379

-واللفظ له-، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 435)، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "قيام الليل" ص 75 - من مختصره-، والبزَّار في "مسنده" رقم (836)، والبيهقي في "شُعَبِ الإِيمان"(4/ 496 - 497) رقم (1788)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(4/ 437 - 438) رقم (1181)، من طريق أبي المُخْتَار الطَّائي، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث قال: مررتُ في المسجد فإذا النَّاس يخوضونَ في الأحاديث، فدخلتُ على عليٍّ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، ألا ترى أنَّ النَّاسَ قد خَاضُوا في الأحاديث، قال: وقد فَعَلُوها؟ قلتُ: نعم، قال: أمَّا إنِّي قد سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنَّها ستكونُ فتنةٌ، فقلتُ: ما المَخْرَجُ منها يا رسول اللَّه؟ قال: كتاب اللَّه. . . " وذكر الحديث بأطول ممَّا عند الخطيب.

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث لا نعرفُهُ إلَّا من هذا الوجه، وإسنادُهُ مجهولٌ. وفي الحارث مَقَالٌ".

وقال الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" ص 10 - ط دار الأندلس عام 1403 هـ-: "الحديث مشهور من رواية الحارث الأعور، وقد تكلَّموا فيه، بل قد كذَّبه بعضهم من جهة رأيه، واعتقاده، أمَّا أنَّه تعمَّد الكذب في الحديث فلا، واللَّهُ أعلم. وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه، وقد وَهِمَ بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح".

واعتبرت الحديث من الزوائد لأمرين:

الأول: أنَّه في حديث الخطيب من قول جبريل عليه السلام لا من قول الرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، بعكس حديث التِّرْمِذِيّ والذين أخرجوه معه.

الثاني: أنَّ عند الخطيب زيادة في اللَّفظِ ليست عندهم، وهي قوله:"ومن يُقْسِمْ به يُقْسِطْ". كما أنَّها ليست عند أحمد، وأبي يعلى والبزَّار أيضًا.

ومن الملاحظ أنَّ حديث أحمد وأبي يعلى والبزَّار، لفظه من قول جبريل،

ص: 380

وهو مخالف لما عند التِّرْمِذِيّ، ومع ذلك لم يذكره الهيثمي في "المجمع" مع أنَّه على شرطه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1252 -

أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّار، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا خَلَف بن الحسن بن جُوَان الوَاسِطي، حدَّثنا زكريا بن يحيى الخزَّاز المُقْرِئ، حدَّثنا فَضَالة بن حصين، حدَّثنا رَشْدِين أبو عبد اللَّه، عن الفُرَات بن السَّائِب، عن ميمون بن مِهْرَان،

عن أبي ذَرٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا من رجب عدل صيام شهر، ومن صام منه سبعة أيَّام غُلِّقَتْ عنه أبواب الجحيم السبعة، ومن صام منه ثمانية أيَّام فُتحت له أبواب الجَنَّة الثمانية، ومن صام منه عشرة أيَّام بدَّل اللَّه سيئاته حسنات، ومن صام منه ثمانية عشرة يومًا نادى مُنَادٍ أن قد غُفِرَ لك ما مضى فاستأنف العَمَل".

(8/ 331) في ترجمة (خَلَف بن الحسن بن جُوَان الوَاسِطي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

وهو مسلسل بالضعفاء والمتروكين، مع انقطاعه بين ميمون بن مِهْرَان وأبي ذَرٍّ الغِفَاري، ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 163 نقلًا عن أحمد بن حَنْبَل:"لم يرو إلَّا عن ابن عبَّاس وابن عمر". وقال الحافظ ابن حَجَر -كما نقله عنه في "اللآلئ"(2/ 116) -: "أَدْرَكَ ابن عبَّاس ولم يُدْرِك أبا ذَرٍّ".

وفي إسناده: (الفُرَات بن السَّائِب الجَزَري) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1219).

كما أنَّ فيه: (رِشْدِين بن سعد المِصْري) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (591).

ص: 381

وفيه أيضًا: (فَضَالَةُ بن حُصَيْن الضَّبِّيِّ)، قال أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل" لابنه (7/ 78) -:"مضطرب الحديث". وقال أبو نُعَيْم في "الضعفاء" ص 129 رقم (190): "روى. . . مناكير لا شيء". وانظر ترجمته كذلك في: "الميزان"(2/ 348)، و"اللسان"(4/ 434 - 435)، و"المغني"(2/ 510).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 207) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال يحيى بن مَعِين: الفُرَات بن السَّائِب ليس بشيء. وقال البُخَاري والدَّارَقُطْنِيّ: متروك".

ورواه عبد العزيز الكَتَّاني في "فضل رجب"، من طريق رِشْدِين، عن الفُرَات، به. كما في "تبيين العجب بما وَرَدَ في شهر رجب" للحافظ ابن حَجَر ص 58، وقال:"ورواه الحكم بن مروان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مِهْرَان، فقال: عن ابن عبَّاس، بدل أبي ذَرٍّ. أخرجه الحافظ أبو عبد اللَّه الحسين بن فَتْحُوْيَه، عن ابن شَيْبَة، عن سيف بن المُبَارَك، عنه. ورِشْدِين والحكم: متروكان".

ورواه الحافظ ابن حَجَر في "تبيين العجب" ص 58، من طريق فَضَالة بن حُصَيْن، عن رِشْدِين، به.

وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ، ابن الجَوْزي فيما ذهب إليه من الحكم على حديث أبي ذَرٍّ بالوضع، فقال في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 116):"هذا الحديث أورده الحافظ ابن حَجَر في "أماليه" ولم يَسِمْهُ بوضع، قال: هذا حديث غريب، اتفق على روايته عن فُرَات بن السَّائب -وهو ضعيف-: رِشْدِين بن سعد والحكم بن مروان، وهما ضعيفان أيضًا، لكن اختلفا عليه في اسم الصحابي، ففي رواية رِشْدِين عن أبي ذَرٍّ، وفي رواية الحكم عن ابن عبَّاس، فلا أدري هل الغلط من

ص: 382

أحدهما أو من شيخهما، وميمون بن مِهْرَان قد أدرك ابن عبَّاس ولم يدرك أبا ذَرٍّ".

ولا قيمة لهذا التعقب، حيث إنَّ الحافظ ابن حَجَر أورد حديث أبي الدَّرْدَاء هذا في كتابه "تبيين العجب"، ضمن الأحاديث التي نبَّه على بطلانها.

وذكر السُّيُوطِيُّ له شاهدًا رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 382 - 383) رقم (3520)، وفي "فضائل الأوقات" ص 92 - 93 رقم (9)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 83 - 84) رقم (5538)، وأبو القاسم التَّيْمي الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 746 - 747) رقم (1822)، من طريق عثمان بن مطر، عن عبد الغفور، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه

(1)

مرفوعًا

(2)

بنحو حديث أبي ذرٍّ مطوَّلًا.

قال الحافظ ابن حَجَر في "تبيين العجب بما وَرَدَ في شهر رجب" ص 48 - 49 بعد أن عزاه للبيهقي في "فضائل الأوقات"، ولعبد العزيز الكَتَّاني في "فضائل رجب"، ولأبي القاسم التَّيْمي في "الترغيب والترهيب"، فحسب:"وعثمان بن مطر كذَّبه ابن حِبَّان. واجمع الأئمة على ضعفه".

وهذا الحديث ساقه الحافظ ابن حَجَر مع أحاديث أخرى نبَّه على كونها باطلة، حيث قال في "تبيين العجب" ص 40:"وورد في فضل رجب من الأحاديث الباطلة، أحاديث لا بأس بالتنبيه عليها، لئلا يُغتر بها". ثم ساق جملةً من الأحاديث، أحدها حديث (سعيد الشامي) هذا.

(1)

أقول: (سعيد الشامي) ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 52 - 53) وقال: "والد عبد العزيز، جاءت عنه عدة أحاديث من رواية ولده عنه، تفرَّد بها عبد الغفور أبو الصباح بن عبد العزيز، عن أبيه عبد العزيز، عن أبيه سعيد". ثم ذكر بعضا منها. وقد وقع في رواية الطبراني قول عثمان بن مطر عن (سعيد): أنَّ له صحبة.

(2)

أقول: هذا الشاهد عزاه السيوطي في "اللآلئ"(2/ 16) إلى البيهقي في "شُعَب الإيمان" فحسب. وقد حُرِّف إسناده فيه إلى: "عن عبد العزيز بن سعيد، عن أنس"! ! .

ص: 383

وانظر: "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 205 - 208) في شواهده من حديث أبي سعيد الخُدْرِي، وأنس، وعليّ، وقد حكم عليها كلّها بالوضع. وانظر كذلك رسالة الحافظ ابن حَجَر السابقة فإنَّه ساق كلَّ ما ورد في الباب، وأبان عن علله.

وممَّا يحسن ذكره هنا، قول الإِمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/ 39):"ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا نَدْبٌ لِعَيْنِهِ، ولكن أصل الصوم مندوب إليه".

وقد قال الإِمام الحافظ ابن حَجَر رحمه الله مِنْ بَعْدُ في كتابه "تبيين العجب" ص 23: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام لَيْلَة مخصوصة فيه، حديث صحيح يصلح للحجَّة. وقد سبقني إلى الجزم بذلك: الإِمام أبو إسماعيل الهَرَوي الحافظ، رُوِّيْنَاهُ عنه بإسناد صحيح، وكذلك رُوِّيْنَاهُ عن غيره".

* * *

1253 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أبو محمد خَلَف بن عمرو العُكْبَري -سنة ست وثمانين-، حدَّثنا الحُمَيْدِي، حدَّثنا موسى بن شَيْبَة -من ولد كعب بن مالك-، عن محمد بن كُلَيْب،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الإِمامُ ضَامِنٌ، فما صَنَعَ فاصْنَعُوا".

(8/ 332) في ترجمة (خَلَفَ بن عمرو بن عبد الرحمن العُكْبَري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "الإِمام ضامن"، صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة. أمَّا قوله "فما صنع فاصنعوا"، فقد ورد معناه في أحاديث صحيحة عدَّة.

ص: 384

ففيه (موسى بن شَيْبَة بن عمرو بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك الأنصاري المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 146 - 147) وفيه عن أحمد: "أحاديثه مناكير". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 158).

3 -

"التقريب"(2/ 284) وقال: "ليِّن الحديث، من الثامنة"/ تمييز.

و(الحُمَيْدي) هو (عبد اللَّه بن الزُّبَيْر بن عيسى القُرَشِي المَكِّي أبو بكر): إمام حافظ ثقة فقيه، شيخ الحَرَم، صاحب "المسند"، أجلُّ أصحاب ابن عُيَيْنَة. قال الحاكم: كان البُخَاري إذا وجد. الحديث عند الحُمَيْدي لا يعدوه إلى غيره. وحديثه مخرَّج في "الصحيحين". وكانت وفاته عام (219 هـ)، وقيل بعدها. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(14/ 512 - 515)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(10/ 116 - 621)، و"التهذيب"(5/ 215 - 216)، و"التقريب"(1/ 415).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 322) -وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 439) -، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (2/ 67 - 68) رقم (725) -، من طريق الحُمَيْدي، عن موسى بن شَيْبَة، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 66): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه موسى بن شَيْبَة من ولد كعب بن مالك، ضعَّفه أحمد ووثَّقه أبو حاتم، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 395) إلى البيهقي في "القراءة خلف الإمام"، وإلى ابن عساكر.

ص: 385

وقوله صلى الله عليه وسلم: "الإِمامُ ضامن"، روي من حديث جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"التلخيص الحَبِير"(1/ 206 - 207)، و"جامع الأصول"(9/ 413)، و"مجمع الزوائد"(2/ 2 و 66).

ومن ذلك، ما رواه أحمد في "المسند"(2/ 378) وغير موضع، وأبو داود في الصَّلاة، باب ما يجب على المؤذِّن من تعاهد الوقت (1/ 356) رقم (517) والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء أنَّ الإِمام ضامن والمؤذِّن مُؤْتَمَن (1/ 402) رقم (207)، والطَّحَاوي في "مشكل الآثار"(3/ 52)، وغيرهم، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الإِمامُ ضامنٌ، والمؤذِّن مُؤْتَمَنٌ. . . ". وهو حديث صحيح.

أمَّا قوله صلى الله عليه وسلم: "فما صنع فاصنعوا"، فقد ورد معناه في أحاديث عِدَّة، من ذلك، ما رواه البُخَاري في الجماعة، باب إقامة الصف من تمَّام الصَّلاة (2/ 208 - 209) رقم (722) وغير موضع، ومسلم في الصَّلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام (1/ 309 - 310) رقم (414)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّما جُعِل الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فلا تَخْتَلِفُوا عليه، فإذا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذا قال سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهْ فقولوا: رَبَّنَا ولكَ الحَمْدُ، وإذا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإذا صلَّى جالسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أجمعونَ. . . . ".

* * *

1254 -

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد الحَرْبي الزَّاهِد، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفي، أخبرنا أبو الوليد خَلَف بن أحمد بن خَلَف -قرأته عليه في منزله سنة اثنتين وثلثمائة-، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا الوليد بن محمد المُوَقَّرِيّ، عن ثَوْر -يعني ابن يزيد- عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في حَجَّة الوَدَاعِ:"نَضَّرَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي فلم يَزِدْ فيها، فَرُبَّ حَامِلِ عِلْمٍ إلى مَنْ هو أوعى له منه".

(8/ 333) في ترجمة (خَلَف بن أحمد بن خَلَف السِّمَّري أبو الوليد).

ص: 386

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد صحَّ نحوه من أوجهٍ أُخْرَى.

ففيه (الوليد بن محمد المُوَقَّرِيّ البَلْقَاوِيّ أبو بشير) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 155) وقال: "في حديثه مناكير".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 240 رقم (632) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(9/ 15) وفيه عن أحمد: "يروي عن الزُّهْرِيّ بالعجائب؟ قال: آه ليس ذلك بشيء". وقال ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن الحديث".

4 -

"المجروحين"(3/ 76 - 78) وقال: "كان يرفع المراسيل ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ".

5 -

"الكامل"(7/ 2534 - 2536) وقال: "كُلُّ أحاديثه غير محفوظة".

6 -

"الكاشف"(3/ 213) وقال: "تركوه".

7 -

"التقريب"(2/ 335) وقال: "متروك، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين -يعني ومائة-"/ ت ق.

التخريج:

عزاء السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 28 إلى "تاريخ قَزْوِين" للرَّافِعِي فقط، ولم أهتد إلى محلِّه منه.

أمَّا مَتْنُ الحديث بلفظه المشهور: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا فأدَّاها إلى من سِمِعَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهِ إلى مَنْ هُوُ أَفْقَهُ منه"، فقد عدَّهُ بعض الحُفَّاظ من المتواتر كما سبق بيانه في حديث رقم (607).

ص: 387

أمَّا الشطر الأول منه: " "نَضَّرَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي فَلَمْ يَزِدْ فَيِهَا"، فقد ورد معناه في حديث رواه التِّرْمِذِيُّ في كتاب العلم، باب ما جاء في الحثِّ على تبليغ السماع (5/ 34) رقم (2657)، وابن حِبَّان في "صحيحه" (1/ 143) رقم (66)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا شيئًا فَبَلَّغَهُ كما سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِع".

هذا لفظ التِّرْمِذِيِّ. وعند ابن حِبَّان: "سَمِعَ مِنَّا حديثًا فَبَلَّغَهُ كما سَمِعَهُ. . . ". وقال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".

* * *

1255 -

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الوتَّار، أخبرنا أحمد بن عِمْران، حدَّثني خَلَف بن محمد الدَّيْبُلِي المَوَازِيني -صَدِيقُنَا-، حدَّثنا عليّ بن موسى الدَّيْبُلِي -بالدَّيْبُل-، حدَّثنا داود بن صَغِير.

وأخبرني أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الصَّيْرَفي أبو العبَّاس -في دَرْبِ الثَّلْج-، حدَّثنا داود بن صَغِير، حدَّثنا أبو عبد الرحمن الشَّامِي النَّوّا،

عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"كَلَامُ أَهْلِ السَّمواتِ: لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ".

(8/ 333) في ترجمة (خَلَف بن محمد المَوَازِينِيّ الدَّيْبُلِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (داود بن صَغِير بن شَبِيب بن رُسْتُم البُخَاري أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:

1 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1440) وقال: "منكر الحديث".

ص: 388

2 -

"تاريخ بغداد"(8/ 367) وقال: "كان ضعيفًا". وفيه عن صاحب الترجمة (داود) قوله: "دخلت بغداد ولم تبن، وبها يومئذٍ طاقات أبي جعفر. . . ولي مائة وخمس عشرة سنة وزيادة".

3 -

"الميزان"(2/ 9) وقال: "بقي إلى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين".

و(أبو عبد الرحمن الشَّامي النَّوَّا) ذكر الدَّارَقُطْنِيّ في "المؤتلف والمختلف"(3/ 1440)، والخطيب في "تاريخه" (8/ 367) -في ترجمة (داود بن صَغِير) -: أنَّ (داود) حدَّت عن (أبي عبد الرحمن النَّوَّا الشَّامي). لكن في "الميزان"(2/ 9) و"اللسان"(2/ 419) في ترجمة (داود)، قالا: إنَّه حدَّث عن (كثير النَّوَّا)، فسمياه (كثيرًا).

وهذا موضع نظر عندي، فإنَّ (كثير بن إسماعيل النَّوّاء): تَيْمِي كوفي، يُكْنَى بأبي إسماعيل، كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 215)، و"التهذيب"(8/ 411)، ولم يُذْكَرْ له رواية عن أحد من الصحابة. وقال عنه في "التقريب":"ضعيف من السادسة"/ ت. وقد سبقت ترجمته في حديث (157).

فالظَّاهر من ذلك أنهما متغايران، ويؤكِّده أنَّ الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/ 332 - 333) ذكر أنَّ:(كَثير النَّوَّاء) هو (كثير بن قَارَوَنْدا)، وهو (كَثير أبو إسماعيل الكوفي)، ولم يذكر غيره.

لكن يَرِدُ على ما قدَّمت، أنِّي وجدت الخطيب في "تاريخه"(2/ 118) يروي حديثًا في فضل أبي بكر، من طريق داود بن صَغير يقول فيه: حدَّثني كثير النَّوَّا عن أنس بن مالك. وقد تقدَّم برقم (278)! ولم أقف على من ترجم لـ (أبي عبد الرحمن النَّوَّا الشَّامي) فيما رجعت إليه، فاللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 35 - 36) عن الخطيب من

ص: 389

طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، فأمَّا (داود) فقال الدَّارَقُطْنِيُّ: منكر الحديث. وقال النَّسَائي: والنَّوَّاء ضعيف. وقال ابن عدي: كان غاليًا في التَّشَيُّع".

أقول: ما ذكره ابن الجَوْزي في "النَّوَّاء" نقلًا عن النَّسَائي وابن عدي، إنَّما قالاه في:(كَثير بن إسماعيل النَّوَّاء التَّيْمي الكوفي أبو إسماعيل).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 621) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ فحسب.

* * *

1256 -

أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العَطَّار -قُطَيْط-، حدَّثنا خَلَف بن عامر الضَّرِير -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن مِهْرَان أبو بكر الشَّافِعِي، عن أحمد بن عُبَيْد بن نَاصِح قال: حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد التَّيْمِي، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قِلَابَة، عن أبي المُهَلَّب، عن عِمْران بن حُصَيْن قال:

سمعتُ حُذَيْفَة بن اليَمَان قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ رآني في المَنَامِ فقد رآني، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بي، ومَنْ رأى أبا بكر الصِّدِّيق في المَنَامِ فقد رآهُ، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ به".

(8/ 333 - 334) في ترجمة (خَلَف بن عامر الضَّرِير).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والشطر الأول منه قد صَحَّ من طرق أخرى، أمَّا الشطر الثاني والمتعلِّق برؤية أبي بكر فإنَّه منكر.

ففي إسناده (محمد بن إسحاق بن مِهْرَان المُقْرِئ أبو بكر، يعرف بشَامُوخ) قال الخطيب في ترجمته من "التاريخ"(1/ 258): "حديثه كثير المناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (65).

ص: 390

كما أنَّ في إسناده (أحمد بن عُبَيْد بن نَاصِح النَّحْوِي أبو جعفر، يعرف بأبي عَصِيدة) وهو ليِّن الحديث. وقد سبقت ترجمته في حديث (199).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (خَلَف بن عامر الضَّرير) ولم يتكلَّم الخطيب عليه بجرحٍ أو تعديلٍ.

وكذلك شيخ الخطيب (أبو الفتح محمد بن الحسين الشَّيْبَاني العَطَّار) فإنَّه ترجم له في "تاريخ بغداد"(2/ 253) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتَيَاني البَصْري أبو بكر): إمام حافظ ثقة ثَبْت حُجَّة من كبار الفقهاء العُبَّاد، عِدَاده في صغار التابعين. خرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة (131 هـ) وله (65) سنة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 457 - 464)، و"السِّيَر"(6/ 15 - 26)، و"التهذيب"(1/ 397 - 399)، و"التقريب"(1/ 89).

و(أبو المُهَلَّب) هو (الجَرْمي البَصْري)، عمّ أبي قِلَابَةَ، وقد اختلف في اسمه. قال عنه الحافظ في "التقريب" (2/ 478):"ثقة، من الثانية"/ بخ م 4. وانظر في ترجمته أيضًا: "التهذيب" (12/ 250).

و(أبو قِلَابَة) هو (عبد اللَّه بن زيد الجَرْمي): تابعي ثقة كثير الإرسال. وستأتي ترجمته في حديث (1637).

و(عبيد اللَّه بن محمد بن حفص التَّيْمي العَيْشِي أبو عبد الرحمن): إمام ثقة، عالم بالعربية، جَوَاد، رُمي بالقدر ولم يثبت، وكانت وفاته عام (228 هـ). انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(10/ 564 - 567)، و"التهذيب"(7/ 45 - 46)، و"التقريب"(1/ 538).

التخريج:

ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 635) رقم (5990) عن حُذَيْفَة.

ص: 391

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 778) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ فحسب.

والشطر الأول منه: "من رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يَتَمَثَّلُ بي"، قد صَحَّ من حديث جماعة من الصحابة. انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(2/ 528 - 530)، و"مجمع الزوائد"(7/ 181 - 182).

ومن ذلك، ما رواه البُخَاري في التعبير، باب من رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام (12/ 383) رقم (6993)، ومسلم في الرؤيا، باب قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني (4/ 1775) رقم (2266) -واللفظ له-، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ رآني في المَنْامِ فقد رآني، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بي".

* * *

1257 -

أخبرني عبيد اللَّه بن أبي الفتح، أخبرنا خَلَف بن محمد الوَاسِطي، حدَّثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن عيسى بن بكر بن شِيْرُوْيَه بن جُوَانُوْيَه المؤدِّب التُّسْتَرِيّ -بتُسْتَر-، حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن أحمد بن المُبَارَك الطُّوسِيّ، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن صالح بن رِسْلان الفَيُّومي -بمكَّة-، حدَّثنا أبو الفَيْض ذو النُّون بن إبراهيم المِصْرِي، حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض، عن لَيْث، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَجَافُوا عن ذَنْبِ السَّخِيِّ، فإنَّ اللَّهَ آخذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ عَثْرَةً".

(8/ 334 - 335) في ترجمة (خَلَف بن محمد بن عليّ بن حَمْدُون الوَاسِطي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ص: 392

ففيه (لَيْث بن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

وفيه أيضًا: (ذو النُّون بن إبراهيم المِصْرِي، واسمه ثَوْبَان. وقيل: فيض بن أحمد، وقيل: فيض بن إبراهيم، يُكْنَى أبا الفَيْض، ويقال: أبا الفيَّاض) وقد ترجم له في:

1 -

"الميزان"(2/ 33) وقال: "الزاهد العارف. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: روى عن مالك أحاديث فيها نظر".

2 -

"سِيَر أعلام النبلاء"(11/ 532 - 536) وقال: "الزاهد شيخ الدِّيَار المِصَرْيَّة. . . قلَّ ما روي من الحديث، ولا كان يُتْقنُه".

3 -

"اللسان"(2/ 437 - 438) وفيه عن الجُوْزَقَاني: "كان زاهدًا ضعيف الحديث". وكانت وفاته سنة (245 هـ).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 4)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 423) رقم (478)، من طريق أحمد الفَيُّومي، عن أبي الفيض ذو النُّون المَصْرِي، به.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 4)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 280 - 281) رقم (2470) -، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 433) رقم (10869) -ط بيروت-، من طريق محمد بن عُقْبَة المَكِّي، عن فُضَيْل بن عِيَاض، به.

قال الطبراني: "لا يُرْوى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإِسناد. . . ".

وقال البيهقي: "في هذا الإِسناد مجاهيل".

ص: 393

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 282): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه جماعة لم أعرفهم".

وقال الحافظ العِرَاقي في "جزئه الذي ردَّ فيه على الصَّغَاني" والمطبوع في آخر "مسند الشِّهاب"(2/ 364) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "يشبه أن يكون إسناده حسنًا. . . وليس في إسناده أحد ممن يتهم بالكذب فيما أعلم، ولم أر في أحد منهم جرحًا، إلَّا ليث بن أبي سُلَيْم، ومحمد بن عبد اللَّه شيخ الطبراني". ثم ذكر أنَّ من تكلَّم في (ليث) فإنَّه قد ألان الكلام فيه، وأنَّ شيخ الطبراني: ثقة.

ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 65 رقم (65)، من طريق سعيد بن محمد المَدَني، غن فُضَيْل بن عِيَاض، به، بلفظ:"أقيلوا السَّخِيَّ زَلَّتَهُ، فإنَّ اللَّه آخذ بيده كلَّما عَثَرَ".

و(سعيد بن محمد المَدَني): ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (97).

ومن طريق عبد العزيز الرَّمْلِي، عن ذي النُّون، به، رواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 98) مطوَّلًا. وسيأتي برقم (2114).

وعزاه المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 384): إلى أبي الشيخ بن حَيَّان وحده!

وله شاهد من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 114 - 115) رقم (1221)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 58 - 59).

وفي إسناده (بشر بن عبيد الدَّارِسي)، ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 26)، وفيه عن ابن عدي:"منكر الحديث عن الأئمة، بيِّن الضَّعف جدًّا". وقال ابن حَجَر: "كذَّبه الأَزْدِيُّ. . . ذكره ابن حِبَّان في (الثقات) ".

ص: 394

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 108)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 433) رقم (10867 و 10868) -ط بيروت-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 185)، عن ابن مسعود مرفوعًا أيضًا.

قال أبو نُعَيْم: "غريب".

وقال البيهقي: "هذا إسناد مجهول ضعيف، وعبد الرحيم ينفرد به، واختلف عنه في إسناده".

وقال ابن الجَوْزي: "تفرَّد به عبد الرحيم. قال العُقَيْلِي: حدَّث عبد الرحيم عن الأَعْمَش بما ليس من حديثه".

وتَعَقَّبَ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 95 - 96) ابن الجَوْزي في إيراده له في الموضوعات، ولَخَّصَ تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 140)، فانظره إن شئت. وانظر أيضًا "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 79 - 80 مع تعليق العلَّامة اليَمَاني عليه.

* * *

1258 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيْمي.

وأخبرنا محمد بن عبيد اللَّه الحِنَّائي، حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفار، قالا: حدَّثنا خازم بن يحبى الحُلْوَاني، حدَّثنا هانئ بن المتوكِّل -زاد الصَّفَّار الإِسْكَنْدَرَاني، ثم اتفقا- قال: حدَّثنا معاوية بن صالح، عن جعفر بن محمد، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَالَ جَزَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَنَّا ما هو أَهْلُهُ، أَتْعَبَ سبعينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ".

(8/ 338 - 339) في ترجمة (خازم بن يحيى بن إسحاق الحُلْواني أبو الحسن).

ص: 395

مرتبة الحديث:

منكر.

ففيه (هانئ بن المتوكِّل الإِسْكَنْدَرَاني)، كان لما كبر تُدْخَلُ عليه المناكير فيجيب، فكثرت المناكير في روايته، قال ابن حِبَّان بعد أن ذكر ذلك عنه:"فلا يجوز الاحتجاج به بحالٍ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (402).

والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(4/ 291) وعدَّه من مناكيره. وتابعه الحافظ في "اللسان"(6/ 186).

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 206) رقم (11509)، و"الأوسط"(1/ 180) رقم (237)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 206)، و"تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 230)، من طريق هاني بن المتوكِّل، عن معاوية بن صالح، به.

قال الإِمام الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن عِكْرِمَة إلَّا جعفر بن محمد، ولا عن جعفر بن محمد إلَّا معاوية بن صالح، تفرَّد به هانئ بن المتوكِّل".

وقال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة": "هذا حديث غريب من حديث عِكْرِمَة وجعفر ومعاوية، تفرَّد به هانئ بن المتوكِّل الإِسْكَنْدَرَاني".

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 163): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه هانئ بن المتوكِّل، وهو ضعيف".

* * *

1259 -

أخبرنا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا خازم أبو محمد الجِهْبْذ

(1)

، حدَّثنا محمد بن عِمْران بن

(1)

قال ابن الأثير في "اللباب"(1/ 316): "هذه حِرْفَة مَعروفة في نقد الذهب".

ص: 396

أبي ليلى

(1)

، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل، عن عطاء بن السَّائِب، عن أبي البَخْتَرِيّ،

عن سلمان قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتْعَمِّدًا فَلْيَتَبُوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(8/ 339) في ترجمة (خازم الجِهْبِذ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومتن الحديث متواتر.

ففيه انقطاع بين (أبي البُخْتَرِيّ -سعيد بن فَيْرُوز الطَّائي-) وبين (سلمان الفارسي). قال ابن حَجَر في "التهذيب"(4/ 72) في ترجمة (أبي البُخْتَرِي): "وأرسل عن عمر وعليّ وحُذَيْفَة وسلمان وابن مسعود".

كما أنَّ فيه (عطاء بن السَّائِب الثَّقَفِي الكوفي) وهو ثقة اختلط بأَخَرَةٍ، ورواية (محمد بن فُضَيْل الضَّبِّيّ) عنه، كانت بعد اختلاطه. قال أبو حاتم الرَّازي -كما في "الجرح والتعديل" (6/ 334) في ترجمة (عطاء) -:"وما روى عنه ابن فُضَيْل ففيه غلط واضطراب". وانظر "الكواكب النَّيِّرات" لابن الكَيَّال ص 319 - 334.

وفيه صاحب الترجمة (خازم الجِهْبِذ أبو محمد) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو بكر الإِسماعيلي في "معجمه" ص 112 رقم (215)، من طريق محمد بن عبد الرحمن العَبْدِي، عن إسحاق بن يونس، عن هلال الوزَّان، عن ابن المسيَّب، عن سلمان مرفوعًا به.

ورواه مطوَّلًا الطبراني في "الكبير"(6/ 321) رقم (6163)، وفي "جزء

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى: "محمد بن عِمْران عن ابن أبي ليلى"، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس.

ص: 397

طرق حديث "مَنْ كَذَبَ عليَّ" ص 160 رقم (167)، من ذات طريق الإسماعيلي السابق. لكن جاء لفظ هذا الجزء من الحديث عنده:"مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بيتًا من النَّار".

وذكر الهيثمي في "المجمع"(1/ 147) هذا الجزء من حديث سلمان وقال: "رواه الطبراني في الكبير"، وإسناده من قبل هلال الوزَّان لم أجد من ذكرهم وكذلك الحديث الآتي". ثم ذكر حديث سلمان مطوَّلًا كما هو عند الطبراني.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 24، إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد".

والحديث متواتر. وقد سبق الكلام على تواتره في حديث (146).

* * *

1260 -

أخبرنا محمد بن عبيد الحِنَّاني، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الخُتُّلِي، حدَّثني أبو بكر خَلِيفة بن الحارث بن خَلِيفة، حدَّثنا عمرو بن جَرِير قال: حدَّثني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

سمعتُ أبا الدَّرْدَاء يقول لابنه: يا بُنيَّ لا يكوننَّ بَيْتُكَ إلَّا المسجد، فإنَّ المساجد بيوت المتَّقين، سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ يكن المَسْجِدُ بَيْتَهُ ضَمِنَ اللَّهُ له بالرُّوح والرَّحْمَةِ، والجَوَازِ على الصِّرَاطِ إلى الجَنَّةِ".

(8/ 340) في ترجمة (خَلِيفة بن الحارث بن خَلِيفة أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد ورد نحوه من طريق آخر حسن كما قال الإِمام البزَّار، ووافقه المُنْذِريُّ.

ففيه (عمرو بن جَرِير البَجَلي أبو سعيد) وهو متروك الحديث، وكذَّبه أبو حاتم الرَّازي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).

ص: 398

وصاحب الترجمة (خَلِيفة بن الحارث بن خَلِيفة) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 44 - 45) رقم (682) -، من طريق عمرو بن جَرِير، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، وقال:"لم يروه عن إسماعيل إلَّا عمرو".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 410 - 411) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيُّ: عمرو بن جَرِير: متروك".

ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 217 - 218) رقم (434) -من كشف الأستار-، من طريق محمد بن واسع، عن أُمِّ الدَّرْدَاء، عن أبي الدَّرْدَاء قال: لتكن المساجد بيتك. فإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه عز وجل ضَمِنَ لمن كانت المساجد بَيْتَهُ، الأَمْنَ والجَوَازَ على الصِّرَاطِ يومَ القِيَامَةِ".

قال البزَّار: "لا نعلم هذا الحديث بهذا اللَّفظِ إلَّا بهذا الإِسناد، وإسناده حسن، وقد رُوي نحوه بغير لفظه".

ووافق المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 222) البزَّار على تحسينه الإِسناد"، فقال بعد أن نقل ذلك عنه: "وهو كما قال".

وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 22) بعد أن ذكر الحديث بلفظ: "المسجد بيت كُلِّ تَقِيٍّ، وتَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ كانَ المسجدُ بَيْتَهُ بالرُّوحِ والرَّحْمَةِ والجَوَازِ إلى رِضْوَانِ اللَّه إلى الجَنَّةِ". قال: "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزَّار وقال: إسناده حسن. قلت -القائل الهيثمي-: ورجال البزَّار كلُّهم رجال الصحيح".

ص: 399

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 103) رقم (371) عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب، وعزاه لابن أبي عمر في "مسنده".

ورواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(1/ 77) رقم (50) مختصرًا، من طريق محمد بن واسع، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا بلفظ:"المَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ".

لكنه منقطع بين (محمد بن واسع الأَزْدِيّ) وبين (أبي الدَّرْدَاء)، فإنَّه لم يسمع منه. قال ابن حَجَر في "التهذيب" (9/ 499) في ترجمة (محمد بن واسع):"قال ابن المَدِيني ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة".

ولذلك قال الدَّارَقُطْنِيُّ فيما نقله عنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 411): "رواه حمَّاد بن سَلَمَة عن محمد بن واسع أنَّ أبا الدَّرْدَاء كتب إلى سلمان. والمرسل هو المحفوظ".

وابن الجَوْزي ذكر الحديث من هذا الطريق بنحو لفظ الخطيب مطوَّلًا.

قال الحافظ السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 384 بعد أن ذكره مختصرًا بلفظ القُضَاعِي: "وله شواهد أودعتها بعض التصانيف".

وقال العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(2/ 206): "والحديث وإن كان ضعيفًا فله شواهد تجبره".

أقول: ومن شواهد ما رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 313) رقم (6143) من حديث سلمان مرفوعًا بلفظ: "المَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وقد ضَمِنَ اللَّهُ عز وجل لِمَنْ كان المساجد بيوته: الرُّوحَ والرَّحْمَةَ والجَوازَ على الصِّرَاطِ".

وفي إسناده (صالح بن بشير المُرِّي أبو بشر) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (347).

ص: 400

غريب الحديث:

قوله: "بالرُّوح": "أي الحياة الصحيحة المشوية بالسعادة. في "النهاية" (3/ 273) حديث: "تحابُّوا بذكر اللَّه ورُوحه" أراد ما يحيا به الخلق ويهتدون، فيكون حياة لهم". كذا في حاشية "الترغيب والترهيب"(1/ 220).

* * *

1261 -

أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا محمد بن أحمد بن ثابت، قال: وجدت في كتاب جدِّي محمد بن ثابت، حدَّثنا أشعث بن الحسن السُّلَمِي، عن جعفر الأحمر، عن يونس بن أَرْقَم، عن أَبَان، عن خُلَيْد العَصَري قال:

سمعتُ أمير المؤمنين عليًّا يقولُ يوم النَّهْرَاوَان: أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقتال النَاكِثينَ، والمَارِقينَ، والقَاسِطِينَ.

(8/ 340 - 341) في ترجمة (خُلَيْد بن عبد اللَّه العَصَري أبو سليمان).

درجة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومتن الحديث رُوي من طرق أخرى، يصحُّ بمجموعها.

ففيه (أَبَان) وهو (ابن أبي عيَّاش البَصْري): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).

كما أنَّ فيه (يونس بن أَرْقَم الكِنْدِي أبو أَرْقَم) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 410) وقال: "كان يتشيَّع. . . معروف الحديث".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 287 - 288).

3 -

"الميزان"(4/ 477) وقال: "ليَّنَهُ عبد الرحمن بن خِرَاش".

ص: 401

و (خُلَيْد بن عبد اللَّه العَصَري أبو سليمان) قال الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(3/ 159) بعد أن نقل عن ابن مَعِين قوله: بأنَّه لم يسمع من سلمان الفارسي: "وعلى هذا فيبعد سماعه من عليٍّ وأبي ذَرٍّ رضي الله عنهما". ولذا قال عنه في "التقريب"(1/ 27): "صدوق يُرْسِل".

لكن يرد عليه أنَّ الخطيب في أوَّل ترجمته من "التاريخ"(8/ 340) قال: "تابعي حضر مع عليّ بن أبي طالب يوم النَّهْرَوان، وحدَّث عنه". فضلًا عن أنَّه يصرِّح بالسماع هنا في حديثه، لكن في الإِسناد متروك كما تقدَّم. وقد تقدَّمت ترجمة (خُلَيْد) في حديث (443).

ويزيد الحديث ضعفًا من هذا الطريق، أنَّه مروي وجَادَةً. وقد قال الحافظ العِرَاقي في "شرح ألفيته" (2/ 113 - 114):"كلُّ ما ذُكِرَ من الرواية بالوِجَادَة، مُنْقَطِعٌ، سواء وثق بأنَّه خطّ من وَجَدَهُ عنه أم لا. ولكن الأوَّل وهو: إذا ما وثق، بأنَّه خطّه أخذ شَوْبًا من الاتصال لقوله: وجدت بخطِّ فلان". وقال الإِمام ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص 158: "وهو من باب المنقطع والمرسل".

تخريجه:

رواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 26 - 27) رقم (774)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 397) رقم (519)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 51) -في ترجمة (الرَّبيع بن سهل الفَزَاري) -، من طريق الرَّبيع بن سعد

(1)

، عن سعيد بن عبيد، عن عليّ بن ربيعة، عن عليّ مرفوعًا.

قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوى من حديث عليّ بن ربيعة عن عليٍّ إلَّا بهذا الإِسناد، ولم نسمعه إلَّا من عبَّاد بن يعقوب".

(1)

في "مسند أبي يعلى"، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي:"الربيع بن سهل".

ص: 402

أقول: إسناد البزَّار حسن. و (الرَّبيع بن سعد الجُعفي الكوفي) قال عنه في "الميزان"(2/ 40): "كوفي، لا يكاد يُعْرَف". وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(6/ 297) في أتباع التابعين، وسمَّى أباه (سعيدًا). وذكره البُخَاري في "التاريخ الكبير" (3/ 275) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 462) ونقل عن أبيه قوله فيه:"لا بأس به".

لكن الحديث عند أبي يعلى والعُقَيْلِي: عن الربيع بن سهل عن سعيد بن عبيد. و (الربيع بن سهل بن الرُّكَيْن الفَزَاري) ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 446) وقال: "قال يحيى بن مَعِين: ليس بشيء. وقال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: ضعيف. وقال البُخَاري: يخالف في حديثه. . . وقال أبو زُرْعَة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن مَعِين: ليس بثقة. وضَعَّفَهُ أبو داود".

ورواه البزَّار في "مسنده" -المسمّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 215) رقم (604)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 439) رقم (907)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 636) -في ترجمة (حكيم بن جُبَيْر) -، من طريق فِطْر بن خَلِيفة، عن حَكِيم بن جُبَيْر، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عليٍّ مرفوعًا.

قال البزَّار: "لا نعلم رواه عن إبراهيم عن عَلْقَمَة عن عليٍّ رضي الله عنه، إلَّا حَكِيم بن جُبَيْر، وحَكِيم ليس بالقويِّ، وقد حدَّث عنه الأَعْمَش والثَّوْريِّ وغيرهما".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 209) رقم (436) -، من طريق يحيى بن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن أبيه، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن عليٍّ مرفوعًا.

وفي إسناده (يحيى بن سَلَمَة بن كُهَيْل الحَضْرَمِي) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (423).

ص: 403

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 238): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، وأحد إسنادي البزَّار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد

(1)

ووثَّقه ابن حِبَّان".

وقال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 51): "الأسانيد في هذا الحديث عن عليٍّ لَيِّنَةُ الطرق، والرواية عنه في الحرورية صحيحة".

أقول: والحديث له شاهد عن ابن مسعود، رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مسلم بن كَيْسَان المُلَائي، وهو ضعيف، كما في "المجمع" للهيثمي (7/ 238). وقال في (6/ 235) منه:"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه".

كما أنَّ له شاهدة من حديث عمَّار بن ياسر، رواه الطبراني، وفيه أبو سعيد عقيصاء، وهو متروك. ورواه أبو يعلى بإسناد ضعيف. كذا في "المجمع"(7/ 238 - 239).

ومن حديث أبي أيوب الأنصاري، رواه الطبراني وفيه محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف. كذا في "المجمع"(6/ 235).

أقول: الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد يصحُّ إن شاء اللَّه، واللَّهُ سبحانه وتعالى أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين". قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 60) في تفسيره: "الناكثين: أصحاب الجَمَل لأنَّهم نكثوا بَيْعَتَهُمْ. والقَاسِطِين: أهل صِفِّين: لأنَّهم جارُوا في حكمهم

(1)

هكذا في "المجمع": "سعيد". وهو موافق لما في "الثقات" ابن حِبَّان (6/ 297)، وهو في "مسند البزَّار"، و"التاريخ الكبير"، و"الميزان"، و"اللسان" (2/ 445):"سعد" بدون ياء.

ص: 404

وبَغَوا عليه. والمَارِقِينَ: الخوارج؛ لأنَّهم مَرَقُوا من الدِّين كما يَمرُقُ السَّهم من الرَّمِيَّة".

* * *

1262 -

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيعي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن همَّام الحافظ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن عليّ بن النُّعْمَان البُنْدَار، حدَّثنا الجرَّاح بن مَخْلَد، حدَّثنا يعقوب بن يوسف الأَصَمّ، حدَّثنا خُزَيْمَة بن خازم القائد، عن ابن أبي ذِئْب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمَة.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ إذا أَصْبَحَ رَضِيتُ باللَّه رَبًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمَّدٍ نبيًّا، رضي الله عنه".

(8/ 341) في ترجمة (خُزَيْمَة بن خازم النَّهْشَلِي القَائِد).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (خُزَيْمَة بن خازم النَّهْشَلِي القَائِد) لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ في إسناده (يعقوب بن يوسف الأَصَمّ النَّيْسَابوري أبو الفضل)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(14/ 286) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(15/ 452 - 453) في ترجمة ولده الإمام الحافظ (محمد بن يعقوب بن يوسف الأَصَمّ)، وَنَعَتَهُ بالمحدِّث والحافظ، وذكر أنه من أصحاب إسحاق بن رَاهُوْيَه، وأنَّ وفاته كانت عام (277 هـ)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا.

و (محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن همَّام الحافظ) لم أتبينه.

وبقية رجال الإسناد ثقات، عدا (الحارث بن عبد الرحمن القُرَشي العَامِرِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 142): "خال ابن أبي ذئب، صدوق، من الخامسة، مات سنة تسع وعشرين -يعني ومائة- وله ثلاث وسبعون

ص: 405

سنة"/ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (5/ 255 - 257)، و"التهذيب" (2/ 148 - 149).

وشيخ الخطيب (أحمد بن أبي جعفر القَطِيعي) هو (أحمد بن محمد بن منصور العَتِيقي أبو الحسن)، قال عنه ابن مَاكُولا في "الإكمال" (7/ 150) -وهو تلميذ له-: "خرَّج الصحيحين، وكان ثقةً متقنًا يفهم ما عنده، وكان الخطيب ربما دلَّسَهُ. وروى عنه وهو في الحياة، يقول: أخبرني أحمد بن أبي

(1)

جعفر القَطِيعي لسكناه في قَطِيعة أُمِّ عيسى".

وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 379) وقال: "كتبت عنه وكان صدوقًا". وقال: "سمعت أبا القاسم الأَزْهَرِي ذكر أبا الحسن العَتِيقي فأثنى عليه خيرًا ووثَّقه". وكانت وفاته سنة (441 هـ).

و(ابن أبي ذِئْب) هو (محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذِئْب القُرَشي أبو الحارث المَدَني): أحد الأئمة الفقهاء الثقات. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث رقم (1).

والحديث قد صَحَّ من غير حديث أبي هريرة بنحوه.

التخريج:

لم يروه من حديث أبي هريرة غير الخطيب فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 135 - 136، و"الدُّعَاء" للطبراني (2/ 930 - 932)، و"جامع الأصول"(242 - 244)، و"مجمع الزوائد"(10/ 116).

(1)

سقطت كلمة: "أبي" من "الإكمال". وأثبتها السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 203) نقلًا عن "الإكمال".

ص: 406

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الصلاة، باب الاستغفار (2/ 183 - 184) رقم (1529)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 241)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 135 - 137، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 112) رقم (860)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 518)، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا:"مَنْ قَالَ: رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبالإسلام دِينًا وبمحمَّدٍ رَسُولًا، وَجَبَتْ له الجَنَّةُ".

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وهو عند مسلم في الإمارة، باب بيان ما أعدَّه اللَّه تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات (3/ 1501) رقم (1884) من حديث أبي سعيد مطوَّلًا.

وله شاهد من حديث أبي سلَّام، عن خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرفوعًا بلفظ:"ما من مسلم يقول حين يُمسي وحين يصبح: رَضِيتُ باللَّه ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمَّد نبيًّا، إلَّا كانَ حَقًّا على اللَّه عز وجل أن يُرْضِيَهُ يومَ القِيَامَةِ". رواه أحمد في "المسند"(4/ 337)، وأبو داود في الأدب، باب ماذا يقول إذا أصبح (5/ 314) رقم (5072)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 135 رقم (4)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 518)، والبَغَوِي في "شرح السُّنَّة"(5/ 111 - 112) رقم (1324)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 78) و (10/ 240 - 241)، وعنه ابن ماجه في الدعاء، باب ما يدعو به إذا أصبح وإذا أمسى (2/ 1273) رقم (3870)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 930 - 931) رقم (301)، وفي "المعجم الكبير"(22/ 367)

(1)

.

(1)

أقول: وقع في "المصنَّف" لابن أبي شيبة، و"السنن" لابن ماجه، و"الدعاء" و"المعجم" الكبير" للطبراني:"عن أبي سلّام خادم النبيّ صلى الله عليه وسلم". وهو خطأ، صوابه:"عن أبي سلّام، عن خادم النبيّ صلى الله عليه وسلم". نبَّه عليه المِزِّيُّ في "تحفة الأشراف"(9/ 220)، والعلائي في "جامع التحصيل" ص 385، وابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 93)، و"التهذيب"(12/ 125)، و"نتائج الأفكار"(2/ 354).

ص: 407

قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 150): "رجال إسناده ثقات".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 116): رواه أحمد والطبراني، ورجالهما ثقات.

وله شاهد آخر من حديث ثَوْبان مرفوعًا بلفظ: "من قال حين يمسي: رَضِيتُ باللَّه رَبًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ نبيًّا، كان حقًّا على اللَّه أن يُرْضِيَهُ". رواه التِّرْمِذِيُّ في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى (5/ 465) رقم (3389)، واللفظ له، والطبراني في "الدعاء"(2/ 932) رقم (304).

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

وقال ابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(2/ 352): "هذا حديث حسن". يعني بشواهده، فإنَّ في إسناده (سعيد بن المَرْزُبَان البقَّال) وهو ضعيف مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (433).

* * *

1263 -

حدَّثنا علي بن الحسن بن محمد الدَّقَّاق، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني، حدَّثنا داود بن عبد الجبَّار، حدَّثنا سَلَمَة بن المَجْنُون قال:

سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَغَوَّطَ على ضِفَّةِ نَهْرٍ يُتوضأُ منه ويُشْرَبُ، فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ".

(8/ 356) في ترجمة (داود بن عبد الجبَّار الكوفي المؤذِّن أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ص: 408

ففيه صاحب الترجمة (داود بن عبد الجبَّار الكوفي المؤذِّن) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (307).

كما أن فيه (سَلَمَة بن المَجْنُون أبو شَرَاعَة) وهو مجهول. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (307).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 764) إليه وحده.

والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 11) في ترجمة (داود) المذكور، من طريق الخطيب المتقدِّم.

* * *

1264 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخُلْدِيّ، حدَّثنا الحارث بن أبي أُسَامة، حدَّثنا داود بن المُحَبَّر بن قَحْذَم، حدَّثنا عبَّاد بن كثير، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

أنَّ ابن عبَّاس دخل على عائشة فقال: يا أُمَّ المؤمنين، أرأيت الرجل يقلُّ قيامه ويكثر رقاده، وآخر يكثر قيامه ويقلُّ رقاده، أيهما أحبُّ إليك؟ قالت: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال:"أحسنهما عَقْلًّا". فقلت يا رسول اللَّه إنما أسألك عن عبادتهما؟ فقال: "يا عائشة إنما يُسئلان عن عقولهما، فمن كان أعقل كان أفضل في الدُّنيا والآخرة".

(8/ 359 - 360) في ترجمة (داود بن المُحَبَّر بن قَحْذَم الطَّائي البَصْري أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 409

ففي إسناده (داود بن المُحَبَّر بن قَحْذَم الطَّائي الثَّقَفِي البَكْرَاوي البَصْرِي أبو سليمان) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ" لابن مَعِين (154/ 2) وقال: "ليس بكذَّاب. . . وكان داود ثقة، ولكنه جَفَا الحديث ثم حدَّث".

2 -

"العلل" لأحمد (1/ 151) وقال: "شبه لا شيء كان لا يدري ذاك إيش الحديث".

3 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 244) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 100 رقم (192) وقال "ضعيف".

5 -

"الجرح والتعديل"(3/ 434) وفيه عن علي بن المَدِيني: "ذهب حديثه". وقال أبو حاتم: "غير ثقة، ذاهب الحديث، منكر الحديث". وقال: أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(1/ 291) وقال "صاحب كتاب العَقْل. . . وكان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن المجاهيل المقلوبات، كان أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: هو كذَّاب".

7 -

"الكامل"(3/ 965 - 967) وقال: "وعند داود كتاب قد صنَّفه في فضائل العَقْل، وفيه أحاديث مسندة، وكُلُّ تلك الأخبار أو عامّتها غير محفوظات. وداود له أحاديث صالحة خارج كتاب العقل، ويشبه أن تكون صورته ما ذكره يحيى بن مَعِين أنَّه كان يخطئ ويصحِّف الكثير، وفي الأصل أنَّه صندوق كما ذكره".

8 -

"تاريخ بغداد"(8/ 359 - 362) وقال: "حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه كتاب العقل بأسره، لكان دليلًا على ما ذكرته".

ص: 410

وفيه عن صالح جَزَرَة: "يُكَذَّب ويضعَّف في الحديث". وقال أيضًا: "ضعيف صاحب مناكير". وقال أبو داود: "ثقة شبه الضعيف".

9 -

"التقريب"(1/ 234) وقال: "متروك. وأكثر (كتاب العَقْل) الذي صنَّفه موضوعات. من التاسعة، مات سنة ست ومائتين"/ قد ق.

كما أنَّ في إسناده أيضًا: (عبَّاد بن كثير الثَّقَفِي البَصْرِي)، وهو متروك، وكان الثَّوْري يكذِّبه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (594).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 176) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال أحمد بن حنبل: داود: شبه لا شيء، وعبَّاد: تركوه".

وتابعه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 128) وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 176)، وعزياه إلى الحارث بن أبي أُسَامة.

قال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(8/ 360) نقلًا عن الإمام الداَّرَقُطْنِيِّ بإسناده إليه: "كتاب (العَقْل) وضعه أربعة، أوَّلهم: مَيْسَرَة بن عبد ربِّه، ثم سَرَقَهُ منه داود بن المُحَبَّر، فرَكَّبَهُ بأسانيد غير أسانيد مَيْسَرَة، وسَرَقَهُ عبد العزيز بن أبي رجاء، فَرَكَّبَهُ بأسانيد أُخَر، ثم سَرَقَهُ سليمان بن عيسى السِّجْزِيّ، فأتى بأسانيد أُخَر".

وقال الإمام ابن حِبَّان في "روضة العقلاء" ص 16: "لست أحفظ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم خبرًا صحيحًا في العَقْل؛ لأنَّ أَبَانَ بن أبي عيَّاش، وسَلَمَة بن وَرْدَان، وعُمَيْر بن عِمْرَان، وعليَّ بن زيد، والحسن بن دينار، وعبَّاد بن كثير، ومَيْسَرَة بن عبد ربِّه، وداود بن المُحَبَّر، ومنصور بن

ص: 411

صُقَيْر

(1)

، وذويهم، ليسوا ممَّن احْتَجُّ بأخبارهم، فَأُخَرِّج ما عندهم من الأحاديث في العَقْل".

وقال الإمام ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 177): "وقد رُويت في العقول أحاديث كثيرة ليس فيها شيء يثبت".

وفي "المنار المُنيف في الصحيح والضعيف" للإمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة ص 66 قوله: "أحاديث العَقْلِ كلُّها كَذِبٌ".

وفيه -ص 67 - : "قال أبو الفتح الأزْدِيّ: لا يصحُّ في العَقْلِ حديث، قاله أبو جعفر العُقَيْلِي، وأبو حاتم بن حِبَّان".

أقول: عدم ثبوت الأحاديث الواردة في فضل العَقْل نصًّا، لا يؤثِّر على منزلة العقل واعتباره ودوره الذي أولاه إياه الوحي قرآنًا وسنَّةً، وبرز تطبيقًا وممارسةً وأثرًا بَعْدُ. وقد صنَّف الإمام المجدِّدُ ابن تيمية رحمه الله كتابه الحافل:"درء تعارض العقل والنقل" -والمطبوع في أحد عشر مجلَّدًا- دفعًا ومناقشةً لكلِّ ما أثاره الفلاسفة وكثير من المتكلِّمين حول تعارض العقل والنقل، وأولاهما بالتقديم.

* * *

1265 -

أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا عليّ بن أحمد بن عليّ الورَّاق المِصِّيْصِي، حدَّثنا الهيثم بن خالد المِصِّيْصِي، حدَّثنا داود بن منصور، حدَّثنا أيوب بن خُوْط، حدَّثنا ابن الحارث -يعني نُفَيْعًا-،

عن زيد بن أرْقَم أنَّ رجلًا سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بم أَتَّقِي النَّارَ؟ قال: بدُمُوع عَيْنَيْكَ، فإنَّ عَيْنًا بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه لا تأكلها النَّارُ".

(1)

صُحِّفَ في "روضة العقلاء" إلى: "صفر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 172)، و"المجروحين"(3/ 39). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (183).

ص: 412

(8/ 362) في ترجمة (داود بن منصور النَّسَائي البغدادي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "عينان لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عين بكت من خشية اللَّه، وعين باتت تحرس في سبيل اللَّه".

ففيه (نُفَيْع بن الحارث السَّبِيعي القَاصّ الكوفي)، وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1185).

كما أنَّ في إسناده (أيوب بن حُوْط البَصْرِي أبو أُمَيَّة) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 49) وقال: "لا يُكْتَبُ حديثه".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 414) وقال: "تركهـ ابن المبارك".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 46 رقم (26) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(2/ 246) وفيه عن عمرو بن علىّ الفَلَّاس: "كان أُمِّيًا لا يكْتُبُ، وهو متروك الحديث، ولم يكن من أهل الكذب، كان كثير الغلط كثير الوَهَم". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، واهي، متروك. . . لا يُكْتَبُ حديثه".

5 -

"المجروحين"(1/ 166) وقال: "يروي عن قَتَادَة، منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير عن المشاهير، كأنَّه ممَّا عملت يداه".

6 -

"الكامل"(1/ 341 - 343) وقال: "هو عندي كما ذكره عمرو بن عليّ: كثير الغلط والوَهَم وليس من أهل الكذب".

7 -

"الميزان"(1/ 286) وقال: قال النَّسَائي والدَّارَقُطْنِيّ وجماعة: متروك. وقال الأَزْدِيُّ: كذَّاب".

8 -

"التهذيب"(1/ 402 - 404) وقال: "كان عيسى بن يونس يرميه

ص: 413

بالكذب". وقال السَّاجي: "أجمع أهل العلم على ترك حديثه كان يحدِّث بأحاديث بواطيل، وكان يُرْمَى بالقَدَر، وليس هو بحجَّة لا في الأحكام ولا في غيرها".

9 -

"التقريب"(1/ 89) وقال: "متروك، من الخامسة"/ د ق.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 334 - 335) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (نُفَيْع) و (أيوب).

وعزاه صاحب "كنز العمَّال"(15/ 795) رقم (43158) إلى الخطيب فحسب.

وقد روى التِّرمِذِيُّ في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل اللَّه (4/ 175) رقم (1639) عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"عينان لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَة اللَّه، وعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سبيلِ اللَّهِ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن عثمان وأبي رَيْحَانَة. وحديث ابن عبَّاس حديث حسن غريب".

وبلفظ حديث ابن عبَّاس، رُوي من حديث أنس بن مالك. وقد سبق تخريجه والكلام على مصادر شواهده في حديث (237)، وهو صحيح بمجموع شواهده.

* * *

1266 -

أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المَخْزُومي، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن خَلَف المَرْوَزي، حدَّثنا داود بن سليمان الجًرْجَاني، حدَّثنا سليمان بن عمرو، عن سعد بن طارق،

عن سَلَمَة بن قيس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ في نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ، فإنَّه من كان طعامُهَا في نِفَاسِهَا التَّمرَ، خَرَجَ ولدُها ذلك

ص: 414

حَلِيمًا، فإنَّه كان طعام مريم حين ولدت عيسى، ولو عَلِمَ اللَّهُ طعامًا هو خير لها من التَّمر أطعمَهَا إياه".

(8/ 366) في ترجمة (داود بن سليمان الجُرْجَاني أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (سليمان بن عمرو بن عبد اللَّه النَّخَعِي الكوفي)، وهو من أكذب النَّاس. قال فيه إسحاق بن رَاهُوْيَه:"لا أدري في الدُّنْيَا أكذب منه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (529).

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (داود بن سليمان الجُرْجَاني الغَازي أبو سليمان) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ جُرْجَان" ص 210 - 211 ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"تاريخ بغداد"(8/ 366) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب، يشتري الكتب".

3 -

"الميزان"(2/ 8) وقال: "كذَّبه يحيى بن مَعِين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكلِّ حالٍ فهو شيخ كذَّاب له نسخة موضوعة على الرِّضَا -يعني عليّ بن موسى-".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 26 - 27) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (سليمان) و (داود).

أمَّا قول السُّيُوطيِّ في "اللآلئ"(2/ 244): "داود توبع، أخرجه

ص: 415

أبو عبد اللَّه بن مَنْدَه في كتاب "أخبار أَصْبَهَان": أنبأنا أبو أحمد، حدَّثنا أبو صالح عبد الرحمن بن أحمد الأعرج، حدَّثنا حامد بن المِسْوَر، حدَّثنا الحسن بن قتيبة، حدَّثنا سليمان بن عمرو النَّخَعِي، به. وأخرجه أبو نُعَيْم في "الطب" من طريق حامد بن المِسْوَر". فقد أَبَان عن عدم نفعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة" (2/ 240) فإنَّه بعد أن لخَّص كلام السُّيُوطيّ السابق قال:"يعني فانحصر الأمر في سليمان بن عمرو النَّخَعِيّ. لكن لبعضه شواهد تقدَّمت في كتاب المبتدأ"

(1)

.

* * *

1267 -

أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، أخبرنا حمزة بن أحمد بن مَخْلَد القطَّان، حدَّثنا أبو العبَّاس عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن محمد العطَّار، حدَّثنا داود بن صَغِير -سنة ثلاث وثلاثين ومائتين-، حدَّثنا أبو عبد الرحمن النَّوَّا الشَّامي،

عن أنس بن مالك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "التقى رسول اللَّه وجبريل في الملأ الأعلى، فقال: يا جبريلُ على أُمَّتي حساب"؟ فقال: نعم عليهم حساب، ما خلا أبو بكر الصِّدِّيق ليس عليه حساب، قيل يا أبا بكر ادخل الجنَّة. قال: لن أدخلها حتى أُدْخِلَ معي من أحبَّني في دار الدُّنيا.

(8/ 367) في ترجمة (داود بن صَغِير بن شَبِيب البخاري أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (157).

(1)

وقع خطأ في "تنزيه الشريعة" في اسم الصحابي الراوي، ففيه أنه (أنس). والصواب (سلمة بن قيس) فليصحح.

ص: 416

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث رقم (157).

* * *

1268 -

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدَّرْبَنْدِي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد سليمان الحافظ -ببخُارى-، أخبرنا أبو أحمد عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المَرْوَزي، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن محمد بن نصر بن الحجلخ المَرْوَزي، حدَّثنا داود بن صَغِير بن شَبِيب البُخَاري -ببغداد-، حدَّثنا أبو عبد الرحمن النَّوَّا الشَّامي،

عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"كلامُ أَهْلِ السَّمواتِ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ".

(8/ 367) في ترجمة (داود بن صَغِير بن شَبِيب البخاري أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1255).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1255).

* * *

1269 -

أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا القاضي أبو الحسن عليَّ بن الحسن الجَرَّاحي، حدَّثنا أبو عيسى يوسف بن يعقوب بن مِهْرَان الدَّاوُدِي.

وأخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الدَّاوُدِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الشَّاهِد، حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن أحمد المُذَكِّر الخَضِيب -في سوق العطش في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة-، قالا: حدَّثنا

ص: 417

أبو سليمان داود بن عليّ بن خَلَف، حدَّثني إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِي، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا الأوْزَاعي، عن إبراهيم بن مُرَّة، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ، وللثيِّبِ نصيبٌ مِنْ أَمْرِهَا

(1)

ما لم تَدْعُ إلى سَخْطَةٍ، فإذا دَعَتْ إلى سَخْطَةٍ، وأولياؤها إلى الرِّضَا، رُفِعَ شأنها إلى السُّلْطَانِ".

(8/ 370) في ترجمة (داود بن عليّ بن خَلَف الظَّاهِرِي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناد الطريق الأول: ضعيف، والآخر: تالف. وأصل الحديث في "الصحيحين".

ففي إسناده من الطريق الأول: (عليّ بن الحسن بن عليّ الجَرَّاحِي أبو الحسن) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(11/ 387) وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس: "غيره أحبّ إليَّ منه". وقال البَرْقَاني: "كان يُتَّهم في روايته عن حامد بن شعيب، ولم أكتب عنه شيئًا". وقال العَتِيقي: "كان خيِّرًا فاضلًا حسن المذهب، وكان متساهلًا في الحديث". وكانت وفاته عام (376 هـ).

2 -

"الميزان"(3/ 121) وقال: "كان من كبار علماء بغداد".

كما أنَّ في إسناده (يوسف بن يعقوب بن مِهْرَان الدَّاوُدي الأَنْمَاطِي أبو عيسى) وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(14/ 219) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

في "المعجم الأوسط" كما سيأتي: "والثيب تصيب من أمرها". وما هنا موافق للفظ الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 337).

ص: 418

أمَّا الطريق الثاني، فإنَّ فيه:(العَبَّاس بن أحمد المُذَكِّر الخَضِيب الواعظ أبو الفضل) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(8/ 370) في ترجمة (داود بن عليّ الظَّاهِرِي) حيث ساق له حديثين رواهما عن داود بن عليّ الظَّاهِرِي وقال: "الحمل فيهما عندي على المُذَكِّر فإنَّه غير ثقة".

2 -

ديوان الضعفاء والمتروكين" للذَّهَبِيِّ ص 161 رقم (2093) وقال: "مُتَهِّمٌ".

3 -

"المغني في الضعفاء"(1/ 328) وقال: "ليس بثقة. وقد روى عن السَّريّ السَّقَطِي حديثًا هو وَضَعَهُ: "يا عليُّ بحبِّ أبي بكر وعمر تدخل الجنَّة".

كما أنَّ فيه: (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه البَخْتَرِيّ الشَّاهد أبو القاسم الثَّلَّاج)، وقد كذَّبه الدَّارَقُطْنِيّ والأَزْهَرِيّ وجماعة، وكان يُرَكِّبُ الأسانيد. وسبقت ترجمته في حديث (856).

وقال الخطيب عقب روايته له: "قال إسحاق فقلت لعيسى: آخرُ الكلام عن كلام الزُّهْرِيّ أو في الحديث؟ قال: هكذا في الحديث فلا أدري".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 161) رقم (2257) - عن موسى بن هارون، عن إسحاق، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، به، وبزيادة:"وإذنها الصموت" بعد قوله: "لا تنكح البكر حتى تستأذن".

وفي آخره عنده: "قال إسحاق -يعني ابن إبراهيم الحنظلي، وهو إسحاق بن رَاهُوْيَه- قلت لعيسى: آخر الحديث من حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: هكذا أخبرنا الأوزاعي".

ص: 419

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 237 - 238) عن محمد بن مَخْلَد، عن أبي أحمد عليّ بن إبراهيم القُوْهُسْتَاني، عن إسحاق بن رَاهُوْيَه، به، وبالزيادة الأخيرة التي عند الطبراني.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 279) بعد أن عزاه له: "رجاله رجال الصحيح خلا إبراهيم بن مُرَّة وهو ثقة".

أقول: (إبراهيم بن مُرَّة الشَّامي) ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 43) وقال: "صدوق، من الثامنة". كما ترجم له في "التهذيب"(1/ 163 - 164) وقال: "قال النَّسائي: ليس به بأس. . . وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقد ضعَّفه الهيثم بن خارجة، وأقرَّه الوليد بن مسلم على ذلك".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 421) من طريق إسحاق المتقدِّم، وسأل أباه وأبا زُرْعَة الرَّازي عنه، فأجاباه بقولهما:"هذا خطأ، إنما هو عن الزُّهْرِيّ فقط". قال أبو زُرْعَة: "كان عند عيسى ثلاثة أحاديث، كان عنده حديث عن الأوزاعي عن الزُّهْرِيّ عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعنده عن إبراهيم بن مُرَّة عن الزُّهْرِيّ والأوزاعي عن عطاء، فدخل لإسحاق حديث إبراهيم بن مُرَّة في حديث الزُّهْرِيّ فحدَّث على ما وقع عنده".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 131) عن الخطيب عن طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال أبو بكر الخطيب: الحَمْلُ فيه على المُذَكِّر -يعني العبَّاس بن أحمد-، فإنَّه غير ثقة".

أقول: وَهِمَ ابن الجَوْزي فيما نقله عن الخطيب، فما ذكره عنه إنما قاله رحمه الله في حديث جابر مرفوعًا:"لا نكاح إلَّا بولي"، وحديث ابن مسعود مرفوعًا:"من آذى ذِمِّيًّا فأنا خصمه. . ." كما في "تاريخ بغداد"(8/ 370) وسيأتيان عقب حديثنا هذا.

ص: 420

كما أنَّ (أبا الفضل العَبَّاس بن أحمد المُذَكِّر الخَضِيب) لم يتفرَّد به، بل تابعه (أبو عيسى يوسف بن يعقوب بن مِهْرَان الدَّاودي) كما تقدَّم في سياق الإسناد الأول، وتابعه الطبراني في "المعجم الأوسط"، و (محمد بن مَخْلَد) عند الدَّارَقُطْنِيّ.

وقد قصَّر السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 908) في عزوه له للخطيب فقط.

وأصل الحديث رواه البخاري في النكاح، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلَّا برضاهما (9/ 191) رقم (5136)، ومسلم في النكاح، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق، والبكر بالسكوت (2/ 1036) رقم (1419)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حتَّى تُسْتَأْمَرَ، ولا تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ، قالوا يا رسول اللَّهِ وكَيْفَ إذْنُهَا؟ قال: أَنْ تَسْكُتَ".

غريب الحديث:

قوله: "ما لم تدع إلى سَخْطَةٍ": "السَّخْطُ والسُّخْطُ: الكراهية للشيء وعدمُ الرضا به". "النهاية"(2/ 350).

* * *

1270 -

أخبرنا محمد بن عمر الدَّاوُدي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد الشَّاهد، حدَّثنا العبَّاس بن أحمد المُذَكِّر، حدَّثنا داود بن عليّ بن خَلَف، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِي، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إلَّا بوليٍّ".

(8/ 370) في ترجمة (داود بن عليّ بن خَلَف الظَّاهِرِيّ أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة.

ص: 421

ففي إسناده: (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه البَخْتَرِيّ الشَّاهد أبو القاسم ابن الثَّلَّاج)، وقد كذَّبه الدَّارَقُطْنِيّ والأَزْهَرِيّ وغيرهما. وتقدَّمت ترجمته في حديث (856).

كما أنَّ فيه: (العبَّاس بن أحمد المُذَكِّر الخَضِيب الواعظ أبو الفضل) وهو مُتَّهَمٌ أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1269).

و(أبو سفيان) هو (طلحة بن نافع الوَاسِطي الإسْكَاف): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).

وقد قال الخطيب عقب روايته للحديث: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، والحَمْلُ فيه عندي على (المُذَكِّر) -يعني العبَّاس بن أحمد- فإنَّه غير ثقة.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد: المعجمين"(4/ 163) رقم (2261) -، من طريق عمرو بن عثمان الرَّقِّي، عن عيسى بن يونس، به، وبزيادة قوله:"فإن اشتجروا، فالسلطان وليُّ من لا وليَّ له".

قال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلّا عيسى، ولا عنه إلّا عمرو، تفرَّد به محمد بن العبَّاس".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 286) بعد أن عزاه له: "فيه عمرو بن عثمان الرَّقِّي، وهو متروك، وقد وثَّقه ابن حِبَّان".

أقول: (عمرو بن عثمان بن سَيَّار الرَّقِّي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (462).

ورواه عقبه في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 163) رقم (2262) -، من طريق عبد اللَّه بن بَزِيع، عن هشام القُرْدُوسي، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا بمثل الذي قبله.

ص: 422

أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن بَزِيع الأنصاري): ضعيف، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (81).

ورواه أيضًا في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين"(4/ 165) رقم (2265) -، من طريق محمد بن عبد الملك، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا، بزيادة قوله:"وشاهدي عدل".

قال الإمام الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 286): "رواه الطبراني في "الأوسط" -بزيادة: وشاهدي عدل- من طريق محمد بن عبد الملك، عن أبي الزُّبَيْر، فإن كان هو الواسطي الكبير، فهو ثقة، وإلَّا فلم أعرفه. وبقية رجاله ثقات".

أقول: (محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي الكبير أبو إسماعيل) ذكره ابن حِبَّان في الثقات (9/ 49) وقال: "يُعْتَبَرُ بحديثه إذا بيَّن السماع في خبره في روايته، فإنَّه كان مدلِّسًا يخطئ". وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 164) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال الحافظ في التقريب (2/ 187): "مقبول، من الثامنة"/ تمييز. ولم يذكر في ترجمته من "التهذيب"(9/ 318) سوى توثيق ابن حِبَّان له.

والحديث صحيح، مروي عن عدد من الصحابة. وقد صحَّحه ابن المَدِيني، والتِّرْمِذِيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن حِبَّان، والحاكم. وقد سبق الكلام عليه وعلى مصادر شواهده في حديث (194).

* * *

1271 -

أخبرنا محمد بن عمر الدَّاودي، حدَّثنا عبد الملك بن محمد الشَّاهِد، حدَّثنا العبَّاس بن أحمد المُذَكِّر، حدَّثنا داود بن عليّ بن خَلَف، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِي، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن الأَعْمَش، عن شَقِيق،

ص: 423

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، ومَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يومَ القِيَامَةِ".

(8/ 370) في ترجمة (داود بن عليّ بن خَلَف الظَّاهِرِيّ أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

منكر بهذا الإسناد. وقد ورد نحوه من طريق لا بأس به إن شاء اللَّه.

ففيه (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه البَخْتَرِيّ الشَّاهِد أبو القاسم ابن الثَّلَّاج) وهو مُتَّهَم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (856).

كما أنَّ فيه: (العبَّاس بن أحمد المُذَكِّر الخَضِيب الواعظ أبو الفضل) وهو مُتَّهَمٌ أيضًا. وسبقت ترجمته في حديث (1269).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، والحَمْلُ فيه عندي على (المُذَكِّر) -يعني العبَّاس بن أحمد- فإنَّه غير ثقة، واللَّه أعلم.

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في ترجمة (العبَّاس بن أحمد المُذَكِّر الخَضِيب)، من الميزان (2/ 381):"ومن بَلايَاهُ: أتي بخيرٍ مَتْنُهُ: من آذى ذِمِّيًّا. . . بإسناد مسلم والبخاري".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في الموضوعات (2/ 236) عن الخطيب من طريقه هذا، ونقل قوله السابق، إلَّا أنَّه وَهَمَ فجعله من حديث (جابر)، والصواب أنَّه عن (عبد اللَّه بن مسعود). وقد سري هذا الوَهْمُ إلى السُّيُوطيِّ في "اللآلئ"(2/ 140)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 181 - 182). وسببه -واللَّه أعلم- أنَّ الخطيب بعد أن ساق حديث جابر السابق:"لا نكاح إلَّا بوليٍّ" بالإسناد المتقدِّم، قال

ص: 424

عقبه: وبإسناده عن الأعمش، عن شَقِيق، عن عبد اللَّه بن مسعود، فتعلَّق نظر ابن الجَوْزي بقوله: وبإسناده عن الأعمش دون تمامه، فظنه عن جابر.

وتعقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 140 - 141)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"، ابن الجَوْزي في حكمه عليه بالوضع، وقالا ما ملخصه: إنَّ الحديث قد ورد نحوه عن بعض الصحابة، وأنَّ أحد طرقه جيِّدة.

أقول: قد ورد معناه في حديث رواه أبو داود في الخَرَاج، باب في تعشير أهل الذِّمَّة إذا اختلفوا بالتجارات (2/ 437) رقم (3052)، فقال: حدثنا سليمان بن داود المهدي، أخبرنا ابن وَهْب، حدَّثني أبو صخر المَدِيني، أنَّ صفوان بن سُلَيْم أخبره، عن عِدَّة من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عن آبائهم دِنْيَةً

(1)

، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ألا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ، أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طاقَتِهِ، أو أَخَذَ منه شيئًا بغير طِيب نَفْسٍ، فأنا حَجِيجُهُ يومَ القِيَامِة".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 205) مطوَّلًا من طريق ابن وَهْب قال: أخبرني أبو صخر المَدَني، أنَّ صفوان بن سُلَيْم أخبره عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عن آبائهم دِنْيَةّ، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرفوعًا به.

قال الإمام المنذري في "مختصر سنن أبي داود"(4/ 255): في إسناده مجهولون.

إلَّا أنَّ الحافظ العراقي في "نُكَتِهِ على مقدمة ابن الصلاح" المسمَّاة: بـ "التقييد والإيضاح لما أُطلق وأُغلق من كتاب ابن الصلاح" ص 244 قال:

(1)

مصدر في موضع الحال. ومعناه: لاصقي النسب. انظر "لسان العرب" مادة (دنا)(14/ 273).

ص: 425

"سكت عليه أبو داود أيضًا فهو: عنده صالح، وهو كذلك إسناده جيِّد، وهو وإن كان فيه من لم يسمّ فإنَّهم عدَّة من أبناء الصحابة يبلغون حدَّ التواتر الذي لا يُشترط فيه العدالة. فقد رُوِّيناه في "سنن البيهقي الكبرى" فقال في روايته: عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

وقال الحافظ السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 392 - 393: "وسنده لا بأس به، ولا يضره جهالة من لم يسمّ من أبناء الصحابة فإنَّهم عدد ينجبر به جهالتهم، ولذا سكت عليه أبو داود". ثم أشار إلى سياقة البيهقي وقال: "وله شواهد بينتها في جزء أفردته لهذا الحديث أيضًا، ومنها عن عمر بن سعد رفعه: أنا خصم يوم القيامة لليتيم والمُعَاهَدِ ومن أخاصمه أخصمه".

والحافظ العراقي أورد حديث أبي داود المتقدِّم في معرض جوابه على ما نقله ابن الصلاح في "علوم الحديث" - في النوع الموفي ثلاثين: معرفة المشهور من الحديث ص 223 - عن أحمد بن حنبل أنه قال: "أربعة أحاديث تدور عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الأسواق ليس لها أصل". وذكر منها حديث: "منْ آذى ذِمِّيًّا فأنا خَصْمُهُ يومَ القيامةِ".

وقد بيَّن العراقي أنَّ هذا الكلام لا يصحُّ عن الإمام أحمد، حيث إنَّه أخرج حديثًا من تلك الأحاديث الأربعة في "مسنده". وأنَّ حديث:"من آذى ذِمِّيًّا. . ." معروف أيضًا بنحوه، وساق حديث أبي داود المتقدِّم.

غريب الحديث:

قوله: "من آذى ذِمِّيًّا": الذِّمِّيُّ: هو المُعَاهَدُ الذي أُعْطي عهدًا يأمنُ به على ماله وعِرْضِهِ ودِينه. وأهلُ الذِّمَّة: المُعَاهَدُونَ من أهل الكتاب ومن جرى مجراهم. سمُّوا بذلك لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم. انظر: "النهاية"(2/ 168)، و"القاموس الفقهي" للأستاذ سعدي أبو جيب ص 138.

* * *

ص: 426

1272 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح -من لفظه-، حدَّثنا داود بن سليمان السَّاجي، حدَّثنا سليمان بن حَرْب، حدَّثنا شُعْبة، عن عمرو بن مُرَّة، قال: سمعتُ سُوَيْد بن الحارث يحدِّث عن،

أبي ذَرٍّ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما يَسُرُّنِي أنَّ لي جَبَل أُحُدٍ ذَهَبًا

(1)

، أموتُ يوم أموتُ وعندي منه دينارٌ، أو نصف دينارٍ، إلَّا لِغَرِيمٍ".

(8/ 375 - 376) في ترجمة (داود بن سليمان بن سعيد السَّاجي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا (سُوَيد بن الحارث)، حيث ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (4/ 143)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 334)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 115، وذكر عن الحُسَيْني قوله فيه:"مجهول لا يُعْرَفُ"، وتعقَّبه بقوله:"هذه مبالغة، فإنَّ سند الحديث عند أحمد إلى هذا الرجل على شرط الصحيح، والمَتْنُ طرف من حديث في الصحيح لأبي ذَرٍّ أتمّ من هذا".

و (داود بن سليمان السَّاجي) صاحب الترجمة، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا سوى قوله: إنَّه روى عنه محمد بن العبَّاس بن نَجِيح وعبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِيّ أحاديث مستقيمة.

والحديث رواه الشيخان في "صحيحيهما" عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه بنحوه.

(1)

في المطبوع "ذهب" وهو خطأ. وقد ورد في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس على الصواب.

ص: 427

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 148 - 149)، والدَّارِمي في "السنن"(2/ 315)، من طريق شُعْبَة، عن عمرو بن مُرَّة، به، بلفظ الخطيب.

ومن ذات الطريق رواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 63 رقم (465)، ولكن بلفظ:"ما يسرُّني أنَّ لي أُحُدًا ذَهَبًا تأتي عليَّ ثالثةٌ وعندي منه دينار أو قال: منه مثقال، إلَّا أنْ أَرْصُدَهُ لِغَرِيمٍ".

والحديث رواه البخاري في "صحيحه" في الرِّقَاق، باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ما يَسُرُّني أَّن عندي مِثْلَ أُحُدٍ هذا ذَهَبًا (11/ 263 - 264) رقم (6444)، ومسلم في "صحيحه" في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة (2/ 687 - 688)، مطوَّلًا، من طريق الأعمش، عن زيد بن وَهْب، عن أبي ذَرٍّ مرفوعًا، وفيه: "ما يَسُرُّنِي أنَّ عندي مِثْلَ أُحُدٍ هذا ذَهَبًا تمضي عليَّ ثالثةٌ وعندي منه دينارٌ، إلَّا شيئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلَّا أَنْ أقولَ به في عباد اللَّه هكذا وهكذا وهكذا

(1)

-عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه-". هذا لفظ البخاري.

ولفظ مسلم: "ما أحبُّ أن أُحُدًا ذاكَ عندي ذَهَبٌ، أَمْسَى ثالثةً عندي منه دينارٌ، إلَّا دينارٌ

(2)

أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلَّا أن أقولَ به في عباد اللَّه هكذا (حَثَا بين يديه)، وهكذا (عن يمينه)، وهكذا (عن شماله) ".

(1)

أي إلّا من أشار بيده إلى الجوانب في صرف ماله إلى وجوه الخير، فالقول مجاز عن الفعل. وفيه الحث على الصدقة في وجوه الخير، وأنه لا يقتصر على نوع من وجوه البر بل ينفق في كُلِّ وجه من وجوه الخير يحضر. انظر "شرح صحيح مسلم" للنووي (7/ 73 - 74)، و"فتح الباري"(11/ 265).

(2)

هكذا في "صحيح مسلم": "إلّا دينارٌ" بالرفع والنصب والرفع جائزان، لأن المستثنى من مطلق عام، والمستثنى مقيد بخاص، فاتجه النصب، وتوجيه الرفع أنَّ المستثنى منه في سياق النفي. انظر:"فتح الباري"(11/ 265).

ص: 428

قال الحافظ في الفتح (11/ 265): "وقد اختلفت ألفاظ رواته عن أبي ذَرٍّ".

واعتبرت الحديث من الزوائد لاختلاف لفظ الخطيب عن لفظهما.

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "ما يَسْرُّني أنَّ لي أُحُدًا ذَهَبًا، تأتي عليَّ ثالثةٌ وعندي منه دينارٌ، إلَّا دينارٌ أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ عليَّ". رواه مسلم في الزكاة، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة (2/ 687) رقم (991).

وله شاهد آخر من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا، رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 265) رقم (3682) -من كشف الأستار-، ولفظه عنده:"ما يَسُرُّني أنَّ أُحُدًا لي ذَهَبًا أُنْفِقُهُ في سبيل اللَّه، أموتُ يوم أموت أترك منه دينارًا، إلَّا دينارًا أُعِدُّهُ لغريم إن كان. فمات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارًا، ولا دِرْهَمًا، ولا عَبْدًا، ولا وليدًا، وترك دِرْعَهُ رَهْنًا بثلاثين صاعًا من شعير".

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 326): "روى التِّرْمِذِي وابن ماجه بعضه. رواه البزَّار وإسناده حسن".

* * *

1273 -

أخبرنا أبو مسلم غالب بن عليّ بن محمد الرَّازي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا الحسين بن أحمد بن محمد الصَّفَّار -بهَرَاة-، حدَّثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الوهاب أبو محمد، حدَّثنا داود بن أحمد أبو سليمان البغدادي -وكان يسكن دِمْيَاط، إملاءً علينا-، حدَّثنا أبو عبد الرحمن مَعْمَر بن مَخْلَد

(1)

الشَّيْبَاني السَّرُوجيّ، حدَّثنا الرَّبيع بن بَدْر، عن أبيه، عن جَدِّه،

عن الأَسْقَع

(2)

قال: كنت أُرَحِّلُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فأصابتني جَنَابَةٌ، فقال

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "خالد". والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 259)، و"الأنساب"(7/ 75)، و"التهذيب"(10/ 249).

(2)

هكذا في المطبوع والمخطوط -نسخة تونس-. وفي المصادر التي أخرجت الحديث: "الأسْلع" باللام. وانظر: "الإصابة"(1/ 36 - 37) -وقال: "الأَسْلَع الأَعْرَجي"-، و"التهذيب"(8/ 12 - 13) في ترجمة (عمرو بن جَرَاد التَّمِيمي).

ص: 429

النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَحِّلْ لنا يا أسقع". فقلت بأبي أنت وأُمِّي أصابتني جَنَابَةٌ، وليس في المنزل ماء، فقال:"تعال يا أسقع أعلِّمك التَّيَمُّمَ مثل ما علَّمني جبريل"، فأتيته فنحَّاني عن الطريق قليلًا فعلَّمني التَّيَمُّم.

قال أبو عبد الرحمن: علَّمني الرَّبيع ما علَّمه أبوه مثل ما علَّمه جدُّه مثل ما علَّمه الأسقع مثل ما علَّمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مثل ما علَّمه جبريل.

قال عبد الملك: وعلَّمنا أبو سليمان، قال الحسين: وعلَّمنا عبد الملك، قال غالب: وعلَّمنا الحسين بن أحمد مثل ما علَّمه عبد الملك.

قلت -القائل الخطيب-: وعلمنا غالب مثل ما علَّمه الحسين، ضرب بيديه الأرض ثم مسح بهما وجهه، ثم ضرب الأرض ومسح ذراعيه إلى المِرْفَقَيْنِ.

(8/ 376 - 377) في ترجمة (داود بن أحمد البغدادي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (الربيع بن بَدْر بن عمرو التَّمِيمي السَّعْدِي البَصْرِي أبو العلاء، يلقَّب: عُلَيْلَة)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).

كما أنَّ فيه والده (بدر بن عمرو)، قال الحافظ عنه في "التقريب" (1/ 94):"مجهول، من الثالثة"/ ق. وانظر ترجمته أيضًا في "تهذيب الكمال"(4/ 28).

وجدُّه (عمرو بن جَرَاد): مجهول أيضًا كما في "التقريب"(2/ 66). وانظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 12 - 13).

التخريج:

رواه بنحوه الطبراني في "الكبير"(1/ 276) رقم (875 و 876) -في (مسند الأَسْلَع بن شَرِيك الأشجعي) -، والطَّحَاويُّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 133)،

ص: 430

والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 208)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 179)، من طريق الربيع بن بدر، عن أبيه، به. مع زيادات عند بعضهم، واختلاف في شيء من السياق أيضًا.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 262): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه الربيع بن بدر وقد أجمعوا على ضعفه".

وذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(2/ 252) في "مسند الأَسْلَع بن شَرِيك الأَعْرَجي"، فقال:"قال الخطيب في "تاريخه". . .". وساق إسناد الحديث ومتنه كما ذكر هنا.

وساقه المتَّقي الهندي في "كنز العمَّال"(9/ 598 - 599) رقم (27582) عن الخطيب في "تاريخه" بإسناده ومَتْنِهِ أيضًا، لكنه ذكره في "مسند أسلع بن الأسقع".

غريب الحديث:

قوله: "رَحِّلْ لنا": "الرَّحْلُ كلُّ شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير، وحِلْسٍ ورَسَنٍ، وجمعه (أَرْحُلٌ) و (رِحَالٌ). . . و (رَحَلْتُ البعير رَحْلًا): من باب نفع، شددت عليه رَحْلَهُ. ورَحْلُ الشخص: مأواه في الحَضَر، ثم أُطلق على أمتعة المسافر لأنها هناك مأواه". "المصباح المنير" مادة (رحل) ص 222.

* * *

1274 -

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق باللَّه، حدَّثني جدِّي، أخبرنا أبو سليمان داود بن محمد الرَّقِّي -سنة سبع وثمانين ومائتين، قدم للحجِّ-، حدَّثنا عقبة بن مُكْرَم، حدَّثنا شَرِيك بن عبد المجيد الحَنَفي، حدَّثنا الهيثم البَكَّاء، عن ثابت البُنَاني،

عن أنس بن مالك قال: مرض أبو طالب فَعَادَهُ النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم

ص: 431

فقال: يا ابن أخ ادع لي ربَّك الذي تعبده أن يعافيني. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ اشفِ عمِّي". فقام أبو طالب كأنما نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فقال: يا ابن أخي إنَّ ربَّك الذي تعبده ليطيعُكَ! قال: "وأنت يا عمَّاه إن أطعت اللَّهَ لَيُطِيعَنَّكَ".

(8/ 377 - 378) في ترجمة (داود بن محمد بن خالد البزَّاز الرَّقِّي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (الهيثم بن جَمَّاز الحَنَفِي البَكَّاء البَصْري) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416):

أمَّا صاحب الترجمة (داود بن محمد البزَّاز الرَّقِّي)، فإنَّ الحافظ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(شَرِيك بن عبد المجيد الحَنَفي أبو العلاء) ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 241) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 311 - 312) وقال: "مات فيما بين سنة سبع ومائتين إلى سنة تسع ومائتين".

أمَّا شيخ الخطيب (أحمد بن عمر بن عبد العزيز الهاشمي أبو الحسين) فقد ترجم له في "تاريخ بغداد"(4/ 294) وقال: "كتبت عنه وكان ثقةً".

وجدُّه (عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق باللَّه الهاشمي أبو محمد) ترجم له في التاريخ (10/ 457) كذلك، وقال: كان ثقةً".

و(عُقْبَة بن مُكْرَم) هو (العَمِّي البَصْري أبو عبد الملك): حافظ ثَبْتٌ مُجَوِّدٌ، خرَّج له مسلم وغيره، وتوفي عام (243 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(12/ 178)، و"التهذيب"(7/ 250)، و"التقريب"(2/ 28).

ص: 432

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 542 - 543)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 361 - 362) رقم (1196) -، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 184)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2561) -في ترجمة (الهيثم بن جمَّاز الحنفي) -، من طريق عقبة بن مُكْرَم العَمِّي، عن شَريك بن عبد المجيد

(1)

، عن هيثم البكَّاء، به.

ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء. وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "الهيثم تركوه".

وقال البيهقي: "تفرَّد به الهيثم بن جَمَّاز عن ثابت البُنَاني، والهيثم ضعيف عند أهل العلم بالحديث".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 300): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الهيثم بن جَمَّاز البكَّاء وهو ضعيف".

وقد قال ابن عدي في آخر ترجمة (الهيثم): "أحاديثه أفراد غرائب عن ثابت، وفيها ما ليس بالمحفوظ".

غريب الحديث:

قوله: "كأنما نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ"، قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(4/ 456) -في كتاب الإجارة، باب ما يُعْطَى في الرُّقْيَةِ على أَحْيَاءِ العَرَب بفاتحة الكتاب- في معرض شرحه لحديث أبي ذَرٍّ في رقبته لسيِّد حَيٍّ من أحياء العرب بفاتحة الكتاب، والذي جاء فيه:"فكأنما نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ"، قال: "كذا للجميع بضم

(1)

صُحِّفَ في "المستدرك"، و"دلائل النبوة" إلى:"شَرِيك بن عبد الحميد". والتصويب من المصادر الأخرى التي خرَّجته، ومن "التاريخ الكبير"(4/ 241)، و"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 311).

ص: 433

النون وكسر المعجمة من الثلاثي، قال الخَطَّابي: وهو لغة. والمشهور نشط إذا عقد، وأنشط إذا حلَّ، وأصله الأَنْشُوطة بضم الهمزة والمعجمة بينهما نون ساكنة وهي الحَبْل. وقال ابن التِّيْن: حكى بعضهم أنَّ معنى أنشط: حلّ، ومعنى نشط: أقيم بسرعة، ومنه قولهم رجل نشيط. . .". ثم قال في شرح:(العِقَال): "هو الحَبْلُ الذي يشد به ذراع البهيمة".

وفي "النهاية" لابن الأثير (5/ 57): "وكثيرًا ما يجيء في الرواية: "كأنما نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ" وليس بصحيح. يقال: نَشَطْتُ العُقْدة، إذا عَقَدتَهَا، وأنْشَطتُهَا. وانْتَشَطْتُهَا، إذا حَلَلْتَهَا".

* * *

1275 -

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزَّار -بهَمَذَان-، حدَّثنا أبو بكر بن المُقْرِئ، حدَّثنا أبو شَيْبَة داود بن إبراهيم بن داود البغدادي -نزيل مِصْر-، حدَّثنا أبو عمرو العلاء بن عمرو، حدَّثنا إسماعيل بن يحيى، حدَّثنا مِسْعَر، عن عطيَّة العَوْفي،

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة جيء بكراسي من ذهب، مُكَلَّلة بالدُّرِّ والياقوت، مفروشة بالسندس والإستبرق، ثم يضرب عليها قباب من نور، ثم ينادي منادي: أين المُؤذِّنُون؟ أين من كان يشهد في كُلِّ يوم وليلة خمس مرات أنَّه لا إله إلَّا اللَّه وأنَّ محمَّدًا رسول اللَّه؟ فيقوم المُؤذِّنُونَ وهم أطول النَّاس أعناقًا، فيقال لهم: اجلسوا على تلك الكراسي تحت تلك القباب حتى يفرغ اللَّه من حساب الخلائق، فإنَّه لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون".

(8/ 378) في ترجمة (داود بن إبراهيم بن داود البغدادي أبو شَيْبَة).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 434

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: هذا حديث غريب من حديث مِسْعَر، تفرَّد به إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي عنه، وكان ضعيفًا سيء الحال جدًّا".

أقول: آفة الحديث: (إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي) هذا، وهو كذَّاب مُجَمَعٌ على تركه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (734).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 89 - 90) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق، ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد في (إسماعيل).

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 13)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 78).

* * *

1276 -

أخبرنا أبو نُعَيم الحافظ قال: حَدَّثَ لاحق بن الحسين بن عِمْرَان بن أبي الوَرْد، حدَّثنا أبو سليمان داود بن سليمان بن داود الأَصْبَهَاني -قدم بغداد-، حدَّثنا أبو الصَّلْت سهل بن إسماعيل المُرَادِي، حدَّثنا مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم بن عبد اللَّه،

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا عند خُصُومَةٍ ظُلْمًا وهو يَعْلَمُ، فقد بَرِئَتْ منه ذِمَّةُ اللَّهِ، وذِمَّةُ رَسُولِهِ".

(8/ 379) في ترجمة (داود بن سليمان بن داود الأَصْبَهَاني أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد رُوي عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "من أعان على خُصُومَةٍ بظُلْمٍ، لم يزل في سَخَطِ اللَّه حتَّى يَنْزِعَ"، وهو صحيح بمجموع طرقه.

ففيه (لاحق بن الحسين بن عِمْرَان بن أبي الوَرْد المَقْدِسي أبو عمر) وقد ترجم له في:

ص: 435

1 -

"تاريخ بغداد"(14/ 99 - 100) وقال: "تغرَّب، وحدَّث بأَصْبَهَان، وخُرَاسَان، وما وراء النهر، عن خَلْقٍ لا يُحْصَون من الغرباء والمجاهيل أحاديث مناكير وأباطيل". وفيه عن أبي سعد عبد الرحمن الإدريسي: "كان كذَّابًا أفَّاكًا يضعُ الحديث عن الثقات، ويُسند المراسيل، ويحدِّث عمَّن لم يسمع منهم. . . ووضع نُسَخًا لُأناسٍ لا تُعْرَفُ أساميهم في جملة رواة الحديث مثل: طرغال وطربال وكركدن وشعبوب، ومثل هذا شيئًا غير قليل، ولا نعلمُ رَأَيْنَا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلَّة الدِّرَاية. . . ولعلَّه لم يخلف مثله من الكذَّابين إن شاء اللَّه". وقال محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ: "كان كذَّابًا". وكانت وفاته سنة (384 هـ).

كما ترجم له الحافظ الخطيب أيضًا في "تاريخه"(2/ 244 - 245) باسم (محمد بن الحسين بن عِمْرَان البغدادي أبو عمر) وقال: "محمد بن الحسين هذا هو الذي يسمِّي نفسه (لاحقًا)، وكان يضع الحديث".

2 -

"الميزان"(4/ 356) وقال: "روى عنه أبو نُعَيْم الحافظ في "الحِلْيَة" وغيرها مصائب.

3 -

"اللسان"(6/ 235 - 236) وفيه عن ابن النَّجَّار: "مُجَمَعٌ على كَذِبِهِ". وقال النَّقَّاش: "كان واللَّه قليل الحياء، مع وضعه الأحاديث". وقال ابن مَاكُولا: "لا يُعْتَمَدُ على حديثه ولا يُفْرَحُ به". وفيه عن السَّمْعَاني والشِّيرازي والحاكم: اتهامهم له بالكذب أيضًا.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "حديث باطل عن مالك ومن فوقه، وكان لاحق غير ثقة".

التخريج:

رواه أبو داود في الأقضية، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها (4/ 23) رقم (3598) مطوَّلًا، من طريق المثنَّي بن يزيد، عن مَطَر الورَّاق،

ص: 436

عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، وفيه:"ومن أعان على خُصُومَةٍ بظلم فقد باء بغضب من اللَّه عز وجل".

وفي إسناده: (المثنَّى بن يزيد) وهو مجهول كما في "التقريب"(2/ 229).

كما أنَّ فيه (مَطَر بن طَهْمَان الورَّاق) وهو صدوق كثير الخطأ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).

ورواه ابن ماجه في الأحكام، باب من ادَّعى ما ليس له وخاصم فيه (2/ 778) رقم (2320)، من طريق حسين المعلِّم، عن مَطَرٍ، به مختصرًا بلفظ:"مَنْ أَعَانَ على خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ -أو يُعِينُ على ظُلْمٍ-، لم يَزَلْ في سَخَطِ اللَّه حتَّى يَنْزِعَ".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 436 - 437) رقم (2942)، من طريق حسين المعلِّم، عن مَطَر الورَّاق، به مطوَّلًا، ولفظه عنده:"ومَنْ أعانَ على خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ أو بغير عِلْمٍ، لم يَزَلْ في سَخَطِ اللَّه حتَّى يَدَعَ".

ورواه الطبراني في "الكبير"(12/ 388) رقم (13435)، من طريق محمد بن منصور الطُّوسي، عن أبي الجَوَّاب، عن عمَّار بن رُزَيْق، عن فِطْر بن خَلِيفة، عن القاسم بن أبي بَزَّة

(1)

، عن عطاء الخُرَاسَاني، عن حُمْرَان، عن ابن عُمَر مرفوعًا مطوَّلًا"، وفيه: "ومَنْ أعانَ على خُصُومَةِ باطلٍ باطل لم يزل في سَخَطِ اللَّه حتَّى يَنْزِعَ".

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 91): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطُّوسي وهو ثقة".

(1)

صُحِّفَ في "المعجم الكبير" إلى: "برة" بالراء المهملة. والتصويب من "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 167)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/ 122)، و"التهذيب" لابن حَجَر (8/ 310).

ص: 437

وقد رواه الإمام أحمد في المسند (2/ 82)، من طريق النُّعْمَان بن الزُّبَيْر، عن أيوب بن سليمان، عن عطاء الخُرَاساني، عن ابن عمر مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه: "ومَنْ أعانَ على خُصُومَةٍ بغير حقٍّ فهو مستطل

(1)

في سَخَطِ اللَّه حتَّى يترك".

أقول: في إسناده: (أيوب بن سليمان) وفيه جهالة كما في "تعجيل المنفعة" ص 35.

وقد صحَّح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند (7/ 254 - 258) رقم (5544) إسناده!

ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 99) مختصرًا من طريق إبراهيم الصَّائغ، عن عطاء بن أبي مسلم، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"مَنْ أعانَ على خُصُومَةٍ بغير حقٍّ، كان في سَخَطِ اللَّه حتَّى يَنْزِعَ"، وقال:"صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: في إسناده (عطاء بن أبي مسلم الخُرَاساني) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 434): "صدوق مشهور". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 23): "صدوق يَهِمُ كثيرًا، ويرسل ويدلِّس". وستأتي ترجمته في حديث (1321).

وقد سبق تخريج الرواية المطوَّلة لابن عمر في حديث رقم (430).

وله شاهد من حديث ابن عبَّاس من طريق ضعيف، وقد سبق تخريجه والكلام عليه برقم (870).

وله شواهد أخرى، انظرها في:"مجمع الزوائد"(4/ 200 - 201)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 197 - 199).

(1)

هكذا في المطبوع: "مستطل" بالطاء المهملة. وفي طبعة الشيخ شاكر (7/ 57) بالطاء المعجمة.

ص: 438

فالحديث بلفظ رواية ابن عمر المطوَّلة صحيح بمجموع طرقه وشواهده، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1277 -

أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد العزيز بن جعفر البَرْذَعِيّ، وعليّ بن أبي عليّ البَصْرِي، قالا: حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن الشِّخِّير، حدَّثنا أبو عيسى داود بن سليمان بن هند الجَمَلي -وقال عليّ: داود بن سليمان بن جَنْدَل بن هند الهَمَذَاني، في سنة ست عشر وثلاثمائة، ثم اتفقا- قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب، حدَّثنا أبو معاوية، عن محمد بن سُوقَة، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: "كَيْفَ تُفْلِحُ والدُّنْيَا أحبُّ إليكَ من أَحْنَى النَّاس عليك".

(8/ 380) في ترجمة (داود بن سليمان بن جَنْدَل الهَمَذَاني الجَمَليّ أبو عيسى).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده صاحب الترجمة (داود بن سليمان بن جَنْدَل الهَمَذَاني الجَمَلِيّ أبو عيسى)، قال الخطيب عنه: غير ثقة. وجعله آفة هذا الحديث.

وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 8)، واتهمه بالوضع.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "لا أعلم رواه غير داود بهذا الإسناد، ورجاله كلهم ثقات سوي داود، والحَمْلُ فيه عليه، واللَّه أعلم".

تخريجه:

رواه ابن الجَوْزي في الموضوعات (3/ 131 - 132) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، واكتفى بنقل قوله السابق.

ص: 439

وأقرَّهُ السُّيُوطىُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 316)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 8).

وقد جزم الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 8) في ترجمة (داود)، بأنَّه هو الذي وضعه.

والحديث ذكره الدَّيْلَمِيُّ كذلك في "الفردوس"(3/ 293) رقم (4876).

وعزاه في "الكنز"(3/ 221) رقم (6250) إلى الخطيب فحسب.

* * *

1278 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن غالب -غُلام خليل- قال: حدَّثنا دينار بن عبد اللَّه خادم أنس بن مالك،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قال العبد أستغفر اللَّه الذي لا إله إلَّا هو الحيُّ القَيُّومُ وأتوبُ إليه، غُفِرَ له وإن كان مُوَلِّيًا في الصفِّ

(1)

".

(8/ 381 - 382) في ترجمة (دينار بن عبد اللَّه أبو مِكْيَس).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وفيه مُتَّهَمَان، الأول:(أحمد بن محمد بن غالب البَاهِلِي، غُلام خليل)، قال أبو داود:"أخشى أن يكون دجَّال بغداد". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (659).

(1)

هكذا في المطبوع: "في الصف". وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس. وفي "العلل" لابن الجَوْزي (2/ 349): "من الصف". وفي "الجامع الكبير"(1/ 74)، و"كنز العمال" (1/ 480) رقم (2096):"من الزحف".

ص: 440

أما الثاني: فهو (دينار بن عبد اللَّه الحَبَشِيّ، أبو مِكْيَس، خادم أنس بن مالك): فإنَّه تالف مُتَّهَمٌ أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1072).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 349) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن عدي: (دينار) منكر الحديث ذاهب شبه مجهول. قال: و (غُلام خليل) كان يقول: وضعنا أحاديث لنرقِّق بها قلوب العامَّة".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 74) إلى ابن عساكر وابن النَّجَّار أيضًا.

* * *

1279 -

أخبرنا عليّ بن طلحة المُقْرِئ، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة قال: سمعت دينارًا أبا مِكْيَس يقول:

خدمتُ أنسَ بن مالكٍ ثلاث سنين، فسمعته يحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ حَبَسَ طعامًا أربعينَ يومًا، ثم أخرجهُ فَطَحَنَهُ وخَبَزَهُ وتصدَّقَ به، لم يقبلهُ اللَّهُ منه".

(8/ 382) في ترجمة (دينار بن عبد اللَّه أبو مِكْيَس).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده صاحب الترجمة (دينار بن عبد اللَّه الحَبَشِيّ أبو مِكْيَس)، وهو تالف مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1072).

تخريجه:

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 976) -في ترجمة (دينار بن عبد اللَّه)

ص: 441

وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 110 - 111) -مخطوط-، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، عن دينار بن عبد اللَّه، عنه، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 243)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". ونقل أقوال بعض النُّقَّاد في (دينار).

وتعقبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 146 - 147)، ولخَّص تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 193)، ولم يقرّه، فقال:"تعقِّب بأنَّه ورد من حديث معاذ بن جَبَل أخرجه ابن عساكر، ومن حديث عليّ أخرجه الدَّيْلَمِيّ. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في الأول: عبد العزيز بن عبد الرحمن البَالِسِيّ، وفي الثاني: محمد بن مروان السُّدِّيّ، فلا يصلحان شاهدين للحديث، واللَّه أعلم".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 771) إلى الخطيب وحده.

* * *

1280 -

أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق قال: حدَّثنا العبَّاس بن أحمد بن أبي شَحْمَة، حدَّثنا دَهْثَم بن الفضل، حدَّثنا داود بن الجرَّاح، حدَّثنا أبو صالح الجَزَري، عن ضِرَار بن عمرو، عن مجاهد،

عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل متقلِّدًا سيفه -يعني تَفْضُلُ- على صلاة غير المتقلِّد سبعمائة ضعف".

(8/ 386) في ترجمة (دَهْثَم بن خَلَف بن الفضل القُرَشِيّ الرَّمْلِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده: (ضِرَار بن عمرو المَلَطِيّ) وقد ترجم له في:

ص: 442

1 -

"التاريخ الكبير" للبُخَاري (4/ 339) وقال: "فيه نظر".

2 -

"الجرح والتعديل"(4/ 465) ولم يذكر فيه شيئًا.

3 -

"المجروحين"(1/ 380) وقال: "منكر الحديث جدًّا، كثير الرواية عن المشاهير بالأشياء المناكير، فلما غلب المناكير في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره".

4 -

"الكامل"(4/ 1420) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء ولا يُكْتَبُ حديثه".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 253 - 254 رقم (302).

6 -

"المغني"(1/ 312) وقال: "متروك الحديث".

و(مَخْلَد بن جعفر بن مَخْلَد الدَّقَّاق الفارسي البَاقَرْحِيّ أبو عليّ): ضُعِّف. وستأتي ترجمته في حديث (1727).

و(داود بن الجرَّاح البغدادي أبو سليمان) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 369) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

وكذا صاحب الترجمة (دَهْثَم بن خلف القُرَشِيّ)، فإنَّه لم يَذْكُر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا. وقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 104 - 105) -مخطوط-، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(أبو صالح الجَزَري): لم أتبينه.

وشيخ الخطيب: (محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف أبو طاهر، يعرف بابن العلَّاف)، ترجم له في "تاريخه" (3/ 103 - 104) وقال:"كان صدوقًا مستورًا".

و(العبَّاس بن أحمد بن أبي شَحْمَة) هو (أبو الفضل القَطِيعي)، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 153) وقال:"كان ثقةً". وكانت وفاته سنة (311) هـ.

ص: 443

تخريجه:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 104) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 226)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ. قال يحيى: ضِرَار بن عمرو: ليس بشيء ولا يُكْتَبُ حديثه. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ذاهب متروك".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 135)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 177)

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 563) إلى الخطيب وحده.

وذكره الشَّوْكانيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 208، وعزاه للخطيب، وقال:"في إسناده: ضِرَار بن عمرو، وهو متروك".

* * *

1281 -

أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق قال: حدَّثنا العبَّاس بن أحمد بن أبي شَحْمَة، حدَّثنا دَهْثَم بن الفضل، حدَّثنا داود بن الجرَّاح، حدَّثنا أبو صالح الجَزَري، عن ضِرَار بن عمرو، عن مجاهد،

عن عليٍّ قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه يُباهي بالمتقلِّد سيفه في سبيل اللَّه ملائكته، وهم يصلُّون عليه ما دام متقلِّده".

(8/ 386) في ترجمة (دَهْثَم بن خَلَف بن الفضل القُرَشِيّ الرَّمْلِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (1280).

ص: 444

تخريجه:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 104) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 226)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (ضرار بن عمرو)، وذكر فيه مثل الذي تقدَّم عنه في الحديث السابق رقم (1280).

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 135)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 177).

* * *

1282 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن عليّ بن محمد الطَّسْتِيّ، حدَّثنا دُبَيْس بن سَلَّام، حدَّثنا عليّ بن عاصم، حدَّثنا لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أنْ أَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ، ولا أَكُفَّ شَعْرًا ولا ثَوْبًا".

(8/ 387) في ترجمة (دُبَيْس بن سَلَّام بن إبراهيم القَصَبَانِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (لَيْثُ بن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (دُبَيْس بن سَلَّام القَصَبَاني) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيِّ" ص 117 رقم (100) وقال: "ضعيف".

ص: 445

2 -

"تاريخ بغداد"(8/ 387)، وفيه عن عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِيّ:"ثقة".

وفيه كذلك (عليّ بن عاصم الوَاسِطي)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 450):"حافظ مشهور، ضعَّفوه، وكان مُكْثِرًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (556).

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ): ثقة مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (309).

تخريج الحديث:

رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1838) -في ترجمة (عليّ بن عاصم الوَاسِطي) - من طريق عليّ بن شُعَيْب السِّمْسَار، عن عليّ بن عاصم الواسطي، به.

ولم يعزه في "الجامع الكبير"(1/ 152) إلَّا للخطيب وحده.

والحديث مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(4/ 381 - 382)، و"مجمع الزوائد"(2/ 124 - 125)، و"نصب الراية"(1/ 383 - 384) و (2/ 95)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 251 - 252).

ومن ذلك ما رواه البخاري في صفة الصلاة، باب السجود على سبعة أعظم (2/ 295) رقم (809) -واللفظ له-، ومسلم في الصلاة، باب أعضاء السجود. . . (1/ 354) رقم (490)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عبَّاس رضي الله عنهما:"أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ ولا يَكُفَّ شَعْرًا ولا ثَوْبًا: الجَبْهَةِ، واليَدَيْنِ، والرُّكْبَتَيْنِ، والرِّجْلَيْنِ".

* * *

ص: 446

1283 -

أخبرنا دُجي بن عبد اللَّه الطَّائِفي -في سنة تسع وأربعمائة- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عِمْرَان، حدَّثنا أبو حامد محمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا أبو أيوب سليمان بن عمر الأَقْطَع، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن يحيى بن أيوب قال: أخبرنا ابن قُرَيْط

(1)

، أنَّ عطَّاء حدَّثه،

أنَّه سمع أبا سعيد الخُدْري يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ يَعْرِفُ حُدُودَهُ، ويَحْفَظُ ما يَنْبَغِي أنْ يُحْفَظَ مِنْهُ، كَفَّرَ ما قَبْلَهُ".

(8/ 392) في ترجمة (دُجي بن عبد اللَّه الخادم الأسود الخَصِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد اللَّه بن قُرَيْط) وهو مجهول، لم يرو عنه غير يحيى بن أيوب. ولم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، ومذهبه في توثيق المجاهيل معروف مشهور. وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(5/ 140)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "فارط" بالفاء. والتصويب من "الزهد" لابن المبارك رقم (98) -زيادات نُعَيْم بن حمَّاد-، و"المسند" لأحمد (3/ 55)، و"المسند" لأبي يعلى (2/ 322)، و"الجرح والتعديل"(5/ 140)، و"تعجيل المنفعة" ص 156، و"اللسان"(3/ 327). وقد تَصَحَّفَ في "صحيح ابن حِبَّان"(5/ 183)، و"الحِلْيَة" (8/ 180) إلى:"قرظ" بالظاء المعجمة. كما تَصَحَّف في "مجمع الزوائد"(3/ 144) إلى: "قريظ". وقد ورد في "موارد الظمان" رقم (879)، و"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 6):"قُرْط". ووجدت الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 157 يقول: "ورأيته بخط الصدر البكري: (ابن قُرْط) بغير تصغير".

ص: 447

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 6) وسمَّاه: (عبد اللَّه بن قُرْط)، وقال: إنَّه شامي. وذكره في الطبقة الثالثة من طبقات التابعين.

3 -

"تعجيل المنفعة" ص (156 - 157) وفيه عن الحُسَيْني: "مجهول".

و(يحيى بن أيوب) هو: (الغَافِقِيّ المِصْرِيّ أبو العبَّاس) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 516) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 196 رقم (719) وقال: "ثقة".

3 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 131 - 132) وقال: "سيء الحفظ".

4 -

"التاريخ الكبير"(8/ 260) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 445) وقال: "ثقة".

6 -

"العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (1/ 350) وفيه عن البخاري: "صدرق".

7 -

"الضعفاء" للنَّسائي ص 249 رقم (657) وقال: "ليس بذاك القويِّ".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 391 - 392).

9 -

"الجرح والتعديل"(9/ 127 - 128) وفيه عن ابن مَعِين: "صالح". وقال أبو حاتم: "محلُّ يحيى الصدق، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

10 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 600) في طبقة أتباع التابعين.

11 -

"الكامل"(7/ 2671 - 2673) وقال: "له أحاديث صالحة. . . ولا أرى في حديثه إذا روى عنه ثقة أو يروي هو عن ثقة حديثًا منكرًا فأذكره، وهو عندي صدوق لا بأس به".

12 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 68) وقال: "في بعض أحاديثه اضطراب".

13 -

"الكاشف"(3/ 220) وقال: "صالح الحديث".

ص: 448

14 -

"التهذيب"(11/ 186 - 188) وفيه عن أبي داود: "صالح". وقال النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال البخاري: "ثقة".

15 -

"التقريب"(2/ 343) وقال: صدوق ربما أخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين -يعني ومائة-"/ ع.

و(دُجي بن عبد اللَّه) صاحب الترجمة، قال الخطيب عنه:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا"، ولم يذكر فيه غير ذلك. كما ترجم له السَّمْعَانيُّ في "الأنساب"(5/ 138) ونقل قول الخطيب السابق ولم يزد.

و(عطاء) هو (ابن يَسَار)، كما صُرِّح به في "الزهد" لابن المبارك ص 24 رقم (98) -زيادات نُعَيْم بن حمَّاد-، و"مسند أحمد"(3/ 55)، و"مسند أبي يعلى"(2/ 322).

و(سليمان بن عمر الأَقْطَع أبو أيوب) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.

التخريج:

رواه ابن المُبَارَك في "الزُّهْد" ص 24 رقم (98) -زيادات نُعَيْم بن حمَّاد-، من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وعنده:"وتَحَفَّظَ بما ينبغي له أن يَتَحَفَّظَ فيه".

وعن ابن المبارك من طريقه هذا، رواه أحمد في "المسند"(3/ 55)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 322 - 323) رقم (1058)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 182 - 183) رقم (3424)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 180)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 403).

قال أبو نُعَيْم: "غريب، لم يروه عن عطاء إلَّا عبد اللَّه بن قُرَيْط، تفرَّد به عنه يحيى بن أيوب".

ص: 449

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 143 - 144): "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفيه عبد اللَّه بن قُرَيْط، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا".

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(4/ 111) -في الصوم، باب الصوم كفَّارة- عن أبي سعيد مختصرًا، وعزاه لابن حِبَّان في "صحيحه"، وسكت عليه.

* * *

1284 -

أخبرنا ذِمْر بن الحسين، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد الشَّيْبَاني المَخْلَدِيّ -بِنَيْسَابُور-، أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق بن مِهْرَان السَّرَّاج، حدَّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البُنَاني،

عن أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يزورُ الأنصارَ، ويُسَلِّمُ على صِبْيَانِهِمْ، ويَمْسَحُ بِرُؤوسِهِمْ.

(8/ 398) في ترجمة (ذِمْر بن الحسين بن محمد أبو الحسين، يعرف بابن الكَبَّاش).

درجة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة -شيخ الخطيب- (ذِمْر بن الحسين بن محمد أبو الحسين ابن الكَبَّاش) حيث لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال:"كتبنا عنه من تخريجٍ خَرَّجَهُ له بعض أصحاب الحديث ببلاد العجم، وكان يحفظ أحاديث يرويها من حفظه". وترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 341) ونقل ما تقدَّم عن الخطيب. وذكره الحافظ ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(3/ 1182) وقال: "كان يدري الكلام، مات قبل الأربعين والأربعمائة".

ص: 450

و (أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشَّيْبَاني المَخْلَدِيّ النَّيْسَابُورِيّ)، ترجم له الذَّهبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (16/ 539 - 541) وقال:"الإمام الصدوق المُسْنِد. . . شيخ العدالة وبقية أهل البيوتات". ونقل عن الحاكم قوله فيه: "هو صحيح السماع والكتب، متقن في الرواية، صاحب الإملاء في دار السُّنَّة، محدِّث عصره". وتوفي سنة (389) هـ.

و(أبو العبَّاس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مِهْرَان الثَّقَفِي السَّرَّاج)، ترجم له: ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 196)، ونقل عن أبيه قوله فيه:"صدوق ثقة". كما ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(1/ 248 - 252) وقال: "كان من المكثرين الثقات الصادقين الأثبات، عني بالحديث، وصنَّف كتبًا كثيرةً وهي معروفة مشهورة". وله ترجمة حافلة في "سِيَر أعلام النبلاء"(14/ 388 - 398) قال الذَّهَبِيُّ في مفتتحها: "الإمام الحافظ الثقة، شيخ الإسلام، محدِّث خُرَاسان. . . صاحب المسند الكبير على الأبواب والتاريخ وغير ذلك". توفي سنة (313 هـ) بنَيْسَابُور.

و(قُتَيْبَة بن سعيد) هو (الثَّقَفِيُّ البَغْلانِيُّ أبو رجاء)، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (11/ 13 - 24) ونعته بقوله:"شيخ الإسلام، المحدِّث الإمام الثقة الجوَّال، راوية الإسلام". توفي عام (240 هـ) عن تسعين سنة، وحديثه مخرَّج في الكتب الستة. وانظر ترجمته أيضًا في "التهذيب"(8/ 358 - 361)، و"التقريب"(2/ 123).

و(جعفر بن سليمان) هو (الضُّبَعِيّ البَصْري أبو سليمان)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 132):"صدوق صالح، ثقة مشهور". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (440).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

ص: 451

التخريج:

رواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في كتاب المناقب -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (1/ 108) رقم (208) -، وفي "عمل اليوم والليلة" ص 285 رقم (329)، وفي "فضائل الصحابة" ص 193 - 194 رقم (344)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 342) رقم (460)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 291)، والبَغَويُّ في "شرح السُّنَّة"(12/ 264) رقم (3306)، من طريق قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان، به.

قال البَغَويُّ: "هذا حديث حسن صحيح". وهو كما قال.

ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 420 - 421) رقم (2007) -من كشف الأستار-، والطَّحَاويُّ في "مشكل الآثار"(1/ 498) مطوّلًا، من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 34) بعد أن عزاه للبزَّار: ورجاله رجال الصحيح.

وعندهم جميعًا -عدا ابن حِبَّان والبَغَوي- زيادة قوله: "ويدعو لهم".

وقد روى البخاري في الاستئذان، باب التسليم على الصبيان (11/ 32) رقم (6247)، ومسلم في السلام، باب استحباب السلام على الصبيان (4/ 1708) رقم (2168) وغيرهما، من طريق سيَّار، عن ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه مَرَّ على صبيان فسلَّم عليهم وقال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ".

* * *

1285 -

أخبرني محمد بن عبد الملك القُرَشِيّ، والحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قالا: أخبرنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدَّثني محمد بن عبد اللَّه بن عمَّار قال: جئتُ يومًا إلى عبد الرحمن بن مهدي

ص: 452

فقال: أين كنت؟ قلت: كنت عند رجل يقال له رَوْح بن عُبَادَة، وكتبُ عنه، عن شُعْبَة، عن أبي الفَيْض،

عن معاوية أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

"فقال -يعني عبد الرحمن بن مهدي-: أخطأ. وتكلَّم في رَوْحٍ. ثم قال: حدَّثنا شُعْبَة، عن رجل، عن أبي الفَيْض، عن معاوية، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله".

(8/ 402) في ترجمة (رَوْح بن عُبَادَة بن العلاء القَيْسِي أبو محمد".

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. ومتن الحديث متواتر.

و(محمد بن محمد بن سليمان) هو (أبو بكر البَاغَنْدِي)، وقد تكلَّم فيه بعضهم. ولخَّص القول في بيان أمره، الحافظ الخطيب في "تاريخه"(3/ 213) في ترجمته له، فقال بعد أن حكى الأقوال فيه:"لم يثبت من أمر ابن البَاغَنْدِي ما يُعَابُ به سوى التدليس، ورأيت كافَّة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرِّجونه في الصحيح". وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 26): "هو صدوق من بحور الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (197).

و(رَوْحَ بن عُبَادَة القيسي) من الثقات الفضلاء المعروفين الذين أخرج لهم أصحاب الكتب الستة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (513).

و(أبو الفَيض) هو (موسى بن أيوب، ويقال ابن أبي أيوب المَهْرِيّ الحِمْصِيّ): ثقة مشهور بكنيته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (513).

و(محمد بن عبد اللَّه بن عمَّار) هو (المُخَرِّمِيّ الأَزْدِيّ المَوْصِلِيّ أبو جعفر): إمام حافظ حجَّة، محدِّث المَوْصِل، توفي عام (242 هـ) وله (80) سنة. انظر

ص: 453

ترجمته في: "السِّيَر"(11/ 469 - 470)، و"التهذيب"(9/ 265 - 266)، و"التقريب"(2/ 178 - 179).

وشيخ الخطيب (محمد بن عبد الملك القُرَشي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (920)

وشيخه الثاني (الحسن بن عليّ الجَوْهَري): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (44).

و (محمد بن المظفَّر البزَّاز أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (197).

التخريج:

تقدَّم تخريجه من حديث معاوية رضي الله عنه برقم (513) و (981).

ومَتْنُ الحديث متواتر، وقد سبق الكلام على تواتره في حديث (146).

* * *

1286 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيار، أخبرنا سليمان بن محمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا رَوْح بن حاتم -أبو حاتم البغدادي-، حدَّثنا محمد بن زُنْبُور، حدَّثنا محمد بن جابر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المُسْتَوْرِد بن شدَّاد الفِهْرِيّ قال:

قال المِقْدَاد بن الأسود: لمَّا هاجرنا إلى المدينة قَسَمَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة، فكنت في العشرة التي كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكان لنا شاة نشرب لبنها بيننا، فأبطأ علينا ليلةً وقد رفعنا له نصيبه، فقمتُ إليه -وأنا جائع- فشربته، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم أنم بَعْدُ، فأتى الإنَاءَ الذي كنَّا نضعُ فيه اللبن فلم يجد فيه شيئًا، فقلتُ يا رسول اللَّه ألا أذبحها لك؟ قال: لا.

(8/ 409 - 410) في ترجمة (رَوْح بن حاتم البغدادي أبو حاتم).

ص: 454

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن جابر بن سيَّار بن طارق الحَنَفِيّ اليَمَامِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (980).

وفيه صاحب الترجمة (رَوْحُ بن حاتم البغدادي أبو حاتم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(المُسْتَوْرِد بن شدَّاد الفِهْري) قال عنه في "التقريب"(2/ 242): "حِجَازي نزل الكوفة، له ولأبيه صحبة، مات سنة خمس وأربعين"/ خت م 4. وانظر ترجمته في: "الإصابة" (3/ 407)، و"التهذيب" (10/ 106 - 107).

و(محمد بن زُنْبُور) هو (أبو صالح المكِّي، واسم زُنْبُور: جعفر)، ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب" (9/ 167 - 168) وقال:"قال النَّسَائي: ثقة. وقال في موضع آخر: ليس به بأس. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم، تركه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. . . وقال مَسْلَمَة في "الصلة": تُكُلَّمَ فيه لأنَّه روي عن الحارث بن عمير مناكير لا أصول لها، وهو ثقة". وقال الحافظ عنه في "التقريب"(2/ 161): "صدوق له أوهام، من العاشرة"/ س.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 239 - 240) رقم (567)، و"المعجم الصغير"(1/ 164)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال في "الصغير":"لم يروه عن إسماعيل إلَّا محمد بن جابر، تفرَّد به محمد بن زُنْبُور".

وقد رواه الإمام أحمد بنحوه في "المسند"(6/ 4) عن الأسود بن عامر، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن الأَعْمَش، عن سليمان بن مَيْسَرَة، عن طارق بن شهاب،

ص: 455

عن المِقْدَاد. وفي آخره: "وقمت إلى الشاة، قال: مَالَكَ، قلت: أذبح، قال: لا، ائتني بالشاة. فأتيته بها فمسح ضرعها فخرج شيئًا ثم شرب ونام".

أقول: رجال إسناد أحمد ثقات، إلَّا أنَّ (أبا بكر بن عيَّاش) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 399):"ثقة عابد إلَّا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (188).

كما أنَّ فيه عنعنة الأعمش، وهو مشهور بالتدليس مع ثقته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

وعن الإمام أحمد من طريقه، رواه الطبراني في "الكبير"(20/ 340 - 341) رقم (569).

ولم أقف عليه في "مجمع الزوائد" للهيثمي، مع أنه على شرطه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه عن المقداد مطوَّلًا جدًّا وبسياق مختلف: الإمام مسلم في "صحيحه" في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره (3/ 1625 - 1626) رقم (2055)، وأحمد في "المسند"(6/ 3)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 173 - 174)، من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عنه، به.

ومن هذا الطريق، بعضه، رواه التِّرْمِذِيّ في الاستئذان، باب كيف السلام (5/ 70) رقم (2719)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 282 - 283 رقم (323).

* * *

1287 -

أخبرني أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا خلَّاد بن أَسْلَم،

ص: 456

ورجاء بن المُرَجَّى السَّمَرْقَنْدِيّ، قالا: أخبرنا النَّضْر بن شُمَيْل، حدَّثنا يونس بن أبي إسحاق،

عن زيد بن أَرْقَم قال: رَمِدْتُ فعادني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا برأت قال:"أرأيتَ لو أنَّ عينيك كانتا لما بهما كيف كنت صانعًا"؟ قال: كنت إذًا أصبر وأحتسب. قال: "إذًا لَلَقيتَ اللَّهَ ولا ذَنْبَ لكَ".

(8/ 411) في ترجمة (رجاء بن أبي رجاء المَرْوَزِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه انقطاع بين (يونس بن أبي إسحاق السِّبِيعي) وبين (زيد بن أَرْقَم)؛ فوفاة (زيد): سنة (66 هـ) أو (68 هـ) كما في "التقريب"(1/ 272). ووفاة (يونس): سنة (152 هـ) على الصحيح كما في "التقريب"(2/ 384). فبين الوفاتين (86) عامًا. ولم أقف على تاريخ ولادة (يونس). كما أنَّه لم يذكر أحد ممَّن تَرْجَمَ له، روايةً له عن الصحابة عدا روايته عن أنس بن مالك. انظر:"سِيَر أعلام النبلاء"(7/ 26 - 27): و"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (3/ 1565 - 1566) -مخطوط-، و"تهذيب التهذيب"(11/ 433 - 434).

كما أنَّ (يونس) قد تكلَّم فيه بعضهم، ففي "الجرح والتعديل"(9/ 244) في ترجمته، عن الإمام أحمد:"حديثه فيه زيادة على حديث النَّاس". وقال أيضًا: "حديثه مضطرب". وقال أبو حاتم: "كان صدوقًا إلَّا أنَّه لا يُحْتَجُّ بحديثه". وفي "التهذيب"(11/ 434) قال أبو أحمد الحاكم: "ربما وَهِمَ في روايته". ولذا قال عنه الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 384): "صدوق يَهِمُ قليلًا".

وفي إسناده (محمد بن إسماعيل بن العبَّاس الورَّاق أبو بكر المُسْتَمْلِي): حافظ فاضل مكثر إلَّا أنَّه لَيِّنٌ في الرواية كما قال الأَزْهَرِيّ ووافقه الخطيب، ووثَّقه البَرْقَاني. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1061).

ص: 457

وشيخ الخطيب (محمد بن عبد الواحد بن محمد البزَّار أبو عبد اللَّه، ويعرف بابن زَوْج الحُرَّة)، ترجم له في "التاريخ" (2/ 360 - 361) وقال:"ثقة". وكانت وفاته سنة (428 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب بهذا التمام فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه مختصرًا أبو داود في الجنائز، باب في العيادة من الرمد (3/ 477) رقم (3102)، من طريق حجَّاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد بن أرقم قال:"عادني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني".

قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود"(4/ 279): "حديث حسن".

وقد روى البزَّار في "مسنده"(1/ 366) رقم (770) -من كشف الأستار- من طريق إسرائيل، عن جابر، عن خَيْثَمَة، عن زيد بن أَرْقَم مرفوعًا:"ما ابْتُلِي عَبْدٌ بعد ذهاب دينه بأشدَّ مِنْ بَصَرِهِ، ومن ابتُلي ببصره فصبر حتَّى يلقى اللَّه، لقي اللَّه تبارك وتعالى ولا حِسَابَ عليه".

أقول: في إسناده (جابر) وهو (الجُعْفي): ضعيف، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (113).

* * *

1288 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأصَبَهَاني، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا رجاء بن أحمد بن زيد البغدادي قال: حدَّثنا أحمد بن مَنِيع، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي، عن أبي أيوب الإفْرِيقي، عن أبي إسحاق، عن الحارث،

عن عليٍّ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوتر بتسع سور في ثلاث ركعات: " {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ، و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} ، و {إِذَا زُلْزِلَتِ} في ركعة. وفي

ص: 458

الثانية: و {الْعَصْرِ} ، و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} ، و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. وفي الثالثة:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {تَبَّتْ} ، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".

(8/ 412 - 413) في ترجمة (رجاء بن أحمد بن زيد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحارث) وهو (ابن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأعور)، والجمهور على توهين أمره، وقد كذَّبه الشَّعْبِيُّ في رأيه. وسبقت ترجمته في حديث (937).

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): من الثقات المعروفين، بيد أنَّه اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

و(أبو أيوب الإفْرِيقي) هو (عبد اللَّه بن عليّ الأزرق الكوفي) قال الحافظ ابن حجر عنه في "التقريب"(1/ 434): "صدوق يخطئ، من السادسة"/ د ت. وانظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(15/ 324 - 325)، و"التهذيب"(5/ 325 - 326).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 164 - 165) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن أبي أيوب الإفْرِيقي واسمه (عبد اللَّه بن عليّ) إلَّا أبو يوسف القاضي، تفرَّد به أحمد بن مَنِيع".

ورواه الإِمام أحمد في "مسنده"(1/ 89)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 121) رقم (68)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَار"(3/ 82) رقم (851)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 356) رقم (460)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 290)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 130 - 131 - من مختصره-، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به

ص: 459

والحديث رواه مختصرًا، التِّرْمِذِيُّ في الصلاة، باب ما جاء في الوتر بثلاث (2/ 323) رقم (460)، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن أبي إسحاق، به، بلفظ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث، يقرأ فيهن بتسع سور من المُفَصَّل، يقرأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بثلاث سورٍ آخرُهُنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".

ولم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1289 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد اللَّه بن محمد الحَنَانِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن شَاذَان البزَّاز، حدَّثنا محمد بن الحسن بن سهل، حدَّثنا عبد اللَّه بن عامر التَّمِيمي، حدَّثنا الربيع الحَاجِب، حدَّثني أبو جعفر المنصور، عن أبيه، عن جدِّه.

عن أبي جدِّه قال: كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جاء الشِّتَاءُ دَخَلَ البيتَ ليلةَ الجُمُعَةِ، وإذا جاءَ الصَّيْفُ خَرَجَ ليلةَ الجُمُعَةِ، وإذا لَبِسَ ثوبًا جديدًا حَمِدَ اللَّهَ وصلَّى ركعتين، وكَسَا الخَلَقَ.

(8/ 414) في ترجمة (الربيع بن يونس أبو الفضل صاحب المنصور ومولاه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (محمد بن الحسن بن سهل) -وصوابه: (محمد بن سهل بن الحسن) - وهو (العطَّار أبو عبد اللَّه)، وهو (محمد بن سهل بن عبد الرحمن) أيضًا كما في "تاريخ بغداد"(5/ 314 - 315)، وهو الذي يروي عنه (عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن شَاذَان) كما في ترجمته من "تاريخ بغداد" (10/ 128 -

ص: 460

129) -: كان ممن يضع الحديث كما قال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (784).

وصاحب الترجمة (الربيع بن يونس أبو الفضل) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

والخليفة (أبو جعفر المنصور عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس) ليس معروفًا بالرواية.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (342)، دون قوله:"وإذا لبس ثوبًا. . . ".

والحديث بتمام لفظه الذي هنا، عزاه في "الجامع الكبير"(2/ 453) إلى الخطيب وابن عساكر عن ابن عبَّاس.

غريب الحديث:

قوله: "وكسا الخَلَقَ" بفتح اللام وكسرها، أي كسا الثوب البالي لغيره من الفقراء ونحوهم صدقة عنه. انظر "القاموس المحيط" مادة (خلق) ص 1137، و"فيض القدير"(5/ 117).

* * *

1290 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجَوْزِيّ، حدَّثنا أبو بكر بن أبي الدُّنْيَا، حدَّثنا رَبَاح بن الجرَّاح العَبْدِيّ.

وأخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشيّ -واللفظ له-، أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأَدَمِيّ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا أبو الوليد رَبَاح بن الجَرَّاح المَوْصِلِيّ -ببغداد، سنة ست وأربعين ومائتين-، حدَّثنا سَابِق بن عبد اللَّه، عن أبي خَلَف خادم أنس،

ص: 461

عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا مُدِحَ الفَاسِقُ اهْتَزَّ العَرْشُ، وغَضِبَ له الرَّبُّ عز وجل".

(8/ 428) في ترجمة (رَبَاح بن الجرَّاح بن عبَّاد العَبْدِيّ أبو الوليد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ: مُنْكَرٌ.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1071).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1071).

* * *

1291 -

أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن يوسف التَّغْلِبِي -صاحب أبي عبيد- حدَّثنا رُوَيْم -وهو ابن يزيد المُقْرِئ-، حدَّثنا لَيْث بن سعد، عن عُقَيْل، عن ابن شِهَاب قال:

حدَّثني أنس بن مالك أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أَخْصَبَتِ الأرضُ فانْزلُوا عن ظَهْرِكُمْ، فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الكَلأِ، وإذا أَجْدَبَتِ الأرضُ فامْضُوا عليها بِنِقْيِهَا

(1)

، وعليكم بالدُّلْجَةِ، فإنَّ الأرض تُطْوى باللَّيْلِ".

(8/ 429) في ترجمة (رُوَيْم بن يزيد المُقْرِئ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

صحيح.

(1)

في المطبوع: "بنقبها" بالموحدة في الموضعين. ومثله في "مشكل الآثار"(1/ 31)، و"المجمع"(3/ 213)، وهو تصحيف. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، و"مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 25)، و"المسند" لأبي يعلى (6/ 301)، وغيرها.

ص: 462

و (عُقَيْل) هو (ابن خالد بن عَقِيل الأَيْلِي أبو خالد الأُمَوي مولاهم): حافظ ثقة ثَبْت، سكن المدينة ثم الشام ثم مِصْر، خرَّج له الستة، وتوفي عام (144 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَرِ"(6/ 301 - 303)، و"التهذيب"(7/ 255 - 256)، و"التقريب"(2/ 29).

وقد نقل الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه سُئِلَ عن حديث ابن شهاب الزُّهْرِيّ عن أنس مرفوعًا: "عليكم بالدُّلْجَة فإنَّ الأرض تطوى بالليل"، فقال:"رواه رُوَيْم بن يزيد المُقْرِئ عن الليث عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ عن أنس، وتابعه محمد بن أسلم عن قَبِيصة عن اللَّيْث عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ. والمحفوظُ: عن لَيْث عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ مرسل".

أقول: إعلالُ الإمام الدَّارَقُطْنِيّ له بالإرسال، وكذا ما يُفْهَمُ من كلام الإمام مسلم فيما ذكره عنه ابن أبي حاتم في "العدل" (2/ 254) يَرِدُ عليه: أنَّ (رُوَيْم بن يزيد المُقْرِئ) و (قَبِيصة بن عُقْبَة السُّوَائي)، ثقتان روياه عن الليث بن سعد عن ابن شهَاب الزُّهْرِيّ عن أنس موصولًا، مع تصريح ابن شِهَاب بالتحديث عن أنس في رواية رُوَيْم. وزيادة الثقة مقبولة كما هو مقرر في علم أصول الحديث، كيف وأنَّه لم يتفرد أحدهما بذلك، بل تابعه الآخر على رواية الوصل.

وستأتي رواية (قَبِيصة) في التخريج.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 301) رقم (3618)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 276 - 277) رقم (1696) -من كشف الأستار-، والطَّحَاوِيُّ في "مُشْكِلِ الآثار"(1/ 31)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 256)، من طريق رُوَيْم، عن اللَّيْث، به.

قال البزَّار عقبه: "لا نعلم أحدًا رواه عن اللَّيْث هكذا إلَّا رُوَيْم، وكان ثقة. ورُوي عن الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا".

ص: 463

وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 213): "رواه أبو يعلى، وفيه حُمَيْد بن الربيع، وثَّقه أحمد والدَّارَقُطْنِيّ وضعَّفه جماعة. ورواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح خلا رُوَيْم المَعْوَلي وهو ثقة".

ورواه الطبراني في "الكبير" بزيادة في آخره هي: "وإذا عرَّستم فلا تعرِّسُوا

(1)

على قارعة الطريق، فإنَّها مأوى كل دَابَّة".

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 257): "رجاله ثقات".

ورواه الطَّحَاويُّ في "مُشْكِل الآثار"(1/ 31) عن إبراهيم بن أبي داود، عن عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، عن عُقَيْل، عن الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا.

والحديث رواه مختصرًا أبو داود في الجهاد، باب الدلجة (3/ 61) رقم (2571)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 114)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 256)، من طريق خالد بن يزيد، عن أبي جعفر الرَّازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس مرفوعَا:"عليكم بالدُّلْجَةِ فإنَّ الأرضَ تُطْوَى باللَّيْلِ".

وفي إسناده (أبو جعفر الرَّازي التَّمِيمي، واسمه عيسى بن أبي عيسى)، وهو صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (878).

وفيه كذلك (خالد بن يزيد العَتَكِيّ الأَزْدِيّ البَصْري اللؤلؤيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 208):"ضُعِّفَ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 220): "صدوق يَهِم، من الثامنة"/ د ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(8/ 210 - 213)، و"التهذيب"(3/ 129 - 130).

لكن له طريق آخر صحيح، فقد رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 445)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 250) من طريق قَبِيصة بن عُقْبَة، عن الليث بن سعد،

(1)

التَّعْرِيسُ: "نزول المسافر: آخر الليل نَزْلَةً للنوم والاستراحة". "النهاية"(3/ 206). ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع.

ص: 464

عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، عنه، به. وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وللحديث شواهد انظرها في: "جامع الأصول"(5/ 18 - 20) و"مجمع الزوائد"(3/ 213) و (5/ 257)، و"المطالب العالية"(2/ 156 - 157).

غريب الحديث:

قوله: "فامضوا عليها بِنِقْيِهَا": النِّقْي: الشَّحم، وأصله مُخُّ العِظَام. والمعنى: أي أسرعوا عليها ما دامت بِسِمَنِهَا وشَحْمِهَا قوية على السفر والسَّيْر، قبل هزالها. انظر:"مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 25)، و"شرح مسلم" للنووي (13/ 69).

قوله: "الدُّلْجَة": بضم الدال وفتحها، وسكون اللام وفتح الجيم المعجمة: سَيْرُ الليل. انظر "النهاية"(2/ 129).

ومعنى الحديث على ما ذكر الإِمام النَّووي في "شرح صحيح مسلم"(13/ 69): "الحثُّ على الرفق بالدَّواب ومراعاة مصلحتها، فإن سافروا في الخصب قللوا السَّيْر وتركوها ترعي في بعض النهار وفي أثناء السِّيَر، فتأخذ حظَّها من الأرض بما ترعاه منها. وإن سافروا في القَحْط، عَجَّلُوا السِّيَر ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها، ولا يقللوا السِّيَر فيلحقها الضرر لأنَّها لا تجد ما ترعى، فتضعف ويذهب نِقْيها، وربما كلَّت ووقفت".

* * *

1292 -

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حَسْنُون النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمي القَارِي، حدَّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، حدَّثنا شَبَابَة بن سَوَّار الفَزَاري، حدَّثنا رُكْن بن عبد اللَّه الدِّمَشْقِيّ، عن مكحول الشَّامِيّ،

ص: 465

عن معاذ بن جَبَل أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يُوصيه، فقال: "يا معاذُ أوصيكَ بتقوى اللَّهِ العظيمِ، وصِدْقِ الحديث، وأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وتَرْكِ الخِيَانَةِ، وخَفْضِ الجَنَاحِ، ولِينِ الكَلَامِ، ورَحْمَةِ اليَتِيمِ، والتَّفَقُّهِ في الدِّين، والجَزَعِ مِنَ الحِسَابِ، وحُبِّ الآخرةِ يا معاذ.

ولا تُفْسِدَنَّ أرضًا، ولا تَشْتُم مَسْلَمًا، ولا تصدِّق كاذبًا، ولا تُكَذِّب صادقًا، ولا تَعْصي إمامًا عادلًا.

يا معاذُ: أُوصيك بذكر اللَّه، يعني عند كُلِّ حَجَرٍ وشَجَرٍ، وأن تُحْدِثَ لكلِّ ذَنْبٍ توبةً، السِّرُّ بالسِّرِّ، والعَلانِيَةُ بالعَلانِيَةِ.

يا معاذُ: إنِّي أحبُّ لك ما أحبُّ لِنَفْسِي، وأَكْرَهُ لك ما أَكْرَهُ لها.

يا معاذُ: إنِّي لو أعلم أنَّا نلتقي إلى يوم القيامة لأقصرتُ لك من الوصية.

يا معاذُ: إنَّ أحبَّكُمْ إليَّ مَنْ لَقِيني يوم القيامة على مِثْل الحالةِ التي فارقني عليها.

وكتب له في عهده: أَنْ لا طلاق لامرئٍ فيما لا يملك، ولا عِتْقَ فيما لا يملك، ولا نَذْرَ في معصيةٍ، ولا في قطيعةِ رَحِمٍ، ولا فيما لا يملك ابن آدم، وعلى أن تأخذ من كُلِّ حَالِمٍ دينارًا أو عِدْله مَعَافِرَ، وعلى أن لا تمسَّ القرآنَ إلَّا طاهرًا، وأنَّك إذا أتيت اليَمَنَ يسألونك نصاراها عن مفتاح الجَنَّة فقل: مفتاح الجَنَّة لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريكَ له".

"قال أحمد بن عبيد: "مَعَافِر": يريد ثيابًا مَعَافِريَّة".

(8/ 435) في ترجمة (رُكْن بن عبد اللَّه بن سعد الدِّمَشْقي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف مع انقطاعه.

ص: 466

ففيه صاحب الترجمة (رُكْن بن عبد اللَّه بن سعد الدِّمَشْقِيّ أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 167) وقال: "ليس بثقة". وقال مرَّةً: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(3/ 343) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"المجروحين"(1/ 301 - 302) وقال: "روى عن مكحول شبيهًا بمائة حديث ما لكثير شيء منها أصل. لا يجوز الاحتجاج به بحال. روى عن مكحول عن أبي أُمَامة بنسخة أكثرها موضوع. وعن غير أبي أُمَامة من الصحابة وغيرهم منها".

4 -

"الكامل"(3/ 1020) وقال: "مقدار ما له مناكير".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 213 رقم (228) وقال "مُقِلٌّ".

6 -

"تاريخ بغداد"(8/ 435 - 436) وفيه عن ابن المبارك: "لأن أقطع الطريق أحبّ إليَّ من أن أروي عن عبد القُدُّوس الشَّامي، وعبد القُدُّوس الشَّامي خير من مائة مثل رُكْن". وقال النَّسَائي: "متروك الحديث".

7 -

"تاريخ دمشق" لابن عساكر (6/ 276 - 278) -مخطوط- وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالقائم". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

8 -

"اللسان"(2/ 462 - 463) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "يروي عن مكحول أحاديث موضوعة". وقال ابن الجارود: "ليس بثقة".

وفيه (أحمد بن عبيد بن ناصح النَّحْوي أبو جعفر، يعرف بأبي عَصِيدة)، وهو ليِّن الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).

كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (مَكْحُول الشَّامي) وبين (معاذ بن جَبَل). ففي

ص: 467

"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 165 عن أبي مُسْهِر وقد سأله أبو حاتم: "هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صحَّ عندنا إلَّا أنس بن مالك. قلت: واثلة؟ فأنكره". وانظر "التهذيب"(10/ 289 - 293).

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 277) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ورواه في (6/ 276 - 277) منه، من طريق عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم، عن أحمد بن عبيد بن ناصح

(1)

، عن شبابة بن سَوَّار، به، إلى قوله:"على مثل الحالة التي فارقني عليها".

ورواه ببعض اختصار، البيهقي في "الزهد الكبير" ص 364 رقم (954)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 240 - 241)، من طريق إبراهيم بن عُيَيْنَة، عن إسماعيل بن رافع

(2)

المَدَني، عن ثعلبة بن صالح، عن سليمان بن موسى، عن معاذ بن جَبَل، به.

قال البيهقي: "ورواه أسد بن موسى، عن سلَّام بن سُلَيْم، عن إسماعيل بنا رافع، عن ثَعْلَبة الحِمْصِي، عن معاذ بن جَبَل".

ورواه الخَرَائِطي في "مكارم الأخلاق" ص 28 رقم (148) مختصرًا، من طريق أبي سليمان الفِلَسْطيني، عن عبادة بن نُسَيّ، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن معاذ مرفوعًا.

(1)

تَصَحَّفَ في مخطوطة "تاريخ دمشق"(6/ 276) إلى: "صالح". والتصويب من "تاريخ بغداد"(4/ 258)، و"تهذيب الكمال"(1/ 402).

(2)

تَصَحَّف في "الزهد الكبير" إلى: "نافع".

ص: 468

و (أبو سليمان الفِلَسْطيني) ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(7/ 57) وقال: "قال البُخَاري: له حديث طويل منكر في القصص".

وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 197): "أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"، والبيهقي في "الزهد"، وأبو نُعَيم في "الحِلْيَة" ولم يقل البيهقي: "وخفض الجناح". وإسناده ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 184 - 185) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والمُتَّهَمُ به رُكْن". ثم نقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 376 - 377) بطريق البيهقي وبقوله السابق، وقال:"وهذا أخرجه العسكري في "المواعظ"".

وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 342) بعد أن أشار لطريق البيهقي في "الزُّهْد": "قال بعض أشياخي: سنده جيِّد، ليس فيه متروك، واللَّه أعلم".

أقول: ومن أين له الجودة؟ وهل كون سنده ليس فيه متروك، يعني أنَّه جيِّد! ! كيف والحال أنَّ فيه من وصف بذلك.

ففيه (إسماعيل بن رافع المَدَني) قال النَّسَائي والدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال الذَّهَبِيُّ: ضعفوه جدًّا. وستأتي ترجمته في حديث (1434).

كما أنَّ فيه (ثَعْلَبة بن صالح الحِمْصِي) -وهو كذلك موجود في طريق أسد بن موسى الذي أشار إليه البيهقي-، وقد ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (2/ 83) ونقل عن الأَزْدِيّ قوله فيه:"غير حجَّة لا يصحُّ إسناد حديثه". وفي "المغني"(1/ 123): "قال الأَزْدِيُّ: لا يُحْتَجُّ بحديثه".

فضلًا عن انقطاعه بين (سليمان بن موسى الأُمَويّ) وبين (معاذ بن جَبَل)،

ص: 469

فـ (سليمان) وفاته كانت سنة (119 هـ) على ما قاله خَلِيفة بن خيَّاط وغيره كما في "التهذيب"(4/ 227)، و (معاذ) توفي سنة (18 هـ) كما في "التقريب"(2/ 255)، ولم تُذْكَرْ لسليمان رواية عن معاذ فيما وقفت عليه. وقد قال الحافظ في "التقريب" (/ 331) في (سليمان):"صدوق فقيه، في بعض حديثه لين، وخَلَطَ قبل موته بقليل، من الخامسة"/ م 4.

كما أنَّ في طريقه الثاني الذي أشار إليه البيهقي: (سلَّام بن سُلَيْم الطويل المَدَائِنِي) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).

وقد قصَّر محقق "الزهد الكبير" في تخريجه وبيان مرتبته، واكتفى بما تقدَّم عن الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الأحياء"، وبقول الذَّهَبِيُّ في (ثَعْلَبة بن صالح الحِمْصِيّ).

هذا وقد ذكر أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 242) عقب روايته للحديث، بأنَّه رُوي عن ابن عمر رضي الله عنه بنحوه، ثم ساقه من طريق الحسن بن معروف، عن محمد بن إسماعيل بن عيَّاش، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عنه، به، بنحوه، وزاد:"وَعُدِ المريض، وأسرع في حوائج الأرامل والضعفاء، وجالس الفقراء والمساكين، وأنصف النَّاس من نَفْسِكَ، وقل الحقَّ ولا تَأْخُذُكَ في اللَّه لومة لائم".

أقول: في إسناده (محمد بن إسماعيل بن عيَّاش) فهو إلى جانب ضعفه لم يسمع من أبيه شيئًا كما قال أبو حاتم الرَّازي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (115).

أمَّا والده (إسماعيل بن عيَّاش الحِمْصِيّ) فإنَّه صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم، وروايته هنا ليست عن أهل بلده. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (115).

* * *

ص: 470

1293 -

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليَزْدِيّ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن موسى المُلْحَمِيّ، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن مطر السُّكَّرِيّ -ببغداد-، حدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثني أبي قال: كنت يومًا عند المهدي، فذكر عليّ بن أبي طالب، فقال المهديُّ: حدَّثني أبي، عن جدِّي، عن أبيه،

عن ابن عبَّاس قال: كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه حَافِّين به، إذ دخل عليّ بن أبي طالب، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا عليُّ إنَّكَ عَبْقَرِيُّهُمْ".

"قال المهديُّ: أي سيِّدهم".

(8/ 437) في ترجمة (رُشَيْد الخُوَارِزْمِيّ مولى المنصور).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (أحمد بن محمد بن حَرْب المُلْحَمِيّ أبو الحسن) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 154) وقال: "من أهل جُرْجَان، كان في أيامنا باقيًا، أردت السماع منه للاختبار فأخذت بعض الأجزاء من بعض من كان معنا بِجُرْجَان لأسمع منه بعض ما فيه، فرأيته حَدَّثَ عن عليّ بن الجَعْد عن شُعْبَة عن قَتَادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الخبر كالمعاينة" فعلمت أنَّه كذَّاب يضعُ الحديث فلم أشتغل به".

2 -

"الكامل"(1/ 203 - 205) وقال: "يتعمد الكذب ويُلَقَّنُ فيتلقَّن". وقال أيضًا: "مشهور بالكذب ووضع الحديث". ثم روى له عِدَّة أحاديث تعقَّبها بالحكم عليها بالبطلان. وابن عدي يروي عنه مباشرة.

ص: 471

وصاحب الترجمة (رُشَيْد الخُوَارِزْمِيّ مولى المنصور) لم يذكره الخطيب بجرح أو تعديل.

والخليفة (المهدي) ووالده الخليفة (المنصور) غير معروفَيْنِ بالرواية.

وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن أحمد اليَزْدي أبو بكر) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وبقية رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 969) للخطيب وحده.

* * *

1294 -

أخبرنا الحسن بن محمد الخَلَّال، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن العبَّاس النَّجَّار، حدَّثني أبو بكر رُمَيْس بن صالح المُقْرِئ، وجماعة، قالوا: حدَّثنا العبَّاس بن عبد اللَّه التَّرْقُفِيّ

(1)

.

وأخبرنا الحسين

(2)

بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال قال: قُرِئ على إسماعيل بن محمد الصَّفَّار -وأنا أسمع- قال: حدَّثنا عبَّاس بن عبد اللَّه التَّرْقُفِيّ، حدَّثنا رَوَّاد بن الجراح، حدَّثنا أبو سعد السَّاعِدِي،

(1)

بفتح التاء وسكون الراء وضم القاف كما في "الأنساب" للسَّمْعَاني (3/ 41) وقال: "هذه النسبة إلى تَرْقُف، وظني أنَّها من أعمال (وَاسِط)، واللَّه أعلم". ويضبط السَّمْعاني، ضبطه الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 397). وخالفه ابن الأثير في "اللباب"(1/ 212) فضبطه بضم التاء.

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الحسن". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 82)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 265).

ص: 472

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الحَيَاءِ فلا غِيْبَةَ لَهُ".

(8/ 438) في ترجمة (رُمَيْس بن صالح السَّاجِي المُقْرِئ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (531).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (531).

* * *

1295 -

أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التَّيْمِي -بِدِمَشْق-، أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم المَيَانَجِي.

وحدثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ -لفظًا بحُلْوَان-، أخبرنا أبو بكر بن المُقْرِئ -بأَصْبَهان-، قالا: أخبرنا أبو يعلى المُوْصِلِي، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد، حدَّثنا حسين بن محمد، عن الهُذَيْل بن بلال، عن عبد الرحمن بن مسعود العَبْدِيّ،

عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّه أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بعضُ أَعْضَائِهِ إلى الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى زَيْدِ بنِ صُوْحَانَ".

(8/ 439 - 440) في ترجمة (زيد بن صُوْحَان بن حُجْر العَبْدِي أبو عائشة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه: (هُذَيْل بن بلال المَدَائِنِي الفَزَاري أبو البُهْلُول) وقد ترجم له في:

ص: 473

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 320) وقال: "كان ضعيفًا في الحديث".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 615) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(8/ 245) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 242، رقم (639) وقال:"ضعيف".

5 -

"الجرح والتعديل"(9/ 113) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "هو لَيِّنٌ ليس بالقويِّ".

6 -

"المجروحين"(3/ 95) وقال: "في عداد المتروكين ممن لا يُحْتَجُّ به".

7 -

"الكامل"(7/ 2583 - 2584) وقال: "ليس في حديثه منكر فأذكره".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 388 رقم (567). وَوَهِمَ محققه حيث عزا ترجمته إلى "التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 152) وأنَّه قال فيه "منكر الحديث". وهذا إنما قاله البُخَاري في (الهُذَيْل بن الحكم أبو المنذر)، ولم يقل شيئًا في (الهُذَيْل بن بلال المَدَائِنِي).

9 -

"تاريخ بغداد"(14/ 76 - 77) وفيه عن أحمد: "ما أرى به بأسًا". وقال معاوية بن صالح: "ثقة". وقال ابن عمَّار: "صالح". وقال سَعْدُوْيَه: "كان ضعيفًا". وقال الخطيب: "وهَّاه أبو داود".

أمَّا قول محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد: "الهُذَيْل بن هلال لم أجد له ترجمة". فمرده إلى التصحيف، حيث صُحِّفَ في "المسند" إلى:"الهذيل بن هلال". وصوابه "الهُذَيْل بن بلال" كما هو مثبت عند الخطيب وغيره.

ص: 474

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 393) رقم (511) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن أبي يعلى، رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 416)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2583) - في ترجمة (هُذَيْل بن بلال المَدَائِني).

قال البيهقي: "هُذَيْل بن بلال: غير قوي".

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 398): "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم".

وعزاه الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 582) إلى ابن مَنْدَه أيضًا.

وذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 213 - 214) فقال: "روى البيهقي من طريق الهُذَيل بن بلال -وفيه ضعف- عن عبد الرحمن بن مسعود العَبْدي عن عليّ. . .). وذكر الحديث ثم قال: "قُتِلَ زيد هذا في وقعة الجَمَل من ناحية عليٍّ".

و(زيد بن صُوْحَان) المذكور في الحديث، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (3/ 525) وقال:"كان من العلماء العُبَّاد، ذكروه في كتب معرفة الصحابة، ولا صحبة له، لكنَّه أَسْلَمَ في حياة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وسمع من عمر وعليّ وسلمان".

وقال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد"(8/ 440): "قطعت يد زيد في جهاده المشركين، وعاش بعد ذلك دهرًا حتَّى قتل يوم الجَمَل -[سنة 36 هـ]-". وانظر "الإصابة"(1/ 282 - 283).

* * *

ص: 475

1296 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نِيْخَاب الطِّيْبِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين الهَمَذَاني، حدَّثنا يحيى بن سليمان.

وأخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيُّ -واللفظ له-، حدَّثنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا أحمد بن عاصم البزَّاز -أبو جعفر-، حدَّثني أحمد بن يحيى بن خالد بن حَيَّان الرَّقِّي قال: حدَّثني يحيى بن سليمان الجُعْفِي، حدَّثني عمرو بن القاسم بن حَبِيب، حدَّثنا أبي، عن سَلَمَة بن كُهَيْل الجُعْفِيّ،

عن زيد بن وَهْب قال: كنتُ مع عليّ بن أبي طالب يوم النَّهْرَوَان، فنظر إلى بَيْتٍ وقَنْطَرَةٍ، فقال: هذا بيت بوران بنت كِسْرَي، وهذه قَنْطَرَةُ الديزجان

(1)

، قال: حدَّثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنِّي أسيرُ هذا المسير، وأنزل هذا المنزل.

(8/ 441) في ترجمة (زيد بن وَهْب الهَمْدَانِيّ الجُهَنِيّ أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عمرو بن القاسم بن حَبِيب التَّمَّار الكوفي أبو عليّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(6/ 1783) وقال: "هو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".

2 -

"المغني"(2/ 488) وقال: "قال ابن عدي: ضعيف".

كما أنَّ فيه والده: (القاسم بن حَبِيب التَّمَّار الكوفي) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(7/ 170) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 327).

3 -

"التهذيب"(7/ 310 - 311) وفيه عن ابن مَعِين: "لا شيء".

4 -

"التقريب"(2/ 116) وقال: "لَيِّنٌ، من السادسة"/ ت.

(1)

في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس: "الديرجان" بالراء المهملة.

ص: 476

وفيه أيضًا: (يحيى بن سليمان الجُعْفِي الكوفي أبو سعيد) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(8/ 280) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(9/ 154) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 263) وقال: "ربما أَغْرَب".

4 -

"التهذيب"(11/ 227) وقال: "قال النَّسَائي: ليس بثقة. . . وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة. وقال مَسْلَمَة بن قاسم: لا بأس به. وكان عند العُقَيْلِي ثقة وله أحاديث مناكير".

5 -

"الكاشف"(3/ 226) وقال: "صويلح".

6 -

"التقريب"(2/ 349) وقال: "صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة سبع، أو ثمان وثلاثين -يعني ومائتين-"/ خ ت.

و(أحمد بن عاصم البزَّاز أبو جعفر) لم أقف على ترجمته في كُلِّ ما رجعت إليه.

و(أحمد بن إسحاق بن نِيْخَاب الطِّيْبِيّ أبو الحسن): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (466).

وبقية رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد روى مسلم في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج (2/ 748) من طريق سَلَمَة بن كُهَيْل، عن زيد بن وَهْب، تصريحه بأنَّه كان مع عليّ يوم النَّهْرَوَان، لكن ليس فيه ما في حديثنا هنا.

* * *

ص: 477

1297 -

أخبرنا الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال، حدَّثنا محمد بن الحسن النقَّاش -إملاءً-، أخبرنا المُطَيَّن، حدَّثنا نصر بن عبد الرحمن، حدَّثنا زيد بن الحسن، عن معروف، عن أبي الطُّفَيْل،

عن حُذَيْفَة بن أَسِيد أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها النَّاس إنِّي فَرَطٌ لكم، وأنتم واردون عليَّ الحَوْضَ، وإنِّي سائلكم حين تَرِدُونَ عليَّ عن الثَّقَلَيْنِ، فانظروا كيف تَخْلِفُونِي فيهما: الثَّقَلُ الأكبرُ كتابُ اللَّه، سببٌ طرفُه بيد اللَّه، وطرفُه بأيديكم، فاستمسكوا به، ولا تَضِلُّوا ولا تُبَدِّلُوا".

(8/ 442) في ترجمة (زيد بن الحسن القُرَشي أبو الحسين صاحب الأَنْمَاط).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه صاحب الترجمة: (زيد بن الحسن القُرَشِي الأَنْمَاطي الكوفي أبو الحسين) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(3/ 392 - 393) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 560) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 314).

4 -

"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (10/ 50 - 51) وذكر ما تقدَّم عن أبي حاتم، وتوثيق ابن حِبَّان له، ولم يزد عن ذلك.

5 -

"الكاشف" للذَّهَبِيِّ (1/ 265) وقال: "ضُعِّفَ".

6 -

"التقريب"(1/ 273) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ت.

كما أنَّ فيه: (محمد بن الحسن بن محمد المُقْرِئ النَّقَّاش أبو بكر) وهو منكر الحديث واتُّهِمَ بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (184).

ص: 478

و (معروف) هو (ابن خَرَّبُوذ المكِّي مولى آل عثمان)، قال عنه في "التقريب" (2/ 264):"صدوق ربما وَهِمَ، وكان أخباريًا علَّامةً، من الخامسة"/ خ م د ق. وقال في "الكاشف"(3/ 143): "ضعَّفه ابن مَعِين وقوَّاه غيره. وقال أبو حاتم: يُكْتَبُ حديثه". وانظر "التهذيب"(10/ 230 - 231).

و(أبو الطُّفَيْل) هو (عامر بن وَاثِلَة): صحابي وُلِدَ عام أُحُدٍ ورأى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وروى عنه وعن أبي بكر وعمر وعليّ وغيرهم. وكان من المُعَمَّرِين، حيث توفي سنة عشر ومائة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين. انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(3/ 467 - 470) و (4/ 467)، و"التهذيب"(5/ 82 - 84)، و"الإصابة"(4/ 113).

و(مُطَيَّن) هو (محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (620).

و(نصر بن عبد الرحمن) هو (الوَشَّاء النَّاجِي الكوفي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 299):"ثقة، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين -يعني ومائتين-"/ ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1409) -مخطوط-، و"التهذيب"(10/ 428).

وشيخ الخطيب (الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال أبو عبد اللَّه) ترجم له في "تاريخه"(8/ 82 - 83) وقال: "كان شيخًا ثقة، صالحًا كثير البكاء عند الذكر". وكانت وفاته عام (412 هـ). كما ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 265 - 266) وقال: "الشيخ الثقة الصالح".

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(3/ 200 - 201) رقم (3052) مطوَّلًا، ورواه

ص: 479

في (3/ 65) رقم (2783) مختصرًا بنحو رواية الخطيب مع زيادة، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 355) مختصرًا أيضًا بمثل رواية الخطيب بزيادة في آخره، من طريق زيد بن الحسن القُرَشِي، عن معروف، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 165) بعد ذكره للرواية المطوَّلة: "رواه الطبراني وفيه زيد بن الحسن الأَنْمَاطي، قال أبو حاتم: منكر الحديث، ووثَّقه ابن حِبَّان، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات".

وقال في (10/ 363) منه بعد ذكره للرواية المختصرة: "رواه الطبراني بإسنادين، وفيها زيد بن الحسن الأَنْمَاطي، وثَّقه ابن حِبَّان، وضعفه أبو حاتم، وبقية رجال أحدهما رجال الصحيح، ورجال الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوَشَّاء وهو ثقة".

غريب الحديث:

قوله: "إني فَرَط لكم": أي مُتَقَدِّمُكُم إلى الحوض. انظر "النهاية"(3/ 434).

* * *

1298 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر

(1)

، أنبأنا محمد بن الحسن بن مِقْسَم المُقْرئ، حدَّثنا إدريس بن عبد الكريم المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن حَنْبَل، حدَّثنا زيد بن يحيى الدِّمَشْقِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن العلاء قال: سمعت مُسْلِم بن مِشْكَم يقول:

(1)

قوله: "أخبرنا الحسن بن أبي بكر" سَقَطَ من المطبوع، وأول الإسناد فيه:"أخبرنا محمد بن الحسن بن مِقْسَم المُقْري". والاستدراك من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس. ولا يمكن أن يكون أول الإسناد ما أُثبت في المطبوع، لأنَّ (محمد بن الحسن بن مِقْسَم المُقْرِئ أبو بكر العَطَّار) توفي سنة (354 هـ) كما في ترجمته في "التاريخ"(2/ 208)، وولادة الخطيب كانت سنة (392 هـ) كما في "تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 1135).

ص: 480

سمعتُ أبا ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ يقول: قلتُ يا رسول اللَّه أخبرني ما يَحِلُّ لي ويَحْرُمُ عَلَيَّ؟ قال فَصَعَّدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَوَّبَ فقال: "البِرُّ ما سَكَنَتْ إليهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إليهِ القَلْبُ، والإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إليهِ النَّفْسُ، ولَمْ يَطْمَئِنَّ إليهِ القَلْبُ، وإِنْ أَفْتَاكَ المُفْتُونَ".

(8/ 445) في ترجمة (زيد بن يحيى بن عبيد الخُزَاعِيّ الدِّمَشْقِيّ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح.

و(أبو ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ) رضي الله عنه، مشهور بكنيته، واخْتُلِفَ في اسمه على أقوال كثيرة، كما اختلف في اسم أبيه أيضًا، وحديثه في الكتب الستة، توفي عام (75 هـ)، وقيل في أوَّل خلافة معاوية بعد الأربعين. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(2/ 567 - 571)، و"الإصابة"(4/ 29 - 30)، و"التهذيب"(12/ 49 - 51).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 194) من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وعنده في آخره زيادة هي: "وقال: لا تَقْرَبْ لَحْمَ الحمار الأهلي ولا ذا نابٍ من السِّبَاعِ".

وعن أحمد من طريقه المتقدِّم، رواه الطبراني في "الكبير"(22/ 219) رقم (585)، وفي "مسند الشاميين"(1/ 444) رقم (782)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 30)، دون ذكرهم للزيادة المتقدِّمة.

قال الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 558) بعد أن ذكره بدون الزيادة المشار إليها: "رواه أحمد بإسناد جيِّد".

ص: 481

أقول: بل هو صحيح، فإنَّ رجاله كلّهم من الثقات المشهورين.

قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 176): "رواه أحمد والطبراني، وفي الصحيح طرف من أوله، ورجاله ثقات".

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"مجمع الزوائد"(1/ 175 - 176)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 555 - 558).

* * *

1299 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا زيد بن إسماعيل، حدَّثنا معاوية بن هشام، حدَّثنا سفيان، عن داود عن الشَّعْبِيّ،

عن جابر قال: لمَّا لَقِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم النُّقَبَاءَ قال لهم: "تُؤْوُنِي وتَمْنَعُوني"؟ قالوا: فَمَا لَنَا؟ قال: "لَكُمُ الجَنَّةُ".

(8/ 448) في ترجمة (زيد بن إسماعيل بن سيَّار الصَّائِغ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا صاحب الترجمة (زيد بن إسماعيل الصَّائغ)، فإنَّ (محلّه الصدق) كما قال ابن أبي حاتم الرَّازي في "الجرح والتعديل"(3/ 557).

والحديث صحيح لمتابعة غير واحد من الثقات له.

وقد تقدَّم تفصيل ذلك، والكلام على إسناده في حديث (461).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (461).

* * *

1300 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا زيد بن المهتدي المَرْوَرُّوْذِيّ أبو حَبِيب

ص: 482

البغدادي، حدَّثنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَانِيّ، حدَّثنا عمر بن هارون، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِيّ،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ بالنَّعْلَيْنِ والخَاتَمِ".

(8/ 448) في ترجمة (زيد بن المهتدي بن يحيى المَرْوَرُّوْذِيّ أبو حبيب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (عمر بن هارون بن يزيد البَلْخِيّ الثَّقَفِيّ أبو حفص) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1083).

وصاحب الترجمة (زيد بن المهتدي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 166 - 167)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 156 - 157) رقم (4228) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال في "الصغير":"لم يروه عن الزُّهْرِيّ إلَّا يونس، ولا عن يونس إلَّا عمر بن هارون، تفرَّد به أبو حبيب عن سعيد بن يعقوب".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 138): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه عمر بن هارون البَلْخِي وهو ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 203) عن الخطيب عن طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (عمر بن هارون البَلْخِي)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

ورواه الضياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارة"(7/ 185 - 186) رقم (2618)،

ص: 483

من طريق أبي العبَّاس أحمد بن محمد بن الأَزْهَر، عن سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، عن ابن المبارك، عن يونس، به.

وفي إسناده (أبو العَبَّاس أحمد بن محمد بن الأَزْهَر السِّجْزيّ): اتَّهمه ابن حِبَّان. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "منكر الحديث". وقال في أخرى: "ضعيف الحديث". وقال ابن عدي: "حدَّث بمناكير". وقال الذَّهَبِيُّ: "واهٍ". وكان ابن خُزَيْمَة حسن الرأي فيه. انظر: "المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 163 - 165)، و"سؤالات السُّلَمي للدَّارَقُطْنِيِّ" ص 140 رقم (61)، و"الكامل"(1/ 205)، و"السِّيَر"(14/ 296)، و"الميزان"(1/ 130 - 132)، و"اللسان"(1/ 253 - 254).

ومن العجيب أن تري محقق كتاب "المختارة" يقول عن هذا الإسناد: "صحيح"!!

وقد ذكره ابن عدي في "الكامل"(1/ 205) -في ترجمة (أحمد بن محمد بن الأَزْهَر) - فقال: "روي عن سعيد بن يعقوب الطَّالْقَانِيّ عن عمر بن هارون. . . ". وذكر الحديث بالإسناد السابق وقال: "هذا حديث باطل بهذا الإسناد".

قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 132) -في ترجمة (أحمد بن محمد بن الأَزْهَر) - بعد أن نقل عن ابن عدي القول ببطلانه: "وعمر: متروك". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 254).

* * *

1301 -

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني -إملاءً في سنة ستة وثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا زيد بن نَشِيط -ببغداد-، حدَّثنا إسماعيل بن تَوْبَة قال: حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن محمد بن جُحَادَة، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن: خَيْثَمَة،

ص: 484

عن عبد اللَّه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو هكذا. وأشار إسماعيل بالسَّبَّابَةِ.

(8/ 448) في ترجمة (زيد بن نَشِيط بن سعيد الضَّبِّيّ أبو سعيد).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن، عدا (محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الصَّفَّار الأَصْبَهَاني أبو عبد اللَّه)، فقد ترجم له أبو نُعَيم في "تاريخ أَصْبَهَان" (2/ 271) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (15/ 437 - 438) وقال:"الشيخ الإمام المحدِّث القدوة". ونقل عن الحاكم قوله فيه: "هو محدِّث عصره، وكان مجاب الدعوة". توفي سنة (339 هـ) وله (98) سنة.

و(خَيْثَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجُعْفِي الكوفي)، قال عنه في "التقريب" (1/ 330):"ثقة وكان يرسل من الثالثة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(8/ 370 - 372)، و"التهذيب"(3/ 178 - 179).

وشيخ الخطيب: (محمد بن موسى بن الفضل الصَّيْرَفِيّ النَّيْسَابُوريّ أبو سعيد)، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (17/ 350) وقال:"الشيخ الثقة المأمون". وذكر أنَّ وفاته كانت سنة (421 هـ) عن نَيّفٍ وتسعين سنة.

والصحابي (عبد اللَّه) لم يتبين لي من هو، و (خَيْثَمَة) ذكر له في "تهذيب الكمال" (8/ 371) روايةً عن ثلاثة من العَبَادِلَةِ: ابن عبَّاس، وابن عمر، وابن عمرو بن العاص.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

ص: 485

1302 -

أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا أبو القاسم زيد بن عليّ بن أبي بلال المُقْرِئ الكوفي -ببغداد- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن أسيد الأَصْبَهَاني -بالكوفة-، حدَّثنا النَّضْر بن هشام قال: حدَّثنا مروان بن صَبِيح قال: حدَّثنا عبد العزيز بن صُهَيْب،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فهي راجعةٌ على صَاحِبِهَا: البَغْيُ، والمَكْرُ، والنَّكْثُ". ثم قرأ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [سورة فاطر: آية 43]، وقرأ:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [سورة يونس: آية 23]، وقرأ:{فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [سورة الفتح: آية 10] ".

(8/ 450) في ترجمة (زيد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ الكوفي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: "منكر".

ففيه (مروان بن صَبِيح) وقد ترجم له في:

1 -

"الميزان"(4/ 91 - 92) وقال: "لا أعرفه، وله خبر منكر". ثم ذكر الحديث المتقدِّم عن أبي نُعَيم، وقال:"النَّضْر، قال ابن أبي حاتم: أَصْبَهَاني صدوق".

2 -

"المغني"(2/ 651) وفيه مثل قوله في "الميزان"، وأضاف:"رواه الخطيب في ترجمة زيد بن أبي بلال".

3 -

"اللسان"(6/ 16) وفيه: "النَّضْرُ، قال ابن أبي حاتم: مروان الأَصْبَهَاني صدوق". وهذا خطأ مطبعي كما يعلم من مقارنته بما جاء في "الميزان". ويؤكِّده أنَّ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" لم يترجم لـ (مروان بن

ص: 486

صَبِيح)، إنما ترجم في (8/ 481) منه لـ (النضر بن هشام الأصبهاني) وقال عنه:"صدوق"، كما نقله الذَّهَبِيُّ.

و(عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن أسيد الثَّقَفِي الأَصْبَهَاني) ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(2/ 70 - 71) وقال: مقبول القول، كثير الحديث، حدَّث بأَصْبَهَان وبمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. توفي سنة عشر وثلاثمائة".

و(النَّضْر بن هشام بن راشد الأَصْبَهَاني أبو محمد المُكْتِب) ترجم له في "الجرح والتعديل"(8/ 481) وقال: "كتبت عنه بأَصْبَهَان وهو صدوق". كما ترجم له أبو نُعَيْم في (2/ 330) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

وصاحب الترجمة (زيد بن عليّ به أحمد المُقْرِئ الكوفي أبو القاسم) قال الحافظ الخطيب عنه في ترجمته: "صدوق".

و(أبو نُعَيْم) هو (أحمد بن عبد اللَّه المِهْرَاني الأَصْبَهَاني)، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (17/ 453 - 464) وقال:"الإمام الحافظ، الثقة العلَّامة، شيخ الإسلام". ولد عام (336 هـ)، وتوفي سنة (430 هـ) وله أربع وتسعون سنة. وقال في "الميزان" (1/ 111):"أحد الأعلام، صدوق، تُكُلِّمَ فيه بلا حجَّة".

و(عبد العزيز بن صُهَيْب البُنَانِي البَصْرِي الأعمى): تابعي ثقة حافظ، أخرج له الستة، وتوفي سنة (130 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 103)، و"التهذيب"(6/ 341 - 342)، و"التقريب"(1/ 510).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 70 - 71) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 484) إلى أبي الشيخ في "التفسير"، وابن مَرْدُوْيَه.

ص: 487

وقال العلَّامة المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 463) بعد عزوه له لأبي الشيخ وابن مَرْدُوْيَه معًا في "التفسير" والخطيب: إسناده ضعيف.

* * *

1303 -

أخبرنا زيد بن جعفر العَلَوي المُحَمَّدي، حدَّثنا عليّ بن محمد بن موسى التَّمَّار -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن أيوب بن محمد الأَرْجَاني، حدَّثنا خَلِيفة بن خيَّاط، حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان قال: سمعتُ أبي يحدِّث عن قَتَادَة، عن أبي الأَحْوَص،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فإذا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَيْطَانُ، فإنَّها لَمْ تَكُنْ أَقْرَبُ إلى اللَّهِ مِنْهَا في قَعْرِ بَيْتِهَا".

(8/ 451) في ترجمة (زيد بن جعفر بن الحسن العَلَوي أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الوجه.

ففيه (أحمد بن أيوب بن محمد الأَرْجَانِيّ أبو العبَّاس)، ذكره السَّهْمِيُّ في "سؤالاته" ص 149 رقم (150) ونقل عن أبي محمد الحسن بن عليّ بن عمرو

(1)

قوله فيه: "ليس بِمَرْضي". وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 84): "ليس بمرضي، قاله حمزة بن يوسف السَّهْمِيّ الحافظ وغيره"!! مع أنَّ قائله هو أبو محمد الحسن بن عليّ بن عمرو كما تقدَّم. وقد تابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 129) على ذلك.

(1)

وهو المعروف بابن غُلام الزُّهْرِيّ. وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 436 - 437) وقال: "الإمام الحافظ النَّاقد". وقال: "سأله الحافظ حمزة السَّهْمِيّ عن الرجال وثقتهم ولِينهم. . . عاش إلى سنة ثمانين وثلاث سنة".

ص: 488

وفيه انقطاع بين (قَتَادَة) و (أبي الأَحْوَص -عوف بن مالك الجُشَمي-)، قال أبو حاتم الرازي -كما في "المراسيل" لابنه ص 142 - :"قتادة عن أبي الأحوص: مرسل، بينهما مُوَرِّق". وسيأتي عن ابن خُزَيْمَة قوله: "كأني لا أشكُّ أنَّ قَتَادَة لم يسمع من أبي الأحوص".

وصاحب الترجمة (زيد بن جعفر العَلَوي أبو الحسين) قال الخطيب عنه: "صدوق".

و(خَلِيفة بن خيَّاط العُصْفُرِيّ البَصْرِيّ أبو عمرو، يُلَقَّبُ بشَبَاب)، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (11/ 472 - 474) وقال:"الإمام الحافظ العلَّامة الأخباري. . . كان صدوقًا نسَّابةً، عالمًا بالسِّيَر والأيام والرجال. وثَّقه بعضهم. . . -و- ليَّنه بعضهم بلا حُجَّة". وكانت وفاته سنة 240 هـ، وروى له البُخَاري في "صحيحه". وانظر ترجمته أيضًا في:"تهذيب الكمال"(8/ 314 - 319)، و"الكاشف"(1/ 216)، و"التهذيب"(3/ 160 - 161)، و"التقريب" (1/ 227) وقال:"صدوق ربما أخطأ، وكان أخباريًا علَّامة، من العاشرة"/ خ.

و(المُعْتَمِر بن سليمان بن طَرْخَان التَّيْمِيّ أبو محمد البَصْرِيّ): إمام حافظ قدوة ثقة، خرَّج له الستة، ولد سنة ست ومائة، ومات بالبصرة سنة سبع وثمانين ومائة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(8/ 420 - 422)، و"التهذيب"(10/ 227 - 228)، و"التقريب"(2/ 263).

ووالده (سليمان بن طَرْخَان التَّيْمِي البَصْري): إمام ثقة عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (689).

و(قَتَادَة) هو (ابن دِعَامَة السَّدُوسِيّ أبو الخطَّاب البَصْرِيّ): إمام حافظ ثقة ثَبْت، قُدْوة المفسِّرين والمحدِّثين، وكان ضريرًا، ويقال: وُلِدَ أَكْمه، وهو ممن يُضْرَبُ به المثلُ في قوة الحفظ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (118 هـ). انظر

ص: 489

ترجمته في: "سِيَر أعلام النبلاء"(5/ 269 - 283)، و"التهذيب"(8/ 351 - 356)، و"التقريب"(2/ 123).

و(أبو الأَحْوَص) هو: (عَوْف بن مالك بن نَضْلَةَ الجُشَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).

التخريج:

رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 93) رقم (1686)، من طريق أحمد بن المِقْدَام، عن المُعْتَمِر بن سليمان، به.

و(أحمد بن المِقْدَام العِجْلي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (420).

ورواه في (3/ 93) رقم (1685) منه، وعنه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 446) رقم (5570)، من طريق همَّام، عن قَتَادَة، عن مُوَرَّق العِجْلِي، عن أبي الأحوص، عنه، به.

أقول: إسناده صحيح.

كما رواه ابن خُزَيْمَة أيضًا في (3/ 94) رقم (1687) منه، من طريق سعيد

(1)

بن بشير، عن قَتَادَة، عن مُوَرِّق، به.

أقول: في إسناده (سعيد بن بشير الأَزْدِيُّ الشَّاميُّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1168)، ولم ينبِّه مخرِّج أحاديث "صحيح ابن خزيمة" الشيخ الألبانيُّ إلى ضعف إسناده.

ورواه الطبراني في "الكبير"(10/ 132) رقم (10115) من طريق سُوَيْد، عن قَتَادَة، عن مُوَرِّق، به.

(1)

صُحِّفَ في "صحيح ابن خُزَيْمَة" إلى: "سعد". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1168). .

ص: 490

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1259) -في ترجمة (سُوَيْد بن إبراهيم أبو حاتم البَصْري) - من طريق سُوَيد هذا، عن قَتَادَة، عن أبي الأحوص، عنه، به.

و(سُوَيْد) هذا قال عنه ابن عدي: "يخلِّط على قَتَادَة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب".

وقد قال الإمام ابن خُزَيْمَة في "صحيحه" في ترجمة الباب (3/ 92): "باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد. . . ولا هل سمع قَتَادَة خبره عن مُوَرِّق عن أبي الأَحْوَص أم لا. بل كأنِّي لا أشك أنَّ قَتَادَة لم يسمع من أبي الأحوص، لأنَّه أدخل في بعض أخبار أبي الأحوص بينه وبين أبي الأحوص مُوَرِّقًا، وهذا الخبر نفسه أدخل همَّام وسعيد بن بشير بينهما مُوَرِّقًا".

وقال في (3/ 94) منه عقب روايته للحديث من طريق سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، عن مُوَرِّق، به: وهمام وسعيد بن بشير أدخلا في الإسناد مُوَرِّقًا، وإنما شككتُ أيضًا في صحَّته، لأنِّي لا أقف على سماع قَتَادَة هذا الخبر من مُوَرِّق".

أقول: هذا التشكك مدفوع، فـ (قَتَادَة) وإن عُرِفَ بالتدليس، إلَّا أن الأئمة قد صحَّحوا روايته عن (مُوَرِّق) بالعنعنة، بل عدَّها البعض على شرط الصحيحين. انظر "المستدرك" و"تلخيصه" للذَّهَبِيّ (1/ 209) في حديث "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها. . . . ".

وسيأتي تحسين الإمام التِّرْمِذِيّ لهذا الطريق.

أمَّا قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 35): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله موثَّقون". ففيه نظر، فإنَّ في إسناده (سويد بن إبراهيم الجَحْدَرِيّ أبو حاتم الحنَّاط البَصْري) وقد علمت ما قاله ابن عدي فيه وبخاصة روايته عن قَتَادَة. ولذا قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 340):"صدوق سيء الحفظ، له أغلاط، وقد أفحش ابن حِبَّان فيه القول".

ص: 491

أقول: ولكنه قد تُوبع على روايته كما تقدَّم في التخريج.

والحديث رواه التِّرْمِذِيُّ مختصرًا في الرضاع، باب رقم (18)(3/ 467) رقم الحديث (1173)، من طريق همَّام، عن قَتَادَة، عن مُوَرِّق، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ:"المرأةُ عَوْرَةٌ، فإذا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب".

أقول: هو أعلى من ذلك، فرجال إسناده كلُّهم ثقات رجال "الصحيحين" عدا (أبي الأحوص) فإنه من رجال مسلم.

وبلفظ حديث ابن مسعود عند الخطيب، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 421 - 422) رقم (2911) من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.

قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 227) بعد أن عزاه له: "رجاله رجال الصحيح".

وبمثل قوله قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 314).

غريب الحديث:

قوله: "اسْتَشْرَفَهَا الشيطان": اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ: إذا اطَّلعتَ عليه، والمعنى: أنَّ الشيطان رفع البصر إليها ليغويها، أو يغوي بها. انظر "النهاية"(2/ 462)، و"فيض القدير"(6/ 266).

* * *

1304 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى البَلَدِي، حدَّثنا الحسن بن سعيد بن الفضل الأَدَمِي -بالمَوْصِل-، حدَّثنا عبيد العِجْل، حدَّثنا بشر بن الوليد، حدَّثنا زكريا بن حَكِيم الحَبَطِي، عن أبي رجاء،

ص: 492

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُولُنَّ قَوْسَ قُزَحَ، فإنَّ قُزَحَ: الشَّيطَانُ، ولكن قولوا: قَوْسَ اللَّهِ، وهو أمانٌ لأَهْلِ الأرضِ مِنَ الغَرَقِ".

(8/ 452) في ترجمة (زكريا بن حَكِيم الحَبَطِي الكوفي).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده صاحب الترجمة: (زكريا بن حَكِيم البَدِّيّ

(1)

الحَبَطِيّ الكوفي أبو يحيى) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 173) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "ليس بثقة".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 109 رقم (219) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"الجرح والتعديل"(3/ 596) وفيه عن أحمد: "ليس بشيء تَرَكَ النَّاسُ حديثه". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث ليس بقويٍّ".

4 -

"المجروحين"(1/ 314) وقال: "يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم حتى يسبق إلى القلب أنَّه المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 219 رقم (239).

6 -

"تاريخ بغداد"(8/ 451 - 452) وفيه عن ابن المَدِيني: "هالكٌ ما كتبتُ عنه شيئًا".

(1)

في "تاريخ ابن مَعِين"، و"الميزان"، و"الضعفاء" للعُقيلي:"البُدي" بضم الباء. والصواب: فتحها كما في "الأنساب"(2/ 111)، و"الإكمال" (1/ 417 - 418). قال السَّمْعَاني:"وهذه النسبة إلى بني بَدًّا، وهو بطن من حِمْيَر نزل الكوفة".

ص: 493

و (أبو رجاء) هو (عِمْران بن مِلْحَان العُطَارِدِيّ): إمام ثقة، من كبار المُخَضْرَمينَ المُعَمَّرينَ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (105 هـ) وله (120) عامًا. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 253 - 257)، و"التهذيب"(8/ 140 - 141)، و"التقريب"(2/ 85).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 309) من طريق الحسين بن محمد بن حاتم -المعروف بعبيد العِجْل-، عن بشر بن الوليد، به، وقال:"غريب من حديث أبي رجاء لم يرفعه فيما أعلم إلَّا زكريا بن حكيم".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 144) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لم يرفعه غير زكريا"، وأعلَّه به، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 87) فقال: "أخرجه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة". قال النووي في "الأذكار"

(1)

: يُكرَهُ أن يقال قوس قُزَح، واسْتَدَلَّ بهذا الحديث، وهذا يدلُّ على أنَّه غير موضوع".

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 192).

أقول: كلام السُّيُوطيّ متعقَّبٌ بأنَّ أبا نُعَيْم إنما أخرجه في "الحِلْيَة"، من الطريق المتقدِّم ذاته، والذي فيه (زكريا بن حكيم الحَبَطي).

أمَّا اعتماد الإمام النووي في القول بكراهية ذلك على هذا الحديث، فإنَّه موضع نظر؛ لأنَّ الحديث هو ما قد علمت. وحتى على القول بضعفه الشديد، فإنَّه لا يصلحُ بحالٍ الاعتماد عليه في إثبات حكم شرعي.

(1)

ص 567 رقم (962): (باب في ألفاظ يكره استعمالها).

ص: 494

وقد ذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(5/ 50) رقم (7426).

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 462 معزوًا للخطيب.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(2/ 89) في ترجمة (زكريا بن حكيم) هذا، بإسناده إليه، عن أبي رجاء، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 299) رقم (10591) مطوَّلًا، عن عليّ بن عبد العزيز، حدَّثنا عَارِم أبو النُّعْمَان، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله، وفيه:"إنَّ القوس أمان لأهل الأرض من الغرق".

قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(1/ 38) بعد أن عزاه له: "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عبَّاس رضي الله عنه".

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 278): "رجاله رجال الصحيح".

أقول: إسناده ضعيف، ففيه (عَارِم أبو النعمان -وهو محمد بن الفضل السَّدُوسي-) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 200):"ثقة ثَبْت تغيَّر في آخر عمره". ورواية (عليّ بن عبد العزيز البَغَوي) عنه، كانت بعد اختلاطه كما في "الكواكب النَّيِّرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" لابن الكَيَّال ص 391.

ورواه ابن وَهْب في "جامعه"(1/ 8) عن عليٍّ رضي الله عنه موقوفًا عليه من قوله، بلفظ:"لا تقولوا قوس قُزح، فإنَّ قُزح: الشيطان، ولكنه أمنة من اللَّه لأهل الأرض من الغرق بعد فرح نوح".

ورواه قبله مباشرة عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود مقطوعًا من قوله، بلفظ:"لا تقولوا قوس قزح، فإنَّما القزح شيطان، ولكنها القوس".

ص: 495

ورواه الضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(2/ 125) رقم (494) من حديث عليٍّ رضي الله عنه موقوفًا عليه مطوَّلًا جدًّا. وفيه: "لا تقل قوس قُزح، فإن قُزح الشيطان، ولكنه القوس، وهي أمانة من الغرق".

أقول: في إسناده عند ابن وَهْب والضياء: (عبد اللَّه بن الكَوَّاء)، ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (3/ 329 - 330) وقال:"من رؤوس الخوارج. . وقال: البُخَاري: لم يصح حديثه. . . وقد رجع عن مذهب الخوارج وعاود صحبة عليّ".

والذي يظهر لي -واللَّه أعلم-: أنَّ هذا الخبر من الإسرائيليات.

* * *

1305 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قَفَرجل الوزَّان، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق -إملاءً-، حدَّثنا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن سَلَمَة الثَّقَفِي -سنة خمس وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَانِيّ، حدَّثنا زكريا بن منظور، عن عطَّاف بن خالد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلاءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

(8/ 452 - 453) في ترجمة (زكريا بن منظور بن عُقْبَة بن ثَعْلَبَة القُرَظي المَدِيني أبو يحيى).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (زكريا بن منظور بن ثعلبة -ويقال: زكريا بن يحيى بن منظور، نسبةً إلى جَدِّه- القُرَظي المَدَني أبو يحيى) وقد ترجم له في:

ص: 496

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 174) وقال: "ليس بشيء وكان طُفَيْلِيًّا". وقال مرَّةً: "ليس بثقة". وفي أخرى: "ليس به بأس". وقال له أبو العبَّاس الدُّوري: "قد سألتك عنه مرَّةَ فلم أرك جيِّد الرأي. أو نحو هذا الكلام؟ فقال: ليس به بأس. وإنَّما كان فيه شيء زعموا أنَّه كان طُفَيْلِيًّا".

2 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 434) وقال: "ليس بذاك".

3 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 43) ذكره في "باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعِّفونهم".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 109 رقم (221) وقال: "ضعيف".

5 -

الكُنَى والأسماء" للدُّولابي (2/ 165) وقال: "ليس بثقة".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 84) وفيه عن البُخَاري: "ليس هو عندهم بالقوي، منكر الحديث".

7 -

"المجروحين"(1/ 314) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه".

8 -

"الكامل"(3/ 1067 - 1069) وقال: "له غير ما ذكرته من الحديث غرائب، وهو ضعيف كما ذكروه إلَّا أنَّه يُكْتَبُ حديثه".

9 -

"الجرح والتعديل"(3/ 597) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، ضعيف الحديث، منكر الحديث، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بالقويِّ".

10 -

"تاريخ بغداد"(8/ 452 - 455) وقال: "اختلف قول يحيى فيه". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال السَّاجيُّ: "فيه ضعف". وقال أحمد بن حَنْبَل: "شيخ". وليَّنه. وقال عليّ بن المَدِيني: "ضعيف". وقال أبو حفص عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "به ضعف".

ص: 497

11 -

"مجمع الزوائد"(10/ 146) وفيه أنَّ أحمد بن صالح المِصْرِيّ وثَّقه! .

12 -

"التقريب"(1/ 261) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ق.

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 492)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 242) رقم (2519)، وفي "الدُّعَاء"(2/ 800) رقم (33)، والبزَّار بنحوه في "مسنده"(3/ 29 - 30) رقم (2165) -من كشف الأستار-، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1068) في ترجمة (زكريا بن يحيى) -، من طريق زكريا بن منظور، عن عطَّاف بن خالد

(1)

، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "زكريا مُجْمَعٌ على ضَعْفِهِ".

وقال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلَّا عطَّاف، ولا عن عطَّافٍ إلَّا زكريا. . ".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 359 - 360) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (زكريا)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

(1)

(عطَّاف بن خالد)، هو:(القُرَشِي) كما صُرِّح به عند ابن عدي في "الكامل"(3/ 1068)، وهو صدوق يَهِم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (943). وقد وقع عند الطبراني في كتابيه:"المعجم الأوسط" و"الدعاء": "عن عطَّاف الشَّامي". وهو يخالف ما وقع عند الخطيب والحاكم وابن عدي. و (عطَّاف الشامي) هذا، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 69) و"المغني" (2/ 433) وقال:"عن هشام، مجهول". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 171). ولم يتنبه محقق كتاب "الدعاء" لذلك، حيث ذكر أن الحاكم رواه من ذات الطريق التي عند الطبراني مثله! وقد وقع عند البزَّار:"عن عطَّاف" غير منسوب.

ص: 498

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 146): "رواه الطبراني في "الأوسط"، والبزَّار بنحوه، وفيه زكريا بن منظور، وثَّقه أحمد بن صالح المِصْرِي، وضعَّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات".

وللحديث شواهد تُكُلِّم فيها، منها ما رواه التِّرْمِذِيُّ في الدعوات، باب في دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم (5/ 552) رقم (3548) عن ابن عمر مرفوعًا:"إنَّ الدُّعَاءَ ينفعُ ممَّا نَزَلَ وممَّا لم يَنْزِلْ فعليكم عِبَادَ اللَّه بالدُّعَاءِ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القُرَشِي، وهو ضعيف في الحديث، ضعَّفه بعض أهل العلم مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 95) - في أول كتاب الدعوات- بعد أن عزاه للتِّرْمِذِيّ: "في سنده لِيْنٌ، وقد صحَّحه مع ذلك الحاكم".

ومنها حديث معاذ مرفوعًا: "لن ينفع حذرٌ من قَدَرٍ، ولكن الدُّعَاءَ ينفعُ ممَّا نَزَلَ وممَّا لم يَنْزِلْ، فعليكم عِبَادَ اللَّه بالدُّعَاءِ". رواه أحمد في "المسند"(5/ 234)، والطبراني في "الكبير"(20/ 103 - 104) رقم (201).

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 146) بعد أن عزاه لهما: "وشَهْرُ بن حَوْشَب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عيَّاش عن أهل الحجاز ضعيفة".

ومنها حديث أبي هريرة مرفوعًا بنحو حديث عائشة، رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 29) رقم (2164) -من كشف الأستار-.

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 146): بعد أن عزاه له: "وفيه إبراهيم بن خُثَيْم

(1)

بن عِرَاك، وهو متروك".

(1)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى: "خيثم". والتصويب من "كشف الأستار"(3/ 29)، و"التاريخ" لابن مَعِين (2/ 8)، و"الجرح والتعديل"(2/ 98)، و"تاريخ بغداد"(6/ 64). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (867).

ص: 499

غريب الحديث:

قوله: "يَعْتَلِجَان": "أي يتصارعان". "النهاية"(3/ 286).

* * *

1306 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي -إملاءً-، حدَّثنا زكريا بن يحيى بن زكريا، حدَّثنا الحجَّاج بن المِنْهال، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، حدَّثنا حمَّاد بن أبي سُلَيْمَان،

عن رِبْعِيّ بن حِرَاش: أنَّ شَبَثَ بن رِبْعِيّ بَصَقَ في قِبْلَتِهِ، فَقَعَدَ حُذَيْفَة، فلمَّا انصرف قال: ما يُقْعِدُكِ يا حُذَيْفَة؟ قال: رأيتك بَصَقْتَ في قِبْلَتِكَ، وأنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قَامَ الرَّجُلُ في الصَّلاةِ يُقْبِلُ اللَّهُ عليه بِوَجْهِهِ، فلا يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ في وَجْهِهِ، ولا يَبْزُقَنَّ عن يَمِينهِ، فإنَّ كَاتِبَ الحَسَنَاتِ عن يَمِينهِ، ولكن يَبْزُقُ عن يَسَارِهِ".

(8/ 458 - 459) في ترجمة (زكريا بن يحيى بن زكريا البَاهِلِي أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح، رجاله كلُّهم ثقات. وقد صحَّ أيضًا من غير هذا الوجه بنحوه.

و (أبو عمر بن مهدي) هو (عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن مهدي البزَّاز الفارسي البغدادي)، ترجم له تلميذه الخطيب في "تاريخه" (11/ 13 - 14) وقال:"كان ثقةً أمينًا". وتوفي عام (410 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (17/ 221 - 222).

التخريج:

رواه محمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "تعظيم قَدْرِ الصَّلاة"(1/ 176) رقم

ص: 500

(122)

، عن محمد بن يحيى، حدَّثنا الحجَّاج، عن حمَّاد، عن حمَّاد، عن رِبْعِيّ بن حِرَاش، به.

أقول: إسناده صحيح. وقول الشيخ الألباني حفظه المولى في "الصحيحة"(3/ 51) رقم (1062) بعد أن عزاه لابن نصر وحده من طريقه المتقدِّم: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وحمَّاد الأول هو ابن زيد، وحمَّاد الراوي عنه هو ابن أسامة أبو أسامة الكوفي"، موضع نظر من أكثر من وجه. فإنَّ (حمَّادًا) الأول، هو (ابن أبي سليمان) كما صُرِّح به عند الخطيب. و (حمَّاد) الراوي عنه، هو (ابن سَلَمَة) كما صُرِّح به عند الخطيب أيضًا. وثانيًا: إنَّ هذا الإِسناد ليس على شرطهما، أو شرط أحدهما، فـ (حمَّاد بن أبي سلمان) و (حمَّاد بن سَلَمَة) خرَّج لهما مسلم دون البُخَاري. و (محمد بن يحيى) هو (الذُّهْلِي)، خرَّج له البُخَاري دون مسلم! .

وقد تابعه على أوهامه هذه محقق كتاب "تعظيم قدر الصَّلاة".

ورواه عبد الرزاق الصَّنْعَانِيّ في "مصنَّفه"(1/ 432 - 433) رقم (1689)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 364)، عن حُذَيْفَة موقوفًا عليه بنحوه.

ورواه ابن ماجه مختصرًا، في إقامة الصَّلاة، باب المصلِّي يَتَنَّخَم (1/ 327) رقم (1023)، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن حُذَيْفَة، أنَّه رأى شَبَثَ بن رِبْعِيٍّ بَزَقَ بين يَدَيْهِ، فقال: يا شَبَثُ! لا تَبْزُقْ بين يَدَيْكَ، فإنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك، وقال:"إنَّ الرَّجْلَ إذا قام يصلِّي أَقْبَلَ اللَّهُ عليه بِوَجْهِهِ حتَّى يَنْقَلِبَ أو يُحْدِثَ حَدَثَ سُوءٍ".

ومن طريق ابن ماجه هذا، رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 364 - 365).

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 124): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وله شاهد في "الصحيحين" و"الموطأ" من حديث ابن عمر".

ص: 501

أقول: إسناده حسن، وليس صحيحًا كما قال البُوصِيري، من أجل (عاصم بن أبي النُّجُود)، فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (592).

ورواه البزَّار مختصرًا كذلك في "مسنده"(1/ 207 - 208) رقم (411) -من كشف الأستار-، من طريق عدي بن ثابت، عن زِرٍّ، عن حُذَيْفَة مرفوعًا:"إذَا بَصَقَ أَحَدُكُمْ في المسجد فلا يَبْصُقْ عن يمينهِ، ولكن عن يَسَارِهِ، أو تحت قَدَمِهِ".

قال الهيثمي في: "المجمع"(2/ 19) بعد أن عزاه له: "ورجاله رجال الصحيح".

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لعبد الرزاق (1/ 430 - 434)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 363 - 365)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 291 - 293)، و"جامع الأصول"(11/ 190 - 198)، و"مجمع الزوائد"(2/ 18 - 20)، و"الترغيب والترهيب"(13/ 291 - 293).

ومن هذه الشواهد ما رواه البُخَاري في المساجد، باب دَفْنِ النُّخَامَةِ في المسجد (1/ 512) رقم (416)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا قام أَحَدُكُمْ إلى الصَّلاة فَلا يَبْصُقْ أَمَامَهُ، فإنَّما يُنَاجِي اللَّهَ مَا دَامَ في مُصَلَّاهُ، ولا عن يَمِينِهِ، فإنَّ عن يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلْيَبْصُقْ عن يَسَارِهِ أو تحتَ قَدَمِهِ فَيَدْفِنُهَا".

* * *

1307 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى السَّاجي، حدَّثنا الحكم بن مروان، حدَّثنا حسن بن صالح، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أبو بَكْرٍ وعُمَرُ مِنْ هذا الدِّين، كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ والبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ".

ص: 502

(8/ 459 - 460) في ترجمة (زكريا بن يحيى بن خلَّاد السَّاجي البَصْري أبو يعلى).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ففي إسناده (الحَكَم بن مروان الكوفي الضَّرِير أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 126) وقال: "ليس به بأس".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 129) وفيه عن أبي حاتم: "لا بأس به".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 194).

4 -

"تاريخ بغداد"(8/ 225 - 226) وفيه أنَّ أبا زكريا يحيى بن مَعِين قد ذُكِرَ له رواية (الحكم) لحديث جابر: "أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كبَّر غداة عَرَفَة إلى صلاة العصر من آخر أيَّام التشريق"، فقال:"هذا باطل، ريحٌ شُبِّةَ له".

5 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 79) وذكر ما تقدَّم.

6 -

"اللسان"(2/ 338) وفيه: "قال محمود بن غيلان: ضرب أحمد وابن مَعِين وأبو خَيْثَمَة على اسمه وأسقطوه".

كما أن فيه صاحب الترجمة (زكريا بن يحيى بن خلَّاد السَّاجي البَصْري أبو يعلى) لم يذكر الخطيب في جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

أمَّا (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشمي المَدَني أبو محمد) فقد قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(2/ 113): "قال أبو حاتم وعدَّة: ليِّن الحديث. وقال ابن خُزَيْمَة: لا أحتج به". وقال في "التقريب"(1/ 447 - 448): "صدوق في حديثه لِيْنٌ، ويقال تغيَّر بأَخَرَةٍ". وقال في "الميزان"(2/ 485): "حديثه في مرتبة الحسن". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (884).

ص: 503

و (الحسن بن صالح) هو (الحسن بن صالح بن صالح بن حيّ، وهو حَيَّان بن شُفَيّ الهَمْدَاني الثَّوْري): إمام ثقة فقيه عابد، رمي بالتَّشَيُّع، خرَّج له مسلم والأربعة. توفي عام (169 هـ)، وكان مولده سنة (100 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(6/ 177 - 191)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(7/ 361 - 371)، و"التهذيب"(2/ 285 - 289)، و"التقريب"(1/ 167).

وشيخ الخطيب (أبو عمر بن مهدي) هو: (عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه البزَّاز): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1306).

و(محمد بن مَخْلَد) هو (العَطَّار الدُّوري أبو عبد اللَّه): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (461).

وللحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره كما سيأتي في التخريج.

التخريج:

رواه اللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(7/ 1318) رقم (2507)، من طريق محمد بن مَخْلَد، عن أبي يعلى زكريا السَّاجي، به.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 586) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقة المتقدِّم.

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 7) للخطيب وحده.

لكن المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 90) قد قال: "رواه الطبراني. قال الهيثمي: ورجاله ثقات".

ولم أقف عليه في "مجمع الزوائد" ولا في "المعجم الكبير" للطبراني، مع شدة البحث عنه فيهما. ولم أقف على من عزاه له غيره.

أمَّا قول الشيخ الألباني في "الصحيحة"(2/ 476 - 4) رقم (815) بعد أن عزاه للطبراني -دون أن يذكر الموضع الذي رواه فيه، وإنَّما استفاده من

ص: 504

المُنَاوي- والخطيب وذكر إسناده: "وهذا إسناد حسن، رجاله كلُّهم ثقات، وفي ابن عَقِيل كلام مِنْ قِبَلِ حفظه لا ينزل به حديثه عن هذه المرتبة". فمتعقب بما تقدَّم عند الكلام على درجة الحديث، عدا ما يتعلَّق بابن عَقِيل.

وربما اشتبه على الشيخ الألباني حفظه المولى (زكريا بن يحيى بن خلَّاد السَّاجي أبو يعلى البَصْري) الذي في الإِسناد، بـ (زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن السَّاجي الضَّبِي أبو يحيى البَصْري)، فإنَّ (الضَّبِّيّ أبو يحيى): إمام ثَبْتٌ حافظ، وهو محدِّث البَصْرَة وشيخُها ومُفتيها كما قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "سِيَر أعلام النبلاء"(14/ 197)، وهو متوفي سنة (307 هـ). وهما مختلفان وإن كانا من طبقة واحدة، فأحدهما يُكْنَى بأبي يعلى، والآخر بأبي يحيى، إلى جانب اختلاف اسم الجدِّ، فضلًا عن اختلاف أسماء تلامذتهما وشيوخهما كما يُعْلَمُ من المقارنة بين ترجمتيهما، ويضاف إلى ذلك أنَّ الخطيب قد قال في ترجمة (زكريا أبي يعلى):"نزل بغداد وحدَّث بها". بينما يقول الذَّهَبِيُّ في ترجمة (زكريا أبي يحيى): ولم يرحل فيما أحسب". واللَّه أعلم.

وللحديث شواهد يرتقي بها إلى مرتبة الحسن، انظرها في:"جامع الأصول"(8/ 630) رقم (6461)، و"مجمع الزوائد"(9/ 52 - 53)، و"مجمع البحرين"(6/ 231)، و"فيض القدير"(1/ 89 - 90).

ومن هذه الشواهد ما رواه الطبراني مطوَّلًا في "الكبير"، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا -وممَّا جاء فيه في معرض بيان فضلهما-:"إنَّما مثلهما من الدِّين كمثل السَّمْعِ والبَصَرِ".

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 52) بعد أن عزاه له: "وفيه محمد مولى بني هاشم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

أقول: (مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) من "المعجم الكبير" المطبوع غير موجود لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.

ص: 505

ومنها كذلك: ما رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما (5/ 613) رقم (3671)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 679) -واللفظ له-، عن عبد اللَّه بن حَنْطَب قال: كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فنظر إلى أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما فقال: "هذان السمع والبصر".

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمرو. وهذا حديث مرسل، وعبد اللَّه بن حَنْطَب لم يدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "حسن".

أقول: قال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(5/ 193) في ترجمة (عبد اللَّه بن حَنْطَب): "عداده في الصحابة، وقيل: لا صحبة له". ثم ذكر الحديث عن التِّرْمِذِيّ، وذكر قوله السابق وأتبعه بقوله:"قال ابن أبي حاتم: له صحبة. وكذا قال ابن عبد البَرِّ". وذكر وقوع الاختلاف في إسناده.

وقال في "التقريب"(1/ 411): "مختلف في صحبته، وله حديث مختلف في إسناده".

* * *

1308 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا زكريا بن حَمْدُوْيَه الصَّفَّار البغدادي، حدَّثنا عفَّان بن مُسْلِم، حدَّثنا همَّام بن يحيى، عن قَتَادة،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فإنَّه لا يَدْري في أَيَّتِهِنَّ البَرَكَةُ".

(8/ 463) في ترجمة (زكريا بن حَمْدُوْيَه الصَّفَّار).

ص: 506

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا شيخ الطبراني صاحب الترجمة (زكريا بن حَمْدُوْيَه الصَّفَّار) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

والحديث صحيح من وجوه أخرى.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 165)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 61) رقم (4040) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

قال الطبراني في "الصغير": "قال زكريا بن حَمْدُوْيَه: أنكره يحيى بن مَعِين عن عفَّان، فقام عفَّان فدخل بيته فأخرجه من كتابه كما أملاه علينا. لم يروه عن قَتَادة إلَّا همَّام، تفرَّد به عفَّان".

ووقع لفظه فيهما: "فليلعق أصابعه الثلاث".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 28): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح. وهو عند مسلم وأبي داود من فعله: كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث". ولم يعزه إلى "الصغير".

ورواه الدَّارِمي في "سننه"(2/ 95) عن إسحاق بن عيسى، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إذا أكل أحدُكُم فَلْيَلْعَقْ أصابعه الثلاث".

أقول: إسناده حسن.

والحديث روي من أوجه عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 399 - 402)، و"مجمع الزوائد"(5/ 27 - 29)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 147 - 148).

ص: 507

ومن ذلك ما رواه مسلم في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع (3/ 1607) رقم (2035) والتِّرْمِذِيّ في الأطعمة، باب ما جاء في لعق الأصابع بعد الأكل (4/ 258) رقم (1801)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقَ أَصَابِعَهُ، فإنَّه لا يَدْرِي في أَيَّتِهِنَّ البَرَكَةُ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن جابر، وكعب بن مالك، وأنس".

* * *

1309 -

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول التَّنُوخي -إملاءً-، حدَّثنا الزُّبَيْر بن بَكَّار، حدَّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ قال: حدَّثني رجل من بني قُشَيْر يقال له بَهْزُ بن حَكِيم، عن أبيه،

عن جَدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"في كُلِّ ذَوْد خَمْسٍ سَائِمَةٍ، صَدَقَةٌ".

(8/ 467) في ترجمة (الزُّبَيْر بن بكَّار بن عبد اللَّه بن مصعب الأَسَدِي المَدِيني أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنَّ الإِسناد قد أُعِلَّ كما سيأتي. والحديث صحيح من طرق أخرى، دون النصّ على كونها (سائمة)، فإنَّه ورد في حديث إسناده حسن كما سيأتي في التخريج.

وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ أبو الحسين): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (609).

و (عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد)، الراجح فيه، ما قاله الخَلِيلي

ص: 508

عنه في "الإرشاد"(1/ 233): "ثقة، لكنه أخطأ في أحاديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1055).

و(بَهْز بن حَكِيم بن معاوية بن حَيْدَة القُشَيْرِي أبو عبد الملك) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 109): "صدوق، من السادسة، مات قبل الستين -يعني ومائة"/ خت 4. وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال" (4/ 259 - 263)، و"ميزان الاعتدال" (1/ 353 - 354)، و"التهذيب" (1/ 498 - 499).

ووالده (حَكِيم بن معاوية) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" ص 177 رقم (1478) -ط دار الرشيد-: "صدوق، من الثالثة"/ خت 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (7/ 202 - 204)، و"تهذيب التهذيب" (2/ 451).

وبقية رجال الإِسناد ثقات.

وفي إسناده عِلَّة نبَّه عليها الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في كتابه "العلل"(7/ 90)، حيث يقول:"يرويه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن مُعْمَر، واختلف عنه؛ حدَّث به الزُّبَيْر بن بَكَّار، عن عبد المجيد، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ، عن بَهْزٍ، وَوَهِمَ في ذِكْرِ الزُّهْرِيّ، والصَّواب عن عبد المجيد، عن مَعْمَر، عن بَهْز بن حَكِيم. كذلك رواه محمد بن ميمون الخيَّاط عن عبد المجيد"

(1)

.

قال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(8/ 468) عقب نقله لكلام الدَّارَقُطْنِيّ المتقدِّم: "وكذلك رواه عبد اللَّه بن المبارك، عن مَعْمَر، عن بَهْز، أخبرناه محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي، أخبرنا

(1)

ذكر محقق "العلل، الدكتور محفوظ الرحمن السَّلَفي أنَّه لم يجد الحديث باللفظ المذكور وهو: "في كل ذَوْدِ خمس سائمة صدقة". أقول: الحديث باللفظ المذكور رواه الطبراني في "الأوسط" كما سيأتي في التخريج، فضلًا عن رواية الخطيب له أيضًا باللفظ المتقدم.

ص: 509

محمد بن إسحاق الثَّقَفِي، حدَّثنا أبو همَّام الوليد بن شُجَاع، حدَّثنا ابن المُبَارَك، حدَّثنا مَعْمَر، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه، عن جَدِّه، مثل حديث الزُّبَيْر بن بكَّار، عن عبد المجيد، عن مَعْمَر".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (3/ 19): رقم (1353) -، وابن عدي في:"الكامل"(2/ 500) -في ترجمة (بَهْز بن حكيم) -، من طريق الزُّبَيْر بن بَكَّار، عن عبد المجيد، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، به. وليس عند ابن عدي قوله:"خمس".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 70): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله موثَّقون غير شيخ الطبراني: محمد بن جعفر بن سام فإني لم أعرفه".

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 589) إلى الخطيب وحده فقصَّر.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(4/ 574) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(3/ 70)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 150 و 153).

ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في أول كتاب الزكاة (2/ 675) رقم (980) عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا، وفيه:"وليس فيما دون خَمْسِ ذَوْدٍ من الإبل صَدَقَةٌ".

أما كون المتوجب فيها الزكاة: (سائمة)، فقد روى أحمد في "المسند"(5/ 2 و 4)، وأبو داود في الزكاة باب في زكاة السائمة (2/ 233)(1575)، والنَّسَائي في الزكاة، باب سقوط الزكاة عن الإبل إذا كانت رسلًا لأهلها ولحمولتهم (5/ 25)، وغيرهم، من طريق بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا:"في كُلِّ سائمة إبل: في كلِّ أربعينَ: بنتُ لَبُونٍ. . . ".

وإسناده حسن. وانظر "نيل الأوطار" للشَّوْكَانِيّ (4/ 130 - 131).

ص: 510

غريب الحديث:

قوله: "ذَود": "الذَّوْدُ من الإبل: ما بين الثِّنتين إلى التِّسْع. وقيل ما بين الثلاث إلى العشر. واللفظة مؤنثة، ولا واحدَ لها من لفظها كالنَّعَم". "النهاية". (2/ 171).

قوله: "سائمة". السائمة من الماشية: الراعيةُ غير المعلوفة. انظر "النهاية"(2/ 426).

* * *

1310 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدَّثني الزُّبَيْر بن محمد البغدادي، حدَّثنا العبَّاس بن محمد بن حاتم، حدَّثنا عبد الرحمن بن غزوان -أبو نوح- قال: حدَّثني السَّرِيّ بن يحيى، حدَّثني عبد الرحمن بن مَعْقِل بن يَسَار،

عن أبيه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أَيُّمَا والٍ وَلِيَ شيئًا مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي، فلم يَنْصَحْ لهم ويَجْتَهِدْ لهم كَنَصِيحتِهِ وجُهْدِهِ لِنَفْسِهِ، كَبَّهُ اللَّهُ على وَجْهِهِ يومَ القِيَامَةِ في النَّارِ".

(8/ 472) في ترجمة (الزُّبَيْر بن محمد بن أحمد بن سعيد الحافظ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (عبد الرحمن بن مَعْقِل بن يَسَار) فإنِّي لم أقف على من ترجم له في كلِّ ما رجعت إليه على كثرته وشدة البحث عنه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

كما أني لم أقف على من ذكر (عبد الرحمن) ضمن ولد (مَعْقِل بن يَسَار)، مع الإشارة إلى أنَّ المِزِّيَّ في "تهذيب الكمال"(10/ 233) في ترجمة (السَّرِيّ بن

ص: 511

يحيى الشَّيْبَاني البَصْري) قد ذكر (عبد الرحمن بن مَعْقِل بن يَسَار) في عِدَاد شيوخه.

وأصل الحديث في "الصحيحين".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 167) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن عبد الرحمن بن مَعْقِل إلَّا السَّرِيّ، تفرَّد به أبو نوح".

والحديث عن مَعْقِل رواه مختصرًا: البُخَاري في الأحكام، باب من استُرعي رعية فلم ينصح (13/ 126 - 127) رقم (7150) و (7151)، ومسلم في الإِيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته: النَّارَ (1/ 125 - 126) رقم (142)، وأحمد في "المسند"(5/ 25 و 27)، والطبراني في "الكبير" ج (20) رقم الحديث (449 و 455 إلى 459)، و (469 و 472 و 473، و 474 و 476 و 478 و 506 و 513 و 514).

ولفظه عند البُخَاري في الموضع الثاني: "ما من والٍ بلي رعيَّةً من المسلمين فيموتُ وهو غاشٌّ لهم إلَّا حرَّم اللَّه عليه الجَنَّةَ".

وفي لفظ لمسلم: "ما من أميرٍ يلي أَمْرَ المسلمينَ، ثم لا يَجْهَدُ لهم وَيَنْصَحُ، إلَّا لم يَدْخُلْ معهم الجَنَّة".

ورواه الطبراني في "الأوسط" عنه مرفوعًا بلفظ: "من ولي أُمَّةً من أُمَّتي قَلَّت أو كثرت، فلم يعدل فيهم كَبَّهُ اللَّهُ على وجهه في النَّارِ".

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 213) بعد أن عزاه له: "وفيه عبد العزيز بن الحصين وهو ضعيف". وذكر الزيادة التي في "المعجم الصغير": "فلم ينصح لهم ويجتهد لهم كنصيحته وجهده لنفسه، إلَّا أنَّه لم يتكلَّم عليها بشيء.

* * *

ص: 512

1311 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا زياد بن أيوب، حدَّثنا هُشَيْم، أخبرنا يونس، عن الحسن قال:

حدَّثنا الأسود بن سَرِيع قال: كنَّا في غَزَاةٍ فأصبنا ظَفَرًا، وقَتَلْنَا المشركينَ حتَّى بلغ بهم القَتْلُ إلى أَنْ قَتَلُوا الذُّرِّيَة، فَبَلَغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"ما بالُ أقوامٍ بَلَغَ بهم القَتْلُ إلى أَنْ قَتَلُوا الذُّرِيَّةَ؟ ألا لا تَقْتُلُنَّ ذُرِّيَّةً، ألا لا تَقْتُلُنَّ ذُرِّيَّةً". قيل يا رسول اللَّه: أو ليس هم أولادُ المشركينَ؟ قال: "أَوَ لَيْسَ خِيَارُكُم أولادَ المشركينَ"؟!.

(8/ 480) في ترجمة (زياد بن أيوب بن زياد الطُّوسِيّ أبو هاشم، يعرف بِدَلُّوْيَه).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح.

وقد صرَّح (الحسن البَصْرِيُّ) بالسَّمَاع من (الأسود بن سَرِيع) رضي الله عنه، هنا عند الخطيب، وعند الحاكم في "المستدرك"(2/ 123)، وعند البُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 445) في ترجمة (الأسود بن سَرِيع)، وفي "التاريخ الصغير"(1/ 114)، وعند الطَّحاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 163). وقد ذهب الإِمام عليّ بن المَدِيني رحمه الله إلى أنَّه لم يسمع منه، كما نقله عنه ابن أبي حاتم في كتابه "المراسيل" ص 40.

و (هُشَيْم) هو (ابن بَشِير بن القاسم السُّلَمِي الوَاسِطي أبو معاوية): إمام حافظ ثقة ثَبْت، كثير التدليس والإرسال الخفي، خرَّج له الستة، وتوفي عام (183 هـ) وقد قارب الثمانين. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(8/ 255 - 261)، و"التهذيب"(11/ 59 - 64)، و"التقريب"(2/ 320).

ص: 513

و (يونس) هو (ابن عبيد بن دينار العَبْدي البَصْري أبو عبد اللَّه): إمام قدوة ثقة ثَبْت حجَّة وَرِعٌ، من صغار التابعين وفضلائهم. خرَّج له الستة، وتوفي عام (139 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 288 - 296)، و"التهذيب"(11/ 442 - 445)، و"التقريب"(2/ 385).

وباقي رجال إسناده ثقات.

التخريج:

رواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في السِّيَر، عن زياد بن أيوب، عن هُشَيْم، به، كما في "تحفة الأشراف"(1/ 70) رقم (146).

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 435)، والدَّارمي في "سننه"(2/ 223)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 123)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 163)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 77)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 263)، والطبراني في "الكبير"(1/ 260) رقم (829)، والحازمي في "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ" ص 388 - 389، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البَصْري، عنه، به.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال أبو نُعَيْم: "حديث الأسود مشهور ثابت".

وروايتهم جميعًا مطوَّلة عمَّا عند الخطيب، عدا رواية الدَّارِمي والطَّحَاوي والحازمي فإنَّها مختصرة.

ورواه مطوَّلًا ابن حِبَّان في صحيحه (1/ 171) رقم (132)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 163)، من طريق السَّرِيّ بن يحيى، عن الحسن، عنه، به.

ص: 514

ورواه أحمد في "المسند"(3/ 435)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 123)، من طريق أَبَان بن يزيد، عن قَتَادَة، عن الحسن، عنه، به مطوَّلًا.

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 122) رقم (20090)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 386)، من طريق الحسن، عنه، به مطوَّلًا أيضًا.

كما رواه الطبراني في "الكبير" من طرق، عن الحسن، عنه، به مطوَّلًا ومختصرًا. انظر المجلد الأول رقم (826 و 830 و 831 و 832 و 833 و 834 و 835).

قال الحافظ الهيثمي في "المجمع"(5/ 316): "رواه أحمد بأسانيد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وبعض أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح".

* * *

1312 -

أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني، وأبو الغَنَايم عبد الصمد بن عليّ الهاشمي، قال: أخبرنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا أبو حامد محمد بن هارون الحَضْرَمي، حدَّثنا زياد بن أبي يزيد القَصْري، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا سفيان، عن سِمَاك، عن موسى بن طلحة،

عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صلَّى أَحَدُكُمْ إلى شيءٍ فَلْيَرْهَقْهُ".

(8/ 481) في ترجمة (زياد بن أبي يزيد القَصْري).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (زياد بن أبي يزيد القَصْري) فقد ذكر الخطيب أنَّ البَرْقَاني سألَ الدَّارَقُطْنِيَّ عنه فقال: "ما علمت إلَّاخيرًا". وقد خالف الرواة الذين رووه عن وكيع وغيره في متنه كما سيأتي.

وقد قال الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ: "هذا حديث

ص: 515

غريب من حديث الثَّوْري، عن سِمَاك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، لم يروه عنه بهذه الألفاظ -وقال البَرْقَاني بهذا اللفظ- غير وكيع، تفرَّد به زياد بن أبي يزيد القَصْري عنه، ولم نكتبه إلَّا عن حامد".

وفي "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 205 - 207) أنَّه سُئِلَ عن حديث موسى بن طلحة عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان بين يديك مِثْلُ آخرة الرَّحْلِ

(1)

، لم يقطع صلاتك". فقال: "هو حديث يرويه سِمَاك بن حرب، عن موسى، واختلف عليه فيه، فرواه إسرائيل وأبو الأحوص وأَسْبَاط بن نصر وأبو عَوَانة وَزَائِدَة وعمر بن عبيد الطَّنَافِسِي ويزيد بن عطاء مولى أبي عوَانَة، عن سِمَاك بن حَرْب، عن موسى بن طَلْحَة، عن أبيه

(2)

.

ورواه سفيان الثَّوْري، عن سِمَاك، واختلف عليه فيه، فحدَّث به زهير بن محمد، عن عبد الرزاق، عن الثَّوْري متصلًا.

وتابعه وكيع من رواية زياد بن أبي يزيد القَصْرِي عنه، وخالف في متنه.

وأمَّا أصحاب الثَّوْري، فرووه عن الثَّوْري، عن سِمَاك، عن موسى بن طَلْحَة مُرْسَلًا. وكذلك قال أصحاب وكيع عن وكيع.

وهو صحيح من حديث إسرائيل وقد تابعه على وَصْلِهِ

(3)

".

(1)

الرَّحْلُ: مَرْكَبٌ للبعير والناقة، وهو الكُورُ، وآخرته: الخشبة التي يستند إليها الراكب، وهو للبعير كالسَّرْج للفَرَسِ. انظر:"النهاية"(2/ 209)، و"جامع الأصول"(5/ 520)، و"اللسان"(11/ 274) مادة (رحل).

(2)

انظر تخريجه من طريق المذكورين ومن بعدهم في حاشية محقق "العلل"(4/ 206 - 207).

(3)

قال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(8/ 485) بعد أن نقل عن الدَّارَقُطْنِيّ ما سبق من قوله: "قد تابع زهيرًا على وصله عن عبد الرزاق، أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي". ثم ساق الحديث من طريقه بإسناده وقال: "ورواه عبد الرزاق في كتاب الصلاة، فقال: عن موسى بن طلحة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه طلحة. واللَّه أعلم".

ص: 516

ثم رواه الدَّارَقُطْنِيُّ من طريق عبد الرزاق، عن الثَّوْري، عن سِمَاك بن حَرْب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه مرفوعًا بلفظ:"إذا كان بين يديك مِثْلُّ مؤخِّرة الرَّحْلِ لم يقطع صَلَاتَكَ ما مرَّ بين يديك".

ثم رواه عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي بالإسناد المتقدِّم عند الخطيب وبلفظه، وقال:"هذا ذاك".

و (سِمَاك) هو (ابن حَرْب بن أَوْس الذُّهْلِي البَكْري الكوفي أبو المغيرة) قال الذَّهِبيُّ عنه في "الكاشف"(1/ 321 - 322): "ثقة ساء حفظه". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 332): "صدوق، وروايته عن عِكْرِمَة خاصةً مضطربة، وقد تغيَّر بأَخَرَةٍ، فكان ربما يُلَقَّنُ، من الرابعة"/ خت م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (12/ 115 - 121)، و"تهذيب التهذيب" (4/ 232 - 234).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(4/ 270) من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 67) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد".

غريب الحديث:

قوله: "فَلْيَرْهَقْهُ": "أي فَلْيَدْنُ منه ولا يبعد عنه". "النهاية"(2/ 283).

* * *

1313 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن الحجَّاج المَوْصِلي، حدَّثنا محمد بن جُمْعَة بن خَلَف الأطْرُوش -في دار النَّدْوَة-، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا زَافِر بن سليمان، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد الأنصاري،

عن أنس بن مالك قال: لمَّا كان اليوم الذي اخْتَلَمْتُ فيه أَخْبَرْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: لا تَدْخُلْ على النِّسَاءِ إلَّا بإذْنٍ". فما أَتى عليَّ يومٌ كان أَشَدَّ منه.

ص: 517

(8/ 495) في ترجمة (زَافِر بن سليمان الإِيَادِي القُوهُسْتَانِيّ أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن محمد بن حَيَّان الرَّازي) وهو ضعيف، لكنه قد توبع كما سيأتي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (زَافِر بن سليمان الإيَادي القُوهُسْتَانِيّ) قال الذَّهبِيَّ عنه في "المغني"(2/ 236): "وثَّقه جماعة وضعَّفه آخرون". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 256): "صدوق كثير الأوهام". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).

وقد نقل الخطيب في ترجمة (زَافِر) عن النَّسَائي قوله فيه: "عنده حديث منكر عن مالك". ثم ساق الحديث المتقدِّم، وقال:"قال أبو قريش -يعني محمد بن جُمْعَة- ذُكِرَ هذا الحديثُ لمحمد بن إسماعيل البخاري فقال: ما أحسنه، ما أدري كيف وقع عليه زَافِر. وليس هذا حديثًا يرويه أحد عن مالك إلَّا زَافِر".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 94)، و"المعجم الأوسط"(3/ 463) رقم (2992)، من طريق عبد اللَّه بن الجرَّاح القُوهُسْتَاني، عن زَافِر بن سليمان، به.

قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن يحيى الأنصاري إلَّا مالك بن أنس، تفرَّد به زَافِر بن سليمان".

وليس عنده فيهما قوله: "إلَّا بإذنٍ".

ص: 518

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 326): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه زَافِرُ بن سليمان وهو ثقة وفيه ضعف لا يضرُّ، وبقية رجاله ثقات".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1087) -في ترجمة (زَافِر بن سليمان القُوهُسْتَاني) -، عن الهيثم بن خلف الدُّوري، عن محمد بن حُمَيْد، عن زَافِرٍ، به، وقال:"وروى هذا الحديث عن زَافِر مع ابن حُمَيْد: عبد اللَّه بن الجرَّاح القُوهُسْتَاني، وهو صدوق. وابن حُمَيْد فيه ضعف. . . ولم يرو هذا عن مالك غير زَافِرٍ".

ورواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 64) -في ترجمة (زَافِر) - من طريق عبد اللَّه بن الجرَّاح، ومحمد بن حُمَيْد، عن زَافِرٍ، به، وقال:"ما رواه عن مالك سوى زَافِر".

* * *

1314 -

أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذَّارِع، حدَّثنا أبو عليّ زُفَر بن وَهْب بن عطاء الأَصْبَهَاني -قدم علينا حاجًّا- قال: حدَّثنا محمد بن حَرْب النَّشَائي قال: حدَّثنا داود بن المُحَبَّر، حدَّثنا صُغْدِيّ

(1)

بن سِنَان أبو معاوية البَصْري، عن قَتَادَة،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشَّاةُ بَرَكَةٌ، والبِئْرُ بَرَكَةٌ، والتَّنُّورُ بَرَكَةٌ، والقَدَّاحَةُ بَرَكَةٌ".

(8/ 495 - 496) في ترجمة (زُفَر بن وَهْب بن عطاء الأَصْبَهَاني أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع. وقد صَحَّ ما يتعلَّقُ بالشَّاةِ من طريق آخر.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "صفدي" بالفاء. والتصويب من "تاريخ ابن مَعِين"(2/ 270)، و"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (3/ 848)، وغيرهما.

ص: 519

ففيه (أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارع) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).

كما أنّ فيه: (داود بن المُحَبَّر الثَّقَفِي) وهو متروك، وكذَّبه أحمد وصالح جَزَرة وابن حِبَّان. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1264).

وفيه أيضًا: (صُغْدِيّ بن سِنَان العُقَيْلِي البَصْرِي أبو معاوية) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 270) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"الجرح والتعديل"(4/ 453 - 454) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، ليس بقويٍّ".

أمَّا صاحب الترجمة (زُفَر بن وَهْب بن عطاء الأَصْبَهَاني أبو عليّ) فلم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال ابن الجَوْزي عنه في "العلل"(2/ 174): "مجهول". ولم يذكره ابن حَجَر في "لسان الميزان".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 174 - 175) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بالأربعة المتقدِّمين.

وعزاه في "كنز العمال"(12/ 324) رقم (35224) إلى الخطيب وحده.

لكن قد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قوله لأُمَّ هانئٍ رضي الله عنها، فيما رواه ابن ماجه في التجارات، باب اتخاذ الماشية (2/ 773) رقم (2304):"اتخذي غَنَمًا فإنَّ فيها بركةً". وانظر الحديث رقم (1208)، و"مصباح الزجاجة"(3/ 40 - 41).

ص: 520

غريب الحديث:

قوله: "القَدَّاحَةُ": هي حَجَرُ الزَّنْدِ التي يُقْدَحُ بها لتخرج النَّار، وهي القَدَّاح أيضًا. أمَّا المِقْدَحُ والمِقْدَحَةُ: فهي حديدة الزَّنْد. انظر: "النهاية"(4/ 20)، و"المعجم الوسيط" مادة (قدح) ص 717: وقد ذكر فيه أنَّ (القَدَّاحَةَ) هي حديدة الزَّنْدِ أيضًا.

* * *

1315 -

أخبرنا القاضي أبو الطَّيِّب طاهر بن عبد اللَّه الطبري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا زُرَيْق بن عبد اللَّه المُخَرِّمي، حدَّثنا أحمد بن الفرج الجُشَمِي، حدَّثنا عمر بن عبد الواحد قال: حدَّثنا إسحاق بن عبد اللَّه، عن ابن شِهَاب

(1)

، عن سالم بن عبد اللَّه،

عن أبيه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ وَجَدَ مالَهُ في الفَيْءِ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمْ فهو لَهُ، ومَنْ وجَدَهُ بعدما قُسِمَ فليس له شيءٌ".

(8/ 496) في ترجمة (زُرَيْق بن عبد اللَّه بن نصر المُخَرِّمي الدلَّال أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (794).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 113) من الطريق التي رواها الخطيب عنه،

(1)

في المطبوع: "عن ابن هشام". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، و"السنن" للدَّارَقُطِنيّ (4/ 113).

ص: 521

وقال: "إسحاق هو: ابن أبي فَرْوَة، متروك". وصُحِّفَ فيه (زُرَيْق) إلى (رزيق) بتقديم الراء المهملة على الزاي المعجمة.

وقد تقدَّم تخريجه في حديث (591).

* * *

1316 -

أخبرنا الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا إسماعيل بن العبَّاس بن مِهْرَان، حدَّثنا عبَّاد بن الوليد، حدَّثنا سَلْم بن المغيرة، حدَّثنا أبو داود النَّخَعِي، عن أبي حازم،

عن سهل بن سعد أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ رِجَالِ أُمَّتي الخِيَاطَةُ، وعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ المِغْزَلُ".

(9/ 15) في ترجمة (سليمان بن عمرو بن عبد اللَّه النَّخَعي الكوفي أبو داود).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده صاحب الترجمة: (سليمان بن عمرو النَّخَعي الكوفي) قال يحيى بن مَعِين عنه: أكذب النَّاس. وقال ابن المَدِيني: كان من الدَّجَالين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (529).

التخريج:

رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(2/ 697) رقم (1243)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 519) -مخطوط-، من طريق موسى بن إبراهيم المَرْوَزي، عن مالك بن أنس، عن أبي حازم، عنه، به.

أقول: في إسناده (موسى بن إبراهيم المَرْوَزي أبو عِمْرَان): كذَّبه ابن مَعِين، وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: متروك. وسبقت ترجمته في حديث (864).

ص: 522

ورواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أصبهان"(1/ 303)، والحسن بن محمد الخَلَّال في "أماليه" ص 22 رقم (9)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1097 - 1098) -في ترجمة (سليمان بن عمرو النَّخَعي) - من طريق عبَّاد بن الوليد، عن سَلْم

(1)

بن المغيرة، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 251) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وذكر أنَّ آفته (سليمان بن عمرو النَّخَعي).

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 154)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 189).

وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 216 - 216) -في ترجمة (سليمان بن عمرو النَّخَعي) -، وقال:"لازم ذلك الحياكة، إذ لا تتأتى خياطة ولا غَزْلٌ إلّا بحياكة، فقبَّح اللَّهُ من وَضَعَهُ".

وقد رواه الخطيب في (9/ 15) منه -قبل روايته لحديث سهل بن سعد- من طريق أبي داود النَّخَعِي، عن أبي حازم، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله.

* * *

1317 -

أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلَّاف، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافعي، حدَّثنا عبد اللَّه بن رَوْح، حدَّثنا سليمان بن مِهْرَان أبو سفيان المَدَائِني الضَّرير -سنة أربع ومائتين-، حدَّثنا سلَّام، عن أبي بِشْر،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [سورة الحجر: الآية 44] قال: "جُزْءٌ أَشْرَكُوا باللَّهِ، وجُزْءٌ شَكُّوا في اللَّهِ، وجُزْءٌ غَفَلُوا عن اللَّهِ".

(9/ 29) في ترجمة (سليمان بن مِهْرَان المَدَائِني أبو سفيان).

(1)

في "تاريخ أصبهان": "مسلم". وفي سائر المصادر "سَلْم".

ص: 523

مرتبة الحديث:

منكر جدًّا.

ففيه صاحب الترجمة (سليمان بن مِهْرَان المَدَائِني أبو سفيان)، لم يذكر الحافظ الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 223 - 224) وساق الحديث في ترجمته من طريق الخطيب، وقال:"منكر جدًّا". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 107).

و(أبو بِشْر) هو: (بَيَان بن بِشْر الأحْمَسِي البَجَلِي الكوفي): ثقة ثَبْت ليس بكثير الحديث، أخرج له الستة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 303 - 305)، و"تهذيب التهذيب"(1/ 506)، و"التقريب"(1/ 111).

و(سلَّام) هو (ابن سُلَيْم الحَنَفِي أبو الأَحْوَص الكوفي): ثقة متقن، وستأتي ترجمته في حديث (1764).

و(عبد اللَّه بن رَوْح) هو (ابن عبد اللَّه بن زيد المَدَائِني أبو أحمد، المعروف بعَبْدُوس)، ترجم له الحافظ الخطيب في "تاريخه" (9/ 454 - 455) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"ليس به بأس". وعن هِبَة اللَّه بن الحسن الطبري: "ثقة". وتوفي سنة (277 هـ) وله (90) عامًا. كما ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" 13/ 5) ونعته بقوله: "الشيخ الثقة".

و(محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي أبو بكر): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (149).

وشيخ الخطيب (عثمان بن محمد بن يوسف العلَّاف): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (149).

التخريج:

رواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 182، من طريق أبي بكر محمد بن

ص: 524

عبد اللَّه الشَّافعي، عن عبد اللَّه بن رَوْح

(1)

المَدَائِني، حدَّثنا أبو سفيان سليمان بن مِهْران المَدَائِني، حدَّثنا سلَّام، عن أبي نصر، عن أبي بشر، عنه، به.

ولم أعرف (أبا نصر) هذا.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 265) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. و (سلّام) ليس بشيء. قال يحيى: لا يُكْتَبُ حديثه، ليس بشيء. وقال النَّسَّائي والدَّارَقُطْنِيّ: متروك. وقال ابن حِبَّان: يروي عن الثقات الموضوعات".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 465) فقال: "موضوع، آفته (سلّام). أخرجه ابن مَرْدُوْيَه في "التفسير" من هذا الطريق، واللَّه أعلم".

ولم يذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"!.

أقول: ما ذكره ابن الجَوْزي في (سلّام) إنما هو في (سلَّام بن سُلَيْم الطويل التَّميمي المَدَائِني أبو سليمان)، والذي في إسناد الخطيب هو (سلّام بن سُلَيْم الحنفي الكوفي أبو الأحوص)، وهو من له رواية عن (أبي بشر بيان بن بشر الأحْمَسي)، وليس لـ (سلّام الطويل) رواية عنه فيما وقفت عليه. انظر "تهذيب الكمال"(4/ 304) و (12/ 282) و (12/ 277). فضلًا عن أنَّ الذَّهَبِيَّ وابن حَجَر لم يعلّاه به. إنما أعلاه بصاحب الترجمة (سليمان بن مِهْران المَدَائِني أبو سفيان)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث ذكره السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 83) وعزاه لابن مَرْدُوَيْه والخطيب فحسب.

* * *

1318 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأَنْبَاري، حدَّثنا ابن أبي العَوَّام، حدَّثنا سليمان بن الحكم بن عَوَانَة، عن العلاء بن كثير، عن مَكْحُول،

(1)

تَصَحَّفَ في "تاريخ جُرْجَان" إلى: "نوح".

ص: 525

عن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَع، وأنس بن مالك، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حتَّى يستغني الرِّجَالُ بالرِّجَالِ، والنِّسَاءُ بالنِّسَاءِ، والسِّحَاقُ زِنَا النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ".

(9/ 29 - 30) في ترجمة (سليمان بن الحكم بن عَوَانَة الكَلْبِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقوله صلى الله عليه وسلم: "والسِّحَاق زِنَا النِّسَاء بينهنَّ" ورد من طريق آخر ضعيف.

ففيه (العلاء بن كثير اللَّيْثِيّ الدِّمَشْقِيّ أبو سعد) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(6/ 520) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 180 رقم (457) وقال: "ضعيف". وقال مرَّةً: "متروك الحديث" كما في "التهذيب"(8/ 191).

3 -

"الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِي (3/ 347 - 348) وفيه عن أحمد بن حنبل: "حديثه ليس بشيء".

4 -

"الجرح والتعديل"(6/ 360) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث واهي الحديث".

5 -

"المجروحين"(2/ 181 - 182) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحلُّ الاحتجاج بما روى وإِنْ وافقَ الثقاتَ".

6 -

"الكامل"(5/ 1861 - 1862) وقال: "وللعلاء بن كثير عن مكحول عن الصحابة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسلَّم نُسَخٌ كلُّها غير محفوظة، وهو منكر الحديث". وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ضعيف الحديث جدًّا".

7 -

"التقريب"(2/ 93) وقال: "متروك. رماه ابن حِبَّان بالوضع، من السادسة"/ تمييز.

ص: 526

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (سليمان بن الحَكَم بن عَوَانَة الكَلْبِي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 299) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(4/ 9) وفيه عن النُّفَيْلِي: "لا بأس به".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 120 رقم (261) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِي (2/ 128).

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 275) وقال: "يروي عن العلاء بن كثير عن مكحول، ربما أخطأ. روى عنه أبو جعفر النُّفَيْلِي وكان يزعم أنَّه ثقة".

6 -

"الكامل"(3/ 1108) وقال: "لم أر في مقدار ما يرويه حديثًا منكرًا فأذكره".

7 -

"تاريخ بغداد"(9/ 29 - 30) وذكر بعض ما تقدَّم عن الأئمة.

8 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 199 - 200) وقال: "ضعَّفوه".

و(ابن أبي العَوَّام) هو (محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العَوَّام الرِّيَاحي أبو بكر وأبو جعفر)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 7) وقال:"المحدِّث الإمام". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "صدوق". وكانت وفاته سنة (276) للهجرة، في شهر رمضان.

كما أنَّ في الإسناد انقطاعًا بين (مَكْحُول) وبين (وَائِلَة بن الأَسْقَع)، فإنَّه دخل عليه ولم يسمع منه كما قال أبو حاتم الرَّازي. انظر "المراسيل" لابنه ص 165 - 166.

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 182) -في ترجمة (العلاء بن كثير الدِّمَشْقِيّ) -، عن سليمان بن الحكم، عن العلاء بن كثير، به.

ص: 527

ورواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(2/ 686 - 687) رقم (1222)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 283) -مخطوط-، من طريق أيوب بن مُدْرِك بن العلاء الحنفي، عن مكحول، عنهما، به.

أقول: إسناده تالف، ففيه (أيوب بن مُدْرِك الحنفي أبو عمرو) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (972).

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 190) -في ترجمة (بشر بن عون القُرَشي) -، من طريق بِشْرٍ هذا، عن بكَّار بن تميم، عن مَكْحُول، عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع به مرفوعًا.

وفيه (بشر بن عون القُرَشي الشَّامي)، قال ابن حِبَّان عنه:"روى عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخةً فيها ستمائة حديث كلّها موضوعة. لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ".

ورواه مختصرًا، أبو يعلى في "مسنده"(13/ 476) رقم (7491)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 63) رقم (153)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1820) -في ترجمة (عثمان بن عبد الرحمن الطَّرَائِفي الحَرَّاني) -، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عَنْبَسة بن سعيد القرشي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع مرفوعًا:"سِحَاقُ النِّسَاء بينهنَّ زِنًى".

هذا لفظ أبي يعلى، ولفظ الطبراني:"السِّحَاقُ بين النِّساء زنا بينهنَّ". ولفظ ابن عدي كلفظ آخر حديث الخطيب.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 256): "رواه الطبراني وأبو يعلى. . . ورجاله ثقات".

أقول: رجاله ثقات عدا (عثمان بن عبد الرحمن الطَّرَائفي الحَرَّاني أبو عبد الرحمن)، وقد أبان عن حاله الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 11 -

ص: 528

12) خير بيان، فقال:"صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فَضُعِّفَ بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نُمَيْر إلى الكذب، وقد وثّقه ابن مَعِين، من التاسعة، مات سنة اثنتين ومائتين"/ د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 134 - 135).

أمَّا قول محقق "المعجم الكبير" الشيخ حمدي السَّلَفي معقبًا على قول الهيثمي: "رجاله ثقات": "كيف يكون رجاله ثقات وفيهم عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي وهو متروك وكذَّبه ابن معين. وعَنْبَسة: ضعيف"، فإنه موضع نظر. فإن (عثمان بن عبد الرحمن) الذي في الإسناد، ليس (الوقَّاصي) المتروك، وإنما هو (الطَّرَائِفي الحَرَّاني)، حيث إنَّ ابن عدي قد رواه في ترجمته كما تقدَّم، فضلًا عن أنَّ (الطَّرَائِفي الحَرَّاني) هو الذي يروي عن (عَنْبَسة بن سعيد القرشي)، وهو من يروي عنه (بقيَّة بن الوليد) وهو من أقرانه. أمَّا (الوقَّاصي) فلا رواية له عن (عَنْبَسة)، ولا يروي عنه (بقيَّة). انظر:"تهذيب الكمال"(2/ 913 - 914) -مخطوط-.

وأمَّا قول الشيخ السَّلَفي: "وعَنْبَسَة: ضعيف". فهو محلُّ نظر أيضًا، فإنَّ (عَنْبَسة بن سعيد) هو (القرشي) كما صُرِّحَ به عند أبي يعلى. وهو ثقة معروف. انظر ترجمته في "التهذيب"(8/ 156 - 157)، و"التقريب"(2/ 88).

كما أنَّ محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد، قد أخطأ في حكمه على إسناده فقال:"إسناده ضعيف جدًّا لضعف عَنْبَسة. . . وفيه تدليس بقيَّة بن الوليد وقد عنعن". أقول: (عَنْبَسَة) ثقة كما تقدم. و (بقيَّة) قد صرَّح بالتحديث عند الطبراني وابن عدي.

* * *

1319 -

أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا محمد بن محمد البَاغَنْدِيّ قال: ذكر محمد بن الصَّبَّاح قال: حدَّثنا سليمان بن الحكم بن

ص: 529

عَوَانَة، عن القاسم بن الوليد، عن سِنَان بن الحارث، عن طَلْحَة بن مُصَرِّف، عن مجاهد،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَتَوارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ".

(9/ 30) في ترجمة (سليمان بن الحكم بن عَوَانَة الكَلْبِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من أوجه أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (سليمان بن الحَكَم بن عَوَانَة الكَلْبِي): ضعَّفوه. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1318).

كما أنَّ (محمد بن محمد البَاغَنْدِيّ أبو بكر) وهو صدوق مدلِّس -وتقدَّمت ترجمته في حديث (197) - لم يصرِّح بالرواية عن (محمد بن الصَّبَّاح).

و(سِنَان بن الحارث) هو (ابن مُصَرِّف، ابن أخي طلحة بن مُصَرِّف)، وقد ترجم له في "التاريخ الكبير"(4/ 165)، و"الجرح والتعديل"(4/ 254)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" (6/ 434) و (8/ 299) وقال:"يروي المقاطيع".

و(محمد بن الصَّبَّاح) هو (ابن سفيان الجَرْجرَائي أبو جعفر التَّاجر)، قال عنه في "التقريب" (2/ 171):"صدوق، من العاشرة"/ د ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا. في: "السِّيَر"(10/ 672 - 673)، و"التهذيب"(9/ 228 - 229).

وشيخ الخطيب (الأَزْهَرِيّ) هو: (عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الأزهري أبو القاسم): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

ص: 530

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 594 - 595) رقم (1964)، من طريق عُبَيْدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد به مطوَّلًا جدًّا. وفيه:"ولا يتوارثُ أهل مِلَّتَيْنِ".

ورجال إسناده حديثهم حسن، و (سنان بن الحارث) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما تقدَّم، وقد روى عنه جَمْعٌ.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 921) إلى الخطيب وحده.

والحديث مروي من أوجه كثيرة، انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(3/ 84)، و"جامع الأصول"(9/ 599 - 604)، و"مجمع الزوائد"(4/ 225 - 226)، و"فتح الباري"(12/ 51).

ومن ذلك، ما رواه البخاري في الفرائض، باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم (12/ 50) رقم (6764)، ومسلم في أول كتاب الفرائض (3/ 1233) رقم (1614)، وغيرهما، عن أسامة بن زيد مرفوعًا:"لا يرثُ المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ".

ومنها، ما رواه أبو داود في الفرائض، في باب هل يرث المسلم الكافر (3/ 328 - 329) رقم (2911)، وابن ماجه في الفرائض، باب ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك (2/ 912) رقم (2731)، وأحمد في "المسند"(2/ 178 و 195)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 218)، وابن الجارود في "المنتقى" ص 323 رقم (967)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 75 - 76)، وغيرهم، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا:"لا يتوارثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى".

قال الإمام ابن المُلَقِّن في "خلاصة البدر المنير"(2/ 135) رقم (1744): "إسناد أبي داود والدَّارَقُطْنِيّ إسناد صحيح".

ص: 531

وقال العلامة الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" للإمام أحمد (10/ 146) رقم (6664): "إسناده صحيح".

وبلفظ حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عزاه ابن المُلَقِّن في المصدر السابق في الموطن ذاته، إلى النَّسَائي من حديث أسامة بن زيد، وقال:"إسناده صحيح".

أقول: الحديث رواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (1/ 55 - 57) رقم (113).

* * *

1320 -

أخبرنا أبو محمد عمر بن أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن الوَاثِق باللَّه الهَاشِمي، حدَّثنا محمد بن يوسف بن محمد العلَّاف، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزَّهْرَاني -إملاءً من حفظه ببغداد، في المُحَرَّم سنة إحدى وثلاثين ومائتين-، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، حدَّثني مولى لعثمان،

عن أسامة بن زيد قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِصَفْحَةٍ فيها لحمٌ إلى عثمان بن عفَّان، فدخلتُ عليه: فإذا هو جالس مع رقَيَّة، ما رأيت زوجًا أحسن منهما، فجعلت مرَّةً أنظر إلى عثمان ومرَّةُ أنظر إلى رُقَيَّة، فلمَّا رجعت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"دَخَلْتَ عليهما"؟. قال: قلت نعم. قال: "هل رأيت زوجًا هو أحسن منهما"؟ قال: قلت لا يا رسول اللَّه، وقد جعلت مرَّةً أنظر إلى رُقَيَّة ومرَّةً أنظر إلى عثمان.

(9/ 39) في ترجمة (سليمان بن داود الزَّهْرَاني العَتَكِي البَصْرِي أبو الرَّبيع).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ص: 532

لجهالة الراوي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه.

وشيخ الخطيب (عمر بن أحمد بن عمر الهاشمي أبو محمد) ترجم له في "التاريخ"(11/ 276) وقال: "كان صدوقًا". توفي عام (453 هـ).

و (محمد بن يوسف بن محمد العلَّاف أبو بكر) يُعْرَفُ (بابن دُوستْ)، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/ 409) وقال:"كان ثقة". وفيه عن العَتِيقي: "شيخ صالح ثقة". توفي سنة (381 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 31) رقم (97)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 152 - 153) -مخطوط-، من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزَّهْراني، عن حمَّاد بن زيد، به.

قال الطبراني: "وهذا كان قبل نزول آية الحجاب".

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 80) بعد أن عزاه للطبراني: "وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقد عزاه في "كنز العُمَّال"(13/ 62 - 63) رقم (36258) إلى البَغَوي وابن عساكر. وفاته عزوه للطبراني.

* * *

1321 -

أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان، حدَّثنا أحمد بن العبَّاس بن شُقَيْر، حدَّثني أبو أحمد البَرْبَرِيّ، حدَّثنا سليمان بن الرَّبيع -في دار الرَّقيق سنة أربع وثلاثين ومائتين-، حدَّثنا أبي: الرَّبيع بن سليمان، عن أبي المُحَبَّر، عن عثمان بن عطاء الخُرَاساني، عن أبيه، عن أبي سفيان الأَلْهَاني،

ص: 533

عن تَمِيم الدَّارِي قال: سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن معانقة الرَّجُل أخاهُ إذا هو لَقِيَه؟ فقال: "كانت تحيَّة أهل الإيمان وخالص ودِّهم، وأنَّ أوَّل من عانق إبراهيم". "ذكر الحديث بطوله".

(9/ 40) في ترجمة (سليمان بن الرَّبيع بن سليمان).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عثمان بن عطاء بن أبي مُسْلِم الخُرَاسَاني) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن معين" ص 393 رقم (498) وقال: "ضعيف الحديث". فسأله ابن الجُنَيْد: هو عطاء بن مَيْسَرَةَ الخُرَاساني؟ قال: نعم.

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 244) وقال: "ليس بذلك".

3 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 159 رقم (282) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث".

4 -

"الضعفاء الكبير" للعُقَيْلي (3/ 210 - 211) وفيه عن ابن مَعِين: "كان ضعيفًا".

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 162) وفيه عن دُحَيْم: "لا بأس به". وقال أبو حفص عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

6 -

"المجروحين"(2/ 100) وقال: "أكثر روايته عن أبيه، وأبوه لا يجوز الاحتجاج بروايته لما فيها من المقلوبات التي وَهِمَ فيها، فلست أدري البلية في تلك الأخبار منه أو من ناحية أبيه".

7 -

"الكامل"(5/ 1817 - 1818) وقال: "هو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".

ص: 534

8 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 114 رقم (155) وقال: "عن أبيه أحاديث منكرة".

9 -

"الميزان"(3/ 48 - 49) وقال: "ضعَّفه مسلم ويحيى بن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ. . . وقال ابن خُزَيْمَة: لا أحتج به".

10 -

"التقريب"(2/ 12) وقال: "ضعيف، من السابعة، مات سنة خمس وخمسين -يعني ومائة-، وقيل سنة إحدى"/ خد ق.

وأبوه (عطاء بن أبي مُسْلِم الخُرَاسَاني أبو عثمان) قال عنه في "المغني"(2/ 434): "صدوق مشهور". وقال في "التقريب"(2/ 23): "صدوق يَهِمُ كثيرًا، ويُرْسِلُ ويُدَلِّسُ، من الخامسة، مات سنة خمس وثلاثين -يعني ومائة-، لم يصح أنَّ البخاري أخرج له"/ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "سِيَر أعلام النبلاء" (6/ 140 - 143)، و"التهذيب" (7/ 212 - 215).

و(أبو سفيان الأَلْهَاني) هو (محمد بن زياد الحِمْصِيّ) قال عنه في "التقريب"(2/ 162): "ثقة، من الرابعة"/ خ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "ميزان الاعتدال" (3/ 551 - 552)، و"التهذيب" (9/ 170).

وصاحب الترجمة (سليمان بن الربيع بن سليمان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 154) في ترجمة (عمر بن حفص بن مُحَبَّر)، وقال: مجهول.

أمَّا والده (الربيع بن سليمان أبو سليمان)، فقد ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 239)، وقال:"يروي عن حفص بن عبد اللَّه عن عثمان بن عطاء عن أبيه وأبي سفيان الأَلْهَاني عن تميم الدَّاري قصَّة المعانقة، روى عنه أحمد بن إبراهيم المَوْصِلِي".

ولم أقف على من ترجم له غيره.

ص: 535

ومنه يعلم ما في قول محقق كتاب "الإخوان" ص 185: "أنَّه الأَزْدِي البَصْرِي الخُلْقَاني. قال ابن مَعِين: ليس بشيء. "الميزان" 2/ 41، و"اللسان" (2/ 445) "، من الخطأ. فضلًا عن أنَّه ورد في "الجرح والتعديل"(3/ 463)، و"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 299)، و"اللسان"(2/ 445)، و"الأنساب" (5/ 163) بأسم:"الربيع بن سليم" وهو يوافق ما في بعض نسخ "ميزان الاعتدال" كما ذكر محققه. وقال العلَّامة اليَمَاني فيما علَّقه على "الأنساب": أنَّه ورد في بعض نسخ "الأنساب": "سليمان" وهو خطأ.

أقول: قد ورد في "تاريخ ابن مَعِين"(2/ 161) باسم: "الربيع بن سليمان".

و(أبو المُحَبَّر) هو (عمر بن حفص بن مُحَبَّر)، ترجم له العُقَيْلِي في الضعفاء" (3/ 154 - 155) وقال: مجهول.

و(أبو أحمد البَرْبَرِيّ) هو (محمد بن موسى بن حمَّاد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 243) وقال: "كان أخباريًا، صاحب فهم ومعرفة بأيام النَّاس". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيِّ: "ليس بالقويِّ". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 91 - 92) وقال: "الإمام الحافظ الباهر الأخباري". وقال بعد أن ذكر عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله المتقدِّم: "غيره أتقنُ منه، ولكنه من أوعية العلم". وكانت وفاته (294 هـ).

و(أحمد بن العبَّاس بن شُقَيْر) لم يتبين لي.

و(أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان) هو: (أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شَاذَان البغدادي البزَّاز أبو بكر)، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 18 - 20) وقال:"كان ثقةً ثَبْتًا صحيح السماع، كثير الحديث". وفيه عن الأَزْهَرِيّ: "كان ثقةً ثَبْتًا حُجَّةً". وقال العَتِيقي: "ثقة مأمون". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(16/ 429 - 430) وقال: "الشيخ الإمام المحدِّث الثقة المتقن. وكان وفاته سنة (383 هـ).

ص: 536

وشيخ الخطيب الحسن بن أبي طالب) هو (الحسن بن محمد بن الحسن الخلَّال): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (368).

التخريج:

رواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الإخوان" ص 184 - 185 رقم (125) من طريق سَلَمَة بن صالح، عن الرَّبيع بن سليمان، عن عثمان بن عطاء الخُرَاسَاني، عن أبيه، به. واول المرفوع عنده:"كانت تحيَّة الأمم وخالص ودِّهم. . . ". وذكره مختصرًا كما عند الخطيب.

ولم يعزه محققه لأحد! .

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(3/ 154 - 155) -في ترجمة عمر بن حفص بن مُحَبَّر) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 250) رقم (1226)، من طريق قيس بن حفص الدَّارِمي، عن سليمان بن الربيع، عن عمر بن حفص بن المحبَّر، عن عثمان بن عطاء، به، مختصرًا أيضًا، لكن بأطول مما عند الخطيب. وأشار إلى طوله فقال:"وذكر حديثًا طويلًا".

قال العُقَيْلِي: "سليمان وعمر: مجهولان، والحديث غير محفوظ. . . وقد تابعه من هو نحوه أو دونه، وليس له رواية من طريق يثبت".

وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 189) -في ترجمة (عمر بن حفص بن المحبَّر) - بعد أن ساق الحديث عن العُقَيْلِي: "وذكر حديثًا طويلًا موضوعًا. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: لعل الآفة منه في رفعه؛ فيحتمل أنه موقوف".

وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 298).

ورواه مطوَّلًا ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 238 - 239) -في ترجمة (سلمة بن صالح الأحمر) -، من طريق محمد بن الصَّبَّاح، عن سَلَمَة بن صالح، عن عثمان بن عطاء، به. وأشار إلى طول الحديث.

ص: 537

ومن هذا الطريق، مع ذكر الحديث بطوله، رواه الشَّجَري في "أماليه"(2/ 132 - 133).

ومن هذا الطريق -مع ذكر (الربيع بن سليمان) بين (سلمة) و (عثمان) -، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 250 - 251) رقم (1227)، بأخصر من رواية ابن حِبَّان، وقال:"هذا لا يثبت أيضًا، وهو من تخليط سلمة بن صالح. قال يحيى: ليس بشيء. وقال أبو داود والنَّسائي: متروك الحديث. وقال ابن حِبَّان: لا يحلُّ كتب حديثه إلا تعجبًا".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 47 - 49) رقم (45)، من طريق حفص بن عبد اللَّه، عن عثمان بن عطاء، به، مطوَّلًا جدًّا، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وفيه مجاهيل". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد في (عثمان بن عطاء).

وذكره السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(1/ 283 - 284) -في تفسير الآية 124 من سورة البقرة- بطوله، وعزاه لابن أبي الدُّنيا في كتاب "الإخوان"، والخطيب في "تاريخه"، والدَّيْلَمي في "مسند الفردوس"، والغسولي في "جزئه". وفاته عزوه للعُقَيْلِي وابن حِبَّان.

* * *

1322 -

أخبرني عليّ بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، أخبرنا محمد بن عِمْرَان بن موسى الصَّيْرَفِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ بن عبد اللَّه المَدِيني قال: سمعتُ أبي يقول: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عليّ بن زيد،

عن ابن المسيَّب قال: قال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُريتُ بني أُمَيَّة يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فشقَّ عليَّ، فأُنزلت {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القَدْر: الآية 1] ".

ص: 538

(9/ 44) في ترجمة (سليمان بن داود بن بشر المِنْقَرِيّ البَصْرِيّ أبو أيوب، يُعْرَفُ بالشَّاذَكُوني).

مرتبة الحديث:

منكر جدًّا.

وفي إسناده عِلَّتَان: الأولى: الإرسال. والأخرى: وجود (عليّ بن زيد بن جُدْعَان) فيه، وهو ضعيف، وكان شيعيًا غاليًا. وسبقت ترجمته في حديث (241).

وقد نقد الإمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 566 - 567) متن الحديث نقدًا عاليًا، وقال:"منكر جدًّا". ونقل عن شيخه الإمام المِزِّيّ قوله فيه أيضًا: "منكر". وقد سبق في حديث (1232) ذكر خلاصة نقده هذا.

وذكر الخطيب بالإسناد المتقدِّم عن عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني أنَّه قال: "سمعتُ أبي -وقلت له-: شيئًا رواه الشَّاذَكُوني عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيَّب قال: قال رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلَّم: "أُريت بني أُمَيَّة في صورة القِرَدَةِ والخنازيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فشقَّ عليَّ ذلك، فأُنزلت {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القَدْر: الآية 1]، فأنكر في "صورة القردة والخنازير" أشدَّ الإنكار". ثم ساق عليّ بن المَدِيني الحديث عن يحيى بن سعيد باللفظ المتقدِّم.

أقول: في إسناده صاحب الترجمة (سليمان بن داود بن بِشْر المِنْقَري أبو أيوب الشَّاذَكُوني)، وهو ضعيف جدًّا. ورماهُ ابن مَعِين وصالح جَزَرَة بالكذب. وقد طوَّل الحافظ الخطيب ترجمته في "تاريخه"(9/ 41 - 48)، ونقل أقوال النُّقَّاد فيه. وانظر في ترجمته أيضًا:"الكامل" لابن عدي (3/ 1142 - 1145) وقال: "حافظ ماجِنٌ، عندي ممن يسرق الحديث"، و"المغني"(1/ 279)، و"ميزان

ص: 539

الاعتدال" (2/ 205 - 206)، و"اللسان" (3/ 84 - 88)، و"سِيَر أعلام النبلاء" (10/ 679 - 684) وقال: "العالم الحافظ البارع. . . أحد الهَلْكَى".

التخريج:

لم يروه غير الخطيب من حديث ابن المسيَّب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 569) إليه وحده.

والحديث مروي عن ابن عبَّاس، والحسن بن عليّ بن أبي طالب. وقد تَقَدَّمَ تخريجه عنهما في حديث (1232).

* * *

1323 -

أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البَيِّع، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد بن حفص العطَّار، حدَّثنا سليمان بن الرَّبيع، حدَّثنا همَّام بن مُسْلِم الزَّاهد، عن مُقَاتِل بن حَيَّان، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "من اشتكى ضرسه فليضع أُصْبُعَهُ عليه وليقرأ هذه الآية: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}

(1)

[سورة المُلك: الآية 23] ".

(9/ 54) في ترجمة: (سليمان بن الرَّبيع بن هشام النَّهْدِي الكوفي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا، والمَتْنُ مُنْكَرٌ. وقال ابن الجَوْزي:"لا يصحُّ".

(1)

في المطبوع، وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، ورد نص الآية هكذا:(هو الذي أنشأكم من نفس واحدة وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون) وهو خطأ. وقد وردت على الصواب في "العلل" لابن الجَوْزي (2/ 398)، وهو يروي الحديث عن الخطيب من طريقه هذا.

ص: 540

ففيه صاحب الترجمة (سليمان بن الرَّبيع بن هشام النَّهْدِي الكوفي أبو محمد)، وقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"كان ضعيفًا". وقال مرَّةً: "روى أحاديث مناكير".

وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 207) وقال: "تركهـ أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ وقال: غير أسماء مشايخ".

كما أنَّ فيه (همَّام بن مُسْلِم الزَّاهد) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(3/ 96 - 97) وقال: "كان ممَّن يسرق الحديث ويحدِّث به، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم على قلَّة معرفته بصناعة الحديث، فلما فحش ذلك منه وكثر في روايته بطل الاحتجاج به".

2 -

وذكره الخطيب في "تاريخه"(1/ 33) وقال: "مجهول".

3 -

"اللسان"(6/ 199 - 200) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل": "متروك".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 397 - 398) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بمن تقدَّم.

وعزاه في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 237) إلى الخطيب وابن المنذر.

وقد ذكر السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 237 - 238) أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ أخرجه في "الأفراد" من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا -بمثل حديث الخطيب-، إلَّا أنَّ فيه:"وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات: "{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ} إلى قوله: {يَفْقَهُونَ} [سورة الأنعام: الآية 98]، و {هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ} إلى قوله:{تَشْكُرُونَ} [سورة المُلك: الآية 23] فإنَّه يبرأ بإذن اللَّه".

* * *

ص: 541

1324 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا سليمان بن الأشعث بن إسحاق -أبو داود-، حدَّثنا أبو سَلَمَة، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،

عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم آخي بين الزُّبَيْر وبين عبد اللَّه بن مسعود.

(9/ 56) في ترجمة (سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأَزْدِيّ السِّجِسْتَانِيّ أبو داود).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح.

و (أبو سَلَمَة) هو (موسى بن إسماعيل المِنْقَرِيّ التَّبُوذَكِيّ)، قال عنه في "التقريب" (2/ 280):"مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثَبْتٌ من صغار التاسعة، ولا التفات إلى قول ابن خِراش: تكلَّم النَّاس فيه، مات سنة ثلاث وعشرين -يعني ومائتين-"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(10/ 360 - 365)، و"التهذيب"(10/ 333 - 335).

وشيخ الخطيب (علي بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل) هو (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن بِشْرَان الأُمَوي أبو عبد اللَّه): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (511).

التخريج:

لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه.

ثم وجدتُ الحافظ الذَّهَبِيَّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(1/ 467) في ترجمة ابن مسعود، يذكره بالإسناد المتقدِّم معزوًا إلى أبي داود في "سننه". ولم أجده في "سنن أبي داود" المطبوع، كما أنِّي لم أجده في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ. ولا

ص: 542

أدري إن كان الذَّهَبِيُّ قد وقف على حديث الخطيب هذا الذي يرويه عن أبي داود، فظن أنَّه رواه في "السنن" فعزاه له؟ أم أنَّه وقف عليه في إحدى روايات "السنن"؟ واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد روى الحاكم في "المستدرك"(3/ 314)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 179) رقم (12816)، و"المعجم الأوسط"(1/ 506) رقم (933)، من طريق سعيد بن سليمان الوَاسِطي، عن عبَّاد بن العَوَّام، عن سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن جابر بن زيد

(1)

، عن ابن عبَّاس مثل حديث أنس.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 171): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، ورجال الأوسط ثقات".

وقال محقق "المعجم الأوسط" الدكتور محمود الطَّحَّان حفظه المولى في تخريجه له: "لم أجده"!.

* * *

1325 -

أخبرنا أبو الفرج الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث، حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمد بن عمرو الرَّازي، حدَّثنا عبد الرحمن بن قيس، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن أبي العُشَرَاء الدَّارِمي،

عن أبيه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن العَتِيْرَةِ فَحَسَّنَهَا.

(9/ 57) في ترجمة (سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأَزْدِيّ السِّجِسْتَانِيّ أبو داود).

(1)

في "المعجم الأوسط": "عن سعيد بن جُبَيْر".

ص: 543

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (119).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (119).

كما تقدَّم في الحديث المذكور تفسير معنى "العتيرة".

* * *

1326 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدَّثنا أبو داود سليمان بن معروف العَسْكَرِي -بِسُرَّ مَنْ رَأى-، حدَّثنا النَّضْر بن سَلَمَة، حدَّثنا زيد بن المبارك الصَّنْعَاني، وحسَّان بن عبَّاد.

وأخبرني أحمد، ويحيى أنهما كتبا عنه، قالا: حدَّثنا محمد بن سليمان بن مَسْمُول

(1)

قال: حدَّثني حِزَام بن هشام قال: سمعتُ أبي يقول:

سمعتُ عمر بن الخطَّاب يقولُ: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ".

(9/ 60 - 61) في ترجمة (سليمان بن معروف العَسْكَرِيّ أبو داود).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى. وعدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.

(1)

وردت صورة الإسناد في "العلل" لابن الجَوْزي (2/ 260) هكذا: ". . . حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني وحسان بن عبَّاد قالا: حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول. . . ". وما في المطبوع يوافق مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، و"المعجم" لأبي بكر الإسماعيلي ص 141.

ص: 544

ففيه (محمد بن سليمان بن مَسْمُول المَخْزُومِيّ المَكِّي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (364).

وصاحب الترجمة (سليمان بن معروف العَسْكَرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو بكر الإسماعيلي) هو (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجُرْجَاني): ثقة. وستأتي ترجمته في حديث (1514).

و (البَرْقاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب): ثقة، من أشهر شيوخ الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).

التخريج:

رواه أبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" ص 141 رقم (279)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 260) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يثبت". وأعلَّه بـ (محمد بن سليمان بن مَسْمُول المَخْزُومِيّ).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 445) إلى الخطيب وابن عساكر.

وقد سبق تخريجه والكلام عليه في حديث (684).

* * *

1327 -

أخبرني أبو القاسم عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجار، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا أبو محمد الطُّوسِيّ سليمان بن وَقْدَان، حدَّثنا إسماعيل بن أبي كَرِيمة، حدَّثنا محمد بن سَلَمَة، حدَّثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيْط، عن محمد بن أسامة بن زيد،

ص: 545

عن أبيه قال: اجتمع جعفر وعليّ وزيد، فقال جعفر: أنا أَحَبُّكُمْ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقال عليٌّ: أنا أحبُّكم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقال زيد: أنا أحبُّكم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقاموا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاستأذنوا عليه وأنا معه في الحُجْرَةِ، فقال لي:"انظر من هؤلاء"؟ فنظرتُ، فقلتُ: عليٌّ وجعفر وزيد، فقال:"ايذن لهم". فدخلوا عليه فقالوا: مَنْ أحبُّ النَّاس إليكَ يا رسول اللَّه؟ قال: "فاطمة". قالوا ليس عن النِّسَاء نسألك، فقال: "أمَّا أنت يا جعفر فَيُشْبِهُ خَلْقُكَ خَلْقِي

(1)

، وأنت من شجرتي. وأمَّا أنت يا عليّ فَخَتْنِي وأبو ولدي. وأمَّا أنت يا زيد فمولايَ وأنتَ أحبّهم إليّ".

(9/ 62) في ترجمة (سليمان بن داود بن كثير بن وَقْدَان الطُّوسِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا شيخ الخطيب فإنَّه صدوق كما قال في ترجمته من "التاريخ"(10/ 386).

وفيه عنعنة (محمد بن إسحاق بن يَسَار المُطَّلِبي)، وهو صدوق مدلِّسٌ لا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح فيه بالسماع. انظر:"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" للحافظ ابن حَجَر ص 132 - 133، حيث جعله من أهل المرتبة الرابعة، وهم -كما قال في مقدمة كتابه المذكور- ص 24 - :"من: اتَّفق على أنَّه لا يُحْتَجُّ بشيء من حديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل".

وانظر في ترجمته وأقوال النُّقَّاد فيه: "سِيَر أعلام النبلاء"(7/ 33 - 55)،

(1)

في "المستدرك"(3/ 217) بعد قوله هذا زيادة هي: "ويشبه خُلُقُك خُلُقُي". وفي "المسند" الأحمد (5/ 204): "فأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقُي، وَأَشْبَهَ خَلْقِي خَلْقُكَ".

ص: 546

و"ميزان الاعتدال"(3/ 468 - 475) للذَّهَبِيّ، وقال في خاتمة ترجمته:"فالذي يظهر لي أنَّ ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نَكَارَةٌ، فإنَّ في حفظه شيئًا. وقد احتجَّ به أئمة"، و"المغني" (2/ 552 - 553) له أيضًا وقال في مفتتحها:"أحد الأعلام، صدوق قوي الحديث"، و"تهذيب التهذيب"(9/ 38 - 49)، و"التقريب" (2/ 144) وقال:"إمام المغازي، صدوق يرسل، ورُمي بالتَّشَيُّع والقَدَر، من صغار الخامسة"/ خت م 4. وكانت وفاته سنة (150 هـ).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 204)، وابن سعد في "الطبقات"(3/ 43 - 44) -مختصرًا-، والحاكم في "المستدرك"(3/ 217)، من طريق محمد بن سَلَمَة

(1)

، عن محمد بن إسحاق، به.

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 274 - 275): "رواه أحمد وإسناده حسن".

وقال الحافظ في "الإصابة"(1/ 564) في ترجمة (زيد بن حارثة) بعد أن عزاه لابن سعد: إسناده حسن.

أقول: وهذا منهم موضع نظر، فإنَّ (محمد بن إسحاق) عند من أخرجه من المذكورين، لم يصرِّح بالسماع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

(1)

تَصَحَّفَ في "المستدرك"(3/ 217) إلى "مسلمة". والتصويب من "الجرح والتعديل"(7/ 276)، و"التهذيب"(9/ 197 - 194). وهو (محمد بن سلمة بن عبد اللَّه البَاهِلِي الحَرَّاني).

ص: 547

وللحديث سياقة أخرى تقدَّمت في حديث (520) فانظرها إن شئت.

* * *

1328 -

حدَّثنا ابن الجُنَيْد -لفظًا-، حدَّثنا أبو عليّ سليمان بن داود بن سليمان الفَرَائِضي -إملاءً من لفظه-، حدَّثنا محمد بن هارون -يعني ابن المُجَدَّر-، حدَّثنا داود -يعني ابن رُشَيْد-، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر، أخبرني سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه،

عن أبي هريرة: سمعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلًا يقولُ: اللَّهُمَّ أعطني أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، فقال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وتهريق

(1)

مُهْجَتَكَ في سبيل اللَّه عز وجل".

(9/ 64) في ترجمة (سليمان بن داود بن سليمان الفَرَائِضِيّ أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وهو حسن من حديث سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه.

ففيه (عبد اللَّه بن جعفر بن نَجِيح السَّعْدِي المَدَني أبو جعفر -والد عليّ بن المَدِيني-) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(5/ 62) وقال: "يحيى بن مَعِين تَكَلَّمَ فيه".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 148 رقم (346) وقال: "متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(5/ 22 - 23) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث جدًّا ضعيف الحديث، يحدِّث عن الثقات بالمناكير، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به، كان عليٌّ لا يحدِّثنا عن أبيه. . ". وقال عمرو بن عليّ الصَّيْرَفي: "ضعيف الحديث".

(1)

في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس: "ويهريق".

ص: 548

4 -

"المجروحين"(2/ 14 - 16) وقال: "كان ممن يهم في الأخبار حتَّى يأتي بها مقلوبة، ويخطيء في الأثار حتَّى كأنَّها معمولة". وفيه عن ابنه عليّ بن المَدِيني: "هذا هو الدِّين، أبي ضعيف".

5 -

"الكامل"(4/ 1493 - 1497) وقال: "عامَّة حديثه عمَّن يروي عنهم لا يتابعه أحد عليه، وهو مع ضعفه ممَّن يُكْتَبُ حديثه".

6 -

"الكاشف"(2/ 69) وقال: "ضعَّفوه".

7 -

"التقريب"(1/ 406 - 407) وقال: "ضعيف، من الثامنة، يقال تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ، مات سنة ثمان وسبعين -يعني ومائة-"/ ت ق.

وصاحب الترجمة (سليمان بن داود الفَرَائِضِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(سُهَيْل بن أبي ذَكْوَان السَّمَّان المَدَني أبو يزيد): ثقة تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (266).

وشيخ الخطيب (ابن الجُنَيْد) هو (أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجُنَيْد الخُطَبِيّ أبو الحسين الثاني، ويعرف بابن السَّوَادي)، ترجم له في "التاريخ" (4/ 322 - 323) وقال:"كان ثقة". وتوفي عام (421 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات. والظَّاهر أن هذا الحديث من ضمن الأحاديث التي وَهِمَ فيها (عبد اللَّه بن جعفر السَّعْدي) وقَلَبَهَا، حيث رُوي هذا الحديث من طريق حسن، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن محمد بن مسلم بن عَائِذ، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص كما سيأتي في التخريج.

التخريج:

لم يروه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه غير الخطيب في كُلِّ ما وقفت عليه.

ص: 549

لكنه روي من حديث سعد بن أبي وقَّاص، أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 231) رقم (453)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 318 - 319) رقم (1113)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 56 - 57) رقم (697)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 108 رقم (93)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" أيضًا ص 53 - 54 رقم (106)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 74 - 75) رقم (4621)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 207)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 1052 - 1026) رقم (492)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 222)، من طريق عبد العزيز الدَّارَاوَرْدِيّ، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن محمد بن مسلم بن عَائِذ

(1)

، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أنَّ رجلًا جاء إلى الصَّلاة ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فقال حين انتهى إلى الصَّفِّ: اللَّهُمَّ آتني أَفْضَلَ ما تُؤتي عِبَادَك الصَّالِحِينَ. قال فلمَّا قَضَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قال:"مَنِ المُتَكَلِّمُ آنِفًا"! قال الرَّجُلُ: أنا يا رسول اللَّه قال: "إذن يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وتَسْتَشْهِدُ في سبيلِ اللَّهِ".

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(1/ 389)، بأنَّ في إسناده (محمد بن مسلم بن عَائِذ) لم يخرِّج له مسلم، وقال: "وقد قال أبو حاتم الرَّازي: إنَّه مجذوب مجهول وما وجدت عنه راويًا إلَّا سهيل بن أبي صالح، وهو من أقرانه. نعم وثَّقه العجلي. فأقوى رتب حديثه أن يكون حسنة، وابن خُزَيْمَة وابن

(1)

أقول: لم يُذْكَرْ (محمد بن مسلم بن عائذ) عند الحاكم في "المستدرك" المطبوع. وكأنه سقط منه. يدلُّ عليه تعقب ابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(1/ 389)، وسيذكر عند الكلام على الحديث. كما يؤكده قول البزَّار في مسنده (3/ 320) بعد روايته له من الطريق المتقدِّم:"ولا نعلم يُروى عن سعد إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وانظر في تأكيد ذلك أيضًا: "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 342 - 343) رقم (614).

ص: 550

حِبَّان ومن تبعهما لا يفرِّقون بين الصحيح والحسن".

وقد قال الحافظ قبل ذلك بعد روايته لحديث سعد رضي الله عنه من الطريق المتقدِّم: "هذا حديث حسن".

* * *

1329 -

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، حدَّثنا إسماعيل بن بسَّام أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني.

وأخبرنا عليّ بن الحسن المَلَكِي -واللفظ لحديثه-، أخبرنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، حدَّثنا عمر بن إسماعيل بن أبي غَيْلان أبو حفص الثَّقَفِي -في سنة ست وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني إسماعيل بن إبراهيم، حدَّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِي، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من نَسِيَ صلاةً فلم يَذْكُرْهَا إلَّا وهو مع الإِمام فَلْيُصَلِّ مع الإِمام، فإذا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلاة التي نَسِيَ، ثم يُعِيدُ الصَّلاةَ التي صَلَّاها مع الإِمام".

(9/ 67) في ترجمة (سعيد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه المَدِيني أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

ضعيف. والصحيح وَقْفُهُ على عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما.

وقد تفرَّد برفعه (إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَاني أبو إبراهيم) كما قال البيهقي -وسيأتي تفصيل ذلك في التخريج-.

و (إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَاني) قال فيه أحمد وابن مَعِين وأبو داود والنَّسَائي: "ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال ابن قَانِع: "ثقة". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". انظر: "تاريخ بغداد"(6/ 264 - 265)،

ص: 551

و"تهذيب الكمال"(3/ 13 - 16)، و"التهذيب"(1/ 271 - 272)، و"التقريب" (1/ 65) وقال:"لا بأس به"/ س.

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ المَدِينيّ أبو عبد اللَّه) وقد تكلَّم فيه بعضهم. وترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 125 رقم (388) وقال: "ثقة".

2 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 138) وقال: "ليِّن الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(4/ 41 - 42) وفيه عن أحمد: "ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "صالح".

4 -

"المجروحين"(1/ 323) وقال: "يروي عن عبيد اللَّه بن عمر وغيره من الثقات أشياء موضوعة، يتخايل إلى من يسمعها أنَّه كان المتعمد لها".

5 -

"الكامل"(3/ 1235 - 1237) وقال: "له أحاديث غرائب حسان وأرجو أنَّها مستقيمة، وإنَّما يَهِمُ عندي في الشيء، بعد الشيء، يرفع موقوفًا، ويوصل مرسلًا، لا عن تعمُّد".

6 -

"تاريخ بغداد"(9/ 67 - 69) وفيه عن زكريا السَّاجي: "روى عن هشام بن عُرْوَة وسهيل بن أبي صالح أحاديث لم يُتَابَعْ عليها". وقال النَّسَائي: "لا بأس به".

7 -

"التهذيب"(4/ 55 - 56) وقال: "وثَّقه ابن نُمَيْر وموسى بن هارون والعِجْلِي والحاكم أبو عبد اللَّه. . . ونقل ابن الجَوْزي عن أبي حاتم: لا يُحْتَجُّ به".

8 -

"التقريب"(1/ 300) وقال: "صدوق له أوهام، من الثامنة، وأفرط ابن حِبَّان في تضعيفه، مات سنة ست وسبعين -يعني ومائة-، وله اثنان وسبعون"/ عخ م د س ق.

ص: 552

التخريج:

رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 467)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 221)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 323)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1236) -كلاهما في ترجمة (سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي) -، من طريق أبي إبراهيم التَّرْجُمَاني، عن سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ، به.

قال البيهقي عقبه: "تفرَّد أبو إبراهيم التَّرْجُمَاني برواية هذا الحديث مرفوعًا، والصحيح أنَّه من قول ابن عمر موقوفًا. وهكذا رواه غير أبي إبراهيم عن سعيد". ثم ساقه من طريق يحيى بن أيوب، عن سعيد بن عبد الرحمن موقوفًا، وقال:"وكذلك رواه مالك بن أنس وعبد اللَّه بن عمر العُمَرِي، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا".

وقال ابن عدي: "وهذا لا أعلم أحدًا رفعه عن عبيد اللَّه غير سعيد بن عبد الرحمن".

وذكره ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 443 - 444) من الطريق المتقدِّم، ونقل عن الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ قوله:"وهم في رفعه، والصحيح أنَّه موقوف من قول ابن عمر، كذلك رواه مالك عن نافع عن ابن عمر قوله".

وقد ذكره ابن أبي حاتم الرَّازي في "علله"(1/ 108) وقال: "إنَّه سأل أبا زُرْعَة الرَّازي عنه، فقال له: "هذا خطأ، رواه مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفًا، وهو الصحيح. وأُخبرت أنَّ يحيى بن مَعِين انْتَخَبَ على إسماعيل بن إبراهيم، فلمَّا بَلَغَ هذا الحديث جاوزه، فقيل له: كيف لا تكتب هذا الحديث؟ ! فقال يحيى: فعل اللَّه بي إن كتبت هذا الحديث".

والحديث رواه مالك في "الموطأ"(1/ 168)، وعنه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 467)، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا عليه.

ص: 553

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 421)، والخطيب في "تاريخه"(9/ 67)، من طريق يحيى بن أيوب، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عنه، به موقوفًا عليه، ولم يرفعه.

قال الدَّارَقُطْنِيُّ بعد أن أشار إلى رواية أبي إبراهيم التَّرْجُمَاني المرفوعة: "وَوَهِمَ في رفعه، فإنَّ كان قد رجع عن رفعه فقد وُفِّق للصَّواب".

ورواه الطَّحَاويُّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 467)، من طريق الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن، به، موقوفًا على ابن عمر أيضًا.

* * *

1330 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا إسحاق بن أحمد بن عليّ، حدَّثنا إبراهيم بن خالد بن يوسف، حدَّثنا الحسن بن عثمان الزِّيَادي، حدَّثني سعيد بن زكريا المَدَائِنِي، حدَّثنا الزُّبَيْر بن سعيد الهاشمي، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبينَ ذلك أمورٌ مُشْتَبِهَةٌ، مَنْ تَرَكَهَا كان أَوْقَى لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، ومَنْ قَارَبَهَا كانَ كالمُرتع إلى جَانِبِ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فيه".

(9/ 70) في ترجمة (سعيد بن زكريا القُرَشِي المَدَائِنِي أبو عمر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وهو من هذا الوجه غريب. وقد صحَّ من حديث النُّعْمان بن بَشِير رضي الله عنه.

ففيه (الزُّبَيْر بن سعيد بن سليمان الهاشمي المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن معين"(2/ 171) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "كان ضعيفًا".

ص: 554

2 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة الرَّازي (2/ 344) وقال: "شيخ".

3 -

"سؤالات الآجُرِّي لأبي داود" ص 310 وقال: "في حديثه نَكَارَة".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 110 رقم (225) وقال: "ضعيف".

5 -

"المجروحين"(1/ 313) وقال: "قليل الحديث منكر الرواية فيما يرويه، يجب التنكب عن مَفَارِيده، والاحتجاج بما وافق الثقات عنه".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 221 رقم (242) وقال: "يُعْتَبَرُ بما رواه عن عبد اللَّه بن عليّ بن يزيد بن رُكَانَة، فأمَّا ما يرويه عن محمد بن المُنْكَدِر فإنَّه يُتْرَكُ".

7 -

"التقريب"(1/ 258) وقال: "ليِّن الحديث، من السابعة، مات بعد الخمسين -يعني ومائة-"/ د ت ق.

وشيخ أبي نُعَيْم (إسحاق بن أحمد بن عليّ) هو (أبو يعقوب التّاجر)، ترجم له في "تاريخ أَصْبَهَان" (1/ 221) وقال:"سمع من الرَّازيين". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وكانت وفاته سنة (368 هـ).

و(إبراهيم بن خالد بن يوسف) لم أقف على ترجمته، لكن وجدت أبا نُعَيْم في ترجمة شيخه المتقدِّم يسوق حديثًا عن شيخه عن إبراهيم هذا، ويُسمِّيه (إبراهيم بن يوسف بن خالد). بينما وجدته في كتابه "معرفة الصحابة" (3/ 77) يسمِّيه في سياق حديث يرويه عن شيخه (إسحاق بن أحمد التاجر):(إبراهيم بن خالد الرَّازي).

و(أبو نُعَيْم الحافظ) اسمه: (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد المِهْرَانِيّ الأَصْبَهَاني)، وهو أحد الأئمة الثقات الأعلام. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1302).

و(الحسن بن عثمان بن حمَّاد الزِّيَادي أبو حسَّان) ترجم له الخطيب في

ص: 555

"تاريخه"(7/ 356 - 361) وقال: "كان أحد العلماء الأفاضل ومن أهل المعرفة والثقة والأمانة".

و(سعيد بن زكريا القُرَشِي المَدَائِنِي أبو عمر) صاحب الترجمة، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 295):"صدوق، لم يكن بالحافظ، من التاسعة"/ ت ق. وانظر ترجمته مطوَّلًا في: "تهذيب الكمال"(10/ 435 - 439)، و"التهذيب"(4/ 30 - 31).

و(محمد بن المُنْكَدِر) هو (التَّيْمِي المَدَني أبو عبد اللَّه): إمام حافظ قدوة ثقة فاضل، خرَّج له الستة، وتوفي عام (130 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 353 - 361)، و"التهذيب"(9/ 473 - 475)، و"التقريب"(2/ 210).

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 469) -مخطوط-، من طريق ابن شاهين، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغَنْديّ، عن الحسن بن عثمان، عن أبي حسَّان الزِّيادي، عن سعيد بن زكريا المَدَائِنِي، به.

ونقل ابن عساكر عقبه نقلًا عن الإِمام ابن شاهين قوله: "هذا حديث غريب، لا أعلم حَدَّثَ به إلَّا سعيد بن زكريا عن الزُّبَيْر بن سعيد. والمشهور حديث الشَّعْبِيّ عن النُّعْمان بن بشير".

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 408) إلى ابن شاهين

(1)

، والخطيب، وابن عساكر، من الطريق المتقدِّم.

(1)

لم يذكر السُّيُوطيُّ في أي كتاب رواه ابن شاهين. والظَّاهر أنَّه رواه في كتابه "الأحاديث الأفراد"، وهو من محفوظات المكتبة الظاهرية في دمشق -حرسها المولى وسائر بلاد المسلمين-، مجموع رقم (90/ 3)، كما في "تاريخ التراث العربي"(1/ 426).

ص: 556

وقد صَحَّ من حديث النَّعْمَان بن بشير، رواه البُخَاري في الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه (1/ 126) رقم (52)، ومسلم في المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات (3/ 1219 - 1220) رقم (599)، وغيرهما.

قال الإِمام ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحِكَم" ص 58: "هذا الحديث صحيح متفق على صحته من رواية الشَّعْبِيّ عن النُّعْمَان بن بشير، وفي ألفاظه بعض الزيادة والنقص، والمعنى واحد متقارب. وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من حديث: ابن عمر، وعمَّار بن ياسر، وجابر، وابن مسعود، وابن عبَّاس. وحديث النُّعْمَان أصحُّ أحاديث الباب".

أقول: انظر تخريجه عن الصحابة المذكورين عدا (ابن مسعود)، في "مجمع الزوائد"(4/ 73 - 74) و (10/ 293 - 294).

* * *

1331 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، ومحمد بن أحمد بن رِزْق، ومحمد بن الحسين بن الفضل، وعبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة قال: حدَّثني سعيد بن محمد الورَّاق.

وأخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ، وإبراهيم بن عمر البَرْمَكِي، قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا سعيد بن محمد الورَّاق، عن عليّ بن الحَزَوَّر قال: سمعتُ أبا مريم الثَّقَفِيّ يقول:

سمعت عمَّار بن ياسر يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لعليٍّ: "يا عليُّ طُوبى لمن أَحَبَّكَ وصَدَّقَ فيكَ، وَوَيْلٌ لمن أَبْغَضَكَ وَكَذَّبَ فيكَ".

(9/ 71 - 72) في ترجمة (سعيد بن محمد الورَّاق الكوفي أبو الحسن).

ص: 557

مرتبة الحديث:

باطل.

ففي إسناده (عليّ بن الحَزَوَّر الكوفي -وهو عليّ بن أبي فاطمة-) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 416) -وذكر معه غيره- وقال: "ليس يحلُّ لأحد أن يروي عنهم".

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 292) وقال: "فيه نظر".

3 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة الرَّازي (2/ 434) وقال: "واهي الحديث".

4 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَويّ (3/ 64) -وذكره مع آخرين- وقال: "لا يُذْكَرُ حديثهم ولا يُكْتَبُ إلَّا للمعرفة".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 179 رقم (454) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الجرح والتعديل"(6/ 182) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث".

7 -

"الكامل"(5/ 1831 - 1832) وقال: "هو من جملة متشيعة الكوفة والضَّعْفُ على حديثه بَيِّنٌ".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 313 - 314 رقم (410).

9 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 725) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث".

10 -

"التقريب"(2/ 33) وقال: "متروك، شديد التَّشَيُّع، من السادسة، مات بعد الثلاثين -يعني ومائة-"/ ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (سعيد بن محمد الورَّاق الثَّقَفِي الكوفي أبو الحسن) وقد ترجم له في:

ص: 558

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 399) وقال: "كان ضعيفًا وقد كتبوا عنه".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 206) وقال: "ليس حديثه بشيء".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 128 رقم (288) وقال: "ليس بثقة".

4 -

"الجرح والتعديل"(4/ 58 - 59) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 374).

6 -

"تاريخ بغداد"(9/ 71 - 73) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

7 -

"التهذيب"(4/ 77) وفيه عن الحاكم: "ثقة". وقال ابن حَجَر: "ضعَّفه أبو خَيْثَمَة".

8 -

"التقريب"(1/ 304) وقال: "ضعيف، من صغار الثامنة"/ ت ق.

وفي إسناده كذلك (أبو مريم الثَّقَفِي، واسمه: قيس المَدَائِنِي) وهو مجهول. وستأتي ترجمته في حديث (2042).

التخريج:

رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 680) رقم (1162)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 135)، والحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 46 رقم (8)، وعنه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1832) -في ترجمة (عليّ بن الحَزَوَّر) -، من طريق سعيد الورَّاق، عن عليّ بن الحَزَوَّر، به.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "سعيد وعليّ متروكان".

ص: 559

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 132)، وعزاه إلى الطبراني، وقال:"فيه عليّ بن الحَزَوَّر وهو متروك". إلَّا أنَّه قد سقط من المطبوع قوله عن "عمَّار بن ياسر". ولا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدان مسند (عمَّار) رضي الله عنه من النسخة الخطية التي طبع عنها.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 242) عن الخطيب من طريقه الأول، وقال:"وهذا لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (سعيد بن محمد وعليّ بن الحَزَوَّر).

والحديث ذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 118) -في ترجمة (عليّ بن الحَزَوَّر) - وقال: "هذا باطل".

* * *

1332 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّميّ، حدَّثنا أبو سفيان الحِمْيَرِيّ، عن سفيان بن حسين، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي أُمَامَة بن سهل بن حُنَيْف،

عن أبيه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودُ فُقَرَاءَ أهل المَدِينةِ ويَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ، فَأُوذِنَ بامرأةٍ مِنْ أَهْلِ العَوَالِي فقال:"إذا اخْتَضَرَتْ فآذِنُونِي بها". فَدُفِنَتْ لَيْلًا فقالوا: يا رسول اللَّه: إِنَّا خِفْنَا عليك ظُلْمَةَ اللَّيلِ، وَهَوَامَّ الأرضِ، فَدَفَنَّاهَا. فَمَضَى فَصَلَّى على قَبْرِهَا.

(9/ 75 - 76) في ترجمة (سعيد بن يحيى بن مَهْدِيّ الحِمْيَرِيّ الجُبْلَانِيّ أبو سفيان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من أوجه أخرى بنحوه.

ففيه (سفيان بن حسين الوَاسِطي) وهو: "ثقة في غير الزُّهْرِيّ باتفاقهم" كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 310)، وروايته هنا عنه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (432).

ص: 560

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 102) رقم (5586)، من طريق أبي سفيان الحِمْيَري، عن سفيان بن الحسين، به. وعنده في آخره:"وكبَّر أربعًا".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 37): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سفيان بن حسين، وفيه كلام وقد وثَّقه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح".

أقول: عزوه له إلى "الأوسط" سهو. إنَّما هو في "الكبير" كما تقدَّم، ويؤكِّده أن الهيثمي نفسه رحمه الله، لم يذكره في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ورواه بنحوه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 361)، عن سعيد بن يحيى، عن سفيان بن حسين، به.

ورواه بنحوه مالك في "الموطأ"(1/ 227)، والنَّسَائي في الجنائز، باب الصَّلاة على الجنازة بالليل (4/ 69)، من طريق ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، عن أبي أُمَامة بن سهل بن حُنَيْفَ مُرْسَلًا دون ذكر أبيه.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(6/ 236 - 241)، و"مجمع الزوائد"(3/ 36 - 37) و"التلخيص الحَبِير"(2/ 125).

ومن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر بعدما يُدْفَنُ (3/ 204 - 205) رقم (1337)، ومسلم في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر (2/ 659) رقم (956) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي هريرة: أنّ امرأة سَوْدَاءَ كانت تَقُمُّ

(1)

المَسْجِدَ -أو شَابًّا-، فَفَقَدَهَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عنها -أو عنه-، فقالوا: مَاتَ. قال: "أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي". قال:

(1)

أي تكنسه، والقُمَامَةُ: الكُنَاسَةُ. والمِقَمَّةُ: المِكْنَسَةُ. "النهاية"(4/ 110).

ص: 561

فكأنَّهم صَغَّرُوا أَمْرَهَا -أو أَمْرَهُ-، فقال:"دُلُّونِي على قَبْرِهِ"، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عليها، ثم قال:"إنَّ هذه القُبُورَ مَمْلُوءةٌ ظُلْمَةٌ على أَهْلِهَا، وإنَّ اللَّهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا لهم بِصَلَاتي عَلَيْهِمْ".

كما روى البُخَاري في الجنائز، باب الإذْنِ بالجَنَازَةِ (3/ 117) رقم (1247)، وغيره، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: ماتَ إنْسَانٌ كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَمَاتَ باللَّيْلِ، فَدَفَنُوهُ لَيْلًا. فلمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ، فقالَ:"ما مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي"؟ قالوا: كان اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا -وكانت ظُلْمَةٌ- أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ. فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ".

* * *

1333 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدَّثنا سعيد بن سلام العَطَّار -وكان نزل باب التِّبْن-، حدَّثنا أبو مَسَرَّة

(1)

، عن قَتَادَة،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ، فإنَّهم يُبْعَثُونَ في أَكْفَانِهِمْ، وَيَتَزَاوَرُونَ في أَكْفَانِهِمْ".

(9/ 80) في ترجمة (سعيد بن سلَّام بن سعيد العَطَّار البَصْري أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث وَرَدَ من طرقٍ هو بمجموعها حسن. والشطر الأول منه: "إذا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ"، مخرَّج في الصحيح كما سبق بيانه في حديث (527).

(1)

في المطبوع: "أبو ميسرة". وكذا في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس. والتصويب من "الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِي (2/ 55)، و"ميزان الاعتدال"(1/ 36)، و"اللسان"(2/ 440).

ص: 562

ففيه صاحب الترجمة (سعيد بن سلَّام العَطَّار) منكر الحديث جدًّا، وقد كذَّبه أحمد وابن نُمَيْر، وقال الدَّارَقُطْنِيّ:"متروك كان بمكَّة يحدِّث بالبواطيل". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (527).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (527).

* * *

1334 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا محمد بن الفَرَج الأَزْرَق، حدَّثنا سعيد بن داود الزَّنْبَرِيّ، حدَّثنا مالك، عن أبي الزِّنَاد، عن خَارِجَة بن زيد بن ثابت،

عن زيد بن ثابت: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعطى الزُّبَيْر يومَ خَيْبَرَ أربعةَ أَسْهُمٍ: سَهْمَيْنِ لِلْفَرَسِ، وسَهْمًا له، وسَهْمًا لِلْقَرَابَةِ.

(9/ 83 - 84) في ترجمة (سعيد بن داود بن سعيد المَدِيني الزَّنْبَرِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد ورد من طريق حسن من حديث عبد اللَّه بن الزُّبَيْر رضي الله عنه.

ففيه صاحب الترجمة (سعيد بن داود بن سعيد المَدِيني الزَّنْبَرِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 339 رقم (279) وقال: "ما كان عندي ثقة".

2 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (3/ 342) وقال: "ضعيف الحديث".

3 -

"الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِي (2/ 103 - 104)، وفيه أنَّ عبد اللَّه بن

ص: 563

نافع كذَّبه في دعواه أنَّه سمع من لفظ مالك. وفيه عن مجاهد بن موسى: "لا يدري أي شيء يحدِّث".

4 -

"الجرح والتعديل"(4/ 18) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ".

5 -

"المجروحين"(1/ 325) وقال: "يروي عن مالك أشياء مقلوبة، قلب عليه صحيفة وَرْقَاء عن أبي الزِّنَاد، فحدَّث بها عن مالك عن أبي الزِّنَاد، لا تحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة الاعتبار".

6 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1141) وقال: "يروي عن مالكٍ نسخةً، عن أبي الزِّنَاد، أكثرها غرائب، لم يأت بها غيره. . . . ".

7 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 141 - 142) رقم (68) وقال: "روى عن مالك بن أنس أحاديث مقلوبة، وصحيفة أبي الزِّناد أيسر من غيرها، فإنَّ أحاديث أبي الزِّنَاد محفوظة كلُّها لأبي الزِّنَاد، وإن لم يكن لمالك فيها أصل. وقد روي خارج تلك النسخة عن مالك أحاديث موضوعة".

8 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 87 رقم (83) وقال: "يروي عن مالك بن أنس بالمناكير، كثير الوَهَم، يُكْنَى بأبي عثمان، وعامَّة ما يقلب على مالكٍ في نسخة أبي الزِّنَاد".

9 -

"الإرشاد" للخَلِيلي (1/ 243 - 244) رقم (75) وقال: "يُكْثِرُ عن مالك أيضًا. ولا يُحْتَجُّ به".

10 -

"تاريخ بغداد"(9/ 81 - 84) وقال: "في أحاديثه نُكْرَةٌ، ويقال إنَّه قُلِبت عليه صحيفة وَرْقَاء عن أبي الزِّنَاد، فرواها عن مالك عن أبي الزِّنَاد".

11 -

"التهذيب"(4/ 24 - 25) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".

12 -

"التقريب"(1/ 294) وقال: "صدوق له مناكير عن مالك، ويقال:

ص: 564

اختلط عليه بعض حديثه، وكذَّبه عبد اللَّه بن نافع في دعواه أنَّه سمع من لفظ مالك، من العاشرة، مات في حدود العشرين -يعني ومائتين-"/ خت.

وقال الإِمام أبو زُرْعَة الرَّازي في "الضعفاء"(2/ 342 - 343) وقد سأله سعيد بن عمرو البَرْذَعي عن (سعيد بن داود الزَّنْبَرِي): "ضعيف الحديث، حَدَّثَ عن مالك عن أبي الزِّنَاد عن خَارِجَة بن زيد عن أبيه بحديث باطل. ويحدِّث بأحاديث مناكير عن مالك". وقال البَرْذَعِيُّ: "وقد روى أبو زُرْعَة حديث خَارِجَةَ هذا، عن رجل، عنه. أملاهُ علينا إملاءً".

التخريج:

رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 282)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 325) -في ترجمة (سعيد بن داود الزَّنْبَرِيّ) - من طريق سعيد هذا، عن مالك، به

(1)

.

والحديث رواه النَّسَائي في الخيل، باب سهمان الخيل (6/ 228)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 283)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 110 - 111)، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِي، عن هشام بن عُرْوَة، عن يحيى بن عبَّاد بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْرِ، عن جَدِّه أنَّه كان يقولُ: ضَرَبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ للزُّبَيْر بنِ العوَّامِ أَرْبَعَةَ أَسْهُم: سَهْمًا للزُّبَيْر، وسَهْمًا لذي القُرْبَى لِصَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْد المُطَّلِب أُمِّ الزُّبَيْر، وَسَهْمَيْن لِلْفَرَسِ".

أقول: إسناده حسن من أجل (سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِي) فإنَّه صدوق له أوهام. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1329).

وقد تابعه مُحَاضِر بن المُوَرِّع عن هشام، عند البيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 326). و (مُحَاضِر):"صدوق له أوهام" كما في "التقريب"(1/ 230).

(1)

تَصَحَّفَتْ كلمة (الزَّنْبَرِيّ) في "شرح معاني الآثار" إلى: (الزبيري).

ص: 565

وباقي رجال الإسناد ثقات.

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 166) عن الزُّبَيْر بن العوَّام.

قال في "المجمع"(5/ 342): "رجاله ثقات".

لكن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(3/ 18) رقم (1425) قال: "في إسناده نظر، والظَّاهر أنَّه منقطع".

وقد رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 109 - 111) من طرق، عن الزُّبَيْر بن العوَّام.

وروى البُخَاري برقم (2863)، ومسلم برقم (1762)، عن ابن عمر:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جعل للفَرَسِ سَهْمَيْنِ ولصاحبه سَهْمًا".

* * *

1335 -

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ -ببُخَارَى-، حدَّثنا محمد بن يوسف بن رِدَام، حدَّثنا أبو سهل محمد بن عبد اللَّه بن سهل بن حفص العِجْلِي، حدَّثنا أبو محمد السَّرِيّ بن عبَّاد القَيْسِي المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أبو عثمان سعيد بن القاسم البغدادي، حدَّثنا إسماعيل بن أبي زياد السَّكُوني، عن جُوَيْبِر، عن الضَّحَّاك،

عن ابن عبَّاس في قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [سورة الطلاق: الآيتان 2 - 3]، قال: أُنزلت هذه الآية في ابنٍ لعوف بن مالك الأَشْجَعِيّ، وكان المشركون أسروهُ وأوثقوهُ وأجاعوهُ، فكتب إلى أبيه أن ائت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَأَعْلِمْهُ ما أنا فيه من الضيق والشدَّة، فلما أخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال له رسول اللَّه: "اكْتُبْ إليه ومُرْهُ بالتَّقوى والتوكُّل على اللَّه، وأنْ يقولَ عند صباحه ومسائه:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [سورة التوبة: الآيتان: 128 - 129].

ص: 566

فلمَّا وَرَدَ عليه الكتابُ قرأهُ، فأطلقَ اللَّهُ وِثَاقَهُ، فمرَّ بواديهم الذي ترعى فيه إبلهم وغنمهم فاستاقها، فجاء بها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنِّي اغتلتهم بعد ما أطلقَ اللَّهُ وِثَاقِي فحلالٌ هي أم حرامٌ؟ قال: "بل هي حلالٌ إذا نحن خَمَّسْنَا". فأنزل اللَّه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ -أي مِنَ الشِّدَّةِ والرَّخَاءِ- قَدْرَا -يعني أجَلًا-} [سورة الطلاق: الآيتان 2 - 3].

وقال ابن عبَّاس: من قرأ هذه الآية عند سلطانٍ بخافُ غشمه، أو عند موجٍ يخاف الغرق، أو عند سَبُعٍ، لم يضرُّه شيءٌ من ذلك.

(9/ 84) في ترجمة (سعيد بن القاسم البغدادي أبو عثمان).

التخريج:

موضوع.

ففيه (إسماعيل بن أبي زياد السَّكُوني الكوفي قاضي المَوْصِل) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (866).

وفيه أيضًا (جُوَيْبِرُ بن سعيد الأَزْدِيّ البَلْخِيّ أبو القاسم) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن معين"(2/ 89) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 257) ونقل تضعيفه عن يحيى القطَّان.

3 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 55 رقم (38) ونقل عن أحمد أنَّه لا يُشْتَغَلُ بحديثه.

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 73 رقم (106) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 540 - 541) وفيه عن أبي حاتم

ص: 567

وأبي زُرْعَة: "ليس بالقويِّ". وقال أحمد: "جُوَيْبِر ما كان عن الضَّحَّاك فهو على ذاك أيسر، وما كان يُسْنِدُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهي مُنْكَرَةٌ".

6 -

"المجروحين"(1/ 217) وقال: "يروي عن الضَّحَّاك أشياء مقلوبة".

7 -

"الكامل"(2/ 544 - 546) وقال: الضَّعْفُ على حديثه ورواياته بيِّن".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 171 رقم (147) وقال: "متروك".

9 -

"التقريب"(1/ 196) وقال: "راوي التفسير، ضعيف جدًّا، من الخامسة، مات بعد الأربعين -يعني ومائة-"/ خد ق.

و(الضَّحَّاك) هو (ابن مُزَاحِم الهِلَالي الخُرَاسَاني): صدوق كثير الإرسال، لم يسمع من ابن عبَّاس كما صرَّح هو نفسه رحمه الله بذلك فيما ذكره ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 85. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (668).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 229 - 230) عن الخطيب من طريقة المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع. والضَّحَّاك ضعيف ولم يسمع من ابن عبَّاس، وجُوَيْبِر ليس بشيء. وقد ذكرنا عن أحمد أنَّه قال: لا يشتغل بحديث جُوَيْبِر. قال الدَّارَقُطْنِيّ: وإسماعيل كذَّاب متروك. وقال ابن حِبَّان: دجَّال".

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 138 - 140)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 181)، ولَخَّص تعقيبه، فقال:"إنَّ إسماعيل وجُوَيْبِر روى لهما ابن ماجه، وللحديث طرق أخرى، فأخرجه ابن مَرْدُوْيَه في "التفسير" من طريق الكَلْبي عن أبي صالح عن ابن عبَّاس وقال فيه: "ابعث إلى ابنك فليكثر من لا حول ولا قوة إلَّا باللَّه"، وأخرجه الحاكم في

ص: 568

"مستدركه"

(1)

من حديث جابر مختصرًا وقال: صحيح الإسناد. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: تعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه" وضعَّفه، واللَّهُ تعالى أعلم. وأخرج عبد بن حُمَيْد عن سالم بن أبي الجَعْد وأبي عُبَيْدَة مرسلًا نحوه. وأخرج البيهقي مرسل أبي عُبَيْدَة، ووصله

(2)

من وجه آخر، فقال: عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود".

أقول: إخراج ابن ماجه لـ (إسماعيل) و (جُوَيْبِر) لا يغيِّر من حقيقة حالهما شيئًا. وفي إسناد ابن مَرْدُوْيَه: (الكَلْبي -محمد بن السائب بن بِشْر-) وهو كذَّاب. و (أبو صالح -باذام الكلبي-): ضعيف. وستأتي ترجمتهما في حديث (2054). أمَّا حديث جابر الذي عند الحاكم، فقد أغنانا أمر ردِّه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"(2/ 492)، حيث يقول:"منكر. و (عبَّاد) رافضي جَبَل. و (عبيد) متروك قاله الأَزْدِيّ". ومنه تعلم ما في قول ابن عَرَّاق السابق: "تعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه" وضعَّفه" من القصور. فضلًا عن أن سياق حديث جابر فيه اختلاف عن سياق حديث ابن عبَّاس. أمَّا المراسيل فلا حجَّة فيها، إلى جانب الاختلاف في السياق.

وأمَّا حديث البيهقي فمنقطع، لعدم سماع أبي عُبَيْدَة من أبيه على الراجح. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 196، و"التهذيب"(5/ 75 - 76)، و"التقريب"(2/ 448). فضلًا عن أنَّ سياقه مختلف تمامًا عن حديث ابن عبَّاس.

وانظر كذلك -إن شئت-: "تفسير ابن كثير"(4/ 405 - 406)، و"الدُّرّ المنثور"(8/ 196 - 198).

* * *

(1)

(2/ 492).

(2)

في "دلائل النبوة"(6/ 106).

ص: 569

1336 -

أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه

(1)

بن إبراهيم، حدَّثنا أبو يحيى النَّاقد زكريا بن يحيى، حدَّثنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن ابن عَوْن، عن أبي محمد

(2)

،

عن أبي هريرة قال: كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في جِنَازَةٍ، فكنتُ إذا مَشَيْتُ سَبَقْنِي، وإذا هَرْوَلْتُ سَبَقْتُهُ، فقلتُ تُطْوَى له الأَرْضُ.

(9/ 89) في ترجمة (سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني أبو بكر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات عدا (أبا محمد عبد الرحمن بن عُبَيْد العَدَوي) الراوي عن أبي هريرة، حيث لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 320) وقال: "سمع أبا هريرة رضي الله عنه". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(5/ 260) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 94).

4 -

"تعجيل المنفعة" ص 169 وذكر توثيق ابن حِبَّان له فقط.

وشيخ الخطيب (محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسي أبو بكر)، ترجم له في "التاريخ" (3/ 37) وقال:"كتبنا عنه وكان شيخًا صالحًا صدوقًا من أهل السُّنَّةِ معروفًا بالخير". وكانت وفاته سنة (436) للهجرة.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عبيد اللَّه". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 164، و"تاريخ بغداد"(5/ 456)، و"تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 880).

(2)

صُحِّفَ في المطبوع وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس إلى: "عن محمد"، وهو خطأ. والتصويب من "المسند" لأحمد (1/ 258)، و"الطبقات الكبرى"(1/ 379)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 570

و (ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْري أبو عَوْن): إمام قُدْوَة حافظ ثقة ثَبْتٌ فاضل، من أقران أيوب السَّخْتِيَاني في العِلْمِ والعَمَلِ والسِّنِّ، أخرَّج له الستة، وتوفي عام (151 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(15/ 394 - 402)، و"السِّيَر"(6/ 364 - 375)، و"التهذيب"(5/ 346 - 349)، و"التقريب"(1/ 439).

وقد روي نحوه من طريق آخر بإسناد صحيح.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 258) عن يزيد بن هارون، عن ابن عَوْن، عن أبي محمد عبد الرحمن بن عبيد، عن أبي هريرة بنحوه.

ورجال إسناده ثقات عدا (أبا محمد) حيث لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما تقدَّم. وصحَّح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(13/ 247) رقم (7497) إسناده.

ورواه أحمد في "المسند"(2/ 295)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 379)، وابن حِبَّان في "الثقات"(1/ 94) -في ترجمة (أبي محمد عبد الرحمن بن عبيد العَدَوي) - من طريق ابن عَوْن، عن أبي محمد، عنه، به. إلَّا أنَّ قوله:"إنَّ الأرض تُطْوَى له". ليس من قول أبي هريرة عندهم، وإنَّما هو من قول رجل كان إلى جانبه.

وقد روى التِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب في صفة النبيِّ صلى الله عليه وسلم (5/ 604) رقم (3648) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(2/ 350 و 380)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 415)، من طريق ابن لَهِيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال:"ما رأيت شيئًا أحْسَنَ مِنْ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم في مِشْيَتِهِ، كأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إنَّا لنُجْهِدُ أنْفُسَنَا، وإنَّه لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ".

ص: 571

قال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث غريب".

أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة)، والعمل على تضعيف حديثه لسوء حفظه كما تقدَّم غير مُرَّة، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

لكن رواه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 415)، عن أحمد بن الحجَّاج، عن عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة.

وإسناده صحيح.

* * *

1337 -

أخبرنا أبو المُظَفَّر محمد بن الحسن المَرْوَزي، أخبرنا زَاهِر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن المسيَّب الأَرْغِيَانِي، حدَّثنا أبو عثمان سعيد بن مروان البغدادي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا خَلَف بن هشام.

وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن جعفر التَّمِيمي، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمِي، حدَّثنا خلف بن هشام المُقْرئ البزَّار، حدَّثنا عُبَيْس

(1)

بن مَيْمُون، عن عِسْل بن سُفْيَان، عن عطاء بن أبي رَبَاح،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَه اللَّهُ يومَ القِيَامَةِ لِجَامًا -وقال الحَضْرَمِي: بِلِجَامٍ- مِنْ نَارٍ".

(9/ 92) في ترجمة (سعيد بن مروان بن عليّ البغدادي أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عيسى". والتصويب من "التاريخ الكبير"(7/ 79)، و"المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1534)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 80).

ص: 572

ففيه (عِسْل بن سفيان التَّمِيمي اليَرْبُوعي أبو قُرَّة البَصْري) وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 257) وقال: "فيه ضعف".

2 -

"العلل" لأحمد (1/ 393) وقال: "ليس هو عندي بقويٍّ في الحديث".

3 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 93) وقال: "فيه نظر".

4 -

"الضعفاء الصغير" للبخاري (2/ 22) وقال: "عنده مناكير".

5 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَويّ (3/ 65) وقال: "ليس بمتروك، ولا هو

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 426) وقال: "في حديثه وَهَمٌ".

7 -

"الجرح والتعديل"(7/ 42 - 43) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". وقال ابن مَعِين: "ضعيف".

8 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 195) وقال: "كان قليل الحديث، كثير التفرُّد عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات على قلَّة روايته، ولا يتهيأ الاحتجاج بانفراد من لم يسلك سنن العدول في الروايات على قلَّة روايته ودخوله في جملة الثقات إن أُدْخِلَ، وهو ممن أستخير اللَّه فيه".

9 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 292) وقال: "يخطئ ويخالف على قلَّة روايته".

10 -

"الكامل"(5/ 2012) وقال: "قليل الحديث، ومع ضعَّفه يُكْتَبُ حديثه".

11 -

"التهذيب"(7/ 193 - 194) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بالقويِّ".

12 -

"التقريب"(2/ 20) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ د ت.

ص: 573

كما أنَّ في إسناده: (عُبَيْس بن ميمون التَّيْمِي الخزَّاز البَصْري أبو عُبَيْدَة) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 189 رقم (689) وقال: "ضعيف".

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 79) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(7/ 34) وفيه عن أحمد: "له أحاديث منكرة".

وقال ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال الفَلَّاس: "كثير الخطأ والوَهَم متروك الحديث". وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

4 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 186 - 187) وقال: "كان شيخًا مُغَفَّلًا، يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهمًا لا تعمدًا، فإذا سمعها أهل العلم سبق إلى قلوبهم أنَّه كان المتعمد لها".

5 -

"الكامل"(5/ 2011) وقال: "عامّة ما يرويه غير محفوظ".

6 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1534) وقال: "ضعيف الحديث".

7 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 124 - 125 رقم (182) وقال: "روى عن بكر المُزَني، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن كعب القُرظي، المناكير، لا شيء".

8 -

"التهذيب"

(1)

(7/ 88 - 89) وفيه عن أبي داود: "ضعيف". وعن النَّسَائي: "ليس بثقة".

9 -

"التقريب"(1)(1/ 548) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ق.

(1)

تَصَحَّفَ في "التذهيب"، وفي "التقريب" طبعة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، وطبعة الشيخ محمد عوَّامة ص 379 رقم (4417) إلى:"عبيدة بن ميمون"! والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة.

ص: 574

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1039).

ومتن الحديث صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة كما سبق بيانه في حديث (665).

وقد سبق تخريجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص برقم (665)، ومن حديث ابن عبَّاس برقم (721)، ومن حديث ابن مسعود برقم (871).

* * *

1338 -

حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً- قال: حدَّثنا محمد بن عليّ -يعني أبو بكر بن المُقْرِئ-، حدَّثنا أبو الطاهر الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن فِيْل الأَنْطَاكِي.

وأخبرنا يوسف بن رَبَاح البَصْري، حدَّثنا عليّ بن الحسين بن بُنْدَار الأَذَنِيّ -بِمِصْر- حدَّثنا أبو طاهر بن فِيْل، حدَّثنا سعيد بن نُصَيْر البغدادي، حدَّثنا سَيَّار بن حاتم، حدَّثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِيّ قال: سمعتُ محمد بن المُنْكَدِر يحدِّث،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مرَّ رجل ممَّن كان قَبْلَكُمْ بجُمْجُمَةٍ فنظر إليها فحدَّث نفسه بشيء ثم قال: يا ربّ أنت أنت، وأنا أنا، أنت العوَّاد بالمغفرة، وأنا العوَّاد بالذنوب، وخرَّ ساجدًا، فقيل له: ارفع رأسك، فأنت العوَّاد بالذنوب، وأنا العوَّاد بالمغفرة". "لفظ أبي نُعَيْم".

(9/ 92) في ترجمة (سعيد بن نُصَيْر البغدادي).

مرتبة الحديث:

في إسناده (سَيَّار بن حاتم العَنَزي البَصْرِي أبو سَلَمَة) وقد ترجم له في:

ص: 575

1 -

"التاريخ الكبير"(4/ 161) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكر أن وفاته كانت عام (200) أو (199) للهجرة.

2 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَويّ (2/ 145) وقال: "سُئِلَ عليٌّ عن سَيَّار الذي يروي أحاديث جعفر بن سليمان في الزهد، فقال: ليس كلُّ أحدٍ يؤخذ عنه، ما كنت أظن أحدًا يحدِّث عن ذا".

3 -

"الجرح والتعديل"(4/ 257) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 298) وقال: "كان جمَّاعًا للرقائق".

5 -

"الكاشف"(1/ 332) وقال: "صدوق".

6 -

"المغني"(1/ 291) وقال: "صالحٌ، صالحُ الحديث، فيه خِفَّةٌ، ولم يضعِّفه أحد

(1)

، بل قال الأَزْدِيُّ: عنده مناكير".

7 -

"التهذيب"(4/ 290) وقال: "قال أبو داود عن القَوَارِيري: لم يكن له عَقْلٌ، قلت: يُتَّهَمُ بالكذب؟ قال: لا. . . وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير. وقال العُقَيْلِي: أحاديثه مناكير، ضعَّفه ابن المَدِيني"

(2)

.

8 -

"التقريب"(1/ 343) وقال: "صدوق له أوهام"/ ت س ق.

وفيه (أبو الطَّاهر الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن فِيْل البَالِسِيّ)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "السِّيَر" (14/ 526 - 527) وقال:"الشيخ الإِمام المحدِّث الرَّحَّال. . . وما علمت فيه جرحًا، وله جزء مشهور فيه غرائب". توفي سنة (311 هـ) وقد قارب التسعين.

(1)

أقول: بل ضعَّفه عليّ بن المَدِيني كما تقدَّم. وسيأتي التصريح بتضعيفه عنه نقلًا عن العُقَيْليّ.

(2)

لم أقف عليه في "الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِي. والنسخة المطبوعة فيها من السقط والتحريف الشيء الكثير.

ص: 576

و (أبو بكر بن المُقْرِئ) هو (محمد بن إبراهيم بن عليّ الأَصْبَهَاني)، ترجم له في "السِّيَر" (16/ 398 - 402) وقال:"الشيخ الحافظ الجوَّال الصدوق". وفيه عن أبي نُعَيْم: "محدِّث كبير ثقة". وعن ابن مَرْدُوْيَه في "تاريخه": "ثقة مأمون". توفي سنة (381 هـ) وله (96) سنة.

وشيخ الخطيب (يوسف بن رَبَاح البَصْري) ترجم له في "تاريخه"(14/ 328) وقال: "كتبنا عنه وكان سماعه صحيحًا. ويقال إنَّه كان معتزليًا".

و(عليّ بن الحسين بن بُنْدَار الأَذَنِيّ) ترجم له في "السِّيَر"(16/ 464 - 465) وقال: "القاضي المحدِّث. . . وما علمت به بأسًا". وكانت وفاته سنة (385 هـ).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

وقد قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته هكذا مرفوعًا، سَيَّار بن حاتم عن جعفر بن سليمان. ورواه العبَّاس بن الوليد النَّرْسِيّ عن جعفر عن ابن المُنْكَدِر عن جابر موقوفًا من قوله، وذاك أصحُّ".

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 570) -في ترجمة (جعفر بن سليمان الضُبَعِيّ) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 71) -مخطوط-، من طريق سعيد بن نُصَيْر

(1)

، عن سَيَّار بن حاتم، به.

وقال ابن عدي: "هذا الحديث لا أعرفه إلَّا من هذا الطريق". وعنده زيادة في آخره هي: "فرفع رأسه فغفر له".

(1)

تَصَحَّفَ في "الكامل" إلى "نضير" بالضاد المعجمة، والتصويب من "تاريخ بغداد"(9/ 92)، و"التقريب"(1/ 306).

ص: 577

ومن الطريق السابق رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في حاشية محقق "الفردوس"(4/ 172) رقم (6535) -. إلَّا أن فيه (سفيان الثَّوْري) بدلًا من (سَيَّار بن حاتم)، وما أظنه إلَّا تحريفًا، واللَّه أعلم.

وقد عزاهُ في "الجامع الكبير"(1/ 742) إلى: ابن فِيْل، والدَّيْلَمِيّ، والخطيب، والضياء، وابن عساكر.

* * *

1339 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ البَصْري، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ الرَّازي، أخبرنا أبو عليّ ميمون بن أحمد بن سعيد المؤدِّب، حدَّثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك البغدادي، حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس.

وأخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشَّافِعِي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن أبزون الأَنْبَارِيّ قال: أخبرنا بُهْلُول بن إسحاق، حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، حدَّثنا حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرَة -وقال بُهْلُول: ابن أبي ضُمَيْرَة-، عن أبيه، عن جَدِّه،

عن عليّ بن أبي طالب أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ".

(9/ 94) في ترجمة (سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك البغدادي أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُ الحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (الحسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرَة المَدَني) قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين"(1/ 244)"يروي عن أبيه عن جَدِّه بنسخة موضوعة". وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1132).

ص: 578

وقد اعتبر السُّيُوطِيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 229 - 234 حديث "كل مسكر حرام" متواترًا. كما اعتبر الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 100 حديث: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" متواترًا أيضًا.

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 450) من طريق عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، حدَّثني أبي، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ".

أقول: في إسناده (عيسى بن عبد اللَّه)، وهو يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة كما قال ابن حِبَّان في "المجروحين" (2/ 121). وقال الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه" (2/ 263):"متروك الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (608).

والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 622) إلى الشِّيرازي والخطيب.

والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(5/ 89 - 99)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 73)، و"مجمع الزوائد"(6/ 56 - 57)، و"نظم المتناثر" ص 100.

وللإمام أحمد بن حَنْبَل رحمه الله كتاب "الأشربة" جمع فأوعي، وفيه (242) حديثًا وأثرًا.

ومن ذلك ما رواه مسلم في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر (3/ 1587) رقم (2003)، وغيره، عن ابن عمر مرفوعًا:"كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. . . . ".

وروى التِّرْمِذِيُّ في الأشربة، باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام (3/ 292) رقم (1865)، وأبو داود في الأشربة، باب النهي عن المسكر (4/ 87)

ص: 579

رقم (3681) وابن ماجه في الأشربة، باب ما أسكر كثيره فقليله حرام (2/ 1125) رقم (3393)، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا:"ما أَسْكَرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حَرَامٌ".

وحسَّنه التِّرْمِذِيُّ، وقال:"وفي الباب عن سعد، وعائشة، وعبد اللَّه بن عمرو، وابن عمر، وخوَّات بن جُبَيْر".

وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 73): "حسَّنَه التِّرْمِذِيُّ، ورجاله ثقات".

* * *

1340 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن جعفر السُّلَماسِيّ، وأبو نصر محمد بن عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا سعيد بن محمد بن ثَوَاب الحُصْرِي البَصْري -ببغداد-، حدَّثنا أَزْهَر بن سعد السَّمَّان، عن ابن عَوْن، عن محمد،

أنَّ أبا هريرة لقي الحسن بن عليّ فقال: أَرِني المَوْضِعَ الذي قَبَّلَهُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَ الحَسَنُ ثَوْبَهُ فَقَبَّل سُرَّتَهُ.

"قال يحيى: هكذا قال لنا هذا، عن محمد عن أبي هريرة، وغيره يخالفه في الإِسناد".

(9/ 95) في ترجمة (سعيد بن محمد بن ثَوَاب الحُصْرِيّ البَصْرِيّ).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا صاحب الترجمة (سعيد بن محمد بن ثَوَاب الحُصْرِيّ البَصْرِيّ). حيث لم يذكر الخطيب فيه جَرْحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكن تابعه الإِمام أحمد بن حنبل في "المسند"(2/ 427).

ص: 580

وعدا شيخ الخطيب (محمد بن عليّ بن أحمد الرَّزَّاز أبو نصر) فإنَّه ترجم له في "تاريخه"(3/ 104) وقال عنه: صدوق.

و (ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان المُزَني البَصْرِيّ): إمام قدوة ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1336).

و (محمد) هو (ابن سِيْرِين الأنصاري البَصْرِيّ أبو بكر): إمام تابعي جليل ثقة ثَبْت عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

وقد روي الحديث من طريق آخر صحيح كما سيأتي.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 255 و 427 و 488 و 493)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 57) رقم (6926)، والطبراني في "الكبير"(3/ 19 و 97) رقم (2580 و 2764)، من طريق ابن عَوْن، عن عُمَيْر بن إسحاق، عنه، به.

لكن وقع عند الطبراني في الموضعين: "فرفع عن بطنه ووضع يده على سُرَّتِهِ".

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 168) من طريق ابن عَوْن، عن محمد، عنه، به، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 177) بعد أن ساق لفظ أحمد: "وفي رواية فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ. رواه أحمد والطبراني إلَّا أنَّه قال: فكشف عن بطنه ووضع يده على سُرَّتِهِ، ورجالهما رجال الصحيح غير عُمَيْر بن إسحاق وهو ثقة".

* * *

1341 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار قال: حدَّثنا سعيد بن عَتَّاب، حدَّثنا أبو قَتَادة -شيخ بالبَصْرَة-، حدَّثنا جَرِير بن حازم، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،

ص: 581

عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى للَّه مَسْجِدًا ولو قَدْرَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجَنَّة".

(9/ 95) في ترجمة (سعيد بن عتَّاب بن أَبَان أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا (أبا قَتَادة)، فإنِّي لم أقف عليه، والظَّاهر أنَّه مجهول.

والحديث صحيح من أوجه أخرى.

التخريج:

لم يروه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 760) من حديثه، إلى الخطيب وحده.

وقد تقدَّم الكلام على الحديث ومعناه برقم (164).

* * *

1342 -

أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المَتُّوثِيّ

(1)

، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِي، حدَّثنا سعيد بن عثمان الأَهْوَازي، حدَّثنا محمد بن عَوْن -أبو عَوْن-، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عاصم، عن زِرٍّ،

عن عبد اللَّه قال: أَقْرَأَنِي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم سورةَ الأَحْقَافِ.

(9/ 97) في ترجمة (سعيد بن عثمان بن بكر الأَهْوَازي أبو سهل).

(1)

نسبة إلى "مَتُّوث": "بالفتح، ثم التشديد والضم، وآخره ثاء مثلثة: قلعة حصينة بين الأهواز ووَاسِط". "مراصد الاطلاع"(3/ 1227).

ص: 582

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (عاصم بن بَهْدَلَة) وهو (عاصم بن أبي النَّجُود الأَسَدِي) فإنَّه صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (592).

و(محمد بن عَوْن) هو (الزِّيَادي البَصْري أبو عَوْن)، ترجم له في "الجرح والتعديل" (8/ 48) وفيه عن أبي حاتم:"ثقة". كما ترجم له في "الأنساب"(6/ 336) وقال: "إنَّما قيل له الزِّيَادي لأنَّه كان من موالي زياد بن أبي سفيان أمير العِرَاقَيْن".

و(زِرّ) هو (ابن حُبَيْش الأَسَدِيّ أبو مريم): ثقة جليل مُخَضْرَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1481).

وشيخ الخطيب (محمد بن الحسين بن محمد المَتُّوثِيّ) هو (الأَزْرَق القَطَّان أبو الحسين)، ترجم له في "التاريخ" (2/ 249 - 250) وقال:"كتبنا عنه وكان ثقة". وكانت وفاته سنة (415) للهجرة. كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 331 - 332) وقال: "وهو مُجْمَعٌ على ثقته".

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 419) عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم بن أبي النَّجُود، عن زِرّ بن حُبَيْش، عن ابن مسعود مطوَّلًا.

قال في "المجمع"(7/ 105): "رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما ثقات".

وقال السُّيُوطِيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 433): "أخرجه أحمد بسند جيِّد عن ابن مسعود".

وقال: "وأخرج ابن الضُّرَيْس والحاكم وصحَّحه عن ابن مسعود قال: أَقْرَأَنِي

ص: 583

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سورةَ الأَحْقَاف، وأَقْرَأَهَا آخرَ فخالف قراءته. . . . ".

* * *

1343 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الرحمن بن سِيْما المُجَبِّر، حدَّثنا أبو عثمان الحنَّاط سعيد بن عثمان، حدَّثنا محمد بن رِزْق اللَّه الكَلْوَذَانِي قال: حدَّثنا أسود بن عامر، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن هشام، عن ابن سِيْرِين،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما حُبِسَتِ الشَّمْسُ على بشرٍ قَطُّ إلَّا على يُوْشَعَ بنِ نُون لَيَالِيَ سَارَ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ".

(9/ 99) في ترجمة (سعيد بن عثمان بن عيَّاش الحنَّاط أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (سعيد بن عثمان الحنَّاط) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (عبد الرحمن بن سِيْمَا المُجَبِّر أبو الحسين) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 292) وقال: "كان ثقة". وتوفي سنة (350) للهجرة. وانظر "لسان الميزان"(3/ 418 - 419) ترجمة (عبد الرحمن بن سيماء الجابر).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (989).

* * *

1344 -

أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأَزْرَق، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا سعيد بن عبد اللَّه بن عَجَب الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا عمرو بن النَّضْر، حدَّثنا إبراهيم بن هِرَاسة، من سفيان، عن عاصم، عن مُوَرِّق،

ص: 584

عن أنس قال: أَبْصَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم نِسْوَةً مع جِنَازَةٍ، فقالَ لَهُنَّ:"أَتَحْمِلْنَ؟ أَتْدْفِنَ؟ أَتَحْثِينَ؟ ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ".

(9/ 10) في ترجمة (سعيد بن عبد اللَّه بن أبي رجاء الأَنْبَارِيّ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وروي من طرق أخرى ضعيفة.

ففيه (إبراهيم بن هِرَاسة الكوفي أبو إسحاق) وهو متروك، وقد رماه أبو عُبَيْد وأبو داود والعِجْلِيُّ بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (787).

كما أنَّ فيه (أحمد بن كامل القاضي): لَيَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ومشَّاه غيره. وتقدَّمت ترجمته في حديث (500).

و(عمرو بن النَّضْر الكوفي) لم أقف على ترجمته.

و(مُوَرِّق) هو (ابن مُشَمْرِج بن عبد اللَّه العِجْلِي البَصْري أبو المُعْتَمِر): تابعي ثقة عابد، مات بعد المائة، روى له أصحاب الكتب الستة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 353 - 355)، و"التهذيب"(10/ 331 - 332)، و"التقريب"(2/ 280).

و(عاصم) هو (ابن سليمان الأَحْوَل البَصْري أبو عبد اللَّه): ثقة لم يُتَكَلَّمُ فيه إلَّا يحيى القَطَّان، وكأنَّه بسبب دخوله في ولاية السلطان. توفي سنة (140) للهجرة، وروى له أصحاب الكتب الستة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(13/ 485 - 491)، و"تهذيب التهذيب"(5/ 42 - 43)، و"التقريب"(1/ 384).

و(سفيان) هو (الثَّوْرِيُّ): أحد الأئمة العُبَّاد الثقات المشهورين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

ص: 585

وصاحب الترجمة (سعيد بن عبد اللَّه الأَنْبَارِيّ) نقل الخطيب عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "لا بأس به".

وشيخ الخطيب (محمد بن أبي القاسم الأَزْرَق) هو (محمد بن الحسين بن محمد الأَزْرَق القَطَّان): مجمع على ثقته. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (913).

ويضاف إلى ما هنالك، أنَّ عبد الرزاق رواه في "مصنَّفه"(3/ 456 - 457) رقم (6298)، عن سفيان الثَّوْري، عن رجلٍ، عن مُورِّق العِجْلِيّ مُرْسَلًا.

وفيه إلى جانب إرساله، جهالة الراوي عن (مُورِّق).

غريب الحديث:

قوله: "أَتَحْثِينَ": الحَثْو: الرَّمي. يقال: حَثَا يَحْثُو حَثْوًا، ويَحْثي حَثْيًا، والمعنى: أتشاركن في صبِّ التراب في القبر. انظر "النهاية"(1/ 339).

أمَّا قوله: "ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ"، فقد تقدَّم تفسيره في حديث (913).

* * *

1345 -

أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، أخبرنا عليّ بن الحسن الجَرَّاحي، حدَّثنا أبو عثمان سعيد بن نَفِيس الصَّوَّاف المِصْرِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن خالد، حدَّثنا أبو حازم -يعني عبد الغفَّار بن الحسن بن دينار-، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن إبراهيم الهَجَري، عن أبي الأَحْوَص،

عن ابن مسعود

(1)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ على كُلِّ

(1)

في المطبوع: "عن أبي مسعود". والمثبت من "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 373)، و"الجامع الكبير"(1/ 576).

ص: 586

مُسْلِمٍ في كُلِّ يومٍ صَدَقَةٌ". قلنا: ومن يُطيق ذلك يا رسولَ اللَّه مِنَّا؟ قال: "إنَّ تَسْلِيمَكَ على المُسْلِمِ صَدَقَةٌ، وعِيَادَتُكَ المريضَ صَدَقَةٌ، وصَلَاتُكَ على الجِنَازَةِ صَدَقَةٌ، وإِمَاطَتُكَ الأَذَى عن الطَّريقِ صَدَقَةٌ، وعَوْنُكَ الضَّعِيفَ صَدَقَةٌ".

(9/ 104) في ترجمة (سعيد بن نَفِيس الصَّوَّاف المِصْرِيّ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وبعض ما جاء فيه مروي في "الصحيحين" من غير حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

ففيه (أبو حازم عبد الغفَّار بن الحسن بن دينار) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(6/ 54) وفيه عن أبي حاتم: "لا بأس به".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 421).

3 -

"الميزان"(2/ 639) وفيه عن الجُوْزَجَانِيّ: لا يُغْتَرُّ به"

(1)

. وقال الأَزْدِيُّ: "كذَّاب".

4 -

"المغني"(2/ 401) وقال: "كذَّبه الأَزْدِيُّ". وعلَّق عليه محققه الدكتور العِتْر بعد أن نقل قول أبي حاتم السابق بقوله: "فالظَّاهر أنَّه صدوق سيء الحفظ".

5 -

"ديوان الضعفاء" للذَّهَبِيّ ص 197 رقم (2581) وقال: "كذَّبه الأَزْدِيّ".

6 -

"لسان الميزان"(4/ 40 - 41). وذكر ما تقدَّم من الأقوال فيه.

كما أنَّ في إسناده أيضًا (إبراهيم بن مسلم العَبْدِيّ الهَجَري أبو إسحاق) وهو ليِّن الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1045).

(1)

في "اللسان"(4/ 40): "لا يُعْتَبَرُ به". ولم أجده في كتاب "أحوال الرجال" للجُوْزجَاني.

ص: 587

وصاحب الترجمة (سعيد بن نَفِيس الصَّوَّاف المِصْرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): تابعي ثقة. وقد تَقَدَّمت ترجمته في حديث (305).

التخريج:

رواه عنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 108 - 109)، وفي "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 273) من طريق أبي حازم عبد الغفَّار بن الحسن، عن الثَّوْري، به.

قال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة": "غريب من حديث الثَّوْري عن إبراهيم، تفرَّد به عبد الغفَّار".

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(1/ 423 و 424 و 427) و (9/ 561)، و"مجمع الزوائد"(3/ 104 - 105)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 421 - 423).

ومن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في الأدب، باب كل معروف صدقة (10/ 447) رقم (6022)، ومسلم في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (2/ 699) رقم (1008)، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا:"على كلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه فينفع نَفْسَهُ ويتصدَّق. قالوا: فإنَّ لم يستطع، أو لم يفعل؟ قال: فيعينُ ذا الحاجةِ الملهوفَ. قالوا: فإن لم يستطع، أو لم يفعل؟ قال: فليأمر بالخير، أو قال بالمعروف. قال فإنْ لم يفعل؟ قال: فَلْيُمْسِكْ عن الشرِّ، فإنَّه له صَدَقَةٌ".

ومنها أيضًا، ما رواه البُخَاري في الجهاد، باب من أخذ بالرِّكَاب ونحوه (6/ 132) رقم (2989)، ومسلم في الموضع السابق رقم (1009)، عن

ص: 588

أبي هريرة مرفوعًا: "كلُّ سُلَامَى

(1)

من النَّاس عليه صَدَقَةٌ كُلَّ يوم تطلُعُ فيه الشمسُ: يعدلُ بين الاثنين صَدَقَةٌ، ويعينُ الرجل على دابَّتِهِ فَيحمِلُ عليها أو يرفع عليها متاعهُ صَدَقَةٌ، والكلمةُ الطيِّبةُ صَدَقَةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصَّلاة صَدَقَةٌ، ويميط الأذى عن الطريق صَدَقَةٌ".

ومنها كذلك، ما رواه التِّرْمِذِيُّ في البَرِّ، باب ما جاء في صنائع المعروف (4/ 339 - 340) رقم (1956)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 298 رقم (894)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 372) رقم (530)، عن أبي ذَرٍّ مرفوعًا:"تَبَسُّمُكَ في وجه أخيكَ لكَ صَدَقَةٌ، وأَمْرُكَ بالمعروف ونَهْيُكَ عن المنكر صَدَقَةٌ، وإرشادُكَ الرجلَ في أرض الضلال لك صَدَقَةٌ، وبَصَرُكَ للرجل الرَّدِيء البصر صَدَقَةٌ، وإماطتكَ الحَجَرَ والشوكةَ والعَظْمَ عن الطريق لكَ صَدَقَةٌ، وإفْرَاغُكَ من دَلْوكَ في دَلْو أخيكَ صَدَقَةٌ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب". وقال: "وفي الباب عن ابن مسعود، وجابر، وحذيفة، وعائشة، وأبي هريرة".

وقوله في حديث ابن مسعود: "وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة"، فإنَّه جاء في حديث رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 438 - 439) رقم (927) -من كشف الأستار-، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"وعيادتك المريض صَدَقَةٌ، واتباعك الجنازة صدقة". وفي إسناده (إبراهيم الهَجَري) وهو ليِّن الحديث كما تقدَّم.

* * *

(1)

قال في "الفتح"(6/ 132): "أي أُنْمُلة. وقيل: كل عظم مجوف صغير. . . ".

ص: 589

1346 -

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي، أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد اللَّه الدَّاقَّاق -المعروف بابن قَيُّوما المعدَّل النَّهْرَوانِي- بها، في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو محمد سعيد بن سهل بن جُمْعَة الرَّازي -قدم علينا-، حدَّثنا أبو يعقوب يوسف بن إسحاق بن الحجَّاج، حدَّثنا أبي، حدَّثنا إسماعيل بن عبد الرحمن، حدَّثني محمد بن مُطَرِّف الهَمْدَاني، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذُبُّوا عن أَعْرَاضِكُمْ بأَمْوَالِكُمْ". قالوا: وكيف نَذُبُّ، عن أَعْرَاضِنَا بأَمْوَالِنَا؟ قال:"تُعْطُونَ الشَّاعِرَ ومَنْ تَخَافُونَ لِسَانَهُ".

(9/ 107) في ترجمة (سعيد بن سهل بن جُمْعَة الرَّازي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (إسحاق بن الحجَّاج الطَّاحُوني المُقْرِئ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 217) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

أمَّا ولده (يوسف بن إسحاق) فقد ترجم له في "الجرح والتعديل"(9/ 219) وقال: "صدوق".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (سعيد بن سهل بن جُمْعَة الرَّازي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه كذلك شيخ الخطيب (الحسن بن الحسين بن العبَّاس النَّعَالي المعروف بابن دُومَا)، ترجم له في "تاريخه" (7/ 300 - 301) وقال:"كتبنا عنه وكان كثير السماع، إلَّا أنَّه أفسد أمره بأن أَلْحَقَ لنفسه السماع في أشياء لم تكن سماعه".

ص: 590

و (إسماعيل بن عبد الرحمن) لم يتبين لي من هو، وأخشى أن يكون قد تحرَّف في المطبوع، عن (سهل بن عبد الرحمن)، فإنَّه في "تاريخ جُرْجَان" ص 223: عن سهل بن عبد الرحمن الجُرْجَاني، عن محمد بن مُطَرِّف، به، كما سيأتي.

و(عمر بن عبد اللَّه النَّهْرَوانِي المعروف بابن قَيُّوما) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 252) وقال: "كان أحد الشهود المعدَّلين".

وبقية رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه حمزة السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 223 - في ترجمة (سهل بن عبد الرحمن الجُرْجَاني) - من طريق الهيثم بن أيوب الطَّالْقَاني، عن سهل بن عبد الرحمن الجُرْجَاني، عن محمد بن مُطَرِّف، به.

و(سهل بن عبد الرحمن الجُرْجَاني) لم يذكر السَّهْمِيّ فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(2/ 243) رقم (3143).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 526) إلى الخطيب وحده.

كما عزاه في "الجامع الصغير" بشرح "فيض القدير"(3/ 560) إلى ابن لال عن عائشة. ولم يتكلَّم العلّامة المُنَاوي عليه بشيء لا في "فيض القدير" ولا في "التيسير"(2/ 18).

وروى صَدْرَهُ، أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (2/ 213) عن عائشة مرفوعًا:"ذُبُّوا بأموالكم عن أعراضكم".

ص: 591

أقول: في إسناده (حسين بن عَلْوَان الكَلْبِيّ) وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1162).

ثم وجدت العَجْلُونيّ في "كشف الخفاء"(1/ 416) يذكره بلفظ: "ذُبُّوا عن أعراضكم" ويقول: "رواه الدَّيلمي وابن لال عن عائشة، والخطيب عن أبي هريرة بزيادة (بأموالكم). قال ابن الغَرْس: قال شيخنا حجازي: حديث حسن لغيره! ثم قال: وتمامه عند مخرِّجه (قالوا يا رسول اللَّه كيف نذب بأموالنا. . .) ".

* * *

1347 -

أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البَرْذَعِيّ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن أبي غُرَّة العَطَّار، حدَّثني أبو اللَّيْث سعيد بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن معاوية الأَنْمَاطي، حدَّثنا محمد بن يحيى الأُشْنَانِي -في قَنْطَرة الأُشْنَان-، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس الأَوْدِيّ، حدَّثنا شُعْبَة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى،

عن البَرَاء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه تعالى: "تَفَضَّلْتُ على عَبْدِي بأربع خِصَالٍ: سلَّطتُ الدَّابَّة على الحَبَّةِ، ولولا ذلك لادَّخَرَهَا المُلُوكُ كما يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ.

وأَلْقَيْتُ النَّتْنَ على الجَسَدِ، ولولا ذلكَ ما دَفَنَ خليلٌ خَلِيلَهُ أبَدًا.

وسلَّطتُ السُّلُوَّ على الحُزْنِ، ولولا ذلكَ لانْقَطَعَ النَّسْلُ.

وقَضَيْتُ الأَجَلَ وأَطَلْتُ الأَمَلَ، ولولا ذلك لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا، ولم يَتَهَنَّ ذُو مَعِيْشَةٍ بِمَعِيْشَتَهِ".

(9/ 109) في ترجمة (سعيد بن أحمد بن سعيد الأَنْمَاطِي أبو اللَّيْث).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 592

وآفته (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي)، فإنَّه كذَّاب دجَّال كما قال الدَّارَقُطْنِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (822).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "ما أُبْعِدُ أن يكون هذا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي، فإنَّ له عن يحيى بن مَعِين بمثل هذا الإِسناد حديثًا آخر".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 252 - 254) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهذا (الأُشْنَانِيّ) هو: (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن ثابت)، وإنَّما دَلَّسَهُ سعيد بن أحمد. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: الأُشْنَانِيّ كذَّابٌ دجَّالٌ. وقال أبو بكر الخطيب: كان يضع الحديث وضعًا فاحشًا".

وله شاهد من حديث زيد بن أرقم، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 170) -مخطوط-، من طريق عبد الملك بن دَلِيل -إمام مسجد حَلَب-، عن أبيه، عن إسماعيل السُّدِّي، عن زيد مرفوعًا به، بدون ذكر الخصلة الرابعة.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 288 - 229) رقم (8036) من حديث زيد بن أرقم أيضًا.

أقول: لا قيمة لهذا الشاهد، فإنَّ في إسناده:(دَلِيل بن عبد الملك الفَزَاري الحَلَبِي)، وقد ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين" (1/ 295) وقال:"يروي عن السُّدِّيّ، روى عنه ابنه عبد الملك بن دليل عنه عن السُّدِّيّ عن زيد بن أرقم نسخةً موضوعةً، لا يحلُّ ذكرها في الكتب ولا الاحتجاج بدليل هذا". وانظر "اللسان"(2/ 432 - 433).

ص: 593

وقد تعقب السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 155 - 156) ابن الجَوْزيّ في حكمه عليه بالوضع، بأنَّ له شاهدًا من حديث زيد بن أرقم. وذكر حديث ابن عساكر السابق. وتابعه على تعقُّبه هذا ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 196).

ولا قيمة لتعقُّبه هذا لما علمت من حال الشاهد المذكور.

كما ذكر له شاهدًا عن عِكْرِمَة موقوفًا عليه من قوله، رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره".

أقول: فضلًا عن كون هذا الشاهد ممَّا لا تقوم به الحجَّة لأنَّه موقوف على عِكْرِمَة، فإنَّه ليس فيه ممَّا يوافق حديث البَرَاء إلَّا قوله:"وخلق في ساعةٍ النتن الذي يسقط على ابن آدم إذا مات لكي يتبرأ".

* * *

1348 -

أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، حدَّثنا سعيد بن القاسم الحافظ -أبو عمرو البَرْذَعِيّ-، حدَّثنا محمد بن يحيى بن مَنْدَه، حدَّثنا الهُذَيْل بن معاوية، حدَّثنا إبراهيم بن أيوب، حدَّثنا النُّعْمَان، عن سفيان الثَّوْري، عن منصور بن صَفِيَّة، عن أُمِّه،

عن عائشة: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن سَبِّ الأموات، وقال:"طُوبى لمن وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ استغفارًا كثيرًا".

(9/ 110 - 111) في ترجمة (سعيد بن القاسم بن العلاء البَرْذَعِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والنهي عن سبِّ الأموات رواه البُخَاري في "صحيحه" من حديث السيدة عائشة. أمَّا قوله صلى الله عليه وسلم: "طوبي لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا"

ص: 594

فقد ورد من طريق حسن من حديث عبد اللَّه بن بُسْر رضي الله عنه.

ففيه (إبراهيم بن أيوب العَنْبَرِيّ الفُرِسَانِيّ الأَصْبَهَانِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 89) وفيه عن ابن أبي حاتم: "سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه".

2 -

"تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 172 - 173) وقال: "كان صاحب تهجد وعِبَادة، لم يعرف له فراش أربعين سنة"! ؟

3 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 21) وذكره باسم (إبراهيم بن أيوب البُرْسَاني الأَصْبَهَاني). -ونبَّه المحقق أنَّ في نسخة من "الميزان": "الفُرِسَانِي"- وقال: "قال أبو حاتم: مجهول. قاله عنه ابن الجَوْزي، وما رأيته أنا في كتاب ابن أبي حاتم".

4 -

"لسان الميزان"(1/ 36 - 37) -وقد تداخلت ترجمته مع ترجمة (إبراهيم بن أيوب الجُوْزَجَانِي) ولم تميَّز في المطبوع فليتنبه- وقال: "وقد نقل صاحب "الحافل"

(1)

أيضًا عن ابن أبي حاتم أنَّه قال فيه: مجهول. والذي في كتاب ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه. فلعل ابن الجَوْزي نقله بالمعنى".

وصاحب الترجمة (سعيد بن القاسم بن العلاء البَرْذَعِيّ أبو عمرو) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (1/ 330 - 331) وقال:"أحد الحُفَّاظ". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

اسم الكتاب بتمامه: "الحافل في تكملة الكامل"، وهو من تأليف الإِمام الفقيه الحافظ الثقة الطبيب: أحمد بن محمد بن مُفَرِّج الإِشْبِيلي الأُمَوي مولاهم، ويعرف بابن الرُّوِميَّة، أبو العبَّاس. وكانت وفاته سنة (637) للهجرة. انظر:"سِيَر أعلام النبلاء"(23/ 58 - 59)، و"الرسالة المُسْتَطْرَفَة" ص 145.

ص: 595

كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 72 - 73) ونعته بقوله: "الإِمام المحدِّث العالم". ولم ينقل فيه عن أحدٍ جرحًا أو تعديلًا.

و(الهُذَيل بن معاوية الفِرْيَانِيّ) ترجم له أبو نُعَيْم في "حِلْيَة الأولياء"(10/ 394 - 396) مع أخيه (أحمد بن معاوية بن الهُذَيْل) وقال: "كان سَمْتُهُمَا في التعبد والاتباع والاقتداء سَمْتَ البُدَلاء والأولياء". وليس في ترجمته ما يفيد جرحه أو تعديله. ولم أقف على ترجمة له في كتب الجرح والتعديل.

و(منصور بن صَفِيَّة) هو (منصور بن عبد الرحمن بن طَلْحَة العَبْدَرِيّ الحَجَبِيّ المَكِّيّ، وصفيَّة: أُمّه)، قال: في "التقريب"(2/ 276): "ثقة من الخامسة، أخطأ ابن حزم في تضعيفه"/ خ م د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب التهذيب"(10/ 310 - 311).

وأُمُّه (صفيَّة) هي (ابنة شَيْبَة بن عثمان بن أبي طَلْحَة العَبْدَرِيَّة). قال في "التقريب"(2/ 603): "لها رؤية، وحدَّثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي البُخَاري التصريح بسماعها من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنكر الدَّارَقُطْنِيّ إدراكها"/ ع. وانظر "التهذيب"(12/ 430).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 330) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"حدَّثناه أبي وجماعة قالوا: حدَّثنا محمد بن يحيى بن مَنْدَه".

كما رواه في "الحِلْيَة"(10/ 395) عن أبيه، وأبي محمد بن حيَّان، عن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، عن الهُذَيْل، عن إبراهيم بن أيوب، عن النُّعْمَان، عن سفيان، عن منصور

(1)

، به.

(1)

تحرَّف الإِسناد في "الحِلْيَة" إلى: "إبراهيم بن أيوب، عن النُّعْمَان بن سفيان، عن منصور".

ص: 596

ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(2/ 545 - 546) رقم (637) من طريق أحمد بن يوسف، حدَّثنا محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان، عن منصور بن صفيَّة، عن أُمِّه، عن عائشة قالت:"طُوبى لمن وَجَد في صحيفته استغفارًا كثيرًا".

وقال البيهقي عقبه: "هذا هو الصحيح موقوفًا. ورُوي عن النُّعْمَان بن عبد السلام، عن سفيان مرفوعًا، ورُوي من حديث داود بن عبد الرحمن، عن منصور بن صفيَّة كذلك مرفوعًا".

وقد روى البُخَاري في الجنائز باب ما يُنهى عن سبِّ الأموات (3/ 258) رقم (1393)، والنَّسَائي في الجنائز، باب النهي عن سَبِّ الأموات (4/ 53)، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا:"لا تسبُّوا الأمواتَ، فإنَّهم قد أَفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا".

وروى ابن ماجه في الأدب، باب الاستغفار (2/ 1254) رقم (3818)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة"، ص 330 رقم (455)، والطبراني في "الدُّعَاء"(3/ 1604 - 1605) رقم (1789)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(2/ 546 - 547) رقم (638)، عن عبد اللَّه بن بُسْر مرفوعًا:"طُوبَى لمن وَجَدَ في صحيفته استغفارًا كثيرًا".

أقول: إسناده عند من أخرجه من المذكورين -عدا الطبراني-: حسن. وإسناد الطبراني: ضعيف.

وقال النَّووي في "الأذكار" ص 621 - 622 رقم (1058) بعد أن عزاه لابن ماجه: إسناده جيِّد.

وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 468): "رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي".

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 134 - 135): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. . . . ".

ص: 597

وعزاه ابن عَلَّان في "الفتوحات الربانية"(7/ 287) إلى الدَّيْلَمِيِّ في "مسند الفردوس"، وقال:"رواه ابن ماجه بإسناد صحيح".

أقول: الظَّاهر أنَّ إسناده حسن، ففيه (محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِيّ) وهو صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (26).

وفيه أيضًا: (عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحِمْصِيّ) وهو صدوق أيضًا كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 289)، وابن حَجَر في "التقريب"(2/ 74).

وبلفظ حديث عبد اللَّه بن بُسْر، رواه الطبراني في "مسند الشاميين" من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وأوله عنده:"لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار". قال الحافظ ابن حَجَر في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف" ص 32 بعد أن عزاه له: "وفي إسناده بشر بن عبد الوارث وهو متروك".

* * *

1349 -

أخبرني محمد بن عبد الواحد الصغير، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ حدَّثنا العبَّاس بن أبي عليّ النَّسائي، حدَّثنا يحيى بن معلَّى، حدَّثنا سهل بن المغيرة -إمام مسجد عفَّان-، حدَّثنا أبو مَعْشَر عن محمد بن كعب القُرَظي، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك،

عن أبيه قال: جاء ثابت بن قيس بن شمَّاس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ أُمِّي ماتت وهي نصرانية، فأحبُّ أن أشهدها؟ فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اركب وتقدَّمها. فإنَّك إذا كنت أَمَامَهَا لم تكن معها

(1)

".

(1)

في المطبوع: "فإنك إذا كنت أمامها تكن معها". والمثبت من "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (2/ 419) فإنَّه يرويه عن الخطيب، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 76)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 115).

ص: 598

(9/ 115) في ترجمة (سهل بن المغيرة البزَّاز أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (أبو مَعْشَر نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدِيّ) وهو ضعيف، أَسَنَّ واختلط. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (789).

وصاحب الترجمة (سهل بن المغيرة البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 75 - 76) عن عليّ بن محمد بن عبيد الحافظ، عن عليّ بن سهل بن المغيرة، عن أبيه، به، وقال:"أبو مَعْشَر: ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزيّ في "العلل المتناهية"(2/ 418 - 419) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يثبت. وأعلَّه بـ (أبي مَعْشَر)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 115) وعزاه للدَّارَقُطْنِيّ، ونقل عنه قوله:"لا يثبت".

* * *

1350 -

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثنا إدريس بن عبد الكريم، حدَّثنا سهل بن زَنْجَلَة البرَّازي، حدَّثنا الصَّبَّاح بن مُحَارِب، حدَّثني عمر بن عبد اللَّه بن

ص: 599

يعلى

(1)

بن مُرَّة، عن أبيه، عن جَدِّه،

وعن زياد بن عِلَاقَة، عن أسامة بن شَرِيك، قالا: إذا كُنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ، لم نَخْلَعْ خِفَافَنَا لشيءٍ مِنْ حَاجَتِنَا ثلاثًا، وإذا كُنَّا معه في الحَضَرِ مَسَحْنَا يومًا ولَيْلَةً".

(9/ 117) في ترجمة (سهل بن أبي سهل، وهو سهل بن زَنْجَلَة الرَّازي أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من أوجه أخرى.

ففيه (عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مُرَّة الثَّقَفِي الكوفي، وقد يُنْسَبُ إلى جَدِّه) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 431) وقال: "ضعيف".

2 -

"العلل" لأحمد (1/ 206) وقال: "ضعيف الحديث".

3 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 170) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 82) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 187 رقم (481) وقال: "ضعيف".

6 -

"الجرح والتعديل"(6/ 118 - 119) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ".

7 -

"المجروحين"(2/ 91 - 92) وقال: "منكر الرواية عن أبيه".

(1)

قوله: "بن يعلى" سقط من المطبوع. وهو مستدرك من "المعجم الكبير" للطبراني (1/ 154)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 600

8 -

"التهذيب"(7/ 470 - 471) وفيه عن البُخَاري: "يتكلَّمون فيه".

9 -

"التقريب"(2/ 59) وقال: "ضعيف من الخامسة"/ د ق.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 154) رقم (492)، عن محمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمِي، عن سهل بن زَنْجَلَة الرَّازي، به.

وذكره الهيثمي في "المجمع"(1/ 260) مفرَّقًا عن يعلى بن مُرَّة وأسامة بن شَرِيك وقال: "رواه الطبراني، وفيه عمر بن عبد اللَّه بن يعلى وهو مجمع على ضعفه".

والحديث له شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 243 - 247)، و"مجمع الزوائد"(1/ 258 - 260)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 157 - 158) و (161 - 162).

ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين (1/ 232) رقم (276) -واللفظ له-، والنَّسَائي في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين (1/ 84)، عن شُرَيْح بن هانئ قال: أتيتُ عائشةَ أَسْأَلُهَا عن المَسْحِ على الخُفَّين. فقال: عليكَ بابن أبي طالبٍ فَسَلْهُ، فإنَّه كان يسافرُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فسألناهُ فقال: جَعَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ للمُسَافِرِ، ويومًا ولَيْلَةً للمُقِيمِ.

* * *

1351 -

أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي، حدَّثنا سهل بن زَنْجَلَة الرَّازي أبو عمرو -سنة إحدى وثلاثين ومائتين-، حدَّثنا مَكِّي، عن مالك بن أنس، عن نافع،

ص: 601

عن ابن عمر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى على النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عليه أَرْبَعًا.

(9/ 117) في ترجمة (سهل بن أبي سهل، وهو سهل بن زَنْجَلَة الرَّازي أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

شاذٌّ من هذا الطريق، والمحفوظُ عن مالك: روايته له عن الزُّهْرِيّ عن ابن المسيَّب عن أبي هريرة، وهو في "الصحيحين".

وقد ذكر الخطيب -عقب روايته له- عن إبراهيم الحَرْبي أنَّه قال لمَّا سُئِلَ عن هذا الحديث من الطريق المتقدِّم: "ما خَلَقَ اللَّهُ من هذا شيئًا، لو كان من هذا شيء كان في "الموطأ"".

ثم روى الخطيب بإسناده عن عمر بن مُدْرك البَلْخِي أنَّه قال: "سمعتُ مَكِّيَّ بن إبراهيم يقول: حدثتهم بالبَصْرَة عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ عليه أربعًا. وهو خطأ، إنَّما حدَّثنا مالك عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على النَّجَاشِيّ وكَبَّرَ عليه أَرْبَعًا".

كما روى الخطيب في "تاريخه"(13/ 117) عن ابن مَعِين قوله في طريق مكِّي عن مالك عن نافع عن ابن عمر: "هذا باطل وكذب". وقال: "إنَّ مكِّي بن إبراهيم رواه هكذا بالرَّي، هو جاءني من خُرَاسَان يريد الحَجَّ فلمَّا رجع من حَجِّه سُئِلَ عنه فأبى أن يحدِّث به".

ثم روى الخطيب بإسناده عن عبد الصمد بن الفضل أنَّه قال: "سألنا مكِّي بن إبراهيم عن حديث مالك عن نافع عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ

ص: 602

على النَّجَاشِيّ أربعة. فحدَّثنا من كتابه عن مالك عن الزُّهْرِيّ عن سعيد عن أبي هريرة. وقال: هكذا في كتابي".

أقول: (مَكِّيُّ بن إبراهيم التَّمِيمي البَلْخِي أبو السَّكَن): ثقة ثَبْت مأمون

(1)

، أخطأ في روايته له عن مالك عن نافع عن ابن عمر كما صَرَّحَ به، وأنَّ المُثْبَتَ في كتابه روايته له عن مالك عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة. لكن قد تابعه على روايته التي أخطأ فيها: حُبَاب بن جَبَلَة الدَّقَّاق، رواه عنه الخطيب في "تاريخه"(8/ 284). ولكنَّ (حُبَابًا) هذا، كذَّبه الأَزْدِيّ وأثنى الدَّارَقُطْنِيّ عليه خيرًا. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (1233).

والرواية المحفوظة أخرجها مالك في "الموطأ" في كتاب الجنائز، باب التكبير على الجنائز (1/ 226 - 227)، وعنه أخرجه البُخَاري ومسلم في "صحيحيهما". وقد تقدَّم في حديث (1233) عزوه لهما.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1233).

* * *

1352 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحَرْبي، وطَلْحَة بن عليّ الكَتَّاني -قال الحَرْبِيُّ: أخبرنا. وقال طَلْحَة: حدَّثنا- محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثني أبو أحمد المُطَرِّز، حدَّثنا سهل بن سُوْرِين المَدَائِنِي، حدَّثنا سلَّام بن سليمان، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "آخرُ ما تَكَلَّمَ به إبراهيمُ حينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ".

(9/ 118) في ترجمة (سهل بن سُوْرِين المَدَائِنِي).

(1)

تقدَّمت ترجمته في حديث (930).

ص: 603

مرتبة الحديث:

منكر من هذا الطريق، والمعروف روايته من حديث ابن عبَّاس موقوفًا عليه، أخرجه الإِمام البُخَاري في "صحيحه"، وله حُكْمُ الرَّفْعِ.

ففي إسناده: (سلَّام بن سليمان بن سَوَّار المَدَائِنِي الثَّقَفِي الضَّرير) وهو ضعيف. قال ابن عدي عنه في "الكامل"(3/ 156): "هو عندي منكر الحديث". وقال العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(2/ 161): "في حديثه عن الثقات مناكير". وقد خَالَف الثقاتَ الذين رووه عن إسرائيل وغيره عن أبي حَصِين عن أبي الضُّحَى عن ابن عبَّاس موقوفًا، وهو الطريق المعروف، وقد تقدَّم في حديث (749) ذكر من رواه عنه.

وفي إسناده أيضًا (أبو أحمد المُطَرِّز -محمد بن محمد بن أحمد-): ليس بالقويِّ. وستأتي ترجمته في حديث (1659).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث غريب من رواية أبي حَصِين عن أبي صالح عن أبي هريرة مُسْنَدًا، لا أعلم رواه غير سلَّام بن سليمان عن إسرائيل، والمحفوظ ما رواه النَّاس عن إسرائيل وأبي بكر بن عيَّاش عن أبي حَصِيْن عن أبي الضُّحَى عن ابن عبَّاس قال: لما أُلقي إبراهيم في النَّار، الحديث".

و(إسرائيل)، و (أبو حَصِيْن)، و (أبو صالح)، سبق التعريف بهم في حديث (749).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 19)، من طريق سلَّام بن سليمان الدِّمَشْقِيّ، عن إسرائيل، به مرفوعًا بلفظ "لمَّا أُلقي إبراهيم عليه السلام في النَّار قال: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيلُ".

ص: 604

أقول: (سلَّام بن سليمان الدِّمَشْقِيّ) هو (سلَّام بن سليمان بن سوَّار المَدَائِنِي) الذي تقدَّم الكلام عليه آنفًا. وانظر "التهذيب"(4/ 283).

ورواه الخطيب في "تاريخه"(5/ 228 - 229) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، به، موقوفًا على أبي هريرة من قوله. وقد سبق الكلام عليه في حديث (749). وقد خُرِّجَ هناك من حديث ابن عبَّاس أيضًا.

* * *

1353 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن المَالِكِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأَبْهَريّ، حدَّثني سهل بن يحيى السَّقَطي -ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة-.

وأخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا سهل بن يحيى بن سَبَأ الحدَّاد، حدَّثنا الحسن بن عليّ الحُلْوَاني -وقال الأَبْهَريّ: الخَلَّال، ثم اتفقا-، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّحْلَةِ، والنَّمْلَةِ، والهُدْهُدِ والصُّرَدِ.

(9/ 119 - 120) في ترجمة (سهل بن يحيى بن سَبَأ الحدَّاد أبو السَّرِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (سهل بن يحيى الحدَّاد) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقد وهم في روايته له كما سيأتي.

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

وقد روي من وجه آخر صحيح.

ص: 605

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ وقد سُئِلَ عن هذا الحديث، أنَّه قال:"رواه شيخ يعرف بسهل بن يحيى بن سبأ الحدَّاد عن الحسن بن عليّ الحُلْوَاني عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة، وَوَهِمَ فيه، وإنَّما رواه الزُّهْرِيّ عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبَّاس".

و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات المَدَني): تابعي ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

التخريج:

رواه ابن ماجه في الصيد، باب ما يُنْهَى عن قتله (2/ 1074) رقم (3223)، من طريق إبراهيم بن الفضل، عن سعيد المَقْبُرِي، عن أبي هريرة بلفظ:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الصُّرَدِ، والضِّفْدَعِ، والنَّمْلَةِ، والهُدْهُدِ".

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 238): "هذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن الفضل المَخْزُومِي".

أقول: ترجم الحافظ ابن حَجَر لـ (إبراهيم) هذا في "التقريب"(1/ 41)، وقال:"متروك، من الثامنة"/ ت ق.

واعتبرت الحديث من الزوائد، لعدم ذكر "النَّحْلَةِ" في حديث ابن ماجه، وذكر "الضِّفْدَعِ" بدلًا منها.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 160)، من طريق عبَّاد بن كثير، عن عثمان الأعرج، عن الحسن، عن عِمْران بن حُصَيْن، وجابر بن عبد اللَّه، وأبي هريرة مرفوعًا به، بزيادة قوله في آخره:"وأَنْ يُمْحَى اسم اللَّه بالبُصَاق".

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الحسن عن عِمْران وجابر وأبي هريرة، لم نكتبه إلَّا من حديث عبَّاد بن كثير".

ص: 606

أقول: إسناد أبي نُعَيْم ضعيف جدًّا، ففيه (عبَّاد بن كثير الثَّقَفِي البَصْري) وهو متروك. وقال الإِمام أحمد: روى أحاديث كذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (594). و (عثمان الأعرج) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(3/ 60): "لا يُعْرَفُ".

والحديث رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(4/ 451) رقم (8415)، وعنه أحمد في "المسند"(1/ 332 و 347)، وأبو داود في الأدب، باب في قتل الذَّرِّ (5/ 418 - 419) رقم (5267)، وابن ماجه في الصيد باب ما يُنْهى عن قتله (2/ 1074) رقم (3224)، والدَّارِمي في الأضاحي باب النهي عن قتل الضفادع والنحلة (2/ 88 - 89)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 463) رقم (5617)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 317)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 371)، من طريق الزُّهْرِيّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتْبَة بن مسعود الهُذَلي، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

قال ابن دقيق العيد في "الإلمام" ص 308 رقم (782): "أخرجه أبو داود عن رجال الصحيح".

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(5/ 29) رقم (3067): "إسناده صحيح".

أقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

غريب الحديث:

قوله: "الصُّرَد": هو طائر أكبر من العصفور، ضخم الرَّأس والمِنْقَار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود، بصيد صغار الحشرات، وربما صاد العصفور، وكانوا يتشائمون به. انظر:"المعجم الوسيط" مادة (صرد) ص 512، وحاشية "مختصر سنن أبي داود" للمُنْذِري (8/ 114).

أمَّا الحكمة في النهي عن قتل المذكورات، فقد قال الإِمام الخطَّابي في

ص: 607

معالم السنن (8/ 113): "إنَّ النهي إنَّما جاء في قتل النَّمل في نوع منه خاص، وهو الكبار منها، ذوات الأرجل الطوال، وذلك أنَّها قليلة الأذى والضرر. ونهي عن قتل النَّحْلَة لما فيها من المنفعة، فأمَّا الهُدْهُد والصُّرَد: فنهيه عن قتلهما. يدلُّ على تحريم لحومهما، وذلك: أنَّ الحيوان إذا نُهى عن قَتْلِهِ، ولم يكن ذلك لحرمته، ولا لضرر فيه، كان ذلك لتحريم لَحْمِهِ".

* * *

1354 -

أخبرنا محمد بن طلحة النِّعَالي، حدَّثنا أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الجَوْهَرِيّ الطَّرَسُوسيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العَسْقَلَانِيّ، حدَّثنا محمد بن أبي السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ، حدَّثنا بقيَّة، حدَّثني عبد الرحمن بن عثمان،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ صِيَامُ العَبْدِ مُعَلَّقًا بين السَّمَاءِ والأَرْضِ، حتَّى تُؤَدَّى زَكَاةُ الفِطْرِ".

(9/ 121) في ترجمة (سهل بن إسماعيل بن سهل الجَوْهَرِيّ الطَّرَسُوسِيّ أبو صالح).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن أبي السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ) وهو (محمد بن المتوكِّل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العَسْقَلَانِيّ): صدوق كثير الوَهَم والغلط. وتقدَّمت ترجمته في حديث (382).

و (عبد الرحمن بن عثمان) لم أتبينه، ولعلَّ بقيَّة بن الوليد قد دلَّسه، فإنَّه مشهور بذلك، واللَّه أعلم.

كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (محمد بن طلحة بن محمد النِّعَالي أبو الحسن)

ص: 608

ترجم له في "تاريخه"(5/ 383 - 384) وقال: "شيخ كان يكتب معنا الحديث إلى أن مات ويتبع الغرائب والمناكير. . . كتبت عنه وكان رافضيًا". توفي سنة (413) للهجرة. وفيه عن الأَزْهَرِيُّ أنَّه سمعه يلعن معاوية رضي الله عنه. وذكره في "لسان الميزان"(5/ 212) ونقل ما في "التاريخ" ولم يزد.

و(محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة بن زِيَادَة العَسْقَلَانِيُّ اللَّخْمِيُّ أبو العبَّاس) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 292 - 293) وقال: "الإِمام الثقة المحدِّث الكبير". كما ذكره السَّهْمِيُّ في "سؤالاته للدَّارَقُطْنِيّ" ص 78 رقم (12) ونقل عنه قوله فيه: "ثقة"

(1)

. وكانت وفاته بعد سنة عشر وثلاثمائة كما في "الأنساب" للسَّمْعَاني (8/ 452).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 7 - 8) رقم (823)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ، ففيه (عبد الرحمن بن عثمان) قال أحمد بن حَنْبَل: طرح النَّاس حديثه. وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به.

أقول: (عبد الرحمن بن عثمان) الذي قال فيه أحمد وابن حِبَّان ما نقله عنهما ابن الجَوْزي، هو (البَكْرَاويّ البَصْري أبو بَحْر) كما في "العلل" لأحمد (2/ 158)، و"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 61)، وهو متأخر عن (عبد الرحمن بن عثمان) الذي في الإِسناد، فـ (البَكْرَاويّ أبو بَحْر) مات سنة (195 هـ) كما يقول البُخَاري في "التاريخ الكبير"(5/ 331). بينما الذي في الإِسناد يروي عن (أنس بن مالك)،

(1)

تَصَحَّف "ابن زِيَادَة" في "سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" إلى: "ابن زبان".

ص: 609

ووفاته رضي الله عنه كانت سنة (92 هـ) وقيل: (93 هـ)، كما في "التقريب"(1/ 84).

ولم يتنبه محقق "العلل" لذلك. وإعلال الحديث هو بمن قَدَّمْتُ. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 929) إلى الخطيب وابن عساكر.

وله شاهد من حديث جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلي رضي الله عنه، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 8) رقم (824)، من طريق محمد بن عبيد البَصْري، عن مُعْتَمِر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جَرِير مرفوعًا بلفظ:"إنَّ شهر رمضانَ مَعَلَّقٌ بين السَّمَاءِ والأرضِ لا يُرْفَعُ إلَّا بزكاةِ الفِطْرِ".

قال ابن الجَوْزي: هذا حديث لا يصحُّ، ففيه (محمد بن عبيد) مجهول.

وهذا الشاهد عن جَرير، ذكره المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 151 - 152)، وقال:"رواه أبو حفص بن شاهين في "فضائل رمضان"، وقال: حديث غريب جيِّد الإِسناد".

والظَّاهر أن ابن شاهين قد رواه من الطريق المتقدِّم، وقد علمتَ أنَّ فيه (محمد بن عبيد البَصْري)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (5/ 276) وقال:"عن مُعْتَمِر بن سليمان، وعنه عبد اللَّه بن عليّ بن عُبَيْدَة. وقال ابن الجَوْزي في "العلل": مجهول. روى عن مُعْتَمِر عن. . . حديث: صوم شهر رمضان معلَّق بين السماء والأرض. لا يُتَابَعُ عليه".

وحديث (جَرِير) هذا، عزاه في "كنز العُمَّال"(8/ 551) رقم (24122) إلى ابن صَصْرَى في "أماليه" فحسب.

* * *

ص: 610

1355 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، حدَّثنا أبو نصر سهل بن عبيد اللَّه بن داود بن سليمان بن أَبَان بن عبد اللَّه البُخَاري -قدم علينا ببغداد-، حدَّثنا محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابُورِيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن عيسى النَّاقِد، حدَّثنا سهل بن عثمان، حدَّثنا عبد اللَّه بن مِسْعَر بن كِدَام، عن جعفر، عن القاسم،

عن أبي أُمَامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي على جَهَنَّمَ يوم ما فيها من بني آدم أحدٌ، تخفق أبوابها كأنَّها أبواب الموحدين

(1)

".

(9/ 122) في ترجمة (سهل بن عبد اللَّه بن داود البُخَاري أبو نصر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (جعفر بن الزُّبَيْر الدِّمَشْقِيّ)

(2)

وهو مُتَّهَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (327).

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن مِسْعر بن كِدَام) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء الكبير" للعُقَيْلِي (2/ 304) وقال: "عن أبيه لا يُتَابَعُ عليه، ولا يعرف إلَّا به". وذكر له حديث ابن عمر مرفوعًا: "تَنَقَّه وَتوَقَّه".

(1)

هكذا في المطبوع. وهو يوافق ما في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 268)، و"اللآلئ"(2/ 466)، و"تنزيه الشريعة المرفوعة" (2/ 379) -وهم يذكرونه عن الخطيب-. وعلَّق مصحح "التاريخ" عليه بقوله:"لعلها: (الموصدين) "! وذكره ابن حَجَر في "الكاف الشاف" ص 87 عن أبي أُمَامة مرفوعًا بلفظ: "يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد، تخفق أبوابها، يعني من الموحِّدين".

(2)

صُحِّفَ في "الميزان"(2/ 502)، و"اللسان" (3/ 357) في ترجمة (عبد اللَّه بن مِسْعَر بن كِدَام) في سياق إسناد الحديث المتقدِّم إلى:"الزُّبَيْر بن سعيد".

ص: 611

2 -

"الجرح والتعديل"(5/ 181) وفيه عن أبي حاتم: "مبروك الحديث".

و(القاسم) هو (ابن عبد الرحمن الدِّمَشْقِيّ أبو عبد الرحمن): صدوق يُرْسِلُ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).

وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 407) -في ترجمة (جعفر بن الزُّبَيْر) - عند ذكره لحديثه هذا عن القاسم عن أبي أُمَامَة: إسناده مظلم.

وقال أيضًا في "الميزان"(2/ 502) -في ترجمة (عبد اللَّه بن مِسْعَر بن كِدَام) - بعد أن أشار لهذا الحديث: إنَّه باطل. وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 357).

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(8/ 295) رقم (7969)، عن عبد الرحمن بن سَلْم الرَّازي، عن سهل بن عثمان، به مرفوعًا بلفظ:"ليأتين على جهنَّم يوم كأنَّها زرع هاج وَاحْمَرَّ، تخفق أبوابها".

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 360) بعد أن عزاه له: "فيه جعفر بن الزُّبَيْر وهو ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 268)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع مُحَالٌ". وأعلَّه بـ (جعفر بن الزُّبَيْر)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 416)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 379).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1863) -في ترجمة (العلاء بن زيد

ص: 612

-ويقال: زَيْدَل- الثَّقَفِي) - عنه، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"ليأتين على جهنم يوم تصطفق أبوابها ما فيها من أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم أحد".

و (العلاء) هذا قال عنه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 180): "يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل التعجب". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 99 - 100) وقال: "تالف قال ابن المَدِيني: كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم والدَّارَقُطْنِيّ: متروك الحديث. وقال البُخَاري وغيره: منكر الحديث". وذكر حديثه هذا.

والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" ص 87 رقم (194) عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه من قوله بلفظ: "يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد -يعني من الموحِّدين-". وعزاه للبزَّار في "مسنده"، وقال:"رجاله ثقات. والتفسير -يعني قوله: "من الموحِّدين- لا أدري ممن هو". ثم ذكر حديث أنس وعزاه لابن عدي، ولم يتكلّم عليه بشيء! ثم ذكر حديث أبي أُمَامَة، ولم يعزه لأحد، ولم يتكلَّم عليه بشيء أيضًا. ثم قال: "وأمَّا الحديث الذي أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من طريق الحسن، عن عمر ورفعه:"إنَّ جهنَّم تخلو حتَّى ينبت فيها الجِرْجِير"، فهو منقطع. ومراسيل الحسن عندهم واهية، لأنَّه كان يأخذ من كل أحد".

* * *

1356 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا العبَّاس بن محمد، حدَّثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حدَّثنا ابن أبي الزِّنَاد، عن موسى بن عُقْبَة قال: أخبرني رجلٌ من وَلِدِ عُبَادَة بن الصَّامت كان ثقةً،

أنَّه سمع أبا هريرة يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:

ص: 613

"حَضَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ رَجُلًا يَمُوتُ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ خَيْرًا، وشَقَّ عن قَلْبِهِ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، ثم فَكَّ عن لَحْيَيْهِ فوَجَدْ طَرَفَ لِسَانِهِ لاصِقًا بِحَنَكِهِ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِكَلِمَةِ الإخلاص".

(9/ 125) في ترجمة (سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري الحَكَمي أبو معاذ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وذلك لجهالة اسم وَلَدِ عُبَادَة بن الصَّامت، وإن قال فيه موسى بن عُقْبَة الراوي عنه:"وكان ثقةً". فالتعديلُ على الإبهام لا يُكْتَفَى به على الصحيح من الأقوال.

وقد تكلَّمت عن هذه المسألة بتوسع في كتابي "أسباب اختلاف المحدِّثين"(1/ 99 - 104)، فانظره إن شئت.

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة: (سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري الحَكَمي أبو معاذ) وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(1/ 357) وقال: "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتَّى حسن التنكب عن الاحتجاج به".

2 -

"تاريخ بغداد"(9/ 124 - 126) وفيه عن مُهَنَّا قال: "سألتُ أحمد بن حَنْبَل، وأبا خَيْثَمَة، ويحيى بن مَعِين، فقلت: أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر؟ فقالوا: هو ابن عبد الحميد بن جعفر المَدَني، فقلت: كيف هو؟ قالوا: كان ها هنا في رَبَض الأنصاري يَدَّعي أنَّه سمع عَرْضَ كُتُبِ مالك بن أنس. وقال لي أحمد: والنَّاسُ يُنْكِرُون عليه ذاك، هو هنا بغداد لم يحجَّ، فكيف سمع عَرْضَ مالكٍ؟ ".

ص: 614

وفيه عن زكريا السَّاجي: "يتكلَّمون في حديثه". وقال ابن مَعِين: "ليس به بأس قد كتبت عنها. وقال صالح جَزَرَة: "لا بأس به". وقال مرَّةً: "سيء الحفظ". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة صدوق".

3 -

"الكاشف"(1/ 278 - 279) وقال: "ثقة".

4 -

"التقريب"(1/ 288) وقال: "صدوق له أغاليط، من كبار العاشرة، مات سنة تسع عشرة -يعني ومائتين-"/ ت س ق.

وقد توبع كما سيأتي.

و(ابن أبي الزِّنَاد) هو (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن ذَكْوَان المَدَني): "صدوق تغيَّر حفظه لمَّا قدم بغداد"، كما في "التقريب"(1/ 479 - 480). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (856).

التخريج:

رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(3/ 237 - 238) رقم (984)، من طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه الأُوَيْسِي، عن ابن أبي الزِّنَاد، به.

قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 416): "أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "المحتضرين"، والطبراني، والبيهقي في "الشُّعَب"، وإسناده جيِّد، إلَّا أنَّ في رواية البيهقي رجلًا لم يسمَّ، وسُمِّي في رواية الطبراني: إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو ضعيف".

ولم أقف عليه في "معاجم" الطبراني الثَّلاثة، ولم يذكره في "مجمع الزوائد"، فالظَّاهر أنَّه رواه في غيرها، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 137) رقم (2699).

* * *

ص: 615

1357 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيمي، حدَّثنا محمد بن سعد العَوْفي، حدَّثني: أبي، حدَّثنا عمرو بن عطيَّة، والحسين بن الحسن بن عطيَّة، عن عطيَّة، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن أُمِّ سَلَمَة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [سورة الأحزاب: الآية 33]، وكان في البيت: عليٌّ، وفاطمة، والحسن والحسين. قالت: وكنت على باب البيت فقلت: أين أنا يا رسولَ اللَّه؟ قال: "أَنْتِ في خَيْرٍ، وإلى خَيْرٍ".

(9/ 126 - 127) في ترجمة (سعد بن محمد بن الحسن بن عطيَّة بن سعد العَوْفي).

مرتبة الحديث:

إسناده مسلسل بالضعفاء. ومَتْنُهُ صحيح، مروي من طرق كثيرة.

ففيه صاحب الترجمة (سعد بن محمد بن الحسن بن عطيَّة بن سعد العَوْفي)، وقد نقل الخطيب في ترجمته عن أحمد قوله فيه:"جَهْمِيٌّ". وقوله فيه أيضًا: "لو لم يكن هذا أيضًا لم يكن ممَّن يستأهل أن يُكْتَبُ عنه، ولا كان موضعًا لذاك". وترجم له في "اللسان"(3/ 18 - 19) ونقل ما عند الخطيب ولم يزد.

كما أنَّ فيه (عطيَّة بن سعد العَوْفي)، وهو "تابعي مشهور مُجْمَعٌ على ضعفه" كما في "المغني"(2/ 436). وقد سبقت ترجمته في حديث (189).

كما أنَّ فيه (عمرو بن عطيَّة العَوْفي) وقد ترجم له.

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 290) ونقل عن البُخَاري قوله فيه: "في حديثه نظر".

2 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 304 رقم (388) وقال: "ضعيف"

ص: 616

3 -

"اللسان"(4/ 371) وفيه أنَّ العُقَيْلِي قال: "في حديثه نظر". والذي تقدَّم أن ذلك من قول البُخَاري نقله العُقَيْلِي عنه.

ولم أقف عليه في كتب البُخَاري: "التاريخ الكبير"، و"التاريخ الصغير"، و"الضعفاء الصغير".

كما أنَّ فيه (الحسين بن الحسن بن عطيَّة العَوْفي) وهو ضعيف أيضًا. وسبقت ترجمته في حديث (1143).

التخريج:

رواه بنحوه ابن جَرِير في "تفسيره"(22/ 7) -ط بولاق المصوَّرة- عن أبي كُرَيْب، عن الحسن بن عطيَّة، عن فُضَيْل بن مَرْزُوق، عن عطيَّة، به.

ورواه ابن أبي حاتم، من حديث هارون بن سعد العِجْلي، عن عطيَّة، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ رضي الله عنه موقوفًا كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 494).

ورواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 278) من طريق الفضل بن موسى، عن عِمْران بن مسلم، عن عطيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد مرفوعًا بنحوه. وسيأتي برقم (1537).

ولحديث أُمِّ سَلَمَة طرق كثيرة وبألفاظ مختلفة، انظرها في:"تفسير الطبري"(22/ 6 - 7)، و"تفسير ابن كثير"(3/ 493 - 494)، و"الدُّرِّ المنثور" للسُّيُوطِيّ (6/ 603 - 604)، و"فضائل الصحابة" لأحمد بن حَنْبَل (2/ 587 - 588)، و"جامع الأصول"(9/ 155 - 157).

وانظر شواهده في: "مجمع الزوائد"(9/ 167 - 169)، والتفاسير المتقدِّمة.

وقد روى التِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب فضل فاطمة بنت محمد صلَّى اللَّه عليه

ص: 617

وسلَّم (5/ 699) رقم (3871) من طريق شَهْر بن حَوْشَب، عن أُمِّ سَلَمَة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَّلَ على: الحَسَنِ والحُسَيْنِ وعليٍّ وفاطمةَ كِسَاءً، ثم قالَ:"اللَّهُمَّ هؤلاءِ أَهْلُ بيتي وخَاصَّتِي، أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا". فقالت أُمُّ سَلَمَة: وأنا معهم يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: "إنَّك إلى خَيْرٍ". قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء رُوي في هذا الباب. وفي الباب: عن عمر بن أبي سَلَمَة، وأنس بن مالك، وأبي الحَمْرَاء، ومَعْقِل بن يَسَار، وعائشة".

وقد رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 588) رقم (995) من حديث أُمّ سَلَمَة بنحوه مطوَّلًا، وإسناده صحيح.

وروى مسلم في "صحيحه" في فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم (4/ 1883) رقم (2424)، عن السيدة عائشة قالت: خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَاةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أسود، فجاء الحسنُ فَأَدْخَلَهُ، ثم جاء الحُسينُ فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليٌّ فَأَدْخَلَه، ثم قال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .

* * *

1358 -

أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِيّ، حدَّثنا أحمد بن بِشْر بن سعد المَرْثَديّ، حدَّثنا سعد بن زُنْبُور، حدَّثنا إسماعيل بن مُجَالِد، عن عبد الملك بن عُمَير، عن رجاء بن حَيْوَة،

عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّمَا العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ، وإنَّمَا الحِلْمُ بالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَوقَّ الشَّرَّ يُوَقَّهُ".

(8/ 127) في ترجمة (سعد بن زُنْبُور البغدادي).

ص: 618

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا: (إسماعيل بن مُجَالِد بن سعيد الهَمْدَاني الكوفي أبو عمر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 37) وقال: "ثقة".

2 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 74 رقم (92) وقال: "غير محمود".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 49 رقم (37) وقال: "ليس بالقويِّ".

4 -

"الجرح والتعديل"(2/ 200) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس". وقال أبو حاتم "هو كما شاء اللَّه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس هو ممن يكذب بمرَّة، هو وسط".

5 -

"الكامل"(1/ 313) وقال: "هو خير من أبيه مُجَالِد، يُكْتَبُ حديثه".

6 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 182 رقم (276) وقال: "ليس فيه شكَّ، إنَّه ضعيف".

7 -

"الثقات" لابن شاهين ص 28 رقم (15) وفيه عن عثمان بن أبي شَيْبَة: "كان ثقة وصدوقًا وليتني كتبت عنه. . . ". وقال أحمد بن حَنْبَل: "ما أراه إلَّا صدوقًا".

8 -

"تاريخ بغداد"(6/ 245 - 247) وفيه عن أبي داود: إنَّه أثبت من أبيه.

9 -

"تهذيب الكمال"(3/ 184 - 187) وفيه عن البُخَاري: "صدوق".

10 -

"الكاشف"(1/ 77) وقال: "صدوق".

ص: 619

11 -

"معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يُوجب الردَّ" للذَّهَبِيّ ص 70 - 71.

12 -

"التقريب"(1/ 73) وقال: "صدوق يخطئ، من الثامنة"/ خ ت عس.

فحديثه حسن إن شاء اللَّه، خاصة إذا لم ينفرد. وقد تقدَّم في حديث (743) ما يفيد عدم تفرده.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 76) من طريق الدَّارَقُطْنِيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن سعيد، عن يعقوب بن إسحاق، عن صالح بن رُزَيِق، عن ابن مُجَالِد بن سعيد، به، وقال:"ابن مُجَالِد اسمه: إسماعيل. قال السَّعْدِي: ليس محمودًا. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: وقد رُوي من حديث أبي الدَّرْدَاء موقوفًا وهو المحفوظ".

وعزاه في "كنز العُمَّال"(10/ 239) رقم (29266) إلى ابن عساكر. كما عزاه في (10/ 247) رقم (29317) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" إضافة إلى الخطيب.

وقد سبق في حديث (743) الكلام عليه مطوَّلًا.

* * *

1359 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، وجماعة، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثني سَلْم بن سالم البَلْخِي، عن نُوح بن أبي مَرْيَم، عن ثابت البُنَاني،

عن أنس بن مالك قال: سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [سورة يونس: الآية 26]، قال:"للذين أحسنوا العَمَلَ في الدُّنْيَا الحُسْنَى، وهي الجنَّةُ. قال: والزيادةُ: النظرُ إلى وَجْهِ اللَّه الكريم".

ص: 620

(9/ 140) في ترجمة (سَلم بن سالم البَلْخِي أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم تفسيره (الزيادة) الواردة في الآية: أنَّها النظر إلى اللَّه عز وجل.

ففيه صاحب الترجمة: (سَلم بن سالم البَلْخِي) وهو ضعيف، وكذَّبه ابن المُبَارَك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (671).

كما أنَّ فيه: (نُوح بن أبي مَرْيَم المَرْوَزِيّ) وهو متروك الحديث، وكذَّبه ابن عُيَيْنَة وابن المُبَارَك. وسبقت ترجمته في حديث (223).

وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه سَلْم عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البُنَاني عن أنس، وهو خطأ. والصَّواب عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. كذلك رواه حمَّاد بن سَلَمَة وكان أَثْبَتَ النَّاس في ثابتٍ".

التخريج:

رواه ابن عَرَفَة في "جزئه" ص 54 رقم (23)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن ابن عَرَفَة من طريقه المتقدِّم، رواه الدَّارَقُطْنِيّ في كتاب "الرؤية" ص 171 رقم (57)، وابن مَنْدَه في "الرَّدّ على الجَهْمِيَّة" ص 95 رقم (85)، وأبو القاسم اللَّالِكَائِيُّ في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(3/ 456) رقم (779) -وهو مشهور باسم كتاب "السُّنَّة"-، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1173 - 1174) -في ترجمة (سَلْم) - وقال: لعل البلاء فيه من نوح بن أبي مريم، وهو أبو عِصْمَة المَرْوَزِيّ قاضيها فإنَّه أضعف من سَلْم بن سالم.

ص: 621

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(4/ 357) إلى: أبي الشَّيْخِ، وابن مَرْدُوْيَه، وابن النَّجَّار أيضًا.

وقد روى مسلم في الإِيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربَّهم سبحانه وتعالى (1/ 163) رقم (181)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، باب من سورة يونس (5/ 286) رقم (3105)، وابن ماجه في المقدِّمة (1/ 67) رقم (187)، وأحمد في "المسند"(4/ 332 - 333) و (6/ 15 - 16)، وأبو عَوَانَة في "مسنده"(1/ 156)، وابن عَرَفَة في "جزئه" ص 54 - 55 رقم (24)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 205 - 206) رقم (472)، والآجُرِّي في كتاب "الشريعة" ص 261، واللَّالِكَائيّ في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(3/ 455) رقم (778)، وابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 180 - 181، وغيرهم، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت البُنَاني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صُهَيْبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ يقولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: تُريدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيقولونَ: ألم تُبيِّض وجُوهَنَا؟ ألم تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قال فَيَكْشِفُ الحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شيئًا أَحَبَّ إليهم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عز وجل، ثم تَلَا هذه الآيةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [سورة يونس: الآية 26] ".

وآخره عند ابن أبي عاصم واللَّالِكَائي: "فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة"، وإسناده صحيح.

وانظر -إن شئت- في تفسير الآية وما وَرَدَ فيها من أحاديث وآثار، وأنَّ المراد من الزيادة: هو النظر إلى اللَّه تعالى: "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(3/ 454 - 463)، و"الرؤية" للدَّارَقُطْنِيّ رقم (43 و 44 و 45 و 46 و 57 و 58)، و"التوحيد" لابن خُزَيْمَة ص 180 - 184، و"تفسير الطبري"

ص: 622

(15/ 63 - 69)، و"الدُّرّ المنثور"(4/ 356 - 360)، و"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" للإمام ابن القَيِّم ص 263 - 265.

* * *

1360 -

أخبرنا الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال، حدَّثنا محمد بن عمرو البُخْتَرِيّ الرَّزَّاز -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزَّان، حدَّثنا سَلْم بن إبراهيم، حدَّثنا سعيد بن محمد الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَحْسِنُوا إلى المَاعِزِ وامْسَحُوا عنها الرُّغَام، فإنَّها مِنْ دَوَابِّ الجَنَّةِ، مَا مِنْ نَبِيٍّ إلَّا وَقَد رَعَى". قالوا: وَأَنْتَ؟ قال: "وَأَنَا قَدْ رَعَيْتُ الغَنَمَ".

(9/ 145) في ترجمة (سَلْم بن إبراهيم الورَّاق).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والشطر المتعلِّق برعي الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام الغَنَمَ، مروي في "الصحيحين" من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.

ففيه صاحب الترجمة (سَلْم بن إبراهيم الورَّاق البَصْري أبو محمد) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(4/ 269) -وقد ترجم له باسم (سَلْم بن محمد الورَّاق) - وفيه عن أبي حاتم: "سألت يحيى بن مَعِين عنه، فلم يرضه وتكلَّم فيه". وقال أبو حاتم: "شيخ".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 420 - 421).

3 -

"تاريخ بغداد"(9/ 145) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب".

4 -

"المغني"(1/ 272) وقال: "ضعَّفه ابن مَعِين، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".

ص: 623

5 -

"اللسان"(3/ 65) -باسم (سَلْم بن محمد الورَّاق) - وقال: "هو سَلْم بن إبراهيم أبو محمد الورَّاق".

6 -

"التقريب"(1/ 313) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ د ق.

كما أنَّ في إسناده: (سعيد بن محمد الزُّهْرِيّ)، وقد ترجم له في "الجرح والتعديل" (4/ 58) وفيه عن أبي حاتم:"روى عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، روى عنه مسلم بن إبراهيم. . . ليس بمشهور، وحديثه مستقيم، إنَّما روى حديثًا واحدًا". وترجم له في "اللسان"(3/ 42) -وهو من زوائده على "الميزان"- ونقل، قول أبي حاتم ولم يزد.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 113) رقم (1329) -من كشف الأستار- مختصرًا، من طريق مسلم

(1)

بن إبراهيم، عن سعيد بن محمد، عن الزُّهْرِيّ

(2)

، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن أبي هريرة -فيما أعلم- مرفوعًا بلفظ:"أحسنوا إلى الماعز، وأميطوا عنها الأذى، فإنَّها من دوابِّ الجنَّةِ". وقال: "لا نعلمُ رواه بهذا الإِسناد إلَّا سعيد بن محمد، ولم يُتَابَعْ عليه".

قال في "المجمع"(4/ 66): "رواه البزَّار، وأعلَّه بسعيد بن محمد، ولعلَّه الورَّاق، فإنَّ كان هو الورَّاق فهو ضعيف".

(1)

صوابه "سَلْم".

(2)

هكذا في "كشف الأستار": "سعيد بن محمد، عن الزُّهْرِيّ، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد". وعند الخطيب كما تقدَّم: سعيد بن محمد الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب". و (سعيد بن محمد الزُّهْرِيّ) روي عن ابن شهاب الزُّهْرِيّ كما تقدَّم عن أبي حاتم، ولا تعرف له رواية عن سعيد بن المسيَّب. فالظَّاهر أن ما في "كشف الأستار" هو الصواب، واللَّه أعلم.

ص: 624

أقول: سعيد بن محمد، هو (الزُّهْرِيّ) كما صرَّح به الخطيب في سياق إسناده، وفي ترجمته لـ (سَلْم بن إبراهيم الورَّاق) أيضًا. أمَّا (سعيد بن محمد الورَّاق) فمتأخر، من صغار الطبقة الثامنة. انظر "تهذيب الكمال"(11/ 47 - 50). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1331).

كما رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 114) رقم (1330) -من كشف الأستار- مختصرًا أيضًا من طريق يزيد بن عبد الملك، عن داود بن فَرَاهِيج، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"أكرموا المِعْزَى، وامْسَحُوا رُغَامَهَا، فإنَّها من دَوَابِّ الجَنَّةِ". وقال: "لا نَعلمُ رواه عن داود عن أبي هريرة إلَّا يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِي وليس بالحافظ وإن كان قد روى عنه جماعة كثيرة".

قال في "المجمع"(4/ 66) بعد أن عزاه له: "وفيه يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِي وهو متروك". أقول: بل هو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1531).

وفيه (داود بن فَرَاهِيج المدني) وقد ضُعِّفَ أيضًا. وسبقت ترجمته في حديث (359).

أمَّا الشطر الثاني المتعلِّق برعي الأنبياء -عليهم أفضل الصلاة والتسليم- الغَنَمَ، فإنَّه مروي في "الصحيحين" من حديث جابر رضي الله عنه.

فقد روى البخاري في الأطعمة، باب الكَبَاث، وهو وَرَقُ الأَرَاك (9/ 575 - 576) رقم (5453) -واللفظ له-، ومسلم في الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكَبَاث (5/ 1621) رقم (2050)، وأحمد في "المسند"(3/ 326)، وأبو عَوَانَة في "المسند"(5/ 412 و 413)، عن جابر بن عبد اللَّه قال: كُنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمَرِّ الظَّهْرَانِ، نَجْنِي الكَبَاثَ، فقال:"عليكم بالأسودِ منه، فإنَّه أَيْطَبُ"

(1)

. قالوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الغَنَمَ؟ قال: "نَعَمْ. وهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إلَّا رَعَاهَا".

(1)

قوله: "أَيْطَبُ": هو لغة بمعنى أطيب، وهو مقلوبه. كما قالوا: جَذْبٌ، وجَبْذٌ. "فتح الباري"(9/ 576).

ص: 625

وقد ورد من غير حديث جابر. انظر "مجمع الزوائد"(8/ 229 - 230).

غريب الحديث:

قوله: "وامْسَحُوا عنها الرُّغَام". المشهور والمروي بالعين المهملة (الرُّعَام)، وهو مُخَاطُ الخيل والشَّاءِ أو أعمُّ. والجمع:(أَرْعِمَةٌ). انظر: "النهاية"(2/ 239)، و"لسان العرب" مادة (رغم)(12/ 247)، و"القاموس المحيط" مادة (رعم) ص (1439).

* * *

1361 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد المُنَادي، حدَّثنا سَلْم بن قَادِم، وداود بن رُشَيْد -واللفظ لسَلْم-، قالا: حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، حدَّثني أبو جعفر الرَّازي، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كَيْسَان، عن ابن لعثمان بن عفَّان،

عن عثمان بن عفَّان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بريدُ سَفَرًا، فقالَ حينَ يَخْرُجُ: بِسْمِ اللَّهِ، آمنتُ باللَّهِ، واعْتَصَمْتُ باللَّه، وتَوَكَّلْتُ على اللَّهِ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، رُزِقَ خَيْرَ ذلك المَخْرَجِ، وَصُرِفَ عنهُ شَرُّ ذلكَ المَخْرَجِ".

(9/ 145 - 146) في ترجمة (سَلْم بن قَادِم أبو اللَّيْث).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وذلك لجهالة اسم ولد عثمان بن عفَّان رضي الله عنه.

و (أبو جعفر الرَّازي) هو (عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان التَّمِيميّ): مشهور بكنيته، وحديثه حسن إن شاء اللَّه إذا لم يُخَالِفْ فيه. وقد سبقت ترجمته في حديث (787).

ص: 626

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 65) من طريق أبي جعفر الرَّازي، عن عبد العزيز بن عمر، عن صالح بن كَيْسَان، عن رجل، عن عثمان بن عفَّان، به. ولفظ أوله عنده:"ما من مسلمٍ يخرجُ من بيته يريد سفرًا أو غيره. . . . ".

ورواه أبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 231 رقم (491) من الطريق المتقدِّم إلَّا أنَّ فيه: "عن ابنٍ لعثمان بن عفَّان رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم" دون ذكرٍ لأبيه عثمان.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 128): "رواه أحمد عن رجل عن عثمان، وبقية رجاله ثقات".

ومثله في "الترغيب والترهيب" للمُنْذِريّ (2/ 458).

* * *

1362 -

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر الإمام -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عمر بن حفص السَّدُوسِي، حدَّثنا سَلْم بن المغيرة الأَزْدِي قال: حدَّثنا مصعب بن مَاهَان، حدَّثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه،

عن عائشة قالت: تَوَضَّأْتُ أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من إِنَاءٍ واحدٍ قد أَصَابَتْهُ الهِرَّةُ قَبْلُ.

(9/ 146) في ترجمة (سَلْم بن المغيرة الأَزْدِيّ أبو حَنِيفة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (سَلْم بن المغيرة الأَزْدِيّ أبو حَنِيفة)، فقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"ليس بالقويِّ". وترجم له الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(3/ 65) وذكر تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ له، ولم يزد.

ص: 627

كما أنَّ فيه أيضًا: (مصعب بن مَاهَان المَرْوَزِيُّ العَسْقَلَانِيُّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 198) وقال: "له عن الثَّوْري غير حديث لا يُتَابَعُ عليها".

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 308 - 309) وفيه عن أحمد بن أبي الحَواري: "كان أُمِّيًّا لا يكتب". وقال أحمد بن حنبل: "كان رجلًا صالحًا -وأثنى عليه خيرًا- كان حديثه مُقَارِبًا، فيه شيء من الخطأ". وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال مرَّةً: "ثقة عابد".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 175).

4 -

"الكامل"(6/ 2360) وقال: "حدَّث عن الثَّوْري وغيره بأسانيد ومتون لا تُعْرَفُ ولا يرويها غيره". وقال أيضًا: "ولمصعب بن مَاهَان عن الثَّوْري نسخة طويلة".

5 -

"التهذيب"(10/ 164) وفيه عن ابن وضَّاح: "ثقة".

6 -

"التقريب"(2/ 252) وقال: "صدوق عابد كثير الخطأ، من الثامنة"/ مد.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث عن سفيان الثَّوْري: مصعب بن مَاهَان. ولم أره إلَّا من حديث سَلْم بن المغيرة عنه. ورواه عبد اللَّه بن وَهْب عن الثَّوْري عن حارثة بن أبي الرِّجَال عن عَمْرَة عن عائشة، ورواه مُؤَمَّل بن إسماعيل وعمرو بن محمد بن أبي رَزِين عن الثَّوْري عن ابن أبي الرِّجَال عن أُمِّه عَمْرَةَ عن عائشة".

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 102) رقم (356)، عن الثَّوْرِيِّ، عن حارثة بن أبي الرِّجَال، عن عَمْرَة، عن عائشة، به.

ص: 628

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 69)، من طريق ابن أبي زَائِدَة، عن حارثة بن أبي الرِّجَال، به.

ومن هذا الطريق رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 612) -في ترجمة (حارثة بن أبي الرِّجَال) -.

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في (1/ 69) من "سننه"، من طريق قيس بن الرَّبيع، عن الهيثم الصرَّاف، عن حارثة، عن عَمْرَة، عن عائشة قالت:"كنتُ أغتسلُ أنا والنبيّ صلى الله عليه وسلم من إناءٍ قد أصابت منه الهِرَّة قَبْلَ ذلك".

ورواه الحافظ الخطيب في "تاريخه"(11/ 437)، من طريق عليّ بن شَاذَان، عن شُجَاع بن الوليد، عن حارثة، عن عروة، عن عائشة، به.

و(شَاذَان) ضعيف كما قاله الدَّارَقُطْنِيُّ في "سؤالات الحاكم" له ص 124 رقم (129).

أقول: في إسناده عندهم جميعًا (حارثة بن أبي الرِّجَال الأنصاري البُخَاري المدني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 95) وقال: "ضعيف"، وقال مرَّةً:"ليس هو بثقة".

2 -

"التاريخ الكبير" للبُخَاري (3/ 94) وقال: "منكر الحديث".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 77 رقم (115) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(3/ 255 - 256) وفيه عن أحمد: "ضعيف ليس بشيء". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "واهي الحديث ضعيف الحديث".

5 -

"المجروحين"(1/ 268) وقال: "كان ممَّن كثر وهمه، وفحش خطؤه".

ص: 629

6 -

"الكامل"(2/ 616 - 617) وقال: "بعض ما يرويه منكر لا يُتَابَعُ عليه".

7 -

"التقريب"(1/ 145) وقال: "ضعيف، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين -يعني ومائة-"/ ت ق.

* * *

1363 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصَّلْت الأَهْوَازي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ، حدَّثنا سَلْم بن جُنَادَة، حدَّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ فإنَّهُنَّ يَأْتِينَ بالمَالِ".

"قال أبو السَّائب سَلْم بن جُنَادَة في موضع آخر: عن هشام، عن أبيه. وليس فيه عن عائشة".

(9/ 147) في ترجمة (سَلْم بن جُنَادَة بن سَلْم السُّوَائِيُّ الكوفي أبو السَّائب).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات، عدا شيخ الخطيب (أحمد بن محمد الأَهْوَازِيّ أبو الحسن)، فقد ترجم له في "تاريخه" (4/ 370) وقال:"كان صدوقًا صالحًا". وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 55): "شيخ الخطيب، ليَّنه البَرْقَاني".

وقد رَجَّحَ الحافظ الدَّارَقُطْنِيُّ إرْسَالَه كما سيأتي.

وصاحب الترجمة (سَلْم بن جُنَادة السُّوَائي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 313): "ثقة ربما خالف"/ ت ق.

و (أبو أسامة) هو: (حمَّاد بن أسامة القُرَشي الكوفي): حجَّة عالم أخباري مشهور بكنيته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (228).

ص: 630

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 161)، والبزَّار في "المسند"(2/ 149) رقم (1402) -من كشف الأستار-، من طريق سَلْم بن جُنادة، عن أبي أسامة، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه، لتفرد سَلْم بن جُنَادَة بسنده، وَسَلْمٌ: ثقة مأمون". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: (سَلْم بن جُنَادَة) لم يخرِّج له البخاري ومسلم في "صحيحيهما"، فهو ليس على شرطيهما. انظر "تهذيب الكمال"(11/ 218).

وقال البزَّار: "رواه غير واحد مرسلًا، ولا نعلم أحدًا قال فيه عن عائشة إلَّا أبو أسامة".

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 255) بعد أن عزاه للبزَّار: "رجاله رجال الصحيح خلا سَلْم بن جُنَادَة

(1)

، وهو ثقة".

ورواه أبو داود في "المراسيل" ص 140 عن أبي تَوْبَة الرَّبيع بن نافع، عن أبي أسامة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه مُرْسَلًا.

ورجاله ثقات رجال الشيخين.

وكذلك رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(4/ 127) عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه مُرْسَلًا.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 117): إنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ رَجَّحَ الرواية المرسلة على الرواية الموصولة.

والحديث ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 50) رقم (2290) عن عائشة مرفوعًا.

(1)

صُحِّفَ في "المجمع" إلى: "مسلم بن جياد".

ص: 631

وعزاه المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 241) إلى الدَّارَقُطْنِيّ وابن مَرْدُوْيَه أيضًا.

أقول: رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في غير "سننه"، فإنَّه ليس فيه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1364 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو محمد سفيان بن هارون بن سفيان القاضي، حدَّثنا فَضْل بن سهل الأَعْرَج، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن الزُّبَيْر بن عدي،

عن مصعب بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا خَضِرَةٌ رَطْبَةٌ".

"قال لنا (زيد) مرَّةً: عن سعد".

(9/ 186) في ترجمة (سفيان بن هارون بن سفيان القاضي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق بلفظ: "إنَّ الدُّنْيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ".

فهو من هذا الطريق مرسل، فـ (مصعب بن سعد بن أبي وقَّاص الزُّهْرِيُّ): تابعي ثقة روى له أصحاب الكتب الستة، وكانت وفاته سنة (103) للهجرة. انظر "التهذيب"(10/ 160).

كما أنَّ في إسناده (زيد بن الحُبَاب العُكْلِيّ أبو الحسين) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 113 رقم (342) وقال: "ثقة".

2 -

"الجرح والتعديل"(3/ 561 - 562) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق صالح الحديث". وقال ابن المَدِيني: "ثقة".

ص: 632

3 -

"الكامل"(3/ 1065 - 1066) وفيه عن ابن مَعِين: "أحاديث زيد بن الحُبَاب عن سفيان الثَّوْري مقلوبة". وقال ابن عدي: "والذي قاله ابن مَعِين أنَّ أحاديثه عن الثَّوْري مقلوبة، إنما له عن الثَّوْري أحاديث تشبه بعض تلك الأحاديث يستغرب بذلك الإسناد، وبعضه يرفعه ولا يرفعه

(1)

، والباقي عن الثَّوْري وعن غير الثَّوْري مستقيمة كلَّها".

4 -

"تاريخ بغداد"(8/ 442 - 444) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كان صدوقًا، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ". وفيه عن ابن مَعِين: "كان يقلب حديث الثَّوْري ولم يكن به بأس".

5 -

"الكاشف"(1/ 265) وقال: "لم يكن به بأس، قد يَهِمُ".

6 -

"التقريب"(1/ 273) وقال: "صدوق يخطئ في حديث الثَّوْري، من التاسعة، مات سنة ثلاثين ومائتين"/ م 4.

التخريج:

عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 412) إلى الحاكم في "تاريخه" عن سعد بن أبي وقَّاص بلفظ: "الدُّنْيَا حُلْوَةٌ رَطْبَةٌ".

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 232) رقم (3115) عن سعد بلفظ "الجامع الكبير".

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 545) بعد عزوه للدَّيْلَمِيِّ: "وفيه مصعب بن سعيد أورده الذَّهَبِيُّ في "الضعفاء"، وقال: خرَّجه ابن عدي. ورواه عنه الحاكم أيضًا، ومن طريقه وعنه أورده الدَّيْلَمِيّ".

أقول: الذي في "ديوان الضعفاء" للذَّهَبِيِّ ص 299 رقم (4133): "مصعب بن سعيد المَصِّيْصِيّ: تكلَّم فيه ابن عدي، سمع ابن المبارك". وترجم له

(1)

هكذا في "الكامل" المطبوع! وفي "التهذيب"(3/ 404): "وبعضها ينفرد برفعه".

ص: 633

الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 119 - 120)، و"المغني في الضعفاء"(2/ 660)، وليس فيهما ما ذكره المُنَاوي عنه. ويغلب عندي أنَّ قوله:"خرَّجه ابن عدي" تحريف عن قوله: "تكلَّم فيه ابن عدي". ويؤكِّده أنَّ ابن عدي في "الكامل"(6/ 2362 - 2363) في ترجمة (مصعب بن سعيد المِصِّيْصِيّ) لم يذكر هذا الحديث، واللَّه أعلم.

وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 504)، و"مجمع الزوائد"(10/ 246 - 247)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 161 - 163).

ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم مطوَّلًا في الذِّكْرِ والدُّعاء، باب أكثر أهل الجنَّة الفقراء. . . (4/ 2098) رقم (2742)، وغيره، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا بلفظ:"إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فيها، فَيَنْظُرُ كيف تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا واتَّقُوا النِّسَاءَ، فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بني إسرائيلَ كانت في النِّسَاءِ".

* * *

1365 -

أخبرنا أبو المُظَفَّر محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ، أخبرنا زَاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، حدَّثنا محمد بن المسيَّب، حدَّثنا السَّرِيّ بن مَرْثَد -أو مزيد، لم يكن مضبوطًا في كتاب أبي المظفَّر فصيَّرته بالشكِّ- قال: حدَّثنا طاهر بن محمد الزُّبَيْرِيّ، حدَّثني أبي، حدَّثنا أبو سعيد بن عَوْذ، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: نَهَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عنِ النَّوْمِ قَبْلَ العِشَاءِ، وعَنِ الحَدِيثِ بَعْدَهَا.

(9/ 193) في ترجمة (السَّرِيّ بن مَرَثْدَ -أو مزيد- البغدادي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وهو في "الصحيحين" من حديث أبي بَرْزَة الأسلمي بلفظ: "كان يكرهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ والحديثَ بَعْدَهَا".

ص: 634

ففيه (أبو سعيد بن عَوْذ المُكْتِب المَكِّي، واسمه: رجاء بن الحارث) وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(7/ 2754 - 2755) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس". وقال ابن عدي: "مقدار ما يرويه غير محفوظ".

2 -

"ميزان الاعتدال"(4/ 530) وقال: "ضُعِّفَ. روى أحمد بن أبي مريم عن ابن مَعِين: ليس به بأس. وروى غيره عن ابن مَعِين: ضعيف".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (السَّرِيُّ بن مَرْثَد -أو مزيد- البغدادي) لم يذكره الخطيب بجرح أو تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 96) رقم (11161) عن المَعْمَرِيّ، عن طاهر بن أبي أحمد الزُّبَيْرِيّ، عن أبيه، به.

أقول: شيخ الطبراني (المَعْمَرِيّ) هو: (الحسن بن عليّ بن شَبيب)، وقد استقر الحال آخرًا على توثيقه كما قاله الحافظ في "اللسان"(2/ 225). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1198).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 315): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو سعيد بن عَوْذ

(1)

المَكِّي ولم أجد من ذكره".

أقول: تقدَّمت ترجمته وأنَّه ضُعِّفَ.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2754) -في ترجمة (أبي سعيد بن

(1)

صُحِّفَ في "المعجم الكبير"(11/ 96)، و"مجمع الزوائد"(1/ 315)، و"فيض القدير" (6/ 325) إلى:"عود" بالدال المهملة. والتصويب من "تبصير المنتبه"(3/ 976)، و"تاريخ بغداد"(9/ 193)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 530).

ص: 635

عَوْذ) - من طريق إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ، عن أبي أحمد، عن أبي سعيد بن عَوْذ، به. ولفظه عنده:"نهى عن النَّومِ قَبْلَهَا والحديث بعدها".

قال ابن عدي: "حدَّثنا السَّاجِيُّ قال: حدَّثنا إبراهيم بن سعيد بإسناده موقوفًا".

وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(6/ 262)، و"مجمع الزوائد"(1/ 314 - 315).

ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في المواقيت، باب ما يكره من النوم قبل العِشَاءِ (2/ 49) رقم (568) -واللفظ له-، ومسلم في المساجد باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها. . . (1/ 447) رقم (647) -مطوَّلًا-، وغيرهما، عن أبي بَرْزَة الأَسْلَمِيّ رضي الله عنه:"أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ والحَدِيثَ بَعْدَهَا".

وانظر -إن شئت- في معنى الحديث وفقهه: "فتح الباري"(2/ 49) و (2/ 72 - 73) -في مواقيت الصلاة، باب ما يكره من السَّمَر بعد العِشَاءِ-.

* * *

1366 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا حامد بن محمد بن عبد اللَّه الهَرَوي، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو الأَحْوَص محمد بن حَيَّان، حدَّثنا أبو معاوية، حدَّثنا سَلَّام بن صَبِيح، عن منصور بن زَاذَان، عن ابن سِيْرِين،

عن أبي هريرة قال: ذُكِرَتِ القبائلُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول اللَّه: ما تقولُ في هَوَازن؟ فقال: "زَهْرَةٌ تَيْنَعُ". قالوا: فما تقول في بني عامر؟ قال: "جَمَلٌ أَزْهَرُ يأكلُ مِنْ أطرافِ الشَّجَرِ". قالوا: ما تقولُ في تَمِيم؟ قال فقال: "يأبى اللَّهُ لبني تَمِيمٍ إلَّا خيرًا، ثبتُ الأقدامِ، عِظَامُ الهَامِ، رُجُحُ الأحلامِ،

ص: 636

هضبةٌ حمراءُ، لا يضرُّها من ناوأها، أشدُّ النَّاس على الدَّجَّالِ

(1)

في آخر الزمان".

(9/ 195) في ترجمة (سلَّام بن صَبِيح المَدَائِني).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (سلَّام بن صبيح المَدَائِني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(9/ 194 - 195) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 295 - 296) وقال: "شيخ، يروي عن منصور بن زَاذَان". وذكر الحديث المتقدِّم مختصرًا.

3 -

"الميزان"(2/ 179 - 180) وقال: "شيخ مَدَائِني، تفرَّد عنه أبو معاوية الضرير بإسناد قوي إليه عن منصور بن زاذان. . . " وساق الحديث المتقدِّم، ثم قال:"رواه الخطيب في "تاريخه" عن أبي عليّ بن شَاذَان. . . . ". وذكر إسناد الخطيب السابق. وقال عن سلَّام بن صَبِيح: "وأنا أحسبه سَلَّامًا الطَّويل الوَاثِقي". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 85).

أقول: (سلَّام الطويل) متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374). فإن لم يكن هو، فإنه مجهول، واللَّه أعلم.

و(أبو معاوية) هو (الضَّرير، محمد بن خازم): ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (424).

(1)

في المطبوع: بالراء المهملة، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 163، و"العلل المتناهية"(1/ 300)، و"الأمثال" للرَّامَهُرْمُزِيّ ص 236، و"الحِلْيَة"(3/ 61)، وغيرها.

ص: 637

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 18 - 19) رقم (3596) -، والرَّامَهُرْمُزِيّ في "الأمثال" ص 235 - 236 رقم (114)، من طريق أبي معاوية، عن سلَّام بن صَبِيح، به وعند الطبراني:"زهرة تنبع ماءً".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 43): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سلَّام صَبِيح وثَّقه ابن حِبَّان، وبقية رجاله رجال الصحيح".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(4/ 84 - 85) -في ترجمة (محمد، بن شُجَاع النَّبْهَاني المَرْوَزِيّ) - من طريق هَدِيَّة بن عبد الوهاب، عن محمد بن شُجَاع النَّبْهَاني، عن منصور بن زاذان، به، بلفظ:"سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن قبائل العرب، فإمَّا شُغِلُوا عنه، وإمَّا شُغِلَ عنهم. قال: ثم سألوه عن بني عامر: قال: "جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر". قال: ثم سألوه عن غطفان، فقال: "رهوة تتبع ماء

(1)

". ثم سألوه عن بني تميم، فقال: "هضبة حمراء لا يضرها من عاداها". فكان بعض من عنده تناول من بني تميم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم "أبى

(2)

اللَّه لبني تميم إلَّا خيرًا. هم ضخام الهام، ثبت الأقدام، رُجُحُ الأحلام، أشدُّ النَّاس قتالًا للدَّجَّال

(3)

، وأنصار الحق في آخر الزمان".

أقول: في إسناده: (محمد بن شُجَاع النَّبْهَاني المَرْوَزِيّ)، ترجم له العُقَيْلِي

(1)

هكذا في "الضعفاء" المطبوع، وفي "العلل" لابن الجَوْزي (1/ 300) -وهو يرويه عن العُقَيْلِي-:"رهوة تبغي ماء". وفي "الحِلْيَة"(3/ 60)، و"المطالب العالية" (4/ 160):"زهرة تنبع ماءً".

(2)

سقطت من المطبوع. وهي مثبتة في "العلل" لابن الجَوْزي (1/ 300)، وهو يرويه عن العُقَيْلِي.

(3)

صُحِّفَ في "الضعفاء" إلى "الرجال".

ص: 638

في "الضعفاء"(4/ 84 - 85) وفيه عن ابن المبارك: "ليس بشيء ولا يعرف الحديث". وقال البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 115): "سكتوا عنه". وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 577): "قال غير واحد: متروك". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 169): "ضعيف من الثامنة"/ تمييز.

وقال العُقَيْليُّ عقب روايته للحديث المتقدِّم: "الرواية في هذا الباب فيها لِيْنٌ وضَعْفٌ، وليس فيها شيء صحيح".

أقول: هذا الإِطلاق موضع نظر، حيث إنَّ الخطيب يروي بإسناد صحيح عن أبي هريرة مرفوعًا:"رأيت جَدَّ بني عامر جَمَلًا آدم مقيَّدًا بعُصُمٍ يأكلُ من سِدْرَةٍ". وسيأتي برقم (1732).

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 300) عن العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن المبارك والبخاري: محمد بن شجاع ليس بشيء". ثم نقل قول العُقَيْلِي السابق في لين وضعف أحاديث هذا الباب.

أقول: قول ابن الجَوْزي أنَّ البخاري قال في (محمد بن شُجَاع): "ليس بشيء"، فيه تساهل، ولفظ البخاري -كما تقدم-:"سكتوا عنه". وهو مصطلح يعني عنده: أنَّهم تركوا حديثه. انظر: "الموقظة في علم مصطلح الحديث" للذَّهَبِيِّ ص 83، و"فتح المغيث" للسَّخَاوِيِّ (1/ 344).

وبلفظ العُقَيْلِيّ، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 60 - 61)، من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن سلَّام بن سَلْم، عن زيد العَمِّيّ، عن منصور، به، وقال:"غريب من حديث منصور، تفرَّد به أبو النضر عن سلَّام".

أقول: في إسناده (زيد بن الحَواري العَمِّيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).

ص: 639

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 160) رقم (4232) وعزاه للحارث بن أبي أسامة في "مسنده".

* * *

1367 -

أخبرني أبو الفرج الحسين بن عبد اللَّه بن أحمد المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن جعفر القَطِيعي -إملاءً-، حدَّثنا إدريس بن عبد الكريم المُقْرِئ، حدَّثنا خَلَف بن هشام، حدَّثنا سلَّام الطَّويل الخُرَساني، عن زيد العَمِّيّ، عن معاوية بن قُرَّة،

عن مَعْقِل بن يَسَار، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّه لا يَأْذَنُ لشيءٍ مِنْ أَهْلِ الأرضِ إلَّا لأَذَانِ المُؤَذِّنِينَ، والصَّوْتِ الحَسَنِ بالقُرْآنِ".

(9/ 195) في ترجمة (سَلَّام بن سَلْم -ويقال: ابن سُلَيْم- التَّمِيمي الطَّويل أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (سَلَّام بن سَلْم -أو سُلَيْم- التَّمِيميّ الطَّويل) وهو متروك. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش: كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).

كما أنَّ فيه (زيد بن الحَوَاري العَمِّيّ البَصْرِي) وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (374).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 393 - 394) عن الخطيب من طريقه المتقدّم، وقال:"هذا حديث لا يَصِحُّ". وأعلَّه بـ (سلَّام) و (زيد).

وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 679) رقم (20879) إلى الخطيب وحده.

تَمَّ المجلَّد السادس بعون اللَّه تعالى وفضله

ص: 640